الدعوة هي دعوة اللادينيين المحدثيين في أرض الكنانة التي في رباط
إلى يوم القيامة)))))))
**** ومن ذلك أنه دعا طلاب كلية الآداب إلى اقتحام القرآن في
جرأة, ونقده بوصفه كتاباً أدبياً يقال فيه: هذا حسن, وهذا (كذا)
تعالى الله عن زندقته علواً كبيراً, فقد حكى عنه عبد الحميد سعيد)
قوله: (
ليس القرآن إلا كتاباً ككل الكتب الخاضعة للنقد, فيجب أن يجرى عليه
ما يجرى عليها, والعلم يحتم عليكم أن تصرفوا النظر نهائياً عن
قداسته التي تتصورونها, وأن تعتبروه كتاباً عادياً فتقولوا فيه
كلمتكم, ويجب أن يختص كل واحد منكم بنقد شيء من هذا الكتاب, ويبين
ما يأخذه عليه.
((((فكيف يقوم طالب في العشرين من عمره بنقد القرآن وهو ما عجز
عنه أولى العلم من العلماء أليس ذلك دعوة لإزالة القداسة والتجرؤ
على كتابنا الذي يعد دستورا عظيما وهل تعامل بنفس الكيفية أن دعا
طلاب الثانوي والإعدادي لمناقشة الكتاب المقدس عند أسياده وزوجته
والقس الذي عمده؟!!!!!)))))))
**** ومن ذلك:
حملته الشديدة على الأزهر الشريف وعلمائه الأفاضل, ورميهم جميعاً
بالجمود, وحثه على
(استئصال هذا الجمود, ووقاية الأجيال الحاضرة والمقبلة من شره)
على حَدِّ تعبيره.
((((ومن الذي دحض حجته إلا بني الأزهر الشريف من الشيخ جاويش
والشيخ الغزالى والرافعي والبهي وغيرهم))))
**** ومن ذلك أيضاً تشجيعه لحملة محمود أبو رية على السنة
الشريفة, ومن ذلك أيضاً تأييده لـ عبد الحميد بخيت
حين دعا إلى الإفطار في رمضان, وثارت عليه ثائرة علماء المسلمين.
**** ومنه:
مطالبته بإلغاء التعليم الأزهري, وتحويل الأزهر إلى جامعة أكاديمية
للدراسات الإسلامية, وقد أطلق عليها (الخطوة الثانية)
وكانت "الخطوة الأولى" هي إلغاء المحاكم الشرعية التي هلل لها
كثيراً.
**** و قوله:
خضع المصريون لضروب من البغي والعدوان جاءتهم من الفرس والرومان
والعرب أيضاً.
(((((فماذا عن المؤرخين الأقباط الذين حدثونا عن محو الديانة
المسيحية في مصر لولا الفتح الإسلامي وعدالة الخليفة العادل عمر
بن الخطاب الذي أسلم على يديه الوفد الذي ذهب ليشكو قسوة عمرو بن
العاص وجيشه حينما عارضوا الفتح وإستقبال أقباط سيناء للمسلمين
الفاتحين فهل من يفتري على الإسلام مسلم؟!!!!!!!))))))
**** ومن ذلك:
حملته على الصحابة رضي الله عنهم, وعلى الرعيل الأول من الصفوة
المسلمة, وتشبيههم بالسياسين المحترفين الطامعين في السلطان؟!!!!
ـــ وحاشهم رضي الله عنهم- وذلك في محاولة منه لإزالة ذلك
التقدير الكريم الذي يكنه المؤرخون المسلمون لصحابة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ورضى الله عنهم.
**** ومن ذلك:
عمله في إعادة طبع رسائل " إخوان الصفا" وتقديمها بمقدمة ضخمة في
محاولة إحياء
(((((((هذا الفكر الباطني المجوسي المدمر, وإحياؤه شعر المجون
والفسق, والحديث عن شعرائهما بهالة من التكريم))))))))
كأبي نواس وبشار وغيرهم, وكذا ترجمة القصص الفرنسي الإباحي
الماجن, وطعنه في ابن خلدون والمتنبي وغيرهم.
**** ومن ذلك قوله:
أريد أن أدرس الأدب العربي كما يدرس صاحب العلم الطبيعي علم
الحيوان والنبات, ومالي أدرس الأدب لأقصر حياتي على مدح أهل السنة,
وذم المعتزلة, من الذي يكلفني أن أدرس الأدب لأكون مبشراً للإسلام,
أو هادماً للإلحاد
(((((سبحان الله أن الملاحدة والشيوعيين والرافضة والمجوس وناكري
الدين يجترون كلماتك كالببغاوات عن المعتزلة وأهل السنة وإخوان
الصفا ثم يتهمون غيرهم بالسلفية والنصوصية واللا عقلانية وهم
بأنفسهم لم يأتوا بجديد وكذلك كبيرهم الذي علمهم السحر يأتي
بلصوصيته من هنا ومن هناك!!!!!!!)))))
**** ومنه قوله:
إن الإنسان يستطيع أن يكون مؤمناً وكافراً في وقت واحد, مؤمناً
بضميره وكافراً بعقله, فإن الضمير يسكن على الشيء, ويطمئن إليه
فيؤمن به, أما العقل فينقد ويبدل ويفكر أو يعيد النظر من جديد,
فيهدم ويبني, ويبني ويهدم.
(((((يا سلام على العبقرية!!!!!!))))))
**** ومن ذلك قوله:
علينا أن نسير سيرة الأوربيين, ونسلك طريقهم لنكون لهم أنداداً,
فنأخذ الحضارة خيرها وشرها, وحلوها ومرها, وما يُحَبُّ منها وما
يكره, وما يحمد منها, وما يُعاب
**** ومن ذلك قوله:
في تصوير سر إعجابه "بأندريه جيد":
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنه شخصية متمردة بأوسع معاني الكلمة وأدقها, متمردة على العرف
الأدبي, وعلى القوانين الأخلاقية, وعلى النظام الاجتماعي, وعلى
النظام السياسي, وعلى أصول الدين) , وذكر أنه يحب "أندريه جيد"
ويترسم خطاه, ويصور نفسه من خلال شخصيته.
**** ومن ذلك:
وصفه لوحشية المستعمرين الفرنسيين وقسوتهم في معاملة المسلمين
المغاربة:
بأنها معاناة ومشقة في سبيل الحضارة الفرنسية والمدنية على تلك
الشعوب المتوحشة التي ترفض التقدم والاستنارة.
**** ومن ذلك:
استقدامه لبعد المستشرقين المحاربين لله ورسوله الطاعنين في القرآن
الكريم لإلقاء محاضرات حول الإسلام في الجامعة المصرية لتشكيك
الطلاب في القرآن والإسلام.
**** ومن ذلك:
تشجيعه تيار التنصير في الجامعة, وحينما اكتُشف هذا المخطط
التنصيري قال:
ما يضر الإسلام أن ينقص واحداً, أو تزيد المسيحية واحداً
وعندما تكشف أن هناك كتباً مقررة في قسم اللغة الإنكليزية تتضمن
هجوماً على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الإسلام قوي, ولا يتأثر ببعض الآراء واكتفى بهذا, في حين ترك
للأساتذة الإنكليز مطلق الحرية في هذا العمل.
**** ثم عمد "طه حسين" إلى إخراج كل من له رأي أو أصالة من كلية
الآداب, واستبقى أعوانه الذين سار بهم إلى الطريق الذي رسمه,
وأعانه على ذلك "لطفي السيد" الذي كان مديراً للجامعة, وفي نفس
الوقت تابعاً لخطط "طه حسين", وخاصة في خطة إنشاء معهد "التمثيل
والرقص الإيقاعي
"ودعوة الطالبات إلى الاختلاط, وتحريضهن على ذلك, ومعارضة الجبهة
المسلمة التي حاولت أن تدعو إلى الدين والأخلاق, وهكذا تحولت
الجامعة إلى مجتمع متحلل من قيود الأخلاق الإسلامية
فأقيمت حفلات رسمية في دار الأوبرا خليت لها الراقصات المحترفات
ومن ثم عرفت حفلات الرقص والسمر في البيوت مما قصت أخباره بعض
الخريجات وغيرها, والرحلات المشتركة, وما كان يجرى في اتحاد
الجامعة, ورابطة الفكر العالمي من محاضرات مادية إلحادية!!!!!!!
ومقطوعات فرنسية على البيانو, وروايات تمثيلية تقوم على الحب
والغرام .. وقد وصل الأمر إلى حد أن أحد الأساتذة "الأجانب" ضاق
ذرعاً بذلك الفساد فكتب يقول:
" إن خليق بالجامعة أن تمثل المثل الأعلى – "يعني للطلاب"- لا أن
تمثل فيهم دور السكير!.
وكان " طه حسين " يرعى ذلك ويقول:
إن هذا النوع من الحياة الحديثة لن يمضي عليه وقت طويل في مصر,
حتى يغير العقلية المصرية تغييراً كبيراً.
**** وهو الذي قال:
أن الكتاب غير القرآن وأنه موجود قبل القرآن وأن القرآن صورة عربية
منه!!!
وأنه أخذ صورا من قبل كالتوراة والإنجيل كما أنه لا يؤمن بأن
القرآن منزلا من عند الله ولكنه يراه من صنع النبي محمد ويتابع
المستشرقين وكازانوفا الصهيوني على وجه الخصوص في هذا الإتجاه.
**** كما أنه يقول:
أن القرآن غير منقط في أول كتاباته ولذلك فقد حدث فيه إختلاف كثير
؟!!!!!!!!
فهناك كلمات تنطق كذا وكذا فتبينوا .. فتثبتوا إلخ؟!!!
(((((ويبدو أن طه على قدر شهاداته العلمية يأخذه الغي والجهل إلى
التخبط في دياجير الظلمة العمياء فلو سأل هو وأتباعه أو رددوا هذا
الكلام على طفلي الصغير لقال لهم أيها الزنادقة هل إعتمد الإسلام
في حفظ القرآن على كتابة القرآن فقط أم على الحفظة والقراء
بالقراءات السبع التي شكك في تنزيلها طه حسين نفسه؟؟؟؟؟
لذلك فقد قال لنا الماديين المحدثين الآن ماحاجتكم لحفظ آيات
القران إنه موجود على السي دي هات وشرائط الكاسيتات؟!!!!))))
**** كما قدم طه حسين بحثا طويلا عريضا وقدمه في الخفاء في جامعة
أكسفورد عن الضمائر وإسم الإشارة في القرآن الكريم وكانت فضيحة له
دحض حجته فيها الرافعي رحمة الله عليه وكان يرغب أن يخفي محاضرته
ولكن الله قد فضح أمره
**** كما أنه شكك في الحروف الأوائل في بعض السور مثل (((ألم ..
طه .. ألر .. ن .. ق .. ))) حتى تناولها أحد الماديين المحدثين وقال أنها
مفاتيح للسحرة!!!!
**** وتتابعت خطوات
"طه حسين" في كلية الآداب في سبيل خطته
فأقام حفلاً لتكريم "رينان" الفيلسوف الفرنسي الذي هاجم الإسلام
أعنف هجوم, ورمي المسلمين والعرب بكل نقيصة في أدبهم وفكرهم
وكذلك جعل "طه حسين" الشعار الفرعوني هو شعار الجامعة, وقد لقي من
ذلك كله معارضة شديدة وخصومة واسعة وصلت إلى كل مكان في البلاد
العربية
وأرسل إليه الأستاذ "توفيق الفكيكي" من العراق برقية قال فيها:
"إن شعاركم الفرعوني سيكسبكم الشنار, وستبقى أرض الكنانة وطن
الإسلام والعروبة برغم الفرعونية المندحرة".
**** وذكرت مجلة "النهضة الفكرية" في عددها الصادر في 7 نوفمبر
1932 م
أن الدكتور "طه" تعمد في إحدى كنائس فرنسا, وانسلخ من الإسلام من
سنين في سبيل شهوة ذاتية
**** ومما زاد الطين بله وكشف وجه طه حسين الأكثر قبحا وقلبه
الأكثر غلفا
ماقاله أبا إيبان في كتابه المصير (ص113 الجزء الثاني) مفتخرا بطه
حسين لأنه تناول موضوع إنشقاق القمر في القرآن الكريم وتعرض
لأشعار إمريء القيس والشعر المنسوب إليه في المؤتمر المغربي
" الذي دعونا إليه سويا وكانت مقابلته معي مقابلة حارة "
ويقول
" ولم ينفي الدكتور طه الأبيات ولم يؤيدها برغم كتاباته الطويلة في
هذا الأمر "
هذا المؤتمر الذي منع فيه أي مصري حضوره إلا طه حسين وقد كان تكريم
طه حسين فوق الوصف
يا سادتي الكرام:
يقول القس سيمون: إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية
وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية والتبشير عامل مهم في كسر
شوكة هذه الحركة من أجل ذلك يجب أن نجول بالتبشير باتجاه المسلمين
عن الوحدة الإسلامية.
ويقول لورنس براون إذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن
يصبحوا خطرا، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير
المبشر جسب يقول: إن الإسلام مبني على الأحاديث أكثر مما هو مبني
على القرآن ولكننا إذا حذفنا الأحاديث الكاذبة لم يبق من الإسلام
شيء
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 01:59]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 12:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 04:28]ـ
وتشير الرسائل إلى سعة صدر العميد وسماحته التي تجلت في اعتزاز الشيعة في العراق برأيه.
:)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 05:20]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 05:17]ـ
أستاذنا الكريم هل توجد نسخة من الرسائل و حتى الكتاب على النت؟؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 07:38]ـ
لا أظنه على النت اخي الكريم فقد صدر الكتاب حديثاً
www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=8276 - 82k -
ـ[التبريزي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:53]ـ
((ماذا، ومتى، وأين، وكيف دارت المعركة بين '' الرافعي'' و'' طه
حسين ''؟
وماذا فعل الرافعي بالدكتور (طه حسين) .. ؟!
وإذا كانت هذه هي المعركة التي انتصر فيها الرافعي انتصارا عظيما،
فإنها - أيضا - هي ذات المعركة التي خسر فيها طه حسين خسرانا مبينا
!.
ولما صارت هذه المعركة شامة بارزة في تاريخ الرافعي ومعاركه،
فإنها صارت - كذلك - وصمة كبرى في حياة طه حسين!!!!!!
ولعل هذه هي معركة الرافعي '' الوحيدة '' التي وجد فيها بجواره
وأمامه ومن خلفه جيشاً جراراً يؤازره ويناصره إلى آخر الطريق - حتى
مخالفيه وخصومه في معاركه الأخرى
-. وإنها - كذلك - معركة طه حسين '' الوحيدة '' التي لم يجد فيها
خليلاً ولا نصيراً، وتخلى عنه كافة تلامذته ومريديه!.
وإذا كان '' الرافعي '' لا يذكر إلا وتذكر معه هذه الواقعة الشهيرة
، بالمثل فإنه لا يذكر الدكتور '' طه حسين '' إلا وتذكر مقرونة
به!.
وأعجب ما في هذه المعركة الكبرى
أنها جرّت '' طه حسين '' وساقته إلى سرايا النيابة وساحات المحاكم
مغلّلاً بالقيود والأصفاد
حتى صودر
كتاب '' في الشعر الجاهلي ''
وقدم اعتذاره لرئيس الجامعة في مشهد مهيب
وأنه التزم الصمت أثناء هذه المعركة فلم يتفوه بكلمة واحدة
والآن يا سادتي القراء
مازلت عند مطلبي القديم هو أن ينزع كل فرد فيكم لفظ عميد الأدب
العربي من إسم هذا الجاسوس الخائن لدينه ووطنه وقوميته
إنزعوا هذا اللقب الذي توجه به اليهود ((صانعي العلمانية ودعاتها في أرض العروبة والإسلام))
وهو الذي عاش من العمر قرابة قرن من الزمان دون أن يذكر كلمة
واحدة عن فلسطين
اللهم أن الكلمة الوحيدة التي قالها كانت تأكيد لوعد بلفور وقد
سعى إليها سعيا ليذهب إلى الصهاينة القادمين إلى أرض فلسطين
المحتلة من قبرص إلى تل أبيب
وقد قدر الله تعالى له أن يطيل له العمر لتكون سنين عمره خير شاهد
عليه يوم القيامة بأنه عاصر المذابح والمجازر والإبادات التي
عاصرها للفلسطينيين!!!!!
إنزعوا هذا اللقب من على إسم طه حسين الذي قال عنه صديقة
محمد حسين هيكل:
"إنه لا يشكل خطر على الأدب وحده، ولكن على الفكر الإسلامي كله؛
لأنه يعيد غرس الأساطير والوثنيات والإسرائيليات في سيرة النبي صلى
الله عليه وسلم مرة أخرى بعد أن نقاها العلماء المسلمون منها،
وحرروها من آثارها")) .........
بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي يزيد حالة طه حسين وضوحا، ورحم الله الرافعي الذي فضحه وكشف عواره!!
رسالة الدكتوراه لطه حسين من السوربون كانت مفروضة عليه، ولذلك أحد الأدباء لا أذكر اسمه عندما انتقده طه حسين رد عليه هذا الأديب ردا لاذعا وقال لطه حسين: رسالتي في السوربون فرضتُها على اللجنة وهي من اختياري، ورسالتك مفروضة عليك ومن اختيار أسيادك ..
أخي الكريم:
من الأدباء والمفكرين الكبار الذين فضحوا سيرة طه حسين وبينوا تأثره بالمصطلحات والتعابير الكنسية وكيف كانت زوجته تسيره وفقا لأسياده من باريس، هو أنور الجندي رحمه الله، وله عدة كتيبات عن طه حسين وكتابان كبيران، هما:
"طه حسين وحياته في ميزان الإسلام"،
و"محاكمة فكر طه حسين"،
فأنور الجندي أثبت من خلال كتبه وكتيباته أن طه حسين هو قمة أطروحة التغريب، وأقوى معاقلها وجاسوسها وعميلها المخلص الوفي ....
وفي إحدى المقابلات مع أنور الجندي رحمه الله، قال السائل:
http://www.islam ... .net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=8546
(يُتْبَعُ)
(/)
فقاعات طه حسين
أستاذنا الكاتب الكبير: ألا تعتقد أن حملاتك المتتابعة على الدكتور طه حسين أثارت، وأدهشت كثيرا من المثقفين المعجبين به، كما أن تعقبك لجميع مواقفه ومؤلفاته لقى بلبلة وفتورا واسعا على المستويات الأدبية نظرا لما حققه الدكتور طه حسين من الشهرة الواسعة؟
إن هؤلاء الذين لم يشهدوا هذا التاريخ ولم يعايشوا هذه الوقائع معذورون، فقد سمعوا باسم رنان وشهرة مدوية وطبل قوي الرنين، دون أن يعرفوا ما وراء ذلك، فأردت أن أكشف لهم هذه الخلفيات، وهذه المواقف بالحق، ليتعرفوا على من أطلق عليه "عميد الأدب العربي" ولهم في ضوء هذه الوقائع أن يحكموا، إنني مؤمن تماما أنه من أشق الأمور أن يقبل الناس الرأي الآخر في إنسان، عاشوا السنوات الطويلة يسمعون اسمه مقترنا بالإكبار والإجلال والدوي، دون أن يكون من شأن عملهم وظروفهم أو دراساتهم الكشف عن خلفيات هذه الشخصية، ومعرفة الخيوط الاستعمارية التي تحرك بعض الممثلين في المسرح الكبير، وتلقي عليكم الأضواء، وتستطيع بالجهد والإلحاح المستمر أن تثبت في النفوس والعقول مسلمات كاذبة، إنني أعذر الذين يزعجهم كشف خبيئة الرجل، ولكني كنت أرجو منهم إذا كانوا يطلبون الحقيقة أن يسألوا عن البراهين والأدلة والوثائق على ما يظنون أننا ندعيه، فإذا ثبت لهم ذلك كان عليكم الإقرار بالحق والإذعان لأمر الله (يأيها الذين آمنوا لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) [المائدة:8]، ولقد هوجم طه حسين منذ اليوم الأول إلى آخر يوم في حياته، لم تتوقف حركة اليقظة عن متابعته وكشف شبهاته ودحر مخططه، وجاءت هذه الردود الصاعقة على ألسنة أناس - لا يزال منهم أحياء - لهم مكانتهم في عالم الفكر والأدب، فضلا عن معاصريه أمثال الرافعي ومحمود شاكر وزكي مبارك وغيرهم، فهل يمكن أن يكون طه حسين عميدا للأدب، وهو يزدري الأدب والأدباء، أو قائدا لثقافة أمة، وهو منكر لمفاهيمها، ولا يدين لها بالولاء، أو مفكر لا يثبت أي شيء ويثير من حوله الشكوك والسخريات والأحقاد؟ كيف يمكن أن يكون موضع القيادة وموضع الثقة من يقول: "إن الإنسان يستطيع أن يكون مؤمنا وكافرا في وقت واحد، مؤمنا بضميره وكافرا بعقله "؟ هذا مفهوم كنسي غربي مسيحي يرفضه الإسلام وينفر منه، ذلك أن الإسلام هو دعوة التوازن بين الروح والمادة، والعقل والقلب، دين الطمأنينة والسكينة الروحية، والالتقاء بين القيم على هدى وبصيرة.
الحقيقة والوهم
لكن هناك من يقول إن طه حسين غير آراءه وأفكاره أو تاب عن هذه المعتقدات مثل التشكيك في القرآن والسنة وقبل أن يموت فما هي مصداقية هذا الرأي؟
هؤلاء المدافعون عن طه حسين يقولون: إنه كتب كتابه "على هامش السيرة" وبه كفر ورجع عن كتاب "الشعر الجاهلي" وكتب كتابه "الشيخان" وبه كفر عن كتاب "مستقبل الثقافة" وذلك كله خداع وباطل، فإن الدكتور طه حسين لم يغير آراءه مطلقا، فقد كان هناك حارس وديدبان يحول بينه وبين ذلك، هذا الحارس كان مقيما في بيته، يلفت نظره دائما إلى الخط المتفق عليه، ولكن الدكتور طه غير أساليبه ووسائله في سبيل أن يصل إلى قلب القارئ المسلم، وبعد أن كانت أساليبه هي الهجوم على الإسلام أصبحت تقوم على ترضي الإسلام داخليا، ودس السم على مراحل خلال البحث، ولا يقل السم المدسوس في كتاب "الشيخان" عن السم المدسوس في "هامش السيرة" أو "مستقبل الثقافة" فقال لهم: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما كتبت الشعر الجاهلي، أو قوله: اكتم عني، أو قوله للسفير المسلم أحمد رمزي عن كتاب "مستقبل الثقافة" إنني متفق معك على أن في الكتاب أخطاء كثيرة، ذلك هو أسلوب طه حسين المرن الماكر الخادع الذي لا يواجه صاحبه بالمعارضة، ولكن يلين، حيث يرى أن صاحبه واع لسمومه، فإذا وجد من يجهل لم يمتنع عن خداعه، وقصته مع اللواء محمود شيت خطاب معروفة، إذ أفضى إليه برأي له في القراءات، فواجهه اللواء خطاب قائلا: هذا كلام أعداء الإسلام، أما القول بالتراجع فإن هناك من الأدلة الكثيرة التي تكذبه:
أولا: إن أسلوب التراجع معروف، وهو أن يعلن الكاتب أنه كان يقول كذا، ثم تبين له سوي ذلك، وأن يوقف على الفور ماله من مؤلفات في هذا الصدد، مثلما فعل الإمام الأشعري في تراجعه عن آرائه.
ثانيا: أن يعلن أنه اتخذ هذا الأسلوب كوسيلة للعمل، ثم تبين له أنه لا ينتج، وأنه تحول عنه، مثلما فعل الدكتور محمد حسين هيكل الذي غير اتجاهه من الثقافة الغربية إلى التراث الإسلامي والثقافة الإسلامية، فهل تراجع طه حسين حقا عن رأي من آرائه وهو حي، وأعلن ذلك؟ "إن هذا لم يحدث" ولا يكفي أن يتراجع طه حسين عن رأي أو آخر في مرة خاصة مع صديق، دون أن يعلن ذلك على الملأ، بل إن هذا الأسلوب يدل على إصرار الدكتور طه حسين على الرأي وحرصه أن يذيعه في الناس فيفسد به مزيدا من العقول والقلوب، وقد أشار كثيرون إلى وقائع له مع الدكتور أحمد الحوفي، ومحمد بهجت الأثري، وسعيد الأفغاني، ولكن هل توقف طه حسين عن آرائه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 06:07]ـ
بارك الله فيك أخى المبارك وباركك الله فى كل ما كتبت وسطرت وبارك الله فى اإخوة جميعا، فما سطرته حقا، ولكن هل وقفت على توبة ها الرجل طه حسين
أنت تعلم أن شيخنا الغزالى رحمه الله كان شديدا عليه زانتقده فى عدة كتب نقدا مبرحا منها كتاب دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين ن لكن قرأت له أيضا فى كتابه معوقات فى طريق الحياة الإسلامية وطبع أيضا تحت مسمى مشكلات قرأت له نقلا عن أحد أصحاب طه حسين أن طه حسين تاب من هذه الكفريات وأنه حج بيت الله الحرام وكان جسده ينتفظ أمام الكعبة، مما يؤكد أن الرجل عاد إلى رشده واعتقد ما يعتقده المسلم فى إبراهيم وإسماعيل وبناء الكعبة خاصة أنه قال " إن القول بأن إبراهيم وإسماعيل هما اللذان بنيا الكعبة أسطورة مثل القول بأن روميلوس هو الذى بنى مدينة روما"
مجرد رأى نقلته ما رأيك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 07:07]ـ
نعم استاذي العزيز
ولكن مكاتبات الرجل في أخريات حياته ترد ذلك
وتدل على انه ما ازداد الا بعدا عن الدين
هذا عدا ما ذكرته زوجه عنه وهو أنه تعمَّد نصرانيا قبيل وفاته.
ـ[الأزهري1]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 05:42]ـ
جزاكم الله خيرا أخي المبارك والإخوة جميعاً على هذه الحوارات الثرية
وأود أن أنبهكم إلى أن قضية توبة طه حسين أو موته على الكفر أو تنصره ونحو ذلك لا ينبغي أن تشغلنا كثيراً فهي غيب لا يعلم حقيقته إلا الله، ونحن لا يهمنا شخص الرجل في كثير أو قليل، لكن الذي يهمنا أن نفضح مؤلفاته ونبين ما فيها من خزي وكفر ونحذر الشباب المسلم من الانسياق وراء الدعوات المروجة لفكره تحت مظلات التنوير والتقدم والتجديد ونحو ذلك وما أجدر العكوف على جهود العلماء الأفاضل الذين دحروا كيده لا لنعلم بطلان هذا الفكر فقط بل لنعرف جذوره وأصوله ومكامن الداء فيه، فهو داء استشرى بين كثير من أبناء الأمة ونحن بحاجة إلى معرفة جذورة وأصوله ومنابته ليسهل علاجه قبل أن يتفاقم ويستشري وينهش في جسد الأمة ويصعب التخلص منه
وأما طه فيي شخصه فلو أنه أعلن تراجعه عن أفكاره لقبلنا قول من قال بتوبته، وإلا فلنكل أمر توبته من عدمها إلى علام الغيوب ولنتفرغ للرد على مقولاته الباطلة.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 10:43]ـ
كعادتك شيخنا المبارك موضوعاتك رائعة ...... جزيت الجنة
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 02:13]ـ
الاخوة الكرام:
الازهري
ابومالك
مشكورين
بارك الله فيكم
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 09:55]ـ
أخي محمد المبارك حفظه الله
المقال الأول أقرب إلى أن يكون دفاعا عن طه بغير حق
هذه مدونة لجمع الردود على أباطيل طه حسين
http://tahahusyn.blogspot.com/
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 10:49]ـ
أخي محمد المبارك حفظه الله
المقال الأول أقرب إلى أن يكون دفاعا عن طه بغير حق
http://tahahusyn.blogspot.com/
لا اظن ان فيها دفاعا.
بل الإدانة اذا جاءت من قلم الرجل نفسه لنفسه كانت ابلغ.
بارك الله فيك و انجح مساعيك.(/)
إلى الشيخ القرضاوي: متى تدرك زيف التقريب بين السنة والشيعة؟
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 06:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الشيخ القرضاوي: متى تدرك زيف التقريب بين السنة والشيعة؟
(1)
من المعلوم أن الشيخ يوسف القرضاوي - عفا الله عنا وعنه - كان ولا يزال من دعاة التقريب بين السنة والشيعة، بل ومن أبرز المنافحين عن التقارب بين المذهبين والمنظرين له.
والتقريب بين السنة والشيعة دعوة حقيقتها الخلط بين الحق والباطل؛ بين حق أهل السنة وباطل أهل الرفض، دعوة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب؛ ترفع شعارات الوحدة والتعاون مع جميع المسلمين ضد عدوهم الخارجي، وحقيقتها السعي لتقريب أهل السنة إلى مذهب الرافضة بنشر العقائد الباطلة بينهم، والله المستعان.
وهذه الدعوة الباطلة التي لا يُقرها الإسلام، قد دلَّت تجارب القوم ممن سار في ركابها أنها شجرة خبيثة لا ثمر لها إلا الحنظل، وكيف يمكن الالتقاء مع من يدين بالطعن في الصحابة - رضي الله عنهم -، بل وتكفيرهم وتكفير أهل السنة واستحلال دمائهم وأموالهم؟
قال الشيخ سليمان الخراشي - حفظه الله - في كتابه " القرضاوي في الميزان " (ص 225):
(أما موقف القرضاوي من الرافضة فهو موقف يثير الحسرة والألم في نفس المسلم، فبرغم مكايد الرافضة ومخازيهم المتكررة عبر التاريخ وعدائهم المتأصل لأهل السنة إلا أننا لا نزال نرى نفرا من بني جلدتنا يحسنون الظن بهم، ويتوهمون - بجهل - إمكان التقريب مع هؤلاء الخبثاء.
ولا عجب في موقف الدكتور، فإنه موقف أسلافه وجماعته منذ حسن البنا إلى اليوم).
وقال أيضا (ص 234):
(الذي جر القرضاوي إلى كل هذا " التساهل " مع أعداء الصحابة هو توهمه أنه بإمكانه أن يؤدي كلامه [في تهوين الخلاف] إلى التقريب بين السنة والرافضة، وما علم أن هذا التقريب قد حاوله غيره ممن هو " متساهل " أكثر منه ومع ذلك لم يُجْد نفعًا مع القوم لأنهم لا يؤمنون بشيء اسمه " التقريب بين السنة والشيعة " وإنما يؤمنون ويدعون إلى أن يتحول السنة إلى رافضة، والعياذ بالله).
(2)
ولكن هل أدرك الدكتور القرضاوي حقيقة الدعوة إلى التقريب وخطرها على الإسلام والمسلمين؟
الجواب: لا طبعا، وقراءة سريعة للبيان الذي أصدره الدكتور قبل أيام - ردا على الحملة التي شنتها عليه بعض المراجع الشيعية - تؤكد أنه لا يزال يهوِّن من شأن الخلاف بين أهل السنة والرافضة، ويؤمن بجدوى التقريب بينهم، والله المستعان.
ولكن مما يُحمد له رفضه للغزو الشيعي للمجتمعات السنية، وتحذيره من خطره في العاجل والآجل، فجزاه الله خيراً ووفقه لمزيد من الرجوع إلى الحق والدعوة إليه والثبات عليه.
(3)
قال الدكتور القرضاوي في بيانه المذكور:
(- هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها " الناجية "، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة، ولو لم أقل هذا لكنتُ متناقضا، لأن الحقَّ لا يتعدَّد، والحمد لله، فحوالي تسعة أعشار الأمة الإسلامية من أهل السنة، ومن حقهم أن يقولوا عنا ما يعتقدون فينا.
- إن موقفي هذا هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية، أما غير المعتدلين فهم يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على الذين كفروهم، في كتابي " مبادئ في الحوار والتقريب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكني أخالفهم في أصل مذهبهم وأرى أنه غير صحيح، وهو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى لعلي بالخلافة من بعده، وأن الصحابة كتموا هذا، وخانوا رسولهم، وجحدوا عليا حقَّه، وأنهم تآمروا جميعا على ذلك. والعجب أن عليًّا لم يعلن ذلك على الملأ ويقاتل عن حقِّه، بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان، وكان لهم معينا ومشيرا. فكيف لم يواجههم بالحقيقة؟ وكيف لم يجاهر بحقه؟ وكيف تنازل ابنه الحسن عن خلافته المنصوص عليها لمعاوية؟ وكيف يمدحه النبي - صلى الله عليه وسلم - بفعله ذلك، وأن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؟
وللشيعة بدع عملية مثل: تجديد مأساة الحسين كل عام بلطم الوجوه، وضرب الصدور إلى حدِّ سفك الدم، وقد مضى على المصيبة أكثر من ثلاثة عشر قرنا؟ ولماذا لم يعمل ذلك في قتل والده، وهو أفضل منه؟
ومن ذلك الشركيات عند المزارات والمقابر التي دُفن فيها آل البيت، والاستعانة بهم ودعاؤهم من دون الله. وهو ما قد يوجد لدى بعض أهل السنة، ولكن علماءهم ينكرون عليهم ويشددون النكير.
من أجل ذلك نصفهم بالابتداع، ولا نحكم عليهم بالكفر البواح، أو الكفر الأكبر، المُخرِج من الملَّة.
وأنا من الذين يقاومون موجة التكفير من قديم، وقد نشرتُ رسالتي " ظاهرة الغلو في التكفير "، مشدِّدا النكير على هذا الغلو، ونؤكِّد أن كلَّ مَن نطق بالشهادتين والتزم بمقتضاهما: دخل في الإسلام بيقين، ولا يخرج منه إلا بيقين؛ أي بما يقطع بأنه كفر لا شك فيه.
- أن الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه، وأصول الدين هنا تسع الجميع، وما بيننا وبين الشيعة من الخلاف هنا ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض. ولهذا نقلوا عن شيخنا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر- رحمه الله -: أنه أفتى بجواز التعبُّد بالمذهب الجعفري؛ لأن التعبُّد يتعلَّق بالفروع والأحكام العملية، وما يخالفوننا فيه في الصلاة والصيام وغيرهما يمكن تحمُّله والتسامح فيه) اهـ.
التعليق:
لا أدري ما وجه إصرار الدكتور على عدم تكفيره للرافضة، مع ما يعلمه من عقائد كفرية وضلالات مردية، مع إصرار الرافضة أنفسهم على تكفير أهل السنة؟
والحق أن موقف أهل السنة من الشيعة قائم على أساس العدل والإنصاف، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " منهاج السنّة " (3/ 39): (أهل السنّة يستعملون معهم - أي مع الروافض - العدل والإنصاف ولا يظلمونهم، فإن الظلم حرام مطلقاً، بل أهل السنّة لكل طائفة من هؤلاء - يعني طوائف البدع - خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض. وهذا ما يعترفون هم به، ويقولون: أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضاً).
وقال الشيخ العلامة ربيع بن هدي المدخلي - حفظه الله - في كتابه " الإنتصار لكتاب العزيز الجبار " (ص 66 – 67):
(وهؤلاء الروافض يكفِّرون أهل السنة، ويرون أنهم أكفر من اليهود والنصارى، ويتعاونون مع كل عدو ضد المسلمين، فهم الذين خدعوا الخليفة العباسي وخانوه وجلبوا التتار بطرقهم الماكرة لقتله وإسقاط خلافته، فقتلوه وقتلوا الألوف من المسلمين، وأحرقوا وأغرقوا الكتب الإسلامية، ورفعوا من شأن الفلسفة وكتبها، ورفعوا من شأن النصارى وغيرهم من الكفار. ولهم مواقف في نصر النصارى على المسلمين.
وفي العصر الحديث ساعدوا الأمريكان ضد حكومة طالبان والشعب الأفغاني بجيوشهم وإمكاناتهم وهم يفخرون بهذا! وهم الذين جلبوا الجيوش الأمريكية لاحتلال العراق ثم لإقامة دولتهم فعلام يدلُّ كلُّ هذا؟!
وهم في هذه الأيام يذبحون في أهل السنة في العراق، ويخربون مساجدهم ويستولون عليها، وكم أبادوا من أهل السنة بطريقتهم الوحشية التي يأنف منها اليهود والنصارى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم أشد حقداً على المسلمين من اليهود والنصارى، ولهم مخططات هم ساعون وجادون في تنفيذها، والعجب كل العجب من كثير من أدعياء السنة أنهم يتباكون على الحزب الرافضي المسمى بـ (حزب الله)! في لبنان الذي أوجد المبررات لليهود لقتل الشعب اللبناني وتشريده وتدمير بناه ومؤسساته، ويتغافلون عن عمليات الإبادة التي يقوم بها الروافض من أشهر في العراق ضد أهل السنة، ولم تقف مخططاتهم ولن تقف عند حد مهما تباكى لهم التائهون العميان الجاهلون بتاريخ الروافض وعقائدهم وواقعهم ومخططاتهم المهلكة ضد المسلمين لا ضد اليهود والنصارى ولا غيرهم.
ونحن ضدّ اليهود، ونحث المسلمين على اجتماع كلمتهم على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى إعداد العدة لتحرير فلسطين بالإسلام الذي فُتِحَت به، لا بدين الروافض ولا بأيديهم الملوثة بالخيانات والغدر وبدماء المسلمين) اهـ.
(4)
وقال الدكتور القرضاوي في بيانه أيضا:
(وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو، فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفا من إثارة الفتنة، وسعيا إلى وحدة الأمة).
التعليق:
قال الشيخ عبد الحق التركماني- وفقه الله - في مقاله " القرضاوي والرافضة: لات ساعة مندم! " ما نصه:
[إذن هذا هو القرضاوي يعترف بأن أهل السنة يفتقرون إلى (الحصانة الثقافية ضدَّ الغزو الشيعي) والسبب في ذلك يرجع ـ باعترافه ـ إلى أنَّ: (علماء السنة لم يسلحوا السنَّةَ بأي ثقافة واقية). ولنا مع اعترافه الخطير هذا وقفات:
1 - إن هناك كلمة قديمة تنسب إلى المسيح - عليه الصلاة والسلام – تقول: (من ثمارهم تعرفونهم)، فهذه ثمار دعوة القرضاوي وأمثاله من الإسلاميين الحركيين على مدى ثمانين عامًا؛ لم تجرَّ على الأمة إلا المفاسد والفتن، ومنها هذه الثمرة الخبيثة، وهي تجريد أهل السنة من (الحصانة العقائدية الإيمانية ضد الرافضة أعداء الأمة)!
2 - ليس من حقِّ القرضاوي أن يزعم بأنَّ (علماء السنة لم يسلحوا أهل السنة)، بل قد سلَّحوهم، وقاموا بما أوجب الله عليهم من نصرة الدين ونصح الأمة؛ منذ أول يوم استشعروا فيه خطر المد الرافضي، فعندما بدأ نشاط الرافضة في مصر قبل نحو ثمانين سنة، قام علماء أهل السنة بالتصدي لها، وفضح أهدافها، وبيان خطرها، وكان منهم العلامة المجاهد أستاذ الجيل محب الدين الخطيب - رحمه الله -؛ حيث نشر فصل تحقيق مواقف الصحابة من كتاب " العواصم والقواصم " لابن العربي المالكي، وأجاد في دراسته والتعليق عليه، حتى صار مرجعًا لأهل السنة في العالم كله، وألف كتابًا صغيرًا نزل على الرافضة كالصاعقة سماه: " الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية "، ونشر كتاب " مختصر التحفة الاثني العشرية للألوسي " وكتب عشرات المقالات، وبذل جهودًا مشهودة، كان لها أثرها العظيم في مواجهة المدِّ الرافضي الفارسي في بدايات القرن العشرين، وقد استفاد أهل السنة من جهوده عند قيام الثورة الخمينية أيما استفادة، فرجعوا إلى ما كتب، وأعادوا طباعته ونشره.
3 - لكن الذي أفسد على علماء الأمة ودعاتها المخلصين تسليحهم وتحصينهم لأهل السنة؛ هو القرضاوي ومن سبقه ولحقه من الحركيين، فيوم كان العلامة محب الدين الخطيب - رضي الله عنه - يواجه الخطر الرافضي بعقيدته وإيمانه ووعيه الحضاري وفقهه في حركة التاريخ والدعوات؛ كان شيخ القرضاوي الأول في التصوف والسياسة مؤسس الإسلام الحركي: حسن البنا - تجاوز الله عنا وعنه -؛ يسارع إلى كسب ودِّ الرافضة، ويسوِّق لمشروعهم في مصر، فقد كان أحد المؤسسين لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية، التي أسستها الأيدي الإيرانية لنشر التشيع في مصر، وكانت له صلات أكيدة وتعاون وثيق مع كبار علماء الرافضة في إيران، وكان يسعى في كل سبيل من أجل تحطيم وإلغاء كل (حصانة ثقافية عند أهل السنة ضد التشيع)، من ذلك أنه بادر إلى نشر (مناسك الحج على المذاهب الخمسة) في مجلته؛ ليوهم بسطاء أهل السنة أن دين الرافضة هو مذهب فقهي مقبول كباقي المذاهب الفقهية المعروفة عند أهل الإسلام والسنة. وسار الإسلاميون الحركيون على نهج
(يُتْبَعُ)
(/)
حسن البنا، كما سار أهل السنة على نهج العلامة محب الدين الخطيب - رحمه الله -.
4 - أما أهل السنة فقد استمروا في مواجهتهم للخطر الرافضي، وفي فضحهم لحقائق معتقدات وأهداف الرافضة، وألفوا عشرات الكتب في ذلك، من أشهرها مؤلفات العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير - رحمه الله -.
5 - أما الحركيون فقد استمروا في جهودهم في (إلغاء حصانة أهل السنة ضد الغزو الرافضي)؛ وتتابع تلامذة حسن البنا وأتباعه؛ على التصريح في كل مناسبة أن لا خلاف بينهم وبين الشيعة، وأنهم إخوانهم، وأن الخلاف بينهم مثل الخلاف بين الحنفية والشافعية، وبلغوا في التسويق لدين الرافضة الغاية بعد قيام الثورة الخمينية، فقد سارعوا إلى تأييدها، وسارع التنظيم العالمي للإخوان المسلمون إلى إرسال وفد رفيع المستوى إلى طهران لمبايعة إمامهم الخميني، وصار الإخوان في مصر والسودان والجزائر وتونس وغيرها من البلاد؛ أبواق دعاية للثورة البائسة، فتشيع الآلاف من الشباب المسلم، ولولا أن هيَّأ الله - تعالى - للأمة سببًا قدريًّا محضًا (أعني: حرب إيران ضد العراق، وهزيمتها شرَّ هزيمة)، وعلماء ودعاة من أهل السنة والجماعة؛ سلفيين مخلصين، لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يُخضعون دينهم للاعتبارات السياسية والنفعية؛ لكان التشيع في عموم البلاد الإسلامية أمرًا واقعًا، ولرأى العالم فرق الموت والقتل الطائفي في مصر والسودان وتونس وغيرها؛ كما يرونها اليوم في العراق، لكن الله - تعالى - سلَّم] اهـ.
(5)
وفي الأخير أرجو أن يدرك الشيخ القرضاوي ضلال وكفر الشيعة الإمامية، وأن لا سبيل للتقريب بينهم، كما تنبَّه وحذَّر من سعيهم الحثيث إلى غزو أهل السنة في عقر دارهم، وأن يطالع كتاب " حتى لا ننخدع: حقيقة الشيعة " للشيخ عبد الله الموصلي - حفظه المولى - فسيجد فيه ما يكفي ويشفي، بل وسيجهر قائلاً: (بعداً للوحدة التي تقام على حساب الإسلام، وسحقاً للاتحاد الذي يبنى على أعراض محمد النبي، وأصحابه، وأزواجه، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كما قال الشيخ العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير - رحمه الله - في كتابه " الشيعة والسنة " (ص 7).
والله الموفِّق.
فريد المرادي (25 رمضان 1429 هـ).
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 08:19]ـ
شكر الله لك ياشيخ فريد على ما نصحت ... ولكن أين الآذان!!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 09:36]ـ
أحسنت أخي فريدا.
يا قرضاوي تقول:
لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على الذين كفروهم!!!!!!!!
هل هذا اعتدال يا قرضاوي؟!!! هذا ضلال يا قرضاوي!!
هل يشك أحد في كفر من قال:
1 - القرآن محرف!!!!
2 - الصحابة مرتدون إلا ثلاثة أو خمسة!!!
3 - الأئمة أفضل من الأنبياء والملائكة!!!
4 - الأئمة يعلمون الغيب، ويعلمون متى يموتون! وكيف يموتون؟ وباختيارهم!!
ثم تقول: رددت على الذين كفروهم!!!!
قاتل الله الهوى، ما يصنع بأصحابه؟!!!!
اللهم إني أسألك الثبات إلى الممات.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 05:21]ـ
الأخ الكريم عبد الرحمان المغربي: لا بد من التواصي بالحق، ولعل النصيحة تصل إلى من يستفيد منها، بورك فيك،،،
===
الأخ الكريم علي الفضلي: صدقتَ؛ فذلك الكلام كلام من لا يعرف حقيقة الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة، والله المستعان، حفظك الله رعاك،،،
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 07:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 01:56]ـ
وفيك بارك الله أخي أبا حاتم،،،
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 06:22]ـ
بارك الله فيكم .. ووفق القرضاوي لما يُحب ويرضى.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 06:42]ـ
بارك الله فيكم .. ووفق القرضاوي لما يُحب ويرضى.
ما أجمل هذا!
ما أعظم فائدته!
حفظك الله شيخنا الخراشي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 01:03]ـ
بارك الله فيكم .. وهدى القرضاوي لما يُحب ويرضى.
من يقول:
لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على الذين كفروهم!!!!!!!!
حقه أن تدعو له بالهداية فهو إنسان ضال.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 01:29]ـ
الشيخ الفاضل سليمان الخراشي: وفيكم بارك الله، وتقبَّل الله دعاءكم،،،
===
الأخ الكريم خلوصي: أنت أجمل، حياك ربي،،،
===
الأخ الكريم علي الفضلي: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن).
الدعاء بالتوفيق يدخل فيه الدعاء بالهداية، فكأنك تدعو الله أن يوفِّق (عبده) في أقواله وأفعاله، وهذا لا يكون إلا بالهداية؛ هداية لطريق الحق، وهداية للسير على هذا الطريق، وهذه الهداية لا تكون إلا بتوفيق من الله تعالى، ويقال لها: " هداية التوفيق "، والله أعلم.
وفقك الله وسددك،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 01:58]ـ
إن ما يحدث بين القرضاوي والرافضة لأكبر دليل على فشل التقريب، إذا كان صاحب الفكرة نفسه يعاني منهم فما بالك بغيره؟!
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 02:48]ـ
بارك الله فيك يا شيخ خراشى على اسلوبك الهادىء الذى به تنجح الدعوة، وفيك بارك يا أخى المرادى أحسبك والله حسيبك بأنك مثل الشيخ الخراشى، أما أنت يا أخ فضلى فرفقا بشيخ كبير وعلم كالطود لا يجارى وكل يؤخذ منه ويترك، اليست لابن حزم وابنتيمية وابن القيم وابن العربى المالكى وابن عبدالبر وابن حجر والسيوطى والسخاوى وغيرهم ما لو عددتهم لطال بنا المقام أليس لكل هؤلاء وغيرهم أخطاء أم أنهم منزهون عن الخطا، إن لكثير من العلماء أخطاء ما لو تتبعت لقيل عنها كيف يقول بهذا عاقل ن ألم ينسب الحافظ ابن حجر ابن تيمية للاشعرية فى كتابه الدرر الكانة، ألم يقوم التقى السبكى بزندقةابن تيمية ورميه بالإلحاد وتكفيره فى كتابه الدرة المضية أو قل رسالته لأنها صغيرة الجرم ارفقوا بالناس رحمكم الله حتى لا ثيروا الخلاف بين الأتباع من هنا وهناك
إن أردنا الحسنى لا مانع من تبيين الخطا ولكن بلا تطاول خاصة مع رجلا فى مثل العلامة القرضاوى بارك الله لكم جهودكم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 03:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع احترامي لرأيك فليس ممن ذكرتهم من قال بأن النصارى مؤمنون
وليس منهم من ترحم على بابوات الكنائس
وليس منهم من قال " إن العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين"
وليس منهم من قال أن الله لو عرض نفسه على العباد ما نال النسبة التي نالها حكام اليوم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
وغيرها كثير.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 04:13]ـ
الأزهر يحذر من انحرافات الفكر الديني الإيراني ويناشد الأمة التصدي له
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=54608&Page=1
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 04:58]ـ
اليست لابن حزم وابنتيمية وابن القيم وابن العربى المالكى وابن عبدالبر وابن حجر والسيوطى والسخاوى وغيرهم ما لو عددتهم لطال بنا المقام أليس لكل هؤلاء وغيرهم أخطاء أم أنهم منزهون عن الخطا
أخي الكريم لو أوقف القرضاوي عند بداية ظهور أقواله الكبيرة والتي منها من نواقض الإيمان لما وصلت بنا الحال إلى ما نحن فيه الآن، كلما تكلم ناصح وبين زلاته التي جاوزت كل حدود انبرى بعض من لا يعلمون خطورة أقوال القرضاوي وأثرها في تفريق الأمة عن دعاة السنة وحاول أن ينصح من يأمر بالحق وينهى عن المنكر بالرفق ومراعاة كذا وكذا ... أما الأخطاء الكبيرة فلا يهمه إن وصل للأمة وعُمل بها وما أثرها السيء عليها .. كل هذا لا يهم! ولكن الرفق بالقرضاوي هو المهم .. عمل ما عمل فهو القرضاوي! ما هذا؟!
ثم بارك الله فيك كيف تقرن القرضاوي بعلماء الأمة الذين لا ينطقون في دين الله وفقا للهوى ومصلحة الحكام، والذين لا يفصلون الفتاوى والأحكام حسب طبيعة البلد والمؤتمر ولقمة العيش!
لو كانت أخطاء لهان الأمر، ولكنها خطيئات، وعالم من الزلات، ولو حاولت تفصيل شخصية إسلامية وفق منهج القرضاوي لكانت شخصية مائعة قبيحة فيها من الشذوذات ما فيها، فالأولى أن تنصحوا القرضاوي وهو في خاتمة عمره ألا تأخذه العزة بالإثم وأن يتوب إلى الله من أقواله ومنهجه، وألا يجمع كل متردية وموقوذة ونطيحة ويكون بها هيئة تسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بل يرجع مع العلماء الصادقين، الذين يتبعون منهج أهل السنة والجماعة: السلف الصالح، والذي لن تجد واحدا منهم يجهل حقيقة الرافضة، بل صبياننا يعلمون عن الرافضة ويعرفون خبثهم وكرههم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم!
ولكن القرضاوي لما شتموه انتصر لنفسه وتابعه من لا يعلم حقائق الأمور وظنها غضبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن في الواقع أن القرضاوي نفسه أعز عنده ممن لعنتهم الرافضة وكفرتهم ... إلخ ما هو معلوم من دينهم القبيح.
ثم يا أخي الكريم لا أعلم أن القرضاوي ترفق بأحد من أهل السنة في رده ولا حواره وإنما ترفقه هو بأهل البدع والطواغيت الذين يقف يلعنهم على المنابر ثم يزورهم ويأمر الشعوب بالالتفاف حولهم - وإن كنت لا تعلم عن هذا فلا تكذبه ولكن طالبني بالبينة- وما إنكاره على طالبان وتنفيره عنهم عنا ببعيد وما قوله عن الأتقياء الذين تعف نساؤهم وتخرج المرأة ساترة جسدها الطاهر ما قوله عنهم بأنهم يريدون المرأة أن تخرج كالخيمة السوداء ... إلخ هل هذا هو الرفق الذي تدعو المظلوم إلى سلوكه ولا تدعو الظالم لنفسه ولدينه ولأمته أن يتبعه، ما لكم كيف تحكمون؟!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 05:14]ـ
والله مثل هذه المواضيع لعل المختلفين فيها ليس بينهم خلاف أصلا
لكن سيبقى الحال هكذا ما دمنا متفرقين وكل من يريد قول شيئا يقوله هكذا
كنت سمعت من احد العلماء بضرورة عقد مجمعا او كما قال يرجع اليها القول فى مثل هذه المسائل
وأظن ان هذا هو الحل الوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 07:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنتُ أتمنى ألا يخرج الموضوع عن " النصيحة " الموجهه إلى أستاذنا الشيخ يوسف القرضاوي
ولكن بعض (السلفيين - عافانا الله -) لا يفتأ الكلام عن بعض المشايخ , لمجرد أنه يخالفه في الرأي والإجتهاد , ... بل حتى لو خالفه في " البيئة " ,
ولا يحاول أن يجعل للإنصاف نصيبٌ من فكره , ولهذا سأكتب ما أراه , فيطوى أو يروى , إذ أن السكوت عن ذم العلماء أصبح مشكلةً , .. فمن (القرضاوي: مجموعة زلات , القرضاوي .. وتسيّب الفتوى , القرضاوي .. وفقه التمييع)
ومن باب الدفاع عن عرض المسلم وجَبَ هذا الرقم على عجالة - أسأل الله التوفيق -:
أرجوا من الأخوة المتكلمين في أمر القرضاوي أن يأتوا لي رأياً للقرضاوي لا يسوغ فيه الخلاف , حتى مسألة رأيه في التشيع هذه , وانطلاقه من منطلق مصالحي لا عقدي - كما يعتقد بعض البشر - , ثم " فقه التعايش " الذي أصبح يدعوا إلأيه الكثير من العلماء هوَ ضرورة واقعية كما فعل (الحسن الددو) , وكما يفعل بعض طلبة العلم مع " الليبرالين " الذين هم أنذل من الرافضة!
على العموم ما طرحه القرضاوي أمر يسشوغ الإجتهاد فيه - وإن خالفناه -!
وتاريخ القرضاوي العلمي والجهادي يوضح ما رأي القرضاوي في كثيرٍ من نوازل الواقع .. وإن كنّتم لا تعلمون فسآتي لكم بعناوين أتمنى أن يطلع عليها بعض الطلبة ... حتى نحكم على الرجل من واقع كتبه لا من النقل عنه فهذا هوَ الإنصاف:
(1) الدين والسياسة.
(2) تاريخنا المفترى عليه.
(3) الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف.
(4) الفتوى بين الإنضبط والتسيب.
(5) ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده.
(6) الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه.
(7) الثقافة العربية الإسلامية.
ويكفي فخراً للقرضاوي كتاب (فقه الزكاة) , وكم كنتُ أستغرب من يندد بالقرضاوي على المنابر , وإذا استُفتي في مسألة مالية أتى بفقه الزكاة وأصبح يجيب!! " والله مهزلة "!!
ثم , كم كنت أتمنى أن أجد من وقف موقف الشيخ عبد العزيز بن باز مع القرضاوي .. ومع الغزالي من قبله!
عندما طلب الشيخ عبد العزيز من الشيخ يوسف أن ينظر في أربع آراء له في كتابه (الحلال والحرام) إذ اعتمدته رئاسة الإفتاء لطباعته على نفقتها وباسمها!! ولكن الشيخ يوسف قال أن هذا دين وهذا ما يعتقد!!
والقصة منظورة في (مذكرات القرضاوي)!!
وكذلك:
لم نجد أحداً ممن ندد بالقرضاوي دافع عنه عندما تكلم عن الشيعة واستعمارها للعالم الإسلامي , .. في حين دافع عنه جميع المفكرين في العالم .. حتى (راشد الغنوشي)!!
دعونا من الحزبية النتنة ولنحمل لعلمائنا في قلوبنا التقدير ... وإلا (عند الله يجتمع الخصوم)!
والله أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:18]ـ
أي إنصاف هذا الذي تتحدث عنه! ثم من تكلم على القرضاوي يتكلم من واقع كتبه وليس مما ينقل عنه وكأنك لم تقرأ ما كتب وإنما تدافع بعصبية دون رجوع، لماذا تخالف ما تأمر به من الإنصاف وترك الحزبية المنتنة بالحمل على من يبين الخطأ والبدع والضلال ولا تأمر صاحبك وتنصحه، فلم نعلم أي مسألة مما انتقدت عن القرضاوي تراجع عنها أو بين أنه أخطأ، فماذا تسمي هذا؟! اجتهاد! حتى في أصول الإسلام أصبح يجتهد، حتى فيما هو معلوم من الدين بالضرورة أصبح يجتهد ثم تأتي وتتكلم عن الإنصاف!!
لماذا لم يبين محبو القرضاوي أخطاءه بدلا من ترك الناس تضل بها هكذا، فكم ناقشنا من مفسد ماجن حجته فيما ذهب إليه هو القرضاوي!
ثم لماذا ندافع عن القرضاوي عندما تكلمت الشيعة عنه وهو حبيبهم والمدافع عنهم والمسفه لآراء أهل السنة قاطبة في الرافضة، والزاعم بأن الخلاف في الفروع فقط، فهلا اعتبرنا - تنزلا مع منهجه- شتمهم للقرضاوي خلافا للفروع فلم نتكلم ونرد عليهم حتى لا نفسد فقه التقريب ونشق الصف المسلم!! أم أن سب القرضاوي من الأصول وسب الصحابة من الفروع، أين عقلك يا أخانا من هذا، ثم تأتي وتسرد علينا أسماء كتب مملوءة بالأخطاء وتمن بها علينا،
وأبشرك أنني أقاطع كتب القرضاوي فلم يحوجني الله لها ففي الكتب النقية غنية عنها، ولا يوجد عنده ما ليس عند غيره من العلم النافع!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أي فقه للتعايش الذي تتكلم عنه وهل أصبح الشيخ الدود يطلق عليه الكثير من العلماء، هذه من زلاته، أي ذل وصلنا له حتى نترك ديننا وعزتنا وتكون أقصى أمانينا أن نعيش جنبا إلى جنب مع الزنادقة والملحدين واليهود والنصارى تحت دعوى كاذبة يضحكون بها على المغفلين تحت مسمى التعايش!
من الذي يحتل بلادنا وينكل بأهل السنة خاصة والمسلمين عامة أليسوا اليهود والنصارى؟!
من الذي يذل المسلمين في الهند في كشمير؟!
من الذي يخرج على ثوابت وعقيدة الأمة في بلادنا أليسوا العلمانيين واللبراليين؟!
ثم تدعونا للتعايش؟!
التعايش يا أخانا هو إيجاد وسيلة للتفاهم بين الحمار وراكبه، ومعلوم من المستفيد من هذا التفاهم!!
هلا تركنا فعلا التعصب للأشخاص الجماعات ووضعنا ديننا وعقيدتنا نصب أعيننا ودافعنا عنها،
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
الموضوع طويل، وأنا متابع مشاركاتك في المنتدى وأعرف توجهها جيدا وما دعوى الإنصاف - بمعنى السكوت عمن يخطيء مهما بلغ خطؤه- إلا خديعة لا تفعلها أنت ولا من تدافع عنهم مع دعاة الحق إخوانكم وقد عانينا منها في الدعوة وفي كل مكان فهلا يا أخي الكريم طلبت ممن يدعو للتعايش مع الكفرة أن يتعايش أولا مع دعاة أهل السنة والجماعة ممن يحملون منهج السلف الصالح ولا أقصد من يسب ويجرح والطائفة التي تعلمها وعندما تتكلم تنزل كلامك عليها، بل أقصد من يتمثل حقا منهج السلف، لماذا لا تستطيعون التعايش معهم ولا يستطيع القرضاوي إلا أن يشوه صورهم، ففي معمعة الغزو الأمريكي لأفغانستان طلع علينا العلامة القرضاوي بفتاوى تنقض العقيدة وتسوغ القتل من المسلم لأخيه المسلم، وقدم عدة برامج في قناة الخنزيرة شوه فيها صورة المجاهدين من أخطأ منهم ومن لم يخطيء بل وعد من مساوئهم الفظيعة أنهم لا يعترفون بالأمم المتحدة ولا باتفاقية جنيف ولا ولا ... إلخ تحريضا عليهم ثم تأتي وتنصح بمراعاة الاجتهاد والإنصاف و ... و ... هون على نفسك!
ولولا أن المشاركات هنا تحذف وتحرر ولو لم يكن فيها سب ولا غيره لكتبت لك صفحات ولو أردت أن تناظرني في آراء القرضاوي ومنهجه واجتهاداته الباطلة فأنا مستعد لذلك ومن كتبه وأشرطته وبرامجه ولن أنقل حرفا عنه بواسطة فليس الأمر كما تزعم أن من يرد عليه لا يرجع إلى كتبه كلا .. وأنا على يقين بأن المتعصب مهما أتيت له بأدلة فلا يملك إلا تسفيه من أمامه والرد بكلام عام وعدم التعرض لما نذكره من باطل أو الإتيان بحجة وإلا لماذا يا من تتعصبون للقرضاوي لا تردون بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة على من يرد على القرضاوي؟!!
ثم قولك: [في حين دافع عنه جميع المفكرين في العالم .. حتى (راشد الغنوشي)!!]
لماذا وضعت علامة تعجب عند راشد الغنوشي؟! هل تعتبره منحرفا؟! مع أن القرضاوي يعتبره ممن يمثلون منهج الوسطية الذي يحمله في العالم وهذا في حلقة له في برنامج الشريعة والحياة!
وهذا يؤكد على أن الذين يدافعون عن القرضاوي لا يعرفون إلا القرضاوي ولا يعرفون أقواله ولا منهجه ولا بماذا ينادي، ولم يعرفوا شيئا عن الحق الذي يخالفه القرضاوي، كما قيل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا
والله يهدينا وإياكم إلى ترك العصبية الجاهلية المنتنة والرجوع للحق وعدم تقديم أحد كائنا من كان عليه، وألا تأخذنا العزة بالإثم.
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:23]ـ
نسأل الله أن يهدي الجميع .....
نعم القرضاوي له ماله وعليه ما عليه، لكن علماء السطان لا أحد يذكرهم بشئ من
الهفاوات الكبيرة جدا ....
فالقرضاوي واضح الزلات .. لكن علماء السوء يتكلمون باسم السنة ويطلون كلامهم بالحجج الضعيفة ويزينو الباطل في صورة الحق .... \
هؤلاء يجب الحذر منهم ومن زلاتهم أكثر من القرضاوي ....
منهم أصحاب حوار الأديان الذين نسمع في كتبهم، أن هذا العمل كفري ولا يجوز، لكن الآن لا نسمع شئ حتى السكوت
إلا القليل في قليل في قليل
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:29]ـ
أسأل الله تعالى أن يهدي القرضاوي للحق ويختم له بالحسنى, فيتبرأ من منهج أهل الباطل والضلالة.
ـ[محمد الأدهسي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:35]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أظن أن الجمع بين السنة والشيعة لا يمكن حتى يمكن جمع الماء والنار والشمس والقمر والحر والبرد وكيف لنا أن نجتمع مع أمة تمكر لنا بالليل والنهار ولقد قال لي
الشيخ / محمد المصطفى بن محمد مولود الأدهسي حفظه الله أنه ذكر له قريب له في دولة إفريقية أنه كان ذات مرة يتوضأ للمغرب فقال له أحد الشيعة يكفيك من الفروض الخمس لعن أبي بكرا وعمر
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أرجوا من الأخوة المتكلمين في أمر القرضاوي أن يأتوا لي رأياً للقرضاوي لا يسوغ فيه الخلاف
تفضل طلبك من هذه الصفحة التي لعلك دخلت لتدافع عن القرضاوي دون أن تقرأ ما فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
[ COLOR="Red"]- إن موقفي هذا هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية، أما غير المعتدلين فهم يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على الذين كفروهم، في كتابي " مبادئ في الحوار والتقريب " ...
ومن ذلك الشركيات عند المزارات والمقابر التي دُفن فيها آل البيت، والاستعانة بهم ودعاؤهم من دون الله.
- أن الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه، وأصول الدين هنا تسع الجميع، وما بيننا وبين الشيعة من الخلاف هنا ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض. ولهذا نقلوا عن شيخنا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر- رحمه الله -: أنه أفتى بجواز التعبُّد بالمذهب الجعفري؛ لأن التعبُّد يتعلَّق بالفروع والأحكام العملية، وما يخالفوننا فيه في الصلاة والصيام وغيرهما يمكن تحمُّله والتسامح فيه) اهـ.
هل هذا مما يسوغ فيه الخلاف؟!
هل الخلاف بين الشيعة والسنة مثل الذي بين الأحناف والمالكية؟!!
هل يجوز التعبد بدين هؤلأ الأنجاس؟!
قائل هذا جاهل جهلا مركبا ولا يعلم شيئا لا عن السنة ودينهم ولا عن الشيعة!!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:27]ـ
سبحان الله , ولا حول ولا قوة إلا بالله .. أنت تعلم منهجي!!
أظن أنني " معتزلي " أو " قرمطي " ... أو قد أكون " مانوي "!!
على العموم: فلا شكاية إلا الله , ولا أزال أستغرب هذا النكير بدعوى أن الشيخ إلى الكفار في الإنصاف أقرب منه إلى أهل السنة!
و دعاوي ولا بيّنات عليها , ونقولٌ كاذبات , وأوصافٌ قادحات ... بل نقل يدل على جهل مطغي , أخي أبي عمرو , النقل الأخير الذي نقلته عن الأستاذ فريد - مع أنه بواسطة - فهوَ نقل مجتزأ وقد رجعتُ إلى كلام الأخ فريد فوجدت مدى التحريف الذي وصل إلى المعنى ... فاتق الله!!
على العموم: الجميع يدعي أن الحق معه .. و (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) , إلى الآن أنا أدعي أن القرضاوي لم يخالف في ما لا خلاف فيه .. والبيّنة تكون من المُثبت لا النافي!
وقد شهد تاريخ القرضاوي الفكري في (كتبه) - التي أظن أنك لم تطلع عليها - وفي (جهاده) , وما يناله الآن هوَ جنس ما ناله محمد الغزالي - رحمه الله - منك و من أمثالك من طلبة العلم المتحذلقين!
يا أخي خذ تجربتي , قد كان لي موقفاً مشابهاً لموقفك من القرضاوي , ولكن بسبب النقول المجتزئة , والمواقف المسبقة , ولكن عندما تقرأ للرجل تجد أنه ينطلق من منهج واضح!! , وإذا أردت أن تعرف أن الرجل " سلفي " فأقرأ (المرجعيا العليا للقرآن والسنة) - كتابٌ جليل -.
وأظن أخي الفاضل أن الرجل يمكن أن يخطئ .. ولكن هناك فرقٌ بين (الشذوذ المنهجي) و (الجزئيات الشاذة)!!
ولا أزال أدعوك إلى الإنصاف! .. ولا أزال أقول أنني من (مدرسة محمد بن صالح العثيمين) فأنا من تلاميذ تلاميذه!!
وإن كنتَ لا تعرف فإن الكتاب المعتمد عند طلبة الشيخ في فقه الأموال فهو (فقه الزكاة)!
ولن أشك يوماً أن للقرضاوي هذه المنزلة العلمية والفكرية.
وأتمنى أن تأتي لي بما للقرضاوي من كفرياتٍ وضلالات .. حتى نأتيك بالبيّنات , ولكن كن آخذاً بالنقول الواضحات , ومحتجاً بالحجج المُحِجّات!
والله أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 01:22]ـ
وما يناله الآن هوَ جنس ما ناله محمد الغزالي - رحمه الله - منك و من أمثالك من طلبة العلم المتحذلقين!
ألم أخبرك أنني أعلم منهجك، هل قرأت كتابا في الرد على الغزالي؟!
هل قرأت ردا واحدا على كتابه الأبتر: السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث؟!
نعم .. هو أيضا سلفي!!
ولا غرابة في هذا فقد كان هو أيضا يقول: الأخ العزيز شنودة .. ثم يصب جام غضبه على الملتحين والمنقبات والسلفيين عموما.
إن كان هذا هو مفهومك للسلفية فلا أدري ما أقول، ولكن لا بأس فالشيخ القرضاوي السلفي الرئيس العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين تعرف من نائبه في الاتحاد، ومن معه من علماء الفرق الضالة المنحرفة؟!
إذا عرفت الجواب فأخبرني هل يفعل سلفي مثل هذا ثم سأقر عينك بما طلبته مني من أمثلة ولا تعجل!
ثم إن القرضاوي يتكلم عن سلفية اسمية فقط أما تطبيقه للمنهج عقديا وحتى فقهيا فهو بعيد عن منهج السلف كل البعد، وارجع إلى ركن القرضاوي في ملتقى الإخوان وسترى كيف يتكلمون عن السلفية والوهابية، ويبدو لكثرة معاشرتهم للرافضة ودفاعهم عنهم أنهم تعلموا منهم التقية والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 01:43]ـ
أرجو أن تقرأ هذا الكتاب حتى تعفيني من كثرة النقل لما طلبته ثم لو أردت نقاشا بعدها فلا بأس:
كتاب القرضاوي في الميزان pdf للشيخ الخراشي حفظه الله
وهذا رابط الكتاب على موقع الألوكة:
http://www.alukah.net/majles/showthr...?t=2976&page=2
وهذا رابط مباشر لمن لا يستطيع دخول موقع الألوكة:
http://www.kabah.info/uploaders/karadaoy.rar
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 01:56]ـ
وحتى لا أعيد كلامي مرة أخرى أحيل الأخوة الكرام على مشاركة لي في ملتقى أهل الحديث ذكرت فيها بعضا مما طالبني طالب الإيمان بذكره وكان هذا بسبب دفاع بعض الأخوة وتعصبهم الأعمى للقرضاوي مع جهلهم بمواقفه ومنهجه وأقواله، ومما جاء في هذا الرابط- وهذا هدية لطالب الإيمان وأرجو أن يتفكر فيه جيدا ويستمع لردود علماء ليسوا متحذلقين مثلي كما يصفني هو-:
(وإليك كلام القرضاوي مع توثيق نسبته إليه، قال في برنامج الشريعة والحياة:
(أما بعد فقد جرت عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية.
لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم وبعضهم أصدقاء لنا، لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار، نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحَبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختيارا حرا، نحن المسلمين نحلم بمثل هذا أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختيارا حرا وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات، نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته وكان له مواقف سياسية يعني تُسجل له في حسناته مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة.
فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام ووقف ضد الحرب على العراق ووقف أيضا ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية وأدان اليهود في ذلك وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فتشكر .. لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا)
وهذا رابط الحلقة:
http://www.aljazeera.net/channel/arc...chiveId=119953
وأظن أن الكلام واضح: (لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا)
هل هذا يكفر النصارى؟! وهل يجوز الدعاء للكافر بالرحمة؟ ومن هم أصدقاؤه في روما؟!!) اهـ
الرابط للموضوع كاملا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100208
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 02:17]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
نسأل الله أن يهدي الجميع .....
نعم القرضاوي له ماله وعليه ما عليه، لكن علماء السطان لا أحد يذكرهم بشئ من
الهفاوات الكبيرة جدا ....
فالقرضاوي واضح الزلات .. لكن علماء السوء يتكلمون باسم السنة ويطلون كلامهم بالحجج الضعيفة ويزينو الباطل في صورة الحق .... \
هؤلاء يجب الحذر منهم ومن زلاتهم أكثر من القرضاوي ....
منهم أصحاب حوار الأديان الذين نسمع في كتبهم، أن هذا العمل كفري ولا يجوز، لكن الآن لا نسمع شئ حتى السكوت
إلا القليل في قليل في قليل
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 03:47]ـ
وقعتُ في هذا الكلام على لفتات إلى معانٍ فاضلة. شكر الله لك أبا قرة وبارك في جهودك.
وكم في الدفاع عن أهل الأهواء من غش للأمة مودٍ بصفاء إسلامها، وكم جنى الانبهار بإبداع مبتدع، أو سياسة منافق، أو جهود ضال، من أوصاب وأوشاب!
والحل في القيام بشعير (الأمر والنهي)؛ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر. ليسلم لنا ديننا، وتقوى بسلامته شوكتنا، فالبدعة مقرونة بالفرقة كما قال العلماء.
ولقد دارت علينا أحوال فسمى الكثير منا النهيَ عن منكرات العقائد: فرقة. والوقوع في البدعة: اجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 06:34]ـ
والله مثل هذه المواضيع لعل المختلفين فيها ليس بينهم خلاف أصلا
لكن سيبقى الحال هكذا ما دمنا متفرقين وكل من يريد قول شيئا يقوله هكذا
كنت سمعت من احد العلماء بضرورة عقد مجمعا او كما قال يرجع اليها القول فى مثل هذه المسائل
وأظن ان هذا هو الحل الوحيد
أخي: لابد لك من دراسة أصول أهل السنة على عالم بها، أقول هذا نصيحة لا تهكما، لأن المسألة خطيرة، وأنت - وأنت لا تدري! - تظن المسألة تسويد ورق!! المسألة عقيدة ولاء وبراء.
كيف لا خلاف بيننا؟!!!! أهذا يقوله طالب علم؟
أسألك: من قال: القرآن محرف، ما حكمه؟
ظني أنك ستقول: كافر بالإجماع ولا كرامة له.
سؤال آخر مبني على السابق: ما حكم من جعل خلافنا مع هذا خلاف سائغ، وجعل من كفره متشددا؟!!
سؤال آخر: ما حكم النصارى أكفار هم أم مؤمنون؟!!
ظني أن جوابك: كفار بالإجماع ولا كرامة لهم.
سؤال آخر مبني على السابق: ما حكم من صحح دين النصارى؟!!!
وأين هو من قاعدة: من لم يكفر الكافر أو شك في كفره فهو كافر مثله؟
المسألة خطيرة، وليس كما تتصور أنت، أنه لا خلاف بيننا، فأنت بصنيعك هذا كمن يحجب ضوء الشمس بغربال - كما يقولون -.
فنصيحتي لك أخي الكريم: أن تحرص على طالب علم سلفي جيد درس على العلماء، وتثني عنده الركب، وتترك المشاركات في المسائل الدينية بالرأي، لأنك ستسأل يوم القيامة.
وأنا ما قلت ما قلت إلا لأن الدين النصيحة.
والله الهادي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 08:26]ـ
سؤال آخر مبني على السابق: ما حكم من صحح دين النصارى؟!!!
.
اتق الله يا شيخ علي فالتعبير عن الاعجاب باخلاص النصراني في نشر دينه لا يلزم منه أن القائل يصحح دينه ... فالأولى زلة منكرة و الثانية كفر بواح
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 09:11]ـ
اتق الله يا شيخ علي فالتعبير عن الاعجاب باخلاص النصراني في نشر دينه لا يلزم منه أن القائل يصحح دينه ... فالأولى زلة منكرة و الثانية كفر بواح
غفر الله لك أخي ابن الرومية! فأنا ما أردت عبارته التي ذكرتها أنت ها هنا، وإنما أردت عبارته هذه:
(فكل القضايا بيننا مشتركة فنحن أبناء وطن واحد، مصيرنا واحد، أمتنا واحدة، أنا أقول عنهم إخواننا المسيحيين، البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟ {إنما المؤمنون إخوة} نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر!!!!). اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 09:17]ـ
ما حكم من جعل خلافنا مع هذا خلاف سائغ، وجعل من كفره متشددا؟!!
الصواب: خلافا سائغا. بالنصب خلافا: مفعول ثان لجعل. وسائغا وصف لـ (خلافا).
والسبب في الخطأ العجلة في الكتابة والله المستعان.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 10:43]ـ
معذرة يا شيخي الكريم ان كنت لخاطئا
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:50]ـ
الإخوة الكرام: بارك الله فيكم جميعاً ووفقكم لما فيه الخير،،،
وفي رأيي - ولا ألزم به أحداً - أن أخطاء الشيخ القرضاوي - غفر الله له -؛ واضحة جداً - على الأقل في أغلبها -، وبالتالي فالنقاش والجدال فيها لا فائدة فيه، ومن أراد أن يطلع عليها فليرجع إلى الكتب التي عالجتها وبينتها،،،
ثم على محبي الشيخ أن يجتنبوا تلك الأخطاء، وأن يجتهدوا في نصح الشيخ وإخوانهم باجتنابها، عسى أن يفلحوا في الدنيا والآخرة،،،
===
وتحية خاصة إلى أخي الكريم ناصر الكاتب: حياك ربي وبارك فيك،،،
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:36]ـ
أيها الأحبة ...
إن بقي في القول مجال فأظن الخطب بين الأخوة الكرام المختلفين يسير: فمنزلة الشيخ القرضاوي في الجهاد والعلم لا تُنكر كما أن له أخطاءً لا تُنكر أيضاً والحكيم المستبصر يغترف من علم الرجل ويتجنب الشطط وهو قليل "وكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد إلا رسول الهدى عليه الصلاة والسلام".
رأيتُ بعض الأخوة الكرام مال به الجدال إلى الحديث عن حكم من لم يكفّر النصارى ولا أدري أهو فهم ذلك من كلام الشيخ القرضاوي أم أنه وقف على نقلٍ صحيح عنه في ذلك فليأتِ به على عجل فالأمرُ جد خطير.
الذي لا أشك فيه أن الشيخ القرضاوي من كبار أهل العلم والفضل وأن له جهوداً مذكورة مشكورة؛ والإنصاف يقتضي التنبيه على الخطأ -إن بدر- مع كف اللسان عما لا يليق.
ـ[عبدالله سمير]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين ... بعد تمحيصي وقراءتي لهذا الموضوع وبعد قراءة تعليقات الإخوة
بارك الله فيهم ما كان المسوغ الذي دفع الأخ الكريم الذي بدأ بالموضوع إلا الخوف على الأمه وتبصير الناس بحقيقة الأمر المُتكلم فيه .. ونقدر له هذا الإهتمام الملحوظ
وما كان للشيخ القرضاوي من نظرة تجاه تقريب النزاع بين السنة والشيعة التي كانت فعلا كما سلف ظاهرها رحمة ولكن لا يكون من ورائها إلا عذاب ... وانا اعتقد في هذه الأيام أن الشيخ القرضاوي قد أدرك يقيناً أن قضية التقريب كانت مفهوما غير صائب ودليل ذلك هجمته الحالية على الشيعة والروافض بالأخص .. إذن ما كان من سوابق الشيخ كان زلة عالم فهو ممن يُشار إليه بالبنان من أهل العلم .. وإدراك الشيخ لخطر التوغل الشيعي للبلاد السنية ورد السنيين عن عقيدتهم هو كان المحرك الرئيسي الذي دفعه إلى إتخاذ موقفة بشدة وحزم وأدرك أن ما كان من نظرة مستقبيلة ممكنة للتقريب كانت غير صائبة .. ونسأل الله جميعا ً أن يُبِصر الله علمائنا ومشايخنا إلى ما يحبه الله ويرضاه .. وكونوا يقينين في كلامكم فليس كل من زل هجمنا عليه هجمة شرسه .. ووفقكم الله إلى الصواب
الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 11:41]ـ
الأخ "طالب الإيمان"، من باب الإنصاف وعدم الخوض في أعراض العلماء واحترامهم و ... ! ما قولك في الشيخ أمان الجامي والشيخ ربيع المدخلي؟!
الأخ "يستبشرون" من باب الإنصاف ودرء الشبهة ما قولك في اللجنة الدائمة والشيخ الألباني وعلماء الحجاز؟!
هذا لأزيل عن ذهني بعض الظنون، وكل إناء بما فيه ينضح، جزاكما الله خيرا.
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 06:49]ـ
رابط يكشف رأي الشيخ القرضاوي في المسألة أرجو الاطلاع عليه للأهمية:
http://islamtoday.net/albasheer/show_news_*******.cfm?id=89927
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 06:54]ـ
عفواً البرابط الصحيح هذا:
http://islamtoday.net/albasheer/show_news_*******.cfm?id=89927
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 05:40]ـ
" ماذا يفعل الشيخ القرضاوي بالجوقة وقائد الأوركسترا "
د محمد بن إبراهيم السعيدي
طالعتنا الأنباء بزيارة وفد إيراني رفيع المستوى للشيخ القرضاوي وقدم هذا الوفد اعتذارا من الشيخ القرضاوي وطالبه بإغلاق الملف , وأكد الشيخ القرضاوي: أن الملف لن يغلق حتى يتوقف المد الشيعي وحتى تنتهي إيران عن سب الصحابة - رضي الله عنهم -.
وفرح فهمي هويدي بهذه الزيارة ورأى أنها تصب في صالح طرحه وموقفه المخيب للآمال من الشيخ القرضاوي.
والسؤال هنا ما الذي حدث؟
في تقديري أن ما حدث هو اكتشاف إيران لخطئها الاستراتيجي عندما ظنت أنها أصبحت في غنى عن الشيخ القرضاوي وأنها قادرة الآن أن تعمل دون الحاجة إلى استرضاء فلان أو فلان.
وأن موقفها من الشيخ كلفها كثيرا حين فقدت بطاقة مرور قوية إلى قلوب المسلمين السنة الذين كانت الدعاية الإيرانية تجذبهم إليها عن طريق الكذب حين تزعم انتفاء الفوارق بين السنة والشيعة سوى في مسألة حب آل البيت , وأن موقف الشيخ القرضاوي أثبت للسنة أنه ليس الوهابيين وحسب هم من ينقم على الشيعة ولكن حتى الشيخ القرضاوي الإخواني المتسامح يعري حقيقتهم.
هذا الكرت الذي كانت وسائل الدعاية الإيرانية تعتقد أنها استغنت عنه تأكدت الآن أنها ما تزال في حاجة إليه , أو إلى تحييده على أضعف الأحوال.
لكن هذا الاعتذار لم يكن موفقا أيضا ولا أعتقد أن ما ورد فيه من الأكاذيب ينطلي على الشيخ القرضاوي.
فمن الأكاذيب التي وردت في هذا الاعتذار: أن وكالة مهر الإيرانية ليست وكالة رسمية بل هي متهمة بالعمالة للصهيونية.
وتجاهل هذا الاعتذار أن وكالة مهر لم تكن سوى قائد الأوركسترا وأنه قد عزف على إشاراتها الكثير من آيات الله العظمى دام ظلهم الشريف!!.
كما أن تصريحهم بأن هذه الوكالة عميلة للصهيونية يتنافى مع سياسة إيران التي تزعم الصرامة ضد كل ما هو صهيوني فلم لم تبادر حكومة نجاد بمحاكمة القائمين على هذه الوكالة أو على أقل تقدير تقديم اتهام رسمي لهم لدى النيابة العامة أو مجلس تشخيص مصلحة النظام.
ويمتلئ الاعتذار بأكاذيب أخر من أمثال أن علي خامنئي يحترم الصحابة جريا على منهج الإمام الخميني , وهذه الأكذوبة يوضحها أمران:
أحدهما: أن موقف الخميني من الصحابة في غاية السوء ويكفي قوله في " كشف الأسرار " (ص 113): (وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري , ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور , والواقع أنهم – أي الصحابة – ما أعطوا الرسول حق قدره , الرسول الذي جد وكد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم , وأغمض عينيه وفي أذنيه ترن كلمات عمر بن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة): عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كافر زنديق لدى الخميني وهذا غاية الاحترام الذي يسير الخامنئي على نهجه , فقبح من نهج وقبح حامله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما علي خامنئي فدليل صدقه في احترام الصحابة إبقاؤه على المشهد المزعوم لأبي لؤلؤة شجاع الدين كما يسمونه , مع أنه دام ضله الشريف!!! يرفض حتى اليوم التصريح بمسجد واحد في طهران لأهل السنة البالغين أكثر من مليون نسمة , كما يظهر أثر احترامه للصحابة في قناة " السلام " الفارسية التي تقتات على لحوم الصحابة ويديرها آية الله عباس الشيرازي , وعدم اتخاذ أي موقف من هذه القناة وكذلك يظهر احترامه للصحابة في السماح بسبهم في منابر إيران كلها ولدينا تسجيلات لآياتهم ووعاظهم تتضمن الشنيع الشنيع من ذلك.
إذا فهذا الاعتذار مصوغ بعدد من الأكاذيب الواضحة التي لا يمكن أن تنطلي على الشيخ القرضاوي - حفظه الله تعالى -.
لكن هل ستنصاع إيران لمطالب الشيخ القرضاوي وتوقف المد الشيعي وتتوقف عن سب الصحابة لا نقول احترامهم فالصحابة في غنى عنهم؟
الجواب: لا لن تتوقف وسوف تظل مؤسستها الإعلامية أو مؤسساتها الإعلامية تغني على ذكرى هذا الوفد , وأنه بادرة حسن نوايا وأن سوء النية جاء من الشيخ القرضاوي لا من إيران , وقد بدأت بالفعل هذه الجوقة الرخيصة بالعمل بدأ بفهمي هويدي الذي بادر بهذه البادرة في كلمات تجمل الكثير من الشماتة بموقف من آزر القرضاوي في هذه المحنة.
ولعلنا قريبا نسمع من الشيخ القرضاوي - وفقه الله وسدد خطاه - صوتا عاليا واضحا في الفروق الواضحة بين المذهب الشيعي والسني , فأنا لا أعتقد أنه في ظل هذه الظروف ينبغي أن نكتفي ببيان سوء موقف الشيعة من الصحابة أو مطالبتهم بالتوقف عن الدعاية لمذهبهم , إنه ينبغي أن نسمع من الشيخ - حفظه الله - نصيحة لأهل السنة في العالم العربي والإسلامي تبين لهم مكامن الابتداع في المذهب الشيعي وبشكل تفصيلي دون التوقف على وصفهم بالابتداع فقط , لأن الوصف بالبدعة لا يخلو منه كثير من أهل السنة بل ربما كل أهل السنة فلا أحد يخلو توجهه من بدعة إما متفق عليها كالتبرك بالقبور أو مختلف فيها كدعاء الختمة في صلاة التراويح , ولا شك أن الشيعة لديهم من مواضع الابتداع ما هو أوسع من ذلك بكثير وهم كما لا يخفى على الكثيرن يحاولون جاهدين الاتقاء في حال الدعوة وعدم بيان هذه البدع إلا لمن تمكن قلبه من مذهبهم وآنسوا منه الولاء التام.
كما أوجه الدعوة إلى الدكتورين فهمي هويدي وسليم العوا بأن لا يقفوا مع الآية الممحوة.
ونداء أخير للشيخ مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين: إننا نحترم حفاظك على مبادئ الإخوان لكن تصور ان حسن البنا على قيد الحياة هل سيقف مع المبدْإ الحق أم مع تعاليم الجماعة؟
http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=5876(/)
الحوار الكامل للشيخ محمد صالح المنجد مع قناة العربية بخصوص ميكي ماوس
ـ[ابن خالد]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 05:31]ـ
المنجد: ميكي ماوس ليس له دم حتى يهدر
المنجد: لم يصدر عني بيان أو فتوى خاصة بقتل ميكي ماوس
المنجد: واضح من كلامي عن حكم الشريعة بقتل الفئران أن المقصود (الماوس) وليس (ميكي)
مقدمة:
الشيخ محمد صالح المنجد داعية معروف. وبالإضافة إلى دراسته الشرعية فقد أتم دراسته الجامعية في تخصص هندسة الإدارة الصناعية من جامعة KFUPM وتتلمذ على عدة مشايخ أشهرهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين - رحمهما الله - وقضى أكثر من ربع قرن في الدعوة و نشر العلم
ويشرف على مجموعة مواقع الإسلام islam.ws ومن أشهرها موقع الإسلام سؤال و جواب وهو أول موقع لتعليم الإسلام ينطلق من المملكة العربية السعودية باللغة الإنجليزية islamqa.com بالإضافة إلى تسع لغات أخرى.
ويقدم الشيخ عدة برامج في قنوات محلية وخليجية وعربية وله أكثر من 3000 مادة منشور معظمها عبر شبكة الانترنت
ومعه دار الحوار التالي:
س1: كثر حديث الناس في هذه الأيام عن فتوى الشيخ المنجد بقتل ميكي ماوس، فما سبب إصداركم لهذه الفتوى؟
ج1: منصب الفتوى عظيم مخيف والذي يتولاه على حافة الخطر لأنه يخبر عن رب العالمين ويقول أباح الله كذا وحرم كذا قال - تعالى - (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) وأقول هنا بأنني لم يصدر عني أي بيان أو فتوى خاصة بقتل ميكي ماوس ومعلوم أن هذه شخصية كرتونية وهمية فكاهية لا دم لها ولا روح فيها ولو سئل طفل صغير هل يمكن قتل ميكي ماوس فسيضحك ويقول مستحيل
س2: إذن ما هو مصدر هذه الضجة؟
ج2: مصدره مقطع من حلقة تلفزيونية من برنامج الراصد الأسبوعي الذي يعرض على قناة المجد وتم بثها قبل أكثر من شهر وقد تناولت موضوع أثر الصور في النفوس
والمقطع المذكور موجود في موقع ميمري الصهيوني المعني برصد البرامج الإسلامية واجتزاء مقاطع منها وترجمتها وعرضها ومراسلة وكالات الأنباء العالمية ببعضها وهذا ما حصل في هذه القضية
س3: ما فائدة تخصيص حلقة تلفزيونية كاملة عن ميكي ماوس؟
ج3: لم تكن الحلقة عن هذه الشخصية الكرتونية أصلا بل كانت عن أثر الصور في النفوس عموما، وكان الخطاب فيها إلى الآباء والأمهات والمربين، وتطرقت الحلقة لعشرات من القضايا التربوية والعلمية منها بيان أثر الأفلام الكرتونية على الأطفال ولم يرد ذكر ميكي ماوس أصلا إلا بعد مداخلة من مقدم البرنامج على سبيل المثال لا الحصر ولم تكن شخصية ميكي ماوس مقصودة لذاتها ولكن كان الكلام عن تأثير بعض الأفلام الكرتونية في تحبيب بعض الحيوانات المستقذرة والضارة إلى نفوس الأطفال مثل الفأر كشخصية جيري وميكي، والخنزير كما في مسلسل تيمون وبمبا، والكلب كما في شخصية سكوبيدو وغيرها وهذه الحيوانات الثلاثة على سبيل المثال كلها مستقذرة شرعا وفطرة ولكن محبوبة عند كثير من الغربيين فالقضية كلها قضية اجتزاء مقطع من برنامج أسبوعي في موضوع ذي حلقتين أثناء مداخلة من مقدم البرنامج لم يخل التعليق عليها من الطرفة والممازحة وهذا البرنامج في حلقاته جزء من منظومة متنوعة تتضمن بحمد الله أكثر من 3000 مادة ما بين محاضرة وبرنامج وخطبة ودرس. ومشكلة الاجتزاء أنه يختزل المواضيع ويصور للمستمع معان مبتورة تفهم على غير وجهها، والمنصف من ينظر إلى كل موضوع ضمن سياقه.
س4: ألا تشعر أن هذه القضية هامشية في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات؟
ج4: لا شك أن للأمة الكثير من القضايا المهمة والتحديات على مختلف الأصعدة، والحمد لله الذي أعاننا على تناول الكثير منها في برامج تلفزيونية وإذاعية ومجموعة مواقع على شبكة الانترنت بالإضافة إلى الخطب والمحاضرات والدروس والكتب والمطويات والأشرطة والأقراص المدمجة تنوعت في مواضيعها مثل بيان لأركان الإيمان والإسلام والتوحيد والشرك والسنة والعبادات والمعاملات ومآسي العالم الإسلامي وتفرق المسلمين وأحداث العنف والإرهاب والكوارث الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والغلاء والبطالة والطلاق والعنوسة والمخدرات وما يهم الشباب والفتيات وأضرار الأفلام وأثر الإعلام وفقه البدائل وأهمية الأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية وقضايا التقنية
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحداث الساعة إلى غير ذلك
وموضوع تلك الحلقة ككل مهم جدا في ظل انتشار وسائل الإعلام وعظم تأثيرها على العقول، وأعظم من يؤثر فيه الإعلام بصوره وشخصياته الحقيقية والكرتونية هم فلذات الأكباد وصناع المستقبل والكلام عن تفاصيل المسائل المتعلقة بتربيتهم أمر مهم لكل أب وأم ومربي.
وليس من الحكمة إهمال بعض الجزئيات لما لها من دور مؤثر في تكميل وتوضيح القضايا العامة بشرط ألا تشغله عن الصورة الكاملة.
س5: ما تحليلك لانتشار الخبر في وسائل الإعلام المختلفة بهذا الحجم؟
ج5: بالنسبة لوسائل الإعلام الغربية فإن ذلك متوقع منهم، فإنه يصعب على من لم يدخل نور الإسلام قلبه أن يدرك الحكم البالغة والمعاني الدقيقة في تفاصيل الأحكام الشرعية فيتناقلونها بشيء من الاستهزاء والسخرية، والمرء عدو ما جهل.
أما وسائل الإعلام العربية فأظن أن الإثارة التي غٌلف بها الخبر كانت مغرية لهم
س6: بصراحة يا شيخ ما موقفك ممن استغل هذه المسألة في السخرية منك والهجوم عليك؟
ج6: من قصدني بشخصي في الكلام فأسأل الله أن يعفو عني وعنه ويهدينا جميعا سواء السبيل
وظني بكثير ممن تكلم في هذا الأمر أنهم لم يعرفوا سياق الكلام وظنوا فعلا أنني قد أصدرت فتوى خاصة بقتل ميكي ماوس وتأثروا بعملية الاجتزاء المذكورة
وهناك قلة لا تعرف الحكم الشرعي في المسألة فلعل ما سبق ذكره كافٍ في بيانه، والأصل في المسلم أن يكون وقافا عند حدود الله مسلما لما جاء عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - يعتز بكل أحكامه ويرفع بها رأسا سواء أثبتها العلم الحديث أو لم يصل لإدراكها حتى الآن
وأما من تهكم بالحكم الشرعي وبخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى فهو على خطر عظيم فليراجع نفسه ويستغفر ربه حتى لا يكون ممن خاض مع الخائضين الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين
س7: لوحظ كثرة تهجم إعلاميين غربيين على بعض مسائل ورموز الشريعة الإسلامية فما هو الموقف الأنسب في التعامل مع ذلك؟
ج7: الإعلام صنعة أتقنها الغرب وأصبح بإمكان بعضهم تجييش الآراء باتجاه معين من خلال الاجتزاء والتضخيم والتهويش للوصول إلى مبتغاهم والتشنيع بمن خالفهم، مع إقرارنا بحيادية عدد من منصفيهم
والواجب علينا استثمار وسائل الإعلام في تمييز الحق من الباطل والدعوة إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نبيّن للعالم محاسن هذا الدين الذي كله رحمة وعدل وكيف جاء لمصلحة البشرية وذلك بالحجج العقلية والبراهين التي يفهمونها وقد هدى الله بسبب ذلك كثيرا من عقلائهم إلى الدين الحق القويم
وعلى المسلمين إن سمعوا طعنا أو تشويها لشيء من الدين أو أحكامه أو رموزه ألا يقبلوه منهم عملا بقوله - تعالى - (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) فلا يطيروا بها ولا يعينوا أهل الباطل على نشر باطلهم، والله - تعالى -قد وعد بنصر دينه والانتصار لرسله وللمؤمنين فلا يضرهم كيد الكائدين.
وينبغي أن يكون التعامل مع الغربيين وكذلك الشرقيين بالحجة والبرهان والدليل العقلي حيث أن كثيرا منهم لا يؤمنون بالوحي وما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -
ومسألة قتل الفئران (الحقيقية) الواردة في الشرع سببها ما هو معلوم واقعا وطبا وتجربة وفطرة من ضرره وقذارته ولذلك أمرت الشريعة بقتل الفويسقات الخمس. قال - صلى الله عليه وسلم - (خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديا) رواه مسلم
وسبحان الذي خلق الأرض وبث فيها من كل دابة، وجعل بعضها شريفا (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، وبعضها وضيعا كالفأرة التي سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - (فويسقة) رواه مسلم، وأخبر عن ضررها فقال (الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ) رواه مسلم. وأنها تنجس ماوقعت فيه: سئل رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ فَقَالَ: (أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا) رواه البخاري.
وهناك الكثير من المقالات الغربية التي تتكلم عن الأضرار البيئية والصحية والاقتصادية والمالية التي تسببها الفئران حتى سئم منها عامة الناس كما في استفتاء نشره موقع
http://answers.**********/question/index?qid=20080913110518AAmvdl Q
وفي عام 2002 تم إصدار قانون أمريكي يستثني الفئران من جميع الحقوق الصحية للحيوانات
http://www.apa.org/monitor/julaug02/rats.html
وتسميمها للأطعمة وتسبيبها للأمراض الخطيرة ثابت طبيا
http://www.oldham.gov.uk/ocfs-env-epeh56s.pdf
ومخلفاتها سامة ومؤثرة على النساء الحوامل وقد تصل إلى الموت أو إسقاط الحمل
http://www.sodahead.com/question/70191/
وعضتها للإنسان ناقلة لفيروس مشابه للأنفلونزا ومسبب للحمى وقاتل في بعض الأحيان
http://wiki.answers.com/Q/Aremousedroppingharmfultohuman s
ويأكل عوازل الأسلاك الكهربائية متسببا في الماس المشعل للحرائق
http://www.idph.state.il.us/envhealth/pcnorwayrat.htm
وغير ذلك مما هو كاف في إقناع أي سائل غربي يقول لماذا أمر الإسلام بقتل الفئران.
http://www.islamselect.com/mat/70337
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 12:37]ـ
أحسنتم؛ بارك الله فيكم
ـ[ابن خالد]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 12:44]ـ
وفيكم بارك
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 03:20]ـ
بارك الله في شيخنا المنجد وحفظه لنا ونفع به المسلمين ..
وانه والله لمن أكثر دعاة الأمة اطلاعا ومتابعة و"رصدا" لصور الغزو الفكري والتربوي والتعليمي لبلاد المسلمين .. أسأل الله أن يمد في عمره وأن ينفع به المسلمين للمزيد والمديد من السنين ..
وتأمل قول السائل هداه الله اذ يقول:
"ألا تشعر أن هذه القضية هامشية في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات؟ "
وأنا أقول يا أيها السائل والله انه لمن شر ما ألم بهذه الأمة من مصاب أن يُنظر الى المتكلم في أمثال تلكم المسائل التربوية الدقيقة والخطيرة على أنه يتكلم في قضية "هامشية"! ووالله لكم وددت أن أسمع من الشيخ المنجد حفظه الله ردا أشد وأوسع من هذا على تلك الشبهة ومثيلاتها والتي يروج لها قوم قليلو العلم والدراية بدين الله، شديدو الافتتان بفضلات الغرب وملاهيه، يقولون، العراق فيها كذا وكذا، وفلسطين فيها كذا وكذا، والأمة يتمزعها العدو من كل جانب وأنتم تتكلمون في هذه "الهامشيات"؟؟؟
هؤلاء، أكثرهم يكون حسن النية، ويرى أناسا مسلمين تهراق دماؤهم في أنحاء الأمة ويريد أن يكون فاعلا يدفع عنهم ولا يدري لجهله ما عليه ازاء ذلك وما هو واجبه ودوره ... فيسمع شيخا من مشايخ الدعوة يتكلم في المحاذير الشرعية في أفلام الكارتون - مثلا - فيقول أين هذا من هؤلاء الذين يعذبون وينكلون ويسامون سوء العذاب في أطراف البلاد؟؟؟ هل هذا ما يحتاجون اليه؟؟
فنقول لمن هكذا حاله، يريد النصح والخير للأمة ولكنه يجهل، نقول له يا أخ الاسلام، اعلم أن أول الغيث قطرة، وأنما الجبال من مجموع الحصى .. فما أصاب تلك الأمة ما أصابها من ذلة واستضعاف من أعلاها الى أدناها، الا بسبب التساهل والتفريط والجهل العميم بالدين وقلة الخضوع لأمر رب العالمين! تسمع رجلا يقول "أتريد أن تقول أن دخول الحمام باليسرى، هو الذي سيفتح لنا بيت المقدس؟ " هذا ان كان منافقا، معلوم النفاق، فلا يرد عليه! وان كان ممن يعلم فيه الخير، والحرص على الأمة والمسلمين، فنقول له: نعم والله لو كنت تعقل! لأن القلب الذي وصل بصاحبه الى درجة حب التسنن والطاعة والخضوع والامتثال للمستحبات وسنن الهدي، فكيف ترى شأنه من الفرائض والمحرمات يكون؟ هذا قلب قد مهده الله لطاعته، وهذا هو عين ما تحتاج اليه الأمة ليكون عنوان نصرها، ولا يأتيها النصر حتى يكون سواد المسلمين على قلب هذا الذي تضيرك شدة عنايته "بدخول الحمام باليسرى"!! الهرم يا عبد الله لا يبنى من رأسه وانما من قاعدته فتأمل!! والحكمة كل الحكمة هي فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم قل في نظرك أو كثر .. ولما يحذر ذلك العالم وذلك الداعية عموم المسلمين من خطر يتهدد دين أبنائهم في بيوتهم ويتسرب اليهم من حيث لا يشعرون، فهذا والله هو الحكيم الفقيه "بواقع الأمة" حقا، الملم بما يحاك لها من مؤامرات والله لهي أخطر عليها من اجتياح الدبابات والطائرات لديارها! لماذا؟ لأن الجند ان كان أساسهم على تقوى لله وخشية، فانهم جند الله الذين باعوا أنفسهم في سبيله، كرهوا الدنيا وأحبوا الموت، فهؤلاء لا تفنيهم الدبابات ولا الطائرات، وهم ذخيرة الأمة التي لا نصر لها الا بهم! أما الجندي الذي قد امتلأ قلبه بالموسيقى والأفلام والمسلسلات وصور الزانيات العاهرات و .... فبالله أي نصر يراد من هذا؟؟ انما هم غثاء، لو نفخ فيهم العدو لأطاح بهم!!! وهذا هو عين ما يريدون للأمة ويكيدونه لها، وهم يدركون هذا الأمر وعندهم من فقه التاريخ والدراية بحال الأمة معهم عبر عصور ذلك الصراع الطويل بيننا وبينهم، ما لا تجده في أكثر هؤلاء المتشدقين الذين يلومون على الدعاة عنايتهم بهذه القضايا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد رأيت بنفسي على موقع من مواقع القوم رسومات كاريكاتير يسمونها بالكاريكاتير الدعوي (وتأمل!!!) فيها رسم لرجل ملتح يلبس غترة - يريدون به الرمز لداعية سلفي غالبا - يجري بالسيف في يده يطارد به صورة ما يسمى بالبوكيمون (من شخصيات الكارتون التي انتشرت في فترة من الفترات) ومن خلفه دبابة يركبها شارون وعليها رمز دولة اسرائيل، توجه مدفعها اليه وهو لا يدري! ثم تحت هذا الرسم البذيء كتبوا - هداهم الله أو عاملهم بما يستحقون - "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم"!!!!
لقد فار دمي والله من ذلك الرسم، سيما وقد صار فيما بعد مما تتناقله المواقع العلمانية والتنصيرية وغيرها للسخرية لا من دعاة السلفية وانما من الدين كله!! فتأمل الجهل المبين!! هذا المسكين - أو الهالك، والله أعلم به - الذي رسم تلك الرسمة، ألا يرى أطفال المسلمين يقبلون ليل نهار منكبين على تلك المصائب المستوردة من الوثنيين والصليبيين تبث فيهم التعلق بغثاء يعلم الله ما فيه من عقائد كفرية وما فيه من تعليق بالدنيا وزخرفها؟؟ أفيطمع هؤلاء بعد كل هذا المسح والتنويم والبرمجة التربوية المنظمة ليل نهار، في أن يروا من أطفالهم هؤلاء جندا يحررون بيت المقدس الذي لا هم لكثير من اخواننا ولا قضية في دينهم تعلو فوق تحريره؟؟؟ ثم يسخر المجرم من الدعاة الذين شخصوا المرض وعلموا سبيل علاجه، وسعوا في بتر تلك المصائب من بيوتنا وتحذير المسلمين منها، صيانة لدينهم ودين أبنائهم، والذين لا خروج لجليل النصر والتمكين حتى يتمكن من قلوبهم الدين؟؟؟ هذه مأساة عقل والله!
انه الجهل المركب، ولا حول ولا قوة الا بالله!! أنتم يا أهل الغفلة قد سعيتم من حيث لا تشعرون في خدمة مخطط أعدائكم وفي هدم دين أبنائكم بأيديكم .. يأتيكم من يقول لكم امنعوا أولادكم من كذا وكذا صيانة لهم فقد تبين لنا ما فيه من افساد فتقولون لهم: "أهذا هو ما قدرتم عليه؟؟ أهذا هو ما ينتصر به المسلمون؟؟ "!! انهم من جهلهم يحسبون أن الداعية أو العالم منوط به تحرير البلاد المغتصبة بالقوة والسنان!! منوط به أن يعد الجيش وينادي "حي على الجهاد" فيخرج الناس بالسلاح زحفا ليفدوا الى فلسطين أفواجا ليحرروا الأقصى الأسير، هكذا!!! فأي جهاد وأي زحف وأي قلوب أصلا هي تلك التي تتوقعون أن تثبت في لقاء العدو يوم أن يخرج فيها من بيده أن ينادي "حي على الجهاد"؟؟؟ وأي جهل وأي حماقة هذه، ممن ينادون ليل نهار "بفقه الواقع" والعمل من أجل النصر والتمكين اذ لا يميزون بين مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح وأولويات الدعوة؟؟؟ ان هذا الخلط المبين في فهم مناط الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخلط بين ما هو خطاب موجه - سرا وخفاءا - من الدعاة والعلماء الى ولاة الأمور، الذين بيدهم صنع القرار وحشد الحشود وتحريك السرايا والجنود وكذا، وبين الخطاب الموجه علنا وجهرا لعامة الرعية الذين واجبهم اصلاح أنفسهم وكل منهم راع مسؤول عن رعيته، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في حدود استطاعته مع أمن الفتنة، وربه سائله عن رعيته لا عن راعيه الذي يتولى أمره، هذا الخلط انما هو ثمرة جهل بالدين عريض، واني لأرى أن اصلاحه وعلاجه هو في حد ذاته مقصد من مقاصد الدعوة الكبرى في زماننا هذا والتي يجب ألا يغفلها الدعاة والمصلحون والعلماء!
وانه لظلم والله وبغي مبين أن يقال للداعية السلفي، أنت ليس لك هم سوى الاسبال واللحية والنقاب و ... بل كل قضايا الأمة همه، ودعوة الاسلام دعوة دين، دين كامل يراد من أهله الدخول فيه كافة، فان دخلوا، وتحقق الدين في القلوب، هانت الدنيا كلها من أجله .. فماذا يريدون؟؟ يريدون منهم هجر الدعوة الى الواجبات والسنن المهدرة والمضيعة؟ يريدون منهم هجر اصلاح التوحيد في القلوب والنهي عن المنكرات التي خربت بيوت المسلمين وأوهنتهم وجعلت منهم مسخا بين أيدي أعدائهم الا ما رحم ربي؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرت في كلامي أن كثيرا من الذين يهمشون تلك القضايا انما يكون في قلوبهم هوً وتعلق بزخرف الكفار ولابد .. لماذا؟ لأنهم في الحقيقة لا يتصورون أنفسهم ملتزمين بتلك السنن التي ينادي بها دعاة السنة .. لا يريدون حمل أنفسهم عليها أصلا، ولا يريدون تغيير عاداتهم التي تعلموها من بلاد الغرب، ليجعلوا في مكانها سنن الهدي الطاهر .. يثقل ذلك على قلوبهم جدا!! يقول الواحد فيهم في نفسه "ما الفائدة من أفعل ما أفعل وأكثر الناس فاسدون من حولي؟ " فيهزمهم الشيطان ويتركون واجبهم وفرضهم كمسلمين، وينازعون الأمر أهله، يتكلمون في عمل ولي الأمر وكأنهم يملكون تغييره أو اصلاحه!!! يتصور الواحد منهم اذ يتكلم ليل نهار مع أقرانه في نقد و"نقض" سياسات البلاد في كذا وكذا، أن ذلك يرفعه الى مصاف الحكماء والعقلاء، وأنه يكون بذلك رجلا مطلعا فاهما غيورا على أمته وبلده يريد اصلاحها!! فيا هذا المسكين ماذا تملك من أمر ولي الأمر أصلا حتى تغيره؟؟؟ وكيف حال رعيتك أنت التي أنت مكلف بها وكيف أنت فاعل بهم؟؟؟
تسمع حتى سائق سيارة الأجرة يتسخط على السياسة وولي الأمر وكذا، فان تأملت فيه وجدته ما يريد أصلا أن يجتهد أو يتكلف أن يلزم نفسه بألا يكسر اشارة المرور!!! فهذا الذي لا يريد الالتزام بأمر بسيط لا يماري عاقل في أنه مما تصلح به البلاد وتنتظم الحياة فيها بسببه، أفهذا الزائغ يمكنه أن يصلح ما أفسده ولاة الأمور؟؟؟؟
أوتحسب أنك أنت يا هذا، وهذه هي حالك من التفريط في الواجبات والمحرمات وقلة الالتزام بالسنة، أفتحسب أنه لو آل الأمر اليك أنت في بلدك في مكان ولي الأمر الذي تتسخط عليه، فسيكون منك الاصلاح والخير الذي لم يكن منه؟؟؟؟؟ جهلت وكذبت والله!! فكيفما تكونوا يول عليكم! وصلاح رعيتكم لن يأتي الا من صلاحكم!!
((وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ)) [الأعراف: 58]
فهذا السؤال الذي سأله ذلك السائل للشيخ المنجد، يكشف عن هذا الخلل المنهجي العميق في نظر كثير من المسلمين الى أولويات الدعوة والى سبل الخطاب الدعوي المفضية باذنه جل وعلا الى النصر والتمكين!
لله دره من شيخ داعية مجاهد غيور، أسأل الله أن يحفظه وأن يسدد رميه وأن يعينه على رصد ما يخفى على المسلمين من أخطار تتهدد دينهم الذي هو عصمة أمرهم .. والله المستعان.
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 07:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الصادق]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 08:28]ـ
كل ما يحصل من إثارة لموضوع من جهة التغريبيين يخص أحد المشايخ نجد رد الشيخ (كلامي واضح)، وهذا يدل على تحميل كلام المشايخ على وجه يحدث الاثارة والضجة مع وضوح الكلام ويدل على أذيتهم،
فلا أدري متى يمل القوم من تصرفاتهم المفضوحة!!؟.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 11:00]ـ
حفظ الله الشيخ المنجد من الأعداء و مناصري الفئران
ـ[سحابة مطر]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:42]ـ
اللهم انصر مشايخنا ودعاتنا وحمهم من شر اعداء الدين انصار الفوسيقات
يريدون الغاء عقول ابنائنا ودينهم واستبدالها بخرافاتهم ومعتقداتهم حتى يهلكوا الامة عن بكرة ابيها(/)
الشفافية فى تنفيذ الحق _ فلسطين
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 06:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان عدم الشفافية فى تنفيذ الحق تجعله باطلا وضلالا وانحرافا
لعل المبالغه فى تنفيذ واستخدام الحق بحيث يخرج عن طور الوسطية والعدل يجعل هذا الحق باطلا وانحرافا, فانه على مر الأيام والسنين كان من المتقرر عند العقلاء أن الحق وسط بين طرفين , بين الافراط والتفريط ,مع أن كلا من الطرفين المنحرفين معه جزء من الحق قل أو كثر
بالتالى فان مايحدث فى فلسطين من أحداث وان كان له مبررات ومسوغات اجتماعيه وانسانيه الا أن المبالغة الشديد والافراط والعنف فى تطبيق الحق , يجعل هذا العمل خارجا عن العدل الاجتماعي لذا مثلا ما حدث مع عائله دغمش فى غزة قبل أيام له مبررات ومسوغات اجتماعيه وانسانيه
غير أن اعدام الاشخاص هكذا فى الشوارع واستخدام الاسلحه من العيار الثقيل واعدام المتورطين ثلاث واربع مرات وهم فى عداد الاموات أمر مشين ومستقبح فى الشريعة الاسلامية
والله تعالى أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(/)
إقامة البرهان على بطلان الإمامة "الشيعية" بنص القرآن.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 07:29]ـ
:إقامة البرهان
على بطلان الإمامة "الشيعية" بنص القرآن
يقرِّر الشيعة حسب مذهبهم العجيب أن الإمامة ينبغي أن تنحصر في آل بيت النبوة.
ثم يحصرونها بعد ذلك في اثني عشر منهم فقط دون دليل مخصِّص.
و يستدلون على مذهبهم في الإمامة بقول النبي عليه الصلاة و السلام لعلي رضي الله عنه: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" مع أن الحديث هو من أكبر الحجج عليهم لأن هارون لم يتولَّ أمر بني اسرائيل بعد موسى لكونه مات قبله،و الذي خلف موسى يوشع بن نون وليس هارون ..
ثم إنَّ معنى الحديث يتبيَّن من سبب وروده، قال ابوبكر بن أبي شيبة في مصنَّفه: (حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: خلَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان , فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي).
فظاهرٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد تطييب خاطر علي رضي الله عنه بإخباره أنَّ حاله تلك ـ حين خلَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ـ شبيهة بحال هارون عندما استخلفه موسى عليهما السلام لمَّا ذهب الى ميعاد ربه، و وجه الشبه بينهما هو الاستخلاف.
مع ان النبي عليه الصلاة والسلام استخلف عددا من الصحابة:
فاستخلف " سعد بن عبادة " رضي الله عنه في غزوة " الأبواء ".
واستخلف " أبا سلمة بن عبدالأسد " رضي الله عنه في غزوة " العشيرة ".
واستخلف " زيد بن حارثة " رضي الله عنه في غزوة " يدر الأولى ".
واستخلف " بشير بن عبدالمنذر أبا لبابة " رضي الله عنه في غزوتي " بني قينقاع" ".السويق ".
واستخلف " عثمان بن عفان " رضي الله عنه في غزوة " غطفان "
واستخلف " ابن أم مكتوم " رضي الله عنه في غزوة " نجران " وتسمى غزوة " بني سليم ".
واستخلف " ابن أم مكتوم " رضي الله عنه في غزوة " حمراء الأسد ".
و غيرهم كثير رضي الله عنهم اجمعين.
إلاَّ أن القصص القرآني ـ أيضاً ـ يردُّ ما ذهبت اليه الشيعة،
فبعد انقضاء المدّة التي أقامها بنو إسرائيل في التيه -وهي (40) سنة- وبعد وفاة هارون وموسى، تولى أمر بني إسرائيل نبي من أنبيائهم اسمه (يوشع بن نون عليه السلام)، فدخل بهم بلاد فلسطين، وقسم لهم الأرضين. وكان لهم تابوت "صندوق" يسمونه تابوت الميثاق أو "تابوت العهد"، فيه ألواح موسى وعصاه ونحو ذلك، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].
- و لما توفي يوشع بن نون، تولى أمر بني إسرائيل قضاة منهم، ولذلك سمي الحكم في هذه المدّة: حكم القضاة.
وفي هذه المدة دبّ إلى بني إسرائيل التهاون الديني، فكثرت فيهم المعاصي، وفشا فيهم الفسق، إلى أن ضيعوا الشريعة، ودخلت في صفوفهم الوثنية، فسلَّط الله عليهم الأمم، فكانت قبائلهم عرضة لغزوات الأمم القريبة منهم، وكانوا إلى الخذلان أقرب منهم إلى النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم، وكثيراً ما كان خصومهم يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم.
3 - وفي أواخر هذه المدّة سَلب الكنعانيون منهم "تابوت العهد"، في حربٍ دارت بين الطرفين، وكان ممّن يدبر أمرهم في أواخر مدّة حكم القضاة نبي من أنبياء بني إسرائيل من سِبط لاوي اسمه: (صمويل = شَمْويل)، يتصل نسبه بهارون عليه السلام.
وكان بنو اسرائيل قد جعلوا الحكم و الرئاسة الدينية في ذرية هارون عليه السلام لأنهم آل بيت نبيهم موسى عليه السلام، عن طريق أخيه هارون عليه السلام، حيث أن موسى عليه السلام لم تكن له ذرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فطلب بنو إسرائيل من (صمويل) أن يجعل عليهم ملكاً يجتمعون عليه، ويقاتلون في سبيل الله بقيادته، و قد قصَّ الله عزوجل قصة هذا النبي مع بني اسرائيل في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 246].
فسأل شمويل ربه في ذلك، فأوحى الله إليه أن الله قد جعل عليهم ملكاً منهم اسمه (طالوت= شاؤول) من سبط بَنْيامين بن يعقوب"اسرائيل"، وكانت قبيلة بنيامين في ذلك العهد قد أوشكت على الفناء في حرب أهلية وفتن داخلية قامت بين بني إسرائيل.
عند ذلك اعترض بنواسرائيل وعلى رأسهم اللاويون "ذرية لاوي الذي يتصل نسبه بهارون عليه السلام ": كيف يكون الملك في غير ذرية هارون عليه السلام.
و استنكروا أن يكون طالوت ملكاً عليهم. و قَالُوا " {أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا} وهو من سبط بنيامين و ليس لاوِيّاً.
{وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} لأنهم هم أهل بيت نبيهم موسى عليه السلام.
يقول الله عزّ وجلّ: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247].
ـ وعند ذلك سأل بنو اسرائيل النبي "صمويل" عن دليل رباني يدلهم على أن الله ملَّك "طالوت" عليهم، فقال لهم صمويل:
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءالُ مُوسَى وَءالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].
وأعطاهم صمويل موعداً لمجيء التابوت تحمله الملائكة، فخرجوا لاستقباله فلما وجدوا التابوت قد جيء به حسب الموعد أذعنوا لملك طالوت، فكان أول ملك من ملوك بني إسرائيل.
4 - جمع طالوت صفوف بني إسرائيل، وهيأهم لمحاربة عدوهم، وخرج بهم، ثم اصطفى منهم خلاصة للقتال، يقارب عددها عدد المسلمين في غزوة بدر. قالوا: وكان عددهم نحواً من (319) مقاتل، وذلك بطريقة قصها القرآن علينا في قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
وهؤلاء القلة هم الذين اصطفاهم طالوت للقتال بعد رحلة برية شاقة سار بهم فيها، وقد اشتد فيها ظمأ القوم، وبهذه القلة التي جاوزت النهر واجه طالوت الأعداء.
5 - لقي طالوت خصومه الوثنيين الفلسطينيين، وكان رئيسهم جالوت (جليات عند العبرانيين) قوياً شجاعاً فرهبه بنو إسرائيل.
و تحقَّق بملك طالوت الذي اصطفاه اله عزوجل لبني اسرائيل انتصارهم على عدوِّهم اللدود جالوت
قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251].
(يُتْبَعُ)
(/)
فبان بذلك بطلان فرية الإمامة الدعيَّة، لدى الطائفة الشيعية، وأنها لا تستند ـ في تقريرها ـ الى عقل و لا الى شرع،و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 01:57]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بجهودكم،،،
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 02:46]ـ
واياكم اخي الكريم
وفقكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 03:42]ـ
بارك الله فيك ..
ولكن جوابنا على الرافضة ان هم جعلوا هذه الآيات التي ذكرتها حجة لهم في صحة فرية الامامة، أن نقول لهم أن الآيات ليست في آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم كما هو واضح، وانما هي في بني اسرائيل ..
وتتابع حكم الأنبياء في بني اسرائيل من سلالة يورث بعضها بعضا، (كلما هلك نبي خلفه نبي) انما هو شأن خاص ببني اسرائيل قد خصهم الله به، بينما جعل ختام النبوة في محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده لا من بيته ولا من غيره، فحتى وان أرادوا قياس فرية الامامة التي تقوم عليها ملتهم على خلافة الأنبياء في بني اسرائيل فلا قياس أصلا! والكلام عن خلافة من يأتي بعد خاتم النبيين يلزمه أدلة مستقلة لا دخل لها بتلك الآيات ولا بما كان في بني اسرائيل!
وان كانوا هم قد استعانوا بتلك الآيات بالتأويل الباطني المردود والذي لا يخدمه نقل ولا عقل، فحري بنا ألا نرد عليهم بما قد يعدونه هم اقرارا منا لأسلوبهم المنحرف في تنزيل نصوص القرءان على غير مراد الله منها! فأنت حين تقول لهم أن القصة التي وقعت لبني اسرائيل ليست كما تدعون، وانما الذي جرى كذا وكذا فهو لنفي الامامة أقرب من اثباتها، فكأنك تتفق معهم على أصل طريقتهم في الاحتجاج بالآيات نفسها، ولكنك تعترض على النتيجة التي خرجوا بها من ذلك! وهذا أصل لا نوافقهم عليه ولا شك، واثبات فساده لهم يغني عن الخوض في ذلك كله وغيره من مثله ويهدم البنيان من القواعد!
ولا يقال أن هذا من باب إلزام المخالف بما يلتزمه والتنزل معه لأن ذلك الباب لو فتحناه أمامهم لألزمونا بسائر هرائهم في تأويل القرءان! كما أن تفاصيل تلك الرواية التاريخية والتي تفضلت بذكرها لا يسندها سند متصل الى الوحي المعصوم، فلن تسلم من أخذ ورد تسقط به حجتك أمامهم ..
فالذي أراه والله أعلم أن الرد عليهم ببساطة في استعمالهم لتلك الآيات الكريمات، يكفي فيه أن يقال لهم: ليست هذه الآيات حجة على ما تدعون ولا دخل لما جرى في بني اسرائيل بخلافة خاتم المرسلين أصلا ولا قياس، وزعمكم هذا ينقصه الدليل، وليس ثم دليل، فتسقط الدعوى من أصلها، ويخر السقف من فوق رؤوسهم .. والله أعلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيك ..
ولكن جوابنا على الرافضة ان هم جعلوا هذه الآيات التي ذكرتها حجة لهم في صحة فرية الامامة، أن نقول لهم أن الآيات ليست في آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم كما هو واضح، وانما هي في بني اسرائيل ..
وتتابع حكم الأنبياء في بني اسرائيل من سلالة يورث بعضها بعضا، (كلما هلك نبي خلفه نبي) انما هو شأن خاص ببني اسرائيل قد خصهم الله به،.
بارك الله فيك اخي ابا الفداء
و لكن أنت ترد على الرافضة في استدلالهم بتتابع الأنبياء و هذا شي اختص الله به بني اسرائيل إقامةً للحجة عليهم.
بينما ما ذكرتُه أنا كان عن قضية انحصار الامامة في آل بيت النبوة حيث يدَّعي الشيعة أن الإمامة ينبغي أن تطَّرد في إمام من أهل البيت و أنَّ ذلك إرادة شرعية من البارئ عزَّ و جل.
فاصطفاء الله عزو جل لطالوت و هو من بني بنيامين بن يعقوب و ليس من آل هارون أهل بيت النبوة يردُّ مزاعمهم تلك،وشكراً على مرورك الكريم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 06:04]ـ
"فاصطفاء الله عزو جل لطالوت و هو من بني بنيامين بن يعقوب و ليس من آل هارون أهل بيت النبوة يردُّ مزاعمهم تلك،وشكراً على مرورك الكريم "
يا أخي الفاضل، اصطفاء الله لطالوت لا علاقة له أصلا بمزاعمهم من أي وجه كان ذلك بارك الله فيك، وهذا هو ما أقصده .. والرد عليهم انما يكون بهدم مبدأ الاستدلال نفسه، لا بمراجعتهم في دلالة الدليل، فلا دلالة فيه أصلا وهو خارج محل النزاع! فحتى لو فرضنا تنزلا أن بني اسرائيل قد جعل الله لهم الملك بنص الآية محصورا في آل بيت موسى وفي ذرية موسى وحتى لو قضى لهم اثني عشر خليفة اماما - وليس نبيا - من ذريته ومن آل بيته عليه السلام، لما كان في شيء من ذلك حجة لهم من قريب أو بعيد، لأنهم لا يزال يلزمهم تقديم الدليل على أن ما قضاه الله في أمر بني اسرائيل فيمن يخلف موسى هو تكليف لنا نحن أيضا وهو خطاب يلزمنا نحن كذلك العمل به!! وهذا لا تدل عليه هذه الآيات ولا غيرها لا من قريب ولا من بعيد!
فانتحالهم قصص القرءان وتأويله على هواهم هذا هراء ظاهر الفساد انما يرد عليه بنسفه من أساسه!
فالسؤال هنا، هب أنهم أتوك بروايات تاريخية أخرى مخالفة في شأن ما حدث لبني اسرائيل في تلك القصة، وأثبتوا لك أنها أوثق وأثبت مما معك، وكانت تلك الروايات تفيد مزاعمهم تلك عند القياس عليها، فكان ماذا؟؟
فالعطب انما هو في مبدأ الاستدلال نفسه، فتأمل!
ونقول أنهم أصحاب دعوى، يزعمون أن القرءان فيه الدلالة على حصر الامامة في اثني عشر خليفة في آل البيت .. فنقول لهم ((هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)) .. فلن نجدهم يخرجون لنا الا نصوصا من القرءان زعموا لها ما لا تحتمله وما لا دخل لها به أصلا، فنقول لهم كذبتم، ولا دليل لكم على توجيه تلك الآيات الى تلك المرادات، فيسقط كذبهم وينقضي الأمر، ولا نحتاج الى أكثر من ذلك!
أرجو أن يكون القصد قد ازداد وضوحا .. بارك الله فيك ونفع بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 06:23]ـ
بارك الله فيكم .. ولعلك ترسلها بالفاكس - لا أعرفه - للهاشمي؛ لأن حواره معهم هذه الأيام عن هذه المسألة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 06:58]ـ
بارك الله فيكم .. ولعلك ترسلها بالفاكس - لا أعرفه - للهاشمي؛ لأن حواره معهم هذه الأيام عن هذه المسألة.
سأحاول ان شاء الله، و ان قام احد الاخوة بارسالها فجزاه الله خيرا
لأني لا اعرف رقم الفاكس أيضا
شكرا يا شيخنا الفاضل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 07:04]ـ
. [/ quote] أرجو أن يكون القصد قد ازداد وضوحا .. . [/ quote]
نعم يا شيخنا الفاضل هو و اضح جدا.
ولكن بعيدا عن الاقتداء بني اسرائيل
أوكون شرعهم شرع لنا من عدمه
= الشيعة يرون وجوب امامة اهل بيت النبوة ويجعلون ذلك قاعدة عامة بل عقيدة فارقة
و هذا المثال القرآني ـ في أمر هو من النواميس الإلهية الكونية التي لا يعتريها النسخ أو التبديل ـ يكسر قاعدتهم و يدحض حجتهم، بارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 07:30]ـ
"أوكون شرعهم شرع لنا من عدمه"
بارك الله فيك، وهذه المسألة أيضا خارج محل النزاع، لأنه حتى لو سلمنا بقول القائلين بأن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخه ناسخ، فالآيات ليس فيها نص على وجوب أن يؤول الملك أو الامامة بعد النبي الى واحد - ولا الى اثني عشر - من آل بيته من بعده!! وكون الله قد أمرهم بتنصيب ملك اختاره لهم بالاسم - من أي ذرية كان اختياره -، فهذا تشريع لهم لا دخل له بنا ولا يمكننا القياس عليه! وان زعموا أننا قد نزل عندنا النص على ولاية علي رضي الله عنه بعد النبي عليه السلام كما نص الله على ملك طالوت، فليخرجوا لنا ذلك النص، بدلا من اللعب بالابطان والتحريف والتلفيق والكذب وتحميل قصص القرءان ما لا دخل لها فيه!!
"و هذا المثال القرآني ـ في أمر هو من النواميس الإلهية الكونية التي لا يعتريها النسخ أو التبديل ـ يكسر قاعدتهم و يدحض حجتهم "
فما هو ذلك الناموس الكوني الذي لا يعتريه النسخ أو التبديل؟ لعلك تقصد قوله تعالى: ((وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))؟
هذا ناموس كوني ولا ريب، ولكنه عند استقلال النص به فانه لا يكون فيه حجة لهم ولا لنا في نفس الأمر! لأنهم لو أثبتوا لنا أن الامامة تجب لآل البيت على نحو ما يعتقدون، - ولا يكون ذلك من طريق القرءان أصلا لخلوه من ذلك كما هو معلوم - فقد أثبتوا أن الله قد شاء - بالارادة الشرعية فقط - أن يؤتي ملكه آل البيت الاثنا عشر! وان أثبتنا لهم بطلان ذلك وأحقية الشيخين بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم - ولن يكون هذا عن طريق القرءان أيضا - فقد أثبتنا أن الله شاء - بالارادة الشرعية والكونية معا - أن يؤتي ملكه أبا بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فالآية بمفردها لا دليل فيها لا لنا ولا لهم، وأيا كان من يصل الى الملك سواءا كان وصوله بنص تشريع من الله، أو كان بغلبة وظهور وقهر، فوصوله اليه قضاء من الله وهو داخل في سنة ايتاء الله ملكه من يشاء، اما على وجه أمر التشريع وسنن التكوين معا، واما على وجه السنة الكونية وحدها على خلاف أمر التشريع .. فأين الحجة لنا وأين الحجة لهم في الآية بمفردها؟؟
ولعلك تقصد بالناموس الكوني، امكان اختيار الله بالتشريع لرجل يؤتيه الملك والامامة، على الرغم مما يتصوره جماعة من الناس من كون غيره أحق بالملك منه؟ فان كنت تريد محاجتهم بذلك فلا حجة أيضا لأن مناط الخلاف في النهاية هو: هل نص الله على ولاية وامامة علي وذريته أم لم ينص على ذلك؟ والمتحقق أنه لم ينص على الولاية ولا الامامة التي يأفكون!! والشيخان أفضل من علي رضي الله عن الجميع، فكانا أولى بالخلافة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم .. وانتهت المسألة. أما امكان اختيار الله لرجل يجعل له الملك والامامة مع كون غيره أولى بها منه في نظر بعض الناس، فهذه سنة لا أظن الرافضة يمارون فيها! بل وقد تجدهم يقولون: "وهذه حجتنا نحن عليكم لأن عليا كان أحق بالملك من أبي بكر، وأنتم كان موقفكم من ملكه كموقف المعترضين من بني اسرائيل على ملك طالوت!! "
فالفيصل اذا هو اثبات مزعمهم بكون الولاية والامامة منصوصا عليهما، وليس لهم الى ذلك سبيل ..
أما الآية والقصة فلا حجة فيها لا لنا ولا لهم .. والله أعلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 11:45]ـ
نعم،بارك الله فيك وانجح مساعيك(/)
الشيخ المنجد: لم يصدر عني بيان أو فتوى بقتل ميكي ماوس
ـ[اسعد]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 08:46]ـ
الخبر
http://www.alarabiya.net/articles/2008/09/21/57018.html
توضيح الشيخ وفقه الله
http://www.alarabiya.net/articles/2008/09/24/57186.html(/)
عبادة لميس ومآلات الليبراليين
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 01:14]ـ
عبادة لميس ومآلات الليبراليين
لم أستغرب كثيراً من الهجمة الشرسة والمنظمة ضد نصيحة الشيخ اللحيدان لملاك القنوات الفضائية، لسبب واحد وهو مفصلية هذه النصيحة بالنسبة للتكتيك الليبرالي السعودي، فلم يستمع المجتمع يوماً لأطروحاتهم الفكرية المدبلجة، ولا لكتاباتهم النخبوية المترجمة، ولكن المجتمع ـ مع الأسف ـ استجاب لوسائلهم الجديدة في التأثير، بمشاهدته ومتابعته للمسلسلات التي تعرض المآلات الحقيقية لليبرالية، مثل (العلاقات الجنسية المحرمة، والعري الفاضح، والنمط الغربي في الحياة)، وهذا ما أقض مضاجعهم، وأخرج الكثير منهم من جحورهم، ألا وهو تعرض وسيلتهم الفتاكة والمؤثرة للهجوم المباشر وممن؟؟ من أعلى سلطة قضائية في المملكة! مما جعلهم يحرفون فتوى الشيخ عن مسارها الحقيقي وهو النصح ترغيباً وترهيباً لملاك القنوات، والتحذير من أثرهم الخطير على المجتمع المسلم، فأخرجوها إلى مسارات أخرى كتأييد القتل العشوائي، والإرهاب، وغيرها من الاتهامات المعلبة الجاهزة، ومن ثم تسويقها على المحطات الإخبارية العالمية الغربية.
وما هي إلا أيام قلائل حتى تبين للمجتمع كله، صغيره وكبيره، صدق نصيحة الشيخ اللحيدان، وواقعية ما كان يخشاه حفظه الله، فخرج علينا من تربى في بلد الحرمين، ونشأ في طيبة الطيبة، وتجاوز العديد من مناهج العقيدة وتعظيم الله عز وجل أثناء دراسته في التعليم العام والعالي، فيسخر بالمقدسات الإسلامية، والعبادات الشرعية، في قصيدته الإباحية، ودعوته الصريحة لعبادة ممثلة عرضتها القنوات الفضائية السعودية، والتي قصدها الشيخ اللحيدان بنصحه وتوجيهه.
هذه الحادثة تبين مآلات ما يدعوا إليه الليبراليون، وأن هذه المسلسلات ما هي إلا وسيلة يتوصلون به إلى مرادهم وهدفهم الحقيقي، ويدل على هذا احتفال المنتديات الليبرالية بقصيدته، وعلى رأسها جسد الثقافة المملوك للإعلامي تركي الدخيل، ولم يتم حذفها مع المطالبة الكبيرة بذلك حتى تجاوز القراء الآلاف والمعلقون المئات، ولازالت القصيدة تنال الإعجاب والإشادة في كثير من المنتديات الليبرالية السعودية، مع السكوت الرسمي منقطع النظير، عن حادثة تعتبر سابقة بالنسبة للمجتمع السعودي وفي بلد الحرمين، والذي تتشرف أعلى سلطة فيه بخدمة الحرمين الشريفين!
وفي الختام سؤال:
•هل سنتجرأ على استدعاء سفير دولة سخر أحد أفراد شعبها بمقدس إسلامي، في حين أننا لم نحاسب من سخر بقبلة المسلمين، من أبناء شعبنا؟
•هل سيقاطع المسلمون المنتجات السعودية إذا لم يأخذ القضاء مجراه في قضية سيفرح بها الكثير من أعداء هذه البلاد والمتربصين بها؟
سعد الشمري
كاتب سعودي
Saad992@gmail.com
خاص بصحيفة (سبق) الالكترونية
نشر بتاريخ 24 - 09 - 2008(/)
رافضي خبيث يخترق موقع السنة و علومها
ـ[عصام]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 05:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قام أحد الرافضة عليهم من الله ما يستحقون باختراق موقع شبكة السنة و علومها
http://www.alssunnah.com/
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد تم اختراق جميع المواقع السنية من رافضي خبيث
ـ[الجندى]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 12:33]ـ
الاختراق تم على يد مجموعة من الروافض - قاتلهم الله - على كثير من مواقع ومنتديات أهل السنة.
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 02:56]ـ
أين هكر أهل السنة يردون لنا مواقعنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:35]ـ
لقد تم اختراق عدد من مواقع أهل السنة فليخذر الناس من ذلك والله الموفق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 01:44]ـ
لقد تم اختراق مواقع العلامة ابن باز رحمه الله من الشيعة لننتبه للمواقع الاخرى من ذلك(/)
ويل للخليج من شر قد اقترب
ـ[اسعد]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 05:29]ـ
تاريخ الكنائس في الخليج مرتبط بالتنصير
http://www.imanway.com/vb/showthread.php?p=157744
قطر تبني كنيسة "بدون صلبان" لخدمة سكانها الأنغليكان
http://www.alarabiya.net/articles/2008/09/28/57381.html
انا لله وانا له راجعون
ما هي الحلول في نظركم؟؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 06:34]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
هذه الكلمة "تعادل بين الأديان" والتي كتبها مخانيث العربية في المقال الثاني: كفر لا مرية فيه، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ولا عجب، ولا ننتظر من موقع العربية الا كل سوء، قاتلهم الله ورد عليهم كيدهم!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 02:09]ـ
سمعت أن القرضاوي أفتى بجواز ذلك، و الظاهر أن قوله معتمد في قطر! كما قال الأخ الزميل أبو عبد الرحمن القطري أن مجلس الشورى أخذ بقوله في مساواة دية الرجل لدية المرأة
و أخاف أنه هو الذي دلهم على هذه الطريقة أن تبنى كنيسة لكن لا يكون فيها شعار خارجي! لاحظ الورع
أما القنوات الفضائية فلعله ينطبق عليها قول الشاعر:
بليت بصاحب وله شقيق ****شهاب الدين ذو شكل كريه
كلا الرجلين ضراط ولكن ****شهاب الدين أضرط من أخيه(/)
إجابات الشيخ ابن باز حول مسألة العذر بالجهل في شرحه لكتاب كشف الشبهات
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 06:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س: الإختلاف في مسائل العذر بالجهل هل من المسائل الخلافية؟
ج: مسألة عظيمة، والأصل فيها أنه لا يعذر من كان بين المسلمين من بلغه القرآن والسنة، ما يعذر.
الله جل وعلا قال:" وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ "، من بلغه القرآن والسنة غير معذور، إنما أوتي من تساهله وعدم مبالاته.
س: لكن هل يقال هذه مسألة خلافية؟
ج: ليست خلافية إلا في الدقائق التي قد تخفى مثل قصة الذي قال لأهله حرقوني. صـ 26 – 27
س: كثير من المنتسبين للسلفية يشترطون في إقامة الحجة أن يكون من العلماء فإذا وقع العامي على كلام كفر يقول ما نكفره؟
ج: إقامة الدليل كل على حسب حاله.
س: هل يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر؟
ج: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع؟!
إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، والدليل على كفرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر.
س: يا شيخ العامي يمنع من التكفير؟
ج: العامي لا يكفِّر إلا بالدليل، العامي ما عنده علم هذا المشكل، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة، هذا ما فيه شبهة، ولو قال واحد: إن الزنا حلال، كفر عند الجميع هذا ما يحتاج أدلة، أو قال: إن الشرك جائز يجيز للناس أن يعبدوا غير الله هل أحد يشك في هذا؟! هذا ما يحتاج أدلة، لو قال: إن الشرك جائز يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام والنجوم والجن كفر.
التوقف يكون في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي.صـ 34
س: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة!
ج: يعلَّم، الذي لا يعرف يعلَّم، والجاهل يعلَّم.
س: هل يحكم عليه بالشرك؟
ج: يحكم عليه بالشرك، ويعلَّم أما سمعت الله يقول:"أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا "
قال جل وعلا:" ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ".
ما وراء هذا تنديدا لهم،نسأل الله العافية.صـ 42
س: من نشأ ببادية أو بيئة جاهلية؟
ج: يعلَّم أن هذا شرك أكبر حتى يتوب، يقال له هذا شرك أكبر عليك بالتوبة إلى الله.
مثل ما كان المشركون يطوفون بالقبور ونصبوا عند الكعبة ثلاثمائة صنم وأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم فالذي أجاب وهداه الله فالحمد لله والذي ما أجاب مشرك هذا وأغلبهم جهال، خرجوا إلى بدر جهال، وإلى أحد جهال،تابعوا رؤساءهم.
قال الله جل وعلا:" أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا "
مع هذا حكم عليهم بالكفر.صـ 55 - 56
س: يذكر العلماء في أهل البادية أن الأعرابي قد يعذر فما هي المسائل التي قد يعذر فيها صاحب البادية؟ وهل هذا خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم عند بداية الإسلام؟.
ج: يعذر الأعرابي وغير الأعرابي بالشيء الذي يمكن جهله مثل بعض أركان الصلاة، بعض أركان الزكاة، بعض المفطرات.
أما إذا جحد الصلاة رأسا وقال:لا أصلي، أو جحد الصيام رأسا وقال لا أصوم رمضان، ما يعذر لأن هذا الشيء معلوم من الدين بالضرورة كل مسلم يعرف هذا أو جحد شروط الحج أو أن عرفة من واجبات الحج ومن أعمال الحج لأنه قد يخفى عليه، لكن يقر بالحج أنه فرض مثل هذه قد تخفى على العامي.
س: يذكر يا شيخ – أحسن الله إليك – عن بعضهم أنه ما يعرف الجنابة، وأنه ما يغتسل منها؟
ج: يعلَّم، العامي قد لا يفهم خصوصا بعض النساء، يعلَّم ولا يكفر.
س: من وصلته كتب منحرفة ليست فيها عقيدة ولا توحيد هل يعذر بالجهل؟
ج: إذا كان بين المسلمين ما يعذر بالشرك أما الذي قد يخفى مثل بعض واجبات الحج أو واجبات العمرة أو واجبات الصيام أو الزكاة بعض أحكام البيع، وبعض أمور الربا، قد يعذر وتلتبس عليه الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن أصل الدين كونه يقول أن الحج غير مشروع أو الصيام غير واجب أو الزكاة غير واجبة، هذا لا يخفى على المسلمين، هذا شيء معلوم من الدين بالضرورة.
س: لو قال لا بد أن تتوفر شروط فيمن أًريد تكفيره بعينه وتنتفي الموانع؟
ج: مثل هذه الأمور الظاهرة ما يحتاج فيها شيء، يكفر بمجرد وجودها، لأن وجودها لا يخفى على المسلمين، معلوم بالضرورة من الدين بخلاف الذي قد يخفى مثل شرط من شروط الصلاة، بعض الأموال التي تجب فيها الزكاة، تجب أو لا تجب، بعض شؤون الحج، بعض شؤون الصيام، بعض شؤون المعاملات، بعض مسائل الربا. صـ 99 – 100.
س: بعض الناس يقول: المعين لا يكفر.
ج: هذا من الجهل، إذا أتى بمكفر يكفر.صـ 117
س: يا شيخ جملة من العاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة، ودرجوا عباد القبور في هذا؟
ج: هذا من جهلهم عباد القبور كفار، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون، فإن تابوا وإلا قتلوا.
س: يا شيخ مسألة قيام الحجة؟
ج: بلغهم القرآن،هذا بلاغ للناس، القرآن بلغهم وبين المسلمين "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ "
" هذا بلاغ للناس "، " يا أيها الرسول بلغ "
قد بلغ الرسول، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في غيرها، ولا يبالون ولا يلتفتون، وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه، نسأل الله العافية.
س: حديث الرجل الذي قال إذا مت حرقوني؟
ج: هذا جهل بعض السنن من الأمور الخفية من كمال القدرة، جهلها فعذر حمله على ذلك خوف الله، وجهل تمام القدرة فقال لأهله ما قال.
س: سجود معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم؟
ج: هذا إن صح في صحته نظر، لكن معاذ لو صح ظن أن هذا إذا جاز لكبار قادة المشركين هناك فالنبي أفضل، هذا له شبهة في أول الإسلام، لكن استقر الدين وعرف أن السجود لله،وإذا كان هذا أشكل على معاذ في أول الأمر لكن بعده ما يشكل على أحد. صـ 126 – 127
من كتاب شرح كشف الشبهات للشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – طبعة مكتبة الهدي المحمدي – مصر
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 11:30]ـ
جزاكِ الله خيرا
ورحم الله سماحة الوالد عبد العزيز بن باز
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 10:35]ـ
إجابات كافية شافية بعيدة عن التقعر واختلاق الأعذار لمسائل معلومة من الدين بالضرورة، رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته
وجزاك الله خيرا أختي الكريمة على هذا النقل.
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 02:38]ـ
لو جمعت هذه الاسئلة صوتيا وفي رسالة كانت نافعة جدا
رحم الله هذا الامام
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 03:26]ـ
بارك الله فيك أختنا الفاضلة ورحم الله سماحة الشيخ واسكنه الجنة
عندي ملحوظة:
قال شيخنا محمد بن علي ريحان حفظه الله - بمعناه -:
نفرق بين فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في اهل الممكلة ولا ننزلها على كل البلدان فالذي يقال عندهم في بلد العلم لا ينزل على بلد عم فيها الجهل فكل بحسبه أهـ بمعناه
فمثلا عندنا في مصر من يفتى بجواز الطواف بالمقابر ويعد من الرؤس عند العوام
بل خرج علينا بعضهم وهو يعد أكبر رأس فيها - فهو (المفتن) - يقول باستحباب الصلاة في المساجد التي بها قبور
بمعنى أنك لو سرت في طريق فيه مسجدان مسجد به قبر ومسجدا ليس فيه قبر فيتسحب أن تدخل الذي فيه قبر!!
إلى غير ذلك من الشركيات ولا حول ولا قوة إلا بالله
ففي البلد الحرام - بارك الله فيها وفي اهلها - الطفل هناك يعلم التوحيد من نعومة اظفاره
بينما عندنا هنا قد يموت بعد ان بلغ من الكبر عتيا وهو لا يعلم شيئا عن التوحيد أصلا
لعل المقصود وصل وبارك الله فيكم
ـ[العُمُدومي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 01:47]ـ
جزاكِ الله خيرا
ورحم الله سماحة الوالد عبد العزيز بن باز
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 05:46]ـ
بارك الله فيك أختنا الفاضلة ورحم الله سماحة الشيخ واسكنه الجنة
عندي ملحوظة:
قال شيخنا محمد بن علي ريحان حفظه الله - بمعناه -:
نفرق بين فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في اهل الممكلة ولا ننزلها على كل البلدان فالذي يقال عندهم في بلد العلم لا ينزل على بلد عم فيها الجهل فكل بحسبه أهـ بمعناه
فمثلا عندنا في مصر من يفتى بجواز الطواف بالمقابر ويعد من الرؤس عند العوام
بل خرج علينا بعضهم وهو يعد أكبر رأس فيها - فهو (المفتن) - يقول باستحباب الصلاة في المساجد التي بها قبور
بمعنى أنك لو سرت في طريق فيه مسجدان مسجد به قبر ومسجدا ليس فيه قبر فيتسحب أن تدخل الذي فيه قبر!!
إلى غير ذلك من الشركيات ولا حول ولا قوة إلا بالله
ففي البلد الحرام - بارك الله فيها وفي اهلها - الطفل هناك يعلم التوحيد من نعومة اظفاره
بينما عندنا هنا قد يموت بعد ان بلغ من الكبر عتيا وهو لا يعلم شيئا عن التوحيد أصلا
لعل المقصود وصل وبارك الله فيكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع
الأخ الفاضل النعماني، التبعية ليست عذرا للوقوع في الكفر،فإن سلمنا بها لكان لزاما علينا إعذار أتباع فرعون وهامان وأبي جهل وغيرهم من رؤوس الكفر و الطغيان ونحن نتكلم عن مسائل ظاهرة واضحة لا يمكن لأحد أن يضلل غيره فيها.وبما أنك تتكلم عن مصر، فاسمح لي أن أقول لك بأن مصر بالذات الحجة قائمة على أهلها في جميع المناطق دون اسثناء.
أما مسألة القول باستحباب الصلاة في المسجد الذي فيه قبر فهذا لا يدخل في مسألتنا هذه والله أعلم.فعلى حسب علمي، القول باستحباب الصلاة في مسجد فيه قبر لا يصل إلى درجة الكفر، فإن كان لديك علم بكونها شركا فأرجو الإفادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:17]ـ
بارك الله في الاخت الفاضلة أم معاذ
لم يكن ذلك بمقصد لي اختي الكريمه فلم اتكلم عن التبعيه وإنما اتكلم عن بلد عم فيها الجهل بمسائل التوحيد ومصر في مسائل الشرك والتوحيد ليست كما يظنها الناس والمصريون يعرفون ذلك جيدا
ومساجد القبور والشرك عندنا منتشره وكان اصل الكلام على من يفتي بجواز الطواف بالمقابر والتمسح بها والدعاء عندها بل ان بعضهم والله سمعته يقول بجواز دعاء المقبور واتخاذه وسطه إلى الله عز وجل
فهل يعذر هؤلاء بالجهل أم لا؟؟
أختي الكريمه ليس الخبر كالمعاينه
وبارك الله فيك وزادك غيرة على دينك
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 01:47]ـ
يجب التفريق بين المشرك الأصلي ومن وقع في الشرك بتأويل من أهل الشهادتين
ـ[مسلم غريب]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 10:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نرجو رابط تحميل كتاب شرح كشف الشبهات للشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – طبعة مكتبة الهدي المحمدي – مصر
ـ[أم معاذة]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل النعماني، لا، لا يعذرون بالجهل لأن الحجة قائمة.
الفاضل محسن زاهد، نحن نتكلم عن المسائل الظاهرة التي لا تحتمل شبهة ولا تأويلا.
الفاضل مسلم غريب لا أظن أن الكتاب موجود على الشبكة.
بارك الله في الجميع
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:06]ـ
بارك الله فيك اختي الكريمه
من قبلك حكم على هؤلاء بذلك الحكم هل لك سلف في ذلك؟؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلف في ماذا؟
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 10:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ااختي الكريمة، ورحم الله الشيخ بن باز
اجابات شافيه وافيه،
وفيه فائدة ان مسألة العذر عُقد عليها الاجماع، الا في بعض الجزئيات.
والشيخ صالح الفوزان كذلك نقل الإجماع في شرح نواقض الإسلام
=====
بارك الله فيك اختي الكريمه
من قبلك حكم على هؤلاء بذلك الحكم هل لك سلف في ذلك؟؟
س: من نشأ ببادية أو بيئة جاهلية؟
ج: يعلَّم أن هذا شرك أكبر حتى يتوب، يقال له هذا شرك أكبر عليك بالتوبة إلى الله.
مثل ما كان المشركون يطوفون بالقبور ونصبوا عند الكعبة ثلاثمائة صنم وأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم فالذي أجاب وهداه الله فالحمد لله والذي ما أجاب مشرك هذا وأغلبهم جهال، خرجوا إلى بدر جهال، وإلى أحد جهال،تابعوا رؤساءهم.
قال الله جل وعلا:" أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا "
مع هذا حكم عليهم بالكفر.صـ 55 - 56
=====
لو جاء احد من تلك البيئة وقال (أنا ربكم الأعلى)! هل يُعذر بالجهل؟
الجواب: كلا؛ لايعذر والسبب هو أن هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وماقيل في هذا يُقال في الذبح لغير الله وماشابه ممن لا يُتصور جهله ممن يُقيم بين ظهراني المسلمين ويسمع آيات الله تُتلى عليه.
====
وكونه يعتقد اعتقاد أن فلاناً مشرك، هذا يكون للعامي ولطالب العلم وللعالم ..
ولكن اصدار الفتوى ونشره بين الناس ومايتبع حكم الردة؛ فهذا يكون للقاضي،،
وفقكم الله وبارك الله لنا في الكبار
ـ[الكلاعي الأندلسي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 03:15]ـ
زادك الله توفيقا ورشادا وجزاك الله خيرا ورحم الله الامام ابن باز
ـ[أم خالد]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 12:11]ـ
جزاك الله خيرا .. ولكن يشكل على ما أوردت اعذار الشيخ محمد بن عبدالوهاب للجاهل في مواطن من مؤلفاته، وقد حملتُ ما يدل على عدم الاعذار على ما يدل على الاعذار وجعلت الأخير بفهمي مقيدا للأول، ومن تلك المواطن قوله في الدرر السنية:
((فإن قال قائل منفر عن قبول الحق والإذعان له: يلزم من تقريركم، وقطعكم في أن من قال يا رسول الله، أسألك الشفاعة: أنه مشرك مهدر الدم؛ أن يقال بكفر غالب الأمة، ولا سيما المتأخرين، لتصريح علمائهم المعتبرين: أن ذلك مندوب، وشنوا الغارة على من خالف في ذلك! قلت: لا يلزم، لأن لازم المذهب ليس بمذهب، كما هو مقرر، ومثل ذلك: لا يلزم أن نكون مجسمة، وإن قلنا بجهة العلو، كما ورد الحديث بذلك.
ونحن نقول فيمن مات: تلك أمة قد خلت؛ ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق، ووضحت له المحجة، وقامت عليه الحجة، وأصر مستكبراً معانداً، كغالب من نقاتلهم اليوم، يصرون على ذلك الإشراك، ويمتنعون من فعل الواجبات، ويتظاهرون بأفعال الكبائر، المحرمات؛ وغير الغالب: إنما نقاتله لمناصرته من هذه حاله، ورضاه به، ولتكثير سواد من ذكر، والتأليب معه، فله حينئذ حكمه في قتاله، ونعتذر عمن مضى: بأنهم مخطئون معذورون، لعدم عصمتهم من الخطأ، والإجماع في ذلك ممنوع قطعاً؛ ومن شن الغارة فقط غلط؛ ولا بدع أن يغلط، فقد غلط من هو خير منه، كمثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما نبهته المرأة رجع في مسألة المهر، وفي غير ذلك يعرف ذلك في سيرته، بل غلط الصحابة وهم جمع، ونبينا صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، سار فيهم نوره، فقالوا اجعل لنا ذات أنواط كمالهم ذات أنواط.)) انتهى
وقد لقينا في الحج بعض النساء من جنسيات عربية .. أقسمن أنهن لا يعرفن ما التوحيد ولا الشرك!!
فما حكم أمثالهن ممن وقعوا في الشرك الأكبر كدعاء المقبورين والذبح لهم ظانين أن ذلك قربة توصلهم إلى الله؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكلاعي الأندلسي بارك الله فيك.
الأخت الفاضلة أم خالد، إن شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب لا يرى العذر بالجهل في المسائل الظاهرة، وربما التبس عليك كلامه كما التبس على غيرك من قبل ممن فهموا بأن الشيخ - رحمه الله - له قولان في المسألة وهذا قد رد عليه أبناء الشيخ وأحفاده من بعده.
الشيخ يفرق بين الكفر وبين الشرك.
فالشرك يكون عند قيام الكفر بمن وقع فيه، بمعنى أن من وقع في الكفر يسمى مشركا، ولا يشترط قيام الحجة عليه، لأن الحجة في هذه المسائل قامت بالكتاب والسنة، فكل من تلبس بمكفر فهو مشرك ويعامل معاملة المشركين، وحُكمنا عليه هو بحسب الظاهر.
تبقى مسألة قيام الحجة وهي مرتبطة بالباطن - أي - من أقيمت عليه الحجة ولم يرجع عن شركه كان كافرا ظاهرا وباطنا، ووجب على الإمام إقامة حد الردة عليه إن كان فردا من الأفراد أوالقتال إن كانت طائفة.
والشيخ - رحمه الله - يتكلم عن قتاله ومن معه للطوائف التي أقيمت عليها الحجة، فاستباحة المال والعرض والدم لا تكون إلا بعد قيام الحجة وهذا من مهام الإمام.
أما الحكم على معين بالشرك فهذا لكل أحد علم ما هو الشرك وماهو التوحيد، فأنت إذا علمت ما هو الشرك وتبين لك أن الذي أمامك تلبس بشرك ظاهر وجب عليك تكفيره ومعاملته على هذا الأساس من حيث الإستغفار له أو تزويجه وغيرها من المعاملات ولا يلزمك أن تنتظري حتى تقيمي عليه الحجة.
بالنسبة لسؤالك عن النسوة اللاتي كن في الحرم، هل ظهر منهن شركيات؟
فعدم معرفتهن بمصطلح التوحيد أو الشرك لا يلزم منه أنهن واقعات في الشرك - والله أعلم -.
أما من وقع في الشرك الأكبر كدعاء الأموات وغيره، فهؤلاء مشركون ظاهرا يعاملون معاملة المشركين، وعلينا أن نبين لهم الصواب، فإن هم أصروا على ما هم عليه حُكم عليهم بالكفر ظاهرا وباطنا.
أرجو أن أكون قد وفقت للإجابة عن سؤالك.
بارك الله في الجميع.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:51]ـ
السلام عليكم ..
الأخت الفاضلة أم معاذة، مسألة الاعذار بالجهل في مسائل الشرك الأكبر خلافية، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية الخلاف فيها، ولكني للاسف لا أتذكر ما القول الذي رجحه! كما لا اذكر مواطن بحثه للمسالة .. كذلك الشيخ بين عثيمين له رأي مخالف لمن لا يعذر بالجهل في مسائل الاعتقاد .. وله توجيه لكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحم الله الجميع- في كشف الشبهات فكانه يحمل عدم الاعذار بالجهل من فرط في طلب الحق وسؤال أهل العلم .. لست متأكدة سأبحث عن كلامه سأبحث وكلام ابن تيمية في هذه المسألة وآتيك به إن شاء الله.
اشكرك أخيتي على فتح النقاش في مسائل علمية كهذه .. بوركت ونفع الله بك .. آمين.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 09:16]ـ
بورك في أختنا أم معاذة
وأقول لمحسن زاهد من أين لك أن المشرك يعذر بالتاويل
وأختنا شذى بورك فيك
ابن تيمية لا يعذر بالجهل في ذلك أبدا
ولا يقول أنها مسألة خلافية
ولاأعلم أنه ذكر هذا أبدا في أي من مصنفاته
وله أقواله المعروفة فقال رحمه الله: (كل رد لخبر الله أو رسوله كفر دق أو جل
وقد يعفى عما خفيت فيه طرق العلم وكان أمرا يسيرا في الفروع
بخلاف ماظهر امره وكان من دعائم الدين) اه بتصرف يسير
وأيضا قال:
(اتفق الأئمة على ان من نشأ ببلاد بعيدة أو كان حديث عهد بإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام فإنه لا يحكم بكفره)
فنقله للإتفاق المعروف دليل على خلافه اي من انكر شيئا من الاحكام الظاهرة ولم يكن حديث عهد بإسلام او نشئ ببلاد بعيدة فلا يعذر ,ويدل عليه أيضا ظاهر نصوصه في المسألة
وننقل في ذلك الإجماع في كفر من خالف في اصل الدين ولااعتبار بجهله
قال الإمام القرافي المالكي:
(الجهل نوعان جهل تسامح صاحب الشرع فيه وضابطه مايشق الإحتراز منه
فهو معفو عنه ,وجهل لم يتسامح صاحب الشرع فيه وضابطه مالايشق الاحتراز عنه عادة فهو غير معفو عنه وهذا يطرد في مسائل اصول الدين والعقيدة, هذا باالإجماع)
وعلى هذا ابن عثيمين ومن سار على نهجهم رحمهم الله لاأجد في نصوصهم وكتبهم مايدل على خلاف ذلك
بل يذكر ابن عثيمين الامام عين مانقل عن السلف وتثبتي حتى تطمئني
وأبلغ من ذلك قد انعقد إجماع أهل السنة على كفر أصحاب الفترات
وأنهم لا يسمون مسلمين مع أنهم في وقت انقطعت فيه الشرائع
ولم يأتهم بلاغ فكيف وقد انتشر القرآن وبلغت الدعوة.
هذا حكمهم في الدنيا أنهم كفار كما قال ابن عثيمين في كشف الشبهات
أما في الآخرة فقد يكون كما ذكرت قد سعى في طلب الحق
واجتهد فهذا على أصح الأقوال أنهم يمتحنون في الآخرة
ويرسل لهم رسل فإن أطاعوهم وإلا النار
وهذا فرق عظيم ينبغي التفطن له (بين احكام الدنيا والآخرة) وأكثر من يتلبس عليه هذا الباب
بسبب عدم تفريقه
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 10:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة شذى الجنوب بارك الله فيك وأرى أن الأخ حارث البديع قد أجاب عن سؤالك فجزاه الله خيرا، وأأكد كلامه بأن شيخ الإسلام ابن تيمية لا يرى أنها مسألة خلافية، وحتى وإن قال ذلك - وهو لم يقل - فالعبرة بالدليل، وعدم العذر بالجهل ثابت بنص الكتاب والسنة، وقد نقل الإجماع عليها الشيخ أبو بطين النجدي والشيخ ابن باز - رحمهما الله - وهناك غيرهما ممن نقل الإجماع على هذه المسألة.
بارك الله في الجميع.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 10:55]ـ
بارك الله في الجميع ...
ظن بعض طلاب العلم أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله - لايعذر بالجهل مطلقاً لأجل هذه العبارة ومافي معناها، وقابلهم فريق آخر فادعوا أن الشيخ يرى الإعذار بالجهل مطلقاً واحتجوا بقول الشيخ في إحدى رسائله: (وأما ماذكره الأعداء عني أني أكفر بالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم) انظرتاريخ ابن غنام 2/ 80 وانظر مؤلفات الشيخ 3/ 10
ولكي يزول الإشكال بين هذه العبارات ويتسنى الجمع بينها, فيمكن أن يقال:إن الشخص يعذر بالجهل في المسائل الخفية،دون المسائل الظاهرة الجلية،كما حقق ذلك الشيخ بقوله (إن الشخص المعين، إذا قال مايوجب الكفر، فإنه لايحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها،وهذه في المسائل الظاهرة الجلية أو ما يعلم من الدين بالضرورة،فهذا لايتوقف في كفر قائله، ولاتجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفّر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات بعد بلوغ الحجة ووضح المحجة) الدرر السنية 8/ 244
ويقول أيضاً: (إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام،والذي نشأ ببادية،أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف فلا يكفر حتى يعرّف وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن فمن بلغه فقد بلغته الحجة) مؤلفات الشيخ الفتاوى 3/ 12
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 01:21]ـ
كنت أبحث عن نسخة اليكترونية لفتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لصعوبة طباعة الفتوى .. والحمد لله وجدتها .. وفيها يؤكد الشيخ أن لا فرق في الاعذار بالجهل بين مسائل الاعتقاد وبين العمل ..
(224) سئل فضيلة الشيخ: عن العذر بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة؟
فأجاب بقوله: الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظياً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين أي إن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضي في حقه وانتفاء المانع أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات، أو وجود بعض الموانع.
وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين:
الأول: أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام أو لا يدين بشيء ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة فأمره إلى الله –تعالى-، والقول الراجح أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل – والله أعلم بما كانوا عاملين، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله –تعالى-:] ولا يظلم ربك أحداً [(1)
وإنما قلنا: تجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا وهي أحكام الكفر؛ لأنه لا يدين بالإسلام فلا يمكن أن يعطي حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم –رحمه الله تعالى –في كتابه-: "طريق الهجرتين" عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة.
النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام ولكنه عاش على هذا المكفر ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبهه أحد على ذلك فهذا تجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً، أما في الآخرة فأمره إلى الله-عز وجل-وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وأقوال أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أدلة الكتاب: قوله-تعالى-:] وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً [."2" وقوله:] وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون [(1). وقوله:] رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [(2) وقوله:] وما أرسلنا رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء [. (3). وقوله:] وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون [. (4) وقوله:] وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة [(5) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان. وأما السنة: ففي صحيح مسلم1/ 134 عن أبي هريرة –رضي الله عنه-أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة –يعني أمة الدعوة- يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
وأما كلام أهل العلم: فقال في المغني 8/:131 "فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام، والناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم لم يحكم بكفره". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 3/ 229 مجموع ابن قاسم: "إني دائماً –ومن جالسني يعلم ذلك مني –من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة، وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله –تعالى –قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية - إلى أن قال –وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين – إلى أن قال: - والتكفير هو من الوعيد فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول، صلى الله عليه وسلم، لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً" أ. هـ. وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب 1/ 56 من الدرر السنية: "وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره". وفي ص 66 " وأما الكذب والبهتان فقولهم: إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم،فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل" ا. هـ.
وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب، والسنة، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله –تعالى -، ولطفه، ورأفته، فلن يعذب أحداً حتى يعذر إليه، والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله –تعالى – من الحقوق، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل.
فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ولا يجوز التساهل في تكفيره لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله-تعالى – في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله –تعالي-فهو كمن حرم ما أحل الله؛ لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الثاني فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد، فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك، وحري به أن يعود وصف الكفر عليه لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". وله من حديث أبي ذر –رضي الله عنه- أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه". يعني رجع عليه. وقوله في حديث ابن عمر: "إن كان كما قال" يعني في حكم الله-تعالى-. وكذلك قوله في حديث أبي ذر: "وليس كذلك" يعني في حكم الله تعالى.
وهذا هو المحذور الثاني أعني عود وصف الكفر عليه إن كان أخوه بريئاً منه، وهو محذور عظيم يوشك أن يقع به؛ لأن الغالب أن من تسرع بوصف المسلم بالكفر كان معجباً بعمله محتقراً لغيره فيكون جامعاً بين الإعجاب بعمله الذي قد يؤدي إلى حبوطه، وبين الكبر الموجب لعذاب الله تعالى – في النار كما جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة –رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار".
فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين:
الأمر الأول: دلالة الكتاب، والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب.
الأمر الثاني: انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه، وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله – تعالى-:] ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً [(1). فاشترط للعقوبة بالنارأن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له.
ولكن هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإن كان جاهلاً بما يترتب عليها؟
الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلاً بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالماً ما زنى.
ومن الموانع أن يكره على المكفر لقوله – تعالى-:] من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم [(2).
ومن الموانع أن يغلق عليه فكره وقصده بحيث لا يدري ما يقول لشدة فرح، أو حزن، أو غضب، أو خوف، ونحو ذلك. لقوله تعالى -:] وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً [(3). . وفي صحيح مسلم 2104 عن أنس بن مالك –رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة،فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
ومن الموانع أيضاً أن يكون له شبهة تأويل في المكفر بحيث يظن أنه على حق؛ لأن هذا لم يتعمد الإثم والمخالفة فيكون داخلاً في قوله – تعالى -:] وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم [(1). ولأن هذا غاية جهده فيكون داخلاً في قوله –تعالى-:] لا يكلف الله نفساً إلا وسعها [(2) قال في المغني 8/ 131: "وإن استحل قتل المعصومين وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل فكذلك –يعني يكون كافراً – وإن كان بتأويل كالخوارج فقد ذكرنا أن أكثر الفقهاء لم يحكموا بكفرهم مع استحلالهم دماء المسلمين، وأموالهم، وفعلهم ذلك متقربين به إلى الله – تعالى – إلى أن قال-: وقد عرف من مذهب الخوارج تكفير كثير من الصحابة ومن بعدهم واستحلال دمائهم، وأموالهم، واعتقادهم التقرب بقتلهم إلى ربهم، ومع هذا لم يحكم الفقهاء بكفرهم لتأويلهم، وكذلك يخرج في كل محرم استحل بتأويل مثل هذا". وفي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 30 مجموع ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
القاسم: "وبدعة الخوارج إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب" وفي ص 210 منه "فإن الخوارج خالفوا السنة التي أمر القرآن باتباعها وكفروا المؤمنين الذين أمر القرآن بموالاتهم. . وصاروا يتبعون المتشابه من القرآن فيتأولونه على غير تأويله من غير معرفة منهم بمعناه ولا رسوخ في العلم، ولا اتباع للسنة، ولا مراجعة لجماعة المسلمين الذين يفهمون القرآن".وقال أيضاً 28/ 518 من المجموع المذكور: "فإن الأئمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم، وإنما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين". لكنه ذكر في 7/ 217 "أنه لم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الآثار عنهم بذلك في غير هذا الموضع". وفي 28/ 518 "أن هذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره". وفي 3/ 282 قال: "والخوارج المارقون الذين أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام،وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم، لا لأنهم كفار. ولهذا لم يسب حريمهم، ولم يغنم أموالهم، وإذا كان هؤلاء الذي ثبت ضلالهم بالنص، والإجماع، لم يكفروا مع أمر الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم، فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن يكفر الأخرى، ولا تستحل دمها ومالها، وإن كانت فيها بدعة محققة، فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضاً، وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ، والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه". إلى أن قال:"وإذا كان المسلم متأولاً في القتال، أو التكفير لم يكفر بذلك". إلى أن قال في ص 288: "وقد اختلف العلماء في خطاب الله ورسوله هل يثبت حكمه في حق العبيد قبل البلاغ على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره. . والصحيح ما دل عليه القرآن في قوله –تعالى -:] وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً [(1). وقوله:] رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [(2). وفي الصحيحين عن النبي، صلى الله عليه وسلم: "ما أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين".
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، والاعتبار، وأقوال أهل العلم.
ا. هـ
مجموع الفتاوى (ج2 / س 224)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 01:37]ـ
وهنا أيضا كلام واضح في اعذار الجاهل الغير مفرط في مسائل الكفر كما يعذر في مسائل الفسق.
(221) وسئل فضيلته: عن حكم من يجهل أن صرف شيء من الدعاء لغير الله شرك؟
فأجاب بقوله: الجهل بالحكم فيما يكفر كالجهل بالحكم فيما يفسق، فكما أن الجاهل بما يفسق يعذر بجهله كذلك الجاهل بما يكفر يعذر بجهله ولا فرق لأن الله – عز وجل - - يقول:] وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون [(1). ويقول الله – تعالى -:] وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً [(2). وهذا يشمل كل ما يعذب عليه الإنسان ويقول الله –عز وجل -:] وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم [(3).
لكن إذا كان هذا الجاهل مفرطاً في التعلم ولم يسأل ولم يبحث فهذا محل نظر. فالجهال بما يكفر وبما يفسق إما أن لا يكون منهم تفريط وليس على بالهم إلا أن هذا العمل مباح فهؤلاء يعذرون، ولكن يدعون للحق فإن أصروا حكم عليهم بما يقتضيه هذا الإصرار، وأما إذا كان الإنسان يسمع أن هذا محرم أو أن هذا مؤد للشرك ولكنه تهاون أو استكبر فهذا لا يعذر بجهله.
(222) وسئل- رعاه الله بمنه وكرمه-: هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب بقوله: العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه، لأن الله –سبحانه وتعالى-قال:] إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده [حتى قال – عز وجل-:] رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [(1) ولقوله ـ تعالى ـ:] وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً [(2). ولقوله ـ تعالى ـ:] وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون [(3). ولقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي واحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار". والنصوص في هذا كثيرة، فمن كان جاهلاً فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين، ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي إنه يذكر له الحق ولكنه لا يبحث عنه، ولا يتبعه، بل يكون على ما كان عليه أشياخه، ومن يعظمهم ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور، لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم:] إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون [(4). وفي الآية الثانية:] وإنا على آثارهم مقتدون [(5). فالمهم أن الجهل الذي يعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يذكر له، هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنه يعتبر منهم، وإن كان لا ينتسب إلى المسلمين فإن حكمه حكم أهل الدين، الذي ينتسب إليه في الدنيا. وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفترة يكون أمره إلى الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي، صلى الله عليه وسلم، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة، واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد. ا. هـ
المصدر السابق
ولا يقولن أحد أنه لا يوجد اليوم في بلاد المسلمين من يجهل مسائل الشرك الأكبر .. فقد لقيت قبل ثلاث سنوات تقريبا أو أكثر في درس عقيدة طالبة علم من دولة من بلاد المغرب العربي فحكت لي عن الأوضاع عندهم وأقسمت لي أنها لم تسمع عن شرك القبور إلا هنا في المملكة!!
وأقسمت أن الدولة هناك تمنع دروس العقيدة، وتشجع التصوف!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 09:55]ـ
اخي الكريم, ممكن تذكر لنا من من علماء اهل السنة نقل هذا الاجماع: (وأبلغ من ذلك قد انعقد إجماع أهل السنة على كفر أصحاب الفترات)؟
# حكم اهل الفترة للامام ابن باز رحمه الله:
نعلم أن من كان من أهل الجاهلية -أي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم- فهو من أهل الفترة، سؤالي: عن أهل الفترة ما حكمهم؛ لأنني سمعت حديثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنه جاءه رجل، فقال: أين أبي؟ فقال: في النار! فذهب الرجل يبكي فناداه، فقال: أبي وأبيك في النار)، فهل هذا الحديث صحيح؟
الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار، وجاء في هذا عدة أحاديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وعن الأسود بن سريع التميمي وعن جماعة، كلها تدل على أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيه، فمن أجاب صار عليه برداً وسلاماً، ومن أبى التف عليه وأخذه وصار إلى النار، نعوذ بالله من ذلك. فالمقصود أنهم يمتحنون، فمن أجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة، ومن أبى دخل النار، هذا هو أحسن ما قيل في أهل الفترة. وأما حديث (أبي وأباك في النار) فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه (أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار، فلما ولى دعاه فقال: (إن أبي وأباك في النار) واحتج العلماء بهذا أن أبا النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة، فلهذا قال: (في النار) ولو أنه كان من أهل الفترة لما قيل له هذا، وهكذا لما أراد أن يستغفر لأمه -عليه الصلاة والسلام- نهي عن ذلك، نهي أن يستغفر لها، ولكنه أذن له أن يزورها، ولم يؤذن له بالاستغفار لها، فهذا يدل على أنهما بلغتهما الدعوة، وأنهما ماتا على دين الجاهلية الكفر، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار، إلا من ثبت والله يعلم أحوالهم أنه لم يبلغهم الأمر ما بلغتهم دعوة الرسل فهذا هو صاحب الفترة، من كان في علم الله أنه لم تبلغه الدعوة فالله -سبحانه وتعالى- أحكم الحاكمين، هو الحكم العدل فيمتحنون يوم القيامة، أما بلغته الدعوة في حياته دعوة الرسل كدعوة إبراهيم وموسى وعيسى وعرف الحق ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغته الدعوة فيكون من أهل النار لأنه عصى واستكبر عن اتباع الحق، والله -جل وعلا- أعلم. بارك الله فيكم.
منقول: http://www.binbaz.org.sa/mat/10385
# من باب الفائدة في هذا الباب-أي العذر بالجهل- ينظر في هذه الكتب:
-كتاب التكفير وضوابطه للشيخ ابراهيم الرحيلي حفظه الله.
-شرح الشيخ العثيمين-رحمه الله-على كتاب كشف الشبهات عند قو المؤلف: فإنك اذا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل.
- وكتاب مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الامام ونسبه الى تكفير اهل الايمان والاسلام-للعلامة عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله.
مقتطفات من الكتاب:
يقول رحمه الله: (والجواب ان يقال: هذا القول الذي قاله شيخنا وقرره في تكفير من عرف أن التوحيد دين الله, وان الاعتقاد في الشجر والحجر هو الشرك الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومع هذه المعرفة أعرض عنه ولم يقبله تعلما وعملا, هو الذي دل عليه الكتاب والسنة النبوية. (ص 218) , تحقيق عبدالعزيز آل حمد, تقديم الشيخ صالح آل الشيخ, وينظر مقدمة الشيخ صالح كذلك على الكتاب, وصفحة (50,51,83, والكتاب كله).ابتسامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 10:26]ـ
فتاوى الامام ابن باز-رحمه الله- المفصلة:
من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمور الفقهية؟
الأخ: م. ص من جمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: من هم الذين يعذرون بالجهل؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر؟
دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل، وليس كل واحد يعذر بالجهل، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل، ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة وأصل الدين، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم، وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها، وشرح لها كل شيء، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد انتشر بين المسلمين، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب، فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين؛ لأنها أمور معلومة بين المسلمين. وقد عُلِمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك، وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وأنه شرك أكبر، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم، وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ [1]، وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [2]، وقوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [3]، وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [4]، وقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [5]، وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [6]، وبقوله سبحانه وتعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [7]، وبقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [8]، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل؛ لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [9].
فالواجب على أهل العلم في أي مكان أن ينشروا هذا بين الناس، وأن يظهروه حتى لا يبقى للعامة عذر، وحتى ينتشر بينهم هذا الأمر العظيم، وحتى يتركوا التعلق بالأموات والاستعانة بهم في أي مكان في مصر أو الشام أو العراق أو في المدينة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو في مكة أو غير ذلك، وحتى ينتبه الحجيج وينتبه الناس ويعلموا شرع الله ودينه، فسكوت العلماء من أسباب هلاك العامة وجهلهم، فيجب على أهل العلم أينما كانوا أن يبلغوا الناس دين الله، وأن يعلموهم توحيد الله وأنواع الشرك بالله حتى يدعوا الشرك على بصيرة، وحتى يعبدوا الله وحده على بصيرة، وهكذا ما يقع عند قبر البدوي أو الحسين رضي الله عنه، أو عند قبر الشيخ عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
القادر الجيلاني، أو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، أو عند غيرهم يجب التنبيه على هذا الأمر وأن يعلم الناس أن العبادة حق لله وحده ليس لأحد فيها حق كما قال الله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [10]، وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [11]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ [12] يعنى أمر ربك، فالواجب على أهل العلم في جميع البلاد الإسلامية وفي مناطق الأقليات الإسلامية وفي كل مكان أن يعلموا الناس توحيد الله، وأن يبصروهم بمعنى عبادة الله وأن يحذروهم من الشرك بالله عز وجل الذي هو أعظم الذنوب، وقد خلق الله الثقلين ليعبدوه وأمرهم بذلك، لقوله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [13]، وعبادته هي: طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وإخلاص العبادة له وتوجيه القلوب إليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [14].
أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل؟ كما عذر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك))، ولم يأمره بفدية لجهله، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلم فيها الجاهل ويبصر فيها، أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد، وهو بين المسلمين، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب، أو قال: ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر؛ لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام.
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله، ويكون حكمه حكم أهل الفترة، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار، أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة، فهذا لا يعذر؛ لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون، ويصومون ويحجون ويعرفون أن الزنا حرام وأن الخمر حرام وأن العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفاشٍ بينهم، فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة، والله المستعان.
منقول: http://www.binbaz.org.sa/mat/169
هل هناك عذر بالجهل في أمور التوحيد التي هي صلب الدين؟ وما حكم تكفير المعين لمن يقع في الأمور الشركية بجهله؟
أمور التوحيد ليس فيها عذر ما دام موجوداً بين المسلمين، أما من كان بعيداً عن المسلمين وجاهلاً بذلك فهذا أمره إلى الله، وحكمه حكم أهل الفترات يوم القيامة، حيث يمتحن، أما من كان بين المسلمين ويسمع قال الله وقال رسوله، ولا يبالي ولا يلتفت، ويعبد القبور ويستغيث بها، أو يسب الدين فهذا كافر، يكفر بعينه، كقولك فلان كافر، وعلى ولاة الأمور من حكام المسلمين أن يستتيبوه فإن تاب وإلا قتل كافراً، وهكذا من يستهزئ بالدين، أو يستحل ما حرم الله، كأن يقول الزنا حلال أو الخمر حلال، أو تحكيم القوانين الوضعية حلال، أو الحكم بغير ما أنزل الله حلال، أو أنه أفضل من حكم الله، كل هذه ردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك، فالواجب على كل حكومة إسلامية أن تحكم بشرع الله، وأن تستتيب من وجد منه ناقض من نواقض الإسلام من رعيتها فإن تاب وإلا وجب قتله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه)) أخرجه البخاري في صحيحه، وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه أمر بعض الولاة بقتل المرتد إذا لم يتب وقال: (إنه قضاء الله ورسوله) والواجب أن يكون ذلك بواسطة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية حتى ينفذ حكم الله على علم وبصيرة بواسطة ولاة الأمر أصلح الله حال الجميع إنه سميع قريب.
منقول: http://www.binbaz.org.sa/mat/2064
(يُتْبَعُ)
(/)
سماحة الشيخ: أرجو توضيح هذه العبارة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- قال رحمه الله: (إن القول قد يكون كفراً؛ فيطلق القول بتكفير صاحبه, ويقال: من قال كذا فهو كافر, لكن الشخص المعين لا يحكم بكفره, حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها). هل هذا - يا
نعم، هذا هو الصواب، فإذا سب الله أو سب الرسول - عليه الصلاة والسلام -، أو استهزأ بالدين كفر، لكن إذا كان في بلاد يجهل هذا، يعلم، أن هذا ما يجوز وأن هذا كفر، إذا كان يظن أنه جاهل به، ليس بين المسلمين بل في بلاد الكفرة، بلاد غريبة عن الإسلام، يظن أنه يخفى عليه الأمر يبين له، فإذا عاد إلى هذا بعدما يبين له أن هذا حرام، وأن هذا لا يجوز يكفر، من سب الله أو سب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو سب الدين، أو سب الإسلام، يكون كفراً أكبر. وهكذا لو سجد لغير الله، سجد للقبور، وما عنده مسلمون يرشدونه في بلاد الكفرة يعلم، حتى يفهم أن هذا منكر، وأنه ما يجوز، كما قال الله - جل وعلا -: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [(15) سورة الإسراء].
منقول: http://www.binbaz.org.sa/mat/10715
أريد تفسيراً لقاعدة (كُفْر المعيَّن)؟
يمكن أن يقال في هذا: أن المعين يكفر إذا تعاطى أسباب الكفر فإنه يكفر كفراً معيناً، فإذا علم أنه يسب الدين أو يسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو يترك الصلاة عمداً أو جَحْداً لوجوبها فيقال: فلان كافر لما أظهره من الكفر، لكن عند قتله لا بد أن يستتاب لعله يندم لعله يرجع، فإن تاب وإلا قتل على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم أنه يقتل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بدل دينه فاقتلوه) وقال بعض أهل العلم يسجن ويعذب حتى يموت أو يتوب، والصواب الذي عليه جمهور أهل العلم أنه لا يسجن إلا ريثما يستتاب فقط، فإذا تاب فالحمد لله، وإن لم يتب وجب قتله بعد الاستتابة، وذهب كثيرٌ من أهل العلم إلى أنه يستتاب ثلاثة أيام يضيق عليه ثلاثة أيام؛ لعله ينتبه لعله يرجع، فإن لم يمهل ثلاثة أيام بل استتيب ثم قتل في الحال إن لم يتب فلا بأس في ذلك، لكن يستتاب ثلاثة أيام أولى كما جاء ذلك عن عمر -رضي الله عنه- كونه يستتاب ثلاثة أيام يكون له فيها فسحة لعله يتراجع لعله يندم لعله يتذكر ما فيه سعادته، فالحاصل أن من أتى بأعمال الكفر كُفِّر بعينه يقال: هذا كافر، إلا إذا كان مثله يجهل ذلك كالذين عاشوا في بلادٍ بعيدة عن الإسلام كمجاهل أفريقيا وأمريكا ونحو ذلك هؤلاء لا بد أن يُعلَّموا ويوجهوا ويبصروا حتى إذا عرفوا ذلك ثم استمروا على الكفر كفروا، وإلا فالذي بين أهل الإسلام ويسمع الآيات ويسمع الأحاديث أو في أمور ظاهرة لا تخفى على أهل الإسلام كالزنا ونحوه فهذا يكفر كفراً معيناً إذا قال: الزنا حلال أو الخمر حلال والربا حلال، فقد كذب الله وكذب رسوله فيكون كافراً، أو قال: الصلاة ما هي بواجبة أو الزكاة ما هي بواجبة أو صوم رمضان ما هو بواجب على المكلفين فهذا مكذب لله ورسوله، شيء معلوم من الدين بالضرورة فيكون كافراً، لكن إذا استتيب قبل أن يقتل فهذا هو المشروع، يستتاب قبل أن يقتل، تجعل له مدة ثلاثة أيام لعله يتراجع لعله يتوب.
منقول: http://www.binbaz.org.sa/mat/10652
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 10:50]ـ
من خلال القراءة الاطلالية في المسألة وجدت أن مدارها على أمرين:
1 - الاعذار يكون بالجهل الذي لا يكون منشأه التفريط أو الاعراض عن تعلم دين الله
2 - تقسيم مسائل العقيدة إلى قسمين (أ) ما علم من دين الله بالضرورة فلا يعذر بجهله أحد، (ب) مسائل خفية قد لا يعلمها العبد مع كونها مكفرة.
ولكن الذي يظهر لي أن المسألتين -والله أعلم- نسبيتين فما كان ظاهرا من مسائل الاعتقاد في بلد ما قد يكون خفيا مطموسا في بلد آخر، كما أن الجهل نسبي فقد يكون الشخص في بلد ما حريص على التعلم على علماء بلده (الضُّلال) فما يزيدونه غير جهالة على جهله!!
والله تعالى أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 03:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله خيرا على المشاركة؛ عندي ملاحظة بسيطة إذا كان ما نقلتماه للتأييد فهذا جيد؛ ولكن إن كنتما تعتقدان أن ما نقلتماه معارضا لما قيل من قبل فأنتما على خطأ، فكلام كل من الشيخين ابن باز وابن عثيمين - خاصة في فتواه الثانية والثالثة - موافق لكلام من سبقهم من علماء المذاهب الأربعة وأئمة الدعوة النجدية وكلام ابن تيمية وابن القيم - رحم الله الجميع - وقبل كل هؤلاء فهو موافق للكتاب والسنة.
الأخت شذى الجنوب - وفقها الله - بخصوص تقسيمك للمسائل المكفرة إلى ظاهرة وخفية فهو صحيح، ولكن المسائل الظاهرة أو المسائل المعلومة من دين الله بالضرورة لا عذر فيها لأحد بجهلها إلا في حالتين من كان مقيما ببادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام وأكرر الإعذار هنا ليس معناه نفي وصف الشرك عنه العذر هنا نفي وصف الكفر عنه الذي يستحق بموجبه الوعيد.
أما بخصوص الفتوى الأولى للشيخ ابن عثيمين فهي غير واضحة، وإن كنت أرى أنه يتكلم عن العذر بالجهل بشكل عام سواء كان ذلك في المسائل الظاهرة أو الخفية ودليل هذا ما نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لأن كلام شيخ الإسلام كان حول الخلاف الواقع داخل دائرة الإسلام كما في قوله: "وإني أقرر أن الله –تعالى –قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية "
وتكلم أيضا عن المسائل الخفية كما في قوله:"وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً"
والمسائل الظاهرة كما في قوله "والتكفير هو من الوعيد فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول، صلى الله عليه وسلم، لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة" والله أعلم.
بارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:47]ـ
جزاكم الله خير
اختي أم معاذة
هل يمكن تعيين المسائل الظاهرة؟
لان في بلدان اسلامية عربية يذبحون للقبر وهم يعتقدون انه عمل مشروع وقربة الى الله وعلماؤهم لا يفهمونهم
وهم ليسوا في بادية بل في مدن لكنهم نشأوا على هذه المعتقد مع انهم لو عرفوا الحق لرجعوا اليه
ـ[أم معاذة]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت أو الأخ صهود وفقه -ها- الله، الجواب موجود في أصل الموضوع
س: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة!
ج: يعلَّم، الذي لا يعرف يعلَّم، والجاهل يعلَّم.
س: هل يحكم عليه بالشرك؟
ج: يحكم عليه بالشرك، ويعلَّم أما سمعت الله يقول:"أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا "
قال جل وعلا:" ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ".
ما وراء هذا تنديدا لهم،نسأل الله العافية.صـ 42
بالنسبة لسؤالك عن المسائل الظاهرة فيدخل فيها
1 - توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية
2 - مسائل الشرك الأكبروالتي يخرج بها المكلف من دين الإسلام.
3 - الصلاة والزكاة والصيام والحج، فهذه أمور معلومة عند العامة والخاصة
4 - تحريم الفواحش كالزنا وشرب الخمروالسرقة والقتل .. الخ.
طبعا تسميتها بالمسائل الظاهرة ليست عند الجميع،فهناك من أطلق عليها غير هذا الإسم.
بارك الله فيك.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:51]ـ
وهذا تفصيل للشيخ صالح آل الشيخ في شريط له بعنوان "أسئلة في الإيمان والكفر"
وللأمانة فالتفريغ منقول
التكفير معناه الحكم بالكفر على معين أو طائفة؛ فهناك كفر وهناك تكفير، هذه ثنائية؛ ثنائية الكفر و التكفير وثنائية البدعة والتبديع وثنائية الفسق والتفسيق ... الخ.
فالكفر ينبني عليه التكفير، فلا تكفير إلا بكفر، ونعني الكفر هنا الأكبر المخرج من الملة، إذ أن الكفر الأصغر غير المخرج من الملة هذا لا يقال فيه تكفير أصحابه، وإنما يقال التكفير فيمن كفر كفرا مخرجا من الملة.
وأصل التكفير هو سلب الإيمان عمن قام به، والإيمان له تعريف في الشرع عند أهل السنة والجماعة؛ وهذا الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل واعتقاد؛ فمن دخل في الإيمان وصح عنه إسم الإيمان، فإن معنى تكفيره أن يسلب عنه أصل الإيمان؛ يعني يكون كافرا بعد أن كان مؤمنا، وإذا كان الإيمان عند أهل السنة والجماعة يكون بالقول والعمل والإعتقاد كأركان ثلاثة وليست لوازم، فإن من انتفى في حقه الاعتقاد فهو كافر، لأنه ذهب ركن الإيمان ولا يقوم الإيمان إلا على هذه الأركان جميعا، ومن انتفى في حقه القول فهو كافر، ومن انتفى في حقه جنس العمل فهو كافر، وهذا معنى جعل أهل السنة والجماعة الإيمان قول وعمل واعتقاد، فإذاً التكفير عندأهل السنة والجماعة يكون بالإعتقاد ويكون بالأعمال ويكون بالأقوال؛ لأنه مقابل له، وكل هذه تنقسم إلى قسمين: منافاة في الأصل، أو إرتكاب شيء ينافي الأصل. فمثلا القول: من امتنع عن كلمة التوحيد قولا، فإنه لا يصير مؤمنا؛ ومن امتنع عن العمل فلا يصير مؤمنا، يعني قال أنا ممتنع غير ملتزم بعمل من الأعمال الواجبة أو بترك المحرمات فإنه ليس بمؤمن، كذلك من قال لا أعتقد شيئا مما يجب إعتقاده في الإيمان فإنه يسلب عنه أصل الإيمان، هذا من جهة تأصيلات الإيمان؛
وأنا استعملت بعض الكلمات التي ربما تفهم على غير وجهها فأوضحها إن شاء الله؛ وهي كلمة إلتزام وامتناع، وهاتان الكلمتان تردان كثيرا في كتب أهل العلم و في أجوبتهم وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية وأئمة هذه الدعوة، كلمة إلتزم وامتنع؛ الطائفة الملتزمة والطائفة الممتنعة، لا يعنون بالإلتزام القبول، ولا يعنون بالإمتناع عدم الفعل، وإنما يعنون بالإلتزام أن يعتقد أنه مخاطب بهذا الواجب أو مخاطب بهذا التحريم، ويعنون بالإمتناع أن يقول لست مخاطبا بهذا الإيجاب أو لست مخاطبا بهذا التحريم، فمن اعتقد شيئا من الإعتقادات الباطلة أو قال أنا أمتنع عن عمل، بمعنى لا يلزمني هذا العمل أو لست مخاطبا به، هو واجب في نفسه لكن أنا لا يجب علي، هو واجب لكن أنا غير مخاطب به، ليس واجبا علي إنما
(يُتْبَعُ)
(/)
يجب على غيري كما هو صنيع طائفة من الصوفية الذين يقولون سقطت عنا التكاليف، أو يقول أنا أمتنع عن قول كلمة الشهادة التي يحصل بها الإسلام والإيمان، يقول أنا أمتنع عن ذلك، يعني لا يلزمني هذا الشيء أو لا أقولها، يكفي الإيمان بدون أن تقال هذه الكلمة، هذا كله لم يدخل في الإيمان، وإذا حصل من مؤمن شيء من ذلك فإنه يخرج منه؛ هذا تأصيل أهل السنة والجماعة للإيمان ولمضاده الكفر. ولهذا جعل فقهاء أهل السنة والجماعة في باب المرتد في كتبهم الفقهية، جعلوا باب المرتد وقالوا أن المرتد هو المسلم الذي كفر بقول أو عمل أو إعتقاد؛ إذا تبين ذلك من حيث الكفر، يعني يحصل سلب الإيمان بهذه الأشياء ونعني بها سلب أصل الإيمان، فإن الحكم بعدم الإيمان، الحكم بالتكفير بعد معرفة الكفر، بعد قيام الكفر بالمعين أوقيام الكفر بالطائفة، الحكم بالتكفير إنما هو لأهل العلم،ليس لكل أحد،لأن تحقيق اتصاف هذا المسلم بمكفر من المكفرات حتى يخرج من دينه هذه المسألة تحتاج إلى نظر عالم مجتهد فقيه يعرف الشروط ويعرف الموانع ويعرف ما يعذر به المرء وما لا يعذر به ونحو ذلك حتى يتم هذا الأمر، وإذا تقرر هذا فالأحكام هذه دائرة على الظاهر بمعنى من قام به الكفر فهو كافر ظاهرا، ولا يقال له كافر ظاهرا وباطنا، يعني يكون مرتدا كالمشركين في أحكام الدنيا والآخرة إلا إذا قامت عليه الحجة،فهناك أحكام دنيوية وهناك أحكام أخروية، فأحكام الدنيا بحسب الظاهر، وأحكام الآخرة بحسب الباطن والظاهر، والعباد ليس عليهم إلا الظاهر وربنا جل وعلا يتولى السرائر، فإذا أظهرت طائفة كفرا أو معين كفرا فإنه يكفره العالم إذا قامت الشروط وانتفت الموانع يكفره بعينه، ومن قام به الكفر أو قام به الشرك سواء كان معذورا أو غير معذور، يعني لم تقم عليه الحجة فهو كافر ومشرك ظاهرا؛ فإذاً: من قام به الشرك فهو مشرك، لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله تعالى أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك، ونعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشيء، من جهة الإستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك، أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك، فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة، فهناك شيء متعلق بالمكلف من حيث هو وهناك شيء متعلق بالإمام، فإذاً صار عندنا أشياء متعلقة بالظاهر وأخرى متعلقة بالباطن، الباطن [يقصد هنا الظاهر وليس الباطن] يتبعه بعض أحكام الدنيا كالقتال ونحو ذلك بعد إقامة الحجة، والباطن يتبعه الأحكام الأخروية لقوله عز وجل " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
لهذا أجمع أهل العلم على أن أهل الفترة كفار مشركون لا يوصفون بإسلام، ولا يقال عنهم بأنهم ليسوا بكفار، وليسوا بمشركين، بل هم كفار مشركون لأنهم قام بهم الكفر والشرك وحالهم يوم القيامة من جهة التعذيب هذا على التفصيل المعروف عندكم في الخلاف في أهل الفترة؛ والتحقيق فيه أن الله جل وعلا يبعث لهم رسولا في عرصات يوم القيامة فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار؛ فمن قام به الشرك فهو مشرك، ومن قام به الكفر فهو كافر،والتكفير إنما هو لأهل العلم، الحكم بالشرك أخف من الحكم بالكفر، ويقال مثلا هؤلاء عبدة القبور أو الذين ستغيثون بغير الله يقال هؤلاء مشركون خرافيون وإذا قيل أنهم كفار هو صحيح باعتبار الظاهر ولكن لا تترتب عليهم أحكام الكفر كاملة، أحكام المرتد كاملة، وأهل العلم اختلفوا هل يعاملون معاملة المرتد أم معاملة الكافر الأصلي إذا كانوا نشؤوا في ذلك ولم يكن تمت من يبين لهم على خلاف بينهم في ذلك؛ المقصود من هذا تحرير أصل المسألة، وهو أن الكفر عند أهل السنة والجماعة يكون بالاعتقاد، إما بخلو القلب مما اعتقده من الإيمان أو باعتقاد شيء يناقضه،وبالعمل بخلوه من العمل أصلا لم يعمل خيرا قط، فاته جنس العمل،لم يعمل وإنما اكتفى بالشهادة قولا واعتقادا ولم يعمل جنس العمل فهذا يسلب عنه، أو عمل عملا مضاد لأصل الإيمان وكذلك القول قال أو ترك القول؛ هذه مسألة لا شك أنها مهمة، والأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أوضحوا ذلك وبينوه، وفي كلام أئمة الدعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب – رحمه الله – وتلامذته وأبناؤه ما يكفي ويشفي ........ سؤال:- صفة إقامة الحجة، ومن يقيمها؟
الجواب:- الأصل الذي يقيم الحجة العالم الذي يعلم ما به يكون الكفر، ولكن إقامة الحجة كما ذكرنا هو راجع إلى أحكام الآخرة وإلى القتل وإلى الإستباحة، أما الحكم بالشرك والكفر فهو بمجرد قيام الكفر بالمرء، قيام الشرك بالمرء، ذاك يمنع العذاب وهذا يمنع أحكام المكلف معه.
إنتهى المقصود من التفريغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:35]ـ
الأخت الكريمة أم معاذة ..
لربما أن ثمة سوء فهم بيننا، فمقصدي أن من وقع في هذه الأمور المكفرة -عدا سب الدين والاستهزاء به- وهو في بلد قل فيه العلم بل وضلل فيه الناس لا تنفذ فيه الأحكام المترتبة على فعله حتى تقام عليه الحجة؛ إذ في بعض البلدان لا زالوا يظنون بعض الشركيات قربة كما ذكر الأخ النعماني والأخ صهود، وما نقلتِه عن الشيخ العلامة صالح آل الشيخ وضح المقصد أكثر، وقول العلامة ابن باز -ردا على السائل- يعلَّم واضح في أنه لا يحكم بكفره حتى يعلَّم!، فلا يقال هو كافر مرتد يقام عليه الحد إلا إذا عُلِّم، إذن فنحن متفقون على أن المسلم يعذر بالجهل في مسائل الكفر كما يعذر به في مسائل الفسق والمعصية ما لم يكن مفرطا في طلب الحق أو معرضا عنه، وقول الشيخ ابن عثيمين واضح:
(الجهل بالحكم فيما يكفر كالجهل بالحكم فيما يفسق، فكما أن الجاهل بما يفسق يعذر بجهله كذلك الجاهل بما يكفر يعذر بجهله ولا فرق لأن الله – عز وجل - - يقول: (وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون). ويقول الله – تعالى -:] وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً). وهذا يشمل كل ما يعذب عليه الإنسان ويقول الله –عز وجل -: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم).
لأنه لا يوجد دليل على التفريق بينها، غير أن هناك مسائل عقدية لا يعذر العبد بجهلها في زمن انتشار الإسلام وظهوره، والشيخ محمد بن عبدالوهاب عذر جهال المشركين في وقته لفشو الجهل بالدين واندثار مسائل التوحيد عن الناس، بدليل أنه كان لا يقاتلهم حتى يراسلهم ويقيم عليهم الحجة!، ولو أنه لم يعذرهم لبادرهم بالقتال.
وعليه فترد اشكالية من كان في بلد خفيت فيه مسا ئل التوحيد والشرك ولُبس فيه على الناس وقيل لهم أن ما تفعلون قربة (من دعاء المقبورين والذبح لهم ونحوه) هل يقال هم في زمن انتشار الاسلام وظهور العلم فيحكم بكفرهم ظاهرا وباطنا وبالتالي يكونوا مستباحي الدم، وتجري عليهم جميع أحكام الردة أو يقال لا بد من تعليميهم واقامة الحجة عليهم قبلُ؟؟
هذه فتوى للجنة الدائمة وجدتها بعد أن كتبت ردي ..
هل يعذر المسلم بجهله في الأمور الاعتقادية؟
فتوى رقم (11043):
س: عندنا تفشي ظاهرة عبادة القبور وفي نفس الوقت وجود من يدافع عن هؤلاء ويقول: إنهم مسلمون معذورون بجهلهم فلا مانع من أن يتزوجوا من فتياتنا وأن نصلي خلفهم وأن لهم كافة حقوق المسلم على المسلم ولا يكتفون، بل يسمون من يقول بكفر هؤلاء: إنه صاحب بدعة يعامل معاملة المبتدعين، بل ويدعوا أن سماحتكم تعذرون عباد القبور بجهلهم حيث أقررتم مذكرة لشخص يدعى الغباشي يعذر فيها عباد القبور، لذلك أرجو من سماحتكم إرسال بحث شاف كاف تبين فيه الأمور التي فيها العذر بالجهل من الأمور التي لا عذر فيها، كذلك بيان المراجع التي يمكن الرجوع إليها في ذلك، ولكم منا جزيل الشكر.
ج: يختلف الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل في المسائل الدينية أو لا يعذر باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحًا وخفاء وتفاوت مدارك الناس قوة وضعفًا.
فمن استغاث بأصحاب القبور دفعًا للضر أو كشفًا للكرب بين له أن ذلك شرك، وأقيمت عليه الحجة؛ أداء لواجب البلاغ، فإن أصر بعد البيان فهو مشرك يعامل في الدنيا معاملة الكافرين واستحق العذاب الأليم في الآخرة إذا مات على ذلك، قال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (1)، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وقوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (2)، وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمح بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» (3) رواه مسلم إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على وجوب البيان وإقامة الحجة قبل المؤاخذة، ومن عاش في بلاد يسمع فيها الدعوة إلى الإسلام وغيره ثم لا يؤمن ولا يطلب الحق من أهله فهو في حكم من بلغته الدعوة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامية وأصر على الكفر، ويشهد لذلك عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
المتقدم، كما يشهد له ما قصه الله تعالى من نبأ قوم موسى إذ أضلهم السامري فعبدوا العجل وقد استخلف فيهم أخاه هارون عند ذهابه لمناجاة الله، فلما أنكر عليهم عبادة العجل قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، فاستجابوا لداعي الشرك، وأبوا أن يستجيبوا لداعي التوحيد، فلم يعذرهم الله في استجابتهم لدعوة الشرك والتلبيس عليهم فيها لوجود الدعوة للتوحيد إلى جانبها مع قرب العهد بدعوة موسى إلى التوحيد.
ويشهد لذلك أيضًا ما قصه الله من نبأ نقاش الشيطان لأهل النار وتخليه عنهم وبراءته منهم، قال الله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (1)، فلم يعذروا بتصديقهم وعد الشيطان مع مزيد تلبيسه وتزيينه الشرك وإتباعهم لما سول لهم من الشرك لوقوعه إلى جانب وعد الله الحق بالثواب الجزيل لمن صدق وعده فاستجاب لتشريعه واتبع صراطه السوي.
ومن نظر في البلاد التي انتشر فيها الإسلام وجد من يعيش فيها يتجاذبه فريقان:
فريق يدعو إلى البدع على اختلاف أنواعها شركية وغير شركية، ويلبس على الناس ويزين لهم بدعته بما استطاع من أحاديث لا تصح وقصص عجيبة غريبة يوردها بأسلوب شيق جذاب، وفريق يدعو إلى الحق والهدى، ويقيم على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة، ويبين بطلان ما دعا إليه الفريق الآخر وما فيه من زيف، فكان في بلاغ هذا الفريق وبيانه الكفاية في إقامة الحجة وإن قل عددهم، فإن العبرة ببيان الحق بدليله لا بكثرة العدد فمن كان عاقلًا وعاش في مثل هذه البلاد واستطاع أن يعرف الحق من أهله إذا جد في طلبه وسلم من الهوى والعصبية، ولم يغتر بغنى الأغنياء ولا بسيادة الزعماء ولا بوجاهة الوجهاء ولا اختل ميزان تفكيره، وألغى عقله، وكان من الذين قال الله فيهم: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ} {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.
أما من عاش في بلاد غير إسلامية ولم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن القرآن والإسلام فهذا - على تقدير وجوده - حكمه حكم أهل الفترة يجب على علماء المسلمين أن يبلغوه شريعة الإسلام أصولًا وفروعًا إقامة للحجة وإعذارًا إليه، ويوم القيامة يعامل معاملة من لم يكلف في الدنيا لجنونه أو بلهه أو صغره وعدم تكليفه، وأما ما يخفى من أحكام الشريعة من جهة الدلالة أو لتقابل الأدلة وتجاذبها فلا يقال لمن خالف فيه: آمن وكفر ولكن يقال: أصاب وأخطأ، فيعذر فيه من أخطأ ويؤجر فيه من أصاب الحق باجتهاده أجرين، وهذا النوع مما يتفاوت فيه الناس باختلاف مداركهم ومعرفتهم باللغة العربية وترجمتها وسعة اطلاعهم على نصوص الشريعة كتابًا وسنة ومعرفة صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها ونحو ذلك.
وبذا يعلم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم، فهؤلاء لا شبهة في كفرهم ولا في كفر من لم يكفرهم، والله ولي التوفيق، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذنا وإياهم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم، إنه ولي ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
والقادر عليه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 01:03]ـ
فمقصدي أن من وقع في هذه الأمور المكفرة -عدا سب الدين والاستهزاء به- وهو في بلد قل فيه العلم بل وضلل فيه الناس لا تنفذ فيه الأحكام المترتبة على فعله حتى تقام عليه الحجة؛
الأخت شذى الجنوب لماذا استثنيت سب الدين و الإستهزاء به؟
وكلامك هنا جيد ونحن متفقتان.
إذ في بعض البلدان لا زالوا يظنون بعض الشركيات قربة كما ذكر الأخ النعماني والأخ صهود، وما نقلتِه عن الشيخ العلامة صالح آل الشيخ وضح المقصد أكثر، وقول العلامة ابن باز -ردا على السائل- يعلَّم واضح في أنه لا يحكم بكفره حتى يعلَّم!، فلا يقال هو كافر مرتد يقام عليه الحد إلا إذا عُلِّم،
ظن الناس بأن ما يفعلون من الشرك ليس شركا ليس بعذر إن كانوا يعيشون بين المسلمين ويسمعون كلام الله، وما نقلته عن الأخت المغربية أو ما نقله الأخ النعماني أو الأخ صهود واقع يعبر عن تفريط هؤلاء اتجاه دينهم، والفتوى التي نقلتها عن الشيخ ابن عثيمين توضح هذا الأمر، في أن الحجة قائمة على كل أحد في زمننا هذا وبهذا قال الشيخ الفوزان، والأخت المغربية التي نقلت لك واقع المغرب ما صدقت في كلامها، مع احترامي لك ولها ولكنها غير صادقة فيما قالته عن المغرب بأنه لا وجود لدروس العقيدة وأن الدولة تمنع ذلك! دروس العقيدة موجودة حتى باللغة الريفية أو الأمازيغية والقرآن هناك يدرس ويحفظ ويفسر والأنترنت متوفرة والكتب موجودة والأشرطة كذلك، فأين العذر؟! ونفس الشيء بالنسبة لمصر، ولا ينبئك مثل خبير!
وما نقلته عن الشيخ صالح آل الشيخ هو للتفريق بين الحكم بالكفر والحكم بالشرك وإلا فهو لم يتحدث عن العذر بالجهل ومتى يعذر المكلف ومتى لا يعذر.
اما بخصوص فتوى الشيخ ابن باز فهي واضحة ولا أدري كيف فهمت أنه لا يحكم بكفره حتى يعلًم؟!
بل قال يحكم عليه بالشرك ويعلم و استدلاله بالآيات واضح غرضه منها وهو أن الجهل ليس مانعا من الكفر، أرجو أن تراجعي إجاباته بارك الله فيك.
أما بالنسبة للحكم بالكفر والردة فهذا باستثناء من كان مقيما ببادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام وليس بمن يعيش بين المسلمين، فالذي يعيش بين المسلمين كافر ظاهرا وباطنا وإقامة الحجة للإستتابة ودرء القتل عنه، أما من يعيش بعيدا عن بلاد الإسلام أو هو حديث عهد به فهذا يحكم بكفره ظاهرا وليس باطنا وحكمه حكم أهل الفترة إذا لم يُتمكن من إقامة الحجة عليه.
إذن فنحن متفقون على أن المسلم يعذر بالجهل في مسائل الكفر كما يعذر به في مسائل الفسق والمعصية ما لم يكن مفرطا في طلب الحق أو معرضا عنه،
نعم متفقون في هذا.
وعليه فترد اشكالية من كان في بلد خفيت فيه مسائل التوحيد والشرك ولُبس فيه على الناس وقيل لهم أن ما تفعلون قربة (من دعاء المقبورين والذبح لهم ونحوه) هل يقال هم في زمن انتشار الاسلام وظهور العلم فيحكم بكفرهم ظاهرا وباطنا وبالتالي يكونوا مستباحي الدم، وتجري عليهم جميع أحكام الردة أو يقال لا بد من تعليميهم واقامة الحجة عليهم قبلُ؟؟
//
أولا لا مقارنة بين زمن الشيخ وزمننا هذا، فالقارئ للأحوال التي كانت تسود بلاد نجد أو الجزيرة العربية في وقته وقبل أن يبدأ دعوته يدرك تماما البون الشاسع بين وقته ووقتنا ولا أظن أن هذا يخفى على أمثالك.
ثانيا إستباحة الدم ليست لكل أحد، وأنا قلت هذا سابقا وذكره الشيخ صالح آل الشيخ، بل هو للإمام، وإذا كان الإمام ممن يحكمون بشرع الله لما لا؟! فهذا حكم الله فيهم وهذا هو الواجب، ثم إن استباحة الدم قلنا تأتي بعد إقامة الحجة عليهم، فلا أجد معنى لكلامك صراحة!
وبذا يعلم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم، //
(يُتْبَعُ)
(/)
طبعا فتوى اللجنة لا غبار عليها، وفيها رد على الإشكال الذي أوردته والأخ النعماني بالنسبة لتلبيس علماء السوء على الناس، ولكن أريد أن أستفسر منك عن سبب وضع خط تحت هذا الكلام؟ لأني لم أفهم المغزى منه.
بارك الله فيك ووفقنا وإياك إلى سبيل الحق و الثبات عليه.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 05:37]ـ
الأخت شذى الجنوب لماذا استثنيت سب الدين و الإستهزاء به؟
وكلامك هنا جيد ونحن متفقتان.
لأن سب الدين أو الرب أو الرسول أو الاستهزاء بهم كفر لا يعذر صاحبه بالجهل.
ظن الناس بأن ما يفعلون من الشرك ليس شركا ليس بعذر إن كانوا يعيشون بين المسلمين ويسمعون كلام الله، وما نقلته عن الأخت المغربية أو ما نقله الأخ النعماني أو الأخ صهود واقع يعبر عن تفريط هؤلاء اتجاه دينهم، والفتوى التي نقلتها عن الشيخ ابن عثيمين توضح هذا الأمر، في أن الحجة قائمة على كل أحد في زمننا هذا وبهذا قال الشيخ الفوزان، والأخت المغربية التي نقلت لك واقع المغرب ما صدقت في كلامها، مع احترامي لك ولها ولكنها غير صادقة فيما قالته عن المغرب بأنه لا وجود لدروس العقيدة وأن الدولة تمنع ذلك! دروس العقيدة موجودة حتى باللغة الريفية أو الأمازيغية والقرآن هناك يدرس ويحفظ ويفسر والأنترنت متوفرة والكتب موجودة والأشرطة كذلك، فأين العذر؟! ونفس الشيء بالنسبة لمصر، ولا ينبئك مثل خبير!
وما نقلته عن الشيخ صالح آل الشيخ هو للتفريق بين الحكم بالكفر والحكم بالشرك وإلا فهو لم يتحدث عن العذر بالجهل ومتى يعذر المكلف ومتى لا يعذر.
اما بخصوص فتوى الشيخ ابن باز فهي واضحة ولا أدري كيف فهمت أنه لا يحكم بكفره حتى يعلًم؟!
بل قال يحكم عليه بالشرك ويعلم و استدلاله بالآيات واضح غرضه منها وهو أن الجهل ليس مانعا من الكفر، أرجو أن تراجعي إجاباته بارك الله فيك.
أختي بارك الله فيك .. أنا قلت دولة مغاربية من دول المغرب العربي .. ولكي يكون الأمر واضحا الأخت التي حكيت عنها من تونس، وقد أقسمت لي أنها لا تجرؤ على أخذ كتاب التوحيد إلى بلادها لأنها ستصبح في حكم الارهابية!!!
وأقسمت أنها لم تكن تعرف أن دعاء المقبورين من الأولياء شرك إلا عندما قدمت إلى السعودية، ومصر -وإن كانت الأوضاع عندهم أفضل بكثير- لكن كما تعلمين ونعلم جميعا أن العلماء الرسميين عندهم علماء سوء، وآخر ما يتكلمون فيه هي مسائل الشرك وتعظيم المقبورين!
ووالله الذي لاإله إلا هو أني قد التقيت بأخت مصرية ذات شهادة عالية في مجال الحاسوب وعندما تجاذبنا أطراف الحديث حكت لي أنها كانت قبل حضورها مع زوجها للسعودية تحرص عند ذهابها للإسكندرية -هي من أهل القاهرة- أن تمر على البدوي تطلب منه البركة والتوفيق الخ، وأنها لم تعرف أن فعلها شرك إلا هنا في السعودية!!، وقد تابت توبة نصوحا وتركت هذا الفعل الشنيع منذ بلغها الحق وعرفت أن ما كانت تقوم به هو الشرك بعينه!، والأمثلة كثيرة جدا.
أولا لا مقارنة بين زمن الشيخ وزمننا هذا، فالقارئ للأحوال التي كانت تسود بلاد نجد أو الجزيرة العربية في وقته وقبل أن يبدأ دعوته يدرك تماما البون الشاسع بين وقته ووقتنا ولا أظن أن هذا يخفى على أمثالك.
ثانيا إستباحة الدم ليست لكل أحد، وأنا قلت هذا سابقا وذكره الشيخ صالح آل الشيخ، بل هو للإمام، وإذا كان الإمام ممن يحكمون بشرع الله لما لا؟! فهذا حكم الله فيهم وهذا هو الواجب، ثم إن استباحة الدم قلنا تأتي بعد إقامة الحجة عليهم، فلا أجد معنى لكلامك صراحة!
أختي الكريمة لو قلنا عن شخص ما أنه كافر صار مستباح الدم، نعم التنفيذ موكول لولي الأمر، لكن بمجرد أن نقول أنه كافر بدون أن ننظر هل هو جاهل أو عالم أو لديه شبهة أو مضلل صار مستباح الدم لأنه مرتد! أليس كذلك؟؟
فهل صار لكلامي معنى؟؟
الحكم يدور مع علته وجودا وعدما؛ فمتى وجد الجهل الذي لاتفريط معه ولا إعراض عُذر الجاهل .. أليس كذلك؟؟
هل يقال في هذه الأعداد الغفيرة من المسلمين أنهم كفار مرتدين وهم في بلاد عم فيها الجهل وطم ولُبس على عوامها من قبل علماء السوء .. بدليل أن كثيرا منهم عندما وجدوا من يعلمهم التوحيد ويبين لهم الشرك تابوا مما هم فيه من شرك وكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاحظي قولي هذا ليس عطفا على أعدادهم بل على حالهم، وإلا فالكثرة لا تعني لنا شيئا، فمن الأنبياء من يأتي يوم القيامة وليس معه أحد.
وانظري هذه الفتوى للشيخ ابن عثيمين:
سئل الشيخ رحمه الله:
ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم؟.
فأجاب:
وأما العذر بالجهل: فهذا مقتضى عموم النصوص، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل، قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء/ 15، وقال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) النساء/ 165، ولولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم: كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي: أنه قد يتيسر له أن يتعلم؛ لكن لا يهتم، أو يقال له: هذا حرام؛ ولكن لا يهتم، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية، ويأثم بذلك، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول: هذا يأثم، وهو لم تبلغه الرسالة: هذا بعيد، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة، والرب عز وجل يقول: (إن رحمتي سبقت غضبي) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال: " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم ".
" لقاءات الباب المفتوح " (33 / السؤال رقم 12)
نقلا عن موقع الإسلام سؤال وجواب.
أختي الفاضلة كيف نحكم على من لم نتيقن من وصول الحق إليه غير مشوه بالكفر؟؟
لاشك أننا نجزم أن ما هم عليه كفر .. لكن هل يقال هم كفار مرتدين مستباحة دماؤهم؟؟
إحدى الأخوات قامت بتدريس الأصول الثلاثة لمجموعة نساء أثناء تواجدها في بلد عربي .. تقول أنها وجدت منهن ذهولا وتعجبا لكثرة ما يقع منهن من الشركيات وهن لا يعلمن أنها شرك!!
ومع هذا كن قابلات لحق مذعنات له وبحسب كلامها أنهم عزمن على التوبة النصوح من كل تلك الشركيات.
طبعا فتوى اللجنة لا غبار عليها، وفيها رد على الإشكال الذي أوردته والأخ النعماني بالنسبة لتلبيس علماء السوء على الناس، ولكن أريد أن أستفسر منك عن سبب وضع خط تحت هذا الكلام؟ لأني لم أفهم المغزى منه.
المغزى أنه لو كان كفرهم متيقنا لا مرية فيه لقال أهل العلم بكفر من لم يكفرهم .. أليس كذلك؟؟
وأعيد عليك كي لا أتهم بالإرجاء -عياذا بالله- أني على عقيدة السلف وأني لا أخالفهم في مسألة تكفير من تلبس بالشرك الأكبر وهو عالم بحكم فعله -بمعنى أنه قد وجد من يبين له-، أو جاهل مفرط في معرفة الحق، أو جاهل معرض عن طلب الحق، وإنما الاشكالية عندي في الحكم على المتلبسين بالشركيات من العوام في وقتنا الحاضر .. الذين لم يتبين لهم الحق ولبس عليهم علماء السوء.
بارك الله فيك ووفقنا وإياك إلى سبيل الحق و الثبات عليه.
وفيك بارك وجعل الحق غايتنا جميعا .. آمين
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:08]ـ
# قال الامام محمد بن عبدالوهاب-رحمه الله- في رسالته للشريف: (وأما الكذب والبهتان مثل قولهم: أنا نكفر بالعموم, ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهر دينه, وأنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل, ومثل هذا وأضعاف أضعافه, وكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله.
وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على (عبدالقادر) , والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما, لأجل جهلهم, وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا, ولم يكفر ويقاتل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم).انتهى كلام الامام.
-قال العلامة عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله: (فإذا كان هذا كلام الشيخ رحمه الله فيمن عبد الصنم الذي على القبور إذا لم يتيسر له من يعلمه ويبلغه الحجة, فكيف يطلق على الحرمين: إنا بلاد كفر, والشيخ على منهاج نبوي وصراط مستقيم, يعطي كل مقام ما يناسبه/ من الإجمال والتفصيل). انتهى, من كتاب مصباح الظلام, (ص 84).
# ولتحرير قول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب في مسألة فهم الحجة ينظر في كتاب " التكفير وضوابطه " للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله.
## قال الامام أبي نصر السجزي رحمه الله: (وليكن من قصد من تكلم في السنة اتباعها وقبولها لا مغالبة الخصوم, فإنه يعان بذلك عليهم, وإذا أراد المغالبة ربما غلب.
وقال الحسن: (المؤمن ينشر حكمة الله فإن قبلت منه حمد الله, وإن ردت عليه حمد الله)
وموضع الحمد في الرد أنه قد وفق لأداء ما عليه.
وقال الهيثم بن جميل: (قلت لمالك بن أنس يا أبا عبد الله الرجل يكون عالما بالسنة يجادل عليها؟ قال: لا. يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا أمسك).
-من كتاب " الرد على من أنكر الحرف والصوت " صفحة (235) - الفصل الاخير من الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:19]ـ
قال الشيخ ابراهيم الرحيلي حفظه الله في رسالته " النصيحة فيما يجب مراعاته عند الاختلاف وضوابط هجر المخالف والرد عليه"
:
حادي عشر: أختم هذه النصيحة بتوجيهات لطيفة وفوائد عزيزة أرى أن في العمل بها أعظم الأجر والثواب وأرفع الدرجات عند الله، وأدعو إخواننا للعمل بها ومراعاتها خصوصا في هذه الأزمان التي عمت فيها الفتن وساد الهوى وفشا الجهل في الناس إلا من رحم الله وهداه.
1 - اعلم أخا السنة أنك إن كنت صاحب سنة بحق فلن يضرك كيد أهل الأرض لك، ولن يخرجك من السنة رميهم لك بالبدعة، وإن كنت على زيغ وضلال – وأعيذك بالله أن تكون كذلك – فلن ينفعك عند الله ثناء الناس عليك ونسبتهم إياك للسنة، وتمجيدهم لك بالألقاب الزائفة، وقد علم الله من حالك ما تعرف عن نفسك، فإياك من مخادعة النفس، وبحسبك موعظة في هذا المقام وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس. < أخرجه الترمذي (2516)، وأحمد (2669) >، وحديث الثلاثة الذين أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، أعاذني الله وإياك منها. < أخرجه مسلم (1905) > 2 - اعلم أن علماء السنة الراسخين إنما بلغوا ما بلغوا من الرفعة في الدين والإمامة في مع توفيق الله لهم بالصبر واليقين، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)) < السجدة: 24 >.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين) اهـ.
واليقين: قوة في العلم مبناه على الدليل الصحيح، والفهم السليم دون ما رضيه البعض من الطلبة لأنفسهم من أن يكون حظهم من العلم تقليد عالم أو طالب علم، ودعوى أن الحق يدور معه وما فهم السنة أحد غيره.
والصبر: جلد على طلب العلم مع العمل به وشغل لساعات الليل والنهار في ذلك، خلافا لمن ضعفت عزائمهم عن ذلك وأخلد للراحة وأسلم نفسه لشهواتها، فلا همة في الطلب ولا امتثال للعمل.
3 - اعلم أن التكفير والتبديع والتفسيق حق لله؛ فاحذر من أن تكفر أو تبدع أو تفسق من لا يستحق ذلك وإن كفرك أو بدعك أو فسقك؛ فإن أهل السنة لا يقابلون ظلم المخالف لهم بالظلم، وإنما هذا من سيما أهل البدع.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والخوارج تكفر أهل الجماعة وكذلك المعتزلة يكفرون من خالفهم، وكذلك الرافضة ومن لم يكفر فسق ... وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق). < منهاج السنة (5/ 158) >
4 - لا تهجر من هجرك من إخوانك إن لم يكن هجره مشروعا، بل بادره بالسلام وتألفه وأزل عنه الشبهة التي هجرك من أجلها، فإن أعرض بعد ذلك فلا تعتقد هجره بقلبك ولا تشغل نفسك بملاحقته، وأنت بريء من إثم القطيعة، وهو المؤاخذ بذلك.
5 - ذم الناس لك إما بتنقصك في نفسك وإما بنسبة الباطل لك بقول يخالف قول أهل السنة، فما تنقصت به في نفسك كقول المخالف ضال جاهل لا يفقه، فلا تنتصر لنفسك وإلا وقعت في تزكية نفسك وفي ذلك الهلاك البين، وقد ذم رجل أحد أئمة السلف بكلمة، فقال له ما أبعدت.
وقد كان أهل البدع يصفون علماء أهل السنة بالعظائم في أنفسهم وما كانوا يبالون بذلك وإنما كانوا يردون عليهم فيما أخطئوا فيه من الدين وينصحون للأمة؛ فلنا أسوة حسنة فيهم.
وأما إن نسب لك المخالف شيئا من الأقوال الباطلة كأن يقول: يقول فلان كذا و كذا وينسب لك ما لم تقله؛ فانف هذا عن نفسك حتى لا ينسب لك الباطل، وما زال العلماء ينبهون على ما ينسب إليهم من أقوال لم يقولوها، وليس هذا من تزكية النفس في شيء، بل هو من النصح للأمة، ففرق بين هذه الصورة والتي قبلها؛ فتمسك بهدي العلماء في ذلك ولا تكن كبعض الجاهلين الذين إذا تكلم فيهم بكلمة ملأ الدنيا ثناء وتمجيدا لنفسه، نعوذ بالله من الخذلان.
وأخيرا:
6 - اعلم أن الناس يعظمون فيما هم فيه من عمل، فإن كنت على السنة فأنت في كل يوم تعظم فيها ولن تمر الأيام حتى تكون إماما فيها، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)) < السجدة: 24 >.
وإن كنت على البدعة فأنت في كل يوم تعظم فيها ولن تمر الأيام حتى تكون إماما فيها، قال تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَ?نُ مَدًّا) < مريم: 75 >
وقال عن فرعون وقومه بعد أن وصفهم بالاستكبار بغير الحق: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) < القصص: 41 >.
فاختر لنفسك من العمل اليوم ما تحب أن تكون فيه إماما في الغد، هذا والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
# http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27569
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 08:44]ـ
- من باب الفائدة:
الى من يبحث عن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم في مسألة العذر بالجهل وشروط التكفير وغير ذلك, فقد ذكرها الشيخ ابراهيم الرحيلي في كتابه " التكفير وضوابطه" الباب الثالث- الفصل الثالث.
ـ[شيعي تائب]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 09:45]ـ
هذا كتاب مفيد جدا وقدم عليه الشيخ ابن باز رحمه الله
اسم الكتاب
الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد
http://www.tariqabdelhaleem.com/pdf/17AljawabAlmufeed.pdf
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا جزى الله خيرا كلاً من الأخ عبد الرزاق حيدر والأخ شيعي تائب على إثرائهما للموضوع
لأن سب الدين أو الرب أو الرسول أو الاستهزاء بهم كفر لا يعذر صاحبه بالجهل.
كيف عرفتِ أنه كفر لا يعذر صاحبه بالجهل؟
أني على عقيدة السلف وأني لا أخالفهم في مسألة تكفير من تلبس بالشرك الأكبر وهو عالم بحكم فعله -بمعنى أنه قد وجد من يبين له-، أو جاهل مفرط في معرفة الحق، أو جاهل معرض عن طلب الحق،
كلامك هذا سليم ولا أعلم لما إشكالك هنا
وإنما الاشكالية عندي في الحكم على المتلبسين بالشركيات من العوام في وقتنا الحاضر .. الذين لم يتبين لهم الحق ولبس عليهم علماء السوء [/ u].
خاصة وأنك من نقلت فتوى اللجنة الدائمة التي جاء في كلامها ما فيه ردا على إشكالك، وهو:-
ومن نظر في البلاد التي انتشر فيها الإسلام وجد من يعيش فيها يتجاذبه فريقان: فريق يدعو إلى البدع على اختلاف أنواعها شركية وغير شركية، ويلبس على الناس ويزين لهم بدعته بما استطاع من أحاديث لا تصح وقصص عجيبة غريبة يوردها بأسلوب شيق جذاب، وفريق يدعو إلى الحق والهدى، ويقيم على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة، ويبين بطلان ما دعا إليه الفريق الآخر وما فيه من زيف، فكان في بلاغ هذا الفريق وبيانه الكفاية في إقامة الحجة وإن قل عددهم، فإن العبرة ببيان الحق بدليله لا بكثرة العدد فمن كان عاقلًا وعاش في مثل هذه البلاد واستطاع أن يعرف الحق من أهله إذا جد في طلبه وسلم من الهوى والعصبية، ولم يغتر بغنى الأغنياء ولا بسيادة الزعماء ولا بوجاهة الوجهاء ولا اختل ميزان تفكيره، وألغى عقله، وكان من الذين قال الله فيهم: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ} {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.
أختك المحبة لك والسعيدة بتحاورها معك.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 07:39]ـ
سؤال للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ...
) الدرر السنية في الأجوبة النجدية: ج10/ ص94 – 95)
ذكرتم من قول الشيخ: (كل من جحد كذا وكذا، وقامت عليه الحجة)، وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة؟
فهذا من العجب! كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مرارا؟!
فإن الذي لم تقم عليه الحجة؛
• هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة.
• أو يكون ذلك في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف.
فلا يكفر حتى يعرف.
وأما أصول الدين، التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه؛ فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة.
ولكن أصل الإشكال؛ أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وبين فهم الحجة.
فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين؛ لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}.
وقيام الحجة نوع، وبلوغها نوع، وقد قامت عليهم، وفهمهم إياها نوع آخر; وكفرهم ببلوغها إياهم، وإن لم يفهموها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أشكل عليكم ذلك؛ فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم)، وقوله: (شر قتلى تحت أديم السماء)، مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم، ومع إجماع الناس؛ أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد والغلو والاجتهاد؛ وهم يظنون أنهم يطيعون الله، وقد بلغتهم الحجة، ولكن لم يفهموها.
وكذلك قتل علي رضي الله عنه الذين اعتقدوا فيه، وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذ الصحابة، ومع عبادتهم وصلاتهم وصيامهم، وهم يظنون أنهم على حق.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:18]ـ
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وليس لأحد ان يكفر أحدا من المسلمون وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول الا بعد إقامة الحجة وازالة الشبهة). (مجموع الفتاوى-12/ 465).
http://arabic.islamic ... .com/Books/taimiya.asp?book=381&id=6508
وقال:
(ولكن المقصود هنا أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والعين ولهذا حكى طائفة عنهم الخلاف فى ذلك ولم يفهموا غور قولهم فطائفة تحكى عن أحمد فى تكفير أهل البدع روايتين مطلقا حتى تجعل الخلاف فى تكفير المرجئة والشيعة المفضلة لعلى وربما رجحت التكفير والتخليد فى النار وليس هذا مذهب أحمد ولا غيره من أئمة الاسلام بل لا يختلف قوله أنه لا يكفر المرجئة الذين يقولون الايمان قول بلا عمل ولا يكفر من يفضل عليا على عثمان بل نصوصه صريحة بالامتناع من تكفير الخوارج والقدرية وغيرهم وانما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته لأن مناقضة اقوالهم لما جاء به الرسول ((ظاهرة بينة ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق وكان قد ابتلى بهم حتى عرف حقيقة أمرهم وأنه يدور على التعطيل وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة
لكن ما كان يكفر أعيانهم فان الذى يدعو الى القول أعظم من الذى يقول به والذى يعاقب مخالفه أعظم من الذى يدعو فقط والذى يكفر مخالفه أعظم من الذى يعاقبه ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فى الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس الى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم حتى أنهم كانوا اذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال الا لمن يقول ذلك ومع هذا فالامام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لمن يبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك
وكذلك الشافعى لما قال لحفص الفرد حين قال القرآن مخلوق كفرت بالله العظيم بين له أن هذا القول كفر ولم يحكم بردة حفص بمجرد ذلك لأنه لم يتبين له الحجة التى يكفر بها ولو اعتقد أنه مرتد لسعى فى قتله وقد صرح فى كتبه بقبول شهادة أهل الأهواء والصلاة خلفهم
وكذلك قال مالك رحمه الله والشافعى وأحمد فى القدرى ان جحد علم الله كفر ولفظ بعضهم ناظروا القدرية بالعلم فان أقروا به خصموا وان جحدوه كفروا
وسئل أحمد عن القدرى هل يكفر فقال ان جحد العلم كفر وحينئذ فجاحد العلم هو من جنس الجهمية وأما قتل الداعية الى البدع فقد يقتل لكف ضرره عن الناس كما يقتل المحارب وان لم يكن فى نفس الأمر كافرا فليس كل من أمر بقتله يكون قتله لردته وعلى هذا قتل غيلان القدرى وغيره قد يكون على هذا الوجه وهذه المسائل مبسوطة فى غير هذا الموضع وانما نبهنا عليها تنبيها) مجموع الفتاوى (23/ 348 - 350).
http://arabic.islamic ... .com/Books/taimiya.asp?book=381&id=12008
# نقلا عن كتاب احد الافاضل.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:51]ـ
- سئل الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري عن قول سيد قطب: (ولا بد للإسلام أن يحكم، لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال) (1).
- فأجاب الشيخ العلامة رحمه الله: (إن كان قائل هذا الكلام حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً، وإن كان قد مات فيجب أن يُبَيَّنَ أن هذا الكلام باطل ولا نكفره لإننا لم نقم عليه الحجة).
- منقول ####
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:52]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
والنبي - صلى الله عليه وسلم - بُعث للناس أجمعين، قد قال عليه الصلاة والسلام «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا أدخله الله النار» وسمعتُ من كلام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أنه قال في شرح هذا الحديث -سمعتُ منه مشافهة- أنه قال: (لا يسمع بي أحد من هذه الأمة) هذا كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من رآني في المنام فقد رآني»، ذلك أنه يعني في تفسير حديث المنام أنه من رآه على صورته التي خلقه الله جل وعلا عليها، وقوله في الحديث (لا يسمع بي) يعني بي على ما بعثني الله جل وعلا عليه، فإذا كان هناك سماع محرّف، سماع ليس فيه وصف لما جاء به النبي جل وعلا على ما جاء به النبي فهو من جنس رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - على غير صورته، فلا يكفي ذلك في معرفة الحق. وهذا من الشيخ كلام نفيس فيما أحسب.
(شرح مسائل الجاهليّة - الشريط الرابع)
منقول ###
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الإخوة على إثرائهم الموضوع، وأخص بالذكر منهم الفاضل عبد الرزاق حيدر.
مما جاء في جواب كل من الشيخ عبد الله، والشيخ إبراهيم ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان رحمهم الله تعالى، عندما سئلا عن الجهمية:-
وأما قوله: نقول بأن القول كفر، ولا نحكم بكفر القائل; فإطلاق هذا جهل صرف، لأن هذه العبارة لا تنطبق إلا على المعين، ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة، إذاقال قولا يكون القول به كفرا، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعين، إذا قال ذلك لا يحكم بكفره، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها. وهذا في المسائل الخفية، التي قد يخفى دليلها على بعض الناس، كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء، فإن بعض أقوالهم تتضمن أمورا كفرية، من رد أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفرا، ولا يحكم على قائله بالكفر، لاحتمال وجود مانع كالجهل، وعدم العلم بنقض النص، أو بدلالته، فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها؛ ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، قدس الله روحه في كثير من كتبه. وذكر أيضا تكفير أناس من أعيان المتكلمين، بعد أن قرر هذه المسألة، قال: وهذا إذا كان في المسائل الخفية، فقد يقال بعدم التكفير; وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة، فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة، تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة.
وأما قوله: وهؤلاء ما فهموا الحجة; فهذا مما يدل على جهله، وأنه لم يفرق بين فهم الحجة، وبلوغ الحجة، ففهمها نوع وبلوغها نوع آخر؛ فقد تقوم الحجة على من لم يفهمها; وقد قال شيخنا، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله - في كلام له -: فإن الذي لم تقم عليه الحجة، هو الذي حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسائل خفية، مثل مسألة الصرف والعطف، فلا يكفر حتى يعرف. وأما أصول الدين التي وضحها الله، وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة; ولكن أصل الإشكال: أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وفهم الحجة؛ فإن الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} 1، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} 2. فقيام الحجة وبلوغها نوع، وفهمها نوع آخر، وكفرهم الله ببلوغها إياهم، مع كونهم لم يفهموها، إلى آخر كلامه رحمه الله.
وأما قوله - عن الشيخ محمد، رحمه الله -: إنه لا يكفر من كان على قبة الكواز، ونحوه، ولا يكفر الوثني حتى يدعوه، وتبلغه الحجة، فيقال: نعم; فإن الشيخ محمدا رحمه الله، لم يكفر الناس ابتداء، إلا بعد قيام الحجة والدعوة، لأنهم إذ ذاك في زمن فترة، وعدم علم بآثار الرسالة، ولذلك قال: لجهلهم وعدم من ينبههم، فأما إذا قامت الحجة، فلا مانع من تكفيرهم وإن لم يفهموها. وفي هذه الأزمان، خصوصا في جهتكم، قد قامت الحجة على من هناك، واتضحت لهم المحجة، ولم يزل في تلك البلاد من يدعو إلى توحيد الله، ويقرره، ويناضل عنه، ويقرر مذهب السلف، وما دلت عليه النصوص من الصفات العلية، والأسماء القدسية، ويرد ما يشبه به بعض أتباع الجهمية، ومن على طريقتهم، حتى صار الأمر في هذه المسائل،؛ في تلك البلاد، أظهر منه في غيرها، ولا تخفى النصوص والأدلة، حتى على العوام؛ فلا إشكال - والحالة هذه - في قيام الحجة وبلوغها، على من في جهتكم من المبتدعة، والزنادقة الضلال.
ولا يجادل في هذه المسألة، ويشبه بها، إلا من غلب جانب الهوى، ومال إلى المطامع الدنيوية، واشترى بآيات الله ثمنا قليلا، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 07:21]ـ
-قال الشيخ ابراهيم الرحيلي –حفظه الله-في كتاب التكفير وضوابطه (ص 269 وما بعدها):
وقد اختلف العلماء-رحمهم الله-في ذلك على قولين مشهورين:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الاول: أن الحجة تقوم على الشخص ببلوغها اياه وفهمه لها فهما يدرك المقصود منها. وبه قال كثير من العلماء, منهم: ابن العربي, وابن قدامة, وشيخ الاسلام ابن تيمية, وابن القيم, وسيأتي نقل كلامهم مفصلا ان شاء الله.
القول الثاني: إن الحجة تقوم على الشخص ببلوغها إياه وإن لم يفهمها, فليس من قيام الحجة فهمها. وذهب إلى هذا القول بعض أئمة الدعوة من أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمهم الله- وغيرهم, ونسبوه للشيخ محمد رحمه الله, وفيه نظر.
واحتجوا لقولهم بأن الكفار الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم قامت عليهم الحجة بسماع القرآن , مع وصف الله تعالى لهم بعدم العقل والسمع, كقوله تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إنهم إلا كالأنعم بل هم أضل سبيلا) , (سورة الفرقان-من الاية:44). وغيرها من الآيات في هذا المعنى, مما يدل على قيام الحجة ببلوغها, وإن لم يفهمهاا المخاطب.
والذي يظهر لي بعد تأمل القولين في المسألة هو ترجيح القول الاول, وهو أن الحجة لا يمكن أن تقوم على شخص الا بعد فهمه لها, واما من لم يفهم الحجة فإنها لم تقم عليه, لكن لا بد من التنبيه على أن عدم الفهم هنا هو الناشئ عن عجز وعدم القدرة على الفهم لعجمة أو لشبهة مع الحرص على الهدى. وأما إن كان عدم الفهم راجعا إلى إعراض عن النصوص أو تفريط في طلب الهدى بوجه من الوجوه فهذه لا يعذر به. ذكر نحو هذا التفصيل ابن القيم رحمه الله.
وقد دلت على هذا الادلة من الكتاب والسنة:
ومن هذه الادلة:
1 - قول الله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنآ إن نسينآ أو أخطأنا) , (سورة البقرة, من الآية: 286).
فأخبر الله تعالى أنه لا يكلف أحدا من هذه الامة إلا وسعه, ثم حكى دعاءها إياه بألا يؤاخذ بالنسيان والخطأ وما ذكر من الدعاء في الآية وثبت في صحيح مسلم أنه تعالى قال: (قد فعلت).
فدلت الآية والحديث على عذر الله لهذه الأمة بعدم التمكن من الفهم من عدة أوجه:
الأول: أنه أخبر أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها, وعدم الفهم ليس من وسع الإنسان إن لم يصحبه إعراض, ولذا عد العلماء الفهم شرطا للتكليف, قال ابن اللحام: (شرط التكليف: العقل, وفهم الخطاب).
الثاني: أن الله تعالى قد استجاب للمؤمنين في عدم المؤاخذة بالنسيان, وهو ما نشأ عن تضييع من العبد وتفريط دون ما كان عن عجز وضعف وقلة احتمال عقله له, فإن هذا ليس بمعصية أصلا ولا يؤاخذ به العبد على ما ذكره الطبري.
وعدم الفهم هو من جنس النسيان الناشئ عن عجز وضعف, الذي لا يؤاخذ العبد به أصلا, بل عدم الفهم أولى بالعذر منه. فمن لم يعلم أصلا أعذر ممن علم ثم نسي.
وإذا كان الله قد استجاب للأمة بالعفو عن النسيان مع التفريط فكيف لا تعذر بعدم الفهم من غير تفريط؟!
الثالث: أن الله تعالى قد استجاب للامة في عدم المؤاخذة بالخطأ, والمقصود بالخطأ هنا هو: ما يأتيه العبد بقصد منه وإرادة فذلك خطأ منه.
وأما ما كان من الخطأ الراجع الى الجهل به, والظن منه بأنه له فعله فهذا موضوع عن العبد المؤاخذة به, وعدم الفهم نوع من الخطأ, كما يقال: (أخطأ فلان فهم المسألة) , وهو راجع الى النوع الثاني من الخطأ الذي لا يؤاخذ الله به, لان الفهم هم العلم, وعدمه جهل, فدل على العذر به, ولو رجع عدم الفهم الى النوع الاول من الخطأ فهو مغفور أيضا بدلالة الآية والحديث.
# يتبع ان شاء الله,
مع ذكر بعض الفوائد من غير هذا الكتاب,
وتحرير مذهب أئمة الدعوة و أئمة الاسلام رحمهم الله في هذه المسألة.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 12:12]ـ
رسائل مهمة في توضيح هذه المسأئل:- (فهم الحجة - بلوغ الحجة - قيام الحجة - العذر بالجهل في أصل الدين)
رسالة:- (معنى إقامة الحجة:: عبد الله بن عبد الرحمن ابا بطين)
رسالة:- (في الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة:: سليمان بن سحمان النجدي الحنبلي)
رسالة:- (مفيد المستفيد قي كفر تارك التوحيد:: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب)
رسالة:- (تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة:: اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل شيخ)
تجدها في الرابط التالي ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15738
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك رسالة رائعة .. " الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد "
ـ[أم معاذة]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخ أبي عمر على الروابط.
الفاضل عبد الرزاق حيدر أرجو منك نقل المزيد من كلام الأئمة كما كنت تفعل من قبل.لأن كلامهم في المشرق وفهم إبراهيم الرحيلي لهم في المغرب، والظاهر أنه لم يستحضر الآية التي نحفظها عن ظهر قلب كلما ذكرنا الشرك وهي قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .. )
والغريب أنه يذكر تفسير الطبري للآية! ولكن دون ذكر تمامه لأنه ينقض مذهبه، وإليكم تفسير الطبري للنسيان والخطأ كاملا:-
قال أبو جعفر: إن قال لنا قائل: وهل يحوز أن يؤاخذ الله عز وجل عباده بما نسوا أو أخطأوا، فيسألوه أن لا يؤاخذهم بذلك؟
قيل: إن"النسيان" على وجهين: أحدهما على وجه التضييع من العبد والتفريط، والآخر على وجه عجز الناسي عن حفظ ما استحفظ ووكل به، وضعف عقله عن احتماله.
فأما الذي يكون من العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو ترك منه لما أمر بفعله. فذلك الذي يرغب العبد إلى الله عز وجل في تركه مؤاخذته به، وهو"النسيان" الذي عاقب الله عز وجل به آدم صلوات الله عليه فأخرجه من الجنة، فقال في ذلك: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) [سورة طه: 115]، وهو"النسيان" الذي قال جل ثناؤه: (فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا) [سورة الأعراف: 51]. فرغبة العبد إلى الله عز وجل بقوله:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، فيما كان من نسيان منه لما أمر بفعله على هذا الوجه الذي وصفنا، ما لم يكن تركه ما ترك من ذلك تفريطا منه فيه وتضييعا، كفرا بالله عز وجل. فإن ذلك إذا كان كفرا بالله، فإن الرغبة إلى الله في تركه المؤاخذة به غير جائزة، لأن الله عز وجل قد أخبر عباده أنه لا يغفر لهم الشرك به، فمسألته فعل ما قد أعلمهم أنه لا يفعله، خطأ. وإنما تكون مسألته المغفرة، فيما كان من مثل نسيانه القرآن بعد حفظه بتشاغله عنه وعن قراءته، ومثل نسيانه صلاة أو صياما، باشتغاله عنهما بغيرهما حتى ضيعهما. وأما الذي العبد به غير مؤاخذ، لعجز بنيته عن حفظه، وقلة احتمال عقله ما وكل بمراعاته، فإن ذلك من العبد غير معصية، وهو به غير آثم، فذلك الذي لا وجه لمسألة العبد ربه أن يغفره له، لأنه مسألة منه له أن يغفر له ما ليس له بذنب، وذلك مثل الأمر يغلب عليه وهو حريص على تذكره وحفظه، كالرجل يحرص على حفظ القرآن بجد منه فيقرأه، ثم ينساه بغير تشاغل منه بغيره عنه، ولكن بعجز بنيته عن حفظه، وقلة احتمال عقله ذكر ما أودع قلبه منه، وما أشبه ذلك من النسيان، فإن ذلك مما لا تجوز مسألة الرب مغفرته، لأنه لا ذنب للعبد فيه فيغفر له باكتسابه.
وكذلك "الخطأ" وجهان:
أحدهما: من وجه ما نهي عنه العبد فيأتيه بقصد منه وإرادة، فذلك خطأ منه، وهو به مأخوذ. يقال منه:"خطئ فلان وأخطأ" فيما أتى من الفعل، و"أثم"، إذا أتى ما يأثم فيه وركبه، ومنه قول الشاعر:-
الناس يلحون الأمير إذا هم ... خطئوا الصواب ولا يلام المرشد
يعني: أخطأوا الصواب وهذا الوجه الذي يرغب العبد إلى ربه في صفح ما كان منه من إثم عنه إلا ما كان من ذلك كفرا.
قال أو بطين في الدرر السنية
ويقال: وكل كافر قد أخطأ، والمشركون لا بد لهم من تأويلات، ويعتقدون أن شركهم بالصالحين، تعظيم لهم، ينفعهم، ويدفع عنهم، فلم يعذروا بذلك الخطأ، ولا بذلك التأويل؛ بل قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [سورة الزمر آية: 3].
وقال تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأعراف آية: 30]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاًالَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103 - 104] الآية. فأين ذهب عقل هذا عن هذه الآيات، وأمثالها من الآيات المحكمات؟! والعلماء رحمهم الله تعالى سلكوا منهج الاستقامة، وذكروا باب حكم المرتد، ولم يقل أحد منهم أنه إذا قال كفرا، أو فعل كفرا، وهو لا يعلم أنه يضاد الشهادتين، أنه لا يكفر لجهله.
وقد بين الله في كتابه أن بعض المشركين جهال مقلدون، فلم يدفع عنهم عقاب الله بجهلهم وتقليدهم، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [سورة الحج آية: 3] إلى قوله: {إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [سورة الحج آية: 4].
قال أبو بطين في الدرر السنية
فقد جزم رحمه الله تعالى [يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية] في مواضع كثيرة، بكفر من فعل ما ذكرنا من أنواع الشرك، وحكى إجماع المسلمين على ذلك، ولم يستثن الجاهل ونحوه، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [سورة النساء آية: 48] الآية، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام أنه قال: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [سورة المائدة آية: 72].
فمن خص ذلك الوعيد بالمعاند فقط، وأخرج الجاهل والمتأول والمقلد، فقد شاق الله ورسوله، وخرج عن سبيل المؤمنين; والفقهاء يصدرون "باب حكم المرتد" بمن أشرك بالله، ولم يقيدوا ذلك بالمعاند، وهذا أمر واضح - ولله الحمد - فقد قال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [سورة النساء آية: 165].
أما تشكيكه في صحة فهم أحفاد الشيخ وأئمة الدعوة لكلامه فهذا من أغرب ما قرأت!
والعجيب في الأمر أنه يجعل المسألة خلافية! كما قال عن مسألة تارك جنس العمل أنها مسألة خلافية بل ونسب مقولة عدم كفر تارك جنس العمل للإمام أحمد!
وأرجو منك - أيها الفاضل - أن تنقل كلام ابن العربي وابن قدامة المقدسي الذي نقله في كتابه.
بارك الله في الجميع.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 04:13]ـ
هنا تجدوا كلام مُفصل لشيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله حول عارض الجهل وهل هو عذر في رفع المؤاخذة على المكلف أم لا؟!.
تفضلوا رابط الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17798&highlight=%CC%D1%ED%D1+%C7%E1% D8%C8%D1%ED
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 08:31]ـ
- قال تعالى: (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين * ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما و علما)، < سورة الأنبياء، الآيتان: 78 - 79 >، فدلت هذه الواقعة على عذر الله تعالى داود بعدم الفهم، وهو نبي الله الذي أثنى عليه بالعلم والحكمة، فلأن يعذر من هو دونه بعدم الفهم أولى، كما دل قوله تعالى: (ففهمناها سليمان) على أن الفهم منة من الله ليس بمقدور الإنسان تحصيله إن لم يوفق الله له، فمن اجتهد في تحصيله فلم يصبه فهو معذور كما عذر الله داود.
قال الحسن البصري: (كان الحكم بما قضى به سليمان،ولم يعنف الله داود في حكمه).
وقال - أيضا -: (لولا هذه الآية لرأيت أن القضاة قد هلكوا، ولكنه أثنى على سليمان لصوابه، وعذر داود باجتهاده).
3 - أخرج الإمام أحمد من حديث الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما اسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما).
فقد عذر الله هؤلاء الأربعة، أما الذي لا يسمع، ومن مات في الفترة فعذرهما لعدم وصول الحجة إليهما، لفقد الأول الحاسة الموصلة لذلك، وأما الآخر فلعدم وجود الحجة في زمنه أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأحمق والهرم فواضح أنهما بلغتهما الحجة، وإنما عذرهما الله لعدم فهمهما، ولهذا احتجا بما يدل على عدم الفهم.
4 - أن عدم الفهم للخطاب إما أن يكون بعدم إدراك المقصود منه بالكلية، أو بفهمه على غير المقصود منه، وقد دلت النصوص على العذر بالنوعين.
أما النوع الأول: فدل على العذر به حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل).فهؤلاء الثلاثة المذكورون عذروا لعدم التمييز والفهم.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (أما اشتراط العقل في التكليف فلا خلاف فيه بين العلماء، إذ لا معنى لتكليف من لا يفهم الخطاب).
أما النوع الثاني، فدل على العذر به حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه, قال: (لما نزلت (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) <سورة البقرة, من الآية: 187>, عمدت الى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك, فقال: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار).
وكذلك حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم- يوم الاحزاب: (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة, فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيهم, وقال بعضهم: بل نصلي, لم يرد منا ذلك, فذكر ذلك للنبي –صلى الله عليه وسلم- فلم يعنف واحدا منهم).
فدل الحديثان على عذر النبي-صلى الله عليه وسلم- من فهم الخطاب على غير المراد منه. أما عدي بن حاتم-رضي الله عنه- فخطؤه في فهم النص ظاهر, وأما انقسام الصحابة-رضي الله عنهم- في فهم قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة) , فما من شك أن أحد الفريقين أخطأ في الفهم, لان الحق واحد لا يتعدد على الصحيح من أقوال أهل العلم, وأما عدم تعنيف النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الفريقين, فلأن الكل مجتهد, ما بين مصيب وافق الحق, أومخطئ معذور.
وفهم الخطاب على غير المراد منه, من أعظم الأسباب التي يحصل بسببها المخالفة للنص, كما هو معلوم للناظر في اجتهادات العلماء من عهد السلف إلى هذه العصور المتأخرة, ومع هذا فالعلماء متفقون على رفع الحرج عن المخطئين وعذرهم في ذلك.
وقد عد شيخ الاسلام ابن تيمية هذا النوع من الاسباب التي تحصل بها المخالفة للنص فيعذر بها المجتهد على ما قرره في رسالته العظيمة (رفع الملام عن الأئمة الاعلام) , قال رحمه الله: (السبب السادس عدم معرفته بدلالة الحديث تارة, لكون اللفظ الذي في الحديث غريبا عنده مثل لفظ: (المزابنة) , و (المخابرة) , و (المحاقلة) , وتارة لكون معناه في لغته وعرفه غير معناه في لغة النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو يحمله على ما يفهمه في لغته بناء على أن الأصل بقاء اللغة.
كما سمع بعضهم آثارا في الرخصة في (النبيذ) فظنوه بعض أنواع المسكر, لأنه لغتهم وإنما هو ما ينبذ لتحلية الماء قبل أن يشتد.
وتارة لكون اللفظ مشتركا أو مجملا كما حمل جماعة من الصحابة في أول الامر الخيط الابيض والخيط الاسود على الحبل, وكما حمل آخرون قوله تعالى: (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) , <سورة النساء, الآية: 43>, على اليد إلى الابط.
وتارة لكون الدلالة من النص خفية, فإن جهات دلالات الاقوال متسعة جدا, يتفاوت الناس في إدراكها, وفهم وجوه الكلام بحسب منح الحق سبحانه ومواهبه). <تم نقله باختصار من رفع الملام عن الائمة الاعلام, ص: 25 - 29>.
فتبين بكل هذا أن فهم النص على الوجه الصحيح أمر معتبر في قيام الحجة به على المعنيين, وعدم المؤاخذة بعدم الفهم, وهذا مقتضى أصل الشريعة في رفع الحرج عن هذه الامة في امر دينها. قال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) ,<سورة الحج, من الآية: 78>. وهو من آثار رحمة الله ولطفه وعفوه وإحسانه لعباده.
ثم قال حفظه الله (ص 283 - 284):
وقد قرر العلماء المحققون هذا الأصل مستدلين له بالنصوص الشرعية مبينين موافقته لأصول الدين وقواعده الكلية, وكلامهم في هذا يطول, وانما أورد طرفا من أقوالهم في هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن العربي-رحمه الله-: (فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرا, فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى يتبين له الحجة التي يكفر تاركها بيانا واضحا ما يلتبس على مثله, وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الاسلام, مما أجمعوا عليه إجماعا قطعيا, يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل).
وقول ابن قدامة-رحمه الله- بعد ذكره لجماعة من السلف استحلوا بعض المحرمات متأويلن فلم يكفروا: (فيخرج في من كان مثلهم حكمهم, وكذلك كل جاهل بشيء يمكن أن يجهله, لا يحكم بكفره حتى يعرف ذلك وتزول عنه الشبه ويستحله بعد ذلك).
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق, وقد تكون بلغته ولم تثبت عنده, أو لم يتمكن من فهمها, وقد يكون عرضت له شبهات يعذره الله تعالى بها, فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له خطأه كائنا ما كان, سواء في المسائل النظرية أو العملية, هذا الذي عليه أصحاب النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وجماهير أئمة الإسلام).
وقول: (من كان مؤمنا بالله ورسوله إيمانا مطلقا ولم يبلغه من العلم ما يبين له الصواب فإنه لا يحكم بكفره, حتى تقوم عليه الحجة التي من خالفها كفر, اذ كثير من الناس يخطئ فيما يتأوله من القرآن, ويجهل كثيرا مما يرد من معاني الكتاب والسنة, والخطأ والنسيان مرفوعان عن هذه الامة, والكفر لا يكون الا بعد البيان).
ويقول ابن القيم-رحمه الله-: (إن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والامكنة والاشخاص, فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان, وفي بقعة وناحية دون أخرى, كما أنها تقوم على شخص دون آخر, إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون, وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب, ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئا, ولا يتمكن من الفهم, وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بحجة يوم القيامة).
فدلت هذه النقول على تقرير أهل العلم أن الحجة لا تقوم إلا بفهمها, وأن التكفير لا يكون الا بعد البيان والتوضيح.
(انتهي بعض المقصود من الكتاب)!
# ولمعرفة حقيقة مذهب الامام محمد بن عبد الوهاب ومذهب أئمة الدعوة وأئمة الاسلام في هذه المسألة, ينظر في كتاب الشيخ محمد بن عبد الله الوهيبي "نواقض الايمان الاعتقادية"- وكان المشرف على الرسالة الشيخ عبدالرحمن المحمود- المجلد الاول-الباب الثاني-الفصل الاول والثاني, ومن اراد الاختصار فعليه بالفصل الثاني- موانع التكفير:
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1279&cat=1
- لولا الخلل الذي في الجهاز لانزلت الفصلين,
حبذا لو يتكرم احد الاخوة بانزالهما, وشكرا.
# وهذا على سبيل الاختصار لمن اراد معرفة الحق والصواب في هذه المسألة.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 06:23]ـ
عبد الرازق حيدر ..
هداني الله واياك لما يحبه ويرضاه
الاقوال التي ذكرتها .. وردت عن الأئمة في الفروع وليس في اصل الدين
أو في الكفر الاصغر والشرك الاصغر كما في قول ابن عربي حيث ورد كلامه في شرحه لكلام البخاري ..
ولكن الحديث عن العذر بالجهل في اصل الدين وليس في الفروع ..
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 06:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكلة أن عبد الرزاق حيدر - نسأل الله أن يرزقه نعمة الصبر على قراءة كلام مخالفه - يعلق بدون أن يقرأ الكلام المكتوب هنا.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:22]ـ
الله يهديكم!؟
من اين اتيتم بهذا التأصيل؟!
هل تعلمون أن سبب انتقاد شيخ الاسلام ابن تيمية- رحمه الله- تقسيم اهل البدع الدين الى اصول وفروع, هو لانهم يفرقون في التكفير بين مسائل الاصول ومسائل الفروع, فالقطعيات والتي هي الاصول يكفر المخالف فيها , والفروع التي هي الظنيات لا يكفر المخالف فيها!
فرد رحمه الله على هذا التقسيم البدعي, وبين فساده , وبين المعنى او المراد الصحيح من تقسيم الدين الى اصول وفروع , وان التكفير واقع في كلا القسمين!!!
انظروا كلامه-رحمه الله- في كتاب درء تعارض العقل والنقل في المصدر الذي احلت اليه في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27150
# كان الواجب عليكم ان تنظروا الى المراجع التي ذكرتها كي لا تقعوا في المهالك!!
# بالمناسبة, الشيخ الوهيبي قد ذكر كذلك انتقاد شيخ الاسلام لمن فرق بين التكفير في مسائل الاصول والفروع او الاحكام والعقائد في مبحث موانع التكفير!! (ولكنها مختصرة).
# كان الواجب عليكم ان ترجعوا الى المصادر التي ذكرت قبل ان تتكلموا!
# من باب الفائدة: (البخاري رحمه الله بوب في كتاب العلم- باب العلم قبل القول والعمل)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:38]ـ
قال العلامة عبد الرحمان بن ناصر السعدي رحمه الله في كتابه (المناظرات الفقهية ص68)
من فوائد ذلك أن الأقوال التي يراد المقابلة بينها ومعرفة راجحها من مرجوحها أن يقطع الناظر والمناظر النظر عن القائلين فإنه ربما كان ذكر القائل مغترا عن مخالفته وتوجب له الهيبة أن يكف عن قول ينافي ما قاله
وهذا هو العدل والإنصاف خلافا لمن يرى أن الحق لا يخرج عن اختيار إمامه وشيخه ويتمثل بقول الشاعر
إذا قالت حذام فصدقوها " فإن القول ما قالت حذام
ولذلك فإن المبطلين يبادرون من ينكر باطلهم بذكر قائله فيعزون اليه ويضربون بذكره ما يذكر لهم من الذكر الحكيم
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مقدمة أضواء البيان1/ 4
ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا لقول قائل معين لأننا ننظر الى ذات القول لا إلى قائله.) انتهى
هذا هو دأب العقلاء ونحن عليه سائرون
إذا كانت بينك وبين خصمك عداوة وبغضاء وشحناء فإنك ستقرأ كلامه و نفسك متوفزة متحفزة لنتقاده و الرد عليه؛ لذلك يجب أن تعود نفسك جيدا على أن تقرأ كلام خصمها بهدوء وطمئنينة.
نسأل الله لنا ولكم الهداية و التوفيق
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[أبو عمر]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:58]ـ
عذرا أنت الذي خلطت بين الأصول والفروع
إليك كلام امام المفسرين ابن جيرير الطبري _ رحمه الله _ في كتاب " التبصير بمعالم الدين "
(القول في المعاني التي تدرك حقائق المعلومات من أمور الدين، وما يسع الجهل به منه وما لا يسع ذلك فيه، وما يعذر بالخطإ فيه المجتهد الطالب، وما لا يعذر بذلك فيه: اعلموا – رحمكم الله – أن كل معلوم للخلق من أمر الدين والدنيا أن تخرج من أحد معنيين.
(أ) من أن يكون: إما معلوما لهم بإدراك حواسهم إياه.
(ب) وإما معلوما بالاستدلال عليه بما أدركته حواسهم.
ثم لم يعد جميع أمور الذي امتحن الله به عباده معنيين: أحدهما: توحيد الله وعدله والآخر: شرائعه التي شرعها لخلقه من حلال وحرام وأقضية وأحكام.
(أ) فأما توحيده وعدله: فمدركة حقيقة علمه استدلالا بما أدركته الحواس.
(ب) وأما شرائعه فمدركة حقيقة علم بعضها حسا بالسمع وعلم بعضها استدلالا بما أدركته حاسة السمع.
ثم القول فيما أدركت حقيقة علمه منه استدلالا على وجهين:
- أحدهما: معذور فيه بالخطإ والمخطئ مأجور فيه على الاجتهاد والفحص والطلب كما قال رسول الله ص (من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر).
وذلك الخطأ فيما كانت الأدلة على الصحيح من القول فيه مختلفة غير مؤتلفة، والأصول في الدلالة عليه مفترقة غير متفقة. وإن كان لا يخلو من دليل على الصحيح من القول فيه. فميز بينه وبين السقيم منه، غير أنه يغمض بعضه غموضا يخفى على كثير من طلابه ويلتبس على كثير من بغاته.
- والآخر منهما غير معذور بالخطإ فيه مكلف قد بلغ حد الأمر والنهي ومكفر بالجهل به الجاهل وذلك ما كانت الأدلة الدالة على صحته متفقة غير مفترقة ومؤتلفة غير مختلفة وهي مع ذلك ظاهرة للحواس).
:::
::
:
(وأما ما أدركت حقيقة علمه منه حسا فغير لازم فرضه أحدا إلا بعد وقوعه تحت حسه، فأما وهو واقع تحت حسه فلا سبيل له إلى العلم به، وإذا لم تكن له إلى العلم به سبيل، لم يجز تكليفه فرض العمل به، مع ارتفاع العلم به. وذلك أنه من لم ينته إليه الخبر بأن الله تعالى ذكره بعث رسولا يأمر الناس بإقامة خمس صلوات كل يوم وليلة، لم يجز أن يكون معذبا على تركه إقامة الصلوات الخمس، لأن ذلك من الأمر الذي لا يدرك إلا بالسماع ومن لم يسمع ذلك ولم يبلغه فلم تلزمه الحجة به، وإنما يلزم فرضه من ثبتت عليه به الحجة).
:::
::
:
: (فأما الذي لا يجوز الجهل به من دين الله لمن كان في قلبه من أهل التكليف لوجود الأدلة متفقة في الدلالة عليه غير مختلفة، ظاهرة للحس غير خفية، فتوحيد الله تعالى ذكره والعلم بأسمائه وصفاته وعدله، وذلك أن كل من بلغ حد التكليف من أهل الصحة والسلامة فلن يعدم دليلا دالا وبرهانا واضحا يدله على وحدانية ربه جل ثناؤه، ويوضح له حقيقة صحة ذلك ولذلك لم يعذر الله جل ذكره أحدا كان بالصفة التي وصفت بالجهل وبأسمائه وألحقه إن مات على الجهل به بمنازل أهل العناد فيه تعالى ذكره والخلاف عليه بعد العلم به، وبربوبيته في أحكام الدنيا وعذاب الآخرة فقال جل ثناؤه: ? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ?، فسوى جل ثناؤه بين هذا العامل في غير ما يرضيه على حسبانه أنه في علمه عامل بما يرضيه، في تسميته في الدنيا بأسماء أعدائه المعاندين له، الجاحدين ربوبيته مع علمهم بأنه ربهم.
وألحقه بهم في الآخرة في العقاب والعذاب، وذلك لما وصفنا من استواء المجتهد المخطئ في وحدانيته وأسمائه وصفاته وعدله وحال المعاند في ذلك في ظهور الأدلة الدالة المتفقة غير المفترقة لحواسهما من الأدلة والحجج وجبت التسوية بينهما في العذاب والعقاب وخالف حكم ذلك حكم الجاهل بالشرائع).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 11:05]ـ
أخي عبد الرازق وفقك الله تعالى
------------------
أما بخصوص مسألة تقسيم الدين إلى أصول وفروع فهذا قول أهل السنة والجماعة، وليس من أقوال أهل البدع كما تتوهم، بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد أقر هذا التقسيم في أكثر من موضع من مؤلفاته، بل له رسالة في التفريق حول مسائل أصول الدين وفروعه وهي مدرجة ضمن كتاب (مجموع فتاوى شيخ الإسلام) يمكن أن تنظرها هناك.
أما الذي أنكره شيخ الإسلام في بعض أقواله هو ما قصده أهل البدع من المعتزلة والجهمية حيث وضعوا من عند أنفسهم مقالات باطلة وسموها أصول الدين وكفروا كل من لم يوافقهم عليها فعندها تصد لهم ولأفكهم شيخ الإسلام رحمه الله ورد عليهم وكذبهم في هذه التقسيمات التي ليس عليها أثارة من علم.
وهذا رابط سوف يساعدك في فهم المسالة و سوف تجد فيه أقوال شيخ الإسلام رحمه الله في صحة تقرير هذا التقسيم.
تفضل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19740
هذا من جهة اقرار صحة هذا التقسيم.
أما من جهة هل يوجد فرق بين العذر في مسائل أصو الدين وفروعه
فالجواب: نعم .. يوجد فرق بين المسألتين .. وهذا ما كان يعبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وأئمة الدعوة رحمهم الله أجمعين بالمسائل الظاهرة والخفية .. وقد مثّلوا على المسائل الظاهرة بـ (أفعال الشرك الأكبر).
وخذ مثال واضح في هذا الباب:
* سب الله عزوجل .. هذا من مسائل الأصول الظاهرة التي لا يُعذر فاعله بالجهل.
* الجهل بأن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء .. هذا من المسائل الخفية التي يعذر الجاهل بذلك.
وأقوال أهل العلم في صحة هذا الشرح كثيرة جداً معلومة ومشهورة يمكن أن تطالعها في مظانها.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 11:39]ـ
@ تقولك يا أخ الدهلوي هداك الله: (أما بخصوص مسألة تقسيم الدين إلى أصول وفروع فهذا قول أهل السنة والجماعة، وليس من أقوال أهل البدع كما تتوهم، بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد أقر هذا التقسيم في أكثر من موضع من مؤلفاته، بل له رسالة في التفريق حول مسائل أصول الدين وفروعه وهي مدرجة ضمن كتاب (مجموع فتاوى شيخ الإسلام) يمكن أن تنظرها هناك).
# هل قرأت هذه العبارة التي كتبتها ياهداك الله: (وبين المعنى او المراد الصحيح من تقسيم الدين الى اصول وفروع)!!!!
-ثم هل رأيت في الرابط الذي احلت اليه؟!
@وتقول: (أما الذي أنكره شيخ الإسلام في بعض أقواله هو ما قصده أهل البدع من المعتزلة والجهمية حيث وضعوا من عند أنفسهم مقالات باطلة وسموها أصول الدين وكفروا كل من لم يوافقهم عليها فعندها تصد لهم ولأفكهم شيخ الإسلام رحمه الله ورد عليهم وكذبهم في هذه التقسيمات التي ليس عليها أثارة من علم).
# الظاهر بان هنالك من يلقنك!؟
هل قرأت هذه العبارة التي كتبتها: (هل تعلمون أن سبب انتقاد شيخ الاسلام ابن تيمية- رحمه الله- تقسيم اهل البدع الدين الى اصول وفروع, هو لانهم يفرقون في التكفير بين مسائل الاصول ومسائل الفروع, فالقطعيات والتي هي الاصول يكفر المخالف فيها , والفروع التي هي الظنيات لا يكفر المخالف فيها!
فرد رحمه الله على هذا التقسيم البدعي, وبين فساده ... )
# الانصاف عزيز نسأل الله العافية.
@ ثم تقول: (أما من جهة هل يوجد فرق بين العذر في مسائل أصو الدين وفروعه
فالجواب: نعم .. يوجد فرق بين المسألتين .. وهذا ما كان يعبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وأئمة الدعوة رحمهم الله أجمعين بالمسائل الظاهرة والخفية .. وقد مثّلوا على المسائل الظاهرة بـ (أفعال الشرك الأكبر).
وخذ مثال واضح في هذا الباب:
* سب الله عزوجل .. هذا من مسائل الأصول الظاهرة التي لا يُعذر فاعله بالجهل.
* الجهل بأن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء .. هذا من المسائل الخفية التي يعذر الجاهل بذلك.
وأقوال أهل العلم في صحة هذا الشرح كثيرة جداً معلومة ومشهورة يمكن أن تطالعها في مظانها).
# أعتقد أنني قد بينت كلام شيخ الاسلام بوضوح لمن اراد الحق والصواب في هذه المسالة فلا داعي لتكراره!؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:10]ـ
!!!!!!!!!!
ـ[مجد الدين بن أحمد]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 06:01]ـ
الأخ الفاضل عبد الرزاق حيدر أنت في نقاشك مصادرة على المطلوب والله أعلم.(/)
اخلعي حجابك وإلا لا تعليم!!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 11:10]ـ
اخلعي حجابك وإلا لا تعليم!!
ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ: 20 - 09 - 2008 نقلا عن: لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس نسخة للطباعة
أرسل لصديق
القراء: 3975
الإسم: لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
البريد الإلكتروني: protecthijeb@yahoo.fr
الدولة: تونس
العمر:
الرسالة:
بسم الله الرحمان الرحيم
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
تونس في 2008/ 9/19
يحدث في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد .. رسالة الطالبات المحجبات
تلقت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس رسالة خطية من الطالبات المحجبات بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بمنطقة سيدي بوزيد جنوب غرب تونس هذا نصها:
السلام عليكم
بسم الله الرحمان الرحيم
شهد المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد (جنوب غرب تونس) خلال امتحانات السداسي الأخير من السنة الجامعية الماضية 2007/ 2008، إثر الزيارة التي قام بها وزير التعليم العالي الأزهر بو عون للمعهد، أحداث نسجلها في هذه الرسالة المفتوحة، فقد تم إبلاغ الفتيات المحجبات من قبل الإداريين بإيعاز من المدير بعدم الظهور أمام الوزير، فعرف المعهد حالة حظر تجول معلنة على الطالبات المحجبات (وقد بقين داخل المبيت الجامعي ولم يسجلن حضورهن في أقسامهن حتى غادر الوزير)، أثناء قيام الوزير بجولة في أنحاء المعهد، وقد لاحظ الأخير تقصير المعنيين في تجهيز المعهد وتهيئته رغم أن الوزارة قدمت لهم كل المستلزمات المالية لإتمام ذلك.
ورغم التحذير الموجه للفتيات المحجبات، فقد لمح الوزير بعضهن، وحسب شهود عيان فقد ثار الوزير في وجه مدير المعهد المدعو محمد الصغير الزعفوري، وخاطبه بلهجة حادة أمام الحضور من أساتذة و إداريين و طلبة وقال له بالحرف: "هذا كوري موش معهد"، (يعنى: هذا إستطبل وليس معهد)، تعليقاً على قلة التجهيز و سوء التنظيم، وأضاف قائلاً في توبيخه للمدير: "نظف الوسخ إلي عندك"، (ويقصد بكلمة "الوسخ" الطالبات المحجبات)، وقد حز هذا التقريع في نفس المدير الزعفوري، ولكنه طأطأ رأسه أمام الوزير.
وبعد مغادرة الوزير ثارت ثائرة محمد الصغير الزعفوري وأصبح يبحث عن كبش فداء، ليحفظ به ماء وجهه، فكان ذلك متوفراً في الفتيات المحجبات القادمات من مناطق تونسية أخرى البعيدات عن أسرهن، حيث توعدهن بعدم دخول القاعات لاجتياز الامتحانات النهائية، وكان تاريخها قرابة أسبوع ونصف بعد قدوم الوزير.
وعند حلول أول يوم من أيام الامتحانات قام المدير بجولة في قاعات الامتحانات وخاطب المحجبات بنبرة شديدة و قاسية و أمرهن بنزع أي شيء كان يغطي الرأس حيث كنَ يرتدين إما "الفولارة التونسية " أو قبعات، لا غير.
فامتثل لذلك أغلبهن خوفاً من منعهن من اجتياز الامتحان, لكن امتنع عن ذلك بعضهن بقولهن مخاطبات المدير: "لم نخالف القانون فبأي وجه حق تخرجنا!؟ "
فأرغد وأزبد وصاح فيهن قائلاً: لن تدخلن غداً مهما فعلتن حتى و إن نزعتن الحجاب، وأضاف، وأنتن "خوانجية .. وأنا ما نقبلش" (يقصد لا يسمح).
في الغد وقبل وصول أي طالب أمر أحد العملة بإغلاق كل أبواب الأقسام و باب الدرج الذي يوصل للأقسام و عدم فتحها إلا بحضوره شخصيا و بالفعل هذا ما حصل.
وعند وصول الطلبة و الطالبات وقف المدير أمام الأقسام ولم يترك أي طالبة تغطى رأسها تدخل للقاعات وحتى أولائك اللاتي نزعن الحجاب منعهن كذلك، فخيم على المعهد إحساس بالقهر و الخوف و الظلم وانعدام الحق و انعدام القانون، وشعر الجميع بذلك ولم يستسغه أحد من الطلبة والإداريين والأساتذة، فما فعله المدير في نظر الجميع تجاوزاً لكل السلطات و الأخلاقيات والٌقوانين والأعراف، وبدا وكأنه يفتعل المشاكل، وظن أن فعله هذا سيشفع له لدي السلطات ويغطي تقصيره أمام الوزير الذي وبخه.
تجمعت الطالبات اللاتي منعهن من دخول القاعات في ساحة المعهد، وهن في حالات من البكاء والرعب من المدير الذي أمرهن بالخروج من المعهد نهائياً، أمام مرأى و مسمع الجميع. وحاول بعض الأساتذة التوسط، لكن المدير رفض بشدة.
وعند سؤال بعض الطلبة للأساتذة: هل ما يحصل معقول؟ هل هذه ظروف لاجتياز امتحانات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان جواب الأساتذة: يجب أن تدافعوا أنتم على حقوقكم, أنتم تركتموه يصل إلى هذا الحد و لم تقفوا له منذ البداية.
فكان رد فعل الطلبة على الفور أن تركوا أوراق الإمتحانات فوق طاولاتهم وخرجوا من قاعات الإمتحانات, فسارع احد الأساتذة إلى مكتب المدير ليخبره أن الطلبة تركوا قاعات الامتحانات (حيث كان المدير قد دخل مكتبه وهو الذي لم تنزع سيجارته من يده مذ وصول الطلبة).
خرج المدير والكاتب العام (الذي كان إلى جانبه طوال الوقت) سوياً مسرعين، وقام الكاتب العام بإعادة الفتيات المحجبات لقاعاتهن وانطلق المدير في صفوف الطلبة يبحث عن المتسبب في تحريض الطلبة على الخروج، فوقع نظره على أحد القاعات، أين وجد أوراق الامتحانات قد وزعت ولكن الطلبة تركوها و خرجوا، فاستشاط غضباً، وصاح في وجه الأستاذة المراقبة للقاعة و أمسكها بشدة من ذراعها وقال لها: "من أمرك بتوزيع أوراق الإمتحان؟ .. من .. من ... ؟؟؟ " ..
فأجابته الأستاذة بحدة: "لقد رن الجرس منذ 10 دقائق .. لقد رن الجرس .. ! "
فرد المدير: "لا .. لا .. لا ... لا لم يرن الجرس بعد" ... و تركها وخرج كالمجنون مسرعاً إلى زر الجرس فضغط عليه بعصبية وعاد لها مسرع قائلاً: "الآن رن الجرس" ...
ذهلت الأستاذة من التصرف اللا محترم للمدير معها، وأسرعت إلى قاعة الأساتذة لتشرع في كتابة تقرير في المدير للسلطات المعنية.
لم يعرف المدير كيف يتصرف أمام .. الامتحان ... المحجبات ... الأساتذة والتقرير ... الطلبة الذين خرجوا ..... استياء الجميع منه و من تصرفاته و تجاوزاته الفردية اللامسؤولة.
استاء الكاتب العام، عز الدين الحسيني، من تصرفات المدير مع الأستاذة عفاف الحسيني (أستاذة اللغة الفرنسية بالمعهد)، فأخبر المدير أن تصرفه معها كان خاطئا و عاتبه على ذلك، و في أثناء كتابة الأستاذة للتقرير أخبرها الكاتب العام أنه مستعد ليشهد معها ضد المدير.
أمر المدير الطلاب و الطالبات بالعودة إلى أماكنهم في قاعات الامتحان وطمأنهم أن زميلاتهم عدن أيضاً معهم, ثم ذهب للأستاذة عفاف الحسيني ليعتذر لها فبادرته قائلة: "أنا مشني صغيرة نرضع في صبعي"، تعني: لست صغيرة ولا قاصرة.
حضر الكاتب العام إلى القاعة التي حصلت فيها الحادثة وخاطب الطلبة قائلاً: "كيف تتركون المدير يمسك ذراع أستاذتكم بقوة و يصرخ في وجهها أمامكم؟ "
فأجاب احدهم: "وماذا نستطيع أن نفعل له؟ "
فأردف الكاتب العام قائلاً:" لاشئ ... لاشيء ... أردت أن أشهدكم على الحادثة".
استطاع المدير أن يقنع الأستاذة عفاف الحسيني بطريقة ما للتراجع عن كتابة التقرير، وعاد جميع الطلبة إلى قاعاتهم، وهناك من لم يستطع كتابة أي حرف في ورقته من الفتيات حيث انعدم التركيز عند الطلبة وتفشى التوتر وعدم الراحة.
وبعد ذلك اليوم اختفى المدير لمدة ثلاثة أيام، فعادت الراحة و الطمأنينة إلى الطلبة، وبعد ثلاثة أيام عاد ليطوف على قاعات الامتحان و معه قلم و ورقة ليسجل أسماء الطالبات المحجبات على أمل الانتقام منهن فيما بعد.
كما قام المدير بتحرير تقرير طرد لأحد الطلبة الذكور، بدعوى أنه حرض الطلبة، ولكن الأساتذة كانوا إلى جانب الطالب أمام المدير فتراجع الأخيرعن قراره، لكنه حمّل الطالب رسالة إلى زميلاته قائلاً له: "قول إلصحباتك إجيوش في مايو العام الجاي ... وإلا إجيوش عراية .... ما ثماش ترسيم ... مهمش مرسمين كيندرا أش يعملوا"، يعني: بلغ زميلاتك المحجبات، أنهن لن يقع ترسيمهن العام القادم حتى ولو حضروا في "مايو" سباحة أو بدون ادباش، لن يقع ترسيمهن مهما حاولن!!!!!
و منذ ذلك اليوم حتى آخر أيام الامتحان كان إذا أتى المدير للمعهد و أراد أن يلقي نظرة على القاعات, سبقه الكاتب العام و أخبر الأساتذة المراقبين أن المدير قادم, ليخبروا بدورهم الفتيات لينزعن الحجاب أمامه وبعد ذهابه يعيدون إرتداءه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع بداية السنة الدراسية الحالية 2008/ 2009، نفذ المدير تهديداته، فمنع الطالبات اللاتي سجَل أسماءهن العام الماضي في قائمة من الترسيم، ومنهن من نزعت "الفولارة التونسية" التى كانت ترتديها كي تتمكن من الترسيم في المعهد، فقد كانت تعليماته للإداريين و للكاتب العام صارمة، مفادها: (لا ترسيم لأي طالبة مسجلة في القائمة أو أي محجبة جديدة)، فحاولن جاهدات إبلاغ الجهات المعنية بالأمر فإستدرك المدير الموقف، وإعتمد أسلوباً آخر مع الطالبات المحجبات، فحرر التزاماً غير قانوني يمنعن من إرتداء الحجاب و أجبرهن على التوقيع عليه قبل الترسيم، فلم تجد بعض الطالبات حيلة غير التوقيع للترسيم، ومنهن من لم توقع على الإلتزام وهن ما زلن ينتظرن الترسيم، وما تزال الطالبات يتلقين التهديد والوعيد إذا عدنا لأرتداء أي شيء يغطى الرأس.
إن هذه التجاوزات التى يرتكبها المدعو الزعفوري تتكرر، وهو يعتمد أساليب التخويف والتهديد ضد الطالبات كلما بدأ عام جديد منذ توليه إدارة المعهد.
والسلام عليكم
الإمضاء: الطالبات المحجبات بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بمنطقة سيدي بوزيد
ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس، تطالب المدير محمد الصغير الزعفورى بوقف تعدياته على الطالبات المحجبات في المعهد، وبعدم التعرض لهن، وإتاحة المجال أمامهن للترسيم ومزاولة دراستهن في ظروف صحية بعيداً عن الضغوط والإرباك والتهديدات, وتحمله شخصياً كل النتائج المترتبة عن ممارساته الغير دستورية في حقهن، وتعلن أن الطالبات في المعهد المذكور ينتظرن المساندة من الجميع من أجل وقف تجاوزات المدير كي يتمكن من الترسيم والإلتحاق بالفصل الدراسي في ظروف عادية.
توكد أن الإنتقاص من حقوق الفتيات التونسيات المحجبات من قبل الإدارات الرسمية، والمضايقات التى إشتدت مع بداية العام الدراسي عليهن في البلاد خلقت أجواء من السخط العارم والإمتعاض الشديد داخل المجتمع وخاصة لدى عائلات المحجبات، وهو ما يستدعي الوقف الفوري لهذه الممارسات التعسفية من قبل أصحاب القرار في البلاد، الذين يتحملون مسؤولية شحن الأجواء وخلق مناخ من الإرعاب مع بداية السنة الدراسية.
تدعو الفتيات المحجبات وأسرهن إلى عدم الصمت على أي إنتهاك يطال المحجبات، والتمسك بحقهن في الترسيم والدراسة دون التخلي عن الحجاب ورفع الأمر إلى أعلى المستويات الإدارية والسياسية في البلاد.
تطالب السلطة الرسمية في تونس بإلغاء حملتها على المحجبات، وتدعو الهيئات والشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية في تونس وخارجها إلى التجند لفضح الحرب المسعورة التى تشن على المرأة التونسية المحجبة، وتدعو العلماء والدعاء إلى العمل على رفع الحيف الذى لحق بها.
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
البريد: protecthijeb@yahoo.fr
أ. هـ.
هذا ونعلق ونقول أن الله المستعان وعليه التكلان وإليه المشتكى ونطالب أخواتنا بالصبر والحفاظ على دينهن فالحفاظ عليه أغلى وأسمى من جل الدنيا وما فيها وليس التعليم فقط فما فائدة التعليم إن كان بترك الدين وتقديم التنازلات فيه.
حفظ الله بناتنا من كل مكروه وفاقة وفرج عنهن كربهن وأهلك من ظلمهن وأثاب من أعانهن،فاللهم انا نجعلك في نحور من عادا دينك ونسألك أن ترينا فيهم عجائب قدرتك وأن تخلصنا منهم عاجلا يا ذا القوة والملكوت يا ذا العرش المجيد
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 02:49]ـ
اما لهذا الليل من آخر
الى الله المشتكى
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 10:31]ـ
أبشر أخي سينجلي الليل آجلا أو عاجلا ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 07:43]ـ
أبشر أخي سينجلي الليل آجلا أو عاجلا ...
اللهم عجل به يا رب العالمين ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 02:11]ـ
اللهم آمين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 01:34]ـ
أصلاً بعض المناهج في بعض الدول لا تستحق الدراسة حتى لو سمحوا للمحجبة بالدراسة لأن فيها منكرات أكبر من التبرج و حتى الرجل لا ينبغي له أن يدرسها لولا أنهم علقوا أسباب طلب الرزق بها فلتترك البنات الدراسة إذا كانت المناهج لا تعلمها الشرع بل تعلمها ما يخالف الشرع، و لتتعلم ما تحتاجه في دينها في البيوت(/)
هل يغنى إحداهما عن الآخر؟
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:28]ـ
هل يغنى كتاب الشيخ ابن العثيمين (القول المفيد على كتاب التوحيد) عن باقى الشروحات مثل تيسير العزيز الحميد أو فتح المجيد؟؟ حيث أنى قد وجدت بعض المشايخ ينصح مثلا بأحد الشروح فى مرحلة من طلب العلم ثم شرح آخر فى مرحلة متقدمة من طلب العلم
و هل إعادة مذاكرة نفس الكتاب مرة اخرى من شرخ آخر فيه كثير فائدة .. ؟؟
أفيدونى جزاكم الله خيرا!!
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 04:50]ـ
هل من مجيب؟(/)
الإثارة ضد فتوى اللحيدان .. قراءة في جذور المشكلة
ـ[أوان الشد]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 09:00]ـ
أحدثت فتوى الشيخ صالح اللحيدان وما أعقبها من توتير علماني معلماً بارزاً في الصراع الداخلي بين التيار الإسلامي والتغريبي، فإذا أردنا أن نعرف العنوان الأبرز بالنسبة لمثيري الفتنة فهو: الوثبة نحو خطوة طموحة مستعجلة ضمن سياسة حرق المراحل " الخرقاء ".
وإذا أردنا أن نعرف العنوان الأبرز بالنسبة للعلماء والدعاة فهو: الموجة الهادرة من الغضب، والتوحد خلف القيادة العلمية على غير ميعاد.
سيكون لي بعض الإشارات في جانبين: في دائرة الحدث، وفي أصله وجذوره.
في دائرة الحدث:
• لا نحتاج إلى تبصر شديد لكي ندرك أن هذه الإثارة ضد الفتوى تأتي في سياق اعتداء ممنهج على مشائخ آخرين من كبار العلماء بدءاً بالشيخ عبد الرحمن البراك ومروراً بالشيخ صالح الفوزان وانتهاءً بالشيخ صالح اللحيدان ‘ لنجد أنه تنفيذ لمنهجية إسقاط قيمة وهيبة العلماء من بقية المكانة السيادية، والقبول الشعبي. وهذه يكفي لإثباتها ذلك التضخيم المتكلف لأسباب الإثارة , وكذلك الجرأة في انتقادهم والإسفاف معهم , ثم توالى المواقف وتقاربها زماناً.
• كما يثبت ذلك ما سبق من تعاليم التلمود " الراندي " الذي أدهشني سرعة التجاوب له ودقة التنفيذ.
فقد جاء في التقرير: (تشجيع الإعلاميين العرب الذين يعملون في وسائل الإعلام واسعة الانتشار , لإجراء تحقيقات وتقديم تقارير عن حياة قيادات المتشددين الخاصة وفسادهم الأخلاقي والمالي وتسليط الضوء على الحوادث التي تشير إلى وحشيتهم .. ).
• وليس الشأن في الاتهام بأن كل من تولى كبر هذه الإثارة هو من قبيل التجاوب المباشر للتقرير وإنما في كون ذلك يصب في مصلحة أهداف ذلك التقرير.
ويمكن أن نفاوت بينهم في تجاوبهم لهذا التقرير على مراتب:
- فمنهم من دافعه التجاوب المباشر فهو ممن يسارع فيهم، وبتعبير عصري من زوّار السفارات.
- ومنهم من دافعه الانجرار خلف التيار العام لكتّاب الفتنة , وهم طلاب الشهرة.
- ومنهم من دافعه تصفية حسابات قديمة مع الاتجاه الإسلامي فهو يهتبل كل هيعة ضدهم.
وبفعل الإثارة هذا فقد تفاوتت النتيجة بين ما يطلبون وبين ما يكرهون.
ولكن كيف يتصور أن تكون نتيجة الموقف، أو ماهي أهدافهم لو تحققت في صورتها المثالية:
1) إحداث تشويش وتشويه في ذهنية الرأي العام تجاه العلماء باستخدام وسائل الإعلام , وهي الأقوى تأثيراً في الرأي العام.
2) إحداث صدمة في نفوس أولئك العلماء وغيرهم تجعلهم يبالغون في الحسابات قبل اتخاذ أمثال هذه المواقف.
3) الحيلولة دون خوض أولئك العلماء في الشأن العام واحتسابهم على المنكرات الإعلامية و أمثالها من التي يسعون من خلالها لتغريب وإفساد المجتمع، بمعنى تطبيق سياسة " أولم ننهك عن العالمين " , ونلحظ ذلك بيناً من خلال أسماء العلماء الذين استُهدِفوا والمواقف التي أثاروا الضجة عليها، فالمشائخ الثلاثة هم ممن تصدى مثلاً لكتاباتهم الصحفية , وفجورهم الإعلامي , وبينوا الكفر الذي فاه به بعضهم.
# ولكن لا بد أن نعترف:
أن هناك عوامل ذاتية هيّأت الأجواء ليتجرأ أولئك على علمائنا الكبار، فلم تكن هذه الإثارة بسبب شجاعتهم، كما أنه لا تكفي الظروف والتغيرات العالمية التي جعلت شأننا المحلي في قلب الحدث العالمي أن تكون سبباً كافياً لإعطاء أولئك السند لهذا الهجوم.
بل هناك – قبل ذلك وأصله-:"ضعف مكانة العلماء ودورهم"؛ فهو متغير هام يكمل المعادلة، فلن نجد صعوبةً في معرفة الإجابة إذا تساءلنا هل يمكن أن يحدث مثل هذا الاعتداء في حياة المشائخ ابن باز وابن عثيمين وابن إبراهيم؟!
هذا مدار حديثنا في دائرة أوسع في [جذور الحدث].
&& في جذور الحدث:
& العوامل والأطراف التي أسهمت في ضعف دور العلماء ومكانتهم:
1) العلماء أنفسهم. 2) الحكام.
3) بطانة السوء وأتباعهم من العلمانيين.
4) الشباب من أصحاب مناهج الغلو.
[1] العلماء:
إذا أردنا أن نعرف دور العلماء ومكانتهم بين الصورة الصحيحة والمنتقصة فلتقارن بين مواقف العلماء قديماً وحديثاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل لن نجد عناءً في النظر – اطلاعاً وبحثاً أو معايشة واستقراء - لنعرف التناقص البين في دور العالم بين أوائل هذا العصر والوقت الحالي.
(الطبقة الأولى من العلماء التي واكبت نشأة الدولة الثالثة، حافظت إلى حدٍ ما على الدور شبه الشمولي للعالم في تاريخ البلد، فعلى سبيل المثال كان دور العلامة محمد بن إبراهيم يتجاوز بعده العلمي والقضائي المتعارف عليه إلى السياسي والاجتماعي في كثير من المواقف ..
لكننا نجد أن الطبقة الثانية من العلماء، والتي ضمت الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ محمد ابن عثيمين، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ حمود التويجري، وغيرهم _رحمهم الله جميعاً_ نجدها تستمر في أداء دور الإفتاء والقضاء، ولكن من خلال مؤسساته المؤطّرة باللوائح والنظم الرسمية، التي تبلورت في تلك المرحلة مما جعل دورها وتأثيرها الأوسع محكوماً بالقواعد التي تهيمن على العلاقات بين الأجهزة المختلفة في الدولة، ولأنها لم تشأ أن تصطدم بهذه الأطر التنظيمية، فلقد حاولت وسعها الاستمرار بدورها الأوسع من خلال هذه الأطر ..
ولقد نشأ تبعاً لذلك الدور العلمي طبقة ثالثة واسعة من العلماء وطلبة العلم الذين تعددت تخصصاتهم واهتماماتهم ومسؤولياتهم، وهم الذين يعاصرون الآن المرحلة الحالية الحرجة من تاريخ البلد , ... ولغرض الإجمال يمكننا حصر هذا التنوع في اتجاهين بارزين، الأول: اختار العمل من داخل المؤسسات الرسمية حفاظاً على تماسك البناء ولو كان في ذلك تقليصاً للدور والمكانة العلمية، والآخر لم يجابه الأوضاع الرسمية، لكنه أيضاً لم يعمل من خلالها؛ لأنه رأى في استقلالية المرجعية العلمية ومحافظتها على دورها العلمي الحر المعروف من مثلها شرعياً وتاريخياً، وفي تحررها من المظلة الرسمية، ما يكون أسلم لها وللجهات الرسمية، وأدعى لبقاء أثرها التوجيهي الاجتماعي التربوي العام، واستمرار تأثيرها السياسي والاقتصادي والفكري الثقافي، متحركةً في ذلك من منطلق الاحتساب العام المنضبط بضابط الشرع القويم .. ).
العلماء المستقلون والمرحلة القادمة / د. أحمد العمير / موقع المسلم 20/ 10/1424
والآن فنحن لا ننكر قوة تأثير العوامل والظروف الأخرى من التحولات والظروف السياسية وتأثير الباغين , ولكن ليس معناه أن يصبح "الوضع القائم" هو " الفقه المتداول" في دور العالم ,وحجب الدور الحقيقي لـ (العالم \ ولي الأمر) تطبيقاً وتنظيراً من السياسة الشرعية.
وأصبح الرأي الأخر حول مسؤولية العالم في الاحتساب السياسي والمنكرات العامة، وقول الحق في كل القضايا , والتحرك العملي للإصلاح , وقيادة الرأي العام .. , أصبح محظوراً في كتب السياسة الشرعية وفي التدريس الشرعي. وعملياً فقد قُرِّرت مبادئ ثابتة؛ تحت لافتة عريضة جداً عنوانها "عدم إثارة الفتنة" , يؤصلها العلماء وينتقدون من خالفها , حتى يصبح الخطر أن تألف ذلك الأجيال وتظن أن هذا هو النطق الوحيد.
[2] الحكام:
منذ أن انفصل السلطان عن القرآن دأب السلاطين على مدافعة وإزاحة العلماء وإن تفاوت الفعل.
وفي حقبة الاستعمار تجلى ذلك كثيراً ,إذ دأبت جحافل الاستعمار على استنبات أذناب لهم ليحكموا بسياستهم , وبالتأكيد فلا بد أن تكون مصالح بقائهم مناقضة لمنهج إصلاح العلماء , فتمرسوا في العداء للعلماء بشتى الصور, وراوحوا في هذا العصر بين أساليب مختلفة حسب الملائم:
- فمن التنكيل والبطش؛ إلى سياسة استبعادهم من التأثير والاستفادة منهم أحياناً في إسباغ المشروعية أمام الجماهير , أو الاستناد على المشروعية الإسلامية في الحكم مع التقليص الممنهج للدور الإصلاحي للعلماء.
ودعمت حالة الانتقاص هذه , أحداث وتغيرات من أبرزها:
- أحداث الخليج.
- وفاة عدد من العلماء المؤثرين.
- أحداث سبتمبر وما تبعها من ضغوط.
• وعمليا فقد تعامل الحكام بطريقة ممنهجة مع مواقف العلماء وتحركاتهم عن طريق: رد فعل ملائم لكل فعل من محاولات التغيير والاحتساب:
- من الإيقاف إلى السجن، إلى الاستدراج إلى ترسيم المناصب الشرعية , إلى تسخير شريحة من المحسوبين على أهل العلم وغيرها ..
حتى تبرمج العلماء في الأغلب على السياسة المطلوبة، وأصبح البعض يرى الخطوط الحمراء أقرب من موضعها بكثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] بطانة السوء وأشياعهم من العلمانيين:
= ربما يعود الوصفان السابقان على أصل واحد ..
# كان من دورهم أن رسموا معالم التقليص الممنهج الذي نفذه الحكام وأغروهم بهم.
- فصلوا بين مؤسسات الدولة إلى شرعية ومدنية , لتنحصر هيمنة العلماء على المؤسسات الشرعية التي تولوها، ثم عمل أولئك على تقليص الصلاحيات، وتقليل الدعم، والتحكم في المُعيّنين حتى أصبحت مؤسساتهم شبه ميته.
# في المجال الثقافي نجد الهجوم الإعلامي المستعر والمتفاوت حسب الأحوال , فتنوع على صور منها:
• نشر الأفكار الهدامة (الحداثة كمثال)
• إشاعة الشبهات في القضايا الشرعية.
• ادعاء فتح باب الاجتهاد ليسقطوا من قيمة كلام العلماء.
• الهجوم على الأشخاص , والذي وصل في ذروته إلى العلماء الكبار كما نرى
• الهجوم على فتاوى بعينها أوعلى البيانات التي صدرت من العلماء في القضايا الكبرى.
# على أرض الواقع نجد التدرج في:
• تقليص الصلاحيات في المناصب أو مجال النفوذ في الاحتساب على القرارات.
• استبعاد المؤثرين من المناصب والمواقع.
• سياسة فرض الأمر الواقع , من خلال استصدار القرارت وفرض التغيرات.
• استدراج القابلين للتنازل واستقطابهم وتحويل جهودهم.
[4] الشباب:
نعاود الإشارة إلى أن الأزمات السياسية في الواقع المحلي سببت افتراق بين شباب لا تنقصه الحماسة والغيرة - من غير بصيرة أحياناً- و بين بعض العلماء الذين تفاوتت مواقفهم بين الحكمة والضعف.
- وكان أيضا لسجن الدعاة المؤثرين أثر في تغييب القدوات الذين كانوا يضبطون حماسهم ويستوعبون حاجتهم للاقتداء.
= أفرز هذان العاملان: استنبات التيار الجهادي الذي اندفع الكثير من قادته و شبابه في هجوم محموم على العلماء , وتجريدهم من أي فضيلة ...
• وليس شباب الجهاد وحدهم؛ وإنما مارس هذا الاعتداء أناس من شباب الصحوة في مواقف قد يتأرجح الصواب فيها بينهم , ولكنهم مارسوا تجاههم النقد غير البناء , فكان سببا للإنقاص من مكانتهم.
& وهنا تساؤل: هل يعني هذا ألا تنتقد مواقف العلماء أو يحتفظ عليها؟
= من ضوابط النقد والتحفظ على العلماء:
• البدء بالإعذار لهم.
• الأهلية العلمية من الناقد.
• البرهان الشرعي الواضح في جانب النقد.
• الأسلوب الملائم: - في الخطاب؛ بأن تراعي مكانة العالم.
- وفي الوسيلة؛ بأن تتجنب الإشاعة والتشهير.
• الابتداء بالمناصحة الشخصية له.
• الارتباط بمشورة علماء آخرين؛ يتولون المناصحة قبلاً , ويضبطون مواقف الشباب .. , وبهذا الصدد لازلت أتذكر كلام أحد المشائخ الفضلاء على خلفية موقف العلماء الرسميين وفتواهم في طالبان حينما شنت أمريكا حربها الظالمة عليها , فكان رد الشيخ على تسخط الشباب أن قال إنه ليس من مصلحتنا إسقاط العلماء إما مكاناً رسمياً أومكانةً عند الناس ,لأنه لن يحل مكانهم في هذه الظروف أفضل منهم .. , وأشار إلى دورهم الإيجابي في مواقف أخرى.
&& هذه هي الصورة الكلية للقضية؛ فإذا أردنا أن ننتصر لعلمائنا في مثل هذه القضية فلا بد أن نُنِقِّب عنها من جذورها , لأن أولئك الأوباش أتوا على
أرضية ممهدة قد مهدتها العوامل السالفة الذكر عبر عقود , ونحن نتحمل تبعة الجانب الأكبر.
# ويمكن أن نحصر الرؤية حول الموقف العلمي في جانبين:
* الجانب الأول:الكف عن ما نتحمله نحن من جوانب الإنقاص من مكانة العلماء , والتي كانت سببا في التجرؤ عليهم , وممارسة أدوار التصحيح والتسديد لمسؤولياتهم بمنهج شرعي يراعي حرمتهم ومكانتهم ومراعاة أولويات التوافق والتقارب على غيرها.
*الجانب الثاني:
= له اتجاهان:
- اتجاه: يعمل على تصحيح صورة ودور العالم (العالم/ولي الأمر) ومسؤوليته الحقيقية وحقوقه , وتأسيس المنهج الإصلاحي والفكري عليها لتنشأ الأجيال على رؤية الصورة الصحيحة علمياً وعملياً.
- والاتجاه الآخر: يعمل على كف غائلة المنتهكين لحرماتهم من جميع الاتجاهات ,
كل بالأسلوب الذي يناسبه , والمطالبة بحقوقهم الشرعية , والثناء عليهم وبيان مكانتهم وقيمتهم للناس.
**وهناك قضية أخيرة مهمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي أن استتمام أداء العالم لرسالته وقيامه بدوره؛ معتمد على وجود عضد له من قاعدة عريضة وصلبة من طلبة العلم تكون ردءاً له معنوياً وميدانياً؛ لأننا لن ننسَ الدروس من النكبات القريبة التي سقط فيها بعض العلماء أو سهل التصدي لهم من أعدائهم لانفضاض الشباب عنهم وبقائهم وحيدين , وهذه قضيه هامه تحتاج إلى بسط وشرح ولكن هذا ليس مجالها.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 12:04]ـ
إضافة نافعة من موضوع له علاقة:
دور العلماء في قيادة الأمة
د. ناصر العمر
18/ 5/1428
. . . . .
تغييب دور العلماء:
إنه بقدر أهمية العلماء الربانيين وحاجة الأمة إليهم يتبين خطر غياب دورهم أو تغييبه، فإن الثغرة التي هم عليها لا يسدُّها غيرهم، ومن أجل تجنّب ذلك فإنني أؤكد على أمور مهمة، هي:
أنه يجب على العلماء أن يتقدموا لسدِّ الثغرة، وأن يتولُّوا زمام المبادرة بأنفسهم، وأن يكونوا قريبين من الناس قبل الفتن وفي أثنائها، وأن لا ينتظروا أن تأتيهم الفرص وهم قاعدون.
فإنهم متى ما تأخروا تقدم غيرهم ممن ليس أهلاً لسدِّ مكانهم، ولا بدَّ للناس من قادةٍ يرشدونهم ويوجِّهونهم "حتى إذا لم يجد الناس عالماً اتخذوا رؤوساً جهالاً فسألوهم فأفتوهم بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا" (6).
لا بد من الاحتساب مِنْ قِبَل العلماء الراسخين على مَنْ يدّعون العلم وينتسبون إليه من غير أهله، وتبيين حالهم للناس، وعدم ترك المجال لهم ليقودوا الأمة ويتصدّروها، وإن من غِشِّ الأمة ترك الاحتساب على أولئك المتعالمين.
يقول ابن القيم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكان شيخنا رضي الله عنه شديد الإنكار على هؤلاء، فسمعته يقول: قال لي بعض هؤلاء: أجُعلتَ محتسباً على الفتوى؟! فقلت له: أيكون على الخبازين والطبَّاخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب؟! " (7)، فانظر إلى فقه هذا الإمام الرباني.
ولا بدَّ أيضاً من التصدي لمن يسعى إلى زعزعة ثقة الأمة بعلمائها بوسائل شتى، لا سيما ممن يسيطرون على كثير من وسائل الإعلام على اختلافها، فإن الحرب الشرسة التي يقودها هؤلاء على أهل العلم ومحاولة التهوين من شأنهم والحط من قدرهم، لا بد وأن تواجه وأن تقاوم من أهل العلم – بل من الأمة أجمع – بما يتناسب مع هذه الحملات والتشويه.
إننا لا نقول بعصمة العلماء من الخطأ .. كلا، وإنما مَنْ يقرر أخطاءهم أو يناقشها ليس هم أولئك الجهلة أو المنحرفون، وإنما العلم يُردُّ بالعلم، وتُقارع الحجة بمثلها.
ومن الأمور المهمة في هذا السياق أن يحذر العلماء من أن يقوموا هم بتغييب دورهم بأنفسهم.
وقد يقع ذلك من حيث يظن العالم أن هذا هو مقتضى الثبات وعدم التأثر بالواقع، بينما هو في حقيقته نوعٌ من الانغلاق والانكفاء على الذات، وهو مذمومٌ بلا شك، فليس المراد بالثبات أن يقعد العالم في بيته معتزلاً عن قضايا الأمة وهمومها، وإنما المراد هو الاضطلاع بدور الريادة والقيادة مع التمسك بأمر الله قدر المستطاع، فإن قدر وإلا عُذر، فإن الثبات على المبدأ هو التحرك به لا الانعزال والانطواء.
إن المراد من العالم أن يقوم بما يستطيع، وهو معذورٌ فيما لا يحسن، و"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".
أما إذا استطاع العالم وقَدِر فإن المرجو منه شمولية الأهداف والمشاريع، والمنتظَر منه إصلاح واقع الأمة بكل مجالات ذلك الواقع واتجاهاته.
وتأمل حال شيخ الإسلام ابن تيمية تلمس أثره ظاهراً في التأصيل للمسائل العلمية والعملية، الدقيقة والجلية، وكذلك في تبني مشروعات عملية؛ منها التعبدي الخاص به، ومنها ما يتعلق بإنزال التأصيل العلمي الذي يقرره إلى أرض الواقع، فتراه مثلاً يقرر مسائل الاعتقاد ثم يدعو إليها ويناظر عليها، وتراه كذلك يؤصل للسياسة الشرعية، ثم لا يألُ جهداً في مناصحة الأمراء والولاة والقضاة، وأكثر من ذلك تراه يتولى زمام الدعوة إلى شن الحروب على العدو المتغلب، وينخرط في برامج تدريبية تؤهل الناس إلى ذلك، ثم يحرض الناس على اختلاف طباقتهم للمشاركة في وقعة شقحب، بل يقود الجيوش والمعارك، ثم يوجه الدولة نحو خطر أهل النفاق المظاهرين للعدو من رافضة جبل كسروان، مع جهوده وطلابه في إنكار المنكرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أثناء ذلك كله يبين قراءته للأحداث ويطرح رؤيته لتوقع سيرها، وقد كانت عنده من الوضوح بمكان يجعله يقسم على بعضها متفائلاً بتحقق النصر وهزيمة العدو، على رغم اضطراب الأوضاع في عصره بما يشبه حال الناس اليوم فما أشبه عصره بعصورنا في كثير من القضايا كشيوع الجهل، وانتشار المنكرات العقدية والعملية والأخلاقية، وضعف الأمة وانكسار شوكتها، وتغلب العدو المغولي المحتل عليها، وتنازع الملك بما يشبه الانقلابات العسكرية المعاصرة، وإغارة الأمراء على الأقاليم.
ومن الأمور المهمة جداً – من وجهة نظري – في مجال تفعيل دور العالم في الأمة وعدم غياب ذلك الدور أو تغييبه البعد عن المسلك الفردي في العمل والإصلاح والتأثير.
وذلك أن الجهد الفردي – مهما كانت قدرات صاحبه ومواهبه – لا يمكن أن يوازي جهده حينما يكون مضموماً إليه جهوداً وخبرات الآخرين ومواهبهم وطاقاتهم، حتى ولو كانوا أقل منه كطلابه أو عامة الناس من أصحاب التخصصات المتنوعة التي تحتاجها الأمة.
وبما أننا مثَّلنا على الدور الإيجابي للعلماء الربانيين بمواقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإننا ننبِّه أيضاً إلى أنه كان له رحمه الله إخوة من العلماء والعباد، وطلاب ومحبون من العامة والأمراء، بتعاضده معهم بعد توفيق الله تعالى أفلح في تحقيق مشاريع كثيرة بعضها متعلق بالدعوة وإظهار الحق، وبعضها متعلق بالجهاد، و أخرى متعلقة بإنكار المنكرات، وكثير منها لم يكن ليتأتى له –على الرغم من القدرات العلمية التي حباه الله- لو سلك نهج العمل الفردي، ولو تأملت حال مجددي الأمة على مر العصور تلمس طابع التفاعل مع المجتمع والتفعيل لقواه المختلفة أمراً مطرداً، وهذا أمر طبعي فكيف يتأتى لأمة خاملة منهكة أن تنهض دون أن تستجمع قواها، ولو كان أحد يستغني عن الآخرين في نشر الإسلام ونصره إذاً لاستغنى الأنبياء عليهم السلام، ولكن هذا لم يكن ومن تأمل سيرة أكثر الأنبياء تبعاً، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وجد ذلك جلياً، وفي عصورنا المتأخرة نجد تعاون الإمامين محمدبن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله مثالاً يقتدى.(/)
رؤية الهلال في مصر في ميزان الشرع.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 04:13]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى:
مسألة اختلاف المطالع إنما تعتبر في حق البلاد التي تكون الرؤية فيها تسير وفق الضوابط الشرعية لا التي تعتمد الحساب الفلكي أو التي ترد الطرق الشرعية لرؤية الهلال ...
وسوف أكتب كلمات عن مدى توافق الرؤية في مصر للشرع ومن وجد في كلامي خللا فليسدده ...
أولا - مصر لا تعتبر الرؤية البصرية (الشرعية) كافية لإثبات الهلال بل تدعهما بالحساب الفلكي بل إنها تعتبر الحساب الفلكي قطعي والرؤية ظنية، وعند التعارض تقدم القطعي طبعا، مما يجعل اعتبار رؤيتها شرعية محضة دونه خرط القتاد.
ثانيا - مصر لا تعتبر رؤية الأفراد للهلال - وإن كان في منتهى العدالة - بل لا تعتبر إلا رؤية المراصد التي نصبتها في أماكن متفرقة في الجمهورية كسبيل وحيد للحكم بإمكانية رؤية الهلال، وفي هذا مخالفة لحديث ابن عمر وأنس رضي الله عنهم من أن الرؤية متاحة لكل فرد مسلم يشهد عند الإمام، وللإمام أن يقبل أو يرد شهادته أما جعلها مردودة مسبقا بل لا تسمع فيه كما قلت مخالفة للأحاديث.
والله أعلم.،
ـ[الدسوقى]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 07:42]ـ
الله المستعان ..
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 12:12]ـ
الله المستعان ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 12:16]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ..
أخي صاحب الموضوع، اعلم وفقك الله أن القائلين بالصوم مع أهل البلد ورؤية أهل البلد ليست حجتهم اعتبار اختلاف المطالع وفقط .. وانما الأصل في اعتبارهم هو اختلاف الرؤى .. فان ثبتت عند بلد ولم تثبت عن الأخرى، فلا يقال حينئذ - مثلا - أن هاتين البلدين على مطلع واحد فلا يتصور وقوع هذا الخلاف فعليهما الالتزام برؤية واحدة! الأمر على مر قرون الأمة كان أيسر من ذلك بكثير، ولا تزال الأمة مجمعة على العمل صياما وفطرا باختلاف الرؤية من قطر الى قطر وليس باتحادها (بغض النظر عن اعتبار اختلاف المطالع من عدمه) من القرن الأول والى يومنا هذا .. وليس كلامنا في هذه المسألة وانما وددت الاشارة الى أن القائلين بوجوب توحد الأمة على أول رؤية تثبت في أي مكان منها، وان كانوا جمهور الفقهاء، الا أن قولهم هذا لم يجري به عمل الأمة على مر تاريخها من زمان الخلافة الراشدة والى يوم الناس هذا، ولم يحرج بعضهم على بعض فيه كما صرنا نرى اليوم، ولا حول ولا قوة الا بالله.
فالمشكلة أن بعض اخواننا يتصورون أن صحة صيام المسلم من عدمها تعتمد على وجود الهلال - حقيقة - من عدمه! فان كانوا يقرون بأن الأمر مناطه الرؤية العينية، فهل يزعمون أن الهلال ان ولد في السماء فلابد أن يراه أهل كل بلاد الأمة في نفس اليوم - بغض النظر عن اختلاف المطالع؟؟ وهل نحن مكلفون في الصيام والفطر بالتحقق من مولد الهلال حقيقة أم من ثبوت رؤيته العينية؟
الصواب أننا مكلفون بثبوت أن هناك من رآه بالعين من المسلمين ..
وعليه فلا علاقة بين تحقق مولد الهلال على الحقيقة في الفضاء وبين صحة صيام المسلمين في أي بلد من البلاد، وانما المسألة مناطها ثبوت الرؤية في ذلك البلد.
وعندئذ يأتي السؤال الذي تناوله أخونا صاحب الموضوع وهو: لا اشكال عندنا في الصوم مع أهل بلد تثبت الرؤية بالطرق الشرعية .. فهل مصر تثبت فيها الرؤية بالطرق الشرعية؟
فأقول وبالله التوفيق أن اعتبار دار الافتاء في مصر بالحساب الفلكي ليس من باب الاكتفاء به وإلغاء الرؤية البصرية، وانما من باب القرينة التي يستعينون بها في الاثبات والنفي معا .. مع كون الأصل هو الرصد البصري للهلال في المراصد. وهذا ينتج عنه احتمالات أذكرها سبرا وتقسيما على هذا النحو:
1 - قد تأتي سنة يرى فيها الراصدون الهلال في المراصد بالتليسكوب - ولا اشكال في هذا وهو بمثابة نظر العين، ولا اشكال أيضا في استعمال ولي الأمر لجماعة من المسلمين ينقطعون لمتابعة الهلال في السماء - وفي نفس الوقت تدل الحسابات على أن الهلال يولد في ذلك اليوم .. وحينئذ لو قالوا لنا "ثبتت الرؤية" فهم صادقون، وقد ثبتت الرؤية بالفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - لو أنهم رأوا الهلال بالمراصد ثم خرج أهل الحساب وقالوا هذا مستحيل لأن الحسابات تؤكد استحالة مولده في هذا اليوم، فانهم يقررون أنه لم تثبت الرؤية، وهذه الصورة اختلف فيها الفقهاء المعاصرون وكثير منهم يرى جواز اعتبار الحساب في النفي وليس في الاثبات (وان كنت لا أرى ذلك، والله أعلم) .. فحينئذ ان قالوا أن الرؤية لم تثبت وأن اليوم التالي هو المتمم، فهم صادقون عند بعض أهل العلم وكاذبون عند بعضهم ..
3 - الاحتمال الثالث، أن لا يروا الهلال في المراصد مع أن الحسابات تدل على أنه يجب أن يظهر في تلك الليلة لأنها موعد مولده فلكيا .. وحينئذ ان قالوا أن الرؤية ثبتت، فهذا ما أراه كذبا منهم ولا يجوز، وهم فيه متأولون يعتمدون على قول شاذ ضعيف يرى اعتبار الحساب الفلكي في النفي والاثبات على السواء.
والسؤال الآن .. ماذا يفعل المسلمون في مصر؟ اذا خرج أهل دار الافتاء وقالوا لهم "ثبتت الرؤية فصوموا" .. هل يصومون؟ أم أن الشرع يكلفهم بالنظر والبحث في تفاصيل ما وقع في كل سنة في دار الافتاء وفي المراصد حتى يروا ان كان القوم قد صدقوا حقا في قولهم أن الرؤية قد ثبتت عندهم أم أنهم كاذبون يقدمون الحساب فيما لا مساغ لتقديمه فيه؟؟ أقول أن الناظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الشارع لم يكلفنا كأهل بلد من بلاد المسلمين بتحري ذلك الأمر قبل العمل بتلك الرؤية الصادرة عمن أسند اليه هذا الأمر في البلاد! والرسول عليه السلام لما جاءه أعرابي يقول له أنه رأى الهلال، فانه لم يزد على أن سأله أتشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، فشهد، فقبل منه وأمر الناس بالصيام، فصاموا .. فدل ذلك على أننا لسنا مكلفين بالتحري خلف الشاهد الذي يقول أنه رأى الهلال لنعلم أصدق أم كان كاذبا! والنبي لم يأمر أحدا من الصحابة المقربين اليه يومئذ بأن يخرج الى الصحراء أو يقف على أعلى الجبل لينظر ويتحقق بنفسه هل صدق ذلك الأعرابي أم لم يصدق في دعواه! وكلام بعض أهل العلم في اشتراط العدالة بناءا على حديث أمير مكة، لا دلالة فيه على أن العدالة هنا المراد فيها التحري عن الرجل على نحو ما يكون في شرط الشاهد وفي شرط راو الحديث، لأن ذلك الشرط لم يثبت في أي نص من نصوص الباب، وانما العدالة هنا المراد بها البراءة التي هي الأصل في المسلمين!
ومع ذلك يرد هذا السؤال، ألم يكن من المحتمل أن يكذب الشاهد ويقول رأيت الهلال ولم يره، ويأمر الامام الناس بالصوم على قوله هذا، مع أنه كان كاذبا في حقيقة الأمر؟ بلى! فما حكم صيامهم حينئذ؟ هل صيامهم هذا باطل؟ لو أن هناك قرائن تدل على استحالة أن يكون الهلال قد ولد في ذلك اليوم (كأن يكون لم يزل باقيا على نهاية رمضان يومان أو ثلاثة بالعدد مثلا، وهذا ما عليه استند القائلون باعتبار الحساب في النفي لا في الاثبات) فانه لا يحل للامام أن يأمر الناس بالصيام بناءا على ذلك لأنه شهد بشيء مستحيل! .. ولكن عند انتفاء القرائن التي قد ترجح كذبه، أو تمنع من قبول شهادته تلك، فما الحكم؟ الحكم أنه يأمر الناس بالصيام، وان كان كاذبا فعليه كذبه وصيامهم صحيح!
وهذا ما عليه المستند هنا! أن الناس لا سبيل لهم لتبين ما اذا كان القوم قد رأوا الهلال فعلا في المرصد أم لم يروه! وواجبهم الصوم مع الجماعة - والتي هي هنا أهل البلد الواحد على القول باختلاف الرؤى بين الأمصار - لقوله عليه السلام (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون) .. فقولهم "ثبتت الرؤية" يبقى على الأصل وهو الصدق والبراءة، بغض النظر عما صنعوا بالحساب الفلكي في ذلك، فان كانوا قد صدقوا حقا فصيام الناس صحيح ولا تثريب عليهم، وان كذبوا فعليهم كذبهم يوم القيامة، وصيام الناس صحيح أيضا ولا اشكال، ولا يتكلفون ما لم يدل الشارع على اشتراط صحة صيامهم عليه!
هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 08:32]ـ
تصويبا لخطأ في الكتابة:
"قولهم هذا لم يجري "
الصواب: قولهم هذا لم يجر
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 08:49]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد ...
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي صاحب الموضوع، اعلم وفقك الله أن القائلين بالصوم مع أهل البلد ورؤية أهل البلد ليست حجتهم اعتبار اختلاف المطالع وفقط .. وانما الأصل في اعتبارهم هو اختلاف الرؤى .. فان ثبتت عند بلد ولم تثبت عن الأخرى، فلا يقال حينئذ - مثلا - أن هاتين البلدين على مطلع واحد فلا يتصور وقوع هذا الخلاف فعليهما الالتزام برؤية واحدة! الأمر على مر قرون الأمة كان أيسر من ذلك بكثير، ولا تزال الأمة مجمعة على العمل صياما وفطرا باختلاف الرؤية من قطر الى قطر وليس باتحادها (بغض النظر عن اعتبار اختلاف المطالع من عدمه) من القرن الأول والى يومنا هذا .. وليس كلامنا في هذه المسألة وانما وددت الاشارة الى أن القائلين بوجوب توحد الأمة على أول رؤية تثبت في أي مكان منها، وان كانوا جمهور الفقهاء، الا أن قولهم هذا لم يجري به عمل الأمة على مر تاريخها من زمان الخلافة الراشدة والى يوم الناس هذا، ولم يحرج بعضهم على بعض فيه كما صرنا نرى اليوم، ولا حول ولا قوة الا بالله ..
أخي الفاضل لم يكن غرضي من طرحي للموضوع مناقشة مسألة اختلاف المطالع وإنما الغرض التنبيه على طبيعة الرؤية في مصر ...
وعلى كل حال فإنما هو هلال واحد يخرج على أهل الأرض جميعا ويري في مناطق تلو الأخرى، والعبرة كما قال شيخ الإسلام بالعلم بالرؤية فمن علم كلف.
قال تقي الدين في مجموع الفتاوي (25/ 107): (فالضابط أن مدار هذا الأمر على البلوغ لقوله (صوموا لرؤيته) فمن بلغه أنه رؤي ثبت فى حقه من غير تحديد بمسافة أصلا)
وأما ما ذكرته من توحيد المسلمين وعدم جريان العمل به حتى الآن، فلتعلم أن التوحيد في الماضي كان عسيرا نظرا لصعوبة العلم برؤية الهلال كما هو الحال في حديث كريب فالرحلة من الشام للمدينة قد تستغرق أياما فيصل الخبر في وقت لا يفيد التكليف، فهنا لا تكليف إلا بمقدور، وأما الآن فالأمر يسير والتوحيد ممكن إن يسره الله، وإنما خضع الهلال للرؤية السياسية، وإشعار كل بلد للأخرى بالاستقلالية وعدم التبعية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالمشكلة أن بعض اخواننا يتصورون أن صحة صيام المسلم من عدمها تعتمد على وجود الهلال - حقيقة - من عدمه! فان كانوا يقرون بأن الأمر مناطه الرؤية العينية، فهل يزعمون أن الهلال ان ولد في السماء فلابد أن يراه أهل كل بلاد الأمة في نفس اليوم - بغض النظر عن اختلاف المطالع؟؟ وهل نحن مكلفون في الصيام والفطر بالتحقق من مولد الهلال حقيقة أم من ثبوت رؤيته العينية؟
الصواب أننا مكلفون بثبوت أن هناك من رآه بالعين من المسلمين ..
وعليه فلا علاقة بين تحقق مولد الهلال على الحقيقة في الفضاء وبين صحة صيام المسلمين في أي بلد من البلاد، وانما المسألة مناطها ثبوت الرؤية في ذلك البلد.
من قال هذا أخي الفاضل؟ بل الأمر كما قلت لك أن العبرة بالعلم بخروج الهلال على المعمورة.
وعندئذ يأتي السؤال الذي تناوله أخونا صاحب الموضوع وهو: لا اشكال عندنا في الصوم مع أهل بلد تثبت الرؤية بالطرق الشرعية .. فهل مصر تثبت فيها الرؤية بالطرق الشرعية؟
فأقول وبالله التوفيق أن اعتبار دار الافتاء في مصر بالحساب الفلكي ليس من باب الاكتفاء به وإلغاء الرؤية البصرية، وانما من باب القرينة التي يستعينون بها في الاثبات والنفي معا .. مع كون الأصل هو الرصد البصري للهلال في المراصد.
كلامك هذا يحتاج للاستدلال له، فالواقع يشهد على مدار سنوات كثيرة أن مصر تقدم العمل بالحساب على الرؤية، وتعتبر الأول قطعي والثاني ظني. والدليل على قولي الواقع، فانظر إلى الروية التي حدثت هذا العام ... البلاد التي شرق وغرب مصر يعلنون رؤية الهلال ومصر تزعم أنها ما رأته كيف تفسر هذا؟! هل تطعن في كل هؤلاء؟! (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت والأردن وقطر والعراق (السنة) وفلسطين والسودان واليمن و تركيا وبلغاريا وكوسوفا وسلوفينيا ورومانيا ومقدونيا وصربيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وولاية منيسوتا بأمريكا وعدد من الولايات الأمريكية التي تعمل بالرؤية).
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال الآن .. ماذا يفعل المسلمون في مصر؟ اذا خرج أهل دار الافتاء وقالوا لهم "ثبتت الرؤية فصوموا" .. هل يصومون؟ أم أن الشرع يكلفهم بالنظر والبحث في تفاصيل ما وقع في كل سنة في دار الافتاء وفي المراصد حتى يروا ان كان القوم قد صدقوا حقا في قولهم أن الرؤية قد ثبتت عندهم أم أنهم كاذبون يقدمون الحساب فيما لا مساغ لتقديمه فيه؟؟ أقول أن الناظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الشارع لم يكلفنا كأهل بلد من بلاد المسلمين بتحري ذلك الأمر قبل العمل بتلك الرؤية الصادرة عمن أسند اليه هذا الأمر في البلاد! والرسول عليه السلام لما جاءه أعرابي يقول له أنه رأى الهلال، فانه لم يزد على أن سأله أتشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، فشهد، فقبل منه وأمر الناس بالصيام، فصاموا .. فدل ذلك على أننا لسنا مكلفين بالتحري خلف الشاهد الذي يقول أنه رأى الهلال لنعلم أصدق أم كان كاذبا! والنبي لم يأمر أحدا من الصحابة المقربين اليه يومئذ بأن يخرج الى الصحراء أو يقف على أعلى الجبل لينظر ويتحقق بنفسه هل صدق ذلك الأعرابي أم لم يصدق في دعواه!
حديث الأعرابي ضعيف وقد أعل بالإرسال، فرواية سماك عن عكرمة مضطربة ولهذا ظهر الاضطراب في هذا الحديث، فمرة يروى موصولا، ومرة مرسلا. وممن رجح الرواية المرسلة الإمام الترمذي في سننه والنسائي في الكبرى، وغيرهما ... وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص:وسماك إذا تفرد بأصل لم يكن حجة.
نعم العوام عندنا يرددون نحوا من كلامك هذا، يقولون: إن المفتي هو الذي يتحمل الذنب. وكذا شأنهم في ربا البنوك والقيمة في زكاة الفطر ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كان الأولى بك أن تقول من ظهر عنده بالبينة أن الحاكم قد أخطأ فلا يتبعه، ويسر بالفطر لعدم إحداث بلبلة عند العامة، وحتى لا تحدث فتنة.
ومع ذلك يرد هذا السؤال، ألم يكن من المحتمل أن يكذب الشاهد ويقول رأيت الهلال ولم يره، ويأمر الامام الناس بالصوم على قوله هذا، مع أنه كان كاذبا في حقيقة الأمر؟ بلى! فما حكم صيامهم حينئذ؟ هل صيامهم هذا باطل؟ لو أن هناك قرائن تدل على استحالة أن يكون الهلال قد ولد في ذلك اليوم (كأن يكون لم يزل باقيا على نهاية رمضان يومان أو ثلاثة بالعدد مثلا، وهذا ما عليه استند القائلون باعتبار الحساب في النفي لا في الاثبات) فانه لا يحل للامام أن يأمر الناس بالصيام بناءا على ذلك لأنه شهد بشيء مستحيل! .. ولكن عند انتفاء القرائن التي قد ترجح كذبه، أو تمنع من قبول شهادته تلك، فما الحكم؟ الحكم أنه يأمر الناس بالصيام، وان كان كاذبا فعليه كذبه وصيامهم صحيح!
إن كذب الشاهد ليضل الناس فإثمه على نفسه، ومن اتبع الشاهد في الرؤية كان عاملا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم –، ومن رد شهادته لكون الحساب يقول أن الهلال لا يرى فهو آثم ومخالف لإجماع المسلمين من تحريم القول بالحساب الفلكي وقد وضعت على هذا الرابط مقالا متعلقا بهذا الخصوص فانظره
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20478
قال موفق الدين في المغني (3/ 9): لو بنى على قول المنجمين وأهل المعرفة بالحساب فوافق الصواب لم يصح صومه وإن كثرت إصابتهم لأنه ليس بدليل شرعي يجوز البناء عليه ولا العمل به فكان وجوده كعدمه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وفي رواية لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه).
وهذا ما عليه المستند هنا! أن الناس لا سبيل لهم لتبين ما اذا كان القوم قد رأوا الهلال فعلا في المرصد أم لم يروه! وواجبهم الصوم مع الجماعة - والتي هي هنا أهل البلد الواحد على القول باختلاف الرؤى بين الأمصار - لقوله عليه السلام (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون) .. فقولهم "ثبتت الرؤية" يبقى على الأصل وهو الصدق والبراءة، بغض النظر عما صنعوا بالحساب الفلكي في ذلك، فان كانوا قد صدقوا حقا فصيام الناس صحيح ولا تثريب عليهم، وان كذبوا فعليهم كذبهم يوم القيامة، وصيام الناس صحيح أيضا ولا اشكال، ولا يتكلفون ما لم يدل الشارع على اشتراط صحة صيامهم عليه!
هذا والله أعلم وأحكم.
ليتك أخي الفاضل تتكرم علينا ببيان حدود البلد الشرعي الذي تقصده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليتك توضح لنا أي جماعة تقصد هل هي جماعة المسلمين التي أعلنت أن غدا العيد؟! أم جماعة مصر التي خالفت الجماعة وقالت أن الهلال لم ير؟! طبعا لن نسألهم لماذا لم ير عندنا فقط دون هذه البلاد التي شرقنا وغربنا فأنتم أهل الحد والعقد ونحن لكم تبعا حتى توردونا المهالك.
لسان حالك أخي الكريم يتهم هذه البلاد لتي أعلنت الرؤية بأنها واهمة ولن أقول كاذبة، وما علينا إلا أن نقول السمع والطاعة.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 03:01]ـ
أخي الكريم، ما ترى أنت فيه التوحيد أرى أنا وغيري أنه عين الفرقة، ولم يقع مثله في تاريخ الأمة أن كان في البيت الواحد اثنان أحدهما صائم على رؤية بلده والآخر صائم على رؤية بلد أخرى، فهذا مما عمت به البلوى في زماننا هذا ولا حول ولا قوة الا بالله!! فهلا وسعكم ما وسع الذين سبقوكم من الصحابة والتابعين دونما تشكيك لعباد الله في صحة صيامهم؟؟ ثم أنتم تتكلمون عن "التوحيد"، فتأمل!
وعلى أي حال دعنا لا نتشعب، ولنحرر محل النزاع ان أردنا الوصول الى شيء.
فهلا تنزلت معي وسلمت لي - من أجل النقاش - بامكان اختلاف الرؤى من بلد الى بلد (كما جرى في حديث كريب)؟
والا فلو دخلنا في حد البلد ومسألة مسافة القصر والعلة التي يتصور بعض اخواننا أنها السبب في كون الأمة لم تعمل من القرن الأول الى يومنا هذا بتوحيد الرؤية الذي يقولون به (علة عدم الامكان)، وغيرها من المسائل، تبعثر الأمر اذا علينا وبعدنا عن أصل الموضوع، ولا أحسب أن هذا هو ما تريده!
تقول: "بل الأمر كما قلت لك أن العبرة بالعلم بخروج الهلال على المعمورة "
وأقول ليس كذلك! ولو كان الأمر كذلك، لوجب على كل مسلم أن يتأكد بنفسه وبعينه من وجود الهلال في السماء حتى يصوم له أو يفطر، والا فكيف تأمن من احتمال الخطأ واحتمال الكذب واحتمال الوهم وغيره من احتمالات بشرية لا حد لها؟؟؟
العلم الملزم بالعمل هنا يجب أن يكون الاصطلاح عليه واضحا ومتفقا عليه بيننا، فهو على اصطلاحي - على القول بامكان اختلاف الرؤى -: "بلوغ الخبر عن رجل مسلم - أو رجلين - بثبوت الرؤية العينية" .. أما على كلامك هذا فالعلم شرطه وحده: "العلم بميلاد الهلال في السماء فعلا على الحقيقة"، ولا يخفى عليك أن الأمرين غير متلازمين! فقد يولد ولا يراه الناس، وقد لا يولد ويتوهم بعضهم أنه رآه!
فالذي أقوله أن حد "العلم" الموجب للعمل عندك في هذه المسألة غير محرر .. ولم يعمل به أحد من المسلمين طوال القرون السالفة كما لا يخفى عليك! ولو فتحت له الباب لدخل عليك من لا تقبل قوله بالحساب بل ولألزمك باستعمال القمر الصناعي الذي ينقل صورا من الفضاء لا تراها العين المجردة ولا يكاد يداخلها شك في مطابقتها للواقع!! فحرر ما تقصده بالعلم اصطلاحا والا انقلب الأمر عليك!
ثم تقول: "كلامك هذا يحتاج للاستدلال له، فالواقع يشهد على مدار سنوات كثيرة أن مصر تقدم العمل بالحساب على الرؤية، وتعتبر الأول قطعي والثاني ظني. والدليل على قولي الواقع، فانظر إلى الروية التي حدثت هذا العام ... البلاد التي شرق وغرب مصر يعلنون رؤية الهلال ومصر تزعم أنها ما رأته كيف تفسر هذا؟! هل تطعن في كل هؤلاء؟! (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت والأردن وقطر والعراق (السنة) وفلسطين والسودان واليمن و تركيا وبلغاريا وكوسوفا وسلوفينيا ورومانيا ومقدونيا وصربيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وولاية منيسوتا بأمريكا وعدد من الولايات الأمريكية التي تعمل بالرؤية)."
وأقول لك هذا ليس دليلا يا أخي الفاضل! فان كنت قد سلمت معي بامكان اختلاف الرؤية بين البلدان وامكان تخلف بعض البلاد عن غيرها في ذلك - وهذا محتمل وممكن طالما كان الاعتماد أصلا على الرؤية العينية البشرية، حتى مع وجود التليسكوبات - فانك لن تتمكن من الجزم بامتناع وجود مثل هذه الحالة في القرون السالفة في بلدان الأمة! فكما قلت لك، قد يكون هناك بلدان على نفس المطلع، ومع ذلك يرى الهلال في احداهما وتتخلف الرؤية في البلد الثاني!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلام القوم في دار الافتاء مبناه الاعتماد على الرؤية الشرعية وعلى الحساب معا كما قرأت في كلامهم وكما هو واضح من عملهم بما يسمونه "استطلاع الرؤية"، وهذا يفضي الى تلك الاحتمالات الثلاثة التي ذكرت لك! أما أن ننظر الى البلاد المجاورة ونقول لقد ثبتت الرؤية عندهم جميعا اذا فلابد عقلا أن يكون الهلال قد ظهر في سمائنا نحن أيضا، ونعد ذلك دليلا على كذب الذين قالوا عندنا لم نر الهلال، فما أشبه هذا بحجج المجيزين للحساب الفلكي!
ويبقى السؤال موجها اليكم: من سلفكم في هذا؟؟؟ هذا ما أطالبك أنت بتقديم الدليل على اعتباره عند الصحابة والسلف! والا فدونك حديث كريب، لم يشكك أحد الفريقين فيه في صحة صيام الآخر ولم يلزم أحدهما برؤية الآخر، ولم يتكلفا البحث في امكان اختلاف الرؤيتين (عقلا) بين الشام والمدينة، ليتقرر بذلك صدق احدى الرؤيتين وكذب الأخرى على نحو ما تفعل أنت الآن!
أما قولك: "حديث الأعرابي ضعيف وقد أعل بالإرسال، فرواية سماك عن عكرمة مضطربة ولهذا ظهر الاضطراب في هذا الحديث، فمرة يروى موصولا، ومرة مرسلا. وممن رجح الرواية المرسلة الإمام الترمذي في سننه والنسائي في الكبرى، وغيرهما ... وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص:وسماك إذا تفرد بأصل لم يكن حجة. "
فأقول حتى لو سلمنا لك بضعفه، فهل تدعي أنك لو كنت اماما للمسلمين، فسترد قول رجل مسلم جاءك يدعي أنه رأى الهلال، حتى تبعث من يتبين ذلك ويتحقق منه؟ فمن الذي عمل بذلك في القرون الفاضلة يا أخي الكريم وما حجتك عليه؟؟؟
ثم ان تضعيف سند الحديث واعلاله لا يلزم منه اسقاط العمل به في كل الأحوال يا أخي فتنبه!
وهذا مما يشهد للحكم المبني عليه: أخرج الدارقطني وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام وأمر الناس بالصيام ..
قال الألباني في ارواء الغليل: " صحيح أخرجه أبو داود (2342) والدارمي (2/ 4) وابن حبان (871) والدارقطني (227) والبيهقي (4/ 212) من طريق مروان بن محمد عن عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن أبي بكر بن نافع عن أبيه عن إبن عمر. وقال الدارقطني: (تفرد به مروان بن محمد عن إبن وهب وهو ثقة). قلت: لم يتفرد به فقد تابعه هارون بن سعيد الايلى ثنا عبد الله بن وهب به. أخرجه الحاكم (1/ 423) وعنه البيهقي. وقال الحاكم: (صحيح على شرط مسلم). ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وقال إبن حزم (6/ 236): (وهذا خبر صحيح). وأقره الحافظ في (التلخيص) (2/ 187). 909 لحديث عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وفيه: (فإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا). رواه أحمد والنسائي ص 218 صحيح. أخرجه أحمد (4/ 321) والنسائي (1/ 300 - 301) " اهـ.
(ارواء الغليل حديث رقم 908)
والأحاديث التي يعضد بعضها بعضا والدالة على ما استدللت به من حديث الأعرابي كثيرة، وليس هذا مجال جمعها!
أما قولك عفا الله عنك: "نعم العوام عندنا يرددون نحوا من كلامك هذا، يقولون: إن المفتي هو الذي يتحمل الذنب. وكذا شأنهم في ربا البنوك والقيمة في زكاة الفطر ... ولا حول ولا قوة إلا بالله."
فأقول سامحك الله يا أخي، بئس القياس هذا، وبئس الظن بما يصدر عنه أخوك في كلامه!!
الروية يا أخي الروية ... هذا فقه ولا يؤخذ بالعاطفة!! ولا يعنينا ما يريد العوام وما يرضونه ما دمنا نتابع الدليل!
أما قولك: "كان الأولى بك أن تقول من ظهر عنده بالبينة أن الحاكم قد أخطأ فلا يتبعه .. "
فأقول صدقت، وما أجادلك هنا الا فيما تدعي أنه بينة!! فهو ليس كذلك عند التحقيق والتأمل بتجرد، وأنت به انما تكلف عامة المسلمين في مصر ما لم يتكلفه أحد في القرون السالفة ولا يزال يلزمك تقديم البرهان عليه!! ولم يزل ولا يزال من الممكن أن يهم من يدعي أنه رأى الهلال ومع ذلك يعلن الامام ثبوت الرؤية ويصوم الناس ولا حرج، ولا يزال من الممكن أن يكون هناك من قدر اليوم بالحساب لما شك فيما يراه هل هو الهلال أم أنه شيء يشبهه، ثم راح يدعي أنه قد رأى الهلال، ولم يكلفنا الشرع بمراجعة ذلك منه!
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا أخي تجرد من الأصل الذي رسخ في أذهان بعض اخواننا، وهو اتهام ولاة الأمر في دينهم، ثم ابحث المسألة بالدليل، يوفقك الله الى الصواب! أما اتهامي بمداهنة العوام وبأني أفتح بكلامي لهم باب تساهل يشبه افك من أباح الربا في البنوك ونحوه، فالله المستعان وانا لله وانا اليه راجعون!
وقولك: "إن كذب الشاهد ليضل الناس فإثمه على نفسه، ومن اتبع الشاهد في الرؤية كان عاملا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم"
فأقول وهذا أوافقك عليه تماما!
أما قولك: "ليتك أخي الفاضل تتكرم علينا ببيان حدود البلد الشرعي الذي تقصده.
وليتك توضح لنا أي جماعة تقصد هل هي جماعة المسلمين التي أعلنت أن غدا العيد؟! أم جماعة مصر التي خالفت الجماعة وقالت أن الهلال لم ير؟! طبعا لن نسألهم لماذا لم ير عندنا فقط دون هذه البلاد التي شرقنا وغربنا فأنتم أهل الحد والعقد ونحن لكم تبعا حتى توردونا المهالك.
لسان حالك أخي الكريم يتهم هذه البلاد لتي أعلنت الرؤية بأنها واهمة ولن أقول كاذبة، وما علينا إلا أن نقول السمع والطاعة."
فأقول لا داعي لنبرة التهكم والسخرية في الكلام!!
أنا لا أكذب أحدا ولا أتهم دعوى الذين قالوا أنهم رأوا الهلال، وكذلك فلا أكذب ولا أتهم دار الافتاء في مصر بما تصر أنت على اتهامهم به دون بينة!! ولا أحمل المسلمين ما لم يتبين لي بالدليل الظاهر وجوب تكلفهم له!! فهلا تأملت الكلام جيدا قبل أن ترد؟؟ لا تقولني ما لم أقل، ولا تفتئت القول علي، تقول لسان حالي ولسان كذا .. هداك الله!
وخلاصة القول:
1 - أن دعوى كذب دار الافتاء دعوى عارية عن البرهان والبينة التي بها يسقط الاعتبار برؤيتهم .. ولا حجة عند المشككين في صحة صيام أهل ذلك القطر بناءا على كلام دار الافتاء!
2 - أن المسلمين في زماننا لن يتحقق لهم العمل بقوله صلى الله عليه وسلم (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون) الا كما كان يتحقق للذين من قبلهم من قرن الصحابة الى يوم الناس هذا، كل أهل بلد مجتمعون على صومهم وفطرهم .. والذين يرون أن الجماعة التي يلزم كل مسلم موافقتها في الصيام والفطر هي أهل البلد الواحد (على مفهوم العرف لماهية البلد ولست أريد الخوض معك في هذا فهو موضوع آخر)، هؤلاء لهم سلف طويل من الدليل والعمل في هذه الأمة، لا يتحقق مثله للقائلين بوجوب توحيد الرؤية على سائر الأقطار .....
فان كنت لا ترى الا وجوب توحيد الرؤية على أول رؤية تظهر في الأرض، فهذا موضوع آخر ونزاع آخر ليس ههنا محل البسط فيه!
هذا والله أعلم وأحكم وهو المسؤول أن يهديني واياك الى سواء السبيل، والله الموفق.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 08:05]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام البخاري في كتاب الشهادات، باب 9:
2651 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ قَالَ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «خَيْرُكُمْ قَرْنِى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». قَالَ عِمْرَانُ لاَ أَدْرِى أَذَكَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْماً يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ، وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ». أطرافه 3650، 6428، 6695 - تحفة 10827
وراجع موفقا تعليق الحافظ عليه في الفتح:
والظاهر أن الشهود في العهود المتأخرة غلب عليهم ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فإن أضفنا إلى ذلك قلة المعرفة بالأهلة، وانتشار الملوثات في الجو، بالإضافة إلى الطائرات وماإلى ذلك مما يشتبه على العامة،
فقد وجب التحقق من صحة شهادة الشاهد،
ولذلك طريقان:
أولهما الحساب (استئناسا)
وثانيهما برؤية الهلال في الليلة التالية لزعم الشاهد أنه رآه، طبقا لقول الله تعالى (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) وكم من شاهد زور فضحه الهلال نفسه
ويضاف إلى ذلك الخسوف، إذا رؤي بعد ذلك بنحو أسبوعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأن هذه الطرق البصرية لا تحتاج إلى حساب (وإن كان الحساب يساعد كثيرا!!) فلا بأس بالأخذ بها،
والله تعالى أجل وأعلم
ومع ذلك يرد هذا السؤال، ألم يكن من المحتمل أن يكذب الشاهد ويقول رأيت الهلال ولم يره، ويأمر الامام الناس بالصوم على قوله هذا، مع أنه كان كاذبا في حقيقة الأمر؟ بلى! فما حكم صيامهم حينئذ؟ هل صيامهم هذا باطل؟ لو أن هناك قرائن تدل على استحالة أن يكون الهلال قد ولد في ذلك اليوم (كأن يكون لم يزل باقيا على نهاية رمضان يومان أو ثلاثة بالعدد مثلا، وهذا ما عليه استند القائلون باعتبار الحساب في النفي لا في الاثبات) فانه لا يحل للامام أن يأمر الناس بالصيام بناءا على ذلك لأنه شهد بشيء مستحيل! .. ولكن عند انتفاء القرائن التي قد ترجح كذبه، أو تمنع من قبول شهادته تلك، فما الحكم؟ الحكم أنه يأمر الناس بالصيام، وان كان كاذبا فعليه كذبه وصيامهم صحيح!
وهذا ما عليه المستند هنا! أن الناس لا سبيل لهم لتبين ما اذا كان القوم قد رأوا الهلال فعلا في المرصد أم لم يروه! وواجبهم الصوم مع الجماعة - والتي هي هنا أهل البلد الواحد على القول باختلاف الرؤى بين الأمصار - لقوله عليه السلام (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون) .. فقولهم "ثبتت الرؤية" يبقى على الأصل وهو الصدق والبراءة، بغض النظر عما صنعوا بالحساب الفلكي في ذلك، فان كانوا قد صدقوا حقا فصيام الناس صحيح ولا تثريب عليهم، وان كذبوا فعليهم كذبهم يوم القيامة، وصيام الناس صحيح أيضا ولا اشكال، ولا يتكلفون ما لم يدل الشارع على اشتراط صحة صيامهم عليه!
هذا والله أعلم وأحكم.
يمكن للشاهد أن يكذب، ويمكن أن يخطئ، وكل لا خير فيه،
والعدالة في مثل هذا لا تكفي، لا بد من تحقق الضبط، على نحو ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأما المتأخرون، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يكثر فيهم،
(وقال الإمام البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب 1
3650 - حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَمْرَةَ سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «خَيْرُ أُمَّتِى قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». قَالَ عِمْرَانُ فَلاَ أَدْرِى أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً «ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْماً يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ». أطرافه 2651، 6428، 6695 - تحفة 10827 - 3/ 5)
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 01:45]ـ
أخانا الفاضل أبا مريم .. وعليكم السلام ورحمة الله
واني أحمد اليك الله الذي لا اله الا هو ..
أما بعد، فقد كان جل تعقيبك وفقك الله على نقاط خارج محل النزاع هنا .. ومع ذلك فدعني أستفصل منك عن بعضها.
1 - فهمت من كلامك أنك ترى وجوب التحقيق في شهادة الشاهد في مسألة اثبات الرؤية في هذه الأزمنة المتأخرة التي نحن فيها، لأن الصحابة كانوا عدولا بينما الناس اليوم دون مرتبتهم .. فكأنما تشترط في شهود الأهلة شرطا زائدا على العدالة التي هي الأصل في كل مسلم والثابتة له بالأصالة ما لم يثبت طاعن فيها .. فترى أن يتم التحري خلف كل شاهد يزعم أنه رأى الهلال، وأن يتم البحث في حاله للتأكد من عدالته قبل قبول شهادته! فهلا ذكرت لنا دليلك على هذا؟
2 - وفهمت كذلك أنك ترى أن من سبل التحقق من صحة شهادة الشاهد بالرؤية (والتي هي على قولك ضرورة في هذا الزمان) الاستعانة بالحساب الفلكي - هكذا اجمالا بلا تفصيل -، ولا أدري ماذا تقصد بقولك "استئناسا"! فالحساب اما أن يكون فيه قرينة مؤثرة - على أي وجه كان ذلك - واما ألا يكون له أي اعتبار أو أثر! أما "الاستئناس" فلا أدري ما معناه في مسألتنا هذه وما أثره في حكم الامام بقبول أو رد شهادة الشاهد! فاما أنك ترى أن الحساب يمكن أن يكون قرينة نفي أو اثبات، واما أنك ترى أنه يصلح للنفي دون الاثبات، واما أنك ترى استبعاده جملة وتفصيلا! فأين تقف من ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
واضافتك في قولك: "ولأن هذه الطرق البصرية لا تحتاج إلى حساب (وإن كان الحساب يساعد كثيرا!!) فلا بأس بالأخذ بها،"
في الحقيقة قد زادت كلامك غموضا وابهاما - عندي أنا على الأقل! فما الذي ترى أنه لا بأس بالأخذ به؟ الطرق البصرية أم الحساب؟ وأيهما المقدم على الآخر عندك؟؟؟
3 - أما قولك وفقك الله: "يمكن للشاهد أن يكذب، ويمكن أن يخطئ، وكل لا خير فيه،"
فيا أخي رويدك، فنعم الكاذب لا خير فيه ولا شك - على الاصطلاح الأشهر للكذب من كونه القول بخلاف الواقع مع العلم والعمد - ولكن ما بال المخطئ تطلق القول بأنه لا خير فيه كذلك، مع أن الخطأ غير المتعمد معفو عنه كما تعلم؟؟
أما قولك: "والعدالة في مثل هذا لا تكفي، لا بد من تحقق الضبط، "
فأي ضبط تقصد؟ ان كنت تقصد بالضبط حدة البصر - مثلا - أو تحقيق قدر من العلم بالفلك والحساب أو أي شيء زائد عما جاءت به النصوص في المسألة، فقد أبعدت النجعة بارك الله فيك، فتأمل!
4 - أما حديث البخاري الذي أوردته بارك الله فيك فلا أفهم أين وجه الدلالة فيه في مسألة الشهادة بثبوت الرؤية! شهادة الرجل فيما لم يستشهده فيه المتخاصمان واندفاعه الى أداء تلك الشهادة هي أمر مذموم بنص الحديث الذي تفضلت بذكره، ولا دخل لهذا بمسألة اثبات رؤية الهلال!
قال الحافظ في الفتح: "وقوله يشهدون ولا يستشهدون استدل به على أن من سمع رجلا يقول لفلان عندي كذا فلا يسوغ له أن يشهد عليه بذلك الا أن استشهده وهذا بخلاف من رأى رجلا يقتل رجلا أو يغصبه ماله فإنه يجوز له أن يشهد بذلك وأن لم يستشهده الجاني" اهـ. (فتح الباري 5/ 260)
وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن خالد الجهني أن النبي عليه السلام قال: "ألا أخبركم بخير الشهداء! الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها "
وهذا التعارض المتوهم بين الحديثين قد اجتهد العلماء في ازالته بالجمع بين النصين. قال الحافظ في تلخيص الحبير بعد أن ساق الحديثين: "جمع بين هذا الحديث والذي قبله , بحمل الأول على حقوق الآدميين , والثاني على حقوق الله , أو حمل الأول على شاهد الزور , والثاني على الشاهد على الشيء يؤدي شهادته ولا يمنع من إقامتها , أو الأول على الشهادة في الأيمان كمن يقول: أشهد بالله ما كان كذا , ووجه كراهة ذلك أنه نظير الحلف وإن كان صادقا , وقد كره. والثاني على ما عدا ذلك , أو الأول على الشهادة على المسلمين بأمر مغيب كما يشهد أهل الأهواء على مخالفيهم أنهم من أهل النار , والثاني على من استعد للأداء وهي أمانة عنده , أو الأول على ما يعلم بها صاحبها فيكره التسرع إلى أدائها , والثاني على ما إذا كان صاحبها لا يعلم بهذا " اهـ. (التلخيص الحبير 1/ 375)
فالحاصل أننا لو قلنا بدخول الشهادة برؤية الهلال في حديث مسلم لا في حديث البخاري لكان أقرب الى الصواب، والله أعلم.
ـ[التبريزي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 02:40]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى:
مسألة اختلاف المطالع إنما تعتبر في حق البلاد التي تكون الرؤية فيها تسير وفق الضوابط الشرعية لا التي تعتمد الحساب الفلكي أو التي ترد الطرق الشرعية لرؤية الهلال ...
وسوف أكتب كلمات عن مدى توافق الرؤية في مصر للشرع ومن وجد في كلامي خللا فليسدده ...
أولا - مصر لا تعتبر الرؤية البصرية (الشرعية) كافية لإثبات الهلال بل تدعهما بالحساب الفلكي بل إنها تعتبر الحساب الفلكي قطعي والرؤية ظنية، وعند التعارض تقدم القطعي طبعا، مما يجعل اعتبار رؤيتها شرعية محضة دونه خرط القتاد.
ثانيا - مصر لا تعتبر رؤية الأفراد للهلال - وإن كان في منتهى العدالة - بل لا تعتبر إلا رؤية المراصد التي نصبتها في أماكن متفرقة في الجمهورية كسبيل وحيد للحكم بإمكانية رؤية الهلال، وفي هذا مخالفة لحديث ابن عمر وأنس رضي الله عنهم من أن الرؤية متاحة لكل فرد مسلم يشهد عند الإمام، وللإمام أن يقبل أو يرد شهادته أما جعلها مردودة مسبقا بل لا تسمع فيه كما قلت مخالفة للأحاديث.
والله أعلم.،
أخي الكريم، الإخوة الكرام:
1/ المسألة المحيرة عند الكثير ممن يتشبثون بنظرية المطالع ظنهم أن الهلال قد يولد شرقا، ثم لا يمنع أن يعود فلا يولد غربا!! ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الإقتران أو المحاق أو تولّد الهلال هو لحظة عالمية واحدة، تحدث في لحظة واحدة في الشهر القمري الواحد، فلو فُهمت هذه القضية لحُلّ كثير من الإشكال!! ..
القمر حركته مع الأرض والشمس حركة انتظامية مضبوطة تجري بحسبان دقيق، فإذا ولد الهلال فقد ولد وتستمر ولادته، وهنا تسقط نظرية القائلين بتعدد المطالع الجغرافية، فالمطالع ليس لها أثر إلا في زيادة الرؤية أو نقصانها على خط الطول الواحد أو المتقارب، وكذلك في أوقات الفطر والإمساك وأوقات الصلوات، فالهلال إذا ولد فإنما يولد مرة واحدة فقط كل شهر، وتزداد الرؤية للهلال وتتحقق كلما اتجهنا غربا ...
2/ المصيبة الثانية أن هناك من يرى منع استخدام التلسكوبات الفضائية ويرى استخدام العين المجردة فقط بناءا على ظاهر النص الحرفي ولم يفطن إلى فقه النص، ونسي أن التلسكوبات ما هي إلا آلة تقرب الحدث والصورة وهي في مقام النظارات الطبية ومكبرات الصوت!! فالصوم لرؤية الهلال تتحقق عبر هذه المناظير والمراصد الفلكية إذا عجزت العيون عن الرؤية، ولا يمنع الإستئناس بالحساب الفلكي ..
3/ الذين يستشهدون بحديث كريب -المروي مع ابن عباس بعد شهر من رمضان لطول مسافة السفر وقتئذ- شاهد عليهم لا لهم، فرؤية اهل الشام الهلال وعدم رؤية ابن عباس رضي الله عنه ليس معناه أن الهلال لم يولد فقد يكون غم عليهم ولم يُوفقوا لرؤيته، ثم إن وسيلة الإتصال البدائية وقتئذ تلزم كل قطر بل كل مدينة وقرية أن يتحروا الهلال بأنفسهم فيصومون لرؤيته ويفطرون لرؤيته، ومن المحال أن تعلم بلدة بحال بلدة أخرى خلال 12 ساعة إذا كانت تبعد عنها قرابة 80 كم، بخلاف اليوم الذي تقدمت في الإتصالات تقدما كبيرا .. فكيف بدولة الخلافة الإسلامية قديما والتي تتباعد أقاليمها بآلاف الكيلومترات؟
4/ نعود إلى مصر:
مصر في ميزان الشرع معها حق إذا كانت تستأنس بالحساب الفلكي وتقدم المراصد الفلكية على رؤية الأشخاص، لأن خطأ الأشخاص وارد واالتلسكوبات خطأها غير وارد، فإذا رأى أشخاص الهلال وجب على الجهة المختصة عبر المراصد والتلسكوبات الفضائية التحقق من الرؤية، لكن ما العمل إذا ثبتت رؤيته شرق مصر مثل السعودية؟
الصحيح إذا ثبتت الرؤية قطعيا فعلى مصر الصوم لوقوعها غرب السعودية، وإذا لم يشاهد في السعودية ورؤي الهلال في مصر حقيقة وجب على السعودية الصوم لاشتراكهم بليل مع مصر، ووجب على كل الأقطار الواقعة غربا الصوم لأن الهلال قد تمت ولادته قطعا، ومن المحال أن تنعكس حركة القمر من الولادة إلى ما قبل الولادة ..
5/ أين الخلل؟
الخلل هو في عدم الثقة بين الحكومات والشعوب واستخدام المطالع السياسة بدلا من الوسائل القطعية!!
وقد اتصل بي من مصر بعض الإخوة وسألوني عن الرؤية في السعودية وفيهم مشائخ أجلاء، فرأيت أن بعضهم قرر الإفطار مع السعودية والبعض قرر الصوم مع مصر رسميا، فقلت لهم:
هذه كارثة أن يصوم في البيت الواحد أناس ويفطر آخرون، عندنا في السعودية تم الإعلان بشهادة الشهود، ولكن هناك فلكيين سعوديين يرون أن مصر محقة في إكمال رمضان ثلاثين يوما!! فنصيحتي أن تبقوا على صيامكم درءا للفتنة ولأن القضية فيها قولان!! فلو اتفق الحساب الفلكي مع الرؤية الشرعية عبر الأشخاص وعبر المراصد والتلسكوبات الفضائية فالرؤية هنا صارت قطعية ويجب عندئذ على الدول والشعوب اتباع الحق وعدم النظر إلى من يتخذ السياسة مشرعا أو يعاند من أجل رأي لا يسمن ولا يغني من جوع ..
رزقنا الله وإياكم الإخلاص وحسن الإتباع، وألهمنا والمسلمين جميعا الحق والصواب ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 04:10]ـ
أخي التبريزي ..
لن أخرج عن محل النزاع ولن أناقشك في موقفك من مسألة اعتبار اختلاف المطالع من غيرها فهذا ليس هو موضوعنا هنا .. ولكن أيها الفاضل ألا ترى أن كلامك هنا:
"الصحيح إذا ثبتت الرؤية قطعيا فعلى مصر الصوم لوقوعها غرب السعودية، وإذا لم يشاهد في السعودية ورؤي الهلال في مصر حقيقة وجب على السعودية الصوم لاشتراكهم بليل مع مصر، ووجب على كل الأقطار الواقعة غربا الصوم لأن الهلال قد تمت ولادته قطعا، ومن المحال أن تنعكس حركة القمر من الولادة إلى ما قبل الولادة .. "
يتعارض مع كلامك هنا:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الذين يستشهدون بحديث كريب -المروي مع ابن عباس بعد شهر من رمضان لطول مسافة السفر وقتئذ- شاهد عليهم لا لهم، فرؤية اهل الشام الهلال وعدم رؤية ابن عباس رضي الله عنه ليس معناه أن الهلال لم يولد فقد يكون غم عليهم ولم يُوفقوا لرؤيته، ثم إن وسيلة الإتصال البدائية وقتئذ تلزم كل قطر بل كل مدينة وقرية أن يتحروا الهلال بأنفسهم فيصومون لرؤيته ويفطرون لرؤيته، ومن المحال أن تعلم بلدة بحال بلدة أخرى خلال 12 ساعة إذا كانت تبعد عنها قرابة 80 كم، بخلاف اليوم الذي تقدمت في الإتصالات تقدما كبيرا"
؟؟؟
فان كنت ترى أنه لا حجة في حديث كريب للذين لا يرون وجوب توحد الأمة على رؤية واحدة، فكيف تقول أنه لو ثبتت الرؤية في مصر في منطقة تشترك مع السعودية في جزء من الليل للزم السعودية ان تصوم مع مصر أو العكس؟ المفروض أنك على كلامك هذا في حديث كريب، ترى أنه يلزم الأمة كلها أن تصوم لأول رؤية تظهر فيها دونما التفات الى مسألة اشتراك بلدين متجاورين في الليل أو في المطلع أو في غير ذلك!
أما كلامك وفقك الله في تقديم استعمال التليسكوب على رؤية الشخص بالعين المجردة فليس صحيحا، - مع قولنا بأنه لا بأس باستعماله - لأنه ما دام الشرع قد اعتبر برؤية العين المجردة، مع علم الشارع بأن غيرها من الأدوات المساعدة قد يكون أقوى وأدق في التبين والتثبت من صحة الرؤية، فالذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل به صحابته ووسعهم أمر دينهم فيه، هذا لا يقال أن غيره قد يكون أولى منه أو أفضل منه أو مقدما عليه أبدا!!
فالرؤية التي علق الشارع عليها الأحكام وبها عمل الصحابة والسلف انما هي رؤية العين المجردة، دون اشتراط لحدة بصر فيها أو غير ذلك .. فقولنا أن استمعال التليسكوب "أفضل" وأوثق وكذأ، هذا زعم يفتقر الى الدليل، ويخالف ما كانت به العدة عند الصحابة رضي الله عنهم! ونحن انما نقول أن التليسكوبات قد تقوم مقام النظر بالعين المجردة، وتثبت بها الرؤية كما بالعين المجردة ولا فرق .. ولا ننكر على الذين يستعملونها .. ولكن من أثبتها بالعين المجردة - كما كان دأب الصحابة - فلا يلزمه - شرعا - ولا يُطالب بأن يلجأ الى تليسكوب ليتأكد من صحة الرؤية، ولا يقال له أن استعماله التليسكوب يكون أولى وأدق وأوثق!! وهذا ما أكرره هنا مرارا وتكرارا، أنه لا يجوز اشتراط ما لم يقل به الأولون ولم يعملوا به، ولا تقديم شيء أخروه أو أهملوه أو لم يقدموه ولا تأخير شيء كانوا يقدمونه! لماذا لا يسعنا ما وسعهم رضي الله عنهم، دون تكلف لما يورث العنت ويوسع دائرة الخلاف؟؟ ألا نرضى بما رضيه الخلفاء الراشدون للمسلمين؟؟
لقد كان في زمان الصحابة حساب فلكي ومختصون في علم الهيئة، وكان في زمانهم أيضا مناظير ينظر فيها في السماء، ومع ذلك فالذي شرع لنا هو النظر بالعين المجردة، على أننا أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب! يعني أن يراه رجل أو اثنان من المسلمين بعينيهما فيشهدان بذلك للامام فيؤذن في الناس بالصيام أو الفطر! هذا هو غاية الأمر ببساطة! فهل يمكن أن يخطئ هؤلاء الشهود؟ نعم ولا شك! فهل هذا يقدح في صحة صيام الناس على رؤيتهم؟؟ كلا ولا دليل على ذلك!!! بل ان الصوم هو يوم يصوم الناس كما دلت السنة!
ولكن لأن كثيرا من المسلمين فتنتهم الأقمار الصناعية والاتصالات وكذا، راحوا يكلفون الأمة ما لم تتكلفه في القرون الأولى، ويقولون أن هذا خير لها وأثبت وأشد تحقيقا "للوحدة المنشودة" وأضمن لصحة الصوم، وغير ذلك من كلام عاطفي يفتقر الى أبجديات النظر العلمي الصحيح في علل الأحكام ومقاصد التشريع!
اعلموا رحمكم الله أن توحد سائر أقطار الأمة على يوم واحد يفطرون فيه جميعا ويصومون فيه جميعا من أقصى الأرض الى أدناها = ليس مما يصح اعتباره من مقاصد تشريع صيام رمضان، ولا مما يتعلق به صحة صيام المسلمين من عدمها! وكيف يعد مقصدا من مقاصد تشريع تلك العبادة على المسلمين، وقد تخلفت الأمة عنه من القرن الأول الى يوم الناس هذا؟؟ بل كان الصحابة يخالفون ذلك التوحد المطلق الذي يحلم به بعض اخواننا، بصومهم وفطرهم في القرن الأول كل واحد منهم مع أهل بلده دون أن ينكر أحدهم على الآخر أو يشكك في صحة صومه ورؤيته التي صام عليها هو وأهل بلده معه!! فلو لم يفهم اخواننا من حديث كريب هذا المعنى، فأي شيء فهموا منه؟؟؟؟؟
ان الذي يطالبون به المسلمين اليوم والله لهو عين العنت والفرقة، وهم يقولون أنهم يريدون الوحدة على الرؤية والصيام والفطر!!
وعلى ذكر حديث كريب وفقهه، كنت أناقش شيخا من طلبة العلم الفضلاء في مسألة اختلاف المطالع والعبرة بها في الصيام والفطر، فذكرت له حديث كريب، فقال ما معناه أن ابن عباس رضي الله عنه قال "لا" وأبى أن يعمل برؤية معاوية، وليس في الحديث أكثر من هذا! ثم استدرك الشيخ عندئذ وقال: "لست أعني بذلك أنه رضي الله عنه كان يطعن في معاوية ورؤيته أو يكذبها، كلا، ولكن الحديث ليس فيه حجة"!!! عجبت جدا من هذا الكلام، وقلت في نفسي ما أهنأ الرافضة بمثل هذا التوجيه لحديث كريب: أن ابن عباس ترك العمل برؤية معاوية: لأنها رؤية معاوية!! فانا لله وانا اليه راجعون!! مجرد وقوع هذا التصور في نفس طالب العلم انما هو عين الطعن في ابن عباس ومعاوية جميعا رضي الله عنهم!! وكيف لا يكون في كلام ابن عباس حجة وكيف يُفهم منه ذلك الذي فهمه الشيخ وهو يقول: "ما هكذا أمرنا رسول الله"؟؟؟؟
فنحن نقول لكل من يصر على تكليف الأمة ما لم يكلفها به رسول الله: لا .. ما هكذا أمرنا رسول الله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:26]ـ
أخي التبريزي ..
لن أخرج عن محل النزاع ولن أناقشك في موقفك من مسألة اعتبار اختلاف المطالع من غيرها فهذا ليس هو موضوعنا هنا .. ولكن أيها الفاضل ألا ترى أن كلامك هنا:
"الصحيح إذا ثبتت الرؤية قطعيا فعلى مصر الصوم لوقوعها غرب السعودية، وإذا لم يشاهد في السعودية ورؤي الهلال في مصر حقيقة وجب على السعودية الصوم لاشتراكهم بليل مع مصر، ووجب على كل الأقطار الواقعة غربا الصوم لأن الهلال قد تمت ولادته قطعا، ومن المحال أن تنعكس حركة القمر من الولادة إلى ما قبل الولادة .. "
يتعارض مع كلامك هنا:
"الذين يستشهدون بحديث كريب -المروي مع ابن عباس بعد شهر من رمضان لطول مسافة السفر وقتئذ- شاهد عليهم لا لهم، فرؤية اهل الشام الهلال وعدم رؤية ابن عباس رضي الله عنه ليس معناه أن الهلال لم يولد فقد يكون غم عليهم ولم يُوفقوا لرؤيته، ثم إن وسيلة الإتصال البدائية وقتئذ تلزم كل قطر بل كل مدينة وقرية أن يتحروا الهلال بأنفسهم فيصومون لرؤيته ويفطرون لرؤيته، ومن المحال أن تعلم بلدة بحال بلدة أخرى خلال 12 ساعة إذا كانت تبعد عنها قرابة 80 كم، بخلاف اليوم الذي تقدمت في الإتصالات تقدما كبيرا"
فان كنت ترى أنه لا حجة في حديث كريب للذين لا يرون وجوب توحد الأمة على رؤية واحدة، فكيف تقول أنه لو ثبتت الرؤية في مصر في منطقة تشترك مع السعودية في جزء من الليل للزم السعودية ان تصوم مع مصر أو العكس؟ المفروض أنك على كلامك هذا في حديث كريب، ترى أنه يلزم الأمة كلها أن تصوم لأول رؤية تظهر فيها دونما التفات الى مسألة اشتراك بلدين متجاورين في الليل أو في المطلع أو في غير ذلك
أخي الكريم، لو قرأت موضوعي الخاص بهلال رمضان لأدركت أنه ليس هناك تناقض ولا تعارض، فحديث كريب ليس حجة مع القائلين بالوحدة أو القائلين بضدها!! لكن تفسير الحدث من القائلين بتعدد المطالع والقائلين بوجوب اتباع كل بلد حكومته ينقضها تصرف ابن عباس وهم دوما يستشهدون به!!
فكيف لابن عباس أن يخرج على الخلافة في باب الرؤية والقائلين بالمطالع يرون وجوب التقيد بالجهات الرسمية لكل بلد واتباع ما يأمر به ولي الأمر؟!!
حديث كريب يحكي قصة وقعت في الصدر الأول فيها المسافة بين الشام والمدينة ومكة ليست بالساعات وإنما بالأسابيع والأشهر .... فابن عباس معه حقٌ أن يقول:
ولكننا لم نر الهلال!!
فهل وصلت ابن عباس رسالة من الشام تقول في نفس اللحظة "قد تمت رؤية الهلال" فيعترض ابن عباس بحجة المطالع؟
هذا غير ممكن لبدائية الإتصالات .... فوحدة الأمة حينئذ على الصوم حسب الإشتراك بليل متعذرة لتعذر الإتصالات .. فكان واجب كل قرية وبلدة ومدينة أن تتحرى الهلال فتصوم لرؤيته وتفطر لرؤيته والخطاب عام للمسلمين وليس لبلد دون بلد!!
ثم:
أوردت قصة كريب لأن القائلين بالمطالع يظنون أن الهلال ولد في الشام ولم يولد في الحجاز قطعا، وهذا كلام غير دقيق، فقد تكون ولادته قد تمت في الحجاز مع الشام ولكن ابن عباس مع من تحرى الهلال معه لم يوفقوا لرؤيته لسبب ٍ ما، ومن ثَم ّ غُمّ عليهم ...
ثم إن الذين يستشهدون بحديث كريب في المطالع يناقضون أنفسهم في البلد الواحد الكبير، فعلى نظريتهم يكون شرق السعودية مطلع يختلف عن غربها لبعد المسافة بينهما (1300كم تقريبا)، وتكون الجزائر عدة مطالع، ومثلها السودان!! والغريب منهم ان هذه الدول لو كانت تحت سلطان واحد فإنه يلزمها الصوم معا والفطر معا!! فأي تناقض هذا؟ أليست هذه مطالع سياسية لا مطالع جغرافية؟!!
أخي الكريم:
سؤال مهم لم يجب عليه الكثير!!
لو ولد الهلال حقيقة فوق مكة المكرمة شرقا، فهل تستمر ولادته غربا فيراه أهل الجزائر أم أنه ربما لا يُرى فوق الجزائر لأنه لم تحدث ولادته؟!!
خلاصة كلامي في هذا الباب:
... ولادة الهلال لحظة عالمية واحدة في الشهر القمري الواحد، فإذا ولد هلال رمضان فوق أي بقعة فقد ولد الهلال على أهل الأرض جميعا، ووجب على كل الأقطار الواقعة غربا الصوم لأن الولادة تزداد وضوحا كلما اتجهنا غربا، ويلزم الأقطار الواقعة شرقا الصوم إذا اشتركت بليل ولم يدركها الفجر، فإذا أدركها الفجر فليس عليها صوم ولا يلزمها القضاء .. وهكذا بالنسبة لهلال شوال ..
وعلى هذا:
إذا كانت رؤية هلال شوال فوق السعودية مؤكدة لا شك فيها، فكان على مصر أن تفطر مع السعودية لوقوعها غربا، وإذا لم يشاهد الهلال فوق السعودية ورؤي حقيقة في مصر وجب على السعودية الفطر لاشتراكهم بليل مع مصر، ووجب على كل الأقطار الواقعة غربا الفطر لأن هلال شوال قد تمت ولادته قطعا، ومن المحال أن تنعكس حركة القمر من الولادة إلى ما قبل الولادة ...
أما قولك أخي:
"اعلموا رحمكم الله أن توحد سائر أقطار الأمة على يوم واحد يفطرون فيه جميعا ويصومون فيه جميعا من أقصى الأرض الى أدناها = ليس مما يصح اعتباره من مقاصد تشريع صيام رمضان" ..
نحن لا نقول به، لأن الهلال إذا ولد فوق المغرب فلا يلزم أهل أندونيسيا وماليزيا الصوم ولا يلزمهم القضاء لأنهم لا يشتركون مع أهل الغرب بليل، أما أهل السعودية ودول الخليج ومصر وليبيا وتونس والجزائر وكل الدول التي تشترك معها في خط طول واحد فيلزمهم الصوم لاشتراكهم بليل مع المغرب ... لأن الهلال تمت ولادته وهل هلال رمضان ولم يدركهم الفجر، فما المانع أن لا يصوموا؟!!
وإذا كنتم ترون أن المطالع الجغرافية حقيقة، أفلا يحق لنا مطالبتكم بتحديدها وبيان موقفكم من البلد الواحد الكبير، ومعرفة رأيكم في تفسير ولادة الهلال ... هل يولد مرة واحدة في الشهر القمري، أم أنه لا يمنع أن يولد عدة مرات؟
بارك الله فيكم
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 08:09]ـ
يبدو أنه لا مفر من التحول عن موضوع الصفحة الى الكلام في قضية توحيد الرؤية واختلاف الرؤية من بلد الى بلد.
أخي التبريزي، تقول وفقك الله:
"فكيف لابن عباس أن يخرج على الخلافة في باب الرؤية والقائلين بالمطالع يرون وجوب التقيد بالجهات الرسمية لكل بلد واتباع ما يأمر به ولي الأمر؟!! "
وأقول أن الأمر واضح، ابن عباس لم "يخرج على الخليفة" في باب الرؤية، والقائلين باعتبار اختلاف المطالع (وليس "بالمطالع" لأن حقيقة اختلاف المطالع لا يماري فيها عاقل كما نص على ذلك شيخ الاسلام وغيره من أهل العلم) لا يقولون بالتقيد "بالجهة الرسمية لكل بلد" كما تقول، وانما يقولون بأنه لا حرج على أهل البلد الواحد في أن يعملوا برؤيتهم، والتي قد تختلف عن رؤية أي بلد آخر لأسباب كثيرة منها اختلاف المطالع .. وعند اختلاف ولاة الأمر في بلاد المسلمين في أمر الرؤية، بحيث رؤي الهلال عند بلاد ولم ير عند غيرها، فانهم يقولون بأن يأخذ كل أهل بلد برؤيتها، عملا بحديث كريب، وبما جرى عليه عمل الأمة في سائر قرونها. ولو كانت رؤية الخليفة تلزم جميع المسلمين في كل أقطار الأمة وتبطل كل ما عداها مما يصوم عليه الناس، لوجب على ابن عباس أن يدع رؤية أهل المدينة ويأخذ بما جاءه عن الخليفة، ولكنه لم يفعل!
هذا هو وجه استدلال القائلين باعتبار الاختلاف، بحديث كريب ..
أما قولك وفقك الله: "حديث كريب يحكي قصة وقعت في الصدر الأول فيها المسافة بين الشام والمدينة ومكة ليست بالساعات وإنما بالأسابيع والأشهر .... فابن عباس معه حقٌ أن يقول:
ولكننا لم نر الهلال!! "
فأقول أين القرينة في الحديث أو في غيره التي تفيد أن علة الأمر كانت طول المسافة بين البلدين، وبالتالي استحالة الاتصال؟ ألا يتصور أن يكون هناك حالة يسقط فيها الخليفة أو الامام الواحد الذي يجتمع عليه جميع المسلمين في الأمة، ويصبح لكل بلد ملكها وولي أمرها، والذي يستطلع الهلال بمعرفته، فيراه بعضهم ولا يراه البعض الآخر، دون ارتباط لذلك بمسألة المسافة؟؟ بلى يتصور وقد رأت الأمة ذلك لقرون طويلة! فلعل احدى البلاد أن يتشوف الناس الهلال فيها فيتمكنون من رؤيته، بينما يعجز عن ذلك اهل البلد المجاور لأي سبب من الأسباب .. فيعلن أهل البلد الأول أن الرؤية ثبتت بينما يعلن الآخرون أنها لم تثبت .. فحينئذ، على أي شيء يبني أهل كل بلد من البلدين صيامهم؟؟ على التي أثبتت أو على التي لم تثبت؟؟ ان قلنا بعدم اعتبار الاختلاف في الرؤية من بلد الى بلد (حتى وان كان سببه الغمام أو غيره) ووجوب توحد سائر الأمة على صيام واحد وفطر واحد، وجب على جميع الأرض وجميع ولاة الأمور الأخذ بأول رؤية تثبت في العالم. وان قلنا بأن رؤية كل بلد تلزمه، لم يكن ثم اعتبار ولا قيمة لقيد المسافة أو القرب والبعد أو أي قيد آخر يعتبره البعض سببا في اختلاف الرؤية من بلد الى بلد .. ذلك ان تلك القيود كلها ظنية اجتهادية اجتهد أهل العلم في الكلام فيها تفسيرا لحديث كريب، ولما بني عليه في الأمة من عمل على مر القرون .. ومن تلك العلل الاجتهادية قولهم بتعذر الاتصال ووصول الخبر .. ولنا أن العلة الأظهر في ذلك هي درأ الفرقة والشتات والفتنة، وتحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون" .. فلا يلزم أهل بلد العمل برؤية أهل بلد آخر، ما دام أن في كل من البلدين ولي أمر مسلم يستند على رؤية شرعية ثبتت عنده! وحينئذ يكون الاجتماع المفهوم من الحديث هو لكل أهل بلد على رؤيتهم - بغض النظر عن حدود تلك البلد وأبعادها. ولو أن أهل البلد الواحد تشتتوا فيما بينهم فصام بعضهم على رؤية ولي أمر بلده وصام البعض الآخر على رؤية بلد آخر - قرب أو بعد - لاتسعت دائرة الفرقة والخلاف، ولانهار مقصد الاجتماع على الصوم والفطر جملة وتفصيلا!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشاهد أن سبب اقرار الصحابة لاختلاف أهل بلدين من بلاد المسلمين في الرؤية، وعدم انكار بعضهم على بعض في ذلك، سواء كان ذلك الاختلاف بسبب اختلاف المطالع والتوقيت أو الاختلاف في الليل والنهار أو غمة الرؤية في بلد وصفاء السماء في غيرها، أو لبعد المسافة وتعذر الاتصال أو لأي سبب آخر، هي - وبكل بساطة - أن الأمر قد وسع الله فيه على المسلمين، ولم يزالوا يعملون صياما وفطرا في تلك السعة! فكل أهل بلد صاموا لرؤية ولي أمرهم يدخلون في قوله عليه السلام "فصوموا لرؤيته" .. وتعدد الرؤى فيما بين البلاد واختلافها ثابت بالنص ويشهد له عمل الأمة .. ولم يثبت نص واضح صريح في أن علة التوسيع في ذلك الاختلاف كانت: تعذر الاتصال!
فقولك وفقك الله: "فهل وصلت ابن عباس رسالة من الشام تقول في نفس اللحظة "قد تمت رؤية الهلال" فيعترض ابن عباس بحجة المطالع؟ "
نقول لا لم يحدث ذلك، ولعله لو حدث، وكان عند الصحابة وسيلة اتصال تحت يد الخليفة الراشد تسمح له بأمر جميع عماله في جميع البلاد بالالتزام بأول رؤية ثبتت في أي بلد من بلاد المسلمين، لما وجد هذا الخلاف أصلا، ولما كان هذا الذي نراه هو المستقر في عمل الأمة من القرن الأول! ولكن الواقع أننا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب .. فلنفس العلة التي من أجلها نرفض الصيام على الحساب الفلكي في مكان الرؤية بالعين، نرفض القول بأن وجود شبكات الاتصال الحديثة في الأمة يرفع عنها تلك التوسعة التي كانت عليها من القرن الأول في اختلاف الرؤى وصيام كل أهل بلد على رؤيتهم! وأنا أعجب كيف لا يفطن اخواننا القائلون بوجوب توحيد الرؤية وزوال علة الاختلاف بعدما تيسرت الاتصالات، كيف لا يفطنون الى مدى مشابهة تعللهم هذا، لتعلل الذين يقولون بأن وجود الأقمار الصناعية والحسابات الفلكية ذات الدقة المحكمة في زماننا هذا، أصبح يرفع عن الأمة علة عدم القدرة على تبين مولد الهلال بدقة، ويغنيهم عن الاعتماد على نظر العين المجردة والذي جرى عليه العمل عند الأولين!
كلا الأمرين سواء والله لو تأملوا! كل الفرق أن لفظة "رؤيته" تفتقر الى قرينة تصرفها عن رؤية العين، والأمر كما قال أهل العلم أن كلمة رؤية ان أضيفت الى شيء مادي محسوس دلت على نظر العين لا على نظر العقل! ولكن شاهدي من هذا أن تعللهم يفتح باب الاحتجاج عليهم لأنه يشبه تعلل الذين يقدمون الحساب على الرؤية العينية! كلا التعللين سواء في أن هذا تضييق وذاك تضييق أيضا! وكلاهما يطالب المسلمين بما لم يكونوا مطالبين به في القرن الأول وفي زمان الصحابة!! وكلاهما يدعي أن ما جرى عليه عمل القرون الأولى كان سببه التعذر وضعف الامكانات و"البدائية" التي يتكلم أخونا التبريزي عنها هنا! ولو قلت أن كلاهما يخالف هدي الصحابة في ذلك لما بالغت!
ولأذكرنهم جميعا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "نحن أمة أمية با تقرأ ولا تكتب، والشهر عندنا هكذا وهكذا" أو كما قال عليه السلام!! فمن رحمة الله بنا أن جعل التشريع مبناه على أضعف أحوال الأمة في العلم بالحساب والاتصال والقراءة والكتابة وغيره .. ويسر التشريع أصل من أصوله الرواسخ! فلماذا جعل اخواننا النظر بالعين هو السنة وما عداه زيادة وتعنت لا دليل عليه، بينما وفي نفس الوقت جعلوا اختلاف صيام أهل البلاد كل بلد على رؤيته أمرا عارضا سببه العجز وقلة الامكانات وبدائية الاتصالات، مع أنه هو ما جرى عليه عمل الصحابة أيضا بلا نكير؟؟
وأنا أسأل اخواننا، - وهي اشارة لطيفة أستأنس بها ولا داعي للاستدراك عليها - أليس قد قال بعض أهل العلم بجواز الاستعانة بالجن المسلم في الأمور المباحة؟ فلماذا لم يستعينوا بالجن - مثلا - لايصال الخبر من فوره فيما بين ولاة البلاد وعمالها وسنوا تلك السنة بحيث لا تمر الليلة الا وقد علم جميع ولاة الأمر بثبوت الرؤية فيها في بقعة من بقاع الأرض، ليصوموا جميعا على ذلك أو يفطروا جميعا؟ مع أنه لو كان الأمر عندهم أن الصيام لا يصح الا على رؤية واحدة، أو يجب فيه توحيد الرؤية في جميع البلاد، لكان الأخذ بأسباب ايصال الخبر الى كل الناس من فوره أمرا واجبا متحتما تتلمس له كافة السبل!! فهل تلمسوا تلك السبل حقا؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا لا أقول بجواز الاستعانة بالجن أصلا على أي حال، والمسألة الخلاف فيها معروف، ولكن ليتأمل اخواننا في هذا الأمر، ولعلها فائدة تفضي الى فوائد!
ثم ان قولهم الخطاب عام لكل المسلمين وليس لبلد دون بلد، ألا يرون في حديث كريب وفي عمل الصحابة والقرون الفاضلة، ما يخصصه ويوجهه وجهة غير تلك التي فهموا؟؟
وقولهم حددوا لنا حدود البلد وأبعادها وكذا، هذا تحكم منهم لم نقل به! فكل منا يعرف ما هي البلد التي يعيش فيها، وما حدها، وما صفتها، ومتى يكون في بلد فيصوم مع أهلها، ومتى يكون في بلد أخرى يصوم أهلها مع رؤية أخرى فيصوم معهم على رؤيتهم .. هذا كان الناس يعرفونه في كل عصر ولا يزالون يعرفونه بالعرف السائد في كل زمان وفي كل عصر بحسبه، دون تكلف لهذا الذي تقولون!
والآن تأمل قولك رعاك الله: "إذا كانت رؤية هلال شوال فوق السعودية مؤكدة لا شك فيها، فكان على مصر أن تفطر مع السعودية لوقوعها غربا، وإذا لم يشاهد الهلال فوق السعودية ورؤي حقيقة في مصر وجب على السعودية الفطر لاشتراكهم بليل مع مصر، ووجب على كل الأقطار الواقعة غربا الفطر لأن هلال شوال قد تمت ولادته قطعا"
قلت اذا فأنت الآن تقول بأن الاشتراك في الليل الواحد هو الضابط عندك وليس اختلاف المطالع، مع أنك ذكرت قبل قليل أن الخطاب واحد موجه لجميع المسلمين، وليس بحسب البلد!!! وأنا أسألك، هل كل بلاد المسلمين تشترك في ليل واحد؟؟ كلا ولا شك!! اذا فكيف تجمع بين هذين القولين عندك؟؟ اما أن يكون الخطاب - على كلامك هذا - موجها لأهل الاشتراك في الليل الواحد، واما أن يكون موجها الى الأمة كلها .. فكيف تحل هذا الاشكال؟
أما قولك: "أوردت قصة كريب لأن القائلين بالمطالع يظنون أن الهلال ولد في الشام ولم يولد في الحجاز قطعا، وهذا كلام غير دقيق، فقد تكون ولادته قد تمت في الحجاز مع الشام ولكن ابن عباس مع من تحرى الهلال معه لم يوفقوا لرؤيته لسبب ٍ ما، ومن ثَم ّ غُمّ عليهم ... "
فأقول نعم أوافقك في أن مولد الهلال على الحقيقة من عدمه ليس هو العلة وانما التمكن من رؤيته في السماء! فمن الذي قال أن جميع القائلين باعتبار اختلاف الرؤية من بلد الى بلد لا يعللون ذلك الا باختلاف المطالع وتأخر مولد الهلال ما بين بلد وآخر؟؟
أما قولك: "ثم إن الذين يستشهدون بحديث كريب في المطالع يناقضون أنفسهم في البلد الواحد الكبير، فعلى نظريتهم يكون شرق السعودية مطلع يختلف عن غربها لبعد المسافة بينهما (1300كم تقريبا)، وتكون الجزائر عدة مطالع، ومثلها السودان!! والغريب منهم ان هذه الدول لو كانت تحت سلطان واحد فإنه يلزمها الصوم معا والفطر معا!! فأي تناقض هذا؟ أليست هذه مطالع سياسية لا مطالع جغرافية؟!! "
فأقول وكما ذكرت لك، أن التعليل باختلاف المطالع لم يأت به نص صريح، وانما هو اجتهاد من أهل العلم في تفسير اختلاف الرؤية فيما بين البلدان، في محاولة منهم لاستخراج علة ذلك الاقرار من ابن عباس للاختلاف بين أهل الشام وأهل المدينة في الرؤية! وقد يفسره غيرهم بغير ذلك ولا اشكال .. ولا يبعد في ظني أبدا أن يكون من حكم المولى جل وعلا في ذلك التوسيع من القرن الأول في اختلاف الرؤية، أنه قد سبق علمه سبحانه بأن الأمة ستتمزع على ولايات لا يجمعها امام واحد .. ويكون كل أهل بلد فيها لهم رؤيتهم التي يصومون عليها ويفطرون عليها استقلالا بذلك، فلو اشترط الشارع لصحة صيام المسلمين أن يجتمعوا فيه على حاكم واحد ورؤية واحدة، لما صح صيام أكثر المسلمين في الأرض من لدن الصحابة والى آخر الزمان!!! فالحمد لله الذي شرع لنا برحمته أيسر الشرائع وأحكمها!
أما قولك: "ولادة الهلال لحظة عالمية واحدة في الشهر القمري الواحد، فإذا ولد هلال رمضان فوق أي بقعة فقد ولد الهلال على أهل الأرض جميعا، ووجب على كل الأقطار الواقعة غربا الصوم لأن الولادة تزداد وضوحا كلما اتجهنا غربا، ويلزم الأقطار الواقعة شرقا الصوم إذا اشتركت بليل ولم يدركها الفجر، فإذا أدركها الفجر فليس عليها صوم ولا يلزمها القضاء .. وهكذا بالنسبة لهلال شوال .. "
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: هذا مذهبك أنت .. يوافقك فيه من يوافقك ويخالفك فيه من يخالفك، ولكن يبقى الأمر المؤكد أنه ليس لك على ذلك التفريق أو غيره دليل من كلام أو عمل الصحابة رضي الله عنهم .. وانما هو اجتهاد كسائر اجتهادات أهل العلم في ذلك.
هذا والله أعلى وأعلم، ونسبة العلم اليه أسلم ..
والحمد لله رب العالمين
ـ[التبريزي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:12]ـ
فأقول: هذا مذهبك أنت .. يوافقك فيه من يوافقك ويخالفك فيه من يخالفك، ولكن يبقى الأمر المؤكد أنه ليس لك على ذلك التفريق أو غيره دليل من كلام أو عمل الصحابة رضي الله عنهم .. وانما هو اجتهاد كسائر اجتهادات أهل العلم في ذلك.
هذا والله أعلى وأعلم، ونسبة العلم اليه أسلم ..
والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيك أبا الفداء، وهدانا الله وإياك إلى اتباع الحق ومسك الختام:
مذهبي بحمد الله هو مذهب بدأ من زمن يؤتي أكله، وكبار علماء السعودية كانوا مجمعين على مسألة موحدة حول الهلال ثم تغيرت عند بعضهم الفكرة مع علماء مصر والعالم الإسلامي بناءا على الحقائق العلمية المؤكدة المطروحة من المخلصين الغيورين من أولي الذكر "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، وأهل الذكر في هذا الباب من رزقهم الله فقها في الدين بعيدا عن التقليد والجمود، ورزقهم علما بالفلك وحركة الشمس والكواكب والأقمار، أما اتباع نظرية المطالع السياسية فلن تدوم، وقد فقد الكثير من المسلمين في بلدانهم الثقة في الجهات الرسمية لتضارب الآراء، ولا أدل على هذا من انقسام بيوت المسلمين في مصر ودول المغرب العربي حول الصوم والعيد - (وهو بلا شك عمل يفرق بين البيت الواحد والبلد الواحد ولا نقول به ولا نراه) -، فقد أفطر في مصر من أفطر وجلهم من الملتزمين وطلبة العلم تبعا لمن شهد برؤية الهلال، وبقي من بقي مع الجهات الرسمية، وكذلك في المغرب صام من صام مع الجزائر ومن شهد برؤية الهلال، وبقي من بقي مع الجهات الرسمية .. وهكذا ..
فهل هذا إلا ثمرة المطالع السياسية التي انتجت أربعة أيام عيد في يوم الأثنين (نيجيريا) والثلاثاء والأربعاء والخميس (كما في البحرين)؟
رزقنا الله وإياك الإخلاص وحسن الإتباع، وألهمنا جميعا الحق والصوب ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 09:13]ـ
تصويب لسبق قلم وقع في تعقيبي الآنف:
"وانما هو اجتهاد من أهل العلم في تفسير اختلاف الرؤية فيما بين البلدان"
والصواب:
"وانما هو اجتهاد من أهل العلم في تفسير اختلاف الرؤية فيما بين البلدين"
فلعل الاخوة المشرفين يصوبون ذلك الخطأ مأجورين ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 09:41]ـ
بارك الله فيك أيها التبريزي وأحسن اليك.
تقول "مذهبي بحمد الله هو مذهب بدأ من زمن يؤتي أكله"
قلت فلعله مما لا يخفى على مثلك ان شاء الله أن نسبتي المذهب اليك في قولي "هذا مذهبك أنت" لا يلزم منها تخصيصك به على أنك أول قائل به .. وقد قلتُ "يوافقك فيه من يوافقك ويخالفك فيه من يخالفك" .. بارك الله فيك.
أما قولك: "أما اتباع نظرية المطالع السياسية فلن تدوم، وقد فقد الكثير من المسلمين في بلدانهم الثقة في الجهات الرسمية لتضارب الآراء"
وقولك: "فهل هذا إلا ثمرة المطالع السياسية التي انتجت أربعة أيام عيد في يوم الأثنين (نيجيريا) والثلاثاء والأربعاء والخميس (كما في البحرين)؟ "
فلا أرى وجها لهذا الاصطلاح "المطالع السياسية"!! فالاصطلاح يوحي - في تصوري - بأن هناك من لهم أغراض "سياسية" في مخالفة بقية بلاد المسلمين في الصوم والفطر، فيعبثون في أمر الرؤية من أجل ذلك، وهذا لا حقيقة له! ذلك أنه مما لا يخفى على عاقل أن وقوع الفرقة في داخل البلد الواحد بين من وافق بلده ومن صام مع غيرها من البلاد انما هو أمر مرفوض، وفيه من الفتنة ما فيه، وليس ذلك في مصلحة أي بلد من البلدان! فكيف يرى واحد من ولاة الأمر أن من مصلحة بلاده السياسية أن تخالف غيرها من البلاد عمدا في الصيام والفطر؟؟؟ هذا كلام عجيب لا أتصوره! ولو لم يأت قائله ببينة عليه فهو كاذب! بل المتصور خلاف ذلك: أن يكون في تصورهم أن المصلحة السياسية لكل بلد تقتضي الاتفاق فيما بين بلاد المسلمين على صيام واحد وفطر واحد .. ! أما ان قال قائل أنه لعل ولي الأمر له مصلحة أخرى في أن يجعل العيد يبدأ في يوم كذا بالذات، كأن يتعلق ذلك بطول أو قصر العطلة (اجازة العيد) مثلا أو نحو ذلك، قلنا له عين ما نقول لغيره من أصحاب الدعاوى والاشاعات والظنون: ((قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين))!
ولقد وصل الأمر بواحد من اخواني الذين رسخ لديهم قاعدة أن ولي الأمر متهم ما لم تثبت براءته، هدانا الله واياهم، الى أن زعم أن ولي الأمر في بعض البلدان ينتظر التليفون من البيت الأبيض ليأمره بأن يقول للناس أنه قد ثبتت الرؤية وأن غدا رمضان أو غدا العيد!!! فمن أين جاء هذا الكلام وما دليله وما مصدره؟؟؟ ولماذا لا يكون مصدر أمثال هذه الاشاعات قوم مغرضون ما يريدون للمسلمين في داخل البلد الواحد الا أن يتفرقوا ويتشتتوا ويلحق بهم من جراء ذلك من الفتنة والعنت ما يلحق؟؟؟
فالظاهر والله أعلم أن هذا الاختلاف ليس سببه "السياسة" كما يومئ كلامك .. وانما سببه اختلاف بين تحقق الرؤية وعدمها من بلد الى آخر ممن يعملون بالرؤية الشرعية، بالاضافة الى وجود تخلف عن العمل بالرؤية الشرعية أصلا أو استطلاعها جملة وتفصيلا في بعض البلاد - كما سمعت من بعض الاخوة في شأن بلد من البلدان - والاعتماد على التقويم الفلكي في اثبات دخول الشهر وخروجه ..
والأمر مبناه على أي حال: النظر فيما به يحكم أهل كل بلد بثبوت الرؤية من عدمها، فاما كان رؤية يصح صيام الناس عليها واما كان غير ذلك! فلو ثبت ببينة لا مرية فيها أن ولي أمر احدى البلدان لا يستطلع الهلال ولا يستعمل أحدا ينظر الى السماء أصلا وانما يعتمد على الفلك جملة تفصيلا، أو أنه كذب في دعواه أنه قد ثبتت - أو لم تثبت - رؤية الهلال عندما استطلعوها في المراصد، فلا يجوز حينئذ الصيام على مثل ذلك لأنه ليس برؤية شرعية أصلا، والبينة قائمة على ذلك، والله المستعان.(/)
أرجوا نشر هذا البيان المهم ... وليعلم بنو علمان أننا لهم بالمرصاد ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 02:37]ـ
المرجو نشر رابط هذا البيان في المنتديات وفي المواقع وعبر البريد الإلكتروني عند كل من تعرف، فالدال على الخير كفاعله، فرب زائر يستفيد بسببك فيكتب الله لك أجر ذلك.
--------------
أقدمت شركتا الاتصال والأنترنت في المغرب: " اتصالات المغرب " و" ونا " على حجب موقع دار القرآن بمراكش التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بالنسبة للمتصفحين من داخل المغرب في خرق سافر لأخلاقيات المهنة وللعهود والمواثيق، وهو تعد صريح على الحريات العامة وانتهاك صريح لحرية التعبير المشروعة .. وفي المقابل تترك المجال مفتوحا لمواقع الدعارة والفحش ومواقع الهدم والتدمير بكل أشكاله ..
و معلوم لدى الجميع أن هذا الموقع ولله الحمد يؤدي رسالته السامية في نشر العلم ومحو ظلمة الجهل .. وفي حين كتابة هذا البيان قد بلغت القراءات القرآنية به 1246 ملفا صوتيا وبلغت المحاضرات المسموعة والمرئية 5204 وبلغ عدد الكتب المقروءة 4856 أما المنتديات فبلغت عدد المشاركات فيها 13876 وأقسام أخرى يعرفها الزوار الكرام ..
فلا ندري ماهو الأمر الذي لم يرق مزاج الشركتين؟؟!! أهو وسطية منهج الموقع ودعوته إلى العقيدة الصحيحة عقيدة الأئمة العظام كالإمام مالك والشافعي وأحمد وغيرهم رضي الله عنهم جميعا، أم هو دعوته إلى التحلي بالأخلاق الحميدة ونبذ الرذيلة ونفع البلاد والعباد أم هو ...
و إن إدارة الموقع تستنكر وتشجب هذا الفعل الشنيع وتؤكد على ما يلي:
1 - على الشركتين المذكورتين الإحجام عن هذه الأفعال المشينة والاعتذار رسميا لإدارة الموقع.
2 - تحتفظ إدارة الموقع لنفسها بحق الرد لدى الجهات المسؤولة ضد الشركتين.
3 - تطالب المسؤولين عن الشركتين بالرقي بمستوى التعامل مع المواطنين والهيئات والجمعيات إلى مستوى رفيع يليق بالمسؤولية.
هذا وقد استطاع الموقع بفضل الله تعالى التغلب تقنيا على هذا الحجب إذ يستطيع الزوار الدخول للموقع من داخل المغرب بالنسبة لزبناء " اتصالات المغرب " و" ونا " بالعنوانين التاليين:
http://darcoran.info (http://darcoran.info/) أو http://darcoran.biz (http://darcoran.biz/)
أما من خارج المغرب فيستطيع الزوار الدخول بجميع العناوين المتاحة وهي:
http://darcoran.info (http://darcoran.info/) أو http://darcoran.org (http://darcoran.org/) أو http://darcoran.net (http://darcoran.net/)http://darcoran.biz (http://darcoran.biz/)
و في حالة ما إذا عاودت الشركتان المذكورتان الفعل الجبان التافه فنرشد إلى طرق لا حل لهم معها بإذن الله وهي:
- تحميل وتثبيت البرنامج التالي: ultrasurf اضغط هنا ( http://takhzin.darcoran.info/UltraSurf-8.9.exe)
واترك البرنامج مفتوحا وتصفح الموقع بكل حرية.
- أو الدخول عبر أحد مواقع البروكسي التي تدخلك للمواقع المحجوبة مثل: http://anonymouse.org/anonwww.html
(http://anonymouse.org/anonwww.html)
http://www.darcoran.biz/UserFiles/proxi-pour-site.PNG
المرجو نشر رابط هذا البيان في المنتديات وفي المواقع وعبر البريد الإلكتروني عند كل من تعرف فالدال على الخير كفاعله، فرب زائر يستفيد بسببك فيكتب الله لك أجر ذلك.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 02:38]ـ
منقووووووووووووووووووووول(/)
الإخوان ... والرافضة
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 09:58]ـ
الإخوان ... والرافضة
للدكتور طارق عبد الحليم
قال تعالى "وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" صدق الله العظيم.
لعل أفضل ما في أمر الإبتذال الرافضي الأخير في التهجم على العلامة القرضاوي هو ذلك الحشد السنيّ الذي وقف خلف القرضاوى وغضب له وبيّن أمر الرافضة ودينهم وما يترصدون العالم السنيّ به، كما ظهر في كتابات العديد من صحفيينا وكتابنا وما صدر عن جبهة علماء الأزهر الشريف من فضح لدين الشيعة ومؤامراتهم.
ونحن، مع فرحنا بهذا الموقف المشرّف من هؤلاء الصحفيين والكتاب ومصدرى البيان، لا نملك إلا أن نعجب عجبا لا ينقصى من هؤلاء الصحفيين والكتاب ومصدرى البيان! أين كان هؤلاء قبل أن يتعدى الرافضة على القرضاوي؟ ألم يكن يكفي تهجمهم على ابي بكر الصدّيق وعمر الفاروق وعائشة أم المؤمنين وكافة الصحابة وعلماء الأمة من أهل السنة على مدي التاريخ؟ أيكون التعدى على القرضاوى، مع تقديرنا له، أشد وطأة عليهم من التعدى على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه المطهّرات؟ لماذا لم نقرأ في صحيفة من هذه الصحف مقالا أو بيانا ولم نسمع أو نقرأ لكاتب أو صحفيّ يفضح دين الرافضة ومواقفهم؟ والله الذي لا إله إلا هو إنّ هذا الموقف لهو سبب ضعفنا وخذلان أمرنا وهواننا على الله. لم نجهر بالحق لوجه الله ونصرة له، بل نصرة لإنسان، مهما علا قدره!
وأعجب من هؤلاء هو موقف الإخوان المسلمون! لم نسمع لهم صوتا ولم نحسّ لهم ركزا وكأنهم يعيشون في دنيا غير دنيانا، أولياؤهم غير أوليائنا وأعداؤهم غير أعدائنا، قتلتهم السياسة وصرفت المصالح المتوهمة أنظارهم عن الحق فشلّت ألسنتهم حتى عن الذب عن شرف عالمهم الأكبر القرضاوى. أم يكون هذا الموقف خجلا مما صدر عنهم من قبل في شأن ما يسمّى بالثورة "الإسلامية" التي قادها الخميني زعيم الرافضة ومكفّر الصحابة وسابّ الخلفاء الراشدين ومفتي المتعة، فقد أشادوا بهذه الثورة غير المباركة وساندوها وشجعوا العوام على إحترام تلك الشخصيات المتهافتة كحسن نصر الله الرافضيّ ومن قبله الخميني. وما هو والله، ونقولها إحتسابا لوجه الله تعالى، إلا الجهل بالعقيدة والشريعة على السواء، والإرجاء المذموم الذي تشربت به مواقفهم على مرّ تاريخهم.
ووالله إننا لا نرضى أن يهين أحدا من الرافضة الأذلاء عالمنا القرضاوى، مع إختلافنا معه في العديد من القضايا وعلى رأسها ذلك الكيان الذي أنشأه باسم التقارب بين السنة والرافضة! وإتخاذه أحد رؤوس عصابتهم نائبا له!!
ولعل القرضاوي قد عرف الآن أنّ الرافضة لم ولن يكون بينهم وبين السنة تقارب، وما لم يحاوله جهابذة السنة كأمثال بن تيمية والعز بن عبد السلام وبن القيم من مثل هذه الجهود المُجْهَضَة، لم يكن له أن يحاوله. ولعل تلامذة العلامة القرضاوى وتابعى الإخوان أن يفهموا لماذا وقفنا من الرافضة هذا الموقف من قبل ولماذا حذرنا من المنهج الذي يتلون بلون السياسة ولا يستند إلى كتاب أو سنة.
http://www.tariqabdelhaleem.com/details.php?id=320#
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 06:20]ـ
بارك الله فيك وفي الأستاذ طارق .. الذي نصح فصدق.
وهدى الله من لا زال مغترًا من " الإخوان " بأعداء الصحابة رضي الله عنهم إلى الاستيقاظ من نومته.
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 02:13]ـ
«حماس» تبتهل إلى الله أن يحفظ خامنئي ونجاد!
صالح القلاب
قبل تلاشي صدى صرخة الألم التي أطلقها الشيخ يوسف القرضاوي ضد تدخل إيران السافر باسم المذهب الشيعي وتحت رايته في شؤون عدد من الدول العربية والإسلامية ولجوئها لأسباب سياسية الى التبشير بهذا المذهب في دول لا وجود فيها إلا للمذهب السُّني من بينها مصر، بادر رئيس حكومة غزة الى توجيه رسالة الى مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي والى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضمنها ابتهالا الى الله ان يحفظهما، متمنياً أن يصليا «صلاة الخلاص» في القدس الشريف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالطبع فإن رسالة هنية هذه المثقلة بالابتهالات والتي تقصَّد صاحبها تضمينها، ربما نكاية بالشيخ القرضاوي، إشادة بالإمام الخميني ووصفه بـ «هذا الرجل العظيم الذي رفع من مكانة الجهاد لتحرير القدس وفلسطين» قد قرأت وعبر مكبرات الصوت في مسجد جامعة طهران يوم الجمعة الماضي، حيث جرت العادة ان يكون الخطيب في هذا اليوم، أي يوم القدس العالمي، السيد علي خامنئي نفسه.
وحقيقة وفي ضوء المعرفة الأكيدة بمدى ارتباط «حماس» بإيران، فإنه لا يمكن تفسير إرسال هذه الرسالة في هذه الفترة بالذات، وبعد أيام من تصريحات القرضاوي هذه المشار إليها، الى أكبر مسؤولََََين إيرانيين وتضمينها كل هذه الابتهالات وكل هذه الإشادة المبالغ فيها بجهاد الإمام الخميني من أجل القدس وفلسطين، إلاَّ ان المقصود هو الرد على هذه التصريحات وإعلان الانحياز الى «الولي الفقيه» ودولته ما دام ان هناك عملية استقطاب واصطفاف منتظرة ستشهدها الساحة الإسلامية كلها وليس فقط هذه المنطقة.
واللافت هنا ان الإخوان المسلمين، ورغم أنهم كانوا يعتبرون القرضاوي الى ما قبل لحظة من إطلاق هذه التصريحات التي أطلقها أكبر مرجعياتهم بل وأهم قياداتهم التاريخية، قد لاذوا بالصمت المريب إزاء الحملة الإعلامية التي شنتها إيران ومعها كل إعلام: «إطْعمْ الفم تستحي العين» على هذا الشيخ الجليل الذي، رغم الاختلاف معه والاعتراض على بعض مواقفه، يبقى مرجعية إسلامية هامة ورئيسية ويبقى من أكثر علماء المسلمين، سنة وشيعة، اعتدالا وتسامحاً وابتعاداً عن التمذهب والطائفية.
والغريب ان بعض الكتاب الذين يحرصون على ادعاء التحدث باسم الإسلام ونيابة عن الإخوان المسلمين لم يكتفوا بالصمت وبإدارة الظهر لصرخة هذا الشيخ الجليل، التي لم يلجأ إليها ولم يطلقها إلا بعد ان طفح كيله ولم يعد بإمكانه مداراة ما تقوم به الدولة الإيرانية باسم المذهب الشيعي من تلاعب بالعلاقات المقدسة بين المسلمين، بل تعدوا هذا الى اتهامه بإثارة الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة، وبل ذهب بعضهم الى حد المطالبة بإقصائه من مواقعه الإسلامية وإرسال رسائل غير مباشرة الى دولة قطر لسحب جنسيته القطرية ولإنهاء إقامته في هذه الدولة التي حلَّ فيها ضيفاً مُرَحبَّاً به منذ سنوات بعيدة.
وعلى سبيل المثال، فإن أسبوعية «السبيل» الناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد صدرت في الأسبوع الماضي، أي مباشرة بعد ان أطلق الشيخ القرضاوي التصريحات المدوية التي أطلقها، خالية من أي إشارة الى هذه التصريحات لا سلباً ولا إيجاباً، هذا مع ان العادة جرت ان تتابع هذه الأسبوعية كل ما يصدر عن هذا العالم الإسلامي الكبير إن في مجال السياسة وإن في مجال الإفتاء وإن بالنسبة للقاءاته وأنشطته اليومية.
وأغلب الظن ان ما ينطبق على «إخوان» الأردن ينطبق على معظم فروع جماعة الإخوان المسلمين في العالم كله. والمشكلة هنا ان حركة «حماس» التي اعتبرتها هذه الجماعة ذراعها الجهادي في فلسطين، كانت قد تشكلت، وفقاً لما قاله السفير الإيراني الأسبق في دمشق حسن أختري، في الحاضنة الإيرانية، وأنها هي وحزب الله اللبناني يعتبران الابن الشرعي للثورة الإيرانية، ولذلك فإنه ليس غريباً ولا مستغرباً ان تنحاز هذه الحركة الى دولة «الولي الفقيه» عندما تستجد هذه المواجهة الساخنة بين هذه الدولة وبين الشيخ يوسف القرضاوي.
والمؤكد ان الشيخ القرضاوي بحكم مكانته وبحكم متابعته لشؤون المنطقة وأوضاع الإخوان المسلمين وأوضاع حركة «حماس»، على اعتبار أنها تعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ من هؤلاء، يعرف تمام المعرفة مدى العلاقة التنظيمية والسياسية والمالية أيضاً بين هذه الحركة وبين إيران. لكن ورغم ذلك فإنه لم يتردد في الوقوف معها منذ اللحظة الأولى، وأنه لم يتردد في دعمها ومساندتها في صراعها الذي بدأ مبكراً ومنذ ثمانينيات القرن الماضي مع حركة «فتح» ومنظمة التحرير ولاحقاً، بعد اتفاقيات أوسلو وعودة القيادة الفلسطينية من المنافي الخارجية الى فلسطين، مع السلطة الوطنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه لم يكن منتظراً ان تتخلى «حماس» عن تحالفها مع إيران لأي سبب من الأسباب، وأنه غير متوقع ان تنحاز الى جانب الشيخ القرضاوي بعد تصديه للتدخل الإيراني السافر في شؤون الإسلام والمسلمين والسعي لزرع الفتنة في صفوف الأمة الإسلامية من خلال المحاولات التي تقوم بها دولة «الولي الفقيه» لإيجاد امتدادات لها تحت غطاء «التشيع» ونشر المذهب الشيعي في دول كمصر لا وجود فيها أساساً إلا للمذهب السني .. لكن ما هو غير متوقع ان يتخذ الإخوان المسلمون هذا الموقف الذي اتخذوه وأن يلوذوا بالصمت المريب إزاء قضية في غاية الخطورة إن على الصعيد الديني وإن على الصعيد السياسي.
ربما أنه غير جائز اتهام الإخوان المسلمين بأنهم غدوا أتباعاً لإيران وأن توجهات وتوجيهات «الولي الفقيه» في طهران باتت ملزمة لهم. لكن ألا يعني هذا الموقف الذي اتخذوه، والحديث هنا يتركز أساساً على «إخوان» الأردن على اعتبار أنهم الأقرب أُخوة وعمومة وخؤولة لحركة المقاومة الإسلامية التي كانت الفرع الفلسطيني التابع لهم ذات يوم قريب، أن هذه الحركة أي حركة
«حماس» قد استطاعت بثقلها المستند الى الدعم الإيراني السخيِّ أن تُجيِّر مواقف هؤلاء حتى بالنسبة لقضية كهذه القضية التي تمس المسلمين كلهم لحساب طهران التي لم تعد تطلعاتها لمدِّ نفوذها في الإقليم كله وعلى أساس استعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية خافية على أحد.
إنه بالإمكان فهم «براغماتية» الإخوان المسلمين التي تجعلهم يقفون الى جانب سوريا العلمانية التي يحكمها حزب البعث على حساب أشقائهم في الفرع الإخواني السوري، وأنه بالإمكان أيضاً فهم انقلابهم على دولة عربية معروفة ساندتهم في أيام شدتهم. فهم بالأساس حركة سياسية لا تتوانى عن التقلب حسب مصالحها وحزب سياسي مثله مثل كل الأحزاب الأخرى يقدم مصالحه على ما يعتبر مبادئ مشتركة مع الآخرين. أما ان تصل الأمور الى حد ان يصبحوا
«تشيكاً» سياسياً تقوم حركة «حماس» بتجييره لحساب «الولي الفقيه»، فإن هذا لم يكن متوقعاً وكان غير ممكن تصديقه قبل ان يحدث ما حدث.
ربما أنه بالإمكان تفهم مواقف «حماس» عندما تبرر علاقاتها بإيران، التي تتخذ طابع التابع والمتبوع، بالقول إنها حركة وطنية فلسطينية وأنها مضطرة في مثل ظروف النضال الفلسطيني وتعقيداته ان تقترب من الآخرين وتبتعد عنهم على أساس مصالحها وليس على أساس المبادئ والثوابت والقناعات السابقة. أما بالنسبة لـ «الإخوان المسلمين» فإنه لا يمكن فهم إدارة ظهورهم لدولة مثل المملكة العربية السعودية التي لم تتردد في ان تحتضنهم في أيام شدتهم عندما تعرضوا للملاحقات التي تعرضوا لها في مصر وسوريا في عهود سابقة والتحالف مع دولة «الولي الفقيه» كل هذا التحالف الذي يوصله البعض حتى حدود التبعية!.
*نقلا عن جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية
http://www.alarabiya.net/views/2008/10/02/57555.html
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 10:22]ـ
خامنئي: أنا نائب المهدي المنتظر وطاعتي واجبة على الجميع
دبي - (العربية) نجاح محمد علي
أثار إعلان المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه نائباً للإمام المهدي وأن طاعته واجبة، ردود أفعال في الحوزة الدينية في مدينة قم. في حين أعلن تنظيم سري جديد مؤيد للإمام الخميني، أطلق على نفسه "كتائب الأحرار الخضر"، أن من وصفها بحلقة مصباح يزدي، وهو الأب الروحي للرئيس محمود أحمدي نجاد؛ تجر إيران إلى حرب مفتوحة مع الغرب، الأربعاء 21 - 7 - 2010.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها المرشد الإيراني علي خامنئي أنه نائب للإمام المهدي المنتظر وللرسول، رغم أن ولاية الفقيه تستنبط هذه النيابة. إلا أن خامنئي، وفي معرض رده على استفتاءات حول ولاية الفقيه، أكد أن طاعته واجبة باعتباره "ولي فقيه" ينوب عن المعصوم، الأمر الذي أثار استياء مرجعيات دينية في قم، علما أن أن هذه المرجعيات ترى أن لديه ولاية ولكن بمفهوم النيابة العامة للمعصوم ليس إلا، وفي حدود ضيقة.
( http://www.alarabiya.net/articles/2010/07/22/114511.html)
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 01:09]ـ
بارك الله فيك
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 11:41]ـ
سوف أوضح بعض الأمور لنكون من أهل العدل والإنصاف:
المسألة عند حركة الإخوان بها عدة جوانب:
الأول: حركة الإخوان في العراق وسوريا ودول الخليج بالعموم أدركوا خطر الشيعة. ولهم مشاركات كثيرة غير معلنة بمقاومة التشيع.
الثاني: حركة الإخوان الأم في مصر والسودان والمغرب العربي هي مصدر الإختراق الإيراني من جهة سياسية حيث وقفت مع الخندق الإيراني (والذي سمي زورا خندق المقاومة)
الثالث: حركة حماس ومع الأسف ساهمت - بالأخص قيادتها الذين في الخارج- في التخندق مع إيران ولهذا أسباب كثيرة ليس هذا مجال التفصيل، المهم أنهم تحولوا إلى ورقة إيرانية.
والحقيقة أن إيران نجحت في كسب كثير من الأوراق السنية لصالحها منها بعض من قيادات ومواقف حركة الإخوان والقاعدة وبعض الصوفية، وعلينا أن نساعد حركات الإخوان والآخرين للخروج من هذا الفخ، لا أن نعين الشيطان عليهم.
وما أريد ذكره أن ثمة جهود جيدة في البلدان المذكورة في الفقرة الأولى يجب أن لا تنسى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 11:38]ـ
* لما وقعت مسرحية حرب حزب الله، وقف خطباء اليمن من (حزب التجمع اليمني للإصلاح) خطبهم على الدعاء له ولقائده نصرالله، وكان مما يقولون: هؤلاء معتدلون ليسوا كالرافضة، هؤلاء إخواننا المجاهدون .. ويجمعون لهم التبرعات بملايين الدولارات.
فالإصلاح هو المسؤول الأول عن تصدير التشيع إلى بيئة زيدية، لا ينقصها التشيع
ولا ينفع هناك أن تقول إن نصرالله لعن معاوية، أو أباه؛
فهما أصلا كافران ملعونان في المذهب الزيدي الذي عليه ثلث سكان اليمن
* ولما كتب الشيخ عبدالرحمن دمشقية ينصح خالد مشعل قامت عليه القيامة، فنسأل الله أن يهديهم
كما هدى من قبلهم الشيخ سعيد حوى - رحمه الله - وبصره بثورة الخميني
* لقد أنكر الإخوان - ومعهم كل الحق - على الشيخ طنطاوي - رحمه الله - أن صافح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز -
لكن لم نسمعهم ينكرون على خالد مشعل: أنه جثا على ركبتيه، يذرف العبرات، أمام ضريح الخميني؟
وإذ فعل ذلك، فلا نستبعد أنه قبل يدي خامنئي
ـ[رائد بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 03:17]ـ
ليس من العدل وضع الإخوان في سلة واحدة
هناك منهم من يحذر ويشنع على الرافضة وعلى رأسهم القيادي السابق في حركة حماس الشيخ نزار ريان خريج كلية أصول الدبن بجامعة الإمام وأحد طلبة العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله وأيضا القيادي في حركة حماس ووكيل وزارة الأوقاف الدكتور صالح الرقب صاحب كتاب الوشيعة في كشف ضلالات الشيعة وهناك الكثير من قيادات الإخوان على نفس المنهج
http://www.drsregeb.com/index.php?action=albumk&nid=2(/)
لكن "اعمال العقل " لا بواكي له ..
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 10:57]ـ
كتاب لؤي صافي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر: ولكن 'إعمال العقل' لا بواكي له!
مقالة للدكتور أحمد خيري العمري -القدس العربي
بعض الكتب، تكون مثل منجم مطمور في جبل، يمر الناس أمامه، دون أن يلتفتوا إليه، ثم يحدث لاحقاً، وربما بعد قرون، وبعد مرور أجيال كانت تمر أمامه دون اهتمام، أن يكتشف هذا المنجم، ويستثمر، وإذا ما فيه من معادن، تصير ركناً من أركان النهوض بأمة، كانت قبل غير ذلك غير مدركة لما يحتويه الجبل.
بعض الكتب تنتظر دورها ليحدث ذلك. يكتبها مؤلفها، بل ينزفها نزفاً من أعصابه ورؤيته المغايرة (والرؤية المغايرة باهظة الثمن دوما، لأن الخروج عن القطيع له ضريبته)، بعضها يظل مهملاً في أدراج الناشرين ومشاغلهم وانشغالهم بنشر كل ما هو سائد ورائج ابتداءً من كتب التراث بغثها وسمينها إلى كتب التنجيم والطبخ مروراً بكتب الجن.
بعضها يتمكن من أن يجد ناشراً واعياً يحتضنه، لكن الخروج من المطبعة ليس نهاية المطاف، إذ بعدها سيصطدم هذا الكتاب بكل شروط الانحطاط التي جاء الكتاب ليغيرها أصلا.
سيصطدم هذا الكتاب باللامبالاة، بالصمت، الذي هو أشد من أسوأ نقد، سيصطدم أولاً بقارئ لا يقرأ، وإذا قرأ فإنه لا يحاول إعمال عقله كثيراً، وإذا فعل، ووجد أن ما قرأه يختلف عن السائد، فإنه إما سيرفضه جملة وتفصيلاً، أو سيضعه موضع الشك باعتبار أن كل ما هو جديد يجب أن يكون مشكوكاً بأمره، وبعد هذا أو ذاك، سيصطدم الكتاب أيضاً بحواجز (الشللية) التي هي ظاهرة أساسية من ظواهر (مواتنا الثقافي) ـ المسمى خطأ بحياتنا الثقافية- وهكذا فإذا لم يكن الكاتب وكتابه محسوبين على تيار معين، إذا كان ينادي بما هو خارج كل هذه التيارات، باتجاه تيار آخر، فإن أحداً لن يلتفت إليه، أو سيلتفت باستخفاف وبلا مبالاة.
الإهمال جائزة الكتاب الجاد
بسبب من كل هذا، كان لا بد أن تمر عشر سنوات، على صدور كتاب (إعمال العقل) للؤي صافي، دون أن ينال عشر ما يستحق من اهتمام ..
عشر سنوات، بطبعتين، لم تنفد الثانية منهما، كان رجع الصدى هو الرد الأكثر رواجاً له. سمعت، شخصياً، الكثير من الثناء الشفاهي عن الكتاب، سمعت حتى تفسيرات لعدم نجاحه ((تتراوح بين سوء الحظ وصعوبة اللغة ومسائل فنية أخرى))، لكني أعتقد شخصياً أن عدم نجاح الكتاب (تجارياً) وحتى عدم حصوله على اهتمام نقدي كافٍ من النخب، هو الشيء الوحيد المتوقع والطبيعي في كل الظروف السائدة. ألن يكون غريباً جداً، أن يتصدر كتاب جاد مثل هذا قائمة المبيعات، ألن يكون غريباً لو أنه صدر بعشر طبعات مثلاً؟ أليس مستحيلا أن نراه-مثلا- على الرصيف بطبعة مزورة؟
مع سيادة العقل اللاعقلاني، والعقل الخرافي، والعقل الآبائي التمجيدي والعقل العاطل عن العمل، لا يمكن لكتاب يتحدث عن (إعمال العقل) إلا أن يلاقي ما لاقى، وإلا كان ذلك قدحا في مصداقية الكتاب. بعبارة أخرى، إن من أسباب عدم رواج الكتاب، كل ما ذكره الكاتب وشخصه من أمراض في العقل المسلم، أي أن عدم رواجه ـ حالياً على الأقل ـ يمنحه المصداقية.
كتاب لؤي صافي هذا، يمثل ـ برأيي ـ إضافة جديدة ومميزة لكل ما كتب عن العقل المسلم، لدينا في الغالب ثلاثة مواقف من العقل في أدبياتنا؛ الأول تمجيدي إنشائي يبدأ بإحصاء مشتقات الفعل 'عقل' في القرآن الكريم وينتهي بذكر فضل علماء المسلمين على العالم، ولا يذكر من قريب أو بعيد لم توقف الاستمرار بهذا الفضل، والثاني موقف متوجس من العقل يضعه في موضع المشتبه به الدائم كنوع من ارث لذلك النزاع بين الفلاسفة والمتكلمين حول أولوية العقل والنقل، والثالث موقف يتجه إلى إقامة مجلس عزاء للعقل المسلم باعتباره قد مات وانتهى أمره، ويجب أن نستورد العقل الغربي الوضعي بدلاً منه.
الغزالي وتراجع العلوم الطبيعية
لؤي صافي يتجه إلى تأسيس مختلف عن كل هذا، بعيداً عن الثناء والتوجس والندب، يضع يده على عمق التناقض الموجود في الخطاب التقليدي والذي يجعل من الامام الغزالي- مثلا- في كتابه 'المستصفى من علم الاصول 'يؤكد على أهمية العقل
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتباره (الحاكم الذي لا يعزل ولا يبدل، شاهد الشرع المزكى المعدل) لكنه مع ذلك يقول لاحقا عندما يقسم العلوم، في نفس الكتاب (ومنها عقلي محض لا يحث الشرع عليه ولا يندب اليه كالحساب والهندسة والنجوم وأمثاله من العلوم فهي بين ظنون كاذبة لائقة وان بعض الظن اثم وبين علوم صادقة لا منفعة لها ونعوذ بالله من علم لا ينفع) - ص85 - وبين هذا وذاك يأتي نقض الضرورة السببية ونفي وجود خواص للمادة ـ على يد الغزالي ايضا - في خضم نزاعه مع الفلاسفة (تضييعا للعقل وتمييعا لثوابته وبالتالي تضييع للعلوم الطبيعية والاجتماعية فلا قوام لهذه العلوم بعد انكار ملازمة الاشياء لخواصها ولزوم الاسباب لمسبباتها ص 228)، ويقدم رؤية نقدية قرآنية لما يقول الغزالي ص 226 - ص227، معتبرا أنه (سواء اعتبرنا الغزالي رائدا في رفض الضرورة السببية أو ناقلا لموقف المتكلمين في هذه المسألة، فقد ساهم هذا الموقف في تراجع العلوم الطبيعية عند المسلمين ص 220).
ولكن لؤي صافي يمضي أعمق من الوقوف المجرد عند التشخيص، الى وضع أسس جديدة لنظرية جديدة في (عقل) يستمد منطلقاته وضوابطه ومحدداته من القرآن الكريم. إنه ينزع عن العقل مطلقاته الميتافيزيقية ومحدداته الوضعية ـ فالعقل ((ليس سوى نسق من المبادئ المنطقية-مثل مبدأ الاتساق والسببية- والعمليات الإجرائية -مثل التحليل والتركيب والتجريد والتجسيد، وهو لذلك يستمد مضامينه المعيارية ومحتواه المعرفي من خلال تمثله الثقافي والتربوي وخبرته المعرفية والميدانية (ص 96 ـ 97)) .. ولذلك فالعقل الذي يستند على معايير قرآنية، و ((يستند على التصور الكلي للقرآن ص 93)) في آلياته ونسقه سيتكامل مع الوحي ـ أو النقل ـ بدلاً من أسطورة التناقض المزعوم، وحتى ((سؤال أيهما يأتي اولا، العقل أم النقل؟)) سيكون سؤالاً افتراضياً لا محل له من الاعراب، لأن العقل هنا سيتشكل حسب محددات الوحي وضوابطه، ولن يكون عقلاً افتراضياً (قد تشكله، مثلاً، محددات الحداثة الغربية) لذا فإن إمكانية التعارض، أو أمر الأولوية برمته، غير وارد في هذه النظرية. طبعاً صنع العقل بمحددات الوحي، يضع لؤي صافي فوراً ونظريته، في مواجهة (النصوص) ـ وتعارضاتها وتناقضاتها المزعومة، ولؤي هنا واضح، فهو يعتمد على ما يسميه 'الرؤية القرآنية' ((التي تتحدد في القواعد العامة والمقاصد الكلية المستمدة من الكتاب، والمنتظمة وفق أنساق تحقق ترابطها الداخلي وترتبها ضمن هرم قيمي يميز أوليها من ثانويها ص 127 .. )).
ورؤية لؤي صافي القرآنية هذه لا تهدف أبداً الى عزل السنة أو إقصائها، كما يستهدف أدعياء التجديد الديني ممن يسمون أنفسهم القرآنيين (الذين وفروا الكثير على منتقديهم عندما قاموا بتسمية مؤتمر لهم عقد مؤخرا في امريكا بمؤتمر الهراطقة المسلمين!!) ـ بل تهدف إلى تفعيل السنة عبر وضعها في موضعها الذي يجب أن تكون فيه (تبعاً للقرآن).
القرآن أحوج الى السنة؟
يقول المؤلف: ((على الرغم من إصرار منهجيات الفقه الأصولية على إعطاء الكتاب اليد العليا (جعل السنة تبعاً له)، إلا أن الممارسة العملية خلال القرون المتأخرة قد قلبت سلم الأولويات رأساً على عقب، فجعلت الرأي السائد المقبول عند الجمهور حَكَماً على اختيار نصوص السنة وتحديد دلالاتها والسنة المخيرة حَكَماً على عملية اختيار نصوص الكتاب وتحديد حكمها، حتى إننا نجد من الفقهاء من يقول صراحة: (الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب، والسنة قاضية على الكتاب ص 127))،
يوضح لؤي صافي، كيف تغيرت الآلية الفقهية من اعتبار السنة تبعاً للقرآن في عهد الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وحتى عهد مالك بن أنس، إلى ان اعتبار السنة مثيلا للكتاب، معتبراً (أن البدايات الأولى لهذه العملية كانت في الجهد الذي بذله الإمام الشافعي في التصدي لأصحاب الرأي الذين رفضوا تخصيص آيات الكتاب وتقييدها بأحاديث الآحاد ص 132 .. ).
يعتبر الكاتب أن منهجية الشافعي استندت على أركان ثلاثة لا تزال قائمة في آليات التفكير واصول الفقه السائدة:
1 - التأكيد على أن الحديث المرفوع إلى رسول الله هو 'الحكمة' التي ذكرها القرآن الكريم.
2 - منع نسخ السنة بالقرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - التسوية بين حجية الكتاب وحجية السنة .. (ص 132)، وهي الأركان التي مهدت لما يسميه المؤلف المنهجية النصوصية التي أعادت تعريف العلاقة بين الكتاب والسنة .. (ص 133) ..
في قراءته لهذه الأركان، يقدم الكتاب تعريفاً جديداً للحكمة ((هي مجموعة المبادئ المحددة للرؤية القرآنية التي تجلت في ممارسات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومواقفه العملية، ص 133)) ((ونرى لذلك امتناع تحديد الحكمة بآحاد النصوص المروية عن الرسول الكريم، ص 133)) ـ أي إنه لا يلغي ربط الحكمة بالسنة النبوية، ولكنه يلغي ارتباطها بآحاد النصوص المتفرقة المجتزأة من سياقها الذي لم ينقل مع النص، ويقوي، من جهة أخرى، ارتباطها بالرؤية القرآنية.
المساواة بين الكتاب والسنة
أما بالنسبة لمنع نسخ السنة بالقرآن، فيقدم الكتاب رؤية شديدة التماسك، أخذاً بنظر الاعتبار اتفاق العلماء على أن الحديث هو' كلام رسول الله المنقول إلينا بالمعنى (= ليس بالحرف الدقيق المباشر، الامر الذي يرتهن بفهم ناقل الخبر دون ان يكون ذلك قدحا في مصداقية نقله للخبر) .... وإن منع نسخ النص النبوي بالقرآن إنكار لهيمنة الكتاب عليه وتجاهل لأولوية مرجعية الكتاب ص 136 '. كما أنه يقدم نقداً متميزاً لرؤية ابن حزم الظاهري التي تساوي بين الكتاب والسنة اعتماداً على آية {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} (النجم 3 ـ 4). فالقرآن الكريم وحده يحتمل الوصف بأنه وحي يوحى لأنه كلام الله تنزل به جبريل الأمين لفظاً ومعنى، وهو هنا لا يقدم على محاولة نسف السنة كما يفعل الهراطقة إياهم، ((أما حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فيحتمل أوصافاً ثلاثة:
1 - وحي معنوي ألقي في روعه فأداه كما وعاه.
2 - إلهام من الله إلى الحق والصواب.
3 - اجتهاد في النوازل والأحداث تأويلاً لكتاب الله، وتطبيقاً لأحكامه ص 137 .. ))
أي إن لؤي صافي ليس بصدد التشكيك بحجية السنة وإمكان اعتماد الحديث لتقييد مطلق القرآن وتخصيص عامه .. ((فأهمية السنة لتوضح معاني الكتاب وبيان تطبيقاته وتقييد مطلقه أمر نقره ولا نشكك فيه بل نعتقد ضلال من أراد فصل الكتاب عن السنة ص 142)) ـ ولكن ((جهدنا يتعلق بوضع العلاقة بين الكتاب والسنة موضعها الطبيعي بحيث يكون الكتاب هو الأصل الثابت وتكون السنة تابعة في مقاصدها وأحكامها لمقاصد القرآن وأحكامه)) (ص 142). ويقدم الكتاب، مثالاً على ما يمكن أن ينتج عن تخصيص آية قرآنية كريمة (آية القصاص) بحديث آحاد (له سياقه الخاص ولا نعرف تحديدا توقيت حدوثه كي نعلم ترتيب هذا الحدوث بالنسبة للآية الكريمة) مما قد يتعارض مع المبادئ القرآنية.
منهجية القواعد القياسية
الأمر المهم والمميز في كل ما سبق، إن لؤي صافي يتجاوز توجيه الانتقادات إلى المنهجية النصوصية التقليدية، إلى تقديم بديل حيوي وفاعل قادر على إنتاج منهجية علمية ترمي إلى (الانتقال من النظر الجزئي إلى النصوص المنفردة، إلى النظر الكلي من خلال اعتبار كافة النصوص المتعلقة بالموضوع المدروس) (ص 195)، وهذه المنهجية هي ما أسماها المؤلف (منهجية القواعد القياسية)، التي أفرد لها فصلاً من كتابه، والتي تنطلق من مقدمة تعتمد على أن ((النتيجة المتحصلة من مقدمات جزئية محتملة (= من نصوص منفردة) هي نتيجة ظنية محتملة لا محالة، والنصوص المفردة، سواء أكانت آيات من كتاب الله تعالى أم أحاديث من سنة رسول الله تفيد الظن، وبالتالي فإن الاستدلال الذي ينبني على نظر في نص منفرد أو استدلال ضعيف ص 192)).
منهجية القواعد القياسية هذه، التي تعتمد على رؤية النصوص القرآنية مجموعة وإيجاد قواعد مستخرجة منها، ومن ثم عرض هذه القواعد على نصوص الحديث النبوية، والتي سيتم فهمها بشكل قرآني يجعلها أكثر تماسكاً دون الانزلاق إلى مطب رفض حديثٍ ما لمجرد عدم موافقته لحكم قرآني ((نظراً لجهل السياق الكلي لكثير من الأحاديث واستحالة الجزم بكون الحديث معلوم الدلالة أو مرتبطاً بظرف أو فرد، فإذا توافقت دلالات الحديث ومعانيه مع دلالات الكتاب وأمكن حمله على البيان أو التقييد أو التخصيص، قبل الحديث بنصه. أما إذا تعارض نص الحديث ونص الكتاب وتناقضت دلالاتهما، وجب تأويل الحديث أو تخصيصه وتقييد دلالته بنص الكتاب، وأمكن في كلا الحالين القطع بأن المعنى المستنبط من نصوص الكتاب والسنة متوافقة
(يُتْبَعُ)
(/)
مع مقاصد الوحي وتوجيهات الشارع (ص 204). أي إن 'منهجية القواعد القياسية' لا تعمد إلى رفض حديثٍ ما، كما يستسهل أدعياء التجديد لغرض نسف السنة كلها، ولكنها تضعها ضمن ضوابط تزيد من فاعليتها.
آيات القتال
الكتاب لا يكتفي بالتنظير لذلك، بل يقدم أمثلة عملية في موضوع في غاية الأهمية والحساسية، وهو موضوع القتال، يجمع كل آيات القتال، وكل أحاديث القتال (التي ستبدو متعارضة للوهلة الأولى)، ثم يطبق منهجية القواعد الأساسية، ليصل إلى مجموعة من القواعد والأحكام القرآنية التي يمكن من خلالها إعادة قراءة التعارض الظاهر مع بعض الأحاديث ـ والوصول إلى حكم متوازن ومتكامل لا يتعارض مع مجموع النصوص، بعيداً عن الانتقائية التي يمارسها كل من شاء أن يستبدل بدليل منفرد (سواء كان هؤلاء دعاة العنف الذين لا يرون غير آية القتال، أو دعاة اللاعنف الذين لا يرون غير آية اللا إكراه) ..
والحق أن (منهجية القواعد القياسية) ـ بأركانها الستة التي لا مجال للخوض فيها والتي قد تحتاج إلى المزيد من التأصيل والتمكين والتمحيص ـ هي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر وهي تحتاج حتماً إلى المزيد من الأمثلة والمقارنات لكي تنمو وتتأصل وتبرهن على مصداقيتها وتكاملها مع الرؤية القرآنية التي تشكل البنية الأساسية للعقل المسلم.
في الوقت نفسه، فإن وجود هذه الضوابط في (منهجية القواعد القياسية) هي بمثابة الفيصل الحاد بين هذه الرؤية التجديدية، وبين رؤية أدعياء التجديد الديني الذين يمررون رؤيتهم الليبرالية تارة تحت ستار (المقاصد) المطاطة، وطوراً تحت شعار (تاريخية النص)، وتارة أخرى تحت (قراءة ألسنية) تعيد نسف كل شيء من أجل تركيبه من جديد على حسب النموذج الغربي.
ولو أن لؤي صافي كان من هؤلاء، لو أن كتابه كان يندرج ضمن هذه المحاولات لتنادى هؤلاء من كل مكان لإسناده والترويج له، ولجاءه الدعم من تلك المؤسسات الغربية التي لم تعد تخفي دعمها لهذه التيارات ولم تعد تكترث أصلا لأخفاء الامر او تحديد الاشخاص الذين تدعمهم 'بالإسم'.
لكن هذا التجديد الحقيقي، المنضبط، الملتزم برؤية قرآنية، لا يجد من يروج له، ولا يبكي عليه .. ولذا تجده بعد عشر سنوات من صدوره، شبه مهمل، شبه منسي .. لكن هذا كله، يجب أن لا يستمر ... وعسى ان يكون هذه المقال قرعا على جدار الصمت .. الصمت الاسوأ من اسوأ نقد.
د.أحمد خيري العمري
26/ 09/2008
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today25g78.htm&storytitle=fffff&storytitleb= &storytitlec
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 03:23]ـ
لم أقرأ الكتاب و لكن يبدو من خلال التقديم أنها نفس الهجمة العميقة على المنظومة الشافعية التي اعيت من بعدها بانتهاج نفس الأساليب مع حدة أخف كاستغلال خطأ الأشاعرة في التعليل لتبرير ادماج البرهان الغربي المطلق و الصوري في المنظومة المعرفية المسلمة و ضرب القران بالسنة و ضرب الأصوليين بالمحدثين و اللعب على الاجمال الواقع في بعض اصطلاحات الفريقين كهيمنة الكتاب على السنة و الاستشهاد بشذوذات العلماء فمن دونهم و جعل التقاعس عن ذلك المبرر الوحيد للتخلف العلمي و الحضاري خطة متبعة من عهد ابن رشد الى عهدنا مع الجابري و العلواني ممن هم أقرب الى الى الاسلام من غيرهم ... ان كان هذا هو العقل الذي يتكلم عنه الكاتب فقد كذب على نفسه قبل ان يكذب على الله و على الناس فهذا العقل له بواكي كثر أكثر بكاءهم دموع تماسيح من المستشرقين و الرشديين و فلاسفة الغرب و العرب و الحداثيين و المعتزلة و الشيعة الجدد قد أقاموا لندبه و ضرب الخدود عليه مؤتمرات و مدارس و و ابتعثوا فيه الارساليات و أجزلوا المنح عليها و اوقدوا في ناره من جديد .. فان كان هو هو فلا جف لهم جفن
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 06:06]ـ
لم أقرأ الكتاب و لكن يبدو من خلال التقديم أنها نفس الهجمة العميقة على المنظومة الشافعية التي اعيت من بعدها بانتهاج نفس الأساليب مع حدة أخف كاستغلال خطأ الأشاعرة في التعليل لتبرير ادماج البرهان الغربي المطلق و الصوري في المنظومة المعرفية المسلمة و ضرب القران بالسنة و ضرب الأصوليين بالمحدثين و اللعب على الاجمال الواقع في بعض اصطلاحات الفريقين كهيمنة الكتاب على السنة و الاستشهاد بشذوذات العلماء فمن دونهم و جعل التقاعس عن ذلك المبرر الوحيد للتخلف العلمي و الحضاري خطة متبعة من عهد ابن رشد الى عهدنا مع الجابري و العلواني ممن هم أقرب الى الى الاسلام من غيرهم ... ان كان هذا هو العقل الذي يتكلم عنه الكاتب فقد كذب على نفسه قبل ان يكذب على الله و على الناس فهذا العقل له بواكي كثر أكثر بكاءهم دموع تماسيح من المستشرقين و الرشديين و فلاسفة الغرب و العرب و الحداثيين و المعتزلة و الشيعة الجدد قد أقاموا لندبه و ضرب الخدود عليه مؤتمرات و مدارس و و ابتعثوا فيه الارساليات و أجزلوا المنح عليها و اوقدوا في ناره من جديد .. فان كان هو هو فلا جف لهم جفن
مع أنني كذلك لم أقرأ الكتاب إلا تصفحا مسرعا من سنوات - و ليعذرني الأخ عزام و و ليعذر أخي ابن الرومية معي - إلا أن الرد المجمل للأستاذ ابن الرومية و لو من باب الانطباع الأولي كان من أكثر ما قرأت توفيقا و اعتصارا و تشخيصاً .. !! .... بل و أسلوباً كذلك!
زادكم الله من فضله كما زدتم شوقي إلى مجالستكم.
أما الأستاذ عزام فليعتبر هذه صفحة جميلة بمشاكستها لبدء علاقة حوارية لطيفة مع اثنين متناقضين أحدهما ظاهري و الآخر باطني:):):)؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 06:16]ـ
بارك الله فيكم ..
لم أقرأ الكتاب، لكن من خلال العرض، أرى مارآه أخي ابن الرومية! فهي محاولة - بقصد أو بحسن نية - لعزل للسنة بطريقة جديدة .. مع تمجيد للعقل (لا أدري عقل من؟) على حساب الوحي ..
وهنا رسالة تتعلق بالموضوع، عنوانها: " نقض أصول العقلانيين ":
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/1.zip
وفق الله الأستاذ لؤي صافي لما يُحب ويرضى ..
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 06:22]ـ
جميل جدا هو الاقرار بأنكم قد وصلتم للحكم على الكتاب و الكاتب قبل قراءة الكتاب ... !!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 04:29]ـ
لم أقرأ الكتاب، لكن من خلال العرض
مع أنني كذلك لم أقرأ الكتاب إلا تصفحا مسرعا من سنوات
لم أقرأ الكتاب و لكن يبدو من خلال التقديم .....
فان كان هو هو فلا جف لهم جفن
و أجمل منه كل هذه التقييدات التي تجعل المعني بالأمر بين أمرين: اما ان يكون ما كتب عنه هو هو العقل الذي نتحدث عنه نحن و كاتب المقالة و اما ان لا يكون و في كلتا الحالتين الانكار بدعوى التعجل في الحكم قبل قراءة الكتاب يكون بلا معنى لما سبق من التقييد و يكون تجاهل تلك التقييدات هو الذي بالفعل ينم عن معنى ... :)
شيخي الكريم خلوصي ما زلت عند قولي ان أصحابي يبزون اصحابك .....
في ميدانهم:)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 07:22]ـ
من الواضح جدا أن الكاتب يقصد بالعقل، عقله هو ومن وافقوه على هواه!
وهو عين مراد أكثر من تكلموا عن "العقل" وتباكوا عليه في طول التاريخ وعرضه!!!
وأريد أن أعقب على جملة معينة بالذات كانت أول ما صدمني في طليعة المقال
يقول الكاتب: " (والرؤية المغايرة باهظة الثمن دوما، لأن الخروج عن القطيع له ضريبته)، بعضها يظل مهملاً في أدراج الناشرين ومشاغلهم وانشغالهم بنشر كل ما هو سائد ورائج ابتداءً من كتب التراث بغثها وسمينها" أهـ.
فأقول: ان تبجيل وتعظيم "الرؤية المغايرة" التي تخرج من "الناشرين" - سيما الذين وصفهم بأنهم منشغلون بنشر كتب التراث "بغثها وسمينها" - هكذا باطلاق لكونها "مغايرة" ومختلفة واعتبار تلك المخالفة من الشجاعة التي يستحق صاحبها الاحترام والتوقير، والتي سيأتي يوم ولابد تجد من يقدرها وينتفع بها - في رأيهم - انما هذا هو دأب عبدة عقولهم الذين يقدم كل منهم رأسه المقذور الملوث على النص وما أثر من فهم السلف له، وليس دأب أتباع الدليل من الكتاب والسنة الذين يعظمون الأثر ويتبعون سلف الأمة! وهو من تزيين الشيطان لهم لسوء عملهم ((أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) [فاطر: 8]
والله يقول: ((وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)) [محمد: 30]
هذا دأب من يعملون بمكر ودهاء شديد على اذابة ثوابت الارث السلفي في بلاد المسلمين، حتى يسهل لكل رويبضة مجرم منهم أن يضع في مكانها ما يحلو له وما يهواه هو ومن وافقوه!!! فان كان اليوم لا يجد كثيرا من الناس يوافقونه على خرقه ثوب الاجماع و "خروجه على القطيع" وانتحاله منزلة المجدد للاجتهاد وأصول الفقه وكذا، فلعله يجد ذلك غدا، فيصبح بعد قرن أو اثنين، من "شهداء الفكر الحر المستنير" و "رجلا سبق عصره وزمانه" و "أتى بما لم يأت به الأوائل"، ولكنه وياللحسرة كان محاصرا بعقول قاصرة جامدة تتسم "بالمنهجية النصوصية التقليدية" ولا تدرك المقاصد السامية البعيدة للشرع فقصرت عن استيعاب ما أتى به الرجل وتخوفت منه!! .... ولكن مهما طال الزمان فسيأتي يوم يقدر فيه ذلك المجدد المستنير حق تقديره! وأقول نعم، نسأل الله العافية فسيأتي يوم تنقض فيه عروة الصلاة، آخر عرى هذا الدين، على يد مجدد مستنير آخر فطن الى المزيد والمزيد من "المقاصد السامية للشريعة" وجاوز بعقله ما تجمد عنده النصيون التقليديون! فنعوذ بالله من أن نكون شهودا لذلك اليوم، والحمد لله على نعمة السنة!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكرني هذا بخطبة لعيد الفطر سمعتها اليوم مسجلة لرجل من المنتسبين الى العلم، راح يفيض في وجوب نشر مظاهر السعادة والفرح بقبول الله لعبادة المسلمين في رمضان وكذا - وهذا لا اشكال فيه بالجملة وهو من مقاصد تشريع الله ليوم العيد ولكن شريطة أن يكون الأمر منضبطا، ولكن الرجل نسي أن يذكر الناس بأن هناك ضوابط!!! - ثم راح يخرج من مفهوم الاحتفال بعيد الفطر - في عمومه - بعد صيام رمضان ومشقة قيامه بقاعدة فقهية جديدة مفادها أن الأمة لها - بل انه يحسن بها - أن تتخذ من كل يوم ذكرى لانجاز عظيم أنجزته، يوم عيد ثابت تلهو فيه وتلعب وتمرح في كل سنة احتفالا بذلك الانجاز!!! ومع أن الرجل لم يفرع على هذه القاعدة الجديدة شيئا في كلامه، الا أني أدركت بأي شيء سيرد مثل هذا المنتسب الى العلم ان سأله السائل: "بأي حجة ساغ لكم تحويل ذكرى كذا وذكرى كذا الى يوم عيد سنوي ثابت، وقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نسخ كل أعياد الجاهلية وأيام لعبهم ووضع في مكانها العيدين؟ "
أنا أعجب والله ممن يتباكى على العقل، ويضيره أن يجعل الفقهاء السنة - بفهم السلف - طريقنا لفهم الكتاب، ويريد أن يغير ذلك ليضع في مكانه ما يسميه "بالرؤية القرآنية"!!!
كانه ما تدبر قول ربه جل وعلا: ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) [النحل: 44]
ثم يختم بقريره أن عدم مسارعة الليبراليين لدعم صاحب الكتاب = دليل واضح على أصالة منهجه وصحة طريقته!!!
فالآن أصبح طريقنا لمعرفة الحق من الباطل أن ننظر لنرى موقف الأعداء من الكلام، فان أعجبهم الكلام كرهناه وان سكتوا عنه - جهلا أو اهمالا - قبلناه!!!
وعلى أي حال فأنا أقول لأخينا عزام هداه الله وجمع عزمه على السنة والحق: انا أيضا ما قرأت الكتاب، ولا يضيرني كوني لم أقرأه أنا والأفاضل الذين سبقوني بالتعقيب، فتعليقنا انما هو على كلام صاحب المقال الذي نشرته هنا، والذي يعرض منهجية الأطروحة التي تناولها الكتاب! وهذا هو ما نحكم عليه! أما الكتاب وصاحبه فلو شئت الحكم عليه فلن أحكم عليه من مقال مكتوب عنه كتبه رجل لا أدري عن حاله شيئا!
وأقول كذلك أنه لا يخلو أن يكون في الأمر حسن نية من صاحب الكتاب كما قدم الشيخ سليمان، فأنا لا أعرف مؤلف الكتاب، ولكن هل تجزئ النية الحسنة صاحبها ان تصدى لمثل هذه القضايا الكبرى في دين الله دون علم وتأصيل منهجي صحيح؟؟؟
لا والله لا تغني عن صاحبها شيئا!
وكم من جرائم كبرى وبدع مهلكة اخترعت في دين الله لم يكن وراءها الا حسن النية!!!
ألم يكن المشركون من قريش يتعبدون للأصنام بنية أن تقربهم الى الله زلفى؟؟؟ فهل هناك نية أحسن من هذا؟؟
وأذكر صاحب المقال - وليتك ترسل اليه بهذا الرابط وبهذه التعقيبات لعله يتعظ - بقول نبينا صلى الله عليه وسلم "فمن شذ، شذ في النار"
والله يقول: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [النساء: 115]
فلينظر الدكتور صحاب المقال: على أي قطيع بالضبط يريد أن يخرج!!
نسأل الله العافية
لن أعقب على شيء من المقال أكثر من هذا والا لطال المقام بنا بلا حاجة، فالأمر واضح وضوح الشمس ولله الحمد.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:23]ـ
أخانا الكريم أ. عزام:
أستشعر إحباطك بهذه الردود الأربعة المفجعة!؟
و لكن لم الإحباط؟!
ألست هنا تحاور و تعرّف؟ فلا عليك إن وافقناك أو لا و لو بهذه الطريقة المختصرة ..
حسناً:اعرض المسائل .. و نتناقش فيها نفسها ...
" و لا تزعل ":):):):):)
شيخي الكريم خلوصي ما زلت عند قولي ان أصحابي يبزون اصحابك .....
في ميدانهم:)
" إيه مو على راسي "؟:):):) .... بس يا سيدي ... ؟
ألست الآن من أصحابي؟!!:):):):):)(/)
مفاهيم تبليغية. . . . 1 _ هادا مو شغلك؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:53]ـ
زارني رجل عامي لا يفقه شيئا من أمور " الفقه " و " العلم الشرعي " و .. و .. فقال لي: استعد للخروج في سبيل الله أربعة أشهر؟!!
قلت: ماذا نفعل فيها؟
قال: نقول للناس " اتبعوا المرسلين " .. ! حزانى و مشفقين .. ؟
قلت: و لكن عملي لا يسمح لي بإجازة طويلة كهذه!؟
؟
؟
فقال:؟
تدرون ماذا قال ذلك الرجل " البسيط " لهذا الجامعي المثقف القاريء؟
قال: هادا مو شغلك؟!!!
كيف؟؟!
قال: هادا مو شغلك .. هادا على الله .. و نحن لا نتدخل بما هو موكول إلى الله ..
أنت عليك النية ... و الحرقة على العالمين و البكاء و الدعاء في جوف الليل الآخر!!
هادا مو شغلك!!
فكم و كم نتشاغل بشغل غيرنا عن شغلنا ... و نحن لا نشعر؟!
....
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 03:53]ـ
بارك الله فيك .. وفي جماعة " التبليغ ". وحرصهم على نشر الدين لايحتاج إلى شهود؛ لكن لابد من " الزاد " الواجب لهذا المقصد النبيل. وأهمه:
1 - الحرص على نشر عقيدة التوحيد، والتحذير مما يخالفها؛ من بدع وشركيات وانحرافات، بالأسلوب الحكيم الأمثل، وهو موجود لدى أفراد التبليغ - لو سخروه في هذا -، لا سيما والقلوب مقبلة عليه - ولله الحمد -.
2 - العلم قبل القول والعمل. (أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني). وهو ميسر لهم - إن أرادوا -.
وفقهم الله ونفع بهم ..
رابط مهم:
جماعة التبليغ ما لها وما عليها
http://www.islamqa.com/ar/ref/8674
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 03:20]ـ
عندهم شيء من البدع، وينقصهم التسلح بالعلم؛ ومن آخر ما وقفت عليه:
جاءني أحدهم في الحرم المدني، وتكلم كلامًا طويلاً، يحث وينصح، وقال في أثناء كلامه:
أن مجموعة منهم خرجوا من مكة إلى المدينة مع طريق الهجرة مشيًا على الأقدام!!
وهذا مما لم ينزل الله به من سلطان، ولم يفعله من يُقتدى به، بل هو إهلاكٌ للنفس.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 03:44]ـ
جزاك الله خيرا
وانا اظنك ليس من الجهلة من جماعة التبليغ ففعلا نريد حماعة التبليغ ان يكثر فيها أمثالك لينشروا العلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 11:59]ـ
بارك الله فيك .. وفي جماعة " التبليغ ". وحرصهم على نشر الدين لايحتاج إلى شهود؛ لكن لابد من " الزاد " الواجب لهذا المقصد النبيل.
رابط مهم:
جماعة التبليغ ما لها وما عليها
http://www.islamqa.com/ar/ref/8674
شكر الله حرصكم شيخنا على الخير من جانبيه .. و سياتي بإذن الله تجلية بعض المفاهيم التي تضمنتها نصيحتكم و نصيحة رابطكم الكريم في الحلقات القادمة.
بارك الله فيكم.
.
بارك الله فيكم أخي ...
فإن كانت جهودهم و ثمارهم قد أعجبتكم ف " خذ ما صفا .. دع ما كدر ".
جزاك الله خيرا
وانا اظنك ليس من الجهلة من جماعة التبليغ ففعلا نريد حماعة التبليغ ان يكثر فيها أمثالك لينشروا العلم
و جزاكم الله خيراً أخي خالد ... و شكر الله لك حسن ظنك بي.
و أرجو متابعة الحلقات القادمة ففيها تجلية لبعض العمومات حول التبليغ.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 04:10]ـ
هو اصلا لا يوجد فهم معين موحد لجماعات التبليغ
اذ منهم طيبين أثنى عليهم اهل العلم لكن مع بعض الملاحظات كمن فى مصر
وثم ملحدين كمن فى شرق آسيا
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:28]ـ
هو اصلا لا يوجد فهم معين موحد لجماعات التبليغ
اذ منهم طيبين أثنى عليهم اهل العلم لكن مع بعض الملاحظات كمن فى مصر
وثم ملحدين كمن فى شرق آسيا
خذها موجزة أخي العزيز هنا:
يوجد فهم معين موحد ... و لا يوجد فهم معين موحد!!
و التفاصيل في الحلقات؟ ... فلأن المفاهيم ستناقش في حلقات فأحب أن لا نفصل في الأمور بعامة حول التبليغ ... أي نقتصر على مناقشة المفهوم الحاضر المرقّم فحسب ..
و جزى الله الجميع خيراً.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 03:29]ـ
فيها تمجيد العوام، والزهد بأهل العلم.
ويجد من تثقَّفَ منهم في تفلسف الصوفية ما يشبع نهمه!
ويستطيع المتلطِّف -وإن انحرف- أن يستميل بعض من يتوهمون لينَهم معه رفقا .. !
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 07:29]ـ
لو سألتني يا سيدي ماذا فعلت عنده ربما كان أفضل؟!
تصوّر أن ذلك العامي - بما تعلمه من مدرسته العجيبة - فكراً و قلباً .. قد وضعني أما اكتشاف ذاتي في هذه المسألة؟!
فقبل كلامه هذا كان من الممكن أن أبقى دهراً و أنا أحسب أن تقاعسي عن التضحية للدين ليس إلا الظروف المانعة و الآخرون ... ؟ فلما قال ما قال ... ثم لم أطبق ما قال و لو بالنية الصادقة و محاولة الدعاء الصادق علمت مبلغ خداعي لنفسي من حيث لا أشعر؟!!
و الله ياسيدي هذا العامي أفادني أكثر من عشرات المشايخ!! هذه هي الحقيقة المرة ... ماذا أفعل إن كانت هذه هي الحقيقة؟!!
و أرجو منكم متابع السلسلة لمناقشة مسالة العوام ... بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 08:01]ـ
فيها تمجيد العوام، والزهد بأهل العلم.
ويجد من تثقَّفَ منهم في تفلسف الصوفية ما يشبع نهمه!
ويستطيع المتلطِّف -وإن انحرف- أن يستميل بعض من يتوهمون لينَهم معه رفقا .. !
"وإذا كان علم الإنسان بكونه عالمًا مرجعه إلى وجوده ذلك، وإحساسه في نفسه بذلك وهذا أمر موجود بالضرورة،لم يكن لهم أن يخبروا عما في نفوس الناس، بأنه ليس بعلم بغير حجة، فإن عدم وجودهم من نفوسهم ذلك لا يقتضي أن الناس لم يجدوا ذلك، لا سيما إذا كان المخبرون يخبرون عن اليقين الذي في أنفسهم، عمن لا يشكون في علمه وصدقه ومعرفته بما يقول.
وهذا حال أئمة المسلمين وسلف الأمة، وحملة الحجة، فإنهم يخبرون بما عندهم من اليقين والطمأنينة والعلم الضروري، كما في الحكاية المحفوظة عن [نجم الدين العُكْبَريِّ] لما دخل عليه متكلمان: أحدهما: أبو عبد الله الرازي، والآخر: من متكلمي المعتزلة، وقالا: يا شيخ، بلغنا أنك تعلم علم اليقين، فقال: نعم، أنا أعلم علم اليقين. فقالا: كيف يمكن ذلك، ونحن من أول النهار إلى الساعة نتناظر، فلم يقدر أحدنا أن يقيم على الآخر دليلاً؟ ـ وأظن الحكاية في تثبيت الإسلام ـ فقال: ما أدري ما تقولان، ولكن أنا أعلم علم اليقين. فقالا: صف لنا علم اليقين، فقال: علم اليقين ـ عندنا ـ واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها فجعلا يقولان: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها؟! ويستحسنان هذا الجواب.
وذلك؛ لأن طريق أهل الكلام تقسيم العلوم إلى ضروري وكسبي، أو بديهي ونظري.
فالنظري الكسبي: لابد أن يرد إلى مقدمات ضرورية أو بديهية، فتلك لا تحتاج إلى دليل، وإلا لزم الدور أو التسلسل.
والعلم الضروري: هو الذي يلزم نفس المخلوق لزومًا لا يمكنه الانفكاك عنه، فالمرجع في كونه ضروريًا إلى أنه يعجز عن دفعه عن نفسه.
فأخبر الشيخ أن علومهم ضرورية، وأنها ترد على النفوس على وجه تعجز عن دفعه، فقالا له: ما الطريق إلى ذلك؟ فقال: تتركان ما أنتما فيه، وتسلكان ما أمركما الله به من الذكر والعبادة. فقال الرازي: أنا مشغول عن هذا. وقال المعتزلي: أنا قد احترق قلبي بالشبهات، وأحب هذه الواردات، فلزم الشيخ مدة، ثم خرج من محل عبادته، وهو يقول: والله يا سيدي، ما الحق إلا فيما يقوله هؤلاء المشبهة (يعلم الله كم ضحكت حين قرأتها أول مرة:)) ـ يعني: المثبتين للصفات، فإن المعتزلة يسمون الصفاتية مشبهة ـ وذلك أنه علم علمًا ضروريًا لا يمكنه دفعه عن قلبه أن رب العالم لابد أن يتميز عن العالم، وأن يكون بائنًا منه، له صفات تختص به، وأن هذا الرب الذي تصفه الجهمية إنما هو عدم محض. "
(و هذا هو معنى تعظيم علم العوام القصد منه الكلام على ماتبديه فطرهم لبعدهم عن تعمق بعض العلماء فيما لا ينفع من العلوم بل قد يضر و يكون جهله خيرا من علمه)
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 01:49]ـ
(و هذا هو معنى تعظيم علم العوام القصد منه الكلام على ماتبديه فطرهم لبعدهم عن تعمق بعض العلماء فيما لا ينفع من العلوم بل قد يضر و يكون جهله خيرا من علمه)
علماء السنة غير هؤلاء، علماء السنة يدعون إلى ما يثبته الوحي والعقل والفطرة، ويدعون إلى صالح العمل، بل هم قدوة في ذلك. وتقديم العوام عليهم مجازفة لا تخفى.
ومن العجائب -والشيء بالشيء يُذكر- أن بعض المتخاصمين بالمنتديات في أمور الدين يستقوي على خصمه بتأييد عامي تعدى طورَه!
وقد لاحظت هذا في بعض المواقع إذ دخل كاتب يتكلم باللهجة العامية ويزعم أنه شاب (عادي) (يعني غير مطوع على اصطلاح أهل نجد) فنصر طرفا على طرف بما يظنه حقا. وأسمع بعض المعترضين على بعض فتاوى أهل الفتوى في بلدنا -السعودية- يقول: (العامي ينكر هذا الكلام)!
متى كان الرد إلى العوام وقد أُمِرْنا بالرد إلى الوحي؟
أما عن المتصدرين من العوام التبليغيين فشأنهم شأن القصاص.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 07:10]ـ
ما أعتقده , أن " جماعة التبليغ " - بارك الله فيها -
جماعة لها ثقلها في ساحة العمل الإسلامي والدعوة الإسلامية
بغض النظر عن التطبيقات السيئة لبعض المنتسبين إليها , أو بعض ما يوصمون به من البدع والخرافات!
فلا يعني أنه إن كان ما في باكستان للجماعة من مخالفات فهذا يطّرد عليهم في " السعودية " - مثلاً -!
وهيَ في الحقيقة - بعيداً عن البدع - لا تعدوا أن تكون طريقةً للعمل أو الدعوة.
ولا ننسى أن بعض المنتقدين للجماعة هوّل الأمر إلى درجة التضليل .. (وقد أُمرنا بالعدل)!
كما حصل لبعضهم في انتقاده للـ (القبيسيات)!! أو " حماس "!!
وكم كان ذلك الموقف جميلاً عندما يصعد أحد هؤلاء للدعوة أو الموعظة , فتجد أكفّ أصحابه قد ارتفعت للدعاء له بالتوفيق!
ولعل أخي (خلوصي) يذكر لنا - سلسلةً - من المواقف التي تثير شجوناً وترفعُ همةً - أسأل الله لهم القبول -
وقد رأيتُ بعضهم في (بلاد الشام) ... فترى لهم آثارهم ومنهجم الواضح والسليم!
ولا يخلوا عمل أو دعوة من أخطاء في التطبيق أو التمنهج!
أما وصمهم بالجهل فهذه دعوى بلا دليل! .. وأكبر دليل على عكس ما قيل .. : أخينا " خلوصي " تجده من طلاب العلم الكبار .. والأدباء الأجلاء - وفقه الله -
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 06:40]ـ
أقوال علماء أهل السنة والجماعة في جماعة التبليغ:
العلامة ابن باز:
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - عن جماعة التبليغ فقال السائل:
نسمع يا سماحة الشيخ عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة، فهل تنصحني بالانخراط في هذه الجماعة، أرجو توجيهي ونصحي، وأعظم الله مثوبتكم؟
فأجاب الشيخ بقوله:
((كل من دعا إلى الله فهو مبلغ ((بلغوا عني ولو آية))، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم.
أما إذا خرج يتابعهم، لا.
لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله.
أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة)).أه
[[فليستفد جماعة التبليغ ومن يتعاطف معهم من هذه الفتوى المبنية على واقعهم وعقائدهم ومناهجهم ومؤلفات أئمتهم الذين يقلدونهم]].
[فرغت من شريط بعنوان (فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على جماعة التبليغ) وقد صدرت هذه الفتوى في الطائف قبل حوالي سنتين من وفاة الشيخ وفيها دحض لتلبيسات جماعة التبليغ بكلام قديم صدر من الشيخ قبل أن يظهر له حقيقة حالهم ومنهجهم].
جماعة التبليغ والأخوان من الثنتين والسبعين فرقة
سئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -:
أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم: قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة)).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع.
وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة.
هل هاتين الفرقتين تدخل ... ؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب:
نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
[ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل وهي قبل وفاته -رحمه الله- بسنتين أو أقل]
حكم الخروج مع جماعة التبليغ
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -:
خرجت مع جماعة التبليغ للهند وباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر باطلة، فما رأيكم في صلاتي، وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟
الجواب:
بسم الله والحمد لله، أما بعد:
فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح والواجب عليك إعادة ما صليت فيها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) متفق على صحته.
وقوله - صلى الله عليه وسلم-: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) أخرجه مسلم في صحيحه.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[فتوى بتاريخ 2/ 11/1414ه]
(يُتْبَعُ)
(/)
حول قول الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنَّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير.
أقول:
رحم الله الشيخ فلو كانوا يقبلون النصائح والتوجيه من أهل العلم لما كان هناك حرج في الخروج معهم لكن الواقع المؤكد أنهم لا يقبلون نصحاً ولا يرجعون عن باطلهم لشدة تعصبهم واتّباعهم لأهوائهم.
ولو كانوا يقبلون نصائح العلماء لتركوا منهجهم الباطل وسلكوا سبيل أهل التوحيد والسنّة.
وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز الخروج معهم كما هو منهج السلف الصالح القائم على الكتاب والسنة في التحذير من أهل البدع ومن مخالطتهم ومجالستهم؛ لأن في ذلك تكثيراً لسوادهم ومساعدة وقوة في نشر ضلالهم وذلك غشٌ للإسلام والمسلمين وتغريرٌ بهم وتعاونٌ معهم على الإثم والعدوان.
لا سيما وهم يبايعون على أربع طرق صوفية فيها الحلول ووحدة الوجود والشرك والبدع.
فتوى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ:
في التحذير من جماعة التبليغ
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد تلقيت خطاب سموكم (رقم36/ 4/5 - د في 21/ 1/1382ه) وما برفقه، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلاميّة))، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها؛ فإنها جمعية بدعة وضلالة، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم؛ وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسع السكوت عنه، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم ورحمة الله))
[ص- م - 405 في 29/ 1/1382ه].
[راجع كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري (ص:289)]
فتوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني:
عن جماعة التبليغ
سئل - رحمه الله تعالى-:
ما رأيكم في جماعة التبليغ: هل يجوز لطالب العلم أو غيره أن يخرج معهم بدعوى الدعوة إلى الله؟
فأجاب: جماعة التبليغ لا تقوم على منهج كتاب الله وسنَّة رسوله عليه السلام وما كان عليه سلفنا الصالح.
وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز الخروج معهم؛ لأنه ينافي منهجنا في تبليغنا لمنهج السلف الصالح.
ففي سبيل الدعوة إلى الله يخرج العالِم، أما الذين يخرجون معهم فهؤلاء واجبهم أن يلزموا بلادهم وأن يتدارسوا العلم في مساجدهم، حتى يتخرج منهم علماء يقومون بدورهم في الدعوة إلى الله.
وما دام الأمر كذلك فعلى طالب العلم إذن أن يدعو هؤلاء في عقر دارهم، إلى تعلم الكتاب والسنَّة ودعوة الناس إليها.
وهم - أي جماعة التبليغ - لا يعنون بالدعوة إلى الكتاب والسنَّة كمبدأ عام؛ بل إنهم يعتبرون هذه الدعوة مفرقة، ولذلك فهم أشبه ما يكونون بجماعة الإخوان المسلمين.
فهم يقولون إن دعوتهم قائمة على الكتاب والسنَّة، ولكون هذا مجرد كلام، فهم لا عقيدة تجمعهم، فهذا ماتريدي، وهذا أشعري، وهذا صوفي، وهذا لا مذهب له.
ذلك لأن دعوتهم قائمة على مبدأ: كتّل جمّع ثمّ ثقّف، والحقيقة أنه لا ثقافة عندهم، فقد مرّ عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان ما نبغ فيهم عالم.
وأما نحن فنقول: ثقّف ثمّ جمّع، حتى يكون التجميع على أساس مبدأ لا خلاف فيه.
فدعوة جماعة التبليغ صوفيّة عصريّة، تدعو إلى الأخلاق، أما إصلاح عقائد المجتمع؛ فهم لا يحركون ساكناً؛ لأن هذا - بزعمهم- يفرق.
وقد جرت بين الأخ سعد الحصين وبين رئيس جماعة التبليغ في الهند أو في باكستان مراسلات، تبيّن منها أنّهم يقرون التوسل والاستغاثة وأشياء كثيرة من هذا القبيل، ويطلبون من أفرادهم أن يبايعوا على أربع طرق، منها الطريقة النقشبنديّة، فكل تبليغي ينبغي أن يبايع على هذا الأساس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يسأل سائل: أن هذه الجماعة عاد بسبب جهود أفرادها الكثير من الناس إلى الله، بل وربما أسلم على أيديهم أناس من غير المسلمين، أفليس هذا كافياً في جواز الخروج معهم والمشاركة فيما يدعون إليه؟
فنقول: إن هذه الكلمات نعرفها ونسمعها كثيراً ونعرفها من الصوفيّة!!.
فمثلاً يكون هناك شيخ عقيدته فاسدة ولا يعرف شيئاً من السنّة، بل ويأكل اموال الناس بالباطل ... ، ومع ذلك فكثير من الفساق يتوبون على يديه ... !
فكل جماعة تدعو إلى خير لابد أن يكون لهم تبع ولكن نحن ننظر إلى الصميم، إلى ماذا يدعون؟ هل يدعون إلى اتباع كتاب الله وحديث الرسول - عليه السلام- وعقيدة السلف الصالح، وعدم التعصب للمذاهب، واتباع السنَّة حيثما كانت ومع من كانت؟!.
فجماعة التبيلغ ليس لهم منهج علمي، وإنما منهجهم حسب المكان الذي يوجدون فيه، فهم يتلونون بكل لون.
[تراجع الفتاوى الإماراتية للألباني س (73) ص (38)]
فتوى الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي:
سئل الشيخ - رحمه الله -: عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟
فقال الشيخ: ((الواقع أنّهم مبتدعة محرّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس، هم لا يدعون إلى الكتاب والسنَّة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش.
أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ.
وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر، وإسرائيل وأمريكا والسعودية، وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس)).
[فتاوى ورسائل سماحة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي (1/ 174)]
فتوى الشيخ العلامة صالح الفوزان:
سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان:
ماذا تقول بمن يخرجون إلى خارج المملكة للدعوة وهم لم يطلبوا العلم أبداً، يحثون على ذلك ويرددون شعارات غريبة ويدّعون أن من يخرج في سبيل الله للدعوة سيلهمه الله، ويدّعون أن العلم ليس شرطاً أساسياً.
وأنت تعلم أن الخارج إلى خارج المملكة سيجد مذاهب وديانات وأسئلة توجه إلى الداعي.
ألا ترى يا فضيلة الشيخ أن الخارج في سبيل الله لابد أن يكون معه سلاح لكي يواجه الناس وخاصة في شرق آسيا يحاربون مجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ أرجو الإجابة على سؤالي لكي تعم الفائدة.
الجواب:
الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن.
الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف.
وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يوماً أو أقل أو أكثر.
وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل، قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة}، أي: على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان، يعرف درجات الإنكار وكيفيته.
والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام، هذا من خرافات الصوفية الضالة، لأن العمل بدون علم ضلال.
والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ.
[من كتاب ثلاث محاضرات في العلم والدعوة].
والحمد لله رب العالمين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 05:04]ـ
أخي العزيز أ. علي
" الحكم على الشيء فرع عن تصوّره "
و أنا حزين جدا حقيقة أن يصدر هذا الكلام من علماء محترمين و ليس لديهم و لا حتى 10 % من التصور الصحيح عن هذا " الجهد " ... و أول خلل في التصور هو توهمهم وجود جماعة تسمى " التبليغ و الدعوة " ... و قد أدى التساهل في إطلاق الأوصاف و الأحكام إلى ما يسميه الشيخ الجزائري صد الناس عن سبيل الله!!! عبر صدهم عن هذا " الجهد " فإذا أردتم أن لا يزيد الخلل الذي تسبب به هؤلاء الفضلاء فلنستغفر الله لهم بالقول أولا ثم بالفعل ثانيا بتبيان الحقائق عبر الإصغاء لمن يريد تجلية الأمور ثم نشرها بين محبي هؤلاء العلماء الأفاضل ...
في حفظ الله و رعايته.
أخوكم المحب و الداعي لكم:
الفقير العاجز .. خلوصي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 08:50]ـ
أخي العزيز أ. علي
" الحكم على الشيء فرع عن تصوّره "
أخي الكريم هؤلاء هم أكابر علماء أهل السنة في وقتنا المعاصر! أتظن - غفر الله لك - أنهم كلهم لم يتصوروا واقع هذه الجماعة، وأنهم حكموا عليهم بتصور خطأ؟!! قد يُتَصور خطأ التصور! عند عالم واحد، اثنين ممكن لكن طائفة من العلماء الأكابر!!!
إن كنت تظن هذا الظن؟ فاعلم أنه طعن كبير في علمائنا، فأنا لا أتصور هذا الخطأ الفادح في طالب علم متمكن، فضلا عن ثلة من العلماء مِنْ أمثال هؤلاء الأكابر.
يؤسفني - أخي الخلوصي - أن أقول لك: هذا الأسلوب الذي خطّأت به كبار علمائنا هو الأسلوب ذاته الذي تتبعه هذه الجماعة.
أسأل الله تعالى أن يبصرك بالحق.
والله الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوطلحة]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:16]ـ
أخي خلوصي اتق الله
هؤلاء قمم الجبال ... والطعن فيهم طعنٌ في الدين ...
اللهم اغفر لمشايخنا وعلمائنا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:26]ـ
واصل أخي خلوصي مفاهيم جميلة جدا .. اخي الفاضل استفدت كثيرا من الجماعة عندنا في المغرب .. لا من حيث الاخلاق وكذلك من حيث التفنن في طرق الدعوة .. والحمد لله لم نر منهم شركا أو انحرافا عقديا .. بل لايهتمون بالخلافات العقدية ..
بل جل السلفيين في المغرب انما التزموا عن طريق جماعة التبليغ .. فلماذا هذا النكران للجميل؟
أنا الكثير من عائلتي من جماعة التبليغ بل فيهم من هو طالب علم ويدرس عقيدة السلف وفي نفس الوقت يخرج في سبيل الله ويدعوا إلى الله تعالى ..
لست أدري كلما تكلمنا في جماعة انبرى البعض ممن أسلموا عقولهم للبشر ليقولوا قال فلان وقال علان وفلان من أهل العلم وفلان من أهل الفضل .. يااخي تقليدك للعلماء يلزمك أنت لإنك مقلد والمقلد لايلزم غيره بمذهبه .. أنا مع رأي الشيخ الجزائري وسلمان العودة والقرني ومحمد حسان وعبد المقصود وغيرهم ... مع احتراماتنا لغيرهم ..
والله تعالى أعلم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
الأخ الخلوصي لم يطعن في أحد فلاداعي للصراخ ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
أخي الكريم هؤلاء هم أكابر علماء أهل السنة في وقتنا المعاصر! أتظن - غفر الله لك - أنهم كلهم لم يتصوروا واقع هذه الجماعة، وأنهم حكموا عليهم بتصور خطأ؟!! قد يُتَصور خطأ التصور! عند عالم واحد، اثنين ممكن لكن طائفة من العلماء الأكابر!!!
إن كنت تظن هذا الظن؟ فاعلم أنه طعن كبير في علمائنا، فأنا لا أتصور هذا الخطأ الفادح في طالب علم متمكن، فضلا عن ثلة من العلماء مِنْ أمثال هؤلاء الأكابر.
يؤسفني - أخي الخلوصي - أن أقول لك: هذا الأسلوب الذي خطّأت به كبار علمائنا هو الأسلوب ذاته الذي تتبعه هذه الجماعة.
أسأل الله تعالى أن يبصرك بالحق.
والله الهادي.
أخي العزيز:
كانوا إذا قيل لهم ليست صورة المسألة هكذا! ردوا معظمين ربهم و خائفين منه هو .. : فما صورتها هدانا الله و إياكم؟
و قد قلت في هذا الموضوع نفسه: دعونا نناقش المفاهيم واحدا واحدا .. كل واحد في موضوعه ... و أنتم طلاب علم و الحمدلله ... فإن أتيتم لنا بفتاوى أتيناكم بما يعاكسها ... و لكن فلنتناقش و نتحاور بهدوء!
أخي الكريم:
إن مقتضى الإخلاص و العلمية أمام ادعائي الذي ذكرته في أولئك العلماء الأفاضل أن تقول لي:
" هاتوا برهانكم "
فإن كنت مقلدا فابق كذلك في خاصة نفسك و لا تحملني عليه ... و خلّ بيني و بين إخوتي نتحاور حوار المتعلمين الناظرين ... و جزاكم الله خيرا.
أخي خلوصي اتق الله
هؤلاء قمم الجبال ... والطعن فيهم طعنٌ في الدين ...
اللهم اغفر لمشايخنا وعلمائنا
نعم أخي إن الطعن في العلماء طعن في الدين ...
و لكنني أعتقد أن الوضع قد أفرط إلى التعصب للعلماء ... و على .... حساب الدين.!!
حفظك الله و بارك فيك.
واصل أخي خلوصي مفاهيم جميلة جدا .. اخي الفاضل استفدت كثيرا من الجماعة عندنا في المغرب .. لا من حيث الاخلاق وكذلك من حيث التفنن في طرق الدعوة .. والحمد لله لم نر منهم شركا أو انحرافا عقديا .. بل لايهتمون بالخلافات العقدية ..
بل جل السلفيين في المغرب انما التزموا عن طريق جماعة التبليغ .. فلماذا هذا النكران للجميل؟
أنا الكثير من عائلتي من جماعة التبليغ بل فيهم من هو طالب علم ويدرس عقيدة السلف وفي نفس الوقت يخرج في سبيل الله ويدعوا إلى الله تعالى ..
لست أدري كلما تكلمنا في جماعة انبرى البعض ممن أسلموا عقولهم للبشر ليقولوا قال فلان وقال علان وفلان من أهل العلم وفلان من أهل الفضل .. يااخي تقليدك للعلماء يلزمك أنت لإنك مقلد والمقلد لايلزم غيره بمذهبه .. أنا مع رأي الشيخ الجزائري وسلمان العودة والقرني ومحمد حسان وعبد المقصود وغيرهم ... مع احتراماتنا لغيرهم ..
والله تعالى أعلم
بارك الله فيكم أخي العزيز .. و في جميع الإخوة المشاركين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:01]ـ
هل تريدوننا أن نقصي العلماء، ونأخذ بآراء العوام وأنصاف المتعلمين؟!!!
للكلام بقية إن شاء الله تعالى إن أمد الله في العمر.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:06]ـ
الأخ الخلوصي لم يطعن في أحد فلاداعي للصراخ ...
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ********* وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
أُثر عن علي - رضي الله عنه -: (العلم نقطة كثّرها الجاهلون).
لكن كما يقول الأحباب!!: الله يعلمنا الله يعلمنا الله يعلمنا!!!!!!!!!!!!
طيب يا جماعة اجلسوا للتعلم! قالوا: أنت اخرج وسيأتيك الفيض الرباني والعلم اللدني!!!!!!!!!!
الله يعلمنا الله يعلمنا.
أخطأ ابن باز والألباني والفوزان وعفيفي ومحمد بن إبراهيم، وأصاب إمام الأندلس!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 01:16]ـ
لم أقل أخطأ ابن باز ولا الالباني ولا أي شخص لأقول أصاب إمام الاندلس .. وإنما قال ابن باز وفلان وعلان .. وخالفه أخرون .. فلاتلزم غيرك بماتعتقده .. فلست يهوديا أتخذ الأحبار أربابا من دون الله ..
وأنا دافعت عن الأخ الخلوصي لإنه اتهم بكونه يطعن في العلماء سبحان الله .. هل من لم يوافق من ذكرت صار طاعنا فيهم أعوذ بالله ..
طيب اخي لماذا لاتاخذ بقول الشيخ أبي بكر الجزائري مثلا؟ أوليس من كبار العلماء؟ الشيخ محمد عبد المقصود فقيه مصر .. الشيخ سلمان العودة؟؟
فلاتتهم غيرك بالجهل .. أنتم تتكلمون عن جماعة لم تروها إلا في احلامكم أو قرأتم عنها كتب الردود ...
أو التقيتم بفلان أو علان من الجماعة فاستهزئتم بجهله للاسف بدل دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة .. وهذا حال جل السلفيين إلا من رحم الله .. يحسنون استعراض العضلات .. والدفاع عن شعاراتاهم الجميلة الرقراقة
..
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 01:34]ـ
رجاءً ايها الإخوة الكرام المعترضون:
إن هذا المجلس واسع فسيح .. و لم يمنعكم أن تفتحوا ما شئتم من المواضيع لنصح الأمة ..
أفلا ترون أنكم تدخلون مواضيع لإخوان لكم فتناقشون في أشياء أخرى غير الموضوع الأصلي فتشوشون عليهم و تلجئونهم إلى الجدال المنهي عنه؟ أليس الجدال و المراء حراماً؟!
يا إخوة الإيمان ...
سامحكم الله.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 02:17]ـ
أعتذر أخي خلوصي .. مشاركتي كانت للتأكيد على إتمام موضوعك ليس إلا ..
ـ[أبوطلحة]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 02:30]ـ
.. أنتم تتكلمون عن جماعة لم تروها إلا في احلامكم أو قرأتم عنها كتب الردود ... أو التقيتم بفلان أو علان من الجماعة فاستهزئتم بجهله للاسف بدل دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة .. وهذا حال جل السلفيين إلا من رحم الله .. يحسنون استعراض العضلات .. والدفاع عن شعاراتاهم الجميلة الرقراقة
..
سبحان الله!!! وكأنّك شققت عن قلبي؟؟؟
أنا رأيت الجماعة أمام عيني وليس في منامي وتحدثت معهم وخرجت معهم
(وأسأل الله أن يبارك في جهودهم وأن يكتب أجرهم ... )
وكما قال أخي الفضلي نخطئ علماؤنا الكبار الباز والألباني والعفيفي والفوزان والعثيمين ...
ونصوب كلام العامة أو من هم حديثي العهد بالجماعة؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب!!!
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:30]ـ
الأخ إمام الأندلس وفقك الله
دعك من الأدبيات العقيمة ولا تتمسك ببيت العنكبوت غفر الله لي ولك، لتعارض أقوال أكثر الأئمة الأكابر بما يشبه الإجماع بقول أو قولين مما تشتهيه من نتاج المخالفين.
إن أردت الحق فارجع إلى من عايشهم من أمثال الشيخ سعد الحصين حفظه الله.
أو إلى الشيخ عباس الشرقاوي في سلسلة أشرطته: وشهد شاهد من أهلها، رحلتي مع جماعة التبليغ، خمس سنوات مع جماعة التبليغ.
وليس الخبر كالمعاينة.
حال السلفيين هو حال علمائهم الكبار وطلبة علمهم ممن رزقه الله علما وخلقا كريمين.
وصدق من قال: وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... وعين السخط تبدي المساويا.
عفا الله عني وعنك.
وجزى الله خيرا الأخ عليا الفضلي على نقله.وأمده بعونه في نصر دينه.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 04:05]ـ
رجاءً ايها الإخوة الكرام المعترضون:
إن هذا المجلس واسع فسيح .. و لم يمنعكم أن تفتحوا ما شئتم من المواضيع لنصح الأمة ..
أفلا ترون أنكم تدخلون مواضيع لإخوان لكم فتناقشون في أشياء أخرى غير الموضوع الأصلي فتشوشون عليهم و تلجئونهم إلى الجدال المنهي عنه؟ أليس الجدال و المراء حراماً؟!
يا إخوة الإيمان ...
سامحكم الله.
رجاااااااااااااااااااااااااااا اااااااءًًًًً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً
أيها الكرام.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:06]ـ
رجاااااااااااااااااااااااء ....
لو كان كل موضوع يرجو صاحبه ما ترجوه من السكوت عن ما نعتقده منكرا من القول والفعل والخلق.
لكان حال ألوكتنا حالا لايرتضيه العقلاء بله الدعاة والعلماء.
أخي الكريم: خلوصي وفقك الله.
حسن الخلق في توحيد رب العالمين والدب عنه والوقوف على حدوده وشرعه والتأدب مع نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع سنته والغيرة عليها من أن تنالها أفعال أو أقوال بشائبة تذهب ماءها وجمالها.وهدان الخلقان هما المثمران لتعظيم أوامر الشرع ومن ثم ينشأ ما تكبرونه في هده الجماعة من خلق وأدب.
لا يصح أبدا تمييع الأخلاق واختزالها في معاملات الإنسان لأخيه الإنسان. بعيدا عن البصيرة في هذا الموضوع الخطير: إذ أعظم خلق وأكرم أدب يتحلى به المرء توحيده لربه جل في علاه ثم أدبه مع نبيه صلى الله عليه وسلم.
ألم تر إلى قول الباري جل وعلا: ياأيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون.
واللبيب بالإشارة يفهم.
وفقك الله لمرضاته وأسبغ عليك فهما صائبا لموضوع الأخلاق.حتى لا تزل أفهام فتزل معها أقدام.
عافاني الله وإياك.
إمام الأندلس: جزيت خيرا على تصحيح الآية. وأنا شاكر لك صنيعك وفقك ربي إلى كل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:27]ـ
رجاااااااااااااااااااااااء ....
لو كان كل موضوع يرجو صاحبه ما ترجوه من السكوت عن ما نعتقده منكرا من القول والفعل والخلق.
لكان حال ألوكتنا حالا لايرتضيه العقلاء بله الدعاة والعلماء.
أخي الكريم: خلوصي وفقك الله.
حسن الخلق في توحيد رب العالمين والدب عنه والوقوف على حدوده وشرعه والتأدب مع نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع سنته والغيرة عليها من أن تنالها أفعال أو أقوال بشائبة تذهب ماءها وجمالها.
لا يصح أبدا تمييع الأخلاق واختزالها في معاملات الإنسان لأخيه الإنسان. بعيدا عن البصيرة في هذا الموضوع الخطير: إذ أعظم خلق وأكرم أدب يتحلى به المرء توحيده لربه جل في علاه ثم أدبه مع نبيه صلى الله عليه وسلم.
ألم تر إلى قول الباري جل وعلا: ياأيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون.
واللبيب بالإشارة يفهم.
وفقك الله لمرضاته وأسبغ عليك فهما صائبا لموضوع الأخلاق.حتى لا تزل أفهام فتزل معها أقدام.
عافاني الله وإياك.
إمام الأندلس: جزيت خيرا على تصحيح الآية. وأنا شاكر لك صنيعك وفقك ربي إلى كل خير.
أحسنت أخي الحبيب كمالا، زادك الله علما وأدبا.
أما معارضة العلماء الأكابر بكلام بعض المشايخ الذين ليس فيهم عالم إلا أبو بكر الجزائري - حفظه الله تعالى -، فالشيخ أبو بكر - حفظه الله تعالى - لا يدري عن حقيقة حالهم، ولو درى لرجع، ولا ندري لعله رجع، فلو يتصل به أحد الإخوة ويشرح له حالهم، فأنا على يقين بأنه سيرجع عن مدحهم، و لا يغيب عن بالي أن الشيخ الجزائري في إحدى السنوات مدح الشيعة الرافضة وقال كلاما معناه أنهم إخواننا، فبيّن له بعض الإخوة الناصحون حقيقة حالهم، فألف كتيبه المشهور: (نصيحتي إلى كل شيعي) وبين فيه ضلالهم وكفرياتهم.
وبالمناسبة الأحباب يذكرون لعامة الناس مدح الشيخ ابن عثيمين لهم!!! والحقيقة - للأسف الشديد - الشيخ العلامة ابن عثيمين سئل في كثير من الأشرطة عن الخروج معهم فلم ينصح بذلك، وبين في بعض الأشرطة الجهل الذي عندهم! ولكنهم للأسف لا يذكرون كلام الشيخ كله، بل يُعمون على الناس بأن الشيخ مدحهم!! ولو شاء الإخوة هنا لفرّغت لهم فتاوى العلامة ابن عثيمين فيهم، لينظروا تلبيسهم في نقل كلام العلماء.
والله المستعان.
ـ[أبوطلحة]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 07:36]ـ
رفع الله قدركما الفضلي والجزائري على التوضيح والإفادة
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 11:59]ـ
رجاءً ايها الإخوة الكرام المعترضون:
إن هذا المجلس واسع فسيح .. و لم يمنعكم أن تفتحوا ما شئتم من المواضيع لنصح الأمة ..
أفلا ترون أنكم تدخلون مواضيع لإخوان لكم فتناقشون في أشياء أخرى غير الموضوع الأصلي فتشوشون عليهم و تلجئونهم إلى الجدال المنهي عنه؟ أليس الجدال و المراء حراماً؟!
يا إخوة الإيمان ...
سامحكم الله.
يا إخوان لم تصرون؟
لا أحد منعكم حقكم في البيان! الألوكة أمامكم! اكتبوا ما شئتم.
و حتى في موضوعي اكتبوا ما شئتم .... ماااااا شئتم!!!
و لكن ... و هذا آخر رجااااااااء:
التزموا بالحد الأدنى لطلب صاحب الموضوع: الرد في صلب الموضوع ... في في عنوان المشاركة!!!!!!!!!!!
يا إخوان يكفينا جدالا و مراءً ... هذا ليس حواراً مبرورا ... و ليس إنكاراً مشروعاً لأنكم تريدون إلزامنا بآراء الرجال الذين نتهمهم بأنهم لا يعرفون هذا " الجهد " فتردون بأن " علمهم محيط "؟!! و لا يجوز مخالفتهم حتى في صحة معلوماتهم عن الناس .. !!!!! ثمّ لا تطلبون الاستبصار بشأنهم .... و الأمر فتوى تطلقونها .. و الأجرأ عليها أجرأ على النار ... ثمّ تشوّشون حتى على من يريد بيان حقائق غابت عن مشايخكم لئلا يظهروا بمظهر ينقص من أقدارهم حتى لو دمّر الدين و منع الناس بشاشة الإيمان أن تخالط قلوبهم الخاوية الآثمة الغافلة الضائعة .. !!
أربعون ألفاً من الفرنسيين أسلموا في 10 سنوات فقط بسبب التبليغ فاسألوا الإمام ابن تيمية حتى في تصوركم عن بدعية " الجماعة " ما حكم كلام عام منفّر أمام هذا الواقع الذي لا يجرؤ على الكلام فيه بهذه العموميات إلا من لم يرزق الخشية و البصيرة في القواعد الكلية لدين الله ...
و و الله العظيم إن أربعين يوماً علّمتنا و درّبتنا و ربّتنا و بصّرتنا أكثر من أربعين مجلّدا ً و أربعين عالما و أربعين قناةً
يعني الذي علمكم الإنكار على من يمتلك الحجة و البرهان بهذا الشكل و هذه الحيثية و في واقع عالمي يحترق بهذا الشكل و على أناس هذا شأنهم من الاقتناع و الاستبصار بما يفعلون ... بل و الاستعداد للحوار حول كل جزئية ... ثم لا تقدرون إلا على نقل فتاواهم و إلزامنا بهم و الموالاة و المعاداة في شخوصهم ... يعني اسمحوا لي أن أقول لكم: عرفوا شيئاً و غابت عنهم مئات الأشياء ...
يكفي يا إخوان تأليها للألباني و ابن باز و ابن عثيمين و ابن عبدالوهاب و ابن تيمية و .. و .. و .. و ..
يعني هل تريدون أن ننقل لكم أن الألباني استغفر الله على كلامه في " الجماعة " على فراش الموت!!!!! و لا ندري أقبله الله أم لا؟!
انتبهوا لقلوبكم و أفكاركم .... فإن الشعارات لا تغني من الحقائق شيئاً!!
أعربوا المبتدأ قبل القفز على الخبر ...
تعلموا الإخلاص قبل الصواب ..
تعلموا التربية على الواضح المنجي .. قبل التصفية للدقائق التي لا تعنيكم .. !!
سامحوني فقد أتعبتموني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 01:06]ـ
الأخ خلوصي وفقك الله
كلامك لا يخرج عما كتبته من قبل، وزدت عليه ازدراء لفهم أولئك الثلّة الأخيار من الدعاة إلى الله على بصيرة جزاهم ربي عن أمتنا كل خير.
الإخلاص يا عبد الله صدق في التجرد للحق، في التضرع للباري جل وعلا والبكاء بين يديه في الأسحار والتعوذ به من أن تزل قدم في فهم ما بنيت عليه رسالة الأنبياء ودعوتهم فتميع إلى خلق مصطنع زيّن الشيطان لذّته في نفوس الكثيرين فاختلط لديهم الحق بالباطل والسنة بالبدعة وأضحوا فريسة في يد عدوّهم الأوّل أعاذنا الله من شره.
إن ما كتبت يداك وسطرت أناملك من دعوى الأربعين وحسن الأربعين ... وفضل الأربعين على وعاء العلم من كتب ومجلدات وعلماء ودعاة ... ينبئ سلّمك الله عن مصاب جلل في فهم مدارك الشرع الكريم: معناه ومبناه. وتجاهل لما اشرأّبت إليه أعناق الفضلاء من مدارج العبودية وتحصيلها في التزام شرعه كما كان الأوّلون: إمامة في السنّة وإمامة في الزهد ونقاء القلوب ...
ما تتكلم عنه من الأيام أحاجك فيه بالسنوات الطوال التي قضاها عباس الشرقاوي واعتبر بها من رجع من القوم إلى حياض السنة
والعلم.
ما تتكلم عنه من القواعد الكلية للدين، والحجج والبراهين، والعموميات ووو ... هو عين ما ننكره عليكم.
وإن كنت مستعدا إلى النزول إلى ساحة الحوار بعيدا عن أقوال من ازدريت فتاويهم فهذا ما نتمناه. وكن صادقا في دعواك تجد مبتغاك ومتمنّاك ....
الطرح العلمي ليس هذا وصفه، وإن أردته جاريناك القول بالقول والحجة بالحجة. لتعلم فساد الذوق حتى في ما تسمونه أخلاقا لتروا أن إجلال الباري جل وعلا يترفع المخلصون عن دعائه بما لم يشرعه، ولم يسر عليه من رضي عنهم في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
يترفع أصحاب الفطر من مخاطبته بالطبول والدفوف والألحان طلبا للمغفرة والرحمة.
تعلو همم الأتقياء حتى إلى دمعة تجري وفق سنة،و "مما عرفوا من الحق " يقول الجليل تباركت أسماؤه.
حياء منه يبتغيه المخلصون من أن يسبق منهم قول أوفعل يجري على غير ما ارتضاه.
وفقر إليه وتذلل بين يديه، وبكاء له عسى أن يريهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه والباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه.
يعرفون مظان الخوف والوجل منه إذا ذكروا عزته وجبروته فلا تتحرك ألسنتهم بما نعرف عن القوم بله دعاتهم -ولا أريد أن أسمي ولي مقاطع مسموعة بأصواتهم تعافها الفطر لما تجدّ دقائق الوعظ والكلام عن إجلاله وعظمته -
يسمو الصادقون إلى أن ينالهم قوله: يدعوننا رغبا ورهبا. وقوله: تتجافى جنوبهم عن المضاجع وقوله: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ... وما تعرف من سمو الفطر في معرفة قدره والوقوف على حدوده والوجل من أن تعتدي جارحة منهم على حقه في تشريع ما يصلح لهم في عبادته و التأدب بين يديه:قبل أن يفكر القوم في يد ممدودة بصدقة مال مشبوه، ولسان يتحرك بدعاء مخترع وابتهال مبتدع وانكسار نفوس لم تعرف لذة الذل والعبودية في التزام السنة والطريقة المرضية.
إن ما تتكلم عنه من ثمرات، من دخول في دين الله على يد القوم أفرادا وجماعات ... قد ابتلي به أقوام فتنة لا يلتفت إلى زخرفها المبصرون، والسعيد من قرأ التاريخ ليرى أن ما ذكرته ابتلي به حتى أصحاب البدع المكفّرة ممن جعلهم الله قنطرة لبعض من شاء هدايته. وقد عرفت والله الذي لا إله إلا هو من هؤلاء من الأعاجم الكثير، بعد أن ذاقوا حلاوة السنة فاسألهم عن الحالين إن كنت من الصادقين.
الألباني رحمه الله أنموذج للأولين، ودلو صافي لا يكدّر ماءه لغو المنتديات. يكفيه شرفا أن يكتب القرضاوي في حواشي كتابه: صححه الألباني وضعفه الألباني.
وما عندك اطرحه بلا استئذان. فلا أظنك أنزلت إخوانك منزلا كريما في خطابك وقد بان فكرك في حروفك أكرمني الله وإياك بتوفيق منه إلى كل خير.
أخي الفاضل، هذه خاطرة كتبتها على عجل بعد أن قرأت تعقيبك. ولعل الموضوع يناقش بطريقة أخرى غير هذه، وهو ما أتمناه من الإدارة من أن تسمو برسالة الألوكة في مناقشة هذه الموضوعات بكلام علمي رزين مبني على الطرح الجاد، والبعد عن التأثر برواسب الإنتماءات إلى المناهج والجماعات، مع الرجوع إلى أهل التجارب الطويلة والمريرة مع القوم ... والسعيد من اتعظ بغيره.
عذرا على التطفل ... لا نحب لك إلا الخير وقلوب أخيار الأمة مفتوحة للأطروحات الجادة بعيدا عن الإزدراء واللمز، وما تخفيه السطور في ثنايا الحروف مما يناقض ادّعاء القوم صفاء القلوب من الأذيّة لآحاد المسلمين كيف بأهل المحابر منهم.
وفقك الله إلى الخير.
أخوك كمال بولحارس الجزائري عفا الله عنه.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 01:16]ـ
جزاكم الله خيرا ً.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:58]ـ
واصل أخي الحبيب خلوصي إني لكلامك لمن المتشوقين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:59]ـ
و عودا على بدء أيها الأحباب:
ما رأيكم في هذا الفهم للنفس و تربيتها على قواعد الشريعة:
" هادا مو شغلك"؟
ـ[أبوطلحة]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:54]ـ
سؤال لفضيلة الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني:
ما حكم الخروج مع جماعة التبليغ والدعوة؟
http://alheweny.org/html/modules.php?name=Video_Stream&page=watch&id=37
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 12:44]ـ
واصل أخي الحبيب خلوصي إني لكلامك لمن المتشوقين ...
عفوا أخي الحبيب الإمام .. لم أرَ مشاركتك .. كتبناها معا في الوقت نفسه:)
سبحان الله! لم تعد بي طاقة على الجدال بهذا الشكل العقيم العجيب!!!
كرهت الموضوع كله!
يا ليت الإخوة المشرفين يحذفونه ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 03:17]ـ
بالنسبة لشريط الشرقاوي فمقدمته تغني عن بقيته ... بدأ المقدم الكلام بتعداد كل أطياف الأمة و حكم عليها بالضلال الا فرقته هو فرقة الجرح و التجريح ... أما كلام الشرقاوي بعده .. فحق هو .. لا سيما كلامه في البيعة و أصول الاتحاد و الباطنية التي صاحبت الجماعة في نشاتها في القارة الهندية ... الا ان تعميمه على كل الجماعة بما فيها من تيارات تتدرج من الاعتزال الى التمشعر الى التسنن الشديد ... فهذا هو الغلط الذي قد يجعل الحكم بعيدا عن الواقع و تكبرا على الناس و غمنطا لحقوقهم و فتاوى العلماء ان كان الجانب المسؤول عنه تنطبق عليه المحذورات التي حذروا منها فبها و نعمت و الا فان في التبليغ أمما على أصولنا شاهدناهم و عايناهم و فيهم من الخير الشيء الكثير ان أنزلنا فيهم فتاوى أنزلت في غيرهم كان ظلما لهم مرتين المرة الأولى لبراءتهم منها و الثانية لرحمهم العلمي و قرابتهم الايمانية ... و لو أدرك الناس أنا في زمان قل فيه اهل الحق لعلموا أن حكم التعامل مع الجماعات المختلطة قد اختلف عن القديم ... فقديما حين كان أهل السنة الأغلبية و كنت ترى امامين وسعا الدنيا علما يتماشيان في السوق ... كان الأنجع الموقف السلبي و التحذير مطلقا من اي جماعة فيها ابتداع لوجود القدرة على على الدفع ... أما اليوم فالموقف الايجابي هو الأنجع بدعم الجانب السني لا بدعوة الناس للالتحاق بها و لكن بدعوة من يوافقنا فيها على الدفع بالتي هي أحسن من داخلها و حقن مزيد من دم الحق فيها و في هذا تختلف أنظار المجتهدين كما في عهد مصر الفاطمية و أزهرها ... حين اختلفت أنظار المجتهدين من الجماعة السنية المستضعفة بين المفاصلة التامة أو المخالطة للمحافظة على دوام العقد السني فيها و عدم انفراطه و الدفع به الى الأمام ... و الله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 03:11]ـ
نعم ... و الله!
هكذا التحقيق فليكن.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 04:28]ـ
زارني رجل عامي لا يفقه شيئا من أمور " الفقه " و " العلم الشرعي " و .. و .. فقال لي: استعد للخروج في سبيل الله أربعة أشهر؟!!
قلت: ماذا نفعل فيها؟
قال: نقول للناس " اتبعوا المرسلين " .. ! حزانى و مشفقين .. ؟
قلت: و لكن عملي لا يسمح لي بإجازة طويلة كهذه!؟
؟
؟
فقال:؟
تدرون ماذا قال ذلك الرجل " البسيط " لهذا الجامعي المثقف القاريء؟
قال: هادا مو شغلك؟!!!
كيف؟؟!
قال: هادا مو شغلك .. هادا على الله .. و نحن لا نتدخل بما هو موكول إلى الله ..
أنت عليك النية ... و الحرقة على العالمين و البكاء و الدعاء في جوف الليل الآخر!!
هادا مو شغلك!!
فكم و كم نتشاغل بشغل غيرنا عن شغلنا ... و نحن لا نشعر؟!
....
فهم الصوفية الخاطئ لمعنى التوكل!!
قال العلامة ابن الجوزي في كتابه العظيم (تلبيس إبليس) مبينا تلبيس إبليس على الصوفية:
[فصل:
وقد كان لبعضهم بضاعة فأنفقها وقال ما أريد أن تكون ثقتي إلا بالله!!!
وهذا قلة فهم لأنهم يظنون أن التوكل قطع الأسباب وإخراج الأموال.
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أنبأنا جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد يقول: دققت على أبي يعقوب الزيات بابه في جماعة من أصحابنا، فقال: ما كان لكم شغل في الله عز وجل يشغلكم عن المجيء إليَّ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت له: إذا كان مجيئنا إليك من شغلنا به، فلم ننقطع عنه!!، فسألته عن مسألة في التوكل، فأخرج درهما كان عنده، ثم أجابني فأعطى التوكل حقه، ثم قال: "استحييت من الله أن أجيبك وعندي شيء!! "
قال المصنف: لو فهم هؤلاء معنى التوكل، وأنه ثقة القلب بالله عز وجل لا إخراج صور المال، ما قال هؤلاء هذا الكلام، ولكن قلّ فهمهم،وقد كان سادات الصحابة والتابعين يتجرون ويجمعون الأموال، وما قال مثل هذا أحد منهم!!
وقد روينا عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال حين أمر بترك الكسب لأجل شغله بالخلافة: " فمن أين أطعم عيالي؟ "
وهذا القول منكر عند الصوفية، يخرجون قائله من التوكل!!
وكذلك ينكرون على من قال: هذا الطعام يضرني!!!
وقد رووا في ذلك حكاية أخبرنا بها أبو بكر بن حبيب، قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي الصادق، قال: أخبرنا ابن باكويه، قال: أخبرني أبو زرعة الطبري، قال: أخبرني أبو بكر القاري، قال سمعت أبا طالب الرازي يقول: حضرت مع أصحابنا في موضع فقدموا اللبن، وقالوا لي: كل، فقلت: لا آكله فإنه يضرني، فلما كان بعد أربعين سنة، صليت يوما خلف المقام، ودعوت الله عز وجل وقلت: اللهم إنك تعلم أني ما أشركت بك طرفة عين، فسمعت هاتفا يهتف بي ويقول: ولا يوم اللبن؟!!
قال المصنف: وهذه الحكاية والله أعلم بصحتها.
واعلم أن من يقول: هذا يضرني، لا يريد أن ذلك يفعل الضرر بنفسه، وإنما يريد أنه سبب الضرر، كما قال الخليل صلوات الله وسلامه عليه: (رب أنهن أضللن كثيرا من الناس).
وقد صح عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما نفعني مال كمال أبي بكر).
وقوله: (ما نفعي) مقابل لقول القائل: (ما ضرني).
وصح عنه أنه قال: (ما زالت أكلة خيبر تعادّني، فهذا أوان قطعت أبهري).
وقد ثبت أنه لا رتبة أولى من رتبة النبوة، وقد نسب النفع إلى المال والضرر إلى الطعام، فالتحاشي عن سلوك طريقه -صلى الله عليه وسلم- تُعاطُ* على الشريعة، فلا يلتفت إلى هذيان من هذى في مثل هذا] اهـ.
فهينئا لك يا الخلوصي بهذا التوكل بل التواكل الذي تعلمته من هذا العامي الجاهل.
والله المستعان.
* تُعاطُ: أي: تُحمل.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:22]ـ
/// إيراد الأخ الفضلي ومشاركته الأخيرة جيدة ..
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:13]ـ
كلام من بصير ...
هؤلاء قد كتب فيهم كثير من العلماء الناصحين الصادقين المخلصين، لكن مع الأسف في بلادنا هذه ولا يسمعون بهذه الكتابات أبدا، يعني تدلل في هذا الكتاب على عقائدهم وخرافاتهم وبدعهم وضلالاتهم من كتبهم ومن كلامهم ومن مواقفهم، ما يسمعون، ماذا نصنع؟ كما يقال في الإخوان المسلمين يقال في جماعة التبليغ، جماعة التبليغ عندهم شرك وعندهم بدع وعندهم ضلال، الشرك الأكبر يوجد عندهم، عندهم الأولياء يعلمون الغيب، عندهم يتصرفون في الكون، وعندهم وحدة وجود، وعندهم أشياء كثيرة، ضلالات، الطريقة النقشبندية فيها الدعوة إلى وحدة الوجود، وفيها تبني القول بأن العلماء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، وفيها كل البلايا والدواهي، هذه الطريقة النقشبندية وحدها، أنا قرأت ترجمة شيخ النقشبندية أن شيخه أرشده إلى رعاية الكلاب! فكان يرعى الكلاب، هذه عبادة عظيمة عندهم، يرعى الكلاب! الرسول أمر بقتل الكلاب حتى الإنسان لو اقتنى كلبا يسقط من أجره كل يوم قراطان، إلا كلب صيد أو زرع أو ماشية، أما هذا يرعاها ويحتفي بها، مع الأسف الشديد، ثم قال له أن يرعى كلاب الحضرة، أمره شيخه أن يرعى كلاب الحضرة، فذهب يرعى كلاب الحضرة فكان يتأدب مع هذه الكلاب ولا يمشي أمامها، فقال له شيخه: إنك ستلقى السعادة على يد كلب من هذه الكلاب، فظل ينشد هذه السعادة على يد هذا الكلب، فبينما هو ذات يوم يمشي بين الكلاب وإذا بكلب مستلق على ظهره رافعا يديه إلى السماء يحن ويبكي وكذا، فوقف يبكي ويؤمن على دعاء الكلب، فرزقه الله السعادة، هذا شيخ النقشبندية، انظروا إلى أي حد يسقطون أنفسهم ويهوون بالأمة، مع الأسف الشديد، كل هذه البلايا، هذه واحدة من هذه الطرق التي يبايع عليها جماعة التبليغ، ثم يأتون إلى بلاد التوحيد يدعونهم، يدعونهم إلى الله وينقذونهم من الضلال، من ضلال التوحيد إلى نور الشرك! شر البدع والضلالات!،
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا "نظام الدين" يعني ضربوا مخيمهم ومسجدهم إلى جنب "نظام الدين" تبركا به وتقديسا له، "نظام الدين" هذا مسجده فيه خمسة قبور يطاف بها ويركع لها ويسجد لها ويبكى عندها ويخشى عندها أكثر مما يخشى لله ويخشع عنده -تبارك وتعالى-، عندهم على مرمى حجر بين مسجدهم وهذا المسجد شارع مليء بالزهور لهدايا القبور، لا يغيرون هذا المنكر أبدا، ولا يعدونه منكرا بل يتباهون بالقرب من قبر "نظام الدين"، ويعتبرونهم من أعظم أولياء الله -تبارك وتعالى- ومفخرة من مفاخرهم بلايا لا أول لها ولا آخر، نحن نعرف أصولهم ونعرف مناهجهم ونعرف ضلالهم، وبيّن العلماء والحمد لله، وكتب الشيخ حمود التويجري الله يرحمه كتب وبيّن، المفروض إن شباب هذا البلد يستفيد من كتابات هذا الشيخ الجليل السلفي الصادق المخلص الذي أفنى حياته في الدعوة إلى الحق والذب عن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ومواجهة البدع والضلالات، وله مكانة في هذا البلد، والله ما احترموه ولا استفادوا من كتابات هذا الرجل، وكل ما يقوله زعماء التبليغ أمام شبابهم بالتسليم والإجلال والتقدير والاحترام، مع الأسف الشديد، والتبليغ والروافض والإخوان يتعاطف بعضهم مع بعض ويوالي بعضهم بعضا ويتعاونون في الكيد لهذه البلاد، والله لقد كادوا، طبعا أنتم تعرفون جماعة التبليغ علاقتهم باليهود وبالشيوعيين وبدول الغرب كلها، يدخلون أحرارا في أي بلد لا يجدون أي عقبة أمامهم، لماذا؟ يقولون: هؤلاء دراويش، لكن من ورائهم ساسة دهاة الدهاة، زعماء التبليغ في غاية الدهاء، وفي غاية المكر، وعلاقاتهم وطيدة بأعداء الإسلام في العالم كله بما فيها إيران، والله يقول واحد سني -بل ناس منهم من أهل السنة-: إننا نعجز أن نتحرك إلى صلة أرحامنا وأقاربنا في القرى، ما نستطيع، لأن الحكومة الإيرانية الرافضية في غاية التشدد ضدنا، وما تسمح لنا وتعاقبنا، ولما يأتي جماعة التبليغ نندس فيهم ويبيتون في المساجد ويخطبون ويتكلمون بكل ما يريدون لكن بالباطل ما هو بالحق، لو قالوا كلمة حق لطردوهم، هذا هو حقيقة جماعة التبليغ، هم لا يسمحون لو مشيت أنا معهم أو مشى الشيخ عبد الله أو الشيخ فالح يبغى يتكلم في التوحيد ما يسمحون له أبدا، الشيخ ضياء الرحمن مدرس عندنا في الجامعة الإسلامية من أصل هندي -وطبعا- تجنس ويدرس بالجامعة الإسلامية، زاروه في بيته وقالوا له تخرج معنا يا أخي، قال لهم: أنا طالب علم وما أستطيع أن أتحمل أخطاء، إذا رأيت أخطاء فأنبه وألاحظ، إذا سمعت حديثا ضعيفا أو خطأ في العقيدة أبيّن، قالوا: أهلا وسهلا ونحن والله نستفيد منك .. وإلخ، خرج معهم، اتفقوا أن يخرج معهم أسبوعا، فبدؤوا يتكلمون فيها أخطاء فعلق عليهم، سكتوا على مضض، تكلموا المرة الثانية فعلق عليهم، قالوا: يا شيخ ما هو بدك ترجع؟ يعني بأسلوب لطيف لطيف، قال: أنا خرجت أسبوع، قالوا: والله الأحسن ترجع يا شيخ، ألا ترى أن الأفضل أن ترجع؟ فأجبروه إلى الرجوع، رجع للمدينة حصّل زعيمهم سعيد أحمد، حصّله في المسجد النبوي قال له: والله يا شيخ سعيد مجموعة من شبابكم مرّوا علي وقالوا تخرج معنا ولمدة أسبوع وخرجت معهم، اشترطت عليهم أني ألاحظ، إذا فيه أخطاء حديث ضعيف ونحوه، فتكلموا لاحظت ردوني، قال له: نعم إذا خرجت مع هؤلاء القوم فلا تعترض أبدا، في بلاد التوحيد ما لهم اعتراض أبدا، صحح الأخطاء وتكلمْ في التوحيد، والله لو كانت -يعني- دعوة عندها شيء من الجدية في نصرة دين الله ودعوة إلى دين الله الحق لو عندها شيء بعض الشيء لما كان وضعهم هكذا، ولكن هم كادوا لهذه الدولة دولة التوحيد منذ قامت يكيدون لها، وعقدوا عشرات المؤتمرات في الهند لتدمير الحرمين ولإسقاط الدولة السعودية فعجزوا فجاءوا هذه المرة تحت ستار السلفية، جاء أول وفد منهم واتصلوا بالشيخ محمد بن إبراهيم قالوا: والله نحن من أهل الحديث وسلفيون ونريد أن نحرك الدعوة ونحارب القبور والشرك وكذا، كتب لهم إلى أمير الشرقية يتعاون معهم لأنهم دعاة إلى السنة وإلى محاربة الشرك والبدع، وإذا بعد أيام الناس يكتبون -بارك الله فيك- عنهم تقارير: إن عندهم شرك وعندهم بدع وعندهم ضلالات وإلى آخره، فهم دخلوا إلى هذه البلاد تحت ستار السلفية يدعون إلى محاربة القبور والشرك، وهم والله يدعون إلى تشييد القبور، والله ذكر ناس إن عندهم مقبرة يشيدون فيها القبور ويبيعون القبر بعشرين ألف رُبيِّة في وقت غلاء الرُّبِّية، لهم مقبرة خاصة يبيعون القبور، ولهم ناس جوالون يجمعون النذور نذور الأولياء يسمونها، في كل أنحاء الهند، يجمعون النذور التي تنذر ويتقرب بها المشركون إلى هذه الأوثان، يجمعونها ويأكلون منها، وضلالات وضلالات، ويكفي ما كتب فيهم، كثير وكثير، ويلبِّسون على الناس يقولون الشيخ ابن باز يحترمنا ويساعدنا ويفتي للناس بالخروج معنا، الشيخ ابن باز دائما عنده تحفظات وعنده احتياطات، كثير من الأحيان يكون عندهم شرك، وعندهم بدع، لكن العالم يخرج معهم يعلمهم، يصحح أخطاءهم ويصحح ضلالهم، وأما الجاهل فلا يجوز أن يخرج، الشيخ قصده أنك تخرج تعلمهم التوحيد وتدعوهم إلى التوحيد وإلى السنة، فيذهبون يلبسون على الناس يقولون: والله الشيخ ابن باز معنا، يضحكون على الشباب، طبعا لهم مكائد خطيرة لهذا البلد ولهم علاقة بإيطاليا وغيرها ولهم علاقات بأعداء الإسلام في كل مكان، ويحققون أهداف أعداء الله.
العلامة ربيع المدخلي من شريط بعنوان الدرر السلفية جوابا عن سؤال حول ظاهرة انتشار جماعة التبليغ في السعودية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:28]ـ
اخوتي إليكم هذه القصة:
فلاح دخل السوق ومعه ورد وزهر ظاهره الجمال ولكن في شمه وريحه السم الزعاف.
لما دخل السوق عرض ورده الجميل وقال خذوه وادعوا لصاحبه
فبينما هو في نشوة من الفرح والتفاف الناس وكثرة الطلب
ظهر ناصح أمين وقال بأن أهل الخبرة واليقين قالوا بأن هذا الورد مسموم فاحذروه.
ثم ظهر آخر وآخر وآخر كلهم ينصحون
لكن للأسف ظهر من بين الناس فتى مما في قلبه على أصحاب الخبرة يدعي أنه في علم الورد (إمام) فراح يدافع عن التاجر ويقول له: بع فأنا مشتاق لرؤيته ينفد من بين يديك.
إلا أن الناصحين كثروا، فقال التاجر يائسا: إنما دعوتكم لتنظروا جماله (فدعونا في هذا الموضوع) ولا تعدوا لغيره.
فلم يتركوه وزادوا في الرد عليه
فقال المسكين: هؤلاء لم ينظروا إلى (ما عانيت) من بذره وغرسه.
فقالوا: وهل هذا يبيح لك الضرر وأن نسكت عما نراه من الغرر
فلما رأى التاجر المسكين أن سلعته كسدت والناس من حوله انفضوا، قال لأصحاب السوق: فضلا (احذفوا) دكاني حتى ينساني الناس وكأنني لم أدخل أبدا.
فقال له الناصحون، بل ابق ونحن منك محذرون.
فلولا فضل الله ثم الناصحون المخلصون لباع هذا التاجر ورده ولعاد بورد آخر أكثر سما،
فجزى الله خيرا الناصحين وعافانا من شر الكائدين.
ووالله إنا لديننا ناصحون.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:43]ـ
أحسنت يا أبا عبد المحسن، بارك الله فيك.
جزاك الله خيرا أخي البخاري.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:45]ـ
رفع الله قدركما الفضلي والجزائري على التوضيح والإفادة
آمين وإياك، وجزاك الله خيرا أنت على ما قدمت.
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:19]ـ
أما الاستمرار في الجدال فلا ...
أما الحوار المستبصر .. فأهلا به ..
و شروطه الالتزام بمحل البحث المطروح ... و الهدوء ..
و أعود لأقول لمن لا يقرأ جيدا: قولوا ما شئتم ... ماااااا شئتم في الألوكة ... و حتى في موضوعي بهذه الشروط.
و هذه المواضيع هي لبيان أشياء عن " هذا الجهد " أخطأ علماؤكم في تصوراتهم عنها ... فنقل الفتاوى المبنية على تلك التصورات قبل الإصغاء لمن يبينها - و هو إنما جاء للبيان - خروج عن محل البحث!
فمن أراد الاستبراء لدينه فليصغ لما سيدهشه من اكتشافات خطيرة ... و ليوطن نفسه أن يكون لله وحده!
و من لا يستطيع مراجعة نفسه و معلوماته إكراما لهيبة علمائه و لو على حساب دين الله ...
فمن الآن أقول له: لن أجادل ... و دونك الألوكة كلها ... بل و حتى مواضيعي كلها اكتب فيها ما تشاء .... و لا تخف من ان تكون مسببا أذى لي ... فقد سامحتك في حق نفسي و أدعو الله لك ان يبصرك بالحق و إيانا جميعا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 11:44]ـ
/// يا أيها الشيخ المرخي عمامته أين أبيات الشعر التي وعدت بها عن الحور والجنة؟ (ابتسامة)
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 01:07]ـ
/// يا أيها الشيخ المرخي عمامته أين أبيات الشعر التي وعدت بها عن الحور والجنة؟ (ابتسامة)
نعم هكذا فليكن المشرف .. !!؟؟
ذكيّا لمّاحاً؟!
إذ إنه لمّا رأى جفاف الجدال و قسوة التناطح ...
راح يخرج عن " محل البحث " .. ؟
و إلى أين؟!
إلى حيث يدغدغ شويعر نفسه بالحديث عن الحسناوات؟!
و متى جاء الطلب؟!!
تحت جُنح الظلام!!!! من بعد منتصف الليل!
أتراك كنت تدعو الجليل القدير ذلك الفردوس الأعلى؟!! و نسيتني من دعائك ... و تذكرت الحور العين فحسب؟؟
آه لو علم مدير الموقع بما فعلته يا شيخ عدنان؟!:)
إذن .. ؟:)
إذن .. ؟:):)
إذن لعلاك بالدرّة!!:):):)
و لكنني على يقين من أنه بعد ذلك ...
كان سيطلب من الشيخ في رسالة خاصة ..
القصيدة كاملة غير منقوصة!!:)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 08:08]ـ
أضحك الله سنك شيخنا الكريم
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 12:55]ـ
في بلاد الغرب لهم دور فعال في الدعوة الى الله. كم من الناس اسلموا على ايديهم و كم من الناس اهتدوا و استقاموا؟؟
لا تنسوا الفضل بينكم
قلة العلم تعالج باختلاط بهم و نصيحة طيبة.
يا ليت موجود جماعة سلفية تقوم على عمل يفعل الاخوة التبليغيين.
نجد هؤلاء الاخوة يخرجون في سبيل الله (و الله اعلم من يخرج في سبيله) من قلة العلم لكن مع همة عالية كما نجد بعض طلبة العلم قاعدين تحت المكييف يدرس مسائل نادرة او مجرد جمع معلومات.
لو جمعت الحسنيين .... طلب العلم و الدعوة لكان خيرا.
لا ينكر جهودهم الا المستكبر او من لا يعرفهم حق المعرفة. لا اقول انهم فقهاء او علماء
لكن لابد من وقفة.
هل الاسلام انتشر بفقهاء و مفتين؟
الاسلام انتشر بالصالحين و المتقين, منهم الراسخون في العلم ومنهم دون ذلك.
انا أشهد ان بعض الجماعات فتحوا مساجد في البرازيل و اسلموا عدد كبير من الناس و لله الحمد و الفضل.
كما اشهد ان بعض افراد من هذه الجماعة على غير سبيل المؤمنين. و هدانا الله و اياهم.
الانصاف عزيز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:22]ـ
أضحك الله سنك شيخنا الكريم
و سنونك يا سيدي ...
الانصاف عزيز.
نعم صدقت أيها العزيز ...
يا سيدي أنا منذ مدة أفكر باسمك الكريم؟! هل أنت برازيلي حقا؟؟(/)
كتاب لله ثم للتاريخ
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين وبعد:
الى الاخوة الكرام زوار المنتدى هدا الكتاب لصاحبه الدكتور حسن الموسوي الدي أخد العلم على أكبر مراجع الشيعة بالحوزة العلمية النجفية, وقد ألف هدا الكتاب يفضح فيه أسرارهم. وهوموجود على شبكة الأنترنت. ملف وورد. اليكم الكتاب.
بما أن الصفحة لم تتسع له فاني سأقدمه للقارئ الكريم في ثلاثة أجزاء حتى الصفحة 45 منه.
الجزء الأول:
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
كنا في جمعية صلاح الدين نتحدث عن الحاجة إلى كتاب مختصر عن أصول الشيعة الإثني عشرية شريطة أن يستفيد منه العامة والخاصة، وبينما كنا نبحث عمن يكتبه من أهل العلم والاختصاص وصلنا هذا الكتاب "لله .. ثم للتاريخ" لمؤلفه السيد حسين الموسوي من علماء النجف، وبعد قراءته وجدناه يفي بالغرض وزيادة.
أما الزيادة التي نعنيها، فهي مؤلف الكتاب الذي يعتبر عالماً من كبار علماء الشيعة، وبحكم دراسته وتدريسه في حوزات النجف، فقد كانت صلاته قوية مع كبار علماء وآيات الشيعة من أمثال: كاشف الغطاء، والخوئي، والصدر، والخميني، وعبد الحسين شرف الدين الذي كان يتردد على النجف، وفضلاً عن هذا وذاك فقد كان والد المؤلف عالماً من علماء الشيعة.
تحدث المؤلف في كتابه عن غرائب تجاربه مع مراجع الشيعة بأسلوب شيق ومختصر، وبعد ذكر ما كان يحدث له معهم كلهم أو مع واحد منهم كان يرد قراءه إلى أمهات كتبهم التي تنص على مشروعية هذا الفعل القبيح.
وكل من يتناول هذا الكتاب بالقراءة المتأنية سوف يلمس صدق المؤلف [ولا نزكي على الله أحداً]، واختلاف طريقته عن طريقة من سبقه من المؤلفين الشيعة الذين نقدوا بعض أصول مذهبهم.
جزى الله المؤلف كل خير على هذا الكتاب النفيس، وأبعد عنه شرور الحاقدين الموتورين، فقد سمعنا أنهم يتربصون به الدوائر ولهذا فإنه لم يذكر اسمه الصحيح، خوفاً من أن يكتشف أمره ويحصل له ما لا يحمد عقباه [انظر (ص 91) من الكتاب]، والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
جمعية صلاح الدين الخيرية
14 صفر 1422
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وآله الطيبين الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن المسلم يعلم أن الحياة تنتهي بالموت، ثم يتقرر المصير: إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولا شك أن المسلم حريص على أن يكون من أهل الجنة، لذا لا بد أن يعمل على إرضاء ربه جل وعلا، وأن يبتعد عن كل ما نهى عنه، مما يوقع الإنسان في غضب الله ثم في عقابه، ولهذا نرى المسلم يحرص على طاعة ربه وسلوك كل ما يقربه إليه، وهذا دأب المسلم من عوام الناس، فكيف إذا كان من خواصهم؟.
إن الحياة كما هو معلوم فيها سبل كثيرة ومغريات وفيرة، والعاقل من سلك السبيل الذي ينتهي به إلى الجنة وإن كان صعباً، وأن يترك السبيل الذي ينتهي به إلى النار وإن كان سهلاً ميسوراً.
هذه رواية صيغت على شكل بحث، قلتها بلساني، وقيدتها ببناني قصدت بها وجه الله ونفع إخواني ما دمت حياً قبل أن أُدرج في أكفاني.
ولدت في كربلاء، ونشأت في بيئة شيعية في ظل والدي المتدين.
درست في مدارس المدينة حتى صرت شاباً يافعاً، فبعث بي والدي إلى الحوزة العلمية النجفية أم الحوزات في العالم لأنهل من علم فحول العلماء ومشاهيرهم في هذا العصر أمثال سماحة الإمام السيد محمّد آل الحسين كاشف الغطاء.
درسنا في النجف في مدرستها العلمية العلية، وكانت الأمنية أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه مرجعاً دينياً أتبوأ فيه زعامة الحوزة، وأخدم ديني وأمتي وأنهض بالمسلمين.
وكنت أطمح أن أرى المسلمين أمة واحدة، وشعباً واحداً، يقودهم إمام واحد، في الوقت عينه أرى دول الكفر تتحطم وتتهاوى صروحها أمام أمة الإسلام هذه، وهناك أمنيات كثيرة مما يتمناها كل شاب مسلم غيور، وكنت أتساءل:
ما الذي أدى بنا إلى هذه الحال المزرية من التخلف والتمزق والتفرق؟!
وأتساءل عن أشياء أخرى كثيرة تمر في خاطري، كما تمر في خاطر كل شاب مسلم، ولكن لا أجد لهذه الأسئلة جواباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويسر الله تعالى لي الالتحاق بالدراسة وطلب العلم، وخلال سنوات الدراسة كانت ترد عليّ نصوص تستوقفني، وقضايا تشغل بالي، وحوادث تحيرني، ولكن كنت أتهم نفسي بسوء الفهم وقلة الإدراك، وحاولت مرة أن أطرح شيئاً من ذلك على أحد السادة من أساتذة الحوزة العلمية، وكان الرجل ذكياً إذ عرف كيف يعالج فيّ هذه الأسئلة، فأراد أن يجهز عليها في مهدها بكلمات يسيرة، فقال لي:
ماذا تدرس في الحوزة؟
قلت له: مذهب أهل البيت طبعاً
فقال لي: هل تشك في مذهب أهل البيت؟!
فأجبته بقوة: معاذ الله.
فقال: إذن أبعد هذه الوساوس عن نفسك فأنت من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وأهل البيت تلقوا عن محمّد صلى الله عليه وآله، ومحمد تلقى من الله تعالى.
سكت قليلاً حتى ارتاحت نفسي، ثم قلت له: بارك الله فيك شفيتني من هذه الوساوس.
ثم عدت إلى دراستي، وعادت إليَّ تلك الأسئلة والاستفسارات، وكلما تقدمت في الدراسة ازدادت الأسئلة وكثرت القضايا والمؤاخذات.
المهم أني أنهيت الدراسة بتفوق حتى حصلت على إجازتي العلمية في نيل درجة الاجتهاد من أوحد زمانه سماحة العميد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء زعيم الحوزة، وعند ذلك بدأت أفكر جدياً في هذا الموضوع، فنحن ندرس مذهب أهل البيت، ولكن أجد فيما ندرسه مطاعن في أهل البيت (عليهم السلام) ندرس أمور الشريعة لنعبد الله بها، ولكن فيها نصوصاً صريحة في الكفر بالله تعالى.
أي ربي ما هذا الذي ندرسه؟! أيمكن أن يكون هذا هو مذهب أهل البيت حقاً؟!
إن هذا يسبب انفصاماً في شخصية المرء، إذ كيف يعبد الله وهو يكفر به؟
كيف يقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وآله، وهو يطعن به؟!
كيف يتبع أهل البيت ويحبهم ويدرس مذهبهم، وهو يسبهم ويشتمهم؟!
رحماك ربي ولطفك بي، إن لم تدركني برحمتك لأكونن من الضالين بل من الخاسرين. وأعود وأسأل نفسي: ما موقف هؤلاء السادة والأئمة وكل الذين تقدموا من فحول العلماء، ما موقفهم من هذا؟ أما كانوا يرون هذا الذي أرى؟ أما كانوا يدرسون هذا الذي درست؟.
بلى، بل إن الكثير من هذه الكتب هي مؤلفاتهم هم، وفيها ما سطرته أقلامهم، فكان هذا يدمي قلبي ويزيده ألماً وحسرة.
وكنت بحاجة إلى شخص أشكو إليه همومي وأبث أحزاني، فاهتديت أخيراً إلى فكرة طيبة وهي دراسة شاملة أعيد فيها النظر في مادتي العلمية، فقرأت كل ما وقفت عليه من المصادر المعتبرة وحتى غير المعتبرة، بل قرأت كل كتاب وقع في يدي، فكانت تستوقفني فقرات ونصوص كنت أشعر بحاجة لأن أعلق عليها، فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليها بما يجول في نفسي، فلما انتهيت من قراءة المصادر المعتبرة، وجدت عندي أكداساً من قصاصات الورق فاحتفظت بها عسى أن يأتي يوم يقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً.
وبقيت علاقاتي حسنة مع كل المراجع الدينية والعلماء والسادة الذين قابلتهم، وكنت أخالطهم لأصل إلى نتيجة تعينني إذا ما اتخذت يوماً القرار الصعب، فوقفت على الكثير حتى صارت قناعتي تامة في اتخاذ القرار الصعب، ولكني كنت انتظر الفرصة المناسبة. وكنت أنظر إلى صديقي العلامة السيد موسى الموسوي فأراه مثلاً طيباً عندما أعلن رفضه للانحراف الذي طرأ على المنهج الشيعي، ومحاولاته الجادة في تصحيح هذا المنهج. ثم صدر كتاب الأخ السيد أحمد الكاتب (تطور الفكر الشيعي) وبعد أن طالعته وجدت أن دوري قد حان في قول الحق وتبصير إخواني المخدوعين، فإننا كعلماء مسؤولون عنهم يوم القيامة فلا بد لنا من تبصيرهم بالحق وإن كان مراً.
ولعل أسلوبي يختلف عن أسلوب السيدين الموسوي والكاتب في طرح نتاجاتنا العلمية، وهذا بسبب ما توصل إليه كل منا من خلال دراسته التي قام بها.
ولعل السيدين المذكورين في ظرف يختلف عن ظرفي، ذلك أن كلاً منهما قد غادر العراق واستقر في دولة من دول الغرب، وبدأ العمل من هناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أنا فما زلت داخل العراق وفي النجف بالذات، والإمكانات المتوافرة لدي لا ترقى إلى إمكانات السيدين المذكورين، لأني وبعد تفكير طويل في البقاء أو المغادرة، قررت البقاء والعمل هنا صابراً محتسباً ذلك عند الله تعالى، وأنا على يقين أن هناك الكثير من السادة ممن يشعرون بتأنيب الضمير لسكوتهم ورضاهم مما يرونه ويشاهدونه، ومما يقرأونه في أمهات المصادر المتوافرة عندهم، فأسأل الله تعالى أن يجعل كتابي حافزاً لهم في مراجعة النفس وترك سبيل الباطل وسلوك سبيل الحق، فإن العمر قصير والحجة قائمة عليهم، فلم يبق لهم بعد ذلك من عذر.
وهناك بعض السادة ممن تربطني بهم علاقات استجابوا لدعوتي لهم - والحمد لله - فقد اطلعوا على هذه الحقائق التي توصلت إليها وبدؤوا هم أيضاً بدعوة الآخرين فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياهم لتبصير الناس بالحقيقة، وتحذيرهم من مغبة الانجراف في الباطل، إنه أكرم مسؤول.
وإني لأعلم أن كتابي هذا سيلقى الرفض والتكذيب والاتهامات الباطلة، وهذا لا يضرني، فإني قد وضعت هذا كله في حسابي، وسيتهمونني بالعمالة لإسرائيل أو أمريكا، أو يتهمونني أني بعت ديني وضميري بعرض من الدنيا، وهذا ليس ببعيد ولا بغريب، فقد اتهموا صديقنا العلامة السيد موسى الموسوي بمثل هذا، حتى قال السيد علي الغروي: إن ملك السعودية فهد بن عبد العزيز قد أغرى الدكتور الموسوي بامرأة جميلة من آل سعود وبتحسين وضعه المادي، فوضع له مبلغاً محترماً في أحد البنوك الأمريكية لقاء انخراطه في مذهب الوهابيين!!.
فإذا كان هذا نصيب الدكتور الموسوي من الكذب والافتراء والإشاعات الرخيصة، فما هو نصيبي أنا وماذا سيشيعون عني؟! ولعلهم يبحثون عني ليقتلوني كما قتلوا قبلي من صدع بالحق، فقد قتلوا نجل مولانا الراحل آية الله العظمى الإمام السيد أبي الحسن الأصفهاني أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى وإلى اليوم، وسيد علماء الشيعة بلا منازع عندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات التي دخلت عليه، فلم يرق لهم ذلك، فذبحوا نجله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا الإمام عن منهجه في تصحيح الانحراف الشيعي، كما قتلوا قبله السيد أحمد الكسروي عندما أعلن براءته من هذا الانحراف، وأراد أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إرباً إرباً.
وهناك الكثيرون ممن انتهوا إلى مثل هذه النهاية جراء رفضهم تلك العقائد الباطلة التي دخلت إلى التشيع، فليس بغريب إذا ما أرادوا لي مثل هذا المصير.
إن هذا كله لا يهمني، وحسبي أني أقول الحق، وأنصح إخواني وأذكرهم وألفت نظرهم إلى الحقيقة، ولو كنت أريد شيئاً من متاع الحياة الدنيا فإن المتعة والخمس كفيلان بتحقيق ذلك لي، كما يفعل الآخرون حتى صاروا هم أثرياء البلد وبعضهم يركب أفضل أنواع السيارات بأحدث موديلاتها، ولكني والحمد لله أعرضت عن هذا كله منذ أن عرفت الحقيقة، وأنا الآن أكسب رزقي ورزق عائلتي بالأعمال التجارية الشريفة.
لقد تناولت في هذا الكتاب موضوعات محددة، ليقف إخواني كلهم على الحقيقة، حتى لا تبقى هناك غشاوة على بصر أي فرد كان منهم.
وفي النية تأليف كتب أخرى تتعلق بموضوعات غير هذه، ليكون المسلمون جميعاً على بينة، فلا يبقى عذراً لغافل أو حجة لجاهل.
وأنا على يقين أن كتابي هذا سيلقى القبول عند طلاب الحق - وهم كثيرون والحمد لله - وأما من فضل البقاء في الضلالة -لئلا يخسر مركزه فتضيع منه المتعة والخمس- من (أولئك) الذين لبسوا العمائم وركبوا عجلات (المرسيدس) و (السوبر) فهؤلاء ليس لنا معهم كلام، والله حسيبهم على ما اقترفوا ويقترفون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
عبد الله بن سبأ
إن الشائع عندنا -معاشر الشيعة- أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية لا حقيقة لها، اخترعها أهل السنة من أجل الطعن بالشيعة ومعتقداتهم، فنسبوا إليه تأسيس التشيع، ليصدوا الناس عنهم وعن مذهب أهل البيت.
وسألت السيد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء عن ابن سبأ فقال:
إن ابن سبأ خرافة وضعها الأمويون والعباسيون حقداً على آل البيت الأطهار، فينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه بهذه الشخصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكني وجدت في كتابه المعروف (أصل الشيعة وأصولها) ص40 - 41 ما يدل على وجود هذه الشخصية وثبوتها حيث قال: "أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة به، فهذه كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه .. ".
ولا شك أن هذا تصريح بوجود هذه الشخصية، فلما راجعته في ذلك قال: إنا قلنا هذا تقية، فالكتاب المذكور مقصود به أهل السنة، ولهذا اتبعت قولي المذكور بقولي بعده: "على أنه ليس من البعيد رأي القائل أن عبد الله بن سبأ (وأمثاله) كلها أحاديث خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر المجوف".
وقد ألف السيد مرتضى العسكري كتابه (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) أنكر فيه وجود شخصية ابن سبأ، كما أنكرها أيضاً السيد محمّد جواد مغنية في تقديمه لكتاب السيد العسكري المذكور.
وعبد الله بن سبأ هو أحد الأسباب التي ينقم من أجلها أغلب الشيعة على أهل السنة. ولا شك أن الذين تحدثوا عن ابن سبأ من أهل السنة لا يحصون كثرة ولكن لا يعول الشيعة عليهم لأجل الخلاف معهم.
بيد أننا إذا قرأنا كتبنا المعتبرة نجد أن ابن سبأ شخصية حقيقية وإن أنكرها علماؤنا أو بعضهم. وإليك البيان:
1 - عن أبي جعفر ?: (أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله -تعالى عن ذلك- فبلغ ذلك أمير المؤمنين ? فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال: نعم أنت هو، وقد كان قد ألقى في روعي أنت الله وأني نبي، فقال أمير المؤمنين ?: ويلك قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبى، فحبسه، واستتابه ثلاثة أيام، فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: "إن الشيطان استهواه، فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك").
وعن أبي عبد الله أنه قال: (لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين ?، وكان والله أمير المؤمنين ? عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم)، (معرفة أخبار الرجال) للكشي (70 - 71)، وهناك روايات أخرى.
2 - وقال المامقاني: (عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو) وقال: (غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين ? بالنار، وكان يزعم أن علياً إله، وأنه نبي) (تنقيح المقال في علم الرجال)، (2/ 183، 184).
3 - وقال النوبختي: (السبئية قالوا بإمامة علي وأنها فرض من الله عز وجل وهم أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال: "إن علياً ? أمره بذلك" فأخذه عليّ فسأله عن قوله هذا، فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن.
وحكى جماعة من أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة، فقال في إسلامه في علي بن أبي طالب بمثل ذلك، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي ? وأظهر البراءة من أعدائه .. فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) (فرق الشيعة)، (32 - 44).
4 - وقال سعد بن عبد الله الأشعري القمي في معرض كلامه عن السبئية: (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن خرسي وابن اسود وهما من أجل أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم) (المقالات والفرق)، (20).
5 - وقال الصدوق:
وقال أمير المؤمنين ?: (إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء وينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟
فقال: أو ما تقرأ: ?وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ? [الذاريات:22]، فمن أين يطلب الرزق إلا موضعه؟ وموضعه -الرزق- ما وعد الله عز وجل السماء) (من لا يحضره الفقيه) (1/ 229).
6 - وذكر ابن أبي الحديد أن عبد الله بن سبأ قام إلى علي وهو يخطب فقال له: (أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له -علي- ويلك من أنا، فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه)، شرح نهج البلاغة (5/ 5).
7 - وقال السيد نعمة الله الجزائري:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قال عبد الله بن سبأ لعلي ?: أنت الإله حقاً، فنفاه علي ? إلى المدائن، وقيل أنه كان يهودياً فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي) (الأنوار النعمانية) (2/ 234).
فهذه سبعة نصوص من مصادر معتبرة ومتنوعة بعضها في الرجال وبعضها في الفقه والفرق، وتركنا النقل عن مصادر كثيرة لئلا نطيل كلها تثبت وجود شخصية اسمها عبد الله بن سبأ، فلا يمكننا بعد نفي وجودها خصوصاً وإن أمير المؤمنين ? قد أنزل بابن سبأ عقاباً على قوله فيه بأنه إله، وهذا يعني أن أمير المؤمنين ? قد التقى عبد الله بن سبأ وكفى بأمير المؤمنين حجة فلا يمكن بعد ذلك إنكار وجوده.
نستفيد من النصوص المتقدمة ما يأتي:
1 - إثبات وجود شخصية ابن سبأ ووجود فرقة تناصره وتنادي بقوله، وهذه الفرقة تعرف بالسبئية.
2 - إن ابن سبأ هذا كان يهودياً فأظهر الإسلام، وهو وإن أظهر الإسلام إلا أن الحقيقة أنه بقي على يهوديته، وأخذ يبث سمومه من خلال ذلك.
3 - إنه هو الذي أظهر الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وكان أول من قال بذلك، وهو أول من قال بإمامة أمير المؤمنين ?، وهو الذي قال بأنه ? وصى النبي صلى الله عليه وآله، وأنه نقل هذا القول عن اليهودية، وأنه ما قال هذا إلا محبة لأهل البيت ودعوة لولايتهم، والتبرؤ من أعدائهم -وهم الصحابة ومن ولاهم بزعمه-.
إذن شخصية عبد الله بن سبأ حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، ولهذا ورد التنصيص عليها وعلى وجودها في كتبنا ومصادرنا المعتبرة، وللاستزادة في معرفة هذه الشخصية، انظر المصادر الآتية:
الغارات للثقفي، رجال الطوسي، الرجال للحلي، قاموس الرجال للتستري، دائرة المعارف المسماة بمقتبس الأثر للأعلمي الحائري، الكنى والألقاب لعباس القمي، حل الإشكال لأحمد بن طاووس المتوفى سنة (673)، الرجال لابن داود، التحرير للطاووسي، مجمع الرجال للقهبائي، نقد الرجال للتفرشي، جامع الرواة للمقدسي الأردبيلي مناقب آل أبي طالب لابن شهر أشوب، مرآة الأنوار لمحمد بن طاهر العاملي، فهذه على سبيل المثال لا الحصر أكثر من عشرين مصدراً من مصادرنا تنص كلها على وجود ابن سبأ، فالعجب كل العجب من فقهائنا أمثال المرتضى العسكري والسيد محمّد جواد مغنية وغيرهما في نفي وجود هذه الشخصية، ولا شك أن قولهم ليس فيه شيء من الصحة.
الحقيقة في انتساب الشيعة لأهل البيت
إن من الشائع عندنا معاشر الشيعة، اختصاصنا بأهل البيت، فالمذهب الشيعي كله قائم على محبة أهل البيت -حسب رأينا- إذ الولاء والبراء مع العامة -وهم أهل السنة- بسبب أهل البيت، والبراءة من الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة وعائشة بنت أبي بكر بسبب الموقف من أهل البيت، والراسخ في عقول الشيعة جميعاً صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، ذكرهم وأنثاهم، أن الصحابة ظلموا أهل البيت، وسفكوا دماءهم واستباحوا حرماتهم.
وإن أهل السنة ناصبوا أهل البيت العداء، ولذلك لا يتردد أحدنا في تسميتهم بالنواصب، ونستذكر دائماً دم الحسين الشهيد ?، ولكن كتبنا المعتبرة عندنا تبين لنا الحقيقة، إذ تذكر لنا تذمر أهل البيت صلوات الله عليهم من شيعتهم، وتذكر لنا ما فعله الشيعة الأوائل بأهل البيت، وتذكر لنا من الذي سفك دماء أهل البيت عليهم السلام، ومن الذي تسبب في مقتلهم واستباحة حرماتهم.
قال أمير المؤمنين ?: (لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد) (الكافي/الروضة 8/ 338).
وقال أمير المؤمنين ?:
(يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة جرت والله ندماً وأعقبت صدماً .. قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يطاع) (نهج البلاغة 70، 71).
وقال لهم موبخاً: منيت بكم بثلاث، واثنتين:
(صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء .. قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها) (نهج البلاغة 142).
قال لهم ذلك بسبب تخاذلهم وغدرهم بأمير المؤمنين ? وله فيهم كلام كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام الحسين ? في دعائه على شيعته:
(اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241).
وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم، فكان مما قال:
(لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا، وتهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين) (الاحتجاج 2/ 24).
وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون، إنهم شيعته أهل الكوفة، أي أجدادنا، فلماذا نحمل أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين ?؟!
ولهذا قال السيد محسن الأمين:
(بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه) (أعيان الشيعة/القسم الأول 34).
وقال الحسن ?:
(أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (الاحتجاج 2/ 10).
وقال الإمام زين العابدين ? لأهل الكوفة:
(هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه .. بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي) (الاحتجاج 2/ 32).
وقال أيضاً عنهم:
(إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟) (الاحتجاج 2/ 29).
وقال الباقر ?:
(لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم بنا شكاكاً والربع الآخر أحمق) (رجال الكشي 79).
وقال الصادق ?:
(أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثاً) (أصول الكافي 1/ 496).
وقالت فاطمة الصغرى عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة:
(يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً .. فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً .. كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت .. تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم .. ويذيق بعضكم بأس ما تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين. تباً لكم يأهل الكوفة، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي، وبنيه وعترته الطيبين.
فرد علينا أحد أهل الكوفة مفتخراً فقال:
نحن قتلنا علياً وبني علي بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/ 28)
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليها لأهل الكوفة تقريعاً لهم: (أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل .. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب .. أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم بعارها .. وانى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة .. ) (الاحتجاج 2/ 29 - 30).
نستفيد من هذه النصوص وقد -أعرضنا عن كثير غيرها- ما يأتي:
1 - ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم.
2 - تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب في سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتهم.
3 - إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين ? ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنهم هم الذين قتلوا علياً وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك.
4 - إن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم زادوا على تلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله ?، فقالوا له:
(إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم .. ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/ 34).
(يُتْبَعُ)
(/)
فبين أبو عبد الله أن الله سماهم (الرافضة) وليس أهل السنة.
لقد قرأت هذه النصوص مراراً، وفكرت فيها كثيراً، ونقلتها في ملف خاص وسهرت الليالي ذوات العدد أنعم النظر فيها -وفي غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك- فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوت مرتفع: كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم.
نحن نعلم جميعاً ما لاقاه أنبياء الله ورسله عليهم السلام من أذى أقوامهم، وما لاقاه نبينا صلى الله عليه وآله، ولكني عجبت من اثنين، من موسى ? وصبره على بني إسرائيل، إذ نلاحظ أن القرآن الكريم تحدث عن موسى ? أكثر من غيره، وبين صبره على أكثر أذى بني إسرائيل ومراوغاتهم وحبائلهم ودسائسهم.
وأعجب من أهل البيت سلام الله عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة، على خيانتهم لهم وغدرهم بهم وقتلهم لهم وسلبهم أموالهم، وصبر أهل البيت على هذا كله، ومع هذا نلقي باللائمة على أهل السنة ونحملهم المسؤولية!.
وعندما نقرأ في كتبنا المعتبرة نجد فيها عجباً عجاباً، قد لا يصدق أحدنا إذا قلنا: إن كتبنا معاشر الشيعة -تطعن بأهل البيت عليهم السلام وتطعن بالنبي صلى الله عليه وآله- وإليك البيان:
عن أمير المؤمنين ? إن غُفيراً -حمار رسول الله صلى الله عليه وآله- قال له: بأبي أنت وأمي -يا رسول الله- إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: (أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار) (أصول الكافي 1/ 237).
وهذه الرواية تفيدنا بما يأتي:
1 - الحمار يتكلم!
2 - الحمار يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: فداك أبي وأمي!، مع أن المسلمين هم الذين يفدون رسول الله صلوات الله عليه بآبائهم وأمهاتهم لا الحمير.
3 - الحمار يقول: (حدثني أبي عن جدي إلى جده الرابع!) مع أن بين نوح ومحمد ألوفاً من السنين، بينما يقول الحمار أن جده الرابع كان مع نوح في السفينة. كنا نقرأ أصول الكافي مرة مع بعض طلبة الحوزة في النجف على الإمام الخوئي فرد الإمام الخوئي قائلاً:
انظروا إلى هذه المعجزة، نوح سلام الله عليه يخبر بمحمد ? وبنبوته قبل ولادته بألوف السنين.
بقيت كلمات الإمام الخوئي تتردد في مسمعي مدة وأنا أقول في نفسي:
وكيف يمكن أن تكون هذه معجزة وفيها حمار يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله: بأبي أنت وأمي؟! وكيف يمكن لأمير المؤمنين سلام الله عليه أن ينقل مثل هذه الرواية؟!.
لكني سكت كما سكت غيري من السامعين.
ونقل الصدوق عن الرضا ? في قوله تعالى: ?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ? [الأحزاب:37]، قال الرضا مفسراً هذه الآية:
(إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده، فرأى امرأته زينب تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك) (عيون أخبار الرضا 112).
فهل ينظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى امرأة رجل مسلم ويشتهيها ويعجب بها ثم يقول لها سبحان الذي خلقك؟!، أليس هذا طعناً برسول الله صلى الله عليه وآله؟!.
وعن أمير المؤمنين أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر (فجلست بينه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدت إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة) (البرهان في تفسير القرآن 4/ 225).
وجاء مرة أخرى فلم يجد مكاناً فأشار إليه رسول الله: ههنا -يعني خلفه- وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء: فجاء علي ? فقعد بين رسول الله وبين عائشة، فقالت وهي غاضبة: (ما وجدت لاستك -دبرك أو مؤخرتك- موضعاً غير حجري؟ فغضب رسول الله وقال: يا حميراء لا تؤذيني في أخي) (كتاب سليم بن قيس 179).
وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قال: (سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس له خادم غيري، وكان له لحاف ليس له غيره، ومعه عائشه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره، فإذا قام إلى الصلاة -صلاة الليل- يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا) (بحار الأنوار 40/ 2).
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يرضى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يجلس علي في حجر عائشة امرأته؟ ألا يغار رسول الله صلى الله عليه وآله على امرأته وشريكة حياته إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذي لا يعتبر من المحارم؟ ثم كيف يرتضي أمير المؤمنين ذلك لنفسه؟!.
قال السيد علي غروي أحد أكبر العلماء في الحوزة: (إن النبي صلى الله عليه وآله لا بد أن يدخل فرجه النار، لأنه وطئ بعض المشركات) يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة، وهذا كما هو معلوم فيه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وآله، لأنه لو كان فرج رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل النار فلن يدخل الجنة أحد أبداً.
أكتفي بهذه الروايات الست المتعلقة برسول الله صلوات الله عليه لأنتقل إلى غيرها.
فقد أوردوا روايات في أمير المؤمنين ? هذه بعضها:
عن أبي عبد الله ? قال: (أتى عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه، فأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها فقام علي فنظر بين فخذيها فاتهمها) (بحار الأنوار (40/ 303).
ونحن نتساءل هل ينظر أمير المؤمنين بين فخذي امرأة أجنبية؟ وهل يعقل أن ينقل الإمام الصادق هذا الخبر؟ وهل يقول هذا الكلام رجل أحب أهل البيت؟
وعن أبي عبد الله ? قال: قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو على المنبر فقالت: هذا قاتل الأحبة، فنظر إليها وقال لها:
(يا سلفع يا جريئة يا بذيّة يا مذكرّة يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي علي منها شيء بين مدلى) (البحار 41/ 293).
فهل يتلفظ أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام البذئ؟ هل يخاطب امرأة بقوله يا التي علي منها شيء بين مدلى؟ وهل ينقل الصادق ? مثل هذا الكلام الباطل؟ لو كانت هذه الروايات في كتب أهل السنة لأقمنا الدنيا ولم نقعدها، ولفضحناهم شر فضيحة، ولكن في كتبنا نحن الشيعة!
وفي الاحتجاج للطبرسي أن فاطمة سلام الله عليها قالت لأمير المؤمنين ?:
يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين. وروى الطبرسي في الاحتجاج أيضاً كيف أن عمر ومن معه اقتادوا أمير المؤمنين ? والحبل في عنقه وهم يجرونه جراً حتى انتهى به إلى أبي بكر ثم نادى بقوله: ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني!! ونحن نسأل يا ترى أكان أمير المؤمنين جباناً إلى هذا الحد؟
وانظر وصفهم لأمير المؤمنين ? إذ قالت فاطمة عنه.
(إن نساء قريش تحدثني عنه إنه رجل دحداح البطن، طويل الذراعين ضخم الكراديس، أنزع، عظيم العينين، لمنكبه مشاش كمشاش البعير، ضاحك السن لا مال له) (تفسير القمي 2/ 336).
وعن أبي إسحاق أنه قال:
(أدخلني أبي المسجد يوم الجمعة فرفعني فرأيت علياً يخطب على المنبر شيخاً، أصلع، ناتئ الجبهة، عريض ما بين المنكبين في عينه اطرغشاش (يعني لين في عينه) مقاتل الطالبين).
فهل كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين ?؟؟
نكتفي بهذا القدر لننتقل إلى روايات تتعلق بفاطمة سلام الله عليها.
روى أبو جعفر الكليني في أصول الكافي أن فاطمة أخذت بتلابيب عمر إليها، وفي كتاب سليم بن قيس (أنها سلام الله عليها تقدمت إلى أبي بكر وعمر في قضية فدك وتشاجرت معهما، وتكلمت في وسط الناس وصاحت وجمع الناس إليها) (253).
فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا؟
وروى الكليني في الفروع أنها سلام الله عليها ما كانت راضية بزواجها من علي ? إذ دخل عليها أبوها ? وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه، وما أنا زوجتك ولكن الله زوجك، ولما دخل عليها أبوها صلوات الله عليه ومعه بريده: لما أبصرت أباها دمعت عيناها، قال ما يبكيك يا بنيتي؟ قالت: (قلة الطعم، وكثرة الهم، وشدة الغم، وقالت في رواية: والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي) (كشف الغمة 1/ 149 - 150) وقد وصفوا علياً ? وصفاً جامعاً فقالوا: (كان ? أسمر مربوعاً، وهو إلى القصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذراعين حَمِش الساقين في عينه لين عظيم اللحية أصلع، ناتئ الجبهة) (مقاتل الطالبين 27).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين كما يقولون فكيف يمكن أن ترضى به؟ ونكتفي بهذه النصوص حرصاً على عدم الإطالة، وكانت الرغبة أن ننقل ما ورد من نصوص بحق كل واحد من الأئمة عليهم السلام، ثم عدلنا عن ذلك إلى الاكتفاء بخمس روايات وردت بحق كل واحد، ثم رأينا أن الأمر أيضاً يطول إذ نقلنا خمس روايات وردت بحق النبي صلوات الله عليه وخمساً أخرى بحق أمير المؤمنين وخمساً أخرى بحق فاطمة سلام الله عليها فاستغفرق ذلك صفحات عديدة، لذلك سنحاول أن نختصر أكثر حتى نطلع على خفايا أكثر.
نقل الكليني في الأصول من الكافي: أن جبريل نزل على محمّد صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمّد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة تقتله أمتك من بعدك فقال: يا جبريل وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة، تقتله أمتي من بعدي، فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك: يا جبريل وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي. فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك: يا جبريل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي. فعرج جبريل إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمّد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فقال: إني رضيت، ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت إليه أن لا حاجة لي في مولود تقتله أمتك من بعدك، وأرسل إليها إن الله عز وجل جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فأرسلت إليه إني رضيت، فحملته كرهاً .. ووضعته كرهاً ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى بالنبي صلى الله عليه وآله فيضع إبهامه في فيه فيمص ما يكفيه اليومين والثلاثة).
ولست أدري هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يرد أمراً بشره الله به؟ وهل كانت الزهراء سلام الله عليها ترد أمراً قد قضاه الله وأراد تبشيرها به فتقول: (لا حاجة لي به)؟. وهل حملت بالحملين وهي كارهة له ووضعته وهي كارهة له؟ وهل امتنعت عن ارضاعه حتى كان يؤتى بالنبي صلوات الله عليه ليرضعه من إبهامه ما يكفيه اليومين والثلاثة؟
إن سيدنا ومولانا الحسين الشهيد سلام الله عليه أجل وأعظم من أن يقال بحقه مثل هذا الكلام، وهو أجل وأعظم من أن تكره أمه حمله ووضعه. إن نساء الدنيا يتمنين أن تلد كل واحدة منهن عشرات الأولاد مثل الإمام الحسين سلام ربي عليه، فكيف يمكن للزهراء الطاهرة العفيفة أن تكره حمل الحسين وتكره وضعه وتمتنع عن إرضاعه؟؟
في جلسة ضمت عدداً من السادة وطلاب الحوزة العلمية تحدث الإمام الخوئي فيها عن موضوعات شتى ثم ختم كلامه بقوله: قاتل الله الكفرة. قلنا: من هم؟ قال: النواصب -أهل السنة- يسبون الحسين صلوات الله عليه بل يسبون أهل البيت!!.
ماذا أقول للإمام الخوئي؟!
لما زوج أمير المؤمنين ? ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب، نقل أبو جعفر الكليني عن أبي عبد الله ? أنه قال في ذلك الزواج: (إن ذلك فرج غصبناه!!!) (فروع الكافي 2/ 141).
ونسأل قائل هذا الكلام: هل تزوج عمر أم كلثوم زواجاً شرعياً أم اغتصبها غصباً؟ إن الكلام المنسوب إلى الصادق ? واضح المعنى، فهل يقول أبو عبد الله مثل هذا الكلام الباطل عن ابنة المرتضى ?؟
ثم لو كان عمر اغتصب أم كلثوم فكيف رضي أبوها أسد الله وذو الفقار وفتى قريش بذلك؟!.
عندما نقرأ في الروضة من الكافي (8/ 101)، في حديث أبي بصير مع المرأة التي جاءت إلى أبي عبد الله تسأل عن (أبي بكر وعمر) فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم.
فهل الذي يأمر بتولي عمر نتهمه بأنه اغتصب امرأة من أهل البيت؟؟
لما سألت الإمام الخوئي عن قول أبي عبد الله للمرأة بتولي أبي بكر وعمر، قال: إنما قال لها ذلك تقية!!.
وأقول للإمام الخوئي: إن المرأة كانت من شيعة أهل البيت، وأبو بصير من أصحاب الصادق ? فما كان هناك موجب للقول بالتقية لو كان ذلك صحيحاً، فالحق إن هذا التبرير الذي قال به أبو القاسم الخوئي غير صحيح.
وأما الحسن ? فقد روى المفيد في الإرشاد عن أهل الكوفة أنهم: شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته فبقى جالساً متقلداً السيف بغير رداء) (ص190) أيبقى الحسن ? بغير رداء مكشوف العورة أمام الناس؟ أهذه محبة؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودخل سفيان بن أبي ليلى على الحسن ? وهو في داره فقال للإمام الحسن: (السلام عليك يا مذل المؤمنين! قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك، وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله؟) (رجال الكشي 103).
هل كان الحسن ? مذلاً للمؤمنين؟ أم أنه كان معزاً لهم لأنه حقن دمائهم ووحد صفوفهم بتصرفه الحكيم ونظره الثاقب؟
فلو أن الحسن ? حارب معاوية وقاتله على الخلافة لأريق بحر من دماء المسلمين، ولقتل منهم عدد لا يحصيه إلا الله تبارك وتعالى، ولمزقت الأمة تمزيقاً ولما قامت لها قائمة من ذلك الوقت.
وللأسف فإن هذا القول ينسب إلى أبي عبد الله ? ووالله إنه لبريء من هذا الكلام وأمثاله.
وأما الإمام الصادق فقد ناله منهم شتى أنواع الأذى ونسبوا إليه كل قبيح، اقرأ معي هذا النص:
عن زرارة قال: (سألت أبا عبد الله ? عن التشهد .. قلت التحيات والصلوات .. فسألته عن التشهد فقال كمثله، قال: التحيات والصلوات، فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً) (رجال الكشي 142).
حق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق ? نعم .. كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبد الله؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبد الله ?؟! أيقول عن الصادق ? لا يفلح أبداً؟؟
لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قرون، وتداولته أيدي علماء الشيعة كلهم على اختلاف فرقهم، فما رأيت أحداً منهم اعترض على هذا الكلام أو أنكره أو نبه عليه، وحتى الإمام الخوئي، لما شرع في تأليف كتابه الضخم (معجم رجال الحديث) فإني كنت أحد الذين ساعدوه في تأليف هذا السفر وفي جمع الروايات من بطون الكتب، لما قرأنا هذه الرواية على مسمعه أطرق قليلاً، ثم قال: لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة، ما زاد على ذلك، ولكن أيها الإمام الجليل إن الهفوة تكون بسبب غفلة أو خطأ غير مقصود، إن قوة العلاقة بك إذا كنت لك بمنزلة الولد للوالد، وكنت مني بمنزلة الوالد لولده تحتم علي أن أحمل كلامك على حسن النية وسلامة الطوية وإلا لما كنت أرضى منك السكوت على هذه الإهانة على الإمام الصادق أبي عبد الله ?.
وقال ثقة الإسلام الكليني (حدثني هشام بن الحكم وحماد عن زرارة قال: قلت في نفسي: شيخ لا علم له بالخصومة -والمراد إمامه-)
وقد كتبوا في شرح هذا الحديث:
إن هذا الشيخ عجوز لا عقل له ولا يحسن الكلام مع الخصم.
فهل الإمام الصادق (لا عقل له)؟.
إن قلبي ليعتصر ألماً وحزناً، فإن هذا السباب وهذه الشتائم وهذه الجرأة لا يستحقها أهل البيت الكرام، فينبغي التأدب معهم.
وأما العباس وابنه عبد الله، وابنه الآخر عبيد الله، وعقيل عليهم السلام جميعاً فلم يسلموا من الطعن والغمز واللمز، اقرأ معي هذه النصوص.
روى الكشي أن قوله تعالى: ?لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ? نزلت فيه -أي في العباس- (رجال الكشي 54).
وقوله تعالى: ?وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً? وقوله تعالى: ?وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ? نزلنا فيه (52 - 53) وروى الكشي أيضاً أن أمير المؤمنين ? دعا على عبد الله بن العباس وأخيه عبيدالله فقال: (اللهم العن ابني فلان -يعني عبد الله وعبيدالله- واعم أبصارهما كما عميت قلوبهما الأجلين في رقبتي، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما) (52).
وروى ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني في الفروع عن الإمام الباقر قال في أمير المؤمنين: (وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام، عباس وعقيل)
إن الآيات الثلاث التي زعم الكشي أنها نزلت في العباس معناها الحكم عليه بالكفر والخلود في النار يوم القيامة، وإلا قل لي بالله عليك ما معنى قوله: ?فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً?؟.
وأما أن أمير المؤمنين ? دعا على ولدي العباس عبد الله وعبيدالله باللعن وعمى البصر وعمى القلب فهذا تكفير لهما.
إن عبد الله بن العباس تلقبه العامة -أهل السنة- بترجمان القرآن وحبر الأمة، فكيف نلعنه نحن وندعي محبة أهل البيت عليهم السلام؟
وأما عقيل ? فهو أخو أمير المؤمنين فهل هو ذليل وحديث عهد بالإسلام؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الإمام زين العابدين علي بن الحسين فقد روى الكليني: أن يزيد بن معاوية سأله أن يكون عبداً له، فرضي ? أن يكون عبداً ليزيد إذ قال له: (قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع) (الروضة من الكافي 8/ 235).
فانظر قوله وانظر معناه:
(قد أقررت بأني عبد لك، وأنا عبد مكره فإن شئت فأبقني عبداً لك وإن شئت أن تبيعني فبعني) فهل يكون الإمام ? عبداً ليزيد يبيعه متى شاء، ويبقي عليه متى شاء؟
إذا أردنا أن نستقصي ما قيل في أهل البيت جميعاً فإن الكلام يطول بنا إذ لم يسلم واحد منهم من كلمة نابية أو عبارة قبيحة أو عمل شنيع فقد نسبت إليهم أعمال شنيعة كثيرة وفي أمهات مصادرنا وسيأتيك شيء من ذلك في فصل قادم.
إقرأ معي هذه الرواية:
عن أبي عبد الله ?: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة) (بحار الأنوار 43/ 42).
(وكان يضع وجهه الكريم بين ثديي فاطمة عليها السلام) (بحار الأنوار 43/ 78).
إن فاطمة سلام الله عليها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول الله وجهه بين ثدييها؟! فإذا كان هذا نصيب رسول الله صلوات الله عليه ونصيب فاطمة فما نصيب غيرهما؟ لقد شكوا في الإمام محمّد القانع هل هو ابن الرضا أم أنه ابن ( .. ).
إقرأ معي هذا النص:
عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا ?:
(ما كان فينا إمام قط حائل اللون -أي تغير واسود- فقال لهم الرضا ?: هل ابني، قالوا: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى بالقافة -مفردها قائف وهو الذي يعرف الآثار والأشباه ويحكم بالنسب- فبيننا وبينك القافة، قال: ابعثوا أنتم إليه فأما أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتهم ولتكونوا في بيوتكم.
فلما جاءوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته واخوته وأخواته، وأخذوا الرضا ?، وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها، ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاءوا بأبي جعفر ? فقالوا: الحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب ولكن هذا عم أبيه، وهذا عمه وهذه عمته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإن قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن قالوا: هذا أبوه) (أصول الكافي 1/ 322)، أي أنهم شكوا في كون محمّد القانع سلام الله عليه ابن الرضا ?، بينما يؤكد الرضا ? أنه ابنه، وأما الباقون فإنهم أنكروا ذلك ولهذا قالوا: (ما كان فينا إمام قط حائل اللون) ولا شك أن هذا طعن في عرض الرضا ? واتهام لامرأته وشك في عفتها، ولهذا ذهبوا فأتوا بالقافة، وحكم القافة بأن محمداً القانع هو ابن الرضا ? لصلبه، عند ذلك رضوا وسكتوا.
من الممكن اتهام الآخرين بمثل هذه التهمة، وقد يصدق الناس ذلك، أما اتهام أهل البيت صلوات الله عليهم فهذا من أشنع ما يكون، وللأسف فإن مصادرنا التي نزعم أنها نقلت علم أهل البيت مليئة بمثل هذا الباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله. عندما قرأنا هذا النص أيام دراستنا في الحوزة مر عليه علماؤنا ومراجعنا مرور الكرام، وما زلت أذكر تعليل الخوئي عندما عرضت عليه هذا النص إذ قال ناقلاً عن السيد آل كاشف الغطاء: إنما فعلوا ذلك لحرصهم على بقاء نسلهم نقياً!!.
بل اتهموا الرضا سلام الله عليه بأنه كان يعشق بنت عم المأمون وهي تعشقه، (انظر عيون أخبار الرضا 153).
ولقبوا جعفراً بجعفر الكذاب فسبوه وشتموه مع أنه أخو الحسن العسكري فقال الكليني: (هو معلن الفسق فاجر، ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه، خفيف قليل في نفسه) (أصول الكافي 1/ 504).
فهل في أهل البيت سلام الله عليهم شريب خمر؟! أو فاسق؟ أو فاجر؟
إذا أردنا أن نعرف تفاصيل أكثر فعلينا أن نقرأ المصادر المعتبرة عندنا لنعرف ماذا قيل في حق الباقين منهم عليهم السلام، ولنعرف كيف قتلت ذرياتهم الطاهرة وأين قتلوا؟ ومن الذين قتلهم؟
لقد قتل عدد كبير منهم في ضواحي بلاد فارس بأيدي أناس من تلك المناطق، ولولا أني أخشى الإطالة أكثر مما ذكرت، لذكرت أسماء من أحصيته منهم وأسماء من قتلهم، ولكن أحيل القارئ الكريم إلى كتاب مقاتل الطالبين للأصفهاني فإنه كفيل ببيان ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعلم أن أكثر من تعرض للطعن والغمز واللمز الإمامان محمّد الباقر وابنه جعفر الصادق عليهما السلام وعلى آبائهما، فقد نسبت إليهم أغلب المسائل كالقول بالتقية والمتعة واللواطة بالنساء وإعارة الفرج و .. و .. إلخ
وهما سلام الله عليهما بريئان من هذا كله.
المتعة وما يتعلق بها
كنت أود أن أجعل عنوان هذا الفصل (المرأة عند الشيعة) لكني عدلت عن ذلك لأني رأيت أن كل الروايات التي روتها كتبنا تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى أمير المؤمنين وأبي عبد الله ? وغيرهما من الأئمة.
فما أردت أن يصيب الأئمة عليهم السلام أي طعن لأن في تلك الروايات من قبيح الكلام ما لا يرضاه أحدنا لنفسه فكيف يرضاه لرسول الله صلى الله عليه وآله وللأئمة عليهم السلام.
لقد استغلت المتعة أبشع استغلال، وأهينت المرأة شر إهانة، وصار الكثيرون يشبعون رغباتهم الجنسية تحت ستار المتعة وباسم الدين، عملاً بقوله تعالى: ?فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً? [النساء:24]، لقد أوردوا روايات في الترغيب بالمتعة، وحددوا أو رتبوا عليها الثواب وعلى تاركها العقاب، بل اعتبروا كل من لم يعمل بها ليس مسلماً. اقرأ معي هذه النصوص:
قال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة) فهل الذي يتمتع كمن زار الكعبة سبعين مرة؟ وبمن؟ بامرأة مؤمنة؟ وروى الصدوق عن الصادق ? قال:
(إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بغير ديننا) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366) وهذا تكفير لمن لم يقبل بالمتعة.
وقيل لأبي عبد الله ?: هل للمتمتع ثواب؟ قال: (إن كان يريد بذلك وجه الله لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بها حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء على شعره) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع مرة أمن سخط الجبار، ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366)، قلت: ورغبة في نيل هذا الثواب فإن علماء الحوزة في النجف وجميع الحسينيات ومشاهد الأئمة يتمتعون بكثرة، وأخص بالذكر منهم السيد الصدر والبروجرودي والشيرازي والقزويني والطباطبائي، والسيد المدني إضافة إلى الشاب الصاعد أبو الحارث الياسري وغيرهم، فإنهم يتمتعون بكثرة وكل يوم رغبة في نيل هذا الثواب ومزاحمة النبي صلوات الله عليه في الجنان.
وروى السيد فتح الله الكاشاني في تفسير منهج الصادقين عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين ?، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن ?، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب ? ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي).
لو فرضنا أن رجلاً قذراً تمتع مرة أفتكون درجته كدرجة الحسين ?؟ وإذا تمتع مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً كانت درجة الحسن وعلي والنبي عليهم السلام؟ أمنزلة النبي صلوات الله عليه ومنزلة الأئمة هينة إلى هذا الحد؟؟
وحتى ولو كان المتمتع هذا قد بلغ في الإيمان مرتبة عالية أيكون كدرجة الحسين؟ أو أخيه؟ أو أبيه أو جده؟
إن مقام الحسين أسمى وأعلى من أن يبلغه أحد مهما كان قوي الإيمان، ودرجة الحسن وعلي والنبي عليهم السلام جميعاً لا يبلغها أحد مهما سما وعلا إيمانه.
لقد أجازوا التمتع حتى بالهاشمية كما روى ذلك الطوسي في (التهذيب 2/ 193).
أقول: إن الهاشميات أرفع من أن يتمتع بهن، فهن سليلات النبوة ومن أهل البيت فحاشا لهن ذلك، وسيأتي السبب إن شاء الله، وقد بين الكليني أن المتعة تجوز ولو لضجعة واحدة بين الرجل والمرأة، وهذا منصوص عليه في فروع (الكافي 5/ 460).
ولا يشترط أن تكون المتمتع بها بالغة راشدة، بل قالوا يمكن التمتع بمن في العاشرة من العمر ولهذا روى الكليني في (الفروع 5/ 463)، والطوسي في (التهذيب 7/ 255)، أنه قيل لأبي عبد الله ?:
(الجارية الصغيرة هل يتمتع بها الرجل؟ فقال: نعم إلا أن تكون صبية تخدع. قيل: وما الحد الذي إذا بلغته لم تخدع؟ قال: عشر سنين).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه النصوص كلها سيأتي الرد عليها إن شاء الله، ولكني أقول: إن ما نسب إلى أبي عبد الله ? في جواز التمتع بمن كانت في العاشرة من عمرها، أقول: قد ذهب بعضهم إلى جواز التمتع بمن هي دون هذا السن.
لما كان الإمام الخميني مقيماً في العراق كنا نتردد إليه ونطلب منه العلم حتى صارت علاقتنا معه وثيقة جداً، وقد اتفق مرة أن وجهت إليه دعوة من مدينة تلعفر وهي مدينة تقع غرب الموصل على مسيرة ساعة ونصف تقريباً بالسيارة، فطلبني للسفر معه فسافرت معه، فاستقبلونا وأكرمونا غاية الكرم مدة بقائنا عند إحدى العوائل الشيعية المقيمة هناك، وقد قطعوا عهداً بنشر التشيع في تلك الأرجاء وما زالوا يحتفظون بصورة تذكارية لنا تم تصويرها في دارهم.
ولما انتهت مدة السفر رجعنا، وفي طريق عودتنا ومرورنا في بغداد أراد الإمام أن نرتاح من عناء السفر، فأمر بالتوجه إلى منطقة العطيفية حيث يسكن هناك رجل إيراني الأصل يقال له سيد صاحب، كانت بينه وبين الإمام معرفة قوية.
فرح سيد صاحب بمجيئنا، وكان وصولنا إليه عند الظهر، فصنع لنا غداء فاخراً واتصل ببعض أقاربه فحضروا وازدحم منزله احتفاء بنا، وطلب سيد صاحب إلينا المبيت عنده تلك الليلة فوافق الإمام، ثم لما كان العشاء أتونا بالعشاء، وكان الحاضرون يقبلون يد الإمام ويسألونه ويجيب عن أسئلتهم، ولما حان وقت النوم وكان الحاضرون قد انصرفوا إلا أهل الدار، أبصر الإمام الخميني صبية بعمر أربع سنوات أو خمس ولكنها جميلة جداً، فطلب الإمام من أبيها سيد صاحب إحضارها للتمتع بها فوافق أبوها بفرح بالغ، فبات الإمام الخميني والصبية في حضنه ونحن نسمع بكاءها وصريخها.
المهم أنه أمضى تلك الليلة فلما أصبح الصباح وجلسنا لتناول الإفطار نظر إلي فوجد علامات الإنكار واضحة في وجهي؛ إذ كيف يتمتع بهذه الطفلة الصغيرة وفي الدار شابات بالغات راشدات كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل؟
فقال لي: سيد حسين ما تقول في التمتع بالطفلة؟
قلت له: سيد القول قولك، والصواب فعلك، وأنت إمام مجتهد، ولا يمكن لمثلي أن يرى أو يقول إلا ما تراه أنت أو تقوله، -ومعلوم أني لا يمكنني الاعتراض وقتذاك-.
فقال: سيد حسين؛ إن التمتع بها جائز ولكن بالمداعبة والتقبيل والتفخيذ.
أما الجماع فإنها لا تقوى عليه.
وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة فقال: (لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً -أي يضع ذكره بين فخذيها- وتقبيلاً) انظر كتابه (تحرير الوسيلة 2/ 241 مسألة رقم 12).
جلست مرة عند الإمام الخوئي في مكتبه، فدخل علينا شابان يبدوا أنهما اختلفا في مسألة فاتفقا على سؤال الإمام الخوئي ليدلهما على الجواب.
فسأله أحدهما قائلاً: سيد ما تقول في المتعة أحلال هي أم حرام؟
نظر إليه الإمام الخوئي وقد أوجس من سؤاله أمراً ثم قال له: أين تسكن؟ قال الشاب السائل: أسكن الموصل وأقيم هنا في النجف منذ شهرين تقريباً.
قال له الإمام: أنت سني إذن؟
قال الشاب: نعم.
قال الإمام: المتعة عندنا حلال وعندكم حرام.
فقال له الشاب: أنا هنا منذ شهرين تقريباً غريب في هذه الديار فهلا زوجتني ابنتك لأتمتع بها ريثما أعود إلى أهلي؟
فحملق فيه الإمام هنيهة ثم قال له: أنا سيد وهذا حرام على السادة وحلال عند عوام الشيعة.
ونظر الشاب إلى السيد الخوئي وهو مبتسم ونظرته توحي أنه علم أن الخوئي قد عمل بالتقية.
ثم قاما فانصرفا، فاستأذنت الإمام الخوئي في الخروج فلحقت بالشابين فعلمت أن السائل سني وصاحبه شيعي اختلفا في المتعة أحلال أم حرام فاتفقا على سؤال المرجع الديني الإمام الخوئي، فلما حادثت الشابين انفجر الشاب الشيعي قائلاً: يا مجرمين تبيحون لأنفسكم التمتع ببناتنا وتخبروننا بأنه حلال وأنكم تتقربون بذلك إلى الله، وتحرمون علينا التمتع ببناتكم؟
وراح يسب ويشتم، وأقسم أنه سيتحول إلى مذهب أهل السنة، فأخذت أهدئ به ثم أقسمت له أن المتعة حرام وبينت له الأدلة على ذلك.
إن المتعة كانت مباحة في العصر الجاهلي، ولما جاء الإسلام أبقى عليها مدة ثم حرمت يوم خيبر، لكن المتعارف عليه عند الشيعة عند جماهير فقهائنا أن عمر بن الخطاب هو الذي حرمها، وهذا ما يرويه بعض فقهائنا.
والصواب في المسألة أنها حرمت يوم خيبر.
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
(حرم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة) انظر (التهذيب 2/ 186)، (الاستبصار 2/ 142)، (وسائل الشيعة 14/ 441).
وسئل أبو عبد الله ?:
(كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوجون
ـ[أبو البراء وليد الدغاري]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 01:07]ـ
بارك الله في الأخ أبو إيمان
و بإمكان الإخوة تحميل الكتاب كاملا من هنا ( http://depositfiles.com/files/jnad9o2ia)(/)
كتاب لله ثم للكتاب (للدكتور حسن الموسوي)
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 12:38]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الجزء التاني
بغير بينة؟ قال: لا) (انظر التهذيب 2/ 189).
وعلق الطوسي على ذلك بقوله: إنه لم يرد من ذلك النكاح الدائم بل أراد منه المتعة ولهذا أورد هذا النص من باب المتعة.
لا شك أن هذين النصين حجة قاطعة في نسخ حكم المتعة وإبطاله.
وأمير المؤمنين صلوات الله عليه نقل تحريمها عن النبي صلى الله عليه وآله وهذا يعني أن أمير المؤمنين قد قال بحرمتها من يوم خيبر، ولا شك أن الأئمة من بعده قد عرفوا حكم المتعة بعد علمهم بتحريمها، وهنا نقف بين أخبار منقولة وصريحة في تحريم المتعة وبين أخبار منسوبة إلى الأئمة في الحث عليها وعلى العمل بها.
وهذه مشكلة يحتار المسلم إزاءها أيتمتع أم لا؟
إن الصواب هو ترك المتعة لأنها حرام كما ثبت نقله عن أمير المؤمنين ?، وأما الأخبار التي نسبت إلى الأئمة؛ فلا شك أن نسبتها إليهم غير صحيحة بل هي أخبار مفتراة عليهم، إذ ما كان للأئمة عليهم السلام أن يخالفوا أمراً حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسار عليه أمير المؤمنين من بعده، وهم -أي الأئمة- الذين تلقوا هذا العلم كابراً عن كابر لأنهم ذرية بعضها من بعض.
لما سئل أبو عبد الله ?: (كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوجون بغير بينة؟ قال: لا) فلولا علمه بتحريم المتعة لما قال: لا، خصوصاً وإن الخبر صحيح في أن السؤال كان عن المتعة وأن أبا جعفر الطوسي راوي الخبر أورده في باب المتعة كما أسلفنا.
وما كان لأبي عبد الله والأئمة من قبله ومن بعده أن يخالفوا أمر رسول الله صلوات الله عليه أو أن يحلوا أمراً حرمه أو أن يتبدعوا شيئاً ما كان معروفاً في عهده ?.
وبذلك يتبين أن الأخبار التي تحث على التمتع ما قال الأئمة منها حرفاً واحداً، بل افتراها وتقولها عليهم أناس زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت الكرام والإساءة إليهم، وإلا بم تفسر إباحتهم التمتع بالهاشمية وتكفيرهم لمن لا يتمتع؟
مع أن الأئمة عليهم السلام لم ينقل عن واحد منهم نقلاً ثابتاً أنه تمتع مرة أو قال بحلية المتعة، أيكونون قد دانوا بغير دين الإسلام؟
فإذا توضح لنا هذا ندرك أن الذين وضعوا تلك الأخبار هم قوم زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت والأئمة عليهم السلام، لأن العمل بتلك الأخبار فيه تكفير للأئمة .. فتنبه.
روى الكليني عن أبي عبد الله ? أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت: (إني زنيت، فأمر أن ترجم، فأخبر أمير المؤمنين ? فقال: كيف زنيت؟
فقالت: مررت بالبادية فأصابني عطش شديد فاستسقيت أعرابياً فأبى إلا إن مكنته من نفسي، فلما أجهدني العطش وخفت على نفسي سقاني فأمكنته من نفسي، فقال أمير المؤمنين ?: تزويج ورب الكعبة) (الفروع 2/ 198).
إن المتعة كما هو معروف تكون عن تراض بين الطرفين وعن رغبة منهما.
أما في هذه الرواية فإن المرأة المذكورة مضطرة ومجبورة فساومها على نفسها مقابل شربة ماء، وليست هي في حكم الزانية حتى تطلب من عمر أن يطهرها وفوق ذلك -وهذا مهم- إن أمير المؤمنين ? هو الذي روى تحريم المتعة في نقله عن النبي صلى الله عليه وآله يوم خيبر فكيف يفتي هنا بأن هذا نكاح متعة؟! وفتواه على سبيل الحل والإقرار والرضا منه بفعل الرجل والمرأة!!؟
إن هذه الفتوى لو قالها أحد طلاب العلم لعدت سقطة بل غلطة يعاب عليه بسببها، فكيف تنسب إلى أمير المؤمنين ? وهو من هو في العلم والفتيا؟
إن الذي نسب هذه الفتوى لأمير المؤمنين إما حاقد أراد الطعن به، وإما ذو غرض وهو اخترع هذه القصة فنسبها لأمير المؤمنين ليضفي الشرعية على المتعة كي يسوغ لنفسه ولأمثاله استباحة الفروج باسم الدين حتى وإن أدى ذلك إلى الكذب على الأئمة عليهم السلام بل على النبي صلى الله عليه وآله.
وإن المفاسد المترتبة على المتعة كبيرة ومتعددة الجوانب:
1 - فهي مخالفة للنصوص الشرعية لأنها تحليل لما حرم الله.
2 - لقد ترتب على هذا اختلاق الروايات الكاذبة ونسبتها إلى الأئمة عليهم السلام مع ما في تلك الروايات من مطاعن قاسية لا يرضاها لهم من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ومن مفاسدها إباحة التمتع بالمرأة المحصنة -أي المتزوجة- رغم أنها في عصمة رجل دون علم زوجها، وفي هذه الحالة لا يأمن الأزواج على زوجاتهم فقد تتزوج المرأة متعة دون علم زوجها الشرعي ودون رضاه، وهذه مفسدة ما بعدها مفسدة، انظر (فروع الكافي 5/ 463)، (تهذيب الأحكام 7/ 554)، (الاستبصار 3/ 145)، وليت شعري ما رأي الرجل وما شعوره إذا اكتشف أن امرأته التي في عصمته متزوجة من رجل آخر غيره زواج متعة؟!
4 - والآباء أيضاً لا يأمنون على بناتهم الباكرات إذ قد يتزوجن متعة دون علم آبائهن، وقد يفاجأ الأب أن ابنته الباكر قد حملت، .. لم؟ كيف؟ لا يدري .. ممن؟ لا يدري أيضاً فقد تزوجت من واحد فمن هو؟ لا أحد يدري لأنه تركها وذهب.
5 - إن أغلب الذين يتمتعون، يبيحون لأنفسهم التمتع ببنات الناس، ولكن لو تقدم أحد لخطبة بناتهم أو قريباتهم فأراد أن يتزوجها متعة، لما وافق ولما رضي، لأنه يرى هذا الزواج أشبه بالزنا وإن هذا عار عليه، وهو يشعر بهذا من خلال تمتعه ببنات الناس فلا شك أنه يمتنع عن تزويج بناته للآخرين متعة، أي أنه يبيح لنفسه التمتع ببنات الناس وفي المقابل يحرم على الناس أن يتمتعوا ببناته.
إذا كانت المتعة مشروعة أو أمراً مباحاً، فلم هذا التحرج في إباحة تمتع الغرباء ببناته وقريباته؟
6 - إن المتعة ليس فيها إشهاد ولا إعلان ولا رضى ولي أمر المخطوبة، ولا يقع شيء من ميراث المتمتع للمتمتع بها، إنما هي مستأجرة كما نسب ذلك القول إلى أبي عبد الله ? فكيف يمكن إباحتها وإشاعتها بين الناس؟
7 - إن المتعة فتحت المجال أمام الساقطين والساقطات من الشباب والشابات في لصق ما عندهم من فجور بالدين، وأدى ذلك إلى تشويه صورة الدين والمتدينين.
وبذلك يتبين لنا أضرار المتعة دينياً واجتماعياً وخلقياً، ولهذا حرمت المتعة ولو كان فيها مصالح لما حرمت، ولكن لما كانت كثيرة المفاسد حرمها رسول الله صلى الله عليه وآله، وحرمها أمير المؤمنين ?.
تنبيه:
سألت الإمام الخوئي عن قول أمير المؤمنين في تحريم المتعة يوم خيبر، وعن قول أبي عبد الله في إجابة السائل عن الزواج بغير بينة أكان معروفاً على عهد النبي ?؟ فقال: إن قول أمير المؤمنين ? في تحريم المتعة يوم خيبر إنما يشمل تحريمها في ذلك اليوم فقط لا يتعدى التحريم إلى ما بعده.
وأما قول أبي عبد الله للسائل، فقال الإمام الخوئي: إنما قال أبو عبد الله ذلك تقية وهذا متفق عليه بين فقهائنا.
قلت: والحق إن قول فقهائنا لم يكن صائباً، ذلك أن تحريم المتعة يوم خيبر صاحبه تحريم لحوم الحمر الأهلية وتحريم لحوم الحمر الأهلية جرى العمل عليه من يوم خيبر وإلى يومنا هذا وسيبقى إلى قيام الساعة.
فدعوى تخصيص تحريم المتعة بيوم خيبر فقط دعوى مجردة لم يقم عليها دليل، خصوصاً وأن حرمة لحوم الحمر الأهلية والتي هي قرينة المتعة في التحريم بقي العمل عليها إلى يومنا هذا.
وفوق ذلك لو كان تحريم المتعة خاصاً بيوم خيبر فقط، لورد التصريح من النبي صلى الله عليه وآله بنسخ تلك الحرمة، على أنه يجب أن لا يغيب عن بالنا أن علة إباحة المتعة هي السفر والحرب، فكيف تحرم في تلك الحرب والمقاتل أحوج ما يكون إليها خصوصاً وأنه في غربة من أهله وما ملكت يمينه، ثم تباح في السلم؟
إن معنى قوله ? إنها حرمت يوم خيبر أي أن بداية تحريمها كان يوم خيبر وأما أقوال فقهائنا إنما هو تلاعب في النصوص لا أكثر.
فالحق إن تحريم المتعة ولحوم الحمر الأهلية متلازمان، نزل الحكم بحرمتها يوم خيبر وهو باقٍ إلى قيام الساعة، وليس هناك من داعٍ لتأويل كلام أمير المؤمنين ? من أجل إشباع رغبات النفس وشهواتها في البحث الدائم عن الجميلات والفاتنات من النساء للتمتع بهن والتلذذ باسم الدين وعلى حسابه.
وأما أن قول أبي عبد الله ? في جوابه للسائل كان تقية، أقول: إن السائل كان من شيعة أبي عبد الله فليس هناك ما يبرر القول بالتقية خصوصاً وانه يوافق الخبر المنقول عن الأمير ? في تحريم المتعة يوم خيبر.
إن المتعة التي أباحها فقهاؤنا تعطي الحق للرجل في أن يتمتع بعدد لا حصر له من النسوة، ولو بألف امرأة وفي وقت واحد.
وكم من متمتع جمع بين المرأة وأمها، وبين المرأة وأختها، وبين المرأة وعمتها أو خالتها وهو لا يدري.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءتني امرأة تستفسر مني عن حادثة حصلت معها، إذ أخبرتني أن أحد السادة وهو السيد حسين الصدر كان قد تمتع بها قبل أكثر من عشرين سنة فحملت منه، فلما أشبع رغبته منها فارقها، وبعد مدة رزقت ببنت، وأقسمت أنها حملت منه هو إذ لم يتمتع بها وقتذاك أحد غيره.
وبعد أن كبرت البنت وصارت شابة جميلة متأهلة للزواج، اكتشفت الأم أن ابنتها حبلى، فلما سألتها عن سبب حملها، أخبرتها البنت أن السيد المذكور استمتع بها فحملت منه، فدهشت الأم وفقدت صوابها، إذ أخبرت ابنتها أن هذا السيد هو أبوها وأخبرتها القصة، فكيف يتمتع بالأم واليوم يأتي ليتمتع بابنتها التي هي ابنته هو؟
ثم جاءتني مستفسرة عن موقف السيد المذكور منها ومن ابنتها التي ولدتها منه.
إن الحوادث من هذا النوع كثيرة جداً، فقد تمتع أحدهم بفتاة تبين له فيما بعد أنها أخته من المتعة، ومنهم من تمتع بامرأة أبيه.
وفي إيراد الحوادث من هذا القبيل لا يستطيع أحد حصرها، وقد رأينا ذلك بقول الله تعالى: ?وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ? [النور:23]، فمن لم يتمكن من الزواج الشرعي بسبب قلة ذات اليد فعليه بالاستعفاف ريثما يرزقه الله من فضله كي يستطيع الزواج.
فلو كانت المتعة حلالاً لما أمره بالاستعفاف والانتظار ريثما تتيسر أمور الزواج بل لأرشده إلى المتعة كي يقضي وطره بدلاً من المكوث والتحرق بنار الشهوة.
وقال الله تعالى: ?وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ? -إلى قوله- ?ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [النساء:25].
فأرشد الذين لا يستطيعون الزواج لقلة ذات اليد أن يتزوجوا مما ملكت أيمانهم، ومن عجز حتى عن ملك اليمين؛ أمره بالصبر، ولو كانت المتعة حلالاً لأرشده إليها.
ولا بد لنا أن ننقل نصوصاً أخرى عن الأئمة عليهم السلام في إثبات تحريم المتعة:
عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ? عن المتعة فقال: (لا تدنس نفسك بها) (بحار الأنوار 100/ 318).
وهذا صريح في قول أبي عبد الله ? إن المتعة تدنس النفس ولو كانت حلالاً لما صارت في هذا الحكم، ولم يكتف الصادق ? بذلك بل صرح بتحريمها:
عن عمار قال: قال أبو عبد الله ? لي ولسليمان بن خالد: (قد حرمت عليكما المتعة) (فروع الكافي 2/ 48)، (وسائل الشيعة 14/ 450).
وكان ? يوبخ أصحابه ويحذرهم من المتعة فقال: أما يستحي أحدكم أن يرى موضع فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه؟ (الفروع 2/ 44)، (وسائل الشيعة 1/ 450).
ولما سأل علي بن يقطين أبا الحسن ? عن المتعة أجابه: (ما أنت وذاك؟ قد أغناك الله عنها) (الفروع 2/ 43)، الوسائل (14/ 449).
نعم إن الله تعالى أغنى الناس عن المتعة بالزواج الشرعي الدائم.
ولهذا لم ينقل أن أحداً تمتع بامرأة من أهل البيت عليهم السلام، فلو كان حلالاً لفعلن، ويؤيد ذلك أن عبد الله بن عمير قال لأبي جعفر ?: (يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن؟ -أي يتمتعن- فأعرض عنه أبو جعفر ? حين ذكر نساءه وبنات عمه) (الفروع 2/ 42)، (التهذيب 2/ 186)، وبهذا يتأكد لكل مسلم عاقل أن المتعة حرام، لمخالفتها لنصوص القرآن الكريم وللسنة ولأقوال الأئمة عليهم السلام.
والناظر للآيات القرآنية الكريمة والنصوص المتقدمة في تحريم المتعة -إن كان طالباً للحق محباً له- لا يملك إلا أن يحكم ببطلان تلك الروايات التي تحث على المتعة لمعارضتها لصريح القرآن وصريح السنة المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام ولما يترتب عليها من مفاسد لا حصر لها بينا شيئاً منها فيما مضى.
إن من المعلوم أن دين الإسلام جاء ليحث على الفضائل وينهى عن الرذائل، وجاء ليحقق للعباد المصالح التي تستقيم بها حياتهم، ولا شك أن المتعة مما لا تستقيم بها الحياة إن حققت للفرد مصلحة واحدة -افتراضاً- فإنها تسبب مفاسد جملة أجملناها في النقاط الماضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن انتشار العمل بالمتعة جر إلى إعارة الفرج، وإعارة الفرج معناها أن يعطي الرجل امرأته أو أمته إلى رجل آخر فيحل له أن يتمتع بها أو أن يصنع بها ما يريد، فإذا ما أراد رجل ما أن يسافر أودع امرأته عند جاره أو صديقه أو أي شخص كان يختاره، فيبيح له أن يصنع بها ما يشاء طيلة مدة سفره. والسبب معلوم حتى يطمئن الزوج على امرأته لئلا تزني في غيابه (!!) وهناك طريقة ثانية لإعارة الفرج إذا نزل أحد ضيفاً عند قوم، وأرادوا إكرامه فإن صاحب الدار يعير امرأته للضيف طيلة مدة إقامته عندهم، فيحل له منها كل شيء، وللأسف يروون في ذلك روايات ينسبونها إلى الإمام الصادق ? وإلى أبيه أبي جعفر سلام الله عليه.
روى الطوسي عن محمّد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت:
(الرجل يحل لأخيه فرج جاريته؟ قال: نعم لا بأس به له ما أحل له منها) (الاستبصار 3/ 136).
وروى الكليني والطوسي عن محمّد بن مضارب قال: قال لي أبو عبد الله ?: (يا محمّد خذ هذه الجارية تخدمك وتصيب منها، فإذا خرجت فارددها إلينا) (الكافي؟)، (الفروع 2/ 200)، (الاستبصار 3/ 136).
قلت: لو اجتمعت البشرية بأسرها فأقسمت أن الإمامين الصادق والباقر عليهما السلام قالا هذا الكلام ما أنا بمصدق؟
إن الإمامين سلام الله عليهما أجل وأعظم من أن يقولا مثل هذا الكلام الباطل، فلا يبيحا هذا العمل المقزز الذي يتنافى مع الخلق الإسلامي الرفيع، بل هذه هي الدياثة، لا شك أن الأئمة سلام الله عليهم ورثوا هذا العلم كابراً عن كابر فنسبة هذا القول وهذا العمل إليهما إنما هو نسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فهو إذن تشريع إلهي.
في زيارتنا للهند ولقائنا بأئمة الشيعة هناك كالسيد النقوي وغيره مررنا بجماعة من الهندوس وعبدة البقر والسيخ وغيرهم من أتباع الديانات الوثنية، وقرأنا كثيراً فما وجدنا ديناً من تلك الأديان الباطلة يبيح هذا العمل ويحله لأتباعه.
فكيف يمكن لدين الإسلام أن يبيح مثل هذا العمل الخسيس الذي يتنافى مع أبسط مقومات الأخلاق؟
زرنا الحوزة القائمية في إيران فوجدنا السادة هناك يبيحون إعارة الفروج، وممن أفتى بإباحة ذلك السيد لطف الله الصافي وغيره ولذا فإن موضوع إعارة الفرج منتشر في عموم إيران، واستمر العمل به حتى بعد الإطاحة بالشاه محمّد رضا بهلوي ومجيء آية الله العظمى الإمام الخميني الموسوي، وبعد رحيل الإمام الخميني أيضاً استمر العمل عليه، وكان هذا أحد الأسباب (1) التي أدت إلى فشل أول دولة شيعية في العصر الحديث، كان الشيعة في عموم بلاد العالم يتطلعون إليها، مما حدا بمعظم السادة إلى التبرء منها، بل ومهاجمتها أيضاً، فهذا صديقنا العلامة السيد موسى الموسوي سماها (الثورة البائسة) وألف كتباً وبحوثاً ونشر مقالات في مهاجمتها وبيان أخطائها.
وقال السيد جواد الموسوي: إن الثورة الإسلامية في إيران ليس لها من الإسلام إلا الاسم.
وكان آية الله العظمى السيد محمّد كاظم شريعتمداري من أشد المعارضين لها لما رآه من انحراف واضح عن جادة الإسلام.
وهناك كثير من السادة ممن أعرفهم معرفة شخصية انتقدوا حكومة الإمام الخميني ونفروا منها.
ومما يؤسف له أن السادة هنا أفتوا بجواز إعارة الفرج، وهناك كثير من العوائل في جنوب العراق وفي بغداد في منطقة الثورة ممن يمارس هذا الفعل بناء على فتاوى كثير من السادة منهم السيستاني والصدر والشيرازي والطباطبائي والبروجردي وغيرهم، وكثير منهم إذا حل ضيفاً عند أحد استعار منه امرأته إذا رآها جميلة، وتبقى مستعارة عنده حتى مغادرته.
إن الواجب أن نحذر العوام من هذا الفعل الشنيع، وأن لا يقبلوا فتاوى السادة بإباحة هذا العمل المقزز الذي كان للأصابع الخفية التي تعمل من وراء الكواليس الدور الكبير في دسه في الدين ونشره بين الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يقتصر الأمر على هذا، بل أباحوا اللواطة بالنساء ورووا أيضاً روايات نسبوها إلى الأئمة سلام الله عليهم، فقد روى الطوسي عن عبد الله بن أبي اليعفور قال: (سألت أبا عبد الله ? عن الرجل يأتي المرأة من دبرها قال: لا بأس إذا رضيت، قلت: فأين قول الله تعالى: ?فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ? فقال: هذا في طلب الولد، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله، إن الله تعالى يقول: ?نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ?) (الاستبصار 3/ 243).
وروى الطوسي أيضاً عن موسى بن عبد الملك عن رجل قال: (سألت أبا الحسن الرضا ? عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها فقال: أحلتها آية من كتاب الله قول لوط ?: ?هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ? فقد علم أنهم لا يريدون الفرج) (الاستبصار 3/ 243).
وروى الطوسي عن علي بن الحكم قال: سمعت صفوان يقول: قلت للرضا ?: (إن رجلاً من مواليك أمرني أن أسألك عن مسألة فهابك واستحيى منك أن يسألك، قال: ما هي؟ قال: للرجل أن يأتي امرأته في دبرها؟ قال: نعم ذلك له) المصدر السابق.
لا شك أن هذه الأخبار معارضة لنص القرآن، إذ يقول الله تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ? [البقرة:222]، فلو كان إتيان الدبر مباحاً لأمر اعتزال الفرج فقط ولقال (فاعتزلوا فروج النساء في المحيض).
ولكن لما كان الدبر محرماً إتيانه أمر باعتزال الفروج والأدبار في محيض النساء بقوله: ?وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ?.
ثم بين الله تعالى بعد ذلك من أين يأتي الرجل امرأته فقال تعالى: ?فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ? [البقرة:222].
والله تعالى أمر بإتيان الفروج فقال: ?نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ? [البقرة:223]، والحرث هو موضع طلب الولد.
إن رواية أبي اليعفور عن أبي عبد الله مفهومها أن طلب الولد يكون في الفروج لقوله في قوله تعالى: ?نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ? هذا في طلب الولد، فمفهوم الرواية تخصيص الفروج لطلب الولد، وأما قضاء الوطر والشهوة فهو في الأدبار، وسياق الرواية واضح في إعطاء هذا المفهوم.
وهذا غلط لأن الفروج ليست مخصصة لطلب الولد فقط بل لقضاء الوطر والشهوة أيضاً، وهذا واقع العشرة بين الأزواج من لدن آدم ? وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأبو عبد الله أجل وأرفع من أن يقول هذا القول الباطل. ولو افترضنا جواز إتيان الدبر لما كان هناك معنى للآية الكريمة ?فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ? لأنه قد علم -على الافتراض المذكور- أن الإتيان يكون في القبل والدبر وليس هناك موضع ثالث يمكن إتيانه.
فلم يبق أي معنى للآية ولا للأمر الوارد فيها.
ولكن لما كان أحد الموضعين محرماً لا يجوز إتيانه، والآخر حلالاً احتيج إلى بيان الموضع الذي يجب أن يؤتى، فكان أمر الله تعالى بإتيان الحرث، والحرث هو موضع طلب الولد وهذا الموضع يؤتى لطلب الولد ولقضاء الوطر أيضاً.
أما الرواية المنسوبة إلى الرضا ? في إباحة اللواطة بالنساء واستدلاله بقولة لوط ?.
أقول: إن تفسير الآية قول الله تعالى: ?هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ? [هود:78]، قد ورد في آية أخرى في قوله تعالى: ?وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ? [العنكبوت:28]، وقطع السبيل لا يعني ما يفعله قطاع الطرق وحدهم .. لا، وإنما معناه أيضاً قطع النسل بالإتيان في غير موضع طلب الولد أي في الأدبار، فلو استمر الناس في إتيان الأدبار -أدبار الرجال والنساء- وتركوا أيضاً طلب الولد لانقرضت البشرية وانقطع النسل.
فالآية الكريمة تعطي هذا المعنى أيضاً وبخاصة إذا لاحظنا سياق الآية مما قبلها. ولا مرية أن هذا لا يخفى على الإمام الرضا ? فثبت بذلك كذب نسبة تلك الرواية إليه.
إن إتيان النساء في أدبارهن لم يقل به إلا الشيعة وبالذات الإمامية الاثنا عشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أن جميع السادة في حوزة النجف والحوزات الأخرى بل وفي كل مكان يمارسون هذا الفعل.
وكان صديقنا الحجة السيد أحمد الوائلي يقول بأنه منذ أن اطلع على هذه الروايات بدأ ممارسة هذا الفعل وقليلاً ما يأتي امرأة في قبلها.
وكلما التقيت واحداً من السادة وفي كل مكان فإني أسأله في حرمة إتيان النساء في الأدبار أو حله فيقول لي بأنه حلال ويذكر الروايات في حليتها منها الروايات التي تقدمت الإشارة إليها.
ولم يكتفوا بإباحية اللواطة بالنساء بل أباح كثير منهم حتى اللواطة بالذكور وبالذات المردان. كنا أحد الأيام في الحوزة فوردت الأخبار بأن سماحة السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي قد وصل بغداد، وسيصل إلى الحوزة ليلتقي سماحة الإمام آل كاشف الغطاء. وكان السيد شرف الدين قد سطع نجمه عند عوام الشيعة وخواصهم، خاصة بعد أن صدر بعض مؤلفاته كالمراجعات، والنص والاجتهاد.
ولما وصل النجف زار الحوزة فكان الاحتفاء به عظيماً من قبل الكادر الحوزي علماء وطلاباً وفي جلسة له في مكتب السيد آل كاشف الغطاء ضمت عدداً من السادة وبعض طلاب الحوزة، وكنت أحد الحاضرين، وفي أثناء هذه الجلسة دخل شاب في عنفوان شبابه فسلم فرد الحاضرون السلام، فقال للسيد آل كاشف الغطاء:
سيد عندي سؤال، فقال له السيد: وجه سؤالك إلى السيد شرف الدين
-فأحاله إلى ضيفه السيد شرف الدين تقديراً وإكراماً له-
قال السائل: سيد أنا أدرس في لندن للحصول على الدكتوراه، وأنا ما زلت أعزب غير متزوج، وأريد امرأة تعينني هناك -لم يفصح عن قصده أول الأمر- فقال له السيد شرف الدين: تزوج ثم خذ زوجتك معك.
فقال الرجل: صعب علي أن تسكن امرأة من بلادي معي هناك.
فعرف السيد شرف الدين قصده فقال له: تريد أن تتزوج امرأة بريطانية إذن؟
قال الرجل: نعم، فقال له شرف الدين: هذا لا يجوز، فالزواج باليهودية أو النصرانية حرام.
فقال الرجل: كيف أصنع إذن؟
فقال له السيد شرف الدين: ابحث عن مسلمة مقيمة هناك عربية أو هندية أو أي جنسية أخرى بشرط أن تكون مسلمة.
فقال الرجل: بحثت كثيراً فلم أجد مسلمات مقيمات هناك تصلح إحداهن زوجة لي، وحتى أردت أن أتمتع فلم أجد، وليس أمامي خيار إما الزنا وإما الزواج وكلاهما متعذر علي.
أما الزنا فإني مبتعد عنه لأنه حرام، وأما الزواج فمتعذر علي كما ترى وأنا أبقى هناك سنة كاملة أو أكثر ثم أعود إجازة لمدة شهر، وهذا كما تعلم سفر طويل فماذا أفعل؟
سكت (1) السيد شرف الدين قليلاً ثم قال: إن وضعك هذا محرج فعلاً .. على أية حال أذكر أني قرأت رواية للإمام جعفر الصادق ?، إذ جاءه رجل يسافر كثيراً ويتعذر عليه اصطحاب امرأته أو التمتع في البلد الذي يسافر إليه بحيث أنه يعاني مثلما تعاني أنت، فقال له أبو عبد الله ?: (إذا طال بك السفر فعليك بنكح الذكر) (2) هذا جواب سؤالك.
خرج الرجل وعليه علامات الارتياب من هذا الجواب، وأما الحاضرون ومنهم السيد زعيم الحوزة فلم ينبس أحد منهم ببنت شفة.
ضبط أحد السادة في الحوزة وهو يلوط بصبي أمرد من الدارسين في الحوزة. وصل الخبر إلى أسماع الكثيرين، وفي اليوم التالي بينما كان السيد المشار إليه يتمشى في الرواق، اقترب منه سيد آخر من علماء الحوزة أيضاً- وكان قد بلغه الخبر -فخاطبه بالفصحى مازحاً: سيد ما تقول في ضرب الحلق (2)؟
فأجابه السيد الأول بمزاح أشد قائلاً له وبالفصحى أيضاً: يستحسن إدخال الحشفة فقط، وقهقه الاثنان بقوة!!؟؟
وهناك سيد من علماء الحوزة مشهور باللواطة، رأى صبياً يمشي مع سيد آخر من علماء الحوزة أيضاً، فسأله: من هذا الصبي الذي معك؟
فأجابه: هذا ابني فلان.
فقال له: لم لا ترسله إلينا لنقوم بتدريسه وتعليمه كي يصبح عالماً مثلك؟
فأجابه ساخراً: أيها السافل الحقير أتريد أن آتيك به لتفعل به (كذا وكذا)!؟
وهذه الحادثة حدثني بها أحد الثقات من أساتذة الحوزة (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد رأينا الكثير من هذه الحوادث، وما سمعناه أكثر بكثير حتى إن صديقنا المفضال السيد عباس جمع حوادث كثيرة جداً ودونها بتفاصيلها وتواريخها وأسماء أصحابها، وهو ينوي إصدارها في كتاب أراد أن يسميه (فضائح الحوزة العلمية في النجف) لأن الواجب كشف الحقائق للعوام من الشيعة أولئك المساكين الذين لا يعلمون ما يجري وراء الكواليس، ولا يعلمون ما يفعله السادة، فيرسل أحدهم امرأته أو بنته أو أخته لغرض الزيارة أو لطلب الولد أو لتقديم (مراد للحسين) فيستلمها السادة وخاصة إذا كانت جميلة ليفجروا بها ويفعلوا بها كل منكر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الخمس
إن الخمس استغل هو الآخر استغلالاً بشعاً من قبل الفقهاء والمجتهدين، وصار مورداً يدر على السادة والمجتهدين أموالاً طائلة جداً، مع أن نصوص الشرع تدل على أن عوام الشيعة في حل من دفع الخمس، بل هو مباح لهم لا يجب عليهم إخراجه، وإنما يتصرفون فيه كما يتصرفون في سائر أموالهم ومكاسبهم، بل إن الذي يدفع الخمس للسادة والمجتهدين يعتبر آثماً لأنه خالف النصوص التي وردت عن أمير المؤمنين وأئمة أهل البيت سلام الله عليهم.
وحتى يقف القارئ اللبيب على حقيقة هذا الخمس وكيفية التصرف فيه سنستعرض موضوع الخمس وتطوره تاريخياً، وندعم بذلك نصوص الشرع وأقوال الأئمة وفتاوى المجتهدين الذين يعتد بهم ويعول على كلامهم.
1 - عن ضريس الكناني قال أبو عبد الله ?: من أين دخل على الناس الزنا؟
قلت لا أدري جعلت فداك، قال من قبل خمسنا أهل البيت إلا شيعتنا الأطيبين فإنه محلل لهم لميلادهم (أصول الكافي 2/ 502) شرح الشيخ مصطفى.
2 - عن حكيم مؤذن بن عيسى قال: سألت أبا عبد الله ? عن قوله تعالى:
?وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى? [الأنفال:41]، فقال أبو عبد الله ? بمرفقيه على ركبتيه ثم أشار بيده فقال: (هي والله الإفادة يوماً بيوم إلا أن أبي جعل شيعته في حل ليزكوا) (الكافي 2/ 499).
3 - عن عمر بن يزيد قال: رأيت مسمعاً بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله تلك السنة مالا فرده أبو عبد الله .. إلى أن قال: يا أبا سيار قد طيبناه لك، وأحللناك منه فضم إليك مالك وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا) (أصول الكافي 2/ 268).
4 - عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ? قال: إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول: يا رب خمسي، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولاداتهم ولتزكوا ولاداتهم (أصول الكافي 2/ 502).
5 - عن أبي عبد الله ? قال: (إن الناس كلهم يعيشون في فضل مظلتنا إلا أنا أحللنا شيعتنا من ذلك) (من لا يحضره الفقيه 2/ 243).
6 - عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله ? فدخل عليه رجل من القناطين فقال: (جعلت فداك، تقع في أيدينا الأرباح والأموال والتجارات ونعرف أن حقكم فيها ثابت وإنا عن ذلك مقصرون، فقال ?: ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك) (من لا يحضره الفقيه 2/ 23).
7 - عن علي بن مهزيار أنه قال: قرأت في كتاب لأبي جعفر ? جاءه رجل يسأله أن يجعله في حل من مأكله ومشربه من الخمس، فكتب ? بخطه: (من أعوزه شيء من حقي فهو في حل) (من لا يحضره الفقيه 2/ 23).
8 - جاء رجل إلى أمير المؤمنين ?، قال: أصبت مالاً أرمضت فيه أفلي توبة؟ قال: (اتني بخمسي، فأتاه بخمسه، فقال ?: هو لك إن الرجل إذا تاب تاب ماله معه) (من لا يحضره الفقيه 2/ 22).
فهذه الروايات وغيرها كثير صريحة في إعفاء الشيعة من الخمس وإنهم في حل من دفعه فمن أراد أن يستخلصه لنفسه أو أن يأكله ولا يدفع منه لأهل البيت شيئاً فهو في حل من دفعه وله ما أراد ولا إثم عليه، بل لا يجب عليهم الدفع حتى يقوم القائم كما في الرواية الثالثة.
ولو كان الإمام موجوداً فلا يعطى له حتى يقوم قائم أهل البيت، فكيف يمكن إذن إعطاؤه للفقهاء والمجتهدين؟!
فتاوى الفقهاء المعتمدين في إعفاء الشيعة من دفع الخمس.
بناء على النصوص المتقدمة وعلى غيرها كثير المصرحة بإعفاء الشيعة من دفع الخمس صدرت فتاوى من كبار الفقهاء والمجتهدين ممن لهم باع في العلم واحتلوا مكانة رفيعة بين العلماء، في إباحة الخمس للشيعة وعدم دفعه لأي شخص كان حتى يقوم قائم أهل البيت:
1 - المحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن المتوفى (676هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
أكد ثبوت إباحة المنافع والمساكن والمتجر حال الغيبة وقال: لا يجب إخراج حصة الموجودين من أرباب الخمس منها (انظر كتاب شرائع الإسلام 182 - 183 كتاب الخمس).
2 - يحيى بن سعيد الحلي المتوفى (690هـ).
مال إلى نظرية إباحة الخمس وغيره للشيعة كرماً من الأئمة وفضلاً كما في (كتابه الجامع للشرائع ص151).
3 - الحسن بن المطهر الحلي الذي عاش في القرن الثامن أفتى بإباحة الخمس للشيعة وإعفائهم من دفعه كما في (كتاب تحرير الأحكام 75).
4 - الشهيد الثاني المتوفى (966هـ) قال في (مجمع الفائدة والبرهان 4/ 355 - 358) ذهب إلى إباحة الخمس بشكل مطلق وقال: إن الأصح هو ذلك كما في كتاب (مسالك الأفهام 68).
5 - المقدس الأردبيلي المتوفى (993هـ) وهو أفقه فقهاء عصره حتى لقبوه بالمقدس قال بإباحة مطلق التصرف في أموال الغائب للشيعة خصوصاً مع الاحتياج، وقال: إن عموم الأخبار تدل على السقوط بالكلية في زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب والحتم لعدم وجود دليل قوي على الأرباح والمكاسب ولعدم وجود الغنيمة.
قلت: وقوله هذا مستنبط من قوله تعالى: ?وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ? [الأنفال:41]، ثم بين أن هناك روايات عن المهدي تقول أبحنا الخمس للشيعة.
6 - العلامة سلار قال: إن الأئمة قد أحلوا الخمس في زمان الغيبة فضلاً وكرماً للشيعة خاصة انظر كتاب (المراسيم 633).
7 - السيد محمّد علي طباطبائي المتوفى أول القرن الحادي عشر قال: إن الأصح هو الإباحة (مدارك الأفهام 344).
8 - محمّد باقر السبزواري المتوفى أواخر القرن الحادي عشر قال:
المستفاد من الأخبار الكثيرة في بحث الأرباح كصحيحة الحارث بن المغيرة وصحيحة الفضلاء ورواية محمّد بن مسلم ورواية داود بن كثير ورواية إسحاق بن يعقوب ورواية عبد الله بن سنان وصحيحة زرارة وصحيحة علي بن مهزيار وصحيحة كريب: إباحة الخمس للشيعة.
وتصدى للرد على بعض الإشكاليات الواردة على هذا الرأي وقال: إن أخبار الإباحة أصح وأصرح فلا يسوغ العدول عنها بالإخبار المذكورة.
وبالجملة فإن القول بإباحة الخمس في زمان الغيبة لا يخلو من قوة انظر (كتاب ذخيرة المعاد 292).
9 - محمّد حسن الفيض الكاشاني في كتابه مفاتيح الشريعة (229) مفتاح (260) اختار القول بسقوط ما يختص بالمهدي، قال: لتحليل الأئمة ذلك للشيعة.
10 - جعفر كاشف الغطاء المتوفى (1227هـ) في كشف الغطاء (364): ذكر إباحة الأئمة للخمس وعدم وجوب دفعه إليهم.
11 - محمّد حسن النجفي المتوفى (1266) في (جواهر الكلام 16/ 141).
قطع بإباحة الخمس للشيعة في زمن الغيبة بل والحضور الذي هو كالغيبة، وبين أن الأخبار تكاد تكون متواترة.
12 - ونختم بالشيخ رضا الهمداني المتوفى (1310هـ) في كتابه مصباح الفقيه
(155): فقد أباح الخمس حال الغيبة، والشيخ الهمداني هذا متأخر جداً قبل حوالي قرن من الزمان أو أكثر.
وهكذا نرى أن القول بإباحة الخمس للشيعة وإعفائهم من دفعه هو قول مشتهر عند كل المجتهدين المتقدمين منهم والمتأخرين، وقد جرى العمل عليه إلى أوائل القرن الرابع عشر فضلاً عن كونه مما وردت النصوص بإباحته، فكيف يمكن والحال هذه دفع الخمس إلى الفقهاء والمجتهدين؟، مع أن الأئمة سلام الله عليهم رفضوا الخمس وأرجعوه إلى أصحابه وأعفوهم من دفعه، أيكون الفقهاء والمجتهدون أفضل من الأئمة سلام الله عليهم؟
إن فتاوى إباحة الخمس للشيعة لا تقتصر على هؤلاء الذين ذكرنا من الفقهاء والمجتهدين لا وإنما هناك أضعاف هذا العدد الذي ذكرنا وعلى مر هذه القرون ولكننا اخترنا من كل قرن واحداً من الفقهاء القائلين بعدم دفع الخمس لكي يتضح لنا أن القول بعدم وجوب الخمس قد قال به كثير من الفقهاء وعلى مر الزمان لأنه هو القول الراجح في المسألة، ولموافقته للنصوص وعمل الأئمة عليهم السلام.
ولنأخذ فتوتيين لعلمين من أعلام المنهج الشيعي هما: الشيخ المفيد والشيخ الطوسي، قال الشيخ المفيد:
قد اختلف قوم من أصحابنا في ذلك -أي الخمس- عند الغيبة، وقد ذهب كل فريق منهم إلى مقال (ثم يذكر عدد المقالات) منها قوله:
منهم من يسقط قول إخراجه لغيبة الإمام (1)، وما تقدم من الرخص فيه من الأخبار. وبعضهم يوجب كنزه -أي دفنه- ويتأول خبراً ورد: (إن الأرض تظهر كنوزها عند ظهور الإمام، وأنه ? إذا قام دله الله على الكنوز فيأخذها من كل مكان).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يختار قولاً منها فيقول:
بعزل الخمس لصاحب الأمر -يعني المهدي- فإن خشي إدراك الموت قبل ظهوره وصى به إلى من يثق به في عقله وديانته حتى يسلم إلى الإمام، إن أدرك قيامه، وإلا وصى به إلى من يقوم مقامه بالثقة والديانة، ثم على هذا الشرط إلى أن يقوم الإمام، قال: وهذا القول عندي أوضح من جميع ما تقدم، لأن الخمس حق لغائب لم يرسم فيه قبل غيبة رسماً يجب الانتهاء إليه.
ثم قال: ويجري ذلك مجرى الزكاة التي يقدم عند حلولها مستحقها فلا يجب عند ذلك سقوطها، وقال: إذا ذهب ذاهب إلى ما ذكرناه من شطر الخمس الذي هو خالص الإمام، وجعل الشطر الآخر لأيتام آل محمّد وأبناء سبيلهم مساكينهم على ما جاء في القرآن.
قال: فمن فعل هذا لم تبعد إصابته الحق في ذلك بل كان على صواب، وإنما اختلف أصحابنا في هذا الباب انظر (المقنعة 46).
وقال الشيخ الطوسي المتوفى (460ه_) مؤسس الحوزة النجفية وأول زعيم لها: بعد أن ذكر أحكام الخمس قال: هذا في حال ظهور الإمام (1).
ثم قال: فأما في حال الغيبة فقد رخصوا لشيعتهم التصرف في حقوقهم من المناكح والمتجر والمساكن.
فأما ما عدا ذلك فلا يجوز التصرف فيه على حال، وما يستحقونه من الأخماس في الكنوز وغيرها في حال الغيبة، فقد اختلف قول أصحابنا فيه وليس نص معين (2)، إلا أن كل واحد منهم -أي فقهاء الشيعة- قال قولاً يقتضيه الاحتياط.
ثم حصر الطوسي هذه الأقوال في أربعة:
1 - قال بعضهم أنه جار في حال الاستتار مجرى ما أبيح لنا من المناكح والمتاجر -يعني طالما كان الإمام غائباً أو مستتراً فكل شيء مباح- وهذا هو أصح الأقوال لأنه موافق للنصوص الواردة عن الأئمة، وبه قال كثير من الفقهاء.
2 - وقال قوم أنه يجب الاحتفاظ به أو حفظه ما دام الإنسان حياً، فإذا حضرته الوفاة وصى به إلى من يثق به من إخوانه المؤمنين ليسلمه إلى صاحب الأمر إذا حضر، أو يوصى به حسبما وصى به إلى أن يوصله إلى صاحب الأمر.
3 - وقال قوم: يجب أن يقسم الخمس ستة أقسام، ثلاثة أقسام للإمام تدفن أو تودع عند من يوثق به، وهذا القول قد اختاره الطوسي.
والأقسام الثلاثة الأخرى وتوزع على مستحقيها من أيتام آل محمّد صلى الله عليه وآله ومساكنهم وأبناء سبيلهم، وهذا مما ينبغي العمل عليه.
وهذا القول مطابق لفتوى المفيد في قياس الخمس على الزكاة.
ثم يقول: (ولو إن الإنسان استعمل الاحتياط وعمل على أحد الأقوال المقدم ذكرها من إجزاء الدفن أو الوصاة لم يكن مأثوماً) انتهى بتصرف يسير.
لقد حصر الشيخ الطوسي التصرف في الخمس حال الغيبة في هذه الأقوال الأربعة المتقدمة واختار هو القول الرابع منها (1)، وبين أن الإنسان إذا اختار أي قول من هذه الأقوال وعمل به لم يكن آثماً.
ونحن نلاحظ هذه الأقوال الأربعة، فهي وإن اختلف بينها في بعض التفاصيل لكنها أجمعت على شيء واحد نحن بصدد بيانه وهو أن هذه الأموال -أي الخمس- التي هي حق الإمام الغائب أو حق غيره لا تصرف للسادة ولا المجتهدين.
ورغم أن الأقوال الأربعة المتقدمة اختلفت من جهة صرف أموال الخمس، إلا أنها ليس فيها تلميح فضلاً عن التصريح بوجوب أو إباحة إعطاء الخمس أو جزء منه للسادة والمجتهدين.
إن القول الرابع والذي اختاره الشيخ الطوسي هو الذي كان عليه الشيعة، والطوسي كما لا يخفى هو مؤسس الحوزة العلمية وهو شيخ الطائفة.
ترى أكان الشيخ وجماهير الشيعة في عصره وقبله وبعده مخطئين؟
فهذه فتوى أول زعيم للحوزة العلمية النجفية.
ولنر فتوى آخر زعيم للحوزة نفسها مولانا الإمام الراحل أبي القاسم الخوئي ليتضح لنا أن الفتوى بين أول زعيم للحوزة، وفتوى آخر زعيم لها.
قال الإمام الخوئي في بيان مستحق الخمس ومصرفه:
يقسم الخمس في زماننا زمان الغيبة نصفين:
نصف لإمام العصر الحجة المنتظر (عج) (1)، وجعل أرواحنا فداه.
ونصف لبني هاشم أيتامهم ومساكينهم وأبناء السبيل .. إلى أن قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
النصف الذي يرجع للإمام عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام، يرجع فيه في زمان الغيبة إلى نائبه وهو الفقيه المأمون العارف بمصارفه، إما بالدفع إليه أو الاستئذان منه .. الخ انظر كتاب (ضياء الصالحين مسألة 1259 ص347)، إن فتوى الإمام الخوئي تختلف عن فتوى الشيخ الطوسي، فالشيخ الطوسي لا يقول بإعطاء الخمس أو شيء منه إلى الفقيه المجتهد وقد عمل بنص فتواه جماهير الشيعة المعاصرون له.
بينما نرى فتوى مولانا الراحل الإمام الخوئي تنص على إعطاء الخمس أو جزء منه للفقيه والمجتهد.
ملخص تطور نظرية الخمس
القول الأول:
بعد انقطاع سلسلة الإمامة وغيبة الإمام المهدي هو أن الخمس من حق الإمام الغائب، وليس لفقيه ولا سيد ولا مجتهد حق فيه، ولهذا ادعى أكثر من عشرين شخصاً النيابة عن الإمام الغائب، من أجل أن يأخذوا الخمس فقالوا: نحن نلتقي الإمام الغائب، ويمكننا إعطاؤه أخماس المكاسب التي ترد.
وكان هذا في زمن الغيبة الصغرى، وبقي بعدها مدة قرن أو قرنين من الزمان، ولم يكن الخمس يعطى للمجتهد أو السيد، وفي هذه الفترة ظهرت الكتب الأربعة المعروفة بالصحاح الأربعة الأولى، وكلها تنقل عن الأئمة إباحة الخمس للشيعة وإعفاءهم منه.
ولم تكن هناك أية فتوى في إعطاء الأخماس للسادة والمجتهدين.
القول الثاني:
ثم تطور الأمر، بعد أن كان الشيعة في حل من دفع الخمس في زمن الغيبة كما سبق بيانه؛ تطور الأمر فقالوا بوجوب إخراج الخمس، إذا أراد أصحاب الأغراض التخلص من القول الأول، فقالوا يجب إخراج الخمس على أن يدفن في الأرض حتى يخرج الإمام المهدي.
القول الثالث:
ثم تطور الأمر فقالوا يجب أن يودع عند شخص أمين، وأفضل من يقع عليه الاختيار لهذه الأمانة هم فقهاء المذهب، مع التنبيه على أن هذا للاستحباب وليس على سبيل الحتم والإلزام، ولا يجوز للفقيه أن يتصرف به بل يحتفظ به حتى يوصله إلى المهدي.
وهنا ترد ملاحظة مهمة وهي:
من الفقهاء من حفظ الأموال المودعة عنده، ثم بعد موته قال ذووه عنها لنا أموال مودعة عنده يجب أن تودع عند من يأتي بعده؟
لا شك أن الجواب الصحيح هو: لا يوجد مثل هذا الشخص، ولم نسمع أو نقرأ عن شخص كهذا ثبت أن أموال الناس -أعني الخمس- كانت مودعة عنده ثم انتقلت إلى من يأتي بعده.
والصواب: إن كل من أودعت عندهم الأموال جاء ورثتهم فاقتسموا تلك الأموال بينهم على أنها مال موروث من آبائهم، فذهب خمس الإمام إلى ورثة الفقيه الأمين، هذا إذا كان الفقيه أميناً ولم يستخلص ذلك المال لنفسه!!.
ومن الجدير بالذكر أن القاضي ابن بهراج أو براج طور هذا الأمر من الاستحباب إلى الوجوب، فكان أول من قال بضرورة إيداع سهم الإمام عند من يوثق به من الفقهاء والمجتهدين حتى يسلمه إلى الإمام الغائب إن أدركه، أو يوصي به إلى من يثق به ممن يأتي بعده ليسلمه للإمام. وهذا منصوص عليه في كتاب (المهذب 8/ 80) وهذه خطوة مهمة جداً.
القول الرابع:
ثم جاء العلماء المتأخرون فطوروا المسألة شيئاً فشيئاً، حتى كان التطور قبل الأخير فقالوا بوجوب إعطاء الخمس للفقهاء لكي يقسموه بين مستحقيه من الأيتام والمساكين من أهل البيت، والمرجح أن الفقيه ابن حمزة هو أول من مال إلى هذا القول في القرن السادس، كما نص على ذلك في كتاب (الوسيلة في نيل الفضيلة 182) واعتبر هذا أفضل من قيام صاحب الخمس بتوزيعه بنفسه وبخاصة، إذا لم يكن يحسن القسمة.
القول الخامس:
واستمر التطور شيئاً فشيئاً في الأزمنة المتأخرة -وقد يكون قبل قرن من الزمان- حتى جاءت الخطوة الأخيرة فقال بعض الفقهاء بجواز التصرف بسهم الإمام في بعض الوجوه التي يراها الفقيه مثل الأنفاق على طلبة العلم، وإقامة دعائم الدين وغير ذلك، كما أفتى به السيد محسن الحكيم في مستمسك (العروة الوثقى 9/ 584).
هذا مع قوله: بعدم الحاجة في الرجوع إلى الفقيه في صرف حصة الإمام.
وهذا يعني أن صرف حصة الفقيه هي قضية ظهرت في هذه الأزمان المتأخرة جداً، فهم ينظرون إلى واقعهم فيرون مدارسهم ومطابعهم وما تحتاجه من نفقات.
وكذلك ينظرون في حاجاتهم الشخصية، فكيف يمكنهم معالجة هذا كله وتسديد هذه الحاجات؟ علماً أن هذا يتطلب مبالغ طائلة.
فكانت نظرتهم إلى الخمس كأفضل مورد يسد حاجاتهم كلها، ويحقق لهم منافع شخصية وثروات ضخمة جداً، كما نلاحظه اليوم عند الفقهاء والمجتهدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القضية مرت في أدوار وتطورات كثيرة، حتى استقرت أخيراً على وجوب إعطاء أخماس المكاسب للفقهاء والمجتهدين، وبذلك يتبين لنا أن الخمس لم ينص عليه كتاب ولا سنة ولا قول إمام، بل هو قول ظهر في الزمن المتأخر، قاله بعض المجتهدين، وهو مخالف للكتاب والسنة وأئمة أهل البيت ولأقوال وفتاوى الفقهاء والمجتهدين والمعتد بهم.
وإني أهيب بإخواني وأبنائي الشيعة أن يمتنعوا عن دفع أخماس مكاسبهم وأرباحهم إلى السادة المجتهدين، لأنها حلال لهم هم وليس للسيد أو الفقيه أي حق فيها، ومن أعطى الخمس إلى المجتهد أو الفقيه فإنه يكون قد ارتكب إثماً لمخالفته لأقوال الأئمة إذ أن الخمس ساقط عن الشيعة حتى يظهر القائم.
وأرى من الضروري أن أذكر قول آية الله العظمى الإمام الخميني في المسألة، فإنه كان قد تحدث عنها في محاضرات ألقاها على مسامعنا جميعاً في الحوزة عام
(1389هـ)، ثم جمعها في كتاب الحكومة الإسلامية أو ولاية الفقيه:
فكان مما قال: يا لقصر النظر لو قلنا إن تشريع الخمس جاء لتأمين معايش ذرية الرسول صلى الله عليه وآله فحسب.
أنه يكفيهم ويزيدهم جزء ضليل من آلاف -كذا قال- جزء من هذه المالية الضخمة، بل تكفيهم أخماس سوق واحد كسوق بغداد مثلاً من تلك الأسواق التجارية الضخمة كسوق طهران ودمشق وإسلام بول وما أشبه ذلك، فماذا يصبح حال بقية المال؟.
ثم يقول: إنني أرى الحكم الإسلامي العادل لا يتطلب تكاليف باهظة في شؤون تافهة أو في غير المصالح العامة.
ثم يقول: لم تكن ضريبة الخمس جباية لتأمين حاجة السادة آل الرسول صلى الله عليه وآله فحسب، أو الزكاة تفريقاً على الفقراء والمساكين، وإنما تزيد على حاجاتهم بأضعاف.
فهل بعد ذلك يترك الإسلام جباية الخمس والزكاة وما أشبه نظراً إلى تأمين حاجة السادة والفقراء، أو يكون مصير الزائد طعمة في البحار أو دفناً في التراب أو نحو ذلك؟
كان عدد السادة ممن يجوز لهم الارتزاق بالخمس يوم ذاك -يعني في صدر الإسلام- لم يتجاوز المائة، ولو نفرض عددهم نصف مليون، هل من المعقول أن نتصور اهتمام الإسلام بفرض الخمس هذه المالية الضخمة، التي تتضخم وتزداد في تضخمها كلما توسعت التجارة والصناعات كما هي اليوم كل ذلك لغاية إشباع آل الرسول صلى الله عليه وآله؟
كلا انظر كتابه المذكور (1/ 39 - 40 - 42) طبعة مطبعة الآداب في النجف.
إن الإمام الخميني يصرح بأن أموال الخمس ضخمة جداً، هذا في ذلك الوقت لما كان الإمام يحاضر في الحوزة، فكم هي ضخمة إذن في يومنا هذا؟
ويصرح الإمام أيضاً أن جزءاً واحداً من آلاف الأجزاء من هذه المالية الضخمة يكفي أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، فماذا يفعل بالأجزاء الكثيرة المتبقية؟؟.
لا بد أن توزع على الفقهاء والمجتهدين حسب مفهوم قول الإمام الخميني.
ولهذا فإن الإمام الخميني كان ذا ثروة ضخمة جداً في إقامته في العراق حتى أنه لما أراد السفر إلى فرنسا للإقامة فيها فإنه حول رصيده ذلك من الدينار العراقي إلى الدولار الأمريكي وأودعه في مصارف باريس بفوائد مصرفية ضخمة.
إن فساد الإنسان يأتي من طريقين: الجنس والمال، وكلاهما متوافر للسادة.
فالفروج والأدبار عن طريق المتعة وغيرها. والمال عن طريق الخمس وما يلقى في العتبات والمشاهد، فمن منهم يصمد أمام هذه المغريات، وبخاصة إذا علمنا أن بعضهم ما سلك هذا الطريق إلا من أجل إشباع رغباته في الجنس والمال؟؟!!.
تنبيه:
لقد بدأ التنافس بين السادة والمجتهدين للحصول على الخمس، ولهذا بدأ كل منهم بتخفيض نسبة الخمس المأخوذة من الناس حتى يتوافد الناس إليه أكثر من غيره فابتكروا أساليب شيطانية، فقد جاء رجل إلى السيد علي السيستاني فقال له:
إن الحقوق -الخمس- المترتبة علي خمسة ملايين، وأنا أريد أن أدفع نصف هذا المبلغ أي أريد أن أدفع مليونين ونصف فقط، فقال له السيد السيستاني: هات المليونين والنصف، فدفعها إليه الرجل، فأخذها منه السيستاني، ثم قال له: قد وهبتها لك -أي ارجع المبلغ إلى الرجل- فأخذ الرجل المبلغ، ثم قال له السيستاني: أدفع المبلغ لي مرة ثانية، فدفعه الرجل إليه، فقال له السيستاني: صار الآن مجموع ما دفعته إلي من الخمس خمسة ملايين فقد برأت ذمتك من الحقوق. فلما رأى السادة الآخرون ذلك، قاموا هم أيضاً بتخفيض نسبة الخمس واستخدموا الطريقة ذاتها بل ابتكروا طرقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرى حتى يتحول الناس إليهم، وصارت منافسة (شريفة!) بين السادة للحصول على الخمس، وصارت نسبة الخمس أشبه بالمناقصة وكثير من الأغنياء قام بدفع الخمس لمن يأخذ نسبة أقل.
ولما رأى زعيم الحوزة أن المنافسة على الخمس صارت شديدة، وأن نسبة ما يرده هو من الخمس صارت قليلة، أصدر فتواه بعدم جواز دفع الخمس لكل من هب ودب من السادة، بل لا يدفع إلا لشخصيات معدودة وله حصة الأسد أو لوكلائه الذين وزعهم في المناطق.
وبعد استلامه هذه الأموال، يقوم بتحويلها إلى ذهب بسبب وضع العملة العراقية الحالية، حيث يملك الآن غرفتين مملوءتين بالذهب.
وأما ما يسرقه الوكلاء دون علم السيد فحدث ولا حرج.
قال أمير المؤمنين ?: (طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، أولئك اتخذوا الأرض بساطاً وترابها فراشاً، وماءها طيباً والقرآن شعاراً والدعاء دثاراً، ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح .. إن داود ? قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبداً إلا استجيب له، إلا أن يكون عشاراً أو عريفاً أو شرطياً) (نهج البلاغة 4/ 24) قارن بين كلام الأمير ? وبين أحوال السادة واحكم بنفسك، إن هذا النص وغيره من النصوص العظيمة ليس لها أي صدى عند السادة والفقهاء، وحياة الترف والنعيم والبذخ التي يعيشونها أنستهم زهد أمير المؤمنين، وأعمت أبصارهم عن تدبر كلامه والالتزام بمضمونه.
إن العشار هو الذي يأخذ ضريبة العشر، فلا يستجاب دعاؤه كما قال ?، فكيف بالخماس؟ الذي يأخذ الخمس من الناس؟ إن الخماس لا يستجاب له من باب أولى، لأن ما يأخذه من الخمس ضعف ما يأخذه العشار، نسأل الله العافية.
تنبيه آخر:
عرفنا مما سبق أن الخمس لا يعطى للفقهاء ولا المجتهدين، واتضح لنا هذا الأمر من خلال بحث الموضوع من كل جوانبه، ويحسن بنا أن ننبه إلى أن الفقهاء والمراجع الدينية يزعمون أنهم من أهل البيت فترى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إلى الكاظم ?. اعلم أنه يستحيل أن يكون هذا الكم الهائل من فقهاء العراق وإيران وسورية ولبنان ودول الخليج والهند وباكستان وغيرها من أهل البيت، ومن أحصى فقهاء العراق وجد أن من المحال أن يكون عددهم الذي لا يحصى من أهل البيت، فكيف إذا ما أحصينا فقهاء البلاد الأخرى ومجتهديها؟ لا شك أن عددهم يبلغ أضعافاً مضاعفة، فهل يمكن أن يكون هؤلاء جميعاً من أهل البيت؟؟
وفوق ذلك إن شجرة الأنساب تباع وتشترى في الحوزة، فمن أراد الحصول على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بها، أو أن يأتيه بمبلغ من المال وسيحصل بإحدى الطريقتين على شرف النسبة.
وهذا أمر معروف في الحوزة.
لذلك أقول: لا يغرنكم ما يصنعه بعض السادة والمؤلفين عندما يضع أحدهم شجرة نسبه في الصفحة الأولى من كتابه ليخدع البسطاء والمساكين كي يبعثوا له أخماس مكاسبهم.
وفي ختام مبحث الخمس لا يفوتني أن أذكر قول صديقي المفضال الشاعر البارع المجيد أحمد الصافي النجفي رحمه الله، والذي تعرفت عليه بعد حصولي على درجة الاجتهاد فصرنا صديقين حميمين رغم فارق السن بيني وبينه، إذ كان يكبرني بنحو ثلاثين سنة أو أكثر عندما قال لي: ولدي حسين لا تدنس نفسك بالخمس فإنه سحت، وناقشني في موضوع الخمس حتى أقنعني بحرمته، ثم ذكر لي أبياتاً كان قد نظمها بهذا الخصوص احتفظت بها في محفظة ذكرياتي وأنقلها للقراء الكرام بنصها قال رحمه الله:
وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم
لذاك فإن الجهل خير من العلم
يعيشون من مال الأنام بذا الاسم
لتعطي بذل بل لتؤخذ بالرغم
ولم تكُ في أبناء يعرب من قِدم
عجبت لقوم شحذهم (1) باسم دينهم
لئن كان تحصيل العلوم مسوغاً
وهل كان في عهد النبي عصابة
لئن أوجب الله الزكاة فلم تكن
أتانا بها أبناء ساسان حرفة
الكتب السماوية
لا شك عند المسلمين جميعهم أن القرآن هو الكتاب السماوي المنزل من عند الله على نبي الإسلام محمّد بن عبد الله صلوات الله عليه.
ولكن كثرة قراءتي ومطالعتي في مصادرنا المعتبرة، أوقفتني على أسماء كتب أخرى يدعي فقهاؤها أنها نزلت على النبي صلوات الله عليه، وأنه اختص بها أمير المؤمنين ?، وهذه الكتب هي:
1 - الجامعة:
عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: أنا محمد، وإن عندنا الجامعة، وما يدريهم ما الجامعة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟.
قال: صحيفة طولها سبعون ذارعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه وخط علي ?، فيها كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش ..
إلخ انظر (الكافي 1/ 239)، (بحار الأنوار 26/ 22).
وهناك روايات أخرى كثيرة تجدها في الكافي والبحار وبصائر الدرجات ووسائل الشيعة إنما اقتصرنا على رواية واحدة روماً للاختصار.
لست أدري إذا كانت الجامعة حقيقة أم لا، وفيها كل ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة؟ فلماذا أخفيت إذن؟ وحرمنا منها ومما فيها مما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة من حلال وحرام وأحكام؟ أليس هذا كتماناً للعلم؟.
2 - صحيفة الناموس:
عن الرضا ? في حديث علامات الإمام قال: وتكون صحيفة عنده فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة. انظر (بحار الأنوار 25/ 117)، (ومجلد 26 ففيه روايات أخرى).
وأنا أتساءل: أية صحيفة هذه التي تتسع لأسماء الشيعة إلى يوم القيامة؟!!! لو سجلنا أسماء شيعة العراق في يومنا هذا لاحتجنا إلى مائة مجلد في أقل تقدير. فكيف لو سجلنا أسماء شيعة إيران والهند وباكستان وسورية ولبنان ودول الخليج وغيرها؟ بل كم نحتاج لو سجلنا أسماء جميع الذين ماتوا من الشيعة وعلى مدى كل القرون التي مضت منذ ظهور التشيع وإلى عصرنا!.
وكم نحتاج لتسجيل أسماء الشيعة في القرون القادمة إلى يوم القيامة؟.
وكم نحتاج لتسجيل أسماء خصومهم منذ ظهور صحيفة الناموس وإلى يوم القيامة؟!
لو أن البحر صار مداداً ومن ورائه سبعة أبحر، لما كان كافياً لتسجيل هذا الكم الهائل من الأسماء.
ولو جمعنا كل الكومبيوترات والعقول الإلكترونية بأحدث أنواعها لما استطاعت أن تستوعب هذا الرقم الخيالي بل التعجيزي من الأسماء.
إن عقول العامة من الناس لا يمكنها أن تقبل هذه الرواية وأمثالها فكيف يقبلها العقلاء؟!.
إن من المحال أن يقول الأئمة عليهم السلام مثل هذا الكلام الذي لا يقبله عقل ولا منطق، ولو اطلع عليه -أي على هذه الرواية- أعداؤنا لتكلموا بما يحلو لهم، ولطعنوا بدين الإسلام، ولتكلموا وتندروا بما يشفي غيظ قلوبهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
3 - صحيفة العبيطة:
عن أمير المؤمنين ? قال: .. وأيم الله إن عندي لصحفاً كثيرة قطائع رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته وإن فيها لصحيفة يقال لها العبيطة، وما ورد على العرب أشد منها، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة، مالها في دين الله من نصيب (بحار الأنوار 26/ 37).
إن هذه الرواية ليست مقبولة ولا معقولة، فإذا كان هذا العدد من القبائل ليس لها نصيب في دين الله فمعنى هذا أنه لا يوجد مسلم واحد له في دين الله نصيب.
ثم تخصيص القبائل العربية بهذا الحكم القاسي يشم منه رائحة الشعوبية وسيأتي توضيح ذلك في فصل قادم.
4 - صحيفة ذؤابة السيف:
عن أبي بصير عن أبي عبد الله ? أنه كان في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف.
قال أبو بصير: قال أبو عبد الله: فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة (بحار الأنوار 26/ 56).
قلت: وأين الأحرف الأخرى؟ ألا يفترض أن تخرج حتى يستفيد منها شيعة أهل البيت؟ أم أنها ستبقى مكتومة حتى يقوم القائم؟
5 - صحيفة علي وهي صحيفة أخرى وجدت في ذؤابة السيف:
عن أبي عبد الله ? قال: وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة فإذا فيها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله، ومن ضرب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً (بحار الأنوار 27/ 65، 104/ 375).
6 - الجفر: وهو نوعان: الجفر الأبيض والجفر الأحمر:
عن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله ? يقول: إن عندي الجفر الأبيض قال: فقلت: أي شيء فيه؟
قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام .. ، وعندي الجفر الأحمر.
قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر؟
قال: السلاح، وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل.
فقال له عبد الله بن أبي اليعفور: أصلحك الله، أيعرف هذا بنو الحسن؟
فقال: أي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم (أصول الكافي 1/ 24).
وقد سألت مولانا الراحل الإمام الخوئي عن الجفر الأحمر، من الذي يفتحه ودم من الذي يراق؟
فقال: يفتحه صاحب الزمان عجل الله فرجه، ويريق به دماء العامة النواصب -أهل السنة- فيمزقهم شذر مذر، ويجعل دماءهم تجري كدجلة والفرات، ولينتقمن من صنمي قريش -يقصد أبا بكر وعمر- وابنتيهما -يقصد عائشة وحفصة- ومن نعثل -يقصد عثمان- ومن بني أمية والعباس فينبش قبورهم نبشاً.
قلت: إن قول الإمام الخوئي فيه إسراف إذ أن أهل البيت عليهم السلام، أجل وأعظم من أن ينبشوا قبر ميت مضى على موته قرون طويلة.
إن الأئمة سلام الله عليهم كانوا يقابلون إساءة المسيء بالإحسان إليه والعفو والصفح عنه، فلا يعقل أن ينبشوا قبور الأموات لينتقموا(/)
حوار مجلة أنا المسلم مع الكاتب الإسلامي خباب بن مروان الحمد
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 04:10]ـ
حوار مجلة أنا المسلم مع الكاتب الإسلامي خباب بن مروان الحمد
أجرى الحوار /محمد المصري.)
1 - بداية نحب أن نتعرف عن بطاقة تعريف للكاتب خباب الحمد؟
ج1) بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله حمداً لا ينفد، أفضل ما ينبغي أن يحمد، وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد، وعلى آله وصحبه ومن تعبد
أما بعد:
أشكر مجلة منتديات أنا المسلم مبادرتها وكريم استضافتها لي، وأهنئ الإخوة في منتديات أنا المسلم بهذه المجلة الولود، ونسأل الله تعالى أن يأجركم الخير، ويجزل لكم الثواب.
أخوكم في الله خباب بن مروان الحمد، نجدي النشأة والولادة، وفلسطيني الجنسية، وبلادي هي كل بلاد المسلمين:
وأينما ذكر اسم الله في بلد ... عددت ذاك الحمى من لب أوطاني
درست الابتدائية في مدارس الإمام نافع لتحفيظ القرآن، ثم أكملت المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وواصلت التعليم الجامعي وانتهيت منه، في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية (قسم الدراسات الإسلاميَّة).
متزوج ولدي ولدين الأول عبد الله والثاني مروان أصلحهما الله.
منَّ الله عزَّ وجل عليَّ بمحبَّة العلم الشرعي تزامناً مع قراءة التاريخ والدراسات الفكرية والاستراتيجية، ولا زلت إلى هذا الوقت أطلب العلم على قصور في الطلب، وأسأل الله التوفيق والسداد، ومن مشايخي الذين أعتز بهم والدي حفظه الله حيث أتممت على يديه حفظ القرآن الكريم، ثمَّ قرأته نصفه على شيخنا إيهاب فكري المصري وهو حالياً المدرس في الحرم النبوي الشريف، ومن العلماء الذين تلقيت عنهم العلم شيخنا الزاهد العالم حمود بن عقلاء الشعيبي ـ رحمه الله ـ والشيخ العلاَّمة عبد الله الجبرين، والشيخ الفقيه ناصر الطريري، والدكتور عبد الله المطلق، والشيخ الدكتور محمد صدقي البورنو، والشيخ عبد الله السعد، والشيخ عبد العزيز بن قاسم القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض، والدكتور عدنان علي رضا النحوي، والشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي، وغيرهم من أهل العلم والفكر والفضل حفظهم الله ورحم من توفي منهم (وكل هؤلاء العلماء قرأت عليهم كتباً كاملة أو حضرت لديهم ما يقارب السنتين اهتماماً بدروسهم وحرصاً على التعلم منهم).
وبخصوص العمل فقد شغلت في العديد من المواقع الالكترونية والمجلات الإسلاميَّة، ولا زلت متواصلاً مع بعضهنَّ، بإرسال بعض المقالات وكتابة بعض الأبحاث، والقيام بلوازم التحرير الصحفي، وما شابه ذلك.
س2) لكم اهتمام بارز بالدراسات السياسية والبحوث الإستراتيجية؟ هلاَّ أعطيتمونا نبذة عن نماذج لهذه الدراسات وما هي فائدتها للشباب المسلم؟
ج2) لا زلت على قناعتي بأنَّ طالب العلم ينبغي أن يدرك الوضع الحالي الذي يدور في فلكه، لكي يكون مرتبطاً بالواقع المعاصر، ويفهم هذا الواقع بناء على الأسس والقواعد المنهجية، والمنطلقات الشرعيَّة.
والمشكلة الكبرى أن نجد سياسيين بلا علم شرعي أو ثقافة إسلامية متكاملة، أو علماء أفذاذاً دون فهم للواقع السياسي أو الاقتصادي الذي يعيشون فيه، فكيف يستطيع ذلك العالم الكبير أن يصلح ويدعو إلى الله، ويقدِّر الأمور، ويدرك الأحوال، ويعرف طبيعة المستجدات، ويربطها بالمنهاج الرباني، ولقد حثَّ الله تعالى على معرفة الواقع ومخططات أهل الكفر والإلحاد، فقال تعالى: (وكذلك نفصِّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) فاستبانة سبيل المجرمين وطرقهم وألاعيبهم وأحابيلهم ومفكرهم من ركائز هذا الدين، وذلك: (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيَّ عن بينة).
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على معرفة بما يدور حوله، ونجده يقول لصحابته الكرام حين وجَّههم إلى الهجرة إلى بلاد الحبشة دون غيرها من البلدان وعلَّل ذلك بخبرته السياسيَّة والاستراتيجية قائلا: (إنَّ بها ملكاً لا يظلم عنده أحد فلو خرجتم حتى يجعل الله لكم فرجا) فتح الباري (7/ 188).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فلم يبعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام إلاَّ لكي يحدث نقلة أخرى وإدارة للثقلين الجن والإنس استنارة من نور الوحي والرسالة، فأشرقت الأرض بنور: (لا إله إلا الله محمدا رسول الله) التي علم حينها كفار قريش بأنَّها ليست كلمة تقال، وإنما لها رصيد حيوي عقائدي سياسي جهادي في الواقع، حيث قلب الله بها موازين الأرض من ضلالات الكفر إلى مثاليات الإسلام.
ومن هذا المنطلق كنت ألزم نفسي برهة من الوقت في اليوم ولو لساعتين لمتابعة المستجدات على الساحة الإسلامية وغيرها من قراءات استراتيجيَّة ودراسات في التحليل السياسي لبعض القضايا الإسلاميَّة المعاصرة، ودراسة الداخل الغربي وكشف عواره، ومعرفة مخططاته.
ونحن في هذه العجالة وبهذا الحوار مع مجلتكم لا نستطيع أن ندلي بكل ما لدينا في هذا الشأن، إذ إنَّ ذلك متعسر حتما، ولكن يمكن أن أدلَّ شباب الإسلام على ركيزة أساس في هذه القضية، بعد ضرورة التأصيل الشرعي، وإدراك مناهج التلقي والاستدلال لدى منهج أهل السنة والجماعة، فللشباب أن يقرؤوا في الكتب المتخصصة في المجالات السياسية والفكر السياسي، وحين يطالع الشباب لهذه الكتب أو المجلات المتخصصة، يجدر بهم أن يدركوا أنَّه ليس من الضرورة أن يؤمن بكل ما هو في هذا الكتابة أو الكراسة السياسية أو الدراسة الاستراتيجية، بل عليهم أن يتقنوا أسلوب التفكيك والتركيب بتفكيك المعلومة، وتحليلها، ومن ثمَّ إعادة تركيبها من جديد بالطريقة السويَّة المستقيمة، ويعتمدوا على المنهج التحليلي لدراسة القضايا بعلم وأناة وحكمة وتريث، وأنصح بمطالعة كتابات الدكتور حامد ربيع، ود. عبدالله النفيسي، ود. سيف الدين عبد الفتاح، ود. حامد عبد الماجد قويسي، ود. عبدالعزيز مصطفى كامل، ود. غازي التوبة، ود. سفر الحوالي، ود. حامد العلي، ود. مازن مطبقاني، والشيخ إبراهيم العسعس، ود. باسم خفاجي، ود. كمال السعيد حبيب، والأستاذ منير شفيق، والأستاذ الشيخ محمد بن شاكر الشريف، والشيخ محمد قطب، ولا يعني تبني أي رأي قاله أحد هؤلاء الباحثين، بل المقصد دراسة ما كتبوه، لأنه وبوجهة نظري كتاباتهم مؤثرة في الساحة الإسلامية، مع غيرها من الكتابات الإسلامية الناضجة.
كما لا نغفل عن التذكير بوجود بعض المراكز للأبحاث والدراسات في مجال الاستراتيجيات السياسية، لكنَّ المشكلة أنَّ أغلب هذه المراكز تغلب عليها الأفكار الليبرالية أو التوجهات القومية (كمؤسسة الأهرام للأبحاث والدراسات)، ولكن يمكن للشباب الاستفادة من بعض المراكز المتخصصة بالأبحاث، ومن ذلك التقرير الإستراتيجي الارتيادي الصادر عن مجلة البيان الإسلامية، والأبحاث التي تصدر عن وحدة الأبحاث والدراسات في مجلة البيان الإسلامية، ومن ضمن أبحاث المراكز التي أحبذ أن يستفيد منها الشباب المتطلع الواعي (المركز العربي للدراسات الإنسانية)، ووحدة الأبحاث والدراسات التابعة لموقع (إسلام أون لاين)، و (المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب)، و (مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات)، و (المركز العلمي للدراسات السياسيَّة) وهناك مجلات علمية أنصح الشباب بمطالعتها ومنها: مجلة البيان الإسلامية، مجلة المنار الجديد، ومجلة المختار الإسلامي، ومجلة الإسلام اليوم، ومجلة المجتمع، فهي جيدة وتقدم فهما واعيا سياسياً لعموم الشباب المسلم المثقف والمتطلع لنصرة شؤون أمته ودينه.
ولو كان هنالك اهتمام في أخذ الدورات التطويرية المتخصصة في مجالات (التحليل السياسي) (طرق استشراف المستقبل) (فهم الاستراتيجيات المتخصصة) (تنمية المهارات البحثية) (البنية الاستراتيجية للمجتمع الدولي المعاصر) (الاتجاهات العالمية للمدارس الإعلامية السائدة في العالم) (الطرق العملية في إدارة الأزمات) فمثل هذه الدورات المتخصصة ستعطينا أفقاً واسعاً لفهم أنضج وأعمق لما يجري حولنا من سياسات واستراتيجيات نحن بحاجة لدراستها على أسس علمية ومعرفية لكي نخرج بنتيجة صحيحة.
س3) أعلم أنكم من أهل فلسطين الأسيرة، هلا وضحتم للقارئ الوضع القائم في فلسطين اليوم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج3) ما يجري في فلسطين اليوم أمام المرأى والمسمع من العالم أجمع، أمر يندى له الجبين، وتنهمر له دموع العينين، فهنالك محاصرة للمسلمين الثابتين وتضييق الخناق عليهم للرضوخ والاستسلام، وضرب قوى الجهاد والمقاومة، كما أنَّ هنالك مؤامرات تحاك عبر مؤتمرات دولية وعالمية ومحليَّة في فلسطين، للتطبيع الكامل مع العدو الصهيوني، والتسويق لفكرة السلام مقابل الأرض، وهنالك محاول لعزل الأسرى والتضييق عليهم، فضلاً عن تهديد الأسيرات المسلمات في سجون العدو الصهيوني بالاغتصاب إن لم يتم الاعتراف منهن بما اتهمن به، كما يحاول المجرمون الصهاينة إسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا من فلسطين عام 1948م، ولا ننسى ما يجري في القدس فهو أمر خطير، ومن ذلك التهديدات التي تهدده بالسقوط والتهاوي إلى الأرض، بسبب الحفريات الصهيونية الآثمة تحت المسجد الأقصى بحجَّة وجود هيكل سليمان المزعوم، الذي يعترف كثير منهم بأنَّه لا أساس لوجوده وأنهم لم يجدوه ولن يجدوه، بل وجودوا عكسه من آثار وكنوز كانت في عصور المسلمين!
إنَّ من العار الذي ما بعده عار أن يأتي متضامنون دوليون ومنهم زوجة توني بلير ـ عدو الإسلام والمسلمين ـ ويأتون بسفينتي كسر للحصار وفيها بعض المساعدات الغذائية والصحية والمالية، وسفننا العربية ترسو في موانئها وطائراتنا العربيَّة قابعة في أماكنها، لا بل نساعد قوات الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع من الملأ ونمدهم بالغاز المصري وذلك لاتفاقية ضمنية مع إحدى الشركات الكبرى في مصر تحت بصر ومرأى بل معاونة الحكومة المصريَّة لذلك، فحسبنا الله ونعم الوكيل!
س4) نسمع عن معاناة المساجد في فلسطين فهل لكم أن توضحوا بعض من ذلك؟ وكذلك معاناة المرضى في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية أين ترون المخرج منها؟ وما هو سبيل الدعم الإسلامي للقضية الإسلامية؟
ج4) صدقت! هنالك معاناة حقيقيَّة للمساجد في فلسطين، من اقتحام اليهود للكثير من مساجد الضفة الغربيَّة، والعبث بمحتوياتها من المصاحف، والكتب والأشرطة الإسلامية، وسرقة بعض ما بها من أموال كانت توضع في الصناديق كتبرعات لإصلاح المساجد، ولحلقات تحفيظ القرآن.
والله يا أخي لقد حيرتني ماذا أقول عن وصف المعاناة التي يعانيها المرضى أو الأسرى أو أسر الشهداء أو الأرامل أو اليتامى أو الأيامى، لقد ذكرتني ببيت الشاعر حين قال:
من أين أبدأها وكيف أصوغها ... وبأي حرف يستقيم لساني
المعاناة أخي كبيرة، والوضع يتفاقم، هنالك المئات من المرضى ماتوا بسبب الحصار الغاشم على غزَّة هاشم، وهنالك الآلاف من الأيتام والأرامل وضعهم يسوء يوماً بعد يوم وخصوصاً بعد أن أغلقت الكثير من المؤسسات الخيرية على يد الصهاينة ومن يعاونهم، لكنَّنا نقول:
يا دامي العينين والكفين إنَّ الليل زائل
لا غرفة التعذيب باقية ولا زَرْدُ السلاسل
وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل
والمطلوب يا أخي وهو الذي أراه من سبيل لدعم القضية الفلسطينية، هو ما قاله صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) أخرجه أبو داود بسند جيد، ورحم الله ابن القيم حين كتب: (وجزى الله من أعان على الإسلام ولو بشطر كلمة خيراً) أعلام الموقعين [4/ 216ـ217]، ويعجبني ما قاله الشيخ جميل الزهاوي ذلك الداعية العراقي: (إنَّ العالم الإسلامي يحترق؛ فمن استطاع أن يطفئ الحريق ولو بدَلوٍ من الماء؛ فليفعل) وأنا أقول: (إنَّ فلسطين تعاني من ويلات الاحتلال ما تعاني، فمن استطاع أن ينقذها ولو بكلمة خير أو دلو من الماء، فليفعل)!
يا أمَّة الحق ماذا بعد قد نفدت ... كل الدعاوي وكلَّت دونها الفكر
ماذا سوى عودة لله صادقة ... عسى تبدل هي الحال والصور
عسى يعود لنا ماضي به ازدهرت ... كل الدنا واهتدى من نوره البشر.
س5) هل من الممكن إعطاء نبذة عن تخطيط المجرمين الصهاينة لإحراق المسجد الأقصى كما نسمع؟ وماذا عن تهويد القدس؟.ج5) أفضل كلمة أقولها ما كان يقولها شيخ القدس رائد صلاح ـ حفظه الله ـ حين كان يهتف ويردد كثيرا أنَّ الأقصى في خطر!!
وما الذي يمنع اليهود أن يهدموا المسجد الأقصى لا يوجد من الآيات والأحاديث ما يدل على أنَّه لن يهدم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمَّ لو هدم المسجد الأقصى ما الذي سيفعله حكامنا ورؤساؤنا، هل المسجد الأقصى أفضل من شخص محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فماذا فعل حكام العرب!
من أواخر ما جاء من تهديد للمسجد الأقصى ما حذَّرته وزارة الأوقاف في حكومة حماس في غزة، من أن تؤدي شبكات الأنفاق والحفريات الصهيونية الجارية تحت أساسات المسجد الأقصى إلى انهيار المسجد بشكل كامل، وقالت الوزارة في تقرير لها إن "المسجد الأقصى المبارك يتعرض إلى أكبر عملية استئصال وتهويد، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تزيد يوما بعد يوم من حجم وعدد الأنفاق وتواصل أعمال الحفريات تحت أساسات المسجد بهدف هدمه وإقامة الهيكل المزعوم".
وأضافت أنه "في أقصى شارع الواد في البلدة القديمة في القدس يقع حمام العين أحد الأبنية الإسلامية الوقفية القريبة من الجدار الغربي للمسجد الأقصى واستولت سلطات الاحتلال على المبنى وبدأت منذ نحو سنة ونصف ببناء كنيس يهودي لا يبعد سوى 50 مترا عن المسجد الأقصى المبارك وفي نفس الوقت كانت حفريات عميقة ومتسعة تنفذ أسفل حمام العين"،حسب وكالة الأنباء الألمانية.
س6) هل لإيران وجود بالفعل في الشارع الفلسطيني؟ وهل هناك اختراق شيعي للحركة الإسلامية في فلسطين؟
ج6) ليس لإيران وجود واضح في الشارع الفلسطيني، وكل ما يقال إنما هي تهويشات من العلمانيين الحانقين على الحركات الإسلاميَّة.
نعم إيران ترغب أن يكون لها يد طولى في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، ولكنَّها تستغل فلسطين لوجود الاحتلال الصهيوني حيث تحاول أن تدغدغ مشاعر الفلسطينيين بقولها اليوم إيران وغدا فلسطين، وكذلك نجد أنَّ الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" يحاول أن يبرهن على أنَّه لا يوجد أحد يهتم بالقضية الفلسطينية غير إيران كما يزعم بقوله: لا يوجد أحد غيرنا يدعم القضية الفلسطينية!!
ومنذ أن استولت الثورة الخمينية على نظام الشاه وأسقطته عام 1979م، دندنت إيران الخمينيَّة على ضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينيَّة، وصرَّح الخميني في بعض مجالسه لبعض الزائرين فقال: (كل سياستنا لا قيمة لها إذا لم يكن لنا يد في القضية الفلسطينيَّة)!!
لكن أن يكون لإيران وجود فعلي في فلسطين فلا!
نعم هنالك قلة قليلة أندر من بيض الأنوق ـ كما يقال ـ تشيعوا أو تأثروا بالشيعة لكن لا وزن لهم، ولا ثقل، وإحقاقاً للحق فقد فصلت حكومة حماس أحد خطباء المساجد حين سب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بسبب جرأته عليه وتأثره بأفكار الشيعة الروافض، وزعت الكتب الكثيرة في توضيح عقائد الشيعة ومنها (الوشيعة في كشف كفريات وعقائد الشيعة) للدكتور صالح الرقب.
بل المجلس الذي أعلن عنه قبل سنة ونصف وهو المجلس الأعلى الشيعي في غزة قد انحل من حينه ولم يستمر أو يقوم على ساقه، فالشعب الفلسطيني محب للصحابة الكرام، ولا يرضى أن يقوم أحد بسبهم أو القدح فيهم، ولهذا فشل هذا المجلس، ورد الله كيد أصحابه في نحورهم.
لكن لا يعني هذا أن نبقى نربت على أكتافنا وأنَّ نقول إنَّ فلسطين لا وجود شيعي فيها، بل ينبغي علينا أن نبين خطر الشيعة والرافضة وهذا ما نقوم به كدعاة إلى الله في فلسطين ـ ولله الحمد ـ، وأن نبين عقيدة الشيعة بما لا يدع مجال للشك في كفرياتهم وخبث منهجهم وفكرهم.
أخي الكريم شعبنا الفلسطيني كغيره من الشعوب عاطفي، وحين يرى حسن نصر الله وهو شخص فذ في الدهاء والمكر السياسي حين يراه يتهدد اليهود ويتوعدهم في حرب تموز التي كانت في الصيف الماضي ويقول للناس عبر شاشات الفضائيات انظروا إلى لدبابة الآن أو السفينة كيف تغرق ويضرب على هذا الوتر العاطفي، فإنَّ الشعب الفلسطيني يسعد كثيراً أن يرى عدوه الصهيوني يضرب في مقتل، وحين رأى كيف أبلى حزب الله بقتال اليهود بلاءً واضحاً وكيف كانوا يقصفون الحدود الصهيونية ويقتلون اليهود، فرأوا ذلك شيئاً عظيماً ولهذا صفقوا لعمل حسن نصر الله كعمل قتالي سياسي، وخصوصاً حين كان يقول حسن نصر الله إنَّ صواريخنا ستصل اليهود إلى ما بعد حيفا، ولم تكن حسن نصر الله إلا ديبلوماسية سياسية قتالية وضحكاً على الأذقان!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك حين يرى الشعب الفلسطيني تقرير لجنة فينوغراد الذي خلص إلى هزيمة اليهود الصهاينة في حرب الصيف السنة الماضية، وسوء إدارتهم للحرب، فإنَّه يسعد بمثل هذه الأخبار، لأنَّ ذاق من ويلات اليهود ما عانى!
لا يعني هذا أنَّ تأييد الكثير منهم لحزب الله أو إيران صحيح، ولكن فيه شيء من الصحة، فكلنا نحب أن يزول الكيان الصهيوني من الوجود، ولكن نحذر ونتأنَّى من المآرب الشيعية الرافضية، ونحذر من عقائدهم وننبه عليها العوام ونبين قبح معتقدهم، ونفضح مخططاتهم في التمدد الشيعي في العالم العربي والإسلامي تحت حجة محاربة الامبرياليَّة الأمريكية والصهيونية العالمية!!
وأنا أرجو من عموم الإخوة القراء أن يرجعوا لقراءة مقالي بعنوان: المصالح الاستراتيجية الإيرانية في دعم القضية الفلسطينيَّة، والمنشور في عدة مواقع، وهذا رابط له:
http://qawim.net/index.php?option=com_*******&task=view&id=2354&Itemid=57
نسأل الله أن يصلح حال المسلمين، وأن يردنا نحن وإياهم إليه رداً جميلا، والله الموفق والمعين.
س7) ما هو سبيل الحل والعلاج للقضية الفلسطينية من وجهة النظر الإسلامية؟ وكيف السبيل لإعادة الحمية لدى الشباب المسلم وتذكيره بأهمية المسجد الأقصى وفلسطين؟
ج7) لا يوجد وجهات نظر هنا يا أخي بل الوجهة واضحة وهي العودة إلى الدين، والدعوة والتربية في قلب الشعب الفلسطيني بالتزامن مع قتال اليهود الصهاينة المغتصبين المحتلين، لأننا رأينا أنَّ المفاوضات لم تأت بنتيجة حقيقيَّة بل كلما فاوضنا كلما استهان بنا عدونا أكثر فأكثر وللأسف الشديد.
لقد سئل الفيلسوف اليوناني "ديوجين" حين كان يحمل مصباحه ويدور به في رابعة النهار، ماذا تصنع بمصباحك؟! فأجاب: أفتِّش عن إنسان!!
إنَّها كلمة أروع من رائعة، تعطيك معنى ينساب لسويداء القلب، نستنبط منه أنَّنا نحتاج إلى (إنسان الهم) (ورجل الأمَّة) الذي يفكر في هموم أمَّته ويقدم مصلحتها على مصالحه الشخصيَّة.
والشباب المسلم تعود حميتهم برجوعهم إلى دينهم وردهم إليه رداً جميلا، دون إفراط أو تفريط، فهم ـ باختصار ـ قوم فاعلون لأمَّتهم، متفاعلون مع قضيَّتهم، منهمكون في أعمالهم، فلم تجذبهم الأرض فتثاقلوا لها، ولم تلههم زخارف الحياة الدنيا، إنَّهم أبعد ما يكون حالهم عن الركون إليها، والانغماس في أتونها، وصدق من قال:
إذا الفتى لم يركب الأهوالا
فأعطه المِرآة والمِكْحالا!
واسْعَ له! وعُدَّه عِيالا!!
والحقيقة أنَّه يؤسفني حال كثير من أبناء الأمَّة المسلمة، حين تجدهم يتقاطرون على شاشات (الحاسب الآلي) أو (الرائي) وينظرون ويستمعون الأخبار والأنباء الساعات الطوال، التي تتحدَّث عن أوضاع أمتنا الإسلامية المكلومة!
ولا ريب أنَّ هذا الأمر فيه جانبٌ من جوانب الخير للمسلم الذي يهتمُّ بأحوال أمَّته، ويتابع أخبارها وهمومها ... ولكن هل الاقتصار على متابعة الأخبار والأنباء يكفي دون عمل منهجي، أو خطَّة إصلاحيَّة مرسومة لنصرة قضايا الأمَّة؟
فالقضية الفلسطينيَّة بأشدِّ الحاجة إلى الدعم والنصرة والتأييد، بتقديم التبرعات لهم، ونصر قضيَّتهم، وجمع الأموال للأُسر المكلومة أو الفقيرة، وكفالة الأيتام، ورعاية الأرامل، وإنجاد الفقراء بالمساعدات الماليَّة، والتبرع لكلِّ مسلم منهم ثبت أنَّه محتاج لمساعدة، وقد قال الله: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) النور (22) والوقوف إلى جانبهم بكلِّ ما يحتاجونه!
وإنَّ أعظم خيانة لقضيَّة فلسطين في رأيي أن نسلمها للفلسطينيين فحسب، ولا يكون للمسلمين جميعهم دور في نصرة هذه القضيَّة ودعمها، أو أن يظن الظان أنَّ تبرعه لإخوانه المسلمين في فلسطين تفضل منه، بل هو أمر واجب عليه لأنَّ المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر كما قال صلى الله عليه وسلم!
س8) الأستاذ خباب لك كتاب عن النهضة ومعالمها؟ السؤال كيف ينهض المسلمون ولماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ وكيف تخرج الأمة الإسلامية من التبعية إلى الريادة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج8) لاحظ يا أخي أننا لا زلنا نسأل هذا السؤال كيف تأخر المسلمون وكيف تقدم غيرهم؟ وما سر هزيمتنا وانتصار عدونا؟ وكيف تنهض أمَّتنا؟ وهذه الأسئلة وإن كانت علامة على صلاح النية، إلاَّ أننا لا نزال نسألها أنفسنا منذ أن كتب الأمير شكيب أرسلان لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟
وحقاً إنَّه أمر يدعو لإعادة البصر كرة بل كرتين، لكي ننظر نظرة دقيقة تأملية في وسائل النهضة، التي أرى أنَّ المسلمين أغرقوا أنفسهم في الحديث فيها وكل شيخ وداعية وعالم يستطيع أن يطرز كلاماًُ من هذا القبيل، ولكن حين يأتي العمل والتطبيق فستجد الضعف والخور وللأسف.
دعني أمثل لك بمثال: ما سر هذا التمزق والتشرذم الذي يعيشه المجاهدون في العراق؟ جماعة تنفصل من الأخرى وجماعة تنضم إلى أخرى، وجماعات يقاتل بعضها بعضاً؟ مع أنَّهم بين ثلاثة نيران: فنار الاحتلال الغربي، ونار أهل النفاق والخيانة، ونار المليشيات السوداء الشيعية، ومع هذا فهم في تفرق أكثر فأكثر.
قد تقول أني متشائم: ولكنها يا أخي حقيقة مكشوفة، وصار أهل المقاومة والجهاد عرضة لحديث الناس، مع أنَّ الأصل أن تكون القلوب متفقة أو على الأقل متوحدة على هدف واحد أو على قواسم مشتركة يعمل كل منهم لإنجاحها، وقد يكون تمثيلي هذا لا يروق للكثير ولكننا لا نريد أن نغطي رؤوسنا في الأرض كالنعام ونشعر الآخرين أننا غير موجودين وأجسامنا كلها مكشوفة ولو كانت رؤوسنا في التراب!
إنًّ الذي أراه أن تكون بيننا هذه الآيات العظيمة نتمثلها لكي تتحقق نهضتنا ووحدة أمَّتنا، ولن أفصِّل في شرحها بل أدع ذلك للقارئ لكي ينظر في هذه الآية فهماً واستنباطاً ورجوعاً لكلام المفسرين وشروحاتهم، وكلام دعاة النهضة، وهي على النحو الآتي:
[1] [ففروا إلى الله:]:
[2] [وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة]:
[3] [ولتسألنّ َعمَّا كنتم تعملون]:
[4] [ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً]:
[5] [يا أيُّها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون]:
[6] [أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمَّن يمشي سوياً على صراط مستقيم]:
[7] [وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقَّ عليها القول فدمَّرناها تدميرا]:
[8] [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم]:
[9] [فاصبر إنَّ العاقبة للمتقين]:
[10] [ولا تيأسوا من روح الله إنَّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الخاسرون].
س9) أستاذ خباب لماذا لا نفكر؟ هل قضية عدم التفكير أزمة عامة تعيشها النخبة والجماهير على حدِ سواء؟
ج9) الذي أراه أنَّ الجميع يعاني من أزمة في التفكير سواء للنخب أو للجماهير، فحتَّى النخب التي تتحدث عنها كم هو دورها في التفكير بإصلاح الأمَّة والعباد والبلاد، وهل قامت بكل طاقتها ووسعها في ذلك، وهل هي حين تفكر تدرك يقيناً أنَّ الله تعالى يقول (فلا تخشوا الناس واخشون) ويقول (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).
نعم هنالك من يفكر ويرجو من الله أن يهديه لأنجع الوسائل وأفضل الأسباب للنهضة بالأمة، والتفكير في صلاح حالها دينياً ودنيوياً، لكنَّهم قلَّة.
نحتاج جميعاً في حال تفكيرنا أن ندرك أنَّ مزيداً من الخوفِ لدى الأمَّة ومفكريها يعني حتماً مزيدا من الخمول والكسل وتبعيَّةِ أمَّتنا لغيرِها من الأمم، وكما قال الأستاذُ عبَّاسُ العقاد: (لا معنى للدينِ ولا للخُلُقِ إذا جاز للناس أن يخشوا ضرراً يصيبُ أجسامهم ولا يخشوا ضرراً يصيب أرواحَهم وضمائرهم وينزلُ بحياتهم الباقيةِ إلى ما دونَ الحياةِ التي ليس فيها بقاءٌ وليس فيها شرفٌ ولا مُرُوءة).
كما أنَّه من المهم جداً أن نعقب التفكير بدحرجة نتيجته في واقع الحياة ودنيا الناس، ولقد كان يقول المفكر الجزائري مالكُ بن نبي ـ رحمه الله ـ: (من المهم جداً أن ننتجَ الأفكار، ولكنَّ الأهمَّ من ذلك أن نقوم بتوجيهها وتطبيقها في الواقع) وحقَّاً إنَّها كلمةٌ عميقةٌ تحتاج إلى تأمُّلٍ في فحواها ومحتواها! فكما أنَّ من المهم أن نفكر، فإنَّ الأهمَّ منه بل هو غاية مرادنا من خلال التفكير؛ القيام بتطبيق ما فكَّرنا فيه وتحريكه في دوائر العمل، وإلاَّ فستكون أفكارنا عديمة الفائدة في حياتنا، ولا نستفيد منها في واقعنا العملي شيئاً سوى الترف الفكري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا يقول أحد المفكرين: (لدينا أفكار كثيرة لا تجد سبيلها إلى التطبيق، وأعمال كثيرة لم تسبق بأي تفكير).
نعم هنالك نخب إسلامية معاصرة تفكر تفكيراً عميقاً وحيوياً ولكنَّهم قلة قليلة، ولكنَّ الجماهير فالأعم الأغلب يفكر بحدود أكله وعيشه ولباسه، وصار حال التفكير لدى الكثير من أبناء المسلمين كما قال الشاعر المسلم محمد إقبال:
أرى التفكير أدركه خمول ... ولم تعد العزائم في اشتعال
وأمَّا لماذا لا نفكر فهو سؤال قصير وجوابه طويل للغاية، ولكن دعني أختصر عليك المسافة لكي أقول لك: غالبيتنا لا يفكر لأنَّه لا يريد أن يفكر!
تبلد في الناس حس الكفاح ... ومالوا لكسب وعيش رتيب
يكاد يزعزع من همتي ... سدور الأمين وعزم المريب
س10) أستاذ خباب ألا تتفق معي أن الخطاب الورقي أو الصوتي يفوق كثيرا الخطاب العملي؟ وهل أصبحت ثقافة (الكلامولوجيا) في العمل الإسلامي هي الثقافة السائدة .. وأصبح ثقافة العمل نشازاً ولا تجدها إلا عند من رحم ربي؟! ج10) الاقتصار على ثقافة (الكلامولوجيا) مثال صارخ وحي وواقعي على ضعف إرادتنا وعزيمتنا وعملنا، والكلام إن كان يعقبه عمل فنعمَّا هو، ولكن أن يبقى المرء على ما يقول، فإنَّها مأساة فالله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) ويقول (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما قلبه وهو ألد الخصام* وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) ويقول كذلك عن حال المنافقين: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنَّدة).
الواجب عليَّ وعليك وعلى جميع مسلم يقرأ ما نقوله أن يعرض كلامه على الميزان الشرعي، ومن ثمَّ يحاول قدر جهده وإمكانه وطاقته وقدرته أن يطبقه في الواقع، لأنَّنا سئمنا الصراخ والضجيج الكلامي فحسب، ولقد مثَّل حافظ إبراهيم هذا الأمر تمثيلاً جميلا، حين تحدث بما يقوم به أعداء الإسلام من قتل للمسلمين، ثمَّ يقوم بعض المسلمين بالكلام والصراخ، فما الذي سيفيد ذلك ضد أعداء الدين، ولهذا قال على لسان عدو المسلمين:
قد ملأنا البر من أشلائهم ... فدعوهم يملئوا الدنيا كلاما
إنَّ داء الكلام والتنظير بلا عمل وتطبيق، أمر قدْ حذَّر الله منه ومقت فاعليه قائلاً في محكم التنزيل [يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون] الصف [2] ولهذا فلا يستغرب أن تجد أنَّ أكثر من يكثر الكلام لا يحسن إلا ذلك، وليس لديه تجاه تلك النوازل إلاَّ الكلام والمقال، وصدق الحسن البصري إذ قال: [إنَّ هؤلاء مَلُّوا العبادة ووجدوا الكلام أسهل عليهم وقلَّ ورعهم فتحدثوا] وقال الأوزاعي: [إنَّ المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً وإنَّ المنافق يتكلم كثيراً ويعمل قليلاً] وما أحسن ما قاله عثمان بن عفَّان- رضي الله عنه- موصياً قوماً لقيهم: [أنتم إلى إمام فعَّال؛ أحوج منكم إلى إمام قوَّال].
س11) هناك أطروحات كثيرة حول تجديد الخطاب الديني ... ألا تتفق معي أن معظم من ينادي بهذه الدعوة يريدون بدعوتهم شراً عكس ما يظهرون ... وأن كثيراً منهم مما يعاني شذوذا فكرية ويُحسب على مدارس خارجة عن منهجية أهل السنة والجماعة؟
ج11) التجديد بمعناه الأصيل، إعادة ما اندرس وزال من أذهان المسلمين بعد مضي سنين، وماحولته بعثه من جديد في واقع المسلمين، حتى لا ينسوه، فيضلوا، وهنالك علماء ربانيون ومفكرون إسلاميون قاموا بذلك حق قيام، ولا نزلنا نكرع من علمهم ونرتع في بحار معارفهم ولله الحمد، لكنَّه من سمات أصحاب التوجُّهات العصرانية: احتقار المتَّبعين لـ (منهج أهل السنَّة والجماعة)، والنظر إليهم نظرة دونية، ولمزهم بالسطحية والجمود والتطرف، وأمَّا هم ـ العصريين ـ فهم أهل حضارة وفكر راقي، ومنفتحون ومستنيرون إلى غيرها من الألفاظ البرَّاقة التي يخدعون بها النَّاس، ومن خير ما قرأته ووجدته منطبقاً عليهم مقاساً بمقاس، ما ذكره الشيخ المحدِّث / أحمد شاكر ـ تغمده الله برحمته ـ عن هؤلاء الذين يدَّعون الموضوعيَّة في الكلام والنظرة المنصفة لآثار الكفَّار وتقاليدهم، حيث قال: (أو من رجلٍ ممَّن ابتليت بهم الأمَّة المصرية في هذا العصر ممن يسميهم أخونا النابغة الأديب
(يُتْبَعُ)
(/)
الكبير (كامل كيلاني) المجدِّدينات هكذا ـ واللَّه ـ سمَّاهم هذا الاسم العجيب، وحين سأله سائل عن معنى هذه التسمية أجاب بجواب أعجب وأبدع: (هذا جمع مخنث سالم) فأقسم له سائله أنَّ اللغة العربية في أشدِّ الحاجة إلى هذا الجمع في هذا الزمن!!) انظر/ جامع الترمذي (1/ 71ـ72) بتحقيق: الشيخ أحمد شاكر.
فالإشكال يا أخي وجود فئات ليبراليَّة علمانيَّة تتقمص الدين وتتمسح به بل قد ترى الكثير منهم بلحى ليبراليَّة، ولكنَّهم ولاء وفكراً وتوجهاً إلى البيت الأبيض، وليس إلى البيت الحرام، وهم في الحقيقة صنائع للاحتلال، فتوماس فريدمان قالها بصراحة (إنَّ المطلوب استنساخ عقل إسلامي على الطريقة الأمريكية في غضون عشر سنوات) وهؤلاء العلمانيون بعد أن صنعهم الاحتلال أو الاستغراب على عينه، يريدون إفساد عقول المسلمين، ومن هنا تنبع المشكلة، حيث يريد هؤلاء تفخيخ عقول المسلمين بهذه الأفكار المتطرفة، ولك أن تعلم أنَّ أحدهم يكتب مقالا في بعض الجرائد المعروفة ويقول: دعونا نحن الليبراليين نقتحم المساجد ونتولى إمامتها، لكي نجدد في الدين ما يحتاج معرفته المسلمون، مع أنَّ هؤلاء جميع الوسائل الإعلامية مفتوحة لهم، ولكنَّهم يرون أنَّ المساجد لها دور وتأثير كبير فيما يسموه تجديد الخطاب الديني، وما هو إلا تبديد الدين وإفساده عياذاً بالله منهم.
بقي أن أقول وبكل صراحة ومكاشفة: إنَّ هنالك فئات من شباب المسلمين شابهوا الخوارج بتطرفهم وتنطعهم، وصاروا عاراً على المنهج الصحيح (ومنهج أهل السنة والجماعة) مع أنَّهم ينتسبون إليه فسلاسل التكفير سلسلت عقولهم وأطاشت لبهم وأصابتهم بمقتل في فكرهم، و آخرون تربَّعت على صدورهم ألفاظ التبديع والتضليل، بدون أخذ للشروط وانتفاء للموانع ودراسة الحال والمحل والزمان والمكان، وهذان الصنفين في الحقيقة يفسدون الإسلام من الداخل، ويسيئون لسمعة المسلمين، ويتخذهم المتطرفون العلمانيون ذريعة لمطاياهم، وحقنة لعناوين مقالاتهم لكي يشيروا إليهم بأصابع الاتهام إلى ضيق الأفق لدى منهج أهل السنة والجماعة من خلال تصرفات الطائشين من منتسبي أهل السنة والجماعة.
وكلمة أخيرة: نحن لا ننكر التكفير ولا التبديع ولا التضليل ولكن على منهج الحق والقسط، وبدون إفراط أو تفريط، أو غلو أو مجافاة، وفي زماننا المعاصر كفرة ومرتدون وزنادقة ومبتدعة وضلال، ولكن من هم ولماذا قلنا بذلك ... هنا يتضح الخلل بين المتنطعين المتسارعين على التكفير والتضليل والتبديع وبين من يدرسون القضية بكامل أبعادها ويطلقون الحكم الصحيح.
س12) نداء تقوم بتوجيهه إلى الشباب المسلم في المواقع والمنتديات وفي كل مكان كيف ينصر قضية الشعب الفلسطيني المسلم؟ وكيف السبيل لتوعية الشباب أن حربنا مع اليهود قبل أن تكون سياسية دنيوية هي حرب عقيدة؟
ج12) أنا أنصح شباب المسلمين عموما أن يكون لكل واحد منهم قضية يحملها بين جوانحه، ويعيش لها، ويخدمها بكده وتعبه وعرق جبينه ويحتسب فيها الأجر عند الله، وكم والله أستغرب حين أجد أنَّ بلاداً آسيوية يعمل الموظفون فيها لمدة 7 ساعات لكي يقتاتوا قوت يومهم، ولكنَّهم يأخذون على عاتقهم أن يخدموا لمدة ساعة تطوعية بدون مقابل يومياً لخدمة وطنهم وأمَّتهم وبلادهم، وصدق عمر بن الخطَّاب حين قال: (اللهم إني أعوذ بك من جَلَدِ الفاجر وعجز الثقة).
أفلا يليق بنا نحن شباب الإسلام أن نكرِّس أنفسنا لقضية من قضايا المسلمين، وعلى سبيل المثال: قضية فلسطين متابعة ونصرة وتواصلا ومواصلة في دعمها بكافة أنواع الدعم.
يعجبني ما كتبه المفكِّر مالك بن نبي ـ رحمه الله ـ حيث قال: (هناك ملايين السواعد العاملة والعقول المفكِّرة في البلاد الإسلاميَّة، صالحة لأن تُستخدَم في وكل وقت؛ والمهم هو أن ندير هذا الجهاز الهائل المكوَّن من ملايين السواعد والعقول في أحسن ظروفه الزمنيَّة والإنتاجيَّة لكل عضو من أعضائه) شروط النهضة/صـ84.
وهاكَ موقفاً لأحد من أسلم يوم غزوة الخندق فقد أتاه الصحابي الجليل نعيم بن مسعود بن عامر ـ رضي الله عنه ـ يوم الخندق فقال: «يا رسول الله! إني قد أسلمت؛ فمرني بما شئت!». فقبِل - صلى الله عليه وسلم – إسلامه، ثم قال له بعد أن طلب منه نعيم بن مسعود أن يأمره بما شاء: «إنما أنت رجل واحد؛ فخذِّلْ عنا ما استطعت؛ فإن الحرب خدعة».
ومن السبل لتوعية شبابنا أنَّ حربهم مع اليهود قبل أن تكون سياسيَّة دنيوية فهي حرب عقيدة، أن نبين لهم خطر اليهود على الإسلام والمسلمين، وأنَّهم أهل مكر وحقد وعداء مستحكم متواصل مع الإسلام وأهله، وأنًَّهم يتذرعون الذرائع ويحيكون الخطط لتثبيت مؤامراتهم، ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي. فتعال فاقتله. إلا الغرقد، فإنًَّه من شجر اليهود) أخرجه الإمام مسلم.
ولك أن تتخيل معي أنَّ اليهود من أكثر ما يغرسون الآن أشجار الغرقد نراها نحن قريبة من مغتصباتهم التي يسمونها مستوطنات، وكأنَّهم يؤمنون بوقوع ذلك، ولذلك نراها من أكثر الأشجار التي يزرعونها في مواطن سكنهم ـ قاتلهم الله ـ
وجزاكم الله خير الجزاء على تواصلكم، وأرجو أن يكون في هذه الإجابات بعض النفع، وقليلاً من الفائدة، والله أسأل لنا ولكم السداد والرشاد في الأقوال والأفعال، وأن يقينا شر أنفسنا وشر كل ذي شر، وأن يبارك في أوقاتنا وأعمالنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:15]ـ
الحوار زائد تصفح المجلة أونلاين من خلال الرابط التالي
http://muslmmagazin.110mb.com/index.php?p=1_2_-(/)
ثقافة التلبيس (16): تعظيم الفلسفة والمطالبة بتدريسها
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الأستاذ عبدالله المطيري – هداه الله – وهو أحد الصحفيين المنكفئين على كتب الفلسفة، يقول: (لا يزال الفكر الفلسفي بعيدا عن التأثير، ولا يحظى بمشروعية واعتراف داخل المنظومة الفكرية المسيطرة، بل إنه، أكثر من ذلك، يواجه إقصاء حادًا ورفضًا مسبقًا، وتُشن على متبني هذا الفكر الحروب المتتالية .. - إلى أن يقول - المشكلة العميقة في ثقافتنا هذه أن مصادر المعرفة التي يستقي منها الناس عادة معارفهم لا تحتوي مصدر العقل بمعناه الواسع والشامل والفاعل! – إلى أن يختم - إذن تبدو الحاجة إلى الفلسفة اليوم أشد من أي وقت آخر).
وقبل أيام نُشر خبر يقول: (ضمن الفعاليات التي يحتويها نادي الرياض الأدبي، اعتمد النادي تأسيس قسم "للحلقة الفلسفية" حيث تنعقد جلسات بشكل دوري لمناقشة مفاهيم وأبحاث وإصدارات فلسفية، وهي ندوة دورية تتم داخل النادي الأدبي بأعضائها التأسيسيين، وتعتبر هذه الحلقة الدورية أول نشاط فلسفي رسمي في السعودية، حيث تُستبعد "الفلسفة" من المناهج التعليمية، بما فيها التعليم العالي، وتقتصر المناهج على التحذير من الفلسفة، كما تدرس آراء تكفّر الفلاسفة مثل آراء ابن تيمية عن ابن عربي والغزالي عن ابن رشد .. يشار إلى أن الحلقة الفلسفية بدأت أنشطتها بورش حوارية " مغلقة ")!
تذكرت حين قرأت ما سبق مقولة واحد من أذكياء العالم، قالها بعد أن خبر حقيقة الفلسفة، وحقيقة معظميها – أعني أبا حامدٍ الغزالي - في مقدمة رسالته الشهيرة " تهافت الفلاسفة " (ص 26 - 28)، حيث قال: (أما بعد فإني قد رأيت طائفة يعتقدون في أنفسهم التميز عن الأتراب والنظراء بمزيد الفطنة والذكاء، قد رفضوا وظائف الإسلام من العبادات، واستحقروا شعائر الدين: من وظائف الصلوات، والتوقي عن المحظورات، واستهانوا بتعبدات الشرع وحدوده، ولم يقفوا عند توقيفاته وقيوده، بل خلعوا بالكلية ربقة الدين بفنون من الظنون، يتبعون فيها رهطاً يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة هم كافرون، ولا مستند لكفرهم غير تقليد سماعي إلفي؛ كتقليد اليهود والنصارى، إذا جرى على غير دين الإسلام نشؤهم وأولادهم، وعليه درج آباؤهم وأجدادهم، ولا غيرُ بحث نظري صادر عن التعثر بأذيال الشُبه، الصارفة عن صَوب الصواب، والانخداع بالخيالات المزخرفة كلامع السراب، كما اتفق لطوائف من النظّار في البحث عن العقائد والآراء، من أهل البدع والأهواء.
وإنما مصدر كفرهم سماعهم أسماء هائلة، كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس وأمثالهم، وإطناب طوائف من متبعيهم وضُلالهم في وصف عقولهم، وحسن أصولهم، ودقة علومهم الهندسية والمنطقية والطبيعية والإلهية، واستبدادهم -لفرط الذكاء والفطنة- باستخراج تلك الأمور الخفية، وحكايتهم عنهم أنهم مع رزانة عقولهم وغزارة فضلهم منكرون للشرائع والنحل، وجاحدون لتفاصيل الأديان والملل، ومعتقدون أنها نواميس مؤلفة، وحيل مزخرفة.
فلما قرع ذلك سمعهم، ووافق ما حكي من عقائدهم طبعهم، تجملوا باعتقاد الكفر تحيزاً إلى غمار الفضلاء بزعمهم، وانخراطاً في سلكهم، وترفعاً عن مسايرة الجماهير والدهماء، واستنكافاً من القناعة بأديان الآباء، ظناً بأن إظهار التكايس في النزوع عن تقليد الحق بالشروع في تقليد الباطل جمال، وغفلة منهم عن أن الانتقال إلى تقليدٍ عن تقليدٍ خرقٌ وخبال. فأية رتبة في عالم الله أخس من رتبة من يتجمل بترك الحق المعتقد تقليداً بالتسارع إلى قبول الباطل تصديقاً، دون أن يقبله خبراً وتحقيقاً! والبله من العوام بمعزل عن فضيحة هذه المهواة، فليس في سجيتهم حب التكايس بالتشبه بذوي الضلالات، فالبلاهة أدنى إلى الخلاص من فطانةٍٍ بتراء، والعمى أقرب إلى السلامة من بصيرةٍ حولاء).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: هذه هي الحقيقة – وإن كانت مرّة عند البعض -، فلم يجنِ العالم الإسلامي - بل العالم كله - من الفلسفة والتفلسف سوى المزيد من النزاعات والحيرة والتشكيكات؛ لأنها أقحمت نفسها في جوانب كثيرة من مسائلها في مجال ليس مجالها، مجالٍ لا يمكن التعرف عليه عن غير طريق الوحي الإلهي؛ ولهذا ضلت وأضلت، وقد قال تعالى منبهًا أهل الإسلام أن لا يتبعوا أثرهم: {ولا تقفُ ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}.
ولم يتقحم " قلة " من شبابنا هذا الطريق - للأسف - إلا محبة للتفرد والتميز على أقرانهم، وامتثالا لمقولة " وإني لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل " .. وللأسف أن يكون هذا على حساب دين المرء وعقيدته. فليتقِ الله هؤلاء أن يكونوا ممن قال الله عنهم: (ليحملوا أوزارهم وأوزارًا من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون) .. وليُسخروا كتاباتهم وجهودهم – إن كان عندهم شيئ من حب التميز والتفرد – فيما ينفع الأمة؛ من مجالات العلم المفيد: الرياضي والطبي والتقني ... الخ، فهذا خيرٌ لهم في الدنيا والأخرى.
ولبيان أن الفلسفة حشرت نفسها في أمور لا تُعرف إلا بالوحي، يُقال:
- أهم مباحث الفلسفة – كما يقول الدكتور عرفان عبدالحميد فتاح في رسالته " المدخل إلى معاني الفلسفة " (ص 2734باختصار):
(أولاً: مباحث الوجود "الميتافيزيقا" – الانطولوجيا:حيث يبحث الفيلسوف في أصل العالم وصفة هذا الأصل وعدده: هل الأصل المنشئ للموجودات عنصر واحد "المذاهب الواحدية"، أم عنصران "المذاهب الثنائية"، أم متعددة وكثيرة مذاهب التعدد؟
وما طبيعة هذا العنصر أو العناصر التي تقوّم بها الأشياء، أهو مادي خالص فلا شيء في الوجود غير المادة، وأن الحركة والحياة، وغيرهما مما يظن البعض أنها تشهد بوجود النفس أو الروح ليست في الحقيقة إلا وظيفة من وظائف المادة التي تتميز بطبيعتها بالتنوع والحركة والقوة والتفكير " المذهب العقلي "، أم روحي خالص " المذهب الروحي"؟
وهل هذه المادة الجوهرية المنشئة للأشياء قديمة أزلية أبدية فلا شيء يكون عن عدم، ولا شيء مما هو موجود ينتهي إلى العدم " المذهب الإلحادي "، فيمتنع القول بالخلق والحدوث، بل وبالخالق المبدع المصور للأشياء أيضاً؟ أم أن الموجودات سواء كانت من طبيعة مادية أو عقلية أو روحية لها بداية في الزمان، فهي مخلوقة حادثة خلقتها إرادة عليها، تعلم ما تفعل وتخلق ما تشاء " مذهب التأليه"؟
وهل الموجودات في تغير متصل وسيلان دائم، يستحيل معه الدوام المطلق والمؤقت والنسبي، أم أن الأشياء والموجودات: واحد، كل ثابت، وأن التغير عرضي فيها.
وإذا كان العالم مخلوقاً لله: فما صلة الإله الخالق بالعالم المخلوق؟ هل خلقه وركز فيه قوانينه ثم تركه وشأنه .. الخ.
ثانياً: مباحث المعرفة " الابستمولوجيا:ينصرف الفلاسفة في هذا المبحث إلى دراسة: المعرفة الإنسانية وهل هي ممكنة؟ أم ممتنعة. وإذا كانت ممكنة، فما حدود هذه المعرفة، أهي احتمالية ترجيحية، أم يقينية ومطلقة، وما وسائل اكتسابها، وما طبيعتها. وإذا كانت المعرفة ممكنة. فما مصدرها وما طبيعتها ووسيلة اكتسابها: أهي معارف مصدرها العقل الذي فيه مبادئ فطرية موروثة لم تشتق من تجربة، أم أن المعارف مصدرها الحس، أم أن مصادر المعرفة هي الحس والعقل معاً، أم أن مصدر المعرفة اليقينية لا الحس ولا العقل وإنما: الذوق الباطني والتجربة الروحية، والكشف والإلهام والبصيرة؟!
ثالثاً: مباحث القيم " الأكسيولوجيا:وفيها ينصرف الفكر إلى دراسة القيم الأخلاقية؛ مثل: الحق والخير والجمال، وهل هذه القيم: مبادئ ومثل مجردة، عامة غير مشخصة؛ تتجاوز الزمان والمكان؛ ومن ثم فهي: أزلية أبدية متغيرة؟ أم أن ما يسمى بالقيم المطلقة، ليست إلا عوائد وضعية، وعادات اجتماعية وانفعالات شخصية ومشاعر ذاتية ووجدانية فردية؟ وإذا كانت ثمة قيمة مطلقة، فهل هي "عينية موضوعية"؛ بمعنى أن لها وجوداً مستقلاً عن العقل الذي يدركها؛ وأن الأشياء والموجودات لها صفات ذاتية لازمة لها، وأن مهمة العقل الكشف عنها بالرؤية المباشرة وبالحدس، أم أن هذه القيم ليس إلا معان تتبع الإرادة الإلهية فالحُسْنُ ما أمر به الله وأراده، والقبح ما نهى عنه الله ولم يرده؛ لأن العقل عاجز عن
(يُتْبَعُ)
(/)
إدراك ذلك لنفسه وبنفسه؟).
قلت: وكل هذه المباحث الثلاثة وتفصيلاتها السابقة، إما: قد كفانا الشرع مؤنتها؛ فوضحها وبينها، أو: لم يُكلفنا تطلب بعضها، والخوض فيها؛ لسببين: الأول: أنه غير مجدٍ ولا موصلٍ لنتيجة - كما سبق -، بل ستظل العقول تتخالف وتتضارب فيه دائمًا وأبدًا؛ لأنها حشرت نفسها في أمر قد حُجب عنها، وفي خاتمة أمرها ستكون كما قال القائل: يُحللون بزعم منهمو عُقَدًا .. وبالذي وضعوه زادت العُقَدُ. السبب الثاني: أن الأولى والأجدى والأوجب أن تخوض العقول في عالم الشهادة؛ تعتبر به، وتكتشفه، وتُبدع من خلاله ماينفعها في دينها ودنياها.
جنايات الفلسفة:
يقول الدكتور عبدالقادر الغامدي: (قد عُلم وتبين أن الأوروبيين لم يتقدموا في الصناعة والعلوم التقنية ونحوها، المعاصرة إلا لما تخلوا عن فكر اليونانيين، وخاصة منطق أرسطو، وما قام المنطق الحديث عند الأوروبيين إلا على أنقاض ذلك، يقول بوشنسكي: " الفلسفة الأوروبية الحديثة أهملت المنطق الصوري إهمالاً كبيراً، حتى لقد سقط في زاوية النسيان المهين ". وقد هاجم المنطق الأرسطي كبارُ الفلاسفة الأوروبيين المحدثين والمعاصرين الذين قدموا شيئاً في مجال العلوم الدنيوية هجوماً عنيفاً.
فقد ثار فرانسيس بيكون –أبو الحضارة الأوروبية- ضد تراثهم، وكان يرى ومن وافقه أن فكر اليونانيين هو سبب جمود العلم، لذلك كان مشروعه العلمي الذي سماه "الإحياء العظيم " في جانب كبير منه " الأورجانون الجديد " يعارض فيه منهج اليونانيين". وقال واصفاً جميع اليونانيين أنهم: "يشتركون مع الأطفال في الميل إلى الكلام والعجز عن الإنجاب (المثمر) بحيث كانت حكمتهم لفظية لا تثمر أية نتائج". ويقول في وصف دقيق ومشهور لفلسفة أفلاطون: "حديث عجائز عاطلين إلى شبان جاهلين". ويرى أن هذا الوصف ينطبق على جميع الفلاسفة اليونانيين المتأخرين). (عبدالرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي .. ، ص 86 - 88).
الإسلام أطلق العقول في النافع .. وفطمها عن غير النافع، لكن الفلاسفة وأتباعهم عكسوا الأمر:
يقول الدكتور محمد الصوياني عن الإسلام: (في الشأن العقدي: أعيد التوحيد نقياً، وتم نفي الصفات البشرية عن الله؛ كالزوجة والابن والبنت والولادة.
في الجانب العبادي: جعل العبادة كلها محرمة ما لم يكن مصدرها الكتاب والسنة، وبذلك أنشئت سياج بالغة القوة للإبقاء على نقاء العبادات، والاحتفاظ بالنسخ الأصلية لكل عبادة؛ كنتيجة للاحتفاظ بالنسخة الأصلية للقرآن والسنة.
في الجانب الدنيوي: أُطلق يد الإنسان في هذا الكون ليبتكر ويبدع ويعمر ويصنع ويخترع ويكتشف، تحت القاعدة التي غيرت وجه الكون، وأطلقت أوروبا من ظلمتها، تلك القاعدة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" وبالآيات التي تحث على العلم التجريبي عند الجاهلية والمسيحية). (العقل العربي، ص 493).
ويقول الدكتور سليمان دنيا – رحمه الله – " وهو خبير بالفلسفة ": (ومما هو جدير بالاعتبار أن الدين قد قصر أمر الاعتقاد على: معرفة مصير الإنسان، وهو البعث والحياة والآخرة. والطريق التي حملت هذه المعرفة إليه، وهو الأنبياء والكتب والملائكة. والمصدر الذي بعث إليه بهذه المعرفة، وهو الله سبحانه وتعالى، وقصر أمر الشريعة على ما به صيانة الدماء والأرواح، والعقول والأعراض، والأموال"، (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن)، (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
أما الكون -فيما عدا ذلك- بمجالاته الفسيحة: من فلك، وطب، ورياضيات، وعلوم أحياء، وعلم طبقات الأرض، وعلم الذرة، وعلم الفضاء، والإشعاعات الكونية، وغيرها، وغيرها، فهي كلها حق للإنسان يمارسها بكل ما يملك من حرية.
وإذا كان للدين شيء يقوله بصددها فهو الحث على طلبها، والتشجيع على معرفتها؛ فقد رفع الإسلام شأن العالم إلى مدى تنحط دونه جميع الشئون؛ (قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون). (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط). (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
نعم لم يكن شأن الإسلام في هذه الناحية شأن الكنيسة التي ادعت علم كل شيء، وحق احتكار العلم بكل شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإسلام ترك للناس كل شيء، وحثهم على معرفة كل شيء، لأن العلم بالكون طريق إلى العلم بخالقه، وكلما كانت المعرفة بالخلق أتم وأكمل، كانت المعرفة بالخالق أتم وأكمل كذلك.
وسنرى فيما بعد أن العلم والدين أخوان متضامنان، لا عدوان متخاصمان). (التفكير الفلسفي في الإسلام، ص 245 - 246).
قلت: ولهذا؛ عقد ابن خلدون فصلا في مقدمته عنونه بـ " في إبطال الفلسفة وفساد منتحليها ".يقول الدكتور محمد جابر الأنصاري: " إن ابن خلدون، لرسوخ إيمانه الديني الأصولي، قد هاجم الفلاسفة الميتافيزيقيين في الإسلام؛ كالفارابي و ابن سينا، واتفق مع الإمام الحافظ حجة الإسلام الغزالي في تخطئة الفلسفة التي تتعاطى بما وراء الوجود، وبالميتافيزيقيا وبالغيبيات، باعتبار أن هذه الأمور من اختصاص الدين لا من اختصاص العقل. أما العقل فمجاله الطبيعي دراسة التاريخ، وعلم الاجتماع، وعلوم المنطق والرياضيات، والفيزياء، أي باختصار: العلوم العلمية الداخلة في نطاق التجربة الإنسانية، وقدرات العقل الإنساني ". (لقاء التاريخ بالعصر، ص 119).
فصلٌ بديع عن أضرار الفلسفة وأهلها على الأمة:
وأختم بفصل بديع خطه قلم الشيخ عائض الدوسري في كتابه " هكذا تحدث ابن تيمية " (ص)، قال فيه:
(نعى ابن تيمية على الفلاسفة ومَن تابعهم من رُوَّاد المدارس الكلامية والعقلية إعمالهم العقل كأصل في هذا العالم الغيبي؛ إذ إنَّ هذا العالم غيب وغير مشهود، والعقل ليس من وظيفته الصعود إلى هذا العالم؛ إذ هو عالم موقوف على نزول الوحي، فأسماء الله وصفاته وسائر أمور الغيب توقيفية، ودور العقل فيها التلقي والفهم والاستيعاب، ثم العمل.
لكن الفلاسفة ومن تابعهم راموا الوصول لعالم الغيب بعقولهم المجردة، فضَلُّوا وأضَلُّوا، وأضاعوا أوقات الأمة وجهودها، وعطلوا عقولها الذكية في تسطير الأوهام، فكتبت آلاف الكتب في الفلسفة وعلم الكلام والمنطق، وعشرات الآلاف من الشروح، وتناظر الناس وتصارعوا فيما دخل عليهم منها.
وضاعت على الأمة مئات السنين وعقلها مخدر في تلك الأوراق الصفراء، تعيد وتكرر في كلام أرسطو وأفلاطون في الإلهيات، وفي الماهية والذات، والوجود والعدم، فعطل عقل الأمة عن مسرحه الحقيقي، ونقل إلى مكان ليس له إطلاقًا، فضاع العقل وضاع الدين!
يقول ابن خلدون عن الفلسفة: تصفحها كثير من أهل الملة، وأخذ من مذهبهم من أضله الله من منتحلي العلوم، وجادلوا عنها واختلفوا في مسائل من تفاريعها.
ولو أن تلك الجهود الجبارة والعقول الذكية وُجِّهت إلى دراسة الهندسة والرياضيات والطب ونحوها، لعاد ذلك على الأمة بخير كبير ومنفعة عظيمة، تعود على الأمة بخير في دنياها، ولا تمس دينها بشيء؛ لأن تلك العلوم يقينية.
يقول ابن تيمية: إنَّ علم الحساب الذي هو علم بالكمِّ المنفصل، والهندسة التي هي علم بالكمِّ المتصل، علم يقيني لا يحتمل النقيض ألبتة.
وفي المقابل يقول عن الفلسفة: " وأساطين الفلسفة يزعمون أنَّهم لا يصلون فيه – العلم الإلهي- إلى اليقين، وإنَّما يتكلمون فيه بالأولى والأحرى والأخلق، وأكثر الفضلاء العارفين بالكلام والفلسفة، بل وبالتصوف الذين لم يحققوا ما جاء به الرسول تجدهم فيه حيارى ". ومن يتأمل حقيقة الفلسفة اليونانية التي هي مصدر علوم فلاسفة الإسلام، يجد مدى تفاهة ما وصلت له في الإلهيات، فهؤلاء اليونان يعتقدون أنَّ الأفلاك آلهة تتصارع في السماء، وتلك مرحلة وثنية بدائية هي أقرب للأساطير – ميثولوجيا - منها للعقل، فما كان يدور فيها من خرافات وأساطير الأورفية، والإلياذة، والأديسا ونحوها، يدل على ذلك بوضوح تام.
ولم تختلف المدارس الفلسفية اليونانية (700 ق. م - 150م) التي يزعم أنَّها فلسفية عن تلك الروايات والأساطير، فما اعتقده طاليس الملقب بأبي الفلسفة، وتلاميذه: انكسمدريس، وانكسمنس، وديمقريطس، وما ذهب إليه رواد المدرسة الفيثاغورسية اليونانية، ورواد المدرسة الإليائية: زينون، واكسانوفان، ورواد المدرسة الأيونية: هيروقليطس، وغيرهم في الإلهيات ليس إلا وثنية وخرافات.
وما ذهب إليه أفلاطون، وإن كانت مدرسته أقل خرافة ممن سبقها، إلا أنَّها لا تختلف كثيرًا في الإلهيات عمن سبقها، فنظرية (المُثل) و (العقول) وغيرها ليست إلا خرافات وثنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح أنَّه حصل التطور الكبير في الفلسفة اليونانية، وخاصة في الجانب الطبيعي على يد أرسطو الذي برع في الرياضيات إلى جانب براعته في المنطق والفلسفة، لكنه لم يختلف في تصوراته في الإلهيات عن تصورات قومه اليونان.
والتصور الفلسفي اليوناني للعقل تصور في قمة السذاجة؛ حيث إنَّهم اعتقدوا أنَّ العقل كائن مستقل، أي: ليس حالة ذهنية مجردة، وإنما جوهر مستقل بذاته، حتى وصل بهم الأمر إلى اعتقاد أنَّ العقل الجوهر ليس إلَّا إله، ولذلك ذهب أرسطو إلى أنَّ كينونة الله هي عبارة عن ثلاثية الأبعاد: عقل، عاقل، معقول.
هذا التصور (الميثولوجي) كان موجودًا في الروايات (الأورفية) قبل وجود المدارس الفلسفية اليونانية؛ حيث كان اليونان يعتقدون أنَّ الأفلاك والنجوم والأجرام السماوية (آلهة) تُدَبِّر الكون، فالشمس، والقمر، والزهرة، وعطارد ... إلخ، ليست سوى آلهة يونانية مكونة من قسمين: هيكل الأفلاك، وعقولها.
ولذلك تطور هذا الفكر الخرافي منذ ذلك الزمن، ومرورًا بأرسطو، حتى وصل إلى الفيلسوف الغنوصي أفلوطين، الذي طوَّر نظرية (الفيض الإلهي)، وصاغها في نظريته (العقول العشرة)، أي: الأفلاك وعقولها، وأنَّها هي التي تدبر العالم، وأنَّ الله تعالى أوكل لها تنظيم العالم وتدبيره، وأما الله – تعالى عما يقولون - فقد جلس في برجه العاجي بعيدًا عن أحداث العالم، تاركًا أمر تصريف الكون الفسيح لهذه العقول (الأفلاك)، وأصبح فلك (القمر) هو المسؤول عن تدبير أمر العالم السفلي (الأرض) وما حولها.
هذه النظرية الخرافية تلقفها فلاسفة العالم الإسلامي؛ كالفارابي وابن سينا، وفسَّروا بها (النبوة) على أنَّها قوة قُدسيَّة تستخدم قوة التخييل والقوى النفسانية لتلقي المعلومات عبر عملية (الفيض) اللاإرادي من العقول العشرة، ولذلك ذهب الفارابي وابن سينا إلى أنَّ الفيلسوف أفضل من النبي؛ لأنَّ النبي معلوماته قائمة على قوة التخييل، أما الفيلسوف فقائمة على القوة العقلية، وهذا خير دليل على الحصاد المر للفلسفات الوثنية التي توصف بأنَّها عقلية يعارض بها النقل وتقدم عليه.
يقول ابن تيمية: فلسفة القدماء، فإنَّ فيها من التقصير والجهل في العلوم الإلهية ما لا يخفى على أحدٍ. وبيَّن ابن تيمية أنَّ العقلاء الذين خبروا كلام أرسطو وغيره من الفلاسفة في العلم الإلهي؛ علموا أنَّهم من أقلِّ الناس نصيبًا في معرفة العلم الإلهي، وأنَّهم أكثر الناس اضطرابًا وضلالًا، وكلامهم في الإلهيات ففي غاية الاضطراب.
ويقول ابن تيمية مبينًا حال الفلاسفة الذين استقوا دينهم من تلك الفلسفات: إنَّ الله قد أرسل رُسُله بالحقِّ، وخلق عباده على الفطرة، فمن كمل فطرته بما أرسل الله به رُسُله وجد الهدى واليقين الذي لا ريب فيه ولم يتناقض، لكن هؤلاء – أي: الفلاسفة وأهل الكلام - أفسدوا فطرتهم العقلية، وشِرعتهم السمعية، بما حصل لهم من الشبهات والاختلاف الذي لم يهتدوا معه إلى الحق.
وإذا كان العقل ليس مكانه عالم الغيب، إذ دوره محصور في هذا العالم بالتلقي والفهم والعمل بما ينزل به الوحي؛ لأنَّ الله – سبحانه وتعالى - قد تكفل ببيان دينه، وتيسير شريعته لكل مدَّكِرٍ، وقد جاء الأنبياء بالدين أبيضًا ونقيًّا وسهلًا واضحًا لعموم الناس. ولذا فلا حاجة للبشر لأن يُضيعوا أوقاتهم وأعمارهم وعقولهم في تقصي حقائق الغيب من طريق غير طريق الوحي، الذي هو المعين الصافي.
وما ضل من ضل في الأمة إلا حينما صرف عقله من محله الصحيح إلى غير محله - أي: من عالم الشهادة إلى عالم الغيب - فبدلًا من أن تذهب الجهود وتوجه العقول الذكية لعالم الطبيعة وعلومها: كالهندسة، والرياضيات، والطب، والعمران ونحوها مما ينفع الأمة، وُجِّهت العقول الذكية للفلسفة والمنطق بحثًا عن الله، وعن صفاته وحقيقته.
فلا الحياة عُمِّرت، ولا الدين حُفِظ وصِين من عبث العابثين، بل زاد فيه العبث والتحريف والأوهام، ونشبت الخلافات والصراعات الدينية بين أبناء الأمة الإسلامية، وسالت الدماء، وقُتلت الأنفس، ولم يهتد هؤلاء إلى الحق، ولا ذاقوا برد اليقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن تيمية: وهكذا كل من أمعن في معرفة هذه الكلاميات والفلسفيات التي تعارض بها النصوص من غير معرفة تامة بالنصوص ولوازمها، وكمال المعرفة بما فيها، وبالأقوال التي تنافيها؛ فإنَّه لا يصل إلى يقين يطمئن إليه، وإنَّما تفيده الشك والحيرة، بل هؤلاء الحذَّاق الذين يدَّعون أنَّ النصوص عارضها من معقولاتهم ما يجب تقديمه؛ تجدهم حيارى في أصول مسائل الإلهيات، حتى مسألة وجود الرب تعالى وحقيقته، حاروا فيها حيرة أوجبت أن يتناقض هذا كتناقض الرازي، وأن يتوقف هذا كتوقف الآمدي.
ويُبيِّن شيخ الإسلام أنَّ أرباب العقول والمناهج الفلسفية هم من أكثر الناس حيرةً وضلالًا واضطرابًا، فهذا ابن واصل الحموي أفضل أهل زمانه في المنطق والفلسفة والكلام، يقول: أضطجع على فراشي، وأضع الملحفة على وجهي، وأُقابل بين أدلة هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر، ولم يترجح عندي شيء.
ثم يُعلق شيخ الإسلام عليه منبهًا ومشيرًا إلى اشتغاله فيما بعد فيما فيه فائدة له، قائلًا: ولهذا انتهى أمره إلى كثرة النظر في الهيئة – العمارة والهندسة - لكونه تبين له فيه من العلم ما لم يتبين له في العلوم الإلهية.
ثم يُبيّن الفرق بين إنتاج الفلاسفة العقلي وإنتاجهم الطبيعي، موضحًا أنَّ إنتاج الفلاسفة الطبيعي كالطب والهندسة والرياضيات جيِّد وصحيح، بخلاف إنتاجهم في الجانب المِيتَافِيزِيقِي الذي يزعمون أنَّه عقلي.
يقول ابن تيمية: فإنَّ الفلاسفة كلامهم في الإلهيات والكليات العقلية كلام قاصرٌ جدًّا، وفيه تخليطٌ كثيرٌ، إنَّما يتكلمون جيدًا في الأمور الحسية الطبيعية وفي كلياتها، فكلامهم فيها في الغالب جيِّد.
وبيَّن ابن تيمية أنَّ العقلاء الذين خُبِّروا مذاهب الفلاسفة في العلم، يعلمون أنَّهم أقل نصيبًا في معرفة العلم الإلهي، وأنَّهم أكثر الناس اضطرابًا وضلالًا، أمَّا كلامهم في الحساب والعدد والرياضيات فغلطهم في ذلك قليل نادر، وكلامهم في الطبيعيات غالبه جيِّد.
فلو وُجِّهت عقول الأمة – قديمًا وحديثًا - إلى الإبداع في العالم الطبيعي، والاتباع في العالم الغيبي لكان لها اليوم شأن آخر غير الذي هي عليه الآن، لكنها – وللأسف الشديد - غلب على عقولها الذكية الابتداع في العالم الغيبي، والاتباع في العالم الطبيعي، وأهدرت العقول والكتب في مؤلفات الفلسفة وعلم الكلام والمنطق وشروحه وحواشيه وتعليقاته، فصارت العقيدة صعبة المنال، وخاصَّة بِقِلِّةٍِ قليلة من أهل فنون المنطق والكلام). انتهى.
أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين إلى ما فيه الخير لهم ولأمتهم، وأن يصرفهم عن تضييع وتكرار الجهود فيما يضر ولا ينفع، وأن يوفق القائمين على النوادي الفكرية والأدبية إلى ما يُحب ويرضى ..
كتابان مهمان يتعلقان بالموضوع
1 - موقف شيخ الإسلام من آرء الفلاسفة، للدكتور صالح الغامدي - وفقه الله -.
2 - جناية التأويل الفاسد على العقيدة الإسلامية؛ للدكتور محمد أحمد لوح - وفقه الله -. فقد عقد فصلا طويلا مهمًا (ص 397 - 479) عن جناياتهم.
روابط مفيدة، متعلقة بالمقال
موقف الغزالي من الفلاسفة
للأخ الشيخ: موسى بن محمد هجاد الزهراني - وفقه الله -
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=1192
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري: دراسة نقدية تحليلية هادفة؛ للدكتور خالد كبير علال - وفقه الله -. وقد بين فيه أخطاء أرسطو
http://www.fustat.com/books/allal_5_8.doc
الرد على من عظم الفلاسفة الملاحدة
للشيخ سمير المالكي - وفقه الله -
http://www.saaid.net/Doat/samer/1.zip
حكم دراسة الفلسفة
http://www.islamqa.com/ar/ref/88184
وللجنة الدائمة فتوى عن هذه المسألة؛ يجدها القارئ في فتاواها: (2/ 40).
الحلقات السابقة من " ثقافة التلبيس "
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm
وأنقل أخيرًا: مقالا مهمًا للشيخ عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر - رحمه الله - عن الفلسفة، نشره في مجلة البحوث الإسلامية قديمًا؛ يحسن بالمهتمين الاطلاع عليه:
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:18]ـ
الفلسفة
عبد الحليم محمود
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كثيرا من شبابنا الذين درسوا في الغرب قد فتن بالفلسفة، كما فتن بها كثير من الذين تتلمذوا على كتب الغرب المترجمة إلى العربية ووصل الأمر إلى حد افتتان جامعاتنا في أقسامها النظرية بالفلسفة فدرسها الأساتذة في إعجاب وأيدوها.
واختلف الوضع الحاضر كثيرا عن نظرة أسلافنا إلى الفلسفة.
ولقد عارض الفلسفة جميع المحدثين وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل كما عارضها كثير من كبار المفكرين وعلى رأسهم الإمام ابن تيمية. ولقد كان للإمام ابن تيمية فضل كبير وأثر بالغ في بيان فساد علم المنطق الذي كان سائدا في الأوساط الإسلامية منذ أن كان " الكندي " و " الفارابي " و " ابن سينا "، ولقد كتب الإمام ابن تيمية فيه كتبا من أنفس ما يكون وعلى الخصوص كتاب " الرد على المنطقيين ".
ولم يقتصر الإمام ابن تيمية على نقد المنطق وإنما عمل جهده على تسفيه كل فكرة منحرفة من أفكارهم، ثم إنه من الذين بينوا في وضوح (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول). وكذلك فعل الإمام ابن حزم فقد نقد أيضا المنطق وتصدى لانحرافات الفلاسفة، أما الكتاب الذي كان له أثر بالغ في انهيار الفكر الفلسفي فهو كتاب (تهافت الفلاسفة) وكلمة (تهافت) إنما تعني السقوط والانهيار والعنوان يعني إذن سقوط الفلاسفة وانهيارهم.
وعلى سنة هؤلاء وعلى طريقهم سرت في هذا المقال مؤمنا بفكرة أسلافنا مقتنعا بها بعد دراسة فاحصة متأنية: فقد درست الفلسفة في أوربا ثم درستها فترة طويلة من الزمن وخرجت من كل ذلك مما خرج به أسلافنا- رضوان الله عليهم.
وإذا كان أسلافنا قد كتبوا عن الانحراف الفلسفي بأسلوبهم وعلى طريقتهم فلعله من الخير أن يتحدث الذين يسيرون على نهجهم إلى شبابنا بأسلوب ميسر بحيث يقنعهم بمنطق العصر الحاضر حتى لا يشق عليهم فهمه.
ومن أجل أن تستمر مسيرة أسلافنا في معارضة كل ما لا يلائم الجو الإسلامي كتبت هذا البحث وأرجو الله تعالى أن يهدي به وأن يهدي إليه وأن يكون عملا نافعا.
حينما نتحدث هنا عن الفلسفة فإنما نعني: البحث العقلي البحث في ما وراء الطبيعة وفي الأخلاق.
ونعني بما وراء الطبيعة: الإلهيات، أو ما يسمى في عرف المتكلمين: العقائد.
ونعني بالأخلاق: معناها الشامل الذي يتضمن التشريع الذي يحرم المنكر ويردع الذين يفعلونه، وقد يخالفنا هذا الباحث أو ذاك في هذا الذي نعنيه بالفلسفة، ولكننا أحببنا أن نتفق والقارئ على اصطلاح محدود، وفي إطار هذا الاصطلاح يسير بنا البحث.
يقول الأستاذ (أندريه كرسن) في كتابه: (المشكلة الأخلاقية والفلسفية) ما يلي: - " إن الفلسفة بمعناها الخاص قد دارت- ولا تزال تدور- حول طائفتين أساسيتين من المسائل:
(1) المسائل النظرية:
ما الكائن؟
ما أصله؟
ما المصير الذي ينتظره هو وما تفرع منه؟
أفي طوق عقل الإنسان أن يضع حلولا لهذه المسائل، أم أن ذلك في حكم المستحيل؟
كل هاتيك المسائل تعتبر مسائل ميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة).
(2) المسائل العلمية:
كيف يجب أن يكون مسلكنا في الحياة؟
كيف نربي الناشئين تربية حسنة؟
ماذا يجب لقيادة الدولة حتى تسير على النهج المستقيم؟
كل هاتيك المسائل عليها تتوقف الأخلاق أو تستمد هي من الأخلاق.
وهذا الذي ذكره الأستاذ أندريه كرسن هو رأينا الذي نسير على ضوئه في موضوعنا هذا.
إن كل من يتصفح تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام يجد مجموعة من كبار المفكرين بحثوا، في تعمق، الموضوعات الفلسفية هذه، وانتجوا فيها انتاجا يتفاوت كما وكيفا بحسب شخصياتهم.
وبدأت هذه المجموعة بفيلسوف العرب: " أبو يعقوب الكندي ثم كان الفارابي وابن سينا وغيرهم.
ونتساءل الآن: لماذا كان المحدثون وكثير غيرهم خصوما للفلاسفة؟
وما هي حكمتهم في ذلك؟
إن موقفهم من الوضوح بمكان، وذلك أن موضوع الفلسفة هو نفسه موضوع الدين. إن الدين: إلهيات وأخلاق تستند إلى الوحي، والوحي معصوم، والفلسفة إلهيات وأخلاق تستند إلى العقل، والعقل يخطئ ويصيب، وهو حينما يخطئ لا يعلم يقينا أنه أخطأ، وحينما يصيب لا يعلم يقينا أنه أصاب.
ويقولون، أو لسان حالهم يقول: " لقد ضمن الله لنا العصمة في الوحي، ولم يضمن لنا العصمة في الآراء العقلية ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وحينما أخذ المتفلسفون يترجمون كتب اليونان وغيرهم قال معارضو الفلسفة: " إذا كان ما عند اليونان في العقائد حقا فعندنا ما هو أحق منه وهو عقائد الإسلام، لأنها بالأسلوب الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ونحن إذا في غنى عن عقائدهم. وإذا كان ما عندهم باطلا؛ فنحن في غنى عن الباطل "، وكذلك كان موقفهم من الأخلاق بمعناها العام: إن كانت أخلاق اليونان فاضلة فعندنا ما هو أفضل منها ولم تتم مكارم الأخلاق إلا في العهد الإسلامي. وإن كانت أخلاق اليونان فاسدة فنحن نعوذ بالله من كل فساد ".
وعارضوا الترجمة في الجانب الإلهي وعارضوها في الجانب الأخلاقي. . .
ولكنهم لم يعارضوها، وإنما شجعوا عليها في جانب العلوم المادية: مثل الطبيعة، والكيمياء والفلك. . وعارضوا التفلسف في الإلهيات والأخلاق بكل ما أتوا من قوة.
ولكن التيار الفلسفي استمر في المجتمع الإسلامي، وإذا كان قد تهافت في المشرق بتأثير الإمام الغزالي فإنه قد ازدهر في المغرب على لسان ابن ماجه وابن طفيل وابن رشد.
وكانت آمال وأماني فلاسفة الإسلام الوصول - عن طريق المحاولات العقلية المستمرة- إلى التوفيق بين الدين والفلسفة.
*والفلسفة في الإسلام إذن تحاول جاهدة أن تعلن في نوع من الدعاية المزخرفة أنها تتفق مع الدين فيما أتى به الدين، وأنها لا تختلف عنه في مبادئها.
وعند كل فيلسوف في الإسلام وعند كل مؤرخ للفلسفة الإسلامية فقرات وفصول بعنوان التوفيق بين الدين والفلسفة سواء أكان هذا العنوان ظاهرا أم مستورا، أنجحت الفلسفة في هذا أم أخفقت؟.
ومن أجل الإجابة على هذا السؤال نحب أن نتحدث أولا عن الجو الذي نشأت فيه الفلسفة.
إنها نشأت عند قدماء اليونان قبل الميلاد. وكانت اليونان فيما قبل الميلاد بقرون تدين بدين وثني: كانوا يؤمنون بمجموعة من الآلهة قابلة للزيادة عن طريق الزواج والتناسل. وهي آلهة تحب وتبغض وتتنازع وتتشاحن، ويحاول بعضها أن يعتدي على الأعراض وعلى السلطان وهي في نزاع مستمر، ثم هي تحابي من البشر من يقدم لها القرابين والأضاحي وتخذل من لم يفعل ذلك، وكانت في مستواها الأخلاقي العام بعيدة عن الكمال والفضيلة وكان الإلف والتكرار والتعود يجعل هذا الوضع للآلهة وضعا عادية لا يثير نقدا ولا استنكارا.
بيد أنه نشأ في القرن الخامس والرابع والثالث قبل الميلاد في بلاد اليونان مجموعة كبيرة من المفكرين النابهين، بل ومن العباقرة، فكروا وتأملوا ونقدوا واستنكروا وانفصلوا عن الدين يعلنون ذلك في صخب أو في هدوء، وفي كثير من الأحيان يسترون ذلك ويخفونه في نفوسهم، ولكنهم على أي وضع كانوا، ألفوا مذاهب آمنوا بها واعتقدوها: مذاهب بشرية لم تؤسس على وحي ولم ينزلها الله على لسان أنبيائه ورسله.
ألفوا مذاهب تتصل بالله سبحانه وبالآخرة وبالسلوك الإنساني الذي يجب أن يلتزمه الإنسان.
إنها مذاهب مؤسسة على العقل: عنه تصدر، ومنه تنبع، وعليه تقوم إن العقل ينشئها ويسير معها خطوة فخطوة حتى يصل بها - في تدرج - إلى غايتها، إنها مذاهب عقلية، إنها مذاهب بشرية. إنها في المستوىالبشري.
وإذا كانت أسطورة الدين اليوناني هي التي دفعت هؤلاء المفكرين على ما أقدموا عليه فإن الأمر لم يكن كذلك فيما قبل.
كان الوضع فيما قبل: التفرقة بين مجالين من مجالي المعرفة:
1 - مجال المعرفة الحسية، وهو مجال آلات المعرفة فيه الحواس، وموضوعه المادة، والعقل يجول فيه مستنبطا ومستنتجا، فيؤلف فيه ويركب ويعيد تأليفه وتركيبه، ويستخرج قوانينه وقواعده، فتكون الحضارة، ويكون العلم بمفهومه الغربي الحديث أو بمفهومه الكوني المادي: طبيعة وكيمياء وفلك.
2 - مجال المعرفة الروحية والأخلاقية، وهو مجال ليست الحواس مصدره وليس العقل منشئه أو مبتدعه، وإنما مرده إلى الوحي ينزله الله على ألسنة من يصطفيهم لحمل الرسالة من خلقه، إنه من اختصاص الله تعالى يبينه على ألسنة رسله.
وسار الأمر على هذه الكيفية إلى العهد اليوناني القديم: فخاض الإنسان في مجال الحس - وهو اختصاصه - وخاض في مجال الروح بعقله، وليس للعقل في مجال الغيب إلا محاولة الفهم؛ إذ الإنشاء والابتداع في هذا المجال ليس للإنسان، وليس من اختصاصه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاءت المسيحية الصادقة الموحاة فردت الأمر إلى حالته الطبيعية: عالم الحس، للإنسان أن يفكر فيه ويستنبط، وعالم الروح يتفهمه الإنسان عن طريق الوحي.
ولكن التيار الفلسفي اليوناني- وقد أصبح سنة مألوفة - غزا الجو المسيحي وأخذ مكانته المرموقة بين المفكرين الغربيين فنشأ فيهم الفلاسفة ونشأت في أجوائهم الفلسفة.
وأخذ فلاسفة الغرب يحاولون التوفيق بين المسيحية والفلسفة وكان أبرزهم في هذا المجال الفيلسوف (توما الإكويني).
وإذا قرأت (ديكارت) تجده كأنه كان يمشي على الشوك وهو يتفلسف محاولا- ما استطاع إلى ذلك سبيلا- مداراة القساوسة وعلماء الدين والجو العام الفلسفي إذ يعلن، في مجاملة بالغة، أنه يؤيد الدين ولا ينحرف عنه وأنه يقدم إنتاجه ويعرضه على علماء الدين متقبلا ملاحظاتهم التي يوليها عنايته الفائقة، كان هذا موقف ديكارت وغيره. .
*وكان الإسلام- من قبل ديكارت ومن قبل الإكويني -: يهدي للتي هي أقوم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويقود الإنسانية نحو مرضاة الله تعالى، ووضع الأمور في نصابها مبينا بأسلوب لا لبس فيه أن: العقيدة والأخلاق ونظام المجتمع والتشريع من أمر الله تعالى، وقد شاء الله سبحانه أن يرسم للإنسانية طريقها المعصوم في كل ذلك فأرسل الرحمة المهداة، خاتم النبيين - محمدا صلى الله عليه وسلم -: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا.
* ولكن الفلسفة اليونانية دخلت على استحياء في عهد المنصور، وقوي جناحها في عهد المأمون، وأصبح في الأمة الإسلامية فلاسفة.
والآن نتساءل: ما هي السمات العامة للفلسفة؟
إنه لا يتأتى أن نحدد في صورة مقنعة موقف الإسلام من الفلسفة قبل تحديد سماتها العامة، فما هي هذه السمات؟
وأول سمة من هذه السمات، وهي أهمها، وتعتبر كالمنبع الذي عنه تفيض السمات الأخرى- هي أن الفلسفة لا مقياس لها للتفرقة بين الحق والضلال، بين الصواب والخطأ. فإذا اختلف فيلسوفان في أمر من أمور الفلسفة فإنهما لا يجدان مقياسا عقليا بحتا يرجعان إليه للحسم بينهما في موضوع الخلاف.
أما في العلم المادي فإن المقياس هو "التجربة" فإذا اختلف عالمان في أمر كوني رجعا إلى التجربة، وهي تعلن في صراحة مشاهدة خطأ هذا وصواب ذاك.
ما هو، في عالم الفلسفة، الذي يجري مجرى التجربة في مجال العلم؟
لا شيء. . .
ما الذي يحسم الخلاف في عالم الفلسفة؟
لا شيء. .
ما هو المرجع العقلي البحت من أجل الاتفاق في عالم الفلسفة؟
لا مرجع.
ولقد شعر الفلاسفة بذلك: فقام اثنان من كبار عباقرة الفلسفة بمحاولة لإيجاد هذا المقياس، وهما (أرسطو) في الماضي و (ديكارت) في العصور الحديثة.
ولقد أخفق كل منهما إخفاقا تاما كاملا.
ونبدأ الحديث عن أرسطو - ولا ننسى أننا في عالم الإلهيات: مجال الفلسفة الرئيسي - لقد فكر أرسطو وقدر، ثم فكر وقدر، وخرج على العالم بما يسمى (المنطق الأرسطي) أو (المنطق الصوري) وأخذ هذا المنطق في عالم الفكر الفلسفي مجالا من الشهرة والعناية لا حد له. وأخذ في الجو الإسلامي شهرة ذائعة الصيت.
وتبناه جميع فلاسفة الإسلام ابتداء من (الكندي) في المشرق إلى (ابن رشد) في المغرب.
ولكن كثيرا من المسلمين ذوي الأصالة في الفكر الإسلامي أبانوا في وضوح أن المنطق الأرسطي منهار، وأنه متهافت، وأن الخلل في جوهره وأركانه وأنه خلل لا يصلح. وكان من هؤلاء (ابن تيمية) الذي كتب كثيرا في نقد المنطق ونقضه: لقد كتب في ذلك كتبا وكتب في ذلك فقرات منثورة هنا وهناك في خلال كتبه الكثيرة وفتاواه المستفيضة.
وممن كتب في نقد المنطق ونقضه: ابن حزم.
والمحدثون جميعا لا يجد المنطق عندهم ترحابا ولا قبولا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كتبنا نحن ننبه على أن المنطق لا يحسم خلافا ولا يفصل حقا عن باطل. ومما كتبناه في المنهج الحديث والمنهج الأرسطي ما يلي: إن المقاييس هي:
أ- الاستقراء
ب- القياس
أما الاستقراء - وهو أساس المفهومات العامة والقضايا الكلية - فإنه:
1 - مبني كله على الحس: إنه استقراء محسات: إنه تتبع جزئيات، لا تخرج عن نطاق الواقع، أما المساتير فهو بريء منها كل البراءة، لأنها لا تدخل في دائرة اختصاصه: فهو عاجز عن أن يخترق الحجب ليصل إلى ما وراء الطبيعة.
2 - ثم إن الاستقراء: تام، وناقص. والتام - كما يعترف المناطقة - لا غناء فيه ولا فائدة.
أما الناقص- وهو المهم في نظرهم فإنه - في رأيهم أيضا - ظني، وهو - لذلك - عرضة للتغيير، في كل آونة.
" كل معدن يتمدد بالحرارة" تلك قضية من قضايا الاستقراء، إنها قضية عامة شاملة ولكن المعادن لم تنكشف بعد بأكملها.
ومن الجائز أن يكتشف في الغد معدن لا يتمدد بالحرارة، إنها إذن، قضية مؤقتة ظنية، تتبرأ من اليقين الفلسفي.
" والعلم المادي كما يقول أحد المفكرين- لا يعرف الكلمة الأخيرة في مسألة من مسائله- وإنما حقائقه كلها إضافية موقوتة. لها قيمتها. حتى يتكشف البحث عما يزيل هذه القيمة أو يغيرها ".
وهكذا قضايا الاستقراء، إنها:
1 - خاصة بالطبيعة، ولا شأن لها بما وراءها.
2 - ظنية، لا تعرف اليقين.
أما القياس:
1 - فإنه مبني على الاستقراء، إذ هو منطو دائما على كلية، كلية استقرائية، وما دامت قضايا الاستقراء ظنية- كما رأينا - وميدانها المحسات، فنتائج القياس ظنية كذلك، وميدانها المحسات.
2 - إن المناطقة لا يشترطون في مقدمات القياس، أن تكون مسلمة صادقة في نفسها، وإنما يشترطون أن يسلمها المتجادلون فحسب، وقد تكون - كما يقول صاحب البصائر النصيرية: منكرة كاذبة في نفسها، وفي هذه الحالة يكون القياس صحيحا ونتيجته باطلة.
وإذا كان الأمر كذلك فما فائدة القياس الأرسطي؟ ما قيمته إذا كان لا يعول فيه إلا على أن تكون المقدمات مستوفية لشروط الإنتاج بحيث تستلزم النتيجة وإن لم تطابق النتيجة الواقع؟
ما قيمته إذا كان لا يحفل بصدق النتيجة أو كذبها؟
إنك إذا قلت: الكثير من العلم يؤدي إلى الاستقلال الفردي، وكل ما يؤدي إلى الاستقلال الفردي مضر بالمجتمع، فالكثير من العلم مضر بالمجتمع، كان هذا قياسا صحيحا في نظر المناطقة الأرسطيين.
وإذا قلت: الكثير من العلم يؤدي إلى التماسك الاجتماعي، وكل ما يؤدي إلى التماسك الاجتماعي مفيد للمجتمع، فالكثير من العلم مفيد للمجتمع، كان هذا أيضا قياسا صحيحا عند المناطقة، ومع ذلك فالنتيجتان متعارضتان.
3 - ومع كل هذا فالقياس استدلال دوري فاسد، ذلك أن العلم بالنتيجة في نحو قولنا: محمد إنسان، وكل إنسان ناطق، فمحمد ناطق" متوقف على العلم بالكبرى، والعلم بالكبرى متوقف على العلم بالنتيجة، لأنك لا تستطيع أن تحكم بالناطقية على جميع أفراد النوع الإنساني، إلا إذا تأكدت من ثبوت الناطقية لمحمد، ولو كنت في شك من ذلك، لما استطعت تعميم الحكم على جميع أفراد الإنسان، وإذن تكون النتيجة متوقفة على الكبرى وتكون الكبرى متوقفة على النتيجة، وعلى ذلك يكون القياس: استدلالا دوريا فاسدا، فلا يعول عليه.
4 - وأخيرا، فالمفروض: أن نتيجة القياس جديدة كل الجدة، إنها استنتاج مجهول هو النتيجة - من معلوم، هو المقدمات.
ولكن النتيجة متضمنة في المقدمات، إنها ليست مجهولة، والقياس إذن لا يؤدي إلى معرفة جديدة، أو إلى استنتاج مجهول من معلوم، إنه- إذا أردت الدقة- استنتاج معلوم من. . معلوم.
تلك هي موازين العقل- وهي موازين لا غناء فيها ولا جدوى منها فيما يتعلق بالإلهيات. العقل إذن قاصر فيما يتعلق بالأخلاق. وهو قاصر على الخصوص فيما يتعلق بالإلهيات.
ومن هنا كان السبب في اقتصارها على الأخلاق والإلهيات.
وإذا كانت قد تحدثت في التشريع فإن التشريع داخل في نطاق الأخلاق.
أخفق إذن منطق أرسطو. واستمر الاختلاف بين الفلاسفة كما كان من قبل. واستمر الخلاف حتى بين المناطقة الأرسطيين: الكبار منهم والمغمورين، بل حدث الاختلاف بين تلاميذ أرسطو نفسه، وهم أتباع مدرسة واحدة هي المدرسة الأرسطية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومرت العصور، وتوالت القرون، وجاء (ديكارت)، وبدأ (ديكارت) يتفلسف على استحياء وعلى حذر بالغ، فما كان جو زعماء المسيحية في الغرب إذ ذاك يوحي بالاطمئنان أو السكينة، لقد كان جوا رهيبا يأخذ على الظنة وينكل على الشبهة، لا يتحرى عدالة ولا يستشعر رحمة.
وأخذ (ديكارت) يتحسس طريقه في حيطة بالغة: مداريا، مجاملا، مادحا، متواضعا. .
وذات يوم أعلن أنه عثر على المنهج المعصوم.
وأنه على أساس من هذا المنهج سيقود الإنسانية إلى الحق. .
ورأى أن هذا المنهج صالح للكشف عن الحق في الكون وفي ما وراء الكون، في الطبيعة وفي ما وراء الطبيعة.
ولكن التجربة أظهرت خطأه في أثناء حياته.
وأن الخلاف استمر حول آرائه في الإلهيات، وآراء معاصريه، وآراء من قبله، كما كان الأمر من قبل أن يولد منهجه، وأخفق منهج ديكارت كما أخفق من قبل منهج أرسطو. .
وبقيت الحقيقة التي لا شك فيها، وهي أن الفلسفة لا مقياس لها. هذه هي السمة الأولى. .
السمة الثانية: ما دامت الفلسفة لا مقياس لها فهي إذن ظنية، إنها ظنية وإن عجنت بمنطق أرسطو الذي أخفق، وهي ظنية وإن خبزت بمنهج ديكارت الذي لم ينفع في قليل ولا في كثير، إنها ظنية لأنه لا يتأتى أن تفرق فيها- ولا مقياس- بين الحق والضلال، وستستمر هكذا إلى الأبد.
السمة الثالثة: مادام لا سبيل إلى اليقين في موضوعات الفلسفة فإن من البدهي أن: اختلاف الآراء فيها دائم".
وهذا هو الواقع حينما يتصفح الإنسان الفكر الفلسفي عبر القرون، إن الاختلاف والجدل دائم مستمر منذ أن نشأ الفكر الفلسفي، إنهم يختلفون حتى في المدرسة الواحدة.
وانظر مثلا إلى مدرسة سقراط فستجد تلاميذه يقرون بأستاذيته في احترام بالغ، وفي تبجيل يشبه التقديس، فإذا جئت إلى آرائهم في الإلهيات، أو في الأخلاق، فستجد الاختلاف والافتراق. . الاختلاف والافتراق بينهم وبين أستاذهم، والاختلاف والافتراق بين بعضهم وبعض. .
بل إن الأمر يصل بالشخص الواحد إلى أن يختلف مع نفسه بحسب تطور حياته، أو اختلاف بيئته أو اختلاف ما يقرأ من مصادر ثقافته.
وكل هذا واضح عبر العصور.
ومن غرائب الأمور أن الفلاسفة يعلمون علما يقينا، ويعلمون أن كل فيلسوف أتى من قبلهم هدم آراء سابقيه جميعا: إنه لم يعترف بوصول أحدهم للحق، إنه يخطئهم جميعا ولو لم يكن الأمر كذلك لأخذ بآرائهم، واكتفى بما أخبروه، أو بما أنشأه أحدهم من قبل.
ولكنه مع علمه بأن الفلسفة دائما إلى نقد ونقض فإنه لا يأبه بهذه المعرفة ويقيم مذهبه على أنقاض مذاهب سابقيه، فيأتي من بعده ويهدمه ويقيم مذهبا مآله السقوط وهكذا دواليك:
السمة الرابعة: وما دام الاختلاف مستمرا فإن المسائل التي هي موضوع الفلسفة تستمر هي هي، "إن مسائل الفلسفة لم تتغير على مر الدهور ".
ما هي مسائل الفلسفة؟ إنها: معرفة الله سبحانه وصفاته، وصلته بالعالم خلقا وتصريفا، وصلته بالإنسان قربا وتوجيها. . والبعث وكيفيته. . . والخلق الكريم الذي يمثل الفضيلة والكمال. . . والخلق السيئ الذي يمثل الشر والفساد. . . والنبوة والصلة بالله عن طريق الوحي: إثباتا وإنكارا، ثم: هل المعرفة ممكنة؟ وفي كل هذه الموضوعات الكبرى وغيرها مما يتصل بها اختلف الفلاسفة وما زالوا. واستمرت هذه المسائل على مدى سبعة وعشرين قرنا تقريبا مثار بحث وجدل إلى الآن. .
لم يصل الفلاسفة في واحدة منها إلى اليقين، ولم توضع واحدة منها موضع الاتفاق.
السمة الخامسة: إن الاختلاف في مسائل الفلسفة ليس اختلافا في الإيجاب فحسب، وذلك أنه قد يجوز أن يكون لمسألة ما عدة حلول كلها إيجابية.
وليس اختلافا في السلب فحسب، وذلك أنه قد يجوز أن يكون لمسألة واحدة عدة حلول كلها سليمة
إن الخلاف عام في الإيجاب وفي السلب وإنه ليصل إلى الإنكار المطلق وإلى الإثبات المطلق في كل مسألة، وإنه ليصل بك أحيانا إلى طريق مسدود.
وإن الفكر الفلسفي ليصل بك أحيانا إلى إنكار السماء والأرض، وما بين السماء والأرض، ويقول لك: ليس في الوجود - يقينا- غيرك أنت وحدك.
وإن السمة الأخيرة هي سمة تؤدي إليها، - لا مناص- السمات السابقة.
وإذا كانت السمات السابقة يسلم كل منها إلى الآخر، فإنها جميعا تتكاتف لتؤدي إلى هذه السمة الأخيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
السمة الأخيرة: هذه السمة الأخيرة هي أن: " الفلسفة لا رأي لها ".
وقد تكون هذه السمة مفاجأة لبعض الناس، كيف يتأتى أن تكون هذه الفلسفة التي ملأت الدنيا صياحا، منذ نشأت، ولم تكف- منذ أن نشأت للآن - عن الصياح: لا رأي لها؟
والأمر أيسر من أن يحتاج إلى استفاضة:
أما أولا: فلأن " الفلسفة لا رأي لها". نتيجة واضحة لكل ما قدمنا.
وأما الثانية: فخذ أي مسألة من مسائل الفلسفة فستجد فيها الآراء التي تنكر، والآراء التي تثبت، إنك ترى الرفض والقبول في كل أمر.
والرفض فلسفة، والقبول فلسفة.
وقد يكون الرأي توقفا على الرفض والقبول وهو فلسفة، وقد يكون شكا في الرفض، وشكا في القبول في آن واحد، وهو أيضا فلسفة.
والشك إما أن يكون شكا في قيمة الآراء التي تعرض: نفيا أو إثباتا.
وإما أن يكون شكا في قيمة وسيلة المعرفة نفسها وهي الحواس والعقل.
وكل ذلك فلسفة في كل مسألة.
وإذا تساءلت- وأنت على علم بالجو الفلسفي: جو المتاهات والوهم- ما الرأي الفلسفي في هذه المسألة أو تلك فستجد كل ما قدمناه ماثلا أمامك يثبت لك بما لا مرية فيه أنه: (لا رأي للفلسفة).
وقبل أن نخلص إلى الخاتمة نذكر أمرا في منهج الفكر الفلسفي فيه عظة وفيه عبرة: إن محاورة " فيدون " لأفلاطون لها أهميتها لأكثر من وجه. منها أنها:
1 - محاورة يدور البحث فيها حول خلود النفس.
2 - وهي محاورة لا تتعارض فيها أهداف المناقشين، وإنما تتحد وتتفق ويحب المناقشون أن يصلوا فيها إلى نتيجة محببة إلى نفوسهم وهي أن: (النفس خالدة).
3 - إن الذين يدور بينهم الحوار فلاسفة من الذين له وزنهم واعتبارهم، وأحدهم يسمونه " أبا الفلسفة" ويسمونه " أبا الفلاسفة".
4 - المتحاورون ليسوا من مدرسة واحدة وإنما هم من مدرستين مختلفتين هما: مدرسة سقراط، ومدرسة فيثاغورس، وهما وإن كانتا متقاربتين فإنه ما من شك في أن جو سقراط العقلي يختلف عن جو فيثاغورس الروحي.
ولهذا الاختلاف فإن اتفاقهما على غاية واحدة: (إثبات خلود الروح) ومحاولتهما الاستدلال عليها له أهميته الخاصة.
5 - بيد أن الأمر الأساسي الهام الذي من أجله نتحدث في هذا الموضوع هو اتفاق المدرستين على أن " الوحي" فيما يتعلق بما بعد الطبيعة هو السفينة الأمينة الآمنة المتينة، وأن العقل في مجال الإلهيات، إن هو إلا عبارة عن لوح من الخشب إذا قابلته أو إذا وازنته بالوحي: (إن الوحي سفينة والعقل لوح خشب).
لقد كان الحوار يدور بين سقراط واثنين من الفيثاغوريين هما: سيميا " و" قابس " وهما من كبار فلاسفة المدرسة الفيثاغورية.
وأخذ الجميع يجهدون ذهنهم في البرهنة على خلود النفس ويقيمون أدلة وتنقسم بعض أدلتهم إلى فروع ثم: " ويسكت سقراط، ويسكت الجميع، وبعد هنيهة يقول سيميا:
إن العلم بحقيقة مثل هذه الأمور ممتنع أو عسير جدا في هذه الحياة، ولكن من الجبن اليأس من البحث قبل الوصول إلى آخر مدى العقل، فيجب:
إما الاستيثاق من الحق.
وإما - إن امتنع ذلك- استكشاف الدليل الأقوى والتذرع به في اجتياز الحياة.
كما يخاطر المرء بقطع البحر على لوح من خشب، ما دام لا سبيل لنا إلى مركب أمتن وآمن، أعني إلى وحي إلهي"
وبعد ذلك يعودون إلى البحث من جديد حتى:
يقتنع قابس، ويعلن سيمياس أنه مقتنع أيضا، إلا أن شعوره المزدوج بعظم المسألة وبالضعف البشري يضطره إلى بعض التحفظ بإزاء هذه الأدلة على وجاهتها.
فيسلم له سقراط بحقه في هذا التحفظ، ويزيد قائلا:
بل إن المقدمات أنفسها مفتقرة إلى بحث أوكد.
إن هناك بحر الإلهيات، وهناك البحر المائي.
وكما أن للبحر المائي آلة عبور هي السفينة، فإن لبحر الإلهيات آلة عبور هي "الوحي".
فإذا استعمل الإنسان العقل في عبور بحر الإلهيات، فإنه يكون كإنسان يستعمل لوحا من خشب في عبور البحر المائي.
ولكن المضطر- حيث لا وحي- يستمسك بلوح الخشب- كما يقول سيمياس - " ما دام لا سبيل إلى مركب أمتن وآمن، أعني إلى وحي إلهي".
اليهود والفلسفة
ولعل القارئ الكريم يسمح بأن أتحدث عن الجو الذي عشته في بواكير حياتي الفلسفية، لقد كان ذلك لأول عهدي بجامعة باريس حينما ذهبت إلى فرنسا للدراسة:
وأحب أن أصف الجو الذي عشته- بتوفيق الله - أثناءه.
(يُتْبَعُ)
(/)
دخلت الجامعة، وبدأت الدراسة في علم الاجتماع وعلم النفس، ومادة الأخلاق، وتاريخ الأديان.
وكانت هذه المواد يتزعم دراستها وتدريسها الأساتذة اليهود، أو الذين تتلمذوا على الأساتذة اليهود.
وكانت هذه المواد كلها تسير في تيار محدد، هو: أنها (علوم مجتمع) أي أنها لا تتقيد بوحي السماء، ولا تتقيد بالدين على أنه وضع إلهي، فهي تدرس موضوعاتها على أنها ظواهر اجتماعية، وظواهر إنسانية.
وبدأنا في الدراسة نسمع مختلف الآراء في نشأة الدين، ومختلف الآراء في تفسير النبوة وينتهي الأمر برأي الأستاذ في الموضوع.
وليس في هذه الآراء- على اختلافها وتعددها- ما يتجه إلى أن الدين وحي من السماء أو أن النبي- أي نبي - موصول الأسباب بالسماء، وإذا انتظرنا من ذلك الأستاذ أن يصحح الوضع. فيدلي في النهاية برأيه مثبتا الألوهية والنبوة هادما للآراء الأخرى واصفا لها: بأنها ضلال.
إذا انتظرنا ذلك منه فإننا نكون واهمين، فإنه واحد من هؤلاء العشرات من الأساتذة في هذه المواد وما شابهها المنغمسين في تيار المادية.
لقد فسرت الجامعات الأوروبية العلم على أنه القواعد التي تقوم على التجربة والملاحظة. والتزمت أن تفسر وأن تشرح علم الاجتماع وعلم النفس وجميع الظواهر في الآفاق، وفي الأنفس، على هذا الأساس، والتزمت ذلك أيضا في تاريخ الأديان.
هذه العلوم بالذات وفروعها تتكاتف لتقود الإنسان متعاونة متساندة إلى الإلحاد.
إن للدين- فيما يزعمون- نشأة إنسانية اجتماعية، - وإن للخلق - فيما يروون- نشأة إنسانية واجتماعية، وقد تواضع الناس على سلوك معين سموه: " فضيلة " وعلى سلوك آخر سموه: " رذيلة ".
ودراسة الدين والأخلاق إذن تتجه إلى النشأة والمظاهر وعوامل التطور وظواهر التطور. . وليس للوحي في الدراسة من نصيب اللهم إلا الوصف لظاهرة نشأت في المجتمع.
وكل الظواهر والمظاهر في هذه الدراسات اعتبارية نسبية متبدلة لا تثبت على حال، ولا تستقر على وضع، لأنها في كل يوم تتبدل حالا بحال. .
وهذه الأفكار تتكرر في هذه المواد: تسمعها في علم الاجتماع، وتسمعها في علم النفس، وتسمعها في دراسة مادة الأخلاق، وتسمعها في دراسة تاريخ الأديان، وتسمعها في دراسة العلوم المتفرعة من كل ذلك.
والشاب الذي انتقل من الأقسام الثانوية إلى الجامعة يتأثر بأستاذه، فإذا كان الأساتذة متكاتفين على هدم القيم الثابتة، والمثل العليا التي يقررها الدين، وتقررها الأخلاق، إ ذا كان الأمر كذلك فإن الطالب الذي يعيش في أجواء تتعاون كلها على هدم عقائده ومثله وقيمه ينتهي به الأمر- في الأغلب الأعم من الحالات- بأن تنهار هذه القيم في شعوره.
ومن هنا كانت الظاهرة التي تجدها في طلبة الجامعات في أوربا من الاستخفاف بكثير من العقائد وبكثير من القيم وينتهي الطالب بالإلحاد، أو على أقل تقدير بالإيمان الكامن الذي لا فاعلية له، ولا تأثير في سلوك الإنسان.
وكنت - من غير شك- أضيق بكل ما يجري في هذه الدراسات ولكن الله -سبحانه وتعالى- ألهمني التفكير في قيمة وآراء الأساتذة أنفسهم في هذه المواد. وبدأت أفصل بين عالمين من المعرفة: عالم الماديات كالطب والطبيعة والكيمياء، وهي أمور تحكمها التجربة ولا تتعارض مع الدين، ولا اختلاف فيها. . وعالم التفكير المجرد في الدين والأخلاق والمجتمع.
وأخذت أدرس في أناة هذا الجانب الأخير من الزاوية التاريخية، فوجدت أنه منذ أن بدأ التفكير، بدأ في اللحظة الأولى الاختلاف فيه، وبدأ كل زعيم من زعمائه ينتقد الآخرين في عصره، وكل مفكري عصره ينتقدون المفكرين في العصر السابق عليه. . وهكذا الأمر.
وما من شك في أن هؤلاء الأساتذة الذين يدرسون لنا ينتقد بعضهم بعضا في آرائهم، ويخطئ بعضهم بعضا، كما ينتقدون السابقين عليهم ويخطئونهم، وسيصنع من بعدهم صنيعهم فيوجهون إليهم النقد ويخطئونهم وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لقد أخذ " دوركايم " اليهودي يعمل بمعاول هدامة في كل القيم والمفاهيم الدينية والأخلاقية، وأخذ تلميذه الأكبر اليهودي " ليفي بروهل " ينهج منهجه ويسير على طريقه في علم الاجتماع وفي علم الأخلاق وكتاب " ليفي بروهل ": " الأخلاق وعلم العادات" - مثل واضح لهذا النوع من هدم القيم، ومحاولة القضاء على كل المثل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكرت إذن في اختلاف الآراء، أو في هدم بعضها البعض في مواجهة كل ما يقوله الأساتذة وكنت أقول في نفسي- في مواجهة كل أستاذ- سيهدمك المعاصرون لك، وسيهدمك الذين يأتون من بعدك. ولكني في مواجهة كل هذه الآراء الإلحادية- كنت أتشبث بيقين لا شك فيه. كنت أقول في نفسي: إذا كانت الأخلاق نسبية، فهل سيأتي الزمن الذي نعتقد فيه: أن الصدق رذيلة أو أن الشهامة شر، أو أن الشجاعة سوء، أو أن العفة جريمة. . أو أن كذا، أو كذا. . ثم أعود إلى نفسي فأقول: كلا. . .
- وأتساءل من جديد في مجال العقائد: هل سيأتي اليوم الذي لا نقول فيه بوحدانية الله؟ أو لا نقول فيه بإرادته وعلمه؟
- وأعود إلى نفسي وأقول: كلا. . .
- كنت أحاول دائما أن أردد أن هؤلاء القوم يسيرون في طرق لا تنتهي إلى غاية.
ما هدفهم من ذلك؟
- وما كنت أجد الإجابة عن هذا السؤال آنئذ، لكن عرفت فيما بعد أن هذا هو المنهج اليهودي الذي رسموه بعد تفكير طويل، والتزموا به بكل الوسائل، أو بكل الطرق، وهو منهج التشكيك في القيم والمثل والعقائد والأخلاق.
يستخدمون هذا المنهج في المجالات المختلفة لإفساد المجتمعات وتحللها أخلاقيا ودينيا، ويضيفون إليه العمل على إثارة العمال على أصحاب رؤوس الأموال، وعلى إيجاد الضغائن والفتنة بين مختلف فئات الشعوب، والثمرة التي يعملون دائبين على الوصول إليها: أن يكون المجتمع شاكا مليئا بالفتن، وذلك سبيلهم إلى السيطرة.
إن اليهود يهدفون من وراء كل ذلك إلى السيطرة على العالم، إنهم يحطمون القيم والمثل حتى لا يكون في المجتمعات قوة من عقائد، أو قوة من خلق، ومن أجل ذلك تكاتفوا على أن تكون لهم الكلمة الأولى في الجامعات في علم الاجتماع وفي علم النفس، وفي مادة الأخلاق، وفي تاريخ الأديان، ولم يكن من السهل علي أثناء هذه الدراسة الاستمساك الواثق بالقيم والمثل التي نشأت عليها، لولا عون الله سبحانه، وتوفيق منه، ولولا لطف الله لصرت كواحد من هؤلاء الألوف الذين يدرسون في الجامعات الأوروبية ثم يخرجون منها، وقد تحطمت في نفوسهم المثل الدينية الكريمة.
- وانتهيت من هذه الدراسة، ثم كانت المرحلة التالية هي مرحلة " الدكتوراه ".، وبعد تجارب هنا وهناك في مجالات مختلفة من الموضوعات، وبعد تردد بين هذا الموضوع أو ذاك- هداني الله- وله الحمد والمنة- إلى دراسة (الحارث بن أسد المحاسبي) ولم يكن ذلك مصادفة، وإنما هي هداية وتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وهي عناية أعجز عن شكر الله سبحانه وتعالى عليها.
- وانتهيت من دراسة" الدكتوراه" وأنا أشعر شعورا واضحا بمنهج المسلم في الحياة، وهو منهج:"الاتباع".
إن ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول كلمة موجزة عن هذا المنهج كأنها إعجاز من الإعجاز، إنه يقول: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ". وهي كلمة حق وصدق ثرية بالمعاني الطويلة العريضة، يبرهن آخرها على أولها، والنهي في وسطها يبرهن عليه أيضا آخرها: أي اتبعوا فقد كفيتم، والكافي هو الله سبحانه وتعالى الذي أوحى الشرع والأصول والقواعد، وطبق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كل ذلك وبينه، فكان تطبيقه مقياسا وبيانا ومرجعا يرجع إليه المختلفون.
" ولا تبتدعوا فقد كفيتم": إن الذي يبتدع هو من لا كفاية له، ولكن الله - سبحانه وتعالى- بعد أن أكمل الدين، وأتم النعمة، فليس هناك من مجال، ولا من حاجة إلى الابتداع. لقد كفانا الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- كل ما أهمنا من أمر الدين. (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
وبعد أن وقر هذا المنهج في شعوري واستيقنته نفسي أخذت أدعو إليه: كاتبا ومحاضرا ومدرسا ثم أخرجت فيه كتابا خاصا هو كتاب:" التوحيد الخالص، أو الإسلام والعقل ".
وما فرحت بظهور كتاب من كتبي مثل فرحي يوم ظهر هذا الكتاب، لأنه من خلاصة تجربتي في حياتي الفكرية.
وهذا المنهج يفترض:
1 - مقاومة الغزو الفكري:
(يُتْبَعُ)
(/)
والغزو الفكري له مجالات مختلفة: هناك الغزو الفكري في العقائد يتمثل في كل هذا التراث الضخم الذي نقل إلى اللغة العربية فيما يتعلق بما وراء الطبيعة، وهو تراث مختلف متعارض، بل ومتناقض، وهو نتاج بشري بكل ما يتسم به النتاج البشري من خطأ وضلال.
2 - والغزو الفكري في نظام المجتمع:
الذي حاول أن يفرض علينا نظام المجتمعات الأوروبية. وإذا نحن سرنا في تياره، فإننا نصبح ولا شخصية لنا ولا ذاتية ونصبح وقد فقدنا رسالتنا التي كلفنا بتبليغها للناس ونشرها وهي رسالة الإسلام التي من أجلها كانت الأمة الإسلامية، وبدونها تصبح الأمة الإسلامية ولا مبرر لوجودها.
3 - والغزو الفكري في مجال التشريع:
وهذا الغزو الفكري في مجال التشريع توجد أسسه وأصوله بصورة مشروعة في مختلف الأقطار العربية ممثلة في كليات الحقوق التي تنفق عليها الدولة وتعتمد شهاداتها.
وكليات الحقوق هذه دراستها غزو فكري، واستعمار فكري ودراستها: أثر من آثار الاستعمار التي لم تزل بعد أن زال الاستعمار.
وإذا كانت الأمم الواعية تحاول جاهدة أن تتخلص من وصمة الاستعمار بما فيها من شرور ورجس وآثام فإن الكثير من الدول العربية لم تحاول أن تتخلص من وصمة الاستعمار الصارخة الواضحة الممثلة في هذه الكليات.
إن هذه الكليات تخصص عشرين ساعة في الأسبوع للقوانين الأوروبية أي للفكر الأوربي في التشريع، وتفرض على الطالب أن يستذكره ويستوعبه ويحفظه ويتمثله، وينجح فيه في الامتحان.
أي أنها تفرض على الطالب أن يستعمر فكره الأوربيون في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال، وأن يكون تابعا للأوربيين في هذا المجال، مقلدا لهم تجره عجلتهم، مستسلما لغزوهم، وبينما تخصص هذه الكليات عشرين ساعة أسبوعيا للفكر الأوربي في التشريع، إذا بها تخصص ساعتين فقط للتشريع الإسلامي.
ولو أن هذه الكليات في فرنسا أو في إنجلترا لما فعلت أكثر من ذلك. . ومنهج الاتباع: إذن يقتضينا أن ننظر في جد في أمر هذه الكليات من أجل أن نتمثل الوطنية والإسلامية والعروبة.
وبعد: فإن منهج الاتباع هو الخلاصة الجوهرية لتجاربي الخاصة بالطريق الذي ينبغي أن يسلكه المسلم في حياته وإذا سار فيه المسلم فردا أو سار فيه المجتمع مجتمعا، فإن الله - سبحانه وتعالى- يكتب له الهدوء والطمأنينة والسعادة، لأنه يكون في جو رباني مليء برعاية الله سبحانه وتعالى وعنايته وإن منهج الاتباع ينفي من الجو الإسلامي الانحراف الفكري: ثم إنه ييسر لنا رعاية الله تعالى وتوفيقه وحمايته ونصره ويجب نشره في جميع الأجواء الإسلامية: إنه المنهج الإسلامي.
(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
مجلة البحوث الإسلامية – عدد: محرم - جمادى الثانية لسنة 1400هـ.
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 11:26]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا ..
و للأستاذ النورسي رسالة عن الفرق بين الحكمة القرآنية و الفلسفة بأسلوبه الخاص ... نسيت مكانها الآن؟
و قد تحدث عنها كذلك د. طه عبدالرحمن ... و عسى أن أبحث لكم عنها إن شئتم.
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 07:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا شيخ سليمان ونفع بك وبعلمك .... آمين
لما ذكر السيوطي رحمه الله بداية دخول الفلسفة على المسلمين قال: (إن يحيى بن خالد البرمكي ـ وهو من الفرس الذين كانت لهم صولة ودولة في حكم العباسيين ـ هو الذي جلب كتب الفلسفة اليونانية إلى أرض الإسلام من بلاد الروم، حيث أرسل البرمكي إلى ملك الروم يطلب منه هذه الكتب، وكان الملك يخاف على الروم أن ينظروا في كتب اليونان فيتركون دين النصرانية ويرجعون إلى الوثنية ديانة اليونانية، ومن ثم تتفرق كلمتهم وجمعهم، فجمع الكتب اليونانية ووضعها في بئر وأغلق عليها بالحجر والجص.
فلما علم يحي بن خالد البرمكي بها أرسل لملك الروم في طلبها، ولقد فرح ملك الروم لهذا الطلب، فجمع بطارقته وقال لهم: ما دخلت هذه العلوم على دولة شرعية إلا أفسدتها وأوقعت بين علمائها، وإن القوم الذين يطالعون هذه الكتب سيهلك دينهم وستبدد جماعتهم، وأنا أرى أن نرسلها للمسلمين حتى يبلتون بها ونسلم نحن من شرها، وإني لا آمن أن يأتي من بعدي من يخرجها للناس فيقعوا فيما أخاف منه، فقالت البطارقة: نعم الرأي أيها الملك.
فأرسلها للمسلمين الذين طلبوها، فبعث الكتب اليونانية إلى يحيى بن خالد البرمكي، فلما وصلت إليه جمع عليها كل زنديق وفيلسوف، وبدأ التعريب والنقل على يد البرمكي، وأكمل ذلك الخليفة العباسي المأمون، ويقال أن أول من بدأ بتعريب الكتب اليونانية هو خالد بن يزيد بن معاوية لما أولع بكتب الكيمياء).
فأنظر كيف أن كتب الفلسفة تولى ترجمتها مترجمين كانوا في غالبيتهم على دين النصارى، ومنهم من هو على دين الصابئة، وليس فيهم مسلم واحد، مما ترتَّب عليه أنهم تركوا تعاطي الاحتكاك بالنص القرآني؛ فكانت الترجمة الحرفية، والنقص في إجادة العربية الفصحى، والضعف في التكوين الفلسفي، وسيطرة المعتقد غير الإسلامي، مما أدي إلى وضع لغوي معقد جدًا، لا تفيد معه معرفة قواعد اللسان العربي ولا أساليب الكتابة العربية، كما أدى إلى دخول العقائد الكفرية إلى الفكر الإسلامي.
وتأمل في قول السيوطي رحمه الله (جمع عليها كل زنديق وفيلسوف، وبدأ التعريب)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (إن أمتنا أهل الإسلام ما زالوا يزنون بالموازين العقلية، ولم يسمع سلفًا بذكر هذا المنطق اليوناني، وإنما ظهر في الإسلام لما عُرِّبَت الكتب الرومية في عهد دولة المأمون أو قريبا منها)
وقال قبله الإمام الشافعي رحمه الله "ما جهل الناس واختلفوا إلا بتركهم مصطلح العرب وأخذهم بمصطلح أرسطو طاليس"
فسبحان الله العظيم ...
فعلم الفلسفة باطل المتن والسند!
والله أعلم ...
والحمدلله رب العالمين.
محبك محب الإمام ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 04:16]ـ
الأخ الكريم: خلوصي: وجزاك ربي خيرًا .. وأنتظر فوائدك، لا حرمنا الله منها
الأخ الكريم: محب ابن تيمية: أحبك الله الذي أحببتني فيه، وبارك فيك وفي إضافتك الرائعة.
فائدة: بمناسبة نقلي عن الدكتور سليمان دنيا - رحمه الله -
فقد حدثني تلميذه الدكتور محمد سعيد القحطاني - وفقه الله - أن له توبة مؤثرة بعدما استقر في مكة، بعد سنين طويلة خاض فيها غمار الفلسفة، وخبَرها؛ فيها عبرة لمبتدئي السابحين من شبابنا، قبل أن يدركهم الغرق، لعل الدكتور يكتب عنها.
والله الهادي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 07:26]ـ
بارك الله في الشيخ سليمان ..
وأخطر من الفلسلفة المستعلنة =بنتها الحاذقة المتدثرة بثياب النحو والبلاغة والأصول وقبلهم علم الكلام ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 08:12]ـ
[ COLOR="Navy"= بنتها الحاذقة المتدثرة بثياب النحو والبلاغة والأصول وقبلهم .. [/ COLOR]
لو أوضحت هذا الكلام
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 09:32]ـ
لم أزل أُوضحه ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 05:08]ـ
الأخ الكريم: خلوصي: وجزاك ربي خيرًا .. وأنتظر فوائدك، لا حرمنا الله منها
فائدة: بمناسبة نقلي عن الدكتور سليمان دنيا - رحمه الله -
فقد حدثني تلميذه الدكتور محمد سعيد القحطاني - وفقه الله - أن له توبة مؤثرة بعدما استقر في مكة،
عفواً يا سيدي ... و رفع الله قدركم ..
و قد شوّقتمونا لهذه القصة فأنا منذ أمد أسمع باسم د. سليمان دنيا في ميدان الكتب الفلسفية ... فأطفئوا شوقنا بها .. خاصة و أنه سكن مكة المكرمة و هو خبر جميل أرجو أن أستخدمه في مظانه!
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
الأخ سليمان
لابد وأنت تكتب عن ثقافة التلبيس أن تبين وجوه التلبيس لتعظيم الفلسفة وتضرب أمثلة لذلك، ويجب من البداية أن تُعرف الفلسفة، وأن توضح بعض المصطلحات الفكرية؛ حتى يكون هناك ترتيب وتسلسل في الأفكار، أما أن تنقل فقط، فهذا إشكال.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 01:05]ـ
الأخ الكريم: أبافهر السلفي: وبارك ربي فيك .. وأنتظر فوائدك - كما عودتنا -.
الأخ الكريم: عبدالله العلي: شكرًا لمرورك.
الأخ الكريم: ستقرأها قريبًا إن شاء الله. وظني أن الدكتور دنيا لم يأخذ حقه بعدُ ..
الأخ الكريم: الجبل الشامخ: لا أرى في المقال إشكالا .. فلعلك توضحه. والنقل " المفيد " لا حرج منه. وهذا جهدي واستطاعتي .. فلعلك وأمثالك من الإخوة يُكملون ما يرونه من نقص أو تقصير؛ لأستفيد ويستفيد غيري؛ فالعلم أخذ وعطاء. وفقك الله ونفع بك ..
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 04:00]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
وللفائدة فإن لمحمود الاستانبولي كتابا صغيرا في شأن الفلسفة وتعلمها، لا يحضرني اسمُه.
وإني أشتهي أن يفصل لنا الأخ (أبو فهر) ما أجمله في قوله:
(وأخطر من الفلسلفة المستعلنة =بنتها الحاذقة المتدثرة بثياب النحو والبلاغة والأصول وقبلهم علم الكلام)
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 07:37]ـ
الأخ الكريم: أبافهر السلفي: وبارك ربي فيك .. وأنتظر فوائدك - كما عودتنا -.
الأخ الكريم: عبدالله العلي: شكرًا لمرورك.
الأخ الكريم: ستقرأها قريبًا إن شاء الله. وظني أن الدكتور دنيا لم يأخذ حقه بعدُ ..
الأخ الكريم: الجبل الشامخ: لا أرى في المقال إشكالا .. فلعلك توضحه. والنقل " المفيد " لا حرج منه. وهذا جهدي واستطاعتي .. فلعلك وأمثالك من الإخوة يُكملون ما يرونه من نقص أو تقصير؛ لأستفيد ويستفيد غيري؛ فالعلم أخذ وعطاء. وفقك الله ونفع بك ..
يا سيدي سامحني فقد عرفت حبي للممازحة::)
فقد ذكرت أسماء جميع الإخوة إلا اسمي .. ؟ قائلاً الأخ الكريم فحسب؟!
فهل هذا من باب:
إذا أطلق اللفظ (الأخ هنا) أريد به الفرد الكامل؟! فتكون قد جعلتني بذلك ألصق الإخوان بك لكمال أخوّتك معه .. فيا لسروري بهذه الأخوّة الكاملة؟؟!!:):):)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 10:52]ـ
الأخ الكريم: الجبل الشامخ: لا أرى في المقال إشكالا .. فلعلك توضحه. والنقل " المفيد " لا حرج منه. وهذا جهدي واستطاعتي .. فلعلك وأمثالك من الإخوة يُكملون ما يرونه من نقص أو تقصير؛ لأستفيد ويستفيد غيري؛ فالعلم أخذ وعطاء. وفقك الله ونفع بك ..
أخشى أن أوضحه ويختصر توضيحي أحد فيخل به ويُفهم على غير وجهه، فإذا عندي إيضاح أحتفظ به لنفسي وأخرجه بعد اكتمال المادة العلمية تحت نظري، فإذا حصل اختصار من أحد لهذا التوضيح وكان مخلا، فيسهل الرجوع إلى توضيحي المعتمد، ويُحل أي إخلال له.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 05:13]ـ
الأخ الكريم: ناصر الكاتب: وبارك ربي فيك، ونفع بجهودك .. وشكرًا عن الفائدة التي أريد منك التأكد منها؛ لتكمل.
الأخ الكريم: خلوصي: لعلها من كراماتك!
الأخ الكريم: الجبل الشامخ: الرأي لك .. وفقك الله لما يُحب ويرضى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 05:36]ـ
شكر الله لك أستاذنا الخراشي وأنا الان في نقاش جد ساخن مع بعض معظمي الفلسفة .. في غرفة علمانية مغربية (واصل بن عطاء) ... -أبناء فرنسا-كماأسميهم ..
شيخنا عندي لك سؤال ... الإنسان إذا كان مضطرا أن يتعلم لغة القوم ومصطلحاتهم وقبل ذلك علومهم. (للرد عليهم و إلزامهم).فهل هم داخلون في عموم النهي الوارد من السلف والأئمة ... خاصة لمن كان يكثر من مجالسة أمثال هؤلاء ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 03:02]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم على هذا المقال القيم والمفيد، نفع الله بكم،،،
وهنا - للفائدة - رابط مقال للشيخ محمد علي فركوس - حفظه الله - بعنوان: (المنطق الأرسطي وأثر اختلاطه بالعلوم الشرعية):
http://www.ferkous.com/rep/M16.php
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 12:23]ـ
الأخ الكريم: إمام الأندلس: وشكرًا لك .. ولاحرج من تعلم ذلك للرد على أهله؛ وراجع فتوى اللجنة الدائمة التي أشرت لها سابقًا. وفقك الله، وهدى بك ..
الأخ الكريم: فريد المرادي: بارك الله فيك، كعادتك تتحفنا بالمزيد المفيد.حفظ الله الشيخ محمد فركوس.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 04:53]ـ
الأخ الكريم: ناصر الكاتب: وبارك ربي فيك، ونفع بجهودك .. وشكرًا عن الفائدة التي أريد منك التأكد منها؛ لتكمل.
آمين، وإياك غفر الله لك وتاب علينا وعليك. وبعد؛ فقد رجعتُ إلى الكتاب فاكتشفتُ أنني واهم -فمعذرة- فهو (فصل) من كتاب، وليس كتابا كاملا، والكتاب بعنوان: (كتب ليست من الإسلام) وقد خص الفلسفة بفصل سماه: (الفلسفة والكتب الفلسفية) واستفاد مما كتبه الشيخ عبد الحليم محمود في كتابه (الفلسفة والحقيقة).
وقد ذكر المؤلف -أعني الاستانبولي- أنه كتب سلسلة من المقالات في مجلة التمدن الإسلامي -قديما-.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
للفائدة: كتاب " مقاومة أهل السنة للفلسفة اليونانية - خلال العصر الإسلامي " ل: د. خالد كبير علال - وفقه الله -:
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=4947(/)
مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 01:04]ـ
قال الحافظ ابن حجر فى الفتح ج6 ص542 ما نصه " وقد نقل عن الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات، وحصرهن ابن حزم فى ست حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم، وأسقط القرطبى سارة وهاجر ... وقال القرطبى الصحيح أن مريم نبية" وقد اسبق ابن حجر قولههذا بأن أبا عبيدة استدل بقوله تعالى عن مريم "إن الله اصطفاك" على أنهاكانت نبية"
رجاء من الأخوة الكرام المشاركة فى ها الموضوع، وقد تعمدت طرحه للوصل فيه إلى قول فصل، ولكى أثبت للأخوة الكرام أن الأمر ليس قول ابن حزم الظاهرى بل سبقه إليه كل من أبى عبيدة، والاشعرى، والطبرى الذى ذكر فى تاريخه وهو الفذ فى النقل أن امرأة من بنى إسرائيل كانت نبية تملكتهم عشرين عاما وكانت تدعى ديبورا وقدتطرقنا لهذا بالتفصيل فى أطروحتنا للماجستير
والله منوراء القصد
أرجو من الإخوة المشاركة بأسلوب علمى محايد بعيدا عن الاستخفاف بالمسائل العلمية التى لا سبيل إلى حلها وحسمها وتحقيقها إلا بالعلم وحده أى بالحجج والبراهين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 01:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الطبري في تفسيره في سورة الأنبياء عند تأويل قوله تعالى "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا":فماذا أنكروا من إرسالنا لك إليهم وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلى أممهم؟
فكلام الطبري في التاريخ لا يعني أن عقيدته إثبات نبوة النساء ..
لأن من منهجه الترخص في ذكر الإسرائيليات .. والمفسرون يذكرون من هذه الإسرائيليات ما يعلمون بطلانه قطعا
والله أعلم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 02:43]ـ
بارك الله فيك أخى أبى القاسم، ولكن أليس من الممكن أن يكون قول أحدهماسابق على الآخر أقصد قوله فى التاريخ مثلا على قوله فى التفسير أو العكس، او ربما أنه خصصقوله فى التفسير بما ذكره فى التاريخ، خاصة وأنه إن كان ترخص فى ذكر الإسرائيليات فلسمن شأنه السكوت على الأمور الخطيرة، فهو يعقب على النقل عقب نقله ليوضحلنا رأيه
ثم ما هو قولك فيما نقل عن أبى عبيدة وعن الأشعرى قبل ابن حزم توضيحا للأخوة وإثراء للموضوع وصولا للحق ليس إلا
على عودة للتواصل إن شاء الله
ـ[الحُميدي]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 02:50]ـ
لي مشاركة غدا إن شاء الله .. ،
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 04:25]ـ
و مال اليه من الشافعية أيضا الامام السبكي ...
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 10:56]ـ
أى من السبكيين الصغير أم الكبير أما الكبير فقد قال " لم يصح عندى فى هذه المسالة شىء"
وقال النووى فى الأذكار أن الإمام أى إمام الحرمين الجوينى نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية"
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 11:18]ـ
النبي من أنبأه الله، وهو ينبئ قومه بما أنبأه الله به. فهل تنبئ مريم عليها السلام قومه شيئا من وحي الله؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 01:22]ـ
النبي عند الإمام الجليل ابن حزم هو من أعلم بشئ من الله تعالى فقط ... فكل من أعلم فقد أنبأ فهو نبي ... فمريم نبية من جهة أنها قد أعلمت من عند الله تعالى ... ولا معنى لمحاكمة ابن حزم باصطلاحات غيره بعد التسليم بها وجعلها من البدهيات!! ...
قال في الفصل: ومعنى النبوة أن ينبئ الله عزوجل من يشاء من عباده بوحي يعلمه به ما يكون قبل أن يكون.
وقول الإمام ابن حزم موافق للمعنى اللغوي ... خلافا للأشاعرة ومن وافقهم ...
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 04:52]ـ
الذي يظهر من كلام ابن حزم وعلى وجه الخصوص قوله: فإن أحداً لم يدع فيهن الرسالة وإنما، الكلام في النبوة فقط، قال: وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى، ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك، أنه يُثبت لهن النبوة بمجرد مخاطبة الملائكة إياهن بأمر أو نهي أو اخبار، لا أنه يقول بنبوة التشريع؛ وهو ما وضحه ابن كثير في تفسيره حيث يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
يخبر تعالى أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء، وهذا قول جمهور العلماء، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة أن الله تعالى لم يوح إِلى امرأة من بنات بني آدم وحي تشريع. وزعم بعضهم أن سارة امرأة الخليل وأم موسى ومريم بنت عمران أم عيسى نبيات، واحتجوا بأن الملائكة بشرت سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وبقوله: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَى?? أُمِّ مُوسَى?? أَنْ أَرْضِعِيهِ?} الآية، وبأن الملك جاء إلى مريم فبشرها بعيسى عليه السلام، وبقوله تعالى: {يَـ?مَرْيَمُ ?قْنُتِى لِرَبِّكِ وَ?سْجُدِى وَ?رْكَعِى مَعَ ?لر?َّكِعِينَ}، وهذا القدر حاصل لهن، ولكن لا يلزم من هذا أن يكن نبيات بذلك، فإن أراد القائل بنبوتهن هذا القدر من التشريف، فهذا لا شك فيه، ويبقى الكلام معه في أن هذا هل يكفي في الانتظام في سلك النبوة بمجرده أم لا؟ الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية، وإنما فيهن صديقات، كما قال تعالى مخبراً عن أشرفهن مريم بنت عمران حيث قال تعالى: {مَّا ?لْمَسِيحُ ?بْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ?لرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ ?لطَّعَامَ} فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقية، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام، فهي صدّيقة بنص القرآن.، وقال ابن تيمية في ضمن رده على مااختاره ابن حزم من تفضيل نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- على العشرة المبشرين بالجنة:
وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة: له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله: أن مريم نبية، وأن آسية نبية، وأن أم موسى نبية.
وقد ذكر القاضي أبو بكر، والقاضي أبو يعلى، وأبو المعالي، وغيرهم: الإجماع على أنه ليس في النساء نبية، والقرآن والسنّة دلا على ذلك: كما في قوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى? إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ?لْقُرَى? أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ?لأَْرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـ?قِبَةُ ?لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ?لأَْخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ?تَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109]، وقوله: {إِنَّ فِى ?خْتِلَـ?فِ ?لَّيْلِ وَ?لنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ?للَّهُ فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لأَْرْضِ لآيَـ?تٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [المائدة: 107]، ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه: الصديقية، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع. ا.هـ مجموع الفتاوى.
فيحمل قول ابن حزم وغيره بنبوة مريم وغيرها على مجرد إعلام الملائكة لهن بشيء من الوحي، فيسلم له بصحة ذلك لمجيء الدليل به، ولا يسلم له باطراد وصف النبوة في حقهن لعدم ثبوته بدليل قاطع ولمخالفة الاجماع والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 09:12]ـ
يبدو أن النظر إلى ما قاله الإمام الأورع أبو محمد علي بن حزم أسلم في هذا المقام ... ثمة فرق بين النبي والرسول فالنبي من أعلم بشئ من ربه تعالى فقط والرسول من أرسله الله تعالى بوحي إلى خلقه أو طائفة منهم ....
ولذلك اقول لايحسن أن نستدل بكلام الطبري في الرسل على كلام ابن حزم في النبوة!!!
قال الإمام الأتقى العلامة الجليل فخر الأندلس والمغرب أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد: ومعنى النبوة أن ينبئ الله عزوجل من يشاء من عباده بوحي يعلمه به ما يكون قبل أن يكون وتفسير الرسالة هو أن يرسل الله من يشاء من عباده بما شاء إلى من شاء من خلقه.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 09:23]ـ
الأخ (عبد الرحمان)،
مع احترامي لك .. لكن لا أدري ما صحة قول الرجل عن آخر (الأتقى) .. و (الأورع) .. أليس هذا من الإطراء الذي نهينا عنه؟؟ .. فمن أين لك أن تجزم أنهم أتقياء أو ورعون فضلاً عن أن تجزم أنهم الأتقى والأورع؟
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:59]ـ
يا أبا شعيب أظنك خرجت بقولك عن الموضوع يا أخى نحن أمام موضوع معين بالله عليك اجعل كلامك فى صلب الموضوع بعيدا عن الفرعيات التى لا طائل منها إلا الجدل جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:11]ـ
الذي يظهر من كلام ابن حزم وعلى وجه الخصوص قوله: فإن أحداً لم يدع فيهن الرسالة وإنما، الكلام في النبوة فقط، قال: وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى، ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك، أنه يُثبت لهن النبوة بمجرد مخاطبة الملائكة إياهن بأمر أو نهي أو اخبار، لا أنه يقول بنبوة التشريع؛ وهو ما وضحه ابن كثير في تفسيره حيث يقول:
يخبر تعالى أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء، وهذا قول جمهور العلماء، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة أن الله تعالى لم يوح إِلى امرأة من بنات بني آدم وحي تشريع. وزعم بعضهم أن سارة امرأة الخليل وأم موسى ومريم بنت عمران أم عيسى نبيات، واحتجوا بأن الملائكة بشرت سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وبقوله: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَى?? أُمِّ مُوسَى?? أَنْ أَرْضِعِيهِ?} الآية، وبأن الملك جاء إلى مريم فبشرها بعيسى عليه السلام، وبقوله تعالى: {يَـ?مَرْيَمُ ?قْنُتِى لِرَبِّكِ وَ?سْجُدِى وَ?رْكَعِى مَعَ ?لر?َّكِعِينَ}، وهذا القدر حاصل لهن، ولكن لا يلزم من هذا أن يكن نبيات بذلك، فإن أراد القائل بنبوتهن هذا القدر من التشريف، فهذا لا شك فيه، ويبقى الكلام معه في أن هذا هل يكفي في الانتظام في سلك النبوة بمجرده أم لا؟ الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية، وإنما فيهن صديقات، كما قال تعالى مخبراً عن أشرفهن مريم بنت عمران حيث قال تعالى: {مَّا ?لْمَسِيحُ ?بْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ?لرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ ?لطَّعَامَ} فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقية، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام، فهي صدّيقة بنص القرآن.، وقال ابن تيمية في ضمن رده على مااختاره ابن حزم من تفضيل نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- على العشرة المبشرين بالجنة:
وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة: له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله: أن مريم نبية، وأن آسية نبية، وأن أم موسى نبية.
وقد ذكر القاضي أبو بكر، والقاضي أبو يعلى، وأبو المعالي، وغيرهم: الإجماع على أنه ليس في النساء نبية، والقرآن والسنّة دلا على ذلك: كما في قوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى? إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ?لْقُرَى? أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ?لأَْرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـ?قِبَةُ ?لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ?لأَْخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ?تَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109]، وقوله: {إِنَّ فِى ?خْتِلَـ?فِ ?لَّيْلِ وَ?لنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ?للَّهُ فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لأَْرْضِ لآيَـ?تٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [المائدة: 107]، ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه: الصديقية، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع. ا.هـ مجموع الفتاوى.
فيحمل قول ابن حزم وغيره بنبوة مريم وغيرها على مجرد إعلام الملائكة لهن بشيء من الوحي، فيسلم له بصحة ذلك لمجيء الدليل به، ولا يسلم له باطراد وصف النبوة في حقهن لعدم ثبوته بدليل قاطع ولمخالفة الاجماع والله تعالى أعلم.
كلام جدير بالتأمل.
بارك الله فيك.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:22]ـ
قال الشيخ عمر الأشقر _الرسل و الرسالات_
ذهب بعض العلماء إلى أن الله أنعم على بعض النساء بالنبوة، فمن هؤلاء ابو الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم.
والذين يقولون بنبوة النساء متفقون على نبوة مريم، ومنهم من ينسب النبوة إلى غيرها ويعدّون من النساء النبيات: حواء وسارة وأمّ موسى وهاجر وآسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء عندما اعترض عليهم بالآية التي تحصر الرسالة في الرجال دون النساء، قالوا نحن لا نخالف في ذلك، فالرسالة للرجال، أمّا النبوة فلا يشملها النصُّ القرآني، وليس في نبوة النساء تلك المحذورات التي عددتموها فيما لو كان من النساء رسول، لأنّ النبوة قد تكون قاصرة على صاحبها، يعمل بها، ولا يحتاج إلى أن يبلغها إلى الآخرين.
أدلتهم:
وحجّة هؤلاء أن القرآن أخبر بأن الله تعالى أوحى إلى بعض النساء، فمن ذلك أنه أوحى إلى أمّ موسى: (وأحينا إلى أمِّ موسى أن أرضعِيهِ، فإذا خِفتِ عليهِ فألقيهِ في اليمِّ ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادُّوه إليك وجاعلوهُ مِنَ المرسلينَ) (سورة القصص، 7)، وأرسل جبريل إلى مريم فخاطبها (فأرسلنا إليها رُوحنا فتمثَّلَ لها بشراً سوياً، قالت إنّي أعوذُ بالرّحمن منّك إن كُنت تقياً، قال إنّما أنا رسولُ ربكِ لأهَبَ لكِ غُلاماً زكياً ... ) (سورة مريم/ 17_18)، وخاطبتها الملائكة قائلة: (يا مريمُ إنَّ الله اصطفاك وطهَّركَ واصطفاكِ على نساءِ العالمينَ، يا مريمُ اقتني لربِّك واسجدي واركعي معَ الرَّاكعين ... ) (سورة آل عمران/ 42_43).
فأبو الحسن الأشعري يرى أنّ كلّ من جاءه الملك عن الله _تعالى _ بحكم من أمر أو نهي أو باعلام فهو نبي، وقد تحقق في أمّ موسى ومريم شيء من هذا، وفي غيرهما أيضا، فقد تحقق في حواء وسارة وهاجر وآسية بنصّ القرآن.
واستدلوا أيضا باصطفاء الله لمريم على العالمين (واصطفاكِ على نساءِ العالمينَ) (سورة آل عمران/ 42)، وبقوله (ص): "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران".
قالوا: الذي يبلغ مرتبة الكمال هم الأنبياء.
الردّ عليهم
وهذا الذي ذكروه لا ينهض لاثبات نبوة النساء، والردُّ عليهم من وجوه:
الأول: أننا لا نسلّم لهم أنّ النبيّ غير مأمور بالتبليغ والتوجيه ومخالطة الناس، والذي اخترناه أن لا فرق بين النبيّ والرسول في هذا، وأنّ الفرق واقع في كون النبي مرسل بتشريع رسول سابق.
وإذا كان الأمر كذلك فالمحذورات التي قيلت في ارسال رسول من النساء قائمة في بعث نبي من النساء، وهي محذورات كثيرة تجعل المرأة لا تستطيع القيام بحقّ النبوة.
الثاني: قد يكون وحي الله إلى هؤلاء النسوة أم موسى وآسية .. إنّما وقع مناماً، فقد علمنا أنّ من الوحي ما يكون مناماً، وهذا يقع لغير الأنبياء.
الثالث: لا نسلم لهم قولهم أن كل من خاطبته الملائكة فهو نبي، ففي الحديث أن الله أرسل ملكا لرجل يزور أخا له في الله في قرية أخرى، فسأله عن سبب زيارته له، فلمّا أخبره أنه يحبّه في الله، أعلمه أنّ الله قد بعثه إليه ليخبره أنه يحبّه، وقصة الأقرع والأبرص والأعمى معروفة، وقد جاء جبريل يعلم الصحابة أمر دينهم بسؤال الرسول (ص) والصحابة يشاهدونه ويسمعونه.
الرابع: أن الرسول (ص) توقف في نبوة ذي القرنين مع اخبار القرآن بأنّ الله أوحى إليه (قُلنا ياذا القرنينِ إمّا أن تُعذّب، وإمّا أن تتّخذَ فيهم حُسنا) (سورة الكهف/ 86) ".
الخامس: لا حجة لهم في النصوص الدالة على اصطفاء الله لمريم، فالله قد صرح بأنّه اصطفى غير الأنبياء: (ثمّ أورثنا الكتابَ الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسهِ، ومنهم مقتصدٌ ومنهُم سابقٌ بالخيراتِ) (سورة فاطر/ 32)، واصطفى آل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ومن آلهما من ليس بنبيٍ جزما (إنّ الله اصطفى آدمَ ونوحاً وآل إبراهيمَ وآلَ عمرانَ على العالمينَ) (سورة آل عمران/ 33).
السادس: لا يلزم من لفظ الكمال الوارد في الحديث الذي احتجوا به النبوة، لأنّه يطلق لتمام الشيء، وتناهيه في بابه، فالمراد بلوغ النساء الكاملات النهائية في جميع الفضائل التي للنساء، وعلى ذلك فالكمال هنا كمال غير الأنبياء.
السابع: ورد في بعض الأحاديث النصّ على أن خديجة من الكاملات وهذا يبين أن الكمال هنا ليس كمال النبوة.
الثامن: ورد في بعض الأحاديث أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة إلا ما كان من مريم ابنة عمران، وهذا يبطل القول بنبوة من عدا مريم كأم موسى وآسية، لأنّ فاطمة ليست بنبيّه جزما؛ وقد نصّ الحديث على أنها أفضل من غيرها، فلو كانت أم موسى وآسية نبيتان لكانتا أفضل من فاطمة.
التاسع: وصف مريم بأنها صديقة في مقام الثناء عليها والأخبار بفضلها، قال تعالى: (ما المسيحُ بنُ مريمَ إلاّ رسولٌ قد خلت مِن قبلهِ الرُّسل، وأمُّهُ صديقةٌ كانا يأكلانِ الطّعامَ) (سورة المائدة/ 75)، فلو كان هناك وصفا أعلى من ذلك لوصفها به، ولم يأت في نصّ قرآني ولا في حديث نبويّ صحيح اخبار بنبوة واحدة من النساء.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:29]ـ
بارك الله فيك أخى أبوالبراء أجدت وأفدت وإن اختلفنا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
يا أبا شعيب أظنك خرجت بقولك عن الموضوع يا أخى نحن أمام موضوع معين بالله عليك اجعل كلامك فى صلب الموضوع بعيدا عن الفرعيات التى لا طائل منها إلا الجدل جزاك الله خيرا
هل النصيحة في دين الله من الفرعيات والجدل الذي لا طائل من ورائه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 03:20]ـ
أى من السبكيين الصغير أم الكبير أما الكبير فقد قال " لم يصح عندى فى هذه المسالة شىء"
وقال النووى فى الأذكار أن الإمام أى إمام الحرمين الجوينى نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية"
هو الامام تقي الدين شيخنا و قد مال الى هذا القول في فتاويه بل و نسب القول الاخر الى الجمهور ما يشي بانه لا يرى انعقاد الاجماع على المسألة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 12:17]ـ
أخى ابن الرومية بارك الله فيك ولكن تقر الدين هو السبكى الكبير وقد نقل عنه الحافظ ابن حجر فى الفتح ما ذكرته سلفا فهل لك أن تنقل لنا عبارته من فتاواه
جزاك الله خيرا
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 12:20]ـ
أخى أبوشعيب بارك الله فيك وجعلك من الناصحين للحق، ولكن لما لنم تقبل كلامى على أنه نصيحة وأخذته من زاوية أخرى، ما قصدته أننا نحدث عن موضوع بعينه وأنت تعلم مدى الحساسية إن تحدث واحد حول إمام أو فقيه أو شخص محبب لدى شخص آخر فستخرج المشاركة عم مسارها الطبيعى إلى التراشق بالألفاظ من أجل العالم أو الإمام، فهلال أخبرت الرجل بذلك فى رسالة خاصة ولا تغضب يا أخى فكلامك محمول على النصيحة، واقبل كلامى على النصيحة
والله الهادى إلى سواء السبيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
هذا بحث موجز فيما يتعلق بنبوة النساء لا ادعي في الإستيعاب والإستوفاء، بل فيه من النقص ما يمكن غيري من الإستدارك علي إن شاء الله، و اول نزاع حصل حول هذه المسألة كان بين علماء القرطبة،كما أخبر ابن حزم في (الفصل)،وهذا لا يعني ان المسألة غير مسبوقة بالطرح.
واما موقف الأئمة من هذه المسألة على النحو التالي:
نفي النبوة في حق النساء مطلقا، وهو ما عليه جمهور العلماء،كما حكاه ابن كثير في تفسيره.
وإثبات النبوة في حق النساء،وقد انقسموا إلى طوائف:
وطائفة حصرت النبوة في مريم بنت عمران،وهذا قال به بعض أئمة أهل السنة والجماعة، و هو ما انتصر له القرطبي رحمه الله في تفسيره.
وطائفة أثبتت نبوة ستة نسوة، وهن (حواء وهاجر وآسية وهاجر ومريم وأم موسي)، منهم الإمام أبو حسن الأشعري رحمه الله.
وطائفة أثبت النبوة لمريم وغيرها من النساء وهن ثلاث:أم اسحاق و أم موسى وآسية امرأة فرعون،وهذا ما جنح إليه الإمام ابن رحمه الله.
وقد خالفه صديقه الحافظ ابن عبد البر حيث أثبت النبوة لحواء ومريم وآسية و أم موسى .. ، وأخذ العديد من الفقهاءكما أخبر هو.
والموقف الأخير: وهو موقف من توقف في المسألة،كالسبكي الكبير وغيره.
عرض أدلة كل طائفة:
دليل من نفى نبوة النساء قول الله تعالى في سورة الأنبياء: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)).
ورد المخالفون: على أن الآية تفيد أن الله لا يبعث بالرسالة إلا الرجال،وهذا ليس محل نزاع بل اتفاق،ولكن النبوة لم يشر إليها النص لا بدلالة اللزوم ولا التضمن ولا الإشارة، فلا حجة لهم فيه.
قلت: والآية اتت في معرض بيان بشرية الرسل الذين يبعثهم الله، وليس لبيان جنسهم من بني آدم ذكورا او إناثا،ولهذا قال الإمام الطبري عقبها: (يقول تعالى ذكرُه لنبيه: وما أرسلنا يا محمد قبلك رسولاً إلى أمة من الأمم التي خلت قبل أمتك إلا رجالاً مثلهم نوحي إليهم ما نريد أن نوحيه إليهم من أمرنا ونهينا, لا ملائكة فماذا أنكروا من إرسالنا لك إليهم, وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلى أممهم؟ .. ).
وأما من أثبت النبوة في حق النساء فهم طوائف كما مر علينا،وسنذكر أدلتهم كل على حسبه:
دليل من قال بنبوة مريم بنت عمران فقط:
قول الله تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (42)) سورة آل عمران.
وذكر القرطبي أن الاصطفاء الأول اصطفاء عبادة،والثاني اصطفاء ولادة عيسى عليهما السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر أن الله اصطفاها على نساء العالمين، أي على نساء زمانها ومن تأتي بعدها إلى يوم القيامة، ثم ذكر الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
وبين معنى الكمال قائلا: (قال علماؤنا رحمة الله عليهم: الكمال هو التناهي والتمام؛ ويقال في ماضيه "كمل" بفتح الميم وضمها، ويكمل في مضارعه بالضم، وكمال كل شيء بحسبه. والكمال المطلق إنما هو لله تعالى خاصة. ولا شك أن أكمل نوع الإنسان الأنبياء ثم يليهم الأولياء من الصديقين والشهداء والصالحين.)،ثم: (وإذا تقرر هذا فقد قيل: إن الكمال المذكور في الحديث يعني به النبوة فيلزم عليه أن تكون مريم عليها السلام وآسية نبيتين، وقد قيل بذلك. والصحيح أن مريم نبية؛ لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك كما أوحى إلى سائر النبيين حسب ما تقدم ويأتي بيانه أيضا في "مريم". وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها دلالة واضحة بل على صديقيتها وفضلها، على ما يأتي بيانه في "التحريم".)،وقد اطال القول في هذا المبحث، وقال في آخره أن أكثر العلماء ذهبوا إلى هذا.
وقد بين الحافظ ابن حجر وجه الاستدلا ل بالحديث في (الفتح رقم الحديث 3230)،فقال: (استدل بهذا الحصر على أنهما نبيتان لأن أكمل النوع الإنساني الأنبياء ثم الأولياء والصديقون والشهداء فلو كانتا غير نبيتين للزم ألا يكون في النساء ولية ولا صديقة ولا شهيدة والواقع أن هذه الصفات في كثير منهن موجودة فكأنه قال ولم ينبأ من النساء إلا فلانة وفلانة ولو قال لم تثبت صفة الصديقية أو الولاية أو الشهادة إلا لفلانة وفلانة لم يصح لوجود ذلك في غيرهن إلا أن يكون المراد في الحديث كمال غير الأنبياء فلا يتم الدليل على ذلك لأجل ذلك والله أعلم.)
ثم قال القرطبي: ( ... الصحيح أن مريم نبيه لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها.)
وذكر من فضائلها: (وقد خص الله مريم بما لم يؤته أحدا من النساء؛ وذلك أن روح القدس كلمها وظهر لها ونفخ في درعها ودنا منها للنفخة؛ فليس هذا لأحد من النساء. وصدقت بكلمات ربها ولم تسأل آية عندما بشرت كما سأل زكريا صلى الله عليه وسلم من الآية؛ ولذلك سماها الله في تنزيله صديقة فقال: "وأمه صديقة" [المائدة: 75]. وقال: "وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين" [التحريم: 12] فشهد لها بالصديقية وشهد لها بالتصديق لكلمات البشرى وشهد لها بالقنوت. وإنما بشر زكريا بغلام فلحظ إلى كبر سنه وعقامة رحم امرأته فقال: أنى يكون لي غلام وامرأتي عاقر؛ فسأل آية؛ وبشرت مريم بالغلام فلحظت أنها بكر ولم يمسسها بشر فقيل لها: "كذلك قال ربك" [مريم: 21] فاقتصرت على ذلك، وصدقت بكلمات ربها ولم تسأل آية ممن يعلم كنه هذا الأمر، ومن لامرأة في جميع نساء العالمين من بنات آدم ما لها من هذه المناقب. ولذلك روي أنها سبقت السابقين مع الرسل إلى الجنة؛ .. )
قلت:ومن مناقبها ما رواه ابن حبان في (صحيحه) وغيره بسند صحيح في (كتاب التاريخ)، قال: (أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان فيستهل صارخا إلا مريم ابنة عمران وابنها، إن شئتم اقرؤوا إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم.) رقم (6235)
وما رواه أيضا ابن حبان بسند صحيح، فقال: (أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أنبأنا يونس عن بن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده." قال أبو هريرة: على أثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط.) رقم الحديث (6267).
قلت:وروي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم،والأصح انه من كلام أبي هريرة رضى الله عنه وهو في حكم المرفوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أثناء شرحه لقول الله تعالى في سورة المائدة: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)) ... ،قال: (وقد استدل من قال: إن مريم عليها السلام لم تكن نبية بقوله تعالى: "وأمه صديقة".
قلت: وفيه نظر، فإنه يجوز أن تكون صديقة مع كونها نبية كإدريس عليه السلام؛ وقد مضى في "آل عمران" ما يدل على هذا. والله أعلم. وإنما قيل لها صديقة لكثرة تصديقها بآيات ربها وتصديقها ولدها فيما أخبرها به؛ عن الحسن وغيره. والله أعلم.).
وقال في سورة الكهف في قصة موسى مع الخضر مثبتا للكرامات: (كرامات الأولياء ثابتة، على ما دلت عليه الأخبار الثابتة، والآيات المتواترة، ولا ينكرها إلا المبتدع الجاحد، أو الفاسق الحائد؛ فالآيات ما أخبر الله تعالى في حق مريم من ظهور الفواكه الشتوية في الصيف، والصيفية في الشتاء - على ما تقدم - وما ظهر على يدها حيث أمرت النخلة وكانت يابسة فأثمرت، وهي ليست بنبية على الخلاف، .. ).
قلت: لا يفهم من كلام القرطبي أن مريم ليست بنبية عنده،بل عند المخالف فقط،وإلا فإنه أثبت نبوة مريم عليها السلام في عدة مواضع من تفسيره.
أدلة من حصر النبوة في ستة نسوة،وإليه ذهب أبو حسن الأشعري رحمه الله .. ،وقد تضاربت النقول عنه،فقذ قال ابن حجر في (الفتح الباري، رقم الحديث3230): ( ... ،وقد نقل عن الأشعري أن من النساء من نبىء وهن ست حواء وسارة وأم موسى وهاجر وآسية ومريم والضابط عنده أن من جاءه الملك عن الله بحكم من أمر أو نهى أو بإعلام مما سيأتي فهو نبي وقد ثبت مجيء الملك لهؤلاء بأمور شتى من ذلك من عند الله عز وجل ووقع التصريح بالإيحاء لبعضهن في القرآن ... )
ولكنني وجدت عند ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (ما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَة .. (الآية ... ،يقول: ({وأمه صدّيقة} أي مؤمنة به مصدقة له, وهذا أعلى مقاماتها, فدل على أنها ليست بنبية كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق, ونبوة أم موسى, ونبوة أم عيسى, استدلالاً منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم, وبقوله {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} وهذا معنى النبوة, والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبياً إلا من الرجال, قال الله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى} وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله الإجماع على ذلك.)
وقد حاولت الجمع بين ذلك قائلا: لعل الإجماع الذي نقله أبو حسن الأشعري رحمه الله هو على نفي وجود امرأة رسولة،وهو ما تفيده الآية التي استدل بها ابن كثير رحمه الله، ولكن ما يجعل هذا بعيدا قول ابن كثير رحمه الله عند شرحه لقول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى .. ) الآية من سورة يوسف رقم (109): ( .. الذي عليه أهل السنة والجماعة, وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية, .. ).
واما ما ذهب إليه ابن حزم فقد عقد له فصلا في (الفصل 3/ 186)،وقد بين معنى النبوة قائلا: (فوجب طلب الحق في ذلك بأن ننظر في معنى لفظة النبوة في اللغة التي خاطبنا الله بها فوجدنا هذه اللفظة مأخوذة من الإنباء وهو الإعلام، فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحى منبئا له بأمر ما فهو نبي بلا شك .... )
وبين أن هذا ليس من باب الإلهام الطبيعي أو الظن اوالكهانة او النجوم او الرؤيا التي لا يدرى أصدقت ام كذبت؟،بل خارجة عن هذه الوجوه كلها، ثم قال: ( ... الوحي الذي هو النبوة قصدٌ من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به، ...... ، يحدث الله عز وجل لمن أوحى به إليه حقيقة علما ضروريا ... ) في كلام طويل يرجع إليه من شاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: (فإذ ذلك كذلك فقذ جاء القرآن بان الله تعالى عز وجل أرسل ملائكة إلى نساء فأخبروني بوحي حق من الله تعالى، فبشروا ام إسحاق بإسحاق عن الله تعالى قال عز وجل: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)).سورة هود.
فهذا خطاب الملائكة لأم إسحاق عن الله عز وجل بالبشارة لها بإسحاق،ثو يعقوب،ثم بقولهم لها:أتعجبين من امر الله .. ؟ ولا يمكن ألبتة ان يكون هذا الخطاب من ملك لغير نبي بوجه من الوجوه، ووجدناه تعالى قد أرسل جبريل إلى مريم ام عيسى عليهما السلام فخاطبها وقال لها: (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) (سورة مريم 19).
فهذه نبوة صحيحة بوحي صحيح ورسالة من الله تعالى، ... ) "الفصل 1/ 187".
ثم ذكر نبوة أم موسى و أنها ألقته في اليم عن وحي ثابت من الله عز وجل،ولو ألقته بدون وحي بل عن ظن أوتوهم لكان ذلك جنونا و حمقا .. ،
ثم قال: (ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة "كهعيص"،وذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ .. ) مريم 58.
وهذا هو عموم لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم.)
قلت:وفاتَ القرطبي الاحتجاج بهذه الحجة الدامغة رحمه الله.
ثم قال: (وليس قوله عز وجل: (وأمه صديقة) بمانع من ان تكون نبية فقد قال تعالى: (يوسف أيها الصديق) وهو مع ذلك نبية رسول الله،وهذا ظاهر وبالله التوفيق.)
قلت: لقد فاته الاحتجاج بالآية التي احتج بها القرطبي وهي قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56)) وهي أقوى حجة وأصرح دليلا، رحمهما الله تعالى.
ثم قال: (ويلحق بهن عليهن السلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول صلى الله عليه وسلم:" كمل نت الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون." او كما قال عليه السلام. والكمال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهم السلام لأن من دونهم ناقص عنهم بلاشك، وكان تخصيصه صلى الله عليه والسلام بالكمال مريم و امرأة فرعون تفضيلا لهن على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلاشك، إذ من نقص عن منزلة آخر ولو بدقيقة لم يكمل،فصح يهذا الخبر ان هاتين المرأتين كلمتا كمالا لم يلحقهما معه امرأة غيرهن أصلا، وإن كن بنصوص القرآن نبيات-قلت: أي اللواتي لم يلحقن مريم وآسية- وقد قال تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) سورة البقرة 253.
فالكامل في نوعه هو الذي لا يلحقه احد من اهل نوعه، فهم من الرجال رسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل، ومنهم نبينا محمد وإبراهيم عليهما السلام بلا شك للنصوص الواردة فيهما في فضلهما على غيرهما، وكل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام).
قلت: وهذه النكتة خفيت على الكثير،وهي أن " النساء" في الحديث معناه النساء النبيات عند الإمام ابن حزم،واكمل هؤلاء النساء النبيات مريم وآسية،فمن ألزمه بأحاديث أفضلية فاطمة وخديجة و عائشة رضي الله عنهن فليس بلازم،وذكرابن حزم في هذا الفصل أربع نبيات وهذا لا يدل على أنه يحصرهن في هذا العدد.
وأما الطائفة التي توقفت في المسألة،ومنهم بعض علماء قرطبة،فأرى ان سبب توقفهم،عدم ثبوت نص صريح في المسألة، و عدم خوض ائمة الصدر الأول فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ في باب قوله تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم .. ) الآية من كتاب الأنبياء: ( ... واستدل بقوله تعالى ان الله اصطفاك على أنها كانت نبيه،وليس بصريح في ذلك،وأيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم،ولا يمنع وصفها بأنها صديقة فقد وصف يوسف بذلك وقد نقل عن الأشعري أن في النساء عدة نبيات وحصرهن بن حزم في ست حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم وأسقط القرطبي سارة وهاجر ونقله في التمهيد عن أكثر الفقهاء،وقال القرطبي الصحيح أن مريم نبيه،وقال عياض الجمهور على خلافه،ونقل النووي في الأذكار أن الإمام نقل الإجماع على أن مريم ليست نبيه وعن الحسن ليس في النساء نبيه ولا في الجن، وقال السبكي الكبير لم يصح عندي في هذه المسألة شيء،ونقله السهيلي في آخر الروض عن أكثر الفقهاء.)
قلت: المقصود بالقرطبي الأول ابن عبدالبر وهو الظاهر -لانه هو صاحب التمهيد-،وقد نقل عن اكثر الفقهاء إسقاط نبوة سارة وهاجر،
والقاضي عياض ينفي ذلك-أي نبوة النساء- فقد نقل عنه الإمام النووي في شرحه على مسلم: (قال القاضي: هذا الحديث –أي حديث: كمل من النساء ... -يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم، والجمهور على أنهما ليستا نبيتين بل هما صديقتان ووليتان من أولياء الله تعالى، ولفظة الكمال تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه، والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى، قال القاضي: فإن قلنا هما نبيتان فلا شك أن غيرهما لا يلحق بهما، وإن قلنا وليتان لم يمتنع أن يشاركهما من هذه الأمة غيرهما،) ثم قال النووي: (هذا كلام القاضي، وهذا الذي نقله من القول بنبوتهما غريب ضعيف، وقد نقل جماعة الإجماع على عدمها والله أعلم.) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي اللّهُ تعالى عنها.
يستفاد من كلام تقي الدين السبكي أنه يتوقف في المسألة،وكذا ما نقله السهيلي عن اكثر الفقهاء في (الروض الأنف).
وممن نقل الإجماع على نفي نبوة النساء الكرماني: " .. وقال الكرماني لا يلزم من لفظ الكمال ثبوت نبوتها لأنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه فالمراد بلوغها النهاية في جميع الفضائل التي للنساء قال وقد نقل الإجماع على عدم نبوة النساء،
كذا قال ... " (الفتح الباري، رقم الحديث3230).
ومتى حصل الإجماع .. ؟ وبمن حصل .. ؟ الله أعلم.
وقد سبق لي قديما قرأت أن شيخ الإسلام لا يثبت نبوة النساء .. ،ولم أنقل كلامه هنا لأن فناويه ليس بين يدي الآن.
هذا ما تم جمعه وضمه، والله الموفق.
تنيبه: اغلب الكتب التي نقلت منها إلكترونية،فلهذا لم أشر إلى الصفحة، ولكن ذكرت عند إيرادي لقول عالم او حديث ما يساعد الباحث عند رجوعه للأصل.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:44]ـ
واعتذر .. ،فقد تأخرت في المشاركة بهذا الموضوع وكان علي وضعه بالأمس ولكن بعض المشاغل ... ، والبحث يحتاج إلى مزيد تحرٍ وتقصٍ .. ،وهذا يتطلب الوقت .. ،لعل في هذا الكلام المتناثر فائدة
ومذهب القرطبي مذهب قوي وهو ما ادين به الله تعالى ... ،وانا متوقف قي نبوة باقي النسوة.والله أعلم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:56]ـ
أخى ابن الرومية بارك الله فيك ولكن تقر الدين هو السبكى الكبير وقد نقل عنه الحافظ ابن حجر فى الفتح ما ذكرته سلفا فهل لك أن تنقل لنا عبارته من فتاواه
جزاك الله خيرا
أعرف أنه الأكبر سنا و علما و حلما و حكمة و سعة أفق شيخنا ... :) و عبارته المنقولة في الفتح لا تخالف ما قاله في فتاويه لأنه لم يجزم بشيء و لم يرجح و انما صرح بميله و هذا كلامه من الفتاوى نسخة الشاملة
(آيَةٌ أُخْرَى) قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَوْلُهُ (وَاَلَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا) قَدْ يَسْتَأْنِسُ بِهِ فِي أَنَّ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، لِأَنَّهَا ذُكِرَتْ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ فَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، وَهُوَ اخْتِيَارُ جَمَاعَةٍ.
وَقَدْ مَالَ خَاطِرِي إلَيْهِ لِهَذِهِ الْإِشَارَةِ وَإِنْ كَانَ الْمَشْهُورُ خِلَافَهُ؛ فَإِنَّ مَا رَأَيْنَاهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ذَكَرَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ غَيْرَهُمْ؛ وَهَذِهِ قَرِينَةٌ يُسْتَفَادُ مِنْهَا ذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:00]ـ
النبي عند الإمام الجليل ابن حزم هو من أعلم بشئ من الله تعالى فقط ... فكل من أعلم فقد أنبأ فهو نبي ... فمريم نبية من جهة أنها قد أعلمت من عند الله تعالى ... ولا معنى لمحاكمة ابن حزم باصطلاحات غيره بعد التسليم بها وجعلها من البدهيات!! ...
قال في الفصل: ومعنى النبوة أن ينبئ الله عزوجل من يشاء من عباده بوحي يعلمه به ما يكون قبل أن يكون.
وقول الإمام ابن حزم موافق للمعنى اللغوي ... خلافا للأشاعرة ومن وافقهم ...
سامحك الله أخي الكريم. . . نحن لا نتكلم عن مصطلحات الناس. نحن نتكلم عن مدلول اللفظ الوارد في نصوص الشرع. . في الكتاب والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:23]ـ
بارك الله فيك يا ابن الرومية
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:26]ـ
بارك الله فيك اخى الحميدى انتظرت وأفدت بعد الانظار وهكذا شأن أهل العلم أن يجيدوا ويفيدوا بارك الله لك فيما جمعته(/)
الشيخ المنجد يتحدث بالإنجليزية ويبين ما افتري عليه في موضوع ميكي ماوس (فيديو)
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ظهر الشيخ الفاضل الجليل: محمد صالح المنجد -سدده الله و زاده من فضله - على قناة المجد الفضائية، في برنامج له اسمه (الراصد) يقوم برصد الظواهر الإجتماعية و يؤصلها شرعا.
كان الحديث في إحدى الحلقات عن (الرسوم المتحركة) , ما لها و عليها، تأثيرها على الأطفال.
ذكر الشيخ أن هذه الرسوم تؤثر في الأطفال و تغرس فيهم أمور غريبة، فتجعل المستقذر محبوبا، و النجس لطيفا وهكذا.
و لما ذكر هذا، ضرب مثاله: الخنزير و الكلب و ........ الفأر، قال: سماها الإسلام فويسقة، و تقتل في الحل والحرم، و إذا سقطت في الإناء إن كان جامدا أزيل موضعها، و إن كان سائلا رمي كله ... الخ.
ثم قال: ما هي نظرة أطفالنا اليوم للفأر بعد (توم جيري)؟ و بعد (ميكي ماوس)؟
ثم تعجب الشيخ ممازحا فقال: مع إن هذا (ميكي ماوس) المفروض يقتل في الحل والحرم.
أحد ... لدينا (في السعودية) من كتاب الصحافة، الذين يتربصون بنا كما قال الله- فضحته إحدى القنوات التي راسلها -، أرسل مقطع هذا الكلام بعدما بتر ما قبله و بعده، و أبقى ضرورة قتل (ميكي ماوس)!!!
و قام بإرسالها للقنوات العالمية!!!
حصلت ضجة، و بدأت تلك القنوات بنشر الخبر بسخرية، و ذكروا اسم الشيخ و صورته و انه يدعو لقتل ميكي ماوس!!!
(المنجد) لله دره، لم يرض لأمثال هؤلاء المنافقين و الكفار أن ينالوا من الإسلام و يشوهوا صورته.
أرسل لهم توضيحا بلغتهم الإنجليزية، وبلسانه!!!
# حذف المشرف الرابط، ولعلك توجد رابطًا على موقع آخر#
الهدف من الموضوع:
1/ المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، و هذا عام، القوي في عقيدته و إيمانه و يقينه و علمه و جسمه و قدراته و ماله،
ما رأيكم الآن في نظرة العالم لهذا الشيخ العربي الذي يوصف بالرجعية و التخلف عندما يرونه يحدثهم بلغتهم، و أن دعاوى الإنغلاق ما هي إلا نباح في وادي يردد صداه الجن!!
2/ هل سبق أن أظهر الشيخ انه يتحدث الإنجليزية؟ إذن هذا تطبيق و اقعي رائع، إلى الاعتزاز بالعربية و أن التفاخر ليس بحفظ كلمتين أجنبيتين و ترديدها في كل مجلس!!
3/ لا بد من نشر هذا المقطع في أوساط العالم أجمع، العربي و الغربي، فمن كان منكم مجيدا للغة الإنجليزية فإياها أن يتوانى في إيصال الحق لهم من الشيخ بلسانهم، فإن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، كما أنّا معاشر المسلمين لا نرضى و الله بأن نكون سببا في أن يُسب الإسلام بما ليس فيه.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 09:44]ـ
لعلك تضع المقطع من خارج الموقع المذكور لأن الإشراف حذف مشاركة سابقه لأنها على هذا الموقع و حفظ الله الشيخ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 01:52]ـ
رابط بديل
http://www.muslimvideo.com/tv/watch/93129c383e8c4b0dadc8/Killing-Mickey-Mouse:-Sheikh-Al-Munajid-Responds
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للأسف طالعتنا صحيفة مغربية علمانية ـ الصباح ـ المظلمة تعرضت له بالسب والشتم لكن بعد طعنها في الشيخ أبي إسحاق بخصوص رضاع الكبير والشيخ المغراوي حول زواج التي لم تبلغ سن الحلم وطبعا الشيخ المنجد حول ميكي ماوس.
اللهم اكفنا شر العلمانيين ودمرهم تدميرا آمييييييييييين(/)
قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 09:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
يقول الله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138]
بنو إسرائيل طلبوا من موسى - عليه السلام - أن يجعل لهم صنماً يعبدونه ..
أسئلتي في هذا المقام هي:
- هل كفر بنو إسرائيل بهذا القول أم أنهم معذورون بالجهل؟
- إن كان بنو إسرائيل لا يعلمون معنى لا إله إلا الله، وجهلوها .. فكيف دخلوا الإسلام إذن؟ وألا يكون هذا طعناً في دعوة موسى - عليه السلام - إذا قلنا بذلك؟ .. حيث إن أصل دعوة كل رسول هي عبادة الله واجتناب الطاغوت.
- لماذا لم يكفّر موسى - عليه السلام - من قال بهذا القول، واكتفى بتجهيلهم؟
.............................. ....................
أطرح هذه المسائل للمحاورة والنقاش .. فإن الذين يعذرون بالجهل في الشرك الأكبر كثيراً ما يستدلون بهذه الآية.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 12:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا أخي أبا شعيب، لعلي أشاركك في طرح بعض الإشكالات:
إخواني الفضلاء أطرح عليكم بعض النقول في قصة بني إسراءيل لم أفهمها إلى حد الآن:
قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسير الآية
" {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} أي: مثالا نعبده {كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} و لم يكن ذلك شكا من بني إسرائيل في وحدانية الله، وإنما معناه: اجعل لنا شيئا نعظمه ونتقرب بتعظيمه إلى الله عز وجل وظنوا أن ذلك لا يضر الديانة وكان ذلك لشدة جهلهم"
و قال الألوسي رحمه الله تعالى:
" "ثم إن هذا الطلب لم يكن كما قال محيي السنة البغوي عن شك منهم بوحدانية الله تعالى و إنما كان غرضهم إلهاً يعظمونه ويتقربون بتعظيمه إلى الله تعالى وظنوا أن ذلك لا يضر بالديانة وكان ذلك لشدة جهلهم كما أذنت به الآيات، وقيل: إن غرضهم عبادة الصنم حقيقة فيكون ذلك ردة منهم، وأياً ما كان فالقائل بعضهم لا كلهم"
فهل هناك فرق من حيث الحكم على الفعل بالشرك بين "عبادة الصنم حقيقة " و بين أن يطلبوا إلها ليعظموه ويتقربوا بتعظيمه إلى الله تعالى"؟!
أفيدونا أفادكم الله
أرجو الله أن يوفق المتأهلين للإجابة لبيان كاف شاف.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 03:01]ـ
أخواني الكرام وفقكم الله تعالى: الذي يظهر من سياق الآية الكريمة أن هؤلاء القوم من نبي إسرائيل لم يشكوا في وحدانية الله تبارك وتعالى ومن يتبع ذلك من إفراد ه بالعبادة كما سبق في كلام البغوي وأقره الألوسي رحمهما الله تعالى، وهذا الأمر واضح جداً من قولهم لنبي الله موسى عليه السلام: (إجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة) فهم كانوا على يقين أن هذا الفعل لا يجوز أن يرتكبه المرء إلا بأذن من الشارع ولهذا طلبوا الأذن في بادئ الأمر ولم يفعلوا ولما نهوا انتهوا .. بخلاف أؤلئك القوم ا الذين عبدوا العجل ولم ينتظروا الأمر ولم يطلبوا الأذن مع أن رسول الله هارون عليه السلام كان بين أظهرهم ... فالفريق الأول من بني إسرائيل كانوا على يقين أن الله هو المتفرد بالوحدانية ولكنهم جهلوا فظنوا أن الشارع قد يأذن في فعل ما نهى عنه في زمن أو وقت معين وهذه هي الشبهة الطارئة التي قد يعذر بها الجاهل .. هذا أمر.
وأمر أخر: أن هؤلاء القوم لم يطلبوا إلهاً مستقلاً يعبدونه من دون الله عزوجل .. وإنما طلبوا إلهاً يأذن الله لهم في أن يتقربوا إليه بعبادته إياه .. فتكون عبادته متوجهة إلى الله أصلاً .. وهذا مثل قوم كانوا مع نبيهم فمروا على شجرة فطلبوا من نبيهم أن يدعو الله تبارك وتعالى أن يٌنزل بركته على هذه الشجرة فيتبركوا بها ويتمسحوا عليها ويطوفوا حولها لعلهم أنهم يعبدون الله الذي أذن لهم في أن يتخذوا هذه الشجرة وسيلة تقربهم إليه لأنه قد أحل فيها بركته ولكن لما كان هذا ممتنع شرعاً أُعتبر قولهم جهل منهم فُعذروا ولم يَكفروا لأنهم لم يقارفوا الشرك أصلاً .. هذا ما أعرفه حول المسألة والله أعلم .. قد يكون قولي صواب وقد يكون خطأ وننتظر من الأخوة التعليق.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 09:06]ـ
الأخ (عبدالله الجنوبي)،
جزاك الله خيراً لطرحك هذه النصوص مما وضحّت الإشكالات التي عرضتها في أصل الموضوع.
الأخ (الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً .. هؤلاء النفر من بني إسرائيل لم يشكوا في وحدانية الله - سبحانه وتعالى -، وهذا صحيح .. ولكنهم استحسنوا عبادة غيره .. وأرادوا عبادة الصنم تقرباً إلى الله تعالى، كما كان كفار قريش يعبدون أصنامهم تقرباً إلى الله.
ودليل استحسانهم لذلك هو طلبهم من موسى، وقول موسى بعدها: {إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. فلو كانوا يعلمون أن ما يفعله عبدة الأصنام هؤلاء باطل، وأن ذلك غمط لحق الله تعالى في الألوهية، لما طلبوه منه .. ولما احتاج أن يقول لهم ذلك.
فهؤلاء جهلوا حق الله تعالى في الألوهية، واستحسنوا عبادة غيره .. فلم يعلموا معنى لا إله إلا الله .. فكيف بقوا على إسلامهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:09]ـ
تابعت بعض مواضيعك فتعجبت من طريقتك ..
فأنت يا أخي تطرح السؤال بصيغة المستفهم .. ثم حين تجاب ..
تثبت رأيك وبقوة!
ولاشك أن هؤلاء كفروا .. فما الذي حدا بك إلى نفي الكفر عنهم ..
أما وصف الجهل .. فلا أعلم الله استعمله إلا مع الكفار ..
كما في قول لوط عليه السلام"إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون"
وقول هود"ولكني أراكم قوما تجهلون"
وقول الله لنبيه"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
ونظائره كثيرة
إلا أن يجيء في سياق له قرينة على كونه جهلا مخصوصا بعدم العلم المجرد كما في قوله"يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"
لأن من يعلم الحق ثم يخالفه أولى باستحقاق اسم الجهل من الذي لا يعلم أصلا
كما كفروا بعبادة العجل .. فكانوا يكفرون ثم يعود منهم فئام ويتوبون ..
قال موسى عقيب فعلهم هذا"أغير الله أبغيكم إلها"؟
وأخشى أن لوثة الإرجاء أصابتك فرحت تنفي الكفر في أحوال كثيرة
كما في نفيك الكفر عمن يحمل الناس على قانون أرضي
يستبدله بشرع الله يحاكمهم إليه .. بشبهات من هنا وهناك
وذهبت إلى أبعد من ذلك .. في مواضيع أخرى ..
وأنصحك بقراءة الكتاب النفيس ظاهرة الإرجاء للعلامة أبي عبد الرحمن الحوالي
وواضح أن كتاباتك عن التكفير أوحت لك أنك متخصص في هذا
وإنما تجشمت التعليق هنا حتى لا تظن أن عدم تعليق طلبة العلم يعني موافقتهم لك
وليس الأمر كذلك .. وأوصيك بالحذر من القول على الله بغير علم في هذه المقامات العظيمة ..
والله المستعان
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم،
ولاشك أن هؤلاء كفروا .. فما الذي حدا بك إلى نفي الكفر عنهم ..
أين تراني نفيت الكفر عنهم؟ .. وأنا الذي قلت:
أطرح هذه المسائل للمحاورة والنقاش .. فإن الذين يعذرون بالجهل في الشرك الأكبر كثيراً ما يستدلون بهذه الآية.
وأخشى أن لوثة الإرجاء أصابتك فرحت تنفي الكفر في أحوال كثيرة
كما في نفيك الكفر عمن يحمل الناس على قانون أرضي
يستبدله بشرع الله يحاكمهم إليه .. بشبهات من هنا وهناك
يبدو أنك حقاً لا تعرف منهجي، ولم تقرأ كتاباتي .. الجميع يعلم في هذا المنتدى أنني من أشد القائلين بكفر الحاكم بغير ما أنزل الله بالتشريع الوضعي .. وقد دارت في ذلك مناظرات طويلة.
وذهبت إلى أبعد من ذلك .. في مواضيع أخرى ..
ما دمت ذهبت أبعد من ذلك، فبينه لنا لعلنا نستفيد، وجزاك الله خيراً.
وواضح أن كتاباتك عن التكفير أوحت لك أنك متخصص في هذا
وإنما تجشمت التعليق هنا حتى لا تظن أن عدم تعليق طلبة العلم يعني موافقتهم لك
وليس الأمر كذلك .. وأوصيك بالحذر من القول على الله بغير علم في هذه المقامات العظيمة ..
والله المستعان
إذا عندك شيء فهاته .. وكما أنك خشيت أن يظن الناس أن طلبة العلم موافقون لي في مواضيعي، لذلك لم يتكلفوا الرد .. فدعنا نر ما عندك، ونفيد منك إن شاء الله.
أما هذا الموضوع المطروح .. فهو للناقش .. ولم أبيّن فيه رأيي .. حتى أرى جميع الأقوال فيه.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:52]ـ
من الذين لم يكفّروا الذين طلبوا عبادة الأصنام من موسى - عليه السلام - ابن عطية في تفسيره .. إذ قال عند هذه الآية:
قال القاضي أبو محمد: والظاهر من مقالة بني إسرائيل لموسى: {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة} أنهم استحسنوا ما رأوه من آلهة أولئك القوم فأرادوا أن يكون ذلك في شرع موسى، وفي جملة ما يتقرب به إلى الله، وإلا فبعيد أن يقولوا لموسى: اجعل لنا صنماً نفرده بالعبادة ونكفر بربك، فعرفهم موسى أن هذا جهل منهم إذ سألوا أمراً حراماً فيه الإشراك في العبادة، ومنه يتطرق إلى إفراد الأصنام بالعبادة، والكفر بالله - عز وجل -، وعلى هذا الذي قلت يقع التشابه الذي قصه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول أبي واقد الليثي له في غزوة حنين، إذ مروا على دوح سدرة خضراء عظيمة: اجعل لنا يا رسول الله ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكانت ذات أنواط سرحة لبعض المشركين يعلقون بها أسلحتهم ولها يوم يجتمعون إليها فيه، فأراد أبو واقد وغيره أن يشرع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإسلام، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها ذريعة إلى عبادة تلك السرحة، فأنكره وقال: (الله أكبر قلتم والله
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قالت بنو إسرائيل {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة} لتتبعن سنن من قبلكم).
قال القاضي أبو محمد: ولم يقصد أبو واقد بمقالته فساداً، وقال بعض الناس كان ذلك من بني إسرائيل كفراً، ولفظة الإله تقتضي ذلك، وهذا محتمل، وما ذكرته أولاً أصح عندي، والله تعالى أعلم.
ومن الذين لم يكفّروا هؤلاء أيضاً الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ، إذ قال بعد أن ذكر حديث ذات أنواط في كتابه [تيسير العزيز الحميد]:
قوله: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {الله أكبر} هكذا في بعض الروايات، وفي رواية الترمذي {سبحان الله} والمقصود باللفظين واحد؛ لأن المراد تعظيم الله، وتنزيهه عن الشرك، والتقرب به إليه.
قوله: {قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً .. } أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن هذا الأمر الذي طلبوه منه، وهو اتخاذ شجرة للعكوف عندها، وتعليق الأسلحة بها تبركاً، كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى - عليه السلام - حيث قالوا: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، فإذا كان اتخاذ شجرة لتعليق الأسلحة، والعكوف عندها، اتخاذ إله مع الله، مع أنهم لا يعبدونها ولا يسألونها ..
إلى أن قال: وفي هذه الجملة من الفوائد: أن ما يفعله من يعتقد في الأشجار والقبور والأحجار من التبرك بها والعكوف عندها، والذبح لها هو الشرك .. فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسناً، وطلبوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بين لهم أن ذلك كقولة بني إسرائيل اجعل لنا إلهاً، فكيف بغيرهم مع غلبة الجهل ..
وفيها، أن الاعتبار بالأحكام بالمعاني لا بالأسماء، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - طلبتهم كطلبة بني إسرائيل، ولم يلتفت إلى كونهم سموها ذات أنواط ..
وفيها، أن من عُبد فهو إله؛ لأن بني إسرائيل والذين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يريدوا من الأصنام والشجرة الخلق والرزق، وإنما أرادوا البركة، والعكوف عندها، فكان ذلك اتخاذاً له مع الله تعالى.
وفيها، أن معنى الإله هو المعبود، وأن من أراد أن يفعل الشرك جهلاً فنهى عن ذلك فانتهى لا يكفر ..
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 09:38]ـ
ارجوا من الاخوة الذين قالوا انهم كفروا ان يذكروا من قال ذلك من العلماء
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 06:37]ـ
للرفع
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 12:03]ـ
من كتاب ''العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي'' لأبي يوسف مدحت بن الحسن آل فراج
الفصل الثاني: الرد على الشبه المستدل بها خطأ من السنة المطهرة.
الشبه الثالثة: الاستدلال خطأ بحديث ذات أنواط عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عليها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم،: "الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل: (اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) لتركبن سنن من كان قبلكم". أخرجه الترمذي وصححه.
المبحث الثاني: الفرق بين الطلب من المخلوق وبين الطلب به:
أقول وبالله التوفيق: إن الذين طلبوا كانوا حدثاء عهد بالكفر، وطلبوا ولم يفعلوا، وقد نص العلماء على أنهم طلبوا مجرد المشابهة في أن تكون لهم شجرة ينوطون بها السلاح يستمدون بها وليس منها النصر بسبب ما ينزل من البركة عليها من قبل الله. ولذلك سألوا النبي، صلى الله عليه وسلم، ذلك فقالوا: اجعل لنا ذات أنواط. فهم لم يدّعوا فيها هذا من قبل نفوسهم ولكن أرادوا أن يكون ذلك من الله عن طريق نبيه ومصطفاه، صلى الله عليه وسلم، وكما قلت من قبل: يستمدون بها النصر وليس منها كما في الحديث الصحيح "مطرنا بنوء كذا". أي: بسبب الكوكب لا به.
لأن القول مطرنا بسبب الكوكب فهذا يكون ابتداع وشرك أصغر.
ومن قال: إن الكوكب هو الذي أنزل المطر فهذا شرك بالله في ربوبيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم طلبوا النصر بها ولكن المحذور الذي وقعوا فيه هو مشابهتهم للمشركين فقطع النبي، صلى الله عليه وسلم، مادة المشابهة من جذرها، وقال: قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة).
ومن المعلوم أن المشبه يشبه المشبه به في وجه أو في بعض الأوجه دون بقيتها لا يماثله تماماً وإلا كان فرداً من جنسه وهذا كقول النبي، صلى الله عليه وسلم،: "مدمن الخمر كعابد وثن" ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=170358#_ftn1)). وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته" ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=170358#_ftn2)).
ومن المعلوم أن التشبيه هنا في الرؤية والوضوح لا في الشكل والاستدارة (والعياذ بالله من ذلك) وكذلك هنا أن بني إسرائيل طلبوا مشابهة المشركين ولكن في الشرك الأكبر وأنتم طلبتم مشابهة المشركين إلا أنه في الشرك الأصغر، أو أن طلبهم هذا قد يؤول إلى الشرك الأكبر مع طول الزمان لأن البدع يريد الشرك الأكبر، فأول شرك وقع على وجه الأرض كان بدايته تصوير الأصنام على صور الصالحين، ثم لما تنسخ العلم عبدت، فكان تصوير الأصنام ذريعة إلى الشرك فيما بعد مع أن مجرد الوقوف عليه ليس بشرك، وكما حرم في شريعتنا بناء المساجد على القبور أيضاً لهذا المعنى: لأنها تؤول بأصحابها إلى الشرك الأكبر.
فإن قيل فإن كان سؤالهم مجرد المشابهة فلم قال صلى الله عليه وسلم: "قلتم كما قالت بنو إسرائيل"؟ قيل: هذا من باب ما يؤول إليه الأمر ومن باب التغليظ كما غلظ النبي –صلى الله عليه وسلم- على من قال له "ما شاء الله وشئت، فقال أجعلتني لله نداً".
قال الشاطبي:- في معرض اتباع الأمم السابقة خاصة أهل الكتاب في بدعهم –قال فقوله، صلى الله عليه وسلم: "حتى تأخذ أمتي بما أخذ القرون من قبلها". يدل على أنها تأخذ بمثل ما أخذوا به إلا أنه لا يتعين في الاتباع لهم أعيان بدعهم، بل قد تتبعها في أعيانها وتتبعها في أشباهها، فالذي يدل على الأول قوله "لتتبعن سنن من كان قبلكم". الحديث فإنه قال فيه: "حتى لو دخلوا في جحر ضب حرب لاتبعتموهم". والذي يدل على الثاني قوله: "فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط، فقال عليه السلام هذا كما قالت بنو إسرائيل: اجعل لنا إلها" الحديث.
فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ الآلهة من دون الله لا أنه هو بنفسه، فلذلك لا يلزم الاعتبار بالمنصوص عليه ما لم ينص عليه مثله من كل وجه والله أعلم ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=170358#_ftn3)). ا. هـ.
طلب القوم مجرد المشابهة:
فهذا النص من الإمام الأصولي يدل على أن: القوم لم يطلبوا الشرك الأكبر بل مجرد المشابهة وأنه يشبه طلب بني إسرائيل لا أنه هو بنفسه، وأنه لا يلزم التشابه بينهما من كل وجه فلذلك لا يلزم الاعتبار بالمنصوص عليه، ما لم ينص عليه من كل وجه.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد أن ساق الحديث في باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما –فيه مسائل-.
المسألة الثالثة –كونهم لم يفعلوا –المسألة الحادية عشر- أن الشرك فيه: أكبر، وأصغر لأنهم لم يرتدوا بهذا" ([4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=170358#_ftn4)). ا. هـ.
قلت: فهذا نص من الشيخ أن القوم طلبوا الشرك الأصغر.
وقال ابن تيمية: ولما كان للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ويسمونها ذات أنواط فقال بعض الناس: يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال: الله أكبر قلتم كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم".
فأنكر النبي، صلى الله عليه وسلم، مجرد مشابهتهم الكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين عليها سلاحهم. فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهتهم المشركين أو هو الشرك بعينه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ولم تستحب الشريعة ذلك فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض. سواء كانت البقعة شجرة أو غيرها أو قتاة جارية أو جبلاً أو مغارة وسواء قصدها ليصلي عندها، أو ليدعو عندها، أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله –سبحانه- عندها، أو لينسك عندها. بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به لا عيناً ولا نوعاً ([5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=170358#_ftn5)). ا. هـ.
الفرق بين التوحيد والبدعة والشرك:
وهذا كلام شيخ الإسلام ينص على أن: القوم طلبوا مجرد المشابهة للمشركين لا عين الشرك ثم انظر إلى الأمثلة التي ذكرها بعد ذلك فهي كلها في البدع وليست في الشرك الأكبر وهو أن يخص العبد بقعة أو شجرة أو قناة بنوع من البركة بغير برهان من الله، ويعبد الله عندها رجاء عظم الثواب وهذا هو عين البدعة لأن التوحيد هو: عبادة الله وحده بما شرع على ألسن رسله عليهم السلام والشرك عبادة غير الله معه.
والبدعة ([6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=170358#_ftn6)) هي: عبادة الله وحده بغير ما شرع على التعيين دون الإجمال.
فالذي يعبد الله وحده عند البيت الحرام يجو عظم الثواب فهذا موحد على السنة لأن الله فضل هذا المكان على غيره.
وأما من يعبد الأموات. فهو مشرك لصرفه العبادة لغير الله.
وأما من يعبد الله وحده لا شريك له عند القبور فهذا موحد لم يشرك بالله غيره إلا أنه مبتدع لأنه فضل مكاناً بغير برهان من الشرع، فخرج من السنة إلى البدعة بهذا.
العبد منذ أسلم مكلف بالتوحيد على الفور:
والقوم لم يطلبوا الشرك الأكبر يقيناً لأنه كما ذكرت من قبل أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة بلا نزاع بين العلماء ومن المعلوم أن العبد منذ دخل في الإسلام وهو مطالب بالتوحيد والنهي عن الشرك فكيف يجوز تأخير هذا الأمر؟
فهل يظن ظان أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يحدث أمته عن الشرك ويبينه لهم وينهاهم عنه، وينتظر حتى يقع في الأمة شرك في النسك فيقول عندها: هذا شرك بالله، ثم يقع شرك في الحاكمية فعندها يخبر الأمة: أن هذا شرك بالله، ثم يقع شرك في الولاية فيخبر ساعتها أن هذا شرك ولا تعودوا إليه ولو لم يقع لا ينهى، صلى الله عليه وسلم، عنه.
أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم وطعن في نبي الله ومصطفاه، صلى الله عليه وسلم، إذ كيف يأمر معاذاً عند قدومه لأهل الكتاب أن يدعوهم إلى التوحيد، ولا ينتقل منه إلى الشرائع حتى يعرفوا الله المعرفة التي تفرق بين التوحيد والشرك وأن يعرفهم إلههم الذي يجهلونه، ولا يفعل هو، صلى الله عليه وسلم، ذلك –والعياذ بالله- فإنا نبرأ بنينا، صلى الله عليه وسلم، من هذا النقص والازدراء ويلزم من هذا القول الخبيث أن كثيراً من الصحابة ماتوا قبل أن يعلموا ويستكملوا حقيقة التوحيد والشرك.
فعلى من يظن هذا أن يراجع إيمانه ويتقي الله في نفسه قبل أن يسأل في القبر عن نبيه، صلى الله عليه وسلم، فلا يستطيع الإجابة ويقول: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
فإني على يقين من أنه لا يدخل عبد في الإسلام إلا ويعلمه النبي، صلى الله عليه وسلم، التوحيد وحسنه والشرك وقبحه في ساعتها وإلا فالأمة مجمعة على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة في فروع الشريعة فكيف الحال بأصل الأصول وهو التوحيد والنهي عن الشرك فهل هذا يجوز تأخير بيانه؟.
علم قوم النبي صلى الله عليه وسلم باللسان العربي:
وقوم النبي، صلى الله عليه وسلم، كانوا علماء باللسان العربي الذي نزل به القرآن وهذا بنص التنزيل قال تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). [فصلت: 3].
قال الإمام البغوي (قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). اللسان العربي، ولو كان بغير لسانهم ما علموه. ا. هـ.
وقال الشوكاني: (لقوم يعلمون) أي: يعلمون معانيه ويفهمونها وهم أهل اللسان العربي. اهـ.
فهم يعلمون ويفقهون ما دعوا إليهم لأنهم أهل اللسان العربي.
فكان من يكفر منهم يكفر على علم بدعوة القرآن لإفراد الله –جل ثناؤه- بالتأله والكفر بما يعبد من دونه لذلك قالوا: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً). ومن آمن منهم آمن على علم.
فالكفار علموا مراد النبي، صلى الله عليه وسلم، من دعوته إليهم فكيف لا يعلم من آمن منهم مراد نبيه، صلى الله عليه وسلم،؟!
فمن هذا يعلم أن السؤال منهم لم يكن في الشرك الأكبر ولكن هو مجرد المشابهة للمشركين.
([1]) سنن ابن ماجه وحسنه الألباني –راجع صحيح سنن ابن ماجه جـ2 "كتاب الأشربة".
([2]) صحيح البخاري –كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ).
([3]) الاعتصام جـ2 ص245: 246.
([4]) كتاب التوحيد –باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما-.
([5]) اقتضاء الصراط المستقيم ص314: 315.
([6]) هذا تعريف البدعة الغير مكفرة –أي: البدع التي وقع فيها أهل القبلة ولم يخرجوا بها من الإسلام. وقولي على التعيين دون الإجمال أي: أصاب متابعة الشرع على الإجمال دون التعيين في المتابعة لهذه الجزئية من العبادات، وإلا فترك المتابعة كفر لا ريب فيه. وبهذا يظهر الفرق بين الكافر والمبتدع. فالأول ترك الاتباع إجمالاً فضلاً عن التفضيل والثاني متابعته على الإجمال تشفع له خطأه في التفصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 06:04]ـ
جزاك الله خيراً .. لكنّ حوارنا ليس في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإننا متفقون أنهم وقعوا في الشرك الأصغر دون الأكبر.
حوارنا هو في أصحاب موسى - عليه السلام - .. هل كفروا بهذا القول؟
وإن كانوا كذلك .. فهل يعني أنهم لم يعلموا معنى الشرك الأكبر؟ .. وإن كانوا كذلك، ألا يُعد هذا مطعناً في دعوة موسى - عليه السلام -؟ لأنه لقائل أن يقول عندئذ أنّ موسى - عليه السلام - لم يبيّن لهم حقيقة التوحيد كما ينبغي - وحاشا لله -؛ كما قال الشيخ مدحت فيما نقلته أنت عنه:
فهل يظن ظان أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يحدث أمته عن الشرك ويبينه لهم وينهاهم عنه، وينتظر حتى يقع في الأمة شرك في النسك فيقول عندها: هذا شرك بالله، ثم يقع شرك في الحاكمية فعندها يخبر الأمة: أن هذا شرك بالله، ثم يقع شرك في الولاية فيخبر ساعتها أن هذا شرك ولا تعودوا إليه ولو لم يقع لا ينهى، صلى الله عليه وسلم، عنه.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 10:45]ـ
أين أنت يا أبا شعيب من زمان فوالله لقد اشتقت إلى كتاباتك.
ـ[الحبروك]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 11:51]ـ
يا إخوتى أرجوكم
(الجهل) فى القرءان ليس كجهلكم أنتم
معنى كلمة الجهل فى مفرداتنا المعاصرة هو: الإفتراء
ومنه قول عمرو بن كلثوم:
أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحدٌ علينا ... فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينا
فنقول (جهل علىّ) أى إفترى على كذبا
و على هذا
قوم تجهلون: تفترون على الله عز و جل كذبا
رجاء
القرءان لا يحتمل آراءا شخصيه
غفر الله لنا و لكم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 06:05]ـ
أين أنت يا أبا شعيب من زمان فوالله لقد اشتقت إلى كتاباتك.
أحسن الله إليك أخي .. لقد كنت في ضائقة فرّجها الله عني، بحمده تعالى.
جزاك الله خيراً على سؤالك.
-----------------
الأخ (الحبروك)،
جزاك الله خيراً على البيان.
أود منك أن تجيب عن بضعة أسئلة من فضلك:
1 - من ذكر مثل الذي تقول من أهل التفسير؟ وكلام المفسرين في الأعلى واضح في أن المقصود بالجهل هو ما يقابل العلم.
2 - لو افترضنا أن الجهل المقصود به هو "الافتراء" .. وأن معنى الآية "تفترون على الله عز و جل كذبا" كما تقول .. فأين هو الافتراء هنا؟ .. وأين هو الكذب؟ .. هم قالوا: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة .. هذا أسلوب إنشائي، والكذب هو في الأسلوب الخبري.
إذا أنا قلت لك: اجعل لي بيتاً بجانب بيتك .. هل أكون كاذباً؟
وبارك الله فيك
ـ[الحبروك]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 01:39]ـ
الأخ (الحبروك)،
جزاك الله خيراً على البيان.
أود منك أن تجيب عن بضعة أسئلة من فضلك:
1 - من ذكر مثل الذي تقول من أهل التفسير؟ وكلام المفسرين في الأعلى واضح في أن المقصود بالجهل هو ما يقابل العلم.
تفسير الشعراوى
ولم يقل لهم: «لا تعلمون» بل قال: «تجهلون» لأن هناك فارقاً بين عدم العلم بالشيء، وبين الجهل بالشيء، فعدم العلم يعني أن الذهن قد يكون خالياً من أي قضية، أما «الجهل» فهو يعني أن تعلم مناقضاً للقضية، إذن فهناك قضية يعتقدها الجاهل ولكنها غير واقعية. أما الذي لا يعلم فليس في باله قضية، وحين تأتي له القضية يقتنع بها، ولا يحتاج ذلك إلى عملية عقلية واحدة مثل الأمي مثلاً الذي لا يعلم، لأن ذهنه خال من قضية، أما الذي يعلم قضية مخالفة فهو يحتاج من الرسول إلى عمليتين عقليتين: الأولى أن يخرج ما في نفسه من قضية الجهل، والثانية أن يعطي له القضية الجديدة، إن الذي يخرج ما في نفسه من قضية الجهل، والثانية أن يعطي له القضية الجديدة، إن الذي يرهق العالم هم الجهلاء لا الأميون، لأن الأمي حين تعطي له المعلومة فليس عنده ما يناقضها. لكن الجاهل عنده ما يناقضها ويخالف الواقع.
ملحوظه:
كل الجهل فى القرءان الكريم هو على ذلك المعنى فقط لا غير،
راجع بنفسك
2 - لو افترضنا أن الجهل المقصود به هو "الافتراء" .. وأن معنى الآية "تفترون على الله عز و جل كذبا" كما تقول .. فأين هو الافتراء هنا؟ .. وأين هو الكذب؟ .. هم قالوا: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة .. هذا أسلوب إنشائي، والكذب هو في الأسلوب الخبري.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أنا قلت لك: اجعل لي بيتاً بجانب بيتك .. هل أكون كاذباً؟
وبارك الله فيك
لو أن بيتى على قمة جبل محاط بالهواء من كل جانب
و تأتى أنت فتقول لى اجعل لى بيتا بجانبك؟
كيف ... هل أعلق لك بيتا فى الهواء؟
هذا و العلم لله وحده
بارك الله فيك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 05:49]ـ
كلام الشعراوي فيه من التكلّف ما فيه، وهو متناقض أصلاً مع ألفاظ القرآن وألفاظ اللغة ..
أما القرآن، فيقول عن الذين "لا يعلمون"، وهم مع ذلك قد تقرر في حسّهم وعقلهم قضية مخالفة لما لا يعلمونه:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [البقرة: 113]
ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} [المائدة: 104]
فكون من "لا يعلم" لا يملك "قضية"، فهذا باطل.
---------
أما "الأميون" .. فقد قال الله تعالى فيهم: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة: 2]
ومعلوم أن "الأميين" كانوا يفترون على الله الكذب .. وينسبون البنات إليه، ويعبدون غيره.
---------
تقول:
لو أن بيتى على قمة جبل محاط بالهواء من كل جانب
و تأتى أنت فتقول لى اجعل لى بيتا بجانبك؟
كيف ... هل أعلق لك بيتا فى الهواء؟
إما أنني لا أعلم أن بيتك على قمة الجبل ..
أو أنني أظن أنه في المكان سعة لبيت آخر ..
أو أظن أنه بإمكانك توسيع المكان ليتسع لبيت آخر ..
وأخيراً .. أو أكون سفيهاً ..
فأين الافتراء بعد كل هذا؟
ـ[الحبروك]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 06:39]ـ
عفواً
من تكلم عن "الذين لا يعلمون"؟
أنا تكلمت فى "الجهل" و نقلت قول الشيخ فى "الجهل" و نقلت قول عمرو بن كلثوم أيضا
الفارق كبير جدا
كان رسول الله (ص) أميا، لم يكن جاهلا و حاشا
كان لا يعلم ما الحكمة و لا القرءان
{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرءان و إن كنت من قبله لمن الغافلين}
هل كان بنى إسرائيل لا يعلمون أن الله عز و جل واحدا؟
ماذا كان يفعل موسى (ص) معهم إذن؟
ألم يخبرهم أن الله عز و جل واحد؟
بالطبع فعل
و لكنهم قوم يفترون على الله عز و جل
الله عز و جل أطلق على الأمة (الأميين) و هم الذين لم يتعلموا ولم يعرفوا شيئا عن الوحى و لا الرسالة
أما الجاهل فهو يعلم و يعاند
أنظر الى الآيات التاليه
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}
ما الذى يجهله هؤلاء بعد كل تلك المعجزات؟ وجود الله؟ قدرته؟ وحدانيته؟
هذا مستحيل هم فقط يكابرون، يفترون
{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
عم ينه عز و جل الرسول (ص)، هل عن أن يكون غير عالما أو ينهاه عن تجاهل ما تعلم فعلا؟
{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
فيم يعظ عز و جل نوح (ص)؟؟
{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}
ما الذى يخشاه يوسف (ص) على نفسه؟ أن يكون لا يعلم؟ بل أن يكون من الذين يتجاهلون أوامر الله عز و جل
سيدى كل جهل فى القرءان الكريم ليس نقيضا للعلم أبدا
بل هو إفتراء، مكابرة، تجاهل
كون من لا يعلم لا يمتلك قضيه يجعله يأخذ من قضية اليهود و النصارى الذين لهم قضيه كما فى الآيه التى نقلتها أنت،
{حسبنا ما وجدنا عليه آباؤنا} هذا أيضا نقل عن آبائهم و آبائهم نقلوا عن عمروا بن لحى و هو الذى أتى بالأصنام من خارج جزيرة العرب
أريد أن أسألك سؤالا
ما الذى لا تعلمه عن زراعة نبات البشتونيا؟
هل يمكنك الرد على سؤال كهذا؟
هل فى ذهنك قضيه مخالفة لزراعة البشتونيا؟
و أخيرا إنما كنت أعنى أنك متيقن من أن بيتى على قمة الجبل
حينئذ لا تكون سفيها
إنما تريد تعجيزى، عنادى،
أن تفترى على فتقول (لا يريد أن يجعل لى بيتا الى جواره) و تفضحنى بالباطل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
من تكلم عن "الذين لا يعلمون"؟
الشعراوي، فيما نقلته عنه من تفسيره ..
تأمل قوله جيداً، فإنه يقول: (فعدم العلم يعني أن الذهن قد يكون خالياً من أي قضية) .. ويقول أيضاً: (أما الذي لا يعلم فليس في باله قضية، وحين تأتي له القضية يقتنع بها) ..
وهذا مناقض لكلام الله - سبحانه وتعالى -، الذي بيّن أن الذين "لا يعلمون" عندهم قضية يقولون بها! .. وأن آباء الكفار الذين "لا يعلمون"، كان عندهم شيء ورثوه لأبنائهم من كفر وشرك بالله تعالى.
أنا تكلمت فى "الجهل" و نقلت قول الشيخ فى "الجهل" و نقلت قول عمرو بن كلثوم أيضا
الشيخ يحتاج إلى تعضيد كلامه بأقوال أئمة اللغة، وأئمة السلف ..
وإلا، فإن أئمة اللغة قالوا إن الجهل هو نقيض العلم .. كما جاء في لسان العرب: (الجَهْل نقيض العِلْم) .. وأيضاً: (والجَهَالة أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم) .. وأيضاً: (والمعروف في كلام العرب: جَهِلْت الشيء إِذا لم تعرفه؛ تقول: مِثْلي لا يَجْهَل مثلك) ..
فهذا كلام أحد أئمة العربية، يقول إن الجهل نقيض العلم .. وأن الجهالة أن تفعل فعلاً بغير علم.
وتأييداً لهذا المعنى، يقول الله تعالى: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273]
ما معنى "الجاهل" هنا عندك؟؟ معناه: يحسبه المفتري أغنياء؟؟ .. هل يستقيم السياق هنا؟
أما قول عمرو بن كلثوم، فليس بشيء في هذا الصدد .. فإنّ قولنا "جهل على المرء" يختلف عن قولنا "جهل المرء" ..
فالأول يعني: أساء الفعل معه لجهله بعواقب الأمور، كما قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 17]
والثاني معناه: لا يعرفه.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته، كما في صحيح مسلم: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني)
فهنا الجهل ضد العلم ..
وفي دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي)
ومعنى ذلك: إساءة الفعل ..
----------
تقول:
كان لا يعلم ما الحكمة و لا القرءان
بل قل: ولا الإيمان .. قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]
تقول:
هل كان بنى إسرائيل لا يعلمون أن الله عز و جل واحدا؟
و لكنهم قوم يفترون على الله عز و جل
كانوا يعلمون أن الله واحد .. ولو أنك تأملت كلام ابن عطية وغيره من المفسرين في لفظة "الإله" .. لوجدت أنهم طلبوا شيئاً يعظمونه ويتقربون إلى الله به .. وقد سماه الله إلهاً لأن حقيقة طلبهم يفضي إلى الشرك .. وليست الآية قاطعة أنهم طلبوا حقيقة الشرك، بأن يعبدوا مع الله غيره .. ولا هي قاطعة بأنهم استعملوا لفظة "إله" في هذا الطلب .. بل ما يترجح عندي أنها وصف لله تعالى لما يؤول إليه طلبهم من الشرك، لا أنهم استعملوا تلك اللفظة.
تقول:
ما الذى يجهله هؤلاء بعد كل تلك المعجزات؟ وجود الله؟ قدرته؟ وحدانيته؟
هذا مستحيل هم فقط يكابرون، يفترون
ما الذي جعلك تبني فهمك على أنهم بعد تلك المعجزات سيجهلون؟؟
إنما المقصود - والله أعلم - أنهم لا يستحقون ورود تلك المعجزات عليهم لأنهم يجهلون عظمة الله تعالى وقدره ..
يقول الرازي في تفسيره:
{ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} قال أصحابنا: المراد، يجهلون بأن الكل من الله وبقضائه وقدره
ويقول القرطبي في تفسيره:
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} أي يجهلون الحق. وقيل: يجهلون أنه لا يجوز اقتراح الآيات بعد أن رأوا آية واحدة.
ويقول الطبري في تفسيره:
(ولكن أكثرهم يجهلون)، يقول: ولكن أكثر هؤلاء المشركين يجهلون أن ذلك كذلك، يحسبون أن الإيمان إليهم، والكفرَ بأيديهم، متى شاؤوا آمنوا، ومتى شاؤوا كفروا. وليس ذلك كذلك، ذلك بيدي، لا يؤمن منهم إلا من هديته له فوفقته، ولا يكفر إلا من خذلته عن الرشد فأضللته.
فلا أدري حقيقة من أين تأتي بالتفاسير .. أهو من عقلك فقط؟
هؤلاء أئمة اللغة يقولون بأن الجهل هنا هو ضد العلم ..
أما باقي الآيات التي تستدل بها .. فكل المفسرين مجمعون على أن الجهل هنا هو نقيض العلم ..
وليتك تتحفنا بتفسيرات أهل العلم واللغة والدين لهذه الآيات، عوضاً عن أن تأتينا بكلامك المجرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحبروك]ــــــــ[14 - Mar-2010, مساء 01:40]ـ
سيدى
كلامى ليس مجردا أبدا
و لو نقلت لك قول الشيخ فى كل آيه وردت فيها مشتقات الجهل لطال الموضوع جدا
و حتى (يحسبهم الجاهل) نعم معناها المفترى
و يعملون (السوء بجهالة) معناها تجاهل
فإن من لا يعلم أن الزنا حرام مثلا (من المسلمين الجدد) لن يأثم إذا زنا، فلن يكلف الله نفسا إلا وسعها
راجع تفسير الشيخ بنفسك هو أورد أدلته كثيرا
لا يمل التكرار(/)
شبهه أريد حلها.
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 09:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العقل أفضل , ومن ناحية الامور الشرعية فالنقل افضل لأننا نأخذ الدين من مصدرين اساسيين هما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؟
ما صحة هذا القول.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 10:36]ـ
العقل الصريح و النقل الصحيح لا يتعارضان.
انما قد يُتصور ذلك بين العقل و النقل.
نتيجة فقدان بعض شرائطهما.(/)
هل هناك سلف لهذا القول: "ليس كل من كان من أهل البدعة أن يكون بالضرورة مبتدع" ?
ـ[أبو منة الله السكندري]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 12:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا أول موضوع لي هنا في المجلس العلمي
و أود أن أسئل سؤالا عن مقولة لأحد المشايخ قالها لي أح الإخوة في نقاش حول الصلاة في المساجد التي يتواجد بها خليط من الناس المبتدعين و السنيين و العوام
فقال هذا الأخ لي أن الشيخ ... يقول " أن الناس يُقسمون إما سلفي أو من أهل البدعة" و لما سألته و أين نضع العوام فقال لي الأخ "ليس كل من كان من أهل البدعة أن يكون بالضرورة مبتدع" فحاولت أن أقول له أن هذا لا يصلح مع العوام فقال لي من سلفك بهذا القول و لم يسمع لي و انصرفنا على ذلك.
الآن هل هناك سلف لقول شيخه أو لا؟
و هل ما قلته له صحيح من أن العوام لا ينسحب عليهم هذا التقسيم -و كنت أقصد أن أقول له أن الحكم لى المسجد بأنه من أهل البدعة هكذا حكم مجحف و إنما يجب التفصيل في شأن القوم الذين يجتمع فيهم السنة و البدعة و الحسن و السيء-
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[الصادق]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 01:56]ـ
أخي الكريم السلفية تعني إتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم , وهذا لا يعني عدم وجود مسائل لم يتطرق السلف الصالح لها.
فمثلا السلف يرون الأصل في العبادات التوقيف , فلو خالف عامي أو طالب علم هذه المسألة ,يعتبر وقع في البدعة وخالف السلف , لكن هذا لا يعني أن يكون هو بعينه مبتدع لأن هناك شروط
يجب أن تتوفر وموانع يجب أن تنتفي.(/)
إشكالية التحولات داخل التيارات السلفية (1 - 2) لأحمد فهمي
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 02:21]ـ
إشكالية التحولات داخل التيارات السلفية (1 - 2)
أحمد فهمي
هل أنت سَلَفيٌّ؟ قبل سنوات بعيدة كانت الإجابة عن هذا السؤال بنعم أو لا كافية؛ دون حاجة إلى تفصيلات إضافية، لكن في واقعنا المعاصر تصبح هذه الإجابة قاصرة في دلالتها إلى حدٍّ كبير؛ إذ يجب توضيح التوجُّه السلفي الذي تتَّبعه والشيخ الذي تتعلم منه وتستفتيه، وربما يكون أفضل لو حدَّدت بلدك أو محافظتك أو مدينتك، وفي بعض الأحيان مسجدك الذي تصلِّي فيه؛ كي تتضح الصورة تماماً للسائل.
يصعب وضع خريطة دقيقة لتوزُّع الانتماءات والتوجهات داخل التيارات السلفية، فالسلفيون يتوزعون إلى تيارات وجماعات ومستقلين، مع الأخذ في الحسبان التفاوت المصطلحي في توصيف: الجماعة، والتيار، والمستقلين.
لكن بالإمكان تحديد محورين رئيسين داخل هذه البنية السلفية المعقَّدة؛ المحور الأول: هو النشأة، ونعني به: أن نشأة التجمعات السلفية فطرية الطابع، لم يسبقها - في الغالب - تخطيط أو تدبير، ولذلك نجد السلفيين منتشرين في كل مكان، وهذه النشأة غير الموحدة للتيارات السلفية أنتجت مسارات تتعدد أحياناً بتعدُّد الرموز والمشايخ، وهذا يعني: أن الدعوة إلى دمج التيارات السلفية أو توحيدها ليست دعوة إلى العودة إلى الأصل، ولكنها دعوة خارجة عن السياق التاريخي لهذه التيارات، وهذا من ضمن ما يعرقل نجاح هذه الدعوة.
المحور الثاني: هو منهج التعامل مع الواقع؛ فمع تعدُّد التجمعات السلفية تعدَّدت الرُّؤى والأفكار والتصورات، حتى إن بعض التوجهات السلفية أصبحت تنفر من وصفها بـ «السلفية» رغم أنه لا يوجد لها انتماء أو توصيف آخر، وفي المقابل توسَّع آخرون في حرمان مخالفيهم من الانتماء إلى السلفية.
ويُضاف إلى التعدُّد المنهجي ما يمكن تسميته بـ «اختلاف المطالع»، حيث يختلف أصحاب التوجُّه الواحد باختلاف الدولة التي ينتمون إليها.
لستُ بصدد تحليل أسباب الخلاف السلفي، ولكن ما يعنينا هنا أحد أبرز أسباب هذا الاختلاف – الأفقي والرأسي - داخل التيارات السلفية، وهو قابليتها العالية – جماعياً وفردياً – للتحول الفكري، وميل أتباعها الحيوي والنشط إلى تصنيف الأشياء والأشخاص والأحداث بصورة مستمرة من أجل تحديد المواقف الشرعية تجاهها، وهو ما يفتح الباب على مصراعَيْه لاختلاف الاجتهادات والمواقف التي تؤدي بدورها إلى مزيد من الاختلافات والتحولات.
وعلى الصعيد الفقهي لا يوجد ما يمنع أي رمز سلفي من التراجع عن رأي أو توجُّه أو موقف اتخذه سابقاً ويراه حالياً خطأ أو غير مناسب، طالما استند في الحالتين إلى تسويغ شرعي أدَّاه إليه اجتهاده العلمي المنضبط بالضوابط الشرعية؛ بغضِّ النظر عن كونه أصاب في أحد الموقفين وأخطأ في الآخر، وبغضِّ النظر عن كونه انتقل من خطأ إلى صواب؛ أو العكس، أو من خطأ إلى خطأ آخر.
وهذا النمط من التحول يعطينا في الواقع بعض الأمثلة العصيَّة على الاستيعاب؛ فعلى سبيل المثال: قد ينشأ خلاف بين توجُّهين سلفيين بسبب الموقف من قضيةٍ ما اختلف فيها اجتهاد رموز التوجُّهين، ومع الوقت يترسخ الخلاف وتتعدد له مظاهر وأسباب أخرى، بحيث إن رجوع أحد التوجُّهين إلى اجتهاد التوجُّه الآخر من تلك القضية في زمن لاحق لا يكون له أدنى تأثير في إزالة الخلاف.
إن التحولات داخل التيارات السلفية قضية بالغة الأهمية؛ لكونها تؤثر على قدرة هذه التيارات على الاضطلاع بدور فعَّال في مجتمعاتها، والعبرة هنا ليست في مطلق التحول؛ فهذا أمر وارد بالنظر إلى الطبيعة البشرية، ولكن المشكلة هنا هو أن يرتبط التحول الفكري بالانتماء أو المفاصلة مع الموافقين أو المخالفين.
وما يعنينا في هذه الإشكالية هو مناقشة أربع نقاط: أولاً: أسبابها، ثانياً: أنواعها، ثالثاً: أنماطها وأشكالها، رابعاً: كيف نعالجها أو نخفف وَطْأتها؟
أولاً: الأسباب:
(يُتْبَعُ)
(/)
بخلاف ما ذكرناه سابقاً فإن هناك أسباباً كثيرة لحدوث هذه التحولات، منها: افتقاد التيارات السلفية لإطار منهجي فكري واحد تتفق عليه؛ أو على غالبيته، وإذا كانت هذه التيارات تتفق في العموم على مجموعة من الثوابت والمفاهيم؛ إلا أن الخلاف يتفاقم مع التطبيق الواقعي لها؛ فهم يتفقون - مثلاً - على نبذ البدعة والابتداع وعلى ضوابطها الشرعية وأمثلتها القديمة المعروفة، ولكنهم يختلفون أحياناً في توصيف بعض الاجتهادات العلمية السائغة – سواء كانت راجحة أو مرجوحة - هل هي بدعة أم لا؟
ومنها: ضعف الإطار التنظيمي الذي تمارس التيارات من خلاله عملها الدعوي، وهو ما يسمح بتحوُّل الاختيارات الفقهية والخواطر والهواجس والمشاعر والانفعالات إلى عوامل مؤثرة في تحديد انتماء الفرد وتبعيته لهذا التيار أو ذاك، ومن ثم يسهل تخلِّيه عن توجُّهه الحالي والتحول إلى توجُّه آخر موجود بالفعل، أو إنشاء توجُّه جديد.
ومنها: طبيعة التكوين العلمي للشخصية السلفية التي ترسِّخ لدى الفرد أهميةَ التحقيق والاجتهاد والنظر في الأدلة؛ إلى الدرجة التي تضعف لديه القابلية لتحمُّل من خالفوه في اجتهاداته وتحقيقاته، كما تجعله مستعداً لتغيير انتمائه تأثُّراً بخلاف محدود في مسألة واحدة.
ومنها: غلبة نمط «الشيخ والأتباع» مقارنة بنمط «الجماعة والأتباع»، ورغم أن الأول يناسب الطابع العلمي للتيارات السلفية؛ إلا أنه لا يسمح بتطوير أداء هذه التيارات داخل المجتمع وممارسة أدوار دعوية أكثر فاعلية وتأثيراً، فهذا النمط يُعدُّ إيجابياً بالنظر إلى الدور العلمي للسلفيين، ولكنه أقل إيجابية بالنظر إلى الأدوار الأخرى المنوطة بهم حالياً ومستقبلاً.
ومنها: الضعف النسبي للعملية التربوية التي تنتج أجيالاً تربَّت على ثوابت المنهج السلفي ومفاهيمه، وهو ما أسفر عن اختلال في التوازن بين مستوى التحصيل العلمي ومستوى التطبيق العملي، وهو الميزان الذي يميز المنهج السلفي بالأساس والذي عبَّر عنه التابعي أبو عبد الرحمن السلمي - رحمه الله - بقوله: «حدثنا الذين كانوا يُقْرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً».
ومنها: الضغوط الأمنية التي تمارس على السلفيين رموزاً وأتباعاً، ونتيجة ضعف الأُطر المنهجية والتنظيمية التي سبق الإشارة إليها؛ فإن التأثر بهذه الضغوط يصبح وارداً بقوة، كما ينتج عنه تداعيات سلبية بالنظر إلى غلبة نمط «الشيخ والأتباع» على البناء الداخلي للتيارات السلفية، أي أن تحوُّل الشيخ أو الرمز يؤدي إلى سلسلة من التحولات في الاتجاه نفسه أو في اتجاه مخالف.
لا شك أنه توجد أسباب أخرى، ولكن تلك أبرزها، ونكمل الحديث عن بقية النقاط في العدد القادم بإذن الله.
المصدر:
http://www.albayan-magazine.com/bayan-253/bayan-14.htm
ـ[التبريزي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 03:10]ـ
هل أنت سَلَفيٌّ؟ قبل سنوات بعيدة كانت الإجابة عن هذا السؤال بنعم أو لا كافية؛ دون حاجة إلى تفصيلات إضافية، لكن في واقعنا المعاصر تصبح هذه الإجابة قاصرة في دلالتها إلى حدٍّ كبير؛ إذ يجب توضيح التوجُّه السلفي الذي تتَّبعه والشيخ الذي تتعلم منه وتستفتيه، وربما يكون أفضل لو حدَّدت بلدك أو محافظتك أو مدينتك، وفي بعض الأحيان مسجدك الذي تصلِّي فيه؛ كي تتضح الصورة تماماً للسائل.
يصعب وضع خريطة دقيقة لتوزُّع الانتماءات والتوجهات داخل التيارات السلفية، فالسلفيون يتوزعون إلى تيارات وجماعات ومستقلين، مع الأخذ في الحسبان التفاوت المصطلحي في توصيف: الجماعة، والتيار، والمستقلين.
كلام صحيح!!
فأدعياء السلفية اليوم كثير، منهم الصادق ومنهم الكاذب ومهم بين بين!!
كثرة التوجهات وتعدد الجماعات واختلاف الأفكار مرده أمور منها الجهل وهو آفة الآفات، ومنه التربية على التقليد حتى صار الحق يعرف بالرجال ولا يعرف الرجال بالحق، ومنه الجلافة وعدم اللين والإعتداد بالرأي واستنقاص الآخرين ونقص الورع، ومنه تقييم الناس بناءا على منهج جديد مخترع للجرح والتعديل، ومنه التشدد والجمود "لا أريكم إلا ما أرى"، ومنه ........... !!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 06:09]ـ
أحسنت أيها التبريزي ... والسلفية ليست "تيارات" ولا "مناهج"، وانما هي منهج أهل السنة والجماعة (والذين هم عامة المسلمين ما لم يتلبسوا ببدعة) وعلمائهم ما لم ينحرفوا عن المنهج الواضح الصحيح .. (وفرق بين الانحراف المنهجي والمخالفة في الأصول، وبين الخطأ في الفروع والخلاف فيها) ..
أما تنازع بعض المنتسبين الى العلم والدعوة على السلفية ادخالا لأقرانهم فيها واخراجا لهم منها، بالتقليد المذموم والغلو في المشايخ، فهذا ليس من السلفية في شيء! وليس كل من انتحل السلفية كان عنوانا عليها، وانما الحاكم دائما وأبدا هو الكتاب والسنة بفهم الصحابة والسلف .. وفقط!
ذكرت هذا الكلام لأن الكاتب أكثر من وصف السلفية على أنها تيارات وأشياع، بل وعلى أنها جماعات، تشبه نموذج الجماعة والأتباع الا أنه في صورة "شيخ وأبتاع"! ونحن نقول أن ملازمة الطلبة لشيخهم يتعلمون على يديه هذا دأب السلف من القرون الفاضلة، كان ولم يزل! فليست متابعة الطلبة لشيخهم في التعلم والتلقي بالأمر المذموم في ذاته، وانما المذموم هو الغلو في الشيخ وعقد لواء الولاء والبراء والسلفية عليه وعلى طلبته وعلى من زكاهم دون غيرهم!! فهذا ما يجعل بعض المنتسبين الى السلفية أقرب ما يكون في الحقيقة الى الصوفية والطرقية وأصحاب الجماعات والأحزاب المنحرفة!! وهذا ليس اختلافا في الفروع، وانما هو انحراف منهجي خطير لا يجوز السكوت عليه!
فكما أنه ليس كل من انتسب الى الاسلام وصلى الى القبلة، وقال أنا مسلم، كان في طريقته ومنهجه عنوانا على الاسلام، فكذلك ليس كل انتسب الى منهج السلف كان في مواقفه واختياراته ومنهجه عنوانا على السلفية! وليست السلفية الا الاسلام كما يجب أن يكون!!
وكل يدعي وصلا بليلى .... وليلى لا تقر لهم بذاك
وفي الحقيقة فان المقال بالجملة طيب وقد لمس الكاتب المشكلة بشكل ما أو بآخر، ولكنه لم يخاطبها خطابا علميا دقيقا، وفيه من الخلط والالتباس قدر غير قليل.
فأولا قوله: "وهذه النشأة غير الموحدة للتيارات السلفية أنتجت مسارات تتعدد أحياناً بتعدُّد الرموز والمشايخ، وهذا يعني: أن الدعوة إلى دمج التيارات السلفية أو توحيدها ليست دعوة إلى العودة إلى الأصل، ولكنها دعوة خارجة عن السياق التاريخي لهذه التيارات، وهذا من ضمن ما يعرقل نجاح هذه الدعوة."
فماذا يقصد بالنشأة غير الموحدة؟؟ هل يقصد أن يتتلمذ جميع السلفيين في كل العالم على شيخ واحد، مثلا؟؟؟ المنهج معروف، والذي يعرف الحق يعرف به الرجال!
أما قوله "وهذا يعني أن الدعوة الى دمج التيارات السلفية أو توحيدها ليست دعوة الى العودة الى الأصل" فكلام غير صحيح! لأنه بناه على القول بأن هناك ما يسمى بالتيارات السلفية، مع أن السلفية في الحقيقة انما تنقض التيارات والتوجهات والأحزاب وتجمعها على الكتاب والسنة، لو صحت علما وعملا عند المنتسبين اليها ابتداءا! فالأصل الواحد عند السلفيين ليس شخصا ولا اماما، والنشأة التي نرجع اليها ليست الامام فلان والامام فلان وانما محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده!! وكل من له أدنى قدر من فهم معنى كلمة سلفية يدرك هذا المعنى ويتخذه دينا وشعارا! فقوله: "ولكنها دعوة خارجة عن الشياق التاريخي ... الخ" كلام فاسد لا معنى له!
وقوله: "ومنها: ضعف الإطار التنظيمي الذي تمارس التيارات من خلاله عملها الدعوي، وهو ما يسمح بتحوُّل الاختيارات الفقهية والخواطر والهواجس والمشاعر والانفعالات إلى عوامل مؤثرة في تحديد انتماء الفرد وتبعيته لهذا التيار أو ذاك، ومن ثم يسهل تخلِّيه عن توجُّهه الحالي والتحول إلى توجُّه آخر موجود بالفعل، أو إنشاء توجُّه جديد."
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا قول فيه من الالتباس ما فيه. فطالما أنه لا يوجد امام عام للمسلمين في الأمة، فسيظل الأمر على هذا النحو، علماء متفرقون في الأمصار والأقطار، يتقي كل واحد منهم ربه في نفسه وفي طلبته الذين يجالسونه ويتقلون عنه، وفيمن يقصدونه بالسؤال والاستفتاء من عامة الناس، وفيما قدر عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتكلف ما لا يطيق! فالكلام هنا عن "اطار تنظيمي عام" يفتقر الى الدقة في بيان المقصود منه .. ولا يزال أهل العلم يبذلون ما وسعهم من أجل أن ينظموا العمل الدعوي فيما بينهم .. ولكن لا نستطيع أن نطالبهم في ظل هذا "الواقع" الذي يدندن الكاتب حوله، بأن يجعلوا لهم كيانا تنظيميا واحدا يربطهم جميعا وينظم العمل فيما بينهم جميعا في جميع أقطار المسلمين! فهذا أمر يفوق القدرة والامكان وممتنع لأسباب عديدة ليس هذا محل البسط فيها!
فلا يزال كل جمع من العلماء السلفيين الذين تسمح لهم الظروف والأحوال، يتعاونون على البر والتقوى وعلى العمل الدعوي ونحو ذلك، كل في حدود قدرته مع أمن الفتنة. وهذا هو ما يقتضيه وصف العالم بأنه سلفي! أما كلام صاحبنا الكاتب عن "ضعف الاطار التنظيمي الذي تمارس من خلاله التيارات كذا وكذا" فكلام مجمل ينقصه الكثير من الضبط العلمي!
وفي الحقيقة فليس غياب هذا الكيان التنظيمي الواحد الذي يتكلم عنه هو السبب في "تحوُّل الاختيارات الفقهية والخواطر والهواجس والمشاعر والانفعالات إلى عوامل مؤثرة في تحديد انتماء الفرد وتبعيته لهذا التيار أو ذاك" كما يدعي، بل انه الجهل بضوابط الولاء والبراء في الاسلام، وبفقه الخلاف وبغير ذلك من الضوابط التي يتميز بها منهج السلف عن غيره من المناهج المحدثة الفاسدة، والتي يصح أن تسمى كلها "بالتيارات "!!
وقوله: "ومن ثم يسهل تخلِّيه عن توجُّهه الحالي والتحول إلى توجُّه آخر موجود بالفعل، أو إنشاء توجُّه جديد"
يجعلني أتساءل، عن أي "سلفية" يتحدث صاحبنا الكاتب بالضبط؟؟؟؟ وهل كل من انتسب الى السلفية ونسب اليها ما ليس منها، يسوغ أن يجمع مع غيره من مثله ويقال أن هذه كلها "تيارات سلفية" و"توجهات" و"مدارس" .. الى آخر تلك المصطلحات الدخيلة؟؟ وما حقيقة فهمه للسلفية كمنهج واحد يدخل فيه العلم والعمل على السواء؟؟
الذي أستشعره في الأخ الكاتب هو الميل الى تناول المسألة من القمة الى القاعدة وليس البدأ من القاعدة أولا ثم العلو حتى القمة!! وهو منهج كثير من اخواننا المتأثرين بفكر الاخوان وتصوراتهم. يريدون أن يجعلوا للأمة اماما وقائدا واحدا، يتبوأ القمة والسلطان أولا، ثم يقوم هذا الامام بالتنظيم والضبط والتوجيه وتصحيح عقائد سائر الطوائف المختلفة المتناحرة وجمعها على رايته، وتوحيد العمل الدعوي و ...
مع أن الحس بعد النص والتاريخ يشهد بأنه لا يخرج من الأمة أمثال عمر بن الخطاب، حتى يكون قاعدة الأمة من أمثال علي وأبي عبيدة وعثمان وسعد وغيرهم من خيرة الأصحاب!
ويقول الكاتب كذلك: "ومنها: طبيعة التكوين العلمي للشخصية السلفية التي ترسِّخ لدى الفرد أهميةَ التحقيق والاجتهاد والنظر في الأدلة؛ إلى الدرجة التي تضعف لديه القابلية لتحمُّل من خالفوه في اجتهاداته وتحقيقاته، كما تجعله مستعداً لتغيير انتمائه تأثُّراً بخلاف محدود في مسألة واحدة."
وأقول هذا أيضا كلام غير دقيق من الجهة العلمية. فالشخصية العلمية التي ترسخ لدى الفرد هذه المزايا والملكات التي يتكلم عنها، هي الأحرى والأجدر والأولى بأن تتحلى بفقه الخلاف وتقدير المسائل بقدرها الصحيح! أما الذي يغير انتماءه تأثرا بخلاف محدود في مسألة واحدة (وهذا كلام مجمل منه أيضا ينقصه التفصيل) فلو كان ذلك التغيير بسبب ميألة يسوغ فيها الخلاف، فهو خطأ علمي كبير لا يليق بمن تحققت له تلك الشخصية العلمية التي يتكلم عنها، ولا يخرج مثل ذلك من مثله!
وأما قوله: "ومنها: غلبة نمط «الشيخ والأتباع» مقارنة بنمط «الجماعة والأتباع»، ورغم أن الأول يناسب الطابع العلمي للتيارات السلفية؛ إلا أنه لا يسمح بتطوير أداء هذه التيارات داخل المجتمع وممارسة أدوار دعوية أكثر فاعلية وتأثيراً، فهذا النمط يُعدُّ إيجابياً بالنظر إلى الدور العلمي للسلفيين، ولكنه أقل إيجابية بالنظر إلى الأدوار الأخرى المنوطة بهم حالياً ومستقبلاً."
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا أفهم، هل يريد نبذ نموذج "الشيخ وأتباعه" وجعل نموذج "الجماعة وأتباعها" في مكانه مثلا أم ماذا؟
يجب أن يكون الكلام أكثر دقة وأحسن تحريرا من هذا عند تناول قضايا على هذا القدر من الحساسية! وقد أسلفنا أن كل غلو وكل ولاء وبراء على شيخ أو على جماعة أو حزب أو راية فهو مذموم ولا شك، وأصحابه قد انحرفوا عن منهج السلف في هذا ولا كرامة! أما عموم اتباع الطلبة للمشايخ، - دون غلو فيهم - فهذه سنة السلف والصحابة وسائر أهل العلم الى يوم القيامة! وأما تنظيم الأعمال التي يلزم لها التعاون في جمعيات أو في نحو ذلك بما لا يخالف الكتاب والسنة، وبما لا يتخذ لنفسه شعارا أو راية يوالى ويبرأ عليها، فلا بأس به! ولا يزال موجودا في الأمة بصوره المختلفة، (ومنه هذا المنتدى نفسه، ونحوه من الملتقيات العلمية الدعوية، فهو من العمل الجماعي الطيب المبارك، الذي نسأل الله أن يبارك فيه وينفعنا به والمسلمين.)
ومن أمثلة قلة الضبط العلمي قول الكاتب: "قد ينشأ خلاف بين توجُّهين سلفيين بسبب الموقف من قضيةٍ ما اختلف فيها اجتهاد رموز التوجُّهين، ومع الوقت يترسخ الخلاف وتتعدد له مظاهر وأسباب أخرى، بحيث إن رجوع أحد التوجُّهين إلى اجتهاد التوجُّه الآخر من تلك القضية في زمن لاحق لا يكون له أدنى تأثير في إزالة الخلاف."
أولا: لا نقول "توجهين سلفيين" فالسلفية ليست توجهات ولا تيارات!! وانما قل ان شئت: "بين فرقتين منتسبتين الى السلفية".
ثانبا: ينظر هنا في طبيعة تلك "القضية" نفسها، فان كان الموقف منها من باب الحق والبطال، فمن كان على الحق فهو على منهج السلف فيها، ومن خالف فهو المخالف للسلفية! وان كان الأمر من باب الصواب والخطأ الاجتهادي، فلا تثريب ولا مشاحة! ومن كان يفتقد فيما تعلمه من العلم، القدرة على تحديد الضوابط والمعايير التي بها تقيم المسائل والقضايا، توضع كل واحدة منها في قدرها الصحيح، فهذا قد وقع من أمر نفسه في حرج كبير، اذ تكلم فيما ليس له الكلام فيه أصلا!!
ثالثا قوله: "مع الوقت يترسخ الخلاف وتتعدد مظاهره وأسبابه" فالآن يتشتت القارئ ولا يدري ألا زال الكاتب يتكلم عن الخلاف في قضية واحدة ما ينتج عنه، أم أنه يتكلم عن الخلاف المنهجي الأصيل الذي يظهر أثره في الخلاف في شتى الفرعيات التي تنبثق من ذلك الأصل الذي وقع فيه الخلاف؟ الكلام ملتبس وغير دقيق!
أما رابعا فما ذكره من بقاء "الخلاف" رغم تراجع أحد الفريقين عن مذهبه القديم في المسألة، فرجوع الى الكلام عن الخلاف في القضية الواحدة، وليس الى الخلاف الراسخ الذي تتعدد أسبابه ومظاهره! وعندما يرجع أحد الفريقين المتنازعين عن رأيه القديم الذي كان سبب الخلاف في الأصل، فقد زال الخلاف اذا ولا يقال أن الخلاف يظل باقيا، وانما الذي قد يبقى هو سوء الظن والشحناء والبراء بين طوائف من المنتسبين الى السلفية، يصل ببعضهم أحيانا الى اتهام مخالفيهم من المشايخ والعلماء بانتحال السنة والتظاهر بها لبث البدعة في الناس، بل وبممارسة التقية، فحسبنا الله ونعم الوكيل!! وهذه الطائفة طائفة مريضة خبيثة، لا جدوى من مخاطبتها، ولا يعنينا تسلطهم على اخوانهم من أهل السنة ولا نلتفت اليه، هداهم الله وصرف شرورهم عن المسلمين!!
أكتفي بهذه الملاحظات، والله الموفق الى السداد.
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 09:58]ـ
وفقك الله أخي/ أبو الفداء
كنت أريد أن أعقب على المقال بعد أن قرأته
ولكني وجدتك لم تترك لغيرك شيئاً
فبارك الله فيك ونفع بك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 02:33]ـ
أتباع السلف هم أهل السنة و الجماعة و إن إختلفت اجتهاداتهم و أتباع الخلف هم المبتدعة و إن اختلفت بدعهم و قد يوافق السلفي المبتدعة متأولا فيعد سلفياً و قوله بدعة، و قد يوافق الخلفي السلف فيكون مبتدعاً و قوله سنة فهناك من أتباع السلف المعاصرين من يوافق المرجئة، و هناك من يوافق الخوارج، و هناك من يوافق الأشاعرة
فالسلفي معروف و الخلفي معروف، و لو ادعى كل وصلاً بليلى و ليلى لا تقر له بذاك
و بعض الناس يظن الوحدة لا تكون إلا بجماعة و حزب كما قال الأخ أبو الفداء على طريقة الفلاسفة الديموقراطيين في الغرب و التي استوردها أشاعرة العصر منهم مثلما استورد سلفهم فلسفة اليونان و لا يدري أن هذه فرقة و ليست وحدة لأنه يفرق بين من دخل الحزب و من لم يدخله
أما أتباع السلف فلا يفرقون إلا بين من أخذ بالسنة و من ترك السنة أي بين السلفي و الخلفي
و العجيب:
أنهم ينكرون التعددية المشروعة و هي تعدد الاجتهادات و المذاهب بين الأشياخ مع أننا لا نسميها تعددية و يقولون لماذا لا يتحدون في جماعة
و يقرون بالتعددية الممنوعة و هي التعددية الحزبية التي ما أنزل الله بها من سلطان
فالشيخ و الأتباع سلفية عليها الصحابة و التابعون أما الجماعة و الأتباع فخلفية مستوردة من الفلاسفة الملحدين الصابئة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 04:20]ـ
توضيح أريد بالحزب و الجماعة المستوردة من الفلاسفة الديموقراطيين أي التي تأخذ البيعة العامة على أفرادها
ـ[أوان الشد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 04:54]ـ
أشكر للكاتب: نبيل حسن اختياره.
فالموضوع له أهمية خاصة، والكاتب متميز في الكتابة عن التيارات السلفية، وقد نشرت له اختصارا لبحثه القيم: التيارات السلفية وخيارات المستقبل.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14556
وكنت أتمنى أن يستصحب أسلوبين هامين لإثراء الدراسة، ولتكون واضحة وعملية وهما: أسلوب التمثيل بوقائع وأعيان محددة على أفكاره وتقريراته.
وأسلوب: المقارنة مع تيارات أخرى، ليدرك القارئ وجه الاختلاف وحجم وجود الظاهرة في التيارات السلفية.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 01:54]ـ
جزاك الله خيرا، وقد خرج لصاحب المقالة _أحمد فهمي_ رواية رائعة تصلح للشباب.(/)
فى رأيك .. أى المذاهب المنحرفة المنتسبة للإسلام تنال أكبر الدعم من الغرب؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 06:01]ـ
مع ذكر السبب فى نظرك.
و نفع الله بكم.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:22]ـ
فضلا يا أخوة أرجو التفاعل ..
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:30]ـ
هل هو مذهب العصرانيين؟
لكون بعض رموزه معظمين عند قطاع عريض من المسلمين, فيمرر الغرب أفكاره و يحقق أهدافه من خلال طرحهم؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 11:30]ـ
بما أن الغرب ديموقراطي فمن آمن بالديموقراطية وحدها لا شريك لها فهو مدعوم أما من أشرك معها غيرها فجعلها ديموقراطية إسلامية فدعمه أقل من باب تأليف القلوب أما من كفر بها فيحارب و لا يدعم و إقرأ توقيعي غير مأمور
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:02]ـ
في داخل الأقليات الإسلامية في الغرب لا سيما أمريكا يدعم بشكل غير مباشر غلاة الصوفية لاشتغالهم بالرقص وحلق الذكر المبتدعة عن كل ما يمت لواقع الأمة بصلة وقد ذكرت بعض التقارير أن ثمة جهد أمريكي لتوجيه "المسلمين الجدد" تجاه التصوف لهذا الغرض .....
وأما في العالم العربي فالغرب يدعم أي تيار يحقق مصالحه في المنطقة , فالتيارات الإسلامية أيا كان توجهها الفكري والعلمي إذاكانت ترسخ الفساد القائم في واقع المسلمين وليس في أجندتها برامج إصلاحية فهي مرشحة للدعم الغربي , في ظل الوضع العربي القائم ليس ثمة تيارات إسلامية تدعم غربياً سوى التيار العصراني أو التنويري والذي يقدم العلمانية بغطاء إسلامي شفاف , وهذا التيار كذلك على انحرافه إن وجد فيه وطنيون يسعون في تحرير الأمة من ربقة التبعية للغرب فسيحارب كذلك.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 06:17]ـ
بما أن الغرب ديموقراطي فمن آمن بالديموقراطية وحدها لا شريك لها فهو مدعوم أما من أشرك معها غيرها فجعلها ديموقراطية إسلامية فدعمه أقل من باب تأليف القلوب أما من كفر بها فيحارب و لا يدعم و إقرأ توقيعي غير مأمور
قد يكون أخى ..
و لكن, هل السبب أنهم يعتقدون أن الديموقراطية هى الحل الأمثل للقضاء على ما يسمونه بالإرهاب؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 07:12]ـ
1 - الشيعة: لعلم الغرب أنهم خونة وأنهم يتعاونون مع اليهود والنصارى والملحدين ضد المسلمين والتاريخ يشهد.
2 - الصوفية: لما ذكره الأخ التميمي ولنفس السبب يدعمون صوفية الداخل ولا تنسوا زيارة السفير لأمريكي في مصر لاحتفال الصوفية بمولد البدوى!
3 - أهل الرأي والعقلانيين: لأنهم أكثر الطوائف بعداً عن نصوص الوحى وشغباً عليها.
4 - التيارات الخارجية: لأنها تعطى لهم المبررات الكافية للتدخل في المنطقة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 07:21]ـ
المنافقين من كل التيارات .. سواء السنية أو غير السنية ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 07:53]ـ
بارك الله فى الأخوة جميعا، أرى أن الشيعة وحالهم واضح الدعم الغربى لهم فى أفغانستان، وفى العراق من أجل إزاحة الحكم السنى الإسلامى، بل من أجل الإطاحة بكل ما يقف فى وجه الغرب
وثانيا الليبراليون وإن كانا من الزاعمين أنهم أصحاب الإسلام الليبرالى أوما شابه ذلك
فالشيعة والليبراليون الإسلاميون أمثال جمال البنا ونوال سعداوى لو أجريت دراسةعن أكثر الكتب توزيعا فى الغرب لعلمنا أنها كتب نوال سعداوى مهى من مأجورى الغرب لرب الإسلام وتزعم وتزعم أنها مسلمة ومفكرة وما شابه ذلك، وكذا الفوضوى جمال البنا
والشيعة حالهم واضح فى العراق وأفغانستان كما سلف وفى بلاد أخرى كثيرة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 08:10]ـ
قد يكون أخى ..
و لكن, هل السبب أنهم يعتقدون أن الديموقراطية هى الحل الأمثل للقضاء على ما يسمونه بالإرهاب؟
هم و الله أعلم يرون الديموقراطية هي الحل الأمثل للحكم و حتى أذنابهم المنافقين يرون ذلك و حتى المبتدعة الديموقراطيين أذناب هؤلاء الأذناب يرون ذلك بعد تلبيسها لباس الإسلام البريئ منها
ـ[االباحث]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:10]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعلم رحمك الله ان كل مذهب يخالف الملة الحق فهو يخدم اهداف الغرب بشكل او بآخر الا ان هناك فرق عرفت بخدمتها لمصالح الغرب اكثر من غيرها كالصوفية ,والشيعة ,والعلمانية. وهناك فرق ترى انها تخدم مصالح الاسلام العليا وهي تدكه من حيث لا تشعر فالصوفية مثلا ترى انها تغوص في اعماق الدين بالتراتيل وتقديم النذر والقرابين لاشياخهم ,وكلما غاصت في الدين كلما ابتعدت عنه وكانت مطية سهلة لخدمة اهداف الغرب وهاهي مجلة البيان تفضحهم وتذكر بالوثائق ان الصوفية مدعومة من الغرب ويسمح لها بالقاء المحاضرات في اي مكان تشتهيه بينما يمنع اهل السنة من ذلك. اما العلمانية الوجه الآخر للغرب فهي دوما تنال المدح والثناء العاطر من الفرب على فهمها للاسلام بصورة صحيحة وهي النموذج الامثل للاسلام المعتدل ويكفي ان المعنى الاعمق للعلمانية هو فصل الدين عن الشخصية والغرب ماينفك يقدم لهؤلاء المناصب العليا ومصر الحبيبة تاريخها خير شاهد على مانقول فما أولى 0 (البريطانيين) زمام الامور لسعد زغلول ومحمد عبده وطه حسين وغيرهم هكذا عبثا لولا التنازلات العظيمة التى قدمها اولئك (المصلحون) كما ينعتهم بذلمك بعض المغرورين. اما الرافضة اخزاهم الله فما كان ان تدخل امريكا وحلفائها العراق وافغانستان لولا الخدمات الجليلة التى قدمتها ايران لهم وهذا بتصريح زعمائهم ومعلوم الخيانات العظمى في التاريخ التي قدمتها الرافضة للغرب , وفبي كل عصر يتجدد عندنا (ابن العلقمي) وفي نظري ان الفرق تنقسم لقسمين من ناحية خدمتهم للغرب 1 - فرق غبية غير واعية بما تقدمه من خدمات للغرب فهي مطية سهلة لهم كالصوفية ومن على شاكلتهم. 2 - فرق واعية بما تفعل من لي لاعناق النصوص وتحريف للكلم وتقديم الدين بطابع يتناغم مع ألحان الغرب فاذا قال سادتهم دينكم دينة عنف قال العبيد اصلا لايوجد جهاد طلب وان قال السادة انتم تكبتون المرأة وتحبسونها في بيتها رد العبيد بأدب بل يجوز العمل للمرأة في كل المجالات حتى لو ارادت الولاية العامة فلها ذلك وخالفوا الاجماع , (فاسادة يمضون بأسلحتهم يجرون العبيد من خندق دفاع لخندق آخر وهم يمضون قدما فبي التنازلات حتى يصير الدين عندهم لب وقشور ويندفعون اكثر واكثر واكثر حتى ينسلخوا من الدين) هذه خاطرة عابر ة وفي النفس الكثير لعل ندلوا به في فرص اخرى. الله(/)
سؤال عن الدليل على مسألة الصوت في صفة كلام الله عز وجل.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 07:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو كاتالي: ماهو الدليل على أنّ كلام الله عز و جلّ يكون بصوت. لأنني بحثت و لم أتوصل الى آية أو حديث في ذلك غير حديث رسول الله الذي يبين أن كلام الله عز و جلّ مركّب من حروف (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
فأنا أؤمن و الحمد لله بأن الله يتكلم بما شاء كيف شاء و متى شاء. قال تعالى (و كلم الله موسى تكليما). فأرجوكم يا مشايخي الكرام أن تدلوني على النقل في مسألة الصوت (الدليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة) بارك الله فيكم و وفقكم.
و أخبركم أنني و الله أحبكم في الله.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:27]ـ
عن مسروق، عن عبد الله، قال: «إذا تكلم الله بالوحي، سمع صوته أهل السماء، فيخرون سجدا، حتى إذا فزع عن قلوبهم، نادى أهل السماء أهل السماء: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، قال: كذا وكذا» {الإبانة}
عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ {البخاري تعليقا}
قال صديق خان _قطف الثمر_
وبالجملة فالقرآن العظيم هو كتابه المبين، وحبله المتين، أنزله على سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، وهو سور، وآيات، وأصوات، وحروف، وكلمات، له أول وآخر، متلو بالألسنة، محفوظ في الصدور، مكتوب في المصاحف، مسموع بالآذان، قال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}. . . [العنكبوت: 49]. وقال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}. . . [الكهف: 109]. وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [الواقعة: 77، 78].
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:23]ـ
الله أكبر.
جزاكم الله خيرا شيخي الحبيب. بارك الله فيكم و في علمكم. مودّتي.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:39]ـ
الله أكبر.
جزاكم الله خيرا شيخي الحبيب. بارك الله فيكم و في علمكم. مودّتي.
هداك الله أخي الكريم لست شيخا و لا حتى طالب علم, مجرد مسلم بسيط أريد النجاة من النار و دخول الجنة, أدع الله لي أن يبعد عني الظالمين في كل مكان, هذا ما أريده منك ومن كل أخ في المجلس العلمي.
و لمزيد من الفائدة في هذا الموضوع حمل هذه الرسالة
رسالة الإمام السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت
http://www.islamport.com/isp_eBooks/aqd/e-Books/4739.rar
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 12:41]ـ
اللهم آمين. اللهم أبعد الظالمين عن الأخ أبو البراء الأندلسي و سائر المسلمين. و شكرا على الرسالة.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:38]ـ
جزى الله خيراً لصاحب الموضوع والمشاركة
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 10:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
فإلى الأخ السائل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله إليك أن هداني وإياك لانتهاج طريق السلف الصالح رضوان الله عليهم وهو المنهج الحق.
أما بالنسبة لسؤالك فأبشرك بأن هناك رسالة للإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ نشرت حديثا عن مكتبة الأنصار بتحقيق الفاضل أبي الفضل أحمد بن علي الدمياطي ـ وفقه الله ـ
واسم الكتاب {جزء فيه ذكر اعتقاد علماء السلف في الحروف والأصوات}
ومنه أنقل:
قال النووي رحمه الله فيه ص 56 - 58
" فصل في إثبات الصوت لله تعالى
ينطق الكتاب العزيز بذلك في مواضع:
منها سورة القصص (فلما أتاها نودي) ...
والنداء لا يكون إلا بصوت عند جميع أهل اللغة.
وكذلك قوله تعالى (فاستمع لما يوحى).
والاستماع لا يكون إلا لصوت مسموع.
وكذلك قوله تعالى (ويوم ويناديهم .. ) ...
والنداء بالإجماع لا يكون إلا بصوت.
وقال تعالى (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) و (إذ ناداه ... ) و (وناديناه ... ) و (ناداهما ربهما ... ).
إنما سمعوا الصوت.
وروى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء السابعة فيخرون سجدا " إلخ.
وروي في الصحيحين ودونه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يحشر العباد يوم القيامة فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان " ..... "
ثم ذكر حديثا آخر وقال
" ولا يقال إضافة النداء إلى الله بطريق المجاز إذ هو الآمر كما يقال نادى السلطان والمراد غيره.لأنا نقول لا يجوز ذلك لأن غير ذلك لا يمكنه أن يقول أنا الله أنا الملك أنا الديان؛ فيسقط هذا الخيال.
وروي أن الإمام أحمد ابن حنبل سئل عن رجل قال إن الله لم يتكلم بصوت ولم يكلم موسى بصوت؟
فقال: هذا جهمي كافر عدو الله وعدو الإسلام أما سمع ما قال ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء " وهذا لا يقوله ابن مسعود بالاجتهاد من تلقاء نفسه ... "إلخ
هذا ما أحببت نقله بتصرف
أسأل الله أن يحيينا على السنة وأن يميتنا عليها.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:35]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 03:54]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[مهداوي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 04:33]ـ
أما بالنسبة لسؤالك فأبشرك بأن هناك رسالة للإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ نشرت حديثا عن مكتبة الأنصار بتحقيق الفاضل أبي الفضل أحمد بن علي الدمياطي ـ وفقه الله ـ
واسم الكتاب {جزء فيه ذكر اعتقاد علماء السلف في الحروف والأصوات}
أما هذه فقد تكلم فيها الإخوة في ملتقى أهل الحديث، فارجع إليه غير مأمور(/)
بحث "نقض معتقد الخوارج الجدد" كاملاً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 08:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
أحمد الله وحده أن يسّر لي الانتهاء من هذا البحث، بعدما شغلني عنه بعض الشواغل.
وخلاصة هذا البحث هي أن اعتقاد كفر المشركين كحكم شرعي عام هو من أصل الدين .. ولكن تنزيله على المنتسبين إلى الإسلام هو من الأمور القضائية الفقيهة التي يداخلها الاجتهاد والخطأ والتأويل.
ومن لديه تصويبات أو استدراكات على بعض ما في هذا البحث، فليتفضل به مشكوراً.
التنزيل من هذا الرابط:
http://www.zshare.net/download/1988993518d19698/
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:05]ـ
أخي أبو شعيب بارك الله فيك لقد قرأت البحث ووجد فيه مسائل هامة وقد كنت أتمنى أن يكون البحث بشكل أوسع والأدلة أكثر وسرد لأقوال العلماء بشكل أكبر خاصة أن تضيف بعض النقاط التي أثارها السنجيقي في حواره حول هذه المسألة في هذا المنتدى حتى تعم الفائدة أكثر ولعلك تخرج لنا نسخة أخرى في المرة القادمة تحتوي على هذه الملاحظات
وأنا ما زلت أنتظر منك أن تبعث لي بالفتوى التي طلبتها منك من قبل خاصة أني لم أجدها في البحث فكيف السبيل للحصول عليها بارك الله فيك.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 05:39]ـ
بارك الله فيك أخي ..
هذه النسخة ما هي إلا مسودة لهذا البحث، أو بالأحرى (الإصدار الأول) .. ولعله يكون هناك إصدار لاحق - إن شاء الله - أتدارك فيه ما فاتني ..
ولكن، أي المسائل تحديداً تطلب التوسع فيها؟ .. أنا اختصرت المسائل خشية الإطالة، حيث إن كثيراً من هذه الأمور معلومة عند طلبة العلم، وإنما أوردتها فقط للتذكير.
أما الأسئلة التي أثارها السنجقي، فأجوبتها جميعاً مضمّنة في أبواب هذا البحث .. ولكن أصل شبهاته أمران: أن من لا يكفّر الكافر فقد والاه ووالى كفره .. فبذلك ينقض أصل الدين .. وأن الكفر يجب أن يكون قطعياً مجمعاً عليه، حتى يُحكم على من لا يكفره بالكفر.
أما تلك الفتوى، فقد ذكرت أنني لا أستطيع عرضها في المنتدى لئلا يستغلها بعض من في قلبه مرض من أهل الإرجاء .. فآثرت أن أراسلك بها، ولكنك مغلق لخاصية الرسائل الخاصة .. فأعتذر عن ذلك.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 08:00]ـ
أخي بارك الله فيك
ولكن حقيقة أنا لا أعرف كيف افتح خاصية استقبال الرسائل الخاصة لو تشرح لي بارك الله فيك لأن عندي مشكلة في استقبال رسائل الأخوة لا تفتح عندي
وأمر أخر كيف استعمل طريقة الأقتباس عند ما أريد أن أعلق على أحد المواضيع
وجزاك الله خير.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:09]ـ
جزاك الله خيرا على هذا المجهود. بارك الله فيك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 09:32]ـ
أخي الكريم (الإمام الدهلوي)،
بارك الله فيك .. لعلّك تسأل الإدارة في قسم "الشكاوى والمقترحات" عن هذه المشكلة التي تواجهها، عسى أن يحلّوها لك، إن شاء الله .. ومتى ما كان ذلك، فسأرسل لك الفتوى، بإذن الله.
ولكن ابتداء .. جرّب أن تذهب إلى: (لوحة تحكم العضو) .. ثم (تعديل الخيارات) .. ثم ستجد في منتصف الصفحة خياراً اسمه (تفعيل الرسائل الخاصة) .. وقم بتفعيله.
أما طريقة الاقتباس، فهي بسيطة .. قم بتظليل النص الذي تريد اقتباسه، ثم اضغط على زر "إدراج اقتباس"، وسوف يكون لك ما تريد .. إن شاء الله.
أما إن قصدت التعليق على إحدى المشاركات خاصة، فاضغط على زر "رد باقتباس" الموجود في أسفل كل مشاركة.
---------
الأخ (عامّي)،
وإياك .. بارك الله فيك.
================
بإذن الله سأستكمل هذا البحث وأضيف إليه مسائل جديدة، كمسألة ما يكفي من الولاء والبراء، وسيدخل في ذلك: هل نقول عمّن لم يكفّر بعض الواقعين في الكفر بأنه موالٍ للكافرين، فيدخل في قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}؟؟ إذ العبرة بالحقائق والمسميات، لا الأسماء ...
وسأعيد بإذن الله إعادة صياغة بعض المسائل المطروحة في هذا البحث وإثرائها ببعض أقوال العلماء ..
وقد يلاحظ القارئ أنني تجنبت المجيء بأقوال العلماء في أصل موضوع البحث، لأن هؤلاء القوم أوّلوها على معانٍ أخرى فأخرجوها عن المراد منها .. فقد أتيت بأمور يتفق الجميع معنا فيها، ولا أحد يستطيع إنكارها لجلاء المسألة .. ثم جمعتها ببعض ليتكون هذا التفنيد لهذه البدعة الخبيثة ..
فمنهجي في البحث هو جمع ما اتفقنا عليه، وترتيب ذلك وتنسيقه، حتى تتضح المسألة ويبين فساد قول المخالف ..
وأرجو أن يكون هذا البحث واضح المعالم، سهل الفهم .. وعلى من اختلط عليه بعض كلامي أن يراجعني .. ومن أراد مزيد إسهاب وتفصيل في مسألة ما، فلا يبخل علينا بالسؤال أو الاستيضاح .. حتى نثري هذا البحث ونقرّبه إلى الكمال .. إن شاء الله تعالى.
وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 11:29]ـ
أخي أبو شعيب لقد قمت بتفعيل خاصية الرسائل الخاصة وجرب تبعث لي الأن وجزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 05:21]ـ
أخي الكريم،
هذا ما ظهر لي:
الإمام الدهلوي اختار عدم تلقي الرسائل الخاصة أو لا يسمح بتلقي الرسائل الخاصة. لذلك لن تتمكن من إرسال الرسالة إليه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 10:04]ـ
الأخ الحبيب أبو شعيب إن شاء الله يمكن أن ترسل لي الرسالة الأن لقد أصلحت الغلط في الإعدادات وجزاك الله خير الجزاء
وأريد منك أن تشارك في هذه الموضوع وتعلق عليه وتضيف وتوجهه بشكل أحسن بارك الله فيك
تفضل هذا رابط الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20644
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:10]ـ
بإذن الله سأستكمل هذا البحث وأضيف إليه مسائل جديدة، كمسألة ما يكفي من الولاء والبراء، وسيدخل في ذلك: هل نقول عمّن لم يكفّر بعض الواقعين في الكفر بأنه موالٍ للكافرين، فيدخل في قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}؟؟ إذ العبرة بالحقائق والمسميات، لا الأسماء ...
وسأعيد بإذن الله إعادة صياغة بعض المسائل المطروحة في هذا البحث وإثرائها ببعض أقوال العلماء ..
وقد يلاحظ القارئ أنني تجنبت المجيء بأقوال العلماء في أصل موضوع البحث، لأن هؤلاء القوم أوّلوها على معانٍ أخرى فأخرجوها عن المراد منها .. فقد أتيت بأمور يتفق الجميع معنا فيها، ولا أحد يستطيع إنكارها لجلاء المسألة .. ثم جمعتها ببعض ليتكون هذا التفنيد لهذه البدعة الخبيثة ..
فمنهجي في البحث هو جمع ما اتفقنا عليه، وترتيب ذلك وتنسيقه، حتى تتضح المسألة ويبين فساد قول المخالف ..
وأرجو أن يكون هذا البحث واضح المعالم، سهل الفهم .. وعلى من اختلط عليه بعض كلامي أن يراجعني .. ومن أراد مزيد إسهاب وتفصيل في مسألة ما، فلا يبخل علينا بالسؤال أو الاستيضاح .. حتى نثري هذا البحث ونقرّبه إلى الكمال .. إن شاء الله تعالى.
وجزاكم الله خيراً.أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في وقتكم و أن ييسر لكم طرح رسالتكم في صيغتها الكاملة ان شاء الله و خصوصا تلك الإضافة التي تتعلق بالولاء و البراء. و لقد أحسنتم صنعا في تجنبكم أقوال العلماء في أصل موضوع البحث و ذلك للسبب الذي ذكرتموه. فحياكم الله وبياكم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 10:48]ـ
بارك الله فيكم ..
سوف يتم عرض هذا البحث على أحد المشايخ الأفاضل ليطلع عليه قبل نشره في نسخته الثانية، إن شاء الله .. وقد تم إضافة نقاط مهمة وإيضاحات واستدراكات مفيدة .. ولعلّ إخراج هذه النسخة يكون قريباً إن شاء الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 11:48]ـ
بارك الله فيكم ..
سوف يتم عرض هذا البحث على أحد المشايخ الأفاضل ليطلع عليه قبل نشره في نسخته الثانية، إن شاء الله .. وقد تم إضافة نقاط مهمة وإيضاحات واستدراكات مفيدة .. ولعلّ إخراج هذه النسخة يكون قريباً إن شاء الله.
إن شاء الله ننتظر البحث
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:20]ـ
باسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
رد على بحث (نقض معتقد الخوارج الجدد)
يستنكر أبو شعيب تكفير أهل الصلاح والتقوى.
-فنقول له: المسألة ليست مسألة تقوى وصلاح، فقد يعزب علمها عن أهل التقوى فيكفرون، فكم هم الزهاد المشركون بالله الذين يخافون الله من الشيعة والصوفية ورهبان النصارى ولكن قال الله فيهم: (عاملة ناصبة تصلى نارا حامية)، وهذه زوجة المختار بن أبي عبيد الثقفي لما ادعى النبوة وأبوها من الصحابة لما امتنعت عن تكفيره لأنه صوّام وقوّام قتلت ردة ولم يختلف المسلمون في كفرها، ولم يتكلموا عن التسلسل في التكفير لأنهم مسلمون، أما اليوم فنحن نختلف في فعل الكفر هل هو كفر، فما بالك بالكافر فما بالك بمن لا يكفره.
-أما كلامه عن جهلنا بالعربية فلا أظن أن هذه صفة لازمة لنا، وإن جهلناها فليس هذا من خصائصنا، ولكنها مقولة قالها فرعون (أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مَهين ولا يكاد يُبين)، وإن كانت العربية ليست شرطا للإسلام ولكنها شرط لطلب العلم كما أن أمة المليار ليست على فصاحة سيبويه ولا حتى كثير من أئمتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: أكثر استدلالاتهم بالمتأخرين وإن دعوتهم إلى الكتاب والسنة افتضحوا.
-أقول: الجميع يشاهد من فضحه الكتاب والسنة ومن يدعو إلى الإستدلال بهما وحدهما دون أقوال العلماء المتقدمين ولا المتأخرين، وقد سبق لي أن دعوت لذلك مرارا في هذا المنتدى لكن لا حياة لمن تنادي، فالكل يريد أن يفهم الدين وفق ابن تيمية لا يخرج عنه وإنما الخلاف فقط في تحقيق مذهب ابن تيمية وكيفية فهمه، وكأن الله جعله مَعلما يحاسب الناس على أساسه، فكلما عثرتم على كلمة لعالم ما عطلتم آية أو حديثا أو أكثر بل حتى ما يتعلق بأصل الدين لأجل سواد عيون ذلك العالم، بينما النص نزل ليحكم عليك وعلى هذا العالم وعلى الناس جميعا، وإن جاراكم بعض الإخوة في منهجكم في الإستدلال فإن هذا باطل سواء كانت نتيجة الكلام وغايته صحيحة أو خاطئة.
قوله:أرادوا التنصل من قضايا المسلمين وتعطيل الجهاد.
-أقول: إن شئت فاتهمنا بالجبن، فمهما يكن فإننا لن نهدم عقائد الإسلام، لأجل أمة لم تعرها اهتماما إلا ما يؤمّن لها مصالحها.
قوله: استباحوا دماء المسلمين وأموالهم.
-أقول: إننا نعامل الناس جميعا كما عاملهم النبي (ص) في مكة فهم كفار أصليون ودماؤهم وأموالهم معصومة، ومن آذانا صبرنا عليه، ومهمتنا هي دعوتهم للتوحيد سلميا، لكن الذين استباحوا دماء الناس هم من تسميهم بالمجاهدين، بما أنهم يرونهم مرتدين، وهذا راجع لاعتقادهم بأنهم مسلمون أصلا، ثم يكفرونهم بموالاتهم للحكام وهذا ما يجرهم للقتل طبعا، وكأن هذه الأمة كفرت فقط حين احتكمت للطواغيت أما من قبل فقد كانت مسلمة ولم تعبد أي إله! وتاريخها يؤكد عكس ذلك، فهم كفار أصليون يجهلون الإسلام، فالواجب دعوتهم إليه وبالتي هي أحسن.
قوله: هم طوائف يكفر بعضهم بعضا.
-أقول: المشكلة أن الناس ينسبون إلينا كل من يتكلم عن التكفير حتى من يكفر الحكام فقط أو أهل التوقف والتبين، ثم يقولون: أنظروا هؤلاء أهل التكفير مختلفون، بينما أكثرهم لا زالوا على عقيدة هذه الأمة، حتى أبو شعيب ينسبه الكثيرون إلينا ما دام لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر نظريا، هؤلاء لم يفكروا في أن أمتهم يكفّر بعضها بعضا ويقاتل بعضها بعضا، ماذا نقول لو قام أبو جهل من قبره ووجد أبا بكر يقاتل المرتدين من العرب أو وجد عليا يقاتل أهل الجمل وأهل الشام والخوارج فيقول: أرأيتم ما أوصلتمونا إليه بدينكم هذا وقد كنا إخوانا جميعا!
-أظن أن حق الله في توحيده يسمو عن خلافاتنا، فيجب علينا أن نتحد على الحق لا على الباطل، أسأل الله أن يجمعنا على كلمة سواء بيننا وبينكم لنعبد الله وحده ونكفر بما يعبد من دونه، والإسلام قول واعتقاد وعمل، يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وتبرأوا من المشرعين والأضرحة ومن جعلها آلهة تعبد من دون الله.
-سمانا بالخوارج ثم قال أيضا (شابهوا الخوارج) لكنه استدرك وقال (بل الخوارج لم يقولوا بها) ولا أدري هنا كيف يصنفنا، ولا أدري إن كنا قد خرجنا عن أهل السنة وعلى ولاة الأمر المسلمين أم ماذا! إن الخوارج قد خرجوا على دولة تحكم بما أنزل الله ولا تدين بدين يقول بوجوب ترك شرع الله في تنظيم الحياة العامة، وخرجوا على أمة موحدة ليس بينها قبر يعبد ولا أي كفر يجهر به أو يفرض على الناس، فكفّروا الناس بالمعاصي واستحلوا دماءهم، ففيم شابهناهم يا ترى؟؟؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟
قوله أن ضمام بن ثعلبة أقره النبي (ص) على الإيمان المجمل ولم يفصل له مسائل التكفير وفي حديث إرسال معاذ إلى أهل اليمن أمره بالدعوة إلى التوحيد.
-أقول: لم يكن ضمام بن ثعلبة أو غيره أو أهل الكتاب في اليمن يرون أنهم مسلمون قبل دخولهم في الإسلام بحجة أنهم كانوا جهالا مثلما يقول الناس اليوم، فيومئذ لم يتنازعوا أبدا في تكفير الناس وتكفير أنفسهم قبل إسلامهم.
قوله أن ما يكفي من أصل الدين هو عبادة الله وحده والكفر بكل معبود سواه ... يكفي عبادة الله وحده ومحبة المؤمنين والبراءة من الكفار وتكفيرهم وبغضهم.
-أقول: هل حققت أمتك هذا؟ أم أنكم تثبتون أن دينكم حبر على ورق، مرة تقول هو معذور بعدم تكفيرهم لجهله وتارة تعتبر تكفيرهم الحد الأدنى الذي لا يتحقق إسلام المرء إلا به،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الإقرار عموما ونظريا بكفر العابدين لغير الله يكفي للدخول في الإسلام دون تنزيل ذلك على أرض الواقع فكذلك يكفي الإقرار عموما بأن عبادة غير الله كفر مع عدم تنزيل ذلك على أرض الواقع، وهذه حجة المشركين اليوم وهذه الشبهة من جنس هذه، فحتى تكفير الفعل له شروط وموانع، ولكل عمل شروط وموانع فهل نقول أن النبي (ص) لم يعلمها أصحابه، أم يجب أخذ الأمر بكل بساطة واستصحاب الأصل في الأمور.
قوله أن من ظن جواز اتباع غير دين الله كفر.
-أقول: ألا ترى أن الكثير من هذه الأمة يعتبر اتباع شرائع الجاهلية دون شرائع الإسلام أمرا لا يؤثر في دينهم، وعلى رأسهم العلماء المشهورون في عصرنا.
قوله أن العامي إن تبرأ من الشرك وأبغض أهله فهو مسلم وإن لم يعرف الدليل.
-أقول: إذا كان يسعه أن لا يكفرهم فلماذا لا يسعه أن لا يبغضهم؟ أليس واجبه أن يحبهم ويواليهم بما أنهم مسلمون عنده؟ فكيف يكون بغض المشرك ضروري لإسلام المرء وتكفير المشرك أمر خفي يصح إسلام من تركه!!
أما عن عدم وجوب معرفة الأدلة بالتفصيل فهذا ما نقول به، ومتى رأيتنا نطالب الناس بمعرفة الأدلة والعقائد الفرعية التي جهلها الكثير من الصحابة بعد إسلامهم وتعلموها شيئا فشيئا؟
قوله أن ما يقال في تكفير المسلمين يقال في أسلمة الموحدين.
-أقول: هناك فارق كبير، فالخوارج لم يخرجوا من الإسلام لما كفروا علي بن أبي طالب وكفروا المسلمين بالمعصية، بينما لو قال أحد أن مسيلمة وأتباعه أو أن أبا جهل وأتباعه مؤمنون، كما يقول اليوم بعض من يدعي الإسلام أن اليهود والنصارى مؤمنون بالله، فهذا ليس بمسلم، وأي دين يبقى مع هذا التناقض والتلبيس الذي يجعل ممن كفره الله ورسوله مسلما، وليس هناك دليل على جهل صحابي بذلك فمن أين لكم هذا؟ وهذا يبطل قولكم أن تكفير من يعذر المشركين بالجهل بدعة لم يعرفها السلف.
قوله أن تكفير أدعياء الإسلام ليس كتكفير اليهود.
-أقول: مع تسميته لهم بالأدعياء إلا أنه يعتبرهم مسلمين في الحقيقة،
ويقول: من نطق بالشهادة واعتنق دين الإسلام يمكن أن يعذر إن فعل الشرك أو نطق بالكفر ومن دان صراحة باليهودية ولم يدّع الإسلام فلا يعذر بالجهل وجميع الأعذار في حقه باطلة ولهذا من لم يكفّره فهو كافر.
-أقول: إذن هنيئا لكل من ادعى الإسلام وكفر، من أعطاكم الحق في التفريق بين كافر وكافر؟ وكيف تقول أنه اعتنق الإسلام وهو يجهل أن الكفر كفر والشرك شرك مخرج من الإسلام؟ لقد بنيت إسلامه على العدم ثم حرمت تكفيره على أنه مسلم، إن محاباتكم لهذه الأمة كمحاباة اليهود لأنفسهم، وأرجو من كل قارئ عامي بسيط أن يتأمل ويحاول فهم هذه العقائد الغريبة التي يأتي بها هؤلاء لتبرير الكفر والجهل الحاصل بين أمتهم، والجميع يعلم أن الله لا يفرق بين الناس بل يحكم عليهم بنفس الحكم إذا عملوا بنفس العمل، فالخاصية المشتركة بين كل الأمم الكافرة هي الشرك بالله، ولا يوجد في التاريخ أمة مسلمة تجهل هذا الأمر وتشرك وتكفر ثم تدعي أنها مسلمة ومعذورة بسبب أنها تجهل الإسلام!!!
قوله أن ما فعله أسامة اجتهاد وما فعله الخوارج إثم.
-أقول: لو كان قتل أسامة لذلك الرجل المسلم اجتهادا لا إثم فيه لكان مأجورا على اجتهاده ولما أنكر عليه النبي (ص) وأغلظ عليه حتى قال ما قال، كما أن أبا شعيب يرى أن العلماء الذين لم يكفروا المشركين الجهال مجتهدون مغفور لهم.
قوله أن جميع المسلمين متفقون على كفر العابد لغير الله كحكم عام وتنزيله يحتاج إلى فقه زائد وإعمال الشروط والموانع فهو علم القضاء ولو كان من أصل الدين لعلمه النبي (ص) لأصحابه عند دخولهم في الإسلام وقد تنازع فيه العلماء ولولا ذلك لما تنازعوا فيه.
-أقول: الكفر لا علاقة له بالإجماع وإلا فإن الأمة اليوم قد اختلفت في عقيدة التوحيد كاختلافها في الأحكام الشرعية ولما رأينا الكفر هو السائد والحاكم، ولكن الكفر مقرر بالنص وحده، فإن الله لم يترك عقيدة التوحيد للإجتهاد، إذن كان بإمكان المسلمين الإختلاف في كفر أتباع مسيلمة دون أن يكفر بعضهم بعضا، وتخيل لو وقع هذا كما يجري اليوم أكانوا سيقاتلون المرتدين ويقمعوا فتنتهم؟ وأنت ترى كيف أنك تقف في صف المشركين ضدنا على أنهم أمة مسلمة رغم مخالفتك لهم نظريا وهذا بسبب عدم تكفيرك لهم، لتعلم أن تكفير الكفار لا إسلام ولا أمة مسلمة ولا دعوة ولا جهاد ولا .. ولا .. بدونه.
وما كان للصحابة أن يبقوا على إسلامهم لو تركوا الأمر للقضاء وقالوا لا علينا منهم وما كلفنا الله بهم وراحوا يتجادلون في الشروط والموانع، نعم هناك شروط وموانع ومعرفتها بسيطة لم يختلفوا فيها، هذا فيمن آمن بمتنبىء كاذب فكيف بمن اتخذ إلها يعبده؟
هذا باختصار شديد، ولعلي سأرجع لمناقشة ما تبقى إن شاء الله، فقد كتبته على عجلة من أمري فمعذرة، فالأمر يحتاج إلى مزيد ومزيد من البسط لنفي الشبهات التي تتوالد كل يوم.
نسأل الله الهداية والصلاح وأن يبعدنا عن العصبية وأهلها وأن نتبع الكتاب والسنة ولا نتخذ من أسماء الرجال أدلة لمواجهة المخالف فهذا ليس من الطرح العلمي أبدا ... ووالله إنا لمع الحق والدليل حيث مال نميل، فإن بينتم لنا خطأنا عدنا، وإن كان العكس فنسأل الله أن ييسر لكم ولنا الهداية والسلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:57]ـ
[ center]- أقول: إننا نعامل الناس جميعا كما عاملهم النبي (ص) في مكة فهم كفار أصليون
السلام عليكم
هل تعني بكلامك أن الأمة كلها كافرة؟!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:09]ـ
(البيان الإسلامي)،
أقسم بالله العظيم أن الرد على ما أوردته من ردود هو في نفس الكتاب .. وبطبعته الأولى الملأى بالأخطاء ..
أمّا ما ذكرته من تعليق على مقدمة البحث، فلا يهمني كثيراً .. إذ أنه ليس أصلاً في المسألة.
تقول في شأن ضمام بن ثعلبة:
-أقول: لم يكن ضمام بن ثعلبة أو غيره أو أهل الكتاب في اليمن يرون أنهم مسلمون قبل دخولهم في الإسلام بحجة أنهم كانوا جهالا مثلما يقول الناس اليوم، فيومئذ لم يتنازعوا أبدا في تكفير الناس وتكفير أنفسهم قبل إسلامهم.
بحثنا هذا الحديث وغيره في موضوع: (مسألة للبحث: ضبط مسألة أصل الدين، وهل تكفير المشركين ركن فيه، أم من لوازمه؟) .. وقلنا إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - طلب منهم الإقرار بشيئين .. ثم ترك الباقي لاستنتاجاتهم وأفهامهم ..
وهذين الشيئين بمفهومهما اللغوي وما يدخل في أصل معناهما لغة هما أصل الدين .. والباقي من لوازمه القطعية .. كمسألة تكفير المشركين ..
ثم ذكرت في هذا البحث أيضاً، أن موانع التكفير لا تُعرف بالعقل المجرّد .. بل لا تُعرف إلا بالنص الشرعي .. (لماذا أغفلت هذا؟) ..
وقلت أيضاً أن تكفير المنتسبين إلى الإسلام يحتاج إلى علم بمسائل الشروط والموانع .. وهو ليس كالمنتسب إلى غير دين الإسلام .. (لماذا أغلفت هذا أيضاً)
فإن كان الأمر هكذا، فهل من تخبّط في مسألة الشروط والموانع كافر؟؟ .. (وهذه أيضاً لم تذكرها) ..
فمحور حديثنا هو: إن كان العلم بأحكام التكفير من أصل الدين .. فلماذا لم يبيّنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بياناً واضحاً صريحاً؟
-------------------
قوله أن العامي إن تبرأ من الشرك وأبغض أهله فهو مسلم وإن لم يعرف الدليل.
-أقول: إذا كان يسعه أن لا يكفرهم فلماذا لا يسعه أن لا يبغضهم؟ أليس واجبه أن يحبهم ويواليهم بما أنهم مسلمون عنده؟ فكيف يكون بغض المشرك ضروري لإسلام المرء وتكفير المشرك أمر خفي يصح إسلام من تركه!!
أما عن عدم وجوب معرفة الأدلة بالتفصيل فهذا ما نقول به، ومتى رأيتنا نطالب الناس بمعرفة الأدلة والعقائد الفرعية التي جهلها الكثير من الصحابة بعد إسلامهم وتعلموها شيئا فشيئا؟
كما هو حال بغض أهل الفسق والفجور .. أليس من واجب المؤمن بغض الفاسق والفاجر ومعاداته، بل والتبرؤ منه؟ ..
كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {أنا بريء من كل مسلم يعيش بين ظهراني المشركين} ..
فنحن نقول: واجب على المسلمين أن يبغضوا كل من عصى الله - عز وجل - .. وهذا لا ينفي عنهم الإسلام ..
فإن أخطأ العامي وحكم بالإسلام على بعض المشركين .. لكنه يبغضهم ويبغض فعلهم .. فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة وتبيّن له بياناً واضحاً لا لبس فيه.
-----------
قوله أن ما يقال في تكفير المسلمين يقال في أسلمة الموحدين.
-أقول: هناك فارق كبير، فالخوارج لم يخرجوا من الإسلام لما كفروا علي بن أبي طالب وكفروا المسلمين بالمعصية، بينما لو قال أحد أن مسيلمة وأتباعه أو أن أبا جهل وأتباعه مؤمنون، كما يقول اليوم بعض من يدعي الإسلام أن اليهود والنصارى مؤمنون بالله، فهذا ليس بمسلم، وأي دين يبقى مع هذا التناقض والتلبيس الذي يجعل ممن كفره الله ورسوله مسلما، وليس هناك دليل على جهل صحابي بذلك فمن أين لكم هذا؟ وهذا يبطل قولكم أن تكفير من يعذر المشركين بالجهل بدعة لم يعرفها السلف.
ليتك قرأت التأصيل في هذه المسألة قبل أن تحاول دحضها ..
وليتك تؤصّل لهذا الكلام عوضاً عن أن تأتي بافتراضات ..
أنتم تقولون: إن تكفير المشركين جزء من الكفر بالطاغوت .. (وهذا في باب النفي) .. ولكن هذا يقتضي ضرورة أن أسلمة الموحدين جزء من الإيمان بالله ..
وهذا يفهمه كل أحد .. فكما يقال في باب النفي، يقال في باب الإيمان ..
كما نفى الله الإيمان عمّن يتوى الكافرين .. فقد نفاه عمّن يعادي المسلمين ..
والعلماء قد تنازعوا في تكفير الخوارج لهذه العلة .. مع أن القول الراجح هو عدم تكفيرهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تأتي وتتكلم عن أبي جهل (الذي نصّ القرآن صراحة على كفره، وهو صراحة على غير دين الإسلام)، أو عن مسيلمة (الذي هو صراحة على غير دين الإسلام، وقد ادعى النبوة وأتى بكفر عظيم) .. وتجعله كالذي يحرص على متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويحب دينه، ويقول بوحدانية الله تعالى (مع مخالفة فعله لذلك بالشرك) ..
تجعل هؤلاء كلهم سواء في الحكم الشرعي؟؟؟ .. سبحان الله تعالى ..
ثم تجعل من لم يكفّر هذا المحب للإسلام، والحريص على اتباع الرسول، مع وقوعه في بعض مظاهر الشرك الأكبر .. أقول: تجعل تكفيره لا يُعذر أحد في الجهل به .. وهو كتكفير اليهود والنصارى؟؟
ولكن انظر .. ما علينا من كل ذلك ..
لقد أصّلت لك المسألة وأثبت لك أن ما يدخل في باب النفي يدخل في باب الإثبات في المقابل ..
فكما أن عبادة الله إثبات .. فإن الكفر بالطاغوت نفي.
وكما أن اتباع دين الإسلام إثبات .. فإن الكفر بدين الكفر نفي.
وكما أن موالاة المؤمنين إثبات .. فإن عداوة الكافرين نفي.
وأنت منذ قليل تتكلم عن الكتاب والسنة والتأصيل وما إلى ذلك .. فما لي أراك تتكلم بالمنطق هنا؟؟
وأدلة تكفير من يكفّر المسلمين صريحة .. بل هي أصرح من أدلة تكفير من لا يكفر المشركين، التي مبناها الاستنباط الشرعي .. وقد ذكرت ذلك كله في كتابي، وأدلته صريحة واضحة ..
فكل هذا عندكم غير معتبر لإدخال أسلمة الموحدين في باب الإثبات .. لأن هذا ينسف أساس مذهبكم الذي تدعون إليه.
------------
ويقول: من نطق بالشهادة واعتنق دين الإسلام يمكن أن يعذر إن فعل الشرك أو نطق بالكفر ومن دان صراحة باليهودية ولم يدّع الإسلام فلا يعذر بالجهل وجميع الأعذار في حقه باطلة ولهذا من لم يكفّره فهو كافر.
-أقول: إذن هنيئا لكل من ادعى الإسلام وكفر، من أعطاكم الحق في التفريق بين كافر وكافر؟ وكيف تقول أنه اعتنق الإسلام وهو يجهل أن الكفر كفر والشرك شرك مخرج من الإسلام؟ لقد بنيت إسلامه على العدم ثم حرمت تكفيره على أنه مسلم، إن محاباتكم لهذه الأمة كمحاباة اليهود لأنفسهم، وأرجو من كل قارئ عامي بسيط أن يتأمل ويحاول فهم هذه العقائد الغريبة التي يأتي بها هؤلاء لتبرير الكفر والجهل الحاصل بين أمتهم، والجميع يعلم أن الله لا يفرق بين الناس بل يحكم عليهم بنفس الحكم إذا عملوا بنفس العمل، فالخاصية المشتركة بين كل الأمم الكافرة هي الشرك بالله، ولا يوجد في التاريخ أمة مسلمة تجهل هذا الأمر وتشرك وتكفر ثم تدعي أنها مسلمة ومعذورة بسبب أنها تجهل الإسلام!!!
أولاً .. لم أقل بتحريم تكفير من وقع في الشرك الأكبر .. بل قلت بتحريم تكفير من لا يكفّرهم ويعذرهم بالجهل.
ثانياً .. قولك: من أعطاك الحق في التفريق بين كافر وكافر .. فهذا يبيّن بجلاء أنك لم تقرأ البحث جيداً .. وربما لم تفهم ما فيه.
لقد قلت: إن المسلم (أو المنتسب إلى الإسلام) إن وقع في الشرك الأكبر، فهو يُمكن أن يُعذر بشيئين، هما: الإكراه وانتفاء القصد.
أما الذي يدين بغير دين الإسلام .. فهذا جميع الأعذار منتفية في حقه ..
وقلت في موضع آخر إن الأعذار الشرعية تُعرف بالدليل الشرعي لا غير .. وليس بالعقل المجرد.
فمن أخطأ وزاد عذراً آخر على الإكراه وانتفاء القصد .. فهذا أخطأ في المسألة كمن أخطأ في أي مسألة شرعية أخرى.
ومن الواضح والجلي أنك لم تتطرق إلى هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد .. مع تكرارها في أكثر من موضع في كتابي، بل ووضعي باباً خاصاً بها ..
------------------
أما مسألة أسامة بن زيد .. فلو كان آثماً لقتله النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك الرجل .. ولكنه لم يفعل .. وتغليظه عليه إنما هو لتنبيهه وتنبيه الأمة على شناعة هذا الخطأ .. وليس لإثبات الإثم في حقه ..
كحال الصحابة في ذات أنواط، وتغليظ النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم .. مع أنهم كانوا جهلة ومعذورين.
وليتك جعلت هؤلاء العلماء كأسامة بن زيد!!!! عوضاً عن أن تحكم بكفرهم ..
فأسامة بن زيد لم يعرف أن النطق بالشهادتين تدخل المرء في الإسلام في كل أحوالها، بل اشترط أمان الرجل واطمئنانه حتى يحكم عليه بالإسلام ..
فها هو أتى بشرط زائد في شهادة الإيمان .. وحكم بموجبه على من لم يأت به بالكفر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فلماذا لا نقول إنه نقض أصل الدين من ناحية: أسلمة الموحدين؟
آه، نسيت أنكم لا ترون أسلمة الموحدين من أصل الدين.
------------------
قوله أن جميع المسلمين متفقون على كفر العابد لغير الله كحكم عام وتنزيله يحتاج إلى فقه زائد وإعمال الشروط والموانع فهو علم القضاء ولو كان من أصل الدين لعلمه النبي http://majles.alukah.net/images/smilies/salah.gif لأصحابه عند دخولهم في الإسلام وقد تنازع فيه العلماء ولولا ذلك لما تنازعوا فيه.
-أقول: الكفر لا علاقة له بالإجماع وإلا فإن الأمة اليوم قد اختلفت في عقيدة التوحيد كاختلافها في الأحكام الشرعية ولما رأينا الكفر هو السائد والحاكم، ولكن الكفر مقرر بالنص وحده، فإن الله لم يترك عقيدة التوحيد للإجتهاد، إذن كان بإمكان المسلمين الإختلاف في كفر أتباع مسيلمة دون أن يكفر بعضهم بعضا، وتخيل لو وقع هذا كما يجري اليوم أكانوا سيقاتلون المرتدين ويقمعوا فتنتهم؟ وأنت ترى كيف أنك تقف في صف المشركين ضدنا على أنهم أمة مسلمة رغم مخالفتك لهم نظريا وهذا بسبب عدم تكفيرك لهم، لتعلم أن تكفير الكفار لا إسلام ولا أمة مسلمة ولا دعوة ولا جهاد ولا .. ولا .. بدونه.
أريد أن أفهم شيئاً .. هل تسمي هذا رداً شرعياً؟
أليس أتباع مسيلمة الكذاب يتبعون غير دين الإسلام صراحة وباعترافهم؟
ثم أليسوا هم طوائف ممتنعة؟ وكما تعلم، فالطائفة الممتنعة حكمها غير حكم الأفراد ..
أما فيما يخص الشعوب .. فكل هذا المنتدى يعلم أنني أقول بكفر الشعوب المحكومة بغير ما أنزل الله .. مع تفصيل ذكرته ليس هذا موضعه.
مسألتنا هنا هي في تكفر الأعيان ..
لا تأت لي وتستدل بكفر اليهود والنصارى، وكفر أتباع مسيلمة، والذين جميع الأعذار باطلة في حقهم .. على تكفير المنتسبين للإسلام والذين يحرصون على متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولكنهم وقعوا في بعض مظاهر الشرك الأكبر ..
ثم فضلاً عن هذا كله .. هل ورد عن الصحابة تكفير من لم يكفّر أصحاب مسيلمة ابتداء، دون إقامة الحجة؟؟
هل ورد عنهم امتحان الناس في ذلك، ومن خالف كفر؟
ثم قولك:
وما كان للصحابة أن يبقوا على إسلامهم لو تركوا الأمر للقضاء وقالوا لا علينا منهم وما كلفنا الله بهم وراحوا يتجادلون في الشروط والموانع، نعم هناك شروط وموانع ومعرفتها بسيطة لم يختلفوا فيها، هذا فيمن آمن بمتنبىء كاذب فكيف بمن اتخذ إلها يعبده؟
فليس هذا محور حديثنا .. كان الأولى بك أن تقول: هل ورد عنهم سؤال الناس في كفر مسيلمة؟ فمن لم يكفّره كفر؟ .. فهو - وإن كان من لم يكفّر مسيلمة كافراً، لانتسابه صراحة إلى غير دين الإسلام، ولكنني أتكلم هنا عن الأولوية في سؤالك ..
بل لم نقرأ عن الصحابة أنهم سألوا بني حنيفة بعد هزيمتهم: هل تكفّرون مسيلمة؟ .. لو كانت هذه المسألة من أصل الدين، لكانوا سألوهم عن التكفير ..
ولكن غاية ما سألوا هو أن يقروا أنهم كانوا على باطل .. كما جاء عن أبي بكر أنه قال: تشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار .. ولم يقل لهم: وتشهدون أن مسيلمة كافر مرتد ..
فلو كان أصل الدين يتطلب منهم شهادتهم على مسيلمة ابتداء بالكفر، لكان الصحابة طلبوا ذلك، كشرط في توبتهم، حتى يكفّوا الحرب عنهم.
أرجو أن تكون ردودك المقبلة أكثر شمولية وأثرى محتوى، وأبين في الحجة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 07:04]ـ
البيان الإسلامي هداك الله لا تضيع أوقات الأخوة بكلام سبق أن تكلموا عليه مرات كثيرة ... لو كان عندك جديد في المسألة فعرضه الأن حتى ينظر الاخوان فيه
وفقنا الله وإياك إلى الحق والهدى
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 10:16]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
_ أوّلا جوابا عن سؤال أم معاذة، لا أقول الأمة كلها كافرة، وقد قال النبي (ص): (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) أنا شخصيا أعرف بينها أناسا مسلمين، وهؤلاء قلوا أو كثروا هم أمة من دون هذه الأمة، لكن القاعدة تقول: النادر لا حكم له، ولو كانت معرفة دين الناس جميعا شرطا للحكم على أي أمة لما حكمنا على المسلمين بالإسلام ما دام بينهم ذميون، ولما حكمنا على المجتمع الأمريكي بالكفر، ولما حكمنا على عرب ما قبل الإسلام بالكفر، ورغم ذلك قال زيد بن عمرو بن نفيل: (يا معشر قريش والله ليس فيكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري) ولو قال هذا في عصرنا لقالوا هو من الخوارج.
_ وجوابا على كلام أبي شعيب أقول:
_ إعتبارك بغض الكافر من أصل الدين دون تكفيره، هل يمكنني أن أسأل: لماذا لم يذكر النبي (ص) للناس هذا البغض وهو يدعوهم إلى الإسلام؟ قياسا على سؤالك عن التكفير، مادام كل ما لم يذكره متروكا للإجتهاد الشخصي وعرضة للخلاف دون أن يكون فيه إخلال بأصل الدين، وحتى الإعتقاد بإسلام المسلم لم يذكره لهم، كما لم يذكر لهم وجوب التفريق بين الخالق والمخلوق ومخالفة عقيدة وحدة الوجود، وكذلك لم يذكر لهم أن ما سيشرعه الله لهم يجب اتباعه وحده سواء كان في المسائل الخاصة بالفرد أو بالمجتمع، فهل خالفه في ذلك أحد من المسلمين؟ لكن اليوم الكثير يرون جواز الخروج عن شرع الله في قضايا المجتمع دون حرج فلا يصح أن نسكت عنه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعيش واقعا يعرفه، ويعرف مواطن الخلل عند الناس.
لكن السؤال الدقيق الذي ينبغي أن يطرح هنا هو: هل وقعت حادثة تبين أن أحدا دخل في الإسلام وفرّط في شيء من هذا وأقرّه النبي (ص) وصحابته 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على الإسلام، أو أنكروا عليه كإنكارهم معاصي المسلم؟ وإن لم يحدث هذا فما هو الدليل؟
_ قولك أن مسيلمة كان ينتسب إلى غير دين الإسلام صراحة وقد ادعى النبوة وأتى بكفر عظيم ليس كمن هو محب للإسلام وحريص على اتباع الرسول مع وقوعه في بعض الشركيات.
أقول: كان مسيلمة ينتسب إلى دين الإسلام وكان يصلي وكان له مؤذن واستدل على نبوته بشهادة الرجّال بن عنفوة له بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشركه في النبوة وكان الرجّال هذا قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم داعيا لبني حنيفة فارتد وزادهم ضلالا، ومن يحب الإسلام قد يأتي بكفر أعظم من كفر أتباع مسيلمة كعبادة قبور الأنبياء مثلا، ولكن البعض يجعلون الإشراك في النبوة أخطر من الإشراك في الألوهية.
_ قولك أنه لا يصح الإستدلال بتكفير اليهود والنصارى وأتباع مسيلمة وجميع الأعذار في حقهم باطلة على تكفير المنتسبين إلى الإسلام الذين يحرصون على متابعة الرسول (ص)، وقالوا بوحدانية الله ولكن وقعوا في بعض مظاهر الشرك الأكبر.
أقول: إذن حتى اليهود والنصارى وأتباع مسيلمة وكفار العرب وقعوا في بعض مظاهر الشرك الأكبر لا كلها، وقالوا بوحدانية الله، إذا كان القول بوحدانية الله لا ينافي الوقوع في بعض مظاهر الشرك، فانظر ما تقول.
_ نعم ما يقال في باب الإثبات يقال في باب النفي كالكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والإعتقاد بأن من حقق التوحيد مسلم هو من أصل الدين، وأنا لا أقول بخلاف هذا، كما أن الإعتقاد بأن من لم يحقق التوحيد كافر، وهذا من أصل الدين أيضا، لكن الفارق أن الخوارج لما كفروا المسلمين بالمعاصي كانوا قد زادوا أشياء جديدة على أصل الدين ذاته، فحافظوا على الأصل ذاته كما هو وأضافوا إليه أمورا أخرى ليست ضرورية لثبوت عقد الإسلام، ولذلك لم يكفروا إلا كما يكفر أي متأول إذا أقيمت عليه الحجة وانتفت عنه الشبهات، ومن كفّروا تارك الصلاة كسلا أضافوا الصلاة إلى أصل الدين، ولم يهدموه.
_ قولك أن أبا بكر اشترط على المرتدين القول بأن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة، ولم يقل لهم: تشهدون أن مسيلمة كافر مرتد.
أقول: القول بأن قتلاهم في النار هو معنى التكفير الذي نتحدث عنه، ودخول النار يقصد به خلود الكفار فيها لا عصاة الموحدين، ما دام يلزمهم الإعتقاد بأن فعلهم كفر لا معصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
_ قولك أن من لم يكفر الكفار الذين ينتسبون صراحة لغير دين الإسلام فهو كافر ولا يعذر بالجهل، وتقول أن مسيلمة وأصحابه انتسبوا لغير دين الإسلام صراحة، ومع ذلك تقول: هل ورد عن الصحابة تكفير من لم يكفر أصحاب مسيلمة ابتداء دون إقامة الحجة؟
أنت هنا تتنازل عن تكفير حتى من لم يكفّر المنتسبين صراحة لغير دين الإسلام.
هذا إذا افترضنا أن أتباع مسيلمة ينتسبون صراحة لغير دين الإسلام، وما دمت تجمع بين أتباع مسيلمة واليهود والنصارى وأتباع أبي جهل فيمكنك أن تقول على منوال قولك هذا أن النبي (ص) لا يكفّر من لم يكفّر قريشا واليهود والنصارى ويعذره بالجهل.
_ قولك: وإن كان من لم يكفّر مسيلمة كافرا لانتسابه صراحة لغير دين الإسلام.
أقول: يعني أنه حتى وإن كان عدم تكفير المنتسبين صراحة لغير دين الإسلام كفرا وتكفيرهم من أصل الدين فإن النبي (ص) وصحابته لم يهتموا به ولم يمتحنوا الناس به، ولم يكفّروا من جهله، وهذا نتيجة لاعتقادك أنه مادام لم يذكره أثناء دعوته فهو غير لازم لثبوت عقد الإسلام.
في البداية اعتبرت تكفير الكافر المنتسب صراحة لغير دين الإسلام من لوازم أصل الدين وأنت تعلم أن اللازم لازم ولا يتحقق الملزوم إلا به، وإن لم يعذر في التوحيد بالجهل فلا يعذر في لازمه بالجهل، وإلا فلا يصح تسميته باللازم ما دام انعدامه لا يضر بالملزوم، ثم قلت أن الصحابة لم يمتحنوا الناس به ولذلك فهو غير لازم، ثم قلت أنهم لم يعتقدوا بكفر من لم يكفّر جهلا أتباع مسيلمة، فألغيت التكفير للكفار المنتسبين لغير دين الإسلام من أصل الدين الذي لا يعذر بجهله، مع أنك في الجانب النظري أو التأصيل تقول أن من لم يكفّر مسيلمة كافر وإن جهل.
إذن يبقى اللازم الذي لا يقوم إسلام بدونه حسب قولك هو الإعتقاد بأن الكفار من يهود ونصارى وأتباع مسيلمة على باطل دون تكفير، وأنا قد سألت وأعيد: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر للناس بطلان دينهم ويمتحنهم به؟ وإن ذكره مرة أو مرات لماذا سكت عنه مرات أخرى؟ مادام من أصل الدين ونفس السؤال يطرح عن بغضهم كما يطرح عن تكفيرهم، وحتى الفعل لم يذكر لهم في أكثر الأحيان أنه كفر بالله وقد يذكر بطلانه فقط حسبما يقتضيه الموقف، وقد ينهاهم مجرد نهي، ولا يصح القول أن تكفير الفعل ليس من أصل الدين.
أنا أقول أن الإعتقاد بأنهم على باطل هو من أصل الدين، وليس من الضروري ذكره إن لم يكن للمدعوين فيه أي إشكال، لا سيما وأن العرب بطبيعتهم البدوية لم تكن الشبهات المعقدة قد شابت عقولهم.
المشكلة أنه في النهاية أصبح الإعتقاد بأن تكفير الأمم المشركة في العالم ليس لازما ابتداء لثبوت عقد الإسلام، ويمكننا أن نختلف في إسلامهم أو كفرهم دون أن يؤثر هذا في إسلامنا بالصحة والبطلان، والمهم القول أن ديننا حق ودينهم باطل.
هذه النتائج المؤسفة هي خلاصة ما توصلت إليه لما جمعت أطراف كلامك، واعذرني إن كنت ترى أني لم أفهم، ولهول ما فهمت أتمنى أن أكون مخطئا.
وأخيرا أرجو عدم انتقاد طريقة الكلام وشكله والتركيز على المضمون، ومن كان لا يهتم بما أقول فأنا أهتم بما يقول، فإني إما أن أصوّب مخطئا أو يصوّبني إن أخطات، وأتمنى أن لا تكمم الأفواه بالقول أن هذا سبق الكلام عنه فهو مضيعة للوقت، وليس كل ما سبق الكلام عنه فصل فيه، فمن لم يقتنع بأمر ما من حقه أن يسأل ويجاب ويُرد على كلامه حتى ولو كان على طريقة العجائز في الكلام واللائي قد لا يفهمن معنى الدليل، فقد لا تعجبني طريقة الخصم في الكلام لكن هذا لا يدعوني لأن أتجاهله وألا أرد على أدلته وشبهاته.
وأما إنكارك عليّ أن أتكلم بالمنطق، فأقول: الدليل قد يكون مباشرا من الكتاب والسنة وقد يكون عقليا منطقيا، وهذا يستعمله الجميع، ولولا ذلك لما فهمنا الكتاب والسنة، فصحيح المعقول لا يخالف صريح المنقول، وفي كتاب الله حجج بنيت على العقل والمنطق كقول إبراهيم عليه السلام: (يا أبت لِم تعبد ما لا يسمع ولا يعقل ولا يغني عنك شيئا)، وغيرها كثير.
أما موانع التكفير وصور اختلاف العلماء دون أن يكفر بعضهم بعضا مما ذكرته في بحثك، فأنا أراجعها ولم أتغافل عنها، وقد وعدتُ بالرجوع إليها إن شاء الله، لأنني لا أطيل البقاء متصلا على النت بل آخذ المواضيع وأدرسها وأحاول فهم أقوال الآخرين حتى لا أظلمهم ولا أتجاهل كلامهم وهذا يأخذ مني وقتا فعذرا على التأخر.
نسأل الله الهداية للجميع.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 07:43]ـ
بل لم نقرأ عن الصحابة أنهم سألوا بني حنيفة بعد هزيمتهم: هل تكفّرون مسيلمة؟ .. لو كانت هذه المسألة من أصل الدين، لكانوا سألوهم عن التكفير ..
ولكن غاية ما سألوا هو أن يقروا أنهم كانوا على باطل .. كما جاء عن أبي بكر أنه قال: تشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار .. ولم يقل لهم: وتشهدون أن مسيلمة كافر مرتد ..
فلو كان أصل الدين يتطلب منهم شهادتهم على مسيلمة ابتداء بالكفر، لكان الصحابة طلبوا ذلك، كشرط في توبتهم، حتى يكفّوا الحرب عنهم.
أرجو أن تكون ردودك المقبلة أكثر شمولية وأثرى محتوى، وأبين في الحجة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
هذا من أغرب ما قرأت لك ..
كيف يدخل الإسلام المرتدين من قوم مسيلمة؟ أليس بالكفر بمسيلمة والبراءة منه لأنهم خرجوا من الملة باتباعه؟
ام أنك ترى أن قولهم لا إله إلا الله يكفي للشهادة لهم بالاسلام وأنت تعلم أن كانوا يقولوها وعو متبعي مسيلمة؟!!
وكيف يدخل مرتدي الزكاة الاسلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 01:13]ـ
أضف سؤالا آخراٌ. .
من علم بحال المشركين ولم يكفرهم بل عذرهم وسماهم مسلمين هل يكفر عندك؟
مثال ذلك حال بعض الجماعات المنتسبة للإسلام ..
الكل يعلم حالها بأنها تدين بالديمقراطية
وتشارك في البرلمانات الشركية
وتوالي الطواغيت
وبعد ذلك يسميهم مسلمين؟
أنتظر اجابتك يا أبا شعيب عما ورد في المشاركة التي سبقت ..
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:51]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 06:07]ـ
السلام عليكم
_ أوّلا جوابا عن سؤال أم معاذة، لا أقول الأمة كلها كافرة، وقد قال النبي (ص): (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) أنا شخصيا أعرف بينها أناسا مسلمين، وهؤلاء قلوا أو كثروا هم أمة من دون هذه الأمة، لكن القاعدة تقول: النادر لا حكم له، ولو كانت معرفة دين الناس جميعا شرطا للحكم على أي أمة لما حكمنا على المسلمين بالإسلام ما دام بينهم ذميون، ولما حكمنا على المجتمع الأمريكي بالكفر، ولما حكمنا على عرب ما قبل الإسلام بالكفر، ورغم ذلك قال زيد بن عمرو بن نفيل: (يا معشر قريش والله ليس فيكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري) ولو قال هذا في عصرنا لقالوا هو من الخوارج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على الإجابة، ولكن لدي استفسار، أليس الأصل في سكان البلد المسلم أنهم مسلمون حتى يثبت دليل كفرهم؟ بغض النظر عن الأنظمة وبغض النظر عن المظاهر الكفرية المستحدثة فيها، فليس كل نظام متبع وليس كل مظهري كفري مرغوب فيه،فلماذا الحكم على الأغلبية بالكفر وليس العكس؟
ـ[سفيان العربي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 01:02]ـ
السلام عليكم اعتذر لأن السؤال موجه لصاحبه
وشكرا على سؤالك يا ام معاذة وأنتظر الجوا ب أيضا إن شاء الله
ولكن قد قرأت بعض أقواله في حوارات أخرى واعتقد ان لها علاقة بما سألت كما اطلب من هذا العضو أن يشرح بعض أقواله ز
استسمحكم لأنني لا أعرف كيف اقتبس كلام عضو اخر لذلك ساضعه مباشرة:
يقول (البيان الإسلامي):
أسألكم بالله: من منكم أخذ التوحيد عن أبيه وأمه وجده وجدته تواترا إلى العصر الذي دخل فيه الإسلام إلى بلده؟ لا أظن أن أحدا يدعي هذا إلا إذا كان يعتقد أن مجرد قول لا إله إلا الله توحيد وأن عبادة القبور من الإسلام.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20946&page=2
----
أما اليوم فالدعاة يدعون الناس للصلاة والسنة ولذلك ظنوا أنهم مسلمون بصلاتهم على ما هم عليه من صور الكفر ولو دعوهم إلى التوحيد لميّزوا مباشرة المسلم من غير المسلم ولعرفوا أنهم لم يكونوا مسلمين، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.
إذا دعوت العوام إلى التوحيد الحق تجد عندهم فهما عجيبا لم يفهمه حتى دعاتهم فيعترفون مباشرة بأنهم لم يكونوا مسلمين فهم لا يفلسفون الأمور حتى تخرج عن نطاقها ولا يبحثون عن الشبهات حتى يلتبس الحق بالباطل كما يحدث اليوم في كثير من المجالس التي تسمى بالعلمية.
نسأل الله الهداية وأن يبين لنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه فالإسلام بين واضح يفهمه العامي البسيط إذا تجرد من الواقع المنحرف ولا يحتاج لهذا الكم الهائل من الشبهات التي تتدفق هنا بل ينفر منها إلى الأبسط والأقرب إلى العقل والمنطق ولا فرق بين هذا ودين الله، كما لم يجد ورقة بن نوفل أي شبهة في تكفير كل قومه لما رآهم يشركون بالله ولم يقرأ قرأنا ومن يسمع لنبي لأن الإسلام مجموعة من البديهيات وإلا لما وسع البسطاء من الناس فهمه وتطبيقه.
والحمد لله رب العالمين.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21070
----
أقول: من يبتكر أي مانع قد يتأول الكتاب والسنة ولا يقصد مخالفة النصوص، هناك موانع للتكفير متداولة بين الناس، لكنهم عند التنظير قد يخجلون من ذكرها، فهناك الذين يشترطون معرفة كفر الناس جميعا ليحكموا عليهم بالكفر بالعموم، وهناك من يمتنع عن تكفير أهل الصلاح والزهد والعلم، وهناك من يمتنع عن تكفير من يحرص على اتباع دين الرسول صلى الله عليه وسلم ويحب الدين، وهناك من يمتنع عن تكفير من فعل الكفر استحبابا للحياة الدنيا، وهناك من يمتنع عن تكفير من يفعل الكفر دون استحلال واعتقاد، وهناك من يمتنع عن تكفير الكافر خشية
(يُتْبَعُ)
(/)
التنفير، وهناك من يمتنع عن تكفير الكافر خشية الفتنة، وهناك من يمتنع عن تكفير أمة بكاملها وإن أقر بأن فعلها كفر وفاعله كافر، وهناك من يمتنع عن تكفير من فعل الكفر بسبب سوء التربية، وهناك من يتخذ الجهل أو حداثة العهد بالكفر مانعا فلا يكفّر المسلم الجديد إن كفر رغم أنه لا يكفّر الجاهل مطلقا، ولا أحد يعلم المدة الزمنية المحددة للحداثة من القِدم، وهناك من يمتنع عن تكفير من فعل الكفر مجاملة للكفار.
وموانع التكفير عديدة لا تحصى ولا تستطيع تحديد حد يقف عنده من يخترعون كل يوم مانعا حسب الظروف والأهواء، وكلنا يعرف نهاية المطاف، ولكن الكثيرين يرضون بما آل إليه مفهوم الإسلام عند الناس.
وهذا مقطع من حواره مع أحد الأعضاء:
قال (أحد الأعضاء): من قال أن النصارى مؤمنون فهو كافر، ولا شك في كفر من لم يكفره.
أقول (البيان الإسلامي): مثلا هذا عالم الحجاز النجمي يقول في كتاب: الرد الشرعي المعقول على المتصل المجهول، ص/249: (زعيم في اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا يفتي بدخول الجنة لليهود والنصارى إذا استقاموا على دينهم، حسب زعمه، زعيم آخر من اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا يزعم بأن الإسلام يقر التثليث، فإن كان يؤمن بذلك فإنه قد كفر، وإن كان قاله مجاملة وقصد به الكذب فهو فاسق).
فقد ابتدع مانعا للتكفير وهو المجاملة، فهل يكفّره أم يرى له عذرا ويهدم قوله، وهذا لا يقوله النجمي فقط، وإنما هو يعبر عن عقيدة السواد الأعظم، فهم لا يفكرون في شيء إسمه التكفير حتى في حق أولئك السود الأمريكان الذين اخترعوا دينا سموه بالإسلام الأرثوذكسي وادعى بعضهم النبوة.
قال: اختلفوا في مسائل إعذار الواقعين في الكفر الأكبر ولم يكفّر بعضهم بعضا، كسب الدين والسجود للصنم.
أقول: إذن ماذا بقي من أصل الدين؟!
… ..
فأنا العامي إن عرفت التوحيد علمت على البديهة أنني كنت كافرا يوم كنت جاهلا، كما عرف ذلك الأحناف الموحدون قبل الإسلام، فقالوا: تعلمون أن قومكم ليسوا على شيء وأنهم قد أخطأوا دين أبيهم إبراهيم، ولم يعذروهم بغلبة الجهل بآثار الرسالة والوقوع في بعض مظاهر الشرك وانتسابهم إلى دين إبراهيم وحسن نيتهم وتصوراتهم القاصرة وبُعدهم عن مظان العلم.
… ..
أقول: ما هو الدليل على أنه من اختصاص القضاء؟ فالمسلم لا ينتظر إن سمع أحدا يدعو غير الله صراحة حتى يرفعه إلى القاضي فينظر هل يكفره أم لا، هذا لم يعرفه المسلمون،
وإنما مهمة القضاء هي التحري بالشهود والدلائل، والإستتابة أو تنفيذ حد الردة،
كما لا ينتظر المسلم إن رأى أحدا يشرب الخمر أن يعتقد بأنه عاص حتى يرفعه إلى القاضي، فمهمة القاضي هي التحقيق وإقامة الحد، ثم لماذا لا يكون الحكم بإسلام الناس من اختصاص القاضي أيضا، فله شروطه وموانعه؟
أم أن الإسلام زريبة يدخلها كل من هب ودب دون ضوابط؟
وما دام القضاء اليوم علماني الديانة فلا يميز بين المسلمين والكفار، والعلماء يتهربون من التكفير فرار الحمر من القسورة، فقد أصبح الواقع هو الذي يصنع عقيدة الناس.
……
كل من يستدل بعالم يقول: أنا أستأنس به فقط، ومن المفروض على المتكلم أن ينظر لوقع كلامه على الناس، فالكثير من العوام لا يقبلون دليلا من الكتاب والسنة إذا قال فلان بخلافه، وهذا باب عظيم للكفر، وهل كفر الشيعة والصوفية والعلمانيون إلا بعلمائهم؟
… ..
ومن اعتقد بإسلام جاهل التوحيد فهو لم يكفّر الكافر الأصلي الذي لم يثبت إسلامه، فأثبت له الإسلام خلافا للشرع والعقل، بغير إذن من الله، ثم اتخذ جهله مانعا من كفره.
……
وأختم بهذا الكلام لنفس العضو:
الخلاصة أن دينهم بني وفق قول أحد علمائهم:
(يمكن أن نسأل من لا يعذرون بالشرك مطلقاً، ما الحكم في بعض العلماء الذين التبست عليهم بعض صور الشرك فزينوا التوسل بالأولياء أو الاستغاثة بهم الخ .. من أمثال السبكي والسيوطي والهيثمي، هل نقول أنهم لا يعذرون بالجهل أو التأويل فيكفرون لأنهم لم يفهموا التوحيد؟)،
فالعلم مانع من التكفير عندهم، وإن لم يؤصلوا هذا المانع، فالعالم معذور في كل شيء، فما دام قاله من هو مشهود له بالعلم والصلاح فالعذر واجب شرعي فيه.
ومثله قول الآخر أن قاعدة تكفير جاهل التوحيد صحيحة لكن لا يمكن تكفير كل الشعوب الإسلامية.
وبعدها أخبروني عن الإسلام الذي حولوه إلى مادة خام وجعلوا الواقع المنحرف قالبا يشكلها كيفما شاء.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20644
انتهى كلامه ..
سؤال للعضو البيان، لاحظت مما قرأت أنك لا تفرق بين وصف الكافر والمشرك وهذا قد يخلق بعض سوء الفهم بينك وبين من تحاورهم، لكن وحسب ما أراه فإن هذه المسألة لا تعدو أن تكون مسألة مصطلحات أما الخلاف الحقيقي بين المتحاورين ومن يتابعون فهو أكبر من ذلك، وهو الحكم على الأمة بأنها خارج ملة الإسلام بسبب ما نراه من شركيات منتشرة في الماضي والحاضر وبين فئات المجتمع,,,, أنا أتابع الحوارات مع غيرك في هذه المسائل واسال الله أن يبين لنا الحق كما نسأله أن نتبع الحق مع من ظهر بإذن الله تعالى، فقد دخلت المنتدى بغية سؤال أهل العلم عن هذه المسائل فنسأل الله التوفيق وأن يقبضنا على الإسلام سلام عليكم ,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 06:21]ـ
السلام عليكم
_ أوّلا جوابا عن سؤال أم معاذة، لا أقول الأمة كلها كافرة، وقد قال النبي: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) أنا شخصيا أعرف بينها أناسا مسلمين، وهؤلاء قلوا أو كثروا هم أمة من دون هذه الأمة، لكن القاعدة تقول: النادر لا حكم له، ولو كانت معرفة دين الناس جميعا شرطا للحكم على أي أمة لما حكمنا على المسلمين بالإسلام ما دام بينهم ذميون، ولما حكمنا على المجتمع الأمريكي بالكفر، ولما حكمنا على عرب ما قبل الإسلام بالكفر، ورغم ذلك قال زيد بن عمرو بن نفيل: (يا معشر قريش والله ليس فيكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري) ولو قال هذا في عصرنا لقالوا هو من الخوارج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على الإجابة، ولكن لدي استفسار، أليس الأصل في سكان البلد المسلم أنهم مسلمون حتى يثبت دليل كفرهم؟ بغض النظر عن الأنظمة وبغض النظر عن المظاهر الكفرية المستحدثة فيها، فليس كل نظام متبع وليس كل مظهري كفري مرغوب فيه،فلماذا الحكم على الأغلبية بالكفر وليس العكس؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نتفق أولا حول تعريف الإسلام والمسلم ..
هل يجهل المسلم الشرك الأكبر وهو مسلم؟
هل يدعو غير الله جهلا وهو مسلم؟
هل يتحاكم أو يرضى بقانون يعلم أنه مخالف لقانون الله ويجهل أن ذلك ينفي الإسلام وهو مسلم؟
هل يعتقد أن الكفار المخالفين لشيء من ذلك مسلمون لقولهم لا إله إلا الله وهو مسلم؟
...
...
ليس هناك شعب في الأرض اليوم تنتفي عنه هذه الكفريات، ومن ترك الشرك فإنه يعتقد بأن فاعله مسلم سواء كان حاكما أو محكوما لمجرد قوله لا إله إلا الله.
ولنفرض أنه وقع كفر من فرد أو جماعة وسط مجتمع الصحابة فهل يتعاملون معه بهذه الطريقة؟
هذا يعتبره كفرا مخرجا من الملة، وهذا يقول بأنه كفر أصغر، وهذا يقول شرك خفي حتى تقام على صاحبه الحجة، وهذا يكفره مع جهله، لكنه يرى الإختلاف في حكمه غير مخرج من الإسلام، وهذا لا يبالي بشيء، ويكون هذا الكفر محميا من طرف الدولة التي يدين لها الجميع بالسمع والطاعة، هذا لم يقع إطلاقا إلا في عصور الشرك هذه.
وليس المشكل في جهلهم بحالهم وإنما حتى ولو رأوا الشرك من الناس فردا فردا فإنهم يعتبرونهم مسلمين، وكل هذا لا يستقيم معه إسلام.
إن المسلم لا يكفر بكفر الدولة التي يعيش في بلادها أو المجتمع ككل الذي يعيش وسطه، {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، لكن بشرط أن يتبرأ من كفرهم ولو سرّا، ولن يتبرأ من كفرهم حتى يعرف أنه كفر في دين الله، حيث يكون العلم هنا شرطا للدخول في الإسلام وليس عذرا للمشركين كما هو واقع.
ولا يصح القول أن الناس مسلمون بغض النظر عن الأنظمة، فهذه الأنظمة هي صنيعة الشعب وبِنتُه، وهي التي تقوده وترعى عقيدته، ولو سقطت هذه الأنظمة لأسست هذه الشعوب مثلها، كل ما في الأمر أن الشعوب تكره الظلم المسلط عليها، ثم إن هذه الأنظمة ليست احتلالا أجنبيا.
لكن الكفر الواقع ليس كفر ردة أبدا سواء من الحاكم أو من المحكوم، وإنما وجد الناس آباءهم على الكفر فهم على آثارهم يهرعون، نعم هناك مظاهر كفر مستحدثة ومتجددة كل يوم، لكن الكفر عموما ليس مستحدثا وإنما مضى عليه قرون من الزمن، فأرجو أن لا نختلف في الأمر الواقع، فقد عبدوا القبور لقرون ولم يتبرأوا منها ومن أهلها إلى يومنا هذا، فترين من يدافع عنهم بكل ما أوتي من قوة لأسباب واهية ... وعبدوا المشرعين ولم يتبرأوا منهم ومن عابديهم كما يقتضي معنى الكفر بالطاغوت وهناك من يدافع عنهم حتى يبقي وصف الإسلام لأمته ... وكل هؤلاء في خانة واحدة في نقضهم للتوحيد.
والقول بأن البلد بلد مسلم وأن الأصل في سكانه أنهم مسلمون حتى يثبت دليل كفرهم هو قول من لا يقر بأن ما ذكرته سابقا على سبيل المثال لا الحصر هي كفريات تنفي الإسلام، والنقاش هنا يجب أن يرجع إلى الوراء.
وعندما يكون الأمر بهذه المواصفات يكون كأي كفر في الدنيا، ويكون أهله ككل الكفار في الدنيا، فيحكم على الفرد والمجتمع بالكفر إلى أن يثبت العكس، يستوي في ذلك أهل نيويورك وأهل تل أبيب وأهل طهران وأهل مكة.
وقضية إطلاق تسمية المشرك أو الكافر على هؤلاء يمكن أن تكون مسألة خلافية بين المسلمين ولا حرج في ذلك، أما اليوم فيجب أن نجيب على: هل هم داخل دائرة الإسلام أم خارجها؟ ولا يمكن أن نجيب إلا بعد فهم وقبول بديهيات الإسلام كحد أدنى.
هذا باختصار، والأمر أكبر من أن يختصر، نسأل الله أن يهدينا وييسر الهدى لنا.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 08:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
تم بحمد الله صدور الطبعة الثانية من كتابي: نقض معتقد الخوارج الجدد .. وفيه زيادات هامة.
ولعلّ صدور الطبعة الثالثة يكون قريباً إن شاء الله بعد اطلاع بعض المشايخ على هذه الطبعة والتعقيب عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 01:06]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
--------------------
هلا تكرمت علينا بنسخة أخرى من البحث وتكون على صيغة ورد لأن هذه النسخة لم تفتح معي
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 07:16]ـ
حبّاً وكرامة أخي .. تفضل:
http://www.megaupload.com/?d=MCU7CY9I(/)
العلاقة بين الإسلام والغرب
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:44]ـ
هذا موضوع كنت قد أعددته كبرنامج تلفزيونى على إحدى الفضائيات وها أنا ذا أضعه على هذا المجلس لتلقى آراء إخواننا من المشاركين على فكرته وأهدافه، ##########
على أية حال هذا هو الموضوع
ترجع العلاقة بين الشرق والغرب إلى ما قبل الإسلام بقرون، إذ كان لحضارات الشرق أثر كبير على الغرب آنذاك خاصة بلاد اليونان والتى كانت تمثل التقدم الأوربى، ومن هذه الحضارات الحضارة المصرية القديمة التى بلغت مبلغا عظيما فى الطب والكيمياء والهندسة والعمار وشتى العلوم، وقد انتقلت العلوم المصرية والحضارة بأسرها إلى اليونان عن طريق المدارس العلمية ومنها:
مدرسة الإسكندرية التى كان يدرس بها الطب والصيدلة، وكان من بين طلابها طلبة من اليونان منهم جالينوس الذى نقل بعض علوم الشرق إلى أوربا، ولقد أكد جماعة من المنظرين الأثر المصرى فى الحضارة اليونانية مثل جورج سارتون فى كتابه تاريخ العلم، وطه حسين، وألبرت فور، وفيليب حتى وأليوت سميث.
كما كان للفينيقيين الذين برعوا فى عمل الزجاج وصناعة النسيج وتأسيس المدن وبناء الحصون والتجارة والدوران حول أفريقيا وابتكار أول أبجدية فى العالم كان لهم أثر كبير على أوربا، إذ نقل اليونان عن الفينيقيين الحروف الأبجدية وعن اليونان نقلها الرومان ونشروها فى العالم.
كما استفادت أوربا الكثير من ابتكارات الفينيقيين خاصة وأن الفينيقيين كانوا قد سيطروا على أجزاء فى أوربا مثل أسبانيا وإيطاليا وأجزاء من اليونان.
وعلى أثر حضارات الشرق قامت الحضارة الغربية القديمة وتزعمها اليونان وراح اليونانيون ينشرون حضاراتهم ذات الأصول الشرقية فى العالم، وقد لعب الإسكندر الأكبر دورا كبيرا فى نشر الحضارة الهلينستية، وهى الحضارة الممزوجة من حضارة الشرق وحضارة الإغريق فى العالم المعروف آنذاك، فعمل على تقوية الاتصال الفكرى والثقافى بين الغرب والشرق على السواء، واصطلح على الفترة الممتدة من وفاة الإسكندر الأكبر عام 323ق. م حتى مطلع حركة الفتوحات الإسلامية فى القرن السابع الميلادى اسم العصر الهلينستى.
ووجدت مراكز فى الشرق لنشر تلك الحضارة منها الإسكندرية، وإنطاكية، وجنديسابور، ونصيبين، وقد لعب السريان (أهالى سوريا المسيحيين) ولغتهم السريانية قبل الإسلام دورا مهما فى ترجمة معارف اليونانيين وعلومهم إلى اللغة السريانية (هى اللغة الأرامية فى عصرها الأخير).
ومع ظهور الإسلام بدأت الحضارة الإسلامية فى الازدهار والتطور والانتشار وكان من جملة الأسس التى قامت عليها التأثيرات الغربية إلى جانب القرآن والسنة المطهرة، والعرب ولغتهم، وشعوب البلاد المفتوحة، والإطار الجغرافى.
وقد تمثلت التأثرات الغربية فى الحضارة الإسلامية فى الآتى:
1 - التأثير الإغريقى الذى دخل الحضارة الإسلامية عن طريق عدة مدن هى: الرها، وإنطاكية، وحران، والإسكندرية.
2 - التأثير البيزنطى عن طريق مصر والشام اللتان كانتا تحت السيطرة البيزنطية حتى دخلا فى الإسلام.
وقد حرص الإسلام على التعامل مع الغرب وغيره ما دام غير محارب لنا فقال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، أما موقفنا العدائى فلا يكون إلا لمن عادانا وحمل السلاح ضدنا، وأغار على بلادنا، وقتل إخواننا، وسعى فى الأرض فسادا.
وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على التواصل مع الغربيين وغيرهم عندما قال (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) فحث المسلمين على ضرورة تعلم اللغات الأجنبية الغربية وغيرها، ومن ثم فالإسلام لم يعادى الغرب. بل دعا إلى التواصل معه، ومن ثم فإن الرسول لم يخرج لمقاتلة الروم إلا بعد أن دعاهم بالحسنى للإسلام فرفضوا، وقتلوا أحد رسله، ومن ثم كان على الرسول أن يثأر لمبعوثه، وقد سار خلفاؤه على هداه فكانوا فى تعاملهم مع الروم والبيزنطيين يرسلون الرسائل أولا يدعوهم فيها إلى الإسلام، فإن رفضوا، فالجزية، فإن أبوا فالقتال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عمدت الحضارة الإسلامية على الحفاظ على التراث الغربى القديم ضمن جملة الموروثات التى ورثتها وأثرت فى تكوينها،ومن ثم استوعب المسلمون علوم اليونان القديمة فى الفلسفة والطب وطوروها وزادوا عليها بعد أن ترجموا كتبها إلى اللغة العربية فى العصر العباسى الأول.
كان هذا التطور الهائل للحضارة الإسلامية فى الوقت الذى كانت أوربا بأسرها تعانى الجهل والتخلف حتى اصطلح على تسمية فترة العصور الوسطى بأوربا باسم عصور الظلام، وليس أدل على ذلك من أن هارون الرشيد لما أرسل إلى شارلمان ملك الفرنجة ساعة وفيلا صغير للدلالة على مدى التقدم العلمى والرقى، ألقى شارلمان بالساعة وقال إنها تدور بفعل الجن.
ومع بوادر النهضة الأوربية بدأ يلوح فى الأفق أثر الحضارة الإسلامية على أوربا والتى اندفعت لحركة الكشوف الجغرافية بتوجيه رحالة عرب وخرائط من تصميم العرب، كما أن الاكتشافات الطبية والفلكية كانت أوربا فيها عالة على العرب الذين سبقوها فى هذا المضمار، وظل الأوربيون يدرسون فلسفة ابن سينا وابن رشد فى جامعاتهم حتى القرن السادس عشر، بل وظهرت فى أوربا جماعة أطلقت على نفسها الرشدية لاتباعهم فلسفة ابن رشد.
وفى اللغة دخلت كثير من الكلمات العربية إلى الغرب وتأثروا بها وفى مقدمة ذلك كلمة الجبر التى هى من اختراع محمد بن موسى الخوارزمى عالم الرياضيات والذى ألف كتابه الشهير (حساب الجبر والمقابلة).
كما تأثر الغرب بالحضارة الإسلامية فى الآداب والفنون والموسيقى والجغرافيا والكيمياء والفيزياء.
وكانت هناك عدة طرق ومعابر لانتقال الحضارة الإسلامية لأوربا منها:
أولا: طرق التجارة البرية والبحرية والتجارية التى كان يسلكها الأوربيون خاصة سكان المدن الإيطالية مثل جنوة وبيزا والبندقية الذين كانوا يفدون إلى الشرق بغرض التجارة، ومن ثم اطلعوا على الحضارة الإسلامية وتراثها ونقلوا معهم ما استطاعوا إلى أوربا.
ثانيا: الحروب الصليبية ورغم كونها كانت اعتداء صارخ على أراضى الشرق الإسلامى إلا أنها لم تكن مجرد التقاء عسكرى فحسب، بل كانت لقاء بين فكرين وحياتين، فقد شاهد الصليبيون الغربيون المعمار الشرقى والحضارة الإسلامية، وطرق معاملة الرجل للمرأة والقائد لجنوده وأساليب الحياة الراقية فنقلوا كل هذا معهم عند عودتهم لديارهم.
ثالثا: صقلية فتحها المسلمون فى عهد دولة الأغالبة وظلت الحضارة بها ما يقرب من قرن ونصف ولما استرد الأوربيون صقلية وطردوا المسلمين ظلت الحضارة الإسلامية زاهرة بها واستفاد منها الإيطاليون والأوربيون جميعا.
رابعا: الأندلس فتحها المسلمون عام 92هـ وظلت عامرة بالإسلام حتى عام 892هـ، وكان الأوربيون يترددون على مدن الأندلس لتلقى العلم على العلماء المسلمين فى مساجدها خاصة مسجد قرطبة الكبير، وقد اشتهرت عدة مدن بالأندلس لعبت دورا فى نقل الحضارة الأندلسية الإسلمية بما كانت تحويه من مؤثرات شرقية مثل قرطبة وإشبيلية وطليطلة وغرناطة.
وقد اعترف المنصفون من كتاب الغرب بأثر الحضارة الإسلامية فى حضارتهم الحديثة التى يتغنى بها القاصى والدانى مثل الدكتور إيكهاردت روتر الأستاذ بجامعة جوته بفرانكفورت، والدكتور أورلريش ريبشنوك أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة برلين وكولونيا، والأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا، وجورج سارتون، وجونشالك الألمانى فى كتابه الإسلام قوة عالمية متحركة، وغوستاف لوبون فى كتابه حضارة العرب، وريتشارد كوك، وأرنولد توينبى، وأناتول فرانس الذى اعتبر أن أشأم يوم فى التاريخ هو يوم معركة بواتيه فى فرنسا حيث تقهقرت العلوم والفنون والحضارة الإسلامية أمام بربرية الفرنجة.
بل إن من المتشددين الغربيين من اعترف بأثر الحضارة الإسلامية على أوربا والغرب بعامة ومنهم ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق الذى أكد ما قاله ول ديوانت من أن الرجال العظام الذين حملوا عبء النهضة الأوربية استطاعوا ذلك لأنهم وقفوا على أكتاف العمالقة المسلمين من أمثال ابن سينا والبيرونى والرازى وجابر بن حيان وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجدير بالذكر أن الجهد الذى بذله علماء الإسلام قديما فى الحفاظ على التراث الغربى البيزنطى واليونانى والرومانى، لم يذهب سدى إذ قيض الله من الغربيين من قام بمثل ما قام به المسلمون قديما فعكف جماعة من المستشرقين على نشر المؤلفات العربية الإسلامية وترجمتها إلى لغاتهم من أمثال:
كترمير الفرنسى الذى ترجم إلى الفرنسية بعض كتب المقريزى، ومقدمة ابن خلدون، وكتاب الروضتين لأبى شامة، والمعلقات السبع ومقامات الحريرى.
إدوارد بوكوك الإنجليزى الذى ترجم مجمع الأمثال للميدانى وقسما من تاريخ مختصر تاريخ الدول لابن العبرى، ومختصر التاريخ العام لابن البطريق.
كارل بروكلمان الألمانى الذى نشر كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة وكتاب تلقيح فهوم أهل الأثر فى عيون التاريخ والسير لابن الجوزى، وديوان لبيد بن ربيعة وكتاب ما تلحن فيه العوام للكسائى.
رينهرت دوزى الهولندى نشر شرح ديوان ابن عبدون لابن بدرون، والحلة السيراء لابن الأبار، والمعجب فى تاريخ المغرب للمراكشى، والبيان المغرب لابن عذارى.
مرجليوث الإنجليزى نشر معجم الأدباء لياقوت، والأنساب للسمعانى، ونشوار المحاضرة للتنوخى، وحماسة البحترى، ورسائل المعرى مع ترجمة إنجليزية.
وهذا العمل لم يكن وليد العصر الحديث بل إن جذوره تعود إلى القرن العاشر الميلادى ومن أوائل من قام بنقل وترجمة الكتب العربية إلى اللغة اللاتينة وهى لغة العلم يومئذ البابا سلفستر الثانى، وهرمان وقسطنطين الأفريقى، وجربو الفرنسى الذى رحل إلى الأندلس وتلقى العربية بمدارس إشبيلية وقرطبة وأنشأ مدرستين لتعليم العربية أحدهما بروما والثانية بفرنسا، وريمون أسقف طليطلة ومرقس الطليطلى وغيرهم كثير.
ورغم هذا الاتصال الفكرى والثقافى والحضارى الموغل فى القدم بين الحضارتين الإسلامية والغربية نجد بين الحين والآخر تصريحات وتوجهات وتصرفات من قبل الغرب تثير مشاعر المسلمين وتعكر صفو هذا الاتصال، وذلك بتحريك وتأثير صهيونى واضح جلى.
وما الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم منا ببعيد، كذلك تصريحات البابا بنديكت السادس عشر حول الرسول والحضارة الإسلامية، وتحريض الصهاينة للأمريكيين بضرورة تدمير العراق والقضاء على علمائه، ويكفى للتدليل على ذلك أن مشروع الحرب الأمريكية على العراق من وضع ثلاثة من غلاة اليهود الأمريكيين هم ريتشارد بيرل كبير مستشارى وزارة الدفاع الأمريكية، وبول وولفرفيتز ودوجلاس فايت نائبا وزير الدفاع الأمريكى.
لقد لاحظ الباحثون المنصفون أن إسرائيل وسعت الهوة بين الغرب والمسلمين وأشعرته أن الحضارة الإسلامية خطر على الغرب وعلى أمريكا بوجه خاص، فالقيم الإسلامية حول المرأة إنما هى تزمت ورجعية، وتشجيع الأخلاق الإسلامية موقف يخالف الحرية، ولهذا فالدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة تأثرت بهذه الأكذوبات وانحازت إلى إسرائيل فى صراعها ضد العرب والمسلمين.
ولذلك نجد أن التفاهم بين الغرب وإسرائيل توثقت عراه بدليل المجمع الدينى الذى عقد بالفاتيكان وانتهى إلى تناسى كل سب أو قذف من قبل اليهود تجاه عيسى وأمه عليهما السلام.
بل إن الغرب وأمريكا بتأثير الترويج الصهيونى لخطورة الحضارة الإسلامية نجدهما دوما مع إسرائيل ضد العرب والمسلمين، أما ما يفعله الصهاينة فى الفلسطينيين، وما فعل من قبل بالبوسنة والهرسك والشيشان وفى الهند والفلبين فلا دخل للغرب بذلك وإذا تدخل يتدخل لصالح الطرف الظالم الغشوم.
وما ظهور مصطلح صراع الحضارات إلا بتأثير صهيونى قوى فى أمريكا، لتشويه جمال هذه الحضارة ورونقها.
كما أن الكتابات التى ظهرت فى الغرب تسب فى المسلمين ودينهم وحضارتهم ونبيهم ما تمت إلا بتحريض صهيونى أيضا، ولذا فما أحرانا أن ندافع عن أنفسنا وعن حضارتنا ومفاهيمنا وقيمنا من خلال حوار مفتوح يوضح الحقائق ويثبتها ويبطل المزاعم، كى يكون لنا دور كما كان من قبل، وهذا هو الهدف من هذا البرنامج.
أسباب الصراع بين الشرق والغرب
1 - ان الشرق الإسلامى به مقدسات جميع الأديان السماوية، والغرب ليس له منها إلا الزيارة، أما الخدمة والرعاية والسيطرة فلأهل الشرق.
2 - الشرق الإسلامى يتمتع بمقدرات اقتصادية ليست عند الغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الشرق الإسلامى هو مركز تجمع ووحدة المسلمين فى العالم، فإليه يحج مسلمى العالم حيث زيارة الأماكن المقدسة بالسعودية، وطلب العلم فى الدول التى كانت تحمل مشاعل الحضارة كمصر والعراق، وكل هذا لا يريده الغرب فهو لا يريد من الشرق إلا الفرقة والنفار بدلا من الوحدة والاستقرار.
4 - محاولة الغرب طمس الحقائق الثابتة بأثر الشرق الإسلامى على الغرب فى حضارته التى يحياها حاليا، وذلك بتدمير الشرق وجعله تابعا على الدوام حسب ظنهم.
5 - الدور الصهيونى فى توسيع الهوة بين الغرب والشرق وأشعرت الغرب أن الحضارة الإسلامية خطر عليه وعلى أمريكا بوجه خاص، ولهذا فالدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة تأثرت بهذه الأكذوبات وانحازت إلى إسرائيل فى صراعها ضد العرب والمسلمين.
6 - لم ينس الغرب للمسلمين ما قاموا به من توسعات على أراضيهم خاصة أيام الدولة العثمانية التى وصلت إلى فيينا، ومن ثم فلا عجب أن نجد الغرب بعامة لا يزال يتلاعب بتركيا (وريثة الدولة العثمانية) فى انضمامها لدول الاتحاد الأوربى.
7 - لم ينس الغرب انهم لم يفلحوا فى تأسيس فكرتهم الاستيطانية فى بلاد الشام أيام الحروب الصليبية بفضل جهود المسلمين خاصة عماد الدين زنكى، ونور الدين محمود، وصلاح الدين الأيوبى، وبيبرس، والمنصور قلاوون، والأشرف خليل بن قلاوون الذين قضوا على الحلم والمشروع الصليبى بأسره، ولذا لما جاء اللنبى إلى الشام أيام الحرب العالمية الأولى ذهب إلى قبر صلاح الدين وصاح بصوته (ها قد عدنا يا صلاح الدين).
8 - التعصب من قبل فريق من الغربيين الذين يوسمون باسم اليمين المسيحى المتطرف والذى يحرض دوما ضد المسلمين وضد مقدساتهم وكتابهم المقدس، وفى المقابل جماعات إسلامية متشددة ظهرت كرد فعل للأفعال التى قام بها اليمين المسيحى المتطرف.
9 - مشكلة فلسطين والتى هى أم المشاكل فى الصراع بين الشرق والغرب، والدور الغربى الذى يكيل فيها بمكيالين، فهو على الدوام يقف بجوار الصهاينة، وينتقد الفلسطينيين المشردين ويفسر كل عمل لإسرائيل على أنه دفاع عن النفس، أما الفلسطينيين إذا دافعوا عن أنفسهم فهم إرهابيون ومتطرفون يجب قتالهم.
10 - ارتفاع موجة المد الإسلامى فى الآونة الأخيرة وإقبال الكثيرون من الغربيين على الإسلام والتعرف عليه كنظام حضارى شمولى يغذى العقل والروح، الأمر الذى أرق الغرب كله ودفعه لمواجهة هذا المد فى صورة ما أسماه بالحرب على الإرهاب.
11 - ظهور بوادر للقوة العسكرية فى يد دول إسلامية من أمثال إيران وباكستان.
نتائج الصراع
1 - قتل وتشريد مئات الآلاف من الشرقيين والغربيين على حد سواء فى حروب تأججت بين الطرفين كالحروب الصليبية والحروب التى تمت فى الأندلس.
2 - تدمير الكثير من المبانى الأثرية ذات القيمة التاريخية والمعمارية فى مراكز الصراع عبر التاريخ فى مصر والشام وأسبانيا والبرتغال.
3 - الاعتداء على مراكز العبادة للطرف المنهزم فى الصراع وتحويلها إلى مراكز دينية للطرف المنتصر وفى هذا تعميق لمشاعر الكراهية بين الطرفين، وقد وقع ذلك كثيرا أثناء الحروب الصليبية فى الشام وفى الأندلس على السواء.
4 - تكوين نخب دينية متعصبة وخاصة من الغرب اتفقوا على مصطلحات وكلمات مقززه ضدنا وضد ديننا وحضارتنا كالقول بأن المسلمين يعبدون محمدا، وأن جماعة من المسلمين يعبدون محمدا وجماعة منهم يعبدون على فى إشارة إلى الشيعة، وكل هذا منشأه الجهل والتعصب الذى ساد خلال فترة الصراع بين الشرق والغرب والذى لا يزال مستمرا ولكن بصور وأشكال جديدة.
5 - رغم كل هذه المساوىء التى ترتبت على الصراع فكان من نتائجه أيضا تعرف الغرب على حضارة الشرق الإسلامية والاستفادة منها خاصة فى عصر الحروب الصليبية إذ شاهد المحاربون المبانى المعمارية والقلاع وطرق القتال والفروسية ومعاملة صلاح الدين لقواده وللمرأة، وكل هذا كانوا يفتقدونه، كما حملوا معهم العديد من كتب التراث المشرقية فى الطب والفلسفة والفلك والكيمياء والفيزياء والهندسة والحساب والجغرافيا مما كان له أكبر الأثر على أوربا فى نهضتها التى ظهرت خلال القرن الخامس والسادس عشر الميلاديين، ومن ثم يمكن أن نعتبر هذا الصراع ليس لقاء عسكريا فحسب وإنما كان لقاء بين حياتين وفكرين نجح أحدهما فى التاثير على
(يُتْبَعُ)
(/)
الآخر، فما أحرانا فى هذه الآونة أن نقوى أواصر المودة والمحبة ونقيم جسور الاتصال بيننا وبين الغرب لنقى أنفسنا والأجيال القادمة ويلات الصراع المدمر.
أهداف البرنامج
1 - إقامة جسور الاتصال بين الشرق والغرب وفتح باب الحوار، وذلك من خلال جماعة من المستنيرين يسعون للتقريب بين الطرفين وإذابة عداوات الماضى وآلامه.
2 - إثبات حقيقة أسبقية الشرق للغرب فى الفكر والثقافة والإبداع، وأن ما يحياه الغرب الآن من حضارة وتقدم إنما هو من جراء استفادته من حضارتنا وتراثنا ومن ثم فإذا نحن استفدنا من الغرب فإنما هى بضاعتنا ردت إلينا، وإن كانت قد طورت وتم صياغتها فى شكل جديد.
3 - نشر معارف صحيحة وموثقة عن حقيقة العلاقات بين الشرق والغرب عبر التاريخ منذ النشأة حتى الوقت الحالى.
4 - إظهار حقيقة الحضارة الإسلامية وسماتها المتمثلة فى الحياء والإنسانية والهداية والعلم وخلافه.
5 - إبراز دور المستشرقين فى الحفاظ على التراث الإسلامى الشرقى من خلال نشره وترجمته إلى اللغات الغربية.
6 - إحصاء الشبهات التى وجهت للدين الإسلامى والحضارة الإسلامية من قبل متعصبى الغرب وتفنيدها والرد عليها بأسلوب علمى يعتمد على الموضوعية والدقة، ويتجنب أى تعصب أو تحيز، ومن هذه الشبهات على سبيل المثال لا الحصر انتشار الإسلام بحد السيف، القرآن من تأليف محمد، تعدد الزوجات، تزوج الرسول بأكثر من أربعة كما أقر التشريع الإسلامى وغيرها.
7 - إبراز موقف الإسلام من الغرب والرد على من يتهم الإسلام بالتعصب ضد الغرب، ومعاداته.
8 - إظهار نظرة الغرب للإسلام من منظورين أحدهما يقبل التعايش مع الإسلام، والآخر يرفضه ويرفض حضارته.
9 - إظهار استفادة الغرب من التشريع الإسلامى فى قضايا عديدة،منها لزوم العقد وانعقاده بالإيجاب والقبول من المتعاقدين، وحرية المتعاقدين، وانتقال الملكية للموكل بمجرد تعاقد الوكيل عنه، وأسباب الحجر ونتائجه، وحكم وضع اليد وشروطه، والتزامات المؤجر، والخسارة فى العين المؤجرة كل هذه القضايا وغيرها استفادها قانون نابليون الفرنسى من مذهب الإمام مالك، كما أخذ القانون الفرنسى من التشريع الإسلامى مبدأ الوصية فى الميراث.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:00]ـ
هل من مشارك إخوانى الكرام أم أن الموضوع لم يروق للإخوة، أم أنه ليس للإخوة محبة لأن تكون بيننا وبين الغب علاقات، نحاول فيها نحن أن نستعيد مجدنا الماضى، فلقد كان لنا الفضل أولا، وسيكون كذلك آخرا على الغرب بحول الله وقدرته(/)
اختر أقرانك والا ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 05:38]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الكرام
أما بعد
سمعت الشيخ محمد صالح المنجد يقول من أداب طالب العلم فى مجلس العلم أن يختار من سيتلقون العلم معه
ثم قرأت سماعا من الشيخ المقدم) للشيخ محمد ابوزهرة فى ترجمته لبن تيمية يقول ان الدراسات الحديثة (ولا أدرى اسناد هذا الكلام للدراسات الحديثة من كلام أبوزهرة ام الشيخ المقدم) تؤكد أنه عند الترجمة لشخص ما لا بد من ذكر بيئته وظروف عصره الى ان قال وأساتذته وطلاب العلم الذين تلقى العلم معهم لأن روح الاستاذ والطلبة تؤثر فى عقله وتوجهاته الفكرية
هذا والحمد لله
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 05:58]ـ
نعم ... حقاً!
بارك الله فيك أخي خالد على فتح هذا الموضوع الهام المنسي ..(/)
حجب موقع دار القران بالمغرب
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 09:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدمت شركات الاتصال والأنترنت في المغرب: " اتصالات المغرب " و " ميديتل " و " ونا " في العشر الأواخر من رمضان 1429 على حجب موقع دار القرآن بمراكش التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بالنسبة للمتصفحين من داخل المغرب في خرق سافر لأخلاقيات المهنة وللعهود والمواثيق، وهو تعد صريح على الحريات العامة وانتهاك صريح لحرية التعبير المشروعة .. وفي المقابل تترك المجال مفتوحا لمواقع الدعارة والفحش ومواقع الهدم والتدمير بكل أشكاله ..
و معلوم لدى الجميع أن هذا الموقع ولله الحمد يؤدي رسالته السامية في نشر العلم ومحو ظلمة الجهل .. وفي حين كتابة هذا البيان قد بلغت القراءات القرآنية به 1246 ملفا صوتيا وبلغت المحاضرات المسموعة والمرئية 5204 وبلغ عدد الكتب المقروءة 4856 أما المنتديات فبلغت عدد المشاركات فيها 13876 وأقسام أخرى يعرفها الزوار الكرام ..
فلا ندري ماهو الأمر الذي لم يرق مزاج هذه الشركات؟؟!! أهو وسطية منهج الموقع ودعوته إلى العقيدة الصحيحة عقيدة الأئمة العظام كالإمام مالك والشافعي وأحمد وغيرهم رضي الله عنهم جميعا، أم هو دعوته إلى التحلي بالأخلاق الحميدة ونبذ الرذيلة ونفع البلاد والعباد أم هو ...
و إن إدارة الموقع تستنكر وتشجب هذا الفعل الشنيع وتؤكد على ما يلي:
1 - على الشركات المذكورة الإحجام عن هذه الأفعال المشينة والاعتذار رسميا لإدارة الموقع.
2 - تحتفظ إدارة الموقع لنفسها بحق الرد لدى الجهات المسؤولة ضد هذه الشركات.
3 - تطالب المسؤولين عن الشركات بالرقي بمستوى التعامل مع المواطنين والهيئات والجمعيات إلى مستوى رفيع يليق بالمسؤولية.
هذا وقد استطاع الموقع بفضل الله تعالى التغلب تقنيا على هذا الحجب إذ يستطيع الزوار الدخول للموقع من داخل المغرب بالنسبة لزبناء " اتصالات المغرب " و" ونا " بالعنوانين التاليين:
http://darcoran.info أو http://darcoran.biz
أما من خارج المغرب فيستطيع الزوار الدخول بجميع العناوين المتاحة وهي:
http://darcoran.info أو http://darcoran.org أو http://darcoran.net http://darcoran.biz
المرجو نشر رابط هذا البيان في المنتديات وفي المواقع وعبر البريد الإلكتروني عند كل من تعرف، فالدال على الخير كفاعله، فرب زائر يستفيد بسببك فيكتب الله لك أجر ذلك.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 06:17]ـ
لقد أقدمت السلطات المغربية على إقفال عدد من المعاهد العلمية سواء التابعة للشيخ المغرواي أو تلك التي ليست لها علاقة بالشيخ فهل هي كذلك مغراوية أم هي دعوة لمحاربة القرآن والسنة؟؟؟؟
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 12:08]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله. أخشى أن هاته البلاد بدأت تنحو منحى تونس. المرة القادمة ستسمعون عن قفل المساجد او على أقل تقدير من أراد أن يصلي أن لا يصلي في دون المسجد الذي انخرط فيه. يا ناس يا عالم. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسم. فهذا الذل و هذا الهوان التي تعيشه الامة الإسلامية راجع الينا نحن العوام و كذلك الخواص. لأننا نحن الذين ضيعنا ديننا. و اتبعناهم في كل كبيرة و صغيرة. و الله و بالله و تالله لو أن كل مسلم امتنع عن أن يودع أمواله أو أن يتعامل مع البنوك لأقفلت البنوك. و و الله و بالله و تالله لو أن كل مسلم امتنع عن التسوق في تلك السوبرماركات (مرجان) لأقفل ذلك الجناح الذي يبتاع فيه الخمر. و هلمّ جرّا. و هذه ما هي الا أمثلة جد بسيطة من رجل ساذج مثلي.
فلا نلومن الا أنفسنا. و الله المستعان.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي هذا الذي لن نرض به أبدا فنحن حقيقة تساهلنا كثيرا معهم لكن ذلك لا يعني أننا سنترك أحفاد ماركس ودارون يستأصلون ديننا فقط نحن مطالبون بأن نرفع علماءنا فوق وأن نرجع للكتاب والسنة وأن نتفرغ للعلم الشرعي ونترك الجدالات بيننا والخوض فيما لاينفع والله الموفق
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:17]ـ
ايوة حنا لي دصرناهم أخي ولد الحسن البيضاوي ...
مشكلتنا أننا تركنا أعداءنا الحقيقيين واتجه بعضنا بالسيوف لبعض واختلقنا بذلك رموزا وهمية تعاركنا بسببها ... وسكتنا عن الاعداء الحقيقيين بدعوى مابغيناش فتنة فهذا البلاد ... ولو يحكمنا يهودي ولا نصراني افضل وماتكونش الفتنة ...
ايه ايه ...(/)
في حكم التفجيرات ومخلفاتها السيِّئة (الشيخ محمد علي فركوس)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ في حكم التفجيرات ومخلفاتها السيِّئة ‘‘
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
السؤال:
ما حكم التفجيرات والعمليات الانتحارية التي تعرَّضت لها الجزائر خاصَّةً وسائر بلدان المسلمين عاَّمةً، وما حكمُ تدميرِ مُنشآتِ الكفار وترهيبِهم في بلادهم أو في بلاد المسلمين؟ وهذا بغضِّ النظر عن الجهة التي تقف وراءَ هذه العمليات، فإن كانت الجهة إسلاميةً، فهل هذا العمل يعدُّ من الجهاد في سبيل الله؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا. والرجاء تأصيل المسألة وتفصيلُها بالأدلة كما عوّدتمونا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالمعلوم أنَّ مِنْ شرط الوسيلة الدعوية أن يكون المقصود منها مشروعًا، فإن كان ممنوعًا فلا يتوسَّل إليه بأيِّ وسيلة؛ لأنَّ النهي عن المقصد نهي عن جميع وسائله المؤدِّية إليه، كما أنَّ من شرطها - أيضًا - أن تكون في ذاتها غير مخالفة لنصوص الشرع أو لقواعده العامَّة، فلا يجوز أن يتوسَّل بها إلى المقاصد والغايات، ومخالفة الشرع في باب الوسائل كمخالفته في باب المقاصد، لقوله - تعالى -: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? [النور: 63]، فالآية دلَّت على التحذير من مخالفة أمره وهو عامٌّ شاملٌ لباب الوسائل والمقاصد على حدٍّ سواء؛ لأنَّ النكرة المضافة تفيد العموم.
ولا يخفى أنَّ شريعة الإسلام تأمر بالمحافظة على الضروريات الخمس، ودماءُ المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرَّمة لا يجوز الاعتداء عليها بنصِّ قوله - تعالى -: ? وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ? [النساء: 93]، وقوله - تعالى -: ? مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ? [المائدة: 32]، وقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» (1)، وقولِه - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» (2)، وقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» (3)، وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَطُوفُ بالكَعْبَةِ وَيَقُولُ: مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لحرْمَةُ المؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله حُرْمَةً مِنْكِ مَالُهُ وَدَمُهُ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا» (4).
وعليه، فإنَّ اتخاذ وسيلةِ التفجير والتدمير والتخريب والاغتيال والانتحار يهدم هذا الأصلَ المقاصديَّ ويخالف نصوص الشرع الآمرةَ بوجوب المحافظة عليه، ومن هنا يظهر أنَّ «الوَسِيلَة المحُرَّمة حرام»، و «الوَسيلة إلى الحرام حرامٌ»، فمن اعتبر مقاصد الشرع دون مراعاة وسائله، أو بالعكس اعتبر وسائل الشرع دون مقاصده فقد أخذ بجزء الدِّين وأهمل الآخر، وقد قال الله - تعالى -: ? أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ? [البقرة: 85]، وخالف الهديَ النبويَّ، حيث كان - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يوصي المجاهدين على الأعداء بوصايا أخلاقيةٍ كالوفاء بالعهد، وعدم الغدر
(يُتْبَعُ)
(/)
، وينهى عن قتل النساء والشيوخ والصبيان، ونحو ذلك. قال أبو حامدٍ الغزالي - رحمه الله - في معرِض الحديث على التوسُّل إلى الحسنة بالسيئة: «فهذا كلُّه جهل، والنية لا تؤثِّر في إخراجه عن كونه ظلمًا وعدوانًا ومعصيةً، بل قصده الخير بالشر - على خلاف مقتضى الشرع - شر آخر، فإن عَرَفَه فهو معاندٌ للشرع، وإن جَهِله فهو عاصٍ بجهله، إذ طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلم» (5)، ويؤكِّده قولُ ابن تيمية - رحمه الله -: «ليس كلُّ سببٍ نال به الإنسان حاجتَه يكون مشروعًا ولا مباحًا، وإنما يكون مشروعًا إذا غلبت مصلحته على مفسدته ممَّا أَذِن فيه الشرع» (6).
هذا، وتحريم هذه الأساليب التدميرية والأعمال التهديمية والعمليات الانتحارية ليست قاصرةً على حقِّ المسلم بل تتعدَّى إلى الكافر، سواء كان ذِمِّيًّا أو معاهدًا أو مستأمنًا لقوله - تعالى -: ? وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ? [التوبة: 6]، والأمان إذا ما أعطي لكافرٍ ولو كان محاربًا سواء أعطاه هذا العهد شخصٌ طبيعي من المسلمين، أو شخص معنوي كالدولة أو الهيئات، رسمية أو غير رسمية، فلا يجوز الغدر به، سواء دخل بلاد المسلمين لحاجتهم، أو لحاجة نفسه، لقوله - تعالى -: ? وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ? [النحل: 91]، وقوله - تعالى -: ? وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ? [الإسراء: 34]، وقوله - تعالى -: ? وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُواْ ? [الأنعام: 152]، وقد شهد الكفار للنبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - أنه لا يغدر، بل جعله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - من صفات المنافقين في قوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ» (7)، وأكّد وجوب احترام العهد بقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا» (8)، ويدخل في عقد الأمان مع الكافر أي مسلم ولو كان المؤمِّنُ امرأةً، لقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأ دِماَؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ - أي: العَهد - أَدْنَاهُمْ» (9)، ولما أجارت أمُّ هانئ - رضي الله عنها - رجلاً مشركًا عامَ الفتح أراد عليٌّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن يقتله، ذهبت إلى النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - فأخبرته فقال: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ» (10)، ولا شكّ أنَّ وسيلة التفجير والتدمير والانتحار والاغتيال وغيرها فاسدة بهذا الاعتبار، واستخدامها عملاً دعويًّا تأباه شريعة الإسلام بما تجرُّه من مهلكات عظام، ومفاسد وآثام، فمن جملتها:
- هلاك الناس بالاعتداء على حرمة بلاد المسلمين، وترويع الآمنين فيها، وإزهاق أرواح الأبرياء والأنفس المعصومة، وإتلاف لأموالهم وجهودهم، وتضييع ممتلكاتهم.
- كما أنَّ استخدام وسائل العنف والبطش يؤدي إلى ردِّ فعلٍ عنيفٍ مضادٍّ، وبطشٍ يعادله أو أقوى منه، الأمر الذي يسبب نشر الفتن والفوضى في الأُمَّة، وإضعافًا لقوتها وشَقًّا لترابطها وتلاحمها، ويفتح ثغرًا على المسلمين يتسلط منه أعداء الأمة والدِّين. كما تنعكس سلبياته على مجال الدعوة إلى الله - تعالى -، وتتقهقر بالتضييق على أهلها وروادها بشتَّى أنواع الأساليب.
هذا، وبالمقابل فإنَّ المسلمين الذين لهم دولة ذات سيادة ومَنَعَة فمن حقِّهم الأكيدِ أن يسوسَهم ولاةُ الأمور بالحقِّ والعدل، بأن يحموا لهم دينَهم - الذي هو عصمة أمرهم - بكافة محاسنه وقِيَمه من أي تبديل أو تغيير أو تشويه أو تحريفٍ، وأن يحفظوا ديارَهم وأموالهم من كيد الأعداء والتسلُّط على بلادهم واستغلال خيراتهم، وأن يصونوا أعراضهم المعصومةَ، لأن أعراض المسلمين متكافئة، ذلك لأنّ حِفْظَ هذه الضروريات من مسؤولية ولاة الأمر لقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (11)، فإنَّ من ثمرات إقامة
(يُتْبَعُ)
(/)
العدل بالحقِّ تحقيق طمأنينة نفس المؤمن، وسكون قلبه، وإحلال المحبة محلَّ البغض، والرضا محلَّ السَّخَط، وقد أخبر النبي - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - عن كرامتهم عند ربهم بقوله: «إِنَّ المُقْسِطِينَ - عِنْدَ اللهِ - عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» (12)، وبقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ .. » (13).
وأخيرًا، فإنَّ حاجة الأُمَّة شديدةٌ إلى دعوةٍ علميةٍ صادقةٍ مؤصَّلةٍ على الكتاب والسُّنَّة وَفق فهم سلف الأُمَّة، وحاجتُها اليومَ إليها أكثرُ من أيِّ وقتٍ مَضَى، لذلك يجب الحِرص على تحصيل العلم الشرعي النافعِ، والعناية بمداركه وموارده، مع التحلي بأخلاق الشريعة وآدابها، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، مع الصبر على المعارضين والمغرضين، والناوئين والشانئين، عملاً بقوله - تعالى -: ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? [يوسف: 108].
إنَّ القيام بالمهمة الدعوية على بصيرةٍ والتحلي بالصبر عليها لَهُوَ أعظم الجهاد في سبيل الله، فقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - أنَّ الجهاد بالحُجَّة واللسان مقدَّمٌ على الجهاد بالسيف والسِّنان، حيث قال: «وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأَئمَّة، وهو أفضل الجهادين، لعظم منفعته، وشِدَّة مُؤْنَتِه، وكثرةِ أعدائه» (14)، وقال يحي بن يحي شيخِ البخاري: «الذَّبُّ عن السُّنَّةِ أفضل من الجهاد في سبيل الله» (15)، وقال أبو عبيدٍ القاسم بن سلاَّم: «المُتَّبِعُ للسُّنَّة كالقابض على الجمر، وهو اليومَ عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله» (16).
أصلحَ اللهُ أحوالَ المسلمين، ووقاهم كيدَ أعداء الدِّين، والمسلمُ إذا كان يحب لنفسه الخيرَ، فليحبَّه لإخوانه، ويجتهد في جلبه لهم، وإذا كان يكره لنفسه الشرَّ، فليكرهه لإخوانه، فيصرف شره عنهم، ويجتهد في صرف شرِّ غيره عن إخوانه، مصداقًا لقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (17).
.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 رمضان 1429 ه / الموافق ل: 20 سبتمبر 2008 م
المصدر: http://www.ferkous.com/rep/M32.php
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:11]ـ
جزاك الله خيرا على نقلك المبارك.
وجعل الله الشيخ الفاضل، بشارة بلاد المغرب وشامة الجزائرشوكة في حلوق أهل البدع على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم.
وإلى الله نشكو إرهابا فكريا نراه مع مثل هذه الدرر بخاصة تنبئ عن سريرة لا نرتضيها لإخواننا.
والله المستعان.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:10]ـ
الهوامش:
1 - أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه: (6706)، وأبو داود في «سننه» كتاب الأدب، باب في الغيبة: (4884)، والترمذي في «سننه» كتاب البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم: (2052)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العلم، باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب: (105)، ومسلم في «صحيحه» كتاب القسامة والمحاربين، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال: (4383)، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
3 - أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب الديات، باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن: (1395)، والنسائي في «سننه» كتاب تحريم الدم، باب تعظيم الدم: (3987)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وأخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الديات، باب التغليظ في قتل مسلم ظلمًا: (2619)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (8/ 347)، والألباني في «صحيح الجامع»: (5077).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله: (3932)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (7/ 2/1250).
5 - «إحياء علوم الدين» (4/ 368).
6 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 177).
7 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب علامة المنافق: (34)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق: (210)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
8 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجزية والموادعة، باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم: (2995)، وابن ماجه في «سننه» كتاب الديات، باب من قتل معاهدًا: (2686)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
9 - أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب الجهاد، باب في السرية ترد على أهل العسكر: (2751)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (7/ 265).
10 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجزية والموادعة، باب أمان النساء وجوارهن: (3000)، ومسلم في «صحيحه» باب استحباب صلاة الضحى: (1669)، من حديث أم هانئ رضي الله عنها.
11 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العتق، باب العبد راع في مال سيده: (2419)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (4724)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
12 - أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (4721)، والنسائي في «سننه» كتاب آداب القضاة، باب فضل الحاكم العادل في حكمه: (5379)، وأحمد في «مسنده»: (6449)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
13 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجماعة والإمامة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة: (629)، مسلم في «صحيحه» كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة: (2380)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
14 - «مفتاح دار السعادة» لابن القيم (1/ 271).
15 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (4/ 13).
16 - «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (12/ 410).
17 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه. وزاد النسائي في «سننه» كتاب الإيمان وشرائعه، باب علامة الإيمان (5017) في آخر الحديث: «من الخير»، وصححها الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (73).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:12]ـ
الأخ الكريم كمال: جزاك ربي خيراً على مرورك وتعليقك الطيِّب،،،
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 07:12]ـ
لسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم لقد قرأت ما كتبه الأخ الفاضل القدوة د/فركوس و هو جهد غاية في الأهمية جزاه الله خيرا و أيده بالفهم السليم للشرع القويم الا أن أصحاب التفجيرات في المغرب و المشرق و دول الكفر ينطلقون من مفاهيم لنصوص أهملها الباحث فأردت أن أنبه اليها لأنها ينبغي أن تكون أساس الحوار لهداية من ضل عن جادة الطريق لسوء الفهم أو للاحباط فمن هذه النصوص آيات الجهاد و من ذلك تحكيم آية السيف التي يزعمون أنها نسخت كل آية تحث على الصبر أو الصفح أو الهدنة لأن آية السيف حسب فهمهم نسخت 125آية و من ذلك ما ورد من الآيات و الأحاديث تحث على الجهاد و تؤكد أجره الكبير و من مبرراتهم أيضا أن حكام المسلمين يحكمون بما لم ينزل من عند الله و يتعاملون مع الكفار الى درجة الموالاة فكيف نتجاوز الفتيا بتحريم ما يقومون به من تفجيرات و ادانتها انطلاقا من قاعدة انكار المنكر باللسان الى محاورتهم بالتي هي أحسن حتى اقناعهم أو اقناع جلهم و ذلك لأنني أيها الأخ الفاضل كتبت رسالتين منذ 2003 حول هذه الظاهرة الأولى منهما بعنوان أين الشرع القويم المتين من ظاهرة تكفير حكام المسلمين و الثانية منهما بعنوان اتحاف الأخوة والأحباب بالفرقان بين الجهاد و الأرهاب أقترح عليكم قراءتهما للنقاش و محاورة الآخر حتى تعم منهما الفائدة و السلام عليكم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:09]ـ
الأخ الكريم مصطفى ولد ادوم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله خيراً، ونفع بكم،،،(/)
الأمة تُنحر وأنت تترجم للبخاري
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 08:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الشريط الخامس من سلسة [أولئك آبائي] للشيخ العلامة أبي إسحاق الحويني وجه أحد الحضور السؤال السابق لفضيلته فأجاب قائلاً:
[فيه بعض إخوانا بيقول إن الأمة بتُنحر وتُذبح وإنت عمّال تتكلم في وادي آخر
طيب بيقول إنه ما عادش فيه فرق بينا وبين النساء اللي بيسمعوا الدروس ويروحوا المطبخ عشان يعملوا طبيخ
فنحن بنقول لصاحبنا كاتب هذا الكلام:
لو ظللت ألف سنة تتحسر على حال الأمة فلن تنتفع الأمة بك .. لن تنتفع الأمة بك .. نحن ما ضعنا وصرنا أشباه رجال إلا بإهمالنا لهذا الذي أقوله أنا الآن.
يعني النهار دا هذا الأخ كاتب هذا الكلام لو أنه طلع مائة زنديق بيقولوا البخاري كله أحاديث موضوعة بيقول: لا، أنا ما بيعنينيش هذا الكلام الآن، إركن الكلام دا على جنب أنا يهمني اليهود
إنما ينهار صحيح البخاري كله فدا لا يعنيه بشيء، ولا يعني هؤلاء المتحمسين، وأمثال هؤلاء لا ينصروننا لا في دنيا ولا في دين ..
ضياعنا الآن سببه ضياع الشريعة .. إحنا إيه اللي بنعمله؟ بنرجع الأمة مرةً أخرى إلى الأصول .. قِصار النظر أمثال كاتب هذا الكلام لا يرون خطورة هذا الذي نفعله الآن والجهد الكبير الذي يُبذل لأجل أن نُرجع الأمة إلى ماضيها مرةً أخرى.
أعداؤنا يحولون ويقاتلون قتال الأبطال حتى يحولوا بين الأمة وبين هذا الذي نشيعه في الأمة الآن.
هو الغزو الثقافي الذي ضيع هوية الأمة والفضائيات، وإغراق الأمة في مسائل اللهو واللعب، هو سببها إننا بندرِّس االكتاب والسنة؟ يعني صار تدريس الكتاب والسنة سلبية عند كاتب هذا الكلام .. صار سلبية
طيب .. أنا بقول له: هل أنت تستطيع -طالما إنك إنت راجل وبشنبات والغيرة على الدين بتجري في عروقك- أن تفعل أي شيء؟ أنت ماذا فعلت للأمة؟
تقدر توصل للحدود وتقاتل؟
تقدر تدافع عن كتاب الله؟
تدافع عن سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-؟
واحد بيشتم ربنا، تقدر تدافع عنه؟
تقدر حتى تثبت ان ربنا -سبحانه وتعالى- حيّ؟
ما يستطيع أن يفعل شيئاً من ذلك .. دا إحنا لما نرجع الأمة مرةً أخرى؛ لتذود عن حياضها، وأنا أقول وأكرر بأن الأمة ضاعت بسبب إهمال الكتاب والسنة.
إحنا مش عارفين كيف انتقلت إلينا هذه الأحاديث، لما يجي واحد يطعن في حديث في صحيح البخاري، وهذا الحديث تتعلق به عشرات الأحكام الشرعية، يبقى أنا هدمت عشرات الأحكام الشرعية اللي هي مؤسسة ومعروف حكمها عند الأمة في سالف الزمان: أصبحت الآن بلا حكم عندنا .. صارت بلا حكم.
لما أنا أجي أرد على المنحرفين عن الكتاب والسنة؛ زي اللي بيقول مثلاً: أنا أوصي الذاهبين إلى كوبا ألاّ يحرّموا على المسلمين هناك لحوم الكلاب؛ لأنه لا يوجد عندنا نصٌّ يحرمها .. أنا لما أجي أتكلم أرد على هذه المسألة يطلع واحد زي دا برضو يقول لي: يا أخي كلاب إيه وأولاد الكلاب عمّالين يضربونا في القدس.
طب أنا سبت المسألة الجزئية دي ولم أتكلم فيها، أولاد الكلاب بطّلوا ضرب؟
لما نجي نتكلم في أي مسألة جزئية قاعد في اللحى يجي يقول له لحية إيه دلوقتي؟ ماسكين في اللحى اللحى واليهود عمّالين يضربونا بالصُرَم القديمة .. طيب أنا حلقت دقني وسلخت نفسي كمان، مش حلَقْت الشعر، لأ، سلخت الجلد، خرج اليهود من الموضوع؟ حررنا البلد؟
يعني إذن لا تركونا نتبع السنة، ولا هم أخرجوا اليهود.
وتبقى الأمة ماشية في هذا المنعطف الخطير والمنحدر الشائك، فكثير من الأحكام ضاعت بسبب: [هو دا وقته؟]
فحتى الذي بين أيديهم لم يفعلوه، والمستحيل فعله يصبون إليه .. بيفكروا إزاي دول؟ اللي تحت إيده مش عايز عمله .. اللي ممكن يعمله ويخرج به من سخط الله ما بيعملوش، واللي هو عمره ما حيوصل له بيحلم بيه ..
فلذلك أنا مستغرب من مثل هذا السؤال، وهذا الكلام وُجِّه لي قبل ذلك في بعض المحاضرات .. لكن أنا مستغرب الحقيقة من هذا السؤال .. و أنا أتوقع على أحسن الظن أن هذا الرجل زائر جديد، أو أنه ليس معنا على الخط أصلاً هو بيجي يحضر وهو على منهج وإحنا على منهج آخر .. أو أنه رجل جديد؛ إذ لا أتصور أن يكتب هذا السؤال رجل يحضر مجالسنا باستمرار .. ] انتهى بتصرف يسير.
رابط الدرس:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47193&scholar_id=32&series_id=2562
في الدقيقة 48 والثانية 48
ـ[التبريزي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 10:28]ـ
ما أحوجنا أن نترجم للبخاري عندما رفض أن يهين العلم ليرضي الحاكم، وكيف صنف صحيحه لأمة تتقدم ولا تتأخر في الركب فتنحر نحر الشياه ..
ما أحوجنا أن نترجم لابن تيمية عندما كان يَلقى التهم من المتعصبين ثم يدير ظهره لهم ويذهب مجاهدا لملاقاة التتار الهمجيين، ويقف سدا منيعا ضد الرافضة وأصحاب الملل والنحل الفاسدة ..
ما أحوجنا أن نترجم سير العظماء وكيف كانوا يعلِّمون الطلاب العلم ويترجمون لهم سير العظماء الذين سبقوهم، ويغرسون في أنفسهم إعلاء الأمة والدفاع عنها، فلا يقبلون أن تُنحر الأمة أو تُذبح كما يذبحون اليوم ..
نريد أن نترجم سير العظماء، وأن نجعل من سيرهم نبراسا لوقف نحر الأمة اليوم ..
نريد علماء ربانيين يعيدون للأمة عزتها ومكانتها، يجمعون بين العلم والعمل ويقدمون الأهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 07:58]ـ
أخي الكريم
شكرًا لك على المرور
والحمد لله فإن العلماء الراسخين لا يزالون مجتهدين في ربط الأمة بماضيها المجيد والمشرف ومنهم الشيخ الحويني -حفظه الله-.
ولطالما سمعنا مثل هذا السؤال الذي [يفقع المرارة] وكأن ما يقوم به العلماء -من توضيح للكتاب والسنة وإرجاع الأمة لتاريخها المؤثل وتعريف برجالها الذين حملوا راية العلم والجهاد- هو سبب هوان المسلمين وضعفهم وتكالب الأعداء عليهم.
حفظ الله علماءنا وأطال أعمارهم ونفعنا بهم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 09:59]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله في الشيخ أبو إسحاق - حفظه الله - وجزاه خيرا
ـ[االباحث]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الذين جعلوا هم النصر للامة هو همهم مشكورين على هذا الواجب بيد ان هناك قضية يجب ان نعيها وهو ان النصر لا يأتى في ليلة وضحاها انما جهد سنين وتخطيط دؤؤب وان يفهم كلا منا الخندق المناسب له والعمل الميسر له ,والئك الغيورين يظنون ان الكلام عن البخاري لاطائل من ورائه وان الاولى الاشتغال بساحا ت الوغى ,جزء من كلامهم صحيح حينما نتكلم عن قضايا هامشية لاثمرة من ورائها, اما حين يكون الكلام عن ائمة كبار صنعوا الكثير فالامور تختلف فبتراجم القدوات نصنع من جديد قدوات ونربي الجيل الصاعد على قيم جليلة تختصر علينا الطريق فتراجم العظماء تعبدلنا الطريق الشاق ونستنبط منها معايير النجاح وكيف وصلوا لاهدافهم وخدموا الامة وعلى دربهم نسير ,وللاسف الشديد هذا العظيم البخاري مغمورة سيرته مع كثيرين امثاله قدموا للامة الكثير وحينما قام احد الباحثين الذين اعرفهم البحث عن سيرة هذا الامام لم يجد الا الضئيل من المعلومات فأسعفونابترجمة (البخاري)
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:34]ـ
أختي العقيدة شكرًا لكِ على المرور وجزاكِ ربي بمثل.
وأشكرك أخي الباحث على مرورك وتعقيبك وكم أعجبتني كلمتك:
اما حين يكون الكلام عن ائمة كبار صنعوا الكثير فالامور تختلف فبتراجم القدوات نصنع من جديد قدوات ونربي الجيل الصاعد على قيم جليلة تختصر علينا الطريق فتراجم العظماء تعبدلنا الطريق الشاق ونستنبط منها معايير النجاح وكيف وصلوا لاهدافهم وخدموا الامة وعلى دربهم نسير
وبالنسبة لترجمة الإمام البخاري فهاكَ ما حصلت عليه:
- سلسلة أولئك آبائي لفضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني والتي ألقيت كمقدمة لشرح صحيح البخاري.
الشريط الأول: اسمه ومولده ونسبه ونشأته وشيوخه
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47189&scholar_id=32&series_id=2562
الشريط الثاني: رحلته العلمية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47190&scholar_id=32&series_id=2562
الشريط الثالث: تابع رحلته العلمية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47191&scholar_id=32&series_id=2562
الشريط الرابع: تتمة رحلته العلمية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47192&scholar_id=32&series_id=2562
الشريط الخامس: سعة حفظه وذكائه
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47193&scholar_id=32&series_id=2562
الشريط السادس: عبادته وفضله وورعه وصلاحه وزهده
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47194&scholar_id=32&series_id=2562
الشريط السادس: سماحته مع إخوانه وطرف من محنته
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47195&scholar_id=32&series_id=2562
الشريط السابع: وفاته رحمه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47196&scholar_id=32&series_id=2562
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 12:19]ـ
أودُّ الاستفسار منك أخ ابن هاشم:
هل السؤال كان بالصيغة التي ذكرتّ في عنوان الموضوع؟ أم كان بالشكل الذي أورده الشيخ الحويني في الإجابة؟
فهل قال السائل: الأمة تنتحر وأنت تترجم للبخاري؟ أم قال (كما نقل الحويني): "الأمة بتُنحر وتُذبح وإنت عمّال تتكلم في وادي آخر"
أرجو التوضيح لان الفارق كبير أخي.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:33]ـ
شكرًا لك أخي [العمامة الذهبية] على المرور
أما بالنسبة للسؤال فقد تهيأ لي أنه بهذه الصيغة على حسب أوائل ألفاظ الشيخ
ولأن الشيخ -حفظه الله- لم يقرأ السؤال، بل بدأ بالإجابة عليه مباشرة فصغت السؤال بالمعنى لا بالنص، وأظن أن الإجابة كلها تدل على أن السؤال كان قريبًا جدًا من هذه الصيغة.
فكلامه من أوله إلى آخره كان عن موقفه الحالي من أمة تُنحر وليس عن أمة تنتحر (بزيادة تاء بعد النون)
فلو كان السؤال -مثلًا- عن الانتحار لوجدنا الجواب عن الجهاد وسيغلب الظن على (العمليات الفدائية) وأن السائل يقصدها.
هذا ما ظهر لي، فأسعفني بما عندك لعلي أرجع عن خطأٍ إن تبين لي.
وجزاك الله خيرًا أخي الكريم(/)
محمد آل الشيخ و الشيخ السويلم .. أما لهذا التخلف من نهاية؟
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:37]ـ
لا أعرف كيف أبدأ و لكني سأبدأ ..
هل يُعقل أن يبدأ النكرات بالتطاول على الهامات عيانا؟!
لن أتحدث عن أولئك الأقزام ..
فالحديث عن أشخاصهم ربما هو ضرب من مضيعة الوقت التي أضن بها على أمثالهم أن يبددوه أو يضيعوه.
و لكن تعرية فكرهم المريض مطلوبة ..
عندما يخرج كاتب – مجازا – مثل: محمد آل الشيخ و يتطاول على مشايخنا و علمائنا و مصلحينا فلا عجب،
و أي عجب من أجير نفذ أمر مستأجره؟
أو سفيه سلموه منبرا؟
و من بصق عاليا ارتد بصاقه على وجهه
و لكن أن يكون أمثال هؤلاء (خواء) مما يدعون إليه و ينافحون عنه ..
فهنا معضلة تحتاج لحل و تأمل!
هذا يعني أن من يملك هذا القلم في الصحيفة السيارة ليس سفيها و جاهلا فحسب،
بل و يعاني من (بربسة) داخلية،
و تخبط بين العقل و المعرفة و الهوى و الرغبة و النزوات.
كتب هذا الدعيّ أمس الأحد 6/ 10/1429 في صحيفة الجزيرة، مقالا يهاجم فيه الشيخ الفاضل: عبد الله السويلم، لأنه قدّم استقالته من المجلس البلدي!
و هل في الليبرالية التي ينادي بها هذا الكاتب و أمثاله ما يمنع ذلك؟
يظهر لك هذا عندما تعلم لِمَ قدّم الشيخ استقالته،
فقد ذكر أنه أقدم على هذه الخطوة بعد محاولات جادة لمدة طويلة في استخدام صلاحياته في المجلس و غيره من الأعضاء، لمنع المنكرات في احتفالات أمانة الرياض و لكن دون جدوى!!
العجيب في الأمر – و العجب من هؤلاء لا ينقضي – أنه وصف الشيخ (بالتخلف)!!،
و هذا يعني أننا نتعامل مع (ببغاوات) عقولها مشلولة أو ربما (مختلسة)!!
رجل قدم استقالته من عمله، ما الغريب؟
أم لأن السبب كان اعتراضه على (منكرات شرعية)؟!
و هنا أسئلة لأرباب هذا الفكر السقيم:
1) إن مثل هذه الخطوة تبين مدى الشفافية و الأمانة التي يتمتع بها العضو المنتخب (الإسلامي)، كونه قدم استقالته عند عدم قدرته على تحقيق رغبات ناخبيه،
هذه الخطوة أليست قمة في الروعة؟ و الأمانة؟ و الشفافية؟
وهل الديمقراطي و المنادي بها يضيق صدره و ينشل فكره عندما يستقيل العضو الذي انتخبه عن تحقيق مصالحه؟!!!
(مالكم كيف تحكمون)
2) ثم ما هذه الوصاية المقيتة على تصرف (شخصي) بحت؟
له فيه كامل الحرية،
أو ليس هذا ما يدندن به هؤلاء (الأفراخ) بين حين و آخر!!
أم أن لكم حق الوصاية في (ممانعة الخير) و ليس لنا حقها في (ممانعة الشر)؟!!
و أخيرا ..
3) هذا المقال يبين بجلاء حقيقة الحال، التي يريد أن يصل بها (الليبراليون) لو تم انتخابهم في أي مركز مسؤولية.
و ختاما فإني أطلب من الشيخ عبد الله السويلم أن لا يتنازل عن حقه في المطالبة بمعاقبة هذا الكاتب و أمثاله.
و عموما أقول لكل من تطاول على مشايخنا كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لابن صياد:
(اخسأ .. فلن تعدو قدرك)(/)
لم جاءت الطاعة في القرآن للرسول فقط؟ .. من "كيمياء الصلاة"
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:02]ـ
انتشرت بعض الطروحات مؤخرا تقول ان الطاعة في القرآن جاءت للرسول فقط و ليس للنبي "عليه الصلاة و السلام " .. و هي طروحات تهدف الى عزل طاعتنا عن السنة النبوية لأنها تعيد تعريف مصطلح الرسول و مصطلح النبي بشكل يفصلنا عن سنته عليه الصلاة و السلام ..
هنا .. في كتاب "سدرة المنتهى" من سلسلة "كيمياء الصلاة" للدكتور احمد خيري العمري نرى طرحا جديدا يرد على اصحاب طرح الفصل. ز و يعيد رؤية مصطلح النبي و الرسول بشكل يكرس المزيد من الاتباع و الطاعة ...
الرسول و النبي
يجب أن ننتبه الى السلام الذي نلقيه على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في التحيات –في آخر الصلاة-، قد صيغ بصيغة خطاب للنبي .. وليس للرسول ..
هل هناك من فرق؟ .. الرسول هو النبي، عليه الصلاة والسلام، بشخصه ولحمه ودمه وحضوره الكريم والنور والدفء المنبعثان منه علينا .. هل دفء الرسول أقل – أو أكثر – من دفء النبي؟ ..
أبداً، إنه هو هو ..
لكن هناك ما يجب أن نقف عنده، عند النبي .. وعند الرسول .. صلوات الله وسلامه عليه ..
* * *
ليس فقط، لأن البعض من المعاصرين يحاول أن يفصل بينهما، ويقول أنهما وإن اتحدا في جسد رجل واحد، إلا أن الطاعة مطلوبة منا – بزعمهم -للرسول فقط، وليس للنبي – مستندين في ذلك أن آيات الطاعة جاءت مرتبطة بالرسول فقط، وليس النبي .. وذلك يجعلنا – حسب زعمهم – في حل من الارتباط من الالتزام بأوامر النبي .. لأن الطاعة، حسب زعمهم للرسول فقط .. وهذا الرأي لا يهدف التفريق الاصطلاحي بين الرسول والنبي، ولكنه يهدف تفريقنا عن سنة النبي كلها، كل ما كانت عليه حياته عليه الصلاة والسلام ..
والفصل القسري بين الرسول والنبي، سيكون مثل الفصل بين توأمين بقلب واحد ..
بفارق أن من سيموت، هو نحن! ..
* * *
لكن، لأن السلام هنا في الصلاة كان على "النبي" فإنه لابد أن يكون لذلك معنى .. معنى لا يفصل بين النبي والرسول، ولكن يكامل بين المصطلحين، ويفعّل العلاقة بينهما .. ويجعلنا نزداد وعياً وتفاعلاً مع المفهومين ..
معه هو، عليه الصلاة والسلام ..
* * *
فلنحاول أن نعرف من هو الرسول، ومن هو النبي، ليسَ من مفاهيمنا السائدة، ولكن من القرآن الكريم نفسه، فمن هناك ينبغي أن تنبع مفاهيمنا .. من هناك ينبغي أن يبعث تصحيح ما هو سائد ..
فلنحاول أن نبحث في الرسل، والأنبياء، والتداخل الموجود بينهم في القرآن الكريم، بمعزل عن مفاهيمنا المتوارثة ..
* * *
هناك مجموعة من الرسل، في القرآن الكريم، سنبدأ منهم، لنفهم الطبيعة الوظيفية للرسل، واختلافها – أو عدم اختلافها – عن الطبيعة الوظيفية للأنبياء .. يذكر أولاً، في سورة الشعراء، عدداً من الرسل ..
نوح {إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقون. اني لكم رسول أمين} [الشعراء: 26/ 107]، هود {إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ. اني لكم رسول أمين} [الشعراء: 26/ 124] صالح {إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ. اني لكم رسول أمين} [الشعراء: 26/ 142] لوط {إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ اني لكم رسول أمين.} [الشعراء: 26/ 161] شعيب {إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ. اني لكم رسول أمين.} [الشعراء: 26/ 177] ..
أي إن هؤلاء الخمسة – عليهم السلام أجمعين – ذكروا بوضوح أنهم رسل .. وبحسب مفاهيمنا السائدة، فإن كل رسول نبي .. لأن الرسالة أخص من النبوة ..
إلا أن ذلك لن يثبت قرآنياً: أي إنه لن توجد أي إشارة إلى أن كلاً من هؤلاء كان نبياً، باستثناء إشارة عامة قد تضع نوحاً في خانة الرسل – الأنبياء .. {إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلَى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْباطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُودَ زَبُوراً} [النساء: 4/ 163] ..
(يُتْبَعُ)
(/)
{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم: 19/ 58] ..
{وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً} [الأحزاب: 33/ 7] ..
وكذلك لوط أشير إلى انه من {أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ} [الأنعام: 6/ 89] .. وهكذا يبقى لدينا (3) رسل فقط لم يقل عنهم أنهم أنبياء ..
أما الأسماء المتبقية في قائمة الرسل، فلا شيء – قرآنياً – يثبت أنهم أنبياء ..
* * *
أما قائمة الأنبياء فهي أوسع، وتضم يحيى {فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصّالِحِينَ} [آل عمران: 3/ 39] عيسى {قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} [مريم: 19/ 30] إبراهيم {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً} [مريم: 19/ 41] إسحاق ويعقوب {فَلَمّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنا نَبِيّاً} [مريم: 19/ 49] موسى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسَى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً} [مريم: 19/ 51] هارون {وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيّاً} [مريم: 19/ 53] إسماعيل {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً} [مريم: 19/ 54] إدريس {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً} [مريم: 19/ 56] ..
وتضم أيضاً داود {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُودَ زَبُوراً} [الإسراء: 17/ 55] سليمان {وَوَهَبْنا لِداوُودَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّابٌ} [ص: 38/ 30]، يوسف {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُودَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام: 6/ 84] {وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ} [غافر: 40/ 34] ..
وتضم بشكل غير مباشر إليسع {وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ} [الأنعام: 6/ 86] وإلياس {وَزَكَرِيّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحِينَ} [الأنعام: 6/ 85] كما أن أيوب قد ذكر فيمن أوحي إليه {إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلَى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْباطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُودَ زَبُوراً} [النساء: 4/ 163] ..
وذكر ذا الكفل بشكل عام مع أنبياء آخرين {وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصّابِرِينَ} [الأنبياء: 21/ 85] ..
ويبقى في هذه القائمة يونس الذي ذكر ضمن أسماء أخرى {إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلَى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْباطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُودَ زَبُوراً} [النساء: 4/ 163] ممن أوحي إليهم ..
* * *
لدينا ثلاثة أنواع من الفئات، عليهم السلام أجمعين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الفئة الأولى، فئة رسل لم يقل عنهم أنبياء.
الفئة الثانية، فئة رسل وأنبياء ..
الفئة الثالثة، فئة أنبياء لم يقل عنهم رسل، ويدخل ضمنهم من لم يذكر بوضوح أنهم أنبياء لكنهم اعتبروا أنهم كذلك ..
ما الذي يتمخض عن ذلك كله؟ ..
إن مقولة "كل رسول نبي" – رغم انتشارها – إلا أنها لا تتلاءم مع حقيقة أن هناك رسلاً لم يذكر عنهم أنهم أنبياء ..
ولعل عكس هذه المقولة "كل نبي رسول" هو الصحيح، وهو ما يتناسب مع المعطيات القرآنية الآنفة الذكر .. ومع آية أخرى شديدة الوضوح:
{وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [الأعراف: 7/ 94] ..
{وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ} [الزخرف: 43/ 6] ..
فالنبي هنا "قد أرسل"، وهذا يعني أنه رسول .. والآية تستخدم أسلوب التعميم بطريقة تشمل كل الانبياء ..
كما أن ذلك يتناسق أيضاً مع آية {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 22/ 52] ..
فلو كان "النبي" متضمناً في الرسول، حسب مفهوم "كل رسول نبي"، لما ذكر الوحي الكريم النبي بعد الرسول، فهذا يعني أن كلمة الرسول لم تغط معنى النبي، وأن النفي سيتضمن لاحقاً "النبي" الذي لم يرد معناه ولم يتضمن في كلمة الرسول ..
وهذا يعني أن الرسول، عندما يكون غير النبي – فإنه لا يتضمنه ..
وأن النبي – عكس الشائع – دوماً رسول ..
مفهوم النبوة: المرحلة التالية
أين يضعنا هذا؟ وإلى أين سيأخذنا بالضبط؟ ..
إنه يأخذنا إلى مفهوم "النبوة" الذي سيبدو هنا أنه مرحلة أعلى من مفهوم الرسالة ..
ورد هذا اللفظ ضمن مرات في القرآن الكريم .. كان في كل مرة قطعاً يأتي ذكره مع الكتاب ..
وفي (3) مرات من أصل (5)، سيكون ذكر النبوة، مرتبطاً، بالإضافة إلى الكتاب، مع الحكم ..
وهكذا سيكون هناك متلازمة ثلاثية:
{ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 3/ 79]
{أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ} [الأنعام: 6/ 89]
{وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ} [الجاثية: 45/ 16]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِما النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ} [الحديد: 57/ 26]
{وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ} [العنكبوت: 29/ 27] ..
الحد بين الرسالة و النبوة
سنضع هذا في بالنا، ونعود خطوة إلى الوراء .. إلى الرسل الذين لم يثبت أنهم أنبياء .. فهناك، "الحد" بين الرسالة فقط، وبين النبوة التي تتضمن الرسالة ..
في الفرق بين الرسل والأنبياء .. نجد المعنى الذي يجعلنا نلقي السلام عليه، ونحن نسميه النبي، وليس الرسول، صلوات الله عليه وسلامه بكل أسمائه ..
* * *
الأسماء الثلاثة للرسل الذين كانوا رسلاً فقط، هي هود و صالح وشعيب .. وقصصهم تشبه قصص غيرهم من الرسل، بالذات تشبه قصة نوح ولوط اللذين خرجا من خانة الرسل فقط، إلى المرتبة التالية ..
كانا في قومهما، وكان القوم في حالة بعد عن الله عز وجل، بمختلف معاني البعد، من الكفر والشرك إلى الفاحشة مروراً بالظلم الاجتماعي .. وكانت هناك "رسالة" – من الله عز وجل – عبر "الرسل"، مفادها أن العذاب قادم لا محالة – إن لم يحدث تغيير في نمط المفاهيم والسلوك التي يدين بها السواد الأعظم مجتمعياً وفي الحالات الخمس كلها، سيكون هناك العذاب، كما قال الرسل بالضبط .. بأشكاله المتعددة ..
ما الذي يجعل نوحاً ولوطاً استثناءً من هذا وقد حل العذاب بقومهما كما حل بقوم صالح وهود وشعيب؟ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
المختلف في السياق الخاص بكل منهما، أننا رأيناهما، ولو بشكل جزئي، وهما يكملان المسيرة. يمضيان مع الفئة التي آمنت بالرسالة .. ويبينان – او على الاقل يحاولان إنشاء مجتمع بديل عن ذاك الذي تركاه ..
أين كانت الإشارة إلى ذلك؟ ..
{قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ} [هود: 11/ 48] ..
إنه نوح ما بعد الطوفان، هذا الذي سيحل عليه "السلام" و "البركات"، فالسفينة لم تكن الهدف النهائي، والنجاة لم تكن كل القصة، ولكنه الوصول إلى البر الآمن .. إلى المجتمع البديل ..
وأين الإشارة إلى ذلك مع لوط؟ ..
{وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ} [الأنبياء: 21/ 71] ..
لقد انضم إلى إبراهيم .. وساهم معه في انشاء مجتمع البركات العالمي: بركات للعالمين ..
* * *
وهذا كله يوضح، بشكل قاطع وجاد، الحد بين مهمة الرسول، ومهمة النبي التي يوسع فيها مهمة الرسول ..
فالنبي، لا يتخلى عن مهمة الرسول، إنه يحملها حتماً معه، وهو يظل، رسولاً بالتعريف، ما دام نبياً .. لكن مهمته تصبح ليس فقط إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المجتمع .. بل بناء مجتمع جديد .. المهمة لا تقتصر على إلقاء طوق النجاة، بل على إيجاد البديل .. بالذات على بناء البديل حجراً حجراً ..
****************************** ****************
الرسالة من النظرية الى التطبيق
مهمة الرسول تركز على "الفكرة" أكثر، تركز على "النظرية"، على فكرة أن الدمار قادم، وعلى فكرة أن الحل يجب أن يبدأ من الأساس، مهمة النبي لا تنسخ ذلك طبعاً، ولكن تكملها، تتممها .. تحول الأمر إلى الحفر في الأساس ووضع حجر الأساس .. ورفع القواعد ..
وبعبارة أخرى، مهمة النبي، تحتوي مهمة الرسول ضمنها، لأنها ستظل تحتوي على الرسالة، وعلى فكرة الرسالة .. لكنها تتجاوزها إلى أفق أبعد، إلى الواقع العملي الذي لا غنى عنه لأي نظرية، مهما كانت متقنة، ولا أي عقيدة، مهما كانت سليمة ..
وبعبارة أخرى، أشد وضوحاً، مهمة النبي، عملياً، تكمل وتتمم مهمة الرسول، على العكس من مهمة الرسول، التي ستظل بحاجة إلى مهمة النبي لإتمامها ..
وبناء على ما سبق، وكنتيجة طبيعية: كان عليه الصلاة والسلام "خاتم النبيين" ..
ذلك أن خاتم الأنبياء، هو حتماً، وضمناً، وبالتعريف المشار إليه، هو خاتم الرسل .. باعتبار أن مفهوم "النبي" يتمم مفهوم الرسول و يختمه. ...
ولذلك، قال الذكر الحكيم عنه – عليه الصلاة والسلام: {ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 33/ 40] .. و لم يقل خاتم الرسل.
بهذا المنظور صار الأمر الآن متناسقاً .. ومفهوماً ..
* * *
حقيقة أخرى تتوهج، لتتكامل مع هذه الحقيقة ..
إنها حقيقة أنه، عليه الصلاة والسلام، لم يخاطب قط بـ "النبي" منفردا عبر القرآن، إلا في العهد المدني، أي في السور المدنية ..
قبلها، في القرآن المكي كله، كان يطلق عليه – عليه الصلاة والسلام – "الرسول" .. باستثناء مرتين في سياق واحد ذكر انه "الرسول النبي الأمي" (الأعراف 157 - 158) أي إن ذكر النبي هنا لم يستقل عن ذكر الرسول كما لو أن ذلك كان مرحلة انتقالية بين المرحلتين.
لكن في المرحلة المدنية، ومع بداية مرحلة جديدة من الدعوة أدخلت مفردة جديدة في الخطاب القرآني للرسول الكريم هي النبوة ..
ولفظ "نبي" جاء قطعاً في القرآن المكي، ولكن ليس لمخاطبته عليه الصلاة والسلام .. وإنما للإشارة إلى تجارب نبوية سبقت تجربته الرسولية، أما "يا أيها النبي" فلم ترد قطعاً إلا في المرحلة النبوية ..
وفي ذلك دلالات واضحة تتفق مع ما توصلنا إليه من الفرق بين مهمة الرسول ومهمة النبي ..
ذلك أن المرحلة المدنية كانت مرحلة التطبيق والبناء وتكوين ذلك المجتمع البديل، بل الحضارة البديلة بأسرها ..
أما المرحلة المكية، فقد كانت مرحلة النظرية، مرحلة العقيدة والفكرة السابقة على البناء، والضرورية له ..
لهذا كان الخطاب في المرحلة المكية مقتصراً على الرسول ..
وتوسع في المرحلة المدنية، ليشمل المهمة الإضافية التي اضطلع بها، فصار يخاطب، بالإضافة إلى الرسول، بالنبي ..
النبي، الذي ختم سلسلة الأنبياء .. وبالتالي سلسلة الرسل.
(يُتْبَعُ)
(/)
نبوة النبي لا تنسخ رسالته
لكن ما ينبغي الانتباه له، أن مصطلح "النبي" لم يلغ مصطلح "الرسول" .. وطبعاً نحن نتحدث عن شخص واحد – عليه الصلاة والسلام – شخص تدرج في حمل المسؤوليات والمهمات ومرَّ بذلك بشكل تطوري ومتتالي، وبالتالي لا يمكن إحداث فصل حقيقي بين الرسول، والنبي ..
يشبه الأمر، أن طبيباً ما، تدرج في دراسته وتخصصه، حتى صار جرّاحاً، ثم إنه أنهى تخصصاً دقيقاً في جراحة معينة، فصار جراح أعصاب على سبيل المثال .. كونه جراح أعصاب لن يلغي أنه "جراح"، وهذا كله لن يلغي أنه طبيب .. لا يوجد "لقب" إضافي تحصل عليه، ينسخ لقبك السابق، وكذلك مقام النبوة – لن ينسخ مقام الرسالة .. "المرحلة المدنية" .. مهمته عليه الصلاة والسلام فيها – لم تلغ "المرحلة المكية" وجذورها بل ستحتويها ..
لذا، سنجد في الآيات المدنية، خطابٌ وإشارة إليه، عليه الصلاة والسلام، بصفته الرسولية، بالإضافة إلى صفته النبوية، تباركت كل صفاته عليه الصلاة والسلام ..
ولذلك التداخل في المرحلة المدنية – بين الرسول والنبي – معنى لابد من الوقوف عنده ..
اسقاط معاصر من اجل التطبيق
ذلك أنك عند التطبيق، يجب أن لا تنفصل عن النظرية، عند البناء يجب أن لا تحذف الخطة .. لذا تتكامل "الرسالة والنبوة" في المرحلة المدنية كما تتكامل النظرية والتطبيق العملي .. وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن التطبيق العملي، وبناء النموذج على أرض الواقع، يجب أن لا يبتعد عن القيم الأساسية للنظرية، و "رفع القواعد" يجب أن لا يبتعد عن "القواعد" نفسها .. ذلك أن الكثير من الأفكار والمبادئ (والحديث هنا عن الديني والوضعي منها) تصطدم عند التطبيق، ليس بالواقع وصعوباته، بل بحقيقة أن بعض من يحمل مسؤولية التطبيق، يترك "قيم الرسالة" الأصلية، وخطة البناء والنسبة المقررة لخلطة الإسمنت، بحجة الإسراع بالبناء وبرفعه .. والنتيجة لهذا الأمر أن البناء قد لا يكون مطابقاً للمواصفات القياسية، أو حتى قريب منها .. الأمر في مخاطبته عليه الصلاة والسلام، في المرحلة المدنية، مرة بالرسول، ومرة بالنبي، هو التأكيد على الأمرين معاً: النظرية، الفكرة، العقيدة – والتطبيق، البناء، السلوك ..
ولقد التحما معاً، في تماهي تام، لا مجال لتجزئته أو فصله، في شخص الرسول النبي الكريم ..
لم الطاعة للرسول؟
ضمن هذا التطور يمكن فهم لِمَ أن كل الآيات القرآنية، التي تأمر بطاعة الرسول، لم تأت إلا في المرحلة المدنية .. أي بعدما انتقل عليه الصلاة والسلام من مرحلة الدعوة، إلى مرحلة البناء الاجتماعي ومرحلة إعادة بناء العالم بشكل مباشر .. أي بعبارة أخرى، بعد أن حمل معه – مرحلة الرسالة – إلى مرحلة النبوة ..
كل آية وردت فيها "طاعة الرسول" – كانت حتماً مدنية، لكنها لم تستخدم المصطلح الجديد الذي استخدم لأول مرة في العهد المدني: النبي .. أي إن السياق ربط بين طاعة الله وطاعة الرسول – في أكثر من مرة، لكن لم يذكر السياق من طاعة "النبي" – وهو الأمر الذي جعل دعاة التفلت يعتبرونه تحللا من طاعة "النبي" و اوامره و ليس من كل السنة النبوية فقط و من لكن كل سياق قرآني ورد فيه لفظ النبي و احتوى على امر شرعي، بدعوى أن الطاعة للرسول فقط، وليس للنبي .. !
وقبل أن نؤكد عدم وجود انفصال حقيقي أو افتراضي بين الرسول والنبي في شخصه الكريم عليه الصلاة والسلام، نشير إلى أن الطاعة للرسول، تضم حتماً وطبعاً، الطاعة للنبي، لسبب بديهي هو أن النبي هو مكمل ومتمم لمهمة الرسول، وإذا كنت مطالباً ومأموراً بالطاعة للرسول، فإنك، ومن باب أولى، مطالباً بالطاعة للنبي، الذي هو المرحلة الأعلى والمتممة للرسول ..
الاتباع أقوى ...
الأمر الآخر، الذي لابد من الانتباه له هنا، هو أن "الاتباع" الذي اقترن مع "الرسول النبي الأُمي" – وهو المركب الذي جمع "الرسول النبي" {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 7/ 157] أقوى من الطاعة، لأن الطاعة انقياد لأمر واضح ومحدد، أما "الاتباع" فهو أن "تراه فتمضي خلفه" ..
واتباع "الرسول النبي" – جاء قبل الطاعة – جاء بالذات في الفترة المكية، لأن الاتباع مطلوب فيما سيأتي، والاتباع سيكون أساساً للطاعة ..
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 3/ 31] ستليها فوراً {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [آل عمران: 3/ 32] ..
فالاتباع والطاعة هنا مرتبطان معاً بطريقة لا يمكن التمييز بينهما ..
كما أن الرسول النبي الأمي، هو واحد ..
وطاعته واتباعه واجبة على كل من آمن به ..
"رسول" لكنه "النبي "
الأمر الذي يلفت النظر أيضاً، أن الرسول الكريم، قد ذكر كرسول – بدون تعريف-في أكثر من مرة في الخطاب القرآني ..
{ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [آل عمران: 3/ 81] ..
{أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ} [البقرة: 2/ 87] ..
{وَلَمّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ} [البقرة: 2/ 101] ..
{وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 3/ 144]
{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ} [التوبة: 9/ 128] ..
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: 3/ 164] ..
{كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آياتِنا} [البقرة: 2/ 151] ..
{وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [النحل: 16/ 36] ..
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ} [الجمعة: 62/ 2] ..
{إِنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} [المزمل: 73/ 15] ..
أي إن السياق القرآني، في كل هذه الآيات، قد استخدم لفظ "رسول" – بدون تعريف، لا بالإضافة ولا بأل التعريف، والسياق كان يشير إلى الرسول عليه الصلاة والسلام .. هو ما يعرف لغويا: بالتنكير للتفخيم ..
لكن هذا الأمر لم يحدث مع لفظ "النبي" أبداً ..
لم يحدث أبداً أن جاء الخطاب القرآني، بلفظ "نبي" – بدون التعريف، ويكون السياق موجهاً إليه عليه الصلاة والسلام ..
ولم يكن هناك أبداً أن جاء الخطاب القرآني، بلفظ "النبي" – بالتعريف – إلى نبيٍّ آخر، غيره عليه الصلاة والسلام ..
ما الذي يعنيه ذلك؟ ..
يعني أنه ربما كان هناك أنبياء كثر قبله عليه الصلاة والسلام .. ولكن، كان هناك دوماً نبي واحد فقط سيكون هو النبي بالإطلاق ..
و "النبي" – بالإطلاق – تعني أنه "النبي" المطلق، الذي سيقوم بالدور الأقصى لنبي، سيقوم بالمهمة التي حاول القيام بها كل الأنبياء من قبل .. لكنه هو وحده، عليه الصلاة والسلام، سيذهب إلى المدى الأبعد، إلى المدى الذي فيه نهاية الشوط كله ..
الأنبياء كثيرون، لكن "النبي" واحد ..
و لقد كان اسمه دوماً "النبي" ..
انتظروه دوماً على هذا الأساس .. وكانوا يعرفون أن أنبياء سيأتون وسيرحلون، منهم من سينجح، ومنهم من سيفشل، ومنهم من سيقتل قبل أن يصل لسفح آماله ..
لكن واحداً منهم، واحد فقط، سيختصر تاريخ النبوة، ويقوم بما لم يقم به أحد، واحد فقط، سيتمكن من أن ينطلق من الصفر الاجتماعي، ويصل إلى القمة .. بلا تواصل مع إرث أنبياء آخرين، واحد فقط سيتمكن بمفرده من أن يبني ما لم يبنه سواه .. سيتمكن من أن يثبت أن ذلك ممكن ..
ولهذا فهو "النبي" ..
* * *
وتحفظ لنا ذاكرة التاريخ، موقفاً لابد أن يذهلنا وقد وصلنا لحقيقة أن هذه المفردة لم تستخدم إلا له عليه الصلاة والسلام، ما هو هذا الموقف؟ .. وكيف احتفظت به ذاكرة التاريخ؟ ..
ها هي وثيقة تاريخية، من العهد الجديد "المتداول اتلى يومنا هذا و المعترف به كنسيا " إنجيل يوحنا، الاصحاح 19 - 20 تنقل لنا ذلك الانتظار المسكون بالشغف .. للنبي .. للنبي بالإطلاق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنها شهادة يحيى .. أو يوحنا المعمدان، كما تسميه الأناجيل، حين أرسل اليهود من أورشليم بعض الكهنة واللاويين يسألونه: ("من أنت؟ " .. فاعترف ولم ينكر بل أكد قائلاً: "لست أنا المسيح". فسألوه: ماذا إذن؟ .. هل أنت إيليا؟ .. قال: "لست إياه! .. " .. "أو أنت النبي؟ .. " .. فأجاب: "لا! " .. )
ليس المسيح، ولا إيليا، ولا "النبي" ..
إذن المسيح غير النبي! ..
كانوا ينتظرون النبي .. كانوا يعرفون أن هناك المسيح .. وأن هناك سواه، من أسموه، من وجدوه مكتوباً عندهم بأنه، ليس مجردَ نبي، كما قد يكون المسيح، أو إيليا ..
لكنه "النبي" .. بالمطلق ..
نبي آخر الزمان؟
هل يعني هذا أنه نبي آخر الزمان؟ ..
ربما .. لكن الاصح أنه نبي كل زمان .. النبي الذي ستكون نبوته متجاوزة لأطر الزمان والمكان .. النبوة، التي ستظل، دوماً قادرة على أن تؤدي وظيفتها .. حتى بعد زوال الزمان والمكان الذي أنزلت ضمنه تلك النبوة ..
إنه "النبي" الذي يظل يمدنا بالإنباء، حتى بعد وفاته ..
عليه الصلاة والسلام ..
لا تتحد السنن .. تحد نفسك
أمر ينبغي أن لا يفوتنا هنا، وهو جدير بالانتباه، إلى أن مخاطبتنا له عليه الصلاة والسلام – ظلت مباشرة، كما لو أنه موجود معنا، بقينا نقول "السلام عليك أيها النبي" – لم تتغير، بعد وفاته عملية الصلاة والسلام، لتصبح بصيغة أخرى .. لم تتغير، حتى في أثناء حياته، عندما كان أصحابه يصلونها بعيداً عنه ..
إنها صيغة غير مرتبطة بزمان ومكان محددين بوجوده الشخصي – لكنها صيغة تستحضره وتستحضر وجوده والدفء المنبعث من وجوده – صيغة تتحدى الزمان والمكان، وتتحدى حقيقة أنه مات عليه الصلاة والسلام، رغم إقرارها لها، لكنها تتحدى أن الموت يمكن أن يطوي كل شيء، فحضوره يتعدى الحضور الجسدي الفيزيائي الذي طواه فعلاً الموت، لكن استحضاره، واستشعار حضوره سيستعد في تلك الأبعاد غير الجسدية ..
سنقول، ونحن نعرف أنه قد مات، ونحن نعرف أنه ربما لن يسمعها منا ما دام قد مات "السلام عليك أيها النبي" نقولها .. فهل نحن نحاول التحدث معه وهو في قبره الشريف؟ .. هل نحاول أن نتحدى سُنة الموت التي جرت على كل أبناء آدم ومن ضمنهم أشرف خلقه؟ ..
لا طبعاً، لكن نحاول تحدي أنفسنا .. عبر إحيائه عليه الصلاة والسلام فيها، إذا كان قد مات جسدياً – فهذا لا يعني أن دور القدوة، دور الأسوة الحسنة، دور المثل الأعلى، قد مات .. أو حتى إنه معرض للموت .. هذه الصيغة لا نوجهها له في قبره، بل إلى حيث يجب أن يستمر في الحياة .. في أنفسنا، في عقولنا، عملية تفاعل مستمرة بيننا وبين (دوره) هذا، نكون نحن مسؤولين عن قدح زناد هذا التفاعل، عبر استحضاره في أنفسنا – في جزء خاص لا يمكن تحديده مكانياً أو فيزيائياً – لكن هذا الجزء الخاص مهم جداً في الوقت نفسه لأنه يمارس دوراً تربوياً في اللا وعي ..
الطراز الأصيل
هل هذا الجزء الخاص هو ما يسمى في علم النفس "الطراز الأصيل" archetype •.. – والذي يشبه الحاجة الأصيلة العميقة داخل النفس البشرية إلى دور القدوة – الأسوة الحسنة؟ ..
هذه الحاجة الموغلة في القدم إلى بطل ما – يعبر عن القيم ويجسدها في شخصه .. وهي الحاجة التي تم ملؤها عبر العصور وفي مختلف الحضارات – عبر أبطال الأساطير والحكايات الشعبية، وأيضاً عبر الأنبياء والزعماء الروحيين .. ويتم ملؤه حالياً – عبر وسائل الإعلام – بالنموذج العولمي الهوليودي ..
ربما كان الأمر شيء كهذا، وربما كان أكثر، لكن هذا المصطلح النفسي – الطراز الأصيل - هو أقرب ما أجده شخصياً، لما يمكن أن يملأه عليه الصلاة والسلام في داخلنا، وملئه لا يكون عبر ألفاظ محبة مجردة وشعارات وأناشيد، بل أن يكون موجوداً وحاضراً في ذلك الحيز بشكل فعال، بشكل أن يكون – بتعاليمه، بأخلاقياته، بسلوكياته وممارساته، الجزء الذي يتحكم بنا – بسلوكنا – منا .. أي أن يكون الجزء الفعال من المركب المعقد من الوعي واللاوعي الذي قد يسمى أحياناً "الضمير" ..
فلنتذكر هنا السياق الذي ورد فيه السلام عليه، "السلام عليك أيها النبي، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" كما لو أن هذا التتالي في الذكر (النبي أولاً عليه الصلاة والسلام، ثم نحن) سيؤدي إلى تلك النتيجة: عباد الله الصالحين، كما لو أن التفاعل بين "النبي" – الموجود في ضمائرنا – وبيننا – هو الذي سيؤدي إلى "عباد الله الصالحين" .. أي إلى أن نكون نحن، منهم ..
ولكن ينبغي نذكر أن السلام هو ليس مجرد إلقاء التحية، بل هو عملية التخلص واستئصال الآفات المعيقة للنمو، ولا عباد الله الصالحين هو الدراويش، بل هم من يرث الأرض ..
هكذا يبدو الأمر منطقياً الآن، فالتواصل معه عليه الصلاة والسلام، عندما يكون موجوداً فينا، واستحضاره، سيساعدنا على التخلص من آفاتنا، وأمراضنا، سيكون السلام هنا عملية تفاعل داخلي، سيكرسها وسيقويها استشعارنا أنه موجود بالقرب منا ..
إننا نخاطبه بهذه الصيغة – لا لكي تصله في قبره الشريف .. ولكن لكي يتقوى وجوده في ذلك الحيز في أنفسنا ..
لكي نستشعر وجوده بقربنا ..
......
من كتاب " سدرة المنتهى " الجزء الخامس و الاخير من سلسلة " كيمياء الصلاة " للدكتور أحمد خيري العمري – اصدار دار الفكر دمشق(/)
استفسار
ـ[فارس نجدي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:57]ـ
اسمع عن فرقه داخل السعودية اسمها الجاميه ماذا عنها وهل هي موجودة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 01:50]ـ
اسمع عن فرقه داخل السعودية اسمها الجاميه ماذا عنها وهل هي موجودة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. جعلك الله ممن يحب الخير واهله .. ارجوا ان تتامل في هذا التوجيه من الشيخ السعدي رحمه الله ..
يقول رحمه الله تحت عنوان: تأليف القلوب من رسالته "من آداب المعلمين والمتعلمين" ... :
ومن أهم ما يتعين على أهل العلم معلمين أو متعلمين، السعي في جمع كلمتهم، وتأليف القلوب على ذلك وحسم أسباب الشر والعداوة والبغضاء بينهم وأن يجعلوا هذا الأمر نصب أعينهم، ويسعون له بكل طريق، لأن المطلوب واحد والقصد واحد، والمصلحة مشتركة فيحققوا هذا الأمر بمحبة كل من كان من أهل العلم، ومن له قدم فيه واشتغال أو نفع، ولا يدعون الأغراض الضارة تملكهم وتمنعهم من هذا المقصود الجليل، فيحب بعضهم بعضاً ويذب بعضهم عن بعض، ويبذلون النصيحة لمن رأوه منحرفاً عن الآخر، ويبرهنون على أن النزاع في الأمور الجزئية التي تدعوا إلى ضد المحبة والاتلاف لا تقدم على الأمور الكلية التي فيها جمع الكلمة.
ولا يدعون أعداء العلم من العوام وغيرهم يتمكنون من إفساد ذات بينهم، وتفريق كلمتهم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 01:03]ـ
السائل له حق.
سمعت عن فرقة الجامية أو الجهمية والتي حذرتم منها فهل لهذه الفرقة وجود ومن هو الشيخ محمد الجامي؟
---------
محمد الجامي هو أخونا وزميلنا تخرج من هذه الجامعة المباركة وذهب إلى الجامعة الإسلامية مدرساً في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي وداعياً إلى الله سبحانه وتعالى وما علمنا عليه إلا خيراً وليس هناك جماعة تسمى بالجامية هذا من الافتراء ومن التشويه هذا ما نعلمه عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله لكن لأنه يدعو إلى التوحيد وينهى عن البدع وعن الأفكار المنحرفة صاروا يعادونه ويلقبونه بهذا اللقب.
شيخنا ووالدانا سماحة الشيخ: صالح بن فوزان آل الفوزان حفظه الله تعالى.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 09:40]ـ
يروى أن هناك مكتباً في القاهرة اسمه مكتب الإرشاد، و هناك مكتباً في برمنجهام انشق عن الأول و اسمه مركز دراسات السنة
و عند حرب الخليج إكتشف قادة المكتبين بأشعريتهم الثاقبة أن الحق مع صدام و ليس مع دول الخليج، و إن كان المكتب الذي انشق يدعي أنه على مذهب السنة، لكنه في الجماعة لا يزال على نظام الجماعة الأم، فهل يريدون أن يكونوا من أهل السنة و لا يكونوا من أهل الجماعة
لذلك قرر المكتبان التضامن مع أهل العراق بقيادة البعث العربي، فحركوا قواعدهم في السعودية لهذا الغرض
فخرج أو وكل من يتصدى لهم و كان ذلك بإمامة الشيخ الجامي و أتباعه فردوا و إن كانت بعض الردود من شدتها تسبب نتيجة عكسية لصالح أصحاب تلك المكاتب، و أصبح هؤلاء يسمون أولئك إخونجية و سرورية و الآخرين يسمونهم جامية
و بلغ الوضع أشده حتى اعتقل كبار أعضاء المكاتب داخل المملكة و سجنوا ثم تفتقت أذهانهم و تفتق فقههم للواقع عن صلح مع الدولة!
فاعتبرتهم الدولة قد تابوا و أطلقتهم و فتحت لهم المجال بعدما اقتنعوا بفقه الضعف الذي كان يعمل به أصحاب المكاتب المذكورة داخل بلادهم و اكتشفوا أنهم لم يصلوا إلى مرحلة التمكين بعد التي لن يصلوا إليها بحمد الله ما داموا يبايعون المستضعفين في هذه المكاتب
و لذلك سألت هل لا زالت موجودة ربما لأنك لم تعد تسمع بشيء اسمه جامية و سرورية و إخونجية فقد انتهى الظرف الذي سبب ذلك
و فقهاء الضعف الآن لم يعودوا يدعون لما كانوا يدعون له من قبل بل إلى التعايش حتى مع اليهود و النصارى فلم يعد أحد يخشى منهم على نفسه ليرد عليهم، بل بقي من يرد عليهم لتلبيسهم الدين على الناس
و إذا قرر أحدهم أن ينشز مرة أخرى فربما تتكرر القضية لأن خصومهم يفرقون بين عقوبة المبتدع إذا كان داعية أو لم يكن داعية
فقد انتهت المشكلة فلا تشغل نفسك بها
ـ[االباحث]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخواني بينوا له الحقيقة كاملة والموقف الصحيح من هذه الفتن
ـ[أبو عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 12:12]ـ
الأخ السائل
الجامية هم جماعة يسمون أنفسهم بالسلفيين , وهم نسبة إلى العلامة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله , وهذه الجماعة عليها بعض الأخطاء فهم يتصيدون لبعض العلماء وطلاب العلم , أعني أن الجامية يحذرون من بعض العلماء المعتبرين فهم يحذورن من العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله ويعدونه من التكفيريين , والشيخ ناصر العمر والشيخ سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي والشيخ عائض القرني والقائمة تطول , والأعجب من ذلك أنهم نسفوا الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله بعد تأليفه كتاب " تصنيف الناس بين الظن واليقين " , وهم هداهم الله ضد المراكز الصيفية وحلقات التحفيظ بل يتهمونها بتخريج الإرهابيين , ومن أشهر مشايخهم الآن ربيع بن هادي المدخلي , وأصبح من العلمانيين يتخذون بعض فتاويهم لضرب الإسلام ببعض , وللمعلومية فكما أنهم داخل مملكتنا فلهم من يسير على نهجهم في خارج المملكة كالكويت والإمارات واليمن والجزائر ومصر , فالله أسأل أن يردهم لجادة الحق والصواب , وأن يوحد كلمتنا , وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 01:42]ـ
هي فرقة ليست ذات منهج واحد بل هم في انفسهم متناحرون و لكنهم يتفقون على قاعدة وهي
خوارج على الدعاة مرجئة مع الحكام.
أبرز دعاتها
-محمد أمان الجامي
-ربيع المدخلي
-فالح الحربي
-أبو عمر العتيبي
و القائمة أخي تطول.
إن أردت المزيد عنهم راسلني على الخاص بارك الله فيك.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 01:14]ـ
هي فرقة ليست ذات منهج واحد بل هم في انفسهم متناحرون و لكنهم يتفقون على قاعدة وهي
خوارج على الدعاة مرجئة مع الحكام.
أبرز دعاتها
-محمد أمان الجامي
-ربيع المدخلي
-فالح الحربي
-أبو عمر العتيبي
و القائمة أخي تطول.
إن أردت المزيد عنهم راسلني على الخاص بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم
يجب معاقبة الظالم بظلمه، وإيقافه عند حده.
الشيخ محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى، عالم من علماء أهل السنة
رجل زكاه الإمام بن باز ومعه كبار علماء اهل السنة.
فما قيمة طعنك انت؟!!
هل قرات كتاب واحد للشيخ محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى؟!!
هل سمعت محاضرة واحدة له؟!!
هل ستقضى طوال حياتك في التحذير من الشيخ الجامي وكل منتهى معلوماتك " الحكايات "!! في المنتديات!!
ما هو رصيدك العلمي حتى تطعن في الشيخ الجامي رحمه الله تعالى؟
يا بطل يا مغوار كنا نريد منك ان تتعقب الشيخ الجامي في أي مسألة من مسائل الدين.
ولا تتعقبه في شخصه؟!
أو لم تقرأ نصوص الشريعة التي جاءت بالوعيد لمن يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا!!(/)
(دعوة تحرير الرجل) .. بطلها قاسم أمين " آخر " .. فاسمعوا ما يقول؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لنتخيل خروج قاسمٍ أمين آخر لتحرير " الرجل " هذه المرة، وليس المرأة، متفقًا مع صاحبه القديم في النظر إلى الرجل والمرأة وأحكامهما في الشريعة الإسلامية بنظرة (المساواة) ..
ولهذا أظنه سيقول في كتابه: " تحرير الرجل ":
(أيها السادة والسيدات، لابد من تحرير الرجل المسلم، ورفع الظلم عنه، ومنع استئثار المرأة دونه، بسبب تمسك المجتمع " الأنثوي " بالعادات البالية، والتقاليد المتخلفة، وإليكم أنواع الظلم الذي حلت بالرجل؛ لعدم مساواته بالمرأة؛ لعلنا نتعاون في رفعها عنه؛ ولو بالتعاون مع: " المؤتمرات الدولية " و " القوى الخارجية "!
1 - ياسادة: المرأة تستطيع أن تلبس الذهب والفضة، ولو كثر، وهما من أجمل الجواهر، وسواء كان محل اللبس الآذان أو العنق أو الصدر أو المعاصم أو الرأس أو الأصابع؛ وسواء كان الحلي من القلائد والأقراط والجواهر والفتخ والخواتم والخلاخل، فكل ذلك مباح لهن. أما الرجل المسكين فإنه لا يستطيع التزين بحلي الذهب والفضة، ولا يلبس من ذلك شيئاً إلا ما استثني كالخاتم من الفضة فقط.
2 - ياسادة: للمرأة أن تلبس الحرير، وهو من أنفس الألبسة وأنعمها و أجملها، ولكنه محرم على الرجل المظلوم إلا لعذر من مرض أوحكة.
3 - ياسادة: لا تجب صلاة الجمعة ولا الجماعة على المرأة، فأما الرجل فيجب عليه حضورها في المساجد خمس مرات في اليوم والليلة، ولا يخفى ما في هذا من التعب والمشقة.
4 - ياسادة: لقد اتفق الفقهاء على أن الزوج لا يدفع زكاة ماله إلى زوجته الفقيرة لوجوب نفقتها عليه، بعكس المرأة التي يجوز لها أن تدفع زكاة مالها لزوجها.
5 - ياسادة: هل تعلمون أن زكاة الفطر تجب على الزوج دون الزوجة؟!
6 - ياسادة: يسقط عن المرأة الحائض والنفساء طواف الوداع ولا تقعد في مكة لأجله. أما الرجل فيجب عليه، ولا يخفى عليكم ما في هذا من مشقة ومزاحمة.
7 - ياسادة: الجهاد بالنفس مأمور به الرجال دون النساء، ولا يغيب عنكم ما فيه من تعريض النفس للمخاطر، أما المرأة فتكسب أجر الجهاد العظيم بمجرد الحج، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور.
8 - ياسادة: الرجل المحارب يُقتل، ومثله من يُعين برأي أو مكيدة من الرجال الشيوخ، أما المرأة فلا تُقتل في الحرب.
9 - ياسادة: القرار في البيت وتدبير شؤون الزوج والأولاد وظيفة أولى للمرأة، قال تعالى: (وقرن في بيوتكن) .. الآية، أي: الزمن البيوت ولا تخرجن، وكن فيها أهل وقار وهدوء وسكينة. أما الرجل المسكين فهو مطالب بالخروج، والكدح، والتعب.
10 - ياسادة: المرأة أولى بالحضانة من الرجل. لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص: "أن امرأة قالت: يا رسول الله: إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحِجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أنه ينزعه مني. فقال: "أنتِ أحقُ به ما لم تنكحي". فلماذا يُحرم الرجل من فلذة كبده؟!
11 - ياسادة: المرأة إذا قَتلت قتلَ خطأ فإنها لا تدفع من الدية شيئاً، وإنما العاقلة - وهم العصبات الذكور - هم الذين يحملون الدية عنها في قتل الخطأ.
12 - ياسادة: " القسامة " في باب الجنايات تختص بالرجال، دون النساء.
والقسامة هي أن يوجد رجل مقتول بين قوم متشاجرين أو بين حيين ولا يُعلم مَن قتله. فيُطالب " الرجال " من أوليائه بالقَسَم أن فلانًا قتله – إذا ماكانت هناك قرينة على القتل -. أما المرأة فقد ارتاحت من هذه الأمور.
13 - ياسادة: الفقهاء مجمعون على أن المهر حق للمرأة، وهو واجب على الزوج. ولكم أن تتخيلوا مقادير المهور التي يدفعها الرجال، وقد أعفيت منها النساء.
14 - ياسادة: النفقة حق من حقوق الزوجة على الزوج، يدفع لها ما يكفيها من الطعام والكسوة ويُعد لها السكن المناسب لبيئتها. أما المرأة فلا حق له عليها .. (يُذكر أن أكثر من نصف عقارات الرياض بأسماء نساء! اللهم زد وبارك).
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - ياسادة: المرأة لايجب عليها أن تنفق على أولادها بوجود الزوج، وكذلك لا تنفق على أقاربها إلا من باب البر والإحسان فقط. بخلاف الرجل.
هذا ياسادة غيض من فيض، مما حل بالرجل المنتهك الحقوق، في مجتمعات " أنثوية " لا تعترف إلا بحقوق المرأة. فساهموا – رعاكم الله – في رفع الظلم عنه؛ ولو بكلمة أو مقال أو اقتراح؛ إلى أن تنجلي الغمة، ونفرح بتحرره من القيود. أخوكم: قاسم أمين) ..
تعليق
- نظر قاسم أمين " الأول " إلى أحكام الرجل والمرأة في الإسلام بنظرة " المساواة "؛ فوجد شيئًا من التفاوت، فظنه من الظلم؛ فقرر أن يُحرر " المرأة "؛ فأوقع الأمة في فتنة وصراعات مفتعلة ..
- ونظر قاسم أمين " الثاني " إلى أحكام الرجل والمرأة في الإسلام بنظرة " المساواة "؛ فوجد شيئًا من التفاوت، فظنه من الظلم، فقرر أن يُحرر " الرجل "؛ فسيوقع الأمة فيما أوقعها صاحبه الأول ..
وكلاهما مخطئ ..
لأن الإسلام دين (العدل) لا دين (المساواة) ..
- بل إن (المساواة) بين الأشياء المختلفة – فضلا عن إنكار الشرع لها - مما تُنكره العقول السليمة، والفِطَر المستقيمة. فالشمس غير القمر، والسماء تختلف عن الأرض .. وهكذا؛ لكل خلقٍ طبيعته ووظيفته. وما حال من يساوي بين الأشياء المختلفة إلا كمن يقول: سأقطع اللحم بالكأس وأشرب بالسكين!
- ولو نظر الاثنان بنظرة " العدل " - مستحضرَيْن قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) .. وحذرَيْن من قوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) .. وقوله تعالى: (فلاوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما) - لأراحا أنفسهما وأراحا الأمة من شرور كثيرة ..
والله الهادي ..
روابط متعلقة بالمقال
الإسلام دين العدل لا المساواة
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/48.htm
من عبدالله بن محمد الداوود إلى قاسم بك أمين - رحم الله أموات المسلمين -
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/126.htm
المشابهة بين قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة و دعاة التحرير في هذا العصر
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/16.zip
هل تصدق؟ (زوجة قاسم أمين تغطي وجهها! ودرية شفيق انتحرت!)
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/20.htm
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:34]ـ
جزاكم الله خيراً - شيخ سليمان -؛ نعم النصيحة،،،
وفي ظني أن كلام قاسم أمين " الثاني " يصلح في الرد على قاسم أمين " الأول "!!!
ولو يرى دعاة حقوق المرأة في بلاد الحرمين - حرسها الله من كيدهم - البلدان العربية التي سبقتهم في هذا الميدان، لأصبحوا من دعاة استرجاع حقوق الرجل المسلوبة!!!
وأحسن من ذلك أن يقنعوا بدين الله وشرائعه في كل الميادين؛ ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة، والله الموفق ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 12:38]ـ
الأخ الكريم: فريد المرادي: بارك الله فيكم .. و (ياليت قومي يعلمون).
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:08]ـ
لقد تم هذا في الغرب وبصورة اكبر مما يتصور العقل الفطري الايماني بل العقل البشري في عصوره كلها اخي الاستاذ الشيخ سليمان الخراشي
لقد لبس الرجل الغربي الحلق منذ عقود طويلة ولبس الحرير بل لبس لباس المرأة
واعرف كثير من رجال غربيون ومنهم هولنديون يلبسون ملابس النساء في بيوتهم ويعرض التلفزيون الغربي هذا بصورة وكأنها مقبولة واذا سألت احداهن او احدهم هل يعقل هذا تقول هذا طبيعي عندنا وهو من حرية اللباس واذا سألتها في نفس الوقت عن الحجاب والنقاب صمتت وكأنها خرست او قالت نحن نتكلم عن عادتنا لا العادات الدخيلة التي نرفضها تماما ومنهم من يقول لا الحجاب كما تري موجود في كل مكان
اما التغيير الاعظم فهو التغيير الذي أشار الي محمد رسول الله بأنه سيحدث وهو تغيير في خلق الله ليس الوشم فحسب وقد وصل الوشم الي اعف اعضاء الجسم وبرسومات عجيبة وصدق رسول الله فالنهي يحمي المسلمين في عصور مابعد العصر الاول والي الان!
لقد غير الرجال في الغرب اجسامهم حتي صاروا نساءا لحما واعضاءا!
وفعل النساء هذا الامر ايضا
واكيد تتذكرون الرجل الامريكي الذي حمل وولد في امريكا!
فقد زور الاخباريون الغربيون الخبر فالرجل كان امراة قبل ان يتحول!
ولما صار رجلا ظاهرا بالاعضاء حمل كأنثي داخلية!
وزعموا ان الرجل العصري يمكن ان يحمل مثل المرأة!!!!
وفي هولندا تشتكي نساء كثيرات من التطورات السلبية التي حدثت نتيجة تغيير خلقتهن الي شكل رجل!
ولقد رايت رجلا غربيا يبكي -هولنديا يبكي في برنامج تلفزيوني لانه يريد ان يعود رجلا كما كان ولكن هيهات فقد تغيرت الخلقة!
وياخذون هرمونات تغير الشكل وتتغير بعض الاعضاء وليس طبعا كلها اللهم الا بزرع ما!
وتنشغل المحاكم برفع دعاوي علي الجراحين الغربيين لانهم لم يعطوا معلومات كافية عن التغيرات النفسية السلبية المحتملة
لقد حدث تغير هنا وصار الرجل امراة وصارت المراة رجلا في الشكل والاعضاء وليس في التشبه والملبس!
ان سبق الاسلام في التحذير من تغيير الخلقة هو دليل الوحي وانه ليس تأليف بشر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 04:21]ـ
يُذكر أن أكثر من نصف عقارات الرياض بأسماء نساء! اللهم زد وبارك
أضحك الله سنك شيخنا الكريم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 10:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 04:06]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم وأزاد في عمركم وبارك لكم في علمكم وقبل عملكم ورزقكم حسن الخاتمة ....... اللهم آمين(/)
آخر صيحة في تخبط جماعة الإخوان المسلمين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 04:21]ـ
(رفض محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التعقيب على تصريحات القرضاوي -ذي الجذور الإخوانية والذي يعتبره كثيرون المرشد الروحي ومفتي التنظيم- التي انتقد فيها الاختراق الإيراني الشيعي للمجتمعات السنية. كما انتقد التصريحات الصحفية التي قالت إن جماعة الإخوان المسلمين والمقربين من القرضاوي تركوه وحده لانتقادات علماء الشيعة دون أن يقف في صفه أحد، وقال عاكف إنه يرفض سوء الأدب والتطاول على الشيخ من السنة والشيعة. وحول موقف الجماعة من المذهب الشيعي قال عاكف لصحيفة الدستور المصرية: "هم مسلمون لهم مذهبهم ولكنهم يعبدون الله عز وجل ويتبعون النبي "صلي الله عليه وسلم" وقبلتهم هي الكعبة ويتبعون تعاليم القرآن"، وأضاف أن ما يدور بين السنة والشيعة خاصة في العراق ولبنان لا يزيد علي كونها خلافات سياسية لا دخل للإسلام ولا المذاهب فيها وهي ليست اختلافات فقهية. وهذه الاختلافات الفقهية لها مجالس للعلماء المتخصصين فيها وهذا لا دخل له بالخلافات السياسية. وقال إن مبدأ جماعة الإخوان المسلمين هو التقريب بين المذاهب وإن القرضاوي متفق معنا في هذه المسألة)
تناقلت الخبر المواقع عن صحيفة الدستور و الظاهر أنها ليس لها موقع
أقول هذا الكلام يدل على أن الإرشاد العام يعتمد المذهب الأشعري الذي يعد الرافضة من الإسلاميين، و كثير من مواقف المكتب و مبايعيه لا تخلوا من المذهب الأشعري و إن ادعوا مذهب السلف و تأولوه ليوافق الأوامر الصادرة من مكتب الإرشاد
و من أبرز أشعريتهم التقريب بين المذاهب التي يعتبرونها إسلامية، و يتأولها من ينتسب للسلف بالعذر بالجهل، و كلما جاءه أمر من الإرشاد بالتضامن مع الإخوة المشركين الذين يسمونهم مسلمين على مذهب الأشاعرة، فإنه يجد حلاً سريعاً باعتبارهم معذورين بالجهل ليسوق رأي الإرشاد العام على متبوعيه من السلفيين، هذا إذا لم يكن وجهه مثل قفاه و قال لا وقت لانشقاق الصف، أي أن المشركين من الصف سواء كانوا جهلة أولا
و لعل مجرد الانتساب لجماعة مثل هذه حتى من دون تأويل مذهب السلف، و تفضيلها على جماعة أهل السنة له حكم الصلاة في مسجد الضرار، أما أتباعها فإن رضي و تابع على الأشعرية فهو أشعري حتى لو تأول تأويلاً غير سائغ، أما إن كان تأويله سائغاً فلا يتابع
و الله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 05:26]ـ
نسيت أن أنقل هذه الإضافة
فيما رفض المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي تعد أكبر تنظيم إسلامي سني التعليق على الجدل الذي فتح حول هذه القضية مكتفيا بالتأكيد أن التشيع هو مذهب إسلامي يجوز التعبد به.
ـ[القضاعي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 05:15]ـ
جزيت خيراً
وصدق الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله حين سماهم بـ (الإخوان المفلسين).
والإشكال فيمن يعتذر لهم , أو يقتبس من مناهجهم!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 05:52]ـ
"وحول موقف الجماعة من المذهب الشيعي قال عاكف لصحيفة الدستور المصرية: "هم مسلمون لهم مذهبهم ولكنهم يعبدون الله عز وجل ويتبعون النبي "صلي الله عليه وسلم" وقبلتهم هي الكعبة ويتبعون تعاليم القرآن"، وأضاف أن ما يدور بين السنة والشيعة خاصة في العراق ولبنان لا يزيد علي كونها خلافات سياسية لا دخل للإسلام ولا المذاهب فيها وهي ليست اختلافات فقهية. وهذه الاختلافات الفقهية لها مجالس للعلماء المتخصصين فيها وهذا لا دخل له بالخلافات السياسية. وقال إن مبدأ جماعة الإخوان المسلمين هو التقريب بين المذاهب وإن القرضاوي متفق معنا في هذه المسألة"
تأمل كلام الذين يصورون أنفسهم دعاة لتحكيم الشريعة، ولرفع كتاب الله فوق سائر دساتير الأرض، والذين يقولون "الاسلام هو الحل" ويتغنون (بالموسيقى غالبا) قائلين "القرءان دستورنا" والذين يدندنون بمحاربة الذين يفصلون بين الدين والسياسة!! والله ما فقهوا ما الدين ولا ما السياسة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمل كيف لا يرون دخلا للدين والخلاف الطائفي أصلا في مشهد صراع دموي وحشي قد شهد له جميع عقلاء الأرض حتى الكفار بل والوثنيون في الصين وغيرها، بأن محركه الأول في تلك البلاد انما هو المحرك الطائفي المحض!! فأي اسلام هذا الذي يتكلم عنه هذا الرجل؟؟؟ وأي شريعة تلك التي يمني أتباعه بأنها ستسود على أيديهم وتحكم؟؟
قد يتذرع قوم من أتباعه ويقولون انه يتقي، حرصا على مصلحة الجماعة!! فنقول وكذا كل حزب سياسي، على رأس كل شيء عند رئيسه مصلحة الحزب وأعضاء الحزب والجماعة! يجاهدون الآن تحت راية أمثال هذا الرجل في سبيل أن يكون التمكين للاخوان المسلمين، لا للمسلمين!!
ومن لا يزال الى الآن لا يدرك مدى غرق هذه الجماعة في الحزبية العفنة، فمتى يدرك؟؟؟؟
هلا أفاق الغافلون؟؟؟
التقية تكون لمن يُخشى من بطشه المتحقق .. فهل يخشى الأخ عاكف - ولا أجد له لقبا يليق به!! - من بطش علماء الحوزات به وبالمسلمين فيتقيهم بهذا الكلام مثلا؟؟؟ ولو كان هذا الرجل يرى أنه ليس من المصلحة في هذه الظروف أن يستعدي عليه قوما يتربصون به بأن يصرح بالطعن على أئمة الرفض المشركين، فهلا سكت وامتنع عن التعليق أصلا؟
ثم ما مقدار ما حصله هذا الرجل من العلم بحقيقة دين الرافضة وحقيقة صراعهم مع أهل السنة؟؟؟
وبأي شيء تبوأ ما تبوأ في الأرض أصلا؟؟؟
أم أن الاسلام الذي يزعمون العمل من أجله يبيح لكل أحد، عالما كان أو دون ذلك، أن يتسيد في الناس ويتكلم في الدين وفي الطوائف المنتسبة اليه؟؟؟
أي اسلام هذا؟؟
وأي مصلحة في الأرض أعظم لأمثال هؤلاء الرافضة الملاعين أعداء الله والدين من أن يروج هذا الرجل وأمثاله - المتبوعون زورا بين فئام من المسلمين - تلك الدعاية لهم بين الغرر من عوام أهل السنة الجاهلين؟؟؟
قد نطق الرويبضة والله وصار له أتباع!!
ألم يأن للذين يصرون على الاعتذار لتلك الجماعة، جماعة "الاخوان الديمقراطيين"، أن يفيقوا؟؟؟
هل هذا هو "فقه الواقع" الذي ينادي به مشايخ الاخوان وأتباعهم ليل نهار؟؟
ما أفقهكم للواقع، حقا!!
ما أفقهكم!
حسبنا الله ونعم الوكيل!
لكم الله يا أهل السنة في تلك البلاد المنكوبة!
لكم الله!!
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 03:58]ـ
مرشد "الإخوان" يعبر عن ترحيبه بالمد الشيعي الإيراني بالمنطقة
كتب فتحي مجدي (المصريون):: بتاريخ 24 - 12 - 2008
أعرب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، محمد مهدي عاكف عن تأييده المد الشيعي الإيراني بالمنطقة، مبررًا ذلك بأن "إيران دولة شيعية واحدة ما المانع إذن، فهناك 56 دولة سنية"، وذلك في تصريحات من شأنها أن تفجر السجال مجددًا حول العلاقة بين جماعة "الإخوان" وإيران، خاصة بعد موقفها المثير للجدل من أحد رموزها، الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، في أعقاب تعرضه لهجمة إيرانية شرسة، على خلفية تحذيراته من خطر التوغل الشيعي داخل المجتمعات العربية السُنية.
تصريحات عاكف جاءت في مقابلة مع صحيفة "النهار" الكويتية نشرتها أمس الأربعاء، ردًا على سؤال حول ما إذا كان يرحب بالمد الشيعي بالمنطقة، حيث أجاب قائلاً: "أرى أنه لا مانع في ذلك، فعندنا 56 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي سنية، فلماذا التخوف من إيران وهي الدولة الوحيدة في العالم الشيعية، أليس حسن نصر الله (الأمين العام لـ "حزب الله") شيعيًا، ألم يؤيده الناس في حربه ضد إسرائيل في صيف 2006".
كما دافع عن البرنامج النووي الإيراني، وحق طهران في امتلاك قنبلة نووية، مقللاً من التداعيات المحتملة لذلك على أمن الخليج، وتابع: "هذا البرنامج من حقهم (الإيرانيون) حتى ولو كان قنبلة نووية فهذا حقهم، فأمريكا عندها قنبلة نووية وكذلك إسرائيل وباكستان والهند .. فلماذا إيران أليس من حقها فهي دولة ذات سيادة، ومن حقها أن تفعل "أي شيء"، وبشأن تأثير البرنامج النووي الإيراني على أمن الخليج، قال: أليست هناك باكستان القريبة من الخليج وكذلك الهند"؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبدى مرشد "الإخوان" تفهمه إزاء التظاهرات الإيرانية الأخيرة أمام السفارة المصرية بطهران، التي اتهمت مصر بالمشاركة في حصار قطاع غزة، رغم وصفه لها بأنها "عبث"، و"مظاهرات لعواطف الناس"، إلا أنه قال عن المشاركين فيها، "ناس يجب أن أحترمهم، وكل من يقوم بعمل فهو المسئول عنه، لأنني أقوم بمظاهرات، وأنا لست ضد أو مع هذه المظاهرات، ولست مع النظام (المصري) في قبولها أو رفضها".
من جهة أخرى، رفض عاكف اتهامات بممارسة "الإخوان" ضغوطًا على حركة "حماس" لحضها على الانسحاب من الحوار الوطني الفلسطيني، الذي كان مزمعًا عقده في القاهرة مطلع نوفمبر الماضي، واعتبرها اتهامات لا أساس له من الصحة، قال إنه لا يقيم لها وزنا، نافيا بشدة تدخله في هذا الموضوع.
لكنه ألمح إلى ضغوط مورست على "حماس" التي بررت انسحابها بتحفظات على بعض بنود الورقة المصرية للحوار، مضيفًا "نحن نرحب بحوار القاهرة دون أن يضغط على طرف من الأطراف لحساب طرف آخر أو يملى عليه شروط، وأنا اعتقد أن "حماس" هي صاحبة القرار بصفتها حكومة شرعية".
وندد بالحصار المفروض على قطاع غزة، محملاً الدول العربية والإسلامية المسئولية عنه، داعيًا العرب إلى التوحد في مواجهة هذا الحصار، مرحبًا في الوقت ذاته بإقامة إمارة إسلامية في القطاع، مؤكدًا أنه لا يرى شيئًا فيما هو مثار من مخاوف عن أن "حماس" هي امتداد لجماعة "الإخوان"، وتساءل: "ما المانع أن تقوم إمارة إسلامية، أليست أفضل من إمارة علمانية أو صهيونية"؟.
من ناحية ثانية، نفى عاكف تخلي "الإخوان" عن فكرة تأسيس حزب سياسي، رغم الرفض الرسمي لذلك، وأضاف "لو سمحت الظروف بذلك سنؤسس هذا الحزب، وفي حال عدم قيام الحزب فإن الجماعة موجودة وتقوم بواجباتها كاملة كما حددها قانونها الأساسي "هيئة إسلامية جامعة".
لكنه لم يجب على سؤال حول احتمالات التنسيق بين "الإخوان" وأحزاب معارضة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد مبادرته بالاتصال هاتفيًا برئيس حزب "الوفد" محمود أباظة لتهنئته بعيد الأضحى، وهو ما أثار تكهنات حول تكرار سيناريو التنسيق بين الحزب والجماعة في انتخابات 1984.
وردًا على اتهامات بأن "الإخوان" سيُقلمون أظافر المسيحيين إذا ما وصلوا للحكم، قال عاكف إن "هذا لن يحدث"، مشيرًا إلى ارتباط "الإخوان" بعلاقات قديمة جدًا مع الأقباط، وأن اللجنة السياسية للجماعة كانت تضم في عضويتها ثلاثة من كبار المسيحيين، وأنه يحمل عضوية جمعية الشبان المسيحيين منذ سنوات، ولا تزال مستمرة إلى الآن.
في الوقت الذي اعترض فيه على مهاجمة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بسبب مصافحته الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على هامش مؤتمر حوار الأديان في نيويورك الشهر الماضي، مبررًا ذلك بأنه "موظف في الدولة، فلماذا هذا الهجوم عليه، وأنا ضد هذا الأسلوب والموضوع ليس موضوع شيخ الأزهر، صحيح له سلطة عند الناس ويمثل الإسلام ولكنه موظف عند الحكومة".
وحول ما ذكره تقرير لمعهد "كارنيجي" للسلام عن وجود صراع بين "الإصلاحيين والمتشددين" داخل جماعة "الإخوان"، نفى عاكف ذلك بشدة، مؤكدًا أن "الإخوان" يصدر رأيهم عن رأي واحد وفكر واحد وليس بينهم متشددون، وأنها جماعة يقوم أمرها على الشورى ( ... ) وما يقوله عمرو حمزاوي في دراسته ما هو إلا كلام يخرج من رجل أكاديمي بعيد عنا ولا يعيش بيننا".
وقلل عاكف من الآمال المعلقة على الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، واعتبره مجرد "منفذ قرارات"، لأن الولايات المتحدة دولة لها مؤسسات ولها قرارات، ونفى أن يكون قصد من وراء تهنئته إيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بأن هناك "إخوان" في مصر، مؤكدًا أن تهنئته كانت للشعب الأمريكي على اختياره الصحيح وليس أوباما نفسه لأنه كسر الحاجز وبات أول أسود ينتخب رئيسًا للولايات المتحدة.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=57931&Page=1
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 05:19]ـ
هذا ليس تخبطاً فقط بل ضلال وتضليل وخداع من مرشدهم ... اللهم اكفِ المسلمين شرهم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 07:02]ـ
جزى الله المداخلين خيراً
و من جهة العنوان يا أخانا العمري فأنا جعلته (آخر صيحة) فقط و الباقي من اجتهاد المشرفين وفقهم الله
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 01:34]ـ
عمموا النشر لذلك ووجهوا نصائحكم من كل مكان لهم خاصة فيما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ولا أدري من أقرهم على ذلك حتى يتفردوا هم به، لو قالوا اتحاد الأخوان المفلسين العالمي لقبل لهم لكن ...
أنشروه وبثوه ولا تسكتوا على أي عباءة فيهم وعلى الاطلاق حتى يعودوا الى منهج الحق المبين ويتركوا زيفهم وما هم عليه،ويكفي يا أيها ....
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 01:45]ـ
أحسن الله إليكم جميعا .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:20]ـ
المذهب الأشعري الذي يعد الرافضة من الإسلاميين
المذهب الأشعري فيه من يكفر الرافضة و فيهم من يتوقف و فيهم من يجعلهم من الاسلاميين و كذلك في المنتسبين الى السنة من يكفرهم و من لا يكفرهم فتعميم القول بعدم التكفير على كل المذهب و جعله من لوازمه أو أصوله ظلم بين دع عنك جعل القول بالتقريب أشعريا مما هو معلوم البطلان اذ أن حتى من يجعلهم من الاسلاميين فهو شديد التنفير من بدعتهم و مقر بكونها على حافة الكفر ... دع عنك التقريرات المتسرعة لجعل المرشد العام أشعريا بهذا اللازم و انه ما فعل ذلك الا لكونه أشعريا-و ان كان سيكون أفضل لو كان أشعريا - و أكثر رهقا منه الزام افراد الاخوان في جماعة مختلطة كهذه برأي كبيرهم و كأننا أمام جماعة ممتنعة مقاتلة .... حتى يتسنى افراغ الأحكام المعممة الجائرة عليهم جميعا ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:31]ـ
/// عدم الإحساس بخطر الرافضة بعد أحداث العراق التي رأها الأعمى قبل المبصر هو أقرب إلى الحماقة والغباء منه إلى الانحراف المنهجي أوالعقدي ...
/// لم أر جماعة الإخوان المسلمين فرقة دعوية بقدر ما أراها حزبًا سياسيًا له أهداف سياسية، من إحداها تطبيق الإسلام المطاط.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:35]ـ
الإخوان ليسوا نسيجا واحدا
فإخوان مصر لديهم تساهل في هذا
بخلاف الإخوان في الأردن والسعودية والعراق مثلا
فلا يعمم القول .. وفيهم علماء أفاضل أجلاء
ومجاهدون نبلاء كثر
وبدل الانشغال بثلب الجماعات الإسلامية
ليتنا ننشغل بإصلاح أنفسنا والنصح لهم بالطرائق الشرعية المعروفة
مع حسن الظن والتعاون على البر والتقوى ..
لابطريقة التشنج العصبي
ويقع الكثير في الغلط حين يقول: الصوفية والإخوان
يظنها فرقة عقدية!
فاتقوا الله وكفوا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 02:38]ـ
جماعة الإخوان ليست فرقة عقدية كالأشاعرة والجهمية والماتريدية والمعتزلة .. حتى نتناول كلام بعض المسئولين فيها كما نتناول كلام أئمة الضلال والإنحراف ... لذلك تجدون من المنتسبين إليهم .. السلفي والصوفي والمتمذهب والعقلاني .... ودونكم الكثير من العلماء ذوو المشرب السلفي .. كآل الأشقر مثلا .. والكثير من الإخوان في السعودية مثل الدكتور سعود الهاشمي .. مثلا .. واللائحة طويلة .. وأيضا فضيلة الداعية راغب السرجاني والشيخ وجدي غنيم .. فلاداعي للسطحية .. والاخوان في العراق مثلا ليسوا هم الإخوان في سوريا او مصر .. بل داخل البلد الواحد قد يختلفون كما ذكر فضيلة الشيخ أبي قتادة الفلسطيني في سلسلته في الجرح والتعديل وبين وجه الاختلاف بين الاخوان في سوريا من تيار قريب للمنهج السلفي كالدكتور السباعي وعصام العطار .. وتيار متمذهب يمثله عبد الفتاح أبوغدة ...
ولو صرنا على نهجكم .. لرمينا المنهج السلفي كذلك بنفس مانرمي به جماعة الإخوان .. كيف ذلك .. بعض الدول العربية تجعل السلفية كشعار للدولة .. وولاة أمورهم كذلك .. فهل نلزم السلفيين بزلات هؤلاء الحكام ... "حوار الأديان ... موالاة الكافرين .. البغي والظلم والجور .. "
فلماذا تكلمتم في مسؤولي الإخوان .. ولم تتكلموا في غيرهم ...
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ إمام الأندلس بارك الله فيك ...
و من من الإخوة تحدث عن الأشخاص؟
إنما الكلام عن سقطات و هنات الجماعة التى يعبر عنها كلام المرشد فى غيرما موضع و كذا تصريحات أعضاء مكتب الإرشاد من أمثال "التحاكم إلى لديمقراطية و رأى الشعب" و غير ذلك مما يضيق المقام عن سرده. و إن لم يكن هؤلاء هم من يعبرون عن منهج الجماعة، فمن؟
و الإستشهاد بكلام المرشد و غيره يكون لبيان تلك الأخطاء لدى الجماعة و الرد عليها من قبل أهل العلم و الفضل، لا من أجل النيل من الأشخاص و الذوات. فكما قال مرشدهم فيما نقلت فى مشاركتى السابقة: " أن "الإخوان" يصدر رأيهم عن رأي واحد وفكر واحد""
و اسمح لي بالتعليق على قولكم "لرمينا المنهج السلفي كذلك بنفس مانرمي به جماعة الإخوان ".
فالمقارنة بين المنهج السلفى و أى منهج آخر باطلة.
فالمنهج السلفى معصوم بعصمة الكتاب و السنة الذين هما أصل هذا المنهج، و إنما قد يقع الخطأ من الأشخاص و إن كانوا من المنتمين لهذا المنهج فى الجملة، فيكون الرد و البيان على خطأ هؤلاء، لا علي المنهج ذاته ... هذا بخلاف المناهج الأخرى التي هي غير معصومه و يتعين الرد عليها و بيان مخالفاتها ممن هم أهل لذلك بيانا للحق و إعلاءا لكلمته.
جزاكم الله خيرا أيها الأخ الكريم و وفقنا و إياكم لما يحب و يرضى
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 07:57]ـ
أحسن الله تعالى اليك يا أخي عمرو،ونحن لا نريد أن نرد على الاخ امام الأندلس والا فهناك الكثير، وحسبنا أن من عاش مع الأخوان وعمر طويلا أنكر كل خلاتهم وصفاتهم وقال بهجرهم عن بكرة أبيهم، ثم أي علماء فيهم اذا لم ينصحوا قومهم يا أمام الأندلس؟ وهناك عندي قوائم طويلة بذلك.
فتثبت أخي الكريم ..
وحياك الله يا عمرو فقد بينت وسددت ولا مجال لأي مقارنة بين الحق والهمجية العقلية التي تشاء وتختار كيفما هي تشتهي وتريد.
قلت:لا نريد مناقشة هذا المسرب،أحبتنا ننصحكم كلكم رعاكم الله تعالى.
ولنقف على نصيحة كل من دخل الى ذلك الحزب بهدوء ورفق وبنية صالحة وجزاكم الله خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:12]ـ
/// الموضوع كان عن جماعة الإخوان في مصر ومهدي عاكف في موضوع غفلتهم أوتغافلهم عن الرافضة وليس عن كل إخواني على وجه الأرض، وفي كل مواقف الإخوان وجهودهم المهدرة! فالكلام موجَّهٌ لذات الموضوع؟! فالكلام هنا في هذه الصفحة في ظنِّهم في هؤلاء الزنادقة الحاقدين أنَّهم سينصرون الإسلام والمسلمين ويرمون إسرائيل في البحر ..
/// والإصلاح يكون ذاتيًا للنفس وللغير المنتسب للعمل الإسلامي، ولا يلزم من "ظهور" الاهتمام بهذا انعدام الآخر.
/// ولا يلزم أي موضوعي عند الكلام عن انحراف الإخوان في أي موضوع ذكر أخطاء التبيليغيين في موضوع كذا والسلفيين في موضوع كذا والمجوس في كذا؟! هل ثم خلل في الحوار!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:43]ـ
المذهب الأشعري فيه من يكفر الرافضة و فيهم من يتوقف و فيهم من يجعلهم من الاسلاميين و كذلك في المنتسبين الى السنة من يكفرهم و من لا يكفرهم فتعميم القول بعدم التكفير على كل المذهب و جعله من لوازمه أو أصوله ظلم بين دع عنك جعل القول بالتقريب أشعريا مما هو معلوم البطلان اذ أن حتى من يجعلهم من الاسلاميين فهو شديد التنفير من بدعتهم و مقر بكونها على حافة الكفر ... دع عنك التقريرات المتسرعة لجعل المرشد العام أشعريا بهذا اللازم و انه ما فعل ذلك الا لكونه أشعريا-و ان كان سيكون أفضل لو كان أشعريا - و أكثر رهقا منه الزام افراد الاخوان في جماعة مختلطة كهذه برأي كبيرهم و كأننا أمام جماعة ممتنعة مقاتلة .... حتى يتسنى افراغ الأحكام المعممة الجائرة عليهم جميعا ...
1 - من رضي و تابع المرشد من الإخوان فهو مثله و لم أقل جميعهم مثله
2 - لم أقل أن المرشد العام أشعري بل قلت أن الإرشاد العام يعتمد المذهب الأشعري في بعض المسائل أما كلها فلا أعلم
3 - المراد بكونهم يستخدمون المذهب الأشعري في التقريب أنهم يوحدون بين المسلم و المشرك الذي يدعي الإسلام
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:45]ـ
الإخوان ليسوا نسيجا واحدا
فإخوان مصر لديهم تساهل في هذا
بخلاف الإخوان في الأردن والسعودية والعراق مثلا
فلا يعمم القول .. وفيهم علماء أفاضل أجلاء
ومجاهدون نبلاء كثر
وبدل الانشغال بثلب الجماعات الإسلامية
ليتنا ننشغل بإصلاح أنفسنا والنصح لهم بالطرائق الشرعية المعروفة
مع حسن الظن والتعاون على البر والتقوى ..
لابطريقة التشنج العصبي
ويقع الكثير في الغلط حين يقول: الصوفية والإخوان
يظنها فرقة عقدية!
فاتقوا الله وكفوا
و هل أنا عممت القول أو تكلمت على مكتب الإرشاد؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:50]ـ
جماعة الإخوان ليست فرقة عقدية كالأشاعرة والجهمية والماتريدية والمعتزلة .. حتى نتناول كلام بعض المسئولين فيها كما نتناول كلام أئمة الضلال والإنحراف ... لذلك تجدون من المنتسبين إليهم .. السلفي والصوفي والمتمذهب والعقلاني .... ودونكم الكثير من العلماء ذوو المشرب السلفي .. كآل الأشقر مثلا .. والكثير من الإخوان في السعودية مثل الدكتور سعود الهاشمي .. مثلا .. واللائحة طويلة .. وأيضا فضيلة الداعية راغب السرجاني والشيخ وجدي غنيم .. فلاداعي للسطحية .. والاخوان في العراق مثلا ليسوا هم الإخوان في سوريا او مصر .. بل داخل البلد الواحد قد يختلفون كما ذكر فضيلة الشيخ أبي قتادة الفلسطيني في سلسلته في الجرح والتعديل وبين وجه الاختلاف بين الاخوان في سوريا من تيار قريب للمنهج السلفي كالدكتور السباعي وعصام العطار .. وتيار متمذهب يمثله عبد الفتاح أبوغدة ...
ولو صرنا على نهجكم .. لرمينا المنهج السلفي كذلك بنفس مانرمي به جماعة الإخوان .. كيف ذلك .. بعض الدول العربية تجعل السلفية كشعار للدولة .. وولاة أمورهم كذلك .. فهل نلزم السلفيين بزلات هؤلاء الحكام ... "حوار الأديان ... موالاة الكافرين .. البغي والظلم والجور .. "
فلماذا تكلمتم في مسؤولي الإخوان .. ولم تتكلموا في غيرهم ...
لم أقل أنها فرقة عقدية لكن هل الجماعة السياسية ليس لها عقيدة ترجع إليها و أنا تكلمت عن مكتب الإرشاد بصفته القيادة و لم أتكلم عن الأفراد و لكن من رضي و تابع
كذلك الدول كما قلت لها عقيدة فلك أن تتكلم عن العقيدة التي ترجع لها القيادة هل هي صحيحة أو لا لكن لا يلزم أن كل الأفراد مسؤولين عنها و لكن من رضي و تابع(/)
مفاهيم تبليغية. . . . . . . 3 - نخرج لتحصيل أشرف العلوم؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 04:48]ـ
" نخرج لتحصيل أشرف العلوم .. معرفة الخالق جلّ جلاله "؟!
ذلك أن هذا الخروج من بيئاتنا التي طغت فيها المحرمات و الفتن التي يرقق اللاحق منها السابق ... و لحقتنا حتى في عقر بيوتنا ... ما يعلم خطورتها و تغلغلها كل أحد .. !
بيئاتنا التي هي على أحسن أحوالها ينخر فيها حب الدنيا حتى قلوب كثير ممن يفترض فيهم أنهم هم " ملح البلد "!
بيئاتنا التي صار اليقين فيها على الأسباب أكبر من اليقين على رب الأسباب؟!!
بيئاتنا ...
بيئاتنا ...
بيئاتنا ...
فالخروج بالابتعاد عن هذه البيئات يفرّغ القلوب منها أياما أو أسابيع أو شهوراً ...
ثم إنه يكون في صحبة من قد سبقنا في طريق اليقين هذه فنكتسب منهم بالصحبة و المرافقة ما يسحر الألباب مما هو مشاهد متواتر معروف!
ثم إنه و بهذه النية استمطار لرحمة الله بالقلوب أن يغيثها من " شرك الأسباب " .. !؟
ثم إنه يكون بالتضحية بالشهوات في سبيل الله ...
.....
........
فيتفرغ القلب ... و بصحبة أرباب اليقين للنظر في ملكوت الله و أنه ما من شيء في الكون يجري إلا بأمره ... يقينا قلبيا لا مجرد ألفاظ! فلذا يقولون:
" من خرج عرف "!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 02:22]ـ
و من القصص العجيبة المعروفة ما سمعته من طريقين قصيرين (أي بالسند العالي جدا!؟):
الأولى: عن رجل من أصحابي مجتهد مثقف طالب علم متحرق ذي تضحيات و صدق ... رأى بنفسه الشاب صاحب القصة و هو من وادي الدواسر في المملكة العربية السعودية حفظها الله .. و أشهد الشابُ أهل " ديرته " بحضور صاحبي على قصته بينما كان صديقي يتكلم عن الأسباب و رب الأسباب مؤيدا إياه بقصته نفسه.
الثانية: عن جماعة من الرياض ممن تتلألأ وجوههم نورا ... يعرفون الشاب و قصته و حتى رقم هاتفه ...
كان الشاب تاجر مخدرات ...
ذات مرة عاد من الإمارات بشحنة مخدرات .. و بينما هو مع أصحابه ساهرين إذ طرق الباب جماعة ... استقبلهم صاحب البيت - ربما كانوا قد زاروه مسبقاً - ثم صاروا يتكلمون عن ...
عن الله جل جلاله ... عظمته ... و قدرته ... إحاطة علمه ... و عزّته ... جلاله و جماله ...
و كيف أن الأسباب كلها ميتة روحها أوامر الله ... فهي لا تعمل بذاتها بل بأمر الله ....
بل إن أسباب الغنى قد تصبح أسباب الفقر .. !! و أسباب العزة قد تورث الذلّة؟!! و أسباب السعادة قد تجلب الشقاء .. !؟
و تنوّر المجلس كالعادة ... و دعاهم المتكلم إلى رحلة إيمانية إلى قطر لعشرة أيام ... ؟
يقول صاحبنا الشاب: و كنت برغم وجوههم اللطيفة خائفا طوال الجلسة أن يكونوا من الهيئة ... فلما دعونا و رأيت أحد أصحابنا يرفع يده رفعت يدي!
" و أمضيت الأيام العشرة بالبكاء "
فلما انتهت .. قالت الجماعة لهم حسنا بإمكانكم العودة لأهليكم .. ؟ أما نحن فأمامنا رحلة أطول .. ؟ أربعة شهور إلى الهند و الباكستان؟!!
قال الشاب بعد أن ذاق الأنوار: أنا و الله لا أرى أهلي في السنة إلا مرات قليلة ... فخذوني معكم!
و يعيش الشاب أربعة شهور عجيبة
ليس فيها " فقه " ... !
ليس فيها " علم التفسير " ... !
ليس فيها " علم الحديث " ... !
ليس ... ليس ... ليس .. ؟!!
و لكنْ فيها علم واحد فقط ... ؟!
هو ذاك الذي ظل الصحابة رضوان الله عليهم ثلاثة عشر سنة يتدربون عليه ... و يعانون مكابدة التحقق القلبي به ... و يضحون من أجله .. ؟!! ..... حتى .... ؟
حتى رسخ!
إنه تحقيق معنى " لا إله إلا الله "!!
فماذا كانت النتيجة؟؟
تحسبون أنه من السهل أن أعطيكم الإجابة؟!!
لا يا سادتي!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 04:45]ـ
ها أنذا أول ضحاياك أيها الشيخ الكريم ... و لكن ان شاء الله لن تأكلني بالساهل:) ... فأقول أني أعتب عليكم شيخنا أنكم ذكرتم الفقه سواء عنيتم به المعنى العام أو الخاص ... فنعم علم التفسير او المصطلح قد نستغني عنه نحن العوام في هذه الرحلة الايمانية و لكن الفقه لا ... فلن أستغني عنه من بداية رحلتي الى نهايتها فان تأملت كلام السلف قبل الأهواء جيلا بعد جيل تراهم يحثون الناس على الفقه بمعنيه لم؟؟؟ ... لأنه يكاد لا يشتمل الا على ما تحته عمل سواء اعمال الجوارح كالطهارة و سكون الأعضاء في الصلاة و هيئاتها ذات الأسرار العجيبة و قواعد التجمع و الامامة و الشورى و فض النزاعات و هيئات الأكل و الشرب و النوم و غيرها مما يحتاجها المريد يوميا و تساعده حتما في الترقي أما من جهة اعمال القلوب فهي اوكد و اوجب و تكرارها على مدار الثواني لا الأيام كالبغض لله و الحب لله و أوجه تفاضل الحب بين الخالق و المخلوق و بين المخلوقات أنفسها و مراتب الاخلاص و أنواع التوكل و معانيه بحسب الأسباب و فضل التأمل وكيفية استعماله و فنون الصدق و كيفية استخراج كل ذلك في "عقاقير" و طرق استخدامها لكل آفة من آفات النفاق الأكبر و الأصغر حتى يجلى القلب من النقط المتراكمة و تقوى الارادة و تعرف مداخل القرصنة على القلب و ثغرات النظام النفسي أما من جهة اللسان فبيان لأحسن "الصيغ العلاجية" من الأذكار الموصوفة من خير طبيب ... و بيان أعدادها و هيئات ترديدها ذوات الأسرار المضمونة و التدريب على أنواع حفظه و بيان مضار تركه ...
كل هذا المجال العملي المترقي من الباطن الى الظاهر هو مما لا يستغني عنه مكلف في حله و ترحاله في شهوده و غيابه بين هموم أسرته و في أطماع عمله و تجارته و في صفوة رحلة دعوته و حلاوة خلوته و انقطاعه و عزلته ... كله هو الفقه الذي حث عليه الصحابة و ربوا الناس على الاعتناء به فلهذا عتبي عليكم شيخنا و ما أظنها الا سبق قلم أن حشرته مع علمي المصطلح و التفسير ... و الله أدعوا أن يجعل أهل التبليغ شيئا فشيئا يوجهون مزيد عنايتهم و يهديهم الى هذا الفقه على سنن الصحابة و يستخدمونه أكثر من غيره في ربط العوام بلااله الا الله اذا لسبقوا غيرهم من طوائف الأمة الى تحقيق معنى كبير من معاني الطائفة المنصورة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 11:22]ـ
انا لم أقثرأ مشاركة بن الرومية الى الان
كلام خلوصى مضبوط هو يقصد انه لم ينشغل بالعلم عن الله ولكن انشغل بالعلم بالله
وهو صحيح ثم ان العلم عن الله لايحتاجه المسلم المبتدئ الا فى الصلاة والطهارة والعبادات الفورية الواجبة عليه اما العلم عبالله فهو مما يلازم المسلم من البداية الى الممات
ثم بعد أن يحصل المسلم القدر الواجب من العلم بالله (طبعا مع القدر الواجب من العلم عن الله))
ولكن القدر الواجب من العلم عن الله ضئيل جدا لا يحتاج لوقت كثير فى اليوم أما القدر الواجب من العلم بالله فكثير يحتاج لوقت طويل من اليوم
ثم بعد ذلك يكثف ان شاء وقت تعلم العلم عن الله (لأنه حينئذ سيزيده تعظيما لله فى قلبه بعد أن حصل القدر الواجب من العلم بالله) مع العلم بالله
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 04:53]ـ
أيها العزيز: شيخنا الكريم ابن الرومية:
كلامكم صحيح كله ... و لكن محله ليس تلك الفترة التي يقتنصها الواحد منهم اقتناصاً ليخرج ... !؟
و أسباب ذلك كثيرة! ... فإن أذنت لي أن تأتي في سياقها و لو بعد حين كنت لك شاكرا ... و إن لم تأذن فشكرك واجب كذلك ... و عندها أنزل على رغبتكم الكريمة.
على أنني قد أستبق ذلك بهذه الحقيقة " التبليغية " المعروفة بالتجربة:
يخرج أحدهم و في ذهنه عشرات الاستشكالات و التساؤلات المشروعة الصادقة ... و يريد الجواب عنها قبل بدء الرحلة احيانا .... يُنصح بإتمام الخروج و أن الجواب بإذن الله يأتي حالما ينتهي من رحلته؟ .... ينتهي أخونا من أيامه العجيبة قائلا: لقد زالت كلها؟!!
أستاذنا الكريم العزيز: المرسي
جزاكم الله خيرا على التفاعل كذلك و على هذا الشرح العجيب - كأنك قد ارتحلت معهم مرارا و تكتم أمرك؟:) -
و لكن الأخ الكريم ابن الرومية يقصد أن الكثير جدا من الفقه بمعناه العام لا الاصطلاحي يلزم المسلم حتى في علمه بالله الذي ذكرتموه و ضرورة التركيز القلبي عليه ... فرأيه بهذا الاعتبار صحيح ... و أنتم باعتبار ألا يكون ذلك في الرحلة نفسها رأيكم صحيح كذلك!
بارك الله فيكم جميعاً ... و لكن لم تجيبوا على السؤال " التبليغي " الشهير الذي يأتي بعد كل " بيان " تحميسي قلبي متحرق على الأمة:
مستعدين؟؟؟
مع العفو منكم أنني أولا لست في ذلك المستوى الذي " يشكّل " الناس ... فضلا عن " تشكيل " الأفاضل من أمثالكم ... ؟! و لكنها ضرورة المداعبة!:):):)
و تعلمون مبلغ حبي للمفاكهة!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 09:39]ـ
ولعل الاخ خوصى يقصد الاتى
بل ولعل الاتى يكون قبل ما أقصده انا
قال الشيخ ابراهيم العسعس والشيخ الزندانى
ان كثير من المسلمين الان تسمعه خطبة بليغة فى الوعظ لكن فى الحقيقة الخطيب أخطأ فى توجيه الخطاب بهذا الشكل له لأن السامع نائم اصلا فيحتاج اولا أن يستيقظ حتى يسمع وعظك
وسيأتى تفصيله فى سلسلة دعونا نتغير ان شاء الله
-
انا خرجت كم يوم معهم
لكن لما تفرغت للعلم بطلت لأنك تعلم ان المذاكرة تحتاج مكان هادئ وهكذا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:45]ـ
أما بالنسبة لي فيخيل الي أن الشيخ الخلوصي يقصد التخلية قبل التحلية .. أي أن الرحلة توفر فترة وجيزة ينقطع القلب فيها عن الشواغل و لوازمها من الأطماع و الهموم و المخاوف فتذهب عنه الغشاوات فينجلي فاذا أتاه بعدها الذكر و القرآن صادف قلبا خاليا فتمكنا .. و هو مقتضى قول الأصحاب أنهم كانوا يؤتون الايمان قبل القرآن و الناس بعدهم كانوا يؤتون القرآن قبل الايمان وتكلم فيه المتأخرون كحجة الاسلام الغزالي في رحلته الشهيرة و كالحكاية المنقولة عن نجم الدين الكبرى و هو ليس مختصا بالتبليغ دون غيرها بل يقع لغيرهم كلما كانت النية في الرحلة خالصة لله و ملتزمة بأوامره ... و المعذرة شيخنا على المقاطعة متابع لتطور الموضوع
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 03:05]ـ
تحسبون أنه من السهل أن أعطيكم الإجابة؟!!
لا يا سادتي!!
و لكنني أستحيي من هذين الأستاذين الكريمين الذين أثريا الموضوع حقاً ... !
فماذا أفعل يا رب؟
أُبقي التشوق قائماً ... أم أوفي أصحاب الحقوق حقوقهم؟!:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 06:38]ـ
أما بالنسبة لي فيخيل الي أن الشيخ الخلوصي يقصد التخلية قبل التحلية .. أي أن الرحلة توفر فترة وجيزة ينقطع القلب فيها عن الشواغل و لوازمها من الأطماع و الهموم و المخاوف فتذهب عنه الغشاوات فينجلي فاذا أتاه بعدها الذكر و القرآن صادف قلبا خاليا فتمكنا .. و هو مقتضى قول الأصحاب أنهم كانوا يؤتون الايمان قبل القرآن و الناس بعدهم كانوا يؤتون القرآن قبل الايمان وتكلم فيه المتأخرون كحجة الاسلام الغزالي في رحلته الشهيرة و كالحكاية المنقولة عن نجم الدين الكبرى و هو ليس مختصا بالتبليغ دون غيرها بل يقع لغيرهم كلما كانت النية في الرحلة خالصة لله و ملتزمة بأوامره ... و المعذرة شيخنا على المقاطعة متابع لتطور الموضوع
يا سيدي .. تشوّقنا إلى مسائل جليلة بعبارات قليلة؟!!
هات .. هات .. فنحن جميعاً مشتاقون ... !!
فهذا ذكّرني بكتاب جميل مفيد جداً لمجدي الهلالي " الإيمان أولا فكيف نبدأ به؟ "
و هذا لا أعرفه ...
و لا هذا ... و أظنكم تقصدون العكبري؟
فلا تبخل علينا ... على قدر وقتكم.
بارك الله فيكم شيخنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 11:37]ـ
والحقيقة: لابد أن يكون لهم موقف من هذه الجماعة، وإلا فأنا مضطر - وعذرا- أن أنقل في كافة الملتقيات أن الشيخ سعد الحميد، والشيخ سليمان الخراشي يؤيدون هذه الجماعة المبتدعة، وسأنقل هذا إن شاء الله تعالى إلى الشيخ العلامة الفوزان وكافة علمائنا.
وأنا بانتظار تعقيب الشيخين.
هداك الله
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 11:42]ـ
كنتُ أستطيع ان آتي من البداية بالفتاوى المؤيدة - و على بصيرة - و لكنني أحجمت .. ! لأن المفترض بطلاب العلوم أنهم لا يقلدون دينهم الرجال و خاصة فيما لم يعرف فيه هؤلاء الرجال الوصف الشرعي لشيء ما و هو الذي عليه يتكوّن الحكم!!
و لكن الشيخ عليّا يضطرني الآن لذكر ذلك ... و لكنني مع ذلك لن أذكر إلا شيخاً واحداً حجّة عند هذا المجلس و عند طلاب العلم و الدعاة رسميا و شعبياً ... و لا زال و الحمد لله حيا يرزق أطال الله في عمره .. و هو فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله:
خروج طلبة العلم مع جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...88&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11488&parent=4147)
حقيقة ما تقوم به جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...81&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11481&parent=4147)
اسلوب جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...54&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5054&parent=4147)
هل يجوز القاء السلام على جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...71&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=3171&parent=4147)
جماعة التبليغ وطلب العلم
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...20&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=820&parent=4147)
جماعة التبليغ والصلاة في مساجد بها قبور
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...21&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=821&parent=4147)
جماعة التبليغ ومنهجهم في الدعوة ومدى مشرو عيته
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...23&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=823&parent=4147)
راي الشيخ في كتابي التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري
والقول البليغ في جماعة التبليغ للشيخ ابو بكر الجزائري
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...24&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=824&parent=4147)
موقف الشرع من الحزبية والفرق
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php? (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?)
راي الشيخ في جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...82&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11482&parent=4147)
ما موقفنا من الجماعات الاخرى
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...75&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=2975&parent=4147)
سؤال الشيخ ان كان الشيخ بن باز يؤيد جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...23&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...23&parent=4147)
و أنصح جميع الإخوة المستشكلين أو المعارضين بشيء واحد:
الاستخارة .. ؟!
نعم فإن فوقنا من لا يعزب عن علمه مثقال ذرة و لا يخرج عن قدرته مثقال ذرة ....
هو الذي يخرجنا عن أنفسنا و أهوائنا و أخفى ما فيها مما لا نشعر به و لا نراه ... بل و يصوّر لنا الأمور على غير الحقيقة ... مائلا بنا إلى أهوائنا و تعصباتنا من حيث نحسب أننا على الحق!
" و زيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل و كانوا مستبصرين "
.
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 09:29]ـ
إنه تحقيق معنى " لا إله إلا الله "!!
فماذا كانت النتيجة؟؟
تحسبون أنه من السهل أن أعطيكم الإجابة؟!!
لا يا سادتي!!
ويح أحبابي ... ؟!
لا يسألون .. !
و الحال أن الأمر بالعجائب مشحون ... ؟!
يا أيها القاعدون .. عمّ تتساءلون؟!
عن دقائق علوم لن تبلغوها إلا بشق الأنفس .... هذا إن صدقت النيات و لا يصدّق نفسه إلا مفتون؟!!
و الحال أن أمة الحبيب تقذف في النار كل يوم بعشرات الآلاف (أمة الدعوة)؟!!!
ألا تشعرون أنكم تلعبون؟!!
عذراً يا أتباع سيد الإنس و الجن ... ! إنني لحبي إياكم أغضب عليكم .. !!! و أنا أضعفكم و السفيه من بينكم .. و لكنها المحبة لكم ... و الغيرة عليكم!!
يا سادتي هؤلاء هم و الله طلاب العلم لا نحن؟!!
أتحسبون أنني منهم .. ؟! لا و الله لا أطيق أن أفعل مثلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 04:50]ـ
يعلم الله أيها الشيخ الفاضل أني حزنت لايقافكم و تمنيت لو أنكم بقيتم بما معكم من علم و نقد و ان كان مؤلما أحيانا فحاجتنا جميعا الى داعيته فينا كحاجتنا الى داعية التسامح و الرحمة و حسن السياسة .. و الله يعلم أن كلامي عن التبليغ انما هو مما عرفته عنهم عيانا بلا اخبار فضلا عن ما يخبر به الناس من تدافع فيها بين الخط السلفي و باقي الخطوط من طوائف الأمة تماما كما اختلف الناس في جماعة الاخوان فكما لا تخفى زلاتها المنكرة فكذلك لا يخفى فضلها و ما فيها من اختلاظ المشارب و ما قدمته من دور في حفظ أوجه الدين و نهضة علمية و لم يكن افتتانا او دعوة الى الانضمام اليها او حتى السكوت عن زلاتها و انما تقربا من فهم مقام الشهادة على الناس و هو مقام بيان للحق بالتقوى و العدل و الانصاف و الرحمة وادفع بالتي هي أحسن و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك و قل له قولا لينا لعله و لعله و لعله .... و مقام انكار السلف قديما ليس مقام المقادسة و لا مقام الامام التيمي و لا مقام اليمنيين و لا مقام النجديين و لا مقام اللجنة الدائمة فقلة أهل الحق و كثرتهم و ظهور السنة و خفاءها و تأثير ذلك على التأليف و الغلظة و الشدة و الهجر لا ينكره الا من داخل قلبه شيء من الارجاء أو الخروج فيرى المقامات كلها واحدة و تغلب الرحمة في قلبه على غضبه أو العكس و اعتبر شيخنا الكريم بشيوخ دولتكم كيف انهم حين استقدموا للحاجة رؤوسا من أهل العلم من بعض طوائف الأمة تألفوهم مع عدم السكوت عن مخازيهم فربحوا ما عندهم من خير على قلة الخير في زماننا و ربحوا من جهة أخرى ان قربوهم أكثر فأكثر الى الحق فأنت ترى أن الشيخ أبا غدة أو الشيخ الصابوني أو غيرهم قبل وفادتهم كانوا في أمر و بعده صاروا في أمر أقرب مع اننا هنا نتكلم عن جماعات "وظيفية" كالتبليغ و ليس جماعات عقدية لها أصول بنت عليها امر دينها كما فعلت المعتزلة أو الحداثية أو الجهمية او الأشاعرة ... ففيها من الجناح المتسنن بشدة الى الجناح المبتدع فان جاءنا الشيخ خلوصبي منها بما نعرفه من السنة اعناه عليه و ان أتانا بما تنكره رددناه و ما أتى به و حاولنا جهدنا فتح آفاق جديدة في هذه الجماعة للسنن ما دامت لا تعلن أصولا تشاقق به الله و رسوله ... و الله أرجو ان يكون التوقيف مؤقتا و يصلح بين القلوب جميعا و يهدي اخواننا جميعا ممن هم على السنة من كافة الجماعات الى ما فيه خيرهم و الله و رسوله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 07:29]ـ
جزاكم الله خيرا على التبصير و التوصيف النيّر و التنبيه .... و النصيحة الواجبة ..
و أعجبتني عبارة " الجماعة الوظيفية " (ده نته عارف كل حاجة يا سيدي) ..
و لكنني " زعلان " منكم؟!!
يا أستاذنا ..
إبلك شاردة في ديار القوم .. ؟!
عجبا لمن له هذه التعاليق الرصينة كيف لا نجد له مواضيع ثمينة؟!!
(بسمات بحجم حبي لكم)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 08:48]ـ
هؤلاء قومي فاتني بمثلهم ... اذا جمعتنا يا خلوص المجالس:)
"من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال ويمتازون عنهم بما ليس عندهم. فإن المنازع لهم لا بد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقا أخرى؛ مثل المعقول والقياس والرأي والكلام والنظر والاستدلال والمحاجة والمجادلة والمكاشفة والمخاطبة والوجد والذوق ونحو ذلك. وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتها وخلاصتها: فهم أكمل الناس عقلا؛ وأعدلهم قياسا وأصوبهم رأيا وأسدهم كلاما وأصحهم نظرا وأهداهم استدلالا وأقومهم جدلا وأتمهم فراسة وأصدقهم إلهاما وأحدهم بصرا ومكاشفة وأصوبهم سمعا ومخاطبة وأعظمهم وأحسنهم وجدا وذوقا. وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل. فكل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحد وأسد عقلا وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين. وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى} وقال: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا} {وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما} {ولهديناهم صراطا مستقيما}. وهذا يعلم تارة بموارد النزاع بينهم وبين غيرهم فلا تجد مسألة خولفوا فيها إلا وقد تبين أن الحق معهم. وتارة بإقرار مخالفيهم ورجوعهم إليهم دون رجوعهم إلى غيرهم أو بشهادتهم على مخالفيهم بالضلال والجهل. وتارة بشهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض. وتارة بأن كل طائفة تعتصم بهم فيما خالفت فيه الأخرى وتشهد بالضلال على كل من خالفها أعظم مما تشهد به عليهم. فأما شهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض: فهذا أمر ظاهر معلوم بالحس والتواتر لكل من سمع كلام المسلمين لا تجد في الأمة عظم أحد تعظيما أعظم مما عظموا به ولا تجد غيرهم يعظم إلا بقدر ما وافقهم فيه كما لا ينقص إلا بقدر ما خالفهم. حتى إنك تجد المخالفين لهم كلهم وقت الحقيقة يقر بذلك كما قال الإمام أحمد: " آية ما بيننا وبينهم يوم الجنائز " فإن الحياة بسبب اشتراك الناس في المعاش يعظم الرجل طائفته فأما وقت الموت فلا بد من الاعتراف بالحق من عموم الخلق."
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم أما ابلي فالظاهر انكم نسيتم شيخنا كلامكم عن العوام و على هذا فلا أقول عن رعي الابل الا ما قال المعتمد .. و من سيقرأ ان ذهبنا جميغا نفتح مواضيع كلما اشتهينا .. كما كان أستاذ اللغة في المرحلة المتوسطة صاحبته الرعاية أينما كان يقول لنا حين يستشيط غضبا من ظاهرة تصدر الجميع لتأليف الكتب: أنا أمير و أنت أميرفمن يقود
الابل!!!:)
و بسمات أكبر لتضمنها زيادة على الحب الشكر على ما استفدته منكم زاد الله في علمكم و وقاكم و ايانا شر أنفسنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 11:37]ـ
طيّب يا أستاذ ... ؟
الله يخليك .. !
بس
موضوع واحد
كرمال هادا الخلوصي التعبان .. !!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 10:02]ـ
يا سيدي لي في مواضيعكم و في مواضيع الاخوان هنا ما يشغلني تعقله و تعلمه عن الكتابة وتكفيني حلاوة مشاكستكم و اتعابكم في مواضيعكم بعد الاستفادة الجمة ... :)
أما الأمر الأول فهو مقتضى حديث مشهور رواه ثلة من الأصحاب قالوا فيه "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا" و فسروه سبب ذلك و ثمرته في رواية أخرى بقولهم "لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه" و زاد رضي الله عنه " إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من القرآن أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلاً عليهم، ورزقوا علماً به وعملاً، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبي والعجمي لا يعلمون منه شيئاً" ... و فسرها حذيفة بأصح ما روي في الباب "إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة" فالصحابة رضي الله عنهم بمقتضى الأمر الكوني باصطفاءهم مروا بتجارب وجودية في فترة ... فترة شبه انعدام الأمر الشرعي المفرق بين الحقائق و المنقذ من ضلال الجمع و المخرج من الحيرة القاتلة في ساحة الفناء .. هذه التجارب و ما انتشر حولهم من النفاق الفلسفي و الغنوصي و الاقتصادي و العلمي و الاجتماعي جعلتهم يتعمقون في معرفة نفوسهم و الوصول الى قاعدة البيانات التي فطرهم الله عليها و رؤية ما يوافقها من دلائل الخلق و الأمر حولهم فنمت عطشهم لهذا الأمر الشرعي (حتى كان بعض معاصريهم لهم و ابا لأحد أخيارهم رضي الله عنهم حين يقع ارضا من شدة الانهاك من هذا العطش و يغلب عليه الحب و لا يدري كيف يوجهه يسجد و يقول اللهم! إني لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به، ولكني لا أعلم) و عرفتهم أنفسهم و جعلتهم وجوديين نزاعا من القبائل يدركون قيمة الصدق و خطر النفس و خلق الله فيهم بسببها واعظه و جعلتهم تمرات بمجرد ما ان آمنت بالمرسل صلى الله عليه و سلم حتى صار طعمها طيب و ان كانت لا ريح لها فلما انزل عليهم الفرقان أتاهم بريح طيبة تسعهم و تسع العالم معهم و جاءهم الشاهد بتلاوة ذلك بعدما كانوا على بينة من ربهم فازدادوا نورا على نور و ايمانا على ايمان و توافق الايمانان ايمان الفطرة و ايمان الشرعة حتى لا يكون واحد منهما الا بصاحبه كقطعة puzzle لا يستطيع غيرها ملء فراغ الايمان و عطش الصدق و الأمانة و حب الحق في النفس .. و ان كان غيرها من القطع المقلدة او حتى التي كانت حقيقية و مشوهة قد يملأ كثيرا من هذا الفراغ الا أنه فراغ لا يرحم و لا يشبع ... ان لم تكن القطعة حقيقية مئة بالمائة فلن تملأ الفراغ بأكمله و لن تروي عطشك الصادق-فقط ان كان صادقا- طوال رحلتك في هذا المركب بل غياب القطعة الحقيقية سيضنيك و ان كنت في ارغد عيش و ووجودها سيريحك و يقويك و يطمئنك و يؤمنك و لا يحزنك و ان كنت في افقر عيش ... فاجتمعت لهم ادلة الابصار كلها و اتفقت لهم .... فجعلوا هذه القطعة الأخيرة هي المرجع الأول و الأخير و تبرؤوا من كل ما سواها فكان تحقيقا أفقيا و عموديا منهم لكلمة الاخلاص و الربط بين توحيد الربوبية و توحيد الأولوهية و هو ما يرد على تساؤلك الشريف يا شيخ خلوصي كيف ان توحيد الربوبية متفق عليه بين الصحابة و المشركين و لكن الأولين كان عندهم غاية المطامح و رفعهم الى اعلى الرتب و عند الاخرين فقد كل قيمته و لم يزدهم الا خسارا و اقامة للحجة عليهم و انزلهم الى الدرك الأسفل ... و لهذا تعلم السر لم كان بعض الصحابة يتخوفون على من لم يعرف الجاهلية و بعضهم يتطلب معرفة الشر قبل معرفة الخير و تعلم توافق كلام الصحابة و عظم علم السلف و تفوقه
(يُتْبَعُ)
(/)
على غيره و ان من تغنى بذلك لم يكن يفعله لالزام الخصم بل لحقيقته في نفس الأمر ... و من جاء بعدهم لبعدهم بطول الأمد عليهم و خفاء حدود هذه القطعة عليهم قد يقضي حياته كلها فقط في المرحلة الأولى و هي تحقيق الايمان الأول دون ان يهتدي الى المرحلة الثانية و هي الايمان الثاني و توافق القطعة و الفراغ ... و هذا ما حدث به عن نفسه حجة الاسلام الامام الغزالي في كتيبه الرائع المنقذ من الضلال و هو بحق قطعة أدبية خالدة تحبب اليك صاحب هذه النفس الرقيقة و القلقة و الذكية الى الحد الذي يجعلك تعتقد اعتقادا جازما أنه لو وفق الى معرفة القطعة الحقيقية بمعانيها و ليس بحروفها فقط كما نقلها و بينها و فسرها ذلك الرعيل الأول و المشهود له بالخيرية لما برز عليه من اتى بعده من أذكياء العالم لا ابن تيمية و لا الرازي و لا غيره ... فما احد منهم بذكاءه و لا رقة نفسه ... و لكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ... المهم ان الامام الغزالي يحكي أنه حين بدأ دخول دهليز الشك الذي كتب على العباد و بفعل علم الكلام الذي كان قد أمضى في تحقيقه و المناظرة به شطرا كبيرا من عمره تكافأت عنده الأدلة في معنى الخلق و الحدوث و دلائل وجود الصانع و ما ذلك الا لأن علم الكلام مؤسس أولا على القول بالمقولات المنطقية الأرسطية في بناء دليل الحدوث و الاستدلال به و ثانيا على القول أن هذا الدليل هو الطريق الوحيد الى اتباث وجود الصانع ... و للسفسطة الموجود في بعض القواعد المنطقية الأرسطية المعتمدة في هذا الدليل كان طبيعيا أن نفسا ذكية عطشى لن تقنع حتى تطرد كل أصول هذا الدليل فلما فعل نتج له تكافؤ الأدلة في النتائج لوجود الخلل في القواعد المسلم بها فكان طبيعيا ان يفتح هذا داخله ثغرات لجواسيس الشك فتسللت القطع العسكرية من ميادين الخصوم شيئا فشيئا حتى كادت تستعمر كل القلب ... لكن ..............
و كما يقع في السراط ......... فلكأنه تمثيل لهذا السراط الدنيوي الذي لا ينجو منه أحد و ان كان كل و السرعة التي يعبر بها من البرق الى الحبو ..... "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا" .... :)
فنجاه الله بصدقه و تقواه " لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا"
فهداه الله الى استراتيجية ذكية عزز بها المقاومة الباقية داخله لعساكر الاحتلال .... ففك كل المسلمات .... كل ما قد ينتفع به الجيش الغازي ... فكها كلها حتى وصل الى ما كان عليه الناس قبل الأمر الالهي ... الفطرة ... فسلمها القيادة ... فبدأت تأتيه أمداد المحاربين الأشداء ..... " بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ" فقطع طرف من الشبه الكلامية و بدأت الكفة تميل لصالح الموحدين على الجيش الغازي و بدأ الفراغ و العطش الى الأمر الالهي يتشكل و عبر عن ذلك الامام الغزالي بانه بدأ يرى ادلة وجود الله تأتيه من كل الجهات و على شكل تفاصيل لا يقدر على ردها* كما لو كانت النفس لوحة الكترونية ذات بؤر استشعار حساسة في قمر صناعي في غياهب الفراغ الفضائي الأسود تلتقط الملايين من الاشارات الضوئية من كافة اطياف الضوء و اينما استدارت ... و كنت حين قرات هذا اول مرة مررت به مرور الكرام لما كان وقر في نفسي من الدراسة الابتدائية ان دليل الحدوث الكلامي هو السبيل الوحيد و أن العقل هو القدرة الوحيدة المبصرة و ظننتها مبالغة من الامام الغزالي ... و هذا يظهر لك عظم جناية علم الكلام بقواعده المنطقية الصورية على دين المسلمين و دنياهم و لم حذر منه أئمة السلف كل هذا التحذير الذي يبدو غريبا و متناقضا لأول وهلة مع انهم لا ينفكون يناظرون و ينافحون عن معتقدهم بأدلة عقلية خالصة و يمجدون العقل و أصحابه .... اذ قصر معرفتهم بربهم على سبيل واحد و حجر كل السبل التي لا تعد كثرة و ليتهم تركوا مقدمات هذا الدليل كما وردت في الوحيين بل تصرفوا في بعض مقدماته بشيفرات المنطق اليوناني بما فيها من تحكمات معرفية تنتج مع الوقت و غزل الأدلة
(يُتْبَعُ)
(/)
تحكمات أكبر فتتكافأ الأدلة مع ضياع الوقت (و لهذا ترى عامة المتكلمين من كبار المحققين شاهدين على أنفسهم بالحيرة و كثير منهم اما يرجع الى عقيدة العجائز و العوام و يرتضي عقيدة من كان يصمهم بالمشبهة أو يتسلل الى جيش الفلاسفة لواذا) و نشر الفرقة و الخلاف و ادخال الجيوش عبر احصنتها الطروادية التي كانت امس خارج أسوار القلب و الأمة الى داخلهما و بالتالي ضياع مزيد من السنن وعرى الأمر الالهي و قواعد البيانات و خفاءها فيهما و هذا بدوره سيستقدم مزيدا من جيوش الظلام ... و هذا ما أدى بنا الى هذه الدائرة المغلقة التي نسعى الى الآن الخروج منها .... و هو عقاب عادل لما حذر منه الله و رسوله من الاعراض و الافتراق بعدما جاءتنا البينات و ما حذر منه السلف حين راوا الاقبال على علوم الغنصويين و سلوك سبيل من قبلنا وتتبعها حذو القذة بالقذة دون عرضها على الكتاب و السنة و قالوا هذا جزاء من أعرض عن الكتاب و السنة و اشتغل بعلم الكلام ... و على قدر الايغال في هذا الاعراض يكون تأخر الأمة و الفرد في ان تجد من جديد الهداية التي يجتمع بها القلب الواحد و من ثم قلوب الأمة على أمر واحد ... طبيعي ... اذ بقدر توغلك في الأوساخ يتأخر شفاءك من المرض و تسرب الداوء اليك ... و هو ما حدث للامام الغزالي ... فبقدر تتبعك له في مؤلفاته على طول سيره في الصراط الدنيوي تجد في أول الأمر انه فارغ من علم الحديث و السلف ثم كلما عايشته في رحلته المشوقة ترى ان الخطاطيف و الكلاليب الباطنية و الغنوصية و الكلامية ما زالت تحاول جره و اثقال حركته الا أنه يحسن ردها وان لم يعرف البديل عنها بعد تمام المعرفة ما يوقعه كثيرا في التناقض و ترى تقدمه في مؤلفاته فيقضي على كلاب الفلسفة في التهافت و بعدها كلاب التراث الأفلوطيني و الغنوصي في ردوده على الغنوصيين ثم بعدها يقدم على علم الكلام و ان لم تسقط بعد هيبته كلها في نفسه فيلجم العوام عنه و ان أمسكت به كلابات أخرى من ما علق به من ماضيه القديم فتوقعه في التناقض فيقول بمثل ما نقضه او اشد ... و في المقابل ترى تعلقه أكثر فأكثر بالحديث و فهم السلف و يبدأ يتوجه الى معرفة علومهم و يعطيعهم حقهم و يبدأ أكثر فأكثر يملأ الفراغ بالقطعة الوحيدة القادرة على الاغناء عما سواها كما تراه واضحا في كتبه المتأخرة كالاملاء بعد ان ابتلي بفتن مبصرة كفتنة الفقهاء المقلدة و بعض الأشاعرة الغلاة ... و يابى الله أن لا يسدل الستار حتى تكون خاتمته و كتاب البخاري على صدره ... و تاركا ثراثا فيه الدرر الثمينة من الاستنباطات من الكتاب و السنة في فقه اعمال القلوب و ارتباطها باعمال الجوارح و التي جعلت كل من الف بعده في فنها عيالا عليه فيها من ابن الجوزي الى ابن القيم الى ابن عطاء الله كل ذلك بأسلوب عجيب-كما في رسالته الولدية- كأنك تقرأ لكاتب معاصر من هذا القرن يبسط المعاني الدقيقة جدا في أعمال الباطن حتى ليفهمها العامي الذي ما تعاطى العلم ... و فيه من الأوحال و المصائب من أصول الكلام و الفلسفة و الباطنية ما اخره عن تسنم المرتبة التي يؤهله لها عظيم ذكاءه و شفوف نظره و حدة ذهنه و روحه المبتسمة ... "فرحم الله الامام أبا حامد، فأين مثله في علومه وفضائله، ولكن لا ندعي عصمته من الغلط والخطأ، ولا تقليد في الاصول"
----------
* قال شيخ الاسلام في كلامه في هذا الموضوع في الفتاوى
"ثم إن افتقار الممكن إلى الواجب والمحدث إلى القديم والمصنوع إلى الصانع مقدمة ضرورية؛ وإن كان طائفة من النظار يستدلون على هذه المقدمة وعلى أن الممكن لا يترجح أحد طرفيه على الآخر إلا بمرجح والجمهور على الاكتفاء بالضرورة فيهما. والطريق العبادية تفيد العلم بتوسط الرياضة وصفاء النفس فإنه حينئذ يحصل للقلب علم ضروري؛ كما قال الشيخ إسماعيل الكوراني لعز الدين بن عبد السلام لما جاء إليه يطلب علم المعرفة - وقد سلك الطريقة الكلامية - فقال: أنتم تقولون إن الله يعرف بالدليل ونحن نقول: عرفنا نفسه فعرفناه. وكما قال نجم الدين الكبرى لابن الخطيب ورفيقه المعتزلي وقد سألاه عن علم اليقين؟ فقال: هو واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها فأجابهما: بأن علم اليقين عندنا هو موجود بالضرورة لا بالنظر وهو جواب حسن. فإن العلم الضروري: هو الذي يلزم نفس العبد لزوما
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يمكنه الانفكاك عنه"
و قال في الفتاوى "وأما حجة أهل الذوق والوجد والمكاشفة والمخاطبة فإن أهل الحق من هؤلاء لهم إلهامات صحيحة مطابقة كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر} وكان عمر يقول اقتربوا من أفواه المطيعين واسمعوا منهم ما يقولون فإنها تجلى لهم أمور صادقة. وفي الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ قوله: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}} وقال بعض الصحابة: أظنه والله للحق يقذفه الله على قلوبهم وأسماعهم وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها} وفي رواية {فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي} فقد أخبر أنه يسمع بالحق ويبصر به. وكانوا يقولون إن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم {من سأل القضاء واستعان عليه وكل إليه ومن لم يسأله ولم يستعن عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده} وقال الله تعالى {نور على نور} نور الإيمان مع نور القرآن. وقال تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} وهو المؤمن على بينة من ربه ويتبعه شاهد من الله وهو القرآن شهد الله في القرآن بمثل ما عليه المؤمن من بينة الإيمان وهذا القدر مما أقر به حذاق النظار لما تكلموا في وجوب النظر وتحصيله للعلم فقيل لهم: أهل التصفية والرياضة والعبادة والتأله تحصل لهم المعارف والعلوم اليقينية بدون النظر كما قال الشيخ الملقب بالكبيري - للرازي ورفيقه وقد قالا له يا شيخ بلغنا أنك تعلم علم اليقين فقال: نعم فقالا: كيف تعلم ونحن نتناظر في زمان طويل كلما ذكر شيئا أفسدته وكلما ذكرت شيئا أفسده؟ فقال: - هو واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها فجعلا يعجبان من ذلك ويكرران الكلام وطلب أحدهما أن تحصل له هذه الواردات فعلمه الشيخ وأدبه حتى حصلت له وكان من المعتزلة النفاة. فتبين له أن الحق مع أهل الإثبات وأن الله سبحانه فوق سمواته وعلم ذلك بالضرورة رأيت هذه الحكاية بخط القاضي نجم الدين أحمد بن محمد بن خلف المقدسي وذكر أن الشيخ الكبيري حكاها له وكان قد حدثني بها عنه غير واحد حتى رأيتها بخطه "
و قال في الدرء "ومن حد الضروري بأنه العلم الذي يلزم نفس العبد لزوما لا يمكنه الانفكاك عنه جعل هذا كله ضروريا وكذلك يقول كثير من شيوخ أهل المعرفة لكثير من أهل النظر: إن علمنا ضروري كما في الحكاية المعروفة التي ذكرها أبو العباس أحمد بن محمد بن خلف المقدسي ورأيتها بخطه عن الشيخ أحمد الحيوقي المعروف بالكبرى قال: دخل على فخر الدين الرازي ورجل آخر من المعتزلة كبير فيهم فقالا: يا شيخ بلغنا أنك تعلم علم اليقين فقلت نعم أنا أعلم علم اليقين فقالا لي: كيف تعلم علم اليقين ونحن نتناظر من وقت كذا إلى وقت كذا وكلما أقام حجة أبطلتها وكلما أقمت بجة أبطلها؟ فقلت: ما أدري ما تقولان ولكن أنا أعلم علم اليقين فقالا: فبين لنا ما هذا اليقين فقلت: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها فجعلا يرددان هذا الكلام ويقولون: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها
وتعجبا من هذا الجواب لأنه رحمه الله بين أن ذلك من العلوم الضرورية التي تلزم القلب لزوما لا يمكنه مع ذلك دفعها قالا له: كيف الطريق إلى هذه الواردات؟ فقال لهما: بأن تسلكا طريقتنا التي نأمركم بها فاعتذر الرازي بما له من الموانع وأما المعتزلي فقال: أنا محتاج إلى هذه الواردات فإن الشبهات قد أحرقت قلبي فأمر الشيخ بما يفعله من العبادة والذكر وما يتبع ذلك ففتح الله عليه بهذه الواردات
والمعتزلة ينفون العلو والصفات ويسمون من أثبت مجسما حشويا فلما فتح الله تعالى عليه بذلك قال: والله ما الحق إلا فيما عليه هؤلاء الحشوية والمجسمة أو كما قال فإن عهدي بالحكاية من زمان وكان هذا الشيخ الكبرى إذا قيل له: من قال: {الرحمن على العرش استوى} فهو مجسم يقول: فخذ إني حنيئذ مجسم وكان من أجل شيوخ وقته في بلاده بلاد جرجان وخوارزم"
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه ترجمته من السير و تاريخ الاسلام
"نجم الدين الكبرى الشيخ الامام العلامة القدوة المحدث الشهيد شيخ خراسان نجم الكبراء، ويقال: نجم الدين الكبرى، الشيخ أبوالجناب أحمد بن عمر ابن محمد الخوارزمي الخيوقي الصوفي، وخيوق: من قرى خوارزم.
طاف في طلب الحديث، وسمع من أبي طاهر السلفي، وأبي العلاء الهمذاني العطار، ومحمد بن بنيمان، وعبد المنعم ابن الفراوي، وطبقتهم، وعني بالحديث، وحصل الاصول.
حدث عنه عبد العزيز بن هلالة، وخطيب داريا شمخ، وناصر بن منصور العرضي، وسيف الدين الباخرزي تلميذه، وآخرون.
قال ابن نقطة (1): هو شافعي إمام في السنة.
وقال عمر بن الحاجب: طاف البلاد وسمع واستوطن خوارزم، وصار شيخ تلك الناحية، وكان صاحب حديث وسنة، ملجأ للغرباء، عظيم
الجاه، لا يخاف في الله لومة لائم.
وقال ابن هلالة: جلست عنده في الخلوة مرارا، وشاهدت أمورا عجيبة، وسمعت من يخاطبني بأشياء حسنة.
قلت: لا وجود لمن خاطبك في خلوتك مع جوعك المفرط، بل هو سماع كلام في الدماغ الذي قد طاش وفاش وبقي قرعة كما يتم للمبرسم (2) والمغمور بالحمى والمجنون، فاجزم بهذا واعبد الله بالسنن الثابتة تفلح! وقيل: إنه فسر القرآن في اثني عشر مجلدا، وقد ذهب إليه فخر الدين الرازي صاحب التصانيف، وناظر بين يديه فقيها في معرفة الله وتوحيده، فأطالا الجدال، ثم سألا الشيخ عن علم المعرفة، فقال: هي واردات ترد على النفوس، تعجز النفوس عن ردها.
فسأله فخر الدين: كيف الوصول إلى إدراك ذلك؟ قال: بترك ما أنت فيه من الرئاسة، والحظوظ.
قال: هذا ما أقدر عليه.
وأما رفيقه فزهد، وتجرد، وصحب الشيخ.
نزلت التتار على خوارزم في ربيع الاول سنة ثماني عشرة وست مئة، فخرج نجم الدين الكبرى فيمن خرج للجهاد، فقاتلوا على باب البلد حتى قتلوا رضي الله عنهم، وقتل الشيخ وهو في عشر الثمانين
وفي كلامه شئ من تصوف الحكماء ""قلت: وكان شيخنا عماد الدين الحزّامي يُعظّمه، ولكن في الآخر أراني له كلاماً فيه شيءٌ من لوازم الاتحاد؛ وهو - إن شاء الله - سالم من ذلك، فإنه محدّث معروف بالسنة والتعبّد، كبير الشأن. ومن مناقبه أنه استشهد في سبيل الله، وذلك أن التتار لما نزلت على خُوارزم في ربيع الأول من السنة، خرج فيمن خرج ومعه جماعة من مُريديه، فقاتلوا على باب خُوارزم حتى قتلوا مُقبلين غير مدبرين."
و الحاصل في شريطنا شيخنا الكريم أن المقصود أن الايمان الأول و نقصه أو انعدامه في السلفيين هو ما تنكرونه و تدعون الى تقويته و الايمان الثاني و نقصه أو انعدامه هو ما ينكره الشيخ الفاضل علي الفضلي على التبليغيين و يدعو الى تقويته .... و بينكما يقف كبار علماء هذا القرن ممن التزم القرون الثلاث الأولى بعيدا عن المسميات الحديثة و جربوا سياسة المجتمعات من الفريقين و مارسوا واجب الشهادة على جماعة التبليغ و السلفية فكما أنكروا في نفس الوقت نقص التربية في بعض المنتسبين الى السلفية وقالوا علمنا و ما ربينا .. أنكروا على التبليغ و غيرها من الجماعات الوظيفية غير ذات الأصول العقائدية البدعية ... حددوا صحة وظيفتهم و أقروا لهم بالخير الكثير الذي فيهم و لكن حذروا مما يخالطها من دخن و أرشدوا الى التعاون معهم فيما وافقوا فيه السنة و التحذير منهم فيما خالفوها فيه و على هذا ترى فتاوي الشيخ ابن باز و العثيمين و ابن جبرين و الهلالي و غيرهم على اختلاف مقاماتها ما ظنه بعض الناس من كلا الفريقين اضطرابا أو ناسخا و منسوخا .. و كما قال الاخوة أيتهما وفق الى جمع الايمانين و الدعوة اليهما بالسياسة التي ارشد اليها الشرع نفسه ... لسبقت أختها الى حظ عظيم ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:01]ـ
كلا الرجلين عنده جزء من أشرف العلوم و يظنه كل العلم فيظن ان صاحبه بالضرورة لا يملكه فينكر عليه .. و كلاهما جزء من أشرف العلم الذي تشتد الحاجة اليه في الخروج و في المكوث ... و كلا الرجلين يقول ان ما أوتي من علم يحصله دون الحاجة الى ما لدى الآخر مع ان كلا الايمانين و العلمين لا يكون أحدهما الا بصاحبه .... :)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 01:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة:
توجد رسالة دكتوراة في جماعة التبليغ (جماعة التبليغ: عقائدها, وافكار مشايخها, للشيخ ميان محمد أسلم) ,
ورسالة أخرى (جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية, تعرفها-عقائدها, تاليف الدكتور-الاستاذ ابي اسامة سيد طالب الرحمن- تقديم العلامة صالح الفوزان-حفظه الله).
-ارجو من الاخوة الذين ينقلون كلام الامام ابن باز-رحمه الله- في جماعة التبليغ المجمل ان يفسروه بكلامه المفصل والناسخ المتأخر!!
وهو انهم من الفرق الضالة!!!! ولا يدلسو على المسلمين!؟
وان يسألو كبار طلبة الامام المعروفين عن موقفه من هذه الجماعة!!
لا ان يسالو كل من حضر محاضرة او اكثر وانتسب اليه تدليسا!! و مخالف للشيخ في عقيدته!!
وكلام الامام محمد بن ابراهيم خير مثال على ما ذكرت!!
(كلام الشيخ محمد بن ابراهيم موجود في كتاب الشيخ التويجري القول البليغ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 01:59]ـ
من باب الفائدة:
.....................
وهو انهم من الفرق الضالة!!!! ولا يدلسو على المسلمين!؟
كنتُ أستطيع ان آتي من البداية بالفتاوى المؤيدة - و على بصيرة - و لكنني أحجمت .. ! لأن المفترض بطلاب العلوم أنهم لا يقلدون دينهم الرجال و خاصة فيما لم يعرف فيه هؤلاء الرجال الوصف الشرعي لشيء ما و هو الذي عليه يتكوّن الحكم!!
و لكن الشيخ عليّا يضطرني الآن لذكر ذلك ... و لكنني مع ذلك لن أذكر إلا شيخاً واحداً حجّة عند هذا المجلس و عند طلاب العلم و الدعاة رسميا و شعبياً ... و لا زال و الحمد لله حيا يرزق أطال الله في عمره .. و هو فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله:
خروج طلبة العلم مع جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...88&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11488&parent=4147)
حقيقة ما تقوم به جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...81&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11481&parent=4147)
اسلوب جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...54&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5054&parent=4147)
هل يجوز القاء السلام على جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...71&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=3171&parent=4147)
جماعة التبليغ وطلب العلم
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...20&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=820&parent=4147)
جماعة التبليغ والصلاة في مساجد بها قبور
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...21&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=821&parent=4147)
جماعة التبليغ ومنهجهم في الدعوة ومدى مشرو عيته
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...23&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=823&parent=4147)
راي الشيخ في كتابي التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري
والقول البليغ في جماعة التبليغ للشيخ ابو بكر الجزائري
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...24&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=824&parent=4147)
موقف الشرع من الحزبية والفرق
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php? (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?)
راي الشيخ في جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...82&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11482&parent=4147)
ما موقفنا من الجماعات الاخرى
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...75&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=2975&parent=4147)
سؤال الشيخ ان كان الشيخ بن باز يؤيد جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...23&parent=4147 (http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php...23&parent=4147)
و أنصح جميع الإخوة المستشكلين أو المعارضين بشيء واحد:
الاستخارة .. ؟!
نعم فإن فوقنا من لا يعزب عن علمه مثقال ذرة و لا يخرج عن قدرته مثقال ذرة ....
هو الذي يخرجنا عن أنفسنا و أهوائنا و أخفى ما فيها مما لا نشعر به و لا نراه ... بل و يصوّر لنا الأمور على غير الحقيقة ... مائلا بنا إلى أهوائنا و تعصباتنا من حيث نحسب أننا على الحق!
.
.............................. .............................. .....................
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 02:19]ـ
أخي خلوصي على حسب كلامك هناك خلاف بين العلماء؟ علماء أهل السنة أقصد؟
الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ والشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ حمود التويجري والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ الفوزان وصفوا الجماعة بأنها ضالة ومبتدعة.
أما الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين والشيخ أبو بكر الجزائري أثنوا على الجماعة.
في نظرك إذا كان الخلاف - على سبيل الافتراض - بين فتاوى كبار علماء العصر الواحد في حكمهم على الجماعة فما العمل؟؟ هل نختار فتوى على أخرى بالتشهي والعواطف أو ندرس الفتاوى واحدة واحدة ونحل الإشكال وننزع موهم التعارض الحادث بين تلك الفتاوى؟؟؟
دلني على الحل من فضلك أخي خلوصي بارك الله فيك.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 02:33]ـ
خلوصي,
هل رجعت الى الرسائل التي ذكرتها لك؟!
كلامك يا خلوصي يظهر منه انك متأثر بالصوفية!؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 03:38]ـ
خلوصي,
اقوال العلماء يستدل لها لا بها!!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:53]ـ
في نظرك إذا كان الخلاف - على سبيل الافتراض - بين فتاوى كبار علماء العصر الواحد في حكمهم على الجماعة فما العمل؟؟ هل نختار فتوى على أخرى بالتشهي والعواطف أو ندرس الفتاوى واحدة واحدة ونحل الإشكال وننزع موهم التعارض الحادث بين تلك الفتاوى؟؟؟
دلني على الحل من فضلك أخي خلوصي بارك الله فيك.
سيدي العزيز:
لو تابعت النقاش من البدايات لرأيت أنني كنت أدعو إلى الحجة و البرهان ... و لكن الإخوة هم اضطروني إلى ذكر الفتاوى .. !
ثم لم تجعل أصلحك الله أخذي بالفتوى تشهيا و أخذ المعارضين هو الذي يتبع الدليل؟؟
و كنت - و هذا واضح جدا - أدعو إلى المناقشة للمفاهيم واحدا واحدا .... ألا ترى السلسلة؟ ألم تقرأ انقطاع أنفاسي في ردودي للبقاء في محل البحث؟؟!!
أصلح الله الأمير!
إن صحبك هؤلاء الطيبين أولى بكلامك هذا مني!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 11:37]ـ
خلوصي,
اذا اثبت لك من كتب القوم المقبولة والموثقة عندهم وباللغة الاوردو بان علماؤهم صوفية!! وان من اصول دعوتهم هو الدعوة الى وحدة الوجود!! وغير ذلك من الكفريات! والتي المشايخ والعلماء الذين ذكرتهم يكفرون من قالها او فعلها -بالشروط المعروفة- فماذا ستقول؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 12:27]ـ
سأقول يا أيها الحيدر الجميل:
هذا توافق عجيب؟!!
إذ كنت أحضّر للمفهوم القادم و عنوانه مثير كسابقيه:
حتى لو كان المُقَدَّمون صوفية .. ف " الجهد " غير صوفي؟؟؟ ... !!!
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 12:44]ـ
[ SIZE=6][COLOR=blue] حتى لو كان المُقَدَّمون صوفية .. ف " الجهد " غير صوفي؟؟؟ ... !!!
إذا أُقيم أساس البناية على طرق مغشوشة, وعلى أصول غير ثابتة, فالبناية تبقى هشة, وساكنها على خطر ولو زين طوابقها بكل ما أبدع المبدعون!
فوجب عندئذ هدمها وإعادة بناءها على الطريقة الصحيحة, وعلى الأصول الثابتة. وفقني الله وإياك إلى اتباع الحق واجتناب الباطل مهما زخرفه المزخرفون.
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 12:59]ـ
لا زلتم يا أحبابي الكرام تحاورون على سابق وجهة ... !
ليتكم سألتم كيف؟
و ليتكم كذلك تبحثون كيف تحوّل الموقف التفصيلي التحقيقي من " التصوّف " و " الصوفية " عند أئمة الإسلام الربانيين المحققين من أمثال الإمام ابن تيمية و ابن القيّم .... إلى هذا الموقف السطحي عند المعاصرين الذين يتكلمون باسم أولئك الأفذاذ ...
نعم يا سادتي فقد كنت ذات يوم سلفياً ... ثم أدركت أن السلفية شيء و السلف شيء آخر .... !!؟؟
أدركت ذلك برغم أنف نفسي!!!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 01:33]ـ
خلوصي,
ما بني على باطل فهو باطل!!
جاوب على سؤالي اولا ثم ناقش ما تريد!!
-ثم مالفرق بين السلفية والسلف يا محقق؟!
-ثم عندي سؤال آخر: هل يعلم الشيخ ابن جبرين عن عقيدة علماء جماعة التبليغ واصول دعوتهم؟!
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 01:50]ـ
والله، يا خلوصي كلامك يدل على أنك لم تعرف السلفية يوماً، وأنا متابع لكلامك من أوله فلم أستفد منه إلا تلميعا لجماعة التبليغ مع غض الطرف عن أخطائهم وأصولهم الفاسدة،
وقلت لك سابقا: إنك مهما ذكرت من محاسنهم فإنك يجب أن تتبرأ من أصولهم الطرقية الصوفية، وتتبرأ من أخطائهم العقدية، أما أن تدعونا إلى أن نقول إن التبليغ فرقة جيدة لأنهم يأمرون بالمعروف، ويدعون إلى الله، ويخرجون في سبيل الله، ثم نغض الطرف عن جانبهم الأسود الذي تسعى جاهدا بابتساماتك! ووعودك! إلى أن تهمشه.
لا يا أخي أنت تتكلم في أمر جدٍ، فإن كان عندك الحجة والبرهان فحيهل، وإن لم يكن عندك فلا تقف ما ليس لك به علم.
سأشرح لك حديث أبي هريرة مع الشيطان: "صدقك وهو كذوب" بطريقتك المشوقة!!
إنكم لم تعرفوا الشيطان حق المعرفة، بل إنكم تسبونه على سابق معرفة، انظروا إلى بواطن الأمور ألم ترو كيف نصح الشيطان المسكين أبا هريرة على حساب نفسه، فهذا يدل على إخلاصه ونبله، رغم ما قيل فيه .... !!!
لكن نقول لك: الشيطان لعنه الله وإن كان فيه من الصفات الحميدة المزعومة فهو أكفر الخلق وأرذلهم، أما الصفات التي ربما يكون انتحلها تقية أو مصلحة، فهي أصل عند أهل الصلاح والتقوى، لا تحتاج إلى تدليل أو بيان.
كذلك جماعة التبليغ، ما كان فيها من خير فهو عند السلفيين أضعافا مضاعفة
إن ذكرت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالسلفيون أسعد الناس به، لأنهم ينصحون بعلم.
وإن ذكرت الخروج، فلا أعلم طالب علم إلا والرحلة في طلب العلم بين عينيه.
وإن ذكرت الاجتماع، فانظر إلى المساجد من أسعد الناس بالاجتماع للعلم والخير والمدارسة.
وأي خير في جماعة التبليغ فالسلفيون أولى به.
نراك تدندن حول ابن تيمية وابن القيم، لكنك لم تأت بشيء يذكر، حتى نفهم مرادك
المهم أنك اخترتَ من لو جمعنا كلامه في أمثالك لقصم ظهرك
أما علمت أن ابن تيمية سُجن وعُذب، لا لشيء سوى لكلمة التوحيد
أما علمت أن عداء أهل البدع جميعا بدون استثناء لابن تيمية وتلميذه ابن القيم لا لشيء سوى لأنهما نذرا نفسيهما للرد على أصولهم.
أتريد أن تفهمنا أن أصول التلبيغ موافقة لما عليه الجانب الروحي لابن تيمية وابن القيم
لا والله، لو أدركهم ابن تيمية لألّف فيهم كما ألّف فيمن هو أدنى منهم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 02:09]ـ
سامحك الله يا أبا عبدالمحسن ... و شرح صدرك ... و نور قلبك و دربك.
" رح ضل بحبك " .... " يا زلمة لا تزعل و تروح ... خليك نحكي على مهلنا "
" ولك و الله بحبك "
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 02:10]ـ
أدركت ذلك برغم أنف نفسي!!!!
نعم و الله!!
برغم أنف نفسي!!!!!!؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 02:13]ـ
يا حبيبي و أستاذي ابن الرومية:
سامحني ... مثلك لا ينسى .. و لا تنسى تعليقاته السديدة المدققة - بارك الله لكم -
و لكن إخواننا شغلوني ... فالمعذرة المعذرة.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 02:18]ـ
خلوصي,
ما اجمل قصص جماعة التبليغ المتواترة!!
دعني اذكر لك شيئا من ذلك لتزداد يقيننا!؟
-في لقاء مع الالبرفسور الدكتور/ أحمد نور التبليغي-استاذ دكتور في كلية الطب, كلية نشتر الطبية, ملتان, باكستان-يقول:
*طاهر شاه يحيى بعد الممات*!!
قبل عدة سنوات, مرض طاهر شاه و ادخل المستشفى, وعندما ازدادت حالته سوءا زارته روح امه وابيه واخبراه انه حان وقته للانتقال الى الدار الاخرى, وانهما ينتظرانه, وحينئذ اقبل اليه ملكان واخذا طاهر شاه لملاقاة الرب, وذهب الملكان بروح طاهر شاه الى السماوات والتقى هناك بمولانا يوسف (أمير جماعة التبليغ ابن محمد الياس مؤسس جماعة التبليغ) واحمد علي اللاهوري, فاستغرب الشيخان من طلب الله لطاهر شاه الى السماوات حيث انه لم يبق في الارض من يقوم بعمل الدعوة غيره, فشكيا الى الشيخ الياس (مؤسس جماعة التبليغ) هذا الامر, فذهب الشيخ الياس لملاقاة النبي-صلى الله عليه وسلم- وشكى له هذا الامر,
وطلب محمد الياس من طاهر شاه العودة الى الدنيا, وفي هذه الاثناء كان طاهر شاه توفي في المستشفى, وكانت جثته محمولة الى بيته, وفي هذه الاثناء قام طاهر شاه ومشى بنفسه الى بيته!
- يقول البرفسور: هذه القصة ذكرها لي طاهر شاه بنفسه وأنا انقل لكم كما اخبرني بها. انتهى.
-من كتاب, قبر كى زند كى اور موت ك جند مناظر واقعات ومشاهدات, مكتبة خليل يوسف, ماركيت اردو بازار, لاهور, باكستان. (نقلا من كتاب جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية).
-ومن خرج عرف!؟
عقيدة ملوثة نسأل الله العافية! هكذا يحصل اليقين عند جماعة التبليغ!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 02:26]ـ
القصة بالقصة ... ما دمت ذكرت القصة:
قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتقي بصاحبها شخصيًّا ويسمع ماقاله بأذنييه ويراه بأم عينيه فهي قصة خيالية النسج، واقعية الأحداث، تجسدت أمام ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصًّا عليّ ماحدث له شخصيا.
كان ذلك في عام 1996 وكنا في فصل الشتاء كانت السماء ملبدة بالغيوم وتنذر بهبوب عاصفة شتوية عارمة، كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدا لمقابلته،كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق الرئيس نلسون مانديلا، شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها .. إنها شخصية القسيس (سيلي). لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة عبدالخالق متير حيث أخبرني أن قسيسا يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر هام. وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكما وأصبح عضوا في رابطة الملاكمة بعد أن من الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي. وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة. كان سيلي قصير القامة، شديد سواد البشرة، دائم الابتسام. جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف. فقلت له: أخي سيلي، هل من الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام؟ ابتسم سيلي وقال: نعم بكل تأكيد.
قال سيلي: كنت قسيسا نشطًا للغاية، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد ولا أكتفي بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا، ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالنتصير بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا الغرض، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي. فكنت أقوم بزيارات متوالية ومتعددة، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات، وكنت أدفع من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا، لكي أصل إلى مبتغاي وأدخل الناس في دين النصرانية .. فكانت الكنيسة تغدق علي فأصبحت غنيا فلي منزل وسيارة وراتب جيد، ومكانة مرموقة بين القساوسة. وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت المفاجأة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية (قلنسوة) وكان تاجرًا يبيع الهدايا، وكنت ألبس ملابس القسيسن الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا، وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا. وعرفت أن الرجل مسلم ـ ونحن نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا: دين الهنود، ولانقول دين الإسلام ـ وبعد أن اشتريت ماأريد من هدايا بل قل من فخاخ نوقع بها السذح من الناس، وكذلك أصحاب الخواء الديني والروحي كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من المسلمين، والجنوب أفريقيين لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم ..
- فإذا بالتاجر المسلم يسألني: أنت قسيس .. أليس كذلك؟
فقلت له: - نعم
فسألني من هو إلهك؟
فقلت له: - المسيح هو الإلهفقال لي: - إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في (الإنجيل) تقول على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ شخصيا أنه قال: (أنا الله، أو أنا ابن الله) فاعبدوني.
فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة، ولم أستطع أن أجيبه وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد!! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله. وأسقط في يدي وأحرجني الرجل، وأصابني الغم وضاق صدري. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات؟ وتركت الرجل وهمت على وجهي، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلا بدون اتجاه معين .. ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر، ولكنني عجزت وهزمت.! فذهبت للمجلس الكنسي وطلبت أن أجتمع بأعضائه، فوافقوا. وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون لي: خدعك الهندي .. إنه يريد أن يضلك بدين الهنود. فقلت لهم: إذًا أجيبوني!! .. وردوا على تساؤله. فلم يجب أحد.!
وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة، ووقفت أمام الناس لأتحدث، فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم. فانسحبت لداخل الكنيسة وطلبت من صديق لي أن يحل محلي، وأخبرته بأنني منهك .. وفي الحقيقة كنت منهارًا، ومحطمًا نفسيًّا.
وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير، ثم توجهت لمكان صغير في منزلي وجلست أنتحب فيه، ثم رفعت بصري إلى السماء، وأخذت أدعو، ولكن أدعو من؟ .. لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق .. وقلت في دعائي: (ربي .. خالقي. لقد أُقفلتْ الأبواب في وجهي غير بابك، فلا تحرمني من معرفة الحق، أين الحق وأين الحقيقة؟ يارب! يارب لا تتركني في حيرتي، وألهمني الصواب ودلني على الحقيقة). ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا، ليس فيها أحد غيري .. وفي صدر القاعة ظهر رجل، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق .. ولكني أيقنت بأنه رجل منير .. فأخذ الرجل يشير إلي وينادي: يا إبراهيم! فنظرت حولي، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة .. فقال لي الرجل: أنت إبراهيم .. اسمك إبراهيم .. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة .. قلت: نعم .. قال: انظر إلى يمينك .. فنظرت إلى يميني، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها، وتلبس ثيابا بيضاء، وعمائم بيضاء. وتابع الرجل قوله: اتبع هؤلاء. لتعرف الحقيقة!! واستيقظت من النوم، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني، ولكني كنت لست مرتاحا عندما أخذت أتساءل .. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي؟ وصممت على مواصلة المشوار، مشوار البحث عن الحقيقة، كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي. وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى .. فأخذت أجازة من عملي، ثم بدأت رحلة بحث طويلة، أجبرتني على الطواف في عدة مدن أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثيابا بيضاء، ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا .. وطال بحثي وتجوالي، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال ويضعون على رؤوسهم الكوفيات فقط. ووصل بي تجوالي إلى مدينة جوهانسبرغ، حتى أنني أتيت إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي أفريقيا، في هذا المبنى، وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة، فظن أنني شحاذًا، ومد يده ببعض النقود فقلت له: ليس هذا أسألك. أليس
(يُتْبَعُ)
(/)
لكم مكان للعبادة قريب من هنا؟ فدلني على مسجد قريب .. فتوجهت نحوه .. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثيابا بيضاء ويضع على رأسه عمامة. ففرحت، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي .. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى! فإذا بالرجل يبادرني قائلاً، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة: مرحبًا إبراهيم!!! فتعجبت وصعقت بما سمعت!! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي. فتابع الرجل قائلاً: - لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا، وتريد أن تعرف الحقيقة. والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام. فقلت له: - نعم، أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ماتلبس .. فهل يمكنك أن تقول لي، من ذلك الذي رأيت في منامي؟ فقال الرجل: - ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق، رسول الله صلى الله عليه وسلم!! ولم أصدق ماحدث لي، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه، وأقول له: - أحقًّا كان ذلك رسولكم ونبيكم، أتاني ليدلني على دين الحق؟ قال الرجل: - أجل. ثم أخذ الرجل يرحب بي، ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة .. ثم جاء وقت صلاة الظهر. فأجلسني الرجل في آخر المسجد، وذهب ليصلي مع بقية الناس، وشاهدت المسلمين ـ وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل ـ شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله، فقلت في نفسي: (والله إنه الدين الحق، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض سجّدا لله). وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت، وقلت في نفسي: (والله لقد دلني الله سبحانه وتعالى على الدين الحق) وناداني الرجل المسلم لأعلن إسلامي، ونطقت بالشهادتين، وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا فرحًا بما منَّ الله عليَّ من هداية.
ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلا، فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا، يدعون الناس للإسلام، وفرحت بصحبتي لهم، وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة، وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله، وتعلمت كيف أكون مسلمًا داعية إلى الله، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى الله، وتعلمت منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة.
وبعد عدة شهور عدت لمدينتي، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني، وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي، أنكروا عليَّ ذلك، وطلب مني المجلس الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلا. وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين آبائي وعشيرتي، وقالوا لي: - لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك!! فقلت لهم: - لم يخدعني ولم يضلني أحد .. فقد جاءني رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في منامي ليدلني على الحقيقة، وعلى الدين الحق. إنَّه الإسلام .. وليس دين الهنود كما تدعونه .. وإنني أدعوكم للحق وللإسلام. فبهتوا!! ثم جاءوني من باب آخر، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب، فقالوا لي: - إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا، مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة! فرفضت كل ذلك، وقلت لهم: - أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني .. والله لن أفعل ذلك، ولو قطعت إربًا!! ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام، فأسلم اثنان من القسس، والحمد لله ... فلما رأوا إصراري، سحبوا كل رتبي ومناصبي، ففرحت بذلك، بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك، ثم قمت وأرجعت لهم مالدي من أموال وعهدة، وتركتهم .. انتهى)))
قصة إسلام إبراهيم سيلي، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبدالخالق ميتر سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا، وكذلك بحضور شخصين آخرين .. وأصبح القس سيلي الداعية إبراهيم سيلي .. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا. ودعوت القس إبراهيم. آسف!! الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء بمنزلي وقمت بماألزمني به ديني فأكرمته غاية الإكرام، ثمّ َودعني إبراهيم سيلي، فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة، في رحلة عمل، حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون.
ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون. وبينما كنت في المكتب المعد لنا في معهد الأرقم، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ، فعرفته، وسلمت عليه .. وسألته: - ماذا تفعل هنا يا إبراهيم!؟ قال لي: - إنني أجوب مناطق جنوب أفريقيا، أدعو إلى الله، وأنقذ أبناء جلدتي من النار وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام. وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق رحبة .. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله .. ولقد شاهدته وقد تغير وجهه، واخلولقت ملابسه، تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة! ولم يمد يده يريد دعما! ... وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي .. لتوقظ فيَّ إحساسًا غريبًا .. هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين:
أنتم أناس تلعبون بالدعوة .. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله!؟ نعم إخواني لقد تقاعسنا، وتثاقلنا إلى الأرض، وغرتنا الحياة الدنيا .. وأمثال الداعية إبراهيم سيلي، والداعية الأسباني أحمد سعيد يضحون ويجاهدون ويكافحون من أجل تبليغ هذا الدين!!!! فيارب رحماك!!!
من مقال للدكتور / عبدالعزيز أحمد سرحان، عميد كلية المعلمين بمكة المكرمة .. مع بعض التصرف ... (جريدة عكاظ، السنة الحادية والأربعين، العدد 12200، الجمعة 15 شوال 1420هـ، الموافق 21 يناير 2000 م)
شبكة الدعوة والتبليغ
http://www.binatiih.com (http://www.binatiih.com/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 03:15]ـ
من خرج عرف وازداد بكم يقينا مثلكم مثل الدجال!!
-يقول الشيخ سردار محمد الباكستاني (التبليغي سابقا):
وهذه تجربتي مع جماعة التبليغ في مدة عشر سنوات على وجه التقريب ... ان الجماعة ومشايخها وعلمائها تقلد الامام ابا حنيفة رحمه الله تقليدا اعمى وتغلو فيه وفي الصلحاء الآخرين, ان كل ما صدر من افواه المشايخ والعلماء يحمل على الخير يؤول ولو كان ضد الكتاب والسنة صريحا, وكل ما صدر من الذين لا يتعلقون بجماعتهم فيدرسون في اقوالهم ويدخلون من اكاذيب الاقوال وافتراءاتها ولا ينصحو انفسهم ان يعطوا هذا المخالف المقام اللائق ويحملوا قوله على النية الصادقة, فاءنا لله على هذه الفكرة الخاطئة وعلى هذا الفهم الضيق للاسلام وعلى هذا التعصب المذهبي البغيض ... ثم انا لله وانا اليه راجعون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
افراد جماعة التبليغ يفرقون بين الدين والدنيا, والسياسة عندهم شجرة ممنوعة (مع هذا قاموا مع ذوالفقار علي بوتو في الانتخابات الماضية في باكستان).
جماعة التبليغ تؤمن بالطرق الاربعة (الجشتية, والنقشبندية, والقادرية, والسهروردية) وتزعم انه لو مات احد ولم يبايع على يد شيخ الطريقة لمات ميتة جاهلية, ومن طريقتهم انهم يذكرون ذكرا جهريا يخالف السنة حسبما ارشدهم الشيخ ويرتكبون معصية الله احيانا في طاعة الشيخ والعياذ بالله, وقد تفوق محبة الشيخ محبة الله ومحبة الرسول-صلى الله عليه وسلم-والعياذ بالله, ويخاف من سخط الشيخ وغضبه كما يخاف من سخط الله وسخط رسوله.
وكثيرا ما يعملون على تصور الشيخ والمراقبة عند قبور المشايخ وهم يوقنون بالمكاشفة ويعملون لها عمليات ويقصرون في مفهوم العبادة.
فهم في وقت واحد وآن واحد يقلدون في الفروع الامام ابا حنيفة رحمه الله وفي العقيدة يتبعون الامام ابا منصور الماتوريدي ويلزمون انفسهم البيعة على يد شيخ من الطرق الاربعة-فهي جماعة تبليغية, حنفية, اشعرية, ماتوريدية, ديوبندية, جشتية, نقشبندية, سهروردية, قادرية.
ان العقيدة ما يعتقدون في حق النبي-صلى الله عليه وسلم- وحق اولياء الله شرك تكون في المشايخ الديوبوندية من جماعة التبليغ ايمانا واسلاما-فهناك شريعتان متقابلتان متوازيتان, شريعة في حق الانبياء والاولياء وشريعة في حق مشايخهم!
(نقلا من كتاب جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية-صفحة421)
اقول يا خلوصي: هل ارشتدم هؤلاء المساكين في تجمعكم السنوي الى التوحيد؟!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 03:45]ـ
ماشاء الله ماشاء الله علموه كل شيء الا التوحيد!! واصبح داعيتا الى الاسلام!!!!
اولا: هل تصدق بهذه القصة؟! يراه في المنام ثم يراه في اليقظة! ثم الشخص يقول رايتك في المنام!!! والله فوضى!! يقول في احداث القصة: (وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة: مرحبًا إبراهيم!!! فتعجبت وصعقت بما سمعت!! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي. فتابع الرجل قائلاً: - لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا، وتريد أن تعرف الحقيقة)!!
لا اله الا الله قصة ماخوذة من فلم هندي!!؟
- خلوصي ما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فقد رآني, فاءن الشيطان لا يتمثل بي)؟!
هل يفسر الحديث بمثل هذا التفسير؟!
(ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا، ليس فيها أحد غيري .. وفي صدر القاعة ظهر رجل، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق .. ولكني أيقنت بأنه رجل منير .. فأخذ الرجل يشير إلي وينادي: يا إبراهيم! فنظرت حولي، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة .. فقال لي الرجل: أنت إبراهيم .. اسمك إبراهيم .. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة .. قلت: نعم ... )
اليس فيكم رجل رشيد؟!!
اخيرا: اعزو الى المجاهيل فلا باحث عنهم!! @
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 05:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي رويدا من من السلف أنكر أمثال هذه القصص؟؟؟ أخبرني .. من؟؟؟ و من سلفك في انكار الكشف و الالهام غير ابن الجوزي و ابن عقيل؟؟ من؟؟؟ و الرجل قال أنه شاهد الرجل الذي رآه في المنام يقظة لا النبي صلى الله عليه وسلم فما تعلق حديث رؤية النبي صلى الله عليه و سلم في المنام؟؟ و من المجهول هنا؟ فقد دلك على الرواي و صفته و مصدر الرواية و صاحب القصة بأسماءهم و هو توثيق لم يتجرأ حتى النصارى في الطعن فيه حين احتج عليهم الاخوة بها في رد قصصهم الخرافية غير الموثقة في تنصر المسلمين أفنكون على اخواننا أكثر تعصبا و حقدا من اعدائنا؟؟؟ أم أن الرجل لا يكون ثقة الا ان وثقه صاحبي؟؟؟ و الرجل لا ينتقد عليكم انتقادكم لجماعته و انما ما أنتم مغرمون به من الاطاحة بأي فرد أو جماعة تخالفكم و لو المخالفة اليسيرة .. بشرها و خيرها ... انتقدوا ارموا قولوا أن الجماعة في الهند الكبرى (مع أن هذا باطلاقه أيضا غير صحيح) هي على اعتقاد الوحدويين و البريلويين من القبورية و الشرك .. انتقدوا الخروج بغير علم ... انتقدوا نقص العلم الشرعي كما انتقد الشيخ ابن باز و غيره ... انتقدوا ظن بعض التبليغيين أن الخروج وحده كاف في الوصول الى الايمان الواجب ... ادفعوا باخوانكم من اهل السنة في داخل هذه الجماعة ليكثروا من التسنن و يزداد فيهم العلم الشرعي كما دعا الى ذلك المشايخ ممن انتقدهم ... فستجدون من الناس من يرمي معكم و يدفع معكم و لكن أن تسعوا لانكار تسنن الجماعة في أقطار اخرى و دعوتها للسنن و الرفع من مستوى الوعي السني عند الناس فضلا عن جر الناس الى الدين و تحبيبهم فيه بعامة و تنكروا شرف حبهم للدعوة و تفانيهم فيها و أن اصل الدعوة الى الله هو الأصل الوحيد الذي يجمع هذه الجماعة باختلاف طوائفها من السني الى البدعي .. و التدليس بجعل الجماعة كالجماعات البدعية ذات أصول عقائدية مشاقة لله و رسوله كالمعتزلة و المرجئة و الخوارج و غيرها و من ثم السعي للاطاحة بكل الجماعة بخيرها و شرها كما فعلتم مع الناس افرادا و جماعات و فرقتموهم من حيث أردتم جمعهم على كلمة التوحيد تكبرا و بطرا للحق و غمطا للناس فهذا ما لن تجدوا أحدا يعينكم عليه لأنه مبني على ما أنكره الله دوما على المشركين القبوريين من تكذيبهم بالشيء لمجرد عدم احاطتهم بعلمه ..
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 08:52]ـ
من سلفك في انكار الكشف و الالهام غير ابن الجوزي و ابن عقيل؟؟ من؟؟؟
خذه من كلام ابن تيمية:
قال في المجموع (3/ 124 - 125):
إن الناس في عبادته واستعانته على أربعة أقسام: ...
وطائفة فيهم استعانة وتوكل وصبر من غير استقامة على الأمر ولا متابعة للسنة، فقد يمكن أحدهم ويكون له نوع من الحال باطنا وظاهرا ويعطى من المكاشفات والتأثيرات ما لم يعطه الصنف الأول ولكن لا عاقبة له فإنه ليس من المتقين والعاقبة للتقوى فالأولون لهم دين ضعيف ولكنه مستمر باق إن لم يفسده صاحبه بالجزع والعجز، وهؤلاء لأحدهم حال وقوة ولكن لا يبقى له إلا ما وافق فيه الأمر واتبع فيه السنة.
انكاره أو تصديقه لا يترتب عليه كبير فائدة، لكن موافقته للشرع هو الأساس.
أما قضية إعانة التبليغيين السنيين!، فنقول وبكل بساطة: لماذا التفريق؟
من كان منهم متبعا للسنة فليلحق أهل السنة، فالحق واحد، ومن التناقض العقلي قبل الشرعي أن ندعو الإنسان إلى الخير، فنقول له، عليك بالتبليغ أو السلفيين فكلاهما على حق، ثم يجد هذا ينبذ الشرك والآخر واقع فيه، أين عقولكم يا شباب؟
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 12:28]ـ
[ QUOTE= أبو عبد المحسن العنابي;153949] خذه من كلام ابن تيمية:
قال في المجموع (3/ 124 - 125):
إن الناس في عبادته واستعانته على أربعة أقسام: ...
وطائفة فيهم استعانة وتوكل وصبر من غير استقامة على الأمر ولا متابعة للسنة، فقد يمكن أحدهم ويكون له نوع من الحال باطنا وظاهرا ويعطى من المكاشفات والتأثيرات ما لم يعطه الصنف الأول ولكن لا عاقبة له فإنه ليس من المتقين والعاقبة للتقوى فالأولون لهم دين ضعيف ولكنه مستمر باق إن لم يفسده صاحبه بالجزع والعجز، وهؤلاء لأحدهم حال وقوة ولكن لا يبقى له إلا ما وافق فيه الأمر واتبع فيه السنة.
كلام في منتهى الدقة؛
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضيف للأخ خلوصي نفيسة من نفائس شيخ الإسلام في نفس الموضع:
قال رحمه الله تعالى:
وَلَا بُدَّ فِي عِبَادَتِهِ مِنْ أَصْلَيْنِ.
أَحَدُهُمَا إخْلَاصُ الدِّينِ لَهُ وَالثَّانِي مُوَافَقَةُ أَمْرِهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ؛
وَلِهَذَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِك خَالِصًا وَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدِ فِيهِ شَيْئًا؛
وَقَالَ الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ فِي قَوْله تَعَالَى ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) قَالَ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ قَالُوا يَا أَبَا عَلِيٍّ: مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ؟ قَالَ: إذَا كَانَ الْعَمَلُ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا؛ وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ وَلِهَذَا ذَمَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى اتِّبَاعِ مَا شَرَعَ لَهُمْ شُرَكَاؤُهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِهِ وَفِعْلِ مَا لَمْ يَشْرَعْهُ مِنْ الدِّينِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)) كَمَا ذَمَّهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ حَرَّمُوا مَا لَمْ يُحَرِّمْهُ اللَّهُ. وَالدِّينُ الْحَقُّ أَنَّهُ لَا حَرَامَ إلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَلَا دِينَ إلَّا مَا شَرَعَهُ.اهـ
حاول يا أخ خلوصي أن تضع هذا المنهج على الميزان فترى كم من عقبة وحفرة تواجهك لقبول هذا المنهج.
قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحن: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أنظر الإرواء.
والبدعة في الدين من شر الأمور كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عنه العرباض بن سارية: (وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) , وفي رواية أخرى (وكل ضلالة في النار).
ثم إن هناك من يخلط بين أمور الدنيا وشؤونها ووسائلها وبين أمور الدين وما يتعبد به ويتقرب إلى الله تعالى, وقد تطرقنا إلى هذه المسألة أثناء محاورتي للإخوة من جماعة التبليغ, وهذا ما سأكتبه في موضوع جديد للتو إن شاء الله تعالى:
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 01:19]ـ
إخوتي الأعزاء:
إن أعطيتم لأنفسكم المزيد من الحرية في متابعتها على ما نشأت عليه فإن الأخفى فيها سيبعدكم أكثر فأكثر عن محل البحث!!؟ و سيقربكم أكثر فأكثر إلى تصديق توهّماتكم عن إسقاط كلام الأئمة الأعلام على ما لا تعرفون من حقائق الأمور .. ؟! خلوصي المحب لكم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 02:11]ـ
خلوص,
من باب زيادة اليقيين!؟
ومن خرج عرف!!
صدقت والله!؟
توجد شهادات اخرى لمن خرج وعرف:
-شهادة للشيخ احتشام الحسن الكاندهلوي الديوبوندي, زوج اخت محمد الياس!!! وخليفته الاول!!! ومعتمده الخاص, وقد قضى مدة طويلة من حياته في قيادة جماعة التبليغ ورفاقة الياس الدهلوي!!
فهو يقول: ان الدعوة المنبثقة من مركز نظام الدين دهلي حسب علمي وفهمي ليس موافقة للكتاب والسنة!!! (المصدر السابق).
-وشهادات اخرى لمن خرج وعرف!؟ في نفس المصدر!! وموثقة! لتزداد يقينا!! وللمزيد انظر الشهادت التي ذكرها الشيخ التويجري في القول البليغ فانها مهمة!!
_خلوصي,
ما هو حال جماعة التبليغ الحالية الذين خرجو وعرفو, و التي تقول عنها (حتى لو كان المُقَدَّمون صوفية .. ف " الجهد " غير صوفي؟؟؟ ... !!!).
الجواب: الذي نراه من حال الذين خرجو وعرفوا في الخليج, وخصوصا في الكويت والسعودية, انهم خرافيين! يكذبون على الله والرسول-صلى الله عليه وسلم- من اجل الدين!!! كما قيل: لا نكذب عليهم لنضل الناس, ولكن نكذب لهم من اجل ان نهدي الناس!! وكما في الحديث جواز الكذب في ثلاثة مواضع, وفيه جواز الكذب في الاصلاح بين المتخاصمين, (والصحيح انه من باب التعريض وليس الكذب) , فمن باب اولى ان نكذب ونصلح بينه وبين ربه!! ويستخدم كبراؤهم التقية مع افراد الجماعة المساكين ليهديهم الى الصراط المستقيم!! فهل دعوة الانبياء مبنية على الكذب؟! فوضى كل من هب ودب تكلم!! لا يعرف اغلبهم معنى كلمة التوحيد!!! ويسمون انفسهم دعاة!! بل لا يدرسون التوحيد لانه يسبب فرقة!! لا يفرقون بين الحديث الموضوع والثابت!! لا يفرقون بين البدعة والسنة!! بل لا يفرقون بين التوحيد والشرك!! ويسمون انفسهم دعاة!! كثير من كبار السن الذين يلتحقون بهم لا يعرفون القراءة والكتابة!! ويلقون الدروس على العامة! ويحسبهم العوام مشايخ!!
فوضى نسأل الله العافية!!
ومن خرج عرف!
نسأل الله العافية.
قصص جمليلة ذكرها الشيخ حمود التويجري رحمه الله لمن خرج وعرف! انصح الاخوة بقرائتها قبل الخروج!! في كتابه القول البليغ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 02:13]ـ
ابن الرومية,
هل تعرف معنى الكشف؟
متى ظهر الكشف الصوفي؟
هل تؤمن بالكشف؟
هل تسمي هذا توثيقا؟!
من باب التوثيق ودعوة النصارى, ممكن احصل على رقم هاتف جوال المهتدي, وجنسيته, ومكان اقامته, واسمه بالكامل!! والشهود كذلك لو سمحت؟!
اما التعليق بالحديث هو لانه قال (وفي صدر القاعة ظهر رجل، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق)
ولكن عل تعرف معنى الحديث؟!
جاوب لكي نتناقش!!
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 03:00]ـ
سيكون النقاش شيق للغاية إن تكرم الأخوان ابن الرومية وخلوصي مع أخينا عبد الرزاق في هذه المسألة
نحن ننتظر لنستفيد إن شاء الله تعالى.
بورك فيك أخي عبد الرزاق.
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 05:06]ـ
إخوتي الأعزاء:
إن أعطيتم لأنفسكم المزيد من الحرية في متابعتها على ما نشأت عليه فإن الأخفى فيها سيبعدكم أكثر فأكثر عن محل البحث!!؟ و سيقربكم أكثر فأكثر إلى تصديق توهّماتكم عن إسقاط كلام الأئمة الأعلام على ما لا تعرفون من حقائق الأمور .. ؟! خلوصي المحب لكم.
فيا سعادة من عرف المبتدأ قبل الخبر؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 09:25]ـ
يا اخوان فلننتبه الى فرق ضروري بين الانصاف مع قوم مسلمين تلبسوا ببدع ومخالفات، والتعاون معهم - بعلم وعلى بصيرة - على الخير الذي عندهم ونهيهم عن الشر والبدعة، وهو ما يدعو اليه أخونا المفضال ابن الرومية، وبين دعوة الناس الى الدخول في جماعة ان لم تكن اليوم على ما كان عليه مؤسسوها من القبورية والضلال المبين، فأقل ما فيها اليوم فشو الجهل والبدع من بقايا ذلك .. وهو ما يحذر منه اخواننا الكرام .. فهذه لا يلزم منها تلك الا عند الجهال الذين لا يميزون، وهؤلاء هم من نخشى عليهم الافتتان بتلك الجماعة ..
جميل والله أن ننشط للخروج والدعوة الى الله تعالى، - دون أن يكون ذلك الخروج في نفسه قائما على بدعة لا أصل لها - ولكن بأي شيء والى أي شيء ندعو ان لم يكن العلم؟؟ فليكن همك يا أخانا الكريم خلوصي أن تدعو اخوانك هنا لرفع همتهم للدعوة والتعاون على نشر ما آتاهم الله من العلم، وأن تدعو اخوانك هناك - الذين تخرج معهم - وفي نفس الوقت لرفع همتهم في طلب العلم والاستزادة منه وتصحيح المعتقد والمنهج ونبذ البدع والخرافات ..
ولنتعاون هنا على طرح أفكار جديدة لذلك وذكر أمثلة مشرقة عليه رفعا للهمم،
ولو أننا اتبعنا نهج السلف حقا وصدقنا في ذلك لما وجدنا تلك الهمة الا أصلا من أصولهم ومنطلقا من منطلقاتهم .. رضي الله عنهم .. في اصلاح النفس وتربيتها، وفي تعلم العلم والعمل به، وفي الدعوة الى الله، كل في آن واحد .. أما ما يصطلح عليه بجماعة التبليغ فأنت قبل غيرك تعلم أنه لا يجوز تشجيع العامة على الانخراط فيها، لأنها تؤصل أصولا قد يتصور معها الواحد منهم أنه لا يحتاج الى طلب العلم، سيما أخطر العلوم على الاطلاق: علم التوحيد .. وكفى بهذا شرا وافسادا للناس وصدا لهم عن شيء هم في امس ما يكونون اليوم حاجة اليه، كما كان أسلافهم، ولا يصلحون الا به كما صلح أسلافهم!! فالى أي شيء يدعو الجاهل غيره من الناس الا الجهل والخرافة؟؟
هذه مسألة خطيرة للغاية، والمشكلة أيها الحبيب خلوصي، أن قلة عناية هذه الجماعة بالعلم وطلبه ليس مرجعها في الحقيقة اهمال منهم أو تفريط أو تكاسل في أفراد منهم، فهم قوم هممهم تناطح الجبال، وهذا يشهد به كل من عرفهم، ولكن القضية قضية قناعات متوارثة فيهم وتصورات تتناقلها أجيالهم تجعلهم يتصورون أن طلب العلم وتحقيقه والسعي فيه والزيادة منه من شأنها أن تعطل مسيرهم الى الله وتلهي قلوبهم بقضايا جدلية ومسائل كلامية وكذا، وهو اطلاق يتفاوتون في تقييده كل بحسب ما من الله عليه من العلم ومن التحرر من تلك الموروثات والسلامة من قراءة كتب أئمتهم القدامى الذين ينتسب القوم اليهم، والسلامة من الغلو في مشايخهم كذلك، فهذه آفة تكثر مع الجهل وتتوغل في نفوس الناس .. !!
وأرجو ألا يقابلني الحبيب خلوصي بنسبتي الى الجهل بأصول التبليغيين، ولكن ليصوب أخطاءي برد علمي ان وجد فيما قلته أي خطأ أو حيف .. بارك الله فيه ووفقه ..
فجملة القول عندي وحاصله:
ليتحرر القوم من الباطل، ولنتحرر نحن من التعميم الظالم غير المنصف، ولنجتمع على ما كان عليه السلف بلا زيادة ولا نقصان، بارك الله فيكم وجمعنا واياكم في الفردوس الأعلى .. آمين.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
ابن الرومية,
هل تريد معرفة معنى الكشف واصله؟
ارجع الى كتاب-جناية التأويل الفاسد على العقيدة الاسلامية-للشيخ الدكتور محمد احمد لوح-رسالة دكتوراة.
وكذلك كتاب-البوذية تاريخها وعقائدها وعلاقة الصوفية بها-للشيخ الدكتور عبدالله نومسك-رسالة ماجستير.
وهذا على سبيل الاختصار.
ولكن ارجو ان لا تتنسى موضوع التوثيق!! الذي هو: بنقل الثقات!! واتصال السند!! وقد يكون متواترا عند قوم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 03:39]ـ
اذن فالحمد لله ... :) هذا ما أردنا أن يقر به أخونا الكريم ... أن لا ينكر مطلقا الدلالة العلمية للكشف و الالهام و ان الدليل الكشفي كالدليل العقلي و الحسي فيه الصواب و فيه الحق و فيه الخطأ و الزلل ... أما انكار القصة انطلاقا من مجرد الانكار المطلق للكشف فهذا ما لا أعلم له سلفا فيه من الأكابر الا الامامين ابن عقيل و ابن الجوزي الى ان احيتها المدرسة العبدوية العقلانية السلفية و آية ذلك انك ان حدثثهم بأمر من امور العقل حاكموك برده الى الكتاب و السنة اما ان حدثثهم عن أمر من امور الكشف و الذوق أنكروه مطلقا و جعلوه غير علمي لمجرد وصفه أي انكروه ابتداءا دون رده للكتاب و السنة ... و توثيق القصة لا أدري ما يريد أكثر من ذكر الرواي و وظيفته و اين قال ذلك و متى فان لم يكن هذا مخرجا له من الجهالة فلا أدري ما الذي سيخرجه منها. مع أنه يذكر أقوالا عن من انتقدوا جماعة التبليغ لا يتعدى فيها ذكر ما ذكر الشيخ خلوصي و يجعلها بذلك موثوقة عنده .. أما قضية الاعانة فحين نترك تنظيم جيوش طلبة العلم و نترك تكوين أوراش عمل و مجموعات عمل همها الأول جرد الكتب و الأشرطة و المنتديات بحثا عن اي واحد ينعت واحدا آخر بالشهيد او يثني عليه فنبدعه و نهتك عرضه و نسقطه و نقضي الليالي و نسود آلاف الصفحات في تتبع عوراته و نرد على كل كلامه بحقه و ضلاله ثم نضحك على أنفسنا باننا لا نغتاب و انما هو جرح و تعديل في عضر انقصت فيه الرواية و نمني انفسنا باننا في مقام ابن معين و شعبة و لا تجد ردا مع ذلك لا على غلاة الأشاعرة و المعتزلة و لا على غلاة المتصوفة و لا على الحداثيين و العلمانيين و لا على القاديانيين و لا على الأحباش و لا على الباطنية و لا على الاسماعيلية و الروافض ممن يجاهرون بنيتهم الصريحة لنقض اسس هذا الدين دع عنك النصارى و اليهود و المجوس و الليبراليين و الماركسيين ... حين نترك تغرير الشباب باسم طلب العلم أولا حتى يجدوا انفسهم مشغولين ببعضهم البعض كما قال ابن عمر و الله هؤلاء لا يقاتلون الا لدنيا و أولئك لا يقاتلون الا لدنيا ... حين نترك كل ذلك و نصرف همم بعضنا -فلست طماعا فقط البعض و ليبق البعض الآخر يتتبع من يثني على الشهيد كذلك نحسبه:) - الى الدعوة بما علم بعدما علم ... حين تتشكل فينا لجان طلبة متخصصة ذو همم عالية كاخواننا السنة و حتى البدعيين في التبليغ في دعوة الناس و توعيتهم الى مخاطر الشرك و المعاصي برفق و حسن سياسة حين تنطلق هذه الوحدات كما عبأتها التبليغ ترفع المستوى الحضاري عند الناس من التعامل على اساس الحب في الله و لله و بالله كجسد واحد و الارتقاء بالتوحيد الى مظهره الحضاري المطلوب و تحبيب الناس الى خالقهم و تحبيب خالقهم اليهم و تعليمهم أن حب الله يجب أن يظهر فيه حين تقوم بمعصية مستخفيا فيبكي دما ... كما يجب أن يظهر فيه حين يحب ابن تيمية او ابن عطاء الله أو غيرهما لجهادهم في الدين أن يتذكر انه انما أحبهم لحبهم لله فلا يحل له أن يقدم قولهم على قوله و لا أن يعبدهم دونه لا بعبادة أقوالهم و لا بعبادة قبورهم و لا بطلب الحوائج اليهم فكلها عبادات غيرية تقضي على الحب ... و كما يجب ان يظهر فيه حين يجادل اخاه على بدعة خالف بها قول محبوبه فيقسو عليه بهذا الاعتبار ثم يلاحظ انه اخاه و انه بهذا الاعتبار ما زال يحتفظ بحقه أيضا في حب الله فيحنو عليه بهذا الاعتبار فيجمع اطراف الحب ... كما يجب ان يظهر فيه حب الله بحسن صداقته لأهله و اولاده فان كنا نشكو من أن كثيرا من التبليغيين قد جعل أهله في عذاب بخروجه فان كثيرا من أخواتنا قد أصابهن أزواجهن السلفيين بعذاب بمكوثهم لرداءة أخلاقهم و رداءة عشرتهم لكونهم ظنوا ان العلم المطلوب فقط انما هو تحقيق الأسانيد و معرفة الفرق و العقائد و اهملوا هذا الجانب حتى صار مظلما .... كما يجب أن يظهر بالدعوة الى حب الله بحب نهضة أمته فتكون لجان و جمعيات لتنقيح علوم الوسائل و تشجيع البحوث العلمية و تطويرها حتى نخرج من التواكل الاقتصادي و العلمي و ليس فقط العقائدي و تتميمها بجمعيات للدعوة الى نظافة الحي و المدينة و توعية النساء بتربية أبناءهن على النظافة و تحمل مسؤولية نقاء و المداومة على تنظيف الجسد و الوسط منذ الصغر و حب اماطة الأذى عن الطريق .... حين نصل الى الانتقال بالتوحيد و حب الله أفقيا و عموديا من العلم الى هذا المستوى العملي الذي هو بحق الذي ينفع الناس و تخلينا عن الزبد مما نظنه جرحا و تعديلا في تتبع مقالات أحبابنا و أبناء سنتنا دع عنك مخالفنا من الملة ... حين يرى على الساحة الأثر الواقعي لهذه الدعوة كما رآها الناس لدعوة الامام عبد الوهاب حتى أقر بهذا الأثر الغريب عنها كالجبرتي و أبو زهرة و غيرهما ... و كما يرى الناس الآن الأثر الواقعي لدعوة التبليغ سواء السني منها و البدعي .... حين نأخذ بهذا الزمام لن يكون للتبليغ و لا غير التبليغ مكان أمامنا.لوعد الله أن الله ناصر لمن ينصره و لكن من ينصره نصرا مؤزرا لا بالكلام فقط ... أما ان أبينا و اكتفينا بالتعصب لأنفسنا و بدل الدوران مع الحق ندور مع ساستنا و كبراءنا ... و اخذت جماعة التبليغ أكثر فأكثر بالسنن و تمسكت بها عوضنا فصدقني سنة الاستبدال الالهية لا تحابي أحدا .. ليستبدلننا الله بهم او بغيرهم كما استبدل من قبلنا بنا ... و لن ينفعك أن رفعت شعار الشلفي او الأشعري او التبليغي او ما رفعت ان نصرت أمر الله و رسوله على مراد الله و رسوله لا مراد نفسك و كبراءك و ساستك ... و في ذلك فليتنافس المتنافسون
و شكر الله لشيخنا أبي الفداء على حسن ظنه و عمق فهمه للمقصود من الحوار و شكر الله لكم جميعا اخوتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 07:09]ـ
ألا فليبارك الله في فهمكم و قلبكم ....
ألا فليبارك الله في صوابكم و إخلاصكم ....
ألا فليبارك الله في علمكم و إرادتكم ...........
علّمتنا و أدبتنا ... و والله ما مدح أمثالكم لما أكتب بأحب إلي من النقد .. !! فجزاكم الله خيراً
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 12:06]ـ
و هذه دعوة للانضمام إلى جماعتي أنا خلوصي الفقير العاجز الخاصة التي أنشاتها لتوي على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21751
؟؟ !!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 01:52]ـ
خلوصي وابن رومية,
لماذا هذا التدليس؟!
لماذا الهروب من الاجابة واللف والدروان؟؟
ما هي وظيفتكما؟ لماذا هذه الشوشرة؟
اقترح على المشرف ان يوقف صلاحيتهما بالمشاركات لدتليسهما وعدم امانتهما العلمية, وشكرا.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 05:52]ـ
خلوصي وابن رومية,
لماذا هذا التدليس؟!
لماذا الهروب من الاجابة واللف والدروان؟؟
ما هي وظيفتكما؟ لماذا هذه الشوشرة؟
اقترح على المشرف ان يوقف صلاحيتهما بالمشاركات لدتليسهما وعدم امانتهما العلمية, وشكرا.
هذه النفسية و العقلية يا أخي الحبيب هي التي تمنعني بعد اليوم من الجدال معكم!!
و كنت قد عزمت على ذلك حتى قبل رؤية ردكم هذا .... فليحفظك الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:09]ـ
سؤال الى أخي خلوصي:
ما هي أشرف العلوم في نظرك؟
وكيف نحصلها ومن أين؟
أنت تتكلم في العنوان لا عن علم، بل عن أشرف العلوم، فتنبه!!
أرجو ألا تستثقل كلامي ولكني أبغي مناقشتك في صلب ما فتحت من أجله الموضوع يا أخي الكريم مناقشة علمية جالية كاشفة، ان كان هذا لا يسوؤك ..
قلت: " نخرج لتحصيل أشرف العلوم .. معرفة الخالق جلّ جلاله "؟!
ثم رحت تبين لنا مقصودك بهذا الخروج الذي نعرف من خلاله الخالق عز وجل، فقلت:
ذلك أن هذا الخروج من بيئاتنا التي طغت فيها المحرمات و الفتن التي يرقق اللاحق منها السابق ... و لحقتنا حتى في عقر بيوتنا ... ما يعلم خطورتها و تغلغلها كل أحد .. !
بيئاتنا التي هي على أحسن أحوالها ينخر فيها حب الدنيا حتى قلوب كثير ممن يفترض فيهم أنهم هم " ملح البلد "!
بيئاتنا التي صار اليقين فيها على الأسباب أكبر من اليقين على رب الأسباب؟!!
بيئاتنا ...
بيئاتنا ...
بيئاتنا ...
فالخروج بالابتعاد عن هذه البيئات يفرّغ القلوب منها أياما أو أسابيع أو شهوراً ... "
فأقول هل تقصد الخروج الى الصحراء مثلا؟ الخروج الى أين؟ تقصد اعتزال الناس؟
يبدو أنه ليس كذلك لأنك تردف بقولك:
"ثم إنه يكون في صحبة من قد سبقنا في طريق اليقين"
فهنا وقفة ضرورية .. ما هو طريق اليقين الذي سبقتنا تلك الصحبة اليه؟؟؟ الخروج مع صحبة أخرى مثلها قد سبقتهم الى طريق اليقين؟؟
فما هو طريق اليقين هذا؟؟ هب أني قد خرجت في جماعة أنا واخواني نعتزل الناس، وكنا عشرة من العوام الذين يريدون الخير، ولكن لا علم لنا ولا فقه، وكان كل واحد منا فيه ما فيه من عوالق الجاهلية، فاجتمعنا لنخرج الى الصحراء - مثلا - لنمكث فيها أياما .. نتأمل في السماء والخضرة والهواء والخلق البديع من حولنا ...
ثم كان ماذا؟؟
من أين يأتي اليقين وكل منا قلبه لا يزال ملفوفا مغلفا بما فيه من شبهات وأفكار وتساؤلات، وكل منا لا يدين الا بما ورثه من أهله وتراكم عنده من كلام الناس من هنا وهناك أيا ما كان ذلك؟؟ أي يقين هذا الذي يثمره ذلك الخروج ومن أين يأتي؟؟؟ ثم من الذي سيتكلم في هذا الجمع ليرقق قلوب الناس وأي شيء سيقول ومن أين يأتي به؟؟ وكيف يعالج عوائق وموانع اليقين في قلوب اخوانه الخارجين معه وهو نفسه يحتاج من العلم الى ما يصحح له اعتقاده أصلا؟؟
اذا فهل أرباب اليقين هؤلاء هم طلبة العلم صحاح المعتقد؟؟ أم أن اليقين له مصدر آخر غير ما حصله هؤلاء من العلوم؟؟؟
انا لا أسأل استناكرا ولكن أسألك لأثير النقاش معك، فأنا حقا أريد أن أفهم، ما هو مفهومك يا خلوصي لليقين، وكيف يكون الخروج مع صحبة قد "حققته وعرفته" سبيلا الى تحقيقه؟؟ وكيف نتعرف على تلك الصحبة وما معالمها التي يتبين بها الواحد منا من الذي عرف اليقين فيخرج معه، ومن الذي لم يعرفه فيجتنب الخروج معه أو يبحث عن غيره؟؟؟؟
تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فنكتسب منهم بالصحبة و المرافقة ما يسحر الألباب مما هو مشاهد متواتر معروف! "
معذرة فأنا لم أخرج مع أحد من قبل - أيا كان قصدك بالخروج - فليس عندي مشاهدا ولا متواترا ولا معروفا، فهلا شرحت لنا وبينت؟؟؟
وتقول:
ثم إنه و بهذه النية استمطار لرحمة الله بالقلوب أن يغيثها من " شرك الأسباب " .. !؟
ثم إنه يكون بالتضحية بالشهوات في سبيل الله ...
فأقول لا أشك في أن النية طيبة، هذا واضح، ولكن ما تفصيل العمل نفسه؟؟؟ النية الصالحة لا تغني صاحبها ولا تجزئه عن العمل ان كان فاسدا أو غير منضبط!! فاشرح لنا ما هو "الخروج" بالضبط، وكيف نحصل فيه أشرف العلوم!!!
وتقول: "بصحبة أرباب اليقين للنظر في ملكوت الله و أنه ما من شيء في الكون يجري إلا بأمره ... يقينا قلبيا لا مجرد ألفاظ! "
قلت من أرباب اليقين هؤلاء وكيف نعرفهم؟؟ أما الكلام عن النظر في ملكوت الله، فهذا لا يحتاج الى خروج ولا رحلة ولا شيء من ذلك لو درب العبد قلبه على التأمل في خلق الله الذي يحوطه من كل مكان، والتفكر في ذلك .. وان كان يزيد ولا شك كلما تعرض الى مزيد من المشاهد الخلابة التي تحمل العقل على مزيد من التفكر، ولكن ان كان غاية الأمر التعبد بالتفكر في خلق الله - وهذه عبادة أوافقك على أن قليلا من المسلمين من يعتني بها - فهل هذا أمر يحتاج الى أن أتحرى من أجله الخروج ما "أرباب اليقين"؟؟؟
وهنا نصل الى مسألة مهمة .. تقول:
" من خرج عرف "!! "
عرف ماذا؟؟ وما شان الذي لم يخرج؟؟ وما حال الصحابة والسلف من هذا الخروج مع أرباب اليقين، وهل هذا هو ما به تحقق اليقين عندهم؟؟ انتظر منك الجواب العلمي المفصل بمزيد الشوق!
تنبيه: أنا أتكلم هنا كلام من لا دراية له بما يفعل التبليغيون، - وأنا حقيقة لم أخرج معهم من قبل - فاعتبرني رجلا جاهلا - وأنا كذلك حقا -، تشرح له ما تعتقد أنه سبيل الوصول الى اليقين ... ولعلنا أن نستفيد من كلامك أمرا يغيب عن أكثرنا ..
وليتسع صدرك لهذا النقاش العلمي الموضوعي .. وفقك الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:38]ـ
أما أنتم أخي الحبيب أبا الفداء فأنا خادمكم .. و برغم حملكم بشدة على الرجل الذي أكنّ له عظيم الحب و التوقير إلا أن ذلك لا يبعدني عنكم بل يجعلني أقترب أكثر:
أولا لأن هذا واجب شرعي في هذا العصر بالذات برغم أنف نفوسنا ..
و ثانيا لأنني لا أعادي و أوالي على الأشخاص ..
و ثالثاً لأنني أعذركم لأنكم لا تعرفون الشيخ عن قرب ..
و رابعا لأن الدافع لكم غيرة دينية ..
و لا تحسب أخي العزيز أنني و أمثالي لا نغضب من الخطأ مهما كان مصدره .. و لكن ذلك شيء و حفظ أقدار الرجال شيء آخر!
أعطيكم مثالا من نفسي: أخذت مرة كتابا للشيخ عائض القرني كتبه يوم كان فتيا ... فوقع نظري على عبارة فيه: " إن الغزالي قد أمات الدين بإحيائه "!!
غضبت بشدة لأسباب كثيرة!؟ و لكنني ألجمت نفسي قائلا:
ليس مثلك يا " خلوصي " من يجد في قلبه على أمثال القرني ... فليكن غيرك ممن هو في طبقة جهاده؟!
أما أنت يا خلوصي فانتبه لنفسك و قلبك فإن تحميلهما ما لا يطيقان و لو جهادا لباطل كهذا - أي في مثل حالة الشيخ المجتهد الداعية - لا يعود بالخير!!!
أما عن أسئلتكم فيعلم الله كم أنني فرح بها .. و لكن أرجو أن تجدوا لي العذر في نمط أجوبتي .. مثلاً إن قلت لكم أن الشرح التفصيلي يطول عن طاقتي و أنا بطيء بالكتابة .. و مع ذلك فسأحاول .. على أن أترك كثيرا من الجواب للزمن و للمعاينة ..
و بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:53]ـ
"أما أنتم أخي الحبيب أبا الفداء فأنا خادمكم"
يا أخي أعزكم الله، بل أنت أخي في الله وأنا أخوك، والله أسأل أن يجمعنا في ظل عرشه وعلى حوض نبيه غير مبدلين ولا مغيرين .. آمين.
"و ثالثاً لأنني أعذركم لأنكم لا تعرفون الشيخ عن قرب .. "
......
لا أفهم!
أي شيخ؟؟؟
عمن تتكلم؟
"على أن أترك كثيرا من الجواب للزمن و للمعاينة"
يا أخي ما عاد يصلح هذا، فأنا لا أعاين ولا أتباع سلسلتك الطيبة وقد لا يسعني الزمن،
وغيري كثيرون لا يتابعون أيضا، وهنا أسئلة ملحة تحتاج الى جواب، فهلا احتسبت واستعنت بالله وأجبتها كما تجاب الأسئلة!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 07:16]ـ
الشيخ البوطي ....
أما عن أسئلتك فقد عددتُها!!! فهل تعلم كم كانت؟؟!!
ثمااااانية عشر سؤالاً ... !!!!!
لا أضيق بها و لكن يضيق الوقت و الجهد! و لو تابعتها بتفاصيلها المطلوبة لصارت كتاباً و لشغلتني عن السلسلة التي ستبين بإذن الله بالترتيب الصحيح كل ما هو غامض أو مفهوم خطأً أو مفترى عليه.
حفظك الله و خلوصي و سائر الطلاب و العلماء و المسلمين.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 09:32]ـ
[ QUOTE= خلوصي;154428] الشيخ البوطي ....
الأخ خلوصي حفظك الله ورعاك لماذا أقحمت الشيخ البوطي في موضوعك هذا؟؟
أتريد أن ننحرف عن موضوعك الذي جعلته محل النقاش بين الاخوة إلى حوار آخر عن الشيخ البوطي؟
أرجوك أخي خلوصي وفيك خصلة نحبها جدا وهي الحلم, حاول أن تركز على الموضوع من فضلك.
إن الشيخ أبو الفداء حفظه الله تعالى قدم أسئلة في صلب الموضوع ولأنك من جماعة التبليغ وتنشر معليمها وأسسها فسيكون الجواب يسيرا, إلا إن كنت ناقلا ولست عالما بمنهج هذه الجماعة.
فهذا كلام آخر. نلزمك بأن لا تتكلم بما لا تعلم.
وتقبل تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 02:07]ـ
خلاصة الكلام في هذا الباب لمن أراد اللباب:
يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله:
" اليقين من الإيمان كالروح من الجسد .... !!
و به تفاضل العارفون!!!!
و فيه تنافس المتنافسون!!!!
و إليه شمر العاملون!!!!!!
و عمل القوم إنما كان عليه!!!!!!
و إشارتهم كلها إليه."!
فنحن نخرج لهذا ...
و قد جرب المجربون فوجدوا أن
من انخرط فيه يصبح بعد مدة وجيزة إذا تكلم أصغى إليه بخشوع دكاترة الشريعة و علم النفس و المفتون!!!
" و من جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي "
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 03:30]ـ
كلا الرجلين عنده جزء من أشرف العلوم و يظنه كل العلم فيظن ان صاحبه بالضرورة لا يملك شيئا منه فينكر عليه .. و كلاهما جزء من أشرف العلم الذي تشتد الحاجة اليه في الخروج و في المكوث ... و كلا الرجلين يقول ان ما أوتي من علم يحصله دون الحاجة الى ما لدى الآخر مع ان كلا الايمانين و العلمين لا يكون أحدهما الا بصاحبه .... :)
:):):):):)
مستمتع بنقاش الشيخين
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 07:49]ـ
:):):):):)
مستمتع بنقاش الشيخين
ما كنت أظن أن الشيخ الأستاذ المدقق يخرج عن محل البحث!؟
يا سيدي الفاضل ليس هذا محل البحث: من عنده الحق جزءا أو كلاً؟
بل هذا هو المحل:
نحن وجدنا لب الإيمان المذكور ... و الذي نحتاجه ... و .... ب ..... أجلى ..... صوره!!
و لكننا لم نقل للناس لا ترحلوا لعلم ما يقدمه الآخرون ..... !
ليس محل البحث المقارنة حيث لا مقارنة ...
بارك الله فيكم يا أستاذنا.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 08:07]ـ
حفظكم الله شيخنا ليس بمستغرب أن أخرج عن محل البحث فلست شيخا و لا أستاذا و لا مدققا:) ... و أعترف أنكم معنيون بنسبة أقل من مناظركم ب
فيظن ان صاحبه بالضرورة لا يملك شيئا منه فينكر عليه
و ان كان بعض هذا عندكم .... بطريقة غير مباشرة حين تقولون
ما أوتي من علم يحصله دون الحاجة الى ما لدى الآخر
و هذا ما يجعل البحث في محل البحث سيدي .. فأنتم تتكلمون عن التمرة الطيبة و انكم تذوقتم طعمها الطيب في أحلى مذاقاته .... و مناظركم يتكلم عن ريحها الطيب ... و انتم تزعمون أن طعمن التمرة و حده فيه الكفاية و هو يزعم أن ريحها الطيب فيه الكفاية ... (وصدقني سيدي هذا التنازع بين أهل الايمان الواحد قديم و ليس وليد اليوم:)) فأخبرونا شيخينا الكريمين .. على قول الامام الغزالي في أحجية الفيل ... هل يمكن ان تفصل التمرة عن ريحها؟؟؟ و هل يمكن أن يتأخر ريح التمرة عن طعمها بعد تناولها .. ؟؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 06:15]ـ
إن كان بطريقة غير مباشرة فيجوز يا أستاذنا الكريم:):):)
أما طعم التمرة و ريحها فمن ذاق الطعم فلن يعدم الريح قطعاً .... و لكنني فيما سبق إنما جاريت من جاريت لإلزام المنكر بالحجة فقط: أن تعال و علمنا مما علمك الله حتى إذا ما جاء يعلمنا ريح التمرة الذي يتوهمه غائبا عندنا وجد الطعم و الريح معاً!!!
فيا سيدي العزيز: لا أراك هنا بعد اليوم إلا بعد سنة ... هذا حكمي فيكم:):):)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 07:21]ـ
أما طعم التمرة و ريحها فمن ذاق الطعم فلن يعدم الريح قطعاً
هنا مكمن الغلط عندكم شيخنا ... فنعم لا يمكن أن تفصل طعم الأترجة عن ريحها من جهة الأترجة ... و لكن من جهة المتناول لها فنعم .... قد يعدم آكلها ريحها ان كانت آلة الشم عنده معطلة او لا تهتدي الى مكمن الرائحة ... كما ان مناظركم قد يعدم طعم الأترجة وان شم ريحها لتعطل آلة الذوق عنده او اهماله لها .... و أنت ترى كيف أن دانشمند قد ذاق طعم الأترجة كمما ذاقها الصحابة بعد انقطاعه أكثر من سنة في الفيافي و القفار عن متعلقاته و شواغل دنياه و مشاغل المنصب و الجاه ... و لكن تطلب الأمر حياته كلها لكي يهتدي الى ما كان عليه الصحابة و ما وروثوه كابرا عن كابر لتضرر آلة الابصار عنده تضررا كبيرا بما كان عليه سابقا من علم الكلام فتطلب الأمر حياته كلها بلا مبالغة لينسل الايمان الثاني و النور الألوهي و القرآن بالمعاني الى جذور قلبه و يخترق كافة الأدران المتبقية من حياته السابقة ... و يأتلف مع الايمان الأول و النور الرباني و الأمانة المقذوفة بالمجاهدة و الاخلاص ... فتحقق بعد أن حقق ... تحقق مقام الربوبية بعد أن حقق مقام الأولوهية ... و في هذا التحقق تختلف مقامات الناس ... فهل عندكم يا شيخنا الكريم براميل مملوءة بهذا النور الثاني .... هل لديكم بنية تحتية و خطوط انتاج و ضخ لهذا المنتوج الغالي ... فما يريده منكم مناظركم بحق هو أن يكون عندكم الاحتياطي الكافي من هذا النور المنزل حتى اذا سقط من يخرج معكم في بحيرة النور المقذوف سارعتم اليه بتزميله بوعود الله للصادقين ثم حقنه بما تخزنونه من الريح الطيب ... فلا يريد منكم مناظركم أن ينتظر من معكم حياته كلها كما انتظر دانشمند .. فما كل الناس يقدر على مثل ذكاءه و صدق ارداته و تألهه .. ان وجد عندكم هذا فما أحسنه و ماأحسن ان يستثمر المرء فيكم و معكم في زيادة أمثال خطوط الانتاج هذه في مجموعة الشركات المختلطة هذه .. فقط يحتاج مناظركم المستثمر أن تدلو اليه بختم الايزو الدال على اعتماد معايير السنة و الاتباع في مصاتعكم حتى يكون آمنا على استثماراته ... فالكل مقصوده الربح هنا .. فأحرى ان نتفق ... :)
اما عني فقد كان ... ما كان مما لا زلت أذكره ... فحسن الظن و لاتسل عن الخبر:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 09:32]ـ
قياسات مع الفوارق ... منشؤها النظرة غير الدقيقة ...
يا سيدي الحبيب:
هذا الخروج و هذه البيئات لإنشاء الرغبة العامة الشاملة إلى معرفة الدين كله!!
و ما رأيتم من تقصير فمن باب الضرورة الملجئة لمن فهم واقع المسلمين و غفلاتهم و ضعفهم!!
ألم تر إلى فتوى علماء المسلمين في قصر المقاطعة على الدنمارك و الحال أن الاتحاد الأوربي كله لها مساند .. !؟؟
أيمكن أن يأتي أحدهم ليقول لا ... !! يجب أن نقاطع العالم كله .... غافلا عن غفلة المسلمين و ضعفهم؟؟!!
حسنا .. خذها من وجه آخر:
داء المسلمين كما شخصه رسول الله صلى الله عليه و سلم بنفسه:
ما هو؟
" حب الدنيا و كراهية الموت "
فإذا ركزنا عليه و بأسلوب يقتلعه من الجذور و بفقه ما علمه إلى الآن أكابر علمائنا " فقه البيئة " الذي لن تجده إلا عند " الأحباب " و " النورسي " .... أنكون بذلك ينطبق علينا مسألة الريح و الطعم ... ؟
لا يا سيدي لا ....
إنما نريد إنشاء الرغبة ..
فإن رأيتنا نكرر و نكرر .... !!!
فإنما ذاك لشدة الغفلة ... و ترقبوا موضوعي الذي أفكر به منذ مدة:
أحكام شدة الغفلة: فقه استبصار جديد!!
فلا أراك إلا بعد سنة:):):) ياااااااااااااااااااااااا حبيب.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 06:35]ـ
يا شيخ علمني علمك الله أين هي هذه الفوارق؟؟:)
فلست أكلم معتزليا و لا أشعريا و لا بريلويا و لا شيعيا و الا اختلف الكلام لاختلاف المقام ... انما أكلم سنيا التزم عقد الصحابة و أحب العوام ... و يظهر لكم ذلك بالمثالين الذين سقتهما ... فمقاطعة الدانمارك ان تكلمت مع بلاد ينعدم فيها الناتج الوطني المحلي و القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي لكان ما قلتم من ملاحظة انعدام القدرة مطلقا .. و هو ما يقتضي سياسة أكثر مرونة بحسب باب الناسخ و المنسوخ من علم الأصول ... أما ان تكلمت مع بلاد عندها من القدرة على انتاج ما تحتاجه من ضروريات العيش الكريم في دولتها لدفعت بها الى مزيد من هذا الانتاج و مزيد من تلك المقاطعة ... ستقول لي و لكني لا أرى جماعة تعتقد ريح السلف الطيب تنشر منه الجانب الذي ينشره أهل جماعتي من التخلية و التحلية و توفر البيئات الصالحة لتصحيح كل أمراض القلب حتى يدخل اليه اليقين و هو مثالك الثاني ... فأقول لك شيخي الكريم: صح النوم:) قد بدأت بعض هذه الجماعات -و اهمها تجربة الاسكندرية التي نرجو أن يستنسخ منها الكثير-منذ أن تنبه لهذا الخلل الشيخ الامام الألباني و أطلق مقولته الشهيرة و القريبة من مقولتكم: التصفية و التربية ... و أنزلوا منتوجهم واقعا في سوق الدعوة من عقدين او اكثر .. و نزلوا الى العوام و بدؤوا بتربيتهم و بدؤوا بصناعة بيئات ذات جودة أعلى من بيئات جماعة التبليغ و ان كانت بوتيرة انتاج منخفض ... لأن طريقة التصنيع عندهم أبطأ و لكنها أمتن و أنفع .. ففضلا عن انتاج كبار طلبة العلم الذين بدورهم يحملون هذه الشعلة و يؤسسون فروعا تجارية أخرى في بلاد الاسلام من تايلند الى الجزائر و موريتانيا ... فقد بان اثرهم القوي في تربية العوام في مركزهم كأثر المسك في موطنه .. و الفارق الذي يميزهم عن الجماعات المنافسة أنهم يمتلكون المواد الخام من الايمانين و النورين و تحصلوا على احتياطي خام هام من كليهما .... و اكتساحهم لسوق الدعوة ما زال مستمرا رغم كل المصادرات و الايقافات التي لا تطال بقية الجماعات المنافسة .. فجودة المنتوج كما يقال هو أفضل اشهار ... وسياستهم أشمل من البقية اذ أفقيا .. هم يقومون بالتوزيع بالخروج عن طريق الوكلاء في شتى القرى و الحواضر بالتعرض للعوام و نهيهم عن الشرك و تحبي الدين اليهم و جلاء الأحقاد و الأعراف و التقاليد و الضغائن بينهم و بالمكوث بالدروس و السلاسل العلمية و تربية الأخلاق و انشاء الجمعيات الخيرية و المحافظة على تباث البيوت و عموديا ... يبدؤوون بتلقين العامي الايمان الأول و زرع اليقين و الأمانة في جذور قبله ثم ينتقلون معه الى ما عندهم من الايمان الثاني رافعين سقف الانتاج من الاسلام الى الايمان الى الاحسان .. هذه سياستهم و قد بدأت تؤتي أكلها شيئا فشيئا و بدأ رفع الذكر لماركتهم الايمانية ... فلهذا وجب على المتسننة من شركتكم أن تقف عن التحجج بعذر الاستضعاف و عدم القدرة فحال
(يُتْبَعُ)
(/)
السوق تغير عما كان عليه من عقود ايام الامام النورسي:) و المنافس الذي لم يكن موجودا قد بدأ يتواجد و سنة الاستبدال الالهي في هذه السوق الحرة لا ترحم ... و لن تترك الا ما ينفع الناس و يمكث في الأرض من ما أنزلته من سننها و بيناتها .. فالدفع الدفع من داخل الشركة لتغير سياساتها ما استطاعت من الأساس ان أرادت أن تحافظ على قيمة اسهمها في السوق و تجاري المنافسة و قانون العرض و الطلب .... و قد اتيتك بكلام لرأس هذه المدرسة الشيخ الحويني-ومعروف عنه اهتمامه البالغ بالايمان الأول الذي تدعو اليه يا شيخ خلوصي- و هو قد مارس الخروج في سبيل الله لعقدين من الزمن و مع ذلك أعلن صراحة عن نقط الضعف في سياساتكم مع انه يستخدم نفس اساليبها مع أنه منافس شريف يحب لكم ان تستمروا في منافسته و لكن بتجديد أسسكم على العهد الأول مع سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .. و هذا لعمري ما تفترق به هذه السوق الاسلامية عن غيرها من الأسواق ... اذ المنافسة فيها و ان كانت على أشدها الا ان المنافس لا يرجو تحطيم منافسه ليربح هو ... بل يرجو له الصلاح ليزيد من منافسته له ...
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"
"إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) "
هذه أحوال بورصة هذه السوق و هذه قوانينها و درجات المسثمرين فيها ... فاختر لنفسك:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 09:05]ـ
ثكلتك أمّك يا سيدي ...
و ما شأني بوجود جماعات أخرى في أمكنة أخرى ...
أنا أتكلم عن " جهد " وجدته حيث لا يوجد غيره أحسن منه .... و حتى تطمئن إليّ أكثر و تعرف مقاصدي أكثر فيما يخص حاجة الأمة لا ما يتعلق بمقارنة الجماعات و توزعاتها ... خذ سري المضنون:
أنا و الله لست من جماعة التبليغ .... !!!!؟؟؟؟؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:24]ـ
غفر الله لكم شيخي الكريم ... لو تفتح عينك قليلا لتنبهت أني بجانبك ... فقد ذكرت لكم أني أعلم أني أحدث سنيا و لا يهمني بعدها من أي الجماعات تكونون ... و لا أنا ايضا من جماعة الاسكندرية و لا من السلفية و لا غيرها ... انما أنا و الشيخ الحويني مثلك واحد من عامة المسلمين تملأه الحرقة لتأخر امته و تخلفها ... و لكن الحركة في الحياة بعامتها و ليس فقط في الدين قد كتبها الله على الجماعات ... فحتى المفاهيم و الأفكار و الحقائق بله الأشخاص انما تتحرك في جماعات و تتشكل في جماعات ضمن جماعات ... انما أدعو نفسي ثم ادعوك الى الايمان الثاني الذي قال السدي و أئمة السلف من الذين سلكوا قبلنا و تحققوا انه لا يكون الايمان الأول الا به و هذا لا يكون الا بالأول ... فلا شك ان الخروج كما الخلوة يعزل المرء عن شواغله و يقربه الى منبع النور الايماني و يجلي الغشاوات عن القلب و يصفي آلة الابصار عنده ليكون مستعدا لقبول اليقين و ما اسرع ما يقذف الله في قلبه اليقين و الايمان الأول المجمل صافيا خالصا ... الا أن هذا الايمان و اليقين المجمل يبقى محتاجا الى الايمان الثاني احتياج الدنيا الى الآخرة ... فحين تقذف هذه الأمانة على قلب
(يُتْبَعُ)
(/)
الانسان الذي قبلها بعد ان رفضتها مخلوقات أشد منه ... فانه يولد ولادة جديدة .... و لكن يا أخي الكريم اسأل الأطباء يخبرونك أن المولود ان لم يعتنى به فورا يبقى عرضة للأمراض الفتاكة و انه كلما تأخرت العناية به و تحصينه الا و زاد خطر اصابته بمرض يتمكن منه و لا ينفك منه حياته كلها ... و كذلك القلب بعد هذه الولادة يبقى عطشانا لما ذاقه من اليقين و الايمان المجمل فيجب المسارعة اليه بالقاء الايمان و اليقين المفصل في روعه حتى لا تسبق اليه معضلة فتجد قلبا خاليا فتتمكنا .... فتنقض ما غزلته كله ... و تكون كمن استوقد نارا لهذا المسكين بارشاده للخروج و الخلوة .... فلما انقدحت جذوة هذه النار المباركة في قلبه و اضاء نور اليقين و الايمان المجمل ما حوله ... فان أخرته عن تعريضه للنور المفصل و الفرقان المبين لا تامن ان ينتج عنه اعراض و يسبق الى قلبه الخالي و الطري من الشبه الخطافة التي تتعرض لأهل الفناء ... فيذهب الله بنوره ذاك الذي طالما سعيت لكي يتذوقه .. و يترككم في ظلمات لا تبصرون .... صم بكم عمي فهم لا يرجعون الى أصل ذلك النور الذي رأوا به و ابصروا أول مرة .. و مفهومه انك لو أتبعته الايمان الأول الايمان الثاني و عززته به و نصرته به لعاد الى ذلك النور الأول توحيد الربوبية و بالفرق التعبدي في نوحيد الأولوهية يصل الى تفصيل أكبر و أكبر لذلك التوحيد الذي عرفه أول مرة ... و يصبح منه شيئا فشيئا على مسيرة حياته كالروح من الجسد .... !! التوحيد الذ بمعرفته على اساس تحقيق الأولوهية يتفاضل العارفون!!!! و فيه تنافس المتنافسون!!!! و إليه شمر العاملون!!!!!! و عمل القوم إنما كان عليه!!!!!! و إشارتهم كلها إليه .... و لهذا كان أطباء القلوب السلف هم اعرف الناس بهذه المقامات فكانت ارشاداتهم في هذا الطريق ... قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «لا تجالس أهل الأهواء: فإن مجالستهم ممرضة للقلب» وقال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ: «ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة» وقال ابن شوذب: «إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يؤاخي صاحب سنة يحمله عليها» و قال أيوب: «إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة» و قال يوسف بن أسباط: " كان أبي قدريا، وأخوالي روافض، فأنقذني الله بسفيان " .... و غيرها كثير ... و ليس المقصود بضخ السنن هنا في جماعة التبليغ او النورسيين او الاخوان او السلفيين ... ليس المقصود ضخ الكلام عن التعليلات و الحجج التي تتبث بها السنن .. فليس المقصود تحديثهم عن التسلسل في الحوادث و لا الفرق بين الاسم و المسمى و لا غيرها من المباحث ... و انما ضخ السنن نفسها بحروفها و معانيها التي اتفقت عليها القرون الثلاثة من معاني الاسلام و الايمان و الاحسان و التي جعلت تلك التعليلات و الحجج دفاعات لها تنعدم الحاجة اليها بانعدام الخصم و المنافح ... و ليس المقصود جماعة بعينها فمن انصف علم ان اهل السنة المحضة في الإسلام هم أعز من الإسلام في سائر الأديان كما قال الحسن و غيره ... مع ان جماعة قد تكون اقوم بالسنة و أكثر اشتمالا بها من غيرها ... فالمقصود ان اشرف العلوم هنا مما تحدث عنه المتناظرين كلاهما آخذ بطرف من علمه ... و الله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 07:48]ـ
جزاكم الله خيرا يا أستاذنا الكريم
و هذا موضوع يطول في الحقيقة حول أقسام التوحيد .. و ما ضخم الحديث عنه بهذا الشكل الذي يتكلم فيه " السلفيون " ليس واردا لا في حجمه و لا في تطبيقاته ... و لعل أن يفرد بموضوع مستقل.
و أشكركم جدا على صبركم علي و على الإخوة الآخرين .... بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 08:53]ـ
سبحان الله ... بعد هذا البيان الطيب من الأخ الكريم ابن الرومية، يأتي صاحبنا خلوصي بتعقيب عليه فيقول:
"و ما ضخم الحديث عنه - يعني أقسام التوحيد - بهذا الشكل الذي يتكلم فيه " السلفيون " ليس واردا لا في حجمه و لا في تطبيقاته"
!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أفهم من هذا أنه ليس من الأمور العظيمة أو الضخمة عندك يا أخ خلوصي أن يموت رجل على شعبة من شعب الشرك أو ضلالة من ضلالات الأسماء والصفات، أو على موبقة مصيبة من مصائب الفرق الضالة في الاعتقاد كأن يموت خارجيا أو جهميا أو قدريا أو باطنيا أو رافضيا أو .... طالما أنه قد حقق هذا "اليقين" الذي تتكلم عنه أنت؟؟؟؟؟؟
أي شيء هذا الذي ضخمه السلفيون؟؟؟؟؟؟
وأي يقين أصلا هو هذا الذي يقع في قلب غارق في شبهات أهل البدع وضلالاتهم حتى لا يكاد يدري المرء ما صفات ربه المعبود فلا يدري أيعبد صنما أم عدما، ولا يدري ما القدر، ولا يميز التوحيد من الشرك، ويقشعر بدنه كلما سمع تفاسير السلف لآيات الصفات مسكتبرا أن يفهمها كما فهموها، وتراه يتخذ لله أندادا وأقطابا وأعوانا وشفعاء و .... يتقلب من بدعة الى بدعة ومن فرية كلامية الى شبهة عقلية يغير عقيدته في ربه وفي الغيب كل يوم كما يغير الرجل منا ازاره، وكل هذا وهو يحسب أنه موحد ومن الناجين؟؟؟؟
بالله أي يقين هذا الذي تتكلم عنه؟؟؟؟؟؟
وأي شيء هذا الذي ترى أن "السلفيين" قد ضخموه؟؟؟؟؟
كلا وربي بل انه لعين الريبة والشك والضلال المبين، ألا يُعَلم الناس دينهم على نهج الصحابة والسلف رضي الله عنهم، خالصا من كل شبهة محصنا من كل فرية، طاهرا من كل بدعة!!!
سلمنا أنه قد وُفق القوم في ازالة حب الدنيا من قلوب عامة المسلمين ... فماذا يكون بعد ذلك؟؟؟؟؟
التغني والتمايل على طبول الصوفية ومزاميرهم؟؟ أم السب واللعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وانتظار المهدي (عج)، واللطم والنياحة في الحسينيات؟؟ أم التفلسف وتعطيل الصفات وتحريفها بعقول بائسة مريضة قد حرمت نور فهم الأصحاب الكرام رضي الله عنهم؟؟؟ أم القول على الله بغير علم - وحسبك به من كبيرة قاتلة للقلوب - في تسنين ما حقه التبديع؟؟؟ أم تقليد شيخ طريقة مشرك يستغيث بفلان وفلان من الأموات من دون الله ويجعل ذلك هو الطريق الوحيد للوصول الى الله؟؟؟
ماذا بعد التخلية وتعليق القلوب بربها وافراغها من حب الدنيا؟؟؟؟
وأي شيء هذا الذي "ضخمه" السلفيون وتراه أنت لا يستحق هذا التضخيم؟؟؟
لأي شيء يجتهد أصحابك في تخلية قلوب الناس أصلا وتقريبها الى ربها، ان لم يكن لتحليتها بعد ذلك بالعلم الواجب الذي لا يسع المسلم جهله، ولتحصينها بطريق النجاة والسلامة، وبما كان عليه أصحاب رسول الله عليه السلام من التوحيد الصحيح الطاهر قبل العمل؟؟؟
سبحانك ربي!!
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 12:13]ـ
جميل
وهل جماعة التبليغ تشارك فى هذا المنتدى حتى تفرد للرد عليهم أربعة مواضيع أو أكثر؟
والله لو كانوا يشاركون فى هذا المنتدى فهى علامة جيدة على تصحيحهم لمنهجهم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 10:43]ـ
يا حبيبي أبا الفداء ... أشكر غيرتك على الدين بفهم السلف ... و أشكر كذلك اندفاعك لهذا الرد الذي جعلك تبني على كلامي ما تراه لازماً له و هنا محل العتب كذلك؟
و أرجو أن تسامحني على تأخر ردي لانشغالي .. و أنا سعيد بهذا الحوار و سعيد بردك لأنه سيدفعنا إلى التأمل في دعواى " العريضة " هذه التي أثارت حفيظة غيرتكم المحمودة لولا الزيادة اللزومية!؟ و هي على كل حال حميدة لأنها تبقى في إطار التحاور .... فبارك الله فيكم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 05:16]ـ
فعلا شيخنا الكريم أبا الفداء فيبدو لي انكم تسرعتم بالزام الشيخ ما قد يلزمه و ما قد لا يلزمه من كلامه ... ما فهمت يا شيخي الكريمين ان المقصود ليس الغض من شأن توحيد الألوهية و لا حتى من شان التقسيم العلمي للتوحيد .. (مع أن شيئا من ذلك يتضمنه كلامكم شيخنا خلوصي:)) المقصود حسب فهمي المتواضع هو ان بعض السلفيين يتجاوزون مقولة ابن عباس رضي الله عنه في معنى العلماء الربانيين أنهم الحلماء الفقهاء الذين يربون الناس بصغار العلم قبل كباره ... أي ترك المشاكل للحوامل ... أو ترك ما هو اقل وضوحا لما هو اوضح منه .. أي البدء و التركيز مع العوام بأوضح مسائل الدين للنهوض بالنفس و التسامي بها بتعليمهم الايمان بالله و ملائكته و رسله و اليوم الآخر بما وضح من الكتاب و السنة دون ادخالهم في طعون المتكلمين و لا دفاعات السنيين ... بل التركيز على ربط أصول الاسلام الواضحة بما هو أقرب الى اليقين
(يُتْبَعُ)
(/)
المجمل المقذوف في قلوبهم من أعمال القلوب-بما أنها أقرب الأعمال الى القلب مصدر اليقين- فيعلمون معاني الشكر و الحمد و التوكل و الصبر و تحفيز الارادة و مراقبة الله و معنى الخطيئة و معنى الغفران و ذوقهما و ربط كل ذلك بالواقع المعاش الذي يعيشه العامي يوما بعد يوم و الذي قد لا يصادف فيه ما يحوجه الى معرفة أقسام التوحيد بالشكل التعليمي المعروف .. بينما يحتاج كل يوم و ربما كل ساعة معرفة لم أصيب بالمرض الفلاني و علاقته بتركه لصلة رحمه و لم خسرت تجارته و علاقتها بشركه الدرهمي و الديناري و كيف يتجاوز موت خطيبته و علاقة ذلك بعملي القلب الرضا و الصبر في معرفة التعامل مع قدر الله ... فالطريقة تكون بضخ التوحيد بكل أنواعه الربوبي و الألوهي و الصفاتي و الحاكمي وووو على ذكر الحبيب ممزوجا في كأس غير مفرقة فلا يفتتن بالبقاء منشغلا بتقسيم علمي قد لا ينفعه كثيرا بقدر ما نذوقه الثمار ... حتى اذا رأى ذلك مجربا و وقر خلق الصبر و التوكل و الرضا و قوة الهمة و قلة العجز و غيرها في قلبه ... ان استشكل بعدها بدعة أو شركا قادحا علمناه من لدنا مزيد علم من كبار العلم مفصل لمن شاء فيكون آنذاك أسهل لأنه قد ترقى بمعرفة صغار العلم ... و أوقر وألزق في قلبه لأنه قد رأى نتائجه كعين اليقين لا كخبر اليقين فقط .... و من جهة أخرى نربح كسنيين دعاة أن تشمل دعوتنا السني و البدعي لاتفاقهما على هذه الأصول مع تقوية هذا الجانب عن النطاق السني ... فان ارتفع المستوى العام للوعي الديني و الحضاري للأمة بسنيها و بدعيها كان اسهل لسنيها أن يقرب بدعيها للسنة .. و هو واضح من ربط رسول الله صلى الله عليه و سلم لانتشار السنن بانتشار الجهل الديني ... "فما أجمع عليه المسلمون من دينهم الذي يحتاجون إليه أضعاف أضعاف ما تنازعوا فيه.
فالمسلمون: سنيهم وبدعيهم متفقون على وجوب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومتفقون على وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فإنه يدخل الجنة؛ ولا يعذب وعلى أن من لم يؤمن بأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فهو كافر وأمثال هذه الأمور التي هي أصول الدين وقواعد الإيمان التي اتفق عليها المنتسبون إلى الإسلام والإيمان فتنازعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعيد أو بعض معاني بعض الأسماء أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه مع أن المخالفين للحق البين من الكتاب والسنة هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة؛ مشهود عليهم بالضلالة؛ ليس لهم في الأمة لسان صدق ولا قبول عام كالخوارج والروافض والقدرية ونحوهم وإنما تنازع أهل العلم والسنة في أمور دقيقة تخفى على أكثر الناس؛ ولكن يجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله" ..... و لكن يجب التنبه أن هذا في حق المتلقي و هي جهة الشيخ خلوصي ... أما جهة الملقي وهي جهة الشيخ أبي الفداء ... فهي على العكس ... فهو مطالب بأن يكون لديه علم بما يقدر عليه من صغار العلم بعد كباره مما يتجاوز بمراحل مجرد معرفة فائدة تقسيم التوحيد .... و هو وان لم يبدي صغار العلم و مقاصده للمتلقي لعدم حاجته اليها فانه محتاج بحسبه هو الى معرفتها حتى يسوس المتلقي بحسبها وهو معنى الفقه الحق للرباني .. " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ "
(لاحظ لم يقل لعلهم يتفقهون .... بل ليعملوا عملا قلبيا وهو الحذر و الخشية و التقوى و هذا هو تفصيل حال المتلقي و الملقي في آية واحدة فكم من أسرار حوى هذا الكتاب:) .. ) وحث السلف الداعية على معرفة هذا الفقه و الناسخ و المنسوخ و غيره من كبار ميكانيزمات مقاصد الشريعة معروف و مشهور ... فمن هنا نصيحة شيوخ السنة المشهورين و الذين جربوا النسك و الزهد في زماننا من الشيخ ابن عثيمين الى الحويني للتبليغيين أن يسدوا نقص العلم و السنة عندهم ... مع اقرارهم لهم بكل جهودهم المشهودة من نشر اليقين و الايمان و التواضع و التوبة و الالتزام و دعوة السنة الى التعاون معهم في نشرها ... " فالغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطا من الناس من يثني على هؤلاء كثيرا و ينصح بركوبه معهم
(يُتْبَعُ)
(/)
و منهم من يذمهم ذما كبيرا و يحذر منهم كما يحذر من الأسد و منهم المتوسط و انا أرى ان الجماعة فيهم خير و فيهم دعوة و لهم تأثير لم ينله أحد من الدعاة .. تأثيرهم واضح كم من فاسق هداه الله كم من كافر آمن ... ثم طبائعهم ... تواضع ... خلق .. ايثار ... ليته يوجد في مثلي ... و من يقولون أنهم عندهم علم حديث أو سلف او ما أشكله .... هم اهل خير لا شك ... لكني أرى أن الذين يوجدون في المملكة لا يذهبون الى باكستان و لا غيره من البلاد الأخرى ... لأنا لا ندري عن عقائد أولئك .. و لاندري عن مناهجهم ... لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في المملكة منهج لا غبار عليه و ليس فيه شيء ... و أما تقييد الدعوة في تلاث أيام او اربعة أيام أو شهرين أو أربعة اشهر أو سنة او سنتين فهذه ما لها وجه ... و لكنهم يرون ان هذا من باب التنظيم ... و انه اذا خرج تلاث ايام و عرف أنه مقيد بهذه الأيام الثلاثة انقطع و عزف عن الدنيا .. فهذه مسألة تنظيمية ما فيها شيء .... ما هي عبادة ... فأرى بارك الله فيك ان كان لك اتجاه لطلب العلم أن طلب العلم أفضل لك .. لأن طلب العلم فيه خير و في الجزيرة علماء أهل سنة راسخين في العلم ... و ان كان ما عندك قدرة على تلقي طلب العلم و خرجت معهم لأجل انك تصفي نفسك فهذا لا بأس به .... و فيهم أناس كثيرون هداهم الله عز و جل على أيديهم .. "
فمقصود هؤلاء الأئمة زيادة العلم من جهة الملقي و التعاون على تبليغ أصول الاسلام الواضحات للمتلقي .... بهذا الميزان تستقيم الأمور و نضمن اكتساح و انتشار السنن فضلا عن الدين بعامة للمجتمعات كبقعة الزيت المتفاضلة الصفاء ... و المشكلة هنا أن كلا الشيخين أبا الفداء و خلوصي يعمم مفهوم معرفة صغار العلم ومقاصده من جهة أو التعاون على الخير و مباشرة اليقين و الاكتفاء بكبار العلم و ثماره الضرورية من جهة اخرى: على المتلقي و الملقي, و هذا ينعى بحق على تضخيم بعض السلفيين لبعض صغار العلم على حساب كباره و ذاك ينعى بحق على بعض التبليغيين تجاهلهم لدور صغار العلم في ترسيخ كباره ... تماما كتنازعهما في الايمان الأول الذي يقذفه الله في القلب و بسببه يستطيع العبد تجاوز البلاء حتى يمكن .. و يتحمل المشاق به و يبتسم في وجه الصعاب بالتلذذ بطعمه رجاء رضا محبوبه ... و يحس بصدق الانتماء حين يحتمي به و فيه و يستعيذ بمن جلاه في قلبه .... و تنازعهما في الايمان الثاني الذي يوجه بوصلة قوة ايمانه الأول الى محبوبه فيمنع أن يناله غيره ... و يريه درجات السلم الذي يرتقي فيه عروجا الى خالقه ... و يحدد له حدود الطريق ينيرها له و يبين له كيف يميزها من بين ألف طريق زائفة من طرق حساده ... و يعطيه زادا لتقوية ايمانه الأول في قلبه و تدريبه كلا و جزءا على الفرائض المقوية لروحه و بدنه لتحمل مشاق سفره ... و يزوده بخرائط للعودة و وسائل الاتصال ببعثاث الاغاثة ان ضل عن سبيله .... اختلافهما في الاكتفاء باحد هذين الايمانين مع ان الكتاب و السنة و السلف ناطقون بان أحدهما لا يكون الا بالآخر ...
مع أن لهذا تعلقا بمسألة التخصص اذ أن قديما لا حظت ان السلف وان كان احدهما متخصصا في علم فانه لا ينكر تخصص غيره فيه .. فترى من كان اماما في الفقه يلجأ الى من هو امام في الحديث ليبينه له ليصير اليه و لا يثق بمحض القياس مع ان علم الفقيه بالحديث لو فرق على عشرة ممن يشتغلون بالحديث في زماننا لوسعهم ... و تجد من هو امام في الحديث يلجأ الى من هو امام في الفقه لبيين له أصول المعاني و ما يجوز العمل به و ما لا يجوز و تمييز النظائر و الأشباه و الناسخ و المنسوخ وما يأخذ من الحديث و ما يدع .. مع ان علم المحدث بأوجه الفقه قد لا يدرك منه فقهاء زماننا حتى فهم مفرداته ... و تجد اماما في الزهد و معرفة القلوب و طب النفوس و طرق السير و الدلجة ... يلجأ الى امام متخصص في الحديث و الفقه ليمداه بشاهدين عدلين على ما يفتح عليه من النكت و الكشوف ... مع ان المتصوف قد يكون له من التعظيم لحرمات الكتاب و السنة و اجماع السلف و القيام في نصرتهما و مجاهدة المبتدعة ما لايقوم به جماعات من أهل الحديث و الفقه في زماننا ... و تجد اماما في الفقه و السنة و الحديث يلجأ الى امام متخصص في السلوك و استنباط معالجة ادواء القلب من الكتاب و السنة و يسأله عن قوله في مسألة من مسائل الورع و الاخلاص ... مع ان زهده و عبادته لو التزمها متصوفة زماننا لضجروا .. فالنفس ان تخصصت أيضا في علم تتعلق به و تحسب الشرف العظم محصورا فيه ... فهذا أيضا له بعض الأثر.-و ان كان قليلا لكنه ملاحظ:) -و تلاحظ أثر ذلك على سبيل المثال في الخلاف المشهور حول أشرف العلوم ... و الذي حكاه الغزالي و غيره .. يعني بالنسبة لي لو تيقنت من ايزو الشيخ الخلوصي في تخصصه لحجزت مقعدا الآن عنده لمسيس الحاجة الى ما عنده:) و بعدها اعرج على ما عند الشيخ ابي الفداء ... :) ويارب بكده نكون حصلنا شيء من أشرف العلوم:) ... لأن تحصيله كله قد لا تكفيك فيه حياتك .. و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 05:39]ـ
شيخنا الكريم خلوصي عسى أن يكون سبب الانشغال خيرا .. أسأل الله أن ييسر لكم فقد أحسست بأنكم في ضيق وسع الله عليكم و فرج عليكم ان كانت ثمة كربة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 08:11]ـ
بارك الله فيك يا ابن الرومية وزادك من بصيرة العلم والحلم معا ... قل آمين.
لست شيخا يا أخي الكريم ولا نصف شيخ، أسأل الله أن يسترني والمسلمين في الدنيا والآخرة
والذي استشعرته من كلامك أخي الحبيب أنك تجعلني في كفة من يتمسكون بجانب من جانبي الدعوة ويقللون من أهمية الآخر، في مقابلة لما عليه الأخ خلوصي، وهذا ليس بصحيح .. فأنا أومن بضرورة ما عند التبليغيين من الخير، وبضرورة أن يكون العمل الأول هو غرس محبة الله وخشيته في قلوب المسلمين، وتمهيد تلك القلوب وتعبيدها بالرقائق وصنوف المواعظ والتذكير بالآخرة وبآيات الله تعالى في خلقه وغير ذلك .. وقد أحسنت - بارك الله فيك - في بيان ذلك بأسلوب جزل قريب لا أزيد عليه، وأوافقك على جل ما ذكرت فيه .. ولكني أخالفك في نظرك الى كبار العلوم وتقييمك لسعة الدائرة التي تشملها من مسائل الاعتقاد والأصول وغيرها .. فضبط المعتقد في أسماء الله وصفاته عند العامة هو من توحيد الأسماء والصفات، وهو كغيره من أبواب التوحيد، فيه تدرج، فمنه قدر واجب على التعيين يجب أن يعلمه سائر المسلمين، سيما في زمان أصبح الناس تتقازفهم الشبهات كما ذكرت من قبل حتى في الهواء الذي يتنفسونه، ومنه وبطبيعة الحال تفاصيل دقيقة وقضايا كلامية عميقة يعاني طلبة العلم أنفسهم في فهمها وفي فهم ردود أئمة العلم عليها، فهذه لا يقول عاقل فضلا عن طالب علم يتقي الله في دعوته بأنها مما يحتاج العامي الى دراستها!!
المشكلة أخي الحبيب، أن بعض اخواننا يعمم ويقول أن هذا الباب كله، يعني باب الأسماء والصفات، باب خلافي، وقد أورث من النزاع والفرقة ما الله به عليم، فلا شأن لنا به مع العامة لأنه كله - باجمال - من كبار العلوم وليس من صغارها، بل انه - عندهم - من ترف العقل ولا داعي أصلا لتعليم العامي أي شيء في هذا الباب، الا ان هو أراد التخصص في العلم الشرعي أو نحو ذلك! وهذا تعميم باطل لا يخفى بطلانه! والداعية الفطن الخبير هو الذي ينظر الى العامة الذين تحته في بلده كيف حالهم، وما هي الآفة العقدية التي يعانون منها ومن انتشارها فيهم، فيوليها الاهتمام الأول ويبدأ بها عند تعليمهم عقيدتهم، كما في مصر مثلا يكثر شرك القبور والتصوف والطرق فضلا عن دعوى العلمانية التي تقرع آذان الناس ليل نهار، وفي الشام ملل باطنية كفرية وفي البحرين يكثر التشيع والدعوة اليه، وفي اليمن فكر الخوارج والاباضية، و ... وكل قطر فيه بليته التي تسود عليه وتنتشر بين العامة فيه .. وكل بلية من تلك البلايا العلم فيها درجات تتفاوت، فمنه ما هو ضروري للعامة - ولهؤلاء العامة بالذات في تلك البلاد بالذات - ومنه ما هو أوسع في بابه وأكبر تفصيلا وجدالا بالحجج والبراهين والمناظرات العلمية وما الى ذلك ..
فالواجب البداءة بالتخلية، وتحبيب العباد في ربهم وترهيبهم منه وترغيبهم فيما عنده .. ولكن متى ينتهي ذلك؟؟ ومتي يعلم الداعية أن قلوب المسلمين الآن قد صارت مهيأة لقبول ما فوق ذلك مما يلزم لها معرفته والتحصن به في زمان الفضائيات والاعلام الكاسح لعقائد البشر، وسط فتن كقطع الليل المظلم على نحو ما نرى ونلمس في كل مكان؟؟؟ الجواب: لا ينتهي ذلك، ولا تزال قلوب الناس تحتاج الى المزيد من التزكية كما أنها تحتاج الى مزيد من نشر العلم بالحق وقمع الباطل والتحصين ضده!! ذلك أن جانبي الدعوة في الحقيقة في نظري (جناح التخلية والتزكية وجناح التعليم والتوعية) لا يصلح أن يجعل أحدهما هو الأول والآخر هو الثاني من جهة ترتيب الأولوية الدعوية .. بل يجب أن يكون العمل على كلا الجانبين بالتوازي، فلا يزيد مقدار العلم دون زيادة مقدار الايمان والخشية، ولا تزيد المراقبة الا وقد زاد الحرص على التعلم والتلقي وتحقيق المصادر التي يُطلب منها ذلك .. نحن لسنا في زمان يسعنا فيه أن نعزل الناس عن أهل الباطل عزلا تاما ولا أن نخلعهم من دعاة البدعة خلعا كاملا، حتى نوفر للمسلمين مناخا خاليا من البدع والخرافات نصونهم فيه حتى يستعدوا لمواجهة ذلك بقوة
(يُتْبَعُ)
(/)
الايمان وبصيرة العلم .. بل نحن في زمان الضرورة فيه الى نشر العلم بين العامة لا تقل - ان لم تكن تزيد أحيانا - على الضرورة الى تطهير القلوب وتزكيتها! والمتسنن في زماننا انما يمشي على جمر من نار في بلاده كما لا يخفى على أحد - ولا أعني المملكة حفظها الله، فالوضع فيها ليس كما في غيرها من بلاد المسلمين كما لا يخفى - فقلب زادت خشيته وقل علمه مع ميل الى كلام أقوام وثق فيهم وائتمنهم على دينه وهم ليسوا بأهل للثقة، فان صاحبه طالب للمزيد من النور والعلم ولا محالة، ولكن أين يطلبها والى أين يكون منقلبه وهو لا يميز؟؟! ان لم يوجه مثل هذا الى مظان العلم الطاهر الصحيح، والى حملته الربانيين المتسننين، فانه سيوجه الى غيره، وهو متوجه متوجه لا محالة، لأن الوازع والحامل عنده قوي، والساحة ساحة دعوة تخترق البيوت ما بين صحف ومحطات فضائية ووسائل اعلام من كل شكل ولون، تفرض نفسها على الناس فرضا، فهو ولا مفر منتقٍ منها مختارٌ لما يعجبه، مستزيد منه كذلك، فاما أن يكون ذلك على دراية وعلم يتأسس معه تأسيسا بالصغار قبل الكبار، وبصورة تصاعدية تأتي جنبا الى جنب مع تزكية القلب وتطهيره فتنمو الثمار فيه تباعا، واما أن نتركه لا نعلمه ما يجب أن يتعلمه من علوم التوحيد وعلوم الفقه - القدر الواجب العيني الذي لا يسعه الجهل به - ونحن نظن أننا نعمل على تزكية قلبه وتجهيزه وتخليته أولا، حتى اذا ما جئنا لنعلمه التوحيد وجدناه على بدعة نمت عنده وصار يتشبث بها وقد قرأ فيها ما قرأ وسمع فيها ما سمع وقطع فيها شوطا وهو يعتقد أنها هي طريقه الى الله وهي الحق!!
فالحاصل أن الشقين متلازمين كما أشرتَ أيها الأخ الكريم، ولكن ليس تلازم المقي والمتلقي، فكلاهما يجب أن يتحقق منه قدر واجب على التعيين عند سائر المسلمين، وان كان الايمان واليقين والخشية والانابة والتوكل لا حد لما يجب تحقيقه من ذلك في القلوب .. ولكن تلازم الايمانين في الغرس الدعوي يجب أن يفهم أنه تلازم ما لا نجاة للعبد بتحقيق أحدهما دون الآخر .. وأن القضايا التي يراها بعض اخواننا تفرق ولا تجمع، وأنها مما يحسن ترك الكلام فيه جملة وتفصيلا لأهل الاختصاص ولا يعرض ذلك على العامة كيلا يفتنوا، هذه قضايا فيها قدر من العلم الضروري الذي يجب أن يتحصن به المسلم في زماننا هذا ولا شك!! ولا يأمن هؤلاء من أن يقال لهم ((ألا في الفتنة سقطوا))!
لقد كان آخر شيء أتصوره أن يظهر علينا في زماننا هذا من النصارى من يجترئون على بث الشبهات على المسلمين عبر الفضائيات ومواقع الانترنت .. أي شبهات ولا يشك عاقل موحد في بطلان الثالوث والفداء والخلاص وغير ذلك من هراء النصارى؟؟ ومع ذلك صدمني أن وجدت فئاما كثيرا من الناس تلقى الشبهات في مسامعهم ويدفعهم الفضول الى سماعها - وكثير منهم سامع لها متعرض لها شئنا أم أبينا - واذا بها تترك في قلوبهم آثارا وبصمات سوداء لا يعلم مدى ضررها الا الله! وأكثر من ذلك أن صدمني أن هناك من تنصر بسبب بعض الشبهات، ودخل في النصرانية عن اعتقاد، لا عن جوع وعوز الى فضلات الكنيسة كما كان مشهورا!! أالى هذا الحد بلغ جهل المسلمين بالتوحيد وغلبة الأفكار والتصورات الفاسدة عليهم والتي منها يدخل هؤلاء الملاعين بشبهاتهم؟؟ نعم وبكل أسف!! فاذا ما تصفحت يا ابن الرومية منتديات الرد على النصارى وشبهاتهم ماذا تجد؟؟ تجد ردودا قليل منها جدا ما فيه رائحة العلم والدراية بالتوحيد وبثوابت الشريعة!! لماذا؟؟ لأن هؤلاء شباب زكت قلوبهم وعلت همتهم وحماستهم جدا، وانتصبوا للرد ذبا عن رسولهم صلى الله عليه وسلم ودفعا عن دينهم، ولكن بلا مؤنة!! حتى في أبسط القضايا ترى التصور فاسدا جدا!! فهمهم لعلة اباحة أخذ السبايا وملك اليمين، فهمهم لمسألة نشر الاسلام بالسيف والدم، فهمهم لمسألة حقوق المرأة في الاسلام وموضعها في المجتمع، فهمهم لصفات ربهم وتنزيهه بالحق عما يقول النصارى ويعتقدون ... الخ!! هذه مسائل وان كان أكثرها لا يدخل في أبواب الاعتقاد، ولكنك تستشعر من ردود الاخوة عليها جهلا عميما، حتى فيما ينقلون من كلام سيد قطب وغيره، بل قد أُلفت كتب ونُشرت قرأت فيها بنفسي من الفساد ما الله به عليم!! فتجد أخا يضع كتابا يرد فيه على شبهات النصارى، فيأتي - مثلا - على شبهة التجسد وزعمهم أن الله تجسد بنص
(يُتْبَعُ)
(/)
القرءان، فاذا به يرد بالاعتزال وينتصر لمنهج المعتزلة المعطلة وينزع من صفات الله معانيها بجهله وهو يحسب أنه يحسن صنعا!! فلعله قرأ كتابا لواحد من الأئمة يتأول فيه الصفات أو يعطلها فأعجبه ذلك وظن لجهله أنه خير رد على أهل التجسيم، فاذا به ينشر معتقدا فاسدا من حيث لا يدري!! بل رأيت أحدهم يزكي فكر المعتزلة تحديدا ويراه أعظم ما كتبه المسلمون في دفع شبهة التجسيم عن رب العالمين!!!
فرجل في زماننا هذا، زكى قلبه ورفع ايمانه وزادت خشيته من ربه، ولكنه أقام على جهله، ولما تعرض للشبهة دفعته غيرته وحرصه على الدفع عن دينه أن يكتب ويرد ويناقش - وهو فاعل لا محالة - هل تغني حميته هذه عنه في ذلك الخطل والفساد شيئا؟؟ كلا لأنه تبوأ - وهو ولا مفر فاعل ذلك - ما لم يكن متأهلا له، وفاته كعامي أن يتعلم علوما ضرورية تجعله بصيرا بالحق والباطل حتى وان لم يخض في تفاصيل ذلك ولم يرق في منازل العلم فيه. لا نقول علموهم ما به تصان قلوبهم من الشبهات وفقط، كلا، ولكن نقول دلوهم على الطريق الصحيح، علموهم العلوم الضرورية، ودلوهم على أهل العلم الثقات والذين منهم تطلب السنة وبهم تدفع الشبهات والبدع!! طهروا قلوبهم من آفة الاعتزاز بالرأي والظن بأن الأمر سهل، وبأنه ما دام قد سمع القرءان وقرأ من هنا وهناك فانه مؤهل للجدال مع أي أحد .. ثم بينوا له الى من يفزع والى أي مرجع يرجع، وكيف يقي نفسه من دعاة أبواب جهنم .. هذا كله لا يتخلف طرفة عين عن التخلية والتزكية!! ولو تخلفت التحلية بالحق والعلم لسارعت الى القلوب أدران البدعة والضلالة والشبهة من كل حدب وصوب تتنازع تلك القلوب الضغة الشغوفة الطامعة في الاستزادة والقربة!!
وأقول هو لا شك فاعل ولا شك مستزيد لأن كل من ذاق الايمان واستشعر حلاوته فانه متحرك في سبيل الله ولا محالة .. باذل له مما عنده .. سيما والحرب على أشدها والناس يتلقون من الباطل كل يوم ما تسود به صفحات المجلدات، ولا حول ولا قوة الا بالله!! فستراه لا محالة محبا للدين قارئا فيه ناشرا له مدافعا عنه أو ساعيا في سبيل ما يراه هو الخير .. ولكن ما يدريه أن هذا الذي يسعى فيه بحب ورغبة عميمة واخلاص لا نشك فيه = هو الخير حقا وليس دون ذلك الا أن يكون العلم الشرعي ملازما له منذ مبتدأ الطريق، على سبيل السنة الحق والفهم الصحيح، بحيث يتدرج في ذلك ما فتح الله عليه ويكون له في كل مقام منه مقال؟؟؟ وان أراد أن يرجع أمرا من الأمور الى أهل العلم فمن هم عنده؟؟ ومن الذين يثق في علمهم في أبواب الأصول والفروع وكيف يميزهم حتى يأمن على دينه من الدعاة على أبواب جهنم والذين قد يكون لكثير منهم في قلبه تعظيم قديم وهو لا يدري أنهم أصحاب بدعة؟؟ أليس هذا مما يجب على العامي أن يتعلمه؟؟ فكيف يتعلم التمييز وهو لا يدري ما المنهج ولا ما الفرق بين المبتدع والسني وما عند هذا وما عند ذاك؟؟ هذه أمور كلها متلازمات لا تفترق ويجب أن تكون على خط واحد لا يتخلف منها شيء!!
يجب أن يتعلم الناس، ويجب أن يكون تعلمهم من البداية مرافقا ملازما لدعوتهم لتزكية قلوبهم وترك الدنيا، والقلوب بين اصبعي الرحمن، من أراد به خيرا زاده من الايمان وفقهه في الدين ..
وأكرر أنني لا أشك في علمكما يا ابن الرومية ويا خلوصي بضرورة العلم ودراسة التوحيد بقدر الضرورة .. ولكن الذي يجب أن يكون واضحا هو حجم هذه الضرورة، وحجم القدر الواجب على العامة في زماننا هذا من التوحيد وأصول الدين ومن الفروع كذلك .. وضبط المنهج وأهله صيانة للناس من البدع والشبهات التي أصبحوا يستنشقونها في الهواء في بيوتهم ولا حول ولا قوة الا بالله!!
أما أن يأتي أخونا خلوصي ويقول أن السلفيين قد بالغوا في تضخيم مسألة أقسام التوحيد هكذا كلاما مجملا ويتركنا دون بيان وتفصيل، فهذا ما لا أراه يحل له، مهما كنت محسنا ظني به .. فالمقام مقام بيان وتفصيل، ولم نزل نطالبه بذلك ولم يزل يتلمس الأعذار ويرجئنا الى ما بعد أن ينشر موضوعاته التي يعد بها، وكأنه بين قوم عوام يريد أن "يخرجهم" معه أولا ليعرفوا "اليقين" ثم اذا ما عرفوا تلاشت أسئلتهم ولم يعد بهم اليها حاجة!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا أعتب عليه هذا الأسلوب وأشدد في العتاب، وكنت أنتظر منه جوابا أوضح وأكثر تفصيلا من أن يقول بأن ما ألزمته به لا يلزمه!! ولكن للأسف، هذا حاله في كل جواب يقدمه على أسئلتي، اما أن يرجئني الى ما بعد اكتمال مواضيعه، واما أن يتذرع بأن كتابته بطيئة وأن الجواب على أسئلتي قد تُملأ به مجلدات واما أن يجيب جوابا مجملا لا يروي غليلا ولا يشفي عليلا ..
فالله المستعان.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 07:52]ـ
جماعة التبيلغ الأحباب ودورهم في صناعة الإرهاب
إننا نحمد الله عز وجل على ما من به علينا من نعمة الأمن ونشكره على ما مكن به رجال الأمن من إلقاء القبض على خلية من أسوأ خلايا التكفير والإرهاب إذ يصل عددها إلى 500شخص خططوا لنسف وتفجير منشآت هذه البلاد الطيبة ثم تبع ذلك ما عرض في وسائل الإعلام من اعترافات بعض الذين ألقي القبض عليهم في برنامج (همومنا) فتحدثوا عن أدوراهم في هذه الخلايا الضالة وما قاموا به من أدوار في استقطاب شبابنا إلى فكرهم الخارجي البغيض!!
ولقد كتبت مقالة منذ فترة في جريدة "الرياض" عنوانها: (جماعة التبليغ ودورها في صناعة الإرهاب) بينت فيها خطر هذه الجماعة على بلاد الحرمين ودورها الرئيس في زعزعة أمنها وما تقوم به من مخططات سياسية تنظيمية تسعى في نزع يد الطاعة من حكامنا وولاة أمورنا وإعطائها أمراء هذه الجماعة لأنها تعتبر بمثابة اللبنة الأولى لتفخيخ عقول شبابنا وبث المنهج التكفيري إلى مجتمعنا السلفي الأصيل، فاستنكر البعض معللين أن هذه الجماعة تختلف عن التي في الخارج وأنها تسعى إلى الدعوة وحب الزهد في الدنيا والبعد عن الأموال والممتلكات!! فتركت الحال على ما هو حتى جاء اليوم الذي يثبت ما ذكرته وحذرت منه بعد ما ذكر الشيخ (ابن شري) مأساته ومعاناته ممن سماهم (الأحباب) ويعني بهم جماعة التبليغ وما قاموا به من إغواء أحد أبنائه ووقوعه في التكفير وأخذ أمواله والذهاب بها إلى أفغانستان!! فحمدت الله الذي أظهر الحق وكشفه على أعين الملأ، مع أنني كنت على يقين مما ذكرته ولست في شك من ذلك لأنني لم أتحدث إلا عن بينة وأدلة ثابتة وأخبار ثقات شهادة الواحد منهم إذا شهد فكت القتيل من حد القتل، أولهم صاحب الفضيلة والدنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه ربي وشفاه عندما قال: (يظن البعض أن التبليغيين ليس لهم توجه سياسي ولا معرفة بالسياسة وهذا من الخطأ لأنهم من أسوأ الناس في ذلك وشرهم سيء على الأمة). وكان ذلك قبل حوالي 7سنوات في أحد دروسه في منزله بمكة.
وثانيهم: صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حفظه الله وبارك فيه عندما صرَّح بذلك في جريدة السياسة الكويتية فقال: (من أسوأ ما حصل لي أثناء تحملي لمسؤولياتي الاعتداء على الحرم منهم من تأثروا بجماعة التبليغ ومنهم من تأثروا بجماعة الإخوان)!! والكل يعرف ما حصل للحرم في سنة 1400هـ.
وثالثهم: الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ص 20عندما قال: (وليعرف عن هؤلاء أي - التبليغيون - انهم يتربصون بالحكومة السعودية والجامعة الإسلامية)!!
فكان من المناسب اليوم بعدما شهدنا ما تقوم به هذه الجماعة النارية من مكائد سيئة لهذه البلاد وما تسعى إليه من إفساد ودمار وتقتيل وتفجير وتجنيد لشبابنا من تسميتها بجماعة (التوليع) بدلاً من التبليغ لذلك دعونا نذكر بعضاً من حقائق وأسرار هذه الجماعة التي طالما خفيت على الناس.
نشأت هذه الجماعة في القرن الرابع عشر الهجري ولم يكن لها أثر في القرون المفضلة ولا في زمن التابعين فكانت فكرة نشأتها في تركيا ثم نمت وترعرعت في الهند! فحالها كبقية الأحزاب والجماعات التي أنشأت في هذه الأزمنة فأصبح لها انتشار واسع في جميع البلدان العربية والأجنبية فكانت الحكومة البريطانية تقدم لها معونة مالية!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهم اجتماعات وجلسات يومية وأسبوعية وشهرية في المساجد والاستراحات والمخيمات وغالباً ما تسمى مساجدهم التي يجتمعون فيها وينطلقون منها بعد إلقاء البيانات الدعوية بـ (مساجد النور)، ومن ثمَّ يتم الذهاب للجولات الدعوية بين أفراد الجماعة وأما اليوم فهم ينطلقون من (الاستراحات) المعدة لذلك والتابعة لهم في يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع حيث يشكلون الجولة على مجموعات من الأفراد قاعدتهم فيها: (لا تحرك ساكن ولا تسكن متحرك)، ومعناها أنك لا تتكلم ولا تنكر على المدعو فتجعله على ما هو عليه فلو مثلاً وجدته على معصية أو بدعة فإنك لا تنكر عليه فدعه وحاله، وتتكون الجولة من ثلاثة عناصر رئيسة مهمة للقيام بها وهي:
1 - الدليل: وهو الذي يدلهم على مكان المدعو الذي يريدون دعوته للانضمام لجماعتهم ويكون هذا في مقدمة الأفراد.
2 - المتحدث: وهو الذي يقوم بإلقاء الموعظة للمدعوين ويكون في الوسط.
3 - المثبت: وهو الشخص الذي يقوم بالدعاء لهم بالثبات منذ بداية خروجهم وأثناء إلقاء الموعظة وهذا يكون في المؤخرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت هذه الجماعة ليست كالتي في الخارج فلماذا يسمون أنفسهم بجماعة التبليغ (الأحباب)؟؟
ولماذا يذهبون إلى مراكز جماعة التبليغ في الخارج؟؟
ولماذا يغضبون عند ذكر أخطاء الجماعة؟ ولماذا يستقبلون أفراد هذه الجماعة الذين يأتون من الخارج؟
ولماذا لا ترى في دعوتهم نشاطاً للعناية بالتوحيد والدعوة إليه ونشره في أوساط التبليغيين؟!
أترك الإجابة لكم وأنتم تعرفون الحال!!
وحقيقة أن العبرة بطريقة الدعوة والمنهج الذي يسلكونه وليس بالأمكنة والبلدان والأشخاص.
واذكر أنه حدثني أحد العقلاء من كبار السن ومحبي الخير في الرياض فقال: جاؤوني مراراً يريدوني أن أخرج معهم فقلت لهم: أنا لا استطيع لكثرة مشاغلي ولو كنت أريد الخروج والسفر لذهبت إلى مكة للعمرة والصلاة في المسجد الحرام التي يعدل فيها الفرض مائة ألف صلاة فقال لي مع الأسف أحدهم بكل استهتار وما كنت أظن من مسلم أن يقول هذه المقولة: أترك مكة للعجائز!! فزدت في بعدي عنهم وأنصح بالبعد عنهم.
انظروا إلى آثار تلك الجماعة على هذه البلاد!! ولذا قال أحد السلف: ما ابتدع قوم بدعة إلا واستحلوا السيف. أي بالخروج على ولاة أمور المسلمين وشق عصا الطاعة.
وختاماً: قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: (أنا أعرف التبليغ منذ زمن قديم، هم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس) فتاوى الشيخ (174/ 1).
أسأل الله أن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه كما أسأله أن يوفق ولاة أمورنا وعلماءنا لكل خير وأن يغفر لآبائنا وأمهاتنا وجيراننا وأن يحفظ شبابنا من كيد الكائدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد المحسن بن سالم باقيس
-------
المصدر: (صحيفة الرياض) الاثنين 25 رجب 1429هـ -28 يوليو2008م - العدد 14644
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 08:08]ـ
تالله لقد أبدعتما أيها الجميلان المحترمان ...
و أفرحتما قلبي الحزين ...
أما انشغالي الذي لا يضركم فقد كبر عن حدي حتى لا أستطيع الدخول كل يوم ... و لكنه خير بإذن الله .. فبارك الله همكما على أخ ضعيف مثلي ... كم أسعدني ذلك يعلم الله!!
و هذه هدية ذات علاقة:
شيخ في علم الحديث هندي كان يتهم " الجماعة " بالاستغاثة بالأموات؟
أحد طلابه خرج معهم ... فلما رجع قال لشيخه:
" و الله يا شيخ ... هم لا يسألون الأحياء فكيف بالأموات؟! ":)
و مع ذلك يا أبا الفداء: أنت شيخ عندنا غصباً عنك ... و قد ألزمت نفسك بأن تعلمنا مما علمك الله فإياك إن خرجنا في سبيل الله أن تقعد في بيتك ثم تكتب ما كتبت ... لا أحد سيصغي إليك ................. منّا:)
أما من سيصغي إليك من أمثال الإخوة الأعداء:) هؤلاء فلن تزيدهم إلا نفورا من خير أنت تقر به!!!
انظر ...... !!
لقد كمشتك!!!:)
و مثلك والله " يُكمش" ثمّ ..... ؟
ثم
ثم و الله يعرف كيف " يَكمش "
فإذا تجهّزت للخروج ... ؟!
فاءت بهذا الشيخ العجيب ابن الرومية معك .... اكمشه!!:)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 08:15]ـ
ياخلوصي,
لو لا الاسناد لقال من شاء ما شاء!
سمو لنا رجالكم؟!
الذي في كتب القوم وما تواتر عنهم عن الائمة الاعلام خلاف ما ذكرت!! فهل نصدق مجاهيل ونترك كلام الثقات؟!
وختاماً: قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: (أنا أعرف التبليغ منذ زمن قديم، هم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس) فتاوى الشيخ (174/ 1).
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 04:39]ـ
آمين شيخنا الكريم أبا الفداء و بارك فيكم و فيكم شيخنا خلوصي على المذاكرة الممتعة ... و كما قال الامام الشافعي ... نبقى أصدقاء متحابين و اخوانا متناصحين و ان لم نتفق في مسألة اشرف العلوم .. بقي لي أن أضيف بيان صاحبي النقلين المذكورين أعلاه و ان لم تكن هناك حاجة لتأخير البيان عن وقتها و لا تقديمه .. لانعدام الحاجة ... لأن النصين يشيان بصاحبيهما لكونهما ممن يقيس كلامه قبل اطلاقه .. فالنص الأول لشيخ الاسلام في مجلده العظيم عن الايمان .. و النص الثاني من لقاءات الباب المفتوح للشيخ الأصولي ابن عثيمين ... سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 05:22]ـ
تصويب لسبق قلم وقع في مشاركتي الآنفة: "تتقازفهم الشبهات"
الصواب: "تتقاذفهم"
وثم سبق آخر في قولي: "ولكن ليس تلازم المقي والمتلقي"
والصواب: "الملقي والمتلقي"
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 07:36]ـ
تالله لقد أبدعتما أيها الجميلان المحترمان ...
و أفرحتما قلبي الحزين ...
أما انشغالي الذي لا يضركم فقد كبر عن حدي حتى لا أستطيع الدخول كل يوم ... و لكنه خير بإذن الله .. فبارك الله همكما على أخ ضعيف مثلي ... كم أسعدني ذلك يعلم الله!!
و هذه هدية ذات علاقة:
شيخ في علم الحديث هندي كان يتهم " الجماعة " بالاستغاثة بالأموات؟
أحد طلابه خرج معهم ... فلما رجع قال لشيخه:
" و الله يا شيخ ... هم لا يسألون الأحياء فكيف بالأموات؟! ":)
و مع ذلك يا أبا الفداء: أنت شيخ عندنا غصباً عنك ... و قد ألزمت نفسك بأن تعلمنا مما علمك الله فإياك إن خرجنا في سبيل الله أن تقعد في بيتك ثم تكتب ما كتبت ... لا أحد سيصغي إليك ................. منّا:)
أما من سيصغي إليك من أمثال الإخوة الأعداء:) هؤلاء فلن تزيدهم إلا نفورا من خير أنت تقر به!!!
انظر ...... !!
لقد كمشتك!!!:)
و مثلك والله " يُكمش" ثمّ ..... ؟
ثم
ثم و الله يعرف كيف " يَكمش "
فإذا تجهّزت للخروج ... ؟!
فاءت بهذا الشيخ العجيب ابن الرومية معك .... اكمشه!!:)
أنت قلت بأن الشيخ الهندي اتهم الجماعة باطلا ببعض عقائد الصوفية, وأنا أقول لك أن الشيخ محق في ما قاله.
أسألك بالله؛
ماذا تقول في الجماعة التي تخرج إلى راوند بباكستان تبايع هنالك شيخا كبيرا وهو جالس على كرسي يبايع الناس بيمينه وشماله.
ما حقيقة هذه البيعة؟ هل على الطريقة الصوفية أم ماذا؟ ولا تستطيع أن تنكر إلا إن كنت تتكلم عنهم بلا علم بحقائقهم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 09:54]ـ
سرور خاص لمشاهدة هذا السجال إن جاز التعبير بكلمة سجال لأني هاجر للعلم والعمل به مع شعور وإحساس بأن الخروج ينفع ولا يضر .. حقيقة الوقت يمر سريعاً والأيام كذلك فالخروج فرصة للتفرغ وفرصة للخروج من الدنيا بقرار ونتيجة لفهم ناتج عن الخروج من الدنيا يوماً أو أيام وما يضر خروج عاص أو تارك صلاة لرحلة إيمانية لعدة أيام يبتعد بها عن الهوى والروتين.
أقول جزاكم الله خيراً .. وشكراً لكلامكم مع إحساس أن الخروج أفضل من الكتابة على نت مئة يوم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 03:02]ـ
سرور خاص لمشاهدة هذا السجال إن جاز التعبير بكلمة سجال لأني هاجر للعلم والعمل به مع شعور وإحساس بأن الخروج ينفع ولا يضر .. حقيقة الوقت يمر سريعاً والأيام كذلك فالخروج فرصة للتفرغ وفرصة للخروج من الدنيا بقرار ونتيجة لفهم ناتج عن الخروج من الدنيا يوماً أو أيام وما يضر خروج عاص أو تارك صلاة لرحلة إيمانية لعدة أيام يبتعد بها عن الهوى والروتين.
أقول جزاكم الله خيراً .. وشكراً لكلامكم مع إحساس أن الخروج أفضل من الكتابة على نت مئة يوم.
أسعد الله فؤادك أخي الكريم ....
و بارك الله في إنصافك ...
و أدعوك لهذا: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21040
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 03:04]ـ
آمين شيخنا الكريم أبا الفداء و بارك فيكم و فيكم شيخنا خلوصي على المذاكرة الممتعة ... و كما قال الامام الشافعي ... نبقى أصدقاء متحابين و اخوانا متناصحين و ان لم نتفق في مسألة اشرف العلوم .. بقي لي أن أضيف بيان صاحبي النقلين المذكورين أعلاه و ان لم تكن هناك حاجة لتأخير البيان عن وقتها و لا تقديمه .. لانعدام الحاجة ... لأن النصين يشيان بصاحبيهما لكونهما ممن يقيس كلامه قبل اطلاقه .. فالنص الأول لشيخ الاسلام في مجلده العظيم عن الايمان .. و النص الثاني من لقاءات الباب المفتوح للشيخ الأصولي ابن عثيمين ... سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
100 %:) موافق.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 03:09]ـ
"لأني هاجر للعلم والعمل به "
... !!!!!!
هداك الله يا أخي وغفر لك!!
" الخروج أفضل من الكتابة على نت مئة يوم "
لا الخروج على اطلاقه ولا الكتابة على اطلاقها .. بل يجب التفصيل والتقييد!
ولو أنكم تفضلتم وشرحتم لنا بتفصيل واضح ما تفعلون في خروجكم هذا، لقلنا لكم بعون الله بالدليل من الكتاب والسنة أيهما أفضل حقا!!! ولكن لا يزال كلام اخواننا الى الآن - سامحهم الله - ضربا من المجملات المبهمة والمجاملات والملاطفات دون بيان علمي مفصل!! يرجئوننا الى حين الفراغ من نشر ما عندهم ولا يريدون خوض النقاش وكأنهم يكرهونه! فان كنتم تخشون الجدال ولا تحبونه ولهذا تمتنعون عن اجابة من يسألكم بالتفصيل العلمي الضروري، فاعلموا أن من المناظرات والمجادلات العلمية ما يأتي بالخير والنفع العميم على المسلمين، ويثمر صلاحا واصلاحا لا يعلم مقداره الا الله، ما دام بالحسنى وبالدليل وعلى علم وبصيرة .. وهذا الصلاح والاصلاح والهداية لعله خير للمسلمين من مئات المرات من هذا الخروج المبهم الذي ما زلتم لا تريدون أن تفصلوا لنا وتبينوا ما تفعلون فيه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 07:57]ـ
"لأني هاجر للعلم والعمل به "
... !!!!!!
هداك الله يا أخي وغفر لك!!
" الخروج أفضل من الكتابة على نت مئة يوم "
لا الخروج على اطلاقه ولا الكتابة على اطلاقها .. بل يجب التفصيل والتقييد!
ولو أنكم تفضلتم وشرحتم لنا بتفصيل واضح ما تفعلون في خروجكم هذا، لقلنا لكم بعون الله بالدليل من الكتاب والسنة أيهما أفضل حقا!!! ولكن لا يزال كلام اخواننا الى الآن - سامحهم الله - ضربا من المجملات المبهمة والمجاملات والملاطفات دون بيان علمي مفصل!! يرجئوننا الى حين الفراغ من نشر ما عندهم ولا يريدون خوض النقاش وكأنهم يكرهونه! فان كنتم تخشون الجدال ولا تحبونه ولهذا تمتنعون عن اجابة من يسألكم بالتفصيل العلمي الضروري، فاعلموا أن من المناظرات والمجادلات العلمية ما يأتي بالخير والنفع العميم على المسلمين، ويثمر صلاحا واصلاحا لا يعلم مقداره الا الله، ما دام بالحسنى وبالدليل وعلى علم وبصيرة .. وهذا الصلاح والاصلاح والهداية لعله خير للمسلمين من مئات المرات من هذا الخروج المبهم الذي ما زلتم لا تريدون أن تفصلوا لنا وتبينوا ما تفعلون فيه!!
أخي أبو الفداء؛
بارك الله جهودك الكبيرة في دعوة الناس على بصيرة, ويتبين هذا جليا في كتاباتك القيمة.
وأقول لك إنك تتكلم مع جماد أقصد هؤلاء المنتسبين لهذه الجماعة جعلوا العلم وراء ظهورهم ولا يفقهون منه شيئا فكيف تنتظر منهم إجابة علمية مفصلة ومدعمة بالأدلة الشرعية؟
قد تتبعت مشاركات صاحب الموضوع - هدانا الله وإياه - فم أستفد منها شيئا, ما أكثر الكلام المبهم والغامض بسبب نقص العلم, وأكثرها وعود فنقول: فاقد الشيء لا يعطيه.
لذا أرى أنك تدور معهم في حلقة مفرغة وخصوصا بعد تصريحاته المنحرفة عندما زهد في علم التوحيد ووصف كلامك القيم حوله بأنه تضخيم ... !! الله أكبر. فله أن يتهم النصوص القرآنية التي تعالج هذه المسألة بالتضخيم, والقرآن ركز على هذا العلم الشريف بنسبة كبيرة جدا حتى أضحى المادة الأساسية في الوحي الإلهي.
ولقد كتبت موضوعين حول حواري مع الجماعة وتطرقت في أسس أفكارها وعالجتها بما أوتيت من علم قليل, وسررت من صاحب هذا الموضوع وفقه الله تعالى لما وافق على النقاش العلمي حول انتقادي لأفكارهم لكن وبعد مدة أهملهما حتى هبطا إلى الصفحة الثانية والله المستعان.
هدانا الله وإياهم إلى سواء السبيل.
سألته عن معنى بيعة الخارجين في سبيل الدعوة إلى ترتيبات مؤسس الجماعة لشيوخ الجماعة في الهند وباكستان فلم أجد جوابا, وسألته عن كيفية البيعة فلم يجب أيضا. فكان الأولى أن نتكلم عن أفكارهم ونشاطهم وأعمالهم أثناء خروجهم ونعرضها على الشرع لا الكلام عن أمجاد لا تمت بحقيقتهم بصلة.
الله تعالى يقول: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ))
فهل هؤلاء يدعون إلى الله على بصيرة؟ كلا والله فالخارجين العرب لا يفعولونها فكيف بالعجم؟
الله تعالى يقول: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ))
فهل هؤلاء تفقهوا في الدين قبل الخروج والدعوة إلى الله تعالى مبشرين ومنذرين؟ كلا والله لا يهمهم التفقه في الدين وهو ما يسمونه بعلم المسائل. للخارج في سبيل الجماعة أن يسأل ولو صوفيا أو معتزليا أو خارجيا وإلى الله المشتكي. فترى أناسا جهالا يقومون للخطاب ومراة لا تفقه شيئا مما يقول ولا حول ولا وقوة إلا بالله.
إن الله تعالى يقول: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))
فيا من يدعي محبة الله تعالى لا ولن يحبك الله مهما أتيت من جهد للتقرب إليه إلا إن اتبعت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسوته الحسنة. هذا الرسول العظيم خير البشر والذي كان يحذر صحابته من الابتداع في الدين - في الدين أقول - وصرح بأن البدعة ضلالة وكل من عمل عملا ليس عليه أمره فهو رد. قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) فالكثير مما تعمله الجماعة بدع ومحدثات لا هي من الكتاب ولا هي من السنة!! أرأيتم خطورة البدع على صاحبها؟؟
وعلماءنا في كل زمان يحذرون من البدع ويصرحون بأنها أخطر من المعاصي.
فهل توافقونني على دراسة أعمال الجماعة وترتيباتها وطريقة دعوتها نقطة نقطة بدلا من المجملات والمبهمات؟ وهل توافقونني على وضع أفكارها على الشرع ونرى هل هي منه أو لا بعيدا عن الدفاع عنها بدون أي بينة؟
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 01:48]ـ
جزاك الله خيرا أخي العنابي
لقد مللنا من مثل هذه المواضيع ولو أننا استفدنا من مداخلاتك ومداخلات الأخ الفاضل أبو الفداء
واستفدت من خلال مداخلات الإخوة المدافعون من جهة وجعلني أتأكد أكثر وأكثر أن الجماعة ليس لها حجج ولا براهين تثبت صحة منهجها بسبب أصولها الفاسدة ... و ... أن أصل الفكرة ما هي إلا حلم كاذب وليس وحي أو الهام كما ادُعي أو .. وصية نبوية ... !!! وصية نبوية؟؟!! أليس منكم رجل رشيد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 08:43]ـ
للأسف أخي أبو المنذر فقد حذفت مشاركتي، وللعلم فإنها المرة الأولى التي يحدث لي ذلك، وأنا أحرص كل الحرص على الأدب في الحوار، لا خوفا من اقصائي أو حذف مشاركتي ولكن تأسيا بنبي الرحمة الذي حث وقال ما قال عن الأدب وأهله.
فالله المستعان.
وربما تكون حذفت خطأ وهذا ظننا بإخواننا من المشرفين على هذا المنتدى المبارك
وفق الله الكل لما فيه الخير والصلاح
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
اخي المشرف وفقك الله,
لماذا تترك المشاركات التي فيها مافيها من الباطل والتدليس وغير ذلك, وتحذف مشاركات فيها الدفاع عن الحق واهله بالحجة والبرهان؟
نرجو التوضيح لوتكرمت بارك الله فيك, وشكرا.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:50]ـ
يا أيها الإخوة الكرام ضيعنا وقتنا في الرد، ولم نعلم أن أخانا خلوصي كان على حق!!! وفقه!!! وأمانة في النقل!!! فكأنه دفعنا دفعا إلى أن نقرأ كلام ابن القيم الذي يدندن حوله ويكرره كلما ضاقت عليه السبل ألا وهو قوله:
خلاصة الكلام في هذا الباب لمن أراد اللباب:
يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله:
" اليقين من الإيمان كالروح من الجسد .... !!
و به تفاضل العارفون!!!!
و فيه تنافس المتنافسون!!!!
و إليه شمر العاملون!!!!!!
و عمل القوم إنما كان عليه!!!!!!
و إشارتهم كلها إليه."!
فبالرجوع إلى كلام ابن القيم في مدارج السالكين وجدت عجباً
وجدت تصديقا لكلامناًً
رأيت صدق من قال:
أيما مخالف للسنة استدل بكلام إلا وجدت الرد عليه في طيات كلامه
قال ابن القيم بعد ذلك في تعريف هذا اليقين الذي تفاضل به العارفون!!!! و فيه تنافس المتنافسون!!!! و إليه شمر العاملون!!!!!! و عمل القوم إنما كان عليه!!!!!!
قال:
وهو – أي اليقين- على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: علم اليقين وهو قبول ما ظهر من الحق وقبول ما غاب للحق والوقوف على ما قام بالحق ذكر الشيخ رحمه الله في هذه الدرجة ثلاثة أشياء هي متعلق اليقين وأركانه.
الأولى: قبول ما ظهر من الحق تعالى والذي ظهر منه سبحانه: أوامره ونواهيه وشرعه ودينه الذي ظهر لنا منه على ألسنة رسله فنتلقاه بالقبول والانقياد والاذعان والتسليم للربوبية والدخول تحت رقع العبودية.
الثاني: قبول ما غاب للحق وهو الإيمان بالغيب الذي أخبر به الحق سبحانه على لسان رسله من أمور المعاد وتفصيله والجنة والنار وما قبل ذلك: من الصراط والميزان والحساب وما قبل ذلك: من تشقق السماء وانفطارها وانتثار الكواكب ونسف الجبال وطي العالم وما قبل ذلك: من أمور البرزخ ونعيمه وعذابه فقبول هذا كله إيمانا وتصديقا وإيقانا هو اليقين بحيث لا يخالج القلب فيه شبهة ولا شك ولا تناس ولا غفلة عنه فإنه إن لم يهلك يقينه أفسده وأضعفه.
الثالث: الوقوف على ما قام بالحق سبحانه من أسمائه وصفاته وأفعاله وهو علم التوحيد الذي أساسه: إثبات الأسماء والصفات وضده: التعطيل والنفي والتجهم فهذا التوحيد يقابله التعطيل
وأما التوحيد القصدي الإرادي الذي هو إخلاص العمل لله وعبادته وحده: فيقابله الشرك والتعطيل شر من الشرك فإن المعطل جاحد للذات أو لكمالها وهو جحد لحقيقة الإلهية فإن ذاتا لا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم ولا ترضى ولا تغضب ولا تفعل شيئا وليست داخل العالم ولا خارجه ولا متصلة بالعالم ولا منفصلة ولا مجانية له ولا مباينة له ولا مجاورة ولا مجاوزة ولا فوق العرش ولا تحت العرش ولا خلفه ولا أمامه ولا عن يمينه ولا عن يساره: سواء هي والعدم والمشرك مقر بالله وصفاته لكن عبد معه غيره فهو خير من المعطل للذات والصفات.
فاليقين هو الوقوف على ما قام بالحق من أسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده، وهذه الثلاثة أشرف علوم الخلائق: علم الأمر والنهي وعلم الأسماء والصفات والتوحيد وعلم المعاد واليوم الآخر والله أعلم
انتهى كلامه رحمه الله
فآل الأمر إلى العلم والتوحيد أيها الحبيب
فأول مراتب اليقين العلم والتوحيد
فأين اليقين الذي تدندن حوله يا خلوصي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كما يقول إخواننا المصريون:
اعمل معروف لا تستدل بالكلام ده ثاني:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 06:45]ـ
كنت لا أنوي الرد على أخينا العنابي لما سبق مني الوعد بذلك لأسباب مر ذكرها في غير هذا الموضع بسبب أسلوبه و محتوى كلامه ....
و لكن الضرورة ... و آخر مرة!!
أولا هذا الكلام المقتبس أخذته هكذا منكتاب يحكي عن اليقين لا علاقة له بالأحباب ..
ثانيا: أنزلته على " عقائد العجائز " الذين لا يعرفون كل ما تدندنون حوله مطلقين القول فيه عن قيود العوام ... و هم أحبتي .. و هم جمهور جماهير الأمة.
ثالثا: إن الإمام القيم إنما يتكلم إن تكلم بهذا التفصيل و الاصطلاحات عن ذلك السياق الذي يستدعي هذا مما تعلمون من الردود العلمية بين العلماء ...
و إذا أردت مثل هذا التفصيل " العلمي " غير العلمي عندي في سياقي فاعذرني أن أحيلك ... لأن وضعي الآن وضع مرتحل ..
ابحث إن شئت عن الموسوعة التبليغية للشيخ مجدي أبو عريش صاحب الموسوعة السلفية ....
ثم انظر قول الشيخ محمد التويجري مدير مركز الجاليات بالقصيم و صاحب كتاب فقه القلوب في 3 مجلدات و الذي يخرج سنويا و الذي لما سئل عن التبليغ استغفر الله من شر نفسه!!!! .... قوله في هذه التفاصيل " العلمية " غير العلمية عندي في سياقي .... و علاقة ذلك بجهد التبليغ!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 08:33]ـ
بقلم فضيلة الشيخ / محمد ابراهيم التويجري
رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي
نقلا عن الشيخ / مجدي أبو عريش
منذ أربع سنوات والعالم الأخ محمد بن ابراهيم التويجري (وهو رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي) يحضر مؤتمر رايوند كل سنة, وهذه السنة الماضية خرج معهم اربعين يوما, فيجد من الفكر الطيب والايمان المبارك والمفاهيم العميقة خيرا كثيرا, فيقول متعجبا ومؤيدا:
" ان جهد الاقدام هو باب النور للعلم والايمان, فنور العلم والايمان انما يتحصل عليه هاهنا, وجهد الاقلام انما هو مقدمة مساعدة لجهد الاقدام, والعلم نور, وانما يؤتى لأهل المجاهدة العاملين كما قال الامام الشافعي: (رحمة الله عليه): شكوت الى وكيع سوء حفظي ... والله تعالى يقول: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).
لقد درست التفسير ثلاث مرات والحمد لله تعالى, وختمت القرآن مئات المرات ولله الحمد سبحانه, ولكن الآن أفهم منه - في ميدان الدعوة – ما لم اكن افهمه من قبل ... في بيئة التضحية في المساجد, بل اظن نفسي أنني ما كنت فهمته على الحقيقة, حقيقة الهداية والتضحية, الآن أعيد دراسة التفسير وأتدبره من جديد فأرى العجب من الفتح في الفهم والاستنباط, ولا عجب فهو الفرق بين العلم النظري والميدان العملي, بين المعلومات والمعمولات,
حسبي الله من شر نفسي ومن شر الشيطان,
ومن شر سائر الاحوال المخالفة لما يحبه الله تعالى ويرضاه.
ولو دونتُ أو اشرتُ الى بعض هذه المفاهيم والاستنباطات في التفسير والفقه والاعتقاد وفقه الدعوة لطال ذلك, والاشارة اليه تكفي والله الكافي الشافي سبحانه.
لقد وجدت توحيد العبودية (الألوهية) يتكرر في كلامهم كثيرا, فلا يكاد يخلو منه كلامهم في البيانات, والتعليمات للخارجين والعائدين وبألفاظ مختلفة:
(لا معبود في الوجود الا الله) , (لا معبود بحق الا الله تعالى) , (الله سبحانه هو المعبود, لا معبود غيره) , (الله سبحانه هو المسجود له, لا مسجود له غيره) , (كل شيء نسأله من الله تعالى بالدعاء وفي الصلاة) , (نتعلم قضاء حوائجنا في الصلاة, فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة) , (الله سبحانه هو المقصود وهو المطلوب) , (نتوجه الى الله تعالى في كل حال, فبيده وحده سبحانه خزائن كل شيء) , (نستفيد من خزائن الله تعالى).
ولقد وجدتهم يتكلمون في الصفات, ويذكرون صفات زائدة على الصفات العقلية التي يؤمن بها الاشاعرة والماتريدية مثل (صفة العلو) , و (صفتي الغضب والرضى) , و (صفة الرحمة) , و (صفة الفرح) , وهذه ليست فقط في البيانات بل في أصول الدعوة هنا في (رايوند) فيما يسمى (الهدايات) التي تعطى للدعاة في أصول الدعوة قبل خروجهم للدعوة وبعد رجوعهم من دعوتهم.
بل وجدتهم يربطون شعب الايمان الستة أو الصفات الستة يربطونها بتوحيد العبودية, فيقولون:
الصفة الاولى: (اليقين بالله تعالى) المتمثل بالكلمة الطيبة " شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله" ... اقرار بالعبودية.
الصفة الثانية: (الصلاة ذات الخشوع والخضوع) ... لاظهار العبودية.
الصفة الثالثة: (العلم مع الذكر) ... لتصحيح العبودية.
الصفة الرابعة: (اكرام المسلم وحسن الخلق) ... لتقوية العبودية.
الصفة الخامسة: (تحصيح النية واخلاصها لله تعالى) ... لقبول العبودية.
الصفة السادسة: (الدعوة الى الله والخروج في سبيله) ... لنشر العبودية.
بل وجدتهم اكثر الناس حثا على اليقين بالله تعالى وبمعيته السمعية والبصرية والعلمية, وقلما يوجد احد يدعو ويربط الناس بخالقهم ايمانا وحبا وتعظيما ورغبة ورهبة مثلهم, أي والله,
وقد خبرنا الذي عندنا – كسلفيين – وعند غيرنا من الدعاة ... هذا فضل الله عليهم لا نحسدهم عليه, فرحم الله من رأى حقا فأقر به فرحا باصابة أخيه للحق,
ورحم الله من رأى فضلا فأقر به متواضعا للحق وللخلق, ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الفضل ومعطيه ومسديه سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تعلمنا من القرآن وأسلوبه, ومن كلام العلماء الربانيين ان توحيد العبودية انما يبنى على هذه المعرفة الربانية (ويسمى توحيد المعرفة والاثبات) , وهي معرفة الله تعالى بربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأنعمه سبحانه وتعالى, فعلى قدر هذه المعرفة تكون العبادة والتوجه والقصد لله سبحانه وتعالى.
ولقد يوجد بينهم من يتبنى رأي التأويل او التفويض لمعاني الصفات, لكن بصفة فردية فانه درس هذا المذهب وتعلمه, ولكنه لا يدعو أو يربي عليه, ولا يجعله منهجا للدعوة لا هو ولا غيره, وذلك ان الدعوة الايمانية التربوية والتي تسمى (بدعوة الايمان واليقين) هي ثمرة الاعتقاد الغيبي, وثمرة التوحيد الالهي وملخصها ان نقول:
1 - ان جميع الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة هو فقط بيد الله تعالى, والفوز والفلاح يشمل قضاء الحاجات, وتفريج الكربات, والطمأنينة والسعادة, والعزة, والرفعة في الدنيا والآخرة.
2 - ان الله تعالى بيده وحده خزائن كل شيء ... خزائن المحسوسات, وخزائن المعنويات كالرحمة والهداية ونحوها.
3 - ان الله تعالى خالق الاشياء وخالق الاحوال وخالق صفاتها.
4 - انه تعالى يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج لاحد من خلقه ... لا يحتاج الى قدرتهم, ولا يحتاج الى طاعتهم, وانه سبحانه هو الصمد الذي تصمد الخلائق كلها اليه في حاجاتها.
5 - وثمرة ذلك: كيف نستفيد من خزائن الله تعالى؟ وكيف نتيقن بصفات الله سبحانه؟ وكيف نستيقن بوعد الله تعالى ووعيده؟
قال تعالى: {يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} (2 - الرعد) , ويقول تعالى: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (75 - الأنعام) , وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (24 - السجدة).
وان هذه الدعوة الايمانية – والتي أشبهها بمدرسة الامام ابن القيم (رحمه الله تعالى) – لا يمكن ان تقوم الا على الصفات الالهية واثباتها لله سبحانه وتعالى من غير تعطيل (سواء كان التعطيل تأويلا او تفويضا) والله المستعان.
بل زبدة دعوتهم وجهدهم وخروجهم وتضحياتهم وهدفهم الصريح ومقصدهم الواضح يعبرون عنه بصيغة السؤال والجواب هكذا:
ما هو مقصد هذا الجهد؟ وماذا نريد من الناس في هذا الجهد؟
مقصد هذا الجهد ان يقوم المسلم بأوامر الله تعالى في كل مكان, في كل زمان, في كل حال, ولا سبيل الى ذلك الا عن طريق جهد ودعوة النبي (صلى الله عليه وسلم).
ووجدنا من السهل النصح والتأثير على هؤلاء الاشياخ والافراد من الدعاة, لحسن خلقهم وطيب سجيتهم وكثرة تواضعهم واخلاصهم, خاصة من يأتيهم بالمحبة والحكمة, فانه يجد باب القبول فيهم مفتوحا على مصراعيه.
وهي حكمة مشايخنا الكبار الذين نصحونا بمشاركتهم ونصحهم والاستفادة من جهدهم وخبرتهم وتضحياتهم,
تعاونا شرعيا يبني ولا يهدم, ويؤلف ولا يفرق, ويصلح ولا يفسد, ويجدد ولا يبلي, ويوضح ولا يلبس ... وبمثل هذا التعاون الشرعي نختصر الطريق على أمتنا المسلمة في نصرة الدين واستئنافها حياتها الاسلامية من جديد.
فيا سادتي و إخواني:
و الله ما أسهل علي أن آتي بهذه النقولات من اشخاص كانوا معادين ثم استبصروا
و ما أسهل أن آتي بقصص بالمئات مدهشة عجيبة خارقة
و لكن كنت أتمنى التباحث الموضوعي ... حو
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 08:47]ـ
لم أفهم يا خلوصي
سابقا زهدت في العلم والتوحيد وعلم الأسماء والصفات
والآن تأتينا بكلام قيه أن جماعة التبيلغ يعتنون عناية خاصة بالأسماء والصفات
وهذا النقل الأخير تمام عشرة على عشرة
فإن كنت تتبناه وتنكر على من خالفه فهنيئا لك
لكن
كيف ستتبرأ من كلامك السابق!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله))
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 09:15]ـ
لله درك ياخلوصي اكمل يارعاك الله
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:21]ـ
الدعوة إلى الله على غير بصيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري قام كل من حسن البنا في مصر ومحمد إلياس في الهند بتأسيس جماعة للدّعوة إلى الله سماها الأول: (الإخوان المسلمون) وسُمِّيت الثانية (جماعة التبليغ) ولم يُغْنِ عنهما حسن القصد وسمو الهدف؛ فوقع كل منهما في مخالفة شرع الله:
1) لم تُبْنَ دعوتهما على بصيرة من كتاب الله ولا قدوة من سنة نبيه صلى اله عليه وسلم وقد قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].
2) زادتا فِرَق المسلمين وجماعاتهم وأحزابهم وخرجتا بذلك عن جماعة المسلمين الواحدة (بالاسم والمنهج والأمير والشعار) و"يد الله على الجماعة".
3) دخلتا في الثنتين وسبعين فرقة (في النار) كما أفتى بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله أثناء شرحه المنْتَقى في الطائف قبل وفاته بعامين (النصيحة لسعيد بن هليل العمر ص 10 - 11) وكما أفتى بذلك الشيخ د. صالح الفوزان حفظه الله (الأجوبة المفيدة لجمال بن فريحان الحارثي ص 35).
4) أفتت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء برقم 1674 في 7/ 10/1397 بتحريم هذا التفرّق وأنه (مما نهى الله عنه وذم من أحدثه أو تابع أهله وتوعد فاعليه بالعذاب العظيم). قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159].
5) وأفتى بتحريم التفريق الشيخ د. صالح الفوزان، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الأباني، والشيخ د. بكر أبو زيد في كتابه (حكم الانتماء إلى الفِرَق والجماعات والأحزاب الإسلامية) وتفصيل ذلك في كتاب (الجماعات الإسلامية بين العاطفة والتّعقُّل لسعود بن ملوح العنزي ص 103 – 112)، ولو سُمِّي هذا التفرق تجمعاً أو جماعة أو حزباً أو طائفة.
6) وبقيت جماعة التبليغ على سنّة محمد إلياس حتى اليوم، وتفرقت جماعة الإخوان المسلمين إلى فِرَق: جماعة المسلمين (التكفير والهجرة)، حزب التحرير، حزب الجهاد الإسلامي، البنّائين، القطبيين، السّروريّين، جبهة الإنقاذ في الجزائر، حماس في فلسطين، الجماعة الإسلامية في لبنان وغيرها، بعضها على ارتباط صريح بالجماعة المبتدعة الأم وبعضها منفصل عنها ظاهراً أو باطناً.
ب - كلا المؤسِّسَيْن رحمهما الله نشأ على التصوف؛ تربى في أحضانه، وبايع عليه، وتعلق به، ولم يُعلِن مفارقته حتى فارق حياته، ولكنه لم يُعْلِن وجوب الالتزام به.
ت - وكلا المؤسِّسَيْن خالف منهاج النبوة في الدعوة إلى الله منذ بعث الله نوحاً عليه السلام بقوله تعالى: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59] وقفّى الله على أثره بجميع رسله لا يتغير أساس دعوتهم مهما تغير الزمان والمكان والحال. ومع أن المؤسِّسَيْن وُلِدا وعاشا وماتا بين أوثان المقامات والمزارات والأضرحة (وهي على قواعد أوثان قوم نوح وقوم محمد ومن بينهما) فلم يجعل أي منهما للأمر بإفراد الله بالعبادة ولا النهي عن الإشراك به في عبادته مكاناً في منهاجهما العملي. مع أن البنا نهى عن الإسراف في القهوة والشاي، وأن إلياس أمر بالنوم على الجَنْب بعد ركعتي الفجر؛ فانشغلا وأشغلا الناس بالمهم عن الأهم، وهو منكر.
ث - وكلا المؤسِّسَيْن خالف منهاج النبوة في الدعوة إلى الله فتجنب النهي عن منكر الابتداع في الدين؛ منكر التقرب إلى الله بشرع ما لم يأذن به الله، منكر التقديم بين يدي الله ورسوله، بل منكر إشراك غير الله معه في دعائه وعبادته، وهو أعظم الظلم وأشنع الابتداع وأكبر الموبقات، وهو الشرك الأكبر الذي لا يغفر الله لمن مات عليه وإن شاء المغفرة للزاني وشارب الخمر وغيرهما ممن على كبيرة دون الشرك كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48] وفي الآية الأخرى من سورة النساء: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116].
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - وبمخالفة هاتين الفرقتين شرع الله وسنة رسوله في الدعوة إلى دينه وخروجهما عن الجماعة والولاية وعن منهاج النبوة في أهمّ وأخصّ وظائف النبوة والرسالة (الدعوة والتبليغ) فإنهما (وأمثالهما) مشاقّتان للرسول من بعد ما تبين لهما الهدى ومتّبعتان غير سبيل المؤمنين، بل هما حاكمتان بغير ما أنزل الله مختارتان لغير ما قضى الله ورسوله من أمر الدعوة.
(كيف يعامل مقترف هذه المعصية)؟
أ - أفتى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بما يلي:
(الواجب على المسلم توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة، ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة, حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في البلد المسلم مما يحرص عليه الشيطان أولاً، وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً) مجموع فتاوى ابن باز جـ 5 ص 202 – 204.
ب - كنت أرى من وجهة تنظيمية أن مجرد قرار منعهما لن يضمن استئصال شرّهما وفسادهما، والذي حدث أن جماعة التبليغ تحولت عن المساجد إلى البيوت وعن الاجتماعات الظاهرة في الداخل إلى الاجتماعات في الخارج، أما جماعة الإخوان المسلمين الممنوعة أصلاً فقد اغتصبت المؤسسات العامة والخاصة: المنابر يوم الجمعة، المدارس، جمعيات الإغاثة، الندوة العالمية للشباب، مجلة الأسرة (الوقف الإسلامي)، الرحلات المدرسية، جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، المسابقات، المهرجانات ومعارض الكتاب وأي شئ يوصف بالإسلامي.
ت - وكنت أرى أن يبقى مَنْع تعدد الفرق والجماعات والأحزاب وَفْق شرع الله، ويعالج وجود هذه الفِرَق (التبليغ والإخوان خاصة) فعلاً بتأمير أحد العلماء أو كبار طلاب العلم الشرعي عليهم وبالتالي: تصحيح مناهجهم حتى تتحِدَ في منهاج النبوة، وقَطْع اتصالهم بقياداتهم في الخارج مصدر فسادهم، وإبطال حجتهم المفتراة التي تعينهم على جذب العامة: بأن الدولة تمنع الدعوة إلى الله.
وهذه الدولة بفضل الله قامت في مراحلها الثلاث في القرون الثلاثة الأخيرة على الدعوة إلى الله على بصيرة وجددت الدين في كل مرحلة بالعودة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي ميزة لم ينافسها فيها أحد من دول المسلمين منذ القرون المفضلة، ومع ضيقي بكثرة الأنظمة وكثرة الادارات والوزارات وكثرة الموظفين، فإني أرجو الله أن يوفق ولاة الأمر لانشاء وزارة للدعوة إلى الله تضم إدارات الدعوة في الداخل والخارج، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوها.
وتتولى الإشراف الفعلي (لا النظري أو الاسمي وحده) على النشاط التطوعي والتعاوني بمختلف عناوينه وأسمائه ومظلاته، بهدف إخضاع الجميع لمنهاج النبوة.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
سعد الحصين
عيد الفطر المبارك
1427 هـ
من: سعد الحصين .. إلى: من يراه من الراغبين في معرفة الحق نصر الله بهم دينه
هذا رأيي في دعوة جماعة التبليغ وجماعة الإخوان هدانا الله وإياهم منذ أكثر من عشرين سنة لم يتغير، ولكن بعض التبليغيين هداهم الله يدعي أن زيارتي للشيخ راشد الحقان والشيخ مانع معجب في الكويت تعني تغييراً في رأيي، وزيارتي لهما إنما كانت رداً لزياراتهما المتكررة لي، وأنا أرى أن على الداعي إلى الله على منهاج النبوة زيارة الجميع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهودي ويعامله بالحسنى دعوة بل بيعاً وشراء حتى مات.
والله الموفق. يوم الثلاثاء 25/ 3/1428 هـ
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:49]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرزاق،
المشكلة أن القوم يخاطبون روادا للملتقى أكثرهم من طلبة العلم وقلة هم من العوام لكنهم مع ذلك يريدون طلب العلم، ثم هم بعد ذلك تهربا يقولون:
أنزلته على " عقائد العجائز " الذين لا يعرفون كل ما تدندنون حوله مطلقين القول فيه عن قيود العوام ... و هم أحبتي .. و هم جمهور جماهير الأمة
(يُتْبَعُ)
(/)
فبالله عليك! كم من عجوز ترى هذا الملتقى أم تسمع به أصلا
كفانا تلاعبا وتهربا من الحقائق
"تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"
ديننا دين وضوح وحجة وبرهان
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:58]ـ
أيها المباركون
سلام الله عليكم
أدهشني ذلك الكم الهائل من الردود .....
هل لي ان أعرف محل النزاع بينكم جميعا؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 01:12]ـ
وفيك بارك اخي الكريم العنابي, أقوال علماء السنة في جماعة التبليغ ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد وصلت إليّ أوراق تتضمن كلاماً للعلامتين السلفيين الشيخ ابن باز وابن عثيمين يقوم بعض جماعة التبليغ
بنشره وترويجه بين الجهال ومن لا يعرف حقيقة منهجهم الباطل وعقائدهم الفاسدة.
والواقع أن في كلام الشيخين ما يدينهم، فكلام الشيخ ابن باز مبني على تقرير من رجل تبليغي أو متعاطف معهم حكى
للشيخ ابن باز خلاف ما هم عليه وصورهم له على غير صورتهم الحقيقية، يؤكد ما نقوله قول الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
" ولا شك أن الناس في حاجة شديدة إلى مثل هذه اللقاءات الطيبة المجموعة على التذكير بالله والدعوة إلى التمسك بالإسلام وتطبيق تعاليمه وتجريد التوحيد من البدع والخرافات ... " [انظر فتواه ذات الرقم (1007) بتأريخ 17/ 8/1407هـ والتي يقوم بنشرها الآن جماعة التبليغ].
فهذا يوحي أن صاحب التقرير قد ذكر في تقريره أن هذه الجماعة تدعو إلى التمسك بالإسلام وتطبيق تعاليمه وجريد
التوحيد له من البدع والخرافات.
فبسبب ذلك مدحهم الشيخ.
ولو قال فيهم صاحب التقرير كلمة الحق وصورهم على حقيقتهم وبين حقيقة منهجهم الفاسد؛ لما رأينا من الإمام
ابن باز السلفي الموحد إلا الطعن فيهم والتحذير منهم ومن بدعهم، كما فعل ذلك في آخر فتاواه فيهم المرفقة بهذا.
وفي كلام العلامة ابن عثيمين ما يدينهم، انظر إلى قوله الآتي:
" ملاحظة: إذا كان الاختلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنّه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب " [انظر فتاوى ابن عثيمين (2/ 939 - 944)، كما في
الأوراق التي ينشرها جماعة التبليغ الآن].
ولا شك أن الاختلاف بين السلفيين أهل السنّة والتوحيد وبين جماعة التبليغ اختلاف شديد وعميق في العقيدة والمنهج.
فهم ماتريدية معطّلة لصفات الله، وصوفية في العبادة والسلوك يبايعون على أربع طرق صوفية مغرقة في الضلال ومن
ذلك أن هذه الطرق تقوم على الحلول ووحدة الوجود والشرك بالقبور وغير ذلك من الضلالات.
وهذا قطعاً لا يعرفه عنهم العلامة ابن عثيمين ولو عرف ذلك عنهم لأدانهم بالضلال ولحذر منهم أشد التحذير، ولسلك
معهم المسلك السلفي كما فعل شيخاه الإمام محمد بن إبراهيم والإمام ابن باز.
وكما فعل الشيخ الألباني والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ الفوزان والشيخ حمود التويجري والشيخ تقي الدين
الهلالي والشيخ سعد الحصين والشيخ سيف الرحمن والشيخ محمد أسلم ولهؤلاء مؤلفات عظيمة تبين ضلال جماعة التبليغ وخطورة ما هم عليه من العقائد والمنهج الضال فليرجع طالب الحق إليها، وقد رجع عبد الرحمن المصري عما كتبه في الثناء على جماعة التبليغ واعترف بخطئه عندي.
وأما يوسف الملاحي فهو ممن عاشرهم سنين طويلة، ثم كتب فيهم كتاباً يبين فيه ضلالهم وفساد عقائدهم ثم مع الأسف الشديد تراجع عن الحق والحقيقة وكتب فيهم كتابه الأخير، وكتابه الأول يدينه، وما كتبه فيهم علماء المنهج يدحض باطله، والقاعدة العظيمة: الجرح مقدم على التعديل، تبطل كل مدح من أي قائل لو كان التبليغيون يلتزمون القواعد الإسلامية الصحيحة ويسلكون مسالك أهل العلم والنصح للإسلام والمسلمين.
كتبه:
ربيع بن هادي المدخلي
في 29 / محرم / 1421هـ
آخر فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز في التحذير من جماعة التبليغ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - عن جماعة التبليغ فقال السائل:
نسمع يا سماحة الشيخ عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة، فهل تنصحني بالانخراط في هذه الجماعة، أرجو توجيهي ونصحي، وأعظم الله مثوبتكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب الشيخ بقوله:
((كل من دعا إلى الله فهو مبلغ ((بلغوا عني ولو آية))، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم.
أما إذا خرج يتابعهم، لا.
لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله.
أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة)).أهـ
[[فليستفد جماعة التبليغ ومن يتعاطف معهم من هذه الفتوى المبنية على واقعهم وعقائدهم ومناهجهم ومؤلفات أئمتهم الذين يقلدونهم]].
[فرغت من شريط بعنوان (فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على جماعة التبليغ) وقد صدرت هذه الفتوى في الطائف قبل حوالي سنتين من وفاة الشيخ وفيها دحض لتلبيسات جماعة التبليغ بكلام قديم صدر من الشيخ قبل أن يظهر له حقيقة حالهم ومنهجهم].
جماعة التبليغ والأخوان من الثنتين والسبعين فرقة
سئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -:
أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم: قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة)).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع.
وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة.
هل هاتين الفرقتين تدخل ... ؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب:
نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
[ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل وهي قبل وفاته -رحمه الله- بسنتين أو أقل]
حكم الخروج مع جماعة التبليغ
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -:
خرجت مع جماعة التبليغ للهند وباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر باطلة، فما رأيكم في صلاتي، وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟
الجواب:
بسم الله والحمد لله، أما بعد:
فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح والواجب عليك إعادة ما صليت فيها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) متفق على صحته.
وقوله - صلى الله عليه وسلم-: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) أخرجه مسلم في صحيحه.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[فتوى بتاريخ 2/ 11/1414هـ]
حول قول الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنَّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير.
أقول:
رحم الله الشيخ فلو كانوا يقبلون النصائح والتوجيه من أهل العلم لما كان هناك حرج في الخروج معهم لكن الواقع المؤكد أنهم لا يقبلون نصحاً ولا يرجعون عن باطلهم لشدة تعصبهم واتّباعهم لأهوائهم.
ولو كانوا يقبلون نصائح العلماء لتركوا منهجهم الباطل وسلكوا سبيل أهل التوحيد والسنّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز الخروج معهم كما هو منهج السلف الصالح القائم على الكتاب والسنة في التحذير من أهل البدع ومن مخالطتهم ومجالستهم؛ لأن في ذلك تكثيراً لسوادهم ومساعدة وقوة في نشر ضلالهم وذلك غشٌ للإسلام والمسلمين وتغريرٌ بهم وتعاونٌ معهم على الإثم والعدوان.
لا سيما وهم يبايعون على أربع طرق صوفية فيها الحلول ووحدة الوجود والشرك والبدع.
فتوى الشيخ العلامة
محمد بن إبراهيم آل الشيخ
في التحذير من جماعة التبليغ
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد تلقيت خطاب سموكم (رقم36/ 4/5 - د في 21/ 1/1382هـ) وما برفقه، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلاميّة))، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها؛ فإنها جمعية بدعة وضلالة، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم؛ وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسع السكوت عنه، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم ورحمة الله))
[ص- م - 405 في 29/ 1/1382هـ].
[راجع كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري (ص:289)]
فتوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني
عن جماعة التبليغ
سئل - رحمه الله تعالى-:
ما رأيكم في جماعة التبليغ: هل يجوز لطالب العلم أو غيره أن يخرج معهم بدعوى الدعوة إلى الله؟
فأجاب: جماعة التبليغ لا تقوم على منهج كتاب الله وسنَّة رسوله عليه السلام وما كان عليه سلفنا الصالح.
وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز الخروج معهم؛ لأنه ينافي منهجنا في تبليغنا لمنهج السلف الصالح.
ففي سبيل الدعوة إلى الله يخرج العالِم، أما الذين يخرجون معهم فهؤلاء واجبهم أن يلزموا بلادهم وأن يتدارسوا العلم في مساجدهم، حتى يتخرج منهم علماء يقومون بدورهم في الدعوة إلى الله.
وما دام الأمر كذلك فعلى طالب العلم إذن أن يدعو هؤلاء في عقر دارهم، إلى تعلم الكتاب والسنَّة ودعوة الناس إليها.
وهم - أي جماعة التبليغ - لا يعنون بالدعوة إلى الكتاب والسنَّة كمبدأ عام؛ بل إنهم يعتبرون هذه الدعوة مفرقة، ولذلك فهم أشبه ما يكونون بجماعة الإخوان المسلمين.
فهم يقولون إن دعوتهم قائمة على الكتاب والسنَّة، ولكون هذا مجرد كلام، فهم لا عقيدة تجمعهم، فهذا ماتريدي، وهذا أشعري، وهذا صوفي، وهذا لا مذهب له.
ذلك لأن دعوتهم قائمة على مبدأ: كتّل جمّع ثمّ ثقّف، والحقيقة أنه لا ثقافة عندهم، فقد مرّ عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان ما نبغ فيهم عالم.
وأما نحن فنقول: ثقّف ثمّ جمّع، حتى يكون التجميع على أساس مبدأ لا خلاف فيه.
فدعوة جماعة التبليغ صوفيّة عصريّة، تدعو إلى الأخلاق، أما إصلاح عقائد المجتمع؛ فهم لا يحركون ساكناً؛ لأن هذا - بزعمهم- يفرق.
وقد جرت بين الأخ سعد الحصين وبين رئيس جماعة التبليغ في الهند أو في باكستان مراسلات، تبيّن منها أنّهم يقرون التوسل والاستغاثة وأشياء كثيرة من هذا القبيل، ويطلبون من أفرادهم أن يبايعوا على أربع طرق، منها الطريقة النقشبنديّة، فكل تبليغي ينبغي أن يبايع على هذا الأساس.
وقد يسأل سائل: أن هذه الجماعة عاد بسبب جهود أفرادها الكثير من الناس إلى الله، بل وربما أسلم على أيديهم أناس من غير المسلمين، أفليس هذا كافياً في جواز الخروج معهم والمشاركة فيما يدعون إليه؟
فنقول: إن هذه الكلمات نعرفها ونسمعها كثيراً ونعرفها من الصوفيّة!!.
فمثلاً يكون هناك شيخ عقيدته فاسدة ولا يعرف شيئاً من السنّة، بل ويأكل اموال الناس بالباطل ... ، ومع ذلك فكثير من الفساق يتوبون على يديه ... !
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل جماعة تدعو إلى خير لابد أن يكون لهم تبع ولكن نحن ننظر إلى الصميم، إلى ماذا يدعون؟ هل يدعون إلى اتباع كتاب الله وحديث الرسول - عليه السلام- وعقيدة السلف الصالح، وعدم التعصب للمذاهب، واتباع السنَّة حيثما كانت ومع من كانت؟!.
فجماعة التبيلغ ليس لهم منهج علمي، وإنما منهجهم حسب المكان الذي يوجدون فيه، فهم يتلونون بكل لون.
[تراجع الفتاوى الإماراتية للألباني س (73) ص (38)]
فتوى الشيخ عبدالرزاق عفيفي
سئل الشيخ - رحمه الله -: عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟
فقال الشيخ: ((الواقع أنّهم مبتدعة محرّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس، هم لا يدعون إلى الكتاب والسنَّة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش.
أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ.
وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر، وإسرائيل وأمريكا والسعودية، وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس)).
[فتاوى ورسائل سماحة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي (1/ 174)]
فتوى الشيخ صالح الفوزان
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
ماذا تقول بمن يخرجون إلى خارج المملكة للدعوة وهم لم يطلبوا العلم أبداً، يحثون على ذلك ويرددون شعارات غريبة ويدّعون أن من يخرج في سبيل الله للدعوة سيلهمه الله، ويدّعون أن العلم ليس شرطاً أساسياً.
وأنت تعلم أن الخارج إلى خارج المملكة سيجد مذاهب وديانات وأسئلة توجه إلى الداعي.
ألا ترى يا فضيلة الشيخ أن الخارج في سبيل الله لابد أن يكون معه سلاح لكي يواجه الناس وخاصة في شرق آسيا يحاربون مجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ أرجو الإجابة على سؤالي لكي تعم الفائدة.
الجواب:
الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن.
الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف.
وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يوماً أو أقل أو أكثر.
وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل، قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة}، أي: على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان، يعرف درجات الإنكار وكيفيته.
والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام، هذا من خرافات الصوفية الضالة، لأن العمل بدون علم ضلال.
والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ.
[من كتاب ثلاث محاضرات في العلم والدعوة]
كتبه:
ربيع بن هادي المدخلي
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 01:16]ـ
استمع الى كلام الشيخ سعد الحصين وماحدث معه مع رئيس جماعة التبليغ في الكويت على هذا الرابط
http://www.baserah.com/videos/details/43/1
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 09:14]ـ
آخر فتاوى العلماء
في
فرقة التبليغ
بدر بن علي بن طامي
موقع الإسلام العتيق
www.islamancient.com
صادف دخولي بعض المجالس كلمة للشيخ نظام اليعقوبي في قناة البحرين!، وبين يديه كتاب عنوانه (جماعة التبليغ!) ولم أدرك منه إلا ثلاث دقائق تقريباً، قرأ فيها كلاماً لشيخنا ابن باز - رحمه الله تعالى - يثني فيه على جماعة التبليغ وينسب الثناء عليهم فيه إلى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى، فأقول:
أما كلام شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في ثنائه على فرقة التبليغ بادئ الأمر، وكذا شيخه الإمام محمد بن إبراهيم فهو ثابت عنهما بلا شك، ولكنه من قديم قولهما واستقر مذهب الشيخين على إبطال مذهب فرقة التبليغ، والتحذير منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما شيخ مشايخنا الإمام محمد بن إبراهيم: فقد كتب في مجموع فتاويه (1/ 267 - 268) رسالة هذا نصّها: (من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقّر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد تلقيت خطاب سموكم رقم (36/ 4/5 - د) في: (21/ 1/1382هـ)، وما برفقة وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبدالحامد القادري، وشاه أحمد نوراني، وعبدالسلام القادري، وسعود أحمد الدهلوي، حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم، التي سمّوها: (كلية الدعوة والتبليغ الإسلامية)، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم، وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها، فإنها جمعية بدعة وضلالة، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسع السكوت عنه، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته، والسلام عليكم ورحمة الله (ص - م -405، في: 29/ 1/1382هـ).
والفتوى القديمة كانت بتاريخ: 19/ 5/1373هـ، ولهذا لم ينشرها الشيخ محمد ابن قاسم في " مجموع الفتاوى " ولشيخنا حمود التويجري كلاماً حسناً في نقض هذا الاحتجاج في كتابه الماتع " القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ " فليراجع.
أما شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: فقد أثنى عليه بادئ الأمر مع التحذير مما عندهم من أخطاء حتى استقرت فتاوى الشيخ من بعد عام 1407 تقريباً على ذمهم والتحذير منهم، فقد أجاب - وأنا أسمع بمسجد في الطائف عام 1419هـ - عن سؤال هذا نصّه: (نسمع يا سماحة الشيخ عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة، فهل تنصحني بالانخراط في هذه الجماعة، أرجو توجيهي ونصحي، وأعظم الله مثوبتكم).
فقال شيخنا: كل من دعا إلى الله فهو مبلغ: (بلّغوا عنّي ولو آية)، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع و الشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلاّ إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم، أمّا إذا خرج يتابعهم، لا،، لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير، وتعليمهم، حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوا مذهب أهل السنة. انتهى.
[والكلام موثق بالصوت في شريط بعنوان: القول البليغ في ذم جماعة التبليغ].
ونشرت مجلة " الدعوة " في عددها 1437، وتاريخ: 3/ 11 / 1414 هـ: فتوى لشيخنا يقول السائل فيها: (خرجت مع جماعة التبليغ للهند والباكستان، وكنّا نجتمع ونصلّي في مساجد يوجد بها قبور، وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد به قبر باطلة، فما رأيكم في صلاتي، وهل أعيدها؟، وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟).
فأجاب - رحمه الله -: بسم الله والحمد لله: جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة، فلا يجوز الخروج معهم إلاّ لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير، لأنهم نشيطون في عملهم، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه، وأمّا الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح، والواجب عليك إعادة ما صليت فيها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك) أخرجه مسلم في " صحيحه "، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، انتهى.
وقال الشيخ في بعض مجالسه: إن ما نشر في " مجلة الدعوة " يعتبر ناسخاً لكل ما قلته في جماعة التبليغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسئل شيخنا - رحمه الله - بمجموعة أسئلة موجهة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، برقم (17776) وتاريخ: 18/ 3/1416هـ، ومن هذه الأسئلة سؤال هذا نصّه: (قرأت لسماحتكم عدّة فتاوى وتحثون عليها طلاّب العلم للخروج مع جماعة التبليغ، والحمد لله خرجنا معهم واستفدنا الكثير، ولكن يا شيخي الفاضل رأيت بعض الأعمال لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: (1) التحلّق في المسجد مل شخصين أو أكثر، فيتذاكرون العشر السور الأخيرة من القران والمواظبة، على هذا العمل بهذه الطريقة في كل مرة نخرج فيها، (2) والاعتكاف يوم الخميس بصفة مستمرة، (3) تحديد أيام للخروج وهي ثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوماً كل سنة وأربعة أشهر في العمر، (4) والدعاء الجماعي المستمر بعد كل بيان.
فكيف يا شيخي الفاضل إذا خرجت مع هذه الجماعة، أتعامل مع هذه الأعمال والأفعال التي لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، علماً يا شيخي الفاضل أنه من الصعب تغيير هذا المنهج وهذه هي طريقتهم فنرجوا التوضيح).
فأجابوا جزاهم الله خيراً: ما ذكرته من أعمال هذه الجماعة كلّه بدعة فلا تجوز مشاركتهم حتى يلتزموا بمنهج الكتاب والسنة ويتركوا البدع.
انتهت الفتوى بتوقيع: (شيخنا ابن باز، وشيخنا صالح الفوزان، وشيخنا عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ بكر أبو زيد).
ولشيخنا فتاوى ومقالات أخر اكتفيت بما تقدم لتأخر التاريخ عن كلّ فتوى أو مقالة فيها الثناء على هذه الفرقة.
وثبت عندي أن الشيخ ابن باز رحمه الله أوصى الشيخ القائم على جمع " فتاويه ومقالاته " بأن يخرج أي فتوى فيها الثناء على هذه الفرقة.
فعلى هذا آمل أن تصل هذه الأسطر للشيخ نظام اليعقوبي وأن لا يغتر هو أو كاتب الكتاب بما يتناقله التبليغيون إلى اليوم من هذه الفتاوى القديمة ليغرروا بها الناس، والله المستعان.
فائدة: سئل شيخنا العلامة الفقيه عبدالرزاق عفيفي رحمه الله تعالى عن هذه الفرقة فقال: (الواقع أنهم مبتدعة محرفون وأصحاب طريق قادرية وغيرها، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس، وهم لا يدعون إلى الكتاب والسنة، ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلادش!!، أمّا الخروج بقصد الدعوة إلى الله، أو الخروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ، وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم وهم المبتدعون في أي مكان كانوا هم، في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس).
[فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي (1/ 174)].
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 10:28]ـ
الأخ عبدالزراق الحيدر الله يهديك
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 10:54]ـ
آمين ويهديك وجميع من ضل الى الهدى
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 12:56]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال الله تعالى: ? وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ? ()
وقال تعالى: ? واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ? ()
وقال تعالى: ? وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ? ()
وقال رسول الله ?: {الدين النصيحة ... } الحديث. ()
وفي حديث جرير بن عبد الله البجلي أن مما بايع عليه رسول الله ?: { ... النصح لكل مسلم}. ()
إلى كل مسلم طالب للحق، غيور على دينه، ناصح لنفسه حامٍ لحمى العقيدة الصحيحة، ناهج لنهج السلف الصالح القويم ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن هذه البلاد التي قامت على توحيد الله تعالى مستهدفة في عقيدتها ومحسودة على أمنها الذي تنعم فيه بفضل الله أولاً ثم بقيامها بتحكيم شريعة الله في عقيدتها وفي عبادتها وفي أحكامها وأخلاقها وآدابها وسائر شئونها، وقد دأب أعداء العقيدة على معاداتها بما يبثونه من دعايات مضللة وحقائق مشوهة، ونحو ذلك مما تبث أبواق الرافضة والصوفية، ومن نحا نحوهم وسار في ركابهم من المخرفين على اختلاف مذاهبهم، وتنوّع نحلهم، فهم متّفقون على مناهضة عقيدة التوحيد، ومعاداة أهلها أينما حلوا وحيثما وجدوا، ولما فشلوا في هذه الدعايات الباطلة لجأوا إلى أسلوب آخر في غاية من الخطورة، وهو غزو
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا المجتمع تحت ستار الدعوة إلى الإسلام، في صورة اجتماعات حزبية متعددة، اتخذ كل حزب منها منهجًا خاصًّا في الدعوة لا يتفق لا من قريب ولا من بعيد مع المنهج الذي سار عليه الأنبياء والمرسلون وعلى رأسهم خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد ? .. ولا مع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين، والتابعين لهم بإحسان، من التركيز على نشر عقيدة التوحيد والاهتمام بجميع مبادئ الإسلام من أصول وفروع بل إن هذه الأحزاب المتباينة المشارب والمناهج والأفكار متفقة على عدم الكلام في التوحيد بدعوى أنه يفرق الأمة، كما لا يهتمون بطلب العلم الشرعي والتفقه فيه ولا بنشره، والمهم عندهم هو تطبيق منهج حزبي معيّن يوالون ويعادون عليه، ومن ثم وجب على من عنده علم أن يبرزه ليوقف شر هذه الطوائف أو يقلل منه ولا تبرأ الذمة إلا بذلك.
من هذه الأحزاب الجماعة التي سمت نفسها جماعة التبليغ، وهي جماعة ماتريدية أشعرية في عقيدتها، صوفية خرافية في سلوكها، مناهضة لعقيدة التوحيد في حقيقتها، جاهلة مجهلة في مسلكها ومبادئها.
ومن انخدع بهذه الجماعة إنما نظر إلى ما لديها من تأثير على العامة وعلى بعض العصاة، والواقع أنه تأثير وقتي مرحلي حيث يخرجونه من المعاصي ويدخلونه في الشرك، والبدع، والتصوف من حيث يشعر أو لا يشعر وقد نجحوا بهذا الأسلوب الخطير في أوساط كثير من العامة والجهلة، ومما ساعدهم على ذلك أنهم ينقلونهم إلى رياضات روحية ويشغلون أوقاتهم بالسياحة في الأرض، والخروج الذي سموه جهادًا، ودائمًا يرددون الحديث الضعيف: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) ()، وحملوا نصوص الجهاد في سبيل الله على هذا المعنى وأسقطوا مبدأ الجهاد الحقيقي تحت ستار الاكتفاء بمجاهدة النفس في هذا الزمان، وثمة مبدأ صوفي خطير وهو إسقاط أسس الإسلام من توحيد الله تعالى، والجهاد في سبيل الله، والعلم، والتعليم.
ومن مبادئهم الخطيرة عدم التعرض للكلام في العقيدة أو السياسة الشرعية أو الخلافيات لا في الأصول ولا في الفروع، كما أنهم يشترطون ذلك على أتباعهم، وأي فرد أو جماعة تخرج عن هذا المنهج يناصبونها العداوة وينفّرون منها، ولا سيما من يدعو إلى التوحيد، وهذا المنهج يخدم أعداء الإسلام بلا شك ولا ريب، ولذا يتبجحون بأنهم دخلوا كل بلاد الدنيا بما في ذلك روسيا وإسرائيل، وهذا الأمر في حد ذاته يدعو إلى التساؤل والريبة، فهل يتصور أحد أن يرضى أعداء الإسلام بتمكين هؤلاء من الدعوة في بلادهم لو كانوا يدعون إلى الإسلام الصحيح؟!
بل الواقع أن هذه الدعوة تخدمهم بما توجه من إسقاطٍ للجهاد في سبيل الله، وذلك ما يتمناه أعداء الإسلام، يضاف إلى هذا أن الدعوة التي نبعت من بلاد الهند منذ نحو ثمانين عامًا، وانتشرت في شتى البلدان لو كانت دعوة صحيحة إلى الله فأين تأثيرها على مظاهر الشرك والوثنية المنتشرة في بلاد المسلمين والمتمثلة في عبادة القبور والعكوف عندها والذبح والنذر لها ودعاء أصحابها وغير ذلك وخاصة في البلاد التي بدأت منها وتعيش فيها هذه الدعوة في الهند وباكستان وبنغلاديش؟!. إذ تنتشر هذه المظاهر على مرأى ومسمع من جماعة التبليغ الذين يبلغون الملايين فلم يغيّروا من ذلك شيئًا، بل ولم ينكروا ذلك، بل إنهم يشاركون غيرهم في هذه الطقوس، وعندهم أن الناس جميعًا إنما أشركوا بمحبة الدنيا ما عدا التبليغيين ()، فهم وحدهم المسلّمون من هذا الشرك، ويستدلون على هذا المعتقد الفاسد الباطل بقولهم: (حب الدنيا رأس كل خطيئة) (). زاعمين أنه حديث وليس بحديث وإنما هو موضوع مكذوب على رسول الله ?، ونحن هنا لا نتكلم عن أفراد وإنما نعني ذلك المنهج الضيق الذي ساروا عليه، وأنه منهج غير متمشٍّ مع منهج الأنبياء والمرسلين في الدعوة إلى الله تعالى، ومدى تأثير ذلك المنهج على الأفراد؛ ويمكن لنا أن نبين حال هذا المنهج في الكلمة الآتية وسنسردها باختصار:
1. قادة التبليغ صوفية: بايعوا على الطرق () ولا يرون الهدى إلا فيها.
2. يأخذون البيعة على الطرق من الأتباع حتى من العرب وأهل بلاد الحرمين.
3. اعترف بالبيعة رئيس الجماعة الحالي إنعام الحسن في رسالته إلى الشيخ سعد الحصين وزعم أنها بيعة التوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. شهادة سعد بن عبد الرحمن الحصين على رئيس التبليغ في المملكة سعيد أحمد أنه اعترف بمبايعة بعض السعوديين لهم.
5. يعترف الأشخاص المبايعون بالبيعة لرئيس التبليغ إنعام الحسن الموجود في الهند في مركزهم الرئيسي بمدينة دلهي، وفيه قبر مؤسس الجماعة محمد إلياس وابنه وخليفته محمد يوسف وقبور غيرهما من عائلتهما، وهي في زاوية داخل سور مسجد الجماعة، وقد خصّوها بطقوس معينة.
6. مشايخ التبليغيين عند البيعة يحذرون أتباعهم من العقيدة الصحيحة ويسمونهم الوهابية ويذكرون لهم فساد عقيدتهم ()، وأن الخلاف بينهم وبين الوهابية في العقيدة وأشياء يذكرونها لهم منها أن حياة الأنبياء حياة حقيقية دنيوية لا برزخية ومنها جواز التوسل بذوات الأنبياء والصالحين والاستغاثة بهم ... الخ.
7. يمر الشخص الذي تراد بيعته بمراحل من الاختبار من قبل المشايخ التبليغيين يصل إلى العبادة في الطاعة بل إلى ارتكاب ما حرم الله بأمر الشيخ أو تحريم ما أحل الله () وإلى حد الخوف من الهلكة بحلول المصائب والفتنة والضلال والانحراف وعظائم الأمور على المخالف للشيخ والحكم بالعكس لمن أطاع المشايخ طاعة عمياء فهو المهتدي وهو الموفق والمسلّم من الفتنة ... الخ.
8. يغيرون حياة التابع رأسًا على عقب في كل شيء، في العقيدة والمنهج والسلوك والفكر وغير ذلك.
9. وضعوا صفاتًا ستًّا: أوجبوا حفظها على الأتباع استبدلوها بأركان الإيمان وأركان الإسلام وأصوله، من هذه الصفات الستة الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله) ومعناها عندهم: "إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصالح على ذات الله تعالى" () ويفسرونه بتوحيد الربوبية لا نافع ولا ضار إلا الله تعالى ... الخ.
ومنها إكرام المسلم: ويفسرون هذه الصفة بكون من يشهد أن لا إله إلا الله فهو المسلم مهما عمل ولو ارتكب الشرك وأتى بكل ما ينقض الشهادة ومن لا يكون كذلك فهو شديد وقاس بل هو خارجي يكفر المسلمين وهكذا بقية الصفات الست يفسرونها بتفسيرات تهدم الإسلام أو يطبقونها تطبيقا يتنافى مع حقيقة التوحيد وقد وجدنا من أتباعهم في بلادنا من يحفظ هذه المبادئ الستة ويطبقها فلما سألناه عن أركان الإسلام والإيمان وجدناه لا يعرفها.
10. ينفثون في روع من انتسب إلى الجماعة أنه داعية صالح ويقوم بما لم يقم به العلماء ولو كن من أجهل الجهلاء. ويوجدون في قلبه عداوة العلماء ومحبة مشايخ التبليغ ويحذرونه من السماع إلا منهم. على أنه ينبغي أن نعلم أن اصطلاح التبليغيين في إطلاق لفظ شيخ أو مشايخ يختلف عن اصطلاحنا: فالداعية القديم الذي ذهب إلى الهند والباكستان ورحل رحلات مختلفة. وطبق جميع منهج الدعوة التبليغية وأخلص لها ... الخ فهذا هو الشيخ عندهم وإن كان من أجهل الجاهلين والمرجع هم المشايخ الهنود الذين على هذا المنهج.
11. عداوتهم لأهل العقيدة وأئمة الدعوة السلفية، وعداوتهم للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بوجه خالص وأتباعه في حمل الدعوة، فإنهم يرمونهم بالجهل والبلادة وأنهم خوارج ويكفرون المسلمين كما في كتاب الشهاب الثاقب لحسين أحمد - أحد كبار أئمة الجماعة ص42 - فقد قال: (اعلموا أن محمد ابن عبد الوهاب ظهر أمره في أوائل القرن الثالث عشر في نجد، وكانت له عقائد فاسدة ونظريات باطلة، فلذلك قتل وقاتل أهل السنة وأجبرهم أن يطعنوا في عقائده ونظرياته وكان يستحل نهب أموالهم ويظن في قتلهم أجرا وثوابا سيما أهل الحجاز فإنه آذاهم أشد الإيذاء وكان يسب السلف الصالح ويأتي في شأنهم في غاية سوء الأدب، وقد استشهد كثير منهم على يديه، والحاصل أنه ظالم باغ سفاك فاسق ولذلك أبغضته العرب أشد من اليهود والنصارى ... الخ).
وقال أنور شاه الكشميري – أحد أئمتهم أيضًا في فيض الباري (1/ 170) -: (أما محمد بن عبد الوهاب النجدي فإنه كان رجلاً بليدًا قليل العلم فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر ولا ينبغي أن يقتحم في هذا الوادي إلا من يكون متقنًا عارفًا بوجوه الكفر وأسبابه).
(يُتْبَعُ)
(/)