وهذه الشبهة التي ذكرنا قد وقع مثلها أو دونها لأناس في زمن الشيخ محمد رحمه الله ولكن من وقعت له يراها شبهة ويطلب كشفها وأما من ذكرنا فإنهم يجعلونها أصلاً ويحكمون على عامة المشركين بالتعريف ويجهلون من خالفهم فلا يوفقون للصواب لأن لهم في ذلك هوى وهو مخالطة المشركين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، الله أكبر، ما أكثر المنحرفين وهم لا يشعرون) إهـ رسالة حكم تكفير المعين.
وواضح أن الشيخ إسحاق رحمه الله قد اعتبر هذه القول بدعة ولكنه لم يصرح بتكفير من قال به، بل ذكر إنه يلزم معتقد قبيح وهو أن الحجة لم تقم ببعث الرسول صلى الله عليه وسلم أو أنزال القرآن. والله أعلم.
ويقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في كلام صريح حول هذه المسالة: (لو قدر أن أحداً من العلماء توقف عن القول بكفر أحد من هؤلاء الجهال المقلدين للجهمية أو الجهال المقلدين لعباد القبور أمكن أن نعتذر عنه بأنه مخطئ معذور ولا نقول بكفره لعدم عصمته من الخطأ، والإجماع في ذلك قطعي، ولا بدع أن يغلط فقد غلط من هو خير منه ... وقد ذكر شيخ الإسلام في رفع الملام عن الأئمة الأعلام عشرة أسباب في العذر لهم فيما غلطوا فيه وأخطأوا وهم مجتهدون؛ وأما تكفيره أعني المخطئ والغالط فهو من الكذب والإلزام الباطل فإنه لم يكفر أحد من العلماء أحدا إذا توقف في كفر أحد لسبب من الأسباب التي يعذر بها العالم إذا أخطأ ولم يقم عنده دليل على كفر من قام به هذا الوصف الذي يكفر به من قام به؛ بل إذا بين له ثم بعد ذلك عاند وكابر وأصر" "، ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا بالتحريم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا، ولكن الجهل وعدم العلم بما عليه المحققون أوقعك في التهور بالقول بغير حجة ولا دليل بالإلزامات الباطلة والجهالات العاطلة وكانت هذه الطريقة من طرائق أهل البدع فنسج على منوالهم هذا المتنطع بالتمويه والسفسطة وما هكذا يا سعد تورد الإبل) إهـ كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس (صـ16).
وقال الشيخ ابن سحمان رحمه الله عن بعض أخوانه الموحدين الذين يعذرون من وقع في الشرك بالجهالة: (وإن كان الكلام فيمن يدب عنهم، ويجادل بالباطل دونهم خطأ، فالذي بلغنا عن الإخوان من أهل عمان أنهم يبرؤون إلى الله من تكفير هؤلاء الدابين والمجادلين، وعن أنهم لا يكفرون بالعموم كما يزعم ... ويقولون إنما الكلام في الجهمية، وعباد القبور والأباضية، ويقولون لم يصدر على من جادل عنهم إلا الإنكار عليهم، وهجرهم، وترك السلام عليهم، فإذا كان كذلك كان الرد والتشنيع بالباطل على الإخوان من الصد عن سبيل الله، ومن الإتباع للهوى والعصبية. وغاية مرامهم أن تمشي الحال مع من هب ودرج، وأن لا يكون في ذلك من عار ولا حرج، وهذا إن أحسنا الظن بهؤلاء الدابين عمن حرج عن سبيل المؤمنين، وأنه صدر ذلك منهم عن شبهة عرضت لهم أن هؤلاء الجهمية وعباد القبور والأباضية داخلون في كلام الشيخ أعني شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنه لم تبلغهم الدعوة، ولم تقم عليهم الحجة، مع أن هذا إن كان هو الشبهة العارضة لهم فهومن أبطل الباطل) إهـ رسالة كشف الشبهتين (صـ27).
ويقول عنهم أيضاً: (والمقصود أن الإخوان كانوا على طريق مستقيم من هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسيرة أصحابه فكفروا من كفره الله ورسوله، وأجمع على تكفيره أهل العلم، وهجروا من السلام من لم يكفرهم، ووالاهم، وذب عنهم، لأنهم حملوهم على الجهل وعدم المعرفة، وأنه قد قام معهم من الشبهة والتأويل ما أوجبهم الجدال عنهم، لأن هذا عندهم من الدعوة إلى الله، فلذلك ما عاملوهم إلا بالهجر من السلام ابتداءً ورداً) إهـ كشف الشبهتين (صـ20).
وهذه الأقوال صريحة جداً في أن الشيخ ابن سحمان رحمه الله لم يكن يرى أن من أعذر من وقع في الشرك الأكبر بالجهالة أنه ليس بمسلم وقد نقض أصل دينه بهذا القول والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
و جاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:" هل يعذر المسلم بجهله في الأمور الإعتقادية ": (عندنا تفشي ظاهرة عبادة القبور وفي نفس الوقت وجود من يدافع عن هؤلاء ويقول: إنهم مسلمون معذورون بجهلهم فلا مانع من أن يتزوجوا من فتياتنا وأن نصلي خلفهم وأن لهم كافة حقوق المسلم على المسلم ولا يكتفون، بل يسمون من يقول بكفر هؤلاء: إنه صاحب بدعة يعامل معاملة المبتدعين، بل ويدعوا أن سماحتكم تعذرون عباد القبور بجهلهم حيث أقررتم مذكرة لشخص يدعى الغباشي يعذر فيها عباد القبور، لذلك أرجو من سماحتكم إرسال بحث شاف كاف تبين فيه الأمور التي فيها العذر بالجهل من الأمور التي لا عذر فيها، كذلك بيان المراجع التي يمكن الرجوع إليها في ذلك، ولكم منا جزيل الشكر.
فأجابوا: يختلف الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل في المسائل الدينية أو لا يعذر باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحًا وخفاء وتفاوت مدارك الناس قوة وضعفًا.
فمن استغاث بأصحاب القبور دفعًا للضر أو كشفًا للكرب بين له أن ذلك شرك، وأقيمت عليه الحجة؛ أداء لواجب البلاغ، فإن أصر بعد البيان فهو مشرك يعامل في الدنيا معاملة الكافرين واستحق العذاب الأليم في الآخرة إذا مات على ذلك، قال الله تعالى: " رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً "، وقال تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " وقوله تعالى: " وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ". وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفس محمد بيده لا يسمح بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". رواه مسلم إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على وجوب البيان وإقامة الحجة قبل المؤاخذة، ومن عاش في بلاد يسمع فيها الدعوة إلى الإسلام وغيره ثم لا يؤمن ولا يطلب الحق من أهله فهو في حكم من بلغته الدعوة الإسلامية وأصر على الكفر، ويشهد لذلك عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم، كما يشهد له ما قصه الله تعالى من نبأ قوم موسى إذ أضلهم السامري فعبدوا العجل وقد استخلف فيهم أخاه هارون عند ذهابه لمناجاة الله، فلما أنكر عليهم عبادة العجل قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، فاستجابوا لداعي الشرك، وأبوا أن يستجيبوا لداعي التوحيد، فلم يعذرهم الله في استجابتهم لدعوة الشرك والتلبيس عليهم فيها لوجود الدعوة للتوحيد إلى جانبها مع قرب العهد بدعوة موسى إلى التوحيد.
ويشهد لذلك أيضًا ما قصه الله من نبأ نقاش الشيطان لأهل النار وتخليه عنهم وبراءته منهم، قال الله تعالى: " وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم "، فلم يعذروا بتصديقهم وعد الشيطان مع مزيد تلبيسه وتزيينه الشرك وإتباعهم لما سول لهم من الشرك لوقوعه إلى جانب وعد الله الحق بالثواب الجزيل لمن صدق وعده فاستجاب لتشريعه واتبع صراطه السوي.
ومن نظر في البلاد التي انتشر فيها الإسلام وجد من يعيش فيها يتجاذبه فريقان، فريق يدعو إلى البدع على اختلاف أنواعها شركية وغير شركية، ويلبس على الناس ويزين لهم بدعته بما استطاع من أحاديث لا تصح وقصص عجيبة غريبة يوردها بأسلوب شيق جذاب، وفريق يدعو إلى الحق والهدى، ويقيم على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة، ويبين بطلان ما دعا إليه الفريق الآخر وما فيه من زيف، فكان في بلاغ هذا الفريق وبيانه الكفاية في إقامة الحجة وإن قل عددهم، فإن العبرة ببيان الحق بدليله لا بكثرة العدد فمن كان عاقلًا وعاش في مثل هذه البلاد واستطاع أن يعرف الحق من أهله إذا جد في طلبه وسلم من الهوى والعصبية، ولم يغتر بغنى الأغنياء ولا بسيادة الزعماء ولا بوجاهة الوجهاء ولا اختل ميزان تفكيره، وألغى عقله، وكان من الذين قال الله فيهم: " إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً " يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً ".
أما من عاش في بلاد غير إسلامية ولم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن القرآن والإسلام فهذا - على تقدير وجوده - حكمه حكم أهل الفترة يجب على علماء المسلمين أن يبلغوه شريعة الإسلام أصولًا وفروعًا إقامة للحجة وإعذارًا إليه، ويوم القيامة يعامل معاملة من لم يكلف في الدنيا لجنونه أو بلهه أو صغره وعدم تكليفه، وأما ما يخفى من أحكام الشريعة من جهة الدلالة أو لتقابل الأدلة وتجاذبها فلا يقال لمن خالف فيه: آمن وكفر ولكن يقال: أصاب وأخطأ، فيعذر فيه من أخطأ ويؤجر فيه من أصاب الحق باجتهاده أجرين، وهذا النوع مما يتفاوت فيه الناس باختلاف مداركهم ومعرفتهم باللغة العربية وترجمتها وسعة اطلاعهم على نصوص الشريعة كتابًا وسنة ومعرفة صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها ونحو ذلك.
وبذا يُعلم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم، فهؤلاء لا شبهة في كفرهم ولا في كفر من لم يكفرهم، والله ولي التوفيق، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذنا وإياهم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (2/ 99).
وهذا الجواب من اللجنة الدائمة يتفق مع ما سبق نقله من أقوال أئمة الدعوة النجدية فيمن يعذرون بعض من يقع في الشرك الأكبر بالجهالة والله أعلم.(/)
الليبراليون الجدد .. عمالة تحت الطلب
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 10:08]ـ
ترجمة: إبراهيم عرفة أحمد.
كتب جون بي آلترمان ( Jon B. Alterman) مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي ( Center for Strategic and International Studies) مقالاً تحت هذا العنوان تحدث فيه عن تنامي الدعم الغربي لليبراليين العرب محذراً من أن تعاظم هذا الدعم سيضر الليبراليين العرب ولن يفيدهم، ومحذراً الغربيين من الرهان عليهم. ويعد هذا المقال اختصاراً لمقال آخر كان قد كتبة
أصبحت الحاجة ماسة إلى الليبراليين العرب أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يرى فيهم بعض الغربيين الأمل والقوى القادرة على مواجهة خطر «القاعدة» لذلك يدعوهم كبار مسؤولي الحكومات في واشنطن ولندن وباريس وغيرها من العواصم الغربية إلى موائد الأكل وشرب الخمر.
لقد ازداد الدعم الغربي لليبراليين العرب، لكن يبدو أن تنامي هذا الدعم قد يحدث تأثيراً معاكساً؛ فبدلاً من أن يؤدي إلى تقويتهم فإنه سيؤدي إلى تهميشهم ووصمهم بالعمالة، بل جعل الكثيرين يتشككون في الإصلاح السياسي الذي يسعى الغرب إلى تحقيقه في المنطقة.
يعتبر اتخاذ السياسة الغربية لليبراليين العرب قاعدة انطلاق لتنفيذ سياساتها في المنطقة أمراً منطقياً؛ بالنظر إلى التجانس الموجود بين الطرفين؛ فالليبراليون العرب على مستوى تعليمي جيد، ويتحدثون الإنجليزية بطلاقة، وفي بعض الأحيان يتحدثون الفرنسية أيضاً. فالساسة الغربيون يجدون الراحة في التعامل معهم وهم كذاك يحبون التعامل مع الغرب.
لكن إذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا، فيجب أن نعترف أن الليبراليين العرب القدامى قد كبر سنهم وازدادت عزلتهم وتضاءل عددهم، ولم يعد لهم إلا تأثير محدود في مجتمعاتهم والقليل من الشرعية؛ فهم بالنسبة لمواطني بلدانهم وبخاصة الشباب منهم لا يمثلون أمل المستقبل، بل يمثلون الأفكار الغابرة التي لم تنجح في الماضي، ولم يعد لديهم القدرة على استمالة قلوب وعقول أبناء بلدانهم.
إن اهتمام الغرب المتزايد بالليبراليين العرب يُنذر بتأزم موقفهم، ويجعلهم يوصَمون بالعمالة، ليس العمالة الهادفة إلى تحقيق الحرية والتقدم، ولكن العمالة للغرب ومساعدته في مساعيه لإضعاف وإخضاع العالم العربي. بل الأسوأ من ذلك جعلهم يتحولون إلى الغرب؛ حيث يجدون حفاوة الاستقبال تاركين بذلك مجتمعاتهم؛ لأنهم لا يجدون فيها تلك الحفاوة التي يجدونها في الغرب.
إن الناظر إلى حال الليبراليين العرب يجد أن السواد الأعظم منهم ينتظر أن تأتي الولايات المتحدة لتسلمهم مفاتيح البلاد التي يعيشون فيها؛ في الوقت الذي تقوم فيه الجماعات المحافظة بعمل برامج نشطة إبداعية مبهرة يقدمون من خلالها مجموعة من الخدمات التي تمس الحياة اليومية للمواطنين. مع هذا؛ فإن كثيراً من الليبراليين يعتقدون حتى الآن أن دورهم ينتهي بمجرد كتابة مقالة.
وإن من غير المحتمل أن يؤدي هذا الدعم المتنامي إلى انغماس هؤلاء الأشخاص في مجتمعاتهم، بل على العكس؛ فإن ذلك الدعم سيشكل حافزاً لهم لتعلم كيفية الحصول على المساعدات من الهيئات الغربية التي تقدم المعونة. وقد ذكر لي أحد أصدقائي بالإدارة الأمريكية أن نموذج المتلقين للمعونة التي تقدمها الإدارة الأمريكية هو ابن لأحد السفراء من أم ألمانية وتصادف أنه يدير منظمة أهلية. إن تقديم المساعدات إلى تلك المنظمات لا يجعلها تبدو نبتاً للوطن بل على العكس يقلل من ذلك التصور.
إن السياسة الحكيمة تقتضي تنفيذ النقاط الثلاث الأساسية التالية بدلاً من الرهان على الليبراليين العرب:
أولاً: أن نستثمر الحرية؛ وذلك بأن ندعم الحرية للجميع ليس فقط لمن يدعمون أفكارنا، بل ولمن يعارضونها. وقد يرى بعضنا أن الضغط على الحكومات العربية لإتاحة المجال أمام حرية التعبير وحرية إنشاء الجمعيات الأهلية والانضمام لها يشكل خطراً كبيراً، خاصة في ظل الحرب العالمية على الإرهاب. لكن ذلك أمر غاية في الأهمية؛ لأن تلك الحرية ستوجد سوقاً حرة تُعرض فيها كل الأفكار، وهو الأمر الذي سيمكِّن الليبراليين من كسب الدعم الشعبي بدلاً من أن يُنظَر إليهم على أنهم قد اختيروا من الغرب ليكونوا بديلاً عن القوميين والمحافظين والراديكاليين. نحن دائماً ندعي أننا نرغب في أن تقوم دولة عظمى بإدارة الشرق الأوسط كي تتيح المجال للمنافسة. إذاً لماذا لا نرحب بتلك المنافسة بين الأفكار المبنية على مبدأ تكافؤ الفرص للجميع؟
ثانياً: يجب أن نقلل من الشروط والصفات المطلوبة في المنظمات التي نقدم لها الدعم. فعدم تقديم الدعم لمنظمات تقوم بأعمال إرهابية يعد أمراً طبيعياً. لكن سياسة منع الدعم عن المنظمات التي لا تقدم الدعم لسياستنا تعتبر هزيمة لأنفسنا، وستؤدي بنا إلى العزلة، كما ستضعف من مصداقية كل من نرغب في العمل معه.
ثالثاً وأخيراً: يجب استحداث أنشطة جديدة لا تحمل ختم الإدارة الأمريكية؛ هذه الأنشطة الجديدة يمكن أن تنفذ بمشاركة من الحلفاء الأوروبيين الذين يشعر الكثير منهم بالقلق من تأزم الوضع السياسي والاجتماعي في العالم العربي. بعض الأنشطة الأخرى يمكن أن تقوم بها المنظمات الأهلية والجامعات ومؤسسات أخرى. الهدف من ذلك ليس إخفاء الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في هذه الأنشطة، بل الهدف هو جذب قطاع كبير من المجتمعات الشرق أوسطية إلى قطاع كبير من المجتمعات الغربية.
كما يجب أن لا نتخلى عن الليبراليين العرب؛ فكثير منهم يقاتل بشجاعة في سبيل تحقيق أفكار ندعمها، والتخلي عنهم سيبعث برسائل خاطئة. لكن في الوقت نفسه يجب أن لا نعلق أملنا على نجاحهم؛ فالأفضل لنا أن نحقق نجاحات جزئية مع قطاع كبير من العامة بدلاُ من أن نحقق نجاحاً كبيراً مع مجموعة من النخبة المنعزلة والتي لا تتمتع بأي تفويض شعبي.
إننا نريد أن نروِّج للفكر التحرري بين جماهير العالم العربي الموجودة في القاهرة وبغداد وبيروت، وليس في واشنطن ولندن وباريس؛ لذلك يجب أن يأتي الدعم المقدم إليهم من حكومات تلك الدول وليس من الحكومات الغربية. وإذا نسينا ذلك فعندئذ لن نكون قد أسأنا لأنفسنا فقط، بل سنكون قد أسأنا في حقهم أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 03:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:20]ـ
جزاك الله خيراً و انظر توقيعي(/)
من موقع لجينيات: دروس وعبر من احتلال الانجليز لمصر
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:02]ـ
http://www.lojainiat.com/?action=showMaqal&id=5503
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد
فإن احتلال الانجليز لمصر له قصة طويلة، والذي يعنينا من القصة هي الدروس والعبر، ولكن قبل ذكر الدروس والعبر فلابد ذكر سيء من ذلك حتى تتضح الدروس والعبر لدى من لايعرف مافعله الانجليز بمصر.
فلما تمكن الإنجليز من البلاد المصرية عاثوا فيها فساداً في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستعينين في ذلك كله بالمتعاونين معهم من أفراد الطابور (الخامس)؛ وعلى رأسهم العصرانيون بقيادة شيخهم محمد عبده الذي كان له ولتلاميذه من بعده الدور الأول في تغريب البلاد وترويضها لقبول مطالب الاحتلال.
وقد استمر الخديو توفيق في الحكم، ثم جاء بعده ابنه عباس حلمي (1892 – 1914) ثم حسين كامل ابن إسماعيل (1914م – 1917م) ثم فؤاد بن إسماعيل (1917م – 1936م)، ثم الملك فاروق ابن فؤاد (1936 - 1952م). وجميع هؤلاء الحكام لم يكن لهم عقد ولا حل، إنما كانوا واجهة شكلية أمام الناس، وأما السلطة الحقيقية فكانت بيد الإنجليز.
وقام جمال عبد الناصر ومن معه بثورتهم العسكرية على الحكم الملكي عام (1952م) معلنين قيام الجمهورية العلمانية بتواطؤ وتمكين من الغرب، (لاسيما أمريكا التي رعت ثورتهم منذ البداية) (انظر: " ثورة يوليو الأمريكية " لمحمد جلال كشك - رحمه الله -).
ورحل الإنجليز عن مصر عام (1956م) بعد أن سلموا السلطة لمن يحققون أهدافهم في مسخ البلاد وتغريبها، والقضاء على مظاهر الإسلام فيها؛ وعلى رأس ذلك إلغاء الحكم بالشريعة. وبعد أن تحقق أهم هدف لهم؛ وهو التكين ليهود من إقامة دولة لهم في أرض فلسطين.
الدروس والعبر:
العبرة الأولى: أن أعداء الأمة الإسلامية من اليهود والنصارى وغيرهم لم ولن يفتروا عن محاربتها والكيد لها، ومحاولة تفريق شملها، وبث التنازع داخل صفوفها، وإيجاد الثغرات التي يتمكنون من الولوج من خلالها، واحتلال أراضيها، ونهب ثرواتها. قال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم).
العبرة الثانية: أن لا تأمن الدولة المسلمة كيد عدوها لها، ومكره بها، بل تقدر أسوأ الاحتمالات نتيجة لهذا الكيد والمكر، ولو كان احتلال أرضها، ولتكن كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) وكما قال: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). فتُعد القوة اللازمة الرادعة للعدو من أسلحة متنوعة متعددة المصادر لردعه إذا ما فكر في الأمر السابق.
العبرة الثالثة: أن تحذر الدولة المسلمة من جواسيس أعدائها الذين يقدمون إليها على هيئات مختلفة –إما خبراء أو سياح أو باحثين .. - وهم إنما يرصدون أحوالها تمهيداً لما ينوون التخطيط له تجاهها؛ إما غزواً ثقافياً أو عسكرياً.
العبرة الرابعة: أن الأفكار العنصرية الجاهلية التي يقع فيها بعض المسلمين؛ من تعصب لجنس أو أرض، تؤدي إلى تفريق الدولة المسلمة وإضعافها؛ مما يسهل المهمة أمام العدو المتربص بها.
فلو لم تكن هناك فجوة عنصرية جاهلية بين الترك والعرب –مثلاً- لما استطاع الغرب تفتيت العالم الإسلامي، مستغلاً هذا الأمر في إذكاء نار الفرقة بين الطائفتين. فلتأخذ الدولة المسلمة على يد كل من يثير مثل هذه النعرات الجاهلية بين أبنائها؛ ولو كان على سبيل المزاح.
العبرة الخامسة: أن مخالفة أوامر الله بالركون إلى أعدائه من اليهود والنصارى والمنافقين وأهل البدع، وتوليتهم المناصب، وتقريبهم؛ يؤدي حتماً بالبلد المسلم إلى الهاوية، وتسليمه للعدو –سياسياً أو فكرياً- بأبخس الأثمان – كما حدث في مصر بجهود اليهود والنصارى الأرمن والمنافقين وغيرهم -. والله يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً .. ) وكم في التاريخ من نماذج وأمثلة للخيانات التي قام بها الكفار والمنافقون لأمة الإسلام. فلتحرص الدولة المسلمة على عدم تقريب هؤلاء من السلطات المؤثرة، واتخاذهم بطانة؛ فإنهم سرعان ما ينقلبون عليها ساعة العسرة. ولا يبقى لها إلا أهل الإيمان، وأصحاب العقيدة السليمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
العبرة السادسة: أن تبتعد الدولة المسلمة عن الإسراف وتبذير الأموال فيما لا ينفع العباد والبلاد؛ مما يؤدي بها إلى الاستدانة من أعدائها بفوائد ربوية تتراكم عليها، تكون نهايتها وقوع البلد في قبضتهم رويداً رويداً، ثم يبدأ الابتزاز والضغط عليها لتنصاع لأهوائهم في شتى المجالات.
فخير للبلد المسلم أن يبتعد عن الترف والإسراف والتعامل بالربا الذي عاقبته المحق والهلاك وتسلط الأعداء. قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تُسرفوا إنه لا يُحب المسرفين) وقال: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
العبرة السابعة: إذا اضُطرت الدولة المسلمة إلى المال فليكن ذلك عن طريق التعاون مع أبنائها أو الدول المسلمة الأخرى عبر صناديق تعاونية مشتركة تحميها من الربا والاستدانة من أعدائها.
العبرة الثامنة: أن تنظر الدولة المسلمة في عاقبة أي مشروع ضخم يُقْترح عليها أو تقوم به، ومدى مصلحته للبلاد، وتوازن بين مصالحه ومفاسده، وتستشير الخبراء من أهل الأمانة.
العبرة التاسعة: أن تحد الدولة المسلمة من هجرة الأجانب (غير المسلمين) إليها؛ ممن يُكونون أرضية ممهدة لتدخل الأعداء، وفرض الامتيازات لهم .. الخ. ولتتخذ الاحتياطات اللازمة حال الحاجة لبعضهم لتجنب شرورهم؛ كالتفريق بينهم ومراقبتهم.
العبرة العاشرة: أن تحذر الدولة المسلمة من الشخصيات المشبوهة التي تحل أرضها –سواءً ممن يدعون الإسلام أم من غيرهم- ويكون لها نشاط مريب في بث الأفكار المنحرفة بين شباب البلاد؛ مما يكون عاقبته شراً؛ فإن معظم النار من مستصغر الشرر.
وتأمل ماذا فعل الأفغاني المشبوه وهو فرد واحد بأهل مصر حتى أرداهم في الهاوية بأفكاره السامة.
ولا تحتقر كيد الضعيف فربما ... تموت الأفاعي من سموم العقارب
فقد هدّ قُدمًا عرش بلقيس هدهدٌ ... وخرّب فأرٌ قبل ذا سدَ مأرب
العبرة الحادية عشرة: أن تعلم الدولة المسلمة أن ما يسمى بـ"الحرية الإعلامية" –سواء في الصحافة أم في غيرها- التي تجعل مسائل الشرع كلأ مباحاً لكل أحد، وتسمح بالجرأة على العلماء ورجال الدولة هي فكرة مخادعة ضارة بالبلاد؛ لأنها تؤدي إلى بث الاختلافات المتنوعة بين الناس وتغذية النزاعات والخصومات، وشحن النفوس، وتهييجها وتحزيبها، وتمهد بتمزق البلاد فكرياً قبل تمزقه سياسياً.
فلتحد الدولة المسلمة من هذه الحرية المزعومة التي يروج لها الأعداء بخُبث؛ لأنهم يعلمون ما يجنونه منها، ولتوجه وسائل إعلامها إلى ما ينفع الناس ويجمعهم على الحق الظاهر.
وخير ما تفعله الدولة في وسائل إعلامها: تقليل برامج ومقالات الرأي التي تؤدي إلى ما سبق بيانه، والاستغناء عنها بالمقالات العلمية النافعة (سواء في الطب أو الحاسب أو الهندسة أو الفيزياء ... الخ). وبعث ذوي العقول والنوابغ الموجودين لديها بدلا من عبث أهل الرأي وخوضهم بالباطل.
العبرة الثانية عشرة: أن تتيقن الدولة المسلمة أن أعداء الإسلام (يهودًا ونصارى ومنافقين وغيرهم) سيقفون صفاً واحداً أمامها وقت الفتن والأزمات –مهما اختلفوا فيما بينهم- كما قال تعالى: (تحسبهم جميعاً). وقد رأينا كيف غضت فرنسا الطرف عن احتلال الإنجليز لمصر رغم عداوتهما الظاهرة –ولكن الكفر ملة واحدة-. وكما فعل " ديلسبس " الفرنسي عندما غدر بعرابي في حادثة سد القناة.
العبرة الثالثة عشرة: أن أعداء الإسلام يفتعلون الأحداث، ويستغلون الذرائع –مهما كانت صغيرة- ليتدخلوا في شؤون الدولة المسلمة، ولو أدى ذلك إلى احتلالها، ومن هذه الذرائع: حماية الرعايا الأجانب، أوضمان حقوق الأقليات!، أوضمان حقوق المرأة!، وهكذا ..
العبرة الرابعة عشرة: أن الأعداء يحرصون جداً تجاه الدولة المسلمة التي يريدون الضغط عليها أو التحرش بها أن ينشروا بين أبنائها –بواسطة عملائهم- فكرين خبيثين هما: فكر التهييج والثورة، وفكر العصرنة والتميع.
فبالفكر الأول تُتاح لهم فرصة التدخل في شؤون الدولة المسلمة.
وبالفكر الثاني: يضمنوا مسخ عقول أبناء المسلمين وترويضهم نفسياً لقبول التغريب.
فعلى سبيل المثال: من يشكك في مبدأ الولاء والبراء، كيف يرجى منه أن لا يتعاون مع الكافر أو يتخذه أخاً يحقق له مصالحه ولو على حساب دينه وبلده، وهو قد أزال الحاجز الإيماني الذي يصونه عن ذلك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فلتحرص الدولة المسلمة على اجتثاث هذين الفكرين الخبيثين قبل أن يتغلغلا في عقول بعض أبنائها ممن يكونون سلاحاً بيد عدوها ضدها.
ويكون ذلك بالحزم مع من يحمل أياً منهما، وعدم تصديرهم في وسائل الإعلام والتأثير، فإن التهاون في مثل هذه الأمر – تحت أي مسوغ - قد يُكلف الكثير لاحقاً.
أرى خلل الرماد وميض نار ... ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يُطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكى ... وإن الحرب أولها كلام
العبرة الخامسة عشرة: أن الأعداء يفرحون كثيراً بتلقي أبناء المسلمين العلوم عندهم، لاسيما أبناء الذوات ممن هم مهيؤون لتولي المناصب المهمة إذا ما عادوا إلى بلادهم؛ لأنها تعلم أنهم سيتأثرون –عرضاً أو قصداً- بثقافتها، وسيكونون خير ناقل لها إلى بلاد المسلمين؛ كما رأينا ذلك واضحاً في حياة سعيد باشا والخديو إسماعيل اللذين تربيا في بلاد الغرب، ثم أرادا محاكاتها لما توليا الحكم. فلتحرص الدولة المسلمة على أن يكون تلقي أبنائها للعلوم داخل أرضها؛ دون حاجة إلى البعثات الدراسية الخارجية إلا في حالة اضطرارية محدودة؛كما في التخصصات الدنيوية النادرة مثلاً، مع تحصين المبتعث ضد الأفكار الغربية الضارة.
العبرة السادسة عشرة: أن الأعداء لن يعدموا أن يجدوا من المسلمين أفراداً مغفلين أو طامحين يخدمونهم من حيث لا يشعرون، ممن يصدق فيهم قول الشاعر:
إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ ... نصيب ولاحظٌ تمنى زوالها
ولو كان ذلك على حساب دينهم وبلدهم -كما فعل عرابي في مصر- وسيلجأ الأعداء للاتصال بهم، والاهتمام بقضيتهم، وتشجيعهم على المضي في معارضة الدولة المسلمة تحت مسمى "الإصلاح! ". وهدفهم من هذا كله ليس حباً في هؤلاء الإصلاحيين –زعموا- إنما ضربهم بالدولة المسلمة، لتفريق أهلها، وزرع الفتن والشقاق بين الراعي والرعية؛ حتى يلجأ كلٌ منهم –خاضعاً مطيعاً- إلى العدو لحمايته من الآخر!! وقد تقع البلاد بعدها –لا قدر الله- في احتلال أجنبي بغيض بعد أن استغل هذا النزاع والتفرق –كما حدث في مصر- حيث لجأ الخديو توفيق للإنجليز في الوقت الذي كانوا فيه يُهيجون عرابي ومن معه عليه!
فلتأخذ الدولة المسلمة على أيدي هؤلاء المعارضين الطامحين أو المغفلين من مدعي الإصلاح قبل أن يتعاظم شرهم فيوقعوا بلاد الإسلام فيما لا تُحمد عقباه؛ كما قال تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار). وقال: (وكان في المدينة تسعة رهط يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون).
وجرمٌ جره سفهاء قوم ... فحل بغير صاحبه العقاب
العبرة السابعة عشرة: أن تبادر الدولة المسلمة بالإصلاح الحقيقي النافع القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قبل أن تجد غيرها قد سبقها إلى طرح إصلاح مزعوم لا يرضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. بل يرضي أعداء الإسلام الذين ينفخون فيه وفي أهله لمآربهم - كما سبق -.
والإصلاح الحقيقي هو الذي يكون غايته وهدفه الأول تعبيد الناس لرب العالمين وتحقيق التوحيد؛ عن طريق كل ما يساهم في ذلك من وسائل؛ كالاهتمام بأمر العقيدة والدعوة إليها، وإزالة ما يُخالفها.
وهو الإصلاح الذي ينشر الفضيلة بين المسلمين، ويدعم أسبابها ومنافذها. ويُحارب الرذيلة ويُضيق على أهلها.
وهو الإصلاح الذي ينشر العدل بين الناس، ويباعد بين الدولة المسلمة وبين ظلم الرعية، فيؤمن احتياجات المسلمين، ويوفر لهم أسباب العيش الكريم دون أن يحوجهم إلى الآخرين. عن طريق إقامة المشاريع النافعة التي تتبناها الدولة؛ كإقامة المجمعات السكنية لذوي الدخل المحدود، وتشغيل العاطلين، وإعطاء العاملين والموظفين الرواتب المجزية التي تتناسب مع حال المعيشة ... الخ
وهو الإصلاح الذي يحقق للمرأة المسلمة بيئة العلم النافع، والعمل الكريم – إذا احتاجت إليه - بعيدًا عن كل ما يخالف شرع الله.
وهو الإصلاح الذي ينهض بالبلاد – دنيويًا - في مجالات التقنية والصناعة والزراعة .. وغيرها؛ عن طريق تشجيع العقول والنوابغ، وتسهيل أمورهم، وإعطائهم الثقة، ووضعهم في المكان المناسب، وتنفيذ مخترعاتهم وأفكارهم .. الخ.
العبرة الثامنة عشرة (الأخيرة): أن تعلم الدولة المسلمة أن خير منجى لها من مكر الأعداء وفتنهم هو الاعتصام بالكتاب والسنة، والثبات على دين الله، وعدم المساومة أو التنازل عنه ولو بالقليل. قال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا). وقال محذرًا من مداهنة الأعداء: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين).(/)
انسحاب مشايخ السلفية من فضائية "الناس" .. حسان ويعقوب والحويني يتوقفون عن تقديم برامجه
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:10]ـ
كتب فتحي مجدي وطارق قاسم (المصريون):: بتاريخ 5 - 5 - 2008
انسحب ثلاثة من أبرز الدعاة السلفيين في مصر من فضائية "الناس" ذائعة الصيت، وأوقفوا التعامل معها، احتجاجا على رفض إدارة القناة الاستجابة لمطالبهم فيما يتعلق بحظر ظهور شخصيات على شاشتها، يتحفظون على منهجهم الدعوي، أبرزهم الداعية الشهير عمرو خالد، والدكتور أحمد عبده عوض.
المشايخ الثلاثة، هم: محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحاق الحويني كانوا من أعمدة الفضائية، المملوكة لرجل الأعمال السعودي منصور بن كدسة، منذ بداية بثها الرسمي في مطلع العام 2006، وكانوا سببا في انتشارها في أوساط المشاهدين المصريين على وجه الخصوص.
وجاء انسحابهم منذ ثلاثة أسابيع اعتراضا على استضافة مدير القناة عاطف عبد الرشيد في برنامجه للداعية عمرو خالد للحديث عن حملة مكافحة الإدمان التي يقودها تحت شعار: "أوقف المخدرات .. غير حياتك"، والتي تدعو لمحاربة الإدمان بالعالم العربي.
كما كان من أسباب انسحابهم وامتناعهم عن مواصلة تقديم برامجهم بالفضائية الدينية، هو عودة الشيخ أحمد عبده عوض للظهور على شاشتها لتقديم البرنامج اليومي "صباح الإيمان" بعد فترة انقطاع قصيرة، حيث أنهم يعتبرونه صاحب ميول صوفية مرفوضة من جانبهم.
وكان الثلاثي السلفي قد طالب مؤخرا بتشكيل لجنة شرعية ذات مرجعية سلفية لمراجعة برامج القناة على أن يكون لها القرار في الموافقة على إنتاجها وعرضها أو رفضها، لكن طلبهم قوبل بالرفض.
وعلمت "المصريون" إن إدارة قناة "الناس" رفضت الرضوخ لشروط التيار السلفي التقليدي داخل القناة، رغم التكتل الذي شكله المشايخ الثلاثة في محاولة لإجبارها على الامتثال لضغوطهم، وشددت على أن سياستها المعتمدة "ترحب بكل الكفاءات بغض النظر عن انتماءاتها".
كما رفضت الاستجابة لشروط هذا التيار بمنع الشيخ أحمد عبده عوض من تقديم برامجه، نظرا لشعبيته الكبيرة والاتصالات الكثيرة التي تلقتها إدارة القناة من مشاهدين يستفسرون عن سر انقطاعه عن تقديم برنامجه.
وجاء قرارهم بالانسحاب بشكل جماعي في محاولة لإحراج القناة ودفع المشاهدين لممارسة ضغوط عليها من أجل إعادتهم، في ضوء تمتعهم بشعبيتهم كبيرة بين المشاهدين، لكن مساعيهم في استقطاب الداعية السلفي محمود المصري إلى صفهم باءت بالفشل بعد رفضه الانضمام إليهم في مطالبهم والانسحاب معهم.
وتقوم القناة منذ انسحاب المشايخ الثلاثة بإذاعة حلقات مسجلة لهم، لحين البحث عن بدائل لملء الفراغ الذي سينشأ جراء انسحابهم، وقامت في هذا الإطار بالاتفاق مع الداعية الإسلامي والمحامي حازم صلاح أبو إسماعيل على تكثيف ظهوره على شاشتها، كما أن هناك أنباء عن فكرة برنامج سيقدمه الداعية عمرو خالد على شاشتها خلال الفترة القادمة.
يذكر أن المشايخ الثلاثة كانوا وراء قيام القناة في بداياتها الأولى باستبعاد الفتيات من العمل كمذيعات واستبدالهن بشباب، وكان لهم الفضل في معرفة الجماهير بالقناة وتدفق الإعلانات عليها وجعلها القناة الأولى في نسبة المشاهدة إسلاميا، وأسهمت القناة في المقابل في تزايد شعبيتهم بين المصريين، وخاصة البسطاء الذين ارتبطوا ببرامجهم وباتوا بالنسبة لهم الدعاة المفضلين.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=48230
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:11]ـ
جزاهم الله خيرا على فعلهم هذا .........
وتعاونوا على البر و التقوى، ولا تعاونوا على الإثم و العدوان .....
و الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:39]ـ
يا اخواني لا تتشدوا فيشدد الله عليكم الداعية عمرو خالد وان كانت له اخطاء لكنه قد سد لبنة من لبنات هذا الدين فجزاه الله خيرا وانا صراحة احب متابعه برامجه الشيقه
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:50]ـ
و الله، الله يهديك ....
أنا يأتيني ناس عوام، لاعلاقة لهم بالعلم الشرعي بتاتا، يبغضون عمرو خالد، ويمقتونه .....
فأردت التأكد: هل هذا البغض، وهذا المقت لعمر خالد ناتج عن قناعة وصدق، سألتهم عن مصدر هذا البغض و هذا المقت، فأجابوني أن طريقته في الكلام، و الدعوى ليست طريقة أهل العلم و سمته ليس سمت أهل العلم و و و و
فاتقي الله يا أخي في الله
ـ[ابن خالد]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:03]ـ
الداعية عمرو خالد
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:15]ـ
يا اخواني لا تتشدوا فيشدد الله عليكم الداعية عمرو خالد وان كانت له اخطاء لكنه قد سد لبنة من لبنات هذا الدين فجزاه الله خيرا وانا صراحة احب متابعه برامجه الشيقه
هل في الألوكة شرائح مثل هذا الرجل يوالون أهل البدع
أسأل الله أن يهديك، ويصلح بالك
قل
آآآآآآآمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:20]ـ
= الخبر قديم.
= كتب الشيخ إحسان العتيبي: وسألته عن قناة الناس: فأطال النفس في الجواب، وجاء بفوائد، وفرائد، وأخبر أن السبب الرئيس لمتناع ظهوره هو ظهور ابن بلده " أحمد عبده عوض " القبوري! وكذا عمرو خالد.
وأنه قرر الخروج منها لعدم تحمله ذلك من القناة التي غدر المسئولون عنها به وبالمشايخ
ثم تبعه محمد حسان
وأما الشيخ محمد حسين يعقوب فقد رأى أن بقاءه أفضل، وقال الشيخ إنه يحترم رأيه واجتهاده، وأما هو فلا يحتمل.
وكذا قال الشيخ للصف الثاني من الدعاة أن لا يخرجوا منها، ويبقوا لأداء الرسالة في القناة التي اشتهرت بهم. ا. هـ
= أقصي الصوفي وغيره عن القناة، ورجع الشيخ الحويني إليها. والحمد لله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 03:49]ـ
هل في الألوكة شرائح مثل هذا الرجل يوالون أهل البدع
أسأل الله أن يهديك، ويصلح بالك
قل
آآآآآآآمين
اخي الفاضل كلام الأخ ليس فيه مافهمت منه بارك الله فيك ...
على فرض أن الأستاذ عمرو من أهل البدع ... نسأل الله أن يهديه ...
ـ[المستبصر]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 04:42]ـ
الداعية عمرو خالد له جهود في الدعوة في مصر وفي غيرها خاصة في وسط الشباب ويقال أن له أخطاء والمشايخ أدرى به وبحاله وهم أنصح ان شاء الله للأمة منه ولكن لعل السبب الرئيسي في انقطاعهم هو وجود المدعو احمد عوض الصوفي
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 02:21]ـ
معضلة: من لا يتابع عمرو خالد ولم يقف على ما أُخذ عليه، ولم يعرف كلام أهل العلم فيه ... ثم يفتينا في شأنه!
ـ[حبيب المؤمن]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 12:54]ـ
عمرو خالد داعية، نعم داعية ناجح، نجح في اقتحام أماكن كثيرة عجز عن دخولها أكثر الدعاة، لكن جرأته الشهرة على الخوض في دين الله تعالى بغير علم، فصار بحق مفتي الفنانات، وبسببه عادت ممثلات إلى التمثيل، وكن قبل عمرو خالد قد اعتزلن التمثيل.
عمرو خالد دافع عنه الشيخ محمد حسان، وشن الناس في بعض مواقع النت حملة عليه، وعابوه به، لكني سأهديكم هدية ...
محمد حسان يقول عن عمرو خالد: فاشل، وأفشل أهل الأرض.
وسأرفق الملف قالصوتي بذلك في مشاركة مستقلة.
كنت أحب عمرو خالد، لكني أكره أدبه مع النبي والصحابة، وأكره خوضه فيما لا يحسنه
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:29]ـ
إن صح ّ الخبر فنعم ما فعلوا .. وإن الله سيجعل لهم أبواب خير كثيرة
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 01:50]ـ
= هناك مبشرات كبيرة كثيرة .. قريبا بإذن الله ..
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 03:36]ـ
إن صح الخبر فهي تحسب لهم بلا شك، خصوصا في عصر (الفلاشات الفاتنة)!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 03:59]ـ
من يحط علما بمبدأ ظهور قناة الناس أول ما ظهرت: يعلم جيدا أنها قناة لا تفي بالعهود؛ رعاية لمصالحها وأغراضها وحسب!!
ولومي للمشايخ الثلاثة أشد من لومي لتلك القناة التجارية!! وتكفي الإشارة هنا! ولدينا مزيد ...
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 12:46]ـ
الداعية عمرو خالد له جهود في الدعوة في مصر وفي غيرها خاصة في وسط الشباب ويقال أن له أخطاء والمشايخ أدرى به وبحاله وهم أنصح ان شاء الله للأمة منه ولكن لعل السبب الرئيسي في انقطاعهم هو وجود المدعو احمد عوض الصوفي
أيها المستبصر هل أنت مستبصر حقا .....
قرأت يوما في كتاب {منهاج السنة النبوية في الرد على السيعة و القدرية} قال ابن تيمية عن الشيعة {اهتدى على يديهم خلق كثير فنقلوا الخلق من الكفر الصراح إلى الكفر الباطني} وقال في موضوع آخر من كتابه {أدخلو الناس في الضلال وموهو عليهم دينهم} أو كما قال الشيخ.
الشاهد أن هذا الشاب الذي تاب من معصية وتركها انتقل إلى أشر منها وهي {البدعة}.
معظم الشاب الذين أعرفهم وممن تأثر بعمر خالد لا تجد في نفسه حبا للسنة ولا حبا لاهل السنة، بل يبغيضونهم ويقولون عن أهل السنة {أنهم متشديدون في الدين فشدد الله عليهم}.
هذا حال كل من يتبع كل ناعق يقع في اعراض المؤمنين و الأفاضل من الخلق .....
أقولها: عمر خالد ليس اختصاصه شريعة، فهو رجل تائه، يتخبط في العلم ....
عمر خالد ماشي في الدعوة بلا بصيرة، يهيج الشباب ضد أهل السنة، فهو في تهريج و أمر مريج ....
لذا لا تجد في الشاب الذين تأثروا به حبا لاهل السنة، ولا تحكيم الشريعة ....
يجب على الناس هجره مطلقا ....
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:43]ـ
أيها المستبصر هل أنت مستبصر حقا .....
قرأت يوما في كتاب {منهاج السنة النبوية في الرد على السيعة و القدرية} قال ابن تيمية عن الشيعة {اهتدى على يديهم خلق كثير فنقلوا الخلق من الكفر الصراح إلى الكفر الباطني} وقال في موضوع آخر من كتابه {أدخلو الناس في الضلال وموهو عليهم دينهم} أو كما قال الشيخ.
الشاهد أن هذا الشاب الذي تاب من معصية وتركها انتقل إلى أشر منها وهي {البدعة}.
معظم الشاب الذين أعرفهم وممن تأثر بعمر خالد لا تجد في نفسه حبا للسنة ولا حبا لاهل السنة، بل يبغيضونهم ويقولون عن أهل السنة {أنهم متشديدون في الدين فشدد الله عليهم}.
هذا حال كل من يتبع كل ناعق يقع في اعراض المؤمنين و الأفاضل من الخلق .....
أقولها: عمر خالد ليس اختصاصه شريعة، فهو رجل تائه، يتخبط في العلم ....
عمر خالد ماشي في الدعوة بلا بصيرة، يهيج الشباب ضد أهل السنة، فهو في تهريج و أمر مريج ....
لذا لا تجد في الشاب الذين تأثروا به حبا لاهل السنة، ولا تحكيم الشريعة ....
يجب على الناس هجره مطلقا ....
لا فُضَّ فوك يا أبا حزم!! وهذا هو اعتقادنا في ذلك الخاسر بل أشد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 09:47]ـ
مقال جيد في عمرو خالد
http://www.almaqreze.net/munawaat/artcl238.html
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 05:06]ـ
عمرو خالد داعية، نعم داعية ناجح، نجح في اقتحام أماكن كثيرة عجز عن دخولها أكثر الدعاة، لكن جرأته الشهرة على الخوض في دين الله تعالى بغير علم، فصار بحق مفتي الفنانات، وبسببه عادت ممثلات إلى التمثيل، وكن قبل عمرو خالد قد اعتزلن التمثيل.
عمرو خالد دافع عنه الشيخ محمد حسان، وشن الناس في بعض مواقع النت حملة عليه، وعابوه به، لكني سأهديكم هدية ...
محمد حسان يقول عن عمرو خالد: فاشل، وأفشل أهل الأرض.
وسأرفق الملف قالصوتي بذلك في مشاركة مستقلة.
كنت أحب عمرو خالد، لكني أكره أدبه مع النبي والصحابة، وأكره خوضه فيما لا يحسنه
الله يعلم أن للأستاذ عمرو خالد سقطات يدركها الخاص و العام الا أن قول الشيخ حسان أنه قال عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشل ليس من الانصاف و الرجل أعقل وأصدق محبة من أن يقول هذا و لكنه وصف نتيجة المهمة -لا النبي صلى الله عليه و سلم -أنها فشلت أي كما أنك تحدد هدفا لمهمة ما و لا يتحقق الهدف ليس لعيب فيك و انما ابتلاءا و كان قصده أن يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن كل شيء سهلا بالنسبة له بل عانى و ابتلي بالكثير حتى لا يظن أحد ان القيام بأمر هذا الدين سهل و انه بمجرد أن ينوي الانتصار له تكون نيته كافية و تفرش الورود في طريقه و انك ان أردت نصر هذا الدين و فشلت في أمر ما فلا يجب ان تيأس و تقنط من روح الله و هو بهذا يقصد تقوية عزائم الشباب ممن يخاطب ... و الأمر هو كمن يتكلم في عصمة الأنبياء و انهم قد يرتكبون اخطاءا و ان كان الله لا يقرهم عليها و يدلل بها على ان المرء لن يخلو من الأخطاء و انه لذلك خلق ليخطي و يتوب فيقترب أكثر من جناب مولاه فيشنع عليه الآخر بأنه قال عن الأنبياء انهم خطاؤون ... و ان كان الأحرى بالأستاذ خالد تحري الألفاظ في هذا المقام النبوي الذي يتحرز فيه ما لا يتحرز في غيره فلو كان قال مثلا "ان المهمة لم تتحقق" و "أنه كما ان بعض المهام لم تتحقق للنبي صلى الله عليه و سلم فكذلك لا يدفعنك عدم تحقق مهامك الى الاحباط" لكان أفضل و أسلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 05:34]ـ
مه! ما هذا؟؟؟
"ان المهمة لم تتحقق"
أي مهمة هذه التي لم تتحقق للنبي صلى الله عليه وسلم يا ابن الرومية؟؟؟
وما هي مهمة النبي صلى الله عليه وسلم أصلا الا البلاغ واقامة أمة المسلمين على نحو ما فعل صلى الله عليه وسلم؟؟
وهل يقول مؤمن عنده رائحة العلم أو أدنى تقدير لمعاني الكلمات التي يتكلم بها: لا تقلقوا يا شباب لو فشلتم فحتى رسول الله قد فشل؟؟
وهل يصح أن يُسمح لمثل هذا الجاهل الأغر أن يتكلم في دين الله؟؟؟
كل هذا الذي ذكرتَه يا ابن الرومية في كلامك ليس عذرا له بحال من الأحوال، فهو يصف رسول الله بالفشل، وهذا عدوان بالغ عليه صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن قصده! ولطالما نصح ذلك الجهول بأن يتعلم قبل أن يتكلم في الدين وفي رسل الله ولكن لا حياة لمن تنادي!! كل من يتبوأ أي عمل لا يحسنه ولا يريد أن يأخذ بأسباب اتقانه هذا مذموم مشؤوم، فكيف اذا كان ذلك العمل هو الكلام في دين الله ونقله ونشره وتعليمه للعباد تحت مسمى الدعوة الى الله؟؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 06:51]ـ
سئل الداهية " عمرو خالد " بعد عودته من رحلته الآثمة إلى الدنمارك: أما خشيت أن تفشل الرحلة؟ فأجاب: وإيه يعني؟ ما النبي راح الطائف وفشل!
وانتبهوا إلى قوله - معاندا من نصحه بعد أن قالها المرة الأولى - في أحد البرامج: النبي صلى الله عليه وسلم مر بـ 36 محاولة فشلوا كلهم، ومع ذلك لا لليأس، هو معقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ هو يصح أن احنا نقول النبي مر بمحاولة فشلت؟ آه ينفع، بل بالعكس، عشان تعرف أن التجربة تجربته صلى الله عليه وسلم تجربة مفيدة للإنسان مش تجربة مثالية خارقة، فاهمين الفكرة؟ مهواش دين مثالي يصعب تحقيقه وتطبيقه، لا دي تجربة بشرية!
كلام كفري!
يرجى مراجعة " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " لمعرفة حكم مثل هذا الكلام ..
ـ[الطحاوي الأزدي]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 01:06]ـ
ردود والله تأتي بالكآبة والإشمئزاز!!
هل الأفضل أن يبقى المشائخ الثلاثة في قناة الناس يسددوا ويقاربوا حتى لو كان هدفها تجاريا، أم ينسحبوا ويتركوها لمن هب ودب ثم تنحط بسبب تركهم لها؟
ألم تكن قناة الناس مصدر إزعاج لإسرائل واشتكت منها مرارا وتكرارا؟
هل قناة الناس اسوأ من بعض القنوات التي يخرج فيها مفتون وعلماء سلفيون وفي تلك القنوات برامج ما يطلبه المشاهدون وعرض مسرحيات كمسرحية مدرسة المشاغبين وباي باي لندن وأخواتهما وأغاني زمان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 02:07]ـ
الله يعلم أن للأستاذ عمرو خالد سقطات يدركها الخاص و العام الا أن قول الشيخ حسان أنه قال عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشل ليس من الانصاف و الرجل أعقل وأصدق محبة من أن يقول هذا و لكنه وصف نتيجة المهمة -لا النبي صلى الله عليه و سلم -أنها فشلت أي كما أنك تحدد هدفا لمهمة ما و لا يتحقق الهدف ليس لعيب فيك و انما ابتلاءا و كان قصده أن يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن كل شيء سهلا بالنسبة له بل عانى و ابتلي بالكثير حتى لا يظن أحد ان القيام بأمر هذا الدين سهل و انه بمجرد أن ينوي الانتصار له تكون نيته كافية و تفرش الورود في طريقه و انك ان أردت نصر هذا الدين و فشلت في أمر ما فلا يجب ان تيأس و تقنط من روح الله و هو بهذا يقصد تقوية عزائم الشباب ممن يخاطب ... و الأمر هو كمن يتكلم في عصمة الأنبياء و انهم قد يرتكبون اخطاءا و ان كان الله لا يقرهم عليها و يدلل بها على ان المرء لن يخلو من الأخطاء و انه لذلك خلق ليخطي و يتوب فيقترب أكثر من جناب مولاه فيشنع عليه الآخر بأنه قال عن الأنبياء انهم خطاؤون ... و ان كان الأحرى بالأستاذ خالد تحري الألفاظ في هذا المقام النبوي الذي يتحرز فيه ما لا يتحرز في غيره فلو كان قال مثلا "ان المهمة لم تتحقق" و "أنه كما ان بعض المهام لم تتحقق للنبي صلى الله عليه و سلم فكذلك لا يدفعنك عدم تحقق مهامك الى الاحباط" لكان أفضل و أسلم
رد مكتمل أستاذنا بارك الله فيكم ... بينتم القصد ... و تحرزتم عن اللفظ ...
و هكذا الإنصاف عزيز!!
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 06:02]ـ
يا اخوة انتبهوا رجاء لا تلقي بنفسك في المحيط و انت لا تجيد السباحة
قبل ان تتكلم يجب ان تسمع لقول اهل العلم و الفضل في الرجل فهو مر بمراحل فتارة كان فقط يدعو الناس للصلاة و الحجاب و اثني عليه العلماء لذلك و كان مطارد في مصر و ممنوع الي اخر ما تعرفون ثم بدا يتحول الي مرحلة اخري و هي مرحلة الاستعمال فبدا يميع الثوابت و يتكلم فيما لا يحسن فكان لابد من الانكار عليه بشدة فقضياه الان هي التعامل مع الاخر و المراة يعني باختصار الاجندة الامريكية سواء قصد ذلك ام لم يقصد فالامر لن يختلف كثيرا و هدايته احب الينا لنفعه السابق الذي ايضا لم يكن صافيا من الشوائب لفقره العلمي ثم الاخوة الذين يتكلمون عن هدايته كثير من الشباب فهذا نعم لكن اذا نظرت اليهم وجدت اكثرهم كما هم نعم هو يصلي و لكنه مازال علي علاقته مع البنات يصافحهم و يقول - صحبتي - و البنت تقول صاحبي عادي جدا و يسمع اغاني و يشاهد افلام عادي ايضا و البنات في مصر - للاسف -يغطين شعورهن لكن يرتدين ملابس مجسمة و ضيقة جدا عادي ايضا
الخلاصة هو يدعو الي اسلام لكن اسلام مستانس
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتى الكرام .. أنا لا أدافع عن عمرو خالد .. و نعم أحيانا لا يوفق فى التعبير و إختيار الكلمات .. لكن الله أعلم بنيته و هو مسلم و يحرم غيبته .. و عذره قلة علمه
أما بالنسبة للشيخين الفاضلين العالمين الشيخ محمد حسان و الشيخ الحوينى فبصراحة صدمت فيهما عندما شاهدت هجومهما على عمرو خالد خاصة التهكم (الذى لا يليق بطالب علم و ليس عالما) الذى كان يتحدث به الشيخ الحوينى ,أحسست حينها أنى أستمع لرجل من العوام يشبه فى شكله فقط الشيخ الحوينى ..
ماذا كان يحدث لو كان اللوم و الهجوم تحول إلى نصح سرا مثلا مكالمة تليفونية أو مقابلة شخصية , و اعتباره أخا فى الإسلام و عليهم نصحه بدلا من غيبته , من أدراهم لعله انتصح بنصحهم بدلا من فضح خلافات المسلمين على الفضائيات ..
يجب علينا تقدير العلماء و معرفة فضلهم .. لكن لا ننزههم عن الخطأ فهم بشر .. و كل ابن ادم خطاء ..
و لا نحن و لا هم نعرف النوايا .. إذا كانوا يشككون فى نية عمرو خالد فالله أعلم بنيتهم أيضا حين هاجموه .. فعلماء بمثل مكانتهم يجب عليهم أكثر من غيرهم مراقبة أفعالهم لأنهم القدوة المسلط عليهم الأنظار ..
و رأيى هذا ليس إلا حزنا لزلة و لو صغيرة لعالمين أجلهما .. و كم تمنيت تبليغهما رأيى سرا طبعا و لم أتمكن ..
اللهم اغفر لنا جميعا و أصلح ذات بين المسلمين و ألف بين قلوبهم امين يا رب العالمين
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 11:17]ـ
فبصراحة صدمت فيهما عندما شاهدت هجومهما على عمرو خالد خاصة التهكم (الذى لا يليق بطالب علم و ليس عالما) الذى كان يتحدث به الشيخ الحوينى ,أحسست حينها أنى أستمع لرجل من العوام يشبه فى شكله فقط الشيخ الحوينى ..
يجب علينا تقدير العلماء و معرفة فضلهم .. لكن لا ننزههم عن الخطأ فهم بشر .. و كل ابن ادم خطاء ..
الله يهديك ... الله يهديك .... الله يهديك .....
الشيخ الفاضل المربي أبو إسحاق الحويني - حفظه الله تعالى - يتعرض لهجمات لفظية قبيحة بهذا الشكل ....
قولك {يجب علينا تقدير العلماء و معرفة فضلهم} هل عمر خالد عالم أو فاضل و الله لا يساوي عندي رجيع الكلب - أكرمكم الله -
الله يهديك ....
ارتبط بالعلماء ودع عنك بنيات الطريق ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 11:43]ـ
الله يهديك .. الله يهديك
عمرو خالد مسلم فقط و ليس عالما و لكن اللوم يكون على قدر العالم الجليل الذى لا احب ان يسوى نفسه بمثل عمرو خالد
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 10:42]ـ
سبق وقلنا كثيرا، القنوات فتنة، اتركوها تسعدوا، وتعرفوا رؤوسكم من أرجلكم ..
والآن .. كل يوم .. واحد خرج، واحد دخل، واحد انطرد، واحد وافقوا عليه، يا إخواني ....
دعوها فلا خير فيها. وضعتم للناس نقطة عسل في دلو مليء بالسم، وتحسبون أنهم سينتقون العسل، يا ناس يا عسل لن ترتاحوا أبدا، ولا مشايخكم ولا علماءكم ممن يخرجون فيها، بل سيفتنون وسأذكركم .. أنا أعلم ستقولون هذا في واد والناس في واد، ولكن ما ضرني ما دام الوادي الذي أنا به مريح ومقنع وناجي، على فكرة أنا لم أقرأ كل الكلام المكتوب بأعلى ولن أقرأ ردودكم على كلامي هذا، واقرأه لماذا؟ ستصيبون قلبي بالتعب، وما زدت عن الفضفضة، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 02:34]ـ
سمع أذني هاتين: أن عمرو خالد قال: الشيطان لم يكفر!!
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 02:35]ـ
هذه الفضائيات أنتجت لنا الشر و الويلات ....
المجد يوم فتحت كانت تسير في خط مستقيم لكن مالبثت شهورا حتى أدخلوا إليها الأناشيد ....
اللهم سلم سلم ....
لكن تبقى المجد العلمية أفضل القنوات على الإطلاق بالنسبة لفئة معينة دون أخرى ....
و أسوأ قناة على الإطلاق قناة إقرأ و الرسالة بالنسبة لفئة معينة دون أخرى .....
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .....
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 02:37]ـ
سمع أذني هاتين: أن عمرو خالد قال: الشيطان لم يكفر!!
للأسف ابتليت بسماع مثل هذا الضلال ....
نسأل الله أن يهديه ويبصره بالحق ....
آآآآآآآآآآآمين
ـ[رضا رضا ب]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيكم يا اخوة ####
الحكم على الشئ فرع عن تصوره
ينبغي ان نحاكم القنوات الفضائية محاكمة عادلة تقوم على الاخلاص والعلم والحياد
وكذا يجب ان نفعل مع الدعاة الى الله
في رايي ان الموضوع لايحتاج الى هذا السيل من الكلام فهو بسيط
لبعض القنوات نعم تحمد عليها ولها في المقابل نقم تذم عليها
ولا تكاد تخلوا قناة من ماخذ تؤخذ عليه ولكن النظر في الحكم عليها يقتضي ان نباركها اذا كثرت محامدها(/)
يقول أحمد بن عبدالعزيز بن باز: فتاوى والدي ليست صالحة لكل الحالات!
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كما أشير إلى أن هذه المطالب المنحرفة باسم (تحرير المرأة) التي تُنقل من قطر إلى آخر منذ ما يزيد عن مئة عام بأقلام سعاة الفتنة ما هي إلا مؤامرة من هؤلاء الكتاب لخلع الحجاب، فهي معركة وهمية باسم الدين، ومرقاة لمبدئهم الخليع: (تحرير المرأة) القائم على (فصل الدين عن الحياة) في شؤون الحياة كافة، و أن مواجهة العلماء لهم في مسألة الحجاب لا لأنها من باب الراجح والمرجوح كشأنهم مع العلماء المتجردين، إذ ليس هؤلاء الكتاب أهلا لذلك في وفاق و لا خلاف، ولكن من باب مواجهة العلماء المصلحين للمفسدين في الأرض، فصار الكلام معهم في مسألة (فرض الحجاب بالجلباب – العباءة والخمار) من أصول الدين؛ لمواجهة المستغربين المعلنين بالمنكر دفعا لشناعتهم و تشنيعهم، وصد غايتهم (فصل الدين عن الحياة) بالإنكار)
التوقيع: بكر أبو زيد رحمه الله
مقدمة حراسة الفضيلة
(إن أمثال هذه القضايا لم تعد مسائل فرعية كما كانت في العهد الأول مما تقبل النظر؛ ولو باسم الراجح والمرجوح؛ كلا، إنها غدت هذه الأيام من مسائل أصول الدين التي لا يحل لأحد أيا كان قصده أو ظهر اجتهاده أن يجري خلافا بيننا ساعتئذ؛ لأن الخلاف في منظومة المسائل المتعلقة بالمرأة صائر هذه الأيام بين المؤمنين والكافرين، لا كما يظنه من ليس له حظ من معرفة المؤامرات، والمخططات العالمية التي تحاك حول المرأة المسلمة ..
لذا وجب التنبيه على كافة المسلمين أن يدركوا حقيقة الخلاف بيننا و بين دعاة تحرير المرأة، كما يجب عليهم أن يمسكوا أقلامهم ويحفظوا آراءهم حول أي قضية لها تعلق بالمرأة هذه الأيام، حتى تتميز الصفوف و يصفو الطيب من الخبيث كي نعرف عدونا من صديقنا، والحر ب سجال .. حتى إذا أثخنا فيهم الجراح و شددنا حولهم الوَثَاق فإما مَنّاً بَعدُ و إما فداءً، حتى تضع الحرب أوزارها، وعندئذ لا ضير أن نجري الخلاف بيننا إن وجد) [/ CENTER]
التوقيع: ذياب الغامدي قيادة المرأة للسياة بين الحق و الباطل 111/ 113
أحمد بن باز: فتاوي والدي ليست صالحة لكل الحالات!!!
قال أمين عام مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز, إن العالم الإسلامي بحاجة إلى المفكرين والمربين أكثر من حاجته للمفتين ويرى أن برامج الإفتاء الموجودة على القنوات التلفزيونية الآن ظاهرة غير صحية ومقلقة, وأنها تضيق على الأمة حيث أنها تفتح الباب على مصراعيه للجميع للسؤال عن أمور سكت الإسلام عنها رحمة بنا فيكون السؤال من أجل السؤال فقط ويكون التحريم والتضييق في كثير من الحالات.
الشيخ أحمد بن باز, بصراحته المعهودة قال إن بعض طلبة العلم كان يأتي للشيخ ابن باز -رحمه الله- وكان يحاول استصدار فتوى توافق هواه, ويرى أن كثير من طلبة العلم يبتعدون عن المسمى الحقيقي لطلبة العلم حيث يحاول كثير منهم أن يخدم أهدافه أكثر من أن يخدم الدعوة, وحذر الوعاظ من الكذب واختلاق القصص, ورأى أن من يقومون بهذا العمل أقرب للعوام منهم لطلبة العلم الشرعي, ويرى أنهم من محبي الظهور وأن يذكر اسمهم أنهم أوردوا هذه القصة.
تدشين أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لمكتبة الشيخ ابن بازالصوتية, والتي تحوي أكثر من (50) ألف ساعة صوتية مسجلة, دفعنا للحوار مع الشيخ أحمد حول تجديد فتاوى الشيخ ومراجعة الإرث العلمي له. وفيما يلي نص الحوار:
* تم تدشين المكتبة الصوتية للشيخ عبدالعزيز بن باز بداية هذا الأسبوع, صف لنا المشروع ماذا يحوي؟.
- المشروع الذي دشن هو المرحلة الثانية, والسنة هذه تم تدشين المرحلة الثانية على يد أمير منطقة الرياض الأمير سلمان, والمكتبة الصوتية تحوي (50) ألف ساعة صوتية مسجلة للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, وحاولنا جمع جميع الساعات الصوتية المسجلة سواءً لدى طلبة الشيخ أو الدوائر الحكومية أو المكتبات والمدارس, ونحن جمعناها ليستفيد منها طلبة العلم وأهل الاختصاص.
* ما هي المشاريع المستقبلية لمؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
- المرحلة المقبلة سنركز على المشاريع العلمية والفكرية بشكل أكبر, وسنترك المشاريع الاجتماعية للجهات الاجتماعية وسنحاول قدر المستطاع التخصص في الشأن العلمي والبحث العلمي المتعلق بالقضايا العلمية والفكرية المعاصرة.
* شيخ أحمد, بعيداً عن المؤسسة, لكن فيما يتعلق بالشيخ الوالد عبدالعزيز بن باز رحمه الله, هناك دائماً مطالبة بمراجعة الفتاوى القديمة التي صدرت له كحد أدنى منذ عشر سنوات, وتشكيل لجان لمراجعتها وتطبيقها على الواقع الحالي, خصوصاً في ظل التطور المفاجئ للأحداث والمجتمع، هل أنت موافق على هذا التجديد ومراجعة الإرث العلمي لسماحة الوالد؟.
- أولاً لا نطلق عليها تجديدا أو مراجعة بالصورة الكاملة, لكن كل فتوى لها حالتها المعينة خصوصاً حين تكون اجتهادية فيما لم يرد فيه دليل صريح من القرآن والسنة, وسواء كانت هذه الفتوى للوالد رحمه الله أو للشيخ محمد بن عثيمين أو غيرهما من العلماء الذين وافاهم الأجل أو من العلماء الذين قبلهم, أقول إن كل هؤلاء أعطوا رأيهم في المسألة حسب ما توفر لهم من الأدلة وكل حالة لها رؤية ووقائع معينة وأحياناً الصور والوقائع تختلف. وهنا لا يمكن استمرار الفتوى على الحالة المختلفة ومدار الحكم على وجود الصورة في الشيء الذي صدرت من أجله الفتوى, ويجب ألا نقول تغيير الفتوى لأنه إذا تكررت الحالة يتكرر الحكم وإذا تغيرت تغير الحكم.
* يعني هل نستطيع أن نقول إن الفتاوى التي صدرت من الشيخ عبدالعزيز بن باز كانت اجتهاداً في أمور لم يرد بها النص وكانت على حالات معينة, ويجب ألا يتم الاستشهاد بها في غير موضعها مثلاً؟.
- كما قلت لك إن هناك فتاوى قيلت في قضايا معينة, فإذا وجدت في الوقت المعاصر ما ينطبق على الفتوى ويطابق حالتها فيؤخذ بها أو لا إن تغيرت الصورة والواقعة، ولا يعني ذلك أن يبدأ طلبة العلم بوضع فتاوى الشيخ رحمه الله في كل قضية حسب هواهم هم, وإنما يجب أن نعرف الحالة والصورة والواقعة ومدى تشابهها مع المسألة التي صدرت فيها الفتوى وما يحيط بها. والنقطة المهمة أن الفتوى لا تتغير لأنها منسوبة إلى شخص يتحملها, لكن الذي يتغير الحكم الشرعي وملابسات الحدث. نحن لسنا مقيدين بفتوى الشيخ ابن باز مثلاً إذا تغيرت الحالة وتغيرت الصورة.
* دائماً ما يستشهد طلبة العلم الشباب بفتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين, وحين تطالبهم بالرجوع إلى القرآن والسنة كنص أساسي وعدم اللجوء إلى الفتوى التي قد تكون صدرت لحالة معينة يرفضون ذلك, رأيك؟.
- قد تكون المسألة بسبب تقديس البعض لرأي الشيخين, رغم أن الشيخين استندا إلى القرآن والسنة, لكن بسبب التقاعس الذي يصيب بعض طالبي العلم عن البحث أو تجد من يقول هذا القول ويكرره من العامة الذين يسمعون الفتاوى في المجالس أو يقرؤون مجموع الفتاوى في كتب دون أن يعرفوا بقية التفاصيل ومن هنا تبدأ أزمة الاستشهاد بالفتاوى. هناك نصوص صريحة من القرآن والسنة لا تحتاج إلى تفصيل, وأعتقد أن هذه محسوم أمرها ... أما القضايا الاجتهادية فهي تتغير مع تغير الزمان.
* من خلال معايشتكم لسماحة الوالد رحمه الله, بصراحة, هل ترى أن بعض طلبة العلم يشكلون مشكلة وإشكالية في الفتوى, حيث يحاول بعضهم تفصيل الأسئلة ليكون الحكم حراماً ويحاولون جاهدين استصدار الأحكام حسب أهوائهم؟.
- لا نريد أن نقول إن طلبة العلم وحدهم أو إنهم هم من كانوا يقومون بذلك، ولكن عامة الناس كذلك, لكن فعلاً كان هناك أناس يأتون وهمهم الأول استصدار حكم معين, فتخيل مثلاً لو أتى رجل إلى سماحة الوالد رحمه الله وسأله: ما حكم الجنز يا شيخ مع العلم أن فيه تشبها بالكفار, فهنا وضع التشبه بالكفار هو العلة ومن الطبيعي أن يفتي الشيخ بناءً على سؤال السائل. وهنا أقول إن بعض المستفتين يؤثرون بشكل كبير في شكل الفتوى خصوصاً حين يبدؤون بتزيين السؤال بمحسنات من شأنها أن تؤثر على نوع الحكم, وهذا يكون في الذين يأتون لاستصدار فتوى معينة فيبدأ بالقول إن هذه القضية أدت إلى ذرائع كثيرة أو أمور محرمة وفيها خطر كبير على الأمة، وهنا من الطبيعي أن يكون رأي الشيخ بالتحريم أو المنع لهذه المسألة.
* هل سبق أن كنت مع الشيخ رحمه الله وأتى إليه أناس يحاولون استصدار فتاوى؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
- نعم, حالات كثيرة، ولكن في كثير منها وخصوصاً التي يشعر الشيخ بأن فيها مبالغة يسأل عنها ويتأكد منها ثم يصدر حكمه بناءً على ما وصل إليه من تصور حقيقي, والبعض للأسف يحاول الكذب والكذب في السؤال من أجل الحصول على ما يريد, ناسياً ومتناسياً الذمة والأمانة بالرغم من أنها أول ما يجب أن يتبادر إلى ذهن طالب العلم, لكن لا ندري ماذا يحدث.
* العامة قد يكونون جهلة في الأمور الدينية, لكن دعنا نتحدث عن طلبة العلم الشرعي ... المفترض عليهم أن يبحثوا عن الحق بدلاً من استصدار الفتاوى, ألا توافق ذلك؟.
- دعني أقل لك, طلبة العلم الشرعي المفترض فيهم البحث عن الحق وألا يبحثوا عن الآراء التي توافق هواهم, وكما تعرف أن بعض الناس لديه رأي خاص به ويريد أن يدعمه برأي عالم له كلمته وثقته عند الناس, فيبدأ بتفصيل السؤال من أجل الحصول على إجابة توافق هواه ويسعى من أجل الحصول على إجابة وهذا يخالف في الحقيقة الأمانة الشرعية التي يجب أن يحملها طالب العلم, فمثلاً تكون هناك مسألة مباحة لكن طالب العلم هذا يرى أنها حرام فيبدأ بالسعي ثم السعي من أجل الحصول على رأي يؤيد قوله ثم يبدأ بنشره ليدعم رأيه ويحاول موافقة رغبته من قبل الشيخ ويبدأ بالاسترسال في السؤال بتفاصيل خيالية ليكون الحكم الذي يريد, وهنا أنا لا أتكلم عن الشيخ ابن باز فقط بل غالب العلماء يأتون إليهم بعض الطلبة الذين لديهم أهواء معينة ويبحثون عن الحكم الذي يحقق لهم أمنية معينة فقط.
* الشيخ ابن باز رحمه الله طيلة مسيرته في الإفتاء, لم يحاول إصدار بيانات من أجل إرضاء طلبة العلم لديه, ماذا كانت سياسته في ذلك؟.
- توجه سماحة الشيخ رحمة الله عليه ما كان يرى أن هذا الأسلوب مناسب في المشاركة العلمية أو في إبداء الرأي في مسألة معينة, لأن أبواب ولاة الأمر مفتوحة للعلماء وكان يرى رحمه الله أن البيانات من الأمور المحرضة على الفوضى بشكل غير مباشر, وما دام أن أبواب ولاة الأمر مفتوحة فلا يحتاج إلى إصدار بيان لأن فيها من الشغب وتفرقة الصف والبلبلة ما الله به عليم, ولأنه قد نجم عن البيانات سوء أكثر مما أصدرت لأجله.
* شيخ أحمد, ما رأيك في ظاهرة الإفتاء الحالية خصوصاً في ظل ظهور برامج إفتاء بشكل غير طبيعي, هل ترى أنها تشكل خطورة على الفتوى والتضييق على الناس؟.
- نحن بحاجة إلى ظهور مفكرين ومربين وفقهاء متخصصين في فقه الواقع, أما المفتون فأظنها ليست إيجابية كثرتهم, نحن بحاجة إلى المفكرين والمربين أكثر من حاجتنا للمفتين, وكثرة المفتين تدفع الناس للسؤال وبعضه يسأل بدون هدف بل يسأل عن أشياء سكت الإسلام عنها رحمة بالمسلمين وفجأة تجد أن السائل يسأل ... لماذا؟ .. لأنه توفر له بيئة تجيب عليه.
ظاهرة غير صحية برامج الإفتاء, وهي تخلق أزمة بدلاً من أن تحل مشكلة, يجب أن يكون هناك حل للحد منها والناس للأسف أصبحوا يكررون الأسئلة حتى لو عرفوا الإجابة.
* هل تقصد أن فيها تضييقاً على الأمة مثلاً؟.
- بالضبط, تجد أن الإنسان من أول ما يستيقظ في الصباح يبدأ بالتفكير في الاتصال على برنامج إفتاء أو على شيخ لسؤاله عن مسألة معينة هل هي حرام أم حلال, الأوامر واضحة والنواهي واضحة والأمور الملتبسة قليلة وكثرة المفتين وكثرة برامج الإفتاء محرضة على السؤال ويكثر السؤال عما هو موكل إلى رأي الإنسان وقلبه.
* إذاً أنت معارض لبرامج الإفتاء؟.
- أعتقد أن برامج الإفتاء ليست ظاهرة صحية, أتمنى أن تكون برامج الإفتاء مثل برنامج الشيخ سلمان العودة مثلاً يناقش قضايا واقعية وفقهية تهم الجميع وتهم الأمة الإسلامية وليس برنامجاً كاملاً للإجابة على أسئلة مكررة أو مصطنعة.
* موضوع برامج الإفتاء والفضائيات أعادني إلى موضوع مهم، كان قديماً ثم عاد قبل سنوات, وهو موضوع اختراع القصص والكذب في الدعوة من قبل بعض الوعاظ من أجل تخويف الناس سواءً بعذاب القبر أو الموت, لماذا يلجأ الواعظ إلى هذه الطريقة برأيك؟.
- إما أن يكون الدافع هو الجهل, لأنه في هذه الحالة أشبه بأن يكون عامياً لا طالب علم, أو أن يكون السبب حب الظهور مثلاً, وإلاّ فالمفترض على المسلم الابتعاد عن الكذب واختلاق القصص، ومن يرد أن يدعو فعليه أن يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة. والواعظ يعلم جيداً أن القصة الخيالية سيتم تداولها على ألسنة الناس باسمه فمن الطبيعي أن تجلب له الجماهير.
* رسالة أخيرة للقائمين على الشأن الديني وخصوصاً الإعلامي منه في السعودية؟.
- نحن بحاجة إلى فتح برامج حوارية أكثر من حاجتنا إلى برامج الإفتاء, والرسالة قد تكون طويلة لكنني سأختصرها بأن برامج الإفتاء مضارها أكثر من منافعها حتى لو كنا لا نعلم, يجب أن نفتح ونطلق برامج حوارية دينية تصنع الوعي أفضل من التسابق في إطلاق برامج إفتاء تضيق على الأمة بدلاً من أن توسع عليها, كما أوجه رسالة للذين يختلقون القصص من أجل الدعوة إلى الله, المسلم لا يخاف من الموت فكيف تخالفون القاعدة وتخوفونه من الموت ومن عذاب القبر وتخترعون القصص والروايات لذلك؟ ... المشكلة أن المؤمن لا يكذب ومع ذلك كثير من الدعاة يمارسون الكذب في دعوتهم إلى الله .. والله أعلم.
المصدر: صحيفة الوطن السعودية الجمعة 12/ 9 / 1429 ( http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2905&id=69582&groupID=0)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرابية]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:49]ـ
ليست هذه الأولى منه هداه الله
لوكان والده حيا لأوجعه ضربا
اللهم أصلح لنا النية والذرية
كفانا الله شر العصرانيون العقلانيون
ـ[ابن خالد]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:52]ـ
نسأل الله العافيه
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:01]ـ
أنا أعرف الدكتور أحمد بن باز .. وكلامه لا غبار عليه
وأقول للـ (الرابية): كيف بك تقفين عند ذي الجلال والإكرام , ويسألك: ما دليلك على وصف هذا الرجل بالـ (العصرانيون العقلانيون)؟!
ما الإجابة؟!
بل أقول لك: كلامه دلالة وعي ونظرة وضوح في العمل الإسلامي الفكري والعلمي!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:05]ـ
و انا لم أر في كلامه حفظه الله الا الحق مع بعض العموميات التي قد يحتج بها المحق و المبطل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 05:54]ـ
بارك الله فيك ..
وهنا مقال عن الأخ أحمد - وفقه الله لما يُحب ويرضى -:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/4.htm
ـ[الرابية]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 03:30]ـ
جزاك الله خير طالب الإيمان على النصيحة
أن لم أصف أحمد الباز أنه عصراني
وإنما تعوذت من العصرانيين لأن بعض المفكرين الإسلاميين تأثر بهم وتلاحضها على كتاباتهم
وأستغفر الله من ذلك
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 04:04]ـ
حياك الله (الرابية) - بارك الله فيك -
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 06:36]ـ
كلام الشيخ احمد ابن باز اوجع قلبى خاصة ماجاء فى الرابط الذى احالنا اليه الشيخ الخراشى حفظه الله
ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 06:50]ـ
الأخ (أبو معاذ المصري)
" وجع القلب " ليس دليلاً على مغالطات الأستاذ (أحمد بن عبد العزيز بن باز - حفظه الله -)
أتمنى منك إعطائي أدلة على إشكالات كلامه
أرجوك: تحرّى الأمانة العلمية. أما (الدعاء) فهذا دليل تخطئة للدكتور , وكأنه قد زاغ , أعوذ بالله من الخذلان.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 06:52]ـ
عنوان الموضوع الأصلي كان (و تستمر الهجمة .. أحمد بن باز يقول ... )
و لا أرى سببا لتغييره أو تعديله!!
فالهجمة واضحة من الإعلام على علماء المسلمين و أهل الدين، و (أحمد بن باز) و غيره من المشايخ و قعوا في فخ دون أن يفطنوا، و لذا أوردت كلام الشيخ (النبيه) العلامة بكر ابو زيد - رحمه الله - و كذلك الشيخ ذياب الغامدي.
الأخوان:
طالب الإيمان
ابن الرومية
هل قرأتم الكلام كاملا؟
لا أحد منا يقول أن الفتاوى الإجتهادية صالحة لكل زمان و مكان، بل لها ظروفها و لا شك، و لكن أن يتخذ هذا وسيلة:
لطرح فتاوى العلماء الراسخين!!
و إسقاط من مات منهم و قد عرف بالرسوخ!!
و من منبر مغرظ!!
و في هذا الوقت!!!
أن يتم تصوير طلبة العلم بأنهم كذبة، يتبعون أهواءهم:
(والبعض للأسف يحاول الكذب والكذب في السؤال من أجل الحصول على ما يريد, ناسياً ومتناسياً الذمة والأمانة بالرغم من أنها أول ما يجب أن يتبادر إلى ذهن طالب العلم, لكن لا ندري ماذا يحدث)!!!!
أن يتم تصوير علماءنا الربانيين الراسخين كابن باز (و الحديث عنه) و ابن عثيمين و الفوزان والجبرين و غيرهم، بأنهم يخدعون، و أغبياء، يتم تمرير الفتاوى عليهم بكل سهولة:
فيبدأ بتفصيل السؤال من أجل الحصول على إجابة توافق هواه ويسعى من أجل الحصول على إجابة وهذا يخالف في الحقيقة الأمانة الشرعية التي يجب أن يحملها طالب العلم, فمثلاً تكون هناك مسألة مباحة لكن طالب العلم هذا يرى أنها حرام فيبدأ بالسعي ثم السعي من أجل الحصول على رأي يؤيد قوله ثم يبدأ بنشره ليدعم رأيه ويحاول موافقة رغبته من قبل الشيخ ويبدأ بالاسترسال في السؤال بتفاصيل خيالية ليكون الحكم الذي يريد, وهنا أنا لا أتكلم عن الشيخ ابن باز فقط بل غالب العلماء يأتون إليهم بعض الطلبة الذين لديهم أهواء معينة ويبحثون عن الحكم الذي يحقق لهم أمنية معينة فقط.
أن يتم الفصل بين أهل العلم الذين يتصدرون للإفتاء و بين تربية الناس، و هذا عجيب!! إذ أن العالم الرباني هو الذي يربي الناس، و يراد استبدالهم (بمربين) و (مفكرين)!!!
نحن بحاجة إلى ظهور مفكرين ومربين وفقهاء متخصصين في فقه الواقع, أما المفتون فأظنها ليست إيجابية كثرتهم, نحن بحاجة إلى المفكرين والمربين أكثر من حاجتنا للمفتين
أن يتم تصوير حرص الناس على دينهم، و سؤالهم عنه، و رغبتهم في الخير، مع الجهل الذي عم جميع المسلمين، يتم تصوير هذا بأنه (ظاهرة غير صحية)!!! و فيه (تضييق على الأمة)!!! و (ضرره أكثر من نفعه)!!!!!
* هل تقصد أن فيها تضييقاً على الأمة مثلاً؟.
- بالضبط
أعتقد أن برامج الإفتاء ليست ظاهرة صحية
برامج الإفتاء مضارها أكثر من منافعها حتى لو كنا لا نعلم
أن يتم تصوير الدعاة إلى الله بأنهم (كذبة)!!!
المشكلة أن المؤمن لا يكذب ومع ذلك (كثير من الدعاة) يمارسون الكذب في دعوتهم إلى الله
كل هذا أيها الإخوة (طالب الإيمان و ابن الرومية) لا غبار عليه!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 07:00]ـ
اخى طالب الايمان
أما الدعاء القرآنى فعام لى وللشيخين احمد ابن باز والخراشى وجميع المسلمين فلا غمز ولا لمز فيه
واما ما اوجع قلبى فقد اخطأت فى التعبير والصواب ان اقول ادمى قلبى وقد هممت ببيان السبب الا ان اخى ابو الفيصل قد سبقنى فارجوك اقرأ بهدوء وكذالك رابط الشيخ سليمان
بوركت اخى الكريم وحفظنا الله واياك وجميع المسلمين من مضلات الفتن
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 07:32]ـ
- بارك الله بالإخوة الأكابر -
أطنّ أن الواقع ينفي ما قاله الأخ (أبو الفيصل) , هل تنكر أن هذا واقع بعض طلبة العلم؟!
طبعاً: هذا لا يقدح بالمشايخ , .. فنحنُ نعلم أن: (لازم القول ليس بلازم) .. , أي أن: إستخدام الناس وطلبة العلم لفتاوى العلماء بشكل سيء ليس دليلاً على (غباء) العلماء ولهذا نرى أن (سدّ الذرائع) له أهميته في (الفقه الإسلامي العريق) , ولسنا ننكر - مع هذا - أن بعض علمائنا تجد عندهم قصور في (النظرة الشمولية) على (النازلة) .. أو " فقه الحالة العامة " و " فقه المآلات " .. هذا بالطبع ناتج عن الحكم على (واقعة منفردة) وتعميمها على (النازلة الظاهرة) والسبب: تعميم الناس لكلام الشيخ من جراء فتوى فضائية.
ولا شك أن (فتاوى الفضائيات) ليست دليل صحة!! .. لماذا؟!: لأنها لا تُظهر للمفتي الصورة الكاملة للمسألة المطروحة.
و لا أدري أهكذا تبرأ الذمة؟!
وعلى هذا فزمن (خدمة الفتاوى السريعة) أظنها قد ولّت , لأننا بحق أمام مشكلتين: الأولى (لازمة) - تتعلق بفرد - وهذه يحلّها (المفتين = فقهاء الفروع) , الثانية (متعدية) - تتعلق بالأمة - وهذه من تخصص المفكرين والمربّين.
فأيهم أولى الإهتمام به (مسائل الأفراد) أم (هموم وقضايا الامة)؟!
أي: النفع (اللازم) أهم أم النفع (المتعدي)؟!
وأظن على هذا فقد نال قضايا (الأمة) الإحجاف بسبب ثقافة الإفتاء؟!
أنا ما فهمته من كلام الأستاذ: أننا إهتممنا بجانب على حساب جانب أهم منه.
أرجوكم لا تفهموا من كلامي أنني أذم العلماء الأفاضل - معاذ الله -
ولا أظن أن كلام الشيخ أحمد: هجمة على مقدساتنا الموهومة؟!
ونعم: (فتاوى الشيخ ليست صالحة لكل الحالات بل ولا (فتاوى ابن عثيمين - رحمة الله على روحه -) ولا (فتاوى ابن تيمية - قدّس الله سرّه وأنار قبره وطيّب ثراه -) و لا (فتاوى معاصرة للقرضاوي - أحبه الله -)
وجزاكم الله خير
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 10:36]ـ
هل قرأتم الكلام كاملا؟
لا أحد منا يقول أن الفتاوى الإجتهادية صالحة لكل زمان و مكان، بل لها ظروفها و لا شك، و لكن أن يتخذ هذا وسيلة:
لطرح فتاوى العلماء الراسخين!!
و إسقاط من مات منهم و قد عرف بالرسوخ!!
و من منبر مغرظ!!
و في هذا الوقت!!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 10:57]ـ
أين قال الشيخ احمد باسقاط أبيه هنا؟؟؟؟؟
ـ[ابو عمر الحنبلي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 03:25]ـ
طالب الايمان وبن الروميه الله يخلف عليكم
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 06:25]ـ
عناوين الصحف ليست مرجع في الحكم على المسلمين وبالأخص أهل العلم والفضل منهم.
أما الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز حفظه الله .. فهو من أهل العلم وأذكر اني رأيته مع والده شيخنا العلامه الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله أكثر من مره وهو أحد أكثر الناس ملازمة لوالده _ رحمه الله _ وقد أخذ عنه علماً كثيراً وخلقاً وهو من البارين بوالده نحسبه والله حسبيه ولا نزكي على الله احداً.
وأنصح المتسرعين في الحكم على المسلمين والطعن فيهم أن يتقوا الله عز وجل ويتذكروا يوم الحساب.
والله المستعان ....(/)
صحافتتنا و cnn
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 05:40]ـ
إذا تابعت ccn العربية تجد أنها تنشر كل ما تنشره صحافتنا بشرط أن يكون شراً
و لا أدري هل هي تنشر من صحافتنا أو صحافتنا هي التي تعيد نشر ما يصدر في الغرب
إقرؤوا آخر خبر و ربما يبدأ نقاشه في صحافتنا غداً
رئيس قضاة السعودية يفتي بقتل أصحاب فضائيات عربية
الفضائيات تجمع الملايين حولها وقت الإفطار في رمضان
دبي، الامارات العربية المتحدة ( CNN)-- أصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى في الملكة العربية السعودية، الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، فتوى جديدة أثارت كثيراً من الجدل، أجاز فيها قتل أصحاب القنوات الفضائية العربية، واصفاً إياهم بـ"المفسدون."
وفي تصريحات بثتها إذاعة القرآن الكريم بالمملكة، قال الشيخ اللحيدان: "إن من يدعو إلى الفتن، إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل، إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل، جاز قتلهم قضاءً."
وأضاف قائلاً: إن "الأمر خطير، لأن الله جل وعلا، لما ذكر قتل النفس، قال: أو فساد في الأرض، فالإنسان يقتل بالنفس، أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق، والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض."
جاءت تصريحات رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالمملكة العربية السعودية ضمن برنامج "نور على الدرب"، رداً على سؤال من أحد المستمعين حول القنوات الفضائية.
وقال في إجابته: "لا شك أن هذا بلاء وشر وفتنة، لكن أصحاب القنوات يكون عليهم وزر ما يدعون إليه، بمثل أوزار من تأثروا بدعوتهم ودعايتهم."
وتابع اللحيدان قائلاً: "أنصح أصحاب هذه القنوات الذين يبثون الدعوة للخلاعة والمجون، أو الفكاهة والضحك وإضاعة الوقت بغير فائدة، وأحذرهم من مغبة أثار ما يقع فيه من يتعرضون لتلك الفتن."
ودعا الشيخ السعودي أصحاب الفضائيات العربية إلى "أن يتقوا الله ويتوبوا، وأن يكفوا عن نشر الفساد والإفساد"، عبر نشر ما وصفه بـ"البرامج الخبيثة" على قنواتهم الفضائية.
يُذكر أن عدداً كبيراً من السعوديين يمتلكون قنوات فضائية خاصة، من بينها مجموعة محطات MBC التلفزيونية وقناة العربية الإخبارية، إضافة إلى مجموعة قنوات "روتانا"، و ART، وأوربت، ولكن هذه القنوات تبث من خارج المملكة.
ربما غداً يبدأ الأخذ و الرد في صحافتنا
و طبعاً ليس المراد أن فتوى الشيخ شر لهذا نشرتها cnn بل هي خير و جزاه الله خيراً هو و القائمين على إذاعة القرآن
لكن ما الغرض من نشرها بهذه الطريقة
http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/3/21/saudi.writers/index.html
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:05]ـ
(أتواصوا به) .. هذه الخلاصة.
بارك الله فيكم ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:22]ـ
كذلك bbc نشرت الخبر
كبير قضاة السعودية يفتي بجواز قتل من وصفهم "باصحاب قنوات خليعة"
افتى كبير القضاة في السعودية بجواز قتل اصحاب القنوات الفضائية التلفزيونية التي تقدم برامج لا اخلاقية، حسب رأيه.
وقال رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية القاضي صالح ابن اللحيدان، الذي جاءت تعليقاته في احدى البرامج باحدى الاذاعات الحكومية السعودية: "لا شك ان هذه بلاء وشر وفتنة، لكن اصحاب القنوات يكون عليهم وزر ما يدعون اليه". واضاف ان "عليهم مثل اوزار من تأثروا بدعوتهم ودعايتهم، وان من يدعو الى الفتن اذا قدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله".
وقال ان "دعاة الفساد في الاعتقاد او في العمل اذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاء، فالامر خطير".
يذكر ان فضاء الاعلام المرئي في الشرق الاوسط والعالم العربي يزخر بعشرات القنوات الفضائية التي تقدم الوانا من البرمج الترفيهية التي تقدم نساء يرتدين ملابس مغرية، ويشاهدها الملايين من العرب يوميا.
انتقادات سابقة
وكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية ادان المسلسلات التركية بوصفها خبيثة وانحلالية وضالة بالرغم من الشعبية الكبيرة لمسلسل نور المدبلج الذي يعرض في قنوات فضائية عربية، حسب ما ذكرت إحدى الصحف.
ووصف آل الشيخ، خلال حفل ختامي لمنتدى في السعودية، القنوات التلفزيونية التي تبث تلك المسلسلات بأنها غير اسلامية.
وقال في تصريحات نشرتها صحيفة الوطن السعودية "إن أية محطة تبثها تحارب لله ورسوله، ولا تجوز مشاهدتها حيث تحوي الكثير من الشر والبلاء وهدم الاخلاق ومحاربة الفضائل".
يذكر أن مسلسل نور التركي حقق الكثير من الشعبية منذ عرضه على قناة تلفزيون ام. بي. سي المملوكة لسعوديين.
كما أصبح بطل المسلسل الوسيم كيفانك تاتليتو (مهند في المسلسل) محط اعجاب كثير من النساء العربيات بشعره الأشقر وعيونه الزرقاء.(/)
الخطأ في فهم كلام الشيخ اللحيدان في قتل أصحاب القنوات الفضائية قضاء كالمفسدين.
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:10]ـ
اصدر الشيخ اللحيدان فتوى بجواز قتل اصحاب القنوات الفضائية الذين لا يستجيبون لعرض ما ينافي الدين الاسلامي!
# تم تعديل العنوان وتهذيبه من جهة الإدراة! #
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:14]ـ
الفتوى بقتل المفسدين قضاء و ذكر دليله من القرآن فلا داعي لعلامات التعجب هذا معمول به مع أصحاب المخدرات و لعل هؤلاء أولى لأنهم مفسدون للدين و العرض
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19938
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:26]ـ
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) المائده
جزاه الله خير
والله خير وأبقى
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:45]ـ
اخي الفاضل
الشيخ اللحيدان لم يفتي بقتلهم
الرجل مثل ماقال ردا على ترهات الليبراليين في الصحافه
(كلامي كان واضحا)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 07:04]ـ
http://www.liveislam.net/showreal.php?sid=&transfarid=1&link=2008/09/live1001.rm&action=archivelisten&archiveid=54389
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 07:13]ـ
الفتوى مع عدم الجزم لأنها من مصدر غير موثوق لعدم وجود مصدر موثوق حالياً
وجاء السؤال الأول على لسان (أ. ع.س) وقال فيه: إن الفتن الكثيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية في شهر رمضان على وجه الخصوص تكثر برامجهم السيئة، ويركزون في فترة المغرب وفترة العشاء على المسلمين، ما نصيحتكم سواء كانت للمشاهدين أو لأصحاب هذه القنوات؟
وجاء في إجابة الشيخ اللحيدان: إن من يدعون إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم "قضاءً". فالأمر خطير لأن الله جل وعلا لما ذكر قتل النفس قال "أو فساد في الأرض"، فالإنسان يقتل بالنفس أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض.
وأردف: لعل أصحاب هؤلاء القنوات أن يتقوا الله جل وعلا، ويتوبوا، ويجعلوا قنوات بثهم مذكرة بخير، محذرة المسلمين من الشر، داعية لهم أن يستعدوا للمحافظة على إسلامهم وحراسة دينهم، وأن يكفوا عن نشر الفساد والإفساد، والدعوة إلى السحر والمجون؛ والله المستعان.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 07:23]ـ
الفتوى موجوده في التسجيل اعلاه في الدقيقه 23
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 09:49]ـ
الأخ علي جزاك الله خيراً سمعت التسجيل
إذاعة لندن جعلته من الأخبار الرئيسية اليوم التي تعاد كل ساعة في الصباح
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 10:02]ـ
السلام عليكم
كلام سماحة الوالد الشيخ اللحيدان واضح ولا يحتاج إلى تأويل فإنه
جاء في إجابة الشيخ اللحيدان: إن من يدعون إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم "قضاءً"
ولعلي أوضح للأخ القارئ قول سماحة الوالد (لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل)
والمقصود في الاعتقاد هم دعاة الضلال الذين يدعون إلى النار وكذلك الخوارج المارقين وجب قتلهلم على الإمام وليس كل من هب ودب فتنبه يا عبدالله
ودعاة الضلال متمثلين اليوم بعدة شخصيات يطبل لهم الجهال والقنوات الفضائية والله المستعان اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ودعاتها من مفسدين الأخلاق والأعمال والاعتقاد
واحفظ والدنا الشيخ العلامة صالح اللحيدان وانصر به السنة واقمع به البدع وأصحابها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 10:03]ـ
السلام عليكم
كلام سماحة الوالد الشيخ اللحيدان واضح ولا يحتاج إلى تأويل فإنه
جاء في إجابة الشيخ اللحيدان: إن من يدعون إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم "قضاءً"
ولعلي أوضح للأخ القارئ قول سماحة الوالد (لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل)
والمقصود في الاعتقاد هم دعاة الضلال الذين يدعون إلى النار وكذلك الخوارج المارقين وجب قتلهم على الإمام وليس كل من هب ودب فتنبه يا عبدالله
ودعاة الضلال متمثلين اليوم بعدة شخصيات يطبل لهم الجهال والقنوات الفضائية والله المستعان اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ودعاتها من مفسدين الأخلاق والأعمال والاعتقاد
واحفظ والدنا الشيخ العلامة صالح اللحيدان وانصر به السنة واقمع به البدع وأصحابها
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 10:44]ـ
الأخ علي جزاك الله خيراً سمعت التسجيل
إذاعة لندن جعلته من الأخبار الرئيسية اليوم التي تعاد كل ساعة في الصباح
واياك بارك الله فيك
وبالنسبه لردة فعلهم عادي الله يسلمك
الشيخ وكثيرين ايقنوا غاية هذه القنوات المفسده وخاصة ان دورها الافسادي في تصاعد حتى بلغ مابلغه تأثرا وتأثيرا
خلهم يشبون نار لابارك الله فيهم
ـ[مالك بن نبي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 01:09]ـ
أنا أقول لمن أتى بالخبر بهذا التجريد وترك التوضيح
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد هالأبل!
ليكن العنوان دلالته حقيقة كاملة وليست جزئية , والله الموفق
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 03:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... قف يا قلم وتنحي يا دواة فالمارد لم يعد يعبأ بمكتوب ولا مقروء ..
لاحت معالم الخطة الراندية .. وتبدى عوارها وانكشفت الأوراق وبات واضحا لكل ذي عينين أن هناك أقلاما مسيرة مجيرة تكتب ما يؤمن به أسيادها فإن شرقوا شرقت وإن غربوا غربت وإن أحدثوا توضأت .. عربية المسمى غربية المضمون
لقد أمسى جليا تعمد التنقّص من الشخصيات العلمية والدعوية، الحقيقية كأفراد العلماء الربانيين، أوالاعتبارية كهيئات الإفتاء ولجانه المعتبرة؛ وذلك ابتغاء كسر جلال العلم وتحطيم محدِّدات المنهج، وفتح الطريق للمشروع الأجنبي!
وبعد أن تطاول الأقزام على العلامة الفهامة الشيخ صالح الفوزان والحبر البحر الشيخ عبد الرحمن البراك .. فرد الله كيدهم عليهم ولفظهم المجتمع وبات الدعاء عليهم لا يكاد يخلو منه مجلس عامة
هاهم اليوم يشنون حملة منظمة للنيل من قامة علمية شامخة وقلعة للحق عتيدة
هو أبو القضاء الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان الذي ما فتئ خادما لدين الله ولتحكيم شرعه والتحاكم إليه حتى أعلا بالحق سلطان القضاء وحافظ على هيبته – نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا
تقوََّّلُوا عليه أنه يدعو لقتل ملاك القنوات ولقد كذبوا ومالك يوم الدين .. فالشيخ قال أن المفسد للدين والمعتقد إذا لم تردعه أي عقوبة دون القتل فإنه قد يحل قتله قضاء .. قال هذا وهو ابن بجدة القضاء وعذيله المحنك وقد استشهد بالقرآن الكريم
وكانت الفتوى كالشمس وضوحا وكالبدر جمالا وكالسيف حدة .. ثم ختمها بدعوة هؤلاء المفسدين أن يتقوا الله ويتوبوا إليه .. ولو كان داعيا لقتلهم وملاحقتهم كما يزعم المرجف فهل تراه يدعوهم للتوبة والتقوى؟؟
إن فتوى الشيخ بقوتها كانت حزما في موضعه كيف لا وقد أجلب ملاك القنوات الضالة بخيلهم ورجلهم إفسادا وطغيانا حتى نالوا من الذات الإلهية ومن المقدسات الشرعية ومن الأخلاق الكريمة ولم يحافظوا على قيم ولا مثل
إنما حافظوا على الشر وأعلوا صرح الباطل فكانوا محاربين لدين الله ومفسدين في الأرض فلو حوكم أحدهم على هذه الجرائم الشنيعة لكان للحق موقف فاصل ..
" إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم "
عودا على بدء .. سأترك لكم الفتوى بصوت الشيخ سدده الله وأيده .. لتعلموا أن المرجفين يريدون أن يسقطوا الرموز بالتأويلات الفاسدة .. وما كان لهم ذلك .. ووالله لو اجتمع صحفيو البسيطة على أن يسقطوا عالما ربانيا من أعين الناس فلن يفلحوا ..
اللهم أيد علماءنا بالحق وسدد ولاتنا للخير والهدى واجعلهم سلما لأوليائك حربا على أعدائك يا ذا الجلال والإكرام.
الرابط المباشر للفتوى
http://www.nabd.net/members/M300SEL/kalimat/lohedan_fatwa.mp3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 10:56]ـ
من موقع الشيخ حامد العلي - حفظه الله -:
السؤال: فضيلة الشيخ، سمعنا الضجة الإعلامية على فتوى سماحة الشيخ اللحيدان، بقتل المفسدين، فما هو تعليقكم على هذه الضجة، وما حقيقة الأمر؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله، والصلاة والسلام، على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإنّه من الواضح من نص الفتوى ـ وقد ركَّزت على التحذير من الإفساد الإعلامي بنشر الرذيلة، وإفشاء الإنحطاط الأخلاقي ـ أنها كانت في سياق ما هو من سلطة الحاكم في الشريعة الإسلامية، من أحكام التعزير الرادع للفساد في الأرض.
وما ذُكر فيها مشهورٌ، مذكورُ في كتب الفقه من المذاهب الأربعة، ومعهود في باب القضاء في الشريعة الإسلامية.
غير أنَّ وراء الإثارة الإعلامية المبالغ فيها، التيار العلماني المدعوم غربيّا، الذي يتخذ من وسائل الإعلام وسيلة لتشويه صورة الإسلام، وإسقاط أحكام الشريعة، ونشر التغريب، والإفساد الأخلاقي، في سياق مخطط شامل يستهدف الإسلام، تقف وراءه إدارات غربية، تعمل في بلادنا، بواسطة مؤسسات ثقافية، وإعلامية، ومراكز بحثية عديدة في العالم الإسلامي.
والعجيب من أمر هؤلاء المستغربين أنهم يطِّبلون لما تفعله أمريكا من الغزو، والدمار، والقتل، وتخريب البلاد، وإهلاك العباد، من باب محاربة ما يسمون: (فساد الإرهاب)!، وهي تفعل ذلك من غير أحكام قضائية، ولا سلطات دولية، وإنما بمحض الطغيان بالقوّة، وهي تقتل حتى بالشبهة، وتقصف المدن، والقرى، فتهدم المنازل، فتهلك الأبرياء من الأطفال، والنساء، وغيرهم، في طريقها، فلا ينكرون عليها هذا الإهلاك للحرث، والنسل!
بينما جاءوا يعظمون الشَّنعة على فتوى عابرة، بأنَّ من حق السلطة الحاكمة، التعزير بالقتل لمن لم يمكن ردع فساده إلاَّ بذلك!
ودع الذين إذا أتوْك تنسَّكوا ** وإذا خلوْا فهم ذئاب خرافِ
وأما أصل ما ذُكر في الفتوى، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بعد أن نقل عن طائفة من العلماء من الشافعية، و الحنابلة، ومنهم المالكية، أنَّه يجوز للحاكم قتل المفسد في الأرض إذا لم يمكن قطع دابر فساده إلاّ بالقتل، قال:
(كَّمَا جَوَّزَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ قَتْلَ الْقَدَرِيَّةِ لأجْلِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ؛ لا لأَجْلِ الرِّدَّةِ؛ وَكَذَلِكَ قَدْ قِيلَ فِي قَتْلِ السَّاحِرِ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهُ يُقْتَلُ.
وَقَدْ رُوِيَ (عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا: إنَّ حَدَّ السَّاحِرِ ضَرْبُهُ بِالسَّيْفِ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَعَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَحَفْصَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَتْلُهُ. فَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: لأجْلِ الْكُفْرِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لأجْلِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ، لَكِنَّ جُمْهُورَ هَؤُلاءِ يَرَوْنَ قَتْلَهُ حَدًّا.
وَكَذَلِكَ أَبُو حَنِيفَةَ يُعَزَّرُ بِالْقَتْلِ فِيمَا تَكَرَّرَ مِنْ الْجَرَائِمِ، إذَا كَانَ جِنْسُهُ يُوجِبُ الْقَتْلَ كَمَا يُقْتَلُ مَنْ تَكَرَّرَ مِنْهُ اللِّوَاطُ، أَوْ اغْتِيَالُ النُّفُوسِ لأَخْذِ الْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَقَدْ يُسْتَدَلُّ عَلَى أَنَّ الْمُفْسِدَ مَتَى لَمْ يَنْقَطِعْ شَرُّهُ إلأّ بِقَتْلِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، بِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ: (عَنْ عرفجة الأشجعي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ).
وَفِي رِوَايَةٍ: (سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ. فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ).
وَكَذَلِكَ قَدْ يُقَالُ فِي أَمْرِهِ بِقَتْلِ شَارِبِ الْخَمْرِ فِي الرَّابِعَةِ؛ بِدَلِيلِ مَا رَوَاهُ أَحْمَد فِي الْمُسْنَدِ: (عَنْ دَيْلَمَ الْحِمْيَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ: إنَّا بِأَرْضِ نُعَالِجُ بِهَا عَمَلاً شَدِيدًا، وإنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ الْقَمْحِ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا وَعَلَى بَرْدِ بِلادِنَا. فَقَالَ: هَلْ يُسْكِرُ؟ قُلْت نَعَمْ. قَالَ: فَاجْتَنِبُوهُ. قُلْت إنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ فَاقْتُلُوهُمْ.
وَهَذَا لأنَّ الْمُفْسِدَ كَالصَّائِلِ. فَإِذَا لَمْ يَنْدَفِعْ الصَّائِلُ إلاّ بِالْقَتْلِ قُتِلَ.
وَجِمَاعُ ذَلِكَ أَنَّ الْعُقُوبَةَ نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا: عَلَى ذَنْبٍ مَاضٍ، جَزَاءٌ بِمَا كَسَبَ نَكَالاً مِنْ اللَّهِ، كَجَلْدِ الشَّارِبِ، وَالْقَاذِفِ، وَقَطْعِ الْمُحَارِبِ، وَالسَّارِقِ.
وَ الثَّانِي: الْعُقُوبَةُ لِتَأْدِيَةِ حَقٍّ وَاجِبٍ، وَتَرْكِ مُحَرَّمٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، كَمَا يُسْتَتَابُ الْمُرْتَدُّ حَتَّى يُسْلِمَ فَإِنْ تَابَ؛ وَإلاَ قُتِلَ.
وَكَمَا يُعَاقَبُ تَارِكُ الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَحُقُوقُ الْآدَمِيِّينَ حَتَّى يُؤَدُّوهَا. فَالتَّعْزِيرُ فِي هَذَا الضَّرْبِ أَشَدُّ مِنْهُ فِي الضَّرْبِ الْأَوَّلِ) أ. هـ من مجموع الفتاوى
،
ومن الجلي أنَّ ما ذكره العلماء في هذا الباب، إنما يقع ضمن إختصاص السلطة، وليس من باب واجب الأفراد.
والله أعلم
http://www.h-alali.cc/f_open.php?id=abcbb85c-d2ed-102b-b3bb-0010dce2d6ae
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:10]ـ
هذا من مصدر غير موثوق حتى يتسنى التأكد منه
وفيما النص الكامل للقاء الشيخ صالح اللحيدان مع التلفزيون السعودي
النص الكامل للحوار
تناقل الناس فتوى سماحتكم التي سئلتم فيها في البرنامج الإذاعي / نور على الدرب / والمتعلقة بما تبثه الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك وقد حرفت هذه الفتوى وتناقلتها الأوساط المغرضة عن وجهتها وعن ما تفضل به سماحتكم وعن ماأدلى به سماحتكم للإذاعة،
س / الفتن الكبيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك وتركز برامجها السيئة على فترتي المغرب والعشاء على المسلمين فما
هي نصيحتكم للمشاهد وما هي أيضا نصيحتكم لأصحاب القنوات.
ج / بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين وبعد:
سئلت هذا السوأل وقبل الدخول في إيضاح ما كانت الإجابه به أحب أن اتحدث عن نفسي وإن كنت لا أحب الحديث عن النفس ولا أحرص على المظاهر الإعلامية ولا الكتابات
الصحفية رغبة في الإنشغال بغير ذلك ومع هذا فعندما تدع حاجة الى ما عليه الإنسان يكون مثل ذلك من باب المصلحة العامة وما نشر في الفضائيات والقنوات والمغرضين كأنهم معنيون بتاريخ حياتي، وذكروا بدئي في القضاء بعد أن كنت في الإفتاء، أنا كما يعلم العارفين بي وليعلم من لم يكن لم يعرف أنا من المتخرجين من كلية الشريعة عام 1379هـ، وفي أوائل سنة 80 تعينت مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه سكرتيرا له في الإفتاء وبقيت معه، وكنت والحمد لله والمنة والفضل له كنت محل الثقةوتقديرهم وأحترام رأيهم.
وفي عام 83 نقلني رحمة الله عليه الى محكمة الرياض ليهيئني لرئاستها وذلك في أول رجب عام 83 وجلست فيها، وفي أوائل عام 84 توليت رئاسة المحكمة وبقيت فيها الى 5 محرم عام91 ثم انتقلت الى الهيئة القضائية العليا وتحولت فيما بعد الى مجلس القضاء الأعلى وأستمريت في هذا العمل في حياتي القضائية في الإفتاء وفي القضاء تتجاوز 50 عاما، كل هذا العمل في أعمال هامة، فيما يتعلق بالتحصيل العلمي تخرجت من الشريعة وقرأت قرأة وشرحا وتعليقا مؤطأ الإمام مالك في المسجد على الجماعة وصحيي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي طيلة هذه السنين التي مضت، وترتيب مسند الإمام أحمد بن عبدالرحمن البنا الساعاتي، كل هذه الكتب العظيمة الهامة قرأتها على الناس في المسجد إماما وتكلمت عن معانيها مع ما يحتاجها القضاء من مراجعة لكتب الفقه والاصول والقواعد الفقهية، وفي حياتي لم أكن أتمتع في إجازة طيلة حياتي الماضية الإ بشهر واحد كما لم أكن أتمتع بإجازات خاصة، ومن فضل الله علي وعلى العمل أنني لم أتغيب عن العمل لمرض الإ مرتين في أمر خفيف والحمد الله على منه وكرمه وجوده، ولقد تعاملت مع العلماء الذين هم كبار علماء المملكة ومن يتصل بهم، فكنت والحمد لله محل تقدير العلماء على رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم ويليه تلامذته ومن في طبقتهم الشيخ عبدالرزاق عفيفي وأستاذنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد وتلك الطبقة وكنت عضو في هيئة كبار العلماء من أول عام 1391هـ ولا أزال فيها، وفيما يتعلق مع الملوك تملك المملكة بعد الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الملك سعود وكان الملك عبدالعزيز يوم وفاته وأنا في الثالثة والعشرين عاما / رجل / لكن التعامل مع الملك سعود كان محدودا قليلا لعدم طوال مدته بعدما كنت مسئولا في العمل في القضاء ثم مع الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم أجمعين ومع الملك عبدالله وسمو ولي عهده وكبار المسئولين في الدولة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء الذين لهم صلة بي ولي بهم صلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت في كل ذلك والحمد لله أتمتع بحسن الصلة والتقدير منهم والذين كان كثير منهم في الوقت الحاضر دوني في السن والذين يمكن أن يكونوا قريبين في السن هم كبار الأمراء وقلة فيما أظن من الوزراء، هذه بالنسبة لي للحياة، بالنسبة للمشاكل في عام 85 لاتعرض قضية هامة تمس أمن الدولة وتضايق المواطنين والمجتمع إلا وفي الغالب أنا داخل فيها قضاء ودراسة بعد القضاء وأمثال ذلك، فهذه الحياة لا تدل على أن الإنسان يتكلم في فتوى عن جهل أو عدم رويه أو إدراك.
وأما الفتيا فأنا من عام 80 فأنا مكلف بالفتيا في الحرم في الحج، عام 80 كلفني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه و 20 رجلا من الزملاء أهل العلم ندرس في الحرم موسم الحج بكامله وأستمريت على الفتيا بالنسبة لمناسك الحج طيلة هذه المدة مشاركا ومن عام 1404هـ كلفت بدروس الحرم في رمضان وما بعده والحج وإن كنت تخلفت أنا عن المواصلة في الحج للإنشغال والإزدحام وفي الدروس الصيفية عدة سنوات فكنت والحمد لله محل رضى المستمعين وأهل العلم ومن يتصل بي من داخل المملكة وخارجها وهذا فضل الله جل وعلا وإحتمال قادح لايستغرب تأثر شيخ الإسلام بن تيميه، كما كثر المعترضون عليه، أنشد ابياتا أذكر واحد منها يعرفها المتعاطون للأدب يقول فيها:
لو لم تكن لي في القلوب مهابة
لم تكثر الأعداء في تقدح
فلا ألوم من يتضايق من ان يكون إنسان موفق لأي عمل من الأعمال وإذا صار الشنئان والإزدراء ممن هم دون المستوى فأستشهد إشارة أولا تكلم في أهل العلم وانتقد الرسل من قبلهم وأما من جانب الأدب قيقول أبو الطيب المتنبي في قصيدته مطلعها:
لك في القلوب منازل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة باني كامل.
فهي هذه القصيدة فإذا جاءت المذمة من نقص في عقله أو إيمانه أو حسبه فها لايضير يكفيني ما يقول الشاعر الأول: إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضبانا علي لئامها
فانا إذا كنت أتمتع فيما أظن برضى الله جل وعلا ثم برضى ملوك بلادي وكبار رجالهم من إخوانهم ونوابهم فلا أبالي فيمن دونهم الا نني احب لكل مسلم ان يوفقه للصواب في أموره كلها وأن يهديه سواء السبيل، وأنا ما أقول لمن يسيئني الا حسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا مجمل خلاصة احببت ان اقولها في بداية الحديث، واما ما يتعلق بالسؤال الذي سمعت نصه الآن من الدكتور سليمان بارك الله فيه وأسرني أنه هو الذي حضر لإيراد ما سمعت هذا السؤال كان تسجيله فيما يظهر أنه في شوال 6 لهذا العام أوفي أواخر شهر 5 في الرياض لما سجلت حلقات رمضان عرض طالب الأسئلة الدكتور فهد السنيدي المعروف بالإذاعة وعمله بالتدريس بجامعة الملك سعود ذكر ان لهذا السؤال له أبعاد وخطير وسيعرض في رمضان لعلك تحتسب وتقول ما ترى، فقرأ السؤال فأجبت عليه إجابة من ينفع المستمعين بداية بمن يكونون معنيين في السؤال وهم أصحاب البث في القنوات الفضائية ومن يستمع لهم لإن الخطاب الذي يراد به ان يكون نافعا يوجه لأكبر عدد ممكن رجاء ان ينفع الله به وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ رب مبلغ أوعى من سامع ـ قد ينقل الواحد ما سمعه لغيره ولايكون وهو ينقله فاهم أبعاد ما نقل فينقله لمن هو افقه منه وأكثر إيضاح لمراميه وهذا ماكنت أرجو
وأهدف له حين أبديت ما أبديت وما كنت أظن أن أحد جريئا على التجريح والتشويش وقطع الكلام من مبدأه أومن منتهاه أو من وسطه لحاجة في نفسه ما كنت أتوقع هذا لانني لا أسعى لغيض أحد ولا للإساءة الى أحد، لم يسرني كثيرا أن يصل إحساني باللسان أو بالشفاعة أو نحو ذلك بالنصح والإرشاد الى أكبر عدد ممكن وأنا ان لم أكن مفتي أتلقى الفتاوى عبر الهاتف وفي مقري في العمل وفي منزلي وفي الدروس التي القيها والمحاضرات التي يلح علي، وأن وقتي كما يعرف كل من يعرف أنني في القضاء وفي دراسة القضايا ـ القتل والرجم والأموال والتعزيرات والحدود وغير ذلك ـ يستدعي من الواحد أن يكون باذلا جل ما يبذله من وقته في خدمة هذا الجهاز الذي أعتبره ولله الحمد أميز قضاء في العالم وإن لم يرضي المغرضون لإن هذا القضاء إنما يعتمد على مفهوم من كتاب الله جل وعلا ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابه رضي الله عنهم أجمعين ومما أجمع عليه سلف الأمة من عهد
(يُتْبَعُ)
(/)
القرون الثلاثة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون كما في حديث عمران بن الحصين وعبدالله بن مسعود المخرجين في الصحيح حيث قال / خير القرون الذي بعثت فيهم/ وهؤلا الصحابه ثم الذين يلونهم وهؤلا أتباع التابعين الذين لم ينقرضوا إلا في حدود منتصف المائة الثانية من الهجرة، وما جاء بعدهم من أهل العلم فهو إنما هو تفريع وأستنباط وإيضاح ما فهموه من كلام أولئك أو ما نقلوه فالحمد لله على كل حال ثم أني تكلمت عن هذه المحطات ولا شك أنني لست راضيا عن كثير من القنوات الفضائية وإن كنت ألقيت كلمات في قنواتنا وفي قناة المجد واعتذرت عن غيرها كا إم بي سي طلبوا مني في أول تأسيسها فرفضت أن يكون قبلي تسجيلات غنائية ومجونية وأن تأتي بعد كلامي تسجيلات من هذا النوع,, قلت لا مانع إذا نفذتم هذا الشرط قبل البداية لا يكن سبقني كلام من هذا القبيل ولا يكون فلا عندي مانع من التسجيل, لكن يظهر هذا يشق عليهم أو لا يناسب سياستهم
فلم يسجلوا عندي فيما أعلم شي من ذلك.
أما تسجيلات التلفاز فأنا من تأسيس التلفاز في المملكة وأنا ألقي فيه في بعض السنوات حلقات رمضان التفسيرية كلها كنت أتولى ذلك ,أتذكر في بداية الملك خالد أو في أوائل الملك فهد ثم بعد كثر الشغل عندي فكنت لا أستطيع أن أسجل.
هذه الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوا وأن لا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بمضحكات التي لا تليق برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف أو نهي عن المنكر أو غير ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها فكيف بمحطات تبث على الهواء فنصحت هولاء عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر بفسادهم و تضرر بإعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لاؤلئك القنوات أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر دينها أو يجرها على الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير ذلك.
وأن هؤلاء المسئولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وعادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر على إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم قضاء، ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوى من الجهات المخصصة للإدعاء لهيئة الإدعاء العام و يسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعى عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلى منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة.
الدرجة الأولى تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الإحتياط للقضاء والإحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرضى المحكوم عليه ترفع إلى جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلى القتل أو في ما حكمه ترفع إلى هيئة أخرى أعلى الهيئات تلك تدرس وكل ذلك على منهاج الكتاب والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة فهذه الفتوى التي تعرضت لأمر السحر والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلى الإستدلال بالآيات الكريمة التي فيها إشارة إلى أن من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فأشرت إلى ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول بعد أربعة أشهر أو حولها إلى تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبة أو يتلقفه أناس من داخل المملكة وما يسمعون كامل الجواب فيظنون
(يُتْبَعُ)
(/)
رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضى فيها قرابة أربعين سنة في هيئة كبار العلماء راح من راح و لازلت والحمد لله باقيا بل إن التشكيلة الأولى لهيئة كبار العلماء لم يبق منهم على قيد الحياة إلا أنا الآن فإن تشكيلهم الأول في حياة الشيخ محمد بن إبراهيم كانوا من 14 نفرا كنت أحدهم ولم يبقى منهم إلا سواي وأنا في الطريق كما يقول الشاعر العربي "وأراني طرادة في أثرهم طرد أنوار .... إلخ"، فهذه سنة الله في الأشياء لايتوقع من عاش هذه المدة ساد في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخى وزامن وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لايتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع الذي حرفوا أو قلبوا وقال أنه حكم على ملاك الفضائيات بالقتل لكني لا أقول إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد كما أسأل الله سبحانه وتعالى لهذه المملكة بالخصوص أن يزيدها الله ثباتا على الهدى وحسن التمسك به وصلابة في الوقوف في وجه المغرضين لإعزاز أمر هذا الدين فإن هذه البلاد ما عاشت هذه المدة وحصلت تلك التقلبات على الدول المجاورة من ثورات وإضطرابات وتردد وبقيت هذه الدولة بحمد الله ثابتة سائرة على المنهج التي هي عليه إلا لأنها ولله الحمد على الحق ولم تكن على الباطل وتلتمس رضا الله والمصطفى صلى الله عليه وسلم /من إلتمس رضا الله بسخط
الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس/ وفي لفظ عاد ذاموه من الناس حامدين له/ وفي لفظ /عادوا راضين له/.
أسأله جل وعلا أن يزيدها ثباتا وأن يملأ صدر خادم الحرمين وصدر ولي عهده وصدر أصحاب السمو ألأمراء والمسئولين في هذه الدولة على مختلف مجالسهم وأعمالهم وسائر من في هذه البلاد أن يملأ قلوبهم بالإيمان ويجعل كل واحد منهم يراقب الله قبل أن يراقب الناس ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس كما أسأله جل وعلا أن يوفق ولاة المسلمين في كل مكان في هذا الشهر المبارك وعلى رأسهم في ذهني وقلبي ولي أمرنا وأعوانه أن يوفقهم جميعا لنصرة هذا الدين وإيضاح الحقائق لأعداء الإسلام وبيان أن هذا الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي قال الله عنه- (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) - الآية (إن الدين عند الله الإسلام) وأن يديم علينا شرف هذا الإنتساب وأن يبارك في قيادتنا ويرزقها حسن تقدير الأمور وجودة
الإختيار لأهل العمل وأن يمتعنا بصحة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسائر المسلمين في هذه الدولة وأن يديم ثبات هذا الملك لأسرة آل سعود التي قامت أول قيامها مع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب على نصرة العقيدة وتحكيم الشريعة وحراسة الأخلاق و أن يديم ثبات هذه الدولة وتوارث حكمها لأخفاد ذلك الإمام الذي قام يوم قام ولم يكن أعز من في البلاد ولا أقواهم قوة وجيشا ومنعة ولكن صاحبه وتمسك بما هو أقوى شيء في الوجود صافح العقيدة الصافية وصاحب الشريعة الحنيفية السمحة ودافع عن الملة الحنيفية فأعلى الله قدره وثبته وأورثه هذا الملك العظيم.
ثم ختم بالسؤال من الله جلت قدرته وعلى مكانه واستوى على العرش أن يهدي ضال المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم على أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلاميه في هذا الشهر المبارك العزة والشرف والمجد للإرتقاء كما أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين في كل مكان وأن يصون هذه الدولة ويحفظها من كيد الأعداء وتربص المجرمين وأن يصلح شعبها كلهم إنه جل وعلا مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلموبارك على نبينا محمد.
ـ[الهجرة]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 10:23]ـ
أجرت إذاعة القرآن الكريم لقاء مع سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله بيَّن فيها حقيقة ما أُثير حول فتواه عن أصحاب الفضائيات ..
تجدوا المادة على هذا الرابط
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=9659&action=listen&sid=
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 10:35]ـ
هذا الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
ـ[الهجرة]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:06]ـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54638
ـ[صالح العواد]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 02:44]ـ
اللهم احفظ مشايخنا من شر الأشرار و كيد الفجار ..(/)
رحم الله العالم الشاب الذي قيل عنه (لو عمر لكان آية) اللهم تقبله في الصالحين
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 10:17]ـ
رحمَ اللهُ عبدَالسلام. . .
-مِن دُعاة السنةِ ومنهج السلف -في الإسلام-
الشيخ علي بن حسن الحلبيّ الأثريّ-
عندما يموتُ لنا صديقٌ: نحزنُ، ونأسى، ونأسفُ، ونتأثّرُ بفقده -جدّاً-. . .
فكيف إذا كان هذا الصديقُ صدوقاً، وفيّاً، محبّاً، ودوداً؟!
فكيف إذا كان هذا الصديق سُنِّيّاً، سلفيّاً، أثريّاً، داعيةَ سُنّةٍ وتوحيد، رادّاً على أهل الانحرافِ والبدع والغُلُوّ؟!
فكيف -كيف- إذا كان هذا الصديق عالماً فاضلاً، وشيخناً واثقاً، وعَلَما بارزاً؟!
. . إنَّ هذا -كلَّه- واللهِ- لَسَبَبٌ أجلُّ في أن يتضاعفَ الحُزْن، ويعظُمَ الأسى، ويشتدَّ الأسف، ويزدادَ التأثُّر. .
وبخاصَّةٍ في زَمنٍ عَسِرٍ؛ كَثُر فيه المطلوبُ، وقلّ المساعدُ والمُعين، ولا ناصرَ إلا اللهِ!!
واللهِ؛ إنَّ حاجتنا لأمثالِ مَن هذا حالُه: كبيرةٌ، لأنّه واضحُ الفِكْر، بيِّنُ التوجُّه، ثاقبُ البصيرة، مستشرفُ المستقبلِ. . .
إنّه أخونا الوفيّ، وصديقنا الصفيّ، وحبيبنُا النقيُّ: أبو عبدالرحمن، عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم -تغمده اللهُ برحمته، وأدخله فسيحَ جنّاتهِ، وصبّر أهلَه وذويه، وإخوانَه ومُحبيه: على مرارةِ فقدهِ، وصعوبةِ موته-ِ. . .
إنّ العينَ لتدمع، وإن القلبَ ليحزن، وإنا على فِراق أبي عبدالرحمن لمحزونون. . .
وليس لنا مِن سلوى نُسلّي بها نفوسنا، ونُعزّي بها أنفسَنا: أكثرُ ممّا وَرَدَ عن بعض أئمّة السلف الصالحين مِن آثارٍ تعين على احتمال المصيبة، والصبر عليها:
- قال الإمام عون بن عبدالله: «مَن مات على الإسلامِ والسنة: فله بشير بكل خير» «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (60).
- وقال الإمام الفُضيل بن عيَاض: «طوبى لمن ماتَ على الإسلام والسنة». رواه اللالكائي (268).
- وقال الإمام أيوب السَّختِياني: «إنّه ليبلغني موتُ الرجل مِن أهل السنة: فكأنّما أفقد بعضاً مِن أعضائي». رواه أبو نُعيم في «الحلية» (3/ 9).
. . . نحسبُه كذلك، ولا نُزكّيه على اللهِ -تعالى-.
اللهم ارحم عبدَك عبدالسلام، وأدخلْه الجنّة بسلام، وألحقنا به في صالحي عبادك -في دار السلام-.
والسلام. . .
قصيدة
رثاء و وفاء
قُلْ للشبابِ وللشيوخِ تصبَّرُوا
في فَقْدِنَا عَلَمًا ومِن خُسرانِهِ
رَحِمَ الإلَهُ عُبَيْدَهُ في قبرِهِ
رَحَماتُهُ بالبِرِّ في إحسانِهِ
هذا (السلامُ) مُسَلِّمٌ في عَفْوِهِ
(عبدَ السلامِ) ومُكْرِمٌ بِجِنَانِهِ
هو (بَرْجَسٌ) في ذي السماءِ بعلمِهِ
قد مَدَّ نورًا زاد عن أوطانِهِ
عِلْمٌ ونَهْجُ رسولِنَا في سُنّةٍ
وبفهمِ أسلافٍ عُلا بُنيانِهِ
أخلاقُهُ آدابُهُ وفضائلٌ
عَزَّ النظيرُ نظيرُهُ عن شانِهِ
ولسانُهُ عذْبُ الكلامِ وسَلْسَلٌ
وكأنَّهُ منه صَدى ألحانِهِ
أمَّا التبدُّعُ والتحزُّبُ إنَّهُ
يَكْوِيهِمُ منه لَظَى بُركانِهِ
وكذا المكفِّر والجهالةُ رمزُهُ
هو عنده عنوانُ ذُلِّ هوانِهِ
وكذا الفُويسِقُ والكفورُ لربِّهِ
قد ضلَّ بالكفرانِ في طُغيانِهِ
وكذاك دعوتُهُ بكُلِّ وسيلةٍ
في الحقِّ كان الحقُّ طَوْعَ بنانِهِ
إخلاصُهُ ووفاؤُهُ قُلْ بَذْلُهُ
عَمَّ الذُّرى بل طَفّ عن بُلدانِهِ
داعٍ إلى الحقّ الحقيقِ بِحُجَّةٍ
بل مُمْسِكٌ فيه بغَرْزِ عَنانِهِ
قَدْ نَالَ دومًا في القُلُوبِ مكانةً
بتودُّدٍ منه مدى أزمانِهِ
والعَدْلُ في الأحكامِ رأسُ طريقِهِ
مِن غيرِ فَرْقٍ بين ذا وفُلانِهِ
هذا وربِّي دأْبُهُ قُلْ نَهْجُهُ
هذا وربِّي قُلْ عِيَارُ وِزَانِهِ
فانظُر إلى كُتْبٍ له منشورةٍ
ككتابِ «حُكَّامٍ» بلا كتمانِهِ
وكذاك «معتقدٌ» له في صحّةٍ
مِن آخِرِ التصنيفِ في عِرْفانِهِ
وله تآليفٌ لطيفٌ سَبْكُها
مِن سُنّةِ الهادي كذا قُرآنِهِ
مع حُسنِ ترصيفِ الكلامِ بِدِقّةٍ
قد زادَهَا فضلاً جمالُ بيانِهِ
واللَّهِ قد كُسِرتْ قلوبُ أحبَّةٍ
مِن شامِنَا حتَّى إلى تَطْوانِهِ
هُم إخوةٌ جُمِعُوا بظلِّ مناهجٍ
والحقُّ يعلوهم بعِزّ مكانِهِ
بالعلمِ قال اللَّهُ قال رسولُهُ
هذا احتجاجُ الحقِّ في بُرهانِهِ
لا بالتأقلُمِ أو تحزُّبِ فِرْقةٍ
هذا سبيلٌ شذّ عن رُجحانِهِ
زِدْ أنَّهُ سوءُ البلاءِ حقيقةً
فمُناقِضٌ للعَدْلِ بل إيمانِهِ
بابُ الأُخوّةِ دون هذا مُوْصَدٌ
بل أُشْرِعَتْ فيه كُوى حِرْمانِهِ
فاللَّهُ يُنْجِينَا برحمةِ فَضْلِهِ
مِن لحظةِ الموتِ رِضَا غُفْرانِهِ
في القبرِ تحت الأرضِ أيضًا رحمةٌ
فيها النجاةُ مِن بَلاَ فَتَّانِهِ
أمَّا الحِسَابُ فعند ربِّ الكونِ إذ
جُلُّ المُنَى في البُعدِ عن نيرانِهِ
واللَّهِ لن يُخزيْ الإلهُ مُوحِّدًا
يدعو إليهِ بفعلِهِ ولسانِهِ
أمَّا المُخالفُ للصوابِ فإنَّهُ
حالٌ به اضمحلالُ مثلُ دُخانِهِ
عبدٌ لهذا الربِّ عبدٌ صادقٌ
يحميه ربِّي عزَّ في سُلطانِهِ
فاللَّهُ يرحمُهُ الكريمُ بفضلِهِ
رَحَمَاتِ خيرٍ إنَّهُ بضمانِهِ
مِن غيرِ تزكيةٍ له في ربِّهِ
لكنَّ هذا الظنُّ في حُسْبانِهِ
هذا القصيدُ كتبتُهُ في مجلسٍ
مِن غيرِ تَزْيينٍ ولا حيرانِهِ
تِلكم عقودٌ أربعٌ لم تَكْتملْ
عددُ السنين إلى مَلا أكفانِهِ
هي نفسُهَا أعدادُ تأليفاتِهِ
رَوْحٌ له بالطِّيب مع رَيْحانِهِ
واللَّهُ أَوْلَى بالعبادِ مِن الذي
أدمَى العيونَ وكَلَّ في أجفانِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 10:39]ـ
احسن الله عزائكم فيه وعزائنا
ولاحول ولاقوة الا بالله(/)
علامات نصر الدين ........ ابشروا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 11:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من علامات قرب نصر الدين: استطالة الباغين
أ. د. ناصر العمر | 23/ 8/1429
إن الله عز وجل أغير على دينه من عباده، وقد أهلك جبابرة القرون الذين خلوا لما بَغَوا وبَلَغُوا في الظلم والإفساد مبلغاً عظيماً، قال الله تعالى:) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55الزخرف: 55، وقال قبلها:) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ((25) الزخرف: 23 – 25، وقال عن فرعون وقومه:) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ((136) الأعراف: 136، وقال عن أصحاب الأيكة الظالمين:) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ((79) الحجر: 78 – 79.
وفي زواجر القرآن من أخبار الأمم ما يدعو للاعتبار، وقد قال الله تعالى على سبيل الإجمال:) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ((47) الروم: 47. وإن أمم الغرب اليوم قد بلغت من الفساد والإفساد والدعوة إليه بالقوة العسكرية والسياسية والإعلامية عبر منظماتهم الدولية المختلفة -ومنها هيئاتهم الحقوقية- مبلغاً يؤذن بقرب زوالهم، يعلم هذا من أدرك واقع القوم، ثم عرف الله وآمن بأسمائه وصفات جلاله وكماله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أنه ملك جبار عزيز مهيمن ذو انتقام، يغضب، ويأسف، ويغار على محارمه، فلا أحد أغير من الله [1]، ولا شيء أغير من الله [2]، وكل ذلك قد ثبت في الصحيحين.
وقد أهلك الله من الأمم الماضية من لم يعرف إلاّ بذنب مع الكفر، كما أهلك قوم لوط بفاحشتهم، وقوم شعيب ببخسهم الناس أشياءهم، وقوم عاد بتكبرهم وتجبرهم، وغيرهم من الأمم التي جعلها الله أحاديث للناس، فبادت بعدما سادت وعادت أثراً بعد عين، وأمم الكفر اليوم قد بلغت من الاستطالة على المحارم مبلغاً تضارع فيه تلك الأمم السالفة، فظلمها لأهل الإسلام وغيرهم من الأمم المستضعفة باد، واستشراء الفواحش فيهم ظاهر، فما أقرب حلول نقمة الله بهم، وسواء طال الزمن أم قصر فوالله لَيَجْعَلَّنَّهم اللهُ ببغيهم على الناس وعلى أنفسهم بتجاوزاتهم حدود الله أحاديث وذكريات وعبراً للمعتبرين كشأن أمم الماضين، فقد اقتضت ذلك حكمته، وجرت به سنته سبحانه.
ومن لم تكن له معرفة بالسنن وأخبار الأمم يجزم بذلك إذا عرف ربه، وصدق وعده، قال الله تعالى:) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ((46) الحج: 45 – 46، وقال عز شأنه:) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ((59) القصص: 58 – 59، وقال:) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ((48) الحج: 48، وقال أصدق القائلين سبحانه:) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ((10) الطلاق: 8 – 10،) و َكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ((37) ق: 36 – 37.
فهل من شك بعد هذه الآيات؟ فكيف إذا تضافرت مع دلالتها، دلالة نصوص أخرى جاءت مؤذنة بهلاك من قارف ذنوباً مخصوصة نرى بعض أمم الكفر لا تبالي باقترافها اليوم كالفواحش التي ما استشرت في قوم إلاّ بادوا، ومن أعظم تلك الذنوب المؤذنة بزوال القوم استطالتهم وسَبِّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقوعهم في عرضه جهاراً، وإعلان ذلك للمسلمين، وقد قال الله تعالىمَنْكَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ((16) الحج: 15 – 16، وقال سبحانه:) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ((57) الأحزاب: 57، فأوجب الله لعنة المتعرضين لرسوله بالأذى في الدنيا قبل الآخرة، ولعنتهم في الدنيا مقتضية لانفكاك رحمة الله بهم، واستئصال العذاب لهم، وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلمإِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ((95) الحجر: 95، وقال:) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ((3) الكوثر: 3.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبّه، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب إذ لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر و هو ممتنع علينا، حتى نكاد نيأس، إذ تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلاّ يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عَنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إنْ كُنَّا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً بما قالوه فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده و تارة بأيدي عباده المؤمنين" [3].
والمحصلة:) لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ((198) آل عمران: 196 – 198، جعلني الله وإياكم منهم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] البخاري 4358، ومسلم 2760، وروياه في مواضع.
[2] البخاري 4924، ومسلم 2762.
[3] الصارم المسلول، 1/ 122.
موقع المسلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 01:32]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبّه، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب إذ لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر و هو ممتنع علينا، حتى نكاد نيأس، إذ تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلاّ يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عَنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إنْ كُنَّا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً بما قالوه فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده و تارة بأيدي عباده المؤمنين" [3].
جميل جدا ... بارك الله فيك أخي علي.(/)
تفسير كلام شيخ الإسلام عن السجود قدام الصنم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 01:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
فقد سألني أحد الإخوة أن أورد له تفسيري لكلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في السجود أمام الصنم، والذي نصه:
قال في [مجموع الفتاوى: 14/ 120]:
وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة: كالسجود للأوثان، وسب الرسول، ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن، ولم يقصد بقلبه السجود له، بل قصد السجود لله بقلبه، لم يكن ذلك كفراً. وقد يباح ذلك إذا كان بين مشركين يخافهم على نفسه، فيوافقهم في الفعل الظاهر، ويقصد بقلبه السجود لله؛ كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين، حتى دعاهم إلى الإسلام، فاسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر.
فأقول مستعيناً بالله ..
ابن تيمية - رحمه الله - ذكر مسائل، وهي:
1 - السجود للأوثان كفر ظاهر يستلزم الكفر الباطن.
2 - السجود قدام الوثن (لاحظ أنه لم يقل للوثن) قد لا يستلزم الكفر الباطن، بل يفعله صاحبه وهو مؤمن.
3 - هذا الفعل، مع مشاكلته للكفر الظاهر، فإنه ليس كفراً.
4 - وقد يباح في حال الضرورة، وهو خوف المسلم على نفسه من الكافرين.
-------
ففي المسألة الأولى .. فلا يجادل أحد من المسلمين أن السجود للأوثان كفر باطن وظاهر .. وصاحبه مشرك.
وفي المسألة الثانية: هناك فرق بين السجود للوثن، الذي يقتضي عبادته أو تشريفه .. وبين السجود إلى الوثن، بمعنى أن يتخذه وجهة له وساتراً عند السجود، وهو ينوي في قلبه السجود لله.
وفي ذلك يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 4/ 358]:
وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لآدم، ولعن الممتنع عن السجود له، وهذا تشريف وتكريم له.
وقد قال بعض الأغبياء: إن السجود إنما كان للّه وجعل آدم قبلة لهم، يسجدون إليه كما يسجد إلى الكعبة، وليس في هذا تفضيل له عليهم، كما أن السجود إلى الكعبة ليس فيه تفضيل للكعبة على المؤمن عند اللّه، بل حرمة المؤمن عند اللّه أفضل من حرمتها، وقالوا: السجود لغير اللّه محرم، بل كفر.
والجواب: أن السجود كان لآدم بأمر اللّه وفرضه بإجماع من يسمع قوله ويدل على ذلك وجوه:
أحدها: قوله: لآدم، ولم يقل: إلى آدم. وكل حرف له معنى، ومن التمييز في اللسان أن يقال: سجدت له، وسجدت إليه، كما قال تعالى: {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت: 37]، وقال: {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الرعد: 15].
وأجمع المسلمون على أن السجود لغير اللّه محرم، وأما الكعبة فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة، وكان يصلى إلى عنزَة [العَنَزَة: رُمَيْح بين العصا والرُّمح]، ولا يقال: لعنزة، وإلى عمود وشجرة، ولا يقال: لعمود ولا لشجرة، والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده، وأما الساجد إليه فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهراً، كما يولى وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه، كما قال: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144].
والثاني: أن آدم لو كان قبلة لم يمتنع إبليس من السجود، أو يزعم أنه خير منه؛ فإن القبلة قد تكون أحجارًا، وليس في ذلك تفضيل لها على المصلين إليها، وقد يصلي الرجل إلى عنزة وبعير، وإلى رجل، ولا يتوهم أنه مفضل بذلك، فمن أي شىء فر الشيطان؟ هذا هو العجب العجيب!!
المسألة الثالثة: يقول ابن تيمية - رحمه الله - مستدركاً:
وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن، ولم يقصد بقلبه السجود له، بل قصد السجود لله بقلبه، لم يكن ذلك كفراً
لم يجعل هذا الفعل كفراً ..
ثم هو استدرك على أصل الحكم الشرعي، الذي قال فيه إن الكفر الظاهر يلزم منه الكفر الباطن .. فاستدرك بقوله: (وإلا) .. بما يفيد خروج المستدرك عن حكم المستدرك عليه.
فعليه، نأتي إلى المسألة الثالثة .. وهي: أن هذا الفعل مع مشاكلته لفعل المشركين في الظاهر، إلا أنه في الباطن والحقيقة ليس كفراً ..
وقال إنه قد يباح في حال الضرورة .. وهذه المسألة الثالثة ..
وقد يظن البعض أن "الخوف من المشركين" يعني به ابن تيمية الإكراه .. وهذا باطل .. لأنه لو عناه لقال ذلك صراحة، هذا أولاً .. ثم إنه قال:
كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين
ومعلوم أن الإكراه في حقّ أهل الكتاب غير جائز .. وهو مما اختص الله به هذه الأمة عن غيرها من الأمم ..
فدلّ هذا على أنه عنى الضرورة وليس الإكراه ..
هذا، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو موسى]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 02:59]ـ
قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله:
اعلم رحمك الله أن الانسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم خوفا منهم و مداراة لهم و مداهنة لدفع شرهم فإنه كافر مثلهم، و ان كان يكره دينهم و يبغضهم و يحب "الاسلام والمسلمين"، هذا إذا لم يقع منه الا ذلك، فكيف إذا كان في دار منعة و استدعى بهم و دخل في طاعتهم و أظهر الموافقة على دينهم الباطل و أعانهم عليه بالنصرة و المال، و والاهم و قطع الموالاة بينه و بين "المسلمين"، و صار من جنود القباب و الشرك و أهلها بعد ما كان من جنود الإخلاص و التوحيد و أهله؟ فان هذا لا يشك "مسلم" أنه كافر من أشد الناس عداوة لله و رسوله (صلى الله عليه وسلم) و لا يستثنى منه ذلك الا المكره، و هو الذي يستولي عليه "المشركون" فيقولون له: اكفر أو افعل كذا و إلا فعلنا بك وقتلناك، أو يأخذونه فيعذبونه حتى يوافقهم فيجوز له الموافقة باللسان مع طمأنينة القلب و الإيمان. و قد أجمع العلماء على أن من تكلم بالكفر هازلاً أنه يكفر، فكيف بمن أظهر الكفر خوفاً و طمعاً في الدنيا ".
ـ[الرابية]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 03:07]ـ
سؤالي لك يا أبا شعيب
إذا وجدت رجل ساجد لصنم فماذا تحكم عليه
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 03:32]ـ
الأخ أبا موسى،
جزاك الله خيراً ..
اعلم رحمك الله أن الانسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم خوفا منهم و مداراة لهم و مداهنة لدفع شرهم فإنه كافر مثلهم
بمعنى أن يستحسن دينهم، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} [النساء: 51].
مع أنهم يعلمون أن دين المشركين ليس أهدى من دين المسلمين ..
ولكن، حتى لو كان الشيخ يرى أنه كفر .. فالواضح من كلام شيخ الإسلام أنه لا يراه كفراً .. فتكون المسألة خلافية.
وقد يُستدل في هذه المسألة بحادثة قتل محمد بن مسلمة لكعب بن الأشرف .. فإنه أظهر له الموافقة على ما هو عليه، بكلام يحتمل معنيين .. يحتمل معنى حسناً في باطنه، ومعنى فاسداً في ظاهره .. وهذا ما يسمى في اللغة: المواربة.
فكما أن المواربة تكون باللسان، فإنها تكون بالفعل كذلك.
-------------
الأخ الرابية،
إن لم يظهر لي من قرائن حاله أنه لا يعني السجود للصنم، بل عنى السجود لله أمام الصنم .. فهذا حكمه في الظاهر كافر مشرك .. مع جواز بقائه في الباطن مؤمناً (على مذهب ابن تيمية).
كحال من يكون في جموع المشركين، ولا يظهر من حاله أنه ليس منهم .. فهذا حكمه في الظاهر الشرك، مع كونه في الباطن مؤمناً.
والله أعلم.
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 09:40]ـ
الخطأ في فهم الكلام المجتزأ لشيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ كقوله رضي الله عنه ((وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن، ولم يقصد بقلبه السجود له، بل قصد السجود لله بقلبه، لم يكن ذلك كفراً. ((مزلق خطير إلى الإرجاء والتجهم، وللنجاة من هذا المزلق الخطير لا بد أن يُعلم بأن أحكام الكفر والإيمان تبنى على الظاهر لا على السرائر.
فقد دلت نصوص الشريعة من الكتاب والسنة على أن الأحكام في الدنيا تبنى على الظاهر، وعلى أساس ما يُظهره المرء من أقوال أو أعمال، وذلك في الكفر والإيمان.
أي إن أظهر من الأقوال والأعمال ما يدل على إيمانه وإسلامه حكمنا عليه بالإيمان، وجرت عليه أحكام الإسلام في الدنيا، ومن دون أن نتحرى باطنه، أو نشق عن بطنه ونعرف حقيقة ما وقر في قلبه.
وكذلك من أظهر الكفر البواح بقولٍ أو عمل فإنه يُحكم عليه بالكفر من دون أن نتحرى باطنه، أو نشق عن بطنه، ونعرف حقيقة ما وقر في قلبه.
فمن أظهر لنا الكفر البواح ـ من غير مانعٍ شرعي معتبر ـ أظهرنا له التكفير والبراء ولا بد.
قال ?:" أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن
محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن تيمية في الصارم: معناه أني أمرت أن أقبل منهم ظاهر الإسلام، وأكل بواطنهم إلى الله؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يقيم الحدود بعلمه، ولا بخبر الواحد، ولا بمجرد الوحي، ولا بالدلائل والشواهد، حتى يثبت موجب للحد ببينة أو إقرار .. ا- هـ.
قلت: فما بال أقوامٍ يقيمون أحكامهم على الآخرين ـ بخاصة منها مسائل الكفر والردة ـ بالظن والشبهات، والمحتملات .. وأقوامٍ آخرين على نقيضهم وضدهم تأتيهم البينة الظاهرة بإقرار أو فعل صريح، فيأبون إلا أن يشقوا عن القلوب والبطون ـ وأنا لهم بذلك ـ ليعلموا هل صدر الكفر من جهة البطون والقلوب أم لا .. ؟!!
قال ?:" من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله " البخاري.
فحكم له النبي ? بالإسلام، وأن له ذمة الله وذمة رسوله .. لمجرد إتيانه بالشرائع الظاهرة للإسلام الدالة على إسلامه.
وفي الحديث المتفق عليه، عن أسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله ? في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلاً، فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي ? فقال رسول الله ?:" أقال لا إله إلا الله وقتلته؟! " قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح، قال:" أشققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذٍ.
يعني هلا شققت عن قلبه ونيته ـ وليس لك سلطان إلى ذلك ـ حتى تعلم أنه قالها تقية من السلاح أم لا .. وهذا سؤال استنكاري على ما قد فعله أسامة ?، لذلك قال أسامة لشدة إنكار النبي ? عليه:" تمنيت أني أسلمت يومئذٍ!! "؛ أي أنه ود أن يكون قد فعل هذا الفعل وهو في الجاهلية قبل أن يصير مسلماً .. !
قال النووي في الشرح 2/ 107: وقوله ?:" أفلا شققت عن قلبه " فيه دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن الأحكام يعمل فيها بالظواهر والله يتولى السرائر ا- هـ.
وعن أبي سعيد الخدري ? قال: قام رجل ـ وهو جد الخوارج وأولهم ـ غائر العينين مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار، فقال: يا رسول الله اتقِ الله!! فقال:" ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟! " قال ثم ولى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ فقال:" لا، لعله أن يكون يصلي" قال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله ?:" إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم " قال: ثم نظر إليه وهو مقفٍّ فقال:" إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود "مسلم.
فإن قيل: هنا قد أظهر ما يدل على إسلامه من وجه؛ ويتمثل ذلك في إقامة الصلاة، ومن وجه آخر أظهر ما يدل على كفره وهو خطابه للنبي ? بأن يتقي الله، وأن يعدل في القسمة كما جاء في الرواية الثانية ومع ذلك لم يكفره النبي ?، ولم يأمر بقتله ولا استتابته .. فكيف التوفيق؟!
أقول: إقامته للصلاة إسلام صريح .. ومقولته للنبي ? الآنفة الذكر كفر محتمل متشابه غير صريح ولا بواح، والقاعدة الشرعية تقول: الإسلام الصريح لا ينقضه إلا الكفر الصريح، ومن أسلم بيقين لا يخرج منه إلا بكفر يقين وجلي .. فالظن لا يُقاوم اليقين، والمتشابه لا يُقاوم المحكم، والمرجوح لا يُقاوم الراجح، والمفهوم لا يُقاوم المنطوق .. وهذه قاعدة هامة مطردة من قواعد التكفير بسطها له موضع آخر.
ومن قصة أسرى بدر قال النبي ? للعباس بن عبد المطلب ـ وكان من جملة الأسرى ـ:" يا عباس افد نفسك وابن أخيك عقيل ابن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم؛ فإنك ذو مال " فقال: يا رسول الله إني كنت مسلماً، ولكن القوم استكرهوني، فقال:" الله أعلم بإسلامك إن يكن ما تذكر حقاً فالله يجزيك به، فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك ". وذلك أن العباس لم يكن من المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يجدون سبيلاً للهجرة والخروج من سلطان المشركين؛ لذلك لما اعتذر بالإكراه فلم يقبل منه وعامله النبي ? على ظاهره الذي يدل على أنه مع المشركين على المسلمين .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
والأحاديث التي تقرر أن الأحكام تبنى على الظاهر وليس على الباطن والسرائر .. هي أكثر من أن تحصر في هذا الموضع، وفيما تقدم يكفي كدليل على صحة القاعدة ولله الحمد.
أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب ? أنه قال: إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ?، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة.
قال الطحاوي في متن العقيدة الطحاوية: ولا نشهد عليهم بكفر ولا شرك، ولا نفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى ا- هـ.
ـ تنبيه: ما تقدم تقريره خاص بمن وقع في الكفر البواح .. أما من يقع في الكفر المحتمل المتشابه فإنه لا يكفي بمفرده دليلاً على التكفير، لما تقدم من أن الكفر المتشابه المحتمل لا يقاوم الإسلام الصريح المحكم .. وعليه في هذه الحالة لا بد من مراعاة قصد ذلك المعين ومعرفة الدافع الذي حمله على الوقوع في الكفر المحتمل أو المتشابه.
فمعرفة قصده من خلال القرائن الدالة عليه، ومن منطوقه أحياناً هو الذي يرجح لنا ويعيننا على القول بكفره أو إسلامه .. وأن مراده من الكفر المحتمل المتشابه الذي وقع فيه هو الكفر الصريح البواح، أم لا .. !
مثال ذلك: شخص أحل الموسيقى والمعازف .. وهذا تحليل لما حرم الله .. والقاعدة تقول: أن من حلل حراماً فقد كفر .. وعليه هل يصح حمل الكفر الوارد في القاعدة على محلل الموسيقى والمعازف؟!
أقول: تحليل المعازف وآلات الطرب ليس من الكفر البواح الجلي، لخفاء النصوص الواردة في المسألة على كثير من الناس .. لذا لا بد من معرفة قصد صاحبه، والباعث الذي حمله على التحليل .. فإن كان الباعث التكذيب ورد النصوص رغم صحتها عنده .. فحينئذٍ يُحمل عليه الكفر الوارد في القاعدة الآنفة الذكر، ويكفر بعينه ولا بد. وإن كان قصده من تحليل المعازف والموسيقى .. أن أصل الأشياء الإباحة، وأن النصوص لا تصح عنده في حرمة المعازف وآلات الطرب .. وبالتالي فهو يقول بالحل .. !
فمثل هذا ـ وإن وقع في تحليل ما حرم الله حقيقة ـ إلا أنه لا يكفر بذلك؛ لأنه لم يكن دافعه على التحليل التكذيب والجحود، وإنما لأن النصوص في المسألة لم تصح عنده .. وربما ـ إن كان من أهل الاجتهاد والعلم ـ أن يكون له أجر فيما أخطأ واجتهد فيه .. والله تعالى أعلم.
هذا مثال ـ والأمثلة على الكفر المتشابه المحتمل أكثر من أن تحصر في هذا الموضع ـ ضربناه لك، لتتضح لك المسألة، وتقيس عليه ما تعتريك من مسائل مشابهة لما قد ورد في المثال المذكور.
وإن أردت المزيد من الأدلة على هذه القاعدة فراجع كتاب " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " لشيخ الإسلام، فإنه يعينك في ذلك.
ـ تنبيه آخر: مما ينبغي الانتباه له والحذر منه أن أهل الإرجاء لو ناقشتهم في مسائل الإيمان، وأردت أن تحملهم على القول بكفر بعض الأعيان لاشتهار كفرهم ومروقهم .. وكان كفرهم البواح من جهة ما يمارس على الجوارح الظاهرة بالقول والعمل .. قالوا لك: هلاّ شققت عن قلوبهم وبطونهم وعرفت أنهم قد استحلوا الكفر في قلوبهم .. وألزموك بمعرفة القلب وما وقر فيه قبل أن تحكم عليهم بالكفر بناءً على ما ظهر منهم من الكفر البواح .. !!
وإن كان كفرهم جاء من جهة اعتقادهم للكفر وأردت أن تكفرهم لذلك .. قالوا لك: كيف تكفرهم، وهم يقولون لا إله إلا الله .. ويظهرون الإيمان؟!!
فإن أردت أن تكفِّر من يكون ظاهره الكفر البواح .. اعترضوا عليك
بأصول جهم بن صفوان .. وألزموك بشق القلوب والبطون!!
وإن أردت أن تكفر من يكون اعتقاده الكفر البواح .. ألزموك بأصول محمد بن كرام .. وقالوا لك: كيف تكفر من ظاهره التوحيد .. ويقول لا إله إلا الله .. فنحن أمرنا أن نحكم على الظاهر لا الباطن .. ؟!!
وهذا أسلوب خبيث ـ مكشوفة مزالقه وخفاياه ـ ذكرناه لكي يتنبه إليه طالب العلم في حال ابتلي بمجالسة هؤلاء القوم .. أو بالحديث إليهم أو مناظرتهم!!
**********
ومن المعلوم بأن أي عمل تعبدي للمخلوق [عمل شركي].
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعبادة ليست محصورة في الاستغاثة أو الدعاء، وبالتالي فإننا نقول: أي عمل تعبدي يصرفه العبد للمخلوق .. هو كفر وشرك .. يخرج صاحبه من الملة .. سواء عبد هذا المخلوق من جهة الاستغاثة أو الدعاء .. أو من جهة الطاعة والاتباع، والانقياد .. أو من جهة المحبة والموالاة .. أو من جهة الخشية أو الرجاء .. أو من جهة النذر والذبح .. أو من جهة الركوع والسجود والتنسك .. فهذا كله من الشرك الأكبر الذي يحبط مطلق العمل .. والذي لا يغفره الله تعالى إلا بالتوبة النصوح.
قال تعالى:? إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ?النساء:48.
وقال تعالى:? وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ?الأنعام:88. وقال تعالى:? وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ?الزمر:65.
قال شيخ الإسلام ا بن تيميَّةمجموع الفتاوى" (7/ 599 - 561): ((قوله: مَنْ كَفَر بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُوْلئِكَ الذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (108) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الْخَاسِرُونَ (109)، فقد ذكر تعالى من كفر بالله ذَلِكَ?من بعدِ إيمانِهِ وذكر وعيدَه في الآخرة، ثم قال: وبَيَّن تعالى?بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ أَنَّ الوعيد استحقوه بهذا. ومعلومٌ أَنَّ باب التَّصديق والتَّكذيب والعلم والجهل ليس هو من باب الحبِّ والبُغْضِ، وهؤلاء يقولون إِنَّما استحقُّوا الوعيدَ لزوال التَّصديق والإيمان من قلوبهم، وإِنْ كان ذلك قد يكون سببه حبَُ الدُّنيا على الآخرة، والله سبحانه وتعالى جعل استحبابَ الدُّنيا على الآخرة هو الأصل الموجب للخُسْران. واستحباب الدُّنيا على الآخرة قد يكون مع العلم والتَّصديق بأَنَّ الكفر يضرُّ في الآخرة، وبأَنَّه مالَه في الآخرة من خَلاق.
و "أيضاً" فإِنَّه سبحانه استثنى المكْرَه من الكفار، ولو كان الكفر لا يكون إلاّ بتكذيب القلب وجهله لم يُسْتَثْنَ منه المُكرَه، لأَنَّ الإكراه على ذلك ممتنعٌ فعُلِمَ أَنَّ التَّكلُّم بالكفركفرٌ إلاَّ في حال الإكراه.
وقوله تعالى أي: لاستحبابه الدُّنيا على الآخرة،?وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا?:: (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً،ومنه قول النبي يبيع دينَه بعَرَضٍ من الدُّنيا)) فمن تكلَّم بدون الإكراه، لم يتكلَّم إلاَّ وصدرُه منشرحٌ به)).
قال ابن قيِّم الجوزيَّة في "كتاب الصّلاة (ص 53، 54) ": ((وشعب الإيمان قسمان: قوليّة، وفعليّة، وكذلك شُعَبُ الكفر نوعان: قوليّة وفعليّة، ومن شعَبِ الإيمان القوليَّة: شعبةٌ يوجب زوالها زوالَ الإيمان فكذلك من شعبِهِ الفعليّة ما يوجب زوالَ الإيمان.
وكذلك شعبُ الكفر القوليَّة والفعليَّة، فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختياراً، وهي شعبة من شعب الكفر، فكذلك يكفر بفعل شعبةٍ من شُعبه كالسُّجود للصَّنم، والاستهانَة بالمصحفِ، فهذا أصل.)).
قال فالحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير في ي تفسير قوله تعالى:" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" ((أخبر تعالى عمَّن كفر به بعد الإيمان والتبصُّر، وشرح صدره بالكفر واطمأنَّ به، أنَّه قد غضب عليه لعلمهم بالإيمان ثم عُدُولِهم عنه، وأنَّ لهم عذاباً عظيماً في الدَّار الآخرة، لأَنَّهم استحبُّوا الحياة الدُّنيا على الآخرة، فأقدموا على ما أقدموا عليه من الرِّدَّة لأجلِ الدُّنيا".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام محمَّد بن عبد الوهاب في الدرر السَّنِيَّة (10/ 141).: ((… وأمَّا إنْ لم يكن له عذرٌ، وجلس بين أظهرهم، وأظهر لهم أنَّه منهم، وأَنَّ دينهم حقٌّ، ودين الإسلام باطلٌ، فهذا كافرٌ مرتدٌّ، ولو عرف الدِّين بقلبه، لأَنَّه يمنعه من الهجرة محبَّة الدُّنيا على الآخرة، ويتكلَّم بكلام الكفر من غير إكراهٍ، فدخل في قوله وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ?تعالى: وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)).
وقال أيضا كما "تاريخ ابن غنَّامص 344":
((قوله تعالى في عمَّار بن ياسر وأشباهِه: مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ? ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ? إلى قوله: ?مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ فلم يستثْن الله إلا من أُكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان،?الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ بشرط طمأنينة قلبه. والإكراه لا يكون على العقيدة، بل على القول والفعل. فقد صرَّح بأنَّ من قال الكفر أو فعله فقد كفر إلا المُكْرَه، بالشَّرط المذكور، وذلك أنَّ ذلك بسبب إيثار الدُّنيا لا بسبب العقيدة)).
وقال في كشف الشبهات (، تبيَّن لك أَنَّ الَّذي يتكلَّم بالكفر، أو يعمل به خوفاً من نقص مالٍ، أو جاهٍ، أو مداراةً لأحدٍ، أعظم ممَّن تكلَّم بكلمةٍ يمزح بها.)
وقال ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا? (والثَّانية: قوله تعالى: عَلى الآخِرَةِ فصرَّح أنَّ هذا الكفر? والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد أو الجهل، أو البغضِ للدِّين، أو محبَّة الكفر، وإِنَّما سببه أَنَّ له في ذلك حظَّاً من حظوظ الدُّنيا، فآثره على الدِّين، والله سبحانه وتعالى أعلم. والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين آمين)
قال الشيخ سليمان آل الشيخ في "الدلائل" (ص30): ((أجمع العلماء على أَنَّ من تكلَّم بالكفر هازِلاً أَنَّه يكفر. فكيف بمن أظهر الكفرَ خوفاً وطمعاً في الدُّنيا؟ !))
قال الشيخ حمد بن عليٍّ بن عتيق رحمه الله "سبيل النجاة والفكاك62:
((وأمَّا المسألة الثَّالثة وهي ما يُعذَرُ الرَّجل به على موافقةِ المشركين، وإظهارِ الطَّاعةِ لهم، فاعْلَم أنَّ إظهار الموافقة للمشركين له ثلاث حالاتٍ ...
الوجه الثاني: أَنْ يوافقَهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن، وهو ليس في سلطانهم، وإِنَّما حمله على ذلك إِما طمعٌ في رئاسةٍ أو مالٍ أو مشحَّةٍ بوطنٍ أو عيالٍ أو خوفٍ ممَّا يحدث في المال، فإِنَّه في هذه الحال يكون مرتدَّاً ولا تنفعه كراهتُه لهم في الباطن ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ?، وهو ممن قال الله فيهم: اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ فأخبر أَنَّه لم يحملهُم على الكفر الجهلُ أو بغضُه، ولا محبَّةُ الباطل، وإِنَّما هو أَنَّ لهم حظَّاً من حظوظ الدُّنيا فآثروه على الدِّين، هذا معنى كلام شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهَّاب رحمه الله تعالى وعفا عنه)
سئل الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح سؤال رقم (1200) عن ضابط الاستحلال الذي يكفر به العبد فقال:
((الاستحلال هو أن يعتقد حلّ ما حرّمه الله أما الاستحلال الفعليّ
فينظر: إن كان هذا الاستحلال مما يكفِّر فهو كافر مرتدّ، فمثلاً: لو أنّ الإنسان تعامل بالرِّبا، لا يعتقد أنّه حلال لكنّه يصرُّ عليه، فإنه لا يكفر؛ لأنّه لا يستحلّه، ولكن لو قال: إنَّ الرِّبا حلال ويعني بذلك الرِّبا الذي حرَّمه الله، فإنه يكفر، لأنّه مكذِّب لله و رسوله 0 الاستحلال إذن: استحلال فعليّ، واستحلال عقديّ بقلبه، فالاستحلال الفعليّ ينظر فيه للفعل نفسه، هل يكفِّر أم لا؟ و معلوم أن أكل الرِّبا لا يكفر به الإنسان، لكنّه من كبائر الذُّنوب، أما لو سجد لصنم فهذا يكفر لماذا؟ لأن الفعل يكفِّر؛ هذا هو الضابط لكن لابد من شرط آخر وهو ألا يكون هذا المستحلُّ معذوراً بجهله، فإن كان معذوراً بجهله فإنه لا يكفر))
وسُئِلَ الشيخ صالح الفوزان في [التوسل والوسيلة] في 25/ 2/1427هـ،
السائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما القول فيمن يسجد عند صنم لطمع في أمر دنيوي؟
فأجاب:
أعوذ بالله، من يقول بهذا إلا معتوه، وفاسـ ــــــد العقيدة.
وقال أيضاً إجابةً على سؤالٍ في المنتقى 1/ 93 - 94:
"وما فعلتَه فيما ذكرته في السُّؤال من أنَّك ذهبت وغيَّرت من مسمَّى الديانة إلى ديانة غير الإسلام لتحصل على عملٍ، فهذا شيءٌ خطيرٌ، ويعتبر رِدَّة عن دين الإسلام؛ لأنَّك فعلت هذا، وتظاهرت بغيرِ دين الإسلام، وانتسبت إلى غير دين الإسلام، والمسلم لا يجوز له ذلك، ويجب عليه أنْ يتمسَّك بدينه، وأنْ يعتزَّ بدينه، وأنْ لا يتنازل عنه لطمعٍ من أطماع الدُّنيا، فالله سبحانه وتعالى لم يستَثْنِ في أنْ يتلفَّظ الإنسان بشيءٍ من ألفاظ الكفر؛ إلاَّ في حالة الإكراه الملجئ؛ كما مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ?في قوله تعالى: وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ.?اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ (1)
فأنت تظاهرْتَ بغير دين الإسلام وانتسبْتَ لغير دين الإسلام لأجل الدُّنيا وطمع الدُّنيا، لم تصل إلى حدِّ الإكراه الذي تُعْذَر به؛ فالواجب عليك التَّوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والمبادرة إلى تغيير هذا الانتساب، والمبادرة إلى كتابة الدِّيانة الإسلامية في ورقةِ عملِك، مع التَّوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والنَّدم على ما فات، والعزم على أنْ لا تعودَ لمثل هذا الشَّيء؛ لعلَّ الله أنْ يتوبَ علينا وعليك)
- وقال في صحيفة المسلمون. العدد699 بتاريخ 3/ 3/1419هـ:
((…وأمَّا الكفر فهو الامتناعُ من الدُّخول في الإسلام أو الخروج منه واختيارُ دينٍ غير دين الله إمَّا تكبُّراً وعناداً، وإمَّا حميَّةً لدين الآباء والأجداد وإمَّا طمعاً في عرَضٍ عاجل من مالٍ أو جاهٍ أو منصبٍ .. ))
- وقال في شرحه لـ "كشف الشبهات":
((فالحاصل أنَّ الَّذي يتكلَّم بكلمة الكفر لا يخلو من أربع حالاتٍ:
الحالة الأولى: أنْ يكون معتقداً ذلك بقلبه فهذا لا شكَّ في كفره.
الحالة الثانية: أنْ لا يكون معتقداً بذلك بقلبه ولم يُكره على ذلك، ولكن فعله من أجل طمع الدُّنيا أو مداراة النَّاس وموافقتهم، فهذا كافر ذَلِكَ بِأَنَّهُم اسْتَحَبُّوا?بنصّ الآية:، وكذلك في فعل الكفر والشِّرك موافقة أهله?الحَيَاةَ الدُّنْيا عَلَى الآخِرَةِ وهو لا يحبُّه ولا يعتقدُه بقلبه وإنَّما فعله شحّاً ببلده أو ماله أو عشيرته.))
قال الشيخ علوي السقاف في كتاب (الإقتصاد .. ص16)
((ـ وهذا هو مذهب المرجئة المذموم ـ، مستدلِّين بتقسيم بعض العلماء الكفر إلى عمليٍّ واعتقاديٍّ، وأنَّ الأول كفرٌ أصغرُ والثاني كفرٌ أكبرُ، دون تفريقٍ بين الكفر العمليِّ الذي يعنيه العلماء والكفر بالعمل أو الأعمال المكفِّرة.
ومن هنا نشأت شبهة أخرى وهي أنَّ المرء لو عمل عملاً كفريَّاً، كالسُّجود لصنمٍ أو صليبٍ، أو قال قولاً كفريّاً،كَسَبِّ الله ورسوله، أو استهزأ بآيات الله لشهوةٍ أو غرضٍ دنيويٍ فإنَّه لا يكفُر ما لم يعتقد؛ فعدُّوا ذلك مانعاً من موانع التَّكفير، والذي عليه علماء أهل السنة والجماعة أنَّ موانع التكفير أربعة: ((الجهل، والخطأ، والتأويل أو الشبهة، والإكراه))، فمن وقع في كفرٍ عملاً أو قولاً ثم أقيمت عليه الحجة وبُيِّن له أنَّ هذا كفرٌ يخُرج من الملة فأصَرَّ على فعله طائعاً غير مُكْرَهٍ، متعمّداً غير مخطىءٍ ولا متأوّلٍ فإنَّه يكفر ولو كان الدافع لذلك الشهوة أو أيّ غرضٍ دنيويٍّ، وهذا ما عليه أهل الحق وعليه ظاهرين إلى قيام الساعة إن شاء الله.))
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك
هل السجود لصنم زعيم من الزعماء، أو رجل من الكبراء، أو السجود للوثن يأتي فيه التفصيل؛ بأنه إن كان سجود عبادة فكفر وشرك، وإن كان للتحية والتعظيم فحرام؟ أم هو كفر مخرج من الملة: أي شرك أكبر؟
الجواب
الحمد لله، من سجد لصنم ما يُعبد من دون الله من غير إكراه فهو مشرك بالله، وإن زعم أنه لم يقصد السجود له بقلبه، فإن الحكم على الظواهر.
ومن سجد لتمثال ملك من الملوك وزعم أنه يسجد تحية له لأنه عظيم، فهذا السجود معصية؛ لأنه وسيلة إلى الشرك الأكبر، إلا إن كان هذا المعظم من رؤوس الكفر والملاحدة فإن السجود له كفر؛ لأن ذلك يتضمن تعظيمه والرضا بما هو عليه.
والكفر الأكبر أعم من الشرك الأكبر؛ فكل شرك أكبر فهو كفر أكبر، وليس كل كفر أكبر يكون شركاً: فعبادة غير الله شرك وكفر، وتكذيب الرسول –صلى الله عليه وسلم- كفر وليس بشرك.
هذا ما تيسر نقله من أكثر من موقع ومصدر بتصرفات يسيرة ..... والله أعلم ..
والحمدلله رب العالمين .....
محب الإمام ابن تيمية.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 09:53]ـ
يا أخي الكريم .. يبدو أنك لا تميز بين السجود للصنم والسجود إلى الصنم .. فبينهما فرق بيّنه شيخ الإسلام ..
وكلامه واستدراكه في المسألة واضح .. وهو قال بنفسه: لا يكون ذلك كفراً .. وقال إنه فعله بعض علماء أهل الكتاب.
وهذا نوع من المواربة أو التورية .. أن يُظهر المرء شيئاً يحتمل معنيين .. كما أظهر محمد بن مسلمة بغضه للرسول - صلى الله عليه وسلم - أمام كعب بن الأشرف، على وجه من الوجوه، مع كونه في وجه آخر له معنى صالح وحسن ..
فمن لا يُحسن فهم الألفاظ ومعانيها ومحتملاتها، فإنه يقع في خطأ في مسائل التكفير.
وهذه المواربة لا يُلجأ إليها إلا عند ضرورة .. وإلا فإن صاحبها آثم ..
اقرأ كلامي كلّه بتمعن .. مشكوراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 10:07]ـ
غفر الله لك يا أبا شعيب
فهمت كلامك وعقلته كله
وما أوردته أنا كان إضافة لا اعتراض أبدآ
أنا نقلت الاعتراض على المرجئة والجهمية والخوارج والمعتزلة ...
ولم أعترض على حرف من كلام ابن تيمية ولا تعقيبك الكريم عليه!
بل نقلت التأييد والتبيين!
ومازلت أقول أن سوء الفهم والتسرع في استنباط النتائج مشكلة ... ولك النظر ...
فليش زعلان؟!!
(كفاني الله وإياك شر الإرجاء والتجهم)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 10:10]ـ
أعتذر أخي العزيز .. الخطأ هو من جانبي إذن .. أرجو ألا تجد في نفسك عليّ ..
غفر الله لي ولك .. وتقبّل الله منك طاعته في هذا الشهر الفضيل.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 10:19]ـ
جاء في [المبسوط: 27/ 422]:
وكذلك لو أكره على أن يصلي لهذا الصليب، ومعناه يسجد لهذا الصليب، فإن لم يخطر بباله شيء، لم تبن امرأته منه. وإن خطر بباله أن يصلي لله، وهو مستقبل القبلة، أو غير مستقبل القبلة، ينبغي أن يقصد ذلك؛ لأن الصلاة غير مستقبل القبلة تجوز عند الضرورة، والأعمال بالنيات. فإن ترك هذا بعد ما خطر بباله، فصلى يريد الصلاة للصليب، كما أُكره عليه، كفر بالله تعالى، وبانت منه امرأته؛ لأنه بعدما خطر بباله قد وجد المخرج عما ابتلي به، فإذا لم يفعل كان كافراً، وهذه المسألة تدل على أن السجود لغير الله تعالى على وجه التعظيم كفر.
جعل استقبال الصليب أو الوثن عند السجود لله تعالى مخرجاً له من الكفر ..
هذا، والله أعلم.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 03:17]ـ
أعتذر أخي العزيز .. الخطأ هو من جانبي إذن .. أرجو ألا تجد في نفسك عليّ ..
غفر الله لي ولك .. وتقبّل الله منك طاعته في هذا الشهر الفضيل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على حسن تعاملكم ... هداني الله و إياكم إلى الحق
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:28]ـ
أعتذر أخي العزيز .. الخطأ هو من جانبي إذن .. أرجو ألا تجد في نفسك عليّ ..
غفر الله لي ولك .. وتقبّل الله منك طاعته في هذا الشهر الفضيل.
لا بأس إن شاء الله
اللهم اغفر لي ولأخي أبا شعيب وللمؤمنين والمؤمنات وتقبل منا جميعا يا عزيز يا حكيم
********
وللبيان للجميع فإن مقصدي كان هو بيان منهج درج عليه المرجئة والجهمية المعاصرون منهم بالذات وهو اجتزاء وبتر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قلت في بداية مشاركتي:
الخطأ في فهم الكلام المجتزأ لشيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ كقوله رضي الله عنه ((وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن، ولم يقصد بقلبه السجود له، بل قصد السجود لله بقلبه، لم يكن ذلك كفراً. ((مزلق خطير إلى الإرجاء والتجهم، .....
والنص الذي أوردته يا شيخنا الحبيب أبا شعيب _ حفظكم الله وغفر لكم _ في أول مشاركتك (وأوردته أنا مبتورا على نهج المرجئة في أول مداخلتي) وجدت كثير من المرجئة المعاصرين يلبسون على الناس به بعد (بتره) ويجعلون في هذا التفريق في حقيقة السجود وطبيعته مدخلا ومزلقا لمنهجهم ...
لذلك وضعت مشاركتي السابقة اجتهادا مني في سد هذا المدخل من أصله بأن هذا الإيراد للمسألة لا يكون بإطلاق دون تقييد بل أن إيرادها استنكره بعض أهل العلم (كالشيخ الفوزان حفظه الله) لصعوبة تصورها مجردة من التقييدات في الأذهان .......
وهذا كان مقصدي والله الشهيد ..
غفر الله لي ولكم جميعا وتقبل مني ومنكم ....
والسلام عليكم ورحمة الله ...
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 05:29]ـ
للمتابعة
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 06:08]ـ
وهذا كان مقصدي والله الشهيد ..
غفر الله لي ولكم جميعا وتقبل مني ومنكم ....
والسلام عليكم ورحمة الله ...
آمين أجمعين
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاكم الله خيرا يا مشايخنا الكرام لتبيان عقيدة أهل السنة و الجماعة و بارك الله في جهودكم. و لنا في هذه المسألة أمثلة كثيرة كقصة ابراهيم عليه السلام مع قومه لما قال (هذا ربي هذا أكبر) و ايضا موسى لمّا ألقى الالواح و أيضا السيدة عائشة لما قالت لرسول الله أو كما قالت (تكلم و لا تقل الا حقا). فهذه أفعال و أقوال كفرية خرجت قالبا دون قلب. و هي التي يمكن ادراجها تحت تأصيل القصد. أي قصد الفعل دون قصد معناه. على أن لا يكون الفعل هكذا هواذة بل يجب أن يكون بسبب شرعي. هذه الأشياء استفدتها من مناظرة كنت شاهدتها منذ مدّة بين الشيخ عدنان عرعور و الشيخ الفزازي. اذا وجدتها سأضعها لكم لأنها في صلب هذا الموضوع. وبارك الله فيكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 10:17]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (عَمَّنْ يَبُوسُ الْأَرْضَ دَائِمًا هَلْ يَأْثَمُ؟ وَعَمَّنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِسَبَبِ أَخْذِ رِزْقٍ وَهُوَ مُكْرَهٌ كَذَلِكَ؟.
فَأَجَابَ: أَمَّا تَقْبِيلُ الْأَرْضِ وَرَفْعُ الرَّأْسِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ السُّجُودُ مِمَّا يُفْعَلُ قُدَّامَ بَعْضِ الشُّيُوخِ وَبَعْضِ الْمُلُوكِ: فَلَا يَجُوزُ؛ بَلْ لَا يَجُوزُ الِانْحِنَاءُ كَالرُّكُوعِ أَيْضًا كَمَا " قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لَا ". وَلَمَّا رَجَعَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتهمْ فِي الشَّامِ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَيَذْكُرُونَ ذَلِكَ عَنْ أَنْبِيَائِهِمْ، فَقَالَ: كَذَبُوا عَلَيْهِمْ لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ أَجْلِ حَقِّهِ عَلَيْهَا يَا مُعَاذُ إنَّهُ لَا يَنْبَغِي السُّجُودُ إلَّا لله.
وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ تَدَيُّنًا وَتَقَرُّبًا فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ وَمَنْ اعْتَقَدَ مِثْلَ هَذَا قُرْبَةً وَتَدَيُّنًا فَهُوَ ضَالٌّ مُفْتَرٍ بَلْ يُبَيَّنُ لَهُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِدِينِ وَلَا قُرْبَةٍ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ اُسْتُتِيبَ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ، وَأَمَّا إذَا أُكْرِهَ الرَّجُلُ عَلَى ذَلِكَ بِحَيْثُ لَوْ لَمْ يَفْعَلْهُ لَأَفْضَى إلَى ضَرْبِهِ أَوْ حَبْسِهِ أَوْ أَخْذِ مَالِهِ أَوْ قَطْعِ رِزْقِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الضَّرَرِ فَإِنَّهُ يَجُوزُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّ الْإِكْرَاهَ عِنْدَ أَكْثَرِهِمْ يُبِيحُ الْفِعْلَ الْمُحَرَّمَ كَشُرْبِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ؛ وَلَكِنْ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكْرَهَهُ بِقَلْبِهِ وَيَحْرِصَ عَلَى الِامْتِنَاعِ مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ وَمَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُ الصِّدْقَ أَعَانَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ يُعَافَى بِبَرَكَةِ صِدْقِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِذَلِكَ، وَذَهَبَ طَائِفَةٌ إلَى أَنَّهُ لَا يُبِيحُ إلَّا الْأَقْوَالَ دُونَ الْأَفْعَالِ: وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَنَحْوِهِ قَالُوا إنَّمَا التَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ وَهُوَ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى عَنْ أَحْمَدَ، وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ لِأَجْلِ فُضُولِ الرِّيَاسَةِ وَالْمَالِ فَلَا وَإِذَا أُكْرِهَ عَلَى مَثَلِ ذَلِكَ وَنَوَى بِقَلْبِهِ أَنَّ هَذَا الْخُضُوعَ لِلَّهِ تَعَالَى: كَانَ حَسَنًا مِثْلَ أَنْ يَكْرَهَ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَيَنْوِيَ مَعْنًى جَائِزًا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.) إهـ مجموع الفتاوى.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 12:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الإمام أبو شعيب عبد الله الدهلوي الجنوبي
أعجبني قولك (سألني بعض الإخوة) من هذا الأخ هل هو معنا في المنتدى ولم نر سؤاله أم أنه سألك مشافهة فأجبت في المنتدى (ابتسامة).
أرجوك اترك مثل هذه الموضوعات التي تشوش بها على الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أن يفعل المسلم الكفر مكرها وقلبه مطمئن بالإيمان فهو ثابت بنص القرآن ولا نحتاج لكلام ابن تيمية ولا غيره. كما أني لا أعرف سببا لإثارتها بين الناس.
أما أن يجعل الإنسان الصنم سترة له وهو يسجد لله فأضنك تمزح أو لا تدري ماذا تقول!!!
وأخيرا وضح لي المقصود بقولك:
وقد يظن البعض أن "الخوف من المشركين" يعني به ابن تيمية الإكراه .. وهذا باطل .. لأنه لو عناه لقال ذلك صراحة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 02:31]ـ
جزاك الله خيراً أخي (الإمام الدهلوي)،
ولكن يجب أن تفرق بين السجود إلى البشر الغير معبودين من دون الله تعالى، وبين السجود للأصنام المعبودة من دون الله تعالى.
فالسجود الأول حرام إن قصد به التكريم دون العبادة، وكفر إن قصد به العبادة .. والسجود الثاني كفر في كل أحواله .. لأن مجرد تشريف أو تكريم الطواغيت المعبودة من دون الله، كفر أكبر .. كما هو الحال في تعليق الصليب أو تقبيله .. مجرد هذا الفعل كفر أكبر.
وأحب أن أنوّه إلى أن هناك فرقاً بين السجود إلى الشيء والسجود للشيء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 4/ 358 - 359]:
أَنَّ السُّجُودَ كَانَ لِآدَمَ بِأَمْرِ اللَّهِ وَفَرْضِهِ بِإِجْمَاعِ مَنْ يُسْمَعُ قَوْلُهُ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وُجُوهٌ: - أَحَدُهَا: قَوْلُهُ لِآدَمَ: وَلَمْ يَقُلْ: إلَى آدَمَ. وَكُلُّ حَرْفٍ لَهُ مَعْنَى. وَمِنْ التَّمْيِيزِ فِي اللِّسَانِ أَنْ يُقَالَ: سَجَدْت لَهُ وَسَجَدْت إلَيْهِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إنْ كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ}. وَقَالَ {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ السُّجُودَ لِغَيْرِ اللَّهِ مُحَرَّمٌ. وَأَمَّا الْكَعْبَةُ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يُصَلِّي إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ صَلَّى إلَى الْكَعْبَةِ. وَكَانَ يُصَلِّي إلَى عَنَزَةٍ، وَلَا يُقَالُ لِعَنَزَةِ؛ وَإِلَى عَمُودِ شَجَرَةٍ، وَلَا يُقَالُ لِعَمُودِ وَلَا لِشَجَرَةِ؛ وَالسَّاجِدُ لِلشَّيْءِ يَخْضَعُ لَهُ بِقَلْبِهِ وَيَخْشَعُ لَهُ بِفُؤَادِهِ؛ وَأَمَّا السَّاجِدُ إلَيْهِ فَإِنَّمَا يُوَلِّي وَجْهَهُ وَبَدَنَهُ إلَيْهِ ظَاهِرًا، كَمَا يُوَلِّي وَجْهَهُ إلَى بَعْضِ النَّوَاحِي إذَا أَمَّهُ، كَمَا قَالَ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}. وَالثَّانِي: أَنَّ آدَمَ لَوْ كَانَ قِبْلَةً لَمْ يَمْتَنِعْ إبْلِيسُ مِنْ السُّجُودِ، أَوْ يَزْعُمْ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُ. فَإِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ تَكُونُ أَحْجَارًا، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ تَفْضِيلٌ لَهَا عَلَى الْمُصَلِّينَ إلَيْهَا، وَقَدْ يُصَلِّي الرَّجُلُ إلَى عَنَزَةَ وَبَعِيرٍ وَإِلَى رَجُلٍ، وَلَا يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ مُفَضَّلٌ بِذَلِكَ. فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ فَرَّ الشَّيْطَانُ؟ هَذَا هُوَ الْعَجَبُ الْعَجِيبُ
ففرق كبير بين السجود للشيء، وما في ذلك من تفضيل للمسجود له .. وبين السجود إلى الشيء، والذي ليس فيه أي مزية للمسجود إليه.
قال ابن القيم في باب سد الذرائع إلى المحرمات في [إغاثة اللهفان: 1/ 382]:
ومن ذلك: أنه - سبحانه - نهى الصحابة أن يقولوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): راعنا، مع قصدهم المعنى الصحيح، وهو المراعاة، لئلا يتخذ اليهود هذه اللفظة ذريعة إلى السب، ولئلا يتشبهوا بهم، ولئلا يخاطب بلفظ يحتمل معنى فاسداً.
ومن ذلك: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كره الصلاة إلى ما قد عبد من دون الله، وأحب لمن صلى إلى عمود أو عود أو شجرة، أن يجعله على أحد حاجبيه، ولا يصمد له صمداً، سداً لذريعة التشبه بالسجود لغير الله تعالى.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 04:33]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى:
-----------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
قولك: (ولكن يجب أن تفرق بين السجود إلى البشر الغير معبودين من دون الله تعالى، وبين السجود للأصنام المعبودة من دون الله تعالى .. فالسجود الأول: حرام إن قصد به التكريم دون العبادة، وكفر إن قصد به العبادة.
والسجود الثاني: كفر في كل أحواله .. لأن مجرد تشريف أو تكريم الطواغيت المعبودة من دون الله، كفر أكبر .. كما هو الحال في تعليق الصليب أو تقبيله .. مجرد هذا الفعل كفر أكبر) إهـ
أقول: النوع الأول: من السجود للبشر الغير معبودين من دون الله على وجه التكريم والإحترام هو معصية ومحرم ولا يصل إلى الكفر الأكبر وهو الصحيح من أقوال أهل العلم.
يقول ابن نجيم الحنفي رحمه الله تعالى: (والسجود للجبابرة كفر إن أراد به العبادة، لا إن أراد به التحية على قول الأكثر.) إهـ البحر الرايق (5/ 134).
أما النوع الثاني:من السجود للأصنام المعبودة من دون الله تعالى فهذا لا شك أنه كفر مجرد في كل الأحوال حاشا حال الإكراه كما هو معلوم، وقد اعتبر غلاة المرجئة الجهمية أن السجود للأصنام علامة على الكفر وإن لم يكن في نفسه كفر، وهذا ليس بصحيح، بل السجود للأصنام المعبودة من دون الله في حد ذاته كفر وشرك بالله تعالى.
ويقول الإمام النووي رحمه الله في روضة الطالبين: (والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن تعمد واستهزاء بالدين صريح كالسجود للصنم، أو الشمس) إهـ (1/ 326)
ويقول الرملي الشافعي رحمه الله: (السجود لصنم أو شمس، أو مخلوق آخر؛ لأنه أثبت لله شريكاً، نعم إن دلت قرينة قوية على عدم دلالة الفعل على الاستخفاف كسجود أسير في دار الحرب بحضرة كافر خشية منه فلا كفر. – إلى أن قال – وإن قصد تعظيم مخلوق بالركوع كما يعظم الله به فلا فرق بينهما في الكفر حينئذ.) إهـ نهاية المحتاج (7/ 417).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (كان من أتباع هؤلاء - المشركين - من يسجد للشمس والقمر والكواكب، ويدعوها كما يدعو الله تعالى، ويصوم لها وينسك لها، ويتقرب إليها، ثم يقول إن هذا ليس بشرك، وإنما الشرك إذا اعتقدت أنها هي المدبرة لي، فإذا جعلتها سبباً وواسطة لم أكن مشركاً، ومن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا شرك) إهـ مجموع الفتاوى.
والله أعلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:46]ـ
هذه أضافة أخرى:
---------------
ذكر صاحب متن الأزهار عند كلامه عن الردة فقال رحمه الله: (فصل: والردة باعتقاد أو فعل أو زي أو لفظ كفري وإن لم يعتقد معناه إلا حاكياً أو مكرهاً ومنها السجود لغير الله) إهـ
فيقول الإمام الشوكاني رحمه الله معقباً عليه في كتابه " السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار ": (أما قوله: " ومنها السجود لغير الله " فلا بد من تقييده بأن يكون سجوده هذا قاصداً لربوبية من سجد له فإنه بهذا السجود قد أشرك بالله عزوجل وأثبت معه آلاها آخر، وأما إذا لم يقصد إلا مجرد التعظيم كما يقع كثيراً لمن دخل على ملوك الأعاجم أنه يقبل الأرض تعظيماً له فليس هذا من الكفر في شيء وقد علم كل من كان من الأعلام أن التكفير بالإلزام من أعظم مزالق الأقدام فمن أراد المخاطرة بدينه فعلى نفسه تجنى براقش.) إهـ السيل الجرار 4/ 580
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 10:19]ـ
الأخ الفاضل: (أبو شعيب)
لو أن رجلا عرض عليه المشركون مبلغا من المال على أن يسجد لمعبودهم ففعل وسجد إلى الوثن مع قصد السجود لله فهل يكفر بذلك على ما فهمته من كلام الشيخ أم لا؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 07:34]ـ
الأخ الفاضل: (أبو شعيب)
لو أن رجلا عرض عليه المشركون مبلغا من المال على أن يسجد لمعبودهم ففعل وسجد إلى الوثن مع قصد السجود لله فهل يكفر بذلك على ما فهمته من كلام الشيخ أم لا؟
لا يكفر باطناً وهو لم يفعل كفراً حقيقة .. ولكن قد يُحكم عليه بالكفر ظاهراً إن لم تكن هناك قرينة تدلّ على أن سجوده كان لله تعالى، حيث إن هذه الأفعال لا يُلجأ إليها إلا عند الضرورة.
والله أعلم.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 10:00]ـ
أخي الفاضل أبا شعيب ... وفقه الله
أرجو أن تتريث في هذه المسألة فهي مسألة خطيرة ويلزم منها لوازم باطلة
وكلام ابن تيمية لا يؤيد ما ذهبت إليه وأقل ما يقال هو من التشابه
(يُتْبَعُ)
(/)
واقرأ ما كتب في الرد على عبد العزيز الريس حول هذه المسألة
وأنقلك هنا كلاما للشيخ البراك حفظه الله إن كنت لم تطلع عليه لعلك تستفيد منه.
نصيحة من الشيخ عبدالرحمن البراك إلى عبدالعزيز الريس
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قبل ما يزيد على خمس سنين مضت، وقفتُ على أوراقٍ كتبها أخي الشيخ/ عبدالعزيز بن ريِّس الريِّس ـ وفقه الله لكل خير ـ وكان عنوان هذه الأوراق: "مهمات ومسائل متفرقات، وتنبيهات متممات تتعلق بالتكفير". وقد رأيت حينها في تلك الأوراق من الخلل ما استدعى التنبيه والبيان، فوقَعَت بيني وبين أخي عبدالعزيز مباحثة شفهية في مبدأ الأمر. ثم بطلب من الشيخ/ سعد بن عبدالله الحميد، قيدتُ مآخذي على كلامه وبعثتُ بها إليه. ثم تلا ذلك مراسلات مكتوبة بيني وبينه تشعب فيها الكلام وتفرق، حول قضايا تتعلق بمبحث الإيمان عند أهل السنة والجماعة.
وكان أصلُ البحث ومبدؤه حول حكمه بالإيمان لمن تحمله الأطماع الدنيوية على مصانعة أهل الشرك ومجاملتهم، بالسجود معهم بين يدي أصنامهم من غير خوفٍ أو إكراهٍ. وأثناء البحث معه في تلك المسألة تكشف لي في كلامه الكثير من الشطط وسوء الفهم لمسائل الإيمان وحدوده عند أئمة أهل السنة والجماعة ـ رحمهم الله تعالى ـ.
وبعد طول شرحٍ وبيان، وبعد إعادة الكلام وتكراره معه، تبين لي أن الاستمرار في الجدل والمراء لم يعد له فائدة ترجى، ولن يحصل منه إلا ضياع الأعمار، إضافةً لتنافر القلوب وقسوتها. فكتبتُ له آخر ما لديَّ، وطلبتُ منه عرض كلامي وكلامه على من يثق به من أهل العلم.
وبدوري عرضتُ الأمر على شيخنا الجليل/ عبدالرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله تعالى ومتعنا به ـ، فاستنكر كلامه أشد الإنكار، واستعظم أن يخرج مثل هذا الكلام من طالب علم. وقال لي بالحرف الواحد: "قل له: إن الشيخ يسلم عليك، ويقول: اتق الله، ولاتشغل نفسك بهذا التوجه الذي سيكون سنداً لكل من أراد أن يمارس أنواع الكفر، ويعتذرون بالمصانعة والمجاملة والأطماع، واتق الله أن تتكلم بمثل هذا الكلام بين طلاب العلم".
عند ذلك التمستُ من الشيخ أن يكتب له رسالة نصحٍ وتوجيه، علَّ الله ينفعه بها، فاستجاب الشيخ، وأملى عليَّ الرسالة التي سوف أنقلها لكم الآن. لكن قبل أن أنقل لكم رسالة الشيخ عبدالرحمن البراك، أودُّ بيان ما يلي:
أولاً: لا أحصي كم جاءني من اتصال، وكم زارني في بيتي من أناس يطلبون الاطلاع على هذه الرسالة. ومنهم من يطلب نشرها بسبب خصومات لهم مع أخي عبدالعزيز الريس (لأسباب يطول ذكرها). وكنت أعتذر منهم جميعاً بأنها رسالة خاصة، وليست نصيحةً عامةً، والمقصود منها النصح وليس التشهير.
ثانياً: كنتُ بعثتُ بهذه الرسالة إلى أخي/ عبدالعزيز الريس بواسطة الشيخ / عبدالعزيز السدحان ـ حفظه الله من كل سوء ـ. وطيلة السنين الماضية لم يطَّلع عليها أحد سواهما. لكن قبل بضعة أشهر جاءني شخص أعرفه من طرف سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ. وذكر لي أن الشيخ سمع بهذه الرسالة، وأنه يريد الاطلاع عليها، بسبب كثرة الشكايات التي تصله من بعض مخالفي أخي عبدالعزيز الريس.
(وللعلم والفائدة: فإن الشيخ عبدالرحمن البراك، من شيوخ سماحة المفتي).
ثالثاً: بعد أخذ الإذن من الشيخ عبدالرحمن البراك، بعثت بنسخة من الرسالة لسماحة المفتي ـ حفظه الله ـ. وبعد ذلك تسربت الرسالة ووقعت في أيدي الناس، وإن كان ذلك على نطاقٍ ضيقٍ.
رابعاً: هذا اليوم بالذات، بلغني كلام جعلني أبادر بنشر الرسالة ههنا. حيث وصلني أن هناك من يكذبها، وهناك من يزعم أن الشيخ كتبها ثم تراجع عنها، وهناك من يزعم أن الشيخ لُبِّس عليه .... لهذا كله: أحببتُ نشر الرسالة ما دام الشيخ حياً يرزق، أسأل الله أن يمتعنا به وأن يمد في عمره على عملٍ صالحٍ. فمن أراد التثبت فالشيخ موجود. والاتصال به متيسر ـ بحمد الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: مما زادني حرصاً على نشر تلك الرسالة أن أخي/ عبدالعزيز الريِّس، خلال الفترة الأخيرة صار ينشط كثيراً في نشر أرائه التي كانت موضع الخلاف معه. إضافةً لاندفاعه الشديد في الرد على فلانٍ وفلانٍ في مسائل منها ما هو محقٌ فيه، وكثيرٌ منها ليس كذلك. والكلام في تفصيل هذا يطول ويطول، وقد سئلتُ كثيراً ـ داخل الجامعة وخارجها ـ عن بعض كلامه من شباب صغار التبست عليهم بعض آرائه وتقريراته. ولا زلت أستخير الله ـ عز وجل ـ وأقلب الرأي في الكتابة حول ذلك. أسأل الله أن يكتب ما فيه الهدى والصلاح، وأن يوفق أخي عبدالعزيز لكل خير، وأن يكفيه عثرات القلم واللسان.
كتبه / بندر بن عبدالله الشويقي.
وهذا أوان الشروع في المقصود، وأعتذر للإطالة في تلك المقدمة التي لا بد منها:
يقول الشيخ عبدالرحمن البراك في رسالته:
"إلى الأخ المكرم/ عبدالعزيز بن ريس الريس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
فقد ذكر لي الأخ بندر الشويقي، أنك تقول: إن الرجل لو قصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في دنيا، وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره، لكن لايقطع بكفر باطنه، لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه، فمثله كمن يقول: أنا أعتقد أن الله ثالث ثلاثةٍ، فهذا يكفر لكن لا يقطع بكفره الباطن لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه.
وهذا ـ إن صح عنك ـ فأنت ضالٌٌ في فهمك ضلالاً بعيداً، وقد قلت إفكاً عظيماً، فإن مقتضى هذا: أنا لانقطع بكفر الجاحدين لنبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تصديقهم له في الباطن، كما قال تعالى: (فإنهم لايكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون).
وكذلك لا يقطع بكفر كل النصارى، لقولهم: المسيح ابن الله، أو قولهم بالتثليث، لاحتمال أنهم قالوا ذلك مجاملةً أو تعصباً لأقوامهم، لااعتقاداً لحقيقة قولهم.
وأن المسلم لو أظهر موافقتهم على ذلك لغرضٍ من الأغراض من غير إكراهٍ، أو أظهر لهم تكذيب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لم يكن مرتداً إلا ظاهراً، وأما في الباطن فهو في عداد المؤمنين، ومقتضى هذا انه لو مات على تلك الحال، لكان من أهل الجنة بإيمانه الذي كتمه من غير اضطرارٍ ولا إكراهٍ.
لذلك أوصيك بالتريث، وترك الاندفاع، كما أوصيك باللجأ إلى الله، بسؤال الهداية، فيما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه ـ تعالى ـ يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.
أسأل الله أن يلهمك الصواب، وأن يرينا وإياك الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن لايجعله ملتبساً علينا فنتبع الهوى" اهـ.
قاله: عبدالرحمن بن ناصر البراك
------
منقول
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 01:58]ـ
أخي الفاضل أبا شعيب ... وفقه الله
أرجو أن تتريث في هذه المسألة فهي مسألة خطيرة ويلزم منها لوازم باطلة
وكلام ابن تيمية لا يؤيد ما ذهبت إليه وأقل ما يقال هو من التشابه
بارك الله فيك.
أين الخطورة فيما قلتُه؟ وما الفهم الصحيح لكلام ابن تيمية - رحمه الله -؟
كيف يكفر رجل سجد لله أمام الصنم؟ .. أين حقيقة الفعل المكفّر؟
أما نقلك عن الشيخ البراك، فلعلّك تمعن النظر فيه مجدداً، بارك الله فيك.
فقد ذكر لي الأخ بندر الشويقي، أنك تقول: إن الرجل لو قصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في دنيا، وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره، لكن لايقطع بكفر باطنه، لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه، فمثله كمن يقول: أنا أعتقد أن الله ثالث ثلاثةٍ، فهذا يكفر لكن لا يقطع بكفره الباطن لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه.
رجل يقول بلسانه أنه كافر بالله .. فهذا وقع في حقيقة الكفر الأكبر، وما يلزم منه قطعاً كفر باطنه.
ولكن المسألة عندنا أن الرجل كان سجوده لله تعالى، وليس للصنم .. فلم يقترف حقيقة الكفر، ولكن صورة فعله صورة كفر، فهذا لا يكفر باطناً ..
والله أعلم.
---------
الأخ (الإمام الدهلوي)،
حصل خير إن شاء الله .. لعلّ الإدارة تصحح الخطأ
ـ[أبو أيمن المديني]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 08:37]ـ
الاخ أبوشعيب قلت [وأحب أن أنوّه إلى أن هناك فرقاً بين السجود إلى الشيء والسجود للشيء"]
الاخ ابو شعيب ما الفرق بين السجود للشئ والسجود اليه وما الدليل على ذلك
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 01:50]ـ
السلام عليكم
لو أن رجلا عرض عليه المشركون مبلغا من المال على أن يسجد لمعبودهم ففعل وسجد إلى الوثن مع قصد السجود لله فهل يكفر بذلك على ما فهمته من كلام الشيخ أم لا؟
لا يكفر باطناً وهو لم يفعل كفراً حقيقة .. ولكن قد يُحكم عليه بالكفر ظاهراً إن لم تكن هناك قرينة تدلّ على أن سجوده كان لله تعالى، حيث إن هذه الأفعال لا يُلجأ إليها إلا عند الضرورة.
والله أعلم.
هذا المثال خطأ. ليس عندنا في ديننا أن ننال من الإسلام و التوحيد من أجل المال, فانني أرى أن هذا ليس سببا شرعيا يعذره عن الكفر (ليس هناك أي ضرورة). و لا حول و لا قوة الا بالله.
دمتم بودّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 07:38]ـ
يقول الفقيه ابن حجر الهيتمي الشافعي في بيان المكفرات: (ومنها: كل قول أو فعل صدر عن تعمد أو استهزاء بالدين صريح كالسجود للصنم أو الشمس سواء كان في دار الحرب أم دار الإسلام بشرط أن تقوم قرينة تدل على عدم استهزائه أو عذر، وما في الحلية عن القاضي عن النص أن المسلم لو سجد للصنم في دار الحرب يحكم بردته ضعيف، وواضح أن الكلام في المختار.
واستشكل العز بن عبد السلام الفرق بين السجود للصنم وبين ما لو سجد الولد لوالديه على جهة التعظيم حيث لا يكفر، والسجود للوالد كما يقصد به التقرب إلى الله تعالى كذلك قد يقصد بالسجود للصنم كما قال تعالى: " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "، ولا يمكن أن يقال إن الله شرع ذلك في حق العلماء والآباء دون الأصنام.
قال القرافي في قواعده: كان الشيخ يستشكل هذا المقام ويعظم الإشكال فيه، ونقل هذا الإشكال الزركشي وغيره ولم يجيبوا عنه ويمكن أن يجاب عنه بأن الوالد وردت الشريعة بتعظيمه، بل ورد شرع غيرنا بالسجود للوالد كما في قوله تعالى: " وخروا له سجداً "، بناءً على أن المراد بالسجود ظاهره وهو وضع الجبهة على الأرض كما مشى عليه جمع.
وأجابوا بأنه كان شرعاً لمن قبلنا، ومشى آخرون على أن المراد به الإنحناء، وعلى كل فهذا الجنس قد ثبت للوالد ولو في زمن من الأزمان وشريعة من الشرائع، فكان شبهة دارئة لكفر فاعله بخلاف السجود لنحو الصنم أو الشمس فإنه لم يرد هو ولا ما يشابهه في التعظيم في شريعة من الشرائع، فلم يكن لفاعل ذلك شبهة لا ضعيفة ولا قوية فكان كافراً ولا نظر لقصد التقرب فيما لم يرد الشريعة بتعظيمه بخلاف من وردت بتعظيمه، فاندفع الإشكال واتضح الجواب عنه كما لا يخفى.
وفي المواقف وشرحها: من صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك سجد للشمس كان غير مؤمن بالإجماع لأن سجوده لها يدل بظاهره على أنه ليس بمصدق ونحن نحكم بالظاهر، فلذلك حكمنا بعدم إيمانه لأن عدم السجود لغير الله داخل في حقيقة الإيمان حتى لو علم أنه لم يسجد لها على سبيل التعظيم واعتقاد الإلهية بل سجد لها وقلبه مطمئن بالتصديق لم يحكم بكفره فيما بينه وبين الله، وإن أجرى عليه حكم الكافر في الظاهر. انتهى، ثم ما اقتضاه كلامه أعني الشيخ عز الدين من أن العلماء كالوالد في ذلك يدل عليه ما في الروضة آخر سجود التلاوة وعبارته، وسواء في هذا الخلاف وفي تحريم السجود ما يفعل بعد صلاة وغيرها وليس من هذا ما يفعله كثيرون من الجهلة الظالمين من السجود بين يدي المشائخ، فإن ذلك حرام قطعاً بكل حال سواء أكان للقبلة أو لغيرها وسواء قصد السجود لله أو غفل، وفي بعض صوره ما يقتضيه الكفر عافانا الله تعالى من ذلك انتهى.
فأفهم أنه قد يكون كفراً بأن قصد به عبادة مخلوق أو التقرب إليه، وقد يكون حراماً إن قصد به تعظيمه أو أطلق، وكذا يقال في الوالد.
فإن قلت: ما ذكرته من الجواب عن الإشكال في الوالد لا يأتي في العلماء لأنه لم ينقل صورة السجود لهم.
قلت: بل يأتي فيهم لأن تعظيمهم ورد به الشرع على أنه ثبت لجنسهم السجود كما في قوله تعالى: " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس "، وآدم صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء المرسلين عليهم السلام كان بالنسبة للملائكة عليهم السلام هو العالم الأكبر، فثبت لجنس العلماء السجود فكان شبهة وإن كان المراد في الآية بالسجود الانحناء عند جماعة، وأن آدم لم يكن هو السجود له وإنما كان قبلة لسجودهم كما أن الكعبة قبلة لصلاتنا) إهـ الإعلام بقواطع الإسلام.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 10:52]ـ
وفي المواقف وشرحها: من صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك سجد للشمس كان غير مؤمن بالإجماع لأن سجوده لها يدل بظاهره على أنه ليس بمصدق ونحن نحكم بالظاهر، فلذلك حكمنا بعدم إيمانه لأن عدم السجود لغير الله داخل في حقيقة الإيمان حتى لو علم أنه لم يسجد لها على سبيل التعظيم واعتقاد الإلهية بل سجد لها وقلبه مطمئن بالتصديق لم يحكم بكفره فيما بينه وبين الله، وإن أجرى عليه حكم الكافر في الظاهر. انتهى
أخي الفاضل, من هو صاحب المواقف و شرحها أهو الامام القرافي- رحمه الله -؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 01:44]ـ
أخي الكريم (عبد الله الجنوبي)
كتاب (المواقف) هو للقاضي عبد الرحمن بن أحمد الإيجي السيرازي
وهذا نص قوله من الكتاب المذكور
يقول القاضي عضد الدين الإيجي رحمه الله في رده على من جعل الإيمان مجرد تصديق في الظاهر: (من صدق وسجد للشمس ينبغي أن يكون مؤمناً، والإجماع على خلافه، قلنا: هو دليل عدم التصديق، حتى لو علم أنه لم يسجد لها على سبيل التعظيم واعتقاد الإلهية لم يحكم بكفره فيما بينه وبين الله) إهـ المواقف في علم الكلام (387)
وأما شروح كتاب (المواقف) فهي كثيرة جداً فقد شرحه الإمام الجوجاني، وكذا الإمام الكرماني وغيرهما.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:10]ـ
أخي عبد الله الجنوبي وفقك الله تعالى
-------------------
نسيت أن أقول لك أن جواب القاضي الإيجي والجرجاني وغيرهما من الأحناف الذين رأوا أن الساجد في تلك الصورة إنما يكفر قضاءً وليس ديانةً - أي في الظاهروليس الباطن - لم يرتضيه كثير من الأحناف أنفسهم.
يقول العلامة الكشميري رحمه الله تعالى: (وههنا إشكالٌ يردُ على الفقهاءِ والمتكلمين وهو أن بعضَ أفعال الكفر قد توجد من المُصدِّق، كالسجود للصنم والاستخفاف بالمصحف، فإن قلنا: إنه كافر، ناقض قولنا: إن الإيمان هو التصديق.
ومعلومٌ أنه بهذه الأفعال لم ينسلخ عن التصديق، فكيف يُحْكم عليه بالكفر، وإن قلنا: إنه مسلم، فذلك خلافُ الإجماع؟.
وأجاب عنه القسطلاني تبعاً للجُرْجَاني: أنه كافر قضاءً، ومسلم دِيَانَة. وهذا الجواب باطلٌ مما لا يُصْغى إليه، فإنه كافر دِيَانة وقضاءً قطعاً، فالحق في الجواب ما ذكره ابن الهُمام رحمه الله تعالى، وحاصله: أن بعض الأفعال تقوم مَقَام الجحود، نحو العلائم المختصة بالكفر، وإنما يجب في الإيمان التبرؤ عن مثلها أيضاً، كما يجب التبرؤ عن نفس الكفر.
ولذا قال تعالى: " لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَنِكُمْ "، في جواب قولهم: " إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ " ولم يقل: إنكم كذبتم في قولكم، بل أخبرهم بأنهم بهذا اللعب والخوض اللذين من أخصِّ علائم الكفر خلعوا رِبْقَةَ الإسلام عن أعناقهم، وخرجوا عن حِمَاهُ إلى الكفر، فدل على أنّ مثلَ تلك الأفعال إذا وجدت في رجل يُحكم عليه بالكفر، ولا يُنظر إلى تصديقه في قلبه، ولا يلتفت إلى أنها كانت منه خوضاً وهزأً فقط، أو كانت عقيدة.
ومن ههنا تسمعهم يقولون: إن التأويل في ضروريات الدين غيرَ مقبول، وذلك لأن التأويلَ فيها يُساوِي الجحود.
وبالجملة: إن التصديق المجامعُ مع أخصِّ أفعال الكفر، لم يعتبره الشرع تصديقاً، فمن أتى بالأفعال المذكورة فكأنه فاقدٌ للتصديق عنده وأوضحه الجصَّاص، فراجعه) إهـ فيض الباري شرح صحيح البخاري (1/ 5).
والله أعلم وأحكم.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 02:56]ـ
الفاضل ابو شعيب حفظك الله:
وهذا نوع من المواربة أو التورية .. أن يُظهر المرء شيئاً يحتمل معنيين .. كما أظهر محمد بن مسلمة بغضه للرسول - صلى الله عليه وسلم - أمام كعب بن الأشرف، على وجه من الوجوه، مع كونه في وجه آخر له معنى صالح وحسن ..
في استدلالك هذا نظر .. لان فعل الصحابي الجليل كان:
باذن من الرسول صلى الله عليه وسلم شخصيا وهو صاحب الحق الشخصي والناطق بالوحي ..
ومن ثم هو لدفع كفر اكبر واغلظ .. وهذا لا خلاف في جوازه فيما نعلم.
==
الاخ محمد أمين غفر الله لك قلت:
و لنا في هذه المسألة أمثلة كثيرة كقصة ابراهيم عليه السلام مع قومه لما قال (هذا ربي هذا أكبر) و ايضا موسى لمّا ألقى الالواح و أيضا السيدة عائشة لما قالت لرسول الله أو كما قالت (تكلم و لا تقل الا حقا). فهذه أفعال و أقوال كفرية خرجت قالبا دون قلب.
سبق وان نبهناك ان لا تتردد هذا القول الساقط بحق الانبياء المعصومين من الشرك والتنديد .. ! عليهم صلوات ربي وسلامه ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 03:49]ـ
الفاضل ابو شعيب حفظك الله:
وهذا نوع من المواربة أو التورية .. أن يُظهر المرء شيئاً يحتمل معنيين .. كما أظهر محمد بن مسلمة بغضه للرسول - صلى الله عليه وسلم - أمام كعب بن الأشرف، على وجه من الوجوه، مع كونه في وجه آخر له معنى صالح وحسن ..
في استدلالك هذا نظر .. لان فعل الصحابي الجليل كان:
باذن من الرسول صلى الله عليه وسلم شخصيا وهو صاحب الحق الشخصي والناطق بالوحي ..
ومن ثم هو لدفع كفر اكبر واغلظ .. وهذا لا خلاف في جوازه فيما نعلم.
بارك الله فيك ..
لو تأملت كل كلمة قالها الصحابي، فإن فيها مواربة، ولم يكن تصريحاً بالنقيصة لرسول الله (ص).
وأما مسألة دفع الكفر بكفر أقل منه غلظة، فهذا قول شاذ لبعض أهل العلم .. وليس عندهم في ذلك دليل صريح، وهذه المسألة مشتبهة، وأفضل ما يقال فيها هو: إنه إن كان محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - نطق بالكفر حقاً - وحاشاه -، فهو بإذن من النبي (ص)، وكانت رخصة في الانتقاص من شأن النبي (ص) فقط، لا من شأن الله تعالى، ولا من شأن دين الإسلام.
فعليه هو حق شخصي للنبي (ص) وله أن يأذن فيه من يشاء .. هذا لو افترضنا أنه نطق كفراً.
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:38]ـ
اخي الكريم "ابو شعيب" وفيك بارك الله:
ما رأيك بهذا:
قال ابن حجر في الفتح 7/ 392: وفي رواية الواقدي:" سألنا الصدقة، ونحن لا نجد ما نأكل .. قال كعب لأبي نائلة: أخبرني ما في نفسك، ما الذي تريدون في أمره؟ قال: خذلانه والتخلي عنه، قال: سررتني " .. ؟!!
اليس هذا من الكفر الصريح .. ؟
وفي موضع آخر رحمه الله يقول:
" فأذن لي أن أقول شيئاً، قال قل .. " كأن استأذنه أن يفتعل شيئاً يحتال به، ومن ثم بوب عليه المصنف " الكذب في الحرب " وقد ظهر من سياق ابن سعد للقصة أنهم استأذنوا أن يشكوا منه ويُعيبوا رأيه .. !
والله يحفظكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 06:03]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى:
---------------------
الإخوة الأفاضل الذين رأوا جواز دفع الكفر بكفر أقل منه غلظة لهم في مشروعية هذا الفعل عدة أدلة شرعية تحتاج إلى نظر وتأمل، سوف أنقل لكم قول بعضهم في هذه المسالة.
فقد قالوا: ( ... لا حرج على المسلم إن دعت الضرورة إلى استئصال طاغوت وإمام كبير من أئمة الكفر والظلم أن ينغمس في عسكره وصفوف جنده، ويتظاهر على أنه منهم، على نية استئصال الطاغوت وإراحة الأمة من شره وكفره المغلظ، وذلك للأسباب والأدلة التالية:
أولاً: لدلالة النصوص الشرعية على جواز ذلك، منها ما أخرجه البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله " فقام محمد ابن مسلمة فقال: يا رسول الله، أتحبُّ أن أقتله؟ قال: " نعم "، قال: فأذنْ لي أن أقول شيئاً، قال: " قلْ "، فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقةً، وإنه قد عنَّانا، وإني قد أتيتُك أستسلفُك، قال: وأيضاً والله لتملُّنه، قال: إنا قد اتبعناه فلا نحبُّ أن ندعَهُ، ننظر إلى أي شيءٍ يصير أمره، وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين ... إلى آخر الحديث وفيه: فلما استمكن منه قال: دونَكم، فقتلوه. ثم أتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبروه.
قال ابن حجر في الفتح 7/ 392: وفي رواية الواقدي: " سألنا الصدقة، ونحن لا نجد ما نأكل .. قال كعب لأبي نائلة: أخبرني ما في نفسك، ما الذي تريدون في أمره؟ قال: خذلانه والتخلي عنه، قال: سررتني ".
قلت: لا شك أن هذا الكلام الذي دار بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين عدو الله اليهودي كعب بن الأشرف فيه من الكفر الظاهر، مالا يمكن إظهاره أو التلفظ به في الظروف العادية، والذي أباح للصحابة إظهار ما أظهروه هو استئصال طاغوت اشتد أذاه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
ومظاهر الكفر بادية في هذا الحديث من جهات عدة:
منها: قول محمد بن مسلمة: " سألنا الصدقة ونحن لا نجد ما نأكل .. " وهذا مفاده رمي النبي صلى الله عليه وسلم بالظلم والجور، وأنه يسأل الناس دفع الصدقات وهم لا يجدون ما يأكلون .. وهذا لا شك أنه كفر.
ومنها: قوله: " وإنه قد عنَّانا "؛ أي أتعبنا بسؤاله لنا الصدقة ونحن لا نجد ما نصدقه .. هذا المفهوم من سياق الكلام، وهذا لا شك أنه كفر لتضمنه التذمر وعدم الرضى بالنبي صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند ربه ..
ومنها: أن هذا المفهوم من قوله " قد عنَّانا " المتقدم الذكر هو الذي حمل كعباً على أن يقول: " وأيضاً والله لتملنَّه " أي سيأتي اليوم الذي تملون فيه النبي ودعوته بسب هذا الظلم وهو سؤاله لكم الصدقة وأنتم لا تجدون ما تصدقونه ..
ومنها: قوله: " فلا نُحبُّ أن ندعه ننظر إلى أي شيءٍ يصير أمره "، أي أن وقوفنا معه قائم على اعتبار العاقبة، فإن كانت العاقبة له كنا معه وأصابنا الخير بسبب ذلك، وإن كانت العاقبة لغيره تركناه وتخلينا عنه .. فنحن ننظر إلى أي شيءٍ يصير أمره .. وهذا لا شك أنه كفر.
ومنها: قول أبي نائلة - وكان مع محمد بن مسلمة في المهمة -: " نريد خذلانه والتخلي عنه "، لا شك أنه من الكفر البواح الذي لا يحتمل تأويلاً ولا صرفاً .. ولو قيل هذا الكلام في الظروف الطبيعية لكفر صاحبه.
ومنها: قول عدو الله ورسوله كعب: " لتملنَّه .. وسررتني " هو من الطعن والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم الظاهر .. ومع ذلك لم ينكر عليه الصحابة، وبقوا معه وفي مجلسه إلى أن تمكنوا من تنفيذ مهمتهم فيه ..
والشاهد أن الجلوس في مجالس الكفر والاستهزاء بالدين من غير إنكار ولا إكراه ولا قيام هو كفر أكبر، ومع ذلك الصحابة فعلوه ليتمكنوا من استئصال الكفر الأكبر المتمثل في الطاغية كعب بن الأشرف لعنه الله.
ومنها: أن استئذان الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - النبيَّ في أن يقولوا فيه كلاماً؛ أي الكلام الذي يفيد الذم والتجريح الذي لا يجوز أن يُقال في الحالات الطبيعية إلا إذا آثر صاحبه الكفر على الإيمان .. وإلا فإن الكلام المباح لا يحتاج إلى استئذان!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المعنى يوضحه ابن حجر في الفتح حيث يقول: قوله" فأذن لي أن أقول شيئاً، قال قل .. " كأن استأذنه أن يفتعل شيئاً يحتال به، ومن ثم بوب عليه المصنف " الكذب في الحرب " وقد ظهر من سياق ابن سعد للقصة أنهم استأذنوا أن يشكوا منه ويُعيبوا رأيه!
وفي مرسل عكرمة: " وأذَنْ لنا أن نصيب منك فيطمئن لنا، قال: قولوا ما شئتم! " انتهى.
وفي رواية موسى وأبي إسحاق، التي يذكرها ابن كثير في البداية والنهاية بتمامها 4/ 8، ومما جاء فيها: قال فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثاً لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق نفسه، فذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال له: لمَ تركت الطعام والشراب؟ فقال يا رسول الله قلت لك قولاً لا أدري هل أفي لك به أم لا. قال: إنما عليك الجهد. قال: يا رسول الله، إنه لا بد لنا أن نقول، قال: فقولوا ما بدا لكم فأنتم في حلٍّ من ذلك! انتهى.
قال الشيباني في السير 1/ 189: " فأئذن لنا فلنقل، فإنه لا بد لنا منه "؛ أي نخدعه باستعمال المعاريض، وإظهار النيل منك. انتهى.
قلت: فالحديث - بمجموع طرقه، وكما فهمه العلماء - حجة قوية في المسألة، إن تُمكن من رد وجه من أوجه الاستدلال به، فإنه لا يمكن رد مجموع أوجه الاستدلال به الآنفة الذكر .. والله تعالى أعلم.
دليل آخر:
وهي قصة مقتل الطاغية خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي، وكان قد جمع الجموع لغزو النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وتمام الحديث كما أخرجه أحمد وغيره، عن عبد الله بن أُنَيْس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني فائته فاقتله - وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن لسفيان الهذلي يهجوني ويشتمني ويؤذيني - قال: قلت يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال إذا رأيته وجدت له قشعريرة قال: فخرجت متوشحاً سيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلاً، وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة فصليت وأنا أومئ برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال من الرجل؟ قلت: رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك في ذلك. قال: أجل، أنا في ذلك قال فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني، قال: أفلح الوجه. قلت: قتلته يا رسول الله. قال: صدقت، ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بي بيته فأعطاني عصاً فقال: أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس .. آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذٍ. قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضُمت معه في كفنه، ثم دفنا جميعاً ".
فتأمل قوله: " رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك في ذلك "؛ أي جئتك لأنصرك وأكثر سوادك في قتالك للنبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا لا شك أنه لفظ كفري، ولو أنه قيل في الحالات الطبيعية - لغير ضرورة استئصال هذا الطاغوت - لكان كفراً أكبر .. ثم تأمل لو تُرك هذا الطاغوت وهدفه، كم كان سيكلف الدعوة الإسلامية وهي في مهدها، وأوائل نشوئها؟!
ومن الأدلة كذلك:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم لنعيم بن مسعود أن يخذل عن المسلمين يوم وقعة الأحزاب .. وكان مما قاله نعيم بن مسعود لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم ودي لكم، وفراقي محمداً، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت عليَّ حقاً أن أبلغكموه نصحاً لكم فاكتموه عني ...
فإن قيل هذه المقولة: " قد عرفتم ودي لكم، وفراقي محمداً .. " لا تفيد الكفر؟
أقول: إن مجرد الجلوس والإقامة في مجالس الكفر والاستهزاء والطعن، والحرب على الله ورسوله .. من غير إنكار ولا قيام هو كفر، لقوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيرِه إنكم إذاً مثلهم} النساء: 140.
أي إن أبيتم إلا الجلوس معهم من غير إنكار فأنتم مثلهم في الكفر ..
فكيف والصحابي رضي الله عنه قد ضم إلى جلوسه في مجالس الكفر والحرب على الله ورسوله، مقولته الآنفة الذكر .. لاشك أن هذا من الكفر البواح لا شك فيه.
ولكن الذي برر كل ذلك هو أن نية الصحابي نعيم بن مسعود رضي الله عنه كانت أن يخذل عن المسلمين، ويفرق بين الأحزاب التي تحالفت على حرب الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة الإسلامية .. وهذه مهمة جليلة فوائدها عامة، تهون أمامها مثل العبارة الآنفة الذكر عنه رضي الله عنه.
قال الشيباني في السير 1/ 185: وإذا دخل المسلم دار الحرب بغير أمان، فأخذه المشركون فقال لهم: أنا رجل منكم، أو جئت أريد أن أقاتل معكم المسلمين، فلا بأس بأن يقتل من أحب منهم، ويأخذ من أموالهم ما شاء .. انتهى. ثم استدل بقصتي مقتل الطاغوتين: خالد بن سفيان الهذلي، وكعب بن الأشرف ..
قلت: قوله أنا رجل منكم، أو جئت أريد أن أقاتل معكم المسلمين .. هو كفر، وهو مستساغ - عند الشيباني - من أجل أن يقتل منهم من أحب، وإذا كان الأمر كذلك فمن باب أولى أن يكون ذلك مستساغاً وجائزاً من أجل استئصال طاغوت اشتد كفره وطغيانه وأذاه على المسلمين ... إلى أخره) إهـ
قلت: هذه بعض أدلتهم التي تمسكوا بها، وبعضها كما تروا ليس بالقوي في دلالته، ولهم أدلة أخرى منها: قصة فيروز الديلمي مع الأسود العنسي، ومنها ما يقوله الفقهاء في جواز لبس الزنار والتشبه بالكفار في حال الحرب، ومنها قولهم أن هذا وقع في زمن علماء السلف ولم يقولوا بأنه كفر مجرد كما فعل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
فما قولكم في ذلك وفقكم الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:17]ـ
الامام الدهلوي وفقك الله ..
ان لم تخني الذاكرة فهو بحث قيم للشيخ عبد المنعم مصطفى حفظه الله بعنوان "حالات يجوز فيها اظهار الكفر" وذكر ثلاث حالات الاكراه والتقية بالاضافة الى الذي تفضلتم بنقله ..
وامانة اقول انني عرضت بحثه هذا على كثير من اهل العلم الصادعين بالحق فلم ينكره احد منهم .. حتى ان بعضهم تفضل باضافات قيمة تؤيد ما ذهب اليه الشيخ واختاره .. وحفظ الله ابا بصير وزاده علما وبصيرة.آمين.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 05:55]ـ
الأخ (حفيد صلاح الدين)،
كما ذكرت لك، فإنه قول شاذ لم أسمع أحداً من العلماء قال به قبل أبي بصير الطرطوسي، لذلك لا تراه أورد قول عالم واحد في هذه المسألة، ولو أنه التزم بما أوردوه في كتبهم لكان خيراً له .. ولو أنك تأتي كتب الفقه تتفحص فيها سترى عند حديثهم على جواز فعل الكفر، لا يذكرون سوى الإكراه.
أما الواقدي .. وما أدراك ما الواقدي .. اجتمع أئمة الحديث على تضعيفه، بل وتكذيبه واتهامه بالوضع، فليس في روايته حجة.
أما بحث الشيخ أبي بصير، فقد تمّ الردّ عليه وتفنيده، وكشف مدى الخبط والخلط الذي وقع فيه الشيخ - هداه الله -، وكان الأولى به التقيد بنصوص العلماء على أن يأتي بكلام مُحدث لم يسبقه إليه أحد من العلماء المعتبرين.
-------------------
يقول الشيخ – هداه الله -:
((الحالة الثانية: التُقية.
التُقية: هي إظهار الموالاة والمداراة للمشركين باللسان ـ خوفاً منهم على النفس والأهل ـ مع إضمار العداوة والبغضاء لهم في القلب.
وإظهار الموالاة باللسان للمشركين لا شك أن منه ما يكون من الكفر، وأن صاحبه يكفر لو أظهر ذلك من غير تقية أو خوف معتبر ..
والدليل على ذلك قوله تعالى: {لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيءٍ إلا أن تتقوا منهم تُقاةً ويُحذركم الله نفسَه وإلى الله المصير} آل عمران:28.
قال ابن جرير الطبري في التفسير 3/ 227: ومعنى ذلك: لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفارَ ظهراً وأنصاراً توالونهم على دينهم، وتُظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك {فليس من الله في شيء} يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر {إلا أن تتقوا منهم تقاة} إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تُعينوهم على مسلم بفعل.
وعن السدي قال: إلا أن يتقي تقاةً؛ فهو يُظهر الولاية لهم في دينهم، والبراءة من المؤمنين.
وعن ابن عباس قال: التقاة التكلم باللسان، وقلبه مطمئن بالإيمان.
وعنه قال: فالتقية باللسان؛ من حُمل على أمر يتكلم به وهو لله معصيةٌ، فتكلم مخافةً على نفسه، وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا إثم عليه، إنما التقية باللسان.
وعن عكرمة في قوله: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} قال: ما لم يُهرِق دم مسلم، وما لم يستحل ماله. انتهى.
وقال ابن كثير في التفسير: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم.
وقال الثوري: قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس إنما التقية باللسان، وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء، والضحاك، والربيع ابن أنس.
وقال البخاري: قال الحسن التقية إلى يوم القيامة. انتهى. أي إذا توفرت دواعيها وأسبابها ..
قلت: وأهل التقية هم المستضعفون في الأرض الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً للخروج من دار التقية؛ دار الكفر والقهر والظلم، فيلجأون مضطرين للتقية كمتنفسٍ لهم وللحفاظ على أنفسهم ووجودهم من دون أن يتعرضوا للاستئصال أو القتل .. وهم نفسهم المعنيين من قوله تعالى: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً. فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان اللهُ عفواً غفوراً} النساء:98 - 99. فالتقية لهؤلاء وليس للأقوياء الذي يستطيعون حيلةً ويهتدون سبيلاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل: التقية هي صورة من صور الإكراه، فعلام أدرجتها كحالة ثانية من الحالات التي يجوز فيها إظهار الكفر .. ؟
أقول: نعم، التقية صورة من صور الإكراه، لكنها تختلف عن الإكراه من وجهين:
أولهما: أن الإكراه يكون باللسان والعمل، بينما التقية تكون باللسان فقط كما تقدم عن أهل العلم، فإن حُمل المرء على فعل شيء لا يرضاه بالقوة وبشكل مباشر فينتقل في هذه الحالة
من صورة التقية إلى صورة الإكراه ..
ثانياً: أن المساحة الزمنية والمكانية للإكراه أضيق من المساحة التي يُعمل فيها بالتقية؛ فالإكراه تكون صورته: حمل المرء بالقوة في موقف معين، وساعة معينة على فعل أو قول شيء معين هو لا يرضاه .. فإذا انتهت هذه الساعة ورُفع الموقف انتهى ظرف الإكراه الذي يبرر للمرء إظهار الكفر أو ما فيه مخالفة شرعية.
بينما التقية: فساحتها الزمانية والمكانية أوسع فهي تشمل جميع المساحة الزمانية التي يقيمها المسلم مضطراً في دار التقية والظلم، وهو يلجأ إليها كلما اضطرته الظروف إلى ذلك حتى
يدفع شر القوم عنه.
وقد تختلف التقية عن الإكراه كذلك أن الإكراه يكون مباشراً والعقوبة عليه فورية .. بينما التقية قد يكون عنصر الإكراه فيها غير مباشر، والعقوبة فيها ربما قد تأتي متأخرة عن الحدث إلى حين أن تجتمع لدى الظالمين جميع التقارير والأخبار الخاصة فيمن يراقبونه ويتجسسون عليه. هذه هي أوجه الاختلاف بين التقية والإكراه ..
- تنبيهات وضوابط:
1 - من خلال ما تقدم نستنتج أن التقية رخصة للعاجز عن إظهار الحق في دار التقية، والعاجز عن الخروج من سلطان أهل ذلك الدار .. أما القادر على إظهار الحق أو الخروج من دار التقية والخوف لا رخصة له في التقية.
2 - التقية تكون بمداراة المشركين وموالاتهم باللسان، على أن يُضمر لهم العداوة والبغضاء في القلب، وأن لا يُعينهم على مسلم في شيء ..
3 - التقية تكون بقدر الحاجة التي بها يندفع أذى القوم، بحيث إذا كان أذى القوم يندفع مثلاً بخمس كلمات لا يجوز له أن يتوسع فيعطيهم عشرة كلمات ..
4 - لا يجوز للمرء في مجالسه الخاصة بعيداً عن أعين الظالمين وجواسيسهم أن يظهر لهم الموالاة، ثم يزعم أن ذلك من التقية .. !!
5 - دار التقية دار ظلم ولا يستلزم بالضرورة أن يكون دار كفر وحرب، كما حصل في زمن بعض حكام العباسيين أيام فتنة مسألة خلق القرآن التي نصرها الولاة والحكام .. حيث أن كثيراً من أهل العلم المعتبرين سكتوا وقالوا تقيةً القرآن مخلوق ليدرؤوا عن أنفسهم السيف والقتل باستثناء الإمام أحمد رحمه الله حيث أخذ بالعزيمة وأظهر الله الحق به وعلى يديه .. !
ومما يُروى في ذلك أن أصحاب بِشر بن الحارث قالوا له حين ضُرب الإمام أحمد في المحنة:
يا أبا نصر، لو أنك خرجت فقلت إني على قول أحمد بن حنبل! قال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء .. حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه.
أي أن الإمام أحمد قام مقام الأنبياء عندما أخذ بالعزيمة وصدع بالحق، وأنا لا أقدر على هذا الموقف .. فتأمل!!
كذلك ليس كل دار كفر هو دار تقية وخوف يبرر للمسلم إظهار الكفر فيه أو ممارسة التقية، وبخاصة دار الكفر الذي يوجد بينها وبين المسلم عهد أمان يستطيع بموجبه أن يظهر دينه، ويدعو إليه بحرية، كما هو مشاهد في بعض البلدان الغربية .. !
وكما حصل للصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة؛ رغم أنها كانت دار كفر إلا أنها كانت بالنسبة لهم دار أمان استطاعوا أن يظهروا فيها دينهم ودعوتهم .. !
وعليه فإن مجرد وجود المسلم في دار الكفر لا يستلزم بالضرورة أن يأخذ بالتقية من دون النظر إلى عنصر الخوف المحيط به، واحتمال نزول الظلم بساحته .. والنظر إلى حجم هذا الظلم ونوعه.
6 - مما تقدم يُعلم الفارق الكبير بين التقية المشروعة التي يقول بها أهل السنة، وبين التقية المبتدعة التي يقول بها الشيعة الروافض، والتي بها يستحلون الكذب على آحاد وعوام المسلمين، وبخوف وبلا خوف .. !!
الجواب:
أولاً: يسمي الشيخ هذه الحالة بـ "التُقية"، هكذا .. بضم التاء .. وهذا خطأ لغوي، إنما هي "التقيّة" بفتح التاء وكسر القاف، وتشديد الياء. (لمزيد بحث، انظر لسان العرب، باب الواو: و ق ي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أجمع علماء أهل السنة أن النطق بالكفر قاصداً متعمداً لا يكون إلا بإكراه معتبر، وأن الخوف والخشية (التي جعلها الشيخ – هداه الله – عذراً) ليست من الإكراه المعتبر ..
قال الله تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 106] ..
يقول الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في بيان دلالة هذه الآية على هذا الأصل في كتابه كشف الشبهات: ((لم يعذر الله إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا فقد كفر بعد إيمانه، سواء فعله خوفاً أو مداراة أو مشحة بوطنه أو أهله أو عشيرته أو ماله، أو فعله على وجه المزح أو لغير ذلك من الأغراض إلا المكره. فالآية تدل على هذا من وجهين:
الأول: (إلا من أكره)، فلم يستثن الله تعالى إلا المكره، ومعلوم أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل، وأما عقيدة القلب فلا يكره عليها أحد.
والثاني: قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ} فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد أو جهل أو البغض للدين أو محبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين)) اهـ
ومعلوم أن الله – عز وجل – أنزل هذه الآية في عمار بن ياسر، بعد نطقه بكلمة الكفر إثر تعذيب شديد ومصاب عظيم نزل به، فقد تكسرت أضلعه وأوشك على الموت، حتى نطق بكلمة الكفر .. فأنزل الله هذه الآية تبين إعذار كل من وقع فيما وقع فيه عمار - رضي الله عنه - ..
ومن هذه الصورة من الإعذار، استقى العلماء شروط الإكراه المجيز لكلمة أو فعل الكفر، وبنوا عليها أقوالهم ..
فالمسألة خطيرة جداً، بل هي من أعظم مسائل الدين، والكفر أعظم الذنوب على الإطلاق، فلذلك جاءت قيود العلماء صارمة على هذه المسألة، ولا تخرج عن نطاق الصورة التي نزلت فيها آية الإكراه، خاصة إذا علمت أن الإكراه لم يكن عذراً لمن قبلنا من الأمم، وهو ما اختصه الله – عز وجل – بهذه الأمة.
قال ابن تيمية – رحمه الله – تعليقاً على هذه الآية: ((من كفر من غير إكراه فقد شرح بالكفر صدراً)) .. وقال أيضاً: ((وإذا تكلم بكلمة الكفر طوعاً فقد شرح بها صدراً وهي كفر)).
وهذه الآية هي المحكم الذي يرد إليه المتشابه .. فإن فهمنا هذا الأصل، نفسّر آية التقية على ضوئه ومعناه، كما فعل العلماء ..
أما قول الله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28]
فقد قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
((وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة}، أي إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء إنه قال: " إنَّا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم ". وقال الثوري، قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان، ويؤيده قول اللّه تعالى: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. الآية.)) اهـ
تأمل هنا كيف جعل فعل أبي الدرداء - رضي الله عنه - بالتبسم والبش في وجوه من يبغضهم تقية، وجعل كذلك النطق بكلمة الكفر في حال الإكراه تقية .. تنبه لهذا، فإنا سنأتي عليه لاحقاً إن شاء الله ..
جاء في تفسير الطبري على هذه الآية الروايات الآتية:
حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: {لا يَتّخَذِ المُوءْمِنُونَ الكافِرِينَ أوْلِياءَ مِنْ دُونِ المُوءْمِنِينَ} قال: نهى الله سبحانه المؤمنين أن يلاطفوا الكفار، أو يتخذوهم وليجة من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللطف، ويخالفونهم في الدين. وذلك قوله: {إِلاّ أنْ تَتّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً}.
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمل هنا أيضاً كيف جعل التلطف بالكافرين وإضمار عداوتهم للعجز تقية.
وجاء في رواية أخرى في المصدر السابق كذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {لا يَتّخِذِ المُوءْمِنُونَ الكافِرِينَ أوْلِياءَ مِنْ دُونِ المُوءْمِنِينَ} إلا مصانعة في الدنيا ومخالقة.
جعل المصانعة والمخالقة لهم مع بغضهم في الباطن تقية ..
فبتأمل هذه النصوص نخلص إلى أن كل ما يتقي به المرء الكافرين الظالمين عن نفسه، يسمى تقية .. سواء بالمصانعة والمخالقة، أو بالكفر .. كل هذا يندرج تحت مسمى التقية ..
فعليه يصح تقسيم التقية إلى قسمين:
1 - التقية بكتمان الدين، والتلطف والمصانعة مع الأعداء.
2 - التقية بإظهار الكفر، وهي ما يسمى (الإكراه).
أما دليل الأولى فقد علمتموه .. ودليل الثانية هو قول السلف الذي أورده الشيخ أبو بصير - هداه الله - في جواز إظهار الكفر تقية ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان هذه المسألة:
((التقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي، فإن هذا نفاق، ولكن أفعل ما أقدر عليه، كما في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان}.
فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه، لكن إن أمكنه بلسانه، وإلا فبقلبه. مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه، إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه، وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله، بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وامرأة فرعون. وهو لم يكن موافقاً لهم على جميع دينهم، ولا كان يكذب ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه، بل كان يكتم إيمانه، وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر، فهذا لم يبحه الله إلا لمن أكره، بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر، والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره. والرافضة حالهم من جنس حال المنافقين، لا من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان)) اهـ. (منهاج السنة النبوية: 6/ 424)
ولا أظن أن بعد هذا البيان بيان .. لكن للاستزادة، نورد كلام الشيخ أبي محمد المقدسي - فك الله أسره - في مسألة شبيهة بهذه:
قال الشيخ أبو محمد - حفظه الله وفك أسره - في كتابه الثلاثينية:
((وعلى كل حال، فالمستضعف عموماً لا يحل له اقتراف قول أو فعل مكفر .. وإنما يرخص له فقط في مداراة الكفار والتقية، وهي ترك الإنكار عليهم باليد واللسان، مع بقاء كراهيتهم وإنكار باطلهم في القلب، وترك إظهار عداوتهم مع بقاء أصلها بالقلب، دون أن يتابعهم على كفر أو يرضى به، كما في الحديث (إلا من رضي وتابع)
فالله لم يعذر المتابعين للكفار على كفرهم وشركهم بحجة الاستضعاف، كما هو بين واضح في آيات كثيرة …
منها قوله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} غافر.
وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ، وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سبأ.
ونحوها من الآيات ..
فتأمل تخاصمهم بعد فوات الأوان وإسرارهم الندامة لما رأوا العذاب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولهم لساداتهم الذين قادوهم إلى الهلاك: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا}.
فالاستضعاف ليس عذراً في مثل هذا، وإنما يعذر المستضعف باستضعافه، في ارتكاب بعض المحرمات؛ أو التقصير في بعض الواجبات، كترك الهجرة إلى المسلمين، والتقصير في نصرتهم، ونحو ذلك، مما يعجز عنه في استضعافه، ما لم يرتكب مكفراً صريحاً باختياره، إذ الاستضعاف شيء غير الإكراه الذي تقدمت صورته، والذي يمنع من تكفير من ارتكب شيئاً من أسباب الكفر الظاهرة، وقلبه مطمئن بالإيمان ..
ولذلك وصف الله المستضعفين من المؤمنين بأنهم يسعون جاهدين، ويدعون الله مخلصين أن يخرجهم من بين الكفار، ولا يطمئنون لواقع الاستضعاف، أو يتخذونه ذريعة وعذراً لبيع الدين بالدنيا.
كما هو حال من يتعذر به اليوم من المفتونين .. فقال تعالى: { .. وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} [النساء: 75].)) اهـ
هذا هو الفهم الصحيح لكلام السلف ومن تبعهم بإحسان .. والحمد لله ..
وقال أيضاً في كتابه الآنف الذكر بشرح جميل جداً، جزاه الله خيراً:
((أما التقية؛ فهي جائزة للمسلم إن خاف الكفار، كما قال تعالى: ((إلا أن تتقوا منهم تقاة))، وهي الحذر من الكفار بإخفاء المعاداة، ومداراتهم حال الخوف منهم، بشرط أن لا يعينهم على كفر أو يتولاهم، أو يرتكب شيئاً من المكفرات.
فهي رخصة للمسلم المستضعف، لا يحل الطعن في دينه أو رميه بالنفاق لأجلها أو تكفيره بمجردها، وإلزامه بإظهار العداوة للكفار والمراغمة لأعداء الله كشرط لصحة إسلامه.
فإظهار العداوة - وإن كان هو الأكمل والأفضل - هو صفة الطائفة المنصورة القائمة بدين الله، لكن ذلك لا يلزم كل أحد، خصوصاً المستضعفين، وإنما يكفيهم منها وجود أصلها في القلب، وما لم يناقضوه بعمل مكفر كالتولي أو نحوه، فلا يحل تكفيرهم بالتقية وحدها، فهي شيء غير الموالاة.
قال ابن القيم - رحمه الله -: (ومعلوم أن التقاة ليست بموالاة، ولكن لما نهاهم الله عن موالاة الكفار، اقتضى ذلك معاداتهم والبراءة منهم ومجاهرتهم بالعداوة في كل حال، إلا إذا خافوا من شرهم، فأباح لهم التقية، وليست التقية بموالاة) اهـ بدائع الفوائد (2/ 69).
ومما يدل على أن التقية غير الموالاة المكفرة أن التقية تجوز مع مجرد الخوف دونما إكراه، بينما لا يجوز إظهار التولي إلا مع الإكراه الحقيقي، والخوف وحده ليس عذراً في التولي، ولذلك أنكره الله تعالى على من تعذر به، بعد قوله: ((ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) فقال: ((فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة…)) الآيات.
فوصفهم تعالى بأن في قلوبهم مرض، ثم أكد سبحانه كفرهم بحبوط أعمالهم، فقال تبارك وتعالى: ((حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين)). فلم يجعل الخشية التي هي ليست إكراهاً، عذراً في إظهار التولي … بخلاف التقية.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في أول كتاب الإكراه، عند ما علقه البخاري من قول الحسن البصري " التقية إلى يوم القيامة ": (ومعنى التقية الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير) اهـ.
وقد قدمنا لك أيضاً من صحيح البخاري عن أبي الدرداء: (إنّا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم)، وفي هذا إشارة إلى وجوب بقاء عداوة الكفار في القلب حال التقية، لأن زوالها كلية ووجود ضدها وهو المودة لهم أو لدينهم؛ من نواقض الإيمان.
فالذي يباح تركه حال التقية إنما هو إظهار العداوة وإبداؤها، لا ترك أصلها. قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: (ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة.
فالأول: يعذر به مع الخوف والعجز، لقوله تعالى: " إلا أن تتقوا منهم تقاة ".
والثاني: لا بد منه، لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم لا ينفك عن المؤمن) اهـ. الرسائل المفيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فلا يجوز إلزام المسلمين عموماً بإظهار العداوة للطواغيت وأنصارهم وإعلانها وإبدائها في واقع اليوم وفي ظل الاستضعاف وإلا كانوا غير موحدين ولا مسلمين كما يطلق بعض المتهورين.
فكم من مؤمن كان يكتم إيمانه في مكة في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ بل منهم من أمره النبي - صلى الله عليه وسلم – بذلك، كما في قصة إسلام أبي ذر في البخاري، ومحل الشاهد منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر أكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل … الحديث ".
وما دامت قد قامت بإظهار الدين طائفة من الأمة وصدعت بالحق فقد قامت بالواجب على الأمة ولا يجب ذلك على كل أحد فضلاً عن أن يجعل شرطاً لصحة الإسلام.
وإنما الشرط لذلك وجود عداوة الكفر والبراءة من المشركين في القلب وعدم زوالها.)) اهـ
وفي هذا القدر كفاية إن شاء الله.
نأتي الآن إلى قول بعض السلف من أن التقية لا تكون إلا باللسان ..
كقول ابن عباس – رضي الله عنه -: (التقاة التكلم باللسان، وقلبه مطمئن بالإيمان) اهـ.
وبيّن ابن عباس - رضي الله عنه - كلامه هذا في موضع آخر إذ قال: (فالتقية باللسان؛ من حُمل على أمر يتكلم به وهو لله معصيةٌ، فتكلم مخافةً على نفسه، وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا إثم عليه، إنما التقية باللسان) اهـ.
ولم يذكر ابن عباس - رضي الله عنه - هنا نوع التقية، وهل هي بمعنى الملاطفة (كما ذكر في رواية سابقة له في تفسير الطبري، والذي أوردناه في الأعلى) أم بمعنى الكفر ..
فلا يصح حمل كلامه على الكفر دون دليل .. فالإكراه على الكفر ليس كالإكراه على المعصية، كما نص بذلك العلماء ..
ثم نأتي هنا إلى سؤال هام في هذه القضية وهو: ما الذي حمل ابن عباس - رضي الله عنه - على قصر التقية على الأقوال دون الأفعال؟
فإن من قال إثماً وأعذر، هو كمن فعل إثماً وأعذر .. ما لم يتعد إثمه إلى غيره ..
فالخوف والاستضعاف اللذان يجيزان الطعن في عرض المسلم مثلاً والبراءة منه .. هما نفسهما اللذان يجيزان حلق اللحية والتشبه بالكافرين في لباسهم ومناظرهم .. ولا يختلف في جواز ذلك اثنان ..
فإن كان كذلك، فكلام ابن عباس - رضي الله عنه - لا يحمل على هذا النوع من المعاصي - دون الكفر - .. فلا يمكن حمله إلا على التقية المجيزة للكفر إذن
فنعيد نفس السؤال بصيغة أخرى: إن كانت التقية المعتبرة تجيز قول الكفر .. فلماذا لا تجيز فعله بحيث لا يتعدى الضرر على غيره .. كما قال عكرمة - رضي الله عنه -: "ما لم يُهرِق دم مسلم، وما لم يستحل ماله"؟ .. (تأمل قول عكرمة باشتراطه في التقية عدم تعدي الضرر على الغير، وليس نفي التقية في الأفعال اللازمة).
فما دليل ابن عباس - رضي الله عنه - في قصر التقية على الأقوال دون الأفعال؟؟
دليله هو آية الإكراه .. {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ .. الآية} [النحل: 106] وصورة نزولها كانت في الأقوال .. وقد أعذر الله - سبحانه وتعالى - عماراً - رضي الله عنه - بقوله، ولم يرد العذر في صورة فعل كفر.
وحيث أن الكفر من مسائل الدين العظيمة، قصر ابن عباس - رضي الله عنه - الكفر على صورة نزول الآية، في القول لا الفعل ..
قال ابن كثير تعليقاً على آية التقية:
((وقال الثوري قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان، ويؤيده قول اللّه تعالى: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} الآية.)) اهـ.
فكان دليل ابن عباس –رضي الله عنه – آية الإكراه في إثبات الأقوال دون الأفعال، والله أعلم.
وهذه المسألة فيها خلاف مشهور بين السلف .. فمنهم من يقصر العذر في الكفر على الأقوال دون الأفعال، إقصاراً للعذر على صورة النزول، لعظم المسألة وخطورتها .. ومنهم من يأخذ بظاهر الآية وعموم اللفظ ويجعل الكفر قولاً كالكفر عملاً، ما لم يتعد كفره إلى غيره ..
وقد ذكر ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى هذا الاختلاف فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((فإن الإكراه عند أكثرهم يبيح الفعل المحرم كشرب الخمر ونحوه، وهو المشهور عن أحمد وغيره، ولكن عليه مع ذلك أن يكرهه بقلبه، ويحرص على الامتناع منه بحسب الإمكان، ومن علم الله منه الصدق أعانه الله تعالى، وقد يعافى ببركة صدقه من الأمر بذلك. وذهب طائفة إلى أنه لا يبيح إلا الأقوال دون الأفعال، ويروى ذلك عن ابن عباس ونحوه، قالوا: إنما التقية باللسان، وهو الرواية الأخرى عن أحمد.))
قال الشوكاني تعليقاً على آية النحل الآنفة الذكر: ((يدفعه ظاهر الآية، فإنّها عامّة فيمن أكره من غير فرق بين القول والفعل، ولا دليل لهؤلاء القاصرين للآية على القول، وخصوص السبب لا اعتبار به مع عموم اللفظ، كما تقرّر في علم الأصول)).
وهذا هو الراجح، والله أعلم ..
وقد وقفت مؤخراً على كلام نفيس لأبي بكر الرازي - رحمه الله -، الملقب بالجصاص، في كتابه أحكام القرآن، فقال معلقاً على آية التقية:
((وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} يعني أن تخافوا تلف النفس وبعض الأعضاء فتتقوهم بإظهار الموالاة من غير اعتقاد لها. وهذا هو ظاهر ما يقتضيه اللفظ، وعليه الجمهور من أهل العلم .... وقد اقتضت الآية جواز إظهار الكفر عند التقية، وهو نظير قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. وإعطاء التقية في مثل ذلك إنما هو رخصة من الله تعالى وليس بواجب، بل ترك التقية أفضل، قال أصحابنا فيمن أكره على الكفر فلم يفعل حتى قتل: إنه أفضل ممن أظهر. وقد أخذ المشركون خبيب بن عدي، فلم يعط التقية حتى قتل، فكان عند المسلمين أفضل من عمار بن ياسر حين أعطى التقية، وأظهر الكفر، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: {كيف وجدت قلبك؟ قال: مطمئناً بالإيمان، فقال - صلى الله عليه وسلم -: وإن عادوا فعد} وكان ذلك على وجه الترخيص.)) اهـ
جعل أبو بكر الرازي - رحمه الله - التقية بمعنى الإكراه، وجعل آية التقية نظير قوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .. لذلك قال من قال من السلف إن آية التقية نزلت في عمار بن ياسر – رضي الله عنه -.
وقال ابن عادل الحنبلي - رحمه الله - في تفسيره:
((التَّقِيَّة لها أحكامٌ:
منها: أنها تجوز إذا كان الرجلُ في قومٍ كفارٍ، ويخاف منهم على نفسه، وماله، فيداريهم باللسان، بأن لا يُظْهِرَ العداوةَ باللسان، بل يجوز له أن يُظْهِر الكلامَ الموهم للمحبة والموالاة، بشرط أن يضمر خلافَه، وأن يُعَرِّضَ في كُلِّ ما يقول؛ فإن التقية تأثيرُها في الظاهر، لا في أحوال القلوبِ، ولو أفصح بالإيمان - حيث يجوز له التقية - كان أفضل؛ لقصةِ مسيلمةَ.
ومنها: أنها إنما تجوز فيما يتعلق بدفع الضرر عن نفسه، أما ما يرجع ضرره إلى الغير كالقتلِ، والزنا، وغصب الأموالِ، والشهادة بالزور، وقذف المحصنات، وإطلاع الكفارِ على عورات المسلمين، فلا تجوز البتة.
ومنها: أنها تحل مع الكفار الغالبين، وقال بعض العلماء: إنها تحل مع المسلمين - إذا شاكلت حالُهم حال المشركين؛ محاماةً على النفس، وهل هي جائزة لصَوْن المال؟ يُحْتَمل أن يُحْكَم فيها بالجواز؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حُرْمَةُ مَالِ الْمُسْلِم كَحُرْمَةِ دَمهِ»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، ولأن الحاجة إلى المال شديدة، والماء إذا بِيعَ بالغبن سقط فرضُ الوضوء، وجاز الاقتصار على التيمم؛ دفعاً لذلك القدر من نقصان المال، فهاهنا أوْلَى.)) اهـ
بعد هذا التأصيل لمسألة التقية، نأتي إلى فهم الشيخ أبي بصير – هداه الله – لها، ونكشف تخبطه في المسألة.
* مفهوم التقية عند الشيخ أبي بصير - هداه الله - ..
يقول الشيخ في مستهل شرحه للتقية:
((التقية: هي إظهار الموالاة والمداراة للمشركين باللسان ـ خوفاً منهم على النفس والأهل ـ مع إضمار العداوة والبغضاء لهم في القلب.
وإظهار الموالاة باللسان للمشركين لا شك أن منه ما يكون من الكفر، وأن صاحبه يكفر لو أظهر ذلك من غير تقية أو خوف معتبر)) اهـ.
ونحن نوافق الشيخ أبا بصير في هذه النقطة.
* أهل التقية:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ - هداه الله - في بيان حقيقة أهل التقية الذين يجوز لهم إظهار الكفر:
((قلت: وأهل التقية هم المستضعفون في الأرض الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً للخروج من دار التقية؛ دار الكفر والقهر والظلم، فيلجأون مضطرين للتقية كمتنفسٍ لهم وللحفاظ على أنفسهم ووجودهم من دون أن يتعرضوا للاستئصال أو القتل .. وهم نفسهم المعنيين من قوله تعالى: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً. فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان اللهُ عفواً غفوراً} [النساء: 98 - 99]. فالتقية لهؤلاء وليس للأقوياء الذي يستطيعون حيلةً ويهتدون سبيلاً .. )) اهـ.
قد يقول قائل يحسن الظن بالشيخ .. لعل الشيخ لم يعن أن هؤلاء يجوز لهم إظهار الكفر!! ربما يعني أن هم ممن يجوز لهم الاستخفاء بدينهم ..
أقول: بل هم من أهل الأعذار عنده في النطق بالكفر، ولذلك أدرج هذه الحالة تحت مسمى: حالات يجوز فيها إظهار الكفر ..
فأهل التقية المذكورون من قبل الشيخ، هم من يحق لهم النطق بالكفر، في حال الاستضعاف والخوف .. وهو قد وضح هذه النقطة إذ قال مفرقاً بين الإكراه والتقية:
((أقول: نعم، التقية صورة من صور الإكراه، لكنها تختلف عن الإكراه من وجهين: أولهما: أن الإكراه يكون باللسان والعمل، بينما التقية تكون باللسان فقط كما تقدم عن أهل العلم، فإن حُمل المرء على فعل شيء لا يرضاه بالقوة وبشكل مباشر فينتقل في هذه الحالة من صورة التقية إلى صورة الإكراه ..
ثانياً: أن المساحة الزمنية والمكانية للإكراه أضيق من المساحة التي يُعمل فيها بالتقية؛ فالإكراه تكون صورته: حمل المرء بالقوة في موقف معين، وساعة معينة على فعل أو قول شيء معين هو لا يرضاه .. فإذا انتهت هذه الساعة ورُفع الموقف انتهى ظرف الإكراه الذي يبرر للمرء إظهار الكفر أو ما فيه مخالفة شرعية.
بينما التقية: فساحتها الزمانية والمكانية أوسع، فهي تشمل جميع المساحة الزمانية التي يقيمها المسلم مضطراً في دار التقية والظلم، وهو يلجأ إليها كلما اضطرته الظروف إلى ذلك حتى يدفع شر القوم عنه
وقد تختلف التقية عن الإكراه كذلك أن الإكراه يكون مباشراً والعقوبة عليه فورية .. بينما التقية قد يكون عنصر الإكراه فيها غير مباشر، والعقوبة فيها ربما قد تأتي متأخرة عن الحدث، إلى حين أن تجتمع لدى الظالمين جميع التقارير والأخبار الخاصة فيمن يراقبونه ويتجسسون عليه. هذه هي أوجه الاختلاف بين التقية والإكراه .. )) اهـ.
باختصار، فالمستضعفون هم أهل التقية عنده الذين يجوز لهم النطق بالكفر ..
وهؤلاء المستضعفون الذين أجاز لهم الشيخ النطق بالكفر، لم يعذرهم الله - عز وجل - يوم القيامة ..
{وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سبأ: 33]
أما الشيخ - هداه الله - فيقول: بل المستضعف يجوز له النطق بالكفر حفاظاً على نفسه، ولو لم يطلب منه ذلك مباشرة ..
وقد بيّنا سابقاً أن الاستضعاف إنما هو عذر في الاستخفاء بالدين وكتمانه .. كما كان حال مؤمن آل فرعون .. وقد بيّن ذلك ابن تيمية - رحمه الله تعالى - فيما نقلنا عنه عن منهاج السنة النبوية، فراجع ذلك.
أما قوله:
((وقد تختلف التقية عن الإكراه كذلك أن الإكراه يكون مباشراً والعقوبة عليه فورية .. بينما التقية قد يكون عنصر الإكراه فيها غير مباشر، والعقوبة فيها ربما قد تأتي متأخرة عن الحدث، إلى حين أن تجتمع لدى الظالمين جميع التقارير والأخبار الخاصة فيمن يراقبونه ويتجسسون عليه. هذه هي أوجه الاختلاف بين التقية والإكراه .. )) اهـ
فهو من الفظائع!!
يعني من يكون في ديار الكافرين الظالمين مراقباً ومتجسساً عليه، يجوز له النطق بالكفر، ولو لم يطلب منه أحد ذلك، أو يجبره عليه، وما ذلك إلا إرضاء للكافرين ودفعهم عنه.
ولو قال الشيخ أنه يجوز له إخفاء عقيدته ودينه، وملاطفة الكفار .. لما اعترضنا عليه بشيء .. لكنه يقول بالتقية التي هي النطق بالكفركما بيّن آنفاً .. والله المستعان ..
وقد بين ذلك في ضوابطه إذ قال:
((لا يجوز للمرء في مجالسه الخاصة بعيداً عن أعين الظالمين وجواسيسهم أن يظهر لهم الموالاة، ثم يزعم أن ذلك من التقية .. !!)) اهـ
يعني وهو في ديارهم، وتحت أنظارهم يجوز له النطق بالكفر، وإظهار المولاة للكافرين، وإن لم يطلبوا منه ذلك مباشرة، كما قرر في تأصيله لهذه المسألة ..
ويقول:
((دار التقية دار ظلم ولا يستلزم بالضرورة أن يكون دار كفر وحرب، كما حصل في زمن بعض حكام العباسيين أيام فتنة مسألة خلق القرآن التي نصرها الولاة والحكام .. حيث أن كثيراً من أهل العلم المعتبرين سكتوا وقالوا تقيةً القرآن مخلوق ليدرؤوا عن أنفسهم السيف والقتل باستثناء الإمام أحمد رحمه الله حيث أخذ بالعزيمة وأظهر الله الحق به وعلى يديه .. !)) اهـ
فهو عنده أن القول بخلق القرآن، بشروط وأصول التقية التي وضعها سابقاً، يكون جائزاً تحت مسى التقية.
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
هنا نكون قد انتهينا من تفنيد هذه الشبهة الخطيرة .. والله المستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 06:07]ـ
تفنيد شبهة: اقتراف الكفر من أجل استئصال كفر أغلظ.
نأتي الآن إلى الفتوى الطامة، التي جاءنا بها الشيخ - هداه الله - وهي مسألة: إظهار الكفر لدفع كفر أغلظ .. (وهي ما أوردها الأخ (الإمام الدهلوي) أعلاه)
هناك فرق عظيم وبون شاسع بين الكفر الذي يتلبس به المرء ويقترفه باختياره، وبين الكفر الذي يقترفه غيره ..
فالأول محاسب المرء عليه يوم القيامة ومؤاخذ، أما الثاني فهو داخل في قوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}، وقوله: {لا تزر وازرة وزر أخرى} .. وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه} .. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: {إنه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع} .. فمناط التأثيم هو في الرضى والمتابعة ..
وانظر كيف فهم علماء السلف مسألة المصالح والمفاسد .. فأنزلوها منزلها، ووزنوها بمعيارها ..
قال شيخ الإسلام - ابن تيمية - رحمه الله في الفتاوى:
((وقصة الخِضْر مع موسى لم تكن مخالفة لشرع اللّه وأمره، ولا فعل الخضر ما فعله لكونه مقدراً كما يظنه بعض الناس، بل ما فعله الخضر هو مأمور به فى الشرع، بشرط أن يعلم من مصلحته ما علمه الخضر؛ فإنه لم يفعل محرماً مطلقاً، ولكن خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار؛ فإن إتلاف بعض المال لصلاح أكثره هو أمر مشروع دائماً، وكذلك قتل الإنسان الصائل لحفظ دين غيره أمر مشروع، وصبر الإنسان على الجوع مع إحسانه إلى غيره أمر مشروع.
فهذه القضية تدل على أنه يكون من الأمور ما ظاهره فساد، فيحرمه من لم يعرف الحكمة التى لأجلها فعل، وهو مباح فى الشرع باطناً وظاهراً، لمن علم ما فيه من الحكمة التى توجب حسنه وإباحته.
وهذا لا يجيء فى الأنواع الأربعة؛ فإن الشرك والقول على الله بلا علم، والفواحش ما ظهر منها وما بطن، والظلم، لا يكون فيها شىء من المصلحة. وقتل النفس أبيح فى حال دون حال، فليس من الأربعة. كذلك إتلاف المال يباح فى حال دون حال، وكذلك الصبر على المجاعة؛ ولذلك قال: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29].
فإخلاص الدين له والعدل واجب مطلقاً فى كل حال، وفى كل شرع، فعلى العبد أن يعبد اللّه مخلصاً له الدين، ويدعوه مخلصاً له، لا يسقط هذا عنه بحال، ولا يدخل الجنة إلا أهل التوحيد، وهم أهل (لا إله إلا الله).
فهذا حق الله على كل عبد من عباده، كما فى الصحيحين من حديث معاذ أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال له: {يا معاذ، أتدرى ما حق الله على عباده؟} قلت: الله ورسوله أعلم. قال: {حقه عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً} الحديث.)) اهـ
والشيخ أبو بصير - هداه الله - يقول: بل في الشرك مصلحة كبرى .. وهي: دفع شرك أغلظ.
هذه بعض القبسات عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تتعلق بالمسألة:
((والشريعة تأمر بالمصالح الخالصة والراجحة، كالإيمان والجهاد؛ فإن الإيمان مصلحة محضة، والجهاد وإن كان فيه قتل النفوس فمصلحته راجحة، وفتنة الكفر أعظم فساداً من القتل، كما قال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217]، ونهى عن المفاسد الخالصة والراجحة، كما نهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وعن الإثم، والبغى بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وهذه الأمور لا يبيحها قط في حال من الأحوال، ولا في شرعة من الشرائع. وتحريم الدم والميتة ولحم الخنزير والخمر وغير ذلك مما مفسدته راجحة. وهذا الضرب تبيحه عند الضرورة؛ لأن مفسدة فوات النفس أعظم من مفسدة الاغتذاء به.)) اهـ
وقال أيضاً:
((أن المحرمات قسمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: ما يقطع بأن الشرع لم يبح منه شيئاً لا لضرورة ولا لغير ضرورة؛ كالشرك، والفواحش، والقول على اللّه بغير علم، والظلم المحض، وهى الأربعة المذكورة فى قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33].
فهذه الأشياء محرمة فى جميع الشرائع، وبتحريمها بعث الله جميع الرسل، ولم يبح منها شيئاً قط، ولا فى حال من الأحوال؛ ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية، ونفى التحريم عما سواها؛ فإنما حرمه بعدها كالدم والميتة ولحم الخنزير، حرمه فى حال دون حال، وليس تحريمه مطلقاً.
وكذلك الخمر، يباح لدفع الغُصَّة بالاتفاق، ويباح لدفع العطش في أحد قولي العلماء، ومن لم يبحها قال: إنها لا تدفع العطش، وهذا مأخذ أحمد. فحينئذ، فالأمر موقوف على دفع العطش بها؛ فإن علم أنها تدفعه أبيحت بلا ريب، كما يباح لحم الخنزير لدفع المجاعة، وضرورة العطش الذي يرى أنه يهلكه أعظم من ضرورة الجوع؛ ولهذا يباح شرب النجاسات عند العطش بلا نزاع؛ فإن اندفع العطش وإلا فلا إباحة فى شيء من ذلك.
وكذلك الميسر، فإن الشارع أباح السبق فيه بمعنى الميسر للحاجة فى مصلحة الجهاد. وقد قيل: إنه ليس منه، وهو قول من لم يبح العوض من الجانبين مطلقاً إلا المحلل. ولا ريب أن الميسر أخف من أمر الخمر، وإذا أبيحت الخمر للحاجة فالميسر أولى. والميسر لم يحرم لذاته إلا لأنه يصد عن ذكر اللّه وعن الصلاة، ويوقع العداوة والبغضاء، فإذا كان فيه تعاون على الرمي الذي هو من جنس الصلاة، وعلى الجهاد الذي فيه تعاون، وتتألف به القلوب على الجهاد، زالت هذه المفسدة.
وكذلك بيع الغرر، هو من جنس الميسر، ويباح منه أنواع عند الحاجة ورجحان المصلحة.
وكذلك الربا، حرم لما فيه من الظلم، وأوجب ألا يباع الشيء إلا بمثله، ثم أبيح بيعه بجنسه خرصاً عند الحاجة، بخلاف غيرها من المحرمات؛ فإنها تحرم فى حال دون حال؛ ولهذا - والله أعلم - نفي التحريم عما سواها، وهو التحريم المطلق العام؛ فإن المنفي من جنس المثبت، فلما أثبت فيها التحريم العام المطلق نفاه عما سواها.)) اهـ.
يقول الشيخ أبو بصير - هداه الله -:
((وصورة ذلك تتحقق عندما تُبتلى الأمة بطاغوت كفره مغلظ بعضه فوق بعض، تشتد فتنته وبلوته على البلاد والعباد، ولا مجال لاستئصاله وإراحة العباد من شره إلا بعد الانغماس في صفه وعسكره، والتظاهر بما يوهمه أنك من جنده وبطانته إلى أن تتمكن من عنقه وقتله .. )) اهـ
وهل في ذلك كفر يا شيخ؟؟
ونحن نقول بما تقول ..
الانغماس في صفوف المشركين دون التصريح بموالاتهم، ودون إعانتهم على المسلمين بشيء، هو من باب (تكثير سواد الظالمين)، وهو ليس بكفر .. بل ظلم .. إلا إن أتبعه موالاة أو مظاهرة على المسلمين .. فعندئذ يكفر.
فمن لبس زيهم الغير ديني، وتكلم لغتهم، وكتم إيمانه، ولم يقترف كفراً، بالتصريح بموالاة الكافرين أو غيره .. فهذا لا شيء عليه إن كان قصد ذلك من أجل الإثخان في أعداء الله، أو نصرة المسلمين.
فلماذا جعلت هذا المثل حجة فيما ذهبت إليه من جواز إظهار الكفر؟؟
قال الشيخ أبو محمد المقدسي - حفظه الله - في رسالة " النكت اللوامع ":
((ولو أن كلام الشيخ واستدلاله كان على من هداه الله إلى التوحيد وهو في جيش الطاغوت أصلاً، فرام استغلال وجوده في نصرة دين الله والنكاية في أعدائه، فأرْجأَ إظهار دينه وتوحيده وبراءته من الشرك وأهله، دون أن يرتكب كفراً، ليُظهرَ دينه وبراءته من الطاغوت بأشرقِ صورة؛ وذلك بجهاد أعداء الدين وجِلادهم في فرصة أو ظرف يتحينه، كما فعل نعيم بن مسعود - رضي الله عنه - حين كتم إسلامه في غزوة الأحزاب وكان نديماً لبني قريظة، وفي قصته أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال له: " خَذِّل عنّا "، ففعل، وكان ذلك سبباً في رحيل الأحزاب كما ذكر أهل السير والمغازي .. وكذلك ما فعله محمد بن مسلمة في قتله لكعب بن الأشرف، ونحوه .. مما هو معلوم وثابت، ويدل على جواز كتمان الدين أو التخفي
(يُتْبَعُ)
(/)
ومخادعة الكفار بعدم إظهار عداوتهم، لأجل قتل رؤوسهم أو النكاية فيهم ..
أقول: فلو اقتصر المصنف على مثل هذه الصورة لما خالفناه .. بشرط أن لا يرتكب فاعلها ما هو كفر أو ردّة، بل يكون حاله في تلك المدة كحال من اندسّ في صفوفهم متخفياً بزيّهم، أو استعمل بعض المعاريض والحيل الموهمة، التي هي من جنس المخادعة في الحروب .. كل ذلك لم نكن لنخالفه فيه .. ولكنه جوّز الالتحاق بجيش الطاغوت ابتداءً لأجل هذا القصد.
ومعلوم ما يقترفه من يفعل ذلك من مكفرات مختلفة، في المراحل التي يمر بها في دراسته أو دوراته أو تخرجه وخدمته ..
والأصل الأصيل الذي لا يخالفنا فيه المصنف أن مثل هذه المكفرات لا يسوّغ ارتكاب شيء منها إلا في الإكراه، فتجويز شيء من ذلك، واستثناؤه لأجل المصلحة التي ذكرها، يحتاج إلى دليل مسند صحيح صريح .. وهو الشيء الذي لم يأت به المصنف هنا .. )) اهـ
هذا هو الفهم الصحيح الذي لا غبار عليه لنصوص الشارع .. بارك الله في الشيخ المقدسي وزاده علماً وإيماناً ..
فإجازة ضرب من ضروب الكفر، يحتاج إلى نص صريح واضح .. وليس نصاً مشتبهاً ملتبساً فهمه، غير واضحة معالمه .. فيفتي به المفتي في أصل الدين وأساسه، ناسفاً إياه بدليل متشابه، والله المستعان.
وإن تكثير سواد المشركين على المسلمين دون مناصرة لهم ولا تول، هو ظلم كبير، وليس بكفر ..
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -:
((إن ناساً من المسلمين لم يهاجروا كراهة مفارقة الأهل والوطن والأقارب … فلما خرجت قريش إلى بدر خرجوا معهم كرهاً، فقتل بعضهم بالرمي، فلما علم الصحابة أن فلاناً قتل وفلاناً قتل تأسفوا على ذلك، وقالوا: قتلنا إخواننا. فأنزل الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ … إلى قوله: وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}] النساء / 97 - 100].
فليتأمل الناصح لنفسه هذه القصة، وما أنزل الله فيها من الآيات، فإن أولئك لو تكلموا الكفر، وفعلوا كفراً ظاهراً يرضون به قومهم، لم يتأسف الصحابة على قتلهم، لأن الله بين لهم وهم بمكة لما عذبوا قوله تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}] النحل / 106].
فلو كانوا سمعوا عنهم كلاماً أو فعلاًُ يرضون به المشركين من غير إكراه [أي عندما كانوا في مكة]، ما كانوا يقولون: قتلنا إخواننا)) اهـ[((مختصر سيرة الرسول، ضمن المجموع)) ص (33، 34)]
فهؤلاء الذين آثروا البقاء في مكة على الهجرة إلى المدينة، مشحة بالأهل والأوطان والأموال، لم يكن الصحابة يكفرونهم، مع تكثيرهم لسواد المشركين .. ولم يبلغ الصحابة عنهم أي فعل كفر أو قول كفر دون إكراه ..
وكذلك عندما خرجوا مع المشركين في غزوة بدر، لم يناصروا المشركين على المسلمين.
وفي ذلك يقول ابن حجر - رحمه الله - في الفتح: (13/ 38):
((فيه تخطئة من يقيم بين أهل المعاصي باختياره، لا لقصد صحيح؛ من إنكار عليهم مثلاً، أو رجاء إنقاذ مسلم من هلكة. وأن القادر على التحول عنهم لا يعذر، كما وقع للذين كانوا أسلموا ومنعهم المشركون من أهلهم من الهجرة، ثم كانوا يخرجون مع المشركين لا لقصد قتال المسلمين، بل لإيهام كثرتهم في عيون المسلمين، فحصلت لهم المؤاخذة بذلك))) اهـ
وعلى أي حال، فهذه المسألة لا يختلف معنا الشيخ أبو بصير فيها ..
فنقول خاتمة لهذه النقطة إن من اندس في صفوف المشركين، مكثراً سوادهم، لغرض النكاية فيهم، دون أن يقترف كفراً، فهذا جائز، ولا حرج عليه، وهذا هو المحمل الصحيح للنصوص الواردة في ذلك، والتي أخطأ الشيخ - هداه الله - في فهمها.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 06:15]ـ
تكملة ..
استدل الشيخ أبو بصير - هداه الله - في صحة مذهبه بقصة محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - وقتله للطاغوت اليهودي كعب بن الأشرف - لعنه الله - ..
فقال تعليقاً على الرواية:
((ومظاهر الكفر بادية في هذا الحديث من جهات عدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
منها: قول محمد بن مسلمة: " سألنا الصدقة ونحن لا نجد ما نأكل .. " وهذا مفاده رمي النبي – صلى الله عليه وسلم - بالظلم والجور، وأنه يسأل الناس دفع الصدقات وهم لا يجدون ما يأكلون .. وهذا لا شك أنه كفر.)) اهـ
أقول: بل هذه من المعاريض يا شيخنا!
ألست أنت الذي تقول لا يجوز التكفير بلازم القول ووحيه، إلا بنص صريح لا يحتمل التأويل؟
نعم .. رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألنا الصدقة ونحن لا نجد ما نأكل ..
فقد سألنا التبسم في وجه إخواننا، حتى وإن لم نجد ما نأكل .. وقد قال: {وتبسمك في وجه أخيك صدقة}.
وقد قالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَة ٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وتُعين الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عليها أو تَرْفَعُ لهُ متَاَعَهُ صَدَقَةٌ، والْكَلِمةُ الطَّيِّبةُ صَدَقَةٌ، وبكُلِّ خَطْوَةٍ تَمشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، وتُمِيطُ الأَذَى عنِ الطَّرِيِق صَدَقَةٌ} رواه البخاري ومسلم.
وكل هذا ونحن لا نجد ما نأكل .. فأين الكفر يا شيخ؟
قال الشيخ:
((ومنها: قوله: " وإنه قد عنَّانا "؛ أي أتعبنا بسؤاله لنا الصدقة ونحن لا نجد ما نصدقه .. هذا المفهوم من سياق الكلام، وهذا لا شك انه كفر لتضمنه التذمر وعدم الرضى بالنبي – صلى الله عليه وسلم - وما جاءهم به من عند ربه .. )) اهـ
قال الله تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} لما فيه من مشقة وتعب ونصب.
فالله - عز وجل - قد أتعبنا وعنانا بالجهاد، لكننا نفعله حباً فيه، واستجابة لأمره، مع ما فيه من مشقة.
قال الشيخ:
((ومنها: قوله: " فلا نُحبُّ أن ندعه ننظر إلى أي شيءٍ يصير أمره "، أي أن وقوفنا معه قائم على اعتبار العاقبة، فإن كانت العاقبة له كنا معه وأصابنا الخير بسبب ذلك، وإن كانت العاقبة لغيره تركناه وتخلينا عنه .. فنحن ننظر إلى أي شيءٍ يصير أمره .. وهذا لا شك أنه كفر.)) اهـ
أين الكفر يا شيخ؟! مرة أخرى هذا تكفير بلازم القول .. حتى يثبت الشيخ مذهبه.
فهم لا يحبون أن يدعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كي ينظروا إلى أي شيء يصير أمره .. وهم يعلمون يقيناً أن أمره صائر إلى الجنة.
فهم معه لا يحبون فراقه، من أجل ماذا؟ من أجل أن يروا الجنة ويروا نعيمها ..
فإن قيل: (أي شيء) تفيد الشك وعدم اليقين.
أقول: بل من الممكن أن يكون: إلى أي شيء من النعيم .. أو الثواب .. أو غيره من جنس الشيء ونوعه ..
ولا يشترط أن تكون (أي) جامعة للضدين، بل قد تجمع بين أشياء من نفس النوع.
وعلى أي حال، فهذا ليس من الكفر الصريح الذي يكفر قائله به ..
هل قالوا صراحة أنهم معه اعتباراً للعاقبة الدنيوية؟ فإن أصابهم شر تخلوا عنه، وإن أصابهم خير بقوا معه؟؟ أم أنه من لازم القول يا شيخ؟
يقول الشيخ أبو محمد المقدسي - حفظه الله - جواباً عن سؤال متعلق بالموضوع:
((فقصة محمد بن مسلمة لما قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود ليس فيها ما زعمه الشيخ المذكور من سب للرسول؛ ولكنه كان قد استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن له بأن يقول في حقه شيئاً يخادع به الطاغوت فأذن له بذلك. وعليه فلو كان ما قاله بالفعل سب صريح للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان في ذلك حجة لأحد بعد إذن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعفوه عن خصوص حقه، إذ يجوز له - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن ويتسامح ويعفو عما كان حقاً له مندرجاً تحت حقوق العباد، أو يترجح حقه فيه، أما أمته فلا يجوز لها أن تتنازل أو تعفو عن حقه؛ فكيف والصحيح أن محمد بن مسلمة لم يتفوه بمسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو طعن فيه؟! بل كل ما قاله لا يعدو كونه تورية وتعريض بالنبي - صلى الله عليه وسلم - استأذنه به، يوهم أنه ليس على وئام معه، وأنه يعاني من تكاليفه، وليس فيه قدح صريح به - صلى الله عليه وسلم -. فالثابت أنه قال كما في صحيح البخاري: (إنّ هذا الرجل قد سألنا الصدقة وإنه قد عنّانا)، فهذا ليس بقدح بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو رجل كما أن سائر الأنبياء رجال، قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم}. وكونه - صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم - أراد منهم فريضة الصدقة، فهذا حق محض، وهي مما عنانا الله به، أي كلفنا به مع سائر التكاليف. ووصف التكاليف بذلك ليس بكفر، فإن من التكاليف ما فيه عناء ومشقة يكرهها الإنسان كما قال تعالى: {كُتب عليكم القتال وهو كره لكم} ..
ومثل ذلك يقال أيضاً في رواية ابن سعد - إن صحت - ولفظها: (كان قدوم هذا الرجل علينا من البلاء) فهذا حق، وقد فسره في الرواية بقوله: (حاربتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة)، ففي الحديث القدسي: (إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك) .. فأين الشتم في هذا كله حتى ينتهض ويصلح ما استدل به الشيخ المذكور؟)) اهـ
يقول الشيخ - هداه الله -:
((ومنها: قول أبي نائلة ـ وكان مع محمد بن مسلمة في المهمة ـ:" نريد خذلانه والتخلي عنه "، لا شك أنه من الكفر البواح الذي لا يحتمل تأويلاً ولا صرفاً .. ولو قيل هذا الكلام في الظروف الطبيعية لكفر صاحبه.)) اهـ
أقول: أثبت يا شيخ أولاً سند هذه الرواية، ثم ابن عليها أحكامك!!
واعلم أن الذي تعتمد عليه – أي الواقدي - في هذه الرواية قد كذّبه كثير من علماء الحديث .. وأحسن ما يقال فيه إنه متروك الحديث .. فكيف تبني أحاكمك على روايات رجل اتهم بالتدليس ووضع الأحاديث؟؟
كذلك، فإن أبا نائلة كان بإمكانه أن يعرّض في حديثه ويوارب، مثل أن يقول: أريد أن أنال مما يناله من غنائم .. أو نريد أن نأمن على أنفسنا مما قد يصيبنا إن تركناه .. أو كما قال صاحبه محمد، ننظر إلى أي شيء يصير أمره ..
أفلم يمكنه ذلك؟
هذه نقطة ..
والنقطة الأخرى، وهي الأهم ..
هب أن هذه الرواية صحيحة، فهي كانت بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن ينالا منه في حضرة الطاغوت كعب بن الأشرف .. ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتنازل عن حقه ويعفو عن أصحابه ..
والدليل على ما أقول هو:
جاء من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " لما افتتح رسول الله – صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال حجاج بن علاط: يا رسول الله إنّ لي بمكة مالاً، وإنّ لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، أفأنا في حِلٍّ إن أنا نلتُ منك أو قلتُ شيئاً؟، فأذِنَ له رسولُ الله أن يقول ما شاء "، رواه أحمد والنسائي من حديث عبد الرزاق، ثنا معمر، سمعتُ ثابتاً، وهذا إسنادٌ على شرط الشيخين.
فهل يقول الشيخ - هداه الله - بناءً على هذا الحديث أن للمرء أن ينطق بالكفر، ويسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينال منه من أجل أن يأتي أهله وماله؟؟
هل يجوز عند الشيخ - بناء على هذه الحديث - أن يكفر المرء بالله من أجل مصلحة الدنيا؟؟
هذا الحديث يثبت وبجلاء أن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن لأصحابه في أن ينالوا منه، دون أن يكفروا بذلك ..
لكن من ينال منه دون إذنه، فقد كفر بالله، ووجب عليه حد القتل ..
ومما يدل أيضاً على أنه لا يجوز إظهار الكفر في تلك الحالات التي ذكرها الشيخ - هداه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لأصحابه أن ينالوا من شخصه - صلى الله عليه وسلم -، وليس من الله - عز وجل - أو من الإسلام ..
فلا يحق أصلاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيز لأحد أن يسب الله - عز وجل - لأي مصلحة كانت .. ولا يحق له - صلى الله عليه وسلم - أن يجيز لأحد أن يسب دين الله - عز وجل - لأي مصلحة كانت ..
وتأمل استئذان هؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم - في النيل من شخصه - صلى الله عليه وسلم - والانتقاص من شأنه، من أجل مصلحة عظيمة، لأنهم كانوا يعلمون يقيناً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له أن يتنازل عن حقه الشخصي، بما لا يؤثر على إيمانهم ..
ولم يستأذنوه في النيل من الله - عز وجل - أو من دين الإسلام .. فتأمل هذا جيداً.
يقول الشيخ - هداه الله -:
((ومنها: أن استئذان الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ النبيَّ في أن يقولوا فيه كلاماً؛ أي الكلام الذي يفيد الذم والتجريح الذي لا يجوز أن يُقال في الحالات الطبيعية إلا إذا آثر صاحبه الكفر على الإيمان .. وإلا فإن الكلام المباح لا يحتاج إلى استئذان!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المعنى يوضحه ابن حجر في الفتح حيث يقول: قوله " فأذن لي أن أقول شيئاً، قال قل .. " كأن استأذنه أن يفتعل شيئاً يحتال به، ومن ثم بوب عليه المصنف " الكذب في الحرب " وقد ظهر من سياق ابن سعد للقصة أنهم استأذنوا أن يشكوا منه ويُعيبوا رأيه .. !)) اهـ
بل الحق الذي يقال أنهم استأذنوه في الانتقاص من شخصه لأنهم علموا أن هذا من خصوصياته - صلى الله عليه وسلم -. وتأمل عدم جرأتهم على استئذانه في الطعن في الدين، أو الانتقاص من الله - عز وجل -. وهذا من فقه الصحابة - رضي الله عنهم -
كذلك الشيخ - هداه الله - يلمح إلى المعاريض التي التجأ إليها الصحابيان - رضي الله عنهما - لإيهام كعب بن الأشرف بأنهما على خلاف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول أن هذه المعاريض لو كانت مباحة فلا تحتاج إلى استئذان، فعلام استأذن الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذن؟
أقول: أنت قد أجبت عن هذا السؤال يا شيخ إذ تقول:
((4 - في حال قُدر على استخدام المعاريض، وكانت تكفي لتنفيذ المهمة .. لا يجوز اللجوء إلى الترخص في إظهار الكفر أو التلفظ به، لقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} التغابن: 16.)) اهـ
فهم قد استأذنوه أن يقولوا فيه كلاماً قد يضطرون إليه .. أو أنهم لتقواهم وورعهم خشوا أن يكون ما سيقولونه فيه تعريض بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيأثمون بذلك .. فوجب عليهم الاستئذان احترازاً ..
يقول الشيخ - هداه الله -:
((فتأمل قوله: " رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك في ذلك "؛ أي جئتك لأنصرك وأكثر سوادك في قتالك للنبي – صلى الله عليه وسلم - .. وهذا لا شك أنه لفظ كفري، ولو أنه قيل في الحالات الطبيعية ـ لغير ضرورة استئصال هذا الطاغوت ـ لكان كفراً أكبر)) اهـ
من العجيب أن الشيخ يحمل كلام الصحابة - رضي الله عنهم - الآنف الذكر على الكفر الأكبر دائماً .. ولا يتحرى لكلامهم منفذاً أو فسحة من الكفر الأكبر .. وهو الذي يشدد في ضوابطه في هذه المسألة على وجوب وأولوية استعمال المعاريض، ولا يلجأ إلى النطق بالكفر إلا الضرورة المحضة والمحتمة ..
وهو هنا يجعل كل أقوال الصحابة كفراً أكبر .. إذن أين المعاريض يا شيخ؟؟ أين تقوى الصحابة يا شيخ؟ حتى جعلتهم يقدمون على النطق بالكفر ابتداءً ودون ضرورة أو مبادرة بمعاريض ونحوه؟؟؟
وكل هذا حتى يثبت الشيخ منهجه الباطل في هذه المسألة، والله المستعان ..
كل قول محتمل عنده صار كفراً أكبر .. لا نمر على مواربة للصحابة أمام الكافر إلا ويقول الشيخ كفر أكبر، كفر بواح .. والله المستعان.
أما في قول هذا الصحابي - رضي الله عنه -: "رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك في ذلك" .. أين الكفر في ذلك؟
جئتك في ذلك، أي جئتك من أجل ذلك الأمر .. أوليس هذا حقاً؟؟ ألم يجئه بسبب جمعه للرسول - صلى الله عليه وسلم - ليقتله؟؟ ولولا جمعه لما جاءه ..
جاء في الأثر، قول الإعرابي للنبي - صلى الله عليه وسلم - "وقد جئتك في خصلة من الخصال الثلاث أتوب منها" ..
أي جئتك لهذه الخصلة تائباً منها ..
وكما هو معلوم عند أهل اللغة، أن من معاني حرف "في" السببية .. أم أن الشيخ لا يرى لـ "في" معنىً آخر؟؟
جاء في [جواهر الأدب في معرفة كلام العرب – 228] عند معاني الحرف "في":
(الثالثة: للسببية، كقوله تعالى: {فذلكن الذي لمتنني فيه} .. وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن امرأة من بني إسرائيل دخلت النار في هرة" .. أي بسببها.) اهـ
فأين الكفر يا شيخ؟؟ هدانا الله وإياك.
ويقول الشيخ:
((ثم تأمل لو تُرك هذا الطاغوت وهدفه، كم كان سيكلف الدعوة الإسلامية وهي في مهدها، وأوائل نشوئها .. ؟!)) اهـ
أولاً، هذا من ضعف اليقين بالله - سبحانه وتعالى - .. فإن كل طواغيت الأرض لن يستأصلوا شأفة الإسلام مهما فعلوا ..
ثانياً: إن من يتوكل على الله ويلتزم أوامره، هو المنتصر في النهاية.
ثالثاً: إن النطق بكلمة الكفر لم يدخل في حد الضرورة الشرعية، والتي يرى الشيخ أنها تجيزها لقمع الطاغوت ..
مع أن الكفر لا يجوز في الضرورة، لكن نفترض تنزلاً جوازه، فهل انطبقت شروط الضرورة الشرعية على هذا الأمر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أهم شرط من شروط الضرورة الشرعية غير متحقق فيه أصلاً، وهو: الاستيقان بعدم اندفاع الضرر إلا بذلك الفعل المحرم.
فمن أوشك على الهلاك ووجد خمراً، واستيقن أنه سبب نجاته لا محالة، فله أن يشربه مضطراً.
فهل هذه هي الحال كذلك يا شيخ؟؟؟ هل استيقن هؤلاء الصحابة - رضي الله عنه - بهلاك هؤلاء الطواغيت إن هم نطقوا بالكفر - على حد زعمك -؟؟ أم أن رجاءهم في ذلك لم يصل إلى حد اليقين، وكانوا في سعة كبيرة من الأمر قبل أن يلجأوا إلى هذا القول الكفري - على حد زعم الشيخ -؟؟
يقول الشيخ:
((ومن الأدلة كذلك: أمر النبي – صلى الله عليه وسلم - لنعيم بن مسعود أن يخذل عن المسلمين يوم وقعة الأحزاب .. وكان مما قاله نعيم بن مسعود لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم ودي لكم، وفراقي محمداً، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت عليَّ حقاً أن أبلغكموه نصحاً لكم فاكتموه عني ...
فإن قيل هذه المقولة: " قد عرفتم ودي لكم، وفراقي محمداً .. " لا تفيد الكفر، أقول: إن مجرد الجلوس والإقامة في مجالس الكفر والاستهزاء والطعن، والحرب على الله ورسوله .. من غير إنكار ولا قيام هو كفر، لقوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيرِه إنكم إذاً مثلهم} النساء:140. أي إن أبيتم إلا الجلوس معهم من غير إنكار فأنتم مثلهم في الكفر ..
فكيف والصحابي – رضي الله عنه - قد ضم إلى جلوسه في مجالس الكفر والحرب على الله ورسوله، مقولته الآنفة الذكر. لاشك أن هذا من الكفر البواح لا شك فيه.)) اهـ
أولاً: هذه المقولة لا تفيد الكفر ..
فقد قال الصحابي - رضي الله عنه -: "قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمداً" .. وهذا حق ..
فهو يخاطب الكافرين مذكراً إياهم بوده السابق لهم، وحربه للرسول - صلى الله عليه وسلم - سابقاً ..
فأين الكفر يا شيخ؟؟
هل قال نعيم بن مسعود - رضي الله عنه - عن نفسه أنه مواد للكافرين محارب للمسلمين الآن؟؟ أم جاء ذلك في صيغة المخاطبة والتذكير بأمر مضى؟؟؟
الله المستعان ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 06:25]ـ
والبحث أطول من ذلك، ولكن أكتفي عند هذا ..
أخي (الإمام الدهلوي) تقول:
قلت: هذه بعض أدلتهم التي تمسكوا بها، وبعضها كما تروا ليس بالقوي في دلالته، ولهم أدلة أخرى منها: قصة فيروز الديلمي مع الأسود العنسي، ومنها ما يقوله الفقهاء في جواز لبس الزنار والتشبه بالكفار في حال الحرب، ومنها قولهم أن هذا وقع في زمن علماء السلف ولم يقولوا بأنه كفر مجرد كما فعل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
وهل فيروز الديلمي نطق كفراً - حاشاه -؟ .. أما لبس الزنار، فاعلم أنه صورة كفر، وليس كفراً حقيقة .. وهو كمسألتنا هنا في السجود قدّام الصنم موهماً أنه سجود للصنم .. لذلك اختلف العلماء في لبسه، فطائفة قالت بأنه كفر، وطائفة قالت بأنه إثم .. والصواب التفصيل في ذلك، بأن يُقال: إن لبسه تعظيماً لدينهم ومحبة له، فهو كافر .. وإن لبسه مع بغضه لدينهم، لغرض شرعي تبيحه الضرورة، فليس كفراً.
كذلك الحال في لبس الصليب .. وأنت تعلم أن هناك فرق بين الصليب وبين التصليب .. ولو كان كل خطين متقاطعين صليباً، لكفر بذلك خلق كثير، ولكن العلماء فرّقوا بين الاثنين.
ولا فرق بين أن تحمل الصليب في يدك (ولم يقل أحد أنه كفر)، وبين أن تحمله في عنقك لنفس النية ..
ولكن بما أن تعليقه في العنق يوحي بتعظيم دين المشركين، فصاحبه إن لم يُظهر نية غير هذه، فهو محكوم عليه بالكفر ظاهراً، وباطناً أمره إلى الله.
هذا، والله أعلم.(/)
تاريخ الشيعة في المغرب
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أهمية هذه المسألة، وهي مسألة تاريخ التشيع في المغرب، تتجلى في أن متشيعة المغرب اليوم، يركزون على بعض المعطيات التاريخية، ويستدلون بها على أن المغرب بلد شيعي في الأصل، وأن الإسلام عندما تغلغل في المغرب، كان على مذهب الشيعة، محاولين بذلك أن يوطئوا لدخول هذه العقيدة، ويخففوا من النفور الذي تعانيه في الساحة الدينية.
لذلك قررت أن أتعرض لهذا المبحث، لنرى هل كان المغاربة شيعة بالفعل؟ ومتى دخل التشيع المغرب؟ وهل يمكن أن نصف المغرب بأنه كان دولة شيعية؟
ولا أريد أن أستبق البحث وأعطيك النتيجة، لكنك تصبر معي قليلا لتحكم بنفسك، وترى بعينك، ليطمئن الفؤاد، وتزول الشبهة.
المبحث الأول: الدولة الفاطمية ودخول المذهب الشيعي:
المطلب الأول: بين الأدارسة والفاطميين:
لقد دخل المولى إدريس المغرب، في أواخر القرن الثاني، وقام بتأسيس دولته الكبيرة، مستفيدا من الولاء الذي يكنه المغاربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، حيث تنازل له أمير أوربة عن الملك بعد أشهر من وصوله سنة 172هجرية، واستطاع خلال سنتين أن يوحد المغرب، ويجمع شمله. [1]
فهل كان المولى إدريس ينشر المذهب الشيعي؟
إن كون المولى إدريس علويا في النسب، خارجا على سلطة العباسيين، ليس دليلا كافيا لينسب إليه أنه شيعي رافضي، فالتشيع لم يكن بالنسبة إليه وإلى الكثير من الشيعة الأُول، إلا قضية سياسية، وانتماء لعسكر المطالبين بحق آل البيت في الخلافة، ومناهضة للتسلط الذي بدأ ينشأ في رحاب الملك العباسي، فحب آل البيت ونصرتهم ومؤازرتهم وادعاء أحقيتهم بالخلافة هي عناصر التشيع في تلك المرحلة، وقصاراه تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما، وليس أكثر من ذلك.
يقول الدكتور محمد الحاجري: (في ذلك الوقت الذي دخل فيه التشيع إلى المغرب العربي، -أي في عهد الفاطميين- كان هذا المذهب قد تحول تحولا ظاهرا كبير الخطر،فلم يعد كما كان الشأن فيه في مبدأ أمره مجرد دعوة لأبناء علي وفاطمة، أو ثورة على الأمويين إذ غصبوهم حقهم، واستلبوا ما كان ينبغي فيما يرون أن يكون لهم، ثم تعقبوهم وجعلوا ينكلون بهم، فإن اتجاه التشيع إلى المشرق، واتخاذه من بلاد الفرس موطنا له ... كل ذلك انحرف به عن نصابه الأول،وتحول به عن صورته الأولى، إذ أسبغ عليه ألوانا جديدة مشتقة من العقلية الفارسية بمواريثها المختلفة، وخلط ما بينه وبين هذه العقلية وصور إدراكها للإسلام) [2]
وبعد أن أوضح بعض المعالم الجديدة في التشيع الفارسي قال: (وذلك هو التشيع الذي دخل المغرب العربي في أواخر القرن الثالث، ومن قبل دخل التشيع هذه البلاد مع إدريس بن عبد الله في أواخر القرن الثاني، ولكن ما أبعد ما بين التشيع الجديد والتشيع القديم: التشيع الفارسي والتشيع العربي ... فدولة الأدارسة لم تكد تفرض مذهبا معينا، أو أن ما فرضته من ذلك إنما كان في حدود ضيقة ... قبل أن يصطبغ التشيع بتلك الصبغة الباطنية، ويرتبط بالقومية الفارسية) [3]
والحق أن المولى إدريس لم يكن شيعيا إلا بالانتماء السياسي، وبكونه من المطالبين بأحقية أهل البيت في خلافة المسلمين، ولهذا لم ينشر في المغرب إلا الدعوة السنية النقية، حتى أسماه بعض المغاربة بالفاتح الثاني للمغرب.
يقول الدكتور سعدون عباس نصر الله: (ومما يثير الاستغراب أن الأدارسة كانوا علويين شيعة، والقضاء في دولتهم على المذهب المالكي) [4] ولم يبين سبب هذا التناقض الذي أشكل عليه، ولو كان المولى إدريس شيعيا مذهبا لألزم الناس بمذهبه، فقد كانوا وهم أهل بادية، على أتم الاستعداد لقبول كل ما يأتي به المولى إدريس، وما الذي يحمله على تولية قضاة مالكيين، والمغرب الأقصى ما زال في ذلك الوقت أرضا بورا يقبل أي مذهب وصل إليه، لذلك حينما وصل أبو عبد الله الشيعي، غرس المذهب الشيعي ودعا الناس إليه، فقبلوه واعتنقوه، وهذا التناقض الذي أشكل عليه إنما يزول إذا عرفنا الفرق بين التشيع السياسي الذي كان في ذلك الوقت، والذي بينّا عناصره، وبين التشيع العقدي الديني الذي جلبه الدعاة الفاطميون.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الأستاذ عبد الله كنون: (فعمل إدريس على إبلاغ الدعوة الإسلامية خالصة من الزيغ والانحراف إلى الجميع، واستنفذ الذين استهوتهم البدع والأهواء من الضلال، ووحد كلمة المغرب وقلوب أهله من يومئذ على مذهب السنة والجماعة، فلم يمل عنه بعد ذلك حتى يوم الناس هذا) [5] واستدل على أنه ليس من الشيعة بمؤازرة مالك وأبي حنيفة لخروج محمد بن الحنفية النفس الزكية على أبي جعفر، قال: (والحق أن قضية إدريس ونعني قضية العلويين بملابساتها المأساوية، وقوة حجتها، وأهمية من يناصرونها، من رجال العلم والدين، كالإمامين أبي حنيفة ومالك بن أنس، هي في غنية عن أن نلتمس لها الأسباب والعلل في شيعية كل من تطوع لخدمتها وتحمس لنصرتها ... ) [6] ولو كانوا شيعة لما آزرهم مالك رضي الله عنه وهو القائل عن الشيعة: (لا تكلمهم ولا ترو عنهم؛ فإنهم يكذبون). وهو الذي منع عنهم نصيبهم من الفيء، مستدلا بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [7] لكونهم يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يترضون عنهم. [8]
وقد وجد في أحد وجهي الدرهم المضروب في عهد الدولة الإدريسية كلمة: إدريس، وتحتها محمد رسول الله وتحتها كلمة علي. وهذا ما اعتبره بعض الباحثين الشيعة، دليلا أكيدا على أنه كان من الشيعة.
لكننا نقول: إن وجود كلمة علي على الدرهم، تدل على اعتزازه بنسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا هو الشرف الذي استحق به الملك، فلذلك طبعه على درهم الدولة تقريرا لفضيلة هذا النسب، وتعزيزا للدعيمة التي قامت عليها مملكته.
ودلالة كلمة علي على الاعتزاز بالنسب مساوية من جهة قوة الدلالة على المعنى الآخر، الذي هو تشيع الدولة الإدريسية، وإذا تساوت الدلالتان، فإننا ننظر إلى القرائن التاريخية التي من شأنها أن ترجح لنا أحد هذين المعنيين، وكل القرائن تدل على أن المولى إدريس لم يكن شيعيا،ولم ينشر في المغرب إلا المذهب السني.
بينما نجد أن تشيع الدولة الفاطمية قضية لا يناقش فيها عاقل، والأدلة التاريخية متضافرة على أنها دولة شيعية تتمسك بمذهبها وتنشره وتلزم به وتحكم على أساسه.
لذا فإن التشيع عندما دخل إلى المغرب على يد الفاطميين، بدأ يفرض على أتباعه الدخول في المذهب بالقوة، فأول ما فعل المهدي بعد أن استتب له الأمر: (أنه أمر يوم الجمعة أن يذكر اسمه في الخطبة، ويلقب بالمهدي أمير المؤمنين في جميع البلاد، فلما كان بعد صلاة الجمعة جلس رجل يعرف بالشريف ومعه الدعاة،وأحضروا الناس، ودعوهم إلى مذهبهم، وقتل من لم يوافق) [9]، وهذا دليل على أن المغاربة لم يكونوا قبل ذلك على مذهب الشيعة، ودليل أيضا على أن المولى إدريس لم يكن يدعوا الناس إلى مذهب جديد ويقتلهم عليه، كما فعل المهدي الفاطمي.
بل يكفي للدلالة على أن المغرب لم يعرف التشيع قبل الدولة الفاطمية، أن هذه الأخيرة حاربت دولة الأدارسة، وهي التي باءت بوزر القضاء عليها وإسقاطها سنة 305 هجرية، ولو كانت الدولة الإدريسية شيعية لما تقاتلتا.
إذاً يمكننا أن نعتبر الدولة الفاطمية أول ظهور حقيقي لمذهب الشيعة في المغرب.
وإذا علمنا أن الدولة الفاطمية كانت شيعية على مذهب الإسماعيلية، وقد علمنا مما سبق أن الشيعة الاثني عشرية تكفر الشيعة الإسماعيلية، فإن هذا كاف في إحداث القطيعة التاريخية بين التشيع الذي نحن بصدد بحثه، وهو التشيع الاثنا عشري، والذي يتبرأ عقائديا من التشيع الإسماعيلي، ويكفر أتباعه، ويعتبرهم من جملة الكفار المخالفين للحق.
لكن استخدام الشيعة لهذه الحقائق التاريخية في دعوتهم اليوم عبر القنوات والشبكات، كلفنا المزيد من البحث لرسم صورة واضحة في إثبات أن المغرب لم يقبل التشيع، ولم يتشرب هذه العقيدة، وأنه مالكي حتى النخاع.
لقد نجح الشيعة الإسماعيلية في إقامة أول دولة شيعية لهم بالمغرب على يد داعيين كبيرين بعثهما أبو جعفر الصادق، ووطء لقدوم عبيد الله المهدي، الذي كان أول ملوك الدولة الفاطمية.
المطلب الثاني: مراحل تأسيس الدولة الفاطمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء إلى المغرب داعيتان ينشران مذهب الشيعة تمهيدا لقيام المهدي، واسمهما الحلواني وأبو سفيان، ونشرا مذهبهما في أرض كتامة من بلاد المغرب.
لما ورد خبر موتهما على رستم بن الحسن بن ذاذان، وكان من شيعة اليمن، أرسل أبا عبد الله الشيعي أو المشرقي إلى المغرب، وقال له: (إن أرض المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان، وقد ماتا وليس لها غيرك، فبادر فإنها موطأة ممهدة لك) [10] فذهب أبو عبد الله إلى الحج، وسأل عن أهل كتامة، وتعرف إليهم، وتألفهم بما أظهر من الخشوع والزهد والعبادة، ودخل معهم إلى كتامة سنة 288 وبدأ ينشر مذهبه، ونزل بفج الأخيار وأخبرهم بأن المهدي بشره بظهور أمره من فج الأخيار، وأن اسم كتامة مشتق من الكتمان.
فشل الجيش الذي بعثه والي إفريقية، إبراهيم بن الأغلب بقيادة ابنه الأحول في القضاء على أبي عبد الله الشيعي، بعد أن اشتد عوده، وتغلب على مناوئيه من البربر، فلم تستطع جيوش الوالي إنهاء أمر هذه الدعوة وإن استطاعت أن تهزمها في بعض المواقع. وبعد موت إبراهيم بن الأغلب، خلفه زيادة الله بن الأغلب الذي كان منشغلا بلهوه، وقتل الأحول، فاشتد فرح أبي عبد الله وأتباعه، وبدأ يخبرهم بقرب ظهور المهدي.
بعد أن استقرت الأوضاع لأبي عبد الله الشيعي، أرسل إلى عبيد الله بن محمد بن حبيب الذي كان يدعي بأنه هو المهدي، رجالا يخبرونه بما فتح الله عليهم، وأن الأرض موطأة لقدومه.
استطاع عبد الله المهدي أن يتخفى طيلة الطريق في زي تاجر، ولكنه وقع في الأسر على يد اليسع بن مدرار أمير سجلماسة، لكنه بقي شاكا في أمره، ولم يتيقن أنه المهدي الذي يبحث عنه، ولم يستطع أن ينتزع اعترافا من أصحابه رغم تعذيبهم.
وأرسل زيادة الله جيشا قوامه أربعين ألفا للقضاء على أبي عبد الله، فانتصر عليهم أبو عبد الله وغنم كل ما معهم، وأرسل لأبي عبيد الله المهدي رسالة في حبسه يبشره بالنصر والفتح.
تتابعت الحروب بين زيادة الله وأبي عبد الله، إلى أن هزمه واستولى على القيروان ودخل مدينة رقادة، وبعد أن دانت له إفريقية، دخل مدينة سجلماسة وانتصر على أميرها اليسع بن مدرار الذي لم يقتل عبيد الله المهدي، إذ أصر عبيد الله وأتباعه على كتمان أمره، وبأنه مجرد تاجر، ولم يجدِ تعذيب الأمير لأصحابه وابنه لكي يعترفوا بأمره، إلى أن تم الأمر لأبي عبد الله، وأخرج عبيد الله المهدي وولده من السجن في ذي الحجة سنة 296 هجرية.
أصبح عبيد الله المهدي أمير إفريقية ودانت له كل البلاد، وجمع أموال زيادة الله فقسمها على أهل كتامة، وعينهم عمالا على البلدان.
بدأ الدعاة في نشر المذهب بالقوة، وتم عرض الناس بين يدي المهدي، فمن لم يعتنق المذهب قتل.
بدأت العلاقة بين أبي عبد الله الشيعي وعبيد الله المهدي تسوء، لاستبداده بالأمر دونه، فأقدم المهدي بعد ذلك على قتل الرجل الذي وضعه على كرسي الحكم، وأهدى له هذا الملك، فتم قتل أبي عبد الله الشيعي وقتل أخاه، ومجموعة من أصحابهما، سنة 298. [11]
المبحث الثاني: موقف علماء المغرب من هذا المد الجديد:
لكن هل حل هذا المذهب أرض المغرب على الرحب والسعة، وتلقاه أهلها بالبشر والترحيب؟
لقد نزل أبو عبد الله الشيعي في قبيلة كتامة، وكان لهذه القبيلة مواصفات جعلتها ترحب بهذا الفكر الجديد، وتتبناه، لسببين رئيسيين:
1 - كونها قبيلة بدوية يغلب عليها الجهل، ويتبين ذلك من عاداتها التي ذكرها الشريف الإدريسي وغيره.
2 - تقطن منطقة جبلية بجبل إيكجان، قرب مدينة سطيف، التي تقع في شرق الجزائر مما يلي تونس. [12]
فكانت هذه القبيلة النواة الأولى التي اعتمد عليها الشيعي في تقوية نفوذه ونشر سلطانه، وقد كانت قد تشربت المذهب منذ وصول الداعيان الحلواني وأبو سفيان إليها.
فليس من شك في أن كتامة تشيعت واقتنعت بهذا المذهب وحاربت لأجله ودانت به.
وقد كانت كما يقول الشريف الإدريسي قبائل كثيرة، لكنها اضمحلت مع الزمن، قال: (ولم يبق من كتامة في وقت تأليفنا لهذا الكتاب إلا نحو أربعة آلاف رجل) [13] أي في القرن السادس فالشريف توفي سنة 560 هجرية.
لكن الوضع في حواضر إفريقية كان مختلفا ...
فلقد جابه العلماء هذا المذهب الشيعي، وكفروه ورفضوه، وشهدت القيروان كبرى حواضر المغرب، صراعا واسعا، على المستوى الفكري والسياسي بين المذهبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد نشب صراع بين دعاة عبيد الله المهدي وبين العامة من أهل القيروان، بسبب ما بدأوا يدعون إليه وينشرونه، حتى اضطر عبيد الله إلى كفهم عن دعوة العامة إلى التشيع، تسكينا للوضع [14].
وبعد ذلك بدأ يحاول استقطاب العلماء واستمالتهم، فكان يدعوهم إلى مجالسته ومناظرته.
وقد اشتهرت المناظرات بين أبي العباس أخي عبيد الله وبين الشيخ سعيد بن محمد بن الحديد، وكان يغلبه بالحق، ويظهر عليه، حتى اشتهر بذلك، وحتى قال له ابنه: (اتق الله في نفسك ولا تبالغ في مناظرة الرجل، فقال له حسبي من له غضبت وعن دينه ذببت) [15]
ثم بدأت الأمور تتوتر أكثر فأكثر، وبدأت الدعوة إلى التشيع تفرض نفسها بالقوة، وهنا وقف علماء القيروان وقفتهم الشهيرة التي سجلها لهم التاريخ، وذبوا عن دين الله واسترخصوا أرواحهم في سبيل ذلك:
ولعل هذا النص يوضح لنا بعض ملامح هذه المرحلة:
(كان عبد الله المعروف بالمحتال، صاحب القيروان، شدّ في طلب أهل العم، ليشرّقهم [16]، فطلب الشيخ أبا سعيد ابن أخي هشام. وأبا محمد التبّان وأبا القاسم بن شبلون، وأبا محمد ابن أبي زيد، وأبا الحسن القابسي، رضي الله عنهم. فاجتمعوا في مسجد ابن اللجام واتفقوا على الفرار. فقال لهم ابن التبان: أنا أمضي إليه، وأكفيكم مؤونة الاجتماع، ويكون كل واحد منكم في داره. ويقال إنهم أرادوا السير إلى عبد الله. فقال لهم: أنا أمضي إليه، أبيع روحي من الله دونكم، لأنكم إن أتي عليكم، وقع على الإسلام وهن. ويقال إنه قال لعبد الله: لما دخل عليه جئتك عن قوم إيمانهم مثل الجبال، أقلّهم يقيناً أنا. فحدث بعض من حضر، قال: كنت مع عبد الله، وقد احتفل مجلسه بأصحابه، وفيهم الداعيان: أبو طالب، وأبو عبد الله. لعنهم الله. وقد وجه إلى ابن التبان، فإذا به داخل، وعيناه توقدان، كأنهما عينا شجاع. فدخل وسلم. فقال: أبطأت عنا يا أبا محمد. فقال: في شغلك، كتاب ألفته في فضائل أهل البيت الساعة. أتاني به المجلد، ودفعه إليّ. فقال: يا أبا محمد ناظر هؤلاء الدعاة. قال: في ماذا؟ قال في فضائل أهل البيت. فقال لهما: ما تحفظان في ذلك. فقال له أبو طالب: أنا أحفظ حديثان - ولحن - ثم سأل الآخر، فقال له: وأنا أحفظ حديثان. فقال فيما ذان الحديثان اللذان تحفظ أنت؟ فقال له: هما يحفظان حديثان - ونطق بلحنهما - وأنا أحفظ في ذلك تسعين حديثاً، فأولى بهما الرجوع إلي. ثم قال عبد الله: يا أبا محمد، من أفضل أبو بكر أو عليّ؟ قال: ليس هذا موضعه. فقال: لابد، فقال: أبو بكر أفضل من علي. فقال عبد الله: أيكون أبو بكر أفضل من خمسة، جبريل عليه السلام سادسهم؟ فقال أبو محمد: أيكون عليّ أفضل من اثنين، الله ثالثهما؟ إني أقول لك ما بين الوجهين، وأنت تأتيني بأخبار الآحاد. فضاق عبد الله، وقال: فمن أفضل عائشة أو فاطمة. فقال له: هذا آخر، سؤالك الأول؟ قال: لابد. قال: عائشة رضي الله عنها، وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من فاطمة. قال: من أين؟ فقال له قال الله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء} [17] فيقال، إن بعض الدعاة قال له في هذه المسألة. أيما أفضل، امرأة أبوها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة الكبرى، وزوجها علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولداها الحسن والحسين، سيدا شباب أهل الجنة. أو امرأة، أمها أم رومان وأبوها عبد الله ابن أبي قحافة؟ فقال له أبو محمد: أيهما أفضل عندك، امرأة إذا طلقها زوجها، أو مات عنها تزوجها عشرون زوجاً؟ أو امرأة إذا مات عنها زوجها أو طلقها لم تحل لأحد؟ فيحكى، أن أبا عبد الله قال له: يا أبا محمد أنت شيخ المؤمنين، ومن يوثق بك، أدخل العهد وخذ البيعة. فعطف عليه أبو محمد وقال له: شيخ له ستون سنة، يعرف حلال الله وحرامه، ويرد على اثنين وسبعين فرقة، يقال له هذا؟ لو نُشِرتُ بين اثنين، ما فارقت مذهب مالك. فلم يعارضه، وقال لمن حوله: امضوا معه. فخرجوا ومعهم سيوف مصلتة. فمر بجماعة من الناس ممن أحضر، لأخذ الدعوة. فوقف عليهم فقال: تثبتوا ليس بينكم وبين الله عزّ وجلّ إلا الإسلام). [18]
(يُتْبَعُ)
(/)
ويصف لنا القاضي عياض هذه الفترة الحرجة، قال: (كان أهل السنة بالقيروان أيام بني عبيد، في حالة شديدة من الاهتضام والتستر. كأنهم ذمة. تجري عليهم في كثرة الأيام محن شديدة. ولما أظهر بنو عبيد أمرهم، ونصبوا حسيناً الأعمى السبّاب لعنه الله تعالى، في الأسواق، للسب بأسجاعٍ لُقِّنها. يوصل منها إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، في ألفاظ حفظها. كقوله لعنه الله: العنوا الغار وما وعى، والكساء وما حوى. وغير ذلك. وعلقت رؤوس الأكباش والحمر، على أبواب الحوانيت، عليها قراطيس معلقة، مكتوب فيها أسماء الصحابة. اشتد الأمر على أهل السنة. فمن تكلم أو تحرك قتل، ومثّل به) [19]
ومن هؤلاء أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الزبيري المعروف بالقلانسي: ضرب سبع مائة سوط وحبس في دار البحر أربعة أشهر، بسبب تأليف كتاب الإمامة. [20]
يقول القاضي النعمان وهو لسان الشيعة في ذلك الوقت: (لما كانت أيام المستنصر وفد إليه الحسن بن الصباح، فأشاع هذا المذهب في الأقطار ودعا الكافة إليه، واستباح الدماء بمخالفته؛ فاشتد النكير، وكثر الصائح عليهم من كل ناحية حتى أخرجوهم عن الإسلام ونفوهم عن الملة). [21]
وكان من مواجهة العلماء لهذا المذهب أن أفتوا بكفر بني عبيد ولعنهم والتبرؤ منهم.
قال الذهبي: (وقد أجمع علماء المغرب على محاربة آل عبيد لما شهروه من الكفر الصراح الذي لا حيلة فيه.وقد رأيت في ذلك تواريخ عدة،يصدق بعضها بعضا) [22]
قال القاضي عياض في ترجمة أبو محمد الكراني من علماء القيروان: (سئل عن من أكرهه بنو عبيد على الدخول في دعوتهم، أو يقتل؟ قال: يختار القتل، ولا يعذر أحد بهذا، إلا من كان أول دخولهم البلد. فيسأل إن يعرف أمرهم، وأما بعد، فقد وجب الفرار، فلا يعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع، لا يجوز، وإنما أقام من هنا من العلماء والمتعبدين على المباينة لهم، لئلا يخلو بالمسلمين عدوهم، فيفتنوهم عن دينهم. قال: وعلى هذا كان حبيب بن حمدون ونظراؤه، القطّان، وأبو الفضل الممسي، ومروان بن نصرون والجبنياني والسبائي، وبه يقولون ويفتون. وقال أبو يوسف بن عبد الله الرعيني في كتابه: أجمع علماء القيروان أبو محمد، وأبو الحسن القابسي، وأبو القاسم ابن شبلون، وأبو علي بن خلدون، وأبو بكر الطبني، وأبو بكر بن عذرة: أن حال بني عبيد، حال المرتدين والزنادقة، بما أظهروه من خلاف الشريعة، فلا يورثون بالإجماع، وحال الزنادقة بما أخفوه من التعطيل. فيقتلون بالزندقة. قال: ولما حمل أهل طرابلس إلى بني عبيد، أضمروا أن يدخلوا في دينهم، عند الإكراه. ثم ردوا من الطريق سالمين. فقال ابن أبي زيد رضي الله عنه: هم كفّار لاعتقادهم ذلك) [23].
وهذه من أشد المواقف التي مرت علي من علماء السنة تجاه الشيعة، حتى أنهم لم يعذوا من ألجئ إلى القتل.
وحكي عن ابن التبان أنه رأى الناس يوما مجتمعين في عاشوراء فبكى، فقيل له ما يبكيك، فقال: (والله ما أخشى عليهم من الذنوب لأن مولاهم كريم، وإنما أخشى أن يشكوا في كفر بني عبيد فيدخلوا النار) [24]
وسئل ابن عذرة عن خطباء بني عبيد. وقيل له: إنهم يثنون عليهم. قال: (أليس يقولون: اللهم صل على عبدك الحاكم، وورّثه الأرض؟ قالوا: نعم. قال أرأيتم لو أن خطيباً خطب فأثنى على الله تعالى ورسوله، فأحسن الثناء، ثم قال: أبو جهل في الجنة، أيكون كافراً؟ قالوا: نعم. قال: فالحاكم أشر من أبي جهل) [25]
وسئل الداودي عن المسألة فقال: (خطيبهم الذي يخطب لهم، يدعو يوم الجمعة. كافر يقتل. ولا يستتاب، وتحرم عليه زوجته، ولا يرث ولا يورث ماله في المسلمين. وتعتق أمهات أولاده، ويكون مدبروه للمسلمين. يعتق أثلاثهم، بموته، لأنه لم يبق له مال. ويؤدى مكاتبوه للمسلمين ويعتقون بالأداء، ويرجعون بالعجز، وأحكامه كلها، أحكام الكفر. فإن تاب وأظهر الندم، ولم يكن أخذ دعوة القوم، قبلت توبته. ومن صلى وراءه، خوفاً، أعاد ظهراً أربعاً. ثم لا يقيم إذا أمكنه الخروج، ولا عذر له بكثرة عيال ولا غيره) [26]
ولم يكتف العلماء بهذا الفتاوى الصريحة والجريئة، بل خرجوا على بني عبيد بسيوفهم، وجاهدوهم بأنفسهم وأموالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعندما ثار الخارجي مخلد بن كيداد المعروف بأبي يزيد على بني عبيد، تردد بعض العلماء في بادئ الأمر في القيام معه لموقفهم من الخوارج، لكنهم أجمعوا أمرهم بعد تشاور، وعزموا على الخروج مع أبي يزيد، لأن أبا يزيد من أهل القبلة، وبنو عبيد كفار ليسوا من أهل القبلة.
قال القاضي عياض: (وكان في قبائل زناتة، رجل منهم، يكنى بأبي يزيد، ويعرف بالأعرج صاحب الحمار، واسمه مخلد بن كيداد، من بني يفرن، وكان يتحلى بنسك عظيم، ويلبس جبة صوف قصيرة الكمين، ويركب حماراً، وقومه له على طاعة عظيمة. وكان يبطن رأي الصفرية. ويتمذهب بمذهب الخوارج. فقام على بني عبيد، والناس يتمنون قائماً عليهم. فتحرك الناس لقيامه، واستجابوا له. وفتح البلاد، ودخل القيروان، وفرّ إسماعيل إلى مدينة المهدية، فنفر الناس مع أبي يزيد، إلى حربه. وخرج بهم فقهاء القيروان، وصلحاؤهم، ورأوا أن الخروج معه متعين، لكفرهم. إذ هو من أهل القبلة ... وكذلك كان أبو إسحاق السبائي، يقول. ويشير بيده إلى أصحاب أبي يزيد. هؤلاء من أهل القبلة لقتالهم. فإن ظفرنا بهم، لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد، والله يسلط عليه إماماً عادلاً، يخرجه عنا) [27].
فاجتمعوا للخروج، وخطبهم أحمد بن أبي الوليد وحرضهم.وقال: (جاهدوا من كفر بالله، وزعم أنه رب من دون الله،وغير أحكام الله،وسب نبيه وأصحاب نبيه.فبكى الناس بكاء شديدا.وقال: اللهم إن هذا القرمطي الكافر المعروف بابن عبيد الله،المدعي الربوبية،جاحد لنعمتك،كافر بربوبيتك.طاعن على رسلك،مكذب بمحمد نبيك،سافك للدماء.فالعنه لعنا وبيلا،واخزه خزيا طويلا،واغضب عليه بكرة وأصيلا.ثم نزل فصلى بهم الجمعة) [28]
وكان معظم علماء القيروان حاضرا في هذه المعركة. وكانت سبعة بنود. بند أحمر للممسي مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله. لا حكم إلا لله، وهو خير الحاكمين. وبندان أحمران لربيع (القطان)، في أحدهما: بسم الله الرحمن الرحيم. لا إله إلا الله محمد رسول الله. وفي أحدهما: نصر من الله وفتح قريب، على يد الشيخ أبي يزيد. اللهم انصر وليك على من سب نبيّك، وأصحاب نبيّك. وبند أصفر لأبي العرب مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. قاتلوا أئمّة الكُفر الآية. وبند أخضر لأبي نصر الزاهد، فيه: لا إله إلا الله. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم. وبند أبيض للسبائي، فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. محمد رسول الله، وأبو بكر الصديق، وعمر الفاروق. وبند أبيض للعشّاء، وهو أكبرهم، فيه مكتوب: لا إله إلا الله. " إلا تنصروه فقد نصره الله " [29]
وقتل في هذه المعركة خمسة وثلاثون من علماء وصلحاء القيروان. [30]
وهكذا قاوم العلماء هذا المذهب بأقوالهم وأفعالهم، واستبسلوا في دفعه عن أرضهم وبلادهم.
ولقد كان لهذه المقاومة أثرها على باقي مناطق المغرب العربي، إذ كانت القيروان وعلماءها آنذاك هم المقتدى بهم، وكانت الفتاوى تؤخذ عنهم، وكان أهل المغرب الأقصى بحواضره يتبعون القيروان وعلماءها.
فما دام العبيديون قد فشلوا في إقناع أهل القيروان بالمذهب الشيعي وإلزامهم به وهم قلب دولتهم ومركز قوتهم، وينبوع دعوتهم، فإن عجزهم عن إقناع غيرهم من باب أولى.
وخصوصا المغرب الأقصى الذي لم يستقر المقام فيه للعبيديين، وبقي يتنازعه الخوارج من جهة، والأمويون في الأندلس من جهة أخرى.
فمن جهة استمرت دولة الأدارسة السنية في فاس، حتى سنة 309 هـ، حتى تم إسقاطها على يد مصالة بن حبوس الذي أرسله العبيديون لإخضاع هذه المناطق، ولم تمر ثلاثة أشهر حتى عاد الحسن بن محمد بن القاسم بن إدريس المعروف بالحجام، واسترد مدينة فاس وقتل عاملها من طرف الفاطميين.
لكن غُدر به من طرف أحد عماله ويدعى حامد بن حمدان الهمداني، إذ كان من شيعة اليمن، فتآمر ضد دولته لصالح مذهبه، واستدعى الجيش الفاطمي بعد أن سجن أمير فاس، وعزله عن جنده، فبيتهم الشيعة الفاطميون، وسقطت فاس سنة 313. [31]
كان القائد هذه المرة هو موسى بن أبي العافية، الذي نجح في إسقاط دولة الأدارسة في تلمسان أيضا، وذلك سنة 319هـ ليصفوَ الجو في المغرب الأقصى للعبيديين، لكنه لم يلبث إلا يسيرا حتى حول ولاءه إلى الأمويين، ليرسل الفاطميون جيشا آخر إلى فاس، ثم يهجم الأدارسة مرة أخرى على هذا الجيش بعد أن نجح في القضاء على جيش أبي العافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
لتخرج فاس عن سلطة العبيديين مرة أخرى سنة 322هـ، فأرسلوا حملة أخرى في السنة التي تليها، وحاصروا مدينة فاس، لكنهم اتفقوا على الصلح هذه المرة، وأعطى أهل فاس البيعة للعبيديين، على أن يكون واليهم منهم، وإذا علمنا أن الدولة الفاطمية انتقلت إلى مصر سنة 361هـ، تبين لنا أن المذهب الشيعي لم يجد الوقت الكافي ليغرس نفسه في هذا القطر المضطرب من المغرب.
أما في شمال المغرب الأقصى فقد كانت الأمور أشد اضطرابا، وقامت ولاية نكور في شمال المغرب، على يد أمرائها من بني صالح، بالدفاع عن هذه المناطق الواسعة في شمال المغرب، واستمر صراع الفاطميين والأمويين عليها إلى أن صفت للأمويين بعد حروب سجال.
بعد كل هذه الصراعات وكل هذه الحروب، وكل هذه الضغوطات التي قوضت المذهب، قرر الخليفة الفاطمي المعز، أن ينهج نهجا جديدا في التعامل مع الواقع، ويلجأ إلى المهادنة والموادعة، بعدما رأى أن العنف لم ينفع في بسط نفوذ العبيديين في المغرب، لا من الناحية السياسية ولا حتى المذهبية.
ويظهر لنا بعد هذا العرض المختصر لأحوال المغرب الأقصى في تلك الفترة، أن التشيع لم يستطع أن يجد محضنا له في تلك المنطقة لأسباب أهمها:
1 - الاضطرابات السياسية: إذ لم يستقر مقام العبيديين في المغرب الأقصى، ولم تهدأ الثورات عليهم، فما كادت تهدأ الفتنة بين رجال المهدي وأهل القيروان، والتي أمر المهدي أتباعه على إثرها بالكف عن دعوة العامة إلى التشيع، حتى ثار عليه الخوارج في صقلية وفي تاهرت، واندلعت على إثرها ثورة الخوارج الكبرى على يد أبي يزيد، والتي عمت المغرب كله، وحازت مباركة الفقهاء ودعمهم، واشتدت نيرانها في عهد القائم ولده، وكبر شأنها في عهد المنصور، الذي ما لبث أن توفي قبل أن يقضي عليها، حتى جاء المعز، الذي انتهج سياسة الموادعة والمهادنة.
2 - تأثير المدرسة القيروانية في الساحة الدينية: فقد كان لتلك المقاومة صداها في باقي حواضر المغرب، وكانت تلك الفتاوى القيروانية في تكفير العبيديين تطعيما مضادا ضد هذه الدعوة.
3 - تأثير الخلافة الأموية السنية: في الأندلس على مجريات الأحداث، وتدخلها المستمر في قلب الوضع على العبيديين.
4 - التأثير الديني للمدرسة الأندلسية السنية بعلماءها الكبار.
5 - تمسك المغاربة بالمذهب السني الذي نشرته الدولة الإدريسية.
6 - مقاومة الأدارسة في وسط المغرب وبني صالح في شماله لهذا المد.
فلم يتشيع من المغرب إلا قبيلة كتامة وشرذمة من بعض القبائل الأخرى، وحتى كتامة لم تتشيع كلها، كالعالم الكبير عبد الرحيم بن أحمد الكتامي المتوفى سنة 413هـ، الذي قال عنه القاضي عياض: (كان كبير قومه كتامة،وإليه كانت الرحلة في المغرب ... قال: وكان أكثر مدته في قومه كتامة، رأسا فيهم) [32] وكان من تلامذة بن أبي زيد رحمهم الله.
ومنهم أبو زيد عبد الرحمن بن مسعود الكتامي، توفي بعد 390 [33]
وعبد العزيز بن عبد الرحيم بن أحمد بن الفخور الكتامي توفي 430هـ[34]
وغيرهم كثير.
فهذا يدل على أن كتامة لم تكن كلها من أتباع المذهب الشيعي.
عموما فإني لم أعثر على أي أثر لهذا المذهب في المغرب العربي، ولا حتى أيام قوة الدولة العبيدية وشدتها، وكل ما وجد في هذه الفترة هو الفتاوى في تكفير العبيديين، وبعض المناظرات التي تدل على مدى المقاومة التي مني بها دعاة التشيع في المغرب.
وكما مر فإن قبيلة كتامة، قد اضمحلت حتى لم يبق منها في القرن العاشر إلا ما يقارب أربعة آلاف شخص، وكما رأينا فإن من هذه القبيلة نفسها من كان من علماء السنة، ولم أجد في ما بين يدي من كتب تراجم الشيعة، غير رجل واحد ممن ترجم له ونُسب إلى هذه القبلية، وهو أبو طالب الحسن بن عمار الكتامي، وقد رحل مع الفاطميين، وكان قاضي طرابلس الشام، وتوفي سنة 464هـ. [35]
فلم أجد إلا واحدا من هذه القبيلة ممن صار له ذكر في أوساط الشيعة وصار من قضاتهم، بينما وجدت حوالي العشرة، من فقهاء السنة الذين ينسبون إلى هذه القبيلة في هذه الفترة.
المبحث الثالث: نهاية المذهب الشيعي في المغرب:
لقد عانى العبيديون كثيرا من المغاربة، واضطر المعز إلى أن يلجأ إلى الموادعة والمهادنة، حين بدأ يحس بفشله في المغرب، فتوجهت أنظاره إلى المشرق، بعد أن يئس من هذا الشعب العنيد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في رسالة له لأحد المقربين منه: (وقد ابتلانا الله برعي الحمير الجهال، فإنا لم نزل نتلطف في هدايتهم، ومسايرة أحوالهم، إلى أن يختم الله لنا بالحسنى، والخروج من بين أظهرهم على أحمد حال) [36]
وقال له بلكين بن زيري حين أراد أن يستخلفه على أرض المغرب: (يا مولانا: أنت وآباؤك الأئمة من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صفا لكم المغرب، فكيف يصفوا لي وأنا صنهاجي بربري؟ قتلتني يا مولاي بلا سيف ولا رمح) [37].
ومن هنا ابتدأ تاريخ النهاية، ورفع الله المحنة عن العلماء، وانقلبت الكفة، وبدأ الوضع ينقلب على الشيعة، حتى بدأ العامة وبعض الناس بالتطاول عليهم، والتعرض لهم.
كما وقع للقاضي النعمان، وهو من أشهر علماء الفاطمية، وكتابهم. وقد بلغه من الأذى ما جعله يكتب للمعز رسالة يشكو فيها معاناته وما يلقاه من السب والشتم، والمضايقة.
فأجابه بجواب يظهر فيه ضعف الخليفة وعدم قدرته على الدفاع عن أتباعه المخلصين.
فكان مما قال له: (هذه الألسنة الحداد، هي متاجر النساء والسفل والأوغاد، تذهب بالإعراض عنها، وتزول بالاطراح لها، وتزيد وتعظم ما علم السفل بنَفاقها، فلا تصغ إلى سماعها، ولا تلق بالا لها ... ومع هذا فللملك سياسة يساس بها، ولنا حدود لن نتعداها، والله يظهر أمره على رغم الراغمين، ولو كره المشركون) [38]
فبدأ المعز يبحث له عن مكان آخر ينشر فيه مذهبه، وتنتعش فيه دولته، وأيس أشد اليأس من أن يستقر له المغرب، أو أن يتحول المغاربة عن مذهبهم.
فعزم على الخروج إلى مصر، وفكر فيمن يخلفه على المغرب، ففكر أولا في جعفر بن يحيى، الذي اشترط شروطا أغضبت المعز، فصرف النظر عنه إلى بلكين بن زيري الذي أظهر الخضوع والوفاء.
وعندما طلب منه ذلك، تعذر في بادئ الأمر، ثم قبل على أن يبقى الخراج والقضاء تحت أمر المعز مباشرة و، لا يتخذ رأيا إلا بمشاورته.
فاستحسن منه المعز هذا الصنيع وشكره، فلما انصرف بلكين، قال له عم أبيه، أبو طالب أحمد بن المهدي عبيد الله: (يا مولانا: وتثق بهذا القول من يوسف أنه يفي بما ذكره؟ فقال المعز: يا عمنا: كم بين قول يوسف وقول جعفر؟ واعلم يا عم، أن الأمر الذي طلبه جعفر ابتداءً، هو آخر ما يصير إليه أمر يوسف، فإذا تطاولت المدة سينفرد بالأمر، ولكن هذا أولى وأحسن وأجود عند ذوي العقل، وهو نهاية ما يفعله من يترك دياره.) [39]
فقد أحس المعز بهذه الفجوة الكبيرة بينه وبن شعبه، وأيقن أن المغرب سيعود إلى ما كان عليه، وأن بلكين بن زيري لن يفي بما ذكره ...
وكان خروج المعز لثمان بقين من شوال سنة 361هـ.
يقول الدكتور محمد الحاجري: (لقد كان المعز يستشف ببصيرته ما يؤول إليه أمر العبيديين في أفريقية والمغرب عامة، ولعل أقصى ما كان يرجوه وهو يفارق إفريقية، أن تظل تابعة له معترفة به، أما الصبغة الشيعية، فقد علم أن لا رجاء له فيها) [40]
لقد حاول التشيع فرض نفسه على المغرب بقوة السلطان وسلطة القوة، وقد أثارت هذه القوة ردة فعل موازية لها في القوة أو أشد منها، وفجأة تلاشت قوة الدفع لدى المذهب الشيعي لتندفع تلك القوة التي أثارتها ردة الفعل وتكتسح المجال، وتنفجر بعد الضغط الذي كبتها طيلة تلك السنين.
وليس من الصعب الآن أن نتصور الوضع الذي فرضته المرحلة، بالنسبة للذين بقوا على هذا المذهب، بعد ذهاب الدولة التي كانت تسندهم وتدعمهم.
لقد آثر كثير منهم المغادرة، وكان من قبائل كتامة من رافق الدولة في خروجها من المغرب، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للمقربين من الخليفة، أن يصطحبهم في جهاده الجديد، ويكونوا في طلائع جيشه، والمقدمين من قواده.
بينما بقيت قلة قليلة من قبيلة كتامة ممن ناصر الدعوة وتبناها، وسكنوا في حي خاص بهم من أحياء القيروان يسمى "حي المقلي" والذي كان خاصا بالشيعة، وقد رأينا بعض ملامح الإذاية التي بدأت تلحقهم أيام المعز.
إلى أن جاء المعز بن باديس الخليفة الرابع من عائلة زيري، وأعلن رسميا تبنيه للمذهب المالكي، وإلغاءه لكل المذاهب التي كانت في المغرب، كمذهب الخوارج، ومذهب التشيع، وأعلن مبايعته لبني العباس. [41]
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الدكتور الحاجري: (ولم يكن هذا التحول الذي حدث في سياسة الدولة الزيرية، وهذه القطيعة بين القيروان والقاهرة، إلا مسايرة من السلطة الحاكمة لطبقات الشعب، ورعاية للاتجاه السائد فيه، واستجابة لما كان لا يزال يسري في نوازع ذلك الشعب، فقهائه وعامته، على درجات متفاوتة، من إنكار لذلك الذي جاءت به هذه الدولة الجديدة) [42]
عند ذلك برز الحقد الذي احتقن في نفوس المغاربة منذ سنين، فبعد أن رحلت الدولة التي كانت تدعم هذا المذهب، جاء الوقت الآن ليتعرى الشيعة من أي دعم سياسي يحميهم، بعد أن تنكر لهم المعز بن باديس، فأقدم المغاربة على قتل الشيعة، وارتكاب مجزرة بشعة في حقهم، ليتم بذلك القضاء على التواجد الشيعي في المنطقة، يقول ابن الأثير:
(في هذه السنة –أي سنة 407هـ- في المحرم قتلت الشيعة بجميع بلاد أفريقية.وكان سبب ذلك، أن المعز بن باديس ركب ومشى في القيروان، والناس يسلمون عليه ويدعون له،فاجتاز بجماعة فسأل عنهم، فقيل هؤلاء رافضة يسبون أبا بكر وعمر، فقال رضي الله عن أبي بكر وعمر، فانصرفت العامة من فورها إلى درب المقلي من القيروان، وهي تجتمع به الشيعة، فقتلوا منهم، وكان ذلك شهوة العسكر وأتباعهم، طمعا في النهب، وانبسطت أيدي العامة في الشيعة، وأغراهم عامل القيروان وحرضهم.وسبب ذلك أنه كان قد أصلح أمور البلد،فبلغه أن المعز بن باديس يريد عزله،فأراد فساده، فقتل من الشيعة خلق كثير، وأحرقوا بالنار، ونهبت ديارهم، وقتلوا في جميع أفريقية،واجتمع جماعة منهم إلى قصر المنصور قريب القيروان، فتحصنوا به فحصرهم العامة، وضيقوا عليهم،فاشتد عليهم الجوع، فأقبلوا يخرجون والناس يقتلونهم حتى قتلوا عن آخرهم، ولجأ من كان منهم بالمهدية إلى الجامع فقتلوا كلهم) [43].
وفي الحقيقة نجد أن هذا العنف قد تولد عن سنوات من الاضطهاد والقمع والمعاناة، وما أن أتيحت الفرصة، حتى كال السنة للشيعة بنفس المكيال الذي كانوا يكيلون لهم منه، وسقوهم من نفس الكأس التي لطالما سقوهم منها.
وكانت هذه هي الضربة القاضية التي قصمت المذهب، ومسحت أي وجود له بعد ذلك اليوم.
ولا بد أن يكون هناك بقايا قد آثرت إخفاء عقيدتها، ولا بد أيضا أن تموت عقيدتهم المخفية معهم، وتدفن معهم في قبورهم.
وبهذا لم يبق أي أثر للشيعة في بلاد المغرب.
يقول السيد محسن الأمين –من علماء الشيعة في القرن الماضي- في كتابه أعيان الشيعة، الذي تتبع فيه الشيعة عبر مختلف الأزمنة والأمكنة، بعد أن ذكر هذه الحادثة: (ولا يعرف اليوم هناك أحد من الشيعة) [44]
ويتلخص من هذا المبحث أمور:
1 - جاء رجلان شيعيان إلى المغرب وكونوا بعد ذلك دولة، وهذا يدل على مدى خطورة هذا المذهب وتمرسه.
2 - رفض المغاربة المذهب وقاوموه فكريا وعسكريا.
3 - بعد أن فقد المذهب الغطاء القمعي والمادي ثار ضده المغاربة وقاوموه بضرواة.
4 - شارك العامة في القضاء على المذهب بالمجزرة الكبرى التي أوقعوها بالشيعة.
ويمكن أن نقسم مراحل التواجد الشيعي في المغرب إلى مرحلتين:
1 - مرحلة التأسيس: وتمتد من سنة 296 التي بويع فيها عبيد الله المهدي، إلى خروج الفاطميين من المغرب سنة 361، أي مدة 65 عاما، وتميزت بما يلي:
أ- الصراع الفكري بين علماء القيروان والعبيديين، وإصدار الفتاوى بتكفير العبيديين.
ب- الثورات العسكرية المتتالية، وخروج أبي يزيد.
ج- محاولة إلزام الناس بالمذهب بواسطة القوة.
د- في أواخر هذه الفترة بدأ الشيعة يتعرضون للمضايقة، ولجأت الدولة إلى المصانعة والمداراة.
2 - مرحلة التقوقع وبداية الانهيار: وتمتد من خروج العبيديين إلى القاهرة، إلى مبايعة المعز بن باديس للدولة العباسية سنة 407هـ، أي مدة 46 سنة، وتميزت هذه الفترة بـ:
أ- انحسار المذهب وتقوقعه في أحياء خاصة.
ب- التعرض للمضايقات والأذى.
ج- تعري المذهب من أي دعم فكري أو سياسي.
د- بروز بوادر الانتقام السني من الشيعة.
هـ- القيام بمجزرة كبرى للقضاء على المذهب.
ويمكننا القول بأن المذهب الشيعي في المغرب كان كمرض ظهر في بعض أجساء الجسم المغربي، ولاقى ما لاقى من المقاومة، ثم تلاشى دون أن يحقق أدنى نتيجة أو يترك أي أثر.
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] دولة الأدارسة في المغرب، للدكتور سعدون عباس نصر الله دار النهضة العربية (7 - 76) بتصرف.
[2] مرحلة التشيع في المغرب العربي – محمد الحاجري (7)
[3] نفس الموضع من المصدر السابق
[4] دولة الأدارسة في المغرب، العصر الذهبي، سعدون عباس نصر الله ص126 طبعة دار النهضة العربية.
[5] دعوة الحق العدد الثاني، السنة الثانية عشرة ديسنبر يناير 1969 عنوان المقال: إدريس الأكبر وإدريس الأصغر لعبد الله كنون ص ص42
[6] نفس المصدر السابق
[7] الحشر (10)
[8] ترتيب المدارك (2/ 46).
[9] اتعاظ الحنفاء (1/ 17)
[10] اتعاظ الحنفا ج (1/ 14)
[11] انظر قصة دخولهم إلى المغرب في تاريخ ابن خلدون ج4 ص31 فما بعدها.
[12] انظر نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسي (1/ 269)
[13] نفس المصدر (1/ 267)
[14] مرحلة التشيع في المغرب العربي ص33
[15] طبقات علماء إفريقية (199) طبعة الجزائر سنة 1322هـ
[16] نسبة إلى المشرق، وكان هذا اللقب يستخدم في ذلك الوقت لمن تشيع.
[17] سورة الأحزاب (32)
[18] ترتيب المدارك (1/ 353)
[19] ترتيب المدارك (1/ 364)
[20] نفس المصدر (1/ 454)
[21] اتعاظ الحنفا (1/ 319)
[22] سير أعلام النبلاء - الذهبي (15/ 154 – 159)
[23] ترتيب المدارك (2/ 38)
[24] نفس المصدر (1/ 453)
[25] نفس المصدر (2/ 38)
[26] ترتيب المدارك (2/ 38)
[27] ترتيب المدارك (1/ 364)
[28] سير أعلام النبلاء (15/ 156)
[29] ترتيب المدارك (1/ 370)
[30] نفس المصدر
[31] أثر القبائل العربية في الحياة المغربية الدكتور مصطفى بوضيف أحمد (1/ 340 - 343) طبعة دار النشر الدار البيضاء
[32] ترتيب المدارك (2/ 39)
[33] نفس المصدر (1/ 460)
[34] نفس المصدر (2/ 64)
[35] أعيان الشيعة –محسن الأمين (5/ 217)
[36] المجالس والمسايرات للقاضي النعمان، ص396 نقلا عن مرحلة التشيع في المغرب العربي ص138
[37] اتعاظ الحنفا (143)
[38] اتعاظ الحنفا (350)
[39] المصدر السابق (143)
[40] مرحلة التشيع في المغرب العربي (138)
[41] انظر المؤنس (82) ط تونس 1387
[42] مرحلة التشيع في المغرب العربي (141)
[43] الكامل في التاريخ - ابن الأثير (9/ 294 - 295)
[44] أعيان الشيعة (1/ 196)
و كتبه: الشيخ حامد الإدريسي
ـ[ابو حسان السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 06:18]ـ
جزاك الله خيرا حبيبي ابو العسل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 06:43]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ حامد ..
وللدكتور أبولبابة حسين كتاب بعنوان: " موقف متصوفه أفريقيه وزهادها من الاحتلال العبيدى "، بين فيه موقف المتصوفة - على انحرافهم - من طموحات الرافضة في المغرب.
بخلاف بعض المتصوفة الآن، الذين أصبحوا قنطرة " التشيع " - للأسف -.(/)
سؤال في الذي أوصى أهله أن يحرّقوه.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
يقول ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في فتح الباري [6/ 522 - 523]:
قوله: (فوالله لئن قدر الله عليّ)، في رواية الكشميهني: (لئن قدر عليّ ربي). قال الخطابي: قد يستشكل هذا، فيقال: كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب أنه لم ينكر البعث، وإنما جهل، فظنّ أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد فلا يعذب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله. قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قوم من المسلمين فلا يكفرون بذلك؛ وردّه ابن الجوزي وقال: جحده صفة القدرة كفر اتفاقاً، وإنما قيل إن معنى قوله: (لئن قدر الله عليّ) أي: ضيّق، وهي قوله: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أي: ضيّق، وأما قوله: (لعلي أضلّ الله) فمعناه: لعلي أفوته، يقال: ضلّ الشيء إذا فات وذهب، وهو كقوله: {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى}، ولعل هذا الرجل قال ذلك من شدة جزعه وخوفه، كما غلط ذلك الآخر فقال: أنت عبدي وأنا ربك، ويكون قوله: (لئن قدّر عليّ) بتشديد الدال أي: قدّر عليّ أن يعذبني ليعذبني، أو على أنه كان مثبتاً للصانع، وكان في زمن الفترة، فلم تبلغه شرائط الإيمان، وأظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه، حتى ذهب بعقله لما يقول، ولم يقله قاصداً لحقيقة معناه، بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي، الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه، وأبعد الأقوال قول من قال إنه كان في شرعهم جواز المغفرة للكافر.
فهذا الرجل شكّ في قدرة الله على بعثه .. ونوى بفعله أن يضلّ الله تعالى، فلا يقدر أن يبعثه.
سؤالي هو: أيّ الأعذار أصحّ في هذا الرجل؟؟
- فعذر ابن الجوزي له لا يستقيم، وقد دحضه ابن تيمية - رحمه الله -.
- وعذر الخطابي لا يستقيم كذلك، لأنّ الرجل أراد أن لا يقدر عليه الله .. وليس هو يظن أنه لو فعل ذلك فإن الله يتركه .. بل أراد أن يُعجز الله، كما هو ظاهر في السياق.
- وعذر من قال إن الله في شريعتهم يغفر للكافر .. وهذا قول باطل معلوم البطلان.
- ويبقى عذران: عذر ابن حجر العسقلاني .. أنه قالها ذاهلاً داهشاً عمّا يقول من شدة خوفه وجزعه، وعذر ابن قتيبة وابن تيمية أنه جهل صفة من صفات الله التي يعذر الله فيها بالجهل.
فعليه، يكون السؤال هنا .. هل الاعتقاد أن الله على كل شيء قدير من أصل الدين؟ .. بمعنى، من يظنّ أن الله يقدر في أحوال دون حال .. وأنه يُعجزه بعض الشيء، أو يُمكن أن يُضلّه الناس .. فهل هذا وحّد الله في صفة القدرة؟
كحال رجل قال: الله خلق الناس أجمعين ولم يخلقني .. فهل هذا قد وحّد الله في صفة الخلق؟
ومعلوم أن الصفات السبعة التي قررها الأشاعرة، هي ما تترتب عليها استحقاق الله تعالى للألوهية .. كصفة الخلق والقدرة .. إلى آخره.
وقد رأيت من العلماء المتأخرين من رجّح قول ابن حجر العسقلاني، ولكن هناك إشكال ..
لو كان قالها فرَقاّ وجزعاً كما يزعم ابن حجر، فهذا يعلم من قرائن حاله .. فلا يمكن أن يستجيب له بنوه ..
وثانياً: لا يُمكن أن يسأله الله تعالى عن شيء لم يقصده، وقاله وهو يهذي، فإن الله - عز وجل - يقول: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 5] .. وكان على الرجل أن يقول عندما سأله الله: لم أقصد الذي قلته .. عوضاً عن أن يقول: قلته مخافة منك.
ولكننا يمكن أن نقول: هو معذور بالجهل، مع كونه لم يكن مسلماً .. وامتحنه الله - تعالى - يوم القيامة، فغفر له ..
ولكن يعرض هنا إشكال، وهو: أنه في مسند أحمد جاءت الرواية أن هذا الرجل لم يعمل خيراً قط سوى التوحيد .. فدلّ هذا على أنه موحد.
وإن فتحنا باب العذر بالجهل في جزئية من أصل الدين (وهنا هي في صفة القدرة) .. فسنفتح الباب أيضاً على العذر في جزئيات مسائل الألوهية ..
فمن يحلّ هذه الإشكالات؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 01:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
يقول ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في فتح الباري [6/ 522 - 523]:
ولكننا يمكن أن نقول: هو معذور بالجهل، مع كونه لم يكن مسلماً .. وامتحنه الله - تعالى - يوم القيامة، فغفر له ..
ولكن يعرض هنا إشكال، وهو: أنه في مسند أحمد جاءت الرواية أن هذا الرجل لم يعمل خيراً قط سوى التوحيد .. فدلّ هذا على أنه موحد.
وإن فتحنا باب العذر بالجهل في جزئية من أصل الدين (وهنا هي في صفة القدرة) .. فسنفتح الباب أيضاً على العذر في جزئيات مسائل الألوهية ..
فمن يحلّ هذه الإشكالات؟
وجزاكم الله خيراً
حل الاشكالات بسيط ان شاء الله لو التزمنا برد المتشابه للمحكم .. ورد الشبهات بالقطعيات
فإذا علمنا الاصل .. لم يبطله فرع ولا شبهة!!!
"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب "
فإذا كان عندك القطعيات بالنصوص الصريحة بأنه لا عذر بالجهل في الأصول فكيف يشكل عليك بشبهة دليل وتأويل قول عالم لترد المحكم والاصل بذلك القول المحتمل الصواب والخطأ؟؟
والصحيح .. أنه إذا تعارض المحكم مع المتشابه يرد المتشابه للمحكم
وإذا تعارضت حوادث الأعيان مع القطعيات .. أُولت لموافقة المحكم
لذلك كي لا تضرب النصوص ببعضها وتحمل كلام العلماء ما لا يحتمل من مخالفة القطعي .. يجب تأويله لما يوافق القطعي .. ولنقل أن قدر بمعنى ضيق ... لو فهمتها هكذا لما وجدت اشكالا
مع ثبوت احدى الروايات بأن هذا الرجل ثبت عنده التوحيد؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 02:29]ـ
أخي أبو شعيب هلا تكرمت ونقلت لي نص الفتوى في ميراث الصبي الذي يموت أحد أبويه فيحكم له بحكم أهل الكتاب أو شيئ قريب من هذا الكلام ... أريد أن أعرف من صاحب هذا القول وأين أجده بارك الله فيك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 04:23]ـ
(أحمد الغزي)،
وهل المحكم يقول إن من شكّ في قدرة الله تعالى فهو يمكن أن يكون مسلماً؟ .. بل كما ترى أنّ أكثر العلماء الذين ذكرهم ابن حجر، وهو من بينهم، يرون أنه لا عذر له بالجهل ..
أما قولك إن الرجل مات على التوحيد .. فليتك قرأت كلّ الموضوع حتى ترى أنني تطرقت إلى ذلك ..
فإن هذه الرواية تعضد قول ابن حجر الذي قال: إنه قالها خوفاً وجزعاً حتى لم يعلم ما قال .. لذلك فهو معذور بانتفاء القصد، ولم ينقض فعله توحيده.
وقد يفسّرها أصحاب العذر بالجهل ويقولون: متى ما أُعذر المرء، فإن عذره مانع من انتقاض توحيده، فيبقى موحداً.
والسؤال المطروح هنا:
هل إذا وجدت رجلاً يشك أن الله خلقه أعذره بالجهل؟
وهل إذا وجدت رجلاً يشك أن الله على كل شيء قدير أعذره بالجهل؟
وهل إذا وجدت رجلاً يقول: سأفعل كذا وكذا حتى أضل الله تعالى وأعجزه، أعذره بالجهل؟
---------------------
(الإمام الدهلوي)،
الفتوى هي: الرجل النصراني إذا أسلم وعائلته باقية على كفرها، فمات أحد أبويه، فإنه يُحكم له بشريعة النصارى في الميراث، وليس بشريعة المسلمين.
وقد قال أحد العلماء إن هذه الفتوى كفر .. ولكنه لم يكفّر قائلها .. بل أعذره بالتأويل.
وكل هؤلاء، قائل الفتوى والحاكم عليها بالكفر، هم من الأئمة الأعلام .. لذلك رأيت بعض الناس هرب ولم يجب عندما أوردتها له ..
سأبعث هذه الفتوى إليك .. ولن أوردها هنا حتى لا يستغلها من في قلبه مرض ضد الجهلة .. وأستأمنك عليها، لا تبثها بين الناس، ولا تجادل بها إلا أصحاب منهج الغلو في التكفير.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 03:37]ـ
(أحمد الغزي)،
وهل المحكم يقول إن من شكّ في قدرة الله تعالى فهو يمكن أن يكون مسلماً؟ .. بل كما ترى أنّ أكثر العلماء الذين ذكرهم ابن حجر، وهو من بينهم، يرون أنه لا عذر له بالجهل ..
.
سبحان الله .. ألا تعلم بأن القطعي في الشاك في قدرة الله أنه لا يكون مسلماً؟ وأنه لا عذر للجاهل؟
إذن فالراجح والصحيح أن لا تحمل الكلام هذا المحمل وتحمله بما يوافق القطعي
وكلمة قدر تحتمل ثلاث معاني إثنان يوافقان القطعي والثابت وواحد يخالفه ... فلما نكون منصفين
المعنى الاول قدر .. أي ضيق
المعنى الثاني قدَّر .. بتشديد الدال بمعنى ان شاء الله أو حكم
وكلاهما يجعل امعنى موافقا للنصوص ولا يخالف
أما قدر .. من القدرة فهي التي تعمل الاشكال وتضرب النصوص ببعضها
وحتى الذي حملها على القدرة .. لم يعذره بالجهل بل عذره بالخطأ (انتفاء القصد) وبأنه قالها من الخوف والجزع ولم يعي ما يقول ..
فلماذا نجيد تفصيل المتشابه وتحليله وشرحه .. والخير لنا أن نتركه أو نرده للمحكم والقطعي
؟؟؟!!!
(أحمد الغزي)،
والسؤال المطروح هنا:
هل إذا وجدت رجلاً يشك أن الله خلقه أعذره بالجهل؟
وهل إذا وجدت رجلاً يشك أن الله على كل شيء قدير أعذره بالجهل؟
وهل إذا وجدت رجلاً يقول: سأفعل كذا وكذا حتى أضل الله تعالى وأعجزه، أعذره بالجهل؟
.
غريب أمر هذا السؤال
ولكن سأجيبك ..
الأول لا يعذر بجهله وهو كافر
والثاني لا يعذر بشكه وهو كافر
والثالث الذي يريد أن يُعجز الله كافر
ولو رجعنا إلى الحديث .. الأصل أن هذا الرجل ثبت عنده التوحيد .. والله غفر له
والأصل أن الله لا يغفر أن يُشرك به ..
النتيجة الحتمية أن هذا الرجل لم يشك في قدرة الله
انتظر أن تجيب انت عما سألت. .
ونصيحة أرجو أن يتسع صدرك لها ... وأن تسامحني في هذا الشهر الفضيل
دعك من الشبهات التي تجيد جمعها والتزم بالنصوص القطعية
فمسألة الشاك في قدرة الله قطعية ونصوصها ثابتة .. فلماذا نات بالمحتمل وندع القطعي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 04:07]ـ
جميل .. بارك الله فيك .. وصلت إلى المتبغى من كل الطرح ..
انظر إلى ما يقول شيخ الإسلام - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 2/ 490]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَيْضًا قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {إنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إذَا مَاتَ فَأَحْرِقُوهُ، ثُمَّ اُذْرُوَا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ، وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا بِهِ كَمَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْت هَذَا؟ قَالَ مِنْ خَشْيَتِك يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ؛ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ}. وَهَذَا الْحَدِيثُ مُتَوَاتِرٌ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، رَوَاهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَالْأَسَانِيدِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ، يَعْلَمُ أَهْلُ الْحَدِيثِ أَنَّهَا تُفِيدُهُمْ الْعِلْمَ الْيَقِينِيَّ، وَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ ذَلِكَ لِغَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يَشْرَكهُمْ فِي أَسْبَابِ الْعِلْمِ. فَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ قَدْ وَقَعَ لَهُ الشَّكُّ وَالْجَهْلُ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى إعَادَةِ ابْنِ آدَمَ؛ بَعْدَ مَا أُحْرِقَ وَذُرِيَ، وَعَلَى أَنَّهُ يُعِيدُ الْمَيِّتَ وَيَحْشُرُهُ إذَا فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ؛ وَهَذَانِ أَصْلَانِ عَظِيمَانِ: أَحَدُهُمَا: مُتَعَلِّقٌ بِاَللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَالثَّانِي: مُتَعَلِّقٌ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ يُعِيدُ هَذَا الْمَيِّتَ وَيَجْزِيهِ عَلَى أَعْمَالِهِ؛ وَمَعَ هَذَا فَلَمَّا كَانَ مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ فِي الْجُمْلَةِ، وَمُؤْمِنًا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فِي الْجُمْلَةِ، وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ يُثِيبُ وَيُعَاقِبُ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَقَدْ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا - وَهُوَ خَوْفُهُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يُعَاقِبَهُ عَلَى ذُنُوبِهِ - غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِمَا كَانَ مِنْهُ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى: 35/ 167]:
وَمِثْلَ الَّذِي قَالَ: إذَا أَنَا مُتّ فَاسْحَقُونِي، وذروني فِي الْيَمِّ؛ لَعَلِّي أَضِلُّ عَنْ اللَّهِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يُكَفَّرُونَ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمْ الْحُجَّةُ بِالرِّسَالَةِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَقَدْ عَفَا اللَّه لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ؛ وَقَدْ أَشْبَعْنَا الْكَلَامَ فِي الْقَوَاعِدِ الَّتِي فِي هَذَا الْجَوَابِ فِي أَمَاكِنِهَا، وَالْفَتْوَى لَا تَحْتَمِلُ الْبَسْطَ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال في [مجموع الفتاوى: 3/ 231]:
وَالتَّكْفِيرُ هُوَ مِنْ الْوَعِيدِ. فَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ الْقَوْلُ تَكْذِيبًا لِمَا قَالَهُ الرَّسُولُ، لَكِنْ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِإِسْلَامِ، أَوْ نَشَأَ بِبَادِيَةِ بَعِيدَةٍ. وَمِثْلُ هَذَا لَا يَكْفُرُ بِجَحْدِ مَا يَجْحَدُهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ. وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ لَا يَسْمَعُ تِلْكَ النُّصُوصَ، أَوْ سَمِعَهَا وَلَمْ تَثْبُتْ عِنْدَهُ، أَوْ عَارَضَهَا عِنْدَهُ مُعَارِضٌ آخَرُ أَوْجَبَ تَأْوِيلَهَا، وَإِنْ كَانَ مُخْطِئًا. وَكُنْت دَائِمًا أَذْكُرُ الْحَدِيثَ الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ: {إذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذروني فِي الْيَمِّ فَوَاَللَّهِ، لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ، فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: مَا حَمَلَك عَلَى مَا فَعَلْت. قَالَ خَشْيَتُك: فَغَفَرَ لَهُ}. فَهَذَا رَجُلٌ شَكَّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ، وَفِي إعَادَتِهِ إذَا ذُرِّيَ، بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَا يُعَادُ، وَهَذَا كُفْرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، لَكِنْ كَانَ جَاهِلًا لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ، وَكَانَ مُؤْمِنًا يَخَافُ اللَّهَ أَنْ يُعَاقِبَهُ، فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ. وَالْمُتَأَوِّلُ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ الْحَرِيصُ عَلَى مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ أَوْلَى بِالْمَغْفِرَةِ مِنْ مِثْلِ هَذَا.
وأخيراً، قال في [مجموع الفتاوى: 11/ 408 - 413]:
وَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ مَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {قَالَ رَجُلٌ - لَمْ يُعَجِّلْ حَسَنَةً قَطُّ - لِأَهْلِهِ إذَا مَاتَ فَحَرَقُوهُ، ثُمَّ أَذَرُّوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْت هَذَا؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِك يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ؛ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ}. وَفِي لَفْظٍ آخَرَ: {أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ: إذَا أَنَا مُتّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ أَذْرُونِي فِي الْبَحْرِ. فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا. قَالَ: فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ. فَقَالَ لِلْأَرْضِ: أَدِّ مَا أَخَذْت، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ. فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَك عَلَى مَا صَنَعْت؟ قَالَ: خَشْيَتُك يَا رَبِّ. أَوْ قَالَ: مَخَافَتُك، فَغُفِرَ لَهُ بِذَلِكَ}. وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: {قَالَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا: أَدِّ مَا أَخَذْت مِنْهُ}. وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ هَذِهِ الْقِصَّةَ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ وَعُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، أَيْضًا عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يُسِيءُ الظَّنَّ بِعَمَلِهِ. فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مُتّ فَخُذُونِي فذروني فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَفَعَلُوا. فَجَمَعَهُ اللَّهُ. ثُمَّ قَالَ: مَا حَمَلَك عَلَى الَّذِي فَعَلْت؟ فَقَالَ: مَا حَمَلَنِي إلَّا مَخَافَتُك. فَغُفِرَ لَهُ}. وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: {أَنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَلَمَّا يَئِسَ مِنْ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إذَا أَنَا مُتّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا، حَتَّى إذَا أَكَلَتْ لَحْمِي وَوَصَلَتْ إلَى عَظْمِي فَامْتَحَشَتْ فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ اُنْظُرُوا يَوْمًا فذروني فِي الْيَمِّ. فَجَمَعَهُ اللَّهُ فَقَالَ: لَهُ لِمَ فَعَلْت ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِك. فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ}. قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو أَنَا سَمِعْته - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ ذَلِكَ. وَكَانَ نَبَّاشًا. فَهَذَا الرَّجُلُ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إذَا تَفَرَّقَ هَذَا التَّفَرُّقَ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَا يُعِيدُهُ إذَا صَارَ كَذَلِكَ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ إنْكَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنْكَارِ مَعَادِ الْأَبْدَانِ، وَإِنْ تَفَرَّقَتْ، كَفَرَ. لَكِنَّهُ كَانَ مَعَ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ، وَإِيمَانِهِ بِأَمْرِهِ، وَخَشْيَتِهِ مِنْهُ، جَاهِلًا بِذَلِكَ، ضَالًّا فِي هَذَا الظَّنِّ، مُخْطِئًا، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ. وَالْحَدِيثُ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الرَّجُلَ طَمِعَ أَنْ لَا يُعِيدَهُ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ، وَأَدْنَى هَذَا أَنْ يَكُونَ شَاكًّا فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَعَادِ، وَذَلِكَ كُفْرٌ - إذَا قَامَتْ حُجَّةُ النُّبُوَّةِ عَلَى مُنْكِرِهِ حُكِمَ بِكُفْرِهِ - هُوَ بَيِّنٌ فِي عَدَمِ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ تَعَالَى. وَمَنْ تَأَوَّلَ قَوْلَهُ: لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ بِمَعْنَى: قَضَى، أَوْ بِمَعْنَى: ضَيَّقَ، فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَةَ، وَحَرَّفَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ. فَإِنَّهُ إنَّمَا أَمَرَ بِتَحْرِيقِهِ وَتَفْرِيقِهِ لِئَلَّا يُجْمَعَ وَيُعَادَ. وَقَالَ: إذَا أَنَا مُتّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذروني فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا. فَذَكَرَ هَذِهِ الْجُمْلَةَ الثَّانِيَةَ بِحَرْفِ الْفَاءِ عَقِيبَ الْأُولَى، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ سَبَبٌ لَهَا، وَأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لِئَلَّا يَقْدِرَ اللَّهُ عَلَيْهِ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ. فَلَوْ كَانَ مُقِرًّا بِقُدْرَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ، كَقُدْرَتِهِ عَلَيْهِ إذَا لَمْ يَفْعَلْ، لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ فَائِدَةٌ لَهُ؛ وَلِأَنَّ التَّقْدِيرَ عَلَيْهِ وَالتَّضْيِيقَ مُوَافِقَانِ لِلتَّعْذِيبِ، وَهُوَ قَدْ جَعَلَ تَفْرِيقَهُ مُغَايِرًا لِأَنْ يَقْدِرَ الرَّبُّ. قَالَ: فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. فَلَا يَكُونُ الشَّرْطُ هُوَ الْجَزَاءُ؛ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُرَادُهُ ذَلِكَ لَقَالَ: فَوَاَللَّهِ لَئِنْ جَازَانِي رَبِّي أَوْ لَئِنْ عَاقَبَنِي رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا، كَمَا هُوَ الْخِطَابُ الْمَعْرُوفُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ: وَلِأَنَّ لَفْظَ (قَدَرَ) بِمَعْنَى ضَيَّقَ لَا أَصْلَ لَهُ فِي اللُّغَةِ. وَمَنْ اسْتَشْهَدَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}، وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}، فَقَدْ اسْتَشْهَدَ بِمَا لَا يَشْهَدُ لَهُ. فَإِنَّ اللَّفْظَ كَانَ بِقَوْلِهِ: {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} أَيْ اجْعَلْ ذَلِكَ بِقَدْرِ، وَلَا تَزِدْ وَلَا تَنْقُصْ. وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أَيْ: جَعَلَ رِزْقَهُ قُدِرَ مَا يُغْنِيه مِنْ غَيْرِ فَضْلٍ، إذْ لَوْ يَنْقُصُ الرِّزْقُ عَنْ ذَلِكَ لَمْ يَعِشْ. وَأَمَّا (قَدَرَ) بِمَعْنَى (قَدَّرَ). أَيْ أَرَادَ تَقْدِيرَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَهُوَ لَمْ يَقُلْ: إنْ قَدَّرَ عَلَيَّ رَبِّي الْعَذَابَ، بَلْ قَالَ: لَئِنْ قَدَّرَ عَلَيَّ رَبِّي، وَالتَّقْدِيرُ يَتَنَاوَلُ النَّوْعَيْنِ، فَلَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ: لَئِنْ قَضَى اللَّهُ عَلَيَّ؛ لِأَنَّهُ قَدْ مَضَى وَتَقَرَّرَ عَلَيْهِ مَا يَنْفَعُهُ وَمَا يَضُرُّهُ؛ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ الْمُرَادُ التَّقْدِيرَ أَوْ التَّضْيِيقَ لَمْ يَكُنْ مَا فَعَلَهُ مَانِعًا مِنْ ذَلِكَ فِي ظَنِّهِ. وَدَلَائِلُ فَسَادِ هَذَا التَّحْرِيفِ كَثِيرَةٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهَا، فَغَايَةُ مَا فِي هَذَا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِجَمِيعِ مَا يَسْتَحِقُّهُ اللَّهُ مِنْ الصِّفَاتِ، وَبِتَفْصِيلِ أَنَّهُ الْقَادِرُ، وَكَثِيرٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ يَجْهَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَا يَكُونُ كَافِرًا.
فهذا ابن تيمية - رحمه الله - يرى الجهل في شيء من مسائل أصل الدين (قدرة الله تعالى وعلمه، والبعث والحساب) .. وغيره لا يراها كذلك .. كابن الجوزي .. فإنه صرّح أن إنكار البعث وإنكار قدرة الله كفر، ولم يعذر صاحب هذا الحديث بالجهل ..
وكذلك ابن حجر العسقلاني .. لم يستسغ إعذار هذا الرجل بالجهل، بل أعذره بانتفاء القصد.
فالسؤال المطروح هنا: هل ابن تيمية - رحمه الله - ضال ومبتدع لأنه رأى العذر بالجهل في حق هذا الرجل في حين لم يره غيره؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 04:36]ـ
أحسنت أبا شعيب.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 01:26]ـ
جزاك الله خيرا أبا شعيب وأحسنت ولونظرت لبقية ألأدلة المعتبرة لمن يعذربالجهل لخرجت بالمزيد
ومن أقوى الأدلة قوله تعالى ?رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ? (البقرة: 286) وبقوله تعالى: ?وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ? (الأحزاب:5) وبقول رسول الله ?: " إذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأصَابَ فَلَهُ أجْرَانِ، وَإذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأ فَلَهُ أجْر " (متفق عليه). وقوله: "رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْتُكرِهُوا عَلَيْهِ " (ابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 10:09]ـ
للمتابعة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 01:15]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وأحسن إليكم.
الأخ (عبدالله الجنوبي)،
لا أدري ما الذي تود متابعته والحوار يبدو أنه انتهى عند هذا الحد .. إلا إن أردت متابعتي حتى أشكر الإخوة .. فها قد قلتها، هل أعجبك هذا؟:)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 12:08]ـ
وَمَنْ تَأَوَّلَ قَوْلَهُ: لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ بِمَعْنَى: قَضَى، أَوْ بِمَعْنَى: ضَيَّقَ، فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَةَ، وَحَرَّفَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
هذا جواب عن هذا الاعتراض مأخوذ من كتاب عارض الجهل صـ325 بتصرف
" ... بأن نفي أن تكون قدر بمعنى ضيق من لغة العرب يناقض وينافي ما جاء عن أئمة هذه اللغة، وكذا أئمة التابعين، من إثبات أن قدر تأتي بمعنى ضيق، بل هو مروي عن حبر الامة ابن عباس ومجاهد والضحاك واختاره ابن جرير واستشهد عليه بقوله تعالى " ومن قدر عليه رزقه " ومجاهد وقتادة والفراء من علماء اللغة وأبو العباس أحمد بن يحيى - ثعلب - من أئمة اللغة - واعتمده القرطبي وابن كثير والشوكاني من المفسرين ".
ولقد استمعت لشرح كشف الشبهات للشيخ صالح آل الشيخ وقد تطرق لهذا الحديث فقال فيما معناه أن الرجل لم ينكر عموم القدرة وإنما أنكر جزئية منها وهي قدرته سبحانه وتعالى على جمع رماده بعد احراقه وهذا ما ذهب اليه الشيخ الفوزان حفظه الله
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلاما آخر بأن الرجل قال من قال من شدة الجزع والخوف ومثل هذا يعذر كالذي قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك وهذا في مجموع الرسائل والمسائل "3/ 346" ط/دار الكتب العلمية بيروت كما جاء في كتاب عارض الجهل
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 12:24]ـ
جزاك الله خيراً.
كلام شيخ الإسلام صحيح في أن تأويل كلمة "قدّر" إلى "ضيّق" .. لا يستقيم البتة ..
لا أقول لغة .. ففي اللغة هي تأتي كذلك، كما جاء في لسان العرب:
وقَدَرَ عليه الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه: ضَيَّقه؛
لكن من ناحية السياق، ماذا يقال؟
فوالله لئن ضيّق الله عليّ ليعذبني عذاباً؟؟ .. التضييق هو بحد ذاته عذاب .. وكذلك، حتى لو تأولها المتأولون كما شاؤوا، فهذا يثبت أن الرجل أراد بتحريقه أن يخلص من تضييق الله عليه .. ونرجع لأصل المسألة وهي: أنه أراد أن يضل الله (كما جاء في بعض الروايات)، وظنّ أن الله لا يستطيع أن يضيّق عليه.
---
أما قول ابن تيمية في الرسائل والمسائل .. فأرجو أن تأتينا بنصه .. فهو متفق أنه قالها خوفاً وجزعاً (وهذا بنص الحديث)، ولكن أعذره بالجهل، ولم يعذره بالخوف أو الجزع الذي قد أوّله العلماء على ذهاب عقله به.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 05:12]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وأحسن إليكم.
الأخ (عبدالله الجنوبي)،
لا أدري ما الذي تود متابعته والحوار يبدو أنه انتهى عند هذا الحد .. إلا إن أردت متابعتي حتى أشكر الإخوة .. فها قد قلتها، هل أعجبك هذا؟:)
جزاك الله خيرا أخي أبا شعيب،
عفوا على الخطأ في العبارة، و إنما كان قصدي زيد إيضاح و تحرير لهذه المسألة، و خاصة علاقتها بأصل الدين.
و هل يمكن القول أن هناك أمور هي من أصل الدين، و لكن مخالفتها لا تدخل في باب عبادة غيرالله و صرف خالص حقه-عزوجل- للمخلوق، وبالتالي يكون العذر فيها وارد كما في هذا الحديث، إن أخذنا بتأويل شيخ الإسلام رحمه الله.
و هذه الأمور التي يدخلها العذر لا ينبغي أن تكون في الكليات وإنما في جزءيات المساءل فقط، كما في الحديث فإنه لم يشك في أصل القدرة و لكنه شك في فرد من أفراده.
و ينطبق هذا التفصيل على من شك في كفر و عدم إسلام بعض المشركين، دون أن يجعله أصلا عاما يدين الله به.
. و يبقى إشكال ألا وهو حد العذر في تلك الجزءيات؟ فيقينا لا ينطبق على من ظن أن الله لم يخلقه هو مع اعتقاده أن غيره قد خلقه الله؟ فهل هذا الفرد خارج نطاق التفصيل لكونه لا ينفك عن اعتقاد أن مع الله خالقا آخر-وهذا الذي يظهر لي-؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه إشكالات أود مشاركت الإخوان للإجابة عنها و بيان وجه الصواب من الخطأ فيها ... و أعتذر عن ركاكة التعبير فهذا مبلغي من العلم- أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا- و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 05:55]ـ
وإياك أخي الكريم ..
بصراحة أخي لا أستطيع أن أرجّح بين قول من قال إنه قالها هجراً وهذياناً حتى لم يعلم ما قال، وبين من قال إنه جهل ذلك ..
فكلا القولين يُمكن أن يعترض عليه، كما بيّنت في أصل الموضوع.
هل يمكن أن يعتقد أحد أن الله ليس على كل شيء قدير، ثم هو يبقى مسلماً؟؟ .. أو يعتقد أنه يمكنه أن يُضلّ الله فيُعجزه فيفلت من عذابه، ثم هو يبقى مسلماً؟
لذلك ترى أن كثيراً من العلماء لم يستسغ إعذار هذا الرجل بالجهل .. حتى من المعاصرين ممن وقفت على كلامهم، نبذوا كلام ابن تيمية وأخذوا بكلام ابن حجر وابن الجوزي.
ثم صفة القدرة وصفة العلم من أصل أصول الربوبية، فالقدح فيها إنما هو قدح في ربوبية الله - تعالى - التي ينبني عليها استحقاقه للعبادة.
ولكنني كنت قد ذكرت في مشاركة سابقة أن الأعذار الشرعية مستقاة من الشريعة، وليس من محض العقل، فقد لا يستسيغ العقل كون بعض الأحوال أعذاراً شرعية، كحال الإكراه، ولكن في الشريعة جعله الله رخصة .. فلعّل قول ابن تيمية هو الراجح، لأنه قد قال مدللاً في [مجموع الفتاوى: 11/ 411 - 414]:
وَمَنْ تَتَبَّعَ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ وَجَدَ فِيهَا مِنْ هَذَا الْجِنْسِ مَا يُوَافِقُهُ، كَمَا رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: {أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهَا عِنْدِي، انْقَلَبَ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ وَاضْطَجَعَ؛ فَلَمْ يَثْبُتْ إلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي رَقَدْت، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَقَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا، فَخَرَجَ. ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْت دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرْت وَتَقَنَّعْت إزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْت عَلَى إثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ. فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْت، وَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْت، فَهَرْوَلَ وَهَرْوَلْت، وَأَحْضَرَ وَأَحْضَرْت، فَسَبَقْتُه، فَدَخَلْت. فَلَيْسَ إلَّا أَنْ اضْطَجَعْت، فَقَالَ: مَا لَك يَا عَائِشَةُ، حشيا رَابِيَةً؟ قَالَتْ: لَا شَيْءَ. قَالَ: لِتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. قَالَتْ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرْته. قَالَ: فَأَنْتَ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي؟ قُلْت: نَعَمْ. فَلَهَزَنِي فِي صَدْرِي لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي. ثُمَّ قَالَ: أَظْنَنْت أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ؟ قَالَتْ: قُلْت: مَهْمَا يَكْتُمْ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَتَانِي حِينَ رَأَيْت فَنَادَانِي، فَأَخْفَاهُ مِنْك، فَأَجَبْته وَأَخْفَيْته مِنْك، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْك، وَقَدْ وَضَعْت ثِيَابَك وَظَنَنْت أَنَّك رَقَدْت، وَكَرِهْت أَنْ أُوقِظَك، وَخَشِيت أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إنَّ رَبَّك يَأْمُرُك أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ. قُلْت: كَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِين، وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ}. فَهَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: سَأَلَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَلْ يَعْلَمُ اللَّهُ كُلَّ مَا يَكْتُمُ النَّاسُ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نَعَمْ؛ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ذَلِكَ، وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا بِأَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يَكْتُمُهُ النَّاسُ كَافِرَةً، وَإِنْ كَانَ الْإِقْرَارُ بِذَلِكَ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ، وَإِنْكَارِ عِلْمِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ كَإِنْكَارِ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ هَذَا مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ اللَّوْمَ عَلَى الذَّنْبِ، وَلِهَذَا لَهَزَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: أَتَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ؟ وَهَذَا الْأَصْلُ مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كُفْرٌ وَلَكِنَّ تَكْفِيرَ قَائِلِهِ لَا يُحْكَمُ بِهِ حَتَّى يَكُونَ قَدْ بَلَغَهُ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الَّتِي يَكْفُرُ تَارِكُهَا.
هذا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 04:03]ـ
جزاك الله خيراً.
كلام شيخ الإسلام صحيح في أن تأويل كلمة "قدّر" إلى "ضيّق" .. لا يستقيم البتة ..
لا أقول لغة .. ففي اللغة هي تأتي كذلك، كما جاء في لسان العرب:
لكن من ناحية السياق، ماذا يقال؟
فوالله لئن ضيّق الله عليّ ليعذبني عذاباً؟؟ .. التضييق هو بحد ذاته عذاب .. وكذلك، حتى لو تأولها المتأولون كما شاؤوا، فهذا يثبت أن الرجل أراد بتحريقه أن يخلص من تضييق الله عليه .. ونرجع لأصل المسألة وهي: أنه أراد أن يضل الله (كما جاء في بعض الروايات)، وظنّ أن الله لا يستطيع أن يضيّق عليه.
---
أما قول ابن تيمية في الرسائل والمسائل .. فأرجو أن تأتينا بنصه .. فهو متفق أنه قالها خوفاً وجزعاً (وهذا بنص الحديث)، ولكن أعذره بالجهل، ولم يعذره بالخوف أو الجزع الذي قد أوّله العلماء على ذهاب عقله به.
هذا رأي شيخ الاسلام ابن تيمية وعند غيره يستقيم المعنى جدا!
ومعناه ولئن ضيق الله علي، وبالغ في محاسبتي وجزائي على ذنوبي، ليكونن ذلك.قاله القرطبي في تفسير قوله تعالى " فظن ألن نقدر عليه " تفسير القرطبي5/ 43
أما أمره بإحراقه فلقد رد العلماء عن هذا الاعتراض بأن الرجل فعل ذلك ليكفر عما قصر في حق الله أي عقابا لنفسه وليس هروبا من تضييق الله كما ذكرت.
وهذا كلام ابن تيمية كما ذكره صاحب عارض الجهل 336
" وهذا الرجل لما كان مؤمنا بالله في الجملة ومؤمنا باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت فهذا عمل صالح وهو خوفه من الله أن يعاقبه على تفريطه، غفر له بما كان من الإيمان بالله واليوم الآخر، وإنما أخطأ من شدة خوفه كما أن الذي وجد راحلته بعد إياسه منها أخطأ من شدة فرحه "مجموع الرسائل والمسائل 3/ 346 ط/دار الكتب العلمية بيروت
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 05:30]ـ
يا أخت أم معاذة،
على هذا الرأي، سنرجع لأصل المسألة وهي: أن الرجل فعل ذلك لئلا يضيّق الله عليه .. بمعنى: فعله كي يفلت من عذاب الله ومحاسبته .. أو كما جاء في رواية أخرى: كي يضلّ الله تعالى.
أما قول ابن تيمية - رحمه الله - في الرسائل والمسائل، فيبدو أن عنده قولان في المسألة، والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 10:48]ـ
أما أمره بإحراقه فلقد رد العلماء عن هذا الاعتراض بأن الرجل فعل ذلك ليكفر عما قصر في حق الله أي عقابا لنفسه وليس هروبا من تضييق الله كما ذكرت.
فهو اعتقد أن هذا سيكون سببا لمغفرة الله له وبالتالي يفلت من عقاب الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 04:30]ـ
على هذا الرأي، سنرجع لأصل المسألة وهي: أن الرجل فعل ذلك لئلا يضيّق الله عليه .. بمعنى: فعله كي يفلت من عذاب الله ومحاسبته .. أو كما جاء في رواية أخرى: كي يضلّ الله تعالى.
جاء في رواية أخرى: لعلي أضل الله ..
جاء من رواية معاوية بن حيدة القشيري بسند صحيح: إن رجلا كان فيمن كان قبلكم رزقه الله - تبارك وتعالى - مالاً وولداً، حتى ذهب عصر وجاء عصر. فلما حضرته الوفاة قال: أي بني، أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فهل أنتم مطيعي؟ قالوا: نعم، قال: انظروا إذا مت أن تحرقوني حتى تدعوني فحماً. قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ففعلوا ذلك، ثم اهرسوني في المهراس، يومئ بيده. قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ففعلوا والله ذلك. ثم أذروني في البحر في يوم ريح، لعلي أضل الله، تبارك وتعالى. قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ففعلوا والله ذلك. فإذا هو في قبضة الله تبارك وتعالى فقال: يا ابن آدم ما حملك على ما صنعت؟ قال: أي رب مخافتك، قال: فتلافاه الله تبارك وتعالى بها.
وأظن أن هذا يكفي في دحض ادعاء من قال إنه فعله ليغفر الله له.
ثم وصايته لأهله أن يحرّقوه، ثم يدقّوا رفاته، ثم يذروا نصفه في البحر ونصفه في البر .. فيه إشارة إلى إرادته تضليل الله تعالى.
والله أعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 10:48]ـ
جاء في رواية أخرى: لعلي أضل الله ..
وأظن أن هذا يكفي في دحض ادعاء من قال إنه فعله ليغفر الله له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم وصايته لأهله أن يحرّقوه، ثم يدقّوا رفاته، ثم يذروا نصفه في البحر ونصفه في البر .. فيه إشارة إلى إرادته تضليل الله تعالى.
والله أعلم
لاحظ أنك بهذا الرد تضطرني لإعادة ردي السابق فعبارة لعلي أضل الله معناها أفوته أي أفوت من عقابه بتكفيري عن الشيء الذي كنت مقصرا فيه اتجاهه. كما أن الذي يشك في قدرة الله لا يكون عنده هذا الهلع والخوف إلى درجة أنه يأمر أهله بتحريقة.وجاء في الحديث من طرق أخرى أن هذا الرجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد والشاك في قدرة الله ليس بموحد.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 01:01]ـ
طيب .. خيراً إن شاء الله.
وماذا عن الحديث الذي استشهد به ابن تيمية - رحمه الله - كما جاء في [مجموع الفتاوى: 11/ 411 - 414]:
وَمَنْ تَتَبَّعَ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ وَجَدَ فِيهَا مِنْ هَذَا الْجِنْسِ مَا يُوَافِقُهُ، كَمَا رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: {أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهَا عِنْدِي، انْقَلَبَ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ وَاضْطَجَعَ؛ فَلَمْ يَثْبُتْ إلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي رَقَدْت، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَقَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا، فَخَرَجَ. ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْت دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرْت وَتَقَنَّعْت إزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْت عَلَى إثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ. فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْت، وَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْت، فَهَرْوَلَ وَهَرْوَلْت، وَأَحْضَرَ وَأَحْضَرْت، فَسَبَقْتُه، فَدَخَلْت. فَلَيْسَ إلَّا أَنْ اضْطَجَعْت، فَقَالَ: مَا لَك يَا عَائِشَةُ، حشيا رَابِيَةً؟ قَالَتْ: لَا شَيْءَ. قَالَ: لِتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. قَالَتْ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرْته. قَالَ: فَأَنْتَ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي؟ قُلْت: نَعَمْ. فَلَهَزَنِي فِي صَدْرِي لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي. ثُمَّ قَالَ: أَظْنَنْت أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ؟ قَالَتْ: قُلْت: مَهْمَا يَكْتُمْ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَتَانِي حِينَ رَأَيْت فَنَادَانِي، فَأَخْفَاهُ مِنْك، فَأَجَبْته وَأَخْفَيْته مِنْك، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْك، وَقَدْ وَضَعْت ثِيَابَك وَظَنَنْت أَنَّك رَقَدْت، وَكَرِهْت أَنْ أُوقِظَك، وَخَشِيت أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إنَّ رَبَّك يَأْمُرُك أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ. قُلْت: كَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِين، وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ}. فَهَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: سَأَلَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَلْ يَعْلَمُ اللَّهُ كُلَّ مَا يَكْتُمُ النَّاسُ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نَعَمْ؛ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ذَلِكَ، وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا بِأَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يَكْتُمُهُ النَّاسُ كَافِرَةً، وَإِنْ كَانَ الْإِقْرَارُ بِذَلِكَ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ، وَإِنْكَارِ عِلْمِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ كَإِنْكَارِ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ هَذَا مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ اللَّوْمَ عَلَى الذَّنْبِ، وَلِهَذَا لَهَزَهَا النَّبِيُّ -
(يُتْبَعُ)
(/)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: أَتَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ؟ وَهَذَا الْأَصْلُ مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كُفْرٌ وَلَكِنَّ تَكْفِيرَ قَائِلِهِ لَا يُحْكَمُ بِهِ حَتَّى يَكُونَ قَدْ بَلَغَهُ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الَّتِي يَكْفُرُ تَارِكُهَا.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 04:03]ـ
بالنسبة كلام شيخ الاسلام المذكور فى مجموع الرسائل والمسائل:
أقول:كان شيخ الاسلام يتحدث بأن النصوص انما أوجبت عدم المؤاخذة بالخطأ لهذه الأمة وكان كلامه تحت عنوان "التكقير بالخطأ فى الاعتقاديات والاجتهاد فى العمليات"
قلت قسم العلماء الخطأ الى قسمين
الأول: الخطأ فى الفعل كأن ترمى زيدا فتصيب عمرا
والثانى: الخطأ فى القصد كأن ترمى من تظنه كافرا فتجده مسلما كما حدث لإسامة ابن زيد فإن خطأه كان فى قصده لما قتل الرجل الذى نطق بالشهادة ظنا منه أنه قالها تعوذا
وهذا القسم الثانى من أنواع الخطأ (الخطأفى القصد) هو الجهل
قال الطبرى عند تفسير قوله تعالى {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
القول في تأويل قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
قال أبو جعفر: وهذا تعليم من الله عز وجل عباده المؤمنين دعاءه كيف يدعونه، وما يقولونه في دعائهم إياه. ومعناه: قولوا:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا" شيئا فرضت علينا عمله فلم نعمله=،"أو أخطأنا" في فعل شيء نهيتنا عن فعله ففعلناه، على غير قصد منا إلى معصيتك، ولكن على جهالة منا به وخطأ، كما:-
6509 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، إن نسينا شيئا مما افترضته علينا، أو أخطأنا، [فأصبنا] شيئا مما حرمته علينا. (1)
6510 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل تجاوز لهذه الأمة عن نسيانها وما حدثت به أنفسها. (2)
6511 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط قال، زعم السدي أن هذه الآية حين نزلت:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، قال له جبريل صلى الله عليه وسلم: فقل ذلك يا محمد.
.............................
الى أن قال:
وكذلك "الخطأ" وجهان:
= أحدهما: من وجه ما نهي عنه العبد فيأتيه بقصد منه وإرادة، فذلك خطأ منه، وهو به مأخوذ. يقال منه:"خطئ فلان وأخطأ" فيما أتى من الفعل، و"أثم"، إذا أتى ما يأثم فيه وركبه، (1) ومنه قول الشاعر: (2)
الناس يلحون الأمير إذا هم ... خطئوا الصواب ولا يلام المرشد (3)
يعني: أخطأوا الصواب = وهذا الوجه الذي يرغب العبد إلى ربه في صفح ما كان منه من إثم عنه، (4) إلا ما كان من ذلك كفرا.
= والآخر منهما: ما كان عنه على وجه الجهل به، والظن منه بأن له فعله، كالذي يأكل في شهر رمضان ليلا وهو يحسب أن الفجر لم يطلع = أو يؤخر صلاة في يوم غيم وهو ينتظر بتأخيره إياها دخول وقتها، فيخرج وقتها وهو يرى أن وقتها لم يدخل. فإن ذلك من الخطأ الموضوع عن العبد، الذي وضع الله عز وجل عن عباده الإثم فيه، فلا وجه لمسألة العبد ربه أن لا يؤاخذه به. أهـ
قلت: وهذا ما أراده شيخ الاسلام فى حق هذا الرجل الذى أصى أهله أن يحرقوه حتى يضل الله أى يعجزه سبحانه وتعالى عن اعادته مرة اخرى وهذا عن خطأ فى قصده (أى جهل) وبهذا تعلم أن شيخ الاسلام لم يختلف قوله فى المسئلة والله اعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 05:24]ـ
أخي الكريم،
جزاك الله خيراً على تنبيهك .. فإني قد فطنت إلى مراجعة كلام شيخ الإسلام في جامع الرسائل والمسائل، فوجدته لم يتغيّر، بل بقي على قوله الأول بإعذار هذا الرجل بالجهل ..
وكان على صاحب كتاب "عارض الجهل" الذي تنقل منه الأخت أن يورد نص كلامه كاملاً غير مبتور، حتى يتبيّن منهج الشيخ - رحمه الله -.
هذا هو نص كلامه كاملاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الإدلالة الشرعية ما يوجب أن الله لا يعذب من هذه الأمة مخطئاً على خطئه، وإن عذب المخطئ من غير هذه الأمة، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: {قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مات فحرقوه، ثم ذروا نصفه في البر، ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا به كما أمرهم، فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب، وأنت أعلم، فغفر له}. وهذا الحديث متواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، رواه أصحاب الصحيح والمساند من حديث أبي سعيد، وحذيفة، وعقبة بن عامر، وغيرهم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه متعددة، يعلم أهل الحديث أنها تفيد العلم اليقيني، وإن لم يحصل ذلك لغيرهم، فهذا الرجل قد وقع له الشك والجهل في قدرة الله - تعالى - على إعادة من يصل إلى الحالة التي أمر أهله أن يفعلوها به، وإن من أحرق وذري لا يقدر الله أن يعيده ويحشره إذا فعل به ذلك، وأنه ظن ذلك ظناً ولم يجزم به.
وهذا أصلان عظيمان: أحدهما متعلق بالله وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير، والثاني متعلق باليوم الآخر وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت، ولو صار إلى ما يقدر صيرورته إليه، مهما كان، فلا بد أن الله يحييه ويجزيه بأعماله. فهذا الرجل مع هذا لما كان مؤمناً بالله في الجملة، ومؤمناً باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت، فهذا عمل صالح، وهو خوفه من الله أن يعاقبه على تفريط، غفر له بما كان معه من الإيمان بالله واليوم الآخر، وإنما أخطأ من شدة خوفه، كما أن الذي وجد راحلته بعد إياسه منها أخطأ من شدة فرحه.
فهو ما زال يقرر أن الرجل شكّ في قدرة الله على إحيائه بعد موته ..
فعليه يبقى القول أن شيخ الإسلام - رحمه الله - قوله واحد في المسألة.
والله أعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 02:38]ـ
من المعلوم أن صفة القدرة هي من الصفات العقلية التي لا يعذر المكلف في جهلها لأنه ينبني على أساسها الإيمان بالله عزوجل وما يستلزم ذلك من إفراد الله بالعبادة دون من سواه .. كما أنه لا يوجد فرق بين الجهل بقدرة الله المطلقة أو جزئياتها .. فمن اعتقد أن الله عزوجل قادر على خلق كل البشر ولكنه جهل أو شك أنه قادر على خلق زيد أو عمرو بعينه فهذا لا يمكن أن يكوم موحد مسلم.
ولكن بعض أهل العم قد يعذرون عذر الشاك في قدرة الله عزوجل كشيخ الإسلام رحمه الله الذي سبق عرض أقواله في المسألة ومن هؤلاء أيضاً ابن حزم رحمه الله.
فقد قال رحمه الله عن الحواريين: (فهؤلاء الحواريون الذين أثنى الله عزوجل عليهم قد قالوا بالجهل لعيسى عليه السلام هل يستطيع ربك أن يُنزل علينا مائدة من السماء؟! ولم يبطل بذلك إيمانهم وهذا مالا مخلص منه وإنما كانوا يكفرون لو قالوا ذلك بعد قيام الحجة وتبيُّنهم لها) إهـ الفصل في الملل والهواء والنحل:3/ 253.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 03:53]ـ
وقال ابن حزم أيضا: وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا لم يعمل خيرا قط فلما حضره الموت قال لأهله إذا مت فأحرقوني ثم ذروا رمادي في يوم راح نصفه في البحر ونصفه في البر فوالله لئن قدر الله تعالى علي ليعذبني عذابا لم يعذبه أحدا من خلقه وأن الله عز جل جمع رماده فأحياه وسأله ما حملك على ذلك قال خوفك يا رب وأن الله تعالى غفر له لهذا القول
قال أبو محمد: فهذا إنسان جهل إلى أن مات أن الله عز و جل يقدر على جمع رماده وإحيائه وقد غفر له لإقراره وخوفه وجهله وقد قال بعض من يحرف الكلم عن مواضعه أن معنى لئن قدر الله على إنما هو لئن ضيق الله على كما قال تعالى وأما إذا ما ابتلاه فقد عليه رزقه
قال أبو محمد وهذا تأويل باطل لا يمكن لأنه كان يكون معناه حينئذ لئن ضيق الله علي ليضيقن على وأيضا فلو كان هذا لما كان لأمره بأن يحرق ويذر رماده معنى ولا شك في أنه إنما أمره بذلك ليفلت من عذاب الله تعالى
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 04:12]ـ
جزاكما الله خيراً على الإفادة.
ويبقى حديث السيدة عائشة - رضي الله عنها - وجهلها أن الله يعلم ما في صدور البشر .. ما الذي يجيب به غير العاذرين بالجهل في الصفات السبعة؟
ولكن .. حتى لو وجدوا جواباً .. فهل يحقّ لنا أن نقول أن ابن تيمية وابن حزم، ومن اتبعهما من علماء نجد في هذه المسألة، كفّار أو ضلاّل لأنهم أعذروا هذا الرجل بالجهل وهو شاك في قدرة الله - تعالى - التي ينبني عليها استحقاقه للعبادة؟
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 07:08]ـ
لهم أن يجيبوا و قد فعلوا
قالوا: أن الحديث في صحيح مسلم على غير ما أورده ابن تيمية
جاء في رواية مسلم:" قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم. قال: فإن جبريل أتاني ... "
ثم حتى على اللفظ الذي أورده ابن تيمية فليس هنالك شك فضلاً على الجهل
فمهما لا تفيد الاستفهام بذاتها.
كأن تقول مثلا:" مهما تأخرت فإني منتظرك" فمن تخاطبه إن قال: "نعم" فلا يُفهم من هذا أنك شككت و لا جهلت.
أما إلزامك لهم فبإمكانهم أن يلزموا مخالفهم بما هو أشنع
و هو أنه جمع و قوع الكفر من عائشة رضي الله عنها إلى الجهل وهي أعلم نساء العالمين و هذا بعد أن قضت سنين طويلة في بيت النبوة و قبل ذلك بيت صديق هذه الأمة.
بله نسبة التفريط إلى النبي عليه السلام في تعليم خاصة أهل بيته بديهيات التوحيد و هذا حتى قبيل وفاته إذ الحادثة متأخرة جدا.
فكيف يُجيب؟
و أي الالزامين أشنع؟!
المقام ليس مقام إلزام واصل دون هذا وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 09:54]ـ
الأخ أبو عبد الرحمن،
جزاك الله خيراً .. كلامك صائب .. ما شاء الله.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 01:49]ـ
أخي الكريم،
جزاك الله خيراً على تنبيهك .. فإني قد فطنت إلى مراجعة كلام شيخ الإسلام في جامع الرسائل والمسائل، فوجدته لم يتغيّر، بل بقي على قوله الأول بإعذار هذا الرجل بالجهل ..
وكان على صاحب كتاب "عارض الجهل" الذي تنقل منه الأخت أن يورد نص كلامه كاملاً غير مبتور، حتى يتبيّن منهج الشيخ - رحمه الله -.
هذا هو نص كلامه كاملاً:
فهو ما زال يقرر أن الرجل شكّ في قدرة الله على إحيائه بعد موته ..
فعليه يبقى القول أن شيخ الإسلام - رحمه الله - قوله واحد في المسألة.
والله أعلم
على رسلك - هداك الله - ليس هناك أي بتر - إن شاء الله - وصاحب الكتاب نقل الفقرة التي يرى فيها أن ابن تيمية قال بأن الخوف هو ما جعل الرجل يقول ما قاله، وأنا بإمكاني أن أنقل نفس النص الذي نقلته وأضع الكلام الذي أود إيصاله باللون الأحمر ولا أحد سوف يقول أن هناك بتر!!
وللتنويه فقط فإن صاحب كتاب العارض لم ينقل كلام ابن تيمية للاستشهاد به بل هو رد على هذه المعارضة التي أتى بها ابن تيمية وابن حزم والذين أخذا بظاهر الحديث، وإنما نبه إلى أن ابن تيمية له أقوال في هذه المسألة، لا غير، وسواء كان لابن تيمية قول واحد أو قولان فالمهم هو المعارضة وبيان بطلانها.
أما بالنسبة لحديث عائشة فأرجو منك فتح صفحة أخرى خاصة به لأنه لا ينطبق مع عنوان الموضوع والله أعلم.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 02:35]ـ
وللتنويه فقط فإن صاحب كتاب العارض لم ينقل كلام ابن تيمية للاستشهاد به بل هو رد على هذه المعارضة التي أتى بها ابن تيمية وابن حزم والذين أخذا بظاهر الحديث، وإنما نبه إلى أن ابن تيمية له أقوال في هذه المسألة، لا غير، وسواء كان لابن تيمية قول واحد أو قولان فالمهم هو المعارضة وبيان بطلانها.
.
الظاهر أنه ليس لشيخ الاسلام الا قول واحد فى المسئلة وما نقله صاحب عارض الجهل أوهم به أن له قولا آخر كما فعل صاحب كتاب الجواب المفيد وهذا غلط فكلامه فى الفتاوى متفق مع كلامه فى مجموع الرسائل والمسائل فأين معارضة كلامه الأول لكلامه الثانى هذا ما ننفيه أما معارضة غيرهما لهم فهو ثابت لا ننفيه والمهم هو تحقيق قول شيخ الاسلام
وكون الرجل فعل هذا خوفا من الله فلم ينكر ذلك أحد لا شيخ الاسلام ولا غيره فلا تأثير له
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 06:28]ـ
هذا ما ظهر لك أو ظهر لغيرك، وهناك آخرون ظهر لهم خلاف هذا، وليس المهم تحقيق كلام ابن تيمية بل المهم هو الرد على الشبهة التي هي أصل الموضوع.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 05:40]ـ
أم معاذة، صدقت .. فبارك الله فيك.
مع كراهتي لمخالفة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، إلا أن الظاهر أن الأصوب هو ما قاله المخالفون، وأن هذا الرجل لم يُعذر بالجهل .. بل إما أُعذر بانتفاء القصد أو أن لكلامه تأويلاً آخر صالحاً.
ولكن يتبيّن لنا أيضاً من مذهب ابن تيمية ومن حذا حذوه أنه يعذر في مسائل أصل الدين .. في بعض جزئياتها.
فهو مذهب من المذاهب المعتبرة عند السلف، فلا يحقّ لأحد تبديع أو تضليل أحد في ذلك إن اعتمد على الدليل الصحيح.
والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله
من قال أنه مذهب آخر للسلف؟
وكيف نجعل كلاما لأفراد من الناس مذهبا آخرا للسلف؟
ابن تيمية وغيره ممن أخذوا هذين الحديثين على ظاهرهما أخطأوا وخطؤهم مردود عليهم.
والفرق بين ابن تيمية وبين من يرى عموم الإعذار بالجهالة أن ابن تيمية لا يرى العذر بالجهل لعباد القبور أو الذين يصرفون نوعا من أنواع العبادة لغير الله، بل يكفرهم ويتبرأ منهم.ومنهجه في هذا هو منج أهل السنة والجماعة أن العذر لا يكون إلا في حالات نادرة كمن يقيم ببادية بعيدة أو حديث عهد بالإسلام.
ونحن وللأسف نرى أن هناك من يعذر حافظ القرآن بالجهل إن وقع منه كفرا أكبر معلوما من الدين بالضرورة!
وكما قال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى في شرحه لنواقض الإسلام العذر بالجهل الآن لا وجود له لكثرة الوسائل وانتشارها بين الناس من أشرطة وكتب وقنوات وانترنت ومراكز وغيرها كثير
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 08:59]ـ
عندما نقول إنه مذهب آخر للسلف لا يعني ضرورة أنه صائب .. فالحق طريق واحد، وما خالفه خطأ وباطل .. ولكن المرء قد يجتهد ويُعمل ما عنده من أدلة فيخطئ .. فيكون مذهبه خاطئاً في هذه المسألة.
والسلف هؤلاء هم ابن تيمية وابن حزم وابن قتيبة وابن القيم ومن وافقهم من علماء .. ومذهبهم مشهور .. حتى أخذ به كثير من علماء نجد.
والسلف المعني بهم هنا هم سلف المنهج، وليسوا سلف القدوة من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة.
ولكنني أعجب حقاً من بعض العلماء الذين يعذرون الشاكّ في قدرة الله تعالى بالجهل، ولا يعذرون من وقع في بعض أنواع العبادة لغير الله .. أليس هذا من التناقض؟ .. حيث إن كلتا المسألتين من أصل الدين الذي لا يعذر أحد بنقضه.
وإذا أسقطنا الإعذار بالجهل في هذا الباب، فيلزمنا تكفير كثير من الطوائف المنتسبة إلى الإسلام المعطلين لبعض صفات الكمال في الله - عز وجل - ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالضحاك المهاجر]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 01:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين: (واحتج بعض من يُجادل عن المشركين، بقصة الذي قد أوصى أهله أن يُحرقوه بعد موته، على أن من أرتكب الكفر جاهلاً لا يكفر، ولا يكفر إلاَّ المُعاند.
والجواب على ذلك كله: أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حُجة بعد الرُسل، وأعظم ما أُرسلوا به ودعوا إليه: عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو عبادة غيره، فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله، فمن الذي لا يُعذر؟! … وأما الرجل الذي أوصى أهله أن يُحرِّقوه، وأن الله غفر له مع شكه في صفة من صفات الرب تبارك وتعالى، فإنما غفر له لعدم بلوغ الرسالة له، كذلك قال غير واحد من العلماء؛ ولهذا قال الشيخ تقي الدين: من شك في صفة من صفات الرب تعالى، ومثله لا يجهله كفر، وإن كان مثله يجهله لم يكفر، قال: ولهذا لم يُكفِّر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الشاك في قُدرة الله تعالى، لأنه لا يكفر إلاَّ بعد بلوغ الرسالة، وكذلك قال أبن عقيل، وحمله على أنه لم تبلغه الدعوة. واختار الشيخ تقي الدين في الصفات: أنه لا يكفر الجاهل، وأما في الشرك ونحوه فلا، كما ستقف على بعض كلامه إن شاء الله تعالى، وقد قدمنا بعض كلامه في الاتحادية وغيرهم، وتكفيره من شك في كفرهم. قال صاحب اختياراته: والمُرتد من أشرك بالله، أو كان مُبغضاً لرسوله صلى الله عليه وسلم، أو لما جاء به، أو ترك إنكار كُل منكر بقلبه، أو توهم أن من الصحابة من قاتل مع الكُفار، أو أجاز ذلك، أو أنكر فرعاً مجمع عليه إجماعاً قطعياً، أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم، كفر إجماعاً. ومن شك في صفة من صفات الله تعالى، ومثله لا يجهلها فمرتد، وإن كان مثله يجهلها فليس بمرتد، ولهذا لم يُكفر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الشاك في قدرة الله، فأطلق فيما تقدم من المكفرات، وفرق في الصفة بين الجاهل وغيره، مع أن رأي الشيخ: أن التوقف في تكفير الجهمية ونحوهم، خلاف نصوص أحمد وغيره من أئمة الإسلام. قال المجد رحمه الله تعالى: كل بدعة كفرنا فيها الداعية، فإنا نُفسق المُقلد فيها، كمن يقول: بخلق القرآن، أو أن علم الله مخلوق، أو أن أسمائه مخلوقة، أو أنه لا يُرى في الآخرة، أو يسب الصحابة رضي الله عنهم تديناً، أو أن الإيمان مُجرد الاعتقاد، وما أشبه ذلك، فمن كان عالماً في شئ من هذه البدع يدعوا إليه، ويناظر عليه، محكوم بكفره نص أحمد على ذلك في مواضع، انتهى. فأنظر كيف حكم بكفرهم مع جهلهم).الدرر السنية 12/ 68 _ 74.
ـ قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله: (وحديث الرجل الذي أمر أهله بتحريقه كان موحداً ليس من أهل الشرك، فقد ثبت من طريق أبي كامل، عن حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة ((لم يعمل خيراً قط إلاَّ التوحيد))، فبطل الاحتجاج به في مسألة النزاع) منهاج التأسيس والتقديس ص 218
و الله أعلم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 01:57]ـ
ولكنني أعجب حقاً من بعض العلماء الذين يعذرون الشاكّ في قدرة الله تعالى بالجهل، ولا يعذرون من وقع في بعض أنواع العبادة لغير الله .. أليس هذا من التناقض؟ .. حيث إن كلتا المسألتين من أصل الدين الذي لا يعذر أحد بنقضه.
..
أخي لدي سؤال:
.ما هو دليل إدخال الإيمال بكمال قدرة الله على كل شيء في أصل الدين؟ و جزاك الله خيرا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 04:02]ـ
دعنا نقسم ردك لأستوضح بعض الأمور التي عميت علي:
عندما نقول إنه مذهب آخر للسلف لا يعني ضرورة أنه صائب .. فالحق طريق واحد، وما خالفه خطأ وباطل .. ولكن المرء قد يجتهد ويُعمل ما عنده من أدلة فيخطئ .. فيكون مذهبه خاطئاً في هذه المسألة.
..
وعليه فهو ليس مذهبا آخر للسلف، إذ لا يعقل أن يكون الرأي الخطأ مذهبا للسلف، ولكن نقول رأيه واجتهاده وهو مخطئ فيه.
والسلف هؤلاء هم ابن تيمية وابن حزم وابن قتيبة وابن القيم ومن وافقهم من علماء .. ومذهبهم مشهور .. حتى أخذ به كثير من علماء نجد.
..
إذا كنت تقصد مسألة "عموم الإعذار بالجهالة" فأنت مخطئ فهذا ليس مذهب ابن القيم ولا ابن تيمية،أما ابن قتيبة وابن حزم فالله أعلم وحتى ولو كان كذلك فهم مخطئون فالمسألة ليست خلافية كما قال العلامة ابن باز - رحمه الله -
والسلف المعني بهم هنا هم سلف المنهج، وليسوا سلف القدوة من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة.
..
أرجو أن توضح لي هذا التقسيم لأني أسمع به لأول مرة.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 07:15]ـ
أخي لدي سؤال:
.ما هو دليل إدخال الإيمال بكمال قدرة الله على كل شيء في أصل الدين؟ و جزاك الله خيرا
أصل الدين هو الإقرار المطلق التام بألوهية الله - عز وجل - .. ومن خالف في ذلك فقد أشرك بالله - عز وجل -.
وقد قال الله تعالى: {قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس} .. فجعل الألوهية مبنية على الربوبية.
فكل من اتصف بالربوبية فهو إله ولا بد .. لذلك يستدل الله دوماً بربوبيته في إثبات ألوهيته.
فإن علمت ذلك، علمت أن الأصل في الله - عز وجل - هو الربوبية .. وباقي الأصول مبنية على هذا الأصل العظيم بناء استحقاق.
وبمعنى آخر .. فالألوهية تبع للربوبية .. فمن شكّ في بعض جوانب ربوبية الله - سبحانه وتعالى -، فقد شكّ كذلك في جانب من جوانب الألوهية.
ومثالنا هنا هو في عبادة الخوف ..
من شكّ في قدرة الله على بعث الأجساد .. انتفى عنده الخوف من الله في هذه المسألة (والخوف عبادة) .. فانتفت ألوهية الله تعالى فيها .. فقد نقض أصل الدين من هذه الناحية.
كما أن من شكّ في قدرة الله في مسألة ما، انتفى فيها رجاؤه ..
أرجو أن تكون قد توضحت المسألة لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 08:14]ـ
وعليه فهو ليس مذهبا آخر للسلف، إذ لا يعقل أن يكون الرأي الخطأ مذهبا للسلف، ولكن نقول رأيه واجتهاده وهو مخطئ فيه.
كيف لا يمكن أن يكون الرأي الخطأ مذهباً للسلف؟ .. والسلف بشر يخطئون ويصيبون؟ .. وخلافات السلف كثيرة في المسائل الفقهية، بعضها خطأ وبعضها صواب .. وكلا الرأيين مذهب من مذاهبهم.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 3/ 229 - 230]:
وَمَا زَالَ السَّلَفُ يَتَنَازَعُونَ فِي كَثِيرٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ، وَلَمْ يَشْهَدْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ لَا بِكُفْرِ، وَلَا بِفِسْقِ، وَلَا مَعْصِيَةٍ. كَمَا أَنْكَرَ شريح قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} وَقَالَ: إنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِي فَقَالَ: إنَّمَا شريح شَاعِرٌ يُعْجِبُهُ عِلْمُهُ. كَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَعْلَمَ مِنْهُ، وَكَانَ يَقْرَأُ {بَلْ عَجِبْتَ}. وَكَمَا نَازَعَتْ عَائِشَةُ وَغَيْرُهَا مِنْ الصَّحَابَةِ فِي رُؤْيَةِ مُحَمَّدٍ رَبَّهُ، وَقَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. وَمَعَ هَذَا لَا نَقُولُ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَنَحْوِهِ مِنْ الْمُنَازِعِينَ لَهَا: إنَّهُ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ. وَكَمَا نَازَعَتْ فِي سَمَاعِ الْمَيِّتِ كَلَامَ الْحَيِّ، وَفِي تَعْذِيبِ الْمَيِّتِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ آلَ الشَّرُّ بَيْنَ السَّلَفِ إلَى الِاقْتِتَالِ. مَعَ اتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّة عَلَى أَنَّ الطَّائِفَتَيْنِ جَمِيعًا مُؤْمِنَتَانِ، وَأَنَّ الِاقْتِتَالَ لَا يَمْنَعُ الْعَدَالَةَ الثَّابِتَةَ لَهُمْ، لِأَنَّ الْمُقَاتِلَ وَإِنْ كَانَ بَاغِيًا فَهُوَ مُتَأَوِّلٌ وَالتَّأْوِيلُ يَمْنَعُ الْفُسُوقَ.
والمسائل الخلافية بينهم أكثر من أن يحصرها هذا المقام، ولكنني أنصحك بكتاب: رفع الملام عن الأئمة الأعلام، وسترين فيه مسائل كثير مما تنازع فيها السلف ..
فقولي: إنه مذهب من مذاهب السلف لا يعني ضرورة أنه صحيح .. بل قد يكون باطلاً إن خالف الدليل.
إذا كنت تقصد مسألة "عموم الإعذار بالجهالة" فأنت مخطئ فهذا ليس مذهب ابن القيم ولا ابن تيمية،أما ابن قتيبة وابن حزم فالله أعلم وحتى ولو كان كذلك فهم مخطئون فالمسألة ليست خلافية كما قال العلامة ابن باز - رحمه الله -
نحن نتكلم في مسألة إعذار من شكّ في بعض قدرة الله تعالى، كحال ذلك الرجل (على مذهب ابن تيمية) .. وليس الإعذار في عموم المسائل.
فهو، وإن كان مذهباً باطلاً، إلا أنه أحد مذاهب السلف .. ولا يحقّ لأحد تشنيع أو تضليل القائل به.
أرجو أن توضح لي هذا التقسيم لأني أسمع به لأول مرة.
السلف نوعان: سلف القدوة، وهم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة .. والذين كلامهم حجّة إن لم يخالفه دليل أو من هو مثله.
وسلف المنهج: وهم الذين لا يقوم كلامهم مقام الدليل، ولكن يستأنس به.
وقد اتفق العلماء على تسمية جميع من انتهج نهج السلف بأنه منهم في الوصف .. فيقال إنه من السلف ..
وأذكر أن الشيخ ابن عثيمين سئل يوماً عمّن يقول إن ابن تيمية ليس من السلف .. فأنكر ذلك وقال: كل من انتهج نهج السلف فهو منهم.
هذا، والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 09:29]ـ
كيف لا يمكن أن يكون الرأي الخطأ مذهباً للسلف؟ .. والسلف بشر يخطئون ويصيبون؟ .. وخلافات السلف كثيرة في المسائل الفقهية، بعضها خطأ وبعضها صواب .. وكلا الرأيين مذهب من مذاهبهم.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 3/ 229 - 230]:
والمسائل الخلافية بينهم أكثر من أن يحصرها هذا المقام، ولكنني أنصحك بكتاب: رفع الملام عن الأئمة الأعلام، وسترين فيه مسائل كثير مما تنازع فيها السلف ..
فقولي: إنه مذهب من مذاهب السلف لا يعني ضرورة أنه صحيح .. بل قد يكون باطلاً إن خالف الدليل.
.
نحن نتكلم عن الشاك في قدرة الله، وهذه المسألة من أصول الدين كما قلت أنت بنفسك، فهل تعتقد أن هناك اختلافا بين العلماء في أصول الدين؟!
السلف نوعان: سلف القدوة، وهم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة .. والذين كلامهم حجّة إن لم يخالفه دليل أو من هو مثله.
وسلف المنهج: وهم الذين لا يقوم كلامهم مقام الدليل، ولكن يستأنس به.
وقد اتفق العلماء على تسمية جميع من انتهج نهج السلف بأنه منهم في الوصف .. فيقال إنه من السلف ..
وأذكر أن الشيخ ابن عثيمين سئل يوماً عمّن يقول إن ابن تيمية ليس من السلف .. فأنكر ذلك وقال: كل من انتهج نهج السلف فهو منهم.
هذا، والله أعلم.
هل ممكن أن تخبرني من صاحب هذا التقسيم وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 09:41]ـ
نحن نتكلم عن الشاك في قدرة الله، وهذه المسألة من أصول الدين كما قلت أنت بنفسك، فهل تعتقد أن هناك اختلافا بين العلماء في أصول الدين؟!
وهل في كلامي مما يوحي ذلك؟ .. إلا إن كنت ترين أن مسألة الإعذار بالجهل لمن شكّ في قدرة الله من أصول الدين .. وليست من مسائل الاجتهاد البحتة.
فالجميع متفق، حتى أهل البدع، على أن الشاك في قدرة الله كافر .. ولكن الخلاف - كما هو ملاحظ - في إعذاره بالجهل .. هل يعذر أم لا؟ .. وهذا هو محور الجدال وركيزته ..
ومما هو معلوم عند الفقهاء والأصوليين أن مسألة تنزيل الأحكام الشرعية هي مسألة قضائية مبناها الاجتهاد، مع ثبوت أصل الحكم الشرعي عند جميع المسلمين، وهو أن الشاك في قدرة الله كافر.
فأين الخلاف في الأصول؟ هدانا الله وإياك.
هل ممكن أن تخبرني من صاحب هذا التقسيم وجزاك الله خيرا
قرأت هذا التقسيم في كتاب "المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية" للبريكان.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 02:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهل في كلامي مما يوحي ذلك؟ .. إلا إن كنت ترين أن مسألة الإعذار بالجهل لمن شكّ في قدرة الله من أصول الدين .. وليست من مسائل الاجتهاد البحتة.
.
ليس عدم العذر بالجهل لمن شك في قدرة الله فقط، بل الموضوع ككل أعتبره من أصول الدين باعتبار ما يندرج تحته من مسألة تكفير الكافر والبراءة منه وموالاة المسلم.
فأنت عندما تعتقد أن الشاك في قدرة الله كافر يلزمك من هذا الأمر البراءة منه وتكفيره، وهذا له علاقة بأصل الولاء والبراء.
أما أنها من مسائل الإجتهاد البحتة فغير صحيح فنحن نتكلم في أمر يخص العقيدة ومسائل العقيدة لا مجال فيها للإجتهاد لأن هذا مرده إلى الكتاب والسنة فقط إلا إذا كنت تقصد بذل جهدهم في تقصي الصواب من الحديث فهذا له وجه ولهذا قلت لك أن ما نقلته عن ابن تيمية في بادئ الأمر اجتهاد منه وهو مخطئ،أو نخصصه ونقول مذهب ابن تيمية في تناوله للحديث أو رأيه فيه أما أن نقول " يتبيّن لنا أيضاً من مذهب ابن تيمية ومن حذا حذوه أنه يعذر في مسائل أصل الدين .. في بعض جزئياتها، فهو مذهب من المذاهب المعتبرة عند السلف ". فهذه مبالغة، فأنت لم تنقل عن ابن تيمية غير كلامه عن حديثين فكيف استنتجت من كلامه فيهما أن العذر في مسائل أصل الدين في بعض جزئياتها من المذاهب المعتبرة عند السلف؟
وكما سبق وأن نقلت عن الشيخ ابن باز - رحمه الله - بأن من وقع في الكفر الأكبر في أصول الدين لا يعذر بالجهل وأن هذه المسألة ليست خلافية،بل وربما لاحظت أن من يدعي عموم الإعذار بالجهالة ينفي وجود هذا الخلاف ويظن أنما هو عليه هو عقيدة السلف الصحيحة ويرمي الطرف الآخر بالتكفير وموافقة الخوارج.
وعليه فإن كنت تعتقد أننا نتكلم عن أصل من أصول الدين وهو الإيمان بقدرة الله وأن الشاك فيها كافر بالإجماع فاعتقاد كفره أصل من أصول الدين،فيكون القول بعذره جهلا في غير الأحوال التي استثناها العلماء مخالفة وليس مذهبا.
فالجميع متفق، حتى أهل البدع، على أن الشاك في قدرة الله كافر .. ولكن الخلاف - كما هو ملاحظ - في إعذاره بالجهل .. هل يعذر أم لا؟ .. وهذا هو محور الجدال وركيزته ..
.
سؤال:- كيف يكون الشاك في قدرة الله كافرا بالإجماع ومسلما في نفس الوقت؟
فأنت عندما تقول أن الشاك في قدرة الله قد يعذر بالجهل فقد أثبت له الإسلام صح؟
ومما هو معلوم عند الفقهاء والأصوليين أن مسألة تنزيل الأحكام الشرعية هي مسألة قضائية مبناها الاجتهاد، مع ثبوت أصل الحكم الشرعي عند جميع المسلمين، وهو أن الشاك في قدرة الله كافر.
.
هل ممكن أن توضح لي هذه الفقرة لأني لا أرى أني تطرقت لتنزيل الأحكام إن كنت تقصد بها تنفيذها طبعا. والله أعلم
سؤال على الهامش من الذين ضللوا القائلين بعذر من شك في قدرة الله جهلا؟ ومن هم القائلون به؟
والله الموفق
ملاحظة قد أتوقف ليومين أو أقل.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:18]ـ
قال القاضى أبوبكر ابن العربى:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر ولا تأمل كما يأتى بيانه إن شاء الله تعالى ولم يخالف فى ذلك إلا أهل البدع. أهـ
هذه حكاية القاضى ونسبته لهذا المذهب فتأمل
وقال ابن تيميه: من الناس من يكون جاهلاً ببعض هذه الأحكام جهلاً يُعذر به، فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى: ?رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ?. وقال تعالى: ? وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ?.
ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه، أو لم يعلم أن الخمر يحرم، لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا، بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية ..
والصحيح الذي تدل عليه الأدلة الشرعية أ ن الخطاب لا يثبت في حق أحد قبل التمكن من سماعه، وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات، حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيراً مما بعث الله به رسوله ولا يكونه هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر ولهذا اتفق الأئمة على أنه من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان، وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئاً من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره، حتى يعرف ما جاء به الرسول أهـ (الفتاوى:11/ 406)
وقال ابن عبد البر عند شرحه لحديث الرجل الذى اوصى اهله ان يحرقوه:
وأما قوله لئن قدر الله علي فقد اختلف العلماء في معناه فقال منهم قائلون هذا رجل جهل بعض صفات الله عز وجل وهي القدرة فلم يعلم أن الله على كل ما يشاء قدير قالوا ومن جهل صفة من صفات الله عز وجل وآمن بسائر صفاته وعرفها لم يكن بجهله بعض صفات الله كافرا قالوا وإنما الكافر من عائد الحق لا من جهله وهذا قول المقتدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين
أهـ فتأمل
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:25]ـ
قال القاضى أبوبكر ابن العربى:
فالجاهل والمخطىء من هذه الأمة ولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرافإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفر تاركها بيا نا واضحا ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر ولا تأمل كما يأتى بيانه إن شاء الله تعالى ولم يخالف فى ذلك إلا أهل البدع. أهـ
هذه حكاية القاضى ونسبته لهذا المذهب فتأمل
الله المستعان ...
ليتك أنصفته رحمه الله ونقلت كلامه كاملا دون أن تبتر منه شيئا ليستقيم المعنى
فكان أولى بك إن كنت تريد الحق أن تذكر أن كلام أبو البكر العربي _ رحمه الله _ جاء في شرحه لكلام البخاري: باب كفران العشير وكفر دون كفر ..
والذي نصه _ دون بتر _:- " [ SIZE="5"] مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة؛ فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً .. إلى آخر النص الذي نقلته.)
فهو يتحدث عن الطاعات التي تسمى ايمانا والمعاصي التي تسمى كفر .. وليس الكفر الأكبر
وكلامه واضح في عنوان الباب الذي ورد فيه الكلام
وإن أردت أن تنصف الشيخ رحمه الله وتبرأه_ كما فعل سلفنا_ من إعذاره المشركين وتسميتهم مسلمين ..
راجع رسالة الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد المؤلف:أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الحميد
لن تجد أحد من أهل السنة والجماعة يعذر المشركين بشركهم ويسميهم مسلمين
ولكنك ستجد ذلك عند أهل الأهواء
فعند المسلمين لا عذر لمرتكب الشرك الا الاكراه
وكل من ارتكب الشرك سمى مشركا كان جاهلا أو متأولا إلا المكره
ليتك فرقت بين كلام أهل العلم في أصل الدين .. وكلامهم في الأمور الخفية والاسماء والصفات
فالأعذار التي تنزل على من جهل الأمور الخفية والفروع لا تنزل على أصل الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:31]ـ
الله المستعان ...
ليتك أنصفته رحمه الله ونقلت كلامه كاملا دون أن تبتر منه شيئا ليستقيم المعنى
فكان أولى بك إن كنت تريد الحق أن تذكر أن كلام أبو البكر العربي _ رحمه الله _ جاء في شرحه لكلام البخاري: باب كفران العشير وكفر دون كفر ..
والذي نصه _ دون بتر _:- " مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة؛ فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً .. إلى آخر النص الذي نقلته.)
فهو يتحدث عن الطاعات التي تسمى ايمانا والمعاصي التي تسمى كفر .. وليس الكفر الأكبر
وكلامه واضح في عنوان الباب الذي ورد فيه الكلام
وإن أردت أن تنصف الشيخ رحمه الله وتبرأه_ كما فعل سلفنا_ من إعذاره المشركين وتسميتهم مسلمين ..
راجع رسالة الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد المؤلف:أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الحميد
لن تجد أحد من أهل السنة والجماعة يعذر المشركين بشركهم ويسميهم مسلمين
هذا هو كلام القاضي ابن العربي - رحمه الله - بتمامه:
اقتباس:
مراده أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيماناً، كذلك المعاصي تسمى كفراً. لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة؛ فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً، فإنه يعذر بالجهل والخطأ، حتى تتبين له الحجة التي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله، وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام، مما أجمعوا عليه إجماعاً جلياً قطعياً، يعرفه كل المسلمين من غير نظر وتأمل
الأدلة من كلامه أنه يتحدث عن الكفر والشرك الأكبر:
1 - أنه قال: ((ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً)) .. وهذا لا يُقال في الشرك الأصغر أو الكفر الأصغر.
2 - أنه قال: ((حتى تتبين له الحجة التي يكفر تاركها)) .. ومعلوم أن اشتراط إقامة الحجة لا تكون إلا في الكفر الأكبر .. فإنه لو أصر على فعله بعد إقامة الحجة، وكان فعله كفراً أصغر، فإنه لا يكفر.
3 - أنه قال: ((معلوم بالضرورة من دين الإسلام)) .. هل الكفر الأصغر والشرك الأصغر من المعلوم ضرورة من دين الإسلام؟
أما قوله السابق ((لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد به الكفر المخرج عن الملة)) .. فلا يفيد أن ما بعده داخل في نفس السياق .. بل إن ما بعده داخل في سياق جديد .. ودليلي على ذلك هو ما يلي:
إقحام مسألة العذر بالجهل والخطأ لدرء الكفر عمّن وقع في الكفر الأصغر لا معنى له ولا يستقيم، لأنه حتى لو كان قاصداً عالماً في ما يفعله، فإنه لا يكفر أصلاً .. فعلام يكون إقحام العذر بالجهل والخطأ واشتراط إقامة الحجة لتكفير الواقع في الكفر الأصغر؟
وكذلك، لو كان كلامه اللاحق داخل في سياق السابق، لكان حرف الفاء في عبارة (فالجاهل) تعليلاً لسابقه .. كما هو معلوم في اللغة .. فهل ابن عربي كان يعلل عدم كون هذه الأفعال مخرجة من الملة لأن الجاهل معذور بجهله؟؟ .. هذا لا يستقيم، ولا معنى له.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 05:40]ـ
وكل من ارتكب الشرك سمى مشركا كان جاهلا أو متأولا إلا المكره
ليتك فرقت بين كلام أهل العلم في أصل الدين .. وكلامهم في الأمور الخفية والاسماء والصفات
فالأعذار التي تنزل على من جهل الأمور الخفية والفروع لا تنزل على أصل الدين
وأين المخطىء هل هو غير معذور عندك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل الا يمان بأن الله على كل شىء قدير ليس من الاصول أم من الأمور الخفية؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
إني امرؤ مكرم نفسي ... ومتئد!
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 12:18]ـ
إني امرؤ مكرم نفسي ... ومتئد
الكاتب: الشيخ أحمد الراشد
هي مسألة محسومة إذن: أن نرشح أنفسنا لقيادة الأمة.
ليس لمارق حق، ولا لمن بيده سوط.
لكن بعض الدعاة يتلكأ، بسبب ضباب في الطريق، أو يتردد بسبب شبهات معترضة، وإنما الواجب عليهم أن يثقوا بأنفسهم، وأن يعزموا عزائمهم، لأن هذه المعوقات إنما هي جنس مألوف في الصراع، وهي ظاهرة من ظواهر الحياة السياسية والفكرية وتنافس الجماعات، وليس لنا أن نتوقع أن نكون بدعة في العاملين، بحيث نمضي بلا صعوبات، ولا متساقطين.
ينظر الداعية الجاد إلى نفسه، وإلى إخوانه في الرهط الدعوي، فيرى نقصا عن بلوغ الصورة المثالية التي تصفها أسطر فقه الدعوة، وتستوقفه بقايا ضعف أو طمع أو جهل، فيأخذ يتهم ذاته والآخرين، وتزيده الاتهامات الظالمة التي تطيرها أجهزة الإعلام المعادية إحباطا، وليس ذلك بصواب أبدا، وملاذنا قاعدة صريحة في الفقه: (إن عقد الإسلام لا ينحل بازدحام الآثام، وترتفع ألف حوبة بتوبة) (1).
فلو ذهبنا جدلا أن حياة بعض الدعاة تزدحم بذنوب، فإن التوبة تعدل ذلك وتعالج الأمر معالجة تامة، ونحن التوابون ولا فخر، ونحن أساتذة الاستغفار بحمد الله، لأن منهجية التربية الدعوية تفرض رقابة صارمة على الأداء والممارسات، وتعالج كل ظاهرة سلبية، فتكون النتيجة دوما نوعا من الاتزان الذي تكون كتلته النوعية في العموم ثقيلة راجحة على مجموع أحوال الإحسان الفردية التي يمثلها أشخاص متفرقون خارج محيط الدعوة، فقد يبلغ مسلم درجة في العبادة ومكارم الأخلاق لا يبلغها داعية، وتتكرر هذه الصورة في عدد من الأفاضل، و لكن المجتمع الدعوي يمثل حضورا تعبديا و أخلاقيا و علميا في حياة كل قطر إسلامي هو أنفذ وأقوى وأبعد تأثيرا من تأثير العناصر المفردة، و ما النقصان في أفراد الدعاة - لو كان - إلا ظاهرة متوقعة محسوبة مهما وصفت الكتابات العلو المطلوب، لأن هذا العلو إنما يضرب كمثل ورمز وغاية، ليصل من يصل إلى نصف الوصف النموذجي وثلثيه وثلاثة أرباعه، وما يكاد يقارب الأعالي الحقيقية إلا قلائل، ولا يتقمص الملائكية أحد، إنما هو التسديد والمقاربة والتشبه والمحاولة والرجاء، وتزداد درجة المحاسن النسبية للدعاة وضوحا إذا كانت المقارنة بينهم وبين جمهرة السوء في المجتمع، وكل منصف يعلم أن الكثير من أبناء الأمة اليوم إنما هم غثاء، وفيهم من أنواع الغفلات والشطط والفساد والعدوان ما فيهم، وفيهم كل متردية ونطيحة وما أكل السبع، ومن لوثه الربا وأذهله الخمر، والدعاة بين ظهرانيهم يتفردون بالمناقب والصدق والعفاف والجد والهدي النقي، ومن لم يلحظ هذه المقارنة النسبية فهو عن ميزان العدل ناكب.
لذلك يليق بدعاة الإسلام اليوم أن يثقوا بأنفسهم ثقة تامة: أنهم أمثل من في الساحة، وأنهم أهل للإصلاح، وجدير بهم أن لا يلتفتوا إلى وسوسة شيطان أو أكاذيب الملأ الذين يتحلقون حول الظالمين، بل عليهم أن يشقوا الطريق صاعدين، بما حكر الإيمان لهم من أولوية وولاية.
وتنهض شبهة ثانية: أن عددنا قليل، وللباطل سواد عظيم.
وقد جوبه الشاعر بمثل ذلك، فكان جوابه القديم جوابنا، وذاك يوم قال:
تعيرنا بأنا قليل عددنا ********** فقلت لها: إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا ... شباب تسامى للعلا وكهول
فهي ظاهرة أخرى من ظواهر الحياة إذن، يجب أن ننتبه لها: أن الكرام قليل، وأما الأكثرين فدون ذلك، في درجات متنازلة، حتى يكون اللئيم والكاذب وآكل الحرام، فهي حكمة ربانية جعلت نقباء الفضل في الناس الأقل، كما جعلت النسر والصقر بين الطير قلة، أو أشجار الثمر بين أنواع النبات.
لكن قوة التأثير إنما تأتي من وحدة المنهج العالي، ومن وحدة الأجيال حين تتوارث الخير، وذلك ما يعبر عنه الشطر الأخير:
* شباب تسامى للعلا وكهول *
فهو منهج يصعد بأصحابه (نحو المعالي)، ولا يحوم حول السفليات الدنيوية والمطامع وغصب الحقوق، وإنما هو منهج التسامي.
ثم هم شباب وكهول، في وحدة قلبية تربط الجيلين ومن قبلهما من فتيان ومن بعدهما من شيوخ، وتجعلهم يحسون بركة السلف والحاجة للمجرب، حتى تكون الوصية بينهم أن: كبروا، كبروا، وأهل الدنيا يلعن بعضهم بعضا، ويتبرأ اللاحق من السابق، وينعته برجعية وتخلف، وينقم عليه طول اللبث.
وبذلك نحقق عنصر امتياز وتفوق، و {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين}.
وصار التروي تهمة، ربما يتهم الداعية بها رهطه، يريد النتيجة العاجلة، وكأنه أصبح ضجرا من طول الدرب، في حين يُجمع الفقهاء والساسة والفلاسفة والأدباء على أن الحكمة لا تأذن بقفز يتجاوز التدرج، حتى الشاعر البدوي أدرك جوهر التخطيط بفطرته، فقال:
منا الأناة وبعض القوم يحسبنا ****** أنا بطاء وفي إبطائنا سرع
قال التبريزي: (المعنى: نحن لا نعمل عملا ولا نمضي رأيا إلا بعد التأني والتروي، فلذلك بعض القوم الذين لا تجربة لهم يظنون أنا بطاء، ولا يعلمون أن إبطاءنا فيه سرعة) (1).
أما كيف يكون الإبطاء سرعة فالحساب بسيط، ذلك أن الاستعجال يقود إلى فشل، فتضطر لتكرار العمل، ولو جمعت الوقت الأول ووقت الاستئناف الثاني لكان أطول من وقت واحد على الطريقة المحكمة المنتجة.
http://www.alrewak.net/sub.asp?page1=v_Zad&id=200(/)
مقال ساخن رائع (فتوى الشيخ اللحيدان .. بين الليبراليين والعبيكان)
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 03:05]ـ
منقول من شبكة الاعتدال
للكاتب: مهندس عجب
خرج علينا المستشار القضائي بوزارة العدل عبدالمحسن العبيكان لِينتقد فتوى الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى والتي كانت في أصحاب القنوات الفضائية الماجنة الفاسدة، حيث قال الشيخ اللحيدان ما نصّه فيهم:
" إن من يدعون إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاءً.
فالأمر خطير لأن الله جل وعلا لما ذكر قتل النفس قال: " أو فساد في الأرض "، فالإنسان يقتل بالنفس أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض. "
فجعل الشيخ اللحيدان ارتباط موضوع عقوبتهم بالقضاء، وليس باطلاق كما يدلّس المدلّسون،
والفتوى على هذا الرابط
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54389
وخرج الليبراليون في السعودية يتخبطون كالذي يتخبطه الشيطان من المس، ولاغرابة في ذلك، فتاريخهم معروف، ومشروعهم في تهميش العلماء ومحاولة إسقاطهم مدروس.
يقول الدكتور عبدالرحيم السلمي:
" ومن الملاحظ أن هذا الهجوم على حقوق العلماء يتركز على علماء أهل السنة والجماعة، فهم لا يتهجون على علماء الشيعة والصوفية والدروز وغيرهم ويرون أن لهم حقاً في ممارسة العمل السياسي والاجتماعي ولا يتكلمون عن خرافاتهم ودعوى العصمة فلا يسمون ذلك احتكاراً للحقيقة وإقصاء للآخر.
وقد تعمدتُ تتبع كلام العلمانيين الشيعة فلم أرهم يتكلمون على علمائهم مع كثرة الخرافات المنافية للعقل في الوقت الذي يتهجون على علماء السنة ويساعدهم العلمانيون من أصول سنية، وهذا كله يؤكد أن المستهدف بالانتهاك والمحاربة هو (حقوق علماء أهل السنة والجماعة).
ولست بحاجة إلى تتبع الانتهاكات فهي ماثلة للعيان، وهي تدل على حرب مقصودة ضد العلماء لتهميش دورهم، وإسقاط هيبتهم من النفوس.
وأصبحت الحرب مكشوفة إلى درجة استغلال من يغرد خارج السرب من المنتسبين للعلم الشرعي ومحاولة إبرازه كقيادة علمية متسامحة. "
موقع المسلم
http://almoslim.net/node/97108
وليس لهؤلاء الليبراليين أي قبول في المجتمع العربي عموماً فضلاً عن المجتمع السعودي، والدليل الذي كشف أقلّيّتهم وضَعْف تأثيرهم على المجتمع (الانتخابات البلدية) فلم يترشح منهم أحد والحمدلله.
وللأسف مع تزامن نقد الليبراليين للفتوى، وخطّتهم المدروسة تجاه علماء أهل السنة يأتي مَن يدعمهم من حيث لا يشعر – إن أُحسن فيه الظن – ونراه مع كل أسف محسوباً ومنتسباً للعلم وأهله، ومن هؤلاء خرج علينا عبدالمحسن العبيكان ينتقد فتوى الشيخ اللحيدان بقوله:
" مثل هذه الفتوى ستكون حجة للإرهابيين ليستبيحوا بها الأنفس المعصومة ولا استبعد أن يقوموا بإزهاق الأنفس أو إتلاف المنشآت الإعلامية بسبب هذه الفتوى ومثيلاتها "، وقال أيضاً:
" مثل هذه الفتوى لاتنطبق في بلاد غير بلادنا، فلا فائدة منها في بلاد لاتحكم بالشريعة الإسلامية ولا يمتثل ملاّك القنوات الفضائية فيها لتعاليم الدين الإسلامي "
كلامه على هذا الرابط
http://www.al-jazirah.com/192693/ln44d.htm
فمن خلال كلامه هذا يتبين أنه لايفقه منهج مايسميهم (الإرهابيين) وهو مع الأسف صاحب البرنامج الشهير للحوار معهم على الام بي سي
فالإرهابيون يُقال عن بعضهم: إنهم يكفّرون اللحيدان، فكيف يستفيدون منه في ذلك؟!!
وبناء على طريقة العبيكان هذه، أقول:
هل استفاد السحرة واستغلوها في السعودية من فتوى العبيكان المشهورة القائلة بجواز حل السحر عن المسحور بسحرٍ مثله؟، ولذلك يمكن أن يطالِب أحد السحرة بفتح عيادة مستقلة بفتوى العبيكان.
ثم إن العبيكان له فتوى خطيرة في مسألة العراق، حيث خالف ولي أمره، فولي أمره يعتبر دخول امريكا للعراق احتلال، والعبيكان لايعتبر ذلك احتلال،فلاتضر مخالفته للشيخ اللحيدان، لأنه خالف أعلى سُلطة بالبلد، وقد قال كلاماً هنا على هذا الرابط المرئي منقول من قناة العربية يدل على خيانته للدولة السعودية، وانقر على الرابط كي تدرك خيانته:
http://www.*******.com/watch?v=qj9eR2xe6VQ
فإنه من خلال ذلك يرى بأن لو جاء غزو امريكي على السعودية فإنه سيخون آل سعود؛ لأنهم أضعف من الأمريكان، وإنه سينادي بمبايعة مَن يُعيّنه المحتل الامريكي، وإن جاء أفراد ممن يؤيدون آل سعود ليقاتلون المحتل لإخراجه، سيتصدى العبيكان لانتقاد المقاتلين للمحتل، ويسميهم مفتاتين على السلطة الجديدة التي عيّنها المحتل وخارجين عليها.
فإذا ثبتت خيانته هذه، فلا يُسمع نقده للشيخ اللحيدان.
أسأل الله تعالى أن يحمي بلاد الحرمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 03:39]ـ
بارك الله فيك ..
وهدى الله العبيكان، الذي كنتُ أربأ به أن يقف في خندق العَلمانيين؛ ولو كان يصفي حساباته (الشخصية) مع " الشيخ صالح - وفقه الله - " - كما يُقال -.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 03:56]ـ
ويقال أن القرني طالب الشيخ اللحيدان بايضاح فتواه!!!!!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 03:59]ـ
تم نشره بارك الله فيك
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:14]ـ
بارك الله فيك ..
وهدى الله العبيكان، الذي كنتُ أربأ به أن يقف في خندق العَلمانيين؛ ولو كان يصفي حساباته (الشخصية) مع " الشيخ صالح - وفقه الله - " - كما يُقال -.
شيخنا الفاضل
يسعدني مرورك، وتسرني مشاركتك.
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 05:14]ـ
شذى الجنوب: شكراً لمرورك
تم نشره بارك الله فيك
هل تقصد تم نشره في منتديات أخرى؟
جزاك الله خيرا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 02:54]ـ
اخي عبدالله بارك الله فيك
منتدى واحد فقط
شكرا لك
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 06:54]ـ
اخي عبدالله بارك الله فيك
منتدى واحد فقط
شكرا لك
جزاك الله خيرا
ولو كان أكثر من منتدى لكان أحسن.
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 04:30]ـ
بسم الله
العبيكان يستفيد كثيرا من أقوال العلمانيين ويرد بها على العلماء، فقد قال في رد سابق على الشيخ الفوزان (إن الفوزان يسعى إلى تسييس الدين) وهذه عبارة علمانية تريد فصل الدين عن الحياة والحكم والسياسة وقالها بصورة أخرى في رده على الشيخ الفوزان في صحيفة الفتنة (إنني أربأ بعالم جليل أن يسيس العبادة) و، وها هو يسارع إلى التهييج ضد المملكة، وهذا ليس مستغربا منه فهو الذي قال في أحد مقالاته التي أساء فيها كثيرا إلى نفسه وكشف فكره قال: (إن المشاعر ليست مختصة بالسعوديين) وهذا لا يقوله إنسان لديه سشعور بالمسؤولية تجاه بلاده وولاة أمره، وهل قال أحد إن المشاعر خاصة بالسعوديين؟ ولكنها الرغبة في التهييج ضد هذه البلاد، التي نعلم أن الكثيرين من أهل المذاهب الباطلة ومن المفسدين في الأرض من خارج هذه البلاد يدندنون على هذه النغمة: ان المشاعر في السعودية يجب تدويلها، وها هو العبيكان يدخل على الخط ذاته، واليوم يهيج على البلاد منتقيا من كلام الشيخ اللحيدان ما يؤجج به النيران ضد هذه البلاد، وضد علمائها، وعن تعمد لا يلتفت إلى ما قاله الشيخ اللحيدان إن مرد ذلك إلى القضاء، ومتجاهلا كلام الشيخ حفظه الله عن قنوات الفتنة التي من شأنها أراقة الدماء وغزو الأوطان المسلمة والتني تغري بلدانم الكفر بذلك، وكلامه عن قنوات السحر التي نعلم خطرها على الأمة ومعلوم حكم الله في السحرة، كل ذلك تجاهلة العبيكان لمزيد من الانتصار للنفس ولتذهب مصالح البلاد ادراج الرياح، أليس هذا تهييجا؟ وهل يعقل أن يصدر هذا من شخص لديه حرص على البلاد والعباد؟
في 15/ 9/1429
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 08:51]ـ
هدى الله الشيخ العبيكان.
فهو والله ممن نربأ به ان يقوم مثل هذا المقام.
ولا املك و غيري الا ان نقول:
من كثر كلامه كثر سَقَطُه
ومن كثر سقطة كثر لغطه
و ارجو من الشيخ ان يتوقف عند هاتين المرتبتين.
حتى لا يتعدَّى الى اللتين تليانهما.
ـ[االباحث]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 11:25]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بعض الناس ممن ينتسب للعلم اصابه داء الشذوذ الفكري فصار يحب يخالف الجميع ممن يتنسبون العلم ويعرفون بمكانتهم العلمية فبات هؤلاء يحبون المخالفة والعجيب التشبث بها والدفاع عنها وهؤلاء احسب ان قد اصابتهم فتنة فصاروا والله المستعان يرون الباطل حقا والحق باطلا وان سألتهم عن فتاويهم وجدتها خالية من الادله الشرعية وصاحبها اصلا خالي من النظر وكان السلف ينهون اشد النهي عن الرجل يتمسك باراء الرجال ولايستدل بالنصوص وبليتنا في الاقوال الشاذة المخالفة للاجماع والنصوص الصريحة وختاما على من اراد العلم النافع ان لايحيد عن منهج السلف
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[ابو عبدالرحمن العتيبي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 04:32]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبت الشيخ صالح اللحيدان وأن يجري الحق على لسانه وأن يصبره ويعينه
وكم من عائب قولا صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
ومن يكُ ذا فمٍِ مرٍ سقيم
جد مراً به الماءُ الزلال
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 06:44]ـ
الاستاذ علي التمني
بارك الله فيك وفي إضافتك المتميزة التي تزين مقال اخونا مهندس
شكرا لك.(/)
الإعلام يواصل مسيرته الإرجافية ويحور فتوى الشيخ اللحيدان!!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 03:16]ـ
الشيخ صالح بن محمد اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ورئيس مجلس القضاء الأعلى لم يصل لهذه المناصب من فراغ بل هي ثمرة رحلة طويلة في طلب العلم وثني الركب، وحفظ السنن والآثار وقبلها حفظ كتاب الله تعالى، ومعرفة بالأصول والقواعد الشرعية، وتبحر في شتى الفنون، حتى صار عالما مجتهدا يشار إليه بالبنان، ويقدره كل ذي عقل ممكن يعرفون قدر العلم وأهله،
الشيخ حفظه الله سئل عن القنوات الفضائية المفسدة للعقيدة والأخلاق والسلوك، فأجاب حفظه الله بفتوى نشرت في وسائل الإعلام، فالشيخ لم يفتي بما يخالف المنهج أو بما يدعو للريبة كي يتخفى بفتواه بل كانت فتواه علنية!
إلى هنا والأمر عادي ولا غرابة فيه البتة .. شيخ مفتي من علماء الاجتهاد سئل عن أمر ما فأجاب بما يراه موافقا للشرع مستدلا على فتواه بآية من القرآن، وبتعليل موافق لمقاصد الشريعة،
لكن صحيفة الوطن وبعض وسائل الإعلام كقناة العربية -التي يدخل مالكها ضمن المعنيين بالفتوى-! لم توافق الفتوى أهواءهم ولم تناسب أمزجتهم ولم تتماشى مع أهدافهم،
ولأن الإعلام دأب على القيام بدور ارجافي مثير للفتن ومؤلب للعامة على العلماء، ولأنه إعلام يمتهن الصيد في الماء العكر بدون احترافية بل بغباء لا ينافس، مارس ارجافتيه وحور والفتوى بطريقة مشينة ومخلة بقواعد الأمانة الإعلامية في نقل وتحليل الأخبار، لأجل اثارة الفتنة وتأليب الناس على عالم فذ محبوب كالشيخ اللحيدان، جعلوا للفتوى عنوانا بعيدا كل البعد عن المحتوى، مارسوا أساليبهم البهلوانية العجيبة كي يلصقوا بالشيخ فتوى اثارة الفتنة، وإباحة سفك الدماء!! مع أن فتواه واضحة كالشمس في رابعة النهار، والصاق هذه التهمة بالعلماء ليس غريبا على هذه الحثالة من البشر فقد سطروا المقالات تلو المقالات عقب الحادي عشر من سبتمبر كي يزجوا بالعلماء في خندق الارهاب والخروج التكفير!!، لكن جميع محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح، وباءت خططهم بالفشل الذريع، فالعلماء لازالوا في مكانهم لم يتزحزحوا قيد أنملة، وغالبية الشعب السعودي يؤيد علماءه ويثق بهم، فلن يزلزل ثقته في علماء الأمة سفيه مأجور يكتب في صحيفة أو يرجف في قناة مأجورة!
ومع كل الفشل الذي حصده هؤلاء الحمقى إلا أنهم لا زالوا يتصيدون ويتتبعون فتاوى العلماء عل وعسى أن يفوزوا بشيء من فتنة يثيرونها في بلاد الحرمين،
وهذا الذي يقومون به ليس جديد بل هم امتداد لأولئك المرجفين مثيري الفتن والقلاقل في بدء عهد الدولة الإسلامية التي أنشأها نبي الأمة وهاديها محمد صلى الله عليه وسلم،
وبنظرة فاحصة للفتوى التي سئل فيها الشيخ عن قنوات الفتنة والضلال؛ يقول حفظه الله:
أنا أنصح أصحاب هؤلاء القنوات الذين يبثون الدعوة "للخناعة والمجون"، أو الفكاهة والضحك، وإضاعة الوقت بغير فائدة ولا أجر، وأحذرهم من مغبة آثار من يقتدون بما يعرض هؤلاء، وما يقعون فيه، فمن وقع في شيء مما يعرض من هذه "الفتن" بسبب ما عرض وشاهد يكون عليه وزر عمله، ويكون على دعاة ذلك الشر والبلاء مثل أوزار هؤلاء دون أن ينقص من أجر هؤلاء.
فما الظن إذا كانت بعض هذه القنوات سببا في انحراف آلاف الناس. بماذا يفكر مالك القناة والموفر لها دعايات الإغراء، ودعوات "الفحش والمجون"، أو ما يجلبه من الشكوك والتشكيك؟ فقد تفسد عقائد، وتنقلب فطر، وتجترح قضايا كبار بسبب هذه الفساد ليجني مادة قليلة، وهو لا يدري.
الشق الأول من الفتوى تضمن نصيحة وتحذير من تبعات ما يبث في هذه القنوات
وما ذكره من وقوع وزر من يشاهد هذه القنوات ويتأثر بها على مالكيها مستند الشيخ فيه حديث: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا} رواه مسلم.
وأضاف الشيخ اللحيدان: إن من يدعو إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم "قضاءً ". فالأمر خطير لأن الله جل وعلا لما ذكر قتل النفس قال"أو فساد في الأرض"، فالإنسان يقتل بالنفس أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض.
نلاحظ في هذا الشق من الفتوى أن الشيخ قيد أولا بقدرة الحاكم على المنع، ثم قال قد يحل قتله، ولم يقل يجب قتله!
ثم علل القول باحتمالية حل قتلهم بعدم القدرة على دفع شرهم بعقوبات دون القتل، ثم بين كيفية القتل فقال جاز قتلهم قضاء أي عن طريق القضاء الشرعي التابع للحاكم، ثم أوضح مستنده الشرعي في هذا الحكم ببيان الأمور التي يحل قتل التفس بها ومنها قتل النفس أو الإفساد في الأرض
ومعلوم لكل من يؤمن بالله واليوم الاخر ويؤمن بكتاب الله وبرسوله أن ما يبث في عامة القنوات الفضائية فساد وإفساد، ولا ينكر ذلك إلا مريض بشبهة أو شهوة!
وأردف: لعل أصحاب هذه القنوات أن يتقوا الله جل وعلا، ويتوبوا، ويجعلوا قنوات بثهم مذكرة بخير، محذرة المسلمين من الشر، داعية لهم أن يستعدوا للمحافظة على إسلامهم وحراسة دينهم، وأن يكفوا عن نشر الفساد والإفساد، والدعوة إلى السحر والمجون؛ والله المستعان.
هنا ختم الفتوى بنصيحة وأمنية أن يقلع أرباب هذه القنوات المخالفة المفسدة عما عليه قنواتهم ويعودوا إلى رشدهم.
عندما تصفحت رابط الفتوى في صحيفة الوطن وجدت الغالبية العظمى من التعليقات أسفل الفتوى مؤيدة للشيخ –حفظه الله- وهذا يدل على أن الشعب مؤيد للعلماء وأنه على نفس المنهج ولطريقة، وفي ذات الوقت يفضح الإعلام الذي ابعد النجعة وخالف مسيرة العلماء والدولة والشعب السعودي المحافظ.
الرابط:
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2906&id=69727&groupID=0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:11]ـ
هذا من مصدر غير موثوق حتى يتسنى التأكد منه
وفيما النص الكامل للقاء الشيخ صالح اللحيدان مع التلفزيون السعودي
النص الكامل للحوار
تناقل الناس فتوى سماحتكم التي سئلتم فيها في البرنامج الإذاعي / نور على الدرب / والمتعلقة بما تبثه الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك وقد حرفت هذه الفتوى وتناقلتها الأوساط المغرضة عن وجهتها وعن ما تفضل به سماحتكم وعن ماأدلى به سماحتكم للإذاعة،
س / الفتن الكبيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك وتركز برامجها السيئة على فترتي المغرب والعشاء على المسلمين فما
هي نصيحتكم للمشاهد وما هي أيضا نصيحتكم لأصحاب القنوات.
ج / بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين وبعد:
سئلت هذا السوأل وقبل الدخول في إيضاح ما كانت الإجابه به أحب أن اتحدث عن نفسي وإن كنت لا أحب الحديث عن النفس ولا أحرص على المظاهر الإعلامية ولا الكتابات
الصحفية رغبة في الإنشغال بغير ذلك ومع هذا فعندما تدع حاجة الى ما عليه الإنسان يكون مثل ذلك من باب المصلحة العامة وما نشر في الفضائيات والقنوات والمغرضين كأنهم معنيون بتاريخ حياتي، وذكروا بدئي في القضاء بعد أن كنت في الإفتاء، أنا كما يعلم العارفين بي وليعلم من لم يكن لم يعرف أنا من المتخرجين من كلية الشريعة عام 1379هـ، وفي أوائل سنة 80 تعينت مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه سكرتيرا له في الإفتاء وبقيت معه، وكنت والحمد لله والمنة والفضل له كنت محل الثقةوتقديرهم وأحترام رأيهم.
وفي عام 83 نقلني رحمة الله عليه الى محكمة الرياض ليهيئني لرئاستها وذلك في أول رجب عام 83 وجلست فيها، وفي أوائل عام 84 توليت رئاسة المحكمة وبقيت فيها الى 5 محرم عام91 ثم انتقلت الى الهيئة القضائية العليا وتحولت فيما بعد الى مجلس القضاء الأعلى وأستمريت في هذا العمل في حياتي القضائية في الإفتاء وفي القضاء تتجاوز 50 عاما، كل هذا العمل في أعمال هامة، فيما يتعلق بالتحصيل العلمي تخرجت من الشريعة وقرأت قرأة وشرحا وتعليقا مؤطأ الإمام مالك في المسجد على الجماعة وصحيي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي طيلة هذه السنين التي مضت، وترتيب مسند الإمام أحمد بن عبدالرحمن البنا الساعاتي، كل هذه الكتب العظيمة الهامة قرأتها على الناس في المسجد إماما وتكلمت عن معانيها مع ما يحتاجها القضاء من مراجعة لكتب الفقه والاصول والقواعد الفقهية، وفي حياتي لم أكن أتمتع في إجازة طيلة حياتي الماضية الإ بشهر واحد كما لم أكن أتمتع بإجازات خاصة، ومن فضل الله علي وعلى العمل أنني لم أتغيب عن العمل لمرض الإ مرتين في أمر خفيف والحمد الله على منه وكرمه وجوده، ولقد تعاملت مع العلماء الذين هم كبار علماء المملكة ومن يتصل بهم، فكنت والحمد لله محل تقدير العلماء على رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم ويليه تلامذته ومن في طبقتهم الشيخ عبدالرزاق عفيفي وأستاذنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد وتلك الطبقة وكنت عضو في هيئة كبار العلماء من أول عام 1391هـ ولا أزال فيها، وفيما يتعلق مع الملوك تملك المملكة بعد الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الملك سعود وكان الملك عبدالعزيز يوم وفاته وأنا في الثالثة والعشرين عاما / رجل / لكن التعامل مع الملك سعود كان محدودا قليلا لعدم طوال مدته بعدما كنت مسئولا في العمل في القضاء ثم مع الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم أجمعين ومع الملك عبدالله وسمو ولي عهده وكبار المسئولين في الدولة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء الذين لهم صلة بي ولي بهم صلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت في كل ذلك والحمد لله أتمتع بحسن الصلة والتقدير منهم والذين كان كثير منهم في الوقت الحاضر دوني في السن والذين يمكن أن يكونوا قريبين في السن هم كبار الأمراء وقلة فيما أظن من الوزراء، هذه بالنسبة لي للحياة، بالنسبة للمشاكل في عام 85 لاتعرض قضية هامة تمس أمن الدولة وتضايق المواطنين والمجتمع إلا وفي الغالب أنا داخل فيها قضاء ودراسة بعد القضاء وأمثال ذلك، فهذه الحياة لا تدل على أن الإنسان يتكلم في فتوى عن جهل أو عدم رويه أو إدراك.
وأما الفتيا فأنا من عام 80 فأنا مكلف بالفتيا في الحرم في الحج، عام 80 كلفني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه و 20 رجلا من الزملاء أهل العلم ندرس في الحرم موسم الحج بكامله وأستمريت على الفتيا بالنسبة لمناسك الحج طيلة هذه المدة مشاركا ومن عام 1404هـ كلفت بدروس الحرم في رمضان وما بعده والحج وإن كنت تخلفت أنا عن المواصلة في الحج للإنشغال والإزدحام وفي الدروس الصيفية عدة سنوات فكنت والحمد لله محل رضى المستمعين وأهل العلم ومن يتصل بي من داخل المملكة وخارجها وهذا فضل الله جل وعلا وإحتمال قادح لايستغرب تأثر شيخ الإسلام بن تيميه، كما كثر المعترضون عليه، أنشد ابياتا أذكر واحد منها يعرفها المتعاطون للأدب يقول فيها:
لو لم تكن لي في القلوب مهابة
لم تكثر الأعداء في تقدح
فلا ألوم من يتضايق من ان يكون إنسان موفق لأي عمل من الأعمال وإذا صار الشنئان والإزدراء ممن هم دون المستوى فأستشهد إشارة أولا تكلم في أهل العلم وانتقد الرسل من قبلهم وأما من جانب الأدب قيقول أبو الطيب المتنبي في قصيدته مطلعها:
لك في القلوب منازل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة باني كامل.
فهي هذه القصيدة فإذا جاءت المذمة من نقص في عقله أو إيمانه أو حسبه فها لايضير يكفيني ما يقول الشاعر الأول: إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضبانا علي لئامها
فانا إذا كنت أتمتع فيما أظن برضى الله جل وعلا ثم برضى ملوك بلادي وكبار رجالهم من إخوانهم ونوابهم فلا أبالي فيمن دونهم الا نني احب لكل مسلم ان يوفقه للصواب في أموره كلها وأن يهديه سواء السبيل، وأنا ما أقول لمن يسيئني الا حسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا مجمل خلاصة احببت ان اقولها في بداية الحديث، واما ما يتعلق بالسؤال الذي سمعت نصه الآن من الدكتور سليمان بارك الله فيه وأسرني أنه هو الذي حضر لإيراد ما سمعت هذا السؤال كان تسجيله فيما يظهر أنه في شوال 6 لهذا العام أوفي أواخر شهر 5 في الرياض لما سجلت حلقات رمضان عرض طالب الأسئلة الدكتور فهد السنيدي المعروف بالإذاعة وعمله بالتدريس بجامعة الملك سعود ذكر ان لهذا السؤال له أبعاد وخطير وسيعرض في رمضان لعلك تحتسب وتقول ما ترى، فقرأ السؤال فأجبت عليه إجابة من ينفع المستمعين بداية بمن يكونون معنيين في السؤال وهم أصحاب البث في القنوات الفضائية ومن يستمع لهم لإن الخطاب الذي يراد به ان يكون نافعا يوجه لأكبر عدد ممكن رجاء ان ينفع الله به وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ رب مبلغ أوعى من سامع ـ قد ينقل الواحد ما سمعه لغيره ولايكون وهو ينقله فاهم أبعاد ما نقل فينقله لمن هو افقه منه وأكثر إيضاح لمراميه وهذا ماكنت أرجو
وأهدف له حين أبديت ما أبديت وما كنت أظن أن أحد جريئا على التجريح والتشويش وقطع الكلام من مبدأه أومن منتهاه أو من وسطه لحاجة في نفسه ما كنت أتوقع هذا لانني لا أسعى لغيض أحد ولا للإساءة الى أحد، لم يسرني كثيرا أن يصل إحساني باللسان أو بالشفاعة أو نحو ذلك بالنصح والإرشاد الى أكبر عدد ممكن وأنا ان لم أكن مفتي أتلقى الفتاوى عبر الهاتف وفي مقري في العمل وفي منزلي وفي الدروس التي القيها والمحاضرات التي يلح علي، وأن وقتي كما يعرف كل من يعرف أنني في القضاء وفي دراسة القضايا ـ القتل والرجم والأموال والتعزيرات والحدود وغير ذلك ـ يستدعي من الواحد أن يكون باذلا جل ما يبذله من وقته في خدمة هذا الجهاز الذي أعتبره ولله الحمد أميز قضاء في العالم وإن لم يرضي المغرضون لإن هذا القضاء إنما يعتمد على مفهوم من كتاب الله جل وعلا ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابه رضي الله عنهم أجمعين ومما أجمع عليه سلف الأمة من عهد
(يُتْبَعُ)
(/)
القرون الثلاثة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون كما في حديث عمران بن الحصين وعبدالله بن مسعود المخرجين في الصحيح حيث قال / خير القرون الذي بعثت فيهم/ وهؤلا الصحابه ثم الذين يلونهم وهؤلا أتباع التابعين الذين لم ينقرضوا إلا في حدود منتصف المائة الثانية من الهجرة، وما جاء بعدهم من أهل العلم فهو إنما هو تفريع وأستنباط وإيضاح ما فهموه من كلام أولئك أو ما نقلوه فالحمد لله على كل حال ثم أني تكلمت عن هذه المحطات ولا شك أنني لست راضيا عن كثير من القنوات الفضائية وإن كنت ألقيت كلمات في قنواتنا وفي قناة المجد واعتذرت عن غيرها كا إم بي سي طلبوا مني في أول تأسيسها فرفضت أن يكون قبلي تسجيلات غنائية ومجونية وأن تأتي بعد كلامي تسجيلات من هذا النوع,, قلت لا مانع إذا نفذتم هذا الشرط قبل البداية لا يكن سبقني كلام من هذا القبيل ولا يكون فلا عندي مانع من التسجيل, لكن يظهر هذا يشق عليهم أو لا يناسب سياستهم
فلم يسجلوا عندي فيما أعلم شي من ذلك.
أما تسجيلات التلفاز فأنا من تأسيس التلفاز في المملكة وأنا ألقي فيه في بعض السنوات حلقات رمضان التفسيرية كلها كنت أتولى ذلك ,أتذكر في بداية الملك خالد أو في أوائل الملك فهد ثم بعد كثر الشغل عندي فكنت لا أستطيع أن أسجل.
هذه الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوا وأن لا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بمضحكات التي لا تليق برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف أو نهي عن المنكر أو غير ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها فكيف بمحطات تبث على الهواء فنصحت هولاء عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر بفسادهم و تضرر بإعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لاؤلئك القنوات أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر دينها أو يجرها على الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير ذلك.
وأن هؤلاء المسئولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وعادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر على إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم قضاء، ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوى من الجهات المخصصة للإدعاء لهيئة الإدعاء العام و يسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعى عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلى منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة.
الدرجة الأولى تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الإحتياط للقضاء والإحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرضى المحكوم عليه ترفع إلى جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلى القتل أو في ما حكمه ترفع إلى هيئة أخرى أعلى الهيئات تلك تدرس وكل ذلك على منهاج الكتاب والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة فهذه الفتوى التي تعرضت لأمر السحر والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلى الإستدلال بالآيات الكريمة التي فيها إشارة إلى أن من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فأشرت إلى ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول بعد أربعة أشهر أو حولها إلى تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبة أو يتلقفه أناس من داخل المملكة وما يسمعون كامل الجواب فيظنون
(يُتْبَعُ)
(/)
رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضى فيها قرابة أربعين سنة في هيئة كبار العلماء راح من راح و لازلت والحمد لله باقيا بل إن التشكيلة الأولى لهيئة كبار العلماء لم يبق منهم على قيد الحياة إلا أنا الآن فإن تشكيلهم الأول في حياة الشيخ محمد بن إبراهيم كانوا من 14 نفرا كنت أحدهم ولم يبقى منهم إلا سواي وأنا في الطريق كما يقول الشاعر العربي "وأراني طرادة في أثرهم طرد أنوار .... إلخ"، فهذه سنة الله في الأشياء لايتوقع من عاش هذه المدة ساد في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخى وزامن وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لايتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع الذي حرفوا أو قلبوا وقال أنه حكم على ملاك الفضائيات بالقتل لكني لا أقول إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد كما أسأل الله سبحانه وتعالى لهذه المملكة بالخصوص أن يزيدها الله ثباتا على الهدى وحسن التمسك به وصلابة في الوقوف في وجه المغرضين لإعزاز أمر هذا الدين فإن هذه البلاد ما عاشت هذه المدة وحصلت تلك التقلبات على الدول المجاورة من ثورات وإضطرابات وتردد وبقيت هذه الدولة بحمد الله ثابتة سائرة على المنهج التي هي عليه إلا لأنها ولله الحمد على الحق ولم تكن على الباطل وتلتمس رضا الله والمصطفى صلى الله عليه وسلم /من إلتمس رضا الله بسخط
الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس/ وفي لفظ عاد ذاموه من الناس حامدين له/ وفي لفظ /عادوا راضين له/.
أسأله جل وعلا أن يزيدها ثباتا وأن يملأ صدر خادم الحرمين وصدر ولي عهده وصدر أصحاب السمو ألأمراء والمسئولين في هذه الدولة على مختلف مجالسهم وأعمالهم وسائر من في هذه البلاد أن يملأ قلوبهم بالإيمان ويجعل كل واحد منهم يراقب الله قبل أن يراقب الناس ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس كما أسأله جل وعلا أن يوفق ولاة المسلمين في كل مكان في هذا الشهر المبارك وعلى رأسهم في ذهني وقلبي ولي أمرنا وأعوانه أن يوفقهم جميعا لنصرة هذا الدين وإيضاح الحقائق لأعداء الإسلام وبيان أن هذا الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي قال الله عنه- (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) - الآية (إن الدين عند الله الإسلام) وأن يديم علينا شرف هذا الإنتساب وأن يبارك في قيادتنا ويرزقها حسن تقدير الأمور وجودة
الإختيار لأهل العمل وأن يمتعنا بصحة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسائر المسلمين في هذه الدولة وأن يديم ثبات هذا الملك لأسرة آل سعود التي قامت أول قيامها مع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب على نصرة العقيدة وتحكيم الشريعة وحراسة الأخلاق و أن يديم ثبات هذه الدولة وتوارث حكمها لأخفاد ذلك الإمام الذي قام يوم قام ولم يكن أعز من في البلاد ولا أقواهم قوة وجيشا ومنعة ولكن صاحبه وتمسك بما هو أقوى شيء في الوجود صافح العقيدة الصافية وصاحب الشريعة الحنيفية السمحة ودافع عن الملة الحنيفية فأعلى الله قدره وثبته وأورثه هذا الملك العظيم.
ثم ختم بالسؤال من الله جلت قدرته وعلى مكانه واستوى على العرش أن يهدي ضال المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم على أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلاميه في هذا الشهر المبارك العزة والشرف والمجد للإرتقاء كما أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين في كل مكان وأن يصون هذه الدولة ويحفظها من كيد الأعداء وتربص المجرمين وأن يصلح شعبها كلهم إنه جل وعلا مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلموبارك على نبينا محمد.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 05:23]ـ
الشيخ حكيم جدا فهو لو صح التعبير يستبق الاحداث بخبرته لان القنوات تؤول الان لشر اعظم ويبدو ان قنوات الجنس العربية تستعد للظهور والخروج باموال وايد عربية وغير عربية واتباع سنن روم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة موجود وحاصل ويزداد بشاعة وتغولا في عالمنا والسبب العلمانييون الذين يفتحون المجالات لكل شيء مادام يصب في فتح الطريق امامهم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 05:46]ـ
الأخ صاحب النقب .. جزاك الله خيرا(/)
لقاء خاص بثه التلفزيون السعودي صباح اليوم الشيخ اللحيدان يشرح فتواه حول ملاك الفضائيا
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 01:06]ـ
في لقاء خاص بثه التلفزيون السعودي صباح اليوم
الشيخ اللحيدان يشرح فتواه حول ملاك الفضائيات
في لقاء خاص بثه التلفزيون السعودي صباح اليوم
الشيخ اللحيدان يشرح فتواه حول ملاك الفضائيات
صالح اللحيدان
الرياض: عضوان الأحمري، واس
بث التلفزيون السعودي في تمام الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم لقاء خاصا مع رئيس مجلس القضاء الأعلى، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، شرح فيه الشيخ اللحيدان فتواه حول جواز قتل ملاك الفضائيات قضاءً، وهي الفتوى التي أثارت جدلا واسعا في اليومين الماضين، وفيما يلي نص الحلقة التي قدمها الدكتور سليمان العيدي:
المذيع العيدي: يتناقل الناس فتوى سماحتكم التي سئلتم فيها في البرنامج الإذاعي "نور على الدرب" والمتعلقة بما تبثه الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك وقد حرفت هذه الفتوى وتناقلتها الأوساط المغرضة عن وجهتها وعن ما تفضل به سماحتكم وعن ما أدلى به سماحتكم للإذاعة.
س/ الفتن الكبيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك وتركز برامجها السيئة على فترتي المغرب والعشاء على المسلمين فما هي نصيحتكم للمشاهد وما هي أيضا نصيحتكم لأصحاب القنوات.
الشيخ اللحيدان: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: سئلت هذا السؤال وقبل الدخول في إيضاح ما كانت الإجابة به أحب أن أتحدث عن نفسي وإن كنت لا أحب الحديث عن النفس ولا أحرص على المظاهر الإعلامية ولا الكتابات الصحفية رغبة في الانشغال بغير ذلك ومع هذا فعندما تدعو حاجة إلى ما عليه الإنسان يكون مثل ذلك من باب المصلحة العامة وما نشر في الفضائيات والقنوات والمغرضين كأنهم معنيون بتاريخ حياتي، وذكروا بدئي في القضاء بعد أن كنت في الإفتاء، وأنا كما يعلم العارفين بي وليعلم من لم يكن لم يعرف أنا من المتخرجين من كلية الشريعة عام 1379هـ، وفي أوائل سنة 80 تعينت مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه سكرتيرا له في الإفتاء وبقيت معه، وكنت والحمد لله والمنة والفضل له كنت محل الثقة وتقديرهم واحترام رأيهم، وفي عام 83 نقلني رحمة الله عليه إلى محكمة الرياض ليهيئني لرئاستها وذلك في أول رجب عام 83 وجلست فيها، وفي أوائل عام 84 توليت رئاسة المحكمة وبقيت فيها إلى 5 محرم عام91 ثم انتقلت إلى الهيئة القضائية العليا وتحولت فيما بعد إلى مجلس القضاء الأعلى وبقيت في هذا العمل في حياتي القضائية في الإفتاء وفي القضاء لمدة تتجاوز 50 عاما، كل هذا العمل في أعمال هامة".
وتابع الشيخ اللحيدان "فيما يتعلق بالتحصيل العلمي تخرجت من الشريعة وقرأت قراءة وشرحا وتعليقا مؤطأ الإمام مالك في المسجد على الجماعة وصحيي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي طيلة هذه السنين التي مضت، وترتيب مسند الإمام أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي، كل هذه الكتب العظيمة الهامة قرأتها على الناس في المسجد إماما وتكلمت عن معانيها مع ما يحتاجه القضاء من مراجعة لكتب الفقه والأصول والقواعد الفقهية، وفي حياتي لم أكن أتمتع في إجازة طيلة حياتي الماضية إلا بشهر واحد كما لم أكن أتمتع بإجازات خاصة، ومن فضل الله علي وعلى العمل أنني لم أتغيب عن العمل لمرض إلا مرتين في أمر خفيف والحمد الله على منه وكرمه وجوده، ولقد تعاملت مع العلماء الذين هم كبار علماء المملكة ومن يتصل بهم، فكنت والحمد لله محل تقدير العلماء وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم ويليه تلامذته ومن في طبقتهم الشيخ عبد الرزاق عفيفي وأستاذنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد وتلك الطبقة وكنت عضوا في هيئة كبار العلماء من أول عام 1391هـ ولا أزال فيها، وفيما يتعلق مع الملوك تملك المملكة بعد الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الملك سعود وكان الملك عبدالعزيز يوم وفاته وأنا في الثالثة والعشرين عاما "رجل" لكن التعامل مع الملك سعود كان محدودا قليلا بعدها
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت مسؤولا في العمل في القضاء ثم مع الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم أجمعين ومع الملك عبدالله وسمو ولي عهده وكبار المسؤولين في الدولة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء الذين لهم صلة بي ولي بهم صلة".
وأضاف الشيخ اللحيدان "كنت في كل ذلك والحمد لله أتمتع بحسن الصلة والتقدير منهم. هذه بالنسبة لي للحياة، بالنسبة للمشاكل في عام 85 لا تعرض قضية هامة تمس أمن الدولة وتضايق المواطنين والمجتمع إلا وفي الغالب أنا داخل فيها قضاء ودراسة بعد القضاء وأمثال ذلك، فهذه الحياة لا تدل على أن الإنسان يتكلم في فتوى عن جهل أو عدم روية أو إدراك".
واستطرد الشيخ اللحيدان قائلا "وأما الفتيا فأنا من عام 80 مكلف بالفتيا في الحرم في الحج، ففي عام 80 كلفني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه و 20 رجلا من الزملاء أهل العلم ندرس في الحرم موسم الحج بكامله و بقيت في الفتيا بالنسبة لمناسك الحج طيلة هذه المدة مشاركا ومن عام 1404هـ كلفت بدروس الحرم في رمضان وما بعده والحج وإن كنت تخلفت أنا عن المواصلة في الحج للانشغال والازدحام وفي الدروس الصيفية عدة سنوات فكنت والحمد لله محل رضى المستمعين وأهل العلم ومن يتصل بي من داخل المملكة وخارجها وهذا فضل الله جل وعلا واحتمال قادح لا يستغرب تأثر شيخ الإسلام بن تيمية، كما كثر المعترضون عليه، أنشد أبياتا أذكر واحد منها يعرفها المتعاطون للأدب يقول فيها:
لو لم تكن لي في القلوب مهابة .... لم تكثر الأعداء في تقديحي
فلا ألوم من يتضايق من أن يكون إنسان موفق لأي عمل من الأعمال وإذا صار الشنآن والازدراء ممن هم دون المستوى فأستشهد إشارة أنه تُكلم في أهل العلم وانتُقد الرسل من قبلهم وأما من جانب الأدب فيقول أبو الطيب المتنبي في قصيدته مطلعها: لك في القلوب منازل ...
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ..... فهي الشهادة لي بأني كامل.
فإذا جاءت المذمة من نقص في عقله أو إيمانه فهذا لا يضير يكفيني ما يقول الشاعر الأول:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي ...... فلا زال غضبانا علي لئامها
فأنا إذا كنت أتمتع فيما أظن برضى الله جل وعلا ثم برضى ملوك بلادي وكبار رجالهم من إخوانهم ونوابهم فلا أبالي فيمن دونهم إلا أنني أحب لكل مسلم أن يوفقه للصواب في أموره كلها وأن يهديه سواء السبيل، وأنا ما أقول لمن يسيئني إلا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا مجمل خلاصة احببت ان اقولها في بداية الحديث.
وتابع الشيخ اللحيدان "وأما ما يتعلق بالسؤال الذي سمعت نصه الآن من الدكتور سليمان بارك الله فيه وأسرني أنه هو الذي حضر لإيراد ما سمعت هذا السؤال كان تسجيله فيما يظهر أنه في شوال 6 لهذا العام أو في أواخر شهر 5 في الرياض فأجبت عليه إجابة من ينفع المستمعين بداية بمن يكونون معنيين في السؤال وهم أصحاب البث في القنوات الفضائية ومن يستمع لهم لأن الخطاب الذي يراد به أن يكون نافعا يوجه لأكبر عدد ممكن رجاء أن ينفع الله به وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "رب مبلغ أوعى من سامع" قد ينقل الواحد ما سمعه لغيره ولا يكون وهو ينقله فاهم أبعاد ما نقل فينقله لمن هو أفقه منه وأكثر إيضاحا لمراميه وهذا ما كنت أرجو وأهدف له حين أبديت ما أبديت وما كنت أظن أن أحدا سيكون جريئا على التجريح والتشويش وقطع الكلام من مبدئه أومن منتهاه أو من وسطه لحاجة في نفسه ما كنت أتوقع هذا لأنني لا أسعى لغيظ أحد ولا للإساءة إلى أحد، بل يسرني كثيرا أن يصل إحساني باللسان أو بالشفاعة أو نحو ذلك بالنصح والإرشاد إلى أكبر عدد ممكن وأنا إن لم أكن مفتيا أتلقى الفتاوى عبر الهاتف وفي مقري في العمل وفي منزلي وفي الدروس التي ألقيها والمحاضرات التي يلَّح علي فيها، وأنا وقتي كما يعرف كل من يعرف أنني في القضاء وفي دراسة القضايا ـ القتل والرجم والأموال والتعزيرات والحدود وغير ذلك ـ يستدعي من الواحد أن يكون باذلا جل ما يمكنه أن يبذله من وقته في خدمة هذا الجهاز الذي أعتبره ولله الحمد أميز قضاء في العالم وإن لم يرضي المغرضون لأن هذا القضاء إنما يعتمد على مفهوم من كتاب الله جل وعلا ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ومما أجمع عليه سلف الأمة من عهد القرون الثلاثة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
بأنها خير القرون كما في حديث عمران بن الحصين وعبدالله بن مسعود المخرجين في الصحيح حيث قال "خير القرون الذي بعثت فيهم" وهؤلاء الصحابة ثم الذين يلونهم وهؤلاء أتباع التابعين الذين لم ينقرضوا إلا في حدود منتصف المائة الثانية من الهجرة، وما جاء بعدهم من أهل العلم فهو إنما هو تفريع واستنباط وإيضاح ما فهموه من كلام أولئك أو ما نقلوه فالحمد لله على كل حال ثم أني تكلمت عن هذه المحطات ولا شك أنني لست راضيا عن كثير من القنوات الفضائية وإن كنت ألقيت كلمات في قنواتنا وفي قناة المجد.
أما تسجيلات التلفاز فأنا من تأسيس التلفاز في المملكة وأنا ألقي فيه في بعض السنوات حلقات رمضان التفسيرية كلها كنت أتولى ذلك، أتذكر في بداية الملك خالد أو في أوائل الملك فهد ثم بعد كثر الشغل عندي فكنت لا أستطيع أن أسجل.
في هذه الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوه وأن لا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بالمضحكات التي لا تليق برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف و نهي عن المنكر أو غير ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها، فكيف بمحطات تبث على الهواء فنصحت هؤلاء بأن عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر بفسادهم و تضرر باعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا إلى سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لأصحاب تلك القنوات أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر دينها أو يجرؤها على الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير ذلك.
وأن هؤلاء المسؤولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وتمادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر على إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم وأنا قلت قضاءً، ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوى من الجهات المخصصة للادعاء لهيئة الادعاء العام و يسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعى عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية، ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلى منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة، الدرجة الأولى تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الاحتياط للقضاء والاحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرضى المحكوم عليه ترفع إلى جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلى القتل أو في ما حكمه ترفع إلى هيئة أخرى أعلى من الهيئات تلك لتدرس، وكل ذلك على منهاج الكتاب والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة فهذه الفتوى التي تعرضت لأمر السحر والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلى الاستدلال بالآيات الكريمة التي فيها إشارة إلى أن "من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" فأشرت إلى ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول بعد أربعة أشهر أو حولها إلى تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبية أو يتلقفه أناس من داخل المملكة لا يسمعون كامل الجواب فيظنون رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضى فيها قرابة أربعين سنة في هيئة كبار العلماء راح من راح و لازلت والحمد لله باقيا بل إن التشكيلة الأولى لهيئة كبار العلماء لم يبق منهم على قيد الحياة إلا أنا الآن، فإن تشكيلهم الأول في حياة الشيخ محمد بن إبراهيم كانوا من 14 نفرا كنت أحدهم ولم يبقَ منهم إلا سواي وأنا في الطريق كما يقول الشاعر العربي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأراني طرادة في أثرهم طرد أنوار .... إلخ، فهذه سنة الله في الأشياء لا يتوقع من عاش هذه المدة في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخى وزامن وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لا يتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع الذي حرفوا أو قلبوا وقال أنه حكم على ملاك الفضائيات بالقتل لكني لا أقول إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا وأن يثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد كما أسأل الله سبحانه وتعالى لهذه المملكة بالخصوص أن يزيدها الله ثباتا على الهدى وحسن التمسك به وصلابة في الوقوف في وجه المغرضين لإعزاز أمر هذا الدين فإن هذه البلاد ما عاشت هذه المدة وحصلت تلك التقلبات على الدول المجاورة من ثورات واضطرابات وتردد وبقيت هذه الدولة بحمد الله ثابتة سائرة على المنهج التي هي عليه إلا لأنها ولله الحمد على الحق ولم تكن على الباطل وتلتمس رضا الله وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم "من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس" وفي لفظ "عاد ذاموه من الناس حامدين له". وفي لفظ "عادوا راضين له". أسأله جل وعلا أن يزيدها ثباتا وأن يملأ صدر خادم الحرمين وصدر ولي عهده وصدر أصحاب السمو الأمراء والمسؤولين في هذه الدولة على مختلف مجالسهم وأعمالهم وسائر من في هذه البلاد أن يملأ قلوبهم بالإيمان كما أسأله جل وعلا أن يوفق ولاة المسلمين في كل مكان في هذا الشهر المبارك وعلى رأسهم في ذهني وقلبي ولي أمرنا وأعوانه أن يوفقهم جميعا لنصرة هذا الدين وإيضاح الحقائق لأعداء الإسلام وبيان أن هذا الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي قال الله عنه "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"- الآية "إن الدين عند الله الإسلام" وأن يديم علينا شرف هذا الانتساب وأن يبارك في قيادتنا ويرزقها حسن تقدير الأمور وجودة الاختيار لأهل العمل وأن يمتعنا بصحة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده و سائر المسلمين في هذه الدولة وأن يديم ثبات هذا الملك لأسرة آل سعود التي قامت أول قيامها مع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب على نصرة العقيدة وتحكيم الشريعة وحراسة الأخلاق و أن يديم ثبات هذه الدولة وتوارث حكمها لأحفاد ذلك الإمام الذي قام يوم قام ولم يكن أعز من في البلاد ولا أقواهم قوة وجيشا ومنعة ولكن صاحبه وتمسك بما هو أقوى شيء في الوجود صافح العقيدة الصافية وصاحب الشريعة الحنيفية السمحة ودافع عن الملة الحنيفية فأعلى الله قدره وثبته وأورثه هذا الملك العظيم".
ثم ختم الشيخ اللحيدان حديثه بـ"السؤال من الله جلت قدرته وعلا مكانه واستوى على العرش أن يهدي ضال المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم على أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلامية في هذا الشهر المبارك العزة والشرف والمجد والارتقاء كما أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين في كل مكان وأن يصون هذه الدولة ويحفظها من كيد الأعداء وتربص المجرمين وأن يصلح شعبها كله، إنه جل وعلا مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد".
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 01:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك.
و. أسأل الله جل وعلا أن يحفظ.الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، وأن ويحفظ هذه البلاد من كيد الأعداء وتربص المجرمين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 02:52]ـ
حفظ الله الشيخ صالح
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 07:33]ـ
بارك الله في العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله.
ونفع بعلومه و جهوده.
و ليت بعض طلبة العلم يهتمون بجمع شروحات وفتاوى الشيخ حفظه الله.(/)
مسألة تحول دار الإسلام إلى دار كفر
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 06:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا كلام جيد في مسألة كيف تتحول دار الإسلام إلى دار كفر مع عرض أقوال العلماء في المسألة.
تفضلوا هذا هو الموضوع:
سؤال: هل تنقلب دار الإسلام إلى دار كفر وما هي أقوال العلماء في المسألة؟
الجواب: لا يوجد ما يمنع من تحول دار الإسلام إلى دار كفر بهذا الاعتبار، وذلك إذا تغلب الكافرون عليها وأجروا فيها أحكامهم وكانت القوة والغلبة لهم، وقد اختلف العلماء في تحول دار الإسلام إلى دار كفر، فذهب بعض الشافعية إلى أن دار الإسلام لا يمكن أن تصير دار كفر وحرب بأي حال من الأحوال، حتى ولو تغلب عليها الكفرة وأجروا فيها أحكامهم، وأجلوا المسلمين عنها، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه)
قال الشربيني الشافعي: (ولو غلب الكفار على بلدة يسكنها المسلمون كطرسوس لا تصير دار حرب) إهـ
وقال الإمام النووي رحمه الله عند كلامه عن حكم اللقيط معدداً أقسام دار الإسلام: (فاللقيط يوجد في دار الإسلام أو دار الكفر، الحال الأول: دار الإسلام وهي ثلاثة أضرب:
أحدها: دار يسكنها المسلمون فاللقيط الموجود فيها مسلم وإن كان فيها أهل ذمة تغليباً للإسلام.
الثاني: دار فتحها المسلمون وأقروها في يد الكفار بجزية فقد ملكوها أو صالحوهم ولم يملكوها، فاللقيط فيها مسلم إن كان فيها مسلم واحد فأكثر، وإلا فكافر على الصحيح.
الثالث: دار كان المسلمون يسكنونها ثم جلوا عنها وغلب عليها الكفار) إهـ
فكما ترى فقد عد الدار التي حكمها الإسلام يوماً وسكنها المسلمون ثم تغلب عليها الكفار من أقسام دار الإسلام ولهذا قال بعدها معلقاً: [وأما عد الأصحاب الضرب الثالث دار إسلام فقد يوجد في كلامهم ما يقتضي أن الاستيلاء القديم يكفي لاستمرار الحكم، ورأيت لبعض المتأخرين تنزيل ما ذكروه على ما إذا كانوا لا يمنعون المسلمين منها فإن منعوهم فهي دار كفر) إهـ
وقال الرملي الأنصاري عند كلامه على حكم اللقيط يوجد في دار الإسلام: (إذا وجد صغير لقيط بدار الإسلام ولو كان فيها أهل ذمة كدار فتحها المسلمون ثم أقروها بيد كفار صلحا أو بعد ملكها بجزية، أو دار غلبهم عليها الكفار وسكنوها) إهـ.
وهذا لا يختلف عن المنقول قبله، إلا أن هذا ليس قول الشافعية كلهم، بل نقل ابن قدامة عن الشافعي نفسه خلاف هذا حيث قال: (فصل ومتى ارتد أهل بلد وجرت فيه أحكامهم صاروا دار حرب في اغتنام أموالهم
وسبي ذراريهم الحادثين بعد الردة – إلى أن قال – وبهذا قال الشافعي) إهـ.
إن كان مقصود ابن قدامة هو موافقة الإمام الشافعي لهم فيما ذكره من الأحكام لا في الاسم، بمعنى أنه وإن كان معهم في إجراء أحكام دار الحرب على دماء أهلها المرتدين وأموالهم وأبنائهم إلا أنه لا يسمي الدار (دار حرب) وهذا محتمل في كلام ابن قدامة وليس بظاهر والله تعالى أعلم.
وقال الماوردي -رحمه الله- عند كلامه عن حكم اللقيط في دار الحرب: (أما دار الشرك فعلى ثلاثة أضرب أيضاً ... والضرب الثالث: كان من بلاد الإسلام التي غلب عليها المشركون حتى صارت دار شرك كطرسوس وإنطاكية، وما جرى مجرى ذلك من الثغور المملوكة على المسلمين) إهـ فقد نص على أن طرسوس التي تغلب عليها الكافرون أصبحت بغلبتهم دار كفر خلافاً لما نقلناه سابقاً عن بعض الشافعية، ونشير هنا إلى أن القائلين بأن دار الإسلام لا يمكن أن تتحول بحال إلى دار كفر يوجد في أقوالهم نوع تناقض، فمما ذكروه في هذا الصدد أن المسلم المقيم في دار الكفر وله قوة وشوكة يستطيع بها أن يمنع نفسه ويقيم شعائر دينه لا يجوز له أن يهاجر إلى دار الإسلام معللين ذلك بأن انتقاله إلى دار الإسلام يجعل الموضع الذي كان يقيم فيه دارَ كفر قال الإمام النووي: (قال صاحب الحاوي فإن كان يرجو ظهور الإسلام هناك بمقامه فالأفضل أن يقيم، قال: وإن قدر على الامتناع في دار الحرب والاعتزال وجب عليه المقام بها لأن موضعه دار إسلام فلو هاجر لصار دار حرب فيحرم ذلك، ثم إن قدر على قتال الكفار ودعائهم إلى الإسلام لزمه وإلا فلا والله أعلم) إهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يصير مكانه دار حرب وهم يجعلون الموطن الذي صار دار إسلام لا يمكن أن يتحول إلى دار حرب مطلقاً؟ ولكن يمكن أن يقال إن الماوردي يرى انقلاب دار الإسلام دارَ حرب كما نقلته عنه قريباً في حق طرسوس وعليه فلا يلزمه التناقض، إلا أن الشربيني – وهو من القائلين بعدم تغير صفة الدار – قد نقل كلام الماوردي هذا وأقره وجعله استثناء عن استحباب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام فقال: (تنبيه: محل استحبابها – أي الهجرة - ما لم يرجُ ظهور الإسلام هناك بمقامه، فإن رجاه فالأفضل أن يقيم، ولو قدر على الامتناع بدار الحرب والاعتزال وجب عليه المقام بها، لأن موضعه دار إسلام فلو هاجر لصار دار حرب فيحرم ذلك) إهـ
إلا أن بعض علماء الشافعية تنبه لهذا الأمر وشعر باحتمال تطرق التناقض لهذا التقرير فتحاشى ذلك وجعل لها تخريجاً وسماها دار إسلام صورة لا حكماً، قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-: (تنبيه" يؤخذ من قولهم: لأن محله دار إسلام أن كل محل قدر أهله فيه على الامتناع من الحربيين صار دار إسلام، وحينئذ الظاهر أنه يتعذر عوده دار كفر وإن استولوا عليه كما صرح به الخبر الصحيح: " الإسلام يعلو ولا يعلى عليه "، فقولهم لصار دار حرب المراد به صيرورته كذلك "صورة لا حكما" وإلا لزم أن ما استولوا عليه من دار الإسلام يصير دار حرب، ولا أظن أصحابنا يسمحون بذلك ... ثم رأيت الرافعي وغيره ذكروا نقلاً عن الأصحاب أن دار الإسلام ثلاثة أقسام: قسم يسكنه المسلمون، وقسم فتحوه وأقروا أهله عليه بجزية ملكوه أو لا، وقسم كانوا يسكنونه ثم غلب عليه الكفار.
قال الرافعي وعدهم القسم الثاني يبين أنه يكفي في كونها دار إسلام كونها تحت استيلاء الإمام وإن لم يكن فيها مسلم قال: وأما عدهم الثالث فقد يوجد في كلامهم ما يشعر بأن الاستيلاء القديم يكفي لاستمرار الحكم، ورأيت لبعض المتأخرين أن محله إذا لم يمنعوا المسلمين منها وإلا فهي دار كفر انتهى.
وما ذكره عن بعض المتأخرين بعيد نقلاً ومدركاً كما هو واضح، وحينئذ فكلامهم صريح فيما ذكرته أن ما حكم بأنه دار إسلام لا يصير بعد ذلك دار كفر مطلقاً) إهـ
وقال الرملي -رحمه الله-: (واعلم أنه يؤخذ من قولهم: لأن محله دار الإسلام أن كل محل قدر أهله فيه على الامتناع من الحربيين صار دار إسلام، وحينئذ فيتجه تعذر عوده دار كفر وإن استولوا عليه كما صرح به في خبر:" الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ".
فقولهم لصار دار حرب المراد به صيرورته كذلك "صورة لا حكماً"، وإلا لزم أن ما استولوا عليه من دار الإسلام يصير دار حرب وهو بعيد) إهـ
وقال العجلي أيضاً: (وقوله فيحرم أن يصيره باعتزاله عنه دار حرب أي: "صورة لا حكما" إذ ما حكم بأنه دار إسلام لا يصير بعد ذلك دار كفر مطلقاً) إهـ.
واما مذهب أبو حنيفة -رحمه الله- فهو لا يحكم على الدار بأنها دار كفر ما لم تتوفر فيها شروط ثلاثة، أولها: علو أحكام الكفر عليها، ثانيها: أن تلتصق بدار الحرب من كل جهة، ثالثها: أن لا يبقى فيها مسلم ولا ذمي آمنا بأمنه الأول، أما صاحباه فيجعلان الدار دار كفر بمجرد علو أحكام الكفر وغلبة الكافرين عليها وقد قال السرخسي الحنفي مبينا وجه كلا القولين: (وعن أبي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى إذا أظهروا أحكام الشرك فيها – أي في الدار التي غلبوا عليها – فقد صارت دارهم دار حرب لأن البقعة إنما تنسب إلينا أو إليهم باعتبار القوة والغلبة، فكل موضع ظهر فيه حكم الشرك فالقوة في ذلك الموضع للمشركين فكانت دار حرب، وكل موضع كان الظاهر فيه حكم الإسلام فالقوة فيه للمسلمين، ولكن أبو حنيفة -رحمه الله- تعالى يعتبر تمام القهر والقوة، لأن هذه البلدة كانت من دار الإسلام محرزة للمسلمين، فلا يبطل ذلك الإحراز إلا بتمام القهر من المشركين، وذلك باستجماع الشرائط الثلاث، لأنها إذا لم تكن متصلة بالشرك فأهلها مقهورون بإحاطة المسلمين بهم من جانب، فكذلك إن بقي فيها مسلم أو ذمي آمن، فذلك دليل عدم تمام القهر منهم، ثم ما بقي شيء من آثار الأصل فالحكم له دون العارض كالمحلة إذا بقي فيها واحد من أصحاب الخطة فالحكم له دون السكان والمشترين، وهذه الدار كانت دار إسلام في الأصل، فإذا بقي فيها مسلم أو ذمي فقد بقي أثر من آثار الأصل فبقي ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
الحكم) إهـ
وقال الكاساني: (وجه قولهما إن قولنا دار الإسلام ودار الكفر إضافة دار إلى الإسلام وإلى الكفر، وإنما تضاف الدار إلى الإسلام أو إلى الكفر لظهور الإسلام أو الكفر فيها، كما تسمى الجنة دار السلام والنار دار البوار، لوجود السلامة في الجنة والبوار في النار، وظهور الإسلام والكفر بظهور أحكامهما، فإذا ظهر أحكام الكفر في دار فقد صارت دار كفر فصحت الإضافة، ولهذا صارت الدار دار الإسلام بظهور أحكام الإسلام فيها من غير شريطة أخرى، فكذا تصير دار الكفر بظهور أحكام الكفر فيها والله أعلم، وجه قول أبي حنيفة -رحمه الله- أن المقصود من إضافة الدار إلى الإسلام والكفر ليس هو عين الإسلام والكفر، وإنما المقصود هو الأمن والخوف، ومعناه: أن الأمان إن كان للمسلمين فيها على الإطلاق والخوف للكفرة على الإطلاق فهي دار الإسلام، وإن كان الأمان فيها للكفرة على الإطلاق والخوف للمسلمين على الإطلاق فهي دار الكفر، والأحكام مبنية على الأمان والخوف لا على الإسلام والكفر، فكان اعتبار الأمان والخوف أولى، فما لم تقع الحاجة للمسلمين إلى الاستئمان بقي الأمن الثابت فيها على الإطلاق فلا تصير دار الكفر، وكذا الأمن الثابت على الإطلاق لا يزول إلا بالمتاخمة لدار الحرب، فتوقف صيرورتها دار الحرب على وجودهما، مع أن إضافة الدار إلى الإسلام احتمل أن يكون لما قلتم واحتمل أن يكون لما قلنا وهو ثبوت الأمن فيها على الإطلاق للمسلمين وإنما يثبت للكفرة بعارض الذمة والاستئمان، فإن كانت الإضافة لما قلتم تصير دار الكفر بما قلتم، وإن كانت الإضافة لما قلنا لا تصير دار الكفر إلا بما قلنا، فلا تصير ما به دار الإسلام بيقين دار الكفر بالشك والاحتمال، على الأصل المعهود أن الثابت بيقين لا يزول بالشك والاحتمال،بخلاف دار الكفر حيث تصير دار الإسلام لظهور أحكام الإسلام فيها لأن هناك الترجيح لجانب الإسلام، لقوله عليه الصلاة والسلام: " الإسلام يعلو ولا يعلى " فزال الشك، على أن الإضافة إن كانت باعتبار ظهور الأحكام لكن لا تظهر أحكام الكفر إلا عند وجود هذين الشرطين، أعني المتاخمة وزوال الأمان الأول، لأنها لا تظهر إلا بالمنعة، ولا منعة إلا بهما، والله سبحانه وتعالى أعلم).
وعلى مقتضى ما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة أفتى ابن عابدين بأن جبل الدروز في سوريا، والذي كان تحت سيطرتهم، وتجري فيه أحكامهم وتحكم قضاتهم، أفتى – رغم ذلك كله – بأنه دار إسلام، لما فقد أحد الشروط الثلاثة وهو اتصاله بدار الكفر قال – -رحمه الله- - في ذلك: (قلت: وبهذا ظهر أن ما في الشام من جبل تيم الله المسمى بجبل الدروز وبعض البلاد التابعة، كلها دار إسلام، لأنها وإن كانت لها حكام دروز أو نصارى، ولهم قضاة على دينهم، وبعضهم يعلنون بشتم الإسلام والمسلمين، لكنهم تحت حكم ولاة أمورنا، وبلاد الإسلام محيطة ببلادهم من كل جانب، وإذا أراد ولي الأمر تنفيذ أحكامنا فيهم نفذها) إهـ.
هذا وقد ذهب بعض العلماء إلى أن دار الإسلام لا تصير دار كفر وإن غلب عليها الكفار وأجروا أحكامهم ما دام فيها مسلمون وتقام فيها شعائر الإسلام كصلاة الجماعة والجمعة ونحوها، قال الدسوقي: (لأن بلاد الإسلام لا تصير دار حرب بأخذ الكفار لها بالقهر ما دامت شعائر الإسلام قائمة فيها) إهـ.
ونظير هذا ما أجاب به الإمام الرملي عندما سئل عن "أراغون" وهي في الأندلس وقد تغلب عليها النصارى، وأقروا المسلمين فيها، وضربوا عليهم خراج الأرض يؤخذ منهم بقدر ما يستخرجونه منها، ولم يظلموا في أموالهم ولا في أنفسهم، ويقيمون الصلوات في المساجد، ويظهرون شعائر الإسلام جهرةً، ويقيمون شريعة الله علنا فهل تجب عليهم الهجرة أم لا؟ فأجاب الإمام الرملي: (بأنه لا تجب الهجرة على هؤلاء المسلمين من وطنهم، لقدرتهم على إظهار دينهم به، ولأنه صلى الله عليه وسلم بعث عثمان يوم الحديبية إلى مكة لقدرته على إظهار دينه بها، بل لا تجوز الهجرة منه، لأنه يرجى بإقامتهم به إسلام غيرهم، ولأنه دار إسلام، فلو هاجروا منه صار دار حرب) إهـ.
فجملة الأقوال في تحول دار الإسلام إلى دار الكفر هي:
الأول: أن الدار تصير دار كفر بمجرد تغلب الكفار عليها وإجراء أحكامهم على أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن دار الإسلام لا يمكن أن تنقلب دار كفر بأي حال من الأحوال حتى ولو أخذها الكفار وأجلوا عنها المسلمين وأقاموا فيها أحكامهم.
الثالث: أن دار الإسلام إذا أخذها الكفار وتغلبوا عليها وكان السلطان لهم ولكن بقي فيها مسلمون يقيمون شعائر دينهم فإنها لا تزال في هذه الحالة دار إسلام ولا تصير دار كفر.
الرابع: أن دار الإسلام إنما تصير دار حرب بتوفر شروط ثلاثة وقد ذكرناها مراراً وهو قول الإمام أبي حنيفة -رحمه الله تعالى.
والذي ينبغي أن يقال هو أن العبرة بالمسميات والحقائق لا بمجرد الأسماء والصور، فكما أن الدار التي كانت بأيدي الكافرين، وتجري عليها أحكامهم، ولهم فيها القوة والمنعة الشوكة، إذا غلب عليها أهل الإسلام، وجرت عليها أحكامه، فإنها تصير بذلك دار إسلام بالاسم والحقيقة ولو بقي فيها كفار ذميون، فكذلك دار الإسلام التي تحكم بشرائعه وله فيها القوة والغلبة والسلطان، إذا تبدل حالها وغلب عليها الكافرون أيا كان جنسهم وملتهم، وأجروا عليها أحكامهم فإنها تصير بذلك دار كفر ولا يبقى معنى في التشبث بوصفها دار إسلام مع هذه الحال، لأنها لا تختلف في شيء عن دار الكفر التي لم يفتحها المسلمون أصلا اللهم إلا في تعين إرجاعها إلى الحكم الإسلامي، وفرضية مقاتلة غاصبيها، أو في كون غالب سكانها من المسلمين وإن لم يكن هذا دائما، فالأندلس وهي ما تسمى اليوم بأسبانيا، قد فتحها المسلمون بسيوفهم وسقط فيها آلاف الشهداء، وتخرج منها الكثير من أفذاذ العلماء، واستنارت بنور الإسلام وهديه أحقاباً طويلة، ونعمت بحكمه قروناً مديدة، ثم دارت الدائرة على المسلمين، وتغلب عليها النصارى الصليبيون، فاستأصلوا منها الإسلام والمسلمين ولم يبقوا فيها أحداً ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومنذ سقوطها وإلى اليوم هي تحت حكمهم وسلطانهم وليس بينها وبين بلدان النصارى الأخرى مثل بريطانيا وأمريكا وغيرها من الفروق إلا المعالم الإسلامية التي صارت مزاراً للسياح ومرتعاً للسفاح، فهل مع مثل هذه الحال والصفة يقال إن الأندلس ما زالت دار إسلام سواء في الصورة أو الحكم، لا شك في بُعْدِ هذا القول وضعفه، والحاصل أنه وكما أن دار الكفر تنقلب إلى دار إسلام – وهذا موضع اتفاق – بظهور أحكامه عليها فكذلك دار الإسلام تنقلب إلى دار كفر إذا غلبت عليها أحكامه، قال شيخ الإسلام –رحمه الله-: (فإن كون الأرض دار كفر، أو دار إسلام، أو إيمان، أو دار سلم، أو حرب، أو دار طاعة، أو معصية، أو دار المؤمنين، أو الفاسقين، أوصاف عارضة لا لازمة، فقد تنتقل من وصف إلى وصف، كما ينتقل الرجل بنفسه من الكفر إلى الإيمان والعلم وكذلك بالعكس) إهـ.
ومن هذا ما حدث عند تغلب العبيديين على مصر حيث قال فيها شيخ الإسلام - -رحمه الله: (ولأجل ما كانوا عليه من الزندقة والبدعة بقيت البلاد المصرية مدة دولتهم نحو مائتي سنة قد انطفأ نور الإسلام والإيمان، حتى قالت فيها العلماء إنها كانت دار ردة ونفاق كدار مسيلمة الكذاب) إهـ.
أما عن الشروط التي نقلت عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- حتى تصير الدار دار كفر فقد ردها ابن قدامة بقوله: (لنا أنها دار كفار فيها أحكامهم فكانت دار حرب كما لو اجتمع فيها هذه الخصال أو دار الكفرة الأصليين) إهـ.
وبهذا يتبين أن القدر الحقيقي الذي تصير به الدار دار كفر هو علو أحكام الكافرين وجريانها عليها، حتى ولو كان أكثر سكانها من المسلمين، تماماً كما لو ضربت الجزية على قوم من الكافرين وصارت أحكام الإسلام هي المهيمنة والجارية، فإن الدار بذلك تصبح دار إسلام دون النظر إلى سكانها، أما اشتراط كون الدار التي يحكم عليها بأنها دار كفر لا بد أن تكون منفصلة عن دار الإسلام، فلا يظهر بالتأمل أن له تأثيراً حقيقيا، إذ ما معنى قربها أو بعدها من دار الإسلام إذا كانت الأحكام الجارية والمسيطرة والغالبة هي أحكام الكفار، وأي تأثير لهذا القرب مادام المسلمون تحت سلطانهم وقهرهم وتحكمهم قوانينهم، ومما يدل على ذلك أن الله سبحانه قد ذكر الهجرة في كتابه وحث عليها وبين ما أعده للمهاجرين، وتوعد الباقين بين أظهر الكافرين مع قدرتهم على الخروج، وعلق الوعيد على أمر واحد وهو عدم القدرة على إظهار الدين،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أن العجز عن إقامة الدين وإظهار شعائره إنما يوجد حين تكون الغلبة للكافرين، لأن الضعف يقابله القوة كما قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً) سورة النساء97 - 99.
فلما احتج هؤلاء الذين لحقهم الوعيد بالاستضعاف ظناً منهم أنه عذر لهم في ترك الهجرة التي هي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، وردت عليهم الملائكة حجتهم بأن أرض الله واسعة فيمكن إزالة هذا الاستضعاف بالهجرة والخروج، علمنا من ذلك أن مدار الأمر ومناط الحكم وتعليقه إنما هو في القدرة على إزالة الاستضعاف الناتج عن قوة الكافرين وغلبتهم، ومعلوم أن تمام القوة والتمكين والاستطاعة لا يمكن إلا حيث تكون للمسلمين دولة وشوكة وسلطان يقيمون بها أحكام الله تعالى،كما أن تمام تمكن الكافرين وبلوغهم الغاية في القهر والإذلال للمسلمين لا يتحقق إلا حينما تكون لهم القوة والشوكة والسلطان والذي يتمثل في دولة يحكمونها، ومن المعلوم أن الهجرة هي جزء من الأحكام الناشئة عن تقسيم العالم إلى دار إسلام ودار كفر.
إذا تبين هذا ونظرنا في حال أغلب ديار المسلمين اليوم وما يعلوها من أحكام الكفر والجاهلية من القوانين الوضعية، وعلمنا أنها قد فرضت على المسلمين فرضاً وأقيمت فوقهم قسراً وأجريت عليهم قهراً، وألزموا بالتحاكم إليها إلزاماً، وقدمت فيها على أحكام الشرع الحنيف، وصارت هي الغالبة المسيطرة على الديار، حتى أصبح من العسير أن يأخذ المسلم حقه وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، ذلك لأن المحاكم التي تحكم بشرع الله صارت منعدمة فيها، وإن وجد منها شيء فهو في جوانب محددة مقيدة لا تتجاوزها أو تتعداها وهي ما يسمونها بالأحوال الشخصية، هذا مع ما داخلها من التشويه والتلبيس والمزج بشيء من لوثة تلك القوانين الوضعية والنظم الطاغوتية، حيث وضعت في قوالب وسكك لا يمكنها الخروج منها والانفكاك عنها فهي تابعة وليست متبوعة، ومحكومة وليست حاكمة، ولهذا كانت مسألة الحكم بما أنزل الله وما يتصل بها من أحكام من أكثر القضايا – إن لم تكن أكثرها على الإطلاق – بحثا ومناقشة وتناولا لها في الكتب والرسائل والبحوث والفتاوى والمحاضرات، زد على ذلك كله أن المسلمين الملتزمين بدينهم الحق لم يعودوا آمنين في هذه الديار، بل هم مطاردون مضيق عليهم عرضة في كل حين للاضطهاد والتنكيل والتشريد على أيدي حكام هذه البلدان، لا لشيء إلا لأنهم رجعوا للحق ودعوا إليه، ولا أظن أن أحدا يماري أو ينكر مثل هذه الحقائق التي أصبحت اليوم أبين من الشمس في رابعة النهار ليس دونها حجاب، وإلا فما بال سجون هؤلاء الطواغيت قد غصت بالشباب المسلمين المستمسكين بالهدى والحق بينما أعداء الله ورسوله من الملحدين والعلمانيين واليهود والنصارى يعربدون ويفسدون عقائد المسلمين ويهدمون دينهم ويعبثون بأخلاقهم، ويشاقون الله ورسوله على مرأى من الناس، ولهم في ذلك كله من هؤلاء الطغاة كامل الحماية وتمام التقدير والتبجيل والاحترام والحفاوة وتوفير سبل العيش في أرقى مستوياته، إذا تبين هذا وعلمنا أن مناط الحكم على الديار – ألا وهو اعتبار الأحكام التي تعلوها وتهيمن عليها- قد وجد فيها وغدا واضحا جليا وسمة بارزة مميزة لها استطعنا أن نحكم على هذه الديار التي صفتها ما ذكرنا بأنها ديار حرب وكفر وردة، وإن كان صوت الأذان يرفع فوق مآذنها أو الجماعات تقام في مساجدها، أو العيدين تصلى في مصلياتها أو المنابر تهتز بالخطب فوقها، أو أن أكثر سكانها من المسلمين، فكل هذا لا يغير من الحكم شيئا، لأنه ليس مناطا للحكم، ولا مداره عليه، فإن المساجد اليوم في كثير من الدول الغربية النصرانية، ومثل ذلك المراكز والهيئات الإسلامية، ونسبة المسلمين في تلك البلاد عالية وإن لم يكونوا الأكثر، بل أغلب هذه الدول أصبحت أمن للمسلم من كثير من الدول التي افتتحها المسلمون وكانت يوماً ما دار إسلام، ومع ذلك فإن
(يُتْبَعُ)
(/)
ديارهم ديار كفر وحرب، وكما ذكرنا من قبل ونبهنا عليه ونعيده هنا لأهميته أن هذا الحكم إنما هو للديار فقط، وهو صفة لها وليس لساكنيها، ولا تلازم بين الحكم على الدار بأنها دار كفر وبين الحكم على أهلها بأنهم كفار، فالمسلم تبقى حرمة نفسه وماله ودمه وعرضه أينما وجد وحيثما حل، ولا ينبغي الخلط بين الأمرين، فإنه كما حكم بعض الناس على بعض هذه الديار بأنها ديار إسلام وجعلوا حكامها ولاة أمور يجب السمع والطاعة لهم ونتج عن ذلك أحكام منحرفة زائغة، وفي المقابل هناك من يفهم من القول بأن هذه البلاد أصبحت ديار كفر أن أهلها صاروا بذلك كفارا مرتدين ورتبوا على ذلك أحكاماً واستخلصوا نتائج هي أشد ضلالا وأكثر زيغاً من القول الأول، والحق وسط بين هذين القولين، فلا الديار التي غلبت عليها أحكام المرتدين ونظمهم وقوانينهم يحكم عليها بأنها ديار إسلام بمجرد أن أكثر أهلها مسلمون، ولا سكانها يستحقون الحكم عليهم بالكفر والردة بناء على أن الديار التي يقطنونها هي كذلك، وقد نقلنا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عندما سئل عن ماردين، وكلامه ينطبق تماما على هذه الديار من حيث التفصيل، وذلك بغض النظر عن جعلها قسما ثالثا كما هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية في ماردين، أو جعلها ديار كفر كما هو قول الجمهور وهو الراجح إن شاء الله.
ولعل أبرز الصور التي تنطبق على هذه البلدان من حيث الحكم والوصف ومن حيث اعتبار حال أهلها وإبقاؤهم على حكم الإسلام رغم تسلط المرتدين عليها هو ما جرى من غلبة العبيديين على مصر وإجراء أحكامهم الكفرية على أهلها، مع إقامتهم لكثير من شعائر الإسلام الظاهرة كالجمع والعيدين والصلوات الخمس والأذان و إن مزجوا كثيرا من هذه العبادات ببدعهم، ومع ذلك فقد أفتى العلماء بأن دارهم قد صارت دار كفر وردة، ولم ويستلزم من ذلك أن يكون جميع من فيها كفارا بمجرد ذلك، وقد نقلنا ما ذكره شيخ الإسلام -رحمه الله- تعالى في ذلك، ومن المعلوم أن صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- لما تغلب على مصر وأزال دولة العبيديين عنها وأعاد الحكم لأهل السنة لم يستتب سكانها ولم يحكم عليهم بالكفر والردة باعتبار سابق بقائهم تحت حكم المرتدين، بل أنقذهم من ظلم أولئك المارقين الزنادقة وأرجع الدولة إلى حوزة المسلمين.
قال الإمام الذهبي -رحمه الله-: (قال القاضي عياض: أجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة) إهـ.
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-: (قصة بني عبيد القداح: فإنهم ظهروا على رأس المائة الثالثة، فادعى عبيد الله أنه من آل علي بن أبي طالب، ومن ذرية فاطمة، وتزيَّ بزي أهل الطاعة والجهاد في سبيل الله، فتبعه أقوام من البربر من أهل المغرب وصار له دولة كبيرة من المغرب ولأولاده من بعده، ثم ملكوا مصر والشام، وأظهروا شرائع الإسلام، وإقامة الجمعة والجماعة، ونصبوا القضاة والمفتين، لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة، وظهر منهم ما يدل على نفاقهم وشدة كفرهم، فأجمع أهل العلم: أنهم كفار وأن دارهم دار حرب مع إظهار شعائر الإسلام، وفي مصر من العلماء والعباد أناس كثير، وأكثر أهل مصر لم يدخل معهم فيما أحدثوا من الكفر، مع ذلك: أجمع العلماء على ما ذكرنا، حتى إن بعض أهل العلم المعروفين بالصلاح قال: لو أن معي عشرة أسهم لرميت بواحد منها النصارى المحاربين، ورميت بالتسعة بني عبيد ولما كان زمن السلطان محمود بن زنكي أرسل إليهم جيشا عظيما بقيادة صلاح الدين، فأخذوا مصر من أيديهم، ولم يتركوا جهادهم بمصر لأجل من فيها من الصالحين) إهـ.
فهذا النص بيِّنٌ فيما ذكرنا من عدم التلازم بين الحكم على الدار بأنها دار كفر وردة بسبب ما يعلوها من أحكام الكافرين ولأجل تغلبهم عليها، وبين بقاء إسلام سكانها المحكومين بتلك القوانين والمقهورين بسلطان الكافرين، فالحكم على الدار لا يعني إطلاقا الحكم على السكان، وذلك كأهل الذمة الذين لا يكونون مسلمين مع إقامتهم في دولة الإسلام وجريان أحكامه عليهم، وقد أشار الشيخ محمد أبو زهرة إلى ثمرة الخلاف بين الجمهور وأبي حنيفة في صيرورة دار الإسلام دار كفر بقوله: (لعل ثمرة الخلاف بين الرأيين تظهر في عصرنا هذا، فإنه على تطبيق رأي أبي حنيفة: تكون الأقاليم
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامية من أقصى المغرب إلى سهول تركستان وباكستان ديارا إسلامية، لأنها إن كان سكانها لا يطبقون أحكام الإسلام، يعيشون بأمان الإسلام الأول وبذلك تكون الديار ديارا إسلامية.
وبتطبيق رأي أبي يوسف ومحمد ومن معهما من الفقهاء تكون الأقاليم الإسلامية لا تُعد دار إسلام بل دار حرب، لأنها لا تظهر فيها أحكام الإسلام ولا تطبق) إهـ.
وننقل هنا كلاماً جيداً للدكتور عبد الله بن أحمد القادري حول واقع كثير من البلدان الإسلامية في هذا العصر وتوضيح مناط الحكم على الديار، وأن الحكم عليها بأنها دار حرب وكفر لا يلزم منها أن يكون أهلها كذلك كفارا فقال بعد كلام طويل له حول حقيقة دار الإسلام ودار الكفر: (ولكن يجب أن يبين هنا ما تصير به البلاد الإسلامية دار كفر والباحث يميل إلى تلك القاعدة وهي: "أن أي بلد كانت فيه القوة والسلطان للكفار الذين يطبقون أحكام الكفر ويقصون أحكام الإسلام من حياة الناس السياسية والاجتماعية والعسكرية ولا يستطيع المسلمون أن يطبقوا من أحكام الإسلام إلا ما أذن به ذوو السلطان الكفرة مما لا تعلو به كلمة الله ولا تسقط به راية الكفر فإن ذلك البلد الذي تحققت فيه هذه الأمور هو دار كفر وليس دار إسلام" ولو كان أغلب سكانه مسلمين، ولو كان حكام الكفر ينسبون أنفسهم إلى الإسلام، لأن العبرة في دار الإسلام بظهور أحكام الله فيها وكون كلمة الله هي العليا، والعبرة في دار الكفر بظهور أحكام الكفر وكون مناهج الحياة فيها هي مناهج كفر لا مناهج إسلام.
ولا يهولن القارئ إن هذه القاعدة تنطبق على بلدان أغلب سكانها مسلمون يقيمون شعائر دينهم التي أذن لهم بإقامتها حكامهم المحاربون لله ولرسوله وللمؤمنين، فإن العبرة ليست بكثرة من ينتسب إلى الإسلام وإنما هي بمن يطبق أحكامه ويظهرها وينصرها، ويظهر ذلك بعكس هذه المسألة، وهو أن يغلب المسلمون على بلد أغلب سكانه كفار فيقيمون في ذلك البلد أحكام الإسلام وهم أقل من سكانه فإنه يكون دار إسلام وليس دار كفر، فكذلك إذا استولت شرذمة من الكفار على بلد أغلب سكانه مسلمون فأقامت تلك الشرذمة في هذا البلد أحكام الكفر فإنه يصير بلاد كفر وليس بلاد إسلام ومن أوضح الأمثلة على ذلك ألبانيا التي لا زالت أسماء بعض حكامها أسماء مسلمين وأغلب سكانها مسلمون ولكن الزمرة الحاكمة فيها اشتطت في تطبيق أحكام أعظم كفر وجد على ظهر الأرض وهو الإلحاد الماركسي، وإذا كانت ألبانيا أصبحت دار كفر بذلك فما الفرق بينها وبين بلدان أخرى في غير أوروبا تسير في نفس هذا السبيل ويعلن للملأ حكامها بأنهم لينينيون ماركسيون أو علمانيون لا يعترفون بحكم الله في جزئية من الجزئيات وقد يخدعون المسلمين بالإذن لهم بتطبيق بعض الأحكام التي لا يرون من تطبيقها ضررا على حكمهم الكافر.
ولا يلزم من إطلاق اسم دار الكفر على تلك الديار كفر جميع سكانها فقد يكون منهم المسلم المغلوب على أمره ومنهم الكافر الغالب ولا عبرة بقلة أو بكثرة وقد تكون البلاد بلاد إسلام فيستولي عليها الكفار ويطبقون فيها أحكام الكفر فتنقلب دار كفر كما أن بعض الديار تكون دار كفر فيستولي عليها المسلمون ويطبقون فيها أحكام الإسلام فتنقلب دار إٍسلام وهكذا ... والدليل الواضح من الواقع وهو أن الكفرة الذين يطبقون أحكام الكفر ويستميتون في إبقائها وتثبيتها لو دعاهم داع إلى الإسلام وإظهار أحكامه بدلا من الكفر لما استجابوا له بل إنهم لينصبون له العداء ويستعدون لحربه كما يفعل الكفار في بلاد الكفر الأصلية) إهـ.
منقوا بتصرف بسيط.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 03:55]ـ
إذا تبين هذا ونظرنا في حال أغلب ديار المسلمين اليوم وما يعلوها من أحكام الكفر والجاهلية من القوانين الوضعية، ... إذا تبين هذا وعلمنا أن مناط الحكم على الديار – ألا وهو اعتبار الأحكام التي تعلوها وتهيمن عليها- قد وجد فيها وغدا واضحا جليا وسمة بارزة مميزة لها استطعنا أن نحكم على هذه الديار التي صفتها ما ذكرنا بأنها ديار حرب وكفر وردة، وإن كان صوت الأذان يرفع فوق مآذنها أو الجماعات تقام في مساجدها، أو العيدين تصلى في مصلياتها أو المنابر تهتز بالخطب فوقها، أو أن أكثر سكانها من المسلمين، فكل هذا لا يغير من الحكم شيئا، لأنه ليس مناطا للحكم، ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
مداره عليه، ..... منقوا بتصرف بسيط.
أولاً، وقبل أن أرد على تلك الشبهة (الصلعاء)!؛ ينبغي أن يعلم الجميع أن (جميع) الفقهاء قد (اتفقوا) على أن مناط الحكم على الدار بالإسلام هو: ((سيطرة المسلمين على الدار وسيادتهم عليها وامتلاكهم لها)) إلا أنه قد وقع منهم عبارات متباينة في التعبير عن هذا المناط حسبها البعض اختلافًا متباينًا؛ فعدوها أقوالاً مختلفة؛ وليس كذلك!.
فإن كثيرًا من الفقهاء من ((ينص)) على هذا المناط بعينه، ومنهم من ((يعبر)) عنه بلوازمه وعلاماته من:
[1] ظهور وغلبة أحكام الإسلام،
[2] أو ظهور بعضها،
[3] أو ظهور أمن وأمان الإسلام المطلق.
لأن ظهور (جميع) هذه الأشياء أو (بعضها) تكفي عندهم في الدلالة على سيادة المسلمين وتمكنهم من الدار (=مناط الحكم على الدار). ولذلك فإن النبي (ص) -كما ثبت عنه- كان يمسك عن الدار التي يُسمع فيها الأذان.
والدليل على أن هذا المناط -وهو (سيطرة المسلمين على الدار وسيادتهم عليها وامتلاكهم لها) - هو المناط المعتبر: حديث بريدة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؛ قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ ... ثُمَّ قَالَ: ... وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ [1] ... [2] ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى (((دَارِ الْمُهَاجِرِينَ))) ... [3] ... » أخرجه مسلم.
وفي هذا الحديث أن النبي (ص) أضاف دار الإسلام (=المدينة) إلى المهاجرين لوجودهم فيها وسيادتهم عليها.
?وأقوال الفقهاء في الحكم على الدار ((بالإسلام)) على النحو الآتي?
? أولاً: من ((نَصَّ)) على هذا المناط ((صراحة)):
(1) - ابن تيمية:
قال "الفتاوى" (27/ 143 - 144)، و"الكبرى" (2/ 445):
«والبقاع تتغير أحكامها ((بتغير أحوال أهلها)). فقد تكون البقعة دار كفر إذا كان أهلها كفارا ثم تصير دار إسلام إذا أسلم أهلها كما كانت مكة -شرفها الله- في أول الأمر دار كفر وحرب» اهـ.
وقال -"الفتاوى" (18/ 282) -: «وكون الأرض دار كفر ودار إيمان أو دار فاسقين ليست صفة لازمة لها؛ بل هي صفة عارضة ((بحسب سكانها))» اهـ
(2) - أبو محمد بن حزم:
قال في "المحلى" (11/ 200): «الدار إنما تنسب ((للغالب عليها والحاكم فيها والمالك لها))» اهـ. قلتُ: قصد بـ «الحاكم فيها»: أي هل الحكم فيها بِيَدِ المسلمين أم بيد الكافرين.
? ثانيًا: من عَبَّرَ ((بلوازم)) هذا المناط وأراده ((تلميحًا)):
(1) - فمنهم من عبر عن هذا المناط بظهور أحكام الإسلام في الدار ((على الغلبة والاشتهار)):
لأن ذلك من علامات غلبة المسلمين وسيادتهم على الدار. قال السرخسي -موضحًا وجهة صاحبي أبي حنيفة-: «لأن البقعة إنما تنسب إلينا أو إليهم باعتبار القوة والغلبة، فكل موضع ظهر فيه حكم الشرك فالقوة في ذلك الموضع للمشركين؛ فكانت دار حرب. وكل موضع كان الظاهر فيه حكم الإسلام؛ فالقوة فيه للمسلمين» اهـ. انظر "المبسوط" (10/ 114)، وكذلك "بدائع الصنائع" للكاساني (7/ 130)، و"المعتمد" لأبي يعلى (267)، و"الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/ 212). وهذا مذهب صاحبي أبي حنيفة وبعض الحنابلة.
(2) - ومنهم من عبر عن هذا المناط بظهور ((بعض)) أحكام الإسلام كالأذان:
فجعلوه علامة مفرقة بين الدارين. ووجهة هؤلاء: إمساك النبي (ص) عن الدار -وأمره بذلك- عندما كان يسمع فيها الأذان؛ لأنه أيضًا من علامات غلبة المسلمين وسيادتهم على الدار وامتلاكهم لها؛ حيث تمكنوا من إظهار شعائرهم الظاهرة دون حرج. "الاستذكار" (4/ 18) و"التمهيد/مرتب" (3/ 61) كلاهما لابن عبدالبر، و"الذخيرة" للقرافي (2/ 58) و"الدرر السنية" (12/ 127)، و"شرح الزرقاني" (1/ 148)، و"المنتقى" للباجي (1/ 133)، و "التاج والإكليل" للعبدري (1/ 451)، و"الفواكه الدواني" للنفراوي (1/ 171). وهذا مذهب المالكية.
(3) - ومنهم من عبر عن المناط بشرط متاخمة (=مجاورة) الدار للمسلمين، وأن يأمن أهلها بأمن وأمان الإسلام (المطلق):
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجهة هؤلاء -كما يوضحها الكاساني-: أنه «لا تظهر أحكام الكفر إلا عند وجود هذين الشرطين -أعني المتاخمة وزوال الأمان الأول-؛ لأنها [أي: أحكام الكفر] لا تظهر إلا بالمنعة، ((ولا منعة إلا بهما))» اهـ. "بدائع الصنائع" للكاساني (7/ 130)، وانظر "المبسوط" (10/ 114) و"شرح السير" (5/ 1073) كلاهما للسرخسي. وهذا قول أبي حنيفة.
?? أقول:
وما أدل على ((اتفاقهم)) -على ذلك المناط- من نقل الحافظ أبي بكر الإسماعيلي لذلك كما في كتابه "اعتقاد أهل السنة" (ص56/ رقم 49)؛ حيث قال:
«ويرون -[أي أهل السنة]- الدار دار إسلام لا دار كفر -كما رأته المعتزلة!! - ما دام:
[1] النداء بالصلاة والإقامة بها ظاهرين،
[2] وأهلها ممكنين منها
[3] آمنين» اهـ
فالمقصود أن المعول عليه في الحكم على الدار بالإسلام هو: ((السيادة والغلبة والسلطان والامتلاك للدار))، ثم يتبع ذلك علامات أخرى قد تضعف وتزيد أحيانًا؛
[1] كظهور الأحكام،
[2] أو (بعضها)،
[3] وكذلك أمن وأمان المسلمين المطلق.
وهذا المناط - (=سيادة المسلمين وامتلاكهم للدار) - متحقق والحمد لله في ديار أهل الإسلام الآن -وإن حكموا بالقوانين الوضعية! -؛ فالمسلمون هم المالكون لهذه الديار، وهم السائدون عليها، كما أن الغلبة لهم على غيرهم، وهذا ظاهر للعميان!.
??أقوال الفقهاء في تَحَوُّلِ دار ((الإسلام)) إلى دار ((للكفر)) ??
أما الحكم على دار الإسلام بالكفر، وهو مربط الفرس، وأساس الشبهة المطروحة!؛ فإن أهل العلم وإن كانوا ((متفقين)) -على وجه التحقيق- على مناط الحكم على الدار بالإسلام؛ إلا أنهم ((اختلفوا)) في أنه: بِمَ تصير الديارُ الإسلامية ديارًا كفرية؟!. واختلافهم هذا يرجع إلى رؤيةٍ خاصةٍ لِكُلٍّ منهم في مدى (ثبوت) هذا المناط من (انعدامه).
و (مجمل) اختلافهم -في صيرورة دار الإسلام إلى دار كفر- يتمثل في المذاهب الآتية:
? المذهب الأول:
أن الدار التي ثبت كونها دارًا للإسلام؛ لا تصير دارَ كفر ((مطلقًا))!؛ وإن استولى عليها الكفار!، وأظهروا فيها أحكامهم!، وزاد بعضهم: طالما أن المسلمين في منعة منهم. وعلل ذلك الرافعي بأن: «الاستيلاء القديم يكفي [عندهم] لاستمرار الحكم» اهـ. واحتج هؤلاء بحديث: «الإسلام يعلو ولا يُعْلَى» [حسنه الألباني]، وهو قول ابن حجر الهيتمي، ونسبه إلى الشافعية. انظر: "تحفة المحتاج" (8/ 82)، و"أسنى المطالب" (4/ 204)
? المذهب الثاني:
أن دار الإسلام لا تتحول إلى دار كفر بمجرد باستيلاء الكفار عليها، وإظهار أحكامهم فيها؛ إلا بانقطاع شعائر الإسلام فيها؛ وهو قول الدسوقي المالكي والاسبيجابي الحنفي والرملي الشافعي. انظر: "حاشية الدسوقي" (2/ 188)، "فتاوى الرملي" (4/ 52)
? المذهب الثالث:
أن دار الإسلام تتحول إلى دار كفر (((بتمام))) القهر والغلبة من المشركين؛ وذلك يتحقق بشروط ثلاث:
[1] بأن تنعزل الدار عن سائر ديار المسلمين،
[2] وأن يذهب الأمن والأمان الأولان (=أمن وأمان الإسلام)،
[3] وأن يظهر فيها أحكام الكفر.
وهذا قول أبي حنيفة. "المبسوط" للسرخسي (10/ 114)، و"بدائع الصنائع" للكاساني (7/ 130).
? المذهب الرابع:
أن دار الإسلام تتحول إلى دار كفر بظهور أحكام الكفر فيها (((على الغلبة والاشتهار))). وهذا قول صاحبي أبي حنيفة. "المبسوط" للسرخسي (10/ 114)، و"بدائع الصنائع" للكاساني (7/ 130).
? المذهب! الخامس!:
أن دار الإسلام تتحول إلى دار كفر بارتكاب الكبائر!؛ وهذا قول طوائف من الخوارج والمعتزلة.
والآن، وبعد هذا ((العرض المجمل)) لمسألة الحكم على الدار:
- من جهة الحكم بإسلامها،
- ومن جهة تحولها من الإسلام إلى الكفر
وقد ذكرنا مذاهب الناس في ذلك؛ أشرع الآن في الرد على قول القائل بأن: ((ديارنا الآن أصبحت ديارًا كفرية)).
فأقول -مستعينًا بالله-: إن هذا الكلام مردود من وجوه:
?? ((الوجه الأول)) ??
أنه بالرغم من اختلاف أهل العلم في صيرورة دار الإسلام إلى دار كفر -كما أسلفنا-؛ إلا أن ديارنا لا تتحول إلى دار كفر على مذهب أي منهم -خلا مذهب الخوارج! والمعتزلة! - ((وإن حكمت بالقوانين الوضعية))؛ حتى على مذهب الصاحبين! القائلين بصيرورة الدار للكفر بظهور أحكام الكفر فيها. وبيان ذلك كالتالي:
? فعلى المذهب الأول -وهو مذهب الشافعية-:
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين- ديارًا كفرية مطلقًا؛ قولاً واحدًا؛ وهذا واضح لا يحتاج بيان!.
? وعلى المذهب الثاني -وهو مذهب المالكية-:
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين- ديارًا كفرية -وإن استولى عليها الكفار-؛ لأن ديارنا لا تزال شعائر الإسلام فيها قائمة ولم تنقطع والحمد لله.
? وعلى المذهب الثالث -وهو مذهب أبي حنيفة-:
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين- ديارًا كفرية لعدم تحقق ((الشروط الثلاثة)) فيها؛ فديارنا:
[1] لم تنعزل عن سائر ديار المسلمين،
[2] وكذلك لم يذهب منها أمن وأمان الإسلام.
(إلا) أنه تظهر فيها أحكام الكفر؛ وهي القوانين الوضعية -عند من يفسرها بذلك! -؛ وسيأتي بيان خطأ هذا التفسير؛ فَتَرَقَّبْ!!.
فالدار لا تزال إسلامية لعدم انطباق ((جميع)) الشروط عليها. قال الكاساني -موضحًا مذهب أبي حنيفة-: «فما لم تقع الحاجة للمسلمين إلى الاستئمان؛ بقي الأمن الثابت فيها على الإطلاق، فلا تصير دار الكفر» اهـ.
وكذلك ((يصرح)) السرخسي –"المبسوط" (10/ 114) - موضحًا وجهة إمامه قائلاً: «لأن هذه البلدة كانت من دار الإسلام محرزة للمسلمين فلا يبطل ذلك الإحراز إلا ((بتمام القهر)) من المشركين؛ وذلك (((باستجماع الشرائط الثلاث)))» اهـ.
??وعلى المذهب الرابع -وهو مذهب صاحبي أبي حنيفة-:
فلا تصير ديارنا الإسلامية -التي تحكم بالقوانين الوضعية- ديارًا كفرية أيضًا؛ وذلك للآتي:
أولاً:-
أن الصورة المفروضة -عند أصحاب هذا المذهب- لصيرورة دار الإسلام دارًا للكفر؛ هو إذا ما ظهرت أحكام الكفر (((نتيجةً لِتَغَلُّبِ الكفار على الدار واستيلاءهم عليها))). بمعنىً أوضح: أن هذا المذهب مفترض فيما إذا ((استولى الكفار)) على دار الإسلام، وليست صورته فيما إذا كان المسلمون لهم السيادة والسيطرة والحكم؛ وإن حكموا بخلاف الشرع.
قال الكاساني –"بدائع الصنائع" (7/ 130) - بعد سوقه رأي أبي حنيفة وصاحبيه والاختلاف بينهم: «وقياس هذا الاختلاف: في (((أرض لأهل الإسلام ظهر عليها المشركون)))، وأظهروا فيها أحكام الكفر، (أو) كان أهلها أهل ذمة فنقضوا الذمة، وأظهروا أحكام الشرك؛ هل تصير دار الحرب؟؛ فهو على ما ذكرنا من الاختلاف» اهـ.
وجاء في "الفتاوى الهندية" أن:
«((صورة المسألة)) على ثلاثة أوجه:
[1] إما أن ((يغلب)) أهل الحرب على دار من دورنا،
[2] أو ارتد أهل مصر ((وغلبوا)) وأجروا أحكام الكفر،
[3] أو نقض أهل الذمة العهد, ((وتغلبوا)) على دارهم» اهـ.
والشاهد هاهنا: أن يتقرر ((غلط)) من ينزل هذا المذهب على بلادنا الإسلامية؛ فإن الغلبة فيها والسيادة لازالت للمسلمين. ورأي الصاحبين مفترض فيما إذا ((غلب الكفار)) على ديار الإسلام، وسيطروا عليها، وأظهروا أحكامهم فيها بقوتهم وصولتهم وسيادتهم؛ وهذا ليس بمتحقق في بلادنا الإسلامية والحمد لله.
ولذلك لا يصح تنزيل قولهما -بحال! - على ديارنا الإسلامية التي يسودها ويملكها المسلمون؛ حتى لو ظهرت فيها أحكام الكفر - (=القوانين الوضعية عند من يفسرها بذلك!!) -. وهذا واضح جدًا لكل من تأمل مذهبهما كما بينه الكاساني في "البدائع"، وغيره من أهل العلم.
ثانيًا:-
أن الفقهاء القائلين بأن الدار تصير دار كفر بظهور أحكام الكفر فيها -أي على الغلبة والاشتهار- ((لم يشترط)) أحد منهم إجراء ((جميع)) أحكام الإسلام فيها لبقائها على الإسلام؛ بل إنهم يحكمون على ديار الكفر بالإسلام بإجراء ((بعض)) أحكام الإسلام فيها.
وهذا يؤيد بقاء ديارنا على الإسلام؛ فقد بقي فيها كثرة كاثرة من مظاهر الإسلام كالجمع والجماعات والأعياد .. إلخ، بالإضافة إلى بقاء (بعض) الأحكام القضائية الإسلامية كالحكم بشرع الله في مسائل الأحوال الشخصية وغير ذلك، وقد تقرر في الأصول أن بقاء شيء من العلة يبقي الحكم.
ولو سلمنا -جدلاً- أن مذهب الصاحبين أن ديارنا الإسلامية تنقلب!! ديارًا كفرية بتطبيق أحكام الكفر فيها - (=القوانين الوضعية عند من يفسرها بذلك!!) -؛ فإن تطبيق ((بعض)) أحكام الإسلام فيها يحولها من دار للكفر إلى دار للإسلام عند ((جميع الأحناف)) -وعلى رأسهم الصاحبان- ((بلا خلاف))؛ فـ (جميعهم) يقولون بصيرورة دار الكفر دارًا للإسلام بإجراء ((بعض)) أحكام الإسلام فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال التهانوي في "الكشاف" (2/ 92): «((ولا خلاف)) في أنه يصير دار الحرب دار إسلام بإجراء ((بعض)) الأحكام فيها» اهـ.
وهذا ابن عابدين -في "الدر المحتار" (4/ 356) - يكتفي بالشعائر؛ فيقول: «ودار الحرب تصير دار الإسلام بإجراء أحكام أهل الإسلام فيها؛ كجمعة وعيد، وإن بقي فيها كافر أصلي، وإن لم تتصل بدار الإسلام» اهـ.
ثالثًا:-
أن (القوانين الوضعية) وإن كانت من (بعض) أحكام الكفر؛ إلا أنها (لم تظهر بسبب غلبة الكفار وسيطرتهم على دار الإسلام)؛ وإنما ظهرت بإذن!! حكام المسلمين مع استطاعتهم! تطبيق جميع أحكام الإسلام فيها. وقد تبين -كما سبق من قول الكاساني في (أولاً) - أن الضابط المؤثر (فقط) عند الصاحبين في الحكم على الدار؛ هو: إظهار أحكام الكفر بـ ((غلبة الكفار وسيطرتهم على الدار))، وليس مجرد ظهور أحكام الكفر فقط -ولو بإذن المسلمين! - دون غلبة الكفار.
ولقد سبق أيضًا من كلام السرخسي –في "المبسوط" (10/ 114) - الإشارة إلى أن المعنى الذي اشترطه الصاحبان -وهو ظهور الأحكام-؛ إنما كان المقصد منه: الاستدلال على سيادة وغلبة المسلمين من عدمها، كما قال السرخسي -موضحًا ذلك-: «لأن البقعة إنما تنسب إلينا أو إليهم باعتبار القوة والغلبة» اهـ.
فظهر بذلك أن ديارنا -على مذهب الصاحبين- ديار إسلامية؛ ((وإن ظهرت فيها أحكام الكفر))؛ وهي القوانين الوضعية عند من يفسرها بذلك!!.
ويقرر الشوكاني -في "السيل الجرار" (4/ 575) - ما ذهبنا إليه هنا؛ فيقول:
«الاعتبار ((بظهور الكلمة)) فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام فهذه دار إسلام. ((ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها))؛ لأنها ((لم تظهر بقوة الكفار، ولا بصولتهم))، كما هو مشاهد في أهل الذمة -من اليهود والنصارى والمعاهدين- الساكنين في المدائن الإسلامية. وإذا كان الأمر العكس؛ فالدار بالعكس» اهـ.
رابعًا:-
أن جميع أهل العلم -وبما فيهم الصاحبان- (((مجمعون))) على الحكم بالإسلام على دار الكفر التي فتحها المسلمون؛ فملكوها، وأقروا عليها أهلها بخراج للأرض وصالحوهم على ذلك. وما من شك أن هؤلاء الكفار -أهل هذه الديار- يحكمون في هذه الدار بقوانينهم الكفرية!؛ فالأَوْلَى أن يُحكم بإسلام الدار التي يسودها ويمتلكها المسلمون لاسيما وهم يحكمون فيها بجملة مما أنزل الله من إقامة الشعائر الظاهرة، وأحكام المواريث والأحوال الشخصية وغير ذلك.
قال ابن عابدين في "حاشتية" (4/ 355 - 356): «وبهذا ظهر أن ما في الشام من جبل تيم الله المسمى بجبل الدروز وبعض البلاد التابعة كلها دار إسلام، لأنها ((وإن كانت لها حكام دروز أو نصارى، ولهم قضاة على دينهم)) وبعضهم يعلنون بشتم الإسلام والمسلمين، لكنهم تحت حكم ولاة أمورنا، وبلاد الإسلام محيطة ببلادهم من كل جانب وإذا أراد ولي الأمر تنفيذ أحكامنا فيهم نفذها» اهـ.
ولقد سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله -كما في "رسائله" (1/ 203) و"الدرر السنية" (9/ 254 - 255) -؛ سئل عن البلدة يكون فيها شيء من مشاهد الشرك، ((والشرك فيها ظاهر))، مع كونهم يشهدون الشهادتين، مع عدم القيام بحقيقتها، ويؤذنون، ويصلون الجمعة والجماعة، مع التقصير في ذلك، هل تسمى دار كفر، أو دار إسلام؟.
فأجاب:
«فهذه المسألة: يؤخذ جوابها مما ذكره الفقهاء، في بلدة ((كل أهلها)) يهود، أو نصارى، أنهم إذا بذلوا الجزية، صارت بلادهم بلاد إسلام; وتسمى دار إسلام.
فإذا كان أهل بلدة نصارى، يقولون في المسيح أنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، أنهم إذا بذلوا الجزية سميت بلادهم بلاد إسلام، فبالأولى -فيما أرى- أن البلاد التي سألتم عنها، وذكرتم حال أهلها، أولى بهذا الاسم، ومع هذا يقاتلون لإزالة مشاهد الشرك، والإقرار بالتوحيد والعمل به ..... "اهـ. قلتُ: وهذا القتال -كما أسلفنا- له ((ضوابط)) ليس هنا محل تفصيلها.
خامسًا:-
أنه إذا كان في الدار أحكام للكفر وأحكام للإسلام -وهذا هو الواقع للأسف-؛ فينبغي أن يحكم على الدار بالإسلام تغليبًا للإسلام للحديث الذي حسنه الألباني: «الإسلام يَعْلُو ولا يُعْلَى».
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عابدين -في "حاشيته" (4/ 355) -: «قوله: (بإجراء أحكام أهل الشرك) أي: على الاشتهار، وأن لا يحكم فيها بحكم أهل الإسلام، ... وظاهره أنه لو أجريت أحكام المسلمين، وأحكام أهل الشرك لا تكون دار حرب» اهـ.
ولا يقال إن القوانين الوضعية أكثر من الشرعية عددًا؛ فالعبرة -في هذا الأمر- ليست بالعدد؛ ألا ترى أن الفقهاء يحكمون لِلَّقِيطِ -في الدار التي فيها مسلم واحد وبقيتها كفار- بالإسلام؛ كما هو مبسوط في كتب الفقه.
سادسًا:-
أنه على فرض تنازعنا في الأدلة والأقوال والشرائط؛ فاختلفت وجهات النظر في كون ديارنا إسلامية أو كفرية، ولم نتفق على شيء من ذلك؛ فإنه يبقى الوضع على ما كان عليه استصحابًا للأصل؛ وذلك بترجيح جانب الإسلام احتياطًا.
??? أما على المذهب الخامس! -وهو مذهب الخوارج والمعتزلة-:
فديارنا تحولت إلى ديار كفرية لظهور (بعض) أحكام الكفر فيها؛ وذلك رغم وجود الآتي:
1 - سيطرة المسلمين عليها وامتلاكهم لها.
2 - ظهور وقيام غالب الشعائر الإسلامية.
3 - التوفر التام لأمن وأمان الإسلام.
?? ((الوجه الثاني)) ??
أن هذا القول (يوجب) أن تكون غالب الدول -التي يسكنها المسلمون الآن- ديارًا كفرية!؛ وهذا محال!. فإن ذلك يستلزم هجرة (جميع) المسلمين منها إلى دار الإسلام -إن وُجِدَتْ-!!، كما يستلزم الحكم على هذه الدور بالحرب!؛ فكل من لم يهاجر فهو محارب؛ يُحَارَبُ كما يحارب الكفار لبقائه مع المحاربين.
?? ((الوجه الثالث)) ??
وهو ما اختم به ردي هذا، وهو سؤال موجه للعلامة الفقيه -بحق- الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -كما في سلسلة "تفسير القرآن"/سورة العنكبوت الشريط رقم (13) الوجه (أ) الدقيقة (00:26:00) -:
سُئِلَ -رحمه الله-: ما حد دار الإسلام وحد دار الكفر؟
فأجاب:
«دار الإسلام هي التي تقام فيها شعائر الإسلام ((بقطع النظر عن حكامها))، حتى ((لو تولى عليها رجل كافر)) -وإن لم يأمر بشرائع الإسلام- (((فهي دار إسلام)))؛ يؤذن فيها، تقام فيها الصلوات، تقام فيها الجمعة، يكون فيها الأعياد الشرعية، والصوم، والحج وما أشبه ذلك؛ ((هذه ديار إسلام حتى لو كان حكامها كفارًا)). لأن النبي (ص) أمرنا إذا رأينا كفرًا بواحًا أن نقاتل، ومعنى ذلك أن بلادنا بقيت بلاد إسلام تقاتل هذا الكافر وتزيله عن الحكم.
فأما قول من يقول إن بلاد الكفر هي التي يحكمها المسلمون أي يكون حكامها مسلمين؛ فهذا ليس بصحيح!، ولو أننا طبقنا هذا القول على واقع الناس اليوم؛ فكم تكون بلاد الإسلام؟!!؛ ممكن [يكون] بلد أو بلدين؛ والله أعلم. وعلى كل حال ما هذا بصحيح. فإذا كانت شعائر الإسلام تظهر في هذه البلاد؛ فإنها بلاد إسلام.
بقى علينا [أن نجيب]: إذا كان يظهر فيها شعائر الإسلام وشعائر الكفر!؛ كما لو كان يسمع فيها الأذان، وتقام فيها الجماعة والجمعات، ولكن يسمع فيها أيضًا أبواق اليهود ونواقيس النصارى في نفس الوقت، وتقام فيها [أيضًأ] صلوات النصارى واليهود؛ فماذا نسميه [أي هذا البلد]؟ في هذا الحال قد نرجع إلى الحكام والأغلبية لأنه الحاكم قد يعجز عن إزالة شعائر الكفر؛ فإذا كان غالب البلد مسلمين، وحكامها مسلمين؛ فإن هذه بلاد إسلام وإن كان بها شيء من شعائر الكفر لأن الغلبة كميةً وسلطةً للمسلمين، لكن هذه معاصي يعجزون أن يزيلوها، وواجب إزالتها ومنعها لأنه حتى إظهار الصليب ممنوع في بلاد الإسلام؛ فكونه يعلن الصليب مثلاً على الكنائس أو الطرقات أو ما أشبه ذلك؛ فهذا ممنوع في بلاد الإسلام.
[ثم سئل عن بلدة ماردين فقال:]
هذا الحكم بغض النظر عن أي بلد؛
[فالدار] إذا ما ظهرت فيها شعائر الإسلام؛ فهي بلاد إسلام،
و [إذا] ما ظهرت فيها شعائر الكفر؛ فهي بلاد كفر،
و [إذا] ما ظهر فيها هذا وهذا؛ فنرجع إلى الحاكم والأغلبية ... » انتهى كلامه رحمه الله.
قلتُ: يقصد الشيخ -رحمه الله- بـ «الحاكم» أي: هل الحكم فيها بِيَدِ المسلمين أم بيد الكافرين؟!؛ بدليل أنه قال في مطلع الإجابة: «دار الإسلام هي التي تقام فيها شعائر الإسلام ((بقطع النظر عن حكامها))، حتى ((لو تولى عليها رجل كافر))» اهـ. فثبت ما قررنا والحمد لله.
?? ((أما بخصوص معنى ظهور الأحكام من عدمها)) ??
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: إن الكثير ممن لم يتأصلوا في فهم مصطلحات أهل العلم لا يفهمون كلامهم -غالبًا- (بصورة صحيحة)!. ويزداد هذا الأمر إذا ما وافق ذلك الفهم أهواءً مكبوتة!، وأفكارًا منشودة!، ورغبات! مرصودة!؛ فيضل هؤلاء بذلك، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}!!. وصدق العلامة ابن القيم إذ يقول -كما في "المدارج" (3/ 521) -: «والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظم الباطل!!، ويريد بها الآخر محض الحق» اهـ.
ومن هذا؛ ما فهمه الكثيرون! من عبارة «أحكام الكفر» أو «حكم الكفر»، وعبارة «أحكام الإسلام» أو «حكم الإسلام».
فهم يفهمونها فهمًا خاطئًا، أو إن شئت فقل: فهمًا محدودًا وضيقًا (!)؛ فإنهم يفسرونها بـ «قوانين الإسلام»، و «قوانين الكفر»؛ وهذا خطأ ظاهر!، فليس المقصود من هذه العبارات القوانين الحاكمة (فقط)!!؛ وإنما المقصود بذلك: (جميع) أحكام الإسلام من تحكيم الشرع وتحريم المحرمات، وإقامة الشعائر الظاهرة كالصلاة والجمعات والأعياد والحج .. إلخ.
ثم إن مقصود أهل العلم بظهور هذه الأحكام؛ أنها إذا ظهرت (باشتهار) و (غلبة) وأمن؛ فالدار دار إسلام. لأن ظهورها بهذه الكيفية مما يدل على سيادة المسلمين وغلبتهم على هذه الدار؛ ولذلك اكتفى بعض العلماء بظهور (بعضها) لا (كلها) للحكم بإسلام الدار؛ فإن ظهور ذلك البعض مما يؤكد المناط المذكور آنفًا؛ ألا وهو سيطرة المسلمين وأمنهم وامتلاكهم للدار، وقد سبق طرفًا من أقوالهم في ذلك.
- ويوضح هذا المصطلح صاحب "الدر المحتار" (4/ 356) فيقول: «ودار الحرب تصير دار الإسلام بإجراء أحكام أهل الإسلام فيها ((كجمعة وعيد))» اهـ
- وكذلك يصرح صاحب "الدر الحكام" (1/ 331)؛ فيقول: «ودار الحرب تصير دار إسلام بإجراء أحكام أهل الإسلام فيها؛ ((كإقامة الجمع والأعياد))، وإن بقي فيها كافر أصلي!» اهـ.
- ويقول الدكتور البوطي "قضايا معاصرة" (1/ 182): «المقصود من ظهور أحكام الإسلام فيها: ظهور الشعائر الإسلامية الكبرى؛ ((كالجمعة والعيدين وصوم رمضان والحج))، دون أي منع أو حرج. وليس المقصود بها أن تكون القوانين المرعية كلها إسلامية!!».اهـ
ويؤكد ذلك؛ ما نقلتُه عن (جميع) الفقهاء؛ أنهم يعتبرون الدار التي غلب عليها المسلمون؛ فملكوها، وصالحوا أهلها بخراج؛ أنهم يعتبرونها دار إسلام، وإن حُكِم فيها بحكم الطاغوت!.
وبرهان ذلك -من بعض ما نقلتُ- أن الشيخ أبا بطين قال: «فدارُ الإسلامِ: هَي التي تجري أحكام الإسلام فيها، ((وإن لم يكن أهلُها مسلمين))، وغيرها دار كفرٍ» اهـ.
قلتُ:
فتأمل! قوله: «تجري أحكام الإسلام» مع قوله «وإن لم يكن أهلُها مسلمين»؛ فهل يجري الحكم بقوانين الإسلام على اليهود والنصارى؟!.
فهذا يدلك أن المقصود من «ظهور أحكام الإسلام»: أن أحكام الإسلام من شعائر ظاهرة تجري في أي وقت وباشتهار وأمن الإسلام في هذه البلاد، متى شاء المسلمون ذلك؛ فهذا -كما سبق بيانه- مما يدل على أن للمسلمين السيادة فيها؛ فهي دار إسلام.
وأخيرًا، وليس آخرًا إن شاء الله:
أقول: إنه من العجيب أن ينتسب إنسان للعلم والسلفية؛ وأن يسمي نفسه تبجحًا بالإمام!!، ثم هو يتخبط! بين آراء العلماء؛ فينتقي منها بما يناسب هواه!؛ دون أن يبين الدليل الشرعي من الكتاب أو السنة الدال على صحة اختياره!!.
فنصيحتي لمثل هذا الرجل!:
أَنْ عليك بالدليل، ودعك من الأقاويل!؛ فالكلام كثير!!، والآراء أكثر!!!؛ وكُلٌ مجتهد؛ غير أنه لم يصب منهم إلا من وافق الدليل اجتهاده. فلم التشتت بين الاقوال؟!.
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}
وللكلام بقية إن شاء الله .....
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، ننتظر بقية الكلام.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 03:23]ـ
أختي أم معاذة باقي الكلام موجود على هذا الرابط.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15814
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 02:24]ـ
يجب أن نبين لماذا هذا النقاش وأهدافه؛ فهل هو نقاش نظري بحت أم وراء الأكمة ما وراءها:
(يُتْبَعُ)
(/)
قضية تحويل ديار الإسلام اليوم إلى دار كفر هو قول من يحمل فكر القاعدة قطعا لا مرية فيه وهي من شبهم، وبهذه الشبهة استبيحت ديارنا من قبلهم، وأصبح التفجير والتكفيرعلى قدم وساق؛ وما العراق عنّا ببعيد فقد قتل أهل السنة بيد أهل السنة بهذه الشبهة وغيرها، فأعتبروا يا أولي الأبصار، ولا يلدغ مؤمن من جحر واحد مرتين!!!
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 08:59]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اخي الحبيب الامام الدهلوي
اشهد الله اني احبك في الله كما احب كل الموحدين و المجاهدين
و اقول للذي عقب عليك فان اناملي تعاف ان تكتب اسمه
على فرض ان ما كتبته صحيح فان السلف رضوان الله عليهم ما كانوا ليحكموا ارضا بغير الاحكام الاسلامية
ثم يعلم كل ذو عقل و لب انه ما من ارض غالب اهلها مسلمون ثم لا يحكم فيهم شرع الله الا ليسطرة كافر عليهم كما هو حال الدول العربية الان
سؤل الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله:
هل يحكم على أهل البلد؛ بأنها بلاد كفر بظهور الشرك فيهم؟ أو باطباقهم عليه؟ أو بولايتهم؟
الجواب:
إذا ظهر الشرك، ولم ينكر، ويزال؛ حكم عليها بالكفر.
ودعوى الإسلام؛ لا تنفع.
فمتى وجد الشرك ظاهراً، ولم يزال؛ حكم عليها بالكفر. [فتاوى ورسائل الشيخ ابن إبراهيم، 1459، ج: 6]
و سؤل ايضا رحمه الله
هل تجب الهجرة من بلاد المسلمين التي يحكم فيها بالقانون الوضعي؟
الجواب:
البلد التي يحكم فيها بالقانون؛ ليست بلد إسلام، تجب الهجرة منها.
وكذلك إذا ظهرت الوثنية من غير نكير ولا غيرت؛ فتجب الهجرة.
فالكفر؛ بفشو الكفر وظهوره، هذه بلد كفر.
أما إذا كان قد يحكم فيها بعض الأفراد، أو وجود كفريات قليلة لا تظهر؛ فهي بلد إسلام. [فتاوى ورسائل الشيخ ابن إبراهيم، 1451، ج: 6]
و اخيرا رسالة و جواب من الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله
قال الشيخ الإمام حمد بن عتيق رحمه الله في جوابه لمن ناظره في حكم أهل مكة، وما يقال في البلد نفسه؟
فأجاب بقوله:
{سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم}
جرت المذاكرة في كون مكة؛ بلد كفر أم بلد إسلام؟
فنقول وبالله التوفيق؛
قد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد الذي هو دين جميع الرسل، وحقيقته؛ هو مضمون شهادة "أن لا إله إلا الله"، وهو ان يكون الله معبود الخلائق، فلا يتعبدون لغيره بنوع من أنواع العبادة، ومخ العبادة هو الدعاء، ومنها الخوف والرجاء والتوكل والانابة والذبح والصلاة، وأنواع العبادة كثيرة، هذا الاصل العظيم الذي هو شرط في صحة كل عمل.
والاصل الثاني؛ هو طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أمره، وتحكيمه في دقيق الأمور وجليلها، وتعظيم شرعه ودينه، والاذعان لأحكامه في أصول الدين وفروعه.
فالأول؛ ينافي الشرك، ولا يصح وجوده مع وجوده.
والثاني؛ ينافي البدع، ولا يستقيم مع حدوثها.
فإذا تحقق وجود هذين الأصلين - علماً وعملاً ودعوة - وكان هذا دين أهل البلد - أي بلد كان - بأن عملوا به ودعوا إليه وكانوا أولياء لمن دان به، ومعادين لمن خالفه؛ فهم موحدون.
واما إذا كان الشرك فاشياً، مثل؛ دعاء الكعبة والمقام والحطيم ودعاء الأنبياء والصالحين، وافشاء توابع الشرك، مثل؛ الزنا والربا وأنواع الظلم ونبذ السنن وراء الظهر، وفشو البدع والضلالات، وصار التحاكم إلى الأئمة الظلمة ونواب المشركين، وصارت الدعوة إلى غير القرآن والسنة، وصار هذا معلوماً - في أي بلد كان - فلا يشك من له أدنى علم؛ ان هذه البلاد محكوم عليها بأنها بلاد كفر وشرك، لا سيما إذا كانوا معادين أهل التوحيد وساعين في ازالة دينهم وفي تخريب بلاد الإسلام.
وإذا اردت اقامة الدليل على ذلك؛ وجدت القرآن كله فيه، وقد اجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضرورة عند كل عالم.
واما قول القائل؛ "ما ذكرتم من الشرك انما هو في الآفاقية، لا من أهل البلد".
فيقال له؛
أولا؛ هذا اما مكابرة، واما عدم علم بالواقع، فمن المتقرر ان أهل الآفاق تبع لأهل تلك البلاد في دعاء الكعبة والمقام والحطيم، كما يسمعه كل سامع، ويعرفه كل موحد.
ويقال ثانياً؛ إذا تقرر وصار هذا معلوماً، فذاك كاف في المسئلة، ومن الذي فرق في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويا لله العجب! إذا كنتم تخفون توحيدكم في بلادهم، ولا تقدرون ان تصرحوا بدينكم وتخافتون بصلاتكم لأنكم علمتم عداوتهم لهذا الدين وبغضهم لمن دان به، فكيف يقع لعاقل اشكال؟!
أرأيتم لو قال رجل منكم لمن يدعو الكعبة أو المقام أو الحطيم ويدعو الرسول والصحابة؛ "يا هذا لا تدعو غير الله"، أو "أنت مشرك"، هل تراهم يسامحونه؟ أم يكيدونه؟
فليعلم المجادل؛ انه ليس على توحيد الله، فوالله ما عرف التوحيد ولا تحقق بدين الرسول صلى الله عليه وسلم.
أرأيت رجلاً عندهم قائلاً لهؤلاء؛ "راجعوا دينكم"، أو "اهدموا البناآت على القبور، ولا يحل لكم دعاء غير الله"، هل ترى يكفيهم فيه فعل قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم؟!
لا! والله ... لا! والله.
وإذا كانت الدار؛ دار إسلام، لأي شيء لم تدعوهم إلى الإسلام وتأمرهم بهدم القباب واجتناب الشرك وتوابعه.
فإن يكن قد غركم أنهم يصلون ويحجون أو يصومون ويتصدقون، فتأملوا الأمر من اوله؛ وهو أن التوحيد قد تقرر في مكة بدعوة إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، ومكث أهل مكة عليه مدة من الزمن، ثم فشا فيهم الشرك بسبب عمرو بن لحي وصاروا مشركين، وصارت البلاد؛ بلاد شرك، مع أنه قد بقي معهم أشياء من الدين، وكما كانوا يحجون ويتصدقون على الحاج وغير الحاج، وقد بلغكم شعر عبد المطلب الذي اخلص فيه قصة الفيل، وغير ذلك من البقايا، ولم يمنع الزمان ذلك من تكفيرهم وعداوتهم.
بل الظاهر عندنا وعند غيرنا؛ أن شركهم اليوم أعظم من ذلك الزمان.
بل قبل هذا كله؛ أنه مكث أهل الأرض بعد آدم عشرة قرون على التوحيد، حتى حدث فيهم الغلو في الصالحين، فدعوهم مع الله؛ فكفروا، فبعث الله إليهم نوحاً عليه السلام يدعو إلى التوحيد، فتأمل ما قص الله عنهم.
وكذا ما ذكر عن هود عليه السلام؛ أنه دعاهم إلى اخلاص العبادة لله، لأنهم لم ينازعوه في أصل العبادة.
وكذلك؛ إبراهيم دعا وقومه إلى اخلاص التوحيد، وإلا فقد أقروا لله بالآلهية.
وجماع الأمر؛ أنه إذا ظهر في بلد دعاء غير الله وتوابع ذلك، واستمر أهلها عليه وقاتلوا عليه، وتقررت عندهم عداوة أهل التوحيد وأبوا عن الانقياد للدين، فكيف لا يحكم عليها بأنها بلد كفر؟! - ولو كانو لا ينتسبون لأهل الكفر، وأنهم منهم بريئون، مع مسبتهم لهم، وتخطئتهم لمن دان به، والحكم عليهم بأنهم خوارج أو كفار، فكيف إذا كانت هذه الأشياء كلها موجودة -
فهذه مسئلة عامة كلية.
وأما القضايا الجزئية، فنقول؛
قد دل القرآن والسنة على أن المسلم إذا حصلت منه موالاة أهل الشرك والانقياد لهم؛ ارتد بذلك عن دينه.
فتأمل قوله تعالى: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم}، مع قوله: {ومن يتولهم منكم فانه منهم}، وامعن النظر في قوله تعالى: {فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذاً مثلهم}، وأدلة هذا كثيرة.
ولا تنسوا ما ذكر الله في سورة التوبة: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}، وقوله: {ولقد قالوا كلمة الكفر}، واذكر قوله تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ انتم مسلمون}.
وتأمل قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا}، في موضعين، وقد علمت حالهم إذا دعوا إلى التوحيد.
انتهى
والله اعلم
[مجموع الرسائل والمسائل النجدية | ج: 1 / ص: 742 - 746]
اما الذي جاء على ذكر اسود القاعدة في هذا الموضوع فاقول له سلاما سلاما
الاسود اسود تعمل و تجاهد و لولاهم بعد الله جل و علا لكان عند قدميك الان رافضي او صليبي
مع ان الصليبيين ربما قد يكونو اقرب اليك الان مما تتصور
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 09:56]ـ
حكم العلامة عبد الرحمن السعدي (ت 1376 هـ) بأن البحرين و العراق دارا للكفر لما كانتا تحت الاستعمار الإنجليزي؛ لأن النفوذ و الحكم للإنجليز. . كما حرر أن دار الكفر قد تكون دار حرب، أو دار هدنة " من مقال للشيخ عبدالعزيز العبداللطيف
قال شيخنا حمد الحمد بارك الله لنا في علمه في شرح الزاد
الدُّور دارن
أن الدور داران؛ دار إسلام ودار كفر.
فدار الإسلام: هي التي يُحكم فيها بالإسلام.وإن كان أكثر أهلها يهودا أو نصارى.
وأما دار الكفر: فهي الدار التي لايحكم فيها بشرع الله وإن كان أكثر أهلها مسلمين.(/)
دفاعا عن الإمام العلامة: صالح اللحيدان (ملف خاص)
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الحملة الخبيثة من أبناء راند على علماء هذا البلد الطاهر، يجب ألا نسكت عليها ..
إنه أمر يجرح النفوس المؤمنة، وينشر فيها الحزن والألم والضيق والقلق!
لكن هيهات!! ليس لأحد أن يحجب جمال الشمس، ولا أن يقذر شعاعها!
...
(1)
الإمام العلامة صالح اللحيدان في سطور
http://www.saaid.net/Warathah/1/alihedan.htm
هو عالم جليل وداعية الى الله ذو هيبة وقدر، وإمام وخطيب، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350هـ وقد تخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1379هـ وعمل سكرتيرا لسماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية السابق في الإفتاء بعد تخرجه، الى أن عين عام 1383هـ مساعدا لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض، ثم صار رئيسا للمحكمة عام 1384هـ.
وقد حصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1389هـ واستمر رئيسا للمحكمة الكبرى الى أن عين عام 1390هـ قاضي تمييز وعضوا بالهيئة القضائية العليا.
وفي عام 1403هـ عين رئيسا للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، واستمر في ذلك نائبا لرئيس المجلس في غيابه الى أن عين عام 1413هـ رئيسا للمجلس بهيئة العامة والدائمة.
وهو أيضا عضوا في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391هـ وعضوا في رابطة العالم الإسلامي، وكان له نشاط في تأسيس مجلة راية الإسلام، ومديرها ورئيس تحريرها.
وله دروس في المسجد الحرام تذاع، وفتاوى في برنامج نور على الدرب وله محاضرات وندوات ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه وغير ذلك مما فيه صلاح وإصلاح، فجزاه الله أحسن الجزاء وأحسن لنا وله الخاتمة في الأمور كلها وصلى الله وسلم على نبينا محمد، حرر في 9/ 1/1419هـ. (الدرر السنية جـ 16 صفحة 489).
قلت: وله لقاءات ودروس في الرياض ومكة، وجهود عظيمة في النصحية لأئمة المسلمين وعامتهم، نسأل الله له الإعانة والتوفيق والسداد وحسن الخاتمة .. آمين ...
المصدر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية – الطبعة الأولى 1420هـ والتراجم الطبعة الثانية ـ والتي جمعها العلامة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:22]ـ
(2)
الهجمة الآثمة على الشيخ صالح اللحيدان
بقلم فضيلة الشيخ الأستاذ القدير
عبد الله بن محمد زقيل
ـ حفظه الله تعالى ـ
نقلا عن شبكة نور الإسلام http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11118&Itemid=23
...
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
حملة إعلامية منظمة على علماء بلاد الحرمين إما برمي التهم والافتراء عليهم، أو بالانتقاص من مكانتهم العلمية لمحاولة إسقاطهم من بعض أقزام الصحافة المستكتبين فيها، وكل هذا ولا شك تطبيقا لتقرير " راند "، قال الشيخ د. سعد العتيبي: " من جهة الآليات التي يُتوقع لجوء منفذي المؤامرة الراندية، في ضوء المشهد التاريخي للمدونة البابوية: التنقّص من الشخصيات العلمية والدعوية، الحقيقية كأفراد العلماء الربانيين، والاعتبارية كهيئات الإفتاء ولجانه المعتبرة؛ وذلك ابتغاء كسر جلال العلم وتحطيم محدِّدات المنهج، وفتح الطريق للمشروع الأجنبي! ".ا. هـ.
وكلكم تابعتم في الأيام الماضية من بعض المستكتبين في صحفنا حملة بائسة يائسة لأحد علماء بلادنا الغرض منها التنقص منه.
ومن آخر تلك الحملات المغرضة البائسة ما قام به موقع " إيلاف " الماجن عن طريق أحد مراسليها بنقل خبر عن العلامة صالح اللحيدان زعم فيه كما جاء في عنوان الخبر: " اللحيدان يستقبل الذكرى السابعة لأحداث سبتمبر بفتوى قتل جديدة " أن الشيخ اللحيدان أجاز قتل ملاّك القنوات الفضائية!.
وعندما قرأتُ الخبر وما فيه من البهتان والافتراء على جبل من جبال العلم حلفت يمينا غير حانث فيه أن ناقله كذاب أشر .. وبالفعل بحثت في موقع " البث المباشر " - جزاهم الله - على الحلقة التي أشار إليها مراسل " إيلاف " الضرار، وبفضل من الله وجدتُ كلام الشيخ اللحيدان، واستمعتُ إلى الفتوى المشارة، وكتبتها حرفاً حرفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضعها بين أيديكم لأثبت لكم أيها العقلاء أن هذه الشرذمة سواء " إيلاف " الضرار، أو غيرها من الصحف الأصل فيهم الكذب في مثل هذه الأخبار، فلا تصدقوهم أبدا، لأن المسلم جربهم وعرفهم في كثير من الأخبار المتعلقة بالعلماء والدعاة والقضاء والهيئة وغير ذلك.
وإليكم نص السؤال والجواب من اللحيدان لتعرفوا الفرق بين ما نقله ذلك الأفاك الكذاب مراسل " إيلاف " وبين كلام العلماء الموزون الذين يعرفون حقيقة ما يقولون؟
· · السؤال:
مِنْ أ. ع. س.
الفتن الكثيرة التي يجلب أصحاب القنوات الفضائية بها في شهر رمضان على وجه الخصوص تكثر برامجهم السيئة، ويركزون في فترة المغرب وفترة العشاء على المسلمين.
ما نصيحتكم سواء كان للمشاهدين أو لأصحاب هذه القنوات؟
· الجواب:
لا شك أن هذه بلاءٌ وشرٌ وفتنةٌ، لكن أصحاب القنوات يكون عليهم وزر ما يدعون إليه، ومثل أوزار من تأثروا بدعوتهم ودعايتهم، فالخطر عليهم عظيم.
فأنا أنصح أصحاب هؤلاء القنوات الذين يبثون الدعوة للخناعة والمجون، أو الفكاهة والضحك، وإضاعة الوقت بغير فائدة ولا أجر، وأحذرهم من مغبة آثار من يقتدون بما يعرض هؤلاء، وما يقعون فيه، فمن وقع في شيء مما يعرض من هذه الفتن بسبب ما عرض وشاهد يكون عليه وزر عمله، ويكون على دعاة ذلك الشر والبلاء مثل أوزار هؤلاء دون أن ينقص من أجر هؤلاء.
فما الظن إذا كانت بعض هذه القنوات تكون سببا في انحراف آلاف الناس.
ماذا يفكر مالك القناة والموفر لها دعايات الإغراء، ودعوات الفحش والمجون، أو ما يجلبه من الشكوك والتشكيك؟
فقد تفسد عقائد، وتنقلب فطر، وتجترح قضايا كبار بسبب هذه الفساد ليجني مادة قليلة، وهو لا يدري.
هل يستمتع بتلك المادة من هذه العروض الخبيثة الخطيرة؟
إن من يدعون إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاءً.
فالأمر خطير لأن الله جل وعلا لما ذكر قتل النفس قال: " أو فساد في الأرض "، فالإنسان يقتل بالنفس أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض.
فلعل أصحاب هؤلاء القنوات أن يتقوا الله جل وعلا، ويتوبوا، ويجعلوا قنوات بثهم مذكرة بخير، محذرة المسلمين من الشر، داعية لهم أن يستعدوا للمحافظة على إسلامهم وحراسة دينهم، وأن يكفوا عن نشر الفساد والإفساد، والدعوة إلى السحر والمجون؛ والله المستعان.
الرابط الصوتي لمن أراد التأكد
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54389
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:28]ـ
(3)
الشيخ صالح اللحيدان واضحًا
http://www.al-jazirah.com/179018/fe50.jpg
بقلم: الأديب والشاعر الكبير د. عبد الرحمن العشماوي
ـ حفظه الله تعالى ـ
http://www.al-jazirah.com/179018/fe2.htm
...
هكذا يتعامل الفهم العام مع لغة القرآن، وهكذا تضرب أمتنا المسلمة مثلاً مؤلماً للاضطراب في فهم القضايا فهماً شرعياً سليماً، لأن الناس إذا ابتعدوا عن منهج الله، وتعوّدوا على التهاون بما حرّم الله، أصبحوا قاصرين عن فهم المراد الشرعي لكثير من المسائل والقضايا.
قال الشيخ صالح اللحيدان - وفقه الله - كلاماً واضحاً لا لبس فيه حينما سئل عن مالكي القنوات الفضائية المنجرفة في دروب الفساد الإعلامي المعروف لدى الناس جميعاً، حيث قال - نقلاً عن جريدة (الجزيرة) - (إنّ من يدعو إلى الفتن إذا قُدِرَ على منعه ولم يمتنع قد يَحلُّ قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرّهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاءً).
هذا الكلام لمن يعرف لغة القضاء، وموقف الشرع الحكيم من المفسدين لا غبار عليه، ولو قيل في عصور ازدهار الإسلام وحضارته لما اختلف فيه رأي الخاصة ولا العامة، فهو كلام واضح في مسألة واضحة تتعلق بالفساد في الأرض ولو توقف من بالغوا واشتطوا في تفسير قول الشيخ صالح عند (قد) في قوله (قد يحلّ قتله، وعند (قضاء) في قوله: جاز قتلهم قضاءً، لما أثار الزّوبعة التي أثارها ونحن أهل لغة عربية ذات دلالات ومقاصد لا تخفى على البصير بها، فإن (قد) تستخدم للتقليل ومعناها في سياق كلام الشيخ أن هنالك حالات من الإفساد الإعلامي الصارخ، قد توصّل حكم التعزير الذي يتولاه القضاء إلى حدّ القتل، وقد أكدت هذا المعنى كلمة (قضاء) التي وردت في آخر كلام الشيخ.
ومن هنا ينتفي هذا التعميم (الأهوج) للمفهوم الخاطئ الذي بدأت تتهارش به بعض وسائل الإعلام عبر الفضاء وغير الفضاء.
وينتفي أيضا قول من قال: إن كلام الشيخ اللحيدان يدعم الفئة الضالة والإرهاب، بل إن كلام الشيخ يؤكد خطأ تلك الفئة، فيما تذهب إليه، وارتكابها للجرم فيما تفعله، لأنها تتحرك خارج حكم القضاء، وبعيداً عن أنظمة الدولة فكلامه بعيد كل البعد عن هذا التوجيه الخاطئ.
أيها الأحبة: عالم من علماء المسلمين يتكلم بلغة عربية قضائية واضحة، فإلى متى نبقى على هذه الصورة من سوء الظن، والدخول في أنفاق التأويلات الخاطئة، هذا والله هو الذي يهزّ صورتنا أمام العالم.
لو أن عصابةً من الناس اشتهرت بتعرضها لأعراض المسلمين، وإفساد أبنائهم وبناتهم ليلاً ونهاراً، أصرّت على فعلها، ولم تقبل نصيحة ناصح، ولم ترتدع بتقريع ولا عقاب ولا لوم، حتى أصبح فسادها ظاهراً معلناً لا شك فيه، ثم رفع أمرها إلى ولي الأمر، وإلى القضاء والمحاكم، ثم صدر حكم القضاء فيها بعقوبة مغلّظة، القتل أو ما دونه، فهل سيقول العقلاء من البشر ما يقال الآن عن كلام الشيخ اللحيدان؟!
إشارة:
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:36]ـ
(4)
تعليق المفكر والفقيه الكبير الدكتور: محمد النجيمي ـ حفظه الله تعالى ـ
http://www.al-jazirah.com/179018/ln14.jpg
« الجزيرة» - فهد الغريري:
قال الدكتور محمد النجيمي تعليقا على الموضوع: الفتوى واضحة وفضيلة الشيخ هو من كبار العلماء وعضو في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها، هناك قنوات سحر ومجون وعنف ومفسدة للأخلاق، والشيخ يتكلم بلغة قضائية عالية ومن منطق قضائي قانوني صحيح وهو التعزير، فهو يرى بجواز وصول التعزير إلى القتل كما يرى جمهور العلماء ولم يقل الشيخ بأنه يجوز للأفراد قتل هؤلاء بل يتم ذلك عن طريق القضاء والقنوات.
وأضاف النجيمي: الشيخ يتكلم عن موضوع أزعج حتى وزراء الإعلام العرب والمجمع الفقهي وغيرها من المؤسسات، ومفعول هذه الفتوى أن الشيخ يريد استنهاض الحكومات لتقوم بواجبها في إحالة أصحاب هذه القنوات إلى القضاء فإما أن يمتثلوا أو يخضعوا للقضاء والعقوبة التي يقررها بحقهم، والأمر ليس بسهل فهناك قنوات قانونية يمر خلالها بـ 13 قضايا ولجان استئناف ثم المحكمة العليا فتوظيف فتوى الشيخ توظيفاً آخر كما قامت بعض وسائل الإعلام والمواقع في الإنترنت هو ما يخاف منه.
وأشار النجيمي على مناهضة الشيخ اللحيدان للإرهاب وقال: هو أول من أصدر فتوى بإدانة أحداث 11 سبتمبر وكان مريضا في المستشفى وقال إن الإسلام لا يقرها وكان ذلك بعد 3 ساعات فقط من الحدث.
وعن إمكانية استخدام هذه الفتوى كمبرر للعنف وتكفير الحكومات التي لم تحاكم أصحاب هذه القنوات قال النجيمي: الحكومات تطبق الأمور القانونية في ضوء الإمكانية لأن كثيرا من القنوات تبث من مناطق غير محكومة بقوانين إسلامية ولا ترى في ذلك بأساً، فالشيخ يتكلم بإمكانية تطبيقه بالنسبة للحكومات ولايعتبرها كافرة إذا لم تطبقه ولم يقل بذلك أي عالم من العلماء.
وحول فعالية هذه الفتوى قضائيا داخل السعودية قال النجيمي: يستطيع المواطن رفع قضية على القنوات التي تبث المخالفات بحسب إمكانية موقعها بأن يذهب ليرفع قضية في بلد بث المحطة، كما يستطيع رفع القضية من خلال القضاء السعودي على أصحاب هذه القنوات.
http://www.al-jazirah.com/179018/ln2.htm
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:41]ـ
تعليق جوال زاد 80600
إذا كان مروج المخدرات يقتل تعزيرا بحكم القضاء، وجريمته في الإضرار بالجسد، فكيف بمن يروج للفكر الضال والمنحرف والانحلال والتنصير والفاحشة، وجريمته تفسد الدين والعقيدة؟!
فهذا أولى أن يقول القضاء فيه كلمته.
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:59]ـ
(6)
صوتيات الإمام اللحيدان من موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=109
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 12:12]ـ
جزاكم الله خير
بأذن الله سأبذل جهدي في نشر الدفاع عن والدنا حفظه الله وكفاه
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 12:24]ـ
جزاكم الله خير
بأذن الله سأبذل جهدي في نشر الدفاع عن والدنا حفظه الله وكفاه
أ. ناجية أحمد
جزاكم الله خيرا وثبتكم على الحق والنور!
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 12:36]ـ
بوركت أخي الفاضل على ذبك عن أعراض العلماء.
---
الله المستعان
ما الذي يحدث في المملكة؟
كيف يسمح بالانتقاص من علمائنا الأفاضل؟
الأمس الشيخ الفوزان و اليوم الشيخ اللحيدان ... !!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 05:02]ـ
يرفع لرفع ضغط اللبراليين المحليين أخلاقينا.
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 08:05]ـ
يُرفع لإيضاح مايعنيه الشيخ اللحيدان ومحبوه.
ـ[اسعد]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 09:39]ـ
جزاكم الله خير
الشيخ كا كلامه واضح ولكن العرب العجم لا يفهمون العربية والى الله المشتكى
اللهم احفظ عبدك صالح اللحيدان وارزقه العمر المديد في طاعتك واجمعنا به وبالرسول (ص) بالفردوس الاعلى
امين
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 02:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 01:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
خواطر روحية رائعة لسيد قطب .. !!! الخاطرة الثانية
ـ[أروع]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 04:56]ـ
الخاطرة الثانية
عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود إ ..
أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض!!
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهماً، قتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بايامنا وساعاتنا و لحظاتنا. و ليست الحياة بعد السنين، ولكنها بعداد المشاعر. وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهما " هو في الواقع " حقيقة " أصح من كل حقائقهم! .. لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة. جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي! ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا ...
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال! ...
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية!!.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 05:27]ـ
تسلم يا أروع
ويسلم لنا أستاذنا الامام سيد قطب
ثم من انا حتى أنسب أستاذيته وامامته لنفسى
وانا سمعت الشيخ سلمان العودة يقول حدثنا الامام سيد قطب
وعليه فنسبتها لى من باب التأدب وليس من الحقيقة فى شئ
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 01:28]ـ
بارك الله فيكم و رحم الأستاذ العظيم سيد ..
و سبحان الله كم كنت أتمنى قراءة هذا المجاهد كما يجب فلم يتح لي ... و هاأنذا أقرؤه عبر كلمات الأستاذ النورسي!! هي هكذا فهوم المتجردين لله ... ؟!
فاسمح لي أخي الكريم أن ألاحقك:):) حيثما حللت تكتب عن السيد لأذكر لكم ما يناسبه عند البديع؟!
يقول رحمه الله في الكلمة الثالثة و العشرين:
....
في الانسان وجهان:
الاول: جهة الانانية المقصورة على الحياة الدنيا.
والآخر: جهةُ العبودية الممتدة الى الحياة الأبدية.
فهو على اعتبار الوجه الاول مخلوقٌ مسكينٌ. إذ رأسماله من الارادة الجزئية جزءٌ ضيئل كالشعرة، وله من الاقتدار كسبٌ ضعيف، وله من الحياة شعلةٌ لا تلبث أن تنطفئ، وله من العمر فترةٌ عابرة خاطفة، وله من الوجود جسمٌ يبلى بسرعة. ومع هذا فالانسان فردٌ لطيف رقيق ضعيف من بين الأفراد غير المحدودة والأنواع غير المعدودة المتراصة في طبقات الكائنات.
أما على اعتبار الوجه الثاني وخاصة من حيث العجز والضعف المتوجهين الى العبودية، فهو يتمتع بفسحة واسعة، وأهمية عظيمة جداً؛ لأن الفاطرَ الحكيم قد أودع في ماهيته المعنوية عجزاً عظيماً لا نهاية له، وفقراً جسيماً لا حد له، وذلك ليكون مرآةً واسعة جامعة جداً للتجليات غير المحدودة (للقدير الرحيم) الذي لا نهاية لقدرته ورحمته و (للغني الكريم) الذي لا منتهى لغناه وكرمه.
نعم، ان الانسان يشبه البذرة، فلقد وُهبت للبذرة اجهزةٌ معنوية من لدن (القُدرة) واُدرجت فيها خطةٌ دقيقة ومهمة جداً من لدن (القَدَر) لتتمكن من العمل داخل التربة، ومن النمو والترعرعِ والانتقالِ من ذلك العالم المظلم الضيق الى عالم الهواء الطليق والدنيا الفسيحة، وأخيراً التوسل والتضرع لخالقها بلسان الاستعداد والقابليات لكي تصير شجرةً، والوصولِ الى الكمال اللائق بها. فاذا قامت هذه البذرةُ بجلب المواد المضرة بها، وصرفِ أجهزتها المعنوية التي وُهبت لها الى تلك المواد التي لا تعنيها بشئ وذلك لسوء مزاجها وفساد ذوقها، فلاشك ان العاقبةَ تكون وخيمةً جداً؛ اذ لا تلبث أن تتعفن دون فائدة، وتبلى في ذلك المكان الضيق. أما اذا اخضَعتْ أجهزتَها المعنوية لتتمثل أمر] فالق الحبِّ والنَّوى [(الانعام:95) التكويني واحسنتْ استعمالَها، فانها ستنبثق من عالمها الضيق لتكتملَ شجرةً مثمرةً باسقة، ولتأخذ حقيقتُها الجزئية، وروحُها المعنوية الصغيرة صورتَها الحقيقية الكلية الكبيرة.
فكما ان البذرة هكذا فالانسانُ كذلك. فقد اُودعتْ في ماهيته اجهزةٌ مهمةٌ من لدن القدرة الإلهية، ومُنحَ برامجَ دقيقة وثمينة من لدن القَدَر الإلهي. فاذا أخطأ هذا الانسانُ التقديرَ والاختيار، وصَرَف اجهزتَه المعنوية تحت ثرى الحياة الدنيا وفي عالم الارض الضيق المحدود، الى هوى النفس، فسوف يتعفّنُ ويتفسّخ كتلك البذرة المتعفنة، لأجل لذةٍ جزئيةٍ ضمن عمرٍ قصيرٍ وفي مكانٍ محصور وفي وضع متأزم مؤلم، وستتحمل روحُه المسكينة تبعات المسؤولية المعنوية فيرحلُ من الدنيا خائباً خاسراً.
أما اذا ربّى الانسانُ بذرةَ استعداده وسقاها بماءِ الأسلام، وغذّاها بضياءِ الايمان تحت تراب العبودية موجهاً أجهزتَها المعنوية نحو غاياتها الحقيقية بامتثال الأوامر القرآنية. فلابد أنها ستنشقّ عن أوراقٍ وبراعم واغصانٍ تمتدّ فروعُها وتتفتّح أزاهيرُها في عالم البرزخ وتولّد في عالم الآخرة وفي الجنة نِعَماً وكمالاتٍ لا حد لها. فيصبح الانسان بذرةً قيّمةً حاوية على أجهزة جامعة لحقيقة دائمة ولشجرة باقية، ويغدو آلةً نفيسة ذات رونق وجمال، وثمرةً مباركة منورة لشجرة الكون.
نعم ان السموَّ والرقي الحقيقي انما هو بتوجيه القلب، والسرِ، والروح، والعقل، وحتى الخيال وسائر القوى الممنوحة للانسان، الى الحياة الأبدية الباقية، وأشتغال كلٍّ منها بما يخصّها ويناسبها من وظائف العبودية. أما ما يتوهمه أهلُ الضلالة من الانغماس في تفاهات الحياة والتلذّذِ بملذاتها الهابطة والإنكباب على جزئيات لذاتها الفانية دون الالتفات الى جمال الكليات ولذائذها الباقية الخالدة مسخّرين القلب والعقل وسائر اللطائف الانسانية تحت إمرةِ النفس الأمارة بالسوء وتسييرها جميعاً لخدمتها، فان هذا لا يعني رقياً قط، بل هو سقوطٌ وهبوط وانحطاط.
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 01:36]ـ
/// خاطرةٌ رائعةٌ، استمعتُ إلى أروع منها قديمًا من أخيه، لكني أفتقدها؛ لأنها كانت سماعًا لا مكتوبًا ..
/// ولأن الشيء بالشيء يُذكر فكم أعجبني عنوان البرنامج الذي كانوا يبثونه في قناة المجد بين فينة وأخرى: ((حياة إنسان)).
/// ممَّا ينسب للإمام الشافعي:
وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ /// /// تُقْضَى على يده للناسِ حاجاتُ
لا تمنعنَّ يد المعروفِ عن أحدٍ /// /// ما دمت مقتدرًا فالسعدُ تاراتُ
واشكر فضائلَ صنعِ اللهِ إذ جَعَلَت /// /// إليك لا لك عند النَّاس حاجاتُ
قد مات قومٌ وما ماتت مكارمُهُم /// /// وعاش قومٌ وهم في النَّاس أمواتُ!
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 02:21]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ........
يا اخوتي
لا يجوز توقير أهل البدع و الضلال و لا ذكر أقوالهم و لا تمجيدها لأن في ذلك دعوة إلى صحة أفكارهم و عقائدهم.
و إن سيد - عفى الله عنه - قد تخبط و تقول في ما لا يعرف فقد تكلم في القرآن بكلام فاحش، و قد تكلم في صفات الله كلاما لا يقوله إلا أهل العقل، و قد سب الصحابة وكفر المسلمين و أمر بالخروج و القتل و التفجير، فكيف نمدحه و هذه أفكاره.
أليس مدحه دعوة للناس للإطلاع على كتبة و قراءتها.
اخوتي أين غيرتنا على ما جاء به رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم!!!!!!!
يجب ألا نوقر كل من زاد أو أنقص في الدين أو تكلم فيه بغير علم.
هذا و أرجو من الأخوة قراءة ردود العلماء على فكر سيد ومن الردود العادلة رد الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.
و الرجاء عدم أخذ المواضيع و الناس بالعاطفة العمياء و اعتبارهم معصومين من الخطأ فكل ابن آدم خطآء و خير الخطآئين التوابون، و إن سيد لم يتراجع عن فكره و لم يبين خطأه، و لكن نسأل الله أن يعفو عنه، و نسأله أن لا يأخذ شبابنا فكره الهدام للأمة و للمسلمين.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 02:46]ـ
/// بارك الله فيك .. ليست هناك عاطفة، ولا تمجيد، ولا دعوة إلى صِحَّة الأفكار، ولا غير ذلك من الأوهام. كلُّ ما في الأمر حكمةٌ يجدها المؤمن - وهي ضالته - عند شخصٍ ما، بغضِّ النَّظر عن اتجاهه أوفكره أوكمية أخطائه أوشدتها.
/// وهذا بابٌ مطروق من زمن النَّبي (ص): حين قال عن تعليم الشيطان لأبي هريرة: صدقك وهو كذوب.
/// وهو ما دأب عليه أهل العلم قديمًا وحديثًا، حتى من أكثر الناس محاربةً للبدع، تجدهم يقتبسون كلامًا لبعضهم ويثنون عليهم فيه، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والألباني نفسه مع بعض كلام سيد قطب رحمه الله.
/// وبناء على ذلك فكلامك هو العاطفي فيما يبدو .. وفقك الله.
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 03:07]ـ
/// بارك الله فيك .. ليست هناك عاطفة، ولا تمجيد، ولا دعوة إلى صِحَّة الأفكار، ولا غير ذلك من الأوهام. كلُّ ما في الأمر حكمةٌ يجدها المؤمن - وهي ضالته - عند شخصٍ ما، بغضِّ النَّظر عن اتجاهه أوفكره أوكمية أخطائه أوشدتها.
/// وهذا بابٌ مطروق من زمن النَّبي (ص): حين قال عن تعليم الشيطان لأبي هريرة: صدقك وهو كذوب.
/// وهو ما دأب عليه أهل العلم قديمًا وحديثًا، حتى من أكثر الناس محاربةً للبدع، تجدهم يقتبسون كلامًا لبعضهم ويثنون عليهم فيه، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والألباني نفسه مع بعض كلام سيد قطب رحمه الله.
/// وبناء على ذلك فكلامك هو العاطفي فيما يبدو .. وفقك الله.
لا و الله يا أخي
إن ذكر أهل الأهواء و البدع بالخير و تمجيدهم و ذكر أقوالهم دون التحذير من منهجهم المنحرف هو الخطأ.
و إن المتبع للسلف يجب أن يبين موقفه من الولاء للموحدين و البراءة من الكافرين و المبتدعين الضالين.
و إن سيد عفى الله عنه قد شذ عن الطريق فيجب البراءة من منهجه و عدم ترغيب الناس في الإطلاع على مقالاته و كتاباته، و إنه قد قال بكلام لا يسكت عليه، و إنه قد خالف أهل السنة في أصول كثيرة فضلا عن الفروع.
فالرجاء منك الحكم على الموضوع بمنهج أهل السنة.
و بقاعدة الولاء و البراء.
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 03:52]ـ
الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 04:07]ـ
[ CENTER] بارك الله فيكم و رحم الأستاذ العظيم سيد ..
و سبحان الله كم كنت أتمنى قراءة هذا المجاهد كما يجب فلم يتح لي ... و هاأنذا أقرؤه عبر كلمات الأستاذ النورسي!! هي هكذا فهوم المتجردين لله ... ؟!
فاسمح لي أخي الكريم أن ألاحقك " وجوه معبرة " حيثما
[ SIZE=6]...
قال الله عز وجل: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}
وبخصوص الوجوه المعبرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة " صححه الألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 04:12]ـ
/// الأخ السلفي .. كلامك عفى عليه الزمن .. وأنت تعيد كلامًا مكرورًا بألفاظ مختلفة تقدَّم الردُّ عليه.
/// طيب .. ما رأيك فيمن حذر من سيد قطب رحمه الله وأثني على بعض ما جادت به قريحته وفكره من كلام منير .. هل هذا يخالف مذهب السلف؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 05:06]ـ
طيب يا ايها الإخوة المحذرون الناصحون ... !
قد عرفنا و الله موارد نصحكم فيما مضى ... جزاكم الله خيرا. فالرجاء أن لا تشوشوا علينا فيما يأتي.
فنحن لنا اجتهادنا كذلك في كيفية الاستفادة .. فلم دوام الملاحقة ... ؟
يا إخوتي لسنا أطفالا لتكونوا وكلاء علينا .. يا أيها الإخوة الطيبون!
أفكلما فتح محبوا سيد و غيره موضوعا للاستفادة من بعض الأشياء انبريتم لهم ... ؟ طيب و الله فهمنا قصدكم الطيب و وجهة نظركم .. فارحمونا يرحمكم الله!
يا إخوتي ادعوا لنا من أعماق قلوبكم .. فوالله إن ذلك يصلح الجميع.
حفظكم الله و بارك فيكم.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 06:52]ـ
سائل يقول: ما أثر الثَّناء على أهل البدع والطَّعن في أهل السُّنة في زمن الفِتَنْ؟
لا شكَّ أنَّ الثَّناء يُغرِّر بالنَّاس، الثناء يغرر بالناس، والقَدْح يُنَفِّر النَّاس، فَكونُك تُغرِّر بالنَّاس في مَدْح منْ لا يستحقّ المَدْح هذا لا شكّ أنَّهُ غِش، وكونُكَ تُنفِّر النَّاس عَمَّنْ يَنْفع النَّاس لا شكّ أنَّ هذا قَطْع طريق، يعني عالم نَفَعَ اللهُ بِهِ، وعلى الجَادَّة، ثُمّ تقول فُلان لا يُؤْخَذ العلم عنهُ هذا قَطْع طريق، على طُلاَّب العلم أنْ يَسْتَفِيدُوا من هذا العالم، وتغريرك بالثَّناء الكاذب لمن لا يستحقُّ الثَّناء هذا لا شكّ أنَّهُ غِش، وأهلُ العلم يُقرِّرُون في شرح حديث: ((الدِّين النَّصِيحَة)) ومن الغِش لوليِّ الأمر غَرُّهُ بالثَّناء الكاذب، فلا يجُوز أنْ يُغَرّ أحد بالثَّناء الكاذب، نعم بعضُ النَّاس قد يجتهد في الثَّناء عليهِ لِيَصِل إلى مصلحةٍ أعْظَم، وهذا يَسْلُكُها بعض العُلماء الذِّينَ عَاصَرْناهُم من أهل العِلْم العمل وأهل الجِهَاد والدَّعوة، يَمْدَحُون وليَّ الأمر؛ لأنَّهُ بهذا المَدْح يَنْفَتِح قَلْبُهُ ويَنْشَرِح لِأُمورٍ هي من أعمال الخير، يَنْشَرِحُ لها أكثر ممَّا لو يحصل هذا المدح، وعلى كُلِّ حال الأُمُور بِمَقَاصِدِها، فَغَرُّ المُبتدع وغَرِّ النَّاس بِهِ لا شكّ أنَّهُ غِش؛ بل منْ أعظم أنواع الغِش؛ فإذا حُرِّمَ الغِش في الدِّرهم والدِّينار، فلَأَنْ يُحرَّم في أدْيَان النَّاس من باب أولى، فَكَونُهُ يمدح فُلانْ من المُبتدعة لا سيَّما في الجانب الذِّي فيهِ البِدْعَة؛ لكنْ لو مُدِح يُجيد علم النَّحُو مثلاً وهو من الأشاعِرة يُمْدَح في هذا الباب ويُنَبَّه على ما فيهِ منْ بِدْعة هذا ما يَمْنَع إنْ شاء الله تعالى، وفي شُيُوخ أئِمَّة الإسلام في العُلُوم الأُخرى لا أعني في علم قال الله وقال رسُولُهُ في شُيُوخهم من فيه شوبُ بِدعة، وقد رَوى الأئِمّةُ وعلى رأسِهم البُخاري ومُسلم عمَّن فيهِ شَوبُ بدْعة؛ لكنْ فيما لا يُؤيِّدُ بِدْعتهُ، مع بيانْ بِدْعتِهِ، والتَّحذير منهُ في هذا الباب، فَنُفرِّق بين إذا كان العِلْم لا يُوجد إلاّ عندهُ يُؤْخَذُ منهُ هذا العِلم؛ لكنْ مع بيان الواقِع، أمَّا أنْ يُمْدَح بإطْلاَق فيُقال يُمْدَح بما فيهِ من خير ولا يُذْكر ما فيهِ من بِدْعة، لا شكَّ أنَّ هذا تَغْرِير؛ لأنَّهُ قد يُؤْخذ عنهُ ما عندهُ من بِدْعة، يَغْتَرّ من يسمع هذا المَدْح، ثُمَّ يَأْخُذ عنهُ كُلّ شيء بما في ذلك بعض ما يَعْتَقِدُهُ ويَدْعُو إليهِ منْ بِدْعة، واللهُ المُستعان.
http://www.khudheir.com/ref/748
__________________
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 01:16]ـ
يا أخي الكريم أ. كمال:
الموضوع أننا نحن أيضا لنا مشايخنا و قناعاتنا في هذه الأمور ... و قد بينتم لنا مرارا و أديتم واجبكم ... فبارك الله فيكم ..
و بقي واجب واحد عليكم .. و هو الكفّ عن ملاحقتنا و إلا ضربناكم:)!
ولك و الله بحبك! بس ... ؟
بس حلّ عنّي:):):):):)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 01:21]ـ
/// يا أخي الكريم .. الكلام ليس عن منهج "سيد قطب"، ولا بدعيته، ولا ضلاله، ولا دعوة للناس إلى اتخاذه إمامًا، أو دعاية له، الكلام باختصار أن ثَمَّ حكمةً تجدها هنا أو هناك فتشيد بها، وهذا لا يتعارض مع تحذيرنا من أخطاء شخصٍ ما أوضلاله أوجهله فيها.
/// كما لو نقل شخصٌ كلامًا للزمخشري من كشافه وأشاد به، أوحكمة لأحد أئمَّة الكفر في هذا الزمن وأشاد به، وبس. فلا داعي للتحجير على الناس فيما هو واسعٌ يسعهم، مشى عليه الأئمَّة قبلهم.
/// لذا لن يغلق هذا الموضوع، بل يحذف كل ما خرج عن هذا الإطار.
/// ومن رأى أن كلام سيد أوفلان لا يجوز نقله ألبتَّة! فله رأيه الذي لن يجد من يناقشه فيه لغلطه؛ لأنَّه بدون حُجَّةٍ بيِّنةٍ سوى خطب في التحذير من البدع والضلال وأهلهما .. ونحن نشرق وذاك مغرِّب!
/// وأنا أعجب والله من بعض الشباب الذين يشددون على أنفسهم -ثم على غيرهم- بما ليس لهم فيه سلف ولا خلف من الأئمة معتبر.
/// وأتذكر كثيرًا ما يشيد الشيخ الألباني ويستشهد بكلام لسيد قطب، أولمؤسس حزب التحرير أو لغيرهما .. وغير ذلك. فمن سلفكم في هذا التشدد والتقعر الذي ليس فيه سلفٌ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 01:24]ـ
/// يا أخي الكريم .. الكلام ليس عن منهج "سيد قطب"، ولا بدعيته، ولا ضلاله، ولا دعوة للناس إلى اتخاذه إمامًا، أو دعاية له، الكلام باختصار أن ثَمَّ حكمةً تجدها هنا أو هناك فتشيد بها، وهذا لا يتعارض مع تحذيرنا من أخطاء شخصٍ ما أوضلاله أوجهله فيها.
/// كما لو نقل شخصٌ كلامًا للزمخشري من كشافه وأشاد به، أوحكمة لأحد أئمَّة الكفر في هذا الزمن وأشاد به، وبس. فلا داعي للتحجير على الناس فيما هو واسعٌ يسعهم، مشى عليه الأئمَّة قبلهم.
/// لذا لن يغلق هذا الموضوع، بل يحذف كل ما خرج عن هذا الإطار.
/// ومن رأى أن كلام سيد أوفلان لا يجوز نقله ألبتَّة! فله رأيه الذي لن يجد من يناقشه فيه لغلطه؛ لأنَّه بدون حُجَّةٍ بيِّنةٍ سوى خطب في التحذير من البدع والضلال وأهلهما .. ونحن نشرق وذاك مغرِّب!
أحسنتم ... بارك الله فيكم شيخ عدنان!
و سبحان الله البارحة كنت أفكر بأمر و هو: لم إغلاق المواضيع إذا جاء من الإخوة من يشوش عليها و يخرج بها عن إطارها؟! لم لا تحذف فقط المشاركات المخالفة؟؟! فالحمدلله أن وافق تفكيري البارحة عزمكم اليوم!!
ـ[ابن خالد]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 05:28]ـ
لاني فقط قلت: رحمة الله على سيد قطب حذفت مشاركتي ................. يا سبحان الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 06:22]ـ
لذا لن يغلق هذا الموضوع، بل يحذف كل ما خرج عن هذا الإطار.
جزاك الله خيرا مشرفنا الفاضل
لكن هذا اقرار تأخر كثيرا ونرجو تنفيذه بدقة
هذا القرار فريضة واجبة على كل مسلم
## باقي المشاركة حررها المشرف ##(/)
إسلام عدد 117 شخصا في دولة بنين
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 09:24]ـ
إسلام عدد 117 شخصا في دولة بنين
منذ عدة سنوات زرت هذه الدولة دولة بنين والتي يبلغ عدد المسلمين فيها 65 % وتقع غرب أفريقيا بجوار كل من توغو وغانا ونيجيريا .... وقدمت فيها عدة دورات مكثفة وأسهمت في تأسيس جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في هذه الدولة ولا زلت أتابع نشاطات هذه الجمعية وهي كل يوم في ارتقاء وازدياد والحمد لله وعدد الحفاظ يتزايد والحمد لله ومن الأخبار التي حدثني بها رئيس الجمعية وقد زارني منذ يومين في المدينة المنورة خبر إسلام 117 شخصا في قرية وثنية والحمد لله وذلك بسبب ما يقدمه المسلمون لهم من مساعدات وأترككم مع نص التقرير الذي وصلني: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وآله وصحبه وسلم وبعد:
1 - كان سبب إسلام ما يزيد على 117 شخصا في إحدى قرى دولة بنين نتيجة الزيارات الدعوية ـ إلى القرى والأرياف ـ التي تنظمها جمعية القرآن الكريم بتمويل المحسنين من الداخل ومن الخارج من جهة، وبجهودها الذاتية من جهة أخرى 0 فإن لها الآن ما يزيد على 80 قرية تقوم بمتابعة أهلها وتعليمهم القرآن وما يحتاجون من أمور دينهم، ودعوة غيرهم للدخول في الإسلام، وتتم هذه الزيارات في شكل قوافل دعوية، أو دورات تدريبية حسب حاجة المنطقة 0
2 - وقد وقع اختيارنا في هذه المرة على منطقة (باسيلا) التي يسكنها عدد كبير من الوثنيين والمسيحيين، والتي طالما كثفنا الزيارات الدعوية إليها لدعوة أهلها، ولكن دعوتنا لم تلق أذنا صاغية في أول الأمر، ومع ذلك لم يجد اليأس إلى قلوبنا من سبيل فألهمنا الله أن نستخدم معهم أساليب الدعوة المختلفة، فاهتدينا إلى أن ننفذ لهم مشروع الأضاحي مع علمنا أنهم لا يستحقونها لأننا لم نجد في هذه القرية غير3 بيوت من المسلمين 00 فكلمنا لأول الأمر سلطان القرية عن هذا المشروع الذي سيق إليهم فاستغربه ثم أعلن ذلك في الملأ 00
3 - وهكذا يستجيب الأتباع للدعوة بسهولة إذا انقاد لها الزعماء أولا 00 ومن هنا بدأنا نطمع في إسلام السلطان اعتمادا على التجارب السابقة 00 فإذا أسلم كان إسلام الأتباع أسهل مع اختلاف دياناتهم ما بين مسيحي ووثني 0 وهكذا أسلم السلطان وأعلن ذلك وأسلمت معه كل القرية
4 - وللجمعية أساليب لتأليف قلوب المدعوين الذين قد يكون إذعانهم صعبا منها:
1 - إقامة مشروع إفطار الصائم
2 - مشروع الأضاحي
3 - توزيع الكساء
4 - كفالة أبناء السلاطين لتعلم القرآن والعلوم الدينية 000 وغير ذلك
5 - وبهذا المشروع انقاد زعيم القرية الذي قد يمر عليه فترة طويلة ولم يذق طعم اللحم 00 وأسلم معه هذا العدد الكبير في ذلك اليوم الذي صار لهم عيدا لا ينسونه في حياتهم 00 وخاب ظن أعداء الله من المنصرين الذين كانوا يغرونهم بما لديهم 00 وإن كان ما يقدمونه أثمن وأغلى مما نقدم إلا أن وعد الله أكبر وأوفى حيث يقول عز من قائل ((إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون 000)) الآية 00 وهكذا صار جميع أهالي القرية مسلمين 00 ولكن هاهنا حاجات نوصي بتلبيتها تعزيزا لإسلامهم وترغيبا لغيرهم ممن لم يدخلوا في الإسلام بعد وهي:
1 - أن يتم منح السلطان ووزيره بطاقة الحج، وتبلغ قيمة الحج للشخص الواحد (3.000 يورو) تشمل جميع مصاريف الحج
2 - بناء مسجد أو مصلى لهم في هذه القرية لأداء الصلوات الخمس والجمع
3 - تنفيذ المشاريع الموسمية لهم (الإفطار، الأضاحي) 0
وقد أكرم مدير الجمعية هذا الزعيم بهدية عبارة عن لباس وطني 00 فرح به كثيرا وخاصة أن هذا الملبوس خاص للسلاطين والزعماء 00 وهكذا يؤثر الشيء القليل في الدعوة على المدعوين 000 ولكن أين المنفقون والباذلون فهذه التجارة الرابحة 00 اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك 00 وصلى الله على نبينا محمد 0 هذا موجز نبأ إسلام هؤلاء 00 والأخبار في ذلك تطول وإنني بدوري أشكر الإخوة القائمين على هذا النشاط الدعوي الرائع وهم معروفون لدي ومزكونوأهيب بكل من يطلع على هذا الكلام أن يستجيب بالدعم المادي والمعنوي وخاصة في هذا الشهر المبارك فمن أحب أن يكون له يد في التعاون معهم على هذا الخير فليتواصل معنا هنا في هذه الصفحة أو على الخاص تابعو الموضوع على هذا الرابط
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?p=115745#post11 5745
محبكم يحيى الغوثانيالمشرف العام على منتدى البحوث والدراسات االقرآنية(/)
العلاقة بين العلمانية والغنوصية
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 12:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقة بين العلمانية والغنوصية
د. أحمد إدريس الطعان ([1])
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني: Ahmad_altan@maktoob.com
مقدمة
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
في الظلام تكثر الخفافيش ..
وفي الظلام تغيب الحقائق، وتختلط معالم الأشياء، ويستوي الأعمى والبصير ..
وفي الظلام ينشط الشطار والسراق يبحثون تحت جنح الظلام عن صيودهم وغاياتهم ومكاسبهم .. وفي الظلام يتعالى صفير هؤلاء وتصفيقهم وضوضاؤهم يصمون الآذان، ويقلقون الأذهان.
إذا كان ذلك ما يحصل في ظلام الحس والمشاهدة فكذلك هو ما يحصل في ظلام الأفكار والمبادئ، فيحرص المغرضون على اختلاط المفاهيم، واندراس الحدود، والتباس التعاريف، ويضيق هؤلاء بالوضوح والبيان، ويتبرمون من التدقيق والإتقان.
وفي هذا العالم المختلط من الفوضى يتكلم الرويبضات، ويتقدم الأراذل، ويتصدر الأصاغر، ويؤم القوم أجهلهم، ويقودهم أحمقهم. غير أن الأدهى من كل ذلك أن تصبح الفوضى هي الأساس، والعبث هو القانون، والغموض هو الإبداع، والهوى هو الميزان، وهو ما يحصل اليوم في عالم النصوص وقراءتها وتأويلها، وفي عالم الأفكار وصناعتها وتدويلها.
فالذين يبحثون عن الحقيقة يحرصون على اكتشاف معالم النص وحدوده وأبعاده، وهو ما لا يعني أبداً تجاهل أعماقه وآفاقه الواسعة، ولكنهم يريدون الحقيقة التي يحث عليها النص سواء كانت حقيقة نظرية اعتقادية أم عملية سلوكية، وفي هذه الحالة يمثل هذا الصنف دور المحكوم الذي يبحث في النص عن مقاصد الحاكم ومراميه، ويوظف لفهم النص كل وسائل الإضاءة والإنارة، وهو متشوف إلى اكتناه الحقيقة والتشبث بها.
غير أن صنفاً آخر من الناس لا يعتقدون بوجود حقيقة أصلاً وراء عالم الأهواء والأغراض الذي يتمرغون فيه، فكل حقيقة يمكن أن تنغص عليهم وهْمَ المتعة الذي يعيشونه هي حقيقة زائفة، وكل نص يعكر عليهم نشوة السكرة التي ينعمون بها هو نص استبدادي لا بد من مقاومته بكل وسائل التشويش والتعكير والتنفير.
ومن هنا فإن الخطاب العلماني/الغنوصي يرفض حكومة النص المُحْكم، لأنه بنظرهم نص إمبريالي يريد أن يفرض سلطانه على قرائه، بمعنى آخر لأنه نص مستنير واضح ليس فيه ظلام، ولا يسمح بحرية اللعب، في حين يكون النص المتشابه – بنظر الخطاب المدروس- هو النص المحبوب والمقرب لأنه يفسح المجال لإطفاء الأنوار، وإسدال الظلام، والألعاب الحرة.
في هذا اللعب الحر، وفي هذا الظلام النصي، وفي هذه الغشاوة التأويلية، تلتقي كل من العلمانية والغنوصية لقاء الأحباب في تأويل أو تقويل النص القرآني، والتحلل من حكومته ..
إذاً: تلتقي العلمانية مع الغنوصيات القديمة المتمثلة في الهرمسية ([2]) والأفلوطينية ([3]) والباطنية ومع الغنوصية الجديدة المتمثلة في الهرمينوطيقا الغربية في قضية التأويل أو القراءة للنصوص، وإن كان الاتفاق بينهما لا يعني أكثر من الاتفاق على عدم الاتفاق، أي أن الإنسان القارئ للنص له الحق أن يفهم من النص ما يحقق له أغراضه وإراداته دون اعتبار لما يقوله النص، إن القارئ هو الذي يقول، والنص عليه فقط أن يكون جهاز استقبال وتبرير لإملاءات القارئ، دون أن يُسمح له بالإرسال أو القول.
ونحن نقول هنا: بأنه ليس هناك ما يمنع أن يكون النص المقروء محرضاً على الإبداع أو حافزاً للفكر على التجديد أو الاستنباط، ولكن الفهم الجديد قد يرتبط بالنص القديم ببعض الوشائج اللغوية والأصولية والقرائنية التي تسمح له أن يكون تفسيراً وشرحاً للنص القديم، وقد يكون هذا الفهم هو مجرد تداعيات أو إيحاءات سببتها قراءة النص ولكنها منبتة الصلة به لغوياً وأصولياً وقرائنياً، ومع ذلك تصرُّ القراءات الغنوصية / العلمانية على اعتبارها فهوم مشروعة بالنص، ومؤسَّسة عليه.
وقد اعتمدت في هذا البحث على المصادر الأساسية والمباشرة للخطاب العلماني والغنوصي، وحرصت على أن أترك النصوص هي التي تتكلم، وأن يكون منهجي هو المنهج الوصفي الكشفي التركيبي حتى لا أُتَّهم بالتجني والتحامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وها هنا ملاحظتان منهجيتين أود أن ألفت النظر إليهما لعل ذلك يجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم الأولى: أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة، ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً في متن الدراسة، وأحلت إليها في الهوامش، ولذلك أيضاً كنت أنتقل من نص إلى نص دون اعتبار لقائله ما دام يتكامل مع غيره في داخل السياج الأيديولوجي العلماني.
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية الغربية في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية.
والثانية: أنني اعتمدت على المصادر المترجمة التي تمكنت من الوصول إليها للباحثين الغربيين الذين احتاجت لهم هذه الدراسة. كما توجد في البحث بعض المصادر الثانوية لم يكن اعتمادي عليها كمصادر جوهرية وإنما كمكملات نفلية على مبدأ أن النافلة إن لم تنفع فلا تضر بعد أداء الفريضة.
وأحب أن أشير إلى أنني لا أعرف من كتب في هذا الموضوع بشكل مستقل، ولم يقع تحت يدي أي بحث يسلط الضوء على هذه العلاقة بين العلمانية والغنوصية.
وقد جاء هذا البحث في مقدمة ومبحثين وخاتمة:
المقدمة: وفيها الإشارة إلى إشكالية البحث ومنهجيته وخطته.
المبحث الأول: وشائج التواصل بين العلمانية والغنوصية الهرمسية.
المبحث الثاني: متاهة القراءة العلمانية " مراجعة نقدية ".
الخاتمة: وفيها الخلاصة والنتائج.
المبحث الأول
وشائج التواصل بين العلمانية والغنوصية ([4]) الهرمسية
المطلب الأول – العلاقة بين الهرمينوطيقا والغنوصية:
"" الهرمينوطيقا هي فن كشف الخطاب في الأثر الأدبي "" ([5]). كما "" تعني تقليدياً فن تأويل النصوص المقدسة الإلهية أو النصوص الدنيوية البشرية، وهي كذلك مساوية للتفسير أو للفلولوجيا بما هي تفسير حر في أو نحوي وصرفي لغوي لبيان معاني الألفاظ والجمل والنصوص، وهذا ما يعرف بالتفسير اللفظي "" ([6]).
وهو مصطلح مستخدم في دوائر الدراسات اللاهوتية ليشير إلى مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني ([7]).
هذا هو المعنى التقليدي للهرمينوطيقا، ولكن مع تطور نظرية النسبية أصبحت الهرمينوطيقا تُعنى بفن الفهم، وهذا المعنى " فن الفهم " هو الذي سيؤسس له شلاير ماخر 1768 – 1834 م ([8]) الذي يُعد أبو التأويلية الحديثة، وأصبح فن الفهم أو فن التأويل يتناول ليس النصوص المقدسة فقط بل تعدى ذلك إلى النصوص البشرية ذات المضمون الطبيعي اليومي ([9]).
ومعنى كونها تجاوزت الكتب المقدسة إلى الكلام البشري اليومي أنها أصبحت تُخضع كل شيء للتأويل، وتعتبر التأويل هو الأصل في الكلام، وبذلك تكون الهرمينوطيقا نمطاً من أنماط القراءة والتأويل للنصوص والتراثات الفكرية عموماً وهو ما سمي الهرمينوطيقا العامة ([10]).
في مقابل الهرمينوطيقا العامة التي اهتمت بتفسير الوجود تقوم هرمينوطيقا خاصة تركز بالذات على تفسير النصوص، ومن أبرز ممثليها بول ريكور ([11]) [ولد سنة " 1913م] الذي يُعوِّل كثيراً على التفسير الرمزي، وهو ما سيُعتَبر أساساً تقوم عليه الهرمينوطيقا، إذ يَعتبر ريكور الرمز وسيطاً شفافاً ينم عما وراءه من معنى، ومعنى ذلك أن يقول القائل شيئاً وهو يعني شيئاً آخر في آن واحد، وبغير أن تتعطل الدلالة الأولى وهو ما يسمى" بالوظيفة الأليغورية " للغة بالمعنى الحرفي للكلمة ([12]). وهذه الطريقة لجأ إليها بولتمان ([13]) في تحطيمه للأسطورة الدينية في العهد القديم، والكشف عن المعاني العقلية التي تكشف عنها هذه الأساطير ([14]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك طريقة أخرى يمثلها كل من فرويد ([15]) وماركس ([16]) ونيتشة ([17]) كما يبين ريكورنفسه، وهي التعامل مع الرمز باعتباره حقيقة زائفة لا يجب الوثوق به، بل يجب إزالتها وصولاً إلى المعنى المختبئ وراءها، فالرمز في هذه الحالة لا يشف عن المعنى بل يخفيه ويطرح بدلاً منه معنى زائفاً، ومهمة التفسير هي إزالة المعنى الزائف السطحي وصولاً إلى المعنى الباطني الصحيح. لقد شكك فرويد في الوعي باعتباره مستوى سطحياً يخفي وراءه اللاوعي، وفسر كلٌّ من ماركس ونيتشة الحقيقة الظاهرة باعتبارها زائفة، ووضعا نسقاً من الفكر يقضي عليها ويكشف عن زيفها ([18]).
والرمزية الريكورية تقوم على الكشف والإبلاغ عندما تساعد في تفجير دلالات اللغة عوضاً عن انكفائها على ذاتها ([19]). وتعتمد على مفهوم العلامة عند سوسير باعتبارها ذات صلة وعلاقة مع غيرها من العلامات ([20])، وباعتبارها ذات إمكانات استدعائية عجيبة، وذات قدرة فريدة على تأويل بعضها البعض ([21])، وبكون العلامة قادرة على التعبير عن شيء دون أن تتعطل عن التعبير عن شيء آخر ([22]). وبذلك يعتبر ريكور رمزيته ظاهرة ملموسة للمعنى على مستوى الخطاب، موثقة على أرضية العمليات الأولية للعلامات، وبذلك تكتسب رمزيته - بنظره - قيَماً وظيفية فلم يعد الاشتراك اللفظي ظاهرة انحراف في ذاته، ولا الرمزية زينة في اللغة ([23]).
ويصل ريكور إلى أن القيمة الفلسفية للرمزية تكمن في كونها تعبر عن غموض الكينونة من خلال تعدد إشارية علاماتنا ([24]).
هذه الرمزية تنتهي بريكور إلى تقرير النتائج التي يتفق عليها أغلب الهرمينوطيقيين فالنص بمجرد أن يُدوَّن كتابة يصبح مستقلاً عن قصد الكاتب، وتنفتح عندئذ إمكانيات التأويل المتعددة ([25]) المفتوحة التي لا تختزلها أية رؤية ([26])، وتكون مهمة الهرمينوطيقا هي الكشف عن "" شئ النص غير المحدود "" لا عن نفسية المؤلف ([27])، لأن دلالة النص العميقة ليست هي ما أراد الكاتب قوله، بل ما يقوم عليه النص بما فيه إحالاته غير المعلنة ([28]). ولذلك يعلن ريكور: "" أحياناً يطيب لي أن أقول: إن قراءة كتاب ما هي النظر إلى مؤلفه كأنه قد مات … وبالفعل تصبح العلاقة مع الكتاب تامة وثابتة بشكل ما عندما يموت الكاتب "" ([29]).
وهكذا نجد في الهرمينوطيقا تعتبر العلامات والرموز هي الأساس الذي تتكون منه اللغة، ولا عبرة بأي قواعد أو أنظمة يتعارف عليها الناس للخطاب، فهي إذن تتمرد على النظام الاجتماعي والمعرفي السائد بين الناس والذي يشكل أساس التواصل بين الناس.
كذلك فإن الهرمسية التي ظهرت في القرن الثاني الميلادي فإنها تمردت على القوانين العقلية التي كانت سائدة لدى اليونان مثل مبدأ الهوية ([30])، ومبدأ عدم التناقض ([31])، ومبدأ الثالث المرفوع ([32]) فكان هرمس كائناً متقلباً وغامضاً فهو أبٌ لكل الفنون، ورب لكل اللصوص، وكان شاباً وشيخاً في نفس الوقت ([33])، وبناء على هذا فإن الحقيقة كامنة في كل شيء، فكل شيء يقول الحقيقة ولا يقولها، وليس في ذلك تناقض – في المنظور الهرمسي – لأن كل كلمة هي في الأصل إيحاء أو مجاز، إنها تقول شيئاً آخر غير ما يبدو في الظاهر، والوصول إلى الباطن يحتاج إلى كشف إلهي أو رؤية أو حلم ([34]). لأن الحقيقة هي ما لم يُقل، أو هي ما قيل بطريقة غامضة، إن الآلهة تتكلم عبر إرساليات مليئة بالألغاز ([35]). والشيء الصحيح أساساً هو ذاك الذي لا يمكن شرحه ([36])."" وهكذا فاللغة بالنسبة للفكر الهرمسي الغنوصي بقدر ما تكون غامضة ومتعددة بقدر ما تكون غنية بالرموز والاستعارات، وهو ما يجعلها قادرة على تعيين الله الذي يحتضن داخله كل المتناقضات "" ([37]). وخلاصة ذلك أن "" التأويل في الفكر الغنوصي غير محدود، إن محاولة الوصول إلى دلالة نهائية ومنيعة سيؤدي إلى فتح متاهات وانزلاقات دلالية لا حصر لها "" ([38]).
ويعدد إمبرتو إيكو ([39]) أسس القراءة الهرمسية للنصوص، والقارئ قد يحسب أنه يعدد أسس القراءة الهرمينوطيقية فهي تقوم على أن:
· النص كون مفتوح بإمكان المؤول أن يكتشف داخله سلسلة من الروابط اللانهائية.
· إن اللغة عاجزة عن الإمساك بدلالة وحيدة، ومعطاة بشكل سابق.
· إن اللغة تعكس لا تلاؤم الفكر، إن وجودنا في الكون عاجز عن الكشف عن دلالة متعالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
· إن كل نص يدعي إثبات شيء ما هو كون مُجهَض، أي نتاج كائن يشكو من اختلال ذهني، لأن النص يُنتج سلسلة لا متناهية من الإحالات ([40]).
بناء على هذه الأسس فإن الفكرة التي عبر عنها بول فاليري بقوله: "" لا وجود لمعنى حقيقي للنص "" هي فكرة هرمسية خالصة ([41]).
إذاً: تستند الهرمسية على مبدأ المماثلة والتناظر وإذا كانت المماثلة في القياس الأصولي تستند على العلة أو القرينة فإنها في المماثلة الغنوصية والهرمسية تتحرر من هذا القيد فالجواز من اللفظ إلى المعنى أو من الظاهر إلى الباطن في التأويل الغنوصي يتم بدون جسر، وبدون واسطة، فهو قياس ولكنه عشوائي وبدون جامع أو ضابط ([42]).
إن الشيئين قد يتشابها أحياناً من حيث السلوك، وأحياناً من حيث الشكل، وأحياناً من حيث الزمن، فالأساس في هذه المماثلة الغنوصية هو شكل القرابة وليس المقياس الدال عليها ([43]). فالغنوصية الهرمسية تتجاهل المقاييس ما دام وُجد أي شكل من أشكال التناظر، فتنتقل من مدلول إلى آخر، ومن تشابه أو ترابط إلى آخر دون ضابط أو رقيب، فالنص يُنتِج انزلاقات دلالية لا تتوقف لأن مدلول كل كلمة ليس سوى مدلول كلمة أخرى، وبإمكان كل شيء أن يحيل إلى أي شيء ([44]).
إنها حالة توالد إيحائي ([45]) يستند على أي حالة من حالات التناظر أو التماثل، وإذا علمنا أن أي شيء يمكن أن تكون له من زاوية ما علاقات تناظر أو تجاور أو مماثلة مع أي شيء آخر ([46]) أدركنا أن التوالد لا نهاية له، وأن الإيحاءات تنتشر بشكل سرطاني بحيث إننا كلما انتقلنا إلى مستوى أعلى تم نسيان مضمون العلاقة السابقة أو تم محوها دون توقف ([47]).
أظن أنني هنا أحتاج فقط إلى التأكيد على أنني كنت في الفقرة الآنفة أتحدث عن الغنوصية الهرمسية وليس عن الهرمينوطيقا.
المطلب الثاني - العلاقة بين العلمانية العربية والغنوصية:
1 – التواصل المنهجي التنظيري:
برغم أن الغنوصية تقوم على العرفان والكشف بزعم أهلها، وأن العلمانية تقوم على العقل بزعم أهلها أيضاً إلا أن اللقاء بين الطائفتين يكاد يكون تاماً على مستوى الوسائل والغايات والمسالك والنهايات، ومع أن هذا الموضوع يستحق الإفاضة طويلاً، ويحتاج إلى دراسة مستقلة، إلا أنني سأحاول أن أختصر هذه الفقرة على أمل أن يكون ذلك نواة لبحث أوسع.
إن الطائفة الوريثة للغنوصيات القديمة في التاريخ الإسلامي هي الباطنية ومن خلالها سنحاول أن نكشف عن عناصر التواصل بين العلمانية والغنوصية.
يعتبر العلمانيون أنفسهم دعاة التنوير والتجديد كما هو معلوم، وكذلك يعتبر الباطنيون أنفسهم، فهذا واحد من ممثليهم يقول بأن الباطنية هي طريق التنوير والإرشاد ([48]). والعلمانيون يعتبرون أنفسهم دعاة العقلانية، وكذلك الباطنيون أيضاً فهم يعتمدون – بزعمهم - على مصدر ثقة هو العقل الكلي فهم إذن " العقليون " أو " أهل العقل " ([49]).
والعلمانيون يعوِّلون على التأويل ويفضلونه على التفسير ([50])، وكذلك الباطنيون يعتبرون التفسير يؤدي إلى الاختلاف، أما التأويل الباطني فهو نظام ثابت عقلي عملي يوافق المجتمع ([51]).
بل إن التفرقة العلمانية التي رأيناها بين التنزيل والتأويل، وبين القرآن ككتاب تنزيل، وتحوله إلى كتاب تأويل خاضع لكل المقاييس البشرية هي في أساسها تفرقة غنوصية باطنية جاءت من التفرقة الباطنية المنتشرة في مؤلفاتهم الفلسفية والفقهية بين التنزيل والتأويل، أو المَثَل والممثول، أو العلم والعمل ([52]).
لقد أول الباطنيون كل " دعائم الإسلام " وأركانه وشعائره عن طريق فكرة الظاهر والباطن وذلك عندما اعتبروا أن الظاهر بمنزلة القشر والباطن بمنزلة اللب، وأنه لا يستقيم الباطن إلا بالظاهر الذي هو جثته الهامدة - كما يؤكد العلمانيون دائماً - ولكنه دليل عليه، لأنه لا يصلح جسم إلا بروح ولا روح إلا بجسم ([53]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا ذهبوا إلى تأويل كثير من الآيات لتخدم غرضهم هذا في التمييز بين العلم الظاهري والعلم الباطني فقوله تعالى:] يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ العِلْمِ [([54]). يعني العلم الباطني الروحاني، هكذا جزافاً وبدون دليل ([55]). وقوله تعالى:] حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ [([56]). يعني جاء علم الباطن وتكلم به الأساس ([57]). وقوله تعالى:] قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المَاءِ [([58]) يعني سآوي إلى أحد علماء الظاهر ([59]). وقوله عز وجل:] وَحَالَ بَيْنَهُمَا المَوْجُ [([60]). أي حال بينهما علماء الضلال، أي علماء الظاهر ([61]).] وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ [([62]). " أي أمر الأساس أن يصان العلم الباطني عن غير أهله " وغيض الماء " أي غامض العلم الباطني ([63])
والنعمان بن حيوة ([64]) يصرح بأنه لا ينفي علم الظاهر، وإنما الباطن علم إضافي، وأنه هو وطائفته يؤمنون بالظاهر والباطن ([65]). ولكن هذا غير صحيح وإنما هو لون من المراوغة والخداع - كما يفعل ورثته العلمانيون - لأنه عند قوله تعالى:] فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً [([66]). ينفي أن يكون الإنسان معمراً كل هذه المدة لأن أبدان البشر لا تطيق ذلك، والمعنى مدة دوره ولُبْث شريعته ([67])، ولأنه يعتبر الباطن هو العلم والحكمة التي يجب أن يرقى إليها الطلاب ([68])، ويعتبر الباطن بمثابة الروح والظاهر بمثابة الجسد ([69]).
لا يختلف الظاهر والباطن في مفهوم الباطنية عن المعنى والمغزى في المفهوم العلماني، فكلاهما يقفز إلى التأويل الذي يرتضيه منهجه متجاوزاً القرينة والدليل والسياق وبالإضافة إلى تجاوزه للإجماع وما هو معلوم من الدين بالضرورة.
فالمعنى عند نصر حامد أبو زيد ([70]) هو الظاهر عند الباطنية، والمغزى هو الباطن والنتيجة واحدة هي رفض الفهم السلفي الذي أجمعت عليه الأمة. ففي قضية الميراث المعنى هو إعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين، أما المغزى فهو أن نطوِّر ذلك في عصر التطور إلى المساواة بين الذكر والأنثى. ولكن أين العلامة والقرينة التي نبهنا الباري عز وجل بها إلى هذه النتيجة البوزيدية؟ لا وجود لها، فالباري عز وجل فصّل المواريث ووقف عند حدود معينة، وأمرنا أن لا نتجاوز حدوده، ولكن الخطاب العلماني يهدم حدود الله ليرتع في حماه.
ولا يختلف الظاهر والباطن في مفهوم الباطنية عن مفهوم القراءة كما رأيناه في الهرمينوطيقا الغربية ونسختها العربية، فالنص كما رأينا ليس نصاً على المراد، وليس نصاً على الحقيقة "" وإذا كان النص لا يقول الحقيقة، بل يخلق حقيقته، فلا ينبغي التعامل مع النصوص بما تقوله وتنص عليه، أو بما تعلنه وتصرح به، بل بما تسكت عنه ولا تقوله، بل بما تخفيه وتستبعده "" ([71]).
إن هذا الذي يتحدث عنه الخطاب العلماني ويسميه ما بين السطور، وما يخفيه النص هو الباطن الذي يتحدث عنه الباطنية "" إنه لا بد لكل محسوس من ظاهر وباطن، فظاهره ما تقع عليه الحواس، وباطنه ما يحويه، ويحيط العلم به، فالجسد هو الظاهر والروح هو الباطن "" ([72]).
وهكذا لا نميز بين ما يتفوه به العلمانيون اليوم وما قاله الباطنيون بالأمس، يقول الخطاب العلماني: "" وذو اللب لا يقف عند الظاهر المنطوق به، بل يطلب الغائر أو المطمور أو المستتر أي يطلب معنى المعنى، ومعنى المعنى ليس سوى الظاهر أو السطح أو الشكل أو التشكيل أو الدال وقد حجب نفسه وتحول إلى عمق أو لامرئي أو محتوى أو باطن "" ([73]). وهكذا يقرر أهل الباطن "" إعلم يا أخي أن لكل شيء من الموجودات في هذا العالم ظاهراً وباطناً فظواهر الأمور قشور عظام، وبواطنها لب ومخ … يستخلصها ذوو البصائر والأبصار، فيبين الله فضل المجتهدين على المقصرين، والمجاهدين على القاعدين "" ([74]).
فالجوهر عند الباطنية هو الباطن، هذا الباطن ليس سوى المغزى عند نصر حامد أبو زيد، ومعنى المعنى عند علي حرب، والجوهر عند العشماوي، والمقاصد عند الجابري، والحداثة عند أركون، والضمير عند عبد المجيد الشرفي، وهلم جرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقرر أهل الباطن "" إعلم أن للكتب الإلهية تنزيلات ظاهرة وهي الألفاظ المقروءة المسموعة، ولها تأويلات خفية باطنة وهي المعاني المفهومة المعقولة "" ([75]) وأيضاً: "" إن للقرآن معاني سوى ما تتداوله ألسنة العامة، مما يستنبطونه بحولهم وقوتهم من دون الرُّجعى إلى أهل الاستنباط ممن قال الله فيهم:} وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [([76]) "" ([77]).
ويجيب الصدى العلماني: "" فالقراءات المهمة للقرآن ليست هي التي تقول لنا ما أراد النص قوله، وإنما تكشف عما يسكت عنه النص أو يستبعده أو يتناساه، أي هي لا تفسر المراد بقدر ما تكشف عن إرادة الحجب في الكلام "" ([78]).
2 – التواصل العملي التطبيقي:
وهكذا فقط أسقط الباطنيون كل عقائد الإسلام فوجود الله عز وجل عندهم أقرب إلى العدم إن لم يكن هو العدم، فهو - سبحانه وتعالى - عندهم لا يوصف بأي صفة من الصفات حتى بالوجود، لأنه بائن عن خلقه سبحانه وتعالى في كل ذلك ولذلك "" فالأسماء والصفات منفية عنه تعالى وتكبر "" ([79]). "" و كان متسبحاُ متعالياً أن يقع عليه إشارة مشير، أو يتجاسر نحوه خاطر بتوهم أو تفكير "" ([80]).
وهم في نفيهم لوجوده سبحانه وتعالى ينكرون أنهم ينفون وجوده، وإنما يفعلون ذلك لقطع أي صلة تشابه بينه وبين المخلوقات وهم يقولون المبدع بدلاً من الموجود "" إنما قولنا المبدع تقريراً وتثبيتاً لوجود عالم الإبداع عن موجد لهم غير مدرَك ولا محسوس ولا متوهَّم ولا متفكَّر، بل هو موجود من جهة آثاره في إبداعه، وما ظهر من فعله في اختراعه "" ([81]) "" فالباري عز وجل بائن عن ذلك كله من أحوال خلقه غير موصوف بشيء منها، لا موجود غير عدم، ولا عدم غير موجود "" ([82]).
وكل ما وصف به سبحانه وتعالى نفسه إنما هو للتقريب إلى الأذهان، لا أنها أوصاف حقيقية لله تعالى ([83]) "" فلا يقال عليه حي ولا قادر ولا عالم ولا عاقل ولا كامل ولا تام ولا فاعل، لأنه مبدع الحي القادر العالم التام الكامل الفاعل، ولا يقال له ذات، لأن كل ذات حاملة للصفات "" ([84]).
من الواضح هنا أن نفي وجود الله عز وجل يُسلك إليه طريق معقول ومقبول لدى كل مسلم هو التنزيه المطلق، والتنزيه المطلق هو غاية كل مسلم، ولكنه لا يتحقق بتخرصات العقل، وتأملاته وإنما يتحقق ذلك بالشكل الذي نزَّه الله عز وجل به نفسه، والله عز وجل وصف نفسه بصفات، من كمال التنزيه إثباتها بلا زيادة، ونفى عن نفسه أوصافاً من الواجب نفيها بلا زيادة، وكل طريق آخر يتم سلوكه يكون سالكه متألهاً على الله عز وجل، ومدعياً للعلم أكثر منه سبحانه وتعالى.
إن الخطاب العلماني يسير على خطا أسلافه الباطنية في هذه المسألة فالله عز وجل مفهوم بلا ما صدق ([85]). ولا يمكن لأحد أن يتحدث عن الله، ولا يحق لأحد أن يتحدث باسمه، فإذا كان الله عز وجل عند الباطنية هو العقل الكلي ([86]) فهوعند العلمانيين المطلق "" الذي يتعذر على المنال، الله يتعالى على كل شيء، ولا يحق لأحد أن يتحدث باسمه، ولا يمكن للبشر أن يصلوا إليه بشكل مباشر، وإنما يقدمون عنه تصورات مختلفة بحسب العصور"" ([87]) "" الأمل بالخلود، الأمل بالحرية، الأمل بالعدالة، الأمل بتصالح الإنسان مع ذاته، وهذا هو الله بالنسبة للعالم الحديث والتصور الحديث، وهذه هي صورته في مجتمع أوربي متقدم "" ([88]).
هكذا يجب علينا أن نتصور الله أسوة بالمجتمع الأوربي المتقدم، فلكي نكون متقدمين يجب أن نصوغ معتقدنا في الله بحسب " الموضة " وبناءً على آخر ما وصلت إليه الحداثة الأوربية، أما التصور السائد في المجتمع الإسلامي عن الله عز وجل فهو بنظر الخطاب العلماني تصور معين عن الله، وليس الله ذاته، إنه تصور "" مُشكَّل من شيئين: خطاب علماء الدين التقليديين + التركيبة السياسية القمعية "" ([89]). أما ما يريده أركون عن الله فهو تصور مشكَّل من الخطاب الأركوني + التركيبة الحداثية الأوربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
"" هكذا تجد أن تصورنا لله يختلف باختلاف المجتمعات والعصور، فإذا كان المجتمع منفتحاً متقدماً مزدهراً كان تصوره لله هادئاً سمحاً وديعاً، وإذا كان المجتمع يعاني من الفقر والجهل وهيمنة الأب القاسي أو الحاكم الجائر المستبد، فإن تصوره لله سوف يكون بالضرورة ضيقاً عنيفاً، قمعياً "" ([90]) الله هو التقدم، والحرية، والعدالة، والخبز، والتنمية، والرغيف، والحب كما يقول حسن حنفي ([91]). وبذلك يصبح الإنسان هو الذي يصنع تصوره لله بحسب مستواه العقلي ومدركاته الذهنية، أما أن يكون للقرآن الكريم توجيه في هذا الشأن، وتعليم بهذا الخصوص، وهداية للإنسان إلى المعتقد السليم فيما يتعلق بالذات الإلهية وصفاتها فهو أمر لا يدخل مطلقاً في حسابات الخطاب العلماني.
هذا هو التأويل العلماني الغنوصي لعقيدة الألوهية، فماذا عن اليوم الآخر والغيبيات؟ إنها نفس النتائج، بل ونفس العبارات لدى الطائفتين، فالغنوصيون يقولون بأن "" الثواب والعقاب في حق ماهيتهما من طريق الإعراب عنه ومعرفته سبيل منسد غير ممكن سلوكه إلا على المؤيدين، والمستطاع الممكن في ذلك كما قال موالينا عليهم السلام هو تشبيه الأمور المحسوسة بالمعايَن المعلوم … كما وصف الله تعالى نفسه في كتابه أولاً بالعلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والرضى والسخط والغضب والرحمة وغير ذلك من الأمور المعلومة عندنا، ووصف الملائكة بالدعاء والتسبيح والتهليل، والقيام بما يُؤمرون، ووصف الموجودات في الجنة بالظل والمياه والأنهار والأشجار والثمار والرمان والأعناب والولدان … ووصف موجودات الجحيم بالنار والعذاب والآلام ... ومثل ذلك كله محسوس لا أن تلك الأمور المخَبر عنها كالمخَبر به، أو المخبَر به يدانيها بحال من الأحوال، بل هو تقريب على الأنفس وتعليم لها لتتقوى بمعرفة الأمثلة "" ([92]). ويقول السجستاني "" لما كان قصارى الثواب إنما هي اللذة، وكانت اللذة الحسية منقطعة زائلة، وجب أن تكون التي ينالها المثاب أزلية غير فانية، باقية غير منقطعة، وليست لذة بسيطة باقية على حالاتها غير لذة العلم، فكان من هذا القول وجوب لذة العلم للمثاب في دارالبقاء"" ([93]). ويقول علي بن محمد الوليد "" ودار الثواب لا تغير فيها، فلا يمكن أن تكون لذاتها حسية لأن ما هو حسي متغير فاسد "" ([94]).
أما النفخ في الصور في نظر الباطنية فهو إشارة إلى صاحب الدور السابع الذي يحصل في الوجود آخر دور ([95]). وأما الساعة فإشارة إلى قائم القيامة وهو السابع من أئمتهم ([96]). وأما خلق عيسى من غير أب فهو التأييد والترقية إلى مقام النبوة من غير توسط أحد من البشر ([97]). وأما طوفان نوح عليه السلام وتفجير الأرض عيوناً، فهو تفجير العلم من الأئمة ([98]). وعقر الناقة هو مدافعة الحجج بالباطل ([99]). وإحياء عيسى عليه السلام للموتى بإذن الله هو إعادة الكفار إلى الإيمان ([100]).
والسؤال هنا: هل تختلف هذه الهواجس الباطنية عن الهواجس العلمانية؟
لقد اتجه الفريقان إلى تأويل العقائد الإسلامية، والمعجزات، والغيبيات، والقصص القرآني تأويلاً يلغي حقائقها، وينفي وقائعها وأصبح القرآن الكريم كتاباً آخر، بلغة أخرى يفهمها فقط أهل الباطن وأهل العلمنة.
هل يختلف قول الباطنية عن الغيبيات والعالم الآخر والمعجزات بأنها أمثال محسوسة لتقريب الصور المعقولة إلى الأذهان بالأمثلة حتى تطيق هذه المعاني وتستوعبها عن قول الخطاب العلماني بأنها تصوير فني وإبداع أدبي لا يراعي الحقيقة ولا يقصدها ([101]). لا يختلف ذلك عن قول خلف الله ([102]) بأن القرآن نزل على المعهود الذهني للعرب، والمستوى الثقافي لهم وإن لم تكن معتقداتهم حقيقية واقعية ([103]). ولا يختلف عن قول أركون ([104]) بأن الجنة والنار من نتاج الخيال الشاعري لدى البدو ([105]). ولا يختلف عن قول أبي زيد بأن العقائد تصورات مرتهنة بمستوى الوعي أي أنها يجب أن تتناسب مع نمو العقل في كل طور من أطوار التاريخ فلذلك بنظره فإن صورة الله عز وجل في القرآن كملِك له عرش وكرسي وجنود هي صورة أسطورية ليست أكثر من شاهد تاريخي، يشهد على مستوى المعرفة والوعي آنذاك ([106]).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حسن حنفي فإن وجود الله عز وجل بنظره يعني وجود الإنسان، والصفات الإلهية هي صفات إنسانية، والغيبيات وأمور الآخرة كلها تمثيلات فنية، وصياغات أدبية ([107]) وهو ما اعتبره أبو زيد فهماً تنويرياً للعقائد ([108]).
حتى ولادة عيسى عليه السلام من غير أب والتي أكد عليها القرآن، ودفع عنها شبهات المنكرين والجاحدين] إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [([109]) والتي نفى الباطنيون ظاهرها -كما رأينا - لم ينس العلمانيون أن يتابعوهم عليها فقالوا بأنه لا يمكن لمريم عليها السلام أن تنجب بدون رجل يأتيها كما تعتقد بعض المجتمعات المتخلفة شبه البدائية، وكما تعتقد بعض الأديان الكبرى القائمة إلى الآن ([110]).
هذا على مستوى العقائد والغيبيات، وأما على مستوى أركان الإسلام وفرائضه فقد تحلل الفريقان أيضاً من ذلك فقال الباطنيون بأن "" الحلال هو الواجب إظهاره وإعلانه، والحرام الواجب ستره وكتمانه، وأما الصلاة فهي صلة الداعي إلى دار السلام بصلة الأبوة في الأديان إلى الأمام، والزكاة إيصال الحكمة إلى المستحق، والصوم الإمساك عن كشف الحقائق لغير أهلها، والحج القصد إلى صحبة الأئمة، والإحرام الخروج من مذهب الأضداد، وأما الزنا فهو اتصال من غير شاهد "" ([111]). أما الفرائض بالصورة التي يعرفها المسلمون فهي وضعت لتشغل الناس عن خلافاتهم وتبعدهم عن الفساد ([112]). لا يختلف هذا التأويل الباطني عن التأويل العلماني فهما من مشناة واحدة، فالصلاة كما رأينا في الخطاب العلماني مسألة شخصية، مهمتها أنها تؤدي وظيفة الدمج الاجتماعي ([113]) وتعوِّد العربي على الطاعة للقائد ([114])، وتغني عنها رياضة اليوغا ([115]). أما الزكاة فليست واجبة، وعلى كل حال فهي ليست كافية وإنما هي مرحلة أولى في طريق الانتقال إلى الشيوعية الشاملة ([116]). والحج يغني عنه الحج العقلي أو الروحي ([117]).
وهكذا يمكن أن نؤكد الآن أن الغنوصية والعلمانية العربية بالإضافة إلى الهرمينوطيقا الغربية تتحالف جميعاً لكسر معنى الخطاب وتمييعه عن طريق فكرة الرمزية والعلامة التي تحدث عنها امبرتو إيكو كما أسلفنا، ويغدو النص والكلام عموماً فضاءً للإسقاط، وذريعة للأهواء، وتبريراً للآراء، وهو مستوى عبثي لا يحتاج إلى تعليق اللهم إلا التذكير بعبارة الإمام الغزالي رحمه الله التي علق بها على التأويلات التي تُخرج ذات الله وصفاته عن الوجود الحقيقي فقال: "" إن من ينكر نصاً متواتراً ويزعم انه مؤول ولكن ذِكْر تأويله لا انقداح له أصلاً في اللسان [اللغة] لا على بعد ولا على قرب، فذلك كفر وصاحبه مُكذِّب، وإن كان يزعم أنه مؤول، مثاله ما رأيته في كلام بعض الباطنية أن الله تعالى واحدٌ بمعنى أنه يعطي الوحدة ويخلقها، وعالم بمعنى أنه يعطي العلم لغيره ويخلقه، وموجود بمعنى أنه يوجد غيره، وأما أن يكون واحداً في نفسه وموجوداً وعالماً على معنى اتصافه فلا. وهذا كفر صراح، لأن حمل الوحدة على إيجاد الوجدة ليس من التأويل في شيء، ولا تحتمله لغة العرب أصلاً، ولو كان خالق الوحدة يسمّى واحداً لخلقه الوحدة لسُمّي ثلاثاً وأربعاً لأنه خلق الأعداد أيضاً، فأمثلة هذه المقالات تكذيبات عُبر عنها بالتأويلات "" ([118]) إذن فما يسمونه تأويلاً هو في الحقيقة تكذيب يتلبس لبوس التأويل ولذلك "" لا يجوز التوقف في تكفير من يعتقد شيئاً من ذلك، لأنه تكذيب صريح لصاحب الشرع، ولجميع كلمات القرآن من أولها إلى آخرها، فوصف الجنة والنار لم يتفق ذكره مرة واحدة أو مرتين، ولا جرى بطريق كناية أو توسع وتجوّز، بل بألفاظ صريحة لا يُتمارى فيها ولا يُستراب، وأن صاحب الشرع أراد بها المفهوم من ظاهرها، فالمصير إلى ما أشار إليه هذا القائل تكذيب وليس بتأويل فهو كفر صريح لا يُتوقف فيه أصلاً "" ([119]).
3 – التواصل الشعوري التضامني:
إن هذا التواصل بين الغنوصية والعلمانية كما هو قائم على مستوى التنظير والتطبيق -كما رأينا - كذلك هو قائم على أشده على مستوى الشعور والتضامن، فنجد أن الخطاب العلماني يتبنى الاتجاهات الغنوصية في التاريخ الإسلامي ويرتمي في أحضانها، فالحلاج وابن عربيوالسهروردي وابن سبعين والشيرازي والتوحيدي كل واحد من هؤلاء نجد له متيَّماً في الخطاب العلماني يتبناه، ويتخذه مثلاً يحتذي به ويشيد بالاتجاه الغنوصي في فلسفته ([120])، بل ويبرزه على أنه الفيلسوف التنويري المضطَهد، المناهض للسلطة، والذي تتكاتف السلطة وعلماؤها للتنكيل به وتصفيته ([121]). وتبرز الباطنية والغنوصية على أنها الفئة المستنيرة المجددة العقلانية "" المتحررة الليبرالية "" ([122])، " والمضطهدين نفسياً وأخلاقياً واقتصادياً من قبل السلطة والعلماء الرسميين ([123]). أما أهل السنة الاتباعيين فيتحولون بنظر هذا الخطاب إلى مؤبِلسين " زنادقة " لأنهم يتهمون الآخرين بالزندقة فارتدت عليهم، وهم مندمجون غالباً في بوتقة الإسلام الرسمي السلطوي ([124]).
هذه الثلة الباطنية الغنوصية – بنظر ورثتهم العلمانيين- كانت تمثل الثورة الثقافية في الإسلام لأنها تقوم على أن العقل قبل النقل، والحقيقة قبل الشريعة، والإبداع قبل الاتباع ([125]). وتُقدم الباطن على الظاهر لأن الحقيقة كامنة فيه ولأنه الأصل، فالعلاقة بين الظاهر والباطن "" لا تعني أن أحدهما هو عين الآخر، وإنما تعني أن الباطن هو الأصل، وأن الظاهر صورته، وكما أن الأصل لا يُفسر بالفرع، والسبب لا يُفسر بالنتيجة، فإن الباطن لا يُفسر بالظاهر، بل الظاهر هو الذي يُفسر بالباطن"" ([126]). ثم تطورت هذه الثورة الباطنية إلى نفي للنبوة الإسلامية، وإقامة نبوة على أنقاضها تتمثل بدين العقل ([127]).
وبذلك تلتقي الغنوصية والعلمانية أخيراً عند محطة العقل، ولكنه العقل الغريزي ([128]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 12:49]ـ
المبحث الثاني
متاهة القراءة العلمانية " مراجعة نقدية "
تمهيد:
لقد كان فوكو ([129]) صادقاً بالفعل حين قال: "" لنترك جانباً المجادلات التي أثيرت حول البنيوية فهي لا زالت وبعد لأيٍ تعيش على أمجادها في مواطن يهجرها حالياً أولئك الذين يبذلون جهداً حقيقياً. إن ذلك الصراع الذي كان خصباً لن يخوضه اليوم سوى الممثلون الهزليون، والمتجولون " كذا " "" ([130]). وأضيف: والمتسوِّلون.
إنها كلمة تعبر عن الواقع الحقيقي للعلمانيين العرب الذين يعيشون متجولين متسولين على موائد هجرها أهلها وتبين لهم عفنها وفسادها، ولا يزال مفكرونا هؤلاء يجترون مقولات دي سوسير ([131])، ودريدا ([132])، ورولان بارت ([133]) وسنبين ذلك من خلال النقاط التالية.
المطلب الأول – أزمة المصطلح العلماني:
إن المصطلح النقدي الحداثي في الغرب يستمد القدر الأعظم من دلالته من الخلفية الفلسفية الفكرية الغربية التي استمرت عدة قرون منذ ديكارت ([134]) وسبينوزا ([135]) إلى هوسرل ([136]) وهايدغر ([137]) مروراً بـ هيوم ([138]) وكانط ([139]) وهيجل ([140]) ونيتشه، ولذلك فاستعارة المنظومة الحداثية الغربية بمصطلحاتها ودلالاتها المشحونة بتاريخها الفلسفي، وبتكوينها الاجتماعي والثقافي وإخراجها من دائرتها الدلالية وإسقاطها في بيئتنا العربية وعلى تراثنا الإسلامي، وعلى ثقافتنا المغايرة، يسبب كثيراً من اللبس والاضطراب والفوضى والعشوائية ([141]).
وهذا ما نعيشه اليوم بالفعل حيث ذهب كل باحث يترجم ويستورد ويصطلح لنفسه حتى أصبحت أزمة الفكر اليوم أزمة مصطلحات، والحوار لم يعد مجدياً لأن كل المفكرين يتحدثون بلغات مختلفة، وبمصطلحات متباينة، فلم يعد بإمكان الباحث أن يتواصل مع غيره بالطريقة المجدية، لأن المصطلحات غير مضبوطة المعاني، وتحتمل المعنى ونقيضه، فليس بإمكان أحد أن يُلزم أحداً شيئاً لأنه سيقول مباشرة: أنا لا أقصد هذا المعنى!! ويصح بذلك ما قاله ديكارت: "" .. يسمح لهم غموض المبادئ التي يستخدمونها بالحديث عن كل شيء بجرأة نادرة كما لو كانوا على علم تام بها، فإذا بهم يدافعون عن كل ما يقولونه بصددها ضد أمهر أعدائهم وأدقهم، دون أن يجد المرء وسيلة إلى إقناعهم "" ([142]).
إن هذه صورة حقيقية لواقع العلمانيين العرب فتجدهم في مؤتمراتهم وندواتهم يتحدثون عن كل شيء، وتجد الواحد منهم وكأنه متخصص في كل شيء، فهو يجب أن يعقب على كل شيء، وليس من المهم أن يقول شيئاً، إنما المهم أن يقف ويتكلم ويلفت الأنظار إلى نفسه، أما ما يقوله فليس من الضروري أن يكون له معنى يلتزم به، فالمعنى مُرجَأ يتحدد بحسب ردود الفعل، واللغة لا تعني شيئاً محدداً.
إن الغموض العلماني يتيح لهم قدراً كبيراً من المناورة والمراوغة، ولذلك كان الاستنجاد بالمنهج الغنوصي الرمزي لأنه يساعدهم على تشتيت الفكر، وخلط الحقائق. لقد عانى ديكارت كما يبدو من معاصريه كما نعاني اليوم من هؤلاء العبثيين الفوضويين الذين يقولون كل شيء، ولا يقولون شيئاً، وهو-كما يبدو– المأزق الذي يشير إليه برينتون عندما يتحدث عن المكابدة التي يعاني منها ممثلو عصر النهضة في ابتغاء كل ما هو فريد وعظيم ومتطرف، حتى برزت نزعة تسمى نزعة التأنق البلاغية المعروفة باسم euphnuism ونزعة الجونجورية - الأسلوب المتكلَّف ذو اللغة المعقدة والفكرة الغامضة - في مجال الأدب، فنتج عن ذلك أكداس من الحذلقة الثقافية والمعرفة الشاذة التي لا تدل على شيء ([143]).
وهو ما يعبر عنه فلوبير في خطاب أرسله إلى صديقه "لوي كوليه "عام 1852م "" إن ما يبدو جميلاً بالنسبة لي، ما أريد كتابته هو كتاب عن لا شيء، كتاب لا يعتمد على شيء، تتماسك أجزاؤه بقوة أسلوبه ... إن أفضل الأعمال هي التي تحتوي على أقل الموضوعات "" ([144]).
المطلب الثاني – المتاهة الغنوصية/ العلمانية اللانهائية:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن التفكيكية التي ينطلق منها الخطاب الغربي ترفض الاعتراف بأي حقيقة للكون "" فكل حقيقة حاضرة "" ([145])، وتكرس مبدأ النسبية المطلقة في الفكر أولاً، معتمدة في ذلك على التلاعبات البلاغية النيتشوية بالألفاظ ([146]). وهي في نزولها إلى اللغة تُنزِلُ معها نسبيتها وشكَّها الفلسفي، ولذلك كانت غاية دريدا تأسيس ممارسة فلسفية أكثر منها نقدية، يريد لفلسفته أن تتحدى أي ارتباط بمدلول نهائي وصريح، إنها لا تريد تحدي معنى النص فحسب، بل تطمح إلى تحدي ميتافيزيقا الحضور الوثيقة الصلة بمفهوم التأويل القائم على وجود مدلول نهائي.
والسبيل إلى ذلك هو فصل النص عن قصدية القائل لكي يكفَّ القراء عن التقيد بمقتضيات هذه القصدية الغائبة. والخلاصة أن اللغة تندرج عندئذ ضمن لعبة فلسفية متنوعة للدوال، فلا وجود لأي مدلول متعال، ولا ارتباط بين دال ومدلول، ولا يرتبط الدال بشكل مباشر بمدلول إلا ويعمل النص على تأجيله وإرجائه باستمرار، والانتقال إلى دال آخر، وهكذا إلى ما لا نهاية بحيث لا يبقى إلا السلسلة الدالة المحكومة بمبدأ اللا متناهي. إنها "" المتاهة اللا نهائية الهرمسية "" ([147]).
هذه النسبية التي يحاول الخطاب العلماني دائماً أن يتذرع بضرورتها بسبب احتمالية اللغة، وبشريتها وتنوع المخاطبين، واختلاف عقولهم واتجاهاتهم وأفكارهم وميولهم، ليست في الحقيقة نابعة من اللغة، لأن اللغة في الغالب تحدد مرادها من خلال القرائن والسياق. إن النسبية المفروضة على اللغة هي نتاج لعصر الشك، ومجتمع الشك، إنه انفراط لعقد العالم فلسفياً قبل أن ينفرط لغوياً ([148]). لقد نجحت التفكيكية في الهجوم والبعثرة والهدم نجاحاً ليس له نظير، ولكنها لم تقدم خياراً ذا قيمة ([149]). وإذا كانت البنيوية فشلت في تحقيق المعنى، فإن التفكيكية نجحت في تحقيق اللامعنى ([150]).
ولذلك كان جودسون مصيباً عندما قال معلقاً على مقال دريدا الذي اعتُبر بداية التفكيك "" إن بحث دريدا يُقنع القراء بأنهم لا يعرفون لغتهم، وأكثر من ذلك فكرهم، يجب أن تتم دراسة للغات النقد قبل أن يصبح لأي شيء نقوله حول الأدب معنى"" ([151]). ولكن جاك دريدا لا يبالي بذلك لأنه يعترف بأن التفكيك هو التخريب، ولكنه يعتبره تخريباً ضرورياً، لأنه ثورة على الفكر التقليدي ([152]). ومن هنا لم يكن سورل مخطئاً حين قال عن دريدا بآ
أن "" لديه ميلاً مرضياً لقول أشياء خاطئة بشكل بديهي "" ([153]).
والآن نحن كعرب ومسلمين لنا خصوصيتنا العقدية والثقافية، وأصالتنا الفكرية والحضارية فهل نحن مُلزمَون أو مضطرون إلى أن نتبنى لسانيات سوسير، أو بنيوية شتراوس أو تفكيكية دريدا؟ لا يمكننا أن نقبل هذا التخريب الدريدي القائم على هدم المسلمات، والقفز فوق الثوابت، والانفلات من أي التزام، والتمرد على المحظورات ([154]).
وليس لنا أن نقبل الفوضى الدلالية القائمة على الرموز والعلامات، وفك الارتباط بين الكلام وقائله، من خلال التعويل على الرمز قبل الحقيقة، والباطن قبل الظاهر، وإن أمكن أن يُقبل هذا على مستوى الأدب والشعر والفن والإبداع، فإنه لن يُقبل باسم الفهم والتفسير والشرح، وإنما يمكن أن يُقبل على أنه إبداع متراكب وتجديد متراكم. ولكن أن يراد لهذه المناهج التخريبية - كما يعترف أهلها - أن تصبح قواعد لفهم أصولنا وقرآننا وتراثنا فإن هذا نوع من الخطل المعرفي الذي يجب علينا أن نترفع عنه.
إن الغاية من قراءتنا لكتاب الله عز وجل هي الفهم أولاً، والعمل ثانياً، والتعبد ثالثاً. أما في الأدب والفن فليس الفهم هو المهم، وإنما النقد والاكتشاف، أصبح المنهج والطريقة هما الغاية أما الفهم والتفسير بحد ذاته فليس مطلباً. إن الغاية هي إظهار القارئ لقدرته وبراعته في التعامل مع النص والعبث به ([155]).
إن الواقع الثقافي العربي والإسلامي يرفض هذا الترف بل العبث الفكري، يرفض أن تنسحب مظلة الحداثة بمفاهيمها الغربية ومدارسها ومشاريعها وإفرازاتها النقدية على تفسير النصوص الدينية بالذات، لأن ذلك يعني في مفهوم البنيوية أو التفكيك القول باللانص، أو اللعب الحر للغة بمفهوم دريدا ([156]).
المطلب الثالث – التناظر والعلامة والمواضعة الاجتماعية:
(يُتْبَعُ)
(/)
تستند العلمانية العربية في قراءتها للقرآن الكريم على أصلين هما: الغنوصية، والهرمينوطيقا، وكلتاهما - كما رأينا - تقومان على العلامات والرموز، وتعتبران الرمز أو العلامة دلالة إيحائية يمكن أن تثير فيمن يتعامل معها علامات ودلالات أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية، وهي ما أسماها إمبرتو إيكو " المتاهة الهرمسية اللامتناهية " ([157]).
ولكن العلامة تختلف في الفن عنها في الأعمال الأخرى، لأن العلامات في الفن يمكن أن لا تشير إلى شيءٍ محدد في الواقع بل تشير إلى مجموع الظروف التي يُراد التعبير عنها، فالذي يميز الفن عن اللافن هو نوعية المُشار إليه، فبينما تكون العلامات خارج الفن علامات عامة محددة بارتباطها بمُشار إليه بعينه، فإن العلامة في إطار الفن لا تخضع لمثل هذا التحديد، من هنا تأتي المرونة الدلالية في إطار الفن أو الشعر أو الأدب، وقابلية العلامة لأن تصلح للإشارة إلى أكثر من مشار إليه واحد ([158]). معنى ذلك أن العمل الفني عمل مفتوح لا بد فيه من التأويل لأنه في أصله عمل يهدف إلى إثارة تأويل ([159]). أما النصوص الأخرى فليست دائماً كذلك، ولا يمكن اعتبارها دائماً مثيرة للتأويل، لأن للنص أبعاداً اجتماعية وثقافية ونفسية تحدد مراد النص، إن كتاباً مثل " كفاحي " لهتلر لا يمكن لأحد أن يُنكر أنه معاد للسامية، فهل يمكن للتفكيكية أن تثبت أن هتلر كان محباً للسامية؟ ([160]).
وهذا ينفي المقولة التفكيكية والعلمانية القائلة بأن النصوص بُنى مأزقية غير قابلة للتصديق إطلاقاً، وينفي القول بأن اللغة نسبية بشكل مطلق، لأن تنوع النصوص وسياقاتها التاريخية والمعرفية ودلالاتها الحافّة وقرائنها المحدقة تجعل هذه المقولة خاطئة تماماً، فمن ذا الذي يمكنه القول إلا مكابراً إن القرآن الكريم يدعو إلى التثليث أو يعترف بالوثنية؟!.
إن الاعتماد على قدرة العلامات والرموز على الإيحاء، والانتقال من حد إلى حد، وانتشار الإيحاءات بشكل توالدي أو سرطاني ([161]) لا يمكن أن يخضع لأية معايير تضبطه، وبالتالي فلا قيمة له، لأن ذلك خاص بكل شخص وما يكتنزه في ذاكرته أو خياله من مشابهات، وما يعقده في نفسه من تناظرات.
وعندما يُطلَق العنان لآليات التناظر فلا شيء يمكن أن يوقف هذه الآلية، فالصورة والمفهوم والحقيقة التي يتم الكشف عنها من خلال المماثلة تتحول هي الأخرى إلى علامة تحيل على تناظر جديد ([162])، لأن أيَّ شيءٍ يمكن أن تكون له من زاوية ما علاقة تناظر أو تجاور أو مماثلة مع أي شيءٍ آخر ([163]).
إن العلامة حتى يتم تمييزها كأي شيء يجب أن يكون لها شكل مميز ووظيفة مميزة تجعلها تختلف بشكل واضح عن العلامات الأخرى. فالقول بالعلامة الحرة التي تلعب إلى ما لا نهاية وبلا حدود ضد العلامات الأخرى يعني تخيُّل علامة ليس لها صفة محددة على الإطلاق، أي علامة ليس لها شكل أو وظيفة خاصة بها. إن هذا لا ينتج معنى أكثر ثراء كما يحلو للمدافعين عن هذا الموقف أن يعتقدوا، بل لا معنى على الإطلاق. إن علامة لا يمكن تحديدها بشيء معين لا تدل على شيء على الإطلاق. إن الغموض في العلامات يولِّد اختزالاً للمعنى وليس زيادته، والغموض الكامل واللاتحديد الكامل للتدليل هو النقطة التي نصل عندها إلى صفر الدلالة ([164]).
وما يقوله دريدا من أن للعلامة الحق في أن تحدد قراءتها حتى ولو ضاعت اللحظة التي أنتجتها إلى الأبد، أو جَهلت ما يود كاتبها قوله ([165]) فهو كلام فارغ أقل من أن يُلتفتَ إليه، لأن المجموعة البشرية عندما تتفق على تأويل ما فإنها تنتج مدلولاً، إن لم يكن موضوعياً فهو مُفضَّل على أي تأويل آخر يفتقر إلى إجماع أو تواطؤ مجموعة بشرية ([166]).
بعبارة أخرى: إن إجماع أهل الاختصاص والخبراء هو الذي يُثبِّت للكلمة و للعلامة معناها الحقيقي ويذود عنها المعاني الطفيلية، وكون الكلمة أو الرمز أو العلامة توحي بمعاني أخرى، أو تستدعي في ذهن قارئها أشياء أخرى لا يعني أنها تفقد دلالتها الحقيقية الأولى، فكون الأم تذكر بالابن أو العكس لا يعني أن الأم لا تعني الأم، إن ما تدل عليه كلمة الأم هو الأم وحدها، وكون الشيء بالشيء يُذكر لا يعني أنهما شيءٌ واحدٌ ([167]).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدلالة لابد أن تستند إلى صبغة مؤسسية اجتماعية، بمعنى أنها لا توجد إلا في مجتمع يستعملها. إن الاتفاق والتواطؤ الاجتماعي هو الذي يعطي الدلالات معانيها ([168])، ومن هنا "" فالمس بمقدسات اللسان عبر إعادة توزيع مقولاته النحوية، وتغيير قوانينه الدلالية يعني أيضاً المس بالمقدسات الاجتماعية والتاريخية "" ([169]).
المطلب الرابع – التناظر والانتقال المزيف:
لقد أعدنا مراراً الحديث عن مفهوم العلامة والرمز والتناظر لأنه مدخل أساسي يعتمد عليه الخطاب العلماني في قراءة النصوص والتراثات البشرية عموماً، وهو الجسر الذي يتواصل من خلاله العلمانيون والغنوصيون وقد تجلى ذلك بشكل خاص في البحوث التأويلية والأسطورية التي اشتغل عليها الخطاب العلماني.
إن كل الأوهام والتهوسات التي تفوه بها القمني ([170]) والربيعو ([171]) وأركون وغيرهم من ربط بين الإسلام من جهة والأساطير والوثنيات القديمة من جهة ثانية قائم على هذه الآلية الهرمسية الغنوصية آلية التناظر المطلق والتماثل العبثي، فمثلاً إن إعادة هبل إلى بعل، ومكة إلى مقة، وإساف إلى يوسف، وقيس إلى أربكسد أو كاسي، والفلسطينيين إلى السلفات، والكروبيم إلى البراق .. الخ هو من هذا القبيل التناظري الهوسي الذي لا يستند إلا على إرادة التحريف وإرادة التقويل التي يتمتع بها الباحث ([172]).
إن هذا التناظر الذي يتحدث عنه القمني وغيره من الأسطوريين يستند إلى مبدأ هرمسي يسميه إمبرتو إيكو "" مبدأ الانتقال المزيف "" ووفق هذا المبدأ فإن أي تشابه بين أي شيئين يمكن أن يتم الانتقال منه إلى علاقة أخرى، ومن ذلك أنه اكتُشف ذات يوم أن النبتة التي تحمل اسم السحلبية لها بصلتان كرويتان تشبهان الخصيتين، وانطلاقاً من هذه المماثلة الشكلية " المورفولوجية " تم الانتقال إلى المماثلة الوظيفية فأشاع الغنوصيون أن السحلبية لها مفعول سحري على الجهاز التناسلي.
إلا أن الأمر لم يكن كذلك فقد شرح بيكون هذا الأمر، فامتلاك السحلبية لبصلتين آتٍ من كون بصلة جديدة تنمو كل سنة بجانب البصلة الأولى، وبينما تكبر البصلة الأولى فإن البصلة الثانية تضمحل، وهكذا يمكن للبصلتين أن تكونا شبيهتان بالخصيتين، إلا أنه لا صلة لهما بالخصوبة الجنسية، وبما أن القرابة يجب أن تكون من طبيعة وظيفية وليست شكلية، فإن التناظر في هذه الحالة سيسقط من تلقاء نفسه، وهكذا فالعلاقة الشكلية لا يمكن أن تكون شاهداً على علاقة من نوع وظيفي ([173]).
هذا الانتقال الغنوصي المزيَّف هو الذي يمارسه القمني وثلة الأسطوريين في كل دراساتهم، ومعلوم أنه لا يوجد شيئان إلا ويمكن أن يتشابها من زاوية من الزوايا إما من حيث السلوك أو من حيث الشكل، أو من حيث الزمن، أو السياق، أو الوظيفة، فالأساس في التناظر الغنوصي هو شكل القرابة وليس الدليل أو المقياس عليها، وإذا أُطلق العنان لآلية التناظر العبثي بهذا الشكل فلا شيء يمكن أن يوقفها، فالصور والمفاهيم والحقائق التي يتم الكشف عنها من خلال المماثلة تتحول هي الأخرى إلى علامات تحيل إلى تناظر جديد، وهكذا إلى ما لا نهاية. مرة أخرى إنها "" المتاهة الهرمسية "" ([174]).
الخاتمة
في نهاية هذا البحث لعلنا نستطيع أن نؤكد على النتائج الآتية:
· إن نظام اللغة وبالتحديد التأويل هو المبدأ الأساسي الذي تلتقي فيه كلٌّ من الغنوصية والعلمانية، فالأصل في الكلام لديهم أنه رموز وإشارات وإيحاءات تخفي عكس ما تبديه، وتضمر خلاف ما تظهره. فكلتا الطائفتين تعوِّل على التأويل وتَعدُّه الأساس في فهم الكلام.
· وإذا كان الغنوصيون يفهمون النصوص دائماً على أساس أن لها ظاهراً وباطناً فكذلك العلمانيون، ولكن الاختلاف في المصطلحات فقط، فالظاهر عند الغنوصيين هو المعنى عند العلمانيين، أو الجسد، أو البنية أو الشكل، أو القالب حسبما يخطر في بال أحدهم أن يعبر، بينما الباطن عند أولئك يساوي المغزى عند هؤلاء أو الروح، أو المقصد، وفي كلا المنهجين يتم تجاوز سياق النص العام والخاص وسباقه وقرائنه ليصل القارئ إلى مراده من النص، وليس إلى مراد النص منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
· وإذا كانت المقدمات متساوية فالنتائج كذلك في الغالب، وهو ما نلاحظه في مآل المنهج الغنوصي / العلماني حيث اتجه الفريقان إلى تأويل العقائد الإسلامية والمعجزات والغيبيات والقصص القرآني تأويلاً يلغي حقائقها، وأصبح القرآن الكريم مجموعة طلاسم وألغاز لا يفهمها إلا أهل الغنوص وأهل العلمنة.
· وبالتأكيد فإن هذا التماهي المنهجي التنظيري بين الفريقين والمؤيَّد بجسور عملية تطبيقية اتخذ بُعداً تحالفياً مدعوماً بأعماق شعورية تضامنية مناهضة لسلفية أو سنية أهل السنة والجماعة، هذه الفئة التي عُدَّت لدى الفريقين الغنوصي / العلماني فئة اتباعية سلطوية تكرس الجهل والتخلف والظلم والاستبداد، ولا بد من الخلاص منها – بنظرهم – عن طريق ثورة ثقافية تنويرية تتمثل بدين العقل.
· وقد اتخذت الرغبة الجامحة لدى الفريقين للتخلص من الفهم السلفي أو السني للقرآن الكريم مسلكاً واحداً هو التلفيق المنهجي، والتنميق الخطابي عبر التجوال المتواصل بين فلسفات وخطابات مختلفة شرقية وغربية وانتقاء ما يمكن إسقاطه على نصوص القرآن الكريم من مفاهيم إن لم تلغ المفاهيم السلفية المستقرة فإنها على الأقل سوف تشوش عليها.
وكانت من أبرز هذه المحاولات هي الطعن في مفهوم التخاطب، وتمييع وظيفة اللغة، ورفض فكرة الحقيقة والظاهر، والسعي المستمر إلى تشتيت المعنى إلى درجة تأصُّل اللامعنى، وتمزيق جسد النص إلى أشلاء متناثرة، وبعثرة المصطلحات، وخلط المفاهيم، حتى يصبح من الممكن استخدام أي شيء لأي شيء، وبهذا الشكل فإن حقيقة النص تضيع في وسط الركام، ومقاصده تندثر وراء الأشلاء، وتصبح كلمات النص ومفرداته أشبه بأحجار الشطرنج كلما كان اللاعب ماهراً كلما كان قادراً على تحقيق الفوز.
وهكذا فقد استند الفريقان في هذه اللعبة على قوانين غير ملائمة لبنية النص، ولا مراعية لوظيفته ومهمته، لأنها مستقاة من أصول مختلفة، والقرآن الكريم يلفظها كما يلفظ الجسدُ المعافى عبر مناعته الذاتية الجرثومةَ الغريبة إذا ما أرادت أن تتسلل إلى بنيته.
إنه لمن المؤلم جداً أن نلاحظ الإصرار لدى الحلف العلماني / الغنوصي على جرنا إلى متاهة مظلمة مجهولة باسم التنوير والتحرير في الوقت الذي نرى فيه أمامنا طريقاً مُعبَّداً مُنوَّراً يحتاج منا فقط أن نحثّ الخُطا فيه.
وأخيراً: لا بد أن ألفت النظر إلى أن هذه الدراسة هي دعوة لمتابعة البحث في هذه الزاوية فهناك أبعاد أعمق يمكن اكتشافها، وآفاق أوسع يمكن ارتيادها، وليس هذا المقال إلا نواة لاكتناه الحقل الرمزي والغموضي بشكل عام، والبحث عن الصلات المجدولة بين التيارات الرمزية المختلفة كالأفلوطينية والقبالة اليهودية وأوجه التأثير والتأثر بينها وبين الفكر الإسلامي من جهة وبينها وبين الخطاب العلماني من جهة أخرى.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 12:50]ـ
الهوامش--------------------------------------------------------------------------------
([1]) للتواصل مع الباحث: ahmad_altan@maktoob.com جامعة دمشق – كلية الشريعة.
([2]) الهرمسية لفظة أطلقت في الأصل على الكيمياء السحرية لاعتقاد اليونان أن هرمس هو مبدع هذا العلم الخاص بنخبة قليلة من نوابغ الفلاسفة، ومن هنا اتسع مدلول الكلمة فشمل كل علم أو فن لا يدرك سره إلا الموهوبون من البشر. وأم أدبيا: فقد تضمنت الكلمة معنى الإغلاق والإبهام والغموض وفرضت على القارئ التآلف القسري مع عالم خفي من الصور والأفكار، عالم سحري يحتفظ الأديب بسره. انظر: جبور عبد النور " المعجم الأدبي " ط 1/ 1979 دار العلم للملايين ص 286. وانظر: د. كميل الحاج " الموسوعة الميسرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي " مكتبة لبنان ناشرون \ ط 1/ 2000 م ص 630.
ملاحظة: الهرمسية والغنوصية تتماهيان في مبادئ جوهرية هي: النخبوية أي أن علومهما خاصة بنخبة متميزة من البشر والغموضية: أي أنهما تعولان كثيراً على الحدس والرموز والأسرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] الأفلوطينية نسبة إلى أفلوطين 205 – 270 م وهو فيلسوف مثالي ولد في مصر وعاش في روما وقد ضاعفت تعاليمه من نزعة التصوف في فلسفة أفلاطون، وعنده عملية تطور العالم تبدأ من الإلهي الذي لا يمكن الإحاطة به والتعبير عنه وموضوع الحياة الإنسانية عند أفلوطين هو الصعود إلى الواحد ويمكن تحقيق هذا بنظره بتقييد الميول الجسدية وترقية الميول الروحية وقد كان لفلسفته دوراً كبيراً في تطوير الفكر الصوفي الجدلي. انظر: " الموسوعة الفلسفية " بإشراف روزنتال – يودين – ترجمة سمير كرم – دار الطليعة –بيروت ط2/ 1980 ص 42.
([4]) الغنوصية شيعة دينية فلسفية متعددة الصور، واللفظ اليوناني " غنوسيس " يعني معرفة، فمبدؤها أن العرفان الحق ليس العلم بوساطة المعاني المجردة والاستدلال كالفلسفة، وإنما هو العرفان الحدسي التجريبي الحاصل عن اتحاد العارف بالمعروف، وأما غايتها فهي الوصول إلى عرفان الله عز وجل على هذا النحو بكل ما في النفس من قوة حدس وعاطفة وخيال، وتعد مريديها بكشف الأسرار الإلهية وتحقيق النجاة. وأصول هذا المذهب أفلاطونية، لأن أصحابه أفلاطونيون في جملتهم انظر: يوسف كرم " تاريخ الفلسفة اليونانية " مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة ط2/ 1946م / ص 244، 245 وانظر: الجابري " بنية العقل العربي " ص 258 المركز الثقافي العربي – بيروت – ط 2/ 1991والغنوصية هي التي يطلق عليها الجابري " العرفان " و " العرفانية " والغنوصية والهرمسية " نسبة إلى هرمس " المثلث بالحكمة " كما هو شائع في المؤلفات العربية الإسلامية انظر: الجابري " تكوين العقل العربي " ص 155 المركز الثقافي العربي – بيروت – ط 4/ 1991 ومبروكة الشريف جبريل " الخطاب النقدي في المشروع النهضوي العربي. العروي والجابري نموذجاً " رسالة دكتوراة مقدمة في شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس – جامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الرباط – 1997 / ص 346 والغنوصية والهرمسية تسيران في نفس الاتجاه العرفاني انظر: الجابري السابق نفسه. وانظر: إمبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ترجمة: سعيد بنكراد – المركز الثقافي العربي – بيروت ط 1/ 2000م ص 15، 37.
([5]) انظر: بول ريكور " من النص إلى الفعل " ترجمة: محمد برادة وحسان بورقية – عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية – القاهرة – ط 1/ 2001م / ص 85.
([6]) نقلاً عن خالد السعيداني " إشكالية القراءة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر. نتاج محمد أركون نموذجاً " بحث لنيل شهادة الدراسات المعمقة في الحضارة الإسلامية – الجامعة التونسية – جامعة الزيتونة – المعهد الأعلى لأصول الدين 1998م / ص 64 يحيل إلى مصادر أجنبية. يميز بول ريكور بين الهرمينوطيقا العلمانية والهرمينوطيقا الدينية، أو الهرمينوطيقا الفلسفية والهرمينوطيقا التوراتية الأولى تذهب من القطب الفلسفي إلى القطب التوراتي، أما الثانية فهي هرمينوطيقا إقليمية مقارنة مع نظيرتها الفلسفية، ويمكن اعتبار الهرمينوطيقا التوراتية أو الدينية تابعة للأولى، وبذلك تكون هرمينوطيقا تطبيقية انظر: بول ريكور " من النص إلى الفعل " مصدر سابق ص 91، وله " إشكالية ثنائية المعنى " مقال في مجلة الهرمينوطيقا والتأويل تصدر عن ألف في الجامعة الأمريكية بالقاهرة – ترجمة فريال جبوري غزول ص 137وهناك الهرمينوطيقا الرومانسية وهي هرمينوطيقا ديلتاي ومعارضي البنيوية انظر: ريكور " من النص إلى الفعل " ص 86 ويسميها البعض هرمينوطيقا عامة وأخرى مقدسة الأولى تضع قواعد عامة لتفسير أي نص، والثانية تضع القواعد الخاصة لتفسير النصوص الدينية والكتب المقدسة وحدها. انظر: حسن حنفي " قراءة النص " ص 10 مقال ضمن مجلة " الهرمينوطيقا والتأويل " المشار إليها قبل قليل.
([7]) انظر: أبو زيد. نصر حامد " إشكاليات القراءة وآليات التأويل " المركز الثقافي العربي – بيروت ط 4 – 1996 / ص 13 وانظر له: " الخطاب والتأويل " المركز الثقافي العربي – بيروت ط 1 – 2000م / ص 173. وانظر: د. عبد الوهاب المسيري " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " دار الشروق – القاهرة – ط 1 – 1999م / مجلد 1 / ص 88.
(يُتْبَعُ)
(/)
([8]) شلاير ماخر فيلسوف ألماني ت: 1843 م يعد عند بعض الدارسين نقطة تحول في مجال الهرمينوطيقا وذلك بنقلها من الحقل الديني إلى الحقل الفلسفي والأدبي.
([9]) انظر: خالد السعيداني " إشكالية القراءة " مصدر سابق ص 64 ويحيل إلى بعض المصادر الأجنبية وانظر: د. المسيري " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " مصدر سابق 1/ 88.
([10]) انظر: السابق ص 66. وانظر: د. عبد الوهاب المسيري " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " مصدر سابق 1/ 88.
([11]) بول ريكور فيلسوف وعالم لسانيات فرنسي معاصر ولد سنة 1913 م، اشتغل في حقل الاهتمام التأويلي ومن ثم بالاهتمام بالبنيوية، وهو امتداد لفريديناند دي سوسير. يعتبر ريكور رائد سؤال السرد. أشهر كتبه (نظرية التأويل - الخطاب وفائض المعنى - / من منشورات جامعة تكساس المسيحية عام 1976). نقلاً عن هذا الرابط:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%88%D9%84_%D8%B1%D9%8 A%D9%83%D9%88%D8%B1
([12]) انظر: بول ريكور " إشكالية ثنائية المعنى " مقال له ضمن الهرمينوطيقا والتأويل تصدر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة ص 139. alle-gorie أليغوري تعني: قول شيء عبر شيء مغاير.
([13]) بولتمان، رودلف كارل (1884 - 1976)، كان لاهوتياً بروتستانتياً وعالم في العهد الجديد. تعلم في جامعة ماربرج، توبنجين، وبرلين، وشغل وظائف أكاديمية في العديد من الجامعات. ساعد بولتمان في تطوير مدرسة نقد الشكل، ومناهج دراسة الكتب المقدسة. أهم أعمال بولتمان تشمل: يسوع والعالم، يسوع المسيح وعلم الأساطير، المعرفة الروحية، والمسيحية البدائية في أوضاعها الحالية. نقلاً عن هذه الصفحة:
http://216.212.98.66/arabic/verdict/book/41.html
([14]) وهي الطريقة نفسها التي يحاول الخطاب العلماني عموماً وأركون خصوصاً أن يطبقها على النص القرآني، والأساطير المراد تحطيمها هي كل ما لا يقبله العقل العلماني من أمور الغيب.
([15]) فرويد هو سيجموند فرويد 1856 – 1939 م طبيب وأخصائي أمراض عصبية وعقلية نمساوي ينظر إلى النشاط العقلي والتاريخي والاجتماعي على أنه نتاج للقوى النفسية اللاشعورية الجنسية. انظر الموسوعة الفلسفية بإشراف روزنتال – يودين - ترجمة سمير كرم ط2/ 1980 م – دار الطليعة – بيروت ص: 331.
([16]) كارل ماركس 1818 – 1883 م فيلسوف ألماني مؤسس الفلسفة الماركسية والاتجاه الشيوعي في العالم، وصاحب نظريتي المادية الجدلية والمادية التاريخية. السابق نفسه.
([17]) فريديريك نيتشه 1844 – 1900 م. فيلسوف ألماني مثالي ورائد للإيديولوجية الفاشية وأستاذ فقه اللغة في جامعة بال بسويسرا وقد سيطرت على نظريته العامة للعالم الكراهية، أهم أعماله: هكذا تكلم زرادشت – فيما وراء الخير والشر – إرادة القوة. السابق نفسه ص 553.
([18]) انظر: بول ريكور " إشكالية ثنائية المعنى " ص 139، 140 وانظر: له أيضاً " من النص إلى الفعل " ص 101. وانظر: نصر حامد أبو زيد " إشكاليات القراءة " ص 44، 45. مصادر سبقت بياناتها.
([19]) انظر: ريكور " إشكالية ثنائية المعنى " ص 141. مصدر سابق.
([20]) انظر: السابق ص 143.
([21]) انظر: السابق ص 146.
([22]) انظر: السابق ص 144
([23]) انظر: السابق ص 145.
([24]) انظر: السابق ص 146.
([25]) انظر: بول ريكور: من النص إلى الفعل " ص 38. سبقت بياناته.
([26]) انظر: السابق نفسه.
([27]) السابق ص 58.
([28]) السابق ص 160
([29]) السابق ص 116.
([30]) الهوية الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق انظر: للجرجاني " التعريفات " حققه: إبراهيم الأبياري – دار الريان للتراث – القاهرة – د. ط و د. ت / ص 320 وللمناوي. محمد عبد الرؤوف " التوقيف على مهمات التعاريف " حققه: محمد رضوان داية – دار الفكر – دمشق – ط 1 – 1410 هـ / ص 744 وقال ابن حزم: "حد الهوية هو أن كل ما لم يكن غير الشيء فهو هو بعينه إذ ليس بين الهوية والغيرية وسيطة يعقلها أحد البتة فما خرج عن أحدهما دخل في الآخر. انظر: ابن حزم. علي بن أحمد " الفصل في الملل والأهواء والنحل " حققه: د. محمد إبراهيم نصر – عبد الرحمن عميرة – دار الجيل – بيروت د. ط و د. ت مجلد 2 / ص 107.
(يُتْبَعُ)
(/)
والهوية كمبدأ فلسفي تعبر عن ضرورة منطقية بعينها فهي تؤؤكد أن الموجود هو ذاته دوماً لا يلتبس به ما ليس منه فهو عين ذاته، فالشخص هو هو مهما اعتراه من تغيرات. انظر: الموسوعة الميسرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي مكتبة لبنان – ناشرون ط1/ 2000 م. ص: 642.
([31]) قانون منطقي لا تكون بمقتضاه القضيتان أ أو لا أ صادقتين في الوقت نفسه وقد جاءت الصياغة الأولى لمبدأ عدم التناقض على يد أرسطو ويمكن صياغة هذا القانون على النحو التالي: القضية أ لا يمكن أن تكون صادقة وكاذبة في نفس الوقت. انظر: الموسوعة الفلسفية بإشراف روزنتال – يودين – ترجمة سمير كرم ط2/ 1980 دار الطليعة – بيروت. ص: 372.
([32]) قانون في المنطق بمقتضاه تكون قضية من بين قضيتين تنفي إحداهما ما تؤكده الأخرى صادقة بالضرورة. وكان أرسطو أول من صاغ هذا القانون والتعبير الرمزي له هو: أ أو لا أ وهكذا .. وبعبارة أخرى إما أن أ هي ب أو هي ليست ب ولا يوجد احتمال ثالث، وغالباً ما يستخدم قانون الثالث المرفوع في عملية البرهان كقاعدة الأضداد مثلاً. انظر: الموسوعة الفلسفية بإشراف روزنتال – يودين – ترجمة سمير كرم ط2/ 1980 دار الطليعة – بيروت. ص: 370.
([33]) انظر: امبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص 28 - 29. سبقت بياناته.
([34]) قارن هنا مع الهرمينوطيقا في السعي للوصول إلى ما لا يقوله النص من خلال ما يقوله وفكرة الفراغ وما بين السطور، كما لا ننسى الوظيفة الأليغورية للغة عند بول ريكور " قول شيء من خلال قول شيءٍ آخر " كذلك التركيز الفرويدي الهرمينوطيقي على الأحلام والنفس الأمارة. كل ذلك يعتبر وشائج تواصل بين الهرمينوطيقا والغنوصية.
([35]) انظر: السابق ص 31.
([36]) انظر: امبرتو إيكو "السابق " ص 32.
([37]) انظر: السابق ص 33.
([38]) انظر: السابق ص 33.
([39]) امبرتو إيكو: روائي، سيميائي، لغوي، إيطالي ولد عام 1932 م في بيمونت، لم يكف عن اطفاء شارته الحمراء، فارضاً نفسه كسيد السيميوطيقا بلا منازع، والنجاح الروائي لروايات، مثل: (اسم الوردة) - أكثر من عشر ملايين نسخة - لم يبعده عنها. من رواياته " بندول فوكو" و " جزيرة اليوم السابق" و " بودولينو". من نصوصه النقدية: - النص المفتوح - السيميوطيقا وفلسفة اللغة - وحدود التأويل. المصدر:
http://www.halfmoon-sa.com/forum/printthread.php?t=4379
([40]) انظر: السابق ص 42.
([41]) انظر: السابق ص 37.
([42]) انظر: الجابري " بنية العقل العربي " ص 297، 322 وانظر: مبروكة الشريف " الخطاب النقدي .. " ص 367. مصادر سابقة.
([43]) انظر: إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص 55. مصادر سابقة.
([44]) انظر: السابق ص 118 - 119.
([45]) انظر: السابق ص 121.
([46]) انظر: السابق ص 57.
([47]) انظر: السابق ص 123.
([48]) انظر: عارف تامر " مقدمته لكتاب أساس التأويل " ص 15 للقاضي النعمان بن حيوة المغربي – قاضي قضاة الدولة الفاطمية ت: 363 هـ تحقيق وتقديم: عارف تامر – دار الثقافة – بيروت – لبنان، د، ط / د، ت.
([49]) مقدمة عارف تامر " السابق بياناته " ص 16.
([50]) كما رأينا سابقاً عند نصر حامد وتيزيني وغيرهم.
([51]) مقدمة عارف تامر " السابق " ص 17. مصدر سابق
([52]) انظر:محمود محمد عبد الحميد " مذهب التأويل عند الشيعة الباطنية " ص 163 رسالة دكتوراة – دار العلوم رقم 866.
وانظر: أيو طالب حسنين. السيد علي " التأويل في مصر في الفكر المعاصر " رسالة دكتوراه- قسم العقيدة والفلسفة – كلية أصول الدين – جامعة الأزهر / ص 91 وينقل القاضي عبد الجبار عن الباطنية " فقالوا: إن القرآن له ظاهر وباطن " تنزيل وتأويل " عبد الجبار. القاضي عماد الدين أبي الحسن بن أحمد " المغني في أبواب التوحيد والعدل " تحقيق نخبة من العلماء – مراجعة د. إبراهيم مدكور _ إشراف: طه حسين – المدرسة المصرية العامة للتأليف والنشر – الدار المصرية للتأليف والترجمة – القاهرة 1960 - مجلد 16 / ص 363 - 366.
(يُتْبَعُ)
(/)
([53]) انظر: د. صابر طعيمة " العقائد الباطنية " ص 12 ينقل عن مخطوطة لجعفر بن منصور بعنوان " الشواهد والعيان " الخزانة التيموريية عقائد ص 184 وجعفر بن منصور أحد الباطنية وانظر: السيد علي أبو طالب حسنين " التأويل في مصر في الفكر المعاصر " ص 90. مصدر سابق
([54]) سورة مريم آية 43.
([55]) انظر: القاضي النعمان بن حيون " أساس التأويل " تحقيق وتقديم: عارف تامر – دار الثقافة – بيروت د. ط د. ت / ص 118.
([56]) سورة هود آية 40.
([57]) انظر: القاضي النعمان بن حيون " السابق " ص 83 والأساس هو إمام الزمان.
([58]) سورة هود آية 43.
([59]) انظر: السابق ص 84.
([60]) سورة هود آية 43.
([61]) انظر: السابق ص 85.
([62]) سورة هود آية 44.
([63]) انظر: السابق ص 85.
([64]) ابن حيون أو ابن حيوة (340 - 389 هـ = 951 - 999 م) محمد بن النعمان بن محمد القيرواني الافريقى، أبو عبد الله، المعروف بابن حيون: قاضى مصر، وأحد كبار العلماء من أنصار مذهب الفاطميين. له اطلاع على الادب والتاريخ. ولد ونشأ في القيروان، وقدم القاهرة فولي قضاءها (سنة 374 هـ) وخلع عليه. الأعلام للزركلي - (ج 7 / ص 126).
([65]) انظر: السابق ص 60.
([66]) سورة العنكبوت آية 14.
([67]) انظر: السابق ص 87.
([68]) انظر: السابق ص 316.
([69]) انظر: السابق ص 28.
([70]) نصر حامد أبو زيد باحث مصري من مواليد 1943 م كان أستاذا في كلية الآداب جامعة القاهرة فأثارت بعض كتاباته ردود أفعال في الأوساط الإسلامية فحوكم ونفي من مصر واحتضنته الجامعات الأوربية. من كتبه: الاتجاه العقلي في التفسير- فلسفة التأويل - مفهوم النص دراسة في علوم القرآن – نقد الخطاب الديني – هكذا تكلم ابن عربي – الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجية العربية وغيرها.
([71]) علي حرب " نقد النص " ص 15.
([72]) النعمان بن حيوة " اساس التأويل " ص 28. سبقت بياناته.
([73]) علي حرب " نقد النص "ص 24.
([74]) محمد بن الحسن الديلمي " بيان مذهب الباطنية " ص 21 تحقيق د. شدو طمان. ط1/ 1938 م وانظر: أبو طالب حسنين "التأويل في مصر " ص 91. مصدر سابق.
([75]) رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء 4/ 138 طبعة تراث العرب – بيروت 1957.
([76]) سورة النساء آية 83.
([77]) المؤيد في الدين " سيرة المؤيد " ص 16 تحقيق د. محمد كامل حسين دار الكتاب المصري 1949.
([78]) علي حرب " نقد النص " ص 20.
([79]) انظر: للداعي الفاطمي طاهر بن ابراهيم الحارثي اليماني " الأنوار اللطيفة " ص 79 " الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر سنة 1970 م نقلاً عن التأويل في مصر " ص 93. مصدر سابق.
([80]) السابق نفسه.
([81]) السابق ص 80.
([82]) القاضي النعمان " أساس التأويل " ص 37. مصدر سابق.
([83]) انظر: إبراهيم بن الحسين الحامدي " كنز الولد " ص 13، 14 المعهد الألماني للأبحاث الشرعية – تحقيق مصطفى غالب – بيروت 1971 م نقلاً عن د، محمد أحمد الخطيب " الحركات الباطنية في العالم الإسلامي " ص 85 – مكتبة الأقصى – عمان الأردن – عالم الكتب – الرياض ط 2/ 1406 هـ 1986 م
([84]) أحمد حميد الدين الكرماني ت بعد سنة 411 هـ " راحة العقل " ص 375 - 376 تحقيق د. محمد كامل حسين و د. محمد مصطفى حلمي – دار الفكر العربي – القاهرة د. ت / د. ط. ولكن كيف يفهم قول الله عز وجل "" الله لا إله إلا هوالحي القيوم "". سورة البقرة آية 255.
([85]) انظر: د. حسن حنفي " من العقيدة إلى الثورة " دار مدبولي – القاهرة د. ط و د. ت / مجلد 1 / ص 85.
([86]) انظر: د. محمد أحمد الخطيب " الحركات الباطنية في العالم الإسلامي " مكتبة الأقصى – عمان، الأردن و عالم الكتب – الرياض ط 2 – 1986 / ص 88.
([87]) أركون. محمد " قضايا في نقد العقل الديني " ترجمة هاشم صالح – دار الطليعة والنشر – بيروت ط1 – 1998 / ص 277.
([88]) أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 282. سبقت بياناته.
([89]) السابق ص 276.
(يُتْبَعُ)
(/)
([90]) أركون " السابق " ص 282 لعلنا نتذكر هنا ما قاله سبينوزا في الوحي: يختلف الوحي عند الأنبياء تبعاً لمزاجهم وبيآتهم وأحوالهم فالنبي الفرح توحي إليه الحواث: السلام والانتصارات، والنبي الحزين يوحى إليه الشرور والهزائم والأحزان انظر: باروخ سبينوزا " رسالة في اللاهوت والسياسة " ترجمة وتقديم: حسن حنفي – مراجعة: فؤاد زكريا – الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر د. ط و د. ت / ص 150، 151.
([91]) انظر: حسن حنفي " التراث والتجديد " طبعة الإنجلو المصرية ط3 القاهرة – 1987 / ص 96.وحسن حنفي يعلق على كلامه هذا بأنه مجرد صور أدبية مجازية ولا يوجد عاقل يقول هذا حقيقة بنظره. وحسن حنفي هو أستاذ في جامعة القاهرة وكتبه تحتوي على كلام لا يمكن صدوره ممن ينتمي إلى الإسلام وهو يعد نفسه صاحب مشروع تجديدي إسلامي وأبرز مؤلفاته: من العقيدة إلى الثورة – التراث والتجديد. وكتبه عبارة عن تلفيقات من الفلسفة الأوربية " فيورباخ، شلنج، سبينوزا " قام بإلباسها بعض الأشكال الإسلامية.
([92]) الكرماني. أحمد حميد الدين " راحة العقل " تحقيق د. محمد كامل حسين و د. محمد مصطفى حلمي – دار الفكر العربي – القاهرة د. ت و د. ط / ص 375، 376.
([93]) أبو يعقوب إسحق السجستاني " الينابيع " ص 135 تحقيق مصطفى غالب – بيروت 1965 م نقلاً عن د: محمد أحمد الخطيب " الحركات الباطنية في العالم الإسلامي " ص 116. مصدر سابق.
([94]) علي بن محمد الوليد " تاج العقائد ومعدن الفوائد " ص 165 - 166، تحقيق عارف تامر – دار الشرق – بيروت 1967 نقلاً عن د، محمد أحمد الخطيب " الحركات الباطنية في العالم الإسلامي " ص 116. مصدر سابق.
([95]) انظر: الكرماني " راحة العقل " ص 367 وانظر: أبو طالب حسنين " التأويل في مصر " ص 98. مصادر سابقة.
([96]) انظر: القاضي النعمان بن حيون "تأويل الدعائم " تحقيق آصف بن علي أصغر فيضي – دار المعارف بمصر – 1963 – د. ط / ص 301.
([97]) انظر: القاضي النعمان " أساس التأويل " ص 35. سبقت بياناته.
([98]) انظر: السابق ص 92.
([99]) انظر: السابق ص 102.
([100]) انظر: السابق ص 304.
([101]) كما قال خلف الله راجع المدخل الأسطوري في الباب الثاني، وكما يقول حسن حنفي انظر: "من العقيدة إلى الثورة " 4/ 167 – 169، 600 حين يعتبر معجزة شق القمر "" عملية تخييل وخلق فني "". مصدر سابق.
([102]) محمد أحمد خلف الله هو تلميذ الأستاذ أمين الخولي وصاحب رسالة " الفن القصصي في القرآن الكريم " التي أثارت ردود أفعال شديدة في الأوساط الإسلامية في الخمسينات من القرن العشرين وقد تابع فيها المستشرقين في قولهم إن القرآن الكريم يحتوي على أساطير.
([103]) انظر: محمد أحمد خلف الله " الفن القصصي في القرآن " مكتبة الإنجلو المصرية – القاهرة ط3 – 1965 / ص 56، 57، 254.
([104]) محمد أركون باحث فرنسي من أصل جزائري ومقيم في فرنسا. الفكرة الأساسية التي تدور حولها مؤلفاته هي تورخة القرآن الكريم وتورخة الفكر الإسلامي عموماً والتشكيك في ثبوت القرآن ومصداقيته والعمل على تحريفه عبر مزاعم التأويل. من أبرز مؤلفاته: تاريخية الفكر العربي والإسلامي – الفكر الإسلامي: قراءة علمية – الفكر الأصولي واستحالة التأصيل – المسكوت عنه في الفكر الإسلامي وغيرها.
([105]) انظر: أركون " قراءات في القرآن " النسخة الفرنسية ص 12 نقلاً عن عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة " ص 65.
([106]) انظر: نصر حامد أبو زيد " النص السلطة الحقيقة " المركز الثقافي العربي – بيروت – ط1 – 1995 / ص 134.
([107]) انظر: حسن حنفي "من العقيدة إلى الثورة " 4/ 167 - 169، 600. مصدر سابق.
([108]) انظر: نصر حامد أبو زيد " نقد الخطاب الديني " مكتبة مدبولي – القاهرة – ط3 – 1995م / ص 189.
([109]) سورة آل عمران آية 59.
([110]) انظر: سيد محمود القمني " الأسطورة والتراث " المركز المصري لبحوث الحضارة - القاهرة ط 2 – 1999 م / ص 114 وانظر أيضاً في الإفصاح عن هذه الزندقة فالح مهدي " البحث عن منقذ " ص 150، 156 – دار ابن رشد – بيروت – 1981 وتركي علي الربيعو " العنف والمقدس والجنس " المركز الثقافي العربي – بيروت ط2 – 1995م / ص 179، 180.
(يُتْبَعُ)
(/)
([111]) عارف تامر " أربع رسائل إسماعيلية. الرسالة الرابعة: الدستور ودعوة المؤمنين للطيبي " ص 70 – 71 – تحقيق عارف تامر – منشورات –دار مكتبة الحياة بيروت 1978.
([112]) نهاية الأرب للنويري – مخطوط ج 23/ 338 - 344 نقلاً عن د. محمد أحمد الخطيب " الحركات الباطنية " ص 124، 125. مصدر سابق.
([113]) كما ينقل عبد الرزاق هوماس هوماس عن أركون انظر " القراءة الجديدة في ضوء ضوابط التفسير " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا – جامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الرباط - إشراف د. فاروق حمادة - 1988 م / ص 169.
([114]) انظر: عبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " المركز الثقافي العربي – بيروت – ط1 – 1993 / ص 110، 111.
([115]) انظر:الصادق النيهوم " صوت الناس. محنة ثقافة مزورة " رياض الريس للكتب والنشر – لندن وبيروت – د. ط – 1987 م / ص 127، 134.
([116]) انظر: محمد محمود طه " الرسالة الثانية " أم درمان – السودان ط1 – 1971 م / ص 155، 164.
([117]) انظر: أركون " مجلة الكرمل " 1/ 23 عدد 34 – 1989. مصدر سابق.
([118]) أبو حامد الغزالي " فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة " ص 17 طبعة القاهرة 1907 م.
([119]) أبو حامد الغزالي " فضائح الباطنية " ص 93 دار البشير – عمان، الأردن ط1 1413 هـ 1993 م.
([120]) لا بد أن أشير هنا إلى أنني لا أتبنى موقفاً سلبياً من هؤلاء المتصوفة والفلاسفة المذكورين وإنما ألفت النظر هنا إلى التوظيف المغرض من قبل الخطاب العلماني للجوانب الغنوصية والباطنية التي نقلت عن هؤلاء الأشخاص سواء أكانت حقاً أم باطلاً وهو كما حصل عندما وُظِّف الفكر الرشدي في الغرب توظيفاً فكرانياً.
([121]) درس نصر حامد أبو زيد ابن عربي واعتنى بفلسفته عناية فائقة وأبرزه على أنه فيلسوف الإسلام وأصدر مؤخراً كتاباً بعنوان " هكذا تكلم ابن عربي " يترسم بذلك خطا نيتشه في مؤلفه " هكذا تكلم زرادشت "، وكذلك علي حرب يتعاطف مع ابن عربي ضد الجابري الذي صنفه في الاتجاه العرفاني اللا عقلاني ويعتبره علي حرب فيلسوفاً عقلانياً عقلانية مدهشة إذا ما نظرنا إليه بعين هيدغر، وهيغل، وهو أقرب إلى الفكر المعاصر انظر: علي حرب " نقد النص " المركز الثقافي العربي – بيروت ط1 – 1993 م / ص 120 بل إنه يعتبر ابن عربي مصيباً في زعمه بأنه يفهم القرآن أفضل من الصحابة، ويعتبر محاولاته التأويلية إطلالة على الفهم الحديث انظر: علي حرب " نقد النص " ص 106 ويشيد أيضاً بالشيرازي لأنه بنظره كان منفتحاً على أنطولوجيا هيدغر وأفق الحداثة انظر: علي حرب السابق ص 92. ومن الواضح هنا أننا لسنا بحاجة إلى التنبيه إلى أن المعيار الذي تقاس به الأفكار هو هيدغر وطائفته، وأفق الحداثة والمعاصرة، إنها الهرمينوطيقا الغنوصية التي قرأنا أسسها وعرفنا مراميها ومقاصدها.
أما أركون فقد تبنى فكر التوحيدي وقال:"" أبو حيان التوحيدي هو أخي التوأم، هو أخي الروحي، أخي في الفكر إني أحبه، أحب هذا الإنسان، أحبه كشخص لأني أجد فيه صفتين من صفاتي الشخصية نزعة التمرد الفكري، أي رفض كل قسر أو إكراه يمارس على العقل أو الفكر، ثم رفض كل فصل أو انفصام بين الفكر والسلوك أو بين العمل الفكري والمسار الأخلاقي، لقد عبر التوحيدي عن ذلك بطريقة رائعة وبأسلوب جذاب "" مجلة الكرمل العدد 34 ص 22 – 32 نقلاً عن خالد السعيداني " إشكالية القراءة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر " مصدر سابق ص 33. ويضيف أركون: "" بالطبع ثمن التمرد غال، وينبغي أن يُدفع من وقت لآخر وإلا ماتت الحركة الثقافية، ونامت الحضارات، وهكذا ترى أني قد سميت لك في نهاية المطاف اسم شخص أثر علي [يقصد التوحيدي] ليس كعلم، كمعلومات، وإنما كنموذج وقدوة، وشاءت الصدفة أن يكون عربياً مسلماً، بل ومسلماً كبيراً، وكل ذلك قوى علاقتي به أكثر ... إنه اضطهد في حياته، وعانى مثلما عانيت أنا ... أقصد انه عانى من سوء فهم معاصريه له، أو من عدم فهمهم لفكره، فقد هاجموه وطعنوا في شخصه، واتهموه في عقيدته، وأراهن على أنهم لم يفهموه "" مجلة الكرمل عدد 34 ص 23/ 1989 نقلاً عن خالد السعيداني " إشكالية القراءة " ص 34 ويضيف أركون أيضاً: "" وقد ألف [التوحيدي] كتاباً
(يُتْبَعُ)
(/)
تعرض بسببه للهجوم الشديد وهو " الحج العقلي إذا ضاق الفضاء إلى الحج الشرعي " وقد ذكره ياقوت الحموي، ولكنه ضاع ولم يصل إلينا لأن الفقهاء والأرثوذكسية الإسلامية اعتبروا ذلك بمثابة الهرطقة المطلقة، أما أنا فأرى هذا الكتاب يعبر عن الغنى الفكري والروحي لرجل فهم باطن النص المقدس " القرآن " ثم عرف كيف يعبر في الوقت ذاته بلغة الظاهر، أقصد بلغة مناسبة ومطابقة تماماً للمعنى المقصود "" مجلة الكرمل عدد 34 ص 23/ 1989 السعيداني ص 37. واهتم نصر حامد أبو زيد بابن عربي وبالذات تناول قضية التأويل عنده، هذه القضية التي تعتبر هي سر اللقاء بين العلمانيين والغنوصيين في كتابه " فلسفة التأويل. دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي " المركز الثقافي العربي. واهتم حسن حنفي بالسهر وردي وأخذ منه مع التلفيق مع هوسرل القول بالوحي الشعوري أو المنهج الشعوري، ليجمع بين النظر والذوق، وقد خصص للسهروردي فصلاً في كتابه " دراسات إسلامية " دار التنوير – بيروت – ط1 – 1982 م / ص 209 – 263 بعنوان حكمة الإشراق والفينومينولوجيا وختم بالقول: "" فالبناء الشعوري أساس لبناء الواقع، قد يطبع الواقع بناءه على الشعور كما يطبع الشعور بناءه على الواقع، ولكن تظل العلاقة جدلية بين البناءين وفي هذه اللحظة تعطينا حكمة الإشراق كما تعطينا الفينومينولوجيا مفتاحاً لفتح عالم الشعور والدخول فيه "" دراسات إسلامية ص 261 وانظر: عبد الرزاق هوماس " ضوابط القراءة الجديدة " مصدر سابق ص 132.
([122]) انظر: طيب تيزيني " النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة " دار الينابيع – دمشق – 1997 م د. ط / ص 316، 328.
([123]) انظر: السابق ص 328.
([124]) انظر: السابق ص 315 - 316.
([125]) انظر: أدونيس " الثابت والمتحول " 1/ 209 – دار العودة – بيروت – الطبعة الرابعة 1986.
([126]) انظر: أدونيس " السابق " 2/ 92 دار العودة – بيروت 1977.
([127]) انظر: السابق 1/ 209 دار العودة بيروت طبعة 1986.
([128]) أقصد بالعقل الغريزي هنا أن الغنوصية والعلمانية تختاران ما تمليه الغريزة على العقل، أما في الإسلام فإن العقل والغريزة مكبوحان بكوابج الإيمان، والإيمان يحول بين شطط العقل وجموح الغريزة، أما عند أولئك فإن الغريزة هي التي تزين للعقل، وتملي عليه، إنها تدفعه لاستصدار القرارات، لكن ليس بالضرورة كما تفعل أمريكا مع الأمم المتحدة.
([129]) ميشال فوكو 1926 – 1984 م فيلسوف فرنسي عرف بمنهج أركيولوجيا – حفريات - المعرفة وله كتاب بهذا العنوان وهو من مواليد سنة 1962 م وانتقل سنة 1970 م إلى باريس حيث اشتغل أستاذاً لتاريخ النظم الفكرية في الكوليج دي فرانس.
([130]) ميشال فوكو " حفريات المعرفة " ترجمة: سالم يفوت – المركز الثقافي العربي – بيروت ط2 – 1987 م / ص 182.
([131]) فريديناند دي سوسير Ferdinand de Saussure ( من 26 نوفمبر 1857 إلى 22 فبراير 1913) عالم لغويات سويسري يعتبر الأب و المؤسس لمدرسة البنيوية في اللسانيات. وهو من أشهر علماء اللغة في العصر الحديث حيث اتجه بتفكيره نحو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية وكانت اللغات تدرس دراسة تاريخية، وكان السبب في هذا التحول الخطير في دراسة اللغة هو اكتشاف اللغة السنسكريتية. ولد دي سوسير في جنيف، و كان مساهما كبيرا في تطوير العديد من نواحي اللسانيات في القرن العشرين. كان أول من أعتبر اللسانيات كفرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية أقترح دي سوسير تسميته semiology و يعرف حاليا بالسيميوتيك أو علم الإشارات. نقلاً عن هذه الصفحة:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A %D9%86%D8%A7%D9%86%D8%AF_%D8%A F%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D8%B3%D9% 8A%D8%B1
([132]) جاك دريدا ولد 1930 م - مفكر فرنسي جزائري المولد يعد من المؤسسين لفلسفة التفكيك أو التقويض أحياناً.
([133]) رولان بارت كاتب فرنسي (???? - ????) تسلق كل الدرجات العلمية إلى أن أصبح أستاذاً في الكوليج دي فرانس بباريس 1976 من أهم كتبه: شذرات من خطاب في العشق - لذة النص ترجمه منذر عياشي. .
(يُتْبَعُ)
(/)
([134]) رينيه ديكارت 1596 – 1650 م فيلسوف فرنسي درس الحقوق في باريس وحصل على الليسانس في العلوم القانونية وفي عام 1620 ترك حياة الجندية التي كان قد انضم إليها سابقاً ثم قام بجولات في ألمانيا وهولندا ثم عاد إلى باريس كما سافر إلى إيطاليا فيما بعد أيضاً أقام بعد ذلك في هولندا إلى نهاية حياته وفيها أنجز أبرز مؤلفاته وأهمها: مقال عن المنهج – التأملات في الفلسفة الأولى – مبادئ الفلسفة – كتاب العالم وغيرها. راجع: دراسات في الفسفة الحديثة، د. محمود حمدي زقزوق – ص: 87. لا توجد بيانات نشر على الكتاب.
([135]) ولد باروخ سبينوزا في مدينة أمستردام 1632 م لأسرة يهودية برتغالية هربت من الاضطهاد هناك إلى هولندا التي قدمت الملجأ والملاذ لضحايا الاضطهاد، درس الفلسفة اليهودية لفلاسفة اليهود الأندلسيين أمثال ابن ميمون وابن عزرا وحسداي بن شبروت وابن جبريل وموسى القرطبي وكانت وفاته عام 1677 م عن عمر لا يتجاوز الرابعة والأربعين، من أبرز مؤلفاته:مبادئ الفلسفة الديكارتية – رسالة في اللاهوت والسياسة – الأخلاق مؤيدة بالدليل الهندسي وهو أهم كتبه – إصلاح العقل. انظر: دراسات في الفلسفة الحديثة، محمود حمدي زقزوق ص 131 – 135. لا توجد أي بيانات نشر الكتاب.
([136]) أدموند هوسرل 1859 – 1938 م فيلسوف ألماني يعد مؤسس المنهج الظاهراتي – الفينومينولوجيا – الذي أصبح فيما بعد الأساس الفلسفي لوجودية شيلر وهايدغر. انظر: الموسوعة الفلسفية – بإشراف روزنتال – يودين- مصدر سابق. ص: 472.
([137]) مارتن هيدغر 1889 – 1976 م فيلسوف ألماني يتبنى المذهب الوجودي بطريقة مادية بحتة. وفلسفته فلسفة تشاؤمية معادية للعلم تقوم على المثالية الزمانية التي تعني عنده الانفعالات الداخلية للإنسان من أعماله: الوجود والزمان – كانط ومشكلة الميتافيزيقا – مدخل إلى الميتافيزيفا. انظر: الموسوعة الفلسفية بإشراف روزنتال – يودين ترجمة سمير كرم ط 2/ 1980 م دار الطليعة – بيروت ص: 565.
([138]) ديفيد هيوم 1711 – 1776 م فيلسوف إنكليزي تبنى النزعة الطبيعية التي نادى بها بيكون وهوبز مع تطعيمها بمقولات الشكاك الأوائل وكان ينعت نفسه بـ " الشاك " وبنظره لا توجد أية حقائق ضرورية سوى المدركات الذاتية نفسها، والعلوم الطبيعية نسبية ترجع إلى تصديقات ذاتية يولدها تكرار التجربة. انظر: جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديثة " ص 164 ترجمة فؤاد كامل – مكتبة الغريب – القاهرة 1973 م د. ط.
([139]) أمانويل كانط 1724 – 1804 م فيلسوف الماني أبرز ما تقوم عليه فلسفته هو القانون الأخلاقي وقد نُقش على قبره عبارته التي يقول فيها "" شيئان يملآن قلبي إعجاباً ورهبة متجددين وناميين على الدوام كلما ازداد انشغال الفكر فيهما وهما: السماء المزدانة بالنجوم فوقي والقانون الأخلاقي في أعماق نفسي "" ولم يغادر كانت ألمانيا بل لم يغادر مسقط رأسه كونجزبرج على الإطلاق، ومن أهم كتبه: نقد العقل العملي – نقد العقل الخالص. .
([140]) هيجل ولد جورج ويلهلم فريدريك هيغل بتاريخ 27 آب عام 1770 في عائلة بروسية تنتمي إلى البورجوازية الصغيرة. دخل إلى كلية اللاهوت الشهيرة في مدينة توبنغين. وهناك درس التاريخ وفقه اللغة الألمانية والرياضيات، يعتبر هيغل أحد أهم الفلاسفة الألمان حيث يعتبر أهم مؤسسي حركة الفلسفة المثالية الألمانية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، جذبته وسحرته أعمالِ سبينوزا، كانت، وروسو، والثورة الفرنسية. ظهرت الفلسفة الحديثة، والثقافة، و المجتمعَ في نظر هيغل كعناصر مشحونة بالتناقضاتِ والتَوَتّراتِ، كما هي الحال بالنسبة للتناقضات بين الموضوعِ وجسمِ المعرفةِ، بين العقلِ و الطبيعةِ، بين الذات والآخر، بين الحرية والسلطة،بين المعرفة والإيمان، و أخيرا بين التنوير والرومانسية. كان مشروع هيغل الرئيسي الفلسفي أَنْ يَأْخذَ هذه التناقضاتِ والتَوَتّراتِ ويضعها في سياق وحدة عقلانية شاملة،موجودة في سياقاتِ مختلفةِ، دعاها "الفكرة المطلقة "أَو" المعرفة المطلقة". مات هيغل بمرض الكوليرا عام 1831 م. نقلاً عن هذه الصفحة:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%B1%D8%AC _%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%87%D9%8 4%D9%85_%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8% AF%D8%B1%D9%8A%D8%B4_%D9%87%D9 %8A%D8%AC%D9%84
([141]) انظر: عبد العزيز حمودة " المرايا المحدبة " عالم المعرفة الكويت – 1998 م / ص 36 - 37.
([142]) ديكارت مقال في المنهج ص 101 ترجمة: محمود محمد الخضيري - الهيئة المصرية العامة لكتاب – ط3/ 1985.
([143]) انظر: كرين برينتون " تشكيل العقل الحديث " ترجمة: شوقي جلال – مكتبة الأسرة – القاهرة 2001 م / ص 48.
([144]) عبد العزيز حمودة " المرايا المحدبة " ص 102، 103 سبقت بياناته.
([145]) انظر: بييرف. زيما " التفكيكية. دراسة نقدية " تعريب أسامة الحاج – المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع – بيروت ط1 – 1996م / ص 56.
([146]) السابق ص 169.
([147]) انظر: إمبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية "ص 125 سبقت بياناته.
([148]) انظر: عبد العزيز حمودة " المرايا المحدبة " ص 402، 403 سبقت بياناته.
([149]) انظر: بييرف. زيما " التفكيكية. دراسة نقدية " ص 167 سبقت بياناته.
([150]) انظر: حمودة " المرايا المحدبة " ص 10 سبقت بياناته.
([151]) انظر: حمودة " المرايا المحدبة " ص 33 سبقت بياناته.
([152]) انظر: السابق ص 293.
([153]) انظر: امبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص 129 سبقت بياناته.
([154]) انظر: عبد السلام المسدي " قضية البنيوية " دار الجنوب للنشر – تونس – 1995م - د. ط / ص 35، 36.
([155]) انظر: السابق ص 55.
([156]) انظر: حمودة " المرايا المحدبة " ص 36 سبقت بياناته.
([157]) إمبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص55 سبقت بياناته.
([158]) انظر: سيزا قاسم " السيميوطيقا. حول بعض المفاهيم والأبعاد " ص 25 - 26 نقلاً عن المرايا المحدبة ص 241 سبقت بياناته.
([159]) انظر: إمبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص 128 سبقت بياناته.
([160]) انظر: بييرف. زيما " التفكيكية. دراسة نقدية " ص 166، 167 سبقت بياناته.
([161]) انظر: إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص 121 - 123 سبقت بياناته.
([162]) انظر: السابق ص 55.
([163]) انظر: السابق ص 57.
([164]) انظر: حمودة " المرايا المحدبة " ص 404 والكلام لـ " هارتمان " وهو تفكيكي أدرك أخطار التفكيك. سبقت بياناته.
([165]) انظر: إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص 132 سبقت بياناته.
([166]) انظر: السابق ص 135.
([167]) انظر: أزولد وتزيفان " الدلالة والمرجع دراسة معجمية " ص 23 - 24 ضمن كتاب " المرجع والدلالة في الفكر اللساني الحديث " ترجمة وتعليق عبد القادر قنيني – دار إفريقيا المشرق – المغرب – بيروت – 2000 م / د. ط.
([168]) انظر: السابق ص 25.
([169]) انظر: جوليا كريسطيفا " علم النص " ترجمة: فريد الزاهي – دار توبقال للنشر – المغرب ط 2 – 1997 م / ص 9.
([170]) سيد محمد القمني باحث مصري يحاول جاهداً أن يطعن في العصر النبوي وإثبات أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كانت بدوافع سياسية قبلية لتحقيق حلم جده عبد المطلب كما يحاول جاهداً أن يربط المعتقدات والشعائر الإسلامية بالأساطير والطقوس الخرافية القديمة من أبرز كتبه: الأسطورة والتراث – موسى وتل العمارنة – الفاشيون والوطن – رب الزمان – النبي إبراهيم والتاريخ المجهول وغيرها.
([171]) تركي علي الربيعو باحث سوري من حلب اتجه في حقبة من حياته إلى الكتابة في صلة الإسلام بالأساطير القديمة وألصق بالإسلام كثيراً من الخرافات والأوهام، إلا أنه يبدو أنه اعتدل في أخريات حياته [فقد ذهب إلى الحج وقال بأنه: لم يملك نفسه حين وقف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يبكي، ألم به مرض ثم لحق بربه في أوائل سنة 2007 م]. من كتبه: الإسلام وملحمة الخلق والأسطورة – العنف والمقدس والجنس. ما هو موضوع بين قوسين نقلته عن الباحث عبد الرحمن الحاج من موقع الملتقى الفكري للإبداع وقد كتب بحثاً في نعي الربيعو أشار فيه إلى المحطات الأخيرة في حياته رحمه الله.
([172]) يمكن مراجعة مؤلفات القمني للتأكد من ذلك مثل كتابه "رب الزمان " أو " الأسطورة والتراث ".
([173]) انظر: إمبرتو إيكو " التأويل بين السيميائيات والتفكيكية " ص 60 سبقت بياناته.
([174]) انظر: إمبرتو إيكو " السابق " ص 55.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 08:21]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[الباز]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 04:00]ـ
أستاذا المبجل أحمد إدريس الطعان ..
والله لقد سررت بكتبك عن العلمانيين والقرآن ..
وفيه جهد ضخم لا يضاهى ..
فإاليك أزجي شكري على ما رقمته أناملك يا أستاذي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 06:20]ـ
لقد جبرت بخاطري ... جزاك الله خيراً، وادخلت السرور على قلبي، جعلك الله ممن ينقلب إلى أهله مسروراً في جنات النعيم ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 03:19]ـ
بارك الله فيكم أخي الدكتور أحمد .. ونفع بجهودكم المميزة.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 11:56]ـ
أخي الكريم د. سليمان جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وشكر جهودكم الطيبة وجعلها في ميزان حسناتكم ...
ـ[أبوهناء]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:06]ـ
جهد مشكور جعله الله في ميزان حسناتك دكتورنا الفاضل .. هلا تكرمت فوضعته في ملف وورد أو ب د ف حتى يتسنى لنا تحميله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 12:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 12:19]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور، والبحث وقفت عليه في العدد (74) رمضان 1429، من "مجلة الشريعة" الكويتية، ص331 - 379.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 10:08]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وجزاكم خيراً وأيدكم ونصركم ووفقكم لكل خير ...(/)
للنقاش (10): ما الفرق بين " العلم " و " المعرفة "؟!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 01:31]ـ
بل متى نصل ... إلى " اليقين "؟!
حياكم الله
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 06:54]ـ
إنما الفروق بينهما واردة باعتبار كل فن ففي اللغة مثلا من يجعلهما سيان.
و منهم من يفرق بينهما بأن يجعل العلم متوجها إلى أحوال المسمى و المعرفة إلى ذاته.
و من الصوفية من يحعل العارف أخص من العالم.
ومن أهل المنطق من يُنيط المعرفة بالمحسوسات و العلم بالمعقولات.
و من أصحاب الفروق الأصولية من يَنُصُ على فرق آخر وهو:
أن العلم غير مسبوق بجهل و أن المعرفة مسبوقة به فلذلك نصف الله بالعلم و لا نصفه بالمعرفة و لكن هذا التفريق يُشكل عليه بعض آي القرآن كمثل قوله تعالى: " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم " فوصف ما كان مسبوقا بالعلم و لم يصف بالمعرفة.
و الله أعلم و أحكم،،،
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 09:27]ـ
الفرق بين "العلم" و "المعرفة":
جاء العلم بمعنى المعرفة، كما جاءت بمعناه، ضمن كل لفظ منهما معنى الآخر، لاشتراكهما في كونهما مسبوقين بالجهل
و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله * * * لكنني عن علم ما في غد عم
وأوضح أبو هلال العسكري في " الفروق اللغوية" الفرق بين العلم و المعرفة، فقال:"إن المعرفة أخص من العلم لأنها علم بعين الشيء مفصلا عما سواه، والعلم يكون مجملا و مفصلا "
وفي المقابسات للتوحيدي أن المعرفة أخص بالمحسوسات و المعاني الجزئية و أن العلم أخص بالمعقولات، و المعاني الكلية "
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 01:59]ـ
بل متى نصل ... إلى " اليقين "؟!
حياكم الله
البداية شهور أربعة تتجوّل فيها في أرض الله مناديا " يا قوم اتبعوا المرسلين " .. ؟!
أو تقرأ فيها " مدونة الإيمان المكي " .. ؟! و تستقرئها .. ؟!
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 03:25]ـ
جاء في تاج العروس
وفي البصائر ,المعرفة ادراك الشئ بتفكر وتدبر لاثره وهى أخص من العلم والفرق بينها وبين العلم من وجوه لفظا ومعنى أما اللفظ ففعل المعرفة يقع على مفعول واحد وفعل العلم يقتضى مفعولين وإذا وقع على مفعول كان بمعنى المعرفة وأما من جهة المعنى فمن وجوه أحدها ان المعرفة تتعلق بذات الشئ والعلم يتعلق بأحواله والثانى أن المعرفة في الغالب تكون لما غاب عن القلب بعد ادراكه فإذا أدركه قيل عرفه بخلاف العلم فالمعرفة نسبة الذكر النفسي وهو حضور ما كان غائبا عن الذاكر ولهذا كان ضدها الانكار وضد العلم الجهل والثالث أن المعرفة علم لعين الشئ مفصلا عما سواه بخلاف العلم فانه قد يتعلق بالشئ مجملا ولهم فروق أخر غير ما ذكرنا.
قلت {أبو البراء} أغلب من شرح الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب عرفوا العلم بمعنى الإدراك {راجع شرح العثيمين و شرح عبد الله الغنيمان و صالح الفوزان} وهو تفسير ذكره الراغب, و عرفه الشيخ علي الخضير في شرحه للأصول الثلاثة بالمعرفة.
قلت و تعريف الخضير فك الله أسره أقرب لأنه هو مراد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته حيث قال {الأولى العلم وهي معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة}.
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 11:45]ـ
هل تستقيم الثلاثة: المعرفة / العلم / اليقين
في قرَن واحد
إذا قلت:
العلم: هو القدر اليقيني من المعرفة.
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 12:21]ـ
العلم قطعي
والمعرفة ظنية
...
فلذلك الله يوصف بأنه عالم ... ولا يوصف بأنه عارف.
...
فمعرفتك بالشيء لا تفيد إحاطة العلم به ... وعلمك بالشيء إحاطة بمعرفته.
ومعرفتك بالشيء إنما تمر بمراحل معرفية حتى تعلمه.
...
هكذا أو نحوه سمعته من الشيخ العثيمين رحمه الله بتصرف.
ـ[قوافي الشعر]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 02:34]ـ
العلم قطعي
والمعرفة ظنية
...
فلذلك الله يوصف بأنه عالم ... ولا يوصف بأنه عارف.
...
فمعرفتك بالشيء لا تفيد إحاطة العلم به ... وعلمك بالشيء إحاطة بمعرفته.
ومعرفتك بالشيء إنما تمر بمراحل معرفية حتى تعلمه.
المشاركة أعلاه من أجمل الإجابات التي قرأتها في هذا الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه أولى مشاركاتي فأتمنى أن تكون ذا نفع
العلم:- إحاطة تامة وكاملة
المعرفة:-دورة تكميلية أو مكملة للعلم
حينما نقول أن الله جل جلاله (عالم) فهذا يعني أننا جزمنا بحق أنه محيط بكل شيء ولا يحتاج إلى إكمال فهو كامل منزه عن النقص سبحانه وتعالى
قال الله تعالى: " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
الوصف في الآية الشريفة يدل قطعياً بأن العلم (تام وكامل) في حين أنه قبل خلق المخلوق كان على النقيض من ذلك: " لا تعلمون شيئاً " ..... فمتى يتحصل العلم ... ؟ بالتعلم ومتى يقال للإنسان بأنه (عالم) .... حينما يدرك جوانب العلم (بالتعلم)
والله أعلم ...
أتمنى أن لا أكون قد أثقلت بكلامي هذه الصفحة الجميلة أو شوهتها بخربشتي فهي إلى جانب أقلامكم نقطة في بحر تحتمل الخطأ
دمتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 10:31]ـ
*-المعرفة هي مجموع المدارك البشرية التي لم تحقق شروط العلمية الثلاث / الموضوع-المنهج- القانون هكذا درّسنا أستاذ الإقتصاد السياسي في الجزائر
*-وبهذا فالمعرفة أوسع من العلم وإختلاف الآراء راجع إلى الإختلاف في التعريف الدلالي للمصطلحات والله أعلم
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:14]ـ
العلم قطعي
والمعرفة ظنية
...
فلذلك الله يوصف بأنه عالم ... ولا يوصف بأنه عارف.
...
فمعرفتك بالشيء لا تفيد إحاطة العلم به ... وعلمك بالشيء إحاطة بمعرفته.
ومعرفتك بالشيء إنما تمر بمراحل معرفية حتى تعلمه.
...
هكذا أو نحوه سمعته من الشيخ العثيمين رحمه الله بتصرف.
وفقك الله ..
أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" فوصف الله تعالى بالمعرفة
والتفريق بأن هذه ظنية وتلك يقينية هي من تكلفات المتكلمين
قال تعالى "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها" وقال "ويدخلهم الجنة عرّفها لهم"
وقال "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها"
وكذلك دعواهم بأن هذه مسبوقة بجهل دون الأخرى
والراجح والله أعلم أن المعرفة ألصق بالأمور المحسوسة وإن كانت تستعمل في المعاني
والرائحة تسمى عَرفاً
لولا اشتعالُ النار فيما جاورت ... ماكان يُعرف طيب عَرف العود
أما العلم فهو أشمل وأعم "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
تنبيه: اختيار الفاضل طالب الإيمان -حقق الله طلبته- هذه المناقشة لتكون في قسم العقيدة مع تصريحه في صلب موضوعه يعني أنه لم يرد النقاش اللغوي الصرف
ولكني رددت على من نقل أن الله لا يوصف بالمعرفة
والله أعلم
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:27]ـ
... فوصف الله تعالى بالمعرفة
.....
ولكني رددت على من نقل أن الله لا يوصف بالمعرفة
والله أعلم
هذا الوصف هو من باب: (نسوا الله فنسيهم) أو (يخادعون الله وهو خادعهم).
والله أعلم.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:38]ـ
لاموجب لهذا التأويل فالمعرفة ليس صفة نقص أصلا
والنسيان يأتي بمعنى الترك وخداع الله لهم حقيقي بأن يطبق عليهم أحكام المعاملة بالظاهر
ثم يدخر لهم الدرك الأسفل من النار يوم القيامة ,
ألا ترى أن الله نسب لنفسه خداعهم ونسيانهم لتضمنها معانيَ صحيحة ولكنه لم ينسب لنفسه الخيانة ولو على سبيل المشاكلة؟
فقال سبحانه "خانوا الله فأمكن منهم" ولم يقل "فخانهم"
والله أعلم
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 01:23]ـ
شكراً لك أخي الكريم ابن عبد الهادي
لو كنت سأرسم هذه المعاني على دوائر متفاوتة السعة - بحسب فهمي - لرسمتها كما يأتي:
الدائرة الأولى الأوسع: المعرفة. وهي استجماع للمعلومات، أو وصول معلومات عن الأشياء إلى الذهن، وهي على درجات بحسب القرب والبعد والحس والروح ... تصور إجمالي عن الحقيقة.
الدائرة الثانية: العلم. وهو إدراك حقيقة الشيء على ما هي عليه أو انتظام المعلومات في الذهن طبق حقيقتها في الخارج. تصور = الحقيقة.
الدائرة الثالثة الأصغر: اليقين.
واليقين درجات: علم اليقين وهي أوسع دوائره ثم عين اليقين، ثم أعلى درجات اليقين: حق اليقين.
ولذا فالمعرفة متخللة بجهل ومسبوقة به ومنقوضة به (وبدا لهم من الله ما يكونوا يحتسبون) والحسبان من دائرة المعارف.
ونقول: هو عارف بالله؛ لأنه لا أحد يطيق تصور عظمته سبحانه على الحقيقة.
ومن الخطأ الفجّ قول بعضهم: ربنا يعرف ... والصواب أن: ربنا يعلم.
وعلم الله تعالى طليق كل الطلاقة، فلا يحده تدريج ولا دوائر وسع كل شيء علماً كما وسع كل شيء رحمة (وهو يدرك الأبصار).
وهذا تفصيل التعريف في المشاركة السالفة:
هل تستقيم الثلاثة: المعرفة / العلم / اليقين
في قرَن واحد
إذا قلت:
العلم: هو القدر اليقيني من المعرفة.
نسألك أن يعلمنا ما يفعنا وينفعنا بما علمنا.
والله أعلم.
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 02:36]ـ
لعل وجه إطلاق العرف على الطيب المنبعث من العود أنه يتخلل الهواء تخلل الجهل للمعرفة، أو تخلل المعرفة للجهل.
وقد رأى ابن فارس أن العَرف والمعرفة من أصلين.
وإرجاعهما إلى أصل واحد أولى.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 04:59]ـ
ومن الخطأ الفجّ قول بعضهم: ربنا يعرف ... والصواب أن: ربنا يعلم
بوركتَ ..
لابد من اعتبار السياق في اثبات الصفة
فإن كانت الصفة مطلقة أطلقناها
وإن كانت مقيدة ذكرناها مقيدة
والله أعلم ..
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 07:27]ـ
وفقك الله ..
أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" فوصف الله تعالى بالمعرفة
والتفريق بأن هذه ظنية وتلك يقينية هي من تكلفات المتكلمين
قال تعالى "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها" وقال "ويدخلهم الجنة عرّفها لهم"
وقال "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها"
وكذلك دعواهم بأن هذه مسبوقة بجهل دون الأخرى
والراجح والله أعلم أن المعرفة ألصق بالأمور المحسوسة وإن كانت تستعمل في المعاني
والرائحة تسمى عَرفاً
لولا اشتعالُ النار فيما جاورت ... ماكان يُعرف طيب عَرف العود
أما العلم فهو أشمل وأعم "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
تنبيه: اختيار الفاضل طالب الإيمان -حقق الله طلبته- هذه المناقشة لتكون في قسم العقيدة مع تصريحه في صلب موضوعه يعني أنه لم يرد النقاش اللغوي الصرف
ولكني رددت على من نقل أن الله لا يوصف بالمعرفة
والله أعلم
راجع كلام الشيخ العثيمين في شروحه للعقيدة الواسطية وكتاب التوحيد ... وكما قلت
هكذا أو نحوه سمعته من الشيخ العثيمين رحمه الله بتصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 01:00]ـ
هذا مَحَلُ نِزَاعٍ عند أهل العلم، أكثرُ أهلِ العلمِ - والمسألة لُغَوِيَة -: أن العِلْمَ بمعنى المَعْرِفَة، والمَعْرِفَةُ بمعنى العِلْمِ فهما مُتَرَادِفَانِ. وبهذا قال أبو الخَطَّاب في (شرحِ التَمْهِيد) واستدل بقوله - تعالى -: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، قال: (يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ) ثُمَّ قال: (وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) يعلمون أنكَ رسولَ الله، حينئذٍ أَرْدَفَ هُنَا أو عَبَرَّ عن المَعْرِفَةِ بالعِلْمِ فَدَلَّ على أن المَعْرِفَةَ هي العِلْم.
وذهبَ بعضهم إلى التَفريقِ، ولم يُوْجَد ضَابطٌ صحيحٌ يُمْكِنُ التَعْوِيلُ عليه في الفَرْقِ بين المَعْرِفَةِ والعِلْمِ، ولذلك أهل الأُصُول يَذكُرُونَ هذه المسألة ثُمَّ يَذكُرُونَ أنواعًا من الضَوابط في التَفْرِقَةِ بينهما، أشهر ما ذُكِرَ: بأن المَعْرِفَةَ يَسْبِقُهَا جَهْلٌ، والعِلْمُ لا يَسْبِقُهُ جَهْلٌ. يعني لا يَعْلَم ثُمَّ يُقَالُ فيه: عَالِمٌ وعَارِف. أما الذي لا يَسْبِقُهُ جَهْلٌ كَعِلْمِ الله - عزوجل - نقول: هذا عَالِمٌ ولا يَصِحُّ أن يُقَالَ فيه عَارِف. هذا أشهر ما قِيْلَ. اهـ
من شرح شيخنا
أحمد بن عمر الحازمي حفظه الله تعالى
للأصول الثلاثة
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[01 - Feb-2010, صباحاً 09:54]ـ
أحببتُ أن أضيف تفريق ابن القيم
قال في مدارج السالكين: (والفرق بينه وبين المعرفة من وجوه ثلاثة:
أحدها: أن المعرفة لب العلم ونسبة العلم إليها كنسبة الإيمان إلى الإحسان وهي علم خاص متعلقها أخفى من متعلق العلم وأدق.
والثاني: أن المعرفة هي العلم الذي يراعيه صاحبه بموجبه ومقتضاه فهي علم تتصل به الرعاية.
والثالث: أن المعرفة شاهد لنفسها وهي بمنزلة الأمور الوجدانية التي لا يمكن صاحبها أن يشك فيها ولا ينتقل عنها وكشف المعرفة أتم من كشف العلم والله سبحانه وتعالى أعلم.)
ولكن يشكل عليه أن المعرفة جاءت في القرآن في سياق الذم، قال تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا}؟!
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 05:03]ـ
موضوع ثرى يستحق المرور والتوقف للتأمل
ـ[أبو إسحاق الوهرانى]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 01:12]ـ
للرفع لانه لم يتضح الامرولم نستقر على كلام أرجوا التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 07:46]ـ
السلام عليكم احبتي في الله هذه اول مشاركة لي اسال الله ان تكون جيده وهي عبارة عن نقل من كتاب المفردات للراغب الاصفهاني ص560.
المعرفة والعرفان: إدراك الشيء بتفكر و تدبر لأثره, وهو اخص من العلم , ويضاده الإنكار , ويقال: فلان يعرف الله و لايقال:يعلم الله متعديا الى مفعول واحد, ..... ويقال:الله يعلم كذا و لا يقال: يعرف كذا ,لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل اليه بتفكر ..............(/)
هل أنا مفكر إسلامي؟؟؟؟؟
ـ[اسعد]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 04:50]ـ
في كثير من الاحيان يطل علينا شخص يتكلم في امر من امور الدين او يبحث مشكلاته ومن ابرزهم واشهرهم:
جمال البناء
فهمي هويدي
عبد الوهاب المسيري
فسؤالي هو: هل اذا كتبت شيئا من المشاكل والازمات التي يمر بها الاسلام واخذت احلله وافكر في حلول لها اكون مفكرا اسلاميا؟
ام يكفي ان اكتب وبالتالي القب بالمفكر الاسلامي لانني مسلم؟
فمن هو المفكر الاسلامي؟ اولسنا جميعا مطالبون بأن نكون مفكرين اسلاميين؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 05:13]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=893
ـ[اسعد]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 04:01]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 07:37]ـ
لاتسفه ولاتذم أحد بلا علم فان هذا ضلال مبين وقد تكلم الشيخ السعدى فى التفسير عن هذا
فان عبد الوهاب وفهمى وان كان عليهم ملاحظات قلت او كثرت فلهم قدرهم المعروف
ـ[اسعد]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 11:45]ـ
لاتسفه ولاتذم أحد بلا علم فان هذا ضلال مبين وقد تكلم الشيخ السعدى فى التفسير عن هذا
فان عبد الوهاب وفهمى وان كان عليهم ملاحظات قلت او كثرت فلهم قدرهم المعروف
سفهت من؟ وذميت من؟ أنا لم أقل شيئا في حقهم سوى انهم يدعون بمفكرين اسلاميين, واحببت ان اعرف بماذا اكتسبوا هذه الصفة.
وعلى كلٍ جزكم الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 01:17]ـ
سأل سائل الدكتور عبد الكريم بكار أريد أن أكون مفكرا اسلاميا فماذا افعل
قال له أقرأ كتب المفكرين الكبار وأظنه اكتفى على هذه الاجابة
اقرأ مقال الفكر طبيعته وأهميته للدكتور عبد الكريم
قال أيضا ناقلا عن بعض العلماء أتى بمسألة للشيخ بن باز يكتب فيها فتوى وللشيخ ابو الحسن الندوى يكتب فيها مقالا وللشيخ المودوى يكتب فيها كتابا
ثم علق قائلا أننا نحتاج الفتوى والمقال والكتاب
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 06:06]ـ
جزاك الله خير
وسوف احاول الحصول على المقال
لكن لمن اقرأ من المفكرين؟
هل هنالك أسماء محددة
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 06:26]ـ
أخي (أسعد) - بارك الله فيك -
أنصحُك بالقراءة إلى هؤلاء:
(1) محمد أحمد الراشد .. وخاصةً: (المنطلق) و (العوائق) و (الرقائق) و (المسار).
(2) محمد قطب .. وأهمها: (واقعنا المعاصر) و (قبسات من الرسول) و (منهجية التربية الإسلامية).
(3) محمد الغزالي .. : (جدد حياتك) و (مع الله: في الدعوة والحياة) و (قذائف الحق) و (حصاد الغرور).
(4) العلامة يوسف القرضاوي .. : (الإيمان والحياة) و (فقه الأولويات) و سلسلة (الصحوة الإسلامية).
(5) كتاب (الإيمان هوَ الأساس) للدكتور عبد الله الأهدل.
(6) المجموعة العلمية للشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -.
(7) (العلمانية) لسفر الحوالي - حفظه الله -
وحياك الله - وإن أردت زيادةً زدناك -
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 07:15]ـ
جزك الله خير
ان شاء الله أقرأها
وإذا انتهيت منها أنت ما تقصر:):)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 07:32]ـ
المفكرين العظماء فى الامة كثر جدا
لكن عليك تصفح عناوين مؤلفاتهم ثم تختار اولوياتك فان لم تفعل ذلك قد تجد نفسكم منشغل بمفضول عن فاضل
الان سجل فى القائمة البريدية فى موقع الدكتور بكار لتصلك الرسائل الاسبوعية
واحرص على متابعة مقالاته
وعليك بكتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوى
وتعريف عام بدين الاسلام لعلى الطنطاوى ومبادئ الاسلام للمودوى
وطبعا الظلال اساسى تقرأه أكثر من مرة وخذ معه كتاب الشيخ الدويش عليه
ورسالة افراح الروح لسيد قطب
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 07:39]ـ
جزاك الله خير
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 08:00]ـ
أحسن أخونا (طالب الإيمان) إذ أوصاك بكتب الراشد والأهدل فلا تفوتنك!، وأزيدك: كتب الدكتور عبد الكريم بكار
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 08:56]ـ
جزاك الله خير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 09:31]ـ
ومقال بين المفكر والمختص لعبد الكريم بكار
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 07:39]ـ
جزاك الله خير
حملت دروس الدكتور عبد الكريم بكار من موقع طريق الاسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=484
وان شاء الله استمع لها وسأحول الحصول على كتبه وقراءتها في أقرب وقت بإذن الله
وجزاكم الله خيرا على المساعدة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ..
انت مسلم عاقل اذا انت مفكر مسلم فالتفكير كان ولا يزال الوظيفة الفطرية للعقل البشري الا ان اختلاف المدارك وتمايز المؤهلات والقدرة على تشخيص مواطن الداء ووصف العلاج
وتوظيف القدرات والمواهب الادبية في الاتصال مع المحيط هو الذي يحدث "الفرق" وعليه فكلنا مفكرون مسلمون ولكن فرق بين مفكر ومفكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسعد]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 05:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ..
انت مسلم عاقل اذا انت مفكر مسلم فالتفكير كان ولا يزال الوظيفة الفطرية للعقل البشري الا ان اختلاف المدارك وتمايز المؤهلات والقدرة على تشخيص مواطن الداء ووصف العلاج
وتوظيف القدرات والمواهب الادبية في الاتصال مع المحيط هو الذي يحدث "الفرق" وعليه فكلنا مفكرون مسلمون ولكن فرق بين مفكر ومفكر
أخي (العاصمي من الجزائر) جزك الله خير وما اروع عباراتك
هدفي من السؤال ان اعرف كيفية تنمية قدراتي الفكرية والتحليلية وتطويرها لأستطيع بإذن الله أن أكون عضوا فاعلا في بيئتي ومجتمعي(/)
ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك (للشيخ عبدالله الهدلق)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 01:07]ـ
ثنتا عشْرة .. فيها ابن دقيق وكافكا وفتيات بسمارك
عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق
" .. اللهم إنا نسألك ما نسأل؛ لا عن ثقة ببياض وجوهنا عندك، وحسن أفعالنا معك، وسوالف إحساننا قبلك، ولكن عن ثقة بكرمك الفائض، وطمعاً في رحمتك الواسعة. نعم، وعن توحيد لا يشوبه إشراك، ومعرفة لا يخالطها إنكار .. وإن كانت أعمارنا قاصرة عن غايات حقائق التوحيد والمعرفة، فنسألك أن لا ترد علينا هذه الثقة بك، فتشمت بنا من لم تكن له هذه الوسيلة إليك.
اللهم يا مولج الليل والنهار: عُدْ علينا بصفحك عن زلاتنا، وأنعشنا عند تتابع صرعاتنا .. وكن لنا وإن لم نكن لأنفسنا لأنك أولى بنا .. " أبو حيان التوحيدي.
1 - من لا يدرس التاريخ يسخر منه التاريخ ..
وإن مما يحير فلاسفة هذا الساخر ممن لا يدرسه؛ ما ينشأ عن العلة التافهة من نتائج عظيمة. وإن كان هناك معنى يمكن أن يفهم منه "شيء" من الصلة بين تافه العلل وجسامة الأحداث؛ فأظن أنه يتمثل في: "ضعف اعتبار الواقع".
كانوا يقولون: إن النعامة إذا أحست بالخطر فإنها تدس رأسها في التراب، ولقد ظلت هذه المقولة زمناً مما يتمثل به كل من رأى ما يستدعي مقولة النعامة والتراب.
ثم جاء بعض الدارسين ورفع الظلم عن النعامة، وأبان أنها إنما تفعل ذلك لا لتتخفى، وإنما لتسمع وقع أقدام العدو فتحدد مسافة الخطر القادم.
من يستطيع أن يفسر لنا ما نحن فيه تفسيراً علمياً يدفع به عنا تهمة العجز والجهل؟
2 - "أنا من حَجَر، بل أنا حَجَرٌ لقبر نفسي، لا منفذ فيه للشك أو للإيمان، للحب أو للنفور، للشجاعة أو للقلق، على وجه التخصيص أو وجه التعميم: كلا، بل ثم أمل واحد غامض يحيا، لكنه من نوع شواهد القبور".
كلما قرأت لفرانز كافكا (1883 - 1924) تولتني عاطفة حزينة لا أكاد أتبين مأتاها.
مات "هذا الألماني المسلول الشريد في دنيا اللامعقول" في مصح لا يكاد يعرفه فيه أحد عن إحدى وأربعين سنة، بعد أن رفض رئيسه في العمل أن يمدد إجازته وهو يحتضر.
وكان قد عاش عيشة عانى فيها من: تسلّط الأب، ومرارة الوَحدة، وظلام الفطرة، وخواء الروح، وويلات الأرق، وآلام العبث، وشقاء الأسئلة، وبؤس الإجابات، وقسوة الإلحاد، ويبس العدم، وحِدّة الاغتراب الوجودي ما عاناه.
ثم إن العالم تنبه له بسب صديق له سعى في نشر أدبه يدعي ماكس برود، فما كتب في القرن العشرين عن كاتب بعد ذلك ما كتب عنه: أزيد من ستة عشر ألفاً ما بين مقالة وبحث وكتاب في كثير من اللغات، منها ألفا رسالة دكتوراه! حتى إنه كتبت مقالات في تحليل فرقة شعر رأسه التي ظهر بها في بعض الصور.
ثم هنالك المهرجانات والمئويات والندوات وطوابع البريد ...
وتقصٍّ لكل مكان عاش فيه أو مرَّ به أو ذكره في كتاب من كتبه، وتتبُّع لكل من عرفه أو حادث أو رآه .. وكتبت عنه امرأة كانت تلقاه في المصعد مصادفة عدة مقالات.
تنازعته ثلاث دول: ألمانيا والنمسا والتشيك.
وبيعت مخطوطة لكتاب من كتبه بخطه في مزاد عالمي بما يعدل سبعة ملايين ريال، ابتاعتها حكومة ألمانيا وكانت رصدت لها أضعاف هذا المبلغ.
ثم ماذا؟ كلما قرأت لك يا فرانز تولتني عاطفة حزينة لا أكاد أتبين مأتاها ..
3 - في "الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد" للأدفوي، ترجمة نفيسة للحافظ ابن دقيق العيد رحمه الله جاء فيها:
"ولما عزل نفسه ثم طلب ليولّى، قام السلطان الملك المنصور لاجين له واقفا لما أقبل، فصار يمشي قليلاً، وهم يقولون له: السلطان واقف فيقول: "أديني أمشي! " وجلس معه على الجوخ حتى لا يجلس دونه، ثم نزل وغسل ما عليه واغتسل وقبّل السلطان يده، فقال: "تنتفع بهذا"!
4 - يوم كنت أتأدب! قلت على معانيهم:
البيدر احترق
وقلبي الرغيف
وهذا جوع أحزاني ..
وكان لي عدو من الأصدقاء كان مثلي يتأدب لكن على شيء من "اللؤم"، فهو لا يكاد يسلم لي بموهبة.
فتحينت منه غِرّةً يوماً فقلت له هكذا في أثناء الكلام:
ما أروع ما قال شكسبير: "أجمل ما في اللوحة؛ الإنسان الذي يتأملها .. "
فأخذته الكلمة من نفسه ثم لم يعد ..
فقلت له: ارفق بنفسك، فو الله ما عرفها شكسبير وإنما الكلمة لي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتغير وجهه، وانتفخت منه هذه التي تقول العرب إنها تنتفخ في مثل ما هنا؛ نعم أوداجه .. ثم قال: الحق أن الكلمة ليست بذاك!
5 - قرأت أن أكثر ما أقسم الله به من المخلوقات في كتابه هو "الليل" ..
جاء القسم به في سبع آيات: أولها: "والليل إذ أدبر" .. إلى ما ورد في قوله تعالى: "والليل إذا سجى".
كم رجع عَوْدي على بدئي حين تذكرت بهذا قول يونج: "بالليل يعود الملحد نصف مؤمن بالله" سبحانه .. هذا يمهد لمقالة يشبه عنوانها أن يكون: "الملاحدة والليل".
6 - بيعت قبل فترة في الرياض مكتبة أحمد نجيب الهلالي آخر رئيس لوزراء مصر قبل الثورة.
لا أزال أصرّ على أنه لا أثر للحملة الفرنسية على مصر فيما يسمونه: الصدمة الثقافية، وبداية التاريخ الحضاري المعاصر للعرب .. وإنما الأثر جاء بعدُ على يد محمد علي باشا فيما أرسله من بعثات علمية، وما أنشأه من مطبعة بولاق، وجريدة الوقائع ..
لهذا فرحت لما ظفرت من هذه المكتبة بكتاب: "البعثات العلمية في عهد محمد علي" للأمير عمر طوسون، ولاسيما وأن على الكتاب خط الأمير نفسه يهديه إلى الهلالي سنة 1935م.
وبينما كنت أقلب الكتاب وقفتُ فيه على هذه اللطيفة: "يوسف أفندي الأرمني، أرسل إلى فرنسا لتلقي علم الفلاحة، وكان يتلقاها في بلدة (روفل)، وكان راتبه الشهري خمسمائة قرش، قام من فرنسا في أوائل سنة 1832م، وترقى فيما بعد إلى ناظر مدرسة الزراعة بنبروه، ثم ناظر بساتين محمد علي وأنجاله، وباسمه سميت الفاكهة المعروفة بيوسف أفندي لأنه هو الذي أوجدها بمصر"!
7 - الإغراق المبالغ فيه في تتبع الأحداث ربما حمل الإنسان على اليأس، وشدّة تحسّس خطرات النفس خوفَ السقوط ربما أسرعت بالإنسان نحو الهاوية .. كالذي يتعلم قيادة الدراجة؛ إذا رأى حجراً من بعيد حمله لا شعوره – من فرط الخوف – على التوجه إليه.
ويظل العلم مسؤولية لا متعة، وفي صدق الالتجاء إلى الله سبحانه – ولاسيما أوقات السحر – منجاة من كثير من آلام الحياة التي باتت تَحطِم فينا معنى الحياة.
8 - في "الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك" لمؤرخ مصر تقي الدين المقريزي: "السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالي محمد .. ومدة سلطنته في المدد الثلاث ثلاث وأربعون سنة وثمانية أشهر وتسعة أيام، وحج فيها ثلاث مرات .. ثم حج في سنة تسع عشرة وسبعمائة .. واجتمع عند السلطان من العربان ما لم يجتمع لملك قبله .. وصاروا يعملون عليه إدلالاً زائداً، بحيث قام في بعض الأيام ابنٌ لموسى بن مهنا وقال للسلطان: يابا علي بحياة هذه [لا يجوز الحلف بغير الله] ومد يده إلى لحية السلطان ومسكها إلا أعطيتني الضيعة الفلانية؟ فصرخ فيه الفخر ناظر الجيش وقال: ارفع يدك، قطع الله يدك، ولك يا ولد الزنا، تمد يدك إلى السلطان! فتبسم السلطان وقال: يا قاضي، هذه عادة العرب إذا قصدوا كبيراً في شيء، يكون عظمته عندهم مسك ذقنه، يعني أنه قد استجار به فهو عندهم سنة، فقام الفخر مغضباً وهو يقول: والله إن هؤلاء مناحيس، وسنتهم أنحس منهم، لا بارك الله فيهم .. ".
تعال يا ناظر الجيش؛ لا تكن ملكاً أكثر من الملك نفسه!
9 - ذكر إميل لودفيج كاتب التراجم الذي كان يقول: "على المترجم أن ينشئ إنساناً لا أن يصوغ تمثالاً من النحاس"، ذكر في كتابه عن "بسمارك" صاحب الوحدة الألمانية .. أنه لما أراد بسمارك أن يقر دستوراً لألمانيا واجتمع بمرؤوسيه؛ اقترح عليه أحدهم أن يستعين بالدستور البلجيكي، فالتفت إليه بسمارك وقال له:" إن الدستور البلجيكي عمره ثمانية عشر عاماً، وهذا عمر يَجْمُل بالفتيات لا بالدساتير"!
والله إنه لجهلٌ من هذا العقل التراكمي القاصر أن يحكم نفسه ويترك شِرْعة ربه .. "ومن أحسن من الله حكماً".
10 - لم أقرأ فيما قرأتُ:
1 - أعقل من هذه الكلمة لمحمد كرد علي:" حفظ مسائل العلم التي قالها أهل العقول؛ لا تجعل ممن استظهرها عاقلاً إن لم يكن ذا عقل".
2 - ولا أنفذ من هذه الكلمة لغوستاف لوبون:
" آراؤنا – في الغالب – مقدمات لأفكار تتكون ولمّا تستقر بعد".
3 - ولا أشد إيلاماً من هذا البيت لمحمود أبو الوفا:
أودّ أضحك للدنيا فيمنعني أن عاقبتي على بعض ابتساماتي
11 - دونك بعض ما نحن فيه من خطاب الخيبة:
1 - في مقدمة " تحرير المرآة " لقاسم أمين 1899م: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله".
2 - وفي بداية ترجمة طه السباعي باشا " لحرية " جون ستيورات مل، والكتاب يعد إنجيل الليبرالية 1922م: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وصحبه وآله".
3 - وفي أول كتاب "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبدالرازق 1925م: "بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله، ولا أعبد إلا إياه، ولا أخشى أحداً سواه، له القوة والعزة، وما سواه ضعيف ذليل، وله الحمد في الأولى والآخرة، وهو حسبي ونعم الوكيل. وأشهد أن محمداً رسول الله، أرسله شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وصلى الله وملائكته عليه وسلموا تسليماً كثيراً".
هذه الكتب هي من السوء إلى ما هي ورأيت بما افتتحت .. جلدونا – حسبهم الله – بسياط الخطاب المدني المعاصر؛ حتى بات بعض مثقفينا يستحيي أن يفتتح كتابه بذكر الله عزوجل.
وحين يلقي أحد الدعاة المعروفين محاضرة في "المسجد" عن عبدالوهاب المسيري، ثم أطالع كتب المسيري المتأخرة فلا أراه ابتدأ واحداً منها بذكر الله عزوجل؛ فإن ثنائية المسجد و"العلمانية الجزئية" تحتاج في تفكيكها إلى عملٍ عقلي مجهد.
12 - "كيف أصبحتُ الشخصَ الذي أنا هو، هل أنا نفسي فعلاً، أم صنع مني الآخرون بالأحرى الشخصَ الذي أنا هو؟ ".
يوم تقوى المعرفة على أن تنبّه فينا هذا السؤال؛ فإننا قد نكون قاربنا الوعي بذواتنا شيئاً ما ..
مجلة الإسلام اليوم، العدد 47 – رمضان 1429هـ، ص48.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 01:30]ـ
ما شاء الله تبارك الله
مقال رائع من شيخ فاضل.
بارك الله في الكاتب و الناقل
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 01:05]ـ
شكر الله لك أيها المبارك
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 02:33]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الله.
كتابات الشيخ الهدلق ـ وفقه الله ـ فيها نفس العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ، ويبدو أنه كثير المجالسة له.
مقال رائع جدا، يظهر فيه الذوق الأدبي الرفيع، وسعة الاطلاع، وخفة الظل.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 03:19]ـ
جزى الله الشيخ عبد الله الهدلق على هذا المقال الرائع الماتع،،،
وبارك الله فيك أخي عبد الله العلي على نقلك الموفَّق،،،
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 05:04]ـ
الأخ ضيف الله والأخ فريد.
بارك الله فيكما ونفع بكما.
وللشيخ عبدالله الهدلق مقال جديد بعنوان (خاطرةٌ فطريةٌ عن الإبداع)
على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148551
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 06:41]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ عبدالله الهدلق ..
وقد استفاد - وفقه الله - من صحبته لثلاثة من الأعلام:
1 - الشيخ بكر أبوزيد - رحمه الله -.
2 - الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله -.
3 - الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري - حفظه الله -.
لذا " تميزت " كتاباته .. إلا أن قلمه " شحيح "، لا يسيل إلا بعد " إكراه " من الآخرين!
أقول هذا بحكم " جيرتي " له.
وفقه الله ونفع بكتاباته ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 07:56]ـ
شكراً للشيخ سليمان الخراشي:
بارك الله فيك: هل بإمكانك أن تأتينا بمقالاته؟! ..
فأنا لم أطّلع إلا على (هذا) ومقاله عن (العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - عليه شآبيب الرحمات -).
وعلى ذكرِ (أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن العقيل الظاهري):
ما مؤلفاته الجديدة؟ والمطبوعة؟
وهل بإمكانكم تصويرها وإنزالها (هنا) - بارك الله فيكم -؟!
وما أفضل ماكَتَبَ؟!
وحياكم الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 07:59]ـ
جزى الله الشيخ الهدلق كل خير و نفع به و بعلمه
ليت أحد الأفاضل يرفع كتابه " بين الهادي و الهاذي .. ابن تيمية جلاد الحكمة المصلوبة " الذي رد فيه على السرحان
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 10:05]ـ
أخي طالب الإيمان
له هذا أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148551
وإن شاء أضع لكم دائما جديده.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 12:51]ـ
- نفع الله بك أخي عبد الله العلي -
أتمنى ذلك ..
طيب: الأستاذ عبد الله الهدلق .. ما هيَ مؤلفاته؟
ودور النشر حتى نشتريها " فالمكتوب ظاهرٌ من مقاله "؟!
- حياكم الله -
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 01:44]ـ
له
(الهادي والهاذي)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 03:14]ـ
جزاه الله خيرا أخي عبدالله ليتك تنقل لنا جديدة هنا وفي ملتقى أهل الحديث لا زلت موفقاً
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 05:18]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله العلي
ونفع الله بالشيخ عبدالله الهدلق ..
لكن هل من ترجمة للشيخ .. وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 02:48]ـ
شكر الله للإخوة جميعا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 08:34]ـ
وقريبا إن شاء الله مقالة جديدة للشيخ عبدالله
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 02:39]ـ
مقالة جديدة للشيخ عبدالله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184651
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 07:50]ـ
يرفع للفائدة ..
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 09:20]ـ
ممتع جداً، وفقك الله أخي عبد الله العلي.
وحفظ الله الشيخ الهدلق ونفع به.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 04:33]ـ
من مجالس عالم الجزيرة الشيخ
حمد الجاسر
الاربعاء 08 ذو الحجة 1430الموافق 25 نوفمبر 2009
عبد الله بن عبد العزيزالهدلق
(يُتْبَعُ)
(/)
لو لم أسكن سنة 1415هـ بجوار منزل العلامة حمد الجاسر رحمه الله؛ لكنتُ الساعة شيئاً آخر على غير ما أنا عليه، لو لم أسكن بجوار منزله لكنت شيئاً آخر في جميع شؤون حياتي .. وهكذا القَدَر كثيراً ما يتأرجح بنا على خيط رقيق فاصل ...
لهذا الاسم "حمد الجاسر" وقْع يبتدئ في نفس سامعه بالجَلال، ثم لا يلبث أن ينتهي به إليه .. ولأن محلّ الجاسر من نفسي كمحلّ الشافعي من نفس العلامة أحمد شاكر؛ فإني أقول في الجاسر ما قاله شاكرٌ في الشافعي في صدر تحقيقه للرسالة:
"وليس الشافعي ممن يترجم له في أوراق أو كراريس".
خَبر الجاسر عندي لا يستوفيه مجلدان كبيران، لكن لمّا ألحف عليّ بعض الإخوة بأن أقيّد "شيئاً" مما كنت سمعته من شيخنا العلامة في مجالسه من الفوائد؛ استجبت فكتبت ما هنا.
لم يكن شيخنا حمد الجاسر قد صيغ من النحاس حتى آخذه وأضعه على قاعدة تمثال، ثم أقول فيه ما يقوله كتاب التراجم عندنا فيمن يترجمون لهم: "وبعدُ فهذا هو التمثال فلان .. ". لا، لم يكن حمد الجاسر تمثالاً من نحاس، وإنما كان إنساناً من لحم و دم، فيه من ضعف الناس ما في الناس، لكنه كان إنساناً عظيماً، وليس كل الناس فيه من معنى العظمة ما في الجاسر، وهذا هو الفرق بين الجاسر وكثير من الناس ..
وأنا فكنتُ سألت أستاذاً ممن خالط العلامة محمود شاكر، وخَبر سوادَه وبياضه، سألته سؤالاً فهم منه أني أريد أن أستبطن من خاصة أمر أبي فِهْر ما لا يعرفه كل أحد، فقال لي -فيما يشبه العتاب- كلمة ما زال صداها يتردد في أذني: "لقد أقدرني شيخنا محمود شاكر بتقريبه إياي على أن أرى مواطن ضعفه، فمن اللؤم أن أقوى عليه به"!
وهكذا؛ فليس الذي يصرفني عن تصوير شخصية الشيخ هنا إلاّ هذا "اللؤم" الذي لا أريد أن أوصم به؛ لأني إن تحدثت عنه، تحدثت عنه على ما كان عليه بما هو إنسان، لا على ما في كتب التراجم عندنا من هذه الغثاثات.
كنت سكنت قريباً من منزل الشيخ، فشجعني ذلك على أن كتبت له رسالة أدبية، ثم ذهبت وطرقت باب منزله في ليلة من الليالي، وسلمت الخادم الرسالة بعد أن كتبت في آخرها رقم هاتفي، وما هي إلاّ أيام حتى اتصل بي موظف من مكتب الشيخ يستفسر مني إن كنت صاحبَ الرسالة، فلما أجبته قال لي: هذا الشيخ يريد أن يتحدث إليك ...
كان الشيخ في السابعة والثمانين من عمره، عضواً في ستة مجامع علمية، مع جملة من الألقاب ربما فاقت سنيْ حياتي، فلما سمعت صوته وثناءه وطلبه أن أزوره تأثرت تأثراً شديداً، وذهلت عن نفسي حتى صرت أسمع صوتي يتهدّج ويقول له شيئاً لا أدري ما هو!
زرته بعدها بقليل، ثم إنه فتح لي صدره ومكتبته ومجلته، فكان من آمنّ الناس علي، استصبحتُ بِزَيته، ودرجت من عُشّه، وأصبحت ولي مع العلم والحياة والناس ما لم يكن لي من قبل.
وما هنا تقييد "يسير لشيءٍ" مما سمعته من مجالسه من اللطائف والفوائد؛ إذ تردّدت على مجالسه عدة سنوات، كنت ربما جالسته منفرداً أو في جملة من الضيوف، وكان الشيخ موسوعة ضخمة من العلوم والمعارف والتجارب ..
لم أر فيمن رأيت من العلماء أقوى حافظة منه، ولا أكثر تقلباً في الحياة، لا، ولا أشد انقطاعاً إلى العلم وتمحُّضاً له ...
1 - قال لي الشيخ رحمه الله: لما ذهبت إلى الدراسة في مصر، كان يزورني محمود أبوريّة، ويكثر من التردد عليّ، وكان يكاد يعبد مصطفى صادق الرافعي لكثرة ما يثني عليه ..
قال الشيخ: وكانت عندي مشاغل واهتمامات يصرفني عنها أبو ريّة بكثرة تردّده وحديثه، فأردت أن أصرفه عني، فقلت له يوماً بعد أن أكثر من الثناء على الرافعي كعادته: اسمع يا مولانا: أنا وهّابي، والرافعي يقول يستغيث بالسيد البدوي:
صريعٌ على أعتابِ أحمدَ مكنبُّ فيا سيّدَ الفتيانِ أنت له طَبُّ
قال: فغضب عليّ أبو رية غضبا شديداً، وقام ينفض يديه وثوبه في وجهي، ولم أره بعدها ..
2 - قال لي الشيخ: حضر عندي قبل أيام صحفي يعمل في إحدى المجلات الشعبية، وذكر لي أنهم يوزعون من مجلتهم خمسين ألف نسخة، وأنا لا أوزع من العرب عُشر هذه الكمية .. فقلت للشيخ: نعم، هو صادق؛ لأن التافهين كثر، فقال الشيخ في انفعال: هذا كثير لا يوجد خمسون ألف تافه!
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قال الشيخ: بعض المؤلفين يكون لقاؤك به سبباً في ترك قراءة ما يكتب .. كنت أقرأ لمصطفى جواد وأودّ أن أراه، فلما قابلته وجدته شخصية كزّة مظلمة .. فكانت رؤيتي له سبباً في الإعراض عما يكتب.
قلت: لعله وقع بين الشيخ ومصطفى جواد ما يقع بين أهل العصر، وإلاّ فإن مصطفى جواد ليس كما وصفه الشيخ، ثم هو كان من أكبر الشخصيات العلمية العراقية في زمنه.
4 - قال لي الشيخ: كانت عندي في شبابي أوقات فراغ، ولم أندم على شيء ندمي على أني لم أستغلّها في تعلم اللغة الإنجليزية، فاحرص على تعلمها قبل أن تزحمك الأشغال.
5 - قال لي الشيخ: كان المستشرق الألماني (وستنفلد) وضع فهرساً دقيقاً لنشرته من معجم البلدان، وكنت علقت عليه، واستدركت بعض الأسقاط، ثم إن نسختي من هذا المعجم ذهبت مع ما ذهب من مكتبتي في أحداث لبنان.
6 - دخلت على الشيخ صباحاً في مكتبه، فوجدت عنده امرأة بين يديها أوراق، فلما خرجت قال لي الشيخ: هذه صحفية في إحدى المجلات النسائية، أجرت معي مقابلة عن المرأة، وقد وافقت على إعطائها الحوار حتى تُوفّق في مجال عملها، ثم قال الشيخ: نريدهن أديبات نفس لا أديبات درس.
7 - قال الشيخ: وداد قاضي صنعت فهرساً لأحد كتبي، أظنه قال: "كتاب المناسك" .. قال الشيخ: هي جيدة لكن قل إنتاجها، هكذا إخواننا أهل الشام، إذا بلغوا شيئاً من المكانة العلمية والمادية فإنهم يفترون عن العلم.
8 - زرت الشيخ صباح أحد الأيام، فلما رآني طلب من الموظف عنده أن يحضر كتاباً، ثم قال وهو يناولنيه: هذا كتاب ألّفتْه عني مكتبة الملك فهد الوطنية، جزاهم الله خيراً، هم ألّفوه ولم أطلب ذلك منهم، فقلت للشيخ: قد رأيت الكتاب، فابتسم وقال: أنا صرت كقاضي "جَبُّل" أروّج لنفسي، هل تعرف خبر قاضي "جَبُّل"؟ فقلت: لا، قال: ذكر ياقوت في معجم البلدان أن المأمون ركب سفينة على النهر ومعه القاضي يحيى بن أكثم، فلما حاذوا جبُّل إذا رجل يجري على الشاطئ ويشير بيديه ويصيح: يا أمير المؤمنين، نعم القاضي قاضينا، نعم القاضي قاضي جبُّل .. فضحك يحيى بن أكثم، فسأله المأمون: ما الذي يضحكك، فقال: هذا الرجل هو قاضي جبُّل يثني على نفسه! فضحك المأمون وأمر له بصلة وعزله!
9 - كتبتُ في إحدى المقالات التي نُشرت فيما بعد في مجلة العرب: "أفضل عليّ عالم الجزيرة الشيخ حمد الجاسر" .. ، ثم عرضت المقالة على الشيخ تمهيداً لنشرها، فقال لي الشيخ: جزيرة أنا عالمها جزيرة جاهلة، لا، احذف هذا الوصف، يكفي أن تكتب "الشيخ حمد" .. هذا يكفي.
10 - قال لي الشيخ: كنت إذا حضرت جلسات مجمع اللغة أيام رئاسة طه حسين، وجرى ذكر جزيرة العرب يقول طه حسين: إذا قال الشيخ حمد الجاسر قولاً في موضع من مواضع الجزيرة العربية فالقول قوله، فهو أعلم بها منا .. قال الشيخ: وهذا الكلام مثبت في محاضر الجلسات قال: وكنت إذا دخلت على طه حسين يقول: مرحباً بعالم الجزيرة أو جاء عالم الجزيرة.
11 - قال الشيخ: لما زرت طه حسين في منزله سألته: يا دكتور: ما كنتم ذكرتموه في كتابكم (في الشعر الجاهلي) هل ما زلتم تقولون به؟ قال الشيخ: فقال لي طه حسين: كان ذلك من عبث الشباب ..
12 - فقلت للشيخ حمد: إن محمود شاكر ذكر في حاشية أحد كتبه أنه حُدّث أن طه حسين قد رجع عما كان يقوله، وأن محمود شاكر علّق على ذلك بقوله: هكذا الكبار دائماً يخطئون في العلن، ويتوبون في السر.
13 - قلت للشيخ: سمعت أنكم أخذتم إجازة من الشيخ عبد الستار الدهلوي، قال: نعم، لكني مزقتها.
14 - قال الشيخ: لما حضر الشيخ عبد الحي الكتاني إلى مكة كنت فيمن زاره، وكتب لي إجازة.
15 - سألت الشيخ عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي واتهامِه بالكذب، فقال: أهلُ كلِّ فنٍّ يحملون على أصحاب الفنون الأخرى، وأهل الحديث يتهمون ابن الكلبي بالكذب، ولا يروون الأنساب إلاّ عنه.
16 - كتبتُ مقالة وعرضتها على الشيخ فإذا فيها: "ليس في لغة العرب كلمة ... " وذكرت كلمة نسيتها، فقال الشيخ: وما أدراك أنها ليست في لغة العرب؟! هل أحطت بجميع اللغة؟! إذا نفيت فقيّد النفي بعلمك وقل: ليس في كذا فيما أعلم.
17 - سألت الشيخ عن حدود "نجد" فقال: يصعب تحديدها بدقة، لكن تُحدّد بالتقريب. كُتب المواضع المتقدمة ليست دقيقة وفيها صعوبة، فقلت له: ولِمَ اخترتم هذا الفن الصعب؟! فقال رحمه الله: السهل كلُّ أحدٍ يحسنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - قال أحد الحاضرين للشيخ في مجلس من المجالس: أسأل الله سبحانه أن يرزقنا ربع إرادتك وجَلَدك يا شيخ، فقال الشيخ على البديهة: هي دعوة مقبولة إن أردت!
19 - زرت الشيخ في آخر أيامه؛ فسلمت عليه وجلست قبالته، فأخذ يقلب دفتر الهاتف بين يديه، ثم رفع رأسه وقال لي: هذا الدفتر أصبح يخيفني، كلما نظرت فيه وقعت عيني على رقم صديق لي قد توفي ..
20 - سألت الشيخ -رحمه الله- عن خير الدين الزِّرِكْلي، وفي مكتبة الشيخ نسخة من "الأعلام" بإهداء الزركلي، فقال لي: زرته في مصر في المستشفى، وكان هذا المستشفى نظيفاً فخماً، فرأيته رحمه الله سعيداً، يمشي متكأ على عصاه ويقول: سأخرج .. ثم زرته بعد أيام في مستشفى ضيق مظلم سيئ كان أولاده نقلوه إليه ليكون قريباً من مسكنهم .. قال الشيخ: وأولاده قد بخلوا عليه لأن المستشفى الأول كان ذا أجر مرتفع، فنقلوه إلى هذا المستشفى توفيراً للمال، قال: فدخلت عليه في هذا المستشفى، فرأيته على صورة كئيبة وكان يبكي، فخرجت من عنده، وبعد أيام جاءنا خبر موته.
فقلت للشيخ: إن أحد الكتاب ذكر أن الزركلي كان يوقّع مقالاته بالأزرقي، وأن الزركلي قال له: إنه من نسل الأزارقة من الخوارج، ولا عبرة بمن قال إن المهلب أفناهم.
فقال لي الشيخ وهو يبتسم: هو قال ذلك؟ قلت: نعم، فقال: إن الزركلي أخبرني بأنه من بني زُرَيق من الأنصار، قال الشيخ حمد فقلت له: يا مولانا لا تُبعد النُّجعة!
للشيخ عبد الله مرداد كتاب اسمه "نشر النَّوْر والزهر" في تراجم المكّيين، وقد اختصره الشيخ عبد الله بن محمد غازي (1291 - 1365) في كتابه "نظم الدرر في اختصار نشر النور والزهر"، ثم إن الشيخ عبد الله غازي نفسه ذيّل على مختصره للنشر بكتاب سماه "نثر الدرر في تذييل نظم الدرر" و"نظم الدرر" وذيله "نثر الدرر" ما زالا مخطوطين فيما أعلم، وفي هذا الذيل "نثر الدرر" ترجم الشيخ عبد الله غازي لشيخنا حمد الجاسر ترجمة أحسبها من أقدم التراجم العلمية للشيخ الجاسر؛ إذ كانت قبل سبعين سنة .. وهذه هي من "نثر الدرر في تذييل نظم الدرر" ص:290:" (حمد بن جاسر النجدي): حمد بن محمد بن جاسر بن علي بن جاسر العالم النجيب والفاضل الفطن الذكي، ولد في سنة 1329هـ في قرية من قرى نجد تُسمّى البرود، وتلقى فيها مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن في السنة الثانية عشرة من عمره، ثم ارتحل إلى الرياض لطلب العلم، فقرأ هناك على المشائخ المشهورين منهم: قاضي الرياض الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وفي ذي الحجة سنة ... قدم مكة ودخل مدرسة المعهد العلمي السعودي وتخرج منها في سنة 1353، واشتغل في وظائف التدريس في ينبع وفي جدة وغيرهما، ثم تعين قاضياً في سنة 1356 في بلدة ظبا ونواحيها، ثم استعفى منها، وارتحل إلى مصر، وزار كثيراً من مدارسها كالأزهر والجامعة وغيرها، ثم عاد من مصر في شهر شعبان سنة 1359، والآن هو مشتغل في كتابة بعض مباحث تاريخية أكمل منها: مختصر معجم البلدان، لخّص فيه المواضع النجدية، وأضاف إلى ما ذكره ياقوت بعض زيادات من المعاجم المشهورة، وكتاب أمراء نجد من قديم العهد إلى عهدنا الحالي، وتاريخ نجد يحتوي على ثلاثة أقسام، كل قسم يقع في مجلد".
رحم الله شيخنا العلامة، وجزاه عن العلم وأهله خير ما يجزي عالماً .. ولله در الدكتور عبد الرزاق السنهوري الذي قال:" وإن شيئاً يشترك فيه أكثر العظماء: حياة الشظف والفاقة التي عاشوها أول حياتهم، فنفخت في أخلاقهم روح الصلابة، فأذاقوا الحياة بأسهم بعد أن أذاقتهم بأساءها .. ".
ولو أفردتها بموضوع خاص أخي عبد الله لكان حسنا ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 06:42]ـ
قد نُشر المقال من قبل يا شيخ عبدالعزيز
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 04:34]ـ
قد نُشر المقال من قبل يا شيخ عبدالعزيز
بارك الله فيكم ...
كان قصدي في هذا المجلس ..
ولقد تصفحت ملفكم الشخصي _ بدون استئذان طبعا_: (
فلم أجده.
والله أعلم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 06:20]ـ
بارك الله فيكم ...
كان قصدي في هذا المجلس ..
ولقد تصفحت ملفكم الشخصي _ بدون استئذان طبعا_: (
فلم أجده.
والله أعلم.
نشر من قبل في أهل الحديث، فهذا مما جعلني أتوقف عن نشره
وله مقال جديد في مجلة الإسلام اليوم عدد محرم، آمل أن يتيسر لي نقله إلى ملتقانا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 03:52]ـ
جزاك الله خيرا
مقالات الشيخ عبدالله رائعة ومفيدة جدا(/)
الوقفات الحسان مع أحداث فتوى الشيخ اللحيدان [الحلقة الأولى]
ـ[صالح السويح]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 04:31]ـ
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن الناظر فيما أحدثته فتوى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله وفيها:" من يدعو إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل؛ جاز قتلهم قضاءً "اهـ من ردود أفعال متباينة ليتعجب أشد العجب!
لا تعدوا هذه الفتوى أنها امتحان وابتلاء من الله تعالى للشيخ ليزداد رفعة عند الله تعالى وعند عباده المؤمنين، كما أنها ابتلاء ليعلم الله تعالى - وهو العليم الخبير - المصلح من المفسد، المصلح الذي يوقر علماء السنّة، ويجمع الكلمة عليهم، والمفسد الذي يطعن في علماء السنّة لغرض فاسد في نفسه. كما قال تعالى: {ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين} [العنكبوت:1 - 3].
لقد وقفت مع هذه الفتوى وقفات أعدت من خلالها النظر فيما كان عليه السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم من غيرة على الإسلام والسنّة، عقيدة وأخلاقاً وسلوكاً، ومحاربتهم لكل أشكال الفساد.
وعليه فهذه وقفات لعل الله تعالى أن ينفع بها فأقول مستعينا بالله تعالى طالباً من التسديد والتوفيق:
الوقفة الأولى: عظم حق علماء السنّة:-
لقد عظّم الله تعالى أمر علماء السنّة قال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} [آل عمران:18]، وقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9]، وفي الحديث: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) (1). وإذا علم هذا فواجب على كل مسلم محبّة علماء السنّة، و الذب عنهم بالحق، و إحسان الظَّن بهم، وطاعتهم بالمعروف، و عدم الأخذ فيما بان رجحان خلافه من أقوالهم، ونصيحتهم - ممن تأهل لذلك- بالرفق واللين والحكمة بما لا يهدر كرامتهم ويسقط مكانتهم، فـ " ليست العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يسلم عالم من خطأ، ومن أخطأ لا يتابع على خطئه، بل يغتفر خطأه القليل في صوابه الكثير، ويجب تنبيهه على خطئه برفق ولين، ومحبة سلامته من الخطأ، ورجوعه إلى الصواب " (2) فالناصح الحق السائر على السبيل والسنّة لا يقدح بأهل السنّة وعلمائهم، إنما ينصح لله محبّة للمنصوح ورغبة في هدايته للحق لا تشفّياً و فرحا بزلّته، " أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف" (3).
الوقفة الثانية: شيئان يهدمان الدين:-
إن مما يهدم الدين الشهوات و البدع.
فالأمرُ الأول: اتِّباعُ الشّهواتِ. أما كونها تهدم الدين فلأنها: تفسِد القلوب، وتعمي البصائرَ، وتحسِّن القبيح، وتقبِّح الحسن، وتجلب الشرورَ والمفاسِدَ ولهذا اشتدّ نكير الصحابة والسلف الصالح ومن بعدهم على أهل الشهوات والمجون، قال الله تبارك وتعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الغَيُّ نهرٌ أو وادٍ في جهنّم من قيح، بعيد القَعر، خبيث الطَّعم، يُقذَف فيه الذين يتَّبعون الشهوات " (4).
والأمر الثاني: البِدَعُ المضِلّة والمحدثات المنكرة. أما كونها تهدم الدين فلأن فشوّها سبب في: موت السنن، و الفرقة بين المسلمين، وفشوها يذيب النفرة منها، ولبس الحق بالباطل، و إضعاف عقيدة الولاء والبراء وغير ذلك. وإن عرى الإسلام تنقض عروةً عُروة بسببها إن لم تمنع ويردع أهلها، قال الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ *إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18، 19]،
ومن أجل هذا الخطر الداهم والأثر العظيم لهذين الأمرين كان من المقرر في الشريعة ردع أهل الشهوات وأهل البدع بما يكفهم عنها.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 04:32]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[2]
الوقفة الثالثة: الاعتصام بالسنّة نجاة:-
إن المخرج عن الاختلاف، وتضارب الآراء، الاعتصام بالسنّة. وإن الواجب تعظيمها وتقديمها على قولك كلّ أحد، فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، والرجال إنما تعظم بما حملته من نور الحق. فاتباع الدليل الصحيح الاستدلال، وربط الناس به هو الأصل، وما يستشهد به من قول أئمة الدين إنما هو للاعتضاد لا للاعتماد، فأهل الحق إنما اعتمادهم على الدليل بخلاف أهل الأهواء فإنهم يعتمدون على الآراء و ما وافق أهواؤهم من الأدلة، فاتباع الدليل الصحيح والتربية على الاعتصام به أمان من الزيغ و الضلال كما قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران: 103].قال ابن مسعود رضي الله عنه: " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم مقتدين فبالميت، فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة"ا. هـ (5) وقال الزهري رحمه الله: " كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنّة نجاة "ا. هـ (6)
الوقفة الرابعة: من علامات أهل البدع:-
من أعظم علامات أهل البدع الطعن في أهل السنّة وعلمائهم. قال الإمام الصابوني رحمه الله: " وعلامات أهل البدع بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدّة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، واستخفافهم بهم"ا. هـ (7) و قال أبو حاتم الرازي رحمه الله: " علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر "ا. هـ (8) وقال أحمد بن سنان القطان رحمه الله: " ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه"ا. هـ (9) فمن وجدتموه يستخف بعلماء السنّة فاعلموا أنه من أهل الأهواء.
ثم تأملوا! ما يفعله بعض كتاب الصحف وغيرهم من الاستخفاف بالسنّة، وأهلها وعلمائهم. وحادثة شيخنا الشيخ صالح اللحيدان وقبله قريبا الشيخ صالح الفوزان وغيرهم أقرب مثال ففي ذلك عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الوقفة الخامسة: سبب ارتفاع صوت الباطل، وجرأة أهله:-
إن المتأمل في هذا الزمان ليجد أن أهل البطل قد تمكنوا من بعض مصادر التوجيه العام، وتحزبوا على باطلهم، وأقصوا أهل الحق عن هذه المصادر، إلا قليلاً.
وما ارتفعت لهم راية، واستطالوا إلا لما ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمعناه العام الذي جاءت به الشريعة، فالمعروف كل ما أمرت به الشريعة أو أقرته، وأعظمه التوحيد والسنّة، والمنكر كل ما أنكرته الشريعة وأبطلته وأعظمه الشرك والبدع.
فلما ميّع هذا المبدأ، ثم ضعفت السلطة، انتشرت الأفكار المنحرفة الحائدة عن طريق السلف الصالح، وتجرأ أهل الباطل.
قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم الفلحون} [آل عمران:104] وهذا الوصية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاءت بعد الوصيّة بالاعتصام بحبل الله تعالى، إشارة إلى أن أعظم دعامة من دعامات قيام المجتمع المتآلف هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن ترك هذه الفريضة أو ضعفها سبب من أسباب تقويض قوّة هذه الجماعة، وسبب للفرقة، وأعظم الفرقة افتراق الأديان، وفشوا الآراء المنحرفة الحائدة عن السبيل والسنّة.
ولا مخرج من هذا البلاء إلا بالتوبة إلا الله، إذ ما حلّ بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، والتوبة هي العودة إلى حقيقة ما كان عليه السلف الصالح من الاعتصام بالسنّة والتمسّك بها والأمر بها والتحذير من الأهواء والبدع.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب "ا. هـ (10)
وقال الإمام أحمد رحمه الله: " أهل البدع لا ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم، ولا يأنس بهم"ا. هـ (11)
وقال ابن المبارك رحمه الله: " إياك أن تجلس مع صاحب بدعة "ا. هـ (12)
و قال الصابوني رحمه الله: " ويبغضون- أي أهل السنّة - أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم " ا. هـ (13)
قال رحمه الله: " واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، و إخزائهم، وإبعادهم وإقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم. وأنا بفضل الله عز وجل ومنّه متبع لآثارهم مستضيء بأنوارهم، ناصح لإخواني وأصحابي أن لا يزلقوا – أي يبتعدوا - عن منارهم – أي طريقة السلف -، ولا يتبعوا غير أقوالهم، ولا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع التي اشتهرت فيما بين المسلمين، و المناكير من المسائل التي ظهرت وانتشرت، ولو جرت واحدة منها على لسان واحد في عصر أولئك الأئمة لهجروه وبدعوه، ولكذبوه وأصابوه بكل سوء ومكروه، ولا يغرّن إخواني حفظهم الله كثرة أهل البدع و وفور عددهم، فإن وفور أهل الباطل وقلة عدد أهل الحق من علامات اقتراب اليوم الحق، فإن ذلك من أمارات اقتراب الساعة، إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: إن من علامات الساعة واقترابها أن يقل العلم ويكثر الجهل والعلم هو السنة، والجهل هو البدعة " ا. هـ (14)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 04:33]ـ
[3]
الوقفة السادسة: بين أرباب الفضائيات و الجعد بن درهم:-
فزع أرباب الفضائيات و أهل الأهواء لما أفتى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان بفتواه الآنفة الذكر. والشيخ حفظه الله وغيره من علماء السنّة ليسوا بأحداث سفهاء الأحلام، إنما يدركون مخارج الكلام ومداخله.
ولقد تذكّرت وأنا أسمع فتواه حفظه الله قصّة الأمير الصالح خالد بن عبدالله القسري والي الكوفة ونائب الخليفة هشام بن عبدالملك فيها.
** من هو الجعد بن درهم؟
هو أول من قال بخلق القرآن، سكن دمشق، وكان من أهل خرسان من ترمذ، وكان صاحب خصومات. ضال مبتدع (15)
** أول أمره:
ذكر ابن كثير رحمه الله، أن الجعد كان يتردد على وهب بن منبه رحمه الله، وكان الجعد يغتسل ويقول: الاغتسال أجمع للعقل، وكان يكثر المسائل في الصفات، فنهاه وهب وقال له: " ويلك يا جعد أقصر المسألة، إنِّي لأضنك من الهالكين. لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عينا ما قلنا ذلك " (16)
** مكانته الاجتماعية:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: " إنما نفق أمره عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه، ولهذا كان يسمى مروان الجعدي "ا. هـ (17) قلت: مروان بن محمد هذا آخر خلفاء بني أمية.
** قصة قتله:
قال ابن كثير رحمه الله: " تطلبه بنو أميّة، فهرب منهم فسكن الكوفة، فلقيه الجهم بن صفون، فتقلّد هذا القول لعنهما الله – قلت يعني القول بخلق القرآن -، ثمَّ قتله خالد بن عبدالله القسري يوم عيد الأضحى، بالكوفة، وذلك أن خالداً خطب الناس فقال في خطبته تلك: أيها الناس، ضحّوا تقبَّل الله ضحاياكم فإنِّي مضحٍّ بالجعد بن درهم؛ إنه زعم أن الله لم يتّخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكِّلم موسى تكليما، تعالى الله عمَّا يقول الجعد علوَّا كبيراً. ثمَّ نزل فذبحه في أصل المنبر بيده. أثابه الله تعالى، وذلك في أيام هشام بن عبدالملك وقد كان هشام طلبه بدمشق حين أظهر ما أظهر، ثم إنه هرب بعد ذلك، فكتب إلى نائبه خالد بن عبدالله القسري أن يقتله فقتله"ا. هـ (18)
** أثرة على بني أميّة:
قال ابن القيم رحمه الله: " على رأسه سلب الله بني أميّة الملك والخلافة، وشتَّتهم في البلاد، ومزَّقهم ببركة شيخ المعطِّلة"ا. هـ (19)
قلت: في هذه القصة عبرة لأهل يعتبر بها من أنار الله بصيرته بالحق و سنعرج على فوائد مستنبطة من هذه الوقفات في وقفة منفردة إن شاء الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله مبيّنا منهج السلف في التعامل مع المحدثات وأهلها: " الكلام الذي ذمّوه - يعني السلف – نوعان:
أحدهما: أن يكون في نفسه باطلاً وكذباً. وكل ما خالف الكتاب والسنّة فهو باطل وكذب، فإن أصدق الحديث كتاب الله.
الثاني: أن يكون فيه مفسدة، مثلما يوجد في كلام كثير منهم، من النهي عن مجالسة أهل البدع، ومناظرتهم، ومخاطبتهم، والأمر بهجرانهم؛ وهذا لأن ذلك قد يكون أنفع للمسلمين من مخاطبتهم؛ فإن الحق إذا كان ظاهراً وقد عرفه المسلمون وأراد المبتدعة أن يدعوا إلى بدعته، فإنه يجب منعه من ذلك، فإذا هُجر وعزِّر كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ التميمي، وكما كان المسلمون يفعلونه، أو قتْل المسلمون للجعد بن درهم وغيلان القدري وغيرهما، كان ذلك هو المصلحة. بخلاف ما إذا تُرك داعياً وهو لا يقبل الحق إما لهواه، وإما لفساد إدراكه، فإنه ليس في مخاطبته إلاَّ مفسدة عليه وعلى المسلمين والمسلمون أقاموا الحجّة على غيلان ونحوه، وناظروه، وبيّنوا له الحق، كما فعل عمر بن عبدالعزيز ؤضي الله عنه واستتابه ثمّ نكث التوبة بعد ذلك فقتلوه. وكذلك علي رضي الله عنه، بعث ابن عباس إلى الخوارج فناظرهم، ثمّ رجع نصفهم، ثم قاتل الباقين. والمقصود أن الحق إذا ظهر وعُرفَ وكان المقصود إلى البدعة إضرار الناس قوبل بالعقوبة "ا. هـ (20)
ويلي هذه الوقفات وقفات أخريات - إن شاء الله - أسأل الله لنا الإعانة فيما توخينا من الإبانة والحمد لله رب العالمين.
صالح السويح
16/ 9/1429هـ
______________________________
(1) أخرجه الترمذي واللفظ له وأبوداوود وابن ماجه.
(2) انظر رفقاً أهل السنة بأهل السنة للشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله (ص: 47 (
(3) من كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
(4) رواه الحاكم وصحَّحه.
(5) أخرجه اللالكائي برقم (130) في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة تحقيق: د/أحمد سعد حمدان.
(6) أخرجه اللالكائي برقم (15).
(7) عقيدة السلف وأصحاب الحديث برقم (101).
(8) أخرجه اللالكائي برقم (179) والصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث برقم (105) تحقيق: بدر البدر ط – السلفية.
(9) أخرجه الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث برقم (102).
(10) أخرجه ابن بطه في الإبانة برقم: (371) تحقيق: د/رضا بن نعسان معطي.
(11) أخرجه ابن بطه في الإبانة برقم: (495)
(12) أخرجه ابن بطه في الإبانة برقم: (452)
(13) عقيدة السلف و أصحاب الحديث ص:105
(14) عقيدة السلف و أصحاب الحديث ص: 113
(15) البداية والنهاية (13/ 148)، تحقيق: د/عبدالله بن عبدالمحسن التركي و درء التعارض (5/ 166) ط-1، جامعة الإمام. وميزان الاعتدال للذهبي (1/ 399) ط-دار المعرفة، تحقيق: علي البجاوي
(16) البداية والنهاية (13/ 149).
(17) الصواعق المرسلة (3/ 1071) ط-2، تحقيق: د/علي الدخيل الله، وانظر البداية والنهاية لابن كثير (13/ 147)
(18) البداية والنهاية (13/ 148) وانظر للاستزادة الوافي بالوفيات للصدفي (11/ 86 - 87) ط-2،اعتناء: شكري فيصل. وانظر الصواعق المرسلة لابن القيم (3/ 1071) ودرء التعارض لشيخ الإسلام (5/ 244). وتاريخ الإسلام و وفيات المشاهير للذهبي (ص: 337 - 338) ط-1، تحقيق: عمر تدمري دار الكتاب العربي.
(19) الصواعق المرسلة (3/ 1071)
(20) درء التعارض لشيخ الإسلام (7/ 172 - 173). [/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 05:33]ـ
جزاك الله خيرا أبا محمد، ونفع بما كتبت.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 05:35]ـ
الأخ المبارك ناصر الكاتب أشكر لك مرورك(/)
هل أغضبوكَ ... قاتلهم الله!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 05:48]ـ
هل أغضبوكَ ... قاتلهم الله!
أيقولون للحق لما جاءهم أ إرهاب هذا؟!
أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه، أولى من المجادلة للباطل والمنافحة عنه ...
هل أغضبوك شيخنا واضطروك أن تتحدث عن تاريخك النير لرد اتهاماتهم، حسبك الله ونعم الوكيل ...
من أبرز ما يميز شيخنا اللحيدان حفظه الله وحماه، الصدع بالحق دون الاكتراث بلومة لائم، فوقفة الشيخ في وجه الإرهاب صارمة وواضحة، من القديم .. لكن بعض قومنا إن كُتب ما يرضيهم قالوا: " سماحة "! وإن لم يرضهم قالوا: " المدعو "! يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ...
هاهو العلامة ابن عثيمين رحمه الله، يصف من يضع هذه القنوات في بيته أنه إن مات على هذا فهو غاش لرعيته، للوعيد الذي في الحديث المعروف، فما بالك بمن يبث هذه القنوات ومن يديرها وينفذها ويخرجها!! شيخنا صالح، هل أغضبوك، وأنت رئيس أعظم قضاء في العالم!
لا تكترث بهم، فو الله لكلامك نور لمن في قلبه الخير والإيمان، وإن كلماتك هذه لتزيدنا إيمانا بمشايخنا وما تزيدهم إلا حقدا وبعدا ...
أي جرْمٍ جرَّه مَن يتحدث عن الشيخ صالح وكأنه مراهق تميل به الأهواء وأنه لا يدرك ضرر كلامه وأبعاده، فإذا كان الشيخ اللحيدان لا يدرك أبعاد ما يقول فمن إذاً؟!
إن الذي لا يدرك الأبعاد فعلاً: هو من يراقب الناس في الله، لا من يراقب الله في الناس، وما أضر على الدين من أولئك الذين حاولوا تمييع الدين لدين يقبله الآخر، وما هو بقابل!.
اطمئن شيخنا الكريم فمن طاروا يولولون وينكرون وتتمعر وجوههم من قولك، إنما هم في مجملهم، (يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله)
إن الحملة التي تكالبت عليها الصحف والقنوات غربها وشرقها، يجب أن يقف أمامها العلماء والقضاة – بشكل خاص – وليتجلد الثقة ويعجز الفاجر، فهاهي نيابهم على كل صالح تكشرت ... !
إنما يريدون تحكيم البيت الأبيض، بعيدا أن قضاءنا الأثري القديم، زعموا!
ما أصدق ما تمثلت به - يا حماك الله-:
لو لم تكن لي في القلوب مهابة
لم تُكثر الأعداء فيّ تقدحُ!
إلا أن الهجوم عليك شيخنا الكريم ليس هجوما على شخصك الكريم ولا على ذاتك النبيلة إنما هو هجوم على تحكيم القرآن ليحكم الإنسان في حق الإنسان، ويحكم الحكم البشري القاصر عن حكم الله النازل، ولتسقط هيبة العلماء والمشايخ الأجلاء، فهنيئا لك أن مثلت الحق وكنت مثاله، ووقفت الصدق وكنت بيانه ...
إنه ومن هنا ومن المنطلق الشرعي السائد في بلادنا – ولله الحمد - نطالب بمحاكمة أولئك شرعا ونحث المحامين وأهل الغيرة لرفع الدعوى عليهم في المحاكم الشرعية المعتبرة طريقة سلمية قانونية؛ ليفصل القضاء الإسلامي العادل في مثل هؤلاء قبل أن يحق القول علينا جميعا فنهلك، فجرمهم قد آذانا بنتنه في بيوتنا وأهلينا وفلذات أكبادنا، ليعم الفساد ويعلن المنكر ولم يرعوا حرمة الله، ولم يخجلوا من شهر رمضان، والله وحده المستعان ...
كتبه
مشاري محمد الكثيري
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11137&Itemid=25
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 07:04]ـ
أحسن الله إليكم، وثبتنا والمسلمين جميعا على القول الثابت(/)
أبو المنتصر البلوشي لمحمد سليم العوا: "لمصلحة من خداع عامة أهل السنة من العرب؟ "
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 05:40]ـ
المقال منقول بالحرف من مشاركة أحد الإخوة فى أحد المواقع ..
==
بسم الله الرحمن الرحيم
أجراء بلا أجرة كما قال الخميني أونقدعلى د. سليم العوا في"قناة الجزيرة و الإختراق الرافضي فيها"
أجرى برنامج الجزيرة مباشر لقاء مع الاستاذ الدكتور سليم العوا الأمين العام لاتحاد علماءالمسلمين في 28 و29/ 8/2008=25و26 رجب 1429 واتصلت به لأرد على بعض أخطاء فضيلته مايتعلق بأهل السنة في ايران و الرافضة، لكنهم منذ اليوم الأول لم يتركوا لي مجالا لأكمل الفكرة و في اليوم الثاني منعوني باديء ذي بدء ودخلت باسم آخر وبمجرد أنتكلمت قاطعوني ثم كذبوا على المشاهدين بأن الهاتف انقطع من المصدر، هذا هو حالالاعلام العربي وربما الجزيرة أفضلها! علما اني اتصلت بهاتف فضيلته اكثر من مرةوشرحت له لكنه لم يتراجع عن أخطائه الواضحة والمخالفة للواقع، وهذه هي خلاصة القصةلنرى كيف أن الجزيرة بوق للرافضة كبعض دعاتنا وبعض ما يسمى بالحركات الاسلامية (الخائنة) تماما، ومع هذا يتورعون عن اللقاء المباشر! والبحث الصريح مع أنهم في كلمكان يرفعون علم الحوار تقية ونفاقا.
إلى الأستاذ الفاضل فضيلة الدكتور سليم العوا المكرم
السلام عليكم ورحمة الله
أدعو الله تعالى أن يوفقكم وسائر علماء المسلمين لحمل أمانة الكلمة التي أخذ الله الميثاق من العلماء و الفقهاء لحملها و بيانها للناس،"وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [آل عمران:187] ولا شك أن هذا العهد يشملنا ويشملهم كما يشمل العهد بالكتاب و كل ما وافق الكتاب ويشمل كل حق وصدق
كنت أتوقع يا حضرة الدكتور كما أعلنتم صراحة في برنامج الجزيرة مباشر"أنا أعرف كيف أرجع الى الحق" بعد ما شرحت لكم بأنه لا يوجد مسجد واحد للسنة في طهران خلافا لما أعلنتم، قلتم لي بالهاتف بعد البرنامج مباشرة بأنكم قصدتم ايران!! وهذا شيء عجيب لكن هل تراجعتم على الملأ؟ هل صححتم هذا الخطأ في اليوم التالي؟ طبعا لا، بل نسبتم لي شيئا آخر و على الملأ مع أني لم أقله، وهو أني قلت لكم-بزعمكم- أن السنة الذين رأيتموه لم يكونوا من السنة علما أني لم أقل ذلك بل قلت لكم هذا المكان الذي صليتم فيه لا وجود له بعد ذهابكم، لكني مع هذا ألتمس عذرا لكم لأن احتمال الخطأ لفهم كلامي وارد سيما بالهاتف وكنتم على عجل من أمركم كما بدى لي
لكن أيها الاخ الكريم لماذا أبيتم المراجعة عن شهادتكم غير الصحيحة و قولكم بالأمس بوجود 25 مصلى لأهل السنة في طهران؟ هذه الدعايات الكاذبة لمصلحة من؟ علما والله أن قادة النظام و عملائها لم يدّعوا ذلك في الجزيرة وغيرها مع تتبعي لهم.
ثم مجرد قطع اتصالي من الجزيرة لا يعني لكم شيئا؟ علما أنهم منعوني لأول مرة في اليوم التالي بمجرد ما ذكرت اسمي ودخلت بإسم آخر ومع هذا قطعوني ثم كذبوا وقالوا ان الهاتف انقطع من المصدر!
يا فضيلة الدكتور لماذا تدعون أشياء وهمية تفيد قادة النظام الايراني المجرم و المخادع وهم أنفسهم يخجلون عن القول بها على الملأ؟ هل أصدقاؤكم و أحبابكم مثل رفسنجاني و ولايتي و رضائي ومهاجراني لما جاؤوا في برنامج الجزيرة استطاعوا أن يدّعوا هذا الادعاء الكبير؟ بل الكذب الصريح - مع شديد اعتذاري لكم – هل أنتم أغيَر على مصالح ايران والشيعة منهم؟ بماذا تجيبون الله يوم القيامة عن هذه الدعايات المضللة؟!
ثم لمصلحة من خداع عامة أهل السنة من العرب؟
ألا يوجد قيامة يحسب الناس عن أقوالهم و شهاداتهم و أفعالهم؟
انظر كيف يخدعونكم و يخرجون من أفواهكم كلمات هم يتورعون عن القول بها لأنهم يعلمون جيدا عدم صحتها ولا يريدون التورط بها أمام الناس، لكنهم يعلمون كيف يخرجونها من أفواه الآخرين، والله المستعان.
كيف تنشرون بين الناس ما يجب التحقيق و التأكد منه في أقل التقدير، هذا بالنسبة لي شخصيا فكيف بالنسبة لأهل السنة في ايران؟ وأنتم أمام مذهب يعلن صراحة أن تسعة أعشار دينهم التقية و"لا دين لمن لا تقية له" هكذا صراحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بالله عليكم كيف تجيبون الله يوم القيامة لنشر هذه المعلومات المغلوطة تماما، ماذا تقولون أمام الله غدا؟ هل يكفي ان تقولوا ان الشيعة و -مرتزقيهم من ضعاف أبناء- السنة - ربما- قالوا لي كذا؟ كما أشرتم لي في كلامكم بالهاتف.
و لماذا بدل أن تنصروا إخوانكم في الدين والعقيدة أي أهل السنة المضطهدين في ايران لماذا تضعون الملح على جروحهم؟ وتروَجون أكاذيب صنعتها مخابرات النظام الايراني لكم؟ يا اخواننا اتقوا الله في شهاداتكم.
أنا مستعد أن أحاوركم فضيلة الدكتور بكل احترام في أي برنامج تلفزيوني تريدون، لإثبات خطأ هذه المعلومات اذا كنتم تريدون الحق و الصدق واثبات خطأ أقوالكم عن النظام الايراني الشيعي وأوضاع أهل السنة فيها وعن الشيعة عموما. وذلك بغية الوصول الى الحق وليس لألاعيب سياسية هل تقبلون؟
لماذا بدل أن تنشروا بين العرب والمسلمين و توقظوهم وتنبهوهم من شر هؤلاء الناس وتطرحون لهم صراحة لماذا لا يوجد مسجد واحد- للسنة في طهران؟ و-لا تقتنعوا- ولا تقنعوهم بوجود المصليات الوهمية التي لا أصل لها أيضا، علما أنه لا يوجد حتى مصلى واحد للسنة في طهران، أين خمس وعشرين مصلى التي أعلنتموها في طهران؟
والله ثم والله هذا كذب صريح ضللوكم به مع الأسف، لكن العجيب أنكم لا تزالون مصرين عليه ولا تقبلون غيره ولم تتراجعوا عنه. علما أنكم بالهاتف تقبلونه ولكن على الملأ!!
أمر عجيب
بدل أن تحموا اخوانكم في العقيدة –أي أهل السنة- و تدافعوا عنهم و تطرحوا بين الناس – وليس في جلسات خاصة كما وعدتم لي و من السهولة بمكان أن يخدعوكم كما خدعوا المئات من غيركم -
لماذا لايوجد وزير أونائب وزير أو محافظ أونائب محافظ و حتى رئيس بلدية من السنة في ايران كلها علما أن عددهم يصل الى ثلث سكان ايران؟ ولماذا يعدم و يشنق علماء السنة في ايران؟
بدل هذا كله تنشروا معلومات مغلوطة و تشهدون شهادة لاتليق بأمثالكم َ"ستُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ" [الزخرف:19]
ومع الأسف إنكم لم تتراجعوا عن قولكم بالأمس خلافا لما وعدتم، أين جرأة العلماء في الرجوع عن الخطأ الى قول كلمة الحق؟
نعم، لقد نقلتم عني قولا عاما يفيدكم ولكنكم لم تتراجعوا أبدا عن قولكم وهذا هو بيت القصيد و تتحملون وزره يوم القيامة لأنكم لستم فردا عاديا بل رئيس اتحاد علماء المسلمين هل تتحملون وزرا كهذا يوم القيامة فضلا عن خذلانكم لإخوانكم السنة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلم أخ المسلم لا يخذله و لايظلمه و .... ».
أنتم من أعلن يا فضيلة الدكتور صراحة أمام الملايين من الناس أنه يوجد 25 مصلى للسنة في طهران وأنا أحلف بالله أنه لا يوجد ولا مكان واحد مجاز للصلاة في طهران للسنة سواء مسجد أو مصلى دائم، علما أني عشت في طهران فترة "و أنا ابن ايران
لكن حضرتك وأمثالك تأتون ايران لأيام معدودة في فنادق خمس نجوم ويريكم ثعالب النظام ما شاؤا ويكذبون عليكم كما يشاؤون ويستغلون حسن نيتكم فيهم كما يستغلون عدم معرفتكم بألاعيبهم وعدم معرفتكم بالواقع الايراني السياسي والجغرافي.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر قلت لكم على الهاتف بأن الشيخ مفتي زاده بقي في السجن قرابة عشر سنوات الى قبيل وفاته لكنهم كانوا يقولون للضيوف بأن الشيخ في بيته ومعه مكتبته وحتى أيام المؤتمرات كانوا يأتون به دون حول منه ولا قوة الى آخر القاعة وربما ضيوف النظام يرونه ثم يذهبون الى بلادهم و يشهدون زورا وبهتانا ويحلفون بأنهم رأوا الشيخ وهو ليس في السجن انما في بيت خاص وعنده مكتبته!! هل رأيتم كيف يلعبون بعقول دعاتنا و مشايخنا لألف سبب وسبب في نفوسهم! والا كما قال سيدنا عمر لست بالخب ولا الخب يخدعني " والنبي صلى الله عليه وسلم قال من قبله " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".
لماذا أنتم ملدوغون منذ 29 سنة؟!
لأنكم لا تتبعون منهج النبي و منهج أهل السنة في الحكم على الفرق والمذاهب، انما تتبعون آرائكم و أهوائكم-معذرة- التي لارصيد لها في الواقع ولم يسبقكم أحد من أئمة المذاهب أو من له لسان صدق في الأمة من قبل.
وحتى المكان الوحيد الذي كنا نصلي فيه وهو المدرسة الباكستانية أغلقوها أيضا فلمَ لم تتراجعوا عنه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مرة أخرى نذكّركم بالله و اتقوا الله يا أخ الكريم والاستاذ الفاضل الرجوع الى الحق والله خير من التمادي في الباطل، لأن هذا الباطل يضلل الملايين من الناس، نعم أنا أصدقكم في صلاتكم مكانا ما و لاأكذبكم، ولكن هذا المكان الذي قلت فيه أنه بعد خروجكم وخروج الضيوف يغلق نهائيا ولايكون مصلى ابدا، و لم أقل قط خلافا لما أعلنتم أن السنة لم يكونوا من السنة كما إدعيتم في البرنامج و رددت عليه في صدر كلامي.
أذكركم أن هذا العبد الفقير وضع حياته ودعوته الدفاع عن سنة ايران بصفتي ايرانيا سنيا ومن بلوشستان و حتى أطروحتي أيضا عن تحول ايران من السنة الى الشيعة
أمامكم الفرصة أيضا في الجزيرة مباشرة فاتقوا الله يا شيخ
اذا كنتم لا تصدقوني اتصلوا بصاحبكم اسحاق المدني الذي هو من مرتزقة النظام الشيعي وباع الدين بالدنيا لكن بالله اسأله هل يصدق ما أعلنتم عن خمس وعشرين مصلى للسنة في طهران؟
أو حتى عن مصلى واحد؟
يا دكتورنا الفاضل اتقوا الله و لاتصبحوا مطايا لغيركم مجانا! –أعذرني بالله عليك-
فلم لم تعلنوا تراجعكم أو خطأ معلوماتكم كما أعلنتم صراحة بوجودها؟ أليس هذا تلبيس للناس و تضليل لهم –مع شديد اعتذاري-
ثم ألا تعلمون أنه لا يوجد لا مسجد و لا حتى مقبرة للسنة في معظم المدن الكبرى – فضلا عن طهران وحدها- التي يشكل الشيعة فيها اكثرية إلا محافظات السنة مثل بلوشستان و كردستان حيث هدم كثير من المساجد و المدارس للسنة في جميع ايران مثل مسجد شيخ فيض في مشهد وبامكانكم لو أردتم الحق مراجعة موقع رابطة أهل السنة في ايران أو غيرها من المواقع السنية www.isl.org.uk أرجو فهم ما قلته أقصد المدن الكبرى كلها التي يشكل الشيعة فيها اكثرية و لاتذكروا لي مرة أخرى المحافظات ذات الاكثرية السنية.
يا أخي الكريم
ان عدد السنة في طهران لوحدها يفوق عدد اليهود و النصارى والمجوس ... مع وجود اكثر من 40 كنيسة و عدد من المعابد للهندوس والمجوس و السيخ في طهران، أما أهل السنة فإنهم لايملكون مكانا واحدا مسموحا لهم بالعبادة حيث أصبحت طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم يمنع أهل السنة رسميا من اقامة الصلاة للجمعة والجماعات فيها فضلا عن تبريز و مشهد و قم و كاشان و مازندران وهمدان وغيرها من المدن الشيعية ..........
لماذا لا هذه المخازي و المصائب لاتهز لكم جفنا؟ ألم تكرروا صباحا مساء "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بسلم"؟
والله أنا أطيل العجب كيف أن رئيس اتحاد علماء المسلمين لا تهتز له شعرة عن هذه المآسي ثم يدافع عن الشيعة ويسكت عن جناياتهم بشتى الحيل ألا يحق لمشاهد سني وهم اكثرية العالم الاسلامي أن يتسائل و يطيل العجب كيف أن رئيس اتحاد علماء المسلمين لا تهز له جفنة لما يتفوه الشيعي في نفس البرنامج بالكفر الصريح و يقول في برنامجه صراحة أن التوحيد و بقية العبادات لا تقبل إلا بالإمامة و هو يمر عليه مرور الكرام ويقول نعم هذه عقيدة إخواننا الشيعة ثم يصر ويصر على قوله الخطأ حتى بعد التصحيح من قبل هذا العبد الفقير
هل هذا انصاف؟ أم دغدغة عواطف الشارع باسم الوحدة الاسلامية المزعومة التي هي ليست اكثر من شبك شيعي مخادع لنشر التشيع في العالم السني و استغلالهم لبعض دعاة المسلمين في سبيل الحصول على أغراضهم السياسية الفاسدة؟
هل هذا عمل سياسي لكسب قلوب الشيعة على حساب السنة أم اتباع للحق و بيان للواقع؟ بالله عليكم فكروا في هذه النصيحة الأخوية لأن الحكمة ضالة المؤمن فهو أحق بها أينما وجدها
إنكم ستسألون و لا شك يوم القيامة عن نشرهذه المعلومات الخاطئة والمضللة بين الناس سيما بعد توضيحها لكم و ما تبين لكم الحق يا فضيلة الدكتور الكريم في الوقت الذي يحتاج الشيعة لها في حربها ضد السنة في كل مكان، لا تكونوا مطايا لأخطر مذهب وحزب سياسي هدام أصبح آلة هدم امريكا في المنطقة لكنه يتقن التلاعب و خداع الناس.
ألا يكفيكم تجرية الشيخ القرضاوي؟ وهل يلدغ المؤمن من جحر ألف مرة؟ يعني اذا ما دخلوا مصرلن تقبلوا كلامنا؟ ألا تكفيكم تجربة العراق المرة؟ و انظر التشيع في مصر: من الذي يتحمل وزره؟
http://www.islammemo.cc/Tahkikat/2008/07/28/66759.html
(يُتْبَعُ)
(/)
والغريب أن موقف حكومتكم العلمانية أفضل وأعقل من بعض الحركات الاسلامية –الخائنة - و بعض الدعاة تجاه الخطر الشيعي.
هل تعلمون أنكم بتحييدكم الصف السني تقدمون اكبر خدمة لهم، وبقية المشوار هم يعلمون جيدا كيف يكملوه كما حدث في العراق، وبعد ذلك لايبقى لكم الا الصراخ كما حدث للشيخ القرضاوي! في لقائه مع رفسنجاني حيث تكلم كمن دخل خنجر مسموم من خائن في جنبه!
أشدت بموقف الشيخ القرضاوي هذا بمقال لي بعنوان" كلمة صريحة عن مؤتمر الحوار في مكة المكرمة الذي ظهر رفسنجاني نجماً فيه، وما الذي جعله من قبل في قناة الجزيرة ثعلباً أمام داعية" ومما ذكرت فيه "ثم ما الذي جعل رفسنجاني في قناة الجزيرة في مناظرته مع الدكتور يوسف القرضاوي يبدو ثعلبا أمام داعية، وأما في مؤتمر الحوار في مكة المكرمة ما الذي جعله يشعر كأنه نجم المؤتمر وبطله - لأنه لم يجد من يرد عليه - وقد ربح حقيقة وحصل على ما يريد مجاناً وخطف ثمرة جهود غيره، لأن الدكتور القرضاوي ترك خطابه المتميع جداً في قناة الجزيرة تجاه الشيعة والمعتاد في هذه المرة وصارحه دون مجاملة سياسية، وهذا يكفي لإسقاط القوم والكشف على ألاعيبهم، مع أنه هو الذي كان يتهمني قبل عقد من الزمن بالتفريق بين السنة والشيعة، ولا شك أن هذا ليس أكثر من دعاية سياسية يشبه خداع العوام، " فضلا عن برنامجه مع رفسنجاني حيث ترجمته الى الفارسية و علقت عليه و أشدت بموقفه هذا في برامجي التلفزيونية بالفارسية و الى اليوم يشتمونه في قناة سلام الفارسية و لأنه نقد الشيعة-وليس التشيع- مرة في عمره! ويتهمونه بالوهابية علما أنهم كانوا يسمونه من قبل السلفي المعتدل!!
لنعد الى موضوعنا يا أخ الفاضل
و هل تريدون بموقفكم هذا-مع الأسف- عودة مصر الى العبيدية الفاطمية الخبيثة مرة أخرى؟ و الا لمَ هذا السكوت و هذا التحييد وهذه اللامبالاة تجاه السنة و مشكاكلهم ومعضلاتهم في ايران؟
هل تعلمون أن هذا العبد الفقير كان يفكر مثلكم قبل 25 سنة أو أكثر لكن التجربة أيقظته
فاتقوا الله يا أحبابنا ولا تخدموا أعداءكم، ولا تظلموا إخوانكم الذين يحبونكم وينصحونكم، ألم ينتشروا بهذا الأسلوب في العالم من الصين إلى المغرب؟ أليس هذا تطبيقاً لخطتهم الخمسينية؟ حيث صرحوا فيها بأننا جربنا الحرب ولم ننجح فيها، فعلينا تغيير الأسلوب، ولهذا بدأوا منذ ذلك الوقت التأثير السلمي ومدّ النفوذ من خلال المؤتمرات وكسب الأنصار وخداع الدعاة والعلماء و الاحزاب الاسلامية.
ومن الذي يحمل وزر نشر التشيع في مصر فضلاً عن البلاد العربية والعالم إلا سكوت الدعاة وأصحاب الرأي والقرار؟! وتقية بعض الدعاة والحركات الاسلامية (الخائنة) أو تفضيل الدين على الدنيا فضلا عن المنهج الفاسد في العقيدة و التفكير
فهل لكم أن تقرأوا "مخططاتهم الخمسينية السرية" و لايأخذ من وقتكم اكثر من 20 دقيقة ولكن يفيدكم ربما قدر 20 عاما وهو كما يلي:
http://www.bahrainforums.com/showthread.php?t=120602
هل تعلمون لماذا لا تعجبكم هذه المعلومات ولاتريدون نشرها؟ لأنها تعارض –برأيي المتواضع - قناعاتكم عن الشيعة وخطابكم الذي تنهجونه منذ عقود من السنين-منذ أن إنخدع الشيخ شلتوت رحمه الله وغفر له بأكاذيب القمي و بقية أهل التقية والنفاق- ولستم مستعدين أبدا مراجعتها، هذا هو السبب برأيي المتواضع-مع شديد اعتذاري مرة أخرى-
وهل تعلمون لماذا لا تتحمل قناة الجزيرة المخترقة شيعيا كلامي وتقاطعني بل أنا و أمثالي ممنوعون من الكلام فيها؟ إلى درجة أنهم دعوني خمس مرات و في كل مرة اعتذروا قبل البرنامج بساعات أو ايام! و قالوا ان ايران اشترطت لنا هكذا!! هل تصدق؟
ثم ماذا يكون موقف مضيفيكم في طهران و أنتم تعلنون هذه المعلومات المضللة التي وافوكم بها على الملايين من الناس وتشهدون بها غير الضحك على العقول؟
ألا يقولون فيما بينهم انظروا كيف نلعب بعقول قادة السنة وعلمائها كما لعب اليهود بعقول النصارى
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس الاختراق الشيعي وصل بعقول بعض قادة السنة ودعاتهم حيث أصبحوا مطايا لهم في حربهم للسنة، والعراق-ومن قبله سنة ايران- خير شاهد فضلا عن ايران حيث كانوا يسشتهدون لنا بأقوال بعض الضيوف الذين كانوا يأتون الى ايران و لم يروا ايران الا أسبوعا أو أسبوعين أو قل في كل سنة مرة ثم أصبحوا شهود زور و ووبالا علينا معشر السنة في داخل ايران بدل أن يصبحوا عونا لنا اللهم الا بعض الشجعان و قليل ماهم
فضيلة الاخ الكريم سامحني بصراحة لهجتي معكم،أني أحبكم كأي مسلم ولكني أحب الحق اكثر منكم و أظن حضرتكم تعذرونني في هذا، ومنذ زمن كنت بصدد لقائكم و الكلام معكم
قلتُ في برنامجكم أن الشيخ شلتوت اعترف بهم كمذهب رسمي يمكن تقليده- مع أن كان هذا غلط في غلط و يدل على عدم تعمق الشيخ شلتوت غفر الله له في ألا عيب قادة هذا المذهب وهذا الحزب السياسي المخادع، وهذا ليس من أخطائه الوحيدة فحسب- فهل هناك مرجع شيعي واحد أفتى بجواز تقليد المذاهب السنية؟ فماذا كان جوابكم لهذا السؤال المحرج في البرنامج؟ " نحن لسنا بحاجة الى الاعتراف!! هل هذا جواب عالم غيور بالله عليك؟ السؤال يقول انهم خدعوا الشيخ شلتوت و أتباعه وضحكوا على عقولهم –والان هم بصدد استثمار هؤلاء المخدوعين والمغفلين- و لهذا لم يعترفوا بأي مذهب سني أي أنهم أخذوا مجانا دون أن يعطوا شيئا كما هي عادتهم فلم التهرب من الجواب الصريح والمحرج؟ أليس لأنه يحرجكم و يخالف قناعاتكم التي تخالفها الواقع و التجربة، فإذا كان الشيخ معذورا-ولا يعذر- بسبب عدم وجود تجربة عينية له حينئذ، فما هو عذركم بعد التجربة وبعد وجود النظام الايراني الذي أحرق الأخضر واليابس داخل ايران وخارجها.
والغريب أنكم تمرون على هذا كله مرور الكرام، وكأن شيئا لم يحدث وكأن مئات الايرانيين من السنة لم يقتلوا فضلا عن العراق! ثم تقدمون لهم شهادات تزكية تضنون على عشرها بإخوانكم السنة، فعلى سبيل المثال لم نر من أصحاب هذا الاتجاه موقفا مشرفا تجاه دولة أفغانستان الاسلامية اللهم إن الدكتور الهلباوي المتكلم السابق باسم الاخوان المسلمين كان أصبح خنجرا مسموما عليهم في القنوات الفضائية، ولما واجهته قال الله يغفر أخطائنا، قلت هذا خطأ ولا منهج؟ لم أصبح هذا الاتجاه شقيا لنفسه وبوقا و متزلفا لغيره؟ لأنه لايزن بميزان الرسول وسنته
أليس هذا في ذاته نصرا لحزب سياسي غالي و مدمر ومذهب هدام يسمى بالتشيع ولا يمت إلى أهل البيت بصلة علما بأن كثيرا من أبناء الشيعة في ايران اتعظوا و بدأوا الخروج منه وأنتم ما زلتم تسترون عوراتهم على حساب أهل السنة وعلى حساب الحق لماذا؟
فكروا بالله عليكم و لا تكونوا مطية لدولة فاطمية عبيدية جديدة في مصركما كنتم في العراق و إيران، وكما حدث في العراق وايران وتحت مظلة امريكا واليهود لكن بخطى مدروسة وألا عيب مكشوفة لتضليل الشعوب.
كتبت هذا على عجل والسبب حرصي على أن تصلكم قبل برنامجكم غدا عسى الله أن يشرح صدركم للتراجع الصريح والواضح
إذا كنتم واثقين مما قلتم فهل حضرتكم تقبلون حوارا تلفزيونيا سواء في مصر أو لندن في هذا الصدد لوضوح الحق فقط، معي أو مع أي داعية سني ايراني يعيش في الخارج؟ وفقكم الله
الناصح لوجه الله: أخوكم في الله
د. أبومنتصر عبدالرحيم البلوشي
مؤسس رابطة أهل السنة في إيران
المقيم في منفاه الاختياري في لندن منذ 1997م
Info*isl.org.uk
29/8/2008=27 رجب 1429
ـ[واقعي وعقلاني]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 06:33]ـ
اللهم أنصر أهل السنه والجماعه على كل الفرق والملل المنحله في مختلف أقطار العالم يارب العالمين ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 07:43]ـ
"محمد سليم العوا"
للشيخ سليمان بن صالح الخراشي
http://www.alkashf.net/shkhsyat/35.htm
( الطائفة العصرانية)
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/n.htm
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 06:04]ـ
"محمد سليم العوا"
للشيخ سليمان بن صالح الخراشي
http://www.alkashf.net/shkhsyat/35.htm
( الطائفة العصرانية)
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/n.htm
بارك الله فيكما و نفع بكما.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 12:54]ـ
أخى أبوالمنتصر البلوشى بارك اله فيك وقوى عزيمتك وأطال عمرك لكشف فضائح الرافضة المناجيس، ولتوضيح الأمور وإعادتها إلى نصابها، ورغم أن الدكتور العوا كنت أعده واحدا من مشايخى لكنى والله فى الآونة الأخيرة اهتزت صورته عندى، فى حين علا نجم شيخنا العلامة القرضاوى عندى لتراجعه إلى الحق ن فى حين لا زال العوا يدندن حول إعادة شيخنا القرضاوى إلى موقفه السابق، ولكن الرجل رضى الله عنه وأطال بقاءه ما هوبالذى يتراجع عن الحق كما عودنا
ولا تياس أخى البلوشى فلقد وجد لجهودك آثار واضحة فى مصر وفى دول عديدة فأنا واحد ممن تابع حواراتك مع موتورى الشيعة قبحهم الله فى مناظراتك معهم على المستقلة واستفدت بها أيما استفادة رغم تخصصى فى التاريخ والحضارة الإسلامية وكانت أطروحتى للماجستير والدكتوراة بهما جانبا ليس بالقليل عن الفرق، ورغم أن خضتتجربة المناظرة مع شيعة عندنا بمصر وهدى الله تعالى على يدى جماعة أو قل فئة لم تتمكن منهم الفكرة الشيعية، رغمكل هذا فقد تأثرت بكلامك كثيرا وبما تكتبه، فلاا تياسن وسر على الضرب فهناك تحول خطير فى المواقف خاصة بعد قتلهم للرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله
على عودة للتواصل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 02:20]ـ
بارك الله فيك أخى خطاب القاهرى وبارك جهودك والله أسأل أن يجزيك الخير الوفير على نقلك لهذا الموضوع المهم أيما أهمية
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 06:19]ـ
و فيك بارك دكتور عبد الباقى و فى الشيخ المجاهد أبى المنتصر.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 01:33]ـ
للرفع
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 02:50]ـ
بارك الله في الشيخ البلوشي
أما العوا وأمثاله من المضللين فأرجو من الله أن يعاملهم بما يستحقون
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:15]ـ
اللهم لك الحمد اللهم صل على عبدك ورسولك محمد عليه الصلاة والسلام
اللهم بصِّر المخدوعين
وأيقظ الغافلين
واشف الهوائيين
واهد الزائغين
واقطع دابر المتواطئين
ورد مكر الماكرين
وادفع كيد الكائدين
وأبرم لأمتنا عهد رشد يُصَدَّق فيه الصادقون ويعلو صدقهم وينكشف فيه الكاذبون ويتعرى زيفهم
ولك الحمد وصل على رسولك محمد عليه الصلاة والسلام(/)
الشيخ صالح اللحيدان وزوجة خليل زادة
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 07:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ صالح اللحيدان وزوجة خليل زادة
زلماي خليل زادة مسلم الأصل والهوية أفغاني المولد والنشأة أمريكي الجنسية صهيوني الفكر , وهو مع هذه التناقضات يخدم فكر الصقور المحافظين في أمريكا نظريا وعمليا بأكثر مما يخدمها أولئك الذين نجد اتساقا تاما بين شخصياتهم وأفكارهم , ولعل الباحثين النفسيين يجدون في شخصية هذا الرجل وإخلاصه لفكره رغم عدم اتساقه مع أصله العرقي والعقدي مادة ممتازة للبحث , فعمله اليوم لا يقتصر على سفارة الولايات المتحدة في العراق و لا على العمل لتغريب العراق وتخريبه وحسب , بل هو منظر ممتاز لتحقيق الأهداف الصهيونية في العراق فمما ينسب إليه فكرة إذا أردتم تمزيق الإسلام فعليكم الطرق على وتر السنة والشيعة ليضرب الإسلام بعضه بعضا.
ولعل من التقعر في إخلاص الرجل للصهيونية المناقضة لتاريخه الاجتماعي والديني أن يقترن بعالمة الاجتماع اليهودية الصهيونية شاريل بينارد , وهي امرأة تزعم أنها من أعرف الناس بالإسلام وخفاياه وكيفية الإطاحة به ولذلك كانت هي كاتبة التقرير المسمى الإسلام الديمقراطي المدني , الشركاة والمصادر والاستراتيجات , وهو التقرير الذي أصدرته مؤسسة راند سنة 2004م , فهي وزوجها يكونان فريقا مكملا لبعضه من حيث التنظير والتطبيق إلا أن تقريرها المشار إليه يصب في غالبه على المملكة العربية السعودية و بالرغم من اختلاف منطقة تقريرها عن منطقة نفوذ زوجها إلا أن التغيير في كلا المنطقتين مهم للولايات المتحدة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية , لكن ظروف العراق أدت إلى أن يكون التغيير عاجلا وبحلول عسكرية مكلفة أما التغيير الذي تريده شاريل في المملكة فيمكن أن يكون على مدى أبعد وقد عبرت عن ذلك بقولها: (على الولايات المتحدة أن تسعى وعلى المدى الطويل للتصدي للأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العميقة التي تغذي الأصولية الإسلامية وتشجيع التوجه نحو التنمية والديمقراطية) والمتأمل لهذه الكلمة يجد أنها تحمل في داخلها ما يكذبها ويكشف حقيقتها , ذلك أن الديمقراطية هي اختيار الشعوب لنفسها , وهذه العبارة تدل على أن الكاتبة تريد من أمريكا أن تختار هي للشعوب التوجه الذي يناسبها وهذا أبعد ما يكون عن الديمقراطية.
وتقول في موضع آخر: (وكما هو واضح فإن الولايات المتحدة والعالم الصناعي المتقدم يفضل عالما إسلاميا متوافقا مع باقي النظام الدولي , يكون ديمقراطيا وقابلا للنمو الاقتصادي ومستقر سياسيا ومتطور اجتماعيا ومواكبا لأنظمة وسلوك النظام الدولي) وهذه العبارة كتلك في كونها ترى الديمقراطية على عكس ما عرفها به الفلاسفة السياسيون فهي تريد أن تفرض على الأمة رؤية غربية في النظام والسلوك الدولي.
وترى بينارد أن المتشددين الدينيين هم أكبر عقبة تحول بين الولايات المتحدة والغرب وبين أهدافهم في المنطقة , والتشدد الديني في عرفهم مرادف للوهابية التي تعرفها شاريل بقولها: (الوهابية نموذج متطرف وتزمت وعدواني من الإسلام المتشدد تأسس في القرن الثامن عشر الميلادي , وقد تبناه آل سعود دون غيره من أشكال الإسلام الأخرى , مثل الإسلام الصوفي والإسلام الشيعي والإسلام المعتدل بشكل عام باعتبارها انحرافات غير صحيحة عن الدين الحقيقي حيث إن الطموحات التوسعية لهذا التيار يتم تمويلها بقوة من قبل الحكومة السعودية)
وترى أن مهمة التقرير الذي تكتبه هو بيان الطريقة المثلى لمحاربة المتشددين الدينيين , وحتى تقطع الطريق أمام من يطلب منها التفريق بين المدارس الوهابية انتقدت التصريحات الغربية ومنها تصريحات لبوش نفسه تثني على الإسلام وتبرؤه من العنف والتطرف , وترى أن أمثال هذه التصريحات لا ينبغي أن تخرج عن كونها تكتيكا لتجنب أزمات مع المسلمين في الداخل الأوربي أو محاولات لاحتواء المسلمين , كما أنها تثبت معرفتها بأنه ليس كل المتشددين يقرون الإرهاب ومع ذلك فإن مجرد تشددهم لا يجعل وجودهم مرغوبا فيه من قبل الغرب , تقول: (ليس كل المتشددين يميلون إلى الإرهاب أو حتى يقرونه , وخصوصا ذلك النوع من الإرهاب الذي لا تمييز فيه , والذي يقوم بقتل المدنيين وقتل المسلمين مع الأعداء , ولكن التيار
(يُتْبَعُ)
(/)
المتشدد بشكل عام لا يتواكب مع قيم المجتمع المدني والرؤية الغربية للحضارة والنظام السياسي والمجتمع) إذا فليس الإرهاب والتطرف هو الداعي إلى مكافحة التشدد فيمكن أن يكون هناك تشدد دون إرهاب , ولكن حتى من يدينون الإرهاب من المتشددين إدانة حقيقية لا تقية فيها لا يمكن السكوت عليهم لأنهم عقبة كأداء في وجه التغريب الحضاري الأوربي.
ولذلك جاءت جميع التوصيات التي اختتم بها تقرير شاريل لضرب المتشددين كما تسميهم , وهي توصيات يؤكد لنا بدء العمل على تنفيذها فعلا وبقوة ما نشاهده في واقعنا من أمور تجعل المتابع يجزم أن التوصيات التي اختتم بها هذا التقرير قد أصبحت خطة عمل وأن بنود هذه الخطة تتبع بدقة متناهية , ولعل من آخر المشاهدات قضية الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية وما حصل من الضجيج الإعلامي الهائل في جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية , وهي ضجة أثارها موقع حداثي معروف حول فتوى صيغت بدقة من فضيلة الشيخ ومن ناحية فقهية لم يكن عليها أية ملاحظات من قبل المختصين , وجميع ما لاحظه المختصون عليها و اختلاف بعضهم معها من حيث الصياغة أو التوقيت , أي كان الخلاف عليها من جهة مصلحية لا من جهة علمية.
ومع ذلك فقد استغلتها بعض وسائل الإعلام العميلة بشكل بشع في محاولة جادة وقوية لإسقاط الشيخ الذي يعتلي سنام أكبر هيئة قضائية في المملكة العربية السعودية , لا إسقاطه أخلاقيا أو علميا ولكن بجعله نقطة ضعف يمكن الضغط على الحكومة السعودية من خلاله تمهيدا لاجتثاثه , وذلك بتصويره داعما بشكل أو بآخر للعنف الذي بذلت الدولة وما تزال تبذل الكثير من الجهود لتخليص المجتمع من شروره.
ويتناسب هذا التحرك الإعلامي مع عدد من توصيات شاريل بينار ومنها على سبيل المثال: (يجب معارضة المتشددين وبفاعلية ومن خلال ضربهم في نقاط ضعفهم في بعض المواقف الإسلامية والفكرية ... )
وتحت عنوان: مواصلة الهجوم ضد المتشددين وضعت شاريل توصيات منها: (عدم الاعتراف بالشخصيات أو التنظيمات المرتبطة بالإسلام المتطرف وتسليط الضوء على الأعمال غير الأخلاقية والنفاقية للمتشددين وتصريحات المرجعيات المتشددة التي تفرض نفسها على الواقع)
والمؤثر حقا أن عددا قليلا من العلماء وطلاب العلم والكتاب الإسلاميين قاموا بمواكبة هذه الحركة الإعلامية بنقد الفتوى من جهة اختلافهم مع الشيخ في التوقيت وأسلوب الطرح ومنهم من كان في لهجته أشد من الحداثيين الذين يعول تقرير شاريل عليهم في مساندة مواقف أمريكا , وكان ذلك منهم بدافع من إظهار الاعتدال والمرونة وعدم التشدد والإنصاف والصدقية وعدم التحيز , والحقيقة أن كل هذه الحجج لا تبرر اصطفافهم ضد الشيخ في هذا الموقف ويمنعنا من قبولها: أن نقدهم منصب على عدم مناسبة بعض عبارات الفتوى للحال لكن الحال أيضا أبعد ما يكون عن مناسبة معارضتهم لفضيلة الشيخ , وذلك أننا نقول إن كانت صياغة الشيخ لتلك الفتوى تحتمل وجهات النظر فإن خطأ موقفهم لا يحتمل وجهة النظر ’ حيث إنهم يشاركون في دعم مؤامرة ظاهرها وهو إسقاط الشيخ يكفي ليكون مبررا لتضامنهم معه ووقوفهم إلى جانبه ,والعلم بأهدافها وتبعاتها يجعل من واجبهم السعي لدعمه وإيقاف هذه المؤامرة التي هي إحدى الخطوات الهامة الواردة في تقرير شاريل زوجة يلماز خليل لإسقاط الالتزام الديني.
إن نقد بعض عبارات الفتوى بكونه غير مناسب للحال يمكن تأجيله أو على الأقل ذكره في سياق الدفاع عن الشيخ لا إبرازه وحده والاسترسال في النقد من خلاله.
لكن المبالغة في التظاهر بالاعتدال أصبح عند القلائل من طلاب العلم حجابا يمنع البصائر من استشراف المستقبل والتبصر في عواقب الأمور , فهو وصف تمنحه اليوم وسائل الإعلام المتغربة لمن تتماشى بعض رؤاه مع شيء من رؤى القائمين عليها , وكما أن إطلاقه يصاحبه الكثير من عبارات الثناء التي ربما سوغت لبعض النفوس التصديق بأن هذا الثناء مراد لذاته وأنه مؤشر قناعة واقتراب , لكن الخطة التي أسستها شاريل وهي ناسجة خيوط هذه المؤامرة لا تقدر هؤلاء المعتدلين إلا بقدر ما يعينونها على إتمام حبك هذا النسيج , أما حقيقة علاقتها بهم فهي سيئة جدا , تضع عنوانا يقول: (دعم التقليديين ضد المتشددين) وتحت هذا العنوان
- نشر انتقادات التقليديين لعنف المتشددين وتطرفهم على نطاق واسع وتشجيع عدم الاتفاق بين الطرفين.
- السعي لمنع التحالف بين التقليديين والمتشددين.
- تشجيع التعاون بين الحداثيين والتقليديين لأنهم الأقرب إليهم.
وقد عرفنا مراد شاريل بالمتشددين وأنها تعني بهم الوهابيين حتى من كان منهم غير مؤيد للإرهاب والقتل , فماذا تعني بالتقليديين؟ تجيب هي: (التقليديون الذين يريدون مجتمعا محافظا ويشككون في الحداثة والتغيير).
هذا ما أرجو أن يعيه بعض العلماء وطلاب العلم الذين يوصفون بمزيد من التحرر ويصفون أنفسهم بالتحرر من التقليد ومحاولة التحرير في طرحهم الفقهي والفكري والتوسع في مراعاة الواقع ,أرجو أن يعوا أن مما ينبغي عليهم في هذه الظروف أن يكونوا أدق حسا في انتقاء ما ينتقدونه من آراء فقهية وأفكار سائدة ويبتعدوا في نقدهم ما أمكن عن الرد على الأشخاص , وفي المقابل ينبغي أن يعي نظراؤهم ممن يصفون أنفسهم بالوقوف عند النصوص والابتعاد عن تمييع المفاهيم بحجة الواقع: أن يعوا أيضا الرفق في الردود والمناقشات والبعد عن إساءة الظنون التي تفرق الصف وتحدث النزاع الذي يهدف إليه التقرير والعاملون على تفعيله.
إن من يقرأ تقرير شاريل هذا ويقرأ الواقع المر في العراق التي يديرها زوجها يعلم يقينا إن توصيات هذا التقرير مؤدية حتما لوضع شبيه بما يجري في العراق ولكن بما يحقق لأمريكا أهدافا أكثر وتكلفة أقل.
د محمد بن إبراهيم السعيدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 07:17]ـ
مقال موثق من كاتب موفق.
كذا فليكن.
بارك الله فيك
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 07:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نايف بن فتن]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 04:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خالد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 10:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
بديع الزمان سعيد النورسي!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 07:31]ـ
من يأتينا بحقيقة فكر بديع الزمان سعيد النورسي.
و ما صلة ذلك الفكر بالاحزاب التركية؟؟.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 08:52]ـ
رحم الله العلامة النورسي ... وجازاه عما قاساه في سبيل الإسلام ومحاربة للطواغيت ....
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 10:35]ـ
أنا به زعيم .. !
و لكن استأذن لي من السادة المشرفين؟:)
فنحن ضيوف .. " و الضيف أسير المعزّب ":)
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 01:46]ـ
الشيخ رحمه الله مجاهد مناضل داب عن دين الله ذائذ عن حياضه، كان صوفيا في بادئ الأمر ثم انسلخ منهم و انتقدهم في أشياء رغم كونه لم يسلم من مخلفاته فلا زالت به شائبة منه -اي التصوف-، عُرف رحمه الله بالتفسير الإشاري و اشتهر به.
و هذا كله لا يجعل الواحد يثلب في حقه رحمه الله، ومن نظر في وسط نشأته علم قصدي و مرماي.
ومن رغب في الإخوة بقراءة شيء من أحواله فعليه بكتيب "الرجل الصاعقة" ففيه مجمل لمحاة حياته.
و الله الموفق و المعين،،،
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 02:22]ـ
الأخ الفاضل / أبو العسل
جزاك الله خيرًا.
أنا به زعيم .. !
و لكن استأذن لي من السادة المشرفين؟:)
فنحن ضيوف .. " و الضيف أسير المعزّب ":)
تفضل يا مولانا على الرحب والسعة!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 02:31]ـ
أنا به زعيم .. !
و لكن استأذن لي من السادة المشرفين؟:)
فنحن ضيوف .. " و الضيف أسير المعزّب ":)
وهذا اذن مكتوب منى شخصيا يا خلوصى
تفضل وان اعترض عليك معترض فأخبره أننى أذنت لك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 06:39]ـ
من " موقع الكاشف - نقلا عن موسوعة الندوة ":
النورسية
جماعة دينية إسلامية هي أقرب في تكوينها إلى الطرق الصوفية منها إلى الحركات (*) المنظمة، ركز مؤسسها على الدعوة إلى حقائق الإيمان والعمل على تهذيب النفوس مُحْدِثاً تياراً إسلامياً في محاولة منه للوقوف أمام المد العلماني الماسوني الكمالي الذي اجتاح تركيا عقب سقوط الخلافة (*) العثمانية واستيلاء كمال أتاتورك على دفة الحكم فيها.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• المؤسس هو الشيخ سعيد النورسي 1873ـ 1960م ولد من أبوين كرديين في قرية نورس القريبة من بحيرة وان في مقاطعة هزان بإقليم بتلس شرقي الأناضول، تلقى تعليمه الأولي في بلدته، ولما شبّ ظهرت عليه علامات الذكاء والنجابة حتى لقب بـ (بديع الزمان) و (سعيدي مشهور).
ـ في الثامنة عشر من عمره ألَمَّ بالعلوم الدينية وبجانب كبير من العلوم العقلية، وعرف الرماية والمصارعة وركوب الخيل، فضلاً عن حفظه القرآن الكريم، آخذاً نفسه بالزهد والتقشف.
ـ عمل مدرساً لمدة خمسة عشر عاماً في مدينة وان وهناك بدأ دعوته الإرشادية التربوية.
ـ انتقل إلى استانبول لتأسيس الجامعة الزهراء لتكون على شاكلة الجامع الأزهر بمصر، وصادف أن كان هناك الشيخ بخيت شيخ الجامع الأزهر الذي أبدى إعجابه الشديد ببديع الزمان.
ـ عين عضواً في أعلى مجلس علمي في الدولة العثمانية وهو دار الحكمة الإسلامية.
ـ عندما دخل الحلفاء استانبول محتلين كان في مقدمة المجاهدين ضدهم.
ـ في عام 1908 م بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد بتآمر من جمعية الاتحاد والترقي التي رفعت شعار (الوحدة ـ الحرية ـ الإصلاحية) لتخفي وراءه دسائسها ومؤامراتها على الإسلام والمسلمين، ألّف بديع الزمان جمعية (الاتحاد المحمدي) واستخدموا نفس شعارات الاتحاديين ولكن بالمفهوم الإسلامي كشفاً لخدعهم التي يتسترون خلفها وتجلية لحقيقتهم الماسونية.
ـ أرسل الماسونيون (قرّه صو) اليهودي لمقابلته، لكنه ما لبث أن خرج من عنده وهو يقول: "لقد كاد هذا الرجل العجيب أن يزجني في الإسلام بحديثه".
ـ في الحرب العالمية الأولى التحق بالجيش التركي ضابطاً فيه، وفي الأمسيات كان يلقي على تلاميذه وعساكره علوماً في القرآن.
ـ قبض عليه الروس ونفوه إلى سيبيريا، لكنه استطاع أن يهرب ويعود إلى استانبول عن طريق ألمانيا فبلغاريا فتركيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ حينما أعلن مصطفى كمال أتاتورك (1880ـ1938م) العصيان بالأناضول حاول استدراج بديع الزمان إلى جانبه إذ عرض عليه قصراً فخماً ومناصب عليا، لكنه رفض كل ذلك منصرفاً عن السياسة كليًّا جاعلاً شعاره "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة" عاكفاً على العبادة والتربية وصقل النفوس.
ـ لقد كان العلمانيون الذين حكموا تركيا بعد زوال الخلافة يخشون من دعوته ويعارضونها أشد المعارضة فما كان منهم إلا أن استغرقوا حياته بالسجن والتعذيب والانتقال من سجن إلى منفى، ومن منفى إلى محاكمة.
ـ أصدرت المحاكم ضده أحكاماً بالإعدام عدة مرات لكنهم كانوا يعدلون عن تنفيذ هذا الحكم خوفاً من ثورة أتباعه وأنصاره.
ـ في عام 1327هـ انتقل إلى سوريا وأقام في دمشق وألقى في المسجد الأموي خطبته التي عرفت بالخطبة الشامية وضح فيها أسباب تقدم أوروبا وتخلف المسلمين بما يلي:
1 ـ اليأس الذي بلغ بالمسلمين مبلغه.
2 ـ فساد الأخلاق وفقدان الصدق في الحياة الاجتماعية والسياسية.
3 ـ انتشار العداوة والبغضاء بين صفوف المسلمين.
4 ـ فقدان روابط الحبة والتعاون والتكافل بين المسلمين.
5 ـ الاستبداد المنتشر انتشار الأمراض السارية.
6 ـ تقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة.
ـ عاش آخر عمره في إسبارطة منعزلاً عن الناس، وقبل ثلاثة أيام من وفاته اتجه إلى أورفه دون إذن رسمي حيث عاش يومين فقط فكانت وفاته في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1379هـ.
الأفكار والمعتقدات:
• فكر هذه الجماعة هو ما كتبه المؤسس ذاته حتى إنك لا تكاد تجد ذِكراً لآخرين تركوا إضافات مهمة على أفكارها.
• قامت هذه الدعوة لإيقاظ الفكرة الإسلامية في نفوس أتباعها فكان عليها أن تواجه الظروف القاسية بتكتيك يناسب هذه الظروف التي كان مجرد الانتماء إلى الإسلام فيها يعد جريمة يعاقب عليها القانون.
• كان بديع الزمان متواضعاً زاهداً يتحرز عن مواطن الشبهة، وكان شعاره الدائم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
• التخلي عن السياسة واعتبرها من وساوس الشيطان وذلك إثر عدة مواجهات ومصادمات بين بديع الزمان ومصطفى كمال الذي كان يحاول استدراج الشيخ إلى صفه حيث غادر سعيد النورسي أنقره عام 1921م إلى (وان) تاركاً السياسة خلف ظهره ووُصِفَ هذا التاريخ بأنه فاصل بين مرحلتين: سعيد القديم وسعيد الجديد.
• قال بديع الزمان للمحكمة عندما كان مسجوناً في سجن اسكشير: (لقد تساءلتم هل أنا ممن يشتغل بالطرق الصوفية وإنني أقول لكم: إن عصرنا هذا هو عصر حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة، وإن كثيرين هم أولئك الذين يدخلون الجنة بغير طريقة ولكن أحداً لا يدخل الجنة بغير إيمان).
• وقال: "أقسم بالله أنني سأكرس نفسي للقرآن باذلاً حياتي مهما كانت مكائد الوزير البريطاني القذرة". ويقصد به وزير المستعمرات البريطاني غلادستون الذي قال آنذاك: "طالما أن القرآن مع المسلمين فسيبقون في طريقنا ولذلك يجب علينا أن نبعده عن حياتهم".
• من أقواله: "لو أن لي ألف روح لما ترددت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام .. إنني لا أعترف إلا على ملة الإسلام .. إنني أقول لكم وأنا أقف أمام البرزخ الذي تسمونه السجن إنني في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة ... ".
ـ وله كذلك: "كما أنه لا يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصين فكذلك لا يناسب استانبول أن تلبس أخلاق أوروبا".
• إن التهم الرئيسية التي كانت توجه إلى بديع الزمان في المحاكمات يمكن تلخيصها فيما يلي:
ـ العمل على هدم الدولة العلمانية والثورة (*) الكمالية.
ـ إثارة روح التدين في تركيا.
ـ تأليف جمعية (*) سرية.
ـ التهجم على مصطفى كمال أتاتورك.
لكنه كان يتصدى لهذه التهم بمنطق بليغ من الحجة والبرهان حتى أصبحت هذه المحاكمات مجال دعاية له تزيد في عدد أتباعه.
• لقد كرس المؤسس نشاطه ودعوته على مقاومة المد العلماني الذي تمثل في:
ـ إلغاء الخلافة (*) العثمانية.
ـ استبدال القوانين الوضعية (*) ـ والقانون السويسري المدني تحديداً ـ بالشريعة الإسلامية (*).
ـ إلغاء التعليم الديني.
ـ منع الكتابة بالحروف العربية وفرضها بالحروف اللاتينية.
ـ تغيير الأذان من الكلمات العربية إلى الكلمات التركية.
ـ فرض النظرية الطورانية (*) "وأن الترك أصل الحضارات".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ إلزام الناس بوضع القبعة غطاء للرأس.
ـ جعل يوم الأحد يوم العطلة الرسمية بدلاً من يوم الجمعة.
ـ ارتداء الجبة السوداء والعمامة البيضاء مقصور على رجال الدين.
ـ ترجمة القرآن إلى اللغة التركية وذلك عام 1350هـ/1931م وتوزيعه في المساجد.
ـ تحريم الاحتفال بعيدي الأضحى والفطر وإلغاء التقويم الهجري وإحداث تغييرات في نظام المواريث.
ـ الاتجاه نحو الغرب ومحاكاته في عاداته وتقاليده واهتماماته.
ـ طمس العقيدة الإسلامية في نفوس الناس بعامة والناشئة بخاصة.
• يمتاز شباب هذه الجماعة بالعفة والنظافة، شباب قابض على دينه في عصر شاعت فيه الفتن والإغراءات والانحلال.
• هذا وثمة بعض المآخذ على هذه الجماعة:
ـ أن هذه الجماعة لم تُعن بنشر عقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعها وبين عوام المسلمين ممن يحتاجون إلى تصحيح عقائدهم قبل شغلهم بأمور أخرى.
بل تبنت عقيدة الماتريدية التي كانت تُدعم من قبل الدولة العثمانية؛ فلم تحاول التخلص من هذه العقيدة البدعية.
ـ أنهم لم يستطيعوا تأسيس عمل إسلامي منظم يستطيع التصدي للمكر اليهودي الذي كان متغلغلاً في معظم نواحي الحياة السياسية المعادية للإسلام والمسلمين إذ ذاك. لكن الإنصاف يقتضينا أن نقر بأن الظروف المحيطة بنشأة هذه الجماعة لم تكن لتسمح لها بالظهور في غير الشكل الذي ظهرت فيه.
ـ أن اشتراك بديع الزمان مع آخرين في تأليف جمعية الاتحاد المحمدي ليس أكثر من رد فعل سرعان ما انفرطت فضلاً عن استعداء الاتحاديين (*) عليه وتركيزهم الكيد والتآمر للقضاء عليه وعلى دعوته.
ـ إن تخلي هذه الجماعة عن السياسة واتخاذ سعيد النورسي شعار أعوذ بالله من الشيطان والسياسة وذلك منذ عام 1921م قد ترك أثراً سلبياً على أتباعها إذ وقع بعضهم فريسة لأحزاب (*) علمانية.
ـ يؤخذ على الشيخ تخليه عن مساندة الشيخ سعيد الكردي الذي قام بثورة ضد مصطفى كمال أتاتورك سنة1925م واقفاً إلى جانب الخلافة (*)، وقد حدثت معارك رهيبة بينه وبين الكماليين في منطقة ديار بكر سقط فيها آلاف من المسلمين.
ـ ويأتي هذا الموقف انطلاقًا من فكره في وجوب جهاد (*) النفس أولاً ثم الدعوة إلى تنوير الأفكار، وقد نادت الجماعة بإصلاح القلوب وعدم الدخول في معارك داخلية مع المخالفين المسلمين سواء كانوا حكامًا أو محكومين والتزام طريق الدعوة السلمية، والتطور التدريجي، ولا يلجأ إلى الجهاد المسلح إلا ضد العدو الخارجي من الكفار والزنادقة.
ـ لدى بعض أفراد جماعة النور ـ مؤخراً ـ شعور بالانعزالية والاستعلاء وهذا أفقدهم القدرة على التغلغل بين طبقات الشعب المسلم لدعوته وتوعيته.
• تفرقت هذه الجماعة بعد موت المؤسس وانقسمت إلى ثلاثة أقسام رئيسية متنافرة:
• قسم التحق بحزب (*) السلامة.
• قسم التزم الحياد.
• وقسم ثالث عادى حزب السلامة (حزب الرفاه) متحالفاً مع حزب العدالة الذي يرأسه (ديميريل) ويملك هذا القسم كل وسائل الدعم والتأييد. وهناك محاولة واسعة لتخريب أفكار شبابه. ومن ذلك مجموعة يني آسيا جي لر مصدرو صحيفة يني آسيا التي اشتركت مع صحيفة أخرى اسمها يني نسل في التشهير بحزب السلامة (حزب الرفاه) وبزعيمه نجم الدين أربكان.
الجذور الفكرية والعقائدية:
ـ ليست جماعة النور إلا واحدة من الجماعات الإسلامية؛ لكنها على العقيدة الماتريدية عقيدة تركيا والخلافة العثمانية.
ـ سلكت الجماعة طريق التربية وعملت على حفظ الإيمان في النفوس وعليه فإنها تُشَبه بالطرق الصوفية من بعض الوجوه.
ـ يطلق بعضهم على هذه الجماعة اسم المدرسة اليوسفية أي التي يتحمل أصحابها في سبيل عقيدتهم السجن والتعذيب دون أن يتصدوا للطغيان إلا بالحجة والمنطق والصبر والمصابرة.
الانتشار ومواقع النفوذ:
ـ بدأت جماعة النور في المنطقة الكردية شرقي الأناضول وامتدت إلى أرض روم واسبارطة وما حولها ثم انتقلت إلى استانبول.
ـ وصلت هذه الدعوة إلى كل الأراضي التركية واكتسحت كل التنظيمات القائمة على أرضها آنذاك.
ـ بلغ عدد أعضائها أكثر من مليون شخص، يقضي أحدهم عمره في استنساخ رسائل النور وتوزيعها، وكانت الفتيات نشيطات في ذلك كثيراً.
ـ لهذه الجماعة أتباع وأنصار في كل من الباكستان والهند. وكذلك لها نشاط في أمريكا يتمثل في الطلاب الأتراك من أتباع هذه المدرسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 09:53]ـ
بارك اله فيك يا شيخ سليمان ... يعني العلامة النورسي لم يكن باطنيا كما ادعي عليه ولم يكون صوفيا .... فالحمد لله رب العالمين ... وني لأرجو الفلاح لكل مسلم فمابالك بمن نذر نفسه لتعليم القرآن في جبهة القتال!!!
شكرا يا شيخ سليمان ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 02:35]ـ
تفضل يا مولانا على الرحب والسعة!
زادكم الله شرفاً و عزاً و كرماً يا شيخ علي ..
سبحان الله .. ! لي فترة و أنا أفكر أن أكتب قصتي الجميلة مع هذا الموقع المبارك و أهله المباركين و مشرفيه المتواضعين ... أفكر و أنا متأثر مما جرى لي معه؟ و كيف أثّر فيّ و في قلبي تعامله معي باللين و الحكمة و حتى التراجع بعد أن يتبين الأمر و هو خلق نادر - أشهد - برغم حقه الكامل في ممارسة اجتهاده في سياسة الموقع و تحرير مواضيعه و مشاركاته .....
فاللهم بارك بارك بارك!
وهذا اذن مكتوب منى شخصيا يا خلوصى
تفضل وان اعترض عليك معترض فأخبره أننى أذنت لك
أخشى أن يحذفوك بالكامل إذن ... إذ كيف تعطي إذنا و أنت مجرد عضو مثلي؟!:):) ثم إنك منسوب إلى المرسي:):):):):):)
من " موقع الكاشف - نقلا عن موسوعة الندوة ":
.
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
و أحب أن أدعو ههنا إخوتي و أساتذتي الافاضل أن يدرسوا بأنفسهم حقيقة جماعة " النور " و " التبليغ " فإني لأقسم بالله أنهم سيجدون أن ما كان علامة سلبية فيهم ... هو عند التحقيق دليل بصيرة ربانية عندهم .. ؟!! نعم! الأمر نفسه الذي يُنتقدون فيه هو ما يجب أن يمشي المسلمون في ركابه؟!!!
و أعدكم - بعد أن أكرمني المولى عز و جل بمعرفتهم عن كثب - ان أجلّي لإخوتي و أساتذتي حقيقة الأمور .. حسبما تبين لي و لضعفي .. ثم هم لهم كامل الحق بعد ذلك في النقد و التصويب و المدارسة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 02:52]ـ
و أحب أن أدعو ههنا إخوتي و أساتذتي الافاضل أن يدرسوا بأنفسهم حقيقة جماعة " النور " و " التبليغ " فإني لأقسم بالله أنهم سيجدون أن ما كان علامة سلبية فيهم ... هو عند التحقيق دليل بصيرة ربانية عندهم .. ؟!! نعم! الأمر نفسه الذي يُنتقدون فيه هو ما يجب أن يمشي المسلمون في ركابه؟!!!
و أعدكم - بعد أن أكرمني المولى عز و جل بمعرفتهم عن كثب - ان أجلّي لإخوتي و أساتذتي حقيقة الأمور .. حسبما تبين لي و لضعفي .. ثم هم لهم كامل الحق بعد ذلك في النقد و التصويب و المدارسة.
/// جزاك الله خيرًا، ونفع بك، ويتمنى المشرفون أن يسير الحوار بين الإخوة -إن حصل- بهدوء وموضوعية.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:39]ـ
الشيخ العلامة فريد الأنصاري متأثر بالفكر النورسي أيما تأثر .... وله كتاب حول رسائل النور .. قد وضعته في المنتدى ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:42]ـ
والشيخ بديع الزمان قد ترجم له الشيخ المتفنن عبد الفتاح أبي غدة في كتابه العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج .. ترجمة حافلة وجميلة ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 01:35]ـ
/// جزاك الله خيرًا، ونفع بك، ويتمنى المشرفون أن يسير الحوار بين الإخوة -إن حصل- بهدوء وموضوعية.
و إياكم شيخ عدنان ... و أعدكم من جهتي بالهدوء و الموضوعية التامتين ........................... إلى درجة أنكم لن تسمعوا صوتي أبداً:):):)؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 05:11]ـ
يعني و الله أنا مستح منكم جميعاً ...
و أولكم أ. محمد المبارك صاحب الاستفسار ..
و آخركم الشيخ عدنان الذي سمح بالنقاش بشرط الهدوء و الموضوعية ...
ثمّ أنا أنسى الموضوع و الوعد تارة و أكسل عنه تارة أخرى ... فالمسامحة المسامحة!
و ادعوا لي بارك الله فيكم جميعاً أن يوفقني المولى عز و جل إلى تجلية الحقائق كأحسن ما يليق بإخوة كرام و باحثين أكفياء ..
و بارك الله فيكم.
ـ[المحدثة]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 09:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مافائدة هذا البحث اذا كان سيحبب الناس في اهل البدع هل هذا من الانصاف والعدل ان نروج لأهل البدع لماذا لم يكتب رد على افكار النورسي هل هذا من النصح لله ورسوله عفا الله عنكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 09:54]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
سعيد النورسي أحسبه من المجاهدين الربانيين الذين أوتوا ذكاء عقل وزكاء نفس .. رحمه الله ورضي عنه
وأخطاؤه العقدية يعتذر له أن بيئته كانت تعج بما هو أعظم من ذلك .. وكانت الخلافة العثمانية ماتريدية الاعتقاد
ولكن أخانا الخلوصي يغلو فيه .. وينفي عنه أي خطأ ولو دقّ
والله الموفق
و
ـ[المحدثة]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:09]ـ
اللمعة الثامنة عشرة
يقول سعيد النورسي: أن ما سطر هنا مَحْرَمٌ لا ينبغي أن يطلع عليه أحد، فلا بد وأن يكون مكتوما عن الآخرين. وهو اللمعة الثامنة عشرة من الرسالة الحادية والثلاثين. الكرامة الغيبية التي تشير إلى طلبة النور.
وجدير بالانتباه إلى أن هذه اللمعة العجيبة لها أهمية من ثلاث نواحٍ:
الناحية الأولى وهي الأهم: توضح معجزة غيبية مهمة أحمدية -صلى الله عليه وسلم- لم تظهر بعد، تشرح في صفحتين الحديث الذي هو عبارة عن جملتين اثنتين من جوامع الكلم، وهو حديث قد أشار إلى حقائق تاريخية وخاتمة دولتين إسلاميتين عظيمتين.
الناحية الثانية: إشارة علي رضي الله عنه بكلمتين اثنتين إلى قبول الحروف اللاتينية مع ذكر التاريخ محددا وكيفية تطبيقته كانت برهانا قاطعا على صدق كرامات الأولياء.
الناحية الثالثة: النظر والإشارة إلى التوجيهات الإرشادية من علي -رضي الله عنه- لطلبة رسائل النور وناشريها.
وإنزال جبريل عليه السلام على حضن علي رضي الله عنه بحضور النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة مكتوبا فيها اسم الله الأعظم. يقول علي رضي الله عنه: «رأيت جبريل على صورة علائم السماء، سمعت صوته، واستلمت الصحيفة ووجدت فيها هذه الأسماء». كان علي رضي الله يذكر هذه الأسماء مع بعض الحوادث من باب ذكر النعم. وهو يقول: «من بدء الكون إلى أن تقوم الساعة قد كشف لنا جميع العلوم والأسرار المهمة، فليسأل السائل عما أراده، ومن يشك في كلامنا فهو خاسر». (السكة التصديقية الغيبية، اللمعة الثامنة عشرة، كليات رسائل النور المفهرس بالتخريج، بديع الزمان سعيد نورسي، دار آسيا الجديدة، إستانبول 1995، 2/ 2078 - 2079.)
ملاحظة:
إذا كان جبريل جاء عليا رضي الله عنه بكتاب، ألا يلزم من هذا كونه رضي الله عنه نبيا؟ ولو أن هذا الكتاب بين جميع العلوم والأسرار الهامة التي تحدث من بدء الكون إلى أن تقوم الساعة لاقتضى ذلك أن تكون مرتبة علي رضي الله عنه فوق مرتبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأنه ما علِّم نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثل هذا العلم.
فهي إذن افتراء لا أصل له، ومن صدقها فهو لا يؤمن بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بكون القرآن الكريم آخر كتاب سماوي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء بتلك الفرية لينال بغيته من تقديس طلبة رسائل النور كما بيناه في الفصل الأخير.
روى أحمد بن حنبل عن علي رضي الله عنه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن فيك من عيسى مثلا؛ أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به. ألا وإنه يهلك فيَّ اثنان: محب يقرظني بما ليس فيَّ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني. ألا إني لست بنبي ولا يوحى إلي، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت. فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم. (مسند أحمد، 1/ 160) منقول
ـ[المحدثة]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:53]ـ
يدعي سعيد النورسي أن بعض الناس مثل علي رضي الله عنه و عبد القادر الجيلاني قد أخبروا سعيد النورسي قبل عدة قرون بأشياء غيبية كثيرة. والحوار التالي يبيبن أصل ما اعتمدت عليه رسائل النور:
قيل لسعيد النورسي بأن الأولياء العظام مثل الغوث الأعظم (أي عبد القادر الجيلاني) يعلمون الغيبيات المتعلقة بالماضي والمستقبل كمعرفتهم الحاضر. فلماذا يخبرون عن الماضي في صورة قطعية ويخبرون عن المستقبل بالاشارة الرمزية الخفية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب سعيد النورسي قائلا: إلتفتوا عن التصريح إلى الاشارة من حسن أدبهم الائق بالعبودية حتى لا يكون خارجا عن النهي القدسي الذي يشير إليه قوله تعالى: «لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ» (النمل، 65). وقوله تعالى: «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا» (الجن، 26). لأنه لا دخل للنية ولا للإرادة في معرفة الغيبيات المتعلقة بالمستقبل كذلك لا يعرف الغيبيات بالنية ولا بالإرادة. [2]
الانتقادات:
نوجه على ما سبق من كلام سعيد النورسي خمس انتقادات:
1. لا يعلم الغيب إلا الله.
يقول الله تعالى: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ» (آل عمران 3/ 179). وقال الله تعالى مخاطبا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم: «قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ» (الأنعام 6/ 50). وقال «قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (الأعراف 7/ 188) لما أراد الله تعالى أن يبين للناس بعض الأمور الغيبية أوحي إلى أنبيائه ورسله ليبينوها لهم بأنفسهم. قال الله تعالى: «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا. إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا. لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا» (الجن 72/ 26 - 28). فخرجت تلك المعلومات عن كونها غيبيات. وجعلت الملائكة راصدين للرسل حتى لا يشك الرسل في أن الععلم الذي جاءهم إنما هو من عند الله. يقول الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (الحج 22/ 52).
وقد ذكر في بعض كتب التفاسير في نزول سورة الأنعام؛ روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما نزل عليَّ سورة من القرآن جملة غير سورة الأنعام، وما اجتمعت الشياطين لسورة من القرآن جمعها لها، وقد بُعِثَ بها إلي جبريل مع خمسين ملكا أو خمسين ألف ملك يزفونها ويحفونها حتى اقرها في صدري كما اقر الماء في الحوض، ولقد اعزني الله وإياكم بها عزا لا يذلنا بعده أبدا، فيها دحض حجج المشركين ووعد من الله لا يخلفه». [3]
وهكذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم على يقين من أن الذي جاءه بالوحي هو جبريل كما يتأكد من عدم اختلاط الوحي بوسوسة الشيطان. ومن العجيب أن يستدل على علم الأولياء الغيب بالآية التي تبين كيفية مجيء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. يقول سعيد النورسي عن قوله تعالى «قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله» (النمل 27/ 65) «بأنه نهي قدسي «أي أنه يقول أن معنى الآية «لا يجوز لأحد أن يصدر بيانا عن المستقبل، فلا يفيد الآية في نظره عدم علم أي أحد الغيب .. هكذا يفسر سعيد النورسي الآيات على حسب هواه رجما بالغيب. فهو بهذا يقترف جريمة على الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى .. فسعيد النورسي إما غبي لا يعرف شيئا وإما ذكي استسقى ذكائه من الشيطان فأراد أن يكيد على الدين الحق وعلى المسلمين، ويأكد ذلك ما يقوم أتباعه بما يسمى الحوار بين الأديان وقولهم بالاتفاق في «آمنت». صحيح كل أصحاب الأديان بل كل الناس متفقون في «آمنت» ولكن «المؤمَن به» مختلف تمام الاختلاف يستحيل الجمع بينها. واحد يؤله إنسانا والآخر يعبد بقرة ونحن نؤمن بالله وحده لا شريك له، فالكل يقول «آمنت»
5. نرتب الادعاءات التي احتواها الحوار السابق:
الأولياء العظام مثل عبد القادر الجيلاني يعلم الماضي والمستقبل كمعرفتهم الحاضر يعلمونها كشهود عيان. يصرح عما كان في الماضي ويخبر عن المستقبل بالاشارات والرموز الخفية. لأنهم لو صرحوا عن المستقبل كما صرحوا عن الماضي يكونون قد خرجوا عن حسن أدبهم الائق للعبودية تجاه الله تعالى. وهو بهذا يعنبر نفسه مؤدبا بين يدي الله تعالى بالرغم من أنه ينازع الله تعالى صفة علم الغيب قد خص بها نفسه ولا يشرك فيها غيره فهو: «قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله» (النمل 27/ 65). «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا. إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا. لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا»
يقال، وهم يفعلون ذلك (تصريحهم عن الماضي واخبارهم عن المستقبل بالاشارت والرموز الخفية) لِيُعْلَمَ أنه من الله تعالى لأن تداخل النية والارادة فيها يُلَوِّحُ بالعصيان.
فهل الله تعالى يقول: «لا يعلم الغيب أحد ولا أظهر علي الغيب أحدا»، ثم يخالف ما قاله ويعلم الغيب لبعض الناس؟ وهؤلاء الناس لا يرون حرجا بأن يصرحوا عما كان في الماضي ويخبروا عما سيكون في المستقبل بالاشارات والرموز الخفية ليفهم الفاهم .. نستعيذ بالله من تلك الاعتقادات المنحرفة. اللهم أرنا الحق حقا فنتبعه وأرنا الباطل باطلا فنجتنبه يار أرحم الراحمين. منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 11:16]ـ
أنا معك أن له أخطاء جسيمة
لكن الظن فيه أنه لم يتقصدها
رحمه الله وغفر له
والله أعلم
ـ[المحدثة]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك قصدها ام لم يقصدها يجب ان تدافع عنه بأن تبين اخطاءه وزلاته العضام حتى تكون من انصاره الحقيقين هذا ان كنت تريد ان تنصره وتدافع عنه انصر أخاك ظالما اومظلوما
جزيت خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 12:03]ـ
خففي حدتك قليلا
فلا يخدعنك الشيطان أنك أغير على الدين من غيرك
مقام وزن الرجال شيء
وبيان أخطائهم شيء آخر ..
والله المستعان
ـ[المحدثة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم عندي سؤال:أخي الكريم كيف لم يتقصد وهو يدعي مثل هذه الطوام ان احسنا الظن به فنقول ان الشيطان لبس عليه وأخذ يوحي اليه هذه الأقوال على انها الهامات وكرمات وذلك بسب جهله وقلة علمه الحمد لله على العافية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 12:17]ـ
نعم .. هو تتلمذ على كتب المتكلمين ..
وللغزالي كلام شبيه ببعض كلامه ..
ولاشك أن "علم" الكلام ضرب من الجهل
وأما إذا قلتِ بأنه ضل عالما بأن ذلك انحراف
فيقتضي تكفيره!
قال الحافظ الذهبي في أبي حامد الغزالي: ولولا إخلاصه لأتلف نفسه
ـ[المحدثة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 01:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النورسي له أتباع كثير وهناك جماعة تابعة لذاك الشيخ بزعامة فتح الله كولن وهو الآن يعيش في امريكا وله مدارس في كثير من دول العالم من كامبوجيا إلى تانزانيا وفي قازاقستان وحدها 28 مدرسة يتم التدريس فيها باللغة الإنجليزية واللغة المحلية بالإضافة إلى اللغة التركية ويزعم أنهم يخدمون في نشر الإسلام ولكن المصدر الأساسي للإسلام عندهم مؤلفات سعيد النورسي المكون 24 مجلد ولهم التأثير على عامة المسلمين وعلى رؤساء الدولة حتى في المملكة العربية السعودية يوجد نشاطات خاصة لهم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 02:12]ـ
ابي القاسم,
بعد نقل بعض مافي كتب هذا الرجل من الكفريات (كما بينتها الاخت الفاضلة جزاه الله خيرا ووفقه الله الى كل خير) , هل تنصح المسليمن بقراءة كتبه؟
##وما رايك بما يقوله بعض اتباعه من الصوفية (خلوصي) الذي يستميت لكي يجعل الناس تقرأ كتب النورسي, كأن الهداية موقوفة على كتبه!!: (و أحب أن أدعو ههنا إخوتي و أساتذتي الافاضل أن يدرسوا بأنفسهم حقيقة جماعة " النور " و " التبليغ " فإني لأقسم بالله أنهم سيجدون أن ما كان علامة سلبية فيهم ... هو عند التحقيق دليل بصيرة ربانية عندهم .. ؟!! نعم! الأمر نفسه الذي يُنتقدون فيه هو ما يجب أن يمشي المسلمون في ركابه؟!!!
#نسأل الله العافية, كل هذه الكفريات التي نقلتها الاخت من كتاب هذا الرجل, ولا يزال خلوصي؟!!
## ثم يااخوان , هل يجوز قبول سير وروايات الصوفية-احفاد الرافضة- من الغير النظر في النقلة من هم و باقي شروط صحة الرواية (وخصوصا اذا كانت مدحا لشيوخهم)؟!
"لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء"
"سموا لنا رجالكم"
@# من المعروف عند اهل السنة ان الصوفية يمدحون شيوخهم الى مالا حد له!! بالمثال يتضح المقال:
### هذه بعض الروايات والقصص بنقل الائمة الصوفية الثقات المصطرة في كتبهم (ارجو ان لا تصدقها يا خلوصي):
أهذه هي الصوفية التي تريدون؟!
أبو ريان الطائفي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ومن هذه السخافات: الاستجارة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلاّ الله تعالى من توقي المصائب، وجلب المنافع!، وتعظيم حرمة قبور الأولياء إلى حد اعتقاد أن البلاد تصان به من الأضرار والأخطار!!، واعتقاد أن من حاول أن يفعل في تلك البقاع خطيئة أن أحوال الشيخ تدركه وتنال منه!!، وهذا كله من الكفر بالله تعالى، وأضرب على هذه الصورة عدة أمثلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما قاله الزبيدي في "طبقات الخواص " (ص: 251) في ترجمة عيسى الهتار، قال الزبيدي: (وقبره هناك مشهور يقصد للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة!!!، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يتعرض له بمكروه!!!، ومن تعدى ذلك عوجل بالعقوبة، والقرية كلها محترمة ببركته ... ).
وقال في ترجمة: أبي الخطاب عمر الهمداني (ص: 235 - 236): (وتربته في موضعه من الترب المشهورة في الجبال يقصدها الناس من كل ناحية للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، بل وقريته كلها من سكن فيها أمِن من كل ما يخاف!!!، ومن قصدها بسوء أو تعرض لأحدٍ من المستجيرين بها عوقب أشد العقوبة معجلاً، وقد جرّب ذلك غير مرة .... ).
وقال في ترجمة أبي الخطاب عمر بن محمد بن رشيد (ص: 236): (وقبره ... مشهور مقصود للزيارة والتبرك، وهو أحد السبعة الذين يقال فيهم: إن من واظب على زيارتهم سبعة أيام متوالية قضيت حاجته!!!!).
وقال في ترجمة أبي العباس أحمد بن علوان الصوفي (ص: 71): (وقبره بها ظاهر معروف مقصود للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة لا سيما في آخر جمعة من شهر رجب!! .... وقرية الشيخ المذكور محترمة!!، ومن استجار بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه ... ).
وقال في ترجمة: جوهر الصوفي (ص: 121): (وتربته هنالك من أكبر الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ومن تعدى إلى ذلك عوقب عقوبة معجلة وقد جرب ذلك غير مرة!!!).
وقال في ترجمة: سفيان الأبيني (ص: 149): (وتربته هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحدٌ أن يناله بمكروه أبداً، ومن تعدى شيئاً من ذلك عوقب أشد العقوبة من غير إمهال، وقدر جرّب ذلك غير مرة .... ).
وقال في ترجمة: طلحة الهتار الذي يُزعم أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة!!، (ص: 165): (وبني عليه قبة معظمة!!، وتربته هنالك من أشهر الترب وأكثرها قصداً للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه وعند تربته قرية كبيرة تنسب إليه يقال لها: الطليحية كلها مجللة محترمة!! ... وله في زبيد زاوية محترمة من استجار بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، وانتفع بها الناس نفعاً عظيماً لكونها داخل البلد!!، ومن نابه شي فزع إليها ويكون كأنه في بيته يقوم بمصالحه وحوائجه وهو في أمنٍ ودعه وذلك باقٍ مع أولاده وأولادهم إلى الآن!!!!).
وقال في ترجمة: ابن الغريب (ص: 209): (وتربته في القرية من الترب المشهورة المعظمة المقصودة من الأماكن البعيدة للزيارة والتماس الخير والبركة، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ومن تعدى ذلك عوقب أشد العقوبة من غير مهلة، وقد جرب ذلك غير مرة .. ).
وقال الزبيدي في ترجمة: فرج النوبي (ص: 258): (وقبره بها مشهور يزار ويتبرك به!!، قلّما قصد تربته ذو حاجة إلاّ قضيت حاجته ... ).
وقال الزبيدي في ترجمة: محمد بن أبي بكر الحكمي (ص: 267): (وتربة الشيخ والفقيه من الترب المعظمة المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ومن استجار هنالك أمِن من كل ما يخاف، ولا يقدر أحد أن يناله بمكروه من الدولة والعرب وغيرهم ... ).
وقال الزبيدي في ترجمة: محمد بن يعقوب المعروف بأبي حربة (ص: 276) صاحب الدعاء المشهور الذي قيل أنه كان يدعو به عند إنشائه وهو ينظر في اللوح المحفوظ!!!، قال الزبيدي: (وقبره هناك مشهور يزار ويتبرك به ويقصد من الأماكن البعيدة، وقبور أولاده وذريته ... وتربتهم هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ما قصدهم ذو حاجة إلاّ قضيت حاجته، ومن استجار بهم لا يقدر أحد أن يناله بمكروه من أرباب الدولة والعرب وغيرهم ..... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وغير هذه المواطن كثير!!، فيا رباه الغوث، سبحانك ما ألطفك، سبحانك ما أوسع رحمتك، (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الطور:43) قال تعالى: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (المؤمنون:88 - 89).، وقال تعالى: (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الجن:22).
فإذا لم يكن هذا الكلام الفاسد من كلام الزبيدي، وهذه الاعتقادات المضلة: شرك بالله تعالى ومروق من الشريعة، فوالله ما في الوجود شرك ولا كفر!!.
بالله يا أهل العقول، ويا أرباب النهى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (النحل:17): (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون َ) (النمل: من الآية63)، (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (النمل: من الآية64)، كيف يفزع إلى أهل القبور، ويلاذ بهم، ويستجار بهم من دون الله تعالى؟!.
فما أخطر كيد إبليس على هؤلاء القوم:
كيف أضلهم: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (الأحقاف:5).
كيف أعماهم: (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (لأعراف: من الآية179).
كيف صدهم عن السبيل وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:104)، (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر:8).
نعم يا صاحب التوحيد: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، فلو علم الله فيهم خيراً، وأراد بهم هداية، لاصطفاهم واجتباهم إليه: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الأنفال:23)، (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص: من الآية56).
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه " كشف الشبهات " بعدما عرّف التوحيد وعظّمه، وبيّن الشرك وشنّعه: (أفادك فائدتين: الأولىا: الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58)، وأفادك الخوف العظيم، فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل، وقد يقولوها وهو يظن أنها تقربه إلى الله كما ظنّ المشركون، خصوصاً إن ألهمك الله تعالى ما قصّ عن قوم موسى مع صلاحهم وعلمهم أنهم أتوه قائلين: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَة) (الأعراف: من الآية138) فحينئذٍ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وأمثاله ... ).
فافرح يا عبدالله بهداية لك، وأكثر له من الشكر والثناء فما يعادل الهداية إلى التوحيد نعمة.
وأكثر الخوف من الشرك و وسائله، فهي طريقة الموحدين من الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين، فهذا إبراهيم خليل رب العالمين، الأمة القانت الحنيف الأوّاه المجتبى يقول: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الآية (ابراهيم:35 - 36)، وهذا يوسف عليه السلام يقول في دعائه: (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (يوسف: من الآية101)، وهذا نبينا
(يُتْبَعُ)
(/)
وحبيبنا وسيد الخلق أجمعين وإمام الموحدين وخليل رب العالمين: محمد صلى الله عليه وسلم يقول: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وفي الباب آثار وأشعار، والله المستعان وعليه التكلان.
...
يستغرب البعض جمود بعض المتصوفة على عقيدته، وعدم قبوله للحجج والبينات التي تلقى عليه من كل حدبٍ وصوب، وذلك مستند إلى تعلّقهم الكبير بالمرجعية الدينية، وتقديم أمرها على أمر الشارع، فتعظيم المريد للشيخ، وانكساره بين يديه، والافتقار إليه، وتقبيل الأرض من تحت أقدامه!، كل ذلك من مقومات هذه العقلية المتحجرة!، بل أن من المرجعيات الدينة من يقدم أمره ونهيه على أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!!، فهذا ذو النون المصري [ت: 245هـ] يقول: (طاعة المريد لشيخه فوق طاعته ربه!!!) [تذكرة الأولياء: 1/ 171].
وهذا صاحب [الختمية: 135]: (الشيخ هو الإمام الذي يرشدك وينير لك الطريق، ولذا فطاعته واجبة لازمه، وإن لم تكن واجبة فكيف تستفيد منه .... ولا ريب أنك لن تصل إلاّ بطاعته لا بمخالفته، فلذا وجبت طاعة الشيخ المرشد في كل أمرٍ من الأمور .. ).
ويقطعون صلة المريد بكل شيخٍ غير شيخه الذي يربيه ويلحظه بالعناية!!، فيقول الشيخ الفوتي صاحب [رماح حزب الرحيم: 1/ 142]: (واعلم أن الاقتصار على واحدٍ لا يتعداه إلى غيره شرط لازم في طريق أهل الله، ولابد لكل مريد من التزامه وإلاّ فلا سبيل له في الوصول البتة!!!).
ونقل عن ابن عربي قوله: (إنما كان المريد لا يفلح قط بين شيخين قياساً على عدم وجود العالم بين إلهين!!!!، وعلى عدم وجود المكلف بين رسولين!!، وعلى عدم وجود امرأة بين رجلين!!!!!!) [المرجع السابق: 1/ 143].
بل إن مشايخ السوء يحسسون أتباعهم بأن مخالفة أمرهم من موجبات الدخول في نار جهنم!!، فيقول أبو الحسن علي الأهدل: (قال لي سيدي – يعني الله -: من خالف كلامك أحرقته بناري!!).
قال الزبيدي معلّقاً: (فكان إذا أراد أن يأمر الفقراء بشيٍ يقول: أريد كذا وكذا، ولا يقول لهم: اعملوا كذا وكذا، ويقول: أخاف عليهم النار إن خالفوني!!!!!) [طبقات الخواص: 198].
بل منهم من جعل الجنة تحت تصرّفه يدخل فيها من يشاء، فهذا التجاني يقول: (وليس لأحدٍ من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي!!!!) [الطبقات الكبرى: 2/ 90].
فهذه مختارات من عبارات المتصوفة، ومن أراد الاستزادة فهناك المزيد، وليراجع للاستفادة كتاب " تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي " للشيخ الفاضل محمد أحمد لوح [ط: دار ابن القيم – مجلدان]، والله المستعان.
******
يقول أحمد التيجاني – فيما تقدم نقله -: (وليس لأحدٍ من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي!!!! وأما سائر سادتنا الأولياء رضي الله عنهم فيدخلون الجنة أصحابهم بعد المناقشة والحساب!!) [الطبقات الكبرى: 2/ 90]، و [كشف الحجاب: 373 - 374].
وقال الشعراني في [طبقاته: 2/ 106]: (ومنهم الشيخ الخضري رضي الله عنه المدفون بناحية نها بالغربية وضريحه يلوح من البعد من كذا وكذا ... وكان يقول: لا يكمل الرجل حتى يكون مقامه تحت العرش على الدوام، وكان يقول: الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه!!!، وأجساد الخلق كالقوارير، أرى ما في بواطنهم ... ).
ويقول أحمد التيجاني في إجابته لأحد مريديه لما طلب الضمان في المعرفة: (وأما ما طلبت من الضمان في المعرفة بالله من كونها صافية من اللبس، ممزوجة حقيقتها بالشريعة، فإن أمرها لا يكون إلاّ كذلك، لا غير ... وأنا لك ضامن أن لا تسلب ما دمتَ في محبتنا، وكل ما دونه، من دخول الجنة بلا حساب إلى ما وراءه وما قبله!!، وسامحتك فيما لا تعلمه مما مقتضاه سوء الأدب، وأما السورة فتداومها أحد عشر ألف مرة (11000) كل يوم أو كل ليلة مختلياً وحدك وقت ذكرها فقط، وبدؤها أن تقرأ الفاتحة مرة، و صلاة الفاتح لما أغلق!!! مرة، وتهدي ثوابها لأهل النوبة في ذلك اليوم من الأولياء والأحياء ثم تقوم وتقف مستقبلاً وتنادي: (دستور
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أهل النوبة جبهتي تحت نعالكم، ثم تقرأ الفاتحة مرة، وتهدي ثوابها لروح الشيخ عبدالقادر، والشيخ أحمد الرفاعي، وجميع الأولياء الغائبين والحاضرين ثم تقرأ الفاتحة مرة وتهدي ثوابها لروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم تسأل المدد!!!) [كشف الحجاب: 85 - 86].
قال يوسف النبهاني الملحد في [كرامات الأولياء: 2/ 276]: (عبيد أحد أصحاب الشيخ حسين، كان له خوارق مدهشة، ومنها أنه كان يأمر السحاب أن يمطر لوقته، وكل من تعرّض له بسوء قتله في الحال!!!، دخل مرة الجعفرية فتبعه نحو خمسين طفلاً يضحكون عليه، فقال: لأعزلنك من ديوان الملائكة!!!! فأصبحوا موتى أجمعين، وقال له بعض القضاة: اسكت، فقال له: اسكت أنت، فخرس وعمي وصم، وسافر في سفينة فوحلت، ولم يمكن تقويمها، فقال: اربطوها بخيط!!! في بيضي – يعني خصيتيه!!! - ففعلوا، فجرها حتى خلصها من الوحل).
قلت: اللهم لك الحمد على نعمة الهداية والاتباع، فهذه هي الصوفية التي يريدون، ومن يزعم براءته من هذه الخزعبلات فليعلن كفره بها، وجحودها، وجحود أهلها.
...
مما يدعو المسلم إلى اللهج الكثير بحمد الله تعالى ما يراه من تنكب قلوب الكثير من الصوفيين عن قبول الحق والإصغاء إليه، وهذه حكمة الله تعالى مع من لم يرد هدايته قال تعالى: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الأنفال:23).
ولا يحزن المؤمن من عدم قبولهم للحق، ما عليه إلاّ البلاغ، قال تعالى: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (الأنعام:35).
وقال تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6)
وقال تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر:8)
وهذه الآيات أكبر سلوان للمؤمن، وإلاّ لطاش عقله، وخارت قواه مما يرى من مبلغ ضلال القوم وانحرافهم مع تجلي آيات الله وبيناته!!.
فالجد والكيس والاجتهاد، والحذار الحذار من العجز والكسل والجبن والبخل والفرار يوم الزحف!.
...
الحمد لله رب العالمين:
من مشاركة الأخ عبدالله المسلم:
يعتبر كتاب الشعراني (طبقات الشعراني) من أهم مراجع الخرافة في كتب الصوفية، وهم ينفون عن الشعراني ويدعون أن هذه الخرافات التي يواجهون بها نقلاً من كتاب الطبقات، هي مما زيد على الكتاب ودس على الشعراني بغير علمه. وعلى فرض ثبوت هذا، فهناك مشكلتان:
الأولى ـ أن الصوفية أصبحوا إذا وجهوا بالخرافة قالوا مدسوسة، وإذا خلوا إلى بعضهم رووا هذه التخريفات، ومنها ما وثق صوتاً وصورة لداعية التصوف المعاصر "علي الجفري اليمني" وهو يروي أحد هذه الخرافات عن الشعراني
الثانية ـ أن الكتاب بأكمله إلا النزر القليل جداً، ينضح ويفور بالخرافة، فلا نعلم أيها المدسوس الحق القليل أم التخريف الكثير. وللتوثيق إليك فيض من غيض:
وفيما يلي بعض الكرامات المزعوة لبعض من يعظمهم الخرافيون ويدعون لهم الكرامات
ولا يملك من اطلع عليها إلا أن يحمد الله على نعمة العقل والإيمان
قال الشعراني في الطبقات (2ـ 184): طبعة دار العلم للجميع: الشيخ الصالح عبد القادر السبكي أحد رجال الله تعالى كان من أصحاب التصريف بقرى مصر رضي الله عنه: ((وكان كثير الكشف لا يحجبه الجدران والمسافات البعيدة من اطلاعه على ما يفعله الإنسان في قعر بيته .... وخطب مرة عروساً فرآها فأعجبته فتعرى لها بحضرة أبيها، وقال: انظري أنت الأخرى حتى لا تقولي بعد ذلك بدنه خشن، أو فيه برص أو غير ذلك، ثم أمسك ذكره وقال: أنظري هل يكفيك هذا، وإلا فربما تقولي: هذا ذكره كبير لا أحتمله، أو يكون صغيراً لا يكفيني، فتقلقي مني، وتطلبي زوجاً أكبر آلة مني)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً: الشيخ علي أبو خودة الطبقات (2ـ135): ((وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرداً راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته، سواء كان ابن أمير، أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده، أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس، ولا عليه من أحد)).
وقال أيضاً في الطبقات (2 ـ185): ((الشيخ شعبان المجذوب رضي الله عنه، كان من أهل التصريف بمصر المحروسة، وكان يخبر بوقائع الزمان المستقبل وأخبرني سيدي علي الخواص رضي الله عنه أن الله تعالى يطلع الشيخ شعبان على ما يقع في كل سنة من رؤية هلالها، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوباً على العباد)).
وقال: ((وكان يقرأ سورا غير السور التي في القرآن على كراسي المساجد يوم الجمعة وغيرها فلا ينكر عليه أحد، وكان العامي يظن أنها من القرآن لشبهها بالآيات في الفواصل))
وقال: ((وقد سمعته مرة يقرأ على باب دار، على طريقة الفقهاء الذين يقرؤون في البيوت فأصغيت إلى ما يقول فسمعته يقول: "وما أنتم في تصديق هود بصادقين، ولقد أرسل الله لنا قوماً بالمؤتفكات يضربوننا ويأخذون أموالنا وما لنا من ناصرين" ثم قال: اللهم اجعل ثواب ما قرأناه من الكلام العزيز في صحائف فلان وفلان إلى آخر ما قال)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ142): ((الشيخ إبراهيم العريان رضي الله عنه،كان يُخرج الريح بحضرة الأكابر ثم يقول: هذه ضرطة فلان، ويحلف على ذلك، فيخجل ذلك الكبير منه، مات رضي الله عنه سنة نيف وثلاثين وتسعمائه)). ((وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عرياناً ...... فيحصل للناس بسط عظيم)).
وقال أيضاً: ((شيخنا أبو علي هذا كان من جماعته: الشيخ عبيد: وأخبرني بعض الثقات أنه كان مع الشيخ عبيد في مركب فوحلت، فلم يستطع أحد أن يزحزحها، فقال الشيخ عبيد: اربطوها في بيضي (الخصيتين) بحبل وأنا أنزل اسحبها ففعلوا، فسحبها ببيضه حتى تخلصت من الوحل إلى البحر، مات رضي الله عنه في سنة نيف وتسعين وثمانمائه)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ 87): ((سيدي الشيخ محمد الغمري، أحد أعيان أصحاب سيدي أحمد الزاهد رضي الله عنه، كان من العلماء العاملين والفقراء الزاهدين المحققين سار في الطريق يسيرة صالحة وكانت جماعته في المحلة الكبرى وغيرها يضرب بهم المثل في الأدب والاجتهاد، قال: ودخل عليه سيدي محمد بن شعيب الخيسي يوماً الخلوة فرآه جالساً في الهواء وله سبع عيون فقال له: الكامل من الرجال يسمى أبا العيون)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ88): ((سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي كان رضي الله عنه من أجلاء مشايخ مصر وسادات العارفين صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والأحوال الخارقة والمقامات السنية)) إلى أن قال: ((وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود، وصرفه في الكون)). إلى أن قال: ((قال الشيخ أبو العباس: وكنت إذا جئته وهو في الخلوة أقف على بابها فإن قال لي ادخل دخلت، وإن سكت رجعت فدخلت عليه يوما بلا استئذان فوقع بصري على أسد عظيم فغشي علي فلما أفقت خرجت واستغفرت الله تعالى من الدخول عليه بلا إذن ". ثم قال" وقد مكث في خلوته سبع سنين تحت الأرض ابتدأها وعمره أربع عشرة سنة".
"قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه: ولم يخرج الشيخ من تلك الخلوة حتى سمع هاتفا يقول: يا محمد اخرج انفع الناس ثلاث مرات، وقال له في الثالثة: إن لم تخرج وإلا هيه. فقال الشيخ: فما بعد هيه إلا القطيعة، قال الشيخ فقمت وخرجت إلى الزاوية فرأيت على السقيفة جماعة يتوضؤون فمنهم من على رأسه عمامة صفراء ومنهم زرقاء، ومنهم من وجهه وجه قرد، ومنهم من وجهه وجه خنزير، ومنهم من وجهه كالقمر، فعلمت أن الله أطلعني على عواقب أمور هؤلاء الناس، فرجعت إلى خلفي وتوجهت إلى الله تعالى فستر عني ما كشف لي من أحوال الناس وصرت كآحاد الناس)).
وقال أيضاً في ترجمة علي وحيش في الطبقات (2ـ149): ((كان رضي الله عنه من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال ... وله كرامات وخوارق واجتمعت به يوماً)). إلى أن قال: ((وكان إذا رأى شيخَ بلدٍ أو غيرَه ينزله مِن على الحمارة ويقول له: أمسِك رأسَها حتى أفعل فيها! فإن أبى الشيخ تسمَّر في الأرض لا يستطيع أن يمشي خطوةً، وإن سمح حصل له خجلٌ عظيمٌ والناس يمرُّون عليه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الشعراني عن نفسه في كتابه "الطبقات: ((إنَّ سبَبَ حضوري مولد "أحمد البدوي" كلَّ سَنَةٍ أنَّ شيخي العارف بالله تعالى "محمد الشناوي" رضي الله عنه! أحدَ أعيان بيته رحمه الله، قد كان أخذ عليّ العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه، وسلَّمني بيده، فخرجت اليد الشريفة من الضريح! - بين الشعراني والبدوي نحو أربعة قرون! -وقبضت على يدي. وقال: يا سيدي يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك! فسمعتُ "سيدي أحمد" من القبر يقول: نعم. ولما دخلتُ بزوجتي فاطمة أم عبد الرحمن وهي بكرٌ، مكثتُ خمسةَ شهورٍ لم أقرب منها فجاءني وأخذني وهي معي، وفرش لي فراشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل، وطبخ لي الحلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه! وقال: أزِل بكارتها هنا! فكان الأمر تلك الليلة)) الطبقات (1ـ161
...
الحمد لله رب العالمين
ولما يا رامي؟
ألا تريد أن يكون للأجيال من بعدنا (سلف) في التحذير من هذه المقالات الفاسدة، وبيان خطرها على الناس؟!.
أوليست هذه المقالات متجددة، ويتناقلها الصوفيون في (بيعاتهم) و (خلواتهم)؟!، فكيف تُمر ولا تنكر؟!، حتى يأتي من بعد من يقول: لم ينكرها أحد!.
وما دخل ابن تيمية في (ابن عربي) و (القونوي) و (التلمساني) حتى يتتبع كتبهم ومقالاتهم ويخر بها على رؤوس أتباعهم؟!.
ثم ما الذي يضرك؟.
ألست معنا بأن هذه العقائد فاسدة، وأنها في حضيض السخافة!، فلو أن هذه الكتب كأصحابها كانت فبانت ولم يعرف لها ذكر لما التفت إليها أحد، ولكنها تطبع وتجدد وتوزع أحياناً بالمجان!!!، فما الذي يبيح لي ولك (غش الأمة) و (تسليمها) لهذا الشر العظيم، والخطر الوخيم.
وقبل الختم أنقل هذه السخافة من كتاب " طبقات الخواص " للزبيدي [ص: 308]، فقد ذكر في ترجمة محمد بن موسى بن عجيل أن صاحبه ماتت زوجته، وكان يحبها حباً شديدا، قال الزبيدي: (فأسف عليها أسفاً كثيرا، فقصد الفقيه محمد بن موسى، وشكا عليه حاله، وقال: مرادي أن أراها وأعلم ما صارت إليه، فاعتذر منه الفقيه!!!!، فلم يقبل منه وقال: ما أرجع إلاّ بقضاء حاجتي، وكان له محل عند الفقيه، فامتهله ثلاثة أيام، ثم طلبه ذات يوم، وقال له: ادخل هذا البيت إلى امرأتك، فدخل فوجدها على هيئة حسنة وعليها لباس حسن، وسألها عن حالها فأخبرته أنها على خير، فسر لذلك، ثم خرج إلى الفقيه مسرورا طيب النفس، وقد سكن ما كان يجده من الأسف!!!!!).
تامل هذا جيداً واحمد ربك على العافية.
...
يقول علي وفا: (اعلم أن قلوب الرجال امثال الجبال فكما أن الجبال لا يزيلها عن أماكنها إلا الشرك بالله كما قال عز وجل: (وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا)، وكذلك قلوب الرجال لا سيما الولي لا يزيل قلبه إلا الشرك الواقع من تلامذته معه!!!!، من إشراك أحد معه في المحبة، لا يزيله إلا ذلك، لا تقصير في الخدمة ولا غير ذلك!!) [رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم: 1/ 118 - 119].
ولعلنا نحفظ الحديث الرباني: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ... ) الحديث.
فاقرءوا ما يقوله الدسوقي لأحد مريده: (يا ولدي إن صح عهدك معي فأنا منك قريب غير بعيد!!!، وأنا في ذهنك، وأنا في سمعك، وأنا في طرفك، وأنا في جميع حواسك، الظاهرة والباطنة!!، وإن لم يصح عهدك لا تشهد منّي إلا البعد) [الطبقات الكبرى: 1/ 150].
تأملوا هذا جيدا واعرفوا فضل الله عليكم، واسألوا ربكم العافية.
****
الحمد لله:
زر مصر وقف على (قبر الحسين) و (ضريح الست نفيسة!!) و (وضريح السيدة عائشة!) و (سكينة) و (السيدة زينب) و (ضريح الشافعي) و (ضريح الليث بن سعد)!!!.
وقف على قباب العراق، في أكثر من مائة وخمسين ضريح مشهور مزار متبرك بأعتابه!!. فكيف بالأضرحة المغمورة!!!.
وقف لحظات عند قبر الأوزراعي في جنوب بيروت وما عنده من عجائز ركع رتع!!، وخرق معلقة، وسدنة، ونذور!!!!.
وزر دمشق وابحث لنا عن صدق قول عبدالرحمن بك (ت: 1890م) بأنها: أربع تسعين ومائة ضريح إن لم تزد في عام (2005 م)؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقلب في جنبات الهند، وقف على مذهلات العقول من الشرك بالله تعالى، وحج الآلاف بل الملايين لها!.
وارحل إلى (ميرغني) السودان، وجنبات الإدريسيين في بلاد المغرب.
وارحل إلى (تريم) و (سييون) وسوف يزول عنك هذا الشك بإذن الله!!!!!.
هذا ما يجهد الجفري والصوفيون اليوم إلى تجديده، وإحياء رسومه، وإعادة تاريخ ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى!!!.
قال الأمير الصنعاني في قصيدة مدحه لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب:
ويعمر أركان الشريعة هادما ******** مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله ******* يغوث و ود بئس ذلك من ودِ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ******* كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة ******* أهلت لغير الله جهرا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبّل ******** ومستلم الأركان منهن باليدِّ
فأنقذ نفسك يا رامي من النار، وافزع إلى من بيده مقاليد الأمور، ودعانا كي نفزع إليه وننكسر بين يديه، ويفرح بذلك، ويتودد إلينا بالإجابة، وهو الحي الذي لا يموت.
ولماذا لا نشتغل بإحياء دعوة المرسلين إلى توحيد رب العالمين، وإحياء سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وننقذ الناس من (الطرق) و (الخرق) وسائر البدع.
ونزهد، ونتورع، ونتعبد لله تعالى، ونذكر الله تعالى في كل حين ولا حاجة إلى (تصوف) و (صوفة) و (صفو!!) احوال.
ومن لم يجعل الله نورا فما له من نور.
...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فمتابعة لما سبق أن ذكرته في مشاركة سابقة عن (غلو) (الصوفية) في (مشايخهم) و (الأولياء)، آمل من القارئ الكريم تأمل هذه النقولات التي يقف لها شعر الموحد ذهولا وعجبا، ويقف عندها خوفاً و وجلا، وكيف يعمي الله أبصار بعض الخلائق ويطمس على وجهها ويصرفها عن السبيل!، ففي كتاب " الإبريز " (ص: 240) يقول الدباغ: (الشيخ للمريد في درجة لا إله إلاّ الله، محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، فإيمانه متعلق به، وكذا سائر أموره الدينية والدنيوية!، فقال له ابن مبارك – تلميذه -: إني أخاف من الله تعالى في أمور فعلتها!، فقال لي: ما هي؟، فذكرت له ما حصل، فقال لي: لا تخف من هذه الأشياء!!!، ولكن أكبر الكبائر في حقك أن تمر عليك ساعة ولا أكون في خاطرك، فهذه هي المعصية التي تضرك في دينك ودنياك!!!!!).
فتأمل يا عبد الله كيف ضاهي مكانته بمكانة الشهادتين في الإسلام، وكيف هوّن على مريده الخوف من الله تعالى، وكيف عظّم متابعته ومراقبته وجعل فواتها من أكبر الكبائر بل أكبرها على الإطلاق.
والنبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الذنب أكبر؟ فقال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك).
[انظر كتاب: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي – محمد أحمد لوح – 421].
وخذ على هامش الخرافات والزندقة ما نقله (الشعراني) في " طبقاته " (1/ 170) عن الدسوقي قوله: (أنا في السماء شاهدت ربي وعلى الكرسي خاطبته!!!، أنا بيدي أبواب النار غلقتها، وبيدي جنة الفردوس فتحتها، من زارني أسكنته جنة الفردوس).
قلت: لعنك الله يا ملحد!، فالله تعالى (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103)، والله لا يجلس على الكرسي وإنما (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)، وأبواب النار مفتحة الأبواب ترتقب أهل الضلال وتقول: هل من مزيد!، وأبواب الجنة لا تفتح لأحد قبل الحبيب الخليل محمد صلى الله عليه وسلم، والجنة ملك الله تعالى يدخلها الله من يشاء من عباده وليس للكافرين لهم فيها نصيب: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة: من الآية72).
تأملوا هذا يا أرباب العقول ويا أصحاب الحجا، واعرفوا فضل الله عليكم أن هداكم للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
*****
(يُتْبَعُ)
(/)
من سخافات عقول [الصوفية] إيمانهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ونفي موته الذي نصّ الله تعالى في القرآن الكريم في قوله سبحانه: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)، وقوله سبحانه: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)، فخلطوا في فهم معنى حياة الأنبياء حتى: أطلقوا لهم الحياة المطلقة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره، ويتفقد أحوال أمته، ويغيث من استغاث به، وغير ذلك من الترهات والخزعبلات التي تمجها عقول العقلاء فكيف بأهل الإسلام النبلاء؟!.
فهذا إبراهيم المتبولي!!، من أئمة الصوفية، يقول عنه الشعراني في [طبقاته: 1/ 68] أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً في المنام، فيخبر بذلك أمه، فتقول: يا ولدي إنما الرجل من يجتمع به في اليقظة، فلما صار يجتمع به في اليقظة ويشاوره على أموره، قالت له: الآن شرعت في مقام الرجولية!!).
قلت: بل والله شرع في الدجولية!!، وسخافة العقول.
ويقول تلميذه عبدالقادر الدشطوطي: ( ... ليس أحد من الأولياء له سماط يمد كل سنة فوق سد الاسكندر ذي القرنين غير سيدي إبراهيم المتبولي .... ولا يتخلف أحد من الأنبياء والأولياء عن حضوره، فيجلس النبي صلى الله عليه وسلم صدر السماط والأنبياء يميناً وشمالاً على تفاوت درجاتهم .. ) [طبقات الشعراني: 2/ 77].
وفي ترجمة محمد الفيومي الصوفي!! ذكر الشعراني في [طبقاته: 2/ 160]: (أنه كان يخبر أنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة أي وقت أراد!!!!).
قال الشعراني معلّقاً: (وهو صادق!!!!، لأنه صلى الله عليه وسلم سائر في كل مكان وجدت فيه شريعته وما منع الناس من رؤيته إلا غلظ حجابهم!!).
قلت: بل أنت وإياه كاذبان ضالان، فأين الذين يدافعون عن الصوفية من أمثال هذه العقائد الكفرية التي ما قال بها اليهود ولا النصارى في أنبيائهم وأحبارهم ورهبانهم، ولا الرافضة في رجعتهم!!، فأي ضلال هذا الضلال، نعوذ بالله من الخذلان.
وهذا الشعراني – بريد الكفر – ينقل عنه الفوتي قوله: (فلا يزال أحدهم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكثر منها، ويتطهر من كل الذنوب حتى يجتمع به يقظة في أي وقتٍ شاء، ومن لم يحصل له هذا الاجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار المطلوب .. ).
ويقول: (لا يكمل الرجل عندنا مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة).
وقال: (وممن رآه يقظة من السلف!!!!: الشيخ أبو مدين المغربي، والشيخ عبدالرحيم القناوي، والشيخ موسى الزواوي، والشيخ أبو الحسن الشاذلي، والشيخ أبو العباس المرسي، والشيخ أبو السعود بن أبي العشائر، و سيدي إبراهيم المتبولي، والشيخ جلال الدين السيوطي: وكان يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعت به يقظة نيفاً وسبعين مرة!!!، وأما سيدي إبراهيم المتبولي فلا يحصى اجتماعه به ... ) [رماح حزب الرحيم – عمر بن سعيد الفوتي – 1/ 199].
وفي الباب نفسه ما تتناقله الرفاعية و علي الجفري!!!! عن أحمد الرفاعي من أنه لما حج وقف على القبر الشريف وأنشد قوله:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ******* تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه نوبة الأشياخ قد ظهرت ****** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
قالوا: فخرجت إليه يد النبي صلى الله عليه وسلم من القبر فقبلها؟!.
وعقد الفوتي التيجاني فصلاً يقول فيه: (الفصل الحادي والثلاثون في إعلامهم أن الأولياء يرون النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وأنه صلى الله عليه وسلم يحشر كل مجلس أو مكان أراد بجسمه وروحه ... ) [رماح حزب الرحيم – 1/ 198].
وهذا الشاذلي إمام الطريقة يحكي عنه الشعراني أنه كثير الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم!! ومن ذلك قوله: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على سطح الجامع الأزهر عام خمسة وعشرين وثمانمائة فوضع يده على قلبي وقال: يا ولدي الغيبة حرام، ألم تسمع قول الله تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) (الحجرات: 12) وكان قد جلس عندي جماعة فاغتابوا بعض الناس .. ) [طبقات الشعراني: 2/ 65].
بل لا تعجب إذا قيل لك بأن الصوفية يعتقدون رؤية الأولياء بعد موتهم يقظة بأجسادهم وأرواحهم!!، فقد ذكر الشعراني في ترجمة العياشي من ذلك شيئاً فقال: (وكانت الأولياء الأموات يزورونه كثيراً لا سيما الشافعي!!!!! رضي الله عنه، فكان يخبر أنه كان عنده يقظة لا نوماً، وكان من لا يعرف حاله يقول: هذا خراف) [طبقات الشعراني: 2/ 162].
قلت: إي والله إنه خراف.
وللصوفية في هذا الباب من العجائب والغرائب مما ينادي بها عليهم بالجهل والزندقة!!، والله المستعان.
منقول من موقع: http://www.saaid.net/feraq/sufyah/95.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 11:48]ـ
عندما تطلب من الإدارة أن أتكلم بحرية دون حذف ...
و عندما لا يأتي صاحب لك أو أنت نفسك بمعرف آخر يهدد أو تهدد بشكوى الموقع إلى بعض الشخصيات ...
عندها سأرد عليك!
و من كلام شيخي الإسلام نفسيهما .. !؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:06]ـ
@ اذا عرف السبب بطل العجب!!!
# خلوصي,
ادعيت في مجلس اخبار الكتب او المخطوطات ان كتاب النورسي "رسائل النور" طبع منه (600000) او كما ادعيت!
# ممكن توثق كلامك هذا بذكر المكتبات التي طبعة الكتاب بهذه الكمية؟!
# او اقل الايمان, المكتبات التي طبعت الكتاب مع ذكر اسم الدولة؟
- # سأعطيك اسبوع من الآن!
@ والا سأنقل لك من قام بطبع كتاب النورسي هذا!!!؟
*ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار من لم تزود*.
# اما قولك: (و من كلام شيخي الإسلام نفسيهما .. !؟)
فهذا الكلام قديم معروف, كم مرة ادعيت ذلك ولكن!؟ (الجواب موجود عند المشرفين وفي مشاركاتك)!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Jan-2009, مساء 10:59]ـ
اما هذه: (و عندما لا يأتي صاحب لك أو أنت نفسك بمعرف آخر يهدد أو تهدد بشكوى الموقع إلى بعض الشخصيات)!!
فهو كما قيل: اثبت العرش ثم انقش!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 01:24]ـ
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3608
- يتبع ان شاء الله!
ـ[لواء السنة]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 10:58]ـ
عندما تطلب من الإدارة أن أتكلم بحرية دون حذف ...
و عندما لا يأتي صاحب لك أو أنت نفسك بمعرف آخر يهدد أو تهدد بشكوى الموقع إلى بعض الشخصيات ...
هذا هو التهرب - بل الفرار - وإلا فلا .. وإلا فكلمة التهرب مجرد وهم نقرأه في الكتب ولا وجود له في الحقيقة!! والأعجب من التهرب تخاذل بعض الصالحين في نهر خلوصي وترويجه لمن أمره منتهى منه!! ثم يهدد المسلمين بالإدارة فرارا بالباطل الذي يروج له!! إذن قد أوى إلى ركن ضعيف!
عندها سأرد عليك!
عجبا لك يا خلوصي!! وهل زدت على أن وعدت ثم أخلفت .. ثم اعتذرت بالكسل؟! ومتى كان الكسل عذرا شرعيا لإخلاف الوعد؟ سبحان الله!
وما عليك من أحمد عبدالباقي فربما طلب منك وهو يجهل كثيرا من أمر النورسي ولو كان يعرفه ما سأل أحدا .. الأخ أحمد عبدالباقي طالب علم مثل الجميع يعلم ويخفى عليه بعض العلم فلا تتمسح بجناب الإدارة (ابتسامة) .. و والإخوة ربما لم يتطرقوا إلى أن سعيد النورسي كان إشراقيا على مذهب ابن سينا بوضوح لا خفاء فيه .. أما زعم أنه لم يقصد طاماته التي في كتبه فذلك والله أقبح من القبح نفسه .. وعيب على قائل مثل هذا الكلام أن يزعم أنه طالب علم!! ذلك أن جميع أهل البدعة إذ وقعوا في البدعة فإنهم إنما أرادوا حسنا وإصلاحا وما قال أحدهم إنه يلحد في أسماء الله وصفاته لأجل الإلحاد! المعتزلة والأشاعرة والكلابية وحتى المتصوفة ما قال أحد منهم بأنه يريد ما جاء منه .. ولا حتى نواها في نفسه كدفينة خبيثة .. فهل تعتذر لأولئك أيضا بعدم القصد؟؟ ياخي عندما يتكلم الواحد في العلم فليتكلم بما لا يستخف به بعقول المسلمين ولا يحتقر علم السنة وأصول الدين .. الوقوع في الشركيات والبدع لا يجوز التبرير لنشر تلك العلوم بعدم القصد لنطبل لأجل نشر كتبهم وإشاعتها؟ .. طيب لم يقصد فرحمه الله وإثم خطئه قاصر عليه يغفر الله له .. ولكن أن يأتي متشدق فينشر دعاية طويلة عريضة لمبتدع أو واقع في بدع كبيرة في الدين فإنه عندئذ يكون أشد ابتداعا من المؤلف الذي مات ومات معه علمه .. لأن هذا المزخرف يدعو الناس لإحياء البدعة بعد موتها وموت داعيها .. والأعجب أن خلوصي يدعو الناس لإحسان الظن بجماعة التبليغ وأن ما قيل فيهم داخل في الفرية والإفتئات عليهم .. فهل نقذف بالأئمة عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين .. ونقذف ما رايناه بأمهات أعيننا - يوم كنا تبليغيين نشطاء - عرض الحائط لسواد عيون خلوصي؟ أؤكذب عيني وأستمع إلى مجهول العين والحال؟
ـ[لواء السنة]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:15]ـ
خففي حدتك قليلا
فلا يخدعنك الشيطان أنك أغير على الدين من غيرك
مقام وزن الرجال شيء
وبيان أخطائهم شيء آخر ..
بل والله ليس في كلامها من حدة وإنما هو الحق الذي عمى عنه أو أعماه عنه بعض المروجين .. وإن كان إظهار الحق وتنوير المسلمين وكشف المبتدعة حدة فحياها الله من حدة .. وبئست الرجولة إن كانت رجولة في بدعة أو التباس بها ليصوره بعض الناس على أنه حق! أي رجولة في داعية إلى بدعة أو متلبس بها سوى مشاركته في الرجولة لأمثال ابن عربي والبسطامي وابن سيار وأبي الهذيل والوارجلاني وأشباههم من رجالات البدعة والإلحاد في أسماء الله؟!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:18]ـ
لأمثال ابن عربي
النورسي لا يرقى ليكون مثلَ ابن عربي بحالٍ من الأحوال، و في تضخم البدعة خروج عن الفهم الصحيح!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لواء السنة]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:25]ـ
النورسي لا يرقى ليكون مثلَ ابن عربي بحالٍ من الأحوال، و في تضخم البدعة خروج عن الفهم الصحيح!
هذا من سوء الإقتباس .. وأين قلت أنا إن النورسي مثل ابن عربي أو حتى أشرت إلى ذلك؟؟!!!!!
ذاك كان كافرا زنديقا عنيدا .. وهذا حتى لا يجوز وصف مبتدع في حقه .. وإنما التبس ببعض البدعة ودعا إليها.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:34]ـ
بلْ هوَ كذلك، فأبو القاسم يُدافع عن النورسي، و الأخت تصمهُ بالابتداع، ثُم أنتَ أضفت و دافعت عنها بما يُشبهُ التوافق بين الرأيين، ثُم تكملتَ عن الرجولة و الابتداع و مثلتَ بابن عربي و البسطامي، و تقول: لم أقل؟!
و على العموم: فقدَ ابنتَ و كفيتَ و وضحتَ، و اللهُ أعلمُ بما قصدتَ، و ما أعلنتَ و ما أسررتَ / و اللهُ المستعان.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:37]ـ
قلتَ:
و والإخوة ربما لم يتطرقوا إلى أن سعيد النورسي كان إشراقيا على مذهب ابن سينا بوضوح لا خفاء فيه
و قلتَ قبلها:
وهذا حتى لا يجوز وصف مبتدع في حقه .. وإنما التبس ببعض البدعة ودعا إليها.
ما هذا التنقض العجيب؟!
ـ[لواء السنة]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 12:08]ـ
ما هذا التنقض العجيب؟!
ما من تناقض .. بل لأنك لا تعرف معنى الإشراق وما هي مذاهب بعض أهل الإسلام فيه .. وإن شئت أن أحلف أنك تجهل ذلك حلفت غير حانث (ابتسامة) مرة تتقول علي بأني جعلت النورسي كابن عربي .. ومرة تزعم أني جعلت النورسي كابن سينا!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 01:34]ـ
#حرر المشرف اول كلامك، ونحذرك من إعادة كتابة السباب للأعضاء في المرة القادمة بعد تحريره لك من قبل الإدارة#
و والإخوة ربما لم يتطرقوا إلى أن سعيد النورسي كان إشراقيا على مذهب ابن سينا بوضوح لا خفاء فيه .. أما زعم أنه لم يقصد طاماته التي في كتبه فذلك والله أقبح من القبح نفسه .. وعيب على قائل مثل هذا الكلام أن يزعم أنه طالب علم!! ذلك أن جميع أهل البدعة إذ وقعوا في البدعة فإنهم إنما أرادوا حسنا وإصلاحا وما قال أحدهم إنه يلحد في أسماء الله وصفاته لأجل الإلحاد
هل يفيدُ السياق غيرَ وصفكَ لهُ أو جمعكَ له في أهل البدع، دونَ الدخول في معنى الإشراق إذ هوَ دليل آخر، فأنتَ تقول:
وهذا حتى لا يجوز وصف مبتدع في حقه .. وإنما التبس ببعض البدعة ودعا إليها.
؟؟؟
وتقول:
وإن كان إظهار الحق وتنوير المسلمين وكشف المبتدعة حدة فحياها الله من حدة .. وبئست الرجولة إن كانت رجولة في بدعة أو التباس بها ليصوره بعض الناس على أنه حق! أي رجولة في داعية إلى بدعة أو متلبس بها سوى مشاركته في الرجولة لأمثال ابن عربي والبسطامي وابن سيار وأبي الهذيل والوارجلاني وأشباههم من رجالات البدعة والإلحاد في أسماء الله؟!
و أنا سأقرأ النص قراءة تفكيكية، فأنتَ تحدثتَ عن:
- الرجولة.
- الإبتداع.
فإما أنكَ تعني مشابهتهم بالرجولة، و هذا يكون صحيح لكل الناس و لا داعي للاستشهاد برجالات التصوف، أو أنك تصفه بمشابهة ابن عربي و باقي من ذكرت في الابتداع - و هذا الأقرب -.
و أما الإشراق - فلا تحلف، و لا أدري كيف تطوّع لك نفسك أن تحلف مع جهل الحال، و الله ُ المستعان -:
فالإشراق هوَ - عندَ أهل النصوف -: لحظة تجلي المعرفة، كما يقول السهروردي، و فلسفة الإشراق: عمل الوجدان في الكشف عن الحقيقة / و على العموم، فنحنُ ننظر إلى الإشراق من طريقين:
- نظرة عقلية: أي وجوده و عدمه / و هذا لا ننفيهِ، و هوَ موجود و حق و صحيح.
- نظرة شرعية: أي تقرير العقائد عن طريق الكشف و الإشراق - و هوَ ما يفعله الصوفية -، و يفرّقون بهِ بين الحقيقة و الشريعة، و نرفضهُ نحن ُ لأن الطريقَ في تقرير الدين هوَ الكتاب و السنة، أي مجالات البحث، أما الاجتهاديات فلا نرفضه - بعدَ نظر -.
يسرَ اللهُ لكَ الفهم.(/)
يا شيخ صالح: لن يرضى عنك العلمانيون المنافقون
ـ[علي التمني]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 08:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ صالح اللحيدان قال كلاما مهما جدا عن أثر قنوات السحر والفتنة والإفساد والمجون، فقد جمع هذه الكلمات الأربع في كلامه، ولم يقتصر على المجون وحده
فقنوات السحر تعلم الناس السحر وتهدم بيوتا وتقتل أنفسا وهذا معلوم ومعلوم حكم الساحر في الإسلام، فكيف بالقنوات التي تقود المجتمعات وتوجهها ليكون السحر أساسها ولحمتها وسداها.
وقنوات الفتنة: أي القنوات التي تحرض على البلدان الإسلامية ليقوم الأعداء باحتلالها وسفك الدماء فيها، وهذه القنوات هل هي برد وسلام على بلاد الإسلام أم أنها تدعو لقتل المسلمين واستباحة الأوطان والأعراض والأموال والدين قبل ذلك وبعده؟
اما الإفساد: فقد بين فضيلة الشيخ خطر الإفساد في الأرض، وخطر من يقومون بالإفساد في الأرض وبين حكمهم في كتاب الله، وهذا ملا يرتضيه اهل افنفاق والعمالة والتهييج ضد هذه البلاد التي إن لم تقطع دابر هؤلاء المحرضين المهيجين على بلادنا فسيتسع الخرق وتتسع الفتنة.
أما المجون فأثره معلوم على الأمة الإسلامية وهو من أخطر أسلحة الكفار واه النفاق للنيل من الإسلام من خلال قتل الروح الإسلامية لدى الشباب المسلم ذكورا وإناثا وهو ما نراه اليوم في مختلف الأقطار وفي بلاد الحرمين خاصة التي انتشر فيها المجون الخطير بصورة لم تعرفها هذه البلاد منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
، وكلام الشيخ واضح فهو يقول بمحاكمة من يدعو للفساد والمجون والسحر والفتنة من تلك القنوات ومالكيها أمام القضاء أي أمام قضاء الدولة أي دولة، وليس للهمجية في هذا ناقة ولا جمل، ولا للفوضى، والشيخ يعلم أكثر من أي شخص آخر مسؤولية موقعه ويعلم شرعية كلامه وتصريحاته وفتاويه - أي مطابقتها لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولتحقيق المصالح ودرء المفاسد - ويعلم بحكم منصبه في القضاء الأثر الضخم لهذه القنوات من خلال عشرات آلاف القضايا التي تصل للقضاء - ناهيك بعشرات الآلاف التي لا تصل لأنها لم تنته إلى جريمة - وكان لتلك القنوات نصيب الأسد في وقوعها إجراما بحق الأمة خاصة الشباب والأجيال الصاعدة التي تعاني من هذه القنوات أخطر ما عاناه جيل في تاريخ الأمة الإسلامية منذ انبثاق نور الإسلام قبل أكثر أربعة عشر قرنا من الزمان، أما المنافقون والعملاء فلا عزاء لهم وستكنسهم هذه الأرض لتتطهر من رجسهم وخطرهم ومؤامراتم على بلاد الإسلام قاطبة وهذه البلاد خاصة.
علي التمني
أبها في 16/ 9/1429(/)
الاعجاز العلمى للصلاة
ـ[الشيخ طه]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 03:20]ـ
الإعجاز العلمي للصلاة
أهديكم هذا المقال عن الإعجاز العلمي للصلاة وهو من موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
من أسرار الصلاة أثر الصلاة على استقرار الدماغ
قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
وقال أيضاً:
(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) الإسراء: 78 - 79
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها) [سنن أبي داود].
"الدراسة العلمية"
لقد تبين بنتيجة العديد من الدراسات الأثر الكبير للصلاة والخشوع على آلية عمل الدماغ واستقراره، وقد تبين أن المؤمن الذي يؤدي الصلاة وهو في حالة خشوع تحدث في جسمه تغيرات عديدة أهمها ما يحدث في الدماغ من تنظيم لتدفق الدم في مناطق محددة.
"تأثير الصلاة على نشاط المخ"
تمت هذه الدراسة بواسطة د. نيوبرج (الأستاذ المساعد - قسم الاشعة- جامعة بنسيلفانيا- المركز الطبي) وذللك على مجموعة من المصلين المؤمنين بالله من ديانات مختلفة. و ذلك باستخدام أشعة "التصوير الطبقي المُحَوْسَب بإصدار الفوتون المفرد" الذي يظهر تدفق الدم في مناطق المخ بألوان حسب النشاط فيها أعلاها الأحمر الذي يدل على أعلى نشاط بينما الأصفر والأخضر على أقل نشاط.
الصورة الأولى:
تظهر الصورة المخ قبل التأمل والصلاة (اليسار) و أثناء الصلاة (اليمين) حيث يظهر انه اثناء الاستغراق في الصلاة و التأمل فإن تدفق الدم في المخ زاد في منطقة الفص الجبهي.
الفص الجبهي , و هو مسؤول عن التحكم بالعواطف و الإنفعالات في الإنسان و شخصيته , و كذلك مهم لتعلم و ممارسة المهارات الحسية الحركية المُعقدة.
الصورة الثانية: تظهر انخفاض تدفق الدم في الفص الجداري في المنطقة التي تشعر الإنسان بحدوده الزمانية و المكانية. استخلص من هذه النتائج أنه أثناء التفكر والتدبر و التوجه الى الله يختفي حدود الوعي بالذات وينشأ لدى الإنسان شعور بالسلام والتحرر وأنه قريب من الله.
و أنه يستشعر أحساسا من السمو الروحي يعجز القول عن وصفه.
"آيات قرآنية"
كثيرة هي الآيات التي تحدثت عن أهمية الصلاة والخشوع وذكر الله تعالى. وقد ربط القرآن بين الصبر والصلاة للتأكيد على أهمية عدم الانفعال. يقول تعالى:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) البقرة:45.
وهنالك آيات ربطت بين الطمأنينة والصلاة، يقول تعالى:
(فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء وآيات أخرى تربط بين الصلاة والخشوع، مثل قوله تعالى:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) المؤمنون: 1 - 2.
"نتائج"
يتضح من الآيات القرآنية والتجارب العلمية أهمية الصلاة في حياة المؤمن، وأهمية الخشوع فيها وأهمية الاطمئنان بذكر الله تعالى. ومن هنا تنبع الحكمة من تأكيد الإسلام على خطورة ترك الصلاة.
وإذا كانت التجارب تبين استقرار عمل الدماغ في حالة الصلاة حتى بالنسبة لغير المسلمين، وهؤلاء لا يقرءون القرآن في صلاتهم، فكيف بمن يصلي ويتوجه بصلاته إلى الله ويقرأ كتاب الله؟ لا شك بأن الاستقرار سيكون أعظم!
ونتذكر هذه الآية الكريمة والتي تؤكد على أهمية القنوت لله تعالى أي الخشوع والتوجه وتنقية القلب وتسليم الأمر لله تعالى، يقول الله تعالى:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة: 238.
ونتذكر أيضاً دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام:
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِش
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
ـ[بيزك]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 10:01]ـ
جزاك الله خيرا
أين رابط موقع الاعجاز العلمى
وهل له علاقة بالشيخ الزندانى(/)
اسباب انحطاط اهمم
ـ[الشيخ طه]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 03:30]ـ
: أسباب انحطاط الهمم:
1. الوهن: وهو كما فسره رسول الله ص (حب الدنيا وكراهية الموت)،
أما حب الدنيا فرأس كل خطيئة، وهو أصل التثاقل إلى الأرض وسبب الإنغماس في الترف، وقد مرّ بشر الحافي على بئر فقال له صاحبه: أنا عطشان، فقال: البئر الاخرى، فمرّ عليها فقال له: الأخرى، ثم قال: كذا تُقطع الدنيا.
أما كراهية الموت فثمرة حب الدنيا والحرص على متاعها، مع تخريبه الآخرة، فيكره أن ينتقل من العمران إلى الخراب.
حب السلامة يثني عزم صاحبه ... عن المعالي ويغري المرء بالكسل
2. الفتور: عن عبدالله بن عمر عن رسول الله ص: (إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك)
والشره: نشاط وقوة، والفترة: ضعف وفتور.
لكلٍ إلى شأوِ العلا حركات ... ولكن عزيز في الرجال ثبات
3. إهدار الوقت الثمين: أي في الزيارات والسمر وفضول المباحات، قال ص: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة و الفراغ)
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... وأراه أسهل ما عليك يضيع
قال الفضيل بن عياض (أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة)،وقال بعض السلف: (إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب)، وكان عثمان الباقلاني دائم الذكر لله فقال: (إني وقت الإفطار أُحس بروحي كأنها تخرج لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر)
4. العجز والكسل: وهما اللذان اكثر الرسول ص من التعوذ منها، وقد يعذر العاجز لعدم قدرته، بخلاف الكسول الذي يتثاقل مع قدرته، قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)
وقد ترى الرجل موهوباً ونابغة فيأتي الكسل فيخذل همته ويمحق موهبته ويشل طاقته.
5. الغفلة: قال عمر ر: (الراحة للرجال غفلة)، وسئل ابن الجوزي: أيجوز أن أُفسح لنفسي في مباح الملاهي. .؟ فقال: (عند نفسك من الغفلة ما يكفيها)،
قال أ. محمد أحمد الراشد حفظه الله معلقاً: (فإن اعترض معترض بمثل كلام ابن القيم حيث يقول (لابد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم)، فالمراد التقليل من الراحة إلى أدنى ما يكفي الجسم، كل حسب صحته وظروفه الخاصة، فالمؤمن في هذا الزمان أشد حاجة للإنتباه ومعالجة قلبه وتفتيشه مما كان عليه المسلمون من قبل، ذلك أنهم كانوا يعيشون في محيط إسلامي تسوده الفضائل ويسوده التواصي بالحق، والرذائل في ستر وتواري عن عيون العلماء وسيوف الأمراء، أما الآن فإن المدنية الحديثة جعلت كفر جميع مذاهب الكفار مسموعاً مبصراً بواسطة الإذاعات والتلفزة والصحف، وجعلت إلقاءات الشيطان قريبة من القلوب، وبذلك زاد احتمال تأثر المؤمن من حيث لا يدري ولا يشعر، فضلاً عن ارتفاع حكم الإسلام عن الأرض الإسلامية التي يعيش فيها)
6. التسويف والتمني: وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلما همت نفسه بخير إما يعيقها (بسوف) حتى يفجأه الموت فيقول: (ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب)، وإما يركب بها بحر التمني وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم، كما قيل:
إذا تمنيت بتّ الليل مغتبطاً ... إن المنى رأس مال المفاليس
والمنى هي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، ليس لها همة تنال بها الحقائق بل اعتاضت بالأماني الدنيّة، وقد قال المتنبي منزهاً نفسه عن الاستغراق في الأحلام، مبيناً كيف ألف الحقائق واعتاد ركوب الأخطار:
وما كنت ممن أدرك الملك بالمنى ... ولكن بأيامٍ أشبن النواصيا
لبست لها كدر العجاج كأنما ... ترى غير صافياً أن ترى الجو صافيا
7. مرافقة سافل الهمة من طلاب الدنيا: الذي كلما هممت بالنهوض جذبك إليها، وغرك قائلاً: (عليك نوم طويل فرقد) فحذارِ من مجالسة المثبطين من أهل التبطل والتعطل واللهو والعبث، “ فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري، ومن المشاهد أن الماء والهواء يفسدان بمجاورة الجيف، فما ظنك بالنفوس البشرية “
ولا تجلس إلى أهل الدنيا فإن خلائق السفهاء تعدي
(يُتْبَعُ)
(/)
8. العشق: لأن صاحبه يحصر همته في حصول معشوقه، فيلهيه عن حب الله ورسوله (وبئس للظالمين بدلا)، إن عالي الهمة لا يستأسر للعشق الذي يمنع القرار ويسلب المنام ويحدث الجنون، فكم من عاشق أتلف في معشوقه ماله ونفسه ودينه ودنياه.
9. الإنحراف في فهم العقيدة: لا سيما مسألة القضاء والقدر وعدم تحقيق التوكل على الله عزوجل.
10. الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد: واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم،نظراً لقولهص: (وإن لأهلك عليك حقا) مع الغفلة عن قولهص: (وإن لربك عليك حقا)، وقد عدَّ القرآن الأهل والأولاد أعداءً للمؤمن إذا حالوا بينه وبين الطاعة.
11. المناهج التربوية والتعليمية الهدّامة: التي تثبط الهمم وتخنق المواهب وتكبت الطاقات وتنشئ الخنوع، وأخطرها وأضرها المناهج التي ارتضت العلمانية ديناً، فراحت تسمم آبار المعرفة التي يستقي منها شباب المسلمين، لتخرّج أجيالاً مقطوعة الصلة بالله، تبتغي العزة في التمسح على أعتاب الغرب، وتأنف الإنتساب إلى الإسلام.
12. توالي الضربات وازدياد اضطهاد المسلمين: مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء وسنن الله عز وجل في خلقه، وقد كان رسول الله ص يعزّي أصحابه المضطهدين في مكة بتبشيرهم بأن المستقبل للإسلام والعاقبة للمتقين،
أخي ستبيد جيوش الظلام ... ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك اشراقها ... ترَ الفجر يرمقنا من بعيد
• فصل: أسباب ارتقاء الهمم:
1. العلم والبصيرة: فالعلم يصعد بالهمة، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد ويصفّي النية، والعلم يورث صاحبه الفقه بمراتب الأعمال، فيتّقي فضول المباحات التي تشغله عن التعبد، كفضول الأكل والنوم والكلام.
2. إرادة الآخرة وجعل الهموم هماً واحداً: قال تعالى: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)، وقالص: (من كانت همه الآخرة، جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت همه الدنيا، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم تأته الدنيا إلا ما كتب الله له).
3. كثرة ذكر الموت: لأنه يدفع إلى العمل للآخرة والتجافي عن دار الغرور، ومحاسبة النفس وتجديد التوبة، وإيقاظ العزم على الإستقامة، قال الدقاق: (ومن أكثر ذكر الموت أُكرم بثلاث تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة)،
مازال يلهج بالرحيل وذكره ... حتى أناخ ببابه الحمّال
فأصابه مستيقظاً متشمراً ... ذا أهبة لم تلهه الآمال
4. المبادرة والمداومة في كل الظروف: قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) فكبير الهمة يبادر ويبادئ في أقسى الظروف حمايةً لهمته من أن تهمد ووقاية لها من أن تضمر.
5. الدعاء: لأنه سنة الأنبياء وجالب كل خير، وقد قالص: (أعجز الناس من عجز عن الدعاء) وقالص: (إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه)،
إذا لم يكن من الله عون للفتى ... فأول مايجني عليه اجتهاده
6. الاجتهاد في حصر الذهن: وتركيز الفكر في معالي الأمور، ولنا في ائمة السلف والخلف الأسوة في ذلك، قال الحسن: (نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل)، وكان الخليل بن أحمد يخرج من منزله فلا يشعر إلا وهو في الصحراء، فهو يعمل الشعر فلا يشعر بنفسه، ويقول وليم مارتن (والعقل الإنساني يصبح أداة مدهشة الكفاءة إذا رُكز تركيزاً قوياً حاداً. . . وهذه القدرة تكتسب بالمران، والمران يتطلب الصبر، فالإنتقال من الشرود إلى حصر الذهن ثمرة جهد ملح)
7. التحول عن البيئة المثبطة: إن للبيئة المحيطة بالإنسان أثراً جسيماً لا يخفى، فإذا كانت البيئة مثبطة داعية إلى الكسل والخمول وإيثار الدون، فإن على المرء هجرها إلى حيث تعلو همته، كي يتحرر من سلطانها وينعم بفرصة الترقي إلى المطالب العالية، وأشد الناس حاجة إلى تجديد البيئة المحيطة وتنشيط الهمة، حديث العهد بالتوبة، فإن من شأن التحول من بيئة المعصية إلى بيئة الطاعة أن تنسيه صحبة السوء وأماكن السوء.
8. صحبة أولى الهمم العالية: ومطالعة أخبارهم، فالطيور على أشكالها تقع وكل قرين بالمقارن يقتدي، وإن العبد ليستمد من لحظ الصالحين قبل لفظهم، لأن رؤيتهم تذكر بالله عز وجل، وكان الإمام أحمد (إذا بلغه عن شخص صلاح أو زهد أو قيام بحق أو اتباع أمر، سأل عنه وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله)، وإذا أردت أن تلمس أثر الصحبة الصالحة العالية الهمة في التسابق إلى الخيرات، فتأمل قول محمد بن علي السلمي رحمه الله: (قمت ليلة سحراً لآخذ النوبة عن ابن الأخرم، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئاً، ولم تدركني النوبة إلى العصر)، ويقول عمرر: (ما أعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به)، ويقول أ. د.خلدون الأحدب: (وإذا نظرنا إلى أولئك الذين استفادوا من لحظات أعمارهم، وكان من نتاجهم ما يعجب ويدهش، نجدهم لا يصحبون إلا المجدين العاملين والنابهين الأذكياء، الذين يحرصون على أوقاتهم حرصهم على حياتهم لأن الزمن هو الحياة).
9. نصيحة المخلصين: وقد يكون هذا الناصح الأمين أباً شفيقاً، أو أماً رحيمة، كقول أسماء ذات النطاقين توصي ابنها عبدالله بن الزبير: (يابني إن الشاة لا يضرها السلخ بعد الذبح، امضِ واستعن بالله)، وقد تكون زوجة وقد يكون رجلاً من العوام، كالأعرابي حين قال للإمام أحمد: (ياهذا ما عليك أن تقتل هنا وتدخل الجنة) فقال الإمام أحمد: (ما سمعت كلمة أقوى لي من كلمة الأعرابي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 09:06]ـ
جزاك الله خير(/)
علماء الشيعة يقولون .......
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 07:00]ـ
القول بتحريف القرآن
الطبرسي: القرآن سخيف
http://img113.imageshack.us/img113/9...broussidj6.jpg
البحراني: القرآن خلاف ما انزل الله
http://img444.imageshack.us/img444/3356/bahraniwy1.jpg
الشيخ المفيد: تاليف القرآن
http://img252.imageshack.us/img252/7...khmofidck2.jpg
الفاني الإصفهاني: تحريف القرآن
http://img183.imageshack.us/img183/2084/asfahanibg2.jpg
البحراني: القرآن محرف
http://img402.imageshack.us/img402/2488/bahrani0vo5.jpg
المجلسي: صحة تحريف القرآن
http://img442.imageshack.us/img442/6...ajlissiva8.jpg
القمي: تحريف آية الكرسي
http://img92.imageshack.us/img92/6782/kommiut8.jpg
الكليني: مصحف فاطمة
http://img139.imageshack.us/img139/8691/kellinijk6.jpg
الحائري: آيات القرآن غير مرتبطة
http://img454.imageshack.us/img454/5180/hairiul5.jpg
الجزائري: سقوط اكثر من ثلث القرآن
http://img295.imageshack.us/img295/5...jazairiyr5.jpg
الجزائري: القرآن محرف حد التواتر
http://img136.imageshack.us/img136/1...azairi1sg4.jpg
الخوئي المعاصر: القطع بتحريف القرآن
http://img412.imageshack.us/img412/4339/alkhouitm4.jpg
عبدالله شبر: التحريف بالتواتر
http://img133.imageshack.us/img133/8182/chibrmc7.jpg
البحراني: القرآن غير محفوظ
http://img256.imageshack.us/img256/7...bahranikm5.jpg
الخميني: اعتراف بالضلالة والجهالة
http://img246.imageshack.us/img246/6...oumainitj5.jpg
الشرك بالله تعالى
محمد علي الصدوق: الأوصياء شركاء لله
http://img108.imageshack.us/img108/138/assadokhc1.jpg
الخميني: طلب الحاجة من القبور
http://img473.imageshack.us/img473/7831/khomeinifn4.jpg
الحسيني: طلاسم وشعوذة
http://img359.imageshack.us/img359/4558/chawadafi6.jpg
الإحسائي: علي فرع من الربوبية
http://img337.imageshack.us/img337/7559/ihsaiat4.jpg
الطبرسي: جواز الطواف بالقبر
http://img255.imageshack.us/img255/6...obrossiwo4.jpg
نعمة الله الجزائري: رب السنة ليس ربنا ونبيهم ليس نبينا
http://img162.imageshack.us/img162/7...jazaeriyy1.jpg
الطوسي: تربة الحسين آمان من كل مكروه
http://img133.imageshack.us/img133/5971/attossi0if7.jpg
القمي: نور الإمام يغني عن ضوء الشمس ونور القمر
http://img109.imageshack.us/img109/1002/alkommi0px8.jpg
الكليني: من كتم الدين اعزه الله
http://img337.imageshack.us/img337/1925/kellini0jj9.jpg
المجلسي: جواز الصلاة إلى القبر
http://img251.imageshack.us/img251/2...jlissi0fr9.jpg
الكليني: فضل الشيعة: نور الأرض وعلم الغيب
http://img240.imageshack.us/img240/5364/kellini1kv0.jpg
كاشف الغطاء: النبي يتوجه للكعبة من اجل علي
http://img338.imageshack.us/img338/6157/kachefyf1.jpg
هاشم البحراني: مشيئة الله من مشيئة الأئمة
http://img116.imageshack.us/img116/8505/hbahranilz4.jpg
المجلسي: جواز الشعوذة مع الجن
http://img256.imageshack.us/img256/5...jlissi4tp2.jpg
القمي: بيوت الله هي القبور
http://img405.imageshack.us/img405/2936/kommi0uu6.jpg
المجلسي: الإستقسام بالأزلام جائز
http://img137.imageshack.us/img137/4...jlissi1to5.jpg
المجلسي: كسرى انوشروان في الجنة
http://img264.imageshack.us/img264/8...jlissi2zt5.jpg
الجواهرجي: طلاسم يوم الأحد + طلاسم يوم الجمعة
http://img264.imageshack.us/img264/3...aherji0cw6.jpg
http://img412.imageshack.us/img412/8...waherjisj1.jpg
الإحسائي: الوصي شريك لله في الملك وأكثر
http://img489.imageshack.us/img489/7875/ihsaaitz3.jpg
الكوفي: ولاية علي فوق النبوة
http://img403.imageshack.us/img403/7650/koufijw2.jpg
المجلسي: استقبال القبر امر لازم
http://img172.imageshack.us/img172/8...jlissi3gx8.jpg
الإحسائي: نحن الله والله نحن
http://img181.imageshack.us/img181/7817/ihsai0ib1.jpg
الطوسي: التضرع لغير الله
http://img126.imageshack.us/img126/6702/attossi0ts0.jpg
الغلو في الأئمة
(يُتْبَعُ)
(/)
الخميني: مرتبة الأئمة فوق الملائكة والرسل
http://img160.imageshack.us/img160/6...meini01ow6.jpg
فرات بن ابراهيم الكوفي الله اعطى مفاتح الغيب لعلي
http://img159.imageshack.us/img159/8553/aaliuu6.jpg
الحاج ميرزا علي الحائري: الحكم بطهارة بول الأئمة وغائطهم
http://img519.imageshack.us/img519/9...oulimamgk5.jpg
هاشم البحراني: الإمام يسمع الكلام في بطن امه
http://img402.imageshack.us/img402/2...tremerezt4.jpg
الصدوق:الجنة والنار بيد على
http://img258.imageshack.us/img258/3553/agienparkh0.jpg
عبدالله شبر: الإمام إله
http://img19.imageshack.us/img19/4842/imamdieudu0.jpg
احمد الإحسائي: علي يعلم جبيريل
http://img62.imageshack.us/img62/2254/alijibrilyl0.jpg
الشيخ المفيد: علي يسير السحاب
http://img482.imageshack.us/img482/545/alinuagean3.jpg
محمد مهد ي الحائري: الدراج يسبح بحمد الشيعة
http://img400.imageshack.us/img400/1397/oiseaurv8.jpg
نعمة الله الجزائري: كربلاء افضل من الكعبة
http://img259.imageshack.us/img259/3...rbkaabasl9.jpg
ميرزا محمد تقي: معجزة شق القمر كانت لعلي
http://img147.imageshack.us/img147/5...clelunefv5.jpg
الشيخ المفيد: المعراج كان لعلي
http://img248.imageshack.us/img248/3...sionalitb3.jpg
ميرزا محمد تقي: إهانة الملائكة
http://img384.imageshack.us/img384/1...insulteqp3.jpg
محمد الإصطهباناتي: من زار الحسين كمن زار الله في عرشه
http://img126.imageshack.us/img126/3707/visitehdyn8.jpg
للصدوق: علي يقضي بين الخلق يوم القيامة
http://img88.imageshack.us/img88/6571/alijugeym4.jpg
احمد الإحسائي: علي افضل من الرسول
http://img175.imageshack.us/img175/5989/alimieuxqu1.jpg
المجلسي: الأنبياء يتوسلون بالأئمة
http://img124.imageshack.us/img124/483/imamprophgr8.jpg
محمد بن الحسن الصفار: الأئمة اعظم من جبريل وميكائيل
http://img69.imageshack.us/img69/2068/imamangesj8.jpg
هاشم البحراني: الأئمة عندهم علم النبياء وزيادة
http://img68.imageshack.us/img68/4818/sciencejy1.jpg
محمد بن يعقوب الكليني: الأئمة يتكلمون 70 مليون لغة
http://img233.imageshack.us/img233/4...mlanguekj5.jpg
الخميني: تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن
http://img378.imageshack.us/img378/3...imcorandc9.jpg
الشيخ المفيد: الأنبياء عبيد للأئمة
http://img477.imageshack.us/img477/8...hsoumisyv5.jpg
المجلسي: الأئمة اعلم من الرسل
http://img352.imageshack.us/img352/9...ntprophsl6.jpg
نعمة الله الجزائري: الإمامة اشرف من النبوة
http://img456.imageshack.us/img456/1610/improphkl4.jpg
احمد بن زين الإحسائي: الأئمة هم الواسطة بين الله وخلقه
http://img358.imageshack.us/img358/8...ediaireuk0.jpg
ابن قولويه القمي: الله يزور الحسين
http://img482.imageshack.us/img482/3...inversejs2.jpg
النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته
الكليني: جعفر بن محمد بن الحسين يكشف عورته
http://img65.imageshack.us/img65/4141/abominablemq1.jpg
الكليني: الحمار يفدي النبي
http://img112.imageshack.us/img112/5004/aneeg7.jpg
سليم بن قيس الهلالي: علي يجر بحبل في عنقه
http://img59.imageshack.us/img59/7067/cordenf3.jpg
علي لكوفي: الطعن في بنتي الرسول
http://img124.imageshack.us/img124/7360/femothpt5.jpg
حسن الأمين: التشكيك في نسب بنات الرسول صلى الله عليه وسلم
http://img413.imageshack.us/img413/3246/filleex7.jpg
القمي: كره فاطمة لإبنها
http://img163.imageshack.us/img163/6212/hainegr5.jpg
الشيخ المفيد: الحسن مذل المؤمنين
http://img181.imageshack.us/img181/2...miliantle8.jpg
محمد بن عمر الكشي: لعن ابني عم الرسول العباس
http://img483.imageshack.us/img483/2525/ibnabbasrs6.jpg
الكليني: الطعن في عرض محمد بن علي
http://img251.imageshack.us/img251/9427/maleh7.jpg
احمد الإحسائي: علي رضي الله عنه دابة الأرض
http://img364.imageshack.us/img364/5334/mehdbeteyw3.jpg
الطبرسي: المتعة غفارة ذنوب
http://img252.imageshack.us/img252/9718/moutaaoa8.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
المجلسي: ضلال آل النبي
http://img172.imageshack.us/img172/3693/onclewk4.jpg
الصدوق: الرسول يتحمل ذنوب الشيعة
http://img260.imageshack.us/img260/1009/supportzh8.jpg
الكليني: جعفر بن علي فاسق فاجركذاب
http://img386.imageshack.us/img386/5926/jaafarhc8.jpg
القمي: امير المؤمنين علي بعوضة
http://img266.imageshack.us/img266/8...ustiquecu2.jpg
الصدوق: وصية اغرب من الخيال
http://img406.imageshack.us/img406/2751/wassiawd3.jpg
الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين
محمد التورسيركاني: افضل مكان للعن الصحابة"المبال"
http://img122.imageshack.us/img122/5319/injurejn1.jpg
الإحسائي: إقامة الحد على وزيري النبي وزوجته
http://img406.imageshack.us/img406/7986/punitionsv4.jpg
نعمة الله الجزائري: ابوبكر يصلي خلف الرسول والصنم معلق في عنقه
http://img178.imageshack.us/img178/5227/sanamyy5.jpg
الحائري: فرعون وهامان هما ابوبكر وعمر
http://img482.imageshack.us/img482/339/pharaonhe9.jpg
الكفعمي: دعاء لعن صنمي قريش"الصديق وابن الخطاب"
http://img256.imageshack.us/img256/3366/koreychyz3.jpg
حسين آل عصفور البحراني: عائشة والصحابة كفار
http://img370.imageshack.us/img370/7780/aiichaus9.jpg
يوسف البحراني: لعن الشيخين
http://img459.imageshack.us/img459/1734/khalifa2fo8.jpg
القمي: اتهام عائشة وطلحة بالفاحشة
http://img409.imageshack.us/img409/7...lhaaichae8.jpg
نعمة الله الجزائري: الطعن في عثمان
http://img407.imageshack.us/img407/7143/othmanof0.jpg
المجلسي: النيل من ابي بكر وعمر"عمر من الجن"
http://img174.imageshack.us/img174/5589/omabyv1.jpg
المجلسي: لعن ابي بكر
http://img259.imageshack.us/img259/1045/aboubaku9.jpg
محمد بن عمر الكشي: بيت ابي بكر بيت سوء
http://img49.imageshack.us/img49/9528/maismalas2.jpg
ياسين الصواف: لعن ابن الخطاب
http://img467.imageshack.us/img467/6108/khattabfz4.jpg
علي العاملي البياضي: عائشة ام الشرور
http://img408.imageshack.us/img408/5...hourourcf5.jpg
الكليني: تكفير ابي بكر وعمر
http://img246.imageshack.us/img246/6013/atheemi4.jpg
رجب البرسي: خيانة عائشة
http://img404.imageshack.us/img404/5...nadinards3.jpg
محمد العياشي: عائشة وحفصة وأبواهما قتلوا النبي
http://img238.imageshack.us/img238/4706/assassinyc0.jpg
نعمة الله الجزائري: بذاءة لا حد لها مع عمر
http://img262.imageshack.us/img262/885/vilainep9.jpg
الصدوق: القائم يقيم الحد على عائشة
http://img256.imageshack.us/img256/2...iaiichapn8.jpg
الخميني: تلاعب ابوبكر وعمر بالقرآن
http://img365.imageshack.us/img365/1428/denaturka0.jpg
محمد العياشي: التي نقضت غزلها هي عائشة
http://img292.imageshack.us/img292/4783/tissunu4.jpg
الكليني: ارتداد جميع المسلمين إلا ثلاثة
http://img244.imageshack.us/img244/7594/incroybv8.jpg
نعمة الله الجزائري: نور سماوي يكشف عن ثواب قتل عمر
http://img19.imageshack.us/img19/3739/assassomarwt9.jpg
علي العاملي البياضي: التبرئة للنبي وليست لها من الزنا
http://img168.imageshack.us/img168/7986/aichazifx2.jpg
الكليني: عوالم لا يعلمون يخلق أدم ولا بالقرآن يبرؤون من ابي بكر وعمر
http://img113.imageshack.us/img113/409/mondevo0.jpg
المجلسي: جهنم لها سبعة أبواب لكل صحابي باب
http://img296.imageshack.us/img296/3875/septkv1.jpg
الطبرسي: الرسول يفوض امر طلاق نسائه لعلي
http://img153.imageshack.us/img153/1376/divorcenw6.jpg
اتهام المسلمين وتكفيرهم
حسين آل عصفور الدرازي البحراني: السني هو الناصبي
http://img262.imageshack.us/img262/338/nasibiqo9.jpg
المجلسي: الله ينظرإلى زوار الحسين قبل الواقفين بعرفة لأنهم اولاد زنا
http://img258.imageshack.us/img258/7...ladzinayi3.jpg
الكليني: كل الناس اولاد بغايا إلا الشيعة
http://img266.imageshack.us/img266/8168/bagayafs7.jpg
محمد التيجاني: النواصب هم اهل السنة
http://img338.imageshack.us/img338/8655/nawasebfd8.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد العياشي: ما من مولود سني إلا ويحوله ابليس إلى مأبون أو فاجرة
http://img412.imageshack.us/img412/1694/mabounyx2.jp
نعمة الله الجزائري: علامة النصب تقديم غير علي
http://img412.imageshack.us/img412/1...gnenasbst1.jpg
الكليني: اهل مكة كفار واهل المدينة اخبث منهم 70 مرة
http://img257.imageshack.us/img257/4995/mecmedlb2.jpg
نعمة الله الجزائري: اهل الخلاف مخلدون في النار ومن قدم ابا بكر وعمر فهو ناصبي
http://img407.imageshack.us/img407/2...lkhilafja7.jpg
محمد جواد مغنية: الوهابية كفار سحرة ووو
http://img405.imageshack.us/img405/4008/wahabialo9.jpg
المجلسي: اهل مصر ورثوا الدياثة
http://img255.imageshack.us/img255/5...rdiathazl1.jpg
الحر العاملي: شهداء النواصب في النار
http://img267.imageshack.us/img267/473/chahidhj8.jpg
يوسف البحراني: المخالف كافر
http://img180.imageshack.us/img180/3670/kaferai9.jpg
المفيد: اموال الظالمين حلال (السنة)
http://img237.imageshack.us/img237/3222/amwalio4.jpg
الخميني: ما خالف العامة (اهل السنة) فيه الرشاد ولو خالف الكتاب والسنة
http://img139.imageshack.us/img139/1432/ammahi0.jpg
محمد بن حسن الطوسي: لعن كل مخالف في صلاة الجنازة (منافق)
http://img133.imageshack.us/img133/1732/laanzv4.jpg
محمد بن عمر الكشي: الزيدية نواصب
http://img246.imageshack.us/img246/7814/zaidiape2.jpg
الخوئي: المخالفون واجب تكفيرهم ولعنهم والوقيعة بينهم
http://img157.imageshack.us/img157/2307/koffartil1.jpg
المجلسي: المخالفون ضالون مخلدون في النار
http://img157.imageshack.us/img157/4826/kolkaferra3.jpg
الصدوق: استحلال دماء وأموال السنة
http://img136.imageshack.us/img136/6214/murfo4.jpg
محسن المعلم: الناصبي انجس من الكلب
http://img252.imageshack.us/img252/2070/nchienhn9.jpg
المجلسي: الزيدية كفار خارجين من الملة
http://img413.imageshack.us/img413/9185/zaidiakoc8.jpg
عقيدة الشيعة والأئمة الأربعة
نعمة الله الجزائري: ابن حنبل احمق
http://img216.imageshack.us/img216/224/hanbeldp1.jpg
يوسف البحراني: الشافعي ابن زنا
http://img152.imageshack.us/img152/3812/chafiiur8.jpg
الحلي: المذاهب الأربعة مبتدعة
http://img242.imageshack.us/img242/4463/mobtadiaek0.jpg
نعمة الله الجزائري: بطلان مذاهب السنة
http://img81.imageshack.us/img81/4425/madahebrh7.jpg
يوسف البحراني: اقذع الكلام في ابي حنيفة
http://img223.imageshack.us/img223/9085/hanifhf5.jpg
الصدوق: نسبة ابي حنيفة إلى الخوارج
http://img295.imageshack.us/img295/830/hkhawardh3.jpg
يوسف البحراني: شتم الشافعي
http://img224.imageshack.us/img224/3599/insulvf2.jpg
علي العاملي البياضي: تخطئة المذاهب الأربعة
http://img228.imageshack.us/img228/2888/fausseeo1.jpg
محمد التيجاني: حكام الجور هم الذين نصبهم
http://img139.imageshack.us/img139/1641/hokkemwn5.jpg
حسين أل عصفور: الأئمة الأربعة اعداء للرسول
http://img222.imageshack.us/img222/690/aadasi4.jpg
محمد الرضى الرضوي:الأئمة الأربعة كذابون
http://img153.imageshack.us/img153/9066/kaddabma3.jpg
محمد بن يعقوب الكليني: لعن ابي حنيفة
http://img136.imageshack.us/img136/2348/laan1jm8.jpg
مهدي الشيعة
ابوجعفر الطوسي: المهدي سيهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي
http://img440.imageshack.us/img440/5508/masjedjc1.jpg
كامل سليمان: المهدي يقتل الدجال يوم النيروز (عيد المجوس) وأين عيسى عليه السلام
http://img186.imageshack.us/img186/6645/nairouzfn9.jpg
محمود شريعة الخراساني: مراسلة المهدي لقضاء الحاجات والإستعانة بابوبه
http://img238.imageshack.us/img238/2762/hajatkf2.jpg
ابوجعفر الطوسي: لا يخرج احد من العرب مع الإمام
http://img103.imageshack.us/img103/3705/personnesz1.jpg
محمد بن ابراهيم النعماني: يقوم القائم بكتاب جديد وامر جديد وقضاء جديد"اين القرآن"؟
http://img267.imageshack.us/img267/732/jadidvk1.jpg
محمد بن علي الصدوق: القائم يشتم آل البيت ويعتبر أئمة المسلمين طواغيت
(يُتْبَعُ)
(/)
http://img406.imageshack.us/img406/1237/tawaghitxd0.jpg
محمد بن يعقوب الكليني: الأئمة يحكمون بحكم آل يعقوب
http://img251.imageshack.us/img251/954/yakoubgo1.jpg
محمد بن ابراهيم النعماني: القائم يدعو الله باسمه العبراني (يعني القائم يهودي)
http://img251.imageshack.us/img251/442/ibraniwv6.jpg
محمد بن يعقوب الكليني: القائم لا يسميه باسمه الا كافر
http://img465.imageshack.us/img465/2486/kafersj2.jpg
محمد بن علي الصدوق: ابناء الأوصياء يتكلمون في بطون امهاتهم ويقرؤون القرآن وتطيعهم الملائكة
http://img353.imageshack.us/img353/8866/ventreuv3.jpg
المجلسي: كل راية ترفع قبل راية القائم صاحبها طاغوت
http://img75.imageshack.us/img75/2323/tagoutrw0.jpg
عباس القمي: آداب السرداب
http://img158.imageshack.us/img158/7430/serdabzw4.jpg
عباس القمي: الملائكة تعرض اعمالها على القائم
http://img19.imageshack.us/img19/7586/amalpg8.jpg
حسن ابطحي: الغائب حاضر بيننا
http://img409.imageshack.us/img409/8093/ghaebjc4.jpg
نكاح المتعة
ابوالقاسم الخوئي: فتاوى غريبة
http://img102.imageshack.us/img102/3308/fatawacc0.jpg
الخميني: جواز التمتع بالزانية
http://img106.imageshack.us/img106/4...omzeniart3.jpg
الطبرسي: جواز التزوج بالمتزوجة
http://img472.imageshack.us/img472/9536/marmariemx4.jpg
الطوسي: اتيان المرأة في الدبر لا ينقض الغسل وليس عليها صوم
http://img115.imageshack.us/img115/971/dobraj1.jpg
الطبرسي: سنة الرسول في المتعة
http://img116.imageshack.us/img116/2299/sunnamotnd0.jpg
شهلا حائري: اعترافات
http://img50.imageshack.us/img50/5972/chahlalg9.jpg
الخميني: وطأ الرضيعة
http://img99.imageshack.us/img99/8608/radhiaaes9.jpg
موسى مفيد عاصي: فتاوى الخوئي (التمتع بالخادمة)
http://img48.imageshack.us/img48/8127/khadimaic9.jpg
شهلا حائري: شهادة من اهل الفساد
http://img105.imageshack.us/img105/4237/chahla2oc9.jpg
الطوسي: جواز التمتع بالمجوسية
http://img359.imageshack.us/img359/5...joussiafx0.jpg
لا تحرموننا من خالص دعائكم.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 10:12]ـ
انا قرأت في منتدى الاحساء الثقافي
احد علمائهم يفتيهم بأن القرآن مخلوق وان أئمتهم كانوا مع خلق القرآن ايام الامام احمد بن حنبل رحمة الله عليه ولكنهم ارتأوا ان يروا فيما ينتهي به الخلاف وعندما انتهى لرأي الامام احمد بن حنبل رحمة الله عليه
خافوا على أنفسهم من شره وشر عصبته حسب ادعاء كاذبهم فسكتوا
وهم الآن يروجون لخلق القرآن وفي اعتقادي ان هذا تمهيدا من أئمتهم لاحتماع حوار الأديان المقرر في الفاتيكان في نوفمبر وماقد يخرج به من ضرورة موائمة القرآن للواقع وهذا مفصل في هذا المقال:-
خديعة حوار الأديان إلى أين
بقلم دكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وبعد مؤتمر مدريد تتم العدة حاليا لمؤتمر نوفمبر 2008، الذي سوف ينعقد في الفاتيكان، بحضور 24 من المهرولين المسلمين و24 من المتحكمين الفاتيكانيين، لتدارس كيفية تنفيذ ما قام به عصر التنوير على الكتاب المقدس وتطبيقه على القرآن الكريم! إن أعمال ودراسات عصر التنوير قد اثبتت أن الكتاب المقدس الحالى ليس مقدسا ولا منزلا من عند الله، كما أثبتت التحريف الذى تم في الكتاب بعهديه، وخاصة العهد الجديد، وأثبتت أن المسيحية الحالية، التي لا يقبلها عقل ولا منطق، تمّت صياغتها عبر المجامع على مر العصور، ولا يعرف عنها المسيح شيئا بل تخالف تعاليمه، وأن عدد المتناقضات الموجودة فى الأناجيل يفوق عدد كلماته، وان الأناجيل برمتها لم تكتبها الأسماء التى هى معروفة بها، وأنها صيغت يقينا بعد الأحداث تلفيقا، الخ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل فى واقع الأمر إن كشف عمليات تحريف الأناجيل قد تمت بنفس يد من قام بذلك التعديل والتبديل والتغيير، وتكفى مطالعة إعترافات القديس جيروم الواردة فى الخطاب-المقدمة الذى يتصدر ترجمة "الفولجات" التي أعدها، وتعنى الأصل الذي تعتمد عليه الكنيسة، إضافة إلى المعارك الضارية التى دارت بين مختلف الفرق والنحل المسيحية وتم خلالها ذبح الملايين من البشر! فما يحاول سدنة الفاتيكان القيام به حاليا هو تنفيذ عملية إسقاط لكل ما تم فى المسيحية من مآخذ على القرآن الكريم، بأيدي من يُحتسبون على الإسلام إسما .. ولا أدل على ذلك من الكتاب الذى ألفه القس
ميشيل كويبرز Michel Cuypers وتم نشر عرض له فى يونيو 2007 بالعدد الرابع من مجلة "الملكوت" الإيطالية و فى غيرها من المواقع والمجلات التابعة للفاتيكان، وأعيد نشره في نفس الأماكن للمرة الثانية في 31 يوليو 2008، وكأنهم يعدون الأذهان لما يتم الإعداد له حتى تألفه الآذان وتبتلعه بلا إعتراض!
ويتلخص هذا البحث فى ان ذلك القس قد قام بتطبيق علم التحليل البلاغي على النص القرآني، وهو ما كان يجاهد المستشرقون لتطبيقه على القرآن منذ قرن ونصف تقريبا، بل وهو ما كان المستشرق الفرنسى جاك بيرك يطالب به، وذيّل مقدمته للترجمة التى قام بها للقرآن الكريم بضرورة إخضاعه للتحليل اللغوى والبلاغي لإثبات ما به من سلبيات! .. ويوضح القس كويبرز ان منهج التحليل البلاغى يسمح باستكشاف تقنيات الكتابة التى يلجأ إليها الكتبة لصياغة نصوصهم، كما يسمح بكشف طبقات الصياغة المتراكمة، وكأن القرآن قد تمت صياغته على عدة قرون كالأناجيل!. ويقول صراحة انه قام بتطبيق هذا المنهج على القرآن مثلما تم تنفيذه على الأناجيل .. وقد بدأ بقصار السور ووجد المسألة مجدية، فانتقل الى طوالها، ومن أهم اكتشافاته ما يلى:
الخلط والتداخل فى القرآن والقفز من موضوع لآخر، وهو ما يتعب القارىء أو يدخله في متاهة، وان بالقرآن طبقات صياغية متباينة زمانيا وإضافات لاحقة وتعديل وتبديل فى النص ـ مما اضطر بعض المستشرقين الى إعادة صياغة القرآن بشكل منطقي بتغيير أماكن بعض الآيات، وضرورة عدم الأخذ بالتبرير الذى يقدمه التراث او اسباب النزول للتعتيم على ما به من متناقضات، وان الرسول، صلوات الله عليه، قد نقل عن الكتاب المقدس بعهديه لذلك اتهمه اليهود بالاختلاس والتحريف، وان المتشددون يعتمدون على الآيات المنسوخة لمحاربة الكفار، وان القرآن كان ينتهى عند سورة الإخلاص والمعوذتان إضافة لاحقة بدليل انها غير موجودة فى اصول عدة من نسخ القرآن! .. لذلك يطالب بضرورة عمل تفسير جديد للقرآن يتمشى مع العصر الحديث لأن التفاسير القديمة لا تتفق وعقلية الإنسان المعاصر!
ومما يستشهد به ذلك القس "الضليع" ان هناك مسلمون مثقفون يطالبون بذلك أيضا، أى بأن يتم فحص ودراسة القرآن كما حدث بالنسبة للأناجيل، وان المستشرقين قد بدأوا فعلا هذه المسيرة، مضيفا أنه للتوصل الى قلب االقرآن ومضمون رسالته الحقيقية لا بد من تناوله باسلوب النقد البناء للكشف عما تم به من تحريف أو إضافات لاحقة .. مشيرا إلى ان التحليل البلاغي يستبعد التراث والسنة ولا يلتزم إلا بالنص كنص أدبي، لذلك تختلف نتيجته عن كل ما فرضه التراث عبر السنين .. وذلك لا يعني ـ في نظره ـ المساس بصلب عقيدة المسلمين وضربها في مقتل، بل على العكس، يرى أنها تلقى بمزيد من الضوء على قيمها وتزيح عنها ما تراكم عليها من إضافات على مر التاريخ!!
ثم يتساءل عما اذا كان المسلمون سيفهمون ان التحليل البلاغى للقرآن سيفتح الباب للتجديد الفعلي فى التفسير القرآني؟! ويجيب على سؤاله قائلا: نظرا لثقل التراث فى الإسلام فإن سير الأمور لن ينطلق بالسرعة المرجوة، وهذه هي المهمة الصعبة التى تقع على عاتق المثقفين المسلمين الذين امتصوا وتشبعوا بالمنهج العلمي الغربي الحديث .. وأن ذلك يتطلب منهم النظر إلى القرآن على انه مجرد نص أدبى ولا يمت إلى التنزيل الإلهي بصلة، وهو ما يقاومه المسلمون التقليديون!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير مرة ثانية الى المتناقضات التى لا يمكن التوفيق بينها، وانه اذا كان لهذه النصوص القرآنية ان تقدم لنا شيئا فلا بد من ان نأخذ فى الإعتبار التطور الفكري والديني للإنسانية حاليا .. موضحا: " أن هناك بين هذه المتناقضات آيات ذات حكمة عالمية، صالحة لكل زمان، وأنه يتعين إقامة الممارسة الدينية بناء عليها .. وهو ما طرحه الموقعون ال 138 على الخطاب المفتوح المرسل إلى بنديكت 16، ومنهم مفتين لعدة بلدان إسلامية، يضعون في الصدارة الآيات التي تسمح بتعايش سلمي للمسلمين مع الجماعات الإنسانية الأخرى .. وذلك يعنى أنهم يعتبرون ضمناً ان آيات الجهاد الواردة خاصة فى سورة التوبة أنها آيات بالية وغير مجدية التطبيق. إلا أن ذلك لا بد وأن يتم الإعلان عنه علناً وصراحة، بكل وضوح، واعتباره قراراً نهائياً ولا رجعة فيه "!!.
إن إعادة نشر هذا البحث وفى هذا التوقيت تحديدا، إضافة إلى العديد غيره من المقالات والحوارات المسمومة التى تدين القرآن الكريم وتضاهيه صراحة بنصوص الأناجيل، وتطالب بكل وقاحة بحذف آيات بعينها والاكتفاء بالآيات العبادية والأخلاقية، ليس مجرد نشر لسد خانة أو لافتقارهم إلى الموضوعات، وإنما هي عملية تمهيد وإعداد الأذهان الى ما يحيكونه حاليا وسوف يتم الإعلان عنه فى المستقبل القريب كما يرتبون ويتمنون ..
ولا يسعني، بكل أسف، إلا عرض وتقديم ما يتم الترتيب له في الفاتيكان لاقتلاع الإسلام، والإعداد لكيفية اقتلاعه بأيدي المسلمين .. فإذا ما أخذنا في الاعتبار عدة ظواهر، منها أولا معنى الحوار في النصوص الفاتيكانية، وأنه يعنى كسب الوقت حتى تتم عمليات التنصير؛ وأن تنظيم فرسان المعبد الإسبانى الذى تمت إبادته عام 1312 م، واستمر سراً، يطالب البابا حاليا بإعادة إشهاره رسمياً للقيام بدوره في العلن، وهو التنظيم الذي قام بالحروب الصليبية؛ وان هناك عمليات تطبيع دينى بين المسيحيين والمسلمين تتم سراً لإقامة صلوات جماعية حيث أنهم يعبدون الإله الواحد " ربنا يسوع المسيح " .............................. .............................. ..................
تستقبل الدكتورة زينب عبد العزيز رسائلكم وتعليقاتكم على المقالة
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1789&select_page=23
على الإيميل التالي:
dr.z.abdelaziz@gmail.com
واعتذر عن حذف الكثير من المقال لاسباب رقابيه ولعدم اختصاص ماتبقى بتخطيطهم ضد القرآن الكريم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:17]ـ
شكر لك أخي الغامدي
على الاثراء الطيب
ولاشك ان الرافضة الآن دخلت فيهم عقيدة المعتزلة .....
وصاروا خليط من الكفريات التي تفرفت في الفرق واجتمعت فيهم والله المستعان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ممكن التكرم بجمع كل هذه الصور في ملف واحد ورفعه لنستطيع تحميله والاطلاع عليه
مع تسمية كل صور بنفس العنوان الخاص بها هنا
وجزاكم الله خيرا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 06:31]ـ
بارك الله فيك أخى ابن رشد حشدت لنا معلومات بحق درر ونفائس لفضح هؤلاء المجرمين، ولقد نشر القوم فى قم قبحهم الله كتاب حسين نورى الطبرسى عن تحريف كلام رب الأرباب، وهوما يؤكدعقيدة القوم بالنسبة للقرآن، فهم أهل إفك وحيل وخدع وضلال، وعقيدتهم تحوى الشركيات والكفريات، وصدق ابن حزم رحمه الله لما ربط بين عقيدتهم وعقيدة اليهود فى كتابه العظيم الفصل
بارك الله فيك أخى ابن رشد وجزاك الله خيرا، وأنا أضم صوتى لصوت الأخ شتا العربى فى جمع الملفات كلها فى ملف واحد فهو أيسر على الباحث والقارىء وأنفع من التفريق
أسأل الله أن يتقبل منك عملك هذا ويجعله خالصا لوجهه الكريم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 06:50]ـ
للأسف = كثير منها:
404 - Not Found
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 01:43]ـ
حقيقة ليس لدي خبرة في جمع كل ماسبق في ملف واحد
ومن يستطيع فلايبخل على إخوانه
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 10:59]ـ
علماء الشيعة يقولون أبيدوا الإسلام دمرو أهله ...... ؟؟؟!!!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 03:25]ـ
كلامك أخي معتدل منع ظهورة التعذر, وعلامة رفعه التقية الظاهرة على آخره
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 06:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتم
لكم خالص الدعاء
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 10:27]ـ
الرافضة منذ بداية أمرها-تعتنق الفكر الإعتزال- حتى في كتبهم القديمة تجد تأثر واضح ومحاكاة لأسلوب المعتزلة في النقاش والجدال, لذلك لاتجد في عقائدهم شئ جديد بل هي هي. ولاغرابة عليهم (لاعقل ولانقل)
"عليهم من الله مايستحقون"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور رمضان عبد التواب]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 04:18]ـ
ألف شكر، تجميعة رائعة، لكن ينقصها شيء جوهري، وهو مراجع كل وثيقة، من اسم المؤلف واسم الكتاب واسم دار النشر والبلد وسنة النشر، لنتمكن من الاستشهاد بهذه الوثائق، وإلا فلن نستطيع الاستشهاد بها في أي بحث علمي.(/)
ومازالت قناة " العبرية " تجتر وتحرض على الشيخ اللحيدان .. !!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 02:23]ـ
http://www.alarabiya.net/articles/2008/09/16/56704.html
http://www.alarabiya.net/views/2008/09/16/56714.html
http://www.alarabiya.net/views/2008/09/17/56745.html
http://www.alarabiya.net/views/2008/09/17/56744.html
أربع مقالات منتقاة لعملاء ولا أقول " كتّاب " وأذكياء ولا أقول " أغبياء " لأن لهم دور يعلبونه وهدف يريدون تحقيقه مدفوع الأجر من قبل المنظمات الماسونية والتي ترعاها الأم الرؤوم (أمريكا) والدليل في الموضوع الأول .. ! لا بد من المواجهة في الوقت الراهن وعدم ترك الحبل على الغارب لهؤلاء المتطفلين العملاء شذاذ الآفاق الطابور الخامس لا بد من المواجهة بالقلم وبجميع الوسائل الإعلامية الممكنة وقطع الطريق على تلكم الفيروسات من التسلل للجسد الإسلامي في هذ المجتمع وإلا فالمواجهة قادمة نسأل الله السلامة.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 07:59]ـ
و العجيب أنها قناة تحسب على بلاد الحرمين!!!
هم يهاجمون الشيخ اللحيدان لأنه حسب أقوالهم يقف عائقاً أمام مشاريعهم التغريبية في القضاء فمثلاً هم يطالبون بإلغاء الشريعة الاسلامية و استبدالها بالقوانين الوضعية و استبدال القضاة الشرعيين خريجي كليات الشريعة بخريجي كليات الحقوق و القانون.
و أنا أستغرب هذا الهجوم على القضاء و المعروف في كل العالم أن القضاة لهم حصانة إلا لدينا.(/)
ضابط التسمية بالسلفية للعلامة صالح آل الشيخ
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 03:00]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=37381(/)
مقالات الإسلاميين في أزمة الائتمان العالمية
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 04:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
تتابع التقارير والمقالات الاقتصادية التي تتناول بالتحليل أزمتي الرهن العقاري وتقلص الائتمان العالمي.
الحديث عن أثر الربا مغيب بطبيعة الحال.
نريد من الأخوة الحريصين على نشر الخير جمع مقالات أهل العلم من ذوي الاختصاص بالاقتصاد الإسلامي عن هذه الأزمة.
والدال على الخير كفاعله.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 03:37]ـ
..........
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 09:47]ـ
إذا أفلس بنك بأمريكا ناحت له بورصاتنا
http://www.almoslim.net/node/99471
المأزق المالي الأمريكي. . أزمة بنوك أم مشكلة نظام؟!!
http://www.almoslim.net/node/99628
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 02:29]ـ
جزاك الله خيرًا على مساهمتك أخي الكريم " رجل من المسلمين ".
وما أحلتم عليه -للأسف- لا يسمن ولا يغني من جوع!
نريد مقالات علمية تقدم حلولاً " إسلامية " " عملية " للأزمة الحالية.
تتعالى الأصوات في الغرب " الكافر" لإيجاد نظام مالي عالمي بديل للنظام الحالي، فأين البديل الإسلامي يا ترى؟!
هل هناك أنسب من هذا الوقت لإبراز البديل الإسلامي؟
وأي الدول على استعداد لتبنى هذا البديل الإسلامي وتقديمه للعالم أجمع؟!
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 10:53]ـ
ومن أعجب ما يمكن أن يراه " الغريب " أن تكون المطالبة بتطبيق أحكام الشريعة من الغرب الكافر.
مفكرة الإسلام: بعد الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي هزت أوروبا, دعت كبرى الصحف الاقتصادية فيها إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
فقد كتب "بوفيس فانسون" رئيس تحرير مجلة تشالينجز موضوعا بعنوان "البابا أو القرآن" تساءل الكاتب فيه عن أخلاقية الرأسمالية؟ ودور "المسيحية" كديانة والكنيسة الكاثوليكية بالذات في تكريس هذا المنزع والتساهل في تبرير الفائدة، مشيرا إلى أن هذا النسل الاقتصادي السيئ أودى بالبشرية إلى الهاوية.
وتساءل الكاتب بأسلوب يقترب من التهكم من موقف الكنيسة قائلا: "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود".
ضرورة تطبيق الشريعة
وبجرأة أكثر طالب رولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة "لوجورنال د فينانس" في افتتاحية هذا الأسبوع بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة.
وعرض لاسكين في مقاله الذي جاء بعنوان: "هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟ "، المخاطر التي تحدق بالرأسمالية وضرورة الإسراع بالبحث عن خيارات بديلة لإنقاذ الوضع، وقدم سلسلة من المقترحات المثيرة في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية برغم تعارضها مع التقاليد الغربية ومعتقداتها الدينية.
من ناحيتها, أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية -وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك- في وقت سابق قرارا يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إبرام العقد، وهو ما يتطابق مع أحكام الفقه الإسلامي.
كما أصدرت نفس الهيئة قرارا يسمح للمؤسسات والمتعاملين في الأسواق المالية بالتعامل مع نظام الصكوك الإسلامي في السوق المنظمة الفرنسية. والصكوك الإسلامية هي عبارة عن سندات إسلامية مرتبطة بأصول ضامنة بطرق متنوعة تتلاءم مع مقتضيات الشريعة الإسلامية.
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/.../06/70564.html
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 10:59]ـ
وكتب " هنري عزام " الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في دويتشه بنك في مقالٍ له نشر في جريدة الخليج الإماراتية تحت عنوان "الأزمة المالية العالمية الدروس والعبر":
"بعد أن تهدأ العاصفة سيتم التركيز أكثر على صحة ومصداقية الصيرفة الإسلامية، والتي لا تسمح للشركات والافراد المضاربة بالمال أو الإفراط في الإقراض، وتقوم نظريتها على تمويل أصول محددة ( Asset Base)، وحيث الممول هو مشارك في المخاطر وفي الربح وليس فقط وسيطاً يقوم بخلط وترقيع قروض ورهون ليبيعها كمشتقات مالية. ومن المتوقع أن يتم دراسة فلسفة التمويل الإسلامي بشكل أكثر جدية في المراكز المالية والأكاديمية العالمية ليعاد إلى تطبيقها بشكل أوسع في العديد من الدول سواء المتقدمة أو النامية. إن خبرة المؤسسات المالية العربية والعالمية في هذا المجال ستساعدها على تطوير أدوات مالية إسلامية وتصديرها إلى الخارج لتبقى الرائدة في هذا المجال" اهـ.
http://www.alkhaleej.ae/portal/a44e3ec3-c651-4897-9a2e-b807394e7413.aspx
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 09:43]ـ
" يمحق الله الربا ويربي الصدقات " ..
أسباب وأسرار الأزمة الاقتصادية والانهيار الأمريكي
http://meenhaj.com/vb/showthread.php?t=1463
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:03]ـ
بارك الله في جهودك ونفع بك أخي عبد الملك.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:20]ـ
يقدم البديل في إطار من العدالة: التمويل الإسلامي يطرح رؤية آمنة للخروج من الإعصار (1)
الدكتور معبد علي الجارحي الخبير المالي المعروف ومدير التدريب بمصرف الامارات الاسلامي ورئيس الجمعية الدولية للاقتصاد الإسلامي.
يبين المقال مدى عمق المشكلة، ويركز على مسببات الأزمة والخطوات المتخذة لحلها.
نشر في جريدة الخليج الإماراتية
http://www.alkhaleej.ae/portal/85818dc6-fb70-4bb9-acf3-c4fdc2a7dac9.aspx
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 10:57]ـ
التمويل الإسلامي يطرح رؤية آمنة للخروج من الإعصار (2 - 3)
النظام الاقتصادي الغربي معتل وآيل للسقوط والأزمة لا تزال في بدايتها
http://www.alkhaleej.ae/portal/ff4d60fc-9de6-436f-850e-d4a07a6c3338.aspx
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 08:19]ـ
كلمة حان وقتها عن الاقتصاد الاسلامي
للشيخ حامد العلي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21476(/)
هل أرد أم لا؟!
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 07:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في كثير من الأحيان تصلني رسائل عبر البريد الإلكتروني من منتديات مختلفة وفيها أخبار او معلومات, واجد في بعضها مخالفات شرعية او تهجم على شخصيات معروفة او غير ذلك, فلا أدري هل ارد على الكاتب ام اتجاهله, فالرد عليه يتطلب فهما للموضوع من جوانب مختلفة قد لا اكون الممت بها , وإن تجاهلته اشعر بنوع من التخاذل وانه ليس لي تأثير ايجابي في من حولي.
فهل ارد ام لا؟(/)
منبر الجمعة للإسهام في معالجة قضايا المجتمع
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 09:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منبر الجمعة للإسهام في معالجة قضايا المجتمع
يلعب منبر الجمعة دوراً فاعلاً في التوجيه والإرشاد والإسهام في معالجة قضايا المجتمعات الإسلامية، وبما أن الإسلام نظام حياة يشمل جميع نواحيها؛ كان لزاماً على هذا المنبر أن لا يقتصر على شؤون الأمور التعبدية، أو سرد سلاسل من الحوادث التاريخية، بل ينبغي أن يسعى لأن يشمل جميع قضايا ومشاكل المجتمع.
ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، احترام أنظمة المرور، النظام، النظافة وحماية البيئة، الاعتماد على النفس وتربية الأبناء عليه، مكافحة التسول، التحرر من العادات والثقافات المقيتة التي ألصقت بالإسلام عنوة، كلها أمثلة للعديد من القضايا التي ينبغي التطرق لها في خطب الجمعة.
وعند التحدث عن تلك القضايا؛ فينبغي أن يُوضح ويُلخص الموضوع، وليس بالضرورة أن نتكلف البحث عن آية أو حديث أو أثر، أو نَنظم الخطبة بسجع عقيم يُضيع المعنى، فيمكن أن تُدعم بالمعلومات والإحصائيات ذات العلاقة، كلٌ من مصادرها سواءً الحكومية أو الخاصة؛ لتوعية الناس وإرشادهم، وتنبيههم بالمخاطر والمشكلات الناجمة عن عدم الاكتراث بذلك الأمر، ولابأس بضرب الأمثال بمجتمعات واعية – حتى وإن كانوا غير مسلمين – يتعاملون مع تلك القضايا بوعي وبصيرة.
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم،،،،
رائد بن عبدالله الغامدي
16/ 09/1429هـ(/)
التفكر
ـ[االباحث]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ينبغى للعاقل ان يدرك معنى الكلام الذى الذى يقوله او مايقره وقد امرنا ان نتفكر فى الكلام. (افلا يتفكرون) وكثير من الكلام ةالذى نلقيه على عواهنه ولا نتدبر فيه يكون محشوا بمالا نعرف فضلا ان يكون اصلا من منكر القول وهنا تتجلى عظمة التفكير وقد عاب سباحانه الذين يقدسون اقوال القدامى من الاباء واحاطة فكرهكم بهالة من التقديس ولايتمعنون فيه وكانت العقوبة هى الضلال.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 08:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
بعد (سقطة) العبيكان تجاه الشيخ اللحيدان .. أتى دور (مجلة العصر)!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- لم يتفاجأ المسلمون بموقف " الليبراليين " - المنافقين - من الشيخ صالح اللحيدان - وفقه الله - في فتواه الأخيرة، لأن هذا ديدنهم مع الصالحين، منذ شيخهم " ابن سلول " ..
- إنما المفاجأة جاءت من موقف العبيكان - هداه الله -، الذي لم يكن في مستوى الحدث، بل المسؤولية، عندما أبان عن نفسية تبحث عن الانتقام وتصفية الحسابات، ولو بالوقوف في خندق واحد مع أهل النفاق!
وذلك عندما مارس دور " الأستاذية " على أحد كبار العلماء، محذرًا له أن يكون عونًا للإرهابيين!! (رمتني بدائها وانسلت) .. متناسيًا مواقف الشيخ صالح الصريحة في هذا المجال، متغافلا عن تاريخ نفسه " المتقلب " الذي لم يستقر بعد، والذي لأجله لم يعد مصدرًا للثقة في مواقفه وفتاواه عند العقلاء.
- ثم تأتي المفاجأة الثانية، من مجلة العصر التي يشرف عليها الدكتور السياسي الناقم " محمد الأحمري " - هداه الله -، عندما لم تفوت هذه الفرصة في تصفية حسابات من (نوع آخر) مع الشيخ! فتنشر مقالا لنكرة باسم مستعار! لتكشف عن " خسة " و " قلة مروءة " - فضلا عن دين - صاحبه؛ حيث اللغة " الحانقة " على الشيخ، والمثيرة - ربما لمحاولة كسب عواطف البعض - لقضايا عنصرية.
- وأظن أن مثل هذه الأزمات " الفتن " التي تمر بنا بين حين وآخر، تكشف عن " معادن " الناس؛ مابين تقي راسخ، ومتوسط، وحاقد أهوج .. الخ، مما قد لا نكتشفه وقت سكون العواصف ..
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
- هدى الله القائمين على مجلة العصر، وخاصة صاحبها الفاضل، الذي نود منه أن لا يجعلها مسرحًا لأهل الطموح السياسي؛ ليصفوا حساباتهم الرخيصة مع علماء الأمة .. ومثله يقال للفضلاء الذين يكتبون فيها، أن يقولوا كلمتهم .. (وفقهم الله).
المقال النكرة:
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******Id=10338
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:37]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
لقد كثرت سقطات العبيكان فى الفترة الأخيرة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:43]ـ
بارك الله فيكم .. وهدى الله العبيكان ..
ثم نشر الدكتور الفاضل: محمد الحضيف - وفقه الله - مقالا يُعبر فيه عن استيائه من المقال " النكرة "، وتصفية الحسابات في زمن " الملاحم ":
فرسان المعرفات المجهولة .. !
بقلم د. محمد الحضيف
لا أظن أن هناك أحداً (تضرر)، وناله الأذى من القضاء مثلي .. ! لكني أربأ بنفسي أن أكون مثل كاتب المقال (رسالة للشيخ صالح اللحيدان من القضاة)، رغم اختلافي مع الشيخ صالح اللحيدان، في عدد من المواقف .. !
الجميع يستطيع أن يكون (شجاعا)، من وراء معرف مجهول (!!!). الكل يستطيع أن يكون نقيا، نزيها .. حازما، وهو خارج موقع اتخاذ القرار.
الموقف الذي وقفه الشيخ صالح اللحيدان، موقف شجاع، ولا علاقة له بمن (يملك) الفضائيات، وإمكانية محاكمتهم شرعاً.
هناك خلل مخيف في نظامنا القضائي، ليس المسؤول عنه الشيخ اللحيدان وحده .. ! بل سياسة ثابتة مستمرة، يهمها أن يبقى هكذا .. !
المقال .. كتبه مجهول، لم يملك الشجاعة، ليعبر عن (موقف) شخصي، تجاه شخصية عامة. ليتك ملكت شجاعة الشيخ اللحيدان، الذي قال ما قال، بغض النظر عن (كمال) صحة مقالته، وهو يعلم أنه سيواجه (قائمة) عريضة من (الحلفاء) تمتد من الرياض إلى واشنطن .. مرورا بمجلة العصر .. !
أشعر بإحباط واشمئزاز، أن أصبحت تصفية الحسابات، تتم من تحت الطاولة، في ظل غياب بليد لرؤية إستراتيجية، تحدد الأولويات، وتفرز الخصوم (الحقيقيين) .. !
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******Id=10342
ـ[ابن خالد]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 01:21]ـ
العبيكان ............... إلى أين؟؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 02:05]ـ
جزاك الله خير شيخنا الفاضل
وفي ظني ان المتحالفين ضد الشيخ صالح اللحيدان ومن قبله الشيخ صالح الفوزان يسعون بكل قوتهم لشغل منصب الأول لاحلال نظام القضاء الجديد بالشكل المطلوب (دستوريا) ولايجاد شواغر في هيئة كبار العلماء
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) الأنفال
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 02:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- وأظن أن مثل هذه الأزمات " الفتن " التي تمر بنا بين حين وآخر، تكشف عن " معادن " الناس؛ مابين تقي راسخ، ومتوسط، وحاقد أهوج .. الخ، مما قد لا نكتشفه وقت سكون العواصف ..
أحسنت قولا وبارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 03:42]ـ
شيخنا الشيخ سليمان بورك فيك.
قلت في موضوع سابق على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20066
لا تعدوا هذه الفتوى أنها امتحان وابتلاء من الله تعالى للشيخ ليزداد رفعة عند الله تعالى وعند عباده المؤمنين، كما أنها ابتلاء ليعلم الله تعالى - وهو العليم الخبير - المصلح من المفسد، المصلح الذي يوقر علماء السنّة، ويجمع الكلمة عليهم، والمفسد الذي يطعن في علماء السنّة لغرض فاسد في نفسه. كما قال تعالى: {ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين} [العنكبوت:1 - 3].
هدى الله الجميع للحق
أكرر شكري
ـ[اسعد]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 06:22]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان
ولكن من جهة أخرى - حين نقرأ التعليقات على المقال - أشعر بشيء من الفرح حين أرى أن غالبية المعلقين على المقال عابوا على الكاتب:
أسوأ أدب هذا الكاتب
سوء قصد كاتب المقالة
وسؤال لماذا لا تكتب باسمك ما دمت واثقاً من أقوالك و اتهاماتك؟
فهذا يدل على وعي القارئ وعدم تسليمه بما ورد في مقال السوء ذاك.
اصلح الله الكاتب والقارئ
حفظ الله تعالى مشايخنا وعلماءنا من كل سوء وامد اعمارهم على طاعته انه سميع مجيب
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 06:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- ثم تأتي المفاجأة الثانية، من مجلة العصر التي يشرف عليها الدكتور السياسي الناقم " محمد الأحمري " - هداه الله -، عندما لم تفوت هذه الفرصة في تصفية حسابات من (نوع آخر) مع الشيخ! method=home.con&*******Id=10338[/url]
ارجو أن تكون ذا إثبات إن وصفتَ غيرك بـ (الناقم أو تصفية حسابات) أو نحوهما، فإما الاثبات أو سحب الوصف غير الجيد.
وبوركت شيخنا الفاضل.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيكم .. وهدى الله مالك المجلة والمشرف عليها.
أخي عبدالله: الناقم صفة تُطلق على كل من لا يرضى لأهل العلم أن يسيروا مع الولاة سيرة أهل السنة. وهذا ما عليه الدكتور - هداه الله -، بل إنه يتجاوز هذا للسخرية. وليتك بينت استياءك من مقال المجلة (ووصفها غير الجيد) للشيخ اللحيدان - حفظه الله وأكمد شانئه -. وفقك الله ..
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 04:28]ـ
بخصوص المقال فلا شك أنه كتب بنفسية حانقة مفرطة في القسوة والتعدي ولهذا غابت الموضوعية في طرحه وأسوء ما فيه كان الضرب على وتر العنصرية والمناطقية والذي إن اتفقنا على وجودها في المجتمع إلا أن نبرة الكاتب لم تكن سوى تعميقاً لهذا الداء وترسيخاً له , وفي النهاية لاشك أن طغيان البعد الشخصي والمناطقي على الولاء الإسلامي العام لدى الكاتب أفرز اصطفاف هذه المقالة وكاتبها إلى جوار العلمانيين في قضية الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله وسدده.
وإذا كنا نعتب على مجلة رائدة في الفكر الإسلامي كمجلة العصر نشر مثل هذه المقالة غير الموضوعية فإن لنا من باب العدل أن نشكرها على نشر استنكار مضمون هذه المقالة عبر نشر مقالة الدكتور محمد الحضيف حفظه الله.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 06:39]ـ
شيخنا الحبيب: ذب الله عن عرضكم، وشكر الله غيرتكم على علماء السنة ودعاة الحق فجزاكم ربي عن الإسلام خير الجزاء.
ولي طلب عزيز: أن تعاملوا من يلمز العلماء ومنهم أهل الجهاد في قول كلمة الحق من أمثال اللحيدان والفوزان وآل الشيخ ... في هذا المنتدى المبارك. وما أكثرها وأنتم حباكم الله بمهمة الإشراف عما يكتب فيه ولعلكم تسألون بين يدي الباري جل وعلا عن ذلك.
- ولماذا يتعامل مع بعض فتاوي هؤلاء الأكابر في مسائل الجماعات بغير هذا، على أساس أنها مسائل إجتهادية بينما سئل بعضهم عن هذا الأمر: أي أن البعض يدعي أنها إجتهادية، لا ينكر فيها على المخالف فأجابوا بغير ذلك وأنها من صميم ما يدين به المسلم ربه من الولاء والبراء لأهل السنة وبغض أهل الأهواء والفرقة.
وفقكم الله.
أخوكم كمال الجزائري.
ـ[الرابية]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 04:19]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
أصلح الله أحوال المسلمين وهداهم إلى الحق المبين
إذا وصل أمر الإعلام إلى هذا الحد هجوم على الكبار
وتحريف للمقال _وهو ديدنهم_وتسلط من ينتسب للعلم والفكر الإسلامي فهذا هو الخزي والعار
حفظ الله لنا الأعلام أمثال إبن حيدان وأذل الله الأقزام الذين تسلطوا على الأمه في هذا الزمان بمناصرة من الغرب ومن هم على شاكلته
لكن هم مع الغرب والغرب معهم
ومن سار على نهج الهدى فالله معه وهو ناصره
(ويمكرون ويمكر والله خير الماكرين)
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 04:22]ـ
اللهم احمي الشيخ العلامة عبد المحسن العبيكان من الإرهابيين والمتشديين الشياطين ... آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 05:01]ـ
الأخ أبو فائزة وفقه الله
لا أدري إن كنت جادا في ما كتبت أم هازلا وأحلاهما مر.
أما إن كنت جادا فاربأ بنفسك ودعك من هذه الألقاب المطاطة التي تطلق على بعض المشايخ نفخا ليس إلاّ.
وأفصح عن مرادك من عبارتك.
وإن كنت هازلا: فليس لنا مثل السوء، وخلق اللمز لوثة ذميمة يترفع عنها المخلصون ويتسامى عنها الطلبة الجادون.
غفر الله لي ولك.
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 05:27]ـ
شيخنا الفاضل سليمان الخراشي:
ما كنت اتوقع ان تنزلق وراء ممن لايجدون مكان لهم الا في اصدار الفتاوى المخالفة والا فهم نكرات الا في القراءة على الممسوسين وكذا لم اتوقع ان تنزلق ايضا وراء اسماء مستعاره وراءها اسماء علمانية انت تعرفها جيدا ... فمثل هؤلاء لاينظر اليهم والا فان تتبعهم يعلي قدرهم ويرفع صورتهم لانهم لاهم لهم الا الشهرة ولو من باب الجريمة وما الافتراء على شيخنا الفاضل اللحيدان الا مثالا على ذلك ...
وحسبك في من لا زلنا نظن فيهم خيرا اشمئزاز العامة قبل الخاصة من فتاويهم ...
وحسبك من العلمانيين اللذين يقفون وراء الاسماء المستعارة ما قاله الشاعر:
لوكل كلب عوى القمته حجرا = لاصبح الصخر مثقال بدينار
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 02:46]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 08:07]ـ
- ثم تأتي المفاجأة الثانية، من مجلة العصر التي يشرف عليها الدكتور السياسي الناقم " محمد الأحمري " - هداه الله -، عندما لم تفوت هذه الفرصة في تصفية حسابات من (نوع آخر) مع الشيخ! فتنشر مقالا لنكرة باسم مستعار! لتكشف عن " خسة " و " قلة مروءة " - فضلا عن دين - صاحبه؛ حيث اللغة " الحانقة " على الشيخ، والمثيرة - ربما لمحاولة كسب عواطف البعض - لقضايا عنصرية.
وهل الأحمري ناقم ٌ عندما نشرت مجلته مقالا لكاتب ما؟
وهل بينه وبين الشيخ اللحيدان مناوشات قديمة أدت إلى تصفية حسابات؟
ألا ترى يا شيخ سليمان أن ردك فيه بعضٌ مما استنكرت على كاتب المقالة وصاحب المجلة؟
سيكون الأحمري ناقما بالفعل لو رديتَ على كاتب الموضوع وفندت كلامه حسبما تراه، ثم أرسلتَ الرد فلم يقبل الأحمري بنشره!!
الرد المشار إليه هنا للدكتور محمد الحضيف موجود هناك ونُشر للرد على صاحب الموضوع الأصلي .. والردود هناك جلها ضد الكاتب وتناصر الشيخ اللحيدان، فلماذا سمح بها الأحمري؟!!(/)
(ولايحيق المكر السيء إلا بأهله) تضامن الشيخ ناصر العمر مع الشيخ صالح اللحيدان
ـ[عبدالله الفارس]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:56]ـ
(ولايحيق المكر السيء إلا بأهله)
أ. د. ناصر العمر ـ المشرف العام على موقع المسلم
الحمدلله رب العالمين الذي رفع شأن العلماء والمؤمنين (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقصم ظهور الظالمين والمعتدين (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، وصلى الله وسلم على الهادي البشير والسراج المنير الذي حمى ورثته فروى عن ربه جل وعلا ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب))، ((والعلماء هم ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولادرهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر)) وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فقد تميزت بلادنا بحمدالله بتماسك وترابط شخصياتها العلمية والشرعية والفقهية منذ نشأتها، ظهرت آثار ذلك على كافة جوانب المجتمع والراعي والرعية لعقود طويلة.
غير أن هذا التماسك والترابط تعرض لبعض الاهتزاز مؤخراً، وظهرت بلبلة تثيرها فئة قليلة وشرذمة منبوذة لكنها تترك أثراً صاخباً لا لشيء إلا لأنها تحتكر أغلب وسائل الإعلام المتنوعة وتتحكم بها، ومن البدهيات أن الهدم أسهل من البناء.
وتتركز جهود هذه الفئة في الهجوم على مظاهر التدين، والأخلاق الحميدة، والاعتزاز بالإسلام شريعة وتحاكماً وقيماً، وتنوعت أساليبهم وبرامجهم لتغيير هذا البعد العميق والأصيل في هذه الأرض وتاريخها البعيد. وهم بإذن الله واهمون ومخذولون (فاصبر إن وعد الله حق ولايستخفنك الذين لايوقنون)، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض).
ومن أبرز برامجهم وخططهم، الهجوم على العلماء ومحاولة إسقاط الرموز الشرعية، ومن ذلك ماحصل قبل مدة من هجوم على فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن البراك، ثم على فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان، عندما صدعوا بالحق وجهروا به، ولما لم يجد هؤلاء السفهاء من يردعهم ويحد من سفههم استمرأوا ذلك واستمروا عليه.
ومن آخر ما حدث في هذا النهج تلك الهجمة المريبة التي أثيرت مؤخراً حول إجابة فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد اللحيدان عن ملاك القنوات الفضائية المفسدة لعقيدة الأمة، وعقول أبنائها، وصفاء تاريخها.
ولما لهذه القضية من تبعات وآثار قريبة وبعيدة كان لزاماً أن أقف معها وقفة تميط اللثام عن بعض أبعادها، وتحقق التضامن مع شيخنا وفقه الله وسدَّده.
فأولاً أؤكد على أهمية التثبت ودقة النقل التي يفترض بالإعلام الرصين الذي يحترم متابعيه أن يلتزم بها عندما ينقل خبراً أو يناقش قضية، ويفترض بالجمهور أن يسقط ويتجاوز أي إعلام يهدر هذه القيمة ويتلاعب بها التزاماً بقوله سبحانه: (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين).
وثانياً: تكون الطامة أكبر إذا مارس هذا الإعلام تحويراً وتحريفاً للحقائق، وتشويهاً للقيمة الاعتبارية للأشخاص بعامة وللعلماء بخاصة، خدمةً لأهداف غربية مفضوحة، ويكون هذا التشويه شنيعاً إذا كان يمس شخصية علمية شرعية تحظى باحترام وقبول المجتمع حكاماً ومحكومين، فما بالك إذا كانت هذه الشخصية رئيس مجلس القضاء الأعلى وبوزن منصبه السيادي الذي يتسنمه، والمساس به يتعدى شخصه إلى المنصب الذي يمثله.
وثالثاً: إن إثارة الصخب الإعلامي حول أي موقف علمي شرعي يجهر به علماء المملكة ودعاتها تذكيراً للناس بعظيم حق الله ووجوب التزام أحكامه وشريعته، ماهي إلا سياسة يراد بها صرف الأنظار عن حقيقة القضية وجوهر الفتوى، وتشتيت الأذهان عن مشروعهم التغريبي الفاسد، وهذا بالتحديد هو ماحدث تجاه فتوى الشيخ في هذه القنوات وما تبثه من استخفاف بدين المسلمين وقيمهم وأخلاقهم وأحكام دينهم وتوجيهها نحو شخص الشيخ وتاريخه في القضاء وأسلوبه، والاجتزاء المبتور لفتواه في مقاضاة ملاك هذه القنوات، وردعهم ومعاقبتهم بما يكف شرهم، وخصوصا أنهم يبثون وبكل إصرار ودعم وتوسع برامج وأفلام ومسلسلات ذات مخاطر وأبعاد تظهر سريعاً وتمتد لأزمنة طويلة، علماً أن الشيخ قد أشار لعظم جرم هؤلاء المفسدين وإلى خطورة صنيعهم الذي قد يصل بهم إلى حد القتل قضاءً إذا اكتملت شروطه وظهرت أركانه القضائية المعروفة
(يُتْبَعُ)
(/)
عند أهل الشأن.
فلم يُستعظم ذلك وهو يصدر من رئيس أعلى سلطة قضائية في بلادنا؟
وكيف يستغرب وهذه أجهزة القضاء في أغلب الدول تقبل الترافع ضد أجهزة الإعلام إذا أساءت إلى أخلاق الناس وقيمهم، وخصوصاً في مجتمعاتنا المسلمة، والمملكة العربية السعودية ممن يختص بإعدام مروجي المخدرات درءاً لفسادهم؟
أفلا نعلم أن إفساد هؤلاء وضررهم أشد من إفساد مروجي المخدرات فقد انتهك أصحاب القنوات أعظم الضرورات الخمس التي جاءت الشرائع بحمايتها؟
ثم ألسنا نعلم أن العديد من هذه القنوات المفسدة ملاكها من أهل هذا البلد، فهم قد أساءوا لوطنهم وشوهوا الصورة الشائعة عن بلاد الحرمين في عيون العالم الإسلامي لسنوات طويلة؟
أفليس من مصلحة المملكة أن تظهر البراءة من هذه القنوات وما تبثه عبر موقف قوي كهذا من رئيس أعلى سلطة قضائية؟
ثم إن الدعم الحقيقي لهم يأتي من الدعايات والاتصالات ورسائل الجوال التي يجنونها من هذه البلاد، أفليس من المصلحة أن يتاح للناس أن يقاضونهم حتى تحجب هذه الفرص المالية عنهم فيرتدعوا؟ بل هو تنبيه للناس على خطورة دعمهم، وأنه إعانة لهم على الإثم والعدوان المحرم في الكتاب والسنة (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان).
وتعجب حين يتاح لوسائل إعلام متعددة أن تنال من شخص رئيس مجلس القضاء الأعلى عند تناوله لإمكانية مقاضاة جهة معينة وبحيثيات محددة، وهو المتخصص في القضاء بل يرأس السلطة القضائية العليا بالبلاد، وخصوصاً أنه ثبت للجميع عمالة بعض هؤلاء للغرب وسفاراته، ونكرانهم لنهج بلادهم وخيرها، ويتأكد ذلك يوماً بعد آخر.
كيف يعقل أن يحدث هذا! ونحن هنا لانتحدث عن اجتهادات فردية أو شبابية متعجلة، ولا عن مقولة عابرة وغير مقصودة لذاتها، بل نحن نتحدث عن إجابة واضحة وصريحة، تم تسجيلها قبل بثها بأربعة أشهر، وتم الاتفاق على بثها مع بداية الشهر الفضيل نصحاً للناس ولأصحاب القنوات، كما أوضح الشيخ في مقابلته التوضيحية؟
ومن ثم لماذا تبدأ الإثارة من وسيلة إعلامية منبوذة لاتحترم أدنى معايير الإعلام المرعية؟ ثم يتسابق الآخرون للنقل عنها دون تحقق أو روية؟
وكيف يسمح لهذه الفئة الشاذة أن تنال من عموم الناس ناهيك عن الرموز وبهذا المستوى حتى نالت من شخص رئيس مجلس القضاء الأعلى وأقدم عضو بقي في هيئة كبار العلماء.
وهنا لابد من القول أن أهم سبب في تقديري لهذه القضية وإثارتها بهذا الحجم العالمي، هو التاريخ الحافل والطويل للشيخ/ صالح اللحيدان – حفظه الله – وأثره في مسيرة القضاء بالمملكة، مع صرامة الشيخ المعروفة إزاء كثير من الضغوطات التي تعرض لها القضاء في البلاد، ومن المعلوم بأن مما تتميز به المملكة العربية السعودية القضاء الشرعي الذي يطبق فيها، وإن رمز هذا القضاء هو الشيخ/ صالح اللحيدان – حفظه الله – وقد كان سداً منيعاً صلباً ضد كثير من المحاولات القديمة والحديثة التي جرت وتجري لتغيير مسيرة القضاء في المملكة، والهجوم المتكرر على القضاء والقضاة تحقيقاً لمآرب لاتخفى.
وفضيلة الشيخ/ صالح اللحيدان – وفقه الله – له تاريخ معروف مشهود في خدمة دينه وبلده، وقد عرف بتفاعله الإيجابي مع كثير من قضايا المجتمع ومستجداته، ومسيرته العلمية والدعوية يضاهي عمرها نصف قرن، وهو بقية جيل العلماء الرواد الذين تواصت الأمة بتقديرهم والاعتراف بفضلهم.
وقبل أن أنهي هذه الأسطر أشير إلى أن هناك ممن كتب عن فتوى الشيخ حاول أن يحرف الكلم عن مواضعه، ويفسره بما يخدم غرضاً في نفسه، وذلك بأن زعم أن هذه الفتوى تخدم فئة عرفت بخطأ مسلكها وانحراف منهجها وغلوها، وهذه الدعوى مردودة على صاحبها من وجوه كثيرة:
منها: أن كلام الشيخ واضح ومحدد ضمن الأطر القضائية والأساليب الشرعية المرعية وليس من حق الأفراد الافتئات على الدولة في الحكم والقضاء.
ومنها: أن تلك الفئة لو أخذت بفتاوى العلماء المعتبرين لما وقعت فيما وقعت فيه ولما آل مصيرها لما آلت إليه، ردهم الله إلى الحق رداً جميلاً.
ومنها: أن غالب شبابنا والحمدلله من العقل والحكمة والتروي والرجوع إلى علمائهم فيما هو أقل من ذلك فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالدماء والأنفس، وقد أفادتهم الأحداث مزيداً من النضج والتبصر.
ومنها: أن الشيخ قال حقاً فمن وظفه في باطل لم تكن له في الحق حجة، كمن يستدل بآيات من القرآن في غير مواضعها، أو يزعم أن آيات وأحاديث الحدود تثير فتنة وتسبب قتلاً دون ضابط.
وأذكِّر من زعم ذلك واتهم الشيخ بدعم أولئك بقول الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)، وبقول النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يعد خصال المنافقين: ((وإذا خاصم فجر))، فليتقوا الله وليتوبوا إليه قبل فوات الأوان.
وختاماً، علينا أن نحذر من خذلان العلماء، فالمسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولايسلمه، ولننتبه حتى لانقع ضحية لتلبيسات هؤلاء الأفاكين، أو لسقطات بعض المحسوبين على العلم وتصريحاتهم المتعجلة البعيدة عن التثبت والروية.
كما علينا جميعاً أن نعلن تأييدنا لموقف الشيخ وفقه الله وأعانه، ودعمنا لجهره بالحق وصدعه به وصبره وثباته عليه ولنحافظ على وحدتنا الشرعية والأخلاقية والاجتماعية التي يريد هؤلاء أن يخترقوها ويحرفوها عن مسيرتها الطويلة، خيب الله آمالهم ورد كيدهم في نحورهم، وحمى بلادنا وبلاد المسلمين من شرورهم.
والله أسأل أن يوفق ولاة الأمر لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يجعلهم يداً واحدة مع العلماء والصادقين في وجه كل مفسدٍ ومخرِّب (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 02:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 05:04]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[اسعد]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 07:38]ـ
جزاك الله خير يا شيخ ناصر(/)
الوقفات الحسان مع أحداث فتوى الشيخ اللحيدان [الحلقة الثانية]
ـ[صالح السويح]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 03:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرّني أن أكمل ما بدأته من وقفات فيما وافق فتوى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله من احداث.
فأقول سائلاً الله العون والتسديد:
الوقفة السابعة: بين أرباب الفضائيات وجهم بن صفوان:-
لعل من المناسب بعد أن ذكرنا قصة قتل الجعد بن درهم، أن نذكر قصة خلفه في بدعته وهو: جهم بن صفون.
** من هو جهم بن صفوان؟
هو جهم بن صفوان، أبو محرز السمرقندي، الضال المبتدع، رأس فرقة الجهمية، وإليه تنسب، زرع شرّا عظيماً. وهو مولى بني راسب، وكان صاحب ذكاء وجدال. (1)
** مكانته الاجتماعية:
كان كاتباً لأمير خرسان الحارث بن سريج الذي خرج على خلافة مروان بن محمد (الجعدي) (2)، آخر خلفاء بني أمية، وكان الجهم بن صفوان من مؤيدي الأمير الحارث بن سريج. (3)
** بدعه:
كان مع ما عنده من بدعة التجهم وهي القول بخلق القرآن والتعطيل وغيرها تعالى الله عن ذلك فقد كان خارجياً يحرّض الناس على الخروج على مروان بن محمد.
ونظرا لمكانه من الأمير فقد كان يقف على المجامع والطرق ويقرأ عليهم سيرة الحارث وما يدعوا إليه من الخروج، فاستجاب له خلق كثير. (4)
** قصة قتله:
ذكر ابن كثير وغيره أنه قتل في القتال الذي نشب إثر خروج أمير خرسان الحارث بن سريج على الخلافة، حيث تقابل الأمير الحارث بن سريج ومن معه ومنهم جهم بن صفوان رأس الجهمية، مع نصر بن سيَّار ومن معه والذي هم تحت طاعة الخليفة.
فقتل كثير من أتباع الحارث بن سريج، وممن قتل الجهم بن صفوان، حيث قتل بطعنة في فمه. وقبل بل أسر وأوقف بين يدي سالم بن أحوز، فأمر بقتله، فقال جهم: إن لي أماناً من ابنك، فقال ما كان له أن يؤمنك، ولو فعل ما أمنتك، ولو ملأت هذه الملاءة كواكب، وأنزلت عليَّ عيسى بن مريم ما نجوت، والله لو كنت في بطني لشققت بطني حتى أقتلك، فأمر به فَقُتِلَ. وذلك في سنَة المائة والثلاثين للهجرة، وجعله ابن كثير رحمه الله في سنة المائة وثمانية عشر وكذا ابن الأثير. (5)
** أثره على الأمير الحارث بن سريج:
كان سببا في فتنة و مقتله، إذ أنه غرّه بتأييد في بادئ رأي الأمير الحارث، بل زاد على ذلك بأن حرّض الناس ودعاهم للخروج!
وفي هذه القصة عبر عظيمة وفوائد كثيرة سنبينها إن شاء الله.
الوقفة الثامنة: بين أرباب الفضائيات وغيلان الدمشقي:-
وممن فيهم العبرة، والبيان العظيم لما كان عليه السلف الصالح من تعظيم السنّة والأخذ على يد من أراد خرقها أو العبث بها أو إفساد الناس غيلان الدمشقي.
** من هو غيلان الدمشقي؟
هو غيلان بن مسلم الدمشقي القدري، ضال مسكين، كان كاتباً بليغاً فصيحاً ذا ذكاء. (6)
** أول أمره:
كان من أتباع رجل كذاب مدَّعٍ للنبوّة يقال له (الحارث الكذاب)، فلما قُتِلَ أصبح خادماً لزوجته، وكان يناديها بأم المؤمنين، قال له خالد اللجاج: ويلك! ألم تكن في شبيبتك ترمي النساء بالتفاح في شهر رمضان؟! ثم صرت خادما تخدم امرأة الحارث الكذاب المتنبي وتزعم أنها أم المؤمنين؟! ثمّ تحوّلت فصرت زنديقاً.
ما أراك تخرج من هوى إلاّ إلى شرِّ منه. (7)
** بدعه:
هو داعية إلى نفي القدر. أي أن الله تعالى لم يقد شيء إنما الأمور تحدث بفعل الإنسان وتقديره، تعالى الله عمّا يقول، والله سبحانه و تعالى هو القائل: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر:49] وهذا القدري المبتدع الضال ينفي ذلك ولهذا استتيب فلم يتب فقتل كما سيأتي. (8)
** مكانته الاجتماعية:
حجّ - عليه من الله ما يستحق – مع الخليفة عبدالملك بن مروان في أول خلافته، وكان يعظَ الناس ويحدَّثهم. (9)
** موقف السلف منه:
قال رجاء بن حيوه رحمه الله: قتله أفضل من قتل ألفين من الروم.
وقال له مكحول رحمه الله: لا تجالسني.
وقال الساجي رحمه الله: كان مالك ينهى عن مجالسته.
وقال حسان بن عطيّة: يا غيلان والله لإن أعطيت لساناً لم نُعْطَه، إنَّا لنعرف باطل ما جئت به. (10)
** قصّة قتله:
(يُتْبَعُ)
(/)
لمّا استشرى شرّه، وأخذ يدعوا إلى ما عنده من البدع، ناظره أهل العلم و أقاموا عليه الحجّة، وممن ناظره الإمام الأوزاعي رحمه الله، فلم يرجع فأفتى بقلته. وناظره الخليفة في وقته عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، واستتابه، فأظهر التوبة، ثم لما توفي نكث غيلان التوبة وعاد للدعوة إلى بدعه، فقتله هشام بن عبدالملك بنحو سنة مائة وخمس للهجرة. (11)
الوقفة التاسعة: عبر وفوائد مستخلصة مما سبق:-
1 - بيان ابتلاء الله لعباده المؤمنين لحكم ومصالح معلومة.
2 - بيان عظيم حق علماء السنّة.
3 - بيان أن مما يهدم الدين الشهوات و البدع، وبيان وجه ذلك.
4 - بيان أن المخرج عن الاختلاف، وتضارب الآراء، الاعتصام بالسنّة، وأهمية التربية على ذلك.
5 - بيان أن من أعظم علامات أهل البدع الطعن في أهل السنّة وعلمائهم، كما يفعل في صحفنا ومجالس بعضنا.
6 - بيان أن ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب ارتفاع صوت الباطل، وجرأة أهله.
7 - بيان أن الحق إذا كان ظاهراً وقد عرفه المسلمون وأراد المبتدعة أن يدعوا إلى بدعته، فإنه يجب منعه من ذلك، فإذا هُجر وعزِّر كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ التميمي، وكما كان المسلمون يفعلونه، أو قتْل المسلمون للجعد بن درهم وغيلان القدري وغيرهما، كان ذلك هو المصلحة.
8 - بيان فوائد قصّة الجعد و جهم و غيلان:
• خطر الخصومات والجدال في الدين، لأنها تفضي إلى الابتداع.
• خطر تولية أهل البدع التنشئة والتربية، أو تنصيبهم، أو تقريبهم من أهل الرأي؛ إذ كان الجعد شيخاً مربياً لمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، ولهذا كان له مكانة في قلوب العامَّة. وكان من آثاره سقوط خلافة بني أمية، وكذا جهم بن صفوان حيث كان كاتباً لدى أمير خرسان، وكذا غيلان حيث كان واعظاً محدّثا، كاتباً بليغاً، ومن هذه حاله فالاغترار به كثير.
• بيان أن أهل البدع إنما يتقربون لذوي السلطان لمأربهم وأهوائهم وهم أول من ينفضّون عنه عند حلول المصائب، كما أنهم غششة لا نصحة؛ وذلك لما في قلوبهم من الدغل على أهل السنّة والتاريخ القديم والحديث خير شاهد.
• بيان أن قتل أهل الفساد في الأرض والمحاربين لله ورسوله من أهل الفجور والمجون والدعاة للبدع من صلاحيات ولاة الأمر وهذا كما فُعِل بالجعد وغيره، فإنه مع ما عندهم من البدع و الكفريات إلا أنه لم يقتل إلا من قبل السلطان.
• بيان أن البدعة مقرونة بالفرقة، وأنه ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف، كما هو حال جهم بن صفوان وغيره.
• بيان أن الذكاء لا ينفع صاحبه ما لم يكن مقرونا بالزكاء، والورع، وتوقّي المشتبهات، و الاستسلام للكتاب والسنّة وتحكيمهما والرضا بهم.
• بيان أن أهل الأهواء – إن لم يتداركهم الله برحمته – لا يخرجون من هوى إلاّ إلى شرِّ منه كحال غيلان، وهذه عقوبة الله لمن اعرض عن الحق السنّة واتبع هواه.
• بيان شدّة غيرة السلف على السنّة، ومناظرتهم لأهل البدع لأجل إظهار الحق.
• بيان أن فصاحة الفصحاء، و بلاغة البلغاء، وسفسطة المسفسطين، لا تغرّ أهل الحق والسنّة فتجعل الحق يتلبس عليه،فضلاً عن أن يدافعون عن أهل الأهواء لأجلها كحال حسان بن عطيّة مع غيلان.
أسأل الله تعالى أن يعلي كلمته، وأن يحفظ لنا علماء السنّة، وأن يوفق ولاة الأمر لنصرة الحق والقيام به والحمد لله رب العالمين.
صالح السويح
17/ 9/1429هـ
للفائدة؛ الحلقة الأولى:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20066
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) انظر البداية والنهاية لابن كثير (13/ 216)، وميزان الاعتدال للذهبي (1/ 426)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (6/ 26) ط – مؤسسة الرسالة.
(2) ينسب للجعد بن درهم الضال الذي ذبحه خالد بن عبدالله القسري ببدعة التجهم، هذه النسبة لكونه شيخه واستاذه كما أشرنا إلى ذلك في الوقفة السادسة.
(3) انظر البداية والنهاية لابن كثير (13/ 116 - 117)، والكامل لابن الأثير (4/ 292) ط-4، دار الكتاب.
(4) المرجع السابق.
(5) انظر البداية والنهاية لابن كثير (13/ 116 - 117)، والكامل لابن الأثير (4/ 292)، والوافي بالوفيات للصدفي (11/ 207 - 209)، والملل والنحل للشهرستاني (1/ 76) ط- دار المعرفة، تحقيق: محمد سيد كيلاني، ولسان الميزان لابن حجر (2/ 179) ط – دار الفكر.
(6) انظر لسان الميزان لابن حجر (4/ 492 - 493)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/ 338) وتاريخ الإسلام للذهبي (ص:441).
(7) انظر لسان الميزان لابن حجر (4/ 492 - 493).
(8) المرجع السابق.
(9) انظر تاريخ الإسلام للذهبي (441).
(10) انظر تاريخ الإسلام للذهبي (441)، و لسان الميزان لابن حجر (4/ 492 - 493).
(11) انظر لسان الميزان لابن حجر (4/ 492 - 493)، ودرء التعارض لشيخ الإسلام (7/ 173).(/)
مجلة العصر تشارك العلمانيين + كشف الكاتب للمقال
ـ[احمد الزامل]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 01:33]ـ
كلنا اطلعنا على المقال الحاقد المكتوب باسم مستعار في سب الشيخ اللحيدان في مجلة العصر المحسوبة على الاسلاميين مع كل اسف.
هذا هو الرابط لمن لم يطلع على المقال
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******id=10338
وهذا المقال مكتوب ومنشور باسم مستعار والمجلة في العادة تنشر المقالات المكتوبة بالاسماء المعروفة
فماذا هذا المقال بالذات؟!
هذا يؤكد أن كاتب المقال الحاقد مالك او صاحب للقائمين على المجلة
وقد تعمدت البحث عن الكاتب فتأكد لي أنه (فؤاد الفرحان) وهو يملك مجلة العصر
والفرحان هو الذي سجن قبل فترة وتناقلت الصحف أخباره وقد رتب لذلك قبل سجنه ليخرج بطلا قوميا لكن الواقع انه خرج محكما كارها لكل الناس وبخاصة العلماء
الفرحان شخصية تنظر لنفسها بطريقة متعالية وكأنه يحرك الكرة الأرضية وهو لا يعرف قدر نفسه
ومجلة العصر لاتنشر مقالا بهذه الطريقة الا ان يكون الناشر هو نفسه القائم عليها
أما الاحمري فليس له سوى الاشراف العام أما مالك الموقع فهو الفرحان ويعرفه الكثيرون(/)
سلسلة مفهوم حلقات التوحيد على ضوء منهج النبوة ج1 للشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش
ـ[ابو البراء]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 02:18]ـ
سلسلة مفهوم حلقات التوحيد على ضوء منهج النبوة ج1
بسم الله الرحمن الرحيم
الشروح السنية لرسائل أئمة الدعوة السلفية
الحمد لله ذي الملك والملكوت، والصلاة والسلام على النبي المبعوث بالتوحيد الرشيد بأحسن الدعوات والكلمات لإزالة كل باطل مسيج بالكهنوت والجبروت، ثم أما بعد: لقد بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم برسالة التوحيد ومنهج السنة على طريق النبوة سديد، وأيده بحجج الحق الواضحة وبراهين الصدق الخالصة ليظهرها بين الناس بالقسط والحق، فالتوحيد دعوة الرسل قاطبة، وملة الأنبياء عامة، وأساس الدين الحنيف و ركن الملة المستقيمة، وعليه بني مدار الإسلام، ورحى العبادة دائرة، ولا تقبل عبادة إلا به وحده خالصا لأنه أس الإسلام، وعموده المتين الذي يقوم عليه هذا الدين كما جاء في جامع السنن للترمذي بسند حسن صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله]، فالتوحيد ركيزة الملة، و رأس الأمر المذكور في هذا الحديث العظيم هو التوحيد السليم من كل شرك وكفر وردة، ولا يسمى التوحيد توحيدا إلا إذا كان خالصا لله وحده لا شريك له، وما سواه هو الشرك والكفر والردة، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " ولما كان هذا هو شأن التوحيد وجب على كل مسلم أن يتعلمه"، لأن شأنه عظيم وأمره جسيم، فهو الهدف الذي من أجله خلق الله الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، قال العز الأذرعي الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية:" التوحيد هو أول واجب وآخره" لأنه هو المدخل إلى الإسلام، ولا يصح عقد الإيمان إلا بالنطق بالشهادتين، كما قال عليه الصلاة والسلام: [من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة] رواه مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، فهو أول واجب متحتم على المسلم أن يعلمه بحق وعلم وهو آخر واجب كلف به الموحد أن يفارق الدنيا بلوازم التوحيد ومقتضيات العقيدة وشروط لا إله إلا الله وهو على ملة التوحيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرج ابن حبان في موارد الظمآن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: [من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر و إن أصابه ما أصابه]، أي: من حقق التوحيد بشروطه وحقوقه دخل الجنة، فأول دعوة الأنبياء والمرسلين توحيد الله عز وجل في تحقيق العبادة كما قال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ:" المراد بالتوحيد توحيد العبادة، وكل رسول يفتتح دعوته لقومه بهذا التوحيد، كما قال تعالى: {أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، وقال العلامة الطبري: قال ابن عباس رضي الله عنه: [كل لفظ العبادة في القرآن مقصود التوحيد] قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع التوحيد:" بني الإسلام على أصليين، أولا: أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له، ثانيا: أن لا نعبده إلا بما شرع لا بالأهواء ولا بالبدع "، فأصل دين الله تعالى بني على التوحيد وأن لا نعبده إلا وحده لا شريك له، لأنه لا إله غيره، فكل دعوة دينية لها شرعة تنظم العبادة فيها والمناسك والأحكام كما قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} قال ابن عباس رضي الله عنه: [شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة] فيما رواه ابن أبي شيبة، فلا عبادة إلا على التوحيد والسنة كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه النفيس:
الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية:
وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى دارت القطبان
ومداره بالأمر أمر رسوله لا بهوى النفوس فذاك للشيطان
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة ابن تيمية رحمه الله: " ومدلول التوحيد بشطريه هو إفراد المولى بالوحدانية وتجريد الأعمال له بالعبودية، فالأول هو توحيد الربوبية، والثاني: هو توحيد الألوهية"، فتوحيد الربوبية قد لأقرت به جميع الملل والطوائف، وأما توحيد الإلهية فهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وأقوامهم، كما قال العلامة الصنعاني: " فكل رسول يقرع أسماع قومه بدعوة التوحيد"، لأنها هي محل الخلاف ومربط النزاع بين الموحدين المسلمين والمشركين الكافرين، والفاصل بين الملتين هو توحيد العبادة، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " العبادة لفظ شامل لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة"، فالعبادة هي كل ما تعبد الله تعالى به الخلق، فمن صرف شيئا منها مما لا يليق إلا بالله تعالى وحده كان مشركا به سبحانه، قال العلامة محمد بن عبد الوهاب:" فيجب على المسلم أن يحقق التوحيد اعتقادا وقولا وعملا"، قال علماء الديار النجدية: " ولا يتحقق التوحيد إلا بالمعتقد والقول والعمل "، فمناط تحقيق التوحيد يكون بأركانه الثلاثة المعروفة عند أهل العلم من أهل السنة والجماعة: بالقلب والقول والعمل، فكل واحدة من الأجزاء الثلاثة ركن في الإيمان بالله تعالى لا تنفك بعضها عن بعض كما زعمت الفرق الهالكة على رأسها المرجئة في هذا الباب، لأن الإيمان والإسلام والتوحيد هو الدين الذي جاء به محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:" الدين: مجموعة عقائد وعبادات وأحكام ومعاملات"، فدين الإسلام ليس هو مجرد النطق بالشهادتين فقط وإنما هو: " الامتثال و الانقياد لله تعالى بالطاعة والإذعان "، فهذه الدعو ة السنية المباركة إلى التوحيد اعتقادا وقولا وعملا هي دعوة الإسلام المحضة التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضي الله عنهم، و ما نزل بها القرآن من عند الله تعالى كما قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، فدعوة الرسل والأنبياء كلها في هذا المنهج المبارك لتحقيق عبادة الله تبارك وتعالى قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " والقرآن كله دعوة إلى التوحيد بأحكامه وأوامره ونواهيه وقصصه وأمثاله"، فكل ما في القرآن يدعو لذلك.
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1804(/)
بيان في الرد على الجرائد والمجلات العلمانية التي طعنت في شرع الله بجواز تزويج الصغيرة
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 09:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت بعض الجرائد المغربية فتوى لي نقلوها من موقعنا الإلكتروني وردت علينا من خارج المغرب عبر الأنترنت وقررت فيها أن الشرع لم يحدد سنا معينة للزواج، وأن بعض الصغيرات فاقت بعض الكبيرات نجاحا في الزواج ..
والمفروض في أي منتقد لفتوى أو فكرة أو معلومة أن يرجع إلى المتخصصين فيسألهم عن صحة المعلومة ومدى توثيقها في المصادر العلمية، وهذا هو ما يقتضيه الرد العلمي الذي ينبني على الأصول والأدلة، وإذا اختل هذا ودخل الكاتب المنتقد في غير ميدانه وتكلم فيما لا يعلم يفسد أكثر مما يصلح و لهذا قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء. و قال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (33) سورة الأعراف.
فجعل الله تعالى القول عليه بغير علم أعظم الموبقات بل هو أعظم من الشرك، و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" رواه البخاري ومسلم.
و هذا الأمر الذي استقبحته بعض وسائل الإعلام وتناقلته بعض الصحف العلمانية وارد في حديث نبوي شريف في أوثق مصادر الإسلام وأصحها وهو صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم، فعن عائشة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين)) البخاري رقم5134 ومسلم رقم 1422.
فهل جاء المغراوي بشيء من عنده وهل زاد على ما في الحديث النبوي الصحيح, ألم تكن عائشة رضي الله عنها قد فاقت نساء زمانها، وكانت نعم الزوجة الصالحة علما وعملا وتبعلا .. وقال فيها النبي صلى الله عليه و سلم: ''فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام'' رواه البخاري 3433.
فإقامة دعوى على صاحب هذه الفتوى والطعن فيها في الصحف والمجلات - بالألفاظ القاذعة التي لا تليق بالسوقة فضلا عن الصحافيين ورجال الإعلام - إقامة دعوى وطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وفي فقهاء الإسلام قاطبة، الذين أجازوا الزواج بالصغيرة القادرة على متطلباته وعلى رأسهم فقهاء المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وطعن في مصادر الإسلام الصحيحة من كتب الحديث والتفسير والسيرة. ثم إني في فتواي قيدت فقلت: (( .. فمتى كان في المرأة إمكانية لتحتمل الرجل فتزوج، على أي سن كانت، طبعا السنوات الصغيرة والصغيرة جدا، هذه لا يتصور فيها زواج ولانكاح، ولكن قد تظهر الابنة في سن العاشرة، والحادية عشر، والثانية عشر، والثالثة عشر، ويكون لها جسم وعقل وبنية ومؤهلات تمكنها من الزواج، فهذا أمر وهذا شهدناه وعرفناه وسمعنا به، وحُدثنا به أن بنات التسعة لهن من القدرة على النكاح ما للكبيرات من بنات العشرينات فما فوق، فهذا لا إشكال فيه .. )) انظر الفتوى في موقعنا الإلكتروني http://darcoran.net قسم الفتاوى رقم371.
وكما يقولون: ''إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل'' فقد دلت الآية الكريمة من سورة الطلاق صراحة على جواز ذلك قال تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} فالآية نص صريح في أن عدة اليائسة ثلاثة أشهر وكذا عدة من لم تحض وهذا حُكم عام يشمل المرأة المتزوجة وهي صغيرة لم تحض بعد، إذ لا تكون العدة لطلاق إلا بعد زواج صحيح شرعا، ويدخل فيه التي لا تحيض لعلة أو مرض ..
وأقول أيضا إذا صح الحديث فهو مذهبي - كما قال كثير من الأئمة - .. فزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة ودخوله بها وهي ابنة تسع كما سبق نص في الباب لا يرده إلا جاهل ساقط ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإجماع علماء الإسلام على ذلك مستفيض لا ينكره إلا جاهل .. ولو أردت أن أنقل نصوص العلماء في ذلك لطال المقال، وسأقتصر على نصوص المالكية لما يدعيه هؤلاء من انتماء للمذهب المالكي إذا كانوا يأبهون به ويرفعون له رأسا.
جاء في المدونة 4/ 155 - وهي من أهم مصادر المذهب المالكي - ''أرأيت إن زوج الصغيرة أبوها بأقل من مهر مثلها أيجوز ذلك عليها في قول مالك، قال: سمعت مالكا يقول: يجوز عليها نكاح الأب .. ''
وفيها في نحو هذا السياق ''قال ابن القاسم: فأرى أن إنكاح الأب إياها جائز عليها إلا أن يأتي من ذلك ضرر فيمنع من ذلك''.
وفي سياق وصية الأب بتزويج ابنته الصغيرة جاء في '' النوادر والزيادات'' لابن أبي زيد القيرواني 4/ 402 عن الإمام مالك: '' قال في العتبية: وكذلك إن قال للوصي زوجها ممن ترضاه بعد عشر سنين أو بعد بلوغها جاز عليها ولزمها''.
وقال القاضي عياض في الآية السالفة من سورة الطلاق رقم 4: ''فأثبت أن من لم تحض من نسائنا فدل على صحة العقد عليها قبل البلوغ'' إكمال المعلم (4/ 567). وقال أيضا: ''ولا خلاف بين العلماء في جواز تزويج الأب ابنته الصغيرة التي لا يوطأ مثلها''.
وجاء في البيان والتحصيل 4/ 282 لابن رشد في سياق سؤال ورد إلى الإمام مالك عن بنت تطوف تسأل الناس زوجت نظرا لها -أي لمصلحتها-: ''قال مالك: ابنة كم هي؟ قال ابنة عشر سنين، قال: والجارية راضية؟ قال: نعم راضية بذلك، قال: أراه نكاحا جائزا''. وفيه أيضا 4/ 284 عن الإمام مالك في سياق وصية الأب بتزويج ابنته الصغيرة: '' .. قلت: فإن أباها قد أوصى بتزويجها وتعجيل ذلك، وهي ابنة ثمان سنين، فقال: أرى أن يعجل ذلك، فقيل له: إنها ابنة ثمان سنين، فقال: أليس قد أوصى أبوها بذلك؟ قال: نعم، فأرى أن يفعل ذلك .. ''.
وفي بداية المجتهد 3/ 17 قال: (واتفقوا على أن الأب يجبر ابنه الصغير على النكاح، وكذلك ابنته الصغيرة البكر، ولا يستأمرها .. ) ثم ذكر قصة عائشة ..
وجاء في تحفة الحكام لابن أبي عاصم المشهورة بالعاصمية وهي من المعتمدات في باب المعاملات عند القضاة المالكية في المغرب:
ثيوبة النكاح والملك معا - - - للأب الإجبار بها قد منعا
كما له ذلك في صغار - - - بناته وبالغ الأبكار
فأي جريمة تلحق المغراوي إذا كان قد طلب العلم ودرس الفقه المالكي قبل بلوغ العاشرة من عمره و درس العاصمية في الإعدادي، و درس الفقه المقارن في الجامعة وحصل على شهادة الدكتوراه بها، كما قام بتدريس العلوم الشرعية في التعليم الثانوي والجامعي، وتكلم في تخصصه و فيما يحسنه، وهو لا يعقد أنكحة لأحد ولا يفسخ نكاح أحد فكل الأنكحة تعقد وتفسخ عند القاضي، فما أجازه القاضي فهو الجائز وما منعه فهو الممنوع.
وما حصل يبرهن على أن هذا الأمر دبر بليل و يقصد به أمور أخرى لا علاقة لها بالبحث العلمي النزيه، ويدل على أن هؤلاء الإعلاميين انشغلوا عن الحق بهذه التخبطات المزرية التي تنبئ عن جهل تام بمصادر الإسلام وبأوليات المعلومات الشرعية .. وكما قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) البخاري 6496.
وإن لي الشرف كل الشرف ولله الحمد أن تنشر سنة رسول الله علي يدي فإذا كان هؤلاء يقذعون ويهجمون على أمور شرعية واضحة فإن فعلهم هذا يحفز المنصفين والراغبين في الحق على الرجوع للمصادر الأصيلة .. فرب ضارة نافعة .. وكما قيل:
وإذا أراد الله نشر فضيلة - - - طويت أتاح لها لسان حسود
ونرجو الله أن يرزقنا الصدق وأن ينفعنا بما علمنا والحمد لله رب العالمين.
كتب بمراكش يوم الأحد 06رمضان1429الموافق07شتنبر2008
رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش
وأستاذ الدراسات العليا
الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 02:31]ـ
نور الدين درواش
(يُتْبَعُ)
(/)
طالعت بعض المنابر الإعلامية العلمانية -طوال النصف الأول من شهر رمضان المبارك- قراءها بهجوم شرس استهدف هذه المرة الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي، بشأن سؤال وُجه إليه عن معنى قوله تعالى: (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) فضَمَّن جوابَه الإشارة إلى أنه لا علاقة بين الحيض والزواج، وأشار استطرادا إلى مشروعية زواج الصغيرة، ومستنده في ذلك أدلة شرعية من القرآن والسنة والإجماع؛ أدلة لا يملك المسلم حقا إلا أن يقف أمامها موقف السمع والطاعة الذي أُمرنا به تجاه تشريعات ربنا سبحانه وتعالى.
ومع ذلك فلسنا من الناحية العملية مع تشجيع تزويج الصغيرات، نظرا لضعف التربية وفقدان المقومات والمؤهلات اللازمة لبناء بيت مسلم، وتكوين ذرية صالحة ...
وموضوع الحيض والزواج والطلاق يدخل في إطار البحث العلمي والنقاش بين أهل الاختصاص الشرعي، أما الصِحافيين الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يستدل على فعل واحد من أفعال الوضوء فيقال لأمثالهم: "ليس هذا بعشك فادرجي".
و ما حفزني إلى كتابة هذا المقال هو طلب بعض العلمانيين من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية التدخل في الموضوع، لكن لما رأيت صمتا مطبقا خوفا من الألسن العلمانية اللاذعة ارتأيت أن أسهم بهذه المشاركة إحقاقا للحق وإبطالا للباطل فأقول وبالله التوفيق:
يُعَرِّفُ الفقهاء العدة بأنها: "مدة تتربص [1] بها المرأة عن التزويج بعد وفاة زوجها أو فراقه لها". سبل السلام للصنعاني (3/ 1491)
وهي واجبة بإجماع العلماء.
والأصل في وجوبها على الصغيرة التي لم تحض قوله تعالى:) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ (الطلاق4
فجعل الله تعالى -في هذه الآية- للتي لم تحض بسبب صغرها وعدم بلوغها عدة لطلاقها، وهي ثلاثة أشهر وهذا دليل واضح بيِّن على أنه يجوز للصغيرة التي لم تحض أن تتزوج فـ"إنما يجب على الزوجة الإعداد من الطلاق بعد الوطء، فدل على أن الصغيرة التي لم تحض يصح نكاحها، ولا جهة يصح نكاحها معها إلا أن يُزوجها أبوها". المجموع للنووي (16/ 168)
-أقوال المفسرين:
قال ابن جرير: " (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) يقول: وكذلك عِدَدُ اللائي لم يحضن من الجواري لصغر، إذا طلقهنّ أزواجهنّ بعد الدخول. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ... " جامع البيان.
قال ابن العربي المالكي: " (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) يعني الصغيرة، وعدتها أيضا بالأشهر، لتعذر الإقراء فيها عادة، والأحكام إنما أجراها الله على العادات، فهي تعتد بالأشهر ... "أحكام القرآن.
قال البغوي: " (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ): يعني الصغار اللائي لم يحضن فعدتهن أيضاً ثلاثة أشهر. "معالم التنزيل.
قال ابن الجوزي: "قوله تعالى:) وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ (يعني: عدتهن ثلاثة أشهر أيضاً، لأنه كلام لا يستقلُّ بنفسه، فلا بدَّ له من ضمير، وضميره تقدَّم ذكره مظهراً، وهو العدَّة بالشهور. وهذا على قول أصحابنا محمول على من لم يأت عليها زمان الحيض: أنها تعتد ثلاثة أشهر." زاد المسير.
قال ابن كثير: "يقول تعالى مبيناً لعدة الآيسة، وهي التي انقطع عنها المحيض لكبرها، أنها ثلاثة أشهر عوضاً عن الثلاثة قروء في حق من تحيض كما دلت على ذلك آية البقرة، وكذا الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض أن عدتهن كعدة الآيسة ثلاثة أشهر، ولهذا قال تعالى: (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) " تفسير القرآن العظيم.
قال أبو حيان التوحيدي: ") وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ (يشمل من لم يحض لصغر، ومن لا يكون لها حيض البتة، وهو موجود في النساء، وهو أنها تعيش إلى أن تموت ولا تحيض. ومن أتى عليها زمان الحيض وما بلغت به ولم تحض فقيل: هذه تعتد سنة." البحر المحيط.
قال أبو عبد الله القرطبي المالكي: "قوله تعالى: (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) يعني الصغيرة فعدتهن ثلاثة أشهر فأضمر الخبروإنما كانت عدتها بالأشهر لعدم الأقراء فيها عادة، والأحكام إنما أجراها الله تعالىعلى العادات فهي تعتد بالأشهر ... " الجامع لأحكام القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن جزي الغرناطي المالكي: "فقوله: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ) يعني انقطعت حيضتها لكبر سنها، وقوله: (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) يعني الصغيرة التي لم تبلغ المحيض وهو معطوف على اللائي يئسن أو مبتدأ وخبره محذوف تقديره واللائي لم يحضن كذلك" التسهيل لعلوم التزيل.
وقال الشيخ محمد المكي الناصري: " .. كما أن المرأة الصغيرة التي لم تبلغ سن الحيض، إذا كانت متزوجة وفارقها زوجها فإن عدتها تنحصر في ثلاثة أشهر أيضا مثل عدة الكبيرة الآيسة سواء بسواء" (من التفسير المسموع: حلقة الحزب 56/الربع الثالث) وهذا التفسير للشيخ المكي -أمين عام رابطة علماء المغرب ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق- ظل يذاع مرارا على أثير الإذاعة الوطنية عقودا دون نكير من أحد فما الذي تغير؟؟
قال الشيخان محمد الصقلي و إدريس التبر -من علماء القرويين- في كتابهما "التفسير الصحيح في دروس القرآن الكريم" الذي كان إصداره وفق مقرر وزارة التعليم الابتدائي والثانوي تعليقا على الآيات الأربعة الأولى من سورة الطلاق: اشتملت هذه الآيات على توضيح كيفية الطلاق وبيان أحكام العدة، فأوجبت على الزوج أن لا يضر بالمرأة عند الطلاق وأن لا يخرجها من البيت قبل أن تكمل عدتها: وهي ثلاث حيضات للمرأة التي تحيض، وثلاثة أشهر للصغيرة التي لم تحض وللكبيرة التي يئست من المحيض .. " ص:86 المطبعة العصرية.
فهل الوزارة المذكورة والشيخان محمد الصقلي وإدريس التبر من الذين كانوا يشجعون على اغتصاب الأطفال و"البيدوفيليا"؟؟؟
-أقوال الفقهاء:
-الحنفية:
جاء في المبسوط للسرخسي: " (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) بَيَّن الله تعالى عدة الصغيرة وسبب العدة شرعا هو النكاح وذلك دليل تصور نكاح الصغيرة .. " (4/ 43).
-المالكية:
قال ابن أبي زيد القيرواني في الرسالة:" فإن كانت ممن لم تحض أو ممن قد يئست من المحيض فثلاثة أشهر في الحرة والأمة".
وشرحه النفرواي في الفواكه الدواني بقوله:" (فإن كانت) المطلقة (ممن لم تحض) لصغر ولكن مطيقة للوطء (أو) كانت كبيرة لكن (قد يئست من المحيض) بأن جاوزت السبعين (فثلاثة أشهر) عدتها (في) حق (الحرة) ومثلها (الأمة) على المشهور لقوله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) " (5/ 309).
-الشافعية:
قال الماوردي في الحاوي الكبير: ") وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ (يعني الصغار، والصغيرة تجب العدة عليها من طلاق الزوج، فدل على جواز العقد عليها في الصغر." (9/ 116).
-الحنابلة:
قال ابن قدامة في المغني: والمعتدات ثلاثة أقسام: ... القسم الثالث: معتدة بالشهور وهي كل من تعتد بالقرء إذا لم تكن ذات قرء لصغر أو إياس لقول اللهتعالى ... وذكر الآية الآنفة الذكر" (9/ 77)
وجاء في الروض المربع: "من فارقها زوجها حيا ولم تحض لصغر أو إياس فتعتد حرة ثلاثة أشهر لقوله تعالى:) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ (أي كذلك" (1/ 605).
ليس هذا فحسب بل إن القضية محل إجماع بين أهل العلم، وانظر غير مأمور كتاب "الإقناع في مسائل الإجماع" لابن القطان الفاسي (2/ 45).
فعود على بدء؛ هل يتصور عاقل عدة بغير مفارقة زوج؟؟
وهل يتصور زوج من غير زواج؟؟
فما لهؤلاء العلماء كلهم يثبتون عدة الصغيرة التي لم تبلغ المحيض ويتفقون على أنها ثلاثة أشهر؟؟
وما جواب العلمانيين عن هذا الحكم الواضح المبين الثابت في كتاب الله والمجمع عليه من قِبَل علماء المسلمين؟
هل يستطيعون وصف القرآن الكريم والأئمة الذي سبق ذكرهم، من فقهاء ومفسرين بأنهم يشجعون على الرذيلة ويحاربون حقوق الطفل؟ فضلا عن الألفاظ الساقطة ألتي أمطروا بها واحدا من كبار دكاترة المغرب ومن علمائه المعتبرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل يستطيعون أن يتخلوا عن الأفكار الغربية، وتوصيات المنظمات العالمية، والمواثيق الدولية، ويتحاكموا في هذه المسألة ومثيلاتها كالحجاب والربا إلى المذهب المالكي مذهبِ إمام أهل السنة وعالم المدينة الذي لطالما تشدقوا بالدفاع عنه في حربهم للعلماء.
لكنهم لا يستطيعون. لأنهم سيهدمون بذلك أركان العلمانية وهم عليها مربون.
فمتى يا ترى يرعوون؟؟؟
[1] معناه تنتظر "انظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس (2/ 477)
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 09:12]ـ
أحسن الله إليك أيها الحبيب
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 03:33]ـ
حال الأمة مع علمائها
محمد ابو الفتح
لقد مرت على هذه الأمة أيامُ عِزٍّ كانت الكلمة فيها لعلمائها، فلا يُقطع أمرٌ دونهم، ولا تُحَلُّ عقدةٌ عقدوها، ولا تُعقد عقدةٌ حَلُّوها، كيف لا؟! وهم حملة الشريعة وحُماتها، وخيارُ الأمة ورُعَاتُها، يختارون لها من المراعي أحسنَها وأجودَها، ويَذُبُّون عنها ذِئابَها ولصوصها، "يَدْعُون من ضلّ إلى الهدى، ويَصْبِرون منهم على الأذى، يُحْيون بكتاب اللّه الموتى، ويُبَصِّرون بنور اللّه تعالى أهلَ العمى، فَكَمْ من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍّ تائِهٍ قد هَدَوْهُ، فما أحسنَ أثرَهم على الناس! وما أقبحَ أثرَ الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين "، إليهم يَتَحاكم الناس في النزاعات، وإليهم يفزعون عند حدوث النوازل والمعضلات، فلما أكرمتهم الأمة أكرمها الله وأعزها من بين الأمم، ومكَّن لها دينها الذي ارتضى لها، وبدَّلها من بعد خوفها أمنا.
وقد أضلنا زمانٌ تَنَكَّر أهله للعلماء فأخروهم وقد أمر الله بتقديمهم، وحقروهم وقد وصانا نبينا بإجلالهم، فنطق الجهال قبلهم وأُسكتوا، وتقدم الرَّعاع بين أيديهم وأُخروا؛ لا يُرجع إليهم إلا لماما، ولا يستفتون إلا أحيانا؛ لا تُذكر حسناتهم وما أكثرها، ولا تُقالُ عثراتُهم وما أندرها؛ فلذلك صار أمرُ الأمة إلى ما صار إليه، فجعل الله عزها ذلا، وأبدلها من بعد أمنها خوفا، وكيف تعز أمة أذلت علماءها؟! أم كيف تأمن أمة أخافت دعاتها؟! حتى إنهم إذا نطقوا بالعلم في زمان الجهل صِيحَ بهم، وإذا صدعوا بالحق في زمان المنكر أُخذ على أيديهم، وما يُنقم منهم إلا أنهم تكلموا بما علموا، خشية أن ينالهم قول الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ "البقرة159، وقوله تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "البقرة174 وما يُعاب عليهم إلا أنهم أفتوا بما عرفوا مخافة أن يَصْدُق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (صحيح الجامع2714).
ثم هَبْ أنهم اجتهدوا فأخطؤوا، فماذا بعد؟! ألم يجعل الله أمرهم دائرا بين الأجر والأجرين؟! كما قال صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ" (متفق عليه).
ثم ألسنا في زمان الحريات؟! ألسنا في زمان تُضمن فيه حقوق الزناة والشواذ، ويقولون كلمتهم من غير نكير؟! ألسنا في زمان -وبدعوى حرية التعبير- يستهزأ فيه بالله ورسوله، وتنتهك فيه الحرمات والأعراض من غير تفريق بين ملك ولا مملوك، ولا فاضل ولا مفضول؟! فما بال العلماء تُكمم أفواهُهم إذا تكلموا بكلمة، ويُغرى بهم السفهاء إذا نطقوا ببنت شفة؟! وهل ذنبُهم إلا أنهم علموا من دين الله ما جهله الناس؟! وهل جُرْمُهم إلا أنهم أدركهم زمان صار فيه المنكر معروفا، وانقلب فيه المعروف منكرا؟! زمان يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ" (صحيح الجامع 3650).(/)
لو سألوا الله الثبات بإخلاص لثبتهم: الناكصون والشيخ صالح اللحيدان وغيره،،،،،،
ـ[علي التمني]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 11:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذين يشعرون أنهم تأذوا من القضاء السعودي في فترة مضت تحول بعضهم مائة وثمانين درجة - وهم يحسبون أنهم دعاة - إلى اعتبار كل من يمت إلى هذا القضاء، ويمت إلى العلم الشرعي قي هذه البلاد العدو رقم واحد في العالم، أي أن الحقد زائد الرغبة في الظهور والحضور بأي ثمن زائد بريق القنوات العلمانية التي استخدمتهم ضد دينهم وضد مشائخهم - الذين كانوا - وهم يحسبون انهم استخدموا تلك القنوات النفاقية الفاجرة - هذا الثالوث هو الذي جعلهم يفقدون البوصلة بعد أن فقدوا القدرة الذاتية على تحديد الاتجاهات، فرأينا منهم ما رأينا،،،،،
أيها الأحبة:
هل وجدتم علمانيا منافقا يهاجم المنابر العلمانية من خلال قنواتهم، فضلا عن قنوات إسلامية؟؟
إلا إذا كان العلماني قد تاب ورجع إلى الله ثم قام يعدد كفرانيات ونفاقيات العلمانية من باب التوبة،، فهل تاب الذين يظهرون في قنوات النفاق والفساد والعداء للإسلام وهم يحسبون انهم دعاة، هل تابوا واخذوات يعددون جوانب السوء في العلماء والدعاة إلى الله وخاصة السلفية كما يقولون؟؟
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، أقسم بالله إنها أعظم و أجل نعمة أن يثبت الله القلوب على دينه، فما فائدة الدنيا كلها إذا فقد المرء الثبات على دين الله؟؟.
علي التمني
أبها في 18/ 9/1429(/)
طالب العلم والتفكير (1)
ـ[االباحث]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 10:30]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟ التعميم من الافاتى التى نعانيها فمن يدقق النظر فى كلام بعض المنسبين للعلم يجد العاطفة تحكم اقوالهم فحينما يكون القول مناسبا لهم ينحازون اليه بقوة وحينما يكحون العكس تجد العكس لغة التعميم تعنى ان نقول ان هذا الرأى كله صحيح وحينما لايعجبنا نقول كله خاطئ (علما ان المسألة خلافية) ونعرف حجم المشكلة اكثر حينما نصم شعبا برمته انه فاسق او خائن او كسول وي
اتى قول المصطفى ليبين لنا (ان اكثر الناس جرماعند الله من هجى قبيلة باسرها)
كما نعرف انفسنا ان كنا مبالغين فا التفاؤل اوغارقين فى السلبيات.وباتعميم نخسر الأصدقاء ان راينامنهم مالا يسرنا تذكرنا اخطائهم ويكو (ص) ن الكره شديد لهم وننسى حسناتهم.
ز
الة(/)
مقال قوي في وزارة الصحة!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 12:32]ـ
سلطان الجميري - 4/ 6/2008
مستعد أن أدفع نص عمري وعمر أخي الصغير وأفهم لماذا لا نجد تجاوبا من المسؤولين تجاه القوارع والإفتراءات التي تحدث يومياً عشرات المرات للمواطن السعودي من قبل وزارة الصحة ممثلة في المستشفيات وملحقاتها في البلد.
عدد ضحايا الإرهاب في السعودية منذ بدايته لا يتجاوز الـ 100 شخص، ومع ذلك صرح الملك عبدالله بإن الإرهاب سيضرب بعصا من حديد ..
فأين هذه العصا عن وزارة الصحة .. دعوكم من العصا لانريد العصا .. نريد قرارا يطبطب على رئيس وزارة الصحة و يخلص المواطن من هذه الفوضى التي تستهين بالجنس البشري في أصله فضلاً عن مواطن يجبر على أن يكون مواطن " صالح" .. أو نجبره أن يردد "هنا السعودية ومن شر حاسد إذا حسد"!
اليست تمنع كل الكتب التي تحرض الكراهية ضد البلد ومسؤلية .. لماذا لا تمنع هذه الحوادث التي لا تحرض فقط .. بل تسأصل كل ذرة حب لهذه الأرض .. ! عشرات الأخطاء الطبية .. أطباء مزورون .. خدمات إسعاف مهترئة ... واسطات وبيروقراطية تجبر المواطن على كره كل ماله علاقة بالوطن! برامج تكشف هذا العوار .. ومقالات غيورين ... ومناشادات من مواطنين يذرفون دموع القهر والحسرة ومع ذلك لا يحدث أي تغيير .. ولا نلمس إلا زيادة الفوضى وعدم الإكتراث .. ! الم يصل الصوت بعد ,, نسمع كثيراً أن أبناء عبدالعزيز لا يرضون هذا .. طيب خذوا أصواتنا أرسلوها لأبناء عبدالعزيز .. ! لماذا لا نستطيع أن نوصل أصواتنا ورسائلنا إلى أبناء عبدالعزيز .. ! من يحول بين المواطن المغلوب على أمره أن يوصل معاناته إلى أبناء عبدالعزيز .. ! رجل يحرم البصر منذ طفولته بسبب خطأ طبي .. والله ليس الخطأ إنما هو الإستهتار واللامبالاة ثم نقول له أنظر إلى الوطن الجميل كم يحبك! شاب يقدم إختراع للبلد ويسميه " صقر العروبة " ويتوقع معلموه أن يقدم الكثير للبلد .. ثم تبتر ساقه نتيجة إستهتار وتأخر في إستقباله ... وقبل أن يستيقظ من المخدر نضع أمامه لوحة " أرفع رأسك أنت سعودي "! والله لوكان هذا الشاب في دولة اخرى من الدول التي تعرف الأثر النفعي لهذه المواهب لوفرت له فريق طبي خاص ولبذلت الجهود لبقاء هذا العقل سليماً من أي متاعب .. !
نحن للأسف الشديد نسترخص الطاقات .. ونستهين بهذه العقول .. ! لتبتر رجله .. ماذا في الأمر! بالله كيف ستكون نفسية هذا الشاب ... حينما يستيقظ من النوم وينظر إلى رجله ثم ينظر إلى مجسم الغواصة " صقر العروبة " بجانب السرير! حالة واحدة مما يحدث في البلد تجبر وزير الصحة في أي دولة من دول العالم المتقدم على الإستقالة رغما عنه .. !
ونحن لا نستحي أن نبروز صورة الوزير في كل ناحية وكأن شيئا لم يكن! أي نفاق وأي قلوب هذه! جانب آخر .. في كندا على سبيل المثال .. يملك الغرباء والطلاب ومن يعمل في تلك الأرض كامل العناية الصحية تماما كما يملكها أي مواطن كندي آخر ويستطيع أي شخص أن يرفع قضية على أي طبيب يضع يخطيء في موضع الإبره! أما في السعودية أعان الله الغرباء ..
صديقي محمد برهان من مورتانيا مات على أثر جرح يسير في المعدة بعد أن تضاعف، حين رفضت كل المستشفيات إستقباله .. ليس فقط هذا بل يقول أحد مديري هذه المستشفيات لنا " هو سعودي .. قلنا: لا .. قال: أجل وشو له متعبين انفسكم عليه ".! متعبين أنفسنا!!!! قبح الله هذه النفوس الحقيرة التي لا ترى إلا نفسها .. وتعتقد أن هذا الشعب هو شعب الله المختار .. واننا ابناء الله وأحباءه!
ذهب محمد إلى أحد المجازر الخاصة .. أو المستشفيات .. وتعاملوا معه كما يتعاملوا مع البهائم وبكل استهتار يعطى بعض الأدوية ذات الأثر المضاد بالخطأ لتتسبب في النهاية بموته رحمه الله ولا سامح الله هذه الكائنات البشرية الحقيرة ... ! لا تفرح أيها السعودي بكلمة ذلك المدير .. وتظن أن الحال سيختلف لوكن "محمد برهان" مواطناً سعودياً .. ! المواطن السعودي العادي الآن يعد غريبا في بلده .. يعامل بإمتهان .. ولا يستحق الإستشفاء والعناية إلا أبناء الشيوخ والطبقة الإستقراطية الرفيعة! ما يحدث هو بحق نذير .. نذير .. !! تعبت نفسي وقلت: نذير!! ما الفائدة .. لست أول من قال هذا الكلام ولست الآخير .. ! وزير الصحة .. يتشرف مؤخرا بالرد ويصب جام غضبه على رجل الأمن في المستشفى الذي يستقبل زوجة محمد المقرن مع أن رجل الأمن ينفذ فقط مايؤمر به .. !
الأستاذ محمد المقرن .. كتب مقالته وأستطاع أن يوصلها إلى السطح .. ! هب أن مواطناً آخر لا يعرف أن يكتب مقاله لكنه يحفظ النشيد الوطني .. ولايزال يذكر شيئا من " بلادي بلادي منار الهدى" .. وحصل على الدرجة كاملة في مادة الوطنية لمدة ثلاث سنوات متتابعة .. أقول هب أن هذا المواطن حدث له ماحدث مع المقرن .. هل يموت بغبنه! أما ماذا .. المقرن علىحد قوله دفع 100 الف للمستشفى الخاص ليتم إنقاذ زوجته .. ! معنى هذا أن الجندي البسيط الذي قدم "القسم" بداية تجنيده (الا يخون وطنه وأن يدافع عنه وأن يضحي بالنفس والنفيس لاجله) وراتبه لا يتجاوز ثلاثة الاف ريال وحسابه لا يحفظ الريال إلى نهاية الشهر ستموت زوجته .. ولا تعالج! من أين يأتي بـ100 الف التي لايحلم مجرد الحلم بهذا فضلاَ أن يجدها في حسابه أو حساب شخص يعرفه حتى .. !
هديل ابنت الحضيف .. ترفض أن تستقبل في مستشفى حكومي بداية الامر، وحين تتدخل الآيادي الخفية تستقبل على الرحب والسعة .. ! لماذا نحتاج كل هذه الأساليب .. الا يكفينا أن نقول نحن مجرد "بشر " لنا الحق أن نعيش وأن نتادوى ... ! ليس كل المواطنين يعرفون أن يصلوا إلى هذه الأيادي الخفية .. هناك ناس تموت بغلها وتموت وهي تلعن الطب وماخلفه الطب .. والواسطه وماخلفته الواسطه .. والبلد بماحمل .. ! وما أكثر الرجال الذين يقهرون في البلد ..
وإلى الله المشتكى! إذا كان الغلا وقلة الرواتب وضنك العيش أمرضت قلوب الناس .. فلا أقل من أن تتداوى هذه القلوب .. لا أن تختم وزارة الصحة عليها بالكراهية .. !(/)
الأحمري أشجع من أن يكتب هذا المقال السخيف .. !
ـ[الباز]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 02:59]ـ
الأحمري أشجع من أن يكتب هذا المقال السخيف .. !
في الحقيقة إنه قد ساءني تحريف (الضباع) العاوية لفتوى العلامة صالح اللحيدان، وساءني أيضاً اعتقاد البعض أن الدكتور محمد حامد الأحمري مقال السخف (مراقب) في مجلة العصر، فالدكتور محمد لديه الشجاعة الكافية لأن يكتب مقالاً يشرح فيه وجهة نظره ضد الشيخ اللحيدان، فقد كتب منذ سنة تقريباً مقالاً لاذعاً إلى (سعادة) وزير الخارجية، وقد انتقد مؤتمر مدريد في الوقت الذي كان التيار فيه مباركاً لذلك المؤتمر.
وقد وقف بشجاعة مع (حزب الله) وإن كنا نخالفه في ذلك الموقف إلا أن الرجل واضح كوضوح الشمس، ولن يفقد جمهوراً أو مؤيدين كما قد فقد في قضية الرافضة لو وضع في حسبانه ذلك في مسألة العلامة اللحيدان، ولذا ليس لديه ما يخسره، ولا يعني كونه مشرفاً على الموقع، أنه مؤيد لما ينشر فيه، فالأحمري أنزه من (جمال خاشقجي) و (المالك) و (هاشم) وبقية أحاديي الرأي الذين لا ينشرون في صحفهم إلا ما يروق لهم ويدعون الحرية.
أكتب ذلك ليس تعصباً للرجل، فقد امتلأتُ حقداً عليه في مسألة الروافض، ولكن إنصافاً له ولتاريخه الشجاع، وكرهاً للدخول في النوايا.
والله الموفق
ـ[الباز]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 08:00]ـ
رفع(/)
تأسيس أول نشاط فلسفي رسمي في السعودية
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 06:07]ـ
ضمن الفعاليات التي يحتويها نادي الرياض الأدبي، اعتمد النادي تأسيس قسم "للحلقة الفلسفية" حيث تنعقد جلسات بشكل دوري لمناقشة مفاهيم وأبحاث وإصدارات فلسفية، وهي ندوة دورية تتم داخل النادي الأدبي بأعضائها التأسيسيين، وتعتبر هذه الحلقة الدورية أول نشاط فلسفي رسمي في السعودية، حيث تستبعد "الفلسفة" من المناهج التعليمية، بما فيها التعليم العالي، وتقتصر المناهج على التحذير من الفلسفة، كما تدرس آراء تكفّر الفلاسفة مثل آراء ابن تيمية عن ابن رشد والغزالي وابن عربي، في الأقسام الدينية من الجامعات!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟
كما تم إلغاء تعليم نظرية داروين في أقسام العلوم الطبيعية بعد أن كانت تدرّس بحذافيرها قبل ثلاثة عقود، وبقيت تدرّس على نطاقٍ ضيق، مع تحريف في بعض المفاهيم التي تتضمنها. يرى البعض أن هذه الحلقة الفلسفية التي بدأت جلساتها "مغلقة" أنها ربما تساهم -حينما تطرح أنشطتها الفلسفية المفتوحة ومطبوعاتها التعليمية- في تخفيف الحدة التي طبعت في أذهان المجتمع السعودي عن الفلسفة، وتضم الحلقة الفلسفية بعض الكتاب والأكاديميين منهم: الدكتور سعد البازعي رئيس نادي الرياض الأدبي والدكتور معجب العدواني والدكتورعبد الرحمن الحبيب والكاتب فهد الشقيران والكاتب عبد الله المطيري. يشار إلى أن الحلقة الفلسفية بدأت أنشطتها بورش حوارية مغلقة.:)
رابط الخبر:
http://media4.org/news/news.php?action=show&id=223
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 06:41]ـ
بدأو في إحياء تراث زنادقة المنطق ... مثل إرسطوا وغيره .......
وهذا منعطف خطير مالم يتصدى له العلماء وطلبة العلم .....
لأن ضرر الفلسفة يصل للعقائد
اللهم أبطل كيدهم .......
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 09:06]ـ
العجيب الربط بين الفلسفة ونظرية دارون.
مع ان الدارونية في الاصل مذهب طبيعي.
نعم نتج عنها ما يسمى بالفلسفة الدارونية كما الفرويدية و الديكارتية.
لكن لا يعني هذا ان هذه النظرية في الاصل من مباحث علم الفلسفة(/)
الحرب الامريكية الاقتصادية العالمية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 06:46]ـ
يكاد المتابع يقضي العجب حين يرى سلسلة تساقط وانهيارات المؤسسات الامريكية المتلاحقة، ممَّا يُفضي بنا الى التأمل و التفكر في الاسباب الحقيقية لهذه المنظومة من الانهيارات.
فالاقتصاد الأمريكي لم يكن يوما اقتصادا متهالكا كحال كثير من الدول الكرتونية، بل مما لا شك فيه ان الميزان التجاري الامريكي بدأ في السنوات الاخيرة للميل نحو كفة الصادرات مِمَّا يعني فقدان عامل العجز التجاري لتبرير تراجع الاقتصاد الامريكي لدى المحللين الاقتصاديين.
بل ان الحكومة الامريكية عملت في السنتين السابقتين على تخفيض قيمة الدولار لضرب "المنتجات الصينية الرخيصة" و كذلك لتشغيل الآبار النفطية الامريكية ذات التكلفة المرتفعة نسبيا، مما أوجد فائضا اقتصاديا لدى حكومة الولايات المتحدة الفيدرالية.
ـ يعزز ارتفاع أسعار النفط والذهب في الوقت الذي تنخفض فيه قيمة الدولار الأمريكي مقارنة بالعملة الأوروبية اليورو الشكوك التي كان كتاب 'حرب العملات' ( The currency war)
الذي صدر في ايلول (سبتمبر) العام الماضي قد أثارها بالحديث عن مؤامرة تعد لتقويض ما يسميه 'المعجزة الصينية' الاقتصادية.
ـ ففي امريكا يتعرض كتاب "حرب العملات" الذي ألفه الباحث الأمريكي من أصل صيني سنوغ هونغبينغ حاليا إلى هجوم من منظمات يهودية أمريكية وأوروبية تتهم مؤلفه بمعادة السامية بسبب تحذيره من تزايد احتمال تعرض ما يسميه “المعجزة الصينية” الاقتصادية للانهيار والتدمير بمؤامرة تدبرها البنوك الكبرى والتي يمتلك بعضها عائلات يهودية من اشهرها عائلة روتشيلد.
ويرى هونغبينغ ان تراجع سعر الدولار و ارتفاع اسعار البترول و الذهب ستكون من العوامل التى ستستخدمهما عائلة روتشيلد لتوجيه الضربة المنتظرة للاقتصاد الصينى.
وقد حقق الكتاب مبيعات قياسية منذ صدوره بلغت نحو 1.25 مليون نسخة إضافة إلى أن عرضه على شبكة الانترنيت قد وفر الفرصة لملايين الصينيين لقراءته ومن بينهم كبار رجال الدولة الصينية ورجال المال والاعمال والبنوك والصناعة.
وتعزو تقارير صحفية اهتمام الصينيين بهذا الكتاب الى مخاوفهم من ان يتعرض اقتصادهم الذي ينمو بشكل حاد لخطر الانهيار فى اى لحظة او على الاقل ان يتعرض لضربة شديدة مشابهة
الى حد كبير لما تعرضت له دول جنوب شرق اسيا "النمور الآسيوية" و هونغ كونغ عشية الازمة الاقتصادية الكبرى للعام 1997، مشيرا إلى بوادر إشارات تلوح في الافق تؤكد أن الصين بدأت تتعرض بالفعل لبشائر ضربة مدمرة لاقتصادها الصاعد أهمها التراجع المتواصل لسعر الدولار والارتفاع الجنونى لاسعار النفط الذي تتزايد حاجة الصين له
و من قبلها اليابان التي تخطت خسائرها من جراء هذه الضربة ما لحق بها من خسائر مادية بعد أن قصفتها الولايات المتحدة بالقنابل الذرية فى أواخر الحرب العالمية الثانية.
واتهم هونغبينغ في كتابه عائلة روتشيلد وحلفاءها من العائلات الكبرى بأنها تتحين الفرصة للنزول بسعر الدولار الامريكي الى ادنى مستوى له (وهو ما يحدث حاليا) حتى تفقد الصين في ثوان معدودة كل ما تملكه من احتياطي من الدولار (الف مليار دولار) محذرا من ان الازمة التي يتم التخطيط لها لضرب الاقتصاد الصيني ستكون اشد قسوة من الضربة التي تعرض لها الاقتصاد الاسيوي في التسعينيات.
ـ إلاَّ أنَّ خصوم هونغبينغ يستندون على العكازة الامريكية البالية و يرددون تلكم السطوانة المشروخة المملَّة فيتهمونه بأنه يميل في كتابه إلى "نظرية المؤامرة" فيما يتعلق بالسيطرة اليهودية على النظام المالي العالمي.
مع أن المؤلف يشير الى انه لم يعد هناك من شك في أن عائلة روتشيلد انتهت بالفعل من وضع خطة لضرب الاقتصاد الصيني كما فعل اليهودي سايروس مع النمور الآسيوية في التسعينات.
(يُتْبَعُ)
(/)
مشيرا الى ان الشيء الذي لم يُعرف بعد هو متى سيتم توجيه هذه الضربة، وحجم الخسائر المتوقعة جراء هذه الضربة التي يحذر الكتاب من أن كل الظروف اصبحت مهيأة لتنفيذها ضد الاقتصاد الصيني الذي يهدد امبراطورية عائلة روتشيلد بعد ان ارتفعت اسعار الاسهم و البورصة وارتفعت اسعار العقارات فى الصين الى مستويات غير مسبوقة مشيرا الى انه لم يبق سوى اختيار الوقت المناسب لتنفيذ الضربة.
ويعتبر هونغبينغ انسحاب عائلة روتشيلد منذ العام 2004 من نظام تثبيت سعر الذهب الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا مؤشرا على قرب تنفيذ عملية تستهدف توجيه ضربة قوية للاقتصاد الصيني.
لذلك دعا هونغبينغ الصين باتخاذ اجراءات وقائية بشراء الذهب بكميات كبيرة من احتياطيها من الدولار مشيرا الى ان الذهب هو العامل الوحيد القادر على مواجهة اي انهيار في اسعار العملات.
ويكشف كتاب “حرب العملات” ان قوة عائلة روتشيلد المتحالفة مع عائلات اخرى مثل عائلة روكفلر و عائلة مورغان أطاحت بستة رؤساء امريكيين لا لشيء الا لأنهم تجاسروا على الوقوف فى وجه هذه القوة الجبارة لمنعها من الهيمنة على الاقتصاد الامريكي من خلال السيطرة على الجانب الاكبر من اسهم اهم مصرف امريكى وهو البنك المركزي الامريكي المعروف باسم “الاحتياط الفدرالي”.
ويوضح الكتاب أن ما يقصده بالظروف المهيئة هو وصول الاحتياطى الصيني من العملات الاجنبية الى ارقام قياسية، تزيد عن الف مليار دولار وهو اكبر احتياطي من العملات الاجنبية تمتلكه دولة في العالم. فيما الاستثمارات و الاموال السائلة تواصل تدفقها من جميع انحاء العالم على الاسواق الصينية و تشهد التعاملات في البورصة الصينية قفزات كبيرة فيما تسجل اسعار العقارات ارتفاعات قياسية.
ويقول هونغبينغ في معرض تحذيره للصينيين، انه عندما تصل اسعار الاسهم والعقارات الى ارتفاعات مفرطة بمعدلات تتخطى السقف المعقول بسبب توافر السيولة المالية بكميات هائلة فانه يكفي للمتآمرين الاجانب ليلة واحدة فقط لتدمير اقتصاد البلاد بسحب استثماراتهم من البورصة و سوق العقارات ليحققوا ارباحا طائلة بعد أن يكونوا قد تسببوا في خسائر فادحة للاقتصاد الصيني.
ـ عوداً مرة اخرى الى المؤسسات المالية الامريكية:
فإذا رجعنا قليلا الى الخلف أي الى قُبيل 5 سنوات تقريباً فستعود بنا الذاكرة الى بعض قضايا الفساد الشهيرة في المؤسسة الأقتصادية الأمريكية وعلى سبيل المثال "انرون" "وورلد كوم" "يونايتد اير لاينز" وغيرها من الشركات العملاقة التي تشكل عصب الأقتصاد الأمريكي.
و الآن جاء الدور على المؤسسات المالية والبنوك التجارية، مثل "بير ستينز"،"ليمان برذرز"و يعد بنك سيتي بانك الأمريكي والذي تملكه سيتي قروب الأمريكية أكبر دائن إنه لبنك ليمان برذورز، و ثم "ميرللينش" واليوم "قولد مان ساكس" و "اي ي جي"
طبعاكثير من الناس لا يعلم ما هو نظام التفليس في امريكا، و الذي لا يعني اكثر من ادراج الشركة تحت نظام اسمه الفصل-11 Chapter-11 ، وهو نظام يحمي الشركات الأمريكية من الدائنين و المقرضين و الملاك. و الشركة تستمر في عملها و الشاهد شركات كثيرة تتداول بسنتات في البورصة و هي لا زالت تعمل في السوق ولكن ضمن رقابة عليها.
أي أن النظام سوف يحمي الشركة ماليا امام الجهات القضائية.
و لذلك فإن الدلائل القائمة تكاد أن تحصر اسباب تراجع الاقتصاد الامريكي في انهيارات مفتعلة.
فكما يعلم الكثير منا ان المؤسسات و الحكومات و الصناديق السيادية في العالم تستثمر ترليونات الدولارات في المؤسسات المالية الأمريكية، و من تلك الدول وعلى سبيل المثال الصين اليابان الخليج سنغافوره كوريا الجنوبيه، و ليس بسر ان السوق الامريكية تستقطب كثيرا من الاستثمارات والودائع العربية، و من الطبيعي أن تكون استثمارت طائلة و مرتجعة كتلك عبئا على الأقتصادات العالمية كالاقتصاد الأمريكي لأنها تعتبر ديوناً على الحكومة الامريكية الفيدرالية.
بينما يرجع المستثمرون الأجانب بأموالهم مع مكاسبها الى بلدانهم.
و بالتأكيد فإن "الصقور" الأمريكان سوف تكون لهم وجهة نظر اخرى، ففي حين أن الأقتصاد الأمريكي لا يتحمل مخاطر سحب هذة الأموال الطائله، فإن حكومة الصقور الامريكية الحالية لا يمكن ان تقف حيال مثل هذا الموضوع مكتوفة الأيدي، لا سيما خلال هذه المرحلة الزمنية، بينما لم يبق في عمر هذه الحكومة إلاَّ أيامٌ قلائل طبعا بالنسبة الى فتراتها المتعددة. .
ـ إذن فمن الممكن جدا أن تقوم الحكومة الفدراليه بتفليس بعض البنوك و الشركات الماليه و من ثَمَّ مصادرة اموالها قانونيا، وبذلك لا يستطيع المستثمر الأجنبي سحب امواله من السوق الأمريكي بل سوف تعتبر ديون معدومة لأن نظام شبتر-11 يحمي هذة المؤسسات من المستثمرين الأجانب وغيرهم، و بذلك تتحقق الفائدة المزدوجة للحكومة المتنفِّذة.
وهذة الخطة مشابهة لخطة تعويم الدولار وفك ارتباطه و تغطيته بالذهب في السبعينات، وبذلك تعتبر الترليونات التي دخلت في الأقتصاد الأمريكي لا وجود لها، و يتخلص الأقتصاد الأمريكي من هذة الديون التي لا يوجد لها غطاء نقدي مماثل من العملة الخضراء.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 11:27]ـ
ياأخي بارك الله عليك
حفظك الله وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنه
وبعد لازال هناك من المتثيقفين واصحاب المنابر الاعلاميه يبتلوننا بتحقير عقولنا ان نظرية المؤامره ضعف رؤيه وبعضهم للأسف اعتبرها شركا بالله!! تماديا فينا
اخي الموفق انا لاأستغرب كيف تم لليهود انفاذ بروتوكولات حكمائهم على العالم ولكن اتأمل في قدرة الله سبحانه وتدبيره في غفلة هذا العالم وعجزهم عن الاحتماء من سيطرة زمرة الصهيونيه اليهوديه عليهم
ويقينا ستأتينا الأيام بما يعجزنا فهمه كيف لهذه المنظومه محكمة السيطره ان تنهار بارادة الله وتلاشي حكمهم وحكمتهم المقدره من رب العالمين بتقدير آخر قد لايكترثون له او انهم هم حرصوا عليه فسبحان الله
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 07:14]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل
وشكرا على مرورك الكريم
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 09:52]ـ
جزاكم الله خيرا على المقال ...
لكن لي رأي مخالف في مسألة المؤامرة ... فلا شك عندي أن المؤامرة واردة قطعا في أحداث جزئية مثل (11 سبتمبر)
لكن القول بأن الأزمة الاقتصادية الآن مقصودة، وخلفها مؤامرة، هذا فيه نظر ...
ومن عاش في أمريكا وعايش نظامها، عرف أن الخريطة المالية معقدة جدا، وليس لأحد - مهما كانت ثروته وسيطرته ونفوذه - أن يلعب بالاقتصاد كله لشدة ضخامته ... فليس لأحد أن يهز الاقتصاد العالمي أو الأمريكي إلا الملك جل وعلا!
وإن كان أعظم القادة والحكماء والعلماء، إمام الأنبياء، رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوى على التحكم في اقتصاد مدينة صغيرة مذكرا بعجز الخلق أمام ربهم جل وعلا بقوله (إن الله هو المسعر)، فأنى يكون ذلك لشرذمة من الشياطين الفجرة!
إن الاقتصاد أرزاق! والأرزاق بيد الملك القابض الباسط وحده - جل وعلا!
نعم، يحتمل أن أغنياء أمريكا تآمروا على خفض قيمة الدولار لحاجة في نفوسهم، لكن لا يعني ذلك نجاح تدبيرهم ... بل انقلب مكرهم عليهم ... وهل تراهم يخاطرون بملاييرهم ويسقطون اقتصادهم مدة من الدهر لمجرد مؤامرة لا يعلمون عواقبها؟!
إن السبب وراء الأزمة الأمريكية واضح - كما يقول الخبراء - وهو عجز من اقترض لشراء البيوت عن دفع الديون إلى البنوك ... ,و إذا علمت أن أعظم مظاهر الربا الفاحش في أمريكا هو ربا شراء البيوت، فإن التفسير الوحيد لأزمتهم هو قول ربنا جل وعلا (يمحق الله الربا)
وأخيرا، فمن الخطورة بمكان أن نضخم من قوة الشياطين بغير برهان ولا دليل، ونصورهم على أن لهم لوحة مفاتيح يدبرون بها شؤون البشر ... إن ذلك لمن التخذيل للمؤمنين ... إنهم والله يألمون كما تألمون، وإن كيد شياطين الإنس والجن لضعيف! ولكن أزمة البشر اليوم هي (جلد الفاجر وعجز الثقة) والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 12:07]ـ
هل دبرت أمريكا الأزمة المالية العالمية للاستيلاء على أموال العرب؟!
من موقع المسلم:
http://www.almoslim.net/node/100476(/)
الغنوشي: القرضاوي لم يتعاون مع جيوش الكفر ويسهل لها احتلال بلاد اسلامية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:40]ـ
المصريون ـ خاص: بتاريخ 19 - 9 - 2008
تفاعلت ردود الفعل حول البيان شديد اللهجة الذي أصدره العلامة يوسف القرضاوي، ونشرته المصريون أول أمس، والذي رد فيه على "تطاول" وكالة الأنباء الإيرانية عليه وسبابها له وتكفيره بنسبته إلى من أسمتهم "أعداء أهل البيت"، فقد نشر الشيخ راشد الغنوشي الداعية الإسلامي المعروف ورئيس حركة النهضة التونسية المعارضة بيانا أمس تضامن فيه بقوة مع الشيخ القرضاوي ودافع فيه عن موقفه وأكد على صحة الاتهامات التي أطلقها القرضاوي ضد محاولات التغلغل الإيراني في المجتمعات الإسلامية السنية بما يهدد وحدة الأمة ويحرك الفتن، وللمرة الأولى اتهم الغنوشي إيران بتواطؤها مع العدوان الأمريكي على العراق وتعاونها مع قوات الاحتلال لتدمير العراق واحتلاله وأنها ظلت تمتن على الأمريكيين بهذا "الجميل" وقال الغنوشي في بيانه (هل تعاون "القرضاوي" مع جيوش الكفر وسهل عملها في احتلال بلاد إسلامية وأغراها بذلك وامتن به عليها؟ هل جعل دينا له يتعبد به ربه لعنَ أحب وأقرب الرجال والنساء إلى قلب صاحب الدعوة ممن مات وهو عنهم راض، وكيف يأتي القرضاوي شيئا من ذلك، وهو رأس مذهب جمهور المسلمين)، وهو يشير بذلك أيضا إلى ترويج الإيرانيين لمذهبهم الذي يسب أصحاب النبي ويلعن الصحابيين الجليلين والخليفتين الراشدين أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب، رضوان الله عليهما ويسب أمهات المؤمنين، وحمل الغنوشي بشدة على وكالة الأنباء الإيرانية ووصف اتهاماتها للشيخ بأنها "سافلة ورخيصة"، وأضاف قائلا: (كان القرضاوي ولا يزال صوت الأمة الذاب عن عقائدها، المدافع عن مظلوميها، الشاد من أزر قوى المقاومة حيثما كانت، وذلك ما يفسر استهدافه المتواصل من طرف كل القوى المعادية للأمة ولدينها، فكيف غاب كل ذلك عن محرر وكالة الأنباء؟! أوليس من التجني على هذا الرمز هذه المحاولة الفاشلة الرخيصة لتلويث هذه السيرة العطرة؟ فماذا أتى القرضاوي بالضبط حتى يوجه إليه كل هذا السيل من الاتهامات؟.) وقد أكد الشيخ راشد الغنوشي أبرز زعماء المعارضة التونسية معلومات الشيخ القرضاوي عن الجهود الحثيثة التي تبذلها إيران من أجل اختراق المجتمعات السنية لنشر التشيع وتقسيم المجتمع طائفيا، وأوضح بأن الإيرانيين استغلوا الشقاق بين الحركات الإسلامية السنية وبين النظم السياسية في العالم السني من أجل الترويج لمذهبهم أحيانا بدعم من السلطات المحلية، وأضاف قائلا: (لقد عبر الشيخ القرضاوي عن انزعاجه من تفشي هذه الظاهرة في مصر حيث تستغل بعض المراجع الإمامية ما يتوفر لديها من أموال طائلة، تستغل بها ما تعيشه بلاد شمال إفريقيا، ومنها مصر من أوضاع فوضى وفقر وتصارع بين الحركة الإسلامية وأنظمة الحكم، بما شغل الأنظمة عن أداء واجبها في الدفاع عن أحد أهم أعمدة النظام العام، أعني الإسلام في صيغته التي أقرها جمهور الأمة، بل لم تكتف تلك الأنظمة السلطوية بكف أيدي المجتمع المدني ممثلا في الحركة الإسلامية عن القيام بذلك الواجب، بل عمدت إلى تسهيل عمل أولئك الدعاة الشيعة المتخصصين والمدعومين بأموال طائلة تنحدر عليهم من جهات شعبية، وربما رسمية) ودعا الإيرانيين إلى أن يبذلوا هذه المليارات لدعوة من يدينون بالشرك والوثنية في أقطار العالم بدلا من محاولة صناعة الفتن باختراق المجتمعات السنية وأضاف (فلماذا لا تصرف الجهود في موضعها الطبيعي لدعوة مليارات البشر الذين يموت كل يوم معظمهم على الشرك بسبب تقصير المسلمين بكل مذاهبهم عن أداء الواجب الشرعي في إبلاغهم كلمة التوحيد؟! وذلك بدل نشر الفتن والصراعات داخل صفوف مجتمع سني أو آخر شيعي .. إنه جهد يقرب من العبث أيا كان مذهب القائم به)، وأكد الغنوشي كذلك حق الشيخ القرضاوي في التحذير من مغبة نشر التشيع ومعه انقسام المجتمعات التي كانت لا تعرف الطائفية مما يؤدي إلى الفظائع والدماء التي فجرتها إيران في العراق الذي مزقته الفتن الطائفية بدعم من الأمريكيين والإيرانيين على سواء، وقال (من حق الشيخ القرضاوي باعتباره رأس علماء السنة من موقعه التوجيهي ومسئوليته أن ينبه إلى خطر ما يحصل من اختراقات في المجتمعات السنية الخالصة من قبل بعض دعاة التشيع، بما يؤسس في تلك المجتمعات إلى فتن مذهبية هي في غنى عنها، وهو ما اكتوت بناره هذه المجتمعات ذاتها في مصر وشمال إفريقيا أيام حكم الشيعة الإسماعيلية، فكانت سوابق دامية لا يتمنى أحد ولا في مصلحة أحد زرع بذورها مجددا، ولا تزال تكتوي بنارها بعض المجتمعات الإسلامية، وما يحدث في العراق شاهد لا يغري بتصدير ذلك النموذج إلى بلاد أخرى قد أراحها الله منه.) وأضاف الغنوشي تأكيده لما ذهب إليه الشيخ القرضاوي من وصم ما تدين به إيران بالإبتداع والغلو في الدين حيث قال: (والمشكل مع إخواننا الشيعة هو الغلو محبة وكرها؛ محبة لأسرة النبوة تخرج عن حدود الشرع، حتى تنسب لهم عصمة هي للأنبياء، بل حتى فعالية كونية هي اختصاص إلهي، وكرها لغالبية أصحاب رسول الله، تجردهم من كل فضل شهد لهم به الكتاب والسنة ووقائع التاريخ.) من جانبها حرصت مراجع شيعية عديدة في العالم العربي على محاولة احتواء تداعيات تصريحات القرضاوي الخطيرة التي أماطت اللثام عن مخاطر العبث الإيراني الطائفي في البلاد العربية، كما امتنع الشيخ محمد حسين فضل الله عن التعليق وحاول بعض علماء الشيعة بالسعودية الاعتذار عما حدث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 12:17]ـ
يا رب!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيك ..
أسأل الله التوفيق للشيخ: " القرضاوي "، و " للغنوشي "، وأن يستمرا على هذا الموقف الصريح من الرافضة ومخططاتهم. ولعلها بداية " صحوة " لكثيرين، بعد أن خدرتهم دعايات أعداء الصحابة سنين عددا ..
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 11:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بكل صدق هذا الموقف هو اللازم والواجب من تلك الفئه المارقه
وأقول: لقد تأخر الشيخ القرضاي فى هذا الموقف سنوات طويلة
بعد أن وقف العابثون بعقيدة الامة ودينها بكل قوة وفخر عندنا فى غزة
وقفوا مع الشيعة وناصروهم, بل وقام كبير القوم يقول: رحم الله الامام الخمينى وجعل يمدح ويثنى عليه
على مسمع ومرأى من أتباعه
وضرب دعاة الحق والسنه لاجل ذلك
والله الموعد وهوحسبنا ونعم الوكيل
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 01:25]ـ
لكن المشكلة ياإخوة أن القرضاوي لازال ينظر الى الرافضة بأنهم مسلمون!!!
و أيضاً في لقاءه مع الصحيفة تحدث عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بكلام لا يرضي رب العباد حين وصفهم بالمتعصبين و يرون أنفسهم على صواب و غيرهم على خطأ.
و أتعجب و الله من الرافضة كيف قامت قائمتهم لأجل وصفه لهم بالمبتدعين و لم نسمع عن المدافعين عن دعوة التوحيد ولو كلمة في الانكار على القرضاوي نبزه لدعوة التوحيد بالمتعصبين و "الوهابية".
و الرجل لا ينكر صحة التعبد بالمذهب الرافضي و لكنه يقول بأن هناك اتفاق بينه و بين علماء الرافضة على أن لا يبشر أحد من الفرقتين بمذهبه في بلد الآخر.
أما قضية التشيع فهي تثير القلق و الرعب فقد انتشر التشيع حتى وصل الجزائر ووصل الى فلسطين التي لم تبتلى بهذا المذهب عبر تاريخها و السبب القرضاوي و دعوته للتقريب مع الرافضة فقد استغلوا الاتفاق المذكور سابقاً في نشر تشيعهم في غفلة من القرضاوي و دعاة التقريب و كان موقفه في تلك الفترة اذا صدرت فتوى من علماء السنة في التحذير من الرافضة التبرء منها و أنها تشدد و دعوة للفرقة بين الأمة الاسلامية!
نسأل الله يهدي ضال المسلمين و يكفينا شر الرافضة و مخططاتهم التي تريد نشر التشيع الى مكة و المدينة.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحتى في رده الآن لم يقول فيهم كلمة حق على ماهم فيه من شرك ومحالفتهم مع فرق الشيعه الأخرى التي تؤله علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكيف ان الشيعه فرضوا اجندتهم على كامل المنطقه ولن اعرض على مايحدث في الحرمين الشريفين الا بحسبنا الله ونعم الوكيل حتى لااسجل رقم قياسي لايمكن كسره في المحذوفات
المهم ان القرضاوي مرشح ولاأعلم يقينا علمه بهذا ولكنه مرشح لزعامة السنه دينيا في المنطقه وأخشى ان هذه مجرد دعايه مثل دعايات منعه من دخول بريطانيا وامريكا والتي آوت من هم أقرب لرؤية الظواهري ويجري العمل على ان يكون له انصار واتباع في باقي مناطق العالم العربي وهنا تخطيط محكم للقضاء على اتباع دعوة المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب الملتزمين وخلق من هم اكثر تلطفا مع الاستعمار الاكثر فاعليه مستقبلا الذي لن نعلم فيه الا ان الله هو ماترغب الامم المتحده ان تعلمنا به
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 03:36]ـ
سبحان الله!! كانوا يسبون الصحابة ويكفرونهم ويرمون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الطاهرة المطهرة يرمونها بالفاحشة ولم يغضب القرضاوي ولا الغنوشي ولم يصدروا بيانا، ولما تكلموا فيه هو قامت الدنيا ولم تقعد!!!
ـ[أبو حاتم حفيد الصديق]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 12:50]ـ
لا أعجب من شيء عجبي من قوم يجعلون أنفسهم محور الدين والدعوة، الله المستعان.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 02:59]ـ
كيف لم يتعاون مع جيوش الكفر على احتلال بلاد المسلمين، وهو الذي أجاز "للمسلمين!! " في الجيش الأمريكي بجواز قتال الطالبان وقتلهم، بدافع الوطنية ومحاربة الإرهاب ..
وفتواه المشؤومة بيّنت بوضوح مدى التناقض الذي يعيش فيه القرضاوي .. فقبل أسابيع قليلة منها، أفتى بأن الجهاد في أفغانستان فرض عين على كل مسلم .. ثم بعدها أفتى لأدعياء الإسلام في الجيش الأمريكي بجواز قتال الطالبان وقتلهم، خدمة للوطنية الأمريكية ..
والله المستعان
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 06:21]ـ
اقتباس
كيف لم يتعاون مع جيوش الكفر على احتلال بلاد المسلمين، وهو الذي أجاز "للمسلمين!! " في الجيش الأمريكي بجواز قتال الطالبان وقتلهم، بدافع الوطنية ومحاربة الإرهاب ..
اين مصدرك اخى الكريم؟ وعمن تنقل؟
اذكرك بحديث حبيبك المصطفى بئس مطية الرجل زعموا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 06:50]ـ
هذه هي الفتوى من موقع القرضاوي، للمدعو سليم العوا:
http://www.islamonline.net/arabic/contemporary/Arts/2001/article10c.shtml
وهذا هو تبرير القرضاوي المشؤوم لهذه الفتوى ودفاعه عنها:
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/arts/2001/article10d.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 12:07]ـ
هذه هي الفتوى من موقع القرضاوي، للمدعو سليم العوا:
http://www.islamonline.net/arabic/contemporary/Arts/2001/article10c.shtml
وهذا هو تبرير القرضاوي المشؤوم لهذه الفتوى ودفاعه عنها:
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/arts/2001/article10d.shtml
اخى ابا شعيب بارك الله فيك ومشكور على غيرتك على دينك
واتمنى ان اجد ردودا للعلماء على ماجاء فى الفتوى فهى تحتاج تفنيد من اهل العلم لبيان مافيها فالامر دين فليس لمثلى مثلا ان يتسرع ويدفعه حماسه لمهاجمة فتوى لهذا او ذاك
بارك الله فيك اخى الكريم
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلف لنا خير منها
اللهم انا نسألك العفو والعافيه فى الدين والدنيا والأخرة(/)
في إنذار على يد محضر .. مطالبة وزير الثقافة بطبع وتوزيع موسوعة المسيري أسوة بكتب العري
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:46]ـ
كتب صبحي عبد السلام (المصريون):: بتاريخ 19 - 9 - 2008
طالب المحامي نبيه الوحش في إنذار وجهه على يد محضر لوزير الثقافة فاروق حسني بطبع مؤلفات العالم الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري، خاصة الموسوعة الشهيرة "اليهود واليهودية والصهيونية" لتكون بيني يدي الناس بسعر مقبول.
وحث الوحش، وزير الثقافة على إصدار تعليمات لقصور الثقافة التابعة لوزاراته بطبع وتوزيع الموسوعة بأسعار رمزية، أسوة بطبعها وتوزيع الراويات والقصص التي تدعو وتحرض على العري والجنس أو تتطاول على المقدسات مثل رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر.
واعتبر الإنذار أن طبع وتوزيع الموسوعة هو من صميم دور وزارة الثقافة في تنوير الشعب والارتقاء بثقافته، مهددا برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في حال تقاعسها عن طبع وتوزيع مؤلفات الدكتور المسيري خاصة موسوعته الشهيرة لإلزامها بطبع وتوزيع هذه الموسوعة التاريخية الهامة.
يذكر أن موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" هي عمل موسعي ضخم قام على إعداده و تقديمه الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري وذلك في سبع مجلدات كبيرة الحجم.
تتناول الموسوعة الأحوال الاجتماعية والسياسية التي صاحبت الجماعات اليهودية من قديم الأزل وحتى العصر الحديث، وكافة الشئون الحياتية لهذه الجماعات منذ العبرانيين وانتهاءً بدولة إسرائيل، وذلك بالتركيز على أحوال هذه الجماعات في البلدان التي تواجدوا فيها ودراسة الظروف المحيطة بهم.
كما تتناول موسوعة المسيري الشخصيات التي أثرت في التاريخ اليهودي من غير اليهود من أمثال نابليون بونابرت وهتلر, وتطرقت أيضًا إلى شعائر الديانة اليهودية وتأثرها بالديانات المختلفة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:47]ـ
وفى حوار للدكتور مع موقع الاسلام اليوم
ذكر أن كتبه او بعضها ممنوعة فى امريكا فى وقت ما او الى الان كل هذا الشك منى
رحم الله الدكتور المسيرى(/)
[اعترافات ((طرقي)) قديم] للشيخ الأستاذ محمد السعيد الزاهري الجزائري-رحمه الله-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 07:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اعترافات ((طرقي)) قديم
بقلم الأستاذ الشيخ محمد السعيد الزاهري-رحمه الله تعالى-
(العضو الإداري في جمعية العلماء المسلمين)
[ولاء وبراء طرقي!!]
كنا جماعة من الناس، يوفي عددها على العشرين، وكنت أنا أتحدث إليهم عن رجل كنت عرفته منذ ثلاث عشرة سنة، في بلدة ... من بلاد ... كان طرقيا متعصباً،ثم تاب وأصلح ولم يعد يؤمن بخرافة ولا طريق، وكانت بيني وبينه معرفة وصحبة، وهو حينما كان طرقيا كان لا يفرح بانتشار الإسلام كما يفرح بانتشار الطرقية التي ينتسب إليها، فإذا سمع برجل دخل دين الله، سأل عنه هل اعتنق"طريقته"أم لا؟ فإذا لم يعتنقها [تعامى] وتصامم، وإذا سمع أن مسلما اعتنق الطريقة التي يعتنقها هو اهتز طرباً، وكاد يطير من شدة الفرح والسرور. وإذا نزل بالإسلام أي مكروه تصامم صاحبنا كأن الأمر لا يعنيه ولا يعني دينه، أما إذا أصابت"طريقته"مصيبة ما، اغتم لها واهتم.
[عمل الأسياد فوق شريعة رب العباد]
وقلت لهم أن هذا الرجل كان مضى ذات [يوم] إلى بلدة ... لبعض شأنه، -وهو لا يزال [يومئذ] طرقيا- فاجتمع عند "قائدها" بطالب من طلبة العلم، وكان"القائد"لا ينتسب إلى الطريقة التي ينتسب إليها صاحبنا، بل كان رجلا مصلحاً لا تشوب عقيدته شائبة من شوائب الشرك والضلال، وظن الرجل بالطالب سوء الظن، فكرهه واجتراه واحتقره وازدراه، لا لشيء سوى أنه (فيما ظن) يخالفه في الطريق وليس"أخاه من الشيخ"، ولما رجع إلى بلده جعل ينتقد الطالب وينكر عليه، ويقول عنه أنه ليس من أصحاب "التحصيل"،وأن نصيبه في العلم تافه قليل، وأنه"مدمن على شرب الدخان"،وكنت أنا أنهاه عن هذا الغلو في الإنكار، فلم يكن يحفل بما أقول، وما هي إلا أن مضى علينا شهر واحد حتى كان عيد الأضحى، فزار صاحبنا"الزاوية التي ينتسب إليها بمناسبة هذا العيد فيمن زارها من الأتباع والمريدين، فلقي فيها ذلك"الطالب"بعينه، وقد صار أستاذاً يعلم أبناء الزاوية ويلقي فيها على الناس بعض الدروس، فرجع الرجل يمدح هذا الطالب ويطريه ويبالغ في المدح والإطراء، وقال لي: لقد حضرت أنا نفسي على هذا"الشيخ"درساً في التوحيد يلقيه على أسيادنا، فظننت أن الإمام الأشعري هو الذي يلقي هذا الدرس علينا، فقلت: لقد أصبح الطالب في نظرك شيخاً نظير الإمام الأشعري، ولكن في أي مسألة من مسائل التوحيد كان درس هذا الشيخ؟ قال كان في مسألة "كرامات الأولياء"، وقد ذكر من كرامات شيخنا أكثر من مائة وخمسين كرامة، فقلت له: يا فلان، هل نسيت ما كنت تقوله يوم لقيت هذا الطالب في ... من أنه قليل العلم مدمن على التدخين، فقال: أما ما قلته عنه من قلة العلم فقد كنت مخطئاً فيه، واليوم تبين لي أنه غزير العلم، وحسبك أنه أستاذ لأسيادنا، وأما أنه مدمن على شرب الدخان، فهذا أمر لا بأس به، لأن أسيادنا هم أنفسهم يدخنون ويدمنون على التدخين، ويدمنون على ما هو أكثر من الدخان أيضا، من غير أن يقدح ذلك في مروءتهم أو في دينهم، فقلت: إن المدمنين على هذه الآفات هم ممن لا مروءة لهم ولا دين، قال: لا يقول كلامك هذا إلا من كان"مسلوباً من الإيمان"،قلت: ويحك، فهل تعتقد أن تعاطي هذه الآفات هو أمر مباح؟ قال: لا، ولكني أعتقد أن الإنكار على"أسيادنا"، لا يجوز مهما ارتكبوا من الكبائر والموبقات، قلت: وهل"أسيادك"هم فوق الشرع الشريف حتى لا تنالهم أحكامه؟ قال: دعنا من هذا الكلام.
[جاهلية أيام الصوفية]
وذكرت لهم أن هذا الرجل قد تاب وأصلح، وأصبح لا يؤمن بسيادة هؤلاء، بل يسمي محسنهم محسناً ومسيئهم مسيئاً، وأصبح لا يشرك بالله شيئا، لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا ولياً صالحاً، ولقد لقيته أخيراً فإذا هو من المصلحين، وقد حدثني عن نفسه كثيراً، وكان إذا ذكر الأيام التي كان فيها طرقيا، وصفها بأنها أيام"جاهلية"فيقول كنت في جاهليتي أعتقد كذا وكذا ... وأفعل كذا وكذا ...
[تحريف المعاني سمة كل جاني]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان في الحاضرين"طرقي"قديم، قد انظم إلى المصلحين أخيراً، فقال: وأنا الآخر كنت طرقيا، وكنت متعصباً عنيداً، لا أحب إلا طريقتي وإخواني فيها، وكنت أحمل كراهية شديدة لأتباع الطرق الأخرى، الذين ليسوا "إخواني في الشيخ"!!، وكل إخواني في الطريق يبغضون من لا يكون على طريقتهم، ويستدلون لهذه البغضاء التي يحملونها لإخوانهم المسلمين بقوله تعالى: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} [آل عمران:73] ويعتقدون أن هذه الآية الكريمة، إنما تحثك على أن تحب أخاك في الطريق، وتحثك على أن تقاطع المقاطعة التامة كل من لا يكون معك على دينك أي على محبة الشيخ!! وأنا نفسي ما فهمت هذه الآية على وجهها إلا بعد أن حضرت درساً لعالم من هؤلاء العلماء المصلحين، فقد سمعته ينهى عن بغض الغير وعن كراهيته لمجرد أنه يخالفك في الدين أو العقيدة، واستدل على ذلك بقوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره، لعلهم يرجعون (72) ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} [آل عمران:72 - 73]، وهنا فقط عرفت أن إخواني في الطريق قد حرفوا هذه الآية الكريمة عن موضعها، وأن طائفة من أهل الكتاب هم الذين يتواصلون بكراهية الغير وبغض من لا يتبع دينهم فيما حكى الله عنهم بقوله: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} [آل عمران:73]، وقد رد عليهم الله تعالى هذا القول فقال: {قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} [آل عمران:73]، وهكذا كثير من الآيات تكون في الحث على الخير ولكننا نفهمها على عكس المراد.
[بطلان صلاة الخليقة بمخالفة تعاليم الطريقة!!]
وكان من كراهيتنا لأتباع الطرق الأخرى، أننا لا ننزل ضيوفاً إلا على من تبع ديننا (طريقتنا)، ولا نكرم ضيوفاً لا يكونون على طريقتنا، ولا نجتمع معهم في حلقة ذكر، وأذكر أن رجلا كان أخانا من الشيخ، له مكانة بيننا وكنا نحبه ونحترمه، وما هي إلا أن أخبرنا أحدنا بأنه رآه في بلدة أخرى، في حلقة ذكر لطائفة أخرى، حتى كرهناه وهجرناه، وأخبرنا سيدنا به وبما فعلنا، فقال، نعم ما فعلتم، لا تتساهلوا فيمن يخل بشيء من آداب الطريق، ولا تخالطوا من يفسد عليكم نيتكم في الشيخ، ولا تصلوا وراءهم، وكل من صلى منكم وراء إمام ليس على طريقتنا، ولا يجتمع معنا على محبة الشيخ، فصلاته باطلة تجب عليه إعادتها!!
[شرط صحة النكاح، اعتناق طريقة الأشباح]
وسأل رجل وقال: يا سيدنا إني أريد أن أستشيرك في أمر يهمني، قال وما هو؟ قال: إن ابني قد كبر، وأردنا أن نزوجه، وخطبنا له كريمة فلان إلى أبيها، فوعدنا خيراً، ولكنها من بنات طريقة أخرى لا من بنات طريقتنا، وهي فتاة من الفتيات الصالحات، فقال له سيده: وكيف تكون صالحة، وهي ليست من بنات طريقتنا؟ ولم تدخل زاويتنا قط!!،فقال الرجل: عسى الله أن يهديها فتعتنق طريقتنا، وتزور زاوية سيدنا، فقال له سيده: اشترطوا عليها أن تترك طريقتها إلى طريقتنا، فإذا رضيت بهذا الشرط فذلك ما كنا نبغي، وإلا فلا تعزموا عقدة النكاح.
وتكلم له رجل وقال: يا سيدي، إن الآنسة فلانة، التي توفي عنها أبوها أخيراً، وكانت من بنات طريقتنا، قد أعجب بها فتى ليس منا، فأبت أن تقبله لها بعلاً حتى يترك طريقته إلى طريقتنا، وقد تزوجها على هذا الشرط وأصبح أخاً لنا في الشيخ، فقال سيدنا: أحسنت هذه الآنسة، وهي محبة في الشيخ، وإن عملها هذا هو من الصالحات، ومن أفضل ما يقربها إلى الله زلفى، ففرحنا نحن بها، وصرنا نسميها"سكينة"تشبيهاً لها بسيدتنا سكينة بنت زين العابدين رضي الله عنها.
[رحم الطريقة أولى من رحم القرابة]
قال الراوي: ولا أكتمكم، أنه قد يكون بيني وبين الرجل صلة القربى، وقد تجمعني به الروابط والصلات، وقد يكون مهذباً ولكني لم أكن أثق به ولا أطمئن إليه، لا لشيء سوى أنه لا يرافقني في الطريق!! وقد يكون الرجل لا قرابة بيني وبينه، وليس بيننا أية صلة أخرى، ولكني أثق به وأطمئن إليه، و أشعر نحوه بحب شديد لا لشيء سوى أنه أخي من الشيخ، هذا هو ما كان يوصينا به أسيادنا ورؤساء طريقتنا جميعاً.
[بين حب اليهود وبغض القراميط]
وكان اليهود في بعض نواحي الصحراء، قد دخلوا هم أيضاً في الطرق الصوفية، من غير أن يدخلوا في الإسلام، وكان قد اعتنق طريقتنا منهم عدد غير قليل، فجعل سيدنا عليهم (مقدما) يهودياً منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الراوي: ولا أكتمكم، أننا كنا نحب هذا المقدم اليهودي، ونحب هؤلاء اليهود، الذين هم إخواننا من الشيخ، أكثر مما نحب أي مسلم من المسلمين، الذين يتبعون الطرق الأخرى، وكما أن اليهود يسمون غيرهم-[الكوييم]- فإننا نحن أيضاً نسمي غيرنا من المسلمين باسم القراميط.
وبالجملة، فلم نكن نعرف الحب في الله، والبغض في الله، وإنما كنا نعرف الحب في الشيخ والبغض في الشيخ.
[أوراد مبتدعة بكيفيات مخترعة]
على أن الطرق الأخرى يحمل أتباعها لنا من الضغينة والحقد أكبر مما يحمل أتباع طريقتنا، فقد جربت ذات يوم أن أتودد إلى أهل طريقة، فرفضوا ودادي، وذلك أن جلست معهم في حلقة لهم عقدوها لتلاوة أورادهم، وكان من عادتهم أن يغمضوا أعينهم عند تلاوة هذه الأوراد، وكان من عادتنا نحن أن نفتح أعيننا، وأن لا نغمضها عند قراءة الأوراد، وما هي إلا أن عرفوا أنني لا أغمض عيني حتى طردوني، وقالوا لي: أنت لست من طريقتنا!!
[همة الشيخ، تغدق علينا الأرزاق أم تورث غضب الخلاق!!؟]
وكنت أعتقد أن الرجل منا إذا بسط الله له الرزق، فربحت تجارته أو صلحت ذريته أو بارك الله له في عمل من أعماله، فليس معنى ذلك أن العناية الربانية قد حفت به، بل معنى ذلك أن معه همة الشيخ!! ولا نطلب من أحدنا أن يحسن ظنه بالله بل نطلب منه أن يحسن ظنه بالشيخ!.
[توحيد الأسياد أم توحيد رب العباد!!؟]
ولا نقول من مات وآخر كلمة قالها"لا إله إلا الله"دخل الجنة، بل نقول: من مات وهو يلهج باسم الشيخ دخل الجنة دون حساب ولا عقاب، وقد مات رجل منا، فجاء أقاربه إلى سيدنا رئيس الزاوية المركزية، وقالوا له: لقد بقي اسم الشيخ سيدي فلان (جدك)، في فم المرحوم إلى النفس الأخير من حياته، فقال سيدنا: مات شهيداً، وهو اليوم في أعلى عليين.
[الجاهل الغني أرفع منزلة من العالم التقي!!]
وكان لطريقتنا مقدم في إحدى النواحي قد توفي إلى رحمة الله، وأراد شيخنا صاحب الزاوية أن يسمي لطريقتنا مقدماً آخر في تلك الناحية، ودعانا إليه نحن خواصه، يستشيرنا فيمن يصلح أن يخلف"المقدم"المرحوم في مهمته، فدللته أنا على طالب علم فقيه من أهل تلك الناحية، كلمته عندهم مسموعة، وله عليهم نفوذ، فقال سيدنا: إياكم من الفقهاء، وإياكم من طلب الوقت، فإنهم زنادقة المقت، لا"نية لهم"،وهل رأيتم تيساً يدر و"يحلب"؟ قلنا: اللهم لا، قال: كذلكم الطالب، "لا يزور"ولا خير فيه.
وتكلم آخر فدله على رجل هو من عباد الله الصالحين المتقين، لم يعرف أهل ناحيته أمتن منه ديناً، ولا أصلح منه حالاً، فقال لنا سيدنا: وهذا الرجل أيضاً لا يصلح لنا، قلنا: ولماذا؟ قال: لأنه من الذين لا يجدون ما ينفقون، ونحن في حاجة إلى صاحب ثروة ويسار، إذا نزلنا في ضيافته، أكرمنا وأطعمنا وسقانا مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وقد تكون معنا حاشية وخدم وننزل عنده على الرحب والسعة، وإذا كنا نريد الزيارة أجزل لنا الهدية والعطاء ... فقلت في نفسي: إن سيدنا في الحقيقة يريد صاحب فندق (هوتيل) يقيم فيه مجاناً، لا يدفع أجرة الخدمة والمبيت، وله ثمن الطعام والشراب، وما أظنه يريد مقدماً للطريق!!
وأرسلنا سيدنا إلى صاحب ثروة عظيمة في تلك الناحية، وأخبرناه أن سيدنا قد أنعم عليه فجعله مقدماً، وكان رجلاً قتل الدهر تجربة وخبراً، فأبى وامتنع من القبول، فطلبنا منه أن يقبلها لابنه فقال: ويحكم يا هؤلاء!! وكيف أرضى لابني ما لا أرضاه لنفسي؟ ودعا بابنه وقال له ونحن نسمع: يا بني هل تريد أن تكون خادماً؟ قال: لا، قال: إذا أنا أفضيت إلى عملي فإياك أن تكون"مقدماً"لأية طريقة من هذه الطرق، فإنك إذا فعلت، نزل عليك الشيخ بخيله ورجله، فإذا دارك فندق"مجاني"، وإذا أنت وعيالك وأولادك تقومون على خدمته وخدمة حاشيته، ثم إذا ربحت وأفلحت، قال الناس: لقد أفلح ببركة الشيخ، وإذا أصابك مكروه قالوا:"دقه" الشيخ، وظنوا بك الظنون، وإذا أنت رضيت أن تكون مقدماً، فاعلم أن الشيخ لا يكفيه منك يومئذ قليل ولا كثير، فخير لك أن تترك هذا الأمر للذين قد يتعايشون عليه.
[البراق الصوفي: بين الاحتيال والإضلال]
ورجعنا إلى الزاوية نخبر"سيدنا"بما جرى، وكنا مساء الجمعة، فلم يقابلنا لسفره إلى مكة، وهو يسافر إليها يوم الجمعة من كل أسبوع، ولا يراه "الزوار"إلا يوم السبت، فانتظرنا إلى صباح السبت، وأخبرناه بما وقع، فتأسف واغتم كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد ذلك عرفت السبب في أنه لا يرى الزوار إلا يوم السبت، وذلك لأن يوم السبت هو يوم يتقاضى فيه العملة الأجراء أجورهم من مخدوميهم الإفرنج.
أما يوم الجمعة فهو آخر الأسبوع، يكون فيه الزائر خالي الوفاض بادي الأنفاض، لا يقدر أن يزور الزاوية فيه بشيء.
[زر غباً تزدد بعداً!!]
قال الراوي: وكنا ذات يوم عند سيدنا، فجعل يذاكرنا في مناقب الشيخ مؤسس طريقتنا، فذكر لنا عنه كثيراً من الفضائل والمعجزات، وذكر لنا أن مريده لا يشقى أبداً، وأنه حرام على النار لا يدخلها مهما كان مذنباً عاصياً، وحثنا على الزيارة وقال:"زوروا تنوروا"، وقال: من زارنا بفرنك كتب له عند الله عشرة فرنكات، واستدل على ذلك بقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله، عشر أمثالها} وقال: الحسنة هي ما تدفعه"زيارة"، وهكذا يحرف كثيرا من الآيات الكريمة.
[منزلة الشيخ الولي فوق الرسول وقرب النبي-صلى الله عليه وسلم-!!]
واستأذنه رجل في الكلام فقال: إنه رأى النبي-صلى الله عليه وسلم-، وقص علينا رؤياه، قال: ثم رأيت"الشيخ"وأنت إلى يمينه، وقال لي: خذ العهد عن ابني هذا، ففرحوا جميعاً بهذه الرؤيا، ونسوا رؤياه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فلم يذكروها.
وترى الواحد منهم يخطر بباله"الشيخ"مائة مرة في اليوم, ولا يخطر بباله النبي-صلى الله عليه وسلم-ولا مرة واحدة، وهم حينما يصلون عليه-صلى الله عليه وسلم-إنما يطيعون الشيخ في تلاوة صيغة الصلاة التي اختارها، ودليل ذلك أن كل طائفة تتلوا صيغة شيخنا، ولا تتلوا الصلاة الإبراهيمية التي ورد بها الحديث الصحيح.
وتجد الواحد منهم يحفظ كل ما ينسب إلى شيخه من الفضائل والمناقب والمعجزات، ويعتني بسيرته العناية كلها، ولكنه لا يعتني بشيء من سيرة الرسول الأعظم-صلى الله عليه وسلم-.
[إسقاط التكاليف الشرعية، غاية شيوخ الصوفية]
قال الراوي: وبالجملة، فتعاليم الطريقة التي كنت أعتنقها- ولا أظن غيرها إلا مثلها- إنما ترمي إلى إسقاط التكاليف الشرعية، فهي تدعوا (المريد) أن يحسن النية في الشيخ، وأن (يعبده مخلصاً له الدين)، وله أن يتكل على هذا الشيخ، لكي يغفر له جميع السيئات والآثام، وأن يجادل الله عنه يوم القيامة، وهذه العقيدة ربما أغرت المريد، فاقترف الفحشاء والمنكر اتكالاً على "الشيخ"،مع أن الله تعالى يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} [فاطر:18].
[{إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب}]
قال الراوي: وأنا أشهد على نفسي التي اقترفت كثيراً من الكبائر والموبقات، اتكالاً على أن الشيخ سيجادل الله يوم القيامة، وأنه سيكون لي هنالك"محامياً"ووكيلاً، أشهد على نفسي أني فعلت ذلك حينما كنت طرقيا، أما اليوم وقد أصبحت مصلحاً لا أتكل على الشيخ، بل أتكل على الله، فأشهد أني كنت ذات يوم هممت بخطيئة من الخطيئات، وكدت أنغمس فيها، فأجرى الله على لساني قوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14]!!؟ فما تلوتها حتى جمد الدم في عروقي، وأدركني من الخشية والخوف ما الله به عليم.
وقد حفظني الله بعد ذلك اليوم، فلم أقترف بعدها خطيئة ولا إثما.
وهنا أمسك محدثنا الظريف، وأبى أن يمضي في حديثه، ونحن أشوق ما نكون إلى سماع مثل هذه الاعترافات.
محمد السعيد الزاهري
مدينة وهران- الجزائر-
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 04:58]ـ
جزاك ربي خير الجزاء على هذا النقل المبارك وبارك الله في جهودك في إخراج كنوز تراث الجمعية.
والمقال خرج بعناية الأخ الشيخ سمير سمراد حفظه الله في مؤلف لطيف نفع الله به.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:29]ـ
جزاك ربي خير الجزاء على هذا النقل المبارك وبارك الله في جهودك في إخراج كنوز تراث الجمعية.
والمقال خرج بعناية الأخ الشيخ سمير سمراد حفظه الله في مؤلف لطيف نفع الله به.
وجزاكم الله بمثل ذلك .. وأسأل الله تعالى التوفيق و السداد ..
و قد نوهت بما ذكرت أخي الكريم في خاتمة نقل كتاب الشيخ الزاهري - رحمه الله تعالى - (الإسلام بحاجة إلى دعاية و تبشير)، و التبويب للمقال من كتاب الأخ سمير بارك الله فيه ..(/)
ماذا ينقمون من الدكتور المغراوي
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 12:06]ـ
حوار السبيل مع الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي على هامش قضية تزويج بنت التسع سنين على إثر فتواكم المتعلقة بزواج الصغيرة شنت الصحف العلمانية على فضيلتكم حملة شرسة، ضمنوها ما قدروا عليه من ألوان السباب والشتائم والقذف بالباطل، معبرين بذلك عن الحقد الدفين الذي تكنه صدورهم تجاه رجال العلم والدعوة.
ومن أجل بيان الحقيقة لعموم المسلمين رأت جريدة السبيل أن تعقد معكم هذا اللقاء الصحفي لتوضحوا فيه فتواكم، بعيدا عن التأويلات والظنون الفاسدة.
السبيل: هل قولكم بمشروعية زواج الصغيرة قاعدة مطردة أم أن الأمر عندكم فيه تفصيل.
الدكتور: ذكرت في الفتوى التفصيل المناسب وأن ذلك للمرأة التي تتصف بكامل القدرة على النكاح وبنيتها ظاهرة في ذلك، وبيئتها من البيئات التي يجري فيها هذا النكاح، وهناك من البيئات القديمة والمعاصرة التي تزوج من كانت لها القدرة وظهر فيها النضج والسلامة، وأرى أن تأتني بشهادة طبية يشهد الطبيب بكفاءتها لذلك وإلا فلا، ومن نقل عني غير هذا فقد كذب.
أما النصوص الواردة في الزواج للذكر والأنثى فأطلقته ولم تحدد سنا معينا ليبقى مقيدا بالقدرة والتحمل فقط.
السبيل: إذا قرر الطبيب عدم قدرة الصغيرة على النكاح فهل ترون جواز نكاحها؟؟
الدكتور: إذا قرر الطبيب العارف والماهر الذي عرف بالنصح وكامل القدرة في مهنته فلا يعترض عليه، إذا قالت حدامي فصدقوها ... فإن القول ما قالت حدامي.
السبيل: هل تفرقون قي قضية زواج الصغيرة بين العقد وبين الدخول بها أم ترونهما أمرا واحدا؟
الدكتور: النبي صلى الله عليه وسلم عقد على عائشة وهي بنت ست أو سبع ودخل بها وهي بنت تسع فالتفريق وارد، فيمكن للرجل أن يعقد على البنت للحفاظ عليها وصيانتها ويتفق مع وليها في تأجيل الدخول إلى سن تتمكن فيه من تحمل الزواج والمقابلة الزوجية.
السبيل: ما رأيكم فيما يسمى بالزواج العرفي، وأعني به هنا عقد النكاح من غير توثيق له عند القاضي، حيث يكتفي بعضهم بقراءة الفاتحة كما يقال؟؟
الدكتور: في البلاد الذي فيها قضاة شرعيون ومأذونون في الأنكحة "العدول" فلا يجوز عقد النكاح إلا عن طريق القاضي ومندوبيه لأن الأنكحة عهود ومواثيق يجب أن توثق عن طريق ولي الأمر ومن يمثله، لأن توثيق العقد له منافع كثيرة في كل وقت ولا سيما عند حدوث النزاع بين الزوجين.
فلا أجيز عقدا بدون توثيق وهذا معروف عني من قديم ويمكن الترخيص في بلد لا قضاة فيه ولا مندوبين ويعيش البلد في انفلات لا تحكمه حكومة فهؤلاء يتولى نكاحهم أهل العلم ومن يوثق به من الصادقين والناصحين.
السبيل: بعض الصحف عرف عنها التشجيع على الرذيلة تحت غطاء تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها، وأحيانا تحت غطاء التربية الجنسية، وعرف عنها مهاجمة الحجاب والدعوة إلى السفور، وتشجيع الشذوذ الجنسي والدفاع عن حقوق الشواذ، ونشر الصور المخلة بالحياء ... إلى غير ذلك. والسؤال: ما تعليقكم على بعض هذه الصحف التي اتهمتكم بالتشجيع على الرذيلة، وبعضها وصل إلى حد التعريض بالقذف؟؟
الدكتور: أقول كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما قذفوها بالإفك: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} وقال تعالى في سورة المطففين " ويل للمطففين الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" وكما قال المثل العربي: "رمتني بدائها وانسلت"
السبيل: في خضم هذه الحملة وغيرها من الحملات المستهدفة تُتهمون بأن لكم موقفا من التقدم التكنلوجي والعلمي وأنكم شخص منغلق يعيش بجسمه لا بعقله في القرن21 " كما في ورد جريدة المساء العدد 613، فما تعليقكم على هاتين التهمتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور: أنا عشت في أوج عظمة الحضارات وتربيت فيها وتجولت العالم أجمع بشرقه وغربه أشارك في المؤتمرات والندوات .. وحضرت المؤتمرات الدولية وآخرها مؤتمر مكة العالمي .. وشاركت في الإذاعات والقنوات الفضائية وقبل ظهور القنوات، لي دروس مسجلة على الفديو .. وأتلقى في اليوم أكثر من ستين مكالمة هاتفية يسأل فيها الناس عما أشكل عليهم في أمر دينهم، وهذا الذي قامت عليه الضجة هو أحد الأسئلة الواردة علينا، ولنا موقع الكتروني على شبكة الأنترنت بلغت زيارات صفحاته أكثر من واحد وعشرين مليونا.
وأسست جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة - وقد مضى عليها أكثر من ثلاثين سنة – ألتقي فيها بأعداد هائلة يوميا فضلا عن الشهر أو السنة وأستقبل الناس بالليل والنهار ويتصل بي كل الناس من جميع الفئات الاجتماعية بدون استشناء كبيرهم وصغيرهم وفقيرهم وغنيهم وذكورهم وإناثهم.
ودرَّست في التعليم أكثر من ثلاثين سنة، وكثير من طلبتي الآن دكاترة في الجامعة فضلا عن غيرهم.
وكان لي حوار مع الإسبان في الصيف الماضي بمدريد في المركز الإسلامي، وحاورت النصارى بها، وأسلم أربعة منهم وأعلنوه في القاعة بعد انتهاء المحاضرة والحوار، وحاورت أيضا النصارى بأمريكا بولاية فلوريدا.
فلعلي أتهم بالانفتاح، أما الانغلاق فغريب أن يرد علي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء يهرفون بما لا يعرفون ويجهلون ولا يدرون، فلا أدري كيف أهِّلوا للإدراج في سلك الصحافة ليتأذى المغاربة بتخبطاتهم المزرية، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
السبيل: دخلت على الخط في هذه الضجة الإعلامية منظمات تعنى بالدفاع عن المرأة فهل أنتم ضد حقوق المرأة و هل أنتم مع العنف ضدها؟؟
الدكتور: النبي صلى الله عليه وسلم في وصاياه المهمة أوصانا بالمرأة وقال: "استوصوا بالنساء خيرا .. " وقال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وهو الذي أكرم المرأة وأعطاها من الحقوق ما لم تعطه هذه المنظمات المزعومة من الحقوق، فنحب أن نكون على إثره وعلى سنته في الوفاء للمرأة بكل حقوقها وأي حق لها لم يستوف فهو جريمة عندنا بالمفهوم الشرعي لا بالمفهوم المغلوط الذي يجعل المرأة سلعة يساوم بها الغرب متى شاء وكيف شاء، ويجعلها عرضة لكل أذى، والعاقلات منهن في الشرق والغرب رفعت عقيرتها وبينت أن هذه المزاعم أخطار على المرأة باسم التحرير والتقدم خداعا وكذبا لا حقيقة له وهي عذاب وإدخال للمرأة فيما يكسبها شقاوة لا نهاية لها.
وأما ما يتعلق بالعنف فأنا متزوج بحمد الله أكثر من ثلاثين سنة ولم أرفع يدي على زوجتي قط، بل ولا سببتها بلساني أو شتمتها، ولي أربع بنات ما وضعت يدي على واحدة منهن بالضرب أو الشتم، فوفقني الله لرحمتهن وحسن الخلق معهن جميعا، بل إن خلافي مع المستفتين في هذا الموضوع معروف، وأمنعهم دائما من الوقوع في ضرب النساء أو سبهن .. فما أتهم به من عنف فهو كذب وافتراء.
ـ[أبو بلال منير]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 09:04]ـ
ماذا ينقمون من الشيخ المغراوي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ولا عدوان إلا على الظالمين.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز الحكيم: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ).
(كلمة حق في تفنيد أباطيل العلمانيين حول فتيا الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي).
أما بعد:
فهذا رد مختصر قد زبرته إجابة على عويل وضجيج بعض وسائل الإعلام فرضه واقع أليم عاشه بعض أفراد الشعب المغربي، وتناقلوه بينهم بحقد بالغ وجهل سابع، وعلمنة مفضوحة!!
وإنه لمن الإنصاف –قبل البدء في الرد على المرجفين- أن نعرف بالشيخ المغراوي، لمن يجهلون مكانته العلمية، تضعهم أمام حكم له أو عليه، صواب أو قريب من الصواب، حين يقفون على رأي من آرائه أو فتوى من فتاواه، تطرق مسامعهم، أو تصل إلى أبصارهم.
هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي من قبيلة أولاد ناصر ولد سنة 1367هـ الموافق1948م بمنطقة 'الغرفة' بإقليم الراشيدية في جنوب المغرب الأقصى، أخذه أبوه إلى الكتّاب وهو ابن الخامسة فأتم حفظ القرآن وهو في سن العاشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم التحق بالمعهد الإسلامي بمكناس التابع لجامعة القرويين ثم بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، حيث درس فيه المرحلة الإعدادية والسنة الأولى ثانوي، ثم رحل إلى المدينة المنورة لإتمام دراسته هناك، فالتحق بالجامعة الإسلامية بها، وكان المُعِين له على ذلك الدكتور محمد تقي الدين الهلالي -رحمه الله- هو من كتب له تزكّية بخط يده، وأرسل ملف طلب القبول بنفسه، فأتم بها التعليم الثانوي ثم الجامعي ثم حصل على شهادة الدكتوراه منها.
درّس بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، ثم درّس بجامعة الطائف بالسعودية، ودرّس بجامعة القرويين بالمغرب: التفسير والحديث والعقيدة.
قام بالخطابة والتدريس وإلقاء المحاضرات مدة ثلاثة عقود في مساجد مرّاكش وفي دور القرآن المنتشرة في مختلف ربوع المغرب.
أسّس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في مدينة مراكش وفتح عشرات دور القرآن التي كان ولا يزال لها الفضل الكبير – بعد الله سبحانه- في هداية الناس وإرجاعهم إلى دينهم الصحيح القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
* من مؤلفاته:
-1التفسير (وهو كتاب كبير قيد الإنجاز، وأسماه: التدبر والبيان للمنهاج السلفي في تفسير القرآ ن).
-2 المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. (4 مجلدات).
-3فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد واستذكار ابن عبد البر.
-4فتح الخبير في الترتيب الفقهي لجامع ابن الأثير.
-5 العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية وقدرتها على مواجهة التحديات وهي سبعة أقسام:
* الأول: إتحاف الأخيار بفضائل عقيدة السلف الأبرار.
* الثاني: الاعتصام بالكتاب والسنة وفهم السلف عند ظهور الأهواء والبدع والفتن والاختلاف.
* الثالث: الصحيح في تفصيل الاعتقاد من هدي خير العباد.
* الرابع: أهل الأهواء والبدع والفتن والاختلاف الرادّون للسنة وشبههم والرد عليهم.
* الخامس: مغني العقلاء في بيان المواقف العقدية في دعوة الأنبياء.
* السادس: المواقف العقدية والأساليب الدعوية في مواجهة التحديات الجاهلية من خلال صحيح سيرة خير البرية صلى الله عليه وسلم.
* السابع: موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (10 مجلدات).
-6 عقيدة الإمام مالك ومواقفه العقدية.
-7سلسلة الإحسان في اتباع السنة والقرآن لا في تقليد أخطاء الرجال (المقدمة- الجزء الأول- الجزء الثاني).
-8 وقفات مع دلائل الخيرات.
-9الأسباب الحقيقية لحرق إحياء علوم الدين.
-10حاجتنا إلى السنة.
-11أهل الإفك والبهتان الصادون عن السنة والقرآن.
-12من سبّ الصحابة ومعاوية فأمه هاوية.
-13المصادر العلمية في الدفاع عن ا لعقيدة السلفية.
-14بلوغ الآمال بذكر غريب وفوائد الأحاديث الطوال.
-15 جهود الإمام مالك والمالكية في التحذير من البدع العقدية والعملية.
-16ظاهرة الإلحاد والفساد في الأدب العربي.
-17 دعوة سلف الأمة إحياء الكتاب والسنة (دور القرآن نموذجاً).
أقول للعلمانيين إن الشيخ المغراوي –حفظه الله- في زماننا هذا راحلة علم عالية السنام، تامة الخلق، متماسكة البناء، تغدو رواحل العلم خفافا خاوية بطونها، وتروح عنها ثقالا بطانا، فقد أنعم الله عليه بعلم، أوثقه إلى القرون الأولى، وأقامه على جادتها، وأراه فيها من آيات العلم الكبرى، فكان لزاما عليها أن تقصده في رغبة مقسطة تعرف له بها حقا –وهو ما أنكرته العلمانية- لا تؤديه إياه، إلا أن تأتيه بهذه الرغبة، فلا يرتد طرفها عنه إلا بأخذها منه حظا وافرا، تعرف به أنه حظ لا يكون إلا منه، وما حل بالشيخ المغراوي على يد هؤلاء العلمانيين في هذه الأيام لم يأت –ولن يأت- له بخير، وحين يبصرون من أنفسهم -ويفطنون- إلى أنهم منكرون جاحدون نعمة الله عليه، إذ يمسكون عن الإفادة من علم الشيخ، والإقبال على مجالسه، والتواضع عنده، فإنهم حينئذ يكونوا قد عرفوا للعلم قدره، والشيخ المغراوي حقه، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ليس منا من لا يعرف لعالمنا حقه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تتابع الإغارة على الشيخ المغراوي، من قبل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة لا ينبئ إلا عن فساد وشر وسوء نية، ورغبة في الإساءة إليه بكل ما أوتوا من سلاح، وإلا فما الذي حجبهم من برمجة لقاء له مع من يعتقدون أنهم قادرون على إسكاته إن كانوا يرون أنه متطفل على هذا العلم كما عبر عن ذلك العديد من الساقطين ممن يلحنون في العامية.
أولم يسمع موظفو القناة الثانية في يوم من الأيام فسطاط علم الشيخ المغراوي ينتشر وينتشر، وتخريج المئات من حفظة القرآن كل سنة وطلبة العلوم الشرعية الذين استنارت بصائرهم بنور الحق، وهدوا إلى سواء السبيل، حين ألهموا أن ينهلوا من علم الشيخ المغراوي المتمثل في كتبه ورسائله وأشرطته وما إلى ذلك.
إنها -والله- حملة مسعورة من نفس أمَّارة، قرَّارة جرَّارة، بوَّارة موَّارة!
وهنا لم يعد في وسع العلمانيين أن يصبروا، فأجمعوا أمرهم بليل، وأوجفوا عليه بفحيح أصواتهم في نهار، وأوضعوا بمكرهم في جرائدهم وجمعياتهم سرا وعلانية، وتواصوا فيما بينهم بوجوه مكفهرة عابسة -تارة- وبوجوه مسفرة ضاحكة –تارة أخرى-، لكأنما غيبت عن عيونهم عداوات مجتمعة، وعن أسماعهم جلبة أصوات أعداء الأمة متعالية، ولم يبق أمامهم إلا هذا الشيخ، ولم يقع في أسماعهم إلا تلك الفتوى -فراحوا- لواسع جهلهم يمكرون به، ويمعنون في مكرهم، ويؤلبون عليه ويصرون على إذايته والتشهير به، ويكذبون عليه، ويرون في كذبهم قربة يوغرون بها صدور من لانت لهم قناة الفتنة.
ولقد علم العلمانيون في أنفسهم أن مرقاة علم الشيخ المغراوي صعبة، فكان خيرا لهم وأقوم أن يبسطوا إليه أيديهم لينالوا من علمه، لكنه الكبرياء.
ليس يعزينا في البلاء الذي يحل بالشيخ هذه الأيام إلا ما نعرف من البلاء الذي نال –في العصور كلها- من أئمة الهدى، وأعلام التقى، فصبروا على ما أوذوا، بل ما زادهم الأذى إلا إيمانا وتسليما، كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وابن تيمية، وغيرهم ممن بعدهم أو قبلهم.
وأين الأذى الذي صبَّ جامُه على مدى أربعة عشر قرنا على علماء الأمة ودعاة الحق فيها، من الأذى الذي نال من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
وما أحسن، وأروع، وأجمل ما قاله المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم معزيا أمته: ((إذا عظُمت مصيبة أحدكم فليذكر مصيبته فيَّ)).
وليس يحسن أن يغيب عن فطنة البليد –بَلْهَ الحديد- أن المؤامرة التي أعدها طاقم القناة الثانية لم يريدوا بها الشيخ المغراوي ذاته، بل أرادوا من خلالها الإسلام الصحيح الذي ينشره.
ولقد نظرت في صنيع العديد من السفهاء في جريدة هسبريس الإلكترونية، -تطاولوا على الشيخ، وأجلبوا عليه بلهاث أصواتهم، وقعقعة أميتهم وجهلهم، وطابت سريرتهم بقبيح صنعهم، وأسفرت لهم عن صفرة نفاق، واستبانت لهم عن جنون مرذول- فما وجدتهم على شدتهم وقبحهم، يعدلون أقل القليل من الأذى الذي لحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومع ذلك فقد أجهدت نفسي في البحث عن مفردة واحدة، مما زخرت به معاجم اللغة، وفاضت به دواوينها، وناءت به أسفارها، أصفهم بها، فلا -والله- ما عثرت عليها، وقلت في نفسي: هل ضاقت اللغة ذرعا بتلك المفردة؟! أم ماذا؟!
وبعد تأمل ونظر، عرفت أن اللغة قد غلبها الحياء بما أقسم هو عليها أن لا تبدي لي عن مثل هذه المفردة تأثما أن تذكر بهم –ولو في كلمة مما تحسن بهم واصفة قبحهم- أو تنزها عن أن يكون لهم ذكر في حروفها، فنفرت نفار المتنزه المتأثم، وأبرت بقسم الحياء، وأبت علي مفرداتها أن تسفر عن معانيها، أو عن حرف منها.
وليس صعبا على من يخاصم من مكان بعيد بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، طاعة لإبليس، ووفاء له بالعهد، من فوق المنابر ومن تحتها، من فوق القباب الخضر ومن تحتها، من وراء الجدر المسندة ومن أمامها، من غياهب الغرف المظلمة ومن ظهورها –أن يجيش- بكلماته الهوجاء- جيوشا ويدمر دولا، ويفني قبائل وشعوبا، ويمحو ما يشاء ومن يشاء، ومتى شاء، وكيف يشاء، وأنى يشاء، ويثبت! يرغي بذلك ويزبد، ويغري فري الهاذي الأحمق المعربد، ويقيم الطامات من النوب ولا يقعد، مدثرا كل ذلك بخيالات الأطفال السذج، مخليا له بسوء أدب، وكزوزة وجه، وبلادة حس، وقماءة رجولة، وركانة دين، وفهاهة لسان، وخيلاء مجانين، وكبرياء صاغرين، وحقارة أشعبيين!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا على الناقمين على الشيخ فتواه -زعموا- وهي مطية الكذب، وماذا لو أن القناة الثانية بثت الحوار الذي أجرته مع الشيخ كاملا عن تلك الفتيا، التي وجدوها ذريعة لألسنتهم السالقة الحداد، أن ينالوا من الشيخ المغراوي -ظنوا- والظن لا يغني من الحق شيئا- في عرضه، ودينه، وزرعه اليانع!
لا -والله- ما نالوا إلا من أنفسهم، ولا جلدوا إلا أبشارهم، ولا حطموا إلا عصفهم، ولا سفهوا إلا أحلامهم!
والله القوي الجبار المنتقم، لن يتخلى عن الشيخ المغراوي، الذي نصبه لنشر راية سنة نبيه عليه الصلاة والسلام في هذا البلد الحبيب، وكسر شوكة المرجفين، والكشف عن زيوف دهاقنة العلمانيين، وفضح فروخ الاستعمار، والإبانة عن عورات أنصار العلمانية والعقائد الفاسدة، وجهالات سمان الإفك والضلالة!
فهل يكون وجود خطأ في فتوى –إن سلمنا بخطإها- من فتاواه المتكاثرة سببا في تضلع أولئك العلمانيين- بتاري النصوص، والساطين على الحقوق، ولابسي ثياب الزور- من بئر بضاعة!! وأن يحيصوا تلك الحيصة، التي أودت بأمثالهم من قبل؟! فعليهم من الله ما يستحقون، وحسيبهم الله، ونسأل الله أن يحاسبهم بعدله لا بفضله، فلقد -والله- أرضخوا دينهم –إن كان لهم دين- للهوى وتقواهم –إن كانت- للبلى!!
وحتى لا يكون سبيل أو حجة علينا، أننا لم نجل حقيقة فتوى الشيخ، في جواز زواج النبت التي لم تبلغ الحلم، كما أذاعها ونشرها، وروجها المتقولون البتارون –فلا بد أن نبينها- حقيقة- كما أرادها الشيخ المغراوي، وأفتى بها، لا كما خبط فيها الخابطون، وخاض فيها الخائضون، بل كانت لبعضهم لافتة من لافتات الانتخابات التي يضحك منها حتى الصبيان والنَّوْكى!
فنقول وبالله التوفيقن ومنه العون والتحقيق، ومع النص الكامل لحوار القناة الثانية مع الشيخ المغراوي، بعده نقوم بسرد الأدلة والنصوص التي تؤيد فتوى الشيخ من الكتاب والسنة والإجماع:
لقاء القناة الثانية مع الشيخ المغراوي
القناة الثانية: عطيني اسم ديالك والصفة أسيدي.
الشيخ: اسمي محمد بن عبد الرحمن المغراوي الأستاذ الجامعي بجامعة القرويين والمتقاعد بالمغادرة الطوعية، طبعا درّست في الثانوي ودرست في الكلية أكثر من ثلاثين سنة، وأنا الحمد لله الآن في الميدان الدعوي في تعليم القرآن وتعليم السنة، ولي مؤلفات في الإنتاج العلمي موجود في الأسواق في الشرق وفي الغرب، وشاركت في عدة مؤتمرات دولية ومحلية، ولي يعني دروس مسجلة في "سيديات" وفي الأشرطة، ولي ولله الحمد سبعة من الأبناء، وأنا الحمد لله أعتز بالإسلام وبالتوحيد وبالسنة والقرآن، ثم أعتز ببلدي المغرب.
القناة الثانية: إذن الشيخ المغراوي يعني سمعنا الفتوى ديالك واش يمكنك تعطينا المضمون ديالها والأسباب لخلتك تفتي هاد الفتوى.
الشيخ: هي هاد القضية قديمة مضت عليها سنين، ليست هي يعني حديثة العهد أو جديدة، وإنما هي كان سؤال من خارج المغرب عبر الانترنت لمدة سنوات هذه، سألني سائل على قضية على الآية: "وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ" فقال لي هل الحيض له علاقة بالزواج ولا لا، قلت: لا ماله علاقة بالزواج، وسطرت في الكلام حديث عائشة رضي الله عنها، فالنبي عليه الصلاة والسلام تزوجها بنت ست أو سبع وبنى بها وهي بنت تسع، وبينا العلماء كلهم في فهم الآية على أن التي لم تحض هي التي تزوجت صغيرة ولم تحض، وإذا طلقت بعد نكاح صحيح ثابت، فإنها تعتد ثلاثة أشهر، وهذا كلام الإمام مالك في المدونة وكلام الإمام ابن رشد في بداية المجتهد لما قال الاتفاق، وكلام القاضي عياض في شرح مسلم، وكلام المسفرين وكلام أئمة السيرة، وكلام أئمة الأصول، وكلام الإمام ابن عبر البر رحمه الله في كتابه الكافي، كل الكتب التي قرأناها ونحن صغار والتي هي العاصمية وهي منظومة الإمام ابن عاصم وشروحها، وكل هذا يعني كلام الفقهاء قاطبة لا أعلم بينهم خلاف، ثم السائل هنا من خارج المغرب وليس من داخل المغرب، ثم أنا في حالة السؤال أو الجواب لم يخطر ببالي قضية ما يثار في الجرائد وفي الإعلام، قضية القانون ما لقانون .. ثم الإنسان يتكلم من منطلق تخصصه من ناحية الشرع، ثم أنا لما ذكرت هذا الموضوع بنيت على أمور لأن البنت تكون قادرة ولها
(يُتْبَعُ)
(/)
بنيتها، ولها شخصيتها، ولها قدرتها، ووصفتها بجميع الأوصاف التي يعني قد لا تتوفر إلا نادرا في بنت من البنات، ثم نحن ليس لنا مكان نعقد به الزواج، ولا نزوج أو نطلق أو شيء من ذلك، هذا الأمر للقاضي، فالقاضي هو الذي يقرر الزواج ويقرر في الطلاق، حنا مجرد بحث علمي يوجد في المصادر العلمية نبديه للناس ونظهره منطلقين التخصص العلمي، ولا علاقة لنا بهذه المسائل.
إشكال قد يطرح من الناحية الإعلامية ومن الناحية القانونية، والشرع دائما يبقى يعني دائما مستمر لا ينسخه أي شيء، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو يعني القدوة والأسوة والذي قال الله فيه: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"، وقال: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" هو الذي فعل هذا بأم المؤمنين، كانت مثالا في النكاح وفي الزواج وفي القدرة وفي العلم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتمنى المبيت عندها، وسودة لما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم طلاقها وهبت نفسها يعني يومها لعائشة حتى لا تطلق، ومات صلى الله عليه وسلم في بيتها وعلى صدرها اللهم صل عليه وعلى آله، فالقضية فيها قرآن وفيها سنة وفيها كلام العلماء، وفيها إجماع، وأنا لم أتعرض لأي شيء لا من قريب ولا بعيد ولا عندي أي علاقة ولا حساسية مع أحد ولا مع أي جهة من الجهات، فأنا تعجبت من هذا الزخم الإعلامي .. لما حدث لهذه القضية، ثم هذا أمر قديم جدا يعني هذا السؤال والجواب حنا غير من باب التجوز سميناه سموه الإخوة في الموقع فتوى، وإلا هو غير مجرد سؤال وجواب ليس هو فتوى، لأنني لست مفتي يعني أنا لست مفتي معمد من طرف جهة معينة، من طرف مثلا الحكومات أو فئة معينة، مجرد واحد يسأل بالتلفون واحد يسأل عن طريق الأنترنت، واحد يسأل في الطريق، واحد يسأل نجاوبه من باب إبداء الخير وإبداء العلم والإرشاد والتعاون من باب قوله تبارك وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" فأنا تعجبت يعني من هذا التصرف .. ثم ما اتصل بي أحد يستفسر على هذا الموضوع، فأمر عجيب وعجيب جدا، فالقضية فيها نصوص كما قلت في القرآن ونصوص في السنة، ونصوص من كلام العلماء، فنحن الحمد لله لم نتجاوز أي شيء، أي شيء ما تجاوزناه، يعني ما حاولنا الاعتراض على أحد، ولا قلنا أن هذا جائز أو غير جائز، فنقل لكلام الرسول عليه الصلاة والسلام ونقل لكلام العلماء فهذا ليس جريمة، ولا يمكن أن يكون جريمة هذا ما عندي.
القناة الثانية: شكرا ..
وبمثل هذا أفتى كبار علماء الإسلام، وإليكم البيان:
تفسير الطبري (23/ 451):
أولا: من القرآن الكريم: قال تعالى في سورة الطلاق: [وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا].
قال ابن جري الطبري في التفسير المسمى: "جامع البيان في تأويل القرآن" (23/ 451): جعل الله جلّ ثناؤه أيضًا للتي لم تحض الصغيرة ثلاثة أشهر.
وقال أيضا (23/ 452): (وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ) يقول: وكذلك عدد اللائي لم يحضن من الجواري لصغر إذا طلقهنّ أزواجهنّ بعد الدخول.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ) ... الآية، قال: القواعد من النساء (وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ): لم يبلغن المحيض، وقد مُسِسْن، عدتهنّ ثلاثة.
وقال البغوي في التفسير (8/ 152): (وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ) يعني الصغار اللائي لم يحضن فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر.
وقال الواحدي في التفسير الوجيز (1/ 1014): (فعدتهنَّ ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن) يعني: الصِّغار.
وقال الخازن في التفسير المسمى: "لباب التأويل في معاني التنزيل" (6/ 118): (فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن) -يعني الصغائر- اللاتي لم يحضن بعد فعدتهن أيضاً ثلاثة أشهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال النيسابوري في التفسير المسمى: "غرائب القرآن ورغائب الفرقان: (7/ 175): (واللائي لم يحضن) هن الصغائر والتقدير فعدتهن أيضاً ثلاثة أشهر حذف لدلالة ما قبله عليه.
وقال النسفي في التفسير المسمى: "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 442): (واللائي لَمْ يَحِضْنَ) هن الصغائر وتقديره واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر فحذفت الجملة لدلالة المذكور عليها.
وقال ابن كثير في التفسير (8/ 149): وكذا الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض أن عدتهن كعدة الآيسة ثلاثة أشهر؛ ولهذا قال: (وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ).
وقال الألوسي في التفسير (21/ 70):
(واللاتي لَمْ يَحِضْنَ) مبتدأ خبره محذوف أي واللائي لم يحضن كذلك أو عدتهن ثلاثة أشهر، والجملة معطوفة على ما قبلها، وجوز عطف هذا الموصول على الموصول السابق وجعل الخبر لهما من غير تقدير، والمراد باللائي لم يحضن الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض.
وقال القرطبي المالكي في كتابه "التفسير" المسمى: "الجامع لأحكام القرآن" (18/ 165): قوله تعالى: (واللائى لم يحضن) -يعني الصغيرة- فعدتهن ثلاثة أشهر، فأضمر الخبر.
وإنما كانت عدتها بالأشهر لعدم الإقراء فيها عادة، والأحكام إنما أجراها الله تعالى على العادات، فهي تعتد بالأشهر.
فإذا رأت الدم في زمن احتماله عند النساء انتقلت إلى الدم لوجود الأصل، وإذا وجد الأصل لم يبق للبدل حكم، كما أن المسنة إذا اعتدت بالدم ثم أرتفع عادت إلى الأشهر.
وهذا إجماع.
وقال ابن العربي المعافري المالكي في "أحكام القرآن" (7/ 397):
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ قَوْله تَعَالَى: (وَاَللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) يَعْنِي الصَّغِيرَةَ، وَعِدَّتُهَا أَيْضًا بِالْأَشْهُرِ؛ لِتَعَذُّرِ الْأَقْرَاءِ فِيهَا عَادَةً؛ وَالْأَحْكَامُ إنَّمَا أَجْرَاهَا اللَّهُ عَلَى الْعَادَاتِ، فَهِيَ تَعْتَدُّ بِالْأَشْهُرِ، فَإِذَا رَأَتْ الدَّمَ فِي زَمَنِ احْتِمَالِهِ عِنْدَ النِّسَاءِ انْتَقَلَتْ إلَى الدَّمِ، لِوُجُودِ الْأَصْلِ.
وقال البقاعي في كتابه "تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" (9/ 59) ك ولما أتم قسمي ذوات الحيض إشارة وعبارة قال: (واللائي لم يحضن) أي لصغرهن أو لأنهن لا حيض لهن أصلاً وإن كن بالغات فعدتهن ثلاثة أشهر أيضاً.
وقال ابن الجوزي "زاد المسير في علم التفسير" (8/ 294):
قوله تعالى: (واللائي لم يحضن) يعني عدتهن ثلاثة أشهر أيضا لأنه كلام لا يستقل بنفسه فلابد له من ضمير وضميره تقدم ذكره مظهرا وهو العدة بالشهور وهذا على قول أصحابنا محمول على من لم يأت عليها زمان الحيض أنها تعتد ثلاثة أشهر فأما من أتى عليها زمان الحيض ولم تحض فإنها تعتد سنة.
وقال الشوكاني في التفسير المسمى: "فتح القدير" (7/ 241): (فَعِدَّتُهُنَّ ثلاثة أَشْهُرٍ واللائى لَمْ يَحِضْنَ) لصغرهن، وعدم بلوغهن سن المحيض، أي: فعدتهن ثلاثة أشهر، وحذف هذا لدلالة ما قبله عليه.
وقال ابن جزي في "التسهيل لعلوم التنزيل" (3/ 189):
وقوله: (واللائي لم يحضن) يعني الصغيرة التي لم تبلغ المحيض وهو معطوف على اللائي يئسن أو مبتدأ وخبره محذوف تقديره واللائي لم يحضن كذلك.
وقال عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي في "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" (1/ 870):
(وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ) أي: الصغار، اللائي لم يأتهن الحيض بعد، أو البالغات اللاتي لم يأتهن حيض بالكلية، فإنهن كالآيسات، عدتهن ثلاثة أشهر.
وقال شمس الدين السرخسي في "المبسوط في شرح الكافي" (5/ 491):
(قَالَ): وَبَلَغَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَزَوَّجَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ بِنْتُ سِتَّةِ سِنِينَ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا فَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ نِكَاحِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ بِتَزْوِيجِ الْآبَاءِ بِخِلَافِ مَا يَقُولُهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَأَبُو بَكْرٍ الْأَصَمُّ -رَحِمَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى - أَنَّهُ لَا يُزَوَّجُ الصَّغِيرُ وَالصَّغِيرَةُ حَتَّى يَبْلُغَا لِقَوْلِهِ (حَتَّى إذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ) فَلَوْ جَازَ التَّزْوِيجُ قَبْلَ الْبُلُوغِ لَمْ يَكُنْ لِهَذَا فَائِدَةٌ، وَلِأَنَّ ثُبُوتَ الْوِلَايَةِ عَلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
الصَّغِيرَةِ لِحَاجَةِ الْمَوْلَى عَلَيْهِ حَتَّى إنَّ فِيمَا لَا تَتَحَقَّقُ فِيهِ الْحَاجَةُ لَا تَثْبُتُ الْوِلَايَةُ كَالتَّبَرُّعَاتِ، وَلَا حَاجَةَ بِهِمَا إلَى النِّكَاحِ؛ لِأَنَّ مَقْصُودَ النِّكَاحِ طَبْعًا هُوَ قَضَاءُ الشَّهْوَةِ وَشَرْعًا النَّسْلُ وَالصِّغَرُ يُنَافِيهِمَا، ثُمَّ هَذَا الْعَقْدُ يُعْقَدُ لِلْعُمُرِ وَتَلْزَمُهُمَا أَحْكَامُهُ بَعْدَ الْبُلُوغِ فَلَا يَكُونُ لِأَحَدٍ أَنْ يُلْزِمَهُمَا ذَلِكَ إذْ لَا وِلَايَةَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِمَا بَعْدَ الْبُلُوغِ، وَحُجَّتُنَا قَوْله تَعَالَى (وَاَللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى عِدَّةَ الصَّغِيرَةِ، وَسَبَبُ الْعِدَّةِ شَرْعًا هُوَ النِّكَاحُ، وَذَلِكَ دَلِيلُ تَصَوُّرِ نِكَاحِ الصَّغِيرَةِ وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى (حَتَّى إذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ) الِاحْتِلَامُ، ثُمَّ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا نَصٌّ فِيهِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ الْآثَارِ فَإِنَّ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ تَزَوَّجَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ وُلِدَتْ، وَقَالَ: إنْ مِتُّ فَهِيَ خَيْرُ وَرَثَتِي، وَإِنْ عِشْتَ فَهِيَ بِنْتُ الزُّبَيْرِ، وَزَوَّجَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنْتًا لَهُ صَغِيرَةً مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَزَوَّجَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنْتَ أَخِيهِ ابْنَ أُخْتِهِ وَهُمَا صَغِيرَانِ وَوَهَبَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ الصَّغِيرَةَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَأَجَازَ ذَلِكَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَزَوَّجَتْ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنْتًا لَهَا صَغِيرَةً ابْنًا لِلْمُسَيِّبِ بْنِ نُخْبَةَ فَأَجَازَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَكِنْ أَبُو بَكْرٍ الْأَصَمِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى كَانَ أَصَمَّ لَمْ يَسْمَعْ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّ النِّكَاحَ مِنْ جُمْلَةِ الْمَصَالِحِ وَضْعًا فِي حَقِّ الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ جَمِيعًا، وَهُوَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَغْرَاضٍ وَمَقَاصِدَ لَا يَتَوَفَّرُ ذَلِكَ إلَّا بَيْنَ الْأَكْفَاءِ.
وَالْكُفْءُ لَا يَتَّفِقُ فِي كُلِّ وَقْتٍ فَكَانَتْ الْحَاجَةُ مَاسَّةً إلَى إثْبَاتِ الْوِلَايَةِ لِلْوَلِيِّ فِي صِغَرِهَا، وَلِأَنَّهُ لَوْ انْتَظَرَ بُلُوغَهَا لَفَاتَ ذَلِكَ الْكُفْءُ، وَلَا يُوجَدُ مِثْلُهُ وَلَمَّا كَانَ هَذَا الْعَقْدُ يُعْقَدُ لِلْعُمُرِ تَتَحَقَّقُ الْحَاجَةُ إلَى مَا هُوَ مِنْ مَقَاصِدِ هَذَا الْعَقْدِ فَتُجْعَلُ تِلْكَ الْحَاجَةُ كَالْمُتَحَقِّقَةِ لِلْحَالِ لِإِثْبَاتِ الْوِلَايَةِ لِلْوَلِيِّ، ثُمَّ فِي الْحَدِيثِ بَيَانُ أَنَّ الْأَبَ إذَا زَوَّجَ ابْنَتَهُ لَا يَثْبُتُ لَهَا الْخِيَارُ إذَا بَلَغَتْ ((فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُخَيِّرْهَا، وَلَوْ كَانَ الْخِيَارُ ثَابِتًا لَهُمَا لَخَيَّرَهَا كَمَا خَيَّرَ عِنْدَ نُزُولِ آيَةِ التَّخْيِيرِ حَتَّى قَالَ لِعَائِشَةَ: إنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكِ أَمْرًا فَلَا تُحَدِّثِي فِيهِ شَيْئًا حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَوَيْكَ، ثُمَّ تَلَا عَلَيْهَا قَوْله تَعَالَى (فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)، فَقَالَتْ أَفِي هَذَا أَسْتَشِيرُ أَبَوَيَّ أَنَا أَخْتَارُ اللَّهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ)) وَلَمَّا لَمْ يُخَيِّرْهَا هُنَا دَلَّ أَنَّهُ لَا خِيَارَ لِلصَّغِيرَةِ إذَا بَلَغَتْ، وَقَدْ زَوَّجَهَا أَبُوهَا وَذُكِرَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ عَنْ إبْرَاهِيمَ وَشُرَيْحٍ -رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى- وَابْنِ سِمَاعَةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- ذَكَرَ فِيهِ قِيَاسًا وَاسْتِحْسَانًا، قَالَ: فِي الْقِيَاسِ يَثْبُتُ لَهَا الْخِيَارُ؛ لِأَنَّهُ عَقَدَ عَلَيْهَا عَقْدًا يَلْزَمُهَا تَسْلِيمُ النَّفْسِ بِحُكْمِ ذَلِكَ الْعَقْدِ بَعْدَ زَوَالِ وِلَايَةِ الْأَبِ فَيَثْبُتُ لَهَا الْخِيَارُ كَمَا لَوْ زَوَّجَهَا أَخُوهَا، وَلَكِنَّا نَقُولُ تَرَكْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقِيَاسَ لِلْحَدِيثِ، وَلِأَنَّ الْأَبَ وَافِرُ الشَّفَعَةِ يَنْظُرُ لَهَا فَوْقَ مَا يَنْظُرُ لِنَفْسِهِ وَمَعَ وُفُورِ الشَّفَعَةِ هُوَ تَامُّ الْوِلَايَةِ فَإِنَّ وِلَايَتَهُ تَعُمُّ الْمَالَ وَالنَّفْسَ جَمِيعًا فَلِهَذَا لَا يَثْبُتُ لَهَا الْخِيَارُ فِي عَقْدِهِ، وَلَيْسَ النِّكَاحُ كَالْإِجَارَةِ؛ لِأَنَّ إجَارَةَ النَّفْسِ لَيْسَتْ مِنْ الْمَصَالِحِ وَضْعًا بَلْ هُوَ كَدٌّ وَتَعَبٌ، وَإِنَّمَا تَثْبُتُ الْوِلَايَةُ فِيهِ عَلَى الصَّغِيرِ لِحَاجَتِهِ إلَى التَّأَدُّبِ وَتَعَلُّمِ الْأَعْمَالِ، وَذَلِكَ يَزُولُ بِالْبُلُوغِ فَلِهَذَا أَثْبَتْنَا لَهَا الْخِيَارَ، قَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلُ فَضِيلَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ فِي بَدْءِ أَمْرِهَا، وَقَدْ أَحْرَزَتْ مِنْ الْفَضَائِلِ مَا (قَالَ -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- تَأْخُذُونَ ثُلُثَيْ دِينِكُمْ مِنْ عَائِشَةَ)، وَفِيهِ دَلِيلٌ أَنَّ الصَّغِيرَةَ يَجُوزُ أَنْ تُزَفَّ إلَى زَوْجِهَا إذَا كَانَتْ صَالِحَةً لِلرِّجَالِ فَإِنَّهَا زُفَّتْ إلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ فَكَانَتْ صَغِيرَةً فِي الظَّاهِرِ وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ سَمَّنُوهَا فَلَمَّا سَمِنَتْ زُفَّتْ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ
وقال الإمام برهان الدين ابن مازة في "المحيط البرهاني" (4/ 75):
إذا طلق الرجل امرأته وهي صغيرة لم تحض، وقد دخل بها فعليها أن تعتد بثلاثة أشهر. هذا هو جواب «الكتاب». حكي عن الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن الفضل رحمه الله: إذا كانت الصغيرة مراهقة يُجامَع مثلها وقد كان دخل بها الزوج فعدتها لا تنقضي بالأشهر بل يوقف حالها إلى أن تظهر أنها هل حبلت بذلك الوطء أم لا، فإن ظهر أنها حبلت كان انقضاء عدتها بوضع الحمل. وإن ظهر أنها لم تحبل كان انقضاء عدتها بثلاثة أشهر.
وجاء في كتاب "التيسير في أحاديث التفسير" (6/ 256) للشيخ المكي الناصري المفسر المالكي الذي عشقه المغاربة، قوله: "كما أن المرأة الصغيرة التي لم تبلغ سن الحيض إذا كانت متزوجة وفارقها زوجها؛ فإن عدتها تنحصر في ثلاثة أشهر أيضا مثل عدة الكبيرة الآيسة سواء بسواء."
وقال السيد طنطاوي في كتابه "التفسير الوسيط" (1/ 4241): واللاتى لم يحضن بعد لصغرهن، وعدم بلوغهن سن المحيض ... فعدتهن -أيضا- ثلاثة أشهر.
فاربئوا بأنفسكم يا من يلمزون الشيخ بأنه يرجع الناس إلى عصر أبي لهب أو أبي جهل. واعلموا حقيقة ما تقولون، واعلموا أنكم ملاقون ربكم يوم الحساب.
الأدلة من السنة:
أقوى الأدلة في هذا الباب زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة وهي بنت ست سنين أو سبع ودخوله صلى الله عليه وآله وسلم بها وهي بنت تسع. والحديث مخرج في صحيح البخاري وصحيح مسلم. وهما المرجعان القويان بعد القرآن عند أهل العلم قاطبة.
قال الحافظ ابن البر المالكي في كتابه "التمهيد" الذي طبعته وزارة الأوقاف بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني –رحمه الله- (19/ 98): "أجمع العلماء على أن للأب أن يزوج ابنته الصغيرة ولا يشاورها لتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين".
ما رأيكم يا سادة في هذا الصحفي الجاهل الذي يزعم أن الشيخ المغراوي يريد أن يلصق إجرامه بالنبي صلى الله عليه وسلم؟! لما سمى هذا الزواج الذي فعله المصطفى عليه الصلاة والسلام إجراما!
ومن منهما أحق بهذا الوصف الصويحفي، أم الشيخ المغراوي الذي نقل ما فعله المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ أم من جرَّم ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.؟! سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم.
الإجماع:
وهو أصل من أصول التشريع الإسلامي الذي لا يجوز خلافه أو رده.
جاء في التمهيد للحافظ ابن عبد البر (19/ 84):
عن إسماعيل بن إسحاق قوله: "والأب له أن يزوج الصغيرة بإجماع من المسلمين ثم يلزمها ذلك".
قال ابن رشد المالكي في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (2/ 6):
(يُتْبَعُ)
(/)
واتفقوا على أن الأب يجبر ابنه الصغير على النكاح، وكذلك ابنته الصغيرة البكر، ولا يستأمرها لما ثبت: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها بنت ست أو سبع وبنى بها وهي بنت تسع بإنكاح چكم بقوله عليه روي من الخلاف عن ابن شبرمة.
واختلفوا من ذلك في مسألتين: إحداهما: هل يزوج الصغيرة غير الأب؟ والثانية: هل يزوج الصغير غير الأب؟ فأما هل يزوج الصغيرة غير الأب أم لا؟ فقال الشافعي: يزوجها الجد أبو الأب والأب فقط، وقال مالك: لا يزوجها إلا الأب فقط، أو من جعل الأب له ذلك إذا عين الزوج إلا أن يخاف عليها الضيعة والفساد، وقال أبو حنيفة: يزوج الصغيرة كل من له عليها ولاية من أب وقريب وغير ذلك، ولها الخيار إذا بلغت.
وجاء في "موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي" لسعدي أبي جيب: (2/ 1071) نكاح الصغيرة: الإجماع على أنه يجوز تزويج الصغيرة بالكبير، ولو كانت في المهد، لكن لا يمكن الزوج منها حتى تصلح للوطء."
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية (28/ 27):
فقوله تعالى: (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) محمول على الصّغيرات فتكون عدّتهنّ ثلاثة أشهر، وهذا باتّفاق الفقهاء.
وأما أقوال أهل العلم في الباب فهي أكثر من أن تحصى، نذكر بعضها منها لمشاهير العلماء المالكية المعتمدين في المذهب.
1 - قال الخرشي في شرح مختصر خليل (ص:245): عِدَّةِ مَنْ لَمْ تَرَ الْحَيْضَ وَالْيَائِسَةِ (ش) التَّشْبِيهُ فِي أَنَّ الْعِدَّةَ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ يَعْنِي أَنَّ عِدَّةَ الْحُرَّةِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي لَمْ تَرَ الْحَيْضَ وَالشَّابَّةِ الَّتِي لَمْ تَحِضْ فِي عُمُرِهَا ثَلَاثَةُ أَشْهُر.
وقال النفراوي في "الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد" (5/ 309): ثم شرع في عدة المتوفى عنها غير الحامل بقوله: (وعدة الحرة من الوفاة) لزوجها ولو عبدا (أربعة أشهر وعشر) .. سواء (كانت) الزوجة (صغيرة أو كبيرة) ولو كانت الصغيرة غير مطيقة أو الكبيرة لا يولد لمثلها وسواء (دخل بها أو لم يدخل، مسلمة كانت أو كتابية").
إِنَّ الصَّبِيَّ لَا مَاءَ لَهُ قَطْعًا فَعَدَمُ الْحَمْلِ مِنْ وَطْئِهِ مُحَقَّقٌ، وَأَمَّا الْمُطِيقَةُ فَلَا يُقْطَعُ بِعَدَمِ حَمْلِهَا لِاخْتِلَافِ أَحْوَالِ الْبَنَاتِ بِاخْتِلَافِ الْأَزْمِنَةِ وَالْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ.
وقال في المصدر نفسه:
لَمَّا فَرَغَ مِنْ عِدَّةِ ذَاتِ الْحَيْضِ شَرَعَ فِي عِدَّةِ غَيْرِهَا فَقَالَ: (فَإِنْ كَانَتْ) الْمُطَلَّقَةُ (مِمَّنْ لَمْ تَحِضْ) لِصِغَرٍ وَلَكِنْ مُطِيقَةً لِلْوَطْءِ (أَوْ) كَانَتْ كَبِيرَةً لَكِنْ (قَدْ يَئِسَتْ مِنْ الْمَحِيضِ) بِأَنْ جَاوَزَتْ السَّبْعِينَ (فَثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ) عِدَّتُهَا (فِي) حَقِّ (الْحُرَّةِ، وَ) مِثْلُهَا (الْأَمَةُ) عَلَى الْمَشْهُورِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَاَللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاَللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ).
وقال الحطاب الرعيني في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل - نسخة1 - (11/ 452): قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ فِي الرِّسَالَةِ، وَأَمَّا الَّتِي لَا تَحِيضُ لِصِغَرٍ أَوْ كِبَرٍ، وَقَدْ بُنِيَ بِهَا فَلَا تُنْكَحُ فِي الْوَفَاةِ إلَّا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.
قال الدسوقي في "الحاشية على الشرح الكبير" (7/ 400):
قَوْلُهُ: (وَإِلَّا زَوَّجَهَا الْقَاضِي) أَيْ سَوَاءٌ كَانَتْ بَالِغَةً أَوْ لَا، وَلَوْ لَمْ تَبْلُغْ عَشْرًا، وَلَوْ لَمْ تَأْذَنْ بِالْقَوْلِ كَمَا قَالَ ابْنُ رُشْدٍ وَاللَّخْمِيُّ فَعُلِمَ مِنْ هَذَا أَنَّ الصَّغِيرَةَ غَيْرَ الْيَتِيمَةِ تُزَوَّجُ إذَا خِيفَ عَلَيْهَا الضَّيْعَةُ أَوْ عُدِمَتْ النَّفَقَةُ وَأَنَّهُ يُزَوِّجُهَا الْحَاكِمُ لَا وَلِيُّهَا خِلَافًا لِابْنِ وَهْبٍ فَلَيْسَتْ كَالْيَتِيمَةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، أَلَا تَرَى أَنَّ هَذِهِ لَا يُزَوِّجُهَا إلَّا الْحَاكِمُ وَالْيَتِيمَةُ يُزَوِّجُهَا وَلِيُّهَا بَعْدَ مَشُورَةِ الْحَاكِمِ قَالَهُ شَيْخُنَا الْعَدَوِيُّ.
الدسوقي أيضا في "الحاشية على الشرح الكبير" (8/ 365):
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَوْلُهُ: لَا بَعْدَ الدُّخُولِ) أَيْ لَا يَجُوزُ لِلْوَلِيِّ أَنْ يَعْفُوَ عَنْ بَعْضِ الصَّدَاقِ بَعْدَ الدُّخُولِ إنْ رَشَدَتْ؛ لِأَنَّهَا لَمَّا صَارَتْ ثَيِّبًا صَارَ الْكَلَامُ لَهَا فَإِنْ كَانَتْ سَفِيهَةً أَوْ صَغِيرَةً فَالْكَلَامُ لِلْأَبِ وَحِينَئِذٍ فَلَهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْ بَعْضِ الصَّدَاقِ لِمَصْلَحَةٍ، كَذَا فِي خش وعبق وَهُوَ غَيْرُ صَوَابٍ، إذْ الْحَقُّ أَنَّهُ لَا عَفْوَ لَهُ بَعْدَ الدُّخُولِ سَوَاءٌ كَانَتْ رَشِيدَةً أَوْ لَا فَفِي سَمَاعِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّ الصَّغِيرَةَ إذَا دَخَلَ بِهَا الزَّوْجُ وَافْتَضَّهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ الْبُلُوغِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْعَفْوُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ الصَّدَاقِ لَا مِنْ الْأَبِ وَلَا مِنْهَا.
الدسوقي أيضا في "الحاشية على الشرح الكبير" (10/ 102):
(قَوْلُهُ: كَانَتْ صَغِيرَةً إلَخْ) ظَاهِرُهُ سَوَاءٌ كَانَ لَا يُمْكِنُ حَيْضُهَا كَبِنْتِ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ أَوْ كَانَ يُمْكِنُ حَيْضُهَا، وَلَمْ تَحِضْ كَبِنْتِ تِسْعٍ أَمَّا الْأُولَى فَعِدَّتُهَا شَهْرَانِ، وَخَمْسُ لَيَالٍ اتِّفَاقًا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَقِيلَ كَذَلِكَ وَقِيلَ: تَعْتَدُّ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ.
قال ابن رشد: وهو كما قال؛ لأنه إذا دخل بها الزوج وافتضها فقد وجب لها جميع صداقها بالمسيس، وليس للأب أن يضع حقا قد وجب لها إلا في الموضع الذي أذن له فيه، وهو قبل المسيس لقوله تعالى {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} الآية، وإذا منع العفو في الصغيرة بعد الدخول ففي السفيهة أحرى ا هـ. انظر أيضا حاشية الصاوي الشرح الصغير 5/ 152 ومنح الجليل شرح مختصر خليل 7/ 221
وبنحو ذلك يا صويحفي يا مطبل يا مزمر أفتى عالم المدينة وإمام دار الهجرة وإمام مذهب المغاربة:
جاء في المدونة – قال ابن القاسم: "قلت: أرأيت الصبية الصغيرة هل عليها إحداد في قول مالك؟ قال: نعم."
وفيها قال: "قلت: وكذلك المدبرة والأمة وأم الولد والصبية الصغيرة إذا مات عنهن أزواجهن هل عليهن الإحداد مثل ما على الحرة الكبيرة المسلمة البالغة؟ قال: وقال مالك: عليهن الإحداد مثل ما على المسلمة الحرة البالغة".
وفيها: "في عدة الصبية الصغيرة من الطلاق والوفاة في بيتها والبدوية تنتقل إلى أهلها. قلت: أرأيت الصبية الصغيرة إذا كانت مثلها يجامع فبنى بها زوجها فجامعها ثم طلقها ألبتة، فأراد أبواها أن ينقلاها لتعتد عندهما وقال الزوج: لا بل تعتد في بيتها؟ قال: تعتد في بيتها في قول مالك ولا ينظر إلى قول الأبوين ولا إلى قول الزوج وقد لزمتها العدة في بيتها حيث كانت تكون يوم طلقها زوجها، قلت: فإن كانت صبية صغيرة مات عنها زوجها، فأراد أبواها الحج أو النقلة إلى غير تلك البلاد ألهم أن يخرجوها؟ قال: ليس لهم أن يخرجوها؛ لأن مالكا قال: لا تنتقل المتوفى عنها زوجها لتعتد في بيتها إلا البدوية فإن مالكا قال فيها وحدها أنها تنتوي مع أهلها حيث انتوى أهلها."
وفيها قال ابن القاسم: "قلت: أرأيت إذا زوج الصغيرة أبوها بأقل من مهر مثلها أيجوز ذلك عليها في قول مالك؟ قال: سمعت مالكا يقول يجوز عليها إنكاح الأب، فأرى أنه إن زوجها الأب بأقل من مهر مثلها أو بأكثر فإن ذلك جائز إذا كان إنما زوجها على وجه النظر لها."
وفيها أيضا قال ابن القاسم: "قلت: أرأيت الصغيرة التي قد جومعت والكبيرة والبالغة، أيكون القسم بينهما سواء في قول مالك؟ قال: نعم."
وفيها أيضا قال ابن القاسم: قلت: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ صَغِيرَةً لَا تَحِيضُ فَطَلَّقَهَا زَوْجُهَا فَاعْتَدَّتْ شَهْرَيْنِ ثُمَّ حَاضَتْ كَيْفَ تَصْنَعُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: تَرْجِعُ إلَى الْحَيْضِ وَتُلْغِي الشُّهُورَ.
المدونة الكبرى لسحنون المالكي (5/ 200):
وَقَالَ مَالِكٌ: لَا يَجُوزُ لِلْقَاضِي وَلَا لِأَحَدٍ أَنْ يُزَوِّجَ صَغِيرَةً لَمْ تَحِضْ إلَّا الْأَبُ، فَأَمَّا الْغُلَامُ فَلِلْوَصِيِّ أَنْ يُزَوِّجَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ.
المدونة الكبرى لسحنون المالكي (6/ 224):
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الْجَارِيَةَ إنْ زَوَّجَهَا أَبُوهَا وَلَمْ تَحِضْ وَمِثْلُهَا يُجَامَعُ فَجَامَعَهَا زَوْجُهَا، ثُمَّ صَالَحَ الْأَبُ الزَّوْجَ عَلَى أَنْ تَرُدَّ صَدَاقَهَا لِلزَّوْجِ، أَيَكُونُ ذَلِكَ جَائِزًا عَلَى الْجَارِيَةِ أَمْ لَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ فِي الْبِنْتِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي لَمْ تَحِضْ وَقَدْ دَخَلَ بِهَا زَوْجُهَا إنَّ لِأَبِيهَا أَنْ يُزَوِّجَهَا كَمَا يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ الْبِكْرَ، فَمَسْأَلَتُكَ فِي الْأَبِ إنْ صَالَحَ عَنْهَا زَوْجَهَا وَلَمْ تَحِضْ وَهِيَ بِنْتٌ صَغِيرَةٌ بَعْدُ، إنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَتْ قَدْ جُومِعَتْ؛ لِأَنَّهُ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُنْكِحَهَا وَيَجُوزُ إذْنُهُ عَلَيْهَا، فَكَذَلِكَ مَسْأَلَتُكَ أَرَى أَنْ يَجُوزَ صُلْحُهُ عَلَيْهَا وَهُوَ رَأْيِي.
المدونة الكبرى لسحنون المالكي (7/ 84):
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الصَّبِيَّةَ الَّتِي يُجَامَعُ مِثْلُهَا إلَّا أَنَّهَا لَمْ تَحِضْ إذَا قَذَفَهَا زَوْجُهَا أَيُلَاعِنُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: مَنْ قَذَفَ صَبِيَّةً مِثْلُهَا يُجَامَعُ وَإِنْ لَمْ تَبْلُغْ الْمَحِيضَ، فَإِنَّ قَاذِفَهَا يُحَدُّ، فَكَذَلِكَ زَوْجُهَا إذَا قَذَفَهَا فَإِنَّهُ يُلَاعِنُ لِيَدْفَعَ بِذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ الْحَدَّ.
قُلْتُ: وَتَلْتَعِنُ وَهِيَ صَغِيرَةٌ إذَا كَانَ مِثْلُهَا يُجَامَعُ وَإِنْ لَمْ تَبْلُغْ الْمَحِيضَ؟ قَالَ: لَا، لِأَنَّهَا لَوْ زَنَتْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا حَدٌّ وَإِنَّمَا اللِّعَانُ عَلَى مَنْ عَلَيْهِ الْحَدُّ لِأَنَّهَا لَوْ أَقَرَّتْ بِمَا قَالَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا حَدٌّ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ) وَهِيَ مِمَّنْ لَا عَذَابَ عَلَيْهَا فِي إقْرَارِهَا وَلَا زِنَاهَا.
المدونة الكبرى لسحنون المالكي (15/ 310):
فِيمَنْ قَدَفَ صَبِيَّةً لَمْ تَحِضْ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ صَبِيَّةً لَمْ تَحِضْ وَمِثْلُهَا يُجَامَعُ فَأَمْكَنَتْ مِنْ نَفْسِهَا رَجُلًا فَجَامَعَهَا حَرَامًا فَأَقَمْتُ الْحَدَّ عَلَى الرَّجُلِ، ثُمَّ إنَّ الْجَارِيَةَ حَاضَتْ فَقَذَفَهَا رَجُلٌ بَعْدَمَا حَاضَتْ، أَيُجْلَدُ قَاذِفُهَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: نَعَمْ يُجْلَدُ قَاذِفُهَا لِأَنَّ الْفِعْلَ الَّذِي فَعَلَتْهُ فِي الصِّبَا لَمْ يَكُنْ بِزِنًا.
منح الجليل شرح مختصر خليل (6/ 254):
(إِنْ كَانَتْ الصَّغِيرَةُ تَحْتَ حَاجَةٍ مُلِحَّةٍ وَهِيَ فِي سِنِّ مَنْ تُوطَأُ فَظَاهِرُ الْمَذْهَبِ جَوَازُ نِكَاحِهَا بِإِذْنِهَا وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي كِتَابِ مُحَمَّدٍ فِي بِنْتِ عَشْرِ سِنِينَ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ وَبِهِ الْفُتْيَا) ا هـ.
المدونة الكبرى لسحنون المالكي (15/ 311):
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إنْ قَذَفَ صَبِيَّةً مِثْلُهَا يُجَامَعُ فَقَذَفَهَا رَجُلٌ بِالزِّنَا إلَّا أَنَّهَا لَمْ تَحِضْ؟ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: إذَا كَانَ مِثْلُهَا يُجَامَعُ فَعَلَى قَاذِفِهَا الْحَدُّ وَإِنْ لَمْ تَحِضْ.
وهذه أخرى لو صدرت من الشيخ المغراوي -حفظه الله- لاتهموه في دينه وعقله:
جاء في "مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل" (5/ 472):
فإن قيل: ما الفرق بين الصغيرة التي لا تطيق الوطء تجب عليها العدة والصغير الذي لا يطيق الوطء لا عدة في وطئه؟
قيل: لأن الصبي لا ماء له قطعا فلا يولد له قطعا ونفي الولد عن الصغيرة المطيقة للوطء لا يبلغ القطع فوجبت العدة للاحتياط قاله ابن عرفة، وقال اللخمي: وذكر بعض أهل العلم أنه رأى جدة بنت إحدى وعشرين سنة وعرفت أن في بلاد مكة مثل ذلك كثيرا كاليمن انتهى.
وجاء أيضا في "مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل" (1/ 539):
وسن النساء قد يختلف في البلوغ قال الشافعي: أعجل من سمعت النساء يحضن نساء تهامة يحضن لتسع سنين ورأيت جدة لها إحدى وعشرون سنة فالواجب أن يرجع في ذلك إلى ما يعرفه النساء فهن على الفروج مؤتمنات فإن شككن أخذ في ذلك بالأحوط. انتهى.
فهذان إمامان رأيا الفتيات الصغار يحضن في سن مبكرة، بل وحدثا عن جدة عمرها إحدى وعشرين سنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول للصويحفي إن كانت الجدة عمرها إحدى وعشرون سنة فكم كان عمرها يوم تزوجت، ستجد الحل إن كنت درست شيئا من الرياضيات، وما أظنك درستها لكن درستها بالترقيق من درسَ يدرِسُ أي داسه.
فهذا شيء قليل نقلته عن هؤلاء الأئمة أئمة الهدى والنور تدين الصويحفي أو من كان السبب في نشر هذه الفتنة بين عامة الناس، فإما أن يتراجعوا ويعتذروا ويبرؤوا الشيخ المغراوي -حفظه الله- مما أداعوه عنه، وإلا فالحكم سيصبح شاملا يصيب كل من ذكرنا من العلماء الربانيين، من بينهم الإمام مالك، والملك الراحل الحسن الثاني الذي وافق على طباعة تلك الكتب التي ذكرناها سابقان وعلى نفقته، وما أظن الصويحفي سيتجرأ على نبز هؤلاء مثلما تجرأ على الشيخ المغراوي.
ثم ما أدري ماذا سيكون رد فعل هؤلاء الصحافة؟! وما الطريقة التي سيسلكونها للخروج من هذا المأزق الذي سببه لهم الجهل المكعب بشريعتنا الغراء.
ومن عجيب الأمر وأقبحه أن المدعو التيرانتي البوشبتي لم يقدر على مقارعة الشيخ المغراوي بالحجج فراح ينقل كلاما لا علاقة له بالموضوع، ويقول للقارئ: من أراد أن يعرف جيدا هذا الشيخ نحيله على كتاب: "عملاء لا علماء" للشيخ محمد الفزازي، وأقول لهذا الجاهل: أتمنى أن يقع هذا الكتاب في أيدي من يحسن القراءة والفهم ليطلع بنفسه على جهل صاحب الكتاب بأبسط العلوم.
ومن عجيب الأمر وأقبحه: أن الذين يعارضون فتوى الشيخ بمثل ذلك الكلام الفاسد الفارغ الخاوي –إلا من الجهل- يجدون تأييدا من العامة، وتطبيلا وتزميرا كما يقال، فراحوا يجمعون آراء الناس من الشارع من أناس يلحنون في عاميتهم، ما أظن واحدا فيهم يحسن قراءة القرآن من المصحف.
ورحم الله الإمام علي ورضي عنه حين وصف قوما سذجا من أمثال الصويحفي بقوله:? (همج رعاع يميلون مع كل ريح، أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور الله?).
ومن عجيب الأمر وأقبحه: أن المطبلين المزمرين المزغردين للقناة الثانية لم يتكلفوا جهدا في الوقوف على حقيقة فتوى الشيخ المغراوي ليعرفوا صوابها من خطئها، بل راحوا يجمعون أضرابهم من أشباه العامة ويستعدونهم بعدما نشروا فتوى الشيخ مقطعة من سباقها وسياقها، ليكثروا من سوادهم.
فيا حسرة على هذه الأمة، أمة ما زالت تثق بما تنشره القناة الثانية.
ومن البداهة بمكان أن مثل الشيخ المغراوي في معرفته وحنكته ودقة علمه وغزارته يبعد عنه -جدا- أن يطلق فتواه من قيودها -كما فعل الصويحفي بالقناة الثانية-، لتصير أغنية من أغاني الشيطان يغنيها –عزفا على مزاميره- في الشاشات والصحف، أولئك الحاطبون بليل، الخابطون في وحل الجهل، والهوى والضلال، الشاردون عن الحق بباطلهم.
إذن؛ فإن الصويحفي الحاطب الخابط الشارد، اهتبل فتوى الشيخ فرصة ضد الشيخ، يطعن عليه بها، ليجدها العامة فرصة للنيل من عرض الشيخ ودينه وعلمه، وما علم الصويحفي أن الشيخ المغراوي ومن على شاكلته لحومهم مسمومة، وقد صان الله أعراضهم، وحماهم في دينهم، وأظهرهم على الناس في علمهم، فليفرحوا قليلا، وليحزنوا كثيرا!! جزاء ما صنعوا.
قال الإمام ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" (ص: 29 - 30):
وأعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم والإقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم إذ قال مثنيا عليهم في كتابه وهو بمكارم الأخلاق وصدها عليم: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) والارتكاب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاغتياب وسب الأموات جسيم (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس بغائب عن الشيخ المغراوي –حفظه الله- عندما أفتى بتلك الفتيا أن أذى كثيرا سيلحقه بفتواه، وبخاصة إذا لم تستوف بكل جوانبها وأجزائها من قبل سامعيه –كما حدث فعلا من صويحفي القناة الثانية- لكن عذره أنه لا يحفظ قوله تعالى: (ولا يجرمنكم ... ) والبقية في أهل الكتاب عنده!! و (إن جاءكم فاسق بنبأ ... ) والبقية أيضا عنده؟، -لكن الصحفي وأتباعه- وبخاصة الفجرة في الخصومة- يعذرون (!) في موقفهم وكلامهم السيئ القبيح في الشيخ، فهم بحسدهم ليسوا ببالغي شيء مما أفاء الله به عليه، وهم بجهلهم أودى بدينهم لهم من الحسد!!.
فلا أدري إذن بأيهما يفرحون، بحسدهم أم بجهلهم؟! فإن كان الأول؛ وهو الحسد، فإنه لا شفاء منه، وإن كان الثاني؛ وهو الجهل، فإنما شفاء العي السؤال، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((فهلا سألوا؟!))، بيد أنه يبدو أن الحسد والجهل اجتمعا على صعيد عقولهم وقلوبهم معا، فأصابوا من سيئات حسدهم وجهلهم ما هم به جديرون!! والحمد لله على كل حال.
هذه الفتوى من الشيخ المغراوي ليست جديدة –كما أوهم الصويحفي الحاقد في تقريره المتلفز ولبس ودلس- لكن كما جاء عن الشيخ ليست هي يعني حديثة العهد أو جديدة، وإنما هي كان سؤال من خارج المغرب عبر الانترنت لمدة سنوات هذه، سألني سائل على قضية على الآية: "وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ". ومن الظلم أن تذاع مبتورة مضافا إليها سوء الظن أو ظن السوء.
ومما لا شك فيه –مما كتمه الصويحفي بالقناة الثانية- ناقل الفتيا المشيع لها- أن الزواج بالصغيرة منوط بالقدرة والاستطاعة وقد قال الشيخ: (ثم أنا لما ذكرت هذا الموضوع بنيت على أمور لأن البنت تكون قادرة ولها بنيتها، ولها شخصيتها، ولها قدرتها، ووصفتها بجميع الأوصاف التي يعني قد لا تتوفر إلا نادرا في بنت من البنات ... ). وإذا لم تتوفر الشروط التي ذكرها الشيخ في البنت الصغيرة فلا زواج، وهو نفسه الذي رآه الشيخ.
وأخيرا أذكر الصويحفي ومن يسير في طريقه –غير المتقين فيما صنعوا- بأمور لعلها تكون نافعة في توبة نصوحة، يعجلون بها إلى ربهم، قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه خلة ولا شفاعة، والشاغبون على الشيخ المغراوي هم الظالمون.
الأول: هل يجوز أن يستفتى العامة في مسألة كهذه بصحة القول فيها أو ببطلانها؛ وبخاصة أن الصحافة لا المسموعة ولا المقروءة تفعل سائر ما تستطيع أن تفعله من تزوير أو تحرير –كما يعرفه أربابها أنفسهم- من أجل تحقيق غايتها وأهدافها!!
الثاني: وهل يجوز شرعا أن يتخذ السبق الصحفي عليه في نقد مثل هذه الأمور التي هي من اختصاص العلماء، فالنقد الصحفي لا تفريق فيه بين الصدق والكذب، ولا بين الحقيقة والخيال، ولا بين الحق والباطل.
فكيف إذا امتطت صهوة ذلك النقد قناة كالقناة الثانية التي لا تزيد (أعلاها) عن أن تكون أقل من (خضراء الدمن) بل هي قناة تحمل (لواء) الولاء، لكل صاحب (بلاء) كحاطب الليلة الظلماء.
وخير لكم أيها ... إلخ ... ! أن توقنوا أن ما تبيتونه من مكر السيء للشيخ المغراوي مرده إليكم جميعا، وأن شعار الشيخ تلك الكلمة الحكيمة: (قل كلمتك وامض، فإن لم لم تر معناها أنت، فسيراه غيرك من بعدك).
وعليه؛ فإن هذا الصخب الهائج –ذا الكلام المائج- الذي أثاره الصويحفي سينعكس عليه، وترتد سهامه إليه، ويرتكس به في أودية الويل والثبور ...
أما عامة الناس فهي فرصة لهم يتعرفون فيها إلى الشيخ وعلمه، وينظرون من خلالها تواليفه ومصنفاته وأشرطته، وينهلون عبرها علمه وفنونه، بعد إذا سمعوا اسمه –ولو بصورة بتراء مشوهة- من الصويحفي والنائلين منه، وناقديه.
وقد صدق قول الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
(ولله الأمر من قبل ومن بعد).
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ، يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو بلال منير]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 01:53]ـ
مدرسة البهائم
بسم الله الرحمن الرحيم ولا عدوان إلا على الظالمين.
إخواني القراء العقلاء لأجل كلمة (صويحفي) امتنعت إدارة هسبريس عن نشر مقالي الذي فندت فيه أباطيل الصويحفي بالقناة الثانية حول فتيا الشيخ المغراوي -حفظه الله- بينما سولت لهم أنفسهم أن ينشروا جملة من الألفاظ التي يخجل الشيطان أن يلفظها في حق عالم جليل، مثل:
-البيدوفيليا؛
-أعداء الإسلام؛
-الوهابيين كلاب؛
-هذا راه حمق؛
- ce monsieur est un idiot؛
- جاهل؛
-رجل متخلف رجعي وحقير؛
-قوم لوط أنظف من المغراوي ومن معه؛
-فقهاء منافقون؛
-هذا من فصيلة الحمير؛
-الحكم عليه مسبقابأن يجلدحتى الموت؛
-اقتلوا هذا الحيوان؛
-آ الحمار المبردع؛
-حفيد أبي جهل؛
-قبح الله سعيك أيها الشاد (كذا)؛
-وحوشا مثل هذا الشيخ، كفى ...
ألم يخجل المشرفون على جريدة هسبريس من أنفسهم لما نشروا هذا الضراط الحميري في حق شيخ هم يعلمون أنه علم من أعلام الأمة؟
وعليه فإن مثل هذه العبارات البهيمية التي استعملها هؤلاء الجهلة لا يستحق أن يخاطب بمثلها عالم كالشيخ المغراوي -حفظه الله-، وهل يليق أن يقول من ينتسبون إلى الإسلام إلى مسلم عادي من عامة الناس فضلا عن عالم من علماء الأمة –اسألوا إن شئتم المجلس العلمي عن علمه-: راه حمار-جاهل-من فصيلة الحمير ... إلى غير ذلك من ألفاظ سوق الكلب، قبح الله سعيكم يا أبناء الأنابيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 05:30]ـ
نسأل الله السلامة
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. بادئ ذي بدء أوجه تحياتي للأخ أبي أويس عبد اللطيف راحل وأقول حمدا لله على سلامتك. أما الكارثة التي أحاطت بأهل السنة في المغرب فنسأل الله أن يأجرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيرا منها. وأن ينتقم من هؤلاء المجرمين.
ونتوجه إلى الأخ أبو بلال ونقول له ما كان ينبغي لك أن تنقل هذا الكلام القبيح إلى هذا المنتدى_وإن كان قصدك حسنا_وأن تلوث أذهان القراء بهذه القذارة فمعلوم أن القذارة لها مكان خاص بها.
فقد جعلوا من فتوى الشيخ ذريعة للإغلاق كل دور القران بالمغرب وهذه خطة مدروسة مسبقا وإنما جعلوا من الشيخ المغراوي كبش فداء. وقد أغلقوا دورا للقرءان لا علاقة لها بالشيخ المغراوي كدار القران بمدينة خنيفرة التي يرأسها الشيخ عبد الله زهار.
وقد أغلقوا قبل هذه الفتنة دار القران بمدينة بني ملال التي يرأسها الشيخ عبد الله بن المدني. علما أن هذا الشيخ عضو في المجلس العلمي التابع لوزارة الأوقاف وقد كانت تستضيفه القناة الأولى. علما أن كثيرا من أئمة المساجد هم خريجوا هذه الدار.
فلم يبق لهم إلا إغلاق المساجد.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 07:30]ـ
اليوم نسمع بإغلاق المعاهد ودور القرآن وفرض أنظمة انحرافية في أخرى وغدا سنسمع بإقفال المساجد خصوصا وأني علمت أن بعض مساجد بإحدى مدن المملكة فرض عليها عدم رفع الآذان في بلد اسمه المغرب الله المستعان أبشروا ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:12]ـ
أتمنى أن يتعلم الاخوة من هاهنا درسا أنه لا ثقة في العلمانيين وأذنابهم ...
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:36]ـ
انا لله و انا اليه راجعون.
لا ننسى يا اخوتي فوله عز و جل (ان تنصرو الله ينصركم).
السلام عليكم.
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 07:49]ـ
واختلفوا من ذلك في مسألتين: إحداهما: هل يزوج الصغيرة غير الأب؟ والثانية: هل يزوج الصغير غير الأب؟ فأما هل يزوج الصغيرة غير الأب أم لا؟ فقال الشافعي: يزوجها الجد أبو الأب والأب فقط، وقال مالك: لا يزوجها إلا الأب فقط، أو من جعل الأب له ذلك إذا عين الزوج إلا أن يخاف عليها الضيعة والفساد، وقال أبو حنيفة: يزوج الصغيرة كل من له عليها ولاية من أب وقريب وغير ذلك، ولها الخيار إذا بلغت.
لعل قول مالك هو الأقوى؛ إذ يُحتج له بما يلي:
إن الأب تام الشفقة على أولاده، ونظره في مصالحهم في غاية القوة، ولا يطعن في شفقته على أولاده، وليس ذلك لغير الأب، وإن كان الجد قريباً منه إلا أن الجد تتوزع شفقته بين مجمل أحفاده، وإذا تعارضت مصالح الأحفاد وازن بينهم وربما انتقص من مصلحة واحد لصالح الآخر.
http://www.drmazen.net/sub_index.php?scid=6&id=1860&type=34&title=%C7%E1%D1%D3%C7%C6%E1%20 %C7%E1%DA%E1%E3%ED%C9&type2=&title2=%C7%E1%E3%D8%E1%C8%20%C 7%E1%C3%E6%E1%20%20%C5%CC%C8%C 7%D1%20%C7%E1%C8%DF%D1%20%C7%E 1%D5%DB%ED%D1%C9%20%DA%E1%EC%2 0%C7%E1%E4%DF%C7%CD(/)
الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد .. وقد طلبت محاكمته قبل ثمان سنين .. للشيخ عبد
ـ[مكاوي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 04:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد
فهذا مقال كتبه فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله وهو بعنوان (الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد .. وقد طلبت محاكمته قبل ثمان سنين).
http://oalbadr.googlepages.com/turke11.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/turke22.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/turke33.jpg
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 04:37]ـ
انا علمت والله اعلم ان محاكمة شاعر الفسق العوفي والتي أضنها سبب هذا الطرح المبارك
اقول علمت ان السبب انه أسقط اسم آل الشيخ في قصيدته سبب المحاكمه حيث ان الوزراء في العدل والشئون الاسلاميه وسماحة المفتى من نفس العائله
والا فعلا هناك مشهورين جعلوا الكفر بالله وسب دينه والتعدي على اجلال الوهيته سبحانه مطية لشهرتهم في مراتع الفساق الادباء واستجدوا بذلك مكانة بينهم وهم سعوديين ويعيشون بيننا ولم يتعرض احد لهم
فسبحان الله اين أصبحنا والا لو انهم برأوا انفسهم من هذا أي من ذكرت وبادروا الى قطع كل الألسن التي تتجرأ على الله وعلى دينه وتشريعه لكنا فرحنا بمحاكمة العوفي فرحنا بنصرة الحق
ـ[اسعد]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 11:20]ـ
جزاك الله خير
جزا الشيخ عبد المحسن خير
واطال في عمركما على طاعته
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 08:14]ـ
بل ينبغي ان تتبنى المنتديات العربية قاطبةً حملة موحدة تطالب بمحاكمة دعاة الفسق و الكفر و حماية المجتمعات الاسلامية من دنسهم.
و ليت ان البداية تكون من هذا المنتدى المبارك.(/)
مقال ساخن ومتميز في التضامن مع الشيخ اللحيدان والعلماء .. للدكتور عبدالرحيم السلمي
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 10:09]ـ
من موقع الاسلام اليوم نقلتُ لكم هذا المقال المتميز الناري: http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=186&artid=14078
ـــــــــــــــــــ
ظاهرة الهجوم على العلماء في الإعلام السعودي
د. عبد الرحيم السلمي 20/ 9/1429
20/ 09/2008
-1 -
ضرورة المحاكمة
لم يعد يخفى على أحد أن الإعلام المحلي يمارس إستراتيجية مبرمجة في إسقاط العلماء واحتقارهم بطرق مختلفة من خلال مقالات أو أخبار أو برامج تليفزيونية وغيرها؛ فأحياناً يُتهمون بضعف التفكير، أو السطحية، أو التسرّع، أو الإرهاب والدموية، ودعم التطرف وغيرها من الأكاذيب الملفقة، وهذه الإستراتيجية للإعلام المحلي لا تستثني أحداً سواء كانوا رسميين أو غير رسميين؛ فهي تستهدف العالم الشرعي الذي يفتي وفق منهج أهل السنة والجماعة، ويرفض المجاملة لأهل العلمنة والانحلال الأخلاقي ممن تخصص في إفساد المسلمين بشتى الطرق.
وقد تولى كِبرْ هذه الإستراتيجية المبرمجة الصحافة المحلية والمهاجرة، والقنوات الممولة برأس مال سعودي مثل (إم بي سي، والعربية، وإل بي سي) وغيرها التي أصبح العالم الإسلامي كله يشتكي من إفسادها وتبنيها للمشروع الأمريكي في المنطقة، من خلال التسويق لأفكاره ومواقفه السياسية، ومشروعه الشامل في بلاد المسلمين.
وأصبحت هذه الصحافة الصفراء، والقنوات الفضائية مثار تندّر على المجتمع السعودي الذي يكرر كل يوم حمايته للإسلام ودفاعه عنه. لقد شوّهت هذه الصحافة والقنوات سمعة السعوديين في العالم كله، وأصبحت أداة هدّامة للإسلام وعقيدته وقيمه وعلمائه دون حياء أو خوف من المحاسبة.
فقد تعرّضت هذه الوسائل الهدّامة لكبار العلماء مثل الشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ صالح اللحيدان، والمفتي، والقضاة والمحتسبين، والدعاة، ومناهج التعليم، وحلقات القرآن، والعمل الخيري، وكافة الأنشطة التي يقوم عليها العلماء وطلاب العلم.
وقامت الصحافة والقنوات الفضائية بنشر الكفر المستبين، والدعوة إلى السحر والانحلال الأخلاقي، فإذا نَقَدهم أحد هاجموه واتهموه بالإرهاب والتكفير والدعوة إلى العنف.
إن هذا الاحتقان الخانق سوف يؤدي إلى الانفجار إن لم يتداركه العقلاء من المسؤولين؛ فترك هذه الفئة الضالّة تسرح وتمرح دون محاسبة هو من أبرز أسباب الاستفزاز للمجتمع الذي لن يدوم صبره طويلاً، وليس من مصلحة بلادنا تفجيره من الداخل، في وقت يحاصره تحديات كبرى تستدعي التلاحم والاتفاق على حقائق الإسلام ومحكماته.
إن الأسلوب الأمثل في معالجة الخصومات يكون بالمحاكمة، فترك الأمور هكذا لن يستفيد منه إلاّ الطرف الظالم، والمرافعة سوف تعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، والإعلام ليس جهة خارجة عن القانون، ولا يجوز أن يُعزل من المحاكمة وكأنه جهة مقدسة، معصومة لا تُعرض على المحاكم.
-2 -
فتوى الشيخ اللحيدان في محاكمة القنوات الفاسدة
إن مطالبة الشيخ صالح اللحيدان بمحاكمة القنوات المفسدة للمجتمع مطالبة منطقية ومشروعة لتفريغ الاحتقان، وفك الاشتباك بين العلماء ومعهم المجتمع الإسلامي في كافة بلاد المسلمين، وهذه القنوات الهابطة والمدافع عنها من العلمانيين المنافقين المندسّين في صفوف المسلمين.
ومن الطبيعي أن يقوم هؤلاء المنافقون باتهام الشيخ اللحيدان بالدعوة إلى العنف وتشجيع الشباب على القتل وغير ذلك الموال المكرر، وهي حيلة للهروب من المحاكمة.
إن "المحاكمة" و "المرافعة" تحصل في بلادنا في كافة الحقوق سواء أكانت جنائية أو مالية أو اعتبارية، وهي الكفيلة بوضع الأمر في نصابه، ولو أن كل منتهك للحقوق هرب من المحاكمة فإن من حقّ عصابات القتل والسرقة والمخدرات وغسيل الأموال وغيرها من الجهات أن تهرب من طلب "المحاكمة"، وتقوم باتهام القضاة والجهات العدلية بأنواع التهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والغريب حقاً أن الليبرالية في العالم كله تطالب باستقلال القضاء، وعدم التدخّل فيه، وضرورته لحل القضايا العالقة، إلاّ الليبراليون في المملكة فهم يبغونها عوجاً لعدم رضاهم بالتحاكم إلى الشريعة الإسلامية، وهذه سمة المنافقين، والهمجيّة وأهل البلطجة، التي أصبحت سمة أخلاقية لدى هذه الفئة الضالّة. إن السكوت عن هذا العبث في بلادنا جريمة منكرة لا تليق بنا، ونحن القلعة الأخيرة من قلاع الإسلام الصامدة في وجوه أهل الكفر والعلمنة ودعاة التغريب والفساد.
وهذا يدل على ضرورة التعجيل بفتح باب الحسبة أمام القضاء على هذا العبث، ثم القضاء يحكم بالعدل ولا يقرّ الشكاوى الكيدية، ولا أدري لماذا الخوف من فتح باب الحسبة في المحاكمة؟! لأن إغلاقه لا مسوّغ له، فإن كانت الجهة المحتسب عليها منحرفة وتضر المجتمع فإن الحسبة عليها ستوقف الانحراف والضرر عن المجتمع، وإن كانت بريئة فيجب معاقبة صاحب الكيد وعدم قبول الدعوى دون دليل، والأمر في نهايته يعود إلى القضاء وأجهزة الدولة التنفيذية المأمورة بالمحافظة على الدين والدفاع عنه.
-3 -
كيف تعاملوا مع فتوى اللحيدان؟
ولهذه الفئة الضالّة طريقة ملتوية في التعامل مع فتاوى العلماء وآرائهم تأتي في سياق الهجوم المبرمج عليهم؛ فقد أظهروا فتوى الشيخ اللحيدان على أنه يطالب بقتل ملاّك القنوات بطريقة عشوائية، ثم استدعوا السند والظهير والمعين لهم دائماً، وهو الغرب الكافر ليكون وسيلة ضغط خارجية على تسويق مشروعهم الإفسادي في الداخل.
وهذه خيانة وطنية اعتاد عليها الليبراليون، وهي من أبرز سماتهم بعد أحداث سبتمّبر، وقد تكرر كثيراً تعاونهم مع الحكومات الغربية الكافرة للضغط على بلادهم وشواهد ذلك كثير مثل:
محاربة العمل الخيري، وتغيير المناهج، وحرية الإعلام حرية فوضوية، ومحاربة هيئات الحسبة، وفتاة القطيف وغيرها من الشواهد.
إننا لسنا بحاجة إلى الدفاع عن فتوى الشيخ، ومحاولة توضيحها؛ فهي واضحة، ولكننا أمام طائفة تعرف الحقيقة وتلتوي عليها لأهداف خبيثة .. وهذه الطائفة الضالّة تظن أن هذه الفترة فرصتها الذهبيّة للتحكم بالمجتمع بأسره من خلال الضغط الخارجي، وبسبب اعتمادها على القوى الخارجية فهي تتعامل بجرأة غير مسبوقة، والمشهد السعودي بكل تقاسيمه يؤكد ذلك؛ فالارتباط بالسفارات الأجنبيّة والتنسيق معها أمر مشهود معروف، ولا يخفى على أحد أن هذا انتهاك لسيادة الدولة حكومة وشعباً، وهي خيانة وغدر للأمة والتاريخ.
ولا ينقضي العجب من جرأة هذه الطائفة المتمردة على عقيدة المجتمع وقيمه، ومن ذلك مطالبة تركي الحمد بمحاكمة الشيخ اللحيدان بسبب أن اللحيدان يطالب بمحاكمة أصحاب القنوات الفضائية. حسناً: ليكن شعار المرحلة المحاكمة، ولنفتح الأمور المغلقة، وليُحاكم الجميع بمن فيهم من يقول (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة). والتحاكم سيكون للشريعة الإسلامية-بطبيعة الحال- إلاّ إذا طالب هؤلاء الدولة بالتحاكم إلى الطاغوت والكفر بالله، فحينئذٍ نعرف من هو المسلم ومن هو الكافر. (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ). [الأنفال: 42].
وحينها تتميّز الصفوف وتظهر الحقيقة، وهذه هي النتيجة الأخلاقية الكبرى للمحاكمة.
-4 -
مسؤولية الدولة
بعد أن وصل الأمر إلى هذا المستوى المفضوح في الجرأة والوقاحة على عقيدة المجتمع وقيمة وأخلاقه وأهل العلم فيه فلا يجوز أن تبقى الدولة صامتة أمام هذه الانتهاكات المتكررة، ويجب أن تُوضّح الأمور، وتُميّز الحقائق.
فالدولة قامت على عقد اجتماعي بسببه رضيها الناس، وهو مسوّغ السمع والطاعة لحكامها، هذا العقد هو"الحكم بشريعة الله، والدفاع عن دينه" وهذا أوان الحكم بالشريعة الإسلامية في أعقد الأمور الفكرية والثقافية في مجتمعنا.
ولا ريب أن هذه الطائفة الضالّة التي عملت كل هذه الفوضى الاجتماعية هي طائفة محدودة وأقلية تتخفى في المجتمع، أما المجتمع العريض فهو معظّم لأهل العلم ودعاته.
والمسؤولية ملقاة على الدولة (حكومة ومجتمعاً) في إيقاف تنمّر هذه الفئة المنحرفة، ووضع حدٍ لتجاوزاتها وعبثها.
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 02:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 04:22]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل عبدالرحيم السلمي خيرا الجزاء، واثابك أخي أجرا عظيما على نقلك المقال ..
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 12:37]ـ
جزاك الله خيرا، نقل رائع ...
1 - يقول د. عبدالرحيم: (" ... ومن ذلك مطالبة تركي الحمد بمحاكمة الشيخ اللحيدان بسبب أن اللحيدان يطالب بمحاكمة أصحاب القنوات الفضائية.
... حسناً: ليكن شعار المرحلة المحاكمة، ولنفتح الأمور المغلقة، وليحاكم الجميع بمن فيهم من يقول (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة) , والتحاكم سيكون للشريعة الإسلامية بطبيعة الحال, إلاّ إذا طالب هؤلاء الدولة بالتحاكم إلى الطاغوت والكفر بالله فحينئذٍ نعرف من هو المسلم ومن هو الكافر, (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) (سورة الأنفال 42). وحينها تتميّز الصفوف وتظهر الحقيقة، وهذه هي النتيجة الأخلاقية الكبرى للمحاكمة.)
2 - ينبغي تفعيل الموضوع وتثبيته في المنتديات وخاصةً هذا المجلس.
3 - اقترح تغيير العنوان إلى (ظاهرة الهجوم على العلماء في الإعلام السعودي (ضرورة المحاكمة)).
4 - لاينسى الجميع قول الله تعالى {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين /// ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون}.
.(/)
اسئلة عن إستشراف المستقبل
ـ[اسعد]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 11:57]ـ
ما المقصود بإستشراف المستقبل؟ هل هو التنبؤ بما سيكون بعد سنوات مثلاً؟
وما هي أهم مراكز الأبحاث بشأنه على مستوى العالم؟
هل هنالك كتب كتبت عن هذا الموضوع وشرحته؟
ارجو ممن عنده معلومات عن هذا الامر ان يساعدني في معرفتها
حتى لو كانت كلمة
جزاكم الله خير
ـ[عبدالقادربلتي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 12:36]ـ
أين أجد كتاب" استشراف المستقبل في القرآن والسنة " للمؤلف" فهمي اسلام جيوانتو
ـ[عبدالقادربلتي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 12:42]ـ
أريد كتاب:" استشراف المستقبل في القرآن والسنة" لـ: فهمي اسلام جيوانتالذي عنده معلومه عن هذا الكتاب فيخبرني، جزاه الله خيرا(/)
مقالات الدفاع عن سماحة الشيخ صالح اللحيدان (روابط لـ24 مقال)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 02:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا نعرف فتوى سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله
التي تحدث فيها عن أصحاب القنوات الفضائية الهابطة
وماقامت به الإعلام رداً وانتقاداً عليه
فقد طرأ لي أن أضع في هذا الموضوع
روابط بالمقالات التي دافعت عن الشيخ
والتي ردت على خصومه
فهاكم إياها ..
ومن وجد مقالة فليضع رابطها مشكورا.ً
1 - لقاء الشيخ التلفزيوني مفرغاً
http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=5301
2- حبنا للعلامة صالح اللحيدان يجب ألاَّ يمنعنا من أن نقول الحقَّ في فتواه
لسليمان الدويش
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5528
3- الشيخ اللحيدان و زوجة خليل زادة
د: محمد السعيدي
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5558
4- الرويبضة والشيخ اللحيدان سجال
محسوم
عبدالعزيز الغفيلي المطوع
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5544
5- الأمير خالد بن طلال يدافع عن الشيخ اللحيدان
http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=5330
6- اضاءات على فتوى الشيخ اللحيدان
للمهندس الخليوي
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5542
7- مالسر ياترى؟
عرض ابو لجين إبراهيم
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5520
- ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
لـ الشيخ أ. د. ناصر العمر
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5556
9- فتوى الشيخ صالح اللحيدن في ضوء السياسة الشرعية
لـ د. خالد المزيني
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5531
- رسالة لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان
لـ بندر العتيبي
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5543
11- جوهر القضية في مسألة فتوى الفضائيات
كلمة موقع المسلم
رائعة جدا
http://www.almoslim.net/node/99306
12- مفتى مصر السابق يؤيد الشيخ اللحيدان
http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=5449
13- وقفات مع فتوى العلامة اللحيدان
لـ د. جمعان البشيري
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5573
14- الكارثة الحقيقية يا شيخ صالح
لـ ماجد الجهني
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5578
15- الشيخ ابن جبرين: يجب سجن أو جلد الصحفيين المتطاولين
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_*******.cfm?id=89262
16- هياج بني علمان على الشيخ اللحيدان: العداء للإسلام تجاوز مرحلة "التقية"
مقال رائع جدا
http://www.almoslim.net/node/99440
17- هذهِ فتوى الفضاءِ فمتى القضاءُ؟
لـ أحمد العساف
http://www.almoslim.net/node/99447
18- ماذا بعد الهجوم على الشيخ اللحيدان!؟
لـ تركي الظفيري
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5588
19- ظاهرة الهجوم على العلماء
(ضرورة المحاكمة)
لـ د. عبدالرحيم السلمي
http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=5592
20- الهجمة الآثمة على الشيخ صالح اللحيدان
http://www.islamlight.net/index.php?...1118&Itemid=23
21- إن فاتكم اللحيدان لايفوتكم السنيدي
لـ حامد العمري
http://almoslim.net/node/99504
22- لاتحسبوه شرا لكم
لـ د. إبراهيم الفوزان
http://almoslim.net/node/99498
23- عبدالعزيز محمد قاسم
قراءات في معركة (فتيا اللحيدان)
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******id=10349
24- هذا مقال كتبه فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله وهو بعنوان (الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد .. وقد طلبت محاكمته قبل ثمان سنين).
http://oalbadr.googlepages.com/turke11.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/turke22.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/turke33.jpg
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 07:50]ـ
ظاهرة الهجوم على العلماء في الأعلام السعودي (وضرورة المحاكمة)
د. عبدالرحمن بن صمايل
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11191&Itemid=25
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 09:25]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 09:34]ـ
جميل ... لكن أين بقية الغالبية العظمى من العلماء في المملكة وغيرها؟؟
أكبر عليهم أن يكتبوا ولو مقالات صغيرة أو بيانات تأييد للشيخ، أم ماذا؟
ولو قام المئات من طلبة العلم والعلماء المشاهير بتأييد بعضهم البعض علنا في كل مرة يهاجم أحدهم، لفكر أولياء الشيطان ألف مرة قبل أن يطلقوا ألسنتهم بسوء!
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 02:22]ـ
ظاهرة الهجوم على العلماء في الأعلام السعودي (وضرورة المحاكمة)
د. عبدالرحمن بن صمايل
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11191&Itemid=25
شكرا لك أخي الكريم كلنا دعاة
و ما أضفته موجود في موضوعي برقم 19
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيكم ..
و فيك بارك الله يا شيخنا سليمان
تشرفت بمرورك و دعائك الكريم
شكر الله لك جهودك و سدّد الله خطاك
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 02:24]ـ
جميل ... لكن أين بقية الغالبية العظمى من العلماء في المملكة وغيرها؟؟
أكبر عليهم أن يكتبوا ولو مقالات صغيرة أو بيانات تأييد للشيخ، أم ماذا؟
ولو قام المئات من طلبة العلم والعلماء المشاهير بتأييد بعضهم البعض علنا في كل مرة يهاجم أحدهم، لفكر أولياء الشيطان ألف مرة قبل أن يطلقوا ألسنتهم بسوء!
الله المستعان
الله يصلح أحوال المسلمين
شكرا لك أخي (رجل من المسلمين)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 07:34]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
25 - مناصرة للشيخ اللحيدان في مواجهته للمفسدين
للشيخ عبدالعزيز بن ناصر الجليل
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11195&Itemid =25
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 02:00]ـ
جزاك الله خير
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 07:37]ـ
و إياك أخي الكريم
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 07:40]ـ
26 - سماحة الشيخ اللحيدان: هل أغضبوك ... قاتلهم الله!
لـ مشاري بن محمد الكثيري
http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=723
27- استهداف هرم القضاء لن يكون الأخير
لـ صالح المعيض
http://www.alweeam.com/news/articles...how-id-684.htm
--------------------------------------------------------------------------------
28- اللحيدان والعشماوي الفقيه
لمحمد ال اسماعيل
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5645
29 - ابتلاء الاشراف
لـ محمد ال اسماعيل
http://www.alismaeil.com/wp/?p=89
30- الشيخ صالح اللحيدان واضحاً
لـ د. عبدالرحمن العشماوي
http://www.al-jazirah.com.sa/179018/fe2d.htm
31- قصيدة
محاكمة الفضاء في ساحة القضاء ..
لـ صالح العمري
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=5654
32- حول فتوى اللحيدان:الآية عامة في المفسدين
لـ
سلطان البصيري
http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=5656
ـ[بنت القصيم]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 10:33]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً .......
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 09:47]ـ
... بارك الله فيك ...
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 07:03]ـ
بنت القصيم
أم معاذة
شكرا لكما و فيكما بارك الله ..(/)
د. محمد سليم العوا: ضرورات الولاء ومصلحة مسلمي أمريكا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 03:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
أترك التعقيب لكم ..
---------------------
بعد حمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، نقول:
إن هذا السؤال يعرض قضية شديدة التعقيد وموقفًا بالغ الحساسية يواجهه إخواننا العسكريون المسلمون في الجيش الأمريكي، وفي غيره من الجيوش التي قد يوضعون فيها في ظروف مشابهة.
والواجب على المسلمين كافة أن يكونوا يدًا واحدة ضد الذين يروعون الآمنين، ويستحلون دماء غير المقاتلين بغير سبب شرعي؛ لأن الإسلام حرم الدماء والأموال حرمة قطعية إلى يوم القيامة، قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (المائدة: 32) فمن خالف النصوص الإسلامية الدالة على ذلك؛ فهو عاصٍ مستحق للعقوبة المناسبة لنوع معصيته وقدر ما ترتب عليها من فساد أو إفساد.
ويجب على إخواننا العسكريين المسلمين في الجيش الأمريكي أن يجعلوا موقفهم هذا -وأساسه الديني- معروفين لجميع زملائهم ورؤسائهم، وأن يجهروا به، ولا يكتموه؛ لأن في ذلك إبلاغًا لجزء مهم من حقيقة التعاليم الإسلامية، طالما شوَّهت وسائل الإعلام صورته، أو أظهرته على غير حقيقته.
ولو أن هذه الأحداث الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية عوملت بمقتضى نصوص الشريعة وقواعد الفقه الإسلامي لكان الذي ينطبق عليها هو حكم جريمة الحرابة، الوارد في سورة المائدة، في قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الآيتان 33و34).
ولذلك فإننا نرى ضرورة البحث عن الفاعلين الحقيقيين لهذه الجرائم، والمشاركين فيها بالتحريض والتمويل والمساعدة، وتقديمهم لمحاكمة مُنصفة تُنزل بهم العقاب المناسب الرادع لهم ولأمثالهم من المستهينين بحياة الأبرياء وأموالهم والمروعين لأمنهم.
وهذا كله من واجب المسلمين المشاركة فيه بكل سبيل ممكنة؛ تحقيقًا لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (سورة المائدة: 2).
ولكن الحرج الذي يصيب العسكريين المسلمين الآخرين مصدره أن القتال يصعب -أو يستحيل- التمييز فيه بين الجناة الحقيقيين المستهدفين به، والأبرياء الذين لا ذنب لهم فيما حدث، وأن الحديث النبوي الصحيح يقول: "إذا تقابل المسلمان بسيفيهما، فقتل أحدهما صاحبه؛ فالقاتل والمقتول في النار، قيل: هذا القاتل؛ فما بال المقتول؟ قال: قد أراد قتل صاحبه" (رواه البخاري ومسلم).
والواقع أن الحديث الشريف المذكور يتناول الحالة التي يملك فيها المسلم أمر نفسه؛ فيستطيع أن ينهض للقتال، ويستطيع أن يمتنع عنه، وهو لا يتناول الحالة التي يكون المسلم فيها مواطنًا وجنديًا في جيش نظامي لدولة، لا يملك إلا أن يلتزم بطاعة الأوامر الصادرة إليه، وإلا كان ولاؤه لدولته محل شك، مع ما يترتب على ذلك من أضرار عديدة؛ ذلك أنه لا يستطيع أن يتمتع بحقوق المواطنة دون أن يؤدي الالتزام المترتبة عليها.
ويتبين من ذلك أن الحرج الذي يسببه نص هذا الحديث الصحيح وأمثاله، إما أنه مرفوع، وإما أنه مغتفر في جنب الأضرار العامة التي تلحق مجموع المسلمين في الجيش الأمريكي، بل وفي الولايات المتحدة بوجه عام، إذا أصبحوا مشكوكًا في ولائهم لبلدهم الذي يحملون جنسيته، ويتمتعون فيه بحقوق المواطنة، وعليهم أن يؤدوا واجباتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الحرج الذي يسببه كون القتال لا تمييز فيه؛ فإن المسلم يجب عليه أن ينوي بمساهمته في هذا القتال أن يحق الحق ويبطل الباطل، وأن عمله يستهدف منع العدوان على الأبرياء أو الوصول إلى مرتكبيه لتقديمهم للعدالة، وليس له شأن بما سوى ذلك من أغراض للقتال، قد تنشئ لديه حرجًا شخصيًا؛ لأنه لا يستطيع وحده منعها ولا تحقيقها، "وإنما الأعمال بالنيات"، والله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، والمقرر عند الفقهاء أن ما لا يستطيعه المسلم؛ فهو ساقط عنه لا يُكلَّف به لقول الله تعالى: " فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" (التغابن: 16)، ولقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم".
وإنما المسلم هنا جزء من كلٍ لو خرج عليه لترتب على خروجه ضرر له ولجماعة المسلمين في بلده، أكبر كثيرًا من الضر الذي يترتب على مشاركته في القتال.
والقواعد الشرعية المراعاة تُقرر أنه "إذا اجتمع ضرران ارتُكب أخفهما" فإذا كان يترتب على امتناع المسلم عن القتال في صفوف جيشه ضرر على جميع المسلمين في بلاده -وهم ملايين عديدة-، وكان قتاله سوف يسبب له هو حرجًا أو أذى روحيًا ونفسيًا؛ فإن "الضرر الخاص يُتحمَّل لدفع الضرر العام" كما تقرر القاعدة الفقهية الأخرى.
وإذا كان العسكريون المسلمون في الجيش الأمريكي يستطيعون طلب الخدمة -مؤقتًا في أثناء هذه المعارك الوشيكة- في الصفوف الخلفية للعمل في خدمات الإعاشة وما شابهها -كما ورد في السؤال- دون أن يسبب لهم ذلك ولا لغيرهم من المسلمين الأمريكيين حرجًا ولا ضررًا؛ فإنه ينبغي لهم هذا الطلب. أما إذا كان هذا الطلب يسبب ضررًا أو حرجًا يتمثل في الشك في ولائهم، أو تعريضهم لسوء الظن، أو لإيذائهم في مستقبلهم الوظيفي أو للتشكيك في وطنيتهم، وأشباه ذلك، فإنه لا يجوز عندئذ هذا الطلب.
والخلاصة أنه لا بأس -إن شاء الله- على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتل في المعارك المتوقعة ضد من تقرر دولتهم أنهم يمارسون الإرهاب ضدها، أو يؤوون الممارسين له، ويتيحون لهم فرص التدريب والانطلاق من بلادهم، مع استصحاب النية الصحيحة على النحو الذي أوضحناه؛ دفعًا لأي شبهة قد تلحق بهم في ولائهم لأوطانهم، ومنعًا للضرر الغالب على الظن وقوعه، وإعمالا للقواعد الشرعية التي تبيح بالضرورات ارتكاب المحظورات، وتوجب تحمل الضرر الأخف لدفع الضرر الأشد. والله تعالى أعلم وأحكم.
المصدر: http://www.islamonline.net/arabic/contemporary/Arts/2001/article10c.shtml
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 07:07]ـ
أجبت بآية من كتاب الله (فقط! لم أزد حرفا من عندي) فحذف الرد!
غفر الله لنا وللمشرفين ...
آمين ..
# تنبيه من الإشراف: الآية التي ذكرتها مجرَّدةً لا معنى لها غير ظاهر إيرادك لها، وهو الحكم على من تقدم ذكرهم بالكفر أو النفاق؟! لذا كان حكمها الحذف #(/)
آثار الطرق السيئة في المسلمين (للشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي – رحمه الله-)
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 09:45]ـ
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به ..... ..... .....
ليعذرنا الشاعر الميت أو أنصاره من الأحياء إذا استعملنا مصراع بيته في ضد قصده , فهو يريد أن المشهود أكمل من المفقود , ونحن نريد العكس.
فإن أبوا أن يعذرونا احتججنا بأن الشاعر المرحوم هو الذي جنى على مصراعه , فقد أرسله مثلاً وهو يعلم أن الأمثال " كالكومينال " إرثٌ مشاع , وقِصاع بين جياع , تتناهب وتتواهب.
ولِمَ كل هذا الصراع على مصراع ... وأمثال قومي في البلاد كثير؟
ومع ذلك فلم يحضرني منها الآن إلا كل قبيح اللفظ , فأنا متمسك بحجتي في المصراع برغم أنف الشاعر ورغم أنوف أنصاره:
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به .... .... ....
والمقصود واضح فإن قارئ هذا العنوان ربما تحلب ريقه طمعاً في أن ننقل له الغابر من الأخبار , والمدون في الأسفار من هذه الآثار , فتقاضانا الكسل من جهة , والحرص على تعجيل النفع له من أخرى , أن نحيله على ما يراه مع مطلع كل شمس من هذه الآثار السيئة التي شتت شمل المسلمين , وفرقت كلمتهم , وفككت روابطهم , وتركتهم أضحوكة الأمم , وسخرية الأجيال بعد أن أفسدت فِطرتهم , وأقفرت نفوسهم من معاني الخير والرجولة.
فإذا تأمل ملياً:
وجد في الشهود ما يغنيه عن التطلع للماضي المسموع , واستفاد في آن واحد عبرة الحاضر وعظة المستقبل , وكفانا مؤونة الإفاضة والاستقصاء , لأنه يعلم من الدراسة اليسيرة لهذا الحاضر المشهود أن كل ما يراه في المسلمين من جمود وغفلة وتناكر , وقعود عن الصالحات , ومسارعة في المهلكات , فمرده إلى الطرق ومأتاه مباشرة أو بواسطة منها فلا كانت هذه الطرق ولا كان من طرَّقها للناس.
ومن مكرها الكُبَّار أن تعمد إلى العلماء وهم ألسنة الإسلام المنافحة عنه فترميها بالشلل والخرس , وتصرفها في غير ما خُلقت له.
فقد ابتلت هذه الطرق علماء الأمة في القديم بوساوسها وأوهامها حتى سكتوا لها عن باطلها , ثم لم تكتف منهم بالسكوت بل تقاضتهم الإقرار لها والتنويه والتمجيد.
وابتلتهم في الحديث بدريهماتها ولقمها حتى زادوا على السكوت والإقرار , والاتّباع والانتساب , والوقوف بالاعتاب.
حتى أصبحنا نرى العالِمَ المؤلِّف يُعرِّف نفسه للناس في صدر تأليفه بمثل قوله:
فلان المالكي مذهباً , الأشعري عقيدة , التيجاني طريقة!
وفي وقتنا هذا بلغ الحال بالطرق أنها أذلّت العلماء إذلالا واستعبدتهم استعباداً , ولم ترض منهم بما رضيَه سلفها من سلفهم من حفظ الرسم واللقب وإبقاء السمة والمكانة بين العامة , بل أغرت العامة بتحقيرهم وإذلالهم.
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2010, صباحاً 12:01]ـ
المصدر بارك الله فيك؟(/)
الفكر البصير
ـ[االباحث]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 10:33]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الميين واشباههم لايحبون اتفكيييير وهذ1ا مايقتل عقولنا ومما يثيرها (الدهشة) فهى الاستغراب والتفريق بين ماهو طبيعى وغبر ذلك.وبالتالى الاسئلة الكثيرة ومن شأن الدهشة ان تجعل اذهاننا دوما متقدة وعلينا ان نحاول ان نسبر الاغوار ونكشف عن كنهها علما ان الاكنه 100 فى 100 مستحيل وهذا ما فعله الغرب حين اراد عابثا التفكير فى الغيبيات فكانت النتيجة (فاى) لكننا نستطيع ان نصل لنتيجة تقارب الصواب بصدق نيتنا وتفكير بقواعد سليمة.(/)
محنة د. القرضاوي .. إنهم يكسرون عظامنا / أمير سعيد
ـ[أبو العلاء المعري]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 09:45]ـ
محنة د. القرضاوي .. إنهم يكسرون عظامنا
أمير سعيد
amirsaid@gawab.com
حتى لحظة ظهور هذه الصفحة عييت من مهمة البحث عن رد فعل من جماعة الإخوان المسلمين على ما صدر من هجوم متدحرج على الشيخ العلامة د. يوسف القرضاوي، والذي بات يتحرك ككرة ثلج شيعية لا تتوقف مع سكون في المقابل من القوى الإسلامية الرئيسية.
عبثاً أنقب عن موقف يتناسب مع أهمية الشخصية السنية المتعرضة للهجوم الوقح والمبتذل من قبل أقزام لم يتربوا في حياتهم إلا على كيفية ترديد حزمة من الشتائم الوضيعة واللعائن التي يضنون بها إلا على أهل السنة ورجالاتها العظام، وفي الهيجاء لا نرى منهم إلا أخس أنواع الخيانة وضاعة وانحطاطاً.
العلامة القرضاوي صرح أكثر من مرة بأنه قد تلقى عرضاً بتولي منصب المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين التي عُد أحد كبار علمائها على مر التاريخ، وما زالت تفخر بأنه أحد أمارات مُكنة بعض علمائها في العلم والفقه والبراعة في استنباط الأحكام، وأنه قد آثر أن يكون مرشداً لكل المسلمين وأن لا يجعل بينه والناس حائلاً حزبياً ربما لا يقبلونه به ولا يتعاطون معه بترحاب وتوافق، لكنه مع ذلك يظل قامة عالية وغيمة يستظل بها الإخوان المسلمون ويفخرون بها كما كان الأوس والخزرج يفتخرون في الإسلام بعظمائهم وشهدائهم، وإلى الآن لم نسمع إلا ردود أفعال سلبية من بعض المنسوبين للجماعة على حديث الشيخ القرضاوي الذي كسر كل حواجز الدبلوماسية التي لم يجد الرجل الحكيم لها فائدة تذكر إزاء أناس لا يرعوون عن القتل والإقصاء والتجريح للمسلمين على مر العصور.
الأصوات التي سمعناها والأقلام التي كتبت ليتها صمتت وانزوت هذه المرة وأعفتنا من كلماتها المترددة ومواقفها المتراجعة؛ فكأنها من حيث أرادت الانتصار للشيخ الجليل خذلته حين ضيقت المسألة أو تعاملت معه على أنه قد سقط في زلة تربأ بنفسها عن التعليق عليها!!
مسؤول في لندن كان يحتل منصباً سابقاً ورفيعاً في الجماعة، يشرف علي بعض أعمال مركزه متنفذ شيعي، له صلات قوية بإيران، رأى "أن الوقت غير مناسب لإثارة هذا الموضوع"، ولن يكون هناك أي وقت مناسب لإثارة هذه القضية ما دامت هناك عوارض خفية تحول دون توضيح سر الصمت المطبق على ما يتعرض له الشيخ من قبل من هم أولى الناس بالدفاع عنه.
في زاوية أخرى من الساحة الفكرية الإسلامية؛ فإن من استدرك قبل شهور على الشيخ القرضاوي من خارج الإخوان ـ كما لو كان الشيخ عيياً على الرد، حاشاه ـ عندما دان رئيس الاتحاد تحركات الشيعة المشبوهة في مصر وبأنه قد وقع في "زلة لسان"، بأن الشيخ لم يكن يقصد ما قاله!!؛ ضرب الذكر صفحاً عن الحديث عن المحنة إلى الآن ولم يؤيد أو يعارض الشيخ الجليل، ولم يعلن ما الذي أفاده سفره العام الماضي لطهران لـ"وأد الفتنة" بين السنة والشيعة والتقاءه مع المسؤولين الإيرانيين الذين كعادتهم وعدوه خيراً ثم أطلقوا زاده من بعدُ ينهش في سمعة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويلغ فيها، ولا امتحاله الأعذار لهم بما لم يجد نفعاً بل استجلب الضباب إلى سماء الحقيقة والوعي العقدي والسياسي، ثم هو يحاول بشتى الطرق الآن أن يكسر ظهر فتوى الشيخ القرضاوي، وبدعوى لملمة الأزمة يتجاسر من داخل الاتحاد على تخطئة الشيخ العلامة، ويرقع للملالي مدعياً أنهم لم يخطئوا وأن كلامهم قد حرف من قبل تلامذتهم!!، ويختزل كل الأزمة في "هجوم الشيخ القرضاوي على هذه المراجع"!! ويسعى بكل الطرق لكي يبقي على تركيبة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشكلها الحالي الذي يمنح للاعنين مقاعد في مصاف العلماء!!
(يُتْبَعُ)
(/)
زاوية ثالثة من هذه الساحة لصحفي بارز لم يزل مبهوراً كلما زار طهران وحل ضيفاً على مسؤوليها بنظامها السياسي، وديمقراطيتها الفذة، ويمارس دور الراتق لكل ما هو ممزق من ثوب سياستها الخارجي، تكلم كما هو متوقع أو مطلوب منه ليقول "أخطأتَ يا مولانا"، تحدث فيه عن فقه الموازنات الذي علمه إياه الشيخ القرضاوي ثم ادعى أن الشيخ تجاهله في فتواه لمجرد أنه انتقد حلفاءه الشيعة، وسوق لمسألة يدندن حولها الشيعة أيضاً وهو أن التصريحات "تشق الصف المسلم" مع أن جميع المنصفين يدركون أن نسبة الشيعة في العالم لا تمثل بحال 5% فعن أي شق يتحدث؟ وهو موقف متوقع ممن نشك كثيراً في كونه ما زال سنياً أم لا!!
وزمرة من "الخبراء" من غير التوجه الإسلامي برزوا يخطئون الشيخ القرضاوي في جهره بما يعتقد وهو الشيخ المسن الذي لا يريد أن تؤخذ حكمته سلماً لتلبيس الآخرين على الناس أمر دينهم ودنياهم وسياساتهم؛ فانبروا يعلمون الشيخ الموسوعي ما الذي ينبغي أن يقال وما لا ينبغي، وكأن صمت الشيخ سابقاً قد حال دون انسياب أنهار الدم في طرقات بغداد حتى كاد أن يخلو منها شباب السنة، وتهيأت لانسحاب الأمريكان منها إلى خارجها واستيلاء الفرس الكامل عليها، أو أن كلامه الآن سيجلب ما هو أسوأ من ذلك.
وقد يكون لكل فريق حساباته السياسية التي تحدوه أن يتريث بما له من علاقات يراها تصب في صالح المسلمين ويختلف معه الآخرون حولها، أو يراها تصب في مصلحته الشخصية، لكن المشهد برمته ينم عن أن الشيخ يخوض معركته الجريئة وحده وأقرب أنصاره في واد آخر.
أيضاً، قبل شهرين ونيف، شَرُفَ مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر بجمهورية مصر العربية بمنح عضويته لفضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، بعد موافقة الرئيس المصري على ترشيح المجمع له، وهو ما ألقى بدوره مسؤولية إضافية على المجمع ـ بخلاف مسؤوليته ابتداء في الدفاع عن كل عالم فضلاً عن كل مسلم ـ لاعتبار الشيخ قد أضحى أحد منتسبيه، والأمر ذاته ينطبق على المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي يترأسه الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر والذي يشغل الدكتور القرضاوي عضويته منذ فترة، وكذلك مجمع اللغة العربية منذ سنوات ..
كثيرة إذن هي الجهات التي ننتظر ـ وما زلنا ـ جهدها في الوقوف مع الشيخ في محنته التي يخوضها وحده في أعقاب هجوم آخر لم يسبق له مثيل من سفهاء الأحلام في منتديات الجهالة والتكفير التي لا تزيد الأمة إلا خبالاً وتراجعاً وانشغالاً بما يهدم ولا يبني ويربى الأغرار على تسفيه العلماء والنيل منهم بل وتكفيرهم لاسيما أبرز العلماء المعاصرين/ الدكتور يوسف القرضاوي مثلما يحدث بشكل يومي في بعضها من أشباه المتدينين ومدعيي الجهاد الوهمي.
الحراب تنهمر على الشيخ، ومعركة تكسير العظام على أشدها ممن يقدسون الملالي لحد الطاعة المطلقة، وفي المقابل يقف أبرز علمائنا وحده في الميدان ويتخلى عنه الأقربون ويتردد الآخرون لأنهم ما زالوا يختلفون معه في بعض فتاوى الفروع ..
لله أنتم!! كيف يواجه الأنصار اللحظة وينسون المهمة ويجهلون المرحلة؟! وما الذي تعنيه النصرة في نظر الكثيرين منا أو ما الذي ننتظره لنقول كلمة مساندة على الأقل؟!
في المقابل، تبادل الطرف الآخر الأدوار؛ فشاتم ومطالب بطرد الشيخ من قطر استناداً إلى إقامته في دولة تعتبرها إيران قريبة منها على الأقل فيما تعلنه، ومرطب للأجواء بدعوى أن العتب على قدر المحبة للشيخ!! مثلما فعل حسن الصفار بالسعودية، ومدين للتصريحات فقط، ومنادٍ بالرد .. ثم كانت الحيل تترا؛ فالمشكلة اختزلتها المرجعيات ووسائل الإعلام فقط في تحذير الشيخ من التمدد الشيعي، وكأن خلاف السنة مع الشيعة هو في حيز دعوة الأنصار والتابعين وهي مسألة فرعية من الممكن أن يفعلها أي حزب أو قوة داخل أي صف في إطار تنافسي ولا تخدش عقيدة هذا أو ذاك، وتم تجهيل حديث الشيخ عن مسألة سب الصحابة وخروج هذه الفرقة من دائرة الفرق الناجية وما إلى ذلك لتبسيط الخلاف على الجماهير والتلبيس عليهم.
وخرجت أخرى بتضخيم آراء من هم على أطراف الوسط العلمي السني للاستدلال بهم على "خطأ" الشيخ، وجالت ثالثة على الخاصرة الرخوة المرتشية من بعض منتسبي العلم ومدعيي ريادة الفكر فيه وبعض الصحفيين المشاهير جداً والذين يعدون في حس البعض إسلاميين ووطنيين وهم لإيران أقرب منهم لبلدانهم وللتشيع أقرب منهم إلى السنة للقيام بـ"مساع حميدة" لاحتواء الأزمة، وكأن احتواء الأزمة هذا سيعيد لنا العراق أو سيجعل الصحابة محل احترام وتقدير من لاعنيهم!! وهكذا ..
إن القضية على أهميتها لاستهدافها عالماً جليلاً من علماء المسلمين السنة، لا تقف عند هذا الحد؛ فالمسألة تعبر إلى مرحلة الانكشاف وترك التقية كنوع من التنمر الذي تسمح به المرحلة؛ فالطريق سالكة ومن حق الآخر أن يسلك ولو على جسد الشيخ الجليل؛ فإلى الله نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ..
منقول من موقع المسلم
http://almoslim.net/node/99620
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 06:45]ـ
من أبلغ ما يعلق به على ما يحدث الآن حديث الترمذي: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ".
وفي رواية ابن حبان في صحيحه: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 12:59]ـ
الدكتور القرضاوي أنموذج التعصب والتناقضات المختلفة يتكلم
يقول:
قلتُ فيه: أنا لا أكفرهم، كما فعل بعض الغلاة، وأرى أنهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون.
ويقول:
إن موقفي هذا هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، أما غير المعتدلين فهم يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء.
أقول:
القول بتكفير الرافضة قال به مالك والبخاري وابن حزم وعبد الله بن إدريس وعبد الرحمن بن مهدي والفريابي والقاضي أبو يعلى
قال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )
قال: (ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك). تفسير ابن كثير (4/ 219). قال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين).تفسير القرطبي (16/ 297).
قال الخلال: أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام. (السنة للخلال: 2/ 557)
قال البخاري رحمه الله: (ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم).
خلق أفعال العباد ص 125.
روى الخلال قال: (أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، قال: كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله، قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته). السنة للخلال (2/ 566).
قال أحمد بن يونس: (لو أن يهودياً ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام). الصارم المسلول ص 570.
قال ابن حزم: (وأما قولهم (يعني النصارى) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر). الفصل في الملل والنحل (2/ 213).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: (ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة، والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن المتلو عندنا أهل .. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع ملتنا). الإحكام لابن حزم (1/ 96).
وعلى ذلك تبين كذبة القرضاوي أن قوله بعدم تكفير الروافض هو قول كل عالم سني معتدل
إلا إن كان يعتبر من ذكرناهم غلاة ليسوا معتدلين فهذا أمر آخر!!!
والمقصود أن مسألة تكفير الروافض من مسائل الخلاف عند أهل السنة، وقول الجمهور هو القول بعدم تكفيرهم، وبعض أهل السنة يقول بتكفيرهم، فليس للقرضاوي ولا لغير القرضاوي أن يرمي مخالفه بالتعصب والغلو وهو من أكبر المتعصبين الغلاة.
..
القرضاوي يريد تضليل القراء بأن من قال بتكفير الروافض اعتمد على الاستدلال بقولهم بتحريف القرآن مع أن العلماء الذين كفروهم استدلوا بغير ذلك مثل قولهم بالبداء وتكفيرهم جمهور الصحابة ورميهم السيدة عائشة بالفاحشة
وإن كان القرضاوي رد على من كفرهم بقوله أن الروافض لم يقولوا بتحريف القرآن
فقد وجد فيهم من يقول بذلك بل ومن يؤلف فيه الكتب
مثل مؤلف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) النوري الطبرسي لعنة الله عليه وعلى من قال بقوله
وقد قال بمثل ذلك نعمة الله الجزائري (خاتمة المحدثين عند الروافض)
وقال به الخميني (مؤسس دولتهم الباطنية الحديثة)
بل لقد قال الخميني بأكثر من ذلك في كتابيه (كشف الأسرار) و (الحكومة الإسلامية)
مما حدا بالدكتور سعيد حوى إلى أن يرجع عن رأيه فيه بل ويعلن تكفيره الصريح للخميني وأتباعه في كتابه (الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف)
..
ومن تناقضاته قوله:
أن الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه، وأصول الدين هنا تسع الجميع، وما بيننا وبين الشيعة من الخلاف هنا ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض. ولهذا نقلوا عن شيخنا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر رحمه الله: أنه أفتى بجواز التعبُّد بالمذهب الجعفري؛ لأن التعبُّد يتعلَّق بالفروع والأحكام العملية، وما يخالفوننا فيه في الصلاة والصيام وغيرهما يمكن تحمُّله والتسامح فيه.
كيف يتفق قوله ذلك مع قوله في نفس البيان:
هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها (الناجية)، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة، ولو لم أقل هذا لكنتُ متناقضا، لأن الحقَّ لا يتعدَّد، والحمد لله، فحوالي تسعة أعشار الأمة الإسلامية من أهل السنة، ومن حقهم أن يقولوا عنا ما يعتقدون فينا.
يعني أن الإجماع على أن الروافض مبتدعة؟
فهل هذا كالخلاف بين المذاهب الفقهية كما يزعم القرضاوي؟
إذا كان المذهب الرافضي مثل المذاهب الفقهية فإما أن يحذر الدكتور من المذاهب الفقهية أيضًا كما يفعل مع الروافض
أو يكون التحذير منه غلو لأنه كالمذاهب الفقهية
أو يكون الدكتور متناقضًا وجائرًا في حكمه
وعليه فنقول:
هل يجوز التعبد لله تعالى بسب أبي بكر وعمر وعثمان؟
(وهذا عند جميع الروافض)
وهل يجوز الاعتقاد بركنية الإمامة وتكفير منكرها؟
(وهذا أيضًا عند جميع الروافض بل هذا أصل مذهبهم ولذا سموا الإمامية)
ولو اقتصرنا على الفروع فقط
فهل يتحمل الدكتور القرضاوي وجود من يقول بأن وضع اليدين على الصدر مبطل للصلاة؟؟
أم هل يتحمل الدكتور وجود من يقول بنجاسة السني ووجوب غسل اليدين منه؟؟
هل سيتحمل ذلك للروافض ولا يتحمل الفرعيات من إخوانه من أهل السنة في قضايا عملية مثل وجوب ستر الوجه وحرمة التصوير غير ذلك؟؟؟
أم أنه حينها سيخرج من سردابه ليتكلم عن وسطيته المزعومة؟؟
..
أما بالنسبة للتحذير من المد الشيعي الحديث فقد قام به علماء الإسلام وبخاصة السلفيون منهم أيام كان القرضاوي مخدوعًا في من منافقي الروافض
وعلى العموم رجوعه للحق مشكور ولكن لا يتفضل به على أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد سبقه إليه كثير من العلماء قد كان يعتقد هو غلوهم في ذلك
والآن يرجع إلى قولهم بعد أن خدع سنوات طويلة
فليتذكر أن لله المنة عليه أن هداه للحق
منقول للفائدة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 01:08]ـ
يوسف القرضاوي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 01:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
...
..
.
هذا مقال للأعلامي الأستاذ جمال سلطان يسلط فيه الضوء على تخاذل أدعياء التقريب والوحدة عن نصرة شيخهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بعد الهجمات التي شنت عليه بعد تصريحاته" الواقعيةعن نشر وتصدير التشيع إلى البلادان الإسلامية السنية و"وضع حد لعمليات التبشير الشيعي المبرمجة في بعض البلدان السنية" وقوله أن"التبشير الشيعي أمر مبرمج وترصد له ميزانيات وله برامجه العملية"
ومن النماذج الكثير للسب والشتم للشيخ القرضاوي نذكر بعض الأمثل مثل تصريح محرر الشئون الدولية في وكالة مهر الإيرانية للأنباء المسمى حسن زاده حيث قال واصفاً الشيخ القرضاوي " أنه يتحدث نيابة عن الماسونية العالمية وحاخامات اليهود وأن لغته تتسم بالنفاق والدجل .. وهو ما أفقده وزنه بعدما تفوه بالكلمات البذيئة ضد شيعة آل رسول الله .. إن كلامه يصب في مصلحة الصهاينة وحاخامات اليهود الذين يحذرون من المد الشيعي بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان"، وبلغ بمحرر الوكالة الجموح والطفح الطائفي أن ذكر أنه في مقابل انتصار الشيعة ممثلة في حزب الله على العدو الصهيوني ولت الجيوش العربية السنية الأدبار مهزومة"
وكما جاء عن وكيل مراجع الشيعة في الكويت المهري قوله عن القرضاوي "أنه متشنج وغير متزن ويخضع لتأثير جماعات غسلت مخه"
http://almanhaj.net/news/details.php?data_id=313
فهذا المقال يسلط الضوء على بعض ادعياء التقريب الذين لم يحركوا ساكنا بل انقلبوا ضد الشيخ القرضاوي من أمثال محمد سليم العوا وفهمي هويدي وغيرهم
ولمتابعة تصريحات العواء وهويدي ادخل هذا الصفحة
إضغط هنا ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=54235&Page=1)
وأضغط هنا ( http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=6265&version=1&template_id=119&parent_id=13)
والآن مع مقال الأستاذ جمال سلطان
ملخص المشهد العبثي الذي يروج له "حكماء زمانهم" الآن بدعوى وحدة الأمة، أنه عندما يضربك الإيرانيون على خدك الأيمن فأدر لهم خدك الأيسر لكي يكملوا مهمتهم بهدوء، وإياك أن تحتج أو تصرخ أو تطلب وقف الاعتداء، لأنك بذلك ستكون مهددا لوحدة الأمة وتضعف معسكر المقاومة والممانعة، وليس الوقت وقت شكوى أو التوقف عند هذه "الأمور الصغيرة"، وكذلك إذا سب الإيرانيون دينك بأن يسبوا علانية أصحاب النبي وخلفائه الراشدين ويصفوا أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما بأنهما صنما قريش، فعليك أن تلوذ بالصمت وكأنك لم تسمع ولم تقرأ، ولا تحتج ولا ترفع صوتك بالشكوى لأنك إن احتججت أو شكوت فأنت تشق صف الأمة وتعين الأمريكان والصهاينة على الشقيقة إيران، وعندما يتآمر الإيرانيون على بلدك أو على بلد عربي مسلم مثل العراق ويقدمون الدعم والعون المباشر لاحتلاله ويتباهون بذلك ويمتنون به على الأمريكان فلا تبدي دهشتك ولا تعترض ولا تحتج، وعليك أن تبتلع الشكوى، لأنك إن كشفت عن ذلك فأنت تشق وحدة الأمة وتضعف من معسكر الممانعة والمقاومة، وعلى ذكر معسكر المقاومة، هل سمع منكم أحد أي كلام لأصحاب الصوت العالي في حديثهم عن المقاومة اللبنانية والفلسطينية، هل سمع منكم أحد كلاما لأحدهم ولو عرضا عن المقاومة العراقية، تلك المقاومة الجسورة التي دوخت الأمريكان أربع سنوات وأوشكت على إلحاق الهزيمة النكراء بجيش الإمبراطورية عام 2006 باعتراف قائد الجيش الأمريكي، هل سمع منكم أحد أي حديث عن تلك المقاومة في كلام أصحاب الوحدة الشيعية السنية، لقد أسقطوا المقاومة العراقية من القاموس ومن الذكر، رغم أنها تقاوم الأمريكان أنفسهم، ورغم أنها تدافع عن أرض العروبة والإسلام في العراق ضد قوى الاحتلال والهيمنة، ولكن لأنها مقاومة لا تدخل في نطاق اللوبي الإيراني المهيمن على مساحات واسعة من الإعلام "النضالي" العربي، ولن نقول اخترقته، لأن المقاومة العراقية ليست ضمن
(يُتْبَعُ)
(/)
النطاق الإيراني فلا ينبغي أن يعترف بها ولا أن تذكر، ولا يجوز أن تسمى مقاومة أصلا، بل إن زعيم تنظيم حزب الله اللبناني وجد من نفسه الجرأة على وصف المقاومة العراقية ضد الأمريكان بأنها مجموعات إرهابية، وأنها جماعات تكفيرية، ومشكلته معها فقط أنها مقاومة سنية، لأن شيعة العراق ـ مع الأسف ـ كانوا أسفلت الطريق للدبابات الأمريكية في طريقها لاحتلال بغداد، وهم حلفاء الاحتلال من أول يوم، وبالعودة إلى دعوة "حكماء زمانهم" في حديثهم عن الوحدة، فعندما يشتم الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أهم وأبرز رموز أهل السنة في العالم اليوم، والعالم الجليل، ويمسح الإيرانيون بكرامته الأرض، ويصفوه بكل صفاقة بأنه ماسوني وعميل صهيوني وعدو للنبي محمد وأهل بيته، فإن ألسنة دعاة الوحدة خرست ولم تنطق بكلمة، لم يجرؤ أحد منهم على أن يقول للإيرانيين "عيب" ـ فقط كلمة عيب ـ كلهم خرسوا، إلا الغنوشي الذي جهر بغضبه وشكواه، رغم صداقته لمراجع شيعية عديدة، وورب الكعبة لو أن هذه الشتائم والبذاءات وجهها مصدر سني إلى التسخيري أو فضل الله أو حسن نصر الله لانتفخت أوداج كثيرة في القاهرة وبيروت ولندن وغيرها من أصحاب دعاوى الوحدة والتقريب غضبا لكرامتهم، ودفاعا عن عرضهم، واتهاما لمطلق البذاءات بأنه جهول وكذوب وسافل كما وصفه الغنوشي، ولسمعت أصواتا كثيرة من دعاة الوحدة الزور تعطيك الدروس في الأخلاق وحسن الحوار والجدل بالتي هي أحسن والبعد عن السباب والانحطاط، أما وأن الذي شتم هو عالم سني، فليخرس الجميع، وإن اعترضت فأنت تشق صفوف الأمة وتعين الأمريكان والصهاينة على معسكر الممانعة والمقاومة، وعلى كل حال لن يكون عرض القرضاوي وكرامته أعز من عرض أبي بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة الذي استباحوه جميعا، الإيرانيون بالشتائم الصريحة ودعاة التقريب بالصمت المخزي والتواطؤ على الجرائم باسم وحدة الأمة، وكم من الجرائم والخيانات ترتكب باسم وحدة الأمة.
...
..
.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 04:50]ـ
وهذا مقال آخر في بيان شيئ مما قد يلتبس على بعض المنتسبين إلى أهل السنة بخصوص الموضوع:
القرضاوي والرافضة: لات ساعة مندم
الدكتور يوسف القرضاوي شديد الإعجاب بأبي حامد الغزالي (ت: 505هـ)، وقد أفرده بأحد كتبه، وكتب عنه مرارًا، وذكره بالثناء الجميل في مناسبات عدة، وله به شبه قويٌّ في ميوله العقلية، وسعة اطلاعه، وتنوع معارفه، وكثرة إنتاجه، وبعده عن علوم السنة ومذهب السلف الصالح، فهذه أمور جامعة بين الرجلين ... وقد ذكروا في ترجمة الغزَّالي أنه رجع في أخريات أيامه إلى مذهب السلف، وندم على ما ضيَّع من عمره في متاهات الفلسفة والكلام والتصوف والتجوال على الفرق والنحل، ويقال: إنَّه مات وصحيح البخاريِّ على صدره! [1] فكأني بالقرضاوي سينتهي أمره إلى ما انتهى إليه أمر الغزَّالي، فيتوب عن قليلٍ أو كثيرٍ من أفكاره، ويموت وعلى صدره (صحيح البخاري)!
وإذا كان الله تعالى قد قبل توبة الغزالي، وهو يقبل توبة العبد ما لم يغرغر؛ فقد نفعت الغزالي في نفسه أيما نفع، ولكنها لم تنفع أمة الإسلام شيئًا، فقد ترك وراءه تراثًا ضخمًا فيه من مواد الفلاسفة وغلاة الصوفية والأحاديث الضعيفة والموضوعة وغير ذلك مما كان ضرره على الأمة عظيمًا. وكذلك القرضاوي؛ لو تاب اليوم لنفعته توبته إن شاء الله تعالى؛ ولكن يا ترى هل ستنفع الأمة بعد أن اجتهد القرضاوي في بثِّ أفكاره المنحرفة في الأمة نحو نصف قرن من الزمان، سُخِّرت له خلاله وسائل الإعلام المختلفة؟
فها هو القرضاوي قد شاء الله تعالى أن لا يقبضه حتَّى يريه رأي العين بعض ثمار دعوته الفاسدة، ومنها: توسع الخطر الشيعي على العالم الإسلامي، وظاهرة الارتداد إلى مذهب الرافضة في صفوف أهل السنة، حتى صار أعداد المتشيعين في مصر بالآلاف، وصاروا بمثابة قنبلة موقوتة، ستنفجر على أهل مصر، حين يختار دهاقنة العجم في طهران وقم تفجيرها، لإشعال الفتن في قلب الأمة الإسلامية، واستباحة الدماء والأعراض والأموال؛ كما فعلوا ويفعلون في العراق وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا استيقظ القرضاوي، وصحا ضميره، وتحركت غيرته، وأدرك أن الأمر جدٌّ لا هزل؛ فحذَّر في لقاء له مع صحيفة (المصري اليوم) نشر في 9/رمضان/1429 من الخطر الشيعي القائم والقادم، وقال بالحرف الواحد: (أما الشيعة فهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات وكوادر مدربة علي التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية خصوصًا أن المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي فنحن العلماء لم نحصِّن السنة ضد الغزو المذهبي الشيعي لأننا دائمًا نعمل القول «ابعد عن الفتنة لنوحد المسلمين» وتركنا علماء السنة خاوين. للأسف: وجدت مؤخراً مصريين شيعة، فقد حاول الشيعة قبل ذلك عشرات السنوات أن يكسبوا مصريًّا واحدًا ولم ينجحوا، من عهد صلاح الدين الأيوبي حتَّى 20 عامًا مضت ما كان يوجد شيعي واحد في مصر، الآن موجودون في الصحف وعلي الشاشات ويجهرون بتشيعهم وبأفكارهم. الشيعة يعملون مبدأ التقية وإظهار غير ما بطن وهو ما يجب أن نحذر منه، وما يجب أن نقف ضده في هذه الفترة أن نحمي المجتمعات السنية من الغزو الشيعي، وأدعو علماء السنة للتكاتف ومواجهة هذا الغزو، لأني وجدت أن كل البلاد العربية هزمت [كذا، ولعل مراده: هُوجِمَتْ] من الشيعة: مصر، السودان، المغرب، الجزائر وغيرها فضلاً عن ماليزيا وأندونسيا ونيجيريا.) انتهى.
وقد أغضب تصريح القرضاوي هذا أصدقائه وإخوانه من الرافضة، وعلى رأسهم آيتهم اللبناني محمد حسين فضل الله، وآيتهم الفارسي محمد علي تسخيري، كما شنَّت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية في 13/ 9/1429 هجومًا عنيفا على القرضاوي (تجاوزت فيه كلَّ حدٍّ، وأسفَّت إسفافًا بالغًا لا يليق بها) على حدِّ تعبير القرضاوي في بيانه الذي نشره في 17/ 9 ليردَّ الاتهامات عن نفسه، ويدافع عمَّا قال، ويؤكِّد ثباته على رأيه الذي صرَّح به لتلك الصحيفة، وليقول مجدَّدًا ما نصُّه: (وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو. فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفًا من إثارة الفتنة، وسعيًا إلى وحدة الأمة.) انتهى.
إذن هذا هو القرضاوي يعترف بأن أهل السنة يفتقرون إلى (الحصانة الثقافية ضدَّ الغزو الشيعي) والسبب في ذلك يرجع ـ باعترافه ـ إلى أنَّ: (علماء السنة لم يسلحوا السنَّةَ بأي ثقافة واقية.). ولنا مع اعترافه الخطير هذا وقفات:
1 - إن هناك كلمة قديمة تنسب إلى المسيح عليه الصلاة والسلام تقول: (من ثمارهم تعرفونهم)، فهذه ثمار دعوة القرضاوي وأمثاله من الإسلاميين الحركيين على مدى ثمانين عامًا؛ لم تجرَّ على الأمة إلا المفاسد والفتن، ومنها هذه الثمرة الخبيثة، وهي تجريد أهل السنة من (الحصانة العقائدية الإيمانية ضد الرافضة أعداء الأمة)!
2 - ليس من حقِّ القرضاوي أن يزعم بأنَّ (علماء السنة لم يسلحوا أهل السنة)، بل قد سلَّحوهم، وقاموا بما أوجب الله عليهم من نصرة الدين ونصح الأمة؛ منذ أول يوم استشعروا فيه خطر المد الرافضي، فعندما بدأ نشاط الرافضة في مصر قبل نحو ثمانين سنة، قام علماء أهل السنة بالتصدي لها، وفضح أهدافها، وبيان خطرها، وكان منهم العلامة المجاهد أستاذ الجيل محب الدين الخطيب رحمه الله؛ حيث نشر فصل تحقيق مواقف الصحابة من كتاب (العواصم والقواصم) لابن العربي المالكي، وأجاد في دراسته والتعليق عليه، حتى صار مرجعًا لأهل السنة في العالم كله، وألف كتابًا صغيرًا نزل على الرافضة كالصاعقة سماه: (الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية)، ونشر كتاب (مختصر التحفة الاثني العشرية للألوسي) وكتب عشرات المقالات، وبذل جهودًا مشهودة، كان لها أثرها العظيم في مواجهة المدِّ الرافضي الفارسي في بدايات القرن العشرين، وقد استفاد أهل السنة من جهوده عند قيام الثورة الخمينية أيما استفادة، فرجعوا إلى ما كتب، وأعادوا طباعته ونشره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - لكن الذي أفسد على علماء الأمة ودعاتها المخلصين تسليحهم وتحصينهم لأهل السنة؛ هو القرضاوي ومن سبقه ولحقه من الحركيين، فيوم كان العلامة محب الدين الخطيب رضي الله عنه يواجه الخطر الرافضي بعقيدته وإيمانه ووعيه الحضاري وفقهه في حركة التاريخ والدعوات؛ كان شيخ القرضاوي الأول في التصوف والسياسة، مؤسس الإسلام الحركي: حسن البنا ـ تجاوز الله عنا وعنه ـ؛ يسارع إلى كسب ودِّ الرافضة، ويسوِّق لمشروعهم في مصر، فقد كان أحد المؤسسين لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية، التي أسستها الأيدي الإيرانية لنشر التشيع في مصر، وكانت له صلات أكيدة وتعاون وثيق مع كبار علماء الرافضة في إيران، وكان يسعى في كل سبيل من أجل تحطيم وإلغاء كل (حصانة ثقافية عند أهل السنة ضد التشيع)، من ذلك أنه بادر إلى نشر (مناسك الحج على المذاهب الخمسة) في مجلته؛ ليوهم بسطاء أهل السنة أن دين الرافضة هو مذهب فقهي مقبول كباقي المذاهب الفقهية المعروفة عند أهل الإسلام والسنة. وسار الإسلاميون الحركيون على نهج حسن البنا، كما سار أهل السنة على نهج العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله.
4 - أما أهل السنة فقد استمروا في مواجهتهم للخطر الرافضي، وفي فضحهم لحقائق معتقدات وأهداف الرافضة، وألفوا عشرات الكتب في ذلك، من أشهرها مؤلفات العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير رحمه الله.
5 - أما الحركيون فقد استمروا في جهودهم في (إلغاء حصانة أهل السنة ضد الغزو الرافضي)؛ وتتابع تلامذة حسن البنا وأتباعه؛ على التصريح في كل مناسبة أن لا خلاف بينهم وبين الشيعة، وأنهم إخوانهم، وأن الخلاف بينهم مثل الخلاف بين الحنفية والشافعية، وبلغوا في التسويق لدين الرافضة الغاية بعد قيام الثورة الخمينية، فقد سارعوا إلى تأييدها، وسارع التنظيم العالمي للإخوان المسلمون إلى إرسال وفد رفيع المستوى إلى طهران لمبايعة إمامهم الخميني، وصار الإخوان في مصر والسودان والجزائر وتونس وغيرها من البلاد؛ أبواق دعاية للثورة البائسة، فتشيع الآلاف من الشباب المسلم، ولولا أن هيَّأ الله تعالى للأمة سببًا قدريًّا محضًا (أعني: حرب إيران ضد العراق، وهزيمتها شرَّ هزيمة)، وعلماء ودعاة من أهل السنة والجماعة؛ سلفيين مخلصين، لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يُخضعون دينهم للاعتبارات السياسية والنفعية؛ لكان التشيع في عموم البلاد الإسلامية أمرًا واقعًا، ولرأى العالم فرق الموت والقتل الطائفي في مصر والسودان وتونس وغيرها؛ كما يرونها اليوم في العراق، لكن الله تعالى سلَّم.
6 - إذن يجب علينا أن نثمِّن ونقدِّر للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي اعترافه المنصف العادل في أنَّه هو ـ ومن كان على شاكلته ـ لم يسلحوا ولم يحصنوا أهل السنة ضدَّ الغزو الشيعي، وهذا من شجاعته الأدبية التي يتميز بها، ونسأل الله تعالى أن يكفر بموقفه هذا ما كان منه في سابق الأيام من تسويق للدعاية الرافضية في العالم الإسلامي.
7 - أما ما برَّر به موقفه السابق فهو تبرير غير مقبول، فإن قول الحق والجهر به، وتحذير المسلمين من الشركيات والبدع والضلالات لا: (يثير فتنة، ولا يشقُّ صفًّا) بخلاف ما يظنه الحركيون، بل الفتنة ـ كل الفتنة ـ في كتم الحق، والسكوت على الباطل، وفسح المجال للمفسدين في الأرض في تضليل المسلمين والتشويش عليهم وتشكيكهم في أصول دينهم. ولو أن القرضاوي ومن على شاكلته من الإسلاميين الحركيين ساروا على منهج الأنبياء والرسل في الدعوة إلى توحيد الله تعالى وتصحيح عقائد الناس وعباداتهم؛ لضعفت الفتن، ولكان المسلمون أقرب إلى الوحدة: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} [النساء: 66]. أما أن يظنَّ المرء أن الدعوة إلى ما جاء به القرآن الكريم، والجهر به؛ يثير الفتنة ويفرِّق الصفَّ؛ فهو ضلال بعيدٌ، فاللهم سلِّم! [2]
[الهوامش:]
[1] در تعارض العقل والنقل لابن تيمية 1/ 162، وطبقات الشافعية لابن السبكي 4/ 111، وسير أعلام النبلاء للذهبي 19/ 325 - 326.
[2] هذا وأرى من المفيد أن أذيل هذا المقال بجملة من النصوص من كلام الإسلاميين الحركيين في الترويج والدعاية لدين الرافضة، حتى يعلم الجميع أن ما شهد به القرضاوي على نفسه حق لا شك فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المستشار سالم البهنساوي أحد مفكري الإخوان: (منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1945 م للقاهرة، ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التفاهم. ويؤكد ذلك ما يرويه الدكتور إسحاق موسى الحسيني في كتابه (الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة): (من أن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وعندما زار نواب صفوي سوريا، وقابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى إليه الأخير أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية،فصعد نواب إلى أحد المنابر، وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة: من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا، فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين).
ومنح فتحي يكن (أحد زعماء الإخوان في لبنان): الخمينيَّ الرافضي لقب مجدد الإسلام إذ قال: (قلة قليلة من مجددي الإسلام في هذا العصر الذين طرحوا الإسلام كبديل عالمي. والإمام الخميني رحمه الله يعتبر من هؤلاء) (مجلة الشهاب الإخوانية، عدد 2، شوال 1412.)
وقال الشيخ محمد الغزالي المصري ـ وهو أحد مفكري الإخوان ومن شيوخ القرضاوي ـ في كتابه (كيف نفهم الإسلام 143 - 145): (جعل الشقاق بين الشيعة والسنة متصلاً بأصول العقيدة ليتمزق الدين الواحد ... فإن الفريقين يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله, إن المدى بين الشيعة والسنة كالمدى بين المذهب الفقهي لأبي حنيفة والمذهب الفقهي لمالك أو الشافعي. ونحن نرى الجميع سواء في نشدان الحقيقة وإن اختلفت الأساليب.)
وعندما هلك الطاغوت الخميني أبرق الإخوان المسلمون على لسان رئيسهم حامد أبي النصر البلاغ التالي: (الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني، القائد الذي فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة، ويسألون الله له المغفرة والرحمة ويقدمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الكريم. إنا لله وإنا إليه راجعون) (مجلة الغرباء عدد 7 سنة 1989 تصدر في بريطانيا)، (وانظر مجلة الأمان 89/ 28 1994).
وقال المرشد العام الحالي للإخوان مهدي عاكف: (مهدي عاكف: مبدأ الأخوان المسلمين هو مبدأ أن كل المسلمين هم أمة واحدة وإنما الخلاف يتمثل في غير العقائد وهو أمر وارد. أما ما يشاع الآن حول الخلافات بين السنة والشيعة هو جزء من أمور سياسية مفتعلة.) نقلاً من موقع بي بي سي العربي (مرشد جماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف يرد على أسئلتكم) في 10/ 3/2007.(/)
مناظرة بين شيخ الطريقة العزمية والشيخ الدكتور عبد الله بدر .. (مرئي)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 11:40]ـ
http://www.te3p.com/vb/uploaded2/30893_21179385069.gif
الحمدُ الله والصلاة والسلام على رسول الله
يُسعدُ إخوانكم في مُنتدى
فرسان الحق:: فرسان السُنة
أن يقدموا لكم
مناظرة
(((كشف حقيقة الصوفية)))
الدكتور/ عبد الله بدر حفظهُ الله
و
الصوفي علاء ماضي أبو العزايم
-------------------------------------------
http://ia311234.us.archive.org/0/items/badr-monazara/badr-monazara.flv
-------------------------------------------
* رابط فيديو wmv * (http://ia311234.us.archive.org/0/items/badr-monazara/badr-monazara.wmv)
=====================
* رابط فيديو mp4 * (http://ia311234.us.archive.org/0/items/badr-monazara/badr-monazara_512kb.mp4)
=====================
* رابط صوت wma * (http://ia311235.us.archive.org/3/items/badr-monazara.wmv/badr-monazara.wma)
=====================
* رابط صوت mp3 * (http://ia311235.us.archive.org/3/items/badr-monazara.wmv/badr-monazara_64kb.mp3)
=====================
* رابط فلاش flv * (http://ia311234.us.archive.org/0/items/badr-monazara/badr-monazara.flv)
-------------------------------------------
http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2006-10-15-03_13_50ramadan_banner.gif (http://www.forsanelhaq.com/www.rabania.com)
----------------------------------------------------------
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 07:47]ـ
لقاء تالي
رابط مباشر للجزء الأول:
http://ia311221.us.archive.org/3/items/abdellahbadr/monazara1.rm
رابط مباشر للجزء الثاني:
http://ia311227.us.archive.org/1/items/abdellahbadr2/monazara2.rm1
وكان فيه الشيخ عبد الله بدر مع متصوف مدعو محمد نور الدين
وأفلس فيه إفلاسا كبيرا
اللقاءات على قناة الأوربت
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 09:07]ـ
روابط الأرشيف لا تعمل
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 06:47]ـ
اللقاء الثاني يمكن الحصول عليه بروابط مختلفة، ولمشكلة فيها وحلها أضع هذا الرابط
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=85421
سيكون هناك لقاء ثالث بإذن الله
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 06:08]ـ
روابط للقاء الثاني تعمل
رابط الجزء الأول
http://depositfiles.com/files/8162123
رابط الجزء الثاني
http://www.2shared.com/file/4015393/9f94961c/________2.html
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:47]ـ
لتحميل المناظرتين بروابط مباشرة
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=86023(/)
إحياء ملة إبراهيم
ـ[محب الله الفاسي]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 06:53]ـ
إحياء ملة إبراهيم والرد على المخذلين المنهزمين
الحمد لله رب العالمين القائل (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) والصلاة والسلام على رسول الله القائل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون، وعلى آله وصحبه وبعد:
أولا: المقدمة:
فقد اطلعنا على ما كُتب في رسالة بعنوان (على أي أساس نتعايش) وهي رسالة رد على من يسمون بالمثقفين، وسدنة محاربين، وعلمانيين أمريكيين، وخدم للظلم الأمريكي والطغيان الأمريكي، وأهل حرابة، عندهم استعلاء، بل أعدوا وثيقتهم لتبرير الضربة الصليبية ولغتها لغة حرب وعناد لا طلب دليل، كتبوه لإرضاء أسيادهم بروح الانتقام والغضب والتحدي، وهي ليست غريبة عليهم قال تعالى (ما يود الذي كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم) , (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءا) الآية.
فقام مجموعة من المنهزمين الذين لا دراية ولا رواية لهم بالنصوص الشرعية بكتابة رسالة وضعوا فيها أسسا للتعايش وفيها محاولة لتأسيس أجواء تفاهم مشترك، وفي آخر رسالتهم طلبوا الحوار، وسموا أنفسهم بالتيار المعتدل الوسطي والذي حقيقته هدم ملة إبراهيم , قال تعالى (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) وسموا كلامهم بالمفهوم الوسطي المعتدل وقالوا إنهم يسعون لإشاعته.
والحقيقة المرة أن هذه الرسالة الجوابية أشبه ما تكون بتفاهم الأديان بديلا عن صراع الحضارات بستار ملفوف في محاولة لبديل عن العنف والتدمير كما زعموا، وهذه الوثيقة أشبة ما تكون بإعلان ميلاد جديد باسم (حوار الأديان) الذي حقيقته هو الناقض الثالث من نواقض الإسلام: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر، ونخشى أن هذه بداية رسمية لطلب حوار لأن صدوره المتأخر يوحي بأنه ضوء أخضر في سلسلة حوارات لكن بقيادة عشوائية متطفلة على العلم الشرعي محلية لها ثقلها ومعترف بها بعد أن فشل العلمانيون والسياسيون في المضي في هذا المشروع، وذكروا أن الدافع لهم الرغبة في الحوار ونبذ العنف وهي وإن كانت موجهة الى طائفة أمريكية معينة فقد عرضت على المسلمين عرضا عاما، فيها نوع من التعميم والمداهنة والانهزامية في لغة الحوار مع الكفار المحاربين , قال تعالى (ودوا لو تدهن فيدهنون)، ومحاولة إعطاء عموميات للتقارب مع أسس الكفار، وفيها أيضا ظلم للمجاهدين وفقهم الله وأعزهم ونصرهم وأيدهم.
ونعرف أن طائفة من أهل العلم ممن وقع على البيان لهم سجل حافل بالخير والعلم، ونحسن فيهم الظن، لكن لا يمنع ذلك من بيان الحق والاعتذار لهم بالخير، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا أخطأ خالد بن الوليد فقال: اللهم إني أبرؤ إليك مما فعل خالد. كما جاء ذلك في الصحيحين.
وقسم آخر ممن كتب الرسالة طائفة من الانهزاميين والعصرانيين الذين لا يُؤتمنون على رعاية أصول العقيدة وثوابتها.
والغالب أن خطابات الدفاع يشوبها الانهزامية وترك التفصيل والقيود المهمة التي تغير المفاهيم الى التعميم الذي يستقطب الآخرين المعاندين فلا هم الذين جذبوهم ولا هم الذين أظهروا العزة في دينهم، وإنما أعطوا الدنيئة في دينهم وتساهلوا في أصول الدين وثوابته بقدر ما يعجب ويستهوي الكفار المعاندين، ومن أجل عيون المعاندين لإرضاء من أخبر الله عنهم أنهم لن يرضوا (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
ثانيا: السمات العامة:
هناك سمات عامة في خطابهم وهي:
1 ـ فيه هدم لقاعدة البراء والبغض والمعاداة للكفار.
2 - عدم دعوة الكفار إلى الإسلام , وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة رضي الله عنهم وإجماع المسلمين.
3 - التنصل عن ذكر جهاد الطلب والجزية وقتل المرتد.
4 ـ الدعوة للتقارب والتعايش مع الكفار.
5 ـ الدعوة الى السلام العالمي بترك الجهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ كسر حاجز المفاصلة مع الكفار وجاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا فَرَقٌ بين هؤلاء وهؤلاء) , ولذا قال المشركون: سب آلهتنا وفرق جمعنا وشتم آبائنا وقطع أرحامنا ..
7 ـ يريدون تأصيل أن العلاقة بين الأديان هي علاقة حوار فقط لا صراع.
8 ـ الظلم والعدوان على المجاهدين حيث أدانوا المجاهدين أكثر من مرة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق. رواه مسلم، مع أن لهم دولة وولاية مستقلة تجيز لهم فعل ما فعلوا.
9 ـ الإيهام بتكثير من أدان الحرب على أمريكا من غير الرسميين مع أن الحقيقة قد شفى الله به صدور أهل الإسلام.
10 ـ في ألفاظ الرسالة والسياق العام الذلة والصغار والمداهنة والاسترضاء لكفار محاربين.
11ـ ظاهرة التلبيس والتمييع والتماوت وتمييع المسائل والقضايا الشرعية. وتمييع للأسماء الشرعية الصريحة حتى إنهم يسمونهم بغير اسمهم الشرعي.
12ـ خليط من التوجهات.
13 - التكثر بالأسماء غير المتخصصة في الجانب الشرعي.
14 ـ وجود الأساليب والعبارات العصرانية التي يُستغرب أن تصدر من غير أهلها كالإنسانية وغيرها.
15 - ومن الألفاظ الخطيرة التي ذكروا وهي قليل من كثير , منها:
أ ـ قولهم: (إن الإسلام ليس عدوا للحضارة لكنه يرفض الاستخدام السلبي لها , والإسلام ليس عدوا لحقوق الإنسان أو الحريات ولكن الإسلام يرفض تحويل الحرية والحقوق إلى أداة للصراع) , فكيف لا يكون الإسلام عدوا لحضارة الكفر وحريات الكفر.
ب ـ قولهم: (بل إن النظم والتشريعات التي جاء بها الإسلام تؤسس لحياة مستقرة للمؤمنين به وغير المؤمنين) إهـ وهذا إيحاء بإلغاء جهاد الطلب.
ج ـ قولهم: (إن الإرهاب بالمعنى الاصطلاحي الشائع اليوم إنما هو صورة واحدة من صور الاعتداء الظالم على الأنفس والممتلكات). وهذا إقرار واضح لمعنى الإرهاب بالتعريف الأمريكي.
د ـ قولهم: (ولئن كان الغرب يعتبر أحداث الحادي عشر من سبتمبر تتجه لزعزعة الأمن المدني في الغرب فمن الممكن أن نشاركه الشعور .. ) وهل يشارك المسلم في مثل هذا؟.
ثالثا: أصول دعوة أهل الكتاب المعاندين والجدال معهم:
إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مخاطبة أهل الكتاب المعاندين والمكابرين بعد ظهور المعاندة والمجادلة ليس بالتي هي أحسن لظلمهم قال تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم).
2 ـ ومع العناد أو التولي استخدام أسلوب المباهلة (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)، وقد فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع سلفهم المعاند وهم وفد نجران النصراني وكان عددهم ستين مثل عدد هؤلاء الأمريكيين المعاندين المحاربين، وقصة وفد نجران ذُكرت في سورة آل عمران وانتهت بالمباهلة.
3 ـ التهديد قال تعالى (فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين) وقال صلى الله عليه وسلم في الرسالة التي أرسلها إلى طاغية النصارى الروم ـ وهي في الصحيحين ـ أنه كتب إلى هرقل: (سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم، أسلم يُؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين)، وكتب إلى كسرى ملك فارس: (أسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس). انظر زاد المعاد.
فإن قال قائل هذه كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم وله قوة ودولة وهو يختلف عن واقع المسلمين اليوم، قلنا بل حتى زمن الضعف في مكة كانت فيه مفاصلة وبراء. لا استرضاء واستعطاف ومساومة على الأصول والثوابت، قال تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في قريش لما عاندت دعا عليها فقال (اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف)، وقال لها أيضا لما عاندت (يا معشر قريش والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح) رواه أحمد.
4 ـ ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بقادتهم الفكريين قبل العسكريين كأمثال كعب بن الأشرف المحرّض لغزو المسلمين، وماذا فعل بابن أبي الحقيق وحيي بن أخطب.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ ثم اليهود كان لهم خطاب في أول الأمر لكن بعد الغدر والخيانة كان لهم الجلاء أو القتل وإظهار العداوة لهم , والناس يظنون أن الخطاب الإسلامي دائما مبني على اللين، وإنما الخطاب الإسلامي له مراحل ومبني على صفات دلت النصوص عليها. ولا يعني مخاطبة الآخرين ظلم المجاهدين ولا يعني محاولة إقناع الغرب العلماني واسترضاءهم ظلم المجاهدين، (من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وأمثالهم: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي من هذه الأمة من يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم من حديث أبي هريرة , قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وقال (إن الدين عند الله الإسلام) وقال تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) وقال تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم).
رابعا: تقرير مجمل لما في بيانهم:
في بداية رسالتهم ذكروا أهمية الحوار، ثم ذكروا مبادئ أساسية (عددها 8) اعتبروها أساسا للتعايش بها مع الأمريكيين، ويمكن أن تكون أرضية للحوار معهم، حيث قالوا في آخر هذه المبادئ: هذه الأسس هي ما نؤمن به، وأمرنا به ديننا، وتعلمناه من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي تتفق بقدر مشترك - مع بعض الأسس التي أوردها الأمريكيون في بيانهم، ونرى أن هذا الاتفاق يشكل أرضية جيدة للحوار لما فيه خير البشرية اهـ
علما بأن هذه المبادئ ذكروها بدون تخصيصاتها وقيودها وإنما هي قراءة بعين واحدة فمثلا في المبدأ الأول قالوا:
1 ـ الإنسان من حيث هو ـ كينونته ـ مخلوق مكرم، فلا يجوز أن يعتدي عليه مهما كان لونه أو عرقه أو دينه، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) اهـ ونقول التكريم مقيد بعده بآخر الآية (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) والتكريم أيضا في الخلق (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، وإلا فالآدمي الكافر ليس مكرما , قال تعالى (ومن يهن الله فما له من مكرم) الآية , بل جعله الله أضل من الأنعام قال تعالى (أرءيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) وقال (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) وقال (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) ثم أيضا هناك فرق بين التكريم والاعتداء، وعدم الاعتداء ليس علته التكريم بل الأمان أو الذمة أو العهد وما عدا ذلك فلا كرامة للكافر , قال تعالى (واقتلوا المشركين كافة) الآية، وعدم الاعتداء راجع إلى إرادة المسلمين وعقدهم معهم لا إلى ذاتهم أو تكريمهم.
2 ـ وقالوا في المبدأ الثاني: تحريم قتل النفس الإنسانية بغير حق. وقتل نفس واحدة ظلماً عند الله كقتل الناس جميعاً، وحماية نفس واحدة من القتل كإحياء الناس جميعاً، وجاء في القرآن " (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) اهـ. قال سعيد بن جبير: من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس جميعا ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعا , قال ابن كثير: وهو الأظهر.اهـ , وأيضا يقال: ما معنى بغير حق فإن كونه كافرا معاندا ـ وهو حال هؤلاء الأمريكان الذين يبررون على أي شئ يقاتلون ـ أو كان كافرا محاربا أو كافرا ناقضا للعهد أو كافرا لم يقبل الإسلام ولا الجزية فهذا قتله حق.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ وقالوا في المبدأ الثالث: لا يجوز إكراه أحد في دينه، قال الله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (بل إن الإسلام نفسه لا يصح مع الإكراه اهـ، والتعميم هذا فيه مغالطة لا يقره الشرع وهو تنصل عن قتل المرتد فقد جاء به شرعنا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه , رواه البخاري. وأيضا الكافر يكره على عدم إظهار دينه، أو يكره على الصغار، أو يكره على خيارات ثلاث إما الإسلام أو الجزية والصغار أو القتال ثم إذا بذل الجزية يكره على الالتزام بأحكام الإسلام ظاهرا ولا يخالفها، ويتخفى بدينه فلا يجهر به علنا. وإن انتقل من دينه إلى دين آخر لا يُمكّن من ذلك، قال ابن قدامة: إن الكتابي إذا انتقل إلى غير دين أهل الكتاب لم يقر عليه لا نعلم في هذا خلافا اهـ المغني 6/ 593 , وأخرج البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجب ربك من قوم يدخلون الجنة يجرون بالسلاسل , وأخرج أحمد بسند صحيح من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: أسلم , قال: إني أجدني كارها , قال: وإن كنت كارها.
4 ـ وقالوا في المبدأ الرابع: إقامة العلاقات الإنسانية على الأخلاق الكريمة أساس في رسالة الإسلام، وهكذا كل أنبياء الله، يقول النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "ويقول الله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) ولهذا فإن أساس العلاقات بين المسلمين وغيرهم في الأصل هو العدل والإحسان والبر، وهذا من القسط الذي يحبه الله وأمرنا به، قال الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) اهـ ونقول إن الأصل في العلاقات هي العقيدة، والآية التي ذكروا في المعاهدين وليست في المحاربين المعاندين، ولذا أهل مكة وهم الأصل في هذا الخطاب قبل العهد ليس الأساس فيهم هذه الآية بل المقاتلة , ونقول أيضا إن قوله تعالى (وأنزلنا الحديد) حجة عليكم فقد ذكر الله قبل ذلك الدعوة بالقسط فإذا لم يستجب فالحديد لقتلهم وتشريدهم والتنكيل بهم.
5 ـ وقالوا في المبدأ السابع: العدل بين الناس حق لهم والظلم محرم فيما بينهم مهما كانت أديانهم أو ألوانهم أو قومياتهم، قال الله تعالى (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) اهـ، وأي عدل مع المحارب بل من الظلم التسامح معه والتميع , قال تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) وقال تعالى (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب).
6 - وقالوا في المبدأ الثامن: الحوار والدعوة بالحسنى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) اهـ وهذه الآية لمن كان ظاهره القبول، لا أنها مطلقة وأصل دائم حتى مع المحاربين، وقد بيّنا سابقا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب المعاندين والمحاربين والناقضين.
خامسا:
وعن أحداث أمريكا وما حصل فيها ذكروا اللوم على الظلم الأمريكي ولكن أدانوا فعل المجاهدين الأبطال وقالوا إنه لا مبرر له، وأن الكثير لا يوافقهم، وهذا ظلم واضح وعدوان على أهل الجهاد من أجل إرضاء الكفار، ولأن الطعن في المجاهدين خصوصا في أفغانستان مكسب سهل يُرضي الحكام والصليبيين فتجدهم دائما يُزايدون عليه بمناسبة وبدون مناسبة وكما قيل ولكن حمزة لا بواكي له , قال الشاعر:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
سادسا:
أما موقفهم من أمريكا فهذا أمر عجب، حيث ذكروا أنه لا خلاف بينهم وبين أمريكا في قيم العدل ولا خيار الحريات ولا خلاف فيما يُسمى بالقيم الإنسانية والفطرية ـ وكأن أمريكا عندها عدل وحرية وقيم إنسانية، وواقعها مع المسلمين الظلم والعدوان والقتل والتشريد والجبروت ـ إذن خلافهم مع أمريكا لأنها ظلمت، وهذا مثل قول القائل خلافنا مع اليهود ليس عقائديا وإنما من أجل الأرض، وهؤلاء قالوا خلافنا مع أمريكا ليس من أجل العقيدة بل للظلم، فما هذا التشابه؟ وأفادوا أيضا أنهم لن يُكرهوا أمريكا على شئ فقالوا ليس من شريعتنا أن نلزم الآخرين بمفاهيمنا الخاصة اهـ، فماذا بقي بعد ذلك؟.
سابعا:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكروا مسألة الإرهاب وتناولوها كما يتناولها بوش وباول وبوتين وأصحاب التوجهات المشبوهة من دون تميّز، بل وظّفوا أنفسهم بالحملة على الإرهاب فقالوا (إننا معنيون بالحملة ضد الإرهاب سواء أتى من مسلمين أو غير مسلمين؟) فهل أرادوا أن يتشبهوا بالسلطة الفلسطينية في مقاومة الإرهاب، ويقوموا بالحرب بالوكالة ضد المجاهدين الأحرار؟
وياليت أصحاب هذا البيان الساقط الذي فيه الذلة والصغار يتنبهون إلى هذه الوثيقة الخطيرة التي تُفسر على أنها ميلاد جديد لمرحلة جديدة وهي مرحلة أولى لما يُسمى بحوار الأديان.
ولعل أصحاب البيان لم يتنبهوا الى أنهم أصبحوا صدى لدعوات كانت هنا في أرض الحرمين قبل أسابيع لما يُسمى حوار الحضارات، وقد سبق هؤلاء وهؤلاء دعوات أخرى يقودها أناس ضلالا منحرفون في أفكارهم وفهومهم لبّسوا على الأمة فمن أقوالهم في هذا المجال:
أ ـ قال القرضاوي: (التعايش بين الإسلام والمسيحية أصلها أمرا ضروريا وأصبح من المطلوب منا أن نبحث عن الجوانب المشتركة وأن يحاور بعضنا بعضا بغية الوصول إلى أهداف إيجابية بناءة اهـ) من كتاب رفع اللثام للعديني ص 58.
ب ـ وقال أيضا في التقارب مع الأديان: (نبحث ماذا يجمع بيننا نحن معا نؤمن بالله ولو إيمانا إجماليا نؤمن بالآخرة والجزاء الأخروي نؤمن بعبادة الله وبالقيم الأخلاقية وبثبات هذه القيم نؤمن بوحدة الإنسانية وبأن الإنسان مخلوق مكرم نأتي بأشياء يمكن أن تجمع بين المختلفين).
ج ـ قال أيضا (لا نقاتل من أجل العقيدة بل من أجل الأرض) ص 69
د ـ وقال أيضا: (نحن ندعو إلى السلام بلا كلل ولا ملل بشرط ألا تؤكل حقوقنا ولا تغتصب ديارنا وإذا كان الحوار الإسلامي والمسيحي يهدف إلى السلام فأهلا وسهلا به) اهـ.
هـ ـ وفي عام 1976م عقد في ليبيا مؤتمر عن الإسلام والمسيحية وكان من المواضيع المطروحة كيفية إزالة الأحكام المسبقة والخاطئة وإعادة الثقة بين الفريقين ثم خرجت وثيقة اتفق فيها الفريقان على أن هناك أرضية مشتركة ينبغي أن يتعاون فيها الفريقان على البر والتقوى ويتعاونان على الإيمان والفضيلة ومحاربة الرذيلة ويتعاونان على تدعيم الأسرة والوقوف ضد المادية الطافية وضد الإباحية والوقوف ضد الظلم والعدوان اهـ.
وأخيرا: وبما أنهم قالوا هذا الكلام علنا وأخبروا عن أنفسهم وبعبارتهم أنهم سوف يسعون لإشاعة هذا المفهوم فلا بد من التكاتف في الوقوف في وجه هذه الإشاعة له وترويجه، ولا يجوز إعانتهم ولا إقرارهم على ذلك حفاظا للعقيدة، واحتسابا على من خالف أصولها في هذا الأمر، وإبراء للذمة ونصحا للأمة، ولا سيما وأن هذا الحوار قد يتبعه حوارات على نفس المنهج بدعوى الأرضية المشتركة والاعتدال والوسطية فيكون هناك حوار مع اليهود والرافضة والباطنية والعلمانية وهكذا , فيجب عليهم التوبة والرجوع عن هذا البيان والبراءة منه وأن يظهروا ذلك علنا للناس عملا بقوله تعالى (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا) الآية , وعليهم أن يتقوا الله ولا يلبسوا على الناس ما يفسد عليهم دينهم وعقيدتهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون , وعليهم أن لا يغتروا بكثرة الموقعين , قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء) الآية , وقال تعالى (وإن تطع اكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الآية , وكما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا آدم اخرج بعث النار قال وما بعث النار؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون في النار وواحد في الجنة).
علي بن خضير الخضير
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 07:39]ـ
من الموقعون على الرسالة يا أخي الكريم؟ و لكم جزيل الشكر.(/)
كلمة حق لمن أراد الحق ليصل إلى الحق .. رسالتي إلى حماس
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 05:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين الذي من علينا يخيره العميم ورزقه الفائض الكثير .. وأصلي على خير البشر وصحبه الدر الميامين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .. ثم أما بعد
فقد قبل شعبنا الفلسطيني بحماس ممثلا شرعيا لحكومته ولقيادته وكان أمله فيها كحركة مسلمة جهادية أن تسوسه تحت أحكام إسلامية وتشريعات قرآنية ويحكمه بما يرضي الله تعالى , وطمع فيها كحكومة تسير على هذا المنهاج لتنتشلها من وحل الخيانة والتزوير والجبروت إلى حكم الله وعدله وحقه .. فسارت حماس ردحا من الزمن في تطهير قطاعنا الصامد من دنس المفسدين والمزورين والعملاء فطمعنا بها أكثر وأكثر ودعونا لها بالخير والثبات.
بيد أننا في الآونة الأخيرة بدأنا نلحظ تغيرا تدريجيا إن صح التعبير في حماس وبدأت تقتبس شيئا ممن سبقها حيث كانت سابقا إن سجنت أو أسرت أو سفكت قطرة كان ذاك بحق وشرع دفاعا عن الحق وردعا للباطل ثم بدأ إظهار الحق يسلك مسلكا غير سوي عند حماس فبدأت تنحدر تدريجيا لتنسى قوله تعالى: " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " وما أحداث الصبرة عنا ببعيد .. قيل فيها أن أحد أفراد عائلة دغمش قتل عنصرا من عناصر الشرطة .. فإن كان ما قيل صوابا فما ذنب بقية العائلة ليقتل منها نساء وأطفال ورجال .. عدد من الأفراد مقابل فرد هارب ليس لهم من وزره شيء .. فبأي حق تم قتلهم؟
فأين كان عقل حماس حين قامت بهذا الأمر .. وكنا نقول أنها تطبق منهج الله في قطاع غزة .. عزاؤنا فيك كبير يا حماس .. هذا إن لم نكبر عليك أربعا
كنت كلما جاءني خبر فيه وشية عنك أكذب صاحبه وأظن بك خيرا حين لا يكون مصدر الكلام موثوقا .. وأقول أعداء حماس تريد بث الأحقاد بينها وبين الشعب الفلسطيني الغزي خاصة .. أما وقد جاءني الخبر من مصادر موثوقة بتأكيد مجزوم فالحق أحق أن يقال .. أنت يا حماس مخطئة وألف مخطئة
ولن أظلم فأعمم على كافة القيادات .. لأني أعلم أن منكِ أمناء شرفاء تبرؤا من هذه العملية .. فالله أسأل أن يهدي بقية أفرادك ليحكموا بعدل الله
وأسأل الله أن لا يجعل بيننا غلا ولا كرها وأن يردنا إليه ردا جميلا
ويجعل حماس حكومة راشدة رشيدة لا تقبل إلا ما يوافق شرع الله
ويبارك لنا في حكمها ويجعله حكما يوافق الشريعة الإسلامية
رسالتي الأخيرة .. نريد حماس حكومة إسلامية تقيم شرع الله على أرض قطاع غزة الحبيب
والله من وراء القصد
ـ[علي سليم]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 07:27]ـ
أحسنت صنعا ... كلنا يريد ما ستطرتيه اختاه ...
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 12:13]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن سؤال هل نطمع ممن تحاكم الى ظلم الديمقراطية و طغيانها ان يحكم بالشرع و العدل بيننا؟
((ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار))(/)
العقلانية
ـ[االباحث]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 10:46]ـ
العقلانية ان ندرك الاشيا ء على حقيقتها 1 - ان نميز بين المسائل الخلافية والقطعية 2 - لانقصد بالعقلانية تقديم العقل على النص اولئك ضاعوا وما استجابت لهم الجماهير 3 - العقلاني يعرف ان المسائل الخلافية ليست احادية الدليل ولاانكار في مسائل الجتهاد وان فيها راجح ومرجوح 4 - العقلاني يبني اعتقاداته عن دليل لاعن اعتقاد. كيف نصل للعقلانية؟ (الحوار والقراءة وجهاد النفس لانالعقل له قدرة فائقة في تبرير حاجات النفس بصورة شرعية)
ـ[االباحث]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 11:24]ـ
عفوا اقصد ان يبني اعتقاده عن دليل لا عن تقليد
ـ[أبو العمرين]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 12:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
شكرا لك أخي الكريم واسمح لي ببيان وجهة نظري،،
العقلانية،،
من الواجب أن نبتعد كثيرا عن استخدام هذا التعبير عند تعاملنا مع الثوابت أوالقواعد الشرعية،،
وذلك أن استخدامها يعني أن هناك جانبا آخر لفهم النصوص وهو اللا عقلانية -إن صح تعبيري - وهذا محض الخطأ،،
لأن مجرد الرجوع إلى النصوص الشرعية عند الاختلاف هو جزء من العقلانية،،
ولا أدل على ذلك من الأثر ( ... وإن أخطأ فله أجر)،،
هذا المخطئ لايمكن أن ندخله في دائرة العقلانية كم لا يمكن أن نخرجه منها،،
ـ[عبد الله العلويط]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 06:36]ـ
العقلانية اخي الكريم هي دخول العقل الى النص ولكن بشكل غير مبالغ فيه كما هو الحال عند المعتزلة، وقبول الآخر في المسائل الدينية لاتسمى عقلانية وانما تعددية فقهية وما يوجدها هو كثرة الاطلاع في كتب الخلاف والتحقيق فان هؤلاء الاحاديين لم يطلعوا على كم وافر من الخلافيات لتغرس بهم ثقافة الاختلاف(/)
اتفاق العلمانيين في أنحاء العالم على محاربة العلماء موضوع للنقاش
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 01:50]ـ
اتفق اهل الباطل على محاربة الحق
يقول الله جل وعلاه: {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ... } سورة يونس ,
والحق والباطل بينهما صراع منذ أن خلق الله الإنسان, قال عز وجل: {يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) {سورة طه ومنذ تلك اللحظة ابتلى الإنسان بكيد الشيطان, وصراعه معه, ومازال الشيطان يكيد لآدم حتى أهبط لهذه الدنيا, وهنا انتقل ميدان الصراع إلى هذه الأرض ,
اتفق العلمانيون على محاربة العلماء في المملكة الشيخ اللحيدان في الجزائر الشيخ فركوس
ما دورنا الان اخوتي في الله
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 03:44]ـ
أخي الفاضل / ابن عيسى الجزائري.
دورنا يا أخي الحبيب هو أن نحقق الإيمان الحق في أنفسنا ونتواصى به بيننا، قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} (الحج / آية 38).
وقال تعالى: {وَعَد اللهُ الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفَنَّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكِنَنَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدِّلنَّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئًا} (النور / الآية55).
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 03:06]ـ
والجرائد العلمانية في المغرب تشنع بالشيخ المغرواي حفظه الله تشينعا غير مسبوق وهذا حال المفسدين في الارض وهذه سنن من قبلهم فصبرا جميل والله المستعان على ما يصفون
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 01:54]ـ
وأيضا ماأثير من بعض الأغيلمة المتخلفين حول فتوى الشيخ المنجد في الفأر ...
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 05:22]ـ
نسأل الله أن يعز الاسلام و المسلمين
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 08:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دورنا هو النصرة ولو بكلمة
أما المشائخ الفضلاء الذين وجهت لهم تهم التطرف في الفتاوى، فأود منهم أن يرفعوا هذه الامور إلى القضاء وألا يسكتوا عن حقهم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 11:51]ـ
فتوى الشيخ المغراوي .. جعلت المجرمين يغلقون عشرات دور القران في المغرب ..
ألا لعنة الله على العلمانيين ...
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 12:23]ـ
تطورت القضية الى حرب على الشيوخ فإليكم هذه الأخبار:
مفتي زواج الصغيرات بالمغرب يمثل أمام القضاء
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2D58978E-FB08-4002-9B53-C2131E1C2AD5.htm
المجلس العلمي الأعلى بالمغرب (الأشري العقيدة) يصف الشيخ المغراوي بـ "شخص معروف بالشغب والتشويش على ثوابت الأمة ومذهبها "
http://www.habous.gov.ma/Ar/detail.aspx?id=3371&z=244&s=244
و لاننسى مخططات مؤسسة راند في الهجوم على الدعوة السلفية و اضعافها وهو ما لاحظناه في الفترة الأخيرة من نبز القرضاوي لدعوة التوحيد بالمتعصبين و الوهابية.
و الهجوم على الشيخ صالح الفوزان مروراً باللحيدان و انتهاءاً بالمنجد يبدو انها خطة محكمة للقضاء على السلفية أو كما يسميها أعدائها الوهابية.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 03:13]ـ
يبدوا أن بعض دول الكفار المعروفة قبلة الديموقراطيين استنفرت جميع عملائها المنافقين في بلاد العرب و انظر القضية تأتي من دار الكفر في الغرب مثل زواج الصغيرة ثم يتلقفها المنافقون في بلاد العرب، فهم يريدون جعل العالم زبالة واحدة و الله المستعان
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 03:57]ـ
نعم , لمثل هذا يذوب القلب من كمد.
ففي الفترة الأخيرة ألحظ هجوم على العلماء بشكل ملفت , حتى أصبحت زوايا في الصحف شغلها القدح في العلماء.
هؤلاء الصحفيين في الشرع يجب أن يحاكموا.
لماذا إذا رجل أو امراة سب الدولة والحكومة و منهجها , حُكم وسجن. بل والله أن صحفي سب مغنية خليجية مشهورة وماذا حدث؟ الصحفي فصل من عمله!!!!. سب وزير ... ففصل الصحفي من عمله. كل هذا حدث في صحف سعودية.
والأمثلة في هذا كثير وقد أقفت صحفية سعودية بسبب سبها لأحد الحكام.
وتبكي حينما ترى يسبون الدين وأهله , يتبجحون بقولهم حرية رأي!!!. أليس سب المغنية والوزير على زعمكم حرية رأي. ثم تجد مثل هذه الصحيفة تتهم القضاء في السعودية , ما فعلتموه أليس هو الظلم. مالكم كيف تحكمون.
وأن سلمنا جدلا وقلنا حرية رأي أليس حرية الرأي لها ضوابط ولها حدود حمراء من تعدها يعاقب.
الكلام يطول حول أصحاب الفكر المنحرف , ما نقول إلا اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ,آمين.(/)
نص الحوار الذي أجراه التلفزيون السعودي مع الشيخ صالح اللحيدان يوم الأحد 14 - 9 - 1429هـ
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 05:10]ـ
نص الحوار الذي أجراه التلفزيون السعودي مع الشيخ صالح اللحيدان يوم الأحد 14 - 9 - 1429هـ
هذا نص الحوار منقول من شبكة الرد:
س/ يتناقل الناس فتوى سماحتكم التي سئلتم فيها في البرنامج الإذاعي (نور على الدرب) والمتعلقة بما تبثه الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك وقد حرفت هذه الفتوى وتناقلتها الأوساط المغرضة عن وجهتها وعن ما تفضل به سماحتكم وعن ما أدلى به سماحتكم للإذاعة، الفتن الكبيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك وتركز برامجها السيئة على فترتي المغرب والعشاء على المسلمين فما هي نصيحتكم للمشاهد وما هي أيضا نصيحتكم لأصحاب القنوات.
ج / بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
سئلت هذا السؤال وقبل الدخول في إيضاح ما كانت الإجابة به أحب أن أتحدث عن نفسي وإن كنت لا أحب الحديث عن النفس ولا أحرص على المظاهر الإعلامية ولا الكتابات الصحفية رغبة في الانشغال بغير ذلك ومع هذا فعندما تدع حاجة إلى ما عليه الإنسان يكون مثل ذلك من باب المصلحة العامة وما نشر في الفضائيات والقنوات والمغرضين كأنهم معنيون بتاريخ حياتي، وذكروا بدئي في القضاء بعد أن كنت في الإفتاء، أنا كما يعلم العارفون بي وليعلم من لم يكن لم يعرف أنا من المتخرجين من كلية الشريعة عام 1379هـ، وفي أوائل سنة 80 تعينت مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه سكرتيرا له في الإفتاء وبقيت معه، وكنت والحمد لله والمنة والفضل له كنت محل الثقة وتقديرهم واحترام رأيهم، وفي عام 83 نقلني رحمة الله عليه إلى محكمة الرياض ليهيئني لرئاستها وذلك في أول رجب عام 83 وجلست فيها، وفي أوائل عام 84 توليت رئاسة المحكمة وبقيت فيها إلى 5 محرم عام91 ثم انتقلت إلى الهيئة القضائية العليا وتحولت فيما بعد إلى مجلس القضاء الأعلى واستمريت في هذا العمل في حياتي القضائية في الإفتاء وفي القضاء تتجاوز 50 عاما، كل هذا العمل في أعمال هامة، فيما يتعلق بالتحصيل العلمي تخرجت من الشريعة وقرأت قراءة وشرحا وتعليقا موطأ الإمام مالك في المسجد على الجماعة وصحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي طيلة هذه السنين التي مضت، وترتيب مسند الإمام أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي، كل هذه الكتب العظيمة الهامة قرأتها على الناس في المسجد إماما وتكلمت عن معانيها مع ما يحتاجها القضاء من مراجعة لكتب الفقه والأصول والقواعد الفقهية.
وفي حياتي لم أكن أتمتع في إجازة طيلة حياتي الماضية إلا بشهر واحد كما لم أكن أتمتع بإجازات خاصة، ومن فضل الله علي وعلى العمل أنني لم أتغيب عن العمل لمرض إلا مرتين في أمر خفيف والحمد الله على منه وكرمه وجوده.
ولقد تعاملت مع العلماء الذين هم كبار علماء المملكة ومن يتصل بهم، فكنت والحمد لله محل تقدير العلماء على رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم ويليه تلامذته ومن في طبقتهم الشيخ عبد الرزاق عفيفي وأستاذنا الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الله بن حميد وتلك الطبقة وكنت عضو في هيئة كبار العلماء من أول عام 1391هـ ولا أزال فيها.
وفيما يتعلق مع الملوك تملك المملكة بعد الملك عبد العزيز رحمة الله عليه الملك سعود وكان الملك عبد العزيز يوم وفاته وأنا في الثالثة والعشرين عاما / رجل / لكن التعامل مع الملك سعود كان محدودا قليلا لعدم طوال مدته بعدما كنت مسئولا في العمل في القضاء ثم مع الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم أجمعين ومع الملك عبد الله وسمو ولي عهده وكبار المسؤولين في الدولة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء الذين لهم صلة بي ولي بهم صلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت في كل ذلك والحمد لله أتمتع بحسن الصلة والتقدير منهم والذين كان كثير منهم في الوقت الحاضر دوني في السن والذين يمكن أن يكونوا قريبين في السن هم كبار الأمراء وقلة فيما أظن من الوزراء، هذه بالنسبة لي للحياة، بالنسبة للمشاكل في عام 85 لا تعرض قضية هامة تمس أمن الدولة وتضايق المواطنين والمجتمع إلا وفي الغالب أنا داخل فيها قضاء ودراسة بعد القضاء وأمثال ذلك، فهذه الحياة لا تدل على أن الإنسان يتكلم في فتوى عن جهل أو عدم رويه أو إدراك.
وأما الفتيا فأنا من عام 80 فأنا مكلف بالفتيا في الحرم في الحج، عام 80 كلفني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه و 20 رجلا من الزملاء أهل العلم ندرس في الحرم موسم الحج بكامله واستمريت على الفتيا بالنسبة لمناسك الحج طيلة هذه المدة مشاركا ومن عام 1404هـ كلفت بدروس الحرم في رمضان وما بعده والحج وإن كنت تخلفت أنا عن المواصلة في الحج للانشغال والازدحام وفي الدروس الصيفية عدة سنوات فكنت والحمد لله محل رضى المستمعين وأهل العلم ومن يتصل بي من داخل المملكة وخارجها وهذا فضل الله جل وعلا واحتمال قادح لا يستغرب تأثر شيخ الإسلام بن تيمية، كما كثر المعترضون عليه، أنشد أبياتا أذكر واحد منها يعرفها المتعاطون للأدب يقول فيها:
لو لم تكن لي في القلوب مهابة لم تكثر الأعداء في تقدح
فلا ألوم من يتضايق من أن يكون إنسان موفق لأي عمل من الأعمال وإذا صار الشنئان والازدراء ممن هم دون المستوى فأستشهد إشارة أولا تكلم في أهل العلم وانتقد الرسل من قبلهم وأما من جانب الأدب فيقول أبو الطيب المتنبي في قصيدته مطلعها:
لك في القلوب منازل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
فهي هذه القصيدة فإذا جاءت المذمة من نقص في عقله أو إيمانه أو حسبه فها لا يضير يكفيني ما يقول الشاعر الأول:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضبانا علي لئامها
فانا إذا كنت أتمتع فيما أظن برضى الله جل وعلا ثم برضى ملوك بلادي وكبار رجالهم من إخوانهم ونوابهم فلا أبالي فيمن دونهم إلا انني أحب لكل مسلم أن يوفقه للصواب في أموره كلها وأن يهديه سواء السبيل، وأنا ما أقول لمن يسيئني إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا مجمل خلاصة أحببت أن أقولها في بداية الحديث.
وأما ما يتعلق بالسؤال الذي سمعت نصه الآن من الدكتور سليمان بارك الله فيه وأسرني أنه هو الذي حضر لإيراد ما سمعت هذا السؤال كان تسجيله فيما يظهر أنه في شوال 6 لهذا العام أو في أواخر شهر 5 في الرياض لما سجلت حلقات رمضان عرض طالب الأسئلة الدكتور فهد السنيدي المعروف بالإذاعة وعمله بالتدريس بجامعة الملك سعود ذكر أن لهذا السؤال له أبعاد وخطير وسيعرض في رمضان لعلك تحتسب وتقول ما ترى، فقرأ السؤال فأجبت عليه إجابة من ينفع المستمعين بداية بمن يكونون معنيين في السؤال وهم أصحاب البث في القنوات الفضائية ومن يستمع لهم لأن الخطاب الذي يراد به أن يكون نافعا يوجه لأكبر عدد ممكن رجاء أن ينفع الله به وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ رب مبلغ أوعى من سامع ـ قد ينقل الواحد ما سمعه لغيره ولا يكون وهو ينقله فاهم أبعاد ما نقل فينقله لمن هو أفقه منه وأكثر إيضاح لمراميه وهذا ما كنت أرجو وأهدف له حين أبديت ما أبديت وما كنت أظن أن أحد جريئا على التجريح والتشويش وقطع الكلام من مبدأه أومن منتهاه أو من وسطه لحاجة في نفسه ما كنت أتوقع هذا لأنني لا أسعى لغيظ أحد ولا للإساءة إلى أحد، لم يسرني كثيرا أن يصل إحساني باللسان أو بالشفاعة أو نحو ذلك بالنصح والإرشاد إلى أكبر عدد ممكن وأنا ان لم أكن مفتيا أتلقى الفتاوى عبر الهاتف وفي مقري في العمل وفي منزلي وفي الدروس التي القيها والمحاضرات التي يلح علي أن وقتي كما يعرف كل من يعرف أنني في القضاء وفي دراسة القضايا ـ القتل والرجم والأموال والتعزيرات والحدود وغير ذلك ـ يستدعي من الواحد أن يكون باذلا جل ما يبذله من وقته في خدمة هذا الجهاز الذي أعتبره ولله الحمد أميز قضاء في العالم وإن لم يرض المغرضون لأن هذا القضاء إنما يعتمد على مفهوم من كتاب الله جل وعلا ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ومما أجمع عليه سلف الأمة من عهد القرون الثلاثة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
بأنها خير القرون كما في حديث عمران بن الحصين وعبد الله بن مسعود المخرجين في الصحيح حيث قال (خير القرون الذي بعثت فيهم) وهؤلاء الصحابة ثم الذين يلونهم وهؤلاء أتباع التابعين الذين لم ينقرضوا إلا في حدود منتصف المائة الثانية من الهجرة، وما جاء بعدهم من أهل العلم فهو إنما هو تفريع واستنباط وإيضاح ما فهموه من كلام أولئك أو ما نقلوه فالحمد لله على كل حال
ثم أني تكلمت عن هذه المحطات ولا شك أنني لست راضيا عن كثير من القنوات الفضائية وإن كنت ألقيت كلمات في قنواتنا وفي قناة المجد واعتذرت عن غيرها كا إم بي سي طلبوا مني في أول تأسيسها فرفضت أن تكون قبلي تسجيلات غنائية ومجونية وأن تأتي بعد كلامي تسجيلات من هذا النوع,, قلت لا مانع إذا نفذتم هذا الشرط قبل البداية لا يكن سبقني كلام من هذا القبيل ولا يكون فلا عندي مانع من التسجيل, لكن يظهر هذا يشق عليهم أو لا يناسب سياستهم فلم يسجلوا عندي فيما أعلم شيئا من ذلك.
أما تسجيلات التلفاز فأنا من تأسيس التلفاز في المملكة وأنا ألقي فيه في بعض السنوات حلقات رمضان التفسيرية كلها كنت أتولى ذلك, أتذكر في بداية الملك خالد أو في أوائل الملك فهد ثم بعد كثر الشغل عندي فكنت لا أستطيع أن أسجل.
هذه الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوا وأن لا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بالمضحكات التي لا تليق برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف أو نهي عن المنكر أو غير ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها فكيف بمحطات تبث على الهواء فنصحت هؤلاء عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر بفسادهم وتضرر باعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لأولئك القنوات أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر دينها أو يجرها على الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير ذلك.
وأن هؤلاء المسؤولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وعادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر على إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم قضاء,, ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوى من الجهات المخصصة للإدعاء لهيئة الإدعاء العام ويسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعى عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلى منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة,,
الدرجة الأولى تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الاحتياط للقضاء والاحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرض المحكوم عليه ترفع إلى جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلى القتل أو في ما حكمه ترفع إلى هيئة أخرى أعلى الهيئات تلك تدرس وكل ذلك على منهاج الكتاب والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة فهذه الفتوى التي تعرضت لأمر السحر والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلى الاستدلال بالآيات الكريمة التي فيها إشارة إلى أن من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فأشرت إلى ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول بعد أربعة أشهر أو حولها إلى تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبة أو يتلقفه أناس من داخل المملكة وما يسمعون كامل الجواب فيضنون رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضى فيها قرابة أربعين سنة في هيئة كبار العلماء راح من راح ولازلت والحمد لله باقيا بل إن التشكيلة الأولى لهيئة كبار العلماء لم يبق منهم على قيد الحياة إلا أنا الآن فإن تشكيلهم الأول في حياة الشيخ محمد بن إبراهيم كانوا من 14 نفرا كنت أحدهم ولم يبق منهم أحد سواي وأنا في الطريق كما يقول الشاعر العربي وأراني طرادة في أثرهم طرد أنوار .... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه سنة الله في الأشياء لا يتوقع من عاش هذه المدة ساد في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخى وزامن وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لا يتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع الذي حرفوا أو قلبوا وقال إنه حكم على ملاك الفضائيات بالقتل.
لكني لا أقول إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد.
كما أسأل الله سبحانه وتعالى لهذه المملكة بالخصوص أن يزيدها الله ثباتا على الهدى وحسن التمسك به وصلابة في الوقوف في وجه المغرضين لإعزاز أمر هذا الدين فإن هذه البلاد ما عاشت هذه المدة وحصلت تلك التقلبات على الدول المجاورة من ثورات واضطرابات وتردد وبقيت هذه الدولة بحمد الله ثابتة سائرة على المنهج التي هي عليه إلا لأنها ولله الحمد على الحق ولم تكن على الباطل وتلتمس رضا الله والمصطفى صلى الله عليه وسلم (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس) وفي لفظ (عاد ذاموه من الناس حامدين له) وفي لفظ (عادوا راضين له).
أسأله جل وعلا أن يزيدها ثباتا وأن يملأ صدر خادم الحرمين وصدر ولي عهده وصدر أصحاب السمو ألأمراء والمسئولين في هذه الدولة على مختلف مجالسهم وأعمالهم وسائر من في هذه البلاد أن يملأ قلوبهم بالإيمان ويجعل كل واحد منهم يراقب الله قبل أن يراقب الناس ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس كما أسأله جل وعلا أن يوفق ولاة المسلمين في كل مكان في هذا الشهر المبارك وعلى رأسهم في ذهني وقلبي ولي أمرنا وأعوانه أن يوفقهم جميعا لنصرة هذا الدين وإيضاح الحقائق لأعداء الإسلام وبيان أن هذا الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي قال الله عنه- (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) - الآية (إن الدين عند الله الإسلام) وأن يديم علينا شرف هذا الانتساب وأن يبارك في قيادتنا ويرزقها حسن تقدير الأمور وجودة الاختيار لأهل العمل وأن يمتعنا بصحة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسائر المسلمين في هذه الدولة.
وأن يديم ثبات هذا المُلك لأسرة آل سعود التي قامت أول قيامها مع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب على نصرة العقيدة وتحكيم الشريعة وحراسة الأخلاق وأن يديم ثبات هذه الدولة وتوارث حكمها لأحفاد ذلك الإمام الذي قام يوم قام ولم يكن أعز من في البلاد ولا أقواهم قوة وجيشا ومنعة ولكن صاحبه وتمسك بما هو أقوى شيء في الوجود صافح العقيدة الصافية وصاحب الشريعة الحنيفية السمحة ودافع عن الملة الحنيفية فأعلى الله قدره وثبته وأورثه هذا الملك العظيم.
ثم ختم بالسؤال من الله جلت قدرته وعلا مكانه واستوى على العرش أن يهدي ضال المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم على أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلامية في هذا الشهر المبارك العزة والشرف والمجد للارتقاء.
كما أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين في كل مكان وأن يصون هذه الدولة ويحفظها من كيد الأعداء وتربص المجرمين وأن يصلح شعبها كلهم إنه جل وعلا مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.(/)
الرافضة هذيان وراء طور العقل وطور النقل!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 02:02]ـ
قال العلامة الألوسي – رحمه الله تعالى – في تفسيره عند قوله تعالى: ({فَأَرَاهُ الآية الكبرى}):
[{فَأَرَاهُ الآية الكبرى} فصيحة تفصح عن جمل قد طويت تعويلاً على تفصيلها في موضع آخر، كأنه قيل: فذهب وكان كيت وكيت، فأراه.
واقتصر الزمخشري في الحواشي على تقدير جملة، فقال: إن هذا معطوف على محذوف، والتقدير فذهب فأراه، لأن قوله تعالى: {اذهب} يدل عليه فهو على نحو {اضرب بعصاك الحجر فانبجست} [الأعراف: 160] والآراء إما بمعنى التبصير أو بمعنى التعريف، فإن اللعين حين أبصرها عرفها، وادعاء سحريتها إنما كان إظهاراً للتجلد.
ونسبتها إليه عليه الصلاة والسلام بالنظر إلى الظاهر، كما أن نسبتها إلى نون العظمة في قوله تعالى {ولقد أريناه آياتنا} [طه: 56] بالنظر إلى الحقيقة.
والمراد بالآية الكبرى على ما روي عن ابن عباس: قلب العصا حية، فإنها كانت المقدمة والأصل، والأخرى كالتبع لها،وعلى ما روي عن مجاهد ذلك واليد البيضاء فإنهما باعتبار الدلالة كالآية الواحدة، وقد عبر عنهما بصيغة الجمع في قوله تعالى: {اذهب أنت وأخوك بآياتي} [طه: 24] باعتبار ما في تضاعيفهما من بدائع الأمور التي كل منها آية بينة لقوم يعقلون، وجوز أن يراد بها مجموع معجزاته عليه السلام، والواحدة باعتبار ما ذكر، والفاء لتعقيب أولها أو مجموعها باعتبار أولها، وكونها كبرى باعتبار معجزات من قبله من الرسل عليهم السلام، أو هو للزيادة المطلقة. ولا يخفى بعده، ويزيده بعداً ترتيب حشر السحرة بعد، فإنه لم يكن إلا على إراءة تينك الآيتين، وإدباره عن العمل بمقتضاهما، وأما ما عداهما من التسع، فإنما ظهر على يده عليه السلام بعد ما غلب السحرة على مهل في نحو من عشرين سنة.
وزعم غلاة الشيعة أن الآية الكبرى علي كرم الله تعالى وجهه!!!، أراه إياه متطورة روحه الكريمة بأعظم طور!! وهو هذيان وراء طور العقل وطور النقل] اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 05:32]ـ
وقال – رحمه الله تعالى – وهو يتكلم عن الحروف المقطعة في القرآن:
[ومن الظرائف أن بعض الشيعة استأنس بهذه الحروف لخلافة الأمير علي -كرم الله تعالى وجهه-، فإنه إذا حذف منها المكرر يبقى ما يمكن أن يخرج منه: (صراط عليٍّ حق نمسكه)!!
ولك أيها السنى أن تستأنس بها لما أنت عليه، فإنه بعد الحذف يبقى ما يمكن أن يخرج منه ما يكون خطاباً للشيعي، وتذكيراً له بما ورد في حق الأصحاب -رضي الله تعالى- عنهم أجمعين، وهو: (طرق سمعك النصيحة)!، وهذا مثل ما ذكروه حرفاً بحرف، وإن شئت قلت: (صح طريقك مع السنة)! ولعله أولى وألطف] اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 06:44]ـ
وقال – رحمه الله تعالى – في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ):
[أخرج أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه وابن حبان وصححه الحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلهم في الهاوية إلا واحدة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلهم في الهاوية إلا واحدة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في الهاوية إلا واحدة).
واستثناء الواحدة من فرق كل من أهل الكتابين، إنما هو بالنظر إلى العصر الماضي قبل النسخ، وأما بعده فالكل في الهاوية، وإن اختلفت أسباب دخولهم.
ومن غريب ما وقع أن بعض متعصبي الشيعة الإمامية من أهل زماننا واسمه حمد روى بدل «إلا واحدة» في هذا الخبر إلا فرقة وقال: إن فيه إشارة إلى نجاة الشيعة فإن عدد لفظ (فرقة) بالجمل وعدد لفظ (شيعة) سواء فكأنه قال عليه الصلاة والسلام: إلا شيعة، والمشهور بهذا العنوان هم الشيعة الإمامية!!
فقلت له بعد عدة تزييفات لكلامه: يلزم هذا النوع من الإشارة أن تكون كلباً لأن عدد كلب وعدد حمد سواء فألقم الكلب حجراً] اهـ.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 07:03]ـ
الإمام الشعبي رحمه الله يقول: (لو كان الحمق رجلاً لكان رافضياً) إهـ
... ليس غريب هذا الهبل من الروافض الأنجاس.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:40]ـ
الإمام الشعبي رحمه الله يقول: (لو كان الحمق رجلاً لكان رافضياً) إهـ
... ليس غريب هذا الهبل من الروافض الأنجاس.
صدقت صدقت أخي الدهلوي.(/)
رمضان المبشرات المباركات!
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 10:59]ـ
رمضان المبشرات المباركات!
- منقول -
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد،
فإن المتأمل في أحوال العالم خلال شهر رمضان في هذه السنة، لا يكاد يجد إلا المبشرات والأفراح للمسلمين ... وكأن الله تعالى أراد - برحمته وحكمته - أن يكون هذا الشهر الكريم نقطة تحول ويقظة للأمة!
أولا ...
فريح أليم أرسلها الله تعالى على أرض الظالمين - كما أرسلها على عاد من قبل - فحصدت في طريقها الملايير من الدولارات ولم تنج منها حتى ناطحات السحاب الضخمة!
وإن الله تعالى ليملي للظالم ولا يهمله ... وإن كانت هذه الريح ريح إنذار فقط - ولعله الأخير إن شاء الله! - فإننا بعدها بين رجاء أن يتوب الله عليهم فيكفوا عن أذية المسلمين، أو أن يرسل عليهم الملك - سبحانه - آية عظيمة تستأصلهم وتجعلهم أحاديث!
ثم أتبعهم ربنا - سبحانه - بأزمة اقتصادية شديدة كان مبدؤها من القروض الربوية لشراء البيوت، مصداقا لوعيد الحق - سبحانه - في كتابه العظيم: {يمحق الله الربا}
وهذه الأزمة العظيمة التي جعلت أعظم اقتصاد عالمي على وشك الانهيار، جاءت لتنذرهم بسنين كسنين يوسف، نرجو من الله أن يعجل أمرها وأن يشغلهم بها عنا - ما لم يتوبوا!
وثانيا ...
ثم إنه في هذا الشهر الكريم، قد قام العلماء والدعاة بحملة شرسة مكثفة على أصحاب القنوات الفضائية المفسدة: ما بين إنذار بتلميح وإجمال، أو بالتصريح والبيان وذكر الأسماء، كما فعل الشيخ سلمان العودة خلال برنامجه (حجر الزاوية)
ثم وفق الله سبحانه وتعالى الشيخ صالح اللحيدان إلى كلمة حق في فتنة الفضائيات العربية التي طالما أفسدت على المسلمين دينهم فسادا عظيما!
لقد نطق الشيخ اللحيدان - حفظه الله - بكلمة لم يلق لها بالا، فهزت أرجاء العالم، لحكمة أرادها الله، وهي المفاصلة بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن، وليكون الناس على بينة من ربهم ولتستبين سبيل المجرمين ...
1/ فما من مسلم في قلبه بقية من إيمان وخير، إلا وسيبرأ قلبه من هذه القنوات الشيطانية وأصحابها، ويعلم على الأقل ماذا يدبر له من الشر من ورائها ... 2
/ وأعظم من ذلك: أن الله تعالى جعل هذه الضجة الإعلامية فتنة للسلاطين والملوك والأمراء، الذين تجدهم مسرعين إلى محاربة الدعوة لأدنى شبهة "تطرف" أو انتماء إلى "الفئة الضالة" كما يقولون! فأين هم من تطرف الشياطين وضلالهم المبين الذي لا تأويل له؟!!
الحمد لله ... لقد تبينت للمؤمنين سبيل هؤلاء السلاطين، وعلى شريعة من هم في باطن الأمر ...
إنه لم يبق لمن كان يرى أن هؤلاء السلاطين مقيمون للشريعة أدنى شبهة تجيز إحسان الظن بهم أو المجادلة عنهم!
اللهم إنا قد غسلنا قلوبنا منهم ولم نعد نرجو منهم أدنى خير! فاللهم اكفيناهم بما شئت وولّ على المسلمين خيارهم من عبادك المتقين!
وثالثا ...
وبعدها جاء دور شرذمة من كبار أعداء الإسلام في أوروبا من ورثة أبي جهل، وأرادوا إقامة مؤتمر عالمي علني للبحث عن كيفية محاربة الإسلام ... وتعاهدوا على الاجتماع رسميا في مدينة كولونيا الألمانية في يوم 19 من سبتمبر ... لكن سخر الله تعالى المئات من شباب الألمان - من غير المسلمين - الذين تظاهروا بشدة وحاصروا مكان المؤتمر حتى اضطرت الشرطة إلى الحكم بإلغائه ومنعه!
وأخيرا ...
ثم جاءت خاتمة الشهر المبارك بالهجوم العنيف الذي شنته الشيعة على الشيخ يوسف القرضاوي بسبب تحذيره من مكائد الدولة الرافضية، فانتفض الشيخ القرضاوي أخيرا ورجع إلى الحق في المسألة الشيعية وغيّر موقفه تجاه أعداء الصحب الكرام: ولا يخفى على أحد كم سيكون تأثير هذا الموقف الجديد من الشيخ على المخدوعين من أهل السنة الذين طالما نادوا بالتقارب بين المذهبين ...
بل وجبهة علماء الأزهر تصدر بعدها بيانا ناريا قاصما لكل دعوات التقريب! نص البيان: http://www.almoslim.net/node/99729
وكل ذلك بقدر من الله تعالى (ولتستبين سبيل المجرمين)، والحمد لله رب العالمين،
فهذه جملة من المبشرات المباركات، وفضل الله تعالى أوسع من ذلك كله وأعظم، فالدعاء الدعاء! لا تقصروا في الدعاء في ما بقي من ليالي الشهر المباركة، فإنه والله أعظم وسائل الانتصار! وإن لله جنودا لا نراها لكن لا يقف أمامها أحد!
ـ[بن نعمان]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 11:49]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ونسأل الله النصر المبين لدينه وعباده المؤمنين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 09:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو وسام السلفى]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 09:26]ـ
جزاك الله خيرا على هذه البشريات(/)
بيان رائع لجبهة علماء الأزهر حول الشيعة
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 11:13]ـ
بيان من جبهة علماء الأزهر
في شأن التطاول على الإمام والعلم الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي، مطالب ومحاذير
" وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " النساء:112
لقد تابعت جبهة علماء الأزهر والأوساط العلمية السنية في العالم وشعوب الأمة الإسلامية – ببالغ الإدانة والاستنكار- فصول الهجوم السافر على فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي استهل بتطاول وكالة الأنباء الإيرانية "مهر" بتاريخ 13 رمضان 1429الموافق12سبتمبر2008م، والذي تضمن أراجيف وأباطيل رددتها الوكالة تكشف بها عن مكنون دفين وتتجاوز بها حدود الأمانة المهنية؛ بوصفها للشيخ الإمام أنه يتحدث نيابة عن حاخامات اليهود، متهمة إياه بالنفاق والدجل، فضلا عن وصفه بأنه من دعاة الفرقة لتحذيره من خطورة المد الشيعي في الوقت الذي يصمت - في زعمهم - عن الاختراق الصهيوني التنصيري العلماني للمجتمعات الإسلامية، وذلك على إثر الحوار الذي أدلى به فضيلته لصحيفة "المصري اليوم" في مستهل الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، والذي أوضح فيه عقائد الشيعة الإمامية وأكد فيه على ِبدَعهم؛ وخروجهم عن دائرة الفرقة الناجية التي أخبر عنها رسول الله صلى الله وعليه وسلم، رغم تشديده على أن من دخل الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين.
ثم جاءت تصريحات "آية الله محمد علي تسخيري" رئيس ما يسمى بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ومستشار الرئيس الإيراني للشؤون الثقافية، و تصريحات المسى ب"آية الله محمد حسين فضل الله" الزعيم الروحي لحزب الله في لبنان لتؤكد نفس التوجه المشين للوكالة.
ونحن إذ تابعنا باستنكار بالغ، التعرض لهذا الإمام الإسلامي الكبير بما لا يليق، نعرب عن تضامننا الكامل ووقوفنا مع الشيخ الجليل في ساحة الجهر بكلمة الحق، ونشد على يديه، عرفاناً له بهذه الوقفة الشجاعة في وجه المحاولات المستميتة للتمدد الشيعي والتلبيس على عموم المسلمين باستخدام حرفة التدليس والمراوغة المعروفة باسم "عقيدة التقيّة" عند الشيعة، والتي سمحت لمرجعيات ذات اعتبار في الوسط الشيعي بتوجيه اتهامات للشيخ عارية تماماً من الصحة.
لهذا نؤكد بجلاء أن فضيلة الشيخ لن يخوض هذا الميدان وحده، بل تؤازره جموع علماء السواد الأعظم من هذه الأمة الخيرة، انصياعاً لأمر الله سبحانه القائل: " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " [آل عمران: 187]، وإحقاقاً للحق وتبياناً له.
ونضيف بأن هذه الأزمة لم تزدنا إلا يقيناً بأن جدوى محاولات التقريب بين السنة و الرافضة من الشيعة لن تجدي نفعاً في ظل إصرار المرجعية الشيعية على اتخاذها سلماً لتحقيق مآرب التمدد المذهبي والهيمنة السياسية لدولتها، وتضليل الأمة بما استبان من حقيقة هذه الفرقة الضالة التي يدين معظم أتباعها بتكفير جل الصحابة ـ ويعتبرون سبهم ولعنهم لإظهار البراءة منهم قربة لله سبحانه ـ وبخاصة قاماتهم السامية من أمثال الصديق أبي بكر والفاروق عمر وسيف الله المسلول خالد بن الوليد وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم وعن سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم زعمهم الباطل أن اللعن حقيقة قرآنية –كما نشر لهم بقناة المستقلة-" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"
وإذ بدا لنا كيف تقابل هذه المرجعيات ووسائل إعلامهم هذه اليد الممدودة من الشيخ العلامة القرضاوي وبخاصة مع المذكورين آنفا (تسخيري وفضل الله) حيث أفسح لهما المجال بين أهل السنة بتعيينه الأول نائبا له في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، واستضافة الثاني في برنامج: "الشريعة والحياة" وهو من أشهر البرامج الدينية الموجهة لأهل السنة؛ وذلك رغبة في الوصول إلى نقطة توافق في حدها الأدنى مع الشيعة وفي إيصال رسالة ذات مغزى للمراجع الدينية؛ فإننا في جبهة علماء الأزهر نؤكد على ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: أن الخلاف بين السنة والشيعة- وبخاصة الروافض؛ والنصيريين؛ والإسماعيلية –هو خلاف حول أصول الدين فضلا عن فرعياته بما نلخصه في الآتي:
[] هو خلاف حول قدسية الحق جل جلاله وكماله؛ ومدلول القرآن الكريم؛ وسلامته؛ ومفهوم السنة النبوية وحجيتها، وكذلك حجية الإجماع، ومنهج الاستلال، وحول ما يعتقد أن هناك كتبا إلهية تنزلت على الأئمة بعد القرآن الكريم، فلقد كان إمامهم هشام بن الحكم أول من قال إن الله تعالى جسم وأنه محال أن يكون عالما بالأشياء بنفسه، وأدخل فيه من النقص والتمثيل ماهو باطل، على تفاوت فيه بين فرقهم التسعة، من زرارية تيمية؛ وسيابية؛ وشيطانية طاقية؛ وهشامية؛ وجواليقية؛ وميثمية، وموسوية- أتباع المعروف بالموسوي المرتضي، فالزرارية أصحاب زرارة بن أعين يزعمون ان الله –جل جلاله- لم يزل غير سميع؛ ولا عليم؛ ولا بصير؛ والسيابية أصحاب عبد الرحمن بن سيابة يظاهرونهم بدعوى ورذيلة التوقف، والثالثة تزعم بان الله تعالى لايوصف بأنه لم يزل قادرا ولا سميعا ولا بصيرا حتى يحدث الأشياء –فينجح أو لا ينجح-، ولا يجوز أن يوصف بالقدرة لا على شيء؛ وبالعلم لا بشيء، والرابعة تزعم أن الله لم يزل لاحيا ثم صار حيا، وأصحاب شيطان الطاق جعفر بن النعمان الملقب عندهم بمؤمن الطاق يزعم أن الله تعالى محال أن يعلم الأشياء قبل تقديرها وحدوثها، فلا يعلم الشيء حتى يؤثر أثره، والموسوية أتباع الموسوي المرتضي يزعمون أن الله –تعالى- لم يكن يمكنه أن يتكلم ثم صار متكلما، وهذا أضعف ما صدر عنهم من انحراف، فإن فيهم من يزعم أن "عليا" هو الله، ومنهم من يزعم أن الله تعالى في خمسة أشخاص: في النبي؛ وعلي؛ والحسن؛ والحسين؛ وفاطمة .. ولهم خمسة أضداد:أبو بكر؛ وعمر؛ وعثمان؛ ومعاوية؛ وعمرو بن العاص، ومنهم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ الذين يزعمون أن عليا لم يمت، ومنهم النصيريين الذين يدينون بألوهية "علي" رضي الله عنه، وهم القائلون:
أشهد أن لا إلاه إلا حيدرة الأنزعُ البطين
ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين
ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين
مقالات الإسلاميين1/ 80، رسالة الرد على النصيرية ص 95 نشر الخانجي 1323هـ.
[] فهم بجميع طوائفهم مخالفون لأئمة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصول دينهم، كما هم مخالفون لأصحابه، بل ولكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم-على ما ذهب إليه أئمة المسلمين. منهاج السنة 2/ 214.
[] الغلو في الأئمة وأن لهم مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل والادعاء بعلمهم للغيب وعصمتهم كما يقول "الخميني"، وعلى ما هو مذكور في أوثق كتبهم المعتمدة، مما أوقعهم في الكثير من الشركيات وبخاصة عند مزارات ومقابر آل البيت من الاستعانة والاستغاثة بهم ودعائهم من دون الله عز وجل.
[] تكفيرهم لعموم الأمة بحجة عدم موافقتهم على رأيهم في الإمامة والتبرؤ من الصحابة الذين هم "أفضل هذه الأمة؛ وأبرها قلوبا؛ وأعمقها علما؛ وأقلها تكلفا؛ الذين اختارهم الله لصحبة نبيه؛ وإقامة دينه" كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.
ثانيا: أننا نعتبر أن الوقت قد حان لتبيين العلماء، وتنبه القادة لمخاطر هذا المد الشيعي الذي ترصد له المليارات طمعاً في تشييع جماهير السنة، وتقويض دولها، وفرض الهيمنة الفارسية عليها، باسم المقاومة تارة (كما في لبنان) وباسم الثورة تارة (كما في إيران) وباسم المحاصصة تارة (كما في العراق) وباسم إلغاء التمييز والاضطهاد والمظلومية تارة (كما في الكويت والبحرين والسعودية واليمن).
ثالثاً: أن الأكاذيب التي طالت الشيخ القرضاوي حفظه الله، ليست بدعاً من أمرها، بل سبق أن طالت كل من جهر بمعتقده الصحيح للحفاظ على نقاء التوحيد الخالص لله عز وجل، وحفظ مقام النبوة ومكانة الأنبياء عليهم السلام، أو بيان شأن من يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسقط الجزء الأكبر من سنته ويستبدلها بأحاديث مختلقة منسوبة إليه وإلى ثلة من آل بيته الأطهار صلوات الله عليهم وتسليماته، أو يتصدى لكشف مخططاتهم, فقد سبق أن رمى الدكتور"عبد الرسول الغفار" سماحة الإمام الفقيه الشيخ محمد أبي زهرة بالكفر والفسق فضلا عن الكذب والتزوير ووضع وتلفيق الأحاديث؛ وذلك لما أظهر موقفه من نصوص تحريف القرآن الكريم والغلو في الأئمة المذكورة من كتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
"الكافي" للكليني، وذلك في بحثه: (بين الكليني وخصومه)، و كذلك طعن المدعو بالشيخ "ياسر الحبيب" في عرض الشيخ العلامة "محمد متولي الشعراوي" رحمه الله متهما إياه بالفعل الفاضح، بل لم تنج جامعة الأزهر من اتهام المسمى ب" محمد إبراهيم القزويني" لها بتحريف كتب الحديث نصرة لمذهب أهل السنة (الإمام علي خليفة رسول الله - ص:67)، بل سبقت وأن طالت الصحابة أنفسهم الذين هم في معتقدنا عدول يحرم تحريما مغلظا سبهم أو الانتقاص منهم لتواتر فضائلهم في الكتاب والسنة وعظيم دورهم في نشر الحق وتبليغه، فقد زعموا ان جميع الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،لم يبق منهم على الإسلام سوى خمسة أو ستة- على ما زعم كلينيهم
وحيث نؤكد على ما مضى، نطالب بما يلي:
1 ـ استنهاض العلماء والمثقفين لتوضيح ما التبس على الناس من تشويه مُتَعمَّدٍ للتاريخ، وللحاضر، وتبيان العقيدة الصحيحة للمسلمين وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
2 ـ إعادة النظر في تراخيص القنوات الفضائية الممنوحة في داخل البلدان العربية المسلمة التي تتجاوز حدودها فيما يخص التعرض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسويق للبدع والخرافات ونحوها.
3 ـ إعادة النظر في تركيبة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعدما تبين أن بعض المنسوبين إليه ليسوا على المستوى المطلوب من المصداقية والنزاهة والأمانة في نقل ونقد الأقوال عموماً وعن زملاء في داخل الاتحاد نفسه من باب أولى.
4 ـ الحيلولة دون خوض غمار التقريب على حساب تنشيط الوعي بهذا الخطر المحدق بعدد من دول العالم الإسلامي.
5 ـ ضرورة أن تعلن المرجعيات الشيعية في العالم وتحدد موقفها بوضوح مما تتضمنه الكثير من كتبهم المعتمدة عندهم من غلو وخروج عن الإسلام؛ مثل قول أحد أبرز المراجع الشيعية المدعو "نعمة الله الجزائري" في كتاب "الأنوار النعمانية": (وحاصله أن أهل السنة لم تجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك لأننا نقول إن ربنا هو رب محمد - محمد صلى الله عليه وآله – ورب أبو بكر وعمر!!!،:قال الكافر" ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبوبكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبيينا) (ج2/ 278)، وغير ذلك من الكتب المشحونة بتلك الترهات وذلك قبل أن يخادعوا الناس بما يزعمون.
6 ـ إعادة الاعتبار لواجب العلماء نحو تصحيح العقائد وعدم جواز السكوت على ما لدى الفرق من عقائد ضالة، وإن تعرض العالم لما تعرض له الشيخ الجليل من اتهام بالنفاق والعمالة حاشاه ..
كما نهيب بجماهير الأمة الالتفاف حول العلماء المخلصين العاملين والدفاع عنهم، والحذر كل الحذر من مثيري الفتن من أمثال أولئك المخادعين ..
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
صدر عن جبهة علماء الأزهر عصر الأربعاء الرابع والعشرين من رمضان المعظم 1429هـ، الموافق 24 من سبتمبر 2008م
المصدر:
http://www.almoslim.net/node/99729
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 11:16]ـ
الله أكبر! موقف عظيم، نسأل الله العظيم أن يجزيهم عنه خير جزاء!
هجوم على الشيخ اللحيدان قامت بسببه الأمة في وجه الفسقة،
ثم هجوم على الشيخ القرضاوي قامت بسببه الأمة في وجه المبتدعة الروافض،
كل ذلك في شهر مبارك كريم يبشر بالصحو القريب، ألا إن نصر الله قريب ...
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 09:17]ـ
جزاهم الله خيرا
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:38]ـ
و ا نتنكس القرضاوي و لاحول و لاقوة الا بالله.
ولاياتي يعانق القرضاوي ويبلغه شكر خامنئي
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1221720698807&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout(/)
العقل والعاطفة فى الميزان (1)
ـ[االباحث]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 11:38]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين (بين العاطفةوالعقل مد وجزر) وهنا اضاءات 1 - العاطفة جياشة ولذلك اتى التوجيه قال النبي (احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما) والعكس فهذا التوجيه البديع كي لانقع ضحية الملامة والندم اذا اكرهنا شخص او العكس 2 - العاطفة عمياءلذلك فانها تطغى ولعلم الله بالعباد قال (ولايجرمنكم شنئامن قوم الاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) فاتى ابن تيمية ليقعد مسألة قال (ان الله ينصر الدولة الكافرة ان كانت مظلومة على المسلمة ان كانت ظالمة).يبين لناسبحانه ان العدل قيمة عظيمة فوق شهوات النفس وضلالة العاطفة وقيمة اخرى عظيمة يقول تعالى عنها (لاينهاكم الالله عن الذين لم يقتلوكم 00000000 ان تبروهم وتقسطوا اليهم) فمع قيمة العدل الواجبة يربينا على قيمة الاحسان وان كان القوم يكرهوننا قال بعض السلف انا نبش فى وجوه اقوام قلوبنا تلعنهم.)(/)
الوثائق السرية لطه حسين "منقول للاطلاع ".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 09:51]ـ
الوثائق السرية لطه حسين: "منقول"
تلقى الرسائل المجهولة التى تلقاها الدكتور طه حسين أو أرسلها الى اخرين أضواء ليس على صاحبها فقط بل على عصر من التنوير وجيل اختلفت فيه الاراء ولا تزال.
ويحظى حسين الذي لقب بعميد الادب العربي الى الان بمكانة مرموقة في الفكر العربي باعتباره نموذجا للمفكر الموسوعي
الذي يؤمن بأن له دورا أكبر من حدود الجامعة فهو الذي أطلق صيحة "التعليم كالماء والهواء" حين أصبح وزيرا للمعارف (التعليم) في مصر عام 1950.
والرسائل التي تنشر لاول مرة ضمها مجلد ضخم يقع في 1081 صفحة كبيرة القطع بعنوان (طه حسين .. الوثائق السرية) وحققه الناقد المصري عبد الحميد ابراهيم وأصدرته دار الشروق بالقاهرة.
وقال ابراهيم في تقديم الكتاب ان اللحظة التاريخية في مطلع القرن العشرين "انتقت شخصا واحدا له من الملكات والقدرات ما يستطيع به أن يفي بمقتضياتها" في اشارة الى عميد الادب العربي (1889 - 1973).
لكنه أشار تحت عنوان (لحظة التغريب) الى أن كتاب (مستقبل الثقافة في مصر) الذي صدر للعميد عام 1938 كان "وثيقة اعلان انتصار النموذج الاوروبي. ان النموذج الاوروبي لم يعد قابلا للنقاش عند طه حسين كما أن الظواهر الاوروبية التي تغلبت على حياتنا المادية والمعنوية لم يعد يفهمها طه حسين مرتبطة بلحظتها التاريخية ولم يعد ينظر اليها بموضوعية من خلال تراث المنطقة."
وأضاف أن حسين لم يكن يهدف من وراء المقارنة بين النموذجين الغربي والشرقي الى الخلاص من الجهل في بيئته وانما "الى تفريغ النموذج الشرقي من ثقافته وثوابته واعداده لكي يتقبل الحياة الجديدة ويندمج في الثقافة الاوروبية ... طه حسين وضع البذور الاولى لتفريغ الحضارة العربية من عنصر الدين" مشيرا الى أنه كان يستخدم أسلوبا مناورا لا يجاهر فيه بالفكرة بل "يدسها" عبر أسلوبه الجميل الذي يتسلل الى مشاعر القاريء.
وربما تكون الصفحات التسعون التي شغلتها مقدمة ابراهيم موضوعا لدراسة أو كتاب مستقل عن فكر العميد وليس مكانها المناسب كتابا عن رسائل أقرب الى مدخل انساني اليه.
ويضم الكتاب رسائل وقصائد مجهولة كتبها شعراء وأدباء بارزون في مدح العميد ومنهم العراقي محمد مهدي الجواهري واللبنانيان خليل مطران وجورج جرداق والمغربي علال الفاسي ومن المصريين عباس محمود العقاد وأحمد زكي واحسان عبد القدوس والشيخ محمد متولي الشعراوي.
وتكشف الرسائل عن جانب من شخصية كاتبيها اذ يكتب عبد القدوس رسالة للعميد الذي عاتبه على عدم ارسال كتبه اليه فيقول ان مشكلته "الحقيقية أني منذ عامين وقد فقدت الثقة في نفسي الى حد أني لم أعد مقتنعا بأن لي انتاجا أدبيا يستحق أن يقرأه أستاذي الكبير طه حسين. ووجدت نفسي صريع أزمة نفسية قاسية أبعدتني عن كل الناس وكل مراكز الحركة وكل من أحبهم واكتشفت في نفسي أني انسان ضعيف غاية الضعف."
ويضيف عبد القدوس الذي اكتسب شهرة من جرأته في تناول القضايا الاجتماعية وبخاصة ما يمس تحرر المرأة أنه ظل يحمل ضعفه منذ الطفولة وكان يحاول اخفاءه "تحت ستار من العناد الكاذب والغرور المفتعل" وأنه كان لا يستطيع الهروب من ضعفه الا عندما يكتب.
كما تكشف الرسائل مستوى الرقي في التخاطب بين المثقفين حتى لو اختلفت مذاهبهم. اذ تبدأ رسائل العقاد بكثير من الاحترام "حضرة الاستاذ القدير الدكتور طه حسين" و"سيدي الدكتور الاجل" و"حضرة الاخ الاستاذ العالم الجليل" أما توفيق الحكيم فكانت رسائله تبدأ باقتضاب "صديقي العزيز" و"أخي الجليل".
ومن الشعر المكتوب في مدح العميد قصيدة كتبها الشيخ الشعراوي في يناير كانون الثاني عام 1955 حين كان عضو بعثة الازهر بالسعودية وفيها يقول "هو طه في خير كل قديم - وجديد على نبوغ سواء. هو شيخ قد جمع الله فيه - ما يريد الطموح من ارضاء."
وكان حسين أول من حصل على درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية عام 1914 قبل أن يذهب الى فرنسا وينال درجة الدكتوراه عام 1918 عن مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون من جامعة السوربون. ثم تولى تدريس التاريخ والادب بالجامعة المصرية منذ عام 1919 الى أن عين عميدا لكلية الاداب بجامعة فؤاد الاول (القاهرة) عام 1930.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعرض العميد للمساءلة في العشرينيات بعد نشر كتابه (في الشعر الجاهلي) حيث وجهت اليه -بسبب جملة ناقش فيها الحقيقة التاريخية لبعض الانبياء- تهمة تمس عقيدته الدينية لكن النيابة حفظت التحقيق.
ومن كتبه الاخرى (الايام) وهي سيرة ذاتية في ثلاثة أجزاء (وعلى هامش السيرة) و (المعذبون في الارض) و (الفتنة الكبرى) في جزءين هما (عثمان) و (علي وبنوه) و (قادة الفكر) و (من حديث الشعر والنثر) و (دعاء الكروان).
وتشير الرسائل إلى سعة صدر العميد وسماحته التي تجلت في اعتزاز الشيعة في العراق برأيه.
ففي عام 1956 تلقى رسالة من مدير مكتبة الإمام الحسن بالكاظمية يذكره فيها بأن المكتبة أهدت إليه نسخة من الكتاب الأول من منشوراتها وعنوانه (صلح الحسن عليه السلام) وأن المكتبة بصدد إعادة طبع الكتاب حيث "طلبنا إلى معاليكم التفضل بتسجيل رأيكم بالكتاب المشار إليه لينشر في صدر الطبعة الجديدة". لكن المحقق لم يشر إلى استجابة العميد أو اعتذاره عن عدم تلبية ذلك الطلب.
ويبدو أن الشيعة في العراق كانوا حريصين على رأي العميد ودعوته إلى كتابة مقدمة بعض كتبهم كما تثبت ذلك رسالة حسن كاظم علوش وهو معتمد الإمام الشيخ عبد الكريم الزنجاني عام 1956 إذ يخاطبه قائلا "حضرة صاحب المعالي الأستاذ الكبير والفيلسوف الشهير طه حسين الأفخم" ثم يذكره بأنهم أرسلوا إليه بالبريد نسخة من كتاب (دليل الحياة) وأن الطبعة الثانية تأخر صدورها بسبب انتظار رأيه ليكون مقدمة للكتاب "ونظرا لمؤازرتكم الأخوية الدينية مع سماحة الإمام الزنجاني طلبنا من معاليكم التفضل علينا بإرسال تقريضا (كذا) للكتاب سالف الذكر."
كما وجه محمد الصلوات مدير مكتبة الإمام كاشف الغطاء في رسالة إلى العميد التحية على كتابه (علي وبنوه) الذي "فاز فيه المسلمون بحياة الإمام وشخصيته الحقيقيتين".
لكنه رغم اعتباره العميد "نصيرا للأدب والتاريخ" أخذ عليه أنه مر على حادثة يوم الغدير كعابر سبيل في حين استفاض في الحديث عن يوم السقيفة "يوم انتزاع الخلافة من علي" حيث بويع أبو بكر خليفة للنبي محمد. ودعاه إلى الإسهام بقلمه في تصوير "حقيقة هذا اليوم" في احتفال بالمجمع النجفي بمناسبة تلك الذكرى.
ولم يذكر محقق الرسائل ما إذا كان العميد قد أرسل رسالة قرئت في الاحتفال أم لا.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 10:05]ـ
هل كان طه حسين جاسوساًبقلم مجدي محرم
قال تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا
تَصِفُونَ)
يا سادتي القراء:
الآن حصحص الحق ولاحت لنا البينة!!!!
الآن حصحص الحق وبدأت تسطع في الآفاق حجج تدحض لجج المتلجلجين
والمدافعين عن الباطل الذي كتب الله عليه أن يكون زهوقا!!!!
فلقد كتبنا لكم مرارا
و نحتسب فيها فكرنا وقلمنا وجهدنا وسهرنا ومرضنا ومشقتنا حيث البحث
والتقصي لله رب العالمين.
كنا نسأل؟!!!!
هل يمكن أن تتركنا الحركة الصهيونية في أهم فترات إنشائها وقيام
كيانها بلا جواسيس ولا خونة؟!!!!
هل يمكن أن يكون هذا الإحتضان الملحوظ لطه حسين منذ دار الكاتب
الصهيونية التي ترأس تحريرها مع الصهيوني أبا إيبان لنشر كتب
الإباحيين والملاحدة والباطنية باسم الفن للفن وباسم الحرية، إحتضانا عبثيا حتى حولوه
إلى صنم يعبد من دون الله ورسولا للادينيين وهو مجرد ناقل للموبقات وناقم على المقدسات؟!!!!
[ملاحظة ـ من الناقل ـ: آبا إيبان سياسي اسرائيلي له دور كبير في أكثر المراحل دقة في تاريخ النشاط الصهيوني على الصعيد الدولي لاسيما أثناء استصدار قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وكان من الشخصيات التي لعبت أدوارا مهمة في تدعيم العلاقات الإسرائيلية الأميركية بعد تحول الأخيرة إلى قوة عالمية عقب الحرب العالمية الثانية، ثم اصبح وزيراً للخارجية الإسرائيلية].
والآن بدأت تلوح لنا ما يؤكد إصرارنا ويدعم شكوكنا التي ظهرت في
كتاب صدر أخيرا بعنوان
'' طه حسين وصورته الحقيقية في الوثائق السرية ''
وهي أحدث دراسة للكاتب محمد عبد الشافي القوصي
والتي تناول فيها رموز التغريب والعلمنة والحداثة العرب ..
ودورهم في تشويه التراث العربي والإسلامي، والاستهانة بالمقدسات
والتشكيك في مقومات الأمة الفكرية والثقافية والنيل من رموزها في
(يُتْبَعُ)
(/)
القديم والحديث والسخرية منهم
وقد أفرد - المؤلف - فصولاً متعددة عن رموز التغريب.
ولعل أهم ما جاء في هذه الدراسة الجديدة والمتميزة، هو أن -
المؤلف - كشف النقاب عن دور العمالة الذي لعبه طه حسين طيلة نصف
قرن من الزمان لصالح الثقافة الفرانكفونية والحضارة الغربية،
واعتمد '' القوصي '' في دراسته على الوثائق الأجنبية التي كشفت عن
هذه الحقيقة.
وقد استهل '' القوصي '' كلامه قائلاً:
'' لم تكن مفاجأة أبداً، عندما علمنا - مؤخراً - بظهور كتاب جديد
في لندن تحت عنوان
secret ********s (( الوثائق السرية))
أو
coullaborate intellectuals بمعنى المثقفين الذين يعملون لحساب
العدو
لمؤلفه الباحث الأيرلندي البروفيسور:
آدمز فيلدمان adams .k.feldman
وقد اعتمد الكتاب اعتماداً كلياً على الوثائق السرية التي أفرجت
عنها أجهزة الاستخبارات الفرنسية
والتي تتناول الدور الذي لعبه بعض '' المثقفين '' العرب والأجانب
في العمالة والتجسس لحساب '' أوروبا ''
وذكر منهم
الدكتور '' طه حسين '' وآخرين. وقد كشفت مجلة '' الهلال ''
الشهرية التي تصدرها '' دار الهلال '' بالقاهرة، في عددها الصادر
في فبراير 2006م، عن وثيقة من هذه الوثائق السرية، والتي جاءت
تحت عنوان: '' أمين الريحاني .. جاسوس أمريكي ''
وقيل إن السبب وراء نشر هذا الموضوع جاء رداً على ما نشرته صحافة
الشام عن دور الدكتور '' طه حسين '' في العمالة الأجنبية
لكن الحقيقة يا سادتي الكرام ليس لها أرض أو وطن أو عنوان!!!
وأضاف محمد القوصي: لم تكن هذه الوثائق مفاجأة لأحد من العقلاء،
الذين يعرفون حقيقة الدكتور طه حسين، أو الدكتور طه حسين على
حقيقته
وما أظن أحداً انخدع فيه يوماً من الأيام بل حتى الذين ينافحون
عن مزاعمه ومغالطاته يعرفون ذلك جيداً، ويؤمنون بأنها محض افتراء
لكنهم يكتمون الحق ويمارون فيه، ويتاجرون بهذه الأوهام التي
نشرها طه حسين لخداع العامة وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
!!!!!!!!.
فحقيقة ''طه حسين'' تتلخص في أنه بدأ حياته في محيط '' حزب الأمة
'' الذي أنشأه اللورد كرومر
وفى أحضان لطفي السيد (داعية الولاء للاستعمار البريطاني). لذلك
لا نعجب من طه حسين - أثناء كتابته الشعر في شبابه –
عندما نراه يمدح اللورد كرومر
بينما يهجو ويسخر من الزعيم الوطني مصطفى كامل، ويصفه بأنه غر
أحمق وطائش!!!!!!!
وقد كان طه حسين يعرف أنه في حماية قوى كبرى، ربما ليست ظاهرة،
ولكنها تتخفى وراء الأحزاب، وراء عدلي وثروت، تلك القوى التي
تتخفى بقناع العطف على الكفيف، والرحمة بالمجنون .. لتحقق
أهدافها وتنفذ أغراضها!!!!!!!!.
هذا، وقد أشار
كتاب '' الوثائق السرية '' إلى الدور الخطير الذي لعبه الدكتور طه
حسين في مجريات الأمور في الحياة الفكرية والسياسية المصرية
على مدى نصف قرن من الزمان، سواء في الجامعة أو في وزارة المعارف
أو سائر المناصب والمهام التي أوكلت إليه.
وكشفت الوثائق - أيضاً - عن حقيقة ما ذهب إليه الدكتور ''طه حسين
''
في كتابه (الشعر الجاهلي '' الذي شكّك في أمر هذا الشعر، واستبعد
نسبته إلى الجاهليين، زاعماً بأنه كُتب في الإسلام، لإثبات أن
القرآن كتاب عربي مطابق في ألفاظه لغة العرب، وأن بيانه نزل
ليتحدى هذه الفصاحة .. إلخ!!!!!!!!.
وأن هذا الرأي وغيره من الآراء التي أثارها الدكتور طه حسين لم
تكن من اجتهاده الشخصي، إنما هي من أفكار وكتابات المستشرقين
أمثال: مارجليوث، وجولد زيهر، وديكارت، وأستاذه اليهودي دور كايم،
وغيرهم.
واللافت للانتباه
(((((((كما تؤكد الوثائق السرية))))))
أن طه حسين الذي شكك في كل شيء سواء في أصولنا وحسبنا ونسبنا
ومواريثنا وتاريخنا وعقائدنا وثقافتنا حتى وجودنا على الأرض ...
لم يشكك - مرة واحدة - في الأدب الغربي أو الثقافة الغربية أو
الفلسفة اليونانية أو حتى في مزاعم اليهود والنصارى - التي كلها
أكذوبة كبرى - بشهادة علمائهم وفلاسفتهم!!!!!!!!.
بل إن '' عميد الأدب؟؟؟؟؟ '' جاءنا من عندهم فنادى نداء '' عديم
الأدب '' بنقل الثقافة الغربية إلى بلادنا .. حلوها ومرها، خيرها
وشرها، ما يُحمد منها وما يُعاب!.
ودعا - مراراً - إلى دراسة اللغة اليونانية والرومانية
فيقول في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر):
(يُتْبَعُ)
(/)
'' إن عقلية مصر عقلية يونانية وأنه لابد من أن تعود مصر إلى أحضان
فلسفة اليونان .... وإن التعليم العالي الصحيح لا يستقيم في بلد من
البلاد الراقية إلا إذا اعتمد على اللاتينية واليونانية على أنهما
من الوسائل التي لا يمكن إهمالها ولا الاستغناء عنها ... ''.
من أسف، أن هذا '' الدكتور '' لم يخلص الولاء لدينه ووطنه
وأمته مرة واحدة في حياته ... وأشد من ذلك أسفاً أن يدّعي بعض ''
الطيبين '' أنه تراجع عن آرائه!!!!!!!.
ونحن نسأل هؤلاء '' الطيبين '':
متى .. وأين .. تراجع عن هذه الآراء؟؟؟؟؟؟؟.
وأوضحت
'' الوثائق السرية ''
إلى حكاية زواج طه حسين بالفرنسية '' سوزان ''
التي كان والدها '' قسيساً '' وتنتمي إلى أسرة أرستقراطية، وأن
طقوس الزواج قد تمت في كتدرائية باريس، وأقيم حفل '' تعميد ''
الدكتور طه حسين، وسط جمع غفير من المستشرقين والرهبان والقساوسة
!!!!!!!.
وأشارت الوثائق إلى إنكار طه حسين وجود حقيقي لسيدنا إبراهيم وابنه
إسماعيل - عليهما السلام - وتشكيكه في رحلتهما إلى الجزيرة العربية
واتهامه لابن خلدون بالسذاجة والقصور وفساد المنهج - مع أن فلاسفة
وعقلاء الغرب يعتبرونه صاحب أكبر وأهم عقلية إسلامية -!.
و حملته الجائرة وتشكيكه في شخصية '' أبي الطيب المتنبي ''
والادعاء أنه مجهول النسب، وتارة يزعم أنه '' لقيط ''!!!!!
و تكريس حياته في الدعوة إلى الفرعونية والتركيز على إقليمية مصر،
ومحاولة عزلها عن محيطها العربي ... وغير ذلك من الشبهات التي
أثارها في كل كتاباته.
وقد أكد الكاتب '' محمد القوصي ''
ان هذا الكتاب الذي أصدره الكاتب الأيرلندي '' آدمز فيلدمان ''،
والذي أطلق عليه (الوثائق السرية) لا تضيف جديداً للذين يعرفون
حقيقة طه حسين
إنما تكشف أمراً غاية في الأهمية، وهو السر وراء كثرة المعارك
التي خاضها العلماء والأدباء والكتاب ضد طه حسين.
واكتفي - القوصي - بسرد وقائع معركة واحدة
وهي التي خاضها مصطفى صادق الرافعي ضد طه حسين.
وأطلق عليها (أم المعارك)، لعدة أسباب لا يمكن تجاهلها
أهمها:
أن جميع المعارك التي دارت في ذلك العصر انطفأت جذوتها، وذهب
ريحها، واندثرت في صفحات الجرائد القديمة، وتفرق أنصارها -
الغالب والمغلوب، والقاتل والمقتول -، وصارت في خبر كان ...
إلا هذه المعركة التي - ما زالت - جذوتها مستعرة بين أتباع (
مدرسة الرافعي) و (مدرسة طه حسين)، أو بين رعاة النص الحضاري
العربي وحماته وبين دعاة الخروج عليه ..
إنها المعركة المحتدمة - الآن - بين أنصار (الأصالة)، ودعاة (
الحداثة)!!!!!!!!.
فالمدرسة الأولى:
تتمثل - الآن - في '' التيار المحافظ '' أو ما يطلق عليه بتيار
الأصالة أو الاعتدال
الذي يراهن على حضارة أمته ودينها ورسالتها وثقافتها ومتصدياً
للمذاهب والفلسفات والنظريات الوافدة، والغارات الفكرية المناوئة
.
أما المدرسة الثانية:
فإنها تتمثل في '' التيار التغريبي المنبهر '' الذي ارتمى في
أحضانه عبيد الحضارة الغربية و'' إخوانهم في الرضاعة ''.
لكن:
ماذا، ومتى، وأين، وكيف دارت المعركة بين '' الرافعي'' و'' طه
حسين ''؟
وماذا فعل الرافعي بالدكتور (طه حسين) .. ؟!
وإذا كانت هذه هي المعركة التي انتصر فيها الرافعي انتصارا عظيما،
فإنها - أيضا - هي ذات المعركة التي خسر فيها طه حسين خسرانا مبينا
!.
ولما صارت هذه المعركة شامة بارزة في تاريخ الرافعي ومعاركه،
فإنها صارت - كذلك - وصمة كبرى في حياة طه حسين!!!!!!
ولعل هذه هي معركة الرافعي '' الوحيدة '' التي وجد فيها بجواره
وأمامه ومن خلفه جيشاً جراراً يؤازره ويناصره إلى آخر الطريق - حتى
مخالفيه وخصومه في معاركه الأخرى
-. وإنها - كذلك - معركة طه حسين '' الوحيدة '' التي لم يجد فيها
خليلاً ولا نصيراً، وتخلى عنه كافة تلامذته ومريديه!.
وإذا كان '' الرافعي '' لا يذكر إلا وتذكر معه هذه الواقعة الشهيرة
، بالمثل فإنه لا يذكر الدكتور '' طه حسين '' إلا وتذكر مقرونة
به!.
وأعجب ما في هذه المعركة الكبرى
أنها جرّت '' طه حسين '' وساقته إلى سرايا النيابة وساحات المحاكم
مغلّلاً بالقيود والأصفاد
حتى صودر
كتاب '' في الشعر الجاهلي ''
وقدم اعتذاره لرئيس الجامعة في مشهد مهيب
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنه التزم الصمت أثناء هذه المعركة فلم يتفوه بكلمة واحدة
والآن يا سادتي القراء
مازلت عند مطلبي القديم هو أن ينزع كل فرد فيكم لفظ عميد الأدب
العربي من إسم هذا الجاسوس الخائن لدينه ووطنه وقوميته
إنزعوا هذا اللقب الذي توجه به اليهود
((صانعي العلمانية ودعاتها في أرض العروبة والإسلام))
وهو الذي عاش من العمر قرابة قرن من الزمان دون أن يذكر كلمة
واحدة عن فلسطين
اللهم أن الكلمة الوحيدة التي قالها كانت تأكيد لوعد بلفور وقد
سعى إليها سعيا ليذهب إلى الصهاينة القادمين إلى أرض فلسطين
المحتلة من قبرص إلى تل أبيب
وقد قدر الله تعالى له أن يطيل له العمر لتكون سنين عمره خير شاهد
عليه يوم القيامة بأنه عاصر المذابح والمجازر والإبادات التي
عاصرها للفلسطينيين!!!!!
إنزعوا هذا اللقب من على إسم طه حسين الذي قال عنه صديقة
محمد حسين هيكل:
"إنه لا يشكل خطر على الأدب وحده، ولكن على الفكر الإسلامي كله؛
لأنه يعيد غرس الأساطير والوثنيات والإسرائيليات في سيرة النبي صلى
الله عليه وسلم مرة أخرى بعد أن نقاها العلماء المسلمون منها،
وحرروها من آثارها"
ولقد خاض معارك من أجل "تسميم" الآبار الإسلامية
وتزييف مفهوم الإسلام والتاريخ الإسلامي معتمداً على سياسة
المستشرقين في التحول من المهاجمة العلنية للإسلام إلى خداع
المسلمين بتقديم طُعْم ناعم في أول الأبحاث ثم دس السم على مهل
متستراً وراء دعوى "البحث العلمي" و"حرية الرأي
, لا نجد أصدق في التعبير عن ذلك من حكم أستاذه "التلمودي"
المستشرق "ماسينيون"عليه.
فقد قال الدكتور زكي مبارك:
وقف المستشرق ماسينيون, يوم أديت امتحان الدكتوراه فقال:
إنني أقرأ بحثاً لطه حسين أقول: "هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا" (
, وهذه أمثلة من أقواله الكفرية, ومواقفه الإبليسية:
**** تكذيبه القرآن المجيد وسائر الكتب السماوية في قوله:
للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل, وللقرآن أن يحدثنا عنهما
أيضاً, ولكن ورد هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات
وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة
إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة, ونشأة العرب المستعربة ونحن مضطرون أن
نرى في هذه القضية نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود
والعرب من جهة, وبين الإسلام واليهود, والقرآن والتوراة من جهة
أخرى
(((((((هل علمتم يا سادة: لماذا المعلم الأثري والتاريخي والديني
مقام سيدنا إبراهيم ولقد أثبت علماء الآثار عودة هذا المقام العظيم
إلى تاريخ بناء الكعبة المشرفة وهذه هي فوائد الإعجاز العلمي في
إخراس الجاهلين والكافرين من المحدثين!!!!!!!!))))))
**** ومن ذلك قوله:
إن القرآن المكي يمتاز بالهروب من المناقشة والخلو من المنطق)
تعالى الله عما يقول الملحدون علواً كبيراً.
**** ومن ذلك قوله:
ظهر تناقض كبير بين نصوص الكتب الدينية, وبين ما وصل إليه العلم)
وقوله):
(إن الدين لم ينزل من السماء, وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة
نفسها (
وقوله:
) إن الدين حين يقول بوجود الله ونبوة الأنبياء يثبت أمرين لا
يعترف بهما العلم
**** ومن ذلك قوله:
(إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين, وستبقى كذلك بل يجب أن
تبقى وتقوى, والمصري الفرعوني قبل أن يكون عربياً, ولا يطلب من مصر
أن تتخلى عن فرعونيتها, وإلا كان معنى ذلك:
اهدمي يا مصر أبا الهول والأهرام, وانسي نفسك واتبعينا, ولا
تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطي, مصر لن تدخل في وحدة عربية
سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد, وأؤكد قول أحد الطلبة
القائل:
" لو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"
**** ومنه قوله في مجلة "كوكب الشرق" أغسطس 1933م:
(لم أكن في اللجنة التي وضعت الدستور القديم, ولم أكن بين الذين
وضعوا الدستور الجديد, ولم يستشرني أولئك وهؤلاء في هذا النص الذي
اشتمل عليه الدستوران جميعاً, والذي أعلن أن للدولة المصرية ديناً
رسمياً هو الإسلام, ولو قد استشارني أولئك وهؤلاء لطلبت إليهم أن
يتدبروا, وأن يتفكروا قبل أن يضعوا هذا النص في الدستور.
(((((فقولوا لنا بالله ما كل هذا الحقد الدفين للإسلام ولحساب من
إحداث الشك في نفوس المسلمين المصريين وألا تلاحظوا يا سادة أن هذه
(يُتْبَعُ)
(/)