كما أن جماعة التبليغ يرون أن طريقة السلف بالحكم على المشركين بالشرك والمبتدعين بالبدعة ... الخ شدة وقسوة وطريقة فاشلة وليست من الحكمة في الدعوة، والدعوة التبليغية تمنع التفريق بين الموحد والمشرك والمبتدع والعاصي، فالمنهج عندهم ترك الناس وما يعتقون إذ المهم عندهم هو تطبيق طقوس ومبادئ معينة تقوم عليها هذه الدعوة.
12. زعمهم بأن التوحيد والأحكام خلافية وتعليمها والدعوة إليها تفرق المسلمين وتنفرهم عن الدعوة وليست من الحكمة في الدعوة إلى الله، وما ذلك إلا ذر للرماد في العيون حتى لا ينكشف عداؤهم لمنهج السلف المتبع في بلادنا.
13. يقولون أنهم الآن في الفترة المكية التي لا جهاد فيها ضحكًا على المسلمين، وأن خروجهم هو الجهاد في سبيل الله بل هو عندهم أجل الطاعات وأعظم القربات، وبه يوحد الشخص ويقوى إيمانه، ويصرفون إليه جميع النصوص الواردة في الجهاد، وينكرون جهاد الأفغان، ويحاولون إخراج المجاهدين من جهادهم إلى خروج التبليغ. ()
14. لا ينهون عن المنكر أبدًا، ويعترفون بذلك، ولا يأمرون بالمعروف على الوجه الصحيح، ويرون أن النهي عن المنكر ينفّر المسلمين، ويفرقهم وأنه ليس من الحكمة في الدعوة إلى الله.
15. يلقنون الأتباع أشياء كثيرة فاسدة من عقائدهم منها أن التوكل لا يتم إلا بترك الأسباب بدعوى أنها لا تأثير لها وأن فعل الأسباب يقدح في صحة التوكل، وبذلك أثّروا على كثير من الناس فتركوا وظائفهم الحكومية وأعمالهم التجارية وأثّروا على الشباب فتركوا دراساتهم العلمية بدعوى التوكل وأن من خرج في هذه الدعوة وطبق منهجها يكفى كل شيء ويأتيه رزقه من حيث لا يحتسب ولو لم يعمل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إنهم تمكنوا من التأثير على الأطفال الأحداث فأخذوهم من مدارسهم وفصولهم عن آبائهم وأمهاتهم وأسرهم، وخرجوا معهم على طريقتهم.
ومعلوم ما يترتب على ذلك من ضياع وضلال وفساد وما يترتب على خروج هؤلاء الأحداث من مفاسد ومخاطر لا يعلم مداها إلا الله.
16. يملأون أذهان الأتباع بالحكايات التي كلها افتراءات وما يدّعون من كرامات وما ينسجون من خرافات ويضيفونها إلى الإسلام زورًا وبهتانًا ويدعمونها بأحاديث موضوعة وضعيفة، والغرض من ذلك شدّهم وربطهم بالدعوة ومشايخها وأمرائها وفصلهم عن كل شيء لهم به تعلّق.
17. يلقنونهم في الأسماء والصفات عقائد الماتريدية والأشعرية وينكرون أن توحيد العبادة هو معنى لا إله إلا الله.
18. يربطونهم بعلم لدنّي ومراقبات ويكشفون عليهم التخويف حتى ربما يفقد بعضهم العقل أو يكاد.
19. يتعصبون لمذهب الحنفية تعصّبًا مقيتًا أعمى، بحيث لا يقبلون النصوص والأدلة من الكتاب والسنة إذا خالفت المذهب.
20. يعتقدون ضلال ونقص إيمان كل من لم يدخل في دعوة التبليغ وأن المسلمين جميعًا محل لدعوتهم كالكفار سواء بسواء.
21. يظن بعض من الناس أن تأثيرهم على العصاة فقط والواقع أنهم يؤثرون على المستقيمين أيضًا بشكل أكثر، خصوصًا في بلادنا فيصفونهم عن منهج السلف المستقيم إلى منهج التبليغ العقيم القائم على البدعة والضلالة.
22. يتصور بعض الناس أنهم جهال بسطاء لا يشكّلون خطرًا على أحد والحقيقة والواقع أنهم دعاة على بصيرة في أصول دعوتهم الخرافيّة جمدوا على تلك الأصول بدون نظر إلى الأدلة الشرعية والعلم، والمخالف لها تنبذه الجماعة لأنه خالف الأصول وعندهم مبدأ خطير وهو أن الغاية تبرر الوسيلة فيرون جواز الوصول إلى أهدافهم ولو بارتكاب ما يخالف الشرع من الكذب والتزوير والوعود الكاذبة فإنهم ينتقدون يعدون بتغيير ما هم عليه وما في كتبهم من التصوّف والضلال والافتراء وغير ذلك مما لا يتفق مع الدين ولا يوفون بوعودهم.
ومهما تكن في امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
23. يقولون أن الناس ما عدا التبليغيين أنهم مفتونون: الحكام مفتونون برئاستهم، والتجار مفتونون بتجارتهم، والموظفون مفتونون بوظائفهم ... الخ. والمشايخ لم ينتفعوا بعلمهم وأخلدوا إلى الراحة وتركوا الدعوة والخروج، فهم مفتونون، ويقولون لمن تبعهم من الجهلة وأشباههم أما أنتم فقد سلمكم الله من الفتنة ووفقكم للإيمان ومع قلّة علمكم ضحيتم بالدنيا وتركتموها وأهلها وخرجتم في سبيل الله ولذلك فكلامكم له تأثير على الناس لأن الكلام الذي يخرج من القلب يدخل إلى القلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
24. من قيام جماعة التبليغ في المملكة إلى اليوم والخلاف قائم معها من قبل العلماء والمشايخ وطلبة العلم فيما فيهم لجنة الفتوى في البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. كما سنذكر ذلك قريبًا وقد أشار إلى هذا الخلاف الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن في ردّه على إنعام الحسن الرئيس الحالي للجماعة وكان قدم في نقد الجماعة بحثان علميّان في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وسنشير إليهما فيما بعد إن شاء الله.
25. كل الذي ذكرناه وغيره من فكر ومناهج وعقائد أولئك المتصوفة يعمله أو بعضه من تأثّر بهم من العوام والجهلة وأشباههم في بلادنا وهو لا يشعرون بفساده، ويتحمسون في الدعوة إليه متصوّرين كما صوّروا لهم أنهم دعاة إلى هدى وما يقومون به من الدعوة إلى الله – بزعمهم لهم – لم يقم به المشايخ: أصحاب البشوت والكراسي الدوارة والذين هم سلاطين- هكذا يقولون لهم-، وهم لا يحسنون أن يدعوا إلا على طريقتهم لأنهم جهلة وأشباههم، لا فرقان لديهم ولا يحسنون إلا ما تعلّموه منهم، وما درّبوهم عليه، وهم الآن الذين يقومون بدور دعاة التبليغ في هذه البلاد، ولهم تنظيم سري محكم ودقيق ولهم انتشار عظيم في مختلف المدن بل وحتى القرى والبوادي، ولهم رؤساء في كل منطقة من مناطق المملكة يتحركون بأوامر سعيد أحمد الموجود في المدينة النبوية وبتوجيه من الرئيس العام إنعام الحسن الموجود في الهند.
ويقومون بإرسال جماعات من المبتدئين من السعوديين لتعلم فكر ومنهج الدعوة التبليغية في الهند وبنغلاديش ويقومون أيضًا بإيفاد مبتدئين وقدماء- يقسمون أتباعهم إلى قدماء ومبتدئين ولكل منهم معاملة خاصة وعمل خاص- للدعوة في الدول المجاورة من خليجية وغيرها.
ولقد تضرر بمنهجهم أولئك التبع لأنهم فصلوهم عن عقيدة منهج وفكر السلف الصالح فأبعدوهم عن الهدى والرشد وفصلوهم عن أهليهم وأعمالهم ودراستهم.
ومن جعل الغراب له دليلاً
يمر به على جيف الكلاب
هذا وإن ما ذكرناه غيض من فيض من انحرافات التبليغيين، يضاف إلى ضلك تعسّفهم بتأويلات نصوص الكتاب والسنة والاستدلال بها في غير مواضعها ()، ولقد شوّهوا بتصوّفهم صورة الإسلام وأفسدوا على المسلمين دينهم، إنهم مبتدعة دعاة إلى ما هم عليه.
وهناك لهذه الجماعة جوانب غامضة ترتسم حولها أما المتمعن المدقق أكثر من علامة استفهام، حقيقة بالفحص والدراسة وربما تكشف دراستها عن حقائق هامة، لكن ليست هذه العجالة محل دراستها.
فيا أيها المسلم المريد للخير عليك بالعلم والبصيرة، اعرف الحق تعرف أهله وإياك والضياع والضائعين والضلال والضالين.
قد رشحوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
وإن لك لعظة في قول الله تعالى: ? هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ? () فإياك أن تكون منهم أو نصيرًا لهم.
وقد قال الله تعالى: ? وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ? عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ? تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً ? ().
هذا وإن ما ذكر حقائق عن جماعة التبليغ لخّصتها عن خبرتي بهم ومتابعتي لهم وقراءتي لكتبهم، وما كتب عنهم خلال رحلة مدتها تقارب خمس عشرة سنة، وشهد بها الثقات الأثبات الذين صحبوا الجماعة وعرفوهم عن قرب خلال شهور وسنين عايشوهم فيها، وكانت المعايشة عن محبة وإعجاب بهم وبدعوتهم حتى تفتحت أعينهم بسبب ضلالهم البعيد ومنهجهم الفاسد فرجع عن دعوتهم من وفقه الله واتضحت له الأمور وانكشفت له حقيقتهم.
وتلك الحقائق معلومة لدى كل من عرف هذه الجماعة ومن أراد الوقوف عليها، فأمامه أربعة مصادر:
أولاً: كتب قادة الجماعة التبليغية نفسها، منها:
1. الشهاب الثاقب.
2. فيض الباري.
3. تبليغي نصاب.
4. مقدمة حياة الصحابة.
5. سوانح محمد يوسف.
6. ملفوظات محمد إلياس.
7. مكاتيب محمد إلياس.
8. أرواح ثلاثة.
9. حياة محمد يوسف.
10. المهنّد على المفنّد.
وغير ما ذكرنا من كتب قادة الجماعة سلفًا وخلفًا.
ثانيًا: الكتب التي ألفت في نقدمهم والرد عليهم وبيان عقائدهم:
1. النقشبندية: لعبد الرحمن دمشقية (وأنصح بقراءته).
2. مقدمة شرف أصحاب الحديث للسلفي.
3. بحث الشيخ محمد أسلم (الذي قدمه إلى كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية في السنة النهائية).
(يُتْبَعُ)
(/)
4. السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم للدكتور البلالي (وأنصح بقراءته).
5. بحث الشيخ محمد الشرقاوي في شرح الصفات الست التي هي من أصول دعوة التبليغ (الذي قدمه إلى كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية في السنة النهائية).
6. بحث الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين "رأي آخر في جماعة التبليغ".
7. نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية (للشيخ سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي).
ثالثًا: ما تواتر من شهادات الثقات العدول منها:
1. فتوى عن لجنة الفتوى () في إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
2. حقائق عن جماعة التبليغ وهي تشتمل على شهادات كثيرة من مشايخ وطلبة علم وغيرهم، صحبوا الجماعة أشهرًا وسنين (وأنصح بقراءتها).
3. بيان من جمع من أهل العقيدة الثقات، صحبوا جماعة التبليغ مددًا تتراوح ما بين ثلاث سنين إلى اثنتي عشرة سنة تحت عنوان (أخبار جماعة التبليغ الداخلية ... ).
4. كاتبات الشيخ سعد الحصين مع إنعام الحسن رئيس الجماعة الحالي.
5. ما كتبته عن الجماعة في مناسبة أخرى.
ويضاف إلى هذه الشهادات شهادات ثقات آخرين، وأصحاب الشهادات السابقة واللاحقة مستعدون للإدلاء بشهاداتهم متى ما طلب ذلك منهم.
رابعًا: شهادات أشخاص لم يكتبوا ولديهم الاستعداد للإدلاء بشهاداتهم متى ما طلب ذلك منهم أيضًا.
ولو أردنا إحصاء الشهود الثقات الذين يشهدون على انحراف الجماعة المذكورة من مقل ومستكثر؛ حسب طول مدة المعايشة، وقوة النقد وموضوعيته، ودقة الملاحظة لما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
ربما قائل يقول: أليس لهم محاسن؟
نقول: بلى، قيامهم من المفروضات بالصلاة والزكاة والصيام والحج، ومن الواجبات بالصلاة في الجماعة ونحو ذلك. على أنهم يأتون فيها ببعض البدع والمخالفات ويتركون كثيرًا من السنن والمستحبات ولا يحققونها وفق الأدلة الشرعية، وقيامهم أيضًا ببعض فضائل الأعمال مما يوافق منهجهم وبدون تحقيق أيضًا.
كما أن عندهم صبرًا وتحملاً في سبيل دعوتهم، وإذا كان هذا ونحوه من إيجابيات الجماعة: فماذا عسى أن نقول إذا رجعنا إلى ما تقدم من السلبيات في اعتقادهم وفي الأصول الأخرى، والقواعد فضلاً عن الفروع؟!
ما نقوله ويقوله كل منصف هو أن الإيجابيات لا تفيد ولا تساوي شيئًا ولا تقبل ممن يأتي بها إلى جانب وجود السلبيات المذكورة ولا تعدو الإيجابيات والحال هذه إلا أن تكون شَرَكًا يصطاد به أولئك القوم ليدخلوا الناس في فساد العقيدة ... الخ.
وربما يقول قائل: سلّمنا بكون جماعة التبليغ وأمثالها من الدعوات الحزبية ذات المنظور الضيق التي في الميدان اليوم على اختلاف بينها على سلوك منحرف فأين البديل عنها؟!
نقول لا تلازم بين وجود البديل وبقاء الضلال والفساد والإفساد إذا لم يوجد البديل الحق.
ونقول إذا نظرنا إلى الدعوة من منظرو حزبي ورد هذا الإشكال، أما إذا نظرنا إلى الدعوة والدعاة من منظور الإسلام فلا يرد إشكال وسنرى أن دعوة الإسلام بشمولها وصفائها ومصداقيتها وأحقيتها والتي تجمع جميع المحاسن قائمة ومطبقة في هذه البلاد وهذا المجتمع، مأمونة الجانب وقد قامت وتقوم بحمد الله ومنِّه وكرمه من الدعوة إلى الله ومن خدمة الإسلام والمسلمين بما لم يقم به ولا بمعشاره الحزبيون ولا الدعوة الحزبية التي إذا أعطت القليل أخذت الكثير وسلبياتها ومساوئها أكثر مما فيها من محاسن وإيجابيات، وغايتها الهدم لا البناء، والتفريق لا الجمع، فلا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان.
ولهذا فيجب قطع الطريق على دعوات تلك الجماعات كلها وانتشال شبابنا وأبنائنا من التسيب والضياع والابتعاد عن الولاء لعلمائنا ودولتنا ومجتمعنا تحت تأثير تلك الدعوات.
والذي أنصح به إخواني أن يلزموا منهج السلف في الدعوة إلى الله المستمد من الكتاب والسنة، والبدء بالعقيدة أولاً.
وأؤكد على ضرورة إلزام الدعاة جميعًا بهذا المنهج، من قبل الجهات المسئولة عن الدعوة في المملكة، وخالصة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وعلى رأسها سماحة شيخنا الداعي إلى الله على بصيرة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأؤكد على ضرورة القضاء على كل منهج أو نحلة تخالف منهج السلف سواء أكانت دعوة جماعة التبليغ أم غيرها من الدعوات الحزبية الوافدة إلينا، فلسنا بحاجة إليها، بسلبياتها وإيجابياتها، بمساوئها ومحاسنها، ولا نريد بذلك إلا الإصلاح وأداء النصيحة الواجبة وحماية مجتمعنا الإسلامي من كل دخيل، والله نسأل أن يوفق الجميع لما فيه رضاه، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
منقول
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 01:10]ـ
() سورة المائدة: الآية رقم 3.
() سورة آل عمران: الآية رقم 103.
() سورة الزخرف: الآية رقم 44.
() رواه م () سورة المائدة: الآية رقم 3.
سلم وأبو داود والنسائي وأحمد وغيرهم.
() رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد وغيرهم.
() رواه الخطيب تاريخه، والديلمي، والبيهقي في الزهد، وضعفه، وكذا العراقي والسيوطي وغيرهم.
() ويقولون أن الناس في السعودية وإن تبجحوا أنهم لم يعبدوا: قبورًا وأحجارُا لم يدعوا غير الله ... الخ، إلا أنهم قد ارتكسوا في عبادة الدنيا، وشرك سعة الدنيا، وقد شهد جمع من الثقات السعوديين الذين بايعوا رئيس الدعوة التبليغية الموجود في الهند أنه يلقنهم في بداية البيعة: (قل أتوب من الشرك)، وآخر ما يبايعهم عليه الولاء للدعوة التبليغية وحدها وموالاة من يواليها ومعاداة من يعاديها والدفاع عنها والحياة في سبيلها، ثم يبايعهم على السلسلة الرباعية: بيعة إنعام الحسن لمحمد إلياس، السلسلة الرباعية البيعة في آن واحد على أربع طرق صوفية: الجشتية والنقشبندية والقادرية والسهروردية. ويكفي ما في النقشبندية أم هذه الطرق من ضلال فكيف بها مجتمعة؟! (ينظر كتاب النقشبندية لعبد الرحمن دمشقية.
() رواه البيهقي في الشعب. وحكم الصنعاني عليه بالوضع وجزم بوضعه شيخ الإسلام ابن تيمية والسيوطي.
() فقد بايع محمد إلياس مؤسس الجماعة التبليغية شيخ الطريقة رشيد أحمد الكنكوهي ثم جدد البيعة بعد وفاة الكنكوهي على يد شيخ الطريقة خليل أحمد السهارنبوري، كما بايعه ابنه محمد يوسف. (يراجع في ذلك سوانح محمد يوسف) وأعطى البيعة أيضًا إنعام الحسن الرئيس الحالي للجماعة لمحمد إلياس المؤسس.
() يشهد أحد دعاتهم السابقين وكان قد تركهم عندما عرف فساد معتقدهم وضلال منهجهم أن أخاه وهو أحد دعاتهم أيضًا ولا يزال معهم اتصل به من أحد مراكز دعوة التبليغ في الخارج فقال له: لماذا تركت الدعوة؟ فأجابه بسبب فساد معتقد أصحابها وضلال منهجهم فنحن لذلك معهم في خلاف، فقال له أخوه: وما يدريك أن الصحيح عقيدة الوهابية؟!!
ويشهد أحد طلبة العلم الثقات وهو ناجع بن محمد العجمي أنه خرج معهم من المدينة إلى الحناكية، وأميرهم أحد رؤساء التبليغ الكبار، وأثناء الليل رأى أحدهم وهو يهتز ويقول: هو، هو، هو، فأمسكه فترك الحركة وسكت، وفي الصباح أخير الأمير بما فعل الهندي الداعية فأنكر الأمير على ناجع إنكاره على الصوفي وقال له بغضب شديد: "أنت صرت وهابيًّا، والله لو كان لي من الأمر شيء لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب ولم أبق على وجه الأرض منها شيئًا". ففارقهم ناجع لهذا السبب لأنه بذلك عرف عداوتهم للدعاة إلى الحق وأهل العقيدة الصحيحة علما أنه قد خدم الدعوة بضع سنين ولاحظ عليهم أشياء كثيرة ويشهد أحد طلب العلم الثقات أن الرئيس المشار إليه أحرق "الجامع الفريد" وهو ينظر عندما أهداه ‘ليه لفرجه بما فيه من رسائل التوحيد وكان يظن أنه سيقبل الهدية يفرح بالكتاب كفرحه به ويشكره على هديته. فترك دعوة التبليغ لهذا السبب أيضًا.
() ولا بد أن للشيخ الصوفي من وراء ذلك حكمة تبرر ارتكاب المريد والمأمور للمعصية وإن لم تظهر له وقد جاء في كتابهم المليء بالخرافة "تبليغي نصاب" لمحمد زكريا وهو إمام معروف من أئمة وقادة جماعة التبليغ الكبار والمرشد الأعلى للدعوة وهذا الكتاب مقرر على دعاة جماعة التبليغ في شبه الجزيرة الهندية بل على دعاتهم الهنود حيثما كانوا، في ص31 (قسم فوائد التبليغ) ما نص ترجمته بالعربية: "خير شيخك من نفسك بفعل ما يريد ولا ينبغي لك خيار، وأسرع في امتثال أمره وامتنع عما نهاك عنه وإن أمرك بأن تشتغل بمهنة الزنا فاشتغل لكن بأمره لا برضاك".
(يُتْبَعُ)
(/)
وتلك عبادة لهم فقد فهم عدي بن حاتم الطائي من قوله تعالى: ? اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ? الآية. أن الله يعيب على اليهود والنصارى عبادتهم للأحبار والرهبان من دون الله فقال: لسنا نعبدهم يا رسول الله، فبين له رسول الله ? بأن عبادتهم لهم بتحريمهم ما حرم الأحبار والرهبان عليهم مما أحله الله لهم وبتحليلهم ما حرم الله عليهم طاعة للأحبار والرهبان، ثم قال ?: {فتلك عبادتهم}.
() هذا التعريف تشتم منه رائحة وحدة الوجود: عقيدة ابن عربي الحاتمي وأتباعه، وقد قال عن هذا التعريف الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين حفظه الله، فيما كتبه عن الجماعة تحت عنوان "رأي آخر في جماعة التبليغ" ص13 " ... هناك خطأ في العقيدة يغلب على الجميع وهو فهم الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله) فهما خاطئا لم يقع فيه إبليس ... ولا مشركوا قريش من قبل".
() وفي هذه المناسبة نذكر شهادة عيان من أحد الثقات الأثبات السعوديين على مجموعة من دعاة جماعة التبليغ دخلوا في معسكر بقرب مدينة بشاور في الباكستان لتدريب المجاهدين الأفغان، وكان تحت قيادة محمد ياسر خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وقد استقبلهم ظانًّا أنهم جاءوا ليشاركوهم في الجهاد، ولكنه فوجئ بقولهم: (إنما جئنا ليخرج معنا المجاهدون ويسيحوا معنا في الأرض في سبيل الله من أجل الدعوة ويتعلموا الإيمان)
ويرجونه أن يسمح للمجاهدين بالخروج معهم وترددوا أيامًا وهم يصرّون على مطلبهم، فما كان من القائد إلا أن أصدر أوامره بمنعهم من دخول المعسكر.
() كاستدلالهم على أن السياحة في الخروج التبليغي أربعة أشهر محددة بقوله تعالى: ? فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ... ? الآية [سورة التوبة:2]
واستدلالهم بحديث نفخ الروح في الجنين بعد أربعة أشهر (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأحمد وغيرهم) على كون الإيمان يتفجر من قلب الذي يخرج في دعوة التبليغ مدة أربعة أشهر.
() سورة الكهف: الآيتان: 103 و 104.
() سورة الغاشية: الآيات 2 - 4.
() ونص الفتوى: (جماعة التبليغ فيهم حسن سمت ووداعة نفس ومداومة على الصلوات في المساجد ولكن هذا جانب من الدين الإسلامي وقد تركوا جوانب أخرى من الإسلام كالدعوة إلى التوحيد وتعليم الناس تفاصيل أركانه وعقائده الثابتة الصحيحة، وإرشادهم إلى أحكام العبادات والمعاملات والدعوة إلى تطبيق شريعة الإسلام في السفر والإقامة، وليس مجرد الخروج جهادًا في سبيل الله، ولم يفعله النبي ? وإنما الجهاد في سبيل الله الذي حققه ? هو الجهاد باللسان بلاغًا وإرشادًا وتعليمًا ودفعًا للشبه ودحضًا للشرك والإلحاد، والجهاد بالمال والسلاح قتالاً للكفار وإذلالاً لهم وإضعافًا لشوكتهم وتذليلاً للعقبات التي تعتبر عائقًا وعقبة في سبيل نشر الإسلام فبلغ ? وأرشد وعلم وجاهد هو وأصحابه ? بالنفس والمال والسلاح حتى صارت كلمة الله هي العليا وكلمة الكفر هي السفلى وعز المؤمنون وذل الكافرون إلى غير ذلك من أنواع الجهاد الذي زانت به سيرته وسيرة أصحابه وسار على نهجها الرعيل الأول من سلف هذه الأمة وسادتها، وليس في خروج جماعة التبليغ شيء من ذلك، فخروجهم على النحو المعروف عنهم بدع في القول والعمل، وتحديد مدة له بدعة، وتركهم للأهل والأعمال من أجله بدعة، ودعواهم أنه جهاد في سبيل الله كذب وتجريف لنصوص الإسلام وأعمال الرسول ? ومن تبعة عن مواضعها .. )
ثم أحالت لجنة الفتوى على فتوى سابقة عن اللجنة أكثر تفصيلاً وهي نحو نص هذه الفتوى ومما فيها قولهم: ( ... غلت في السلبية والإجمال ... ولم يعرف عن جماعة التبليغ أنهم وقفوا مواقف الرسل عليهم الصلاة والسلام في الدعوة إلى تفاصيل الشريعة أصولها وفروعها، وإنما لديهم مجرد خروج، وإجمال في الدعوة لا يصل بمن يخرج معهم إلى وعي إسلامي أو معرفة بتفاصيل دينة وليس في هذا اتباع لسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وما ذكر فهو على سبيل المثال ... ) الخ.
أقول: إن كل من عرف دعوة جماعة التبليغ واطلع على هذه الفتوى يعلم أنها حق لا يجوز العدول عنه.
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:27]ـ
أما الاستمرار في الجدال فلا ... أما الحوار المستبصر .. فأهلا به .. وشروطهالالتزام بمحل البحث المطروح ... والهدوء .. و أعود لأقول لمن لا يقرأ جيدا: قولوا ما شئتم ... ماااااا شئتم في الألوكة ... و حتى في موضوعي بهذهالشروط.
و هذه المواضيع هي لبيان أشياء عن " هذا الجهد " أخطأ علماؤكم في تصوراتهم عنها ...
فنقلالفتاوىالمبنية على تلك التصورات قبل الإصغاء لمنيبينها
- و هو إنما جاء للبيان -
خروج عن محل البحث! فمن أراد الاستبراء لدينه فليصغ لما سيدهشه مناكتشافات خطيرة ... و ليوطن نفسه أن يكون لله وحده! ومن لا يستطيع مراجعة نفسه و معلوماته إكراما لهيبة علمائه و لو على حساب دين الله ... فمن الآن أقول له: لن أجادل ... و دونك الألوكةكلها ... بل و حتى مواضيعي كلها اكتب فيها ما تشاء .... و لا تخف من ان تكون مسبباأذى لي ... فقد سامحتك في حق نفسي و أدعو الله لك ان يبصرك بالحق و إياناجميعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:37]ـ
بقلم فضيلة الشيخ / محمد ابراهيم التويجري
رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي
نقلا عن الشيخ / مجدي أبو عريش
منذ أربع سنوات والعالم الأخ محمد بن ابراهيم التويجري (وهو رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي) يحضر مؤتمر رايوند كل سنة, وهذه السنة الماضية خرج معهم اربعين يوما, فيجد من الفكر الطيب والايمان المبارك والمفاهيم العميقة خيرا كثيرا, فيقول متعجبا ومؤيدا:
" ان جهد الاقدام هو باب النور للعلم والايمان, فنور العلم والايمان انما يتحصل عليه هاهنا, وجهد الاقلام انما هو مقدمة مساعدة لجهد الاقدام, والعلم نور, وانما يؤتى لأهل المجاهدة العاملين كما قال الامام الشافعي: (رحمة الله عليه): شكوت الى وكيع سوء حفظي ... والله تعالى يقول: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).
لقد درست التفسير ثلاث مرات والحمد لله تعالى, وختمت القرآن مئات المرات ولله الحمد سبحانه, ولكن الآن أفهم منه - في ميدان الدعوة – ما لم اكن افهمه من قبل ... في بيئة التضحية في المساجد, بل اظن نفسي أنني ما كنت فهمته على الحقيقة, حقيقة الهداية والتضحية, الآن أعيد دراسة التفسير وأتدبره من جديد فأرى العجب من الفتح في الفهم والاستنباط, ولا عجب فهو الفرق بين العلم النظري والميدان العملي, بين المعلومات والمعمولات,
حسبي الله من شر نفسي ومن شر الشيطان,
ومن شر سائر الاحوال المخالفة لما يحبه الله تعالى ويرضاه.
ولو دونتُ أو اشرتُ الى بعض هذه المفاهيم والاستنباطات في التفسير والفقه والاعتقاد وفقه الدعوة لطال ذلك, والاشارة اليه تكفي والله الكافي الشافي سبحانه.
لقد وجدت توحيد العبودية (الألوهية) يتكرر في كلامهم كثيرا, فلا يكاد يخلو منه كلامهم في البيانات, والتعليمات للخارجين والعائدين وبألفاظ مختلفة:
(لا معبود في الوجود الا الله) , (لا معبود بحق الا الله تعالى) , (الله سبحانه هو المعبود, لا معبود غيره) , (الله سبحانه هو المسجود له, لا مسجود له غيره) , (كل شيء نسأله من الله تعالى بالدعاء وفي الصلاة) , (نتعلم قضاء حوائجنا في الصلاة, فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة) , (الله سبحانه هو المقصود وهو المطلوب) , (نتوجه الى الله تعالى في كل حال, فبيده وحده سبحانه خزائن كل شيء) , (نستفيد من خزائن الله تعالى).
ولقد وجدتهم يتكلمون في الصفات, ويذكرون صفات زائدة على الصفات العقلية التي يؤمن بها الاشاعرة والماتريدية مثل (صفة العلو) , و (صفتي الغضب والرضى) , و (صفة الرحمة) , و (صفة الفرح) , وهذه ليست فقط في البيانات بل في أصول الدعوة هنا في (رايوند) فيما يسمى (الهدايات) التي تعطى للدعاة في أصول الدعوة قبل خروجهم للدعوة وبعد رجوعهم من دعوتهم.
بل وجدتهم يربطون شعب الايمان الستة أو الصفات الستة يربطونها بتوحيد العبودية, فيقولون:
الصفة الاولى: (اليقين بالله تعالى) المتمثل بالكلمة الطيبة " شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله" ... اقرار بالعبودية.
الصفة الثانية: (الصلاة ذات الخشوع والخضوع) ... لاظهار العبودية.
الصفة الثالثة: (العلم مع الذكر) ... لتصحيح العبودية.
الصفة الرابعة: (اكرام المسلم وحسن الخلق) ... لتقوية العبودية.
الصفة الخامسة: (تحصيح النية واخلاصها لله تعالى) ... لقبول العبودية.
الصفة السادسة: (الدعوة الى الله والخروج في سبيله) ... لنشر العبودية.
بل وجدتهم اكثر الناس حثا على اليقين بالله تعالى وبمعيته السمعية والبصرية والعلمية, وقلما يوجد احد يدعو ويربط الناس بخالقهم ايمانا وحبا وتعظيما ورغبة ورهبة مثلهم, أي والله,
وقد خبرنا الذي عندنا – كسلفيين – وعند غيرنا من الدعاة ... هذا فضل الله عليهم لا نحسدهم عليه, فرحم الله من رأى حقا فأقر به فرحا باصابة أخيه للحق,
ورحم الله من رأى فضلا فأقر به متواضعا للحق وللخلق, ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الفضل ومعطيه ومسديه سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تعلمنا من القرآن وأسلوبه, ومن كلام العلماء الربانيين ان توحيد العبودية انما يبنى على هذه المعرفة الربانية (ويسمى توحيد المعرفة والاثبات) , وهي معرفة الله تعالى بربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأنعمه سبحانه وتعالى, فعلى قدر هذه المعرفة تكون العبادة والتوجه والقصد لله سبحانه وتعالى.
ولقد يوجد بينهم من يتبنى رأي التأويل او التفويض لمعاني الصفات, لكن بصفة فردية فانه درس هذا المذهب وتعلمه, ولكنه لا يدعو أو يربي عليه, ولا يجعله منهجا للدعوة لا هو ولا غيره, وذلك ان الدعوة الايمانية التربوية والتي تسمى (بدعوة الايمان واليقين) هي ثمرة الاعتقاد الغيبي, وثمرة التوحيد الالهي وملخصها ان نقول:
1 - ان جميع الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة هو فقط بيد الله تعالى, والفوز والفلاح يشمل قضاء الحاجات, وتفريج الكربات, والطمأنينة والسعادة, والعزة, والرفعة في الدنيا والآخرة.
2 - ان الله تعالى بيده وحده خزائن كل شيء ... خزائن المحسوسات, وخزائن المعنويات كالرحمة والهداية ونحوها.
3 - ان الله تعالى خالق الاشياء وخالق الاحوال وخالق صفاتها.
4 - انه تعالى يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج لاحد من خلقه ... لا يحتاج الى قدرتهم, ولا يحتاج الى طاعتهم, وانه سبحانه هو الصمد الذي تصمد الخلائق كلها اليه في حاجاتها.
5 - وثمرة ذلك: كيف نستفيد من خزائن الله تعالى؟ وكيف نتيقن بصفات الله سبحانه؟ وكيف نستيقن بوعد الله تعالى ووعيده؟
قال تعالى: {يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} (2 - الرعد) , ويقول تعالى: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (75 - الأنعام) , وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (24 - السجدة).
وان هذه الدعوة الايمانية – والتي أشبهها بمدرسة الامام ابن القيم (رحمه الله تعالى) – لا يمكن ان تقوم الا على الصفات الالهية واثباتها لله سبحانه وتعالى من غير تعطيل (سواء كان التعطيل تأويلا او تفويضا) والله المستعان.
بل زبدة دعوتهم وجهدهم وخروجهم وتضحياتهم وهدفهم الصريح ومقصدهم الواضح يعبرون عنه بصيغة السؤال والجواب هكذا:
ما هو مقصد هذا الجهد؟ وماذا نريد من الناس في هذا الجهد؟
مقصد هذا الجهد ان يقوم المسلم بأوامر الله تعالى في كل مكان, في كل زمان, في كل حال, ولا سبيل الى ذلك الا عن طريق جهد ودعوة النبي (صلى الله عليه وسلم).
ووجدنا من السهل النصح والتأثير على هؤلاء الاشياخ والافراد من الدعاة, لحسن خلقهم وطيب سجيتهم وكثرة تواضعهم واخلاصهم, خاصة من يأتيهم بالمحبة والحكمة, فانه يجد باب القبول فيهم مفتوحا على مصراعيه.
وهي حكمة مشايخنا الكبار الذين نصحونا بمشاركتهم ونصحهم والاستفادة من جهدهم وخبرتهم وتضحياتهم,
تعاونا شرعيا يبني ولا يهدم, ويؤلف ولا يفرق, ويصلح ولا يفسد, ويجدد ولا يبلي, ويوضح ولا يلبس ... وبمثل هذا التعاون الشرعي نختصر الطريق على أمتنا المسلمة في نصرة الدين واستئنافها حياتها الاسلامية من جديد.
فيا سادتي و إخواني:
و الله ما أسهل علي أن آتي بهذه النقولات من اشخاص كانوا معادين ثم استبصروا
و ما أسهل أن آتي بقصص بالمئات مدهشة عجيبة خارقة
و لكن كنت أتمنى التباحث الموضوعي ... حو
فليسأل الصادق منا هذا الشيخ الصادق الذي رفعه الله عز و جل بتواضعه للحق لا لأصنام في لبوس العلم و العلماء؟
ما الذي يجعله يجلس على باب الغرفة التي تجمع فيها عوام " جهلة " ينصتون إلى ذلك الهندي الممزق الثياب!!!؟؟؟
و يقول الشيخ الجليل عبدالعزيز الحميدي في الشمولية:
ولكن طائفة من العلماء تمسكوا بكتابات ابن تيمية التي يرد بها على المخالفين بما فيها منشدة وغلظة، وربما فاقه بعضهم في هذا المجال، بينما مروا مر الكرام على كتاباته التي يعتذر فيها لبعض المخالفين، ويحنو عليهم، ويخاطبهم فيها خطاب العالم لإخوانه الذين يسير هو وإياهم لبلوغ هدف واحد، وإن اختلف طريقه قليلاً عن طريقهم.
وكان ينبغي الجمع بين هذه الكتابات وتلك لنخرج منها بصياغة معتدلة لآراء ابن تيمية الاجتهادية، وهي التي فيها الخير الكثير، والحل لكثير من مشكلات تفرق العلماء وتفرق الأمة من خلفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الذي ينظر إلى النزاع بين طلاب العلم على مر الزمن بسبب الخلاف الدائر بين العلماء المتبوعين في أمور العقيدة .. يشفق على أوضاع هذه الأمة التي تتطاحن وتتناحر بسبب الخلاف بين أهل العلم الديني!
ولو أن علماء الدين ربَّوا تلامذتهم على المنهج المعتدل، القائم على تخطئة المخالفين لهم حينما يتبين لهم خطؤهم، لا على تجريحهم وتبديعهم وتضليلهم .. لأصبح الجو العلمي الديني هادئًا، ولسادت بين طلاب العلم روح المودة والأخوة القائمة على عذر المخالفين، وعدم معاملتهم معاملة الفساق والكفار في البغض والبراءة، مع اعتصام كل فريق بما يراه هو الحق، ومع قيام المناظرات والردود فيما بينهم على منهج متزن معتدل، لا يفسد المودة ولا يجرح الأخوة الإيمانية بينهم، وبالتالي فإنه لا يترتب على خلافهم تحزبات ولا انقسامات تصل إلى مستوى العامة والمثقفين من غير المتخصصين في الدراسات الإسلامية.
وإن أول أسباب انقسام الأمة وظهور الفرق كان بسبب الاجتهاد في أمور الدين ممن ليسوا أهلاً للاجتهاد؛ حيث اجتهد الخوارج في فهم أمور الدين ولم يكونوا من أهل العلم فضَلُّوا وأضلوا من تأثر بهم، وعانت منهم الأمة الإسلامية ألوانًا من البلاء،
وما يزال يخرج من ضئضئهم من هم على شاكلتهم في قلة الفهم وادعاء الاجتهاد، والخروج على المسلمين بأفهام غريبة تشبه أفهام أسلافهم من الخوارج.
فقد جاء –مثلاً- في كتاب (ريتشارد. ب. ميتشل) إلى رئيس هيئة
الخدمة السرية بالمخابرات المركزية الأمريكية، ضمن التوصيات التي قدمها لغزو المسلمين فكريًّا: "تعميق الخلافات المذهبية والفرعية وتضخيمها في أذهانهم" ([5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=151732#_ftn5)).
وما جاء في هذه التوصية مطبَّق تمامًا في المجتمع الإسلامي المعاصر؛ فهل هو ناتج عن سعيهم الحثيث في إيقاع الفرقة والخلاف بين المسلمين؟ أم أنَّ المسلمين قدَّموا لهم هذه الخدمة من غير أن يبذلوا فيها جهدًا؟! أم أن واقع المسلمين جامع بين المصيبتين؟!
قد يتساءل الإخوة الذين يعرفونني جيدًا: كيف انتهجت هذا المنهج الوسط في الحكم على المخالفين في العقيدة؛ مع أنني قد نشأت في وسط علمي لا يعتمد هذا المنهج، ويعمم وصف التعطيل على كل من أوَّل شيئًا من الصفات؛ سواء كان قليلاً أو كثيرًا؟!
والحقيقة أنني كنت في مراحل دراستي الأولى -بما في ذلك المرحلة الجامعية- على هذا المنهج، ثم إنني وجدت علماء كبارًا من فضلاء الأمة ساروا على التأويل في بعض آيات الصفات؛ كالنووي وابن حجر العسقلاني وابن الجوزي وابن عقيل والعز بن عبدالسلام، فرأيت أن وصف هؤلاء وأمثالهم بالضلال والتعطيل غير سائغ شرعًا، كما أن وصف الأئمة الذين أجْرَوا جميع نصوص الصفات على ظاهرها-كابن قدامة وابن تيمية وابن القيم- بالضلال والتشبيه والتجسيم؛ غير سائغ شرعًا.
ثم إنني؛ بحكم تخصصي في التفسير والحديث، قد اطلعت في أثناء تحضير رسالَتيْ الماجستير والدكتوراه على كتب التفسير المطبوعة التي توافرت لدي، ومما لفت نظري أن جميع المفسرين -حسب اطلاعي- أوَّلوا بعض آيات الصفات، إنْ قليلاً وإن كثيرًا، حتى الذين اشتهر عنهم أنهم من أئمة علماء السنة؛ مثل ابن جرير الطبري وابن كثير والشوكاني، ما عدا مفسرَين معاصرين؛ هما فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي في كتابه "تيسير الكريم الرحمن"، وفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في كتابه "أضواء البيان"، وقد أكَّد لي هذا الحكم ما توصل إليه الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي في استقصائه الذي قام به في كتابه: "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات"؛ حيث أثبت أن جميع المفسرين أتوا بشيء من التأويل في آيات الصفات، وتعقَّبهم في ذلك، ما عدا الشيخين المذكورين.
وحينما درَّست مادة العقيدة في المعهد العالي لإعداد الدعاة، قمت بقراءة "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية وبعض كتبه الأخرى، فأذهلني ما قرأت من كثرة النصوص التي ظهر فيها هذا الإمام بالسماحة والرحمة والعدل وسعة الأفق، وذلك في حكمه على المخالفين في أمور العقيدة من العلماء المجتهدين، حيث اقتصر حكمه عليهم بالخطأ، ولم يضللهم ولم يبدعهم.
ثم توج هذه الرؤى الحميدة ما قمت به من قراءة كتاب "سير أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي، حيث يوافق شيخ الإسلام ابن تيمية في السماحة والعدل في الحكم،
فأصبحَتْ لديَّ قناعة تامة بهذا المنهج الوسط الذي سطرت من أجله هذه الرسالة.
وكان لزامًا عليَّ أن أنشر ما هداني الله جل وعلا إليه من هذا العلم؛
ليقيني بالوعيد الشديد على كتمان العلم،
كما جاء في قول رسول
الله ج:"ما من رجل يحفظ علمًا فيكتمه؛ إلا أتي به يوم القيامة ملجمًا بلجام من النار"، أخرجه الحافظان ابن ماجه، والترمذي وحسنه، من حديثأبي هريرة ([1] ( http://www.alaqida.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=12748#_ftn1)).
([1]) سنن ابن ماجه (261)، في المقدمة (1/ 96)، سنن الترمذي (2649)، في العلم
(5/ 29).
"
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ا. ه.
فلنراجع أنفسنا لتخليص العبودية لله ...
و لنربّ أنفسنا قبل ادّعاء التصفية للدقائق التي نحن أنفسنا ما فهمناها ...
و إن فهمناها ما عرفنا تطبيقها ..
بل ربما كان الكلام فيها أصلا بدعة بهذا الشكل.
ثم إننا بتأخير التربية حرفناها لتصبح لغير وجه الله ... مصرّين على ما نشأنا عليه و إن أهلكت الأمة!!
الخوارج يخرجون على حاكم واحد فيعيثون فسادا في البلاد ... !!!!
أما نحن فقد خرجنا ... ؟
نعم خرجنا خروجا أعظم في الإثم و التدمير .. ؟!!!!!
عندما
خرجنا على الأمة؟!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 12:12]ـ
سؤال بسيط يا خلوصي!
من الخارج عن الأمة؟
أهو الذي يدعو إلى اتباع الرسول والسلف الصلح، أم هو الذي يدعو إلى اتبّاع الياس والانخراط في جماعة التبليغ؟
لماذا لا تتجرد وتخلص العمل والدعوة لله
لماذا كل عمل صغير أو كبير تجعلونه باسم التبليغ
أهو صك الغفران أم هو الاخلاص الذي لا يقبل عمل إلا به
كفانا تفريقا للأمة كفانا ابتداعا كفانا خروجا عن الدين
صدقت في الجملة الإخيرة وهي وصف لك ولكل تبليغي
خرجنا على الأمة؟!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 12:26]ـ
عجبا كيف تتحرك النفس في سرها وأخفاها على ما زرعه فيها والد أو جماعة أو مذهب أو مجتمع ....
تجتنب ما لا يرضاه الزارع وإن كان حقا فترفض الحَب الجديد ,وتهوى ما يرضاه و إن كان باطلا ..
الميزان اختل ............. و الماء في سقيا القديم جارية ......................
.............................. إنفاق للغير وإرواء بلا خير .. !؟
فلأن (الماء) ضُمّنت معنى العين التي لا تنقطع ... أُنّثت!! فيا سعادة من أعطش أرضه القديمة وأشجاره التي زرعها فيها غيره ... و راح يستسقي لنفسه ... يضربها هي أولاً بعصاالاستبصار ... فتنفجر اثنتي عشرة عينا " قد علم كل أناس مشربهم "؟!
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 12:58]ـ
فلسفة
إذا وقفت بين يدي ربك يوم القيامة وسألك عما أنت فيه
ماذا سيكون جوابك؟
أهو هذه الخزعبلات أم الوعود المستكثرات أم الابتسامات العريضات
اتق الله يا أخي، ما كان نبينا هكذا ولا سلفنا الصالح ولا علماؤنا
إذا كان عندك علم فتكلم وإن لم يكن فتعلم
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 01:35]ـ
جزاك الله خيرا اخي العنابي,
خلوصي دعنا من هذه التراهات!!
ممكن تذكر لنا كتاب ألفه عالم من علماء التبليغ الهنود نرجع اليه ونتفقه في ديننا ونفهم ماهي عقيدة جماعة التبليغ الصحيحة؟
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتقوا الله فيما تقولون اتحسيبون انفسكم اتباع السلف الصالح و غيركم لا?
و الله اني لعرفت اناس ينتسبون الى هده الجماعة و ما كان محمد الياس عندهم كما تقلون ضلما
وانت عندما تقف امام ربك مادا سوف تقول و انت تأكل لحم الناس ضلما و عدوانا اتقي الله و لا ثحسب نفسك من الناجين هداك الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 03:14]ـ
كان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يروي حديث النية فأغمي عليه ثلاث مرات من الخشية ..
سنسود العالم فقط عندما نسود نفوسنا الأمارة ...
و لن نفعل حتى يرزقنا الله عز و جل من يعلمنا كيف نكون لله وحده .... و يكتشف ببصيرته ما نتقلب فيه من الشرك باسم التوحيد و الدفاع عنه!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 03:18]ـ
اللهم أكثر في هذه الأمة من يرجع عن خطئه و لو كان ذلك الرجوع مما يهدم بنيانا و كينونة كبيرة عظيمة و شخصية اعتبارية تنشط في الأمة و تخربها باسم الدين و هي غارقة في بحور العصبيات الخفية ...
اللهم علمنا فقه الاستبصار الأعظم الذي ندوس فيه على نفوسنا لأجلك وحدك ... يا قيوم السموات و الأرض.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:50]ـ
يا خلوصي ,
لماذا تتهرب من الاجابة على اسئلتي وتدلس وتلف وتدور؟!
اما تتقي الله؟!
سبحان الله اهل الباطل ليس لديهم الا الباطل, لان مابني على باطل فهو باطل!!
لم تستطع ان ترد على سؤال من الاسئلة الكثيرة التي طرحت عليك!!
وكلما تطرح موضوع نرد عليك!!
اذا كانت عقائدكم مضحكة ولا تستطيعون ان تبينوها للمسلمين, فلماذا تدعون الناس الى جماعتكم المنحرفة؟!
هذا المنتدى مفتوح للمناقشة الهادفة لا للمسرحيات الصوفية!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:54]ـ
كان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يروي حديث النية فأغمي عليه ثلاث مرات من الخشية ..
سنسود العالم فقط عندما نسود نفوسنا الأمارة ...
و لن نفعل حتى يرزقنا الله عز و جل من يعلمنا كيف نكون لله وحده .... و يكتشف ببصيرته ما نتقلب فيه من الشرك باسم التوحيد و الدفاع عنه!!
فيا أخي العزيز:
كف شرك عنا ..
لا نريد حوار أمثالك من الأفاضل ... بارك الله فيك و في علمك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ناقش ما تريد في مواضيعك التي فتحتها هناك .. أتأتي ضيفا إلى مواضيعي ثم تؤذيني؟
غفر الله لك ... لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ... لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 02:55]ـ
أيها المباركون
سلام الله عليكم
أدهشني ذلك الكم الهائل من الردود .....
هل لي ان أعرف محل النزاع بينكم جميعا؟
أخي فيصل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
لا تندهش لمثل هذه الردود الكثيرة, لأنك تعلم أن الأمة الإسلامية افترقت إلى فرق شتى كل يدعي أنه على حق. والنزاع كبير جدا إن لم تكن تعلم أو لم تتابع مشاركات الاخوة الناقمين على أفكار أمثال خلوصي.
وكل ما طلبنا من أمثال خلوصي أن نعرض أفكار جماعته على القرآن والسنة امتثالا لأمر الله تعالى الذي قال في محكم تنزيله: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذاكم خير وأحسن تأويلا))
فكل من يؤمن بالله واليوم الآخر حق الايمان وجب عليه أن يرد كل نزاع وخلاف إلى المصدرين الشرعيين. وإلا فإما نتهمه بالجهل وهنا يبين له الحق, وإما نتهمه في ايمانه لأنه عدل عن رد الخلاف إلى الكتاب والسنة.
لذا أخي فيصل لا تستغرب من حملات الاخوة أبو الفداء والحيدر والعنابي على صاحب الموضوع الذي تجاهل الردود وتهرب عن الجواب وأبى أن يعرض أفكاره على الكتاب والسنة واستمر في فلسفاته التي لا تمت للمصدرين الشرعيين بصلة. وغاص في بحر أوهامه وهرطقات الجماعة التي كثيرا ما نلاحظ انحرافها الشديد عن الصراط المستقيم, فإذا كان هناك من يستعد للنقاش العلمي الهادف فسترى كم من مسألة خطيرة وقعوا فيها أرباب الجماعة واتبعهم من هم أدنى منهم.
فلا يغرنك العناوين البراقة والمشاعر الجياشة والحرقة المزعومة, فهذه من صنائع المتصوفة وغيرهم من المبتدعة, فإذا اصطدموا بأهل الحق الذين لا يتكلمون إلا على علم يتقوقعوا ويتراجعوا ليتكتلوا ثم يهجمون عليهم ويصفونهم بالتشدد والتطرف وغيرها من ألقاب سئمنا من سماعها.
فأكرر النداء لمرة أخرى: هل من محاور يحاورنا على علم حول أفكار الجماعة؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 03:55]ـ
قال الامام ابن ابي العز الحنفي رحمه الله في شرحه على العقيدة الطحاوية:
(فالواجب اتباع المرسلين, واتباع ما أنزل الله اليهم .... وكما يقوله كثير من المبتدعة, من المتنسكة والصوفية: انما نريد الاعمال بالعمل الحسن, والتوفيق بين الشريعة وبين مايدّعونه من الباطل, الذي يسمونه: حقائق وهي جهل وضلال .... فبسبب جهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم, وبسبب عدوان اولئك وجهلهم ونفاقهم, كثر النفاق, ودرس كثير من علم الرسالة).
صفحة73 - 74 من طبعة المكتب الاسلامي تحقيق الالباني.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 09:51]ـ
فيا أخي العزيز:
كف شرك عنا ..
لا نريد حوار أمثالك من الأفاضل ... بارك الله فيك و في علمك.
ناقش ما تريد في مواضيعك التي فتحتها هناك .. أتأتي ضيفا إلى مواضيعي ثم تؤذيني؟
غفر الله لك ... لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ... لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:50]ـ
غفر الله لك ... لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ... لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
وهل حاورت أحدا ورددت على انتقاداته علميا؟
وكيف تريدنا أن نكون كي تحاورنا؟ جئناك بأعذب الكلمات كي تستعد لحوارنا فلم نلق منك جوابا, ((هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا))
لماذا ترانا نتقبل النقد ونرد بعلم أو نصمت إن لم نستطع؟ فهل صعب عليك أن تقول: ليس لي علم يأهلني للرد؟ وإذا كان كذلك لا تكتب شيئا عن أفكار الجماعة إلا بعد عرضها على الشرع. وأنت تدري أن القول في الدين بغير علم من أعظم المحرمات.
فيا أخي خلوصي هل لك أن تجيب ولو على سؤال واحد وجته إليك؟
قبل مدة أتيت بشهادة أحد يدعي أن الجماعة تتكلم عن التوحيد والأسماء والصفات, أظن في راوند بباكستان, فإن صحت هذه الشهادة فإني أقول لك: هذا من أكذب الكذب, إما تظاهروا أمام الشاهد بأنهم يدرسون التوحيد, أو شهادة كاذبة. لأن الجماعة التي تخرج هناك والذين يعودون إلى أوطانهم يزدادون جهلا على جهل ولا حول ولا قوة إلا بالله, ويتكلمون عن البيعة التي عقدوها هناك, وقد حكيت لك شكل تلك البيعة, وأيضا يحملون أفكارا خطيرة تنتسب إلى المتصوفة وأعظمها عقيدة وحدة الوجود.
فتراهم يعتقدونها دون علم بحقيقتها, فأصبح كل شيء عندهم هو الله ...
حتى مرة كنت معجبا بسياة استطاعت أن تنقل حمولة كبيرة فقلت: سبحان الله عجبا لهذه السيارة التي استطاعت أن تحمل كل هذه الحمولة! قال رجل من الجماعة لا تقل هذا بل الله هو الذي حملها وليست السيارة, وقال أيضا لمن نقلنا ولست أنت من تنقلنا بل الله هو الذي نقلنا.
فهل لك أن تفسر لنا معنى هذه الكلمات؟ ربما أخطأت في الفهم.
فيا أخ خلوصي؛
لا تجعلني أتكلم مع جماد حاول أن تجيب على أسئلتي ولا تمر عليها مر الكرام ويتهمك غيري بقلة العلم والتلون والتكبر.
حتى كلامك عن التوحيد فيه تناقض, أو دعني أسميه تلون, فإنك تتلون كثيرا, مرة وصفت الكلام عن التوحيد بأنه تضخيم, ثم بعد ذلك أتيت بشاهد يدعي أن الجماعة تعتني بالتوحيد وتتكلم عن الأسماء والصفات بصفتها القضية الهامة ...
الله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 02:23]ـ
فيا أخي العزيز:
نحن في وديان مختلفة جدا ... لا نصلح للحوار معا
لا نريد حوار أمثالك من الأفاضل ... بارك الله فيك و في علمك.
ناقش ما تريد في مواضيعك التي فتحتها هناك .. أتأتي ضيفا إلى مواضيعي ثم تؤذيني؟
غفر الله لك ... لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ... لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 02:29]ـ
((هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا))
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 02:31]ـ
هذه بعض أسباب اعتذاري:
يقول الحميدي في الشمولية المخلصة لله وحده:
مثل من آثار الاعتدال في الحكم على المخالفينلقد جرَتْ لي في تطبيق هذا المنهج قصة أذكرها وإن كانت من باب الحديث عن النفس؛ لما فيها من العبر النافعة. هذه القصة تتلخص في أننيكنت مدرسًا في معهد الحرم المكي ما بين عامي سبعة وثمانين وثلاثمائة وألف وتسعين وثلاثمائة وألف للهجرة، وكان من بين طلاب ذلك المعهد طالب من اليمن نبيهٌ، قوي الشخصية، متصلب في التمسك بما يعتقده، وقد كنت أدرِّس طلاب المعهد في السنة الرابعة منه في مادة التوحيد رسالة "الواسطية" للإمام ابن تيمية رحمه الله، فاعترض ذلك الطالب بشدة على موضوع إثبات جميع الصفات، وظل يناقش في كثير من الدروس ذلك العام، وكنت ألاطفه وأفتح له صدري على الرغم من انفعاله الشديد في أثناء المناقشات، وكنت أُقدِّر فيه اتصافه بالتقوى والحماسة الدينية والدفاع بقوة عما يراه هو الحق، ولما حضر الاختبار كتب ما كنت قررته في الدروس، ثم كتب: هذا ما قرره الشيخ، والذي أعتقده هو كذا كذا، وكتب معتقده في ذلك، وقد قدرت له هذه الصراحة فأعطيته الدرجة الكاملة في المادة!! وفي السنة الخامسة للمعهد درَّست الطلاب رسالة "الفتوى الحموية" للإمام ابن تيمية، وسار معي ذلك الطالب مثل سيره في العام الماضي، وعاملته بالمعاملة نفسها، وكتب في الاختبار مثل ما كتبه في العام الماضي، وأعطيته الدرجة الكاملة! وفي السنة السادسة درَّست الطلاب رسالة "التدمرية" للإمام ابن تيمية، وفي أثناء الشرح والتقرير قال ذلك الطالب: أما الآن؛ فإن الشيخ -يعني ابن تيمية- لم يترك مجالاً للمعارضين، ثم سار معي في الدراسة من غير مناقشة، وظهر منه الاقتناع بما قرره الإمام ابن تيمية في توحيد الأسماء والصفات. ثم انتقلت أنا إلى الدراسات العليا في جامعة أم القرى، وأكمل ذلك الطالب المعهد والتحق بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، وتخرج منها وعاد إلى بلاده، وكوَّن له حلقة دراسية كبرت فيما بعد وزاد عدد أفرادها، وصارت له شهرة كبيرة!!
وكنت أقول في نفسي في أثناء تلك المناقشات:
هذا الطالب وأمثاله نشؤوا في مجتمع علمي يرى تأويل بعض الصفات، ويرى علماؤه وطلاب العلم فيه أنهم على الحق، بينما أنا وأمثالي نشأنا في مجتمع علمي يرى عدم تأويل شيء من نصوص الصفات على خلاف ظاهره، ويرى علماؤه وطلاب العلم فيه أنهم على الحق، ولو أني نشأت في مثل المجتمع العلمي الذي نشأ فيه ذلك الطالب لكنت مثله في الغالب، فلماذا أعتقد فيه الضلال والابتداع في اعتقاد لولا فارِق المنشأ العلمي لكنت مثله فيه، أليس الأرفق بي وبه والذي هو من مقتضيات الأخوة الإسلامية أن أحكم عليه بالخطأ وأن يحكم علي هو بذلك، ثم إنْ أقنعته بما أنا عليه رجع إلى الصواب، وإن أقنعني بما هو عليه رجعت إلى الصواب، من غير أن يحصل بيننا تضليل ولا تبديع ولا بغض ولا براءة؟! وإن ظل كل واحد منا على قناعته فلن يؤثر ذلك على ما بيننا من أخوة ومحبة، ما دام الحكم بيننا لا يتجاوز مرحلة التخطئة.
وإن العبرة التي نخرج بها من هذه القصة أنه ينبغي للعالم المربي تطبيق أسلوب اللين والتفاهم مع المخالفين في العقائد وغيرها من العلم، على اعتبار أنهم مخطئون فيما ذهبوا إليه، ما داموا مجتهدين أو تابعين لعلماء مجتهدين، وعدم تبديعهم أو تضليلهم، والإبقاءُ على محبتهم القلبية وأخوتهم الدينية وعدمُ البراءة منهم، ولقد طبقت هذا المنهج مع ذلك الطالب النجيب لمدة سنتين ونصف؛ حتى اقتنع بما كنت أقرره آنذاك من غير ضغط ولا إكراه. وربما لو كنت عاملته بالشدة وعددته مبتدعًا ضالاًّ لزاد تمسكه بمعتقده، خصوصًا فيما لو طُبِّق عليه ما
(يُتْبَعُ)
(/)
هو معروف غالبًا من فصل الطالب من الدراسة إذا هو جاهر بمعتقده، الذي يراه بعض المسؤولين بدعة وضلالة. إنك حينما تجادل إنسانًا من أهل العلم في أمر ترى أنك فيه على الحق ويرى هو أنه على الحق، فتقول له: أنت ضال مبتدع، فإنه سيقول لك في الوقت نفسه:
بل أنت الضال المبتدع!
وإن لم يستطع أن يقولها بلسانه فإنه يعتقدها بقلبه، وهل يرجو الإنسان الداعية من إنسان آخر يضلله ويبدعه أن يسمع لقوله وأن يقتنع برأيه؟! إن الذي يُلوِّح بالهجوم المضاد على الآخرين ويتهمهم في عقائدهم يكون قد أقام بينهم وبينه سدًّا منيعًا يصعب اختراقه، وبالتالي فإنه يبعد من هذا المهاجم أن يصل إلى قلوب من يريد دعوتهم مهما أوتي من حجة وبلاغة. مننتائج الحيدة عن هذا المنهجهذا المنهج الذي تم بيانه؛ وهو الحكم على المخالفين من أهل الاجتهاد بالخطأ وعدم الحكم عليهم بالابتداع والضلال .. هو المنهج المعتدل الذي يضمن -بإذن الله تعالى- بقاء المودة والتفاهم بين علماء المسلمين مع اختلافهم في الاجتهاد. ولقد ظهرت نتائج سيئة للحيدة عن هذا المنهج على مدار التاريخ الإسلامي،
فمن هذه النتائج ظهور الفتن والخلافات الحادة بين علماء المسلمين، وسأكتفي بذكر ثلاثة من العلماء الذين حصل لهم أذى واضطهاد بسبب اعتقادهم: محنة الإمام أحمد بن حنبل: فالعالم الأول هو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، وقد كان امتحانه بالقول بخلق القرآن، وقد بدأت هذه المحنة في أواخر عهد أمير المؤمنين المأمون، وذلك في سنة ثمان عشرة ومائتين، بعد أن أقنعه دعاة المعتزلة بهذه العقيدة؛ وهي أن القرآن مخلوق، فاعتنق ذلك، ثم أقنعوه بضرورة حمل العلماء على القول بهذه العقيدة بالقوة، فكتب المأمون من مَقَرِّ غَزْوه في بلاد الروم إلى نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم في امتحان العلماء في ذلك. وقد وصف المأمون علماء السنة في كتابه بقوله: ثم هم الذين جادلوا بالباطل فدعوا إلى قولهم، ونسبوا أنفسهم إلى السنة، وفي كل فصل من كتاب الله قصص مِنْ تلاوته مُبطل قولَهم ومكذِّب دعواهم، يرد عليهم قولهم ونحلتهم. إلى أن قال: فرأى أمير المؤمنين أن أولئك شر الأمة ورؤوس الضلالة، المنقوصون من التوحيد حظًّا، والمخسوسون من الإيمان نصيبًا، وأوعية الجهالة، وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه ... إلخ!! ويقول في كتاب آخر: وقد عظَّم هؤلاء الجهلة بقولهم في القرآن الثَّلم في دينهم، والحرج في أمانتهم، وسهلوا السبيل لعدو الإسلام، واعترفوا بالتبديل والإلحاد على قلوبهم!! وقد جاء في كتبه الحكم على علماء المسلمين من أهل السنة بالكفر والشرك، مثل قوله في مناقشة جواب بشر بن الوليد: إذ كانت تلك المقالة الكفر الصراح والشرك المحض عند أمير المؤمنين ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=154549#_ftn1)). وقد اضطر أكثر علماء السنة إلى موافقة المعتزلة في عقيدتهم ظاهرًا؛ ليسلموا من القتل، حيث كان المأمون ونائبه في بغداد وأعوانهم يهددونهم بالقتل إن لم يقولوا بخلق القرآن، لكن الإمام أحمد أبى أن يقول بخلق القرآن، وقال: القرآن كلام الله تعالى، منزل غير مخلوق، فأرسله إسحاق بن إبراهيم إلى المأمون ومعه محمد بن نوح؛ حيث ثبت، ولم يقل بخلق القرآن. وقد دعا الإمام أحمد ربه -جل وعلا- ألا يرى المأمون، فمات المأمون قبل أن يصل إليه! فرُدَّ بقيوده إلى بغداد، ومات صاحبه محمد بن نوح في الطريق رحمه الله تعالى. وقد أُدخِل الإمام أحمد السجن وبقي فيه نحوًا من ثلاثين شهرًا، ثم حُمِل بأمر المعتصم إلى إسحاق بن إبراهيم، فلما دخل عليه قال: يا أحمد، إنها والله نفسك، إنه -يعني المعتصم- لا يقتلك بالسيف، لقد آلى إن لم تجبه أن يضربك ضربًا بعد ضرب، وأن يقتلك في موضع لا يُرَى فيه شمس ولا قمر!! وأُحضِر الإمام أحمد أمام المعتصم وحوله زعيم المعتزلة أحمد بن أبي دؤاد وبعض علماء المعتزلة، وبدؤوا في مناظرته، فكانوا كلما انقطع واحد أتى آخر، وابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، هو والله ضال مضل مبتدع!! فإذا انقطع مناظروه قال المعتصم: ويحك يا أحمد ما تقول؟! فيقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول أحمد بن أبي دؤاد: أنت لا تقول إلا ما في الكتاب والسنة؟! فيقول له: تأولتَ تأويلات، فأنت
(يُتْبَعُ)
(/)
أعلم بها، وما تأولتُ ما يُحبس عليهولا ما يُقيَّد عليه. وجعل ابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لهو أحب إليَّ من مائة ألف دينار ومائة ألف دينار، فيَعُدُّ من ذلك ما شاء الله أن يَعُدَّ، فقال: لئن أجابني لأطلقنَّ عنه بيدي، ولأركبن إليه بجندي، ولأطأنَّ عقبه. ثم قال المعتصم: يا أحمد، إني عليك لشفيق، وإني لأشفق عليك كشفقتي على ابني هارون! ما تقول؟ فيقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله تعالى أو من سنة رسوله ج! ثم ما زالوا يناظرونه وهو يحاول حصرهم في الكتاب والسنة، وهم لا يريدون ذلك؛ لجهلهم بالسنة، ولعدم مقدرتهم على تأويل جميع آيات القرآن، فلما يئسوا من إجابته إياهم يما يريدون دعا المعتصم بالعُقابَين؛ وهما خشبتان تُمدُّ عليهم يدا المعذَّب، وبدؤوا بضربه بالسياط، فضربوه ضربًا مبرِّحًا لم يُرَ مثله!! فكان المعتصم يأمر الجلاد بأن يضربه سوطين بكل قوته، ويقول له: شدَّ قطع الله يدك، ثم يأمر آخر، فلما ضُرب سبعة عشر سوطًا قام إليه المعتصم، وقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك؟! إني والله عليك لشفيق!! فلما أصر على عدم إجابتهم أمر بضربه، وجعل المعتصم يحاول معه ليجيب وكذلك من حوله، وما زالوا يضربونه حتى فقد وعيه، فلما أفاق قال المعتصم لابن أبي دؤاد: لقد ارتكبتُ إثمًا في أمر هذا الرجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه!! فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد، وقد كان أراد تخلية الإمام أحمد من غير ضرب. ثم خلَّوا عنه بعد ذلك؛ لما رأوا إنكار الناس وتجمعهم حول المكان؛ من بعض العلماء وطلاب العلم والعامة. ولقد ذُكِر من شجاعته وقوة احتماله وصبره على الجوع والعطش أمثلة رائعة؛ تدل على قوة إيمانه بالله تعالى واستحضاره عظمته ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=154549#_ftn2)). وهكذا كانت هذه المحنة الكبيرة التي شملت أكثر علماء أهل السنة؛ بسبب تعصب المعتزلة الذين رأوا مذهبهم الفاسد هو الإسلام الحق والتوحيد الخالص، وأنَّ مَنْ لم يقل مثلهم بخلق القرآن فهو كافر مشرك حلال الدم!! ولذلك امتحنوا العلماء وعرضوهم على السيف إن لم يستجيبوا لهم. ولو أنهم عدُّوا علماء السنة مجتهدين وحكموا عليهم بالخطأ؛ لما وُجدت تلك المحنة، ولكان لهم مِنْ دَعْم السلطان الذي يرى مذهبهم ما يكفي لنشر مذهبهم. إن الإنسان ليعجب مما جرى من المحنة أيام أحمد بن حنبل، فقد بلغت من القسوة والفظاعة حدًّا يفوق التصور! لقد كان يكفي المعتزلة -وقد استطاعوا أن يستحوذوا على فكر أمير المؤمنين المأمون وأن يحولوه إلى مذهبهم- أن يسخِّروه لنصرة مذهبهم بمختلف الوسائل، التي لا تصل إلى حد امتحان علماء المسلمين بالعرض على السيف، وتكفيرهم إن لم يقولوا بخلق القرآن!! لقد كان يكفي في انتصارهم أن يستولوا على القضاء، وأن يجعلوا أمراء الدولة وعمالها منهم، وأن يحرموا أهل السنة من جميع وظائف الدولة، بل لو أنهم زادوا على ذلك فمنعوا علماء أهل السنة من التدريس في المساجد والإفتاء؛ لكان أمرًا يدخل في تصور العقل. فما الذي دفعهم حينما ملكوا القدرة أن يفعلوا بأهل السنةما فعلوا؟! الواقع أن الذي دفعهم إلى هذه المعاملة القاسية هو حكمهم على مخالفيهم من أهل السنة بالتكفير، وحكم المرتد عن الإسلام أن تُعرض عليه التوبة والرجوع عن كفره وإلا طُبِّق عليه حدُّ الردة وهو القتل، ولو أنهم عدُّوا مخالفيهم مجتهدين وحكموا عليهم بالخطأ لما وُجدت تلك المحنة، ولتحوَّل الخلاف إلى مناقشات ومناظرات بين علماء الفريقين، وسيظهر الحق من الباطل ويكون البقاء للحق والصواب.
محنة الإمام أبي عبد اللهالبخاري: أما العالم الثاني فهو الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى، فقد جرت له محنة على يد بعض أهل السنة في قضية اللفظ بالقرآن، فأهل السنة في ذلك الزمن متفقون على أن القرآن كلام الله تعالى لفظه ومعناه، وإنما اختلفوا في قول الإنسان لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق، فأنكر الإمام أحمد ذلك؛ لأن اللفظ يحتمل أمرين: أحدهما الملفوظ وهو كلام الله جل وعلا فهذا غير مخلوق، والثاني التلفظ به وهو فعل العبد، والعبد مخلوق هو وأفعاله، فإذا قيل: لفظي بالقرآن مخلوق فقد يوهم المعنى الأول، وهو غير صحيح ولا يجوز القول به؛ لأن القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
كلام الله تعالى منزل غير مخلوق، وإذا قيل: لفظي بالقرآن غير مخلوق فقد يوهم المعنى الثاني فيكون نفيًا لخلق أفعال العباد، وهذاغير صحيح؛ فلهذا منع الإمام أحمد ذلك اللفظ واعتبره بدعة، وسار على ذلك بعض أهل السنة ومنهم الحافظ محمد بن يحيى الذهلي. وكان الإمام البخاري يتحاشى هذا اللفظ ولا يقول به، ولكنه إذا سئل يقول: القرآن كلام الله تعالى، وأفعال العباد مخلوقة، وألفاظهم من أفعالهم، فلما سافر إلى نيسابور جرت له فيها محنة بسبب ذلك. وقد ذكر الحافظ الذهبي في ذلك روايات؛ خلاصتها أن الإمام البخاري لما وصل إلى نيسابور قال عالمها الحافظ محمد بن يحيى الذهلي: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه، فذهب الناس إليه. فقال محمد بن يحيى لأصحاب الحديث بعد ذلك: ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. وقال لأصحاب الحديث أيضًا: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحِنُوه في المجلس، فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبدالله، ما تقول في اللفظ بالقرآن؛ مخلوق هو أم غير مخلوق؟ فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل: يا أبا عبدالله، فأعاد عليه القول، فأعرض عنه، ثم قال في الثالثة: فالتفت إليه البخاري وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، فشغب الرجل، وشغب الناس، وتفرقوا عنه، وقعد البخاري في منزله! وقال محمد بن يحيى الذهلي أيضًا: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن زعم: لفظي بالقرآن مخلوق .. فهو مبتدع، ولا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه. ولقد رحل أبو عبدالله البخاري إلى بخارى، فلما قدمها نصب أهلها له القباب على فرسخ من البلد، واستقبله كثير من أهلها، ونثروا عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير، فبقي أيامًا، ثم إن محمد بن يحيى الذهلي كتب إلى أمير بخارى خالد بن أحمد الذهلي يقول:
إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة،
فقرأ كتابه على أهل بخارى، فقالوا: لا نفارقه، فأمره الأمير بالخروج، فخرج. وكان في أثناء إقامته ببخارى يأتي إليه بعض أهل العلم،
فيُظهرون شعار أهل الحديث من إفراد الإقامة ورفع الأيدي فيالصلاة وغير ذلك،
فقال حريث بن أبي الورقاء وغيره: هذا رجل مُشغِب، وهو يفسد علينا هذه المدينة، وقد أخرجه محمد بن يحيى من نيسابور وهو إمام أهل الحديث، فاحتجوا عليه بابن يحيى واستعانوا عليه بالسلطان في نفيه من البلد، فأُخرج، وكان محمد بن إسماعيل ورعًا يتجنب السلاطين ولا يدخل عليهم. ولما قدم أبو عبدالله البخاري "مرو" استقبله أحمد بن سيار فيمن استقبله، فقال له أحمد: يا أبا عبدالله، نحن لا نخالفك فيما تقول، ولكنَّ العامة لا تحمل ذا عنك، فقال البخاري: إني أخشى النار؛ أُسألُ عن شيء أعلمه حقًّا أن أقول غيره، فانصرف عنه أحمد بن سيار.
وأخيرًا هوى العملاقبعد ماطُعن من الأقربين؛ من أهل الحديث الذين هم خاصته وزملاؤه!
فأُخرج من بخارى، بلده التي ولد فيها ونشأ بين ربوعها، وكان لقرية "خَرْتَنْك" القريبة من سمرقند شرف كبير؛ أن ثوى بها ذلك الإمام الكبير، حيث مرض وتوفي بها ودفن في أحضانها!! وفي ذكر وفاته يقول الحافظ الذهبي: قال ابن عدي: سمعت عبدالقدوس بن عبدالجبار السمرقندي يقول: جاء محمد بن إسماعيل إلى "خرتنك" قريةٍ على فرسخين من سمرقند، وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، فما تم الشهر حتى مات!! وقبره بـ "خرتنك".وذكر الذهبي عن ابن عدي قال: سمعت الحسن بن الحسين البزاز البخاري يقول: توفي البخاري ليلة السبت ليلة الفطر عند صلاة العشاء، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومائتين، وعاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يومًا ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=154549#_ftn3)). وهكذا ابتُلي هذا الإمام الجليل الذي اتفق أهل زمانه ومن جاء بعدهم على إمامته في الحديث، مع اجتنابه للفظ الذي يحتمل أمرين، وتعبيره باللفظ الواضح الذي لا يحتمل إلا المعنى الصحيح. والذين جابهوهوتخلوا عن
(يُتْبَعُ)
(/)
درسه لمجرد هذا القول قد أوغلوا في الغلو والتنطع،
وقد أساؤوا حينماربَّوا طلاب العلم على الغلو،
فأصبح الرجوع عن خط الغلو إلى الاعتدال مُؤْذِنًابقيام فتنة وبلاء مستطير. ولقد أصبح هذا الإمام الكبير طريدًا في بلاده، وفي كل بلد يذهب إليه من بلاد خراسان وما وراء النهر تثار ضده تلك الفتنة. إن الخلاف الحقيقي يحتمله الاجتهاد إذا صدر من علماء مجتهدين ويُعذر فيه المخطئ، فكيف بهذا الخلاف الوهمي الذي أُلزم فيه هذا العالم الجليل بلازم قوله مما لم يقصده ولم ينطق به، بل تبرأ منه. إن مصدر تلك الفتنة وأمثالها هوالغلو في ردِّ البدع الشائعة؛ حيث يتحول المدافعون عن السنة إلى الغلو والإفراط في سدِّ كلالذرائع الموصلة إلى تلك البدع،
وفي سبيل ذلك يحرِّمون ما لم يحرمه الله تعالىورسوله صلى الله عليه وسلم،
ويبتدعون بدعًا مُقابِلة في الغلو
، ويحاسبون المسلمينعلى الإخلال بها أشد من محاسبتهم على الإخلال بالواجبات الشرعية أحيانًا،
فإذا ظهرعلماء يدعون إلى الاعتدال في تلك القضايا
وُصفوا بالأوصاف الشنيعة، وشُنَّت عليهم الحملات الفظيعة حتىيسكتوا ويسلِّموا لأولئك الغلاة بدعهم التي دعوا المسلمين إليها!! والنفوس-عادة-ميالة إلى الغلو والنقد في الغالب، فإذا برز عالم أو علماء يدعونإلى مثل هذا المنهج سارع إلى الاستجابة كل إنسان يميل مع عاطفته ولا يحكِّمعقله، وأكثر أتباع هؤلاء ممنلم يتعمقوا في العلم
ولم يتلقوا تربية كافية في الأدبالعلمي،
كما هو الحال في أولئكالطلاب الذين ملؤوا الداروما حولها لأخذ العلم عن الإمام البخاري، فلما سئل ذلك السؤال وأجاب بجوابه المعتدلوحَمَله دعاة الفتنة على غير محمله انصرفوا عنهجميعًا، وكأنَّ العلم كله قدتجمع في تلك القضية التي قد وُضع في تصورهم أنها من أهمالقضايا، وأنها مَحَكُّ الحكم علىأهل العلم، ومعقد الولاء لهم أوالبراءة منهم.
فما أبعد هؤلاء عنمنهج السلف الصالح الذي يدَّعون أنهم ثابتون عليه وأنهم حماتهورواده!! لقد اتهم أولئك الغلاة الإمام البخاري بالابتداع في الدين، وذلك حينما فصَّل الكلام في مسألة اللفظ والملفوظ، والحقيقة أنهم هم المبتدعة؛ لأنهم يمتحنون الناس فيعقائدهم، وامتحان أهل العلم في عقيدتهم بدعة لم تكن موجودة على عهد الصحابة رضي الله عنهم كما سبق عن الإمام البخاري. محنة الإمام ابن تيمية: ([1]) تاريخ الطبري (8/ 631 - 641). ([2]) سير أعلام النبلاء، باختصار، (11/ 241 - 254). ([3]) المرجع السابق (12/ 453 - 468)، وانظر: مقدمة فتح الباري (490 - 493).
فما أشبه اليوم بالبارحة!؟!؟!؟!
و هذه دعوة من هذا الفقير العاجز لأساتذته من طلاب العلم و العلماء و الباحثين:
أن يعلنوها:
" و عجلت إليك ربّ لترضى "
ضاربين عرض الحائط بكل ما يعيق " عجلت ُ" من عجول؟؟!!
حتى يتبيّنوا جذور هذه التربية الفكرية و القلبية ... : أين هي .. ؟
و من وراءها علم أو جهل .. ؟
لينشروا أسماءهم على الملأ قائلين:
نعم؟! هؤلاء و طرائقهم و تفكيرهم و تربيتهم المباشرة و غير المباشرة ..... هي السبب في كوارثنا العلمية الدعوية في الفرد و الجماعات و الأمة!!!!!
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 03:01]ـ
أفكار الجماعة في واد وأنت مع نقولاتك هذه في واد آخر
كفاك هروبا من الحوار وتكرارا للمواضيع بارك الله فيك
أرى أنك تكثر من الخلط بين المواضيع ومن القص واللصق والخروج عن الموضوع إما من أجل الهروب من الحوار الجاد والرد على الانتقادات ومن ثمة عدم الكشف عن حقيقتك وحقيقة جماعتك, وأرى أن هذه الحوارات ليس لها زمام ولا خطام.
أرجو من الاخوة المشرفين أن يتدخلوا لكبح هذه التجاوزات.
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا ابو مندر
ا تعد نفسك من السلف الصالح و من الفرقة الناجية اسأل الله الا يفتنك في دينك
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 09:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تكلم بعلم وبلطف أو اصمت ...
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 09:28]ـ
ألم تعلم أن السلف الصالح كانوا يردون على المخالفين والمبتدعة مراة بالتي هي أحسن وبالجدال الحسن, ومراة بشدة؟
أما الذين يجهلون حقائق ما يتبعون فالجدال معهم بالتي هي أحسن, وأما الذين يتنطعون ويكابرون رغم جلاء الحقائق ورغم إقامة الحجج عليهم فهؤلاء مبتدعة وضالون وجب الرد عليهم بشدة وخاصة إذا ضرب بالحجج والبراهين عرض الحائط واستمر في غيه وضلاله والأسوء من ذلك إذا دعا إلى ضلاله.
لذا وجب معاملته بشدة ومع ذلك تكون الشدة موزونة لا فيها كلام بذيء ولا سب ولا لمز ولا شتيمة.
إن كنت لا تعلم راجع كتب الجرح والتعديل وراجع على سبيل المثال: سير أعلام النبلاء ولسان الميزان وغيرها كيف كان سلفنا الصالح من الصحابة ومن بعدهم يردون على المبتدعة وكذلك راجع ردود العلماء الربانيين على المبتدعة رحم الله موتاهم وحفظ الله أحياءهم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:44]ـ
فيا أخي العزيز:
نحن في وديان مختلفة جدا ... لا نصلح للحوار معا
لا نريد حوار أمثالك من الأفاضل ... بارك الله فيك و في علمك.
ناقش ما تريد في مواضيعك التي فتحتها هناك .. أتأتي ضيفا إلى مواضيعي ثم تؤذيني؟
غفر الله لك ... لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ... لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
.............................. .
ياخلوصي,
لو سكتم لسكتنا ولكنكم تكلمتم فرددنا!
كان بعض علماء السلف يعرض عليه السيف لا لأن يتراجع عن اعتقاده ,ولكن ليسكت عن اهل البدع ولكنه يأبى الا ان يفضح اهل البدع تقربا الى الله!
على فكرة المشاركة الطويلة التي وضعتها سيأتي الرد عليها باذن الله بعنوان (كلام حق اردت به باطلك)!!
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا .... ويأتيك بالأخبار من لم تزود!؟
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 01:35]ـ
أريد أن أقصد مرة بدون الألف فهذا سهو مني.
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:29]ـ
احسن الله إليك اخي خلوصي وبارك الله فيك
اكمل ولاتبالي بما كتب من اصحاب الجدل السقيم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:34]ـ
احسن الله إليك اخي خلوصي وبارك الله فيك
اكمل ولاتبالي بما كتب من اصحاب الجدل السقيم
أصحاب الجدل السقيم؟؟؟
هلا رددت عليهم وبينت السقم في ردودهم؟؟
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا ابا مندر انا لم اسأ الادب معك حسب علمي ولكن الله المستعان
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 08:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ خلوصي بارك الله فيك واصل جهدك و لكن لي تعليق في جماعة التبليغ يوجد بعض التقصير من بعض افرادها فلمادا لا يكون في ترتيبهوم جهد اكبر من ناحية العلم و هكدا تخرجون من الخلاف مهدا الا راي
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 12:47]ـ
احسن الله إليك اخي خلوصي وبارك الله فيك
اكمل ولاتبالي بما كتب من اصحاب الجدل السقيم
حسبي الله ونعم الوكيل ...
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 01:50]ـ
نرجو من الإخوة المشاركين جميعا أن يلتزموا الأدب وأن يتكلموا بعلم أو يصمتوا، ونحن لسنا في معركة حتى نحتاج إلى من يصفق لنا ويشجعنا، فمن كان له حجة أو زيادة علم أو رد علمي فليتفضل مشكورا مأجورا بإذن الله، ومن أراد نصرة أخيه فليقوي رأيه بالأدلة والبراهين.
بارك الله فيكم جميعا وهدانا وإياكم إلى الصراط المستقيم
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ خلوصي بارك الله فيك واصل جهدك و لكن لي تعليق في جماعة التبليغ يوجد بعض التقصير من بعض افرادها فلمادا لا يكون في ترتيبهوم جهد اكبر من ناحية العلم و هكدا تخرجون من الخلاف مهدا الا راي
أخي أبا إسحاق حياك الله
لو تدبرت المشاركات الأولى، لرأيت أن لب الحوار حول تعليقك
فخلاصة المسألة
أن التبليغ لا يعيرون العلم بصفة عامة اهتماما والتوحيد بصفة خاصة اهتماما أيضا فهم يرونه من أسباب التفريق بين الأمة
هؤلاء التبليغيون يرون أن الخروج عندهم ركن وهو سبيل اليقين وتقوية الإيمان والدعوة إلى الله
قلنا لهم بأن هذا الخروج لا يكون مثمرا إلا إذا صاحب صاحبه علم ودعوة على بصيرة، أما أن نخرج الناس من المعاصي إلى الشرك أو نخرجهم من عبادة الأوثان إلى عبادة الأولياء والأسياد، فهذا لا يمت للدعوة بصلة بل يخرب الدين أكثر مما يدعو إليه.
لكن أخانا الخلوصي هداه الله كغيره من التبليغيين هون من شأن العلم والتوحيد وراح يدندن حول اليقين الذي يحسون به عند الخروج، ولم يرد الالتفات إلى الأدلة والبراهين التي واجهه بها الإخوة، فآل الأمر إلى ما هو عليه.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 02:29]ـ
الله يجزيك خير يالعنابي, كيفت ووفيت.
ابو المنذر, اذا عرف السبب بطل العجب!
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ربُنا جل جلاله في كتابه الكريم أصّل هذا الأصل الأصيل, وبيّن هذا الأدب القويم في خطابه لأنبيائه ورسله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, يقول ربنا الرحمن مخاطبًا نوحاً عليه السلام: (فلا تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين). ويخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له: (قلْ إنّما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأنْ تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأنْ تقولوا على الله ما لا تعلمون). ويخاطب كل امرئٍ مسلمٍ بقوله سبحانه: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس التزاماً بهذا الأدب وتحليّاً بهذا الخلق فكان يسأل صلوات ربي وسلامه عليه عن مسائل دقيقة أو جليلة، في أصول الدين أو فروعه، وهو النبي الأكرم الرسول الأعظم أعلم الخلق بالله وبدينه وبشرعه، فما كان يستنكف صلوات ربي وسلامه عليه أنْ يقول: ((لا أدري)). يقول: ((لا أدري)) وهو العالم الفذ, الإمام القدوة, الرسول الخاتم! صلوات ربي وسلامه عليه. يقول على ملأٍ من الناس: ((لا أدري)) , لمّا سأله سائل: "يا رسول الله أيُّ البقاع أحبّ إلى الله؟ " فقال: ((لا أدري, حتى أسأل جبريل)) , ولمّا سأل جبريل عليه السلام قال: "لا أدري حتى أسأل ميكائيل". ثم جاءه بالجواب فقال عليه الصلاة والسلام: ((إنّ أحبّ البقاع إلى الله المساجد, وإنّ أبغض البقاع إلى الله الأسواق)).
وهكذا أصحابه رضوان الله عليهم رغم أنهم كانوا أبرّ هذه الأمة قلوباً, وأعمقها هديًا, وأقلها تكلفاً, من نصر الله بهم الدين, وحفظ بهم الملة، كانوا رضوان الله عليهم أعظم الناس ورعاً، وأقلهم في الدين كلاماً، ربّما يسئل أحدهم سؤالاً فيحيل على أخيه, وأخوه يحيل على غيره, وهكذا ما زال السائل ينتقل من واحد إلى آخر حتى يرجع السؤال إلى الأول، يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله أدركت بهذا المسجد يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يسئل عن المسألة فيقول: "لا أدري".
أبو بكر الصديق على المنبر الشريف يقول: "أيّ سماء تظلني؟ وأيّ أرضٍ تقلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم".
عمر بن الخطاب الإمام الفاروق, أمير المؤمنين, وخليفة المسلمين, من ضرب الله الحق على قلبه ولسانه, من لو رآه الشيطان سالكاً فجاً لسلك فجاً آخر, يقرأ قول الله عز وجل: (وفاكهةً وأبّاً) , ثم يقول وهو على المنبر: "هذه الفاكهة، فما الأبُّ؟ "، ثم يقول: "إنّ هذا لهو التكلف يا ابن الخطاب! وماذا على ابن أمّ عمر لو جهل آيةً في كتاب الله! ".
على بن أبي طالب يقول: "وا بردها على الكبد! " قيل: "ما هي؟ " قال: "لا أدري".
ويقول ابن عباس: "ينبغي للعالِم أنْ يورّث جلساءه لا أدري حتى تكون أصلاً يفزعون إليه". ويقول عبد الله بن عمر: "العلم ثلاثة: آيةٌ مُحكمة, وسنة ماضية, ولا أدري". جعل (لا أدري) ثلث العلم, وجعلها غيره نصف العلم, وهكذا حتى أثمرت هذه الشجرة ثمارًا مباركة فقعّدت للدين قواعده, وثبتت أصوله, ومُهّدت فروعه, ومازال هذا العلم الشريف يحمله من كل خلفٍ عُدوله ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, حتى نبتت في زماننا هذا نابتة, وظهرت ظاهرة, قومٌ يحسنون القيل, ويُسيئون الفعل, يُكثرون الكلام, ويدبجون الكتب, وينشرون المقالات, ويلقون الخطب, ولهم ضجيجٌ, وزفيرٌ, وزئيرٌ, وصيتٌ, وصهيلٌ بين الناس وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. كتبهم ومقالاتهم, خطبهم وأقاويلهم يراد بها تقويضُ الدين من أساسه. قومٌ من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا لكنهم نسأل الله العافية يكتبون كلامًا ويلقونه, إنْ أحسنّا الظن بهم قلنا: "هم على جهلٍ عظيم", وإنْ أسأنا الظن قلنا: "قلوبهم تنطوي على غير الإسلام، يظهرون الإسلام ويبطنون غيره, يلقون كلامُا ويُخفون أغراضًا"، فلابدّ أيها المسلمون من أنْ يُنتبه إليهم, وأنْ يُحذّر منهم لأنّ الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يُؤفكون).
الكافر المعلن بحرب الإسلام, المظهر لعداوته, لا خوف منه فإنّ المسلمين جميعًا يحذرونه ينتبهون إليه, يزنون أقواله بميزان الشرع لا ينساقون إليه. لكنّ المصيبة كل المصيبة أنْ يكون الإنسان عليم اللسان, يُجادِلُ بالقرآن ويسرد على كلامه أدلّةً, ويسوق براهين يحسبها الناس براهين للوهلة الأولى .. للنظرة العجلى ولكنها في حقيقة الأمر خواءٌ من كل علم.
في امتنا الاسلامية ابتلينا بنفر من هؤلاء يلبسون مسوح العلم هم فصحاءُ اللسان ربّما يصلي أحدهم بالناس الجمعة أو العيدين, وربّما يتكلم بالآيات والأحاديث لكنه يضعها في غير مواضعها ينتسبون إلى بيوتات دينية, ويظهرون للناس وكأنهم أهل الدين, المدافعون عن بيضته, الذائدون عن حماه, الناطقون بكلمته, ولكنّ الحقيقة غير ذلك.
منقول
وفي الحديث:
من كان يؤمن بالله واليوم الآ خر فل يقل خيرا او يصمت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:24]ـ
هديتي لمن يريد الهداية!؟
علاقة جماعة التبليغ بالاستعمار الانجليزي!؟
(كان أشرف علي التهانوي الحنفي الديوبوندي الجشتي النقشبندي-حكيم الامة-ياخذ ستمائة روبية من الحكومة البريطانية وكانت الحكومة الهندية-البريطانية-تعطي معونة مالية لجماعة التبليغ في اول امرها.
يقول الشيخ حفظ الرحمن السيوهاروى عضو البرلمان الهندي وبصدد هذا: ان الحكومة الهندية البريطانية كانت تساعد حركة جماعة التبليغ في أول الامرها بمعونة مالية بواسطة الحاج رشيد أحمد ثم انقطعت هذه المعونة).
من كتاب جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية, لسيد طالب الرحمن, صفحة (80).
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 10:18]ـ
قال العلامة المحدث الشيخ حماد الانصاري-رحمه الله- (ان ابا الحسن الندوي هو رئيس جماعة التبليغ في الهند وهو نقشبندي حنفي متعصب, فصيح اللسان, وقد التقيت به في رحلتي للهند.
والسبب في اقبال الناس عليه: فصاحته وكتاباته الجيدة, وهو سياسي كبير) انتهى.
من كتاب المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الانصاري-رحمه الله-تأليف وجمع وترتيب-عبدالاول الانصاري-صفحة (601) من المجلد الثاني.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:42]ـ
أرجو من الأخ عبد الرزاق الحيدر أن ينقل لنا كلام العلامة الدكتور صالح الفوزان عن حادثة خروج التبلغيين من القاعة عند بداية محاضرته حول أشرف العلوم, فهذه الشهادة من هذا العالم لحجة قوية على من يدعي أن الجماعة تعتني به, وهي أيضا أنسب للموضوع الذي سماه صاحبه أشرف العلوم!!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 07:54]ـ
«الأحباب» ودورهم في صناعة «الإرهاب»
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك - سلمه الله -
لقد قرأت ما نشر في جريدتكم يوم الثلاثاء الموافق 12 رجب 1429هـ حول ما بثته وسائل الإعلام منذ أيام حول إلقاء القبض على خلية من أسوأ خلايا التكفير والإرهاب في هذه البلاد، إذ يصل عددها إلى أكثر من 500 شخص خططوا لهدم ونسف وتفجير منشآت البلاد، ثم تبع ذلك ما عرضه التلفاز السعودي من اعترافات بعض الذين ألقي القبض عليهم في برنامج (همومنا)، فتحدثوا عن أدوارهم في هذه الخلايا الضالة وما قاموا به من أعمال في استقطاب شبابنا إلى فكرهم الخارجي البغيض، ولقد كتبت منذ فترة مقالة عنوانها: (جماعة التبليغ ودورها في صناعة الإرهاب) بيَّنت فيها خطر هذه الجماعة على بلاد الحرمين ودورها الرئيسي في زعزعة أمنها، وما تقوم به من مخططات سياسية تنظيمية تسعى لنزع يد الطاعة من حكامنا وولاة أمورنا وإعطائها أمراء هذه الجماعة؛ لأنها تعتبر اللبنة الأولى لتفخيخ عقول شبابنا وبث المنهج التكفيري إلى مجتمعنا السلفي الأصيل، فاستنكر البعض معللين أن هذه الجماعة تختلف عن التي في الخارج وأنها تسعى للدعوة وحب الزهد في الدنيا والبعد عن الأموال والممتلكات!! فتركت الحال على ما هو عليه حتى جاء اليوم الذي يثبت ما ذكرته وحذرت منه بعد ما ذكر الشيخ ابن شري مأساته ومعاناته ممن سماهم (الأحباب) وقصده بذلك جماعة التبليغ، وما قاموا به من إغواء أحد أبنائه ووقوعه في التكفير وأخذ أمواله والذهاب به إلى أفغانستان!!
فالحمد لله الذي أظهر الحق وكشفه على أعين الملأ مع أنني على يقين مما ذكرته ولست في شك من ذلك؛ لأنني لم أتحدث إلا عن بيِّنة وأدلة ثابتة وأخبار ثقات شهادة الواحد منهم إذا شهد فكت القتيل من حد القتل، أولهم صاحب الفضيلة والدنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه ربي وشفاه - عندما قال: يظن البعض أن التبليغيين ليس لهم توجه سياسي ولا معرفة بالسياسة وهذا من الخطأ؛ لأنهم من أسوأ الناس في ذلك وشرهم سيئ على الأمة، وكان ذلك قبل حوالي 7 سنوات في أحد دروس الشيخ في منزله بمكة.
وثانيهم: صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية - حفظه الله وبارك فيه - عندما صرح بذلك في جريدة السياسة الكويتية منذ فترة فقال: من أسوأ ما حصل لي أثناء تحملي لمسؤولياتي الاعتداء على الحرم، منهم من تأثروا بجماعة التبليغ ومنهم من تأثروا بجماعة الإخوان، والكل يعرف ما حصل للحرم في سنة 1400هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثالثهم: الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - في كتاب (القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ) ص20 عندما قال: وليعرف عن هؤلاء أي - التبليغيون - انهم يتربصون بالحكومة السعودية والجامعة الإسلامية.
فكان من المناسب اليوم بعدما شاهدنا ما تقوم به هذه الجماعة النارية من مكائد سيئة لهذه البلاد وما تسعى إليه من إفساد ودمار وتقتيل وتفجير وتجنيد لشبابنا من تسميتها بجماعة (التوليع) بدلاً من التبليغ، لذلك دعونا نذكر بعضا من حقائق وأسرار هذه الجماعة التي طالما خفيت على الناس.
نشأت هذه الجماعة في القرن الرابع عشر الهجري ولم يكن لها اثر في القرون المفضلة ولا في زمن التابعين، فهي حادثة المنشأ والولادة فكانت فكرة نشأتها في تركيا ثم نمت وترعرت في الهند، فحالها كحال بقية الأحزاب والجماعات التي أنشئت في هذه الأزمنة حتى أصبح لها انتشار واسع في جميع البلدان العربية والأجنبية، فكانت الحكومة البريطانية تقدم لها معونة مالية!! ولهم اجتماعات وجلسات يومية وأسبوعية وشهرية في المساجد والاستراحات والمخيمات وغالبا ما تسمى مساجدهم التي يجتمعون فيها وينطلقون منها بعد إلقاء البيانات الدعوية (مساجد النور)، ومن ثم يتم الذهاب للجولات الدعوية بين أفراد الجماعة، أما اليوم فهم ينطلقون من الاستراحات المعدة لذلك والتابعة لهم في يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع حيث يشكلون الجولة على مجموعات من الأفراد قاعدتهم فيها: (لاتحرك ساكناً ولا تسكن متحركاً)، ومعناها أنك لا تتكلم ولا تنكر على المدعو فتجعله على ما هو عليه، فلو مثلاً وجدته على معصية أو بدعة فإنك لا تنكر عليه فدعه وحاله، وتقوم هذه الجولة على ثلاثة عناصر رئيسة مهمة في أثناء قيامهم بها:
1 - الدليل: وهو الذي يدلهم على مكان المدعو الذي يريدون دعوته للانضمام لجماعتهم ويكون هذا في مقدمة الأفراد.
2 - المتحدث: وهو الذي يقوم بإلقاء الموعظة للمدعوين ويكون في الوسط.
3 - المثبت: وهو الشخص الذي يقوم بالدعاء لهم بالثبات منذ بداية خروجهم وأثناء إلقاء الموعظة وهذا يكون في المؤخرة.
وحقيقة انك لا تكاد تجد للتوحيد مكاناً في دعوتهم بل إنهم ينفرون ويخرجون ولا يحضرون المحاضرات والدروس في التوحيد، ولما ألقى الشيخ صالح الفوزان محاضرة عن التوحيد في أحد مساجد الرياض خرجوا من المسجد وكانوا يسكنونه!! بل إن أحد كبار هذه الجماعة في حفر الباطن يقول ليس في القرآن توحيد!! فيا سبحان الله كيف لا يكون فيه توحيد وهو يقرأ في صلاته قوله تعالى في سورة الفاتحة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، بل وحدثني أحد الأخوة في الرياض فقال: جاءني مجموعة منهم عدة مرات إلى منزلي يريدون مني الخروج معهم فجلسوا عندي ثم ذهبت وأحضرت لهم كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وقلت لهم دعونا نقرأ فيه فقاموا علي وغضبوا وقالوا لي: هل نحن نعبد القبور حتى تأتي لنا به، وخرجوا من عندي وأصبحوا لا يسلمون علي ويحذرون مني!!
والمتأمل في طريقة هذه الجماعة يجد أنها تتغير بين الحين والآخر فكانوا في السابق جل مواعظهم عن الموت والقبور وأهوالها، أما اليوم فتغيرت وجهتهم فتجدهم اتجهوا إلى الضحك والتهريج في لقاءاتهم، وإن مما يؤسف له مع ما يقومون به من أعمال مخالفة لما عليه أهل السنة أننا ما زلنا نسمع بعض الأقوال التي تؤيد الخروج معهم ومناصرتهم بدعوى أن الذين عندنا أحسن حالاً من الذين في الخارج!! ولذا كانت سبباً رئيسياً في الزج بشبابنا في براثن وأوحال التفكير والتفجير.
والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت هذه الجماعة ليست كالتي في الخارج فلماذا يسمون أنفسهم جماعة التبليغ (الأحباب)؟ ولماذا يذهبون إلى مراكز جماعة التبليغ في الخارج؟ ولماذا يغضبون عند ذكر أخطاء الجماعة؟ ولماذا يستقبلون أفراد هذه الجماعة الذين يأتون من الخارج؟؟
ولماذا لا نرى في دعوتهم نشاطاً للعناية بالتوحيد والدعوة إليه ونشره في أوساط التبليغيين؟ أترك الإجابة لكم وأنتم تعرفون الحال!! والحقيقة ان العبرة بطريقة الدعوة والمنهج الذي يسلكونه وليس بالأمكنة والبلدان والأشخاص.
واذكر أنه حدثني أحد العقلاء من كبار السن ومحبي الخير في الرياض فقال: جاءوني مرارا يريدونني أن أخرج معهم فقلت لهم: أنا لا أستطيع لكثرة مشاغلي ولو كنت أريد الخروج والسفر لذهبت إلى مكة للعمرة والصلاة في المسجد الحرام التي يعدل فيها الفرض مائة ألف صلاة، فقال لي مع الأسف أحدهم بكل استهتار وما كنت أظن من مسلم أن يقول هذه المقولة: اترك مكة للعجائز!! فزدت ثقة في بُعْدي عنهم وأنصح الناس بالبعد عنهم.
انظروا إلى آثار تلك الجماعة على هذه البلاد!! ولذا قال أحد السلف: ما ابتدع قوم بدعة إلا واستحل السيف أي بالخروج على ولاة أمور المسلمين وشق عصا الطاعة.
وختاماً: قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -: أنا أعرف التبليغ منذ زمن قديم، هم المبتدعة في أي مكان كانوا، هم في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس، فتاوى الشيخ (1 - 174).
عبد المحسن بن سالم باقيس
bagis222@hotmail.com
منقول من موقع
http://www.al-jazirah.com/90037/rv4d.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 08:17]ـ
العلامة الفوزان يذكر قصتاً حصلت له مع جماعة التبليغ في السعودية تبين منهجهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين وظاهر الحق إلى يوم الدين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين: أما بعد:
هذا موضوع جديد عن جماعة التبليغ على ما سبق ذكره من المواضيع عن جماعة التبيلغ مدعومة بكلام العلماء الربانيين وتحذيرهم منها وهذا موضوع جديد عباره عن قصة حصلت للشيخ صالح الفوازن مع جماعة التبيلغ في السعودية تبين ما هم عليه من منهج وقد ذكرها في أثناء جوابه على السؤال التالي: سؤال:
ما حكم وجود مثل هذه الفرق كاالتبليغ، والإخوان المسلمين وغيرها في بلادنا خاصه وبلاد المسلمين عامة؟ ((جواب:
بلادنا - ولله الحمد - جماعة واحدة، كل أفرادها وكل حاضرتها وباديتها تسير على منهج الكتاب والسنة يوالي
بعضهم بعضاَ، ويحب بعضهم بعضاً.
أما هذه الجماعات الوافدة فيجب أن لا نتقبلها؛ لأنها تريد أن تنحرف بنا أو تفرقنا، وتجعل هذا تبليغي وهذا إخواني وهذا ..... وهذا .. ، لم هذا التفرق؟! هذا كفر بنعمة الله تعالى.
نحن على جماعة واحدة، وعلى وحدة، وعلى بينة من أمرنا، فلم نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! لماذا نتنازل عما أكرمنا الله عز وجل به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح، وننتمي إلى أحزاب تفرقنا وتشتت شملنا وتزرع العداوة بيننا، هذا لا يجوز أبداً وجماعة التبليغ لاتهتم بالتوحيد، بل تنفر عنه.
وأنا شاهدت بنفسي وذلك أن ألقيت محاضرة في التوحيد في بعض مساجد الرياض وكانوا ــــ أي: جماعة التبليغ ــــ
مجتمعين فخرجوا من المسجد، ومثلي بعض المشايخ ألقى في المسجد نفسه محاضرة عن التوحيد فخرجوا منه؛لأنهم كانوا نازلين فيه فإذا سمعوا الدعوة إلى التوحيد خرجوا من المسجد مع أنهم يدعون إلى الاجتماع في المسجد.
لكن لما سمعوا الدعوة إلى التوحيد خرجوا من المسجد، وأما أنهم لا يقبلون ممن دعاهم إلى التوحيد، فنعم.
وهذا ليس خاصاً بهم، بل كل من يسير على منهج مخطط لا يقبل التنازل عنه، لو كانوا وقعوا في هذا الأمر عن جهل،
فهم يمكن أن يرجعوا إلى الصواب، لكن وقعوا في هذا الأمر عن تخطيط، وعن منهج يسيرون عليه من قديم، فلا يمكن أن يرجعوا عن منهجهم؛ لأنهم لو رجعوا عن منهجهم انحلت جماعتهم وهم لا يريدون هذا. آخر كتاب صدر جمع فيه مقالات عنهم وانتقادات عليهم ممن صحبوهم ثم خرجوا عنهم وتركوهم، هو كتاب حافل جامع للشيخ / حمود بن عبد الله التويجري - رحمه الله -، فإنه كتاب ماترك شيء حول هذا الموضوع؛ لأنه كتاب متأخر جداً جمع كل ماقيل من قبل، فلم يبق فيهم إشكال أبداً، لكن الفتنة - والعياذ بالله -إذا جاءت تعمي الأبصار.
وإلا كيف إنسان عاش على التوحيد، ودرس التوحيد، وعرف عقيدة التوحيد، ويغتر بهؤلاء؟؟؟؟
كيف يخرج معهم؟
كيف يدعو إليهم؟
كيف يدافع عنهم؟؟؟؟
هل هذا إلا الضلال بعد الهدى، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
نسأل الله العافية والسلامة.
ونصيحتي للعوام وغير العوام أن لا يصحبوهم.)) المرجع: (الفتاوى المهمة في تبصير الأمة) ص 153 - 154 - 155 واسم كتاب الشيخ حمود الذي أشار إليه الشيخ ((القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ)) وأقول هذا الدليل يا من يريد الدليل و الحق.
منقول من موقع:
http://moltqa.is-un.com/showthread.php?t=519
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 09:02]ـ
فيا أخي العزيز:
نحن في وديان مختلفة جدا ... لا نصلح للحوار معا
لا نريد حوار أمثالك من الأفاضل ... بارك الله فيك و في علمك.
ناقش ما تريد في مواضيعك التي فتحتها هناك .. أتأتي ضيفا إلى مواضيعي ثم تؤذيني؟
غفر الله لك ... لا أريد حوارا بهذا الشكل و كفى ... لا أحب الجدل مع فضيلتكم؟؟
رحم الله والديك.
غفر الله لكم ... و أحسن إليكم ... و رزقكم الجنة في الفردوس الأعلى ...
على شرط واحد!
أن تناقشوا ما تريدون في مواضيعكم المستقلة ...
مااااااا تريدووووووون
بارك الله فيكم إخوتي ... و هذه هدية من تربية التبليغ:
إذا حدثت شحناء مع أي أخ لك في الله ...
فادع له بصدق .. !
لأن ذلك الدعاء إن صدق و احترق ...
فسيحرق كل حظ للنفس في بغضها
(يُتْبَعُ)
(/)
لتخلّصه لله عز وجل .. !!؟؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 09:10]ـ
أما آن لهذا الموضوع أن يطوى مع صاحبه؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
هداك الله يا خلوصي ... تقول
"غفر الله لكم ... و أحسن إليكم ... و رزقكم الجنة في الفردوس الأعلى ...
على شرط واحد! "
قلت سبحان الله! هل يصح أن يعلق مسلم دعاءه لاخوانه بالمغفرة والجنة، على شرط يضعه أيا كان ذلك الشرط؟؟؟؟؟؟
أول كلامك بشأن الدعاء بناقض آخره يا أخي الكريم فتنبه!
أما عن الشرط نفسه، فمن الذي قال أن العضو هنا ان كتب موضوعا فله أن يمنع غيره من الأعضاء من مناقشته فيه مناقشة علمية محترمة أو أن يشترط عليهم تركه وشأنه فيه؟ يا أخي الكريم هذا منتدى طلبة علم، يجتمعون فيه للنقاش المثمر وتبادل العلوم والمعارف، وليس مجلة أو صحيفة ينشر الناشر فيها ما يريد ثم يشترط ألا يناقشه فيه أحد أو يعقب عليه أحد الا في مقال آخر مستقل!!!! والا فجرب أن تطلب من الاخوة المشرفين أن يغلقوا لك كل موضوع تضعه منعا لمناقشة المخالفين لك فيه، وانظر بم يجيبونك! المشرفون يحذفون المشاركات المبتذلة أو التي لا تثمر نفعا ولا فائدة .. ولكنهم يتركون ما يتوقعون منه الثمرة العلمية النافعة .. ولولا أنهم يريدون أن يروا الى أين هو ذاهب هذا النقاش الطويل معك لما تركوا الموضوع مفتوحا الى الآن، ولما تركوا المشاركات تصل فيه الى هذا العدد الكبير، وهذا ظني بهم وفقهم الله! فيا أخي قبل أن تشترط شرطا على اخوانك، وتعلق عليه دعاءك لهم، انظر أولا هل لك أن تطالب بذلك الشرط أصلا أم لا!
ثلاث صفحات كاملة في هذا الموضوع وأنت لا دأب لك الا صد المحاورين والذين يسألونك في أصل موضوعك ومتعلقات عنوانه، لا يسألون في شيء يريدون به التشغيب عليك أو الخروج عن محل النقاش فيه، وانما يحاورونك في صلب الموضوع!! يسألون بكل أدب ويطلبون الحوار العلمي البناء ولكنك لا تجيب! ثلاث صفحات وأنت لا جواب لك عليهم الا أمهلوني ولا تتعجلوا، حتى اذا ما رأيت ما لا يعجبك من كلامهم - والذي ما تجاوزوا فيه حد الأدب في الحوار العلمي طرفة عين - قلت لهم اذهبوا الى مواضيعكم واتركوا لي مواضيعي!! حتى وان وجدت بعض الشدة في كلام بعضهم - وما جاءت الا من طول المراوغة - فهلا أسكتهم بالحجة والبيان؟؟؟ هلا جئتهم بالجواب المطلوب؟؟؟ قلنا لك أننا لا نرى بأسا في كل عمل مثمر نرى فيه نفعا وفائدة للأمة، سواء كان أصحابه يسمون أنفسهم بالتلبليغ أو بغيره .. ! وهذه هي فحوى كلام أهل العلم في أمر جماعة التبليغ .. أن تضبط بالكتاب والسنة .. وهذا ما نريد مدارسته معك! والا فالى أين أنت ذاهب بمواضيعك هذه يا أخي وأنت لا تريد من أي واحد من اخوانك أن يستوقفك ويناقشك فيما أنت كاتب فيها؟؟؟؟ ثم ماذا بعد أن تفرغ من وضعها كلها في المنتدى هنا كما تريد؟؟ هل ستسمح حينئذ لاخوانك بأن يناقشوك فيما كتبت (ولا أدري كم سيبلغ حجمه عندئذ)، وبالجواب على أسئلتهم واستشكالاتهم، أم ستقول لهم اذهبوا عني وافتحوا مواضيعكم الخاصة بكم وقولوا فيها ما شئتم ولا تحاوروني؟؟؟
تتكلم عن جهد جماعة التبليغ في تحصيل أشرف العلوم، ونحن نريد منك أن تشرح لنا ذلك الجهد وكيف يتم من خلاله تحصيل ذلك العلم الشريف ... فان لم تكن هذه الصفحات هي محل بيانكم لهذا الأمر بالتفصيل، فأين؟؟؟ ولماذا فتحت الموضوع أصلا؟؟
تقول يا خلوصي: نخرج لتحصيل أشرف العلوم: معرفة الخالق جل جلاله ...
ونقول صدقت والله، فأشرف العلوم وأولها ولا شك هي معرفته سبحانه وتعالى! ولكن ما هو سبيل تحصيل تلك المعرفة يا خلوصي؟ أليس هو علم التوحيد بأقسامه العلمية وأبوابه التي بها يُعرف الرب بأسمائه وصفاته على فهم الصحابة رضي الله عنهم لا غيرهم، ويوحد سبحانه في ربوبيته وألوهيته وحكمه على العباد، ويُدفع كل باب من أبواب الشرك في القلوب دفعا بنور ذلك العلم الشريف؟؟
فهل تقدمون هذا العلم للناس في خروجكم على حقه وكما يجب أن يتعلمه المسلم، وهل هذا هو أشرف العلوم عندكم أم ماذا؟ والا فكيف تعرفون الرب جل وعلا حق المعرفة، وتحصلون أشرف العلوم عملا بقوله تعالى ((فاعلم أنه لا اله الا الله))؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤال لا أخاله الا في صلب موضوعك: تقول نحن التبليغيون نحصل أشرف العلوم وأنا أقول: فما هي أشرف العلوم عندكم باصطلاح أهل العلم، وكيف تحصلونها؟؟؟ هذا هو ما نريد معرفته منك ببساطة! سؤال واحد لا ثمان عشرة سؤالا كما اعترضت علي من قبل! فما معنى أن يستغرق جوابك على هذا السؤال الواحد الذي هو أس موضوعك أصلا، ثلاث صفحات كاملة سُودت بهذا الذي كتبته أنت؟؟ وماذا تنتظر من اخوانك أن يكون ظنهم بك يا خلوصي وهكذا دأبك؟؟؟؟
هدانا الله واياك وغفر لنا ولك!
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:16]ـ
شيخنا العزيز سليمان الخراشي,
كنت أود أن أعقب على ما ذكرت في الموضوع الذي كتبه الأخ الحيدر, ولكن الموضوع أغلق والله المستعان, لذا أردت أن أكتبها هنا لنطوي هذه المواضيع التي طالت, ولم تجد صدى من أمثال خلوصي إلا تجاهل مشاركاتنا وعدم الرد على تساؤلاتنا وفتح المزيد من المواضيع مشهرا لفكر الجماعة الذي أراه - حسب رأيي - بعيد كل البعد عن المنهج القويم بل فيه انحرافات كثيرة وإلى الله المشتكي.
ربما تتكلم عن جماعة التبليغ الموجودة عندكم في المملكة, لكن جماعة المملكة لا تمثل الواحد بالمائة من مجموع الجماعة التي انتشر أتباعها في شتى البلدان, و هم لا يبالون بعقائد من يتبعهم ولا يهتمون بالعقيدة التي يسمونها بعلم المسائل, بل لك أن تسأل أو تعتنق أي عقيدة شئت معتزلية أو اباضية أو أشعرية أو صوفية ... !! أهذا من الدين؟ أهذا من هدي السلف الصالح؟؟؟
ثم إنهم لا يحبون العلم ولا يرغبون في مصاحبة أهل العلم, وإن طلب أحد طلاب العلم مصاحبتهم لتعليمهم التوحيد رفضوا وأعرضوا عنه, ووصفوا منهجه بالجدلي والمفرق والمضاد لمنهجهم الذي يجمع بزعمهم, هذه حقيقة لا خيال, ولا أحد من الجماعة يريد الكلام عن العلم أو الخروج عن صفاتهم الستة.
أحكي لك واحدة,
ذات يوم قال لي أحد منهم:
أنتم تتبعون علماء المكيفات والانترنت وما أشبه ذلك وهذه الوسائل من صنع اليهود!!! ولا تمت لهدي الدعاة الربانيين بصلة, أما نحن أحيينا جهد النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله في السياحة والجولات حول العالم لإبلاغ الدين فلا يهم وسائلكم, الحركة ... الحركة هي التي تهم وتأتي بثمارها!
بعد حوار يطول المقام بذكره, قال لي: كيف سيصل الدين إلى أعماق الصحاري وأدغال الغابات حيث لا قناة ولا انترنت ولا حتى كهرباء؟ هناك من ينتسب إلى الإسلام ولا يعرف منه شيئا, تصور كنا متجهين إلى النيجر فإذا بمسجد في قرية نائية صغيرة في منطقة صحراوية, صلينا فيه صلاة المغرب وراء إمام لا يحسن قراءة الفاتحة بل وصل إلى "إياك نعبد" ثم ركع ولم يكمل, فبعد نهايته زرناه وتكلمنا معه طويلا حتى علمناه الجهد - أي ترتيبات الجماعة وصفاتهم الستة - ففرح الرجل وتعلم الفاتحة.
قلت: هل علمتموه التوحيد؟ هل سألتم عن عقيدته؟
قال: لا المهم هو ما علمناه إياه, لتقوية ايمانه وبعدما يأتيه اليقين سيهديه الله تعالى ويوفقه للهدى.
قلت له: وإن أراد التعلم والسؤال عن دينه وعن الطريق الذي يتعبد به ربه أين سيتجه؟
قال: قلنا له وإذا أردت التوسع في الفقه -هكذا قال لي - فلك أن تسأل عن شيخ من أهل العلم قريب لمنطقتك فتطرح مسألتك, نحن علينا بتعليمه فضائل الأعمال للتقرب إلى خالقه, والمسائل لها خواصها!!!
قلت: هذه هي الداهية الكبرى! ألم تعلم أن تلك المناطق تعج بالزوايا والمشعوذة وأيضا بجماعات التبشير؟
وإذا تحمس للتعرف عن الدين أكثر فأكثر ربما يتجه إلى أحد المشايخ لأخذ علم - المسائل - كما نصحته فإذا به يقع في فخ الزوايا والمشعوذة فيصبح صوفيا أو مشعوذا أو مشركا بالله عابدا للأولياء والقبور والأشجار وبالتالي سيضيع وتكون أنت السبب, هل علمت قيمة التوحيد وتعلمه؟
هذه الجماعة تدعي أنهم على جهد الأنبياء والصحابة, وفي الحقيقة هم بعيدون كل البعد, أول ما يبدأ الداعي في دعوته للناس التوحيد شئتم أم أبيتم, ولو دعوت ضالا أو جاهلا أو حتى عاصيا وجب عليك أن تدعوه إلى التوحيد كي تحصن قلبه من مخاطر الشرك ونواقض التوحيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
تعلم فقه الدعوة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله تعالى وآثار الصحابة والتابعين, وخذ العبرة من قصص الأنبياء, قصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام, فإنه عليه السلام لما سأله صحابي السجن تفسير رؤاهما ما فسرها لهما مباشرة, بل دعاهما إلى التوحيد أولا, عرفهما بنعم الله تعالى عليه, ثم علمهما التوحيد وبعد ذلك أجابهما عن سؤالهما.
قال الله تعالى عن سؤال صاحبي السجن: ((وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))
وقال تعالى عن تذكير نبي الله يوسف لصاحبي السجن نعم الله عليه: ((قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي))
وقال تعالى بعد ذلك: ((إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
وبعد الفراغ من مسألة التوحيد الذي هو أشرف العلوم وأول ما يبدأ به الداعي إلى الله تعالى, أجاب عليه السلام عن سؤال صاحبيه, قال تعالى: ((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)).
هذا هو منهج الأنبياء والصحابة من بعدهم وعلى كل داعي إلى الله تعالى على بصيرة التأسي بمنهج النبوة. قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)).
وقال تعالى: ((يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)).
وقال تعالى: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36))).
و آيات القرآن كثيرة في بيان لب دعوة الرسل لأقوامهم, منها قوله تعالى: ((وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17))) سورة العنكبوت
و قوله تعالى ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59))) سورة الأعراف
و قوله تعالى ((وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (65)))
و قوله تعالى ((وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ (73))) سورة الأعراف
و قوله تعالى ((وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ)) سورة الأعراف 85هذه هي دعوة الأنبياء و الرسل من أولهم, إلى آخرهم النبي الأمي رسول الله و خاتم النبيين و المرسلين محمد بن عبد الله صلوات الله و سلامه عليه. ولا ننسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهور لما أرسل معاذا إلى اليمن قال له: (ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).
هدانا الله وإياكم إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخيار]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:26]ـ
هداك الله يا خلوصي ... تقول
"غفر الله لكم ... و أحسن إليكم ... و رزقكم الجنة في الفردوس الأعلى ...
على شرط واحد! "
تقول يا خلوصي: نخرج لتحصيل أشرف العلوم: معرفة الخالق جل جلاله ...
ونقول صدقت والله، فأشرف العلوم وأولها ولا شك هي معرفته سبحانه وتعالى! ولكن ما هو سبيل تحصيل تلك المعرفة يا خلوصي؟ أليس هو علم التوحيد بأقسامه العلمية وأبوابه التي بها يُعرف الرب بأسمائه وصفاته على فهم الصحابة رضي الله عنهم لا غيرهم، ويوحد سبحانه في ربوبيته وألوهيته وحكمه على العباد، ويُدفع كل باب من أبواب الشرك في القلوب دفعا بنور ذلك العلم الشريف؟؟
فهل تقدمون هذا العلم للناس في خروجكم على حقه وكما يجب أن يتعلمه المسلم، وهل هذا هو أشرف العلوم عندكم أم ماذا؟ والا فكيف تعرفون الرب جل وعلا حق المعرفة، وتحصلون أشرف العلوم عملا بقوله تعالى ((فاعلم أنه لا اله الا الله))؟
الإيمان أخي الحبيب موطنه القلب ولو حفظت كل كتب التوحيد لما استطعت تحصيل الإيمان إذا لم يدخل الإيمان قلبك والآيات والأحاديث الدلة على ذلك أكثر من أن تحصى واتنا أنت بالدليل من الكتاب أوالسنة بأن "علم التوحيد بأقسامه العلمية وأبوابه " هو الطريق لمعرفة الله عز وجل
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:29]ـ
غفر الله لكم أبا الفداء العزيز:
إنما اعتذرت عن حوار قوم حوارهم جدال ... و سباب .... و تحقير
و توضح لدي عقم الحوار معهم ... هم .... هم
فليعذرني الإخوة على قناعتي .... فليس لدي وقت لهم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:32]ـ
أما آن لهذا الموضوع أن يطوى مع صاحبه؟!
؟؟؟؟
!!!!
إلهي صبّرني و أعنّي
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:35]ـ
اللهم من كان في هذه المواضيع منا ظالماً لنفسه ...
ظالماً لهذا الجهد ....
مسببا إعراض الناس عن سبيلك بأيّ وجه ....
ظالماً لأخوته:
اللهم فأشغله بنفسه حتى يعود إليك معتبرا تائباً .... !
اللهم عاجلا غير آجل.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:38]ـ
قال العلامة الفوزان:
هذا لا يجوز أبداً وجماعة التبليغ لاتهتم بالتوحيد، بل تنفر عنه.
وأنا شاهدت بنفسي وذلك أن ألقيت محاضرة في التوحيد في بعض مساجد الرياض وكانوا ــــ أي: جماعة التبليغ ــــ
مجتمعين فخرجوا من المسجد، ومثلي بعض المشايخ ألقى في المسجد نفسه محاضرة عن التوحيد فخرجوا منه؛لأنهم كانوا نازلين فيه فإذا سمعوا الدعوة إلى التوحيد خرجوا من المسجد مع أنهم يدعون إلى الاجتماع في المسجد. لكن لما سمعوا الدعوة إلى التوحيد خرجوا من المسجد، وأما أنهم لا يقبلون ممن دعاهم إلى التوحيد، فنعم.وهذا ليس خاصاً بهم، بل كل من يسير على منهج مخطط لا يقبل التنازل عنه، لو كانوا وقعوا في هذا الأمر عن جهل،
فهم يمكن أن يرجعوا إلى الصواب، لكن وقعوا في هذا الأمر عن تخطيط، وعن منهج يسيرون عليه من قديم، فلا يمكن أن يرجعوا عن منهجهم؛ لأنهم لو رجعوا عن منهجهم انحلت جماعتهم وهم لا يريدون هذا.
آخر كتاب صدر جمع فيه مقالات عنهم وانتقادات عليهم ممن صحبوهم ثم خرجوا عنهم وتركوهم، هو كتاب حافل جامع للشيخ / حمود بن عبد الله التويجري - رحمه الله -، فإنه كتاب ماترك شيء حول هذا الموضوع؛ لأنه كتاب متأخر جداً جمع كل ماقيل من قبل، فلم يبق فيهم إشكال أبداً، لكن الفتنة - والعياذ بالله -إذا جاءت تعمي الأبصار.
وإلا كيف إنسان عاش على التوحيد، ودرس التوحيد، وعرف عقيدة التوحيد، ويغتر بهؤلاء؟؟؟؟
كيف يخرج معهم؟
كيف يدعو إليهم؟
كيف يدافع عنهم؟؟؟؟
هل هذا إلا الضلال بعد الهدى، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
نسأل الله العافية والسلامة.
ونصيحتي للعوام وغير العوام أن لا يصحبوهم.)) المرجع: (الفتاوى المهمة في تبصير الأمة) ص 153 - 154 - 155 واسم كتاب الشيخ حمود الذي أشار إليه الشيخ ((القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ)) وأقول هذا الدليل يا من يريد الدليل و الحق.
منقول من موقع: http://moltqa.is-un.com/showthread.php?t=519
بارك الله فيك أخي الحيدر, وماذا يقول أمثال خلوصي هداني الله وإياه بعد شهادة حق نطق بها العلامة الشيخ صالح الفوزان؟
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 05:44]ـ
لا إله إلا الله ...
الكلام عن التوحيد عبارة عن سباب وتحقير!!!
ومن تكلم عن التوحيد وانتقد الجماعات والفرق التي أعرضت عن التوحيد أصبح ظالما لنفسه!!!
ومن نصح الجماعة وانتقدها علميا بالحجج والبراهين فإنه ظالم للجهد!!! وبالتالي العلامة الفوزان وقبله ابن باز والألباني والعفيفي والتويجري وغيرهم من علماء الأمة ظلموا جهد الجماعة!!!
اللهم اهدنا إلى سواء السبيل. وثبتنا على الحق, ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا, ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا, ربنا وارزقنا علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا, إنك ولي ذلك والقادر عليه, وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 07:05]ـ
المتأمل في المشاركات الأخيرة يجد أن الأخ خلوصي هداه الله قد بدأ يبين عواره، فأصبح كلامه لمزا ودعاءا بالباطل على إخوانه، ولا غرابة، هذه هي تربيتهم! ونقولها صراحة:
هذا ما يتعلمونه في خلواتهم، وهم كغيرهم من المخالفين للسنة يُبدون للعوام اللطف والذل ولين الجانب، أما في خلواتهم ومجالسهم الخاصة فهمهم كلهم بلا استثناء كيف يوقفون هذه السلفية التي جعلها الله وجعل أهلها شوكة في حلوقهم، لا يؤذونهم بالسب والشتم والبهتان إنما يكسرون شوكتهم بالدليل والبرهان،
لذلك فنرجو من الإخوة المشرفين أن يغلقوا هذا الموضوع، لأن المتأمل في المشاركات الأخيرة لا يجد فيها علما وتأصيلا إنما ردا بالباطل
جزى الله خيرا الإخوة: عبدر الرزاق وأبو الفداء وأبو المنذر على ما أتحفونا به من ردود على هذه الجماعة
ونقول لخلوصي:
أنت أردت ان تلمع جماعتك، فكان أن جمّعت الردود عليها في موضع واحد، ولو فتح أحد الغيورين موضوعا مستقلا في الرد على هذه الجماعة ما جُمع فيه هذا الكم من الردود.
بارك الله في الجميع وهدانا وإياكم إلى الصراط القويم
ـ[أبوذرالفريجي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:03]ـ
((إنما يخشى الله من عباده العلماء))
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:11]ـ
سبحان الله!!
قبل قليل في صلاة العشاء سامحت كل من سبني و آذاني و تهكم بي و حقرني ....
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:14]ـ
المتأمل في المشاركات الأخيرة يجد أن الأخ خلوصي هداه الله قد بدأ يبين عواره، فأصبح كلامه لمزا ودعاءا بالباطل على إخوانه، ولا غرابة، هذه هي تربيتهم!
عن نفسي من أول مشاركة له وأنا فاهمته
يا ليت بس الإشراف يرحمنا من سخافاته
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 09:03]ـ
"الإيمان أخي الحبيب موطنه القلب ولو حفظت كل كتب التوحيد لما استطعت تحصيل الإيمان إذا لم يدخل الإيمان قلبك والآيات والأحاديث الدلة على ذلك أكثر من أن تحصى واتنا أنت بالدليل من الكتاب أوالسنة بأن "علم التوحيد بأقسامه العلمية وأبوابه " هو الطريق لمعرفة الله عز وجل"
ما هذا الكلام؟؟ حسبي الله ونعم الوكيل! لو حفظتُ كل كتب التوحيد لما استطعت أن أحقق الايمان؟؟؟؟؟ فلأي شيء كتب العلماء تلك الكتب أصلا وما غايتهم من تصنيفها؟؟؟ كانوا يسلون بها فراغهم؟؟؟؟ من الذي أوهمكم يا عباد الله أن كتب التوحيد هذه لا تحقق للناس الايمان ولا تصلح بها قلوبهم؟؟؟ وأي صد مبين عن سبيل الله يكون هذا؟؟؟ الله المستعان!
ثم أنا لم أتكلم عن موطن الايمان أصلا!! نعم الايمان أقسام منها ما موطنه القلب ولا شك، لكن من أين يأتي الايمان أصلا ليستقر في هذا القلب ان لم يكن من العلم، من الكتاب والسنة بالدليل وبفهم السلف رضي الله عنهم؟؟؟؟؟ ما مصدر الايمان، وما طريق ادخاله الى القلب، ان لم يكن ذلك كله من منهج السلف؟ ومن أين نأتي بمعالم ذلك المنهج ان لم يكن من تلك الكتب التي لا تقيمون لها وزنا؟؟؟؟ وعن أي ايمان تتكلمون أصلا والنبي عليه السلام لما سأله جبريل عن الايمان قرر له أركان الايمان الستة والتي كلها مما تسمونه أنتم "بالمسائل"؟؟؟ وان كان الايمان بضعا وسبعين شعبة أعلاها كلمة التوحيد وأدناها اماطة الأذى من الطريق، (والأولى عقيدة والثانية فقه و ... مسائل!!) فعن أي ايمان تتكلم يا هداك الله؟؟؟ وأنى يأتي الايمان الى القلب ان لم يتعلم الناس الايمان بالله (بأسمائه وصفاته) وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، من مظانه من حيث يجب أن يتعلمه المسلمون؟؟؟ "والآيات والأحاديث الدلة على ذلك أكثر من أن تحصى" ... أي آيات وأي أحاديث وفي أي شيء تتكلم بالضبط؟؟؟؟ وأي جهد دعوي هو هذا الذي لا يقوم على العلم بالكتاب والسنة؟؟؟؟ وا خسارة تلك الأمة لو كان سائر الذين يخرجون للدعوة عندكم على مثل علمك وفهمك هذا!!
يا أخي اطلبوا العلم وتعلموا معنى الايمان ومعنى اليقين أولا قبل أن تنتصروا بالباطل لما لا تفهمون، هداكم الله وأصلحكم!!
((فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون))!
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:21]ـ
سبحان الله!!
قبل قليل في صلاة العشاء سامحت كل من سبني و آذاني و تهكم بي و حقرني ....
إن كنت قد سامحت من سبك وآذاك وتهكم بك فلهؤلاء حظ سعيد لأنك قد عفوت عنهم قبل مماتك مع أنني لا أرى من سبك أو تهكم بك ممن ناقشك وحاورك ورد على شبهاتك بالحجة والدليل.
من هو؟ الأخ الحيدر؟ والله ما قال إلا الحق وما نقل إلا ما هو صواب بإذن الله تعالى وبدون أي تدليس, من؟ الأخ العنابي؟ كان من أجل المشاركين وألطفهم وأحسنهم خلقا, من إذن الأخ أبو الفداء؟ فقد اعترفت أنك تحبه وتحب نقاشه, فمن إذن؟ العبد الضعيف الذي أمامك؟ الله المستعان.
أريد أن أهمس في أذنك ... ترى كيف سيسامحك العلماء الأفاضل الذين اتهمتهم بالظلم والتحقير والسباب وبأنهم ظلموا جهدك؟؟!!! وأغلبهم تحت التراب!
حاول أن تحفظ لسانك واعرف قدر علماء أهل السنة والزم غرزهم, فوالله ليس بأحد في أمان من المخاطر والفتن إلا من التزم هؤلاء العلماء بقية السلف رضوان الله تعالى عليهم.
وحاول أن تتبرأ ممن ابتعد عنهم وآذاهم وبارك لأرباب الجهالات والخزعبلات واتبع الفرق والنحل كل حزب بما لديهم فرحون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخيار]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 12:42]ـ
"الإيمان أخي الحبيب موطنه القلب ولو حفظت كل كتب التوحيد لما استطعت تحصيل الإيمان إذا لم يدخل الإيمان قلبك والآيات والأحاديث الدلة على ذلك أكثر من أن تحصى واتنا أنت بالدليل من الكتاب أوالسنة بأن "علم التوحيد بأقسامه العلمية وأبوابه " هو الطريق لمعرفة الله عز وجل"
ما هذا الكلام؟؟ حسبي الله ونعم الوكيل! لو حفظتُ كل كتب التوحيد لما استطعت أن أحقق الايمان؟؟؟؟؟ فلأي شيء كتب العلماء تلك الكتب أصلا وما غايتهم من تصنيفها؟؟؟ كانوا يسلون بها فراغهم؟؟؟؟ من الذي أوهمكم يا عباد الله أن كتب التوحيد هذه لا تحقق للناس الايمان ولا تصلح بها قلوبهم؟؟؟ وأي صد مبين عن سبيل الله يكون هذا؟؟؟ الله المستعان!
ثم أنا لم أتكلم عن موطن الايمان أصلا!! نعم الايمان أقسام منها ما موطنه القلب ولا شك، لكن من أين يأتي الايمان أصلا ليستقر في هذا القلب ان لم يكن من العلم، من الكتاب والسنة بالدليل وبفهم السلف رضي الله عنهم؟؟؟؟؟ ما مصدر الايمان، وما طريق ادخاله الى القلب، ان لم يكن ذلك كله من منهج السلف؟ ومن أين نأتي بمعالم ذلك المنهج ان لم يكن من تلك الكتب التي لا تقيمون لها وزنا؟؟؟؟ وعن أي ايمان تتكلمون أصلا والنبي عليه السلام لما سأله جبريل عن الايمان قرر له أركان الايمان الستة والتي كلها مما تسمونه أنتم "بالمسائل"؟؟؟ وان كان الايمان بضعا وسبعين شعبة أعلاها كلمة التوحيد وأدناها اماطة الأذى من الطريق، (والأولى عقيدة والثانية فقه و ... مسائل!!) فعن أي ايمان تتكلم يا هداك الله؟؟؟ وأنى يأتي الايمان الى القلب ان لم يتعلم الناس الايمان بالله (بأسمائه وصفاته) وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، من مظانه من حيث يجب أن يتعلمه المسلمون؟؟؟ "والآيات والأحاديث الدلة على ذلك أكثر من أن تحصى" ... أي آيات وأي أحاديث وفي أي شيء تتكلم بالضبط؟؟؟؟ وأي جهد دعوي هو هذا الذي لا يقوم على العلم بالكتاب والسنة؟؟؟؟ وا خسارة تلك الأمة لو كان سائر الذين يخرجون للدعوة عندكم على مثل علمك وفهمك هذا!!
يا أخي اطلبوا العلم وتعلموا معنى الايمان ومعنى اليقين أولا قبل أن تنتصروا بالباطل لما لا تفهمون، هداكم الله وأصلحكم!!
((فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون))!
السلام عليك أخي الحبيب
أولا: أنا لست من جماعة التبليغ رغم أني أكن لهم الحب الكبير
ثانيا: أنا لاأهون من أهمية علم العقيدة ولكن أهميته تكمن في رد الشبهات والمنافحة عن الإسلام الصحيح وليس إكساب الإيمان فليست هذه طريقه
ثالثا: ألست معي في أن في المسلمين أميون لايقرأون ولايكتبون ومع ذلك فهم أقوى إيمانا ويقينا؟
إن قلت لا , تكون قد علقت الإيمان بدرجة التعلم وهذا يعني أن الأميين سيكونون أقل الناس إيمانا
وتكون جداتنا وأمهاتنا اللواتي لم يتعلمن علم العقيدة بل لم يدرين بوجوده في الدرك الأسفل أعاذهن الله ورحمهن.
وإن كان جوابك "نعم" (وهذا هو الظن بك) قلت لك إذن فتحصيل الإيمان له طريق أخرى غير تعلم علم التوحيد.
رابعا (وهنا اتي إلى بيت القصيد):نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلغ وعلم ومما علمه صلى الله عليه وسلم الصحابة ومن تبعهم بإحسان:
ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يُؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحبه لنفسه}.
[رواه البخاري:13، ومسلم:45].
ـ (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) [مسلم].
ـ وقول عمر -رضي الله عنه-: والله يا رسول الله لأنت أحب إلى من الناس جميعًا إلا نفسي، فقال الرسول (: (لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك).
فقال عمر -رضي الله عنه-: والله يا رسول الله لأنت أحب إلى من نفسي. فقال (: الآن يا عمر) (أي الآن كمل الإيمان) [مسلم].
ـ (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) [مسلم].
ـ عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه الا لله وأن يكره ان يعود للكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار " متفق عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ " دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم أفشوا السلام بينكم "
ـ الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
ـ في المستدرك والطبراني: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم".
ـ عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولما أسمعتهم صوت الرعد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حسن الظن بالله عز وجل من حسن عبادة الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا قال أكثروا من قول لا إله إلا الله)
أحمد
ـ "لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "متفق عليه
ـ روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه).
فالإيمان أخي الكريم يتحصل بتصفية القلب من البغضاء الحالقة للإيمان (ومن جميع صواحبها) وملئه بمحبة الله ورسوله والمؤمنين والإجتهاد في تحصيل شعب الإيمان فليس الأمر عملية عقلية فكرية، قول لاإله إلا الله والحياء وإماطة الأذى وجميع الشعب أمور قلبية أولا ثم لسانية وعملية مبنية على ماوقر في القلب والحمد لله على ذلك فهاته الأمور لاتفرق بين المتعلم الذي يحسن ضبط التفريعات وبين الامي وذلك من رحمة الله بعباده وهذا ماقصدته انفا.
وانظر رعاك الله في الحديث القدسي كيف يتحصل الإحسان الذي هو درجة فوق الإيمان فابتدأ بذكر الأمر القلبي وهو حب عباد الله وأوليائه (ضد البغض) ثم أردف بأعمال أولها إتقان الفرائض ثم الإكثار من النوافل.
فكيف يكون الإيمان الذي هو أمر قلبي وشعب وينزع من الزاني وله حلاوة وذوق ويخلق ويتجدد أمرا يعتمد على القراءة والمطالعة الفكرية؟
بارك الله فيك وأستسمحك
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 01:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
والله اني لاحمد الله وافرح بمعرفة اهل السنة امثال الاخ العنابي وابو المنذر وابو الفداء وكل من دافع عن السنة ورد على اهل البدعة, اسال الله ان يوفقهم الى كل ما يحب ويرضى.
واشكر الشيخ سليمان الخراشي على الرسالة التي ارسلها لي على الخاص, وهذا ما كنت اعتقده بالشيخ سليمان, رجل -نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا-سلفي العقيدة و مدافع عن السلفية.
اخي خيار,
هذه هديتي اليك:
قال الامام ابن القيم:
فصل في أسباب شرح الصدور وحصولها على الكمال له صلى الله عليه وسلم
فأعظم أسباب شرح الصدر التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى: أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه [الزمر 22]. وقال تعالى: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [الأنعام 125]
فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه ومنها: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد وهو نور الإيمان فإنه يشرح الصدر ويوسعه ويفرح القلب. فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وحرج وصار في أضيق سجن وأصعبه.
وقد روى الترمذي في " جامعه " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح. قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور وكذلك النور الحسي والظلمة الحسية هذه تشرح الصدر وهذه تضيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: العلم فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع وليس هذا لكل علم بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع فأهله أشرح الناس صدرا وأوسعهم قلوبا وأحسنهم أخلاقا وأطيبهم عيشا.
ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ومحبته بكل القلب والإقبال عليه والتنعم بعبادته فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك. حتى إنه ليقول أحيانا: إن كنت في الجنة في مثل هذه الحالة فإني إذا في عيش طيب وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر وطيب النفس ونعيم القلب لا يعرفه إلا من له حس به وكلما كانت المحبة أقوى وأشد كان الصدر أفسح وأشرح ولا يضيق إلا عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن فرؤيتهم قذى عينه ومخالطتهم حمى روحه.
ومن أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن الله تعالى وتعلق القلب بغيره والغفلة عن ذكره ومحبة سواه فإن من أحب شيئا غير الله عذب به وسجن قلبه في محبة ذلك الغير فما في الأرض أشقى منه ولا أكسف بالا ولا أنكد عيشا ولا أتعب قلبا فهما محبتان محبة هي جنة الدنيا وسرور النفس ولذة القلب ونعيم الروح وغذاؤها ودواؤها بل حياتها وقرة عينها وهي محبة الله وحده بكل القلب وانجذاب قوى الميل والإرادة والمحبة كلها إليه.
ومحبة هي عذاب الروح وغم النفس وسجن القلب وضيق الصدر وهي سبب الألم والنكد والعناء وهي محبة ما سواه سبحانه.
ومن أسباب شرح الصدر دوام ذكره على كل حال وفي كل موطن فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.
ومنها: الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الإحسان فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا وأطيبهم نفسا وأنعمهم قلبا والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا وأنكدهم عيشا وأعظمهم هما وغما. وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد كلما هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت حتى يجر ثيابه ويعفي أثره وكلما هم البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها ولم تتسع عليه فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق وانفساح قلبه ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه
ومنها الشجاعة فإن الشجاع منشرح الصدر واسع البطان متسع القلب والجبان أضيق الناس صدرا وأحصرهم قلبا لا فرحة له ولا سرور ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي وأما سرور الروح ولذتها ونعيمها وابتهاجها فمحرم على كل جبان كما هو محرم على كل بخيل وعلى كل معرض عن الله سبحانه غافل عن ذكره جاهل به وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه متعلق القلب بغيره.
وإن هذا النعيم والسرور يصير في القبر رياضا وجنة وذلك الضيق والحصر ينقلب في القبر عذابا وسجنا.
فحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر نعيما وعذابا وسجنا وانطلاقا ولا عبرة بانشراح صدر هذا لعارض ولا بضيق صدر هذا لعارض فإن العوارض تزول بزوال أسبابها وإنما المعول على الصفة التي قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه فهي الميزان والله المستعان.
ومنها بل من أعظمها: إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه وتحول بينه وبين حصول البرء فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه لم يحظ من انشراح صدره بطائل وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه وهو للمادة الغالبة عليه منهما.
ومنها: ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم فإن هذه الفضول تستحيل آلاما وغموما وهموما في القلب تحصره وتحبسه وتضيقه ويتعذب بها بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم وما أنكد عيشه وما أسوأ حاله وما أشد حصر قلبه ولا إله إلا الله ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم وكانت همته دائرة عليها حائمة حولها فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: إن الأبرار لفي نعيم [الانفطار 13] ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: وإن الفجار لفي جحيم [الانفطار 14] وبينهما مراتب متفاوتة لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى.
والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر واتساع القلب وقرة العين وحياة الروح فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة وقرة العين مع ما خص به من الشرح الحسي وأكمل الخلق متابعة له أكملهم انشراحا ولذة وقرة عين وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه ولذة روحه ما ينال فهو صلى الله عليه وسلم في ذروة الكمال من شرح الصدر ورفع الذكر ووضع الوزر ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه والله المستعان. وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم وعصمته إياهم ودفاعه عنهم وإعزازه لهم ونصره لهم بحسب نصيبهم من المتابعة فمستقل ومستكثر. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه
منقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخيار]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 01:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
والله اني لاحمد الله وافرح بمعرفة اهل السنة امثال الاخ العنابي وابو المنذر وابو الفداء وكل من دافع عن السنة ورد على اهل البدعة,.
وكأنني أفهم من منطوقك أخي أنني وخلوصيا لسنا كذلك (ابتسامة)
وأشكرك أخي على هديتك القيمة والقيمية فابن القيم من كبار الذائقين لحلاوة الإيمان بل لاشك أنه رحمه الله ـولانزكيه على الله ـ من كبار الأولياء المحسنين.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 01:48]ـ
بارك الله فيك يا أخي الحيدر وعلى جميع الإخوة الطيبين في هذا الحوار الشيق,
والله أسأل أن يجمعنا ومعنا أخانا خلوصي في جنة الفردوس وأدعو الله لكم بكل إخلاص وبدون شرط ولا قيد.
وقبل أن أنام والساعة عندكم في المشرق جد متأخرة, أود أن أنقل لكم كلاما نفيسا خطته أنامل العالم المجاهد الإمام ابن القيم, وكلامه لا أملّ من قراءته, نظرا لما فيه من الجواهر العلمية, والعبر الكبرى.
وهذا طرف مما قاله رحمه الله تعالى في كتابه اعلام الموقعين عن رب العالمين في بيان كمال الشريعة:
"و هذا الأصل من أهم الأصول و أنفعها, و هو مبني على حرف واحد, و هو عموم رسالته صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى كل ما يحتاج إليه العباد في معارفهم و عومهم و أعمالهم, و أنه لم يحوج أمته إلى أحد بعده, و إنما حاجتهم إلى من يبلغهم عنه ما جاء به" إلى أن قال: " فرسالته كافية شافية عامة, لا تحوج إلى سواها, و لا يتم الإيمان به إلا بإثبات عموم رسالته في هذا و هذا, فلا يخرج أحد من المكلَّفين عن رسالته و لا يخرج نوع من أنواع الحق الذي تحتاج إليه الأمة في علومها و أعمالها عما جاء به, و قد توفي رسول الله صلى الله عليم وسلم و ما طائر يقلب بجناحيه في السماء إلا ذكر منه علما و علمهم كل شيء حتى آداب التخلي و آداب الجماع و النوم ... " إلى أن قال: " و بالجملة فجاءهم بخير الدنيا و الآخرة برمته و لا يحوجهم الله إلى أحد سواه, فكيف يظن أن شريعته الكاملة ـ التي ما طرق العالم شريعة أكمل ـ منها ناقصة تحتاج على سياسة خارجة عنها تكملها, أو إلى قياس أو حقيقة أو معقول خارج عنها, و من ظن ذلك فهو كمن ظن أن بالناس حاجة إلى رسول آخر بعده, و سبب هذا كله خفاء ما جاء به على من ظن ذلك, و قلة نصيبه من الفهم الذي وفق الله أصحاب نبيه الذين اكتفوا بما جاء به, و استغنوا به عما سواه, وفتحوا به القلوب و البلاد, و قالوا: هذا عهد نبينا إلينا, و هو عهدنا إليكم ".
رحم الله الإمام ابن القيم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:35]ـ
أخي خيار، جعلك الله من الأخيار ..
عليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد فما دمت تجيد بيان ما تقصد فلماذا اختصرت ذلك الاختصار المخل الفاسد في تعقيبك الأخير حتى بدا لكل من يحسن العربية أنه تنقص واضح لأهمية علم التوحيد وكتبه وتأثيرها على تحصيل الايمان؟؟؟ وهل اذا ما أطلقنا عبارة علم التوحيد وكتب التوحيد اقتصر الأمر عندك على كتب الرد على الفرق الضالة ومناظرة المنحرفين وفقط (على شدة أهمية وضرورة تلك الكتب في تحصين أصول الايمان في قلب المسلم وصيانتها من كل دخن)؟؟؟
اسمح لي أن أعقب على ما ذكرت في ردك الآنف، سائلا ربي السداد .. فأنت على ما بدا لي واضحا في مشاركتك الأخيرة لم تفرق بين أصول الايمان وفروعه .. (وكلٌ يسمى بالايمان كما لا يخفاك) وخلطت كذلك بين مسألة مصير المسلمين الجهال بالعقيدة والتوحيد وأصول الايمان بعد موتهم، وبين تأثير الكثير مما تحقق فيهم من فروع الايمان على قلوبهم وما فيها من ايمان يتفاوتون فيه ويتفاضلون ..
ودعني أبين ذلك بتفصيل بالتعقب على ما ذكرت في كلامك ..
فأنت تقول:
"أنا لاأهون من أهمية علم العقيدة ولكن أهميته تكمن في رد الشبهات والمنافحة عن الإسلام الصحيح وليس إكساب الإيمان فليست هذه طريقه"
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت هذا كلام من لا يحسن تصور حد علم العقيدة وما يدخل فيه من المباحث والمسائل والمقاصد!! الايمان الذي هو جملة أصول الاعتقاد في الله وفي الغيب بصنوفه – والذي هو ما يسميه أهل العلم بالفقه الأكبر والعلم الأشرف – هذا مباحثه تدرس وتفصل وتؤصل في علم التوحيد وكتبه .. ولا طريق للحصول عليه الا من مظانه، تعلما بالكتاب والسنة والدليل، على نحو ما غرسه النبي عليه السلام في قلوب الصحابة ايمانا بأخبار الغيب خبرا بعد خبر، نصا بعد نص، علما بعد علم .. فالايمان الذي تعلمه الصحابة رضي الله عنهم بدأ بالتوحيد وأصوله والتي يدور حولها جل القرءان المكي كما هو معلوم .. ولما كان فساد الاعتقاد في بيئتهم هو عبادة الأصنام تقربا الى الله، كان مدخل القرءان اليهم هدم شبهات دعاة التأله بالأوثان، وبناء توحيد الألوهية في مكانها – جنبا الى جنب مع الربوبية والأسماء والصفات – في قلوب الصحابة، هكذا ايمانا بعد ايمان! فكيف يقال أن اكساب الايمان ليس يطلب ولا يراد من تلك الكتب، وفيها أم الايمان ورأسه وأسه؟؟؟؟
أما قولك رعاك الله: "ألست معي في أن في المسلمين أميون لايقرأون ولايكتبون ومع ذلك فهم أقوى إيمانا ويقينا؟ "
فلن ألتزم تلك الأجوبة التي ألزمتني بلوازمها .. ولكن أستوقفك هنا وأسألك: ما معنى أقوى ايمانا ويقينا؟ ان كنت تقصد باليقين قوة التصديق – والذي هو قول القلب وهو من أقسام الايمان – فلربما كان أحد الأميين أقوى فيه من مسلم آخر متعلم كما تقول، ولكن هذا يا أخي لا يكون دليلا على عدم الحاجة الى تحصيل ذلك العلم في سبيل زيادة اليقين في القلوب!! وانما حصل ذلك التفاوت المقلوب بسبب تخلف ذاك المتعلم قليل اليقين عن تزكية قلبه بذلك العلم وتحصيل مقصده وغايته منه، اما لهوً خالط نفسه في التعلم أو لبدعة تأثر بها أو نحو ذلك من الآفات التي تقلب زيادته في العلم الى نقمة على صاحبها، نسأل الله العافية! والا فتعلم الايمان مقصده زيادته في سائر شعابه في القلب والجوارح واللسان، وهذه ثمرته وثمرة تعلمه على وجهه الصحيح وعلى هدي الصحابة والسلف رضي الله عنهم ... أما عن العامي الأمي يكون فيه قوة يقين، فهذا من خير تربى عليه ووافق به – من رحمة الله به - أصولا وفروعا في الايمان يتوارثها فومه بينما يتلقاها غيره من العلم بالكتاب والسنة والدليل! فهو تلقاها وتعلمها وتربى عليها بالسماع والتلقين، فرسخت عنده تقليدا لآبائه أو لأولي الحظوة عنده .. فهو أيضا تعلم وتلقى ما به زاد ايمانه في جانب اليقين، ولكنه تعلمه من غير طريقه الصحيح الذي يجب أن يفزع اليه المسلمون لتعلم دينهم، ولهذا فما أسهل أن يقع في قلبه باطل أو خارم من خوارم الايمان والتوحيد بسبب تقليده الأعمى وهو لا يدري، بغض النظر هل له عذر بجهله في ذلك أو أنه ليس من أهل الاعذار عند الله!
وانظر هذا اللازم الفاسد في كلامك والذي أردت الزامي به اذ تقول:
"إن قلت لا , تكون قد علقت الإيمان بدرجة التعلم وهذا يعني أن الأميين سيكونون أقل الناس إيمانا"!
قلت وماذا عمل النبي عليه السلام الا أن علم صحابته الايمان ورسخه في قلوبهم؟؟؟؟ فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون في ميزان الايمان؟؟ كلا ولا شك! الذين تعلموا الايمان الصحيح من طريقه الصحيح خير وأكثر ايمانا من الذين لم يتعلموه ونشأوا في جهالة به وبحقيقته!! والايمان أقسام وشعب وأصول وفروع، ولا يصح أن نطلق الكلام هكذا في مفاضلة فئات الناس في باب الايمان!!
فاذا علم هذا، تبين بطلان قولك: "تكون جداتنا وأمهاتنا اللواتي لم يتعلمن علم العقيدة بل لم يدرين بوجوده في الدرك الأسفل أعاذهن الله ورحمهن."!!! فكون "جداتنا" الجاهلات عند الله معذورات بجهلهن، مجزيات على ما به آمن في حدود ما علمن، متفاضلات في منازل الآخرة برحمة ربهن مرجو لهن الخير، هذا يعني أنه يلزم أن كلما زاد جهلهن كلما كان مصيرهن أظلم يوم القيامة! لا تلازم هنا أصلا ما دام باب الاعذار موجودا! والله أمرنا بتعلم التوحيد في القرءان، فهو واجاب علم من علم وجهل من جهل ...
أما قولك: "وإن كان جوابك "نعم" (وهذا هو الظن بك) قلت لك إذن فتحصيل الإيمان له طريق أخرى غير تعلم علم التوحيد "
فأقول أنت الآن تقفز الى نتيجة تجعلني لا أملك الا أن أسألك: فما هو ذلك الطريق بالضبط ان لم يكن هو التعلم والعمل بالعلم؟؟؟؟؟ ليتك تخبرنا!
أما كل ما سقته الينا بعد ذلك من نصوص في شعب وفروع للايمان، نص الشارع على أنها مما ينقص الايمان بنقصها ويكمل بزيادتها، فهذا أصل لا نخالفك فيه ولا شك! وان كنا نسألك: أليس سبيل العامي الى معرفة تلك الطرق الى زيادة الايمان هو تعلمها وتلقيها من مظانها كذلك؟؟ فتحت أي العلوم والمصنفات اذا تضعها أيها الأخ الكريم؟؟ وهل يغني تعلم تلك الفروع والشعب عن تعلم الأصول والركائز الكبرى التي عنها يتفرع كل ذلك والتي هي أعلى شعب وأصول الايمان جميعا: التوحيد؟؟؟(/)
حكم أئمة الدعوة النجدية في من يعذرون المشرك بالجهل؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 08:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه بعض أقوال أئمة الدعوة النجدية في من يعذر فاعل الشرك الأكبر بالجهل حيث كان هذا المذهب ظاهر في زمانهم.
يقول العلامة أبابطين رحمه الله: ( ... فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله، فمن الذي لا يُعذر؟! ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلاَّ المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بُد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل. والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقاً، أو فعلاً، أو شكاً، أو اعتقاداً، وسبب الشك الجهل. ولازم هذا: أنّا لا نُكفر جهلة اليهود والنصارى، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار، لأنّا نقطع أنهم جُهال، وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو شك في كُفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال) إهـ الدرر السنية (12/ 69).
الشيخ - رحمه الله - لم يقل إن هذه الدعوى بنفسها كفر .. بل إن لوازمها هو ما ذكر .. وكما هو معلوم أن لازم المذهب ليس بمذهب، إلا أن يلتزمه صاحبه .. فالذين يقولون بالعذر بالجهل لا يلتزمون بهذه اللوازم التي ذكرها الشيخ .. مع أن لهم في كلامه مقالاً ..
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: (فنقول: كل من فعل اليوم ذلك عند هذه المشاهد، فهو مشرك كافر بلا شك، بدلالة الكتاب والسنة والإجماع؛ ونحن نعلم أن من فعل ذلك ممن ينتسب إلى الإسلام، أنه لم يوقعهم في ذلك إلا الجهل، فلو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد، وأنه من الشرك الذي حرمه الله، لم يقدموا عليه، فكفرهم جميع العلماء، ولم يعذروهم بالجهل، كما يقول بعض الضالين: إن هؤلاء معذورون لأنهم جهال.
وهذا قول على الله بغير علم، مُعارَض بمثل قوله تعالى: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} الآيتين.) إهـ. الدرر السنية (5/ 405).
تأمّل كيف سماهم بالضالين، ولم يحكم بكفرهم .. وجعل قولهم هو قولاً على الله بغير علم .. ومن المعلوم عنهم أنهم لا يتركون كفراً إلا ويصرّحون بوضوح أنه كفر، ويكفّرون فاعله .. ولكن، هل نجد من كلامهم ما يدلّ على تكفير أصحاب العذر بالجهل؟؟.
ويقول العلامة إسحاق بن عبد الرحمن رحمه الله: (فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه وذلك أن بعض من شافهني منهم سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه وكان هذا وأجناسه لا يعبأون بمخالطة المشركين في الأسفار وفي ديارهم بل يطلبون العلم على من هو أكفر الناس من علماء المشركين وكانوا قد لفقوا لهم شبهات على دعواهم ... وقد غروا بها بعض الرعاع من أتباعهم ومن لا معرفة عنده ومن لا يعرف حالهم ولا فرق عنده ولا فهم متحيزون عن الإخوان بأجسامهم وعن المشايخ بقلوبهم ومداهنون لهم، وقد استوحشوا واستوحش منهم بما أظهروا من الشبه وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفقسة والمشركين، وعند التحقيق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك، ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الأخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الأعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية، فإن هذا الجواب من بعض أجوبة العراقي التي يرد عليها الشيخ عبد اللطيف وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدلهم فقال نكفر النوع ولا نعين الشخص إلا بعد التعريف، ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد قدس الله روحه على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكلواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبه، فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك من الحور بعد الكور ...
ونحن نقول الحمد لله وله الثناء ونسأله المعونة والسداد ولا نقول إلا كما قال مشايخنا الشيخ محمد في إفادة المستفيد وحفيده في رده على العراقي وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم ومما هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأئمة المعتبر وهو ما كان عليه الصحابة وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك فمن تقرر عنده هذا الأصل تقريرا لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته إذ لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
ومسألتنا هذه وهي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة هي
أصل الأصول وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين كمسائل نازع بها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة أو في مسألة خفية كالصرف والعطف وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين ولا يدخلون في مسمى الإسلام وهل يبقى مع الشرك عمل والله تعالى يقول: " ولا يدخلون الجنة حتى الجنة الجمل في سم الخياط "
" ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به في مكان سحيق "
" إن الله لا يغفر أن يشرك به " إلى غيرذلك من الآيات، ولكن هذا المعتقد يلزم منه معتقد قبيح وهو أن الحجة لم تقم على هذه الأمة بالرسول والقرآن نعوذ بالله من سوء الفهم الذي أوجب لهم نسيان الكتاب والرسول
وهذه الشبهة التي ذكرنا قد وقع مثلها أو دونها لأناس في زمن الشيخ محمد رحمه الله ولكن من وقعت له يراها شبهة ويطلب كشفها وأما من ذكرنا فإنهم يجعلونها أصلاً ويحكمون على عامة المشركين بالتعريف ويجهلون من خالفهم فلا يوفقون للصواب لأن لهم في ذلك هوى وهو مخالطة المشركين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، الله أكبر، ما أكثر المنحرفين وهم لا يشعرون) إهـ رسالة حكم تكفير المعين.
وواضح هنا أن الشيخ قد أعتبر هذه المسألة بدعة ولكن لم يكفر من التبست عليه ... وذكر أنه يلزم منها معتقد قبيح والله أعلم.
و يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله: (لو قدر أن أحداً من العلماء توقف عن القول بكفر أحد من هؤلاء الجهال المقلدين للجهمية أو الجهال المقلدين لعباد القبور أمكن أن نعتذر عنه بأنه مخطئ معذور ولا نقول بكفره لعدم عصمته من الخطأ، والإجماع في ذلك قطعي، ولا بدع أن يغلط فقد غلط من هو خير منه ... وقد ذكر شيخ الإسلام في رفع الملام عن الأئمة الأعلام عشرة أسباب في العذر لهم فيما غلطوا فيه وأخطأوا وهم مجتهدون؛ وأما تكفيره أعني المخطئ والغالط فهو من الكذب والإلزام الباطل فإنه لم يكفر أحد من العلماء أحدا إذا توقف في كفر أحد لسبب من الأسباب التي يعذر بها العالم إذا أخطأ ولم يقم عنده دليل على كفر من قام به هذا الوصف الذي يكفر به من قام به؛ بل إذا بين له ثم بعد ذلك عاند وكابر وأصر" "، ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا
(يُتْبَعُ)
(/)
على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا بالتحريم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا، ولكن الجهل وعدم العلم بما عليه المحققون أوقعك في التهور بالقول بغير حجة ولا دليل بالإلزامات الباطلة والجهالات العاطلة وكانت هذه الطريقة من طرائق أهل البدع فنسج على منوالهم هذا المتنطع بالتمويه والسفسطة وما هكذا يا سعد تورد الإبل) إهـ كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس (صـ16).
وقال رحمه الله في عن من يعذر المشرك بالجهل: (وإن كان الكلام فيمن يدب عنهم، ويجادل بالباطل دونهم خطأ، فالذي بلغنا عن الإخوان من أهل عمان أنهم يبرؤون إلى الله من تكفير هؤلاء الدابين والمجادلين، وعن أنهم لا يكفرون بالعموم كما يزعم ... ويقولون إنما الكلام في الجهمية، وعباد القبور والأباضية، ويقولون لم يصدر على من جادل عنهم إلا الإنكار عليهم، وهجرهم، وترك السلام عليهم، فإذا كان كذلك كان الرد والتشنيع بالباطل على الإخوان من الصد عن سبيل الله، ومن الإتباع للهوى والعصبية. وغاية مرامهم أن تمشي الحال مع من هب ودرج، وأن لا يكون في ذلك من عار ولا حرج، وهذا إن أحسنا الظن بهؤلاء الدابين عمن حرج عن سبيل المؤمنين، وأنه صدر ذلك منهم عن شبهة عرضت لهم أن هؤلاء الجهمية وعباد القبور والأباضية داخلون في كلام الشيخ أعني شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنه لم تبلغهم الدعوة، ولم تقم عليهم الحجة، مع أن هذا إن كان هو الشبهة العارضة لهم فهومن أبطل الباطل) إهـ رسالة كشف الشبهتين (صـ27).
وقال أيضاً: (والمقصود أن الإخوان كانوا على طريق مستقيم من هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسيرة أصحابه فكفروا من كفره الله ورسوله، وأجمع على تكفيره أهل العلم، وهجروا من السلام من لم يكفرهم، ووالاهم، وذب عنهم، لأنهم حملوهم على الجهل وعدم المعرفة، وأنه قد قام معهم من الشبهة والتأويل ما أوجبهم الجدال عنهم، لأن هذا عندهم من الدعوة إلى الله، فلذلك ما عاملوهم إلا بالهجر من السلام ابتداءً ورداً) إهـ كشف الشبهتين (صـ20).
وهذه الأقوال صريحة في أنهم لم يكفروا من أعذر المشرك بالجهل والله أعلم
أرجوا من الأخوان أن يعلقوا على الموضوع وبارك الله فيكم ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 11:23]ـ
ابن تيمية ينسب القول بالعذر بالجهل في التوحيد إلى من قال إن الأفعال ليس فيها حسن و قبيح أي الأشاعرة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:32]ـ
أخي الكريم (من صاحب النقب)
يا ليتك تشرح لنا كلامك بشكل أوضح جزاك الله خيراً.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:33]ـ
أي العذر بالجهل في الشرك هو مذهب الأشاعرة عند ابن تيمية
قال ابن تيمية في مذاهب الناس في تقبيح الشرك قبل الرسالة:
والجمهور من السلف والخلف على أن ما كانوا فيه قبل مجيء الرسول من الشرك والجاهلية كان سيئا قبيحا وكان شرا لكن لا يستحقون العذاب إلا بعد مجيء الرسول ولهذا كان للناس في الشرك والظلم والكذب والفواحش ونحو ذلك ثلاثة أقوال:
قيل إن قبحها معلوم بالعقل وأنهم يستحقون العذاب على ذلك في الآخرة وإن لم يأتهم الرسول كما يقوله المعتزلة، وقيل لاقبح ولاحسن ولاشر فيهما قبل الخطاب كما تقوله الأشعرية ومن وافقهم وقيل إن ذلك سئ وشر وقبيح قبل مجيء الرسول لكن العقوبة إنما تستحق بمجيء الرسول وعلى هذا عامة السلف وأكثر المسلمين وعليه يدل الكتاب والسنة فإن فيهما بيان أن ما عليه الكفار هو شر وقبيح وسئ قبل الرسل وإن كانوا لا يستحقون العقوبة إلا بالرسل)
و قال في أن اسم المشرك يثبت عند أهل السنة قبل الرسالة و لا يثبت عند الأشاعرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ: عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ؛ لِقَوْلِهِ: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا. يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ؛ لِقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ} فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا. وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ. {فَكَذَّبَ وَعَصَى} كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى. {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} {فَكَذَّبَ وَعَصَى} وَقَالَ: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:59]ـ
جزاك الله خيراً ..
فليأتوا بقول واحد صريح لأحد أئمة الدعوة النجدية يكفّر فيه من يعذر المشركين المنتسبين إلى الإسلام بالجهل .. هذا لو عندهم شيء من ذلك.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
جزاك الله خيراً ..
فليأتوا بقول واحد صريح لأحد أئمة الدعوة النجدية يكفّر فيه من يعذر المشركين المنتسبين إلى الإسلام بالجهل .. هذا لو عندهم شيء من ذلك.
اراك واثق من نفسك ...
القول الصريح هو ما نقله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في قصة قتل زوجة المختار التي تجرأت وقلت عنه ما قلت ... فنقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب للقصة هو اقرار منه بأن من لم يكفر الكافر يكفر .. ولو كان يعذره بجهله لوضح رحمه الله ..
أنت بكلامك هذا ميعت عقيدة الولاء والبراء .. فجعلت تكفير الكافر لا يتعدى وجهة نظر من شاء ان يكفر الكافر ومن شاء يعذره وكلاهما عندك مسلم (من كفر الكافر ومن عذره)
ساويت بين من كفر المشركين وبرأ منهم ومن رقع للمشركين شركهم
وهذا الذي عذر المشركين بجهلهم الدليل على كفره أنه لم يأت بأصل الدين من ناحية ومن الآخرى .. أن حكمه على المشرك بالاسلام يلزمه ولاءه ورد حكم الله في هذا المشرك ... وهذا كفر ..
أما إن كان ما زلت تعتقد بأن تكفير الكافر وجهة نظر وليس من أصل الدين ..
فإليك الدليل من القرآن والسنة ومن كلام أئئمة الدعوة النجدية على أن تكفير الكافر من أصل الدين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" متفق عليه.
ويقول الشيخ محمدبن عبد الوهاب رحمه الله:" أصل دين الإسلام وقاعدته أمرأن:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله ".
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
" أما صفة الكفر بالطاغوت، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتكفر أهلها وتعاديهم "
ويقول أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب:-
" ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني، أو أنسي، أو شجرة، أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أنه أبوك وأخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت ... "
وقال أيضا رحمه الله:-
وأنت يامن منّ الله عليه بالإسلام وعرف أن مامن إله إلا الله، لاتظن أنك إذا قلت هذا هو الحق، وإنا تارك ما سواه، لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً، لاتظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام، بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه: ? إنا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ? .. "
وقال أيضا رحمه الله:-
ولو يقول رجل: أنا إتبع النبي ? وهو على الحق، لكن لاأتعرض للات والعزى ولاأتعرض أبا جهل وأمثاله، ماعلي منهم، لم يصح إسلامه ".
بعد هذه الأدلة التي ثبت أن تكفير الكافر من أصل ...
هل يُعذر من أخطأ في أصل دينه وعذر المشركين ورقع لهم شركهم؟؟؟؟
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 09:28]ـ
إن كان مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية و الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو عدم العذر بالجهل فى مسائل التوحيد فما يكون الرد على هاتين الشبهتين
أولا .. قول شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: (فإنه بعد معرفة ماجاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات و لاالصالحين و لاغيرهم لا بلفظ الاستغاثة و لا بغيرها و لا بلفظ الاستعاذة و لا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت و لا إلى ميت و نحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله و رسوله، لكن لغلبة الجهل و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه [مختصراً من: الاستغاثة الكبرى: 1/ 629 و ما بعدها]. هنا مع العلم أن الشيخ يتكلم عن عصره هو .. و لا أظن أن الناس فى عصر شيخ الإسلام ابن تيمية أجهل منهم فى عصرنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب: و إذا كنا لا نكفر - أي كفر عين - من عبد الصنم الذي على قبر عبدالقادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهم لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يُكفّر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 09:43]ـ
وهذا الذي عذر المشركين بجهلهم الدليل على كفره أنه لم يأت بأصل الدين من ناحية ومن الآخرى .. أن حكمه على المشرك بالاسلام يلزمه ولاءه ورد حكم الله في هذا المشرك ... وهذا كفر ..
قال الشيخ عصام برقاوي المقدسي _الرسالة الثلاثنية_
ومن الأخطاء الشائعة في التكفير إطلاق قاعدة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) دون تفصيل.
وسوء استعمال هذه القاعدة عمّ بلاؤه وطمّ بين كثير من الشباب، حتى جعلها بعض غلاة المكفرة أصل الدين وشرط صحة الإسلام، يدور معها الإسلام عندهم وجودا وعدما، وعقدوا عليها الولاء والبراء؛ فمن أطلقها وأعملها فهو المسلم الموحد الذي يتولّونه،ومن خالفهم في بعض جزئياتها عادوه وبرئوا منه وكفّروه؛ حتى بلغ بهم الأمر أن كفر بعضهم بعضا .. لأنه لا يخلو أن يخالف بعضهم في تكفير بعض الناس، فيكفر بعضهم بعضا بسبب هذا الخلاف.
ونحن نسأل هؤلاء هنا سؤالا مفاده: إذا كان إطلاق هذه القاعدة على طريقتكم دون تفصيل شرطا لصحة الإسلام؛ أفيولد الإنسان يعرفه أم يجب عليه تعلمه؟
فإن قالوا: يولد يعرفه.
فقد عارضوا قوله تعالى: ((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)).
وإن قالوا: يجب تعلمه.
قلنا: متى يجب عليه ذلك؛ أقبل البلوغ أم بعده؟ ولا بد من أحد الجوابين.
فإن قالوا: قبله.
خالفوا صريح حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاث .. منهم؛ الصغير حتى يحتلم).
وإن قالوا: بعد البلوغ.
قلنا لهم: ضعوا لنا حدا؛ أيجب عليه مباشرة بعد البلوغ، أم على التراخي؟
فإن قالوا: على التراخي.
تناقضوا وأجازوا بقاء الغلام بعد احتلامه على الكفر مدة لا يعرفون حدها، فلو مات مات على الكفر عندهم.
فإن قالوا: مباشرة.
قلنا: فإنها من المسائل التي تحتاج إلى نظر وبحث وتعلم ودراسة خصوصا في ظل شبهات وتلبيسات مشايخ السوء، وهذا بحد ذاته يحتاج برهة من الوقت ولو سويعات؛هذا على أقل تقدير إذ أنتم لم تنتحلوه إلا بعد مدة من الدهر وطويل من البحث، ولا يجادل في هذا إلا جاهل معاند، فيلزمهم التسليم به.
وإذا جوّزتم الكفر ولو للحظات لأجل تعلم ذلك، ولا بد لكم من هذا بعد أن جعلتموه شرطا للإسلام؛ فقد جوّزتم الكفر بالله تعالى؛ وقرّرتم أنه لا يصح إسلام أحد بعد بلوغه حتى يكفر بالله، وصرتم كفارا بذلك، وإلا فخلوا عنكم المغالاة بهذه القاعدة، وتعالوا إلى تفصيل أهل العلم فيها.
ثم قال
وإياك ثم إياك أن تزل بك قدم الإفراط والمغالاة فتصير ممن جعل هذه القاعدة {من لم يكفر الكافر أو شك في كفره فقد كفر} أصل الدين، يدور الإسلام عنده معها وجودا وعدما، فيعقد على موافقته على تكفير من يكفرهم عقد الولاء والبراء، والمؤاخاة والمعاداة، فمن كفر من يكفرهم فهو له ولي حميم؛ ولو كان من شر الخلق والخليقة، ومن خالفه في ذلك عن جهل أو اجتهاد؛ فهو من أعدائه بل من أعداء الله الكافرين!! أسأل الله تعالى أن يُجنّبني وإياك مواقع الزلل، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. انتهى كلام الشيخ.
أما قولك أخي الكريم أن القول بإسلامهم يوجب الموالاة فهذا غريب جدا, فهذا شخص لا يعبد إلا الله و يعرف أن المشركين مخطئين و أنهم على باطل بعبادتهم غير الله و لكن لا يكفرهم لجهل معتبر أو تأويل مستساغ كما أنه لا يواليهم بل يبغضهم و يعاديهم و يحذر منهم.
و حتى إن والاهم والاهم موالاة صغرى, فهو حينها لم يقع في الكفر الأكبر بسبب الموالاة {إلا أن تكون من من يجعلون الموالاة كلها من الكفر الأكبر}.
و الله تعالى أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:11]ـ
الأخ القاهري
عدم العذر بالجهل للمشرك يكون بتسميته مشركاً و عدم تسميته موحداً و لا يكون بتكفيره، فهذان القولان ينفيان تكفيره و لا يدلان على عدم تسيته بالمشرك لجهله
فاسم موحد و مشرك تطلقان قبل الرسالة أما اسم مسلم و كافر فتطلقان بعد الرسالة عند العلماء و الله أعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:12]ـ
الأخ أحمد الغزي هداك الله تعالى
ما زلت أرى أنك تراوح في نفس المكان، وتكرر كلام سبق الرد عليه بالتفصيل على هذه الروابط
تفضل:
الرابط الأول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21070
الرابط الثاني:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20946
الرابط الثالث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21292
الرابط الرابع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21222
الرابط الخامس:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622
فما عليك إلا أن تراجع الروابط تجد الردود على كلامك بالتفصيل .. ولو عندك جديد في المسألة فعرضه ولا نريد كلام مكرر ... وفقنا الله وإياك إلى الحق والصواب.
_________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:15]ـ
وعندما نسأله سؤالاً في الصميم، لا يجيب ..
عندما أثبتنا له أن ابن حزم لم يكفّر الذين نزلت فيهم آيات التحاكم، بل قال إن فعلهم نفاق أصغر، ولم يكفروا .. تركنا دون إجابة ..
وعندما أثبتنا أن ابن تيمية - رحمه الله - يعذر الشاك في بعض قدرة الله بالجهل .. لم نر له إجابة ..
لعلّ هذا ينبي عن أمر ما .. والله المستعان
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:41]ـ
سوف أعرض مسألة بسيطة لعلكم تستفيدوا منها:
يقول القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابه الشفا: ( ... تقدم الكلام في قتل القاصد لسبه و الإزراء به، و غمصه بأي وجه كان من ممكن أو محال، فهذا وجه بين لا إشكال فيه.
الوجه الثاني لاحق به في البيان و الجلاء، و هو أن يكون القائل لما قال في جهته صلى الله عليه و سلم غير قاصد للسب و الإزراء، و لا معتقد له، و لكنه تكلم في جهته صلى الله عليه و سلم بكلمة الكفر، من لعنه أو سبه أو تكذيبه أو إضافة ما لا يجوز عليه، أو نفى ما يجب له مما هو في حقه صلى الله عليه و سلم نقيصة، مثل أن ينسب إليه إتيان كبيرة، أو مداهنة في تبليغ الرسالة، أو في حكم بين الناس، أو يغض من مرتبته، أو شرف نسبه، أو وفور علمه أو زهده، أو يكذب بما اشتهر من أمور أخبر بها صلى الله عليه و سلم و تواتر الخبر بها عنه عن قصد لرد خبره، أو يأتى بسفه من القول، و قبيح من الكلام، و نوع من السب في جهته، و إن ظهر بدليل حاله أنه لم يعتمد ذمه، و لم يقصد سبه، إما لجهالة حملته على ما قاله، أو لضجر أو سكر اضطره إليه، أو قلة مراقبة و ضبط للسانه و عجرفة و تهور في كلامه، فحكم هذا الوجه حكم الوجه الأول القتل دون تلعثم، إذ لا يعذر أحد في ا لكفر بالجهالة، و لا بدعوى زلل اللسان، و لا بشيء مما ذكرناه، إذ كان عقله في فطرته سليماً، إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان.) إهـ.
فانظر هنا ترى أن القاضي رحمه الله لا يعذر مثل هذا بالجهل، وقد خالف في ذلك الإمام ابن حزم رحمه الله واعتبر أن الجهل قد يكون مانع في مثل هذه الحال.
فقال رحمه الله في كتابه (المحلى) معلقاً على حديث الليتين الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المُفاداة في الشجة التي وجب بها القود في أول الأمر: (فليس في هذا الحديث إلا ما جاء في حديث أنس الذي رواه ثابت وهو المُفاداة في الشجة التي وجب فيها القود، ولا مزيد. وفي هذا الخبر عذر الجاهل، وأنه لا يخرج من الإسلام بما لو فعله العالم الذي قامت عليه الحجة لكان كافراً، لأن هؤلاء الليتين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه كفر مجرد بلا خلاف لكنهم بجلهلم وأعرابيتهم عُذروا بالجهالة فلم يكفروا) إهـ.
فهل يصح أن يقال أن ابن حزم رحمه الله قد كفر لأنه لم يكفر الكافر إذ تصور أن مثل هذا الطاعن في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مسلم معذرو بالجهالة؟؟!!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:04]ـ
ما شاء الله أخي الإمام الدهلوي .. هذه طعنة في صميم الفؤاد ..
ننتظر البيان من هؤلاء في تكفير ابن حزم - رحمه الله -.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:32]ـ
إن كان مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية و الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو عدم العذر بالجهل فى مسائل التوحيد فما يكون الرد على هاتين الشبهتين
أولا .. قول شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: (فإنه بعد معرفة ماجاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات و لاالصالحين و لاغيرهم لا بلفظ الاستغاثة و لا بغيرها و لا بلفظ الاستعاذة و لا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت و لا إلى ميت و نحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله و رسوله، لكن لغلبة الجهل و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه [مختصراً من: الاستغاثة الكبرى: 1/ 629 و ما بعدها]. هنا مع العلم أن الشيخ يتكلم عن عصره هو .. و لا أظن أن الناس فى عصر شيخ الإسلام ابن تيمية أجهل منهم فى عصرنا ..
و كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب: و إذا كنا لا نكفر - أي كفر عين - من عبد الصنم الذي على قبر عبدالقادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهم لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يُكفّر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم
اعلم هداك الله أن منهج الشيخين ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب التفريق بين اسم الشرك وحكم الكفر فهم لا يكفرون من وقع بالشرك جاهلا إلا بعد قيام الحجة ولكن لا يسمى مسلما ويلحق به اسم الشرك
ولتتضح لك المسألة إقرأ الرسالة المتممة في العذر بالجهل
اليك الرابط ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15738&highlight=%C7%E1%DD%D1%DE+%DE% ED%C7%E3+%C7%E1%CD%CC%C9+%E6%D D%E5%E3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:48]ـ
الأخ أحمد الغزي هداك الله تعالى
ما زلت أرى أنك تراوح في نفس المكان، وتكرر كلام سبق الرد عليه بالتفصيل على هذه الروابط
تفضل:
الرابط الأول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21070
الرابط الثاني:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20946
الرابط الثالث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21292
الرابط الرابع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21222
الرابط الخامس:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622
فما عليك إلا أن تراجع الروابط تجد الردود على كلامك بالتفصيل .. ولو عندك جديد في المسألة فعرضه ولا نريد كلام مكرر ... وفقنا الله وإياك إلى الحق والصواب.
_________
أنت تدعي انك رددت على هذا الكلام وهو ادلة قطعية من الكتاب والسنة واقوال صريحة لأئمة الدعوة النجدية على أن تكفير الكافر من أصل الدين ... عجبا لأمرك ..
الموضوعات بين ايديك هل لك ان تدلني على ردك أو تنسخه هنا
فمن العجب أن تصر على منهجك وتنكر أن تكفير الكافر من اصل الدين ... !!!
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" متفق عليه.
ويقول الشيخ محمدبن عبد الوهاب رحمه الله:" أصل دين الإسلام وقاعدته أمرأن:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله ".
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
" أما صفة الكفر بالطاغوت، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتكفر أهلها وتعاديهم "
ويقول أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب:-
" ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني، أو أنسي، أو شجرة، أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أنه أبوك وأخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت ... "
وقال أيضا رحمه الله:-
وأنت يامن منّ الله عليه بالإسلام وعرف أن مامن إله إلا الله، لاتظن أنك إذا قلت هذا هو الحق، وإنا تارك ما سواه، لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً، لاتظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام، بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه: ? إنا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ? .. "
وقال أيضا رحمه الله:-
ولو يقول رجل: أنا إتبع النبي ? وهو على الحق، لكن لاأتعرض للات والعزى ولاأتعرض أبا جهل وأمثاله، ماعلي منهم، لم يصح إسلامه ".
أنتظر ردك وأكون لك شاكرا ان ساعدتني فقد قرأت الموضوات فلم اجد اجابة
ـ[سفيان العربي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:21]ـ
السلام عليكم، هناك أمور واضحة وضوح الشمس من القرآن والسنة وسيرة المصطفى مع الصحابة لا مجال للخلاف حولها ويمكن لأي عاقل منصف أن يكتشف أن هؤلاء فعلا يميعون الدين ..
نعم أنا كذلك يجيبني ويجيب مخالفيه هو وصاحبه أبو الشبهات بنفس الإجابة دائما فيقولون: أنت لم تأت بالجديد ... هذه المسألة تحاورنا فيها باسهاب ... أين كنت ... اقرأ بقية المواضيع اقرأ الكتاب الفلاني ... والله لقد أمضيت قبل حوالي يومين الليل كاملا حتى الفجر وأنا أقرأ في أكثر من موضوع لهما فاستنتجت أنه لم يأت بأي جواب على أي سؤال بطريقة واضحة وقطعية ومنهجه يبقى غامضا وغير مفهوم .. فما هي إلا شبهات من هنا وهناك ويقول لغيره إذا ردوا: لم تأتوا بجديد ويستهزئ بالناس ويظهر كعالم واثق بنفسه ..
أخاف أن يكون موضوعكم القادم: هل من أدلة قطعية على أن الله في السماء؟ لتشككوا الناس فيما تبقى من عقائد.
دخلنا لنسأل علماء في هذا المنتدى المحترم فوجدنا!!!! أفسدوه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:41]ـ
سفيان العربي دونك كلامنا هو موجد على الروابط أدخل وأرنا ردودك وإلا رحم الله من قال خيراً أو سكت.
وأما أحمد الغزي فما زال يروح في مكانه هداه الله.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:51]ـ
وعندما نسأله سؤالاً في الصميم، لا يجيب ..
عندما أثبتنا له أن ابن حزم لم يكفّر الذين نزلت فيهم آيات التحاكم، بل قال إن فعلهم نفاق أصغر، ولم يكفروا .. تركنا دون إجابة ..
وعندما أثبتنا أن ابن تيمية - رحمه الله - يعذر الشاك في بعض قدرة الله بالجهل .. لم نر له إجابة ..
لعلّ هذا ينبي عن أمر ما .. والله المستعان
أنت لم تثبت ولن تثبت ذلك ... قل تقولت على ابن حزم ...
وقد نقلت لك قول ابن حزم كاملا ولكنك أصررت على أن تسيئ للعلماء _ هذا ما عهدته عنك _ فهو يحدث عن النفاق وهذا جلي في كلامه وكفى بكلامه اجابة ...
أسأت إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في قصة قتل زوجة المختار
وافتريت على ابن حزم رحمه الله في حديثه عن النفاق وحملته على الشرك
ومن قبل نسبت قول الكفر لابن العربي في حديثه عن الشرك الأصغر وهو يشرح كلام البخاري
ابن تيمية عنده أقوال جلية في تكفير من شك في قدرة الله .. ولكنك لم يعجبك الا قوله في شرح حديث الرجل الذي امر بتحريقه بعد موته وقد ثبت أنه قال انه يؤمن بقدرة الله بالجملة وشك في جزئية ... وكان حديثه عن العذاب في الآخرة
أما آن الأوان لتتأدب مع العلماء رحمهم الله؟!!!
طلبت قولا صريحا في تكفير من عذر المشركين بجهلهم ... وذكرت لك أدلة قطعية من الكتاب والسنة ومن اقوال أئئمة الدعوة النجدية
ولكن هذا ينبئ عن أمر ما ...
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:57]ـ
سوف أعرض مسألة بسيطة لعلكم تستفيدوا منها:
يقول القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابه الشفا: ( ... تقدم الكلام في قتل القاصد لسبه و الإزراء به، و غمصه بأي وجه كان من ممكن أو محال، فهذا وجه بين لا إشكال فيه.
الوجه الثاني لاحق به في البيان و الجلاء، و هو أن يكون القائل لما قال في جهته صلى الله عليه و سلم غير قاصد للسب و الإزراء، و لا معتقد له، و لكنه تكلم في جهته صلى الله عليه و سلم بكلمة الكفر، من لعنه أو سبه أو تكذيبه أو إضافة ما لا يجوز عليه، أو نفى ما يجب له مما هو في حقه صلى الله عليه و سلم نقيصة، مثل أن ينسب إليه إتيان كبيرة، أو مداهنة في تبليغ الرسالة، أو في حكم بين الناس، أو يغض من مرتبته، أو شرف نسبه، أو وفور علمه أو زهده، أو يكذب بما اشتهر من أمور أخبر بها صلى الله عليه و سلم و تواتر الخبر بها عنه عن قصد لرد خبره، أو يأتى بسفه من القول، و قبيح من الكلام، و نوع من السب في جهته، و إن ظهر بدليل حاله أنه لم يعتمد ذمه، و لم يقصد سبه، إما لجهالة حملته على ما قاله، أو لضجر أو سكر اضطره إليه، أو قلة مراقبة و ضبط للسانه و عجرفة و تهور في كلامه، فحكم هذا الوجه حكم الوجه الأول القتل دون تلعثم، إذ لا يعذر أحد في ا لكفر بالجهالة، و لا بدعوى زلل اللسان، و لا بشيء مما ذكرناه، إذ كان عقله في فطرته سليماً، إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان.) إهـ.
فانظر هنا ترى أن القاضي رحمه الله لا يعذر مثل هذا بالجهل، وقد خالف في ذلك الإمام ابن حزم رحمه الله واعتبر أن الجهل قد يكون مانع في مثل هذه الحال.
فقال رحمه الله في كتابه (المحلى) معلقاً على حديث الليتين الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المُفاداة في الشجة التي وجب بها القود في أول الأمر: (فليس في هذا الحديث إلا ما جاء في حديث أنس الذي رواه ثابت وهو المُفاداة في الشجة التي وجب فيها القود، ولا مزيد. وفي هذا الخبر عذر الجاهل، وأنه لا يخرج من الإسلام بما لو فعله العالم الذي قامت عليه الحجة لكان كافراً، لأن هؤلاء الليتين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه كفر مجرد بلا خلاف لكنهم بجلهلم وأعرابيتهم عُذروا بالجهالة فلم يكفروا) إهـ.
فهل يصح أن يقال أن ابن حزم رحمه الله قد كفر لأنه لم يكفر الكافر إذ تصور أن مثل هذا الطاعن في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مسلم معذرو بالجهالة؟؟!!
مرة أخرى تضربون أقوال العلماء بالقطعي ليروق لكم شبهاتكم
ابن حزم يتحدث عن امور الشرع ويعذر جاهلها وان ترتب عليه تكذيب النبي
ومثال ذلك من انكر نبوة النبي الياس ... هذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة
لأنه ربما لم يبلغه النص وانكار بنوة النبي كفر
هل تقاس امور الشرائع وجهلها على أصل الدين؟؟
وأنت تعلم قول ابن تيمية في كفر من علم بحال ابن عربي ولم يكفره
وانصحك ان تكتفي بتأويل كلام العلماء وضربها بالنصوص القطعية
وليتك تقرأ كتاب " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " ففيه توضح للمسأله وانصاف للعلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 01:04]ـ
ما شاء الله أخي الإمام الدهلوي .. هذه طعنة في صميم الفؤاد ..
ننتظر البيان من هؤلاء في تكفير ابن حزم - رحمه الله -.
أعجبتك شبهة قول لأحد العلماء وحدت عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الأئمة
لا نكفر العلماء بسوء فهم وتأويل فاسد
ولكن نكفر من اشرك بالله ومن رقع للمشركين شركهم
الله المستعان
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" متفق عليه.
ويقول الشيخ محمدبن عبد الوهاب رحمه الله:" أصل دين الإسلام وقاعدته أمرأن:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله ".
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
" أما صفة الكفر بالطاغوت، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتكفر أهلها وتعاديهم "
ويقول أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب:-
" ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني، أو أنسي، أو شجرة، أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أنه أبوك وأخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت ... "
وقال أيضا رحمه الله:-
وأنت يامن منّ الله عليه بالإسلام وعرف أن مامن إله إلا الله، لاتظن أنك إذا قلت هذا هو الحق، وإنا تارك ما سواه، لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً، لاتظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام، بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه: ? إنا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ? .. "
وقال أيضا رحمه الله:-
ولو يقول رجل: أنا إتبع النبي ? وهو على الحق، لكن لاأتعرض للات والعزى ولاأتعرض أبا جهل وأمثاله، ماعلي منهم، لم يصح إسلامه ".
الله يهديك ويشفيك من مرض ضرب اقوال العلماء ببعضها وتأويلها بما يخالف القطعي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 06:08]ـ
إذا لم تفهم كلام ابن حزم، مع الشرح الواضح له .. فلقد تودع منك.
لا غرابة في ذلك .. فليس كل أحد يفهم.
وقد حاور ابن عباس - رضي الله عنه - الخوارج .. ففهم نصفهم، وحَمُق نصفهم .. فلم يكن من عزاء للحمقى، فكانوا كلاب أهل النار.
{ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} [النجم: 30]
والمدعو (سفيان العربي) .. أقول لك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كان عندك رد علمي، أو حتى نصف رد علمي .. لكنت أتيت به .. ولكن لا غرابة أن لا تفهم .. ولا غرابة أن تتبع كل زاعق وناعق .. فإن عبادة العلماء صارت هي الدارجة الآن في هذا العصر ..
عندما ندعوكم إلى التأصيل الشرعي، تلجأون إلى أقوال العلماء .. وهذا فقط ما تحسنونه ..
أخاف أن يكون موضوعكم القادم: هل من أدلة قطعية على أن الله في السماء؟ لتشككوا الناس فيما تبقى من عقائد.
هذا من أوضح وأكبر الأدلة أنك لا تفهم ما أقول .. ولا عجب في ذلك.
يقول الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44]
والإسلام يحتاج إلى عاقلين يفهمون الكلام ويعونه .. ولا حاجة له بمن غُيّبت عقولهم في ظلمات الشهوات والغبوات.
لقد قال الله تعالى عن حال بعض الذين لا يفقهون: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [الأنعام: 25]
فإن كانوا لا يفقهون كلام رب العالمين، ولم يفقهوا حديث أفصح العرب، الذي أوتي جوامع الكلم .. فردّوا كل ذلك بأن قالوا: {إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} .. فكيف يفهم أشباههم كلاماً دونه في الفصاحة والبلاغة والبيان؟
ويقول تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ} [الأنفال: 31]
كل الذي فهموه من كلام الله - تعالى - هو أنه: أساطير الأولين .. (والآن يسمي البعض الأدلة بـ الشبهات، تشابهت قلوبهم).
بل إن من هؤلاء الذين ذكرهم الله من اعترف على نفسه بأنه لا يفهم ..
قال تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} [محمد: 16]
بعد كل البيان الذي أداه الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. يسأل المنافقون: ماذا قال آنفاً!!! .. فكيف نأمل في أشباههم ممن غابت عقولهم ولا يفقهون من الحديث شيئاً؟؟
وأخيراً .. قال الله تعالى: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [هود: 91].
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 04:34]ـ
هذه أضافة أخرى
-----------------
جاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:" هل يعذر المسلم بجهله في الأمور الإعتقادية ": (عندنا تفشي ظاهرة عبادة القبور وفي نفس الوقت وجود من يدافع عن هؤلاء ويقول: إنهم مسلمون معذورون بجهلهم فلا مانع من أن يتزوجوا من فتياتنا وأن نصلي خلفهم وأن لهم كافة حقوق المسلم على المسلم ولا يكتفون، بل يسمون من يقول بكفر هؤلاء: إنه صاحب بدعة يعامل معاملة المبتدعين، بل ويدعوا أن سماحتكم تعذرون عباد القبور بجهلهم حيث أقررتم مذكرة لشخص يدعى الغباشي يعذر فيها عباد القبور، لذلك أرجو من سماحتكم إرسال بحث شاف كاف تبين فيه الأمور التي فيها العذر بالجهل من الأمور التي لا عذر فيها، كذلك بيان المراجع التي يمكن الرجوع إليها في ذلك، ولكم منا جزيل الشكر.
فأجابوا: يختلف الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل في المسائل الدينية أو لا يعذر باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحًا وخفاء وتفاوت مدارك الناس قوة وضعفًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن استغاث بأصحاب القبور دفعًا للضر أو كشفًا للكرب بين له أن ذلك شرك، وأقيمت عليه الحجة؛ أداء لواجب البلاغ، فإن أصر بعد البيان فهو مشرك يعامل في الدنيا معاملة الكافرين واستحق العذاب الأليم في الآخرة إذا مات على ذلك، قال الله تعالى: " رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً "، وقال تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " وقوله تعالى: " وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ". وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفس محمد بيده لا يسمح بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". رواه مسلم إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على وجوب البيان وإقامة الحجة قبل المؤاخذة، ومن عاش في بلاد يسمع فيها الدعوة إلى الإسلام وغيره ثم لا يؤمن ولا يطلب الحق من أهله فهو في حكم من بلغته الدعوة الإسلامية وأصر على الكفر، ويشهد لذلك عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم، كما يشهد له ما قصه الله تعالى من نبأ قوم موسى إذ أضلهم السامري فعبدوا العجل وقد استخلف فيهم أخاه هارون عند ذهابه لمناجاة الله، فلما أنكر عليهم عبادة العجل قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، فاستجابوا لداعي الشرك، وأبوا أن يستجيبوا لداعي التوحيد، فلم يعذرهم الله في استجابتهم لدعوة الشرك والتلبيس عليهم فيها لوجود الدعوة للتوحيد إلى جانبها مع قرب العهد بدعوة موسى إلى التوحيد.
ويشهد لذلك أيضًا ما قصه الله من نبأ نقاش الشيطان لأهل النار وتخليه عنهم وبراءته منهم، قال الله تعالى: " وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم "، فلم يعذروا بتصديقهم وعد الشيطان مع مزيد تلبيسه وتزيينه الشرك وإتباعهم لما سول لهم من الشرك لوقوعه إلى جانب وعد الله الحق بالثواب الجزيل لمن صدق وعده فاستجاب لتشريعه واتبع صراطه السوي.
ومن نظر في البلاد التي انتشر فيها الإسلام وجد من يعيش فيها يتجاذبه فريقان، فريق يدعو إلى البدع على اختلاف أنواعها شركية وغير شركية، ويلبس على الناس ويزين لهم بدعته بما استطاع من أحاديث لا تصح وقصص عجيبة غريبة يوردها بأسلوب شيق جذاب، وفريق يدعو إلى الحق والهدى، ويقيم على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة، ويبين بطلان ما دعا إليه الفريق الآخر وما فيه من زيف، فكان في بلاغ هذا الفريق وبيانه الكفاية في إقامة الحجة وإن قل عددهم، فإن العبرة ببيان الحق بدليله لا بكثرة العدد فمن كان عاقلًا وعاش في مثل هذه البلاد واستطاع أن يعرف الحق من أهله إذا جد في طلبه وسلم من الهوى والعصبية، ولم يغتر بغنى الأغنياء ولا بسيادة الزعماء ولا بوجاهة الوجهاء ولا اختل ميزان تفكيره، وألغى عقله، وكان من الذين قال الله فيهم: " إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً " يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً ".
أما من عاش في بلاد غير إسلامية ولم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن القرآن والإسلام فهذا - على تقدير وجوده - حكمه حكم أهل الفترة يجب على علماء المسلمين أن يبلغوه شريعة الإسلام أصولًا وفروعًا إقامة للحجة وإعذارًا إليه، ويوم القيامة يعامل معاملة من لم يكلف في الدنيا لجنونه أو بلهه أو صغره وعدم تكليفه، وأما ما يخفى من أحكام الشريعة من جهة الدلالة أو لتقابل الأدلة وتجاذبها فلا يقال لمن خالف فيه: آمن وكفر ولكن يقال: أصاب وأخطأ، فيعذر فيه من أخطأ ويؤجر فيه من أصاب الحق باجتهاده أجرين، وهذا النوع مما يتفاوت فيه الناس باختلاف مداركهم ومعرفتهم باللغة العربية وترجمتها وسعة اطلاعهم على نصوص الشريعة كتابًا وسنة ومعرفة صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها ونحو ذلك.
وبذا يُعلم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم، فهؤلاء لا شبهة في كفرهم ولا في كفر من لم يكفرهم، والله ولي التوفيق، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذنا وإياهم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (2/ 99).
وهذا يتفق مع ما سبق نقله من أقوال أئمة الدعوة النجدية فيمن يعذرون بعض من يقع في الشرك الأكبر بالجهالة والله أعلم.(/)
المصطلح الصُّوفي "الفناء"، معانيه بأنواعه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 12:36]ـ
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع فتاواه 3/ 118 - 119]: "الفناء يراد به ثلاثة أمور:
1 - أحدها: هو الفناء الدِّينى الشَّرعي، الذي جاءت به الرُّسل، وأُنْزِلت به الكتب، وهو أن يفنى عمَّا لم يأمر الله به، بفعل ما أمر الله به؛ فيفنى عن عبادة غيره بعبادته، وعن طاعة غيره بطاعته وطاعة رسوله، وعن التوكُّل على غيره بالتوكُّل عليه، وعن محبَّة ما سواه بمحبَّته ومحبة رسوله، وعن خوف غيره بخوفه، بحيث لا يتَّبع العبد هواه بغير هدىً من الله، وبحيث يكون الله ورسوله أحب إليه ممَّا سواهما، كما قال تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره). فهذا كلُّه هو مما أمر الله به ورسوله.
2 - وأمَّا الفناء الثاني: وهو الذي يذكره بعض الصُّوفية، وهو أن يفنى عن شهود ما سوى الله تعالى؛ فيفنى بمعبوده عن عبادته، وبمذكوره عن ذكره، وبمعروفه عن معرفته، بحيث قد يغيب عن شهود نفسه لما سوى الله تعالى؛ فهذا حالٌ ناقص قد يعرض لبعض السالكين، وليس هو من لوازم طريق الله. ولهذا لم يعرف مثل هذا للنَّبي (ص)، وللسابقين الأوَّلين.
ومن جعل هذا نهاية السَّالكين فهو ضالٌّ ضلالًا مبينًا، وكذلك من جعله من لوازم طريق الله فهو مخطيءٌ، بل هو من عوارض طريق الله التي تعرض لبعض النَّاس دون بعض، ليس هو من اللَّوازم التي تحصل لكلِّ سالك.
3 - وأمَّا الثَّالث: فهو الفناء عن وجود السِّوى؛ بحيث يرى أنَّ وجود المخلوق هو عين وجود الخالق، وأنَّ الوجود واحدٌ بالعين، فهو قول أهل الإلحاد والاتِّحاد، الذين هم من أضلِّ العباد". انتهى نقل المقصود منه.
وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.(/)
الشيخ المغراوي يرد على المجلس العلمي الاعلى المغربي
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 06:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التبيان لما جاء في البيان
وهو رد على المجلس العلمي الأعلى في اتهاماته
اطلعت على بلاغ المجلس العلمي الأعلى الذي صدر بتاريخ 20رمضان 1429 الموافق لـ 21/ 9/2008م، فإذا به خال من البسملة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بها مراسلاته وكتبه، بل هو مليء بالسب والشتم وكيل التهم خلافا لما ينبغي أن يكون عليه علماء الأمة، فالمفترض فيهم أن تكون بياناتهم بالحكمة متصفة بآداب النبي صلى الله عليه وسلم وآداب القرآن. وقد أمر الله بالعدل مع كل أحد فقال سبحانه:''ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى'' .. وقد آن الأوان لتفنيد ما اتهمني به هذا المجلس الموقر من تهم جانب فيها العدل والإنصاف المأمور به في الكتاب والسنة، ويعلم الله أنني بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب:
التهمة الأولى: قولهم'' حيث أباح زواج البنت الصغيرة .. ''إلخ، أقول إباحة الشيء وتحرميه هي ليست لي ولا لأحد غيري، وإنما هي لله ولرسوله المبلغ عنه، قال تعالى: ''ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب''. وإنما فسرت آية من سورة الطلاق سئلت عنها ورجعت فيها إلى كتب العلماء الذين اعتنوا بتفسير كتاب الله، ومن هؤلاء المفسرين الشيخ محمد المكي الناصري رحمه الله، الذي يذاع تفسيره في إذاعة المغرب في كل صباح ومساء، وهذا الشيخ رحمه الله، كان وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية، وأميناً عاماً لرابطة علماء المغرب، قال ما نصه: كما أن المرأة الصغير التي لم تبلغ سن الحيض إذا كانت متزوجة وفارقها زوجها، فإن عدتها تنحصر في ثلاثة أشهر أيضاً مثل عدة الكبيرة الآيسة، سواء بسواء ''من التفسير المسموع حلقة الحزب 56 الربع الثالث''. ورجعت إلى الفقهاء المالكية وغيرهم وكلهم على هذا، قال ابن أبي زيد في الرسالة: ''فإن كانت ممن لم تحض أو ممن قد يئست من المحيض فثلاثة أشهر للحرة والأمة'' وكل شراح الرسالة على هذا، وذكرت حديث عائشة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليها وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين، ودخل بها وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعا، وتبويب المحدثين عليه في كتبهم يبين لك الاتفاق على فهمهم له، وإذا أضفت إليه أقوال المفسرين، وأقوال الفقهاء يجتمع لك القطع بالرواية والدراية التي كان عليها السلف الصالح رحمهم الله. وأما ادعاء الخصوصية فهي تحتاج إلى دليل ثابت، وإلا جهلنا البخاري ومسلم ومن بوب عليه من الفقهاء ومن استدل به من المفسرين، أما قولهم إنه دخل بها بعد زمن بعيد، فنص الحديث يرده، ولا يلتف إلى قول لا دليل عليه، والبلاغ من أوله إلى آخره ليس فيه دليل على شيء، وإنما هو مشحون بالسب والشتم.أما قولهم'' إن الفتوى المعتبرة .. '' إلخ، فأنا والحمد لله لم أنصب نفسي في يوم من الأيام مفتياً، ولا دعوت إلى ذلك، وأما بخصوص هذه المسألة فأنا لم آمر أحداً بتزويج ابنته في أي سن من الأسنان، فالأمر بيد القضاة، وأنا إنما بينت تفسير الآية وبينت أنه مرتبط بالبيئة والواقع والزمان والمكان، والمدونة التي حددت السن بالثامنة عشرة تركت الأمر مفتوحاً للقاضي، وقد زوج القضاة بالمغرب سنة 2007م قرابة ثلاثين ألف فتاة لم تصل إلى سن الثامنة عشرة حسب إحصاء رسمي لوزارة العدل، ولم أتعرض في تفسير الآية للمدونة بشيء ألزم به، وكان المفروض على من سطر البلاغ ألا يلتفت إلى من اعتبرني مفتياً.
التهمة الثانية: قولهم ''شخص معروف بالشغب والتشويش على ثوابت الأمة ومذهبها''، والجواب على هذه التهمة من وجوه.
الوجه الأول: أن وزارة الأوقاف بالمغرب تعاملت معي على أنني شخص معتبر ولي مكانة علمية مرموقة. ويتجلى ذلك في الآتي:
أ - كنت خطيباً في مسجد ''عرصة علي أو صالح'' ومسجد ''بوكار'' وكان يحضر الخطبة جمع غفير.
ب - طلب مني المجلس العلمي بمراكش برئاسة الشيخ الفاروق الرحالي رحمه الله أن ألقي دروساً في رمضان بمسجد ابن يوسف العتيق، وألقيت دروسا في مسند الإمام أحمد، ودروسا فى تمهيد ابن عبد البر بمجموعة من المساجد كل ذلك بترخيص من وزارة الأوقاف يوم كان الناظر هو الأستاذ محمد الراوندي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - استدعاني وزير الأوقاف الدكتور عبد الكبير المدغري لحضور جامعة الصحوة الإسلامية برعاية الملك، والتي كانت تنعقد بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.
د - استدعاني الدكتور محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى الحالي- الموقع على البيان المردود عليه - لحضور ندوة الإمام ابن عبر البر التي أقيمت بدار الحديث الحسنية.
هـ - أول ترخيص لدار القرآن بروض العروس كان عن طريق الدكتور محمد يسف، يوم كان مديراً للشؤون الإسلامية، وكان مولاي المصطفى كاتباً عاماً بالوزارة وصدرت الرخصة باسم الوزير الدكتور أحمد رمزي، وهي موجهة إلى نائب العامل آنذاك المحجوب العقاد.
و - رخص دور القرآن بمراكش بتوقيع المجلس العلمي وناظر الأوقاف الذي يمثل الوزارة، وممثل الشؤون العامة بالولاية الأستاذ المنصوري.
ز - البرنامج العلمي الذي تسير عليه دور القرآن هو من توقيع رئيس المجلس العلمي الأسبق الأستاذ محمد البراوي وهو عضو المجلس العلمي الأعلى الحالي.
ح ـ دعيت من طرف المجلس العلمي غير ما مرة لكثير من المناسبات.
ط - طلب مني الناظر السابق الأستاذ مولاي عبد العزيز تعيين مجموعة كبيرة من طلبة دار القرآن للإمامة في تراويح رمضان، وقد استمر هذا العمل إلى يومنا هذا، فبلغ العدد في السنة الماضية أكثر من مائة مسجد في مدينة مراكش وحدها، وقد فرح بهم عموم الناس واستحسنوا الصلاة خلفهم، وأقبلوا عليهم.
الوجه الثاني: أنني تخرجت بالمدينة النبوية، ثم عينت سنة 1396هـ مدرساً بالمرحلة الثانوية بأعرق الثانويات بالمغرب، وهي ثانوية ابن يوسف، ثم بكلية الشريعة بفاس، وكلية اللغة بمراكش، وهما كليتان تابعتان لجامعة القرويين، وكنت عضواً في مجلس الجامعة لمدة طويلة، ودرست بالدراسات العليا منذ فتحت إلى أن طلبت المغادرة الطوعية سنة 1427هـ، وكلفت بالإشراف ومناقشة جملة من الأطروحات العلمية، وما سبق لي أي خصومة مع أي أحد، لا مدير ولا عميد ولا زميل ولا طالب، حتى أنهيت الخدمة بالتعليم شريفاً معززاً مكرماً.
الوجه الثالث: منذ ولدت بفضل الله إلى أن بلغت الستين لم أتعرض لأي مساءلة أمنية أو تحقيق، ولم تسجل ضدي أي حالة شغب أو تحريض عليه، ولم أشارك في أي مظهر من مظاهره مع إمكانية ذلك، فرجل هذا حاله هل يعقل أن يوصف بالشغب أو التشويش على ثوابت الأمة، سبحانك هذا بهتان عظيم.
التهمة الثالثة: قولهم ''على ثوابت الأمة ومذهبها'' ...
أقول: ثوابت الأمة هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم، مع لزوم طاعة ولاة الأمر فيما يرضي الله. ومذهب الإمام مالك مصادره هي كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف ولا يخرج عنها، وموطأه رحمه الله أكبر شاهد على ذلك، وأنا ولله الحمد اعتنيت بهذه المصادر، واعتنيت بمذهب الإمام مالك رحمه الله، فحفظت بعض المتون الفقهية منذ صغري، ودرست العاصمية في الإعدادي، ودرست بداية المجتهد في التعليم العالي، ومنذ تخرجت وأنا معتن بتدريس الكتاب والسنة وفقههما، وأسست لأجل ذلك الجمعية، وقد ألفت المصنفات التي من أشهرها '' فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر''، وأفردت للإمام مالك رحمه الله جزءاً خاصاً في بيان عقيدته الصافية، ولا أعلم أن أحداً سبقني إلى ذلك، مع العناية بعدد من أقطاب المذهب، وهم أكثر من سبعين إماماً، أدخلتهم في الموسوعة الكبرى التي جمعت فيها طبقات السلف من الصحابة إلى يومنا هذا .. فهل من فعل هذا كله يقال فيه إنه يشوش على ثوابت الأمة ومذهبها؟!!.
التهمة الرابعة قولهم: ''ولا يصدر التشويش إلا من فتانٍ .. ''
أقول: الحمد لله أنني قضيت حياتي كلها في الدعوة إلى السلم والوئام والوفاق، فما عرفت الفتنة قط ولا تعلمتها، ولا دعوت إليها ومن عرفني يعرف ذلك.وأما قولهم: ''ضال مضل'' فأنا والحمد لله لم أعرف إلا الهداية منذ الصغر، وهي كتاب الله الذي وصفه من أنزله في كثير من الآيات بالهدى، قال تعالى: ''إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم''
وقد درست سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واطلعت على أقوال السلف الصالح واستفدت منها، وأسأل الله الهداية في كل ركعةً. فكيف أوصف بذلك، وواقعي يكذب ذلك وكيف يصفني من لا يعرفني أو يعرفني فيتجاهل معرفتي!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد وفقت منذ نعومة أظفاري ولله الحمد والمنة بإقامة الدروس والحلقات القرآنية، وهو غرض أسست لأجله الجمعية التي تخرج منها عدد غير قليل من حملة القرآن الكريم وهم موزعون في مدن المغرب وقراه، منهم الأساتذة وأئمة المساجد في المغرب وخارجه، والمساجد الكبرى في البلد تشهد بذلك، فإمام مسجد الحسن الثاني عمر القزابري هو من هذه الثلة المباركة، وهشام الزبيدي الذي أم الناس في تراويح رمضان لهذه السنة بمسجد الكتبية من دار القرآن أيضا، ورشيد بن العشية صاحب المسيرة القرآنية الرمضانية هو من دار القرآن أيضا، والحائز على جائزة محمد السادس في القرآن الكريم معاذ الخلطي هو أيضا ممن استفاد ودرس على أساتذة دار القرآن، ومساجد الإمارات والسعودية والكويت وأوروبا وأمريكا فيها من هذه الثلة المباركة ما هو معروف، ولي من الكتب والمؤلفات ما لقي قبولاً عند العلماء، هذا ومشاركتي في إذاعة القرآن بالسعودية والإمارات وبعض القنوات والمؤتمرات التي أدعى إليها غير خاف، وآخرها مؤتمر الحوار بمكة المكرمة الذي أشرفت عليه رابطة العالم الإسلامي، فهل بعد هذا كله يوصف صاحب هذا الخير بأنه ضال مضل؟! سبحانك هذا بهتان عظيم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الكبر فقال: ''الكبر بطر الحق وغمط الناس حقوقهم'' فأين العدل، وأين الإنصاف، يا من تنتظر منكم الأمة المواقف الجليلة والدعوة إلى الله بالحكمة لهداية الناس!!
ملاحظة:
نتج عن قراركم يا أصحاب الفضيلة العلماء يا من تخدمون الدين والدعوة، تسارع رجال الأمن إلى إغلاق دور القرآن في شهر القرآن، وكان قراركم هذا هو السلاح الوحيد الذي أغلقت به دور القرآن، تلك الدور التي يتوارد عليها مئات الآلاف من أبناء الوطن الحبيب، ينهلون من كتاب الله، ويتأدبون بالهدي النبوي، ويبتعدون عن مواقع السوء والفتن، كان الإغلاق بزعم أن هذه الدور تابعة للمغراوي وهذا خلاف للواقع، ولم يراع في هذا شرع ولا قانون ولا حرمة رمضان، وإنما هو إنهاء وإغلاق بدون مناقشة. ولم نسمع لدولة الإسلام عبر التاريخ تصرفاً مثل هذا، إذ كان من المفروض أن تنصر القرآن وأهله، وأن لا تتعرض إلا لمن أخطأ، فإن كان المغراوي قد أخطأ فإنه يتحمل خطأه وحده، قال تعالى: ''ولا تزر وازرة وزر أخرى''.وبقي أمر أخير وهو اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع، ثم إلى جلالة الملك محمد السادس وفقه الله وسدده، أن يرفع الغمة عن هذه الفئة المستضعفة التي تعنى بتحفيظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فحسناتها في ميزانكم يا صاحب الجلالة، فأدخلوا السرور والفرح على هذه الفئة كي يذكر لكم ذلك في التاريخ، ويدعى لكم بالليل والنهار، فبالقرآن تكثر الخيرات، ويرفع الله الأذى عن البلاد والعباد، قال تعالى: ''الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون''
د. محمد بن عبد الرحمن المغراوي
رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بالمغرب
وأستاذ الدراسات العليا بجامعة القرويين سابقاً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 11:30]ـ
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الكبر فقال: ''الكبر بطر الحق وغمط الناس حقوقهم''
بارك الله فيكم.
زيادة (حقوقهم) أين مظنتها؟
ـ[عبدالسلام فحصي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 07:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله
بارك الله في عمر أستاذنا الدكتور محمد المغراوي الذي لم نسمع عنه إلا الخير، هلا نورتنا يا أستاذ بنشر بيان المجلس الأعلى على صفحة موقعنا - الألوكة - و الذ اتهمكم بما أنتم بريؤون منه، حتى نطلع على ما كتب فيه. جازاكم الله خيرا.
ـ[شوقي حسن أحمد علي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:25]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك، هلا أرشدتني - أخي - إلى طريقة أتمكن بها من تحميل كتاب الشيخ: (المفسرون بين التأويل والإثبات لآيات الصفات) أثابك الله(/)
مبحث عن الأعياد المحدثة
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:02]ـ
الأعياد المحدثة
في هذا المبحث، ليس القصد بالذات تصديرَ حكمٍ، إنما بيان كيف بُني الحكم؛ أي هو بالأصالة جواب سؤال ابتدء بـ"لماذا"؟، وبالتبع جواب سؤال ابتدء بـ"ماذا"؟.
الأعياد الطارئة على الأمة في قرون لاحقة، والتي لم تكن على علم ولا عمل بها، متعددة أهمها: المولد النبوي، وأعياد الميلاد، والأعياد الوطنية .. إلخ. وهنا نحن في محاولة معرفة العلل المؤدية لإنتاج حكم تخص هذه الطارئات، ليس مجرد معرفة الإباحة أو التحريم؛ لأن في بيان السبب، والداعي، والباعث، والعلة إقامة لبنيان الحكم مشيدة في النفوس والعقول، فلا تكون عرضة للتشكك والتقلب.
لدينا قواعد قعّدتها الشريعة، تجري الأحكام وفقها، تحليلا وتحريما، فمن ذلك:
1 - العبادات توقيفية، فلا تعبد إلا بما أذن به الشارع.
2 - ما لم يكن في عهد النبوة من متعلقات الدين، مع توفر الداعي، وعدم المانع، فهو محظور.
3 - مضاهاة المشروع نوع من التشريع، والتشريع لله وحده.
4 - (من تشبه بقوم فهو منهم)، وعليه فالتشبه بالكافرين ممنوع، حتى لا يكون منهم.
5 - ما يفضي إلى محرم فهو محرم، فالعمل المباح إذا تضمن فسادا حرم.
فكل عمل، كان دينيا أو دنيويا، وجدت فيه إحدى هذه العلل المانعة، أو أكثر، فهو محظور شرعا. وكل هذه دلت عليها الأدلة الكثيرة المعروفة، والتي يعرفها المشتغلون بالنصوص.
والملاحظ فيها أنها جمعت بين العلل الدينية والدنيوية؛ أي منها ما هو ديني الصبغة، ومنها ما هو دنيوي الصبغة، ومنها ما يجمع بينهما. فالتعبد بما لم يرد، وفعل ما لم يفعل في عهد النبوة، هذه دينية. والفساد في الأرض هو دنيوي. وأما المضاهاة والتشبه فإنها تكون تارة في الدين، وتارة في الدنيا.
* * *
كل عيد محدث فيه نصيب من هذه العلل، بعضها أو كلها، فهو لا شك محظور ممنوع شرعا. لكن قبل أن نستطرد في هذا البيان للحكم، من المفيد تشخيص حالة الأعياد المشروعة في الإسلام بالوصف والنعت، لنعرف منه ما يشبهها، فيكون مضاهيا لها. فالأعياد اثنان هما: الفطر، والأضحى. وثمة عيد ثالث في معناهما من بعض الوجوه: الجمعة. ووصفنا سيكون للعيدين بالخصوص؛ لأن الكلام يدور عليهما، وعلى ما يضاهيهما، فالعيدان يضم كل واحد منهما ما يلي من الأحكام:
1 - الصلاة. وهي سنة مؤكدة فيهما على الأعيان، فرض كفاية على الأمة.
2 - الصدقة. وهي واجبة في الفطر ( .. زكاة الفطر)، وسنة في الأضحى الصدقة من الأضحية.
3 - الذبح. سنة مؤكدة في الأضحى.
4 - الفطر وعدم الصوم. واجب فيهما.
5 - التجمل، والتطهر، ولبس الجديد فيهما.
6 - اللعب واللهو المباح.
7 - الاجتماع على كل ذلك؛ أي إن كل المظاهر السابقة عامة في الجميع، إلا من كان له عذر.
8 - المعاودة كل: أسبوع، أو شهر، أو عام.
9 - ينتج من كل ما سبق: أن تلك المظاهر تدل على مشروعية تعظيم ذلك اليومين بهذه الأفعال.
والجمعة فيها: الصلاة واجبة، والتنظف والتجمل سنة، وليس فيها ذبح، ولا صدقة مأمور بها، وفيها المنع من الصوم، إلا ما كان لسبب، وليس فيها اللهو واللعب.
فهناك شعائر واجبة ( .. الاجتماع للصلاة، وصدقة الفطر، والفطر، وتعظيم اليوم)، ومسنونة ( .. الصدقة باللحم وغيره، والتنظف والتجمل)، ومباحات ( .. اللعب واللهو).
قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط (1/ 442): "العيد يجمع أمورا:
- منها: يوم عائد. كيوم الفطر، ويوم الجمعة.
- ومنها: اجتماع فيه.
- ومنها: أعمال تتبع ذلك: من العبادات، والعادات. وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقا. وكل من هذه الأمور قد يسمى عيدا".
فإذا عرفنا هذه المظاهر، فإن الذي يترتب على ذلك:
أن أي عيد محدث يتضمن هذه الشعائر كلها فهو يضاهي أعياد الإسلام، فيلحقه المنع بوصفه مضاهاة لما شرع الله تعالى، وفعلٌ لما لم يرد به إذن، ولم يفعل في عهد النبوة. لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد).
فإن تضمن بعضها، فقد يتضمن الشعائر الواجبة أو المسنونة، فوجود هذه فيه يحظره ويمنع منه كذلك؛ لأنه وافقها في الأصول، وكفى بذلك مضاهاة، فيلحق النوع الآنف حكما. لكن إن تجاوز ذلك كله، فلا مضاهاة تامة، ولا في الأصول، لكن في اللهو واللعب والطعام والاجتماع؛ أي في المباحات، فما هذا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا خرج عن المضاهاة في الدين، وبذلك خرج من باب العبادات ليلج إلى العادات، فهل يلحقه حكم بالمنع .. هل ثمة ما يمنع من عيد يحدثه الناس، ليس فيه إلا اللهو واللعب والاجتماع؟.
في العلل الآنفة الذكر، نجد أن مما هو علة للمنع: المضاهاة، والتشبه. وهاتان علتان تتعلقان بالأمور الدينية، كما تتعلق بالدنيوية. وثمة علة ثالثة للمنع: الفساد المصاحب لهذه الأعياد، إن وجد.
توفر هذه العلل، أو بعضها، في أي عيد يكفي في الحظر. فإذا العيد المحدث احتوى على: اللعب واللهو، والاجتماع. فتخصيصه بهذه الأعمال من التعظيم لذلك اليوم، فيدخل بهذه الأمور الدنيوية تحت علة المضاهاة لأعياد الإسلام؛ لأن فيها كل ذلك. وإنشاء عيد ثالث أو رابع .. إلخ فيها هذه المظاهر، هي مزاحمة لأعياد الإسلام، وهذا مضاد لمقصد الشارع، حيث أراد ألا يكون ثمة عيد يزاحم أعياد الإسلام، كما روى أبو داود في سننه، في الصلاة، باب صلاة العيدين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: ما هذان اليومان؟. قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر).
فقد كانوا فيهما يلعبون؛ أي إن فعلهم يقع في قسم المباحات، ولم يكونوا فيهما يتعبدون، ثم إنه نهاهم عنهما، يدل عليه تركهم لهما بالكلية، فلم يؤثر إعادتهم الاحتفاء بهما، فقد فهموا المنع، ولولا ذلك لبقي عليهما بعضهم؛ أولئك الذين يحبون اللهو واللعب؛ إذ العادات لا تتغير إلا بأمر حاسم.
ثم إن هذا معنى البدل؛ فهو يقتضي ترك المبدل منه؛ إذ لا يُجمع بين البدل والمبدل منه، كما في قوله تعالى: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدوا بئس للظالمين بدلا}، {ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب}، {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}، وكما في حديث المقبور: (فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به خيرا منه، مقعدا في الجنة) متفق عليه. (انظر: اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 433)
إن مزاحمة أعياد الإسلام ينتج عنها من التهاون بالعيد المشروع، واللامبالاة به، ما يعني تضييع وخفوت شعائر الدين، فالعيدان من الشعائر. وهذه طبيعة في البشر والأمم، الإكثار من الشيء وكثرته يورثهم اللامبالاة به، وضعف الإقبال عليه، وهذا خطير!!، خصوصا وأن العيدين يرتبطان بركنين من أركان الإسلام، هما: الصوم، والحج. وتعظيمهما من تعظيمهما، ومثل هذه الآثار قد لا تحصل على المدى المنظور، لكن مع فهم طبيعة النفس البشرية، وتاريخ الأمم والمجتمعات، والبحث في أسباب التغيرات: ندرك أن النتيجة تلك ( .. اللامبالاة) حاصلة قطعا.
هنا دليل آخر، يمنع من الاحتفال بالأعياد المحدثة، لمجرد أنها ليست مشروعة، أو لكونها مضاهية للمشروع، هو حديث بوانة، فقد روى أبو داود في سننه، في الأيمان والنذور، في ما يؤمر به من الوفاء بالنذر، عن ثابت بن الضحاك أن رجلا نذر أن يذبح إبلا ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟، قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟، قالوا: لا. قال: أوف بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم).
بحسب مفهوم هذا الأثر وحدوده، من دون حصر، فإن:
- العيد قد يكون زمانيا أو مكانيا ..
- وقد يكون قائما، أو سابقا ..
- والاحتفال به إما باتخاذه، أو بموافقة أهله بتخصيص عمل ما في ذلك العيد.
ففي الأثر نهي عن: التخصيص بالذبح ( .. عبادة) .. مكانا كان عيدا .. في السابق؛ لأنه تعظيم لذلك المكان، وموافقة لأهله.
ومنه نستنتج: أنه إذا كان العيد زمانيا، فله الحكم نفسه؛ إذ لا فرق بينهما ( .. المكاني والزماني) في المنع من الإحداث .. وإذا كان عيدا قائما، فأولى بالمنع من السابق الغابر .. وإذا منع من الموافقة، فاتخاذه أولى بالمنع. ثم إن هذا الحديث اختص بالمنع من الموافقة في الأعياد بالعبادات ( .. أن أذبح إبلاً .. )، والحديث السابق منع من العادات ( .. يلعبون فيهما .. ). وهكذا تكاملا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الأثر يمنع من التشبه بهم في الأعياد، وهذه العلة الأخرى للمنع من الأعياد، ولو خلت من المظاهر التعبدية ( .. الصلاة، الذبح، الصدقة)، فعلة التشبه – أيضا - مانعة من إحداث عيد جديد؛ لأن هذا العيد، بالوصف السابق المقتصر على اللهو واللعب والاجتماع:
- إما أن يكون إحداثا، خاصا بالمسلمين، لم يبتدعه الكفار؛ فيدخل حينئذ في المضاهاة فيمنع.
- أو يكون ابتدعه الكافرون فيكون الفاعل له متشبها بهم، فيمنع للعلتين: المضاهاة، والتشبه.
وهكذا نجد: أن العلتين تتواردان على الأعياد المحدثة بالمنع، تارة إحداهما، وتارة كلتاهما، فإذا صاحبها الفساد بالإسراف، والتبرج والاختلاط، ونحو ذلك، انضمت إليهما علة ثالثة للمنع.
فالعيد الذي يحدثه الكفار، لا تجوز مشابهتهم فيه للحديث المشهور: (من تشبه بقوم فهو منهم)، والتشبه في الأمور الدينية منهي عنه قطعا، هذا لا جدال فيه، والعيد من جملة الأمور الدينية، ولو لم تتخللها عبادات محضة؛ فذات الاجتماع ومظاهر الفرح يلحقها بالشعائر، ولذلك منع النبي صلى الله عليه وسلم من موافقتهم في أعيادهم باللعب والفرح، وقال: (قد أبدلكما الله بخير منهما). قال ابن تيمية: "الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال تعال عنها: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه}، كالقبلة، والصلاة، والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد، موافقة في الكفر. والموافقة في بعض فروعه، موافقة بعض شعب الكفر. بل الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع". (اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 470)
قال الشيخ محمد بن إبراهيم في فتاواه 3/ 106: "الأعياد كلها من باب العبادة".
وهكذا نصل إلى معرفة أحكام هذه الأعياد المحدثة: المولد، والميلاد، العيد الوطني.
فالمولد محدث في الدين؛ كونه مرتبطا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه مظاهر تعبدية كالذكر، ولم يرد فيه نص، ولم يفعله الصحابة، مع تمكنهم وعدم المانع، كما أن فيه تشبه بالنصارى، فهم الذين يحتلفون بعيد ميلاد المسيح عليه السلام. هكذا تتوارد على هذا العيد أكثر من علة للمنع.
والاحتفال بعيد الميلاد الشخصي فيه التشبه، وإن خلا من المضاهاة بالاجتماع.
والعيد الوطني إن كان فيه اللعب واللهو والاجتماع على ذلك، فيكون مظهرا عاما للجميع، تتعطل الأمور كلها لأجل ذلك: فإنه بذلك يضاهي أعياد الإسلام، من حيث هذه المظاهر كلها والتعظيم، فيدخل في باب الحظر.
كما أنه يحظر لعلة أخرى هي: التشبه. فالأعياد الوطنية تقليد لم يعرفه المسلمون.
لكن إن كان مجرد تذكير كلامي بالحال قبل وبعد، وكيف كان قيام الوطن خيرا على الناس، فذلك لا يدخل في باب المضاهاة، ولا تحت أية علة من العلل السابقة، بل هو كالتذكير بالأمجاد الإسلامية. هذا وتنمية حب الوطن وخدمته، له طرق كثيرة بديلة، ليس فيها شيء من المخالفات الشرعية.
بقي التفريق بين هذه الأعياد المحدثة الممنوعة، وبين تخصيص يوم أو أيام في العام لأعمال تعم نفعها، مثل أسبوع الشجرة، أو بدء الدراسة، أو النظافة، أو المرور ونحو ذلك، فهذه لا تدخل تحت العلل المانعة عبادة، ولا تدخل تحت التشبه كذلك؛ لأن التشبه على نوعين: في العبادات، وهذا ممنوع. وفي العادات وهو على قسمين:
- تشبه بهم في خصائصهم الدنيوية، من دون أن يكون من ورائه مصلحة راجحة، فيمنع لأن من مقاصد الشريعة، مخالفة أصحاب الجحيم.
- تشبه بهم في الخصائص الدنيوية، لكن تجتنى من ورائه مصلحة راجحة، فلا مانع، ويدخل في هذا الباب كل وسائل العصر التنقية وغيرها.
فإذا عرضنا تلك الأعمال، فقد لا يكون فيها أي تشبه، وليس فيها أية مظاهر ( .. مضاهاة) للعيد الشرعي، فلا وجه للمنع منها إذن؛ لأن المقصود بها التنظيم، والاستعانة على تحقيق مصالح راجحة، ليس فيها لهو ولا لعب، ولا اجتماع على ذلك، فإن الذي يعتني بها في العادة، قطاعات ومجموعات تختص بتلك الأعمال. فهي بالمختصر لا تشبه الأعياد في شيء، سوى تكرارها كل عام، وقد لا تتكرر في الوقت نفسه. وإن تكررت فلأن المصلحة لا تتحقق إلا بذلك، كبدء الدراسة.
وقد وقفت على فتوى للشيخين: ابن باز، وعفيفي. في هذا المعنى، قالا فيها:
"أولا: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، إما بعود السنة، أو الشهر، أو الأسبوع، أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أمورا منها: يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة. ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات.
ثانيا: ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية، أو نحوهم من طوائف الكفار، فهو بدعة، محدثة، ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم.
مثال ذلك: الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني؛ لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار. وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا، لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور، وتنظيم مواعيد الدراسة، والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك، مما لا يفضي به إلى التقرب والعبادة والتعظيم بالأصالة، فهو من البدع العادية، التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فو رد)، فلا حرج فيه. فيكون مشروعا". فتاوى اللجنة 3/ 88 (9403)
والله أعلم.
د. لطف الله بن ملا خوجه 6/ 10/1429
06/ 10/2008
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=2 4&catid=202&artid=14327
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 04:44]ـ
بارك الله فيك(/)
سؤال عن علاقة العربية بالاسلام
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام
ارجوا مساعدتي في العثور على مواضيع تناقش علاقة العربية بالاسلام وترد مكائد المستشرقين فيما يخص هذه الجزئية .. وجزاكم الله عن اخيكم
كل خير(/)
موقف ابن خلدون من العرب
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام
يسرني ان انقل اليكم هذا المبحث المهم من كتاب:
"أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة" للدكتور خالد كبير علال رجاء الاستفادة من تعقيبات القراء
موقف ابن خلدون من العرب:
أصدر ابن خلدون أحكاما قاسية و غريبة في حق العرب، و في بعضها ذم صريح لهم،و إنقاص من مكانتهم، فهل قصد بذلك أهل البادية، أم أهل الحضر، أم قصدهم كلهم بدوا و حضرا؟ و ما هي الأحكام التي أصدرها في حقهم؟.
فبالنسبة للتساؤل الأول، فقد ذهب الباحث فاروق النبهان إلى القول بأن ابن خلدون استخدم مصطلح العرب، وقصد به الأعراب،و هم أهل البادية الذين يسكنون الصحراء، ثم قال إن كلام ابن خلدون لا يستقيم إلا إذا قلنا إنه يقصد الأعراب، فهل قوله هذا صحيح؟
لقد تبين لي من تتبع أقوال ابن خلدون في أحكامه التي أطلقها على العرب، أنه أطلق اسم العرب على العرب كلهم بدوا و حضرا معا، و لكنه قد يطلقه على البدوا تحديدا، و قد يطلقه على الحضر فقط، و قد يطلقه عليهم كلهم، دون أن يفرق بينهم من حيث اللفظ، و هو بلا شك يُدرك الفرق بين عرب البادية و عرب المدينة، لكنه مع ذلك أطلق اسم العرب على الجميع، حتى و إن قصد أحدهما تحديدا، بحكم أن مصطلح العرب يشملهم جميعا، فعرب البادية و عرب المدينة في النهاية كلهم عرب، و قد نجد القبيلة العربية الواحدة، تجمع بين سكن البادية و الحضر، فبعض أفرادها يسكنون الحضر، و آخرون يسكنون البادية،و جميعهم عرب.
و بناء على ذلك فنحن لا نوافق ابن خلدون في تعميمه لذلك المصطلح،و التسوية المطلقة بين الأعراب و أهل الحضر، نعم كلهم عرب، لكن لعرب البادية خصائص و وضعيات و أحوال تختلف عن عرب المدينة، و قد فرّق الشرع بينهم، قال تعالى ((الأعراب أشد كفرا و نفاقا)) -سورة التوبة /97 - ، و ((و من الأعراب من يُؤمن بالله و اليوم الآخر، و يتخذ ما يُنفق قربات عند الله و صلوات الرسول، ألا إنها قربة)) -سورة التوبة /99 - . و قد نهى رسول الله –عليه الصلاة و السلام- أصحابه عن التعرّب، أي الرجوع إلى حياة البادية.
و الشواهد الآتية تثبت ما قررته عن ابن خلدون، أولها إنه عندما تكلم عن زوال دول العرب، قال إنهم في الأصل أمة متوحشة همهم نهب ما عند الناس، و حتى عندما كونوا دولا منذ زمن الخلافة الراشدة، فقد زالت بسرعة،و تقوّض عمرانها و أفقر ساكنه. فواضح من كلامه أنه يقصد العرب جميعا بدوا و حضرا، فأهل التوحش و النهب ما عند الناس، هم الأعراب، و الذين كونوا الدولة الراشدة و الأموية و العباسية، هم عرب المدينة.
و الشاهد الثاني هو إن ابن خلدون قال إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصيغة دينية، أو ولاية، أو أثر عظيم من الدين على الجملة، بسبب خُلق التوحش المتأصل فيهم. و كلامه هذا صريح كل الصراحة في أنه يقصد أساسا العرب من أهل الحضر، لأن الملك الذي حصل للعرب كان في أهل المدينة،و فيهم ظهر الإسلام أساسا و كونوا دولته.
و الشاهد الثالث هو إن ابن خلدون قال إن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك، لأنهم أكثر الناس بداوة، و من طبعهم نهب ما عند غيرهم، و حتى إنهم عندما ملكوا كان ذلك بسبب الدين، فلما تركوه نسوا السياسة،و عادوا إلى بداوتهم. و هذا أيضا نص صريح في أن ابن خلدون يقصد بمصطلح العرب، البدو و الحضر معا، فكلهم عرب و هم الذين قصدهم، فهم أهل البادية الذين ينهبون ما عند غيرهم، و هم الذين كونوا دولا باسم الإسلام، و هم الذين عادوا إلى البداوة عندما تركوا الدين، و عليه فإن ما ذهب إليه الباحث فاروق النبهان غير صحيح، و لا يستقيم كلام ابن خلدون عن العرب إلا مع الذي ذهبنا إليه.
و أما عن الأحكام التي أصدرها ابن خلدون في حق العرب، فسنذكر منها ثلاثة، أولها إنه قال: ((إن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط))، بسبب طبيعة التوحش التي فيهم، فلا يطلبون إلا الأمور السهلة،و لا يركبون المخاطر،و لا يذهبون إلى المزاحفة و المحاربة إلا دفاعا عن النفس.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أقول: أولا إن حكمه هذا خاطئ من أساسه،و لا يصح إصداره في حق أي شعب من الشعوب، شرعا و لا عقلا، و ليس له في زعمه هذا دليل شرعي، و لا عقلي،و لا تاريخي، فكيف سمح لنفسه بإصدار هذا الحكم المطلق الجائر المضحك؟، نعم ليس له في ذلك دليل صحيح، و هو حكم لا يصح إصداره في حق أي أمة من الأمم، لأن كل الشعوب لها القابلية و الاستعداد للنهوض و السقوط، و الانتصار و الانهزام، و هي المتحكمة في زمام أمرها، فإذا اجتهدت و توحدت انتصرت و حققت أهدافها، و إذا تناحرت و تكاسلت و اختلفت فيما بينها، انهزمت و ذهب ريحها و فقدت مكانتها بين الدول، قال تعالى ((و تلك الأيام نداولها بين الناس)) –سورة آل عمران/ 140 - ، و أما ما زعمه ابن خلدون فهو زعم باطل و مضحك، بعيد كلية عن النظرة العلمية الموضوعية الصحيحة.
و ثانيا إنه لو كان العرب لا يتغلبون إلا على البسائط ما وصف الله تعالى العرب المسلمين بأنهم خير أمة، في قوله تعالى ((كنتم خير امة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر)) -سورة آل عمران/110 - . و ما حملهم أيضا مسؤولية تبليغ رسالته إلى البشرية جمعاء، و ما وعدهم أيضا بالنصر المؤزر،و التمكين في الأرض، في قوله تعالى: ((و عد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض، كما استخلف الذين من قبلهم،و ليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم)) -سورة المائدة /9 - . و لاشك أن أمة لا تتغلب إلا على البسائط، لا يمكن أن يصفها الله تعالى بتلك الصفات، و لا يُحملها تلك المسؤوليات الجسام، و لا يعدها بتلك الانتصارات و التمكين في الأرض، و بما أنه وصفها و وعدها بذلك، فلا شك أنها أهلا لذلك.
و ثانيا إن ما وعد الله به العرب المسلمين قد تحقق على أيديهم على أرض الواقع، فحققوا انتصارات باهرة، و هزموا دولتي الفرس و الروم، و ملكوا أراضيهم و أموالهم، و كانت لهم دول في المشرق و المغرب، كدولة الراشدين، و دولة بني أمية بالمشرق و الأندلس، و دولة بني العباس، و كانت لهم أيضا انتصارات باهرة في مقاومتهم للاستعمار الغربي الحديث، فهل أمة تلك هي انتصاراتها يُقال فيها إنها لا تتغلب إلا على البسائط؟ و هل الذي حققته هو من البسائط؟، و أليس ما حققه العرب المسلمون من انتصارات لم تحققه شعوب إسلامية أخرى؟، فمال بال ابن خلدون يخص العرب بذلك الحكم الجائر، دون غيرهم من باقي شعوب العالم الإسلامي؟!.
و أما الحكم الثاني الذي أصدره ابن خلدون في حق العرب فهو أن ((العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب))، لأنهم أمة وحشية استحكمت فيهم عوائد التوحش و أسبابه، فصار لهم خلقا و جبلة، همهم نهب ما عند الناس، و رزقهم في ظلال رماحهم، و عندما تغلبوا و ملكوا تقوّض عمرانهم الذي بنوه، و أقفر ساكنه، و عندما اجتاح عرب بنو هلال و بنو سليم بلاد المغرب خرّبوها، و كان ذلك في القرن الخامس الهجري.
و قوله هذا غير صحيح على إطلاقه، و هو مجازفة من مجازفاته، بدليل الشواهد الآتية، أولها إن العرب أنشئوا أوطانا و مدنا قبل الإسلام، و بعضها ما يزال قائما إلى يومنا هذا، كاليمن و مدنها القديمة، و أخرى في باقي مناطق الجزيرة العربية، كمكة المكرمة و المدينة المنورة. و أنشئوا أخرى في العصر الإسلامي، و هي ما تزال عامرة إلى يومنا هذا، كمدينة البصرة، و الكوفة، و الفسطاط، و القيروان، و بغداد و سامراء.
و الشاهد الثاني هو إن العرب أقاموا دولا بعضها عمر طويلا، و بعضها الآخر لم يعمر طويلا، شأنهم في ذلك شأن باقي دول شعوب العالم الأخرى، فمن دولهم التي لم تعمر طولا الخلافة الراشدة عمرت 30سنة، و دولة بني أمية بالمشرق، عاشت 91سنة، و أما التي عمرت طولا، فمنها الدولة الأموية بالأندلس، فقد عاشت أكثر من 200سنة، و الدولة العباسية عمرت 524سنة. و مقابل ذلك هناك دول أخرى كثيرة ليست عربية عاشت أقل من قرن من الزمن، كدولة القرامطة، و الدولة المرابطية، و الدولة الأيوبية. و بذلك يتبين أن ما زعمه ابن خلدون غير صحيح تماما، و لا يختلف العرب عن غيرهم في مسألة سقوط الدول و استمرارها، لأن الأمر يتوقف على أسباب و ظروف بشرية داخلية و خارجية كثيرة، و لا دخل فيها للأعراق و الأجناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الشاهد الثالث هو إن قوله بأن التوحش جبلة في العرب و متأصل فيهم مهما تحضّروا هو قول باطل من أساسه لا يصدق على العرب،و لا على غيرهم من الأمم، لأن البشر كلهم لهم استعداد للتحضر و النهوض و الرقي، كما لهم استعداد للسقوط و التدهور و الانعزال و التخلف، فالظروف البشرية الداخلية و الخارجية هي السبب الأساسي في نهوض أمة و سقوط أخرى. كما أن العرب لم يكونوا كلهم بدوا أجلافا، فقد كانت لهم حضارات عامرة قبل الإسلام، في جنوب الجزيرة العربية و شمالها، و الإسلام ظهر بين الحضر بمكة و المدينة، و لم يظهر بين الأعراب، و نهى الصحابة عن التعرّب و العودة إلى حياة البادية، مما كان له الأثر البعيد في دفع العرب المسلمين إلى إنشاء المدن و الإقامة فيها، و ما يزالون يقطنونها إلى يومنا هذا بالجزيرة العربية و العراق و الشام و غيرها من البلاد.
و الشاهد الرابع هو إن مثال بني هلال و بني سليم الذي ذكره ابن خلدون، لا يصدق على كل العرب، و لا يخص بني هلال و بني سليم دون غيرهم من قبائل شعوب العالم، و لا يصدق عليهم في كل زمان و مكان. فالأعمال التي صدرت عن هؤلاء في تخريبهم لكثير من مظاهر العمران بالمغرب الإسلامي، ليست خاصة بهم و لا بالعرب عامة، و إنما هي موجودة في كل بدو العالم تقريبا، ببلاد المغرب و فارس و خراسان و الصين وغيرها. و مثال ذلك قبائل المغول، فهي قبائل بدوية متوحشة، اجتاحت المشرق الإسلامي و دمرته تدميرا خلال القرن السابع الهجري و ما بعده. و كذلك قبائل الغجر في أوروبا المعاصرة، فهم يُفسدون و يُقلقون و ليسوا عربا. و عليه فإنه من الخطأ الفاحش إصدار ذلك الحكم على العرب بطريقة فيها تأكيد و تأبيد.
و أما الحكم الثالث، فهو قوله: ((إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة، أو ولاية، أو أثر عظيم من الدين على الجملة، بسبب خلق التوحش الذي فيهم،و هم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض، للغلظة و الأنفة و بعد الهمة، و المنافسة في الرياسة، فقلما تجتمع أهواؤهم)).
و ردا عليه أقول: أولا إن ذلك الحكم لا يصح إطلاقه على أية أمة من الأمم، لأنه لا توجد علاقة حتمية بين الدين و الدولة، فقد تظهر الدولة و يتخلف الدين، و قد يظهر الدين و تتخلف الدولة، و قد كانت للعرب دول في جنوب الجزيرة العربية و شمالها قبل أن يظهر الإسلام، هذا إذا كان ابن خلدون يقصد بالدين الإسلام فقط، أما إذا كان يقصد مطلق الدين، فلا شك أنه كانت للعرب أديان قبل الإسلام، مع العلم أن كل الدول المعروفة التي ظهرت في العصور القديمة كانت تقوم على الدين، و لم يكن ذلك خاصا بالعرب دون غيرهم من الأجناس.
و ثانيا إن للعرب في العصر الحديث دول كثيرة معظمها لا يقوم على الدين، و إن تظاهر به بعضها، فهي لا تحتكم إليه في سياستها،و لا في اقتصادها، و لا في اجتماعها، و لا في قانونها، و لا في علاقاتها الخارجية، و بعضها يُحارب الدين و أهله علانية، فكيف إذن تمكنت هذه الدول من تكوين دول عربية بعيدا عن الدين في معظم أحوالها؟.
و يتبين مما ذكرناه إن ابن خلدون في استخدامه لمصطلح العرب كان يقصد العرب جميعا بدوا و حضرا، و لم يخص البدو بأحكامه القاسية دون الحضر، و قد ناقشناه فيها و بينا أنه كان مخطئا في إطلاقها عليهم جميعا، و إن صدقت على بعضهم فلا تصدق عليهم كلهم،و لا تخصهم دون غيرهم، و لا تصدق عليهم –إن صدقت- في كل زمان و مكان.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:50]ـ
أظن أن ابن خلدون ـ رحمه الله ـ كان يقصد همج بني هلال الذين أرسلهم السلطان العبيدي (ما يسمى بالدولة الفاطمية) محاولة منه لإعادة السيطرة على بلاد المغرب والقضاء على الدولة الزيرية التي تخلت عن مذهب الباطنية، فما كان من بني هلال إلا أن اقتحموا القيروان وفعلوا فيها الأفاعيل من تدمير وتخريب. وفي تلك الأيام كان معظم أهل المغرب حينها من البربر وكانوا يطلقون كلمة العرب على الغزاة ـ والله أعلم ـ
وعلى إثر هذا نشأت في بلاد المغرب قلاقل سياسية واضطربات بين بني هلال والبربر، لكن كما يقال: رب ضارة نافعة، فبقدوم بني هلال توطدت اللغة العربية عند المغاربة، فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم.
ومن فضل الله على تلك البلاد أن الله قد هدى بني هلال في النهاية إلى الحق فعادوا إلى رشدهم وتركوا المذهب الباطني الخبيث.
ـ[سالم ناظر]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 07:42]ـ
ربما قصد العرب الذين جاءوا إلى المغرب الأمازيغي من أجل الغنائم و الأسرى و العبيد, و القضاء على خصوصية ثامزغا الثقافية بالتعريب, و ليس الشرفاء الذين جاءوا من أجل الفتح و الدعوة الإسلامية, فتاريخ الاسلام عرف خلافة راشدة من الخلفاء الخمسة آخرهم عمر إبن عبد العزيز و غيرهم أظن مماليك و سلطويين و دنيويين, ربما يقصد هؤلاء, لكن على أية حال لا يقصد الشرفاء الملتزمون بتعاليم الإسلام و قيمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 11:13]ـ
حسب ما ذكره الدكتور على عبد الواحد وافي محقق المقدمة فابن خلدون كان يقصد بالعرب جنس البدو الرحل في اي مكان و لم يقصد بذلك جنس العرب(/)
سلسلة: قناعات لا حقائق (1) = اعترافات امريكية .. أكذوبة السير على القمر!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 02:08]ـ
هل حقاًّ حطت المركبة الفضائية الامريكية ابوللو على القمر
اذا كان ذلك حقاًّ
- فلماذا اذن لم يرسل السوفييت روادهم الى القمر؟ رغم تقدمهم في هذا المضمار عن الأمريكان!
و رغم ارسالهم اول رائد فضاء في رحلة م****ة حول الأرض قبل الامريكان؟؟.
- لماذا توقفت رحلات أبوللو؟
- لماذا لم يذهب إلى الآن رجل إلى القمر مرةُ اخرى؟
أي يصريح العبارة لماذا لم تتكرر المحاولة؟؟
لأنه ببساطة، مازالت التقنيات الى اليوم لا تستطيع ذلك
ربما بعد 10 أو 20 عام، لكن ليس الآن
وليس بكل تأكيد في ستينيات القرن المنصرم
ولكن لا نتسvع بالإجابة.
و أدعكم مع هذا التقرير الامريكي المدعَّم بالأدلة والوثائق و الاعترافات:
أكذوبة السير على القمر
http://www.msatta.com/moon.html (http://www.msatta.com/moon.html) .
و هذا مقطع فيديو "طريف" لللحظة التاريخية التي حط فيها رائد الفضاء الامريكي قدمه على القمر!!!
http://www.****cafe.com/watch/179280...lk_goes_worng/
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 04:16]ـ
أرجو نقل الرابط الأخير بصورة صحيحة ووضعه في ملف تكست مرفق أخي الكريم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 09:48]ـ
اخي العزيز.
يكفي أن تكتب عبارة:
" did we land on the moon"
على موقع اليوتيوب لتأتيك عشرات المواد المرئية عن الموضوع.
بارك الله فيك.
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:21]ـ
بارك الله فيك أخي محمد المبارك: واصل تجلية هذه القناعات وفقك الله.
وأذكر أني قرأت عن هذه الحقيقة عام 1412هـ تقريباً في مجلة الإصلاح الكويتية آن ذاك، وكنت قد ذكرتها لأحد اساتذتي في مرحلة الثانوية أثناء الحديث عن التقنية والفضاء أمام الطلاب وذكر رحلة القمر المزعومة فذكرت له أن هذه كذبة فسخر مني أمام الطلاب وأسكتني وكأنها حقيقة مسلم بها، وقد ذكرتها لأصدقاء كثر فكانوا لا يكترثون بخزعبلاتي!!!
ـ[علي التمني]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 12:23]ـ
بسم الله
كنت ومنذ سنين على قناعة تامة أن الأمر كذبة، وقد سألت الأسئلة ذاتها التي سأهل الكالتب الكريم: لم لم تتكرر الرحلة إلى القمر؟
وهل تلك المركبة التي تشبه الخلاطة التي تجرها الجيوب قديما مقنعة لأقل الناس عقلا بأنها وصلت القمر؟
وهل هنالك أي نسب بين هذه الخلاطة وبين صواريخ الفضاء التي تقوم بالسباحة في الفضاء على بعد لا يزيد عن عشرة آلاف كيل رغم ان القمر يبعد عن الأرض بحوالي 350 ألف كيل؟
المشكلة في رؤوسنا التي تخشى سلطة العوام والمنبهرين بالغرب الذين يصدقونه في كل شيء
وأذكر أنني وقعت على مقالة في الشرق الأوسط قبل أكثر من خمس عشرة سنة تشكك في الأمر لكتاب أمريكيين
وفقك الله
ـ[طرف]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:22]ـ
الأخ الفاضل محمد المبارك
ماهو رأيك في هذا المقال:
هل صعد الإنسان إلى سطح القمر؟
عرض بعض الإشاعات التي انتشرت مؤخراً حول حقيقة هبوط الإنسان على القمر، وهل أسلم أول رائد فضاء لأنه سمع صوت الأذان على سطح القمر؟ ....
طرح أحد الإخوة الأفاضل سؤالاً حول هبوط أول إنسان على سطح القمر، وكيف أن بعض العلماء كذبوا هذا الادعاء، وقالوا إن الصور الملتقطة من على سطح القمر تم تصويرها على الأرض، والسؤال: هل هذا الادعاء صحيح؟
أقول يا أحبتي إن المؤمن كيِّس فطِن ويتميز بالذكاء وليس من السهل أن يقتنع بالأشياء الكاذبة، ونحن في رحلتنا مع الإعجاز العلمي نتأكد من أي حقيقة علمية مئات المرات ومن مصادر علمية مختلفة ليكون كلامنا موثقاً وصحيحاً ويطمئن القلب إليه. وهذا منهجنا في الأبحاث. وأتمنى من جميع الإخوة أن يسلكوا المنهج ذاته.
لقد كان هبوط أول إنسان على سطح القمر حدثاً تاريخياً فريداً، أثار ضجة كبرى عام 1969 عندما أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا رحلة أبولو، فكان هناك ردود فعل متنوعة ونسجت الإشاعات حول هذا الحدث، وقد يكون أغربها أن رائد الفضاء نيل أرمسترونغ قد أعلن إسلامه لأنه سمع صوت الأذان على سطح القمر! ولكن الذي وضع هذه الإشاعة نسي أن القمر لا يحوي أي غلاف جوي وأن الصوت لا ينتشر في الفراغ!
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد شكَّك بعض علماء الغرب بصعود الإنسان على سطح القمر (وهدفهم من ذلك الشهرة!) كما جاء في مقالة على موقع بي بي سي لأحد الفلكيين الهواة الذي قال إن الصور التي نشرتها وكالة ناسا فيها أخطاء تؤكد أنها ملفقة. وسوف نعرض مثالاً واحداً تجنباً للإطالة. فقد عرض صورة وفيها العلم الأمريكي يرفرف على سطح القمر، ويقول إن القمر ليس له غلاف جوي ولا توجد رياح على سطحه، فمن أين جاءت الرياح التي تحرك العلم؟
تظهر الصورة أحد رواد الفضاء وهو على سطح القمر وبجانبه العلم الأمريكي يرفرف، فمن أين جاء الهواء الذي يحرك العلم؟ كذلك فإن ظل رائد الفضاء في الصورة لا يتناسب مع ظل المركبة، وكذلك يقولون إن بدلة رائد الفضاء غير كافية لحجب الإشعاعات القوية الموجودة على سطح القمر، وكذلك فإن الصورة لا تظهر فيها النجوم في سماء القمر التي ينبغي أن تظهر .... الخ. ويمكن الاطلاع على بعض المواقع التي تعتقد أن الهبوط على القمر هو كذبة مثلاً انظر المرجع رقم (1).
والحقيقة إن رواد الفضاء رتبوا لهذه اللقطة التاريخية ودرسوها ولذلك فإن رواد الفضاء وضعوا في داخل العلم أسلاك حديدية تجعله يبدو وكأنه يرفرف. كما أن الإضاءة على سطح القمر تختلف عن الأرض، والقمر لا يوجد له غلاف جوي كالأرض، لذلك لا تظهر النجوم بشكل واضح. أما ظل الأشياء على سطح القمر فيختلف عن سطح الأرض، لأن سطح القمر لا يوجد عليه نهار مثل الأرض بل إذا نظرت إلى السماء رأيتها سوداء!
رائد الفضاء أرمسترونغ وزميله يضبطان وضعية العلم ليبدو وكأنه يرفرف في الصورة، للاطلاع ننصح بالعودة لموقع ناسا، ولا ننسى أن مركية الفضاء مزودة بتقنيات متطورة جداً، وكلفت مليارات الدولارات، وبالتالي فإن نجاح الفيلم ضروري جداً، ولذلك أرادوا لهذا الفيلم أن يكون تاريخياً بالفعل فرتبوا وأعدوا له إعداداً جيداً. أما بدلات رواد الفضاء فكانت مدروسة بعناية لتتحمل الإشعاعات، وكذلك توقيت الرحلة كان مدروساً بحث هبطوا على الجزء الآمن (انظر المرجع رقم 2).
لو فرضنا أن علماء وكالة ناسا أرادوا أن يكذبوا (كما يقول البعض) فإن هذه الكذبة ينبغي أن يشترك فيها ألف إنسان على الأقل، طاقم المركبة، والمهندسين المشرفين على تصميم المركبة وإطلاقها ومراقبتها، وفريق العلماء والباحثين المشاركين، وكذلك علماء وكالة ناسا بالكامل، كذلك يجب أن يشترك في الكذبة وسائل الإعلام لأنه كما نعلم لا يمكن لعالم أن يخدع زميله بهذه السهولة.
هل تتوقعون معي أن آلاف العلماء في وكالة ناسا ووكالات الفضاء في العالم يتآمرون من أجل ماذا؟ كذلك ينبغي أن يشارك في هذه الكذبة السياسيون والموظفون العاديون الذين يعملون على تشغيل المركبة والأجهزة على الأرض وغير ذلك من التجهيزات. والأهم من ذلك كيف ضمنوا أن كل هؤلاء الناس حافظوا على خداعهم مدة 38 سنة! ولو صدقنا بأن وكالة ناسا تخدع الناس فمعنى هذا أنه يجب علينا أن نشك بكل علم الفلك اليوم وهذا أمر مستحيل.
وسؤالنا لماذا لم يعترض العلماء الروس وهم الذين كانوا في حالة سباق وحرب مع أمريكا؟ ولماذا لم يعترض علماء الصين واليابان ووكالة الفضاء الأوربية وغيرها من وكالات الفضاء في العالم، لاحظوا يا أحبتي لا توجد وكالة فضاء واحدة في العالم تعترض على هبوط الإنسان على سطح القمر، فقط الذين يعترضون هم قلة من العلماء والهواة. لماذا لم نرَ أحداً من العلماء اعترض على الرحلات التي قامت بها وكالة ناسا باتجاه المريخ وهو أبعد من القمر بمئة مرة على الأقل؟
ونقول أيضاً: لو كانت أي وكالة فضاء تستطيع تسويق كذبة كهذه لرأينا في كل يوم ادعاءات كثيرة وما أسهل أن نرى من يدعي أنه استطاع الخروج خارج المجرة، أو السير بسرعة تفوق سرعة الضوء وغير ذلك مما هو من المستحيلات العلمية. لقد خصصت وكالة ناسا مقالة للرد على ذلك ويمكن العودة للمرجع رقم (3) في نهاية البحث.
لقد عرض تلفزيون فوكس برنامجاً وثائقياً عن خدعة الهبوط على القمر، وساقوا الكثير من الأفكار الملفقة والتي رد عليها كثير من العلماء والمهتمين وهذا موقع حيادي أيضاً عرض تفاصيل البرنامج والرد عليها علمياً، المرجع (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول كبير علماء وكالة ناسا الدكتور McKay إن تزييف صخرة واحدة وجعلها تبدو مثل صخور القمر أصعب بكثير من الهبوط على سطح القمر! لقد فحصت العينات التي جاء بها رواد الفضاء من قبل آلاف المختبرات في دول العالم، ولم يدَّع أحد من العلماء أن هذه العينات غير مأخوذة من القمر. وهناك مخبر تابع لوكالة ناسا مخزن بداخلة عينات كثيرة من صخور وتراب القمر (مئات الكيلوغرامات)، وقد اطلع عليها آلاف العلماء من دول العالم، فمن أين جاءت هذه الصخور والأتربة القمرية؟ ويمكن الرجوع لموقع المخبر، المرجع (5). وهذا موقع محايد يعرض تفاصيل هذا الادعاء ويسوق الحجج المنطقية والعلمية، المرجع (6).
سطح القمر يتعرض بشكل دائم للنيازك وهذه النيازك تصدم صخوره بسرعة 80 ألف كيلو متر في الساعة، مما يؤدي إلى ثقب هذه الصخور بشدة، ومثل هذه النيازك لا تنفذ لصخور الأرض بل تتبدد على غلافها الجوي الذي جعله الله سقفاً محفوظاً لنا! كذلك فإن صخور القمر تحوي الكثير من النظائر المشعة التي حدثت بفعل القذف المتراكم بالأشعة الكونية، ومثل هذه الأشعة تتبدد على حدود الغلاف المغنطيسي للأرض، ولذلك تختلف صخور الأرض عن صخور القمر بشكل كبير. وهنا نتذكر نعمة الله عندما قال: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].
هل وجد العلماء مادة مضيئة في القمر؟
منذ مدة بدأ العلماء يتحدثون عن توهج على سطح القمر، وبدأوا بعد ذلك يكتشفون أن سطح القمر ذو نشاط إشعاعي يختلف عن الأرض، لأن الأرض محاطة بحقل مغنطيسي قوي يحفظ الأرض من أي إشعاع كوني، ولكن القمر لا يملك أي غلاف جوي وبالتالي يتلقى كمية كبيرة من الرياح الشمسية المكهربة والأشعة الكونية، هذه الأشعة تتفاعل مع تراب القمر وتجعله يعكس أشعة الشمس بشكل أكبر من بقية الكواكب فيبدو منيراً بل شديد الإنارة!!
ويقول الدكتور مارك نورمان من جامعة Tasmania لقد فحصنا العينات القادمة من القمر ووجدناها تختلف عن صخور الأرض وأهم ما يميزها وجود نسبة من الزجاج في تراب القمر! وهذا الزجاج عمره 3 بليون سنة، لا يوجد في صخور الأرض التي لها نفس العمر. وهذا الزجاج يجعل سطح القمر أكثر توهجاً ونوراً، وقبل أن أتابع معكم إخوتي في الله أتذكر آية عظيمة يصف فيها تعالى القمر بأنه منير: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) [الفرقان: 61]. ومن الغريب أن نجد بعض العلماء يكشفون نقاطاً متوهجة على سطح القمر فقد جاء على موقع بي بي سي مقالاً بعنوان Lights glow on Moon فقد صرح العلماء أن القمر ليس جسماً ميتاً كما كان يعتقد من قبل بل هناك نشاطات إشعاعية على سطحه، وللاطلاع على هذا الاكتشاف العلمي على موق بي بي سي المرجع (7).
وفي بحث جديد على موقع وكالة ناسا تبين للعلماء أن القمر يتلقى كمية كبيرة من الجسيمات الكونية القادمة من الشمس وهذه الجسيمات مشحونة كهربائياً، وبالتالي يصبح سطح القمر في أوقات محددة مشحوناً بالكهرباء، حيث تتشكل عواصف من الغبار القمري ولدى سقوط نور الشمس (الفوتونات الضوئية) يتفاعل معها وينير بشدة، أشبه بمصباح كهربائي يتلقى كمية من الكهرباء! انظر المرجع (8).
يقول العلماء حديثاً إن الغبار القمري خطير جداً لأنه مكهرب، فتصميم القمر يساعد على جعله جسماً يتأثر بشدة بأشعة الشمس ويبدو متوهجاً، فعدم وجود مجال مغنطيسي حول القمر وطبيعة تربة القمر الغبارية الناتجة عن القذف بملايين النيازك، وبعد القمر عن الأرض وعن الشمس، بالإضافة إلى التركيب المميز لتربة القمر واحتوائها على نسبة كبيرة من الزجاج! كل هذه العوامل تساعد القمر على بث كميات كبيرة من الإنارة، ليبدو منيراً لنا، بعكس الأرض التي إذا نظرنا إليها من القمر لا نراها منيرة. إذاً هذه الإنارة هي صفة تميز القمر. لقد لاحظ العلماء وجود بقع توهج ناتجة عن النشاط الإشعاعي على سطح القمر، وبالتالي فإن هذا الكشف العلمي قد ذكره القرآن قبل أربعة عشر قرناً حيث وصف القمر بأنه جسم منير، يقول تعالى: (وَقَمَرًا مُنِيرًا). المرجع رقم (9).
هل سمع أرمسترونغ الأذان على سطح القمر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك شائعة قوية تقول بأن أرمسترونغ قد سمع الأذان على سطح القمر، فهل أسلم أول رائد فضاء يهبط على سطح القمر؟ والحقيقة أن مثل هذه الشائعات تنتشر بشدة بين الناس، وللأسف نجد علماء مسلمين كبار يصدقون ذلك دون أن يتأكدوا من مصدر المعلومة.
تقول الشائعة إن أول رائد فضاء هبط على القمر عام 1969 قد سمع الأذان، وعندما كان في رحلة في إحدى الدول العربية سمع صوت الأذان فسأل ما هذا، فقيل له أذان المسلمين فقال لقد سمعت نفس الصوت على القمر، فأعلن إسلامه! ولكي تكون الكذبة متقنة فقد قامت وكالة ناسا بطرده من عمله نتيجة لإسلامه، فقال: خسرت عملي ولكن وجدت الله!
وبعد البحث تبين أن رائد الفضاء لم يُطرد من عمله، وتبين أنه صرح مراراً وتكراراً أنه يحترم الإسلام ولكنه لا زال على دينه، ثم إن الذي يحلل هذه الإشاعة يراها متناقضة مع نفسها. فكيف يمكن لرائد فضاء أن يسمع صوتاً على القمر وهو مهندس درس قوانين انتشار الصوت، كيف يسمع هذا الصوت ويمر عليه مرور الكرام فلا يسجله ولا يتحدث به ولا يخبر به أحداً، ولا يسجل براءة اكتشاف جديد ينسب إليه، ثم ينتظر سنوات حتى يسمعه مرة أخرى في دولة عربية ويسأل ما هذا الصوت، وكأن الذي صعد إلى القمر هو إنسان عادي وليس باحثاً وعالماً!
يمكن التأكد من أي معلومة اليوم من على الإنترنت، فوكالة ناسا تضع سيرة ذاتية حديثة لرائد الفضاء أرمسترونغ (مارس 2008) ولم تذكر بأنه أسلم أو طرد من عمله أو أي شيء آخر، ويمكن العودة إلى موقع ناسا للتأكد أكثر من هذه المعلومة. (المرجع رقم 10).
طبعاً يا أحبتي إن أي إشاعة تحمل بصمات صاحبها، فالذي وضع الإشاعة نسي أن الصوت لا ينتشر في الفراغ، وسطح القمر لا يحوي أي هواء أو غلاف جوي فمن أين جاء الصوت، وماذا عن بقية الفريق الذي كان معه، ولماذا اختارت الإشاعة هذا الرجل (أرمسترونغ) طبعاً لأنه الأشهر!
لقد سئل أرمسترونغ أثناء زيارته لماليزيا (في سبتمبر 2005) عن نبأ إسلامه فنفى ذلك، وأنكر أنه سمع صوت الأذان على سطح القمر. مع العلم أنه أكد احترامه للإسلام. إن مثل هذه التصريحات نشرت على مئات المواقع مثلاً المرجع رقم (11).
هل انشق القمر فعلاً؟
اتصل بي أحد الإخوة منذ مدة وسألني عن حقيقة انشقاق القمر، فأخبرته أن الله حدثنا عن انشقاق القمر ونحن نصدق كل ما جاء في القرآن، ولكنه سمع مراراً وتكراراً أن علماء وكالة ناسا أثناء رحلتهم إلى القمر اكتشفوا أن القمر انشق نصفين ثم عاد والتحم!!! ولكن بعد مناقشة طويلة مع أحد الملحدين تبين أن علماء وكالة ناسا لم يقولوا ذلك وهم ينكرون تماماً مثل هذا الأمر. ولو أنهم يعترفون أن سطح القمر يحوي شقوقاً طويلة ولم يكتشفوا حتى الآن سبب هذه الشقوق! وللتوسع في هذا الموضوع يمكن الاطلاع على مقالة بعنوان: هل اكتشف علماء وكالة ناسا أن القمر انشق نصفين؟ المرجع (12).
والخلاصة:
1 - إن هبوط الإنسان على سطح القمر هو حقيقة لا مفر منها، ولا تتنافى مع قوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن: 33]. فالإنسان لم يستطع الخروج خارج أقطار السماء، بل لازال ضمن حدود مجموعته الشمسية، وكل ما فعله أنه تجول في الفضاء لمسافة قريبة جداً! وبالطبع لم ينكر هذه الحقيقة إلا قلة من الباحثين غير المعترف عليهم علمياً، بل لا توجد أي وكالة فضاء عالمية أنكرت مثل هذا الأمر، بل هو من باب الدعاية فقط.
2 - إن رائد الفضاء أرمسترونغ لم يعتنق الإسلام، ولو كنا نتمنى له ذلك، ولكن الله يهدي من يشاء. ولو اعتنق الإسلام فلن ينفع إلا نفسه، ودين الإسلام دين قوي بذاته فلا يحتاج لأحد، بل الناس هم في حاجة للإسلام.
3 - إن معجزة انشقاق القمر أمر ثابت ويقيني بالنسبة لنا كمسلمين، وعلماء وكالة ناسا لم يصرّحوا بذلك، ولو أنني أعتقد أن الأيام ستكشف عن حقائق جديدة تثبت صدق هذه المعجزة لأولئك الملحدين الذين ينكرون أي معجزة. ولا ينبغي لنا أن نقول إن علماء وكالة ناسا صرحوا بأن القمر انشق نصفين، إلا بدليل علمي ملموس.
4 - عندما وصف الله القمر بأنه منير فقال (وقمراً منيراً) فهذا يعني أنه يتميز بخاصية الإنارة، وهذا ما أثبته العلماء من خلال تحليلهم لصخور القمر وترابه ليجدوا نسبة عالية من الزجاج، وكذلك اكتشفوا نشاطاً إشعاعياً على سطح القمر يجعله يعكس أشعة الشمس بشدة ليبدو منيراً بالفعل كما وصفه الله تعالى، وهذا يثبت أن القرآن دقيق في تعابيره.
وإنني أرجو من كل أخ كريم وأخت فاضلة أن يعملوا بهذه النصيحة:
لقد وجدتُ كثيراً من المواقع تنفي مثل هذه الأنباء وتستهزئ بالمسلمين الذين يصدقون أي شيء!! ولذلك أنصح إخوتي وأخواتي: لا تفسحوا مجالاً للملحدين أن يستهزئوا بعقولكم! ولا تساهموا في الدعاية لمثل هذه الإشاعات التي لا تخدم الإسلام في شيء، يجب أن تتأكدوا من مصدر المعلومة قبل نشرها، وكم كنت أتمنى من إخوتي الذين يصدقون مثل هذه الإشاعات أن يراسلوا وكالة ناسا ليتأكدوا من صدق الخبر، فهي صاحبة الاختصاص، وهي أعلم بهذا الأمر، وكم تمنيت منهم أن يراسلوا رائد الفضاء أرمسترونغ نفسه ليتأكدوا منه حقيقة إسلامه، بدلاً من أن يجتهدوا في نشر هذا الخبر الكاذب! ولا أجد علاجاً لهذه الظاهرة: ظاهرة المقالات الملفقة التي تُنسب للإعجاز العلمي، إلا أن نكثر من دعاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم:
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
للباحث عبدالدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=888
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 04:41]ـ
فلماذا اذن لم يرسل السوفييت روادهم الى القمر؟
ومن قال لك أنهم أنكروا صعودهم على القمر، ولماذا لم ينكر اليابانيون ذلك؟ ولماذا لم ينكر الصينيون ذلك؟
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 07:21]ـ
ذكرتني بالمثل المعروف عن الثلعلب عندما عجز عن اكل العنب فقال بل طعمه حامض
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 03:07]ـ
الاخوة الكرام جميعا ً
شكرا على مروركم الكريم
بارك الله فيكم.
===========
و للاخوة الذين لا زالوا على قناعاتهم المجردة
إليكم بعض العنب (ابتسامة):
الجزء الأول: http://www.*******.com/watch?v=LHzufIymeEE
الجزء الثاني: http://www.*******.com/watch?v=PvR4JmTXL7M
الجزء الثالث: http://www.*******.com/watch?v=Xgn8Og5uRyw
الجزء الرابع: http://www.*******.com/watch?v=_v4K_ebjOEE
وهذا مقطع طريف للحظة التاريخية لنزول الانسان "الأمريكي" على سطح القمر:
http://www.****cafe.com/watch/179280...lk_goes_worng/
__________________
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:23]ـ
أخي محمد .. انقل الرابط الأخير بطريقة سليمة أولا، ثم ضعه في ملف تكست وأرفقه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:17]ـ
هنالك موقع لطيار سابق و عضو جامعة كاليفورنيا على ما أظن كنت أطالعه منذ سنوات أسماه bad astronomy و تكفل فيه برد حجج المشككين واحدة واحدة و الذين بلغوا آنذاك حسب أحد استطلاعات الرأي بعد برنامج فوكس الشهير الى 18 % من الشعب الأمريكي و لا شك أنهم الآن أكثر و تحرر محل النزاع آنذاك في وصول البشر الى القمر مع الاقرار بوصول الالات و كانت الحجة الأقوى عند المشككين هي استحالة تجاوز أي كائن حي لطبقات أو اقطار فالن المحيطة بالأرض و المطبقة عليها ذات النسب الاشعاعية العالية و يلزم لمنع الاشعاعات من اختراق جدار المكوك ان يكون سمك الجدار ذو أمتار متعددة و رد عليهم أولئك بأن المكوك قطع الجانب الأقل سماكة من الطبقات و الذي لا يلزم من قطعه أكثر من ساعة اضافة الى أن نفس مكتشف الطبقات المذكورة هو من المعتقدين بوصول الانسان للقمر
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:27]ـ
كذلك من الحدير بالذكر أن قناة العربية منذ سنوات استضافت الدكتور فاروق الباز على هامش بثها لبرنامج فوكس و الذي كان عضوا في اللجنة التي كانت تختار مواقع النزول على سطح القمر ثم بعدها كرئيس الملاحظة الكونية والتصوير لمشروع أبولو و سألته عن القضية فنفى صحتها مبتسما
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 12:17]ـ
أرجو نقل الرابط الأخير بصورة صحيحة ووضعه في ملف تكست مرفق أخي الكريم.
اخي عبدالملك
لم استطع تصحيح الرابط.
ولكن دونك نفس الرابط في ثنايا هذا الموضوع.
www.hrmla.com/forums/showthread.php?t=37947 - 48k -
تجده في مشاركة العضو: "المحرر".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 03:58]ـ
الأمريكيون يعترفون: هبوط أول انسان على سطح القمر كان تمثيلية
عمان - الدستور - عماد مجاهد:
اعترف بعض المسؤولين الأمريكيين في احد اللقاءات الصحفية الرسمية بان الأمريكيين كانوا قد مثلوا أمام العالم قصة الهبوط على سطح القمر، وان هبوط رائد الفضاء الأمريكي"نيل ارمسترونغ" على سطح القمر يوم الاثنين الموافق للتاسع عشر من شهر تموز عام م1969 بواسطة مركبة الفضاء الأمريكية المأهولة"ابوللو11" لم تكن على سطح القمر وإنما كانت تبث من على سطح الأرض وتحديدا من صحراء نيفادا.
فقد أكد وزيرا الدفاع الأمريكيين السابقين "دونالد رامسفيلد" و"هنري كيسنجر" وبعض كبار الشخصيات العاملة في وكالة الاستخبارات الأمريكية ( C.I.A) أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تسبق الاتحاد السوفييتي في الهبوط على سطح القمر، وإنما كانت خدعة من قبل الولايات المتحدة من اجل تحقيق نصر معنوي لها. وهنالك دلائل علمية مهمة للغاية غابت عن نباهة المخرج الذي نقل قصة هبوط المركبة الأمريكية المأهولة على سطح القمر، فقد ظهرت في الصور أن العلم الأمريكي الذي وضع على سطح القمر كان يرفرف وكأنه موجود على سطح الأرض بفعل الرياح المتحركة، وهذا يستحيل وجوده على سطح القمر الخالي من الهواء،،
أما السبب الثاني فهي أن قصة الهبوط تم تصويرها بشكل مباشر - حسب الادعاءات الأمريكية - لمدة ساعتين متواصلتين وهي مدة لا يمكن لكاميرا التصوير تحملها في الظروف القمرية مثل أشعة الشمس الحارقة والأشعة غير المرئية التي تتلف الكاميرا والفيلم،،
ثم أن ألوان العلم الأمريكي في الصور التلفزيونية كانت واضحة جدا وهي لا يمكن ظهورها على سطح القمر، ثم إن فلاش الكاميرا الذي كان يضيء منطقة الهبوط كان قويا جدا وكانت انعكاساته عن خوذة الرائد توضح أن هنالك مصدرا للضوء في جهة غير جهة المركبة أو الرائد الذي يلتقط الصورة،، إضافة لذلك فهنالك دليل آخر على تمثيل هبوط الرواد على سطح القمر غفل عنها المخرج الأمريكي وهي أن مكان قدم الرائد نيل ارمسترونغ الشهيرة على سطح القمر لم تكن حقيقية، لان وزن رائد الفضاء مع بدلة الفضاء لا يزيد وزنه على 30 كيلوغرام على سطح القمر، لكن يؤكد العلماء أن مكان خطوة رائد الفضاء الملتقطة تحتاج إلى وزن يزيد على 120 كيلوغرام لتشكلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 07:02]ـ
وانا اؤكد اني رايت الفيلم الوثائقي في الجزيره الوثائقيه
وكان المتحدث الرئيسي فيه رامسفيلد وكان يشرح بسخريه كيف حرضهم نيكسون وكيف احتالوا على كل من صدق اكذوبتهم
بارك الله فيك وفي جهودك ياشيخنا الفاضل ونحن في شوق دائم لبحوثك وتأريخك جزاك الله خير
والحقيقه ان الشيخ ابو الحسن الازهري أتانا بماده شيقه لاينقصها الا سرد وتوثيق محمد بن المبارك وهي على هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22290
وانا اقصد تحول دعوة الامام الى مصر سبحان المنان
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 03:36]ـ
بارك الله فيكم
اخي العزيز علي الغامدي
وبالنسبة لبحث الاخ الازهري فهو بحث طيب و مفيد
و لا يحتاج الى توثيق من مثلي
ولكن قد يُزاد عليه الشيخ فوزان بن سابق الفوزان نزيل مصر رحمه الله
وورد في "معجم المؤلفين" لعمر رضا كحالة: "فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان البريدي، القصيمي، النجدي، من فضلاء الحنابلة
له مشاركة في السياسة العربية ولد ونشأ في بريدة من القصيم بنجد، وتفقه، واشتغل بتجارة الخيل والإبل، فكان ينتقل
بين نجد والشام ومصر والعراق، وناصر حركة عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة أيام
حروبه مع الترك العثمانيين في القصيم، وعين معتمدًا للملكة العربية السعودية بدمشق، ثم وزيرًا مفوضًا بالقاهرة، وتوفي بها وهو في نحو المئة
وقال الزركلي: أما كتابه، فسماه (البيان والإشهار، لكشف زيغ الحاج مختار) نشر بعد وفاته، في مجلد، يرد به
على مطاعن وجهها مختار بن أحمد المؤيد العظمى، إلى حنابلة نجد في كتابه (جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام)
قال فوزان في مقدمة الرد عليه: كان حقه أن يسمى (حالك الظلام بالافتراء على أئمة الإسلام)
وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها، على جانب عظيم. وضعف سمعه في أعوامه الأخيرة.
إلا أنه ظل محتفظاً بنشاطه الجسمي وقوة ذاكرته ودقة ملاحظته إلى أن توفي
وعبدالله القصيمي لو لم ينكص على عقبيه لكان من شرط الازهري وفقه الله
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 05:00]ـ
راحت عليكم الكاميرا الخفية أساتذتي المبارك و الغامدي:):):):):) و راحت كمان على مايبدو على الأستاذ عماد الذي يبدو انه كتب تقريره من مجرد رؤية البرنامج -و هذا يدل على المستوى المهني المزري في صحافتنا و قلة الصحافيين المحترفين ذوو الاطلاع الواسع و المتفننون في استخراج المصادر و تنويعها و تصنيفها وتوثيقها- فالبرنامج الشهير المعنون بالجانب المظلم للقمر بالانجليزية أو عملية القمربالفرنسية و مدته حوالي 52 دقيقة من انتاج القناة الوثائقية الفرنسية الألمانية الشهيرة آرتي عام 2002 .. الذي ظهر فيه وزير الدفاع السابق رامسفيلد و سكرتير الأمن القومي السابق كسنجر و المدير السابق للسي آي اي ريتشارد هيلمز و أرملة ستانلي كوبريك المخرج السينمائي الذي قدم على انه العقل المبدع للقطات النزول و رائد الفضاء ادوين ألدرين وزوجته و موظفين آخرين مرموقين من الناسا و كومبارس بأسماء لأبطال مشهورين من أفلام هوليوود:):):) .. و أذيع البرنامج بالتوازي في محطات اذاعية في يوم من أيام أبريل:):):) ... هذا البرنامج ما هو الا تجميع للقطات مختلفة من الأرشيف منتزعة من سياقها قام به المخرج الفرنسي ويليام كاريل و نسقت مع بعضها في سيناريو معد خصيصا على الأسس النظرية لمن يقولون بمؤامرة الهبوط على سطح القمر .. و بخدع بسيطة من المونتاج و القص و اللصق ظهر كما لو أن كبار المسؤولين يؤكدون المؤامرة ... مع ان الأمر كله قص و لصق .. كما يظهر في اللقطات النهائية في البرنامج حيث يظهر المشاركون و هم يقرؤون السيناريو و يضحكون من أخطائهم في التمثيل ... و مع ذلك جزم المخرج أن لا أحد سيعيرها اهتماما لأن الكل يريد أن يصدق ما يعطى له:):):) و كان مقصود المخرج من كل ذلك اتباث سهولة خداع الجماهير و كونها -ان لم يكن الحس النقدي العالي فيها فاشيا - قوة عمياء بادئة الرأي سهلة التسيير من أجهزة الاعلام و السياسيين و بيان مدى ارتباطها بالاعلام الحديث وقوة هذا الأخير كسلطة رابعة ... و مزحة مهداة منه ليضحك فيها المشاهد على نفسه في تلقائية مرحة بعد ان يكتشف كيف انطلت عليه الحيلة و يتبين بسبب ذلك جانبا من أهم حوانب الوعي النفسي عنده .. :)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 02:28]ـ
راحت عليكم الكاميرا الخفية ..... المبارك و الغامدي
لا يا اخي العزيز
انا لم اذكر البرنامج
بمعنى ان الكلام كان عن المقال و ليس عن رؤية البرنامج
و الكلام عن ذلك البرنامج فرع عن رؤيته
مع اني لا استبعد ان يستخدم الساسة الامريكان اسلوب السخرية الهوليودي للمحافظة
على كذبتهم الكبيرة المتهالكة.
كما يستخدمونها ضد ما يسمونه بنظرية المؤامرة
مع انهم يعطون الدلائل يوما بعد يوم على صحة النظرية بل كونها من الحقائق الثابتة
والاخ الغامدي اشار الى انه اطلع على البرنامج استطرادا
فالموضوع اذن هو نقل مقال صحفي.
و العهدة على كتبته.
================****
أمَّا بالنسبة لما نفنده فهو الوصول الى القمر.
اما رحلات الدوران حول الارض فهذا ثابت بلا شك
ومادام ان الامر يتعلق بالكاميرا الخفية
فاليك اخي العزيز هذا الرابط لللحظة الفريدة في التاريخ الانساني
لحظة هبوط رائد الفضاء .. القمري .. "الوحيد" على سطح القمر (ابتسامة):
http://www.*******.com/watch?v=aSTLxo9KHEY
بارك الله فيك و انجح مساعيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 04:39]ـ
و فيكم بارك الله أستاذي ... و هذه أيضا قد صدقها كثير من الناس بالمناسبة حتى تبين بعد حين أنها مجرد مزحة ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:07]ـ
و ... و هذه أيضا قد صدقها كثير من الناس بالمناسبة حتى تبين بعد حين أنها مجرد مزحة ...
لا بأس يا استاذي الفاضل من ان يصدقها الناس.
فالمسألة نقلية، لا عقلية بحتة.
والعمدة فيها النقل
و لا نقل هاهنا الا اشرطة التسجيل
و يتطرق اليها التزييف بقوة لوجود الدوافع من المصدر
وغياب بقية الفرقاء
و الكثير الآن يشككون في تلك التسجيلات بأدلة مادية حسية منظورة.
فإذا كانت هذه التسجيلات مزيفة و الحقيقية غيرها
فلماذا لم يُخرجوا التسجيلات الحقيقية و كفى.بها ردا على المشككين؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:46]ـ
أخي المبارك بارك الله فيك .. ألا ترى أن هذا الأمر هو من فضول فضول العلم ولا عمل ينبني عليه؟ ماذا يعنينا هل هبط هؤلاء القوم على القمر حقا كما يدعون أم لم يتمكنوا من ذلك؟؟؟ ما العمل الذي ينبني عليه عندنا؟؟
- لو كانوا لم يهبطوا حقا، فهم قوم كفر أصلا وكذبهم على شعوبهم وعلى أهل الأرض قاطبة لا يستغرب عليهم!
- ولو كانوا قد هبطوا حقا، فهم قوم سفهاء، رموا ملايين الدولارات في لعبة لا غاية منها الا الدعاية وقذف الذعر في قلوب منافسيهم الروس فضلا عن باقي دول العالم، والا فلا فائدة رجعت على البشر حقيقة الى يوم الناس هذا من تلك "الخطوة العظيمة للبشرية" التي خطاها ذلك الأرمسترونج هناك كما يدعون!
فان كانت الغاية من النزول هناك بناء مستعمرة بشرية على القمر فالأرض دونكم بوديانها وقفارها وسهولها فعمروها أولا واملأوها عن آخرها ان كنتم تستطيعون!! فان ضاقت عليكم بعد ذلك فلننظر حينئذ ماذا نحن فاعلون! ولن تضيق أبدا لأن الله قال: ((مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)) [طه: 55] وهذه آية يخاطَب بها سائر البشر الى يوم الدين .. فلن يموت انسان ويدفن ويبعث على القمر أو المريخ أو غيرهما!!!
وقال تعالى: ((وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ)) [الأعراف: 10]
فلو كانت للناس معايش تكون في المستقبل في غير الأرض كما في الأرض لما قصر الامتنان على الناس في هذه الآية الكريمة على ذكر الأرض وحدها .. والا فمنة تمكين الناس من العيش على غير الأرض بالاضافة اليها هي منة أكبر من تمكين الناس من العيش على الأرض وحدها ولا شك، فتعين ذكرها أو على الأقل عدم القصر على الأرض وحدها هنا في معرض الامتنان!!
وقال تعالى: ((أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) [الروم: 9]
فالذين سبقوا وأهلكهم الله من الأمم الأولى كانوا أكثر اعمارا للأرض بالنسل والانتشار فيها منا، وكانوا أشد منا قوة (ومن ذلك قوة العلم والاختراع ولا شك) واثارة للأرض ولما فيها .. وهذا يظل مطردا الى قيام الساعة، فمهما علا أهل زماننا ومن بعدهم فهم مسبوقون بمن كانوا أعلى منهم وأقوى وأهلكهم الله على علوهم ... فليتنا نحسن تدبر كلام ربنا، حتى يزول الافتتان من قلوبنا ونحسن تةجيه مقاصدنا العلمية الفرعية في البحث العلمي وفي الطموح الى التطور التقني ... نريد من تقنية الفضاء ما به ننافس أقمارهم الصناعية ونشوشها، وما به نهزم منظومة سلاحهم وحربهم، لا ما به نخدر الشعوب في وهم الجبروت التقني اللامتناهي وفي حلم غزو الفضاء وأفلام حرب النجوم!!!
فالمتدبر للقرءان بروية يخرج بحول الله بعشرات من النصوص الدالة على بطلان هذا الحلم .. أعني حلم وأسطورة غزو الفضاء الأمريكية!!!
ولا حاجة بنا معاشر بني آدم في أن نتخذ لأنفسنا بيوتا على القمر أصلا، وفي الأرض تكليفنا ومعاشنا وصلاتنا وحجنا ولا تزال الأرض ملآنة بما لم يخرجه الناس من الخيرات وما لم يعمروه من الأراضي، ولن تزال كذلك الى أن يخرج الرب الموتى من بطنها لا من غيرها!!!
وان كانت الغاية من ذلك الصعود على القمر وغيره من أجرام السماء: جلب مواد خام من معادن ونحوه فهل نفدت خيرات الأرض التي تحت أقدامكم حتى تبحثوا في القمر وأجرام السماء؟؟؟ أم أنه التجبر البشري والتأله في الكون وأحلام السوبر مان؟؟؟
الله المستعان!
ولعل قارئا من المفتونين يمر على هذا الكلام الآن فيقول: "هكذا هو التخلف بعينه! لا يريدون للبشر أن ينطلقوا في السماء بحثا عما ينفعهم! .. فلعلهم أن يجدوا مواد جديدة وأفكار جديدة وعلاجات جديدة تنفع البشر فلماذا تمنعونهم وتسفهون سعيهم؟؟؟ " فنقول لهذا المسكين: حدد مطلبك العلمي أولا بوضوح، ثم قرر أيها هو أسهل وأيسر السبل الى تحقيقه وأرجى المواقع لايجاده حتى تبحث فيها، فان عدمت ذلك في الأسهل فالأصعب والأصعب وهكذا .. فاختيار أيسر الطرق قبل أعسرها هو سبيل الحكماء والعقلاء .. أما الجري وراء الأحلام الأمريكية والخيال الهوليودي فما أورثنا الوهن والخوار في ديننا الا هذا، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 01:55]ـ
ان وسم هذا الموضوع بكونه من فضول العلم وجهة نظر نقدرها
لكن من وجهة نظر اخرى فقد تنبني عليه اعتقادات غير مرضية
اما بالنسبة لغايتهم من البحث في الفضاء فالسبب الرئيسي هو البحث عن مادة كونية تكون مصدرا للطاقة المثلى التي تمدهم بالقوة اللازمة للسيطرة على العالم مع عدة اسباب اخرى
ـ[قاسم سهل]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 10:16]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 12:36]ـ
و اياك اخي العزيز(/)
الحملة الوطنية لنصرة دور القران بالمغرب
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 04:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انطلق بفضل الله موقع نصرة دور القران بالمغرب والرابط هو:
http://www.nousra.net(/)
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 03:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
تأليف: محمد بن عبد الوهاب
محتويات []
1 كتاب التوحيد الذي هو حق الله علي العبيد
2 باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
3 باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
4 باب الخوف من الشرك
5 باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله
6 باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
7 باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
8 باب ما جاء في الرقي والتمائم
9 باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
10 باب ما جاء في الذبح لغير الله
10.1 باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
10.2 باب من الشرك النذر لغير الله
10.3 باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
10.4 باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
10.5 باب قول الله تعالى: (أيشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً) الآية
10.6 باب قول الله تعالى: (حتى إذا فُزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير)
10.7 باب الشفاعة
10.8 باب قول الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت) الآية
10.9 باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
10.10 باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده
10.11 باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله
10.12 باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
10.13 باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
10.14 باب ما جاء في السحر
10.15 باب بيان شيء من أنواع السحر
10.16 باب ما جاء في الكهان ونحوهم
10.17 باب ما جاء في النشرة
10.18 باب ما جاء في التطير
10.19 باب ما جاء في التنجيم
10.20 باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
10.21 باب قول الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله) الآية
10.22 باب قول الله تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)
10.23 باب قول الله تعالى: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
10.24 باب قول الله تعالى: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)
10.25 باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
10.26 باب ما جاء في الرياء
10.27 باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
10.28 باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله
10.29 باب قول الله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ... ) الآيات
10.30 باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات
10.31 باب قول الله تعالى: (يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون)
10.32 باب قول الله تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون)
10.33 باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
10.34 باب قول: ما شاء الله وشئت
10.35 باب من سب الدهر فقد آذى الله
10.36 باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه
10.37 باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك
10.38 باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
10.39 باب ما جاء في قول الله تعالى: (ولئن أذقناه رحمةً منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي) الآية
10.40 باب قول الله تعالى: (فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما) الآية
10.41 باب قول الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه) الآية
10.42 باب لا يقال: السلام على الله
10.43 باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
10.44 باب لا يقول: عبدي وأمتي
10.45 باب لا يرد من سأل الله
10.46 باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
10.47 باب ما جاء في الّلو
10.48 باب قول الله تعالى: (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله) الآية
10.49 باب ما جاء في منكري القدر
10.50 باب ما جاء في المصورين
10.51 باب ما جاء في كثرة الحلف
10.52 باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
10.53 باب ما جاء في الإقسام على الله
(يُتْبَعُ)
(/)
10.54 باب لا يستشفع بالله على خلقه
10.55 باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد، وسده طرق الشرك
10.56 باب ما جاء في قول الله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة) الآية
[] كتاب التوحيد الذي هو حق الله علي العبيد
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) - إلى قوله - (وأن هذا صراطي مستقيماً .. ) الآية.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: (يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟)، فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا)، فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: (لا تبشرهم فيتكلوا). أخرجاه في الصحيحين.
وقول الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)،
وقوله: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطغوت) الآية،
وقوله: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسنا) الآية،
وقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) الآية،
وقوله: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) الآيات.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) – إلى قوله – (وأن هذا صراطي مستقيماً .. ) الآية.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: (يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟)، فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا)، فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: (لا تبشرهم فيتكلوا). أخرجاه في الصحيحين.
فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق الجن والإنس.
الثانية: أن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه.
الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله، ففيه معنى قوله تعالى: (ولا أنتم عابدون ما أعبد).
الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل.
الخامسة: أن الرسالة عمَّت كل أمة.
السادسة: أن دين الأنبياء واحد.
السابعة: المسألة الكبيرة أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت، ففيه معنى قوله: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله) الآية.
الثامنة: أن الطاغوت عام في كل ما عُبِد من دون الله.
التاسعة: عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف. وفيها عشر مسائل، أولها النهي عن الشرك.
العاشرة: الآيات المحكمات في سورة الإسراء، وفيها ثماني عشرة مسألة، بدأها الله بقوله: (لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولاً)، وختمها بقوله: (ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً)، ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله: (ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة).
الحادية عشرة: آية سورة النساء التي تسمى آية الحقوق العشرة، بدأها الله تعالى بقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً).
الثانية عشرة: التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته.
الثالثة عشرة: معرفة حق الله تعالى علينا.
الرابعة عشرة: معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه.
الخامسة عشرة: أن هذه المسألة لا يعرفها أكثر الصحابة.
السادسة عشرة: جواز كتمان العلم للمصلحة.
السابعة عشرة: استحباب بشارة المسلم بما يسره.
الثامنة عشرة: الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله.
التاسعة عشرة: قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم.
العشرون: جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض.
الحادية والعشرون: تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار مع الإرداف عليه.
الثانية والعشرون: جواز الإرداف على الدابة.
الثالثة والعشرون: فضيلة معاذ بن جبل.
الرابعة والعشرون: عظم شأن هذه المسألة.
[] باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
وقول الله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). أخرجاه.
ولهما في حديث عتبان: (فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى: قل لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله الله في كفة، مالت بهن لا إله الله). رواه ابن حبان، والحاكم وصححه.
وللترمذي وحسنه عن أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).
فيه مسائل:
الأولى: سعة فضل الله.
الثانية: كثرة ثواب التوحيد عند الله.
الثالثة: تكفيره مع ذلك للذنوب.
الرابعة: تفسير الآية التي في سورة الأنعام.
الخامسة: تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة.
السادسة: أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول: (لا إله إلا الله) وتبين لك خطأ المغرورين.
السابعة: التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان.
الثامنة: كون الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا إله إلا الله.
التاسعة: التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات، مع أن كثيراً ممن يقولها يخف ميزانه.
العاشرة: النص على أن الأرضين سبع كالسموات.
الحادية عشرة: أن لهن عماراً.
الثانية عشرة: إثبات الصفات، خلافاً للأشعرية.
الثالثة عشرة: أنك إذا عرفت حديث أنس، عرفت أن قوله في حديث عتبان: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله) أنه ترك الشرك، ليس قولها باللسان.
الرابعة عشرة: تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عبدي الله ورسوليه.
الخامسة عشرة: معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله.
السادسة عشرة: معرفة كونه روحاً منه.
السابعة عشرة: معرفة فضل الإيمان بالجنة والنار.
الثامنة عشرة: معرفة قوله: (على ما كان من العمل).
التاسعة عشرة: معرفة أن الميزان له كفتان.
العشرون: معرفة ذكر الوجه.
[] باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
وقول الله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفا ولم يك من المشركين)،
وقال: (والذين هم بربهم لا يشركون)
عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لُدِغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي، قال وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة. قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)، ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه فأخبروه، فقال: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: (أنت منهم) ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: (سبقك بها عكاشة).
فيه مسائل:
الأولى: معرفة مراتب الناس في التوحيد.
الثانية: ما معنى تحقيقه.
الثالثة: ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يكن من المشركين.
الرابعة: ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك.
الخامسة: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
السادسة: كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل.
السابعة: عمق علم الصحابة لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل.
الثامنة: حرصهم على الخير.
التاسعة: فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية.
العاشرة: فضيلة أصحاب موسى.
الحادية عشرة: عرض الأمم عليه، عليه الصلاة والسلام.
الثانية عشرة: أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها.
الثالثة عشرة: قلة من استجاب للأنبياء.
الرابعة عشرة: أن من لم يجبه أحد يأتي وحده.
الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة.
السادسة عشرة: الرخصة في الرقية من العين والحمة.
السابعة عشرة: عمق علم السلف لقوله: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا، فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني.
الثامنة عشرة: بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه.
التاسعة عشرة: قوله: (أنت منهم) علم من أعلام النبوة.
العشرون: فضيلة عكاشة.
الحادية والعشرون: استعمال المعاريض.
الثانية والعشرون: حسن خلقه صلى الله عليه وسلم.
[] باب الخوف من الشرك
وقول الله عز وجل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وقال الخليل عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام).
وفي حديث: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، فسئل عنه فقال: (الرياء).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار)، رواه البخاري.
ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار).
فيه مسائل:
الأولى: الخوف من الشرك.
الثانية: أن الرياء من الشرك.
الثالثة: أنه من الشرك الأصغر.
الرابعة: أنه أخوف ما يخاف منه على الصالحين.
الخامسة: قرب الجنة والنار.
السادسة: الجمع بين قربهما في حديث واحد.
السابعة: أنه من لقيه لا يشرك به شيئاً دخل الجنة. ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار ولو كان من أعبد الناس.
الثامنة: المسألة العظيمة: سؤال الخليل له ولبنيه وقاية عبادة الأصنام.
التاسعة: اعتباره بحال الأكثر، لقوله: (رب إنهن أضللن كثيراً من الناس).
العاشرة: فيه تفسير (لا إله إلا الله) كما ذكره البخاري.
الحادية عشرة: فضيلة من سلم من الشرك.
[] باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله
وقوله الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) الآية.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله - فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) أخرجاه.
ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله)، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي بن أبي طالب؟) فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه، فأتى به فبصق في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من حمر النعم) -
يدوكون: يخوضون -.
فيه مسائل:
الأولى: أن الدعوة إلى الله طريق من اتبعه صلى الله عليه وسلم.
الثانية: التنبيه على الإخلاص، لأن كثيراً لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه.
الثالثة: أن البصيرة من الفرائض.
الرابعة: من دلائل حسن التوحيد، كونه تنزيهاً لله تعالى عن المسبة.
الخامسة: أن من قبح الشرك كونه مسبة لله.
السادسة: وهي من أهمها، إبعاد المسلم عن المشركين لئلا يصير منهم ولو لم يشرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
السابعة: كون التوحيد أول واجب.
الثامنة: أن يبدأ به قبل كل شيء، حتى الصلاة.
التاسعة: أن معنى (أن يوحدوا الله)، معنى شهادة: أن لا إله إلا الله.
العاشرة: أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب، وهو لا يعرفها، أو يعرفها ولا يعمل بها.
الحادية عشرة: التنبيه على التعليم بالتدريج.
الثانية عشرة: البداءة بالأهم فالأهم.
الثالثة عشرة: مصرف الزكاة.
الرابعة عشرة: كشف العالم الشبهة عن المتعلم.
الخامسة عشرة: النهي عن كرائم الأموال.
السادسة عشرة: اتقاء دعوة المظلوم.
السابعة عشرة: الإخبار بأنها لا تحجب.
الثامنة عشرة: من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء.
التاسعة عشرة: قوله (لأعطين الراية) إلخ، علم من أعلام النبوة.
العشرون: تفله في عينيه علم من أعلامها أيضاً.
الحادية والعشرون: فضيلة علي رضي الله عنه.
الثانية والعشرون: فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح.
الثالثة والعشرون: الإيمان بالقدر، لحصولها لمن لم يسع لها ومنعها عمن سعى.
الرابعة والعشرون: الأدب في قوله (على رسلك).
الخامسة والعشرون: الدعوة إلى الإسلام قبل القتال.
السادسة والعشرون: أنه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقوتلوا.
السابعة والعشرون: الدعوة بالحكمة، لقوله (أخبرهم بما يجب عليهم).
الثامنة والعشرون: المعرفة بحق الله تعالى في الإسلام.
التاسعة والعشرون: ثواب من اهتدى على يده رجل واحد.
الثلاثون: الحلف على الفتيا.
[] باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
وقول الله تعالى: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب) الآيه، وقوله: (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني برآءُ مما تعبدون * إلا الذي فطرني) الآية
وقوله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) الآية،
وقوله: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله) الآية.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل).
وشرح هذا الترجمة: ما بعدها من الأبواب.
فيه أكبر المسائل وأهمها:
وهي تفسير التوحيد، وتفسير الشهادة، وبيَّنَها بأمور واضحة.
منها: آية الإسراء، بيَّن فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين، ففيها بيان أن هذا هو الشرك الأكبر.
ومنها: آية براءة، بيَّن فيها أن أهل الكتاب اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، وبين أنهم لم يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلهاً واحداً، مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية، لادعائهم إياهم.
ومنها: قول الخليل عليه السلام للكفار: (إنني برآء مما تعبدون * إلا الذي فطرني)، فاستثنى من المعبودين ربه، وذكر سبحانه أن هذه البراءة وهذه الموالاة هي تفسير شهادة أن لا إله إلا الله، فقال: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون)
ومنها: آية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم: (وما هم بخارجين من النار)، ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله، فدل على أنهم يحبون الله حباً عظيماً، ولم يدخلهم في الإسلام، فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله؟! فكيف لمن لم يحب إلا الند وحده، ولم يحب الله؟!.
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه، وحسابه على الله)، وهذا من أعظم ما يبيِّن معنى (لا إله إلا الله) فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه، فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها، وياله من بيان ما أوضحه، وحجة ما أقطعها للمنازع.
[] باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
وقول الله تعالى: (قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادنيَ الله بضر هل هن كاشفات ضره) الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: (ما هذه؟)، قال: من الواهنة. فقال: (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبداً) رواه أحمد بسند لا بأس به، وله عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعاً: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) وفي رواية: (من تعلق تميمة فقد أشرك)، ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).
فيه مسائل:
الأولى: التغليظ في لبس الحلقة والخيط ونحوهما لمثل ذلك.
الثانية: أن الصحابي لو مات وهي عليه ما أفلح. فيه شاهد لكلام الصحابة: أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر.
الثالثة: أنه لم يعذر بالجهالة.
الرابعة: أنها لا تنفع في العاجلة بل تضر، لقوله: (لا تزيدك إلا وهناً).
الخامسة: الإنكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك.
السادسة: التصريح بأن من تعلق شيئاً وكل إليه.
السابعة: التصريح بأن من تعلق تميمة فقد أشرك.
الثامنة: أن تعليق الخيط من الحمى من ذلك.
التاسعة: تلاوة حذيفة الآية دليل على أن الصحابة يستدلون بالآيات التي في الشرك الأكبر على الأصغر، كما ذكر بن عباس في آية البقرة.
العاشرة: أن تعليق الودع عن العين من ذلك.
الحادية عشرة: الدعاء على من تعلق تميمة، أن الله لا يتم له، ومن تعلق ودعة، فلا ودع الله له، أي لا ترك الله له.
[] باب ما جاء في الرقي والتمائم
في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأرسل رسولاً أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) رواه أحمد وأبو داود،
وعن عبد الله بن عكيم مرفوعاً: (من تعلق شيئاً وكل إليه) رواه أحمد والترمذي.
التمائم: شيء يعلق على الأولاد من العين، لكن إذا كان المعلق من القرآن، فرخص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص فيه، ويجعله من المنهي عنه، منهم ابن مسعود رضي الله عنه.
والرقى: هي التي تسمى العزائم، وخص منه الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة.
والتولة: شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته.
وروى أحمد عن رويفع قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رويفع! لعل الحياة تطول بك، فأخبر الناس أن من عقد لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابة أو عظم، فإن محمداً بريء منه).
وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، قال: (من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة) رواه وكيع، وله عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن وغير القرآن.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الرقي والتمائم.
الثانية: تفسير التولة.
الثالثة: أن هذه الثلاثة كلها من الشرك من غير استثناء.
الرابعة: أن الرقية بالكلام الحق من العين والحمة ليس من ذلك.
الخامسة: أن التميمة إذا كانت من القرآن فقد اختلف العلماء هل هي من ذلك أم لا؟.
السادسة: أن تعليق الأوتار على الدواب عن العين، من ذلك.
السابعة: الوعيد الشديد على من تعلق وتراً.
الثامنة: فضل ثواب من قطع تميمة من إنسان.
التاسعة: أن كلام إبراهيم لا يخالف ما تقدم من الاختلاف، لأن مراده أصحاب عبد الله بن مسعود.
[] باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
وقول الله تعالى: (أفرأيتم الَّلات والعزى) الآيات.
عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر! إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون)، لتركبن سنن من كان قبلكم). رواه الترمذي وصححه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية النجم.
الثانية: معرفة صورة الأمر الذي طلبوا.
الثالثة: كونهم لم يفعلوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابعة: كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك، لظنهم أنه يحبه.
الخامسة: أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل.
السادسة: أن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم.
السابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعذرهم، بل رد عليهم بقوله: (الله أكبر إنها السنن، لتتبعن سنن من كان قبلكم) فغلظ الأمر بهذه الثلاث.
الثامنة: الأمر الكبير، وهو المقصود: أنه أخبر أن طلبتهم كطلبة بني إسرائيل لما قالوا لموسى: (اجعل لنا إلهاً).
التاسعة: أن نفي هذا معنى (لا إله إلا الله)، مع دقته وخفائه على أولئك.
العاشرة: أنه حلف على الفتيا، وهو لا يحلف إلا لمصلحة.
الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر، لأنهم لم يرتدوا بهذا.
الثانية عشرة: قولهم: (ونحن حدثاء عهد بكفر) فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك.
الثالثة عشرة: التكبير عند التعجب، خلافاً لمن كرهه.
الرابعة عشرة: سد الذرائع.
الخامسة عشرة: النهي عن التشبه بأهل الجاهلية.
السادسة عشرة: الغضب عند التعليم.
السابعة عشرة: القاعدة الكلية، لقوله (إنها السنن).
الثامنة عشرة: أن هذا عَلم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر.
التاسعة عشرة: أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا.
العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر. أما (من ربك)؟ فواضح، وأما (من نبيك)؟ فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما (ما دينك)؟ فمن قولهم: (اجعل لنا إلهاً) إلخ.
الحادية والعشرون: أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين.
الثانية والعشرون: أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة لقولهم: (ونحن حدثاء عهد بكفر).
[] باب ما جاء في الذبح لغير الله
وقول الله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شر يك له) الآية، وقوله: (فصل لربك وأنحر).
عن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: (لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن ووالديه. لعن الله من آوى محدثاً، لعن الله من غير منار الأرض) رواه مسلم.
وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب) قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟! قال: (مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما قرب، قال: ليس عندي شيء أقرب، قالوا له: قرب ولو ذباباً، فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل، فضربوا عنقه فدخل الجنة) رواه أحمد.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير (إن صلاتي ونسكي).
الثانية: تفسير (فصل لربك وأنحر).
الثالثة: البداءة بلعنة من ذبح لغير الله.
الرابعة: لعن من لعن والديه، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك.
الخامسة: لعن من آوى محدثاً وهو الرجل يحدث شيئاً يجب فيه حق لله فيلتجيء إلى من يجيره من ذلك.
السادسة: لعن من غير منار الأرض، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك في الأرض وحق جارك، فتغيرها بتقديم أو تأخير.
السابعة: الفرق بين لعن المعيّن، ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم.
الثامنة: هذه القصة العظيمة، وهي قصة الذباب.
التاسعة: كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصاً من شرهم.
العاشرة: معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل، ولم يوافقهم على طلبتهم، مع كونهم لم يطلبوا منه إلا العمل الظاهر.
الحادية عشرة: أن الذي دخل النار مسلم، لأنه لو كان كافراً لم يقل: (دخل النار في ذباب).
الثانية عشرة: فيه شاهد للحديث الصحيح (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك).
الثالثة عشرة: معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان.
[] باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
وقول الله تعالى: (لا تَقُم فيه أبداً) الآية.
عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال: نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (هل كان
فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟ قالوا: لا. قال: (فهل كان فيها عيد من أعيادهم)؟ قالوا: لا. فقال رسول الله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم) رواه أبو داود، وإسنادها على
شرطهما.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير قوله: (لا تَقُم فيه أبداً).
الثانية: أن المعصية قد تؤثر في الأرض، وكذلك الطاعة.
الثالثة: رد المسألة المشكلة إلى المسألة البيِّنة ليزول الإشكال.
الرابعة: استفصال المفتي إذا احتاج إلى ذلك.
الخامسة: أن تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به إذا خلا من الموانع.
السادسة: المنع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الجاهلية ولو بعد زواله.
السابعة: المنع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم ولو بعد زواله.
الثامنة: أنه لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة، لأنه نذر معصية.
التاسعة: الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده.
العاشرة: لا نذر في معصية.
الحادية عشرة: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك.
[] باب من الشرك النذر لغير الله
وقول الله تعالى: (يوفون بالنذر)، وقوله: (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه).
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن
يعصي الله فلا يعصه).
فيه مسائل:
الأولى: وجوب الوفاء بالنذر.
الثانية: إذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه إلى غيره شرك.
الثالثة: أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به.
[] باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
وقول الله تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً).
وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من نزل منزلاً فقال: أعوذ
بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك) رواه مسلم.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الجن.
الثانية: كونه من الشرك.
الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث، لأن العلماء استدلوا به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا: لأن الاستعاذة بالمخلوق
شرك.
الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره.
الخامسة: أن كون الشيء يحصل به مصلحة دنيوية من كف شر أو جلب نفع – لا يدل على أنه ليس من شرك.
[] باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
وقوله تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين * وإن يمسسك الله بضر فلا
كاشف له إلا هو) الآية، وقوله: (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه) الآية، وقوله: (ومن أضل ممن يدعوا من دون
الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) الآيتان، وقوله: (أمن يجيب ا لمضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
وروي الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول
الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله عز
وجل).
فيه مسائل:
الأولى: أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص.
الثانية: تفسير قوله: (ولا تدع من دون ا لله ما لا ينفعك ولا يضرك).
الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر.
الرابعة: أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين.
الخامسة: تفسير الآية التي بعدها.
السادسة: كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفراً.
السابعة: تفسير الآية الثالثة.
الثامنة: أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه.
التاسعة: تفسير الآية الرابعة.
العاشرة: أنه لا أضل ممن دعا غير الله.
الحادية عشرة: أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه.
الثانية عشرة: أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له.
الثالثة عشرة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو.
الرابعة عشرة: كفر المدعو بتلك العبادة.
الخامسة عشرة: أن هذه الأمور سبب كونه أضل الناس.
السادسة عشرة: تفسير الآية الخامسة.
السابعة عشرة: الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له
الدين.
الثامنة عشرة: حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل.
[] باب قول الله تعالى: (أيشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً) الآية
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) الآية. وفي الصحيح عن أنس قال: شُجَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: (كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم)؟
فنزلت: (ليس لك من الأمر شيء)، وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا
رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: (اللهم العن فلاناً وفلاناً) بعدما يقول: (سمع الله لمن حمده، ربنا
ولك الحمد) فأنزل الله تعالى: (ليس لك من الأمر شيء) الآية، وفي رواية: يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن
عمرو والحارث بن هشام، فنزلت (ليس لك من الأمر شيء)، وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى
الله عليه وسلم حين أنزل عليه: (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: (يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم، لا
أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني
عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً).
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الآيتين.
الثانية: قصة أحد.
الثالثة: قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة.
الرابعة: أن المدعو عليهم كفار.
الخامسة: أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار. منها: شجهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها: التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو
عمهم.
السادسة: أنزل الله عليه في ذلك (ليس لك من الأمر شيء).
السابعة: قوله: (أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) فتاب عليهم فآمنوا.
الثامنة: القنوت في النوازل.
التاسعة: تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم.
العاشرة: لعنه المعين في القنوت.
الحادية عشرة: قصته صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: (وأنذر عشيرتك الأقربين).
الثانية عشرة: جدّه صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، بحيث فعل ما نسب بسببه إلى الجنون، وكذلك لو يفعله مسلم الآن.
الثالثة عشرة: قوله للأبعد والأقرب: (لا أغني عنك من الله شيئاً) حتى قال: (يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من
الله شيئاً) فإذا صرح صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئاً عن سيدة نساء العالمين، وآمن الإنسان أنه صلى
الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الآن، تبين له التوحيد وغربة الدين.
[] باب قول الله تعالى: (حتى إذا فُزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير)
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت
الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك. حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها عن لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء).
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم
بالوحي أخذت السماوات منه رجفة - أو قال رعدة - شديدة خوفاً من الله عز وجل. فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا
وخروا سجداً. فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء سأله
ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل. فينتهي جبريل
بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل).
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الآية.
الثانية: ما فيها من الحجة على إبطال الشرك، خصوصاً من تعلق على الصالحين، وهي الآية التي قيل: إنها تقطع عروق شجرة
الشرك من القلب.
الثالثة: تفسير قوله: (قالوا الحق وهو العلي الكبير).
الرابعة: سبب سؤالهم عن ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامسة: أن جبريل هو الذي يجيبهم بعد ذلك بقوله: (قال كذا وكذا).
السادسة: ذكر أن أول من يرفع رأسه جبريل.
السابعة: أن يقول لأهل السماوات كلهم، لأنهم يسألونه.
الثامنة: أن الغشي يعم أهل السماوات كلهم.
التاسعة: ارتجاف السماوات لكلام الله.
العاشرة: أن جبريل هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله.
الحادية عشرة: ذكر استراق الشياطين.
الثانية عشرة: صفة ركوب بعضهم بعضاً.
الثالثة عشرة: إرسال الشهب.
الرابعة عشرة: أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وتارة يلقيها في أذن وليه من الإنس قبل أن يدركه.
الخامسة عشرة: كون الكاهن يصدق بعض الأحيان.
السادسة عشرة: كونه يكذب معها مائة كذبة.
السابعة عشرة: أنه لم يصدق كذبه إلا بتلك الكلمة التي سمعت من السماء.
الثامنة عشرة: قبول النفوس للباطل، كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة؟!.
التاسعة عشرة: كونهم يلقي بعضهم إلى بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها. العشرون: إثبات الصفات خلافاً للأشعرية المعطلة. الحادية والعشرون: التصريح بأن تلك الرجفة والغشي كانا خوفاً من الله عز وجل. الثانية والعشرون: أنهم يخرون لله سجداً.
[] باب الشفاعة
وقول الله تعالى: (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع)، وقوله: (قل لله
الشفاعة جميعاً)، وقوله: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)، وقوله: (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم
شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)، وقوله: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في ا
لسموات ولا في الأرض) الآيتين.
قال أبو العباس: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق
إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)، فهذه الشفاعة التي
يظنها المشركون، هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده، لا يبدأ
بالشفاعة أولاً، ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تُعط، واشفع تُشفع. وقال له أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه)، فتلك الشفاعة
لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله. وحقيقته: أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع، ليكرمه وينال المقام
المحمود. فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم
أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. انتهى كلامه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الآيات.
الثانية: صفة الشفاعة المنفية.
الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة.
الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود.
الخامسة: صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يبدأ بالشفاعة أولاً، بل يسجد، فإذا أذن الله له شفع.
السادسة: من أسعد الناس بها؟.
السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله.
الثامنة: بيان حقيقتها.
[] باب قول الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت) الآية
وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله
بن أبي أمية وأبو جهل، فقال له: (يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله)، فقالا له: أترغب عن ملة عبد
المطلب؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا إله إلا
الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك)، فأنزل الله عز وجل (ما كان للنبي والذين آمنوا
أن يستغفروا للمشركين) الآية. وأنزل الله في أبي طالب: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
فيه مسائل:
الأولى: تفسير قوله: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
الثانية: تفسير قوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية.
الثالثة: وهي المسألة الكبرى – تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: (قل: لا إله إلا الله) بخلاف ما عليه من يدعي
العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابعة: أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال للرجل: (قل لا إله إلا الله). فقبح الله من
أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام.
الخامسة: جدّه صلى الله عليه وسلم ومبالغته في إسلام عمه.
السادسة: الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه.
السابعة: كونه صلى الله عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له، بل نهي عن ذلك.
الثامنة: مضرة أصحاب السوء على الإنسان.
التاسعة: مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر.
العاشرة: الشبهة للمبطلين في ذلك، لاستدلال أبي جهل بذلك.
الحادية عشرة: الشاهد لكون الأعمال بالخواتيم، لأنه لو قالها لنفعته.
الثانية عشرة: التأمل في كبر هذه الشبهة في قلوب الضالين، لأن في القصة أنهم لم يجادلوه إلا بها، مع مبالغته صلى الله عليه وسلم
وتكريره، فلأجل عظمتها ووضوحها عندهم، اقتصروا عليها.
[] باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
وقول الله عز وجل: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم).
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: (وقالوا لا تذرُنَّ آلهتكم ولا تذرُنَّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث
ويعوق ونسراً)، قال: (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى
مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم، عبدت). وقال ابن القيم: قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم. وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد
الله ورسوله) أخرجاه. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو). ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً.
فيه مسائل:
الأولى: أن من فهم هذا الباب وبابين بعده، تبين له غربة الإسلام، ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب.
الثانية: معرفة أول شرك حدث على وجه الأرض أنه بشبهة الصالحين.
الثالثة: أول شيء غيّر به دين الأنبياء، وما سبب ذلك مع معرفة أن الله أرسلهم.
الرابعة: قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها.
الخامسة: أن سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل، فالأول: محبة الصالحين، والثاني: فعل أناس من أهل العلم والدين شيئاً أرادوا
به خيراً، فظن من بعدهم أنهم أرادوا به غيره.
السادسة: تفسير الآية التي في سورة نوح.
السابعة: جبلة الآدمي في كون الحق ينقص في قلبه، والباطل يزيد.
الثامنة: فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدعة سبب الكفر.
التاسعة: معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل.
العاشرة: معرفة القاعدة الكلية، وهي النهي عن الغلو، ومعرفة ما يؤول إليه.
الحادية عشرة: مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح.
الثانية عشرة: معرفة النهي عن التماثيل، والحكمة في إزالتها.
الثالثة عشرة: معرفة عظم شأن هذه القصة، وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها.
الرابعة عشرة: وهي أعجب وأعجب، قراءتهم إياها في كتب التفسير والحديث، ومعرفتهم بمعنى الكلام، وكون الله حال بينهم وبين
قلوبهم حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح هو أفضل العبادات، واعتقدوا أن ما نهى الله ورسوله عنه، فهو الكفر المبيح للدم والمال.
الخامسة عشرة: التصريح أنهم لم يريدوا إلا الشفاعة.
السادسة عشرة: ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك.
السابعة عشرة: البيان العظيم في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم) فصلوات الله
وسلامه على من بلغ البلاغ المبين.
الثامنة عشرة: نصيحته إيانا بهلاك المتنطعين.
التاسعة عشرة: التصريح بأنها لم تعبد حتى نسي العلم، ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فقده. العشرون: أن سبب فقد العلم موت العلماء.
[] باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها في أرض الحبشة وما فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
من الصور. فقال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور
أولئك شرار الخلق عند الله)، فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين، فتنة القبور، وفتنة التماثيل. ولهما عنها قالت: لما نُزل برسول الله
صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود
والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً. أخرجاه.
ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (إني أبرأ إلى الله أن
يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن
من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك).
فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعله، والصلاة عندها من ذلك، وإن لم يُبْنَ مسجد، وهو معنى
قولها: خشي أن يتخذ مسجداً، فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً، بل
كل موضع يصلى فيه يسمى مسجداً، كما قال صلى الله عليه وسلم: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً). ولأحمد بسند جيد
عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: (إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد)
رواه أبو حاتم في صحيحه.
فيه مسائل:
الأولى: ما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن بنى مسجداً يعبد الله فيه عند قبر رجل صالح، ولو صحت نية الفاعل.
الثانية: النهي عن التماثيل، وغلظ الأمر في ذلك.
الثالثة: العبرة في مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك. كيف بيّن لهم هذا أولاً، ثم قبل موته بخمس قال ما قال، ثم لما كان في
السياق لم يكتف بما تقدم. الرابعة: نهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر.
الخامسة: أنه من سنن اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم.
السادسة: لعنه إياهم على ذلك.
السابعة: أن مراده صلى الله عليه وسلم تحذيره إيانا عن قبره.
الثامنة: العلة في عدم إبراز قبره.
التاسعة: في معنى اتخاذها مسجداً.
العاشرة: أنه قرن بين من اتخذها مسجداً وبين من تقوم عليهم الساعة، فذكر الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته.
الحادية عشرة: ذكره في خطبته قبل موته بخمس: الرد على الطائفتين اللتين هما شر أهل البدع، بل أخرجهم بعض السلف من
الثنتين والسبعين فرقة، وهم الرافضة والجهمية. وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد.
الثانية عشرة: ما بلي به صلى الله عليه وسلم من شدة النزع.
الثالثة عشرة: ما أكرم به من الخلّة.
الرابعة عشرة: التصريح بأنها أعلى من المحبة.
الخامسة عشرة: التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة.
السادسة عشرة: الإشارة إلى خلافته.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:47]ـ
[] باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله
روى مالك في الموطأ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: (أفرءيتم اللات والعزى)، قال:
كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره، وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: كان يلت السويق للحاج.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج.
رواه أهل السنن.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الأوثان.
الثانية: تفسير العبادة.
الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه.
الرابعة: قرنه بهذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد.
الخامسة: ذكر شدة الغضب من الله.
السادسة: وهي من أهمها – معرفة صفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان.
السابعة: معرفة أنه قبر رجل صالح.
الثامنة: أنه اسم صاحب القبر، وذكر معنى التسمية.
التاسعة: لعنه زَوَّارَات القبور.
العاشرة: لعنه من أسرجها.
(يُتْبَعُ)
(/)
[] باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
وقول الله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم) الآية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً،
وصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) رواه أبو داود بإسناد حسن، ورواته ثقات.
وعن علي بن الحسين: أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال:
ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً،
وصلوا عليّ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم) رواه في المختارة.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية براءة.
الثانية: إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد.
الثالثة: ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته.
الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص، مع أن زيارته من أفضل الأعمال.
الخامسة: نهيه عن الإكثار من الزيارة.
السادسة: حثه على النافلة في البيت.
السابعة: أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة.
الثامنة: تعليله ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعد، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب.
التاسعة: كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه.
[] باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
وقول الله تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت)، وقوله تعالى: (قل هل أُنبئُكُم
بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت)، وقوله تعالى: (قال
الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا).
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو
دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن)؟ أخرجاه، ولمسلم عن ثوبان رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما
زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من
سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة وألا
أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم
بعضًا)، ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم
القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئة من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون،
كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي
أمر الله تبارك وتعالى).
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية النساء.
الثانية: تفسير آية المائدة.
الثالثة: تفسير آية الكهف.
الرابعة: وهي أهمها، ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب، أو هو موافقة أصحابها مع بغضها
ومعرفة بطلانها؟.
الخامسة: قولهم إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلاً من المؤمنين.
السادسة: وهي المقصود بالترجمة – أن هذا لا بد أن يوجد في هذه الأمة، كما تقرر في حديث أبي سعيد.
السابعة: التصريح بوقوعها، أعني عبادة الأوثان في هذه الأمة في جموع كثيرة.
الثامنة: العجب العجاب خروج من يدّعي النبوة، مثل المختار، مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه بأنه من هذه الأمة، وأن الرسول
حق، وأن القرآن حق وفيه أن محمداً خاتم النبيين، ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح. وقد خرج المختار في آخر
عصر الصحابة، وتبعه فئام كثيرة.
التاسعة: البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى، بل لا تزال عليه طائفة.
العاشرة: الآية العظمى أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادية عشرة: أن ذلك الشرط إلى قيام الساعة.
الثانية عشرة: ما فيه من الآيات العظيمة، منها: إخباره بأن الله زوى له المشارق والمغارب، وأخبر بمعنى ذلك فوقع كما أخبر،
بخلاف الجنوب والشمال، وإخباره بأنه أعطي الكنزين، وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين، وإخباره بأنه منع الثالثة، وإخباره
بوقوع السيف، وأنه لا يرفع إذا وقع، وإخباره بإهلاك بعضهم بعضاً وسبي بعضهم بعضاً، وخوفه على أمته من الأئمة المضلين،
وإخباره بظهور المتنبئين في هذه الأمة، وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة. وكل هذا وقع كما أخبر، مع أن كل واحدة منها أبعد ما
يكون من العقول.
الثالثة عشرة: حصر الخوف على أمته من الأئمة المضلين.
الرابعة عشرة: التنبيه على معنى عبادة الأوثان.
[] باب ما جاء في السحر
وقول الله تعالى: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق)، وقوله: (يؤمنون بالجبت والطاغوت).
قال عمر: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وقال جابر: الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل
حي واحد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله:
وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات). وعن جندب مرفوعاً: (حد الساحر ضربه بالسيف) رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه موقوف. وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وصح عن حفصة رضي الله عنها: أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقتلت، وكذلك صح عن جندب. قال أحمد: عن ثلاثة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة.
الثانية: تفسير آية النساء.
الثالثة: تفسير الجبت والطاغوت، والفرق بينهما.
الرابعة: أن الطاغوت قد يكون من الجن، وقد يكون من الإنس.
الخامسة: معرفة السبع الموبقات المخصوصات بالنهي.
السادسة: أن الساحر يكفر.
السابعة: أنه يقتل ولا يستتاب.
الثامنة: وجود هذا في المسلمين على عهد عمر، فكيف بعده؟
[] باب بيان شيء من أنواع السحر
قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف عن حيان بن العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت). قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يخط بالأرض
والجبت، قال: الحسن: رنة الشيطان. إسناده جيد ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه، المسند منه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من
السحر، زاد ما زاد) رواه أبو داود، وإسناده صحيح. وللنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاً
وكل إليه). وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا هل أنبئكم ما الغضة؟ هي النميمة، القالة بين
الناس) رواه مسلم. ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من البيان لسحراً
).
فيه مسائل:
الأولى: أن العيافة والطرق والطيرة من الجبت.
الثانية: تفسير العيافة والطرق.
الثالثة: أن علم النجوم نوع من السحر.
الرابعة: أن العقد مع النفث من ذلك.
الخامسة: أن النميمة من ذلك.
السادسة: أن من ذلك بعض الفصاحة.
[] باب ما جاء في الكهان ونحوهم
روى مسلم في صحيحه، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتىعرَّافاً فسأله
عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً). وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على
محمد صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود. وللأربعة، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، عن أبي هريرة: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل
(يُتْبَعُ)
(/)
على محمد صلى الله عليه وسلم). ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفاً. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً: (ليس منا من تَطير أو تُطير له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحر أو سُحر له، ومن
أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط
بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: "ومن أتى .. " الخ.
قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل: هو الكاهن
والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل: الذي يخبر عما في الضمير. وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق. وقال ابن عباس –في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم -: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.
فيه مسائل:
الأولى: لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن.
الثانية: التصريح بأنه كفر.
الثالثة: ذكر من تُكهن له.
الرابعة: ذكر من تُطير له.
الخامسة: ذكر من سحر له.
السادسة: ذكر من تعلم أبا جاد.
السابعة: ذكر الفرق بين الكاهن والعراف.
[] باب ما جاء في النشرة
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) رواه أحمد
بسند جيد. وأبو داود، وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله.
وفي البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما
يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه. أ. ه.
وروى عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر.
قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: إحداهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب،
ويبطل عمله عن المسحور. والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز. فيه مسألتان:
الأولى: النهي عن النشرة.
الثانية: الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الأشكال.
[] باب ما جاء في التطير
وقول الله تعالى: (ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون)، وقوله: (قالوا طائركم معكم).
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر) أخرجاه،
زاد مسلم: (ولا نوء، ولا غول). ولهما عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل) قالوا:
وما الفأل؟ قال: (الكلمة الطيبة). ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (
أحسنها الفأل، ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول
ولا قوة إلا بك).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: (الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل) رواه أبو
داود، والترمذي وصححه، وجعل آخره من قول ابن مسعود.
ولأحمد من حديث ابن عمرو: (من ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك) قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: (أن تقول:
اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك)، وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنهما: (إنما الطيرة
ما أمضاك أو ردك).
فيه مسائل:
الأولى: التنبيه على قوله: (ألا إنما طائرهم عند الله)، مع قوله: (طائركم معكم).
الثانية: نفي العدوى.
الثالثة: نفي الطيرة.
الرابعة: نفي الهامة.
الخامسة: نفي الصفر.
السادسة: أن الفأل ليس من ذلك بل مستحب.
السابعة: تفسير الفأل.
الثامنة: أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل.
التاسعة: ذكر ما يقوله من وجده.
العاشرة: التصريح بأن الطيرة شرك.
الحادية عشرة: تفسير الطيرة المذمومة.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:49]ـ
[] باب ما جاء في التنجيم
قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به. أه.
وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص ابن عيينة فيه، ذكره حرب عنهما، ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق
بالسحر) رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق النجوم.
الثانية: الرد على من زعم غير ذلك.
الثالثة: ذكر الخلاف في تعلم المنازل.
الرابعة: الوعيد فيمن صدق بشيء من السحر ولو عرف أنه باطل.
[] باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
وقول الله تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة في أمتي من أمر الجاهلية لا
يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)، وقال: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها
تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب) رواه مسلم. ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت
من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (قال:
أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا
بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب). ولهما من حديث ابن عباس بمعناه وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا،
فأنزل الله هذه الآيات: (فلا أقسم بمواقع النجوم - إلى قوله - وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الواقعة.
الثانية: ذكر الأربع من أمر الجاهلية.
الثالثة: ذكر الكفر في بعضها.
الرابعة: أن من الكفر ما لا يخرج عن الملة.
الخامسة: قوله: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) بسبب نزول النعمة.
السادسة: التفطن للإيمان في هذا الموضع.
السابعة: التفطن للكفر في هذا الموضع.
الثامنة: التفطن لقوله: (لقد صدق نوء كذا وكذا).
التاسعة: إخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عنها، لقوله: (أتدرون ماذا قال ربكم؟).
العاشرة: وعيد النائحة.
[] باب قول الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله) الآية
وقوله: (قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم - إلى قول تعالى- أحب إليكم من الله ورسوله) الآية.
عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس
أجمعين) أخرجاه، ولهما عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:
أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره
أن يقذف في النار)، وفي رواية: (ل ا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى .. ) إلى آخره.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله
بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك
لا يجدي على أهله شيئا) رواه بن جرير، وقال ابن عباس في قوله تعالى: (وتقطعت بهم الأسباب) قال: المودة.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة.
الثانية: تفسير آية براءة.
الثالثة: وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والأهل والمال.
الرابعة: أن نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام.
الخامسة: أن للإيمان حلاوة قد يجدها الإنسان وقد لا يجدها.
السادسة: أعمال القلب الأربعة التي لا تنال ولاية الله إلا بها، ولا يجد أحد طعم الإيمان إلا بها.
السابعة: فهم الصحابي للواقع: أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا.
الثامنة: تفسير: (وتقطَّعت بهم الأسباب).
التاسعة: أن من المشركين من يحب الله حباً شديداً.
العاشرة: الوعيد على من كانت الثمانية أحب إليه من دينه.
الحادية عشرة: أن من اتخذ نداً تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الأكبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
[] باب قول الله تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)
وقوله: (إنما يعمر مساجد الله من ءامن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وءاتى الزكاة ولم يخش إلا الله) الآية، وقوله:
(ومن الناس من يقول ءامنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) الآية.
عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا: (إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن
تذمهم على مالم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره). وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه
وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) رواه ابن حبان في صحيحه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية آل عمران.
الثانية: تفسير آية براءة.
الثالثة: تفسير آية العنكبوت.
الرابعة: أن اليقين يضعف ويقوى.
الخامسة: علامة ضعفه، ومن ذلك هذه الثلاث.
السادسة: أن إخلاص الخوف لله من الفرائض.
السابعة: ذكر ثواب من فعله.
الثامنة: ذكر عقاب من تركه.
[] باب قول الله تعالى: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
وقوله: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) الآية، وقوله: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من
المؤمنين)، وقوله: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: - حسبنا الله ونعم الوكيل - قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها
محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) رواه
البخاري والنسائي.
فيه مسائل:
الأولى: أن التوكل من الفرائض.
الثانية: أنه من شروط الإيمان.
الثالثة: تفسير آية الأنفال.
الرابعة: تفسير الآية في آخرها.
الخامسة: تفسير آية الطلاق.
السادسة: عظم شأن هذه الكلمة، وأنها قول إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم في الشدائد.
[] باب قول الله تعالى: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)
وقوله: (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر، فقال: (الشرك بالله، واليأس من روح
الله، والأمن من مكر الله). وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من
روح الله) رواه عبد الرزاق.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الأعراف.
الثانية: تفسير آية الحجر.
الثالثة: شدة الوعيد فيمن أمن مكر الله.
الرابعة: شدة الوعيد في القنوط.
[] باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
وقول الله تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه). قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اثنتان في الناس هما بهم كفر:
الطعن في النسب، والنياحة على الميت). ولهما عن ابن مسعود مرفوعاً: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا
بدعوى الجاهلية). وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا
أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم
البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضي، ومن سخط فله السخط) حسنه الترمذي.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية التغابن.
الثانية: أن هذا من الإيمان بالله.
الثالثة: الطعن في النسب.
الرابعة: شدة الوعيد فيمن ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية.
الخامسة: علامة إرادة الله بعبده الخير.
السادسة: إرادة الله به الشر.
السابعة: علامة حب الله للعبد.
الثامنة: تحريم السخط.
التاسعة: ثواب الرضي بالبلاء.
[] باب ما جاء في الرياء
وقول الله تعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد) الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة مرفوعاً: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته
وشركه) رواه مسلم. وعن أبي سعيد مرفوعاً: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) قالوا:
بلى يا رسول الله! قال: (الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته، لما يرى من نظر رجل) رواه أحمد.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الكهف.
الثانية: الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله.
الثالثة: ذكر السبب الموجب لذلك، وهو كمال الغنى.
الرابعة: أن من الأسباب، أنه تعالى خير الشركاء.
الخامسة: خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء.
السادسة: أنه فسر ذلك بأن يصلي المرء لله، لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه.
[] باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
وقول الله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في
الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) الآيتين.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم،
تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان
فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن
استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع).
فيه مسائل:
الأولى: إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة.
الثانية: تفسير آية هود.
الثالثة: تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة.
الرابعة: تفسير ذلك بأنه إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط.
الخامسة: قوله (تعس وانتكس).
السادسة: قوله (وإذا شيك فلا انتقش).
السابعة: الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات.
[] باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله
وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو
بكر وعمر؟!
وقال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: (فليحذر الذين يخالفون
عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء
من الزيغ فيهلك.
عن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) الآية
، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقلت: بلى.
قال: (فتلك عبادتهم) رواه أحمد، والترمذي وحسنه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية النور.
الثانية: تفسير آية براءة.
الثالثة: التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي.
الرابعة: تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر، وتمثيل أحمد بسفيان.
الخامسة: تغيّر الأحوال إلى هذه الغاية، حتى صار عند الأكثرعبادة الرهبان هي أفضل الأعمال، وتسمى الولاية، وعبادة الأحبار
هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين.
[] باب قول الله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ... ) الآيات
باب قول الله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضللاً بعيدا) الآيات
وقوله: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)، وقوله: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
) الآية، وقوله: (أفحكم الجاهلية يبغون) الآية.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما
جئت به) قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد لأنه عرف أنه لا يأخذ
الرشوة وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة – فاتفقا أن يأتيا كاهناً في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت:
(ألم تر إلى الذين يزعمون) الآية. وقيل: نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم
ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم، فضربه
بالسيف فقتله.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية النساء وما فيها من الإعانة على فهم الطاغوت.
الثانية: تفسير آية البقرة (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض).
الثالثة: تفسير آية الأعراف (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
الرابعة: تفسير (أفحكم الجاهلية يبغون).
الخامسة: ما قاله الشعبي في سبب نزول الآية الأولى.
السادسة: تفسير الإيمان الصادق والكاذب.
السابعة: قصة عمر مع المنافق.
الثامنة: كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
[] باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات
وقول الله تعالى: (وهم يكفرون بالرحمن) الآية.
وفي صحيح البخاري قال علي: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟).
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله
عليه وسلم في الصفات، استنكاراً لذلك فقال: (ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه) انتهى.
ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر: (الرحمن) أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: (وهم يكفرون
بالرحمن).
فيه مسائل:
الأولى: عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات.
الثانية: تفسير آية الرعد.
الثالثة: ترك التحديث بما لا يفهم السامع.
الرابعة: ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله، ولو لم يتعمد المنكر.
الخامسة: كلام ابن عباس لمن استنكر شيئاً من ذلك، وأنه هلك.
[] باب قول الله تعالى: (يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون)
قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي. وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان لم يكن كذا. وقال ابن قتيبة: يقولون: هذا بشفاعة آلهتنا. وقال أبو العباس – بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: (إن الله تعالى قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر .. )
الحديث - وقد تقدم - وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره، ويشرك به. قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة، والملاح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير معرفة النعمة وإنكارها.
الثانية: معرفة أن هذا جارٍ على ألسنة كثير.
الثالثة: تسمية هذا الكلام إنكاراً للنعمة.
الرابعة: اجتماع الضدين في القلب.
[] باب قول الله تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون)
قال ابن عباس في الآية: (الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل؛ وهو أن تقول: والله،
وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما
شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلاناً هذا كله به شرك) رواه ابن أبي حاتم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)
رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم.
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً. وعن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء
الله ثم شاء فلان) رواه أبو داود بسند صحيح. وجاء عن إبراهيم النخعي، أنه يكره أن يقول: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك، قال: ويقول: لولا الله ثم فلان،
ولا تقولوا: لولا الله وفلان.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة في الأنداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: أن الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر بأنها تعم الأصغر.
الثالثة: أن الحلف بغير الله شرك.
الرابعة: أنه إذا حلف بغير الله صادقاً، فهو أكبر من اليمين الغموس.
الخامسة: الفرق بين الواو وثم في اللفظ.
[] باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف
له بالله فليرض. ومن لم يرض فليس من الله)، رواه ابن ماجه بسند حسن.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الحلف بالآباء.
الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى.
الثالثة: وعيد من لم يرض.
[] باب قول: ما شاء الله وشئت
عن قتيلة، أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء ثم شئت. رواه النسائي
وصححه. وله أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: (أجعلتني
لله نداً؟ ما شاء الله وحده).
ولابن ماجه عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، فقلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم
تقولون: عزير ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى
فقلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء
محمد. فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته. قال: (هل أخبرت بها أحداً؟) قلت:
نعم. قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد فإن طفيلاً رأى رؤيا، أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني
كذا وكذا أن أنهاكم عنها. فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده).
فيه مسائل:
الأولى: معرفة اليهود بالشرك الأصغر.
الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى.
الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: (أجعلتني لله نداً؟) فكيف بمن قال: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك. .
. . والبيتين بعده.
الرابعة: أن هذا ليس من الشرك الأكبر، لقوله (يمنعني كذا وكذا).
الخامسة: أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي.
السادسة: أنها قد تكون سبباً لشرع بعض الأحكام.
[] باب من سب الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعالى: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) الآية.
في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر،
أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن سب الدهر.
الثانية: تسميته أذى لله.
الثالثة: التأمل في قوله (فإن الله هو الدهر).
الرابعة: أنه قد يكون ساباً ولو لم يقصده بقلبه.
[] باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمى ملك
الأملاك، لا مالك إلا الله)، قال سفيان: مثل (شاهان شاه)، وفي رواية: (أغيظ رجل على الله يوم القيامة
وأخبثه)، قوله (أخنع) يعني أوضع.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن التسمي بملك الأملاك.
الثانية: أن ما في معناه مثله، كما قال سفيان.
الثالثة: التفطن للتغليظ في هذا ونحوه، مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه.
الرابعة: التفطن أن هذا لإجلال الله سبحانه.
[] باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك
عن أبي شريح: أنه كان يكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله هو الحكم، وإليه الحكم)، فقال:
إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين فقال: (ما أحسن هذا فمالك من الولد؟)، قلت:
شريح، ومسلم، وعبد الله. قال: (فمن أكبرهم؟) قلت: شريح، قال: (فأنت أبو شريح)، رواه أبو داود وغيره.
فيه مسائل:
الأولى: احترام أسماء الله وصفاته ولو لم يقصد معناه.
الثانية: تغيير الاسم لأجل ذلك.
الثالثة: اختيار أكبر الأبناء للكنية.
[] باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
وقول الله تعالي: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) الآية. عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة – دخل حديث بعضهم في بعض -: أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما
رأينا مثل قرائناً هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القرّاء
فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه. فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا
رسول الله! إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب، نقطع به عنا الطريق. فقال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بنسعة ناقة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تنكب رجليه – وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب – فيقول له رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون) ما يتلفت إليه وما يزيده عليه.
فيه مسائل:
الأولى: وهي العظيمة أن من هزل بهذا فهو كافر.
الثانية: أن هذا هو تفسير الآية فيمن فعل ذلك كائناً من كان.
الثالثة: الفرق بين النميمة والنصيحة لله ولرسوله.
الرابعة: الفرق بين العفو الذي يحبه الله وبين الغلظة على أعداء الله.
الخامسة: أن من الأعذار ما لا ينبغي أن يقبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:51]ـ
[] باب ما جاء في قول الله تعالى: (ولئن أذقناه رحمةً منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي) الآية
قال مجاهد: هذا بعملي وأنا محقوق به، وقال ابن عباس: يريد من عندي. وقوله: (قال إنما أوتيته على علم عندي) قال قتادة: على علم مني بوجوه المكاسب. وقال آخرون: على علم من الله
أني له أهل. وهذا معنى قول مجاهد: أوتيته على شرف.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع،
وأعمى. فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن،
ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به قال: فمسحه، فذهب عنه قذره، وأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً، قال: فأي المال أحب إليك؟
قال: الإبل أو البقر شك إسحاق فأعطي ناقة عشراء، وقال: بارك الله لك فيها. قال: فأتى الأقرع، فقال أي شيء أحب
إليك قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به فمسحه، فذهب عنه، وأعطي شعراً حسناً، فقال: أي المال أحب
إليك؟ قال: البقر، أو الإبل، فأعطي بقرة حاملاً، قال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال:
أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، فمسحه، فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والداً؛
فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم، قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته.
فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد
الحسن، والمال، بعيراً أتبلغ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيراً،
فأعطاك الله عز وجل المال؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر، فقال: إن كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت. قال:
وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما ردّ عليه هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت.
وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك.
أسألك بالذي ردّ عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: كنت أعمى فردّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا
أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك) أخرجاه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الآية.
الثانية: ما معنى: (ليقولن هذا لي).
الثالثة: ما معنى قوله: (أوتيته على علم عندي).
الرابعة: ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة.
[] باب قول الله تعالى: (فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما) الآية
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله كعبد عمر، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
وعن ابن عباس رضي الله عنه في الآية قال: لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من
الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما سِّمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه،
فخرج ميتاً، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتاً، ثم حملت، فأتاهما، فذكر لهما فأدركهما حب الولد، فسمياه
عبد الحارث فذلك قوله تعالى: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) رواه ابن أبي حاتم، وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في
طاعته، ولم يكن في عبادته. وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: (لئن آتيتنا صالحاً)، قال: أشفقا ألا يكون إنساناً،
وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
فيه مسائل:
الأولى: تحريم كل اسم معبّد لغير الله.
الثانية: تفسير الآية.
الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها.
الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم.
الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة، والشرك في العبادة.
[] باب قول الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه) الآية
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما (يلحدون في أسماءه): يشركون. وعنه: سموا اللات من الإله،
والعزى من العزيز. وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها.
فيه مسائل:
الأولى: إثبات الأسماء.
الثانية: كونها حسنى.
الثالثة: الأمر بدعائه بها.
الرابعة: ترك من عارض من الجاهلين الملحدين.
الخامسة: تفسير الإلحاد فيها.
السادسة: وعيد من ألحد.
[] باب لا يقال: السلام على الله
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من
عباده، السلام على فلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام).
فيه مسائل:
الأولى: تفسير السلام.
الثانية: أنه تحية.
الثالثة: أنها لا تصلح لله.
الرابعة: العلة في ذلك.
الخامسة: تعليمهم التحية التي تصلح لله.
[] باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن
شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له). ولمسلم: (وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه).
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الاستثناء في الدعاء.
الثانية: بيان العلة في ذلك.
الثالثة: قوله (ليعزم المسألة).
الرابعة: إعظام الرغبة.
الخامسة: التعليل لهذا الأمر.
[] باب لا يقول: عبدي وأمتي
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضىء
ربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي).
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن قول عبدي وأمتي.
الثانية: لا يقول العبد ربي، ولا يقال له أطعم ربك.
الثالثة: تعليم الأول قول فتاي وفتاتي وغلامي.
الرابعة: تعليم الثاني قول سيدي ومولاي.
الخامسة: التنبيه للمراد، وهو تحقيق التوحيد حتى في الألفاظ.
[] باب لا يرد من سأل الله
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله
فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى ترون أنكم قد كافأتموه)
رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
فيه مسائل:
الأولى: إعاذة من استعاذ بالله.
الثانية: إعطاء من سأل بالله.
الثالثة: إجابة الدعوة.
الرابعة: المكافأة على الصنيعة.
الخامسة: أن الدعاء مكافأة لمن لم يقدر إلا عليه.
السادسة: قوله (حتى ترون أنكم قد كافأتموه).
[] باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) رواه أبو داود.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن أن يسأل بوجه الله إلا غاية المطالب.
الثانية: إثبات صفة الوجه.
[] باب ما جاء في الّلو
وقول الله تعالى: (يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا)، وقوله: (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا
ما قتلوا) الآية.
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزن، وإن
أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا؛ ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الآيتين في آل عمران.
الثانية: النهي الصريح عن قول: لو، إذا أصابك شيء.
الثالثة: تعليل المسألة بأن ذلك يفتح عمل الشيطان.
الرابعة: الإرشاد إلى الكلام الحسن.
الخامسة: الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله.
السادسة: النهي عن ضد ذلك وهو العجز.
[] باب قول الله تعالى: (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله) الآية
وقوله: (الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء) الآية.
قال ابن القيم في الآية الأولى: فسّر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وفسر بظنهم أن ما أصابهم لم
يكن بقدر الله وحكمته، ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله، وأن يظهره الله على الدين كله. وهذا هو
(يُتْبَعُ)
(/)
الظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه، وما يليق
بحكمته وحمده ووعده الصادق، فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى
بقضائه وقدره أو أنكر أن يكون قدره بحكمة بالغة يستحق عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا فويل
للذين كفروا من النار.
وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب
حكمته وحمده. فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء، ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر
وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك: هل أنت سالم؟ فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا
فإني لا إخالك ناجياً
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية آل عمران.
الثانية: تفسير آية الفتح.
الثالثة: الإخبار بأن ذلك أنواع لا تحصر.
الرابعة: أنه لا يسلم من ذلك إلا من عرف الأسماء والصفات وعرف نفسه.
[] باب ما جاء في منكري القدر
وقال ابن عمر: والذي نفس ابن عمر بيده، لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر.
ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره
وشره) رواه مسلم.
وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: (يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم
يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فقال: رب، وماذا
أكتب؟ قال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة)، يا بني سمعت رسول الله صلى الله وسلم يقول: (من مات على
غير هذا فليس مني)، وفي رواية لأحمد: (إن أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو
كائن إلى يوم القيامة)، وفي رواية لابن وهب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره
أحرقه الله بالنار).
وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب، فقلت: في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من
قلبي، فقال: (لو أنفقت مثل أحد ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن
ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار). قال: فأتيت عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيدبن ثابت، فكلهم
حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه.
فيه مسائل:
الأولى: بيان فرض الإيمان بالقدر.
الثانية: بيان كيفية الإيمان به.
الثالثة: إحباط عمل من لم يؤمن به.
الرابعة: الإخبار بأن أحداً لا يجد طعم الإيمان حتى يؤمن به.
الخامسة: ذكر أول ما خلق الله.
السادسة: أنه جرى بالمقادير في تلك الساعة إلى قيام الساعة.
السابعة: براءته صلى الله عليه وسلم ممن لم يؤمن به.
الثامنة: عادة السلف في إزالة الشبهة بسؤال العلماء.
التاسعة: أن العلماء أجابوه بما يزيل الشبهة، وذلك أنهم نسبوا الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط.
[] باب ما جاء في المصورين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق
كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة) أخرجاه، ولهما عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهؤون بخلق الله)، ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم)، ولهما
عنه مرفوعاً: (من صوّر صورة في الدنيا كلّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ).
ولمسلم عن أبي الهياج قال: قال لي عليّ: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة
إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته).
فيه مسائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: التغليظ الشديد في المصورين.
الثانية: التنبيه على العلة، وهو ترك الأدب مع الله لقوله (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي).
الثالثة: التنبيه على قدرته وعجزهم، لقوله (فليخلقوا ذرة أو شعيرة).
الرابعة: التصريح بأنهم أشد الناس عذاباً.
الخامسة: أن الله يخلق بعدد كل صورة نفساً يعذب بها المصور في جهنم.
السادسة: أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح.
السابعة: الأمر بطمسها إذا وجدت.
[] باب ما جاء في كثرة الحلف
وقول الله تعالى: (واحفظوا أيمانكم). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب)
أخرجاه. عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط
زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه) رواه الطبراني بسند صحيح. وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي قرني، ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثاً؟ ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون
ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن)، وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته). قال إبراهيم: كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار.
فيه مسائل:
الأولى: الوصية بحفظ الأيمان.
الثانية: الإخبار بأن الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة.
الثالثة: الوعيد الشديد فيمن لا يبيع ولا يشتري إلا بيمينه.
الرابعة: التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي.
الخامسة: ذم الذين يحلفون ولا يستحلفون.
السادسة: ثناؤه صلى الله عليه وسلم على القرون الثلاثة، أو الأربعة، وذكر ما يحدث بعدهم.
السابعة: ذم الذين يشهدون ولا يستشهدون.
الثامنة: كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد.
[] باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
وقول الله تعالى: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) الآية.
عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله ومن معه من
المسلمين خيراً، فقال: (اغزوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا
وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فآيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى
الإسلام فإن هم أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما
للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله
تعالى، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فاسألهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم
وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل ذمة الله وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة الله
وذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه.
وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك. فإنك لا تدري،
أتصيب حكم الله فيهم أم لا) رواه مسلم.
فيه مسائل:
الأولى: الفرق بين ذمة الله وذمة نبيه، وذمة المسلمين.
الثانية: الإرشاد إلى أقل الأمرين خطراً.
الثالثة: قوله (اغزوا بسم الله في سبيل الله).
الرابعة: قوله (قاتلوا من كفر بالله).
الخامسة: قوله (استعن بالله وقاتلهم).
السادسة: الفرق بين حكم الله وحكم العلماء.
السابعة: في كون الصحابي يحكم عند الحاجة بحكم لا يدري أيوافق حكم الله أم لا.
[] باب ما جاء في الإقسام على الله
عن جندب بن عبد الله رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عز وجل: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا اغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك) رواه مسلم. وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته.
فيه مسائل:
الأولى: التحذير من التألي على الله.
الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.
الثالثة: أن الجنة مثل ذلك.
الرابعة: فيه شاهد لقوله (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) الخ ..
الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.
[] باب لا يستشفع بالله على خلقه
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: نهكت الأنفس،
وجاع العيال، وهلكت الأموال، فاستسق لنا ربك، فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (
سبحان الله! سبحان الله!) فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه؛ ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (
ويحك، أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه) وذكر الحديث. رواه أبو داود.
فيه مسائل:
الأولى: إنكاره على من قال نستشفع بالله عليك.
الثانية: تغيره تغيراً عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة.
الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله (نستشفع بك على الله).
الرابعة: التنبيه على تفسير (سبحان الله).
الخامسة: أن المسلمين يسألونه الاستسقاء.
[] باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد، وسده طرق الشرك
عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه، قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا، فقال:
(السيد الله تبارك وتعالى)، قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، فقال: (قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم
الشيطان) رواه أبو داود بسند جيد. وعن أنس رضي الله عنه، أن ناساً قالوا: يا رسول الله: يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: (يا أيها الناس،
قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد، عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله
عز وجل). رواه النسائي بسند جيد.
فيه مسائل:
الأولى: تحذير الناس من الغلو.
الثانية: ما ينبغي أن يقول من قيل له: أنت سيدنا.
الثالثة: قوله (ولا يستجرينكم الشيطان) مع أنهم لم يقولوا إلا الحق.
الرابعة: قوله (ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي).
[] باب ما جاء في قول الله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة) الآية
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! إنا نجد أن الله
يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على
إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة) الآية، وفي رواية لمسلم: (والجبال والشجر
على إصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الله)، وفي رواية للبخاري: (يجعل السماوات على إصبع، والماء والثرى
على إصبع، وسائر الخلق على إصبع) أخرجاه.
ولمسلم عن ابن عمر مرفوعاً: (يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟
أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون).
وروي عن ابن عباس، قال: (ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم). وقال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس)، قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: (ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض).
وعن ابن مسعود قال: (بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة
(يُتْبَعُ)
(/)
والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من
أعمالكم). أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمه عن عاصم عن زر عن عبدالله ورواه بنحوه عن المسعودي عن عاصم، عن أبي
وائل، عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تدرون كم بين السماء
والأرض؟) قلنا: الله ورسوله أعلم قال: (بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة
وكثف كل سماء خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله سبحانه وتعالى
فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم). أخرجه أبو داود وغيره.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير قوله (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة).
الثانية: أن هذه العلوم وأمثالها باقية عند اليهود الذين في زمنه صلى الله عليه وسلم لم ينكروها ولم يتأولوها.
الثالثة: أن الحبر لما ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، صدقه، ونزل القرآن بتقرير ذلك.
الرابعة: وقوع الضحك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما ذكر الحبر هذا العلم العظيم.
الخامسة: التصريح بذكر اليدين، وأن السماوات في اليد اليمنى، والأرضين في الأخرى.
السادسة: التصريح بتسميتها الشمال.
السابعة: ذكر الجبارين والمتكبرين عند ذلك.
الثامنة: قوله (كخردلة في كف أحدكم).
التاسعة: عظم الكرسي بالنسبة إلى السماوات.
العاشرة: عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي.
الحادية عشرة: أن العرش غير الكرسي والماء.
الثانية عشر: كم بين كل سماء إلى سماء.
الثالثة عشر: كم بين السماء السابعة والكرسي.
الرابعة عشر: كم بين الكرسي والماء.
الخامسة عشر: أن العرش فوق الماء.
السادسة عشرة: أن الله فوق العرش.
السابعة عشر: كم بين السماء والأرض.
الثامنة عشر: كثف كل سماء خمسمائة عام.
التاسعة عشر: أن البحر الذي فوق السماوات بين أعلاه وأسفله مسيرة خمسمائة سنة.
والله سبحانه وتعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 06:08]ـ
جزاك الله خيراً(/)
بعضُ كتابِ الصُّحُفِ و «الإقصائيَّة» الفجَّة!
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 04:37]ـ
كتابُ الصُّحُفِ ومحاولة إقصاء منهجٍ أصيل بدعاوى هزيلة
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ المعلومِ أنَّ الدعوى إن تجرَّدَتْ عن البرهان؛ فهي أضعف من أن تجْبَهَ رأياً استبطنتْه العقول. وإنَّ العقلَ الذي يخضع لدعوى مجرَّدة، ويبني فكرَه عليها .. لهو ضعيفٌ كضَعْفِ «الدعوى»، أو هو أشدُّ ضعفاً!
وعليه؛ فليس لأحدٍ أن يُعْلِن النكيرَ على مناهِجَ ويجنحَ إلى تخطِئة أفكار، وليس معه إلا «الدعوى».
قال ابنُ حزم الأندلسي –رحمه الله-: «لا يَعْجز أحدٌ عن الدَّعْوى، وليست دعوى أحدٍ أولى من دعوى غيرِه بلا برهان». [رسائل ابن حزم: 3/ 153].
وقال غيرُه –رحمه الله- بمثل هذا المعنى.
ومن عجائِبِ بعضِ العقول التي تنادي بمبدأ «الموضوعيَّة» وتحارب «مصادرة الرأي الآخر» أن تجد منها –وبكثرةٍ- مصادرةً لرأي آخر، مصحوبةً باستهجان واستخفاف، بريئةً من (التعليل) فضلاً عن (الدليل)!
والأعجب حين (تُصَادِرُ) بعضُ تلك الدعاوى مناهجَ قامت على أسس راسخة، وبراهين واضحة، وليس مع هذه الدعوى إلا (النبز) فحسب.
ولعمري إنها عن مصادرةِ مثلِها عاجزةٌ؛ فكيف بفكرة مصحوبةٍ بدليل، بل كيف بمنهج كامل ذي أصول متينة؟!
وإنَّ العجب ليزداد حين يأتي صاحب الدعاوى لينعتَ موقفاً لمنهج واضح أصيل تجاه قضية مدروسة في هذا المنهج: بأنه موقفٌ «غيرُ مبرر»، ناتجٌ عن رؤية «غير موضوعيَّة»، معبِّرٌ عن فكرٍ متخلِّف «سيتجاوزه الزمن»!
هكذا تقفُ الدعوى بوجهها الفجِّ في وجهِ دعوةٍ قامت على أساسٍ متين، وأقيمت عليها «دولة» ننعم في ظلها بنعمٍ حُرِمَ منها كثيرٌ مِنْ الناس!.
[] [] []
وعليَّ أن أضربَ مَثَلاً لدعوة، وقضيةٍ، ودعوى:
لقد قامت دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على نبذِ الشرك، ورفع راية التوحيد، وهذه الدعوةُ هي دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام.
ومن أسس هذه الدعوة: ردُّ الناس عن آراء البشر وأهوائهم إلى نصوص الوحي وأنواره، وتحقيق ذلك: سبيلٌ إلى النجاة، ووصولٌ إلى مصالح عظمى منها: نصر الله تعالى؛ إذ هو –عز وجل- ينصر من ينصره. والوحدة؛ فوحدة المصدر طريق إلى وحدة الصف، وتكون الفرقة في التحزب لأهواء البشر.
ولمَّا آمنت هذه الدعوة بأنَّ المصلحة –كل المصلحة- في اتباع نصوص الشرع، بفهم منضبطٍ مبني على علم. كان علاجها لما يُثار من القضايا مبنيا على أساس الاتباع وردِّ الأمور إلى الله عزَّ وجل ..
لكن على المعالِج أن يكون ذا أداة علمية وعقل نظيف من الشوائب القاذفة عن الوصول إلى (الحق).
فكان للدعوة التجديدة: علماء كانت نشأتهم على طريقة تقوي علاقتهم بالنص الشرعي.
ومنهج يثق بالوحي الرباني، ويُعرِضُ عن الهوى المعارِض له.
[] [] []
وحين كانت هذه الدعوة وعلماؤها على هذا الأساس –أساسِ الاعتصامِ بالوحيين- كان منهجها واضحا بعيدًا عن التلفيق، وراسخًا ظاهرَ الحجج، ومعتَدلا؛ لاستقامته على الشرع الذي جعلَه الله وسطًا قوامًا.
ولقد كان لهذه الدعوة فضلٌ لا يُجحَد في استقرارِ دولتنا –حرسها الله- حتى بزَّتْ بذلك الدولَ الأخرى، وكان لولاة الأمرِ –سددهم الله- دورٌ لا يُنكَر في نشرِ هذه الدعوةِ، وسعيٌ مشكور في احترام علمائِها ونفعِ الناس بعلومهم وتوجيهاتهم.
وإنَّه ليحق لنا أن نقول: «إنَّ هذه الدعوة هي الصوت الأعلى في بلادنا، وإنَّ صوتًا يحاول التقليل من شأنها: لهو نشازٌ، خارجٌ عن الأصل».
وعلى الشانئ المكْثِرِ من الغمز في تلك الدعوة ألا يكتفي بالدعوى والهمز واللمز؛ بل عليه أن يَلْفِتَ عقولَنا إلى برهانِهِ -إن كان ذا برهان-؛ فدعوتنا لا تلتفت إلى الدعاوى الهزيلة؛ بل تقف عند كل ما يرد من اعتراضات لتضعه في ميزان الحق الصحيح، وتكشف عن وجه الصواب من الخلاف ليستبين المصيبُ من المخطئ، والمحق من المبطل، والعالم من الجاهل.
[] [] []
لقد تكلَّم علماءُ هذه الدعوة المباركة في قضايا عديدة أثيرَتْ في هذا العصر، ومن ذلك:
بدع الخرافيين؛ كالتوسل بالأموات، وكقصة الخادم أحمد، وغير ذلك. ولم يكن استنكار هؤلاء العلماء على أهل تلك الخرافات، تعنتا لا موجبَ له. بل قد أيدوا أقوالهم بحجج من الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح –رضي الله عنهم-.
وليس عجيبًا أن يستنكر الواقعون في تلك الخرافات أقوالَ علمائنا. فكلُّ صاحب دين يدفع المعرَّةَ عن دينِه.
لكنَّ العجيبَ وقوف بعض أدعياء الاعتدال موقفَ المدافع عن (أعراض) أولئك الخرافيين؛ بحجة «ضرورة احترام الرأي الآخر»، ثم لا تجده يزيد على «الدعاوى» غير (الاستخفاف) بآراء أهل العلم، وجَعْلِها لونًا من ألوان «العقم» وتخلف الفكر!
ثم لا يبقى له شيء بعد أن نقضَ دعواه –العارية عن الدليل- بقوله –العاري عن الأدب-! إذ لا يقف عن التحذير من تهميش الآخر حتى إن كان (خرافيًّا) إلا عند عتبة باب التهميش والمصادرة والاستخفاف وقلة الأدب تجاه علماء بلدِه وأكابرها علماءِ السنَّة في بلدِ التوحيد!.
ناصر الكاتب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 01:58]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل فكم اشتقنا إلى مداخلاتك .. كما أحب أن أقول بأنّ قبول الرأي الآخر شديد على النفس ولولا أن تكرهها عليه للفظته
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 06:07]ـ
بارك الله فيك أخي الكاتب
--
" قبول الرأي الآخر شديد على النفس ولولا أن تكرهها عليه للفظته "
إن كان موافقاً للكتاب والسنة بفهم سلف الأمَّة ولا يخالف فيه مانتهجه السّلف من القرون المفضّلة واعتقدوه
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 06:55]ـ
بارك الله فيك أخي الكاتب
--
" قبول الرأي الآخر شديد على النفس ولولا أن تكرهها عليه للفظته "
إن كان موافقاً للكتاب والسنة بفهم سلف الأمَّة ولا يخالف فيه مانتهجه السّلف من القرون المفضّلة واعتقدوه
ضابط: الموافقة للكتاب والسنة على فهم سلف الأمّة هو القاسم المشترك بين المنتسبين للسلفية وعدم ذكره لا يعني إغفاله ومع هذا أشكرك على الإستدراك فليس هذا ممّا يختلف فيه إنّما حديثي عن قبول الرأي المخالف (الموافق للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ولا يخالف فيه مانتهجه السّلف من القرون المفضّلة واعتقدوه) ممّا هو في دائرة الخلاف السائغ وليس ذلك الرأي الذي تبشّر به دوائر التجديديين ولا منابر تمييع قضايا الولاء والبراء ولا مؤسّسات التقريب بين المذاهب وحوار الأديان بل هو الرأي المطابق لقواعد الشريعة المنضبط بضوابطها الموافق لمقاصدها والله اعلم(/)
توجيه للصحف السعودية بعدم نشر أخبار وبيانات جمعية (فضيلة)!!!
ـ[أم البررة]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:42]ـ
الرياض – محسن العبد الكريم | 9/ 10/1429
علم موقع (المسلم) من مصادر موثوقة أن توجيهات صدرت للصحف ووسائل الإعلام السعودية بمنع نشر أي أخبار أو تقارير أو بيانات تصدر عن الجمعية السعودية للدعوة إلى الفضيلة عبر وسائل الإعلام (فضيلة)،التي أعلنت مجموعة من الداعيات والأكاديميات والمفكرات السعوديات عن تأسيسها في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، وتم الإعلان عن تأسيس الجمعية كجمعية اجتماعية في بعض وسائل الإعلام، على غرار جمعية (حماية المستهلك)،ونشر إعلان في إحدى الصحف السعودية التي تصدر في المنطقة الوسطى، تضمن أهداف الجمعية وأعضاء اللجنة التأسيسية، ووسائلها في العمل، وانه سيتم التقدم بأوراق التأسيس وإعلان الإشهار إلى الشؤون الاجتماعية.
ولكن صدرت توجيهات إعلامية إلى الصحف السعودية بعدم نشر أخبار (فضيلة) أو أي بيانات تصدر عنها، وشمل الحظر منع نشر أي مقالات عن الجمعية ونشاطها.
وكانت مجموعة من السعوديات العاملات في الحقل الدعوي والعام أعلنّ، عن البدء في تاسيس أول جمعية سعودية للدعوة إلى الفضيلة عبر وسائل الإعلام المختلفة، انطلاقا من مقررات وتوصيات المؤتمر العالمي لحوار الاديان الذي عقد في مكة المكرمة ومدريد, وتهدف إلى محاربة العري والابتذال والدعوة إلى الانحلال في بعض وسائل الاعلام المسموعة والمرئية، والحفاظ على قيم وثوابت المجتمع السعودي، وتنطلق رؤية الجمعية لبناء منظومة متكاملة لحماية الأطفال والمجتمع، من التأثيرات الضارة لبعض وسائل الإعلام الجماهيرية، وتعزيز مفهوم الحرية المسؤولة، بما يكفل ترسيخ القيم النبيلة، وتشجيع الممارسات الإجتماعية
وتضم الهيئة التأسيسية للجمعية كل من: اللجنة التأسيسية للجمعية تتكون من الآتية أسماءهم (حسب الحروف الأبجدية: أروى العمرو، د. أسماء الحسين، حصة الخلف، حنان الخليوي، زكية قربان عبدالله، الزهراء الغفيلي، صفية الغامدي، د. عادلة البابطين. عواطف الخريصي، د. غربية الغربي، نائلة محمد نصار، د. نوال الخليوي، د. نورة السعد، د. نورة العدوان، د. وفاء السبيل.
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 06:32]ـ
سبحان الله!!!!
ويمكرون ويمكر الله ....
اللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم اهد من ضل من أمة محمد
اللهم اصلح القائمين على وسائل إعلامنا يارب ياسميع ياقريب يامجيب
جهود القائمين على الجمعية أحسب أنها مباركة وستؤتي ثمارها بإذن الله (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه .. ) ومثل هذه المعوقات متوقعة .. لكن (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .. )
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 06:46]ـ
خبرٌ مؤسفٌ حقاً؛ ولكن التوجيهات المذكورة صدرت ممن؟
أقول: لا ينبغي أن يغيب عن البال أن اليأس هو عدو الدعوات الصادقة؛ فمتى ماقفلوا باباً يفتح الله بمنه وكرمه مائة باب؛ فما علينا سوى مواصلة الجهود وطرق أبواب التأثير وسنرى النتائج بإذن الله.
جزى الله الأخوات لكل خير,,,,,
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:56]ـ
طيب , أين المجلات الإسلامية والجرائد الإلكترونية ذات الميول الإسلامية والمكواقع والمنتديات الإسلامية , عليهم أن يقوموا بحملة تعريف بهذه الجمعية , وعابهم بتثبيت مواضيع هذه الجمعية ..
أخي ابن رشد لا تلوم الصحف السعودية , فهي لا تمثل الراي السعودي إنما تمثل الراي الأمريكي والغربي وهم لديهم أجندة غربية يسيرون عليها.
لا تلاحظ تقاعس المواقع والمنتديات الإسلامية في نشر والتعريف بهذه الجمعية.
المشكلة أننا نحن - من يهتم بالشأن الديني - لا نعرف كيف نعمل , ألا ترى كيف قام أتباع الجرائد بتعميم القرار والعمل بشكل جماعي ومنظم , فلماذا لا نقوم نحن بتعميم قرار بنشر أمر هذه الجمعيات في كل الوسائل الإعلامية المتاحة ...
للأسف إذا رايت موضوع هذه الجمعية في المنتديات تجد أنه: لم يثبت وتقل الردود عليه وليس هناك اهتمام به , والله المستعان
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:43]ـ
سبحان الله
أين أصول معتقد أهل السنة والجماعة
أين القرآن الكريم
وأين السنة النبوية والاحاديث المتواترة
البلاد السعودية لها ولي أمر له طاعة وبيعة يجب الإلتزام بها
وتأسيس الجمعيات والاحزاب ممنوع في هذه البلاد تحت أي مسمى
والدعوة للفضيلة لها وسائلها وطرقها الشرعية والمباحة
وليس من طرقها مثل هذه الجمعيات والتحزبات التي أثبتت التجارب في كثير من البلدان أن سلبياتها أكثر من إيجابيتها
فإنظر إلى أول السلبيات على هذه الجمعية:
1 - تم تأسيسها إنطلاقاً من منتديات الحوار التي فيها مافيها وهذا المنطلق سيفتح الباب لآخرين لو أقررناه.
2 - تم تاسيسها دون أخذ الأذن المسبق من ولي الأمر وهذا إما جهلاً أو لمقصد (الله أعلم به)
3 - لما لم يفسح لها أنظر كيف طال النقد من منعها مع أن الحق معه.
رحم الله أئمة السنة والمقتفون لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 09:40]ـ
رداً على المشاركة فوقي: وكل يدعي وصلا بسلف ..
وللأخوات: إن تنصرن الله ينصركنّ، وإن ينصركن الله فلا غالب لكنّ .. بورك فيهنّ وفيمن انتصر لهنّ.
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:21]ـ
وفقهم الله لكل خير
ـ[طالب الخير]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 07:44]ـ
ولايهمكم
سوف يمضي الحق دوماً
عالياً شمَّ الجبينِ
ـ[أوان الشد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:07]ـ
تأكيداً لموضوع التوجيه الإعلامي بشأن منع نشر بيانات جمعية (فضيلة) وما يخدمها من مقالات .. هذا حوار أجري مع الدكتور نورة السعد أجراه الأخ الكريم أحمد المسيند وامتنعت الصحافة المحلية من نشره.
توجيه إعلامي بعدم نشر أخبار جمعية (فضيلة)
نص الأجابة عن الأسئلة التي تم إرسالها من الدكتورة نورة السعد:
أكاد اجزم أن هناك اتفاقا بين الجميع من المربين والمصلحين والعقلاء علي أن أثر الفضائيات الهابطة كبير وسيئ جدا ولا يحتمله الواقع الاجتماعي لمختلف العقائد وليس المجتمعات الإسلامية فقط , وهناك مئات الدراسات التي تناقش هذا الانحدار الأخلاقي والإسفاف والابتذال , وهناك توصيات من العديد من مؤتمرات وزراء الإعلام العرب أو المؤتمرات الإعلامية الأخرى التي تعقد سنويا في أي دولة عربية.
تؤكد علي أهمية بل وضرورة الحفاظ علي المنظومة القيمية الدينية والأخلاقية والثقافية للمجتمعات ومواجهة هذا الغول الإعلامي المبتذل الذي تحركه القنوات الخاصة التي تسير في موجة التعري وتسويق الرذيلة للمنازل.
ولا يهمها سوي ارتفاع أرباحها حتى لو دمرت الأسرة والأبناء. كما أن توصيات إعلان مدريد في 15/ 7/1429هـ كانت واضحة جدا وتنص علي (التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية علي ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة والتصدي للإباحية والانحلال والتفكك الأسري وغير ذلك من الرذائل) هذه التوصية كيف سيتم تنفيذها؟؟ هل عبر المقالات فقط؟؟ أليس ضروريا أن تكون هناك وعلي أرض الواقع جمعيات لتفعيل هذه النداءات؟؟ وإذا لم نقم نحن من خلال مؤسسات المجتمع المدني بهذه المهمة التربوية الإعلامية فمن ننتظر أن يقوم بها؟؟
قائدُ عام شرطةِ دبي الفريق صاحي خلفان، سبقنا في هذا المجال جزاه الله خيرا، وقد أعلن عن حملة شعبية تشمل دول الخليج وشعارها"لا للمحطات الفضائية الهابطة"، لم نجد من يتهمه بأن تحركه هو نوع من المنافسات الإعلامية واتهامه انه واجهة لقنوات لاتهتم إلا بالإعلانات وان هدفها هو المنافسة التجارية!! كلام سخيف لايصدر إلا من ذوات مريضة بالحقد علي كل تحرك ايجابي لمنع الفساق من العبث في إعلام يخاطب أبناءنا وبناتنا ويدخل إلي منازلنا يبث الرذيلة ويسوق للعهر دونما رادع أو خوف من الله أو من المحاسبة وللأسف يجد من يدافع عنه.
نحن الآن وكما ذكر الأستاذ تركي الظفري: أمام وعي مجتمعي لخطورة ما تبثه القنوات الهابطة، وقد تجاوزنا مرحلة التأفف وإطلاق الزفرات إلى تحرك واقعي مدني حضاري، نعلن من خلاله موقف المجتمعات المسلمة من فساد القنوات، فنحن أمام منعطف تاريخي ستثبت المجتمعات المسلمة –إن شاء الله- أنها سد منيع في وجه المفسدين، ولن نقبل وصاية الفساق على مجتمعنا.
إن ماتقوم به جمعية (فضيلة) هو واجب ديني وتربوي ومجتمعي هام وكنا نتوقع من صحافتنا أن تكون اليد اليمني في المؤازرة خصوصا أن هناك مقالات كانت تنشر فيها سابقا تنتقد هذا الإسفاف والابتذال ومن رؤساء تحريرها فما بالها الآن انقلبت علي عقبيها وهاجمت هذه الجمعية ونشرت بعضها مقالات تهكم وسخرية واستخفاف بأهدافها؟؟!! هل لأن قائمة المؤسسات لها لا يمثلن توجهات رؤساء التحرير؟؟ أم ماذا؟؟ ولقد لفت نظري أن نوعية الأسئلة التي وجهتها لي تختلف تماما عن الأسئلة التي وصلتني من عدد من المجلات من داخل وخارج المملكة , فأسئلتكم تصب في نفق التشكيك والاتهامات التي تم نشرها من أحد كتابكم , وأسندتم بعضها إلي مواقع أخري!!.و بينما هناك استقبال حار لهذه الجمعية منقطع النظير من معظم الدول العربية بخلاف الذين انضموا إليها من داخل المملكة مما يؤكد أنها تلبي مطالب الجمهور الحقيقي وليس الجمهور الذي يعتقد ملاك القنوات الفضائحية الخاصة أنهم هم الجمهور!! ورغم هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
سأجيب عنها راجية عدم حذف أي حرف من هذه المشاركة تنفيذا لما تقولون انه (حرية الرأي).
س 1 - ذكرت شبكة (شعاع) الإعلامية في لقاء مع أحد عضوات الجمعية (لم تذكر اسمها) أن (الفضيلة) تدعمها أحدي شركات الإنتاج التابعة لمجموعة قنوات المجد وأن النساء المعلن عنهن لا يعلمن ولم يعملن ولم يجتمعن مطلقا علي تأسيس الجمعية؟ هل الأمر كذلك؟
ج1 – ما أجده في هذا السؤال أن أهمية الجمعية اختفت من محور اهتمامكم وتركتم الأصل واتجهتم إلي مناقشة قضايا جانبية ,, يبدوا أن التحقيق الذي ستقومون به سيصب في هذا التشكيك ليس إلا!! وأرجو أن لا يكون كذلك.
ما ذكره موقع (شعاع الإعلامية كما تقول إذ أني لم اطلع عليه ولا يهمني ذلك) كما نري انه منسوب إلي من لم تذكر اسمها!! وكان مهما أن تذكر اسمها فليس هناك عيبا أن تعلنه طالما أنها كما تقولون تذكر قضية تهمكم فلما ذا لاتوجهون لها سؤالا عن عدم ذكر اسمها؟؟ عندها يمكن الرد علي هذه الأقاويل , فمن السهولة بمكان أن تطلق الشائعات هنا وهناك تحت أسماء مجهولة أو عدم ذكرها ادعاء , ثم نجعل منها مسلمات ونتباحث عنها.كي نقلل من ضرورة وأهمية وجود جمعية (فضيلة).
أما قولك أننا نحن بصفتنا مؤسسات لا نعلم عنها فهذا استخفاف بنا مرفوض ولا اعتقد أن هناك عاقلا سيصدقه فلسنا حديثات عهد بهذه القضايا ولسنا إمعات كي يتم توجيهنا بالريموت كنترول كما هو لدي البعض منهن ممن يدافع عنهن دائما في الإعلام لأنهن يمثلن التوجهات الحداثية!!
وهناك مثل يقول (كلا يري الناس يعين طبعه) فمن اعتاد أن يتخذ النساء واجهة فأنه لن يصدق أن هناك عملا نسائيا حضاريا قائما بذاته ,, أما أننا لم نجتمع فليس صحيحا كان هناك اجتماعا لعدد منا من الأخوات بسبب التباعد الجغرافي , وكان هناك اتفاقا بيننا علي الهدف من هذه الجمعية ورؤيتها.
س 2 - كم بلغ عدد المشتركين في جمعية الفضيلة إلي الآن؟
ج2_ كما هو موجود في موقع هذه الجمعية علي الشبكة العنكبوتية ولله الحمد بلغ حتى كتابة هذه الإجابة ما يزيد عن ستة آلاف وستمائة وستون عضوا من مختلف الدول العربية رجالا ونساء.وهذا يؤكد أن هناك احتياجا لها مما يعكس ثقة الناس بها وبأهدافها , وهم ممن يدركون أهمية الإسهام في بناء ما يشابه سفينة النبي نوح عليه السلام ,, تاركين وراءهم من كان يمر عليه وهو يبنيها ساخرين منه ومستهزئين بجهده!! والتي عندما علا الموج وابتلعهم كانت هي المأوي والملجأ من عذاب الله.
س3 - البعض عاب عليكم الإعلان في الصحف قبل أن تأخذوا أذنا من جهة رسمية , ما الدافع لهذا الاستعجال؟
ج3_ المعتاد في كثير من جهات العالم أن يتم الإعلان عن جمعيات مماثلة ويذكر أنها (تحت التأسيس) كي يتم إعلان أهدافها ورؤيتها وجميع ما يهم من سينضم إليها ,, وسيساعدنا هذا علي تعزيز طلب التأسيس حيث أنهم سيسألون عن عدد الأعضاء المسجلين وكيف علموا ووافقوا علي العضوية. ولهذا تم الإعلان عنها بهذه الطريقة وذكر في إعلانها أنها (تحت التأسيس). ثم سنقوم بعد ذلك بمخاطبة الجهات المعنية لأخذ التصاريح , وإذا صفت النوايا وتوحدت الجهود فلن تجد من يعيب أو ينتقد كما تقول.
س4 - من يقف وراء جمعية الفضيلة ,ومن الداعم لها؟
ج4_لقد تم إيضاح ذلك في الإعلان التأسيسي للجمعية,, فقد تم توضيح أن الدعم المالي يأتي من قبل التأسيس الرسمي من قبل المؤسسين والأعضاء المسجلين لمن يرغب فيهم , وبعد ذلك يأخذ الدعم بحسب أنظمة كل دولة حسب أنظمتها في مصادر التمويل للجمعيات العامة.
س5 - أحد الكتاب ذكر أن أسماء السيدات في جمعية الفضيلة مجرد واجهة لأشخاص يعملون من وراء الستار ,لمحاربة بعض القنوات الخاصة المنافسة لبعض القنوات الإسلامية , ماتعليقك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج5_ أري انك تعيد السؤال الذي طرحته سابقا!! ولكن بصيغة أخري , علي العموم اعتقد أن الكاتب الذي تستند لكتابته لا يقبل أن يكون واجهة فقط لأي مشروع , وأتوقع أن لم أكن متأكدة أن هذه النخبة من الأخوات المؤسسات وبتاريخهن المشرف , والأعضاء الذين تجاوزوا الآلاف لا يمكن لعاقل أن يتهمهم بأنهم واجهة لأشخاص يعملون تحت الستار!! ولماذا كي نحارب بعض القنوات الخاصة المنافسة لبعض القنوات الإسلامية!! أليس هذا استخفافا بعقلية الجمهور؟؟ وبتجاوب ما يزيد عن الستة آلاف عضو , وهو استنتاج بناه الكاتب هو دفاعا عن قنوات هو يمثل بعضها إداريا في المملكة , وهذا رأيه يحاسب عليه ,, ثم هناك قضية مهمة جدا إذا كانت الجمعية استفادت من خبرات وتجارب آخرين سواء في المجال الإعلامي أو التربوي فهل هذا يعيبها؟؟ فهذا تم فعلا وسيستمر إن شاء الله خصوصا بانضمام محامين واقتصاديين وتربويين ومختلف التخصصات من الرجال والنساء من مختلف الدول العربية , ما نتوقعه من العاملين في المجال الإعلامي أمثالكم أن تكونون رافدا إعلاميا ايجابيا للوقوف معنا أمام هذا السيل المدمر للقيم والأخلاق وتحافظون معنا علي ما تنادي به التشريعات الإسلامية , وما ينادي به مؤتمر مدريد , وان تناقشوا معنا ماهية آلية هذه الجمعية وكيف ستحقق دورها الحضاري وأثرها الفاعل في نسيج المجتمعات العربية , بدلا من الانشغال بالاتهامات وبما يقال عنه نظرية المؤامرة التي كثيرا ماكان أصحاب التوجهات اللبرالية كما يقال عنهم يتهمون بها المصلحين ,, ما أجده الآن أنكم تكررون الأسطوانة وتتهمون الجمعية بأشياء غير مهمة , وليست محل اهتمامنا أن ننافس قنوات ما!! ما يهمنا أن نمنع القنوات الخاصة الفضائحية من الاستمرار في هذا التسليع لقيمنا وأخلاق أبنائنا وتدميرها وبث الرذيلة في نسيجنا الاجتماعي وتسخير أموالهم للقضاء علي الهوية الإسلامية في مجتمعاتنا.فلا تبتعدوا بالقضية من الجوهر لتضييع الوقت في سخافات مبنية علي أوهام تعشش في أذهان من يدافع عن هذه القنوات وربما يهمهم أن تبقي كي يستفيد ماليا من أرباحها إذ لايوجد سبب منطقي استطيع فهمه لكل هذا الهجوم علي الجمعية. فبينما نجد تقبلا وتشجيعا وتأييدا من الأفاضل , نجدكم تكرسون جهودكم لنقل ترهات وتتساءلون عنها.وهذا الذي لم أتوقعه مطلقا!!
س6 - إقحام جمعية (الفضيلة) في صراع أيديولوجي بين التيارات الفكرية هل ينبئ بوأد الفكرة في مهدها؟
ج6_ من قرأ بتعقل وعين نقية إعلان الجمعية التأسيسي يعلم أن هذه الجمعية أن شاء الله ستقوم بدور حضاري موجود في مختلف دول العالم , ولكن للأسف لم توجد في مجتمعاتنا العربية , ربما لعدم الوعي الحضاري بدور الرأي العام في إيقاف هذه الرذائل , ودور الفرد الواعي في هذا المجال وكيف انه بإمكانه وبجهوده المتحدة مع الآخرين يستطيع أن يغير الواقع المتردي لهذا النوع من الفضائيات فقد تعودنا علي الشكاوي والمقالات النارية للحديث عن هذه الرذائل واستطيع أن اعد ملفا كاملا من جميع المقالات - ومن ضمنها لكتاب هاجموا الجمعية الآن , أو سخروا بعض الصحفيين لذلك!! - التي تبحث عن المخرج من هذا النفق غير الأخلاقي الذي تقود مجتمعاتنا إليه هذه القنوات الخاصة الفضائحية , وجاءت هذه الجمعية كي تنقل الإنسان من مرحلة الشكوى إلي مرحلة تفعيل الإرادة الإنسانية بشكر القنوات التي تسهم في بناء الإنسان وتعزيز الهوية الإسلامية وفي المقابل نقف في وجه من يخرج عن المنظومة الأخلاقية للمجتمعات العربية والإسلامية , فهل هذه الأهداف تعتبرونها أنها إقحام للجمعية في صراع أيديولوجي؟؟ هل ماجاء في إعلان مدريد هو تشجيع علي الصراع الأيديولوجي بين التيارات الفكرية؟؟ أم أن الهدف هو التشويش علي هذه الجمعية بافتعال قضايا لا نجدها ألا في أذهان (القلة) الذين يهاجمونها.!!
بقي لي أن اسأل أنا سؤالا كي أجد إجابة عنه بمصداقية أو يتم توجيهه لمن يكتبون ضد هذه (الفضيلة) لو أن قائمة الأخوات المؤسسات كان من ضمنها من ينتمين إلي التيار الليبرالي الذي يتم تشجيعه وتفرد لهن الصفحات ويقدم لهن الدعم اللامتناهي لنشر أفكارهن بل ويتم منع نشر أي رأي لا يتفق مع آرائهن ,, تري هل كانت ستكون هذه الأسئلة وهذه السخرية والغمز واللمز من الجمعية؟؟
ختاما اسأل الله أن يهدينا جميعا لما فيه الخير لمجتمعاتنا العربية والإسلامية وحماية لأبنائنا وبناتنا وأطفالنا , من كيد الأشرار وظلم الفساق.
دكتورة نورة خالد السعد
عضو مؤسس لجمعية الدعوة إلي الفضيلة في وسائل الأعلام
وأكاديمية وكاتبة
لمزيد من التفاصيل موقع الفضيلة:
http://www.fadhila.org/(/)
قعد الخوارج .. النفيسي مثالا!!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 05:26]ـ
د. عبد الله النفيسي المتخصص في العلوم السياسية والعضو الفاعل في جماعة الإخوان المسلمين في الكويت، لا يفتأ يحرض العامة على الحكام في الخليج، وينتقص العلماء ويتهم ذممهم، في الوقت الذي يثني فيه على تنظيم القاعدة، هذا المنهج الذي يسلكه النفيسي هو نفس منهج الخوارج القعدية .. !!
فالخوارج القعدية هم من يحرض على الخروج ويتتبع مثالب ولي الأمر ويشهر به، ولا يحمل عليه السلاح .. !!
قال بن حجر في ترجمة عمران بن حطان: "تابعي مشهور وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين
ولا يباشرون القتال قاله المبرد قال وكان من الصفرية وقيل القعدية لا يرون الحرب وان كانوا يزينونه" الإصابة في تمييز الصحابة ج5/ص302
وقال صاحب خزانة الأدب ج5/ص342 علي بن بكر بن وائل السدوسي البصري:
"تابعي مشهور أحد رؤوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذي يرون الخروج ويحسنونه لغيرهم ولا يباشرون بأنفسهم القتال وقيل القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه"،
وروى أبو داود في مسائل أحمد عن عبد الله بن محمد أنه قال: " قعد الخوارج أخبث الخوارج "
قال الشيخ العثيمين في تعليقه على حديث ذو الخويصرة:" بل العجب أنه ـ يعني ذي الخويصرة ـ وجَّه الطعن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له: اعدل، هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف، ويكون بالقول والكلام، يعني: هذا ما أخذ السيف على الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه أنكر عليه".
ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول" ا. هـ كلامه رحمه الله
ولكي لا يظن أحد أني قد افتريت على الرجل إليكم بعض ما يثبت كلامي:
[ ... حذف الرابط .. ]
في هذا الرابط ستجدون كلاما للنفيسي يقطر سما زعافا، تحريض على ولاة الأمور في الخليج، واتهام للعلماء بالسكوت عنهم مقابل ما يتعاطونه من المال، حتى قال في تعليقه على كلام لسياسية غربية تخاف على النفط من سيطرة الاسلاميين، قال أقول لها لا تخافي لأن التيار الإسلامي الرسمي دخل في بزنس طويل عريض مع الأنظمة .. !! حسبي الله وكفى على مفتوني السياسة ودعاة الفتنة كالنفيسي ومن على شاكلته.
وأغرب من ذلك تقسيمه للإسلام إلى إسلام ميكانيكي وهو بزعمه يستطيعه كل احد .. !، بقصد به علم الحلال والحرام والتفقه في الدين!!،
والقسم الثاني إسلام ديناميكي-يعني حركي- وهذا لا يخوضه بزعمه إلا صاحب الأفق السياسي .. !!، وهم دعاة الخروج أو الحركيون كما يسمون أنفسهم!!
أي أن علوم السياسة هي ذات الشأن في منظوره، لا علم الكتاب والسنة الذي يستطيع اقتحمه كل احد، وكل أحد هذه تشمل الرعاء والجهلة وكل من يخطر ببالكم .. !! أيضا هذا رابط لقاء له مع قناة الجزيرة:
http://www.aljazeera.net/channel/archive/archive?ArchiveId=94671#L1
في الرابط يثني على المسعري والفقيه .. !!! ثم يقول في ضمن كلامه عن مشكلة السعودية مع القاعدة:
" ثم فيه نقطه هامة يا أحمد لابد من تشجيع العلماء الشرعيين السعوديين لكي يأخذوا دور مختلف عن دور الحكومة، الحكومة ينبغي أن تحرص اليوم على أن
تعطى هؤلاء .. "
يريد من العلماء أن يتخذوا مواقفا مضادا للوللاة الأمر كي تنشب الفتنة في المملكة، وينزع الأمن منها .. !!
العالم عند الإخوان إذا سلك منهج السلف في التعامل مع الحاكم صار مداهنا وخائنا وطالب دنيا .. !!
ثم يقول أحمد منصور: بيطلعوا فتاوى اليومين دول إن دول ضالين .. <<<يقصد العلماء
عبد الله النفيسييرد: هذا تحت الضغط .. << رد خبيث بل غاية في الخبث، انظر كيف يشكك في ذمم وصدق العلماء .. !! والله ما سمعنا أن الفوزان أو المفتي أو غيرهم يفتون تحت التهديد أبدا .. !!
أكتفي بهذا ولعل في الروابط ما يغني عن التعليق.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 05:34]ـ
أرجو من المشرفين ألا يحذفوا الموضوع يكفينا تدليسا على شباب الأمة، فوالله إن هذا الفكر الخبيث ينتشر وقد تجرعنا ويلاته،
وما أثارني أن إحداهن تتهم أحد أئمة الحرم أن يتقاضى أجر دعاءه لولي الأمر!!!
حسبي الله ونعم الوكيل وكفى ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 07:16]ـ
لماذا حذفتم ردي؟ ...
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 07:16]ـ
بارك الله فيك، وشكر لك نصيحتَك.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 07:56]ـ
حقيقة لا أدري خلفية الرجل ما هي، لكنني رأيته كذا مرة في قناة الجزيرة والرجل محلل سياسي من الطراز الرفيع.
لم أستطع الاطلاع على الرابط لأنه حذف، لكن أردت فقط أن أدلي بشهادة في حق الرجل، فقد سمعته في احدى لقاءاته يقول بصراحة تامة بأن إيران عدوتنا وأن علينا أن نلتف حول السعودية ولابد أن نعطيعها أمر قيادة أهل السنة. انتهى.
ولا أظن أن مثل هذا الكلام يصدر من إنسان يرى الخروج على الحكام.
على كل حال، البقاء تحت حاكم ظالم غشوم خير من فتنة تدوم.
بالمناسبة، انتقاد القيادة بشكل بناء ظاهرة صحية والسكوت عن عبثهم ظاهرة مرضية.
والسلف انتقدوا القيادات في أيامهم بدون الدعوى إلى الخروج.
بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 08:08]ـ
النفيسي مفكر مبدع وعقلية نقادة ...
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:12]ـ
.
بالمناسبة، انتقاد القيادة بشكل بناء ظاهرة صحية والسكوت عن عبثهم ظاهرة مرضية.
والسلف انتقدوا القيادات في أيامهم بدون الدعوى إلى الخروج.
بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه،،
أحسنت أخي، أحسن الله إليك
لكن بعض الإخوة (هدانا الله وإياهم) ليس عندهم إلا حكمان: إما أن تعظم الظلمة وتثني عليهم إن ذكرتهم على الملإ -وجوبا! - أو أنت من الخوارج!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:28]ـ
حكام المملكه غير مبالين
اهتمامهم منصب على غطاء محدد يئمن استقرارهم
والآن سيتجلى كثير من المستور
وليتنا نكتفي بتبرئة علمائنا من الدور السياسي وهذا هو الحق الوحيد في الموضوع
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:22]ـ
المسألة ليست قول بعض الإخوة أو فعلهم.
المسألة: إتباع هؤلاء الإخوة لثلة من خيار الأمة على نور من الله لا يضرهم لمزك وجبن غيرك عن التصريح برد كريم علمهم وجميل فهمهم.
انتقادك لهؤلاء الإخوة خور عن المكاشفة في الطرح، لأنك تعلم يقينا أنهم متبعون لا مبتدعون، ولما كانت المصابيح مضيئة لا تمتد لها يد لتطفئ نورها، عدلتم عن كسرها إلى الكلام في من يستضيئ بها.
شيئا من الصدق يا حملة العلم.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:29]ـ
انتقادك لهؤلاء الإخوة خور عن المكاشفة في الطرح، لأنك تعلم يقينا أنهم متبعون لا مبتدعون، ولما كانت المصابيح مضيئة لا تمتد لها يد لتطفئ نورها، عدلتم عن كسرها إلى الكلام في من يستضيئ بها.
شيئا من الصدق يا حملة العلم.
وما الذي أطلعك على ما تيقن منه قلبي أيها الحبيب؟
لقد ولجت عالما لا يعرفه - بعد الله تعالى - إلا الملائكة الكتبة، فهلا تورعت عن الظنون، أحسن الله إليك؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:41]ـ
بارك الله فيك، وشكر لك نصيحتَك.
وشكر الله لك مرورك ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:53]ـ
حقيقة لا أدري خلفية الرجل ما هي، لكنني رأيته كذا مرة في قناة الجزيرة والرجل محلل سياسي من الطراز الرفيع.
لم أستطع الاطلاع على الرابط لأنه حذف، لكن أردت فقط أن أدلي بشهادة في حق الرجل، فقد سمعته في احدى لقاءاته يقول بصراحة تامة بأن إيران عدوتنا وأن علينا أن نلتف حول السعودية ولابد أن نعطيعها أمر قيادة أهل السنة. انتهى.
ولا أظن أن مثل هذا الكلام يصدر من إنسان يرى الخروج على الحكام.
على كل حال، البقاء تحت حاكم ظالم غشوم خير من فتنة تدوم.
بالمناسبة، انتقاد القيادة بشكل بناء ظاهرة صحية والسكوت عن عبثهم ظاهرة مرضية.
والسلف انتقدوا القيادات في أيامهم بدون الدعوى إلى الخروج.
بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه،،
كنت أود أن يبقى الرابط .. وعلى أية حال هو موجود في موضوع لي في بناء،
النفيسي بارك الله فيكم سياسي يسير مع السياسة أن شرقت شرق وإن غربت غرب،
قبل دخول أمريكا العراق وتعاون الشيعة معها ألف كتابا يثني على الشيعة وينادي بالتقريب معهم
، بل في أوج الدولة الشيعية الوثنية الايرانية كان يؤيد عدو الله الخميني ويثني عليه!!
فهؤلاء السياسيون البعيدون عن التأصيل والمنهجية الصحيحة في التعامل مع المستجدات تجدهم متقلبون كحال السياسة تماما،
بالنسبة لنقد ولي الأمر أو القيادة تكون ظاهرة صحية متى التزم النقاد بضوابطها الشرعية،
وأول هذه الضوابط أن تكون نصيحة لا فضيحة، فمن يتكلم في ولي الأمر والعلماء عبر القنوات والندوات والمؤتمرات لا يريد نصحا بل غاية ما يقوم به فضح وتحريض،
ثم إن النقد يكون باسلوب طيب فلكل مقام مقال، ولكل شخص أسلوب وطريقة في نصحه،
وحواره فلا ينصح ولي الأمر كما يُنصح عامة الناس وأفرادهم، الأمر الآخر من شروط النصيحة أن تكون بحضور المنصوح،
وإلا تحولت لغيبة، يُستثني من ذلك التحذير من المخالف فله حكم آخر،
ثم يا أخي بارك الله فيك .. لم أر النفيسي ينتقد القيادة انتقادا شرعيا دينيا فيما يتعلق بالحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
بل كان جل كلامه حول المادة وما أدراك ما المادة،
بل هو يحقر هذا الجانب ويسمي علماء الفقه بعلماء الإسلام الميكانيكي!!!
شاكرة مرورك بارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:55]ـ
الحكم على الظاهر والله يتولى السرائر.
ما رقمت يداك، لسان قال من يتصنع التورع عن الكلام في أهل العلم، ويرسل سهاما دامية اتجاه أتباعهم.والسائرين على سبيلهم في التعامل مع قضاينا الفكرية والمنهجية. علما أنني لم أنظر أصلا في معرف من كتب .... يكفيك أنك رجلا من المسلمين.
أنا لا أعرف حالك وإنما عقبت على قولك وقبل أن تلوم منتقدا لكلامك، صن يدك أن تكتب شيئا قد يفهم منه ما لا تعتقده دينا.
وسامحني إن أخطأت بحقك ... فنحن هنا لا نناقش النوايا وما تدين به القلوب لعلام الغيوب ولكننا نناقش ما تبديه الحروف من زيف وحتوف.
فعدرا أيها الفاضل ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 02:14]ـ
أختي شذى الجنوب
ماأكثرالاشخاص في هذا الزمن الذين لبسوا على الناس دينهم ....
والسؤال هنا:
متى نحذر منهم؟
وكيف؟
وهل يبقى أخ لنا أم يكون عدوا؟
ولذا _من وجهة نظري_ أن نتحاشى ذكر الاعيان ,ونجعل النقد على الاوصاف .. فهذا هو الانفع والاصلح
ونقد الاعيان يأتي من باب المصلحة الشرعية .. والمصلحة يقدرها العلماء الراسخين.
ووالواقع أن _يغلو_في نقد الاعيان أنه ليس من العلماء الراسخين
بارك الله فيك ......... وهذه وجهة نظري لاغير
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 09:35]ـ
أولا: الدكتور النفيسي ليس من الإخوان!
كان من الإخوان ولكنه تبرأ منهم وألف كتابا في ذلك (وفي أول سطر من مضووعك وُجد الخطأ!).
ثانيا: هناك فرق كبير بين من يبين عوار الأنظمة الحاكمة وبين من يدعو الناس للخروج المسلح عليها!
ولم أقرأ أو أسمع الدكتور النفيسي يدعو للثانية!
فلو أسقطنا مصطلح "الخوارج القعدية" على كل من ينتقد الأنظمة الحاكمة لشمل هذا المصطلح شريحة كبير من علماء ومفكري هذه الأمة!
ثالثا: من يُدافع عن الأنظمة الحاكمة اليوم فهو يخوض معركة خاسرة!
أكل ما قاموا به من دفاع ومساندة الحملة الصليبية على الإسلام نجد من يُدافع عنهم ويُلمعهم!
رابعا: من تكلم عنهم ابن حجر رحمه الله كانوا يريدون الخروج على من يحكم بشرع الله ويجيش الجيوش للجهاد ومحاربة الكفار، وليس على من يُنحي حكم الله ويجيش الجيوش للوقوف في صف الحملة الصليبية ضد المسلمين!
خامسا: بارك الله فيكِ في على وضع الروابط المفيدة لمقالات الدكتور الفاضل "عبدالله النفيسي".
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:25]ـ
الأخت شذى الجنوب جزاك الله خيراً على هذا التنبيه
وهذه قضية هامة قل من يتفطن لها وهي الطريقة الشرعية في نصح الحكام والإنكار عليهم, فالنفيسي وغيرها إتخذوا الطرق الغربية
وهي طريقة تشكيل المعارضات السياسية للحكومات وما يتجلل ذلك من مفاسد عظيمة ومخالفات شرعية وخيمة والتي من أبرزها
الخروج المسلح من قبل المنشقين على المعارضة السلمية
ومنها التحالف مع العلمانيين أو الشيوعيين أوغيرهم لمواجهة الحكومات كما حصل أخيراً من الترابي وتحالفه مع الأحزاب الشيوعية
وقبله الزنداني.
ثم إن المقال قد أظهر من في قلبه دغل والله المستعان
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 11:48]ـ
النفيسي مفكر مبدع وعقلية نقادة ...
لعله يكون سياسي رائع وناقدا ممتاز في نظركم، ولن نغمط أحدا حقه، لكن هل توافقه على ما اتهم به علماءنا من الدخول مع الحكومات في بزنس عريض؟، لأن التيار الإسلامي الرسمي -كما عبر هو- هم العلماء المفوضون من قبل الدولة للافتاء!!
وبنظرة فاحصة سنجد أننا أكثر ما أوتينا من قبل فئتين علمانيون ملتحون، ومفكرون عصرانيون ملتحون ايضا!!
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:14]ـ
لا شك أن الدكتور النفيسي تتجه اليه عدة ملاحظات
بسبب قلة ثقافته الإسلامية في مقابل تمتعه بخلفية سياسية تراكمية كبيرة.
فهو يحمل شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج - بريطانيا عام 1972، بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1967.
كما درَّس في جامعة الكويت بين عامي 1972 و 1974 ثم في جامعة اكسترا البريطانية.، وكأستاذ زائر في عدة جامعات مثل معهد "هوفر" للعلوم السياسية في جامعة هارفارد، إضافة إلى جامعتي بكين وموسكو.
ـ هذا عدا مروره بمغامرت ثقافية كبيرة،كاعتناقه للعديد من الأفكار الأيدلوجية منها الشيوعية، فالماركسية ثم تقلبه في الحركيات الإسلامية المختلفة.
ولذلك فأنا أجد أن اطروحات الرجل على عمقها الأكاديمي تفتقر الى الرزانة السياسية، كما أنه يبدو في أحيان كثيرة ـ خلال لقاءاته الاعلامية ـ شديد التناقض، فيُقِرُّ في آخر اللقاء ما كان ينفيه في أوله، كما يلمس المشاهد أن مقدِّ الحوار في لقاءاته المتعدِّدة يستطيع أن يُقَوِّلَه ما يشاء، و هذا من مساوئ الاكاديمية السياسية التي حاول النفيسي الهروب منها الى أحضان حركيات متعددة و متناقضة.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 12:10]ـ
أوافقه على كلامه بطبيعة الحال ...
ياخي اتقي الله مايدريك وانت تعمم هكذا ان يصيبك الله ببلليه عاجله وانت تحكم على مالا تعلم تفسيره واسبابه وايضا حقيقته
سبق وحذرتك من التعميم على العلماء بالمتاجره بالدين وتابى الا ذلك فحسبك الله
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 05:42]ـ
لا شك أن الدكتور النفيسي تتجه اليه عدة ملاحظات
بسبب قلة ثقافته الإسلامية في مقابل تمتعه بخلفية سياسية تراكمية كبيرة.
فهو يحمل شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج - بريطانيا عام 1972، بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1967.
كما درَّس في جامعة الكويت بين عامي 1972 و 1974 ثم في جامعة اكسترا البريطانية.، وكأستاذ زائر في عدة جامعات مثل معهد "هوفر" للعلوم السياسية في جامعة هارفارد، إضافة إلى جامعتي بكين وموسكو.
ـ هذا عدا مروره بمغامرت ثقافية كبيرة،كاعتناقه للعديد من الأفكار الأيدلوجية منها الشيوعية، فالماركسية ثم تقلبه في الحركيات الإسلامية المختلفة.
ولذلك فأنا أجد أن اطروحات الرجل على عمقها الأكاديمي تفتقر الى الرزانة السياسية، كما أنه يبدو في أحيان كثيرة ـ خلال لقاءاته الاعلامية ـ شديد التناقض، فيُقِرُّ في آخر اللقاء ما كان ينفيه في أوله، كما يلمس المشاهد أن مقدِّ الحوار في لقاءاته المتعدِّدة يستطيع أن يُقَوِّلَه ما يشاء، و هذا من مساوئ الاكاديمية السياسية التي حاول النفيسي الهروب منها الى أحضان حركيات متعددة و متناقضة.
بارك الله فيكم أستاذي الكريم مشاركاتكم دائما ممتعة و مليئة بالفوائد التي يخرج بها المرء وافقكم او خالفكم(/)
الشيخ القرضاوي يضرب الشيعة من جديد ...
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:07]ـ
رسالة إلى المفتونين بإيران:
وأخيرًا كنتُ أودُّ من الدكتور أبو المجد أن يوجِّه رسالته هذه -أو رسالة مثلَها على الأقل- إلى المفتونين بإيران وحزب الله من قومنا، بل من أصدقائه وأصدقائي، الذين يعز عليَّ أن أراهم في موقف يفتقد الشرعية، والذين لم تحدِّثهم أنفسهم بكلمة نقد يوجِّهونها للذين أسفُّوا في خصومتهم معي، وافترَوْا عليّ بالباطل، فخذلوني حيث تجب النصرة، حتى كدتُ أتمثَّل بقول الشاعر:
وإخوان حسبتهمو دروعًا فكانوها، ولكن للأعادي!
وخلتهمو سهامًا صائباتٍ فكانوها، ولكن في فؤادي!
كنتُ أود من أبي المجد أن ينصح لهم مخلصًا: أن يرفعوا الغشاوة عن أعينهم حتى يبصروا، وينزعوا أصابعهم من آذانهم حتى يسمعوا، أجل، حتى يرَوْا ويسمعوا ما يجري في بلاد السنة من حولهم، ولا يعتبروا ذلك شيئًا لا يستحقُّ الالتفات، فإن (فقه الموازنات) و (فقه الأولويات) الذي قالوا إنهم أخذوه منِّي، يوجب عليهم أن يعيدوا النظر في (تنزيله على الواقع)، فمن المهم أن يُعلم أن البلاء الذي لا يمكن تداركُه وعلاجُه بعد وقوعه مقدَّم فقهًا وشرعًا على البلاء الذي يمكن تداركه (بعد) وقوعه. ومن ذلك تغيير اعتقاد المرء من فرقة إلى فرقة، كانتقال المسلم من السنة إلى الشيعة، فهذا إذا وقع لم يمكن تداركه بحال.
وقد كان (العراق) ذا أغلبية سنية كبيرة إلى القرن الثامن عشر، ثم بدأ الزحف المخطَّط في غفلة من الدولة العثمانية. بل كانت (إيران) نفسُها سنية، كما يشهد بذلك تاريخ علمائها في التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة والأدب والتاريخ وغيرها، ثم أصابها ما أصابها، وغدت اليوم دولةَ التشيُّع الكبرى في العالم.
ومن أغرب ما قاله هؤلاء الأصدقاء: إن تحذيرنا من الغزو الشيعي لمجتمعات السنَّة، وقوف مع الاستكبار الأمريكي، أو الاستعمار الصهيوني، ولا تلازم بين هذا وذاك، فنحن نرفض الغزو الشيعي، ونقف في وجه الطغيان الأمريكي، والعدوان الصهيوني، جنبًا إلى جنب، ونؤيد المقاومة بكلِّ قوَّة ضد الصهاينة والأمريكان في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان.
وزعمهم أن موقفي المحذِّر من الغزو ينافي الدعوة إلى (الوحدة الإسلامية) غير مسلَّم، فالوَحدة الإسلامية إذا لم تقُم على أساس مكين من كتاب الله وسنة رسوله، لن تقوم لها قائمة. ولذا قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» [آل عمران:103]. فالوحدة إذا لم تعتصم بحبل الله لا خير فيها، والإسلام يرى أن التفرُّق على الحقِّ خير من الاتحاد على الباطل. ورحم الله ابن مسعود - رضي الله عنه - الذي قال: "الجماعة ما وافقت الحقَّ وإن كنتَ وحدك". وحسبنا قوله تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ» [المائدة:2]، ومثله الاتحاد على الإثم والعدوان، منهيٌّ عنه ولا خير فيه.
كنا نتمنَّى من أصدقائنا أن يقولوا كلمة واحدة للذين نشتكي منهم: أَنْ كُفُّوا أيديَكم عن المجتمعات السنية اليوم، ولْنتفرغْ جميعًا للصهاينة والأمريكان! ولكنهم لم يقولوها.
فهل يُراد منا أن ننام على آذاننا حتى يُتم الغزو مهمَّته في عقر دارنا، وتتحوَّل مجتمعاتنا عن معتقداتها وثوابتها، ونحن في غفلة لاهون، وفي غمرة ساهون؟ وإذا رفعنا أصواتنا محذِّرين ومنذرين، كنا مثيري فتنة بين المسلمين؟
وفي الختام، أريد أن أسجّل هنا نقطة مهمة، فمن العجيب أن وكالة الأنباء الإيرانية قد صمتت، ومراجع الشيعة قد توارَوْا إلى الخلف، وتركوا أهل السنة يردُّ بعضهم على بعض، وهم يتفرَّجون! وهو مشهد مذهل حقًّا: ألا يوجد في المجتمع الشيعي كاتب واحد ينتصر لموقفي، أي لأهل السنة، في إيران أو العراق أو لبنان أو الخليج؟! على حين أن نفرًا من رجال السنة من هنا وهناك -ولاسيما في مصر، بلدِ الأزهر- مَن ركب جواده، وامتشق سلاحه، دفاعًا عن الشيعة المظاليم!
اللهم إنا نُشهدك على أننا لا نريد إلا الخير والسلام لأمة الإسلام. وكفى بك شهيدًا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
يوسف القرضاوي.
الرسالة كاملة:
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_*******.cfm?id=89927
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مين الدكتور أبو المجد
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
بارك الله فيك .. ووفق الشيخ القرضاوي لما يُحب ويرضى ..
أخي علي: طالع هنا عن أبي المجد - هداه الله -:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/n.htm
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:16]ـ
ومن أغرب ما قاله هؤلاء الأصدقاء: إن تحذيرنا من الغزو الشيعي لمجتمعات السنَّة، وقوف مع الاستكبار الأمريكي، أو الاستعمار الصهيوني، ولا تلازم بين هذا وذاك، فنحن نرفض الغزو الشيعي، ونقف في وجه الطغيان الأمريكي، والعدوان الصهيوني، جنبًا إلى جنب، ونؤيد المقاومة بكلِّ قوَّة ضد الصهاينة والأمريكان في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان.
وزعمهم أن موقفي المحذِّر من الغزو ينافي الدعوة إلى (الوحدة الإسلامية) غير مسلَّم، فالوَحدة الإسلامية إذا لم تقُم على أساس مكين من كتاب الله وسنة رسوله، لن تقوم لها قائمة. ولذا قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» [آل عمران:103]. فالوحدة إذا لم تعتصم بحبل الله لا خير فيها، والإسلام يرى أن التفرُّق على الحقِّ خير من الاتحاد على الباطل. ورحم الله ابن مسعود - رضي الله عنه - الذي قال: "الجماعة ما وافقت الحقَّ وإن كنتَ وحدك". وحسبنا قوله تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ» [المائدة:2]، ومثله الاتحاد على الإثم والعدوان، منهيٌّ عنه ولا خير فيه.
كلام في الصميم.
أعان الله الشيخ القرضاوي في محنته و ثبته على الحق. و رفع درجته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:31]ـ
وفق الله سماحة الشيخ يوسف القرضاوي وبارك الله فيك وأعانه على محنته(/)
لكل زمانٍ قناع
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:01]ـ
حسن مفتي
http://www.sabq.org/inf/images/zman.jpg
في ذروة الحرب الباردة بين القطبين الشيوعي والرأسمالي، كانت تلك المرتفعات السوداء الوعرة إلى الشرق من وطننا المملكة، قبلةً للمناضلين والساخطين على الحياة، والناقمين على المجتمعات، والباحثين عن الأمجاد المستلبة، ومحبي السفر إلى العالم الآخر بأقصر الطرق وأسرع الوسائل، كما كانت كعبةً للجواسيس والصحفيين وكتاب التقارير، والمنتفعين من جراحات الشعوب وأحزانهم، وطلاب الشهرة ومنتجي الأفلام الوثائقية، باختصارٍ شديدٍ، كانت منطقةً سياحية من الدرجة الأولى يجب أن تزار في العمر مرةً واحدةً على الأقل، وإن اختلفت مشارب السياح وأهوائهم في زيارتها.
ولأنها استقطبت جميع الفئات العمرية، وعشرات الجنسيات العربية والإسلامية والغربية، ومختلف الشرائح الاجتماعية، من أطباء ومهندسين وتجار ومهربي حشيش وسلاحٍ ومقاتلين، كان فيمن وصل إلى سهولها ذات يومٍ رجل سحنته مريبة، وأنفاسه ثقيلة، وكلماته لزجة وبطيئة، إن نظرت في عينيه بعمقٍ وتأملٍ وسبرٍ، أيقنت أنها عينا وزغٍ ضل طريقه فوق سور منزلٍ، أو تمساح أفريقي وقع في الأسر، أو ميكي ماوس! وهي قريبة الشبه بعيني القائد الشيوعي الأوزبكي عبد الرشيد دوستم، الأفغاني الذي باع مواطني المملكة على الأمريكان كما تباع الشياه وبأبخس الأثمان.
زيّن زائرنا الغامض ذقنه بلحيةٍ تايوانية الصنع! واللحى أنواع كما لا يخفى على شريف علمكم، فهناك لحى تجاريةٍ لتمرير الصفقات، ولحى تنبع من الديانة التي يعتنقها صاحبها، ولحى عادات وتقاليد وأعرافٍ اجتماعية، ولحى جواسيس، ولحى غانمة، ولحى مش غانمة يعني خاسرة، ولحى تايوانية، وهي التي زينت ذقن صاحبنا الذي سلم على الجميع داخل الخندق وعرّف عن نفسه بأخيكم عبد القادر بليلة من المنطقة الغربية!
سأله أكبرنا حياك الله أستاذ بليلة تفضل واجلس على هذا الإهاب الذي دبغ بالأمس، ولوحته أشعة الشمس احتفاءً بمقدمك الجميل، أُكرم الأستاذ بليلة أيما إكرامٍ، وقدم له كوب من الشاي الأخضر، وربع تميسة متوسطة الجودة معتدلة الحرارة قبل أن يطبق على خندقنا صمت ثقيل قطعته طواحن الأستاذ الأكول عبد القادر بليلة، وهي تلت وتعجن في التميسة وترتشف من فم الكوب رشفاتٍ ترد الروح، وتسلب العقل المكدود بمشاق الطريق المحروث بالقنابل العنقودية.
ووسط تلك الأجواء الضبابية التي يُشك فيها بالكل، بل ويشك الإنسان في نفسه، سأله القائد ما الذي أتى بك أخي بليلة إلى مناطق الصراع الدموي؟!
لم يرفع زائرنا الغامض بصره عن بقايا التميسة بعد أن وضع كوب الشاي من يده بحذرٍ فوق الحصى الرمادية للخندق، خشية أن يندلق الكوب لاختلال تضاريس الأرض التي ناءت به، ولم يعر السائل بصره متنحنحاً قبل أن يسمى الله ويحمده ويثنى عليه، ويصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم - فلا صوت يعلو في تلك الحقبة على الصوت الإسلامي – ثم أما بعد أنا معجب بكم وبنضالكم ومقارعتكم لأعتى قوةٍ على وجه البسيطة، والله معكم، وأنا معكم، والوطن معكم، والشعوب معكم، والله يحميكم إله العالمين، إله العالمين، إله العالمين! أخوكم عبد القادر بليلة (زحفي) أتيت إلى هنا لتغطية مناطق الصراع! ونقل الصورة الحقيقية المشرقة للمجاهدين إلى العالم أجمع.
استوقفه الأخ المسؤول: إيش يعني زحفي؟!
بليلة: زحفي يا أخي زحفي!
المسؤول: زحفي يعني فار من الزحف لا قدر الله، أم تكثر من الزحف على بطنك كالأفاعي خوفاً على جبهتك من طلقةٍ ضالةٍ؟!
بليلة: لا، بل زحفي يا أخي، يعني نيوز بيبر، كميرا مان، ما جزيم! أسفعنا الله بأخٍ يجيد اللغة الإنجليزية، إذ هتف في حبورٍ: أيوة يعني جرائد، أي صحفي!
بليلة: أمك في الجنة أنا زحفي!
(يُتْبَعُ)
(/)
حيا الله أخانا الزحفي وأهلاً وسهلاً بك في عقر الموت، وقلب الفناء، ومحيط الاحتضار، ومجاري الدماء، وما هي إلا دقائق اقتطعت من وقت ارتشافه لكوب الشاي، ومن باب الميانة الجهادية، وأخوة الملاقيف، قام الأخ الزحفي إلى زوايا الخندق يرصد ويسجل ويصور، بل وامتدت يده إلى خريطةٍ استلقت على طاولةٍ خشبيةٍ عتيقةٍ في زاويةٍ من الزوايا، قلبها الزحفي بليلة كما يقلبها رومل في يده، وحدجها ببصره قائلاً: الحين فين الحفر اللي مستخبي فيها العدو الشيوعي الأحمر هزا؟!
أجابه مسؤول الخندق: هذه ليست خريطةً عسكريةً يا أخي!
الزحفي: إيش هزا يعني؟!
المسؤول: هذا دليل إرشادي لكيفية تشغيل جهاز اللاسلكي الجديد، الذي تبرعت به إحدى المشيخات الخليجية لصالح المجاهدين!
بليلة: أيوة ...
ودارت الأيام، وتصرمت الأشهر، وتتابعت السنين، ليتربع الأستاذ بليلة على صدر صحيفةٍ محليةٍ رديئة المحتوى، سيئة المضمون والتوجه، خبيثة الطوية، فأوعز لصبيٍ عنده أن يكتب مقالةً عن شيخ الإسلام ابن تيمية يتهمه فيها بالمسؤولية المباشرة عن تفجير المحيا، ولم يصدق القهوجي نفسه – وهو تلميذ خائب لا يحسن ربط حرفين، ولا النطق بكلمتين - فكتب تلك المقالة التي حمّل فيها شيخ الإسلام مسؤولية المذبحة والتفجير، ولم ينتظر عاقبة خيبته طويلاً، إذ أطارت مقالته رأسه تحت مقصلة فطرة الشعب المسلم الذي يحفظ لأئمة الإسلام قدرهم ومكانتهم، مع رأس رئيس التحرير السيد بليلة، ليدور الزمان دورته ثانيةً، ويسافر بليلة خارجاً لعامٍ ونيف، قبل أن يعود مرةً أخرى ليتربع هذه المرة على صدر نفس الصحيفة، ممارساً نفس الدور الطريف في تجلية الغبش المخيم على عتبة المجتمع.
منتخباً لصحيفته شرذمة طريفة من كتاب النكسة والوكسة إلا من رحم الله، أشيمطٍ عفا عليه الزمن، اختزلت مقالاته في الطريقة الأنسب لرؤية الهلال، هل يكون بالعين المجردة مثلاً، أم بواسطة قوارير الصحة؟! ومتخصصة في النفاس تتحدث عن الشأن المحلي للوطن والمرأة السعودية، وتكثر من قولها: إن تنظيم القاعدة اتصل عليها مساءً وهددها بتصفيتها جسدياً إن لم تكف عن إعداد طبق المقلوبة! وقس على ذلك، ألقاب مملكةٍ في غير موضعها.
مرت على صاحبنا أوقات تجلت له فيها عين الحقيقة أكثر من مرةٍ، وحلت عليه السكينة، ليذكره الشيطان فيمن عنده! فيسمح بلا ترددٍ بتلطيخ صفحة صحيفته بمقالةٍ لريتش لوري وهو كاتبٍ أمريكي لعين، دعا إلى قصف الكعبة المشرفة بالسلاح النووي في إحدى مقالاته! نعم بيت الله الحرام، الكعبة المشرفة التي نيمم وجهنا إليها في اليوم والليلة خمس مراتٍ! ما هذا الكرم الحاتمي لعبد القادر بليلة، يسمح بشكر إبليس وسب الصالحين ولمز الموحدين، ويلطخ أبصار المؤمنين بمقالة رأس الإرهابيين العالميين في صحيفةٍ تصدر بين جنبات أطهر بقعةٍ؟!
حدثني أحد الجواسيس قائلاً: إن الأستاذ عبد القادر يعشق طبق البليلة – حتى الثمالة - التي تدور على القوم في منزل الأستاذ محمد سعيد الطيب بمدينة جدة، وبحسب كمية البليلة التي توزع عليهم في أطباق البورسيلان النظيفة، تجود النفوس بحل المعضلات، وفك الأزمات، ويتم تداول هموم الوطن والمواطنين والسياسة الداخلية والخارجية وأسعار الحمص الذي تصنع منه البليلة، والأستاذ محمد بن سعيد داهية من الدواهي البشرية، إذ يقوم - فتح الله له أبواب الحق - بتوزيع البليلة على القوم بمقدارٍ، كي لا تطيش عقولهم فيتلاسنوا وقد يتلاحوا فيما بينهم، وكنت أتمنى من الأستاذ الكريم محمد أن يتوقف قليلاً عن إطعامهم البليلة ولو لمرةٍ واحدةٍ، ليميز الله له الخبيث من الطيب، وينظر أيهم أقام علاقته معه لله تعالى، أم لوجه البليلة!
بل إن عملية نقل طاقم تحرير الصحيفة الأخيرة إلى مدينة جدة، لم تكن وفق إجراءٍ إداريٍ يراعى فيه مصلحة الخبر والرقي بعقلية القارئ، أو إجراءً تقنياً، بل كان لأجل القرب من بليلة الأستاذ محمد سعيد الطيب، والتي ما إن ترتفع ملعقة المذكور إلى شفته العليا المتداعية، حتى تدور عيناه في محجريها من فرط لذة الطعم، وروعة المذاق، وصوت ارتشاف المذكور لمرقتها يشهد على صحة ما قيل.
أخيراً: على غرار مقالة شكراً إبليس التي نشرتها صحيفته، أنتظر أنا والقراء الكرام مقالاتٍ أخرى وأرجو أن تكون بقلم عبد القادر بليلة نفسه: شكراً بن لادن، لقد علمتني حب وطني وحب الاستقرار وفضل الأمن، شكراً دكتور أيمن أن علمتني حب مصر وشعب مصر الطيب، شكراً أبو حفص المصري، علمتني أن لا ألعب بالطراطيع والمتفجرات كي لا أؤذي بصري، وشكراً أيها الإرهابي الدولي كارلوس لأنك علمتني حب الإنسانية وعشق الآخر، وشكراً أخي محمد سعيد الطيب، بل أعجز عن شكرك، فلقد علمتني أن أكون بليةً مبلولةً مدى الحياة!(/)
توجيه إعلامي للصحف السعودية بعدم نشر أخبار وبيانات جمعية (فضيلة)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:34]ـ
توجيه إعلامي للصحف السعودية بعدم نشر أخبار وبيانات جمعية (فضيلة)
علم من مصادر موثوقة أن توجيهات صدرت للصحف ووسائل الإعلام السعودية بمنع نشر أي أخبار أو تقارير أو بيانات تصدر عن الجمعية السعودية للدعوة إلى الفضيلة عبر وسائل الإعلام (فضيلة)،التي أعلنت مجموعة من الداعيات والأكاديميات والمفكرات السعوديات عن تأسيسها في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، وتم الإعلان عن تأسيس الجمعية كجمعية اجتماعية في بعض وسائل الإعلام، على غرار جمعية (حماية المستهلك)،ونشر إعلان في إحدى الصحف السعودية التي تصدر في المنطقة الوسطى، تضمن أهداف الجمعية وأعضاء اللجنة التأسيسية، ووسائلها في العمل، وانه سيتم التقدم بأوراق التأسيس وإعلان الإشهار إلى الشؤون الاجتماعية.
ولكن صدرت توجيهات إعلامية إلى الصحف السعودية بعدم نشر أخبار (فضيلة) أو أي بيانات تصدر عنها، وشمل الحظر منع نشر أي مقالات عن الجمعية ونشاطها.
وكانت مجموعة من السعوديات العاملات في الحقل الدعوي والعام أعلنّ، عن البدء في تاسيس أول جمعية سعودية للدعوة إلى الفضيلة عبر وسائل الإعلام المختلفة، انطلاقا من مقررات وتوصيات المؤتمر العالمي لحوار الاديان الذي عقد في مكة المكرمة ومدريد, وتهدف إلى محاربة العري والابتذال والدعوة إلى الانحلال في بعض وسائل الاعلام المسموعة والمرئية، والحفاظ على قيم وثوابت المجتمع السعودي، وتنطلق رؤية الجمعية لبناء منظومة متكاملة لحماية الأطفال والمجتمع، من التأثيرات الضارة لبعض وسائل الإعلام الجماهيرية، وتعزيز مفهوم الحرية المسؤولة، بما يكفل ترسيخ القيم النبيلة، وتشجيع الممارسات الإجتماعية
وتضم الهيئة التأسيسية للجمعية كل من: اللجنة التأسيسية للجمعية تتكون من الآتية أسماءهم (حسب الحروف الأبجدية: أروى العمرو، د. أسماء الحسين، حصة الخلف، حنان الخليوي، زكية قربان عبدالله، الزهراء الغفيلي، صفية الغامدي، د. عادلة البابطين. عواطف الخريصي، د. غربية الغربي، نائلة محمد نصار، د. نوال الخليوي، د. نورة السعد، د. نورة العدوان، د. وفاء السبيل.
وبسبب التوجيه بعدم نشر أخبار الجمعية فإن أول بيان لها قوبل بتعتيم إعلامي من قبل الصحف المقروءة، وجاء في البيان الأول لـ (فضيلة):
من مؤسسي جمعية الدعوة إلى الفضيلة في وسائل الإعلام إلى ملاك القنوات الفضائية التجارية الخاصة ..
لقد كانت انطلاقة البث الفضائي التجاري الخاص نقلة تاريخية في صناعة الإعلام العربي، حيث فتحت للإعلام العربي آفاقا كبيرة، ووضعت أمام المشاهد خيارات عديدة جداً لم يكن يحلم بها من قبل.
وقد ساهمت الفضائيات في توسيع آفاق المعرفة، وتعزيز التواصل بين المجتمعات العربية، والانفتاح على الثقافات العالمية، إلا أنه في الوقت نفسه تفاقمت خلال السنوات الماضية ظاهرة برامج الإثارة ذات الأبعاد الغرائزية الواضحة، التي قدمت للمشاهد تحت شعار الترفيه والتسلية.
ونظراً للأثر الكبير لمثل هذه الظواهر الإعلامية الذي ينعكس سلباً على تربية الأجيال، والحياة الاجتماعية للشعوب العربية، فإنه لابد من وقفة مراجعة، تتجاوز أخطاء الماضي، يستمع فيها ملاك الفضائيات التجارية الخاصة لرأي المشاهدين.
ومن هنا .. وحسماً للجدال الكبير حول القنوات الفضائية الخاصة فإننا نتقدم باقتراح تاريخي، يتضمن طي الصفحة الماضية، والبدء بصفحة جديدة.
فمن يكتب السطر الأول في هذه الصفحة ... ؟؟؟
أيها المحترمون .. ملاك القنوات التجارية والخاصة ..
إننا بصفتنا المستهدفين من هذه القنوات، ولأن العميل دائماً على حق، ولأن رضا المشاهد هو غاية ما تسعى إليه القنوات الفضائية التجارية الخاصة، من أجل ذلك ..
فسوف نبادر بكتابة المفردات الأولى في هذه الصفحة الجديدة .. وهي على النحو الآتي:
•إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض تلك المسلسلات العربية أو الأجنبية المدبلجة، المليئة بالخيانات الزوجية والأبناء غير الشرعيين .. ومشاهد العري والقبل الساخنة واللقاءات الحميمة .. والحوارات الرديئة الساقطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
•إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض الإعلانات التجارية ذات الإيحات والإشارات والأفكار القائمة على الإستغلال الجنسي للمرأة، أو تشجيع السلوكيات المنحرفة.
•إننا لن نسمح بعد اليوم ببث عروض الأزياء الفاضحة، سواءً للملابس الداخلية أو النوم أو لباس البحر، أو تلك الفساتين المناسبة لعروض الستربتيز الشهيرة.
•إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض أغاني الفيديو كليب ذات الملابس العارية والأوضاع المخلة وحركات الإثارة الجنسية، أو تلك الأغاني ذات الكلمات الداعية للرذيلة والمحرضة عليها.
•إننا لن نسمح بعد اليوم للمذيعين والمذيعات بتبادل كلمات الغزل، وتداول النكات المبطنة، والكلمات المفخخة بالجنس، والتعابير ذات المعاني المزدوجة.
•إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض البرامج الحوارية المستفزة لثقافة المجتمعات العربية، التي تصدم المجتمعات بالنماذج الشاذة من البشر، وتفتح لهم الشاشات للإعلان عن انحرافهم، وتبرير سلوكياتهم، وتهيئة المجتمع لقبولهم.
•إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض برامج المراقص والكباريهات والملاهي الليلية، التي نقلت العالم السفلي إلى كل بيت عربي، حيث تتزاحم أجساد الراقصين، وهي تنز بالعرق المشحون بالشهوة الذي يزكم الأنوف.
•إننا لن نسمح بعد اليوم باستمرار هذا الضغط الإعلامي من بعض القنوات التجارية التي تسعى بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى استلاب الهوية الثقافية، وإعادة صياغة شخصية المجتمعات العربية، وقولبة الشباب العربي ضمن إطارضيق لا يمثل سوى شريحة محدودة للغاية، قصرت اهتمامها على الإستهلاك المحموم، والتقليد الأعمى للطبقات الدنيا من المجتمعات الغربية.
•إننا لن نسمح بعد اليوم باستمرار هذا الضغط الإعلامي من بعض القنوات التجارية التي تزيد من تأزم المجتمع العربي، وتغرقه باهتمامات النصف الأسفل من الجسد، بينما العالم أجمع يتجه نحو التقدم والتنمية والإبداع والبناء، ومواجهة التحديات الحضارية الكبرى.
أيها المحترمون .. ملاك القنوات الفضائية التجارية الخاصة: إن هذه الرسالة تمثل دعوة صريحة لاحترام خصوصية المجتمعات العربية، والحفاظ على قيم الفضيلة، ودعم تماسك المجتمع العربي. لذلك ... فإننا نطالبكم بأن تراجعوا ما يعرض في قنواتكم، وأن تقوموا بالتأكيد على معدي البرامج ومخرجيها، والمسلسلات ومنتجيها بالتعامل بجدية بالغة مع هذه الرسالة، التي يوقع عليها آلاف المشاهدين العرب، الذين قرروا أن يتحدثوا بصوت واحد، سوف يمثل منذ اليوم عملية التغذية الراجعة أو رجع الصدى، التي تعتبر ركناَ أساسياَ في صناعة الإعلام. ونحن إذ نؤكد على ذلك فإننا لا نزال ندافع بقوة عن حرية الإعلام، وإطلاق الفضاءات المفتوحة للفن الجميل، ونتمنى مواصلة المنافسة الإيجابية بين القنوات، مع احترام رأي المشاهدين، والاستماع إلى أصواتهم، وأخذ آرائهم بعين الاعتبار، وعلى رأسها هذه الرسالة .. أما بالنسبة للمعلنين أصحاب الإعلانات غير الأخلاقية، أو الذين يفرضون شروطا معينة لبعض البرامج .. فهؤلاء سيكون لنا معهم شأن آخر.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11267&Itemid=27
ــــــــــــــــــــــــــ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:52]ـ
طيب , أين المجلات الإسلامية والجرائد الإلكترونية ذات الميول الإسلامية والمكواقع والمنتديات الإسلامية , عليهم أن يقوموا بحملة تعريف بهذه الجمعية , وعابهم بتثبيت مواضيع هذه الجمعية ..
أخي ابن رشد لا تلوم الصحف السعودية , فهي لا تمثل الراي السعودي إنما تمثل الراي الأمريكي والغربي وهم لديهم أجندة غربية يسيرون عليها.
لا تلاحظ تقاعس المواقع والمنتديات الإسلامية في نشر والتعريف بهذه الجمعية.
المشكلة أننا نحن - من يهتم بالشأن الديني - لا نعرف كيف نعمل , ألا ترى كيف قام أتباع الجرائد بتعميم القرار والعمل بشكل جماعي ومنظم , فلماذا لا نقوم نحن بتعميم قرار بنشر أمر هذه الجمعيات في كل الوسائل الإعلامية المتاحة ...
للأسف إذا رايت موضوع هذه الجمعية في المنتديات تجد أنه: لم يثبت وتقل الردود عليه وليس هناك اهتمام به , والله المستعان.(/)
جمعية فضيلة ... دعوة الى الفضيلة
ـ[اسعد]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 04:41]ـ
الرسالة الأولى من مؤسسي جمعية الدعوة إلى الفضيلة في وسائل الإعلام (فضيلة) - تحت التأسيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
من مؤسسي جمعية الدعوة إلى الفضيلة في وسائل الإعلام إلى ملاك القنوات الفضائية التجارية الخاصة:
لقد كانت انطلاقة البث الفضائي التجاري الخاص نقلة تاريخية في صناعة الإعلام العربي، حيث فتحت للإعلام العربي آفاقا كبيرة، ووضعت أمام المشاهد خيارات عديدة جداً لم يكن يحلم بها من قبل. وقد ساهمت الفضائيات في توسيع آفاق المعرفة، وتعزيز التواصل بين المجتمعات العربية، والانفتاح على الثقافات العالمية، إلا أنه في الوقت نفسه تفاقمت خلال السنوات الماضية ظاهرة برامج الإثارة ذات الأبعاد الغرائزية الواضحة، التي قدمت للمشاهد تحت شعار الترفيه والتسلية.
التتمة في:
http://www.fadhila.org/
لا تنسى ان تقوم بالتوقيع على العريضة(/)
رد دعوى ادعاها بعض التبليغيين على الشيخ الألباني رحمه الله
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 04:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
زعم بعض التبليغيين أن العلامة الألباني تراجع على فراش موته قبل أن يودع الدنيا قد تراجع عن قوله في فرقة (التبليغ)، وزعموا أن ذلك في حضور بعض طلابه، ومنهم (أبو مالك، ومشهور حسن).
وقد نشر بعضهم ذلك، وأقول: لقد فعلوا مع عدد ممن رد عليهم مثل ذلك!
وهذا مجلس علمي للشيخ مشهور حسن أجاب فيه على سؤال عن تلك الدعوى فردها:
http://www.mashhoor.net/inside/Lessons/fatwa/s08-8-2p2.mp3
وليعلم هؤلاء أن العمدة في الدليل والبينات، ولن تضيع البينات إذا تراجع عن قول الحق أحد كائنا من كان!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:29]ـ
أحسنت بارك الله فيك.
إن هؤلاء المجهّلة أفضل كلمة تليق بهم، هي كلمة العلامة الألباني: (صوفية عصرية)!!
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:38]ـ
جزاك الله خيراً أخي ناصر الكاتب
ولازلت قلماً مبدعاً
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 12:21]ـ
بارك الله فيك
ونسأل الله أن يهدي الجميع لاتباع السنة ونبذ الشرك والبدع
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 03:00]ـ
والفتوى المسجلة الصوتية بصوت الشيخ يرحمه الله، وبحضور طلبة العلم ...
هل ينكر صوت الشيخ .. ؟؟؟
الرجاء من الأفاضل سماع ذلكم التسجيل ... !!!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 03:37]ـ
مع أني لست تبليغيا وأنتقدهم في أمور , فليس المحُال عليه في المقال دليلا معتبراً
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 01:42]ـ
التبليغيون متصوفة مناوؤون للدعوة السلفية بل لعلّ أحقادهم عليها تفوق بكثير أحقاد الإخوان المسلمين ولا يشك في ذلك إلاّ أحد ثلاث:
- رجل طيّب حديث عهد بالساحة الدعوية
- متربص يتخفى في ثوب غيره
- دعيّ من أدعياء التجميع على غير التوحيد
أمّا أقوال العلاّمة الأباني رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر ومن أراد تصديق غير ذلك فليشرب من البحر ذلك أنّ الشمس لا يضرها إنكار العمي كما أنّ الأحلام لا تتحول إلى حقائق بمجرّد الأمنيات وما قرّره الشيخ مشهور حفظه الله هو الحق الذي يعرفه كلّ متابع للسجال الفكري بين الجماعات الإسلامية ..
فإذا أراد التبليغيون التحول عن ضلالهم إلى السير على صراط الله المستقيم فما عليهم إلاّ تجريد التوحيد لله عزّ وجل وتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم والبراءة من البدع وحينها فسيصيرون "تبليغيون" حقا .. عن محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وليس عن محمد إلياس الصوفي القبوري(/)
الرد على غلاة المكفرة وخطأ في سرد رواية قتل زوجة المختار
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 10:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
أورد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - هذه الرواية في قضية قتل زوجة المختار ردّة.
قال - رحمه الله - في [مختصر السيرة: 43]:
وهي قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وهو رجل من التابعين. مصاهر لعبد الله بن عمر - رضي الله عنه وعن أبيه - مظهر للصلاح. فظهر في العراق يطلب بدم الحسين وأهل بيته، فقتل ابن زياد، ومال إليه من مال، لطلبه دم أهل البيت ممن ظلمهم ابن زياد، فاستولوا على العراق، وأظهر شرائع الإسلام، ونصب القضاة والأئمة من أصحاب ابن مسعود - رضي الله عنه -. وكان هو الذي يصلي بالناس الجمعة والجماعة، لكن في آخر أمره: زعم أنه يوحى إليه، فسير إليه عبد الله بن الزبير جيشاً، فهزموا جيشه وقتلوه، وأمير الجيش مصعب بن الزبير، وتحته امرأة أبوها أحد الصحابة، فدعاها مصعب إلى تكفيره فأبت، فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها، فكتب إليه: إن لم تبرأ منه فاقتلها. فامتنعت، فقتلها مصعب.
وأجمع العلماء كلهم على كفر المختار - مع إقامته شعائر الإسلام - لما جنى على النبوة.
وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة التي هي من بنات الصحابة لما امتنعت من تكفيره، فكيف بمن لم يكفر البدو مع إقراره بحالهم؟ فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام، ومن دعاهم إلى الإسلام هو الكافر؟ يا ربنا نسألك العفو والعافية.
يبدو أن الشيخ - رحمه الله - لم يطابق ما رواه في كتابه مع كتب التاريخ ليضبط هذه الرواية، فرواها بما استذكره من معناها.
يقول غلاة المكفرة الذين يستدلون بهذه الرواية: فلو كان التكفير ليس من أصل الدين، واحتمال الخطأ فيه وارد في حق من يقترف الكفر الأكبر، لما سأل الصحابة زوجة المختار أن تكفّره .. فهذا دليل على أن التكفير من أصل الدين الذي لا يُعذر فيه أحد بالجهل.
أقول - بعون الله -: إن الشيخ محمد - رحمه الله - أخطأ في سرد هذه الرواية .. وحيث إن كتاب السيرة جلّه، بل كلّه، مستقى من كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير، فلنرجع إلى الأصل ولنر كيف أورد ابن كثير - رحمه الله - هذه الرواية.
قال ابن كثير في [البداية والنهاية: 8/ 318]:
وقد سأل مصعب أم ثابت بنت سمرة بن جندب امرأة المختار عنه فقالت: ما عسى أن أقول فيه إلا ما تقولون أنتم فيه، فتركها. واستدعى بزوجته الاخرى، وهي عمرة بنت النعمان بن بشير، فقال لها: ما تقولين فيه؟ فقالت: رحمه الله، لقد كان عبداً من عباد الله الصالحين، فسجنها. وكتب إلى أخيه إنها تقول إنه نبي، فكتب إليه أن أخرجها فاقتلها، فأخرجها إلى ظاهر البلد فضربت ضربات حتى ماتت.
فزوجته الثانية كانت تعتقد أنه رجل صالح مع ما أظهر من كفر وفجور .. وكانت تعتقد بنبوته ..
فهذه هي العلة التي قتلت بها، وليس لأنها "امتنعت عن تكفيره" ..
وبذلك سقط الاستدلال بهذه الرواية.
والحمد لله.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 03:33]ـ
والله كنت أتدبر ما نقله الشيخ محمد رحمه الله أمس، و أقول في نفسي- و هذا من شهور- لا بد من الرجوع إلى أصله للتحقيق ...
و الحمد لله قد سبقتني إلى هذا الخير و لخصت لنا الطريق ... فجزاك الله خير الجزاء و جعل جنة الفردوس مأوك و مستقرك ... آمين
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 05:45]ـ
و أقول في نفسي- و هذا من شهور- لا بد من الرجوع إلى أصله للتحقيق ...
يا كسول .. منذ شهور وأنت تفكر فيها، وتنتظر غيرك يبحث لك فيها؟ (ابتسامة).
بارك الله فيك وجمعنا الله بكم في الجنة.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يوجد أي خطئ في كلام الشيخ - رحمه الله - وهو مطابق تماما إلى ما تفضلت بنقله عن ابن كثير فالمختار الثقفي كان من أدعياء النبوة فشهادة زوجته له بالصلاح وانه كذلك - أي أنه نبي - إمتناع عن تكفيره.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 02:48]ـ
هناك فرق بين أن تقولي: سبب القتل هو المنع من التكفير (وهو لا يقتضي لزاماً الحكم بالصلاح والتقوى أو الإيمان بالنبوة)، وبين أن تقولي: سبب القتل هو الإيمان بنبوته واعتقاد صلاحه وتقواه ..
والفرق واضح ..
فإن الامتناع من التكفير لا يقتضي لزاماً الحكم بالصلاح والتقوى أو الاعتقاد بالنبوة.
والاعتقاد بالنبوة والصلاح والتقوى يقتضي لزاماً المنع من التكفير ..
وخذي مثالاً آخر ..
لو أن رجلاً قال: أنا لا أكفّر الرافضة .. فهل هذا كافر عندك؟
ولكنه لو قال: أنا أعتقد أن الرافضة على حق، وأنا أشهد بنبوة علي .. فهذا لا شك في كفره.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 03:11]ـ
فإن الامتناع من التكفير لا يقتضي لزاماً الحكم بالصلاح والتقوى أو الاعتقاد بالنبوة.
والاعتقاد بالنبوة والصلاح والتقوى يقتضي لزاماً المنع من التكفير ..
.
ممتاز وهذا عين ما قاله الشيخ رحمه الله وقلته أنا.
وهذا يبطل قولك بأن الشيخ أخطأ فيما قاله عن زوجة المختار وسبب قتلها.
فهو يرى أن اعتقادها بصلاح زوجها ونبوته امتناع عن تكفيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 03:14]ـ
كلام الشيخ مبني على قاعدة من لم يكفر الكافر أو شك في كفره أو صحح مذهبه فهو مثله و هذا صحيح، و لم يقل الشيخ إنه لا يعذر فيه بالجهل كما نسبته إلى الغلاة الذين يستدلون بالقصة، و قولها إنه نبي تصحيح لمذهب الكافر لأنه كفر بإدعاء النبوة فمن صحح مذهبه فهو مثله، فقولها هو نبي تصحيح لمذهب الكافر و عدم تكفيره به
و هذا هو الذي جعله الشيخ أحد نواقض الإسلام في رسالته المعروفة
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 05:09]ـ
فزوجته الثانية كانت تعتقد أنه رجل صالح مع ما أظهر من كفر وفجور .. وكانت تعتقد بنبوته ..
فهذه هي العلة التي قتلت بها، وليس لأنها "امتنعت عن تكفيره" ..
وبذلك سقط الاستدلال بهذه الرواية.
والحمد لله.
ما الفرق بين الشهادة لدجال بالنبوة و الصلاح و الامتناع عن تكفيره في مقام الاستفسار أو الاستتابة؟؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 07:29]ـ
ممتاز وهذا عين ما قاله الشيخ رحمه الله وقلته أنا.
وهذا يبطل قولك بأن الشيخ أخطأ فيما قاله عن زوجة المختار وسبب قتلها.
فهو يرى أن اعتقادها بصلاح زوجها ونبوته امتناع عن تكفيره.
يعني الأصل عند الشيخ في هذه المسألة هو: عدم تكفيرها للكافر .. وليس أن اعتقاد نبوته وصلاحه بذاته كفر؟
هذا كمن يستدل على كفر تارك الزكاة بترك بني حنيفة للزكاة .. فيقول: بنو حنيفة آمنوا بمسيلمة الكذاب نبياً الذي أسقط عنهم الزكاة .. وقد كفروا لأنهم منعوا الزكاة ..
فلا يجعل إيمانهم بمسيلمة الكذاب في نفس الأمر كفراً .. بل يجعل ما اقتضاه هذا الإيمان به من ترك الزكاة كفراً ..
وكمن يستدل على كفر تارك الصيام بكفر أتباع الأسود العنسي .. فيقول: أتباع الأسود العنسي أقروا بنبوته، وكفروا لأنهم تركوا الصيام!! ولا يجعل أصل تركهم الصيام (وهو إيمانهم به نبياً) كفراً ..
فالسؤال المطروح هنا هو:
هل إيمانها بنبوة المختار في نفس الأمر كفر؟؟ .. أم إنه كفر لأنه يقتضي الكفر (وهو المنع من تكفير الكافر)؟
إن كان اعتقادها في نفس الأمر بنبوته كفر .. سقط استدلال الشيخ محمد - رحمه الله - ..
وإن كان اعتقادها بنبوته ليس كفراً .. بل لأنه يقتضي الكفر (وهو عدم تكفيرها له) .. فهذا أوضح من أن أردّ عليه.
-----------
كلام الشيخ مبني على قاعدة من لم يكفر الكافر أو شك في كفره أو صحح مذهبه فهو مثله و هذا صحيح، و لم يقل الشيخ إنه لا يعذر فيه بالجهل كما نسبته إلى الغلاة الذين يستدلون بالقصة، و قولها إنه نبي تصحيح لمذهب الكافر لأنه كفر بإدعاء النبوة فمن صحح مذهبه فهو مثله، فقولها هو نبي تصحيح لمذهب الكافر و عدم تكفيره به
و هذا هو الذي جعله الشيخ أحد نواقض الإسلام في رسالته المعروفة
هل الإيمان بنبوة المختار في نفس الأمر كفر؟؟ أم لأنه يقتضي الكفر؟؟
هذا ذكرني بقول المرجئة .. يقولون: سبّ الله تعالى ليس كفراً بذاته، ولكنه يقتضي الكفر.
ما الفرق بين الشهادة لدجال بالنبوة و الصلاح و الامتناع عن تكفيره في مقام الاستفسار أو الاستتابة؟؟
لو غيرك قالها يا أبا عبد الرحمن .. أوأنت تسأل هذا السؤال؟
الفرق واضح جلي .. الشهادة بالنبوة لأحد الدجالين في نفس الأمر كفر .. أما الامتناع عن التكفير، فقد يداخله الشبهة .. كشبهة الجهل أو التأويل أو الجنون أو غير ذلك ..
يعني يمكن أن تجد رجلاً يقول: المختار كان على ضلال وكفر .. وهو ليس بنبي .. وليس بصالح .. ولكني لا أستطيع تكفيره لأنه لعله يكون جاهلاً .. أو مخبولاً .. أو تلبّس به جني ..
فهل امتناعه عن تكفير المختار هنا يقتضي إيمانه به نبياً؟؟
وخذ مثالاً في ذلك ..
قال ابن المقري في كتابه "الروض": (من تردد في تكفير اليهود والنصارى وابن عربي وطائفته فهو كافر).
ولكنني وجدت بعض المشايخ يمتنع عن تكفير ابن عربي، لأنه قرأ أن ابن عربي في آخر زمانه أصابه العته والخرف .. فصار يكتب الكفر وهو لا يعي ما يقول ..
فهل نقول إن هؤلاء المشايخ يكفرون لأنهم لم يكفروا ابن عربي؟؟
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 07:51]ـ
فهل نقول إن هؤلاء المشايخ يكفرون لأنهم لم يكفروا ابن عربي؟؟
الأمر لا يتوقف على قائل القول بل على القول، فالمهم أن نتفق على أن القول الكفري يكفر صاحبه بغض النظر عن التطبيقات التي قد تحتاج للنظر في موانع تكفير المعين ..
فمن رفض تكفير ابن عربي لأجل أنه لا يرى أن الحلول والاتحاد كفر فهنا مربط الفرس!
ومن رفض تكفير العنسي أو المختار لأجل أنه لا يرى كفر من يدعي النبوة فهنا بيت القصيد!
وهو من يقصده العلماء بأنه يكفر لأنه لا يكفر الكافرين أو يشك في كفرهم
بارككم الله
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف لماذا تصر على تعقيد الأمور وتخطئة الشيخ - رحمه الله -؟! مع أن الأمر واضح وضوح الشمس
هي كافرة لأنها رأت أنه نبي وأنه من عباد الله الصالحين وهو امتناع عن تكفير زوجها وهذا هو مقتضى قولك أن:
والاعتقاد بالنبوة والصلاح والتقوى يقتضي لزاماً المنع من التكفير ..
.
ثم ما دخل الشبهة والتأويل والجهل هنا؟!
فهل ادعاء النبوة أيضا فيه عذر بجهل وتأويل وشبهة؟!! سبحان الله
أما بالنسبة للخبل والجنون فسؤالها كان بعد إقامة الحد عليه وليس قبله، ثم هي لم تقل أنه كان مجنونا أصلا بل شهدت له بالصلاح والتقوى!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 08:48]ـ
الدليل على كفر من لم يكفر الكافر ليس قصة المختار ... فقصص الأعيان ليست أدلة ولا تصلح للإستدلال ... ولكن يُستأنس بها مع وجود الدليل الشرعي ..
إن كنت تريد ان تلغي قاعدة من لم يكفر الكافر أو شك في كفره كفر .. بهذه الشبهة التي لا طعم لها ... حيث لا فرق بين الروايتين من حيث الحكم مع اختلاف الالفاظ .. فالشهادة بأنه عبد صالح هي في مرتبة عدم تكفيره
أما عدم تكفير الكافر فهو كفر لأنه يلزم ولائه والأدلة من القرآن كثيرة على كفر من يتولى الكافرين وعلى أن الكافرين أولياء بعض ..
فعدم تكفير الكافر .. يلزم الشهادة بالاسلام لذاك الكافر
وهذا هو الكفر ...
ولتعرف الدليل عليها اقرأ قول الله في سورة الكافرون وقل لي ماذا تفهم منها؟؟؟ هل ستفهم أنه من كفر الكافر ومن لم يكفره سيان؟.؟؟!!
واقرأ قول الله تعالى " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ"
وإذا علمت أن الله – عز وجل – برئ من المشركين
- ? أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ... ? الآية
- ومن لم يتبرأ ممن برأ الله منه
- ? فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ... ? الآية
محمد - رسول الله ? - برئ من المشركين
- ? ... أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ... ? الآية
- ومن لم يتبرأ ممن تبرأ منه
- ? فليس من الله في شيء ... ? الآية
المسلمون – اوليآء الله بريئون من المشركين
- ? إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... ? الآية
- ? لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) ? الآية
- ومن لم يتبرأ ممن تبرأ منه المسلمون وأتبع غير سبيلهم
? أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً (151) ... ? الآية.
تأمل قول محمد بن عبد الوهاب رحمه الله "" أما صفة الكفر بالطاغوت، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتكفر أهلها وتعاديهم ".
وقال أيضاً:
" ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني، أو أنسي، أو شجرة، أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أنه أبوك وأخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت "
وكفى بذلك توضيحا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 08:51]ـ
أليس قولها إنه نبي امتناع عن تكفيره و امتناعها عن تكفيره هو قول بأنه نبي لأن من لم يكفر الكافر فهو مقر له على كفره الذي هو هنا إدعاء النبوة
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 09:57]ـ
(أبا شعيب) دعني أكلمك بصراحة و أرجوا أن لا يزعجك ذلك
مشكلتك أنك تُعقد ما هو بسيط بما يشبه الفلسفة و هذه سمة تغلب على ما تكتبه.
القضية في مُعين و أنت تُعمم الكلام
موانع التكفير في قضايا الأعيان المنقولة لنا لا تُفترض و عدم ذكرها يدل على عدمها و بخاصة إذا تولى هذا الأمر مثل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه
الموانع غائبة بالنسبة لهذه القضية لا شك في ذلك
و لو افترضنا الموانع لما سلم لنا حكم و لا حد
فعدم تكفير المرأة للمختار هو شهادة له بالنبوة لا شك في ذلك لأنها ما استتيبت الا لهذا السبب.
و شهادتها له بالنبوة لزم منه عدم تكفيره فالأمران متلازمان و كلاهما كفر.
فسواء قال القائل: كفرت لشهادتها له بالنبوة (ابن كثير)
أو قال:كفرت لعدم تكفيرها له (ابن عبد الوهاب) فالمعنى واحد.
أما إذا تكلمنا بالعموم فتدخل الموانع و غير ذلك.
فلا غضاضة في الاستدلال أو على الأقل الاستئناس بالقصة و القول بما دلت عليه لا يلزم منه الوقوع في الغلو بل هو الواجب المتعين.
ثم القول بقولك يلزم منه الحكم على محمد بن عبد الوهاب أنه من الغلاة بل من المؤصلين للغلو.
فإن قلت أنه معذور فمن هو دونه في العلم أعذر منه.
هذا و الله تعالى أعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:34]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[ QUOTE= أحمد الغزي;148692] أما عدم تكفير الكافر فهو كفر لأنه يلزم ولائه والأدلة من القرآن كثيرة على كفر من يتولى الكافرين وعلى أن الكافرين أولياء بعض ..
فعدم تكفير الكافر .. يلزم الشهادة بالاسلام لذاك الكافر
وهذا هو الكفر ...
أقول هذا التوجيه غير صحيح فإن قاعدة: (من لم يكفر الكافر فهو مثله) مدارها على تكذيب النصوص الشرعية كما ذكر أهل العلم في مصنفاتهم الشرعية، وبيان ذلك أن المسلم الذي لا يحكم بالكفر على من كفّره الله ورسوله بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع عنده، يكون قد رد على الله حكمه وامتنع عن قبول أمره والإنقياد لشرعه، وإن لم يلزم من هذا أن يوالي الكافر، إذ الموالاة معناها: نصرة أهل الكفر باللسان والسنان من أجل كفرهم
ولهذا فرق إمام الدعوة النجدية الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بين مسألة تكفير الكافر، وبين مسألة موالاة وتولي الكافر.
فقال في بيان الناقض الثالث من نواقض الإسلام العشرة: من لم يكفر المشركين، أوشك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفر.
وقال في مسألة الموالاة والتولي، الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) سورة المائدة الآية:51؛ راجع كتاب مجموعة التوحيد (صـ38)
وهذا التفريق بين المسألتين كما سبق مبناه على أن الموالاة أو التولي هي نصرة أهل الكفر، وأما مسألة إطلاق الأوصاف الشرعية وتنزيل المسميات الدينية على الأعيان فهذا ليس له علاقة بمسألة الولاء والبراء، فإن المسلم قد يطلق أوصاف الكفر على المسلم من باب الخطأ كما في حال التأويل والجهل والغضب ولا يلزم من هذا أنه قد ناقض أصل الولاء الذي هو ركن من أركان التوحيد الذي لا عذر فيه إلا بالإكراه أو انتفاء القصد .. فافهم جيداً
وإذا تقررما سبق نقول: إن أصل هذه القاعدة ودليلها الذي ترتكز وتقوم عليه، هو قوله تعالى: ((وما يجحد بأياتنا إلا الكافرون)) وقوله سبحانه: ((فمن أظلم ممن كذب على الله وكذّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين)) .. ونحوها من الأدلة الشرعية الدالة على كفر من كذّب بشيء ثابت من أخبار الشرع وأحكامه الظاهرة، لأن أحكام التكفير كما هو معلوم إنما تستفاد من الأخبار وليس الأوامر الشرعية، فيكون تكفير المخالف هنا من جهة أنه مكذّب لخبر الشارع الكريم .. فافهم جيداً.
وسوف نذكر جملة من أقوال أهل العلم تقررما سبق:
يقول العلامة البهوتي رحمه الله في بيان أحكام الردة: («أولم يكفر من دان» أي تدين «بغير الإسلام كالنصارى» واليهود «أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم» فهو كافرلأنه مكذب لقوله تعالى: ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين، «أو قال قولاً يتصول به إلى تضليل الأمة» أي أمة الإجابة لأنه مكذب للإجماع على أنها لا تجتمع على ضلالة .. ) إهـ كشف القناع عن متن الإقناع (5/ 146). للإمام منصور بن يونس البهوتي.
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: (وكل من حكم الشرع بتكفيره فإنه يجب تكفيره ومن لم يكفر من كفره الله ورسوله فهو كافر مكذب لله ورسوله وذلك إذا ثبت عنده كفره بدليل شرعي) إهـ فتاوي السعدي (صـ111) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
تأمل: كيف جعل صورة التكفير هنا قائمة على تكذيب الأخيار الشرعية الثابية، وعدم قبول الأحكام الدينية.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حكم من سب الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين: (وأما من جاوزذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلاّ نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لاريب في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غيرموضع من الرضى والثناء عليهم، بل من يشك في كفرمثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أوفساق، وأن هذه الآية التي هي " كنتم خير أمة أخرجت للناس" سورة آل عمران الآية:110؛ وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً أوفساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكُفرهذا مما يعلم بالإضطرارمن دين الإسلام .. ) إهـ الصارم المسلول (586/ 587).
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر: كيف جعل التكفير في هذه الحالة راجع إلى تكذيب أخبار الشرع وأحكامه الثابتة.
فالزعم بأن من لا يكفر الكافر هو كافر لأنه يلزم منه موالاته هو باطل معلوم لمن له أدنى تفقه في الشرع .. فإنه إن أخذنا بها للزمنا قطعاً تكفير كل من لا يكفّر من نرى كفره.
فيلزم من يرى كفر تارك الصلاة كسلاً أن يكفّر من لا يرى كفره، لأنه – بحسب هذه الإلزامات – والى الكافر ووالى كفره ..
فالحقيقة عند من يرى كفر تارك الصلاة لو قلنا بهذا اللازم أن من لا يكفّره فقد أدخله في دائرة الموالاة الإيمانية .. وهذا صحيح .. وأنه والاه ولم يتبرأ منه براءته من الكافرين .. وهذا صحيح .. وأنه قد والى كفره .. فيلزمه تكفيره ولا بد .. وإلا وقع في التناقض.
فصح بهذا أن دليل تكفير من يمتنع عن تكفير من كفره الشارع هو تكذيب الأخبار الشرعية ورد الأحكام الدينية بعد ثبوتها قطعاً.
يقول الشيخ أبو محمد المقدسي حفظه الله: ( .. ومن ثم فإن أصل هذه القاعدة ودليلها الذي ترتكز وتقوم عليه، هو قوله تعالى: ((وما يجحد بأياتنا إلا الكافرون)) وقوله سبحانه: ((فمن أظلم ممن كذب على الله وكذّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين)) ..
ونحوها من الأدلة الشرعية الدالة على كفر من كذّب بشيء ثابت من أخبار الشرع وأحكامه ..
ولذلك فإن القاضي عياض بعد أن نقل في الشفا (2/ 280 - 281) عن الجاحظ وثمامة زعمهم؛ أن كثيرا من العامة والنساء والبله ومقلّدة اليهود والنصارى وغيرهم؛ لا حجة لله عليهم، إذ لم يكن لهم طباع يمكن معها الاستدلال، قال: (وقد نحا الغزّالي قريبا من هذا المنحى في كتاب التفرقة،وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحدا من النصارى و اليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك، قال القاضي أبو بكر: لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن توقف في ذلك فقد كذّب النص والتوقيف أو شك فيه، والتكذيب أو الشك فيه، لا يقع إلا من كافر) أهـ.
ومثل ذلك قوله (2/ 286): (ولهذا نُكفّر من لا يُكفّر من دان بغير ملّة المسلمين من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحّح مذهبهم (2)، وإن أظهر بعد ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك) أهـ.
وإشارته بقوله: (ولهذا) كانت إلى قوله قبل ذلك: (وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب) أهـ.
- ولما كان (التكذيب والجحد لا يكون إلا بعد المعرفة أو الاعتراف) دل على ذلك أدلة تكفير المكذبين نفسها كقوله تعالى: ((وما يجحد بأياتنا إلا الكافرون)) فإن الجحد إنما يذكر بعد مجيء الآيات وبلوغها،وكذا قوله سبحانه: ((فمن أظلم ممن كذب على الله وكذّب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين)) .. وانظر في مثل هذا بدائع الفوائد لابن القيم (4/ 118).
فعلم بذلك أن حقيقة هذه القاعدة وتفسيرها على النحو التالي: (من لم يكفر كافرا بلغه نص الله تعالى القطعي الدلالة على تكفيره في الكتاب، أو ثبت لديه نص الرسول صلى الله عليه وسلم على تكفيره بخبر قطعي الدلالة؛ رغم توفر شروط التكفير وانتفاء موانعه عنده؛ فقد كذّب بنص الكتاب أو السنة الثابتة ومن كذب بذلك فقد كفر بالإجماع).
هذه هي حقيقة هذه القاعدة وهذا هو تفسيرها، بعد النظر في أدلتها واستقراء استعمال العلماء لها
وما لم يصرح ويعترف المرء بمعرفته للنص المكفر ورده له، فلا يصح إلزامه بذلك، ومن ثم تكفيره وفقا لهذه القاعدة؛ فإن المسألة ساعتئذ تتحول إلى التكفير بالإلزام أو بالمآل وسيأتي في خطأ التكفير بالمآل أن لازم المذهب ليس بمذهب، إلا أن يكون صاحب المذهب عارفاً عالماً بلزومه لمذهبه فيصرّح بالتزامه… ومادام جاهلا بذلك اللازم أو غافلاً عنه لا يشعر به ولا يقصده، فلا يلزمه، ولا يجوز إلزامه به بلا برهان.) إهـ رسالته الثلاثنية في التحذير من الغلو في التكفير (صـ257).
إذا أتفقنا على هذا المسألة نتكلم بعد ها في نقطة الكفر بالطاغوت وما هو القدر الذي يكفي في هذا الباب وهل هناك فرق بين الكفر بالطاغوت وتكفير الطاغوت ونعلق على كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ونجمع كل أقواله في المسألة حتى يتضح الحق فيها
ما رأيكم يا أخوة ننتظر منكم التعليق إن شاء الله تعالى وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:41]ـ
عذراً أخواني لقد وقع خطأ عند محاورة الإقتباس من كلام الأخ أحمد الغزي
وهذه الجملة أيضاً وقعت خطأ (التكفير كما هو معلوم إنما تستفاد من الأخبار وليس الأوامر الشرعية) إهـ
وهي زيادة وغير مقصودة.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:26]ـ
السلام عليكم،
لا أدري حقيقة من الذي يعقد الأمور .. أنا أم أنتم ..
الشيخ محمد - رحمه الله - جعل سبب تكفيرها هو الامتناع عن تكفير المختار .. ولم يذكر أنه الاعتقاد بنبوته (والذي هو الأصل).
الاعتقاد بنبوة المختار كفر في ذات الأمر .. والمنع من التكفير كفر بمقتضى الاعتقاد بالنبوة .. (يعني الأصل هو الاعتقاد بالنبوة الذي ينبني عليه المنع من التكفير إلزاماً وليس أصلاً).
فعندما يأتي الشيخ محمد - رحمه الله - ويقول إنها كفرت لأنها لم تكفّر المختار .. ويغفل عن أصل المسألة وهي: أنها لم تكفره لأنها تعتقد بنبوته .. فهذا خطأ يجب أن يصحح ..
وأنتم - سبحان الله - تستميتون في الدفاع عن هذا الخطأ وهو أجلى في البطلان من أن يصرف له هذا الوقت في الشرح .. ولا أدري، أهو بسبب اسم الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟؟ .. وكأنه الرجل الذي لا يخطئ؟
باختصار شديد ..
الاعتقاد بنبوة المختار في نفس الأمر كفر أكبر .. ولا يحتاج أن نقول: إنها كفرت لأنه ترتب على الاعتقاد بنبوته (الذي هو كفر بذاته) أنها لم تكفره .. أو أنها والته .. أو أنها أحبته .. أو ما إلى ذلك من مقتضيات هذا الأمر الذي هو في نفسه كفر.
هذا كمن يقول ..
ترك الزكاة كفر أكبر .. والدليل أن الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب نبياً امتنعوا عن الزكاة .. فالصحابة لم يكفروهم لأنهم آمنوا بمسيلمة نبياً، بل لأنهم منعوا الزكاة ترتيباً على معتقدهم بنبوة مسيلمة .. وهذا الكلام من أبطل الباطل ..
هذا مع اعتقادي أن قاعدة من لم يكفر الكافر صحيحة .. ولا أنكرها .. ولكن أنكر استدلال الشيخ محمد - رحمه الله - بهذه القصة ..
ولا أظنني عندي المزيد من القول إلا التكرار ..
فعدم تكفير المرأة للمختار هو شهادة له بالنبوة لا شك في ذلك لأنها ما استتيبت الا لهذا السبب.
و شهادتها له بالنبوة لزم منه عدم تكفيره فالأمران متلازمان و كلاهما كفر.
فسواء قال القائل: كفرت لشهادتها له بالنبوة (ابن كثير)
أو قال:كفرت لعدم تكفيرها له (ابن عبد الوهاب) فالمعنى واحد.
يبدو أنك لم تع كلامي جيداً الذي وجهته إليك.
أولاً: كيف جعلت عدم تكفيرها للمختار دليلاً على اعتقاده بنبوته؟ .. لو قالت: المختار فاجر فاسق، وهو على الباطل .. ولكنني لا أكفره .. فهل اقتضى هذا إيمانها بنبوته؟؟ .. سبحان الله.
فإن كان جوابك لا .. فدلّ ذلك على أن الاستدلال بهذه القصة في مسألة "من لم يكفر الكافر فهو كافر" باطل ..
وإن كان جوابك نعم .. فهذا يلزم أن كل من لم يكفر أي كافر .. فهو موافقه على كفره.
وثانياً: إن تحقق هذا، فقول القائل: كفرت لعدم تكفيرها له، باطل .. لأنها رتّبت على اعتقادها بالنبوة (الذي هو كفر في ذاته) أموراً كفرية أخرى .. فلا يمكن أن نستدل بالمقتضى ونترك الأصل الذي كفرت من أجله.
فلا غضاضة في الاستدلال أو على الأقل الاستئناس بالقصة و القول بما دلت عليه لا يلزم منه الوقوع في الغلو بل هو الواجب المتعين.
ثم القول بقولك يلزم منه الحكم على محمد بن عبد الوهاب أنه من الغلاة بل من المؤصلين للغلو.
فإن قلت أنه معذور فمن هو دونه في العلم أعذر منه.
لا .. ليس الأمر كذلك ..
أنا قلت: إن القاعدة الشرعية: "من لم يكفر الكافر فهو كافر" صحيحة، ولكن استدلال الشيخ بهذه الرواية باطل.
ثم هؤلاء الذين يستدلون بها يقولون: لو كان التكفير ليس من أصل الدين، لما دعا مصعب امرأة المختار إلى تكفيره .. فهذا دليل على أن الدعوة إلى تكفير الواقعين في الكفر الأكبر من أصل الدين، ولا يعذر أحد في الجهل به .. وهذا ما يوحي به أسلوب الشيخ في سرد الرواية.
فإن الحاكم لا يدعو الناس في الأحكام الشرعية ويقيم السيف على رقابهم إلا فيما تعلق بأصل الدين ..
أليس قولها إنه نبي امتناع عن تكفيره و امتناعها عن تكفيره هو قول بأنه نبي لأن من لم يكفر الكافر فهو مقر له على كفره الذي هو هنا إدعاء النبوة
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جعلت الأصل في المسألة هو: الامتناع عن التكفير .. مع أن الأصل هو: الاعتقاد بالنبوة (الذي في نفس الأمر كفر) الذي اقتضى الامتناع عن التكفير.
ثم تعليقاً على كلامك المخضب بالأحمر .. هل هذا يعني: أنه إن اعتقدت بفسقه وفجوره، وبطلان نبوته، ولكن لا تكفره مع هذا .. فهذا يعني أنها موافقة ضرورة على كفره؟
ثم ما دخل الشبهة والتأويل والجهل هنا؟!
فهل ادعاء النبوة أيضا فيه عذر بجهل وتأويل وشبهة؟!! سبحان الله
أما بالنسبة للخبل والجنون فسؤالها كان بعد إقامة الحد عليه وليس قبله، ثم هي لم تقل أنه كان مجنونا أصلا بل شهدت له بالصلاح والتقوى!!
المشكلة أنكم ترتبون على عدم تكفير الكافر إقراراً بالكفر ..
أنا ذكرت الشبهة والتأويل والجهل وغير ذلك من الموانع الباطلة التي قد يظنها جهلة الناس .. فيمتنعون من تكفير بعض الكفار، حتى لو ادعوا النبوة .. ولكن يشهدون عليهم بالفسق والفجور والضلال .. فهم هنا لم يكفروهم .. ولكن هل اقتضى هذا إيمانهم بنبوته؟؟
ثم لو قالت لهم: إنه رجل فاجر وفاسق .. ولكنها لا تكفره .. فهل اقتضى هذا إيمانها بنبوته؟
إن قلت لا، فاستدلال الشيخ محمد - رحمه الله - ساقط .. ولا يمكن الاستدلال بهذه الرواية في مسألة "من لم يكفر الكافر فهو كافر".
أما شهودها له بالصلاح والتقوى .. فإنه دليل على اعتقادها بنبوته .. أو ثبت عند مصعب بن الزبير دليل آخر على اعتقادها بنبوته .. لذلك كتب إلى أخيه وقال: إنها تعتقد أنه نبي .. ولم يقل: إنها لا تكفره ..
ولكن انظري كيف أورد الشيخ الرواية .. قال:
فدعاها مصعب إلى تكفيره فأبت، فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها، فكتب إليه: إن لم تبرأ منه فاقتلها. فامتنعت، فقتلها مصعب.
لماذا ذكر الشيخ مقتضى الاعتقاد بالنبوة دليلاً على المسألة .. ولم يذكر أصل المسألة وهو اعتقادها بالنبوة؟؟ .. ثم جعل أصل المسألة هي الامتناع عن تكفيره، فقال:
وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة التي هي من بنات الصحابة لما امتنعت من تكفيره
مع أن الصواب أنها اعتقدت بنبوته، بما أفضى إلى الامتناع عن تكفيره ..
والامتناع عن التكفير - كما ذكرت - لا يعني ضرورة الاعتقاد بالنبوة .. فقد تعتقد أنه على باطل وأنه ظالم فاجر .. ولكن لا تكفره ..
ومصعب كتب إلى أخيه يقول له: إنها تعتقد أنه نبي .. ولم يقل: إنها تمتنع عن تكفيره (أي أنه جعل أصل كفرها في اعتقاد النبوة، وليس في عدم التكفير) ..
إن كنت تريد ان تلغي قاعدة من لم يكفر الكافر أو شك في كفره كفر .. بهذه الشبهة التي لا طعم لها ... حيث لا فرق بين الروايتين من حيث الحكم مع اختلاف الالفاظ .. فالشهادة بأنه عبد صالح هي في مرتبة عدم تكفيره
الجواب في الأعلى .. وقاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر صحيحة .. ولكن الاستدلال بهذه الرواية ساقط.
الأمر لا يتوقف على قائل القول بل على القول، فالمهم أن نتفق على أن القول الكفري يكفر صاحبه بغض النظر عن التطبيقات التي قد تحتاج للنظر في موانع تكفير المعين ..
فمن رفض تكفير ابن عربي لأجل أنه لا يرى أن الحلول والاتحاد كفر فهنا مربط الفرس!
ومن رفض تكفير العنسي أو المختار لأجل أنه لا يرى كفر من يدعي النبوة فهنا بيت القصيد!
بارك الله فيك .. كلامك صائب
--------------
ليس عندي إضافة بعد ذلك .. وقد كررت الكثير من الكلام.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 12:48]ـ
الامام الدهلوي
من لم يكفر الكافر وقع في موالاة الكافر ووقع في رد حكم الله في هذا الكافر
ولكي لا تبتعد فكلنا يعلم أن هذه القاعدة تعمل في الكفار الاصليين والكفر المجمع عليه فلا داعي للقياس على الكفر المختلف فيه ككفر تارك الصلاة
وليتك قستها على كفر الحاكم المبدل لشرع الله أو على كفر من سب الذات الالهية؟؟
لا ادري ما العجب في ذلك
من تولى الكافر بعدم تكفيره كفر
ومن رد حكم الله في هذا الكافر وسمى من سماه الله كافر مسلم أيضا كفر بدره لحكم الله
اذا اتفقنا على ذلك .. ما الذي يضرك في رواية الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ طالما أنها لم تخالف محكم؟ أو قطعي
وسؤالي ..
إذا كانت القصة برواية الشيخ محمد بن عند الوهاب لا تعارض الاجماع ولا تعارض القطعي بل تؤكد القطعي
ما الذي يضرك منها وما الفائدة من ذكر الشبهة؟ هل هو رد وابطال الاجماع على كفر من لم يكفر الكافر؟؟
وسؤال على هامش الموضوع .. ما حكم محمد حسان وعمر عبد الكافي ومحمد راتب النابلسي .. عندكم بعد تزكيتهم الطاغووووووت القذافي والثناء عليه وشكره على خدمة الاسلام العظيم؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 04:20]ـ
يا كسول .. منذ شهور وأنت تفكر فيها، وتنتظر غيرك يبحث لك فيها؟ (ابتسامة).
بارك الله فيك وجمعنا الله بكم في الجنة.
و فيك بارك الله و غفر الله لي تكاسلي و رفعه عني (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 11:38]ـ
أخي أحمد الغزي جزاك الله خيراً.
وسبق أن وضحت لك أن قاعدة (من لم يكفر الكافر فهو مثله) مدارها على تكذيب النصوص الشرعية ورد الأحكام الدينية كما نقلت لك أقوال أهل العلم في المسألة ... وأما كون من لا يكفر كافر قد وقع في الموالاة المكفرة فهذا توجيه غير صحيح لأنه يلزم منه لوازم باطلة كما ذكرتها لك فراجعها في المشاركة السابقة.
وأما قولك: (ولكي لا تبتعد فكلنا يعلم أن هذه القاعدة تعمل في الكفار الاصليين) إهـ
فالجواب: أما كون القاعدة تُعمل في الكافر الأصلي فهذا صحيح ولكنه ليس بقيد وقد طبقها أهل العلم في الكافر المنتسب إلى الإسلام أيضاً.
يقول الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله في الجهمية: (نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس، فما رأيت قوماً أضل في كفرهم من الجهمية، وإني لأستجهلُ من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم) إهـ من مجموع فتاوى شيخ الإسلام (12/ 272).
فأت ترى أنه يعذر من لا يكفر الجهمية بالجهل ولولا ذلك المانع لحكم عليه بالكفر لأنه لم يكفر الكافر.
وأما قولك: (والكفر المجمع عليه) إهـ
فالجواب: كأنك تريد أن تقول أن المسألة مدارها على مخالفة الإجماع القطعي هل هذا صحيح؟!.
ولكن اعلم أن مخالف الإجماع لا يكفر إلا إن أقيمت عليه الحجة، وهذا بإجماع أهل العلم .. لأن الإجماع من المسائل الخبرية العلمية التي لا يكفر صاحبها إلا بعد إقامة الحجة.
وقد ذكر ابن تيمية – رحمه الله – كلاماً نفيساً في هذا الباب، فقد نقل عن أهل السنة والجماعة قولهم كما في [مجموع الفتاوى: 19/ 210]:
[-- وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قَدْ فَعَلْت}، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْخَطَأِ الْقَطْعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ. وَالظَّنِّيُّ مَا لَا يَجْزِمُ بِأَنَّهُ خَطَأٌ إلَّا إذَا كَانَ أَخْطَأَ قَطْعًا. قَالُوا: فَمَنْ قَالَ: إنَّ الْمُخْطِئَ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ يَأْثَمُ فَقَدْ خَالَفَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ الْقَدِيمَ. --]
ونقل عنهم أيضاً قولهم في [مجموع الفتاوى: 19/ 211]:
[-- وَأَيْضًا فَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً هُوَ أَمْرٌ إضَافِيٌّ بِحَسَبِ حَالِ الْمُعْتَقِدِينَ، لَيْسَ هُوَ وَصْفًا لِلْقَوْلِ فِي نَفْسِهِ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ يَقْطَعُ بِأَشْيَاءَ عَلِمَهَا بِالضَّرُورَةِ؛ أَوْ بِالنَّقْلِ الْمَعْلُومِ صِدْقُهُ عِنْدَهُ وَغَيْرُهُ لَا يَعْرِفُ ذَلِكَ لَا قَطْعًا وَلَا ظَنًّا. وَقَدْ يَكُونُ الْإِنْسَانُ ذَكِيًّا قَوِيَّ الذِّهْنِ سَرِيعَ الْإِدْرَاكِ فَيَعْرِفُ مِنْ الْحَقِّ وَيَقْطَعُ بِهِ مَا لَا يَتَصَوَّرُهُ غَيْرُهُ وَلَا يَعْرِفُهُ، لَا عِلْمًا وَلَا ظَنًّا. فَالْقَطْعُ وَالظَّنُّ يَكُونُ بِحَسَبِ مَا وَصَلَ إلَى الْإِنْسَانِ مِنْ الْأَدِلَّةِ، وَبِحَسَبِ قُدْرَتِهِ عَلَى الِاسْتِدْلَالِ، وَالنَّاسِ يَخْتَلِفُونَ فِي هَذَا وَهَذَا. فَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً لَيْسَ هُوَ صِفَةً مُلَازِمَةً لِلْقَوْلِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ حَتَّى يُقَالَ: كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ قَدْ خَالَفَ الْقَطْعِيَّ، بَلْ هُوَ صِفَةٌ لِحَالِ النَّاظِرِ الْمُسْتَدِلِّ الْمُعْتَقِدِ، وَهَذَا مِمَّا يَخْتَلِفُ فِيهِ النَّاسُ، فَعَلِمَ أَنَّ هَذَا الْفَرْقَ لَا يَطَّرِدُ وَلَا يَنْعَكِسُ --]
وأما قولك: (فلا داعي للقياس على الكفر المختلف فيه ككفر تارك الصلاة) إهـ.
فجوابه: أنني لم أعمل القياس في هذا الباب .. بل أنا أردُّ على اللازم الذي أوردته بلازم أخر يظهر فساده فقد قلت في مشاركتك السابقة: ( .. أما عدم تكفير الكافر فهو كفر لأنه يلزم ولائه .. ) إهـ
وهذا قول غير صحيح .. فإنه إن أخذنا به لزمنا قطعاً تكفير كل من لا يكفّر من نرى كفره.
فيلزم من يرى كفر تارك الصلاة كسلاً أن يكفّر من لا يرى كفره، لأنه – بحسب هذه الإلزامات – والى الكافر ووالى كفره ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يصح الإعتراض على هذا بأن تكفير تارك الصلاة من المسائل الإجتهادية وكلامنا عن القطعي!!.
لأننا نقول: وهل يلزم على ذلك أن يمتنع من يرى كفر تارك الصلاة عن تكفيره؟ .. لأنها مسائل اجتهادية؟
فإن قيل: لا، بل يجب عليه تكفيره إن رأى ذلك هو الصواب.
قلنا: فعليه، يكون عنده أن من لا يرى كفره موالياً لهذا الكافر وكفره، والعبرة بالحقائق والمسميات، لا بالأسماء.
فالحقيقة عند من يرى كفر تارك الصلاة لو قلنا بهذا اللازم أن من لا يكفّره فقد أدخله في دائرة الموالاة الإيمانية .. وهذا صحيح .. وأنه والاه ولم يتبرأ منه براءته من الكافرين .. وهذا صحيح .. وأنه قد والى كفره .. فيلزمه تكفيره ولا بد .. وإلا وقع في التناقض.
فصح بهذا أن دليل تكفير من يمتنع عن تكفير من كفره الشارع هو تكذيب الأخبار الشرعية ورد الأحكام الدينية بعد ثبوتها قطعاً ... وليس مجرد أنه يلزم منه أن يدخلة في الموالاة الإيمانية.
وأما قولك: (وليتك قستها على كفر الحاكم المبدل لشرع الله أو على كفر من سب الذات الالهية؟؟) إهـ
فالجواب: سبق أن قلت لك أنني لم أعمل القياس في هذا الباب بل أنا أرد على اللازم الفاسد بلازم يظهر فساده وهذا من طرق الإستدلال الصحيحة في نقض الشبهة وبيان زيفها.
وأما مسألة تكفير الحاكم المبدل لشرع الله .. فأنا لا أخالف في كفر هذا النوع من الحكام .. ولكن سؤالي لك هل تكفر من يمتنع عن تكفيره بسبب الشبهات الواردة عليه كأن يعذره بالجهل أو الإكراه أو يشترط في تكفيره الإستحلال والإعتقاد القلبي أو يرى أنه فعله كفر أضغر ما لم يصرح بلسانه أن تشريعه أحسن من شريعة الله عزوجل حتى وإن كان يتفق معنا في أصل المسألة أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر في الجملة ولكنه يتوقف في تكفير بعض أعيان الحكام وما رأيك في من لم يكفر صاحب هذه السبهة؟؟.
وما رأيك في من يعذر السكران الطافح الذي يسب الذات الإلهية .. وما رأيك في من يعذر الطاعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهالة ولا يكفره .. وما رأيك في من يعذر الشاك في قدرة الله عزوجل .. وما رأيك في من يعذر المتحاكم إلى الطاغوت بالجهل وعدم الإعتقاد القلبي .. وما رأيك في من يعذر لابس الصليب ويراه من الكبائر وليس الكفر ما لم يعتقد بقلبه.
فهل من يخالف في تكفير أصحاب هذه الأنواع من المكفرات الشنيعة هو كافر يجب أن تعمل فيه قاعدة من لم يكفر الكافر فهو مثله؟؟.
وأما قولك: (من تولى الكافر بعدم تكفيره كفر ومن رد حكم الله في هذا الكافر وسمى من سماه الله كافر مسلم أيضا كفر بدره لحكم الله اذا اتفقنا على ذلك .. ) إهـ
فالجواب: نتفق على أن من لا يكفر الكافر بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع هو كافر لأنه قد رد حكم الله تعالى في هذا الكافر
ولكن عندي سؤال هام هنا هو: معلوم أن كلمة التوحيد تقوم على شطران: إثبات ونفي
الأول: أن إثبات حكم الإسلام لمن وحّد الله هو من أصل دين الإسلام، وهو داخل في باب الإثبات من كلمة التوحيد.
فمن أصول الإثبات: اعتقاد أن من وحّد الله - سبحانه وتعالى - وعبده حق عبادته، ودان بدين الإسلام .. فهو مسلم موحّد .. ويترتب على ذلك الموالاة والمحبة.
فمن لا يحكم بإسلام الموحدين، فهو كافر .. ومن لا يواليهم ولا يحبهم، فهو كافر
فمن أدلة الكتاب العزيز:
- {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]
- {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الفتح: 29]
وبالآية الأخيرة استدل الإمام مالك - رحمه الله - على تكفير الرافضة لتكفيرهم عموم الصحابة.
ومن السنة المطهرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيما امرئ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما؛ إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه». [رواه مسلم].
وقال: «من دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه».
وقال: «أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر». [رواه أبو داود بسند صحيح].
وقال: «ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها: إن كان كافراً، وإلا كفر بتكفيره» [رواه ابن حبان بسند صحيح]
فما يقال في تكفير المشركين .. هو عين ما يقال في أسلمة الموحدين ..
ولكن .. على الرغم من ذلك، نجد أن جمهور العلماء لم يكفّروا الخوارج الذين كفروا عليّاً وأصحابه لشبهة عرضت لهم .. ويقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 3/ 282 - 283]:
[-- وَالْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ الَّذِينَ أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقِتَالِهِمْ، قَاتَلَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَحَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. وَاتَّفَقَ عَلَى قِتَالِهِمْ أَئِمَّةُ الدِّينِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ. وَلَمْ يُكَفِّرْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ الصَّحَابَةِ، بَلْ جَعَلُوهُمْ مُسْلِمِينَ مَعَ قِتَالِهِمْ، وَلَمْ يُقَاتِلْهُمْ عَلِيٌّ حَتَّى سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَأَغَارُوا عَلَى أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَاتَلَهُمْ لِدَفْعِ ظُلْمِهِمْ وَبَغْيِهِمْ لَا لِأَنَّهُمْ كُفَّارٌ. وَلِهَذَا لَمْ يَسْبِ حَرِيمَهُمْ وَلَمْ يَغْنَمْ أَمْوَالَهُمْ. وَإِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ثَبَتَ ضَلَالُهُمْ بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ لَمْ يُكَفَّرُوا، مَعَ أَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِقِتَالِهِمْ، فَكَيْفَ بِالطَّوَائِفِ الْمُخْتَلِفِينَ الَّذِينَ اشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ الْحَقُّ فِي مَسَائِلَ غَلِطَ فِيهَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ؟ فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِ مِنْ هَذِهِ الطَّوَائِفِ أَنْ تُكَفِّرَ الْأُخْرَى وَلَا تَسْتَحِلَّ دَمَهَا وَمَالَهَا، وَإِنْ كَانَتْ فِيهَا بِدْعَةٌ مُحَقَّقَةٌ، فَكَيْفَ إذَا كَانَتْ الْمُكَفِّرَةُ لَهَا مُبْتَدِعَةً أَيْضًا؟ وَقَدْ تَكُونُ بِدْعَةُ هَؤُلَاءِ أَغْلَظَ، وَالْغَالِبُ أَنَّهُمْ جَمِيعًا جُهَّالٌ بِحَقَائِقِ مَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ. --]
هذا مع كون الخوارج كفّرت من أجمعت الأمة على توحيده وصلاحه .. وكان وازعهم التأويل ومظنة اتباع الحق وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لا شقاقاً له ولا عناداً.
وقال في [مجموع الفتاوى: 28/ 518]:
[-- فَكَلَامُ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فِي الْخَوَارِجِ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ لَيْسُوا كُفَّارًا كَالْمُرْتَدِّينَ عَنْ أَصْلِ الْإِسْلَامِ، وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ الْأَئِمَّةِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ، وَلَيْسُوا مَعَ ذَلِكَ حُكْمُهُمْ كَحُكْمِ أَهْلِ الْجَمَلِ وصفين، بَلْ هُمْ نَوْعٌ ثَالِثٌ --]
ويمكن أن يستدل كذلك على عدم إكفار الصحابة للخوارج بفعل ابن عمر – رضي الله عنهما – وصلاته خلف نجدة الحروري، وهو أحد رؤوس الخوارج.
وينبغي أن نذكر في هذا المقام أن طائفة العلماء الذين كفّروا الخوارج إنما قالوا بذلك لأن تكفير الخوارج للصحابة مصادم للنصوص الصريحة في القرآن والسنة بإيمان الصحابة وعدالتهم .. وليس لأن الخطأ في تكفير الخوارج للصحابة ينقض أصل الدين ابتداء، أو أنهم أخلوا بذلك بأحد شروط الشهادتين .. (لاحظ أننا نتكلم عن الخطأ في إجراء حكم التكفير عند الخوارج، وليس في الحكم الشرعي العام، فإن الخوارج يعتقدون بلا شك أن من عبد الله ووحده فهو مؤمن ومسلم.).
وغير ذلك من النصوص الكثير التي يضيق بها المقام.
هذا في باب الإثبات .. وهو ركن التوحيد وأصل الدين كما قال الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
وسؤالي هو هل تتفق معي أن أسلمة الكفار هو بمنزلة تكفير المسلمين؟! .. انتظر منك الرد ولي عودة إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قولك: (وسؤال على هامش الموضوع .. ما حكم محمد حسان وعمر عبد الكافي ومحمد راتب النابلسي .. عندكم بعد تزكيتهم الطاغووووووت القذافي والثناء عليه وشكره على خدمة الاسلام العظيم؟) إهـ.
فالجواب: لا داعي لذكر الأسماء هنا حتى يظل الحوار قائم ونستفيد من المسائل الشرعية أكثر من الكلام عن الإشخاص
واما بالنسبة إلى مدح الكافر والثناء عليه فهذا في حد ذاته ليس كفر مجرد إلا إذا ترتب على مدحه كفر صريح كالرضا بما هو عليه من الكفر.
يقول العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله: ( ... وأما مَنْ يمدح النصارى، ويقول أنهم أهل العدل، أو يحبون العدل، ويكثر ثناءهم في المجالس، ويهين ذكر السلطان للمسلمين، وينسب إلى الكفار النصفة، وعدم الظلم والجور، فحكم المادح أنه فاسق عاص مرتكب كبيرة، تجب عليه التوبة منها، والندم عليها إذا كان مدحه لذات الكفار من غير ملاحظة صفة الكفر التي فيهم. فإن مدحهم من حيث صفة الكفر فهو كافر، لأنه مدح الكفر الذي ذمه جميع الشرائع،
. إلى أن يقول: وحاصله: أن مدح الكفار لكفرهم، ارتداد عن دين الإسلام، ومدحهم مجردًا عن هذا القصد كبيرة، يعزر مرتكبها بما يكون زاجرًا له.
وأما قوله أنهم أهل عدل، فإن أراد أن الأمور الكفرية التي منها أحكامهم القانونية عدل فهو كفر بواح صراح، فقد ذمَّها اللهُ سبحانه وشنع عليها، وسماها عتوًا وعنادًا وطغيانًا وإفكًا وإثمًا مبينًا وخسرانًا مبينًا وبهتانًا. والعدل إنما هو شريعة الله التي حواها كتابه الكريم، وسنة نبيه الرؤوف الرحيم ... فلو كانت أحكام النصارى عدلا لكانت مأمورًا بها، ولزم على ذلك التناقض والتدافع في الرد عليهم ... وهؤلاء سموا ما أمرهم الله بالكفر به عدلاً، وغلوْا في ضلالهم، ويريد الشيطان أن يضلَّهم ضلالاً بعيدًا. وإن أرادوا العدل المجازي، الذي هو عمارة الدنيا بترك الظلم، الذي هو تخريب الدنيا، فلا يلزم منه الكفر، لكنه يزجر عن ذلك الزجر البليغ ... إلى أن يقول: ( ... إلى أن يقول: فمن أهان السلطان، ورفع قدر الكفر، وأرباب الطغيان، أهانه الله: (ومن يهن الله فما له من مكرم).
. فإن أهان السلطان من حيث رعاية الإسلام، ومدح النصارى واليهود من حيث رعاية الكفر، صار مرتدًا. وإن مدح من حيث العمارة الدنيوية وضبطها، وحماية الرعية عن المظالم، وبذل الأموال في إقامة الناموس الدنيوي وعزة الدعوي، فينسب النصارى إلى القيام بذلك، والسلطان إلى القصور فيه، كان هذا المادح ممن غلب عليه حبُّ العاجلة على الآجلة، وأشرب قلبه حبّ الحطام الفاني، وبعد مرماه عن مراعاة سمة الإسلام، فهو بدنياه مغرور. ومحب العاجلة ومؤثرها على الآجلة، مفتونٌ ومأزورٌ، أعاذ اللهُ إخواننا المسلمين عن ذلك .. ) إهـ كتاب العبرة للعلامة القنوجي.
هذا حكم مدح الكفار من حيث الجملة فيه تفصيل بحسن نوع المدح وقصد المادح.
وأنت مطالب الأن بأن تأتي بنص كلام أؤلئك المشائخ في مدح القذافي حتى نعرف في أي نوعي المدح يندرج كلامهم.
وأختم بقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقد قال فيمن يجادل عن الطواغيت: (ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً فلا يخرجهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته، ولا يصلى خلفه.) إهـ الدرر السنية 10/ 53
قلت: هذا تفصيله في حكم المجادل عن الطواغيت ولم يجعلهم على رتبة واحدة والله اعلم.
ننتظر من الأخوة التعليق وجزاكم الله خيراً.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 11:49]ـ
وأنتم - سبحان الله - تستميتون في الدفاع عن هذا الخطأ وهو أجلى في البطلان من أن يصرف له هذا الوقت في الشرح .. ولا أدري، أهو بسبب اسم الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟؟ .. وكأنه الرجل الذي لا يخطئ؟
.
أتانا أن سهلاً ذم جهلاً ... علوماً ليس يعرفهن سهل
علوماً لو دراها ما قلاها ... و لكن الرضا بالجهل سهل
ليتك تبتعد عن مثل هذه الأساليب فهذا أفضل.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 12:22]ـ
إذا كانت القصة برواية الشيخ محمد بن عند الوهاب لا تعارض الاجماع ولا تعارض القطعي بل تؤكد القطعي
ما الذي يضرك منها وما الفائدة من ذكر الشبهة؟ هل هو رد وابطال الاجماع على كفر من لم يكفر الكافر؟؟
الفائدة قائمة بأمور:
منها: توضيح حقيقة الاستدلال بهذه الرواية، لضبط المسائل الشرعية ..
فلو جاءك رجل وقال: الدليل على كفر الحاكم بغير ما أنزل الله أن مسيلمة حكم بغير ما أنزل الله .. فماذا تقول في ذلك؟؟ هل ستترك هذا الاستدلال أم تثبت له أن دليله باطل، مع صحة ما يستدل له؟
ومنها: أن هذه الرواية لم ترد هكذا في كتب التاريخ .. بل وردت على أنهم قتلوها لإيمانها بنبوة المختار .. وهذا من ضبط روايات التاريخ ..
ومنها: أن الخلل في ضبط الآثار الشرعية يورث خللاً في الاستدلال .. كما حدث لغلاة المكفرة الذين جعلوا تكفير الكافر من أصل الدين .. وأنه لا يدخل الإسلام أحد إلا إن عرف أن فلاناً وفلاناً كافر .. وأنه لو أخطأ بالتأويل .. أو ظن أن فعله الباطل ليس كفراً لجهله، مع اعتقاده ببطلانه .. فهذا عندهم كافر ..
وهذا ما يورثه الخلل في ضبط الروايات التاريخية ..
وكان على الشيخ محمد - رحمه الله - أن يذكر الرواية كما ذكرها أهل السير .. ولا يذكرها بفهمه لها وبمعناها .. لأن هذه شريعة، وهذا دليل .. والدليل يضعف بالمعنى، بل ويسقط الاستدلال به إن اختلت ألفاظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 01:20]ـ
جزاااااكم الله خيرا ..
نعم .. ما أجمل التحقيق؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 01:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذه دراسة سريعة للروايتين، ومقارنة بينهما ..
أولاً: رواية الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ..
قال:
فدعاها مصعب إلى تكفيره فأبت، فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها، فكتب إليه: إن لم تبرأ منه فاقتلها. فامتنعت، فقتلها مصعب.
وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة التي هي من بنات الصحابة لما امتنعت من تكفيره .. إلخ
الذي توحي به هذه الرواية هو: أن عدم تكفير هذه المرأة للمختار هو الأصل في كفرها .. وهذا كقاعدة شرعية تستقى من هذه الرواية، يدلّ على أنه لا يُعذر أحد في الجهل بمسائل التكفير .. وإلا لما كان من داع لمصعب أن يقيم السيف على رأس المرأة حتى تقر بتكفيرها له، ولا كان من داع أن يدعوها ابتداء إلى تكفيره إن كان الجهل بكفره يبقيها على الإسلام.
ثانياً: رواية الحافظ ابن كثير - رحمه الله - (وهي الأصل):
فقال لها: ما تقولين فيه؟ فقالت: رحمه الله، لقد كان عبداً من عباد الله الصالحين، فسجنها. وكتب إلى أخيه إنها تقول إنه نبي، فكتب إليه أن أخرجها فاقتلها، فأخرجها إلى ظاهر البلد فضربت ضربات حتى ماتت.
ما يستقى من هذه القصة أمور:
- الأول: أن مصعباً لم يدعها إلى تكفيره .. إنما سألها عن قولها فيه، لا أكثر.
- الثاني: أنها ترحّمت عليه وشهدت له بالصلاح والتقوى، على ما فعل من كفر وفجور وعداء للدين .. بما يوحي بموافقتها له على ما هو عليه.
- الثالث: فهم مصعب من قولها أنها تعتقد بنبوته .. وربما رأى دلائل وشواهد أخرى جزمت له بذلك، أو أن الراوي غفل عن ذكر جميع كلامها فيه.
- الرابع: مصعب راسل أخاه وذكر له أنها تعتقد بنبوته، فأفتى عبدالله بن الزبير بقتلها ردّة عن الدين، بمقتضى قول أخيه فيها (وهو اعتقادها لنبوته) ..
- الخامس: أن هذين الصحابيين جعلا اعتقادها بنبوة المختار هو الأصل في كفرها ..
- السادس: لو أن المرأة صرّحت ببطلان نبوة المختار، وشتمته واحتقرته (دون ذكر منها لمسألة التكفير) .. لتركها الصحابة في حالها .. لأنهم إنما قتلوها لاعتقادها بنبوته .. لذلك أرسل معصب إلى أخيه يقول: (إنها تعتقد أنه نبي) .. ولم يقل: (إنها تمتنع عن تكفيره).
==============
ما الذي ينتجه لنا الجمع بين الروايتين بناء على كلام الشيخ محمد؟؟
ينتج لنا التالي:
أن امتناع امرأة المختار عن تكفيره كان دليلاً على اعتقادها بنبوته .. (لأن الشيخ محمد يجعل الأصل في كفرها هو الامتناع عن تكفيره .. وابن كثير في روايته جعل الأصل في كفرها هو اعتقاد نبوته .. فكان الامتناع عن تكفير المختار اعتقاد بنبوته) .. فينتج لنا قاعدة شرعية مفادها: أن الامتناع عن تكفير الكافر اعتقاد بالكفر وإقرار .. وهذا باطل، وهو غير متلازم .. فيمكن أن تعتقد بفسقه وفجوره (دون تكفير) وبطلان نبوته، وهذا معقول مفهوم ..
فمن جعل الامتناع عن التكفير لازماً لاعتقاد النبوة، فقد أبعد النجعة كثيراً .. وهذا يعني أن كل من يمتنع عن تكفير أي كافر، فهو ضرورة يعتقد بالكفر .. وهذا باطل شرعاً وعقلاً.
وهذه أعظم تكأة لأصحاب الغلو في التكفير .. وهذا ما بنوا عليه مذهبهم.
كذلك، بالجمع بين الروايتين .. نرى أن الشيخ محمد - رحمه الله - قد استدل بالمقتضى على الأصل .. وهذا باطل معلوم عند أهل العلم (جعلنا الله وإياكم منهم).
كيف ذلك؟
اعتقادها بالنبوة اقتضى امتناعها عن التكفير .. وهذا معناه أن أصل الكفر هو اعتقاد النبوة .. ومقتضى الكفر امتناعها عن التكفير.
ما وجه بطلان الاستدلال بالمقتضى على الأصل؟
وجه البطلان هو أن المقتضى لا يلزم منه قطعاً الدلالة على الأصل .. ولكن الأصل يلزم منه قطعاً الدلالة على المقتضى.
مثاله عندنا هنا هو: أن الامتناع عن تكفير المختار لا يلزم منه قطعاً الاعتقاد بنبوته .. بل قد يعتقد ببطلان نبوته، ولكن يمتنع عن تكفيره ..
ولكن عندما نستدل بالأصل على المقتضى نقول: الاعتقاد بنبوته يلزم منه قطعاً عدم تكفيره ..
فعليه .. عند جمع الروايتين، يظهر لنا أن الشيخ محمد استدل بالمقتضى على الأصل .. وهذا أظهر من الحاجة إلى كشف فساده.
لذلك .. كان على الشيخ - رحمه الله - أن يضبط هذه الرواية ويطابقها مع كتب السير والتاريخ، حتى لا يأتي من بعده من يخطئ الفهم ويغلو في التكفير.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 02:24]ـ
- السادس: لو أن المرأة صرّحت ببطلان نبوة المختار، وشتمته واحتقرته (دون ذكر منها لمسألة التكفير) .. لتركها الصحابة في حالها .. لأنهم إنما قتلوها لاعتقادها بنبوته .. لذلك أرسل معصب إلى أخيه يقول: (إنها تعتقد أنه نبي) .. ولم يقل: (إنها تمتنع عن تكفيره).
.
لو أبطلت نبوته و شتمته و احتقرته لكنها تزوجته و هو يدعي النبوة هل سيتركها الصحابة في حالها؟ و هل تعد مسلمة من تزوجت مدعي النبوة؟ فإن كانت تكفره و تزوجته فهي كافرة و إن كانت لا تكفره و قد ادعى النبوة فهي كافرة
و الشيخ محمد لم يأت باللازم الذي ذكرت أن الغلاة يستدلون بكلامه عليه أنه لا يعذر بالجهل في التكفير، فإذا كان الكفر يعذر فيه بالجهل فكيف بالتكفير، فمن قال إنها لم تقم عليها الحجة هي و زوجها
فلو رددت على الغلاة بأن القصة بالروايتين لا تدل على أن التكفير لا يعذر فيه بالجهل أصلاً لانتهت شبهتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 02:53]ـ
(أبا شعيب) قلت في سابق كلامك:"ثم هؤلاء الذين يستدلون بها يقولون: لو كان التكفير ليس من أصل الدين، لما دعا مصعب امرأة المختار إلى تكفيره .. فهذا دليل على أن الدعوة إلى تكفير الواقعين في الكفر الأكبر من أصل الدين، ولا يعذر أحد في الجهل به .. وهذا ما يوحي به أسلوب الشيخ في سرد الرواية.
فإن الحاكم لا يدعو الناس في الأحكام الشرعية ويقيم السيف على رقابهم إلا فيما تعلق بأصل الدين .. "
هل يسعك بعد أن قلت هذا أن تقول أن الشيخ محمد ليس من " غلاة المكفرة "؟؟!
يعني لما تقف على كلام لمعاصر ينقل كلام محمد بن عبد الوهاب و يقول بما دل عليه فهو من الغلاة في التكفير
و صاحب القول ذاته لا يكون كذلك؟؟!
ممكن تقول لنا ما هو السبب؟؟
فمن تابع غيره على "خطئه" كيف يختلف حكمه عن حكم صاحب" الخطأ "؟
لعلك تتكتشف الآن أنك أنت الذي تستميت في الدفاع عن الشيخ و لكن بالباطل
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 03:22]ـ
أجيبك بما أجبتني به من قبل:
لهم أن يجيبوا و قد فعلوا
قالوا: أن الحديث في صحيح مسلم على غير ما أورده ابن تيمية
جاء في رواية مسلم:" قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم. قال: فإن جبريل أتاني ... "
ثم حتى على اللفظ الذي أورده ابن تيمية فليس هنالك شك فضلاً على الجهل
فمهما لا تفيد الاستفهام بذاتها.
كأن تقول مثلا:" مهما تأخرت فإني منتظرك" فمن تخاطبه إن قال: "نعم" فلا يُفهم من هذا أنك شككت و لا جهلت.
أما إلزامك لهم فبإمكانهم أن يلزموا مخالفهم بما هو أشنع
و هو أنه جمع و قوع الكفر من عائشة رضي الله عنها إلى الجهل وهي أعلم نساء العالمين و هذا بعد أن قضت سنين طويلة في بيت النبوة و قبل ذلك بيت صديق هذه الأمة.
بله نسبة التفريط إلى النبي عليه السلام في تعليم خاصة أهل بيته بديهيات التوحيد و هذا حتى قبيل وفاته إذ الحادثة متأخرة جدا.
فكيف يُجيب؟
و أي الالزامين أشنع؟!
المقام ليس مقام إلزام واصل دون هذا وفقك الله.
فأقول لك ليس المقام مقام إلزام .. فلازم المذهب ليس بمذهب إلا إن التزمه صاحبه .. وإن شئت أن تخاصمني بالشيخ محمد بن عبدالوهاب .. خصمتك بالشيخ ابن تيمية، ويلزمك أنه يقول أن عائشة - رضي الله عنها - وقعت في الكفر، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرّط في تعليمها.
إذا قلت أنا لا ألزمه بذلك .. مع أن هذا ما يستلزمه ظاهر كلامه .. فقد وصلت إلى المبتغى.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 04:25]ـ
لو كنت كتبتُ مقالاً و عنونته:" تكفير من اتهم أمنا عائشة بالكفر" مثلاً لحُق لك إلزامي بذلك مع أني تكلمت بلسان غيري و هذا يعفيني من اللوازم.
ما ذكرته لك من إلزام هدفه أن تستفيق مما انت فيه
فحنقك على من تسميهم"غلاة المكفرة" و تارة " الخوارج " لا يبرر لك حملة التهويل التى تشنها منذ فترة.
و حتى تعلم أن حكمك على هؤلاء الناس لن يشمل بعض الأعيان مع تطابق أقوالهم فتعلم أن هناك خلل عندك من الناحية العلمية أو من ناحية التجرد و العدل.
و ما فعلت هذا إلا لكونك تُعقد ما هو ظاهر و تشغل به نفسك و غيرك.
ثم لا أدري ما يمنعك من التزام ما ألزمتك به أو بيان أن اللازم لا يلزمك بالحجة و البرهان؟!
فلك أن تلزمني بما يصدر مني لا بما أنسبه لغيري فقد قلتُ فيما نقلتَه عني:"لهم أن يجيبوا و قد فعلوا
قالوا: .... "
فان كان هناك لازم فلست معنياً به
وفقك الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:07]ـ
كما ذكرت لك، فلازم المذهب ليس بمذهب إلا إن التزمه صاحبه .. وقد يورد المرء رواية، وهو يرى فيها جانباً من الحق الذي يدعو إليه، ويغفل عما تلزمه هذه الرواية من معان.
ودليل ذلك أن الشيخ محمد - رحمه الله - لم يُعهد عنه تكفير العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر بالجهل .. فهل ورد عنه ذلك أو عن غيره من أئمة الدعوة؟
فإن قلت لي لا .. فقد بطل إلزامك لي بهذه اللوازم .. وإن قلت نعم، فهات نر ما يقول الشيخ في العاذرين لهؤلاء بالجهل .. هل يقول بكفرهم تعييناً كما يقول هؤلاء الغلاة في كلّ من أعذر المشركين بالجهل، ويكفرونهم بالتعيين؟؟
لو كفّروهم كفر نوع، وقالوا لا نكفّر عيناً إلا من قامت عليه الحجة، لأمكن لنا أن نعذرهم .. أما أن يكفّروا عيناً من أخطأ في مسائل اجتهادية مثل هذه، فهذه لا يتجرأ عليها إلا أهل البدع ..
وسؤال أوجهه إليك .. لماذا لا نعذر الخوارج بالتأويل، مع أن لديهم أدلتهم من الكتاب والسنة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:11]ـ
لو أبطلت نبوته و شتمته و احتقرته لكنها تزوجته و هو يدعي النبوة هل سيتركها الصحابة في حالها؟ و هل تعد مسلمة من تزوجت مدعي النبوة؟ فإن كانت تكفره و تزوجته فهي كافرة و إن كانت لا تكفره و قد ادعى النبوة فهي كافرة
و الشيخ محمد لم يأت باللازم الذي ذكرت أن الغلاة يستدلون بكلامه عليه أنه لا يعذر بالجهل في التكفير، فإذا كان الكفر يعذر فيه بالجهل فكيف بالتكفير، فمن قال إنها لم تقم عليها الحجة هي و زوجها
فلو رددت على الغلاة بأن القصة بالروايتين لا تدل على أن التكفير لا يعذر فيه بالجهل أصلاً لانتهت شبهتهم
ما حال من تزوجته قبل ادعائه النبوة، ثم لم تستطع فراقه؟
ثم على كلامك هذا، فإنها لن تسلم .. سواء اعتقدت بكفره أم لم تعتقد ..
فإن قالت نعم، هو كافر .. يعني هي استحلت الزواج من الكافر .. فهي كافرة.
وإن قالت لا، هو غير كافر .. فهي لم تكفر الكافر، فهي كافرة ..
ولكن الحال هنا هو أن الصحابة لم يكفّروا زوجته الأولى بعد تبرؤها منه .. ولم يقولوا: أنت كافرة لأنك كنت زوجة كافر.
أما اللازم .. فهذا لم أقله في حق الشيخ - رحمه الله - .. إنما أوردت ما يلزم من كلامه .. ولازم المذهب ليس مذهباً إلا إن التزمه صاحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:48]ـ
لا تبعدنا عن الموضوع
ما أُنكره عليك لا علاقة له بلازم المذهب
إن كانت لك رغبة في الاجابة فلتكن على ما أنكره عليك ليس على غيره
أنت تحكم على طائفة من الناس بالغلو في التكفير
لأن من مذهبهم أن:"لو كان التكفير ليس من أصل الدين، لما دعا مصعب امرأة المختار إلى تكفيره .. فهذا دليل على أن الدعوة إلى تكفير الواقعين في الكفر الأكبر من أصل الدين، ولا يعذر أحد في الجهل به "
ثم قلت:" وهذا ما يوحي به أسلوب الشيخ في سرد الرواية ".
فظهر أن ما فهمته أنت من كلام محمد بن عبد الوهاب هو عين مذهب " غلاة المكفرة "
فهو مذهبه و ليس لازم مذهبه على الأقل عندك
الآن أنت تطلب ممن يرى مثل رأيك أن يأتي بالدليل!!!
و هذا عجيب ...
و الأعجب من ذلك تنصلك من قولك الأول عندما قلت:" ودليل ذلك أن الشيخ محمد - رحمه الله - لم يُعهد عنه تكفير العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر بالجهل .. "
هل اتضح لك ما أنكره عليك؟؟!
الآن إن كان كلام الشيخ يُفهم منه ما ذهب إليه القوم كما قررته أنت فيلزمك التسوية بين بينهم في الحكم
لأنهم فهموا من كلام الشيخ ما فهمته أنت و القضية قضية معنى القول و ليس لازمه.
أما إن كانت الأخرى
فعليك سحب كلامك الأول
الشئ المؤكد أن عندك تخبط ظاهر في هذا الموضوع وغيره
فالتحاول معرفة السبب.
وفقك الله.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:50]ـ
فظهر أن ما فهمته أنت من كلام محمد بن عبد الوهاب هو عين مذهب " غلاة المكفرة "
فهو مذهبه و ليس لازم مذهبه على الأقل عندك
الآن أنت تطلب ممن يرى مثل رأيك أن يأتي بالدليل!!!
هداك الله .. أوهكذا فهمت كلامي؟
أنا قلت:
وهذا ما يوحي به أسلوب الشيخ في سرد الرواية.
ولم أقل: إن هذا هو مذهب الشيخ في هذا المسألة ..
ولعلّ هذا القول هو ما اعتاص عليك وعيه .. ولكن حتى أبسط لك القضية، سأضرب لك في ذلك مثالاً ..
قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ليس منا من لم يتغن بالقرآن} .. يوحي بأن الذي لا يتغنى بالقرآن كافر .. ولكن عند جمع أدلة المسألة، يتبين لنا غير ذلك.
وكثير من النصوص الشرعية يوحي ظاهرها بالكفر الأكبر .. ولكن عند جمع أدلة المسألة، يظهر أن ما أُجمل في موضع، فُصّل في موضع آخر .. وما اشتبه في موضع، بان في موضع آخر.
فعليه لا يلزم مما يوحي به ظاهر الكلام أن يكون هو مذهب قائله، خاصة وإن لم يصرّح بذلك، أو لم يُعهد عنه القول بما فُهم من كلامه ..
لذلك قلتُ في موضع آخر:
ودليل ذلك أن الشيخ محمد - رحمه الله - لم يُعهد عنه تكفير العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر بالجهل
وأما قولك:
فهو مذهبه و ليس لازم مذهبه على الأقل عندك
لم أقل بهذا .. بل قلت: يوحي به أسلوبه في سرد الرواية .. وهذا السرد أصلاً خاطئ وغير معوّل عليه، فهو رواها بالمعنى مع الإخلال ببعض جوانبها وألفاظها المهمة ..
وتقول:
الآن أنت تطلب ممن يرى مثل رأيك أن يأتي بالدليل!!!
و هذا عجيب ...
العجيب حقاً أنك قوّلتني ما لم أقله، ثم بنيت على هذا الفهم الخاطئ لكلامي استنتاجات وإلزامات أخرى.
ثم تقول:
و الأعجب من ذلك تنصلك من قولك الأول عندما قلت:" ودليل ذلك أن الشيخ محمد - رحمه الله - لم يُعهد عنه تكفير العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر بالجهل .. "
هل اتضح لك ما أنكره عليك؟؟!
الأولى أن تجمع كلامي على أن تقول بالتناقض أو التراجع أو التنصل .. فإن لم تستطع، فاسأل صاحب القول ليبيّنه لك ..
ليس في كلامي تنصلاً ولا تناقضاً ..
ما اشتبه من كلام الشيخ وأوحى به أسلوبه، لا يعني ضرورة أنه مذهبه الذي يقول به .. خاصة إن كان لم يُعهد عنه القول بذلك صراحة ..
وقد قلت أيضاً:
وقد يورد المرء رواية، وهو يرى فيها جانباً من الحق الذي يدعو إليه، ويغفل عما تلزمه هذه الرواية من معان.
فهو أورد تلك الرواية بهذا الأسلوب ليثبت قاعدة: من لم يكفر الكافر فهو كافر .. وهي قاعدة صحيحة، مجمع عليها عند العلماء .. لكن أسلوبه في السرد كان خاطئاً ..
وما أوحى به أسلوبه لا يعني ضرورة أنه على هذا الوحي ..
الآن إن كان كلام الشيخ يُفهم منه ما ذهب إليه القوم كما قررته أنت فيلزمك التسوية بين بينهم في الحكم
لأنهم فهموا من كلام الشيخ ما فهمته أنت و القضية قضية معنى القول و ليس لازمه.
رددت على أكثر هذا الكلام .. لكنني أضيف .. من أبطل الباطل أن يأخذوا قولاً من أقواله كأنه وحي من عند الله، أو كأنه معصوم لا يخطئ في سرد النصوص أو التعبير .. ثم ينسبون هذا المذهب إليه، ثم يبنون على ذلك تكفير كثير من علماء المسلمين وصالحيهم.
فلو كان حقاً هذا مذهب الشيخ (كما يوحي به كلامه المجتزأ دون اعتبار الموضع والمقام الذي قيل فيه)، فليأتونا بنص صريح يدلل به على هذا المذهب ويؤصّل له ..
=============================
ولكن أقول لك .. الحوار في ذلك لا يجدي نفعاً وليس ذا فائدة ..
إن كنت لم تقتنع بكلامي السابق .. فأقول لك ببساطة: أخطأت العبارة .. وخانتني الألفاظ .. وقد قال الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}
وحتى أرضيك ونخرج من الخلاف .. أقول لك:
كلام الشيخ لا يوحي بذلك، بل أنا أخطأت فهم كلامه لأنني ظننت أنه يوحي بذلك .. وهم أخطأوا فهم كلامه .. وبنوا عليه أموراً من أبطل الباطل، فغلوا في التكفير، وجاءوا ببدعة ما أنزل الله بها من سلطان.
فأرجو الآن أن نركّز على أصل الموضوع .. إن كان عندكم أي إضافة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:17]ـ
أخواني عند سؤال بسيط وأريد عليه جواب واضح
البعض يقول أن تكفير الأعيان من مسائل أصول الدين الذي لا يعذر فيه أحد بالجهل أو الشبهة وينسبون هذا القول إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
ولكن إذا كان الأمر كما قالوا فلما ترخّص الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في حكم هذه المسألة وتأخر عن بيانها للناس مع أنه من المعلوم أنه لا يجوز الترخص في مسائل أصول الدين أو تأخير بيانها وقت الحاجة.
فقد قال رحمه الله: ( ... ولولا أن الناس إلى الآن ما عرفوا دين الرسول، وأنهم يستنكرون الأمر الذي لم يألفوه، لكان شأن آخر؛ بل والله الذي لا إله إلا هو، لو يعرف الناس الأمر على وجهه، لأفتيت بحل دم ابن سحيم وأمثاله، ووجوب قتلهم كما أجمع على ذلك أهل العلم كلهم، لا أجد في نفسي حرجاً .. ) إهـ الدرر السنية (8/ 54).
أرجوا أن توضحوا هذه المسألة.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:27]ـ
فعليه لا يلزم مما يوحي به ظاهر الكلام أن يكون هو مذهب قائله، خاصة وإن لم يصرّح بذلك، أو لم يُعهد عنه القول بما فُهم من كلامه ..
لعلنا نتحول إلى مذهب الباطنية حتى تستقيم أفهامنا!!
ثم القول بأن هذا لم يعهد عنه فيه نظر
ولعل العكس هو الصحيح
و ما تعلمه أنت من أقوال الشيخ التي أطلقها و لم يُقيدها ترد عليك هذا الزعم
إن أردت أقواله في الموضوع و مناقشتها و من ثم محاولة تحرير مذهبه فلك ذلك
على أن يتم ذلك في موضوع مستقل
و من أقواله هو لا غيره
و من منطوقها لا مفهومها أو ما توحي إليه
حتي لا تُدخلنا في دوامة أخرى
و إلى ذلك الحين أتركك تتأمل ما كُتب في الرد عليك هنا ففيه كثير من الفوائد لك لو تمعنت
ملاحظة: تجنبت الرد على كل ما قُمتَ بكتابته حتى لا أطيل وذلك لعدم قدرتي على كتابة ردود أطول مما هو عليه الحال فلا تظن أن ما أهملته من كلامك لا رد عليه أو أني أوافقك عليه
كذلك لا حاجة لك و لا لي في إرضائي وليكن هدفنا رضى الله عنا.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:39]ـ
طيب يا أبا عبد الرحمن .. لقد قلت الذي عندي .. وابق على ما أنت عليه.
-----------
الإمام الدهلوي:
سيقول لك هؤلاء: هو يتكلم عن مقتضيات التكفير، من سفك للدماء ووجوب القتل .. ولم يتكلم عن التكفير نفسه ..
فقد يكون قد كفّره، ولكن لم يفت بقتله .. حتى يعلم الناس أن التكفير يقتضي القتل ..
وما إلى ذلك من التأويلات التي سيخرجون كلام الشيخ عما أراد له ..
لذلك تجنبت المجيء بأقوال العلماء في أصل هذا الموضوع حتى لا نضيّع جهودنا فيما لا يفيد.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 11:46]ـ
.. كما حدث لغلاة المكفرة الذين جعلوا تكفير الكافر من أصل الدين .. وأنه لا يدخل الإسلام أحد إلا إن عرف أن فلاناً وفلاناً كافر .. وأنه لو أخطأ بالتأويل .. أو ظن أن فعله الباطل ليس كفراً لجهله، مع اعتقاده ببطلانه .. فهذا عندهم كافر ..
.
الله المستعان ...
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الشيخ محمدبن عبد الوهاب رحمه الله:" أصل دين الإسلام وقاعدته أمرأن:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله ".
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
" أما صفة الكفر بالطاغوت، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتكفر أهلها وتعاديهم "
ويقول أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب:-
" ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني، أو أنسي، أو شجرة، أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أنه أبوك وأخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت ... "
وقال أيضا رحمه الله:-
وأنت يامن منّ الله عليه بالإسلام وعرف أن مامن إله إلا الله، لاتظن أنك إذا قلت هذا هو الحق، وإنا تارك ما سواه، لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً، لاتظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام، بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه: ? إنا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ? .. "
وقال أيضا رحمه الله:-
ولو يقول رجل: أنا إتبع النبي ? وهو على الحق، لكن لاأتعرض للات والعزى ولاأتعرض أبا جهل وأمثاله، ماعلي منهم، لم يصح إسلامه ".
وأقوال أئئمة الدعوة النجدة كثيرة في هذا ..
وقبل كل هذا قال تعالى " بسم الله الرحمن الرحيم
"قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* و لا أنتم عابدون ما أعبد* و لا أنا عابد ما عبدتم* و لا أنتم عابدون ما أعبد* لكم دينكم و لي دين"
وبعد هذا تقول بأن تكفير الكافر ليس من أصل الدين؟ وتدعي أن من يقول بهذا من غلاة المكفرة ... !!؟؟؟؟؟؟؟؟
يبدو أن في معتقدك أن تكفير الكافر وجهة نظر من شاء أن يكفر الكافر ومن لم يشأ سيان ...
ليتك قرأت قول سيد قطب رحمه الله في تفسيره قوله تعالى "وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين"
كفاك ركض وراء الشبهات ... قرأت كل موضوعاتك فلم أجدها إلا شبهات ونقاط اختلاف ... تأتي بالشبهة وتضرب أقوال العلماء بعضها ببعض لتخرج ما يروق لك
إتق الله يا رجل
شئت أم أبيت .. تكفير الكافروالبراءة منه من أصل الدين ومن لم يكفر الكافر يلزمه الحكم له بالاسلام وهذا يلزمه رد لحكم الله في هذا الكافر وتوليه الكافر وهذا كفر
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 01:14]ـ
أظن أن الأخ الكريم الغزي يتكلم في محل بحث غير الذي يعنيه الأخ الكريم أبو شعيب؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 05:36]ـ
الأخ (خلوصي)،
صدقت .. فهو خارج تماماً عن أصل الموضوع ..
لكنني سأفتح موضوعاً مستقلاً يبحث فيه هذه القضية .. ولو قرأ الأخ (أحمد الغزي) كتابي، لوجد فيه رداً كافياً على ما قال ..
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 11:15]ـ
هنيك على الحيدة ...
أليس كلامك الذي اقتبست؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 11:39]ـ
الأخ الكريم أحمد الغزي جزاك الله خير .. أنا ما زلت أنتظر منك أن تعلق على الردود التي كتبتها على مشاركتك الثانية.
وأما الأخ فهو لم يحد عن الموضوع أصلاً ولكن الظاهر أن الأمور قد أختلطت عندك
فالأخ أبو شعيب قد أحالك على رسالة كتبها في هذا الموضوع وهي بعنوان (نقض معتقد الخوارج الجدد)
وهذا رابط الرسالة:
تفضل:
http://www.zshare.net/download/20463175eaf6a189/
أقرأ الرسالة سوف تجد فيها توضيح كثير من النقاط التي أثرتها في مشاركاتك الأخيرة
وننتظر منك الرد على ما تعتبره خطأ .. جزاك الله خيراً
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 01:49]ـ
الأخ الكريم أحمد الغزي جزاك الله خير .. أنا ما زلت أنتظر منك أن تعلق على الردود التي كتبتها على مشاركتك الثانية.
وأما الأخ فهو لم يحد عن الموضوع أصلاً ولكن الظاهر أن الأمور قد أختلطت عندك
الأخ لم تختلط عليه الأمور الكلام الذي اقتبسه من زميلك واضح جدا جدا كوضوح كلام شيخ الإسلام مجدد الدين وناشر التوحيد الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -
ولا أعرف إلى متى سوف تستمرون على هذه الطريقة من اتهام غيركم بالتخبط وعدم الفهم في أبجديات الأمور؟!!
كلام مكتوب باللغة العربية البسيطة ما هو الشيء المبهم فيه؟!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
.. كما حدث لغلاة المكفرة الذين جعلوا تكفير الكافر من أصل الدين ..
أليس هذا اتهام لمن جعل تكفير الكافر من أصل الدين بأنه من غلاة المكفرة؟!!
ألا يعتبر هذا نفيا لكون تكفير الكافر من أصل الدين؟!
أما موضوع الإحالة على الرابط فلا جدوى منه، كلامه أمامنا فإن كان يقصد شيئا آخرموجود على الرابط فعليك وعليه وعلى ثالثكم على الأقل أن تبينوا قصدكم هنا مع اعترافكم بالخطئ في صياغة العبارة المكتوبة لا أن تتهموا غيركم بالخروج عن الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:15]ـ
أصل الموضوع = الرد على المكفرة في اعتمادهم على الرواية الخاطئة للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -.
فأصله معتمد على هذه الرواية .. وليس أصله هو اعتبار التكفير من أصل الدين أم لا.
إذن فليأت آخر ويستدل بكلام لي على مانع الزكاة، ويتكلم عن كفر مانع الزكاة وما إلى ذلك .. ثم يقول: ألم تقل إنه من الخطأ الاستدلال بكفر بني حنيفة على كفر مانع الزكاة؟
أما من يعتبر التكفير من أصل الدين عنده، فهو غال غال غال .. فهذا عنده أنه لا يصح لا الخطأ ولا التأويل فيه .. فعنده كل من تخبط في جزئية من أصل الدين فهو كافر .. ومن لم يكفره فهو كافر.
ومثاله .. من تخبط في عبادة الله فعبد غيره، فهو كافر، ولا يعذر بجهل أو تأويل .. لأن عبادة الله من أصل الدين .. وهذا صحيح.
وعندما يكون التكفير من أصل الدين .. يكون: من تخبط في التكفير، فحكم على بعض الناس بالإسلام، فهو كافر .. ولا يعذر بجهل أو تأويل.
ليت الذين يتكلمون في أصل الدين (ولا أعني أحداً تحديداً) يفهمون معنى قولهم: أصل الدين .. قبل أن ينكروا على مخالفهم.
وهذه المسألة خارجة عن أصل الموضوع الذي فتحته هنا ..
ومن يُنكر علينا ويشنع، فعليه أن يأتي إلى هذا الموضوع ليثبت مذهبه بأدلة القرآن والسنة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21070
فما فتحته إلا لهم .. ثم سنعرف بعدها من هو الغالي .. هل من يقول إن التكفير من أصل الدين .. أم من يقول إنه من لوازمه.
وأنا لا أتجنب الإجابة عن أسئلة أصل الدين تهرباً، وإنما لأن ذلك سيحرف الموضوع عن أصله .. وقد فتحت موضوعاً مستقلاً في ذلك .. فهلمّ إليه نر مذهبكم فيه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:20]ـ
الأخت أم معاذ يبدو أنك لم تفهمي كلامي جيداً فأنا عندما قلت للأخ أحمد الغزي (أن الأخ لم يحد عن الموضوع أصلاً ولكن الظاهر أن الأمور قد أختلطت عندك) ... كان قصدي هو بيان خطأ قوله: (هنيك على الحيدة ... أليس كلامك الذي
اقتبست؟) إهـ
فالأخ الكريم أحمد الغزي جمع بعض اطلاقات أئمة الدعوة النجدية في وجوب تكفير الكافر عموماً .. ولكنه لم يلتفت إلى باقي أقوالهم في حكم من يتوقف أو يمتنع عن تكفير الكافر بسبب الشبهات الطارئة عليه مما يوضح له مقصودهم من تلك الإطلاقات التي قد يتوهم منها أنهم يحكمون على المخالف بالكفر ولا يعذرونه بشيئ من الموانع.
فالمسألة المطروحة الأن هي نقاش الثانية .. و ليست الأول التي تكلم عنها الأخ أحمد الغزي هذا ما فهمته أنا بحسب فهمي البسيط وفهمه الأخ خلوصي والأخ أبو شعيب.
وعلى كل حال حتى لو أخطأت في فهم كلامه فأنا أعتذر عن سوء الفهم
و نرجع الأن إلى موضوعنا الأساسي ... .. فأنا ما زلت أنتظر من الأخ أحمد الغزي أن تعلق على الردود التي كتبتها على مشاركته الثانية
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:30]ـ
أحمد الغزي فهِمَ المقصود من هذا الموضوع و غيره من المواضيع
و القصد لا يخفي وإن اختفينا وراء قضايا الأعيان
و إن لم يظهر للبعض فهو معلوم عند أخرين حتى قبل هذا الموضوع
المشكلة أن المذهب الذي يدعوا له صاحب الموضوع (الحكم بالغلو على من قال أن التكفير من أصل الدين) الدافع لكتابته الوقوع في فئة معينه مع عدم طرد الحكم في جميع من يقول بقولهم.
و أول من يُستثنى من الحكم هم من أصل لهذا " الغلو" فلا حاجة لتبدعهم و التشغيب عليهم.
فمن يطلق القول (في مقام التأصيل) و يقول مثلا:"أصل دين الإسلام وقاعدته أمرأن:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله ".
فهو إمام من كبار الأئمة ناشر للتوحيد ....
و من قال بنفس القول من المعاصرين حتى و إن كان من غير تأصيل و لو في قضية واحدة فهو من الخوارج الغالين!!!
و بخاصة إذا ما تعرض لجناب "المجاهدين" فهذا لا مانع حتى من الافتراء عليه و تقوله ما لا يقول به و ربما كان يقول بضده.
و بالطبع لا مكان للأعذار و الموانع حتى الأعذار و الموانع التي تُستعمل في الكفار.
فهم خوارج و غلاة مكفرة و كفى!
نسأل الله الستر
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:44]ـ
الأخ الإمام الدهلوي أنا فهمتك جيدا، ويبدو لي أنك أنت من لم يفهمني هذه المرة،فكل ما أرجوه إذا كنت تريد أن تبين شيئا ما أن تقول كان قصدي كذا وكذا، لا أن تقول لم تفهموا! فكلامك واضح،وكلام زميلك واضح أيضا. ولكن طريقتكم في إيصال قصدكم هي الخطأ،فليس العتب على فهمنا وإنما العتب على أسلوبكم،بارك الله في الجميع.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:49]ـ
عندي رد عليك يا أبا عبد الرحمن .. لولا أنه خارج عن أصل الموضوع.
عوضاً عن صرف كل جهدك في هذه المسألة الجزئية .. هلم إلى موضوع أصل الدين وأثبت فيه مذهبك، فهذا هو ما يفيد المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:50]ـ
الأخ المكرم أبو عبد الرحمن المغربي لا أعتقد أن كلامك صواب .. لأن منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يختلف تماماً عن منهج المعاصرين الذين تنافح عنهم ... ومنهج الشيخ رحمه الله لا يعرف من قول واحد قاله هنا أو هناك بينما هناك عشرات الأقوال الأخرى التي تقيد وتشرح مقصوده في القول الأول ... فالشيخ محمد رحمه الله حتى وإن وُجد عنده بعض الإطلاقات التي قد يكون سببها المبالغة في حماية جنان التوحيد وسد ذرائع الشرك بكل صوره إلا أن له أقوال أخرى واضحة صريحة تقيد هذه الإطلاقات وتشرجها وتبين منهج الشيخ بوضوح في هذه المسألة.
أضف إليه أن الشيخ محمد رحمه الله لم يكن يكن من منهجه تكفير عموم الأمة في زمانه أم المعاصرين الذين تنافح عنهم فهم يكفرون خواص الأمة في هذا الزمن من أهل العلم والصلاح والجهاد ناهيك عن العوام والسواد الأعظم.
وما وقع فيه هؤلاء المعاصرين بسبب سوء فهمهم لبعض أقوال الشيخ محمد رحمه الله قد وقع فيه قبلهم أقوام أخرين وقد تصد لهم أتباع الشيخ رحمهم الله وردوا على زيفهم وبينوا براءة الشيخ من أفهام الغلاة.
وهذا الأمر معلوم ومشهور لمن قرأ كلام الشيخ عبد اللطيف رحمه الله في رده على بعض الغلاة الذين كانوا في الإحساء أو قرأ في كتابه: مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام، ومثله فعل الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله كما في كتابه منهاج الحق والإتباع.
ففرق كبير بين منهج الشيخ محمد رحمه الله ... ومنهج المعاصرين الذين تنافح عنهم هدانا الله وإليك إلى الحق والصواب.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 06:00]ـ
أبا شعيب
سبق و أن عرضت عليك الآتي:
"إن أردت أقواله في الموضوع و مناقشتها و من ثم محاولة تحرير مذهبه (محمد بن عبد الوهاب) فلك ذلك
على أن يتم ذلك في موضوع مستقل
و من أقواله هو لا غيره
و من منطوقها لا مفهومها أو ما توحي إليه
حتي لا تُدخلنا في دوامة أخرى "
فأجبت:" طيب يا أبا عبد الرحمن .. لقد قلت الذي عندي .. وابق على ما أنت عليه."
هذا لأن أقصر طريق لبيان بطلان ما تقولون هو إثبات أن المذهب الذي تستنكرونه قال به أحد " خواص الأمة" فهذا قد يُلجمكم و لو إلى حين.
لأن المعتقد عندكم في كثير مما تطرحونه مبني على اللوازم لا على الأدلة.
فالمعتقد الذي يلزم منه تكفير بعض "خواص الأمة" لا سبيل إلى القبول به و لابطاله لزم التشنيع فلا سبيل لغيره و ربما الافتراء كذلك.
العرض ما زال قائماً و الاعراض عنه ممن يظن نفسه على الحق تهرب.
أما الخوض في غير هذا فقد أثبت عدم جدواه.
-------
الامام الدهلوي
زيادة على ما قلته لابي شعيب (عدا ما عرضته عليه فلست معنياً به. لا أظنك نسيت أني توقفت عن محاروتك من فترة و قد أعلمتك بذلك و لا نية عندي لتغيير موقفي)
لكن هذا لا يمنع من بيان الخطأ في كلامك بما أنه موجه لي
قُلتَ:
"أضف إليه أن الشيخ محمد رحمه الله لم يكن يكن من منهجه تكفير عموم الأمة في زمانه أم المعاصرين الذين تنافح عنهم فهم يكفرون خواص الأمة في هذا الزمن من أهل العلم والصلاح والجهاد ناهيك عن العوام والسواد الأعظم "
و دونك كلام الشيخ:
"أنا أخبركم عن نفسي .. وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى (لا إله الا الله) ولا أعرف دين الاسلام، قبل هذا الخير الذي مَنَّ الله به، وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك. فمن زعم من علماء "العارض" أنه عرف معنى (لا اله الا الله) أو عرف معنى الاسلام قبل هذا الوقت، أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك، فقد كذب وافترى ولبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه".
فهذا في ما تسميه "خواص الأمة" و في نفسه قبل ذلك.
الكلام واضح لا يحتاج لتعليق و لم يتفرد به الشيخ
فكلامك مردود و زعمك باطل
في كل مرة تضعون أنفسكم في أضيق الزوايا مما يُسهل الرد عليكم.
هداكم الله.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 06:23]ـ
اعذرني يا أبا عبد الرحمن .. فأنا لا أحسن الاستدلال إلا بكلام الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .. لذلك فأنا أعترف بهزيمتي أمامك، وأنسحب من الحوار.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 06:34]ـ
هذا ما تظن أنك تحسنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
على كل جعلنا الله و إياك من أهل الاستدلال بالكتاب و السنة
و لو دفعنا ذلك إلى (تكفير أهل الأرض جميعا)
و لو تقهقر بنا الدليل إلى أنه (لا كافر اليوم على وجه الأرض) لقلنا به و تراجعنا
و أعاذنا الله من الاعتماد على لوازم الاعتقاد لتقرير الاعتقاد.
و قل إن شئت
وضع العربة قبل الحصان
و ما تسميه أنت انسحاب
اعذرني في أن أسميه تهرب
وفقك الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 08:31]ـ
أخي الكريم أبو عبد الرحمن
أضحك الله سنك ... وما هكذا تورد الإبل أيها الأخ الفاضل
تقول هداك الله تعالى: ( ... و دونك كلام الشيخ: "أنا أخبركم عن نفسي .. وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى (لا إله الا الله) ولا أعرف دين الاسلام، قبل هذا الخير الذي مَنَّ الله به، وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك. فمن زعم من علماء "العارض" أنه عرف معنى (لا اله الا الله) أو عرف معنى الاسلام قبل هذا الوقت، أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك، فقد كذب وافترى ولبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه".
فهذا في ما تسميه "خواص الأمة" و في نفسه قبل ذلك.
الكلام واضح لا يحتاج لتعليق و لم يتفرد به الشيخ
فكلامك مردود و زعمك باطل
في كل مرة تضعون أنفسكم في أضيق الزوايا مما يُسهل الرد عليكم هداكم الله) إهـ
والجواب: هو كما قلت لك سابقاً مشكلتكم أنكم تعتقدون ثم تذهبون تنقبون عما ينصر أرائكم ولو كان من الميتة والموقوذة والمتردية!! .. فإذا وجدتم قشة تمسكتم بها كالغريق يرجو النجاة .. ولكن هيهات هيهات.
وأعجب من ذلك أنك ترى نفسك على يقين من كلامك وقوة حجتك وأن مخالفيك حشروا أنفسهم في زاوية ضيقة كما تقول .. أضحك الله سنك.
وأما بخصوص الكلام المنقول عن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فلا أدري بالضبط ماذا فهمت أنت منه فهل تريد أن تقول أن الشيخ رحمه الله كان يُكفّر نفسه وأهله وأقاربه ومشايخه وقومه وعموم المسلمين قبل أن يظهر دعوته ويدعو الناس إلى ما دعاهم إليه؟؟؟!!! .... يا ليتك تجيب على هذا السؤال بوضوح حتى يرى الأخوان ويقرأوا جوابك وفقك الله
فقد رأيتك أحجمت عن الإفصاح وذكرت كلاماً مجملاً حين قلت: (فهذا في ما تسميه "خواص الأمة" و في نفسه قبل ذلك.
الكلام واضح لا يحتاج لتعليق و لم يتفرد به الشيخ فكلامك مردود و زعمك باطل) إهـ
فياحبذا أن تشرح لنا مقصودك بعبارة أكثر صراحة ... فعجيب هذا التأصيل العلمي أخي أبو عبد الرحمن المغربي!!.
وهاك الأن بعض أقوال الشيخ الإمام رحمه الله وبعض وأقوال أتباعه في هذه المسألة وفقنا الله وإياك إلى الحق.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله ... فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك: " سبحانك هذا بهتان عظيم " فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب علينا وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعاً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس على الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) إهـ الهدية السنية (40).
ولما أرسل أحد علماء العراق وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي كتاباً للشيخ الإمام يسأله عما يقوله الناس فيه .. من تكفير الناس إلا من تبعه.
فأجابه الشيخ بجواب ذكر فيه كيد الأعداء ثم أعقبه برد فرية التكفير فقال رحمه الله: ( .. وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون) إهـ مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (5/ 36).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله في رسالته إلى أهل القصيم مبيناً لهم مفتريات ابن سحيم ويبرئ نفسه من تكفير عموم المسلمين وقتلهم
يقول الشيخ رحمه الله: (والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شئ ... جواني عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم) إهـ مجموعة مؤلفات الشيخ (5/ 11).
ومن الحجج الدامغة التي سطرها الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وأزهق بها فرية عثمان بن منصور حين قذف الشيخ الإمام بتكفير المسلمين وقتلهم.
يقول الشيخ عبد اللطيف رحمه الله في كتابه (مصباح الظلام) دحضاً لذلك: (وأما قوله: " فسعى بالتكفير للأمة وخاصها وعامها، وقاتلها على ذلك جملة إلا من وافقه على قوله".
فهذه العبارة تدل على تهور في الكذب، ووقاحة تامة، وفي الحديث: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: اذا لم تستح فاصنع ما شئت ".
وصريح هذه العبارة أن الشيخ كفر جميع هذه الأمة من المبعث النبوي الى قيام الساعة إلا من وافقه على قوله الذي اختص به. وهل يتصور هذا عاقل عرف حال الشيخ وما جاء به ودعا اليه؟! بل أهل البدع كالقدرية والجهمية والرافضة والخوارج لا يكفرون جميع من خالفهم، بل لهم أقوال وتفاصيل يعرفها أهل العلم. والشيخ رحمه الله لا يُعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، بل ولا عن أهل السنة والجماعة منهم. وجميع أقواله في هذا الباب اعني ما دعا اليه من توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العمل والعبادات مجمع عليه عند المسلمين، لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم، وعدل عن منهاجهم، كالجهمية والمعتزلة وغلاة عباد القبور، بل قوله مما أجمعت عليه الرسل واتفقت عليه الكتب، كما يعلم ذلك بالضرورة من عرف ما جاءوا به وتصوره. ولا يكفر إلا على هذا الأصل بعد قيام الحجة المعتبرة، فهو في ذلك على صراط مستقيم متبع لا مبتدع.
وهذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من أهل العلم والفتوى معروف مشهور مقرر في محله في حكم من عدل بالله وأشرك به، وتقسيمهم للشرك إلى أكبر وأصغر، والحكم على المشرك الشرك الأكبر بالكفر مشهور عند الأمة لا يكابر فيه إلا جاهل لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، وما جاءت به الرسل. وقد أفرد هذه المسألة بالتصنيف غير واحد من أهل العلم وحكى الإجماع عليها، وأنها من ضروريات الإسلام كما ذكره تقي الدين ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن عقيل وصاحب الفتوى البزازية وصنع الله الحلبي والمقريزي الشافعي ومحمد بن حسين النعمي الزبيدي ومحمد بن إسماعيل الصنعاني ومحمد بن علي الشوكاني وغيرهم من أهل العلم.
وأما قوله: " وجعل بلاد المسلمين كفاراً أصليين ".
فهذا كذب وبهت، ما صدر ولا قيل، ولا أعرفه عن أحد من المسلمين فضلا عن أهل العلم والدين، بل كلهم مجمعون على أن بلاد المسلمين لها حكم الإسلام في كل زمان ومكان.
وإنما تكلم الناس في بلاد المشركين الذين يعبدون الأنبياء والملائكة والصالحين ويجعلونهم أنداداً لله رب العالمين، أو يسندون إليهم التصرف والتدبير كغلاة القبوريين، فهؤلاء تكلم الناس في كفرهم وشركهم وضلالهم، والمعروف المتفق عليه عند أهل العلم أن من فعل ذلك ممن يأتي بالشهادتين يحكم عليه بعد بلوغ الحجة بالكفر والردة ولم يجعلوه كافراً أصلياً. وما رأيت ذلك لأحد سوى محمد بن إسماعيل في رسالته تجريد التوحيد المسمى بـ" تطهير الاعتقاد " وعلل هذا القول بأنهم لم يعرفوا ما دلت عليه كلمة الإخلاص، فلم يدخلوا بها في الإسلام مع عدم العلم بمدلولها. وشيخنا لا يوافقه على ذلك.
ولكن هذا المعترض لا يتحاشى من الكذب ولو كان من الميتة والموقوذة والمتردية، وما رأيت شيخ الإسلام أطلق على بلد من بلاد المنتسبين إلى الإسلام أنها بلد كفر، ولكنه قرر أن دعاء الصالحين وعبادتهم بالاستعانة والاستغاثة والذبح والنذر والتوكل، على أنهم وسائط بين العباد وبين الله في الحاجات والمهمات، هو دين المشركين وفعل الجاهليين الضالين من الأميين والكتابيين، فظن هذا أن لازم قوله أنه يحكم على هذه البلاد أنها بلاد كفر، وليس هذا بلازم، ولو لزم فلازم المذهب ليس بمذهب. ونحن نطالب الناقل بتصحيح نقله.
نعم، ذكر الحنابلة وغيرهم أن البلدة التي تجرى عليها أحكام الكفر، ولا تظهر فيها أحكام الإسلام بلدة كفر، وما ظهر فيها هذا وهذا فقد أفتى فيها شيخ الاسلام ابن تيمية بأنه يراعى فيها الجانبان فلا تعطى حكم الإسلام من كل وجه ولا حكم الكفر من كل وجه كما نقله عن ابن مفلح وغيره.
وقوله: " فلا تؤكل ذبائحهم عنده ولا تحل نساؤهم ".
فهذا من نمط ما قبله، والشيخ لا يمنع من ذبيحة الشخص المعين إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ودخل في الإسلام، ما لم يأت بمانع يمنع من حل ذبحه. وكذا حكم النساء، فكيف يقول ذلك في أهل بلد وأهل قرية لا يعلم تفاصيل أحوالهم وما يجري منهم من النواقض إلا الله عالم الغيب والشهادة.
وأما القتال فلم يقاتل إلا على أصل الإسلام، والتزام مبانيه العظام، ومن نقل عنه أنه قاتل على غير ذلك فقد كذب وافترى، على أن بعض العلماء يرى القتال على ترك بعض الواجبات فكيف بما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها؟.) إهـ
ويقول الشيخ عبد اللطيف رحمه الله: (كل عاقل يعرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يعلم أنه من أعظم الناس إجلالاً للعلم والعلماء، ومن أشد الناس نهياً عن تكفيرهم وتنقصهم وأذيتهم بل هو ممن يدينون بتوقيرهم وإكرامهم والذب عنهم، والأمر بسلوك سبيلهم، والشيخ رحمه الله لم يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمعت الأمة على كفره كمن اتخذ الآلهة والأنداد لرب العالمين) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (3/ 449).
فهذه أقوالهم صريخة فهل تجد فيها تكفيرهم لعموم المسلمين وسوادهم فضلاً عن خواصهم كما تدعي وكما يفعل المعاصرين الذين تنافح عنهم.
وأخيراً سوف أتوقف عن الحوار معك لأني لم أكن على دراية أنك توقفت عن الحوار معي بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
أخي الإمام الدهلوي،
لو بدأت الحوار في معتقد فلان وفلان، لما انتهيت حتى تموت .. ولا أرى ذلك إلا مضيعة للوقت والجهد .. فدونك التأصيل الشرعي بالكتاب والسنة .. بارك الله فيك، فنحن لا نقلّد ديننا أحداً سوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 10:32]ـ
الآن تطلب منا تفسير كلام الشيخ
وكأنه كتبه بلغة لا تفهمها
و الكلام واضح جدا جدا
ولو حاولنا تفسيره ما و سعنا إلا تكراره لوضوحه
فهو يقول أنه لم يكن يعلم ما الاسلام لا هو و لا مشايخه و لا مشايخ غيره من العلماء (فضلاً عن العوام)
فها أنا أكرر قوله بحروفه تقريباً إذ ليس في الامكان غير هذا لوضوح المعنى.
و مع ذلك فأترك لك تفسير كلامه
فقل لنا ما فهمته أنت منه
و اعتراضك بما نقلت منه ما هو خارج البحث
و هو كلام غير الشيخ
فهو لا يلزمنا و لا يُلزمنا فنحن نتكلم فيما قاله الشيخ لا غيره مع أن ما نقلت لا يصادم قول الشيخ حقيقة.
و بقية كلام الشيخ لا يعارض النقل الأول
فليس في النقل الأول أنه يكفر كل الناس على الإطلاق و من بعد الستمائه و لا بقية ما ذكر إذ الكلام على زمانه و محيطه
و حال القوم معلومة حتى لمن كان من خارج الديار
فها هو الشوكاني يقول:
"و قد سمعنا أنه (محمد بن عبد الوهاب) قد استولى على بلاد الحسا والقطيف وبلاد الدواسر وغالب بلاد الحجاز ومن دخل تحت حوزته أقام الصلاة والزكاة والصيام وسائر شعائر الإسلام ودخل فى طاعته من عرب الشام الساكنين ما بين الحجاز وصعدة غالبهم إما رغبة وإما رهبة وصاروا مقيمين لفرائض الدين بعد أن كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئا ولا يقومون بشىء من واجباته إلا مجرد التكلم بلفظ الشهادتين على مافى لفظهم بها من عوج وبالجملة فكانوا جاهلية جهلاء كما تواترت بذلك الأخبار إلينا ثم صاروا الآن يصلون الصلوات لأوقاتها ويأتون بسائر الأركان الإسلامية على أبلغ صفاتها)
فاذكر لنا التعارض بين النقلين إن كان هناك تعارض
أما توقفك فهذا ما طلبته منك و هو الأنسب
(أبا شعيب)
ما قُلتَه صحيح لو كان في غيركم
أما معكم
فقد قيل
(لكل داء دواء)
و دوائكم في أقوال الرجال وعقائدهم
فهو الداء و منه الدواء
فأحكامكم تطال أقوام و تستثني آخرين مع اشتراكهم في علة الحكم عندكم
فعندما يتوقف هذا العبث
يمكن الكلام في الكتاب و السنة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 11:56]ـ
و دوائكم في أقوال الرجال وعقائدهم
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]
أما العبث الذي تتكلم عنه، فقد جعل الله دواءه في كتابه، إذ قال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].
وعندما ندعوكم إلى الكتاب والسنة .. لا نجد منكم استجابة ..
فأقول في ذلك ما قال الله تعالى:
{فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} [المؤمنون: 54]
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 12:03]ـ
تحول الأمر إلى مهاترات
الله المستعان
دعوتك إلى الكتاب و السنة لا يسع مسلم ردها
لكنك أنت الذي ما تفتأ تطرح قضايا متعلقة بالأعيان
و عند المحاققة تقول: أنك لا تحسن الكلام إلا في الكتاب و السنة
حل هذه المشكلة بسيط
دع عنك ما لا تُحسن
و اشتغل بما تظن أنك تُحسن
ولك منا الدعاء
وفقك الله.
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:39]ـ
الاخ ابو شعيب اريدك ان تقراء ما نقلت لك ثم تجيبني
قال ابن القيم رحمه الله، في زاد المعاد (فصل في الإشارة إلى ما في فتح مكة من الفقه): (وفيها أن الرجل إذا نسب المسلم إلى النفاق والكفر متأولاً وغضباً لله ورسوله ودينه لا لهواه وحظه، فإنه لا يكفر بذلك، بل لا يأثم به، بل يثاب على نيته وقصده، وهذا بخلاف أهل الأهواء والبدع، فإنهم يُكفرون ويبدعون لمخالفة أهوائهم وبدعهم ونحلهم، وهم أولى بذلك ممن كفروه وبدعوه) أهـ (3/ 423)
وقال الحافظ في الفتح في كتاب الصلاة (1/ 523) في فوائد الحديث الذي فيه قول القائل عن مالك بن الدخشن إنه منافق يجادل عن المنافقين: (وان من نسب من يظهر الإسلام إلى النفاق ونحوه بقرينة تقوم عنده، لا يكفر بذلك ولا يفسق بل يعذر بالتأويل)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في (الدرر السنية): (لو قدر أن رجلاً من المسلمين قال في أناس قد تلطخوا بأمور قد نص العلماء على أنها كفر، مستندين في ذلك إلى الكتاب والسنة، غيرة لله، وكراهة لما يكره الله من تلك الأعمال، فغير جائز لأحد أن يقول في حقه: (ومن كفر مسلماً فهو كافر) أهـ ص132 من جزء الجهاد.
اهل تجد لاخوانك الغلاة كما وصفتهم رخصة بماانهم كفرو بمكفر وبدافع الغيرة لدين الله ?
هل من امتنع عن تكفير فرعون او اليهود او النصار كافر ام ماذا?
اجبني بارك الله فيك ونفع بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:22]ـ
أخي الكريم،
هل لك أن تبيّن لي الفرق بين المجتهدين المعذورين وبين الخوارج؟ .. فحتى الخوارج يستدلون بالقرآن والسنة على تكفير أهل القبلة .. لماذا أُعذر الأُوَل ولم يُعذر الأُخَر؟
ولكنك ستجد الجواب فيما اقتبسته أنت ..
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في (الدرر السنية): (لو قدر أن رجلاً من المسلمين قال في أناس قد تلطخوا بأمور قد نص العلماء على أنها كفر، مستندين في ذلك إلى الكتاب والسنة، غيرة لله، وكراهة لما يكره الله من تلك الأعمال، فغير جائز لأحد أن يقول في حقه: (ومن كفر مسلماً فهو كافر) أهـ ص132 من جزء الجهاد.
هل نصّ العلماء على أن إعذار المشركين بالجهل كفر أكبر؟ وهل لدى هؤلاء مستند صحيح من الكتاب والسنة؟
بل إن هؤلاء الذين يُكفّرهم هؤلاء الغلاة، يقولون: من أشرك بالله في عبادته فهو كافر .. (كحكم شرعي عام) .. ثم وقعوا في تخبط في علم القضاء، المبني على العلم بالشروط والموانع .. فظنوا لتأويلهم أن الجهل مانع من موانع التكفير .. كحال الإكراه وانتفاء القصد.
فكما ترى .. فإن أصل المسألة يؤمنون بها ويعتقدونها جزماً .. وهي تكفير المشركين الذين أشركوا بالله في عبادته، وهم يقولونها، بل ويقولها كل مسلم: من أشرك بالله في عبادته فهو كافر ..
ولكن عند تنزيل هذا الحكم الشرعي .. بمعنى: الحكم القضائي .. عندهم أن الجهل مانع من موانع التكفير ..
خذ في ذلك مثالاً ..
جميع المسلمين يعتقدون أن حدّ السرقة هو القطع .. ولكن ظنّ أحد القضاة، لتأويل حصل عنده في بعض النصوص، أن من سرق جهلاً منه بالعقوبة .. فهذا لا تُقطع يده ..
فهل يأثم هذا القاضي؟؟ .. الجواب: قطعاً لا، إن كان تأويله معتبراً ومستنداً إلى دليل شرعي، قد يكون ضعيفاً.
فهكذا هو الحال هنا ..
مسألة تكفير المشركين تنقسم إلى قسمين:
الأول: أصل الحكم .. وهذا لا يُعذر أحد في الجهل فيه .. (وهو أن من عبد غير الله فهو مشرك كافر).
الثاني: الحكم القضائي .. وهذا يحتاج إلى العلم بشروط التكفير وموانعه .. ولم يقل أحد من أهل العلم أن من تخبط في شروط التكفير وموانعه فهو كافر!!!.
.
فمن أين لهؤلاء بهذه البدعة؟ ..
ما الفرق بين هؤلاء وبين الخوارج الذين قالوا: إن تحكيم الرجال في دين الله كفر أكبر، وينقض توحيد الحاكمية؟ .. فكفروا جمعاً من الصحابة وكل من لم يرَ كفرهم.
هذا لأنهم ما فقهوا معنى الكفر والإيمان .. وما فقهوا معنى الاجتهاد .. فكفّروا بأمور ظنيّة محتملة .. فصاروا كلاب أهل النار.
يقول ابن تيمية – رحمه الله – في [مجموع الفتاوى: 1/ 106] في شأن من يكفّر بأمور ليست كفراً في الشرع:
[-- وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ مَنْ نَفَى التَّوَسُّلَ الَّذِي سَمَّاهُ اسْتِغَاثَةً بِغَيْرِهِ كَفَرَ، وَتَكْفِيرُ مَنْ قَالَ بِقَوْلِ الشَّيْخِ عِزِّالدِّينِ وَأَمْثَالِهِ، فَأَظْهَرُ مِنْ أَنْ يَحْتَاجَ إلَى جَوَابٍ؛ بَلْ الْمُكَفِّرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ يَسْتَحِقُّ مِنْ غَلِيظِ الْعُقُوبَةِ وَالتَّعْزِيرِ مَا يَسْتَحِقُّهُ أَمْثَالُهُ مِنْ الْمُفْتَرِينَ عَلَى الدِّينِ، لَا سِيَّمَا مَعَ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ: كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا» --]
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رداً على من كفّر بأمور ٍ مظنونة كما جاء في [الدرر السنية: 1/ 466]:
قد رأيت سنة أربع وستين رجلين من أشباهكم المارقين بالأحساء، قد اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفروا مَن في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز ويخالطونه هو وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده الذي ردّ دعوة الشيخ محمد ولم يقبلها وعاداها، قالا: ومن لم يصرح بكفره فهو كافر بالله ولم يكفر بالطاغوت، ومن جالسه فهو مثله، ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام، فزعموا أنهم على عقيدة الشيخ محمد، فكشفت شبهتهم، وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها من مكفرات أهل الإسلام فهو من مذهب الحرورية المارقين.
انظر كيف وصفهم بالمارقين الخوارج؟؟ .. لماذا لم يقل هم معذورون بالتأويل أو الاجتهاد؟
إذا وعيت ذلك، علمت لماذا أقول عنهم غلاة وخوارج.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 07:10]ـ
حلقة جديدة من التلبيس!!!
قولك أن هؤلاء خوارج و أولئك مجتهدون, إجتهاد منك قد تُخالف فيه
فلا تجعل من اجتهادك الشخصي قاعدة قطعية تتفرع عنها أحكام
فأنت لا تقبل اجتهاد من حكم على من تصفهم بالمجتهدين بأنهم خوارج
و هذا من حقك
لكن لا تقصره على نفسك
قولك أن هؤلاء المجتهدين تخبطوا في الحكم القضائي ... خطأ إن كنت لا تعلم الفرق بين الحكم الشرعي و الحكم القضائي
و إن كنت تعلم فهو تلبيس
و يترجح أنه تلبيس-و الله أعلم- عندما نقرأ لك:
"ولكن عند تنزيل هذا الحكم الشرعي .. بمعنى: الحكم القضائي .. عندهم أن الجهل مانع من موانع التكفير .. "
فهل من تنافح عنهم من القضاة؟؟
ثم إن اعتبار الجهل كمانع فيما لا عذر فيه بالجهل هل هو خطأ في التأصيل أم في التطبيق؟؟!
فإن كان في التأصيل فهو بدعة على مذهبك (و هذا ما ألمحتَ إليه في مشاركات سابقة) و لا فرق عند ذلك بين مبتدع و أخر.
و إن كان في التطبيق فصرح بذلك.
وبعد أن حكمت بالبدعة على فريق و بالتخبط على أخر ألا يحسن بك أن تدلنا على السنة و الصواب؟!!
ومن شططك وصفك لمن انتقدتهم بالحمقى المغفلين بل أشد من ذلك عندما تقول أنهم من أدعياء التوحيد!!
وهذا تكفيرٌ لهم من غير مُكفر و هو عين ما تنهاهم عنه.
ثم هل في المسألة قول ثالث تتبناه؟!
أم أن مذهبك لا يخرج عن أحد القولين (البدعة أو التخبط)!!
أجبنا بوضوح و ارحم ما بقي فينا من عقل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:29]ـ
الأمة قسمين مسلم ومشرك ..
فلا يوجد مسلم ولكنه متلبس بشرك
ولا يوجد مسلم ولكنه يتولى المشركين
ولا يوجد مسلم ولكنه ينصر المشركين ويعاملهم معاملة الموحدين
ولكم يوجد مسلم يؤمن بالله وحدة ويبرأ من الشرك والمشركين
والأدلة من الكتاب والسنة
قول الله تعالى:_" لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"
وقوله تعالى:- " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ"
وقال جل جلاله " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا"
وقال تعالى:- " أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ... "
قال تعال:- " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ "
وقال جل في علاه:-" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-" "بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان"
وقوله صلى الله عليه وسلم:-" من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله
لنرجع لمن لم يكفر الكافر
هذا الذي لم يكفر الكافر ....
حكم للكافر بالاسلام ...
وهذا يستلزم منه توليه للكافر (الذي شهد له بالاسلام)
نتيجة رده لحكم الله وتسميته لمن سمى الله كافرا مؤمن
فهل يعقل أن يجتمع التوحيد والشرك سويا في قلب رجل؟
وهل يعقل أن يكون من هو موحد ولي المشركين؟؟؟
الحمد لله أننا نعتقد بعقيدة الولاء والبراء .. نوالي الموحدين ونبرأ من المشركين
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:14]ـ
فهل من تنافح عنهم من القضاة؟؟
هذا يدلّ حقاً على عدم تمييزك بين الحكم الشرعي والحكم القضائي، مع شرحي له عندما قلت:
ولكن عند تنزيل هذا الحكم الشرعي .. بمعنى: الحكم القضائي .. عندهم أن الجهل مانع من موانع التكفير ..
فمعنى الحكم القضائي هو: تنزيل الحكم الشرعي .. أي يُقضى به على الناس .. حيث إن تنزيل الأحكام قضاء.
أما قولك فهل هم قضاة؟ .. فهذا أتركه لابن حزم.
يقول ابن حزم - رحمه الله - في [الإحكام: 2/ 282]:
وكل متكلم في مسألة شرعية، ممن له أن يتكلم على الوجه الذي أُمر به من الاستدلال الذي لا يشوبه تقليد ولا هوى، فهو حاكم في تلك المسألة، لأنه موجب فيها حكماً، وكل موجب حكماً فهو حاكم، وهو داخل في استجلاب الامر بالحديث المذكور.
وأرجو ألا تقول: هؤلاء حكام وليسوا قضاة!!
ثم إن اعتبار الجهل كمانع فيما لا عذر فيه بالجهل هل هو خطأ في التأصيل أم في التطبيق؟؟!
هو خطأ في التأصيل في غير الحكم الشرعي .. حيث إن الحكم الشرعي عندهم صحيح .. وهو أن من عبد غير الله فهو مشرك كافر.
وأخطأوا في تأصيل مسائل الشروط والموانع .. مما أفضى إلى خطئهم في تنزيل هذا الحكم على الناس.
اللهم إلا إن كنت ترى أن ضبط الشروط والموانع من أصل الدين الذي لا يُعذر المرء إلا به ..
ربما سيفضي بك الأمر إلى أن تزيد في الشهادتين: لا مانع في الشرك إلا الإكراه وانتفاء القصد .. ومن جهل ذلك فهو كافر، لأنه لم يعلم معنى: "لا مانع في الشرك إلا الإكراه وانتفاء القصد" ..
وربما أيضاً تكتبون رسائل في معنى هذه الشهادة الجديدة .. التي لا يصح إسلام المرء إلا بها.
فإن كان في التأصيل فهو بدعة على مذهبك (و هذا ما ألمحتَ إليه في مشاركات سابقة) و لا فرق عند ذلك بين مبتدع و أخر.
إن كان خطؤهم في أصول الدين التي أجمع عليها الأمة ولم يخالف فيها أحد .. فهم مبتدعة ..
ولكن هذه المسائل وقع فيها خلاف كبير بين العلماء .. فلم تكد تُضبط ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل ترى أن ضبط مسألة (الشروط والموانع) من أصول الدين التي من خالف فيها ابتدع؟ .. وهل ترى هذه البدعة كفراً أكبر مخرجاً من الملة، إن كان صاحبها تأول واجتهد؟ (أرجو ألا تتهرب من الإجابة).
وبعد أن حكمت بالبدعة على فريق و بالتخبط على أخر ألا يحسن بك أن تدلنا على السنة و الصواب؟!!
يبدو أنك لا تدري متى يكون المرء مبتدعاً، ومتى يكون مجتهداً، وإن كان في معتقده بدعة ..
الإمام أحمد - رحمه الله -، إمام أهل السنة، كان يقول: إن التوسل إلى الله بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - جائز .. معتمداً على حديث ضعيف ..
والمخالفين أصحاب القول الراجح قالوا (أظنهم الجمهور): إن هذه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.
فهل يُقال إن الإمام أحمد مبتدع أو صاحب بدعة؟ أم يقال مجتهد؟
ولكن تحرير المسألة هو أنه من خالف في أصل من الأصول فهو مبتدع .. ومن خالف في فرع فهو مجتهد.
----
وأصحابنا الغلاة هؤلاء، هل خالفوا في الأصول أم الفروع؟ .. الجواب أنهم خالفوا في الأصول ..
فأولاً .. أخرجوا أسلمة الموحدين من أصل الدين مع قولهم في باب النفي أن تكفير المشركين منه.
وثانياً .. جعلوا علم الموانع والشروط من أصل الدين الذي لا يسع المرء الجهل فيه .. ومن زاد فيه شرطاً أو مانعاً فهو كافر من فوره.
فمن ناحية، هم نقصوا من أصل الدين .. ومن ناحية أخرى زادوا فيه.
ومن شططك وصفك لمن انتقدتهم بالحمقى المغفلين بل أشد من ذلك عندما تقول أنهم من أدعياء التوحيد!!
وهذا تكفيرٌ لهم من غير مُكفر و هو عين ما تنهاهم عنه.
كنت حتى فترة قريبة أضحك من كلام السنجقي إذ قال ذلك .. وإذ بك تعيد الضحكة إليّ.
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في آخر حديث خصال المنافق: ((وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)) ..
فهذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول إن من فعل ذلك فلا ينفعه زعمه بأنه مسلم .. فهل يعني ذلك أنه كافر؟
ويقول في حديث من لا يأمن جاره بوائقه: ((والله لا يؤمن)) .. فهل يعني هذا أننا ننفي اسم الإيمان عنه، ونقول: هو غير مؤمن؟
فإن فهمت ذلك .. علمت أن قولي: أدعياء التوحيد .. أي: الذين يدّعون التوحيد التام الصحيح.
سوف تجادلني جدالاً عقيماً لا فائدة منه تسوّد فيه الصفحات لتثبت أن كلامي إنما هو تكفير، ولتشرح لي نيّتي في الكلام بعدما أفصحت لك عنها .. فأقول لك ليس لديّ وقت أضيعه.
ومن طرائفكم استماتتكم في الدفاع عن ابن حزم - رحمه الله - بتأويلات أقرب إلى الخبل من كونها أعذاراً في امتناعه عن تكفير المتحاكمين إلى الطاغوت الذي نزلت فيهم الآية .. وقال إنهم لم يكفروا .. ولا يكفر مثلهم حتى تقام عليه الحجة ..
ولكن من يأتي ويقول بنفس الكلام .. فهو كافر ولا ريب .. وغير معذور لا بالجهل ولا بالتأويل ولا بغيره .. بل لقد نقض كلمة التوحيد عندكم: لا مانع في الشرك إلا الإكراه وانتفاء القصد!!!
ثم هل في المسألة قول ثالث تتبناه؟!
أم أن مذهبك لا يخرج عن أحد القولين (البدعة أو التخبط)!!
عندما ينتج لي عقلي مذهباً ثالثاً سأخبرك به.
أجبنا بوضوح و ارحم ما بقي فينا من عقل
أرجو لنا ولك وافر العقل والحكمة .. ولجميع المسلمين .. اللهم آمين
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:30]ـ
ومن طرائفكم استماتتكم في الدفاع عن ابن حزم - رحمه الله - بتأويلات أقرب إلى الخبل من كونها أعذاراً في امتناعه عن تكفير المتحاكمين إلى الطاغوت الذي نزلت فيهم الآية .. وقال إنهم لم يكفروا .. ولا يكفر مثلهم حتى تقام عليه الحجة ..
سبحان الله ... إليك كلام إبن حزم من أوله وأسأل الله أن ينير بصيرتك وييسر لك سبل الفهم ..
9 - مسألة: من المنافقين , والمرتدين:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال قوم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرف المنافقين , وعرف أنهم مرتدون كفروا بعد إسلامهم - وواجهه رجل بالتجوير , وأنه يقسم قسمة لا يراد بها وجه الله - وهذه ردة صحيحة فلم يقتله. قالوا: فصح أن لا قتل على مرتد , ولو كان عليه قتل لأنفذ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنافقين المرتدين الذين قال الله تعالى فيهم: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى قوله تعالى: {فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ}. قال أبو محمد رحمه الله: هذا كل ما احتجوا به , ونحن - إن شاء الله تعالى - ذاكرون كل آية تعلق بها متعلق في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف المنافقين بأعيانهم , ومبينون - بعون الله تعالى وتأييده - أنهم قسمان: قسم - لم يعرفهم قط عليه السلام. وقسم آخر - افتضحوا , فعرفهم فلاذوا بالتوبة , ولم يعرفهم عليه السلام أنهم كاذبون أو صادقون في توبتهم فقط. فإذا بينا هذا - بعون الله تعالى - بطل قول من احتج بأمر المنافقين في أنه لا قتل على مرتد , وبقي قول: من رأى القتل بالتوبة. وأما إنه لا يسقط بالتوبة , والبرهان على الصحيح من ذلك , فنقول - وبالله تعالى التوفيق. قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} إلى قوله تعالى: {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}. فهذه أول آية في القرآن فيها ذكر المنافقين , وليس في شيء منها دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفهم , ولا على أنه لم يعرفهم , فلا متعلق فيها لأحد من أهل القولين المذكورين. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} ففي هذه الآية دليل على أن هؤلاء القوم ممكن أن يكونوا معروفين , لأن الله تعالى أخبرنا أنهم من غيرنا بقوله تعالى: {من دونكم} فإذ هم من غيرنا فممكن أن يكونوا من اليهود مكشوفين. وممكن أن يكون قوله تعالى عنهم أنهم {قالوا: آمنا} أي بما عندهم. وقد يمكن أيضا: أن يكونوا من المنافقين المظهرين للإسلام. وممكن أن الله تعالى أمرنا أن لا نتخذهم بطانة إذا أطلعنا منهم على هذا , والوجه الأول أظهر وأقوى لظاهر الآية. وإذ كلتاهما ممكن فلا متعلق في هذه الآية لمن ذهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف المنافقين بأعيانهم , ويدري أن باطنهم النفاق. وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} إلى قوله تعالى: {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}. وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا" في كتاب مسلم وغيره "إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم". ومن طريق مسلم أيضا - نا أبو بكر بن أبي شيبة , ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا جميعا: نا عبد الله بن نمير نا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب , إذا وعد أخلف , إذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر". فقد صح أن هاهنا نفاقا لا يكون صاحبه كافرا , ونفاقا يكون صاحبه كافرا , فيمكن أن يكون هؤلاء الذين أرادوا التحاكم إلى الطاغوت لا إلى النبي صلى الله عليه وسلم مظهرين لطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عصاة بطلب الرجوع في الحكم إلى غيره معتقدين لصحة ذلك , لكن رغبة في اتباع الهوى , فلم يكونوا بذلك كفارا بل عصاة , فنحن نجد هذا عيانا عندنا , فقد ندعو نحن عند الحاكم إلى القرآن وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت عنهم بإقرارهم فيأبون ذلك ويرضون برأي أبي حنيفة , ومالك , والشافعي , هذا أمر لا ينكره أحد , فلا يكونون بذلك كفارا , فقد يكون أولئك هكذا حتى إذا بين الله تعالى أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم , وجب أن من وقف على هذا قديما وحديثا , وإلى يوم القيامة فأبى وعند فهو كافر؟ وليس في الآية: أن أولئك عندوا بعد نزول هذه الآية , فإذ لا بيان فيها فلا حجة فيها لمن يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفهم أنهم منافقون وأقرهم. وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ} إلى قوله تعالى: {وكيلا} فهذا ليس فيه نص على أنهم كانوا يظهرون الإيمان , بل لعلهم كانوا كفارا معلنين , وكانوا يلتزمون الطاعة بالمسالمة , فإذ لا نص فيها فلا حجة فيها لمن ادعى أنه - عليه السلام - كان يعرفهم ويدري أن عقدهم النفاق. وقال تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} إلى قوله: {وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً}.
أما آن الأوان أن تنصف العلماء وتتأدب في الحديث عنهم .. تارة تطعن برواية الشيخ محمد بن عبد الوهاب في قصة المختار والآن تنسب ما سولت لك نفسك لإبن حزم ... اتق الله وتأدب عندما تتحدث عن العلماء وكفاك تأويلا لكلام العلماء بما يعارض النصوص للوصول لمرادك ..
أستحلفك بالله .. أستحلفك بالله أن تقرأ كلام ابن حزم من أوله لتعرف مقصده وألا تملي علينا ما فهمت أنك وحملت كلامه مالا يحتمل ...
لو أنك أنصفت ابن حزم لما نسبت اليه ما نسبت ثم تسمي الدفاع عن ابن حزم خبلا واعذارا .. فالحمد لله كلامه واضح ولا يحتاج إلى دفاع لأنه لم يتهمه ولم يطعن به غير اهل الشبهات المعاصرين لسوء فهمهم .. ولا يحتاج إلى اعذار فهو لم يخطئ ولكن فهمك خانك
الله المستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:49]ـ
فسّر لي هذه العبارة من كلام ابن حزم:
فقد صح أن هاهنا نفاقاً لا يكون صاحبه كافراً، ونفاقاً يكون صاحبه كافراً. فيمكن أن يكون هؤلاء الذين أرادوا التحاكم إلى الطاغوت لا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مظهرين لطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عصاة بطلب الرجوع في الحكم إلى غيره، غير معتقدين لصحة ذلك، لكن رغبة في اتباع الهوى، فلم يكونوا بذلك كفاراً بل عصاة
هو يتكلم عن الذين نزلت فيهم آيات التحاكم على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. فقال إنهم بفعلهم لم يكفروا، لذلك لم يقم عليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - حدّ الردة ..
والمفهوم من الكلام أنه يعني أن هؤلاء وقعوا في نفاق أصغر .. لأن الحديث فيه "وإن خاصم فجر" .. أي: وإن حوكم إلى كتاب الله تولّى وأعرض ..
ثم هو قال بعدها:
وليس في الآية: أن أولئك عندوا بعد نزول هذه الآية، فإذ لا بيان فيها، فلا حجة فيها لمن يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرفهم أنهم منافقون وأقرهم
فهو ينفي عنهم حكم الكفر .. ويربط كفرهم بالمعاندة بعد نزول الآية ..
أما إن كنت تفهم غير هذا المعنى، فأفهمنا .. وأرنا كيف حكم عليهم بالكفر.
------
أما رواية الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - .. فبطلانها ظاهر .. فلا هي رويت بالمعنى الصحيح، ولا هي رويت باللفظ الصحيح .. وهذا ما هو كائن عند مقارنتها برواية ابن كثير - رحمه الله -.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 01:55]ـ
أبا شعيب
أنصحك نصيحة مشفق
لو تتوقف عن الكتابة يكون خيراً لك
أقول لك هذا بكل صدق لأنك دخلت مرحلة تشبه الهذيان فلم تعد تدري ما تقول
فهل يُعقل أن يتصد المرء للكلام في قضية شرعية و يصدر تبعاً لذلك أحكاماً غاية في الخطورة (خوارج, غلاة مكفرة, أدعياء توحيد) على الناس مع تعيين بعضهم وشتمهم و التشنيع عليهم فضلاً عن الافتراء على بعضهم ثم يظهر بعد هذا كله:
أن لا مذهب له في المسألة!
و هو في انتظار أن يتفتق عقله! بما هو حق
بيد أن هذا التصريح -و إن جاء متأخراً-يبقى أصدق ما قاله منذ البداية
و ما هذا إلا إقرارٌ بالتخبط
و مع هذا التخبط يعطي نفسه الحق في الحكم على الخلق
لست أدري بأي شرع أو منطق يمكن هذا!!
فلست على مذهب من شنعت عليهم
و لم يسلم منك من تدافع عنهم فهم متخبطون عندك
و أنت وضعت نفسك في ما يسمى بالمنطقة الرمادية
فلست من أولئك و لا أنت من هؤلاء
و لا عجب فإن مآل الفلسفة إلى حيرة
و مآل الدفع عن" المتخبطين"-ولو بالصدر-إلى تخبط
و كنت قد شرعت في الرد على ما كتبته فقرة فقرة ثم توقفت حتى لا أدفعك إلى مزيد من الإغراب و الاختراع لأنه يبدو أن لا نية عندك للتوقف.
و ليس هذا من قبيل السخرية أو التهكم و لا الاستهزاء
إنما هو كلام مُشفق كما قلت لك من قبل
و ليكن هذا آخر ما أخاطبك به فهو خيرُ لي و لك فأعني على ذلك.
وفقك الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 05:45]ـ
ثم يظهر بعد هذا كله:
أن لا مذهب له في المسألة!
و هو في انتظار أن يتفتق عقله! بما هو حق
بيد أن هذا التصريح -و إن جاء متأخراً-يبقى أصدق ما قاله منذ البداية
و ما هذا إلا إقرارٌ بالتخبط
و مع هذا التخبط يعطي نفسه الحق في الحكم على الخلق
لست أدري بأي شرع أو منطق يمكن هذا!!
رجل لا يعرف المغزى من الكلام .. فماذا نقول فيه؟
وتترك جميع كلامي وتأتي تمسك عليّ كلمة واحدة تريد أن تنسف بها كل كلامي .. ذكّرني ذلك بأهل البدع عندما نحاورهم ..
إذا كنت لم تفهم المغزى من قولي: "عندما ينتج لي عقلي مذهباً آخر فسأخبرك به" .. من تهكم على كلامك الذي لا معنى له .. فعندئذ قد تُودّع منك .. ولا فائدة أصلاً من الحوار معك.
وحتى لو أخذته على محمل الجد .. فما الضير من أن يكون للمرء قول أو قولان أو ثلاثة في مسألة واحدة؟؟ .. هل هذا من التخبط أو الخبل كما تقول؟؟ .. إذن فليكن باقي الأئمة مخبولين.
نعم، جزاك الله خيراً على النصيحة الغالية .. فالكتابة لمثلك مضعية للوقت.
ألم أقل لك: ابق على ما أنت عليه؟
وأحمد الله أن هناك من يفهم .. ومن عنده عقل يقرأ ما أكتب .. على الأقل، فأنا أصون عقيدتي من باطلكم، ومن خلفي أناس يتابعون هذه الحوارات، والحمد لله .. فأنا أكتب لهم، وليس لك في أصل المسألة .. وأما قد صار الحوار كله تكراراً، وعرض لمسائل أقرب إلى السفه من كونها مسائل شرعية .. فعندئذ يلزمني صرف وقتي فيما ينفع.
ولا عجب أن البعض لا يفهم الحديث .. وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه إذ قال: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [هود: 91]
وهذا آخر مقام بيني وبينك ..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 08:05]ـ
ابو شعيب بارك الله فيك لم تجب على سؤالى
هل من امتنع عن تكفير فرعون او اليهود او النصار كافر ام ماذا?
ماذا تقول في رجل يكفر كل من سب الله او اشرك بالله او ارتكب اي ناقض من نواقض الاسلام ولاكنه لايكفر من عذر المشركين بشركهم لعارض ما_واقصد المشركين الذين ينتسبون الى الاسلام_?
فلا اتصور انه يوجد احد يكفر من توقف في تكفير المشركين المنتسبين للاسلام لشبهه قامت عندة!
ارجو منك التفصيل بارك الله فيك فربما اني اخطاءة في فهم كلامك لقصور في فهمي.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 09:34]ـ
أبو شعيب بارك الله فيك
أكمل كلامك نحن نتابع فيه بكل أهمية .. ولا تبالي بترهات البعض فقد أُسقط في أيديهم وهم يريدون أن يغلقوا الموضوع وكما يقال الصراخ على قدر الألم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 11:39]ـ
ولا عجب أن البعض لا يفهم الحديث .. وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه إذ قال: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [هود: 91]
.
الله المستعان
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:01]ـ
ابو شعيب بارك الله فيك لم تجب على سؤالى
هل من امتنع عن تكفير فرعون او اليهود او النصار كافر ام ماذا?
ماذا تقول في رجل يكفر كل من سب الله او اشرك بالله او ارتكب اي ناقض من نواقض الاسلام ولاكنه لايكفر من عذر المشركين بشركهم لعارض ما_واقصد المشركين الذين ينتسبون الى الاسلام_?
فلا اتصور انه يوجد احد يكفر من توقف في تكفير المشركين المنتسبين للاسلام لشبهه قامت عندة!
ارجو منك التفصيل بارك الله فيك فربما اني اخطاءة في فهم كلامك لقصور في فهمي.
وفيك بارك الله.
- نعم، من لم يكفّر فرعون المتبع صراحة لغير دين الإسلام .. والذي جاء القرآن بتكفيره وأجمعت الأمة على كفره .. فهذا كافر ..
وكذلك الحال فيمن لم يكفّر اليهود والنصارى ..
وكل هؤلاء لا يُعذرون بالجهل .. اللهم إلا إن جهلوا حال اليهود والنصارى وحال فرعون .. فهذا يبيّن له، فإن عرف وأصرّ، فهذا كافر.
ومعنى أنه يجهل حالهم .. أي لا يعرف من يكون فرعون .. ولا يعرف شيئاً اسمه يهودي أو نصراني ..
- هذا الذي يكفّر كل من ذكرت، ولكنه لا يُكفّر من أعذر المشركين بالجهل .. فهذا على حق .. إذ أنّ إعذار المشركين بالجهل لا يكفر به المرء إلا إن قامت عليه الحجة .. إلا إن تبيّن منه أنه يعذر من عبد غير الله حقيقة بإقراره ..
وسأفتح موضوعاً مستقلاً - إن شاء الله - أبيّن فيه تصورات العلماء الذين يعذرون في الشرك الأكبر .. وكيف أن هذه التصورات لا تُخرج الواقع في الشرك من الإسلام .. مع أن فعله شرك أكبر.
لكن القول هو: تكفير من أعذر المشركين المنتسبين إلى الإسلام بالجهل لم يقل به أحد من أئمة الدعوة .. فقد عرّض الشيخ أبابطين بهم، وغاية ما قاله عنهم إنهم ضلال .. وكذلك فعل الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن آل الشيخ .. غاية ما قاله فيهم أنهم أهل ضلال.
ولكن الإشكال الواقع عندهم هو: كيف يعذر هؤلاء من يعبد إلهين أو أكثر؟؟ .. كيف يعذر هؤلاء من لا يقر بالوحدانية لله تعالى؟؟ .. ثم يساوون هذا بكفار قريش، أو باليهود والنصارى .. مع أن هؤلاء جميعهم يقرون على أنفسهم بالكفر .. ويقرون أنهم يعبدون غير الله تعالى.
هذا ما سأجيب عنه في موضوع مستقل سأفتحه قريباً - إن شاء الله تعالى -.
- أما قولك إنك لا تتصور وجود هذا النوع من الناس .. فأقول: بل هم موجودون، وهو كثير .. يكفّرون من يعذر المشركين بالجهل عيناً .. ويخرجونه من الدين كأن لم يدخل فيه أصلاً .. ولا يشترطون في ذلك إقامة الحجة.
وحتى أوضح لك المسألة أخي الكريم، والتي يظن الناس فيها أنني أقول إن الامتناع عن تكفير المشركين ليس كفراً .. فهذا باطل، ولم أقل به يوماً، والحمد لله .. بل أقول، ودائماً ما قلت، إن من لم يكفّر الكافرين فهو كافر .. ولكن بتفصيل .. وهذا التفصيل هو ما يخالفني فيه هؤلاء، بل ووصل الأمر ببعضهم إلى القول بكفري .. والله المستعان.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:05]ـ
الإمام الدهلوي،
وفيك بارك الله وجزاك الله خيراً .. سأواصل - إن شاء الله - حتى تُدحض جميع شبهاتهم، ما كبر منها وما صغر .. حتى يجد من هم على عقيدتنا ردوداً كافية وافية تحميهم من الانجرار وراء هؤلاء .. بعد توفيق الله وحفظه وهدايته .. بإذن الله تعالى ..
فقد كثُر السؤال عن كتاب جامع لشبهاتهم وضلالاتهم، مع دحضها وتفنيدها .. وحيث إن هذه البدعة بدأت تتفشى .. فوجب على جميعنا التصدي لها واستئصال شأفتها .. وهذا ما سيكون بإذن الله تعالى.
وأسأل الله لي ولكم ولجميع من يعاون في هذا الأمر الأجر والمثوبة والقبول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:30]ـ
اخي ابو شعيب اظن ان من يقول بكفر من عذر بجهل هم اتباع الحيدي الضال!
جزاك الله خير على هذا التوضيح فلقد ظننت بك ظن اخر والحمدلله ان ظني كان خطاء وذلك ربما بسبب عدم فهمي لسبب الموضوع او ان هنلك قصور في توضيح المسئلة واظن بعض الاخوة لم يفهم قصدك بارك الله فيك
اللهم انصر اخواننا المجاهدين في سبيلك في الشيشان وفي كل مكان
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:38]ـ
أخي الكريم
الحيدي الخبيث الظاهر أنه صنيعة من أعداء الأمة حتى يشككوا الشباب في عقائدهم ويصرفوهم عن الإشتغال بقضايا المسلمين ونصرتهم في كل مكان بدعوى أنهم كفار فلماذا تنصروهم.
هذا الحيدي الملعون الكذاب الأشر من جرأته على الله يدعي أنه المهدي وخليفة الله في أرضه.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:23]ـ
ولكنه لا يُكفّر من أعذر المشركين بالجهل .. .
إن الذي نصحك بترك الكتابة لم يخطئ أبدا!
ما دخل هذا الكلام بكلام شيخ الإسلام؟!
فشيخ الإسلام يتكلم عن امرأة لم تكفر زوجها الذي ادعى النبوة وامتنعت عن تكفيره سواء اعتبرته نبيا ام لم تعتبره فمجرد التوقف في كفر هذا يعتبر كفرا مخرجا من الملة لأنه يعتبر تكذيبا لله ورسوله اللهم إن كان مجنونا وهذه ليست حال المرأة.
والأكبر من هذا أن هذا الرجل أقيم عليه حد الردة من خيار هذه الأمة.
بربك كيف تعذر هذه المرأة وأمثالها بالجهل أو التأويل او الشبهة؟ فهل كانت تجهل أن خاتم النبيين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ماذا؟
نحن نتكلم عن مسائل ظاهرة بينة لا يمكن أن يختلجها خطأ ولا شبهة ولا جهل ولا تأويل.
أخشى أن يأتي يوم تعذر فيه من يعذر مدعي الألوهية!
ثم تربط هذا الموضوع "عذر من أعذر المشركين " بأصل وهو تكفير الكافر
ولو أمعنت النظر قليلا في كلام شيخ الإسلام لتمكنت من تلوين بقية كلامه بالأحمر!
"وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة التي هي من بنات الصحابة لما امتنعت من تكفيره، فكيف بمن لم يكفر البدو مع إقراره بحالهم؟ فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام، ومن دعاهم إلى الإسلام هو الكافر؟ يا ربنا نسألك العفو والعافية. "
فهل عندك أن هؤلاء معذورون بالجهل أو تأويل أو شبهة؟!!!! وليتك تبين لنا كيف يكون جهلهم وما هو تأويلهم وشبهتهم.
نعم فعلا كما قال الشيخ - رحمه الله -يا ربنا نسألك العفو والعافية.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:35]ـ
واصل أخي شعيب بارك الله فيك و في ردودك الطيبة
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:47]ـ
الإمام الدهلوي،
وفيك بارك الله وجزاك الله خيراً .. سأواصل - إن شاء الله - حتى تُدحض جميع شبهاتهم، ما كبر منها وما صغر .. حتى يجد من هم على عقيدتنا ردوداً كافية وافية تحميهم من الانجرار وراء هؤلاء .. بعد توفيق الله وحفظه وهدايته .. بإذن الله تعالى ..
فقد كثُر السؤال عن كتاب جامع لشبهاتهم وضلالاتهم، مع دحضها وتفنيدها .. وحيث إن هذه البدعة بدأت تتفشى .. فوجب على جميعنا التصدي لها واستئصال شأفتها .. وهذا ما سيكون بإذن الله تعالى.
وأسأل الله لي ولكم ولجميع من يعاون في هذا الأمر الأجر والمثوبة والقبول.
آمينو أرجو من إدارتنا الكريمة عدم إغلاق الموضوع، فكم نحن في حاجة إلى بيان كاف شاف للمسألة ... و أجركم على الله تعالى
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 03:03]ـ
إن الذي نصحك بترك الكتابة لم يخطئ أبدا!
ما دخل هذا الكلام بكلام شيخ الإسلام؟!
لقد أخطأت حقاً في التحاور معك ..
فأنا أجيب عن أسئلة الأخ أبي البراء ما ليس له علاقة بكلام الشيخ محمد .. ولم يقل أحد أنه له علاقة بكلام الشيخ.
ولا أدري كيف ربطت كلامي بكلام شيخ الإسلام!!!! .. ومن جاء بذكر شيخ الإسلام في تلك المشاركة خاصة؟ والتي جعلتها لجواب أسئلة الأخ، والتي لا علاقة لها بموضوع الرواية ..
أنا منسحب من كل حوار معك .. فاعذريني .. ونصيحتك اجعليها في نفسك.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 05:17]ـ
أبا شعيب
طلبت منك ان تعينني على عدم التدخل مرة أخرى ...
لكنك فعلت العكس
أولاً: لأنك اتهمتني بعدم الفهم لا لشئ إلا لأني قلت أن لا مذهب لك في المسألة و هذا حق أنت صرحت به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: تماديك في التناقض فلا تكتب سطراً إلا وتنقضه بعد ذلك بسطر أو سطرين
و هذا ما سأبينه الآن بما أنك أفصحت عن معتقدك و قبل هذا زهدت في محاورتك لأني لم أعرف لك مذهباً في المسألة.
و من طريف الصدف أنك صرحت بمعتقدك مباشرة بعد أن ألمحتُ أني لن أكتب مجدداً!!
لننظر الآن في مذهبك بعد أن صار معلوماً
قلتَ:
" نعم، من لم يكفّر فرعون المتبع صراحة لغير دين الإسلام .. والذي جاء القرآن بتكفيره وأجمعت الأمة على كفره .. فهذا كافر ..
وكذلك الحال فيمن لم يكفّر اليهود والنصارى ..
وكل هؤلاء لا يُعذرون بالجهل .. اللهم إلا إن جهلوا حال اليهود والنصارى وحال فرعون .. فهذا يبيّن له، فإن عرف وأصرّ، فهذا كافر.
ومعنى أنه يجهل حالهم .. أي لا يعرف من يكون فرعون .. ولا يعرف شيئاً اسمه يهودي أو نصراني ..
- هذا الذي يكفّر كل من ذكرت، ولكنه لا يُكفّر من أعذر المشركين بالجهل .. فهذا على حق .. إذ أنّ إعذار المشركين بالجهل لا يكفر به المرء إلا إن قامت عليه الحجة .. إلا إن تبيّن منه أنه يعذر من عبد غير الله حقيقة بإقراره .. "
شرط الاقرار هنا يمكن استعماله كخط رجعة عند المحاققة
لكنه مع الأسف يهدم الكلام السابق من أوله
كيف؟
بحسب النقل السابق فإن اليهود و النصارى لا عذر لأحد في عدم تكفيرهم
لكن هل يوجد يهودي أو نصراني يُقر أنه يعبد غير الله؟؟
اللهم لا
و من كان كذلك فهو مُهرطق لا يعتبرونه على ملتهم
حتى من يَعبد عيسى عليه السلام فلم يعبده إلا لأنه الله بحسبه تجسد في إنسان
فهم يقولون عنه:"إله كامل في إنسان كامل" (لاهوت و ناسوت) و شذ منهم بعض الطوائف فلم يعتبروهم من النصارى
و الحال أوضح بالنسبة لليهود
و الله تعالى حينما وصمهم بالشرك لم يكن ذلك لاقرارهم بأنهم مشركين
لكن بحسب حالهم و هو أنهم أشركوا مع الله أقروا أم لم يُقروا.
قيد الاقرار لا معنى له هنا و لا دليل عليه.
فإن قال قائل: اليهود و النصارى جاء فيهم النص فهم كفار أقروا أم لم يقروا
و ليس بعد النص كلام و نحن نتكلم فيمن لم يأت فيه نص.
الجواب: قائل هذا الكلام عكس القضية
فالصواب أن يقال: بما أن النص أكفرهم لشركهم و لم يُعلق الحكم بإقرارهم (إن وجد) فكل من أشرك مثلهم حُكم بكفره.و لا مجال لاعتبار الاقرار إلا إذا جاء به الدليل من جهة أخرى ولادليل فيما أعلم.
ثم أن قيد الاقرار فضلاً أن لا دليل عليه فهو يربط حكم المتلبس بالشرك بنفس الشخص.
بمعنى أن المتلبس بالشرك هو الذي يقرر حكم نفسه لا الشرع
فإن ظهر له أن يُقر كان مشركاً
و إن لم يُقر بأنه مُشرك بقي على إسلامه و إن عبد ألف إله! و هذا هو الهذيان بعينه.
ثم لنحاول أن نطبق هذا المنطق على صورة من صور الشرك الحالية
فالديموقراطي يشرك بالله (وشركه محل اتفاق) و قد يكون طاغوتاً يُعبد ... فمن لم يكفره (مع علمه بحاله) لأنه لا يُقر بشركه يكون مجتهداً؟!!
سلمنا أنه مجتهد
فهل كل من عذر مثل هذا المشرك يكون مجتهداً
فستقولون لا
و تستثنون من جاء النص بكفرهم و هذا بينا بطلانه و أنه لازم في كل مشرك لا فيمن جاء فيه النص بعينه
أو تستثنون من يُقر بشركه و هذا لا دليل عليه و بينا بطلانه.
و هذا يهدم التفريق المزعوم من أساسه.
بقي قولك:"إذ أنّ إعذار المشركين بالجهل لا يكفر به المرء إلا إن قامت عليه الحجة"
فإن كنت تقصد بالحجة بيان حال المشرك لمن جهله فهذا مقبول أما إن كان المقصود بيان أن فعل المشرك كفر فهذا تناقض لو طبقناه على مثال الديمقراطية السابق فهي ملة مفارقة لملة الاسلام و هذا لا مجال للعذر فيه عندك إلا إن كنت لا ترى فيها ذلك.
قولك:
"لكن القول هو: تكفير من أعذر المشركين المنتسبين إلى الإسلام بالجهل لم يقل به أحد من أئمة الدعوة .. فقد عرّض الشيخ أبابطين بهم، وغاية ما قاله عنهم إنهم ضلال .. وكذلك فعل الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن آل الشيخ .. غاية ما قاله فيهم أنهم أهل ضلال."
هذا من العجب لأمور:
الحكم بالضلال لا يُنافي التكفير أو الكفر لا لغة و لا شرعاً بل العكس أقرب للصواب.
فهل عندما نقرأ قول الله تعالى: (قل أفغير اللهِ تأمروني أعبدُ أيها الجاهلون)
فنجد من يقول أن هؤلاء جهال فنحكم عليه أنه لم يُكفرهم!!
غاية ما نستطيع قوله هو أنه لم يصرح بتكفيرهم
أما نفي ذلك عنه فهو افتراء عليه.
أما نفي هذا عن أئمة الدعوة و بخاصة الشيخ محمد
فهو افتراء أخر
فما كتبه (تأصلاً و تفريعاً) أشهر من أن نذكره.
و من العجب كذلك أن من ينسب إليه في كل مرة عكس ما قاله
يرفض أن يناقش هذه النقظة بحجة أن هذا من عقائد الرجال و هو أول من يُقحم عقائد الرجال في كلامه.
و لما تعييه الحيلة يُبسِط الأمور-و هو الشغوف بالتعقيد- قائلاً:"كلامه خطأ"
هذا ما يسر الله كتابته بعد أن اتضح معتقدك
و لعلك تحافظ على هذا الوضوح و لا تعود للألغاز
فكلامك السابق لم يكن مفهوماً عند من يُوافقك فضلاً عن المخالف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:18]ـ
أرجو من بقية الإخوة قراءة هذا الكلام في الأعلى .. وإن وافقوا أن في كلامي تخبطاً وتناقضاً .. فسأكتب بياناً توضيحياً ..
وإن فهموا المغزى والمراد .. بحيث لا أحتاج إلى توضيحه وتكرار ما سبق .. فقد أعفيت من المسألة ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:33]ـ
لم تفهم!
كلامك السابق للمشاركة التي رددت عليها أنا هو المقصود بالكلام
لذلك قلتُ:"
و لعلك تحافظ على هذا الوضوح و لا تعود للألغاز."
فلا تُعد الكلام بما أنه واضح
و أجب على الاعترضات على كلامك إن كانت لديك إجابة
وفقك الله.
ـ[أبو يحيى المصري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 11:45]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب ابا شعيب وزادك الله علما وحلما وصبرا
الاخت ام معاذة اتق الله في نفسك وحاولي قبل ان تردي او تكتبي ان تفهمي
فلقد تابعت ردودك علي الاخ ابي شعيب فوجدتها عجيبة الاخ بارك الله فيه ينافح عما تعتقدين انت فهؤلاء ايتها المباركة اقصد ابا مريم واتباعه يكفرون ابن باز وابن عثيمين وقد رايت لكي مشاركة تحتجين باجابات الشيخ ابن باز
فانظري بارك الله فيكي في اي خندق تقفين
اما الاخ الحبيب المبارك الامام الدهلوي فلعلك يا ايها الكريم ان ترفع الكتب التي تضعها في مشاركاتك علي موقع اخر غير
زد شير
وباذن الله سنحاول جاهدين ان نفيد ونستفيد من مشاركة الاخوان
ونسأل الله العلي الكريم ان يهدي ضال المسلمين وان يردهم الي الحق ردا جميلا فالذين تابعوا ابا مريم تابعوه لانهم يريدون الحق ولكن لبس عليهم لاسباب كثيرة تعرفونها
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 06:31]ـ
نعم يا أم معاذة
أبو مريم الكويتي و أتباعه يكفرون بن باز و العثيمين
و بما أن هؤلاء معصومون لا يجوز عليهم الكفر
فثبت بأن أبا مريم و من معه ضلال
وربما كانوا كفاراً
هذا من أول مشاركة
الله وحده يعلم ما سيأتي
على فكرة يا أبا يحي أبو شعيب قال في موضوع آخر:
"أما فيما يخص الشعوب .. فكل هذا المنتدى يعلم أنني أقول بكفر الشعوب المحكومة بغير ما أنزل الله .. مع تفصيل ذكرته ليس هذا موضعه."
و بما أنك من مصر (وحتى لو كنت في أي مكان أخر) فأنت عنده كافر
على الأقل قبل أن تكتب مشاركتك
فهل سيكون تحذيرك المقبل من أبي شعيب؟؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 06:51]ـ
و بما أنك من مصر (وحتى لو كنت في أي مكان أخر) فأنت عنده كافر
وأنت - والله - عندي كاذب في ما تقوله هنا، وأشهد الله على ذلك .. ولا تفقه لا مذهبي ولا ما أدعو إليه في هذه المسألة .. ولم أقل بمثل هذا يوماً، والحمد لله
هذا فقط ليعلم الجميع لماذا أمتنع عن إضاعة وقتي معك .. فإن رجلاً لا يفهم مغزى الكلام حريّ به أن يُترك يهذي ولا يُعبّر.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 06:57]ـ
أين الكذب؟
نقلت كلامك
بين كذبي حتى أتوب و أعتذر منه
و بالمناسبة لك في الأعلى أسئلة لا أظن أنك تملك إجابة لها
كفاك تهرباً
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 08:40]ـ
أبو عبد الرحمن المغربي
من فضلك توقف عن هذا الأسلوب وخاصة ذكر الأسماء وتهكم بهم حتى لا تغلق الإدارة الموضوع.
تكلم في أصل الموضوع أورحم الله من قال خيراً أو سكت.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 09:08]ـ
أشكرك على نصيحتك على ما فيها من تجاوز
و لم أتهكم على أحد
و من ذكر الاشخاص هو من عقبت عليه
و هل صار الاحتفاظ بالموضوع مفتوحاً هدف لذاته حتى لو كان بالسكوت عن الباطل؟
ثم أن أسلوب الكتابة عند (أبو يحي المصري) ليس غريباً عن المنتدى بل و عن الموضوع!!
و هل الاتهام بالكذب من غير بينة لا يُعرض الموضوع للغلق؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل أبا يحي المصري يبدو لي أنك أحد الرجلين:-
إما أنك لا تفقه مما يقول أبو شعيب شيئا وهذه مصيبة
أو أنك ممن يحمل فكره وهذه مصيبة أكبر
ردودي عليه لا تخرج عما يطرحه هذا أولا. وليتك تبين لي أين الخروج عن الموضوع وأين الغرابة فيما أكتب.
ثانيا المقياس عندي ليس الأشخاص -بارك الله فيك - إذا كان صاحبك يريد الرد على أبي مريم - الذي لا أعرف حتى من يكون والذي يصفه بغلاة المكفرة - فهذا لا يعني أن نرد عليه برأي خطئ. وعجبا! يدافع عن بن باز بما يخالف عقيدة بن باز نفسه!!
فإن كان المكنى بأبي مريم يكفر بن باز أو غيره - ممن نعتقد إيمانهم و إمامتهم وفضلهم - فعلينا أن نرد عليه في هذه النقطة لا نتاجوزها.
وأنا لست في خندق مع أحد، أنا أرد بما أعتقد أنه الصواب وبما درسته وقرأته وسمعته من المشائخ الذين تزعم أن صاحبك يدافع عنهم.
أسأل الله - سبحانه وتعالى -أن يحلعنا جميعا من عباده المتقين
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل أبا يحي المصري يبدو لي أنك أحد الرجلين:-
إما أنك لا تفقه مما يقول أبو شعيب شيئا وهذه مصيبة
أو أنك ممن يحمل فكره وهذه مصيبة أكبر
ردودي عليه لا تخرج عما يطرحه هذا أولا. وليتك تبين لي أين الخروج عن الموضوع وأين الغرابة فيما أكتب.
ثانيا المقياس عندي ليس الأشخاص -بارك الله فيك - إذا كان صاحبك يريد الرد على أبي مريم - الذي لا أعرف حتى من يكون والذي يصفه بغلاة المكفرة - فهذا لا يعني أن نرد عليه برأي خطئ. وعجبا! يدافع عن بن باز بما يخالف عقيدة بن باز نفسه!!
فإن كان المكنى بأبي مريم يكفر بن باز أو غيره - ممن نعتقد إيمانهم و إمامتهم وفضلهم - فعلينا أن نرد عليه في هذه النقطة لا نتاجوزها.
وأنا لست في خندق مع أحد، أنا أرد بما أعتقد أنه الصواب وبما درسته وقرأته وسمعته من المشائخ الذين تزعم أن صاحبك يدافع عنهم.
أسأل الله - سبحانه وتعالى -أن يحلعنا جميعا من عباده المتقين
أم معاذة
زادك الله بصيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 03:43]ـ
السلام عليكم
أسلوب أبي شعيب في تفريع المواضيع عن بعضها بقدر ما فيه من تركيز وتفصيل دقيق نقطة بنقطة إلا أن العيب هنا هو الإنطلاق من الفرع إلى الأصل، فأصل الموضوع هو ثبوت ودلالة قصة زوجة المختار بن أبي عبيد الثقفي، ولكن المشكلة هنا أنها لم تبق نزاعا بين المؤرخين، بل سبب نزاعنا هنا يرجع إلى اختلاف عقائد المتحاورين، ولو حدثت في عصرنا لوقع افتراق وحروب بسبب هذه المرأة وحدها، فكان الأجدر بنا الإتفاق على عقيدة واحدة، وبعدها سنفهم الأحداث في عصرنا وفي العصور التي سبقتنا فهما واحدا.
لم يحدث جدال حول هذه المرأة في عصرها، والسبب هو الإتفاق حول أصل الدين رغم النزاعات السياسية والمذهبية وغيرها، أما والحال كما يشاهد الجميع إختلافات في أصل الدين لا مجال معها للإلتقاء إطلاقا، فإن كل طرف سيفسر النصوص والأحداث كما تدعوه إليه عقيدته، وهذا أمر منطقي، ولذلك اختلفنا في فهم كلام لابن حزم وكلام للقاضي عياض وآخر لابن تيمية وغيرهم كثير.
لو اجتمعنا على عقيدة واحدة كنا سنضع الأحداث والأقوال المشكلة علينا على بساط البحث فإن كانت لنبي من أنبياء الله أوّلناها وفق أصل الدين الذي نشترك فيه جميعا فالأنبياء معصومون، وإن كانت لصحابي سكت النبي (ص) عن فعله أو لمشهود له بالجنة مثلا أوّلناها وفق أصل الدين بحيث لا نهدم ديننا ولا نثبت الكفر لصاحبها، وإن كانت لمن بعدهم من عامة الناس، فإن كانت هناك شبهة في عدم الدلالة أو عدم الثبوت فالأصل في المسلم البراءة من الكفر وإلا كفّرناه دون أي تحرج لأن أصل ديننا هو الذي يفرض علينا هذا، وسواء كان فقيها أو صالحا فهذا الدين شرع ليحكم الجميع بقواعده.
لكل ذلك فإن الإنطلاق من قصة زوجة المختار التي وقعت بعد أن انقطع الوحي، نزولا نحو تقرير عقائد الإسلام، بعيد كل البعد عن المعايير العلمية، فكان الأولى أن ننطلق من أسباب النزول لآيات التكفير، وإن كنت لا أنسب نية الخلط بغية التحريف لصاحب الموضوع فإن هذا يجر بالفعل إلى ذلك مع تشعب الحوار.
إن الإسلام يفرض على أتباعه أن يتميزوا عن غيرهم، وهذه طبيعة كل الأديان في الحقيقة، فاعتقاد أحد الأتباع أن الناس إخوان لنا في ديننا لا يقره أي دين، ونحن في عصرنا لم نختلف في تكفير المسلم الواقع في الكفر فقط، بل هناك كم هائل من الناس ومن العلماء والفقهاء يعتقدون بأن للنصارى نبيهم ولنا نبينا وكل من اتبع نبيه دخل الجنة، ونسبة هؤلاء في ازدياد واتساع فأخوة الوطنية والإنسانية مقدمة ولا يمكن تجاهلها والقوانين التي تحكم المجتمع تفرض ذلك، وقبل أن نختلف في تكفير الكفار سبق إلى ذلك الإختلاف في الكفر نفسه، كم من الملايين لا يقرون بأن دعاء القبور شرك بالله وفي مقدمتهم علماء وزهاد، وكم من الملايين لا يقرون أو لم يسمعوا بأن إعطاء الحكم المطلق للشعب والإلتزام به أو التحاكم للمحاكم الدولية والإقرار بقوانينها إيمان بالطاغوت وكفر بالله وفي مقدمتهم علماء وزهاد.
إن الله -عز وجل- جمع البراءة من الشرك مع البراءة من المشركين، بل قدّم هذه على تلك في آيات عدة، وأوجب تكفير الفعل والفاعل معا، ثم إن قول الله تعالى: (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) ليس خاصا بنوع من الكافرين دون غيرهم، ومن قال بالتخصيص فعليه بالدليل أوّلا، فمن لم يفرق لجهله بين الإسلام والكفر أو بين المسلم والكافر ليس بمسلم ..
ومن يريد أن يستثني كفر الردة فيقول: لعل من لم يكفر الكافر يرى أنه معذور بالإكراه أو الجنون أو عدم القصد أو غير ذلك من الموانع ...
نقول: متى كان الإستثناء ينفي الأصل والشذوذ ينفي القاعدة؟ نعم نحن لا نتفق في إسلام مسلم أو كفره إذا كنا نختلف حول حالته العقلية، وبالتالي فكلنا يعتقد فيه وفق ما وصله من معطيات ولا شيء في ذلك، فقد نشاهد مسلما ينحني أمام الضريح فنعتقد أنه كافر، ثم تتدخل معطيات أخرى حول ملابسات الواقعة تثبت أنه كان يختبىء خلفه فنعتقد بإسلامه، ويبدو أن الخلط يبلغ مداه عندما نشاهد بأم أعيننا أمة من الناس تأتي شتى الكفريات ثم نتكلم عن الموانع بحجة أنه قد يداخلهم جنون أو عدم قصد أو إكراه فلماذا لا نطبق هذا على النصارى إذن؟ أم أن هؤلاء لا بواكي لهم؟ ومحمد (ص) جاء بدين واحد لكل البشر.
إن من يقول أن عابد القبر مسلم كمن يقول أن عابد الصليب مسلم، وإن كان لهذا موانع كالإكراه والجنون وعدم القصد فكذلك لهذا موانع، ومن قال أن هذا مسلم أصلا أما ذاك فكافر أصلا نكون وإياه بحاجة إلى اتفاق حول تعريف الإسلام وهل يثبت عقد الإسلام بمجرد نطقك بالشهادتين وظنك بأنك مسلم أم بتحقيق التوحيد بمعناه ولوازمه؟ الأمر الذي يثبت التاريخ والواقع أنه لم يحقق في هذه الأمة منذ قرون.
الأصل في الإنسان السلامة من الموانع ولا نفترضها إلا إذا حدثت، كما لم نختلف في رواد الحانات وجود موانع كعدم العلم بأنه يباع فيها الخمر أو الإكراه أو الجنون، فإن وجدناها في حالات العين لم نعاقب صاحبها، وإلا بقي على أصله وهو الإرادة والإختيار والعقل كعامة روادها، أما أن يقول أحد أن الأصل فيهم السلامة من الخمر فهذا غرضه تعطيل دين الله، فكذلك إن عرفنا عن أحد بين جمهور المشركين الإسلام وعرفنا أن ما يأتيه من الكفر له مانع من موانع التكفير اعتقدنا في إسلامه.
الإمتناع عن تكفير الكافر كالإمتناع عن تكفير الكفر (أي اعتبار الفعل أو القول أو الإعتقاد كفرا بدين الله) وكلاهما قد يداخله شبهة الجهل أو التأويل، فإن جاز في هذا جاز في ذلك، وإن عذر في هذا عذر في ذلك.
والإختلاف في تكفير ابن عربي مثلا إن كان بسبب الإختلاف في حالته العقلية جائز لكن المشكلة أن من لا علاقة له بدين التوحيد وإن كان لا يقره على عقائده فإنه لا يكفره، وإن قال ما قال ولا يهتم بهذا، وكيف يهتم والحرب على التكفير مستعرة أكثر من الحرب على الكفر الذي تفتح أبوابه على مصراعيها للجميع، ويجتهد العلماء لحماية ظهره من خطر التكفير ويعادون أهل التكفير أكثر من عداوتهم لأهل الكفر بل يؤاخونهم ويناصرونهم عليهم.
يتبع إن شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 03:57]ـ
إن عدم تكفير الكافر يترتب عليه أمور أخرى أيضا وهي المؤاخاة في الدين والموالاة والمعاملة على أساس أنه مسلم في الزواج والصلاة ومطالبته بشرائع الإسلام كلها ومبايعته إن كان حاكما، وبعدها إقرأ على الإسلام السلام عقيدة وشريعة وقد وقع هذا.
الذين قالوا أن النصارى مؤمنون لا نسألهم إن كانوا مقرين بعقائد النصارى أو هل يعتقدون أنها غير مخالفة لعقائد الإسلام، إنهم ينكرونها لكنهم يخشون التكفير بزعمهم، مع أنهم لا يخشون الإعتقاد بإسلام الكفار.
وعدم تكفير الكافر كفر بذاته لا لأنه إقرار بالكفر، فهناك من ينكر عبادة القبور لكن يجعل الصلاة مانعا من التكفير، وممن يعتقد بهذا الكثير من (أصحاب الفضيلة) دعنا من العوام.
والكلام عن الجهل كعذر ما هو إلا غطاء لأننا نشاهد الكفر يوميا وعلى مر التاريخ ولا نسمع بتكفير الكافر فإما أنهم لا يقيمون الحجة التي يقولون أنها مرتبطة بالتكفير، وهذا واقع إذ لا نسمع دعوة إلى التوحيد إلا على استحياء، وإما أن الحجة قد لا تقوم أصلا، وهذا واقع لورود الشبهات على فاعلي الكفر وبالتالي فالأمر يبقى على ما هو عليه.
لا نضع قائمة فيها فلان وفلان بأسماء الكفار ونمتحن الناس بها، ولكن من عرف الإسلام من الكفر عرف حقيقة المسلمين والكفار، وكل من عرف الكفر عرف أن من يفعله كافر، ولا يمكن أن يجهل أن فعله كفر ما دام قد عرف الإسلام.
والقول بأن من لم يكفر الكافر جهلا بأن فعله كفر مع اعتقاده ببطلانه ليس كافرا، هذا ليس عدم تكفير لمن لم يكفر الكافر، وإنما هو عدم تكفير لمن لم يكفّر الكفر، فهو يجهل الكفر، والغريب أن يعتقد بهذا من يقول بأنه لا يعذر بجهل الكفر.
القول بأن تكفير المسلم كالإعتقاد في إسلام الكافر وأنه مادام تكفير الخوارج للمسلمين لم يخرجهم من الإسلام وإنما هو كفر أصغر فكذلك الإعتقاد في إسلام الكافر كفر أصغر.
نقول: هذا باطل ولو كان صحيحا لكان الإيمان بإسلام النصراني كفرا أصغر.
وإن قيل: النصراني كفّره الله بقوله {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}
نقول: هل يسع المسلم أن لا يكفّر النصارى إذا لم يصله النص بكفرهم مع علمه بحقيقة دينهم؟ وهل يمكن أن يدخل النصراني في الإسلام وهو يعتقد أنه كان مؤمنا بالله؟
وهل كان الصحابة يجهلون ذلك قبل نزول مثل هذه الآيات؟
وهل سمعتم بمسلم جاء يسأل النبي (ص) عن حكم من فعل كفرا أكبر؟
ثم ما القول فيمن لا يكفّر الهندوسي الذي ليس هناك نص فيه ذكر لكفره تحديدا لاسمه؟
يكون الإعتقاد في كفر المسلم وإسلام الكافر كلاهما كفرا أكبر إن كان يعتقد أن التوحيد كفر، مثلما يقول النصارى عن المسلمين.
والخطأ عندما يتكلم البعض عن كفر محمد حسان وعمر عبد الكافي مثلا والخطأ الآخر لما يأتي من يدافع بحجة أن مدح الكافر ليس كفرا بالضرورة أو أن الدعاء للكافر بالصلاح ليس كفرا بينما أصل الدين غريب بين الناس.
أسألكم بالله: من منكم أخذ التوحيد عن أبيه وأمه وجده وجدته تواترا إلى العصر الذي دخل فيه الإسلام إلى بلده؟ لا أظن أن أحدا يدعي هذا إلا إذا كان يعتقد أن مجرد قول لا إله إلا الله توحيد وأن عبادة القبور من الإسلام.
نسأل الله الهداية للجميع وأن يجمعنا على التوحيد، وأن يكون النقاش بين الأعضاء تجردا لمعرفة الحق وبعيدا عن العصبية
إن الله يهدي من يشاء
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 04:15]ـ
القول بأن تكفير المسلم كالإعتقاد في إسلام الكافر وأنه مادام تكفير الخوارج للمسلمين لم يخرجهم من الإسلام وإنما هو كفر أصغر فكذلك الإعتقاد في إسلام الكافر كفر أصغر.
نقول: هذا باطل ولو كان صحيحا لكان الإيمان بإسلام النصراني كفرا أصغر.
وإن قيل: النصراني كفّره الله بقوله (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)
نقول: هل يسع المسلم أن لا يكفّر النصارى إذا لم يصله النص بكفرهم مع علمه بحقيقة دينهم؟ وهل يمكن أن يدخل النصراني في الإسلام وهو يعتقد أنه كان مؤمنا بالله؟
مع أنك لم تأت بجديد .. وقد تكلمنا عن جميع ما أوردته، وبالتفصيل .. لكن هذه شبهة لعلها تحيّر البعض.
أولاً .. قبل الحديث عن هذه المسائل بالافتراضات والقياسات .. اذهب إلى التأصيل الشرعي .. فتأصيلكم لمسألة تكفير الكافر هو عين التأصيل في مسألة أسلمة المسلم ..
أما قولك عن تكفير من لم يكفّر النصارى، وتجعل هذا دليلاً على بطلان الأصل الشرعي الذي بينتُه في أسلمة المسلمين .. فهو باطل ..
فقياسك هنا مع الفارق ..
والقياس الصحيح أن يُقال: لو أن النصراني جاء بفعل ظنه البعض دليلاً على قبوله للإسلام .. فحكموا عليه بالإسلام .. (كأن يقول مثلاً: أنا أحب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو يقول: دين الإسلام دين جميل .. أو غير ذلك) فظن بعض الجهلة أن هذا أدخله في الإسلام .. فهذا ما يُتوقف في تكفيره حتى تقام عليه الحجة، ولا يكفر ابتداء ..
بل أبلغ من ذلك أن يقال:
لو أن مسلماً سمع يهودياً أو نصرانياً يقول: لا إله إلا الله .. فظنه دخل الإسلام بذلك .. فهذا لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة عليه.
فهو قد قاس اليهود والنصارى على المشركين الوثنيين الذين يُكتفى للحكم بإسلامهم بأن ينطقوا بشهادة التوحيد ابتداء ..
هذا ما يصح قياسه على الخوارج ..
فالخوارج كفّروا المسلمين بأمور ظنوها كفراً .. وهؤلاء الجهلة أسلموا هذا النصراني بأمور ظنوها تصديقاً بالإسلام ..
فكلا الطائفتين لا تكفران إلا بعد إقامة الحجة.
ثم عوضاً عن هذه الافتراضات، هلمّ إلى التأصيل الشرعي الذي بيّنته .. وانقضه بالدليل الشرعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 10:28]ـ
السلام عليكم
من السهل التنصل من إجابة المخالف على طريقة الوزراء العلمانيين في ندواتهم الصحفية: لم تأت بجديد .. هذا الموضوع انتهى أمره .. دعنا من الإفتراضات ..
أما ما تسميه بالتأصيل الشرعي فليس بالضرورة أن يكون وفق المناهج الأكاديمية المعاصرة، وإنما نحن هنا في مجال المناظرة والأخذ والرد.
وفي كتاب الله قياسات وافتراضات وأسئلة استنكارية وكلها ملزمة للمخالف وعليه الإجابة عليها، أو أن يثبت أن هذا الإفتراض مستحيل.
ورغم أن كلامك فيه افتراضات وقياسات فإني سأرد عليه، فهلا عاملتني بالمثل؟
ليس هناك مسلم (وأقصد ذاك الذي عرف ما أدخله في الإسلام لا من يظن أنه مسلم) يسمع نصرانيا يقول: أنا أحب الرسول أو دين الإسلام جميل فيظن أنه حقق الإسلام بهذا ودخل في الإسلام بمجرد هذا، ومن ظن هذا فلا يتوقف في تكفيره وإنما هو ليس بمسلم أصلا، فلم يجهل أحد من الكفار فضلا عن المسلمين أن أبا طالب لم يدخل في الإسلام بمجرد دفاعه عن النبي (ص) وليس كحالنا اليوم إذ يُعتقد في إسلام كل من أحب الإسلام والنبي (ص) وصلى وصام .. حتى وإن أشرك وجهل معنى لا إله إلا الله وأتى بما يناقضها.
ومن يظن أن الكافر دخل في الإسلام بمجرد نطقه بلا إله إلا الله دون تحقيق معناها ولوازمها فهذا لا يتوقف في تكفيره، لأنه لم يدرك معنى الإسلام ولم يدخل فيه وهذا فعل هذه الأمة اليوم، فيستحيل أن يعرف الإسلام ويحققه في نفسه ثم يعتقد بإسلام من أخل به، فاعتقادك بإسلام من جهل تكفير الكافر هو اعتقاد بإسلام من جهل الإسلام في الحقيقة.
وإذا ركزت على هذه النقطة تعرف مقدار الخطأ في القول أن الخوارج لما كفروا المسلم بالمعصية وقعوا في نظير ما وقعت فيه هذه الأمة من عدم تكفير المشركين بينها، فالخوارج لم يخلوا بأصل الدين وإنما أضافوا إليه أحكاما شرعية لا تدخل ضمن إطاره، أما هذه الأمة فجهلت أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام.
هناك أناس في الواقع يقولون أن اليهود والنصارى مؤمنون ويدخلون الجنة وهؤلاء ما ينقصهم ليس تكفير الكافر فقط وإنما هو معرفة التوحيد، فلو سألتهم لوجدتهم يعتقدون بأن الطرق إلى الله متعددة وأن الله أنزل لكل أمة عقيدة لا شريعة فقط، وأن الإسلام دعا لحب الناس جميعا ومؤاخاتهم وغيرها من العقائد المشوشة، واعلم أنهم لو عرفوا الإسلام لانحلت مشكلة التمييز بين المسلم والكافر مباشرة.
وانظر إلى عامة الناس اليوم كيف أن تكفير اليهود والنصارى لم يغب عن عقيدتهم مهما بلغ بهم الجهل بالدين، ولو عرفوا التوحيد على حقيقته لعرفوا أن من يخل به بينهم كافر بكل بساطة، ولم يحتاجوا إلى فقه زائد عن أصل الدين.
خلطتَ جهل الإسلام بجهل الحال، فالمسلم إذا ظن أن النصراني دخل في الإسلام لما رآه ذاهبا إلى المسجد هذا لا حرج فيه، لكنه يعتقد مسبقا أن ما أدخله في الإسلام ليس مجرد الذهاب إلى المسجد وإنما هي أمور أخرى، وكذلك إذا سمعه يقول: أحب الرسول أو أن دين الإسلام جميل.
هدانا الله لما فيه الخير ويسر لنا سبيل الرشاد ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:37]ـ
(البيان الاسلامي)
حتى لو سلمنا لصاحبنا و اتفقنا معه أن الخوارج " الجدد" منهم أو القدامى زادوا في أصل الاسلام.
فالخلاف معه سيظل قائماً بما أنه يرفض حتى الآن الكلام عمن أنقص من أصل الايمان (الايمان بالكتب) و هو وحده الذي يعلم سبب هذا الاحجام.
أترى لان الذي قال أن الاعتقاد بتحريف القرآن لا يُخرج صاحبه من الاسلام إلا بعد قيام الحجة! يحمل بندقية؟!
و بالتالي فهي تعصمه من الوقوع في الكفر!
فلا مجال للقول بكفره مهما كان
و بما أن الدفاع عن مثل هؤلاء قضية خاسرة مُقدماً.
فكانت أحسن و سيلة لحفظ ماء الوجه و مواصلة تمثيل دور المُؤصل للقضايا الشرعية هو تجاهل هذا الموضوع.
أمر آخر يدفع لتجاهل مناقشة هذا الموضوع و غيره من المواضيع هو أن الهدف من كتابات صاحبنا الأخيرة ما هو إلا الذب عن بعض حملة البندقية و من دار في فلكهم ... فلا مجال لمناقشة ما يمكن أن يُدينهم فهذا مما يُفسد الخطة من أساسها.
على كل حال أتمنى أن يقبل صاحبنا بمناقشة هذه المواضيع
و بعد هذا أنا مُستعد أن أعترف بأني أسأت الظن به
(يُتْبَعُ)
(/)
أما غيره فلا يمكن أن يكون إلا تصديق لما أدعيه الآن
فهذه فرصة سانحة لصاحبنا حتى يُثبت عكس ما أقول
ـ[عبد فقير]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 03:06]ـ
جزى الله الشيخ أبا شعيب على هذه البحوث الدقيقة ودع عنك ما يهوش به المخالفون لك فكلامك واضح وعلمى فزدنا من مثل هذه البحوث الرائعة وأتمنى أن تكتب بحثا عن موضوع أن الذى يفعل الشرك وهو ينطق بالشهادتين لايكون مشركا عندالعاذرين بالجهل فى نقطة المعنى الإجمالى للشهادتين
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:10]ـ
(البيان الإسلامي)،
إن هذا ليس تنصلاً .. وإنما حفظاً للوقت ..
ولتعلم أنني لا أجيبك عن كثير من النقاط المطروحة لأنني أعلم ابتداء أنك لن تقنع .. ولن يقنع غيرك ممن يحاورني .. وإنما كان السبب الذي من أجله فتحت هذا الموضوع هو الإخوة الذين على منهجنا حتى لا يضلّوا بالشبهات ..
فغايتي هي حفظ منهجنا وأهله عن ضلالات وشبهات الغير ابتداء .. وإن هدى الله بهذه المواضيع الغير، فهو خير وبركة.
فعليه .. إن رأيت نقطة كنت قد أجبت عنها .. فإن طالب الحق سيبحث عن قولي .. ويريحني من عناء الإجابة .. لأنه لا زيادة عندي عمّا قلتُه في المسائل التي تطرحها.
وأما من أراد اتباع كل زاعق وناعق لأنه وافق هواه .. فهذا قد اختار سبيله .. وليس لي من أمره من شيء.
وأنا لا أجيب إلا ما رأيتني لم أجب عنه مسبقاً ..
==============
وفي كتاب الله قياسات وافتراضات وأسئلة استنكارية وكلها ملزمة للمخالف وعليه الإجابة عليها، أو أن يثبت أن هذا الإفتراض مستحيل.
كتاب الله يخاطب عقول الكفار وفطرهم .. واستدلالات الله تعالى إنما هي حجة بذاتها حتى وإن لم يفهمها بعض المسلمين ..
والمعلوم عند أئمة الدين أن مسائل الدين لا تؤخذ بالاستحسانات والافتراضات والقياسات القاصرة .. خاصة في مسائل الأصول .. التي لا تثبت إلا بالدليل الشرعي القطعي.
فأن تقارن افتراضات وقياسات البشر القاصرة المعوزة إلى الدليل الشرعي بافتراضات وقياسات وأسئلة الله تعالى المحكمة اللازمة في نفسها .. فهذا باطل.
ورغم أن كلامك فيه افتراضات وقياسات فإني سأرد عليه، فهلا عاملتني بالمثل؟
القياس الذي أستعمله إنما هو من جنس قياسكم .. ولم أجعل هذا عمدة مذهبي كما تجعلونه أنتم ..
سألتكم ببساطة .. ما الدليل الشرعي على أن تكفير المشرك من أصل الدين؟؟ .. أين تجدون تكفير المشركين في معنى كلمة التوحيد التي تعني: لا معبود بحق إلا الله .. بإجماع الأمة؟؟ .. لماذا لم يطلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المشركين الشهادة بالكفر على كل من خالف كلمة التوحيد؟؟ .. بل قل: لماذا لم يعلمهم شروط التكفير وموانعه؟
وحتى العلماء الذين شرحوا أصل الدين (وهو شهادة التوحيد) .. لم يذكر أحد منهم أن تكفير المشركين منه .. فهذا ابن تيمية ذكر في مواضع كثيرة أن أصل الدين هو عبادة الله وحده لا شريك له، ومحبته والإنابة إليه والخضوع له .. وما إلى ذلك .. ولم يذكر مسألة تكفير المشركين ..
ولكن جاء من بعدهم نسب تكفير المشركين إلى أصل الدين .. وهو لم يعنِ ما ذهبتم إليه من أن من أخطأ فيه فقد كفر .. بل هم ذكروا أصل الدين وهم يعنون أصوله العظيمة .. أو لوازمه ..
كما جاء عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - إذ قال: ((أصل الدين وقاعدته أمران: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه)) ..
فهل من خالف في جزء التحريض أو جزء الموالاة قد كفر؟
إن قلت لي لا .. فهذا يعني أنك تقر أنه لم يعنِ بذكر هذه الأمور أنها من أصل الدين الذي لا يدخل المرء به الإسلام إلا به ابتداء ..
فهذا هو منهجي في التحاور .. ليس بالقياسات .. إنما بالدليل الشرعي ..
أثبتوا لي بالدليل الشرعي أن تكفير المشركين من أصل الدين الذي لا يدخل أحد الإسلام إلا به .. (هل هذا قياس؟) ..
فإن أبيتم إلا المقايسة .. فقد ألزمتكم بمنهجكم، وقايست على أسلمة الموحدين .. الذي هو بحسب شروط قياسكم من أصل الدين .. فلم نر منكم إلا تخبطاً في الجواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس هناك مسلم (وأقصد ذاك الذي عرف ما أدخله في الإسلام لا من يظن أنه مسلم) يسمع نصرانيا يقول: أنا أحب الرسول أو دين الإسلام جميل فيظن أنه حقق الإسلام بهذا ودخل في الإسلام بمجرد هذا، ومن ظن هذا فلا يتوقف في تكفيره وإنما هو ليس بمسلم أصلا، فلم يجهل أحد من الكفار فضلا عن المسلمين أن أبا طالب لم يدخل في الإسلام بمجرد دفاعه عن النبي (ص) وليس كحالنا اليوم إذ يُعتقد في إسلام كل من أحب الإسلام والنبي (ص) وصلى وصام .. حتى وإن أشرك وجهل معنى لا إله إلا الله وأتى بما يناقضها.
لماذا لا يكون مسلماً متأولاً أن هذا النصراني بهذه الكلمة يعني أنه يتبع دين الإسلام، وأنه لم يعد على نصرانيته .. كحال الذين أخطأوا من بني جذيمة فقالوا: صبأنا ..
فلو جاء مسلم جاهل فظنّ أن النصراني قال هذه الكلمة للدلالة على إسلامه، ولكنه أخطأ في هذه الدلالة، كما أخطأ من قالوا صبئنا .. فحكم عليه بالإسلام جهلاً منه (ليس لأنه يرى النصارى مسلمين .. أو أنه يرى أنه بمجرد هذه الكلمة مع بقائه على نصرانيته يدخل الإسلام) .. فهذا لا يمكن تكفيره إلا بعد إقامة الحجة عليه وبيان أن مجرد هذه الشبهة لا تدخله الإسلام حتى يدلل عليه بنطق بالشهادتين ..
والمسلمون تتفاوت قوة عقولهم ويتباين ذكاؤهم ويختلف مدى جهلهم وعلمهم ..
فقد يكون للمرء تصور قاصر يقصد به معنى حسناً وقد غاب عن باله الجوانب الباطلة من هذا التصور .. فيتبع ما يراه حسناً فيظن أنه بذلك على الحق ..
فضعف التصور مانع معتبر من تنزيل حكم التكفير على المسلم، إن كان يقصد به الحق، وإن كان أصل المسألة متحققاً عنده، بلا ريب ولا شك .. بأن يعتقد اعتقاداً جازماً أن من عبد غير الله، ودان بغير دين الإسلام .. فهو كافر ..
ثم قد بيّنت في أكثر من موضع أن تنزيل أحكام التكفير على الأعيان هو من الأمور المتعلقة بعلوم القضاء .. فهل من أخطأ في ضبط هذه العلوم يكفر؟
وإذا ركزت على هذه النقطة تعرف مقدار الخطأ في القول أن الخوارج لما كفروا المسلم بالمعصية وقعوا في نظير ما وقعت فيه هذه الأمة من عدم تكفير المشركين بينها، فالخوارج لم يخلوا بأصل الدين وإنما أضافوا إليه أحكاما شرعية لا تدخل ضمن إطاره، أما هذه الأمة فجهلت أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام.
أفهمني لو سمحت ..
الخوارج لم يخلوا بأصل الدين من ناحية الولاء؟ .. هذا ما تود قوله؟
فهم بتكفيرهم للصحابة المقطوع بإيمانهم ودخول الجنة، كبعض المبشرين بالجنة وجمع من أهل بدر وأهل بيعة الرضوان وغيرهم .. بشبهات لا ترقى إلى أن تكون معاص، بل إن بعضها طاعات .. فهم بهذا أخرجوا المقطوع بإسلامه من الدين بشبهة، وحكموا عليه بالكفر ..
ولكن لم نرَ أيّاً من الصحابة حكم بكفرهم .. ولم يقل أيٌّ من العلماء بأنهم نقضوا أصل الدين في نفس الأمر .. مع أنهم أخرجوا من الإسلام بالشبهات، من دخل فيه دخولاً صحيحاً، ونزل فيه النص أنه من أهل الجنة.
حسب منطقكم وقياساتكم وافتراضاتكم .. فهؤلاء قد نقضوا أصل الدين ..
عند الولاء يُسقط في أيديكم .. وعند البراء فأنتم رجالها ..
ولكن إن كنت تعني أنهم لم يحكموا بكفرهم لتوحيدهم، لذلك كانوا معذورين بالتأويل .. فأقول لك: إن هؤلاء الذين تكفّرهم لم يحكموا بإسلام هؤلاء لكفرهم ..
مع أن هناك فرقاً شاسعاً بين من كان ظاهره الانتساب إلى الإسلام .. فإخراجه من الدين أمر عظيم .. والعذر فيه أقرب لمن لا يكفّره، ممن لا يكفّر من ظاهره الانتساب إلى غير دين الإسلام.
فالخوارج كفّروا المقطوع بإسلامه وإيمانه بشبهة .. ظنوا بها أنهم نقضوا أصل دينهم وكفروا بالله.
وأصحابنا هؤلاء أعذر من الخوارج بكثير .. إذ أنهم تورّعوا عن تكفير من أصل دينه الإسلام .. ولكنه متلبس ببعض مظاهر الشرك .. وما منعهم شبهات وتصورات لها أدلتها من القرآن والسنة .. ولا يعنون بإعذاره أنّ من عبد غير الله فهو مسلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك أناس في الواقع يقولون أن اليهود والنصارى مؤمنون ويدخلون الجنة وهؤلاء ما ينقصهم ليس تكفير الكافر فقط وإنما هو معرفة التوحيد، فلو سألتهم لوجدتهم يعتقدون بأن الطرق إلى الله متعددة وأن الله أنزل لكل أمة عقيدة لا شريعة فقط، وأن الإسلام دعا لحب الناس جميعا ومؤاخاتهم وغيرها من العقائد المشوشة، واعلم أنهم لو عرفوا الإسلام لانحلت مشكلة التمييز بين المسلم والكافر مباشرة.
من قال إن اليهود والنصارى مؤمنون، فهذا لا شك في كفره، وفي كفر من لم يكفّره .. وأنت تعلم جيداً أن هذا ليس محور حوارنا.
مسألتنا هي في اختلاف التصورات التي قد تقع عند البعض في الحكم على المعيّن .. مع الإقرار أن فعله شرك وكفر ..
خلطتَ جهل الإسلام بجهل الحال، فالمسلم إذا ظن أن النصراني دخل في الإسلام لما رآه ذاهبا إلى المسجد هذا لا حرج فيه، لكنه يعتقد مسبقا أن ما أدخله في الإسلام ليس مجرد الذهاب إلى المسجد وإنما هي أمور أخرى، وكذلك إذا سمعه يقول: أحب الرسول أو أن دين الإسلام جميل.
كلام نفيس .. هذا ما أقول به منذ البداية ..
إن ظنّ أنه يدخل الإسلام مع بقائه على نصرانيته، فقط بمجرد حبه للرسول - صلى الله عليه وسلم - .. فهذا كافر من فوره، ولا شك.
ولكن إن رأى أن تصريحه بحب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو تدليل على إسلامه وتركه للنصرانية .. فهذا لا يكفر ..
وهذا ما كنا دائماً نبينه.
المسألة أن الناس تظن أن كلّ من قال إن هذا الرجل (المشرك عند البعض) مسلم .. كفّروه دون إقامة حجة .. ودون استقصاء للسبب الذي حدا به للحكم عليه بالإسلام .. وهذا من الظلم العظيم.
فإن تبيّن أنه لم يحكم عليه بالإسلام إقراراً منه بكفره .. إو اعتقاداً منه بجواز اتباع غير دين الإسلام .. ولكن لتصوّر قاصر في المسألة يُبقي هذا الرجل في دائرة التوحيد .. كأن يظنّ مثلاً أن الجهل بكون الشيء عبادة يكون عذراً لصاحبه، حيث إنه لا يقصد بهذه العبادة عبادة غير الله ..
أو يظن أن الجهل كعذر إنما هو كالإكراه .. لاختلاط الأدلة عنده .. فلا يخطر في باله أمور باطلة لازمة لهذا الظن .. ويخطر في باله فقط معنى صالحاً اتبعه وحكم بموجبه بإسلام هذا المرء ..
كما قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 12/ 180 - 181]:
[-- وَأَمَّا التَّكْفِيرُ: فَالصَّوَابُ أَنَّهُ مَنْ اجْتَهَدَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَصَدَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَ: لَمْ يُكَفَّرْ؛ بَلْ يُغْفَرُ لَهُ خَطَؤُهُ. وَمَنْ تَبَيَّنَ لَهُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَشَاقَّ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى، وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ: فَهُوَ كَافِرٌ. وَمَنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَقَصَّرَ فِي طَلَبِ الْحَقِّ وَتَكَلَّمَ بِلَا عَلَمٍ: فَهُوَ عَاصٍ مُذْنِبٌ. ثُمَّ قَدْ يَكُونُ فَاسِقًا، وَقَدْ تَكُونُ لَهُ حَسَنَاتٌ تَرْجَحُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ. فَالتَّكْفِيرُ يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ حَالِ الشَّخْصِ. فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ وَلَا مُبْتَدَعٍ وَلَا جَاهِلٍ وَلَا ضَالٍّ يَكُونُ كَافِرًا؛ بَلْ وَلَا فَاسِقًا، بَلْ وَلَا عَاصِيًا، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ. وَقَدْ غَلِطَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ أَئِمَّةِ الطَّوَائِفِ الْمَعْرُوفِينَ عِنْدَ النَّاسِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ. وَغَالِبُهُمْ يَقْصِدُ وَجْهًا مِنْ الْحَقِّ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَعْزُبُ عَنْهُ وَجْهٌ آخَرُ لَا يُحَقِّقُهُ، فَيَبْقَى عَارِفًا بِبَعْضِ الْحَقِّ جَاهِلًا بِبَعْضِهِ؛ بَلْ مُنْكِرًا لَهُ. --]
وما إلى ذلك من التصورات الكثيرة التي تعتمل في عقل الحاكم ..
أما من كانت القاعدة الشرعية المعمول بها عنده هي: من عبد غير الله فهو موحّد .. فهذا لا يستريب اثنان في كفره وردته.
وسيكون هذا آخر جواب لي إليك .. فأكثر الكلام متكرر، والشبهات صياغتها متجددة، مع أن أصلها واحد .. ولكن حتى يعلم المتابع أنني لم أمتنع لعجزي عن الجواب ..
هدانا الله وإياك وجميع المسلمين.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:18]ـ
جزى الله الشيخ أبا شعيب على هذه البحوث الدقيقة ودع عنك ما يهوش به المخالفون لك فكلامك واضح وعلمى فزدنا من مثل هذه البحوث الرائعة وأتمنى أن تكتب بحثا عن موضوع أن الذى يفعل الشرك وهو ينطق بالشهادتين لايكون مشركا عندالعاذرين بالجهل فى نقطة المعنى الإجمالى للشهادتين
وإياك أخي الكريم .. نسأل الله لنا ولك القبول ولجميع المسلمين .. آمين.
وقد بيّنت هذه المسألة التي تبحث عنها في موضوع: " تصورات العلماء العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر من المنتسبين للإسلام "
على هذا الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21222
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:42]ـ
و بعد هذا أنا مُستعد أن أعترف بأني أسأت الظن به
سأقول لك أمراً يا أبا عبد الرحمن، لعله يكون آخر عهد بيني وبينك ..
أقسم بالله العظيم أنني أستطيع الجواب، ولا أخشاه أو أتهرب منه .. وإن ما يمنعني فقط هو أن السائل هو أنت .. وأنا أعلم من تكون أنت .. فأنا أعلم منهجك وأسئلتك الافتراضية التي لا تنتهي، دون رجوعك إلى التأصيل الشرعي .. والتي لا تروم بها الحق بقدر ما تروم إسقاط حجج الخصم.
ثم أسئ الظن كما تشاء .. بل لا يبعد أنك تقول بكفري وردتي منذ زمن .. فلا حاجة لإحسانك الظن بي بعد ذلك .. فإن أفضل ما ستحكم به عليّ بعدها هو أنني مشرك جاهل أو متأول، لا أكفر حتى تقام عليّ الحجة ..
ولكن حتى أختم الكلام في هذه القضية أقول:
إن تكفير المعيّن هو من العلم القضائي الذي يحتاج إلى تصوّر للواقع وفقه به وعلم بشروط وموانع التكفير ..
فقد يخطئ العالم في تصوّره .. وقد يصيب .. وقد يخطئ في بعضه ويصيب في بعضه .. وأصل كل هذه التصورات واحد وهو: أن هذا الرجل مع فعله للشرك، فهو معذور ..
وقد يُخطئ في شروط التكفير وفي موانعه .. بالدليل الشرعي ..
ولا يجب أن نلقي بحكم التكفير جزافاً على أمثال هؤلاء حتى نتبيّن تصوراتهم وأصول هذه الأحكام الصادرة منهم على هذا الواقع في الشرك ..
فإن كانت أصولهم تقتضي أن الشرك لا يضرّ مع التوحيد .. فهؤلاء كفار ..
وإن كانت أصولهم صحيحة، في أن من وقع في الشرك فهو كافر .. ولكن تصوراتهم قاصرة، أعذروا بها فاعل الشرك حتى تقام عليه الحجة .. فهؤلاء يجب أن يُجادلوا ويبيّن لهم وجه الخطأ، وتقام عليهم الحجة قياماً واضحاً لا لبس فيه ولا دخن .. فإن عرفوا الحق وردّوه، فهم كفار ..
وقد بيّنت هذا الأمر بإسهاب في مواضع أخرى .. ورفعت الإشكال عما اعترى بعض جوانبه.
وليكن هذا بعدها آخر مقام بيني وبينك ..
هدانا الله أجميعن إلى صراطه المستقيم.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:10]ـ
بهذا أبنت أن لا قبل لك بالرد على ما أوردته عليه و هو من صميم الموضوع
و ما زعمته من إرادتي إسقاط حجج المخالف صحيح و هو بعض ما أهدف إليه حين الرد عليك
فأنت كتبت و عرضت ما كتبت و طلبت من الناس النقد
و هو ما أقوم به
و لكل طريقته في النقد
و لا أظنك تشترط أن يوفقك المعترض حتى تتجاوب مع نقده
و إن كنت تريد حفظ من هم على معتقدك من الشبه كما تدعي
فأنا أوفر لك الفرصة بما أنك تقول أني لا أطرح إلا الشبه
أما أنك ترمي الناس بما لا يقولون به و تريد منا الصمت أو الموافقة فهذا
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 02:00]ـ
تتمة الكلام
أما أنك ترمي الناس بما لا يقولون به و تريد منا الصمت أو الموافقة فهذا ليس من الانصاف في شئ.
و لعلك تعلم أن "بحثك" سابقة لم يأت بها أحد قبلك
و لا أظن أحداً يأتي بها بعدك
فقد كتبت لتبديع فئة من الناس و التشتيع عليهم
و لم توثق لهم و لا حرفاً و احداً من أقوالهم
و عوض نقل أقوالهم رحت تكيل لهم الشتائم
و تُشكك في إسلامهم
و هذا هدم لأصول البحث
و عندما نطالبك بالتوثيق
تكيل لنا التهم و تتهرب
و كأننا ملزمين بموافقتك على كل ما تدعيه
و من الذين رميتهم بالبدعة و الغلو في التكفير من له موقع على الشبكة يعرض عليه معتقده
أفعجزت عن القص و اللزق؟!
و من هؤلاء الناس الذين أفتريت عليهم من يعتقد أن من أظهر شعيرة من شعائر الاسلام في دار الاسلام أو في دار الكفر فإنه يحكم له بالاسلام و يعامله معاملة المسلمين ما لم يظهر منه كفر أو شرك.
فكان حري بك أن تصفه بالتساهل في التكفير و انت القائل:" أما فيما يخص الشعوب .. فكل هذا المنتدى يعلم أنني أقول بكفر الشعوب المحكومة بغير ما أنزل الله .. مع تفصيل ذكرته ليس هذا موضعه."
فأنت ترمي من هم أخف منك تكفيراً بالغلو!!
فهل تحكم على نفسك الآن بأنك أشد غلواً من الغلاة؟!
أم أن غلوهم متعلق ببعض الأعيان و لهذا شنعت عليهم؟
و ها أنا منذ فترة أتهمك بالافتراء عليهم
فلم تجرؤ على تكذيبي و أنت الحريص على التشنيع و الاصطياد
فما السر؟
أما عن معتقدي فلم أبينه بعد
و ليست بيننا سابق معرفة
فكيف علمته؟!
أهو الكشف أم القراءة الباطنية لما أكتب؟
خلاصة الكلام
من شنعت عليهم يُكفرون بعض حملة البندقية بأمور تعلمها
لا علاقة لها لا بدعاء أموات و لا ذبح لغير الله ....
و عندما نعرض عليك نقاش هذه الأمور تضيق ذرعاً
و تتهرب
وتُفضل مطاعنة طواحين الهواء
و (البيان الاسلامي) لما أخذك من زاوية أخرى
ورد عليك رداً موفقاً في مجمله
أهملت لُبه و تعلقت ببعض فروعه
و هو الذي نبهك على التركيز على اللُب
فلم يخب ظنه فيك
و لقد توقع كذلك أنك ستلجأ إلى القول عند الافحام:" لم تأت بجديد و سبق الرد على كل ما أوردته"
فصار الكل يعلم طريقتك في الهروب
أخيراً لا تظن انك لما تحجم عن الاجابة فسيتوقف الرد عليك
لن يتوقف بإذن الله حتى تنتهي عما أنت فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 01:47]ـ
فهذا هو منهجي في التحاور .. ليس بالقياسات .. إنما بالدليل الشرعي ..
أثبتوا لي بالدليل الشرعي أن تكفير المشركين من أصل الدين الذي لا يدخل أحد الإسلام إلا به .. (هل هذا قياس؟) ..
فإن أبيتم إلا المقايسة .. فقد ألزمتكم بمنهجكم، وقايست على أسلمة الموحدين .. الذي هو بحسب شروط قياسكم من أصل الدين .. فلم نر منكم إلا تخبطاً في الجواب.
.
لو كان منهجك هو الدليل الشرعي لما كان هذا حالك ولا لقينا معك كل هذا العناء
فأنت من تأتي بأقوال أهل العلم وتأولها بما يناقض الأصل لتجعل القطعيات (وجهات نظر)
سبحان الله .. أثبتنا لك ذلك مرارا ولكن عيناك غم عليها فلم تر الأدلة المتزاحمة
سأثبت لك _ كما طلبت بالدليل الشرعي وليس القياس _ أن تكفير المشركين من أصل الدين وأنتظر قبولك واظهار صدق ادعاءك بأن منهجك هو الحوار بالدليل الشرعي ..
الأدلة من الكتاب والسنة على أن تكفير المشركين من أصل الدين ..
الدليل الأول في قول الله تعالى:-?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
ولإن لم تر فيها دلالا على ذلك هذا ابن كثير يقول لك ... " يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
الدليل الثاني:- قوله تعالى:-" وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
ولم يقل ولا مرة وما كان مشركا أو مثل ذلك. ومعنى ذلك في لغة العرب كما بيّن إمام المفسرين الطبري رحم الله في الآية 108 من سورة يونس ""وما أنا من المشركين"، يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به، لست منهم ولا هم منّي."
الدليل الثالث:- تأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:-" بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان"
أرأيت ما الذي يعادل كلمة التوحيد لا إله إلا الله = أن يُعبد الله ويكفر بما دونه .. أي أنه من لم يكفر بما دونه لا يأتِ بلا إله إلا الله
الدليل الرابع:- قوله صلى الله عليه وسلم:-"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله "
إنظر لشرح الحديث عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ...
أما إن أبيت أنت إلا المقايسة ... وجب عليك أن تلتزم ما ثبت بالدليل الشرعي وتُقر بأن تكفير المشركين من أصل الدين ... بعدها أعدك أن نكمل مسألة أسلمة الموحدين ونوضحها لك ونزيل ما أُشكل عليك بإذن الله ...
أما إن أصررت على موقفك وتنكرك للدليل الشرعي .. فلا مجال لمحاورتك
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 06:47]ـ
ثبت بحمد الله ألا خطأ في سرد رواية قتل زوجة المختار
فلا تعارض بين الشاهد من الرواية وما هو قطعي ..
فالرواية تقول بأن امتناع زوجة المختار عن تكفيره أوجب تكفيرها وقتلها
والأدلة الشرعية تثبت أن من لم يكفر المشركين لم يأتِ بأصل الدين .. ما الذي يضرك؟!!
اصارحك بشيئ ... لم أر في حياتي مدافع عن المشركين بهذه الاستماتة .. !!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 07:17]ـ
شكراً لرفعك الموضوع، خشيت أن يضيع بين ألوف المشاركات في هذا المنتدى.
أرجو أن تقوم بذلك بين فترة وأخرى حتى يستفيد أكبر قدر من المسلمين.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 08:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكراً لرفعك الموضوع، خشيت أن يضيع بين ألوف المشاركات في هذا المنتدى.
أرجو أن تقوم بذلك بين فترة وأخرى حتى يستفيد أكبر قدر من المسلمين.
لا شكر على واجب ..
أسأل الله أن يستفيد كل من في هذا المنتدى ..
ويعرفوا من يحيد عما أثبت الدليل الشرعي
ويعرفوا أن تكفير المشركين من أصل الدين والأدلة من الكتاب والسنة على أن تكفير المشركين من أصل الدين ..
الدليل الأول في قول الله تعالى:-?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
ولإن لم تر فيها دلالا على ذلك هذا ابن كثير يقول لك ... " يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
الدليل الثاني:- قوله تعالى:-" وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
ولم يقل ولا مرة وما كان مشركا أو مثل ذلك. ومعنى ذلك في لغة العرب كما بيّن إمام المفسرين الطبري رحم الله في الآية 108 من سورة يونس ""وما أنا من المشركين"، يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به، لست منهم ولا هم منّي."
الدليل الثالث:- تأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:-" بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان"
أرأيت ما الذي يعادل كلمة التوحيد لا إله إلا الله = أن يُعبد الله ويكفر بما دونه .. أي أنه من لم يكفر بما دونه لا يأتِ بلا إله إلا الله
الدليل الرابع:- قوله صلى الله عليه وسلم:-"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله "
إنظر لشرح الحديث عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ...
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:53]ـ
السلام عليكم
أبا شعيب كنت أتمنى أن تصبر علي كما صبرت عليك، فكلنا بشر وكلنا نتضايق ممن يخالفنا أو لا يفهم كلامنا، وليس من شروط الحوار الإلتزام المسبق بالإقتناع، وإن كنت ترى في كلامي تكرارا فلا ترد عليه لا أن تقطع الحوار كله، وعلى كل حال فأنا لست مسؤولا عن انسحابك ولا أتحمل عواقبه، وأرجو أن تراجع رأيك.
ليس من العيب الإفتراض أو القياس إذا كان صحيحا، وإن كان هناك افتراض أو قياس قاصر فيجب أن يبين وجه القصور فيه، لا أن يسكت عنه بحجة أنه افتراض أو قياس أو استدلال بالمنطق.
_ قولك: ما الدليل الشرعي على أن تكفير المشرك من أصل الدين؟ أين تجدون تكفير المشركين في معنى كلمة التوحيد التي تعني لا معبود بحق إلا الله؟
أقول: أصل الدين ليس معنى لا إله إلا الله فقط، وإنما المعنى ولوازمه، وإذا كنت تعتبر أصل الدين هو المعنى المجرد وحده فمعناها أن يقول أحد: لا أعبد إلا الله، لكنه يبغض المسلمين ويحب الكفار ويفضلهم عليهم، ولا تقل: هذا افتراض، فالرجل يتبع قولك.
لما سألتك: لماذا اعتبرت بغض الكفار من أصل الدين دون تكفيرهم، وبغضهم لا يدخل في المعنى المباشرلـ: لا إله إلا الله؟ أجبتني بأنه يجب على المسلم بغض الكفار للنصوص المذكورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: إذن وجب عليه بغضهم بعد إسلامه كسائر الشرائع، ولا عليه إن أحبهم قبل إقامة الحجة، إن قلت: هذا لا يتصور من مسلم وهو افتراض، أقول: حتى القول بإسلامهم لا يتصور من مسلم وهو افتراض غير واقعي، فلا ينتقل من دين إلى دين وهو يعتقد أنه كان مسلما على دين الله، المشكلة أننا وجدنا عوام الناس يفهمون هذا الأمر إذا عرفوا التوحيد أما الدعاة والعلماء فيشتبه عليهم، وهذا لأنهم انطلقوا من موانع التكفير مسبقا، قبل أن يحققوا التوحيد.
قولك: لماذا لم يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين الشهادة بالكفر على كل من خالف كلمة التوحيد؟
أقول: لماذا لم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين بغض الكفر والكفار؟ ولماذا لم يطلب منهم الإعتقاد في إسلام المسلم؟ فلماذا تطرح هذا السؤال عن التكفير فقط؟ ولماذا لم يطلب منهم في كل مرة الإعتقاد بأن هذا الفعل كفر بالله وقد يطلب منهم مجرد الترك؟ أقول: لأنهم لم يجهلوا ذلك، أما اليوم فقد جهله حتى أهل العمائم.
إن عدم ذكر معنى ما من أصل الدين أثناء الدعوة لا يعني أنه أمر زائد عن الضرورة، وإنما يعني أنه غير مختلَف فيه، فلا داعي لذكره ما دام الجميع متفقا عليه، وإنما الدليل على عدم لزومه هو ورود النص بثبوت الإسلام لمن خالف فيه.
وكثيرة هي الأمور التي نتفق في أنها من معنى لا إله إلا الله، ولم يذكرها لعدم وجود الداعي إلى ذكرها، وكل من له أدنى اطلاع على السيرة النبوية يدرك هذا، فالكفر صوره متجددة لا تحصى، لكنها مضمنة في معنى التوحيد ولوازمه، وكل من أسلم فعلا عرفها.
وسؤالك هذا ينسحب حتى على تكفير الكفار الأصليين المنتسبين إلى غير ملة الإسلام كقريش فالنبي (ص) لم يعلمهم هذا، فحجتك هي عدم ذكر التكفير تعميما وتعيينا لقوم النبي (ص)، وبهذا تنازلت حتى عن لزوم تكفير قريش لثبوت عقد الإسلام.
محمد بن عبد الوهاب هو وحده المسؤول عن كلامه، ولماذا أدخل التحريض على التوحيد في أصل الدين، ونعلم أننا لو سألناه لقال أنه لا يقصد بأن ترك الدعوة كفر مخرج من الملة.
لم أقل أن تكفير الكافر من معنى لا إله إلا الله وإنما هو من لوازمه، لكنه داخل في مسمى أصل الدين االذي هو معنى الشهادة ولوازمها، وإن كنا غير مأمورين بالتفريق بين المعنى واللازم.
إحتجاجك بكلام ابن تيمية في تخطئة المجتهدين من أمة محمد (ص) يتعلق بالإجتهاد في مواطن الإجتهاد إذ لا اجتهاد مع النص، فما بالك بمخالفة أصل الدين باسم الإجتهاد، ويجب التأكيد على هذا، لا إطلاق الكلام على عواهنه حول الإجتهاد، لا سيما في هذا الزمان الذي أبطلت فيه العقيدة بالمصالح.
بقية كلامي سأنشره إن شاء الله في موضوع:
صور اختلاف العلماء في الواقعين في الكفر الأكبر ولم يقتض ذلك أن يكفر بعضهم بعضا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20644&highlight=%C7%CE%CA%E1%C7%DD+% C7%E1%DA%E1%E3%C7%C1)
وفي موضوع: هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21292)
نسأل الله الهداية للجميع
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 12:17]ـ
(البيان الإسلامي)،
جزاك الله خيراً على حسن أدبك، وأعتذر إليك إن بدر مني ما يسوؤك ..
ولعلي إذن أطمع بحوار منهجي معك، نناقش فيه أصول هذه المسألة قبل الخلوص إلى الحكم الصحيح فيها.
وأرجو أن يكون الحوار هو في موضوع بحث "نقض معتقد الخوارج الجدد" كاملاً. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622)
حيث إنه شامل لجميع المسائل المطروحة .. وسنتحاور في أبوابه، باباً باباً .. إن شاء الله تعالى ..
فما تقول؟
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 08:42]ـ
قولك: لماذا لم يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين الشهادة بالكفر على كل من خالف كلمة التوحيد؟
أقول: لماذا لم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين بغض الكفر والكفار؟ ولماذا لم يطلب منهم الإعتقاد في إسلام المسلم؟ فلماذا تطرح هذا السؤال عن التكفير فقط؟ ولماذا لم يطلب منهم في كل مرة الإعتقاد بأن هذا الفعل كفر بالله وقد يطلب منهم مجرد الترك؟ أقول: لأنهم لم يجهلوا ذلك، أما اليوم فقد جهله حتى أهل العمائم.
إن عدم ذكر معنى ما من أصل الدين أثناء الدعوة لا يعني أنه أمر زائد عن الضرورة، وإنما يعني أنه غير مختلَف فيه، فلا داعي لذكره ما دام الجميع متفقا عليه، وإنما الدليل على عدم لزومه هو ورود النص بثبوت الإسلام لمن خالف فيه.
وكثيرة هي الأمور التي نتفق في أنها من معنى لا إله إلا الله، ولم يذكرها لعدم وجود الداعي إلى ذكرها، وكل من له أدنى اطلاع على السيرة النبوية يدرك هذا، فالكفر صوره متجددة لا تحصى، لكنها مضمنة في معنى التوحيد ولوازمه، وكل من أسلم فعلا عرفها.
وسؤالك هذا ينسحب حتى على تكفير الكفار الأصليين المنتسبين إلى غير ملة الإسلام كقريش فالنبي (ص) لم يعلمهم هذا، فحجتك هي عدم ذكر التكفير تعميما وتعيينا لقوم النبي (ص)، وبهذا تنازلت حتى عن لزوم تكفير قريش لثبوت عقد الإسلام.
البيان الاسلامي
واصل وفقك الله
و اعلم فقط أن الأمر لم يتوقف عن مشركي قريش
فلقد سبق لأبي شعيب أن قال:"فأما من قال إن بابا الفاتيكان مسلم .. فهذا لا نستطيع تكفيره ... .. يجب إقامة الحجة عليه لنعرف المنطلق الذي حدا به للحكم عليه بالإسلام.وهذه القاعدة شاملة في كل أحد .. "
فكيف نصدق أن قائل هذا الكلام يعتقد أن تكفير المشرك من لوازم التوحيد القطعية الضرورية؟؟!
فهو قعد قاعدة عامة بقوله:"وهذه القاعدة شاملة في كل أحد "
و هو ما يعني بالضرورة أن كل من لم يكفر أي مُشرك يبقى على إسلامه حتى تقام عليه الحجة وهو يستثني من جاء فيه النص فلعل بابا الفتكان لم يأت فيه النص و هو رأس النصارى!
فلم يعد تكفير المشرك قطعيا و لا ضروريا و لا حتى لازماً
فهو لم يُطبق على من جاء فيهم النص (وهو رد للنصوص) فضلاً عن غيرهم
ولا أظن أنك ستحضى بإجابة على ما أوردته هنا
وما دعوتك للمواصلة في مكان آخر إلا لتجنب الاجابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 10:36]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 12/ 466 - 468]:
وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُكَفِّرَ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ أَخْطَأَ وَغَلِطَ، حَتَّى تُقَامَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ، وَتُبَيَّنَ لَهُ الْمَحَجَّةُ. وَمَنْ ثَبَتَ إسْلَامُهُ بِيَقِينِ، لَمْ يَزُلْ ذَلِكَ عَنْهُ بِالشَّكِّ؛ بَلْ لَا يَزُولُ إلَّا بَعْدَ إقَامَةِ الْحُجَّةِ وَإِزَالَةِ الشُّبْهَةِ.
فَصْلٌ:
وَأَمَّا تَكْفِيرُ قَائِلٍ هَذَا الْقَوْلِ، فَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلٍ لَا بُدَّ مِنْ التَّنْبِيهِ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ بِسَبَبِ عَدَمِ ضَبْطِهِ اضْطَرَبَتْ الْأُمَّةُ اضْطِرَابًا كَثِيرًا فِي تَكْفِيرِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ، كَمَا اضْطَرَبُوا قَدِيمًا وَحَدِيثًا فِي سَلْبِ الْإِيمَانِ عَنْ أَهْلِ الْفُجُورِ وَالْكَبَائِرِ، وَصَارَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مِثْلُ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْجَهْمِيَّة وَالْمُمَثِّلَةِ يَعْتَقِدُونَ اعْتِقَادًا هُوَ ضَلَالٌ، يَرَوْنَهُ هُوَ الْحَقَّ، وَيَرَوْنَ كُفْرَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَيَصِيرُ فِيهِمْ شَوْبٌ قَوِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي كُفْرِهِمْ بِالْحَقِّ وَظُلْمِهِمْ لِلْخَلْقِ. وَلَعَلَّ أَكْثَرَ هَؤُلَاءِ الْمُكَفِّرِينَ يُكَفِّرُ بِالْمُقَالَةِ الَّتِي لَا تُفْهَمُ حَقِيقَتُهَا وَلَا تُعْرَفُ حُجَّتُهَا. وَبِإِزَاءِ هَؤُلَاءِ الْمُكَفِّرِينَ بِالْبَاطِلِ أَقْوَامٌ لَا يَعْرِفُونَ اعْتِقَادَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ كَمَا يَجِبُ، أَوْ يَعْرِفُونَ بَعْضَهُ وَيَجْهَلُونَ بَعْضَهُ، وَمَا عَرَفُوهُ مِنْهُ قَدْ لَا يُبَيِّنُونَهُ لِلنَّاسِ، بَلْ يَكْتُمُونَهُ، وَلَا يَنْهَوْنَ عَنْ الْبِدَعِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَا يَذُمُّونَ أَهْلَ الْبِدَعِ وَيُعَاقِبُونَهُمْ؛ بَلْ لَعَلَّهُمْ يَذُمُّونَ الْكَلَامَ فِي السُّنَّةِ وَأُصُولِ الدِّينِ ذَمًّا مُطْلَقًا؛ لَا يُفَرِّقُونَ فِيهِ بَيْنَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ وَمَا يَقُولُهُ أَهْلُ الْبِدْعَةِ وَالْفُرْقَةِ، أَوْ يُقِرُّونَ الْجَمِيعَ عَلَى مَذَاهِبِهِمْ الْمُخْتَلِفَةِ، كَمَا يُقَرُّ الْعُلَمَاءُ فِي مَوَاضِعِ الِاجْتِهَادِ الَّتِي يَسُوغُ فِيهَا النِّزَاعُ، وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ قَدْ تَغْلِبُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُرْجِئَةِ وَبَعْضِ الْمُتَفَقِّهَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ والمتفلسفة، كَمَا تَغْلِبُ الْأُولَى عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْكَلَامِ، وَكِلَا هَاتَيْنِ الطَّرِيقَتَيْنِ مُنْحَرِفَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
... إلى أن قال ...
إذَا تَبَيَّنَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ مَسَائِلَ التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ هِيَ مِنْ مَسَائِلِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، وَتَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ وَالْقَتْلُ وَالْعِصْمَةُ وَغَيْرُ ذَلِكَ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - أَوْجَبَ الْجَنَّةَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَحَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، وَهَذَا مِنْ الْأَحْكَامِ الْكُلِّيَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَكَانٍ.
ويقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في [الدرر السنية: 10/ 374 - 375]:
وبالجملة: فيجب على من نصح نفسه، ألا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله؛ وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله، فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله فيه، أعظم أمور الدين؛ وقد كفينا بيان هذه المسألة كغيرها، بل حكمها في الجملة أظهر أحكام الدين؛ فالواجب علينا: الاتباع وترك الابتداع، كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ".
وأيضاً: فما تنازع العلماء في كونه كفراً، فالاحتياط للدين التوقف وعدم الإقدام، ما لم يكن في المسألة نص صريح عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم -. وقد استزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة، فقصّر بطائفة، فحكموا بإسلام من دلت نصوص الكتاب والسنة والإجماع على كفره، وتعدى بآخرين، فكفروا من حكم الكتاب والسنة مع الإجماع بأنه مسلم.
ومن العجب أن أحد هؤلاء لو سئل عن مسألة في الطهارة، أو البيع ونحوهما، لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله، بل يبحث عن كلام العلماء، ويفتي بما قالوه؛ فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم، الذي هو أعظم أمور الدين وأشده خطراً، على مجرد فهمه واستحسانه؟ فيا مصيبة الإسلام من هاتين الطائفتين ومحنته من تينك البليتين!!
ونسألك اللهم أن تهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، وصلى الله على محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 12:01]ـ
تتواصل الشبه مع النزول في الدرجة
فالآن صرنا إلى الشبه من الدرجة الثالثة
و هي الشبه التي تتضمن الرد على من أوردها
زيادة على البتر و على كونها خارج الموضوع
مع التدليس طبعاً
فلننظر إلى كلام إبن تيمية من غير بتر و لا تدليس
قال:
"وكذلك من اتبع الظنون والأهواء معتقدا أنها (عقليات) و (ذوقيات) فهو ممن قال الله فيه (ان يتبعون الا الظن و تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) وإنما يفصل بين الناس فيما تنازعوا فيه الكتاب المنزل من السماء والرسول المؤيد بالأنباء كما قال تعالى ايتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين وقال تعالى كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين
مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وقال تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا وقال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله بل على الناس أن يلتزموا الأصول الجامعة الكلية التي اتفق عليها سلف الأمة وأئمتها فيؤمنون بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
وليس لأحد ان يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول الا بعد إقامة الحجة وازالة الشبهة فصل
وأما تكفير قائل هذا القول فهو مبنى على أصل لا بد من التنبيه عليه فإنه بسبب عدم ضبطه اضطربت الأمة اضطرابا كثيرا في تكفير أهل البدع والأهواء كما اضطربوا قديما وحدثنا في سلب الايمان عن أهل الفجور والكبائر وصار كثير من أهل البدع مثل الخوارج والروافض والقدرية والجهمية والممثلة يعتقدون اعتقادا هو ضلال يرونه هو الحق ويرون كفر من خالفهم في ذلك فيصير فيهم شوب قوي من أهل الكتاب في كفرهم بالحق وظلمهم للخلق ولعل اكثر هؤلاء المكفرين يكفر (المقالة) التي لا تفهم حقيقتها ولا تعرف حجتها
وبازاء هؤلاء المكفرين بالباطل أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس بل يكتمونه ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة ولا يذمون أهل البدع ويعاقبوهم بل لعلهم يذمون الكلام في السنة وأصول الدين ذما مطلقا لا يفرقون فيه بين ما دل عليه الكتاب والسنة والاجماع وما يقوله أهل البدعة والفرقة أو يقرون الجميع على مذاهبهم المختلفة كما يقر العلماء في مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقهة والمتصوفة والمتفلسفة كما تغلب الأولى على كثير من أهل الأهواء والكلام وكلا هاتين الطريقتين منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة [وإنما الواجب بيان ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وتبليغ ما جاءت به الرسل عن الله والوفاء بميثاق الله الذي أخذه على العلماء فيجب أن يعلم ما جاءت به الرسل ويؤمن به ويبلغه ويدعو إليه ويجاهد عليه ويزن جميع ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في الأصول والفروع الباطنة والظاهرة بكتاب الله وسنة رسوله غير متبعين لهوى من عادة أو مذهب أو طريقة أو رئاسة أو سلف ولا متبعين لظن من حديث ضعيف أو قياس فاسد سواء كان قياس شمول أو قياس تمثيل أو تقليد لمن لا يجب اتباع قوله وعمله فإن الله ذم في كتابه الذين يتبعون الظن وما تهوى الأنفس ويتركون اتباع ما جاءهم من ربهم من الهدى]
فصل
إذا تبين ذلك فأعلم ان (مسائل التكفير والتفسيق) هي من مسائل (الأسماء والأحكام) التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة وتتعلق بها الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا
فان الله سبحانه اوجب الجنة للمؤمنين وحرم الجنة على الكافرين وهذا من الاحكام الكلية فى كل وقت ومكان قال الله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال تعالى لما ذكر قول اليهود والنصارى (لن ندخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
(يُتْبَعُ)
(/)
فأمر أن يطالبهم بالبرهان على هذا النفي العام وما فيه من الاثبات الباطل ثم قال بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فأخبر سبحانه عمن مضى ممن كان متمسكا بدين حق من اليهود والنصارى والصابئين وعن المؤمنين بعد مبعث محمد أنه من جمع (الخصال الثلاث) التي هي جماع الصلاح وهي الايمان بالخلق والبعث بالمبدأ والمعاد الايمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وهو أداء المأمور به وترك المنهي عنه
فإن له حصول الثواب وهو أجره عند ربه واندفاع العقاب
فلا خوف عليه مما أمامه ولا يحزن على ما وراءه ولذلك قال بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن اخلاص الدين لله وهو عبادته وحده لا شريك له وهو حقيقة قوله إياك نعبد وإياك نستعين وهو محسن
ف (الأول) وهو إسلام الوجه هو النية وهذا (الثاني) وهو الاحسان هو العمل
وهذا الذي ذكره في هاتين الآيتين هو الايمان العام والاسلام العام الذي أوجبه الله على جميع عباده من الأولين والآخرين (دين الله العام) الذي لا يقبل من احد سواه وبه بعث جميع الرسل كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وقال تعالى لبني آدم جميعا فأما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى وقال في الآية الأخرى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
فكان من أول البدع والتفرق الذي وقع في هذه الأمة (بدعة الخوارج) المكفرة بالذنب فإنهم تكلموا في الفاسق الملي فزعمت الخوارج والمعتزلة أن الذنوب الكبيرة ومنهم من قال والصغيرة لا تجامع الايمان أبدا بل تنافيه وتفسده كما يفسد الأكل والشرب الصيام قالوا لأن الايمان هو فعل المأمور وترك المحظور فمتى بطل بعضه بطل كله كسائر المركبات ثم قالت (الخوارج) فيكون العاصي كافرا لأنه ليس إلا مؤمن وكافر ثم اعتقدوا ان عثمان وعليا وغيرهما عصوا ومن عصى فقد كفر فكفروا هذين الخليفتين وجمهور الأمة وقالت المعتزلة بالمنزلة بين المنزلتين إنه يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر
وقابلتهم (المرجئة) و (الجهمية) ومن اتبعهم من الأشعرية والكرامية فقالوا ليس من الايمان فعل الأعمال الواجبة ولا ترك المحظورات البدنية والايمان لا يقبل الزيادة والنقصان بل هو شيء واحد يستوي فيه جميع المؤمنين من الملائكة والنبيين والمقربين والمقتصدين والظالمين
ثم قال فقهاء المرجئة هو التصديق بالقلب واللسان وقال أكثر متكلميهم هو التصديق بالقلب وقال بعضهم التصديق باللسان قولوا لأنه لو دخلت فيه الواجبات العملية لخرج منه من لم يأت بها كما قالت الخوارج ونكتة هؤلاء جميعهم توهمهم أن من ترك بعض الايمان فقد تركه كله
وأما (أهل السنة والجماعة) من الصحابة جميعهم والتابعين وأئمة أهل السنة وأهل الحديث وجماهير الفقهاء والصوفية مثل مالك والثوري والأوزاعي وحماد بن زيد والشافعي وأحمد بن حنبل ... "
فكلام ابن تيمية كله عن البدعة و المبتدعة وأهل الأهواء و خلاف الناس في كفرهم
فهو لم يتكلم عمن عبد غير الله و لا عمن لم يكفره
فالكلام زيادة على أنه مبتور فهو خارج محل النزاع
و لا أعلم لمن وجه الكلام و هو في المبتدعة ليس إلا
و الكلام الملون بالأزرق بتره أبو شعيب لا أدري لما!!
أما كلام الشيخ محمد فلا مناسبة لايراده
فهو ينكر على من يُكفِر من غير مُكفر
و على من يدخل في الاسلام من ثبت كفره
و من يخالف مثل هذا
و الكلام عام لا يمكن الاحتجاج به على أحد
و ليس هناك من ينكره
و بعد كل هذا فإني أتوقع أن يكون الاستدلال فيما سيأتي بأقوال العلماء في إعذار من يخالف أو يُخطئ في الفروع الفقهية!
حتى نرى قمة الافلاس
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 10:15]ـ
أبو شعيب بارك الله فيك على هذه النقول
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لاحطت أن هذه النقول لها أرتباط أيضاً بالمسألة الأخر وهي (هل أسلمة الموحدين من أصل الدين أو
بعضهم يجادل ولا يعرف عن ماذا يتكلم أصلاً.
شيخ الإسلام رحمه الله قال لهم: ( .. وليس لأحد ان يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول الا بعد إقامة الحجة وازالة الشبهة) (وأما تكفير قائل هذا القول فهو مبنى على أصل لا بد من التنبيه عليه فإنه بسبب عدم ضبطه اضطربت الأمة اضطرابا كثيرا في تكفير أهل البدع والأهواء كما اضطربوا قديما وحدثنا في سلب الايمان عن أهل الفجور والكبائر وصار كثير من أهل البدع مثل الخوارج والروافض والقدرية والجهمية والممثلة يعتقدون اعتقادا هو ضلال يرونه هو الحق ويرون كفر من خالفهم في ذلك فيصير فيهم شوب قوي من أهل الكتاب في كفرهم بالحق وظلمهم للخلق ولعل اكثر هؤلاء المكفرين يكفر (المقالة) التي لا تفهم حقيقتها ولا تعرف حجتها، وبازاء هؤلاء المكفرين بالباطل أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس بل يكتمونه ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة ولا يذمون أهل البدع ويعاقبوهم بل لعلهم يذمون الكلام في السنة وأصول الدين ذما مطلقا لا يفرقون فيه بين ما دل عليه الكتاب والسنة والاجماع وما يقوله أهل البدعة والفرقة أو يقرون الجميع على مذاهبهم المختلفة كما يقر العلماء في مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقهة والمتصوفة والمتفلسفة كما تغلب الأولى على كثير من أهل الأهواء والكلام وكلا هاتين الطريقتين منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة ... إلى أن قال رحمه الله: إذا تبين ذلك فأعلم أن مسائل التكفير والتفسيق هي من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة وتتعلق بها الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا، فان الله سبحانه أوجب الجنة للمؤمنين وحرم الجنة على الكافرين وهذا من الاحكام الكلية فى كل وقت ومكان ... فكان من أول البدع والتفرق الذي وقع في هذه الأمة (بدعة الخوارج) المكفرة بالذنب فإنهم تكلموا في الفاسق الملي فزعمت الخوارج والمعتزلة أن الذنوب الكبيرة ومنهم من قال والصغيرة لا تجامع الايمان أبدا بل تنافيه وتفسده كما يفسد الأكل والشرب الصيام قالوا لأن الايمان هو فعل المأمور وترك المحظور فمتى بطل بعضه بطل كله كسائر المركبات ثم قالت (الخوارج) فيكون العاصي كافرا لأنه ليس إلا مؤمن وكافر ثم اعتقدوا ان عثمان وعليا وغيرهما عصوا ومن عصى فقد كفر فكفروا هذين الخليفتين وجمهور الأمة وقالت المعتزلة بالمنزلة بين المنزلتين إنه يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر
وقابلتهم (المرجئة) و (الجهمية) ومن اتبعهم من الأشعرية والكرامية فقالوا ليس من الايمان فعل الأعمال الواجبة ولا ترك المحظورات البدنية والايمان لا يقبل الزيادة والنقصان بل هو شيء واحد يستوي فيه جميع المؤمنين من الملائكة والنبيين والمقربين والمقتصدين والظالمين
ثم قال فقهاء المرجئة هو التصديق بالقلب واللسان وقال أكثر متكلميهم هو التصديق بالقلب وقال بعضهم التصديق باللسان قولوا لأنه لو دخلت فيه الواجبات العملية لخرج منه من لم يأت بها كما قالت الخوارج ونكتة هؤلاء جميعهم توهمهم أن من ترك بعض الايمان فقد تركه كله
وأما (أهل السنة والجماعة) من الصحابة جميعهم والتابعين وأئمة أهل السنة وأهل الحديث وجماهير الفقهاء والصوفية مثل مالك والثوري والأوزاعي وحماد بن زيد والشافعي وأحمد بن حنبل ... ) إهـ.
وقد قال المجادل عن هذا الكلام: ( .. فكلام ابن تيمية كله عن البدعة و المبتدعة وأهل الأهواء و خلاف الناس في كفرهم فهو لم يتكلم عمن عبد غير الله و لا عمن لم يكفره، فالكلام زيادة على أنه مبتور فهو خارج محل النزاع
و لا أعلم لمن وجه الكلام و هو في المبتدعة ليس إلا و الكلام الملون بالأزرق بتره أبو شعيب لا أدري لما!!) إهـ.
سبحان الله .. هذا مبلغهم من العلم .. شيخ الإسلام رحمه الله قد
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 10:25]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قد ذكر لهم بعض أصناف هؤلاء مثل الجهمية والمرجئة الكرامية وغيرهم فهل يعرف المجادل ما هي مقالا ت الجهمية حقاً .. أترك لكم الجواب.
يقول الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله في الرد على من لا يكفرالجهمية: (افتتح هذا المعارض كتابه بكلام نفسه مثبتاً كلام المريسي مدلساً على الناس بما يهم أن يحكي ويرى من قِبله من الجهال ومن حواليه من الأغمار أن مذاهب جهم والمريسي في التوحيد كبعض اختلاف الناس في الإيمان في القول والعمل والزيادة والنقصان وكاختلافهم في التشيع والقدر ونحوهما، كي لا ينفروا من مذاهب جهم والمريسي أكثر من نفورهم من كلام الشيعة والمرجئة والقدرية، وقد أخطأ المعارض محجة السبيل وغلط غلطاً كثيراً في التأويل لما أن هذه الفرق لم يكفرهم العلماء بشئ من اختلافهم والمريسي وجهم وأصحابهما لم يشك أحد منهم في إكفارهم؛ سمعت محبوب بن موسى الأنطاكي أنه سمع وكيعاً يكفر الجهمية، وكتب إلى علي بن حشرم أن ابن المبارك كان يخرج الجهمية من عداد المسلمين، وسمعت يحيى بن يحيى وأبا توبة وعلي بن المديني يكفرون الجهمية ومن يدعي أن القرآن مخلوق، فلا يقيس الكفر ببعض اختلاف هذه الفرق إلا امرؤ جهل العلم ولم يوفق فيه لفهم) إهـ نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عزوجل من التوحيد (صـ5/ 7) للإمام أبو سعيد الدارمي
ويقول بعض علماء نجد وهم الشيخ عبد الله، والشيخ إبراهيم ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان - رحمهم الله أجمعين - في الرد على من يجعل الجهمية داخلين في دين الإسلام: (وأما ما ذكرته: من استدلال المخالف بقوله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاتنا" وأشباه هذه الأحاديث، فهذا استدلال جاهل بنصوص الكتاب والسنة، لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، فإن هذا فرضه ومحله في أهل الأهواء من هذه الأمة؛ ومن لا تخرجه بدعته من الإسلام، كالخوارج ونحوهم فهؤلاء لا يكفرون، لأن أصل الإيمان الثابت لا يحكم بزواله إلا بحصول مناف لحقيقته، مناقض لأصله والعمدة: استصحاب الأصل وجوداً وعدماً، لكنهم يبدعون ويضللون، ويجب هجرهم وتضليلهم، والتحذير عن مجالستهم ومجامعتهم، كما هو طريقة السلف في هذا الصنف؛ وأما الجهمية وعباد القبور، فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم، إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام، وما بعث الله به الرسل الكرام، لأن حقيقة ما جاؤوا به ودعوا إليه، وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص العمل له، وأن لا يشرك في واجب حقه أحد من خلقه، وأن يوصف بما وصف به نفسه، من صفات الكمال ونعوت الجلال؛ فمن خالف ما جاؤوا به، ونفاه وأبطله فهو كافر ضال وإن قال لا إله إلا الله، وزعم أنه مسلم، لأن ما قام به من الشرك يناقض ما تكلم به من كلمة التوحيد؛ فلا ينفعه التلفظ بقول لا إله إلا الله، لأنه تكلم بما لم يعمل به، ولم يعتقد ما دل عليه) إهـ الدرر السنية (10/ 433).
وهذه بعض أقوال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في بيان حكم من لم يكفر الجهمية المحضة أوعباد القبور واعذرهم بالجهالة.
يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله: (لو قدر أن أحداً من العلماء توقف عن القول بكفر أحد من هؤلاء الجهال المقلدين للجهمية أو الجهال المقلدين لعباد القبور أمكن أن نعتذر عنه بأنه مخطئ معذور ولا نقول بكفره لعدم عصمته من الخطأ، والإجماع في ذلك قطعي، ولا بدع أن يغلط فقد غلط من هو خير منه ... وقد ذكر شيخ الإسلام في رفع الملام عن الأئمة الأعلام عشرة أسباب في العذر لهم فيما غلطوا فيه وأخطأوا وهم مجتهدون؛ وأما تكفيره أعني المخطئ والغالط فهو من الكذب والإلزام الباطل فإنه لم يكفر أحد من العلماء أحدا إذا توقف في كفر أحد لسبب من الأسباب التي يعذر بها العالم إذا أخطأ ولم يقم عنده دليل على كفر من قام به هذا الوصف الذي يكفر به من قام به؛ بل إذا بين له ثم بعد ذلك عاند وكابر وأصر" "، ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا بالتحريم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يبين لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا، ولكن الجهل وعدم العلم بما عليه المحققون أوقعك في التهور بالقول بغير حجة ولا دليل بالإلزامات الباطلة والجهالات العاطلة وكانت هذه الطريقة من طرائق أهل البدع فنسج على منوالهم هذا المتنطع بالتمويه والسفسطة وما هكذا يا سعد تورد الإبل) إهـ كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس (صـ16)
يقول رحمه الله: (وإن كان الكلام فيمن يدب عنهم، ويجادل بالباطل دونهم خطأ، فالذي بلغنا عن الإخوان من أهل عمان أنهم يبرؤون إلى الله من تكفير هؤلاء الدابين والمجادلين، وعن أنهم لا يكفرون بالعموم كما يزعم ... ويقولون إنما الكلام في الجهمية، وعباد القبور والأباضية، ويقولون لم يصدر على من جادل عنهم إلا الإنكار عليهم، وهجرهم، وترك السلام عليهم، فإذا كان كذلك كان الرد والتشنيع بالباطل على الإخوان من الصد عن سبيل الله، ومن الإتباع للهوى والعصبية. وغاية مرامهم أن تمشي الحال مع من هب ودرج، وأن لا يكون في ذلك من عار ولا حرج، وهذا إن أحسنا الظن بهؤلاء الدابين عمن حرج عن سبيل المؤمنين، وأنه صدر ذلك منهم عن شبهة عرضت لهم أن هؤلاء الجهمية وعباد القبور والأباضية داخلون في كلام الشيخ أعني شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنه لم تبلغهم الدعوة، ولم تقم عليهم الحجة، مع أن هذا إن كان هو الشبهة العارضة لهم فهومن أبطل الباطل) إهـ رسالة كشف الشبهتين (صـ27).
وقال أيضاً: (والمقصود أن الإخوان كانوا على طريق مستقيم من هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسيرة أصحابه فكفروا من كفره الله ورسوله، وأجمع على تكفيره أهل العلم، وهجروا من السلام من لم يكفرهم، ووالاهم، وذب عنهم، لأنهم حملوهم على الجهل وعدم المعرفة، وأنه قد قام معهم من الشبهة والتأويل ما أوجبهم الجدال عنهم، لأن هذا عندهم من الدعوة إلى الله، فلذلك ما عاملوهم إلا بالهجر من السلام ابتداءً ورداً) إهـ كشف الشبهتين (صـ20).
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 10:59]ـ
وهذا قول شيخهم أبو مريم الكويتي يقول لهم:
( .. وبعد هذه المقدمات نقول بأن ادخال شيخ الإسلام رحمه الله الجهمية بالمحضة في أصول تكفير أهل البدع إدخال غير صحيح والشيخ رحمه الله ذكر أمرين يدلان على ذلك:
الأول: قوله: (والمأثور عن السلف والأئمة إطلاق أقوال بتكفير الجهمية المحضة الذين ينكرون الصفات وحقيقة قولهم أن الله لا يتكلم ولا يرى ولا يباين الخلق ولا له علم ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة بل القرآن مخلوق واهل الجنة لا يرونه كما لا يراه أهل النار وأمثال هذه المقالات (وقبلها نقل شيخ رحمه الله الخلاف عند السلف في تكفير بعض أهل البدع وعدم تكفير بعضهم وكما ذكرنا في الأصل الأول أن كل قول خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر دق أو جل ومعلوم أن كل أقوال أهل البدع خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل على أن جميع أقوال اهل البدع كفر نوعاً إذا ما هو وجه خلاف السلف في تكفير بعض أهل البدع وإجماعهم على تكفير بعض أهل البدع.
فالحق أن كلام السلف في الخلاف في تكفير بعض أهل البدع هو خلاف في تكفير المعينين وهل أقيمت عليهم الحجة أم لا فمن أقيمت عليه الحجة حكموا بكفره ومن لم تقم عليه الحجة توقفوا عن تكفيره واما من أجمعوا على تكفيرهم فالجهمية المحضة فهولاء كانوا عندهم كفاراً بأعيانهم لذا لم ينقل عنهم التوقف عن تكفيرالمعينين منهم و لا التوقف عن تكفيرهم ومن هؤلاء الذين لم يتوقف السلف عن تكفيرهم كذلك نفاة العلم السابق فهم كذلك ممن كفرهم السلف بأعيانهم) الثاني: ما ذكره الشيخ عنهم من أن الجهمية خالفوا بقولهم هذا الكتاب والسنة و الإجماع بل وان قولهم مستلزم لتعطيل الصانع بل إنهم خالفوا جميع الملل والفطر فهذا يفيدنا بأن السلف رحمهم الله لما حكموا بكفر هذا الصنف لم يريدوا تكفير النوع وإلا فما الفرق بين هذا الصنف وبين غيره من اهل البدع ثم إن ليس من شرط التكفير التصريح بتعطيل الصانع كقول فرعون ومن شاكله من الدهرية والملاحدة في هذا العصر فهذا القول قل من يراه ولكن إذا كان القول مستلزماً تعطيل الصانع لازماً لاينفك عن قوله وخالف بذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة الملل والفطر كلها فلا يقال والتزم نفي علو الله على خلقه وبأنه موجود في كل مكان وانه حل بالمخلوقات كحلول الماء في الإسنفنج فهذا القول من أكفر الأقوال فلا يتوقف في كفر المعين فيه وهذا هو معنى إجماع السلف على تكفير الجهمية المحضة فتدبر.
بل من أقوال التي يكفر بها النصارى هي حلول الخالق في عيسى عليه السلام ولو قاله اليوم مسلم في محمد صلى الله عليه وسلم لخرج من الملة من غير إقامة حجة فكيف إذا كان هذا القول بالحلول لو قيل بجميع المخلوقات فاضلها ونجسها فهذا يخرج به صاحبه من غير إقامة حجة من باب أولى.
ثم لتعلم أن كل هذا الكلام هو في الجهمية المحضة لأن مسمى الجهمية يطلق على معاني أخرى ليس هذا مجال طرقها) إهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:18]ـ
جزاك الله خيراً أخي (الإمام الدهلوي) ..
للأسف هناك من يجادل في سبيل الجدال فقط .. بل ولا يقف هنيهة يتأمل ما يكتب.
واعلم أن لكل صاحب دعوة أعداء من الجن والإنس .. فإن لم يسلم كتاب ربنا - سبحانه وتعالى - من شبهات المبطلين، وسفاهات الجاهلين، وهو أبلغ بيان، وأوضح حجة .. فكيف يسلم من ذلك كلامنا نحن البشر؟؟
وأنصحك أخي أن تمتثل بقول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]
-----------
أما تكفير الجهمية المحضة، فمع وجود الإجماع على كفرهم، كما قال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله -، إلا أننا نجد أن طوائف من العلماء لم تكفّرهم ..
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 3/ 352 - 353]:
وَأَمَّا تَعْيِينُ الْفِرَقِ الْهَالِكَةِ فَأَقْدَمُ مَنْ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي تَضْلِيلِهِمْ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُمَا إمَامَانِ جَلِيلَانِ مِنْ أَجِلَّاءِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ؛ قَالَا: أُصُولُ الْبِدَعِ أَرْبَعَةٌ: الرَّوَافِضُ وَالْخَوَارِجُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ. فَقِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: وَالْجَهْمِيَّة؟ فَأَجَابَ: بِأَنَّ أُولَئِكَ لَيْسُوا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. وَكَانَ يَقُولُ: إنَّا لَنَحْكِي كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّة. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ اتَّبَعَهُ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ قَالُوا: إنَّ الْجَهْمِيَّة كُفَّارٌ فَلَا يَدْخُلُونَ فِي الِاثْنَتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً، كَمَا لَا يَدْخُلُ فِيهِمْ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يُبْطِنُونَ الْكُفْرَ وَيُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ، وَهُمْ الزَّنَادِقَةُ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ: بَلْ الْجَهْمِيَّة دَاخِلُونَ فِي الِاثْنَتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً، وَجَعَلُوا أُصُولَ الْبِدَعِ خَمْسَةً. فَعَلَى قَوْلِ هَؤُلَاءِ: يَكُونُ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ الْخَمْسَةِ اثْنَا عَشَرَ فِرْقَةً، وَعَلَى قَوْلِ الْأَوَّلِينَ: يَكُونُ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ الْأَرْبَعَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ فِرْقَةً. وَهَذَا يُبْنَى عَلَى أَصْلٍ آخَرَ وَهُوَ: تَكْفِيرُ أَهْلِ الْبِدَعِ. فَمَنْ أَخْرَجَ الْجَهْمِيَّة مِنْهُمْ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ، فَإِنَّهُ لَا يُكَفِّرُ سَائِرَ أَهْلِ الْبِدَعِ، بَلْ يَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْوَعِيدِ بِمَنْزِلَةِ الْفُسَّاقِ وَالْعُصَاةِ، وَيُجْعَلُ قَوْلُهُ: هُمْ فِي النَّارِ، مِثْلُ مَا جَاءَ فِي سَائِرِ الذُّنُوبِ، مِثْلَ أَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَغَيْرِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}. وَمَنْ أَدْخَلَهُمْ فِيهِمْ فَهُمْ عَلَى قَوْلَيْنِ: مِنْهُمْ مَنْ يُكَفِّرُهُمْ كُلُّهُمْ، وَهَذَا إنَّمَا قَالَهُ بَعْضُ الْمُسْتَأْخِرِينَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْأَئِمَّةِ أَوْ الْمُتَكَلِّمِينَ.
وكلام الجهمية في الله تعالى عظيم .. ومع ذلك لم يكفّرهم طوائف من العلماء أصحاب الإمام أحمد .. فهل هم كفار على مذهب أبي مريم الكويتي الذي يقول إن من لا يكفّر الواقع في الكفر المجمع عليه، فهو كافر من فوره دون إقامة حجة ..
والله المستعان.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:47]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 12/ 486 - 488]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْجَهْمِيَّة - عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ السَّلَفِ: مِثْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطَ، وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ أَحْمَد، وَغَيْرِهِمْ - لَيْسُوا مِنْهُ الثِّنْتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً الَّتِي افْتَرَقَتْ عَلَيْهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ؛ بَلْ أُصُولُ هَذِهِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ: هُمْ الْخَوَارِجُ وَالشِّيعَةُ وَالْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ، وَهَذَا الْمَأْثُورُ عَنْ أَحْمَد، وَهُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ عَامَّةِ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ فَهُوَ كَافِرٌ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. ثُمَّ حَكَى أَبُو نَصْرٍ السجزي عَنْهُمْ فِي هَذَا قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ كُفْرٌ يَنْقُلُ عَنْ الْمِلَّةِ. قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ كُفْرٌ لَا يَنْقُلُ. وَلِذَلِكَ قَالَ الخطابي: إنَّ هَذَا قَالُوهُ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيظِ. وَكَذَلِكَ تَنَازَعَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي تَخْلِيدِ الْمُكَفَّرِ مِنْ هَؤُلَاءِ؛ فَأَطْلَقَ أَكْثَرُهُمْ عَلَيْهِ التَّخْلِيدَ، كَمَا نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ مُتَقَدِّمِي عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ؛ كَأَبِي حَاتِمٍ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَامْتَنَعَ بَعْضُهُمْ مِنْ الْقَوْلِ بِالتَّخْلِيدِ. وَسَبَبُ هَذَا التَّنَازُعِ تَعَارُضُ الْأَدِلَّةِ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَدِلَّةً تُوجِبُ إلْحَاقَ أَحْكَامِ الْكُفْرِ بِهِمْ، ثُمَّ إنَّهُمْ يَرَوْنَ مِنْ الْأَعْيَانِ الَّذِينَ قَالُوا تِلْكَ الْمَقَالَاتِ مَنْ قَامَ بِهِ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا، فَيَتَعَارَضُ عِنْدَهُمْ الدَّلِيلَانِ، وَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي كَلَامِ الْأَئِمَّةِ مَا أَصَابَ الْأَوَّلِينَ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي نُصُوصِ الشَّارِعِ. كُلَّمَا رَأَوْهُمْ قَالُوا: مَنْ قَالَ كَذَا فَهُوَ كَافِرٌ، اعْتَقَدَ الْمُسْتَمِعُ أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ شَامِلٌ لِكُلِّ مَنْ قَالَهُ، وَلَمْ يَتَدَبَّرُوا أَنَّ التَّكْفِيرَ لَهُ شُرُوطٌ وَمَوَانِعُ قَدْ تَنْتَقِي فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ، وَأَنَّ تَكْفِيرَ الْمُطْلَقِ لَا يَسْتَلْزِمُ تَكْفِيرَ الْمُعَيَّنِ، إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ. يُبَيِّنُ هَذَا أَنَّ الْإِمَامَ أَحْمَد وَعَامَّةَ الْأَئِمَّةِ: الَّذِينَ أَطْلَقُوا هَذِهِ العمومات لَمْ يُكَفِّرُوا أَكْثَرَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلَامِ بِعَيْنِهِ.
وهل هؤلاء الذين يعذرون المشركين بالجهل أسوأ حالاً من الجهمية الذين قالوا إن القرآن مخلوق؟؟ .. سبحان ربي العظيم!!
وتأمل التالي يا أخي، فهو قول جدّ نفيس، قلّ أن تجد له نظيراً في أقوال العلماء:
جاء في [مجموع الفتاوى: 23/ 345 - 347]:
وَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ: أَنَّ الْقَوْلَ قَدْ يَكُونُ كُفْرًا، فَيُطْلَقُ الْقَوْلُ بِتَكْفِيرِ صَاحِبِهِ، وَيُقَالُ: مَنْ قَالَ كَذَا فَهُوَ كَافِرٌ. لَكِنَّ الشَّخْصَ الْمُعَيَّنَ الَّذِي قَالَهُ لَا يُحْكَمُ بِكُفْرِهِ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الَّتِي يَكْفُرُ تَارِكُهَا. وَهَذَا كَمَا فِي نُصُوصِ الْوَعِيدِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - يَقُولُ: {إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}. فَهَذَا وَنَحْوُهُ مِنْ نُصُوصِ الْوَعِيدِ حَقٌّ، لَكِنَّ الشَّخْصَ الْمُعَيَّنَ لَا يُشْهَدُ عَلَيْهِ بِالْوَعِيدِ، فَلَا يُشْهَدُ لِمُعَيَّنِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالنَّارِ، لِجَوَازِ أَنْ لَا يَلْحَقَهُ الْوَعِيدُ، لِفَوَاتِ شَرْطٍ أَوْ ثُبُوتِ مَانِعٍ. فَقَدْ لَا يَكُونُ التَّحْرِيمُ بَلَغَهُ، وَقَدْ يَتُوبُ مِنْ فِعْلِ الْمُحَرَّمِ، وَقَدْ تَكُونُ لَهُ حَسَنَاتٌ عَظِيمَةٌ تَمْحُو عُقُوبَةَ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُحَرَّمِ، وَقَدْ يُبْتَلَى بِمَصَائِبَ تُكَفِّرُ عَنْهُ، وَقَدْ يَشْفَعُ فِيهِ شَفِيعٌ مُطَاعٌ. وَهَكَذَا الْأَقْوَالُ الَّتِي يَكْفُرُ قَائِلُهَا؛ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ لَمْ تَبْلُغْهُ النُّصُوصُ الْمُوجِبَةُ لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، وَقَدْ تَكُونُ عِنْدَهُ وَلَمْ تَثْبُتْ عِنْدَهُ، أَوْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ فَهْمِهَا، وَقَدْ يَكُونُ قَدْ عَرَضَتْ لَهُ شُبُهَاتٌ يَعْذُرُهُ اللَّهُ بِهَا. فَمَنْ كَانَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ مُجْتَهِدًا فِي طَلَبِ الْحَقِّ وَأَخْطَأَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ خَطَأَهُ، كَائِنًا مَا كَانَ. سَوَاءٌ كَانَ فِي الْمَسَائِلِ النَّظَرِيَّةِ أَوْ الْعَمَلِيَّةِ، هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَجَمَاهِيرُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ. وَمَا قَسَّمُوا الْمَسَائِلَ إلَى مَسَائِلِ أُصُولٍ يَكْفُرُ بِإِنْكَارِهَا، وَمَسَائِلِ فُرُوعٍ لَا يَكْفُرُ بِإِنْكَارِهَا. فَأَمَّا التَّفْرِيقُ بَيْنَ نَوْعٍ وَتَسْمِيَتِهِ مَسَائِلَ الْأُصُولِ، وَبَيْنَ نَوْعٍ آخَرَ وَتَسْمِيَتِهِ مَسَائِلَ الْفُرُوعِ: فَهَذَا الْفَرْقُ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، لَا عَنْ الصَّحَابَةِ وَلَا عَنْ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ، وَلَا أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ. وَإِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذٌ عَنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَأَمْثَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَعَنْهُمْ تَلَقَّاهُ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ فِي كُتُبِهِمْ، وَهُوَ تَفْرِيقٌ مُتَنَاقِضٌ. فَإِنَّهُ يُقَالُ لِمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ: مَا حَدُّ مَسَائِلِ الْأُصُولِ الَّتِي يَكْفُرُ الْمُخْطِئُ فِيهَا؟ وَمَا الْفَاصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَسَائِلِ الْفُرُوعِ؟ فَإِنْ قَالَ: مَسَائِلُ الْأُصُولِ هِيَ مَسَائِلُ الِاعْتِقَادِ، وَمَسَائِلُ الْفُرُوعِ هِيَ مَسَائِلُ الْعَمَلِ. قِيلَ لَهُ: فَتَنَازَعَ النَّاسُ فِي مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَلْ رَأَى رَبَّهُ أَمْ لَا؟ وَفِي أَنَّ عُثْمَانَ أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ أَمْ عَلِيٌّ أَفْضَلُ؟ وَفِي كَثِيرٍ مِنْ مَعَانِي الْقُرْآنِ، وَتَصْحِيحِ بَعْضِ الْأَحَادِيثِ، هِيَ مِنْ الْمَسَائِلِ الِاعْتِقَادِيَّةِ الْعِلْمِيَّةِ، وَلَا كُفْرَ فِيهَا بِالِاتِّفَاقِ. وَوُجُوبُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَتَحْرِيمِ الْفَوَاحِشِ وَالْخَمْرِ هِيَ مَسَائِلُ عَمَلِيَّةٌ، وَالْمُنْكِرُ لَهَا يَكْفُرُ بِالِاتِّفَاقِ. وَإِنْ قَالَ الْأُصُولُ: هِيَ الْمَسَائِلُ الْقَطْعِيَّةُ، قِيل لَه: كَثِيرٌ مِنْ مَسَائِلِ الْعَمَلِ قَطْعِيَّةٌ، وَكَثِيرٌ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ لَيْسَتْ قَطْعِيَّةً. وَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً هُوَ مِنْ الْأُمُورِ الْإِضَافِيَّةِ، وَقَدْ تَكُونُ الْمَسْأَلَةُ عِنْدَ رَجُلٍ قَطْعِيَّةً لِظُهُورِ الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ لَهُ، كَمَنْ سَمِعَ النَّصَّ مِنْ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَيَقَّنَ مُرَادَهُ مِنْهُ. وَعِنْدَ رَجُلٍ لَا تَكُونُ ظَنِّيَّةً فَضْلًا عَنْ أَنْ تَكُونَ قَطْعِيَّةً، لِعَدَمِ بُلُوغِ النَّصِّ إيَّاهُ، أَوْ لِعَدَمِ ثُبُوتِهِ عِنْدَهُ، أَوْ لِعَدَمِ تَمَكُّنِهِ مِنْ الْعِلْمِ بِدَلَالَتِهِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثُ الَّذِي قَالَ لِأَهْلِهِ: {إذَا أَنَا مُتّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ ذروني فِي الْيَمِّ، فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبُنِي اللَّهُ عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَرَّ بِرَدِّ مَا أَخَذَ مِنْهُ، وَالْبَحْرَ بِرَدِّ مَا أَخَذَ مِنْهُ، وَقَالَ: مَا حَمَلَك عَلَى مَا صَنَعْت؟ قَالَ خَشْيَتَك يَا رَبِّ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ} فَهَذَا شَكَّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ، وَفِي الْمَعَادِ، بَلْ ظَنَّ أَنَّهُ لَا يَعُودُ، وَأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ اللَّهُ عَلَيْهِ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذِهِ الْمَسَائِلُ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
فانظر كيف يورد ابن تيمية - رحمه الله - الأعذار الكثيرة في حق المسلم الذي خالف في مسائل ظاهرها الكفر، ولكن يصح فيها التأويل .. بل إنه قال إنه قد تكون عرضت له شبهات لا نعلمها نحن!!!
فأين هؤلاء من حكمته وعلمه، فيكفّرون الذين أخطأوا في تكفير بعض المشركين لشبهات عرضت لهم ولأمور ظنوها عذراً لهم، يمنع لحوق حكم الكفر بهم؟؟ .. وهؤلاء العلماء مع هذا لا يشركون بالله، بل ويعتقدون أنه باطل وشرك وكفر، ويمتنعون عنه، ويرومون مرضاة الله تعالى واتباع شريعته ..
فهل هؤلاء أسوأ حالاً من الجهمية؟؟ .. هل هم أسوأ حالاً ممن قال بخلق القرآن؟؟ .. بل لا يصح أن نقارنهم بهؤلاء المبتدعة أصلاً ..
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 12/ 180]:
وَأَمَّا التَّكْفِيرُ؛ فَالصَّوَابُ: أَنَّهُ مَنْ اجْتَهَدَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَصَدَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَ: لَمْ يُكَفَّرْ؛ بَلْ يُغْفَرُ لَهُ خَطَؤُهُ. وَمَنْ تَبَيَّنَ لَهُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَشَاقَّ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى، وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ: فَهُوَ كَافِرٌ. وَمَنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَقَصَّرَ فِي طَلَبِ الْحَقِّ، وَتَكَلَّمَ بِلَا عَلَمٍ: فَهُوَ عَاصٍ مُذْنِبٌ. ثُمَّ قَدْ يَكُونُ فَاسِقًا، وَقَدْ تَكُونُ لَهُ حَسَنَاتٌ تَرْجَحُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ. فَالتَّكْفِيرُ يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ حَالِ الشَّخْصِ. فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ، وَلَا مُبْتَدَعٍ، وَلَا جَاهِلٍ، وَلَا ضَالٍّ، يَكُونُ كَافِرًا؛ بَلْ وَلَا فَاسِقًا، بَلْ وَلَا عَاصِيًا، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ. وَقَدْ غَلِطَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ أَئِمَّةِ الطَّوَائِفِ الْمَعْرُوفِينَ عِنْدَ النَّاسِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ. وَغَالِبُهُمْ يَقْصِدُ وَجْهًا مِنْ الْحَقِّ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَعْزُبُ عَنْهُ وَجْهٌ آخَرُ لَا يُحَقِّقُهُ، فَيَبْقَى عَارِفًا بِبَعْضِ الْحَقِّ، جَاهِلًا بِبَعْضِهِ؛ بَلْ مُنْكِرًا لَهُ.
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى: 19/ 209 - 212]:
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الْمَسَائِلُ الْأُصُولِيَّةُ هِيَ مَا كَانَ عَلَيْهَا دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ؛ وَالْفَرْعِيَّةُ مَا لَيْسَ عَلَيْهَا دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ. قَالَ أُولَئِكَ: وَهَذَا الْفَرْقُ خَطَأٌ أَيْضًا؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ عَلَيْهَا أَدِلَّةٌ قَطْعِيَّةٌ عِنْدَ مَنْ عَرَفَهَا، وَغَيْرِهِمْ لَمْ يَعْرِفْهَا. وَفِيهَا مَا هُوَ قَطْعِيٌّ بِالْإِجْمَاعِ؛ كَتَحْرِيمِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَوُجُوبِ الْوَاجِبَاتِ الظَّاهِرَةِ، ثُمَّ لَوْ أَنْكَرَهَا الرَّجُلُ بِجَهْلِ وَتَأْوِيلٍ لَمْ يُكَفَّرْ، حَتَّى تُقَامَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ، كَمَا أَنَّ جَمَاعَةً اسْتَحَلُّوا شُرْبَ الْخَمْرِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، مِنْهُمْ قدامة، وَرَأَوْا أَنَّهَا حَلَالٌ لَهُمْ؛ وَلَمْ تُكَفِّرْهُمْ الصَّحَابَةُ حَتَّى بَيَّنُوا لَهُمْ خَطَأَهُمْ، فَتَابُوا وَرَجَعُوا. وَقَدْ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَائِفَةٌ أَكَلُوا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ حَتَّى تَبَيَّنَ لَهُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ؛ وَلَمْ يؤثمهم النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَضْلًا عَنْ تَكْفِيرِهِمْ، وَخَطَؤُهُمْ قَطْعِيٌّ. وَكَذَلِكَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَدْ قَتَلَ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ، وَكَانَ خَطَؤُهُ قَطْعِيًّا. وَكَذَلِكَ الَّذِينَ وَجَدُوا رَجُلًا فِي غَنَمٍ لَهُ فَقَالَ: إنِّي مُسْلِمٌ، فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا مَالَهُ، كَانَ خَطَؤُهُمْ قَطْعِيًّا. وَكَذَلِكَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَتَلَ بَنِي جذيمة وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، كَانَ مُخْطِئًا قَطْعًا. وَكَذَلِكَ الَّذِينَ تَيَمَّمُوا إلَى الْآبَاطِ وَعَمَّارٌ الَّذِي تَمَعَّكَ فِي التُّرَابِ لِلْجَنَابَةِ كَمَا تَمَعَّكَ الدَّابَّةُ، بَلْ وَاَلَّذِينَ أَصَابَتْهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
جَنَابَةٌ فَلَمْ يَتَيَمَّمُوا وَلَمْ يُصَلُّوا، كَانُوا مُخْطِئِينَ قَطْعًا. وَفِي زَمَانِنَا لَوْ أَسْلَمَ قَوْمٌ فِي بَعْضِ الْأَطْرَافِ وَلَمْ يَعْلَمُوا بِوُجُوبِ الْحَجِّ، أَوْ لَمْ يَعْلَمُوا تَحْرِيمَ الْخَمْرِ، لَمْ يُحَدُّوا عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ لَوْ نَشَأُوا بِمَكَانٍ جُهِلَ. وَقَدْ زَنَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ امْرَأَةٌ فَلَمَّا أَقَرَّتْ بِهِ قَالَ عُثْمَانُ: إنَّهَا لَتَسْتَهِلُّ بِهِ اسْتِهْلَالَ مَنْ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ حَرَامٌ. فَلَمَّا تَبَيَّنَ لِلصَّحَابَةِ أَنَّهَا تَعْرِفُ التَّحْرِيمَ لَمْ يَحُدُّوهَا، وَاسْتِحْلَالُ الزِّنَا خَطَأٌ قَطْعًا. وَالرَّجُلُ إذَا حَلَفَ عَلَى شَيْءٍ يَعْتَقِدُهُ كَمَا حَلَفَ عَلَيْهِ فَتَبَيَّنَ بِخِلَافِهِ، فَهُوَ مُخْطِئٌ قَطْعًا، وَلَا إثْمَ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ. وَكَذَلِكَ لَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ. وَمَنْ اعْتَقَدَ بَقَاءَ الْفَجْرِ فَأَكَلَ فَهُوَ مُخْطِئٌ قَطْعًا إذَا تَبَيَّنَ لَهُ الْأَكْلُ بَعْدَ الْفَجْرِ؛ وَلَا إثْمَ عَلَيْهِ، وَفِي الْقَضَاءِ نِزَاعٌ. وَكَذَلِكَ مَنْ اعْتَقَدَ غُرُوبَ الشَّمْسِ فَتَبَيَّنَ بِخِلَافِهِ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ. وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ فَعَلْت. وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْخَطَأِ الْقَطْعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ. وَالظَّنِّيُّ مَا لَا يَجْزِمُ بِأَنَّهُ خَطَأٌ، إلَّا إذَا كَانَ أَخْطَأَ قَطْعًا. قَالُوا: فَمَنْ قَالَ: إنَّ الْمُخْطِئَ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ يَأْثَمُ، فَقَدْ خَالَفَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ الْقَدِيمَ. قَالُوا: وَأَيْضًا فَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً هُوَ أَمْرٌ إضَافِيٌّ بِحَسَبِ حَالِ الْمُعْتَقِدِينَ، لَيْسَ هُوَ وَصْفًا لِلْقَوْلِ فِي نَفْسِهِ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ يَقْطَعُ بِأَشْيَاءَ عَلِمَهَا بِالضَّرُورَةِ؛ أَوْ بِالنَّقْلِ الْمَعْلُومِ صِدْقُهُ عِنْدَهُ، وَغَيْرُهُ لَا يَعْرِفُ ذَلِكَ لَا قَطْعًا وَلَا ظَنًّا. وَقَدْ يَكُونُ الْإِنْسَانُ ذَكِيًّا قَوِيَّ الذِّهْنِ سَرِيعَ الْإِدْرَاكِ، فَيَعْرِفُ مِنْ الْحَقِّ وَيَقْطَعُ بِهِ مَا لَا يَتَصَوَّرُهُ غَيْرُهُ، وَلَا يَعْرِفُهُ لَا عِلْمًا وَلَا ظَنًّا. فَالْقَطْعُ وَالظَّنُّ يَكُونُ بِحَسَبِ مَا وَصَلَ إلَى الْإِنْسَانِ مِنْ الْأَدِلَّةِ، وَبِحَسَبِ قُدْرَتِهِ عَلَى الِاسْتِدْلَالِ. وَالنَّاسِ يَخْتَلِفُونَ فِي هَذَا وَهَذَا. فَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً لَيْسَ هُوَ صِفَةً مُلَازِمَةً لِلْقَوْلِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ حَتَّى يُقَالَ: كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ قَدْ خَالَفَ الْقَطْعِيَّ. بَلْ هُوَ صِفَةٌ لِحَالِ النَّاظِرِ الْمُسْتَدِلِّ الْمُعْتَقِدِ، وَهَذَا مِمَّا يَخْتَلِفُ فِيهِ النَّاسُ. فَعَلِمَ أَنَّ هَذَا الْفَرْقَ لَا يَطَّرِدُ وَلَا يَنْعَكِسُ. وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ بِفَرْقِ ثَالِثٍ وَقَالَ: الْمَسَائِلُ الْأُصُولِيَّةُ هِيَ الْمَعْلُومَةُ بِالْعَقْلِ، فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ عِلْمِيَّةٍ اسْتَقَلَّ الْعَقْلُ بِدَرْكِهَا فَهِيَ مِنْ مَسَائِلِ الْأُصُولِ الَّتِي يَكْفُرُ أَوْ يَفْسُقُ مُخَالِفُهَا. وَالْمَسَائِلُ الفروعية هِيَ الْمَعْلُومَةُ بِالشَّرْعِ. قَالُوا: فَالْأَوَّلُ كَمَسَائِلِ الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ؛ وَالثَّانِي كَمَسَائِلِ الشَّفَاعَةِ وَخُرُوجِ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ النَّارِ. فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا ذَكَرْتُمُوهُ بِالضِّدِّ أَوْلَى، فَإِنَّ الْكُفْرَ وَالْفِسْقَ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ، لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ الَّتِي يَسْتَقِلُّ بِهَا الْعَقْلُ ... إلَى أَنْ قَالَ ... : وَحِينَئِذٍ فَإِنْ كَانَ الْخَطَأُ فِي الْمَسَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ الَّتِي يُقَالُ: إنَّهَا أُصُولُ الدِّينِ كُفْرًا، فَهَؤُلَاءِ السَّالِكُونَ هَذِهِ الطُّرُقَ الْبَاطِلَةَ فِي الْعُقَلِ الْمُبْتَدَعَةِ فِي الشَّرْعِ هُمْ الْكُفَّارُ، لَا مَنْ خَالَفَهُمْ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْخَطَأُ فِيهَا كُفْرًا، فَلَا يَكْفُرُ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا. فَثَبَتَ أَنَّهُ لَيْسَ كَافِرًا فِي حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ. وَلَكِنْ مِنْ شَأْنِ أَهْلِ الْبِدَعِ أَنَّهُمْ يَبْتَدِعُونَ أَقْوَالًا يَجْعَلُونَهَا وَاجِبَةً فِي الدِّينِ، بَلْ يَجْعَلُونَهَا مِنْ الْإِيمَانِ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ، وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا، وَيَسْتَحِلُّونَ دَمَهُ، كَفِعْلِ الْخَوَارِجِ وَالْجَهْمِيَّة وَالرَّافِضَةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ. وَأَهْلُ السُّنَّةِ لَا يَبْتَدِعُونَ قَوْلًا وَلَا يُكَفِّرُونَ مَنْ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَهُمْ مُسْتَحِلًّا لِدِمَائِهِمْ، كَمَا لَمْ تُكَفِّرْ الصَّحَابَةُ الْخَوَارِجَ مَعَ تَكْفِيرِهِمْ لِعُثْمَانِ وَعَلِيٍّ وَمَنْ وَالَاهُمَا، وَاسْتِحْلَالِهِمْ لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لَهُمْ.
وأكتفي بهذه النقولات ..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:53]ـ
صارت المشكلة الآن مع الجهمية!!
طيب فليكن ذلك
بما أن هذا لا يُخرجكم من الورطة
أين في الكتاب أو السنة أو أقوال السلف ... أن (التصور) عذر شرعي يدفع عن صاحبه الكفر (الجهمية أو غيرهم)
أم أنه عذر من دون دليل؟
ثم طعنك يا دهلوي في أبي مريم طعن في شيخك أبي شعيب
لأنه قال أنه على نفس اعتقاد أبي مريم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 07:47]ـ
أبو عبد الرحمن المغربي حياك الله وبياك
طهوراً أخي الكريم لا بأس عليك إن شاء الله
---------------------------
أبو شعيب وفقك الله تعالى
أنظر أخي إلى هذه الأقوال
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الجهمية: (واعلم أن هذا القول يشبه قول الحلولية، الذين يقولون: هو في العالم كالماء في الصوفة، وكالحياة في الجسم ونحو ذلك، ويقولون: هو بذاته في كل مكان، وهذا قول قدماء الجهمية، الذين كفرهم أئمة الإسلام، وحكي عن الجهم أنه كان يقول: هو مثل هذا الهواء، أو قال: هو هذا الهواء .. ) إهـ مجموع الفتاوى (2/ 195).
ويقول عنهم أيضاً: (فالحلولية المشهورون بهذا الاسم من يقول بحلول الله في البشر، كما قالت النصارى والغالية من الرافضة وغلاة أتباع المشايخ، أو يقولون بحلوله في كل شيء كما قالت الجهمية أنه بذاته في كل مكان، وهو سبحانه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وكذلك من قال باتحاده بالمسيح أو غيره، أو قال باتحاده بالمخلوقات كلها، أو قال: وجوده وجود المخلوقات أو نحو ذلك) إهـ مجموع الفتاوى (12/ 293).
تأمل هذه بعض مقالات الجهمية ولاشك أن واحد من مجموع تلك الأقوال يُعدّ كفر مجرد، ومع هذا أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يكن يكفرأعيان هؤلاء الجهمية الحلولية الذين لُبس عليهم إلا بعد قيام الحجة الشرعية.
فقد قال رحمه الله: (ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق عرشه لما وقعت محنتهم، أنا لو وافقتكم كنت كافراً، لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم، أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا) إهـ الرد على البكري (1/ 383).
فلاحظ قوله هنا: (أنا لو وافقتكم كنت كافراً لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال ... إلخ) إهـ.
وقد قلت أخي أبو شعيب في مشاركتك السابق: ( .. وكلام الجهمية في الله تعالى عظيم .. ومع ذلك لم يكفّرهم طوائف من العلماء أصحاب الإمام أحمد .. فهل هم كفار على مذهب أبي مريم الكويتي الذي يقول إن من لا يكفّر الواقع في الكفر المجمع عليه، فهو كافر من فوره دون إقامة حجة .. والله المستعان) إهـ
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 11:28]ـ
(الامام الدهلوي)
و صف الله من يتبع المتشابه بمرض في قلبه
فإن كنت أنا فدعائك في محله
و إن كنت أنت فاتق الله
و الحكم للقارئ على كل حال
قلتم أن الجهمية كفرهم مقطوع به و رغم هذا لم يكفرهم بعض السلف
ممتاز
الذين لم يكفروهم بزعمكم على صواب
أو على أقل تقدير كلا الفريقين على صواب و المسألة فيها سعة
فحتى يصلح لكم الاستدلال بهذه الحالة (حكم الجهمية)
فأنتم بين خيارين لا ثالث لهما
إما أن المسألة يسع فيها الخلاف
و لا إنكار فيها
و بهذا يسقط تشنيعكم على من تسمونهم غلاة المكفرة
و إن كنتم تصوبون من لم يكفرهم
فمن كفرهم صار من غلاة المُكفرة بحسب منهجكم
أرأيتم كيف تورطون أنفسكم؟!
مع أني أعلم أنكم لن تختاروا لا هذا و لا ذاك
و ستلجؤون للقص و اللزق مرة أخرى لأقوال لا علاقة لها بالموضوع
فليس في جعبتكم أكثر من هذا
حتى نعود إلى صلب القضية
الخلاف هو في حكم من لم يُكفر المشرك
أنتم تقولون أن تكفير المشرك من لوازم أصل الدين الضرورية القطعية
ولكن هذا اللازم قد يتخلف (مع كونه قطعي ضروري!) بسبب تصورات عرضت لهذا الذي لم يكفر المشرك
فنتج عن هذا أن هذا الذي لم يكفر المشرك معذور بسبب (تصوراته)
طيب
نريد أن نعرف الآن دليلكم على أن هذه التصورات عذر شرعي؟
و القاعدة عندكم أن العذر في الدين دليله نصي (كتاب و سنة) و لا مجال للعقل فيه.
فلا كتاب (مجموع الفتاوى) كتاب الله و لا كتاب (منهاج السنة) كلام رسول الله_صلى الله عليه وسلم_
فثبت أن الدليل لا يعرفكم و لا تعرفونه
و أنا على يقين أنكم لن تجدوا جوابا لهذا
ولقد أفحمناكم من قبل بكلام الرجال (تنزلاً معكم)
فقلتم أنكم لا تحسنون الكلام في أقوال العلماء إنما تحسنون الاستدلال بالوحي
ثم أنتم تعودون الآن لكلام الرجال مما هو خارج الموضوع زيادة على التلبيس و البتر ...
فأثبتم أنكم لستم لا في العير و لا في النفير
فاذكروا لنا دليلكم من الوحي
وإلا فيا سعادة القص و اللزق بكم
و يا سعادتكم به
هداكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 12:23]ـ
أبو شعيب وكل الأخوان الكرام اقرأوا هذا التأصيل العلمي واحكموا بأنفسكم
يقول المغربي هداه الله: (قلتم أن الجهمية كفرهم مقطوع به .. و رغم هذا لم يكفرهم بعض السلف .. ممتاز .. الذين لم يكفروهم بزعمكم على صواب .. أو على أقل تقدير كلا الفريقين على صواب .. و المسألة فيها سعة .. فحتى يصلح لكم الاستدلال بهذه الحالة (حكم الجهمية) فأنتم بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن المسألة يسع فيها الخلاف و لا إنكار فيها و بهذا يسقط تشنيعكم على من تسمونهم غلاة المكفرة .. و إن كنتم تصوبون من لم يكفرهم فمن كفرهم صار من غلاة المُكفرة بحسب منهجكمأرأيتم كيف تورطون أنفسكم؟!) إهـ
أرأيتم أخواني الكرام هذا التأصيل البديع .. والإلزام الخطير ... كان الله في عونك يا أبو عبد الرحمن المغربي .. ألم أقل لك طهوراً أخي الله لا بأس عليك إن شاء الله.
وقد قررت أن أرجع إلى خياري السابق وهو أن أعرض عن الإجابة على كلامك فهو أحسن وأسلم للعقل.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 01:08]ـ
هذه المرة صرتم إلى قص و لزق كلام المُخالف!
دون التعليق عليه بكلمة
و هذا لعجزكم
و من يطلع على الموضوع ليس في حاجة لأن تنسخ له كلامي حتى يقرأه
و هم لم يطلبوا ذلك و مع هذا أشكرك على (خدمة النسخ)
أما توقفك فهو قرار صائب ... حتى لا تتورط أكثر وكنت قد نصحتك بذلك
فمشاركاتك قص و لزق و ما حاجتنا إليها؟!
و لو ألغيت هذه الخاصية لفقدت الحاجة للتسجيل في المنتديات
ثم دعني أتنزل معك درجة
و أسلم لك بخطئ في الالزام
فما ذنب بقية كلامي حتى تفر منه و هو:
قلتُ:
"حتى نعود إلى صلب القضية
الخلاف هو في حكم من لم يُكفر المشرك
أنتم تقولون أن تكفير المشرك من لوازم أصل الدين الضرورية القطعية
ولكن هذا اللازم قد يتخلف (مع كونه قطعي ضروري!) بسبب تصورات عرضت لهذا الذي لم يكفر المشرك
فنتج عن هذا أن هذا الذي لم يكفر المشرك معذور بسبب (تصوراته)
طيب
نريد أن نعرف الآن دليلكم على أن هذه التصورات عذر شرعي؟
و القاعدة عندكم أن العذر في الدين دليله نصي (كتاب و سنة) و لا مجال للعقل فيه.
فلا كتاب (مجموع الفتاوى) كتاب الله و لا كتاب (منهاج السنة) كلام رسول الله_صلى الله عليه وسلم_
فثبت أن الدليل لا يعرفكم و لا تعرفونه
و أنا على يقين أنكم لن تجدوا جوابا لهذا
ولقد أفحمناكم من قبل بكلام الرجال (تنزلاً معكم)
فقلتم أنكم لا تحسنون الكلام في أقوال العلماء إنما تحسنون الاستدلال بالوحي
ثم أنتم تعودون الآن لكلام الرجال مما هو خارج الموضوع زيادة على التلبيس و البتر ...
فأثبتم أنكم لستم لا في العير و لا في النفير
فاذكروا لنا دليلكم من الوحي
وإلا فيا سعادة القص و اللزق بكم
و يا سعادتكم به
هداكم الله "
لا أشك أن هذه الفقرة هي التي أتعبتك أكثر من الالزام الذي حرت معه جوابا.
هروب غير موفق يا دهلوي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 08:36]ـ
الموضوع منسقاً ومرتباً في المرفقات ..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 11:15]ـ
أوّلا أعترف بأنني ساهمت في خلط المواضيع فهي مرتبطة ببعضها، وذلك أني اطلعت متأخرا على بحث"نقض معتقد الخوارج الجدد" كاملا، فحاولت أن أرد عليه جملة، فقيل لي أن هذه المسائل المختصرة فيه قد دار النقاش حولها في مواضيع أخرى، فقلت: من حق المخالف علي أن أرد على كلامه تفصيلا لا جملة، وهذا ما أقوم به الآن حتى يكون هناك قول بقول، ويجد القارىء بغيته بسهولة، ولا يليق أن نعود إلى نقطة الصفر ونخلط المواضيع في مكان واحد، لكن مشاركاتي تأتي مع الأسف متأخرة ومتباعدة، والله الموفق.
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 01:39]ـ
(البيان الإسلامي)،
جزاك الله خيراً على حسن أدبك، وأعتذر إليك إن بدر مني ما يسوؤك ..
ولعلي إذن أطمع بحوار منهجي معك، نناقش فيه أصول هذه المسألة قبل الخلوص إلى الحكم الصحيح فيها.
وأرجو أن يكون الحوار هو في موضوع بحث "نقض معتقد الخوارج الجدد" كاملاً. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622)
حيث إنه شامل لجميع المسائل المطروحة .. وسنتحاور في أبوابه، باباً باباً .. إن شاء الله تعالى ..
فما تقول؟
أوّلا أعترف بأنني ساهمت في خلط المواضيع (في بحث: "نقض معتقد الخوارج الجدد" كاملا) فهي مرتبطة ببعضها، وذلك أني اطلعت متأخرا على ذلك البحث، فحاولت أن أرد عليه جملة، فقيل لي أن هذه المسائل المختصرة فيه قد دار النقاش حولها في مواضيع أخرى ...
فقلت: من حق المخالف علي أن أرد على كلامه تفصيلا لا جملة، وهذا ما أقوم به الآن حتى يكون هناك قول بقول، ويجد القارىء بغيته بسهولة، ولا يليق أن نعود إلى نقطة الصفر ونخلط المواضيع في مكان واحد، لكن مشاركاتي تأتي مع الأسف متأخرة ومتباعدة، والله الموفق.(/)
رأي محمود سعيد - هداه الله - في تعصب الكوثري و (وقوعه في الأئمة)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يحتمل الأستاذ محمود سعيد ممدوح - وهو المحب للكوثري والمرمم لمذهبه العقدي - مارآه في كتبه من " تهجم على علماء الأمة من فقهاء ومحدثين ومفسرين، من غير حجة أو برهان .. " - كما يقول -، خاصة طعوناته في أئمة الشافعية، وعلى رأسهم الشافعي - رحمه الله - .. ولهذا فقد خصص محمود فصلا كاملا بعد ترجمته للكوثري في كتابه " تشنيف الأسماع "، عنونه بـ (كلمة عن كتب الشيخ محمد زاهد الكوثري) .. أنقله مصورًا للقراء؛ ليعلموا أن الجميع - سنيهم وبدعيهم - قد ضجوا من تصرفات وتهورات الكوثري؛ الأولون بسبب عقيدته المنحرفة، والآخرون بسبب تعصبه لأبي حنيفة - رحمه الله - .. (قد علم كلُ أناسٍ مشربهم) ..
http://www.gulfup.com/up/pifiles/4YR67521.jpg
http://www.gulfup.com/up/pifiles/ECH67521.jpg
http://www.gulfup.com/up/pifiles/BmF67521.jpg
http://www.gulfup.com/up/pifiles/EAz67521.jpg
http://www.gulfup.com/up/pifiles/ygl67521.jpg
http://www.gulfup.com/up/pifiles/3kE67521.jpg
http://www.gulfup.com/up/pifiles/eA267521.jpg
http://www.gulfup.com/up/pifiles/SwO67521.jpg
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:16]ـ
مكرر ..
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 12:56]ـ
جزاك الله تعالى كلَ خير ووفق لخدمة الإسلام وسددك ...
حقاً؛ قد خُتمتْ تلك الوريقات بدعوات طيبة وحفظٍ لجناب أهل العلم والفضل ومع (تبرءٍ) صريح وواضح من أخطائهم وردٍ علميٍ لها.
لكنني أخشى أن يفهم بعض الإخوة أن إعمال جهاز النقد والموضوعية الصارم في الشيخ الكوثري يستبطنُ استهادفاً لايتسم بهذه الدرجة من الموضوعية لسائر من هم على منهجه ومذهبه؛ فأخذ المحسنَ بالمسيء ظلم لا يجوز؛ لذا وجب التنبيه أن أخطاء الكوثري أو خطاياه لا يجوز تبريرها بحال كما أن حسناته وتحقيقاته العلمية ودفاعه عن الإسلام ملحوظٌ عند أهل الإنصاف بعين الرضا والقبول فهم يُعقبون "عفا الله عنه"؛ بـ"جزاه الله خير".
وبالمناسبة وقفتُ على رسالة بديعة للشيخ المحدث محمد عوامة بعنوان "أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين" كما وقفتُ على رسالة بديعة أخرى "ترشيد الاختلاف لواجب الائتلاف" لعبدالعزيز البغدادي.
ورجائي من الإخوة الكرام -وفقهم الله- ألا يبادروا بإصادر أي حكمٍ مسبقٍ على الرسائل المشار إليها قبلَ الاطلاع عليها؛ فإن فعلَ أحدٌ ذلك فاعتراضه لاغٍ بحكم القاعدة البديهية المتفق عليها "الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره".
والله تعالى أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 02:00]ـ
بارك الله فيك أخي النميري ..
مادمنا قد اتفقنا على رد " الأخطاء " و " الانحرافات "؛ فسيهون بعدها: تقدير حجمها أو الطريقة المناسبة لردها ..
ورسائل " أدب الاختلاف " .. يُستفاد من كثير منها في ترشيده وتوجيهه الوجهة الصحيحة. ويُتنبه إلى أن بعضها وُضع لتهوين أمره، والسكوت عنه، أو كما قال العوام: " كل واحد يصلح سيارته "!
ولكلِ مقام مقال ..
وفقك الباري ونفع بك ..
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أخي الكريم الشيخ سليمان أن انتقاص الإمام الشافعي دونه خرط القتاد سواء كان المنتقص الكوثري أم غيره إلا أن هذه الأخطاء من الكوثري ليست مبرراً لنا لنقع في الخطأ أيضاً ... علينا أن نأخذ منه ما أصاب فيه وننبه إلى تعصبه وأخطائه بطريقة علمية رصينة بعيدة عن التعصب والكراهية ونكل أمره إلى الله عز وجل ... فلا يعقل أن مؤلفات الكوثري اقتصرت على هذه الأخطاء التي دفعه إليها تعصبه للحنفية ..
وقد قرأت لأحد الإخوة في الملتقى قوله: وقد كان لهذا الهالك بعض الحسنات ... أظن أن هذا ليس أسلوباً لائقاً ...
والله أعلم ووفقكم لما يحب ويرضى
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 03:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أخي الكريم الشيخ سليمان أن انتقاص الإمام الشافعي دونه خرط القتاد سواء كان المنتقص الكوثري أم غيره إلا أن هذه الأخطاء من الكوثري ليست مبرراً لنا لنقع في الخطأ أيضاً ... علينا أن نأخذ منه ما أصاب فيه وننبه إلى تعصبه وأخطائه بطريقة علمية رصينة بعيدة عن التعصب والكراهية ونكل أمره إلى الله عز وجل ... فلا يعقل أن مؤلفات الكوثري اقتصرت على هذه الأخطاء التي دفعه إليها تعصبه للحنفية ..
وقد قرأت لأحد الإخوة في الملتقى قوله: وقد كان لهذا الهالك بعض الحسنات ... أظن أن هذا ليس أسلوباً لائقاً ...
والله أعلم ووفقكم لما يحب ويرضى
واضح من كلامك: أنك ما زلت لا تدري من (محمد زاهد الكوثري) بعدُ؟!!
وأخبرك: بأنني صاحب تلك الكلمات ( .. وقد كان لهذا الهالك بعض الحسنات .. ) ..
وليست معرفتي بحال هذا الخاسر: منبعثة من كلام من تكلَّم عنه وفيه!! بل هي معرفة طويلة منذ بداية الطلب تقريبا، وقد كشفت حاله كشفا لم أجده لغيري في عدة كتب لي، منها: ما ذكرته في مقدمة كتابي: (المحارب الكفيل بتقويم أسنَّة التنكيل)، ومنها: (الوساطة بين الكوثري وخصومه) ولم أغبنه مساعيه المشكورة في عدة مجالات!! بل عاملناه بالإنصاف الذي يراه بعض البسطاء: إجحافا أو ما يحلو أن يمليه عليه سلطان الغفلة والغفوة!!
ولعلك تنظر موضوعي: (حول إنصاف الكوثري مِن بعض ما رُمِيَ به ظُلمَا!!) وستعرف: أننا نعرف عن حسنات وسيئات هذا الخاسر!! أكثر مما يعرفه غيرنا من أهل الأرض إلا ما شاء الله!! والله المستعان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 03:03]ـ
قال النوراني: (وأخبرك: بأنني صاحب تلك الكلمات ( .. وقد كان لهذا الهالك بعض الحسنات .. ) ..
وليست معرفتي بحال هذا الخاسر: منبعثة من كلام من تكلَّم عنه وفيه!! بل هي معرفة طويلة منذ بداية الطلب تقريبا، وقد كشفت حاله كشفا لم أجده لغيري في عدة كتب لي والله المستعان ... )
أقول للنوراني نورالله بالسنة والحديث: هل هذه المعرفة الطويلة التي هي منذ بدايتك للطلب من نتائجها المثمرة أن تبحث للكوثري عن حسنات بحجة طلب الإنصاف والعدل فهذا ياأخي ليس من منهج السلف فبشر المريسي وعمرو بن عبيد وبعض كبار أئمة البدع لهم بعض الحسنات فهل نذكرها من باب الإنصاف والعدل هذا مطلب لايتمشى مع قانون السلف.
ثم تقول: (وقد كشفت حاله كشفاً لم أجده لغيري في عدة كتب)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أقول:الكوثري ومؤلفاته من البلاء الذي وقع على أهل الحديث والسنة وقد كان بحق إماماً في مؤلفاته حيث أتقن ببراعة التحريف والتصحيف والتدليس والكذب والبهتان وقذف الشبهات على أهل السنة والحديث وكتابه تأنيب الخطيب خير شاهد على هذا، بل هذا الكتاب يعد مدرسة لأهل البدع يتلقى فيها كيفية محاربة أهل السنة والحديث، وكتاب التنكيل للمعلمي هو بحق مدرسة لأهل السنة يتلقى فيها كيفية الدفاع عن أهل السنة والحديث ومعرفة طرق المبتدعة في محاربة أهل السنة.
ومن حكمة الله أن كتاب تأنيب الخطيب ألفه إمام في الضلالة وأتقن ببراعة ماسلف ذكره , فكان من حكمة الله ولطفه بأهل السنة والحديث أن لايرد على كتاب التأنيب إلا من هو إمام في السنة والحديث فكان المعلمي فنكل به في التنكيل وشفى صدور أهل السنة، وكشف ببراعة أساليب الكوثري في محاربة أهل السنة والحديث، والشيخ عبدالرحمن المعلمي له الإمامة في كشف جرائم الكوثري ومن جاء بعده عيال عليه، فلا كاشف لجرائم الكوثري الإ الإمام المعلمي، ومن زعم غير ذلك فنقول له هون عليك فقد كفاك المؤنة ذهبي العصر.
رحم الله الشيخ المعلمي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 03:54]ـ
الاقتصار على الجرح فقط انما هو في مقام التحذير و الرواية لا في مقام الترجمة و التقييم و الله أعلم
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 04:11]ـ
والشيخ عبدالرحمن المعلمي له الإمامة في كشف جرائم الكوثري ومن جاء بعده عيال عليه، فلا كاشف لجرائم الكوثري الإ الإمام المعلمي، ومن زعم غير ذلك فنقول له هون عليك فقد كفاك المؤنة ذهبي العصر.
رحم الله الشيخ المعلمي.
جزاك الله خيرا أيها الفاضل: لكن لتعلم أنت وغيرك: أن في تنكيل الإمام المعلمي إعواز شديد في مواضع!! مع أمور أخرى قد أكملتها وحررتها في ذيلي عليه الموسوم بـ (المحارب الكفيل) ...
أما بشأن كلامك لي: (هل هذه المعرفة الطويلة التي هي منذ بدايتك للطلب من نتائجها المثمرة أن تبحث للكوثري عن حسنات بحجة طلب الإنصاف والعدل فهذا ياأخي ليس من منهج السلف فبشر المريسي وعمرو بن عبيد وبعض كبار أئمة البدع لهم بعض الحسنات فهل نذكرها من باب الإنصاف والعدل هذا مطلب لايتمشى مع قانون السلف!!) فقد كفاني مؤنة الرد عليه: كلام أخيك ابن الرومية المذكور أعلاه، فراجعه وتأمله!! ثم إني لم أكلف نفسي أي عناء للبحث عن حسنات الكوثري أصلا!! إنما وقع ذلك لي اتفاقا وأنا بصدد دراسة أحواله وغوائله!! فرأيتُ أن من الإنصاف ذكرها عند تقييم حال الرجل دون التحذير منه!! فانتبه يا رعاك الله لهذا ...
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 07:20]ـ
رد على الكوثري جماعة من العلماء من السلفيين وغيرهم، منهم الشيخ محمد رئيس الأحرار الندوي السلفي، مفتي الجامعة السلفية في بنارس، وأحد قدماء أصحاب العلامة أبي الحسن الندوي.
ألف كتاباً كبيراً في الرد على الكوثري، في خمسة مجلدات، وقال لي لما زرته: كتاب المعلمي مختصر! وقال لي: إنه عاتب الشيخ أبو غدة لما زاره واستجازه عن موقفه من نشر تراث الكوثري دون أن يبيّن ما عليه.
ونظراً لما جاء في كتابات الكوثري من جرح شديد في جمهرة من أئمة الإسلام لم يحتمله حتى بعض من اشتُهر بالحلم وسعة الصدر، فشدد النكير عليه العلامة محمد بهجة البيطار، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
وكان لأحمد الغماري كلام شديد جدا في الكوثري، وألف أكثر من رد عليه، ولا يصح زعمُ من زعم أنه تراجع عن ذمه، بل بقي على موقفه إلى آخر أيامه، كما يُستفاد من مراسلاته مع شيخنا العلامة محمد بوخبزة.
نعم، لا نشك أنه كان عالما واسع الاطلاع، والإنصاف كما سمعت شيخنا محمد الصباغ يقول مرارا: الكوثري عالم، لكنه ضال مضل لم ينفعه علمه.
ولا يُلام من حذر منه مطلقاً، لأن هناك من اغتر بجانبه الآخر الذي اشتهر به، واندس عليه السم بالعسل، وهناك من يحاول رفعه لأجل مذهبه الباطل، وإلا فأكثر رؤوس الضلال عبر التاريخ عندهم حسنات، حتى ابن عربي والنابلسي وأضرابهما، والحكم المجمل التحذير، وأما التفصيل فلا يخفى على المطلع والمتخصص.
وهذا يعطينا درسا وعبرة لنفهم الدعاء النبوي الشريف: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قدري أبو العيون]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:20]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله .. الحق بين مفرط ومفرط .. وياليت الشيخ عبد الفتاح أبو غدة كان كتب كتابا حول الكوثري.
ومع الاعتراف بعلم الكوثري نقول رحمه الله ولا حولا ولا قوة الا بالله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:11]ـ
الكوثري الهالك المجرم الأعجمى رجل ضال مضل من غلاة المبتدعة الظالمين روج لعقائد الجهمية ورأى الأحناف ... وأسأل الله أن يجزى خيراً كل من حذر منه ورد عليه سواء في عقيدته أو فقهه وأصوله العوجاء أو طعنه في أئمة الإسلام.
وأقوى رد عليه من حيث لهجته هو رد الشيخ أحمد الغماري عفا الله عنه ورحمه لهذا الرد وتجاوز عن أخطائه.
وإليك نماذج من كلام الغماري في كتاب بيان تلبيس المفترى محمد زاهد الكوثري:
يقول الغماري: (وعلى هذا فمن المستحيل أن يثبت خطؤه ـ أي أبو حنيفة ـ في شيء من الأصول أو الفروع؛ لأن ما خالفه من القرآن فهو مؤول أو منسوخ، كما هي قاعدة أصول الحنفية، التي نص عليها الكرخي وغيره من أئمتهم، وما خالفه من الحديث فهو باطل مردود ... فهذا القرآن والسنة والإجماع، التي هي أدلة الإسلام، قد سد باب الاحتجاج بها على أبي حنيفة، واستراح غلاة المبتدعة من أمرها، وبقي التعارض قائما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي حنيفة، فأتوا إلى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفروا منها، وحذروا من العمل بها، وسمى هذا الأعجمي ـ يقصد الكوثري ـ الداعي إلى العمل بها متمجهدا، وقال عن اللامذهبية: إنها قنطرة اللادينية، حتى يبقى أبو حنيفة ربا معبودا، عزيز الجانب، موفور الحرمة، لا يهتدي أحد إلى وجه خطئه في الدين؛ كأنه هو الرسول الذي أرسله الله لهذه الأمة، وفرض عليهم طاعته، واتباع أمره، لا سيد النبيين، وإمام المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فإن شرعه نسخ برأي أبي حنيفة، ودينه رفع بمذهبه.
فمن اعترف بهذا فهو فقيه، ومن سكت والتزم الحياد فهو سني، ومن نظر في الدليل، واهتدى به إلى ما في رأي أبي حنيفة من التضليل، فهو حشوي متمجهد مبتدع، في طريقه إلى الإلحاد، عند هذا المجرم الأعجمي (يقصد الكوثري)، وإخوانه من غلاة المبتدعة الظالمين.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:12]ـ
ويقول في موضع آخر: (وكذلك يعيب ـ الكوثري ـ العاملين بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسميهم المتمجهدين، ويدعي أن " اللامذهبية قنطرة اللادينية " فما قنطرة اللادينية وباب الإلحاد إلا رد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتلاعب بها، وإهانة أهلها والعاملين بها). .
وبعد أن بين الغماري اختلاف منهجه عن منهج الكوثري في موضوع الفروع بقلمه، راح يثبت تناقضه في الفقه وأصوله كصنيعه في الحديث وعلومه، ووطأ لذلك بكلمة قال فيها: (والمقصود إثبات تناقض الكوثري المفتري الزاعم أنه لا يتناقض والقائل في " ص 239 " من "نكته ": " إن أبا حنيفة لم تنخرم عنده الأصول والضوابط العامة، بخلاف غيره، مهما أطالوا الكلام "، وهانحن لم نطل الكلام، وأريناه كيف تنخرم على الحقيقة، وسيمر بنا قريبا من نفس تلاعبه، ما يعرف به أن الإنخرام والتناقض، والتلاعب ما خلقت إلا لأن تكون صفة للغلاة من المبتدعة المتمقلدين، والمتعصبة المتمذهبين بمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الله تعالى أجار من ذلك أهل السنة، والطائفة الظاهرة على الحق، العاملين بكتاب الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "، كهذه المذاهب التي ابتلى الله بها المسلمين).
ثم شرع الغماري يثبت تناقض الكوثري في القواعد الأصولية والأحكام الفقهية، فيضرب كلامه بكلامه، ويخطمه بخطامه كما قال، ويضرب أمثلة ونماذج لهذا التناقض:
والمطلق يحمل على المقيد ثم هو يبقى على إطلاقه في موضع آخر، والعام لا يخصص ثم هو يخصص، والحاظر مقدم على المبيح، ثم المبيح مقدم على الحاظر، والجمع بين الأحاديث أولى من الطرح والدفع، ثم الطرح والتوهين والدفع أولى، وحكاية الواقع لا تعم ثم هي تعم، وعمل الأمة ومواظبتها على الفعل دليل الوجوب، ثم هو لا يدل على الوجوب، والقول مقدم على الفعل ثم الفعل مقدم على القول، والتأويل الباطل قرمطي، ثم هو سني مقبول إذا كان في نصرة أبي حنيفة، وكراهية تخصيص ما لم يخصصه الشرع، ثم تخصيص ما لم يخصصه الشرع ليس بمكروه، ولا يزاد بالظني على القطعي، ثم يزاد بالظني على القطعي.
والغماري يضرب لكل هذه الفصول أمثلة ونماذج من تصرفات الكوثري في كتبه؛ التي تدل على تناقضه، ثم يعقب على ذلك كله بقوله على سبيل السخرية والاستهزاء: (وهكذا لا تنخرم ضوابط أبي حنيفة، ولا تتناقض أقوالهم، ولا تتضارب أصولهم، كما يدعي هذا المفتري)
ثم إن الغماري يرى أن هذا التناقض والتضارب في قواعد الأصول ـ عند الكوثري ـ نابع من منهج التقليد والتعصب للمذهب، فكل فرقة من فرق المقلدة تعرض كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على قول إمامها، فما وافقه آمنت به، وما خالفه لعبت به لعب الحواة، فأبرزته كل ساعة في لون غير لونه السابق؛ فما شئت من ادعاء نسخ آية، وهي محكمة عندهم في مسألة أخرى، وتخصيص عام، وتقييد مطلق، هو على عمومه وإطلاقه في موضع آخر، وتأويل سخيف مضحك، هو على سخافته حقيقة لا يحوم حولها مجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 10:53]ـ
لا شك في ضلال الكوثري
كما لا شك في ضلال بعض من رد عليه كالغماري
وليس في الترويج لرأي الأحناف في الأصول أو الفروع جريمة أو خطأ
فإنهم كباقي المذاهب عندهم خطأ وصواب
لكن الكوثري كان يروج للتعصب لهم ولإمامهم فهذا الذي ينبغي أن يرد
والتعصب واقع من كثير من الأفراد في أغلب الطوائف
وليس من أصول الحنفية رد النصوص برأي أبي حنيفة
هذا من الظلم والضيم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 11:48]ـ
يا بخت الأحناف ... دائماً محظوظين
ويلاقوا اللى يدافع عنهم .... ويلتمس لهم الأعذار ...
عقبالنا ...
حتى يا رب بس ينصفونا مش يفتروا علينا:):):)
ـ[العميري]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 02:25]ـ
هل الف كتب في الرد على الكوثري غير هؤلاء؟:
المعلمي
أحمد الغماري
بهجة البيطار
شمس الأفغاني
محمد عبد الرزاك حمزة(/)
الإيمان باليوم الآخر رؤية حضارية!!
ـ[ثائر بن ثائر]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 12:22]ـ
لم يكن العلم الشرعي كجزء من أخص وأهم أجزاء الموروث المحمدي (= العلماء ورثة الأنبياء) ورِث ليكون على هيئة تصورات عقلية محضة بعيدة عن عالم الواقع وصناعة الحياة، فترى بعض من اشتغل بتحصيل العلم يحمل نفسة كلفة ومشقة بحفظ متون عديدة في فنون وسائلية ويجهد عقله وفكره في الغوص بجزئيات من المسائل العويصة التي هي إلى الألغاز أقرب، وهو على هذا مهمل لمقصود العلم الشرعي المحمود في كونه أتى لصناعة حضارة الأمة عن طريق تجسيد المقولات التصورية بأفعال لها حقيقتها في الواقع تشكل بمجموعها حضارة شمولية تقوم بصناعة الحياة على نور إلهي يضيء للبشرية طريقها ويتمكن المسلمون بتحقيق الوعد الرباني بالاستخلاف والتمكين!!
وبالنظر الآني لواقع الحياة نرى احتداماً وتدافع على المستوى الحضاري قد دالت به الأيام لصالح الأمة الغربية بعد رحلة شاقة ومضنية على مستوى التصورات والنظر إلى الكون والإنسان والإله جعل نهاية مطافها إلى علمانية شاملة تندس المقدس وتؤله الطبيعة والإنسان (= كاتجاهين مختلفين سائدين في الغرب) وتقضي بموت الإله المتخفي في سراديب الماوراء، فنظرتها إلى الكون والحياة والإنسان محصورة على نطاق ما تدركه بحواسها كنتيجة لأعمال تجاربية أقيمت على مادة جامدة خامدة من الشعور والإرادة؛ فانحطت بالكائن الإنساني الراقي بكلمة من الله وتكريمه له إلى مستوى مادي مصلحي مهول، فأصبحت تنظر إليه (كذات) بمعايير دنيوية بحتة لا تتجاوز عالم الحواس مما جعله يكون كأي سلعه مادية خالية من التراكيب المعقدة، وتنظر إلى علاقته بجنسه من منظور دارويني بحت يؤصل الصراع في العلاقة مع الآخر في حين لم تتحقق المصالح الدنيوية المادية كنظرة براجماتية تلغي القيم والمبادئ الإنسانية التي اكتسبها من تكريم الله ومن إيمانه بمصدر هذه القيم المتجاوز لعالم الحواس.
وفي هذا السياق تأتي حضارة هذه الأمة الخالدة من إيمانها باليوم الآخر المتجاوز للنطاق الدنيوي المادي الذي أكسب الإنسان تكريما إلهيا مغروسا في الفطرة ((ولقد كرمنا بني آدم ... )) فسرت فيه الحياة بروح من الله ترفعه إلى عالم سماوي نال فيه شرف الإنسانية بعيدا عن الدنيا وشهواتها، ومن إيمانه بوحي من الله أكسبه قيما راسخة ومتجذرة ترفع من قيمته وتعلي منزلته وتجعل النظر إلى الذات الإنسانية وإلى علاقته مع غيره محكومة بوحي ومبادئ وفطر تجاوزت مصدريتها النطاق البشري المادي المصلحي إلى نطاق غيبي يرضخ فيه الإنسان ويسلم، فعاش هذا المخلوق في ظل حضارة هذه الأمة مكرماً ينظر إليه من منظار شرف الإنسانية ورقيها في حال توافق وانسجام بين الدنيا والآخرة، وكان موجب ذلك هو الإيمان باليوم الآخر متى جسد واقعا في الحياة.
إن قيم هذا الدين الراسخة التي تتشكل في أذهاننا كأصول للدين وقواعد له ستظل حبيسة الكتب والأذهان متى ما باعدنا بينها وبين حياتنا الواقعية فأهملنا توظيفها توظيفا حضاريا يعيد لهذه الأمة عزتها وتمكينها على مستوى التصورات وعلى مستوى تجسيدها واقعا في الحياة تورث التمكين والاستخلاف ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ... ))
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 12:58]ـ
أهلا بأبي مالك ..
مقال بديع؛ لولا أنه اعترته بعض الصعوبة.
العلم وجد ليحلق به العمل، ومادام أن كثيرًا من التفصيلات - التي تعرضتَ لها - لا وجود لها في واقع الحياة؛ فالظاهر أن النسيان سيكون مصيرها؛ إلا حين تنزل بالنازلة فيعمل بها إذ ذاك.
ولكن هل من مشكلة في العمل بمقصود العلم، مع النظر والكلام حول التفصيلات المذكورة؟
أظن أن لا غضاضة في ذلك؛ وارجو أن لا أكون سطحيًا في فهمي فأشطح بعيدًا عن المقصود.
أما الغرب فقد كرّس كثيرًا نظرته للإنسان من خلال تعامله مع المرأة خصوصًا؛ فعلى الرغم من كثرة الأصوات الناعقة بـ (تحرير المرأة!) إلا أننا نرى واقعًا مختلفًا في العالم الغربي؛ وكما قال الطنطاوي - رحمه الله - تكون كالليمونة المعصورة؛ لا أحد يريدها.
والنظر في حال أولئك القوم الضالين يكسب الإنسان المزيد من الإيمان والتعلق بالدين العظيم؛ الذي جاء ليؤسس مبدأ الأخوة الإسلامية من خلال " إنما المؤمنون إخوة "، وذلك يعني كثيرًا من المفاهيم التي يتفقر الغرب إليها كثيرًا؛ خصوصًا الروحية منها، وهي مبثوثة في القرءان والسنة.
تندس المقدس
لعلها سبق قلم، والمقصود: تدنس.
فعاش هذا المخلوق في ظل حضارة هذه الأمة مكرماً ينظر إليه من منظار شرف الإنسانية ورقيها في حال توافق وانسجام بين الدنيا والآخرة، وكان موجب ذلك هو الإيمان باليوم الآخر متى جسد واقعا في الحياة.
هل يمكننا القول: بأن الإيمان باليوم الآخر، ووجود أثر ذلك على الشخص؛ كفيل بزوال النظرة الماديّة للإنسان؟
أرجو مزيد شرح حول هذه النقطة؛ فهي - فيما يظهر لي - أساس الموضوع.
مما يؤكد أن العمل، وتجسيد العلم واقعًا هو الباعث الحضاري؛ ماكان في القرون المفضلة؛ فلم يكن عندهم كما وجد بعدهم من كثرة للتصنيفات والتفريعات، وذلك راجع لقبرهم من عصر النبوة؛ الذي تمثلت في القيم على أرض الواقع، ثم ما لبثت أن صار جزء ليس هينًا منها تنظيرًا على الكتب، مع أن الخير ولله الحمد باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
بارك الله فيك، وأرجو مزيدًا من هذه المقالات؛ التي يحاول المرء فيها إعمال عقله والتفكر في عظمة التشريع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ثائر بن ثائر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 01:56]ـ
أهلا بأخي أبا الوليد التويجري وأشكرك على هذا التعليق القيم والمفيد ...
((مقال بديع؛ لولا أنه اعترته بعض الصعوبة))
المعذرة فأنا لم أقصد تصعيب المقال ولا تعقيده لكن بعض التعبيرات فعلا تحتاج إلى مزيد من البسط والتوضيح لاشتمالها على إجمال وغرابة وأعدك بإذن الله تجاوز هذه الإشكالية!!
((ولكن هل من مشكلة في العمل بمقصود العلم، مع النظر والكلام حول التفصيلات المذكورة؟))
أخي الكريم لا تعارض بين العمل بالعلم والنظر في جزئياته التي قد يعبر عنها البعض بملح العلم، لكن تأتي الإشكالية في فقه الأولويات وإدراك مفهوم العلم الشرعي!!
فعندما تجعل هذه الجزئيات الدقيقة العويصة مدار كلام المشتغلين بالعلم وتحصيله، وتجعل علامة على متانة علم المتحدث وتهمل الأصول وكليات الشريعة والنوازل الجزئية التي تحتاجها الأمة في معاشها، وعندما يكون مفهوم العلم الشرعي هو تتبع هذه النوادر مع التقصير في العمل بالعلم ونشر أصوله وما تحتاجه الأمة على مستوى أفرادها ومؤسساتها، فهنا محل الإشكال وفي نظري أنه لابد من إعادة طرح الأسئلة عن العلم والعالم الشرعي من جهة مفهومهما وأثرهما في الحياة، ولك أن تقرأ تاريخ العلم الشرعي في حياة الأمة الإسلامية وترى الفروقات بين من تقدم ومن تأخر وكيف سار العلم من الشمولية إلى الاختزال!!
((هل يمكننا القول: بأن الإيمان باليوم الآخر، ووجود أثر ذلك على الشخص؛ كفيل بزوال النظرة الماديّة للإنسان؟
أرجو مزيد شرح حول هذه النقطة؛ فهي - فيما يظهر لي - أساس الموضوع.))
أخي الفاضل ...
الغرب مر مراحل كثيرة ومعقدة من حيث التصورات والنظر إلى الكون والحياة والإنسان والإله وبدأ يطرح أسئلة كبرى ليس في مقدور العقل الإنساني الإجابة عنها، بل هي مما اختص الله بعلمه والجواب عنه، انتهت رحلة الغرب إلى فلسفة مادية بحتة شمولية، فأنكرت ما وراء الطبيعة (= الغيبيبات) وبدأت تنظر وتجيب على أسئلتها الكبرى في نطاق الطبيعة والحواس الخمس، فكفروا بالله وبما يكون مما هو غائب عن حواسهم، وكان من أثر ذلك أنهم بدأو ينظرون إلى الإنسان نظرة مادية بحته فيقيمونه بحسب ما ينتجه من مادة ومصلحة له ولدولته فإن كان لا يقدم شيئا ماديا مصلحيا وقد يكون مع ذلك ثقلا وعبئا تخلصو منه (العجزة والمعاقين وانظر إلى النازية وما فعلوا بهم) أصبحو ينظرون في علاقات الإنسان مع غيره علاقة مادية بحتة قوامها الصراع والاقتتال حتى تتحقق المصلحة المادية (نظرية داروين القائلة بأن أصل الجنس البشري هو القرد وهو بهذا كحيوان في الغاب بدون قيم ولا ثوابت بل قيمته المطلقة تحقيق الشهوة المادية)
هنا يأتي الإيمان بالغيب في حضارة الأمة الإسلامية التي كان من أثارها تكريم الإنسان بما أنه مخلوق له تركيب معقدة لا ينظر إليه من زاوية واحدة فقط زاوية المادية البحتة بل ينظر إليه بأنه مخلوق مركب معقد يحمل قيما ثابة وإيمانية تزول أمامها كل القيم المادية الدنيوية إن هو آمن بما وراء الطبيعيات (اليوم الآخر) التي كانت الأثر في أن ينظر إلى الإنسان كمخلوق مكرم من الله!
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 06:36]ـ
ماشاء الله، ملحظ دقيق جدًا ..
و واقع العلم كما أشرتَ؛ اختلف كثيرًا بين الماضي والحاضر؛ و لعل نظرة في جيل الصحاية ومن بعدهم من القرون المفضلة كفيلٌ بإبراز هذه النقطة جيدًا.
أما بالنسبة للغرب فإني كلما نظرتَ لواقع معيشتهم البائسة ازدادت معرفتي بنعمة الله علينا بالإسلام ..
اللهم أدمها من نعمة.
شكرًا أبا مالك، وأرجو مزيدًا مزيدًا من هذه المقالات؛ فأنا أحبها مثل ما أحبك:).(/)
(الموت او الهلاك لاقتصاد امريكا)
ـ[االباحث]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:40]ـ
التاريخ: 8/ 10/1429 الموافق 09 - 10 - 2008 | القراء: 1319
الإسلام اليوم / "الموت أو الهلاك" هذه هي الصيحة التي أطلقها محافظ البنك المركزي الأمريكي معبرًا عن عمق الأزمة التي ضربت الاقتصاد الأمريكي قاطرة الاقتصاد العالمي .. وتركته مترنحًا بالكاد يقف على قدميه بعد أن كان جامحًا جشعًا لا يلوى على شيء ...
بداية الأزمة الجديدة كانت في "وول ستريت" مع إعلان مؤسسة مالية عملاقة هي "ليمان براذرز" عن إفلاسها الوقائي، وهذه كانت بداية رمزية خطرة، لأن هذه المؤسسة العريقة كانت من الشركات القليلة التي نجت من مذبحة الكساد الكبير في عام 1929، وتعتبر من أقدم المؤسسات المالية الأمريكية، التي تأسست في القرن التاسع عشر ..
وهو ما حذر منه الاقتصادي ألن غرسيبان، رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي السابق، عندما قال: إن مؤسسات مالية كُبرى جديدة ستسير على درب "ليمان براذرز".
لكن ما أسباب هذه الأزمة؟ وهل هي عابرة سببها اضطراب سوق العقار؟ أو انفصال الاقتصاد المالي عن الاقتصاد الحقيقي؟ أو انخفاض ثم ارتفاع أسعار الفائدة؟ أو "مجرّد حركة تصحيحية في الأسواق المالية" كما قال الرئيس الأمريكي بوش قبل يومين؟ أم أنها معضلة بنيوية (كما ترى "فاينانشال تايمز" الرأسمالية) سببها الأعمق العولمة النيو ـ ليبرالية المُنفلتة من عقالها والفجوة التي لا تنفك تتوسّع في داخل الدول بين الفقراء والأغنياء، والتضخم الكبير في أسعار المواد الغذائية والطاقة؟
أنصار الرأسمالية الليبرالية يعتقدون جازمين ـ في محاولة منهم لتخفيف وقع الصدمة ـ بأنها أزمة عابرة ويتساءلون: ألَم يشهد النظام الرأسمالي مرات عديدة طيلة المائتي سنة الماضية من عمره، سلسلة أزمات دورية كان يخرج منها دومًا، ليس فقط سالمًا، بل أقوى؟ أليست الأزمات تعبيرًا عن السرّ الكبير الذي يمنح النظام الرأسمالي طاقته الهائلة على التجدّد والانبعاث من جديد.
كل هذا قد يكون صحيحًا، لكن الصحيح أيضًا أن الأزمة الرّاهنة قد لا تشبه تمامًا الأزمات السابقة. كيف؟ فمنذ سبعينات القرن العشرين بدأت مرحلة انتقالية ضخمة انتقلت بموجبه المراكز التصنيعية من الدول الرأسمالية الكبرى وخاصة الولايات المتحدة إلى مراكز جديدة فى الصين والهند وشرق آسيا .. وتفرغت تلك المراكز الرأسمالية للمضاربات المالية ..
وهو ما جعل البعض يعزى أسباب الأزمة الحالية إلى جذور أخلاقية متمثلة فى انتشار المضاربات والتي باتت أشبه شيء بطاولات القمار .. فليندن لاروش ـ وهو أحد كبار المفكرين السياسيين والاقتصاديين الأمريكيين ـ يرى أن المجتمع الأمريكي تحول من مجتمع منتج إلى مجتمع "استهلاكي" طفيلي .. وكان قد حذر فى مؤتمر فى الفاتيكان عام 1995 من ارتفاع حجم المضاربات المالية، وكمية النقد المتداول في النظام المالي العالمي، دون أن يرافقه أي نمو في الإنتاج المادي الفعلي للاقتصاد ..
ويجب علينا ألا ننسى أن معظم اقتصاد العالم اليوم بات مركزًا في يدي حفنة قليلة من البشر؛ فقد أشارت أحد الدراسات أن هناك الآن خمس شركات عملاقة تُسيطر على 50 % من الأسواق العالمية في مجالات صناعات الفضاء والمكونات الإلكترونية والسيارات والطائرات المدنية والفولاذ والإلكترونيات.
ـ وهناك خمس شركات أخرى تسيطر على 70 % من السلع الاستهلاكية ذات الديمومة.
ـ وثمة خمس شركات غيرها تهيمن على 40 % من النفط والعقول الإلكترونية الخاصة والإعلام، و51 % من أكبر الاقتصاديات في العالم اليوم هي شركات لا دُول.
ـ مبيعات 200 شركة، تمثّل 28.3 % من الإنتاج الخام العالمي.
أرقام مخيفة .. تعني ببساطة أن السوق العالمي الموحّد ومعه القرية العالمية وحتى مفهوم الحضارة العالمية الواحدة، سيكون عمّا قريب "مِلكية خاصة" لحفنة من البشر قد لا يتجاوز عددهم عدد مجالس الإدارة في واحدة من الشركات الخمس المذكورة أعلاه.
ولكن .. خلف كل هذه الأسباب المتقدمة تكمن أسباب خفية هي أقوى من كل ما تقدم نجملها فى الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
• أولاً: النظام الربوي الذي يقوم عليه اقتصاد اليوم، والذي يمثل عدوانًا صارخًا على مفهوم الإنسانية وما يتفرع منها من قيم التسامح والتكافل .. فهذا النظام محكوم بالفشل حتى وإن حقق نجاحات جزئية وقتية، لأن الله تعالى تكفل بإفشاله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [278] فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ [279]} [البقرة]؛ والمجتمعات الرأسمالية بيان واضح للظلم الناشئ من النظام الربوي السائد .. وأوضح مثال على ذلك تعثرات السداد فى مجال القروض العقارية فى أمريكا، وتلك التعثرات جاءت نتيجة زيادة الأعباء المالية على المقترضين مما دفعهم إلى التوقف عن السداد .. ناهيك عن المثالب العديدة التي يحتويها النظام الربوي ..
• ثانيًا: حروب الولايات المتحدة فى العراق ومن قبلها أفغانستان .. وهو الأمر الذي توقعناه تمامًا منذ أن بدأت الولايات المتحدة توسعها الإمبراطوري على حساب الدول الإسلامية .. فالتوسع يقابله استنزاف للموارد والإمكانيات .. ولم تترك المقاومة العراقية الفرصة لبوش وإدارته لالتقاط الأنفاس وتعويض مصاريف الغزو من نفط العراق وخيراته .. وهو الأمر الذي تسبب في إرهاق الخزانة الأمريكية .. فحرب العراق تستنزف مليارات الدولارات شهريًا، وقد وصلت تكلفتها خلال العام 2008 إلى نحو 12 مليار دولار شهريًا، وذلك بحسب الخبير الاقتصادي الأمريكي البارز "جوزيف ستيجليتز". وانتهت دراسة أعدها "جوزيف ستيجليتز"، الحائز على جائزة نوبل، إلى أن تكلفة الحرب في العراق يمكن أن تُقدر بـ 3 تريليون دولار على الأقل!!
• ثالثاً: الحرب الضروس التي شنتها الولايات المتحدة على المؤسسات الخيرية الإسلامية مما تسبب فى إغلاق العديد منها وتوقف أعمالها الخيرية مما أدى إلى حرمان الآلاف من الجائعين والمحتاجين من الطعام والكساء .. فكان أن ضربها الله فى اقتصادها {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ? فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى? جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)} [الأنفال].
وبعد فإن أهم آثار الانهيار الاقتصادي الأمريكي هو دخول الولايات المتحدة مرحلة الانكماش السياسي والعسكري .. فلن تقوى فى القريب المنظور ـ على الأقل ـ في الدخول في مغامرات عسكرية جديدة كتلك التي قامت بها فى أفغانستان والعراق .. بل إن المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بسحب تدريجي لقواتها العاملة فى العراق تخفيفًا لضغط النفقات، وهو ما سيعنى ببساطة وأد فكرة الشرق الأوسط الجديد وتخلى أمريكا عن أحلام الغزو والتوسع .. خاصة وأن هذه الأزمة قد تضعف من فرص المرشح الجمهوري "ماكين" للوصول إلى البيت الأبيض مما سيؤدى بدوره إلى تراجع اليمين المحافظ وتراجع أطروحاته اللاهوتية ...
وأخيرًا .....
فإن هذه الأزمة الاقتصادية ـ إضافة إلى نتائج حرب القوقاز الأخيرة ـ ستؤدى إلى تشكيل عالم جديد مغاير لعالم ما بعد 11 سبتمبر .. فهل سيستطيع النظام العربي الإقليمي تعظيم استفادته من هذه التغيرات؟!
وهل سيتمكن من التملص من الضغط الأمريكي الخانق عليه وبناء استراتيجية موحدة تراعى مصالحه وتحقق آماله؟! أكبر ظني ... لن يحدث ذلك!! لأن الكثيرين ـ ببساطة شديدة لايريدون.(/)
كلمة حق في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لشيخنا البراك حفظه الله
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 12:31]ـ
الحمد لله، لقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم والبشرية في جاهلية جهلاء، لم يبق من نور النبوة إلا ما كان عند بعض أهل الكتاب، كما يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب" فمنّ الله سبحانه وتعالى على البشرية ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه وتعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1)، وقال: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2) وسعد ببعثته صلى الله عليه وسلم المؤمنون الذين قبلوا دعوته وآمنوا به وبما جاء به، لذا خصهم بهذه المنّة بقوله: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164
فأخرج الله سبحانه وتعالى بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم من شاء من عباده من الظلمات إلى النور، كما قال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (إبراهيم: من الآية1).
فبلّغ صلى الله عليه وسلم الرسالة، وأدى الأمانة، وأبان توحيد الله، وأبطل معالم الشرك، وقد أظهر الله دينه على الدين كله، كما قال سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33)، وقام بدعوته من بعده أصحابه، ففتحوا البلاد بالسيف السنان، وفتحوا القلوب بالحجة والبيان عن السنة والقرآن، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين بدأ غريباً وسيعود غريبا كما بدأ، كما في الحديث الصحيح: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء". قيل: ما الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس"، وجاء في الحديث: "إن الله يبعث على رأس كل قرية من يجدد لهذه الأمة أمر دينها" وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله سبحانه وتعالى.
وقد وقع كما أخبر، فمع ما ابتلي به الإسلام والمسلمون من كيد الأعداء من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، مع ذلك لم يزل الإسلام قائماً محفوظاً بحفظ الله، وبما قيض له من الحَمَلة من أهل العلم والإيمان، كما في الحديث المشهور: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتحريف القالين" ومما يصدق ذلك أنه لما وقعت الردة في العرب بموت النبي صلى الله عليه وسلم قيض الله الخليفة الراشد أبا بكر الصديق رضي الله عنه ومعه الصحابة فجاهدوهم حتى رجع من شاء الله له السعادة، وهلك من قضى الله عليه بالشقوة، واستقر أمر الإسلام، وسارت جيوش المسلمين في فتح البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وعندما ظهرت الخوارج والرافضة السبئية في عصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتل الخوارج بمن معه من الصحابة، وقتل السبئية، فقمع الله به هاتين الطائفتين، مما جعل الله في ذلك ترسيخاً للإسلام وقمعاً للباطل وأهله.
وعندما ظهرت بدعة الجهمية قيض الله لها العلماء والأمراء العادلين فحاربوها، وقتل رأس الجهمية الجهم بن صفوان، ولما قامت الدعوة إلى القول بخلق القرآن في خلافة المأمون أنكرها العلماء، وردوا شبهات المبتدعين وصبروا على الامتحان، وبرز في ذلك الإمام أحمد وابتلي في ذلك بلاء شديداً، فصبر وأظهره الله على خصومه حتى عرف في الأمة بإمام أهل أسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن مرت قرون، مضت القرون الفاضلة وبعدها قرون، ودرس كثير من معالم السنة، قيض الله شيخ الإسلام ابن تيمية، فأحيا السنة، وجلاّها بالأدلة الشرعية والعقلية، وزيّف شبه المبتدعين، ورد على كثير من طوائف الضلال من النصارى والفلاسفة والرافضة والمتكلمين، وله المؤلفات العظيمة في ذلك، مما كان مصدراً لدعوات التجديد، تجديد دين الإسلام
وفي القرن الثاني عشر في بلاد نجد، وهي منطقة اليمامة، ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الإمام المجدد، فإنه ولد في سنة خمسة عشر بعد الألف ومائة للهجرة النبوية في بلدة العيينة، من أرض اليمامة، فنشأ بها وحفظ القرآن وتعلم مبادئ العلوم على والده، وتفقه على يد بعض أهل العلم في ناحيته.
بعد ذلك كانت له همة، فرحل إلى الحجاز، مكة والمدينة، ولقي بعض الشيوخ ورحل كذلك إلى العراق، فأفاد ممن لقيه من أهل العلم بالبصرة وغيرها، وقد أنار الله بصيرته، فأدرك أن كثيراً من المسلمين قد بعدوا عن حقيقة الإسلام، حتى دان كثير منهم بالشرك الصراح، وقبلوا الخرافة وعظم جهلهم بحقيقة التوحيد، وكانت له همة عالية، فرأى من الواجب عليه ألا يسكت على هذا الواقع كما سكت الكثيرون، قصوراً أو تقصيراً، فلما رجع إلى بلدته بدأ الدعوة هناك، وتبعه على ذلك كثير من طلاب العلم، فتصدى لمقاومة الشرك والخرافة في بلده العيينة وما جاورها، ثم رحل إلى بلدة الدرعية، فصادف من أميرها محمد بن سعود قبولاً لدعوته، ومناصرة، وذلك في الخمسينات من القرن الثاني عشر، فلقيت دعوته بتوفيق الله نجاحاً، وكثر أنصارها، فانتشرت دعوته في منطقة اليمامة، وامتدت إلى نواحي الجزيرة، وكان ذلك بانتشار حملة هذه الدعوة من الأمراء وطلاب العلم والعامة وبما كان يكاتب به رحمه الله النواحي من الرسائل العامة والرسائل الشخصية، فسعدت نجد قبل غيرها بهذه الدعوة وطهرها الله من مظاهر الشرك والخرافة والصوفية والبدع الاعتقادية، وامتدت آثار هذه الدعوة إلى أطراف الجزيرة وإلى سائر الأقطار الإسلامية، فكان الناس أمام هذه الدعوة صنفين: علماء موفقين عرفوا حقيقتها وعرفوا أنها تجديد لدعوة التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وهو تحقيق معنى (لا إله إلا الله) وتجديد لدعوة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ببيان حقيقة التوحيد وحقيقة السنة وإزالة ما علق في العقول من شُبَه، أوجبت لكثير من الناس الجهل بحقيقة الشهادتين وما تقتضيانه من إخلاص الدين لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. الصنف الثاني: مناوئون حاربوا هذه الدعوة بما يستطيعون، فمنهم من حمله على ذلك الجهل بحقيقتها، ومنهم من حمله الحسد والتعصب والتقليد الأعمى، فألصقوا بهذه الدعوة التهم، وافترا عليها وعلى من قام بها الكذب، مثل أنهم يبغضون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يصلون عليه، وهذه فرية ساذجة، تدل على حماقة من تَفَوَّه بها وجهله الفاضح، ومن أعظم ما رمى به الخصومُ الإمامَ رحمه الله أنه يكفِّر المسلمين، وهي فرية كذبها الشيخ رحمه الله في رسائله ومؤلفاته، وقال: نحن لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، وكذلك أحفاده وتلاميذه والمنصفون، بَرَّؤوا الشيخ من هذه الفرية، وبيّنوا حقيقة دعوته، وأنها تقوم على تقرير التوحيد بأنواعه ولا سيما توحيد العبادة؛ لأنه الذي فيه الخصومة بين الرسل وأعدائهم من المشركين، وكذلك كانت الخصومة والاختلاف فيه بين ورثة الرسل وورثة أعدائهم، وفي هذا السبيل بُيِّن سبب حدوث الشرك في العالم وأنه الغلو في الصالحين، كما جرى من قوم نوح عليه السلام، فأفضى بهم الغلو إلى أن عبدوهم من دون الله وقالوا ما أخبر الله به عنهم: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) (نوح:23)، وهي أسماء رجال صالحين كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما بين الشيخ رحمه الله ومَن بعده مِن أئمة الدعوة أن ما عليه كثير من المسلمين من بناء المساجد والقباب على قبور صالحين أو من يظن فيهم الصلاح ثم الطواف حولها، والاستغاثة بأصحابها، والتقرب إليها بأنواع القربات من النذور والذبائح والصدقات، أن هذا بعينه هو من جنس شرك قوم نوح وشرك المشركين من العرب، بل بَيَّن الشيخ أن شرك هؤلاء المشركين أغلظ من شرك المتقدمين، فإن المشركين في هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الزمان يشركون في الرخاء والشدة، وأما الذين حكى القرآن شركهم، فإنهم كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، نعم بيّن الشيخ إمام الدعوة ومن جاء بعده من حملتها أن ما يفعله القبوريون من الاستغاثة بالأموات من بُعْدٍ وقُرْب، وطلب الحوائج منهم، والسفر إلى قبورهم لذلك أنه عين الشرك الأكبر المنافي لأصل التوحيد الذي بعث الله به الرسل من أولهم إلى آخرهم، كما بين الله ذلك في كتابه، كقوله تعالى: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) (يونس:106)، وقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (الأحقاف:5)، فعُبّاد القبور هم عند الشيخ كفارٌ مشركون ولو زعموا أن أصحابها وسائط بينهم وبين الله، فإن هذا هو ما كان يزعمه المشركون الأولون، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) (الزمر: من الآية3)، وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (يونس:18)، فالشيخ إذا كفَّر هؤلاء المشركين من القبوريين لم يكفّر إلا من كفّره الله، كما ذكر في رده على مَن افترى عليه كما تقدم، ومع ذلك فقد نُقِل عن الشيخ في بعض المواضع أنه لا يُكَفِّر الجاهل من هؤلاء حتى تقوم عليه الحجة وبيّن له أن ما يفعله شرك بالله ينافي شهادة أن لا إله إلا الله، فغاية ما يقال إن الشيخ رحمه الله يكفّر هؤلاء القبوريين الذين يستغيثون بالأموات ويدعونهم من دون الله، يكفّرهم بالعموم، لا يكفّرهم بأعيانهم حتى تقوم عليهم الحجة، وهذا هو منهج أئمة أهل السنة في من كفروهم من أصحاب المقالات الكفرية، أي إنهم يكفرون بالعموم وأما تكفير المعين فيتوقف على وجود شروط التكفير وانتفاء الموانع، كما هو مقرر في كتب العقائد، وبهذا يتبين أن هذه الحملة في هذه الأيام على دعوة الشيخ رحمه الله هي من ورثة خصومه من أهل البدع والأهواء من الرافضة والصوفية لما وجدوا متنفساً، وتُهيئ لهم أن يكشفوا عن نواياهم، وذلك بسبب ضعف كثير من حماة هذه الدعوة المباركة، وتخلي بعضهم عنها، وانضمامه إلى صفوف المناوئين، ولو في بعض باطلهم، فلم يأت أصحاب هذه الحملة المعادية للدعوة السلفية، لم يأتوا بجديد بل استجروا ما ورثوه عن أسلافهم، وأظهروه في مؤلفات ومقالات كما صنع من قبلهم، ومع كثرة هؤلاء الخصوم وما لديهم من إمكانات فستبقى دعوة التوحيد والسنة محفوظة بحفظ الله، باقية ببقاء الطائفة المنصورة، التي لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد: من الآية17). والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 11:54]ـ
بارك الله في الشيخ البراك وحفظه من كل سوء وأعانه على الصدع بكلمة الحق
ـ[محبة الكتاب والسنة]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 08:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الباري عنا كل خير(/)
إلى من زعم أن التسمي بالسلفية بدعة
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 01:51]ـ
قولهم (أهل الأهواء) أن التسمي بالسلفية بدعة مع إستدلالهم بقوله تعالى (هو سماكم المسلمن من قبل)
http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
أقول: مناقشة هذه الشبهة من مقامين:
المقام الأول: قولهم أن التسمي بالسلفية بدعة
المقام الثاني:إستدلالهم بقوله تعالى (هو سماكم المسلمين من قبل)
http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
1- مناقشة المقام الأول:
كثيرا ما يدعي أهل الأهواء الذين يسمون أنفسهم بتسميات حزبية وبدعية من صوفية وأشعرية وحزبية نتنة أن التسمي بالسلفية بدعة ونسوا أسمائهم الجديدة التي خرجوا بها علينا وفرقوا بها الأمة تفريقا مذموما نهت عنه النصوص ولكن ليهربوا من ذلك إلتجأوا إلى السياسة إتهم أخيك بما فعلته أنت كما قال الله تعالى" "وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112 النساء
فإلى المشتكى
والرد على هذه الشبهة من أربع أوجه:
ٍ
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
الوجه الأول:
البدعة (عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه) (1)
قال فقيه الجزائر العلامة أحمد حماني""فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع, وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة, وأصول الفقه, وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول, فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة, وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.""
قلت:صدق الشيخ رحمه الله فإن البدعة خارجة عما رسمه الشارع أما الأمور المخترعة في الدين ولها أصل فيه فإنها ليست ببدعة ألبتة كعلم النحور واللغة وأصول الفقه وما يقال في هذا يقال في السلفية إذ أن مصطلح السلفية لم يكن موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أصوله موجودة ومعلومة لأنه قد تواترت النصوص في الحث على إتباع منهج السلف الصالح الذي نعنيه بالسلفية ومن تلكم النصوص قوله تعالى (والسابقونَ الأولونَ من المهاجرينَ والأنصار والَّذينَ اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنّاتٍ تجري مِن تحتَها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً ذلكَ الفوزُ العظيمُ)] التوبةُ: 100 [.
وجه الدلالةِ: أنَّ ربّ البريةِ أثنى على من اتبعَ خيرَ البريّة، فعُلِمَ أنَّهم إذا قالوا قولاً فاتبعَهم متبعٌ، فيجبُ أن يَكونَ محموداً، وأن يستحقَّ الرضوانَ، ولو كانَ اتباعهم لا يتميزُ عن غيِرهم لا يستحقُّ الثناءَ والرضوان
وقوله سبحانه
(ومن يُشاقق الرّسولَ من بعدِ ما تبيّنَ له الهُدى ويتبع غيرَ سبيلِ المؤمنينَ نولّه ما تولّى ونُصله جهنَّم وساءت مصيراً)] النساء: 115 [.
ووجه الدلالةِ: أنَّ اللهَ توعدَ من اتبعَ غيرَ سبيلِ المؤمنينَ، فدلَّ على أنَّ اتباعَ سبيلِهم في فهمِ شرعِ اللهِ واجبٌ، ومخالفتَه ضلالٌ.
ومنها قولُه عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الرّاشدينَ عضّوا عليها بالنواجذِ).
وجه دلالتهِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمرَ أُمَّتَه عند الاختلافِ بالتمسكِ بسنته بفهم صحابتِهِ كما سبقَ بيانُه.
ومن النكتِ اللَّطيفةِ في هذا الحديثِ: أنَّ رسولَ اللهِ عليه السلام بعدَ أن ذكرَ سنتَه وسنةَ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهديينَ قالَ (: عضّوا عليها) ولم يَقل (عضّوا عليهما) للدلالةِ على أنَّ سنتَه وسنةَ الخلُفاءِ الرّاشدينَ منهجٌ واحدٌ، ولن يَكونَ ذلكَ إلا بهذا الفهمِ الصحيحِ الصريحِ وهو: التمسكُ بسنتِه صلى الله عليه وسلم بفهمِ صحابتِه رضي اللهُ عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقل الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول"في " (ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
ومن هذا الوجه يتبين أن السلفية ليست بدعة بل هدي نبوي تواترت عليه الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
الوجه الثاني: لم تكن كلمة ""السلفية"" تطلق على عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, لأنه لم يكن هناك حاجة فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح, فلم يكن حاجة لكلمة السلفية لأنهم كانوا عليها سليقة وفطرة كما كانوا يتكلمون العربية الفصيحة دون لحن أو خطأ فلم يكن علم النحو والصرف والبلاغة حتى ظهر اللحن فظهر هذا العلم الذي يضبط عوج اللسان, وكذلك لما ظهر الشذوذ والإنحراف عن جماعة المسلمين بدات تظهر كلمة"السلفية" على الواقع, وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم نبه على معناها في حديث الإفتراق بقوله ((ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
ولما كثرت الفرق وادعت السير على الكتاب والسنة قام علماء الأمة بتمييزها أكثر فقالوا: أهل الحديث والسلف.
ولذلك تميزت""السلفية"" عن جميع الطوائف الإسلامية الأخرى بانتسابها إلى أمر ضمن لهم السير على الإسلام الصحيح ألا وهو التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وهم أهل القرون المشهود لهم بالخيرية)) (2)
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
الوجه الثالث: لو كانت السلفية بدعة لما وجدنا الكثير من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين يرون التسمي بها وإليك أخي القارئ الباحث عن الحقيقة بعض أقوالهم:
الإمام السمعاني
قال السمعاني المتوفي سنة 562ه في الأنساب (3/ 273): ""السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم""
الإمام الذهبي
وهذ الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: ""السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/ 6). "
• وقال في ترجمة الفسوي ""وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا" السير (13/ 183) "
شيخ الإسلام ابن تيمية
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "درء التعارض" (5/ 356): فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط.
الإمام ابن باديس
قال الإمام ابن باديس «هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟) لآثار (4/ 76).
العلامة البشير الإبراهيمي
وقال العلامة البشير الإبراهيمي تقديمًا لرسالة العقائد الإسلامية لابن باديس: "" و الإمام - رضي الله عنه- كان منذ طلبه للعلم بتونس قبل ذلك -وهو في مقتبل الشباب - ينكر بذوقه ما كان يبني عليه مشايخه من تربية تلامذتهم على طريقة المتكلمين في العقائد الإسلامية، و يتمنى أن يخرج تلامذته على الطريقة القرآنية السلفية في العقائد يوم يصبح معلّمًا، و قد بلغّه الله أمنيّته .... )
الشيخ أبي يعلى الزواوي
ويقول الشيخ أبي يعلى الزواوي في كتابه الإسلام الصحيح: «وإني أعلنت أني سلفي وأعلنت أني تبرأت مما يخالف الكتاب والسنة ورجعت عن كل قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح»
اللجنة الدائمة للإفتاء
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة الفتوى رقم {1361} {1/ 165}:
"س: ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم". "
سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله
-
سئل– رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة).
من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف.
وأقوال أهلم العلم في هذا لا تحصى ولا تعد فنقول لهؤلاء المفترين:اين أنتم من كل هؤلاء العلماء قديما وحديثا هل يقال عنهم مبتدعة؟؟؟
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
الوجه الرابع:
((السلفية)) نسبة إلى السلف وقد نص عليها السلف
جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك: من ذلكم: قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: ((فإنه: نعم السلف أنا لكِ)) رواه مسلم (2482).
وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة السلف:
قال البخاري: باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مفسراً كلمة السلف: "أي من: الصحابة ومن بعهدهم" فتح الباري: (6/ 66)
وقال (5/ 2068): باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره
وقال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم قل بما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم". الشريعة للآجري ص58"
ٍٍ
http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
2- مناقشة المقام الثاني: إستدلالهم بقوله تعالى (هو سماكم المسلمن من قبل)
وأما الإستدلال بهذه الآية فإنه لا يصح وبيان ذلك من ثلاثة أوجه:
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
الوجه الأول: إن هذا الإستدلال يتم قبل حصول الإفتراق وانتشار الفرق هنا وهناك أما بعد أن حصلت الفرق ووجدت كالشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة وماشابه ذلك من فرق الضلال ,فلا بد والحالة ماذكر من أن يتميز أهل الحق عن غيرهم لأن الكل يقول إنه مسلم بل ما من فرقة من فرق البدع حتى في هذا العصر كالإخوان المسلمين والسرورية والتبليغ وغيرهم وإلا وهي تستدل بالكتاب والسنة على ما أصلوه من بدع ,لذا كان الواجب الرجوع إلى فهم السلف لنصوص الكتاب والسنة حتى يفهما الفهم الصحيح المستقيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((فعلم أن شعار أهل البدع: هو ترك انتحال اتباع السلف: ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك:"أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم")).
وبذلك يتمحص الحق من الباطل قال تعالى"ليميز الله الخبيث من الطيب" وقال سبحانه"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
الوجه الثاني: أجاب عن هذه الشبهة الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله فقال: كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق. بمعنى اسم المسلمين كان كافيا قبل ظهور المبتدعة من المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن, فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة، على اعتقاد واحد، وعلى فهم واحد للكتاب والسنة، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " "إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة، وإنكم ستحدثون، ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول ". وقال الإمام مالك رحمه الله:" لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان, لأن البدع ظهرت في آخر عهد
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحابة رضي الله عنهم.
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "" إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ "".
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى جماعات فقال افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة،وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: من هم يا رسول الله؟، قال: هم الجماعة) , وليس المقصود بالجماعة أي جماعة في أي مكان، لأن الجماعات تختلف بإختلاف الأمكنة واختلاف الأزمنة ففي بعض الأماكن ينتشر مذهب الشيعة، وفي بعض الأماكن ينتشر فكر الصوفية، وفي بعضها فكر الأشاعرة، فهل يقصد النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يكون مع أي جماعة في أي بلد وفي أي زمان؟!. ليس هذا هو المقصود قطعاً فالمقصود بالجماعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي التي على شاكلة الجماعة الأولى، التي كانت على فكر واحد، وعلى عقيدة واحدة، وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة, لأن الله تعالى جعل معتقد الصحابة هو المقياس للعقيدة الصحيحة فقال عز وجل: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} (137) سورة البقرة.
فالدعوة السلفية ليست فهم الإسلام بفهم شخص من الناس، ليست فهم شيخ الإسلام ابن تيمية، أو فهم العلامة ابن باز، أو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ... ،
ولكن المقصود بالسلفية: المُحافظة على معتقد السلف، وعلى فهم السلف للكتاب والسنة، وعلى منهج السلف رضي الله عنهم.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
الوجه الثالث: التسمي بالسلفية لا يلزم منه ترك التسمي بالإسلام ولكن الهدف منه التفريق بين المسلم الذي ينتهج الإسلام الغير الصحيح وبين المسلم الذي ينتهج الإسلام الحق ومثل ذلك كمثل الذي يسكن في دولة الجزائر ولكنه يقول أنه وهراني نسبة لمدينة وهران أو يسكن في السعودية ويقول أنه من الرياض فهل هذا يعني أنه يتنكر لجنسيته ودولته؟؟؟؟؟؟
أنبئونا بعلم إن كنتم صادقين.
تم الرد على الشبهة إلى الأبد ولله الحمد من قبل ومن بعد.
جمعه أخوكم جمال البليدي يوم الأحد 21 رمضان 1429 الموافق ل21 سبتمبر2008
------------------------------------------------------
(1) من كتاب الصراع بين السنة والبدعة ص32 فما بعدها
(2) لماذا اخترت المنهج السلف ص36
ـ[حرملة]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 02:36]ـ
العبرة بالمسميات لا بالأسماء
فالتسمي بالسلفي أو القرءانيّ، أو الفرقندي أو الإخلاصي
أو القبلي أو الوطني أو الصالحي أو غيرها من التسميات
لا ترفع شخصا عند الله إلا إذا عمل مخلصا بمقتضى الكتاب
والسنة الصحيحة.
ـ[سنجار]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 02:59]ـ
الأخ: جمال البليدي، وفقه الله
التلقب بلقب (السلفي) لم يكن صنيع أحد من السلف ولاالخلف، وماعرف هذا إلا في هذا العصر فقط وليته وقف عند هذا الحد بل تعداه إلى أنه يتأكد على المرء التلقب بلقب السلفي والحجة أن كثيرا من الناس ينتسبون للإسلام فيجب علينا مخالفتهم لنتميز عنهم .. ومن ذكرت عنهم كالذهبي والسمعاني وغيرهم فليس فيه دليل على المقصود وغايته أن يكون توضيحا للفظة (السلفي) فقط. فتأمل
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 04:31]ـ
والمرادُ باسم السلفي اليومَ عند من يتسمى به (المتبع للصالحين من السلف وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيه بإحسان) ,وهذا الرجلُ سبق وأنْ سمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم , والأسماء الشرعية أولى من المخترعات المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان ولو ارتضاها من ارتضاها من الفضلاء , مع الانتساب للسلف يجوز لكل أحد , ولكل سلفه , ففرعونُ سلفٌ وقارونُ كذلك , ورسلُ الله وأوليائهُ الصالحون سلفٌ أخيار لمن انتمى لهم.
أمّا الانتسابُ للجماعة والطائفة المنصورة وأهل السنة وغير ذلك من الأوصاف الشرعية, فلا يسع أهلَ الفجور والبدعة ادِّعاءُه إلا ببرهان الاتباع , وهو مي يميز أهل الحق عن أهل الباطل.
والله أعلم
ـ[كمال يسين]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 04:41]ـ
السلام عليكم
المشكلة أن السلفية اليوم لها أصول
(يُتْبَعُ)
(/)
فممكن أن يكون أحد من المسلمين لا يتفق مع هذه الأصول, فيكون من الخطأ أن نعتبره ضال
فالسلفية اسم لا يجب أن نعتبره أنه من الإسلام أو أنه أمر من النبي صلى الله عليه و سلم ,و من اعتبر هذا فقد افترى على الله كذبا, أما إذا اعتبر أن هذا الإسم له مصلحة ما فليكن ذلك و بدون أن نشنع على الذين يرفضون التسمي بالسلفية ,لأنه ليس لهم ذنب إلا أنهم لم يجدوه في كتاب و لا سنة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:23]ـ
لعل أوسط الأقوال في ذلك والله أعلم أن يقال أن في الأمر تفصيل، وأن مناطه حال المتسمي بهذا اللقب وظروفه، فلا تتخذ لقبا لازما لصحابها في كل حال!!
وفرق بين أن يطلقه عليه أقرانه من العلماء وطلبة العلم العارفين بحاله، يزكونه بها، وبين أن يطلقها هو على نفسه،
فأما الحالة الأولى فهي التي يسري عليها ما نقله أخونا صاحب الموضوع من نقولات مفادها أنها تزكية واجبة، ووجوبها أو ندبها سببه ضرورة دلالة الناس على طريق ذلك العالم السلفي حتي يتبعوه ويتأسوا به وبمنهجه.
وأما الحالة الثانية، وهي حال اتخاذ الرجل لها لقبا لنفسه كأن يقول أنا (فلان السلفي) و (فلان الأثري) ونحوها، فالأمر في ذلك مداره النظر في الأحوال والسياق! فان كان واقفا بين قوم من أهل البدع يناظرهم ويجادلهم بالحق والبرهان فخير له أن يظهر تلك النسبة في تلك الحال ما دام واثقا من صحة ما هو قائل، ومن أنه ما ينافح في ذلك الا عنها وعن حقيقتها ..
أما ان كان في وسط جمع من أهل السنة المنضبطين، فكلهم أهل لها، ولا فائدة ولا نفع يرتجى من تلقب صاحبنا بها على وجه العلمية والتفرد بينهم!!
وينظر في ذلك الى حال الرجل، فان كان مخرجها عنده العصبية لقوم معينين من شيوخ أهل السنة وطلبتهم، يرى أنهم هم السلفيون وحدهم في الأمة ولا سلفية الا فيهم، فهذا أمر مذموم، وهي عنده بمنزلة تلقب أصحاب الطرق الصوفية بألقاب شيوخهم! فكما أن شيخ الطريقة لا عهد ولا كرامة لمن لم ينل منه التزكية المباشرة، فان هؤلاء لا سلفية ولا سنية عندهم الا لمن زكاهم شيوخهم و"عدلوهم" بالاسم!
وقد رأيت كثيرا من الذين يحرصون على إلصاق ذلك اللقب الشريف بأسمائهم من هذا الصنف الخبيث الذي لا هم له الا التنطع على أفاضل أهل السنة والتنقص من علمائهم وادخال هذا في السلفية واخراج ذاك منها .. وهم في الحقيقة ما ينتسبون الا الى حزب ضيق هو عين تلك الحزبية التي يلصقونها تلقائيا بكل من لم ينل صك الرضا من فلان وفلان من شيوخهم! وهؤلاء لهم في منتدى "أنا المسلم" ومنتدى "شبكة سحاب السلفية" مرتع مشهور!
فان كان الأمر من هذا المخرج، فهذا مذموم، وكفى به تلبيسا على العامة أن يروا هذا اللقب ملحوقا برجل متمخرق بالتعصب والجهل وسوء المسلك والخلق على هذا النحو! فما أكثر ما نرى قزما من الأقزام الحقدة من هؤلاء يلقب أحدهم نفسه بالسلفي، وكل فعاله وأقواله يبرأ منها سلفنا الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، حتى انه ليقال له في حواراته مع اخوانه المرة تلو المرة "أيصح هذا أيها "السلفي"؟؟ " أهذه هي سلفيتك التي تدعيها؟؟ أعلى مثل هذا كان سلفنا الذين تنتسب اليهم؟؟ .. وهكذا!!
فهذه سلفية حزب وليست سلفية منهج! ليست تلك السلفية التي تعم السواد الأكبر من أهل السنة، والتي هم عليها ما داموا باقين على أصلها وما لم يفسدها الابتداع في الدين ..
أما ان كان الذي يلقب نفسه بهذا اللقب قد شهد له أقرانه بأنه بالجملة علامة على منهج السلف في الاعتقاد والعمل والسلوك - لا أن يزكي هو نفسه بمثل ذلك في وسط أقرانه - فلعله ألا يكون في ذلك حرج .. ولكن ليحذر من أن يكون فتنة لنفسه وللناس! نسأل الله العافية والتثبيت ..
فالمشكلة التي أركز عليها هنا، وهي التي أظهرت هذا الاشكال في زماننا على هذا النحو، هي في كون جماعة من طلبة العلم السلفيين يجتمعون في مكان واحد لمدارسة مسائل العلم، فيبرز منهم أحدهم بهذا اللقب علما لنفسه، فكأنما يتميز بذلك عنهم أو يتفوق به عليهم، مع أنه يعلم وهم يعلمون أنهم جميعا بالجملة سلفيون ليس فيهم مبتدع!
هذه المشكلة حادثة نوعا ما، لأنه لم يكن في القرون السالفة منتديات رقمية كهذه، يكتب كل واحد فيها لنفسه معرفا يضع فيه لقبا وكنية وكذا، حتى كلما قال شيئا لزم ألا يظهر ذلك في المنتدى الا مقترنا بلقبه هذا وكنيته تلك في كل مرة! فكلما كتب كلمة، ظهرت على أن فلانا السلفي يقول كذا .. فلانا السلفي يفعل كذا .. وهكذا! فالكنى والألقاب كانت لا تظهر الا في النداء، وحتى في المناظرات المكتوبة في مصنفات العلماء ما كان اللقب الكامل يكتب في كل مرة، بل كان يكتفى بالكنية غالبا ..
فان نوقش صاحب لقب السلفي في هذا قال هذه نسبة أفخر بها وأحبها، وهل هناك أحسن من سلفنا الصالح ننتسب اليه؟ فنقول له صدقت، ولكن ان كان يغلب على ظنك أن جميع جلسائك مثلك في ذلك وفي فخرهم بمنهجهم الحق، فماذا يفيد تلقبك بذلك اللقب اختصاصا من بينهم الا أن يكون تزكية مذمومة منك لنفسك أمامهم؟ فان قال أنا أتلقب به في كل مكان وليس في مجالستي لأقراني من طلبة العلم المنضبطين وفقط، قلنا له وهل تحب أن تتلقب بالعالم أو العابد أو الزاهد مثلا؟ فهنا حالة يكون هذا اللقب فيها كذلك سواءا بسواء!
فيجب أن تنظر في ذلك فيما في نفسك وما يحملك على هذا التلقب، وتنظر في المفاضلة بين المصالح والمفاسد وتعلم أن لكل مقام مقال .. فقد يرجح أن يكون ذلك مظنة تزكية منك لنفسك بين اخوانك، فيكون الصواب ترك ذلك، لأننا مأمورون بترك مواطن الشبهات وما يجلب للمرء مظنة السوء! وأعني بالسوء هنا أن يظن فيك التزكية والعجب وكذا ..
فلينتبه الى هذا اخواننا الفضلاء الذين يلقبون أنفسهم بهذا اللقب في معرفاتهم في جميع المنتديات، حتى تلك التي يغلب على ظنهم أن أكثر روادها هم من أقرانهم الموافقين لهم في صحة المنهج وسلامته وسلفيته ... (كما هو الحال في منتدانا المبارك هذا) فليجعلوا تلقبهم بالسلفي مقصورا على حيث يرجى من ذلك نفع راجح في الدعوة ونحو ذلك، والا فليحذروا الفتنة.
هذا والله أعلى وأعلم وهو الموفق الى ما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:08]ـ
والمرادُ باسم السلفي اليومَ عند من يتسمى به (المتبع للصالحين من السلف وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيه بإحسان) ,وهذا الرجلُ سبق وأنْ سمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم , والأسماء الشرعية أولى من المخترعات المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان ولو ارتضاها من ارتضاها من الفضلاء , مع الانتساب للسلف يجوز لكل أحد , ولكل سلفه , ففرعونُ سلفٌ وقارونُ كذلك , ورسلُ الله وأوليائهُ الصالحون سلفٌ أخيار لمن انتمى لهم.
أمّا الانتسابُ للجماعة والطائفة المنصورة وأهل السنة وغير ذلك من الأوصاف الشرعية, فلا يسع أهلَ الفجور والبدعة ادِّعاءُه إلا ببرهان الاتباع , وهو مي يميز أهل الحق عن أهل الباطل.
والله أعلم
لكن كما أن لكل سلفه فلكل سنته و فرعون له سنة و قارون كذلك
ـ[ابو لقمان]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين (ابتسامة)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:09]ـ
أظن هناك فرقاً بين الأسماء المأخوذة من:
1 - الشرع المنزل مثل المسلمين
2 - الشرع المؤول مثل أهل السنة و السلف
3 - الشرع المبدل مثل الصوفية
و الله أعلم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته
نص السؤال يقول: أقسم عليك أن تقرأ هذا السؤال ولا أبيحك أن تغفله يا فلان، فضيلة الشيخ صالح أحسن الله إليك، هناك فئة من طلبة العلم و بعض الشباب تحزبوا واحتكروا السلفية وبدعوا إخوانهم وتعصبوا لآرائهم تعصبا شديدا. يقول: ما السلفية؟
الإجابة:
السلفية: من كان على منهج السلف قال تعالى ّوَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِن الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ " -التوبة-100 - -
قال جل وعلا"وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ " السلفية هي اتباع السلف من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين و القرون المضلة هذه هي السلفية وليس لأحد أن يحتكرها، فكل من سار على منهج السلف فهو سلفي، فليست خاصة بفئة أو شخص وإنما هي لمن إتصف بها على الحقيقة.
ثم إني أدعوا الشباب وطلبة العلم يترفعون عن هذا التنابز بالألقاب: هذا سلفي هذا جامي هذا إخواني هذا كذا ... أنا لا أرى هذه الأمور لأنها أصبحت نفرت شباب المسلمين والمسلمين وأوقعت الفتنة وأحث على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح و أن نكون إخوة متحابين في الله عزوجل.
الرابط الصوتي: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fatw...46&PageID=6403
لاحظ أن الشيخ لم ينكر لفظة السلفية لكن لما آل الامر إلى التشنيع وتضليل المخالف والتنابز بالألقاب منع هذه التسميات
وفق الله الجميع
ـ[أسماء]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي جمال جعله ربي في ميزان حسناتك
المراد بالسلف
كثيرًا ما نسمع: قال السلف، وهذا منهج السلف، وعند بعض السلف.
اصطلح العلماء على أن السلف هم أهل القرون المفضلة أهل القرون الثلاثة المفضلة يسمون السلف في الاصطلاح، ومن بعدهم يسمون الخَلَف إذا كانوا على الإسلام، أما المغيرون والمنحرفون فيقال لهم: خَلْف
يعني: خَالِفٌ بسوء، فالخَلَف معهم إيمان ولكن هم أنقص من السلف،
والخَلْف: خَلْفُ سوءٍ
كما في قول الله - تعالى -: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ".
فالخَلْف: هو الذي يأتي مخالفا لمن قبله مخالفة كاملة. ونحن إنما موضوعنا عن السلف؛ وذلك لأن الخَلَف والخَلْف يحتاج إلى موضوع آخر.
السلف: هم أهل القرون المفضلة؛
يعني: الصحابة والتابعون وتابعو التابعين.
الصحابة: هم الذين رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمنوا به، وماتوا على الإيمان
(ذكورًا وإناثًا).
وقد حازوا قصب السبق؛ وذلك لأنهم فازوا وسبقوا غيرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
بالصحبة بحيازتهم كونهم صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم
- وأخذوا عنه، وسمعوا منه، ولا شك في مزيتهم هذه وفي فضلهم.
بعدهم تلامذتهم الذين هم التابعون،
التابعي: هو من رأى أحدًا من الصحابة، وعقل رؤيته؛ ولو من أصاغر الصحابة يعطى اسم تابعي؛ وذلك اصطلاحًا؛ لأنه تابع لمن قبله.
وتابعو التابعين: هم الذين رأوا أو أدركوا أحدا من التابعين، رأوا التابعين ولو من المتأخرين.
قد ذكروا أن الصحابة انقرضوا في القرن الأول
قيل: إن آخرهم أنس بن مالك الذي مات سنة ثلاث وتسعين.
وقيل: إن منهم من أدرك المائة كالطفيل.
أما التابعون فاستمروا؛
يعني: بقوا وعُمر بعضهم إلى أواخر القرن الثاني؛
ولكنهم يتفاوتون، فمن أكابرهم من أهل المدينة الفقهاء السبعة الذين أدركوا أكابر الصحابة كسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود والقاسم بن محمد بن أبي بكر ونحوهم من أولاد الصحابة الذين أخذوا عن كبار الصحابة وأدركوا الخلفاء أو بعضهم،
ومن أصاغر التابعين من رأى بعضهم حيث ذكروا أن الأعمش أدرك أو رأى أنس بن مالك فكُتب له رؤية فأصبح من التابعين.
أما تابعو التابعين: فهم الذين ما أثر أنهم رأوا أحدًا من الصحابة، ومنهم بعض كبار الأئمة كمالك بن أنس وأبي عبد الرحمن الأوزاعي ومن في طبقتهما هؤلاء من أكابر تابعي التابعين، وفيهم أيضًا من العلماء ومن الأكابر حملة العلم من أثر عنهم شيء عظيم فهؤلاء هم السلف، تابعو التابعين مضوا أو بقوا إلى قرب القرن الثالث أو أواسطه، بعدهم أتباعهم الذين ما أدركوا أحدا من التابعين، أتباع تابعي التابعين
ومنهم الأئمة؛ يعني: كالبخاري ومسلم والشافعي وأحمد ونحوهم هؤلاء
من أكابر أتباع تابعي التابعين.
نقول: إن أهل القرون الثلاثة هم ومن في طبقتهم هم السلف؛
وذلك لأنهم مضوا قبل مَنْ بعدهم، سلفوا
يعني: مضوا،
السلف معناه: المضي،
سلف الشيء معناه: مضى وانقضى وانقرض.
هذا سبب تسميتهم بالسلف،/
أنهم سلفوا؛ ولكنهم سلفوا على
الاستقامة، سلفوا على العقيدة السليمة،
مضوا على عقيدة مستقيمة،
ليس فيهم من هو منحرف ولا مبتدع؛ إلا من هو شاذ لا يؤبه
له، ومن اضطهد وأُذل وأُهين.
في هذه الفترة التي هي فترة السلف كان العلماء الأجلاء، كان من بينهم علماء الصحابة الذين حفظوا العلم، وعلماء التابعين، وعلماء تابعي التابعين، هؤلاء من السلف، وكذلك منهم العُبَّاد ونحوهم من رجال ونساء.
ولا شك أنَّا إذا اعتقدنا أنهم على الصواب كانت أقوالهم قدوة.
المصدر/
موقع فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظهُ الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 05:02]ـ
يُستفاد من قوله صلّى الله عليه و على آله و سلّم "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي"
أنه إذا كثُرت الأحزاب في الأمة لا تنتمئ إلى حزب. هنا ظهرت طواءف من قديم الزمان: خوارج، معتزلة، جهمية، شيعة، بل رافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيّون، سلفيّون، و تبليغيّون و ما أشبه ذلك. كل هذه الفرق اجعلها على اليسار و عليك بالأمام و هو ما أرشد إليه النبي صلّى الله عليه وعلى آله و سلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" ولا شكّ أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الإنتماء إلى حزب معيّن يُسمّى السلفيّين. الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى من يُسمّى السلفيّون. انتبهوا إلى الفرق، هناك طريق السلف وهناك حزب يسمّى السلفيّين.
المطلوب أيش؟ اتّباع السلف. لماذا؟ لأن الإخوة السلفيّين هم أقرب الفرق الى الصواب لا شكّ. لكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يُضلّل بعضاً، و يُبدّعه، و يُفسّقه ونحن لا نُنكرهذا إذا كانوا مستحقين و لكننا نُنكر معالجة هذه البدعة بهذه الطريقة. الواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق و يقولون "بيننا كتاب الله و سنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآرى و لا إلى فلان و فلان. كلٌّ يخطئ و يُصيب مهم بلغ من العلم والعبادة. العصمة في دين الإسلام"
فهذا الحديث أرشد النبي صلّى الله عليه و سلم فيه إلى سلوك طريق الإنسان، لا ينتمئ إلى أيّ فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح بل إلى سنة نبينا صلّى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدين المهديّين.
اهـ من شرح العلامة ابن عثيمين على الأربعين النووية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:24]ـ
يُستفاد من قوله صلّى الله عليه و على آله و سلّم "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي"
أنه إذا كثُرت الأحزاب في الأمة لا تنتمئ إلى حزب. هنا ظهرت طواءف من قديم الزمان: خوارج، معتزلة، جهمية، شيعة، بل رافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيّون، سلفيّون، و تبليغيّون و ما أشبه ذلك. كل هذه الفرق اجعلها على اليسار و عليك بالأمام و هو ما أرشد إليه النبي صلّى الله عليه وعلى آله و سلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" ولا شكّ أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الإنتماء إلى حزب معيّن يُسمّى السلفيّين. الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى من يُسمّى السلفيّون. انتبهوا إلى الفرق، هناك طريق السلف وهناك حزب يسمّى السلفيّين.
المطلوب أيش؟ اتّباع السلف. لماذا؟ لأن الإخوة السلفيّين هم أقرب الفرق الى الصواب لا شكّ. لكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يُضلّل بعضاً، و يُبدّعه، و يُفسّقه ونحن لا نُنكرهذا إذا كانوا مستحقين و لكننا نُنكر معالجة هذه البدعة بهذه الطريقة. الواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق و يقولون "بيننا كتاب الله و سنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآرى و لا إلى فلان و فلان. كلٌّ يخطئ و يُصيب مهم بلغ من العلم والعبادة. العصمة في دين الإسلام"
فهذا الحديث أرشد النبي صلّى الله عليه و سلم فيه إلى سلوك طريق الإنسان، لا ينتمئ إلى أيّ فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح بل إلى سنة نبينا صلّى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدين المهديّين.
اهـ من شرح العلامة ابن عثيمين على الأربعين النووية
السؤال: هذه مستمعة من الرياض لها مجموعة من الأسئلة تقول في السؤال الأول أسمع عن السلف من هم السلف يا فضيلة الشيخ الجواب
الشيخ: السلف معناه المتقدمون فكل متقدم على غيره فهو سلف له ولكن إذا أطلق لفظ السلف فالمراد به القرون الثلاثة المفضلة الصحابة والتابعون وتابعوهم هؤلاء هم السلف الصالح ومن كان بعدهم وسار على منهاجهم فإنه مثلهم على طريقة السلف وإن كان متأخراً عنهم في الزمن لأن السلفية تطلق على المنهاج الذي سلكه السلف الصالح رضي الله عنهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (إني أمتي ستفترق على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة) وفي لفظ (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وبناء على ذلك تكون السلفية هنا مقيدة بالمعنى فكل من كان على منهاج الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فهو سلفي وإن كان في عصرنا هذا وهو القرن الرابع عشر بعد الهجرة نعم
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_969.shtml
الأخوانيون والتبليغون فرق
وأيضاً من يدعي السلفية وليس منها
للإمام العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحهمه الله تعالى
الفرق بين السلفية وحزب يسمى السلفية
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/oth_adiaasalfih.html
وهذا ما نقلته لنا بارك الله فيك
وإليكم الرد على هذه الشبهة بالتفصيل:
http://www.echoroukonline.com/~echorouk/montada/showpost.php?p=132736&postcount=7
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:27]ـ
العبرة بالمسميات لا بالأسماء
فالتسمي بالسلفي أو القرءانيّ، أو الفرقندي أو الإخلاصي
أو القبلي أو الوطني أو الصالحي أو غيرها من التسميات
لا ترفع شخصا عند الله إلا إذا عمل مخلصا بمقتضى الكتاب
والسنة الصحيحة.
عفوا أخي بل العبرة بالحقائق لا بالمسميات فلو سمى أحد نفسه سني وكطان شيعي فهذا الإسم لن ينفعه عنه الله ولكنني أتكلم عن السلفي بمعنى (من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/ 6). ")
والعبرة بالحقائق لا بالدعاوي فليس كل من سمى نفيه سلفيا يعتبر سلفيا حقا على نهج السلف وإلا حتى الأشاعرة ينتسبون لأهل السنة وحجتى النصارى يدعون أنهم أبناء الله ولكن هذه الدعاوي مخالفة للحقائق فلا ينبغي لنا أن نسميهم بأبناء الله وكذا من يسمي نفسه سلفيا وهو خلاف نهج السلف فلا ينبغي لنا أن نسميه سلفيا.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:33]ـ
يُستفاد من قوله صلّى الله عليه و على آله و سلّم "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي"
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه إذا كثُرت الأحزاب في الأمة لا تنتمئ إلى حزب. هنا ظهرت طواءف من قديم الزمان: خوارج، معتزلة، جهمية، شيعة، بل رافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيّون، سلفيّون، و تبليغيّون و ما أشبه ذلك. كل هذه الفرق اجعلها على اليسار و عليك بالأمام و هو ما أرشد إليه النبي صلّى الله عليه وعلى آله و سلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" ولا شكّ أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الإنتماء إلى حزب معيّن يُسمّى السلفيّين. الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى من يُسمّى السلفيّون. انتبهوا إلى الفرق، هناك طريق السلف وهناك حزب يسمّى السلفيّين.
المطلوب أيش؟ اتّباع السلف. لماذا؟ لأن الإخوة السلفيّين هم أقرب الفرق الى الصواب لا شكّ. لكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يُضلّل بعضاً، و يُبدّعه، و يُفسّقه ونحن لا نُنكرهذا إذا كانوا مستحقين و لكننا نُنكر معالجة هذه البدعة بهذه الطريقة. الواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق و يقولون "بيننا كتاب الله و سنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآرى و لا إلى فلان و فلان. كلٌّ يخطئ و يُصيب مهم بلغ من العلم والعبادة. العصمة في دين الإسلام"
فهذا الحديث أرشد النبي صلّى الله عليه و سلم فيه إلى سلوك طريق الإنسان، لا ينتمئ إلى أيّ فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح بل إلى سنة نبينا صلّى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدين المهديّين.
اهـ من شرح العلامة ابن عثيمين على الأربعين النووية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم إمام الأندلس:
الانتساب للسلفية يصح باعتبار ولا يصح باعتبار آخر يصح باعتبار التعريف والتبيين والتميز عن اهل البدع والدلالة على المنهج القويم
ولا يصح باعتبار التزكية او الحزبية او غيرها
والمتامل في قول العلا مة ابن عثيمين رحمه الله يخرج بهذه الفائدة اذ له كلام آخر يوضح فيه مراده من هذا الكلام ويجليه اذ قال في شرح العقيدة الواسطية {1/ 53ـ54} ما نصه: \". . .يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! فماذا بعد الحق إلا الضلال، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين. فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة. فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ أم السلفية؟ نقول: من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعتبر بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول: عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي \".
وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه: \"من هم أهل الأثر؟ هم الذين اتبعوا الأثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف. . . \".
وعليه .. يفهم من القول لاول للشيخ رحمه الله انه جاء لعلاج حالة مرضية عند بعض اهل السنة والله اعلم
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:36]ـ
لأخ: جمال البليدي، وفقه الله
التلقب بلقب (السلفي) لم يكن صنيع أحد من السلف ولاالخلف،
1 لم تكن كلمة ""السلفية"" تطلق على عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, لأنه لم يكن هناك حاجة فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح, فلم يكن حاجة لكلمة السلفية لأنهم كانوا عليها سليقة وفطرة كما كانوا يتكلمون العربية الفصيحة دون لحن أو خطأ فلم يكن علم النحو والصرف والبلاغة حتى ظهر اللحن فظهر هذا العلم الذي يضبط عوج اللسان, وكذلك لما ظهر الشذوذ والإنحراف عن جماعة المسلمين بدات تظهر كلمة"السلفية" على الواقع, وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم نبه على معناها في حديث الإفتراق بقوله ((ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كثرت الفرق وادعت السير على الكتاب والسنة قام علماء الأمة بتمييزها أكثر فقالوا: أهل الحديث والسلف.
ولذلك تميزت""السلفية"" عن جميع الطوائف الإسلامية الأخرى بانتسابها إلى أمر ضمن لهم السير على الإسلام الصحيح ألا وهو التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وهم أهل القرون المشهود لهم بالخيرية
2 - العبرة بالمدلول لا بالمصطلح المجرد والسلفية نسبة للسلف فهل تتبرأ من السلف وتقول أنا لست سلفي؟؟؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية"" (ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
وماعرف هذا إلا في هذا العصر فقط وليته وقف عند هذا الحد بل تعداه إلى أنه يتأكد على المرء التلقب بلقب السلفي والحجة أن كثيرا من الناس ينتسبون للإسلام فيجب علينا مخالفتهم لنتميز عنهم .. ومن ذكرت عنهم كالذهبي والسمعاني وغيرهم فليس فيه دليل على المقصود وغايته أن يكون توضيحا للفظة (السلفي) فقط. فتأمل
1 - عرف في هذا العصر أو في عصر آخر لا يهم ذلك فالعبرة بالمدلول لا بالمصطلح المجرد
2 - قال الإمام الذهبي قال في ترجمة الفسوي ""وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا" السير (13/ 183) "
وهاهو الإمام ذهبي يلقب أحدا بالسلفي ويقول عنه سلفيا
ثم كيف يشرح مصطلح لا حقيقة له إذن؟؟؟
إن لم يكن هناك من ينتسب للسلفية في ذاك الزمن فكيف يشرحه الذهبي والسمعاني؟؟؟
3 - أما التلقب بالسلفي فهذا ليس بواجب بل مباح وجائز ولكننا نتكلم عن الإنتساب للسلفية فتقول أنا سلفي نسبة للسلف وتقول أنا مصري نسبة لمصر وهكذا فهل في هذا العيب؟؟؟؟؟
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته
نص السؤال يقول: أقسم عليك أن تقرأ هذا السؤال ولا أبيحك أن تغفله يا فلان، فضيلة الشيخ صالح أحسن الله إليك، هناك فئة من طلبة العلم و بعض الشباب تحزبوا واحتكروا السلفية وبدعوا إخوانهم وتعصبوا لآرائهم تعصبا شديدا. يقول: ما السلفية؟
الإجابة:
السلفية: من كان على منهج السلف قال تعالى ّوَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِن الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ " -التوبة-100 - -
قال جل وعلا"وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ " السلفية هي اتباع السلف من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين و القرون المضلة هذه هي السلفية وليس لأحد أن يحتكرها، فكل من سار على منهج السلف فهو سلفي، فليست خاصة بفئة أو شخص وإنما هي لمن إتصف بها على الحقيقة.
ثم إني أدعوا الشباب وطلبة العلم يترفعون عن هذا التنابز بالألقاب: هذا سلفي هذا جامي هذا إخواني هذا كذا ... أنا لا أرى هذه الأمور لأنها أصبحت نفرت شباب المسلمين والمسلمين وأوقعت الفتنة وأحث على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح و أن نكون إخوة متحابين في الله عزوجل.
الرابط الصوتي: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fatw...46&PageID=6403
لاحظ أن الشيخ لم ينكر لفظة السلفية لكن لما آل الامر إلى التشنيع وتضليل المخالف والتنابز بالألقاب منع هذه التسميات
وفق الله الجميع
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
اللهم فهقنا في ديننا
ومعلوم أن كل إنسان مسلم لم يتلوث ببدعة فهو سلفي وإن لم يتسمى بذلك
جزاك الله خيرا
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:40]ـ
لعل أوسط الأقوال في ذلك والله أعلم أن يقال أن في الأمر تفصيل، وأن مناطه حال المتسمي بهذا اللقب وظروفه، فلا تتخذ لقبا لازما لصحابها في كل حال!!
وفرق بين أن يطلقه عليه أقرانه من العلماء وطلبة العلم العارفين بحاله، يزكونه بها، وبين أن يطلقها هو على نفسه،
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما الحالة الأولى فهي التي يسري عليها ما نقله أخونا صاحب الموضوع من نقولات مفادها أنها تزكية واجبة، ووجوبها أو ندبها سببه ضرورة دلالة الناس على طريق ذلك العالم السلفي حتي يتبعوه ويتأسوا به وبمنهجه.
وأما الحالة الثانية، وهي حال اتخاذ الرجل لها لقبا لنفسه كأن يقول أنا (فلان السلفي) و (فلان الأثري) ونحوها، فالأمر في ذلك مداره النظر في الأحوال والسياق! فان كان واقفا بين قوم من أهل البدع يناظرهم ويجادلهم بالحق والبرهان فخير له أن يظهر تلك النسبة في تلك الحال ما دام واثقا من صحة ما هو قائل، ومن أنه ما ينافح في ذلك الا عنها وعن حقيقتها ..
أما ان كان في وسط جمع من أهل السنة المنضبطين، فكلهم أهل لها، ولا فائدة ولا نفع يرتجى من تلقب صاحبنا بها على وجه العلمية والتفرد بينهم!!
وينظر في ذلك الى حال الرجل، فان كان مخرجها عنده العصبية لقوم معينين من شيوخ أهل السنة وطلبتهم، يرى أنهم هم السلفيون وحدهم في الأمة ولا سلفية الا فيهم، فهذا أمر مذموم، وهي عنده بمنزلة تلقب أصحاب الطرق الصوفية بألقاب شيوخهم! فكما أن شيخ الطريقة لا عهد ولا كرامة لمن لم ينل منه التزكية المباشرة، فان هؤلاء لا سلفية ولا سنية عندهم الا لمن زكاهم شيوخهم و"عدلوهم" بالاسم!
وقد رأيت كثيرا من الذين يحرصون على إلصاق ذلك اللقب الشريف بأسمائهم من هذا الصنف الخبيث الذي لا هم له الا التنطع على أفاضل أهل السنة والتنقص من علمائهم وادخال هذا في السلفية واخراج ذاك منها .. وهم في الحقيقة ما ينتسبون الا الى حزب ضيق هو عين تلك الحزبية التي يلصقونها تلقائيا بكل من لم ينل صك الرضا من فلان وفلان من شيوخهم! وهؤلاء لهم في منتدى "أنا المسلم" ومنتدى "شبكة سحاب السلفية" مرتع مشهور!
فان كان الأمر من هذا المخرج، فهذا مذموم، وكفى به تلبيسا على العامة أن يروا هذا اللقب ملحوقا برجل متمخرق بالتعصب والجهل وسوء المسلك والخلق على هذا النحو! فما أكثر ما نرى قزما من الأقزام الحقدة من هؤلاء يلقب أحدهم نفسه بالسلفي، وكل فعاله وأقواله يبرأ منها سلفنا الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، حتى انه ليقال له في حواراته مع اخوانه المرة تلو المرة "أيصح هذا أيها "السلفي"؟؟ " أهذه هي سلفيتك التي تدعيها؟؟ أعلى مثل هذا كان سلفنا الذين تنتسب اليهم؟؟ .. وهكذا!!
فهذه سلفية حزب وليست سلفية منهج! ليست تلك السلفية التي تعم السواد الأكبر من أهل السنة، والتي هم عليها ما داموا باقين على أصلها وما لم يفسدها الابتداع في الدين ..
أما ان كان الذي يلقب نفسه بهذا اللقب قد شهد له أقرانه بأنه بالجملة علامة على منهج السلف في الاعتقاد والعمل والسلوك - لا أن يزكي هو نفسه بمثل ذلك في وسط أقرانه - فلعله ألا يكون في ذلك حرج .. ولكن ليحذر من أن يكون فتنة لنفسه وللناس! نسأل الله العافية والتثبيت ..
فالمشكلة التي أركز عليها هنا، وهي التي أظهرت هذا الاشكال في زماننا على هذا النحو، هي في كون جماعة من طلبة العلم السلفيين يجتمعون في مكان واحد لمدارسة مسائل العلم، فيبرز منهم أحدهم بهذا اللقب علما لنفسه، فكأنما يتميز بذلك عنهم أو يتفوق به عليهم، مع أنه يعلم وهم يعلمون أنهم جميعا بالجملة سلفيون ليس فيهم مبتدع!
هذه المشكلة حادثة نوعا ما، لأنه لم يكن في القرون السالفة منتديات رقمية كهذه، يكتب كل واحد فيها لنفسه معرفا يضع فيه لقبا وكنية وكذا، حتى كلما قال شيئا لزم ألا يظهر ذلك في المنتدى الا مقترنا بلقبه هذا وكنيته تلك في كل مرة! فكلما كتب كلمة، ظهرت على أن فلانا السلفي يقول كذا .. فلانا السلفي يفعل كذا .. وهكذا! فالكنى والألقاب كانت لا تظهر الا في النداء، وحتى في المناظرات المكتوبة في مصنفات العلماء ما كان اللقب الكامل يكتب في كل مرة، بل كان يكتفى بالكنية غالبا ..
فان نوقش صاحب لقب السلفي في هذا قال هذه نسبة أفخر بها وأحبها، وهل هناك أحسن من سلفنا الصالح ننتسب اليه؟ فنقول له صدقت، ولكن ان كان يغلب على ظنك أن جميع جلسائك مثلك في ذلك وفي فخرهم بمنهجهم الحق، فماذا يفيد تلقبك بذلك اللقب اختصاصا من بينهم الا أن يكون تزكية مذمومة منك لنفسك أمامهم؟ فان قال أنا أتلقب به في كل مكان وليس في مجالستي لأقراني من طلبة العلم المنضبطين وفقط، قلنا له وهل تحب أن تتلقب بالعالم أو العابد أو الزاهد مثلا؟ فهنا حالة يكون هذا اللقب فيها كذلك سواءا بسواء!
فيجب أن تنظر في ذلك فيما في نفسك وما يحملك على هذا التلقب، وتنظر في المفاضلة بين المصالح والمفاسد وتعلم أن لكل مقام مقال .. فقد يرجح أن يكون ذلك مظنة تزكية منك لنفسك بين اخوانك، فيكون الصواب ترك ذلك، لأننا مأمورون بترك مواطن الشبهات وما يجلب للمرء مظنة السوء! وأعني بالسوء هنا أن يظن فيك التزكية والعجب وكذا ..
فلينتبه الى هذا اخواننا الفضلاء الذين يلقبون أنفسهم بهذا اللقب في معرفاتهم في جميع المنتديات، حتى تلك التي يغلب على ظنهم أن أكثر روادها هم من أقرانهم الموافقين لهم في صحة المنهج وسلامته وسلفيته ... (كما هو الحال في منتدانا المبارك هذا) فليجعلوا تلقبهم بالسلفي مقصورا على حيث يرجى من ذلك نفع راجح في الدعوة ونحو ذلك، والا فليحذروا الفتنة.
هذا والله أعلى وأعلم وهو الموفق الى ما يحب ويرضى.
أوافقك أخي ولم أقصد بموضوعي وجوب التلقب بل جواز ذلك والرد على من زعم أن الإنتساب لنهج السلف بدعة
وبلا شك العبرة بالحقائق لا بالدعاوي والمسميات
فمن كان على نعج السلف فهو سلفي وإن لم يتسمى بذلك ومن خالف فليس بذاك وإن تسمى بذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 11:26]ـ
انت كتب أخي في العنوان من زعم أن التسمي بالسلفية بدعة وتقول هنا الرد على من زعم أن الإنتساب لنهج السلف بدعة
أخي الفاضل لاينازعك أحد في منهج السلف وإنما في التحزب في اسم ينسب نفسه للسلفية قهرا وزورا .. والسلفية منه براء ..
يكفيني أن يقال لي مسلم وكفى ... كما علمني ربي وسماني ربي ..
لو قلت لي لايكفي .. قلت لك ويحك وهل كلام ربي يحتاج لمن يستدرك عليه فيقال يكفي أو لايكفي؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 01:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فرق بين الإنتساب للسلف، وبين التسمي بالسلفي.
وفرق بين من ينكر منهج السلف من أهل البدع والأهواء، وبين من ينكر التسمي بالسلفي.
الشيخ الفوزان بنفسه قال أن التسمي سلفي أثري: هذا لا أصل له، وتزكية للنفس، وفيه اتهام للآخرين بأنهم ليسوا على منهج السلف.
والشيخ محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى، قال أن التسمي بالسلفي: " إسلوب رخيص "
فكيف ينكر كل هذا الإنكار على من أنكر هذه التسمية المحدثة؟!
والأصل في التسمي بغير الأسماء التي سماها الله عز وجل لنا أو سماها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحظر.
ومن زعم ان التسمي بالسلفي جائز شرعاً فعليه الدليل.
ويكفينا التسمية التي سماها الله لنا فى القرآن الكريم، أو الأسماء التي سماها الله لنا فى السنة النبوية وجميع الأسماء الشرعية.
ويكفينا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتسمي بالأسماء التي سماها الله عز وجل لنا.
ومن لم يلتزم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الأقل لا ينكر على من التزم أمره صلى الله عليه وسلم.
ـ[أسماء]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 07:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13576
ـ[أشجعي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 10:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فرق بين الإنتساب للسلف، وبين التسمي بالسلفي.
وفرق بين من ينكر منهج السلف من أهل البدع والأهواء، وبين من ينكر التسمي بالسلفي.
الشيخ الفوزان بنفسه قال أن التسمي سلفي أثري: هذا لا أصل له، وتزكية للنفس، وفيه اتهام للآخرين بأنهم ليسوا على منهج السلف.
والشيخ محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى، قال أن التسمي بالسلفي: " إسلوب رخيص "
فكيف ينكر كل هذا الإنكار على من أنكر هذه التسمية المحدثة؟!
والأصل في التسمي بغير الأسماء التي سماها الله عز وجل لنا أو سماها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحظر.
ومن زعم ان التسمي بالسلفي جائز شرعاً فعليه الدليل.
ويكفينا التسمية التي سماها الله لنا فى القرآن الكريم، أو الأسماء التي سماها الله لنا فى السنة النبوية وجميع الأسماء الشرعية.
ويكفينا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتسمي بالأسماء التي سماها الله عز وجل لنا.
ومن لم يلتزم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الأقل لا ينكر على من التزم أمره صلى الله عليه وسلم.
الشيخ قال عمن يسمي نفسه السلفي
كأن يقول أحدهم أبو محمد السلفي
أي مع أل التعريف
وليس ما فهمته انت,
ثم التسمي بالأسامي ليس جديدا لا علينا ولا على زمن الرسول (ص) ولا على زمن صحابته
فمن يقول نحن مسلمون فقط ولا نريد غير هذه التسمية
كان هناك المهاجرون
وكان هناك الانصار
وهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر كانكاركم هذا
نعم مسلم
مسلم مهاجري ومسلم انصاري ما مشكلتكم؟؟؟؟
عندكم أهل الحديث, هذا أيضا اسم,
ثم لو استطاع احد ان يتخلص من هذه التسمية لكان الصحابة اولى بذلك فعلى عهدهم خرجت الشيعة والخوارج والقدرية,
تقول أنت مسلم, كل الفرق تقول عن نفسها مسلمة
تقول نحن نتبع الكتاب والسنة أي أهل السنة والجماعة, كلها تقول نحن نتبع الكتاب والسنة
ولكن تاخذ الكتاب بفهم من؟؟؟؟
بفهمك؟؟؟
أم بفهم المشايخ المعاصرين؟؟؟؟؟
نأخذه بفهم السلف وخير القرون,
إذاً أنت:
///مسلم
///متبع للكتاب والسنة
///تأخذ بفهم سلف الأمة
هل هناك كلمة واحدة تجمع كل هذا؟؟؟
نعم
سلفي
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 03:24]ـ
الله عز وجل سمانا فتركنا التسمية التي سماها الله لنا.
والنبي أمرنا بتسمية فلم نمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخالفنا السلف الصالح وتسمينا بالسلفي!!!!
وخالفنا الأئمة الأربعة في تسميتهم!!!
وخالفنا شيخ الإسلام في تسميته!!!
وخالفنا الإمام محمد بن عبد الوهاب في تسميته.
وخالفنا بن باز والعثمين والفوزان والجبرين في تسميتهم.
وخالفنا حتى الألباني في تسميته!!!!
ومئات الألوف من علماء المسلمين على مر التاريخ لم يعرفوا هذا الخير، وعرفه بعض طلاب العلم في القرن الحالي!!!!
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 03:13]ـ
سؤال
المهاجرين أليس اسما؟؟؟؟
الأنصار أليس اسما؟؟؟؟؟
دعك من هذا,
أهل الحديث الذي نهلت أنت وغيرك من علومهم أليس هذا اسما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من سبقهم بهذا الاسم؟؟
وهل قرأت ما قاله الشيخ الألباني عن هذا الموضوع؟
ظني أنك لم تقرأ ولم تطلع,
وعلى أية حال,
نحن نقول أن شعارنا هو كتاب وسنة بفهم سلف الأمة,
فتسمى بما تريد, -ان شاء الله بتسمي نفسك شو ما تسمي- المهم ان تتبع المنهج السلفي
فأنا لا أقول للاخواني مثلاً دعك من جماعتك وتعال ,
يا أخي ابقى من جماعة الاخوان ولكن صحح عقيدتك.
فلا يعقل -يا أخي-
أن يكون الشيعي والصوفي والهرري والقدري والقبوري والحبشي ,,,والسلفي واحد أصحاب عقيدة واحدة!
ولاحظ أن كل هؤلاء ممن يدعي الاسلام ويدعي انه متبع للكتاب والسنة,
وإذا أنا رددت عليك فها انا أقول أنا مسلم وفقط,
أقول لك بدي احرق حالي كمان,
هل غير غيري من مسمياتهم؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 02:23]ـ
الشيعة والصوفية يعتبرون انفسهم على الطريق الصحيح
الشيعة تقول نحن اتباع اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اي شيعة الرسول واهل البيت ولكن الحقيقة هم يتغلفون بهذه الاسماء اما منهجهم وعقيدتهم فهي يهودية بحته.
الصوفية (هذا الزمان) تقول نحن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق اصحاب الطرق وهم من اولياء الله الصالحين وهم اعلم منا بالدين , والحقيقة انهم يتبعون اشخاص ويقدسونهم ويقلدونهم تقليد اعمى.
السلفيون (هذا الزمان) تقول نحن نعبد الله بهدي الكتاب والسنة وبفهم السلف ولكن الحقيقة هم يتغلفون بأسم السلف وبأسم بعض علماء هذا الزمان (ابن باز وابن عثيمين والالباني رحمهم الله) وهم بالحقيقة اتباع لاشخاص ليسوا على منهج السلف لا في العقيدة ولا في الاخلاق ويسمون انفسهم بهذه التسمية (سلفي) من اجل ان تقبل دعوتهم بين الناس ولسانهم سليط على الدعاة والمشايخ وعلى كل من خالفهم ومن سماتهم اي شخص يخالفهم في منهجهم يلمزونه بتكفيري وتفجيري واخواني.
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 02:28]ـ
السلفيون (هذا الزمان) تقول نحن نعبد الله بهدي الكتاب والسنة وبفهم السلف ولكن الحقيقة هم يتغلفون بأسم السلف وبأسم بعض علماء هذا الزمان (ابن باز وابن عثيمين والالباني رحمهم الله) وهم بالحقيقة اتباع لاشخاص ليسوا على منهج السلف لا في العقيدة ولا في الاخلاق ويسمون انفسهم بهذه التسمية (سلفي) من اجل ان تقبل دعوتهم بين الناس ولسانهم سليط على الدعاة والمشايخ وعلى كل من خالفهم ومن سماتهم اي شخص يخالفهم في منهجهم يلمزونه بتكفيري وتفجيري واخواني.
جميل,
إذا لم يكن منهجهم كمنهج الشيخ بن عثيمين وبن باز والالباني
فما هو منهجهم؟
وما هي عقيدتهم؟؟
اللهم الا إذا كنت تقصد مرجئة العصر وجماعة الجرح والتجريح, الذين يدعون السلفية.
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 03:06]ـ
جميل,
إذا لم يكن منهجهم كمنهج الشيخ بن عثيمين وبن باز والالباني
فما هو منهجهم؟
وما هي عقيدتهم؟؟
اللهم الا إذا كنت تقصد مرجئة العصر وجماعة الجرح والتجريح, الذين يدعون السلفية.
نعم هم ,
جماعة الجرح والتجريح
مرجئة في الايمان
جهمية في الكفر
خوارج مع الدعاة
صوفية في الاتباع
علمانية في فصل الدين عن السياسة
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:06]ـ
مالنا وللمرجئة يا ابا مروان؟
ومالنا وللجامية؟
على منطق صدى الذكريات, فكلنا جماعة واحدة!
ولا يجوز التسمي بأي اسم, يكفي ان نسمى بالمسلمين,
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:12]ـ
الحمدلله أن الكل -حتى المخالفين- يستشهدون بالشيخ الالباني:
الرد على من يعتبر كلمة سلفي تزكية
السؤال
يدعي بعض الإخوة غير التابعين للمنهج السلفي فيقولون: إن الإنسان المسلم الذي يتبع المنهج السلفي لا يجوز له أن يقول عن نفسه أنه سلفي؛ وذلك لأنه يزكي نفسه، ولا تجوز التزكية؟
الجواب
سامحه الله، نسأله السؤال التالي: - هل أنت مسلم؟ - سيقول: نعم.
فنقول: هذه تزكية، ولم أسأله: هل أنت مؤمن؟ لأن هذا يحتاج إلى بحث طويل؛ ولأن الإيمان فيه تفصيل، هل هو الإخلاص، أم هو الاعتقاد بالجنان والإخبار باللسان والعمل بالأركان؟ - لكن إذا سألته: هل أنت مؤمن؟ يمكن أن يقول لي: أنا مؤمن.
فأقول: هل أنت من الذين وصفهم الله {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون:1 - 4].
إلى آخره؟ سيقول: نعم.
لكن إذا سألته: هل أنت من الذين هم في صلاتهم خاشعون؟ فسيقول: أنا في شك من هذا.
فنقول له: إذاً أنت تشك في إيمانك؟ فيقول: أنا لا أشك في عقيدتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه تزكية أكثر من الأولى، هذا رجل لا يفقه ما هي السلفية حتى يقول: إن هذه تزكية، السلفية: هي الإسلام الصحيح، فمن يقول عن نفسه: أنا مسلم، وأنا ديني الإسلام، كالذي يقول اليوم: أنا سلفي، وهذا أمر ضروري جداً بالنسبة للشباب المسلم اليوم، يجب أن يعرف الجو الإسلامي الذي يعيشه ويحياه، وليس الجاهلي؛ لأن الله عز وجل قد بين وفصل في القرآن فقال: {وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ * مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:31 - 32].
فالله عز وجل حذر عباده المؤمنين أن يكونوا من المشركين، الذين من أوصافهم كما قال: {مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:32].
أنتم اليوم تعلمون أن هناك طائفة من المسلمين اسمهم الشيعة فهم فعلاً وقولاً تفرقوا عن المسلمين، فإذا تركنا هؤلاء جانباً ونظرنا إلى من يسمون بـ أهل السنة والجماعة، هؤلاء -أيضاً- تفرقوا شيعاً وأحزاباً، فلا يوجد مسلم اليوم إلا ويعلم أن المذاهب الفقهية من أهل السنة والجماعة هي أربعة: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، ولا شك أن هؤلاء الأئمة الأربعة هم من أئمة السلف، ولكن الذين اتبعوهم منهم من اتبعهم بإحسان، ومنهم من اتبعوهم بإساءة.
فالأئمة رحمهم الله أحسنوا إلى المسلمين في بيان الفقه الذي سلطوه من الكتاب والسنة، لكن الأتباع منهم ومنهم؛ لأنهم قد تفرقوا شيعاً وأحزاباً الحنفي لا يصلي وراء الشافعي، والشافعي لا يصلي وراء الحنفي.
إلخ، لا نخوض في هذا الآن كثيراً، والحُر تكفيه الإشارة، لكن هناك مذاهب في العقيدة منها مذهبان بل ثلاثة، وقلت: مذهبان؛ لأن المذهبين لا يؤثرا على المذهب الثالث وهو المذهب الحق، في العقيدة ستة مذاهب: أهل الحديث، و الماتريدية، و الأشاعرة، وهذان المذهبان: الماتريدية و الأشاعرة، هم الذين يقصدون بكلمة أهل السنة والجماعة قديماً وحديثاً، لكن بعض إخواننا السلفيين الدعاة منهم يحاولون الآن أن يطلقوا هذا الاسم (أهل السنة والجماعة) على أتباع السلف الصالح، والأزهر -مثلاً- حينما يقولون: أهل السنة والجماعة لا يقصدون إلا الماتريدية و الأشاعرة، وهؤلاء يختلفون عن مذهب أهل الحديث ومذهب الفرقة الناجية، يختلفون كل الاختلاف، غير الخوارج و الإباضية الموجودة اليوم في عُمان وفي الجزائر وفي المغرب.
إلخ.
هذه الأحزاب كلها لا يمكن الانتماء إلى شيء منها إلا إلى مذهب واحد، وهي التي تمثل الفرقة الناجية، التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها التي تكون على ما كان عليه وأصحابه، فهذا الإنسان الذي أنت تشير إليه، يجب أن يعرف هذه الحقيقة الغيبية التي أخبر الرسول عنها من الاختلاف الذي أشارت إليه الآية الكريمة المذكورة آنفاً، وفصلها الرسول عليه السلام في أحاديثه تفصيلاً، خاصة في حديث الفرق، وهو قوله: (وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة) هذا مسكين لا يعرف الفرقة الناجية، ولذلك يقول: لا يجوز أن تقول عن نفسك: أنا سلفي؛ لأنك تزكي نفسك! إن لم يقل هو عن نفسه سلفي فهو يقول: أنا مسلم، وقد يقول: أنا مؤمن، وكلاهما تزكية ولا شك، يقول ربنا عز وجل: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} [القلم:35 - 37]، المسلم يميز نفسه عن الكافر فيقول: ديني الإسلام، فإذا قال: ديني الإسلام، كلمتان مختصرهما: مسلم، فإذا قال: ديني الإسلام، كأنه قال: أنا مسلم، وهل أنت مسلم جغرافي أم أنك حقيقة مسلم؟ لأنه كان في عهد الرسول عليه السلام مسلمون منافقون، يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ويصلون مع المسلمين ويصومون؛ لكنهم لم يؤمنوا بقلوبهم، فإذاً الإسلام إذا لم يقترن مع الإيمان في القلب فلا ينفعه إسلامه إطلاقاً، وهذا معروف في القرآن الكريم، لذلك مثل هذا المسلم الذي ينصح بتلك النصيحة الباطلة، يجب أن يعرف أين يضع قدمه من هذه الفرق الهالكة، التي ليس فيها فرقة ناجية إلا التي تكون على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام، لذلك حتى نكون مع هؤلاء نقول: الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، ونسأل
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عز وجل أن يحيينا على ذلك وأن يميتنا عليه.
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:12]ـ
[ center] الرد على من يرفض أن يقول: أنا سلفي خشية التفرقة
السؤال
بعض إخواننا الدعاة يقول: أنا أرفض أن أقول: أنا سلفي، خشية أن الناس تنظر إلي نظرة حزبية، فهل هذا الكلام صحيح أم أن عليَّ أن أبين للناس السلفية؟
الجواب
جرت مناقشة بيني وبين أحد الكُّتاب الإسلاميين الذين هم معنا على الكتاب والسنة، أرجو من إخواننا طلاب العلم أن يحفظوا هذه المناقشة؛ لأن ثمرتها مهمة جداً.
قلت له: إذا سألك سائل: ما مذهبك؟ ما هو جوابك؟ قال: مسلم.
قلت: هذا الجواب خطأ.
قال: لم؟ قلت: لو سألك سائل: ما دينك؟ قال: مسلم.
فقلت: أنا ما سألتك أولاً ما دينك؟ أنا سألتك ما مذهبك؟ وأنت تعلم أن في الأرض الإسلامية اليوم مذاهب كثيرة وكثيرة جداً، أنت معنا في الحكم على بعضها بأنها ليست من الإسلام في شيء إطلاقاً، كـ الدروز مثلاً: و الإسماعيلية، و العلوية ونحوهم، مع ذلك فهم يقولون: نحن مسلمون، وهناك طوائف أخرى قد لا نقول: إنها خرجت من الإسلام، وإنما لا شك أنها تكون من الطوائف الضالة التي خرجت في مسائل كثيرة عن الكتاب والسنة، كـ المعتزلة، و الخوارج و المرجئة و الجبرية ونحو ذلك، ما رأيك أهذا موجود عندك اليوم أم لا؟ قال: نعم.
قلت: فإذا سألنا شخصاً من هؤلاء الأشخاص: ما مذهبك؟ سيقول قولك متحفظاً: مسلم، فأنت مسلم وهو مسلم، إذاً نحن نريد أن توضح في جوابك عن مذهبك بعد إسلامك ودينك؟ قال: إذاً أنا مذهبي الكتاب والسنة.
قلت: أيضاً هذا الجواب لا يكفي.
قال: لم؟ قلت: لأن من ذكرناهم يقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون، ولا أحد منهم يقول: أنا لست على الكتاب والسنة، فمثلاً: هل الشيعة يقولون: نحن ضد الكتاب والسنة؟ بل يقولون: نحن على الكتاب والسنة، وأنتم منحرفون عن الكتاب والسنة، فلا يكفي يا أستاذ أن تقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة، فلا بد من ضميمة أخرى، فما رأيك: هل يجوز أن نفهم الكتاب والسنة فهماً جديداً، أم لابد أن نلتزم في فهم الكتاب والسنة ما كان عليه السلف الصالح؟ قال: لا بد من ذلك.
قلت: هل أنت تعتقد أن أصحاب المذاهب الأخرى -من كان خارجاً عن الإسلام، ويدعي الإسلام ومن كان لا يزال في دائرة الإسلام لكنه ظل عن بعض أحكامه- هل تعتقد أنهم يقولون معك ومعي: نحن على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح؟ قال: لا.
لا يشتركون معنا.
قلت: إذاً أنت لا يكفي أن تقول: أنا على الكت
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 07:37]ـ
-انقطع التيار الكهربائي:
أكمل النقل عن الشيخ الألباني:
-قلت: إذاً أنت لا يكفي أن تقول: أنا على الكتاب وعلى السنة، لابد من ضميمة أخرى.
قال: نعم.
قلت: إذاً ستقول: على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح.
والآن نأتي إلى بيت القصيد، قلت له وهو رجل أديب وكاتب: هل توجد كلمة واحدة في اللغة العربية تجمع لنا إشارة إلى هذه الكلمات كلها: مسلم، على الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، مثلاً: أنا سلفي؟ قال: هو كذلك.
وأسقط في يده، هذا هو الجواب، فإذا أحد أنكر عليك فقل له هذا الكلام الذي ذكرناه: وأنت ماذا؟ سيقول لك: مسلم، وأكمل بقية المناقشة معه.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 12:37]ـ
إن قلت أنا سلفي!!
هذا لا يكفي.
لأنه يحتاج لضميمة أخرى.
لأن الذين يتسمون بالسلفي الآن ـ بينهم اختلاف في المناهج [دخله أهل البدع والأهواء]
والخلاف الآن بينهم وصل إلى العقيدة
وكل فرقة أو طائفة تبدع أختها.
خوارج وتكفيريون، مرجئة - مبتدعة - متحزبة، إلخ ........
فماذا ستختار بعد أن تقول " أنا سلفي "؟!!
لتميز نفسك عن أهل البدع والأهواء؟!!.
ما هي الضميمة الأخرى؟!!!!
فلا يسع المسلم إلا أن يمتثل لقول الله عز وجل: هو سماكم المسلمين.
وقول الله عز وجل: ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: تسموا باسم الله الذي سماكم: عباد الله المسلمين المؤمنين.
----
واعلم أن التسمي لإظهار الدين، أو لإظهار المنهج في الدين، الأصل فيه الحظر، إلا ما دل عليه الكتاب والسنة، وسنة الخلفاء الراشدين.
لأن الأسماء الشرعية هي التي سماها الله عز وجل لنا في كتابه الكريم، أو فى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ونصوص الكتاب والسنة، منها: عام - ومنها خاص.
ولذلك: من زعم أن هناك أسماء أخرى شرعية، غير الأسماء الشرعية المذكورة في القرآن الكريم كـ " المسلمين، المؤمنين، عباد الله "، أو أسماء شرعية أخرى خاصة لأجناس أو أفراد أو أنواع معينة، كالمهاجرين والأنصار، وغيرهم ممن خصهم الله عز وجل في كتابه الكريم، أو خصهم رسوله صلى الله عليه وسلم، في السنة النبوية.
فعليه الدليل على ذلك من كتاب الله عز وجل، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو سنة الخلفاء الراشدين المهديين.
وصاحب الحق يكفيه دليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 06:10]ـ
إن قلت أنا سلفي!!
هذا لا يكفي.
لأنه يحتاج لضميمة أخرى.
لأن الذين يتسمون بالسلفي الآن ـ بينهم اختلاف في المناهج [دخله أهل البدع والأهواء]
والخلاف الآن بينهم وصل إلى العقيدة
وكل فرقة أو طائفة تبدع أختها.
خوارج وتكفيريون، مرجئة - مبتدعة - متحزبة، إلخ ........
فماذا ستختار بعد أن تقول " أنا سلفي "؟!!
لتميز نفسك عن أهل البدع والأهواء؟!!.
ما هي الضميمة الأخرى؟!!!!
فلا يسع المسلم إلا أن يمتثل لقول الله عز وجل: هو سماكم المسلمين.
وقول الله عز وجل: ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: تسموا باسم الله الذي سماكم: عباد الله المسلمين المؤمنين.
----
واعلم أن التسمي لإظهار الدين، أو لإظهار المنهج في الدين، الأصل فيه الحظر، إلا ما دل عليه الكتاب والسنة، وسنة الخلفاء الراشدين.
لأن الأسماء الشرعية هي التي سماها الله عز وجل لنا في كتابه الكريم، أو فى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ونصوص الكتاب والسنة، منها: عام - ومنها خاص.
ولذلك: من زعم أن هناك أسماء أخرى شرعية، غير الأسماء الشرعية المذكورة في القرآن الكريم كـ " المسلمين، المؤمنين، عباد الله "، أو أسماء شرعية أخرى خاصة لأجناس أو أفراد أو أنواع معينة، كالمهاجرين والأنصار، وغيرهم ممن خصهم الله عز وجل في كتابه الكريم، أو خصهم رسوله صلى الله عليه وسلم، في السنة النبوية.
فعليه الدليل على ذلك من كتاب الله عز وجل، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو سنة الخلفاء الراشدين المهديين.
وصاحب الحق يكفيه دليل.
بارك الله فيك
ـ[أشجعي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:15]ـ
يا أخي سبحان الله كيف غفل العلماء عن رأي "صدى الذكريات" وعن "أبو مروان"
بالنسبة لمن يدعي السلفية فهم معروفون ولهم مسمياتهم أصلاً, فهم إما مرجئة العصر وإما خوارج العصر,
ولكن بيت القصيد أنهم لم يتبعوا منهج السلف,
فالمنهج واضح, وانا أشرت لك سابقا فقلت:
نحن نقول أن شعارنا هو كتاب وسنة بفهم سلف الأمة,
فتسمى بما تريد, -ان شاء الله بتسمي نفسك شو ما تسمي- المهم ان تتبع المنهج السلفي
فلم يلزمك أحد بأن تتسمى وإنما ألزمك باتباع المنهج وارجع فاقرأ الموضوع فهو مفيد.
ثم بعض الأسئلة لو سمحتم لي, ارجو الجواب عليها:
/// "السنة والجماعة" و "أهل الحديث" وغيرها من الأسماء غير مذكورة بالقرآن أخي, فمن أين لهؤلاء العلماء -الذين مشايخك عيال عليهم- هذه الأسماء؟؟؟؟؟ وكيف غاب عنهم ما تقوله؟؟؟؟؟
/// ما رأيك بالعلماء الذيت يَتَسَمون بالمالكية والحنفية والشافعية والحنابلة والظاهرية؟ مؤكد انهم مسلمون ومؤكد ان هذه الأسماء ليست في القرآن ولا في السنة!!!! فيؤدي هذا الى أنه مؤكد غاب عنهم ما تقوله!!
/// من هم المشايخ الذين تتلقى انت وأبو مروان عنهم؟؟؟؟؟؟ أحب ان أعرفهم
/// الرسول قال ثلاثة وسبعون شعبة أي ثلاثة وسبعون فرقة والناجية هي ما عليه وهو وأصحابه أي سلفنا ومن سبقنا بالخير وما قال المسلمون!!
قال ما عليه اليوم أنا وأصحابي, فكيف تفسر لي هذه ولماذا لم يقل المسلمون؟؟؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:01]ـ
التسمي بالسلفي إما أن يكون واجبا أو مستحبا أو حراما أو مكروها أو مباحا
الأربعة الأولى مستحيلة لأن السلف لم يفعلوها و لو كان التسمي بالسلفي من الدين لكان سبقنا إليها من هو احسن منا من طبقة تابعي التابعين و من جاء بعدهم.
فبقيت الإباحة فمن ظن أن التسمية بسلفي واجبة أو مستحبة فقد زاد في الدين و هنا تدخل في البدعة
فعلى هذا لا حرج بالتسمي بالسلفي لكن الحرج إن قسمنا الناس بهذه التسمية و بدعنا من لم يتسمى بها فمن ظن انها فرض فقد ابتدع
فإن علمنا كل هذا لم يبقى إلا أن نقول ذرع الشبهات أولى فلا حاجة للتسمي بما لم يتسمى به السلف أما وصف احد بالسلفي على إعتبار أنه يتبع السلف أو اثري أو ما شابه فهذا ليس من باب التسمي بالسلفي و إنما من باب الوصف كوصفنا لشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله بشيخ الإسلام فهو لم يتسمى بها و إنما وصفه بها غيره و قس على ذلك و الله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:18]ـ
نكتفي بهذا القدر ..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.(/)
كتائب السلفية تقتل أدلة القائلين بأن الله معنا بنفسه بالأدلة النقلية والعقلية
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:42]ـ
كتائب السلفية تقتل أدلة القائلين بأن الله معنا بنفسه بالأدلة النقلية والعقلية
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلى الله، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد:
فقد تضافرت أدلة الشرع على علو الله فوق سماواته، و الفطر السليمة على ذلك و السلف الصالح على ذلك، ومع هذا وجد من يؤول هذه النصوص، و يحملها على غير محملها الصحيح مخالفا صريح الكتاب و السنة و كلام السلف الصالح،و قد تصفحت منذ بضعة أيام كتاب يدعى إن الله معنا حقا فصعقت مما به من أدلة يتوهم منها أن الله معنا بنفسه في الأرض،و حمل نصوص الكتاب و السنة على غير ظاهرها و نحسن ظنا بالكاتب أنه أراد بيان الحق الذي غلب على ظنه أنه حق لكن كم من مريد للحق لا يبلغه لذلك أحببت في كتابة شيئا من الحق الذي عليه أهل السنة و الجماعة، و أسميته كتائب السلفية تقتل أدلة القائلين بأن الله معنا بنفسه بالأدلة النقلية والعقلية و كان مكونا من ثلاثة فصول:
الفصل الأول: الأدلة على علو الله
الفصل الثاني: مناقشة استدلالات من قال الله معنا بنفسه
الفصل الثالث:فصل: كلام الصحابة و السلف و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين في علو الله
الخاتمة:
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:44]ـ
فصل: من أدلة علو الله فوق خلقه، والرد على من رد على هذه الأدلة:
الدليل الأول:
آيات الاستواء على العرش كقوله تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [1] و استوى على العرش أي علا على العرش و العرش أعلى المخلوقات و الله علا على العرش فالله فوق جميع المخلوقات وليس معهم بذاته و من أقوال علماء السلف في أن الاستواء على العرش بمعنى العلو قول الطبري في قوله تعالى: ?الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ? [2]: وقوله: ? في ستة أيام ?قيل: كان ابتداء ذلك يوم الأحد، والفراغ يوم الجمعة ? ثم استوى على العرش الرحمن ? يقول: ثم استوى على العرش الرحمن وعلا عليه، وذلك يوم السبت فيما قيل. وقوله: ? فاسأل به خبيرا ? يقول: فاسأل يا محمد خبيرا بالرحمن، خبيرا بخلقه، فإنه خالق كل شيء، ولا يخفى عليه ما خلق. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل [3]، و قال قتيبة بن سعيد: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [4]، قال ابن بطال: وأما تفسير استوى علا فهو صحيح وهو المذهب الحق وقول أهل السنة لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي [5].
رد القائلين بأن الله معنا بنفسه على الاستدلال بآيات الاستواء على علو الله فوق خلقه:
قالوا: هذه الآيات إثبات لوجود الله فوق العرش امتدادًا لإثبات وجوده فى أرضه وسماواته، حيث لا يجوز تفسير استواء الله على العرش بمفهوم مغادرته للأرض والسماوات!!، لأن فى ذلك تحجيمًا له وتحييزًا وتغييبًا، وهو فهم يتعلق بكيفية مبنية على تشبيه الله بغيره من المحدودات!، وهذا يتصادم مع أسماء الله الأول والآخر والظاهر والباطن والواسع والمتعال والقريب كما فسرها النبى صلى الله عليه وسلم باتساع الله المطلق معنا ومع كل شيء وفوقنا وفوق كل شيء، بمعنى استواء وجود الله نفسه فى كل جهة ومكان دون تحدد أو تحيز، وبالتالى دون غياب من أى مكان، ولا مانع من هذا التفسير لغة وشرعا، وبه قال الكثيرون، وبغيره لم يقل النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه و أورد الإمام القرطبى أهم أقوال العلماء فى معنى الاستواء على العرش حيث قال: ((هذه مسألة الاستواء، وللعلماء فيها كلام، و الأكثر من المتقدمين و المتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة و التحيز فمن ضرورة ذلك و لواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين و قادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة
(يُتْبَعُ)
(/)
، فليس يتحيز بجهة فوق عندهم؛ لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، و يلزم على المكان و الحيز الحركة و السكون للمتحيز، و التغير و الحدوث)).
مناقشة الرد:
الاستواءفي اللغة العربية إذا عُدى بحرف الجر على فلا يقتضي إلا الارتفاع و العلو فيكون معنى قوله
تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ?علا على عرشه عزّ وجل علواً يليق به ليس كعلو المخلوقين: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [6] فلا يشبه علو الإنسان على السرير و لا علو الإنسان على الأنعام، ولا علو الإنسان على الفلك، و مادام الله على العرش فهو علو المكان إذ الظاهر من العلو علو المكان، والعلو إنما يكون علو الشيء نفسه فالله نفسه فوق العرش، والعلو المطلق لله علو المكان بفوقيته فوق عرشه و العرش أعلى المخلوقات فمن علا عليه فقد علا على جميع المخلوقات، وعلو الصفات فالله جميع صفات الكمال و يمتنع عنه جميع صفات النقص و من يقول استوى على العرش أي استولى على العرش لقول الشاعر: استوى بشر على العراق، والجواب على ذلك: قال ابن تيمية: لم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه وقالوا: إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحتاج إلى صحته فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده وقد طعن فيه أئمة اللغة ; وذكر عن الخليل كما ذكره أبو المظفر في كتابه (الإفصاح) قال: سئل الخليل هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: هذا ما لا تعرفه العرب ; ولا هو جائز في لغتها وهو إمام في اللغة على ما عرف من حاله فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل [7]، و أيضا استوى بشر على العراق ليس صريحًا في أنه استولى على العراق، فاستوى بشر على العراق، يعني: علا على عرشه، صار سلطانًا عليه، وأيضًا من جهة المعنى، لا يصح، فإن الاستيلاء يشعر بأنه كان قبل ذلك غير مستول عليه، وأنه صار مستوليا عليه بعد أن لم يكن، أو يشعر أيضًا بالمغالبة، استولى عليه،و لو صح هذا البيت وصح أنه غير محرف، لم يكن فيه حجة، بل هو حجة عليهم، وهو على حقيقة الاستواء، فإن بشراً هذا كان أخا عبد الملك بن مروان، وكان أميراً على العراق، فاستوى على سريرها كما هو عادة الملوك ونوابها، أن يجلسوا فوق سرير الملك مستوين عليه، وهذا هو المطابق لمعنى هذه اللفظة في اللغة، كقوله تعالى: ? لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ? [8]، ولو كان المراد بالبيت استيلاء القهر والملك، لكان المستوي على العراق عبد الملك بن مروان لا أخوه بشر، فإن بشراً لم يكن ينازع أخاه عبد الملك ولم يكن ملكاً مثله، وإنما كان نائباً له عليها ووالياً من جهته، فالمستولي عليها هو عبد الملك لا بشر، بخلاف الاستواء الحقيقي وهو الاستقرار فيها والجلوس على سريرها، فإن نواب الملوك تفعل هذا بإذن الملوك،و لا يقال لمن استولى على بلدة ولم يدخلها ولم يستقر فيها بل بينه وبينها بعد كثير: أنه قد استوى عليها، فلا يقال: استوى أبو بكر على الشام ولا استوى عمر على مصر والعراق، ولا قال أحد قط: استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن، مع أنه استولى عليها واستولى خلفاؤه على هذه البلاد، ولم يزل الشعراء يمدحون الملوك والخلفاء بالفتوحات، ويتوسعون في نظمهم واستعاراتهم، فلم يسمع عن قديم منهم -جاهلي ولا إسلامي- ولا محدث أنه مدح أحداً قط أنه استوى على البلد الفلاني الذي فتحه واستولى عليه، فهذه دواوينهم وأشعارهم موجودة، و من يقول إنه يلزم من تفسير الاستواء بالعلو أن يكون الله جسماً فجواب هذه الشبهة أن كل شيء يلزم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو حق، ويجب علينا أن نلتزم به، ولكن الشأن كل الشأن أن يكون هذا من لازم كلام الله ورسوله، لأنه قد يمنع أن يكون لازماً، فإذا ثبت أنه لازم، فليكن، ولا حرج علينا إذا قلنا به. ثم نقول: ماذا تعنون بالجسم الممتنع؟ إن أردتم به أنه ليس لله ذات تتصف بالصفات اللازمة لها اللائقة بها، فقولكم باطل، لأن لله ذاتاً حقيقية متصفة بالصفات، وأن له وجهاً ويداً وعيناً وقدماً، وقولوا ما شئتم من اللوازم التي هي لازم حق. وأن أردتم بالجسم الذي قلتم يمتنع أن يكون الله جسماً: الجسم
(يُتْبَعُ)
(/)
المركب من العظام واللحم والدم وما أشبه ذلك، فهذا ممتنع على الله، وليس بلازم من القول بأن استواء الله على العرش علوه عليه [9]، ومن يقول تفسير استواء الله على العرش بعلوه فوق العرش يستلزم أن يكون الله محدودا فجواب هذه الشبهة: ماذا تعنون بالحد؟ إن أردتم أن يكون محدوداً، أي: يكون مبايناً للخلق منفصلاً عنهم، كما تكون أرض لزيد وأرض لعمر، فهذه محدودة منفصلة عن هذه، فهذا حق ليس فيه شيء من النقص. وإن أردتم بكونه محدوداً: أن العرش محيط به، فهذا باطل، وليس بلازم، فإن الله تعالى مستوى على العرش، وإن كان عز وجل أكبر من العرش ومن غير العرش، ولا يلزم أن يكون العرش محيطاً به بل لا يمكن أن يكون محيطاً به، لأن الله سبحانه وتعالى أعظم من كل شيء وأكبر من كل شيء والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسماوات مطويات بيمينه [10] و من يقول تفسير استواء الله على العرش بعلوه فوق العرش يستلزم أن يكون الله محتاجا إلى العرش فجواب هذه الشبهة: لا يلزم، لأن معنى كونه مستوياً على العرش: أنه فوق العرش، لكنه علو خالص، وليس معناه أن العرش يقله أبداً، فالعرش لا يقله، والسماء لا تقله، وهذا اللازم الذي ادعيتموه ممتنع، لأنه نقص بالنسبة إلى الله عز وجل، وليس بلازم من الاستواء الحقيقي، لأننا لسنا نقول: إن معنى? اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ?يعني: أن العرش يقله ويحمله، فالعرش محمول ?وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ? [11] وتحمله الملائكة الآن، لكنه ليس حاملاً لله عز وجل، لأن الله سبحانه وتعالى ليس محتاجاً إليه، و لا مفتقراً إليه [12] و من يقول علو الله على العرش علو المكانة لا المكان يجاب على هذه الشبهة أن القول بأن الاستواء على العرش علو مكانة الله على العرش من جنس قول القائل السماء فوقنا و الأرض تحتنا و الجبل أثقل من الحصى فهذا الكلام تحصيل حاصل ليس فيه تمجيد ولا تعظيم بل تنقص إلا إذا كان الكلام يقتضي ذلك كما في الاحتجاج على مبطل قال تعالى: ? قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ?، و الأصل في العلو على المكان فالذي يصرفه عن المعنى الظاهر يحتاج لدليل، ولا دليل صحيح خال من معارض معتبر، ومن يقول تفسير استواء الله على العرش بعلوه فوق العرش يستلزم أن التحيز فالجواب على هذه الشبهة إن كان المراد أن الله تحوزه المخلوقات فهذا باطل قطعاً، و إن أراد أن الله منحاز عن المخلوقات، أي: مباين لها فهذا حق، ومن يقول تفسير استواء الله على العرش بعلوه فوق العرش يستلزم أن يكون الله في جهة من الجهات ومكان من الأماكن، والجواب على هذه الشبهة لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتاً ولا نفياً، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء. و أما معناه فإما أن يراد به جهة سفل أو جهة علو تحيط بالله أو جهة علو لا تحيط به. فالأول باطل لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة، والعقل والفطرة، و الإجماع. و الثاني باطل أيضاً؛ لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته. والثالث حق؛ لأن الله تعالى العلي فوق خلقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته [13] فنقول إثبات المكان لله إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو. و الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض و أما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات.
شيهة أخرى حول استواء الله على العرش:
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا الله ليس فوق مخلوقاته لقوله تعالى: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ? [14] ولدينا أي عندنا فاللوح المحفوظ مع الله فليس الله فوق المخلوقات؛ لأن أحد المخلوقات معه، و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما قضى اللهالخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي [15] و قوله صلى الله عليه وسلم "عنده فوق العرش" يدل على أن مع الله أحد المخلوقات فبطل أن الله فوق جميع المخلوقات، والجواب على هذه الشبهة كون الكتاب عند الله والله فوق العرش فهذا يدل على أن اللوح المحفوظ فوق العرش و اللوح المحفوظ يكون مستثنى من عموم الأدلة الدالة على أن العرش فوق جيع المخلوقات، و إخراج بعض أفراد العام عن حكم العام (التخصيص) لا ينهي الحكم عن جميع أفراد العام، بل لا بد من بقاء بعض من الأفراد ينتهي إليه التخصيص، و التخصيص لا يفقد العام صلاحية الاحتجاج مطلقا في مستقبل الزمان، بل يعمل به في غير صورة التخصيص؛ لأنه لا بد من بقاء بعض أفراد العام بعد تخصيصه، ولا يمكن أن يتناول التخصيص كل أفراده نأيا للعام عن اللغو ودلالة العام على أفراده الباقية تحته بعد التخصيص باقية، و التخصيص لا يبطلها بل يبقيها، و كون اللوح المحفوظ عند الله و فوق العرش فهذا لا يبطل أن الله مستو على العرش و لا ينافي علوه، و لا يلزم من قول أحد هذا الشيء عند فلان أن يكون الشيء وفلان في مكان واحد وفي علو واحد فعندما أقول القلم عند أحمد لا يعني بالضرورة أن القلم و أحمد في مكان واحد، و في علو واحد فقد يكون أحمد في غرفة والقلم في غرفة وعندما أقول الراديو عند محمد لا يعني بالضرورة أن يكون الراديو و محمد في نفس المكان.
الدليل الثاني:
الآيات التي فيها التصريح بالعلو المطلق كقوله تعالى: ?وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ? [16]، و قوله تعالى: ? سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ? [17]، و مادام الله وصف نفسه بالعلو و العلو عند الإطلاق يشمل علو الذات و علو الصفات و علو الذات فمعناه أن الله بذاته فوق جميع خلقه. وأما علو الصفات فمعناه أنه ما من صفة كمال إلا ولله تعالى أعلاها وأكملها سواء أكانت من صفات المجد والقهر أم من صفات الجمال والقدر فالله متصف بالعلو المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله فذاته أعلى الذوات فالله فوق العالم ولا شيء فوقه، وصفاته وأفعاله أعلى الصفات والأفعال وأرفعها جمالا وحسنا وكمالاً، والعلو أيضا يشمل علو المكان و علو المكانة، وعلو المكان يستلزم أن يكون الله فوق جميع خلقه، وليس معهم بذاته. رد القائلين بأن الله معنا بنفسه على الاستدلال بالآيات المصرحة بالعلو على علو الله فوق خلقه: المراد بالعلو علو المكانة و علو الله في القلوب لأن الله معنا أينما كنا.
مناقشة الرد:
العلو المطلق علو المكان والمكانة والقدرة والقهر و الصفات و الأصل في كلمة العلو علو المكان، و من يصرف اللفظ عن ظاهره يحتاج لدليل، وإلا فالأصل في الكلام الحقيقة، و إنما يثبت معنى علو المكانة و العلو في القلوب ضمن ثبوت العلو المطلق من كل وجه فلله سبحانه علو الأسماء وعلو القدر وعلو الذات و علو الصفات فمن أثبت البعض، و نفى البعض فقد تناقض و علو مكانة الله وعلوه في القلوب يستلزم علوه بنفسه فوق خلقه فإن لم يكن عاليا بنفسه على كل شبء كان علوه في القلوب غير مطابق كمن جعل ما ليس بأعلى أعلى [18] و كون الله معنا فهذا لا يستلزم نفي علو المكان؛ لأن المعية لا تقتضي الاجتماع في المكان إلا بدليل عندما يقول القائد لجنوده سيروا و أنا معكم هل يلزم أنه معهم بنفسه أم أنا معكم بتأييدي لكم بتشجيعي لكم برؤيتي لكم.
الدليل الثالث:
الآيات التي فيها التصريح بأن الله فوق خلقه كقوله تعالى: ? يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? [19]، وقوله تعالى: ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ? [20]، و مادام الله فوق خلقه فهذا يستلزم علوه عليهم و أنه ليس معهم بذاته.
رد القائلين بأن الله معنا بنفسه على الاستدلال بالآيات المصرحة بفوقية الله على خلقه على علو الله فوق خلقه بنفسه:
(يُتْبَعُ)
(/)
المراد بفوقية الله على خلقه فوقية المكانة لا فوقية المكان، و فوقية القهر والغلبة لا فوقية الذات، و هذا كما إذا قلت: الملك فوق الوزير، أي: أعلى منه درجة، و أيضا الفوقية تحيط بالأرض كلها، أى أن (العلو) هو الاتساع المطلق و ليس هو البُعْد المطلق. والأرض تدور دائما، و ما هو فوقنا الآن يكون تحتنا بعد ساعات ولكنه فوق نصف الكرة الأرضية المقابل،وكروية الأرض ودورانها دليل على أن الله في كل مكان، و السماء محيطة بالكرة الأرضية دليل على أن الله في كل مكان.
مناقشة الرد:
فوقية الله على خلقه مطلقة تشمل فوقية المكان والمكان،و الأصل في كلمة فوق العلو على المكان، ومن يصرف اللفظ عن ظاهره يحتاج لدليل، و إلا فالأصل في الكلام الحقيقة، و إنما يثبت معنى فوقية المكانة و ضمن ثبوت الفوقية المطلقة من كل وجه فلله سبحانه فوقية الأسماء وفوقية القدر وفوقية الذات و فوقية الصفات فمن أثبت البعض و نفى البعض فقد تناقض، وما المانع من أن يكون المراد بالفوقية فوقية المكان والمكانة معا، و كون فوقية الملك على الوزير فوقية درجة فلا يمنع من أن تكون الفوقية أيضا فوقية مكان فكون الملك فوقه من حيث المكانة والمنزلة لا ينفي أن يكون فوقه في المكان، و الأرض تحت السماء و هي تدور تحت السماء ولا تأتي مرة فوقها ومرة تحتها، و لو أحضرنا كرة في غرفة من الغرف و أدرنا الكرة حول نفسها نجد الكرة تدور حول نفسها و سقف الغرفة فوق الكرة، والقول بأن السماء محيطة بالأرض لا يستلزم أن يكون الله في كل مكان فالله فوق السماوات، ولو كنا في غرفة ووضعنا كرة في كرة و أدرنا الكرة الداخلية الصغيرة فنجد سقف الغرفة فوق الكرتين.
الدليل الرابع:
التصريح بنزول الأشياء منه، و النزول لا يكون إلا من علو كقوله تعالى: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [21]، و لو كان الله في كل مكان بذاته، لما كان لزول الأشياء منه معنى.
الدليل الخامس:
التصريح بصعود الأشياء إليه كقوله تعالى: ? إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ? [22]، و عن أبي موسى الأشعري قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات. فقال: " إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور. (و في رواية أبي بكر: النار) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " [23]، و الصعود إنما يكون من سفل لعلو، و لو كان الله في كل مكان بذاته، لما كان لصعود الأشياء إليه معنى.
الدليل السادس:
التصريح بأن الله في السماء كقوله تعالى: ? أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ? [24]، و السماء ليس ظرفا حَاوٍ لَهُ محيط به سبحانه و إذا كان كرسي الله قد وسع السماء والأرض فكيف يقال أن السماء ظرف حَاوٍ لَهُ سبحانه؟!!! وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه؟ و حرف الجر " في " إما أن يكون بمعنى (على) كما قاله كثير من أهل العلم والمعرفة واللغة، و" في " تكون بمعنى (على) في مواضع كثيرة، مثل قوله تعالى ? لأصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النخل ? [25]، و إذا قال أحد: الناس في الأرض، فليس معنى (في الأرض) أنهم داخل الأرض، أي في جوفها وفي بطنها، أما إذا قال: الذهب والبترول في الأرض، فُهِم منه أنها في الباطن؛ لكن إذا قال: الناس في الأرض، فُهِم من ذلك أنهم فوقها، و السماء بلغة العرب تطلق على الجرم المشهود،، و تطلق على العلو مطلقاً، فسماء كل شيء علوه، فإذا نظرنا إلى المراوح نقول: المراوح في سماء البيت، أي في أعلاه، وهذا معروف أيضاً في لغة العرب؛ كما قال ابن الأعرابي: كل ما علاك فهو سماء، فكل ما كان فوقك فهو سماء، فالبيت سقفه سماء، وأعلى الخيمة سماء كما كانت العرب تقول ذلك، وإذا رأى العرب شيئاً في الفضاء قالوا: هذا في السماء؛ كما في قوله تعالى: ?أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ? [26] و السماء في قوله تعالى: ? أَمِنتُم مَّن
(يُتْبَعُ)
(/)
فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ? إذا كانت في بمعنى على تعني السقف المحفوظ المرفوع، يعني: الأجرام السماوية،و إما أن يكون حرف الجر في كما هو معناه، و يكون المراد من السماء جهة العلو، وعَلى الوجهين فالآية نص في علو الله على خلقه.
الدليل السابع:
التصريح بنزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ [27]، و النزول يكون من علو لسفل، ولو كان الله في الأرض و في السماء بذاته لما كان لنزوله إلى السماء الدنيا معنى.
رد القائلين بأن الله معنا بنفسه على الاستدلال بحديث نزول الله إلى السماء على علو الله فوق خلقه بنفسه: القول بأن النزول نزول الله من علو لسفل كلام باطل؛ لأن الليلَ يختلفُ باختلافِ البلاد فعلى قولِهم يلزمُ أن يكونَ اللهُ تبارك وتعالى في السماء الدنيا طالعاً منها إلى العرش كلَّ لحظة من لحظات الليل والنهار هذه سخافةُ عقل،و هذا النزولُ ليس نزولاً حسياً بل عبارة عن نزولِ ملائكة الرحمة إلى السماء الدنيا بأمر الله على حَسَب ليلِ كلِ أرض فهؤلاء ينزلون ثم يبلّغون عن الله يقولون " إن ربكم يقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه " هم يبلّغون عن الله بأمره ذلك إلى أن يطلع الفجر و هذا شىء يقبله العقل أما ما يقوله المشبهةُ فهو شىء لا يقبلُه الشرعُ ولا العقل، و هذا التأويلُ أخذه أهل السنة من رواية النَّسائي: " إن الله يمهل حتى يمضيَ شطرُ الليلِ الأول ثم يأمر منادياً ينادي هل من داعٍ فيستجابَ له وهل من سائلٍ فيعطيَه " هذه الروايةُ و هي الصحيحةُ تفسر الروايةَ الأخرى.
مناقشة الرد:
ونزوله تعالى إلى السماء الدنيا من صفاته الفعلية التي تتعلق بمشيئته وحكمته، وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته، و لا يصحّ تحريف معناه إلى نزول أمره، أو رحمته، أو ملك من ملائكته، فإن هذا باطل فهو خلاف ظاهر الحديث؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أضاف النزول إلى الله، و الأصل أن الشيء إنّما يُضاف إلى من وقع منه أو قام به، فإذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفاً يُخالف الأصل،و تفسير النزول بنزول الرحمة أو نزول ملك يقتضي أن يكون في الكلام شيء محذوف، والأصل عدم الحذف و نزول أمر الله أو رحمته لا يختص بهذا الجزء من الليل، بل أمره ورحمته ينزلان كل وقت. فإن قيل: المراد نزول أمر خاصّ، ورحمة خاصة، وهذا لا يلزم أن يكون كل وقت. فالجواب: أنه لو فرض صحة هذا التقدير والتأويل، فإن الحديث يدل على أن منتهى نزول هذا الشيء هو السماء الدنيا، وأي فائدة لنا في نزول رحمة إلى السماء الدنيا حتى يخبرنا النبي صلّى الله عليه وسلّم عنها؟! و الحديث دلّ على أن الذي ينزل يقول: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". ولا يمكن أن يقول ذلك أحد سوى الله سبحانه وتعالى أما حديث أمر الله مناديا ينادي فهذا لا يتعارض مع كون الله ينزل، والملك إذا أمره الله أن ينادي يكون كلامه إن الله يأمرك بكذا، ويقول كذا، ولا يمكن أن يقول ملك من الملائكة ((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي))، و لا أن يقول: (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)، ولا يقول: (لا يسأل عن عبادي غيري) كما رواه النسائي و ابن ماجة وغيرهما وسندهما صحيح. وهذا أيضاً مما يبطل حجة بعض الناس، فإنه احتج بما رواه النسائي في بعض طرق الحديث أنه يأمر منادياً يناديه، فإن هذا إن كان ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن الرب يقول ذلك، ويأمر منادياً بذلك، جمعاً بين الحديثين، لا أن المنادي هو الذي يقول: (من يدعوني فأستجيب له).
الدليل السابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لمن يقول أن الله في السماء فالنبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة [28]، و قد أقرها على ذلك، ولو كان الله في السماء و الأرض، أو كان في كل مكان و هي قالت في السماء دون ذكر و في الأرض أ لكانت مخطئة و النبي صلى الله عليه وسلم لا يقر الخطأ فإن قيل ليس في الحديث دليل فأين المانع في أن يكون سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن مكانة الله لأن كلمة "أين؟ " كما هو معروف تأتي بمعنى السؤال عن المكان كما تأتي بمعنى السؤال عن القدروالمكانة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يقل بأن الله في السماءو إنما الأمر أنه سأل الجارية "أين الله؟ " فقالت "في السماء" فسألها "من أنا؟ " قالت "رسول الله" فقال صلى الله عليه وسلم: "أعتقها فإنها مؤمنة" .. فهل حكم الرسول صلى الله عليه عليها بالإيمان لمجرد قولها عن الله "في السماء" مع أناعتقاد أن الله في السماء مشترك بين اليهود والنصارى، اليهود الذين قالوا إن اللهتعب فاستلقى على العرش والنصارى الذين يقولون "أبانا الذي في السماء" والعياذبالله .. هل تظنّ أن اعتقاد وجود الله في السماء يكفي ليكون الإنسان مؤمنًا؟؟ من هنا يمكنهم أن يتأكدوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون قصد بقوله "أين؟ " السؤال عن المكان والجهة .. و الجواب على هذه الشبهة أن الجارية أقرت بالشهادتين و هي إنما وصفت كون ربها في السماء و أن محمداً عبده ورسوله،فقرنت بينهما فيالذكر فجعل الصادق المصدوق مجموعهما هو الإيمان، و القول بأن اليهود والنصارى لم يكونوا ينكرون أن الله تعالى في السماء فصحيح؛ لكنهم لا يعبدون الله بماشرع لأنهم لا يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم أما الجارية فقالت أن محمد صلى الله عليه و سلم رسول الله، و إن قالوا إذا كان الله في السماء أي فوق السماء فماذا تقولون في قوله تعالى: ? وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ? [29]، وقوله تعالى: ? و َهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ? [30]،و الجواب: قوله تعالى: ? وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ?، فالظرف هنا لألوهيته، يعني: أن ألوهيته ثابتة في السماء وفي الأرض، كما تقول: فلان أمير في المدينة ومكة، فهو نفسه في واحدة منهما، وفيهما جميعاً بإمارته وسلطته، فالله تعالي ألوهيته في السماء وفي الأرض، وأما هو عز وجل ففي السماء مستو على عرشه بائن من خلقه.أما قوله تعالى: ? و َهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ? فمعناه: وهو الإله الذي ألوهيته في السماوات وفي الأرض، أما هو نفسه، ففي السماء. فيكون المعنى: هو المألوه في السماوات المألوه في الأرض، فألوهيته في السماوات وفي الأرض.
الدليل الثامن:
لازم فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما أشار إلى الله حسا إلى العلو فعندما خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس في حجة الوداع واستشهدهم على البلاغ، فقالوا: " نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت " فقال: بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها – ويخفضها - إلى الناس، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات [31] فلو لم يكن الله في السماء، وفوق خلقه ما كان لرفع النبي صلى الله عليه وسلم سبابته إلى السماء معنى، ولو كان الله في كل مكان،ومع النبي صلى الله عليه وسلم بذاته لكان رفعه صلى الله عليه وسلم سبابته إلى السماء تضليلا للأمة و هذا باطل
الدليل التاسع:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء [32] فلو لم يكن الله في السماء، وفوق خلقه ما كان لقول النبي صلى الله عليه وسلم من في السماء معنى، ولو كان الله في السماء و الأرض جميعا لقال يرحمكم من في السماء و الأرض، ولو كان الله معنا بذاته لقال يرحمكم من معكم بنفسه.
الدليل العاشر:
(يُتْبَعُ)
(/)
دل العقل على إثبات صفة العلو الذاتي لله تعالى فعلو الشيء بنفسه عندما تسأل أهي صفة كمال أم صفة نقص؟ فكل عاقل يجيب بأن العلو صفة كمال فإذا ثبت أنها صفة كمال في حق المخلوق، فهي في حق الله تبارك وتعالى أولى وأولى على ما تليق بجلاله وعظمته وجبروته سبحانه وتعالى, لأن كل صفة كمال مطلقة, فهي ثابتة لله تعالى من باب أولى،و الله كان ولا شيء معه لا عرش و لا كرسي و لا سماء و لا أرض ثم خلق الله تعالى الخلقفمخلوقاته تعالى إما أن يكون خلقها في ذاته تعالى فهي حالة فيه و هو حال فيها و هذا كفر لا يقول به مسلم، و إذا كان الأمر كذلك فمخلوقاته تعالى بائنة عنه غير مختللطة به. و حينئذ فإما أن يكون الله تعالى فوق مخلوقاته و إما أن تكون مخلوقاته فوقه تعالى و هذا باطل بداهة فلم يبق إلا أن الله تبارك و تعالى فوقها، و العقول التي لم تلوث بالاعتقادات الخاطئة تشهد بأن الله فوق خلقه.
الدليل الحادي عشر:
دلت الفطرة على علو الله الفطرة، و لا تجد عاقلاً في أي مكان وفي أي ملة إلا و هو يثبت أن الله سبحانه وتعالى فوق المخلوقات؛ إلا من أُفْسِدَتْ فطرته و كل من لديه فطرة سليمة يتوجه بقلبه وذهنه حال ذكر الله تعالى إلى السماء, و هذا ملاحظ لا سيما في الشدائد, فترى الواحد بفطرته يمد يديه, ويرفع بصره إلى السماء يدعو الله تبارك وتعالى،ووالمسلمون في سجودهم يقول القائل منهم: سبحان ربي الأعلى فلا يجد من قلبه إلا الاتجاه نحو السماء.
رد القائلين بأن الله معنا بنفسه على الاستدلال بدليل الفطرة على علو الله فوق خلقه:
إن الشرع جعل السماء قبلةً للدعاء؛ كما جعل الكعبة قبلة للصلاة فقد قال ابن بطال: أجمعوا على كراهة رفع البصر في الصلاة، واختلفوا فيه خارج الصلاة فيالدعاء، فكرهه شريح وطائفة، وأجازه الأكثرون، لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة [33].
مناقشة الرد:
الذي يدعو الله مسلما كان أو كافرا يرفع يديه للسماء، وليس شرطا أن يكون مسلما أو حتى كتابي مما يدل على أنهم مفطرون على ذلك دون أن يعلموا ذلك من كتاب سماوي،فقد يكون هؤلاء الذين يتوجهون إلى السماء في دعائهم غير متعبدين بأي شرع، و إنما تحركت فطرهم نفسها بدون إرادة منهم واتجهت إلى الله خالقها سبحانه وتعالى، وفي تلك اللحظة لا يوجد مجال للمكابرة والعناد، ولذلك يتجه الناس حينها إلى الله، ويدعونه الله سبحانه وتعالى بجميع اللغات، وكلهم يتجهون إلى جهة واحدة وهي العلو. و حتى فرعون و هو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه قال لوزيره هامان أن يبني له بناء عظيما كي يصل إلى الله قال تعالى: ? وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ? [34].
[1]- طه الآية 5 [2]- الفرقان الآية 59
[3]- تفسير الطبري 19/ 287
[4]- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة لابن القيم
[5]- فتح الباري لابن حجر 13/ 406 دار المعرفة بيروت 1379هـ
[6]- الشورى من الآية11
[7]- مجموع الفتاوى لابن تيمية 5/ 146
[8]- الزخرف من الآية 13
[9]- شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين 310 - 311
[10]- - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين 311
[11]- الحاقة من الآية 17
[12]- شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين 311 - 312
[13]- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لابن عثيمين ص 50 - 51
[14]- الزخرف الآية 4
[15]- رواه البخاري في صحيحه
[16]- البقرة من الآية 255
[17]- الأعلى آية 1
[18]- تهذيب شرح الطحاوية للدكتور الصاوي ص 127 دار الفرقان الطبعة الأولى 1410 هـ 1990 م
[19]- النحل الآية 50
[20]- الأنعام من الآية 18
[21]- الحجر الآية 9
[22]- فاطر من الآية 10
[23]- رواه مسلم في صحيحه رقم 179
[24]- الملك الآية 16
[25]- طه من الآية 71
[26]- النحل الآية 79
[27]- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
[28]- رواه مسلم في صحيحه
[29]- الزخرف الآية 84
[30]- الأنعام الآية 3
[31]- رواه مسلم في صحيحه
(يُتْبَعُ)
(/)
[32]- صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 4941
[33]- فتح الباري لابن حجر العسقلاني 2/ 296
[34]- غافر الآية 36 - 37
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:47]ـ
الدليل الأول:
إن الله معنا بعلمه فبالضرورة معنا بنفسه
مناقشة الدليل:
القول بأن الله معنا بعلمه لا يستلزم أن يكون الله معنا بنفسه إذ العلم كالسمع وكالبصر فقد يسمع شخصين بعضهما البعض، و هما ليسا في مكان واحد، و قد يرى شخصين بعضهما البعض، هما ليسا في مكان واحد، وكذلك و قد يعلم شخصين أحوال بعضهما البعض، وهما ليسا في مكان واحد خاصة بعض ظهور وسائل الإعلام الحديثة فوسائل الإعلام الحديثة جعلتنا نسمع ونرى ونعلم ما يحدث في البلاد القريبة والبلاد البعيدة في التوا و اللحظة رغم بعدنا عن هذه البلاد، فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى ولله المثل الأعلى فالله يسمعنا ويبصرنا و يعلم أحوالنا وهو ليس معنا بنفسه بل معنا بسمعه وبصره وعلمه وهو العليم المحيط علمه بكل شيء.
الدليل الثاني:
وجود المخلوقات يدل على وجود الخالق معهم بنفسه
مناقشة الدليل:
وجود الخلق لا يدل على وجود الخالق معهم بنفسه إذ من المشاهد أن صاحب الصنعة و الصنعة قد لا يجتمعان معا و صاحب الفعل والفعل قد لا يجتمعان معا و الشخص قد يصنع شيئا، و هو بعيد عنه عن طريق آلة معينة.
الدليل الثالث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم» [1] فالله بيننا و مادام بيننا فهو معنا بنفسه.
مناقشة الدليل:
((بين)) ظرف مبهم لا يتبين معناه إلا بإضافته إلى اثنين فصاعدا، أو مايقوم مقام ذلك، مثل: بين البلدين، وبين القوم، ومثل: لا طويل ولا قصير، ولكن بين ذلك. وإذا أضيف إلى ما يقتضي الوحدة كرر مثل: بيني وبينك،و البينية لا تقتضي المماسة و لا الوجود في نفس المكان كقولنا بدر بين مكة و المدينة مع التباعد بينها و بينهما.
الدليل الرابع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا و هو معكم» [2] فمادام الله قريبا منا فهو معنا بنفسه.
مناقشة الدليل:
قرب الشيء من الشيء لا يستلزم أن يكونا في نفس المكانبل قد يكون هذا في مكان و الآخر في مكان فقد تقول لشخص أنت قريب مني وهو في شارع و أنت في شارع أو هو في منطقة وأنت في منطقة مجاورة. . ويقال: سترة المصلي بين يديه وليست مباشرة له ولا مماسة له فإذا كانت البينية لا تستلزم المباشرة والمماسة فيما بين المخلوقات فكيف بالبينية فيما بين المخلوق والخالق الذي وسع كرسيه السموات والأرض وهو بكل شيء محيط.
الدليل الخامس:
معية الله جاءت بلفظ الله مما يدل عى أنه معنا بنفسه.
مناقشة الدليل:
المعية لا تستلزم الاختلاط أو المصاحبة في المكان أو الاجتماع في المكان، وإنما تدل على مطلق المصاحبة كما هو مقرر في كتب اللغة [3] قال الراغب الأصفهاني: (مع: يقتضي الاجتماع إما في المكان نحو: هما معاً في الدار أو في الزمان نحو: ولدا معاً، وإما في الشرف والرتبة نحو: هما معاً في العلو) [4] فالله معنا لا يستلزم أن يكون معنا بنفسه كقولنا ما زلنا نسير والقمر معنا ولا يفهم منه أحد أن القمر نزل في الأرض فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى وذلك لأن حقيقة المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان.
الدليل السادس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان اللهو لم يكن شيء قبله، و كان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماواتوالأرض» [5] وعرشه على الماء دليلٌ على وجوده معنا.
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما العلاقة بين كون عرش الله كان على الماء و بين أن الله معنا بنفسه؟!!! و الحديث يتكلم عن بدء الخلق، وأن الله كان ولا شيء معه من مخلوقاته، وأن أول خلقه كان العرش، بدليل ما رواه الحاكم في مستدركه عن بريدة الأسلمي قال: " دخل قوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا يسألونه، يقولون: أعطنا حتى ساءه ذلك، ودخل عليه آخرون، فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر، فقال: (كان الله ولا شيء غيره، وكان العرش على الماء)،أما حديث: " كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما كان عليه". فهو أثر موضوع و على التسليم بصحته فالمكان المنفي هو المكان المخلوق – كما هو ظاهر النص - وأهل السنة يقولون بذلك، فهم لا يقولون أن الله متمكن في مكان مخلوق بل يقولون: إن الله مستو على العرش بمعنى أنه عال عليه لا أنه مماس له محتاج إليه.
الدليل السابع:
لا يظن بالله أن يستقر في مكان بعيدا عن أرضه وسمائه.
مناقشة الدليل:
الله خالق الخلق يستحيل أن يكون مع خلقه بنفسه فالعقل ينزه الخالق أن يكون مع خلقه بنفسه، و إن قيل كيف تنزهون ما لاتدركون؟ يقال و إن لم ندرك الله عيننا فقد أدركناه بآثاره الدالة على أنه خالق الخلق، وخالق الخلق لابد أن يكون فوقهم يعلو عليهم ولا يعلى عليه إذ العلو كمال، و فطرة الإنسان دالة على أن الله فوق خلقه، وليس معهم بنفسه فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجد في قلبه ضرورة الاتجاه نحو العلو بل من سره أمر قد ينظر للسماء ويقول أحمدك يا الله، وإذا كان كرسي الله قد وسع السماء والأرض فكيف يقال أن الله معنا بنفسه قال تعالى: ? وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ? [6] الكرسي هو موضع قدميالرحمن عز وجل، والعرش أكبر من الكرسي. والعرش هو أعظم المخلوقات، وعليه استوىالمولى عز وجل استواءً يليق بجلاله، وله قوائم، ويحمله حملة من الملائكة عظامالخلق قال تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [7].
الدليل الثامن:
الأمر بالإحسان والتقوى و مراقبة الله في كل شيء يقتضي أن يكون الله معنا بنفسه فالإحسان والمراقبة والتقوى لا تتأتَّى إلا من معيةٍ حقيقيةٍ كالإحسانِ والمراقبةِ والتَّقوى.
مناقشة الدليل:
الله مستو على عرشه، فوق جميع خلقه، مباين لهم، قال تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [8].و رغم أن الله فوق خلقه فهو مطلع على أحوالهم، مشاهد لهم، مدبر لأمورهم الظاهرة والباطنة متكلم بأحكامه القدرية، وتدبيراته الكونية، و بأحكامه الشرعية، وهذا من تمام قدرته،و الإنسان إذا علم بأن الله تعالى فوق كل شيء فإنه يعرف مقدار سلطانه و سيطرته على خلقه و حينئذ يخافه ويعظمه و إذا خاف الإنسان ربه و عظمه فإنه يتقيه و يقوم بالواجب ويدع المحرم [9] و إن من عرف علو الله وارتفاعه فعليه أن يضع نفسه أمام القدرة و أن يذل نفسه أمام عزة الله العزيز [10].
الدليل التاسع:
قوله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ? [11] فإن كانت البيعة تمت لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهريا أمام أعين الناس، فالحقيقة أنها تمت لله يدًا بيدٍ من وراءِ حجابٍ? يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ?مباشرةً.
مناقشة الدليل:
هذه الآية نزلت في صلح الحديبية فهل الصحابة في صلح الحديبية كانوا يبايعون الله؟ و الجواب الصحابة في الحقيقة كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فقد قال تعالى: ?يبايعونك ?، لكن لما كان الرسول مبلغاً عن الله سبحانه صارت مبايعة الرسول كمبايعة الله، وصار الذي يبايعه كأنما يبايع الله أما قوله تعالى: ?يد الله فوق أيديهم?فمن المعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، وأن التي فوق أيديهم عند المبايعة هي يد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرسول كان مبلغاً عن الله. ويجوز أن نقول: ?يد الله فوق أيديهم? على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بنفسه فوق كل شيء.
الدليل العاشر:
قوله تعالى: ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ? [12]، قوله تعالى: ? تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ? [13]
(يُتْبَعُ)
(/)
مناقشة الدليل:
لا أحد يفهم من قول القائل: فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه. ولا من قول القائل: فلان تخرج على عيني، أن تخرجه كان وهو راكب على عينه، ولو أدعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء [14]، و معنى قوله تعالى: ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ? [15] أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها، و معنى قوله تعالى: ? تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ? [16] أن تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها ورؤية الله لخلقه وعلمه بهم لا تحتاج أن يكون معهم بنفسه، وإذا كانت وسائل الإعلام الحديثة جعلتنا نسمع ونرى ونعلم ما يحدث في البلاد القريبة والبلاد البعيدة في التوا و اللحظة رغم بعدنا عن هذه البلاد، فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل الحادي عشر:
حديث: «الحجر الأسود يمين الله في الأرض» أى: معه وعنده الله .. معه الله يرى من يستلمه ويُقبله ويشير إليه، و حديث: «إني لأجد نفس الرحمن من جهة اليمن».
مناقشة الدليل:
أما الحديث الأول، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس قال: الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه و قبَّله فكأنما صافح الله و قبل يمينه. و من تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم يتدبره، فإنه قال: يمين الله في الأرض، فقيده بقوله: في الأرض، و لم يطلق، فيقول: يمين الله، و حكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق. ثم قال: فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه. ومعلوم أن المشبه غير المشبه به، وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلاً، ولكن شبه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم عند كل عاقل، ولكن يبين أن الله تعالى كما جعل للناس بيتًا يطوفون به، جعل لهم ما يستلمونه؛ ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء، فإن ذلك تقريب للمقبل وتكريم له، كما جرت العادة، والله ورسوله لا يتكلمون بما فيه إضلال الناس، بل لابد من أن يبين لهم ما يتقون، فقد بين لهم في الحديث ما ينفى من التمثيل. وأما الحديث الثاني، فقوله: (من اليمن) يبين مقصود الحديث، فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذي قال فيهم: ? مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ? [17] وقد روى أنه لما نزلت هذه الآية: سئل عن هؤلاء، فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري، وجاءت الأحاديث الصحيحة مثل قوله "أتاكم أهل اليمن أرقّ قلوبًا، وألين أفئدة، الإيمان يماني، والحكمة يمانية ". وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفَّس الرحمن عن المؤمنين الكربات، ومن خصص ذلك بأوَيْس فقد أبعد [18].
الدليل الثاني عشر:
? اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? [19] فالله الذي أنار السموات والأرض فهو في السماء و في الأرض بنفسه
مناقشة الدليل:
الله نور السماوات والأرض حقا فقد نوَّر قلوب المؤمنين بمعرفته والإيمان به، ونوَّر أفئدتهم بهدايته، وهو الذي أنار السموات والأرض بالأنوار التي وضعها، وحجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور. (و في رواية أبي بكر: النار) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ". (وفي رواية أبي بكر عن الأعمش ولم يقل حدثنا)» [20]، وكون الله نور السماوات والأرض فهذا لا يستلزم أن يكون في السماوات وفي الأرض فالشمس تضيء الأرض وليست في الأرض، والقمر يضيء الأرض وليس في الأرض،والمصباح قد يضيء مكان،و هو ليس به فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل الثالث عشر:
(يُتْبَعُ)
(/)
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه وليبزق عن يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا ووضعه على فيه ثم دلكه» [21]
مناقشة الدليل: الحديث له معنيان إما أن الله أَمَرَنَا بِاسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَتَعْظِيمِهَا وَتَنْزِيهِهَا وَلَا سِيَّمَا فِي حَالِ الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ بِمَعْنَى أَنَّ مَا أَمَرَهُ بِتَنْزِيهِهِ وَتَعْظِيمِهِ قِبَلَ وَجْهِهِ وَ أَنَّ فِي تَعْظِيمِهِ تِلْكَ الْجِهَةَ تَعْظِيمُ اللَّهِ وَطَاعَتُهُ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ إِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ فُلَانٌ مِنْ قِبَلِ الْإِمَامِ فَأَكْرِمْهُ و إما أن يقال الله عز وجل قبل وجه المصلي، ليس في الأرض الذي هو فيها، ولكنه قبل وجهه وهو على عرشه عز وجل، وما ذلك على الله بعسير، فإن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته، فهو فوق عرشه، وهو قبل وجه المصلي إذا صلىقال تعالى: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [22] و يمكن أن يكون الشيء عالياً، وهو قبل وجهك؛ فها هو الرجل يستقبل الشمس أول النهار، فتكون أمامه وهي في السماء؛ فإذا كان هذا ممكناً في المخلوق؛ ففي الخالق من باب أولى بلا شك.
الدليل الرابع عشر:
عن أبى سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيحب أحدكم إذا قام يصلي أن يستقبله رجل فيتنخع في وجهه فقالوا لا قال فإن الله عز وجل بين أيديكم في صلاتكم فلا توجهوا شيئا من الأذى بين أيديكم ولكن عن يسار أحدكم أو تحت قدمه [23]
مناقشة الدليل:
البينية لا تقتضي المماسة و لا الوجود في نفس المكان كقولنا بدر بين مكة و المدينة مع التباعد بينها و بينهما، و الله بين أيدينا في الصلاة كما يقال: وقف بين يديه، أو جاءه من بين يديه، أي أمامه فالشيء قد يكون أمام الشيء و هما في مكانيين مختلفين.
الدليل الخامس عشر:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» [24] فالله مع العبد إذا ذكره بنفسه.
مناقشة الدليل:
حقيقة المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان،و ليس في الحديث أن الله سبحانه وتعالى مع العبد بنفسه كقولك ما زلت أسير والقمر معي فالقمر في السماء ولا يفهم من الكلام أن القمر نزل في الأرض فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل السادس عشر:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله تجده أَمامك» [25]
مناقشة الدليل:
ليس في الحديث أن الله سبحانه وتعالى أمام العبد في نفس المكان فالشيء قد يكون أمام الشيء و هما في مكانيين مختلفين فالشخص إذا رأى سفينة من على بعد يقول السفينة أمامي، والسفينة على الماء، هو على البر فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل السابع عشر:
الله الذى يوحى إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون،و هو الذى يُعلّم كلّ نحلة وكلّ نملة وكلّ دابّة كيف تعيش، هو الذى يُعلمها لغاتها التى تتفاهم بها .. فأين يُعلمها ومتى؟ إنه لابد أن يكون قريبا منها مكانا وزمانا.
مناقشة الدليل:
الله قادر أن يعلم الإنسان والدواب من فوق سبع سماوات وما ذلك على الله بعزيز فالشخص قد يعلم شخصا علما من العلوم عن طريق وسائل الإعلام الحديثة مع افتراق بلادهما فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الثامن عشر:
قوة سمع الله وبصره لا يجوز القول بأنه يسمع و يرى من بعيد بل قال تعالى: ? إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ? [26]، وقوله تعالى: ? إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ? [27]
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قرب الله تعالى من عباده قرب يليق بجلاله و بعظمته، فهو يعلم أحوالهم و مطلع على أفعالهم ويسمع كلامهم ودعاءهم،وقرب الشيء من الشيء لا يستلزم أن يكونا في نفس المكانبل قد يكون هذا في مكان و الآخر في مكان فقد تقول لشخص أنت قريب مني و هو في شارع و أنت في شارع أو هو في منطقة وأنت في منطقة مجاورة فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
التاسع عشر:
قوله تعالى: ? يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? [28] والتعبير بـ (ذهب الله بسمعهم) أقوى دلالة من (أذهب الله سمعهم)، فهو من ناحيةٍ يثبت قربَ الله أى يثبت العلاقة المكانية بين الله و بين خلقه أينما كانوا.
مناقشة الدليل:
قال أبو بكر الجزائري: هذه حال أولئك المنافقين، والقرآن ينزل بذكر الكفر، وهو: ظلمات، وبذكر الوعيد، وهو: كالصواعق والرعد، وبالحجج والبينات، وهي: كالبرق في قوة الإضاءة، وهم خائفون أن ينزل القرآن بكشفهم وإزاحة الستار عنهم فيؤخذوا، فإذا نزل بآية لا تشير إليهم ولا تتعرض بهم مشوا في إيمانهم الظاهر. وإذا نزل بآية فيها التنديد بباطلهم وما هم عليه وقفوا حائرين لا يتقدمون ولا يتأخرون، ولو شاء الله أخذ أسماعهم وأبصارهم لفعل؛ لأنهم لذلك أهل وهو على كل شيء قدير ا. هـ[29] و قال الطبري: إنما معنى قوله: ? لذهب بسمعهم وأبصارهم ?، لأذهب سَمعَهم وأبصارَهم. ولكن العرب إذا أدخلوا الباء في مثل ذلك قالوا: ذهبتُ ببصره, وإذا حذفوا الباء قالوا: أذهبتُ بصره. كما قال جل ثناؤه: ? آتِنَا غَدَاءَنَا ? [30]، ولو أدخلت الباء في الغداء لقيل: ائتنا بغدَائنا ا. هـ[31] و الله قادر أن يأخذ سمع المنافقين و أبصارهم دون أن يكون معهم بنفسهم فكم رأينا وسمعنا من إهلاك شخص شخصا دون أن يكون معه في نفس المكان خاصة مع وسائل التدمير الحديثة فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل العشرون:
? قلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ? [32] أى أنَّ منه بصرى وسمعى فلا أبصر إلا به ولا أسمع إلا به وكيف يشاء هو.
مناقشة الدليل:
قال الطبري: ? أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ ? أي: ما أبصر الله بكل موجود وأسمعه لكل مسموع! أي: لا يغيب عن سمعه وبصره شيء [33].و قال ابن كثير: ? أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ? إنه لبصير بهم سميع لهم [34] قال ابن حجر الهيتمي: ? أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ? أي ما أبصره و أسمعه [35]، ولو قلنا ? أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ ? منه بصري ومنه سمعي فهذا لا يستلزم أن يكون معنا بنفسه كقولنا البيت هذا من فلان فلا يستلزم أن يكون البيت و فلان بنفسه في نفس المكان، و هذا الصوت من فلان فلا يستلزم أن يكون الصوت و فلان بنفسه في نفس المكان.
الدليل الحادي و العشرون:
«و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه» [36] فالسمعُ والبصرُ هما من صفاتِ اللهِ يجعلُ اللهُ للإنسانِ نصيباً منهما على درجاتٍ متفاوتةٍ حسبَ مشيئةِ اللهِ عزّ وجلّ
مناقشة الدليل:
ظاهر الحديث أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله، و لايفهم عربي من قول أحد أنت عيني أنه عينه حقيقة بل يفهم أنه في رعايته أو أنه يحبه.
الدليل الثاني و العشرون:
قوله تعالى: ? لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ? [37] فلو لم يكن الله قريبا قرب ما تدركه الأبصار لما كانت هذه الكلمات قرآنا يُتلى فى كتاب الله، فالذى هو بعيد عن نطاق الإبصار ببلايين الأميال لا يُمكن أن نراه سواء كانت تدركه الأبصار أو لا تدركه!، فتعالى الله علوا كبيرا أن يقول ما ليس فى محله.
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
? لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ? أي لا تراه الأبصار في الدنيا، ولا تحيط به في الآخرة وليس في الآية لا من قريب و لامن بعيد أن الله معنا بنفسه إذ الغرض من الآية بيان استحالة رؤية الرب في الدنيا أما القول بأن الذى هو بعيد عن نطاق الإبصار ببلايين الأميال لا يُمكن أن نراه سواء كانت تدركه الأبصار أو لا تدركه هذا لو كان غير الله أما الله فرغم أنه فوق خلقه مستوي على عرشه إلا أنه يقدر أن يجعلنا نراه لكنه قضى بألا يرى في الدنيا ابتلاءا و امتحانا لعباده و علينا أن نقول سمعنا و اطعنا.
الدليل الثالث والعشرون:
قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» [38] دليل قاطع على وجود الله بنفسه معنا مع علمه .. لأنه يؤكد أن الله قريب للرؤية إلا أنه لا تدركه الأبصار، فلو كانت تراه العيون لرأيناه، فالمانع من رؤيتنا له ليس بُعْدُ (ذاته) وإنما (خصائصُ نفسِه)
مناقشة الدليل:
رؤية الله لنا لا تستلزم أن يكون معنا بنفسه فقد يرى شخصين بعضهما البعض، و هما ليسا في مكان واحد، خاصة بعض ظهور وسائل الإعلام الحديثة فوسائل الإعلام الحديثة جعلتنا نرى ما يحدث في البلاد القريبة والبلاد البعيدة في التوا و اللحظة رغم بعدنا عن هذه البلاد، فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى ولله المثل الأعلى فالله يبصرنا وهو ليس معنا بنفسه بل معنا ببصره أما القول بأنه لو لم يكن الله قريبا للأبصار ما كان للحديث محل كلام في غاية السقوط إذ الأبصار نفسها مجبولة على أن الله فوقها فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجد في قلبه ضرورة الاتجاه نحو العلو بل من سره أمر قد ينظر للسماء ويقول أحمدك يا الله،و الحديث نفسه فيه الكلام عن الإسلام و الإيمان والإحسان فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أمارتها؟ قال: أن تلد الأَمَةُ ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال: ثم انطلق فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) فالحديث بين معنى الإسلام وأنه يشمل جميع الأعمال الصالحة الظاهرة من نطق بالشهادتين وصلاة وزكاة وحج وبين معنى الإيمانأنه الأعمال الصالحة الباطن من تصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وبين معنى الإحسان و أنه استحضار مراقبة الخالق سبحانه مراقبة من يوقن بأن الله ناظر إليه، مطلع على أحواله وأفعاله ما ظهر منها وما بطن.
الدليل الرابع و العشرون:
قوله تعالى: ? إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? [39] لله الاتساع المطلق فكما هو في السماء بنفسه هو أيضا في الأرض بنفسه.
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
الله الواسع فقد وسع خلقه كلهم بالكافية والإفضال والجود والتدبير، و وسع رزقهجميع خلقه، فلا تجد أحداً إلا هو يأكل من رزقه، ولا يقدر أن يأكل من غير ما رزقه، ووسعت رحمته كل شيء وغناه كل فقر، وهو الكثير العطاء الذي يسع لما يُسأل، وهوالمحيط بكل شيء ويفضي هذا الاسم الاعتراف بأنه لا يعجزه شيء،ولا يخفى عليه شيء و القول بأن الله واسع فهو في الأرض بنفسه وفي السماء بنفسه ففي هذا الجمع بين نقيضين النقيضين ألا وهما إثبات صفة العلو لله تعالى، وإثبات ضدها، وهي صفة السفل الذي تستلزمه المعية الذاتية للخلق فالسماء ضد الأرض، و الخالق منزه أن يكون بين خلقه، والخالق الفطر مجبولة على أنه فوق خلقه، و كل إنسان مفطور على أن الله في السماء، ولهذا عندما يفجؤك الشيء الذي لا تستطيعدفعه، وتتوجه إلى الله تعالى بدفعه، فإن قلبك ينصرف إلى السماء وليس إلى أيّ جهةأخرى، بل العجيب أنّ الذين ينكرون علو الله على خلقه لا يرفعون أيديهم في الدعاءإلا إلى السماء، و إن قالوا رفع الأيدي إلى السماء ليس دليلا على وجود اللهفيها؛ لأن السماء هي قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة، فقد قال ابن بطال: أجمعوا على كراهة رفع البصر في الصلاة، واختلفوا فيه خارج الصلاة فيالدعاء، فكرهه شريح وطائفة، وأجازه الأكثرون، لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبةقبلة الصلاة [40]، و الجواب على هذه الشبهة أن الذي يدعو الله مسلما كان أو كافرا يرفع يديه للسماء، وليس شرطا أن يكون مسلما أو حتى كتابي مما يدل على أنهم مفطرون على ذلك دون أن يعلموا ذلك من كتاب سماوي، و حتى فرعون و هو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه قال لوزيره هامان أن يبني له بناء عظيما كي يصل إلى الله قال تعالى: ? وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ? [41].
الدليل الخامس والعشرون:
عيسى عليه السلام رآه النبى محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى السماء الثانية ليلة المعراج، وهذا مع الآية الكريمة ? إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ? [42] يُثبت أن الله فى السماء الثانية ويهدم مقولة اختصاص الله بفوق العرش.
مناقشة الدليل:
الله رفع عيسى إلى السماء أما الله فهو فوق السماء مستو على عرشه و إذا كان في الدنيا الأمير قد يرفع أحد رعاياه إليه و يكون الأمير أعلى منه في العلو فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل السادس والعشرون:
? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [43] ثم معراجه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكل تأكيد يؤكد وجود الله فى الأرض، فالله هو الفاعل فى الآية.
مناقشة الدليل:
الإسراء: هو السير بالليل خاصة والمراد به هنا: سير رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى،و ? أسرى ? بمعنى سرى وليست الهمزة فيه للتعدية وعدّيا بالباء ولا يلزم من تعديته بالباء المشاركة في الفعل، بل المعنى جعله يسرى، والباء للتعدية و ليست للحال، وباء التعدية مرادفة للهمزة، و باء الحال يلزم فيه المشاركة و باء التعدية هي القائمة مقام الهمزة، في إيصال معنى اللازم إلى المفعول به نحو: ? ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ ? و ? لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ ? و باء المصاحب: و لها علامتان: إحداهما أن يحسن في موضعها مع،و الأخرى أن يغني عنها وعن مصحوبها الحال، كقوله تعالى: ? قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ? أي: مع الحق، أو محقاً. و ? قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ ? أي: مع سلام، أو مسلماً عليك. ولصلاحيةوقوع الحال موقعها، سماها كثير من النحويين باء الحال.
الدليل السابع و العشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
عروج الملائكة إلى الله فى السماء هو مجيؤهم إلى أماكن أو نُزلٍ يُكلمهم فيها ربهم تبارك اسمه حددها لهم.
مناقشة الدليل:
كون الملائكة تصعد إلى الله فهذا لا يستلزم أن يكلمهم الله، و هو معهم بنفسه بل يكلمهم من وراء حجاب فأحد الرعايا عندما يصعد للأمير قد يكلمه الأمير في مكان أعلى منه بل هناك في عصرنا من يكلم شخصا، و هو في مكان والآخر في مكان عن طريق جهاز نقل الصوت فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى
الدليل الثامن و العشرون:
قول الله عن حُجاج بيت الله الحرام فى وقفتهم على جبل عرفات يباهى بهم الملائكة: " أنظروا يا ملائكتى .. هؤلاء عبادى جاءونى شعثا غبرا يرجون رحمتى و يخافون عذابى أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت لهم ".
مناقشة الدليل:
مجي الحجاج لله في البيت الحرام لا يستلزم أن يكون الله به بذاته إذ الله فوق خلقه مستو على عرشه ينزل إلى السماء الدنيا يباهي بالحجاج الملائكة ففي الحديث وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك [44]
الدليل التاسع و العشرون:
صلى النبى صلى الله عليه و سلم بالأنبياء إمامًا فى المسجد الأقصى، ثم كلمهم وقابلهم فى السماوات فى نفس الليلة، فكيف لا يعجب أحد الناس من اتساع وجودهم فى الأرض والسماوات ثم يعجب من اتساع وجود الله مع علم اليقين بأنه توفاهم إليه؟
مناقشة الدليل:
الرسول صلى الله عليه وسلم رأي الأنبياء في السماء، و لما هبط إلى بيت المقدس هبط معه الأنبياء، و هذا بقدرة الله لا بقدرتهم قال ابن كثير بصدد حديثه عن أحايث الإسراء والمعراج: و إذا حصل الوقوف على مجموع هذه الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها، يحصل مضمون ما اتفقت عليه من مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس، وأنه مرة واحدة، وإن اختلفت عبارات الرواة في أدائه، أو زاد بعضهم فيه أو نقص منه، فإن الخطأ جائز على من عدا الأنبياء عليهم السلام، ومن جعل من الناس كل رواية خالفت الأخرى مرة على حدة، فأثبت إسراءات متعددة، فقد أبعد وأغرب، وهرب إلى غير مهرب، ولم يتحصل على مطلب ... و الحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناماً من مكة إلى بيت المقدس راكباً البراق، فلما انتهى إلى باب المسجد، ربط الدابة عند الباب ودخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج وهو كالسلم ذو درج يرقى فيها، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السموات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السموات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى مر بموسى الكليم في السادسة، وإبراهيم الخليل في السابعة، ثم جاوز منزلتهما صلى الله عليه وسلم وعليهما وعلى سائر الأنبياء، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام، أي: أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى، وغشيها من أمر الله تعالى عظمة عظيمة من فراش من ذهب وألوان متعددة، وغشيتها الملائكة، ورأى هناك جبريل على صورته، وله ستمائة جناح، ورأى رفرفاً أخضر قد سد الأفق، ورأى البيت المعمور، وإبراهيم الخليل باني الكعبة الأرضية مسند ظهره إليه؛ لأنه الكعبة السماوية، يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يتعبدون فيه، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة. ورأى الجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات خمسين، ثم خففها إلى خمس؛ رحمة منه، و لطفاً بعباده، و في هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها. ثم هبط إلى بيت المقدس، و هبط معه الأنبياء، فصلى بهم فيه لما حانت الصلاة، و يحتمل أنها الصبح من يومئذ، و من الناس من يزعم أنه أمهم في السماء، والذي تظاهرت به الروايات أنه ببيت المقدس، ولكن في بعضها أنه كان أول دخوله إليه. والظاهر أنه بعد رجوعه إليه؛ لأنه لما مر بهم في منازلهم، جعل يسأل عنهم جبريل واحداً واحداً، وهو يخبره بهم، وهذا هو اللائق؛ لأنه كان أولاً مطلوباً إلى الجناب العلوي ليفرض عليه وعلى أمته ما يشاء الله تعالى، ثم لما فرغ من الذي أريد به، اجتمع به هو وإخوانه من
(يُتْبَعُ)
(/)
النبيين، ثم أظهر شرفه وفضله عليهم بتقديمه في الإمامة، وذلك عن إشارة جبريل عليه السلام له في ذلك. ثم خرج من بيت المقدس فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، والله سبحانه وتعالى أعلم، وأما عرض الآنية عليه من اللبن والعسل أو اللبن والخمر، أو اللبن والماء، أو الجميع، فقد ورد أنه في بيت المقدس، وجاء أنه في السماء. و يحتمل أن يكون ههنا وههنا؛ لأنه كالضيافة للقادم، و الله أعلم [45] ا. هـ
الدليل الثلاثون:
قول الله لموسى عند جبل الطور ? يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ? [46]، وقول الله يوم القيامة ? لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ? [47].
مناقشة الدليل:
كلام الله لعباده لا يشترط له أن يكون معهم بنفسه إذ في عالمنا يجوز أن يكلم الشخص شخصا، و هو عنده من وراء حائل أو من مكان غير مكانه فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل الثلاثون:
رفع العمل الصالح إليه.
مناقشة الدليل:
رفع العمل الصالح إلى الله إنما يدل على علو الله إذ لو كان الله معنا بنفسه لما كان لرفع العمل إليه داع.
الدليل: الحادي والثلاثون:
المساجد هى " بيوت الله" وعُمّارُها زُوّاره وحقا على المزور أن يُكرم زائره، وهذا يؤكد وجوده فيها.
مناقشة الدليل:
كون المساجد بيوت الله لا يستلزم أن يكون الله فيها إذ لو قلت هذا بيتي لا يستلزم أن أكون فيه أو هذه عيادتي لا يستلزم أن أكون فيه.
الدليل الثاني والثلاثون:
رد موسى على فرعون عند تكذيبه بالآيات، ? قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً ? [48] و لم يخص موسى الله بجهة. بل ربوبيته لكل السماوات والأرض فى الآية يلزم معها احتياج كل مكين إلى مكان عند الله ليمسكه الله بنفسه فيهكما قال الله عز وجل:? إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ? [49] و من قال بغير ذلك فهو يدَّعى أنَّ كلَّ شيء فى السماوات وفى الأرض قائمٌ بنفسِه مستغنٍ بالأسبابِ عن ربِّه، وهذا هو الضلال المبين. ماذا لو رأيتَ رَجُلاً يمسك سيارةً رافعا بها فى الهواء .. هل تقول أن قوته رفعت وأمسكت وتنكر وجودَه نفسَه؟! .. و لله المثل الأعلى. و ضرب المثل هنا للتقريب ليس قياسًا ممنوعًا، ذلك لوجود العِلة وهى دلالةُ الفِعْلِ وقتَ فِعْلِهِ على وجودِ فاعِلِهِ معه بنفسِه.
مناقشة الدليل:
قول موسى لفرعون رداً على كذبه وافترائه: لقد علمت يا فرعون أنه ما أوجد هذه الآيات التسع إلا الله - تعالى - خالق السماوات والأرض، و قد أوجدها - سبحانه - بصورة واضحة جلية، حتى لكأنها البصائر فى كشفها للحقائق وتجليتها [50] و التعبير ب ? مَا أَنزَلَ? دليل على أنها منزلة من فوق مما يدل على أن الذي أنزلها في العلو لا في السفل فلو كان في العلو السفل لما كان لذكر النزول داع، و إمساك السموات و الأرض لا نعلم كيفيته، و إمساك الله ليس كإمساك البشر في الكيف، بل و لو أخذنا بإمساك البشر فالذي يمسك شيئا لا يكون داخلا في الشيء بل يكون خارجا عنه و الله يمسك السموات والأرض إذا ليس فيها بل خارجهما، وقد جاءت النصوص بأنه مستو على عرشه فهو خارج السموات والأرض، وفوق السموات والأرض.
الدليل الثالث والثلاثون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟!، يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي" [51]
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله عز وجل (وجدتنى عنده) أى وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى والدليل على ذلك ما قاله عز وجلبعد ذلك (لو أطعمته لوجدت ذلك عندى) أى لوجدت ثوابه وجزاءه عندى قال النووي: قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له قالوا ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه والله اعلم [52] وقال الملا علي: لو عدته لوجدتني أي لوجدت رضائي عنده وفيه إشارة إلى أن العجز والانكسار عنده تعالى مقدارا واعتبارا كما روى أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي قال الطيبي وفي العبارة إشارة إلى أن العيادة أكثر ثوابا من الإطعام والإسقاء الآتيين حيث خص الأول بقوله وجدتني عنده فإن فيه ايماء إلى أن الله تعالى أقرب إلى المنكسر المسكين اه وقيل العجز والانكسار ألصق وألزم هناك والعيادة أفضل من العبادة وإن كانتا في الصورة واحدة فالعيادة أزيد [53] قال المناوي:أي وجدت ثوابي وكرامتي في عيادته، قال في المطامح هذا خرج مخرج التنبيه على شرف المؤمن والتعريف بحظوته عند ربه وحث الخلق على المواصلة لذاته والتحبب فيه والإحسان لوجهه فأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ربه أن عيادة المؤمن لأخيه عيادة لله تعالى من حيث إنها إنما فعلت لوجهه، فالمجاز والاستعارة في كلامهم باب واسع [54]
الدليل الرابع والثلاثون:
مع أن الجنة تحت العرش، إلا أنها في الأرض، ينبع منها نهر النيل و نهر الفرات كما أخبرنا الصادق الأمين رسول الله محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعَنْ أَنَسِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُفِعْتُ إِلَى السِّدْرَةِ فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ [55].، وهذا يؤكد لنا أن العرش يسع السماوات والأرض، وأن استواء الله عليه هو معية وفوقية واتساع لله مع العرش ومع من فيه ومع من حوله، فالفوقية فى حق الله عزّ وجلّ تعنى الاتساع المطلق وسلطانه على خلقه.
مناقشة الدليل:
هذه غيبيات لا تدرك بعقل، والكرسي يسع السماوات والأرض،و إذا كان كرسي الله قد وسع السماء والأرض فكيف يقال أن الله معنا بنفسه قال تعالى: ? وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ? [56]، و العرش أكبر من الكرسي. والعرش هو أعظم المخلوقات، وعليه استوى المولى عز وجل استواءً يليق بجلاله، قال تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [57] أما القول بأن استواء الله على العرش هو معية وفوقية واتساع لله مع العرش و مع من فيه ومع من حوله، فالفوقية فى حق الله عزّ وجلّ تعنى الاتساع المطلق وسلطانه على خلقه. فهذا كلام لم يقل به أحد من السلف و كلام باطل فالله لا يحيطه أحدا من خلقه و الله فوق جميع خلقه، وظاهر الفوقية العلو في المكان و الفوقية المطلقة تقتضي علو المكان والمكانة والقدر و القهر والسلطان، وتخصيص الفوقية بشيء منها تخصيص بلا مخصص.
الدليل الخامس والثلاثون:
وهذا هو المحتضرُ على فراشِ الموتِ بين أظهرِنا قد بدأ يرى الملائكةَ ويرى مكانَه من الجَنَّةِ مع أنها تحتَ العرشِ، ومع أنها هناك، إلا أنها هنا.
مناقشة الدليل:
هل معنى أن المحتضر يرى الجنة أن الجنة معه في الأرض، هل لو رأى شخص شيئا هل معناه أن هذا الشيء معه في نفس المكان و سائل الإعلام الحديثة جعلتنا نرى ما يحدث في البلاد القريبة والبلاد البعيدة في التوا و اللحظة رغم بعدنا عن هذه البلاد؟.
الدليل السادس والثلاثون:
(يُتْبَعُ)
(/)
خَرَجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ ثُمَّ انْصَرَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ وَإِنِّي وَاللَّهِ لأنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ أَوْ مَفَاتِيحَ الأرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا [58]. يُقسم لهم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه ينظر إلى حوضه الشريف الآن و هو معهم، فهو يرى بإدراكات أعلى
مناقشة الدليل:
هل معنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يرى الجنة أن الجنة معه في الأرض، هل لو رأى شخص شيئا هل معناه أن هذا الشيء معه في نفس المكان و وسائل الإعلام الحديثة جعلتنا نرى ما يحدث في البلاد القريبة والبلاد البعيدة في التوا و اللحظة رغم بعدنا عن هذه البلاد؟.
الدليل السابع والثلاثون:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي [59] والمعنى كما قال ابن حجر: (أي كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل في ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيكون تشبيها بغير أداة أو المعنى أن العبادة فيها تؤدى إلى الجنة فيكون مجازا أو هو على ظاهره وان المراد انه روضة حقيقية بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة الى الجنة. هذا محصل ما أوله العلماء في هذا الحديث وهي على ترتيبها هذا في القوة. وأما قوله ومنبري على حوضي أي ينقل يوم القيامة فينصب على الحوض وقال الأكثر المراد منبره بعينه الذي قال هذه المقالة وهو فوقه وقيل المراد المنبر الذي يوضع له يوم القيامة والأول أظهر. والله أعلم) اهـ ويتضح منه أن من علماء السلف الصالح من تمسكوا بظاهر النصوص فى كلامها عن قرب المكان فى الغيبيات.
مناقشة الدليل:
القول بأن من علماء السلف الصالح من تمسكوا بظاهر النصوص فى كلامها عن قرب المكان فى الغيبياتكلام لم يعرف أصلا عن السلف وأين كلامهم ذلك فمن فسر الحديث على حقيقته قال المكان ينقل إلى الجنة يوم القيامة، و قال النووي: ذكروا في معناه قولين أحدهما: أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة، و الثاني: أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة [60]، و قال ابن عبد البر في تأويل قول النبي صلى الله عليه و سلم ما بين بيتي ومنبري و روى ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة فقال قوم معناه إن البقعة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة و قال آخرون هذا على المجاز قال أبو عمر كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس أليه يتعلمون القرآن والإيمان والدين هناك شبه ذلك الموضع بالروضة لكرم ما يجتني فيها واضافها إلى الجنة لأنها تقود إلى الجنة كما قال صلى الله عليه و سلم الجنة تحت ظلال السيوف يعني أنه عمل يوصل به الى الجنة وكما يقال الأم باب من أبواب الجنة يريدون أن برها يوصل المسلم الى الجنة مع أداء فرائضه وهذا جائز سائغ مستعمل في لسان العرب والله اعلم بما اراد من ذلك [61]، و قال السندي: قيل على ظاهره و أنه قد نقل من الجنة وسينقل إليها وقيل المراد أن العبادة فيها سبب مؤد إلى روضة من رياض الجنة [62]، و قال السيوطي: قيل هو على ظاهره وأنه روضة حقيقة بأن ينقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة، وقيل: هو تشبيه محذوف الأداة أي كروضة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم، وقيل: هو مجاز، والمعنى أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة [63]، قال البدر العيني: قوله روضة أي كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادات وحذف أداة التشبيه للمبالغة وقيل معناه أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة فيكون مجازا أو المراد أن ذلك الموضع بعينه ينتقل إلى الجنة فعلى ما ذكروا إما تشبيه وإما مجاز وإما حقيقة قوله ومنبري على حوضي أكثر العلماء المراد أن منبره بعينه الذي كان وقيل إن له هناك منبرا على حوضه وقيل معناه أن ملازمة
(يُتْبَعُ)
(/)
منبره للأعمال الصالحة تورد صاحبها إلى الحوض ويشرب منه الماء [64].
الدليل الثامن و الثلاثون:
للعرش العظيم حضور فى أرض المحشر حول بيت المقدس- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَيَأْتُونِى فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ) والآن تسجد تحته الشمس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أين تغرب الشمس؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب تسجد تحت العرش، فذلك قوله: والشمس تجرى لمستقر لها) وعندما يأتى ذكر العرش فوق السماوات، فهو ذكرٌ لناحيةٍ منه، من باب ذكر الكل والمراد الجزء و العكس.
مناقشة الدليل:
يوم القيامة قال تعالى فيه: ? يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ? [65] يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة، وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها، و سجود الشمس تحت العرش الله اعلم بكيفيته أما القول بأن عندما يأتى ذكر العرش فوق السماوات، فهو ذكرٌ لناحيةٍ منه، من باب ذكر الكل والمراد الجزء والعكس فكلام باطل فالعرش فوق السماوات كله كقولنا كذا فوق كذا، كون الشمس تسجد تحته دليل على أن العرش فوقها.
[1]- رواه أبوداود في سننه وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 1526 [2]- صححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: 7864
[3]- انظر الصحاح للجوهري (3/ 1286) تحقيق أحمد عبدالغفار عطار دار العلم للملايين بيروت،و المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده (1/ 55) ولسان العرب لابن منظور (13/ 144) مع تعليق مكتب تحقيق التراث دار إحياء التراث العربي – مؤسسة التاريخ العربي بيروت، و القاموس المحيط للفيروز آبادى ص987 تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة ودار الريان للتراث و تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد مرتضي الزبيدي (5/ 514) منشورات دار مكتبة الحياة بيروت
[4]- مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني (2/ 608)
[5]- رواه البخاري في صحيحه
[6]- اليقرة من الآية 255
[7]- طه الآية 5
[8]- طه الآية 5
[9]- شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين ص 330 المكتبة التوفيقية القاهرة
[10]- أسماء الله الحسنى للدكتور حمزة النشرتي و الدكتور عبد الحميد مصطفى والشيخ عبد الحفيظ فرغلي ص 294 المكتبة القيمة القاهرة
[11]- الفتح من الآية 10
[12]- طه من الآية 39
[13]- القمر من الآية 14
[14]- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لابن عثيمين ص 100 دار الحرمين الطبعة الأولى 1422 هـ 2001 م
[15]- طه من الآية 39
[16]- القمر من الآية 14
[17]- المائدة الآية 54
[18]- مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد السادس
[19]- النور من الآية 35
[20]- رواه مسلم في صحيحه رقم 179
[21]- رواه أبوداود في سننه وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 485
[22]- الشورى من الآية11
[23]- صحيح ابن خزيمة حديث رقم 926
[24]- رواه البخاري و مسلم
[25]- رواح أحمد في مسنده و صححه الألباني في ظلال الجنة رقم رقم 315
[26]- سبأ من الآية 50
[27]- هود من الآية 61
[28]- البقرة الآية 20
[29]- أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري 1/ 31 مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م
[30]- الكهف من الآية 62
[31]- تفسير الطبري 1//360 مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م
[32]- الكهف الآية 26
[33]- تفسير البغوي
[34]- تفسير بن كثير
[35]- تحفة المحتاج في شرحالمنهاج لابن حجر الهيتمي 1/ 56 دار إحياء التراث العربي
[36]- صحيح الجامع للألباني حديث رقم 1782
[37]- الأنعام من الآية 103
[38]- رواه مسلم في صحيحه
[39]- البقرة من الآية 115
[40]- فتح الباري لابن حجر العسقلاني 2/ 296
[41]- غافر الآية 36 - 37
[42]- ال عمران من الآية 55
[43]- الإسراء الآية 1
[44]- صحيح الجامع للألباني 1360
[45]- تفسير بن كثير سورة الإسراء آية 1
[46]- القصص من الآية 31
[47]- ق من الآية 28
[48]- الإسراء الآية 102
[49]- فاطر الآية 41
[50]- التفسير الوسيط للطنطاوي الإسراء الآية 102
[51]- رواه مسلم، كتاب البر والصلة (2569).
[52]- شرح النووي على صحيح مسلم للنووي (16/ 126) دار إحياء التراث العربي - بيروت الطبعة الطبعة الثانية، 1392
[53]- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا على القاري 5/ 252
[54]- فيض القدير 2/ 396
[55]- رواه مسلم في صحيحه
[56]- اليقرة من الآية 255
[57]- طه الآية 5
[58]- رواه البخاري في صحيحه
[59]- صحيح الجامع للألباني حديث رقم: 5587
[60]- شرح النووي لصحيح مسلم
[61]- التمهيد لابن عبد البر 2/ 287 الناشر: وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب، 1387
[62]- حاشية السندي على سنن النسائي
[63]- حاشية السيوطي على سنن النسائي
[64]- عمدة القاري للبدر العيني
[65]- إبراهيم الآية 48
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:49]ـ
الدليل التاسع والثلاثون:
وجود الله فى الأرض ثابت فى الدنيا والآخرة حيث أرض المحشر، قال الله عز وجل: ?وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ? [66] بمعنى: يتجلى بما يُناسبُ كلَّ موقفٍ، ويُكَلِّمُ اللهُ الأنبياءَ فى الدنيا ويسمعونه بل ويُطعمُهم ويَسقِيهم فى صيامِ الوصال.
مناقشة الدليل:
الأرض التي يحشر العباد عليها يوم القيامة أرض أخرى غير هذه الأرض التي نعيش عليها قال تعالى: ? يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ? [67] يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة، وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها، وعن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراءكقرصة النقي» [68]، والكلام بين الله والأنبياء لا يشترط له الوجود في نفس المكان إذ قد يكلم شخصا شخصا مع تباعد الأماكن بينهما عن طريق الهاتف أو الإيميل أو التلفاز أو الراديو و غير ذلك، ولا يشترط إطعام الله للنبي صلى الله عليه وسلم أن يكون معه في نفس المكان والله قادر أن يطعم النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض و هو سبحانه وتعالى فوق السماوات قادر أن يرى عبده الذي في الأرض، وهو سبحانه وتعالى فوق السماوات قادر أن يسمع دعاء عبده وهو في الأرض وهو سبحانه وتعالى فوق السماوات، و قد طلب الحواريون من عيسى عليه السلام أن ينزل الله لهم مائدة من السماء، ولو كان الله معهم بذاته لما كان لنزول المائدة معنى قال تعالى: ? إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ? [69].
الدليل الأربعون:
الله يرزق الناس جميعا في آن واحد وهذا لا يتأتى إلا باتساع وجود الله عزّ وجلّ مع الجميع فى وقت واحد.
مناقشة الدليل:
الله يقدر أن يرزق جميع خلقه، و هو فوق سماواته إذ الذي خلقهم من لا شيء قادر أن يرزقهم، هو فوقهم، والأمور العقدية تحتاج لنصوص صريحة؛ لأن العقيدة لا تؤخذ بالرأي.
الدليل الحادي والأربعون:
قوله تعالى: ?وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ? [70] فالسجود يقرب العبد من الله، وأقرب ما يكون العبد من ربه، هو ساجد.
مناقشة الدليل:
قرب الشيء من الشيء لا يشترط له الوجود في نفس المكان ألا ترى أن الرجل قد يقول لصاحبه أنت قريب مني لقربه القلبي منه، و يقول لصاحبه الآخر أنت بعيد عني لبعده القلبي عنه، و إذا كان الله معنا بنفسه و قريب من الكل قرب مكان فلماذا يقيد القرب بالسجود؟ مما يدل أن المقصود قرب المحبة، و قرب الطاعة وليس القرب المكاني فمن يطيل السجود يحبه الله أكثر مما لا يطيل السجود، و يدل على ذلك قوله عز وجل: «و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه و إن استعاذني لأعيذنه» [71] قال ابن الجوزي: و اسجد أي صل لله واقترب إليه بالطاعة [72]، و قال السمرقندي: ?وَاسْجُدْ ?يعني: صل لله تبارك وتعالى ? وَاقْتَرِبْ ? يعني: صل واقترب إلى ربك، بالأعمال الصالحة [73]، وقال الطبري: ?وَاسْجُدْ ?لربك ? وَاقْتَرِبْ ? منه، بالتحبب إليه بطاعته [74].
الدليل الثاني و الأربعون:
لو كان الأمر كما يزعمون بأن الله ليس معنا بنفسه، و يعلمنا من فوق عرشه من خارج أقطار السماوات والأرض، كيف لا يبلغنا النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك بوضوح وقد أمره الله أن يُبَلِّغَ رسالته؟
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله تضافرت نصوص الكتاب والسنة على علو الله، وبعد ذلك يقال لم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال تعالى: ?وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ? [75] و العلو المطلق علو الذات والصفات علو المكان والمكانة، و قال تعالى: ? سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ? [76] الله الأعلى في المكان الأعلى في المكانة الأعلى الصفات، و قال تعالى: ? يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? [77] قال البغوي: ? يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ? كقوله ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ? [78]، وقال الطبري: يخاف هؤلاء الملائكة التي في السموات، وما في الأرض من دابة، ربهم من فوقهم، أن يعذبهم إن عصوا أمره،ويفعلون ما يؤمرون، يقول: ويفعلون ما أمرهم الله به، فيؤدون حقوقه، ويجتنبون سخطه [79]، والفوقية فوقية المكان والمكانة و القهر والسلطان، وقال تعالى: ? ِإلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ? [80] و لو كان الله في كل مكان و معنا بذاته ما كان صعود ذكرنا له سبحانه و عملنا الصالح له معنى، و عن أبي موسى الأشعري قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات. فقال: " إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور. (وفي رواية أبي بكر: النار) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " [81].
الدليل الثالث و الأربعون:
مجلة الطب النفسى الإسلامى (النفس المطمئنة) ص5 العدد/30/أبريل1992 حيث جاء فيها (يقولون فى المدرسة الوجودية للطب النفسى: أنا وأنت هنا الآن. وتقول المدرسة الإسلامية: أنا وأنت مع الله هنا الآن) و فى ذلك ضرورة إثبات المكان والقرب لله عزّ وجلّ.
مناقشة الدليل:
الله قريب منا بسمعه و بصره و علمه و مادام الله يسمع ما نقول و يرى ما نفعل و يعلم بما تكن صدورنا فهو قريب منا و إن كان فوق سبع سماوات يستجيب دعائنا وكم من داع دعى الله فاستجاب له و كم من مكروب اشتكى لله ففرج الله كربه وكم من مهموم فضفض لله ففرج الله همه القضية ليست قضية القرب المكاني فكم من قريب منك، هو بعيد عنك وكم من بعيد عنك، وهو قريب منك.
الدليل الرابع و الأربعون:
إثبات المكان والقرب لله عزّ وجلّ عقيدة يعرف قدرها رجال القضاء وفض المنازعات، الكلُّ يُؤدِّى ما عليه ويتسامح فى حقوقه، الكل يخاف الله الذى معه، ففيم المنازعات؟!. تولَّى عُمرُ بنُ الخطاب رضى الله عنه القضاءَ فلم يُعرَض عليه نزاعٌ واحدٌ فاستقال!!. كذلك يعرف قدرها رجال الأمن ومكافحة الجريمة، وغيرهم .. ، وغيرهم.
مناقشة الدليل:
العلم بأن الله معنا بعلمه ونصره و سمعه، هو فوق سماواته يردع الناس عن المعاصي مادام الله يراك فكيف تعصاه مادام الله يراقبك فكيف تعصاه مادام الله يبصرك فكيف تعصاه ليست المسألة مسألة قرب وبعد المسألة مسألة اعتقاد بصر الله بعباده وعلمه بهم وسمعه لهم ومراقبته لهم لو مدير شركة عرف موظفيه أنه يسمعهم بأجهزة و يراهم بأجهزة فالكل يحذر أن يفعل ما يغضبه و إن لم يكن في الشركة بنفسه.
الدليل الخامس و الأربعون:
قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن وهذا هو دليل القرب الحقيقى.
مناقشة الدليل:
إن لله تعالى أصابع حقيقة نثبتها له كما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين منها أن تكون مماسة لها حتى يقال: إن الحديث موهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره. فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض و هو لا يمس السماء و لا الأرض. ويقال: بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينها وبينهما، فقلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن حقيقة ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول [82] و يقال: سترة المصلي بين يديه وليست مباشرة له ولا مماسة له.
الدليل السادس و الأربعون:
لن تحسن العبادة إلا وأنت تشعر أنك فى حضرة الله القريب منك كأنك تراه، لأنه لا يمنعك من رؤيته بُعْدُهُ عنك مسافةَ شِبْرٍ، وإنما فقط لأنه لا تُدركه الأبصار.
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
إحسان العبادة بالعلم برؤية الله لنا ومراقبته لنا وسمعه لنا و علمه بنا، ولا يشترط فيها قرب المكان فكم من قريب منك،و هو بعيد عنك وكم من بعيد عنك، وهو قريب منك.
الدليل السابع و الأربعون:
إذا فهمنا العلو والفوقية فى حق الله بالاتساع المطلق – و ليس بالابتعاد المطلق – فهمنا أن الله معنا حقا كما هو فوق العرش حقا
مناقشة الدليل:
العلو المطلق علو المكان والمكانة والقدرة والقهر و الصفات و كذلك الفوقية ومن خصص فهو تخصيص بلا مخصص بل الأصل في كلمة العلو و فوق علو المكان، ومن يصرف اللفظ عن ظاهره يحتاج لدليل، وإلا فالأصل في الكلام الحقيقة.
الدليل الثامن والأربعون:
هناك فوق العرش وحوله من الخلق الكثير والكثير قال تعالى: ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ? [83] ولا يعرف مدى أو حدّ وجودهم حول العرش إلا الله عز وجل، فعلى أى أساس اختصوا فوق العرش دون غيره مكانا لله؟! ..
مناقشة الدليل:
العرش الذي استوى ربنا جل وعلا عليه هو مخلوق من مخلوقاته العظام وصفه الله جل وعلا بصفات في كتابه كقوله في وصفه إن العرش عظيم? وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ? [84] ووصفه بأنه كريم ? فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ? [85] ووصفه بأنه مجيد ?ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ? [86] وصف عرشه بأنه يحمل ?وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ? [87] ووصف أيضا عرشه بأنه يطاف به وأن حوله الملائكة ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ? [88] الملائكة حول العرش، وليسوا فوق العرش، و العرش في لغة العرب هو (سرير الملك)، وسمي عرشا لعلوه على غيره،وعرش فلان بيته إذا رفعه، والعريش سمي عريشا لأنه معروش مرفوع، وسمي العرش الذي هو سرير الملك سمي بذلك لارتفاعه إذ الملك يجلس عاليا على من حوله فالله أعلى من الكل.
الدليل التاسع و الأربعون:
إذا اختلفت الأشياء اختلافا كاملا من حيث الخلق والتكوين، فقد توجد معا فى مكان واحد دون إزاحة أو تزاحم أو حلول أو اتحاد، مثل الملائكة والروح يمرون من البروج المشيدة من حديد وحوائط سميكة من الخرسانة الحديدية مهما كان سُمكُها وانغلاقها، ولا تعوقهم ولا يَحِلون فيها ولا يتحدون معها فإذا كان لبعض المخلوقات مثل هذه القدرة على الوجود اللطيف الذى لا يضره ولا يعوقه شيء من حياتنا المادية، فكيف يقول البعض باستحالته فى حق الله وهو النور اللطيف القادر المقتدر الذى لا يعجزه شيء؟!
مناقشة الدليل:
العقيدة توقيفية؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشرع، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد، ومن ثَمَّ فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله وما يجب له وما ينزه عنه من الله، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة فما دلّ عليه الكتاب والسنة في حق الله تعالى آمنوا به، واعتقدوه وعملوا به. وما لم يدل عليه كتاب الله ولا سنة رسوله نقَوْهُ عن الله تعالى ورفضوه، بما أن عقيدة الإسلام موقوفة على الكتاب وما صح من السنة فلا يصح الاستدلال بالقياس في العقيدة فلا قياس في الغيبيات.
الدليل الخمسون: أمّة الإسلام على عهد سيدنا محمد رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والذين معه اعتقدوا فى معية الله لهم معية كاملة تامة حتى أن النبى محمدا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كإخوانه الأنبياء لا يعتدُّون إلا بها فى أحرج اللحظات والمواقف، فهى عقيدة النجاة والنصر والإنقاذ السريع: قال عز وجل: ? لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ? [89].
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان فكلمة "مَعَ" في اللغة إذا أُطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غيروجوب مماسة أو محاذاة عن يمين وشمال، فإذا قُيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنةفي ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا، ويقال: هذاالمتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك؛ فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة، و يقال فلان ماله معه وماله أرقام فقط التي معه، أما حقيقة المال فهي عقار، مزارع،، ويقولون: فلان ماله معه، ومع ذلك ليس بمخالط لماله ولا مماس لماله، بل الأمير يرسل إلى الجند وهم في أرض المعركة وبينهم آلاف الأميال. ويقول: أنا معكم فاثبتوا أي معكم بالتأييد، معكم بالإعانة؛ فلميلزم من هذا الكلام المخالطة والمماسة.
الدليل الحادي والخمسون:
ما معنى وما جدوى السجود لمن هو غائبٌ أو بعيدٌ؟!! مناقشة الدليل:
من يسجد لله ويضع الجبهة على الأرض يقصد بذلك الخضوع لله الذي فوقه بالذل له، والله معنا معية علم و إحاطة لم يغب عنا، وكوننا لم نر الله فهذا ابتلاء لنا في الدنيا فمنا من يعبد الله و إن كان لا يراه ومنا من عبد غيره.
الدليل الثاني والخمسون:
قوله تعالى: ? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ? [90] لماذا يا ترى إختار الله الوفاة هنا دون غيرها من أفعاله الكثيرة؟ هذا ليؤكد لنا على قربه منا بنفسه إذ يتوفانا بالليل والنهار، فهذا فعل من أفعاله الظاهرة فينا والقاهرة لنا، ولا يُمكن لأحد إنكاره، ووفاة نفس النائم يباشرها الله عز وجل بنفسه ويرسلها عند اليقظة بنفسه، إنما الموتة الكبرى يحضرها مع الله الملائكة يقبضون النفس بعد أن يتوفاها الله من الجسد.
مناقشة الدليل:
الله ليس بحاجة أن يكون معنا بنفسه كي يحيي ويميت فمعروف أن أساليب الموت متعددة قد يميت شخص شخصا من على بعد هذا في مكان وهذا في مكان فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى الذي خلقنا من عدم قادر أن يقبض أرواحنا،و هو فوق سماواته دون أن ينزل للأرض أو يكون معنا بذاته.
الدليل الثالث والخمسون:
إن أفعال الله أينما وقعت فهى من دلائل وجوده.
مناقشة الدليل:
فرق بين أدلة الوجود و أدلة الوجود في المكان فالشخص قد يحدث شيئا في مكان مع بعده عنه فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل الرابع والخمسون:
?وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? [91]
مناقشة الدليل:
?وَجْهُ اللّه ِ?: اختلف فيه المفسرون من السلف، والخلف، فقال بعضهم: المراد به وجه الله الحقيقي؛ و قال بعضهم: المراد به الجهة: ? فثم وجه الله ? يعني: في المكان الذي اتجهتم إليه جهة الله عز وجل؛ و ذلك؛ لأن الله محيط بكل شيء؛ و لكن الراجح أن المراد به الوجه الحقيقي؛ لأن ذلك هو الأصل؛ و ليس هناك ما يمنعه؛ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قِبَل وجه المصلي و المصلُّون حسب مكانهم يتجهون؛ فأهل اليمن يتجهون إلى الشمال؛ وأهل الشام إلى الجنوب؛ وأهل المشرق إلى المغرب؛ وأهل المغرب إلى الشرق؛ وكل يتجه جهة؛ لكن الاتجاه الذي يجمعهم الكعبة؛ وكل يتجه إلى وجه الله؛ وعلى هذا يكون معنى الآية: أنكم مهما توجهتم في صلاتكم فإنكم تتجهون إلى الله سواء إلى المشرق، أو إلى المغرب، أو إلى الشمال، أو إلى الجنوب [92]،و في أي مكان توجه المصلي إليه فهو يتوجه إلى الله، والله أمام وجهه كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: «إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه» [93] يمكن أن يكون الشيء عالياً، وهو قبل وجهك؛ فها هو الرجل يستقبل الشمس أول النهار، فتكون أمامه وهي في السماء؛ فإذا كان هذا ممكناً في المخلوق؛ ففي الخالق من باب أولى بلا شك.
الدليل الخامس والخمسون:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم قال هذا العنان هذه زوايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه قال هل تدرون ما فوقكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم وبينها قالوا الله ورسوله أعلم قال بين سنة ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع سماوات ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الأرض ثم قال هل تدرون ما الذي تحت ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن تحتها الأرض الأخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ثم قال والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ثم قرأ ? هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? [94]
مناقشة الدليل:
هذا الحديث ضعيف ضعفه الألباني في تحقيقه مشكاة المصابيح حديث رقم 5735، وضعفه في تحقيقه مختصر العلو، وهو بكل شيء عليم. وقال الترمذي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية تدل على أنه أراد الهبط على علم الله وقدرته وسلطانه وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه [95].
الدليل السادس والخمسون:
قوله تعالى: ? هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? [96]، و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء زاد وهب في حديثه اقض عني الدين وأغنني من الفقر [97] و نؤكد هنا على قوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْء) أى ليس أقرب منك شيء، و ثبوت هذا الاتساع المطلق لله نفسه يقطع الطريق على من يدّعون الألوهية مثل فرعون والبهاء وغيرهما، لأنهم مثاقيل ذر فانية ولا اتساع لهم. مناقشة الدليل: ليس أقرب من الله شيء،و قرب الشيء من الشيء لا يشترط له الوجود في نفس المكان ألا ترى أن الرجل قد يقول لصاحبه أنت قريب مني لقربه القلبي منه، و يقول لصاحبه الآخر أنت بعيد عني لبعده القلبي عنه،وما ذكر في القرآن و السنة من علوه وفوقيته لا ينافي ما ذكر من قربه ومعيته، فإنه سبحانه: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [98] فهو القريب في علوه، و هو العلي في دنوه فلا يقال: إذا كان فوق خلقه فكيف يكون معهم؟ لأن هذا السؤال ناشئ عن تصور خاطئ هوقياسه سبحانه بخلقه وهذا قياس باطل، لأن الله سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌفالقرب والعلو يجتمعان في حقه لعظمته وكبريائه وإحاطته وأن السماوات السبع في يدهكخردلة في يد العبد، فكيف يستحيل في حق من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه ويقربمن خلقه كيف يشاء وهو على العرش.
الدليل السابع والخمسون:
قوله تعالى: ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ? [99]
مناقشة الدليل:
لا منافاة بين القرب والعلو؛ لأن الشيء قد يكون بعيداً قريباً؛ هذا بالنسبة للمخلوق؛ فكيف بالخالق؟! فالرب عز وجل قريب مع علوه.
الدليل الثامن والخمسون:
قوله تعالى: ?وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ? [100] الله ينفى وجود النبى هناك، و ينفى مشاهدة النبى لما حصل، ليثبت كل ذلك له نفسه عزّ وجلّ .. فهو نفسه مع موسى يكلمه.
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
كلام الله لموسى عليه السلام لا يستلزم الوجود في نفس المكان فالشخص قد يكلم شخصا دون التواجد في نفس الكلام عبر الهاتف مثلا فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل التاسع والخمسون:
طلب موسى عليه السلام رؤية الله فما كان موسى عليه السلام ليطلب الرؤية لولا تيقنه من قرب الله ووجوده معه بنفسه فى مجال بصره.
مناقشة الدليل: رؤية الشيء للشيء لا تستلزم الوجود في نفس المكان الشخص قد يرى الشخص عن طريق كاميرا عن طريق تلفاز عن طريق صورة فوتوغرافية فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل الستون:
قوله تعالى: ? َقالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ? [101] ووجود الصفة فرع عن وجود الموصوف ودليل قطعى عليه.
مناقشة الدليل: سمع الشيء للشيء، ورؤية الشيء لشيء لا تستلزم الوجود في نفس المكان فقد يسمع شخصين بعضهما البعض، و هما ليسا في مكان واحد، و قد يرى شخصين بعضهما البعض، هما ليسا في مكان واحد.
الدليل الحادي والستون:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ [102]
مناقشة الدليل: اللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ فهو يرى كل ما نفعله من فوق سماواته.
الدليل الثاني والستون:
صرف كيد نسوة يوسف عليه السلام،و ربط الله على قلب أم موسى عليهما السلام دليل على وجوده الحقيقي معنا،و الله يوجد مكانيا مع كل ذرة يصور بناءها ويقدّر فيها قوَّتها ويحدد لها وظيفتها ودهرها ثم فناءها ثم إعادتها.
مناقشة الدليل: إذا كان المخلوق يمكن أن يحدث فعلا عن بعد فكيف بالخالق؟!!!!!!!!!
الدليل الثالث والستون:
قوله تعالى: ? وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ? [103] ومعلوم أن الشهادة تقتضى الوجود التام ولا تُقبل شهادة لغائب.
مناقشة الدليل:
شهد في اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم، و الشهيد اسم من أسماء الله تعالى بمعنى الذىلا يغيب عنه شئ في ملكه في الأمور الظاهرة المشاهدة فلا يغيب عنه شيء و لا يغيب عن شيء، و القول بأن الشهادة تقتضى الوجود التام ولا تُقبل شهادة لغائب فهذا قياس للخالق على المخلوق، و أيضا منعلم شيئا تجوز له الشهادة فيه، ولا يجوز له أن يشهد بما لم يعلمه، قالابن قدامةفي المغني: و ما أدركه من الفعل نظراً أو سمعه تيقناً و إن لم يرالمشهود عليه شهد به.
الدليل الرابع و الستون:
قد أمرنا الله الخبير الحق عزّ وجلّ فى سورة الفاتحة أن نخاطبه فيخاطبنا خطاب الحاضر للحاضر معنا فى ليلنا ونهارنا فى كل صلواتنا ودعواتنا وتلاواتنا قائلين فى سورة الفاتحة ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? الخطاب هنا للحاضر القريب دائما جل جلاله ولو قرأها إنسان (إياه نعبد) لبطلت صلاته!
مناقشة الدليل:
مخاطبة الشخص للشخص لا يشترط لها الوجود في نفس المكان خاصة بعد ظهور وسائل الاتصال الحديثة فكيف بالخالق؟
الدليل الخامس و الستون:
قوله تعالى: ? فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ? [104]، وهذا يؤكد على عدم غيابه مع تأكيده على علمه، فما جعل أحدهما بديلا عن الآخر.
مناقشة الدليل:
معنى الآية فلَنقُصَّنَّ على الخلق كلهم ما عملوا بعلم منا لأعمالهم في الدنيا فيما أمرناهم به، وما نهيناهم عنه، وما كنا غائبين عنهم في حال من الأحوال فالله لم يغب عنا معنا دائما بسمعه وبصره وعلمه، والحضور لا يقتضي وجود الشيء في نفس المكان.
الدليل السادس والستون:
لو كان وجود الله بنفسه فى مكان ما مع خلقه لا يجوز لأخبرنا بذلك صراحة بنص قطعى.
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول بأنه لو كان وجود الله بنفسه فى مكان ما مع خلقه لا يجوز لأخبرنا بذلك صراحة بنص قطعى قول لا يصح فالعقيدة توقيفية فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، و لا مجال فيها للرأي والاجتهاد، و مصادرها مقصورة على ما جاء فيالكتاب و السنة لأنه لا أحد أعلم بالله و ما يجب له وما ينزه عنه من الله و لا أحد أعلم بالله - من خلقه - من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما دل عليه الكتاب والسنة في حق الله تعالى آمنوا به وأعتقدوه وعملوا به، و ما لميدل عليه كتاب الله و لا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نفوه عن الله تعالى و رفضوه، و مادام الكتاب و السنة لم يدل على أن الله في كل مكان أو أن الله معنا بذاته في الأرض بل دلت على أن الله معنا بعلمه وبصره و سمعه و أن الله مستو على عرشه فكل كلام خلاف ذلك باطل لا يلتفت إليه.
الدليل السادس والستون:
الفوقية تحيط بالأرض كلها، أى أن (العلو) هو الاتساع المطلق و ليس هو البُعْد المطلق. والأرض تدور دائما، و ما هو فوقنا الآن يكون تحتنا بعد ساعات ولكنه فوق نصف الكرة الأرضية المقابل، وكروية الأرض ودورانها دليل على أن الله في كل مكان، والسماء محيطة بالكرة الأرضية دليل على أن الله في كل مكان.
مناقشة الدليل:
الأرض تحت السماء وهي تدور تحت السماء ولا تأتي مرة فوقها ومرة تحتها، و لو أحضرنا كرة في غرفة من الغرف و أدرنا الكرة حول نفسها نجد الكرة تدور حول نفسها و سقف الغرفة فوق الكرة، والقول بأن السماء محيطة بالأرض لا يستلزم أن يكون الله في كل مكان فالله فوق السماوات، ولو كنا في غرفة ووضعنا كرة في كرة و أدرنا الكرة الداخلية الصغيرة فنجد سقف الغرفة فوق الكرتين.
الدليل السابع والستون:
وجود الله بحقيقته معنا ضرورى لوجودنا وحياتنا
مناقشة الدليل:
لا يشترط وجود الفاعل مع الفعل في نفس المكان كي يبقى الفعل فالإنسان قد يستطيع التحكم في الفعل و إنشاء الفعل عن بعد فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل الثامن والستون:
قوله تعالى: ? فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً ? [105] فما معنى أن نبعد الفعّالَ لما يُريدُ عن مَحَلِّ أفعالهِ وإبداعِه؟! ومن الذى أمرنا بذلك؟! إن الربط بين وجود الله عز وجل بلا أىِّ استثناءٍ وبين كلِّ ما يفعله الله فينا وفيما حولنا واجبٌ بمُوجَبِ نصوصِ المعيةِ القطعيةِ.
مناقشة الدليل:
لا يشترط وجود الفاعل مع الفعل في نفس المكان فالإنسان قد إنشاء الفعل عن بعد فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل التاسع و الستون:
قوله تعالى: ? وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ? [106] و الذى ورثناه عن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد بغير غياب.
مناقشة الدليل:
المراد من ? وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ? الملائكة أي ونحن أقرب إليه بملائكتنا من حبل الوريد، بدليل أنه قيد ذلك بوقت تلقي المتلقيان، ? إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ? [107] و لو كان المراد قرب الرب لم يُقَيِّد ذلك بوقت تلقي المتلقيان، و على التسليم بأن المراد قرب الله فيكون المعنى و نحن أقرب إليه بالعلم والاطلاع والرؤية.
الدليل السبعون:
حركة الكواكب والنجوم والمجرات بهذا النظام - أو بغيره - ما هى إلا فعل لابد له من فاعل، هذا الفاعل عرفه إبراهيم بأنه الله الذى أنجاه من النار دون تدخل من جبريل! وهكذا يعرف الخليل خليله، قال: إن الله يأتى بالشمس. ولم يقل: يجعلها تأتى أو يأمر غيره أن يأتى بها. وكذلك الله يُحيى ويُميت بنفسه.
مناقشة الدليل:
إذا كان من خلق الله من يحدث الأشياء عن بعد يدمر القرى عن بعد يقتل الناس عن بعد يتجسس على الناس عن بعد يسمع الناس عن بعد يكلم الناس عن بعد يصور الناس عن بعد فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى.
الدليل الحادي و السبعون:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو نظرنا فى قصة البقرة وقتيل بنى إسرائيل، فلا شك أن هذه المعجزة تهدف لبيان قدرة الله على إحياء الموتى فى الدنيا والآخرة .. ولكن لن يمنع هذا من أن يكون هدفها الأول هو البرهان الأكيد للناس على وجود الله نفسه معهم ومع قدرته، فلولا وجوده بنفسه ما تمت هذه المعجزة. مناقشة الدليل:
وجود الله بنفسه في الأرض ليس شرطا في أن تتم المعجزة فالله قادر أن يفعل كل شيء من سماواته، و إذا جاز في حق المخلوق أن يفل الأشياء عن بعد فجوازها لخالقه من باب أولى.
الدليل الثاني والسبعون:
النصر من عند الله دليل على وجوده معنا بذاته.
مناقشة الدليل:
كون الشيء من عند شيء لا يستلزم أن يكون الشيئان في نفس المكان مثلا الجبن من عند فلان هل يستلزم أن يكون فلان والجبن معا في المكان، وهذا الكلام من عند فلان هل يستلزم أن يكون الكلام وفلان معا في المكان، وهذا المال من عند فلان هل يستلزم أن يكون فلان والمال معا في المكان؟
[66]- الفجر الآية 22
[67]- إبراهيم الآية 48
[68]- رواه البخاري ومسلم
[69]- المائدة الآية 112
[70]- العلق من الآية 19
[71]- صحيح الجامع للألباني حديث رقم 1782
[72]- تفسير بن الجوزي 9/ 179 المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثالثة، 1404
[73]- تفسير السمرقندي
[74]- تفسير الطبري 24/ 527 الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م
[75]- البقرة من الآية 255
[76]- الأعلى آية 1
[77]- النحل الآية 50
[78]- الأنعام من الآية 18
[79]- تفسير الطبري 17/ 220
[80]- فاطر من الآية 10
[81]- رواه مسلم في صحيحه رقم 179
[82]- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لابن عثيمين ص 79
[83]- غافر من الآية 7
[84]- التوبة من الآية 129
[85]- المؤمنون الآية 116
[86]- البروج 15
[87]- الحاقة من الآية 17
[88]- غافر من الآية 7
[89]- التوبة من الآية 40
[90]- يونس الآية 104
[91]- البقرة الآية 115
[92]- تفسير بن عثيمين لسورة البقرة آية 115
[93]- رواه أبوداود في سننه وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 485
[94]- الحديد الآية 3
[95]- جامع الترمذي عند حديث رقم 3298
[96]- الحديد الآية 3
[97]- صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 5051
[98]- الشورى من الآية11
[99]- البقرة الآية 186
[100]- القصص الآية 44
[101]- طه الآية 46
[102]- رواه البخاري في صحيحه
[103]- الرعد الآية 43
[104]- الأعراف الآية 7
[105]- عبس الآيات 24 - 28
[106]- ق الآية 16
[107]- ق الآية 17
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:51]ـ
فصل: كلام الصحابة و السلف و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين في علو الله:
السيدة زينب بنت جحش
قد ورد في صحيح البخاري أن زينب – رضي الله عنها - كانت تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم – فتقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات " و لو كان الله معنا بنفسه في الأرض لكان كلامها لا يصح.
ابن عباس
عن عائشة أن ابن عباس دخل عليها وهي تموت فقال لها: كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيبا وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات [1] و لو كان الله معنا بنفسه في الأرض لكان كلام ابن عباس لا يصح.
أهل الحديث و أهل السنة
قال ابن عبد البر المالكي تعليقا على حديث الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله " فعلى ذلك جماعة أهل السنة، وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه، وسائر نقلته، كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [2]، وأن الله - عز وجل - في السماء و علمه في كل مكان " [3] و لو كات الله في السماء و الأرض و هم قالوا في السماء ولم يذكروا الأرض لكانوا مخطئين، ومادام ذكروا أنه في السماء فبمفهوم المخالفة أنه ليس في الأرض.
قال ابن بطال: و أما تفسير استوى علا فهو صحيح و هو المذهب الحق وقول أهل السنة لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي [4] فمذهب أهل السنة أن الله في العلو ليس الله في كل مكان أو ليس الله معنا بنفسه في الأرض.
أبو حنيفة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو مطيع البلخي: سألت أبا حنيفة عمن يقول لا أعرف ربي في السماءأوفي الأرض، قال:كفر؛لأن الله يقول: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [5]، وعرشه فوق سبع سمواته، فقلت: إنه يقول على العرش،ولكن لاأدرى العرش في السماءأوفي الأرض،فقال:إنه إذا أنكرأنه في السماءكفر؛لأنه تعالى في أعلى عليين، و أنه يُدعى من أعلى لامن أسفل " [6] و لو كان الله معنا بنفسه في الأرض لكان كلام أبي حنيفة لا يصح.
مالك بن أنس
قال مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان [7]، وذكره للسماء فبمفهوم المخالفة أن الله ليس في الأرض بنفسه.
الشافعي
القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء [8]
أحمد بن حنبل و ابن المبارك
قال أبو بكر الأثرم وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك أنه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال أحمد هكذا هو عندنا [9]
قتيبة بن سعيد
قال قتيبة بن سعيد: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [10] و لو كان الله معنا بنفسه في الأرض لكان كلام قتيبة لا يصح.
الإمام أبو زرعة الرازي و الإمام أبو حاتم
عن عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سألت أبي وأبا زرعة رحمهما الله تعالى عن مذهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف أحاط بكل شيء علما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [11]
ابن قدامة
الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك رسوله محمد خاتم الانبياء وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابه الأتقياء والأئمة من الفقهاء وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين و جمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين وجعله مغروزا في طباع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب بههم يلحظون السماء باعينهم ويرفعون نحوها للدعاء ايديهم وينتظرون مجئ الفرج من ربهم و ينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليد و اتباعه على ضلالته [12]
ابن تيمية
سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله: عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟ الجواب: الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين. وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة. قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله. إِلَى أَنْ قَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد. والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً. وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء. فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء. وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم. و قال فِي سياق حديث الجارية المعروف: (أين الله؟) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته. وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع –وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ. وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده. والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم. ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه – قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة. ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق تَعَالَى. وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحديث الصحيح: (كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: ? فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ? و هذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، و الرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها. وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم. وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ. فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ: ? وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِه ِ? [13] و من يتكلّم فِي الله وأسمائه و صفاته بِمَا يخالف الكتاب و السنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات الله بالباطل. و كثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، و أحمد بن حنبل، و مالك، و أبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. و يقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم و قال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، و يقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام. قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق. قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح. قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ? وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً ? [14] والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين [15].
الذهبي
و قال القرطبي ........ الأكثر من المتقدمين و المتأخرين يعني المتكلمين يقولون: إذا وجب تنزيه الباري جل جلاله عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم المتأخرين تنزيه الباري عن الجهة فليس لجهة فوق عندهم لأنه يلزم من ذلك عندهم أنه متى إختص بجهة أن يكون في مكان وحيز ويلزم على المكان والحيز والحركة والسكون للتحيز والتغير والحدوث هذا قول المتكلمين قلت نعم هذا ما إعتمده نفاة علو الرب عز وجل وأعرضوا عن مقتضى الكتاب والسنة وأقوال السلف وفطر الخلائق ويلزم ما ذكروه في حق الأجسام والله تعالى لا مثل له ولازم صرائح النصوص حق ولكنا لا نطلق عبارة إلا بأثر ثم نقول لا نسلم كون الباري على عرشه فوق السموات يلزم منه أنه في حيز وجهة إذ ما دون العرش يقال فيه حيز وجهات وما فوقه فليس هو كذلك والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة وقالوا ذلك رادين على الجهمية القائلين بأنه في كل مكان محتجين بقوله و هو معكم فهذان القولان هما اللذان كانا في زمن التابعين و تابعيهم [16]
[1]- صححه الألباني في مختصر العلو [2]- طه الآية 5
[3]- الاستذكار الجامع لمذاهب الأمصار لابن عبد البر
[4]- فتح الباري لابن حجر 13/ 406 دار المعرفة بيروت 1379هـ
[5]- طه الآية 5
[6]- الفقه الأكبر
[7]- رواه أبو داوود في مسائل الإمام أحمد ص263 دار المعرفة بيروت، التمهيد لابن عبد البر
[8]-اجتماع الجيوش الإسلامية , إثبات العلو
[9]- إثبات صفة العلو لابن قدامة ص 118
[10]- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة لابن القيم
[11]- صححه الألباني في مختصر العلو
[12]- إثبات صفة العلو لابن قدامة
[13]- الأنعام من الآية 68
[14]- البقرة من الآية 143
[15]- مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/ 256 - 261)
[16]- العلو للعلي الغفار للذهبي
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:53]ـ
الخاتمة
قد دلت نصوص الكتاب والسنة على علو الله فوق خلقه و أن الله ليس في كل مكان بنفسه بل الله فوق السماوات و مع خلقه بعلمه و بصره وسمعه، و معية الله لخلقه لا تنافي علوه و بينية الله من خلقه لا تنافي علوة، وهذا مع عليه السلف الصالح و من سار على نهجهم نسأل الله صحة الاعتقاد والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الأحد 12/ 9/2008م 12 شوال 1429 هجريا
__________________
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 07:54]ـ
كتائب السلفية تقتل أدلة القائلين بأن الله معنا بنفسه بالأدلة النقلية والعقلية ( http://www.4shared.com/file/66586923/157d33d1/___________.html?dirPwdVerifie d=61fd757b)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 07:00]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الفاضل / ربيع
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك و أن ينفع به المسلمين.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 04:36]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الفاضل / ربيع
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك و أن ينفع به المسلمين.
جزاكم الله خيرا على مشاركتكم الطيبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:51]ـ
على هذا الرابط تعقيبات على بحثي من شخص عنده فكر جهمي و ردي عليها اتماما للفائدة
كتائب السلفية تقتل أدلة القائلين بأن الله معنا بنفسه بالأدلة النقلية والعقلية منتديات طريق الهداية ( http://www.hidyaway.com/vb/showthread.php?t=2620&page=3)
ـ[أسماء]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 11:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 01:45]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء
و جزاكي الله مثه أختي الكريمة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:29]ـ
جزاك الله خير الجزاء
و جزاك الله مثه أخي الحبيب
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 06:05]ـ
البحث بالمرفقات(/)
افهم الأزمة المالية بيسر
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:14]ـ
هذا مقال ييسر من هم ليسوا من أهل هذا الاختصاص فهم ما يجري الآن في العالم من أزمة مالية او تسونامي اقتصادي كما يقال, وذلك بأسهل الألفاظ رأيت نقله للفائدة.
لفهم الأزمة المالية .. اقرأ قصة " أبو الحزن " *
د. أنس بن فيصل الحجي
Image
بيع المنازل قبل إنهاء أقساطها فجر شرارة الأزمة
يعيش " سعيد أبو الحزن" مع عائلته في شقة مستأجرة وراتبه ينتهي دائما قبل نهاية الشهر. حلم سعيد أن يمتلك بيتاً في " أمرستان"، ويتخلص من الشقة التي يستأجرها بمبلغ 700 دولار شهرياً. ذات يوم فوجئ سعيد بأن زميله في العمل، نبهان السَهيان، اشترى بيتاً بالتقسيط. ما فاجأ سعيد هو أن راتبه الشهري هو راتب نبهان نفسه، وكلاهما لا يمكنهما بأي شكل من الأشكال شراء سيارة مستعملة بالتقسيط، فكيف ببيت؟ لم يستطع سعيد أن يكتم مفاجأته فصارح نبهان بالأمر، فأخبره نبهان أنه يمكنه هو أيضاً أن يشتري بيتا مثله، وأعطاه رقم تلفون المكتب العقاري الذي اشترى البيت عن طريقه.
لم يصدق سعيد كلام نبهان، لكن رغبته في تملك بيت حرمته النوم تلك الليلة، وكان أول ما قام به في اليوم التالي هو الاتصال بالمكتب العقاري للتأكد من كلام نبهان، ففوجئ بالاهتمام الشديد، وبإصرار الموظفة " سهام نصابين" على أن يقوم هو وزوجته بزيارة المكتب بأسرع وقت ممكن. وشرحت سهام لسعيد أنه لا يمكنه الحصول على أي قرض من أي بنك بسبب انخفاض راتبه من جهة، ولأنه لا يملك من متاع الدنيا شيئا ليرهنه من جهة أخرى. ولكنها ستساعده على الحصول على قرض، ولكن بمعدلات فائدة عالية. ولأن سهام تحب مساعدة " العمال والكادحين" أمثال سعيد فإنها ستساعده أكثر عن طريق تخفيض أسعار الفائدة في الفترة الأولى حتى " يقف سعيد على رجليه ". كل هذه التفاصيل لم تكن مهمة لسعيد. المهم ألا تتجاوز الدفعات 700 دولار شهريا.
باختصار، اشترى سعيد بيتاً في شارع " البؤساء" دفعاته الشهرية تساوي ما كان يدفعه إيجاراً للشقة. كان سعيد يرقص فرحاً عندما يتحدث عن هذا الحدث العظيم في حياته: فكل دفعة شهرية تعني أنه يتملك جزءا من البيت، وهذه الدفعة هي التي كان يدفعها إيجارا في الماضي. أما البنك، " بنك التسليف الشعبي"، فقد وافق على إعطائه أسعار فائدة منخفضة، دعما منه " لحصول كل مواطن على بيت "، وهي العبارة التي ذكرها رئيس البلد، نايم بن صاحي، في خطابه السنوي في مجلس رؤساء العشائر.
مع استمرار أسعار البيوت في الارتفاع، ازدادت فرحة سعيد، فسعر بيته الآن أعلى من الثمن الذي دفعه، ويمكنه الآن بيع البيت وتحقيق أرباح مجزية. وتأكد سعيد من هذا عندما اتصل ابن عمه سحلول ليخبره بأنه نظرا لارتفاع قيمة بيته بمقدار عشرة آلاف دولار فقد استطاع الحصول على قرض قدره 30 ألف دولار من البنك مقابل رهن جزء من البيت. وأخبره أنه سينفق المبلغ على الإجازة التي كان يحلم بها في جزر " الواق واق "، وسيجري بعض التصليحات في البيت. أما الباقي فإنه سيستخدمه كدفعة أولية لشراء سيارة جديدة.
القانون لا يحمي المغفلين
إلا أن صاحبنا سعيد أبو الحزن وزميله نبهان السهيان لم يقرآ العقد والكلام الصغير المطبوع في أسفل الصفحات. فهناك فقرة تقول إن أسعار الفائدة متغيرة وليست ثابتة. هذه الأسعار تكون منخفضة في البداية ثم ترتفع مع الزمن. وهناك فقرة تقول إن أسعار الفائدة سترتفع كلما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة. وهناك فقرة أخرى تقول إنه إذا تأخر عن دفع أي دفعة فإن أسعار الفائدة تتضاعف بنحو ثلاث مرات. والأهم من ذلك فقرة أخرى تقول إن المدفوعات الشهرية خلال السنوات الثلاث الأولى تذهب كلها لسداد الفوائد. هذا يعني أن المدفوعات لا تذهب إلى ملكية جزء من البيت، إلا بعد مرور ثلاث سنوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أشهر رفع البنك المركزي أسعار الفائدة فارتفعت الدفعات الشهرية ثم ارتفعت مرة أخرى بعد مرور عام كما نص العقد. وعندما وصل المبلغ إلى 950 دولاراً تأخر سعيد في دفع الدفعة الشهرية، فارتفعت الدفعات مباشرة إلى 1200 دولار شهريا. ولأنه لا يستطيع دفعها تراكمت عقوبات إضافية وفوائد على التأخير وأصبح سعيد بين خيارين، إما إطعام عائلته وإما دفع الدفعات الشهرية، فاختار الأول، وتوقف عن الدفع. في العمل اكتشف سعيد أن زميله نبهان قد طرد من بيته وعاد ليعيش مع أمه مؤقتا، واكتشف أيضاً أن قصته هي قصة عديد من زملائه فقرر أن يبقى في البيت حتى تأتي الشرطة بأمر الإخلاء. مئات الألوف من 'أمرستان' عانوا المشكلة نفسها، التي أدت في النهاية إلى انهيار أسواق العقار.
أرباح البنك الذي قدم قرضا لسعيد يجب أن تقتصر على صافي الفوائد التي يحققها من هذا القرض، ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. قام البنك ببيع القرض على شكل سندات لمستثمرين، بعضهم من دول الخليج، وأخذ عمولة ورسوم خدمات منهم. هذا يعني أن البنك كسب كل ما يمكن أن يحصل عليه من عمولات وحول المخاطرة إلى المستثمرين. المستثمرون الآن يملكون سندات مدعومة بعقارات، ويحصلون على عوائد مصدرها مدفوعات سعيد ونبهان الشهرية. هذا يعني أنه لو أفلس سعيد أو نبهان فإنه يمكن أخذ البيت وبيعه لدعم السندات. ولكن هؤلاء المستثمرين رهنوا هذه السندات، على اعتبار أنها أصول، مقابل ديون جديدة للاستثمار في شراء مزيد من السندات. نعم، استخدموا ديونا للحصول على مزيد من الديون! المشكلة أن البنوك تساهلت كثيرا في الأمر لدرجة أنه يمكن استدانة 30 ضعف كمية الرهن. باختصار، سعيد يعتقد أن البيت بيته، والبنك يرى أن البيت ملكه أيضاً. المستثمرون يرون أن البيت نفسه ملكهم هم لأنهم يملكون السندات. وبما أنهم رهنوا السندات، فإن البنك الذي قدم لهم القروض، بنك " عماير جبل الجن"، يعتقد أن هناك بيتا في مكان ما يغطي قيمة هذه السندات، إلا أن كمية الديون تبلغ نحو 30 ضعف قيمة البيت!
أما سحلول، ابن عم سعيد، فقد أنفق جزءا من القرض على إجازته وإصلاح بيته، ثم حصل على سيارة جديدة عن طريق وضع دفعة أولية قدرها ألفا دولار، وقام بنك 'فار سيتي' بتمويل الباقي. قام البنك بتحويل الدين إلى سندات وباعها إلى بنك استثماري اسمه 'لا لي ولا لغيري'، الذي احتفظ بجزء منها، وقام ببيع الباقي إلى صناديق تحوط وصناديق سيادية في أنحاء العالم كافة. سحلول يعتقد أنه يمتلك السيارة، وبنك 'فار سيتي' يعتقد أنه يملك السيارة، وبنك " لالي ولا لغيري" يعتقد أنه يمتلك السيارة، والمستثمرون يعتقدون أنهم يملكون سندات لها قيمة لأن هناك سيارة في مكان ما تدعمها. المشكلة أن كل هذا حصل بسبب ارتفاع قيمة بيت سحلول، وللقارئ أن يتصور ما يمكن أن يحصل عندما تنخفض قيمة البيت، ويطرد سحلول من عمله!
القصة لم تنته بعد!
بما أن قيمة السندات السوقية وعوائدها تعتمد على تقييم شركات التقييم هذه السندات بناء على قدرة المديون على الوفاء، وبما أنه ليس كل من اشترى البيوت له القدرة نفسها على الوفاء، فإنه ليست كل السندات سواسية. فالسندات التي تم التأكد من أن قدرة الوفاء فيها ستكون فيها أكيدة ستكسب تقدير 'أأأ'، وهناك سندات أخرى ستحصل على 'ب' وبعضها سيصنف على أنه لا قيمة له بسبب العجز عن الوفاء. لتلافي هذه المشكلة قامت البنوك بتعزيز مراكز السندات عن طريق اختراع طرق جديدة للتأمين بحيث يقوم حامل السند بدفع رسوم تأمين شهرية كي تضمن له شركة التأمين سداد قيمة السند إذا أفلس البنك أو صاحب البيت، الأمر الذي شجع المستثمرين في أنحاء العالم كافة على اقتناء مزيد من هذه السندات. وهكذا أصبح سعيد ونبهان وسحلول أبطال الاقتصاد العالمي الذي تغنى به الكاتب " توماس فريدمان ".
في النهاية، توقف سعيد عن سداد الأقساط، وكذلك فعل نبهان وسحلول وغيرهم، ففقدت السندات قيمتها، وأفلست البنوك الاستثمارية وصناديق الاستثمار المختلفة. أما الذين اشتروا تأمينا على سنداتهم فإنهم حصلوا على قيمتها كاملة، فنتج عن ذلك إفلاس شركة التأمين 'أي آي جي'. عمليات الإفلاس أجبرت البنوك على تخفيف المخاطر عن طريق التخفيض من عمليات الإقراض، الأمر الذي أثر في كثير من الشركات الصناعية وغيرها التي تحتاج إلى سيولة لإتمام عملياتها اليومية، وبدأت بوادر الكساد الكبير بالظهور، الأمر الذي أجبر حكومة أمرستان على زيادة السيولة عن طريق ضخ كميات هائلة لإنعاش الاقتصاد الذي بدأ يترنح تحت ضغط الديون للاستثمار في الديون! أما 'توماس فريدمان' فقد قرر أن يكسب مزيدا من الملايين حيث سينتهي من كتابة قصة "سعيد أبو الحزن" عما قريب.
أكاديمي وخبير في شئون النفط
*المقال نقلا بتصرف عن جريدة " الإقتصادية " يوم 23 سبتمبر 2008
نقلا عن:
http://www.islamonline.net/servlet/S...ah%2FNMALayout
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 01:34]ـ
المقال نقلا بتصرف عن جريدة " الإقتصادية " يوم 23 سبتمبر 2008
نقلا عن:
http://www.islamonline.net/servlet/S...ah%2FNMALayout
معذرة ... الرابط السابق خطأ وهذا هو الرابط الصحيح:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1221720510810&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout
ـ[البريك]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 11:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 04:15]ـ
جميل جدا شكرا(/)
الألم يعتصرُ قلبَ الشاب حسن! ..
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:20]ـ
الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وجعلنا من أمة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام , وبعد:
فاعلم أن ما ستقرؤه في السطور التالية هو فصلٌ من قصةٍ نسجها الواقع لا الخيال , والذي استوقفني وجعلني أردد النظر مرةً بعد مرة متأملاً هذا الفصل المفعم بالغيرة المتأججة على الإسلام أن ذاك الواقع يشبه واقعنا اليوم شبه الماء بالماء؛ إنه فصلٌ من قصة طموح شابٍ حدث السن هالَه ما رأى من تكالب الأعداء على الإسلام مدججين بآلة إعلامية جبّارة ترومُ صياغة شعبٍ مسلم وفق منظومة فكرية غربية؛ لقد فُجعَ هذا الشاب الغض بحملات التمرد التغريبية وهي تدك الحصون الاجتماعية وتخترق أسوار القيم ويتساقط قتلاها ويكثر أسراها الذين لا يلبثون حتى يكونوا من جنودها ينشطون في التبشير بتعاليمها في قصور الأمراء والكبراء والوزراء فتتحول الرؤى إلى سياسيات تتبناها السلطة ويحميها النظام؛ وتسيل جموعهم المفتونة في دور العلم ومراكز الثقافة تخلبُ الألباب وتفتن العقول وغالبُ صيدها –ويا للأسف- هم الصفوة المتعلمة من أبناء المسلمين ... ؛
بدا لهذا الشاب المفجوع أن سدود المناعة الثقافية الإسلامية تتهاوى أمام سيل التغريب الهادر؛ وأن الباطل يعلو صوته وترسخ قدمه ويكثر جمعه يوماً بعد يوم وأن الحق في أفولٍ يخفتُ صوته ويقل أهله وينحسر أثره يوماً بعد يوم ...
لقد وقف هذا الغلامُ مشدوهاً قد أكل القلقُ جوفه وأرّقته الحسرة فبقي أياماً طوالاً لا يذوق النوم إلا غفوات يسيرة وربما طاردته فيها كوابيسُ مزعجه مرعبة عن اصطلام الإسلام وتلاشيه لا قدّر الله ... فمن يطيق أن ينظر إلى الدين هو يذوي أمام ناظريه ...
والآن سأترك الكلمةَ لهذا الشاب الذي لم يتجاوز (الثانية والعشرين) من العمر كي يحدثنا عن قصته ولننصت إليه باهتمام فإن فيما سنسمع عبرةً وأي عبرة ...
يقول الشاب حسن –وهو يصف موجةَ الإلحاد والإباحية في مصر- (المعذرة: نسيتُ أن أقول لكم أن هذا الشاب مصري ولكني -أدباً معه- سأنتظره حتى ينهي حديثَه في هذا المقطع اليسير من قصة كفاحه ثم أعرفكم به بعد ذلك) يقول:
وعقب الحرب الماضية "1914 - 1918" (يقصد الحرب العالمية الأولى) وفي هذه الفترة التي قضيتُها بالقاهرة اشتد تيار التحلل في النفوس وفي الآراء والأفكار باسم التحرر العقلي , ثم في المسالك والأخلاق والأعمال باسم التحرر الشخصي؛ فكانت موجةَ إلحادٍ وإباحية قوية جارفة طاغية لا يثبتُ أمامها شيءٌ؛ تساعد عليه الحوادث والظروف.
لقد قامت تركيا بانقلابها الكمالي وأعلن مصطفى كامل باشا إلغاء الخلافة وفصلَ الدولة عن الدين في أمةٍ كانت إلى بضع سنين في عرف الدنيا جميعاً (لعله يقصد: كلها) مقر أمير المؤمنين , واندفعت الحكومة التركية في هذا السبيل في كل مظاهر الحياة.
ولقد تحولت الجامعة المصرية من معهد أهلي إلى جامعة حكومية تديرها الدولة وتضم عدداً من الكليات النظامية , وكان البحث الجامعي والحياة الجامعية حينذاك في رؤوس الكثيرين صورةً غربية مضمونها: أن الجامعة لن تكون جامعةً علمانية إلا إذا ثارت على الدين وحاربت التقاليد الاجتماعية المستمدة منه واندفعت وراء التفكير المادي المنقول عن الغرب بحذافيره و, عُرف أساتذتها وطلاّبها بالتحلل والانطلاق من كل القيود.
لقد وُضعت نواة "الحزب الديمقراطي" الذي مات قبلَ أن يولد ولم يكن له منهاج (أي هدف) إلا أن يدعو إلى الحرية والديمقراطية بهذا المعنى المعروف حينذاك: معنى التحلل والانطلاق.
وأُنشئ في شارع المناخ (لعله اسم لأحد شوارع القاهرة) ما يُسمى بالمجمع الفكري , وتشرف عليه هيئة من "التيوصوفيين" وتلقى فيه محاضرات تهاجم الأديان القديمة وتبشر بوحيٍ جديد وكان خطباؤه خليطاً من المسلمين والنصارى واليهود وكلهم يتناول هذه الفكرة الجديدة من وجهات النظر المختلفة.
وظهرت كتب وجرائد ومجلات كل ما فيها ينصح (لعلها: ينضح) بهذا التفكير الذي لا هدف له إلا إضعاف أثر أي دين , أو القضاء عليه في نفوس الشعب لينعم بالحرية الحقيقة فكرياً وعلمياً في زعم هؤلاء الكتّاب والمؤلفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجُهزت "صالونات" في كثير من الدور الكبيرة الخاصة يتطارح فيها زوارها مثل هذه الأفكار , ويعملون بعد ذلك على نشرها في الشباب وفي مختلف الأوساط ...
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:22]ـ
يقول الشاب حسن:
رد الفعل:
كان لهذه الموجة ردُ فعلٍ قوي في الأوساط الخاصة بهذه الشؤون كالأزهر وبعض الدوائر الإسلامية؛ ولكن جمهرة الشعب حينذاك كانت إما الشباب المثقف وهو معجبٌ بما يسمع من هذه الألوان؛ وإما من العامة الذين انصرفوا عن التفكير في هذه الشؤون لقلة المنبهين والموجهين , وكنتُ متألما لهذا أشد الألم , فها أنا ذا أرى الأمة المصرية العزيزة تتأرجح حياتها الاجتماعية بين إسلامها الغالي العزيز , الذي ورثته وحمته وألفته وعاشت به واعتزَ بها أربعة عشر قرنا كاملة؛ وبين هذا الغزو الغربي العنيف المسلح المجهز بكل الأسلحة الماضية الفتاكة من المال والجاه والمظهر والمتعة والقوة ووسائل الدعاية.
وكان ينفسُ عن نفسي بعض الشيء الإفضاءُ بهذا الشعور إلى كثيرٍ من الأصدقاء الخلصاء من زملائنا الطلاب بدار العلوم والأزهر والمعاهد الأخرى , وكان (فلان وفلان ... وعدد أشخاصاً) كان هؤلاء جميعاً يتحدثون في هذه الموضوعات , وفي وجوب القيام بعمل إسلامي مضاد , وكنا نجد في ذلك ترويحاً عن النفس وتسليةً عن الهم.
كما ينفس عن نفسي الترددُ على المكتبة السلفية , وكانت إذ ذاك قربَ محكمة الاستئناف , حيث نلقى الرجل المؤمن المجاهد العامل القوي العالم الفاضل والصحفي الإسلامي القدير "محب الدين الخطيب" , ونتلقى بجمهرة من أعلام الفضلاء المعروفين بغيرتهم الإسلامية وحميتهم الدينية , أمثال فضيلة الأستاذ الكبير محمد الخضر حسين , والأستاذ محمد أحمد الغمراوي , وأحمد باشا تيمور –رحمه الله- , وعبدالعزيز باشا محمد –رحمه الله- وكان إذ ذاك مستشاراً بمحكمة الاستئناف , ونسمع منهم بعض ما ينفس عن النفس , كما كنا نتردد على دار العلوم , ونحضر في بعض مجالس الأستاذ محمد رشيد رضا –رحمه الله- ونلقى فيها الكثير من الأعلام الفضلاء كذلك أمثال الشيخ عبدالعزيز الخولي –رحمه الله- وفضيلة الأستاذ الشيخ محمد العدوي فنتذكر هذه الشؤون أيضاً , وكانت للسيد (محمد) رشيد رضا جولات قوية موفقة في رد هذا الكيد عن الإسلام.
عمل إيجابي:
ولكن هذا القدر لم يكن يكفي ولا يفشي وخصوصاً وقد اشتد التيار فعلاً , وصرتُ أراقب هذين المعسكرين فأجد معسكر الإباحية والتحلل في قوةٍ وفتوة؛ومعسكرَ الإسلامية في نقصٍ وانكماش , واشتدَّ بي القلق حتى إني قضيتُ نحواً نصف رمضان هذا العام في حالة أرقٍ شديد لا يجد النومُ إلى جفني سبيلا من شدة القلق والتفكير في هذه الحال؛ فاعتزمتُ أمراً إيجابياً وقلتُ في نفسي: لماذا لا أحمّل هؤلاء القادة من المسلمين هذه التبعة وأدعوهم -في قوة- إلى يتكاتفوا على صد هذا التيار؟ ... فإن استجابوا فذاك؛ وإلا كان لنا شأناً آخر, وصح العزم على هذا وبدأتُ التنفيذ.
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:25]ـ
يضيف الشاب حسن -أيضاً-:
مع فضيلة الشيخ الدجوي:
كنتُ أقرأ للشيخ يوسف الدجوي –رحمه الله- كثيراً , وكان الرجل سمح الخلق حلو الحديث صافي الروح , وبحكم النشأة الصوفية كان بيني وبينه –رحمه الله- صلة روحية وعلمية تحملني على زيارته الفينة بعد الفينة بمنزله بقصر الشوق أو بعطفة الدويدار بحي الأزهر , وكنت أعرف أن له صلات بكثير من رجال المعسكر الإسلامي من علماء أو وجهاء وكنتُ أعرف أنهم يحبونه ويقدرونه فعزمت على زيارته ومكاشفته بما في نفسي والاستعانة به على تحقيق هذه الفكرة والوصول إلى هذه الغاية , وزرته بعد الإفطار وكان حوله لفيف من العلماء وبعض الوجهاء ومن بينهم رجلٌ فاضل لا أزال أذكر اسمه "أحمد بك كامل" وإن لم ألتقِ به بعد هذه المرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تحدثتُ إلى الشيخ في الأمر فأظهر التأسفَ وأخذ يعددُ مظاهر الداء والآثار السيئة المترتبة على انتشار هذه الظاهرة في الأمة وخلص من ذلك إلى ضعف المعسكر الإسلامي أمام هؤلاء المتآمرين عليه (أي معسكر العلمنة والتغريب) , وكيف أن الأزهر حاول كثيراً أن يصد هذا التيار فلم يستطع, وتطرق إلى الحديث عن جمعية "نهضة الإسلام" التي ألفها الشيخ هو ولفيفٌ من العلماء , ومع ذلك لم تجدِ شيئاً , و (تطرقَ) إلى كفاح الأزهر ضد المبشرين (بهذا الفكر التغريبي) والملحدين وإلى مؤتمر الأديان في اليابان ورسائلِ الإسلام التي ألفها فضيلته وبعث بها إليه , وانتهى ذلك كله إلى أنه لا فائدة من كل الجهود , وحسبُ الإنسان أن يعمل لنفسه وأن ينجو بها من هذا البلاء , وأذكر أنه تمثّل بهذا البيت –الذي كثيراً ما كان يتمثل به- والذي كتبه لي في بعض بطاقاته في بعض المناسبات:
وما أُبالي إذا نفسي تطاوعني ............. على النجاة بمن قد مات أو هلكا
وأوصاني أن أعمل بقدر الاستطاعة وأدعَ النتائج لله "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".
لم يعجبني –طبعاً- هذا القول وأخذتني فورةُ الحماسة وتمثّل أمامي شبحُ الإخفاق المرعب إذا كان هذا الجواب سيكون جواب كل من ألقى من هؤلاء القادة؛ فقلتُ له –في قوة-: إنني أخالفك يا سيدي كل المخالفة في هذا تقول , واعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون ضعفاً فقط؛ وقعوداً عن العمل؛ وهروباً من التبعات؛ من أي شيءٍ تخافون؟ من الحكومة أم الأزهر؟ ... يكفيكم معاشكم واقعدوا في بيوتكم واعملوا للإسلام؛ فالشعب معكم في الحقيقة لو واجهتموه لأنه شعبٌ مسلم , ولقد عرفته في القهاوي وفي المساجد وفي الشوارع (كان لهذا الشاب جهودٌ دعوية حيث كان يجوب تلك الأماكن في ذلك) فرأيته يفيض إيماناً ولكنه قوة مهملة , وهؤلاء الإباحيون والملحدون بجرائدهم ومجلاتهم (وفضائياتهم ومواقعهم) لا قيامَ إلا في غفلتكم , ولو تنبهتم لدخلوا في جحورهم , يا أستاذ إن لم تريدوا أن تعملوا لله فاعملوا للدنيا وللرغيف الذي تأكلون؛ فإنه إذا ضاع الإسلام في هذه الأمة ضاع الأزهر وضاع العلماء؛ فلا تجدون ما تأكلون ولا ما تنفقون ك؛ فدافعوا عن كيانيكم إن تدافعوا عن كيان الإسلام , واعملوا للدنيا إن لم تعملوا للآخرة , وإلا فقد ضاعت دنياكم وآخرتكم على السواء! ..
وكنتُ أتكلم بحماسة وتأثر وشدة من قلبٍ محترق مكلوم , فانبرى بعض العلماء الجالسين يردُ في قسوة ويتهمني بأنني أسأتُ إلى الشيخ وخاطبته بما لا يليق , و (أنني) أسأتُ إلى العلماء والأزهر وأسأتُ إلى الإسلام القوي العزيز , والإسلام لا يضعف أبداً والله تكفّل بنصره. وقبل أن أرد عليه انبرى أحمد بك كامل هذا وقال: لا يا أستاذ , من فضلك هذا الشاب لا يريد منكم إلا الاجتماع لنصرة الإسلام , وإن كنتم تريدون مكاناً تجتمعون فيه فهذه داري تحت تصرفكم افعلوا بها ما تريدون , وإن كنتم مالاً فلن نعدم المحسنين من المسلمين , ولكن أنتم قادة فسيروا ونحن وراءكم؛ أما هذه الحجج فلم تعد تنفع بشيء.
هنا سألتُ جاري من هذا الرجل المؤمن: من هو؟ فذكر لي اسمه وما زال عالقاً بذهني ولم أره بعد , وانقسم المجلس إلى فريقين: فريقٌ يؤيد رأى الأستاذ العالم؛ وفريقٌ يؤيد رأي أحمد بك كامل , والشيخ (أي الدجوي) –رحمه الله- ساكت. ثم بدا له أن ينهي هذا الأمر؛ فقال: على كل حال نسأل الله أن يوفقنا للعمل بما يرضيه , ولا شك أن المقاصد كلها متجهةٌ إلى العمل والأمور بيد الله؛ وأظننا الآن على موعد مع الشيخ محمد سعد فهيا بنا لنزوره.
وانتقلنا جميعاً إلى منزل الشيخ محمد وهو قريبٌ من منزل الشيخ الدجوي –رحمه الله- وتحريتُ أن يكون مجلسي بجوار الشيخ الدجوي مباشرة لأستطيع الحديث فيما أريد , ودعا الشيخ محمد بحلويات رمضان فقُدمت وتقدم الشيخ ليأكل فدنوتُ منه فلما شعر بي بجواره؛ سأل: من هذا؟ فقلتُ: فلان؛ فقال: أنت جئتَ معنا أيضاً؟ فقلت: نعم يا سيدي؛ ولن أفراقكم إلا إذا انتهينا من الأمر؛ فأخذ بيده مجموعةً
(يُتْبَعُ)
(/)
من النقل (نوع حلوى أو نحو ذلك) وناولنيها وقال: خذْ وإن شاء الله نفكر؛ فقلتُ: سبحان الله يا سيدي إن ألمر لا يحتمل تفكيراً , ولكن يتطلب عملاً , ولو كانت رغبتي في هذا النقل (الحلوى) لاستطعتُ أن أشتري بقرش وأظل في بيتي ولا أتكلف مشقةَ زيارتكم , يا سيدي إن الإسلام يحارب هذه الحرب العنيفة القاسية , ورجاله وحماته وأئمة المسلمين يقضون الأوقات غارقين في هذا النعيم؛ أتظنون أن الله لن يحاسبكم على هذا الذي تصنعون؟ إن كنتم تعلمون للإسلام أئمةً غيركم وحماةً غيركم فدلوني عليهم لأذهب إليهم لعلي أجد عندهم ما ليس عندكم! .. وسادة لحظةُ صكتٍ غريبة , وفاضت عين الشيخ –رحمه الله- بدمع غزير بلّل لحيته وبكى بعض من حضر , وقطع الشيخ-رحمه الله- هذا الصمت وقال –في حزنٍ عميق وتأثرٍ بالغ-: وماذا نصنع يافلان؛ فقلتُ: يا سيدي الأمر يسير؛ ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها , لا أريد إلا أن تحصر أسماءَ من نتوسم فيهم الغيرةَ على الدين من ذوي العلم والوجاهة والمنزلة ليفكروا فيما يجب أن يعملوه: يصدرون ولو مجلةً أسبوعية أمام جرائد الإلحاد والإباحية , ويكتبون كتباً وردوداً على هذه الكتب , ويؤلفون جمعياتٍ يأوي إليها الشباب , وينشّطون حركة الوعظ والإرشاد ... وهكذا من هذه الأعمال؛ فقال الشيخ –رحمه الله-: جميل , وأمرَ برفع "الصينية" بما فيها وإحضارِ ورقة وقلم , وقال: اكتبْ , وأخذنا نتذكر الأسماء , فكتبنا فريقاً كبيراً من العلماء الأجلاء , أذكر منهم: الشيخ –رحمه الله- , وفضيلة الشيخ محمد الخضر حسين , والشيخ عبدالعزيز جاويش , والشيخ عبدالوهاب النجار , والشيخ محمد الخضري ... وجاء اسم السيد رشيد رضا –رحمه الله- (وكان بينهما شيء) فقال الشيخ: اكتبوه ... اكتبوه؛ فإن الأمر ليس أمراً فرعياً نختلف فيه ولكنه أمر إسلامٍ وكفر والشيخ رشيد رضا خير من يدافع بقلمه وعلمه ومجلته. وكانت هذه شهادةً طبية للسيد رشيد رضا –رحمهما الله- مع ما كان بينهما من خلافٍ في الرأي حول بعض الشؤون , وكان من الوجهاء: أحمد باشا تيمور ... (وذكر أشخاصاً).
ثم قال الشيخ: إذن عليك أن تمر على من تعرف وأمرُّ على من أعرف ونلتقي بعد أسبوع –إن شاء الله-.
ولتقينا مرات , وتكونت نواةٌ طيبة من هؤلاء الفضلاء وواصلت اجتماعها بعد عيد الفطر , وأعقب ذلك أن ظهرت مجلة "الفتح" الإسلامية القوية يرأس تحريرها الشيخ عبدالباقي سرور نعيم –رحمه الله- ومديرها السيد محب الدين الخطيب , ثم آل تحريرها وإدارتها إليه فنهض بها خير نهوض , وكانت مشعل الهداية والنور لهذا الجيل من شباب الإسلام المثقف الغيور , وظلت هذه النخبة المباركة تعمل وظل يحركها نفرٌ من الشباب المبارك المخلص حتى كانت هذه الحركة "جميعة الشبان المسلمين" ...
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
أخوتي الكرام: انتهى فصلٌ يسيرٌ في مبناه كبير جليلٌ في معناه من قصة طموح شابٍ عجيب قلما تجود به بمثله الدهور على مرِّ العصور , ثم مضت السنون والأعوام وكان من أمر هذا الشاب ما كان.
إن هذا الشاب هو الإمام الهمام حسن البنا –رحمه الله ورضي عنه- , وكانت تلك الحروف المنقولة ليست إلا وريقاتٍ من كتابه البديع "مذكرات الدعوة والداعية" وهي قصة حياة هذا الإمام العجيب الذي ملئ الدنيا وشغل الناس , وقد قدّم لها فضيلةُ العلاّمة الكبير أبو الحسن الندوي بمقدمةٍ أفرغ فيها كثيراً من عاطفته المشبوبة وحديثه العذب عن كاتبها الإمام حسن البنا –رحمهما الله- وأظن أن القارئ لن يتمالك عيناه وهو يسير بين سطورها تلك التقدمة فضلاً عن سيره في ثنايا الكتاب.
والحاصل أنه شاع تحريضُ أهل العلم بقراءة تراجم الأئمة والأعلام والمجاهدين لتتحرك الهمم وتنبعث العزائم لخدمة هذا الدين وحماية هذا الوحي الذي أكرمنا الله تعالى به غضاً كما أُنزل؛ فاقرؤا أيها الأخوة –وفقكم الله جميعاً- قصةَ الصبر واليقين في سيرة الإمام حسن البنا–رحمه الله ورضي عنه وسائر علماء المسلمين- "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون "
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
بشرى لطلبة العلم ...
نزل في الأسواق كتابٌ بعنوان "اختلاف المفتين والموقف المطلوب تجاهه من عموم المسلمين مؤصلاً من أدلة الوحيين" , تأليف الدكتور المحدث الشريف حاتم العوني-حفظه الله ووفقه- , من إصدارات "دار الصميعي".
ويشتمل الكتاب على ستة فصول:
الأول: بيان مشروعية اختلاف العلماء
الثاني: أسباب وقوع الاختلاف بين أهل العلم
الثالث: تقسيم الاختلاف إلى سائغ وغير سائغ , وضابط التفريق بينهما
الرابع: حكم الاختلاف السائغ وغير السائغ , والموقف منهما
الخامس: صفة من لا يستحق الاستفتاء
السادس: منهج تعامل عوام المسلمين مع اختلاف العلماء
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:36]ـ
قصة مؤثرة .. بارك الله فيك ..
و رحم الإمام الكبير الفريد ..
و أرجو أن تتابع بالأسلوب نفسه سِيَر المجددين!(/)
محمد أحمد الراشد الداعية العراقي ينقض أصول دعاة الجهاد السياسي في العراق
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 12:22]ـ
وهي
تنقلات فكرية، وسياحات بين المعاني الشرعية
ومكاشفات إيمانية تبرأ من البدع وتعتصم بالاُصول
ونموذج في التحليل الإستراتيجي
واستنتاجات تجريبية توضح مَكامن الخطر
في
الاتفاقية الأمنية العراقية – الأميركية
وتنهّدات رائد يرى الخَلل واللين واحتمالات الانحراف
ونقض فقهي ومنطقي وعُرفي
لتهاونات العملية السياسية السلمية الإسلامية في العراق
وتطلّعات طَموح يؤمن بأن الجهاد فرضٌ وفرصة
وأن المجاهدَ أعز الناس في الدنيا والآخرة
لقراءة بقية الرسالة اضغط هنا
http://www.alrashed-online.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=72:2008-10-09-19-36-51&catid=35:letters&Itemid=54
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 01:04]ـ
يا أخي العزيز ..
محمد الراشد هذا من أكبر المطبلين لما يسمى (الحزب الإسلامي) العميل للمحتل الصليبي.
سبحان الله، من يقرأ كتبه يظن أنه هو من سيقود الأمة في فريضة الجهاد وأنه صلاح الدين هذه الأمة!
ولكن ما هي إلا دروس لنعلم أن هناك من ينافق، ويعمل بخلاف ما يكتب ويقول!
وليس العبرة في الكتابات وفي الكلام، إنما العبرة في الأفعال.
الحزب الإسلامي هو من أنشأ ما يسمى (بالصحوات المرتدة) والتي أصبحت مطية للأمريكان!
وقائد الحزب الإسلامي العميل "طارق الهاشمي" هو من كان يُوقع على اعدامات المجاهدين في العراق!
وباعتراف جميع الفصائل المقاتلة هناك.
والحزب الإسلامي هو من حثّ الأمريكان على ضرب الفلوجة وكان الداعم الأساسي لهم، وباعتراف جميع الفصائل المقاتلة إضافة إلى هئة علماء المسلمين.
ووالله أن عمالتهم لا تقل عن عمالة أبناء ابن العلقمي.
وفي الأخير يأتي محمد أحمد الراشد لهذا ليدعمهم ويثني عليهم ويحث الناس للدخول في حزبهم!
عامله الله بما يستحق.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 01:16]ـ
صدقت أخي الكريم فإن الراشد هو أكبر أعمدت ما يسمى بـ (الحزب الإستسلامي في العراق) هذا الحزب الخبيث عميل أسياده الأمريكان ... فإذا كان الحزب قد انحرف عن الجادة فلماذا لم يتبرأ منه الراشد علنية.
وفي اعتقادي أن هذه مجرد مراوغة جديدة بعد أن أفلس مشروع صحوات بوش في العراق أمام صبر المجاهدين نصرهم الله تعالى.
لا تغتروا بما يقولون كثيراً لقد أظهر الله عوارهم أمام الخلق.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:27]ـ
فإذا كان الحزب قد انحرف عن الجادة فلماذا لم يتبرأ منه الراشد علنية.
.
ليته سكته يا أخي الكريم!
بل لازال يُشنف مسامعنا بضرورة نصرة ودعم الحزب اللا اسلامي العراقي العميل!
يا أخي هؤلاء أهل الكلام والشعارات الجوفاء.
كالطبل، تسمع له صوتا مدويا ولكنه فارغ من الداخل.
عندما تأتي ساعة الحقيقة يولون الدبر، وياليتهم اكتفوا بالهروب من أرض المعركة، بل يعودون على ظهر الدبابات لدعم المحتل!
العالم كله رأى الإخوان المسلمين يصعدون على ظهر الدبابات الأمريكية في أفغانستان وترفرف فوق رؤوسهم 22 راية صليبية!!
فقط لإسقاط حركة طالبان!!!
ورأينا الإخوان المسلمين المتمثلين بالحزب الإسلامي يقفون في صف المحتل الصليبي!!
هؤلاء والله لا يستحون من إطلاق الشعارات الجوفاء والضحك على الطقون، ولا يعلمون أن زمن الضحك على الأمة قد ولى وانتهى.
وأن حقيقتهم انكشفت، ولا ينخدع بشعاراتهم إلا السذج البلهاء.
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 01:12]ـ
أولا / ممكن سؤال / هل قرأتم الكتاب؟
ثانيا / ألا نفرح بأن أخينا رجع للصواب وعرف خطأ مهزلة الجهاد السلمي في معركة عسكرية!!
أصلح الله القلوب
أبو حسن
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 01:34]ـ
ليت الإخوة قرأوا , و أنا أعذرهم لأنهم استعجلوا و إن شاء الله أن ليس في قلوبهم شيء يصدهم بعد القراءة و ربما كلنا بحاجة لأن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لله أشد فرحا بتوبة عبده .... " الحديث.
يقول الراشد ص 9 في الكتاب المذكور:
(وأنا نفسي كنت قد كتبتُ في تأييد العملية السياسية , ونظرت إلى أنها ضرورة يمليها واقع العراق المعقد المنقسم مذهبيا وقوميًا , ولكني كنت آمل من رجالها الصلابة والجرأة وكمال الصراحة , وأن تثير زوابع في وجه أنواع المنكر كلها , فلما رأيت الرخاوة توقَّفْتُ , وعندما لمست بوادر ترويج المنطق الليِّن وزهدهم بالجهاد أدركتُ أن المجموعة السياسية لا تسير بالطريق الرباني المطلوب , و أنه لا بد من نفضة ٍ وتبديل رجال ٍ وتصحيح المسار)
..
وأدعوكم لقراءة الكتاب , وهو يقع في 82 صفحة , فقراءته يسيرة وسهلة.
أصلح الله أحوالنا و أحوال المسلمين في كل مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 12:04]ـ
أخي العزيز ..
قرأت جزءا من الكتاب، والراشد لا يتبرأ من العملية السياسية في ظل الاحتلال الصليبي!
بل يقول أن الذين خاضوا المعترك السياسي لم يكونوا أهلا لها!
مع أنه وصف من دخلها بأنهم صفوة الصفوة وأنهم شيوخ ودعاة ومن كبار اخوان العراق!
فهو لم يتبرأ من الانتخابات، ولكن يعترف بأن من دخل حكومة الأمريكان والروافض انتكسوا، لذلك هو يقول: (أدركتُ أن المجموعة السياسية لا تسير بالطريق الرباني المطلوب , و أنه لا بد من نفضة ٍ وتبديل رجال ٍ وتصحيح المسار).
كما أن الراشد ما زال عضوا في الحزب الإسلامي المجرم العميل!
لم يتبرأ من الحزب ومن عمالته!
عليه وكما أنه أثنى على الحزب اللا اسلامي على الملأ، فعليه أن يتبرأ منهم على الملأ (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا).
ولا تظن أننا نفرح لانتكاسة وضلال المسلم!
لا والله، بل قلوبنا تتقطع وتنفطر لذلك!
ويعلم الله كم أنا حزين ومشفق على (محمد الراشد) وبقية أعضاء الحزب اللا اسلامي.
ووالله أن اعلانه البراءة من الحزب ومنهجه لهو عندي أعظم وأحب من كل كنوز الأرض.
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 02:55]ـ
يا أخي الرجل يصرح أن الطريق الصحيح دعم الجماعات الجهادية وأن أخطائها بشرية يمكن استكمالها أم خطأ الموقعون على الوثيقة الأمنية لا يمكن تصحيح خطأهم اكمل الكتاب ترى وضوح رأي الرجل
أبو حسن
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 03:37]ـ
أخي عبد الرحمن الناصر وفقك الله
كلام قوي وموفق جزاك الله خيراً.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 05:23]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أجدني مجبرًا إخوتي الكرام الأفاضل على دخول مثل هذه المواضيع للمرة الثانية.
أخي الكريم؛ تقول:
أخي العزيز ..
قرأت جزءا من الكتاب
و أنا دعيتك لقراءة الكتاب كاملا فليس من الإنصاف قراءة بعض الصفحات و ترك الجزء الأكبر.
و لست هنا إلا في مقام أن ننزل الناس منازلهم .. الأقرب فالأقرب.
وفق الله الأستاذ الكبير: محمد أحمد الراشد لما يحب ويرضى.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 02:20]ـ
يا أخي الرابط لا يعمل
وأنا اريد قراءة الكتاب، فقد كنت متيما بكتابات الراشد، قبل أن اصدم بما آل إليه أمره بعد الاحتلال الصليبي للعراق
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 08:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن روح الإنصاف والإبتعاد عن المواقف المسبقة قد عدمت في هذه الأزمان , ومع ذلك فالإنسان لا يستطيع التحكم بدقائق النفس ودوافق العواطف
ومع ذلك فالشيخ واضح وصريح في رسالة (نقض المنطق السلمي)!
بل في (فتوى تحريم المعاهدة الأمريكية العراقية)!
وكلّها موجودة , وكلّها - أي كتب الراشد - يستطيع أن يستشف الإنسان عبرها .. كيف يفكر الراشد؟!
وأظن أن في " أصول الإفتاء والإجتهاد التطبيقي " ما يكفي من رام فهم منطق الرجل .. وإسكاتاً لطلبة العلم المتحذلقين!
أصحاب الأفكار المشوهة والتعصبات الممقوتة!
وأنا لم أحزن ولم يكلم قلبي من كل ما كتب في هذه " الجادة " إلا ما كتبه شيخي " أبي عائشة " .. والله المستعان!
وأقول: كيف نجمع بين (بوارق العراق) و (نقض المنطق السلمي) .. و إجتهادات (الحزب الإسلامي) التي ليس الراشد إلا عضواً فيها وبالتالي ليس ما تفعله ينسحب عليه! وإلا فكيف يملي علينا (أصول الفقه) النظر الفسيح بين دقائق الأنظار في القول الطريح.
والله المستعان.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 06:57]ـ
وها هو بيان الشيخ أحمد الراشد الواضح المبين الذي نشر اليوم على موقع العصر:
فهل يتوب إلى الله من انتقص عرض الشيخ بغير حق، قبل أن يباغته الموت فيقبل على ربه بحمل ثقيل؟
فتوى بتحريم التوقيع على المعاهدة العراقية الأميركية
بقلم الشيخ محمد أحمد الراشد
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بعد: فقد زاد سؤال الناس عن حكم الشرع في المعاهدة الأمنية بين العراق وأميركا، وقد كانت المعاهدة في صيغتها الأولى التي بينتُ خطرها في كتابي "نقض المنطق السلمي": واضحة الخطل، صريحة في صفتها العدوانية، وأدرك الناس بالفطرة وجوه ضررها، فعارضوها، فكان من القائمين عليها اللجوء إلى طريق التفافي، بأن أضافوا لها شرط الانسحاب الأميركي قبل نهاية سنة 2011، وسبب ذلك أنهم حين عرفوا معارضة أكثر الشعب العراقي وأمة الإسلام في كل الأقطار: مالوا إلى تجميل المعاهدة وتحلية هيكلها بهذا الشرط الذي في ظاهره الشجاعة وتحصيل الاستقلال، وباطنه خواء.
وهما أمران يقوم عليهما منطق رفض الاتفاقية حتى لو تضمنت شرط الانسحاب الأميركي: الأمر الأول، أن هذا الانسحاب ما هو بجازم، ولا هو بأمر مُبرَم، بل يُمكن نقضه والاستدراك عليه بأن تطلب الحكومة العراقية من القوات الأميركية البقاء وتجدّد لها الإذن مدة عشر سنوات، فتخرج من الباب وتدخل من الشُبّاك، ذهاباً مع فتوى المرأة الحائرة التي أحرجها زوجها بيمين الطلاق أنها إن خرجت من الباب فلن تدخل منه ثانية، فسهّل المفتي أمرها بإدخالها من النافذة .. أو صاحب المال المتمرد على الشرع، الذي يهب أمواله قبل نهاية الحول عليه إلى زوجته، ثم تهبه إليه ثانية، ليتهرب من دفع الزكاة، وهذا هو فقه الحِيَل، وهو فقه الذين أصاب إيمانهم الضمورُ وتقلّصت تقواهم فأصبحوا يتعاملون مع الله بالمخادعة، ومع الناس بالظلم، واتبعوا منهجية الشرود والغش وارتكاب الزيف والميلان عن سعة الطريق المستقيم السالك إلى الغموض والأزقة الضيقة والدروب المسدودة .. وما الضامن لموقفٍ حازمٍ من الحكومة وهي ستستمر من خلال إسناد المستعمرين لها بنفس تركيبتها الحالية ومرجعيتها الطائفية والانفصالية وبما لها من ولاء معروف لأميركا وسَلفت منها سابقة الذهاب إلى البيت الأبيض ودعوته لاحتلال العراق؟ فصاحب السياسة الأولى يعيدها ثانية وثالثة، والحياء والولاء الإيماني نقطة في الجبين إذا سقطت فلن ترجع، والظن بهم ظن سيء، وأنهم يسوسون العراق على طريقة المخادعة وبمنهج التحايل والذهاب خطوات أخرى في إرهاق الشعب نفسياً وإخضاعه من خلال استعمال إرهاب السلطة.
ومن هنا: فإنّ الذي يترجح عندي أن هذا النص على الانسحاب في الاتفاقية إنما هو لامتصاص الرفض الشعبي والإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي، وأن مفعوله موقت فقط، وستسارع الحكومة العراقية الموالية للمستعمر بعد استتباب الأمر لها بطلب بقاء القوات الأميركية لعشر سنوات أخرى، والتكوين النفسي للطالباني رئيس الجمهورية وللمالكي رئيس الوزراء يحتمل ذلك ويجعله ممكناً جداً، وفكرهم السياسي فيه من جوانب اللين والمصلحية وتسويغ التبعية لأميركا الشيء الكبير، والسوابق تشهد، والانتفاعات الحزبية والشخصية التي بدرت منهم مراراً تجيز لنا اعتقاد أسوأ التفسيرين للأمر وأردأ الظنين، والتهمة الآن هي الغالبة، بقرينة التاريخ القريب، وهما يزعمان اليوم بطولة ملحمة وهمية عنوانها انسحاب لا يتمنيانه.
والأمر الثاني: يتعلق بما يكون من سلوك الجيش الأميركي بين التوقيع وإلى يوم المغادرة بعد سنوات ثلاث: من استمراره في محاربة المجاهدين والخروج من القواعد العسكرية الممنوحة له مستعيناً بالقوات العراقية ليعيث في الأرض فساداً، في العراق، وربما في بلاد أخرى، فإن المادة الرابعة من المعاهدة تجيز له ذلك وتمنحه هذا الحق داخل العراق بصراحة وخارج العراق بالسكوت، وفي قواعد الفقه والقانون أن السكوت في معرض الحاجة بيان وموافقة وإذن وتجويز ... وعلى ذلك فإن التكييف القانوني لهذا الانسحاب المظنون الموهوم يجعله شيئاً آخر يخالف تماماً المعنى القانوني والسياسي والعرفي والأخلاقي لمبدأ " جدولة الانسحاب "، لأن من أصل مفهوم الجدولة: أن يوافق العدو على إنهاء العمليات الحربية، وأن تضع الحرب أوزارها، ولكن لا يكون الانسحاب الفوري ممكناً، وقد يجلب الفوضى العامة، فيكون من اللائق جعل الانسحاب متدرجاً وعلى مراحل، مع كمال السكون وإسكات الأسلحة، وحصر التفكير في كيفية الخروج الآمن الذي يضمن عدم وقوع حرب أهلية بين مكونات الشعب العراقي ويكفل للعدو سلامة مؤخرته، مع تهيئة فرصة لقوات حكومية عراقية الولاء وغير حزبية لأن تتسلم زمام الأمور
(يُتْبَعُ)
(/)
وإدارة البلاد إلى حين انتخاب حكومة متوازنة، أو الاستعانة بقوات حيادية من بلاد عربية وإسلامية تساعد على الاستقرار، والمعاهدة الحاضرة تتجاهل كل ذلك وتتجاوزه وتُصر على ممارسة عمليات سحق الجهاد الذي تسميه خروجاً على القانون.
وبذلك فإنها لا توفر أبداً معنى جدولة الانسحاب، ولا هي في مصلحة العراق السياسية، ولا في مصلحته الاجتماعية، وتزيد الطين بِلّة، وتطعن خاصرة الإسلام، وتستمر في ظلم المجاهدين، وبذلك يستمر وصفها المذموم ويتضح عنصر الضرر فيها، ولا يمكن تأويلها بخير، بل هي منكر وحرام في عقيدة التوحيد وأحكام الشرع ومفهوم القانون الدولي والقانون الدستوري، بل وفي الأعراف والأخلاق، ولا مجال لنا غير الإفتاء بحرمة التوقيع عليها وإثم مَن يقترف ذلك من البرلمانيين والوزراء ورجال الدولة الرؤساء، وإسقاط هذه الاتفاقية هو واجب الوقت، وهو الأهم في سلسلة الواجبات المزدحمة، وينبغي أن لا يتقدم عليه أي واجب آخر، وأما كون إسقاط المعاهدة يلتقي مع رغبة إيرانية أيضاً فذلك من الأقدار الربانية، ولن تبدل هذه التوافقات القدرية من صفة المنكر، الذي امتلأت به بنود المعاهدة، ونحن ننطلق من تقدير شرعي وسياسي مستقل، وأيما فائدة تحققها إيران من إسقاط المعاهدة وتريد استثمارها ضد العراق فنحن أول مَن يعارضها، وللجهاد طريقته العملية الصارمة في تلقين إيران الدروس لو أرادت العدوان والعبوس، وذلك أسهل على الجهاد من دروسه الفصيحة التي لقنها للاستعمار الأميركي.
وإضافة إلى ذلك فإن في المعاهدة أكثر من نوع من أنواع السوء التي قمت بشرحها في موقعي المعنون: www.alrashed-online.com على الانترنت من خلال كتاب سميته " نقض المنطق السلمي " تؤكد لمدى أبعد صفة الباطل الذي تحويه المعاهدة، ومن ذلك ما يروّج له المفاوض العراقي من أنه استطاع إجبار العدو على إخضاع تصرفات الجندي الأميركي خارج القواعد للقانون العراقي، وليس كذلك الأمر، بل ذلك محصور فيما إذا ارتكب جريمة خارج مهمته التنفيذية، وذلك نادر ولا يحصل أساساً، إذ من السهل جداً إلحاق أي عمل للجنود الاستعماريين بوصف رسمي والشهادة له بانه كان خلال تنفيذ العمليات أو اثناء التحضير لها أو أنه كان في أعقابها وتتمة لها، ومعنى ذلك أيضاً أن الوحشية التي سيلجأ إليها الضباط الاستعماريون مقبولة ما دامت خلال عملية جماعية، بل ذلك فيه كل الإغراء لهم بارتكاب المجازر، والشر الباطن الكامن في هذا النص الخاص الاستدرَاكي أعنف من عمومية المفهوم الأول المستدرَك عليه، وسيبقى هذا النص المفتقِد لمهارة الصياغة والشروط العقلانية مصدر خطر وتفسير كيفي ضار هادر لحقوق المعتدى عليهم من العراقيين.
والبديل عن ذلك: هو استثمار معطيات الجهاد، وما حققه المجاهدون من إثخان في الجيش الأميركي العدواني، وتوظيف ضغطهم الجهادي في تحقيق انسحاب جازم مُبَرم وفق جدول ينظمه ويمنع الفوضى، مع حفظ حقوق المجاهدين في المشاركة في الحكومة العراقية بثقل، وفي رقابتهم عليها، وحفظ حقوق أهل السُنة والجماعة الذين ظلمهم الآخرون واستبد بهم الاستعمار، مع تعويض الشهداء والجرحى وإطلاق سراح السجناء وتعويضهم، ورفد المناطق السُنية بخُطة تنموية مضاعفة الحجم فيها التعويض والاستدراك على ما حُرمت منه بسبب الجهاد والأوضاع الاستثنائية، ثم تبديل الدستور الظالم المفتقد لعنصر التوازن، وإرساء السياسة العراقية في مرحلتها الجديدة على قواعد الحرية والعدل والإنصاف وإقامة دين الله وحكم الشرع، والرجوع إلى الأصالة، ووحدة المجتمع العراقي وتحريم الانفصال ...
والله هو الغالب، وله الأمر الأعلى سبحانه، وهو ناصر المؤمنين .. وصلى الله على سيدنا مُحمد وعلى آله وصحبه الميامين الطاهرين أجمعين.
محمد أحمد الراشد العِزي، تحريراً في العشرين من شوال 1429هـ الموافق 19 - 10 - 2008 م
ـ[زكريا ابو يحيى الفلسطيني]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 09:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أخي طالب الإيمان ونسأل الله أن يجعلك من أهل الإيمان وممن ينافحون عن الحق ويدعون الى الصراط المستقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
واما الغمز واللمز الذي يسمع من هنا وهناك بأن الكاتب (أي كاتب أعجبت به ولو لمدة وجيزة) قد انقلب على عقبيه وأنه خالف جادة الحق لإن القارئ سمع من مصدر أخباري أو من موقع أنترنيتي خبرا غير موثق أو رأي يحكم عليه فتراى القارئ يشتمه و يحاسبه وأحيانا يعنف عليه ويتقول عليه ولا يكون قد سمع منه إلا فتاتات من الإتهامات التي لا تتحاكم لأصول الكاتب أو حتى قراءة جزء من الكتاب أوخبرا من ..........
عجيبة أمر هذه النفوس ......... ألا تحترم حتى عقولها الا تستشعر سرعة تقلب أرائها و مواقفها
من المؤيد إلى الساخط
من الصديق الى العدو
من المستنصر الى المستعدي
يقول صاحب فضائح الفتن (اعاذنا الله وإياكم من هذه الفتن)
سبحان من خلق هذه النفوس.
أي سر هو سر هذه النفوس؟
حساسة .. متنوعة .. متقلبة.
بينا تظنها في غاية الصفاء: تهزها مفاجأة فتطفو الشوائب.
وبينا تعاملها فتلمس نهاية السهولة: تدهمها قسوة فتدعها صلدة على أعنف ما تكون القسوة.
رضاها يُغلفه غَنَج ودلال ...
وغضبها يحب الاسترسال ...
بين سلمها وحَربها يوم، وبين حلفها وهجمتها ساعة، وبين سَكينتها وصخبها دَقيقة، و بين ظنّيها الأول وَالثاني ثانية.
لا تخفي سيفَها في قُراب ... بل هو جاهز.
ولا تلجأ سهامها إلى جُعبة ... بل وَتَر قوسها مشدود.
من أهلها مَن تستفزه كلمة ينسى معها قاموس التآخي، فيَخرج الى عدوانَ، ويجرد أصحابَه من كل فضل، كأنْ لم تكن بينه وبينهم مودة وخبز وملح.
ومن أهلها من إذا جُهل عليه لا يحلم، ولا يعفو، ولا يصبر، ولا يرجو ما عند الله، بل يجهل فوق جهل الجاهلينا.
ومن أهلها من لا يعاتب عتاباً منجماً أو مُعجلا مضارعاً إذا ساءه أمر، بل يصبر ظاهراً، من غير عفو في الباطن، ولا يحاول أن يقسرها على النسيان والتغاضي، وإنما يَكتم في قلبه، ثم يكتم، ويُظهر الإبتسام، وفي الداخل يتعاظم الركام، حتى إذا بلغ أطناناً ثقيلة: ... انهار السد، فيفاجأ المساكينَ سيلُ العرم، ويتكرر ذلك منه سنوياً، فيحاسب إخوانه على ما سلف منهم معه، وتَكون كبيرةً كمية الإتهام، لتراكمها، ويعين ذاكرته بدفتر التقويم، الذي أحصى فيه ما نسوه وأرّخه وضبطَ ألفاظهم، وقد يحتفظ برسائل منهم ووثائق فيها هفوات لفظية، ليستعملها أدلة في التجريم، فتكون ثَم الآلام، وأصداء الآلام، وما هو أعتى من الآلام.
ان من أسباب هذا التخبط على مستوى الفرد والجماعة إنما هوغياب الموضوعية في النقل أو النقد وغياب الأصول الواضحة للتعامل مع المخالف وحتى مع المخالف في الأصول
فالراشد من الكتاب الذين وفقهم الله تعالى للكتابة في فقه الدعوة والتنظير للجهاد وتقويمه وترك الأهداف السرابية التي يلحظها ويكنها ويبذل روحه الغالية من ليس له فقه عميق في هذا الباب ولا يرتقي إلى دهاء العدو و مكره في جر المجاهدين لمعارك جانبية تستنزف طاقاتهم وتدمي قلوبنا قبل أن تدمي جوارحنا
والعملية السياسة ايضا رديفة للجهاد في تكامل العمل الإسلامي وفي الرسالة المشار إليها يقول الراشد (مفاد البديهة، وتجربة الحياة: أن العمل السياسي الصحيح، وفق قواعد الفقه وثوابت الإسلام: هو تكميل للجهاد الواعي الشجاع، وهو الوجه الثاني له، والمستثمر لعطاياه ونتائجه، وكلا الرهطين فاضلان، وهما الميمنة والميسرة لقلب تمثله في هذا التوزيع دعوة فكرية تربوية آمرةٌ ناهية هي خط الإنتاج الخلفي، ومصدر الإمداد والاحتياط، عند الابتداء، وأثناء التقلّب في المراحل، وعند الانتهاء.)
أنصح الأخوة من منطق الدين النصيحة أن يقرأوا الرسالة بتمعن و يفهموا فقه الرجل وقصده بقولو هو ليس بموقفهم ثم يعرجوا على كتب الشيخ في أصول الأفتاء وبوارق العراق والمنطق السلمي الذي نقضه الشيخ وفاءا لدين الله واتباعا لرسوله فلا عونا للشيطان ولأمريكان والمنافقين والمتحمسين والمتعجلين على أخيكم وجزاكم الله خيرا على هذا الألوكة
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:06]ـ
الأحبة الذين ذبوا عن عرض الشيخ أحسن الله لكم الجزاء وأجزل لكم العطاء
وللآخرين عفا الله عنكم وغفر لكم
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 07:13]ـ
أي فقه وأي نظر فسيح هذا!
نعوذ بالله من التعصب للرجال!
محمد الراشد كان وما زال عضوا مؤثرا في الحزب اللا اسلامي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الحزب الذي أصبح مطية للمحتل الصليبي في العراق!
وعمالتهم ليست خافية على حد، بل قادة هذا الحزب يصرحون وأمام الملأ وبكل وقاحة أنهم حلفاء مخلصون للأمريكان!!
والحكم على الشيء فرع عن تصوره ..
"الحزب الإسلامي العراقي التابع لحركة الإخوان" لا تقل عمالته عن عمالة أحفاد ابن العلقمي "سواء فيلق غدر أو جيش المهدي" ..
ــ قال أمين عام هذا الحزب "طارق الهاشمي" العميل للأمريكان وعلى قناة العربية لبرنامج "بصراحة" بتاريخ (4 يوليو 2008): عندما نكتب مذكرات الحزب الإسلامي، سيكتب التاريخ أن الحزب الإسلامي هو من كان وراء خلق كيان الصحوات منذ البداية)!! (يتفاخرون بالعمالة والخيانة!!).
ــ في أواخر عام 2006 وفي شهر ديسمبر، سافر العميل (طارق الهاشمي ـ رئيس الحزب الإسلامي التابع لحركة الإخوان) إلى أمريكا والتقى بعدو الله بوش وقدّم له المشورة والنصائح في دحر المقاومة!!
وقال بوش في ذلك اللقاء: (لقد قضيت هذا اليوم مع طارق الهاشمي .. وأقدر أهميته للعراق .. أقدر نصائحك وشجاعتك لتحقيق النصر في العراق).
ورد عليه العميل "طارق الهاشمي": (أود أن أُعبر عن عظيم امتناني للدعم الفريد من نوعه الذي يقدمه الرئيس الأمريكي، خصوصا وهو دائما وأبدا يؤكد على عزمه تحقيق النصر في العراق، وأنا أشاركه في همته وعزيمته القوية على الانتصار في العراق، إذ ليس لدينا خيار آخر سوى الانتصار، وسنحشد قوانا مع أصدقائنا ـ الجيش الأمريكي الصليبي ـ لتحقيق النصر في العراق). "وهذا اللقاء موجود صوت وصورة على قناة الجزيرة"!
أي عمالة هذه؟ وأي خيانة ووقاحة تلك التي تجرأ أن يقولها على الملأ ويتفاخر بها!!
بدلا من أن ترقعوا لمحمد الراشد وجّهوا له النصيحة بالخروج من هذا الحزب العميل، فالتاريخ لا يرحم، والعبرة بالخواتيم، وباب التوبة مفتوح.
بإمكاني أن أطبل وأمجد محمد الراشد وأخادعه وأغشه، ولكن والله أخوة الإسلام تأبى علي ذلك.
كيف لي أن أجالس وأن أكون عضوا في جماعة يتفاخر رئيسها بالعمالة والخيانة!
وبدلا من أن يقوموا بعزله والتبرء من تصريحاته، ما زالوا يبايعونه على رئاسة الحزب!
بل أثنى عليه المرشد العام للإخوان (مهدي عاكف) ثناءا عطرا!
واسألوا محمد الراشد: هل تعترف بطارق الهاشمي رئيسا لك؟
هل تؤيد بقاؤه على رأس الهرم!!
قولوا له: ما رأيك بالصحوات؟
البعض يرى محمد الراشد من خلال منظار (العوائق) و (صناع الحياة)!!
ولا يعلم أن واقع محمد الراشد العملي الحركي يختلف تماما عن واقعه النظري!
نحن نحكم على الشخص من خلال افعاله ومواقفه وليس من خلال كتاباته!
ـ حزب محمد الراشد هم من اجتمع مع الأمريكيين في 12 ديسمبر 2002 في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن وكان يمثلهم نائب المرشد العام للإخوان العراقيين الدكتور إياد السامرائي حامل الجنسية البريطانية، والأمين العام –أنذاك- للجماعة حاجم الحسني رجال الأعمال حامل الجنسية الأمريكية، بدعوة من أمريكا بحضور المندوب الأمريكي زلماي خليل زاده لترتيب مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين، وبحضور أطراف أخرى من العراق؛ احمد الجلبي "ألشيعي"، وعبد العزيز الحكيم "الشيعي"، وجلال الطالباني "العلماني"، ومسعود البرزاني "العلماني".
وفي أول مبادرة من الاحتلال الأمريكي شكل الحاكم الأمريكي في بغداد (مجلس الحكم الانتقالي) وأعطى رئاسة مجلس الحكم العراقي للحزب الإسلامي، ممثلا في رئيس مجلس شورى الحزب الدكتور محسن عبد الحميد، وقال القيادي في الحزب الإسلامي، محمد الراشد: (وأنا من جملة من أفتى الحزب الإسلامي بدخول مجلس الحكم).!!!
ــ جميع فصائل المقاومة في العراق أقرّوا بخيانة هذا الحزب، وأن رئيس حزب محمد الراشد "طارق الهاشمي" كان يوقع على بالموافقة على إعدام جنود وقادة فصائل المقاومة!
ــ في معركة الفلوجة الأولى، والتي يسميها أهل السنة في العراق (معركة بدر الكبرى، بسبب الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة)، وبعد أن تورط الأمريكيون في المعركة بعد أن قطعت المقاومة جميع طرق الإمداد، حتى أن مدرعات وناقلات المحتل الصليبي علقت في الطريق نتيجة نفاذ الوقود.
وبعد أن تيقن الأمريكيون أنهم في مأزق حقيقي، استعانوا كالعادة بالحزب اللا إسلامي ليُخرجهم من هذا المأزق!
وقد شرح القيادي في الحزب الإسلامي محمد أحمد الراشد (عبد المنعم صالح العلي العزي) دورالحزب في تهدئة الأوضاع في الفلوجة، بعد أن أذن لهم الحاكم المدني للإحتلال الأمريكي بول بريمر بحسب وثيقة تقدم بها الراشد لموقع (إسلام اليوم) الذي يديره ويشرف عليه الدكتور سلمان العودة.
وأكد الراشد أنهم هم من أقنع الكثير من وجهاء العشائر في الفلوجة لوضع السلاح وإيقاف إطلاق النار رغم انه اعترف ان الاحتلال لم يلتزم بذلك، وانتزعوا من العشائر وبعض شخصيات "المقاومة العراقية" التزاما بعدم التعرض لقوات الاحتلال التي تحتل العراق وتنفذ عمليات عسكرية داخل الفلوجة.
وأقرت جميع فصائل المقاومة وكذلك هيئة علماء المسلمين من أن الحزب الإسلامي قد أنقذ الأمريكان من ورطة ومأزق حقيقي!
ــ على محمد الراشد أن يتبرأ من هذا الحزب العميل، ولا يكفي أبدا استنكاره ورفضه المعاهدة الأمنية!!
فحتى مقتدى الصدر رفض ذلك!!!
عليه أن يقولها وبكل شجاعة أنه بريء من الحزب اللا إسلامي.
وبما أنه عضوا فيه يساهم في إعطاء شرعية لما يقوم به هذا الحزب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 07:46]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن ..
حتى مقاله في موقع العصر تضمن من المآخذ الشرعية الشيء الكثير .. فليت الأخ الذي نقله لم ينقله ..
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 11:44]ـ
يقول لأخ عبد الرحمن الناصر " البعض يرى محمد الراشد من خلال منظار (العوائق) و (صناع الحياة)!! "
وأقول وأنت تراه من خلال خلا تجربة الجهاد السلمي التي تركها ورد على دعاتها في كتابين وفتوى وأكد بصراحة في الكتاب أن موقف المجاهدين أفضل من موفق السياسيين الإسلاميين الذي كان هو موعهم في المرحلة الماضية
يا إخوان اتقوا الله الكتاب صريح في نقض التوجه السابق للراشد فالرجل ندم ورجع عما فات وصرح في الكتاب
وأعيد على أخينا عبد الرحمن الناصر لا تنظر للراشد من منظار المرحلة السابقة فالكتاب صريح جدا في رجوعه للحق
أبو حسن
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 09:51]ـ
سؤال: هل ما زال عضوا في الحزب اللا إسلامي؟؟
أقسم بالله العظيم أنني لست متحاملا على الراشد، ولكنه دين الله ..
ووالله لا نجامل في دين الله أحدا.
متى ما تراجع عن منهجه السابق وخرج من هذا الحزب العفن، فسأحاول قدر الإمكان أن أقابله واقبل رأسه.
وجوده في هذا الحزب العميل كارثه في حقه وفي حق المساكين العوام المتأثرين فيه.
يرونه عضوا في هذا الحزب العميل فيقومون بمناصرة العميل طارق الهاشمي وشلته.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 11:10]ـ
يا أخي عبد الرحمن الناصر وفقك الله تعالى
-----------------------
هذا (راشدهم) مازال إلى يومنا هذا لم يتراجع ولم يتبرأ ولم يخرج ولم يسقط عضويته في الحزب اللاسلامي العميل للصليبين ومطية إخوانه الروافض أخزاهم الله أجمعين.
اللهم السلامة السلامة.(/)
كاتبة سعودية تكشف عن قصص "فاضحة" في حياة الليبراليين السعوديين
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:29]ـ
الرياض - ناصر الحمدان:
كشفت كاتبة سعودية عن ممارسات ووقائع "فاضحة" حدثت لكتاب ومحررون ورؤسا تحرير سعوديون من كلا الجنسين ممن ينتهجون ما يسمى بالتيار الليبرالي في المملكة.
وقالت الاستاذة نورة الصالح وهي كاتبة سعودية ان مادعاها للكشف عن هذه الممارسات هو رغبتها في اظهار هذا التيار بوجهه الحقيقي أمام الناس , بعد ان انخدعت به عدة سنوات وسارت على طريقته ظناً منها انها في الطريق الصحيح على حد قولها.
وتقول الصالح في مقال نشره موقع صحيفة العيينة الالكترونية التحقت بأحد جرائدنا التي توسط لي عندهم أحد أساتذتي الليبراليين ممن يكتبون فيها , وذهبت أكتب في سحر الليبرالية وجمالها، لكن بطريقة ملتوية، خوفاً من مقص الرقيب، وخوفاً من وصمي بالنفاق، أو تكفيري من قبل الإسلامويين!
في الجريدة بدأت خيوط الوهم تتكشف أمام ناظري ..
اتصل بي - من خلال البريد - الكثير من الليبراليين والليبراليات للتواصل ودعم التوجه الليبرالي بزعمهم.
وخلق جبهة ليبرالية تنسق فيما بينها وتتعاون في سبيل أهداف الجميع.
طوال هذه المدة لم أكن لأترك الصلاة , فقد كانت من المحرمات الكبيرة في حياتي.
لكنني منذ أن تعرفت على بعض الكاتبات الليبراليات وجدت عندهن تفريطاً رهيباً في الصلاة .. بل وبعض الجريئات منهن يطلقون على المثقفة المواظبة على الصلاة بعض ألقاب 'المطاوعة' التي تتظاهر بالمزاح وتخفي اللمز .. !
لم يتوقف الأمر عند الصلاة , بل أنني بدأت أشم بين بعض الزميلات والزملاء الليبراليين شيئاً من رائحة المشروبات والعلاقات غير المشروعة .. صحيح أن الأمر لم يكن عاماً بين الجميع .. لكن البقية لم تكن ترى أن هذا شيئاً خطيراً .. بل تراه مجرد خيار شخصي يجب عدم إعطائه أكبر من حجمه.
هجر الصلاة .. والمشروبات .. والعلاقات غير المشروعة .. رأي شخصي!
لم أستطع بتاتاً تصور ذلك.
المهم هناك أيضاً ممارسات أخرى لكن أنزه آذانكم عن قولها ..
بصراحة لم تكن شعرة الانفصال الأولى هي 'خلاف فكري مع الليبراليين' لكنها كانت صدمة 'الانحطاط السلوكي' بينهم ..
هالني جداً –ولازال- هذا الانحطاط الأخلاقي الكبير بين شباب وفتيات الليبراليَّة في وطني, وبدأ زعم المصداقية والشرف والأمانة الذي يدعونه ليل نهار يتزعزع عندي.
بدأت تتنازعني الشكوك حول مصداقية دعاة الليبرالية في بلادي, وبدأت افتح عيني جيداً.
تكشفت لي الكثير جداً من الأسرار من خلال كتاباتي في الجريدة , واتصالي بالليبراليات والليبراليين ومحاورتهم.
اكتشفت أن هناك علاقات بين بعض الكتاب والكاتبات برغم أن البعض منهم متزوجون!
اكتشفت لقاءات دورية مشبوهة في استراحات خارج المدينة تُدار فيها أشربة محرمة, ورقص الفتيات في حضور كتاب وكاتبات بعضهم معروف في الصحافة .. وأكثرهم ناشط فقط في الكتابة الانترنتية.
اكتشفت أن هناك الكثير من اللقاءات غير المشروعة تُعقد خارج المملكة, بعض تلك اللقاءات كانت تتم على خلفية معارض الكتاب خارج الممكلة .. أو في البحرين على خلفية عرض سينمائي!
صارت كلمة 'معرض كتاب في الخارج' و 'سينما في البحرين' تثير في خيالي الكثير من الذكريات المؤلمة لشبان وفتيات مخدوعين لازلت أتذكر بداياتهم النقية.
اكتشفت خداع بعض القائمين على الصفحات ممن نظنهم شرفاء وأمناء وأنقياء.
أحد المحررين الليبراليين استدرج فتاة كانت تراسله وينشر لها رسائلها بعد التعديل والتحوير, وحين انكشفت فعلته في دائرة ضيقة تدخل مالك الجريدة الذي يرتبط بعلاقات قوية مع بعض النافذين واستطاع لملمة الموضوع حرصاً على سمعة الصحيفة.
اكتشفت أن أحدهم يكتب بأسماء أنثوية ويطرح مواضيع مثيرة ومغرية؛ لجلب أكبر عدد من الكُتّاب , وهذا على فكرة مشهور جداً , حتى أن بعض الكاتبات يمازحنه بمناداته بالأسم الأنثوي الذي يكتب به!
اكتشفت أن الليبرالية التي ينادون بها هي حروف يتداولونها , يمررونها على البسطاء والسذج , فلم أجد أشد منهم ديكتاتورية وتسلط وأحادية في الرأي.
فكر أن تعارض أحدهم أو إحداهنَّ أمام جمع من الناس وانظر كيف يجيبون على تلميحاتك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
اكتشفت أن الكثير من الكُتَّاب الليبراليين هم طلاَّب مال وجاه وشهرة , لا أقل ولا أكثر, وأنهم مستعدون للتخلي عن الكثير من قناعاتهم في سبيل ليلة حمراء في مكان ما!
قلة قليلة من الكُتَّاب الليبراليين الشرفاء يُعدون على الأصابع كان يزعجهم الذي يحدث لكنهم لا يستطيعون تغيير شيء.
أحدهم سألته مرة عن الذي يحدث وكيف نكافحه فرد علي: أتصدقين أنني بدأت أفقد ثقتي بالمشروع برمته؟! وأنني بدأت التفكير في التوقف والانعزال عن هذه البيئة الموبوءة؟!
ولو أخبرتكم باسمه لاندهشتم!
على أنه لايزال يحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة مع بقية الزملاء والزميلات الليبراليين.
اكتشفت أن أحد رؤوساء التحرير يوعز لكتّاب جريدته طالباً منهم طرح مواضيع مثيرة مثل تأجيج الجمهور ضد الهيئة، وحجاب الوجه , والاختلاط , وسياقة المرأة!
والسبب في طلبه هذا أنه يقول أن جريدة 'الوطن' نجحت في كسب جماهيرية بطرقها لهذه المواضيع!
هكذا هي عقلية بعض رؤوساء تحريرنا!
أدهشني تسابق الليبراليين السعوديين على طلب ود أمريكا بطريقة وقحة لا تحترم مشاعر الجماهير, وهو ما كنت انكره دائماً وأدافع عنه وأقول أنه زعم من الإسلامويين وتلفيقهم، وتلك عقدة المؤامرة التي لا يرون الأمور إلا من خلالها , لكن الذي حدث أمام عيني غيَّر كل شيء وكان كالقشة التي قصمت ظهر البعير!
نظرت في العالم العربي حولي , وذهبت أرى من هم أهل الخط الأول في الدفاع عن كرامة الأمة والأوطان؟ ومن هم الذين يمسكون بدفة الحكم ويتحالفون معه؟
وجدت أن الليبراليين في مصر وتونس والمغرب والأردن والعراق والكويت والسعودية والبحرين وقطر والجزائر وفي طول العالم العربي وعرضه = هم من يطبلون للحكام , ويستخفون بأية حركات معارضة، وخصوصاً المعارضة الإسلامية!
سبحان الله أهذه الليبرالية التي نشأت على الحرية والمساوة؟!
ما الذي حدث لي ولم يجعلني أرى قبلاً كل هذا الهزال الذي فيها؟!
وكل هذا الكذب والدجل التي نمت عليها كل هذه الطحالب الميتة؟
على الجانب الآخر رأيت الإسلامويين , رغم ضعفهم إعلامياً , هم الأقوى والأشرف وهم الذين يبذلون دماءهم في سبيل الأوطان , وضد الهجمة الصليبية على أوطاننا.
وجدتهم في فلسطين الكريمة .. وفي العراق .. وفي أفغانستان .. لقد كانوا خط الدفاع الأول ضد التوسع الأمريكي.
تساءلت: مالي لم أر ليبرالياً واحداً وجدوه صدفة يدافع عن أوطان المسلمين المحتلة!
مجرد نفاق للسلطة .. وشهرة إعلامية .. ورفاه مالي .. وتفريط في الصلاة .. ومشروبات .. وعلاقات غير مشروعة.
هذه هي قصة الليبرالية في وطني , ولا ينبئك مثل خبير.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 05:11]ـ
/// المصدر؟ .. بارك الله فيك ..
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:15]ـ
أخي المبارك
بربك هل يحسن الظن بأناس كان التمرد على تعاليم الرب أسمى الأماني في أدبياتهم فلا عجب .. العجب أن نعجب من تلك التصرفات وهم من قد عرفت، والسلام
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:23]ـ
على الجانب الآخر رأيت الإسلامويين , رغم ضعفهم إعلامياً , هم الأقوى والأشرف وهم الذين يبذلون دماءهم في سبيل الأوطان , وضد الهجمة الصليبية على أوطاننا.
وجدتهم في فلسطين الكريمة .. وفي العراق .. وفي أفغانستان .. لقد كانوا خط الدفاع الأول ضد التوسع الأمريكي.
تساءلت: مالي لم أر ليبرالياً واحداً وجدوه صدفة يدافع عن أوطان المسلمين المحتلة!
مجرد نفاق للسلطة .. وشهرة إعلامية .. ورفاه مالي .. وتفريط في الصلاة .. ومشروبات .. وعلاقات غير مشروعة.
هذه هي قصة الليبرالية في وطني , ولا ينبئك مثل خبير.
الله المستعان أثر في هذا الكلام أيما تأثير ..
بوركت أخي الكريم ..
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 01:30]ـ
إن صحّت القصة وصدقت التوبة فهي ثغرة في جدار النفاق يجب على أهل الإسلام استغلالها بسرعة (قصوى)؛ فالرجاء من أبي ممدوح -جزاه الله خيراً- أن يتحقق من ذلك جيداً ثم ينسق مع أكابر العلماء والدعاة خصوصاً من له اهتمامٌ في صد هجمات الليبرالية؛ أرجوك أبا ممدوح اهتمْ بالموضوع فالأمر جدُ خطير.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 11:59]ـ
هذا هو المصدر:
http://www.alweeam.com/news/news-action-show-id-5814.htm
و العجيب أن هذه الصحيفة "منفتحة" حسب تعريف الليبراليين و تحسب عليهم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 06:59]ـ
/// جزاك الله خيرًا .. وكان مرادي توثيق النقل عنهم حتى لا نفجأ يتلفيق ذلك أوالتهمة به.(/)
الليبراليون الملتحون ... النفاق حينما يكون ملتحياً .. !
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:06]ـ
عندما أتأمل في تصريحات فئة يتصدر "قيئها الفكري" الإعلام والصحافة ليلاً ونهارا وتتسم صور وجوههم تلك الشعيرات التي تتدلى من أذقانهم، أرى أن عهد الحياء من عقلاء الناس واحترام عقولهم قد ولى لأن الدور المضطلعين به قد آن أوانه.
فهم يتكلمون في جرأة غير معهودة وانفلات من القيم والأخلاق حينما يزعزعون الثوابت ويشككون في المسلمات وكل ذلك بدعوى الإصلاح تارة والتجديد تارة أخرى. ليتجلى القرآن عند ذلك شاهدا عليهم بكل وضوح في قوله تبارك وتعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون).
ومنذ بداية الألفية الجديدة وبالتحديد بعد الحادي عشر من سبتمبر ظهرت هذه الفئة ولها دعوات نشاز متبرمة من الأوضاع الراهنة في المنطقة وبالتحديد في البلاد السعودية والتي تتميز بمحافظة شعبها على الإرث الديني والموروث الإجتماعي إلى حد كبير، تمثلت هذه الدعوات في المطالبة باستيعاب الأطروحات القادمة من وراء الأطلسي، ومحاولة التعايش معها، وأن يبدأ عصر جديد منفتح مع الآخر ومتعايش معه وأن الحال التي وصلنا إليها هو ما أفرزه واقعنا المتأخر والمتخلف عن ركب الحضارة الغربية ونظامها الحر .. وبغض النظر عن فحوى هذه المطالبات وما ورائها ..
إلا أن المتأمل في وجوه تلك الفئة والتي تحتضن آرائها جهات إعلامية داعمة لها معروفة التوجه ومشبوهة الأجندة، يراها بسمات أقرب ما تكون إسلامية أي "ملتحية" وهذا هو الخطر وبالرغم أن هذه السمة تختلف من شخص لآخر في مقدار تلك اللحى وطولها أو قصرها، إلا أن المتأمل في هذه الشخصية أو تلك من هذه الفئة يرى أنها مرت في يوم من الأيام بموجة تدين في مرحلة من مراحل عمرها الزمني .. ثم إنها مرت بظروف وأحداث وتيارات ساهمت في بلورت أفكارها ورغم وجود بعض التباين البسيط في كيفية تحقيق بنيوية المشروع الفكري الذي يسعون إليه، ألا أن محصلة الأفكار تنتهي إلى عدة قناعات تتفق جميعها ربما على ذلك ومنها ..
- ازدراء أي مشروع إسلامي تعبوي مناهض للإمبريالية الغربية وبالأخص الأمريكية منها.
- إلقاء اللائمة على الدعوات الإسلامية العاملة في الميدان من دعوة وإغاثة ومقاومة.
- عدم الاعتراف بأي مجد إسلامي تليد.
- الانبهار بالحضارة الغربية وتمجيدها.
- إيجاد المبررات لأعداء الدين في ما يخص احتلال البلاد الإسلامية وأنها في مقام الدفاع عن نفسها وأن المسلمون هم السبب في ذلك وعدم التبرير للمسلمين فيما يفعلونه من رد العدوان ورفع الظلم.
- حصر انحطاط الغرب الأخلاقي في الجنس وما عداه فعلى النقيض أي أنهم يمتازون بأخلاقيات كثيرة ورقي في التعامل مع الآخر واحترامه!.
- محاولة النبش في التراث الإسلامي عن كل ما هو شاذ من الأقوال في الفقه والعقيدة والسياسة الشرعية وخلافه واستعداء بقية اللبراليين لإثارته وإشاعته.
- تمجيد كل المفكرين الذين يدّعون تجديد الإسلام وان ارتكبوا نواقض للدين بسبب ذلك.
كل تلك الأفكار وغيرها يتبناها أولئك اللذين يفوح من أفواههم النفاق ينادون بها في كل ناد .. وينعقون بها في كل واد .. وتضطرب لحاهم عند المنافحة عنها والتبرير لها.
ولذا فإن هذه الفئة كانت ولا زالت فئة التنوير زعموا! التي يطبل لها دهاقنة العلمنة حيث يتم عبر وسائلهم الإعلامية والتي يتم الاحتفاء بهم بين فترة وأخرى لأنهم يمتلكون سمات جديرة بان يعتنى بها وهي "اللحى المنمقة!! " حيث يمكن من خلالها تمرير مشاريع وأفكار على فئات كثيرة من السذج والمخدوعين بسيماهم لتنطلي عليهم تلك الأفكار كما انطلت على كثير ممن سار في ركاب الشيخ الأفغاني ومحمد عبده حيث كانوا يمثلون الدين رسمياُ (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم) إذ كانوا ملتحين وإذا تكلموا أبلغوا في القول ففتنوا الناس بكلامهم وكتبهم، وكانوا لما تميزوا به أهلاً للقيام بتلك المشاريع المشبوهة والخطيرة والتي كان يقوم بتمويلها المحفل الماسوني في تلك الفترة كما يقول الشيخ النبهاني ورفقاء دربهما، وهذه المشاريع أثبتت الأيام بعد ذلك أنها كانت قنطرة لعلمنة الحياة في مصر تلك هي البرامج الفكرية مع المحتل الإنجليزي في تفريغ الإسلام من محتواه وعلى رأس تلك المشاريع إفساد مناهج الأزهر وانتزاع الكثير من عقائد الإسلام المهمة، والتي مازالت آثارها إلى اليوم تعاني منها الأمة المصرية، والله المستعان.
إن النفاق لم يتلون في عصر من العصور كتلونه في هذا العصر، فهو يأتي في ثياب الباحثين والإعلاميين والصحفيين والكتاب والمفكرين والأدباء بل ربما يأتي في ثياب الواعظين أحياناً وربما يأتي في بزات عسكرية وجنرالات وجيوش جرارة تحارب الإسلام ومظاهره وتدعي في دستور بلادها الإسلام .. !
لقد أصبح النفاق فاشياً ومتفشياً ومنتفشاً وهو الآن بكل ترغيبه وإرهابه صرح ممرد، وسيف مجرد ..
وهاهم أحفاد عبدالله بن أبي بن سلول اليوم يحملون فكرته .. ولحيته!! وادعائه .. وكذبه .. وخداعه ...
فهل من متأمل؟ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ملكة الجزائر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 08:44]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:15]ـ
صدقت أخي والله ..
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 12:24]ـ
سيكون هؤلاء الفئة ذراعاً مؤثرة لليبراليين حيث يسميهم البعض ليبراليوا الإسلام! ليتم لهم تمرير بعض مشاريع التغريب باسم التنوير.
ـ[مجمع البحرين]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 08:50]ـ
وهل يكفي التلميح في مثل هذا الأمر!!!!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 08:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وهذه افاده اخرى
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/7.htm(/)
الشيخ الغزالي: نصف الدية للمرأة سوأة فكرية! .. متلازمة المساواة.
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:00]ـ
يقول الغزالي (أهل الحديث يجعلون دية المرأة على النصف من دية الرجل، وهذه سوأة فكرية وخلقية، رفضها الفقهاء المحققون)!
هكذا العصرانيون والعقلانيون في تناول قضايا كقضايا المرأة وإخضاعها للأراء والأهواء.
وقد تصدى لهذه العبارة الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه (المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية) حيث يقول: وهذا تعالم، بل كذب، فمن أولئك الفقهاء المحققون الذين رفضوا هذا؟ لم يصح خلاف لأحد، إلا ان يعني الغزالي نفسه! وهو الأظهر فالأمة مجمعة على هذا في النفس، وليس هذا من قول أهل الحديث وحدهم، قال: الشافعي في الأم:
((لم أعلم مخالفاً من أهل العلم قديما ولا حديثاً في أن دية المرأة نصف دية الرجل))
ونقل الإجماع وأثبته: إبن المنذر، وابن حزم، وابن عبدالبر، وابن رشد، والقرطبي، وجمع من أهل العلم، والعلماء تواتر عندهم نقل هذا الإجماع.
فإذا انكشف لك هذا فعلم – علمت الخير – أن قوله سوأة فكرية وخلقية اتهام لأمة الإسلام ولشريعة الإسلام وشهادة على الصحابة والتابعين والعلماء بعدهم أجمعين بأن اجماعهم وفقههم سوأة في الفكر، بل وفي الخلق، فالفكر فكر سوء، والخلق مذموم هابط!.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:27]ـ
وهو قول المدعو يوسف القرضاوي
قال _دية المرأة في الشريعة الإسلامية_
وفي ذلك إنصاف للمرأة، وتكريم لها، واعتبار لإنسانيتها، وهو يتفق مع النظرة الإسلامية العامة للمرأة: فقد كرمها الإسلام إنسانا، وكرمها أنثى، وكرمها بنتا، وكرمها زوجة، وكرمها أما، وكرمها عضوا في المجتمع.
وهو يتفق كثيرا، مع توجهات العصر، التي تعظم شأن المرأة، وتمنحها حقوقها، وتتهم المسلمين بأنهم يجورون عليها، ويضعونها في مرتبة دونية، كأنما خلقت لخدمة الرجل، ومتعة الرجل، والله تعالى يقول:) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ([آل عمران: 195].
الله المستعان
ـ[باعث الخير]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:35]ـ
الله يهدي(/)
تضامنا مع الدولة وليس مع الشيخ
ـ[علي التمني]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 12:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تضامنا مع الدولة وليس مع الشيخ اللحيدان
إن الذي يجري في هذه الأيام ومنذ ما يزيد عن الشهرين من الحملة المنظمة من قبل بعض الصحف السعودية المتمردة، على بعض العلماء الكبار في هذه البلاد كالشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالرحمن البراك - و أحدثها الحملة التي تقوم بها صحيفة الوطن ضد الشيخ العلَم عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى – وغيرهم وغيرهم من علماء هذه البلاد، إن الذي يجري من العدوان على هؤلاء العلماء إنما هو عدوان في البداية والنهاية على البلاد السعودية وعلى الدولة السعودية، وليس المقصود به العلماء، والعلماء يدركون هذا جيدا، ولو كانوا يظنون للحظة واحدة أن المقصود بهذا العدوان هو ذواتهم لما ترددوا في الرد على المرجفين الباغين الفساد والفتنة لهذه الدولة، ولكنهم ولأنهم نذروا أنفسهم لخدمة دينهم وبلادهم وأمتهم فهم ماضون في نهجهم المبارك الكبير والنبيل في سبيل الحفاظ على هذا الكيان وعلى هذه الدولة من عوامل الهدم في كيانها، وأخطر عوامل الهدم في كيان هذه الدولة وسائل إعلام تدعي أنها سعودية وتحافظ على الدولة والكيان وهي بوعي وتخطيط وتنسيق تعمل ضد هذه الدولة وهذا الكيان، وقد فطنت تلك الوسائل الإعلامية وخاصة بعض الصحف إلى أن إذهاب هيبة العلماء الكبار في هذه البلاد والتحريض عليهم وعلى دورهم ومكانتهم يصب في النهاية في نصيب دعاة الفتنة من الذين لا تخفى أهدافهم ضد هذه الدولة وهذه البلاد.
إن الصورة واضحة جدا لكل متابع، فالنيل من العلماء الذين هم من يدعو الشعب وبما أوتوا من العلم بشرع الله يرسخون السمع والطاعة للملك وفق شرع الله، إن السعي إلى النيل منهم وبالسعي لحط منزلتهم في نظر الشعب السعودي – لأن الإعلام متوجه إلى الشعب – من قبل الإعلام الذي ترعاه وزارة الثقافة والإعلام في عهد الوزير إياد مدني إنما يهدف ذلك السعي إلى إسقاط منزلة العلماء إلى إفقاد الحكم السعودي أهم مرتكزاته وأكبر أعوانه الشرعيين في تثبيت الحكم، وهم العلماء، فإذا أسقط الإعلام السعودي – والغريب أنه سعودي؟؟ - العلماء استطاع هذا الإعلام أن يسقط أهم مؤازر للحكم، بل المؤازر الأول للحكم في هذه البلاد، ولا يخفى على أحد أن الكثير من الصحف السعودية تطرح وبصورة جلية البديل وهو الحكم المدني الديموقراطي، الذي يعني إسقاط مبدأ البيعة في الإسلام وتأسيس الأحزاب وقيام المعارضة التي هي أبرز مكونات ما يسمى نظام الحكم المدني الذي ترعاه وزارة الثقافة والإعلام في عهد الوزير إياد مدني الذي دعا في منتدى جدة الاقتصادي إلى قيام حكم ديموقراطي في البلاد السعودي الذي يعلم كل أحد أنه النظام الذي يكرس المعارضة والأحزاب وإسقاط نظام البيعة في الإسلام إذ إن الحكم الديموقراطي يعني معارضة الحاكم وتحديد مدة حكمه سنوات معلومة أو إسقاطه من خلال المجالس المنتخبة، ولذا وذاك ندرك جيدا تشجيع وزارة الثقافة والإعلام للحملة المنظمة التي تقوم بها صحف سعودية ضد كبار العلماء في البلاد،، فهل ننتظر حتى يؤتي هذا الفعل المزدوج المتساوق وهو الحملة على العلماء من جهة وتلك الدعوات الديموقراطية المدنية الدستورية من جهة أخرى، أننتظر حتى يؤتي ذلك الفعل المزدوج أكله بعد أن تكون الفأس قد وقعت على الرأس حيث لا ينفع الندم ولا العض على الأصابع؟؟ فهل نستيقظ ونتخذ الواجب حيث إن التغيير قائم على قدم وساق من قبل هذا الإعلام في أهم مفاصل الشعب وقواه وهم الشباب حيث هو القوة الصاعدة التي بدأنا نرى وبكل وضوح أثر تلك الرسالة التي تحملها وزارة الثقافة والإعلام إليهم؟.
علي التمني
أبها في 13/ 10/1429
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 12:59]ـ
جزاك الله خيرا أخي علي على الموضوع، وأبشرك بأن بعض أجهزة الدولة السعودية تعلم خيانتهم للبلاد - ولله الحمد -، والدليل هذا الرابط المرئي:
http://www.*******.com/watch?v=ej5ioNtrUYQ&feature=related
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 02:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
هو كما قلت شيخنا الكريم .. هذه الدولة قامت على اساسات عقدية متينة، والشيء إذا فقد أساساته ينهار،
وهو ما يصبون إليه، لكن هيهات هيهات فلا يزال الخير باق في هذه الدولة في ولاتها وبوجود العلماء وطلبة العلم والأخيار أمثالكم.
جزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ـ[علي التمني]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 01:53]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي عبدالله المشيقح
في 17/ 10/1429(/)
نقض كتاب الكاشف الصغير لصاحبه الصغير سعيد فودة
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 07:59]ـ
هذا نقض لمبحث الجسمية من مباحث كتاب الكاشف لصاحبه سعيد فودة
(النص الأول)
قال الأستاذ فودة صـ129 من الكاشف:
المسالة الرابعة في إثبات أن ابن تيمية يقول أن الله جسم:
ثم قال:
وهنا سوف نوضح رأي ابن تيميه في هذه المسالة " بنصوص صريحة " وهي هل الله تعالى جسم أو لا؟
يبدو الأستاذ هنا وكأنه يصور للقارئ أن ابن تيمية يجيب على سؤال وجه اليه ونصه:
هل الله تعالى جسم أو لا؟ فيقول ابن تيمية جوابا: نعم إن الله تعالى جسم! (تصوير وهمي)
ثم يقول:
وهذا عنده له معنيان:
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد، فهو يقول نعم.وسائر الفرق تقول لا.
وقوله: "وهذا عنده " تصوير تخيلي كاذب فيه احتيال على القارئ وإيهامه بأن بأن ابن تيمية مقربهذا التفسير للجسم. وتأمل كيف يصور الاستاذ فودة الامر ببساطة وكأنه ابن تيمية يجيب على سائل يسأل:
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد؟، فيجيب ابن تيمية: نعم!
فهل سيجد القارءئ هذا السؤال وهذه الاجابة أم هو الكذب الصريح من الاستاذ على قارئه؟!
ثم يكمل الأستاذ المعاني التي "عند " ابن تيمية للفظ الجسم فيقول:
الثاني: هل هو متركب من أجزاء، سائر الفرق تقول أن ما كان متحيزا كما مر فهو لا محالة مركب ....
ثم يقول:
فسائر الفرق ينفون التركيب عن الله تعالى بجميع الوجوه المذكورة هنا، وأما ابن تيمية فيقول لا ينتفي ذلك عنه، بل لا ينفي إلا معنى واحد ... إلى آخره
ثم أخيرا يقول:
وسوف ننقل فيما يلي " نصوصا " عديدة عن ابن تيمية يوضح فيها بأن الله تعالى متحيز أي له حيز وأنه جسم بهذا المعنى ...
يعني سوف أنقل لكم نصوصا عن ابن تيمية " يوضح " فيها بأن الله " متحيز " وأنه بناءا على هذا فهو يقول بأن الله جسم!!!
انظر لحجم التلاعب بالألفاظ عند الاستاذ. كان الامر في البداية نصوصا يقول فيها ابن تيمية بأن الله جسم مع تصوير تخيلي بسيط في صورة سؤال وجواب.
ثم زعم كاذبا بأن ابن تيمية يفسر الجسم بأنه المتحيز ذو الابعاد أو أنه المركب وأيضا قدم الأمر بتصوير تخيلي بسيط على صورة سؤال وجواب
واخير ينتهي الأمر بأن الاستاذ سينقل لنا نصوصا " يوضح " فيها ابن تيمية بأن الله متحيز وهذا هو معنى الجسم!!!
يعني إذا أثبتنا أن ابن تيمية يقول بأن الله متحيز فقد أثبتنا نصوصا صريحة وواضحة وجلية بان ابن تيمية يقول بان الله جسم ...
ولعمر الله هذه الطريقة التي يتدرج فيها بعقل القارئ لا يفعلها منصف ولا محقق.لا يفعلها إلا محتال!
ففي البداية أوهم القارئ بأن ابن تيمية يقول بأن الله جسم صراحة وصوره وكأنه يجيب على سؤال سائل بجواب مباشر (نعم أولا!)
وبعد ذلك مباشرة انتقل من القول بالتصريح بلفظ الجسم إلى التصريح بمعاني الجسم وهذا يدل على أن تصوير الأستاذ للقارئ كان كاذبا فلم ينقل عن ابن تيمية تصريحا بأن الله جسم كما صوره للقارئ على هيئة سؤال وجواب!
فأين ذهب عنوان المسالة التي ذكر فيها الأستاذ أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم؟!
وانتقاله إلى معنى الجسم كان بنفس الصورة التخييلية السابقة:
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد، فهو يقول نعم.وسائر الفرق تقول لا.
ففي أول " نص " جاء به الاستاذ والذي من المفترض أن يكون هو الاقوى من جهة الدلالة يتأكد لدينا عدم وجود تصريح بلفظ الجسم في كلام ابن تيمية وهذه أو لفته يلتفت إليها في كلام الاستاذ رغم تخييلاته للقارئ.
ثم ينقل نقلا عن ابن تيمية:
" والمقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء إنه معلوم بالضرورة وكذلك سائر لوازم هذا القول: مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك؛ لم يقل أحد من العقلاء: إن هذا النفي معلوم بالضرورة؛ بل عامة ما يدعى في ذلك أنه من العلوم النظرية ... )
ثم ذكر كلاما طويلا ثم قال:
" ثم قال ابن تيمية في إكمال تعليقه السابق على كلام الرازي" (وتأمل هذه العبارة جيدا)
ثم ذكر كلام ابن تيمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها؛ لا يخالفونها. ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق؛ بل أكثر أهل الكلام والفلسفة يقولون بموجبها وإنما خالفها طائفة من المتفلسفة وطائفة من المتكلمين: كالمعتزلة ومن اتبعهم ... )
ثم قال تعليقا: (فانظر رحمك الله إلى ابن تيمية كيف يصرح أن قضية كون الله جسما وأنه في جهة حق، أن جميع الكتب المنزلة من السماء، وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها ... )
وهذا كذب صريح وواضح ومكشوف لمن له أدنى اطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله أو اطلع على المقدمة التي جعلناها بين يدي هذا المبحث.
فالذي يقرر أن لفظ الجسم لم يتكلم به السلف ولا الصحابة ولا التابعين ولم ينقل عنهم شيئ من ذلك وأن اثباته ونفيه بإطلاق لا يجوز كيف يمكن أن يقول (أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها؛ لا يخالفونها)
هذا الكلام السمج لا ينطلي إلا على مريدي الأستاذ فودة ولا يقبله من له أدنى تأمل في كلام ابن تيمية، ولعمر الله إن كان الكلام على الجسم وان الله جسم فما الداعي لكاشف الأستاذ فودة بعد ذلك؟
وما الداعي لكل هذا الحشو الذي ملاه به؟
- والحقيقة ان الأستاذ يحتال على النص حيث أن الكلام ليس على (أن الله جسم) وإنما هو عن (المباينة والمحايثة) وانحصارالموجودات فيهما وذلك ردا على الرازي في ادعاءه وجود قسم ثالث.
والقضية الضرورية التي ذكرت هي أن كل موجودين فلابد أن يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له
ولتوضيح معنى المباين والمحايث أقول:
المباين والمحايث مبني على تقسيم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وهذا التقسيم يتضمن واجب الوجود سبحانه حيث أنه القائم بنفسه ضرورة ...
فالقائم بغيره من الصفات والأعراض يكون بحيث يكون غيره , فإن الصفات والأعراض تقوم بالمحل الواحد. وأما القائم بنفسه فلا يكون حيث يكون آخر قائما بنفسه بل يجب أن يكون مباينا لغيره , فيكون حيث لا موجود غيره , أو حيث لا قائم بنفسه غيره.
فالقائم بنفسه هو الموجود الذي له ذات يقومه ويمنع غيره أن يكون حيث هو فيكون مباينا له متميزا عنه بذاته وهذا هو المباين.
فكل مباين قائم بنفسه وكل موجود قائم بنفسه مباين فإذا انتفت المباينة ثبت الحلول ضرورة أو ثبت انتفاء الذات ...
أما الموجود القائم بغيره كالعرض والصفة فهو المفتقر إلى ذات تقومه فلا يقوم بنفسه وإنما يقوم بالقائم بنفسه الموصوف يعني يحايثه بمعنى يكون حيث هو. وهذا هو المحايث ..
فاذا انقسم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وكان القائم بنفسه هو المباين والقائم بغيره هو المحايث علم انحصار الموجودات في المباين والمحايث ضرورة فهي إذن قضية ضرورية فطرية وهي محور الكلام ..
هذا وقد نقل الاستاذ في مقدمة ما نقله عن ابن تيمية قوله: " والمقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء إنه معلوم بالضرورة ... "
فهذه هي القضية الأساسية يدور حولها الكلام وهي التي طرحها الرازي في أول تأسيسه وشرع في الرد عليها شيخ الإسلام وذكر أنها ولوازما غير ضرورية وذلك بقوله:
" وكذلك سائر لوازم هذا القول: مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك "
فكيف يقال أن الكلام على إثبات أن الله جسم وأن هذا نص في ذلك وأن القضية الضرورية المذكورة في كلام ابن تيمية هي كون الله جسم؟؟؟!!! سبحانك هذا بهتان عظيم
أضف إلى ذلك أن قول ابن تيمية رحمه الله:
" مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها ... " ليس من قوله في معرض رده على الرازي أصلا!
وإنما هو منقول من الفتاوى لمعالجة سقط النسخة التي اعتمد عليها الأستاذ اتضح الأمر وظهر بالرجوع إلى السياق أن قوله "أن هذه القضية " هي قضية (المباينة وعلو الله على خلقه) التي يسميها الأستاذ "جهة" وليست قضية (أن الله جسم)!
وهذا المقطع من كلامه رحمه الله مسبوق بقول محقق الكتاب: (وقال)
يعني ابن تيمية، وهذا يعني أن هنا سقط، وأن هذا منقول عنه من موضع آخر وهو الجزء الخامس صفحة 271 من مجموع الفتاوى، والأستاذ طبعا لم ينقل هذه الكلمة ليوهم أن السياق هو في الرد على الرازي وليس ثمة سقط، فهي تعني بالضرورة أن هذا النص منقول من موضع آخر ..
ومع أن لأستاذ يعرف هذا جيدا،فأنظر لقول الأستاذ:
((ثم قال ابن تيمية في إكمال تعليقه السابق على كلام الرازي))!!!!
فليس ثمة نص بأن الله جسم ولا حتى نص بان الله متحيز ذو أبعاد بل تدليس وكذب وتلاعب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 08:02]ـ
ثم ينتقل الأستاذ فودة إلى: " النص الثاني " ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم ..
والمتأمل في العنوان يجد أن الأستاذ فودة لا يريد أن يغفل القارئ عن انه ينقل له نصوصا صريحة على هيئة السؤال والجواب حيث يوحي للقارئ أن إثبات الامر في منتهى البساطة: هل الله جسم؟ فيجيب ابن تيمية: نعم،،، هكذا يريد أن يفهم القارئ، لذا تجده دائما يستعمل كلمة " نص " ولا يقول نقل أو دليل أو كلام بل نصوص صريحة!
هذه هي النفسية الذي يريد أن يكون عليها القارئ حين يقرأ كلمة " نص"!
فإذا تأملنا في ما سماه نصا لا نجده نصا ولا قريبا منه بل مجرد تلبيس وتحايل ...
- وطريقة الاستاذ فودة في إيراد ما يسميه نصوصا مكشوفة لمن له أدنى تأمل فهو لا يكتفي بإيراد كلام ابن تيمية كدليل إثبات أو نص صريح كما يزعم، بل هو بعدما ينتقي ما يظن أنه نص فيستله من سباقه ولحاقه ن يقدم له في البداية تقديما طويلا أو مناسبا يوجه فيه القارئ إلى المعنى الذي يريده بعد ذلك يورد جزءا من الكلام ثم يتوقف بالقارئ ليذكره بهذا المعنى الذي قدم به وإن تسبب ذلك في تمزيق النقل وتقطيعه وضياع المعنى الاجمالي الذي من الممكن أن يستفاد منه، وبعد إيراد بقية النص يختم مرة أخرى بما يؤكد ذلك المعنى، وهذه حيلته في أكثرالنصوص التي ينقلها عن ابن تيمية!
ولعمر الله إن كانت هذه نصوصا واضحة كما يزعم الأستاذ فعلام كل هذه الاحتبالوالتلبيس وهذا الحشو قبل النص وفي ثناياه وبعده؟!
ألا يثق الأستاذ بفهم القارئ أم أن النصوص التي يزعمها ليست نصوصا؟!
ولكي لا يطول الكلام ننتقل إلى ما يسميه الاستاذ فودة النص الثاني:
بعدما يلمع الاستاذ العنوان بكلمة نص ويقوم بالمقدمةالاستباقية ينقل الأستاذ عن ابن تيمية قوله:
(وهؤلاء وغيرهم لا يسلمون للفلاسفة إمكان وجود ممكن لا هو جسم ولا قائم بجسم بل قد صرح أئمتهم بأن بطلان القسم الثالث معلوم بالضرورة بل قد بين أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب إمام الصفاتية كأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وغيرهم من انحصار الموجودات في المباين والمحايث وأن قول من أثبت موجودا غير مباين ولا محايث معلوم الفساد بالضرورة مثل ما بين أولئك انحصار الممكنات في الأجسام وأعراضها وأبلغ
وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي كما هو مستقر في فطر العامة وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم
وإثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيز ولا نفوه ولا لفظ الجهة ولا نفوه ولكن أثبتوا الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات)
وعلى ما سبقت الإشارة اليه فقد قام الاستاذ فودة بتقطيع النص إلى ثلاث قطع حتى يذهب المفهوم الكلي المترابط الذي ينقدح في ذهن القارئ بقراءته المجردة للنص كاملا ...
فيبقى الكلام أسير توجيه الأستاذ لكل مقطع فلا يخرج عن المسار الذي حدده له، وهذه حيلة مكشوفة يقوم بها عند كل نقل يزعم أنه واضح وصريح على تجسيم ابن تيمية وهي عند التأمل إنما تدل على ضعف الدلالة والمستدل جميعا ..
وإذا تأملنا النص كاملا من غير تعليق الأستاذ أو تقطيعه نجد أنه الكلام في أصله يرجع إلى ما كان عليه الكلام في النص الأول وهي مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث ونفي وجود موجود لا مباينا ولا محايثا هذا باختصار لمن يريده ...
- فالسياق واحد ولكن الاستاذ يجعل منه عدة نصوص تكثرا، علما بأن كل ما في هذا المبحث (مبحث التجسيم) عبارة عن ثلاثة مواضع تقريبا من كلام ابن تيمية أستل منها الاستاذ عشرة نصوص مزعومة ...
وبالوقوف على سياق الكلام يتضح صحة ما قلته حيث قال رحمه الله:
(وقال الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
قالت المثبتة إنما أثبته هؤلاء المتفلسفة من موجودات ممكنة ليست أجساما ولا أعراضا قائمة بالأجسام كالعقل والنفس والهيولى والصورة التي يدعون أنها جواهر عقلية موجودة خارج الذهن ليست أجساما ولا أعرضا لأجسام فإن أئمة أهل النظر يقولون إن فسادها هذا معلوم بالضرورة كما ذكر ذلك أبو المعالي الجويني وأمثاله من أئمة النظر والكلام)
فهؤلاء يمنعون وجود موجود لا مباين ولا محايث أي لا داخل ولا خارج ويردون على الفلاسفة هذا القول بينما يسلم لهم الرازي والشهرستاني والامدي ..
فيقول ابن تيمية رحمه الله:
(ومن لم يهتد لهذا كالشهرستاني والرازي والآمدي ونحوهم فهم ناظروا الفلاسفة مناظرة ضعيفة ولم يثبتوا فساد أصولهم كما بين ذلك أئمة النظر الذين هم أجل منهم وسلم هؤلاء الفلاسفة مقدمات باطلة استزلوهم بها عن أشياء من الحق بخلاف أئمة أهل النظر كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي الجويني وأبي حامد الغزالي وأبي الحسين البصري وأبي عبدالله بن الهيصم الكرامي وأبي الوفاء علي بن عقيل ومن قبل هؤلاء مثل أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم وأبي الحسين الأشعري والحسن بن يحيى النوبختي ومن قبل هؤلاء كأبي عبدالله محمد بن كرام وابن كلاب وجعفر بن مبشر وجعفر بن حرب وأبي إسحاق النظام وأبي الهذيل العلاف وعمرو بن بحر الجاحظ وهشام الجواليقي وهشام بن الحكم وحسين بن محمد النجار وضرار بن عمرو الكوفي وأبي عيسى محمد بن عيسى برغوث وحفص الفرد وغير هؤلاء ممن لا يحصيهم إلا الله من أئمة أهل النظر والكلام فإن مناظرة هؤلاء للمتفلسفة خير من مناظرة أولئك ... )
وهؤلاء هم المتكلمون وأهل النظر الذين ذكر منهم ابن تيمية طوائف النظار الأتي ذكرهم ...
ثم قال رحمه الله:
(وهؤلاء وغيرهم لا يسلمون للفلاسفة إمكان وجود ممكن لا هو جسم ولا قائم بجسم بل قد صرح أئمتهم بأن بطلان القسم الثالث معلوم بالضرورة) فهذا إبطال لحجة الرازي في وجود موجود لا مباين ولا محايث وسيأتي تفسر هذه المصطلحات
ثم قال رحمه الله:
(بل قد بين أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب إمام الصفاتية كأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وغيرهم من انحصار الموجودات في المباين والمحايث)
فهذه هي أصل المسالة التي يدور حولها الكلام والذي يحاول الأستاذ فودة أن يستل منها ما يزعمه نصوصا ...
وهي مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث وما يلزم من ذلك على مذهب النفاة ولقد سبق بيان معنى المباين والمحايث في التعليق على النص الأول.
وقول ابن تيمية " وطوائف من النظار " يقصد بهم بعض من ذكرهم كبعض منظري الكرامية ....
- وقولهم: "ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم " بناءا على قولهم من أن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الحامل للصفات وهذه المعاني صحيحة من جهة نسبتها لله جل وعلا فهي واجبة له سبحانه بالاتفاق ولكنهم لما اصطلحوا على انها من معاني الجسم أو أن الجسم يتضمن هذه المعاني وصفوا الله سبحانه بأنه جسم وقالوا هو جسم لا كالأجسام كما أنه موجود لا كالموجودات وشيء لا كالأشياء وموصوف لا كالموصوفات، ومن هنا كان حصر الموجودات بالجسم أو ما يقوم بالجسم من الصفات والأعراض هو قول هذهالطائفة من أهل الكلام، فانحصارا لموجودات بالمباين والمحايث عند من ينفي أن الله جسم هو كانحصاره بالجسم والقائم بالجسم عند من يثبت ان الله جسم والخلاف بينهما لفظي بناءا على اصطلاحهم السابق على معنى الجسم ...
وهذه المسالة هي مدخل الاستاذ فودة فيالتلبيس على أتباعه والافتراء على ابن تيمية رحمه الله كما سيأتي
- وقوله إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي فيه استبعاد قصد المعنى اللغوي عند هؤلاء النظار حيث أن المعنى اللغوي للجسم هو الجسد والجسمان والبدن وهذا لا يقولون به، واستبعاده هنا دليل على عدم قصده ضرورة.
أما المعنى الاصطلاحي للجسم فمختلف فيه بين أهل الكلام فمن سبق ذكرهم من طوائف النظار الذين يفسرون الجسم بالموجود القائم بنفسه الحامل للصفات - وهؤلاء يجتهد الأشاعرة في التحقير منهم وعدم اعتبار قولهم قولا معتبرا في تفسير الجسم رغم أن المسألة لديهم مجرد إصطلاح كما هي عند الاشاعرة وبقية أهل الكلام لا يستندون في اصطلاحهم إلى لغة العرب أو ألفاظ الشريعة -
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الآخرون من أهل الكلام فيصطلحون على اصطلاحات آخري مختلفة:
فمنهم من يفسر الجسم بالمركب المؤلف
ومنهم من يفسره بالمتحيز ذي الأبعاد الثلاثة أو الاثنين
ومنهم من يفسره بالمركب من الجواهر المفردة.
ومنهم من يقول الجسم: هو المركب من الأعراض فقط.
ومنهم من يقول الجسم هو المركب من الهيولي والصورة كما تقوله الفلاسفة وغيرهم.
وعلى ذلك فهم جميعا ينفون بأن يكون الله سبحانه وتعالى جسما.
- والخلاف بينهم كبير ليس في معاني الجسم فقط بل في تفسير هذه المصطلحات التي قد يبدوا للناظر أنهم يتفقون في استعمال بعضها كلفظ التركيب والتحيز وفرض الأبعاد أو حصولها إلى غير ذلك مما سبق بيانه في المبحث السابق.
وبناءا على ماسبق فمن يتعرض للفظ الجسم نفيا وإثباتا فهو بناء على ما صطلحه من معنى.
فطائفة المثبتين يعارضون طائفة النفاة في قواعدهم الكلامية وحججهم العقلية التي نفوا بها صفات الباري سبحانه وتعالى وعطلوها بحجة أن إثباتها يلزم عنه التجسيم ولذا كان شيخ الاسلام يعارض حجج هؤلاء بحجج هؤلاء ليبطلها أو يبين تناقضها دون أن يلتزم بقول أي من الطائفتين بل ليبين أن ما اعتمدوا عليه من حجج العقول متناقضة ومخالفة لما عليه هدي الانبياه ومنهجهم في غثبات صفات الباري سبحانه،ولذا فقد عقب في نهاية كلامه بأن نفي هذا اللفظ وإثباته بإطلاق هو بدعة لم يتكلم بها السلف.
- وقول ابن تيمية أن طوائف من النظار قالوا: ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم صحيح حيث انهم يثبتون بلفظ الجسم هذه المعاني الصحيحة الفطرية ..
ولقد كان ابن تيمية رحمه الله دقيقا في قوله " طوائف من النظار" لان من النظار من أهل الكلام من يقول غير ذلك ..
فنحن أمام طائفتين من أهل الكلام وغيرهم طائفة المثبتين وطائفة النفاة المعطلين ..
وطائفة المثبتين على أقوال وخلاف فيما بينهم ليسوا على قول واحدولكن ليس هذا محل التفصيل في هذا
- وقوله مما هو مستقر في فطر العامة حيث أنهم فسروا الجسم بالمعاني الصحيحة السابقة وإن نوزعوا في جواز إطلاق هذا اللفظ.ودلالته ابتداءا على هذه المعاني ...
وهذا ما ذكره ابن تيمية في أكثر من موضع من كتابه الذي يزعم الأستاذ انه اطلع عليه اطلاعا لم يطلع عليه أتباعه!!
قال رحمه الله:
(ووجود موجود لا في جهة وجودية ولا جهة عدمية ممتنع عندهم في صريح العقل. ثم إن قول هؤلاء موافق لما عليه بنو آدم من الفطرة موافق لما جاء به الكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة وأئمتها.)
فالمسالة في أصلها هي قضية المباينة والمحايثة ووجود موجود لا في جهة وامتناع ذلك وهذا يؤكده قوله في نهاية النقل:
(وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم).
فهذا الكلام لا يدع مجالا للشك أن القضية الفطرية والضرورية المذكرة في سياق الكلام هي قضية انحصار الموجودات في المباين والمحايث لا قضية أن الله جسم كما يريد الاستاذ فودة أن يصور للقارئ مستغلا ما يتقنه من فنون البتر والتقطيع وإيهام وتلبيس.
-فإذا تبن أن هذا النقل كالذي قبله ليس من كلام ابن تيمية في كتاب بيان التلبيس الذي يرد فيه على الرازي وإنما هو من كلامه في موضع آخر من فتاويه وبالتحديد من مجموع الفتاوى الجزء الخامس صفحة 295 وقد نقله المحقق للكتاب ليعالج السقط الحادث في الكتاب تبن ولذا تجده يصدر الكلام بقوله: (قال الشيخ) التي يتجاهلها الأستاذ في كل مرة ليدل على تحقيقه الواسع ونزاهته في النقل!!!
فما يعنيه شيخ الإسلام من كون الناس مفطورة عليه هو معاني الجسم الاصطلاحي الذي نقله عن طوائف النظار الذين قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم وأن الله جسم لا كالأجسام وقصدوا به الموجود القائم بنفسه البائن عن خلقه الذي ترفع إليه اليد في الدعاء إشارة إلى علوه على خلقه واستوائه على عرشه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل هذه المعاني الفطرية الضرورية هو ماذكر اب تيمية أن فطر العامة عليها مستقرة إلا أن إطلاق لفظ الجسم لا يدل على هذ المعاني من جهة اللغة ولا من جهة الشرع ولذلك قد نبه ابن تيمية على تبديع إطلاقه واستعماله وعدم دلالته على هذه المعاني ...
قال رحمه الله 6/ 547 من المجموع:
( .... فيقال له الكلام في وصف الله بالجسم نفيا وإثباتا بدعة لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها أن الله ليس بجسم كما لم يقولوا أن الله جسم بل من أطلق أحد اللفظين استفصل عما أراد بذلك فإن في لفظ الجسم بين الناطقين به نزاعا كثيرا فإن أراد تنزيهه عن معنى يجب تنزيه عنه مثل أن ينزهه عن مماثلة المخلوقات فهذا حق. ولا ريب أن من جعل الرب جسما من جنس المخلوقات فهو من أعظم المبتدعة ضلالا دع من يقول منهم أنه لحم ودم ونحو ذلك من الضلالات المنقولة عنهم وإن أراد نفي ما ثبت بالنصوص وحقيقة العقل أيضا مما وصف الله ورسوله منه وله فهذا حق وإن سمي ذلك تجسيما أو قيل إن هذه الصفات لا تكون إلا لجسم فما ثبت بالكتاب والسنة وأجمع عليه سلف الأمة هو حق وإذا لزم من ذلك أن يكون هو الذي يعنيه بعض المتكلمين بلفظ الجسم فلازم الحق حق كيف والمثبتة تقول إن ثبوت هذا معلوم بضرورة العقل ونظره وهكذا مثبت لفظ الجسم إن أراد بإثباته ما جاءت به النصوص صوبنا معناه ومنعناه عن الألفاظ المبتدعة المجملة وإن أراد بلفظ الجسم ما يجب تنزيه الرب عنه من مماثلة المخلوقات رددنا ذلك عليه وبينا ضلاله وإفكه وأما قوله نقلنا الكلام معه إلى إبطال التجسيم فقد ذكرنا أدلة النافين والمثبتين مستوفاة في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية وتبين لكل من له أدنى فهم أن ما ذكره هؤلاء من أدلة النفي كلها حجج داحضة وأن جانب المثبتة أقوى)
وخلاصة القول أن الأستاذ فودة يصور كذبا وتدليسا على القارئ أن القضية الأساسية التي عليها محور الكلام هي قضية " أن الله جسم " وان ابن تيمية يقول بأن هذا مستقر في فطر العامة وأن هذا ما عليه الأئمة الكبار ...
- والحقيقة عند التأمل في النص المذكور والنظر في سياقه الذي قطعه الأستاذ تقطيعا وحشاه حشوا يجد أن القضية التي عليها أصل الكلام هي قضية المباينة والمحايثة وانحصار الموجودات فيهما وعلو الله على خلقه،وأنه ليس ثمة موجود إلا الخالق والمخلوق وكلاهما متميز عن الاخر مباين له غير محايث له ...
أما الخالق فهو عال على خلقه مستو على عرشه سبحانه تتوجه اليه القلوب وترفع اليه الايادي بالدعاء فطرة الله التي فطر الناس عليها إقرارا منهم لعلو المطلق سبحانه وتعالى.
- ولكن الرازي والنفاة المعطلة -ومنهم الأستاذ فودة- يجعلون إثبات هذه المعاني لازم للقول بالتجسيم لا محالة!
وليتهم يصرحون بان اتهامهم لشيخ الإسلام وأهل السنة والأئمة هو اتهام لهم بناء على لازم أقوالهم لان من المعلوم أن لازم المذهب ليس بمذهب.ولكن الأستاذ وشيعته لما علموا أن هذا لا يلزم ابن تيمية لانه لم يلتم هذه اللوازم بل نفاها وبين عدم تلازمها لاثبات الصفات ووضح هذا بالحجج الشرعية والعقلية لجئوا إلى الكذب الصراح فجعلوا هذه اللوازم الباطلة أصلا والتي لا تلزم قول قائلها أصلا فضلا أن يلتزمها هي نفس القول بإثبات الصفات لله جل وعلا وأجازوا لانفسهم أن ينسبوا لكل من يثبت صفات الباري سبحانه وتعالى على مقتضى ظواهر النصوص أنه قائل بالتجسيم صراحة وهذا ما يقصدونه بزعمهم أن ثمة نصوص صريحة وعند التحقيق يتبين أنه كذب وادعاء لا شيء غير ذلك والله المستعان
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 08:03]ـ
- ومما هو لصيق بهذا النص أن يقال بإن الأستاذ فودة قد وقع في الكذب الصريح على شيخ الاسلام رحمه الله حيث قال في صـ 30 من كتابه الكاشف أن ابن تيمية قال في التأسيس 1/ 9: (ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم)!!!
- ولكن الله سبحانه وتعالى أو قعه في شراك نفسه بنفسه ليوقف القارئ على سوء طويته وكذبه فأتي بهذا النص منسوبا إلى قائله على لسان ابن تيمية حيث نقل عن ابن تيمية قوله:
((وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم)).
فتبين كذبه الصريح في أول كتابه المشئوم فبئس شيمة العبد الكذب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما حوقق في ذلك ووجه وأحرج من القريب والبعيد تبجح وزعم بأن ابن تيمية له من النصوص الكثيرة ما في هذا المعنى وزيادة وأن نسبة هذا القول له لا بأس به وهو كنسبته للإمام أحمد مع الفارق!!!
واخرج ملفا ملونا ومكبرا ومتراقصا يظن أنه يستر به سوءته التي كشفها بنفسه ولكن هيهات،،فمن له أدنى عقل لا يشك أن إيراد الكلام ونسبته لابن تيمية بهذه الصورة الفاضحة ليس له وجه إلا الكذب والافتراء وما يحمله من سوء النية وخبث الطوية. ولا أدري كيف يقنع أتباعه بهذا الهراء؟!
فمهما كان لابن تيمية من عبارات تحمل هذا المعنى أو غيره فهل هذا مسوغ لك يا أستاذ فودة أن تكذب عليه وتنسب اليه ما يحكيه صراحة ولفظا عن غيره؟!
ثم تستحل هذا الكذب بهذه الحجة الممجوجة!
علما بأن هذا الملف الملون الجميل الذي أخرجه ليستر سوءته مملوء هو الاخر بالكذب والتدليس ككتابه الكاشف، حيث زعم أنه اصطلاح المتكلمين وأهل النظر في معنى الجسم واحد وأنهم جميعا يصطلحون على أنه هو ذو الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع وهذا من الكذب مرة أخرى والتلبيس على من لا يعلم حقائق هذه المسائل ويطلع على أقوال أهل المقالات.
فإن أهل الكلام ليسوا على اصطلاح واحد ويكفي في إثبات ذلك الاطلاع على ما ذكره الاشعري في المقالات وما ذكره الايجي في المواقف ولنا ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله في ذكر طوائف النظار من أهل الكلام الذين قالوا إن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الموصوف المشار اليه، فهؤلاء قسيم من يفسر الجسم بما ذكره الأستاذ فودة من أهل الكلام وهم مع ذلك طوائف كثيرة متنازعة ...
فإذا ذكر قول هؤلاء النظار فلابد أن يستحضر أنهم مخالفون لاهل الكلام في الاصطلاح على معنى الجسم وأنهم إنما يفسرونه بمعان صحيحة فطرية وضرورية رغم اعتراض ابن تيمية عليهم في دلالة هذا اللفظ على هذه المعاني وعلى جواز إطلاق هذا اللفظ على الله سبحانه في غيرما موضع من كتبه، ولكن في الجملة فهم طائفة من طوائف أهل الكلام اصطلحوا على معان للفظ اصطلح غيرهم على خلافه ...
فإذا تبين ذلك تبين معه تدليس الأستاذ فودة على أتباعه حيث أوهمهم أن تعريف الجسم بالمركب المتحيز ذي الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع هو ما يقصده طوائف النظار الذين نقل عنهم ابن تيمية بقولهم بأن ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم،وعليه فيكون معنى الكلام أنه ليس موجود إلا المركب ذي الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع وما يقوم به من الأعراض والصفات!
وهذا كما سبق كذب وتدليس يضاف إلى رصيد الأستاذ فودة ..
- والصحيح الذي لاشك فيه أن قولهم الجسم هو الموجود القائم بنفسه الموصوف –وإن قلنا ببطلانه كما نقول ببطلان اصطلاح غيرهم - وحصرهم الموجود بعد ذلك في الجسم أو ما يقوم به من الصفات والأعراض هو بمعنى أن الموجود ينقسم إلى ماله ذات وقائم بنفسه وما ليس له ذات وقائم بغيره أو إلى المباين والمحايث عند من لا يفسر الجسم بهذا المعنى وهذا هو المعني بالقول أن العامة قد فطرت عليه وقال به الأئمة الكبار كأحمد وعبد العزيز المكي وغيرهم في مناظراتهم للجهمية ومن له أدنى فهم ولديه بقية إنصاف ليعلم ذلك بالتأمل البسيط في قول شيخ الاسلام: (وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم).
فقوله: (بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث .. )
يوضح كما سبق الإشارة إليه أن كلام الائمة الكبار كأحمد وغيره هو في محتوى هذه العبارة: (بينوا ... ) ليس على أن الله جسم بل على المباينة والمحايثة وانحصار الموجودات فيهما، بل إذا سلمنا جدلا أن الكلام على انحصار الموجودات في الجسم والقائم بالجسم فإن هذا يكون على اصطلاح النظار الذين قالوا بأن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الحامل للصفات لا على اصطلاح المتكلمين الآخرين الذين يفسرونها بالمركب المتحيز الذي له ثلاثة أبعاد الطول والعرض والارتفاع كما يزعم الاستاذ فودة تلبيسا وادعاءا ...
والله حسبه وهو المستعان
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 07:05]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
النص الثالث: الله جسم ظاهرا وباطنا
بدأ الأستاذ فودة كعادته بالمقدمة الاستباقية ليهيئ القارئ للمعنى الذي يريد أن يحمله عليه، فبدأ بوصف هذا النص بانه من أشنع النصوص التي صرح فيها ابن تيمية بأن الله جسم ولكنه لم يذكر هنا التصوير التخييلي الذي ذكره للقارئ في النصوص السابقة فلعل التصريح هذه المرة ليس على صورة سؤال وجواب ولكنه على صورة أخرى يصفها بأنها شنيعة وهذا تصوير منفر ليت الأستاذ لم يستخدمة لان القارئ ربما يعرض عن تأمله لشناعته فهو لم يعتد من الاستاذ إلا على الشيء البسيط المباشر في صورة نعم أولا!
فلنر إذن أين هذا التصريح الشنيع بأن الله جسم والذي ذكره ابن تيمية.
ومما عهدناه عن الاستاذ فودة أنه كلما كان " النص صريح وواضح " فإن المقدمات التي يقدمها تكون طويلة ومعقدة فهذه علامة الوضوح!!!
ثم قام الأستاذ فودة بعد ذلك بتلخيص موقف ابن رشد من الجسمية فذكر أن ابن رشد يعتقد نفي الجسمية في الباطن وفي حقيقة الامر بالادلة العقلية ولكنه في الظاهر قد يقول بخلاف ما في باطنه لأن العوام لا تستوعب ذلك فلا يمكن التصريح به للعوام فينبغي أن لا تنفى الجسمية عند العوام ولان ظاهر النصوص يوحي بالجسمية لله سبحانه وتعالى وأيضا فإن العامي لا يعرف موجودا ليس جسما لعدم وجود ذلك في الشاهد.
وما ذكره الأستاذ فودة صحيح في الجملة لكنه أظهر الرجل وكأنه فيلسوف متناقض جاهل لا يعلم الأصول ولم يعرف به كما ينبغي وهذا حاله مع كل من يخالفه ..
فابن رشد الحفيد عالم فقيه من أكابر علماء المالكية في وقته وهو أيضا مجتهد في المذهب له من لكتب ما يدل على فقهه وعلمه وشهادة العلماء له بذلك مستفيضة ومع ذلك فقد اشتغل بالفلسفة حتى عد من حذاق الفلاسفة في عصره وما يحاوله الأستاذ من الانتقاص من قدره في علم الشريعة أو الفلسفة أو اختزال موقفه من الاشاعرة خاصة واهل الكلام عامة في موقف شخصي عدائي من الأشاعرة هو من أوهام الاستاذ فودة وحيله المتكررة مع كل من ينتقض مذهب الاشاعرة حتى وصل الحال به أن يتكلم في أعلام الامة وائمتها وينتقص من أقدارهم ومن منازلهم لاجل أنهم يخالفون مذهبه المتناقض وليخيل للقارئ أن المسالة عند ابن رشد وغيره لا تقوم على أساس علمي أو برهاني بل على موقف شخصي عدائي من الاشاعرة! وهذا يرده سيرة هذا العالم (ابن رشد) وما سطره العلماء عنه من علو شانه في هذه العلوم والدراسات لا تكاد تحصى في دراسة منهجه وطريقته التي يعدها ا لباحثون مدرسة مستقلة في هذا الشان.
ومهما كان الامر فإن ما يهمنا هو بيان التلبيس الذي يقوم به الأستاذ فودة في تصوير ان ابن رشد يثبت الجسمية في الظاهر ولا ينفيها في الباطن وان ابن تيمية يقره على إثباتها في الظاهر ويخالفه بضرورة إثباتها أيضا في الباطن!!!
- وهذا عند التأمل كذب صريح من الاستاذ فودة كما سيأتي
- فأن ابن رشد يفصل بين موقفين ونظرتين مختلفتين في مسالة الجسمية:
- موقف الفلاسفة أو موقفه هو كفليسوف فإنه قد توصل بما يسميه البرهان أن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم.
-وموقف الشريعة من هذا اللفظ فإنه يرى أن الواجب في هذه الصفة أن يجري فيها على منهاج الشرع فلا يصرح فيها بنفي ولا إثبات ويجاب من سأل عن ذلك من الجمهور بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ....
فنحن أمام نظرتين إذن:
نظرة فيلسوف فلسفية مدعمة بما يدعيه من البرهان بأن الله ليس بجسم.
ونظرة عالم شرعي شرعية مدعمة بنصوص الشريعة بأن الواجب السكوت وعدم التعرض لهذا اللفظ بالنفي والإثبات.
ولا شك أن هاتين النظرتين متعارضتين ...
ولا شك أيضا أن ابن رشد والاستاذ فودة واهل الكلام وكل من تكلم بهذه الألفاظ المحدثة قد خالف ما ذكره ابن رشد موقف الشريعة من هذا اللفظ أو هذه الصفة ولكن ابن رشد يرى أن ثمة اتصال بين الحكمة والشريعة فهو يحاول أن يوفق بين الموقفين من وجهة نظره أما الأشاعرة وأهلالكلام فتزعم أن هذا النفي هو الموقف الشرعي التي دلت عليه نصوص الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيا كان موقف ابن رشد من محاولة التوفيق بين النظرتين كما قرر ذلك في بعض كتبه ككتاب فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال وغيره فالذي يهمنا هو نظرته كفقيه وعالم شرعي مجتهد يقرر بوضوح موقف الشريعة من هذه اللفظ وهو السكوت وعدم التعرض له بالنفي أو الإثبات في حق الله عز وجل.
- مع التحفظ على صحة القول بأن ظواهر نصوص الشريعة تدل على الجسمية أو أنها أقرب لإثبات هذه الصفة منه إلى نفيها فهذا يشترك معه أهل الكلام فهم يقررون أن التمسك بظواهر هذه النصوص يلزم منه التجسيم ولذا تجدهم في تخبط تام تجاه هذه النصوص فمنهم مؤول لها ومنهم مفوض مع اتفاقهم أن المعنى المستفاد من الظاهر غير مراد لأنه يدل على التجسيم.
ويرى ابن رشد بمنظور الشريعة كفقيه أن مخاطبة العامة لا يكون إلا بما دلت عليه نصوص الشريعة لأنها أقرب إلى فطرهم في إثبات الموجودات الغائبة على وفق ما يشاهدونه ولان مخاطبة العامة بما عليه الفلاسفة وغيرهم من أهل الكلام قد يكون مدعاة لتكذيب الشريعة.
- ولنا في هذا شهادة من ابن رشد بأن صفة الجسمية التي يدندن حولها الأستاذ وغيره قد شهد هذا العالم بأنه مسكوت عنها في الشريعة وهذا يعني عدم التعرض لإثباتها أو نفيها،مما ينفي زعم الأستاذ وشيعته تفرد ابن تيمية بهذا التقرير.
- ومما نؤكده هنا أن التجسيم المقصود في كلام ابن رشد هو المعنى بإثبات الصفات كاليد والوجه والقدم وغيرها من الصفات لا بمعنى التركيب والتحيز وفرض الأبعاد الذي يحاول الأستاذ فودة ان يحشره في ثنايا كلامه وهذه النكتة من يفهمها جيدا فقد فهم مراد ابن تيمية من تعليقه على كلام ابن رشد كما سيأتي ولننقل كلام ابن تيمية من أوله حتى يقف الجميع على سياقه وما حاول الأستاذ جاهدا إخفاءه:
قال ابن رشد الفيلسوف:
( .. فإن قيل فما تقول في صفة الجسمية هل هي من الصفات التي صرح الشرع بنفيها عن الخالق أو هي من الصفات المسكوت عنها فنقول إنه من البين من أمر الشرع أنها من الصفات المسكوت عنها وهي إلى التصريح بإثباتها في الشرع أقرب منها إلى نفيها وذلك أن الشرع قد صرح بالوجه واليدين في غير ما آية من الكتاب العزيز وهذه الآيات قد توهم أن الجسمية هي له من الصفات التي فضل فيها الخالق المخلوق كما فضله في صفة القدرة والإرادة وغير ذاك من الصفات التي هي مشتركة بين الخالق والمخلوق إلا أنها في الخالق أتم وجودا ولهذا صار كثير من أهل الإسلام إلى أن يعتقدوا في الخالق أنه جسم لا يشبه سائر الأجسام وعلى هذا الحنابلة وكثير ممن تبعهم والواجب عندي في هذه الصفة أن يجري فيها على منهاج الشرع فلا يصرح فيها بنفي ولا إثبات ويجاب من سأل عن ذلك من الجمهور بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وينهى عن هذا السؤال
وذلك لثلاثة معان أحدها:
أن إدراك هذا المعنى ليس هو قريبا من المعروف بنفسه برتبة واحدة ولا برتبتين ولا ثلاثة وأنت تتبين ذلك من الطريق التي سلكها المتكلمون في ذلك فإنهم قالوا إن الدليل على أنه ليس بجسم أنه قد تبين أن كل جسم محدث وإذا سئلوا عن الطريق التي بها يوقف على أن كل جسم محدث سلكوا في ذلك الطريق التي ذكرناها في حدوث الأعراض وأن مالا يتعرى من الحوادث حادث وقد تبين لك من قولنا أن هذه الطريقة ليست برهانية ولو كانت برهانية لما كان في طباع الغالب من الجمهور أن يصلوا إليها
وأيضا فإن ما يصفه هؤلاء القوم من أنه سبحانهله ذات وصفات زائدة على الذات يوجبون بذلك أنه جسمأكثر مما ينفون عنه الجسميةبدليل انتفاء الحدوث عنه فهذا هو السبب الأول في أنه لم يصرح الشرع بأنه ليس بجسم.
وأما السبب الثاني:
فهو أن الجمهور يرون أن الموجود هو المتخيل والمحسوس وأن ما ليس بمتخيل ولا محسوس فهو عدم فإذا قيل لهم إن ها هنا موجودا ليس بجسم ارتفع عنهم التخيل فصار عندهم من قبيل المعدوم ولا سيما إذا قيل إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا أسفل ولهذا اعتقدت الطائفة الذينأثبتوا الجسمية في الطائفة التي تنفيها عنه سبحانه أنها مثبتة واعتقدت الذين نفوها في المثبتة أنها مكثرة
وأما السبب الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو أنه إذا صرح بنفي الجسمية عرضت في الشرع شكوك كثيرة مما يقال في المعاد وفي غير ذلك فمنها ما يعرض من ذلك في الرؤية التي جاءت بها السنة الثابتة وذلك أن الذين صرحوا بنفيها أي بنفي الجسمية فرقتان المعتزلة والأشعرية فأما المعتزلة فدعاهم 2 هذا الاعتقاد إلى أن نفوا الرؤية وأما الأشعرية فأرادوا أن يجمعوا بين الأمرين فعسر ذلك عليهم ولجئوا في الجمع إلى أقاويل سوفسطائية سنرشد إلى الوهم الذي فيها عند الكلام في الرؤية.
ومنها:
أنه يوجب انتفاء الجهة من بادي الرأي عن الخالق سبحانه كونه ليس بجسم فترجع الشريعة متشابهة وذلك أن بعث الأنبياء ابتنى على أن الوحي نازل عليهم من السماء وعلى ذلك انبنت شريعتنا هذه أعني أن الكتاب العزيز نزل من السماء كما قال تعالى إنا أنزلناه في ليلة مباركة وابنبنى نزول الوحي من السماء على أن الله في السماء وكذلك كون الملائكة تنزل من السماء وتصعد إليها كما قال إليه يصعد الكلم الطيب وقال تعرج الملائكة والروح إليه وبالجملة جميع الأشياء التي تلزم القائلين بنفي الجهة على ما سنذكره بعد عند التكلم في الجهة
ومنها أنه إذا صرح بنفي الجسمية وجب التصريح بنفي الحركة فإذا صرح بنفي هذا عسر ما جاء في صفة الحشر من أن الباري يطلع على أهل المحشر وأنه الذي يلي حسابهم كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وكذلك يصعب تأويل حديث النزول المشهور وإن كان التأويل إليه أقرب منه إلى أمر الحشر مع أن ما جاء في الحشر متواتر في الشرع فيجب أن لا يصرح للجمهور بما يؤول عندهم إلى إبطال هذه الظواهر فإن تأثيرها في نفوس الجمهور إنما هو إذا حملت على ظاهرها وأما إذا أولت فإنما يؤول الأمر فيها إلى أحد أمرين إما أن يسلط التأويل على هذه وأشباه هذه من الشريعة فتتمزق الشريعة كلها وتبطل الحكمة المقصودة منها وإما أن يقال في هذه كلها إنها من المتشابهات وهذا كله إبطال للشريعة ومحو لها من النفوس من غير أن يشعر الفاعل لذلك بعظم ما جناه على الشريعة مع أنك إذا اعتبرت الدلائل التي احتج بها المتأولون لهذه الأشياء تجدها كلها غير برهانية بل الظواهر الشرعية أقنع منها أعني أن التصديق بها أكثر وأنت تتبين ذلك من قولنا في البرهان الذي بنوا عليه نفي الجسمية وكذلك في البرهان الذي بنوا عليه نفي الجهة على ما سنقوله بعد وقد يدلك على أن الشرع لم يقصد التصريح بنفي هذه الصفة للجمهور أن لمكان انتفاء هذه الصفة عن النفس أعني الجسمية لم يصرح الشرع للجمهور بما هي النفس فقال في الكتاب العزيز ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وذلك أنه يعسر البرهان عند الجمهور على وجود موجود قائم بذاته ليس بجسم ولو كان انتفاء هذه الصفة مما يقف عليه الجمهور لاكتفى بذلك الخليل في محاجة الكافر حين قال ربي الذي يحيي بأن يقول له أنت جسم والله ليس بجسم لأن كل جسم محدث كما يقول الأشعري وكذلك كان يكتفي بذلك موسى صلى الله عليه و سلم عند محاجته لفرعون في دعواه الألوهية وكذلك كان يكتفي صلى الله عليه و سلم في أمر الدجال في إرشاد المؤمنين إلى كذب ما يدعيه في الربوبية في أنه جسم والله ليس بجسم بل قال عليه السلام إن ربكم ليس بأعور فاكتفى بالدلالة على كذبه بوجود هذه الصفة الناقصة التي ينتفي عند كل أحد وجودها ببديهة العقل في الباري سبحانه فهذه كلها كما ترى بدع حادثة في الإسلام هي السبب فيما عرض فيه من الفرق التي أنبأنا المصطفى صلى الله عليه و سلم أنها ستفترق أمته إليها
فإن قال قائل فإذا لم يصرح الشرع للجمهور لا بأنه جسم ولا بأنه غير جسم فما عسى أن يحاجوا به في جواب ما هو فإن هذا السؤال طبيعي للإنسان وليس يقدر أن ينفك عنه وكذلك ليس يقنع الجمهور أن يقال لهم في موجود وقع الاعتراف به أنه لا ما هية له لأن مالا ماهية له لا ذات له والموجود عند الجمهور إنما هو المحسوس والمعدوم عندهم غير المحسوس والنور لما كان أشرف المحسوسات وجب أن يمثل به أشرف الموجودات وهنا أيضا سبب آخر موجب أن يسمى به نور وذلك أن حال وجوده في عقول العلماء الراسخين في العلم عند النظر إليه بالعقل هي حال الأبصار عند النظر إلى الشمس بل حال عيون الخفافيش وكان هذا الوصف لائقا عند الصنفين من الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا فإن الله تبارك وتعالى لما كان سبب الموجودات وسبب إدراكنا لها وكان النور مع الألوان هذه صفته أعني أنه سبب وجود الألوان بالفعل وسبب رؤيتنا له فالحق ما سمى الله تبارك وتعالى نفسه نورا وإذا قيل إنه نور لم يعرض شك في الرؤية التي جاءت في المعاد فقد تبين لك في هذا القول موجودا الاعتقاد الأول الذي في هذه الشريعة في هذه الصفة وما حدث في ذلك من البدعة وإنما سكت الشرع عن هذه الصفة لأنه لا يعترف بموجود في الغائب ليس بجسم إلا من أدرك ببرهان أن في المشاهد بهذه الصفة وهي النفس ولما كان الوقوف على معرفة هذا المعنى من النفس مما لا يمكن الجمهور فيهم أن يعقلوا وجود موجود ليس بجسم فلما حجبوا عن معرفة النفس علمنا أنهم حجبوا عن معرفة هذا المعنى من الباري سبحانه وتعالى ... ) ا. هـ
قلت (أي ابن تيمية):
وقد تبين في هذا الكلام أنه في الباطن يرى رأي الفلاسفة في النفس أنها ليست بجسم وكذلك في الباري غير أنه يمنع أن يخاطب الجمهور بهذه لأنه ممتنع في عقولهم فضرب لهم أحسن الأمثال وأقربها كما ذكره في اسم النور وهذا قول أئمة الفلاسفة في أمثال هذا من الإيمان بالله واليوم الآخر وقد بين بالحجج الواضحة أن ما يذكره المتكلمون في النفي مخالف للشريعة وهو مصيب في هذا باطنا وظاهرا وقد بين أن ما يذكره المتكلمون في نفي الجسم على الله بحجج ضعيفة وبين فسادها وذكر أن ذلك إنما يعلم إذا علم أن النفس ليست جسما ومعلوم أن هذا الذي يشير إليه هو وأمثاله من المتفلسفة أضعف مما عابه على المتكلمين فإن المتكلمين أفسدوا حججهم هذه أعظم مما أفسدوا به حجج المتكلمين فيؤخذ من تحقيق الطائفتين بطلان حجج الفريقين على نفي الجسم مع أن دعوى الفلاسفة أن النفس ليست بجسم ولا توصف بحركة ولا سكون ولا دخول ولا خروج وأنه لا يحس إلا بالتصور لا غير يظهر بطلانه وكذلك قولهم في الملائكة وظهور بطلان قول هؤلاء أعظم من ظهور بطلان قول المتكلمين بنحو ذلك في الرب ... ))
علق الاستاذ فودة على قول ابن تيمية: (وقد بين بالحجج الواضحة أن ما يذكره المتكلمون في النفي مخالف للشريعة وهو مصيب في هذا باطنا وظاهرا) بقوله:
" أي أن ابن رشد هو المصيب في إبطال نفي الجسمية عن الله لا في الظاهر فقط كما هو مذهب ابن رشد بل في الظاهر والباطن أيضا أي أن الله عند ابن تيمية جسم باطنا وظاهرا .. "
وهذا الكلام أعوج لا مستقيم لان ابن رشد يشترك مع الاشاعرة وأهل الكلام في نفي الجسمية في الباطن أما في الظاهر فهو يرى المصلحة في عدم التصريح بهذا للجمهور فكيف يصوبه مع ذلك في الباطن؟!!
ولكن القضية أن ابن رشد يطعن في أدلة المتكلمين التي يستندون إليها في النفي ويصفها بأنها غير برهانية ومخالفة للشريعة، وقوله وهو مصيب في هذا ظاهرا وباطلنا يعني أن بطلان قول المتكلمين بالنفي باطل مطلقا ظاهرا وباطنا يعني في حقيقة الامر لا لان ادلتهم ليست برهانية بل لانه مخالف للشريعة التي ذكر منهجها هو في هذه الصفة.
فقوله باطنا لا ترجع إلى اعتقاده الباطن بالنفي كما يزعم الأستاذ فودة وكيف ترجع إلى ذلك وقد قال " فيؤخذ من تحقيق الطائفتين بطلان حجج الفريقين على نفي الجسم " فكيف يصوبه في الباطن وهو على قول الاشاعرة في نفي الجسمية ثم يقرر بعدها بطلان حجج الفريقين؟!!!
فقوله ظاهرا وباطنا لبطلان النفي ابتداءا لانه مخالف لمنهج الشريعة في السكون وترك النفي والاثبات وهو باطل أيضا لبطلان أدلة كلا الفريقين في حقيقة الامر لا لأنها ليست برهانية.
- ثم إن تصويب ابن رشد في إبطال أدلة المتكلمين في نفي الجسمية لا يعني إثباتها من الجهة المقابلة
لان موقف الشريعة الذي يتبناه ابن تيمية رحمه الله والذي قرره ابن رشد هو السكوت وعدم التعرض لهذا اللفظ بالنفي أو الإثبات وهو قد صوب الإبطال للنفي لانه مخالف للشريعة والشريعة لا تثبت ولا تنفي فكان لزاما أن تصويب بطلان النفي لا يعني الإثبات.
فلا متعلقل لأستاذ فودة في كلام ابن تيمية وليس في هذا الكلام ما يدل على أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم وقد مل القارئ من ادعاءات الأستاذ.
من جهة اخرى:
(يُتْبَعُ)
(/)
- أن الجسمية التي ذكرها ابن رشد في قوله أن الشريعة اقرب إلى إثباتها منها غلى نفيها هي بمعنى إثبات الذات والصفات الزائدة عليها كاليد والوجه والعلم والقدرة والإرادة وغيرها ...
فقول المتكلمين أن الجسم هو المركب المتحيز ذو الأبعاد، لم يتعرض له ابن رشد فيما نقله عنه ابن تيميه رحمه الله ومما يدل على ذلك:
1 - قول ابن رشد:
" وذلكأن الشرع قد صرح بالوجه واليدين في غير ما آية من الكتاب العزيز وهذه الآيات قد توهم أن الجسمية هي له من الصفات "
فهذا الكلام هو في بيان أن الشريعة تقرب من التصريح بإثبات الجسم عن طريق إثبات هذه الصفات التي ذكرها، وإثبات هذه الصفات لا شك أنه مما يقول به ابن تيمية وغيره من السلف،وهو ما عناه هنا ابن رشد بالجسمية.
وتأمل قول ابن رشد عن الأشاعرة:
" وأيضا فإن ما يصفه هؤلاء القوم من أنه سبحانهله ذات وصفات زائدة على الذات يوجبون بذلك أنه جسمأكثر مما ينفون عنه الجسميةبدليل انتفاء الحدوث عنه "
وهذا كلام واضح على أن ابن رشد إنما قصد بالجسمية إثبات الصفات التي جاءت بها نصوص الشريعة في الكتاب والسنة ولما كان الاشاعرة يثبتون بعضا منها جعلهم أيضا من المثبتن للجسمية رغم اتفاقهم على نفيها مما يؤكد أن المعنى المقصود بالجسمية التي يتكلم عنها ابن رشد هو إثبات الصفات كاليد والوجه، وهذا لا إشكال فيه ولا ينكره ابن تيمية ولا غيره من الأئمة.
- أما إثبات الصفات زائدة عن الذات فهذا أمر يشترك فيه الاشاعرة وابن تيمية رحمه الله حيث أنهم يثبتون الصفات السبع ولذا ألزمهم ابن رشد بأنهم أيضا مجسمة أو أقرب على إثبات الجسمية منهم إلى نفيها بإثباتهم تلك الصفات زائدة عن الذات ...
- و مما يجدر الإشارة اليه أن الأستاذ فودة عمل جاهدا أن لا يقف القارئ على قول ابن رشد السابق في الاشاعرة ووصفهم بأنهم مجسمة بإثباتهم الصفات السبع التي يثبتونها زائدة عن الذات حيث قال:
- ((وأيضا فإن ما يصفه هؤلاء القوم من أنه سبحانه له ذات وصفات زائدة على الذات يوجبون بذلك أنه جسم أكثر مما ينفون عنه الجسمية بدليل انتفاء الحدوث عنه)) لان هذا الكلام يوضح بجلاء معنى التجسيم الذي يقصده ابن رشد ويضعهم وابن تيمية رحمه الله في سلة واحدة لمواجهته ويكون جوابهم عنه هو نفس جواب ابن تيمية رحمه الله.
- وأيضا فأن تحليل الأستاذ فودة لموقف ابن تيمية من الفريقين أي ابن رشد ممثلا للفلاسفة والاشاعرة مثالا لأهل الكلام حين قال رحمه الله:
(فيؤخذ من تحقيق الطائفتين بطلان حجج الفريقين على نفي الجسم مع أن دعوى الفلاسفة أن النفس ليست بجسم ولا توصف بحركة ولا سكون ولا دخول ولا خروج وأنه لا يحس إلا بالتصور لا غير يظهر بطلانه وكذلك قولهم في الملائكة وظهور بطلان قول هؤلاء أعظم من ظهور بطلان قول المتكلمين بنحو ذلك في الرب ... )
حيث علق الأستاذ فودة على هذا الكلام قائلا:
"إذن فابن تيمية لما ضرب كل فريق بالآخر خلص إلى نتيجة يخالف بها الفريقين فقال إن الله جسم وأن النفس جسم خلافا للمتكلمين النافين للجسمية عن الله في الأولى وخلافا للفلاسفة القائلين بأن النفس ليست بجسم في الثانية "
ثم قال (والحاصل من كل ذلك أن الله تعالى جسم عند ابن تيمية كما ترى بعينك)
وهذا من الكذب على ابن تيمية رحمه الله!!!
فعين القارئ لم تقع إلا على محاولات الأستاذ الفاشلة في استلال بعض الكلمات من هنا وهناك والزعم بانا نصوص صريحة.
والصحيح أن الفلاسفة أيضا ينفون بأن الله جسم كما ينفي ذلك المتكلمون وإنما طعن ابن رشد في طرق أهل الكلام لإثبات ذلك النفي لان طريقتهم على حد زعمه غير برهانية فطعن في دليل الحدوث والإمكان وغيرهما مما ذكره في كتابه مناهج الأدلة.
وأيضا فإن من أئمة المتكلمين بل من أئمة الاشاعرة من يقول بان النفس ليست بجسم كما ويحكى ذلك عن الباقلاني وغيره من أهل الكلام ...
فكلا الفريقين ينفي الجسمية عن الله سبحانه ولكن تعارضهم وتخاصمهم هو في الأدلة التي يثبتون بها ذلك فبين ابن تيمية بمقابلة أدلة الفريقين التي يزعمون أنها أحكام عقلية ضرورية بطلان كل منهما وتناقضها وذلك لآن من المعلوم عند جميع العقلاء بأن الأحكام العقلية الضرورية لا تتعارض ولا تتناقض فكان مقابلة الأقوال بعضها ببعض هي الطريقة التي يتبعها ابن تيمية في نقض هذه الأقوال جميعا أو ترجيح بعضها على بعض أحيانا وهو ما يتخذه الأستاذ فودة مدخلا لتحميل ابن تيمية أقوال أحد هذه الأطراف دون أدنى تحقيق.
- وقول الأستاذ فودة: فخلص إلى نتيجة يخالف بها الفريقين ...
ليس معناه كما ذكره فهذا من الافتراء والتخرص، وإنما معناه هو ما قرره في الكثير من كتبه وهو المشهور عنه القول به وهو الانقياد لموقف الشريعة الذي قرره ابن رشد قبل آن يولد ابن تيمية وهو السكوت عن هذا اللفظ وعدم التعرض له بإثبات أو نفي في حق الله جل وعلا مع إثبات ما جاءت به نصوص الشريعة من الأسماء الصفات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما هو منهج السلف رضوان الله عليهم أجمعين، ولعل هذا هو السبب الرئيس من نقل كلام ابن رشد والاستشهاد به من قبل شيخ الإسلام رحمه الله، وهذا لا يخفى على الأستاذ ولكنه التلبيس على الإتباع والافتراء على أهل السنة.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 07:06]ـ
النص الرابع: وصف الله بما يقتضي أنه جسم هو مذهب جماهير أهل الإسلام.
نرى في هذا العنوان شيئا من التنزل والتدرج من الأستاذ عن القول بتصريح ابن تيمية بأن الله جسم إلى القول بما يقتضي أن يكون الله جسما.فالاستاذ فيما يبدوا قد تنازل عن شرطه للقارئ بأنه سيورد له نصوصا صريحة وليست لوازم ومقتضيات يستطيع القارئ نفسه أن يقول للأستاذ هي لا تلزمه لانه لا يسلم لكم بهذا التلازم وإن لزمته فهو لم يلتزمها فعلى الحالين فلا يصح أن تنسب اليه ولكن على كل حال فإن القارئ إن لم يقنع بما سماه الاستاذ فودة نصوصا لما ظهر له أنها ليست نصوصا ولا حتى لوازم صحيحة فكيف له أن يقنع بما يقر أنه ليس نصوصا بل مقتضى ولازم؟
- فإذا كان ما أورده الأستاذ فيما سبق مما يسميه نصوصا واضحة وصريحة قد علم حاله مع أنها من جهة ترتيب الأدلة من المفترض أن تكون هي الأقوى دلالة فكيف بما يقر الأستاذ فيه بأنه ليس تصريحا بل مقتضى الكلام ولازمه؟!
لا شك أنه سيكون الأضعف من نوعه وسيبذل الأستاذ فودة جهدا أكثر مما سبق حتى يوقف القارئ على محل الشاهد!.
ولنرجع إلى الأستاذ حيث نقل عن ابن تيمية قوله:
(فيقال إن أردت بهذا الكلام أنهم وصفوه بلفظ الأجزاء والأبعاض وأطلقوا ذلك عليه من غير نفي للمعنى الباطل وقالوا إنه يتجزأ أو يتبعض وينفصل بعضه عن بعض فهذا ما يعلم أحد من الحنابلة يقوله هم مصرحون وإن أردت إطلاق لفظ البعض على صفاته في الجملة فهذا ليس مشهورا عنهم لا سيما والحنابلة أكثر اتباعا لألفاظ القرآن والحديث من الكرامية ومن الأشعرية بإثبات لفظ الجسم فهذا مأثور عن الصحابة والتابعين والحنبلية وغيرهم متنازعون في إطلاق هذا اللفظ كما سنذكره إن شاء الله وليس للحنبلية في هذا اختصاص ليس لهم قول في النفي والإثبات إلا وهو وما أبلغ منه موجود في عامة الطوائف وغيرهم إذ هم لكثرة الاعتناء بالسنة والحديث والاءتمام بمن كان بالسنة أعلم وأبعد عن الأقوال المتطرفة في النفي والإثبات وإن كان في أقوال بعضهم غلط في النفي والإثبات فهو أقرب من الغلط الموجود في الطرفين في سائر الطوائف الذين هم دونهم في العلم بالسنة والاتباع
وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض أو أنهم وصوفه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض ومتجزئ وإن لم يقولوا هو جسم فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هذا مذهب جماهير أهل الإسلام بل وسائر أهل الملل وسلف الأمة وأئمتها)
وكالعادة فقد قطع الاستاذ فودة هذا النص الذي سقناه مكتملا هنا تقطيعا وحشاه حشوا ثم علق عليه وقال:
(فانظر في هذا الكلام الشنيع كيف ينسب القول بأن الله جسم إلى جماهير أهل الإسلام، بل وسائر الملل وسلف الأمة وأئمتها، فمن من السلف قال بهذا إلا المجسمة،وهل المجسمة هم سلف الأمة المباركة فتعست إذن أمة سلفها وقدوتها هم أرذل الطوائف وأضيقهم عقولا وأقبحهم مذهبا)
وأنا أقول للأستاذ إن التلاعب بالألفاظ لا يليق بمن يدعي التحقيق والإنصاف وهل نسيت يا أستاذ عنوان نصك الذي صدرت به هذا النقل؟!
الم تقل يا أستاذ فودة: (النص الرابع: وصف الله بما يقتضي أنه جسم هو مذهب جماهير أهل الإسلام)
فكونه يقتضى يعني يلزم منه ... ، ثم تأتي في تعليقك لتقلب هذا اللازم حقيقة وتقول (كيف ينسب القول أن الله جسم إلى .. ) فما تعد هذا؟ تناقض أم تلاعب؟
أما القارئ الكريم فإنه بالضرورة سيقرأ قول ابن تيمية قوله:
(وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد ..... فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هذا مذهب جماهير أهل الإسلام بل وسائر أهل الملل وسلف الأمة وأئمتها)
وسيعلم أن قوله (وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض .. ) أنه من إلإلزامات التي يلزمه بها الخصم والتي لا يسلم بها ابن تيمية حيث أنها لا تلزم القول بإثبات الصفات على ما يليق بالله جل وعلا فضلا أن نقول يلتزمها ابن تيمية أو لا يلتزمها .....
فالتلاعب واضح وجلي يا أستاذ فودة والقارئ لن يحتاج غلى كبير جهد لكشفة، وكان يتمنى لك القارئ الكريم أن تربأ بنفسك عن هذا الأسلوب الذي يشعره بأنك تسخر من عقله الذي لا تفتأ بأن يصفه بأنه فطن!!
-وتلاعب الأستاذ بالألفاظ في هذا الموضع وفي الكثير من المواضع الأخرى هو على هذالصورة ويكمن في أنه ينسب إلى القائل لازم قوله الذي يزعم أنه يلزمه وكأنه قال به وسلم له بهذا الازم أو التزمه ويجعله من نفس قوله فإثبات الصفات الخبرية التي جاءت في الكتاب والسنة وإجماع السلف كاليد والوجه وغيرها يسميها الرازي أجزاءا وأعضاءا ويلزم المثبت لها من الحنابلة بأنه مجسم لان إثبات هذه الأجزاء والابعاض والأعضاء مستلزم لكون الله سبحانه جسما - على حد زعمه -، فيرد ابن تيمية أن إثبات الصفات الخبرية من اليد والوجه وغيرها مما جاء به الكتاب والسنة غير مختص بالحنابلة بل جماهير أهل الإسلام يثبتون ذلك ...
فيأتي الأستاذ فودة فيلبس الأمر ويجعل لازم إثبات الصفات هو نفس قول المثبت ثم يشنع عليه ويقول انظروا لابن تيمية إنه يثبت أن لله ابعاضا واجزاءا وأن الله جسم وينسب ذلك إلى جماهير أهل الإسلام!
ويختم الأستاذ بقوله:
(فالحاصل أن ابن تيمية،يعتقد أن كون الله جسما هو ما اتفق عليه سلف الأمة والصحابة وهو قول أكابر العلماء من المسلمين. فتأمل وتعجب.)
والحقيقة أننا حينما نتأمل في كلام شيخ الإسلام رحمه الله لا نعجب إلا من تحايل الأستاذ وتلاعبه المكشوف والذي يجعل القارئ بعد ذلك على حذر شديد وريبه في تصديق كلامه ..
- والفت الانتباه أن التعليق متعلق غالبا بالنصوص التي يوردها الاستاذ فودة كأدلة على تجسيم شيخ الاسلام رحمه الله وليس متعلقا بما يورده في ثنايا ذلك من الأكاذيب والافتراءات والوان التلاعب التي لا تكاد تحصى من كثرتها لان هذا لا يمكن جمعه في مثل هذا المختصر البسيط.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 04:36]ـ
النص الخامس: كون الله جسما هو الأقرب للفطرة والعقول.
من الطبيعي أن القارئ قد يأس من الأستاذ بعد ما مر من النصوص والتي لم ير فيها نصا صريحا لابن تيمية يقرر فيه أن الله جسم مجسم،كما صور له الأستاذ فودة ذلك في مقدمة مسألته على صورة سؤال وجواب:
هل الله جسم؟ الجواب كان من ابن تيمية: نعم!
فلما لم يجد في كل ما مر نصا صريحا وقد أحس الأستاذ بخيبة أمل كبيرة لشعوره بأن القارئ له قد فقد الثقة في نقوله ونصوصه، لذا أخذ الأستاذ يشد من أزر القارئ بأنه في هذا النص الشنيع سيجد مبتغاه وسيحقق أمنيته، فيقول مخاطبا القارئ الذي قارب على الملل:
(اعلم أيها القارئ "الفطن" أن "النصوص" السابقة وإن كانت شنيعة و"مصرحة! " بأن الله جسم مجسم إلا أن هذا النص الذي " سنتلوه"! عليك الآن قد فاقها في الشناعة والقبح!!)
وهكذا يهيئ القارئ نفسه ربما للاستماع هذه المرة لأنه ربما فهم من قول الاستاذ "سنتلوه " أن الأستاذ سيتلوه على مسامعه مباشرة، في محاولة منه في مغازلته بعد أن كاد أن يفض يده من الأستاذ ووعوده الكثيرة بأنه سيأتي بالنصوص والتي لم يجد إلى الآن شيئا منها ...
ثم ينقل الأستاذ عن ابن تيمية قوله:
(الوجه السبعون أن جميع الناس من المثبتة والنفاة متفقون على أن هذه المعاني التي حكيناها عن خصمك هي التي تظهر للجمهور ويفهمونها من هذه النصوص من غير إنكار منهم لها ولا قصور في خيالهم ووهمهم عنها والنفاة المعتقدون انتفاء هذه الصفاة العينية لم يعتقدوا انتفاءها لكونها مردودة في التخيل والتوهم ولكن اعتقدوا أن العين التي تكون كذلك هو جسم واعتقدوا أن الباري ليس بجسم فنفوا ذلك
ومعلوم أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة
ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل مقدمات فيها خفاء وطول وليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل وترك التقليد وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول)
وكما اعتاد القارئ ألا يرى النقل عن ابن تيمية كاملا كما ننقله هنا بل لابد من تمزيقه وتفكيكه ومحاولة إعداده للتوجيه،وكما ذكرنا سابقا أن من علامات " وضوح " "النص" " وصراحته " وقوة دلالته إن الاستاذ فودة يطيل في مقدماته وتفسيراته وشروحاته قبل لانص وفي أثناءه وبعده ويكثر من تقطيعه وتفكيكه حرصا منه على ألا يفلت المعنى الذي يريد أن يوصله اليه من القارئ!!!
وهذا ما نجده في هذا النص فقد بذل الاستاذ فودة جهدا كبيرا في إيصل الفكرة للقارئ.
- وخلاصة الأمر في هذا النص وغيره من النصوص أن الأستاذ يتلاعب بحيل مكشوفه لا تخفى على فطن له اطلاع على كلام شيخ الاسلام رحمه الله، ومن يطلع على هذا لمبحث يقف على قدر لا بأس به من هذه الحيل ....
فهنا مثلا يستعمل حيلة تبديل الكلمات بعضها بعض ويسميها بغير اسمها وكأنها مترادفات وهي في الحقيقة الزامات الخصم فينقدح في ذهن القارئ المعنى الذي يريده في كلام خصمه فمثلا:
يقول عن ابن تيمية:
"فهو يدعي في هذا الوجه أن الجهة والجسمية والتركيب في ذات الله هو ما يتبادر إلى أذهان جمهور الناس "
فهل قال هذا ابن تيمية حقا بهذه الألفاظ؟
الجواب: لا قطعا.
فلماذا إذن يكذب عليه وينسب اليه أنه في هذا الوجه (الوجه السبعون) يدعي أن الجهة والجسمية والتركيب في ذات الله هو ما يتبادر على أذهان الجمهور؟
الجواب لانه يبدل الكلمات والالفاظ التي يقولبها شيخ الاسلام بكلمات الخصم وهو الرازي.
فالجهة هي العلو أو الاستواء على العرش،فغذا تكلم ابن تيمية بصفة العلو والاستواء على العرش قال فودة ابن تيمية يثبت الجهة ويقول الجهة
أما الجسمية فهي لازم إثبات ذلك لانه على زعمه لايكون في جهة إلا الجسم فإذا أثبت العلو فقد قال بالجهة وقال بالتجسيم!!!
أما التركيب فهو إثبات صفات الله سبحانه وتعالى مثل اليد والوجه وغيرها من الصفات ...
(يُتْبَعُ)
(/)
- فابن تيمية رحمه الله في الحقيقة يثبت صفة العلو والاستواء وصفة اليد والوجه وغيرها مما جاءت به النصوص الشرعية ولم يثبت ما يقوله الاستاذ فودة من الجوارح والاعضاء والاجزاء ولكن الاستاذ يعبر عن الفاظ ابن تيمية بتلك المصطلحات وكأنها مترادفات وتلك من حيله المكشوفة.
حتى يظن القارئ الفطن أن هذه متردفات وأن ابن تيمية إنما يثبت هذه الصفات على الوجه التي تكون أعضاءا واجزاءا وتركيبا،وكل هذا من ادعاءات الخصم والزاماته التي لا تلزم ..
- وتجد مصداق ذلك في الوجه التاسع والستون: حيث نقل عن الرازي قوله:
(فعمدة مذهب الحنابلة أنهم متى تمسكوا بآية أو خبر يوهم ظاهره شيئا من الأعضاء والجوارح صرحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجها بخلاف وجوه الخلق ويدا بخلاف أيدي الخلق ومعلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه عما لا يقبله الوهم والخيال)
فهو لا ينسب اليهم إثبات هذه الصفات على الوجه الذي أثبتوه ولكن ينسبه اليهم على ما يلزمهم هو به من الفاظ ومصطلحات لا يقر بها ابن تيمية ولا من ينقل قولهم من المثبتين لها فأين ذهب الانصاف يا استاذ فودة؟!
وهذه الحيلة المكشوفة قد ملأ بها كاشفة المزعوم ونحن نكشفها أيضا ليكون الكاشف مكشوفا على كاشفه!
- والأستاذ فودة مقهور مغتاظ من كثرة وجوه الرد من ابن تيمية رحمه الله على شيخه الرازي،حتى وصل إلى السبعين فلم يستطع أن يخفي قهره وغيظه فنفث عن نفسه بقوله أن جميع هذه الوجوه باطلة وان هذا كله كلام فارغ تافه وتكرار ساذج لا قيمة له وحيلة من حي ابن تيمية ليقنع أتباعه أن وجوه الرد الكثيرة تدل علمه وتبحره ونحن نقدر حالة الأستاذ فودة ونفسيته ولا نرد على هذا الكلام حيث أنه مجرد تنفيث عن قهره.
- إذا علم ذلك علم ما يقوم به من افتراءات متكرره لا يمكن حصرها في مثل هذا المختصر وإنما هذا نموذج فقط ليعلم به حيلته في صياغة العبارات التي توهم بأن ابن تيمية يقول بألفاظها وما هي إلا من حيل الأستاذ في تبديل الكلم عن مواضعه.
-وقد سبق القول بأن الذين فسروا الجسم بالقائم بنفسه والموجود وما يشار إليه وقالوا إن الله جسم لا كالأجسام هم طائفة من نظار أهل الكلام وهؤلاء الخلاف معهم في مجرد إطلاق لفظ الجسم على الله وفي دلالة لفظ الجسم على هذا المعاني، أما المعاني ذاتها التي يثبتونها فهي صحيحة لا يخالف فيها أحد لا النفاة ولا المثبتون، وهؤلاء ليسوا مجسمة على الحقيقة وإن كانوا مبتدعة لا شك في ذلك على الأقل عند أئمة العلماء الذين صدر بهم الأستاذ كتابه في تحرير معنى التجسيم وحكم المجسمة ...
-فقد قال ابن حزم الذي يسميه الأستاذ إمام من أئمة الأمة ومن أعلام المسلمين:
((من قال إن الله تعالى جسم لا كالأجسام فليس مشبها ولكنه ألحد في أسماء الله تعالى إذ سماه عز و جل بما لم يسم به نفسه))
ولا أدري هل وقف الأستاذ فودة صاحب الاطلاع الواسع على كتب الخصوم على كلام ابن حزم الإمام في الاشاعرة ووصفه لهم بالجهل والتناقض والكفر الصريح ورده عليهم في عامة مسائلهم؟! أم أنه إمام فقط على المجسمة؟!
وقد سبق التفريق بين هؤلاء وبين الذين يثبتون الجسمية لله تعالى بالمعنى اللغوي أو الاصطلاحي المتضمن له وهؤلاء هم المجسمة الحقيقيون المشبهين الله سبحانه بخلقه
أما الصنف الأول فإن هذه المعاني التي أثبتوها للفظ الجسم صحيحة لا إشكال فيها بل متفق على ثبوتها له سبحانه من الجميع، والنزاع معهم بخصوص هذا الأمر هو في دلالة لفظ الجسم على هذه المعاني وفي صحة إطلاق لفظ الجسم على الله وقد سبق تفصيل ذلك في مقدمة البحث
- أما ما يحكيه ابن تيمية عن هؤلاء بقوله: (وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول))
- فهو بناءا على تفسيرهم للجسم بالموجود القائم بنفسه وهذا واضح من نص الكلام لا يحتاج لآدنى تأمل وقد سبق معنى حصرهم للموجودات بناء على هذا التفسير للجسم كما سبق الكلام عن انحصار الموجودات في المباين والمحايث وأن الله سبحانه وتعالى له ذات موصوفة قائمة بنفسها متميزة عن الخلق بائنة منهم عالية عليهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقوله أن قولهم هذا أقرب للفطرة والعقل إنما هو في مقابل قول النفاة الذين يثبتون موجودا لا مباينا ولا محايثا ولا داخل العالم ولا خارجة وينفون علو الله على خلقه فهو في مقابلة هذه الأقوال الفاسدة أقرب إلى الفطرة والعقل بلا شك.
- وهذا لا يلزم منه كونهم على الحق المبين كما يقتضيه اللفظ بل هو أقرب بالنسبة إلى غيره وإن كان هو في نفسه قد يكون باطلا أو مرجوحا من وجوه أخرى ..
وكلمة (أقرب) للعقل والفطرة أو الشرع يستعملها ابن تيمية دائما في مقارنة الأقوال الباطلة أو المتعارضة لانه يزن بميزان الشريعة لا بميزان الهوى كما يفعل الأستاذ المحتال.
وهذه طريقته التي حكيناها عنه في الوقفات التي بين يدي هذا المبحث ولكن الأستاذ فودة مثله كمثل حاطب الليل يقمش ما يرديه ويدل على جهله:
- قال رحمه الله:
- ( ... يمكن بيان أن قول الأشعري وأصحابه أقرب إلى صحيح المعقول من قول المعتزلة كما يمكن أن يبين أن قول المعتزلة أقرب إلى صريح المعقول من قول الفلاسفة لكن هذا يفيد أن هذا القول أقرب إلى المعقول وإلى الحق لا يفيد أنه هو الحق في نفس الأمر فهذا ينتفع به من ناظر الطاعن على الأشعرية من المعتزلة والطاعن على المعتزلة من الفلاسفة فتبين له أن قول هؤلاء خير من قول أصحابك فإنه كما إن كل من كان أقرب إلى السنة فقوله أقرب إلى الأدلة الشرعية فكذلك قوله أقرب إلى الأدلة العقلية
ولا ريب أن هذا مما ينبغي سلوكه فكل قول - أو قائل - كان إلى الحق أقرب فإنه يبين رجحانه على ما كان عن الحق أبعد ألا ترى أن الله تعالى لما نصر الروم على الفرس وكان هؤلاء أهل الكتاب وهؤلاء أهل أوثان فرح المؤمنون بنصر الله لمن كان إلى الحق أقرب على من كان عنه أبعد وأيضا فيمكن القريب إلى الحق أن ينازع البعيد عنه في الأصل الذي احتج به عليه البعيد وأن يوافق القريب إلى الحق للسلف الأول الذين كانوا على الحق مطلقا) هـ.ص 3/ 407 درء تعارض العقل والتقل
وهذا النقل قد سبق إيراده في المقدمة وهو يلخص طريقة شيخ الإسلام رحمه الله في الرد على طوائف أهل البدع وأهل الكلام والفلاسفة وجميع المبتعدين عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام ومهجه على اختلاف مراتب بعدهم، وربما لا تعجب الأستاذ فودة هذه الطريقة ولكنا نحمله إياها فوق رأسه رغما عنه ليعلم بعد ذلك حين يريد أن يناطح الجبال كيف يناطحهم وليتعلم اصطلاح العلماء قبل أن يزعم أنه يرد عليهم.
- ثم لنتساءل هل القول بأن هذا القول اقرب للحق من ذاك القول معناه أنه على الحق؟
لا نشك أن جواب العقلاء جميعا سيكون: بـ لا
- ولو مثلنا بقولنا: أن هذا الحجر الأحمر أقرب إلى هذه الحفرة من ذاك الحجر الأسود،لكان مفهوم الكلام أن كلا الحجرين قطعا ليسا في الحفرة ...
وهذا هو فهم كل من يتأمل وينصف من العقلاء!
- وإلى هذا أشار ابن تيمية رحمه الله بقوله:
(فالغرض أن إخوانه من الذين يقولون أن الله ليس فوق العرش قد قالوا هذا كله وما هو أكثر منه فلا بد أن يرد قولهم بطرقه التي يسلكها وإلا لم يكن قوله أصح من قولهم بل قولهم أقرب إلى العقل من قوله أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولهم في الجواب عن المخالطة من الكلام ما هو مع كونه باطلا أقرب إلى العقل من كلامه ... )
فهنا قد " نص" أيضا يقرر فيه ابن تيمية رحمه الله أن ليس ثمة تلازم بين بطلان القول وبين كونه أقرب إلى العقل من غيره كما حكم في هذا النص على كلام الاتحادية بالبطلان مع قوله أن كلامهم اقرب للعقل من قول من يقول أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ...
فعلام هذا الضجيج يا أستاذ فودة!
- وهذا نص آخر لابن تيمية رحمه الله رجح فيه قولا الاشاعرة على المعتزلة والشيعة في مسالة الرؤية وفيه الإقرار- على مذهب الأستاذ- بأن الله سبحانه ليس جسما وأن هذا أقرب للعقل والشرع، قال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أهل الحديث والسنة المحضة متفقون على إثبات العلو والمباينة وإثبات الرؤية وحينئذ فمن أثبت أحدهما ونفى الآخر أقرب إلى الشرع والعقل ممن نفاهما جميعا فالأشعرية الذين أثبتوا الرؤية ونفوا الجهة أقرب إلى الشرع والعقل من المعتزلة والشيعة الذين نفوهما أما كونهم أقرب إلى الشرع فلأن الآيات والأحاديث والآثار المنقولة عن الصحابة في دلالتها على العلو وعلى الرؤية أعظم من أن تحصر وليس مع نفاة الرؤية والعلو ما يصلح أن يذكر من الأدلة الشرعية وإنما يزعمون أن عمدتهم العقل فنقول قول الأشعرية المتناقضين خير من قول هؤلاء وذلك أنا إذا عرضنا على العقل وجود موجود لا يشار إليه ولا يقرب منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا ينزل منه شيء ولا هو داخل العالم ولا خارجه ولا ترفع إليه الأيدي ونحو ذلك كانت الفطرة منكرة لذلك والعقلاء جميعهم الذين لم تتغير فطرتهم ينكرون ذلك ولا يقر بذلك إلا من لقن أقوال النفاة وحجتهم وإلا فالفطر السليمة متفقة على إنكار ذلك أعظم من إنكار خرق العادات لأن العادات يجوز انخراقها باتفاق أهل الملل وموافقة عقلاء الفلاسفة لهم على ذلك فنقول إن كان قول النفاة حقا مقبولا في العقل فإثبات وجود الرب على العرش من غير أن يكون جسما أقرب إلى العقل وأولى بالقبول وإذا ثبت أنه فوق العرش فرؤية ما هو فوق الإنسان وإن لم يكن جسما أقرب إلى العقل وأولى بالقبول من إثبات قول النفاة فتبين أن الرؤية على قول هؤلاء أقرب إلى العقل من قول النفاة وإذا قدر أن هذا خلاف المعتاد فتجويز انخراق العادة أولى من قول النفاة فإن قول النفاة ممتنع في فطر العقلاء لا يمكن جوازه وأما انخراق العادة فجائز.) منهاج السنة 3/ 208
فهذا نقل واضح يذكر فيه ابن تيمية رحمه الله أن الاشاعرة المثبتين للرؤية - مع كونهم لا يثبتونها كما يثبتها ابن تيمية والسلف من قبله - أقرب للعقل والشرع ممن ينفيها بما يزيل الألغام التي يضعها الأستاذ في طريق فهم القارئ لكلام ابن تيمية رحمه الله ..
- أما قوله رحمه الله " أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل مقدمات فيها خفاء وطول "
فهو قول صحيح يقر به الرازي نفسه وغيره من علماء الاشاعرة وأهل الكلام فهل يزعم الأستاذ فودة أن العلم بأن الله ليس جسما ضروري؟
فليصرح بذلك لو كان شجاعا ..
فقد أقر علماء الاشاعرة بأن كون الله جسما ليس معلوما بالفطرة ولا بمقدمات بينة في غيرما موضع من كتبهم وكذا كبار الفلاسفة نصوا على ذلك.
قال العز بن عبد السلام:
(فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخلفيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحدإلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقة عفا الله عنها فيحق العامي) قواعد الاحكام 1/ 202
وقال الغزالي: (فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله ولم يقل الرسول صلى اللهعليه وسلمأنه موجود ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو داخلالعالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصلولا هو في مكان ولا هو في جهة بلالجهات كلها خالية عنه فهذا هو الحق عند قوم والإفصاح عنه كذلك كما فصح عنهالمتكلمون ممكن ولم يكن في عبارته قصور ولا في رغبته في كشف الحق فتور ولا فيمعرفته نقصانقلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بانهذالو ذكره لنفر الناس عن قبوله ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال ووقعوا فيالتعطيلولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلاالأقلين وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمةللعالمين، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين ... وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ماذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداًبل لا يقبله واحد منالألف لا سيما الأمة الأمية) الجام العوام عن علم الكلام ص56 - 57)
فهذه إقرارات واضحة فاضحة ليست من علماء عاديين بل من أئمة المذهب الأشعري،
ووالله إن من يتأمل في مثل كلام الغزالي ليستحي من عقيدة إذا صرح بها للناس نفروا منها وقالوا عنها محالا، ولاستحى من مثل قول الغزالي أن النبي أقر الناس على التجسيم ولم يبين لهم الحق في التنزيه خشية الوقوع قي التعطيل بزعمه فيكون قد ينطق بما فيه هلاك الأكثرين أو الكافة إلا الأقلين!!!
-ونحن نخاطب الأستاذ فودة بما أنه ربما يكون واحدا من ألف ذكرها الغزالي هل ما زلت مقتنعا ان ما تورده للقارئ نصوصا صريحة وواضحة؟
أما قول الفلاسفة الذين هم أصل هذه المصطلحات المبتدعة فهو متمثل في قول ابن رشد الفيلسوف حيث قال عن هذه الألفاظ:
( ... أحدها أن إدراك هذا المعنى ليس هو قريبا من المعروف بنفسه برتبة واحدة ولا برتبتين ولا ثلاثة وأنت تتبين ذلك من الطريق التي سلكها المتكلمون في ذلك فإنهم قالوا إن الدليل على أنه ليس بجسم أنه قد تبين أن كل جسم محدث وإذا سئلوا عن الطريق التي بها يوقف على أن كل جسم محدث سلكوا في ذلك الطريق التي ذكرناها في حدوث الأعراض وأن مالا يتعرى من الحوادث حادث وقد تبين لك من قولنا أن هذه الطريقة ليست برهانية ولو كانت برهانية لما كان في طباع الغالب من الجمهور أن يصلوا إليها)
فهؤلاء أئمة المذهب الأشعري معهم كبار الفلاسفة يقرون بان كون الله ليس بجسم ولا في جهة ولا داخل العالم ولا خارجه من الأمور التي هي عسرة الفهم ومخالفة لطبائع العامة وفطرهم لاسيما وان هذه السلوب ليست أدلتها ضرورية ولا قريبة منها إلى آخر ما ذكر ...
فإذا كان هذا باعتراف أئمة المذهب فماذا ينقم الأستاذ من ابن تيمية بعد ذلك؟!
- وإذا كان هذا حال أصرح دليل لدى الأستاذ فودة وهو من الضعف والتهافت بهذه الصورة، مع كثرة الحيل والتلاعب والافتراءات التي لا تحصى فليتعرف القارئ الفطن على ما يسميه الاستاذ فودة نصوصا واضحة وصريحة.
الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل،
و الحمد لله على سلامتك لقد افتقدناك
و الله يشهد أنه ما زال ذكرك يخالط شغاف قلبي و من مدة و أنت في بالي و خفت عليك
و أقول في نفسي " الله المستعان ... لعل و عسى أن يكون بخير ... فقد قصرت في حقه يوم كنت أراه على المسنجر ... يا رب أعد علي الكرة فلن أقصر هذه المرة إن شاء الله"
فالحمد لله ألف مرة على سلامتك أخي الغالي
و هذه أبيات لشهيد الأمة- إن شاء الله تعالى كما نحسبه و الله حسيبنا و حسيبه و لا نزكي على الله أحدا- أهديه لك مرحبا بعودتك:
" حبي لكم يا إخوتي لما يعد سرا ... كيف و كل عين تنطق
بمحبة الله العلي نحبكم ... حبا على جلبات قلبي يشرق
فكل فرد في الفؤاد مكانه ... ما ضاق عنه القلب و هو ضيق "
فمرحبا بك أخي الحبيب
أخوك و محبك أبو أنس
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 06:06]ـ
رد مفحم ورائق وإن كانت كلمة الاستاذ هذه لا يستحقها هذا الكذاب الافاك
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:11]ـ
النص السادس: مذهب المجسمة أقرب إلى القبول.
إننا عندما نتأمل نفسية رجل مثل سعيد فودة حين يريد أن يناطح مثل هذا الجبل الشامخ الراسي شيخ الإسلام رحمه الله لا يغيب عنا أننا أمام رجل قزم ضعيف لم يؤت من العلم والحكمة ما يستضاء به،وقد ملأ الحقد قلبه وامتلأت نفسه بالغرور وحب الظهور والكبر الذي لم يعد خافيا حتى على أقرانه، فمثل هذا لا يتورع عن شيء في سبيل تحقيق هدفه من الطعن واللمز في مثل هذا الإمام، وغيره من أئمة الإسلام فتراه وقد تسلح من الكذب والاحتيال بما يؤهله لأن يقوم بمثل هذا الدور المشبوه، ولذا فنحن لا نتعجب مما نراه مبثوثا بين الكلمات والأسطر سواء في العنوان أو الموضوع أو المقدمات أو التعليقات أو اختياره وانتقاءه لبداية المقطع الذي ينقله فكل هذا فيه من الكذب والاحتيال والتلبيس ما لا يكاد يحصى بحيث يعجز المرء عن حصره وذكره ...
فالرجل لا يفوت كلمة ولا سطر إلا وقد أودع فيها من الكذب والحيل ما يحرف به المعنى ويوجه فيه الكلام إلى غير وجهته.
فتأمله مثلا في هذا العنوان حين يقول (مذهب المجسمة أقرب إلى المقبول) فهل قال ابن تيمية هذا؟
والجواب قطعا لا .. لم يقل ابن تيمية أن مذهب المجسمة أقرب إلى القبول وإنما هذا توصيف منه ومن الرازي لمخالفيهم ومن الطبيعي أن لا يسمي هذا كذبا ولا احتيالا لأن هذا مجرد نفس من أنفاسه المبثوثة في هذا الكتاب ...
ثم تأمل في احتياله بعد العنوان مباشرة حيث يقدم للنقل الذي سينقله عن ابن تيمية فيقول:
(ومن كتاب الرد على أساس التقديس أيضا وفي أثناء رده على الرازي الذي ينفي كون الله تعالى جسما ومركبا من أعضاء وأدوات يقول ابن تيمية في (1/ 97) فيوهم القارئ أن الكلام الآتي لابن تيمية حول أن الله جسم مركب وله أعضاء وأدوات حيث ينقل قوله: (بل هذا " القول " الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي .... )
وهل هذه بداية نقل يصح أن يبدأ بها منصف؟!!!
فيوهم القارئ أن قول ابن تيمية (هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء .. ) هو أن الله حسم مركب من أعضاء وأدوات!!!
فنحن أمام أسلوب مكر واحتيال وتلاعب بالكلمات لولا ه ما لما كان لمثله أن يرفع أنفه من التراب ليناطح الجبال.
فسياق الكلام ليس على أن الله جسم ولا أنه مركبوالمسالة مختلفة تماما ولكنه الاحتيال الذي يتقنه!
فهو ينتقي المقاطع بدقه ويوجهها بمقدمته ويتبعها بتعليقه ويخللها بشرحه حتى يظن القارئ أن كلام ابن تيمية نص في المعنى الذي قدمه فيقول نعم قد قال ابن تيميه!!!
وحين نأتي إلى كلام ابن تيمية رحمه الله نجد أنه قد ذكر أصل المسألة التي يدور حولها الكلام والتي مازالت تدور حول مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث واعتراض الرازي عليها حيث قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(بل هذا " القول " الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي اتفقوا على أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائما وهو الجسم وصفاته ثم المثبتة قالوا وهذا حق معلوم أيضا بالأدلة العقلية والشرعية بل بالضرورة وقالت النفاة إنه قد يعلم بنوع من دقيق النظر أن هذا باطل فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة الذين ذكرت أنهم يصفونه بالأجزاء والأبعاض وتسميهم المجسمة فهو يقبل مذهبهم لا نقيضه في الذات)
والمتأمل في هذا النقل لا يجد ما يمكن أن يقال عنه نص على تجسيم ابن تيمية رحمه الله فالكلام واضح لا يحتاج إلى أدنى تأمل ومع ذلك يقول الاستاذ فودة معلقا:
(فانظر إليه هنا يقع في مغالطات فيستدل كما سترى بالوهم والخيال على الموجودات أي أنه يجعل الوهم حاكما، فيقول كل ما لم يدرك عن طريق الوهم، فليس موجودا وكل ما لم يستطع الخيال أن يتصوره فلا يمكن أن يكون موجودا. وتأمل في كلامه لترى كيف ادعى أن هذا لأمر قد دلت عليه أيضا النصوص الشرعية والأدلة العقلية وهو في ذلك مغالط)
وأقول: لقد أذهلت الأستاذ فودة سكرة البحث عن نصوص صريحة حتى غاب عنه أن ابن تيمية هنا لم ينسب هذا القول لأهل الإثبات فقط!
بل نسبه لأهل الإثبات والنفي جميعا؟!!!
قد كرر ابن تيمية رحمه الله نسبة هذا الكلام إلى كل من النفاة والمثبتين مرتين فقال:
(بل هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي)
وقال: (فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة)
فإذا كان متعلق الأستاذ فودة فيما ينسبه إلى ابن تيمية من نصوص أنه يحكيها على لسان أهل الإثبات أو المثبتين ويزعم انهم أهل الحق عنده فهذا النقل لم يحكه ابن تيمية على لسانهم فقط بل حكاه عن النفاة والمثبتين جميعا فكيف كان ذلك نصا على تجسيم ابن تيمية با أستاذ فودة؟! أم أن ألإفلاس والعجز قد وصل معك إلى حده؟
ولقد كان على الأستاذ المحقق أن يبين للقارئ كيف اتفق الفريقان وكيف اختلفوا فيكشف ما ينبغي كشفه مما يتضح به المعنى للقارئ ولكن الأستاذ فودة يتلاعب بالألفاظ الموهمة.
فهو يطلق الأقوال المبهمة التي لا يفهم منها القارئ إلا معنى التشنيع فحسب وإن كان لا يدري في حقيقة الأمر ما المأخذ فيها وما الخطأ في هذه الأقوال.
- وحقيقة الأمر أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يتخذ في مناظرة الرازي وغيره من الجهمية النفاة طريقة المعارضة بين الأقوال المتقابلة فيقابلها ببعضها البعض حيث أنهم يزعمون أن حججهم عقلية كلامية لا تتعارض ولا تتناقض، فيعارض حجج وأقوال النفاة بحجج وأقوال المثبتين في كل مسألة هذه المسائل، فيظهر بتعارضها وتناقضها بطلانها في نفسها وعدم صحة الاعتماد عليها للوصول إلى العلم بالله سبحانه وصفاته وأن الطريقة التي كان عليها سلف الأمة من اتباع الكتاب والسنة هي الطريقة الموصلة إلى العلم بالله سبحانه وتعالى فهم خير هذه الأمة وأعلمها بالله سبحانه وصفاته وأحكامه ولم يكن اعتمادهم على مثل هذه الألفاظ والمصطلحات المحدثة.
- وهو في هذه المعارضة قد يتوصل إلى إبطال القولين جميعا أو ترجيح احدهما على الآخر من جهة العقل أو الشرع بحسب قربه منهما أو بعده عنهما، وليس بلازم عند العقلاء صحة القول الراجح أو القريب " مطلقا " في حقيقة الامر لان الحالة حالة مقارنة ومقابلة لا تقرير وتحرير وقد سبق النقل عنه في هذا.
- فابن تيمية رحمه الله يعارض ويرجح ويبطل دون التزام لأي من هذه الأقوال ولكن فقط ليبين بطلان هذه الطرق المبتدعة أو عدم صحة الاعتماد عليها وأن الطريقة الشرعية هي الطريقة الموصلة إلى العلم بالله سبحانه وتعالى وهي طريقة الأنبياء والصحابة والأئمة المتبوعين.
- فلا تصح نسبة هذه الأقوال له مطلقا سواء كانت صحيحة أو باطلة أو راجحة أو مرجوحة لأنه في الحقيقة يحكيها على لسان غيره وهي وإن اتفقت في النتائج أحيانا مع العقل أو الشرع أو كانت قريبه منهما فليست في تقريرها على منهج الكتاب والسنة الذي يتبعه الأئمة وابن تيمية بل على منه أهل الكلام المحدث فلا تلزمه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
- بل لو كانت من كلامه هو نفسه وجاءت في سياق المناظرة والمحاورة فلا يصح أيضا الجزم بنسبتها إليه لأنها ليست في إيرادها على سبيل التقرير والتحرير بل في مقام المعارضة والمناظرة مع ما فيها من وجوه الرد والإلزام والتنزل والمحققون من أهل العلم والإنصاف يقررون هذا ويعتمدونه ولكن الأستاذ فودة الذي يزعم التدقيق والتحقيق والاطلاع الواسع لا يأبه بذلك ويضرب به عرض الحائط أملا في الحصول على ما يدعيه نصا صريحا وإمعانا في التلبيس والكذب على البسطاء ..
- فكيف إذا قرره رحمه الله ذلك بنصه وقوله وقد نقلته في مقدمات هذا البحث وأذكر به هنا حيث قال:
( .. ونحن نورد من كلامهم (أي المثبتين) ما يتبين به أن جانبهم أقوى من جانب النفاة وليس لنا غرض في تقرير ما جمعوه من النفي والإثبات في هذا المقام بل نبين أنهم في ذلك أحسن حالا من نفاة انه على العرش فيما جمعوه من النفي والإثبات وقد أجاب هؤلاء عما ألزمهم النفاة من التجسيم الذي هو التركيب والانقسام .... ) بيان تلبيس الجهمية ج: 2 ص: 63
فهل بعد هذا الكلام الواضح من شيخ الإسلام رحمه الله تصح نسبة هذه الأقوال إليه ويتبجح بأنها نصوص صريحة وواضحة؟!!!
- هذا وإن أصل المسالة التي يدور حولها الكلام هو انحصار الموجودات في المباين والمحايث وادعاء الرازي بأن ثمة قسم ثالث موجود (لا داخل العالم ولا خارجه) ورد المثبتين عليه بامتناع وجود هذا القسم ...
وهذا في الحقيقة موضع واحد ومسالة واحدة جعل منها الأستاذ عدة نصوص تكثرا منه ...
فالرازي يزعم أن القول بمنع هذا الموجود هو من حكم الوهم والخيال ولم يقم على ذلك دليلا إلا ادعاءه بأن هذا الموجود موجود.
فإذا كان الحكم بوجود موجود لا داخل العلم ولا خارجه حكما عقليا كليا فما الذي يجعل القول بامتناعه من حكم الوهم والخيال؟ لماذا لا يكون العكس هو الصحيح؟.
فيكون القول بانحصار الموجودات بالمباين والمحايث هو الأصل الكلي الصحيح، ويكون ادعائك قسم ثالث موجود لا داخل العلم ولا خارجه هو من حكم الوهم والخيال؟ لا سيما وأنت لم تقم دليلا على دعواك.هذا هو مسار الحوار وفكرته الأساسية.
وحيث أن الأستاذ فودة لم يتعرض في شرحه الطويل لأصل الموضوع ولم يبين كيف اتفق هؤلاء وكيف اختلفوا فنحن أيضا نعرض عن تفصيل القول فيه إلى نهاية البحث ونكتفي فقط بكشف حيله وألاعيبه فيما يدعيه نصوصا واضحة وصريحة.
يقول الأستاذ فودة:
"ألا يعلم ابن تيمية أن الوهم ما هو إلا ملتقى الحواس أي ملتقى الصور الحسية وفي الوهم يحصل تركيب الصور الشخصية التي تصله عن طريق الحواس الخمس فكيف يقول بعد ذلك ان ما لا يدرك بالوهم فلا يمكن أن يكون موجودا أليس هذا هو عين مذهب الزنادقة الذين قالوا: بما أننا لا نستطيع أن ندرك الله بالحواس فلا يمكن أن يكون الله موجودا ""
- وأقول إن الأستاذ المتحاذق لا يعلم اصطلاح قومه في لفظ الوهم والخيال أو أنه يريد أن يوهم القارئ بأن الوهم والخيال المذكور هو ما يتعارف عليه لدى العامة من الأوهام والخيالات والكوابيس المزعجة!
فمن يسمع كلمة الوهم والخيال يظن أنها على معناها الدارج في كلام الناس كما يقال رجل ذو أوهام وخيالات يعني رجل مجنون أو واهم مخطئ وليس المعنى هو ذا في اصطلاح
القوم الذي يخاطبهم به ابن تيمية ...
، فإن الوهم في اصطلاح القوم قوة في النفس تدرك في المحسوسات معان ليست بمحسوسة كادراك معنى العداوة والصداقة كما تدرك معاني العلوم المنقولة بالخبر وليست هي ملتقى الصور الحسية كما يزعم الأستاذ المتحاذق بل ملتقى الصور هو الخيال أو قوة التخييل.
فالوهم والخيال عند القوم مرحلة تتوسط بين المحسوس والمعقول ...
وهي إما أن تتطابق المحسوس فيكون حكمها مطابقا صحيحا وحقا أو لا تطابقه فيكون حكمها توهما وتخيلا باطلا.
فقوله أن الوهم والخيال " يثبت كذا أو كذا " فهو لا " يثبت " بذاته كما يوهم كلام الأستاذ المتحاذق ولكنه يثبت تبعا لما يتلقاه من الحواس والإخبار ...
فإن طابق حكمه حكمهما فحينها يقال إن الوهم والخيال " يثبت " أو له تعلق وعندئذ لا يسمى وهما ولا خيالا بل يسمى علما وحقا وفقها ...
أما إن لم يطابق حكمه حكمهما فهو حكم باطل وظن فاسد ويسمى عندئذ وهما وخيالا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتحقيق أن لفظ الوهم والخيال له اصطلاح وله استعمال ولكن يغلب الاستعمال على الاصطلاح لذا لا يفهم الكثير من الناس إلا المعنى الدارج الذي أراد الأستاذ فودة أن يصل إلى القارئ حينما يقول إن ابن تيمية يتوهم ربه ويتخيله ولكن الأمر مجرد تشنيع رخيص وأسلوب ماكر يتبعه هذا الأستاذ المحتال.
–فهذه المصطلحات في استعمالها كلفظ الاعتقاد ليس بالضرورة أن يكون صحيحا وإن كان جازما، فقد يطابق الحق في نفسه فيكون علما واعتقادا صحيحا وقد يخالفه فيكون جهلا واعتقادا باطلا ...
فإذا قيل الوهم والخيال يثبت كذا فإنما يقصد به الوهم والخيال الحق المطابق للحقيقة لا الخيال والوهم الغير مطابق والذي هو بالمعنى الدارج الذي سبقت الإشارة اليه.
- إذا علم ذلك فإن معنى القول أنهم اتفقوا على أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائم بالمتحيز هو مبني على ما ثبت من الأخبار من أنه موجود وأن له نفس و ذات وقائم بنفسه ...
- فلما ثبت ذلك عندهم لم يتصوروا على أساسه وجود موجود إلا أن يكون مباينا أو محايثا حيث أن القائم بنفسه لا يكون إلا مباينا لغيره لا يكون حيث يكون قائما بنفسه أخر بخلاف القائم بغيره ...
- فإذا انحصر الوجود في القائم بنفسه والقائم بغيره فقد انحصر في المباين والمحايث وليس هذا من حكم الوهم والخيال المستقل بذاته- إن صح وصفه أنه كذلك - بل من حكم الوهم والخيال المطابق والتابع لما تلقاه من الحس والشرع بأن الله سبحانه موجود وثابت وله نفس وذات وقائم بنفسه ...
ثم قال:
(وأيضا فإن أصل المسالة هي، هل يمكن أن ندرك الله بحواسنا ونتوهمه بوهمنا فابن تيمية يقول نعم يمكن ذلك، ويستدل على ذلك بنفس الوهم والتخيل وهو مصادرة على المطلوب كما ترى)
فنقول له: أما الإحساس به سبحانه فنعم ..
فإن الإحساس هو موجب العلم الصحيح وأصله الإبصار كما قال تعالى: (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) وقال سبحانه على لسان يعقوب: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) وقال تعالى: (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله) وقال النبي صلى الله عليه و سلم (كما تنتج البهيمة بهمية جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) ولقد ثبت أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة بأبصارهم فهذا مقصودنا بأن الله سبحانه يحس فهو سبحانه يمكن رؤيته وسماع كلامه.
فإذا كان الوهم والخيال تابعا للحس فهو يتعلق به سبحانه وتعالى لتعلق البصر والسمع به، هذه في الآخرة.
أما في الدنيا فهو متعلق بما يتلقاه عن طريق الخبر الصادق وهذا التعلق تعلق إثبات ما جاء في هذه الأخبار وهو إثبات وجود للذات والصفات فتوهمها هو إدراك معانيها التي أخبر بها الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة من الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل، فإن طابق هذا كان حقا وعلما اعتقادا صحيحا وإن خالفه فليس الكلام على الوهم والخيال الباطل فهذا لا تعلق له بشيء من الحقائق أصلا فاستنكار الاستاذ فودة لا وجه له لأنه مجرد تشنيع رخيص يستغل فيه جهل القارئ بمصطلح الوهم والخيال عند قومه.
أما قوله: (هذه العبارة ترجيح من ابن تيمية لمذهب المجسمة بصراحة تامة، لان قوله المثبتة لا يريد بهم إلا المجسمة، فإنهم هم الذين يصفون الله تعالى بالأجزاء والابعاض وهم الذين سماهم الرازي بالمجسمة. فابن تيمية يقول بان مذهبهم هو الأقوى هنا .. )
فهذا تدليس عجيب من الأستاذ فودة لان مسائل المجسمة على حد زعم الأستاذ فودة كثيرة وليست منحصرة في أن الله جسم وأنه مركب فمحاولة حشر هذا المعنى في كل مسألة حيلة مكشوفة من الأستاذ والمسالة مرتكز الحوار ذكرت في نفس النص المنقول وهي مختلفة عن مسألة أن الله جسم وأنه مركب والعجيب أن ابن تيمية يقول عن هذه المسالة محل الحوار (فالفريقان اتفقوا .. ) يعني لمثبتة والنفاة
فهل اتفقوا على أن الله جسم مركب من الأعضاء والأدوات؟!!!
أم أن الأستاذ لا يفهم الموضوع أصلا؟!
أما قول ابن تيمية أقرب أو مقبول من جهة العقل فهو بالنسبة إلى القول المقابل له ليس مطلقا وقد سبق بيانه والتدليل على معناه في النص السابق.
والله الموفق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 10:59]ـ
النص السابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
ليست جميع الأجسام محدثة،لأن الله جسم قديم. وهذا الموافق للشريعة والفطرة.
إن طريقة الأستاذ فودة في هذا المبحث من أوله إلى آخره إنما تقوم على حيلة معينة وهي:
اقتناص العبارات واجتزاءها عن سياقها وفصلها عن سباقها ولحاقها ليغيب القارئ عن أصل الموضوع ومجرياته ولا يقف إلا على عبارات محددة منتقاة فيجد نفسه تحت توجيه الأستاذ فودة الذي يحيط كلامه بهذه العبارات إحاطة السوار بالمعصم فيوهم أن الكلام الذي أمامه هو كلام ابن تيمية وأنه كلام واضح وصريح في أن الله سبحانه جسم وليس الأمر كذلك ولعل نظرة سريعة على النقولات التي ينقلها عن ابن تيمية على أنها نصوص وكيفية إيرادها وبدايتها التي ينقل منها تؤكد ذلك المعنى.
- ولكي يتصور القارئ كيفي يتقن الأستاذ فودة هذه الحيلة فله أن يتأمل في أمرين:
- الأول: أن جميع ما يزعمه من النصوص السابقة وما سيأتي هو عبارة عن أقوال لطائفة من أهل الكلام من الكرامية وغيرهم جاء بها ابن تيمية رحمه الله ليعارض بها أقوال النفاة كالرازي وغيره وهذه الطريقة يتبعها ابن تيمية في مناظرته لأهل البدع جميعا وذكر أنه يبين بها بطلان هذه الأقوال جميعا حيث يزعم أصحابها أنها أدلة عقلية وأحكام ضرورية لا تتعارض ولا تتناقض ونص على أنه لا يلتزم شيئا من هذه الأقوال كما سبق نقل ذلك عنه في التعليق على النص السابق.
الثاني: أن قول هؤلاء النظار مبني على أنهم اصطلحوا على معنى للجسم هو الموجود القائم بنفسه فإن الله سبحانه وتعالى بناء على هذا الاصطلاح جسم وكل حججهم مبنية على هذا التفسير سواء في قولهم بانحصار الموجودات بالجسم وما يقوم به أو قولهم ببطلان دليل الحدوث لاستلزامه حدوث الرب سبحانه أو القول بالجهة والعلو والمباينة أو غير ذلك مما يعارض به ابن تيمية أقوال هؤلاء النفاة ليبن بطلانها أو رجوحها عليها لا أحقيتها مطلقا كما سبق تقريره.
- لذا فالأستاذ في كتابه كله لا يريد أن يسلط الضوء على هذه الحقيقة فيريد أن يغيب القارئ عنها تماما ليحلو له استغلال لفظ الجسم إذا ذكر في الكلام وفي العبارات التي يستلها من هنا وهناك يجتزئها من السياق ويوهم أنها من كلام ابن تيمية.
- فإذا غيب القارئ عن الأمر الأول كان الكلام لابن تيمية صراحة.
- وإذا غيب عن اصطلاح هؤلاء في معنى الجسم كان الكلام عن لفظ الجسم عموما أو على اصطلاح الأستاذ وما يتضمنه من المعنى اللغوي.
فما يقوم به الأستاذ فودة من حيل هو لتغييب القارئ عن هذين الأمرين فإذا علم ذلك فليكن القارئ على بصيرة من هذه الحيل التي ملأ بها كتابه فهي قائمة على هذين المعنيين.
أما ما يزعمه الأستاذ فودة نصا بقوله: (النص السابع: ليست جميع الأجسام محدثة،لأن الله جسم قديم. وهذا الموافق للشريعة والفطرة.)
فهو ما زال يحلم بنص صريح وواضح على تجسيم ابن تيمية فربما لا يدري أن القارئ الفطن قد تفطن إلى ألاعيبه وحيله فلم يعد تنطلي عليه.
- ولأن هذا النصوص المزعومة - السابع والثامن والتاسع - قد أجتزئت من سياق واحد وموضوع واحد فأرى قبل أن أتعرض لهذه النصوص أن أنقل أصل المناظرة التي ذكرها ابن تيمية رحمه الله ليتصور القارئ والباحث كيف أن هذه النصوص التي يزعمها مجرد ادعاءات مبنية على ما سبق تقريره من حيل لا أكثر.
- علما بأن هذا النص هو في المجلد الأول من بيان التلبيس من صفحة 103 إلى صفحة 122.
وحيث انه طويل نوعا ما فقد رأيت أن أنقل من كل وجه ما يمكن معه تصور المعنى الكلي له ولمن يريده كاملا فله أن يراجع محله الذي أشرت اليه.
ففي بداية الفصل نقل ابن تيمية قول الرازي بلفظه حيث قال:
(قال الرازي: فنقول حاصل هذا الكلام أن المشبهة زعمت أن مباينة الباري تعالى عن العالم لا يعقل حصولها إلا بالجهة وأنتجوا منه كون الإله في جهة وزعمت الدهرية أن تقدم الباري على العالم لا يعقل حصوله إلا بالزمان وأنتجوا منه قدم المدة وإذا ثبت هذا فنقول حكم الخيال إما أن يكون مقبولا في حق الله تعالى أو غير مقبول فإن كان مقبولا فالمشبهة يلزم عليهم مذهب الدهرية وهو أن يكون الباري متقدما على العالم بمدة غير متناهية ويلزمهم القول بكون الزمان أزليا والمشبهة لا يقولون بذلك والدهرية يلزم عليهم مذهب المشبهة وهو مباينة الباري عن العالم بالجهة والمكان فيلزمهم القول بكون الباري
(يُتْبَعُ)
(/)
مكانيا وهم لا يقولون به فصار هذا التناقض وارد على الفريقين
وأما إن قلنا إن حكم الوهم والخيال غير مقبول البتة في ذات الله تعالى وفي صفاته فحينئذ نقول قول المشبهة إن كل موجودين فلا بد وأن يكون أحدهما حالا في الآخر أو مباينا عنه بالجهة قول خيالي باطل وقول الدهري إن تقدم الباري على العالم لا بد وأن يكون بالمدة والزمان قول خيالي باطل وذلك هو قول أصحابنا أهل التوحيد والتنزيه الذين عزلوا حكم الوهم والخيال في ذات الله تعالى وصفاته وذلك هو المنهج القويم والصراط المستقيم) -
وخلاصته:أن القول بأن كل موجودين إما أن يكونا متحايثين متداخلين أو متباينين منفصلين نظير قول الدهري بأن الباري متقدما على العالم بمدة من الزمان،وأنه لما كان تصحيح قول الدهري يلزم منه القول بقدم الزمان كذلك يلزم المثبت للعلو والمباينة القول بقدم الجهة والمكان، واستدل بهذه اللوازم على بطلان القولين جميعا وحكم بأن القول بأن هذه أمور ضرورية فطرية بأنه من حكم الوهم والخيال الذي يحكم في المحسوس لا في الأمور الغائبة ...
فرد عليه ابن تيمية من أحد عشر وجها تسلسل فيها من وجه إلى وجه حتى توصل إلى أن كلام الرازي المذكور في هذه المعارضة حجه لمخالفه لا عليه في مناقشة علمية دقيقة حيث قال:
(قلت والكلام على هذا من وجوه:
- أحدها أن تسمية هؤلاء أهل التشبيه مما ينازعونه ... )
- وحيث انه لا تعلق لهذا الوجه بما نحن فيه حيث علق فيه على وصف الرازي للمخاف له بالمشبهة فنكتفي بالإشارة إليه ونحيل عليه في موضعه لمن يريد مراجعته.
- (الوجه الثاني أن هذه الحجة يحتج بها طوائف من متكلميهم من الكرامية وغيرهم وإلا فجمهورهم لا يحتاجون إلى قياس شمولي في هذا الباب بل عندهم أن علو الله على العرش معلوم بالفطرة الضرورية وقد تواطأت عليه الآثار النبوية واتفق عليه خير البرية ويقولون نفي ذلك تعطيل للصانع معلوم بالضرورة العقلية فلو فرض أن هذا القياس عارضه ما أبطله لم يبطل ما علموه بالفطرة الضرورية من أن الله فوق خلقه وأنه يمتنع كونه لا داخل العالم ولا خارجه ولا يلزم من كون العبد مضطرا إلى العلم بحكم الشيء المعين أن يجعل نقيض ذلك قضية عامة كلية فإن العلم بالمعين الموجود يلزمه نفي النقيض وذلك شيء غير العلم بنفي المطلق الكلي وطوائف من أهل الفطرة الصحيحة والأثبات للشريعة يعلمون أن الله تعالى فوق العالم ولا يخطر بقلوبهم تقدير وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه حتى ينفوه)
وخلاصته: أن القول بأن كل موجودين يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له قياس شمولي يستدل به على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه ومباينته لهم، وهو قول بعض الكرامية لا جميعهم، أما جمهورهم فإنه يحتج بالفطرة الضرورية القاضية بعلو الله على خلقه وأن هذا أيضا مما تواطأت عليه الآثار النبوية واتفق عليه خير البرية وعلى فرض أن هذا القياس الشمولي بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا أو محايثا للأخر قد عارضه ما يبطله فإن هذا العارض لا يبطل ما علموه بالفطرة الضرورية بأن الله فوق خلقه وأنه يمتنع كونه لا داخل العالم ولا خارجه ...
ثم قال
- (الوجه الثالث: أن هذه الحجة المذكورة ليست نظير ما ذكره من حجة الدهرية وذلك أن هؤلاء قالوا الخالق والمخلوق موجودان فكل موجودين فإما أن يكون أحدهما حالا في الآخر أو بائنا عنه وكذلك إذا قيل إما أن يكون أحدهما داخلا في الآخر أو خارجا منه وكذلك إذا قيل إما أن يكون أحدهما متصلا بالآخر مقارنا له أو منفصلا عنه بائنا منه ثم قالوا وليس هو فيه فوجب أن يكون خارجا منه وهذا مقصودهم فنظيره أن يقال الباري والعالم موجودان وكل موجودين فإما أن يكون وجودهما معا وهما متقارنان وإما أن يكون أحدهما قبل الآخر وليس مع العالم مقارنا له فوجب أن يكون متقدما عليه وهذا حق فهذا تمام الموازنة والمعادلة بين الحجتين .. )
فبين رحمه الله أن قول الرازي أن هذا القول نظير قول الدهرية خطأ وساقه على وجهه الصحيح ثم قال:
(فالأولى دلت أن الباري تعالى خارج عن العالم ليس فيه وهذه دلت على أن الباري سابق للعالم لم يقارنه العالم ... )
ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
- (الوجه الرابع أن هذه المعارضة قد أخذها الرازي ممن احتج بها قبله كأبي المعالي وذويه فإنهم ذكروها في مسألة حدوث العالم وذكروها في مسألة الجهة لما أورد عليهم كل واحدة من الطائفتين ما عارضهم به من القضيتين الفطريتين فظنوا أنهم بهذا الإلزام يخلصون من معارضة الطائفتين ويجعلون ذلك دليلا على أنها من حكم الوهم ومع هذا لم يخلصوا بذلك من معارضة الطائفتين بل ادعوا ما يخالف العقل الصريح وكان ذلك مما سلط عليهم الفلاسفة الدهرية رأوا احتجاجهم بهذه الحجة الضعيفة وكان ذلك مما سلط عليهم المسلمون المثبتون وهذا كما ذكره الإمام أحمد في مناظرة جهم للسمنية ... )
ثم قال رحمه الله:
(ثم غاية ذلك أنه جواب إلزامي لا علمي وهو لا ينفع لا للناظر ولا للمناظر وذلك أن المثبت إذا قال لهم كل موجودين فإما أن يكون أحدهما حالا في الآخر أو بائنا عنه كان من المعروف بنفسه أن هذا حكم الفطرة الإنسانية الموجودة لبني آدم وهذه الفطرة الضرورية لا تندفع بمعارضة ولا جدل فإذا قالوا هذا من حكم الوهم الباطل وبمنزلة قول الدهرية من الفلاسفة وغيرهم كل موجودين فإما أن كون أحدهما متقدما على الآخر أو مقارنا قيل له هب أن الأمر كذلك فهذا الذي مثلت به هو حق أيضا تقبله الفطرة وتحكم به فإذا قال هذا من حجة الدهرية القائلين بقدم العالم فإذا صححناه لزمنا القول بقدم العالم وهو باطل وما استلزم الباطل فهو باطل قيل له هذه القضية معلومة بينة بنفسها فطرية ضرورية وأما كونها مستلزمة للقبول بقدم العالم فهذا ليس بين ولا معلوم بل أنت تقوله وقد يكون هذا من ضعف جوابك عن دعوى التلازم فلما عجزت عن الجواب سلمت التلازم.)
بمعنى أن جوابك أيها الرازي بأن القول بأن الله فوق العالم هو نظير قول الدهري بأن الله متقدم على العالم هو جواب إلزامي ليس فيه تعرض لحجة الخصم أصلا وهذا لا ينفعك ولا يدفع حجة خصمك، حيث أنها أمور ضرورية معلومة بالفطرة فلا تندفع بمعارضة ولا جدل فإذا قيل هذا مثل قول الدهرية بأن الله متقدم عن العالم أو مقارنا له قيل هذا الذي مثلت به هو حق أيضا تقبله الفطرة وتحكم به فإن قيل أنه يلزم منه القول بقدم العالم إذا صححناه قيل له:هذه القضية أي تقدم الله على العالم معلومة بالفطرية الضرورية وكونها مستلزمه للقول بقدم العالم ليس بينا ولا معلوما بل هو في الحقيقة ليس بلازم وإنما التزمته أنت لضعف حججك في الرد على هؤلاء.
- (الوجه الخامس: أن يقول هب أنا نفرض تلازمهما فالعلم بهذه القضية التي ألزمتموني نفيها لأنفي معها الأولى التي إثباتها أبين في العقول من كون العالم الذي هو عندكم جميع الأجسام وصفاتها محدث ليس شيء منها بقديم فالاحتجاج على بطلان هذه المقدمة ببطلان هذا اللازم الذي هو أخفى منها عكس الواجب بل إن صح هذا التلازم كان بعض قول الفلاسفة أصح من قولكم يا معشر المناظرين لهم والله تعالى لم يأمرنا أن ندفع الأقوال الباطلة من أقوال الكفار وغيرها بالأقوال الباطلة .. )
بمعنى أنكم تعارضون القول بان الله فوق العالم وأنه مباين له بأنه نظير قول الدهري بأن الله متقدم عن العالم والذي يجب نفيه لأنه يلزم منه قدم شيء من العالم وهذا يعارض قولكم بأن العالم حادث لا شيء منه قديم ...
فإذا وازنا بين الأدلة وجدنا أن قولنا بأن الله مباينا للعالم وأنه سبحانه متقدم عليه معلوم بالضرورة الفطرية وقولكم بحدوث جميع الأجسام مبني على أمور نظرية متنازع فيها فكيف يقدم هذا على هذا.
- (الوجه السادس: إن كل واحدة من الطائفتين تقول لهم إذا عارضهم بمذهب الآخرين ما يبطل هذه المعارضة ..
وهنا يتكلم رحمه الله بلسان كل من المثبت والدهري الفيلسوف:
(فيقول المثبت للعلو من المسلمين وسائر أهل الملل والفلاسفة الصابئين والمشركين وغيرهم أنا أعلم بفطرتي أن الموجود إما أن يكون محايثا لغيره أو مباينا له وقولك إن هذا مثل قول الفيلسوف الدهري الموجودان إما أن يكون أحدهما مع الآخر أو قبله هو أيضا معلوم لي وقولك إن هذا يستلزم تقدم العالم أنا لا أجزم بهذه الملازمة نفيا ولا إثباتا ... )
ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقد يقول أيضا أنا لا أنظر في هذه المعارضة وسواء جزمت بثبوت الملازمة أو انتفائها أو لم أجزم بشيء فأقول لا يخلو إما أن يكون ما ذكرته مستلزما للقول بقدم جسم من الأجسام أو لا يكون فإن لم يكن مستلزما بطلت المعارضة وإن كان مستلزما لقدم جسم من الأجسام فليس علمي بحدوث الأجسام الذي تسميه حدوث العالم أبين عندي من العلم بهذه القضية إذ هذه المقدمة ضرورية فطرية وتلك تحتاج إلى مقدمات طويلة خفية وفيها نزاع كثير .. )
والكلام واضح لا يحتاج إلى تعليق.
ثم قال توضيحا:
(فإذا كان العلم بأن الله تعالى فوق العالم أبين في الفطرة والشرعة من كون الأجسام كلها محدثة لم يجب علي أن أترك ذلك المعلوم البين في الفطرة خوفا أن يلزمني إنكار هذا الذي ليس هو مثله في ذلك وهذا الجواب بين ظاهر.)
ثم قال:
(الوجه السابع:
وهو أن الفيلسوف يقول وعلمي بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مع الآخر أو قبله علم بديهي فطري وأما قولك إن هذا مثل قول المجسم الموجودان إما أن يكون أحدهما محايثا للآخر أو بائنا عنه أقول لا يخلو إما أن تكون هذه المماثلة حقا أو باطلا فإن كانت باطلا لم يرد علي وإن كانت حقا وجب علي التزام المماثلة .. )
وخلاصة ما في الوجهين السابع والسادس أن المعلوم بالضرورة مقدم على المعلوم بالأدلة الخفية، وأن علو الله على خلقه وتقدمه على العالم معلوم بالضرورة الفطرية ..
أما ما يلزم عن ذلك من اللوازم التي تعارض هذا المعلوم فهي أمور خفية لا ترقى أن تعارض هذا الضروري فضلا أن تتقدم عليه،
وغاية ما يدعى في إثباتهما أن تعارض دليلا معينا على حدوث العالم وقدم الرب سبحانه.
(ولا ريب أن قدم العالم أو صحة هذه الحجة أخفى وأبعد عن المعلوم من كون واجب الوجود تعالى فوق العالم فإن الإقرار بهذا ثابت في الفطرة وقد تواتر عن الأنبياء والرسل القول به فإذا كان على أحد التقديرين أخالف المعلوم بفطرتي من العلوم الضرورية فأنفي كل واحد من القضيتين وأخالف الأنبياء والمرسلين وعلى الآخر إنما أخالف الحجج الدالة على قدم العالم وأبطل هذه الحجة المعينة كانت مخالفة هذه أولى في عقل كل عاقل وهذا لكلام في غاية الإنصاف والبيان)
فخلاصة القول بأن ما نقول به مبني على مقدمات ضرورية فطرية وما يلزم عنها من خفي اللوازم إن صح فلا يمكن أن نقدمه على المعلوم بالضرورة لا سيما وهذا الضروري قد وافق لما عليه الأنبياء والمرسلين.
(فعلم أن ما ذكروه من المعارضة لم يندفع به واحدة من الطائفتين لا في المناظرة ولا في نظر الإنسان بينه وبين ربه تعالى ولكن أوهموا هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء والتزموا مخالفة الفطرة الضرورية العقلية التي اتفق عليها العقلاء في كل من الإيهامين مع ما في ذلك من مخالفة الكتب والرسل ببعض ما قالوه في كل واحدة من المسألتين مسألة حدوث الأجسام ومسألة علو الله تعالى على خلقه هذا كله إذا لم يكن في الفلاسفة من يقول بالجهة ولا في المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام)
وهذا لكلام تقرير لما سبق ونتيجة له، فلما أبطل قول الرازي وبين عدم صحة هذه المعارضة عند كلا الطائفتين قرر ذلك في هذه الفقرة.
ثم قال رحمه الله:
- والمثبت للجهة يقول ما يقال في
- الوجه الثامن:
وهو أن يقول غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه .. )
وهنا نرجع إلى التذكير بأن هؤلاء النظار من المثبتين الذين ينقل عنهم ابن تيمية رحمه الله قد اصطلحوا بان الجسم هو الموجود القائم بنفسه ورتبوا على ذلك أن الله سبحانه وتعالى جسم حيث انه موجود قائم بنفسه موصوف بالصفات وهذا لا ينبغي أن يغيب عن ذهن القارئ مهما شغب الأستاذ فودة وشوش.
ومما ينتج عن القول بأن الله جسم على مذهب هؤلاء هو القول بعدم حدوث جميع الأجسام إذ كيف يقال بحدوث جميعها والله سبحانه جسم؟!
فنقضوا أدلة الحدوث التي يقول بها المتكلمون إذ التسليم لها يعني حدوث الرب سبحانه وتعالى وهم لا يقولون بذلك.
هذا هو مذهب هؤلاء النظار من الكرامية وغيرهم والذين يحكي عنهم ابن تيمية كلامهم ويصفهم بالمثبتين أو أهل الإثبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقولون: إذا دل قول الدهري على قدم بعض الأجسام دون تعيين أمكننا التزام ذلك لان هذا الجسم القديم هو الله بالضرورة وهذا معنى كلام ابن تيمية:
(فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث)
وهذا هو ما سبقت الإشارة إليه من مذهب المثبتين لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث وهو يقولون بان الله سبحانه جسم ولكنه قديم.
ثم قال رحمه الله:
(فتقول لهم مثبتة الجهة إذا كان تصحيح هاتين المقدمتين الفطريتين يستلزم مع كون الباري تعالى فوق العالم مباينا له أن يكون من الأجسام ما هو قديم أمكنني التزام ذلك على قول طوائف من أهل الكلام بل على قول كثير منهم ولم أكن في ذلك موافقا للدهرية الذين يقولون إن الأفلاك قديمة أزلية حتى يقال هذا مخالف للكتاب والسنة) يعني إذا كان تسليمي بهذه المقدمات الضرورية أن الله سبحانه فوق العالم بائنا منه ويلزم بعد ذلك أن أقول بقدم جسم ما من غير تعيين فإنه يمكنني أن التزم ذلك على أن يكون هذا الجسم القديم هو الله سبحانه لا الأفلاك التي يقول الفلاسفة بقدمها.
ثم قال رحمه الله:
(وأما كون الباري جسما أو ليس بجسم حتى يقال الأجسام كلها محدثة فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة بخلاف قولي بأن الله تعالى ليس فوق العالم وأنه موجود لا داخل العالم ولا خارجه فإن فيه من مخالفة الفطرة والشرعة ما هو بين لكل أحد وهو قول لم يقله إمام من أئمة المسلمين بل قالوا نقيضه فكيف التزم خلاف المعقول الفطري وخلاف الكتاب والسنة والإجماع القديم خوفا أن أقول قولا لم أخالف فيه كتابا ولا سنة ولا إجماعا ولا معقولا فطريا)
(بل يقول (أي مثبتو الجهة) في:
- الوجه التاسع هذه المعارضة تؤكد مذهبي وتقوية وتكون حجة ثانية لي على صحة قولي فإن احتججت علي بأن الله تعالى مباين للعالم بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للآخر أو محايثا له فقلتم هذا معارض بقول الفيلسوف إن الموجودين إما أن يكون أحدهما متقدما على العالم أو مقارنا له وذلك يستلزم القول بقدم الزمان المستلزم للقول بقدم بعض الأجسام فأقول إذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الأجسام قديمة من غير أن تعين جسما أمكن أن يكون ذلك الذي يعنونه بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه وتعالى كما يقوله المثبتون وأن ذلك هو ملازم لقولنا إنه موصوف وقائم بنفسه .. )
يعني أنه إذا كان قولي بعلو الله على خلقه ومباينته للعالم مستلزما للقول بقدم بعض الأجسام دون تعين بناءا على قول الفليسوف فهذا الإلزام هو حجة لي تقوي دليلي لان الجسم القديم حينئذ هو الله سبحانه وتعالى وهذا كله مذهب من يثبت بأن الله جسم ويقولون أنه القائم بنفسه.
(فتكون هذه الحجة التي عارضتم بها دليلا على أن الله تعالى جسم بالمعنى الذي ذكرتموه الذي تقول إنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه وإن نازعتم في الملازمة)
فإذا ثبت أن الله جسم وأنتم تقولون بأن الأجسام هي التي يصح أن تتباين وتتحايث كان هذا دليل ثان على صحة القول بعلو الله على خلقه ومباينته لهم حيث أنه سبحانه جسم كما سبق.
ثم قال:
(فإنكم لا تنازعون في أن الجسم أو ما يقوم به إما مباينا لغيره أو محايثا له وإذا كان موجب الحجة التي ألزمتموني إياها يلزمني أن أقول هو جسم وذلك يستلزم أن يكون مباينا للعالم كان هذا الذي ألزمتموني به حجة ثانية على أنه مباين للعالم فأردتم معارضة كل حجة بالأخرى ليكون ما قلتموه من تناقض الحجتين نافيا لكونه مباينا للعالم ولكون كل جسم محدثا فتبين أن الحجتين متعاونتان متصادقتان وأن كل واحدة منهما تدل على أنه تعالى مباين للعالم)
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني أنكم تقولون أن المباينة والمحايثة إنما تكون بين الأجسام وما يقوم بها من أعراض وحيث أن الله سبحانه ليس بجسم فلا يوصف بأنه مباين أو محايث فهو لا داخل العلم ولا خارجة ...
فإذا كان موجب الحجة التي ألزمتموني بها يلزم منها قدم شيء من الأجسام من غير تعيين فأنا التزم ذلك وأقول إن هذا الجسم الذي يلزم من القول بالعلو والمباينة بأنه قديم هو الله سبحانه ...
وإذا التزمت بأنه الجسم القديم فيصح حينئذ على مذهبكم أن يوصف بالمباينة فكان دليلكم الذي عارضتموني به دليلا على أن الله سبحانه جسم حتى بالمعنى الذي تذكرونه لان مقدماته ضرورية وهو الذي نقول عنه أنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه.ودليل على أنه سبحانه بائن من خلقه فهو حجة لي لا علي.
ثم قال رحمه الله
- (ويقول في الوجه العاشر إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم وكونه جسما يستلزم القول بالجهة كما توافقون عليه وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضا القول بالجسم كما تقولون أنتم وأكثر العقلاء خلاف ما يقوله قدماء أصحابكم إن نفي الجسم مستلزم لنفي الجهة والعلو على العرش وأن ثبوت العلو على العرش يستلزم ثبوت الجسم فإذا تكون كل واحدة من هاتين المقدمتين الفطريتين دليل على كل واحد من هذين المطلوبين وكل من المطلوبين دليلا على الآخر فصار على كل واحد من هذين المطلوبين أربع حجج وهي مبنية على مقدمات فطرية فقد بين هذا أن ما ذكرتموه معارضة للنفاة لتبطلوا به حجتهم هو من أعظم الحجج على صحة قولهم)
- وهذا تقرير لما سبق من أن هذا الدليل موافق لي وليس فيه ما ينقض ما أقول به من المباينة والعلو لله سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضا قول الفيلسوف في
(الوجه الحادي عشر وهو أن يقول هذا الذي عارضتموني به في مسألة الزمان أكثر ما يوجب علي أن أقول بالجهة والقول بالجهة هو قول أئمة الفلاسفة كما ذكرناه فيما مضى عن القاضي أبي الوليد ابن رشد الفيلسوف الذي هو من أتبع الناس لأقوال آرسطو وذويه وأنه قال القول في الجهة وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه وتعالى حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله .. )
فهذه هي الوجوه الأحد عشر التي ذكرها ابن تيمية رحمه الله ردا منه على الرازي إذا تصورت وفهمت على ما هي عليه عرف مدى التلاعب والاحتيال الذي يقوم به الأستاذ فودة لاستلال فقرة من هنا أو هناك دون الالتزام بمنهج النقد العلمي والأمانة العلمية.
وخلاصتها تتمثل فيما يأتي:
- الوجه الأول: تعرض فيه إلى وصف الرازي لمخالفه بالمشبه.
- الوجهة الثاني: ذكر أن جمهور الكرامية وغيرهم لا يحتج بالقياس الشمولي القاضي بأن كل موجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له وإنما يحتجون على هذا بالفطرة الضرورة.
- الوجه الثالث: نفي أن تكون حجة المثبت للعلو نظير قول الدهري على حسب ما ذكر الرازي وذكر أن العلم بكلا القضيتين (علو الله على خلقه وتقدمه علهم) ضروري فطري.
- الوجه الرابع: ذكر أن هذه المعارضة عبارة عن جواب إلزامي لا علمي وأن العلم بهما ضروري لا يندفع بمعارضة ولا بجدل.
- الوجه الخامس: يسلم المثبت جدلا للرازي بصحة التلازم بين تقدم الله على العالم - الذي هو قول الدهري - وبين قدم بعض الأجسام ثم يقرر أن العلم بتقدم الله على العالم أبين في العقول والفطر من القول بحدوث جميع الأجسام ويقول أن الاحتجاج على بطلان هذا العلم الضروري ببطلان لازمه الخفي عكس الواجب.
- الوجه السادس: يحكي على لسان المثبت: بان القول بتصحيح المقدمتين الضروريتين يلزم عنه القول بقدم بعض الأجسام هذا التلازم لا اجزم به ولا التفت إليه مع إثبات ما أثبته بالعلم الضروري الفطري بعلو الله على خلقه مدعما ذلك بدلالة الكتاب والسنة.
- الوجه السابع: حكاية قول الفيلسوف مثل قول المثبت الذي سبقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الوجه الثامن: حكاية قول المثبت بأن غاية ما يلزمني من القول بهاتين المقدمتين الضرورتين (علو الله على خلقه وتقدمه علهم) هو القول بلازم قول الدهري وهو قدم ما هو جسم أو مستلزما لجسم وهذا يمكنني التزامه ويكون هذا الجسم القديم هو الله حيث أني أقول بان الجسم هو الموصوف القائم بنفسه. وعليه فالقول بحدوث جميع الأجسام يستلزم حدوث الرب سبحانه.
- الوجه التاسع: حكاية قول المثبت بأن هذه المعارضة التي ذكرها الرازي تقوي القول بالمباينة وتدعمه حيث أنها قد نتج عنها القول بقدم بعض الأجسام من غير تعيين وهذا ما التزمته ويكون هذا الجسم القديم هو الله فنتج عن القول بهاتين المقدمتين الضروريتين إثبات أن الله جسم وهذا دليل جديد على قولنا بأنه جسم وأيضا إثبات المباينة له بالاتفاق حيث أنكم تقولون أنها من خصائص الأجسام وقد ثبت أنه جسم.
- الوجه العاشر: بيان أن ما نتج عن القول بهاتين المقدمتين الضروريتين من أن الله مباين للعالم في الأولى وانه جسم في الثانية على ما سبق فقد ثبت صحة قول القائلين بالجهة وصحة قول القائلين بأنه جسم باعترافكم بأن هذا لازم لهذه المقدمات الضرورية.
- الوجه الحادي عشر: حكاية قول الفيلسوف: بأن هذا الذي عارضتموني به في مسألة الزمان أكثر ما يوجب علي أن أقول بالجهة والقول بالجهة هو قول أئمة الفلاسفة كما ذكرناه فيما مضى عن القاضي أبي الوليد ابن رشد الفيلسوف.
فهذه أحد عشر وجها كما هو واضح ليس فيها للأستاذ حيلة إلا أن يكذب تارة على ابن تيمية بأن هذا الكلام هو كلامه لا يحكيه عن غيره.
وتارة بالكذب على هؤلاء المتكلمين وطوائف النظار بالتعمية على معنى الجسم الذي ذكروه وفسروه به.
علما بان هذه الوجوه كلها مفترضة مبني بعضها على عدم التسليم وبعضها على التنزل والتسليم كما هو واضح وكلها من وجوه المناظرة والمجادلة التي لا يصح أن يستل منها قولا لأحد الطرفين وينسب إليه على أنه من تقريره.
هذه خلاصة ما سبق.
ولنأت بعد ذلك إلى كلام الأستاذ فودة وكيف انتقى من هذه الوجوه ما يسميه نصوصا صريحة على أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم:
بدا نقل الأستاذ فودة من جزء محدد قد انتقاه بعناية وذلك من الوجه السابع حيث نقل:
(فعلم أن ما ذكروه من المعارضة لم يندفع به واحدة من الطائفتين لا في المناظرة ولا في
نظر الإنسان بينه وبين ربه تعالى ولكن أوهموا هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء والتزموا مخالفة الفطرة الضرورية العقلية التي اتفق عليها العقلاء في كل من الإيهامين مع ما في ذلك من مخالفة الكتب والرسل ببعض ما قالوه في كل واحدة من المسألتين مسألة حدوث الأجسام ومسألة علو الله تعالى على خلقه)
ثم قال الأستاذ معلقا:
(فابن تيمية كما ترى يدعي أن من قال بحدوث كل الأجسام، وينفي أن يكون هناك جسم قديم بعينه، فهو مخالف للرسل، وكذلك من نفى كون الله في جهة العلو، فقد خالف الرسل أيضا)
وليتأمل القارئ احتيال الأستاذ فودة في اجتزاء هذا النص وكيف بدا هذا النقل!
وهل يستطيع القارئ أن يفهم منه شيئا حتى يقول له الأستاذ " كما ترى "؟
فما متعلق قول ابن تيمية: " فعلم أن ما ذكروه من المعارضة ... "؟ أين ما ذكروه وما هذا الذي ذكروه؟ لا أحد يدري!
ولماذا لا يبدأ الأستاذ فودة النقل بكلام يمكن معه القارئ أن يتصور أصل الموضوع؟!
- هذه هي الطريقة الخبيثة التي أشرنا إليها والتي يستعملها الأستاذ فودة لاستلال الكلمات وفصلها عن سياقها على وجه لا يمكن معه تصور الموضوع أساس الحوار.
ولعل نقلنا للموضوع باختصار قد وضع تصورا مجملا له ليقف القارئ المنصف على عظيم جناية هذا الرجل على نفسه لا أقول على شيخ الإسلام فإن مثله لا تنال من منزلته وقدره هذه الأكاذيب والحيل المكشوفة.
- أما قول الأستاذ: (فابن تيمية كما ترى يدعي أن من قال بحدوث كل الأجسام ... مخالف للرسل .. )
فهو كذب على ابن تيمية رحمه الله لان هذا الكلام أولا يحكيه على لسان غيره من أهل الإثبات الذين يقررون بأن الله جسم وبناءا عليه فلا يقولون بحدوث جميع الأجسام حيث أن هذا يستلزم أن الله حادث على مذهبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وثانيا فإن هؤلاء خالفوا الفطرة الضرورية التي اتفق عليها العقلاء لما قالوا بأن موجودا له ذات قائم بنفسه لا يكون بائنا من الخلق منفصلا عنهم كما لا يكون داخلا فيهم محايثا لهم فنفوا عنه حكم النقيضين.
أما مخالفة الرسل فهي ممن ينفي علو الله على خلقه فهذا ما نطقت به الكتب وجاءت به جميع الرسل وممن يلتزم بنفي صفات الله سبحانه وتعالى الذاتية والفعلية بحجة أن إثباتها دليل الحدوث فدليل الحدوث فيه ما يتضمن مخالفة الرسل والكتب من نفي الصفات ...
ومحاولة التلبيس وتوجيه الكلام إلى من يقول بحدوث الأجسام حميعها بأنه مخالف للرسل محاولة مكشوفة لا تنطلي على القارئ بعد كل ما سبق.
ثم نقل فودة جزء آخر من كلام ابن تيمية الذي فتته فقال:
(هذا كله إذا لم يكن في الفلاسفة من يقول بالجهة ولا في المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام)
ثم علق فقال:
(ابن تيمية يريد أن كلام النفاة في المسألتين السابقتين يكون مجمعا عليه وصحيحا إذا لم يكن هنا من يقول من الفلاسفة يقول بأن الله في جهة وأيضا إذ لم يكن هناك أحد من المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام ومفهوم هذا القول:
أن بعض الفلاسفة قال بكون الله في جهة
وإن بعض المسلمين قال بقدم بعض الأجسام.
وقد فهم محقق الكتاب مراد ابن تيمية من من الفلاسفة قال بالجهة فعلق في الهامش بقوله "وتقدم النقل عن ابن رشد في القول بها "
والحقيقة أن ابن رشد عندما قال بالجهة لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية فهو إذن اثبت شيئا سماه جهة، وهذا المعنى هو غيرا لمعنى الذي أثبته ابن تيمية وسماه جهة فهل يجوز بعد ذلك أن يستدل ابن تيمية بكلام ابن رشد مع أنه لا يريد نفس المعنى الذي أراده من الجهة؟!
الغريب أن ابن تيمية قد اعتاد على هذا الأسلوب السوفسطائي من الاستدلال وهو باطل بلا ريب.
ثم قال وليس مقصودنا الكلام على الجهة ولكن موضوعنا هو الجسم.)
وأنا أقول إن تعليقه هذا لا يليق إلا بأتباعه ومريديه لا يليق بطالب حق يرجو الله واليوم الآخر
فقوله: (ابن تيمية يريد أن كلام النفاة في المسألتين السابقتين ... )
أقول له:
أنت تقول السابقتين فهل ذكرتهما فيما نقلت؟
هل وضحت للقارئ هاتين المسالتين؟
أنت تريد أن يغيب القارئ عن أصل الموضوع لتسلط الضوء فقط على عبارات منتزعة من سياقها ليحلو لك بعد ذلك أن تنسبها لابن تيمية.
وقوله: (أن بعض الفلاسفة قال بكون الله في جهة)
أقول: ما الإشكال في ذلك فقد نقل ابن تيمية رحمه الله عن بن رشد الفيلسوف القول بالجهة صراحة بل قال ابن رشد باللفظ: " وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعها على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى الرحمن على العرش استوى "
بل قال: " وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هي أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية ونحن نقول إن هذا كله غير لازم "
فهذه شهادة أحد أحذق فلاسفة العالم في وقته يحكي قول جميع الحكماء وجميع الشرائع فماذا في قول ابن تيمية رحمه الله بأن من الفلاسفة من يقول بالجهة؟!!!
- أما قوله: (والحقيقة أن ابن رشد عندما قال بالجهة لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية فهو إذن اثبت شيئا سماه جهة) فهذا كذب صريح من الأستاذ فودة!!!
ولقد سبق النقل عن ابن رشد بما يبطل هذا الادعاء.
وقوله لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية مجرد ادعاء ربما يقبله أتباعه ومريدوه ولكن في ميزان النقد العلمي لا وزن له بل هو من قبيل الكذب ما لم يذكر هذا المعنى الذي ادعاه، وكيف سيذكره وقد نقلنا عن ابن رشد نص كلامه بأنه يثبت هذا المعنى الذي يقول به ابن تيمية رحمه الله بل ويرد على شبه النفاة الذين ينفون علو الله على خلقه.
أم أن الأستاذ يظن أن الناس ليس لها عقول؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل كيف يسخر من القارئ بقوله: (فهو إذن) التي تدل على إثبات النتيجة بعد إيراد مقدماتها القطعية والتي يقال بعدها (إذن) فهو يصور للقارئ أنه وبمجرد ادعاءه كأنما اثبت ذلك بالدلائل الواضحة وهو في الحقيقة لم يقدم إلا مجرد ادعاء ...
ولا أدري كيف يقبل هذا التلاعب العقلاء من أتباعه ومريديه؟!
- أما قوله: (وإن بعض المسلمين قال بقدم بعض الأجسام.)
فهذا ما حكاه ابن تيمية غير مرة عن طوائف النظار من الكرامية وغيرهم ممن يقول بأن الله جسم لا كالأجسام حيث أنه موجود قائم بنفسه وعليه فلا يقولون بحدوث جميع الأجسام لان الله سبحانه وتعالى ليس بحادث.
فهل في فهم هذا بعد تصوره على وجهه إشكال؟!!!
ثم يأتي بعد ذلك ويزعم: (أن ابن تيمية قد اعتاد على الأسلوب السوفسطائي من الاستدلال وهو باطل بلا ريب.)!!!
الم يسمع الأستاذ عن مثل يقول: رمتني بدائها وانسلت؟!
ثم نقل عن ابن تيمية ما أورده في الوجه الثامن: (فكيف والمثبت للجهة يقول ما يقال في الوجه الثامن وهو أن يقول غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث)
ثم علق بقوله: (إذن ابن تيمية قد يلتزم القول بقد بعض الأجسام)
ثم يقرر بعد ذلك (إذن فالله هو الجسم القديم عند ابن تيمية)
ثم قال:
(وتأمل في عبارته الأخيرة فهي تحتوي على مغالطة وهي أنه نسب إلى كثير من المسلمين تسمية ما هو موجود بأنه جسم والصحيح أن هؤلاء لم يقولوا بذلك إلا لأنهم يقولون إن الأجسام هي الموجودات الوحيدة فلذا قالوا بأن كل موجود فهو جسم .. ) وأقول كفاك تلاعبا وكذبا يا رجل.
- وقد سبق بيان أن ابن تيمية رحمه الله إنما يقرر هذا الكلام على لسان غيره من أهل الإثبات تارة والفلاسفة أخرى وقد صدر كل وجه من الوجوه الأحد عشر بمن يحكيه على لسانه.
- وحتى لو سلمنا جدلا بأن هذا الكلام تصح نسبته إليه فلا يمكن أن يجزم بذلك لانه أورده في مقام المناظرة التي قد يكون فيها من التسليم والتنزل للخصم ما هو معلوم ومما هو يختلف عما يورده في مقام التقرير والتحرير فكيف إذا كان ما حرره وما قرره خلاف ما يقوله هنا إذا فرضنا انه من قوله.
- وإذا سلمنا جدلا مرة أخرى بأن هذا الكلام تصح نسبته إليه وأنه في مقام التحرير فالجسم الذي ذكر في هذا الكلام إنما هو على معنى صحيح متفق عليه من أنه القائم بنفسه الموصوف وهذا اصطلاح لا مشاحة فيه ولابد من اعتباره عند نسبته إليه ..
فظهر أنه لا مستمسك للأستاذ فودة على كلا أي وجه.
- هذا وقد سبق أيضا النقل عن ابن تيمية التصريح انه لا يلتزم كلام أي من الفريقين وهو موجود في نفس الكتاب الذي يزعم الأستاذ فودة أنه يرد عليه.
- ومع أن الأستاذ فودة حريص كل الحرص على أن لا يتعرض لمن يقول بأن الجسم هو القائم بنفسه لأنه بذلك ستكشف حيلته في التعريض للقارئ بلفظ الجسم ولكنه اضطر للتعرض إليه في هذا النقل ربما لان الكلام هنا متداخل فلم يستطع أن يفصله عن بعضه.
فلما أيقن الأستاذ أن حيلته هذه ربما ستكشف علق بقوله:
(وتأمل في عبارته الأخيرة فهي تحتوي على مغالطة وهي أنه نسب إلى كثير من المسلمين تسمية ما هو موجود بأنه جسم ... )
وأي مغالطة وهذا القول محكي في جميع كتبكم التي تكلمت في الفرق والمقالات ونصوا عليه تنصيصا أن من طوائف أهل الكلام من فسر الجسم بالقائم بنفسه الموجود الثابت الحامل للصفات وهذا معلوم لا يخفى على أحد.
وقولك: (والصحيح أن هؤلاء لم يقولوا بذلك إلا لأنهم يقولون إن الأجسام هي الموجودات الوحيدة) باطل وقلب للحقائق لأن الترتيب الصحيح على العكس مما ذكرت،حيث أنهم لما فسروا الجسم بالموجود القائم بنفسه وقالوا إن الله سبحانه موجود قائم بنفسه فهو إذن جسم، ثم إنهم حصروا الموجودات بأنها إما جسم أو قائم بجسم بناءا على ذلك وحتى لو سلمنا ادعاءك فلا فرق يذكر، المهم أن من الناس من اصطلح بأن الجسم هو القائم بنفسه وأنهم قالوا بان الله سبحانه جسم بناءا على ذلك ..
ومهما كان كلامهم هذا صحيحا أو باطلا فالواجب اعتماد هذا الاصطلاح عند نسبة هذا اللفظ إليهم لا كما يفعل الأستاذ فودة في كل نص يورده مما يحكيه ابن تيمية على لسان هؤلاء فيقول إن ابن تيمية يقول بأن الله جسم!!!
والسؤال على فرض أنه قد قاله: على أي معنى ذكره؟!
الجواب الطبيعي: أنه ذكره على ما اصطلح عليه من معنى بغض النظر عن صحة هذا الاصطلاح أو بطلانه فنحن في مقام الكشف لا الرد!!!
ثم إن هؤلاء النظار قد رتبوا على القول بان الله جسم عدم حدوث جميع الأجسام لان هذا يستلزم بأن الله حادث فعارضوا أدلة الحدوث وأبطلوها.
وهذا كله يفسر ما أراد الأستاذ إخفاءه من أن كلام هؤلاء النظار من المتكلمين هو في الحقيقة مبني على اصطلاحهم وأنهم في حقيقة أمرهم لم يعارضوا إلا أقول النفاة بحدوث جميع الأجسام حيث أنها تستلزم حدوث الباري سبحانه وتعالى على مذهبهم.
- فليس في الحقيقة ثمة نص او نصوص لابن تيمية يقول فيها بأن الله جسم ولكن الأستاذ فودة يحتال ويلبس على السذج من أتباعه الذين لا يقرؤون ولا يراجعون ويكتفون بالإحالة العمياء على كاشفه المزيف.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 04:44]ـ
النص الثامن:
البراهين تدل على أن الله هو الجسم القديم الوحيد، وان سائر الأجسام سواه محدثة
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله:
(الوجه التاسع هذه المعارضة تؤكد مذهبي وتقوية وتكون حجة ثانية لي على صحة قولي فإن احتججت علي بأن الله تعالى مباين للعالم بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للآخر أو محايثا له فقلتم هذا معارض بقول الفيلسوف إن الموجودين إما أن يكون أحدهما متقدما على العالم أو مقارنا له وذلك يستلزم القول بقدم الزمان المستلزم للقول بقدم بعض الأجسام فأقول إذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الأجسام قديمة من غير أن تعين جسما أمكن أن يكون ذلك الذي يعنونه بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه وتعالى كما يقوله المثبتون وأن ذلك هو ملازم لقولنا إنه موصوف وقائم بنفسه ونحو ذلك فتكون هذه الحجة التي عارضتم بها دليلا على أن الله تعالى جسم بالمعنى الذي ذكرتموه الذي تقول إنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه وإن نازعتم في الملازمة)
فأقول: الأستاذ فودة قد لبس نظارة التجسم فصار لا يرى إلا هذه الكلمة مهما كان موضعها وأيا كان سياقها فهو لا يبالي وجه إيرادها ولا طريقة استعمالها فهو يتتبعها حيث كانت ..
ولقد ذكرت فيما سبق انه يجب استصحاب موقف ابن تيمية رحمه الله من لفظ الجسم وتحقيقه له وللقائلين به وتقسيمهم وقد نقلت في ذلك ما يكفي العاقل المنصف ...
فابن تيمية رحمه الله ما زال في سياق الرد على الرازي وما نقله الأستاذ أحد الوجوه الأحد عشر التي سبق ذكرها ونقلها في النص السابع ...
وهو رحمه الله يرد على الرازي ويفتعل خصومة بين المثبت والفيلسوف الدهري وبين الرازي الذي أراد هو أيضا من قبل أن يفتعل خصومة بينهما ليبطل قولهما ..
وقول الأستاذ: (وهذا تصريح آخر بشع وقبيح بأن الله تعالى هو جسم قديم. فتأمل وتعجب. ومراده بالمثبتين في سائر كتبه هم المجسمة من الكرامية والحنابلة)
أقول: قوله عن كلام ابن تيمية هذا تصريح شنيع هو ما يحلم به الأستاذ ولكنه بعيد المنال
وإذا رجع القارئ إلى الموضوع في كتاب ابن تيمية والذي نقلته هنا لأيقن أنه لا يليق بأي منصف أن يستل من خلال هذا المعترك كلمات يحكيها ابن تيمية على لسان غيره وربما كانت على سبيل الإلزام أو التسليم لدفع معارضة الخصم كما هو واضح في كلام شيخ الإسلام رحمه الله
- ومع ما سبق التنبيه إليه مرارا من أن لفظ الجسم الذي يذكر في هذا النص المزعوم هو على اصطلاح طوائف من المثبتين الذين يقولون بان الجسم هو الموجود القائم بنفسه والذي ذكره ابن تيمية في نفس الوجه والوجه الذي سبقه حيث قال: (فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف) وقال في هذا الوجه (كما يقوله المثبتون وأن ذلك هو ملازم لقولنا إنه موصوف وقائم بنفسه)
فتأمل كيف يتلاعب الأستاذ فودة ويحتال ليوهم القارئ أن لفظ الجسم المذكور هو ما يقرره الاشاعرة والفلاسفة حيث قال ملبسا:
"إذن فابن تيمية يعرف بالضبط ما الذي يريد إثباته، وهو معنى الجسمية المعروف والذي ذكرناه لك في أوائل هذا الفصل من كون الشيء قابلا للانقسام ولو بالوهم. او على الأقل يجوز فرض الأبعاد الثلاثة فيه ومن أثبت ذلك فهو مجسم قطعا"!!!
فقد ظهر ألان أن الأستاذ فودة يحتال على القارئ بما مزيد عليه.
- فقوله: هذا تصريح آخر شنيع لا محل له على الإطلاق، كيف والعبارة التي نقلها ليس فيها أي معنى لهذا التصريح بل توحي بعكس مراده وهذا يظهر من صيغة الألفاظ حيث قال
-: (إذا كانت هذه الحجة ... مستلزمة لكون ... أمكن أن يكون ذلك .. على قول المثبتين)
- فهل هذه الصيغة صيغة تصريح يا عقلاء أم هو التدليس والتلبيس والاستغفال؟
فهذه العبارة فيها قلب للدليل على الخصم وإلزامه بنقيض مراده الذي ينفيه ويفر منه، ولذا قال رحمه الله بعد ها:
(فتكون هذه الحجة التي عارضتم بها دليلا على أن الله تعالى جسم بالمعنى الذي ذكرتموه الذي تقول إنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه وإن نازعتم في الملازمة)
فهذا من ابن تيمية على سبيل الإلزام للرازي وإلا فالرازي لا يسلم بأي من النتائج التي ذكرها شيخ الإسلام ولكنه يلزمه بها حيث أن مقدماتها ضرورية فطرية.
- وقول الأستاذ أن المثبتين الذين يذكرهم ابن تيمية هم المجسمة من الكرامية والحنابلة مردود عليه بالتفصيل الذي ذكرناه في مقدمة البحث والذي نص فيه ابن تيمية على مراده بالمثبتين فليس نحتاج بعده إلى تقول عليه وتخمين لمراده ...
- وأذكر هنا نصا من هذه النصوص التي تبعد بشيخ الإسلام رحمه الله عن هؤلاء حيث قال رحمه الله:
(قلت والكلام على هذا مع العلم بأن المقصود ذكر القول والفصل والحكم العادل فيما يذكره النفاة من الحجج والجواب عما ذكره من جهة منازعه ليس المقصود استيفاء حجج المثبتة بل إذ تبين أن هذا الذي هو الإمام المطلق في المتأخرين من هؤلاء النفاة المتكلمين والفلاسفة وعرف فرط معاداته لهؤلاء المثبتة الذين ذكرهم وذكر حججهم مع ما هم عليه من ضعف الحجج وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف ومع ما فيهم من الانحراف ثم تبين ظهور حججهم العقلية التي ذكرها دع السمعية على ما استوفاه من حجج النفاة العقلية والسمعية مع استعانته بكل من هو من النفاة حتى المشركين الصابئين مثل أرسطو وأبي معشر وشعيتهما من الفلاسفة والمنجمين والمعتزلة وغيرهم .. ) (بيان تلبيس الجهمية 2/ 330)
فهل بعد هذا الكلام الواضح والصريح في تقويم حال المثبتين الذين يعارض بحججهم أقوال الرازي وحججه ووصفه لهم بالانحراف وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف وضعف حجتهم، فهل بعد الوقوف على ذلك يمكن لمنصف أن يقول إن ابن تيمية لا يخرج عن أقوالهم وأنهم هم أهل الحق عنده كما يزعم الأستاذ فودة؟!
الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيك ..
جهدٌ موفق، أتمنى أن أراه مجموعًا في ملف وورد، أو مطبوعًا.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 05:45]ـ
النص التاسع: الله جسم وفي جهة
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله في نفس الموضع المشار اليه سابقا:
(الوجه العاشر إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم وكونه جسما يستلزم القول بالجهة كما توافقون عليه وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضا القول بالجسم كما تقولون أنتم)
ثم علق:
(وهذا نص صريح وواضح في إثبات أن الله تعالى جسم وأنه تعالى في جهة)
هكذا يدعي الأستاذ فودة وما أكثر دعاويه!
وهذا النقل هو أحد الوجوه التي أوردها ابن تيمية في الرد على الرازي وقد سبقت الإشارة إلى معناه في سياق باقي الوجوه وما يقال فيه هو ما قد قيل في سابقيه:
ويقال أيضا:ليس في النص ما يدل على التصريح بأن الله جسم
لان الكلام أصلا يحكيه ابن تيمية على لسان المثبتين وقد جاء على سبيل الإلزام للخصم وبما يتناسب مع تقريره في معنى الجسم وهذا واضح في قوله:
(إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم)
وذلك لأنه يحتج على الرازي بضرورية المقدمات ويقول إن كانت هذه المقدمات الضرورية تستلزم أن الله في جهة من العالم وبائنا منه وأنه تعالى جسم فيكون لازم الضروري ضروري ولازم الحق حق لأنه مبني على مقدمات ضرورية، وهو يعلم بأن الرازي لا يسلم بأن هذه المقدمات ضرورية، بل يصفها بأنها من حكم الوهم والخيال ولكنها المناظرة والمجادلة التي تفرض مثل هذه الالزامات، ولا يصح في مثل هذا الحوار أن يجتزئ تصريح لأحد المتحاورين وينسب إليه على أنه من تقريره، هذا إن كان ثمة تصريح أصلا!
فقول الأستاذ فودة هذا تصريح واضح ليس واضحا بل هو مجرد تقول وتدليس ..
والله الموفق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 06:03]ـ
النص العاشر:
لم يذم أحد من السلف بأنه مجسم ولا ذم المجسمة، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وان صفاته أجساما وأعراضا.
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله:
(الوجه السابع والسبعون أن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم والمتكلمون بذلك من النفاة أشهر ولم يذم أحد من السلف أحدا بأنه مجسم ولا ذم المجسمة)
وقوله: (ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضا وصفة حيث كان فعلم الله وقدرته عرض وقالوا أيضا إن اليد والوجه لا تكون إلا جسما فيد الله ووجهه كذلك والموصوف بهذه الصفاة لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام قالوا وهذا مما لا يمكن النزاع فيه إذا فهم المعنى المراد بذلك لكن أي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال)
وعلق الأستاذ فودة بقوله: (تأمل هذا الأسلوب المراوغ، فهو يدعي أن هذه الألفاظ لم ينفها السلف ولم يثبتوها بل لم يتكلموا فيها نفيا وإثباتا)
ونقول للأستاذ كلام ابن تيمية صحيح فهل أثبت أنت خلافه؟!
فإن لم تثبت خلافه فأنت الدعي المراوغ لا هو.
وقولك: (ومع ذلك فقد أثبتنا نحن أن ابن تيمية بثبت الجسمية والتحيز ومعنى العرضية على الله وكما سيمر بك في هذا الكتاب)
أقول
- أنت في الحقيقة لم تثبت شيئا بل ادعيت دعاوى عريضة بينا بطلانها وما فيها من تحايل وتدليس وتلاعب بالألفاظ ..
وقول الأستاذ فودة عن المجسمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ولهذا لم يلتفت إليهم السلف ولم يعبئوا بهم ولم يشغلوا أنفسهم بالرد عليهم لظهور فساد أرائهم وبطلان قولهم ... أما اشتغال السلف والعلماء المتقدمين بالرد على الجهمية فلأن آراء هؤلاء هي التي تستحق الرد لأنها فيها قرب كبير من الحقيقة والأصول الصحيحة! فلذلك نبه السلف على بطلانها)
أقول هذا أولا تسليم منك بصحة كلام ابن تيمية رحمه الله بأن السلف لم يتعرضوا لهذه الألفاظ بنفي ولا إثبات ولم يرد عنهم ذم للمجسمة كما ذكر شيخ الإسلام حيث قال:
" لم يلتفت إليهم السلف ولم يعبئوا بهم ولم يشغلوا أنفسهم بالرد عليهم لظهور فساد أرائهم وبطلان قولهم " فقد أنطقه الله بالحق رغم انفه لعله يفيق من غفلته ..
وثانيا: ليتأمل القارئ هذه الفضيحة العظيمة التي سجلها لأستاذ فودة بقوله عن أقوال الجهمية المعطلة:
(لأنها فيها قرب كبير من الحقيقة والأصول الصحيحة!)
فرغم الإجماع المنعقد على كفرهم وضلالهم وتصريح كبار الاشاعرة بتكفيرهم وتضليلهم إلا أن الأستاذ يقرر هنا بان هذا المذهب المردي قريب من الحقيقة والأصول الصحيحة!
بالطبع الحقيقة التي هو عليها لا الحقيقة التي عليها السلف الذين منهم الإمام عبد الله ابن المبارك حيث قال: (إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية)
والذين أطبقوا على ضلالهم وكفرهم ثم يأتي الأستاذ فودة بعد هذه القرون الطويلة ليجعلهم أقرب إلى الحق والأصول الصحيحة!!!
فهنيئا للأستاذ فودة وأتباعه المحققين المنتفخين بقربهم من الجهمية وبعدهم عن أعداءهم من السلف!!!
وهذه والله لفضيحة عظيمة يسجلها الأستاذ على نفسه في آخر هذا المبحث كرامة لهذا الإمام الجليل رحمه الله ولعل هذه الفضيحة هي ثمرة هذا العمل الخبيث نسال الله العافية ...
ثم يقول الأستاذ: (هذا النص وإن ساقه على لسان من سماهم بالمثبتة، إلا أننا نعرف تماما أن مراده بالمثبتة أهل الحق عنده .. )
أقول أولا هذا اعتراف من الأستاذ فودة بأن ابن تيمية إنما يسوق هذه الكلام على لسان غيره ممن سماهم بالمثبتة ... وهذا تصديق قولنا فيما سبق والله الحمد.
وثانيا: قوله " إلا أننا نعرف تماما أن مراده بالمثبتة أهل الحق عنده " هو التخرص بعينه. - وإن هذا الكلام من الأستاذ فودة ليدل القارئ على ما ذكرناه من حقيقة أن الأستاذ فودة رغم كل هذه الحيل لم يظفر بنص صريح يقرر فيه ابن تيمية أن الله جسم،وإلا لما كان الأستاذ في حاجة لمثل هذه الطرق الملتوية والمشحونة بالتخرص والادعاء.
- والأستاذ لا شك يشعر بالريبة من هذه النقولات التي يسميها " نصوصا صريحة " لذا فإنه لا ينسى أن ينبه على ما يتوقعه من ريبة من القارئ بأن ابن تيمية لم يقل هذا، وإنما ساقه حجة للمثبتين على النفاة دون التزامه، لا سيما وقد نص على ذلك فيما نقلناه عنه،وهذا يحدث -على الأقل- احتمال عدم صحة نسبة هذه الأقوال إليه ..
ولكن الأستاذ دائما يتقدم بين يدي القارئ بأن المثبتين هم المجسمة من الكرامية والحنابلة وتارة بأنهم أهل الحق عند ابن تيمية وتارة بأنهم أهل الحديث والأثر ورغم كل ذلك فنقول للأستاذ فودة وللقارئ أن هذا لا يعني أن ابن تيمية يقول بهذا ضرورة فهي طريقة استنتاجيه في نهاية الأمر مبناها على التخرص والتخمين لا القطع عند جميع العقلاء.
لان القول بأن هذا قول المثبتين .. والمقصود بالمثبتين هم كذا وكذا ... وبما أن ابن تيمية لا يخرج عن قول المثبتين وقد ساق هذا القول على سبيل الاحتجاج ولم يعلق عليه ... فيعتبر هذا قول له ... - فعلى فرض صحة هذا - فهو عند جميع العقلاء من قبيل الإلزام والاحتمال، يحتاج إلى دليل آخر يرجح ما ذهب إليه الأستاذ ...
- وهذه الطريقة على فرض صحتها فهي لا تعني على أي حال ما يدعيه الأستاذ فودة دائما من صراحة النصوص.
فإذا كانت هذا طبيعة كل دليل أتى به الأستاذ فكيف يدعي بعد ذلك صراحة الأدلة ووضوحها وقطعيتها؟!
وكيف هذا وقد نص ابن تيمية رحمه الله على مراده بما يقطع الطريق على كل متخرص كما سبق تفصيل ذلك في مقدمة هذا البحث ومع ذلك يأتي الأستاذ ويقول:
(بهذه النصوص الواضحة الجلية، تستطيع أن تتيقن بأن الرجل غارق في التجسيم الصريح، ولا يستطيع أحد من أصحابه ولا أتباعه دفع هذه الصفة عنه بأساليبهم الماكرة وأقوالهم الفارغة)
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: الحمد لله فأنت إلى الآن لم تستطع أن تبرز للقارئ نصا صريحا يقرر فيه ابن تيمية رحمه الله بأن الله جسم، وكل ما سبق يؤكد للقارئ مدى تلاعب الأستاذ فودة وتحايله عليه ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
وللقارئ الفطن عزائنا الحار في " النصوص الصريحة " على تجسيم ابن تيمية!
والله الموفق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 11:41]ـ
من هم أهل الإثبات؟
أهل الإثبات عند شيخ الإسلام رحمه الله لفظ يطلق بالاشتراك على طائفتين:
الطائفة الأولى: أهل الإتباع المحض من الصحابة والتابعين والسلف الصالح والأئمة ...
الطائفة الثانية: أهل الكلام ممن يثبت الصفات او بعضها، سواء كانوا متكلمة أصلا أو ممن تأثر بهم ودخل معهم من أهل الحديث والفقه والصوفية وإتباع المذاهب.
- فإذا علم ذلك وأطلق ابن تيمية رحمه مصطلح (أهل الإثبات) فليس بالضرورة أن يكونوا هم الطائفة الأولى الذين هم السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة إلا أن ينص عليهم باسمهم الخاص او بوصفهم بأهل الإتباع المحض كما هو مذكور في كثير من المواضع ...
أما في غالب استعمالاته فهو يعني بهم متكلمة أهل الإثبات لا سيما إذا كان الكلام على سبيل المعارضة أوكان في نفي أو إثبات مصطلحات أهل الكلام من الجسم والحيز والحد والجهة والتركيب والانقسام والأبعاد الثلاثة والجوهر والعرض .. إلخ.
لان هذه الألفاظ لم تكن مستعملة ولا مشتهرة في وقت السلف، وإن وجد منها شيء في وقتهم فهي على معناها في اللغة وفي لسان العرب وليست هي على ما اصطلح عليه أهل الكلام.
- أما كونهم هؤلاء المتكلمة من أهل الإثبات فلأنهم يثبتون صفات الله سبحانه وتعالى أو بعضها وهذا يشمل من يثبت منهم بعض الصفات وينفي بعضها كالكلابية والاشاعرة ...
- أما كونهم مع ذلك ليسوا من الطائفة الأولى أو تبعا لهم، فذلك لأنهم اعتمدوا طرقا مبتدعة للإثبات لم تكن على منهج السلف ولا الأئمة وهي الطرق الكلامية وما يدعونه من الحجج العقلية مما ادى بهم إلى عدم التزام إثبات كل ما جاء في الكتاب والسنة بل أثبتوا بعضها ونفوا بعضها بحجة ان إثباتها دليل الحدوث ولوازم التجسيم كما يفعل الاشاعرة وغيرهم من المتكلمين ...
وما أثبتوه إنما أثبتوه على غير منهج السلف بل بما سموه حججا عقلية وما أثبتوه سيبقى حجة على تناقضهم إلى يوم القيامة ولذلك لتماثل موجب الإثبات والنفي.
- فكتاب الأستاذ من أوله إلى آخره قائم على نسبة ما يحكيه ابن تيمية عن أهل الإثبات إلى ابن تيمية حيث أنهم على زعمه أهل الحق عنده وأنه لا يخرج عن قولهم!
فإذا ثبت أنهم ليسوا كذلك فينتقض بذلك كلام الأستاذ فودة جميعه وتبطل نسبة هذا الكلام إلى ابن تيمية لا سيما إذا عرفت طريقته في إبطال حجج أهل البدع.
- وفيما يلي بعض النصوص التي تبين طريقة ابن تيمية رحمه الله في مناظرة طوائف أهل البدع على اختلافهم وبعد ذلك نورد ايضا بعض النصوص التي يذكر فيها تفصيل من هم أهل الإثبات.
1 - قال رحمه الله:
(وأما مناظرات الطوائف التي كل منها يخالف السنة ولو بقليل فأعظمما يستفاد منها بيان إبطال بعضهم لمقالة بعض ..... والمقصود هنا أن يكون المقصود بالمناظرةبيان رجحان بعض الأقوال على بعضولهذا كان كثير منمناظرة أهل الكلام إنما هي في بيان فساد مذهب المخالفين وبيان تناقضهم لأنه يكون كلمن القولين باطلا فما يمكن أحدهم نصر قوله مطلقا فيبين فساد قول خصمهوهذايحتاج إليه إذا كان صاحب المذهب حسن الظن بمذهبه قد بناه على مقدمات يعتقدها صحيحةفإذا أخذ الإنسان معه في تقرير نقيض تلك المقدمات لم يقبل ولا يبين الحق ويطولالخصام كما طال بين أهل الكلامفالوجه في ذلك أن يبين لذلكرجحان مذهب غيره عليه أو فساد مذهبه بتلك المقدمات وغيرها فإذا رأى تناقض قوله أورجحان قول غيره على قوله اشتاق حينئذ إلى معرفة الصواب وبيان جهة الخطأ فيبين لهفساد تلك المقدمات التي بنى عليها وصحة نقيضها ومن أي وجه وقع الغلطوهكذافي مناظرة الدهرى واليهودي والنصراني والرافضي وغيرهم إذا سلك معهم هذا الطريق نفعفي موارد النزاع فتبين لهم وما من طائفة إلا ومعها حق وباطل فإذا خوطبت بين لها أنالحق الذي ندعوكم إليه هو أولى بالقبول من الذي وافقناكم عليه (المنهاج 2/ 201
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الطريقة كما ذكر رحمه الله في (مناظرات الطوائف التي كل منها يخالف السنة ولو بقليل) يتوصل فيها إلى إبطال قول الخصم بقول من يقابله أو يبين تناقضه وصحة قول مخالفة أو قربه إلى الحق وليس في ذلك تقرير لأي من القولين ولا تصحيح لها بل الأمر كما قال رحمه: (بيان رجحان بعض الأقوال على بعضولهذا كان كثير منمناظرة أهل الكلام إنما هي في بيان فساد مذهب المخالفين وبيان تناقضهم لأنه يكون كلمن القولين باطلا فما يمكن أحدهم نصر قوله مطلقا فيبين فساد قول خصمه) فهذه الطريقة التي نص عليها رحمه الله لا يمكن تجاهلها عند التعرض لنسبة أي من القوال إليه ...
- ولا شك أن النفاة هم من ينفون صفات الله سبحانه وتعالى سواء كانوا معطلة كالجهمية والمعتزلة وأكثر الفلاسفة أو ممن يثبت بعض الصفات وينفي بعضها الأخر مثل الاشاعرة.
- ويقابل هؤلاء النفاة طوائف متعددة من النظار المتكلمين من الكرامية وغيرهم فهم مع السلف خصوم هؤلاء النفاة.
2 - وقال رحمه الله:
(والمناظرة تارة تكون بين الحق والباطل وتارة بين القولين الباطلين لتبين بطلانهما أو بطلان أحدهما أو كون أحدهما أشد بطلانا من الآخر فإن هذا ينتفع به كثيرا في أقوال أهل الكلام والفلسفة وأمثالهم ممن يقول أحدهم القول الفاسد وينكر على منازعه ما هو أقرب منه إلى الصواب فيبين أن قول منازعه أحق بالصحة إن كان قوله صحيحا وأن قوله أحق بالفساد إن كان قول منازعه فاسدا لتنقطع بذلك حجة الباطل فإن هذا أمر مهم إذ كان المبطلون يعارضون نصوص الكتاب والسنة بأقوالهم فإن بيان فسادها أحد ركني الحق وأحد المطلوبين فإن هؤلاء لو تركوا نصوص الأنبياء لهدت وكفت ولكن صالوا عليها أصول المحاربين لله ولرسوله فإذا دفع صيالهم وبين ضلالهم كان ذلك من أعظم الجهاد في سبيل الله ................
فهذه الحجة وأمثالها من حجج النفاة يمكن إبطالها من وجوه كثيرة بعضها (من) جهة المعارضة بأقوال أهل باطل آخروبيان انه ليس أولئك بأبطل من قول هؤلاء فإذا لم يمكن الاستدلال على نفي أحد القولين إلا بالمقدمة التي بها نفي القول الآخر لم يكن نفي أحدهما أولى من نفي الآخر بل إن كانت المقدمة صحيحة لزم نفيهما جميعا وغن كانت باطلة لم تدل على نفي واحد منهما فكيف إذا كانت المقدمة التي استدل بها المستدل على نفي قول منازعه قد قال بها وبما هو أبلغ منها؟) 2/ 281 درء التعارض
3 - وقال رحمه الله:
(وقد بسطنا كلام هؤلاء وخصومهم في الحكومة العادلة فيما ذكره الرازي في تأسيسه من المجادلة ... ) إبطال التحليل 0ج:1/ 402
فما كان في كتاب بيان التلبيس كان على هذا الوجه من المناظرة فليتأمل.
4
- وقال أخيرا:
( .. ونحن نورد من كلامهم ما يتبين به أن جانبهم أقوى من جانب النفاة وليس لنا غرض في تقرير ما جمعوه من النفي والإثبات في هذا المقام بل نبين أنهم في ذلك أحسن حالا من نفاة انه على العرش فيما جمعوه من النفي والإثبات وقد أجاب هؤلاء عما ألزمهم النفاة من التجسيم الذي هو التركيب والانقسام .... )
بيان تلبيس الجهمية ج: 2 ص: 63
فكل ما سبق يؤكد ما ذكرته سابقا في ثنايا ما سجلته في نقض الكاشف للأستاذ فودة من أن ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في رده على الرازي ومعارضته بأقوال متكلمة أهل الإثبات كان على طريقة المناظرة المذكورة أعلاه من مقابلة حجج الخصوم بعضها ببعض وبيان فسادها تناقضهما أو ترجيح أحدها على الأخرى دون إثبات أحقية الراجح منها على المرجوح مطلقا بل قد يكون من جهة العقل تارة أو من جهة الشرع تارة أخرى بحسب قربه منه وأيضا دون التزام القول بأي من هذه الأقوال كما نص بنفسه على ذلك فيما سبق في النقل الرابع.
والله الموفق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 11:42]ـ
بعد ما تعرضنا فيما سبق إلى تقسم اهل الإثبات على الإجمال واتضح أنهم ينقسمون إلى قسمين رئيسين
- الأول: هم أهل الإتباع المحض من الصحابة والتابعين والأئمة.
- والثاني: هم مثبتة الصفات أو بعضها من أهل الكلام ومن تأثربهم أهل الحديث والفقه وأتباع المذاهب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا أتعرض لتفصيل الكلام نوعا ما عن القسم الثاني من أهل الإثبات حيث أن كلام ابن تيمية رحمه الله في الغالب يكونوا هم المقصودين به لا سيما في مقابلة اقوال أهل البدع بعضها ببعض على وفق ما سبق ذكره من طريقة المناظرة.
فاقول:
متكلمة أهل الإثبات ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول:
طوائف ممن ينفون الجسمية عن الله سبحانه وتعالى ومع ذلك هم يثبتون الصفات وينفون لوازم هذا الإثبات الذي يزعمه النفاه من أن الإثبات يلزم منه التجسيم فها هم ينفون الجسمية ويثبتون الصفات! وهؤلاء هم اطوائف من النظار المتكلمين من الكرامية والكلابية والاشاعرة وغيرهم.
القسم الثاني:
طوائف ممن يثبتون الجسمية لله سبحانه وتعالى وينقسم هؤلاء أيضا إلى قسمين:
الأول:
طائفة المجسمة الغلاة الذين يفسرون الجسم باصطلاح النفاة ويلتزمون لوازمهم - الذي يريد الأستاذ بحيله أن يلصقه بابن تيمية رحمه الله - ويدعون انه لا يتصور جسم إلا ذلك فيصفونه بما توصف به سائر الأجسام فيقولون ما يحكى عنهم من الأقوال الشنيعة وهؤلاء متفق على ضلالهم وبطلان أقوالهم.
الثاني:
طائفة من نظار أهل الكلام وعلماءهم يفسرون الجسم بالموجود القائم بنفسه الموصوف بالصفات ويقولون الجسم هو ما له ذات والقابل للصفات والله سبحانه وتعالى قائم بنفسه موصوف بالصفات فهو جسم ولكنه غير مماثل للأجسام فهو جسم لا كالأجسام ويبطلون أقوال النفاة في اصطلاحهم على لفظ الجسم بالمنقسم والمركب والمتحيز ويبطلون أدلتهم على حدوث جميع الأجسام ويبطلون أقوالهم في غير ذلك من المسائل بالحجج العقلية والأدلة الكلامية.
- فهؤلاء مع القسم الأول ممن ينفي الجسمية ويثبت الصفات هم من يعارض بهم وبأقوالهم ابن تيمية رحمه الله أقوال النفاة وحججهم.
- فتارة يعارض أقوالهم بأقوال أمثالهم ممن ينفي الجسمية ويثبت هذه الصفات.طعنا فيما جعلوه لوازم الإثبات فيقول لهم هؤلاء اثبتوا الصفات ولم يقولوا بهذا اللوازم فإما أن هذه الوازم لاتلزم أصلا وإما أنكم متعارضون مختلفون في معنى الجسمية الذي تنفونه جميعا.
- وتارة يعارض أقوالهم بأقوال من يثبت الجسمية على المعنى الذي ذكروه ويقابل بحججهم حجج هؤلاء النفاة في مثل مسائل الحدوث والمباينة وانحصار المجودات إلى غير ذلك.
فيأتي الأستاذ فودة المتذاكي فيجعل كل هؤلاء طائفة واحدة وينعتهم بالمجسمة إما جهلا بتفصيل ذلك أو تلبيسا منه وكذبا على ابن تيمية.
واليكم بعض النصوص التي تعرض فيها ابن تيمة لذكر أهل الإثبات على نحو ما ذكرت:
قال رحمه الله:
((ولا ريب أن المثبتين لهذه الصفات أربعة أصناف:
1 - صنف يثبتونها وينفون التجسيم والتركيب والتبعيض مطلقا كما هي طريق الكلابية والأشعرية وطائفة من الكرامية كابن الهيصم وغيره وهو قول طوائف من الحنبلية والمالكية والشافعية والحنفية كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل ورزق الله التميمي والشريف أبي علي ابن أبي موسى والقاضي أبي يعلى والشريف أبي جعفر وأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الجسن ابن الزاغوني لا حصى كثرة يصرحون بإثبات هذه الصفات وينفي التجسيم والتركيب والتبعيض والتجزئ والانقسام ونحو ذلك وأول من عرف أنه قال هذا القول هو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب ثم اتبعه على ذلك خلائق لا يحصيهم إلا الله.
2 - وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما تزه عنه نفسه ويقولون إنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ويقول من يقول منهم مأثور عن ابن عباس وغيره أنه لا يتبعض فينفصل بعضه عن بعض وهم متفقون على أنه لا يمكن تفريقه ولا تجزيه بمعنى انفصال شيء منه عن شيء وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة أهل الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الألفاظ المأثورة ولا يطلقون على الله نفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه
3 - وصنف ثالث يثبتون هذه الصفات ويثبتون ما ينفيه النفاة لها ويقولون هو جسم لا كالأجسام ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم وهذا قول طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وصنف رابع يصفونه مع كونه جسما بما يوصف به غيره من الأجسام فهذا قول المشبهة الممثلة وهم الذين ثبت عن الأمة تبديعهم وتضليلهم
فلفظ الجسم لم يتكلم به أحد من الأئمة والسلف في حق الله لا نفيا ولا إثباتا ولا ذموا أحدا ولا مدحوه بهذا الاسم ولا ذموا مذهبا ولا مدحوه بهذا الاسم وإنما تواتر عنهم ذم الجهمية الذين ينفون هذه الصفات وذم طوائف منهم كالمشبهة وبينوا مرادهم بالمشبهة))
بيان التلبيس 1/ 46
وهذا كله مصداق ما ذكرته من تقسيم أهل الإثبات.
وقال رحمه الله:
2 - (فإن أهل الإثبات من أهل الحديث وعامة المتكلمة الصفاتية من الكلابية والأشعرية والكرامية وغيرهم.).اقتضاء الصراط 1/ 419
وقال رحمه الله:
3 - (ومتكلمة أهل الإثبات للصفات والقدر مثل الكرامية والكلابية والأشعرية والسالمية وغيرهم أقرب إلى موافقة المعقول الصريح والمنقول الصحيح وإن كان لكل منهم من الخطأ ما لا يوافقه الآخر عليه فأما السلف والأئمة وأكابر أهل الحديث والسنة والجماعة فهم أولى الطوائف بموافقة المعقول الصحيح والمنقول والصحيح ... )
ومن الدلائل الواضحة على عدم دخول ابن تيمية رحمه الله في مسمى أهل الإثبات أو المثبتين الذي يذكره في كتاب بيان التلبيس في رده على الرازي قوله رحمه الله:
4 - (قلت والكلام على هذا مع العلم بأن المقصود ذكر القول والفصل والحكم العادل فيما يذكره النفاة من الحجج والجواب عما ذكره من جهة منازعه ليس المقصود استيفاء حجج المثبتة بل إذ تبين أن هذا الذي هو الإمام المطلق في المتأخرين من هؤلاء النفاة المتكلمين والفلاسفة وعرف فرط معاداته لهؤلاء المثبتة الذين ذكرهم وذكر حججهم مع ما هم عليه من ضعف الحجج وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف ومع ما فيهم من الانحراف ثم تبين ظهور حججهم العقلية التي ذكرها دع السمعية على ما استوفاه من حجج النفاة العقلية والسمعية مع استعانته بكل من هو من النفاة حتى المشركين الصابئين مثل أرسطو وأبي معشر وشعيتهما من الفلاسفة والمنجمين والمعتزلة وغيرهم .. )
(بيان تلبيس الجهمية 2/ 330)
فهل بعد كل ما سبق يجوز لمسلم أن ينسب ابن تيمية رحمه الله إلى هؤلاء الذين ينعتهم بضعف الحجج وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف بل وينعتهم بالانحراف؟!
والله أعلم
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 03:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
عندي سؤال قديم في موضوع سابق لك ورائع بعنوان "وقفات في الرد على مبحث مناط الكفر في الموالاة للشيخ عبد الله القرني ... "
والسؤالين هما:
س1:هل هناك كتب معاصرة تكلمت عن مناط الكفر بشكل جيد؟
س2: مارأيك في كتاب الشيخ القرني في غير هذا المبحث أعني ماذكره من أصول وضوابط وغيرها؟
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 07:29]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك اخي معتدل وبارك الله فيك وفي مواضيعك القيمة النافعة
جواب سؤالك الاول: فإنه لا يحضرني الان إلا كتاب التبيان لناصر الفهد وكذا الوقفات له فهما كتابان جيدان وجامعان في هذا الأمر رغم صغر حجمهما.
أما جواب سؤالك الثاني: فإن خطأ الشيخ في التأصيل والضوابط هو الذي أنتج هذا القول الشاذ الذي تراه في مناط الكفر في الموالاة، وعلى العموم فقد اطلعت على معظم كتب الشيخ ورأيت أن فيها خللا في الكثير من المسائل أشرت إلى بعضها في البحث المذكور وهذه وجهة نظري والله أعلم
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 06:17]ـ
ماسبق عرضه كان اختصارا ودخولا مباشرا علي الموضوع وقد حصل تقديم وتأخير واختصار بما رايته مناسبا للعرض
والله الموفق
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 06:33]ـ
بارك الله فيك على هذا العمل المبارك إن شاء الله تعالى ... و جعله في ميزان حسناتك يوم تلقاه ... آمين.
أخوك و محبك
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 03:59]ـ
وانبه أيضا أن كتاب الشيخ عبد الباسط بن يوسف الغريب (نقض الكاشف الصغير) هو أسبق من هذا البحث، بل هذا البحث مستفاد منه ومن غيره وما هي إلا أختلاف في طرق العرض وتناول الموضوع،ولكن لم أنتبه لاسمه حين كتب الموضوع بنفس الاسم تقريبا فتشابهت الاسماء وكتاب الشيخ موجود على هذا الرابط:
www.saaid.net/book/9/2038.doc
فجزاه الله خيرا
والله الموفق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 04:00]ـ
اخي الكريم عبد الله الجنوبي بارك الله وفيك وجزاكم الله خيرا
واسال الله أن ينفعنا بما نقول وما نعمل وان يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه الكريم خالصة
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 11:28]ـ
آمين يا رب العالمين
ـ[الآجري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 06:02]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيراً، حبذا لو تنشر أمثال هذه المواضيع في الانترنت وفي البلاد المقصودة.(/)
هيئة علماء المسلمين بالعراق تفتي بتحريم وبطلان الاتفاقية الأمنية مع الاحتلال
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:49]ـ
..
أصدرت هيئة علماء المسلمين العراقية فتوى بتحريم الاتفاقية الأمريكية ـ العراقية الطويلة الأمد المنتظر توقيعها بين البلدين قريبا, وأشارت إلى أنها تعد محرمة شرعا وباطلة عقدا ولا تلزم أبناء العراق بشيء.
وقالت الهيئة التي يترأسها الشيخ حارث الضاري: إنه "من خلال النظر في واقع هذه الاتفاقية بحسب المعلومات التي وصلتنا عنها وهي معلومات مؤكدة يتضح جليا أنها ليست بالهدنة المتكافئة التي يجيز فيها الإسلام التعاقد مع غير المسلمين استنادا إلى مهادنة الرسول صلى الله عليه وسلم قريشا عام الحديبية لأن جواز الهدنة مقيد بأمور، منها: اكتمال شروط الدولة للمسلمين ووجود مصلحة لنشر الإسلام، واستقامة المهادن، والحذر من نقضه العهد، ومدى مراعاته الاتفاق، مع وجوب تقدير مدة معينة معلومة لها".
وأضافت الهيئة: إن "معظم هذه الأمور غير متوافرة في الاتفاقية التي يراد إبرامها فضلا عن أن الحكومة الحالية في العراق غير مؤهلة لإمضائها لأنها من صنيع إدارة الاحتلال فهو الذي يشرع لها ويرتب لبقائها، فضلا عن كونها الجانب الأضعف الذي لا يستطيع دفع رغبة الطرف الأقوى (المحتل) وبذلك تكون اتفاقية الأضعف مع الأقوى أو (اتفاقية إكراه) كما توصف في القانون الدولي .. وهي غير معتد بها في هذا القانون".
وتابعت الهيئة: إنه مع غياب المصلحة وفقدان معظم هذه الأمور تخرج هذه الاتفاقية عن كونها هدنة وذلك لأن "الحلف في اللغة العهد والصداقة وقد اصطلح على تخصيص إطلاقها على المعاهدات والأحلاف العسكرية .. وهي اتفاقات تعقد بين دولتين أو أكثر تجعل جيوشهما تقاتل مع بعضها عدوا مشتركا بينهما أو تجعل المعلومات العسكرية والأدوات الحربية متبادلة بينهما وإذا وقعت إحداهما في حرب تتشاوران لتدخل الأخرى معها أو لا تدخل معها بحسب المصلحة التي يريانها. وقد تكون هذه الأحلاف معاهدات ثنائية أو جماعية، وفي الحالين يكون الجيش الحليف إلى جانب حليفه ليدافع عنه."
وأكدت الهيئة على "أن هذه الأحلاف إذا تمت بين طرفين احدهما مسلم والآخر غير مسلم، فهي باطلة من أساسها ولا تنعقد شرعا وليس لأحد أن يلزم بها الأمة ولا تلتزم بها حتى ولو عقدها أمير المؤمنين (خليفة المسلمين) لأنها تخالف الشرع فهي تجعل المسلم يقاتل تحت إمرة غير المسلم وتحت رايته بل تجعله يقاتل من أجل بقاء هيمنة الكفر وذلك كله حرام فلا يحل لمسلم أن يقاتل إلا تحت إمرة مسلم وتحت راية الإسلام".
وأشارت الهيئة إلى أن هناك آثارا خطيرة تترتب على الاتفاقية لأنها تقوم على أساس تقديم تنازلات من العراقيين حكومة وشعباً لأعدائهم المحتلين المغتصبين وحلفائهم وهذه التنازلات ستكون في المحاور المذكورة وهي: السياسي والدبلوماسي والثقافي والاقتصادي والأمني.
وأوضحت أن من آثار التنازل في هذه الاتفاقية: الإقرار بشرعية الاحتلال وشرعية كل ما نتج عنه من أنظمة وقوانين والإقرار بشرعية تقسيم العراق أو تجزئته على أساس طائفي وعرقي من خلال التعهد بالحفاظ على الدستور الحالي و الإقرار بعدم شرعية الجهاد والمقاومة في العراق، وتجريم المجاهدين والمقاومين للاحتلال ووصمهم بـ "الإرهاب" الذي بموجبه سوف تستحلّ دماؤهم وأموالهم وأعراضهم. .. وكذلك التنازل الكبير عن ثروات البلاد لصالح الاحتلال وصالح شركائه وشركاته, وفتح الباب للتدخل في شئون العراق الثقافية والحضارية وهذا ما يهم الاحتلال كثيرا.
وشددت هيئة علماء المسلمين على أن هذه الاتفاقية إذا ما تمت بين الحكومة الحالية وبين الإدارة الأمريكية المحتلة للبلاد "فإنها تعد محرمة شرعا وباطلة عقدا ولا تلزم أبناء العراق بشيء ولأن الأمر هنا متعلق بحق الأمة فإن من يجيزها أو يمضي عليها من ساسة الحكومة الحالية سواء منهم من كان في السلطة التنفيذية أو التشريعية (مجلس النواب) فانه يعد مفرطا في المصالح العامة للأمة وغير محترم لإرادتها وبالتالي فانه يقع في إثم الخيانة لله ورسوله والمسلمين من أبناء الشعب العراقي وغيره".
http://www.almoslim.net/node/100585
..(/)
هام للغاية: واقع التنصير في مصر!!
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:03]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4733
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:18]ـ
أنقل الكلام هنا لأهميته ولا حول ولا قوة إلا بالله
واقع التنصير في مصر
ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ: 08 - 10 - 2008 نقلا عن: مجموعة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير نسخة للطباعة
القراء: 10074
تعتبر مصر الآن هي مركز النشاط التنصيري في الشرق وذلك لعدة أسباب هامة منها:
- قوة الكنيسة المصرية السياسية والدينية والاقتصادية؛ فالكنيسة القبطية مثلاً تعتبر ثاني أكبر الكنائس في التاريخ المسيحي بعد الكنيسة الرومانية, وقد تمكنت هذه الكنيسة من ترؤس كنائس الشرق جميعًا حتى بدأ النشاط البروتستانتي في إضعاف دورها، لكنها ما لبثت أن عادت إلى قوتها بعد سيطرة تنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه "شنودة" ومجموعة رهبان الستينات والسبعينات لها، ووصولها إلى قمة هرم السلطة فيها والكنيسة الإنجيلية تعمل بنشاط وقوة منذ نشأتها أيام الاحتلال الأجنبي في القرن ال19 وهي المسؤولة عن النشاط التنصيري في جميع دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
- المطاردة الأمنية المستمرة والمتصاعدة للعلماء والدعاة والتي امتدت إلى علماء الأزهر، ودعاة الأوقاف، وشملت كذلك حصار المساجد وتلقيص دورها وتحديده في الصلاة فقط بما لا يزيد عن ثلاث ساعات يومًا، وقصر الخطابة والإمامة على المعنيين من قبل الأجهزة الأمنية ومراقبة جميع المراكز الخدمية والدعوية الإسلامية والتضيق عليها.
- تشجيع الدولة للتيارات العلمانية واللبرالية المعادية للإسلام، والغريب أن تتوطد علاقة الكنيسة مع هذه التيارات، ويستفيد كل منهم من الآخر في دعم ومساندة موقفه في الحرب على الإسلام.
- انتشار الجهل بين المسلمين بصورة لم تحدث من قبل في تاريخ الأمة، وهذا الجهل لا يتمثل في صورته البسيطة الناشئة عن سياسة تجفيف المنابع وضرب الرؤوس ومحاصرة العلماء، بل يتعداه إلى الجهل المركب والناتج عن ظهور طبقة جديدة من الدعاة والوعاظ -من غير أهل العلم- يعتمدون على زخرف القول في التأثير على مستمعيهم، ولا يطرقون سوى القصص والفروع الصغيرة؛ كي لا تثقل المواعظ على نفوس العامة فينصرفون عنهم.
- حملة شهوانية مسعورة تملأ على المسلمين حياتهم، تقعد لهم بكل صراط وسبيل تصدهم عن سبيل الله، وتزرع في نفوسهم الدياثة وحب الفواحش، حتى صار العامة لا يبالون إلا ببطونهم وفروجهم، وهذه الحملة تستخدم كل وسائل الاتصال البشري المسموعة والمرئية والمكتوبة، كما أنها في متناول الجميع وبسهولة وكثافة وتنوع وتلون لا يترك فرصة لأحد أن ينفصل عن فلكها، حتى أصبحت ميزانية وزارتي الإعلام والثقافة في مصر من أكبر الميزانيات بعد الداخلية والدفاع!! وأصبحت مصر هي محط كل المغنين والراقصين من الدول العربية!!.
- حالة الفقر المدقع والغلاء الفاحش والبطالة التي تخنق المسلمين في مصر، والتي وصلت إلى ذروتها؛ مما دفع البعض إلى الانتحار أو قتل الأطفال لعدم القدرة على إطعامهم أو شيوع البغاء والسرقة وما يسمى أخلاقيات الفقر والعنوسة، وأصبح لا هم للعامة سوى الحصول على المال للبقاء على قيد الحياة بكل وسيلة ممكنة، دون النظر إلى شرعية الوسيلة أو عواقبها.
كل هذه الأسباب سواء كانت تم التخطيط لها من قبل أعداء الأمة الإسلامية، أو وقعت لجهل المسلمين وبعدهم عن دينهم أو لكليهما معًا، فإن المتيقن منه الآن أن مصر تجهزت تمامًا لتأخذ نصيبها من مخطط الشرق الأوسط الكبير، وأن التنصير أحد أهم الوسائل المخصصة لذلك.
استقراء واقع التنصير:
من خلال استقرائنا لواقع التنصير نلاحظ أنه تم توزيع الأدوار على الكنائس المختلفة، وهذا التوزيع استغل الخصائص المختلفة للكنائس ليوظفها كعناصر قوة دافعة في برنامج واحد بمنظومة واحدة؛ هدفها تشويه الإسلام وزعزعة اليقين في قلوب المسلمين، وتسخين الوضع الطائفي عن طريق شحن الأقباط بعقدة التفوق والاضطهاد؛ مما يضمن تمسكهم، وانعزالهم، وبث الثقة واليقين فيهم، وإثارة جرأتهم على الإسلام.
ولذلك تم تقسيم الحملة التنصيرية إلى قسمين:
القسم الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
السياسي وتتولاه الكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها أقلية أصلية، وليست وافدة وهي الأكثر عددًا والأكفاء تنظيمًا وإعداداً، وقد تجهزت الكنيسة الأرثوذكسية لهذا الدور عبر إعداد جيل كامل من الرهبان والكهنة المشبعين بالتعصب، والموالين لتنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه البابا نفسه ..
وكذلك إنشاء التنظيم الدولي المساعد الذي يمثله أقباط المهجر وهي ظاهرة صنعها البابا شنودة بنفسه، وهو يفخر بهذا وقد استطاع هذا التنظيم إنشاء لوبي قوي في أمريكا وكندا واستراليا, وتمكن هذا التنظيم من الوصول إلى دوائر صنع القرار في أمريكا و أوربا مستغلاً العون اليهودي المقدم لإضعاف الدولة المصرية.
ويهدف هذا القسم إلى:
* تدويل قضية نصارى مصر سياسيًا على المستوى الدولي، وتهيئتهم للانفصال عن الدولة.
* انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات من الحكومة.
* الوقيعة المستمرة بين المسلمين والأقباط؛ ليصبح الانفصال حلاً مريحًا للجميع.
* استقطاب الشخصيات العامة عن طريق الرشوة، والمصالح المتبادلة، أو إرهابها وتحيديها.
* تحييد المؤسسات الدينية الرسمية "الأزهر ـ الأوقاف"، عن طريق الترهيب والترغيب والتنادي بمسميات الوحدة الوطنية ووئد الفتنة الطائفية ونزع أسباب التوتر.
ويتزعم هذه الحملة السياسية داخليًا القمص "مرقس عزيز" كاهن الكنيسة المعلقة والمستشار "نجيب جبرائيل" المستشار القانوني للبابا شنودة وخارجيًا تنظيم "عدلي أبادير".
القسم الثاني هو القسم العلمي:
وتتزعمه بالأساس الكنيسة البروتستانتية باعتبارها الأكثر تعلماً وثقافة وقدرة على الجدل مع المسلمين، وكذلك لارتباطها مع المؤسسات التنصيرية العالمية، وهي في أغلبها مؤسسات بروتستانتية تتمتع بسند أمريكي وبريطاني باعتبار رابط المذهب الديني.
ويهدف هذا القسم إلى:
* تشويه صورة الإسلام لإقامة حائط صد يمنع المسيحيين من اعتناقه أو حتى التفكير فيه.
* تشكيك المسلمين في دينهم وهزيمتهم نفسيًا.
* استفزاز المسلمين للقيام بأحداث ثأرية تصب في صالح الشق السياسي وتزيد الضغوط على الدولة، وتتزعم هذا القسم داخليًا كنيسة "قصر الدوبارة" برئاسة القس "منيس عبد النور" و الدكتور "داود رياض" وجمعية خلاص النفوس الإنجيلية ([1]) والقس "عبد المسيح بسيط" وهو كاهن كنيسة العذراء الأرثوذكسية ويتزعمه خارجيًا القمص "زكريا بطرس" وتنظيمه.
وعتاد هذا القسم هو:
عدد من القنوات الفضائية مثل: "الحياة", "سات7", "النور" , "السريانية", "أغابي" المعجزة" الكرامة" المسيح للجميع " CT".
وأكثر من خمسمائة موقع إلكتروني مثل: "صوت المسيحي الحر"، "الكلمة", "النور والظلمة", "فازر زكريا","فازر بسيط ", "الأقباط متحدون", مسيحيو الشرق الأوسط ...
أكثر من عشر مجلات متخصصة مثل "الكتيبة الطيبية", "الطريق", الأخبار السارة, أخبار المشاهير ...
أكثر من مائتي غرفة حوارية على برامج المحادثة الإلكترونية مثل "البالتوك" و"الماسنجر" و"الياهو" و"سكاي بي".
بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المنصرين والمتنصرين الذين يقودون الحرب على الإسلام باعتبارهم أصحاب تجربة، وهؤلاء ينشطون داخل شبكات تنصير منظمة وممولة.
ومن هذه الشبكات التنصيرية:
1 - شبكة قمح مصر، وهي تنشط في أكثر من محافظة لاسيما القاهرة والمنيا وبني سويف، ويقودها شاب متنصر كان اسمه" محمد عبد المنعم" وأصبح "بيتر عبده" من محافظة المنصورة، ويساعده شاب متنصر أيضًا كان اسمه "مصطفى"، وأصبح "جون" وكلاهما تنصر على يد دكتور أمريكي اسمه "بوب", وقد تفوق "محمد عبد المنعم" أو "بيتر" فحصل على منحة لدراسة اللاهوت بالأردن، وهو يتقاضى راتبًا شهريًا يصل إلى عشرة آلاف دولار.
2 - جمعية أرض الكتاب المقدس، ومقرها الرسمي "بكينجهام شاير" ويرأسها شخص اسمه"موبير نلي" وتنشط في الريف المصري، ويقوم عليها مجموعة من المنصرين العرب الأجانب، وتقوم هذه الجمعية بزيارة المناطق الفقيرة والمعدمة وتقوم ببناء البيوت ودفع اشتراكات التلفونات ومصاريف المدارس وتشارك هذه الجمعية في مشروع بناء مصر العليا وهو مشروع تنصيري ممول من جمعيات تنصيرية أوربية، وفي أخر رصد لنشاط جمعية أرض الكتاب المقدس خرج فريق من منصري هذه الجمعية إلى قرية الكوم الأخضر أحد قري الجيزة، وظلوا لمدة عشرة أيام كاملة يساعدون العائلات في
(يُتْبَعُ)
(/)
بناء بيوتهم وتجديدها وأعمارها، حيث انفق الفريق أكثر من مائة ألف جنية إسترليني هناك.
3 - الجمعية الإنجيلية للخدمات الإنسانية وهي جمعية تقوم بإقامة مشروعات صغيرة لفقراء المسلمين عن طريق القروض الميسرة، وتنشط في القاهرة الكبرى بوجه خاص، لاسيما المناطق العشوائية وهي خاضعة لكنيسة "قصر الدوبارة البروتستانتية" وقد تنصر بسببها عدد كبير من المتنصرين و يمولها عدد من الشركات المسيحية التجارية.
4 - الجمعية الصحية المسيحية وهي جمعية ممولة من السفارة الأمريكية، وتدير عدة مدارس ومستشفيات وتقدم الخدمات المجانية لعدد كبير من المسلمين.
5 - مؤسسة "دير مريم" وهي مؤسسة قديمة تقدم الدعم المادي والقروض الحسنة وتعرض خدمات الهجرة والسفر للمتنصرين.
6 - مؤسسة "بيلان" وهي أيضًا مؤسسة عريقة في التنصير، وبجانب ما توفره من دعم مادي تقوم بإقامة حفلات عامة يوم الأحد وتدير شبكة مراسلة وتعارف بين الشباب من سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة سنة بين مصر والبلاد الأوربية.
7 - مؤسسة حماية البيئة ومقرها الأساسي في منشية ناصر أحد أفقر أحياء القاهرة، ولها فروع في العديد من المناطق الشعبية، وتقوم بتدريب الشباب والفتيات من كل الأعمار على الأشغال اليدوية وإقامة المشروعات الصغيرة، وتقوم بالتعاون مع السفارة الأمريكية بإعداد معارض لمنتجات المتدربين فيها، وتضم كذلك دور حضانة ومدارس بأجور رمزية يقوم فيها المسيحيون بالتدريس لصغار المسلمين.
8 - جمعية "الكورسات" بالإسكندرية، وهي جمعية إنجيلية تقوم برعاية أطفال الشوارع، حيث توفر لهم ثلاث وجبات يومية ومدرسة لمحو الأمية وورش لتعلم الحرف، وقد تحدثنا مع بعض الأطفال الذين عاشوا فيها لفترة وأكدوا لنا أنهم تعرضوا لعمليات تنصير، وأنهم أجبروا على أداء صلوات مع القساوسة، وعلى شكر يسوع بعد تناول الطعام، وأنهم تلقوا وعودًا بالسفر والتوظيف إذا استجابوا لتعليمات القساوسة والراهبات القائمين على هذه الجمعية.
ويقدر تقرير أمريكي نشرته صحيفة (المصريون) بتاريخ 15 - 8 - 2007 أعداد الجمعيات والمنظمات التنصيرية بقرابة ألفي منظمة وجمعية، منها قرابة ثلاثمائة تقيم في مصر بشكل رسمي ودائم ويعمل بها ما لا يقل عن خمسة آلاف مصري وألف وخمسمائة أجنبي.
وجمعها تتلقى دعم مالي من المؤسسات التنصيرية العالمية مثل:
- "مؤسسة ماري تسوري".
- ومؤسسة" كريتاس" التابعة" لمجلس الكنائس العالمي.
- "ومؤسسة" الكريستيان أيد".
- ومؤسسة "ما وراء البحار".
- ومؤسسة "الطفولة الأمريكية".
- وهيئة "سدبا".
- ومؤسسة "كاتليست".
ومن الملاحظات التي رصدناها في الفترة الأخيرة، هو انتشار النشاط التنصيري إلى أماكن التوتر العرقي في مصر، فقد رصدنا عمليات تنصير تجري في النوبة وهي تقوم بالأساس على استغلال مشاكل النوبة الاقتصادية والسياسة، وتقوم جمعيات تنصيرية أمريكية بمشروع يسمي "الوعي القومي" في هذه المناطق، وهو يهدف إلى عزلهم كمجموعة مستقلة لغة وثقافة وعرقًا، وقد نجحت هذه المجموعات التنصيرية في تنصير الكثير من هؤلاء مطبقة بذلك نموذج "أمازيغ" الجزائر ويساعدهم في ذلك أحد كبار مثقفيهم وهو "حجاج أدول"، وقد حصل على عدة جوائز أدبية وشارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بالأقباط في أمريكا.
كذلك رصدنا مجموعة من المنصرين تنتشر بين بدو سيناء مستغلة مشاكلهم الاقتصادية والأمنية مع الدولة، وتدير هذه المجموعة نشاطها من بعض الفنادق والأديرة، ويشاركها مجموعة من جمعية المعونة الأمريكية، وقد حققت نجاحات على مستوى الأطفال والنساء وإقامة علاقات وثيقة مع شيوخ بعض القبائل.
كذلك انتشر التنصير في صعيد مصر الذي يعاني من التهميش والإهمال والفقر، وبينما توفر الكنيسة للنصارى فيه الدعم والسند المالي الكبير؛ والذي جعلهم أقلية منعمة ومرفهة.
استقراء الواقع من خلال نماذج من المتنصرين:
تم تدريب فرق من الشباب المسيحي للعمل في مجال التنصير وهؤلاء الشباب يتلقون تدريبات مكثفة على كيفية إدارة الحوار مع المسلمين، وكسب مودتهم وثقتهم واكتشاف نقاط الضعف في شخصيتهم واستثمارها، ويتركز النشاط التنصيري على عدة جبهات أساسية وهي:
المراكز التعليمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
الجامعات والمدارس والمدن الطلابية وقد رصدنا أحاديث تدور داخل الكنيسة عن ضرورة وجود جامعة مسيحية على غرار جامعة الأزهر، وذلك بعد رفض الدولة انتساب المسيحيين لها، ومع صعوبة ذلك من الناحية العملية قرر المنصرين تحويل أحد الجامعات العامة إلى جامعة مسيحية بواقع الحال، وتم اختيار "جامعة حلوان" بالفعل، وبَدَئُوا المخطط بأيديهم لا بأيدي الدولة، فتم عمل تركيز تنصيري على شباب الجامعة بشكل مكثف، وعمل اتصالات مع وكلاء الجامعة وكلياتها لشئون البيئة والمجتمع حتى تحل مشاكل التنصير وما يضاده، الموظفون النصارى بالجامعة يساندون بعضهم، ويجنبون المسلمين المراكز التي يتولها أحد منهم، ولا يتسامحون في ذلك ويتخطون اللوائح المنظمة لذلك وسط تخاذل غريب من المسلمين.
المراكز الاجتماعية:
النوادي والتجمعات الليلية وأماكن تجمع الشباب بصفة خاصة، وقد رصدنا في تسجيل مصور مع أحد كبار المنصرين بكنيسة "قصر الدوبارة" اسمه "مجدي برسوم" يشرح الكيفية التي يتم بها التحضير لهذا؛ فقال أنهم يجتمعون للصلاة في الكنيسة حتى منتصف الليل ثم يخرجون في مجموعات إلى أماكن تجمع الشباب وأماكن اللهو؛ ليستقطبوا الشباب إلى الكنيسة بغض النظر عن دينهم، وهناك توطد العلاقات بينهم وبين المنصرين وتستمر الزيارات بينهم.
المراكز الطبية:
مستشفيات وجمعيات مرضى الكلي والسرطان، فهناك رحلات تنظمها الكنائس إلى هذه الأماكن، وتقوم بتوزيع الهدايا والأموال والتعرف على احتياجات المرضى، وقيام صداقات بينهم وبين المنصرين.
التجمعات الفقيرة:
مثل منطقة "الكيلو أربعة ونصف"، و"منشية ناصر"، و"عزبة الهجانة"، و"الدويقة"، و"البساتين"، و"مصر القديمة"، و"المقطم"، و "جزيرة الدهب" بين "المعادي ومنطقة "البحر الأعظم"، "جزيرة الوراق "امبابة".
مراكز الإيداع الخاصة:
السجون وملاجئ الأطفال ودور المسنين، ومع حساسية هذه الأماكن وظروفها الخاصة، إلا أننا لا نجد أي اهتمام من الجمعيات الإسلامية الدينية أو الاجتماعية بها، ولا عجب بعد هذا أن ينتشر التنصير وأن يحقق نجاحات واسعة في بلاد المسلمين.
واختصاراً سوف ننقل ثلاثة أمثلة متنوعة للشباب المتنصر؛ توضح لنا كيفية عمل المنصرين وما هي أساليبهم ووسائلهم، وقد حرصنا على ألا ننقل الوقائع إلا من على ألسنة هذه النماذج نفسها بلا واسطة، وذلك من خلال علاقتنا بهم:
زينب نموذج واقعي لتنصير فتاة مسلمة في الجامعة:
في واقعة تنصر الفتاة المسلمة "زينب" اكتشفنا الكثير من أساليب عمل الخلايا التنصيرية فقد التفت حول الفتاة خلية تنصيرية أرثوذكسية داخل جامعة حلوان، مكونة من شاب مسيحي وفتاتين متنصرتين سراً، وبدأ الشاب التودد والتقرب إلى الفتاة مستغلاً أنها غير جميلة، ولا يعبأ بها شباب الجامعة، وتعاني من الإهمال في بيتها، في نفس الوقت بدأت صداقة بينها وبين الفتاتين وبعد أن توطدت علاقتها بالشاب المسيحي صارحها برغبته في الارتباط بها، وعندما عرضت عليه الإسلام طرح عليها بعض الشبهات العلمية التي تقف حائلاً بينه وبين الإسلام، في ذات الوقت الذي كانت تجلس فيه مع الفتاتان يوميًا لقراءة القرآن في مسجد الجامعة، وكانت كل منهما تثير بعض الأسئلة حول الإسلام في صيغة تساؤل واستفهام لزرع الشك في قلبها, ومع ضعف ثقافتها ومهارة الخلية المسيحية كانت تضع دائمًا الإسلام في مقارنة المسيحية، حتى سألتها يومًا أحد الفتاتين عن تفسير قوله- تعالى-: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [سورة البقرة: من الآية 222] وكيف يكون هذا مع ما تقوله عائشة أن النبي كان يباشرها وهي حائض؟
(يُتْبَعُ)
(/)