كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتجول احيانا ومعه ابو بكر وعلي (رضي الله عنهما) كما ورد في كتاب السيرة النبوية (فخرج ليلة ومعه أبو بكر وعلي، فمر على منازل ذهْل وشيبان بن ثعلبة، وكلمهم في الإسلام. وقد دارت بين أبي بكر وبين رجل من ذهل أسئلة وردود طريفة، وأجاب بنو شيبان بأرجى الأجوبة، غير أنهم توقفوا في قبول الإسلام).
وكذلك عندما أرسل الرسول (صلى الله عليه وسلم) القرّاء لتعليم الناس وكانوا سبعين فأكثر.
وكذلك الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يرسل معاذاً وحده, بل أرسل معه أبا موسى الاشعري (رضي الله عنهما) وقال لهما: " بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا ".
وكذلك ما ورد عن البراء (رضي الله عنه): " أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث خالد بن الوليد الى أهل اليمن يدعوهم الى الاسلام, قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد, فأقمنا ستة أشهر يدعوهم الى الاسلام فلم يجيبوه, ثم ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) وأمره أن يقفل خالداً الا رجلاً كان ممن مع خالد فاحب أن يعقب مع علي فليعقب معه, قال البراء: فكنت فيمن عقب مع علي, فلما دنونا من القوم خرجوا الينا, ثم تقدم فصلى بنا علي, ثم صفنا صفاً واحداً, ثم تقدم بين أيدينا, وقرأ عليهم كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلمت همدان جميعا, فكتب الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) باسلامهم, فلما قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكتاب خرّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان, السلام على همدان ".
قال البيهقي: رواه البخاري مختصراً من وجه آخر عن ابراهيم بن يوسف
البداية والنهاية 5/ 101
(6) ما هو الدليل على تسجيل أسماء الذين يريدون أن يخرجوا في سبيل الله؟
عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم"، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجّة، وإني أكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال:" انطلق فحج مع امرأتك ". (رواه البخاري ومسلم)
وبالتالي يُعلم أنه ليس هناك أي مانع من تسجيل أسماء الخارجين في سبيل الله.
(7) يقول السائل: عندما يخرج رجال التبليغ الى الجولة, يبقى واحد أو اثنان أو أكثر على الدعاء والتوجه في المسجد, فما الدليل على ذلك؟
نقول لهذا السائل:
أولاً: هذا من باب التعاون, فقسم يخرج الى الجولة, وقسم يبقى في المسجد يدعون الله ويتضرعون اليه بأن يهدي الناس ويأتي بهم الى المسجد ...
ثانياً: لا بد من وجود قسم في المسجد يستقبلون من يأتي اليه, ويُرغبونهم في الدين بالمحبة ...
ثالثاً: في غزوة بدر كان الصحابة (رضي الله عنهم) يقاتلون الكفار, وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) في خيمته يدعو الله ويتضرع اليه بأن ينصر المسلمين على الكفار.
وقد يقول قائل: هم كانوا يقاتلون الكفار, لكن أنتم تتجولون على الناس, فما علاقة هذا بهذا, فنقول له: هم كانوا يقاتلون من أجل اعلاء كلمة الله, ونحن نخرج نتجول على الناس من أجل اعلاء كلمة الله فما الفرق؟!! وقد فعل الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذلك.
(8) يقول السائل: أثناء القيام بالتعليم في الخروج, يخرج شخص أو اثنان الى الشارع أو السوق يخبرون الناس بوجود تعليم في المسجد, ويدعونهم للحضور, فما الدليل على ذلك؟
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال: يا أهل السوق ما أعجزكم, قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة, قال: ذاك ميراث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقسم وأنتم ها هنا, ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه, قالوا: وأين هو, قال: في المسجد, فخرجوا سراعاً, ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا, فقال لهم: ما لكم, فقالوا: يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئا يقسم, فقال لهم أبو هريرة: وما رأيتم في المسجد أحداً, قالوا: بلى رأينا قوماً يصلون, وقوماً يقرؤون القرآن, وقوماً يتذاكرون الحلال والحرام, فقال لهم أبو هريرة: ويحكم فذاك ميراث محمد (صلى الله عليه وسلم). (رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن)
(9) لماذا تعتمد جماعة التبليغ في تعليمها على كتاب
(رياض الصالحين) , وكتاب (حياة الصحابة)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل, حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك, وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة, قالوا: ومن هي يا رسول الله, قال: ما أنا عليه وأصحابي " (حسنه الألباني)
فالفرقة الناجية هي التي تتبع النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ... وحتى نعرف ما كانوا عليه لا بد من أن ندرس سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) وندرس حياة الصحابة الكرام, لذلك وجد العلماء أن أفضل كتاب يتحدث عن سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) بصورة مبسطة وبأحاديث واضحة يفهمها العوام هو كتاب (رياض الصالحين) , وكذلك كتاب (حياة الصحابة) الذي فيه تفصيل لحياتهم (رضوان الله عليهم) , لكننا لا نقتصر على هذين الكتابين فقط, بل نقرأ كتب التوحيد والفقه وغيرها من الكتب المفيدة.
(10) لماذا الصفات الستة؟
أولاً:
لقد أمر الله سبحانه وتعالى الأمة باتباع النبي (صلى الله عليه وسلم) , فقال تعالى: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) , وحث كل من ياتي بعد الصحابة (رضي الله عنهم) على اتباع سننهم والسير على طريقهم, فقال تعالى: ((والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) , وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل, حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك, وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة, قالوا: ومن هي يا رسول الله, قال: ما أنا عليه وأصحابي " (حسنه الألباني)
فلذلك, نحن مأمورون بطاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) , واتباع الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) , فلا بد من دراسة حياتهم ومعرفة ما كانوا عليه, لذلك قام العلماء جزاهم الله خيراً بتلخيص حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الكرام وفق تتابع الاحداث عليهم في ستة أمور (الصفات الستة) تندرج تحتها باقي أمور الدين حتى يسهل علينا تعلمها.
حيث قاموا بجمعها كالآتي:
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في مكة يغرس في قلوب اصحابه الذين كانوا يسلمون اليقين على ان فوزهم ونجاحهم في الدنيا والاخرة هو فقط في عبادة الله وحده وطاعته وطاعة رسوله والتصديق على وعد الله ووعيده حتى في أصعب الشدائد, فمثلاً عندما مر النبي (صلى الله عليه وسلم) على آل ياسر وهم يعذبون من كفار قريش, فقال لهم: "صبراً آل ياسر, فان موعدكم الجنة" فكانوا يصبرون ليقينهم على وعد الله.
وكذلك ما رواه البخاري, عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: " كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه, ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" ... فهذه صفة: تحقيق اليقين على الكلمة الطيبة, لا اله الا الله محمد رسول الله.
وبعد مدة وجيزة جائت حادثة الاسراء والمعراج, فصعد النبي (صلى الله عليه وسلم) الى السماء حتى سدرة المنتهى, وجاء بالصلاة, فكانت بمثابة هدية لهم من السماء, فحملوا حوائجهم على الصلاة, لانها اصبحت صلة بينهم وبين الله ... فهذه صفة: الصلاة ذات الخشوع والخضوع.
وبعدما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) واصحابه الى المدينة, بدأت تنزل احكام الدين, وأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلم اصحابه امور دينهم شيئا فشيئا ... فهذه صفة: العلم مع الذكر.
وغرس النبي (صلى الله عليه وسلم) المحبة في قلوب اصحابه, حتى صفت قلوبهم, وقدم كل منهم اخاه على نفسه ... فهذه صفة: اكرام المسلمين وأداء حقوقهم.
وفي مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) بدأت الدعوة الحقيقية, فاخذ يرسل الوفود والسرايا الى شتى البقاع ... فهذه صفة: الدعوة الى الله.
ثانياً:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ محمد الياس (رحمه الله): " ان الأمة لما تركت جهد الدعوة الى الله سقطت في أمراض عدة وخطيرة, ولكل مرض علاج:
المرض الأول: الشرك في العقائد والنيات, بالتوجه للمخلوق وسؤال الاموات, وظهور البدع.
العلاج: الكلمة الطيبة: وهي افراد المعبود بالعبودية, واعتقاد وحدته ذاتاً وصفاتاً وأعمالاً, وحسن اتباع النبي (صلى الله عليه وسلم) ... (الصفة الأولى).
المرض الثاني: المعصية, فسقطت الامة في المعصية, وتركت العبادات.
العلاج: الطاعة, واعظم الطاعات اقامة الصلاة ... (الصفة الثانية).
المرض الثالث: الجهل بعلم الدين, والغفلة: وهي غفلة جميع الناس بالبعد عن الله ومعرفته.
العلاج: العلم والذكر ... (الصفة الثالثة).
المرض الرابع: تفرق الأمة وفساد معاملاتها.
العلاج: اكرام المسلمين وأداء حقوقهم ... (الصفة الرابعة).
المرض الخامس: الرياء والعجب والسمعة.
العلاج: تصحيح النية واخلاصها لله ... (الصفة الخامسة).
المرض السادس: حب العيش والدنيا وكراهية الموت.
العلاج: الدعوة الى الله والخروج في سبيل الله بالمال
والنفس ... (الصفة السادسة).
ثالثاً:
لا اله الا الله: تحقيق العبودية لله فقط.
محمد رسول الله: طريق العبودية.
الصلاة ذات الخشوع والخضوع: اظهار العبودية.
العلم مع الذكر: معرفة العبودية.
اكرام المسلمين وأداء حقوقهم: حفاظة العبودية.
الدعوة الى الله: نشر العبودية.
وأخيراً يجب أن نعلم أن هذه الصفات, ليست بدل أركان الاسلام الخمسة, بل هي تحتوي هذه الأركان, فهي نظام تدريبي عملي, تتضمن جميع أمور الدين, اذا تمرن عليها الشخص سوف يأتي في حياته الدين الكامل باذن الله.
(11) هل الجولة على الناس في أسواقهم, ونواديهم, وبيوتهم, ودعوتهم الى الله له أصل في الدين؟
نعم, بدليل قول الله تعالى: ((يا أيها المدثر قم فأنذر, وربك فكبر)) , وقوله تعالى: ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) , وقوله تعالى: ((فاصدع بما تؤمر)) , وما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه ذهب الى الطائف, وتجول على القبائل المختلفة, وكان يتبع الناس في أنيدتهم ومجامعهم وفي المواسم ومواقف الحج, ويدعو من لقيه من حر وعبد وضعيف وقوي وغني وفقير (جميع الخلق في ذلك عنده سواء) , وكان يتجول على منازل العرب, وكان كذلك يتجول على الأسواق مثل (سوق ذي المجاز, وعكاظ) ولم يقتصر الأمر عليه فقط , فقد علّم أصحابه ورباهم على عمل الدعوة وأقامهم عليها، وكانوا على ذلك بعدما توفي (صلى الله عليه وسلم) , وكان عمل الدعوة هو رأس مالهم الأصلي, وسبب ارتقائهم لدرجات عالية جداً, فكانوا أفضل الخلائق بعد الأنبياء, فمن أول يوم كانوا يدخلون في الاسلام يبدأون العمل بالدعوة, ويستمرون فيه إلى آخر يوم في حياتهم, حتى إن فكرهم وهمتهم في أنفاسهم الأخيرة كان مصروفاً في هذا الشيء، كيف ينتشر الدين ويدخل كل الناس في طريق الهداية ...
(12) ما هي الجولة الانتقالية؟ وما هو الدليل عليها؟
الجولة الانتقالية:
هي انتقال الشخص من قريته الى قرية أخرى من أجل دعوتهم الى الله.
الدليل عليها:
خروج النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة الى الطائف وتجوله على أهل الطائف, وكذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يذهب الى مسجد قباء كل يوم سبت, بدليل: عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: " كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يزور قباء أو يأتي قباء راكبا وماشيا زاد في رواية فيصلي فيه ركعتين " (رواه البخاري ومسلم)
وفي رواية (للبخاري والنسائي): " أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً وماشياً, وكان عبد الله يفعله ".
وعن عبد الله بن دينار؛ أن ابن عمر كان يأتي قباء كل سبت, وكان يقول: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتيه كل سبت. (رواه مسلم)
(13) لماذا أختيرت هذه الأوقات بالذات (ثلاثة أيام, أربعون يوما, أربعة شهور)؟
ثلاثة أيام: أقل مدة القصر.
أربعون يوماً: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى, كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"
(رواه الترمذي وصححه الألباني)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأنّ هذه الفترة تتغير فيها الطباع, ويتطبع فيها الانسان بصفات من يخالطهم, وهذه الفترة أعطاها الله لموسى, قال تعالى: ((وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة)).
أربعة شهور: قال تعالى: ((للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر)) أي الذي يحلف بأن لا يجامع امرأته فله مدة أربعة شهور, وبعد هذه المدة اما أن يجامع واما أن يطلق.
وكما ورد عن عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) عندما سأل ابنته عن المدة التي تصبر فيها المرأة على فراق زوجها, فقالت: أربعة شهور, فبعدها أعطى عمر (رضي الله عنه) اجازة للجيش بعد كل أربعة شهور.
فلهذه الأسباب ولغيرها أختيرت هذه المدد, وهي ترتيباً وليست تحديداً.
(14) يقول السائل: ما هو الدليل على اجتماع رجال التبليغ واعطاء الدروس في كل يوم خميس؟
نقول لهذا السائل: ورد عن أبي وائل (رضي الله عنه) أنه قال: "كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم؟ قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة، كما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتخولنا بها، مخافة السآمة علينا". (متفق عليه)
ولأن هذا اليوم يتوافق مع الوضع الاجتماعي الذي نعيشه, فهو يليه يوم الجمعة, وهو يوم عطلة أسبوعية, بحيث يكون متواجد جميع الأحباب.
وبالتالي يُعلم أنّ هذا الاجتماع الأسبوعي لا غبار عليه, وأنه ليس من باب التخصيص الذي نهى عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) بتخصيص ليلة الجمعة بقيام أو بنحوه.
فيتم الاجتماع في يوم الخميس من كل أسبوع نظراً للأسباب السالف ذكرها.
(15) ما هو الدليل على تعيين يوم في الأسبوع لاعطاء الدروس لنساء؟
عن أبي سعيد قال جاءت امرأة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك, فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله, فقال: اجتمعنّ في يوم كذا وكذا, في مكان كذا وكذا, فاجتمعنّ, فأتاهنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فعلمهنّ ممّا علّمه الله, ثم قال: ما منكنّ امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجابا من النار, فقالت امرأة منهن: يا رسول الله أو اثنين؟ فأعادتها مرتين, ثم قال: واثنين واثنين واثنين. (رواه البخاري)
وبالتالي ليس هناك أي حرج في تعيين يوم للنساء, يجتمعن فيه من أجل اعطائهن الدروس من وراء حجاب, أو للمذاكرة والتعليم فيما بينهنّ.
(16) هل ترك الرجل عمله, وزوجته, وأولاده, وخروجه في سبيل الله من الدين؟
نعم, والدليل على ذلك سيدنا ابراهيم عندما ترك زوجته هاجر وولده الرضيع اسماعيل في واد غير ذي زرع في مكة, وخرج تنفيذاً لأمر الله, ونحن علينا أن نقتدي بالأنبياء, لأن الله شرع لنا عملهم فقال تعالى: ((شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ... )) وكذلك عندما خرج الصحابة لتبليغ دين الله وتركوا أموالهم وأهليهم, ومنهم من لم يعد الى أهله, وقبورهم تشهد عليهم, ومثال على ذلك: خروج (خالد بن الوليد) رضي الله عنه الى همدان ستة أشهر يدعوهم الى الله فلم يسلموا, فأمره النبي (صلى الله عليه وسلم) بالعودة وأرسل مكانه (علي) رضي الله عنه ومكث فيهم مدة حتى أسلموا (وهذا هو سر التأثر في الخروج, لأن الرجل ينقطع عن الدنيا وشهواتها, ويتفرغ لعبادة الله وتبليغ دينه, وهذا أيضاً من المعاني المرادة من الحج والعمرة لأن الحاج أو المعتمر يترك ماله وأهله ويخرج في سبيل الله, فينقطع عنهم مدة من الزمن, ويتفرغ للعبادة).
وأما الذين يعتقدون: أن الخروج فيه إضاعة للمصالح وللأولاد أو للزوجة.
فنقول لهم: اقرؤوا قول الله جل جلاله: ((قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)) (التوبة -24)
فالإنسان ينفق ماله ونفسه ووقته قدر الاستطاعة في سبيل الله حتى ينال البر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعني ذلك أن الخارج في سبيل الدعوة إلى الله تعالى يضيع أهله ويُهمل أولاده أو يخالف والديه أو يترك وظيفته أو أسباب معيشته أو المسافر لأعمال تجارته او للمعالجة, إلا أن من يجهل حقيقة هذه الدعوة (وما أكثرهم) حتى بعض المتدينين الحريصين على هداية الناس قد يستغرب ذلك وقد يعتبره بدعة في الدين, أو اهمالا وتضييعا للمسؤولية.
والواقع أنه ليس تضييعا ولا بدعة وانما هو من المصالح اللازمة لاصلاح نفسه واصلاح المسلمين, ولكن العيب في هذا الخروج هو أنه ثقيل جدا على النفس لأنه يعرض نفسه لتحمل المشقات وهجر الراحة والملذات ومفارقة الأهل والمألوفات, ويكلف تضحية بالمال والفكر والجهد والأوقات.
(17) هل يجوز النوم في المساجد؟
نعم, يجوز النوم في المساجد, بدليل: عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيت فاطمة، فلم يجد علياً في البيت، فقال: " أين ابن عمك ", قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج، فلم يقل عندي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لإنسان:" انظر أين هو", فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسحه عنه ويقول: " قم أبا تراب، قم أبا تراب ".
(رواه البخاري)
وعن نافع قال: أخبرني عبد الله: أنه كان ينام، وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم). (رواه البخاري)
(18) يقول السائل: بدل أن تخرجوا الى بلدة اخرى, ابقوا في بلدكم ادعوا أهلها فهم أولى؟
نقول لهذا السائل: ان قدوتنا في ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فعندما لم يستجيب له أهل مكة ذهب الى الطائف, ولما رجع من الطائف أخذ في التجول على القبائل المختلفة, وكان إذا لقيه مسافر أو غريب دعاه إلى الإسلام ووحدانية الله تعالى, ففي تلك الأيام ذهب إلى قبيلة كنده وكان اسم زعيمها (مليح) , ثم وصل إلى بني عبد الله وأخبرهم أن اسم أبيهم كان عبد الله فقال لهم كونوا اسماً على مسمى (أي كونوا عباداً لله حقاً (وغير ذلك من القبائل.
فالداعي الى الله لا يقتصر في دعوته على أناس معينين أو قرية أو منطقة معينة, بل يحرص أن يَعم هذا الخير العظيم جميع الناس وطبقاتهم المختلفة, حتى ولو كانوا بعيدين عنه أشد البعد, وقبور الصحابة الكرام المنتشرة في بلادنا وغيرها أكبر دليل على هذا (فهم تركوا أحب البلاد اليهم, وتركوا صحبة سيد البشر, لأنهم عرفوا أنّ هناك أمرٌ عظيم وهو تبليغ الدين).
(19) يقول السائل: رجال التبليغ يقولون انهم يخرجون مثل خروج الصحابة, لكن الصحابة خرجوا من أجل الجهاد لقتال الكفار, أمّا هم فلا يقاتلون الكفار؟
نقول لهذا السائل: يجب أن يُعلم أولاً: أنّ هناك فرق بين الجهاد والقتال:
الجهاد: هو بذل النفس والمال ... من أجل إعلاء كلمة الله (الدعوة الى الله) , وهو غاية.
والقتال: هو وسيلة لحماية الجهاد (أي ازالة العقبات أمام الدعوة الى الله).
فعندما كان الصحابة (رضي الله عنهم) يخرجون الى بلدة او دولة ما, كانوا يعرضون على ملكها وجيشه أولاً الاسلام, فاذا رفضوا طلبوا منهم دفع الجزية, فاذا رفضوا كان لا بد من ازالتهم بواسطة قتالهم, حتى يتمكن الصحابة من نشر الدين الى باقي الشعب ... (وفي هذه الحالة يصبح القتال فرض) , أمّا اذا قبلوا الاسلام فلا حاجة لقتالهم.
ثانياً: من قال أنّ الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) خرجوا وانتشروا من أجل
القتال, فهذا مخطىء أشد الخطأ, يجب عليه أن يتوب الى الله توبة صادقة ويصحح كلامه قبل موته.
فمقصود خروج الصحابة (رضي الله عنهم) هو الدعوة الى الله ونشر دين الله, وليس مقصودهم قتل الكفار, وانما القتال هو وسيلة مؤقتة ربما لا يُحتاج اليها اطلاقاً.
(20) يقول السائل: لماذا لا يخرج رجال التبليغ الى السعودية لطلب لعلم بدلاً من الذهاب الى الباكستان والهند؟
نقول لهذا السائل: اذا اراد شخص أن يتعلم علم الحديث مثلاً تجده يذهب الى المتخصص في علم الحديث ليتعلم منه, واذا أراد ان يتعلم علم التفسير تجده يذهب الى المتخصص في علم التفسير, والذي يريد أن يتعلم (الدعوة الى الله) كما اجتهد الأنبياء لا بد من أن يذهب الى الخبير في هذا المجال, وعلماء الباكستان والهند قد أبدعوا في هذا المجال واجتهدوا حق الجهد في الدعوة الى الله, والواقع يشهد على ذلك, فهم قد انتشروا في جميع أنحاء العالم من أجل الدعوة الى الله ... , في الوقت الذي نجد فيه أنَ الكثير من العلماء قد اقتصر جهدهم على المساجد, أو في قراهم (إلا من رحم الله). فنحن نذهب الى الهند والباكستان لنتعلم منهم ليس الدعوة الى الله فقط , بل نتعلم فن الدعوة الى الله
وأما العلم الشرعي فنحن نأخذه عن علمائنا أمثال: الشيخ ابن باز (رحمه الله) , والشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) , والشيخ أبو بكر الجزائري (حفظه الله) , وغيرهم ممن نثق بهم وبعلمهم, سواءً كان ذلك في المدارس والمعاهد والجامعات أو في المساجد.
منقول من
شبكة الدعوة والتبليغ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 02:12]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مكاوي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شرياس]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:13]ـ
جماعة الدعوة والتبليغ وإن كان فيها خير إلا أنها لا تهتم بالعلم الشرعي , وفيهم عادة قبيحة جداً وهي أنهم يجرؤون الجهلة ممن لا يحسنون قرآءة المعوذتين على الخطب في المساجد , و لاشك أن مخاطبة الناس واعتلاء المنابر يحتاج إلى علم , ومن ليس لدي علم إذا أراد أن يدعوا الناس فماذا سيقول لهم!!!؟(/)
للنقاش (7): أثر " السياسة " على " الإجتهاد "؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 08:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة المجلس
أرجوا الإجابة على هذا السؤال.
أثر " السياسة " على " الإجتهاد "؟!
فمن كان يرى أنّ هناك أثراً .. فليضرب لنا أمثلة من (التاريخ) و (المعاصرة) .. ينجلي بها اللبس والتعمية.
ومن كان لا يرى أن للسياسة أيَّ تدخل!! فليكتب العلّة والأدلّة؟!
وحياكم الله(/)
ما قصة إهتمام وسائل الإعلام "الصهيونية" بقضية قيادة المرأة لدينا .. !!!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 10:21]ـ
http://www.alriyadh.com/2008/08/25/img/250503.jpg
متابعة - خالد العوفي:
أحدث التقرير الذي نشرته "الرياض" عن رويدا "الفتاة الشجاعة" التي لم تتردد في قيادة سيارة الأسرة وإسعاف والدها وشقيقها بعد إصابتهم البالغة في حادث حريق، صدى واسعاً في أجهزة الإعلام العالمية.
وقد أجرت وكالة (أسوشيتدبرس) لقاءً مع رويدا وصرحت في ذلك اللقاء قائلة، "عندما أوقفت السيارة تجمع الناس حولي والدهشة في عيونهم، كأنهم يشاهدون مخلوقات فضائية وبدلا من الاهتمام بضحايا الحريق، كانت الممرضات يرددن "أنت التي قمت بقيادة السيارة؟ ".
وتمضي (الأسوشيتدبرس) في سرد القصة قائلة إن "الرياض" أكبر الصحف السعودية، كانت أول من نشر الخبر وصفت رويدا "بالشجاعة".
ومن ناحية أخرى نقلت على لسان حمد والد رويدا الذي لا يخفي اعتزازه بشجاعة ابنته قوله "لا يستحق الأمر كل هذه الضجة، فقد اتخذت ابنتي القرار السليم في الوقت المناسب".
أما موقع (فوكس نيوز)، فقد نشر قصة رويدا مصحوبة بصورة للفتاة مع والدها، وأحد أشقائها، معتمدا في تقريره على التفاصيل التي جاءت في التغطية التي قامت بها "الرياض".
من ناحية أخرى أشار موقع (فوربس) إلى أن صحيفة "الرياض" كان لها السبق في تسليط الضوء على هذه الفتاة الشجاعة، وثناء والدها على حسن تصرفها ورباطة جأشها، التي كانت سببا في إنقاذ حياته مع ابنيه بنقلهم إلى المستشفى بعد الإصابات التي تعرضوا لها في الحريق. وذكرت أن رويدا تعلمت القيادة في مزرعة الأسرة، وكان والدها هو الذي أشرف على تدريبها.
أما موقع (دايتون ديلي نيوز) فقال ضمن تناول التقرير، إن قصة رويدا ظهرت للمرة الأولى في "الرياض" أكبر الصحف السعودية، مشيراً إلى إن كثيراً من النساء السعوديات يمتلكن سيارات ولديهن رخص قيادة مستخرجة من الدول التي عشن فيها فترة من الزمن، أو تلقين دراستهن فيها.
ونقل الموقع على لسان رويدا التي كانت في المستشفى، حيث لا يزال والدها وأخواها يتلقون العلاج، قولها إنها لم تشعر بأي توتر وهي تقود السيارة. وأن حلمها أن تجلس خلف مقود سيارتها المفضلة في وقت قريب، وأضافت إنها "ترغب في امتلاك سيارة فيراري، لأنني أحب الهدير الذي يصدر عنها! ".
من ناحية أخرى ذكر الموقع أن والد رويدا قال إنه علّم زوجته وبناته الأربع القيادة تحسباً للطوارئ.
http://www.alriyadh.com/2008/08/25/img/250506.jpg
http://www.alriyadh.com/2008/08/25/article369709.html
============================== ==========
قضية قيادة المرأة .. تصريح المرأة الملعونة وزيرة الخارجية الأمريكية عن المرأة في السعودية .. الهجوم الكاسح على العلماء الربانيين والحط من شأنهم وفتاواهم ... مقالات تحث على التحرر من القيود " الظلامية " والرجعية ... !! مقالات تحث على قراءة كتب الفلسفة والزندقة بدلاً من الإستماع لمحاضرة دينية أو قراءة كتاب شرعي .. !! إهتمام الخارج وإعلامه الماسوني - وأقول الماسوني لأن بحق كذلك فقد كشف القناع - بقضية قيادة المرأة والخوف عليها والإهتمام بها .. ماذا وراء ذلك؟؟ هو أمر دبر بليل؟؟ ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة إذا لم نقف وقفة واحدة ويد واحدة في وجه هذا الطوفان؟؟ هل نحوقل فقط؟؟ ما هو دورنا في كشف عوار تلكم الفئات وتلكم الوسائل؟؟ فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. نسأل الله العلي العظيم أن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يكفناهم بما شاء ويعز دينه وكلمة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله إنه سميع مجيب،،
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[02 - Sep-2008, صباحاً 05:28]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم / ابا هيثم
و بارك الله في غيرته المحمودة على اعراض نساء الموحدين
و اعلم ان المنافقين يكررون ما ذكره الله تعالى عنهم من الحيل و المخادعة في كل زمان يبرز لهم فيه قرن
اوافقك الرأي ان مجرد الحوقلة لا تكفي في رد عدوان المعتدين على دين الله و ثوابته التي اصبحت كلاء مباحا لكل من هب و دب من منافقي هذا الزمان كفانا الله شرهم بما شاء ..
سر - اعانك الله - في هذا الدرب (محاربة اعداء الله) مهتديا بأمر الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم (يا ايها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم) ..
اللهم عليك باعداء دينك اجمعين .. شتت شملهم و فرق جمعهم و رد كيدهم في نحورهم، نج الموحدين من شرورهم ..
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 02:43]ـ
الإعلام الآن أصبح يذكر هذه القضية، بل وصلت إلى الكاريكاتيرات
فلقد شاهدت كاريكاتيراً في جريدة الجزيرة عن هذه القضية، والله المستعان(/)
هل اتاكم نبأ " المطعم بن عدي " ابن القرن الواحد والعشرين
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 01:26]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
هو ورفاقه نذروا أنفسهم للوقوف بجانب المظلومين - وهم يخالفونهم في عقيدتهم وجنسيتهم - وأعلنوا موقفهم بمنتهى الشجاعة وأقدموا على كسر الحصار والمقاطعة التي تمالأ عليها أحزاب الكفر والنفاق في العالم، وعرضوا انفسهم للهلاك والموت في سبيل ذلك استجابة لضمائرهم التي استبشعت ما يحدث لاخواننا في غزة من حصار وضغط وشدة، فركبوا مركباً شراعياً بدائياً ليدخلوا من خلاله لغزة عن طريق البحر في خطوة رمزية لكسر الحصار واعلان رفضه للعالم اجمع.
بل تنازل هذا الرجل الأيرلندي عن جنسيته الأمريكية - التي يمكن للبعض أن يبيع عمره كله من أجلها - وطلب حيازة جنسية فلسطينية بدلاً منها!!!!!
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:11]ـ
خطوة تكتب لهم في التاريخ ..
يعلم الله كم فرحنا -أهل غزة- بخطوة هؤلاء الشجاعة، وكم كان لها أثر في قلوب المحارَبين من العالم الظالم ..
نسأل الله أن يجزي المسلمين منهم خير الجزاء في الدنيا والآخرة، ويهدي سائرهم لدينه، وأن يرفع الحصار عنا ويفرج كربة كل مسلم ..(/)
الانبطاح هو الحل عند فرانسيس فوكوياما-مقاله اليوم
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 01:56]ـ
فرانسيس فوكوياما
"عودة التاريخ" في عالم "ما بعد أميركا"
هل نحن بصدد دخول عصر الأوتوقراطيين؟ قد يكون من المغري لنا أن نفكر على هذا النحو، خصوصاً بعد أن شاهدنا الضربة الروسية العنيفة لجورجيا، التي تشكل مرحلة جديدة في السياسة الدولية، لكننا نخطئ إذا اعتقدنا أن المستقبل سينتمي لرجل روسيا القوي فلاديمير بوتين وزملائه المستبدين. وأنا مهتم بشكل خاص، بمحاولة التدقيق في ملامح اللحظة الدولية الراهنة، لأنني كنت قد كتبت مقالة عام 1989 بعنوان: "هل هذه هي نهاية التاريخ؟ "، قلت فيها إن الأفكار الليبرالية قد حققت نصراً حاسماً في نهاية الحرب الباردة وأن ذلك يشكل نهاية التاريخ. بيد أن ما نشهده الآن، هو أن قبضة أميركا وهيمنتها على المنظومة العالمية قد بدأت تخف تدريجياً، وأن روسيا والصين أصبحتا تقدمان نفسيهما كنموذجين، ويظهران مزيجاً من السلطوية والتحديث، مما يُشكل تحدياً واضحاً للديمقراطية الليبرالية (وعلى ما يبدو أن لديهما الكثير من المعجبين والمقلدين). على رغم أن الجنرال برويز مشرف قد وافق أخيراً على التنحي عن منصبه كرئيس لباكستان، فإن الحقيقة أن هذا الرجل الذي كان حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، قد ظل يحكم بلاده بأسلوب ديكتاتوري منذ 1999. وفي زيمبابوي نرى "موجابي" وهو يرفض التنحي جانباً على الرغم من خسارته للانتخابات. وفي أميركا اللاتينية نرى تآكلاً للحريات على أيدي الرؤساء الشعبويين، المنتخبين ديمقراطياً مثل الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز. ترى طائفة من الكتاب من ذوي المشارب المختلفة أن وضع كل تلك الحقائق معاً، يؤشر على أننا نشهد في الوقت الراهن عودة للحرب الباردة، وعودة للتاريخ، أو على أقل تقدير، عودة لما كان سائداً في عالم القرن التاسع عشر من صراع بين القوى الكبرى.
لا أعتقد أن ذلك سيحدث بهذه السرعة. وعلى رغم أنه من المؤكد أننا ننتقل الآن إلى ما أطلق عليه فريد زكريا العصر "ما بعد الأميركي"، وأن "البلطجية" الدوليين لا يزالون قادرين على التنمر على الآخرين، فإن الديمقراطية والرأسمالية لا زالتا حتى الآن من دون منافسين حقيقيين. والمقارنة السطحية بفترات تاريخية سابقة تكتنفها مشكلتان: الأولى، أنها تفترض مسبقاً رؤية شبه كرتونية للشؤون السياسية الدولية خلال تلك الفترات السابقة. والثانية، أنها تفترض ضمناً "أن الحكومة السلطوية" تعني نمطاً محدداً بوضوح من الأنظمة- يتميز بالعدوانية في الخارج، وبإساءة المعاملة في الداخل- ويشكل تهديداً حتمياً للنظام العالمي. والحقيقة أن الحكومات السلطوية الموجودة في العالم اليوم ليس لديها سوى القليل من القواسم المشتركة- عدا افتقارها للمؤسسات الديمقراطية بالطبع. كما أن عدداً قليلاً من هذه الدول هو فقط الذي يمتلك ذلك المزيج من القوة، والتماسك، والأفكار المطلوبة للهيمنة بفعالية على النظام العالمي، كما أن أياً منها لا يفكر في إسقاط الاقتصاد العالمي.
إذا أردنا فهم العالم الذي تتشكل معالمه أمامنا الآن بالتدريج، فيجب أن نضع خطوطاً فاصلة وواضحة بين الأنواع المختلفة من الحكام الأوتوقراطيين. فهناك، مثلاً، فارق واضح بين الطغاة الذين يرأسون دولاً قوية متماسكة، وبين هؤلاء الذين يرأسون دولاً ضعيفة وفاسدة ("مشرف" كنموذج للنوع الأول و"موجابي" كنموذج للنوع الثاني).
الطغاة الأيديولوجيون ليسوا موجودين على الساحة العالمية الآن. ورغم المكاسب التي حققها الأتوقراطيون، لا تزال الأفكار الديمقراطية الليبرالية هي الأقوى والأكثر جاذبية.
كذلك، فإننا قد نجد أن أوتوقراطيي اليوم ضعفاء إلى درجة لا تصدق فيما يتعلق بالأفكار والأيديولوجيات. فألمانيا النازية، والاتحاد السوفييتي الشيوعي، والصين "الماوية"، مثلاً كانت تشكل خطورة كبيرة، لأنها دول كانت قائمة على أفكار صلبة وتتمتع بجاذبية عالمية. لكن هذا النوع من الطغاة الأيديولوجيين لم يعد موجوداً على الساحة العالمية الآن. فعلى الرغم من المكاسب الحديثة التي حققها الأتوقراطيون، لا تزال الأفكار الديمقراطية الليبرالية هي الأقوى والأكثر جاذبية. فمعظم الحكام الأتوقراطيين مثل بوتين وشافيز لايزالوا يشعرون بأنه يتعين
(يُتْبَعُ)
(/)
عليهم التوافق مع المظاهر الديمقراطية الخارجية على الأقل على الرغم من أنهم يتحدون جوهرها.
وأوتوقراطيو اليوم، وإن كانوا يبدون استعداداً للانحناء أمام الديمقراطية، فإنهم في الوقت نفسه يتحرقون شوقاً للانبطاح أمام الرأسمالية. من الصعب علينا تخيل أننا ندخل حقبة جديدة من الحرب الباردة، فيما نرى روسيا والصين وقد قبلتا- عن رضا- بالنصف الرأسمالي للشراكة بين الرأسمالية والديمقراطية.
من ناحية أخرى، نجد أن الحزب الشيوعي الصيني يدرك أن شرعيته تتوقف على الاستمرار في نموه الاستثنائي. أما في روسيا فإن الدافع الاقتصادي لاعتناق الرأسمالية أكثر شخصانية بكثير. فبوتين، ومعه جزء كبير من النخبة الروسية، حققوا منافع هائلة من وراء سيطرتهم على الموارد الطبيعية وغيرها من المكونات، والمقدرات.
وفي رأيي أن المنافس الحقيقي للديمقراطية في مجال الأفكار هو الإسلام الراديكالي، حيث نجد أن واحدة من أخطر الدول/الأمم اليوم هي إيران، التي يحكمها الملالي من الشيعة المتطرفين. أما الراديكالية السُنية فقد سجلت كما أشار "بيتر بيرجين" في الـ"واشنطن بوست" الأسبوع الماضي، فشلاً لافتاً في السيطرة الفعلية على الدولة/الأمة، وذلك بسبب ميلها الغريزي لالتهام مؤيديها المحتملين. وعلى الرغم من أن بعض المسلمين من الفقراء المحرومين يحسون بالنشوة عندما يسمعون انتقادات، وهجمات أسامة بن لادن والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، إلا أن الحقيقة أن هذا النوع من الإسلاموية المنتمية للعصور الوسطى يحظى بجاذبية محدودة للغاية في الوقت الراهن.
بدلاً من الأفكار الكبرى للاتحاد السوفييتي السابق، والصين الماوية، فإن ما يدفع روسيا والصين اليوم، هو الشعور الوطني، وهو شعور يأخذ لدى كل دولة شكلاً مختلفاً تماماً عن الدولة الأخرى. فالوطنية الروسية، تنبع أساساً من مشاعر الكرامة المجروحة التي يسعى بوتين إلى علاجها، على الرغم من أن محاولة إحياء الشعور الوطني الروسي، كثيراً ما تأتي على حساب الدول المجاورة التي أخشى ألا تكون جورجيا آخرها. وفي رأيي، أن من شبهوا بوتين بأنه "قيصر معاصر" هم أقرب إلى الصواب ممن شبهوه بستالين أو هتلر. فروسيا اليوم تختلف اختلافاً بيناً عما كان عليه الاتحاد السوفييتي السابق، علاوة على أن روسيا القيصرية كانت قوة كبرى ذات طموحات محدودة، وجزءاً من المنظومة الأوروبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. هذا هو الاتجاه الذي أتوقع أن روسيا بعد بوتين سوف تتطور نحوه.
أما الوطنية الصينية التي ظهرت في أبهى حللها خلال الأولمبياد فهي أكثر تعقيداً. فالصينيون يريدون من الآخرين احترامهم لأنهم نجحوا في إخراج مئات الملايين من مواطنيهم من دائرة الفقر خلال الجيل الأخير، غير أننا لا ندري كيف سيترجم هذا الشعور بالكرامة الوطنية إلى سياسات خارجية.
إن النموذج الصيني الذي يجمع بين الحكومة الأتوقراطية واقتصادات السوق يحظى بشعبية وقبول كبيرين لدى العديد من الدول النامية، لأنه يثبت لدى بعض الحكام الوطنيين، أنه بمقدورهم ممارسة التجارة وتحقيق الأموال دون أن يبالوا بشكاوى وتحذيرات الدول الأخرى فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وهناك نقطة يجب التأكيد عليها بالنسبة للصين، هي أن النظام الصيني وعلى رغم كافة جوانب قوته لا يشكل تهديداً جدياً لأفكار الولايات المتحدة الملهمة، والخلاقة، والمنتصرة.
كل تلك الحقائق تجعل عالمنا أكثر أماناً وأكثر خطراً في الوقت ذاته. أكثر أماناً لأن المصالح الذاتية للقوى الكبرى قد غدت مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً، بشكل يضمن تحقيق الرخاء للاقتصاد العالمي، ويحد من رغبات هذه الدول في زعزعة الأوضاع. وهو أكثر خطورة لأن الأوتوقراطيين الرأسماليين يمكن أن يصبحوا أكثر ثراء، وأكثر قوة من نظرائهم الشيوعيين السابقين. وإذا لم تتمكن الرشادة الاقتصادية من التغلب على العاطفة السياسية، كما كان الحال دائماً في الماضي، فإن منظومة الاعتماد المتبادل برمتها سوف تعني أن الجميع سيعانون.
إننا بحاجة إلى إطار مفاهيمي أكثر دقة وتفصيلاً، لفهم العالم غير الديمقراطي، إذا ما كنا نريد حقا ألا نصبح سجناء في ماض متخيل، كما أننا يجب ألا نشعر بالإحباط الزائد بشأن قوة أفكارنا حتى في "العالم ما بعد الأميركي".
______________________________ ____________________
أستاذ بكلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز.
آخر كتبه بعنوان: "أميركا في مفترق الطرق: الديمقراطية، السلطة، وإرث المحافظين الجدد".
______________________________ ____________________
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=39143(/)
رد على ترويج لدعوةٍ -تجوب الديار- أهملت إنكار الشرك بلا حجة
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[هذه كلمات كتبتها في الرد على كاتب في أحد المنتديات دافع عن جماعة معروف عنها إهمال التوحيد، وترك النهي عن المنكر].
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رأى منكم مُنكَرًا فليغيِّره بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانِه، فإنْ لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم في صحيحه، رقم (49)].
وقد جاء هذا الحديث تحت باب (والتبويب للنووي رحمه الله): [بيان كون النهي عن المنكر مِنْ الإيمان، وأنَّ الإيمان يزيد وينقص، وأنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان].
ويؤخذ من الحديث وغيره من الأدلة أنَّ الأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان مع الاستطاعة، وواجبان على الكفاية. [انظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابن تيمية –رحمه الله-: ص/78، ط/ دار ابن حزم].
وفي هذا الحديث وغيره من النصوص ردٌّ على مَن نهى عن «النهي عن المنكر»! وجعل الأمر بالمعروف كافيا عنه، وهذا مشهور عن «جماعة التبليغ» الناشئة في الهند. قال الشيخ حمود التويجري –رحمه الله-: «وقد جمع الله تبارك وتعالى بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في آياتٍ كثيرة من القرآن، وجمع بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ثابتة عنه، فأبى التبليغيُّون أن يجمعوا بينهما، ولم يبالوا بالتفريق بين ما جمع الله ورسوله بينهما، فصاروا بذلك مشابهين لليهود الذين قال الله فيهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:85]. [القول البليغ: 17].
ولما كان النهي عن المنكر بهذا المكان من دين الله تعالى، أردتُّ المشاركة –مع قصوري وتقصيري- بما يتيسر في رد منكراتٍ من القول بثَّها أحدهم مريدا الترويجَ لدعاوى سقيمة، وفِرْقة دخيلة، مع التعالي من مكان سحيق، ونبل غيره متدرِّعا بأقوال لن تَقِيه!
وأحب قبل أن أبتعد عن الحديث في أمر «النهي عن المنكر» أنَّ أُذكِّرَ طالب النجاة بأنَّ الشرك هو أعظم المنكرات، فقد سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» [رواه البخاري (7520) ومسلم (86)].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «وأما المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله: فأعظمه الشرك بالله، وهو أن يدعو مع الله إلها آخر» [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابن تيمية: 79].
ولقد أخذَ عدد من العلماء (كابن باز، والألباني، والتويجري -رحمهم الله- والفوزان -حفظه الله-) على «جماعة التبليغ» إهمالهم الدعوةَ إلى توحيد العبادة، وقال الشيخ الفوزان ما معناه: «هذه تكفي لأن ننفض أيدينا منهم» اهـ[راجع «الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمَّة»: 1/ 136، أو شريط «القول البليغ» لمجموعة من العلماء].
ولهم –أعني التبليغيين- مزاعم في هذا الصدد منها ما ذكره الكاتب « ... » إذ يقول ردا على أحد الإخوة: «دعوتنا مرحلية فالمرحلة الأولى نؤلف القلوب فلا نثير الخلاف الذي ينفر القلوب ويورث التشاحن بل نجمع القلوب على الخير وعلى حب الله وحب التضحية في سبيله وتعظيم الله والإيمانيات وأخلاق الرسول والصحابة» اهـ.
أقول: لقد جعلَ الدعوة إلى التوحيد سبيلا لإثارة الخلاف وانفصام عرى المحبة، وهذه دعوى معروفة عن الدعوات التي تعتني بالتجميع.
وأحب أن أسأله كيف تكون المحبة (في الله) إن لم تجتمعوا على التوحيد الذي هو حق الله على العبيد؟
ألم يبلغك حديث ابن عباس إذ يقول: قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم لأبي ذر: «أي عرى الإيمان –أظنه قال- أوثق؟». قال: الله ورسوله أعلم؟ قال: «الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله» [سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني ترتيب واختصار أبي عبيدة مشهور حسن سلمان: 1120].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعلم أن من أعظم ما يُوالى عليه ويعادى هو (التوحيد)؛ إذ العمل يحبط مع الشرك، قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]
وفيه –أي التوحيد- المعترك بين الأنبياء وأقوامهم وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله؛ فقد عصم مني ماله ونفسَه؛ إلى بحقه، وحسابه على الله» [الصحيحة بترتيب أبي عبيدة: 967].
ولقد ركن بعض التبليغيين إلى ما يجدونه من أصحابهم (هناك!) من خشوع وروحانيات؛ فاكتفوا بها لتكون معقد المحبة والولاء؛ فداهنوهم واكتفوا بالدعوة إلى (توحيد الربوبيَّة) الذي يؤمن به أبو جهل وأبو لهب؛ زعما منهم أنَّ الأمر بهذا المعروف كافٍ عن النهي عن منكر الشرك، أو مؤلف لقلوب أولئك الواقعين في الشركيات؛ إلى قبول دعوة التوحيد.
ولستُ أدري إلى متى هذا التأليف، وتلك المجالسات والرحلات مع أشكالٍ من الخرافيين!
ولا أدري من الذي يؤلِّف الآخر، أو يدعو الآخر!
لكنني علمتُ حديثا جاء فيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر –ولم يتأخر- على قوم حدثاء عهد بإسلام (هذه واحدة) وفي طريقٍ إلى معركة (وهذه الثانية فتأمل!) وإليك الخبر لتقف على الفرق بين مسلك النبي عليه الصلاة والسلام ومسلك جماعة التبليغ في الدعوة إلى (التوحيد):
عن أبي واقد الليثي: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما خرجَ إلى حنين مرَّ بشجرةٍ للمشركين يُقالُ لها ذات أنواط يعلِّقون عليها أسلحتَهم، فقالوا يا رسول الله! اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! هذا كما قال قومُ موسى اجعلْ لنا آلهةً كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده لتركبنَّ سنةَ من كان قبلكم» [رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ صحيح].
الله أكبر! لقد عظَّم رسولنا صلى الله عليه وسلم حقَّ الله تعالى، ولم يداهن للتأليف –كما هو مسلك جماعة التبليغ-، ولم يقل نحن في حالة حرب واستنفار –كما هو مسلك «الإخوان المسلمين» -.
وأرجو ألا يكون بعيدا عن بالك -أخي القارئ الكريم- حديثُ ابن عباس رضي الله عنه قال: لمَّا بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذا إلى نحو أهل اليمن قال له: «إنَّك تقدُم على قومٍ من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أنْ يوحِّدوا الله تعالى ... » الحديث [رواه البخاري: (7372)].
ثم تذكَّر أخي القارئ أنَّ التوحيد يفرِّق؛ فهو فرقان بين أهل الحق وأهل الباطل.
فمن لم يؤْثِرْ نصرةَ التوحيد على ملاينة أهل الأهواء فليفحص عن قلبه!
ناصر الكاتب
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 04:35]ـ
فلعلّك أخي الكريم تخرج معهم فتصلح ما استطعت كما أوصى بذلك مشايخ محترمون ... فأنت من طلاب العلم و لا يُخشى عليكم من الخطأ؟
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 07:12]ـ
فلعلّك أخي الكريم تخرج معهم فتصلح ما استطعت كما أوصى بذلك مشايخ محترمون ... فأنت من طلاب العلم و لا يُخشى عليكم من الخطأ؟
لعلك تقوم -أنت- بهذا الدور؛ إلا إن كنت ترى أن خروجي معهم شرط لا يتم واجب النصيحة إلا به!
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 05:06]ـ
بارك الله فيك(/)
فوائد من كتاب ((الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير)) بقلم الشيخ محمّد السّعيد الزاهري
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وبعد:
فهذه حلقات من كتاب ((الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير)) بقلم الأستاذ الشيخ محمّد السّعيد الزاهري الجزائري – رحمه الله تعالى - أحببت تنزيلها في هذا المنتدى رجاء الأجر و الانتفاع بها، والله ولي التوفيق.
عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
((الإسلام بحاجة إلى دعاية و تبشير))
بقلم الأستاذ الشيخ:
محمد السعيد الزاهري الجزائري
- رحمه الله تعالى –
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
من نحو سبع سنوات، حينما كنت أنشر هذه الفصول في مجلة ((الفتح)) الإسلامية التي تصدر بالقاهرة، بم أكن أنوي أن أجمعها في كتاب على حدة، ولم أكن اعتقد أنها فصول ذات بال، ولكن ما نشر منها فصل إلا وقابله القراء بغاية الرضى و الاستحسان، ونشطني ذلك فمضيت في هذا السبيل.
وكان كاتب الدهر عطوفة المير شيكب أرسلان كتب إلى يومئذ يقول لي إنه اعجب بهذه الفصول كل الاعجاب، ويدعوني على المثابرة و المزيد، وقال إنه يرى أن أركان الأدب العربي في الجزائر اليوم هم أربعة: الزاهري وباديس و العقبي والميلي، فكتبت أنا إليه يومئذ ادله على آخرين هم من نوابغ الأدب اليوم في هذه البلاد، ذكرتهم له باسمائهم، وكان يومئذ حضرة العالم المفضال الأستاذ الشيخ محمود ياسين يكتب إلى مجلة ((الفتح)) من دمشق بمقالات نافعة بعنوان ((سرني و ساءني)) فكان كلما نشر فصل من هذه الفصول إلا و كتب عنه و قال ((سرني من كلام الزاهري كيت و كيت)) وكانت الآنسة تفيدة علاَّم المعلمة الفضلى في مدرسة ثنوية للبنات في مصر قد اعجبت بفصل ((الكتاب الممزق)) و كتبت في ((الفتح)) يومئذ مقالا تبدي فيه هذا الإعجاب، وترجم أكثر هذه الفصول إلى الفرنسية، وترجم فصل واحد منها إلى لغة الملايو، ولما صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب في سنة 1347اثنت عليه جميع الصحف العربية التي اهديت إليها نسخ في الشرق و المغرب، وإني اذكر بعض ذلك على سبيل المثال: فقد عدت مجلة ((المجمع العلمي العربي)) في دمشق هذا الكتاب دليلا على أن في الجزائر و تونس و المغرب الأقصى نهضة علمية أدبية ناضجة مباركة، وقالت مجلة: ((المعرفة)) الغراء التي تصدر في القاهرة في عدد مارس 1932 ما خلاصته: فكرة التبشير الإسلامي نشأت مع الفتح الإسلامي جنبا إلى جنب ... وجاء اليوم كاتب الجزائر الأستاذ الشيخ محمد سعيد الزاهري فكساها ثوب العصر الحاضر، وخلع عليها أسلوب الرواية الرائع، فجاء كتابه ((الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير)) الذي هو الآن بين أيدينا ذبا طليا، ومبتكرا جديدا في هذا الباب، ومضت تثني على هذا الكتاب، و تحث على مطالعته و اقتنائه.
وكتب علامة الجزائر الأستاذ الجليل الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس ((جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)) فصلاً قيماً عن هذا الكتاب نشره في جزء شعبان 1350 من مجلة ((الشهاب)) التي تصدر تحت إشرافه في قسنطينة (الجزائر) جاء فيه ما نصه: ((عرفنا شاعر الجزائر الشيخ السعيد الزاهري شاعراً خنذيذاً، وعرفناه كاتبا رحب البيان بليغا، وعرفناه في هذا الكتاب داعية إسلاميا كبيرا، وقد خاض مسألة الحجاب، والمرأة الجزائرية، ومسألة الإسلام و التغرب و الشبيبة المتعلمة، فأبان عن الحقائق، وأقام من الحجج مالا يلقاه اشد الخصوم- إذا أنصف –إلا بالإكبار و التسليم، وساق ذلك كله في أسلوب من البلاغة ((الشبيه بالروائي)) سهل جذاب، لا تستطيع إذا تناولت أوله أن تتركه قبل أن تأتي على آخره ... )).
ولعل هذا الثناء العاطر الذي تفضل رئيس العلماء الجزائريين فأثنى به على هذا الكتاب يغني عن ذكر ما لقيه من ثناء و رضى، ومن إعجاب و تقدير، عند علماء الجزائر و أدبائها جميعا، وعند الداعي إلى الله فضيلة الأستاذ الشيخ الطيب العقبي بالخصوص.
وإني أشكر سائر هؤلاء العلماء و الأدباء على ما غمروني به من هذا التقدير الذي لا أستحقه ولا أراني له أهلا.
---
وبعد، إن نسخ الطبعة الأولى من هذا الكتاب قد نفدت كلها، فرأيت أن أطبعه هذه الطبعة الثانية، وهي كما ترى جميلة أنيقة في ورق صقيل، ومهذبة مصححة، وقد أضفت إليها زيادات جوهرية و فصولا أخرى لم تنشر في الطبعة الأولى.
وعلى الله توكلت، وهو حسبي، ونعم الوكيل.
الجزائر (العاصمة) في 29 محرم الحرام 1352=25 - 5 - 1933
محمد السعيد الزاهري
مقدمة الطبعة الأولى
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم.
وبعد فإن الإسلام دين دعوة، وكل مسلم على وجه الأرض من وظيفته الدعوة إلى الإسلام بسيرته الشخصية أولا، ثم يحسن فهمه حكمة الإسلام في أساليبه و مراميه، و بالتنبيه بعد ذلك إلى هذه الحكمة في كل ما يضطر إليه من مناقشة و جدال.
وهذه فصول كتبها اخي في الدعوة، الأستاذ السيد محمد السعيد الزاهري الجزائري لتنشر في صحيفة الفتح، فرأيتها مثلاً صالحا للدعوة على الخير و ما يجب أن يكون عليه الداعي من بصيرة و حكمة، لذلك استخرت الله عز وجل في افرادها بهذا الكتاب عسى ان ينفع الله بها، وهو ولي التوفيق.
محب الدين الخطيب
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: عائشة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 12:47]ـ
عائشة ...
كنت بعاصمة الجزائر سنة 1344هـ، وصمت بها رمضان ذلك العام، وكنا رفقة نجتمع كل ليلة من ليالي رمضان، وكان في رفقتنا محام مسلم جزائري اسمه الإسلامي: ((عبد القادر ... )) واسمه الفرنسي: ((أَلبرت ... )) وهذا الاسم الأخير هو ما تدعوه به أمه الفرنسية، وأصدقاؤه الفرنسيون و المتفرنسون، وكان هو الآخر متفرنسا، ومتفرنسا في كل شيء؛ في عقليته و أدبه، وفي أخلاقه و عاداته، وحتى في اللغة العامية التي يتكلم بها، فهو لا يقيم الصلاة، ولا يصوم رمضان، ولا يحرم ما حرم الله ولا يؤمن بأن القرآن تنزيل من الله، بل كان يحسبه من كلام الرسول صلى الله عليه و سلم وهكذا- وهو عند نفسه مسلم – كان من الذين لا يدينون دين الحق، وذلك لأنه نشأ نشأة فرنسية محضة، ما كان يعرف فيهما ما الإسلام، ولا يعرف عن المسلمين شيئا، فقد ربته أم فرنسية، في وسط فرنسي ...
ومع ذلك فقد وجدنا فيه خصلة حميدة هي التي كانت تربطنا به و تربطه بنا ارتباطا متينا، وهي وطنيته الحقة، وغيرته الصادقة على الجزائر و إخلاصه لأبنائها، وجهاده في سبيلها جهادا شريفا، فكنا نتعاون على البر بالجزائر، وعلى خدمة القضية الجزائرية: هو يستعين بي على فهم نفسية الجزائر المسلمة، و أنا استعين به على ما صدر في القضية من قرارات و قوانين.
وكان متزوجا بزوج فرنسية لا تعرف هي أيضا العربية الدارجة إلاَّ قليلا، وكانت تحضر معه مجالسنا تلك، فكنا (أنا و إياه) نتكلم في الصلاة و الصوم و القرآن، وما إلى ذلك من مسائل الدين، وكان رجلاً لا يذعن إلا للحجة و الدليل، فكان لذلك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
فتحاورنا ما شاء الله محاورة مخلصة لا نريد بها إلاَّ بيان الحق، ثم أذعن و صام وهجر الخمرة و آمن بالله و اليوم الآخر و أيقن بأن القرآن من عند الله لا ريب فيه، ثم كان من الذين آمنوا و عملوا الصالحات، وما وجدت أية صعوبة في إقناعه، مع أني لم أكن أطمع فيه، لما أعرفه في هؤلاء من المكابرة و العناد.
وليس مرادي أن أقص حكاية مسلم كان ضالاً فاهتدى من ضلاله، و إنما مرادي شيء آخر غير هذا فقد انقضى رمضان ذلك و تفرقنا: فسافرت أنا في النصف الأخير من شوال 1344هـ إلى مدينة الأغواط بجنوب الجزائر مندوبا من بعض سراتها، فأنشأت بها (مدرسة الشبيبة القرآنية) بإعانة فضلائها و احتملت من العناء في هذا المشروع ما لا طاقة لي به [1] ([1]: لأن السلطة لا تريد هذا النوع من المدارس) لولا حب هذا الوطن البائس وحدث لي ما اضطرني إلى السفر إلى بسكرة (مسقط رأسي) فخلفني - لحسن الحظ – على المدرسة أخ مصلح كريم دعوته لهذه المهمة، وهو الأستاذ الميلي.
وسافر صديقي المحامي الأستاذ عبد القادر ... إلى فرنسا هو و قرينته و مضت فترة لا اكتب إليه فيها، ولا يكتب إلي فلبثنا كذلك، حتى جاءتني منه ذات يوم رسالة يخبرني فيها بما عمله هنالك للجزائر، وبما ينوي أن يعمله لها، ويعاتبني على ما كان من قطيعة و جفاء و يخبرني بإسلام قرينته، ويشكو لي أن كنت سبباً في هدايتها.
وكتبت إليَّ هي بخطها ضافية تقول لي فيها: إنها مدينة لي بهدايتها إلأى الإسلام لأنها و إن لم تعلن إسلامها ولم تذعه إلا في هذا اليوم فإنها كانت اعتنقت الإسلام منذ رمضان 1344، وكانت قالت يومئذ فيما بينها و بين نفسها: ((أشهد أن لا إله إلا الله و اشهد أن محمداً رسول الله)) منذ سمعتني أتحدث إلى زوجها عن حكمة الصلاة و الصيام وتحريم الخمر، وعن القرآن الكريم، وكونه كتاب الإنسانية الذي لا يصلحها إلا هو، وكونه تنزيلا من الله، ما فيه شك وقال: (( ... ومما زادني إيماناً ما رايته في زوجي، وهو يحاورك في القرآن، فقد رأيت كل ما أعرفه فيه من قوة حجة، و أحكام منطق، كل ذلك رأيته يضول أمام ما كنت تبديه من إيمان تندفع فيه اندفاعا: فيه لهجة صادقة، وفيه فصاحة و بيان، وأن أنس لا أنسى وجومه وقد زعم أن الوطنية الصادقة تغني عن الدين فقلت له ((إذا كنت لا تدين بدين أبناء وطنك، ولا تلبس لباسهم، ولا تتكلم بلغتهم و عوائدك غير عوائدهم فبماذا تكون وطنيا؟ ثم إذا كنت تعيش في غير مجتمعهم بعيداً عنهم وتتأدب بأدب غير أدبهم و تتخلق بأخلاق غير أخلاقهم فيماذا تميز مصلحتهم من مضرتهم؟))
(يُتْبَعُ)
(/)
((لقد أسلمت منذ ذلك الحين يا سيدي و كنت أخشى إن أنا أذعنت إسلامي من النساء الفضوليات أن يسلقنني بألسنة حداد، وذهب عني اليوم هذا الخوف لما قوي إيماني و أعلنت اسلامي و اصبحت أفتخر به بين الفرنسيات في باريس و في غير باريس و كثيرا ما دعوتهن إلى الإسلام ومنهن من يسمعن لقولي و كان من السهل أن يدخلن في دين الله لو أنهن وجدن معلما يعلمهن هذه الهداية و داعياً يدعوهن إليها دعاية اقناع وفيها بلاغ مبين))
((أنا مؤمنة مقتنعة بأن الإسلام هو دين الله ما ارتاب فيه و لكني – كما تعرفني – لا أملك من البيان ما أستطيع أن أقنع به صواحباتي و صديقاتي المتعلمات المهذبات! على أني قد بلغت وما زلت أبلغ ... ))
ثم سألتني عن مسائل في الصلاة و الصيام و الطلاق و نحو ذلك و طلبت مني أن أختار لها اسماً إسلامياً تسمي به نفسها فاخترت لها اسم ((عائشة)) وقلت لها لأنه اسم عائشة أم المؤمنين إحدى أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم، وذكرت لها لمحة من ترجمتها، فكتبت إلي تخبرني بأنها مغتبطة مسرورة بهذا الإسم الكريم و تذكر لي أنها عرضته على كثير من معارفها و صواحباتها ففرحن لها فرحاً شديداً وعدن يدعونها ((عائشة)) وتجد هي هذا الدعاء لذيذا، وتذكر لي أن قد اعجبتهن تلك اللمحة من ترجمة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – واستزادني من الكتابة إليها بسير فضليات النساء المسلمات و تقول: إنها ترجو أن توفق إلى هداية كثيرات إلى الإسلام بمثل سير هؤلاء المؤمنات الصالحات، وأردت أن أوافيها برغبتها و لكني وجدت في ذلك مشقةً وعسرًا فقد كنت أكتب إليها الرسالة بالعربية ثم ادفعها إلى أحد أصدقائي لينقلها إلى الفرنسية نقلا دقيقا عسيرا غير يسير لما في ذلك من آيات كريمة و أحاديث شريفة تصعب ترجمتها و ترجمة ما فيها من اعجاز.
أنا لم أقصد أول مرة إلى هداية هذه السيدة المسيحية إلى الإسلام ولكن الله هداها إليه بما كنت اتحدث به إلى زوجها المسلم و بما كان يجري بيني و بينه في الإسلام من مناقشة و حوار فأسلمت و جعلت تدعو إلى الإسلام و تُبشر به: لا تلهيها عن ذكر الله زينة باريس و زخرفها ولا ما هنالك من لعب ولهو ولا ما في تلك الحياة من غرور و أخاديع.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: "الكتاب الممزق" ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 07:51]ـ
الكتاب الممزق ..
اجتمعت يوما – عند عالم من علماء المشرقيات في الجزائر – بسيدة فرنسية كاتبة مستشرقة هي الأخرى، و تكلمنا في مسألة التبشير الإسلامي و الدعاية إلى سبيل المؤمنين فقلت: لو أن لهذا الإسلام هداة يهدون بالحسنى، ودعاة ينشرون الإسلام في أوربا و أمريكا و غيرها لما لبثت الكرة الأرضية إلا يسيرا حتى يغمرها الإسلام بنوره، فوافقت السيدة على رأي هذا العاجز، و أخبرتنا بأنها تعرف أسرة من السر النبيلة في الجزائر تزورها الفينة بعد الفينة، وتختلف إليها من حين إلى حين، تبحث عن المجتمع النسائي الإسلامي وما يتصل به.
وذكرت لنا أنها كانت ألفت كتابا في هذا الموضوع، وكانت تظنه كتابا قيما، نصحت فيه المرأة المسلمة، بأن تعتمد على نفسها في تحرير رقبتها و أن تتمرد على الحجاب فلا بقى سجينة به، وهكذا جعلت تصف للمسلمة طريق الحرية و الخلاص! وقرأت من كتابها على ربة المنزل في تلك الأسرة وعلى نساء كن معها يستمعن الكتاب وصاحبته تتلوه عليهن، فلما سمعنه أكبرنه وقلن حاش لله ما هذا حقا، إن هذا إلا خطأ مبين، وابتدرتها ربة المنزل تقول لها: إنك سيدتي ألفت هذا الكتاب لنا معشر الملمات بنية حسنة، وتريدين أن تخدمينا به خدمة صادقة و تعلمين لنا به عملاً صالحا (!) ولكن اسمحي لي يا سيدتي أن أقول لك: أن كتابك هذا هو آلة هدم شرف المسلمة والقضاء على سعادتها، ولتمزيق ما هي فيه من صيانة وعفاف وكل ما فيه أن الوهم يصور لك المرأة المسلمة أسيرة في يد الرجل وتتصورين حجابها سجنا لها: مع أن الأمر ليس كذلك، فإن حجاب المسلمة صيانة لها، و المرأة في خدرها كالوردة في كمها، و المرأة في خدرها كالملكة في قصرها لا تبرجه ولا تود أن تريم عنه وليس الرجل إلا قيما (قواما) عليها، تظل هي في منزلها و كل غرامها في إصلاح شؤونه، وفي تربية أولادها و يظل هو يكد و يكدح، ليؤدي مالها عليه من واجب، وليقوم لها على ضرورياتها، وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
مسؤول لها أكثر مما هي مسؤولة، أترينها – وهي ملكة منزلها – تسمي نفسها أسيرة بيد رجل، وتسمي حجابها سجنا لها؟ كلا سيدتي، فحجابها هو صونها، و أولى بالمرأة أن تصان و تحتجب، وكما يجب على الرجل أن يكون رجلا كاملا في رجولته، يجب على المرأة أن تكون امرأة أنثى كاملة في أنوثتها و في الحجاب من لين الأنوثة و دلالها مالا يكون في السفور.
والسفور عندنا من عادات النساء البدويات و القرويات، حيث الخشونة و شظف العيش، لا من شأن الحضريات حيث الطراوة أو النعومة، وحيث الرفاهية و العيش الرخيم، والمرأة البدوية أو القروية بسفورها مترجلة تشبه الرجل، ثم هي ليست بامرأة كالنساء ولا برجل كالرجل.
قالت الراوية: واندفعت ربة المنزل تصف السافرة بأنها لاهية لاعبة مسرفة في لهوها، وفي لعبها، وقد تقسو عليها فتصفها بقلة الحياء، حتى خجلتُ ووجمتُ فأردت أن أتكلم فلم أقدر على الكلام.
قالت: ثم جعلت تُدلُّ بالحجاب، وتزعم أن فيه الحشمة و العفاف، وفيه الأنوثة وكل ما فيها من سحر و دلال، وتُطري المحتجبات، وتسرف في الثناء عليهن.
قالت: وهنا حنقت و استكبرت – وأنا المتعلمة الكاتبة – أن أقف بين يدي امرأة جاهلة موقف الحيرة و الوجوم، و أنا ما جئتها إلا لأعلمها كيف تكون امرأة حرة (!) فجمعت ((قوتي بيدي)) وقلت لها:
- لو أنك يا سيدتي ذقت لذة الحرية لما صبرت عنها لحظة واحدة، ولمزقت حجابك تمزيقا.
قالت: وهل أنتِ في الحرية تتلذذين بها و تنعمين في بحبوحتها؟
قلت: نعم، أنا كذلك.
قالت: وأنت مع ذلك امرأة أنثى؟
قلت: وهو كذلك.
قالت: تلك أنتِ عند نفسكِ، وأما عندنا فما أنتِ كذلك.
قلت: وكيف؟
قالت: فلنجعلك أنتِ مثلاً أعلى للحرية التي تريدينها لنا، فأنت امرأة مهذبة كاتبة، ونحن عن خلصنا من الحجاب (كما تقولين) وترقينا و تمدينا، فما نحن ببالغات – مهما أمعنا في الترقي و التمدن – على الذروة التي أنت فيها من الثقافة و التهذيب ومع هذا كله فما نراكِ كملت أنوثتك، وما نراك إلا فقدت أكثر ما تكون به امرأة .. امرأة أنثى كاملة في أنوثتها.
قالت الراوية: وهنا قاطعتها – بلهجة غضب – قائلة: ولمهْ؟
فقالت: أنتِ عازبة غير متزوجة؟
قالت: فقلت ((نعم))
قالتا: وماذا يمنعك من الزواج؟
فقلت: لم أجد رجلا كما أحبُّ
قالت: ويحك! فهل خلت رقعة الأرض من رجل يكون كما تريدين؟
وواصلت حديثها وقالت: ولا تعمرين منزلك إلا قليلا؟
فقلت: لا تتزوجين ولا تلدين، ولا تعمرين منزلك، فما أنت بزوجة، ولا بأم، ولا بربة منزل، فإذا بماذا تكونين امرأة أنثى كاملة في أنوثتها؟ أبركوب الخيل، والخطب الحماسية، و التصفيق و الهتاف؟ كلا سيدتي، ليس شيء من لين الأنوثة ولا نعومتها في هذا ولا في مثله.
قالت الراوية: فما زدت على ان ودعتهن، وخرجت خزيانة منكسرة مهزومة ليس وراء ما أنا فيه من الخزي والانكسار و الهزيمة غاية أخرى، وكنت أراني كل شيء عند نفسي، فصرت أراني أهون ما يكون، وكان كتابي الذي أَحب ما يكون لي، فصار أرخص الأشياء و أسمجها في عيني، ولم ينطفئ ندمي عليه إلا بعد ما محوته محواً من لوح الوجود، وكان الحجاب في نظري عادة جامدة قاسية يجب تتمرد عليها كل مسلمة تريد أن تخرج إلى هذه الحياة، فصرت انظر غليه كأقدس الشعائر التي يجب أن يحتفظ بها احتفاظا شديدا و هكذا أصبحت أنظر إلى كل شيء إسلامي بغير العين التي كنت أنظر بها من قبل إليه، و أني مكبة اليوم على تأليف كتاب في نصرة الحجاب، قد انتهيت إليه منذ ذلك اليوم، ولا أكتمكم أني أصبحت أميل إلى الإسلام ميلا شديدا، وغير بعيد أن تسمعوا عني أن ((فلانة)) (تعني نفسها) قد اعتنقت الإسلام.
---
وهذه امرأة مسلمة قد استطاعت على جهلها و أميتها أن تهزم بدفاعها عن دينها امرأة مثقفة راقية كاتبة مستشرقة هي كل شيء عند نفسها، وشيء عند الذين عرفوها و عرفوا فضلها و انتصافها، فلو أن جميع المسلمين و المسلمات يعتزون بالإسلام و ينفحون عنه، و يبشرون به، ويدعون إلى سبيله، إذن يكونُ الدين كله لله، و إذن لآمن من في الأرض كلهم جميعا.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: "صديقي عمار" ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:26]ـ
صديقي عمار
(يُتْبَعُ)
(/)
في الجزائر اليوم شباب ناهض, مبارك يزكو كل يوم عدده ويزيد وهذا الشباب فئتان: فئة قرأت العربية, وتربت تربية إسلامية, فقادتها (وهم قادة الأمة) يسيرون بالأمة في طريق الإصلاح الإسلامي, وسموا أنفسهم جماعة "الإصلاح الديني" [1] ([1]: وهم اليوم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) وهذه الحركة الإصلاحية حديثة العهد, لا ترجع في تاريخ انتشارها إلا إلى بضع سنوات. وفئة أخرى قرأت بالفرنسية, وتربت تربية غير إسلامية, حتى إنها لا تعرف الإسلام ولا رجال الإسلام المشهورين إلا من طريق اللغة الفرنسية. وأنت تعلم ما كتب أئمة هذه اللغة (الفرنسية) من الهزؤ بالأديان, وبرجال الأديان فنشأت هذه الفئة من شباب الجزائر لا تعرف الإسلام ولا تحترمه, ولا تعرف التاريخ الإسلامي ولا تعتز به, بل ولا تعرف تاريخ الجزائر, ولا تاريخ أسلافها في الجزائر, فهي لا تنظر إلى آبائها وأجدادها في هذه البلاد الكريمة إلا كما ينظر إليهم الفرنسيون ورجال الاستعمار. وهؤلاء المستعمرون يعمدون إلى كل مكرمة من مكارم الجزائر المسلمة, فيمسخونها مسخا, ولا يزالون بها حتى يخرجونها نقيصة يحطون بها من كرامة الجزائر, وعاراً يعيبون به آباءنا الجزائريين. فالرئيس "حميدو" القائد البحري الجزائري المشهور- الذي أخضع دول أوروبا جميعا لبأس الجزائر وسلطانها حتى كان الأوربيون جميعا يؤدون للجزائر مغرما سنويا, وكانوا لا يدخلون هذا البحر المتوسط حتى يعطوا الجزية عن بدٍ- وهم صاغرون- هذا القائد البطل العربي الجزائري لا يعترف له المستعمرون بالشجاعة وشدة البأس, بل يقلبون ذلك فيصفونه بأنه قاطع طريق وبأنه هو وأصحابه الأبطال"قرصان" متوحشون. ويصفون "قرصان" الأوربيين الذين يعدون على الجزائر ظلماً وعدوانا, بأنهم أهل نجدة وبطولة ... وهكذا يمسخون كل فضيلة من فضائل الإسلام والعروبة في الجزائر.
وبهذه اللبان تغذى أبناء الجزائر الذين تخرجوا في المدارس الفرنسية, فهم لا يعرفون دينهم, ولا يعرفون لغتهم, ولا يعرفون تاريخهم الإسلامي, ولا تاريخ آبائهم المسلمين.
ومع ذلك, فإن هذا التعليم الغربي لم يستطع أن ينتزع من هؤلاء الشبان المسلمين كل ما يريد أن ينتزع منهم, وقد بقيت فيهم وطنية طبيعية كانت تذكو في نفوسهم, وتتأجج في صدورهم, وتطغى بهم من حين إلى حين. وكان احتكاكهم بالإفرنج وما يسومونهم به من سوء العذاب, يزيد هذه الوطنية التهاباً وطغيانا. فيلتجئون إلى كتب الفرنجة نفسها فيستخرجون منها بعض ما كان لآبائهم من مكرمة وفخار, وبعض ما كان للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من عزة وسلطان, وبعض ما في دين الله (الإسلام) من الفضيلة ومكارم الأخلاق. ثم يعتزون بذلك ويفتخرون به أشد الافتخار.
من أجل ذلك, فاني كثيرا ما أطمع في هؤلاء الشبان المسلمين أن يفيئوا إلى أمر الله, وأطمع فيهم أن يكونوا دعاة يدعون الناس إلى الإسلام, ويبشرون به بين الفرنسيين. وذلك يسير غير عسير, اذا كان حملة الدين ورجال الإسلام لا يبخلون على هؤلاء الشبان بأمر من أمور الدين, يبينون لهم الإسلام بياناً صادقاً حتى يعرفونه حق المعرفة, وحتى يمكنهم أن يبينوه للناس على وجهه.
عرفت كثيرا من هؤلاء الشبان المسلمين, فكانوا يفرحون بي, ويستغربون أن يروا بينهم رجلاً من رجال الدين وعالماً من علماء الإسلام غير جامد ولا جاهل, ويستغربون- بفرح شديد- أن يروا رجلاً من المسلمين لا يعرف لغة غير اللغة العربية, ثم هو فيها يعرف أكثر مما يعرفون هم في اللغة الفرنسية التي يظنونها لغة العالم كله. وكثيراً ما صارحني غير واحد منهم بأنه اليوم فقط عرف أن العلم واحد في جميع اللغات, وأن الفكر يستوي فيه سائر البشر.
وقد أتحدث إلى أكثرهم علماً وأدباً من أصحاب الشهادات العالية, فيستمع ويصغي إلي كما يصغي الولد الصغير الذي لا يعلم شيئاً. ولا سيما إذا تحدثت إليه في أمر من أمور الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت عام ( .. ) بالجزائر (العاصمة) وكان من رفاقي فيها الأستاذ مسعود سكفالي المحامى وهو مشهور بالغيرة على أبناء وطنه وكان مرجعا لشباننا المتحمسين, وعرفت عنده من هؤلاء الشبان شاباً مسلماً ما يزال يومئذ طالباً في السنة النهائية من كلية الحقوق, وهو صغير ما يزال في الواحدة والعشرين من عمره. وقد تربى هذا الشاب في أحضان الكاثوليك في مدرسة من مدارسهم المسيحية, وكان اسمه"عمار", ولكن هؤلاء الكاثوليك قد سموه اسماً مسيحياً, لا أذكره الآن ..
و كان هذا الشاب المسلم قد منعه أولياؤه الكاثوليك من مخالطة المسلمين والتحدث باللغة العربية, حتى نسي أنه مسلم, وأنه عربي جزائري. ولكن اختلاطه بالأستاذ سكفالى وأمثاله من المسلمين الذين تخرجوا في الجامعة الفرنسية بالجزائر أو في غيرها من جامعات فرنسا ومن الشبان المسلمين الذين ما زالوا بها طلبة يتعلمون, ومعاشرته لهم قد نبه ذلك فيه وطنية كانت كامنة في قلبه, فعرف أنه مسلم, وأنه عربي جزائري وعرفته أنا وهو ما يزال يلبس القبعة, وما يزال عنده مطاعن المسيحيين وشبه الملحدين التي يقذفون بها الإسلام. وعرفته وهو يعتقد أنها شبه ومطاعن ما عنده في ذلك شك. ولكنه يفتش على عالم مسلم ينزه له الإسلام عن هذه الشبه والمطاعن تنزيهاً واضحاً مفهوماً يقبله العقل, ويعترف به الذين يعلمون. وهو وإن كان ناشئاً صغيرا, فإنه كاتب بليغ بلغة الفرنسيين, يعرف قيمته أدباء هذه اللغة جميعا. وأفضنا في هذه المطاعن وفي هذه الشبه, ومن حسن الحظ أن كانت هذه المطاعن وهذه الشبه هي التي قذف بها الإسلام في مصر الدكتور طه حسين, وسلامه موسى و غيرهما من الملاحدة, المقلدين, وأعوان الاستعمار على تقريب شباننا من أغراضه فكنت اطلعت عليها, وعلى ما نشرته مجلة (الزهراء) و (الفتح) من تزييف تلك السخافات, وعلى أكثر ما كتبه كاتب الشرق الأكبر الأمير شكيب أرسلان, وعلى أكثر ما كتبه الأديب الإمام السيد مصطفى صادق الرافعي في هذا الباب, واطلعت على غير ذلك. فقدمت إلى ما عند صاحبنا من مطاعن على الإسلام, فجعلتهن هباء منثورا. وكان ذلك-لذلك- علي سهلا ميسورا. وقد أجبته بأجوبة أخرى ما عثرت عليها لأحد غيري. وكانت أحاديثنا هذه في كل يوم صباح مساء, وكانت عامة غير خاصة يحضرها كثير من قرنائه الشبان الجزائريين. وما هي إلا بضعة أيام حتى خلع صاحبنا "عمار" قبعته من على رأسه ولبس طربوشا, ثم مضى تواً إلى الكاثوليك الذين كان في مدرستهم بين حجورهم, وقال لهم: "جئت لأخبركم بأني تركت دينكم, وما تعبدون من دون الله, واتبعت ملة آبائي المسلمين. فمنذ اليوم أصبحت مسلما لي ما للمسلمين, وعلي ما عليهم, وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... ".وكانت أحاديثنا هذه بذرة صالحة لمقالات ممتعة, وفصول قيمة بليغة كتبها صاحبنا (عمار ... ) ورفاقه الشبان باللغة الفرنسية في الدفاع عن الإسلام, وفي الرد على لوي بير تران وأندريه سرفييه, وهما من (كولون) الجزائر, ومن أشد أعداء الإسلام في العالم كله. ولكنهما لم يتقولا على الإسلام أكثر مما قرأناه للدكتور طه حسين وسلامه موسى وغيرهما من أدعياء التجديد في بلاد الشرق. غير أن هؤلاء الشبان قد استطاعوا بما عندهم من الحق والعلم وسحر البيان أن يقنعوا كثيراً من الفرنسيين ببطلان ما يدعيه أعداء الإسلام حتى أن أندريه سرفييه كف عن الكيد للإسلام, وهذأ عن المسلمين, بل أصبح يكتب ما هو بالانتصار للإسلام أشبه منه بالكيد له والافتراء عليه, وهو الذي كان منذ بضع سنوات سود صحائف (كتابا) بشتم محمد-صلى الله عليه وسلم- وبالافتراء على الإسلام. ولو أننا أسسنا في الجزائر معهداً إسلاميا يزود هؤلاء الشبان بالمعلومات الكافية, ويعرفهم بكل ما يجب أن يعرفوه عن الإسلام بأسلوب جميل, لكانوا نصروا الإسلام بأقلامهم, ولكتبوا عنه يومئذ ما فيه بلاغ مبين.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: " طلبة إفريقيا الشمالية " ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 08:07]ـ
طلبة أفريقيا الشمالية
(يُتْبَعُ)
(/)
في سنة1919 تأسست في عاصمة الجزائر جمعية إسلامية باسم (الجمعية الودادية لطلبة افريقية الشمالية) , والغرض منها إعانة الطلبة المسلمين الذين ما زالوا يتعلمون في الجامعات الفرنسية بالجزائر وفرنسا إعانة مادية وأدبية, أسسها شبان الجزائر المسلمون الذين حاولوا أن ينضموا إلى الجمعية الفرنسية التي أسسها قبل ذلك الشبان الفرنسيون, واشترطوا في قانونها الأساسي أن لا يدخلها عليهم طالب مسلم إلا أن يتفرنس, فكبر على شباننا أن يروا هذه الجمعية مباحة للطلبة الفرنسيين و الإسبان واليهود وغيرهم ومحرمة على المسلمين, فأيقظ هذا التعصب الأوربي حمية إسلامية في صدور شباب الجزائر المسلمة, فجعلوا لأنفسهم جمعية, كما لزملائهم جمعية, وقد أقبل الناس عليها إقبالا كثيرا, بعث فيها النشاط والحياة. وكان عدد الطلبة المسلمين قليلاً جداً في جامعة الجزائر, واليوم أصبح بفضل هذه الجمعية عدداً غير قليل ... وهو في كل يوم يزكو ويزيد.
واطلعت على قانون هذه الجمعية فإذا هو يحتفظ بما في الجزائر من قومية ودين, ويحتفظ بذلك احتفاظا شديدا.
فرجوت أنا لهذه الجمعية المباركة أن تكون مسلمة خالصة لاشية فيها, تربي شباب الجزائر, وتعلمهم الكتاب والحكمة, وتزكيهم وتنشر فيهم خلق القرآن الكريم. و رجوت لها بعد أن تبشر بالإسلام, وتدعو إلى سبيل المؤمنين.
وكان أكثر هؤلاء الشبان أصدقائي ومعارفي, فاجتمعت بكثير منهم, وفاوضتهم في هذا الأمر, واقترحت عليهم أن يتخذوا لجمعيتهم نادياً إسلاميا تلقى فيه المحاضرات عن الإسلام وعن عظماء الإسلام, باللغة العربية وبالفرنسية ...
وقمت فيهم بمحادثات كثيرة, وألقيت عليهم عدة محاضرات, حتى أقنعتهم بان اتخاذ هذا النادي الإسلامي أمر واجب على هذه الجمعية مفروض لا بد منه.
وكنا قررنا كل شيء, وعينوني محاضراً بالعربية, على أن تترجم محاضراتي كلها إلى الفرنسية. فاقترحت أنا عليهم أن يعينوا الأستاذ الشيخ عمر راسم محاضراً بالفرنسية, فانه رجل من أبر الناس بالإسلام, ومن أكثرهم علماً به, وأنا لست أعرف عن الإسلام أكثر مما يعرف الأستاذ راسم. وقد فسر الجزء الأول من القرآن الكريم تفسيراً إذا أنت قرأته عرفت أن العلم موهبة يهبها الله من يشاء من عباده, وهو يعد من قادة الفكر في الجزائر, جاهد في سبيل الجزائر المسلمة, وأوذي في الله, ودخل السجن, ولبث فيه سبع سنين. وهو أول رجل في الجزائر (فيما نعلم) حارب التفرنج والإلحاد بما كتبه بلغة القرآن, وبلغه الفرنسيس. فاستبشروا بهذا الاقتراح وكاديتم كل شيء, ولكن الأشياء مرهونة بأوقاتها, فسافر من الجزائر بعض من كان الأمل معقوداً بهم في نجاح هذا المشروع, وسافرت أنا أيضا من غير أن أحادث الأستاذ الشيخ عمر راسم في هذا الموضوع.
وقد كاتبني اليوم بعض أولئك الأصدقاء في هذا الشأن, وطلب إلي (بعد ما انتهى من الطلب والدراسة إلى الحياة العملية) أن أعيد عليه تلك المحادثات. وراجعني فيها وألح في المراجعة, حتى ذكرني بأكثرها من بعد ما نسيت.
وفي الحق أن هذه المحادثات كانت كلها نقضا وتزييفاً لما في أيدي أعداء الإسلام من مطاعن ومفتريات حتى استطاعوا أن يخدعوا بها كثيراً من شباب الجزائر عن دينه الحق, لأنهم كانوا يلبسون على أبنائنا الحق بالباطل, ويخرجون لهم الكذب الجبريت في صورة الواقع الذي لا ريب فيه, ويزعمون أن ما ينتهون إليه إنما هو ثمرة البحث العلمي الذي لا يتعصب ولا يحابي! وأهم هذه المطاعن والمفتريات جاء في محاضرة حاضرنا بها احد هؤلاء الشبان المغرورين في بهو من أبهاء الجزائر التي أعدت للاجتماعات والمحاضرات.
وخلاصة محادثاتي أنها جاءت في المحاضرة التي حاضرتهم بها جوابا عن محاضرة ذلك الشاب المغرور في تلك الليلة وفي التي تليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قام صاحبنا فما حمد الله ولا أثنى عليه, بل حمد الحاضرين وأثنى عليهم, وفرح بي وشكر لي أن حضرت هذا الاجتماع الذي لا يحضره عادة علماء الإسلام (يعني الفقهاء الذين ما زالوا يفضلون البقاء في ظلمات الجمود! ثم قال: ومن جمود هؤلاء "الفقهاء" أيها السادة؟ أنهم يؤمنون إيمانا جازما أن محمداً- صلى الله عليه وسلم- أمي لا يقرأ ولا يكتب وذلك ليكون القرآن من عند الله لا من عمل محمد- صلى الله عليه وسلم- ونحن نعتقد أن محمداً- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ ويدرس الكتب القديمة, ونعتقد أن القرآن كان من عمله هو, وما أنزل الله على بشر من شيء.
ثم قال: وينبغي لنا أن ننبذ التعصب الديني ظهريا, فلا نترك- تعصباً-هذه الحضارة الغربية اللامعة, وما فيها من زخرف وزينة, الى حضارة قديمة يقال أنها كانت لآبائنا القدماء المسلمين. فلنتمسك بهذه الحضارة الغربية المغرية, ثم أن وافقت حضارة الإسلام القديمة فذلك ما كنا نبغي, وان خالفتها فحاجتنا إلى حضارة عاجلة هي زينة الحياة الدنيا, لا إلى حضارة إسلامية غابرة نجهلها ولا نعرفها. ثم تكلم عن حركة التجديد المتحرك في مصر وفي بلاد الشرق, وتمنى لها أن ينتصر السفور فيها على الحجاب, ثم استنهض إلى تحرير المسلمة الجزائرية حتى تكون كالمرأة الفرنسية حريةً وسفورا وأخيراً طلب إلي أن أقول كلمتي في هذا الأمر, وكان يحسبني سأصادق على ما قال. ولكني نهضت فنقضت أقاويله هذه نقضاً حتى لم أبق منها على شيء, وحتى اقتنع الناس ببطلان تلك المفتريات, بل هو نفسه قد اقتنع وسلم تسليما.
وجملة ما قلته يومئذ: إن قادة الفكر في الجزائر أيها الإخوان فريقان: فريق متفرج متخرج من المدارس الفرنسية, يحتقر أمته, ولا يحترم دينها ولا عوائدها ولا تاريخها, وكل ما يقدمه لها أنه يرميها بالجهل والجمود. وفريق آخر من"الفقهاء" يحذرون الأمة من هؤلاء المتفرنجين, ويصمونهم بالكفر والمروق من الإسلام. وهكذا ضل هؤلاء الفريقان دهراً طويلاً, ما يكلم أحد منهم أحداً, ولا يرأم الرجلُ منهم أخاه, ولا فكروا في تكوين وحدة إسلامية تنتفع بها أمة الجزائر. حتى بعث الله هذه الفئة المباركة من شبان الجزائر, وهي جماعة" الإصلاح الديني " فجعلت دستورها القرآن الكريم الذي هو خير جامعة تجمع أشتات الجزائر المتناثرة. وقد وفقت إلى أن تحطم بالقرآن العظيم كثيراً مما لصق بالإسلام من خرافات وأضاليل, وهي ترجو أن يهيئ الله لها من أمرها رشدا, فيرجع بالمسلمين إلى الدين الخالص, والإسلام الصحيح, ويخرجهم من الظلمات إلى النور. وترجو كذلك أن توفق إلى أن تهدي بالقرآن العظيم أبناءنا المتفرنجين الذين ضلوا صراط الله المستقيم, فحسبوا أن الإسلام إنما هو ما يعمه فيه جهلة المسلمين من الجهل والضلال. فكان ذلك عوناً للاستعمار على أن يحتل عقول أبنائنا, ويبث فيهم الزيغ والتفرنج, ولو أن أبناءنا اهتدوا بهدي النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- وتخلقوا بخلق القرآن, لما غلبنا الاستعمار على أفئدتهم وأسماعهم وأبصارهم حتى صاروا ولهم قلوب لا يفقهون بها إلا ما يرضي الاستعمار, ولهم آذان لا يسمعون بها إلا ما يرضي الاستعمار, ولهم أعين لا يبصرون بها إلا ما يرضي الاستعمار.
إن الاستعمار أيها السادة يقول: ما منع المسلمين أن يندمجوا فينا إلا القرآن الذي جعلهم يندمجون في الأتراك ويرضون بهم سادة حاكمين عليهم. ولذلك فان في رجال الاستعمار من يحاربون القرآن, ويصدون عن سبيل الله, حتى لا يكون هناك دين يمنع المسلمين أن ينسوا أنفسهم, ويتهافتوا على التفرنج والاندماج, ويومئذ لا تكون فتنة, ويكون الأمر كله للاستعمار (لا قدر الله).
ويحارب الاستعمار القرآن أيها السادة بهذه المدارس التي ينشرها في سائر بلاد الإسلام, يفترى فيها على الله الكذب, ويتقول فيها على الإسلام الأقاويل, فيزعم أن القرآن من عمل الرسول- صلى الله عليه وسلم- لا من عند الله, لكي يهون من أهمية هذا الكتاب العظيم, ويزعم أن محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يعرف القراءة والكتابة, ويدرس الكتب القديمة, لكي يصح أن يكون هو الذي عمل القرآن.
وهذه أيها السادة مفتريات قد افتراها العرب المشركون في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- من قبل أن تتمضمض بها ألسنة هؤلاء المستعمرين. وقد دحضها القرآن وزيفها تزييفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أني قد أعددت محادثة ألممت فيها بهذا الموضوع من جميع نواحيه, وسأطلب إليكم أيها السادة أن تستمعوا لها في ليلة قادمة, فإني أقول الآن: إن القرآن الكريم, أيها السادة, وإن كان المنطق الإنساني يقصر عن وصفه, وعن الإحاطة بكماله, الذي لا يحد ولا ينتهي, فإن من يتدبر- ولو قليلا - يعلم أنه منزل من الله ما فيه من شك, وأنه ما يقدر عليه من أحد غير الله بتناول القرآن ما يسمونه (الفلسفة الإلهية) أو"الإلهيات" ونسميه نحن"غيب السموات والأرض" فيذكر لنا من ذلك ما يمكن أن تؤمن به الفطرة البشرية كلها, أو ما يجب على الفطرة البشرية كلها أن تؤمن به إيمانا فيه الرضى, وفيه الهدؤ والاطمئنان. وما لم يذكره القرآن في هذا الباب أيها السادة, فهو فوق ما تتناوله هذه الفطرة البشرية, والناس قد اختلفوا فيه اختلافاً كثيرا, ولا يزالون فيه أبد الدهر مختلفين لا يتفقون, ثم لا يهتدون فيه إلى شيء من اليقين. إن هم إلا يظنون, وان الظن لا يغنى من الحق شيئا وألممت إلمامة مجملة بقواعد التشريع, وأحوال الحكم في القرآن. ثم قلت:
و يتناول القرآن إصلاح هذه الإنسانية من ناحية التربية والتهذيب فيضع لها المثل الأعلى للفضيلة والخلق الكريم. ويدعوك القرآن إلى هذا المثل الأعلى من الفضيلة والخلق الكريم, ويشوقك إليه, ويغريك به إغراء كثيرا, حتى يصل بك- إذا أنت تخلقت بخلقه- إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه امرؤ من الكمال. وليس في الكلام ما ترى فيه الفضيلة رائعة مغرية على أتم ما يكون فتنة وجمالا, ويريك الرذيلة قبيحة شوهاء على أشد ما تكون قبحاً وبشاعة, مثل كلام الله الذي يعلم ما تكن الأنفس, وما تخفي الصدور. ولو أن هذه الإنسانية قد توفقت إلى أن نتربى بتربية القرآن, وتتأدب بآدابه, لاستراحت مما هي فيه من إثم وفساد, ومما تعانيه من شرور وموبقات.
ثم ذكرت أهم عدة آيات كريمة تنطق بالحق, وتشهد بما أقول ثم قلت: هل لكم يا سادتي أن تقرؤا بأنفسكم بعض سور من القرآن فتعلموا يقينا أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم, وأنه تنزيل العزيز الحكيم, لا من عمل الرسول- صلى الله عليه وسلم-.
ولو أن هذا القرآن كان من عند رسول الله, لكان حقيقا أن ينسبه-صلى الله عليه وسلم- إلى نفسه, لا إلى الله.
وبسطت هذا الموضوع بسطا اقتنع به الحاضرون. وانتقلت منه إلى الأمية التي كانت شائعة يومئذ بين العرب أجمعين. واثبت لهم بالشواهد التاريخية التي لا تقبل مناقشة ولا جدالا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب.
وبعد ذلك قلت: وهب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يعرف الحروف الهجائية العربية, ويقرؤها ويكتبها, فما هي هاته الحروف؟ هي بلا شك تلك الحروف التي كانت يومئذ في أول نشأتها، يلتبس فيها كل حرف بكل حرف, ولا يتبين فيها شيء من شيء. ولا يمكن بحال أن تكون حروفا نكتب بها كتب, وتدون بها دواوين.
وأين هذه (الكتب القديمة) التي يزعمون أنها كانت مكتوبة بالحروف العربية, ويزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرؤها ويدرسها؟ .. وما هي أسماء هذه الكتب؟ ومن هم الذين ألفوها؟ وهل كانت في بلاد العرب جامعات علمية تدرس باللغة العربية, وتكتب بالحروف العربية, حتى يمكن أن يقال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تعلم فيها الكتاب والحكمة. وهاته العلوم التي ذكرها الله في القرآن العظيم؟ ويح هؤلاء القوم المستعمرون! يقولون إن الأبجدية العربية على حالتها الحاضرة اليوم قاصرة لا تفي بالمراد, ولا تماشي علوم العصر ولا آدابه ثم يزعمون أن العرب في الجاهلية كانوا أولي علم وفلسفة وكتب قديمة مكتوبة بالحروف العربية التي وفت لهم بكل ما كان عندهم من حكمة وأدب! فهل معنى هذا أن الأبجدية العربية كانت في الجاهلية أرقى منها في هذا العهد الأخير؟! "قاتلهم الله أنى يؤفكون".
ولو كنت أعجب من شيء في هذه الحياة لعجبت من أمركم أنتم أيها الإخوان, انتم مسلمون, وآباؤكم مسلمون, لا ترضون إذا وصفتم بغير الإسلام, ومع ذلكم فإنكم لا تعرفون شيئا عن الإسلام إلا ما جاءكم عن طريق أعدائه, أفمن أعداء الإسلام تتعلمون الإسلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس في استطاعة أدناكم علماً بالإسلام أن يأخذ الإسلام عن أبويه أو ذوي قرباه, أو عن أي مسلم آخر؟ فإن هؤلاء العامة من المسلمين-مهما بلغوا في الجهل- فإنهم أحق من الأجانب وأجدر أن يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله. إنه ليس من عجب يا سادتي أعجب من أمركم هذا!
* * *
تقول يا سيدي فلان (أعني المحاضر) "ينبغي لنا أن ننبذ التعصب الديني (الإسلامي) ظهريا, فلا يحملنا التعصب على ترك هذه الحضارة الغربية اللامعة, إلى حضارة إسلامية يقال أنها كانت في القديم لآبائنا المسلمين ... "وهذا هو نفس ما يقول الاستعمار (كما قدمته لكم آنفا) الذي يريد أن يرزأنا في كل شيء, يريد أن يرزأنا في قوميتنا وأن يرزأنا في ديننا, حتى لا يكون هنالك عندنا ما يعصمنا من أن يلتهمنا الاستعمار التهاما, ويأكلنا أكلا لما, فنندمج فيه يومئذ اندماجا لا يبقى منا معه شيء, فإذا نبذنا هذا التعصب الديني، أعني إذا تركنا ديننا ونبذناه ظهريا وانسلخنا من عوائدنا وأخلاقنا, وأنكرنا كل صلة تربطنا بآبائنا الأولين, ثم تهافتنا على هذه الحضارة الغربية, فتفرنجنا واندمجنا, وأسرفنا في التفرنج والاندماج, حتى يغمر التفرنج والاندماج منا كل شيء, وحتى لا تكون علينا سمة من سمات الإسلام, وحتى لا يبقى عندنا ما يصح أن نتسمى به مسلمين, فهل نكون يومئذ بعدما خرجنا من ذاتيتنا, ومسخنا عن أنفسنا, قد تمدنا وترقينا؟ وهل يعترف العالم الغربي يومئذ بان لنا في هذه الحياة مركزا ممتازا؟
والجواب أننا لا محالة نصير يومئذ إلى الموت والاضمحلال و بئس المصير.
والشيء السخيف, المضحك, أيها السادة, هذه الدعاية التي تدعونا إلى أن نترك حضارة آبائنا المسلمين, إلى هذه الحضارة الغربية اللامعة ... فان مثلنا- اذا فعلنا ذلك وانخدعنا- مثل من لا يعجبه أبوه الذي ولده, فيتركه, ويتخذ لنفسه أباً آخر لامعاً جميلا! أروني أيها السادة رجلاً واحداً يستطيع أن يخرج عن الطبيعة, فيرضى بأبيه بديلا, أو قل فيرضى إن يكون ابنا لا أب له فالذين يدعوننا إلى ترك حضارة آبائنا إنما يدعوننا إلى أن نعلن على الملأ: إننا مالنا من أباء.
يعجبني منكم أيها السادة ذلكم الشاب الذي استعار اسم"كامل بن سراج"حين يقول:" .. وهل من مصلحة العالم أن يكون كله أوربوياً غربياً؟ وقد استبدلت اليابان منازل باريس بمنازل اليابان الخشبية, ولكن هل أغناها ذلك من الزلزال شيئاً؟ ... "يقول هذا ردا على لويس بيرتران الذي يقول:" .. الشرق مريض بالتعصب الديني الذي يحرمه من الحضارة الغربية, ومن الاندماج في الغرب .. "و أنا أرجو لكم أيها الشبان أن تكونوا كلكم مثل هذا الشاب الذي تعرفونه وإن كان يستعير اسم (ابن سراج) وكلكم تعجبون به إعجاباً كثيراً, وتقدمونه عليكم إماما وزعيما سادتي وإخواني, إن في هذه الحياة الغربية زينة ولمعانا وإن فيها لحبائل وخدائع"فلا تغرنكم الحياة الدنيا, ولا يغرنكم بالله الغرور"ولا يفتننكم شياطين الاستعمار, فيفسدوا عليكم دينكم, ويخرجوكم من كل ما بقي لديكم من شرف واستقامة, كما أخرجوكم من دياركم وأموالكم بغير حق.
و ليس في التعصب أكبر مقتاً من تعصب هؤلاء الغربيين, فهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم"وان فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون"يعلمون أن من الحق أن نحتفظ بكرامتنا وبقوميتنا وبديننا, ولكنهم لتعصبهم الغربي يعدون ذلك علينا"تعصباً دينياً ممقوتا".
أخبرني أحد أصدقائي أنه كان عرف أحد الصحفيين الفرنسيس في مدينة بسكرة الجميلة, وأن هذا الصحفي أعجبته بسكرة هذه بحسنها وجمالها, فأقام فيها دهراً طويلا, عاشر فيه المسلمين, وعرف أخلاقهم وعوائدهم, فأعجبه ما رأى فيهم من فطرة سليمة, وخلق كريم. وعلل ذلك بأن هؤلاء المسلمين (في بسكرة) وان كان أكثرهم من العامة البسطاء فإنهم مازالوا على الفطرة الإسلامية, فهذه الأخلاق الكريمة الباقية فيهم هي من فضيلة الإسلام التي مازالت بعيدة عن مساويء هذه الحضارة الغربية الآثمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صديقي الراوي: وزارني هذا الصحفي مرة في يوم قائظ شديد الحر, لا يزور فيه المرء ولا يزار. قال: فحياني بتحية الإسلام, فرددت عليه بأحسن منها, ثم قال لي: يا فلان, أتدري فيم أتيتك في هذه الساعة؟ قلت الله أعلم قال: القلق واضطراب البال هما اللذان حملاني على أن أزورك الآن. قلت: وهل حدث مكروه؟ قال لا, ولكني رجل قد مللت حياة العزوبة والانفراد, وأصبحت أشعر بالحاجة إلى زوج صلحة أسكن إليها, وتخفف عن كاهلي أعباء هذه الحياة, وتهون علي همومها وأحزانها وتقاسمني حلو الحياة ومرها, وسراءها وضراءها. وقد نظرت في هذا الأمر, وقلبته على كل وجه, فإذا الزواج عسير علي غير يسير. فهؤلاء النساء الأوربيات السافرات وإن كن متأنقات متمدنات فهن إنما يصلحن للهو واللعب, وقليل منهن (إن لم أقل ليس فيهن) من تصلح أن تتخذها حرماً مصونا.
قال الراوي: فقلت إنكم تشكون نساءكم, ونحن نشكو نساءنا وجهلهن. وأنتم تشكون السفور, ونحن نشكو الحجاب فقال: قولوا الحمد لله على نعمة الإسلام, وما بثه بينكم من خلق متين, وقولوا "الحمد لله الذي هدانا لهذا, وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".فالمسلمات قد أدبهن الإسلام, فإذا هن حور مقصورات في الخيام, قاصرات الطرف على بعولتهن, طائعات لأزواجهن, لا يعصينهم في معروف, مقتنعات بالقليل الذي قسم الله لهن, مكنونات في خدورهن, غير متبرجات بزينة, حافظات للغيب بما حفظ الله. فماذا تريدون من نسائكم المسلمات, بعد هذه الصفات الفاضلة؟ هل تريدون أن تعلموهن في هذه المدارس الفرنسية, فلا يتعلمن فيها بدل حسن الخلق إلا التمرد والعصيان, و إلا التفنن في الشهوات إلى حد من الاستهتار بعيد, و إلا الإسراف في النفقات على الأحذية وطلائها, وعلى الجوارب والمساحيق حتى يعجز أزواجهن أو آباؤهن عن تسديد نفقاتهن, وحتى لا يكفيهن من النفقة قليل ولا كثير؟
إياكم- أيها المسلمون, أن تغتروا بأكاذيب هؤلاء الغربيين الذين لم يعترفوا من شدة تعصبهم بكرامة المسلمة ولم يقدروها حق قدرها. فهم يسمون حجابها سجنا, وحياءها جموداً, وطاعتها لزوجها حيوانية وجهلا. ومن تعصبنا نحن الغربيين أننا لا نسمح لأنفسنا أن ننتقد ما عليه مجتمعنا من نقص وفساد, بل بلغ بنا الرضى عن أنفسنا أننا نسمي استهتارنا حرية وإسرافنا في امرنا تنفيذ إرادة, وهكذا نستر عيوبنا وضعفنا تحت لمعان الألفاظ, وخداع العناوين.
قال الراوي: ثم قال لي هذا الصحفي الفاضل:- هل تدري يا فلان لماذا أتيت إلى بسكرة؟ قلت: لا أدري.
قال: جئت مندوبا من بعض كبريات الصحف بباريس, لأضع لها "رواية" عن العائلة الإسلامية تنشرها تباعا. وتأخذ منها خلاصة تمنحها دور السينما (الصور المتحركة) ,وكانت هذه الجريدة تنتظر مني, وكان الناس ينتظرون مني, أن أضع روايتي هذه, وأصور فيها العائلة المسلمة أو بالحري المرأة المسلمة على أشد ما يمكن أن تكون توحشاً وانحطاطا ولكني بحثت هذا المجتمع الإسلامي فوجدته طاهراً بسيطا, لم يتشوه بالحضارة الغربية, وآثامها. ففاوضت الجريدة وراجعتها في موضوع الرواية وأسلوبها فرضيت, ولكن على شرط لم أرض به أنا ..
بحثت عن الإسلام في هذه العائلة الإسلامية الطاهرة الخالصة فإذا هو دين الحق الذي يجب على من في الأرض أن يؤمنوا له كلهم جميعا. وأحببت أن اسلم وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا وما أنا من المشركين, وأحببت أن أذيع إسلامي بين الناس, وأحببت يومئذ أن أتزوج بامرأة مسلمة مؤمنة, ولكني خشيت أن يزدربني هؤلاء الغربيون المتعصبون الفضوليون.
لو كنت من نطلق الناس ودهمائهم لا سلمت ولسعدت بإسلامي, ولكني صحفي يعرفني جميع الناس ويهتمون مني بكل صغيرة وكبيرة, فإذا أعلنت إسلامي فسيمطرونني وابلا من الشتائم, وسيصورونني صوراً هزلية لاذعة مرة تذهب بكل مالي من صبر واحتمال.
قال الراوي: ثم قال لي: هل تدري ماذا أريد منك الآن؟
فقلت: لا أدري, ولكني أتشرف بان أكون طوع إشارتك.
فقال: أريد منك أن تفتيني أو أن تستفتى لي أحد علماء الدين (الإسلامي) في رجل يؤمن بالله واليوم الآخر, ويهتدي بهدى محمد-صلى الله عليه وسلم- ثم يكون كذلك في خاصة نفسه, لا يهيج على نفسه فضول الناس ولا تعصبهم. فهل يكون عليه من سبيل وهل يقبل الله منه عدلا أو صرفا ...
فقلت له: إن الله أرحم وأكرم من أن لا يقبل من رجل مؤمن يكتم إيمانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: فاشهد لي إذن بأني"أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً رسول الله". وبأني من المسلمين.
* * *
سادتي, هل رأيتم تعصباً أشد مقتا من تعصب هؤلاء القوم؟ وهذا رجل صحفي آمن بالله وبرسوله, وكتم إيمانه مخافة أن ينال منه قومه, ويصموه بالتأخر والتدين, تعصباً منهم وفضولا. يصموننا بالتعصب إذا نحن استمسكنا بديننا, واحتفظنا بما عندنا من طربوش وعمامة, ولكنك إذا رجوت من أكثر فلاسفتهم حرية فكر وإرادة أن ينتزع قبعته من على رأسه ويضع مكانها عمامة أو طربوشاً, فلا تراه إلا محتفظاً بقبعته ويعتز بها اعتزازا.
واذا كان الغربي المستعمر لا يعجبه أن يرى على رأسي طربوشاً, أو يستقبح منظر عمامتي, فهل ألام أنا إذا هو لبس قبعة سوداء أن أراها على رأسه غراباً أقبح ما يكون شؤماً وسواداً؟!
(وهنا ضحك الحاضرون, واستغرقوا في الضحك, ونزع المتقبعون منهم قبعاتهم التي على رؤسهم).
هم يحتفظون بعوائدهم وقوميتهم, ويعتزون بأنفسهم, فلماذا لا نتعلم منهم – على الأقل- هذه الخصلة, فنحتفظ بديننا وقوميتنا ونعتز بأنفسنا؟
و بماذا تريدون أن أستشهد لكم على تعصب هؤلاء الناس, بعدما حرموا عليكم- وهم إخوانكم وزملاؤكم في طلب العلم- أن تدخلوا معهم في جمعيتهم التي أسسوها باسم (جمعية التلاميذ) فاضطررتم أنتم أن تؤسسوا جمعية لأنفسكم, ونعم ما فعلتم.
سادتي, أريد أن أذكر لكم في هذا المقام مسألة ينبغي لكل مسلم أن يهتم بها اهتماماً كبيرا, وهي مسألة فيها شرح وبيان لما نحن فيه:
نرى كل يوم من هذه الجاليات الغربية في بلاد المغرب ناساً يدخلون في دين الله, ويعتنقون الإسلام. حتى صاروا الآن عدة آلاف, وهم كل يوم يزيدون والنساء منهم نحو ثمانين في المائة. وقد بحثت هذه المسألة واستقصيتها, فانتهيت إلى أن الأسباب التي تحمل هؤلاء المسيحيين على اعتناق الإسلام ترجع في صميمها إلى الدعاية الفعلية التي يقوم بها العامة المسلمون ضمناً من غير قصد منهم وذلك حين ما يذكرون دينهم على سبيل الفخر والاعتزاز فيؤثرون على من يستمع لهم من المسيحيين. و كانت المسيحيات اللاتي أسلمن أكثر عددا ًمن المسيحيين الذين أسلموا, لأن نساءنا المسلمات أكثر احتفاظاً بالإسلام من الرجال المسلمين. وأشد منهم مناضلة عن دينهن وأخلاقهن وعوائدهن.
كنت مرة ضيفاً عند احد أصدقائي في ضاحية من ضواحي الجزائر (العاصمة) , وإننا لنتحدث بمثل هذا الحديث إذ سمعت امرأة من وراء حجاب تقول: وأنا الأخرى كنت امرأة مسيحية, ثم أسلمت بسبب من مثل ما تقول يا سيدي. كنت اشتريت ثوباً حريريا أنيقا, ولبسته ذات يوم من أيام الصيف, وكانت لي جارة مسلمة فدخلت عليها في ذلك الثوب الجديد. وما هي إلا أن رأتني, ورأت أعضائي بادية, ونهودي عارية, حتى قامت تؤنبني وتستقبح مني أن ألبس مثل هذا الثوب الذي لا تتبين به كاسية من عارية! فأثرت نصيحتها في نفسي تأثيراً بليغا: فانتزعته منذ ذلك اليوم, ثم لم ألبس بعده ثوبا قصيفاً خليعا, واكتسبت من الإسلام ثوباً سابغاً عفيفا. فالحمد لله على الستر, وراحة الخدر ...
فالمسلمة الجزائرية- أيها السادة- أصلح حالا من الرجل, لأنها ما زالت أبعد منه عن التفرنج.
وأخرى, فان العامة المسلمين الذين يتزوجون بالأجنبيات يتمسكون بدينهم تمسكا حبب الإسلام إلى نسائهم, وزينه في قلوبهن, وكره إليهن الكفر والفسوق والعصيان, ففررن إلى الله, ودخلن في الإسلام. وأكثر هؤلاء المسلمين الذين يتزوجون بالأجنبيات, ويهدونهن إلى الإسلام هم من أهالي جبال زواوة الذين يذهبون إلى فرنسا عملة كاسبين, ويرجعون إلى الجزائر متزوجين.
والحقيقة المرة أيها السادة بأنني لم أجد شخصا واحداً قد اهتدى إلى الإسلام على يد شاب متنور منكم.
وأمر من ذلك وأدهى أننا نرى العامي المسلم يتزوج بالأجنبية, فلم يزل بها يدعوها إلى الله, حتى تسلم ويحسن إسلامها. وإننا نرى الشاب المهذب من هن هؤلاء الذين تعلموا في مدارس الفرنجة يتزوج بالإفرنجية, فلم تزل هي به حتى يتفرنج ويكفر.
هذه حقيقة مرة مؤلمة, ولكن يجب الاعتراف بها وإعلانها بين الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
يجب أن يذع في القريب والبعيد أن هؤلاء الشبان المتنورين أصحاب الشهادات العلمية الاوربوية العالية الذين عقد الوطن بهم الأمل في أن يجلبوا إليه خيراً كثيرا, قد ولوا الأدبار, واندمجوا في الفرنجة اندماجا, على أيدي أزواجهم الأجنبيات, على حين أن هؤلاء الأجنبيات يخرجن من الظلمات إلى النور على أيدي أزواجهن من العامة المسلمين, فيعدن مسلمات مؤمنات صالحات.
ويجب علينا- أيها السادة- أن نعترف ونذيع في الناس أن سبب هذا الأمر هو هذه المدارس الإفرنجية التي أطفأت في صدور الشبان حب الاحتفاظ بالقومية, وأضعفت في نفوسهم الشعور الإسلامي الذي يشعر به المسلمون.
على أن التزوج بالأجنبيات هو أمر ضرره فادح جداً على القومية الإسلامية, وليس فيه أدنى خير, فالشبان الذين يتزوجون بالأجنبيات يتركون بنات أعمامهم بلا بعولة ولا أزواج يعولونهن ويقومون على ضرورياتهن , وربما أداهن الفقر والحاجة إلى أن يصبحن خطراً على المجتمع الإسلامي وعلى ما فيه من الحشمة ومكارم الأخلاق.
وما من شاب مسلم ترك بنت عمه المسلمة العربية المحتشمة وتزوج بأجنبية من اللائي لا يعرفن الحياء إلا وقد ندم على زواجه من حيث لا ينفعه الندم, وكان عاقبة أمره خسرا, ولم يكن زواجه موفقاً ولا سعيدا. وذلك لأنه لا يكاد يقضي أيام العرس الأولى حتى يجد بجانبه امرأة تزدريه ولا تحترمه, ولا تعرف له قيمة أو اعتبارا, وهي تحمل لجنسه العربي الكراهية والبغض, وتعتقد أن زواجها به عليها مصاب عظيم, وتعتقد أنها كانت تطلب فيه زوجا كريما فوجدت فيه عبداً لئيما.
ويجد هو نفسه قد غلط وأخطأ التقدير فقد طلب فيها وردة تفوح وتعبق فإذا هي أفعى يلعو فحيحها وصريرها.
وما من فرنجية تزوجها شاب مسلم من هؤلاء وولدت منه ولداً إلا وتسمى أولادها بأسماء فرنجية غير عربية ثم لا يكبر هؤلاء إلا وهم فرنجة ليسوا عرباً ولا مسلمين.
وكان شاب مسلم عربي من هؤلاء- وهو طبيب- قد تزوج بأجنبية فولد لهما ولد ذكر فسماه أبوه"صالحا"وسمته أمه"موريس" فقال فيه كاتب الجزائر الفكه وشاعرها المبدع الأستاذ محمد الأمين العمودي الكاتب العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين هذه الأبيات الحلوة:
حيي الطبيب ولا تنس قرينته ... فهو سليمان و"المدام" بلقيس
له غلام أطال الله مدته ... تنازع العرب فيه والفرنسيس
لا تعذلوه إذا ماخان ملته ... فنصفه"صالح"والنصف"موريس"
وفي الحق أن هاته الأبيات هي منطبقة على جميع هؤلاء الشبان المغرورين الذين يتركون قريباتهم العربيات ويتزوجون بالأجنبيات البعيدات.
كيف يتفرنج المتفرنجون من شبابنا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق, وجاءهم البينات؟ فان فعلوا ذلك ليرضى عنهم الاستعمار, فالله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين. (وهنا هاج الحاضرون وصاحوا: لا نرضي الاستعمار. نرضي الله ورسوله. ليَعلُ الاسلام ... )
* * *
وتستبشر يا سيدي (المحاضر) بحركة التجديد في مصر, وبلاد الشرق, وتتمنى أن ينتصر فيها السفور على الحجاب, وتستنهض إلى الأخذ بيد المسلمة الجزائرية حتى تكون كالمرأة الفرنسية حرية وسفورا. وأحسبك يا سيدي تعني بكلمة حركة التجديد في الشرق تلك الحركة التي هي أحرى أن تسمى حركة "الإلحاد والتقليد"منها أن تسمى حركة "تجديد" لأن غايتها التفرنج والاندماج في الغرب اندماجا تاماً بكل معنى الكلمة. و يقوم بهذه المشاغبة ناس تعلم أكثرهم في المدارس أجنبية غير إسلامية أسست لمثل هذه الغاية في الشرق. ثم خرجوا منها"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم, ويأبى الله الا أن يتم نوره".
إنها إن تكن فتنة (الإلحاد والتقليد) يقوم بها كثير من أعوان الاستعمار في الشرق, فإننا لا نخاف منها خوفاً شديداً. لولا فتنة التجديد والإلحاد هذه لما قام أعلام الأدب العربي ورجال الإصلاح الإسلامي يجاهدون في الله حق جهاده ويقومون حقاً بحملة"الإصلاح والتجديد"مثل العلامة السيد رشيد رضا وأمير البيان الأمير شكيب أرسلان, والأديب الإمام السيد مصطفى صادق الرافعي و ... ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه عرفناهم في "الزهراء" و"المنار" و"الفتح" المبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل هذه الجلبة التي نسمعها في الشرق (غير الجزائر) تحوم حول ما تكلم به آنفا سيدي (فلان) في هذه البلاد (الجزائر).فالتجديد كله هو"تحرير" المرأة المسلمة وسفورها, أو قل هو كشف المرأة المسلمة وهتك سترها, ثم ليس هنالك في"التجديد" شيء آخر غير هذا.
الحجاب أيها السادة فريضة فرضها الله على أزواج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين وقال في كتابه العزيز: (يا نساء النبي .... وقرن في بيوتكن, ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ... " ثم اقتدت المؤمنات بأمهات المؤمنين, ثم أخذ الحجاب يفشو بين المسلمات على مقدار ما تستبحر الحضارة بين المسلمين. فالحجاب أثر من آثار التمدن الإسلامي, بقي بأيدينا تراثا عن آبائنا الأولين. فهل إذا أضعناه نكون قد أحسنا لأجدادنا, وبررنا بهم برورا, أم نكون أسأنا إليهم وعققناهم عقوقا؟
إن الحجاب أيها السادة هو فصل ما بين الرجل والمرأة لتنقطع هي إلى منزلها تصلحه وتربي أولادها, وينقطع هو إلى العمل والاكتساب خارج البيت ثم ماذا تريدون من سفور المرأة المسلمة الجزائرية؟ تقولون إنكم تريدون لها أن تخرج إلى حياة العمل والجهاد. ولكن هل نسيتم أنكم في بلد أكثر أبنائه في عطلة وبطالة؟ فهل تريدون لنسائنا أن يعشن أيضا عاطلات متشردات؟ يذرعن الطرقات جيئة وذهابا طول النهار وزلفا من الليل.
كتب كاتب مسلم في إحدى الصحف الإفرنسية فصلا يدعو فيه المرأة المسلمة إلى السفور, فأجابته فتاة مسلمة في الصحيفة نفسها, وسمت نفسها "فاطمة الزهراء"جوابا حقا, ما ينبغي لأحد بعده أن يدعو المسلمات إلى السفور. وتقول له في هذا الجواب: ( .. ولا يعزب عن بالك يا سيدي إذا أنت دعوتنا إلى السفور أننا معشر المسلمات لا نفهم عنك إلا أنك تدعونا إلى أن نقضي نهارنا في البارات, أو في الطرقات نفتش على أصحاب من الرجال نقودهم من أنوفهم إلى المسارح والمراقص فنبيت نرقص حتى نتعب ونظمأ, فإذا عطشنا عجنا بالبار (الحانة) نشرب ونستجم (نستريح).ثم نعود كمثل ما كنا فيه, "وهكذا, دواليك ... "هذا هو ما تفهمه المسلمة الجزائرية عنكم إذا أنتم دعوتموها إلى السفور. فهل فهمتم أنتم أيها الشبان؟ إنه مهما بالغ دعاة السفور في دعوى أن العفة ليست في الحجاب, فما هم بقادرين على أن ينكروا أن الحجاب هو أعون على العفاف, وأنه هو أقرب للتقوى.
في أي جو من أجواء السفور تستطيعون أن تجدوا العفاف أيها السادة الإخوان؟ أتجدونه في هذه الحضارة اللامعة التي تسيل خلاعة واستهتار؟ أم أين تجدونه إلا حيث لا يكون سفور؟ أو حيث لا يكون اختلاط بين الرجال والنساء! ما أريد أن أنبهكم يا سادتي إلى هذه الملاعب والمراقص والملاهي والمسارح الحمراوات (جمع الحمراء) وما يكون فيها من إثم وغي. ولا إلى هذه الروايات التي تمثلها دور السينما (الصور المتحركة) فتمثل فيها الغواية والضلال, تمثيلاً يغري الزوجة بالغدر والخيانة, ويزين لها ذلك تزيينا وهل أكثر هذه الروايات التي يسمونها روايات حب وغرام إلا روايات غدر وخيانة وإثم, سميت بغير أسمائها تلبيساً وتضليلاً, ودعاية إلى الشر والفساد.
وإنما أريد أن أذكر لكم أن في الجنوب الجزائري الشرقي (من عمالة قسنطينة) ولاية صغيرة, اسمها:"سوف"واسم قاعدتها "الوادي" وكلكم فيها أظن تعرفونها. و"سوف" هذه هي من أكثر بلاد الله ديناً وصلاحا, ومن أكثر بلاد الله طهراً وعفافا. ومع ذلكم فإن فيها مدينة آهلة بما يناهز العشرين ألفا من السكان اسمها: (كمار).واختصت (كمار) هذه من دون بلاد"سوف" كلها بسفور النساء وتحريرهن, حتى لا تتزوج فتاة في (كمار) إلا بعد أن تتعرف بخطيبها, وتختار لنفسها الزوج الذي تريد, على العادة الجارية بين الفرنجة اليوم. مع أن أهالي (كمار) ما زالوا على حالة بداوة وبساطة في كل أساليب العيش, ولكن هل في (كمار) حيث السفور, واختلاط الرجال بالنساء تجد العفاف الشديد الذي تجده فيما حولها من بلدان "سوف"حواضرها وقراها؟
إن"الوادي"و"البهيمه"و"الزكم"و"كوينين"وغيرها من مدائن"سوف"وقراها من أشد بلاد الله تمسكاً بالحجاب, ومن أشد بلاد الله عفة واستقامة. "وكمار"وحدها (وهي في وسط سوف, وأهاليها سوافة) ترتكب فيها كبائر الإثم, أو تقع فيها حوادث الحب والغرام (كما يقولون) وكان أعيان (كمار) وأهل الفضل فيها حجبوا النساء, ومنعوهن من السفور, والاختلاط بالرجال, ولكن شيخ طريقة صوفية دعا بالشر على كل امرأة تبقى في خدرها, ولعن كل فتاة تحتجب, لعناً كثيرا, فعاد النساء إلى السفور وتركن الخدور.
وكذلكم جبل (آوراس) حيث السفور والاختلاط, وجبل (العمور) أيضا.
فهذه الشواهد أيها السادة تدل دلالة واضحة على أن السفور المختلط-بدوياً كان أو مدنيا- هو دون الحجاب من حيث اشرف والعفاف.
ينبغي أن تحتجب المرأة الدميمة فتستر على نفسها قبحها ودمامتها, وينبغي أن تحتجب المرأة الجميلة حتى لا يفتتن بها الناس.
وختمت حديثي بهذه الكلمة:
سادتي, هل أدلكم على النجاة مما نحن فيه؟: تؤمنون بالله ورسوله, وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم, وتتخذون لكم معهداً إسلامياً تتعلمون فيه الاسلام, وتدرسون فيه كتاب الله, وسيرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.فإن فعلتم فعسى أن تكونوا من المهتدين, وإن لم تفعلوا فلن تفلحوا إذن أبدا.
وما انتهيت من حديثي إلى هنا حتى كاد القوم يطيرون فرحاً وسرورا.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان:" في أحد متنزهات وهران" ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 05:28]ـ
/// جزاك الله خيرًا .. موضوع متميِّز .. بارك الله في جهدك ووقتك
ذكَّرتني هذه الكتابات بذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمةً واسعةً
/// وأعتذر إليك لنقله إلى مجلس القضايا، فهو به ألصق، ويبقى مثبَّتًا إلى أن يشاء الله ليعم النفع به
/// ولو كبَّرت خط الكتابة فهو أحلى وأوضح.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 03:14]ـ
الأخ الكريم المشرف: عدنان البخاري .. وفيكم بارك الله وجزاك الله خيرا على تثبيت الموضوع لما فيه النفع إن شاء الله تعالى .. ولا مانع عندي من تكبير الخط وسترى ما يسرك إن شاء الله تعالى .. أما أسلوب الشيخ محمد السعيد الزاهري - رحمه الله تعالى - فكما قلت - سددكم الله - وإن كنت قليل المطالعة للشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله تعالى -لكن كمثل بعض خواطره الممتعة عفا الله عنه ..
وأسأل الله - جل وعلا - الإخلاص في القول و العمل والتوفيق للزوجة الفاضلة " أم إبراهيم " على مجهودها الخفي في صف الكتاب على ملفات ورد و الإعانة لي على كتابة بعض البحوث و المقالات، فمن باب قول النبي - صلى الله عليه و سلم - (لا يشكر الله من لم يشكر الناس) أتوجه لها بالشكر الجزيل راجيا من الله سبحانه و تعالى التوفيق لها و الثبات حتى الممات. آمين.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 02:13]ـ
الأخ الكريم عبد الحق: بارك الله فيكم على هذا النقل الموفق، ورحم الله الأستاذ الزاهري رحمة واسعة ...
وهذه نبذة مختصرة عنه:
هو فضيلة الشيخ الأديب الشَّاعر محمَّد السّعيد الزاهرى من مواليد 1899م بليشانة مدينة بسكرة (جنوب شرق الجزائر)، درس في مدينة قسنطينة وتتلّمذ على يد الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله، ثمّ انتقل إلى تونس وأصدر عدّة جرائد منها: " الجزائر " و " البرق " و " الوفاق "، وكان من مؤسسي المدرسة الإصلاحية وأحد أعلام الجزائر البارزين، الّذين كثرت كتاباتهم في ردّ بدع المتصوفة وبيان مجازفاتهم، حتّى أوذي في سبيل ذلك واعتدى عليه بالضّرب المبرّح بمدينة وهران محلّ إقامته في ربيع الثاني سنة (1352هـ - 1933م).
من مقالاته النفيسة:
- اعترافاتُ طرقيٍ قديم
- حاضر تلمسان
- الدكتور طه حسين شعوبي ماكر
- السنّة عند النّساء الجزائريّات
- شؤون وشجون، وغيرها ....
توفى - رحمه الله - سنة 1956م
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 05:23]ـ
الأخ الكريم: "فريد المرادي" وفيكم بارك الله ..
وتشكر على الترجمة الموجزة ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 05:25]ـ
ة
في أحد متنزهات وهران
اجتمعت ذات يوم من أيام الصيف في العام الماضي- عند طبيب من أطباء العيون في مدينة وهران - بأحد الصحفيين الإسبان, وتعارفنا هنالك, وما هو إلا أن انصرفنا من عند الطبيب حتى ركبنا سيارة أجرى إلى (روزفيل) أحسن متنزهات وهران الصيفية, وأجملها منظراً وخلاء. وانتبذنا هنالك على ساحل البحر مكاناً قصيا, وقضيناها ثمت عشية ألذ ما تكون أنساً وصفاء, وأحسن ما تكون سمراً وحديثا.
وكان رفيقي الاسباني أديباً شاعراً باللغة الإسبانية, فذكرنا البحر, وأقوال الشعراء فيه. فأنشدنا من أشعار الإسبان في وصف البحر ما هو حسن مقبول لا بأس به, وما فيه نبوغ وإبداع حتى تكاد تحسبه عربيا مبينا. وطلب إلي صاحبي أن أنشده شيئاً من أشعار العرب في هذا الموضوع, فخانتني ذاكرتي ولم يحضرني شيء من أقوال شعرائنا في وصف البحر. غير أني تذكرت أن عشية مثل هذه العشية كانت قد اتفقت لي في الجزائر (العاصمة) وأن منظرها كان مثل هذا المنظر تماما. وتذكرت أني كنت وصفت منظر البحر في تلك العشية, بقصيدة أقول فيها:
ما كان أشهاها إلي عشية
أمسيتها بجوانب (البلفار)
والبحر يكتنف الجزائر كالهلال
مقوسا أو مثل عطف سوار
والريح فوق الماء تكتب أسطراً
ما كان أجملهن من أسطار
كتبت سطور الاعتبار لمن تدبـ
برها, وموعظةً لذي استبصار
قد يقرأ الناس الكتابة, وهي لم
تك من براعة كاتب أو قاري
ولقد يكون البحر رهواً هادئا
إلا حراك تبعثر وعثار
فكأنه قفز الفلا: مرت به
غنم فلم تترك سوى الآثار
أو أنه رمل بقاع صفصف
جادته بالأحجار سود سواري
والموج كالثعبان يهجم بالسوا
حل هائجا, لكن على الأحجار
وحجارة فوق العباب نواتىء
(يُتْبَعُ)
(/)
كخيام حي, خيمت بقفار
وفقاقع تبدو ككتان بنا
ئقه منتشرة على الأشجار
وما انتهيت من إنشادي إلى هنا حتى كاد رفيقي يطير فرحاً وإعجابا بهذا الشعر, وأخذه مني على نية أن يترجمه إلى لغة الإسبان, وتفضل فأثنى على شعراء العرب ثناء لا يحصى وسألني فجأة:
- ما هو الكتاب العربي الذي كان له أثر بليغ عميق في تكوين أدبك وشاعريتك؟
فقلت له: القرآن الكريم
فقال:- القرآن؟ .. إنه كتاب ديني.
فقلت: نعم, إنه كتاب ديني, وإنه في لغة العرب معجزة الفصاحة وسحر البيان. وذكرت له أنني منذ أيام اجتمعت بالدكتور جاك ساي العالم الفرنسي وأحد أطباء الحكومة في وهران, وتحادثنا عن الأدب العربي وعن قلة القصص فيه, حتى أن الشعر العربي لم يتناول القصة بالمرة, فقلت له: إن سبب ذلك هو أن الأدب العربي أدب واقعي حقيقي أكثر مما هو خيالي. والذوق العربي نفسه يمج الخيال الذي لا يصور الحقيقية ولا الواقع. والقصة يضطر إليها الأدب الخيالي أكثر مما يضطر إليها الأدب العربي الذي أهم أغراضه أن يصف لك حقائق الحياة. فذكر الدكتور ساي أنه قرأ بحثاً لأحد العلماء المستشرقين يرى فيه مثل هذا الرأي ويقول:"إن الشاعر العربي أصدق شعراء الدنيا, وأطبعهم, وأكثرهم مطابقة للحقيقة والواقع. فإذا وصف لك خداً بأنه كالورد, فاعلم أن الأمر كذلك لا يتجاوزه ولا يعدوه".فقاطعني رفيقي الاسباني وقال: وكذلك الشعر الذي قرأته الساعة في وصف البحر, هو مطابق للواقع تماماً, ولا سيما في نظر الذين يعرفون الصحراء وخيامها وآثار الغنم فيها".وعدت إلى حكاية حديثي مع الدكتور ساي فقلت: وأفضى بنا الحديث إلى القرآن الكريم ومكانته في الأدب العربي, فذكرت للدكتور شيئاً كثيراً مما كنت قرأته في كتاب "إعجاز القرآن "للأستاذ الرافعي, فسمع لي الدكتور, وأصغى إلي مغتبطاً مسروراً. ثم قلت له: أما أنا فان القرآن هو الذي كون لي فكرة مستقلة, وهو الذي ربى في ملكة التمييز التي أميز بها الخبيث من الطيب, والقبيح من الحسن, والباطل من الصحيح. وأشهد أني كنت أقرأ كتاباً من كتب الأدب فيجذبني إليه, وأقرأ كتاباً آخر ضد الأول في الفكرة والأسلوب فيجذبني إليه أيضا, وكنت أحس بعقلي يذبذب بين الكتابين كالكرة التي تضطرب بين اللاعبين, لا يستقر لها قرار, حتى رجعت إلى القرآن فثبت عقلي بعدما كان يرجف, واستقل استقلالاً تاما, واتخذ سبيله في الأدب وغير الأدب واضحاً مستقيما, وأصبح يحكم على الأشياء بعدما يعقلها ويفهمها فهماً صحيحاً لا ذبذبة فيه ولا اضطراب. وأصبحت أقرأ الكتاب من كتب الأدب فأعرف فيه الحق من الباطل, والزائف من الصواب, فأسلم له الرأي الصائب, وأرد عليه القول الزائف, ولا أدع صاحب الكتاب يتكلم وحده. (فضحك الدكتور إعجابا بهذه الكلمة). ثم قلت: وما وجدت كتابا يصف النفس البشرية بما فيها من خير وشر, ويصف هذا المجتمع الإنساني بما فيه من حسنات وسيئات مثلما يصفهما القرآن الحكيم. واستشهدت بآيات كريمة على صحة هذا القول. ثم قلت لرفيقي الاسباني: وهنا قال: قد كنت لا أعرف شيئاً عن الأدب العربي, ولا أعرف هذا القرآن. وكنت معجبا بالحكيم ديكارت والعلامة باسكال ولا أكاد أعجب بشيء سواهما, غير أني صرت الآن شديد الإعجاب بهذه الفلسفة الاجتماعية التي يصفها القرآن, واني لا بد سأشتري في القريب العاجل مصحفا كريما, وطائفة من التراجم والتفاسير أستعين بها على فهم القرآن.
فقلت له: ولا تنس يا دكتور أن القرآن لا يترجم.
قال: ولماذا؟ قلت: ما من ترجمة للقرآن إلا وفيها من الأغلاط السخيفة المضحكة ما لا يعد ولا يحصى. فترجمة فرنسية طبعتها الحكومة على نفقتها وتعتبر رسمية ترجمت قوله تعالى: (القارعة ما القارعة) بقولها: (القرعة ما القرعة!) وغير ذلك من المضحكات.
وأذكر أن وزارة الخارجية بباريس أدركت قصور هذه التراجم وفسادها, فندبت عالماً فرنسياً- نسيت اسمه- وكلفته بوضع ترجمة للقرآن الكريم تكون غاية في المطابقة والإتقان. وباشر هو عمله هذا, واستعان عليه بأعوان آخرين، أكب على ذلك أمداً طويلا, ثم أخرج ترجمة لسورة الفاتحة ولآيات من سورة البقرة وقدمها بمقدمة قال فيها
" ... لأجل أن نفهم القرآن يجب علينا أن نقرأه في اللغة العربية نفسها, لأنه لا يمكن أن يترجم بحال. وأسباب ذلك كثيرة ولكنها ترجع في أهميتها إلى سببين اثنين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: في طبيعة اللغة الفرنسية, والآخر في طبيعة اللغة العربية.
فأما الأول فهو أن اللغة الفرنسية لم تكن في يوم من أيام حياتها لغة دينية لا في"ذوقها"ولا في فصاحة أساليبها, والقرآن كتاب دين. ولو أن الله أنزل كتاباً دينياً فرنسياً يكون المثل الأعلى للفصاحة في اللغة الفرنسية كما كان القرآن المثل الأعلى للفصاحة العربية, لوسعنا إذن أن نقول: إن ترجمة القرآن ترجمة صحيحة مطابقة وان كانت عسيرة فهي ممكنة على كل حال.
وأما السبب الثاني فهو أن اللغة العربية- ولا سيما في القرآن- غنة (أو نغمة موسيقية) يؤدى بها كثير من المعاني الرائعة الجميلة التي ربما كانت سبباً في أكثر ما في أسلوب القرآن من بلاغة وإعجاز. وهذه الغنة لا تمكن ترجمتها أبداً .. "
فقال الدكتور ساي: هذا كلام صواب لا غبار عليه, وأمر واقع لا ريب فيه, وحق أن هذا القرآن كتاب عظيم, ولا ينبغي لأحد أن يتركه دون أن يدرسه. ولقد أغراني حديثك هذا بالقرآن وشوقني إليه, وسأدرس القرآن وأتدبره وأحسبه سيغير كثيراً من أفكاري وآرائي في الفلسفة والأدب والاجتماع وقال: إني أتعجب من هؤلاء الغربيين الذين ملأوا الدنيا بأقوالهم عن القرآن, كيف أعماهم- مع ذلك-التعصب المسيحي أو اللاديني, ومنعهم من أن يتفقهوا بما في القرآن من هدى وحكمة وأرى أن حتما واجباً على المسلمين أن يبشروا البشرية كلها بهذا القرآن الذي هو كتاب الإنسانية كلها. وأرى أن في المسلمين كفاءة تامة للقيام ببيان تعاليم الإسلام, ونشرها بين الناس جميعا.
وما وصلت من حكاية حديثي إلى هنا حتى قال رفيقي الإسباني: لقد صدق الدكتور ساي هذا, وإني أيضاً سأشتري مصحفاً كريماً, وأشتري طائفة من التراجم والتفاسير لأقتبس من نور القرآن الكريم, وقد صرت من الآن أحبه وأميل اليه ثم (الاسباني):ولكن أخبرني عن أدباء العربية في هذا العصر, فهل هم كلهم ينظرون إلى القرآن بمثل العين التي تنظر بها أنت إليه, ويرونه في الأدب العربي بمكان الروح من الجسد ويعرفون بأنه هو مفخرة الفصاحة وسحر البيان؟ فقلت له: إن أدباء العربية اليوم ينظرون إلى القرآن بعين أنا قاصر أن أنظر إليه بها, ومن أدباء النصارى العرب من لا يتردد في اعتقاد هذه المنزلة للقرآن. ولكن ناساً آخرين من أدبائنا, قد تأدبوا بأدب غير عربي, وتثقفوا بثقافة لا إسلامية, ولا شرقية, فأحدثوا جلبة في الصحف والمجلات, وثاروا على كل شيء شرقي قديم أدباً كان أو غير أدب, وسموا أنفسهم"مجددين" " وأنصار" "الجديد"وهؤلاء قد يمنعهم تعصبهم أو جهلهم عن النظر في القرآن وقد لا يعرفون ما فيه من الإعجاز. هم ينكرون على الشرق كل ما فيه من شيء قديم, والقرآن "القديم"هو المقصود بالذات من هذا الإنكار. وقد أمعنوا في هذا الإنكار, وفي هذا الجحود, حتى أنهم ليكادون ينكرون على الشرق أنه هو مطلع الشمس المشرقة المنيرة.
على أن زعامة الأدب اليوم هي والحمد لله في أيدي الأدباء الراشدين، مثل الأديب الكبير السيد مصطفى صادق الرافعي، وكاتب الشرق الأكبر الأمير شكيب وأمير الشعراء الأستاذ شوقي بك، والصحفي المجاهد السيد محب الدين الخطيب صاحب (الزهراء) و (الفتح) ومن إلى هؤلاء الهادين المهتدين.
وعلى كل حال فان هؤلاء المجددين قد زادوا في ثروة اللغة العربية فنقلوا إليها كثيراً مما كان يحسن بأدبائنا أن يقرأوه في لغات أجنبية.
ولولا هؤلاء المجددون لما رأينا هذه الكتب القيمة الخالدة التي ألفها أنصار الحق في الدعاية إلى القرآن الكريم, وإلى ما في الشرق من أدب وجمال.
إن بعض هؤلاء المجددين في مصر ينادون جهرة بوجوب إحياء الأدب الفرعوني القديم وأدب الإغريق القديم واتخاذ أدب محلي في مصر، ليستغنوا بذلك عن الأدب العربي، وفي الحق أن هذا ليس خدمة لمصر، وإنما هو إسقاط لزعامة مصر على العرب كلها، وعلى شعوب الإسلام قاطبة. فان المسلمين وسائر العرب يرون في مصر إماماً لهم في الأدب العربي, والثقافة الإسلامية, لا في أدب الفراعنة, ولا في أدب الإغريق ولا في أدب محلي في مصر حديث.
قال صاحبي الاسباني: هل في ملوك المسلمين اليوم من ينصر هذا القرآن عملياً، ويقيم حكم الله بين الناس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت: سمعنا عن جلالة ابن السعود ملك نجد والحجاز إنه يعمل اليوم لتجديد شباب الإسلام, ويحكم بين الناس بما أنزل الله. فقال: وهل عمل صاحب الجلالة ابن السعود يجدي في سائر المسلمين الذين يبلغون أربعمائة مليون؟ أحسب أن نفعه لا يتجاوز جزيرة العرب إلى بقية المسلمين الذين هم من أجناس مختلفة, وأقطار متنائية.
قلت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- " ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب" وبلاد الحجاز بما فيها من الأماكن المقدسة هي قلب بلاد الإسلام فإذا صلح هذا القلب, صلحت بلاد الإسلام كلها, وليس يستقيم للمسلمين أمر, ولا تصلح لهم حال إلا إذا صلحت قلوبهم, وخلص إيمانهم حتى لا تبقى فيه شائبة من شوائب الجاهلية الأولى.
إذا ما صفت للمسلمين عقائد
صفا كل فعل منهم وتجودا
وان خبثت بالمحدثات قلوبهم
فقد ضل سعي المسلمين وما اهتدى
ولا يمكن بحال أن تنتظر من المسلمين عملاً صالحا، ولا خلقاً براً شريفا، ما لم يدخل الإيمان في قلوبهم حقا، وما لم يتقو هذا الإيمان فيهم، حتى تطفح به أنفسهم هدى ونورا. وهنالك ينصرون الله وهنالك ينصرهم الله. (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
فقال صاحبي الاسباني: هذه أمور مهمة, وحقائق عن الإسلام ما كنت أعلمها من قبل, ولقد جعلتني- بحديثك هذا- أعتقد أن فجر الإسلام لا محالة سيطلع من جديد, وسيملأ الأرض هدى ونورا, ما من ذلك بد, وليس فيه من شك. وسيكون ذلك قريباً أو بعيداً على قدر نشاط المسلمين في تزكية أنفسهم وتطهيرها, وإصلاح ذات بينهم, وعلى حسب ما يكون لهم من الدعاية والتبشير, وكل عمل صالح تقوم به حكومة إسلامية بعد تبشيراً عملياً بدين الإسلام وشريعته. ومن الأسف أن الصحافة الغربية وشركات الأخبار البرقية لم تتناول أعمال ابن السعود وغيره من حكام المسلمين وجماعاتهم بما تستحق من النشر والإذاعة, بل كثيراً ما تنشر عنهم أخبار السوء الزائفة. وذلك لأنها صحافة وشركات مادية قبل كل شيء, لا تعرف العمل لوجه الله؟
وكانت إحدى المجلات الأمير كانية نشرت فصلا بقلم بعض الرهبان المضللين يدعو فيه الحكومات الأوروبوية أن تتألب على جلالة بن السعود صاحب المملكة العربية السعودية وتضرب على يده ولا تدعه يعمل بأحكام القرآن الكريم بدعوى أن شريعة الإسلام هي قاسية فظيعة تصلح للمنهج المتوحشين ولا تلائم الحضارة الحاضرة ثم قالت: إن شريعة (السن بالسن والعين بالعين ... ) و (قطع يد السارق) هي شريعة الإنسان الأول وهي تعني بذلك شريعة الإسلام. وقد نقلت صحف في الغرب والشرق- وفي الشرق العربي أيضا- هذا الطعن على الإسلام من غير تعليق.
ولما انبرى عالم جليل من أشهر أساتذة القانون في إحدى الجامعات الأميركانية إلى هذه المجلة يرد عليها باطلها, وينكث غزلها لم يكد ينقل جوابه أحد في الغرب ولا في الشرق.
وهذا الأستاذ المنصف يستحسن شريعة القرآن ويدعو إلى العمل بها ويفضلها على غيرها من سائر القوانين الوضعية.
وهو يتمنى على جميع المحاكم في سائر البلاد أن تعاقب القتلة السفاكين واللصوص المجرمين بنفس العقوبات التي جاء بها القرآن الكريم, وهو يقول:" لو أننا في أميركا مثلا عملنا بشريعة القرآن لكنا اليوم في راحة تامة مما نقاسيه من الشرور والويلات فلو قطعنا يد سارق واحد لانقطعت السرقة من أصلها, ولما خشي الآباء والأمهات من هؤلاء اللصوص المجرمين الذين يختطفون الأطفال ابتغاء الفدية والمال .. " ثم قال: والذين لا يعجبهم أن تقطع يد السارق .. ويزعمون أنهم يدافعون بذلك عن الحضارة إنما هم في الحقيقة لصوص محتالون يدافعون عن أيديهم التي تعودت السرقة والاختلاس ... "
* * *
وانتقلنا بعد إلى شجن من شجون هذا الحديث: حديث التبشير الإسلامي وما يتصل بمسألة التبشير الإسلامي. فذكرنا جالية الإسبان في الجزائر, وقلنا إن من أسلم منها فقد أسلم, ومن لا يزالون مسيحيين فكثير منهم يتقربون من الإسلام يوماً فيوما, فهم في كل يوم يرفضون عادة من عاداتهم ويعتاضون عنها بعادة من عادات أهل وهران المسلمين, فهم يزورون مزارات المسلمين, ويبخرونها بالبخور! .. ولولا أن هذه الفئة النفعية المغرضة- فئة الصحافة الاستعمارية في الجزائر- تبذر دائما بذور الشقاق بين الجزائريين المسلمين الوطنيين وبين الأجانب المتوطنين لدخل في دين الله كثير من
(يُتْبَعُ)
(/)
الجاليات الغربية.
وتناولنا مسألة التبشير المسيحي بين المسلمين فقلت ذكر الجنرال الفرنسي آزا في كتابه (المسألة الجزائرية) ما تعريبه:
" .. إن المسلمين لا يمكن أن يتركوا الإسلام ويتنصروا .. وقد كانت وقعت في الجزائر مجاعات عمومية عظيمة في القرن الماضي فانتهزها الكاردينال " لافيجري " (مؤسس إرساليه الآباء البيض) فرصة لتنصير الأطفال المسلمين فالتقط من مخالب المجاعات أربعة آلاف طفل صغير دون العاشرة, وما هي إلا أن كبروا وعرفوا أن آباءهم مسلمون حتى هربوا ورجعوا إلى الإسلام ولم يبق منهم على النصرانية إلا نحو أربعين شخصا ما أحسبهم مخلصين للمسيح في بقائهم على النصرانية, وإنما أبقاهم عليها شدة اضطرارهم وفقرهم .. "
فعجب صاحبي من نشاط التبشير المسيحي في بلاد الإسلام مع أنه لا يلاقي إلا كل خيبة ولا يبوء إلا بالفشل والإخفاق.
وودعني صاحبي الإسباني وودعته على نية أن نلتقي في وقت قريب, وكنت نويت أن أجعل حديثنا في المرة الثانية عن الأندلس. وهل يعود الإسلام من جديد. ومع الأسف فإننا لم نلتق بعدها, غير أن صديقي السيد عبد القادر محداد الأستاذ في المدرسة الثانوية الفرنسية بوهران قد رجع أخيراً من سياحته في الأندلس, وحدثنا بأن أهل مقاطعة الأندلس اليوم يفتخرون على بقية الإسبان بأنهم عرب أبناء عرب من سلالة عربية. وأصبحت العروبة هي موضع الشرف عند الإسبان, فأشرف شريف عندهم من لا يزال اسمه عربياً, دليلا على أصله العربي, وأمة الإسبان كلها تعتبر نفسها شرقية لا غربية. وقال: أنه قرأ (الدليل الرسمي للأندلس) فإذا الذي ألفه أديب إسباني اسمه (بن أمية) , وإذا هو يقول في مقدمة الدليل: ( .. إن جميع من في إسبانيا من العبقريين الذين نبغوا في الشعر والكتابة والنحت والتصوير وغيرها من الآداب الرفيعة, هم عرب وأبناء عرب .. "وأطنب بعد في عد مفاخر المسلمين وصناعاتهم وعلومهم التي كانت لهم في بلاد الأندلس. وخيالات الشعر الاسباني اليوم خيالات عربية, وروح الأدب الاسباني في جملته روح عربية. والعامة من أهل الأندلس اليوم ما زالوا يتسامرون ويتحادثون بحكايات عربية, تقصها الأمهات على أطفالهن, وهي حكايات عن بني سراج وبني أمية وما إلى ذلك. وهم يفتشون كثيراً على المراثي التي نظمها شعراء العرب في رثاء الأندلس المسلمة والبكاء عليها.
وقال: إذا دخلت غرناطة أو قرطبة أو غيرهما من المدن التي كانت مساكن العرب, حسبت نفسك في مدينة عربية. فان ديار العرب ومبانيهم هنالك مازالت على حالتها الإسلامية الأولى, ولم يكد يتغير منها شيء. وآثار العرب موجودة هنالك في كل مدينة وفي كل قرية من ديارهم. وإذا كان الحجاب هو فصل ما بين الرجل والمرأة, فان اشبيلية وغيرها اليوم لا يختلط فيها الرجال بالنساء. ففي المقاهي يجلس النساء في ناحية لهن خاصة بالنساء, وفي الأفراح البلدية يبقى النساء في مركباتهن وعرباتهن, يتفرجن ويستمعن الغناء من بعيد. وفي الشوارع (في اشبيلية) لا يخاصر الرجل امرأته, بل يمشي أمامها, وتمشي هي وراءه, وما زالوا يزورون مقابر الأولياء والصالحين وأضرحتهم التي في كل حومة واحد منها, وهي أضرحة في الأصل إسلامية. وهم يطيبونها إلى الآن بالبخور كما يفعل المسلمين.
فقلت له: وأنا أيضاً رأيت في بعض دور الصور المتحركة منظراً لسرب من الفتيات الإسبانيات, وهن في حفلة عرس, فرأيتهن يضربن بخمرهن على جيوبهن, ويدنين عليهن من جلابيبهن, ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها. ورأيتهن في هيئة من الحجاب تشبه هيئة كثيرات من العربيات المسلمات اللائي تراهن في قرى الجزائر وتونس والمغرب الأقصى.
وكان أحد الإسبان واسمه (بن حفص) ( bin hafs) ( وهو ضابط في جيش الإسبان برتبة قومندان) إذا وجد كتاباً عربياً بكى بكاء مراً على مجد المسلمين وسلطانهم في الأندلس. وكان يقول: (لو أن الإسلام يعود إلى الأندلس من جديد, لما كان في ذلك أكثر من أن يسمي أهل الأندلس اليوم أنفسهم مسلمين .. ) يعني أن الأندلس متهيئة بطبيعتها و بحالتها الحاضرة وبعقليتها لقبول الإسلام وللترحيب به من جديد, لو كان لهذا الإسلام دعاة ومبشرون. والأستاذ محداد يستبعد نجاح التبشير الإسلامي في إسبانيا لما للكنيسة هناك من سلطة قوية على العامة. ويعترف بأن في إسبانيا من يتمنى لامته أن تكون أمة مسلمة حتى تعود إليها حضارتها العربية الأولى, وحتى تكون رأس الأمم الإسلامية, ولا يستبعد أن تنجح الدعوة الإسلامية في إسبانيا بين طبقة الأدباء والمفكرين.
و اتفقنا أخيراً على أن الإسلام في حاجة شديدة إلى دعاية وتبشير, في نفس بلاد الإسلام, وفي سائر بلاد الله. و اتفقنا أيضاً على أن هذه الدنيا كلها في حاجة إلى أن يرحمها الله بهداية هذا الإسلام: هذا الدين القيم الحنيف.
"ذيل"
عقب نشر هذا الفصل وردت على صحيفة (الفتح) الكلمة الآتية من أحد كبار أساتذة الطب في دمشق, فألحقناها به لأهميتها:
في الأندلس المسيحية
والحجاب موجود أيضاً!
لقد جاء في مقال الفاضل الأستاذ السيد محمد السعيد الزاهري المنشور في العدد10228 من صحيفة الفتح الغراء (1) أن أمورا كثيرة لم تزل في الأندلس عربية إسلامية, حتى قال عن لسان صديقه السيد عبد القادر محداد (وإذا كان الحجاب هو فصل ما بين الرجل والمرأة, فإن اشبيلية وغيرها لا يختلط فيها الرجال بالنساء ... ) وإني لأزيد على ذلك بأن الحجاب نفسه مازال موجوداً في بعض زوايا الأندلس كما جاء في كتاب (غير المشهور من اسبانيا) في الصفحة (90) وهو رسم امرأة متحجبة الحجاب الشرعي الذي كان مستعملاً في بلادنا كلها فبل سنين قليلة والذي لم يزل في المستمسكات بعرى الدين المتينة في جميع البلاد الإسلامية, وقد كتب تحت هذا الرسم بخمس لغات (الألمانية والإسبانية والإيطالية والإنكليزية والإفرنسية) ما مؤداه بالحرف: إحدى النساء المسيحيات اللاتي لم يزلن إلى الآن متحجبات كما كن في عصر عرب الأندلس.)
فالرجاء نشر ما ذكر ليكون ذيلا للمقال المذكور وخدمة للتاريخ والحقيقة, والسلام عليكم.
دمشق (قارئ)
ــــــــــ
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: " حنين الإسبان إلى العرب " ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 06:41]ـ
حنين الاسبان إلى العرب
وهذا فصل كنت نشرته في العدد الصادر يوم 5 ذي الحجة الحرام. 1350 هـ، 12 - 04 - 1932م وفي العدد الذي يليه من جريدة "النور" الغراء التي كانت تصدر بعاصمة الجزائر، بعنوان:
(إسبانيا الحديثة، موقفها بإزاء العروبة والإسلام. حقائق ومعلومات لم تنشر قبل اليوم).
ولما كان هذا الفصل مناسبا لهذا المقام أردت أن أثبته في هذا الكتاب، وهو من زيادات هذه الطبعة الثانية:
من عهد قريب غير بعيد كانت نشرت الجرائد اليومية وشركات الأخبار أن مجلس الوزراء الإسبان قد قرر أن ينشيء مدرستين كليتين للأبحاث العربية الإسلامية أحداهما في مجريط (مدريد) والأخرى في غرناطة، ونشرت الجرائد العربية والإسلامية هذا الخبر مقتضبا مجرداً عن كل بيان مثلما فعلت تماماً جرائد الاستعمار والجرائد المسيحية التي لا يسرها ما يسر العروبة والإسلام.
ونحن لا نلوم صحف الاستعمار إذ هي لم تنوه باسبانيا الحديثة التي جعلت تعمل الصالحات وتهتدي إلى سبيل الرشاد، ولا نلومها إذ هي تعمدت إغفال عمل نافع كهذا الذي عملته اسبانيا فلم تشرحه ولم تتناوله بالإذاعة والنشر فقد عرفنا من هذه الصحف وهذه الشركات الإخبارية أنها لا تود الخير للإسلام ولا للعروبة ولا تتورع أن تحاربهما ولا أن تتوسل إلى ذلك بكل وسيلة مهما كانت سافلة غير شريفة، وإنما نعجب من الصحف العربية والإسلامية على الخصوص كيف تقتضب هي الأخرى هذا الخبر اقتضابا دون أن تزيده في شرح أو بيان. وقد يزول عجبنا إذا عرفنا أنه ليس للإسلام أية شركة من شركات الأخبار، وأن العروبة لا تملك جريدة من الجرائد الكبرى ولا وسيلة أخرى من وسائل النشر والإذاعة.
فالصحافة العربية اليوم- إلا قليلاً- لا تزال عالة على صحف الاستعمار تتأثر بها وتقلدها تقليداً كثيراً لا حد له ولا نهاية والدعاية الاستعمارية لا تزال تعمل عملها في كل بلد من بلاد الإسلام. وكان الواجب علينا معشر العرب المسلمين أن نهتم لكل حادث من حوادث الخير أو الشر يعني العرب أو يتعلق بالمسلمين، لا أن نكون تبعاً للغربيين نقول بما يقولون ونصمت عما يصمتون. وفي جمهورية الاسبان الحديثة ما لا يهم المستعمرين ولا يعنيهم، ولكنه يهم العرب، ويعني المسلمين.
وقد حصلت أنا على معلومات عن هاتين الكليتين فأردت أن أذيعها هنا.
وأبدأ بنشر فقرات من نفس مشروع القانون الذي قدمه إلى المجلس النيابي معالي وزير المعارف العمومية السنيور مارسيلينودومينكو، وقد مهد لهذا المشروع بفذلكة جاء فيها ما ترجمته:
(ليس هنالك حكومة يجب عليها أن تحافظ على الآثار الإسلامية وأن تنشط الأبحاث العربية أكثر مما يجب على اسبانيا.
" ثمانية قرون كاملة ونحن دماغ أوروبا ونورها اللامع، وذلك لأن الحضارة الإسلامية قد عاشت طيلة هذا الأمد كله فوق أرضنا، وأثرت تأثيراً بليغاً في تاريخنا، وصبغت إلى الأبد حياتنا بالصبغة الشرقيه (أي العربية الإسلامية) من الأدب إلى الفن إلى النظام إلى غير ذلك من نواحي الحياة فالبحث عن الماضي (أي الإسلامي) أقل ما يقال فيه إنه واجب جليل ... (ولأداء هذا الواجب لا يمكن الحكومة أن تهييء نظاماً جديدا. وإنما الأفضل أن تستعمل ما هو موجود، أعني بذلك جماعة المستشرقين (الاسبان) الباحثين الذين حافظوا على شرف اسبانيا بوجه خاص، وبعناية تامة، وبتواضع وبنصر باهر في ميدان الأبحاث الشرقية.
... ووسائلنا إلى تحقيق آمالنا على ضربين: الأعمال المختصة بالماضي وهي البحث والتنقيب والترجمة بحيث يسهل على طلابنا أن يتناولوا الكتب التي تتعلق بتاريخنا الإسلامي الذي هو كما قلنا سابقاً جزء من تاريخ اسبانيا، وثانيا الأعمال المختصة بالمستقبل والمراد منها استكثار العلائق الاقتصادية والثقافية بيننا وبين الشرق من مثل نشر لغتنا ونفوذنا وزرع حياة جديدة في ردهات مدارسنا، وذلك بأن نفتحها في أوجه الشبان المسلمين وندعوهم إليها، ولا سيما العرب الذين يتثقفون اليوم في مدارس تظهر لنا العداوة والبغضاء ... )
والخلاصة إنه يجب علينا أن نعلن عن شخصيتنا الحقيقية لمن لا يزالون من غير أن يعرفونا يجعلون اسبانيا جنة بائدة، وفردوساً مفقودا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المقصد الأول فانه يسهل علينا أن نجعل مقره في مجريط، فهي متبوأ الأساتذة المشهورين، وهي الوسط المساعد على البحث العلمي، وفيها المخطوطات العربية، وجارة الاسكوريال حيث المكتبة العربية الكبرى.
وأما المقصد الثاني فينبغي أن نجعل مقره في غرناطة التي سعت منذ أعوام في هذا الأمر بغاية الحزم والنشاط، وهي آخر مدينة عربية فتحها الاسبان، وتوجد فيها الآثار العربية أكثر من سواها، وهي ذات طبيعة ناضرة، مختلفة المناظر، وقد استمرت اللغة العربية وبقيت تدرس في جامعتها بلا انقطاع، كل ذلك يخولها أن تكون أولى من غيرها وأحق بأن تنشر لأسبانيا في الشرق حسن الأحدوثة، والذكر الجميل.
و هي أحق بأن تحافظ على حياة الأبحاث العربية في الأندلس كما كان لها ذلك منذ قديم .. )
ثم عرض الوزير الإسباني نص مشروع القانون الذي وضعه لإنشاء هاتين الكليتين، ومن فقراته:
"المادة الثانية" الغرض من إنشاء كلية مجريط هو تنظيم وتنشيط الأبحاث العلمية عن التاريخ والحضارة وسائر نواحي الحياة الإسلامية من جميع وجوهها ولا سيما اسبانيا، ونشر الكتب العربية وترجمتها والبحث عن الأدباء المسلمين "العرب"واستقصاء آثارهم.
"المادة الثالثة" لتحقيق هذا الغرض تنشأ أولاً فرقة المذاهب الفلسفية والعلمية في الإسلام، وفرقة التاريخ السياسي للأندلس على عهد العرب وفرقة النظام (الإدارة) والفقه الإسلاميين، وفرقة اللغة العربية وآدابها، وفرقة المغرب واللهجات المغربية، وفرقة الفن والمعمار العربي (المعمار هو هندسة البناء) وعدد هذه الفرق يزاد فيه في المستقبل كلما توفرت لنا الوسائل الملائمة، وتهيأ لنا العلماء المستعدون لمثل هذه الأعمال.
و كل فرقة من هذه الفرق تتركب من شخص أو من أشخاص أخصائيين أو تلامذة يريدون إتمام معلوماتهم على نفقة الحكومة.
وثانيا تنشر هذه المدرسة مجلة علمية تكون لسان حالها، تنشر سلسلة كتب مترجمة، ومطبوعات عربية وأبحاثاً عن الموضوعات الآنف ذكرها، وأدبيات (عربية) مختارة لتنشر بين الجمهور وكتباً نحوية، وقواميس لغوية ومختارات معلقاً عليها (مشروحة) وما إلى هذا من كل ما يضطر الطلبة اليه.
" و ثالثا لهذه المدرسة أن تدعو بعض العلماء الأخصائيين الأجانب ليقوموا فيها ببعض الدروس أو المحاضرات.
وكذلك يحق لأساتذتها أن يقوموا ببعض الرحلات والأسفار في سبيل البحث والتنقيب.
" المادة الخامسة " يشرف على هذه المدرسة لجنة علمية يرأسها وزير المعارف العمومية، وتتكون من الدون خوليان زوبيرا، والدون رامون مبنداندس بيدال، والدون كوميس مورينو، والدون سانشاز آلبرنوس، والدون أنطونيو بربيطو، والدون ميكيل آسين بلاصيوص الذي هو مدير هذه الكلية.
" المادة التاسعة " الغرض من إنشاء مدرسة غرناطة هو التعليم العالي للغة العرب وحضارتهم واللغة العبرية واجتلاب الشبيبة الإسلامية، ويضاف إلى ذلك أبحاث علمية.
" المادة العاشرة " لبلوغ هذه الغاية تنشأ في أول الأمر فرقة تتعلم اللغة العربية واللغة العبرية، وفرقة لدراسة التاريخ الإسلامي من حيث الثقافة والسياسة، وفرقة للنظام والفقه الإسلاميين، وفرقة للهجات المغربية، وفرقة للفن العربي والهندسة العربية. ويزاد في هذه الفرق متى توفرت المواد اللازمة والعلماء المستعدون لمثل هذه الأعمال.
ويضاف إلى ذلك دروس في الثقافة الأندلسية والثقافة الإسلامية تلقى على الطلبة الشرقيين.
وتعتني مدرسة غرناطه هذه بالأبحاث العلمية اتفاقاً مع مدرسة مجريط كما هو مفصل في المادة السادسة عشرة التي تخص إنشاء لجنة النشر.
وتجتهد مدرسة غرناطة في دعوة التلامذة المغاربة ليتلقوا دروسهم في مدارس غرناطة وتخصص لهم دروساً تلائم دينهم وثقافتهم وتهيىء لهم في أول فرصة ممكنة غرفاً وحجرات حيث يسكنون.
ولهذه المدرسة أن تدعو هي الأخرى بعض العلماء الأخصائيين الأجانب ليقوموا فيها ببعض الدروس أو المحاضرات، ويحق لأساتذتها أن يسافروا لأجل البحث والتنقيب.
" المادة الثانية عشر" تشرف على هذه المدرسة لجنة تتكون من رئيس (مدير) جامعة غرناطة وعميد كلية الآداب، والمعماري (المهندس) المحافظ على قصر الحمراء، ومن أستاذين آخرين من كلية الآداب، أحدهما تعينه الكلية، والآخر هو أستاذ اللغة العربية فيها ويكون هو المدير الفني لهذه المدرسة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في المادة الحادية عشر- إن أساتذة هذه المدرسة العربية يقع تعيينهم بإجراء مسابقة (مناظرة) بينهم ولا يشارك فيها إلا الدكاترة (الذين يحملون شهادة الدكتورة من إحدى الجامعات المعترف بها).
وأنت ترى هذا المشروع القانوني هو ما يمكن أن تبذله حكومة عربية –لو هي أرادت ذلك- لإحياء مجد العرب، وحكومة إسلامية لكي تبعث به تاريخ الإسلام من جديد ناصعاً مجيدا.
وأنت ترى أن معالي وزير المعارف الإسباني قد مهد لمشروعه هذا بكلمة كلها افتخار بالعرب، واعتزاز بثقافة الإسلام، فهو يرى من دواعي الفخر أن يقول: (تاريخنا الإسلامي) على حين نرى أن كثيراً من وزراء الحكومات الإسلامية يخجلون من ذكر (تاريخهم الإسلامي) فضلا عن أن يذكروه على وجه الافتخار. بل سمعنا مراراً بعض رجال تركيا الرسميين يزعمون أن تاريخ تركيا لم يكن في يوم من أيامه تاريخاً إسلامياً (كذا)، وهم يفاخرون بذلك، ثم هم يتبرءون من ثقافة العرب التي لا يتبرءون منها إلا كما يتبرءون من لحومهم ودمائهم.
وهذا العمل الصالح الذي تعمله الحكومة الاسبانية هو أثر من آثار حنين اسبانيا الحديثة إلى العرب. فالطبقة المفكرة المستنيرة من الاسبان أصبحت تعتقد أن أسعد أيام اسبانيا في التاريخ إنما هي أيام العرب، وإن العصر الذهبي للاسبان إنما هو العصر الإسلامي، وإنه لا سبيل إلى النهوض باسبانيا الحديثة ولا إلى إقالتها من عثرتها وكبوتها إلا بالعمل على إحياء ما مضى فيها من عهد العروبة والإسلام. ولا ترى في اسبانيا اليوم عالماً ولا أديباً: شاعراً أو كاتباً إلا وقد ندب العرب وبكاهم بكاء مراً، وأجود ما تقرؤه من شعر الاسبان ونثرهم اليوم هو ما ندبوا به الأندلس العربية وبكوها فيه. فالروائي الإسباني المشهور ابلاسكو ابانيز لا يكاد يجيد في رواية له إلا إذا جعلها مرثية يرثي بها العرب، وأمير الشعراء الاسبان فييا سباسا لم ينل هذه المرتبة العالية من الشهرة بالشعر إلا بمراثيه في العرب.
وفي اسبانيا اليوم كاتب من أكبر كتابها سمى نفسه (ابن أمية) - وهو اسباني مسيحي- يعتقد أن اسبانيا كلها أمة شرقية لا علاقة لها بالأمم الأوربية، ولا تمت إلى (اللاتين) بصلة نسب، ويدعو الاسبان أن يعتبروا أنفسهم شرقيين لا غربيين، ويقول: (يقولون لنا إنكم أمة لاتينية، والحق إننا أمة شرقية بحتة ... ) ثم يذكر الشواهد القاطعة على أن اسبانيا هي أمة شرقية لا غربية، ويزيف مزاعم من يقولون إنها غربية لاتينية: وله الحق في هذا القول، فإننا نرى هنا في وهران وفي غيرها عدداً لا يحصى من المسلمين عربا وبربراً والبربر هم أيضاً عرب وأبناء عرب نساء ورجالاً يجيدون اللغة الاسبانية ويعرفونها معرفة تامة من غير أن يتعلموها، بلكما يعرف العرب اللغة البربرية وكما يعرف هؤلاء اللغة العربية. وهي (الاسبانية) في ألسنتهم وأفواههم أسهل عليهم من اللغة الفرنسية التي لا يجيدونها في الكثير الغالب إلا بعد القراءة والتعلم. وذلك لأن اللغة الاسبانية- وإن كانت في أصلها لاتينية- فهي شرقية في نفسيتها ومزاجها لا يصعب على هؤلاء العرب الشرقيين أن يتكلموها كلغة قومية. واليهود هنا في عمالة وهران يتكلمون أيضاً الاسبانية كلغة منزلية. أما الفرنسيس مثلا فانه يصعب عليهم أن يتكلموا الاسبانية من غير أن يتعلموها ويمارسوها طويلا. ذلك لأن مزاجهم غربي ومزاجها هي شرقي ...
ومن كتاب الاسبان وأدبائهم من يذهب إلى وجوب تعريب الأندلس من جديد، ويقترح لذلك على الحكومة أن تجعل اللغة العربية إجبارية في مدارس الأندلس، وأن تسعى في جلب العائلات العربية فتنزلهم بالأندلس وتقطعهم المزارع والأراضي، فتستعرب بذلك الأندلس مرة أخرى.
وبلغني أن نادياً تأسس في قرطبة لإحياء الثقافة العربية في الأندلس وفي اسبانيا كلها، وان عدداً وافراً من الأدباء والمفكرين الاسبان قد انخرطوا في هذا النادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستحالت هذه الفكرة في عقول بعض المخلصين الاسبان من فكرة محلية داخلية إلى فكرة فسيحة فيها شيء كثير من السعة والطموح. ففي أدباء الاسبان اليوم من يتمنى لو ترجع الخلافة الإسلامية إلى الأندلس وتكون قرطبة هي عاصمة الإسلام كما كانت في القديم على عهد الخلفاء الأمويين قالوا وتخفق راية هذه الخلافة الإسلامية الجديدة على بلاد الجزائر وتونس والمغرب الأقصى والأندلس وسائر بلاد الاسبان على أن تكون هذه البلاد ولايات متحدة: الناس فيها سواء لا حاكم ولا محكوم ولا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم وقد تظهر هذه الفكرة على غاية من الغرابة والشذوذ، ولكنها على كل حال دليل قاطع على أن الاسبان أصبحوا اليوم لا مستعمرين يبغضون العرب ويحملون لهم في صدورهم الضغائن والأحقاد، ولا مسيحيين يتعصبون من الإسلام ويتمنون له الفناء والزوال، ويعملون على أن يلحقوا به الشر والأذى.
وإذا نظرنا إلى سياسة اسبانيا الحديثة في منطقة حمايتها بالمغرب الأقصى ومعاملتها للمسلمين هنالك، وجب علينا أن نعترف بالحقيقة الواقعة وأن نعلن على رؤؤس الأشهاد أن جمهورية اسبانيا الفتاة تعامل المغاربة معاملة حسنة، فلا فرق عندها بين مغربي وبين اسباني في حق من الحقوق، وهي تعتبر العرب أبناءها لا رعاياها فلا يخاف العربي هنالك ظلماً ولا هضما.
والأوقاف الإسلامية، والشؤون الدينية مثلاً هي كلها في أيدي أهاليها العرب المغاربة المسلمين لا تتداخل فيها الحكومة بوجه من الوجوه. وللمسلمين هنالك أن ينشئوا المدارس العربية الإسلامية الحرة. وفي هذا الصيف الماضي قد اجتمع أعيان مدينة تطوان وأهل الفضل والمرؤة فيها وأسسوا مدرسة عربية إسلامية حرة، كثيرة الطبقات والأقسام، وجعلوها نظامية على أحدث طراز، ومع ذلك لم يلقوا من الحكومة الاسبانية معاكسة ولا اعتراضا. ولا تمنع الحكومة هنالك عربياً من رعاياها أن ينشيء جريدة عربية كيفما كان مذهبها السياسي، ولا سنت قانوناً خاصاً قيدت به ثمت صحافة العرب دون صحافة الاسبان، بل قانون المطبوعات واحد يشمل الصحافة الاسبانية والصحافة العربية على السواء. وآية ذلك أننا لم نسمع إلى الآن أن حكومة اسبانيا قد منعت جريدة عربية- أيا كانت- من دخول منطقة حمايتها بالمغرب الأقصى وهذا لم تفعله اسبانيا حتى في أيام الحرب الريفية حينما كانت الجرائد في جميع الأقطار تنتصر للمجاهد الكبير الأمير محمد ابن عبد الكريم.
وكان كاتب الدهر أمير الجهاد وأمير البيان عطوفة الأمير شكيب أرسلان زار بلاد الأندلس وزار المنطقة المغربية التي تحت حماية اسبانيا. فأقام له إخواننا العرب هنالك حفلات تكريم. ولم يعترض الاسبان على شيء من ذلك وكانت يومئذ صحافة الاستعمار الفرنسي قد هاجمت عطوفة الأمير بالأكاذيب والمفتريات وعاتبت الاسبان عتاباً مراً على سماحهم له بالإقامة في المنطقة الاسبانية، وأغرتهم بإبعاده كما أبعدته حكومة مراكش الفرنسية من طنجة وهي منطقة دولية بين كثير من الدول.
ولما انعقد المؤتمر الإسلامي بالقدس الشريف وأراد أن يمثل المغرب الاسباني فيه عظيم من عظماء المسلمين هنالك لم تمانع حكومة الاسبان في ذلك ولا اعترضت عليه، بل سمعنا أنها انتدبته رسمياً ليحضر هذا المؤتمر.
وبالجملة فحكومة اسبانيا الجمهورية لم تعمل عملاً استعمارياً تريد به محق العروبة أو الإسلام ولا حاولت أن تقطع تلك الأمة الإسلامية التي تحت حمايتها من جسد الإسلام ولا أن تجعلها في عزلة عن العالم، ولا أن تخفيها عن الأنظار، فالمغاربة الذين هم تحت حمايتها هم اليوم في عيشة راضية يتمتعون بما لم يتمتع به أي بلد آخر من بلاد الإسلام قد كتب عليه أن تستعمره دولة غربية باسم حماية أو انتداب، ولو أن اسبانيا كانت غربية لكانت قاسية ظالمة كأخواتها الغربيات، ولكن رحمتها وعدالتها من (شرقيتها) المتسامحة الوديعة، ومن آثار العروبة فيها.
(حاشية) - نشرنا هذا الفصل منذ أربعة عشر شهراً لم تستطع اسبانيا الحديثة في أثنائها أن تنفذ هذا المشروع، لأنها منهمكة في إطفاء الفتن التي لا تزال تقوم في بلادها من حين إلى حين، ولأن بعض الدول الاستعمارية التي يسوؤها أن ترى العرب والاسبان يتصافحون، قد وضعت العراقيل في سبيل هذا المشروع، وهي وإن لم تستطع إحباطه فقد استطاعت أن تؤخره إلى أجل غير مسمى. على أن جماعة (البيت الإسلامي) في مدريد ورجال (الجمعية الاسبانية- الإسلامية) التي ينوب رئيسها صاحب العطوفة الأمير شكيب أرسلان لا يزالون يبذلون الجهود المخلصة والمساعي المشكورة في هذا السبيل. وإذا كان العرب والمسلمون لا يريدون أن يمدوا أيديهم بالإعانة إلى جماعة هذا البيت، ولا إلى رجال هذه الجمعية فإنه ستضيع من أيدينا فرصة ثمينة قد نندم عليها ندما شديداً وقد لا تسنح لنا مرة أخرى.
ـــــــــــ
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان:" كيف يغوون شبابنا؟ " ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 07:43]ـ
جزاك الله خيرا أخي.
كعادتك لا تأتي إلا بخير.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 07:29]ـ
جزاك الله خيرا أخي.
كعادتك لا تأتي إلا بخير.
الأخ الكريم: أبا عبيدة الغريب .. وجزاكم الله خيرا .. وأسأل الله تعالى أن يجعلني و إياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر .. آمين.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 07:31]ـ
كيف يغوون شبابنا؟
ولو أن الغربيين كانوا كلهم مثل مسبو لوي بيرتران- خصيم الشرقيين الألد، وعدو المسلمين الأزرق- لما خفنا على شبابنا- ولو على واحد منهم-أن أن يتهافتوا على التفرنج والاندماج.
فخصومته للشرق، وما في هذه الخصومة من مكابرة وعناد، وعداوته للمسلمين، وتعصبه للمسيحية على الإسلام، وما في ذلك من تحامل وإسراف: كل ذلك فيه مزدجر بليغ لشبابنا المسلمين الذين يتعلمون في المدارس الأجنبية، وفيه ما يثير فيهم الغيرة على الإسلام، والغضب للكرامة، وفيه ما يهج في رؤوسهم النخوة والاعتزاز. ولكن الغربيين ليسوا سواء: منهم من (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)، ومنهم من يدس السم في الدسم، و بدعو شبابنا الذين يقرأون لغاتهم، إلى التفرنج والاندماج، دعاية هي غاية ما يمكن أن تكون لطفا واحتيالا، دعاية يزينون لهم فيها الغواية والضلال، ويلبسون عليهم فيها الحق بالباطل، وان فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون.
...
نشر لوي بيرتران هذا كتاباً سماه (لدى الإسلام)، شتم فيه الإسلام ما شاءت له تربيته أن يشتم وكابر في انكار المآثر العربية الإسلامية الخالدة في إسبانيا وفي غيرها ماشاء له تعصبه أن يكابر وأثني فيه على المسيحية ثناء كثيراً، حتى أشبع غرضه وهواه وزعم فيه: أن إسبانيا اليوم هي الأمة الراقية المتمدنة في أوربا كلها لما فيها من تعصب مسيحي، وبغض للإسلام. وذكر فيه مصر وجهادها في سبيل الاستقلال، فشتمها، وشوه نهضتها وجهادها كما شاء له التعصب والحقد فتأسف على ذهاب البوليس البريطاني الذي كان في مصر، وقال إنه كان حازماً جميل الهندام. واستقبح منظر البوليس اليوم، وقال: (أنه ذو شوارب طويلة مستقبحة لا جمال فيها .. )
كان الاستقلال لا ينال إلا بحلق الشوارب! إلى غير ذلك مما قال. ويقرأ شبابنا مثل هذا الكتاب، فينتفعون بهذه الشتائم المقذعة، فتثير كل ما فيهم من غيرة ونخوة، فيكرهون التفرنج، وينفرون من الاندماج ولكن الذي نخافه على أبنائنا، هؤلاء الفرنجة الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم يحببون إلى أبنائنا الكفر والإلحاد، ويكرهون إليهم الهدى ودين الحق في السنة الماضية كان ورد الجزائر من فرنسا رجلان اثنان أتيا متعاقبين (أحدهما تلو الآخر).أما أولها، فهو مندوب من بعض جمعيات الحشمة والتقيد فطاف في بلاد الجزائر، وخطب في مسارحها (الفرنسوية طبعاً) ودعا الناس إلى التدين والنساء إلى الاحتشام وحذر من الكتاب والصحف والمجلات والروايات المستهترة الخليعة.
وأما الثاني، فهو مندوب من بعض جمعيات الإلحاد، ومناوأة الأديان. و لعل المقصد الأهم هو مناوأة الإسلام وحده فطاف في الجزائر، وخطب في مسارحها، ودعا الناس إلى الكفر والإلحاد. وكل محاضرة يلقيها في أي بلد من الجزائر، كان شبان المسلمين يحضرونها، ويستمعون لها، ويسمعون بآذانهم ما يقوله المحاضر فيها من طعن على الإسلام واعتداء عليه، فيسؤهم ذلك، ويحنقون ويكادون يتميزون من الغيظ. ولكن الرجل كان من أشد الناس خبثاً ودهاء، وكان سرعان ما يلحظ على وجوه هؤلاء الشبان حنقاً وانفعالا، فيعمد إلى إرضائهم ويقول ( .. لست أريد هذه الشبيبة المسلمة المستنيرة التي تعلمت في مدارسنا، وتمدنت بمدنيتنا، وتربت بأدبنا، وأصبحت منا على قاب قوسين أو أدنى. وما منع هؤلاء الشبان المسلمين أن يكونوا منا إلا هذه الطرابيش الحمراء التي تغطي أدمغة صالحة لأن تبذر فيها وتنمو أفكار الفلاسفة المفكرين الذين يعقلون، ولا يؤمنون بخرافة الأديان! وهؤلاء الشبان، قبل أن يتطربشوا، قد قطعوا شوطاً واسعاً في التقدم وحرية الفكر. فنبذوا العمامة ونبذوا معها كثيراً من الأفكار البالية العتيقة! (كذا)، وسوف لا يتحرجون أن ينبذوا الطربوش، وينبذوا معه آخر ما بقي عندهم من العقائد والخرافات. وإنه ليسرنا أن نرى اليوم رجال الشرق الإسلامي يخرجون من الإسلام،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرقون إلى مصاف الملاحدة الذين هم الطبقة المستنيرة المفكرة في كل عصور التاريخ. ويذكر الصلاة، فيستبشر بأن عدد المسلمين الذين يقيمون الصلاة يقل يوماً فيوماً. ويقول: إن مدارسنا الاروبية في الشرق، لها الفضل الكبير في (تحرير) كثير من شبان الإسلام، وفك رقابهم من تكاليف الصلوات! ويذكر الصوم، فيثنى على المسلمين الذين لا يصومون، ويصفهم بالعقل والحكمة. وهنا يسرد حكاية مهندس جزائري يقطن اليوم في فرنسا كان تخرج من كلية"الرياضيات"بمدينة ليون. ويثنى على هذا المهندس الجزائري المسلم، وبفضله في العلم والحكمه، والذكاء والنشاط. ثم يقول:" .. ولكني أتأسف كثيراً له، لأنه ما يزال إلى هذا اليوم يقيم الصلاة، ويصوم رمضان! .. "ويذكر الحج ويستقبحه، ويستثقله، ويزعم أن كل مسلم يحج، يندم لما يلاقيه في حجته من نصب وعناء. مع أن الحج هو أقصى ما يتمناه هؤلاء المسلمون: من حج منهم، ومن لم يحج. ومع أن السلطة القائمة في الجزائر هي التي تسبب للحجاج الجزائريين كل ما يصيبهم من تعب وأذى، بما تضعه في سبيلهم من العراقيل والصعوبات ومنها إلزامهم بان يحجوا على باخرة تعينها الحكومة، وقد يشحنون فيها شحن البضائع. إلى غير ذلك من القيود والتضييقات.
ثم كتب مقالا في مجلة (الفكر الحر) الفرنسوية وصف فيه طوافه ببلاد الجزائر وتونس، وما ألقاه من المحاضرات، واعترف فيه بأنه كان يستعمل الحيلة والمكر في دعاية شباب الإسلام إلى الكفر والإلحاد. فقال ما معناه: كنت أجد من شباب الإسلام مقاومة، وأرى على وجوههم كراهية لما أدعوهم إليه، غير أنهم كانوا أحداثاً أغراراً غير مجربين، فاستطعت أن أتقي غضبهم وأن اجلب بعضهم بما كنت استعمله من الدهاء والخداع. فإن كرهوا انتقادي أو طعني على الإسلام حولت الكلام في الحال إلى دين المسيحيين أو إلى دين اليهود، ومع أن شباب الإسلام كانوا أشد غيرةً على دينهم- أو قال: كانوا أكثر تعصباً لدينهم-من اليهود والمسيحيين إلا إنهم كانوا غير مزودين بالمعلومات الدينية (الإسلامية) التي تكفيهم للمناضلة والدفاع عن دينهم ....
وبعد ما أغرى دعاة الإلحاد الغربيين بشباب الإسلام في بلاد المغرب بحجة أن هؤلاء الشبان المسلمين هم الآن عزل غير متسلحين بالعلوم الدينية الإسلامية، قال: وجاءني في مستغانم مقدم طريقة صوفية في الجزائر ليهديني وليجعل في عنقي (سبحة) أذكر بها (الله)! فهديته أنا، وبكل سهولة رمي بسبحته، وعاد من الذين (لا يسبحون) ولا يؤمنون بالدين! .. ) وقد ذكر هذه الواقعة كدليل على أن كثيراً من المتدينين المسلمين هم يتدينون عن غير بينة ولا علم. وهم ليسوا بأكثر تمسكا بدينهم من الشبان الأحداث
...
وعلى أثر ما نشرت في (الفتح) خبر ذلك الشاب المسلم الفاسي الذي تنصر، مع أنه ابن أسرة مشهورة بالدين والصلاح و (التصوف)، وذكرت أن سبب تنصره أنهم دخلوا عليه من باب"إن روح الاسلام هي التصوف، وأن هذا التصوف إنما هو نفس المسيحية .. " فكرت في هذا الخطر المسيحي الذي قد يهجم على المسلمين من هذه الناحية والتمست لهذه الفكرة شواهدها الواقعية فعلمت أن (المجلة الأهلية) التي تصدر بالفرنسية في باريس قالت في عدد نوفمبر وديسمبر سنة1927: إن بعض الأشياخ الصوفية في بلاد المغرب (شمال افريقية) لهم اتصال ببعض الرهبان النصارى الذين يدارسونهم تعاليم يسوع المسيح فكاشفت بهذا الأمر صديقي الفاضل السيد جلول قارة مصطفى في تلمسان فقال: إنه رأى عند بعض الشيوخ منشوراً نشره المبشرون المسيحيون على أشياخ التصوف المسلمين يقولون لهم فيه أنهم إخوانهم في الدين (يريدون أن التصوف والمسيحية دين واحد) ويزعمون فيه أن جميع الصوفية المسلمين، ولاسيما أكابرهم، كانوا يبشرون بالمسيح وذكروا فيه لهم أمثلة وشواهد، قالوا إنها من التاريخ، وهي زائفة مكذوبة، وليست من التاريخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر لي أن التبشير المسيحي قد أصبح خطره شديداً على الإسلام في المغرب الأقصى. وقال انه رأى بعينه زهاء أربعين آنسة في حديقة عمومية بحاضرة مكناس وهن سافرات، غير متحجبات. يرقصن رقصا دينيا مسيحيا، ويرتلن آيات الإنجيل وأناشيد الكنيسة. فسأل عنهن، فقيل له: إنهن تلميذات مسلمات في مدرسة للمبشرين الكاثوليك وعلى فرض أن بعضهن مسلمات لا جميعهن فإنها مصيبة كبرى تجعل الشبان المسلمين ورجال الإصلاح الإسلامي يقفون موقف حرجا رهيبا أمام المبشرين الكاثوليك الذين يستمدون العون والقوة من حكومة الاستعمار، حتى أن المسلمين في المغرب الأقصى لا يستطيعون أن يقوموا بأدنى حركة إسلامية ضد التبشير المسيحي هنالك.
وكانت مجلة (الفتح) تعاون المصلحين في المغرب الأقصى على نشر الدعوى والإرشاد، وتدافع التبشير المسيحي عن الإسلام في كل مكان، فيسوء ذلك التبشير المسيحي هناك، ويفتضح أمره. أما وقد منع (الفتح) من دخول المغرب، فسوف ينشط المبشرون الكاثوليك، وسيرى المصلحون هنالك أنهم فقدوا في "الفتح" أحسن وسيلة لنشر الدعوى والإصلاح.
والأمر الواقع الذي لا ريب فيه أن المبشرين بدأوا يهاجمون الإسلام من واجهة جديدة مستفيدين من جهالة بعض جهلائنا الذين يقولون في القرآن:"صوابه خطأ وخطؤه كفر!، وانه عسير لا يفهم" مع أن الله تعالى يقول:"ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مذكر؟ "
ويقول:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .. "فالمبشرون يستغلون بعد المسلمين هذا القرآن الكريم، والواقع الذي لا ريب فيه أن ملاحدة الغرب وغيرهم من أعداء الإسلام يغري بعضهم بعضا بشبابنا المسلمين بحجة أنهم مازالوا أحداثاً غير مجربين ولا مسلحين بالمعارف الدينية الكافية. (يريدون: ولذلك يجب تكفيرهم؟ بل ويمد الملحدون أعينهم بعد ذلك إلى غير الشبان الأحداث فيطمعون فيهم بحجة أنهم لا يتدينون عن بينة ولا علم.
والأمر الثالث الذي لا ريب فيه أيضا أن الاستعمار يعين الملحدين على نشر الإلحاد بين المسلمين، ويحمي أيضاً جمعيات المبشرين، ويعاونها بالمال، وربما أمدها بإعانات مالية من أوقاف المسلمين. ثم هذا الاستعمار نفسه ينشط من جهة أخرى أصحاب الشعوذة والأباطيل التي ألصقت بالدين، للصد عن سبيل الله ... في حين يمنع الجزائريين من أن ينشروا بينهم لغة العروبة والإسلام.
الأمر جد، وليس بالهزل. والإسلام يهاجم اليوم من كل جهة. وعلماء الدين في بلاد المغرب كلها لا يزال أكثرهم غافلين. لا يزودون الناس بالهداية الإسلامية الحقة، ولا بتعاليم القرآن الكريم. انه يجب عليهم أن يتذكروا دائما قوله تعالى"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ... "
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 07:36]ـ
فصل ختامي
التبشير المسيحي في كل يوم يهجم على الاسلام ويصبحه في دياره وعلماء المشرقيات باسم البحث العلمي في كل يوم يهدمون معنا جديداً من قواعد الاسلام وحصونه. والاستعمار باسم التمدين يحاول أن يلتهم الاسلام التهاما. وفي كل يوم تصدر آلاف من الصحف والمجلات والخطب والمحاضرات، وكلها مطاعن ومفتريات على الاسلام، في كل لغة من اللغات. ومع ذلك فان المسلمين مازالوا طوائف وشيعاً، منقسمين على أنفسهم، متفرقين في دينهم لم يشعروا بما حاق بهم جميعا من الخطر العظيم. ومازال أكثر علماء الدين يؤلف لينصر طائفة مسلمة على طائفة أخرى أختها. ومازالوا في جمود وشقاق، وضغائن وأحقاد، أضاعت أعمارهم، وشغلتهم عن الدفاع عن الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وعن الكتاب الذي أنزل على رسوله وعن تزييف ما يرجف به المرجفون بدين الاسلام وعن بيان محاسن هذا الاسلام هذه حالة محزنة، والله أنى اعتقد أن التبشير الإسلامي في هذا اليوم هو أيسر ما يكون، لو اجتهد علماء الاسلام واعتنوا بهذا السفه وهذه المطاعن التي طعن بها الاسلام فجمعوها تتبعوها ونقضوها وزيفوها بالحق، والآيات البينات. ثم نشروا ذلك كله بين عامة المسلمين. فان ذلك خير للناس. وأجدى على المسلمين من كثير من مسائل"علم الكلام"والمسلمون بطبيعتهم الدينية دعاة مبشرون وإنما تنقصهم المعلومات الضرورية للتبشير بالإسلام ..
وفي شبان الاسلام اليوم طائفة وفيرة تعلمت اللغات الأجنبية وحدقتها، فينبغي لعلماء الدين أن لا يتركوا الاستعمار يغلبنا على تلك الطائفة المتعلمة من الشبان، ولو أن علماءنا زودوها بالمعلومات الإسلامية الصحيحة، لقامت للإسلام بدعاية نشيطة وتبشير واسع النطاق ومن هذه الحوادث الواقعة التي تلوتها عليك تعلم أن التبشير الإسلامي لا محالة مفيد وأن الدعاية إلى دين الحق، لابد أن تترك أثرها المحمود، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ...
تم الكتاب بحمد الله وفضله ..
والشكر موصول غير مقطوع للزوجة الفاضلة (أم إبراهيم السلفية) على ما بذلته من جهد في صف هذا الكتاب على جهاز الحاسوب .. فبارك الله فيها ووفقها لمزيد من الخيرات .. ويليه إن - شاء الله تعالى - مقال في جريدة (الشريعة) للشيخ محمد السعيد الزاهري - رحمه الله تعالى - بعنوان [اعترفات ((طرقي)) قديم] وقد اعتنى بالمقال نشرا و تعليقا الأخ الكريم: (سمير محمد ناصر مرابيع الجزائري) فجزاه الله خير الجزاء و أكمله .. ووفقه لما فيه الخير ..
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 11:14]ـ
و لمعرفة المزيد من ترجمة الشيخ سعيد الزاهري ـ رحمه الله تعالى ـ ينظر: (من أعلام الإصلاح في الجزائر) للأستاذ محمد الحسن فضلاء ـ رحمه الله تعالى ـ (الجزء الأول)، و بالله التوفيق.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 11:41]ـ
/// جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ونفع بجهودكم ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 02:53]ـ
/// جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ونفع بجهودكم ..
الأخ الكريم المشرف الفاضل: "عدنان البخاري" وجزاكم الله أحسن الجزاء ...(/)
طارقوا الأبواب
ـ[عبدالله أحمد الحسني]ــــــــ[30 - Aug-2008, صباحاً 09:59]ـ
أصبح من الواضح والمكشوف جداً ما تلعبه القنوات الفضائية التي تغوّلت الآن لتصبح مجموعات إعلامية ضخمة تشبه إلى حد بعيد ما نتصوره حين نسمع تعبير: (الجيوش الجرارة) أو (جحافل الجيوش).
وهذا التعبير يصدق في الواقع كثيراً بعدما أضحى من الواضح جداً أن هذه المجموعات الإعلامية الضخمة ليست مجرد شركات ربحية أو مؤسسات ذات رسالة إعلامية فقط بل هي في حقيقة الأمر جيوش غازية أو هي نوع من متطور من الجيوش الاستعمارية.
فقد أدرك المستعمرون الجدد أنّ استعمار الأرض واستعباد البشر لا يمكن أن يستمر أو يستقر قبل أن يمهد له عن طريق استعمار العقول أو استعمار الفكر برمّته.
وكان من الطبيعي أنّ الرسل لا تنجح إلا إذا كانت تتحدث بألسنة قومها لذلك رأينا كيف تأسست هذه المجموعات الإعلامية (العربية) وتسارع نموّها مثل السرطان في سنوات معدودة لأنّه يُراد لها تحقيق هدف أو عدة أهداف سريعة قبل أن تبرز عوامل هنا وهناك تقطع على الغزاة غزوهم أو تشغلهم عنه.
أرجو أن لا يكترث القارئ المسلم بأسماء مالكي هذه المجموعات، فوليد هنا أو صالح هناك هؤلاء ليسوا إلاّ أدوات ودمى في يد العدو الصليبي الحاقد الذي لن يهدأ له بال قبل أن يدق أطنابه في رمال الصحراء العربية.
إن المتابع البسيط لهذه القوات وما تعرضه يدرك بصورة واضحة أنّ هناك طعناً في القلب وحَسّاً للسُّوق وقطعاً للأعناق تمارسه هذ القنوات بحق الشعوب الإسلامية والعربية بالذات.
كل الوسائل الممكنة والمتاحة مُستخدمة في هذه الحرب القذرة .. الصورة بكل أبعادها والصوت بكلّ مستوياته واللغة بكلّ مفرداتها والضوء بكل درجاته ..
لقد تم تهشيم الجمجمة وكسر العظم والهدف كما نعرف أن يصبح المسلم لا شيء.
لم تتم مهاجمة الإسلام مباشرة بل عمد هؤلاء إلى تهديم البنية التحتية ونخر أساسات الإنسان العربي والتي كان ها دورفي الإحساس بالإسلام كرسالة وقيمة وفريضة.
الذائقة
خرّبوا الذّائقة، نعم إياك أن تظن الذائقة نوعاً من الترف الفني والكلام الأدبي، كلا .. فالذائقة العربية الأصيلة هي الّتي هزّت بالقرآن وجدان العربي الأول .. وهي التي حرّكت ضمائر الغافلين وأعادتهم لى طريق الله منذ فجر التاريخ وحتى ما قبل هذه الفترة ..
كان اللفظ القرآني يجد طريقه إلى القلوب لأنّ الذائقة الأصيلة تتعامل مع اللفظ العربي وتتناغم معه أياً كان قائله ولافظه ..
نعم الغناء والمعازف حرام بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و بإجماع علماء المسلمين الذين يحترمون الدليل والبرهان ..
ولكن أين من يستمع غناء مغنٍّ بأبيات حسان أو جرير أو الفرزدق أو شوقي أو حافظ إبراهيم ونحوهم .. ممن سماعه لمثل شعبان عبدالرحيم وروبي ونانسي وراشد الماجد ونحوهم ممن نستغفر الله من العلم بهم فضلاً عن الاستماع لهم.
فهذا الغناء القديم مع تحريمه وغلبة مفسدته فإنّ منفعته المغلوبة أبقت على الذائقة كما هي ..
أما الغناء المعاصر الذي يعتمد العامية السوقية والإيقاع السريع والصورة المتحركة السريعة فهذا الفن الهابط قام بعملية إعدام بشعة بحق الذائقة والحس العربي فقطع صلة الإنسان باللغة العربية التي هي مفتاح القرآن ..
لم يستطع الغرب أن يغطوا القرآن ويغلفوه لكنهم استطاعوا تغليف العقل والروح العربية بغطاء الفن الهابط الذي لا لون له ولا رائحة ولا طعم ولا حجم ولا وزن إلا حجم أرداف وأكتاف الساقطات.
القيمة
إحساس المسلم بأنّ لديه شيء يتميز به عن غيره وأنّ هذا الشيء ثمين يستحق المحافظة عليه وبذل الغالي والرخيص من أجله هذا أيضاً كان مطعناً من مطاعن الغول الإعلامي الضخم.
أصبحت دائماً تسمع ليل نهار: ليس لدينا ما نخاف عليه، نحن لا نتميز بشيء، الحديث عن الخصوصية حديث فارغ، كل العالم مثلنا لديهم ما لدينا ومع هذا ليس عندهم رهاب الخوف من الآخر .. إلى آخر هذه النغمة التي أفقدت المسلم أيضاً حجراً أساساً آخر ..
الاعتزاز والفخر بالإسلام والعزة به أصبح عيباً وعاراً ..
الإسلام مثله مثل غيره من الأديان .. هذه هي رسالة الحوار الإعلامية ..
والنتيجة: إذا كان ليس لدي شيء يميزني ولا شيء أخاف عليه فلماذا أخشى الاختلاط بالآخر بكل مستوياته؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما حصل فأصبح المسلم مع الكافر على قيد واحد ..
وساعد على هذا للأسف الشديد الدعوات لمؤتمرات الحوار بين الأديان والجوقة المطبلة لها من لابسي المشالح والعمائم ..
فضاعت بذلك قيمة مهمة من قيم المسلم .. وتم إذابتها في نفسه وذهنه ومِن ثم دمه لتخرج مع باقي فضلاته الضارة ..
المروءة:
هذه الصفة العربية التي تجر معها صفات أخرى كالغيرة والأنفة والحمية ..
كان لهذه الصفات دور كبير في حماية الدعوة والقيام بها منذ فجر الإسلام الأوّل.
لقد جاء الإسلام بتأكيد هذه الصفات وتثبيتها وتهذيبها من شوائب الجاهلية، فهي مكونات أساسية في المعدن العربي الأصيل، المعدن الّذي شعر من أوّل يوم بصدق الرسالة المحمدية التي توافقت معه وتكاملت ..
بعض الصحابة كان إسلامهم نتيجة القناعة .. وبعضهم كان إسلامه في البدء نتيجة الحمية والأنفة ..
وبعضها استدل بحسن ما جاء به الإسلام على صدق النّبيّ صلى الله عليه وسلم ..
وهذا يعني أنّ ميزان الفطرة كان به حياة .. وتمييز الحسن من القبيح نتيجة طبعية لحياة الفطرة ..
لكنّ هذه الصفات الحميدة يقوم الغول الإعلامي ليل نهار بتحطيمها وتكسيرها بعرض المشاهد العارية والأجساد المتلاصقة ..
قتل الغيرة .. ووأد الحمية والأنفة .. هو ما حصل عبر برامج تعرض قبول الأخ بغراميات أخته .. وقيام الأب بتسهيل لقاءات ابنته مع صديقها .. بل الحمل سفاحاً أصبح مشهداً مألوفاً في الواقع الإعلامي يُتحدث عنه بغير الخطاب القرآني الذي قال عنه {إنّه كان فاحشة وساء سبيلاُ} ..
والذي يتابع يعلم أنّ المجموعات الإعلامية العربية الكبرى تتولى من أول يوم وجدت فيه حمل معاول الهدم من الأساس واجتثاث النبت من الجذور .. لإيجاد جيل من المسلمين لا غيرة عنده ولا حمية ولا خصوصية ولا قيمة ولا يميزه شيء عن أي بهيمة ترعى ليل نهار لإشباع بطنها وفرجها ..
الكلام لم ينتهي
كل ما سبق واقع معروف وليس فيه جديد .. كما أنه ليس صلب الموضوع ..
صلب الموضوع هو أنّ هذه القنوات مثل السلاح الصامت الملقى على الأرض أو مثل الدبابات التي لا تسير إلا بقائد ..
لا تفعل فعلها إلاّ بمن يشغلها ويوجّهها ..
لقد عاشت هذه القنوات في بلاد المسلمين ردحاً من الوقت غريبة منبوذة شاذة .. حتّى تبرع مجموعة من الدعاة الإعلاميين بإدخالها بيوت لا أقول المسلمين بل بيوت الصالحين ..
مكثت هذه القنوات دهراً مرابطة أمام أبواب كثير من البيوت الصالحة، وكان الموقف منها موقف الريبة والخوف،حتى جاء كل منها بشيخ مشهور ممن يبحث عن حصة من الجمهور وأغرته وسولت له ببعض العسل فقام مشكوراً منها بطرق أبواب البيوت المطمئنة واستأذن لتلك القنوات فأُذن له ولها تحت عهد الأمان والثقة به ..
وما إن دار الزمان دورته حتّى أصبحت تلك القنوات الداعرة هي المكون الأساس في كل جاهز تلفاز في بيت مسلم ..
طارقوا الأبواب هؤلاء هم محل ثقة كثير من الناس، نعم.
لكن على كل من يسارع بالنكير أن يسأل نفسه: ماذا كسبت الأمة من وجود شيخ - مهما كان محله من العلم والدين – في قناة تبث العري والتنصير وتقوم بمهمة سلخ الهوية الإسلامية؟
دعنا نسمي الأشياء باسمها: قناة مثل الإم بي سي: هل يمكن أن يقال ببجواز وجودها في بيت مسلم مقابل ساعة أو اثنتين يقدمها شيخ يتكلم عادة في مواضيع لا تتعارض مع أصل رسالة القناة؟
يقول البعض إنّ ظهور الشيخ في القناة لا يعني أنه يجيز إدخالها البيوت وإنما هو يطل منها على جمهور لا يوجد إلا فيها.
أقول: هذه حجة مهترئة: ليصرّح الشيخ بعبارة واضحة صريحة في مقدمة برنامجة أنّ وجوده في هذه القناة لا يني أنه يجيز وجودها في بيوت المسلمين وأنّ ظهوره فيها إنّما هو لمقابلة جمهور يصر على امتلاك هذه القناة الفاجرة.
يقيس البعض وجود الدعاة في هذه القنوات بوجود الدعاة في أماكن اللهو والعصاة ووجود النبي صلى الله عليه وسلم في أسواق الجاهلية للدعوة وغيرها.
أقول: وهذه أيضاً كتلك، لأنّ تلك الأماكن في الأساس محايدة لا رسالة لها، بدليل أنّه يمكن أن تقول فيها ما يعارض أصلها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف فيها ليقول ما يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا هذه القنوات فهي مؤسسات ذات رسالة وهدف معروف، أرجو أن لا يوجد من يجادل فيه .. بدليل أنّ كثيراً منها لا يسمح إلاّ ببرامج لا تتعارض مع أصل وجوده، حتى الدعاية مدفوعة الثمن التي تروج لمبادئ شرعية لا مكان لها، ولو كانت لمجرد الربح لقبلت ببيع بعض الدقائق لصالح برامج شرعية مهما كان موضوعها.
بل الأصح قياس هذه القنوات حتى المتأسلمة منها بمسجد الضرار الذي ما بُني إلا محادة لله ولرسوله وإرصاداً للمؤمنين، فمقاطعة هذه القنوات هو القول الصحيح مهما قيل عن مصلحة الظهور فيها.
ربما كان لهم العذر قبل أن توجد قنوات إسلامية التأسيس والتوجه، لكن الآن امتلأ الفضاء بعشرات القنوات الإسلامية التي تحتاج إلى الدعم من قبل هذه الشخصيات الدعوية الإعلامية لو كانت حقاً تريد الله ورسوله لا الشهرة والصيت.
والعجب أنّهم لا يظهرون إلا نادراً في القنوات إسلامية، وهذا غريب حتى مع افتراض صحة اجتهادهم في تلك فكان المفروض أن يكون للقنوات الإسلامية نصيب الأسد أن تُترك للمغمورين وغير المشاهير مما يسبب هجر الناس لكثير منها ومن برامجها.
لقد تكون لدي مثل اليقين أن هذه القنوات رغم شدة وضراوة كفرها وفجورها لم تُعدّ فقط للعابثين من المسلمين .. بل كان من أهدافها القوية غزو البيوت المسلمة الصالحة التي تنتج الجيل الصالح , وهذا يدل على خطورتها وقوة وعمق أهدافها .. والدليل هو توظيف طارقي الأبواب - من الذين وثقت فيهم الأمة للأسف – ليدخلوا البيوت الصالحة وهذا ما حدث.
كان يمكن لتلك القنوات أن تكتفي بجمهور عريض لاهث خلف الشهوة واللهو .. لكنّها لم تكتف بهم بل جرَت وبكل قوة خلف البيوت الصالحة .. وتنازلت عن كثير من كبريائها وكرهها للدين وسمحت للّحى أن تظهر على شاشاتها من أجل كسب وصيد أثمن بكثير وهو التواجد في بيوت الأسر الصالحة ..
والآن تلفّت حولك وانظر كم هي نسبة من ليس في بيته مجموعات الإم بي سي والإي آر تي وروتانا وغيرها .. كثير.
وتأمل وفكّر بعقلك لا بعاطفتك كم هم الذين يحتجون بطارقي الأبواب ويتحججون بهم في تسويغ إدخال هذه القنوات إلى بيوتهم؟
ـ[الفيصل الأخير]ــــــــ[30 - Aug-2008, صباحاً 11:36]ـ
بعد التحية أخي الكريم
أولآ: موضوعك جدآ جميل وصفاء فكرك
ولاكن لدي تعقيب على بعض الأمور وأتمنى أن تتأكد بأننا وفي نهاية المطاف متفقون
أن ماقلتة فعلا صحيح ولاكن اين تكمن المشكلة؟؟
هل بمن يغزوننا فكريا أم بأنفسنا
قد المحت لمحآ جميلا حين قلت - وليد وصالح
نعم لوكنت مكانهم ماذا ستفعل (أنا ضد البشع الذي يقومون به)
ولو رجعنا الى التاريخ لوجدنا بأن العيب من الشعوب
ولو كنا مكان الغرب ونريد السيطرة على العالم وخططنا خطط أستراتيجية بمعرفة نقاط الضعف عند أعدائنا ولو كان بدينهم
لفعلنا مثلهم
أما كنا سنفعل مثلهم
نحن نرى بأننا على صواب وهم يرون بأنهم على صواب (بلأديان فقط)
من ضيع هيبة الأسلام اليس ألمسلمون
الموضوع متشعب ويحتاج الى محاسبة النفس قبل أصدار الأحكام على الأخرين
وكما أنهم يملكون السلاح الذي يحاربونا به فيجب علينا تملك سلاح الصد
وهو سلاح العلم والتفقه والوعي
كما اشرت بحديثك
وأرفق أمنيتي بأمنيتك
الوعي سلاحنا
وشكرآ لك على موضوعك الذي يتغافل عنه كثير من الناس
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 01:27]ـ
الأخ الحسني جزاك الله خيراً
في الغرب يسمى الإعلام السلطة الرابعة، أي أنه في مصاف السلطة التشريعية و القضائية و التنفيذية!!!
و لهذا فسر بعض السلف شهادة الزور بأنها حضور أعياد الكفار، " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا " [الفرقان/72]
قال النسفي في تفسيره:
أى الكذب يعنى ينفرون عن محاضر الكذابين ومجالس الخطائين فلا يقربونها تنزها عن مخالطة الشر وأهله إذ مشاهدة الباطل شركة فيه وكذلك النظارة إلى ما لم تسوغه الشريعة هم شركاء فاعليه فى الآثام لأن حضورهم ونظرهم دليل الرضا وسبب وجود الزيادة فيه
و على ذكر أعياد الكفار و أنها لا يجوز حضورها و لا التشبه بهم فيها، فإن بعض الذين يخرجون في القنوات لم تعد أعياد الكفار عندهم حراماً!!! و أفتوا بجواز عيد الميلاد من عقر القناة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 10:32]ـ
كلمة لهذا حذفت ما قبلها و نسيت أن أحذفها فلينتبه لذلك(/)
هل يوزن الأنبياء والمرسلين؟ وهل يوزن أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة؟ والصبي والمجنون؟
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 11:21]ـ
هل يوزن الأنبياء والمرسلين؟ وهل يوزن أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة؟ والصبي والمجنون؟
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 06:19]ـ
للرفع
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 06:38]ـ
ايوة يا إخوة
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 09:34]ـ
السلام عليكم سؤالك اعجبني فأصبر حتى يأتيك الاجابة من الاخوة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 11:03]ـ
أخي الفاضل الكريم (محمد عوض)
للإجابة على سؤالك، نقول أولا: ما هو الذي الذي يوزن؟
هل هي الأجسام، أم الأعمال، أم الصحائف التي تكتب فيها الأعمال؟
أما وزن الأجسام البشرية فلم يقل به أحد من أهل العلم.
وأما وزن الأعمال، والصحائف، فقد قيل بهما.
فرجح (جماعة) أن الذي يوزن هو: الأعمال. وهو الصحيح.
ورجح (آخرون) أن الذي يوزن هو: الصحائف التي تكتب فيها الأعمال وليس الأعمال نفسها.
فإذا قلت: وكيف توزن الأعمال؟ قلت: هي حينئذ تجسد، أو تجعل في أجسام، فتصير أعمال الطائعين في صورة حسنة، وأعمال المسيئين في صورة قبيحة، ثم توزن.
وقد أخرج أبو داوود، والترمذي، وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن".
وفي حديث جابر رفعه: "توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات، فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال حبة، دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال حبة؛ دخل النار، قيل: فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: أؤلئك أصحاب الأعراف" أخرجه خيثمة في فوائده.
ومن رجح أن الذي يوزن هو الصحائف التي تكتب فيها الأعمال، استشهد بقول ابن عمر رضي الله عنهما: توزن صحائف الأعمال.
وعليه؛ فالصحف أجسام، فيرتفع الإشكال، ويقويه حديث البطاقة الذي أخرجه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وفيه: "فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة".
قال القرطبي: فإذا ثبت هذا؛ فالصحف أجسام، فيرتفع الاشكال.
لكن الصحيح كما مر أن الذي يوزن الأعمال، وأن الجميع ستوزن أعمالهم بلا استثناء كما هو ظاهر النصوص، ما عدا من لم يقع عليه تكليف.
والله تعالى أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 11:44]ـ
لماذا التجسيد يا اخي التميمي
الله قادر على وزن ما يشاء اعمالا او صحفا و لا اشكال في ذلك(/)
التقويم الهجري الأبدي
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 01:30]ـ
ظهر مؤخرا ما يعرف باسم التقويم الهجري الأبدي للشيخ محمد كاظم حبيب
اود من الاخوة الكرام التعليق على هذا الموضوع بما يزيل بعض الشيء عن خوافيه و ملابساته.
انظر الر, ابط:
www.alihsan.org.ae/calender.htm - 89k -
www.alihsan.org.ae/KHAIROLQOROON.htm - 37k -
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26303 - 81k -
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 09:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإليكم أجزاء من موضوع في أنا مسلم يحذر من هذه الخدعة
يقول مخترع التقويم الهجري الأبدي المسمى محمد كاظم
كما أعلن في بيان على موقعه الخاص
إن غرة رمضان المقبل ستكون يوم الثلاثاء الموافق لـ 4/ 10/2005م قطعاً ويقيناً بدون أدنى شك
ثم يقول صاحب التقويم الهجري الأبدي المسمى محمد كاظم - بعد ما يضرب الأخماس في الأسداس ويحسب ويكتب فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن الكتاب والحساب ألا وهو تحديد أوائل ونهاية الشهور كما أجمعت الأمة على ذلك -
يقول:
السُنّة ُوالقرآن مصدران يقينيّان
لحساب السنين وضَبْطِ الزمان
ليحاول خداعنا بهذه الكلمات التي تضفي الشرعية على تقويمه المبتدع كما يظن
فالقاريء سيقول ما شاء الله تقويم منبثق من الكتاب والسنة؛ فعلى أقل تفدير إن لم يوافقه فلن يهاجمه بسبب عبارته البهاراتية المزورة آنفة الذكر
ومخترع التقويم ومؤيدوه ومنهم في منتدانا العزيز صاحب المعرف د/ رامي
ينكرون على من عول على الحساب الفلكي وحدد غرة رمضان الأربعاء 5/ 10/2005 أشد الإنكار وهم محقون في ذلك
لكن الحقيقة أنهم لم ينكروا عليهم لأنهم لم يلتزموا أمر الله ورسوله في وجوب اعتماد الرؤية البصرية في أمر دخول ونهاية الشهور
بل لأنهم لم يوافقوهم في نفس اليوم الذي حددوه هم الثلاثاء 4/ 10/2005
وإلا
فلو كان إنكارهم هذا من باب نصرة الرؤية البصرية الشرعية
فلما معنى تحديدهم هم أيضاً لغرة رمضان
وقد دار حوار بيني وبين الأخ رامي الذي يتبنى نصرة هذا التقويم في هذا المنتدى
لم يرد فيه على استفسارات وجهتها له وهرب وحول دفة النقاش ولم يجبني على أسألتي الذي سأوردها له هنا لاحقاً
===
وإليكم الأسئلة التي وجهتها له ويهرب في كل مرة ولا يجيب عليها
1 - كيف تدعي أنك لا تقوم بتقديم الحساب على الرؤية وأنك تأخذ بالإجماع الذي نقلته لك والذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في نصفحة 132،133 من المجلد الخامس والعشرين في مجموع الفتاوىونص كلامه رحمه الله:
إنا علم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه لا يرى لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- بذلك كثيرة وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث
وفي نفس الوقت يتناقض قولك هذا مع تحديدكم غرة رمضان المقبل تحديداً قطعياً وبدون أدنى شك حسب كلام شيخك يوم الثلاثاء أيضاً الموافق لـ 4/ 10/2005م؟!!!
أليس هذا التحديد تقديم للحساب على الرؤية؟!!!
2 - كيف ترجع الفضل في حساباتكم المسماه (التقويم الهجري الأبدي) لأمر الكتاب والسنة بذلك
مع أن النصوص الواضحة تنهى عن الحساب في أمر معرفة بداية ونهاية الشهور
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا فإن غمي عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) وفي رواية ((فاقدروا له ثلاثين)) رواه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
حتى ولو سلمنا لك أن تقويمك الأبدي كما تسميه صحيح 100% فالنهي يشمله أيضاً كما نقلته لك من كلام الحافظ بن حجر في الفتح
3 - ألم تقل من قبل أن التقويم الذي تسمونه أبدي تعتبرونه لا يطمح إلا أن يكون استرشادياً استثنائياً في حالة غم الشهر وهلاله بسبب غيم أو مطر أو ضباب من نوع دييغوغارسيا أو غيره!!!
ألا ترى أن تحديد كم المسبق لغرة رمضان المقبل - يوم الثلاثاء الموافق لـ 4/ 10/2005م قطعاً ويقيناً بدون أدنى شك (كما أعلن في بيان على موقع شيخك محمد كاظم الخاص) - يكذب كلامك هذا؟!!!
فأين نحن الآن من رؤية رمضان الذي لغيتموها بتقويمكم المزعوم؟
هل الهلال غم الآن أو حدث شيء يمنع رؤيته حتى يتدخل تقويمكم الاستثنائي؟؟؟!!!!!!!!!!
4 - ما الفائدة إذن من رصد الهلال إن كانت القواعد التي وضعت لتقويمكم كما تقولون يقينية؟
5 - كيف لو رصدنا الهلال لنهاية شهر ما ورأينا هلال الشهر الجديد بعد 29 يوم من الشهر المنصرم قد ظهر للعين
وكان في تقويمكم الشهر المنصرم ثلاثين يوماً؟
هل تأخذ حينها بالرؤية البصرية التي أمرك بها الله ورسوله فنعتبر الشهر المنصرم 29 يوم كما رأيناه بالبصر أم ستطرحها لحساباتكم (الأبدية) 30 يوم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 01:05]ـ
بارك الله فيكم
شيخنا الأمين(/)
الثقافة التي نحتاج إليها للعلامة المجدد تقي الدين الهلالي رحمة الله عليه
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 02:26]ـ
الثقافة التي نحتاج إليها
الكاتب: الشيخ تقي الدين الهلالي
هذا موضوع مهم جدا وواسع يحتاج بيانه بالتفصيل إلى تأليف كتاب مستقل، ولكن نجمل الكلام فيه إجمالا حسبما يسمح به المقام فنقول: إن كل شعب يبغى أن يعيش سعيدا يحتاج إلى أمور ..
أولها: القوة الروحية وهي تتوقف على الدين الصحيح الذي يملأ قلوب أبناء الشعب إيمانا وحماسة ويؤلف بينهم ويكون العروة الوثقى التي لا تنفصم، ومن أراد أن يرى بعينيه شاهدا على ذلك فلينظر إلى العرب قبل الإسلام وبعده. وأما حالهم قبل الإسلام فكل من له أدنى إلمام بالتاريخ يعرفها حق المعرفة. ومن لم يكن له إلمام بالتاريخ ففي القرآن الذي هو كتاب متواتر لا يشك في تواتره أحد لا موافق ولا مخالف، فيرى فيه أن العرب كانوا يقتلون أولادهم بسبب الفقر ويئدون بناتهم لأسباب خسيسة وكانوا لا يورثون الإناث ولا الصبيان لأنهم كانوا يحصرون امتلاك الأموال في من يحمل السلاح ويقاتل لأن العاجز عن ذلك كالنساء والصبيان لا يستطيع أن يدافع عن المال ويصد عنه غارات المغرين المتوالية إذ كان يجب على كل من يملك شيئا أن يقاتل عنه ضرورة أنه لم يكن لهم قانون ولا دولة ولا نظام ولا وازع ديني يكفّهم عن سلب الأموال والأرواح بل كانوا يرثون النساء زيادة على عدم توريثهم كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً} سورة النساء.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "قال البخاري بسنده إلى ابن عباس قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية .. هكذا ذكره البخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم من حديث أبي إسحاق الشيبانى. ومن هنا نعلم فضل الإسلام على العرب أولا ثم على جميع المسلمين ثم على جميع العالمين كيف رفع قدر النساء بعد أن كن متاعا يورث كسائر الأموال ولم يكن أحد يفكر لا من العرب ولا من غيرهم في تسويتهن بالرجال في حرية التصرف بأنفسهن وفي أموالهن حتى جاء الإسلام فرفع عنهن هذه العبودية وأعطاهن حقا مساويا للرجال في الميراث فيما فرض الله لهن وفي أنهن إذا كن بالغات سن الرشد لا يتزوجن إلا برضاهن ولا يستطيع أحد أن يكرههن على التزوج بمن لا يرغبن فيه، ودونك الدليل: أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن" قالوا: "يا رسول الله وكيف إذنها؟ " قال: "أن تسكت".
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر وإذنها سكوتها" رواه مسلم. وفي لفظ أي من رواية ابن عباس "ليس للولي مع الثيب أمر واليتيمة تستأمر .. " رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان. اهـ. وإنما اكتفى الشارع الحكيم من البكر بالصمت لغلبة الحياء عليها. قال العلماء فإن وقع شك في رضاها أمرت بالتكلم ويجب أن تخبر قبل ذلك بأنه لا مكره لها وأنها إن امتنعت لا يستطيع أحد أن يزوجها كما سيأتي صريحا في الحديث. قال صاحب سبل السلام: "والإذن من البكر دائر بين القول والسكوت إنما اكتفى منها بالسكوت لأنها قد تستحي من التصريح. وقد ورد في رواية أن عائشة قالت: يا رسول الله إن البكر تستحي قال: "رضاها صماتها". أخرجه الشيخان، ولكن قال ابن المنذر: "يستحب أن يعلم أن سكوتها رضي، قال ابن شعبان يقال ثلاثا إن رضيت فاسكتي وإن كرهت فانطقي" اهـ.
حديث آخر عن ابن عباس أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وأعل بالإرسال، وأجيب عنه بأنه رواه أيوب بن سويد عن الثوري عن أيوب موصولا، وكذلك رواه معمر ابن سليمان الرقى عن يزيد بن حبان عن أيوب موصولا، وإذا اختلف في وصل الحديث وإرساله فالحكم لمن وصله، قال المصنف: "الطعن في الحديث لا معنى له لأن له طرقا يقوي بعضها بعضا" اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صاحب سبل السلام عقب هذا الحديث: "وقد تقدم حديث أبي هريرة المتفق عليه وفيه "ولا تنكح البكر حتى تستأذن". وهذا الحديث أفاد ما أفاده فدل على تحريم إجبار الأب لابنته البكر على النكاح وغيره من الأولياء بالأولى وإلى عدم جواز إجبار الأب. ذهبت الحنفية والأوزاعى والثوري وأبو ثور وأبو عبيد وابن المنذر وهو إحدى الروايتين لأحمد لما ذكر ولحديث مسلم: "البكر يستأذنها أبوها" وإن قال البيهقي زيادة الأب في الحديث غير محفوظة فقد رده المصنف بأنها زيادة عدل يعني فيعمل بها" اهـ ..
قال كاتب هذا المقال ومراده بالمصنف الحافظ ابن حجر العسقلاني.
وذهب أحمد والشافعي وإسحاق إلى أن للأب إجبار ابنته البكر البالغة على النكاح عملا بمفهوم "الثيب أحق بنفسها" كما تقدم فإنه دل أن البكر بخلافها وأن الولي أحق بها ويرد بأنه مفهوم لا يقاوم المنطوق وبأنه لو أخذ بعمومه لزم في حق غير الأب من الأولياء وأن لا يخص الأب بجواز الإجبار، وقال البيهقي في تقوية كلام الشافعي: "إن حديث ابن عباس هذا محمول على أنه زوجها من غير كفء"، قال المصنف: "جواب البيهقي هو المعتمد لأنها واقعة عين فلا يثبت الحكم بها تعميما"، قلت كلام هذين الإمامين محاماة عن كلام الشافعي ومذهبهم وإلا فتأويل البيهقى لا دليل عليه فلو كان كما قال لذكرته المرأة بل قالت إنه زوجها وهى كارهة فالعلة كراهتها فعليها علق التخيير لأنها المذكورة فكأنه قال صلى الله عليه وسلم: إذا كانت كارهة فأنت بالخيار.
وقول المصنف: "إنها واقعة عين" كلام غير صحيح بل حكم عام لعموم علته فأينما وجدت الكراهة ثبت الحكم وقد أخرج النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن فتاة دخلت عليها فقالت: "إن أبي زوجني من ابن أخيه يرفع بي خسيسته وأنا كارهة" قالت: "اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم" فلما جاء وسول الله فأخبرته فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها فقالت: "يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء". ولفظ النسائي "علم للبكر والثيب" وقد قالت هذا عنده صلى الله عليه وسلم فأقرها عليه والمراد بنفي الأمر عن الآباء نفي للتزويج للكراهة لأن السياق في ذلك اهـ.
قال صاحب هذا المقال: إن كان الأب مجبرا فما فائدة استئذان البكر وما فائدة صمتها أو تصريحها بالآباء إذ لابد للاستئذان من نتيجة وهي إما صمت يدل على الرضا فتزوج أو تصريح بالآباء يدل على الامتناع والكراهية فلا تزوج وإلا كان الاستئذان عبثا وأوامر العقلاء تصان عن العبث فكيف بأمر سيد العلماء والحكماء صلوات الله وسلامه عليه ولا عجب من الشارح كيف لم يتنبه إلى هذا المعنى ومن سوء الحظ أنه ليس عندي في الوقت الحاضر من شروح كتب الحديث غيره ..
قولها: "ليرفع بي خسيسته" قال في اللسان: "يقال رفعت من خسيسته إذا فعلت به فعلا يكون فيه رفعته".
قال الأزهري: "يقال رفع الله خسيسة فلان إذا رفع حاله بعد انحطاطها" إهـ
قال كاتب هذا المقال: ولا يخفى أن المصاهرة ترفع حال المتزوج وتلحقه بمنزلة من تزوج ابنته فإذا كان الشاب يتيما فقيرا، وإن كان البلوغ يضع لليتم حدا لكن عواقبه تستمر معه وكان عمه غنيا نابها من إشراف القوم فزوجه ابنته رفع ذلك قدره وأعلا منزلته بين الناس. وكأني بغراب من عبيد الاستعمار ينعب يقول: كيف تدعون أن الإسلام أعطى النساء حقوقهن في الميراث كاملة غير منقوصة مع أنه لم يجعل للمرأة إلا نصف ميراث الرجل، فأقول في جوابه أن الإسلام حين جعل للمرأة نصف ميراث الرجل قد وفاها حقها ولم ينقصها شيئا لأنه أوجب على أخيها أن ينفق عليها إن كانت محتاجة ولم تكن متزوجة ولأن الإسلام أوجب على أخيها صداقا يقدمه لزوجته زيادة على نفقتها ونفقة أولاده وإخوته الصغار ووالديه إذا كانا محتاجين أما أخته فإن تزوجت أخذت صداقها تتصرف فيه كيف تشاء وتأخذ ميراثها من والديها ونفقتها على زوجها وكذلك نفقة أولادها وإن كانت غنية، فلو أن الإسلام سوّى بين الأخ وأخته مع ما أوجبه على الأخ من النفقات التي لا يجب منها شيء على الأخت لكان قد حمّله ما لا يطيق فإذا كانت الأخت نفقتها على أبيها أو أخيها أو زوجها ومع ذلك تأخذ نصف ما يأخذه أخوها على سبيل الاحتياط تحفظه لتقلبات الزمان فقد رفق بها الإسلام غاية الرفق وأكرمها غاية
(يُتْبَعُ)
(/)
الإكرام.
ولو أن هذا الغراب كان منصفا لوجّه اللوم لسادته المستعمرين الذين ليس لهم نظام سماوي في الميراث فهم يوزعونه على حسب الهوى ويضيعون أولادهم وبناتهم. ومتى بلغت الفتاة عندهم ست عشرة سنة وكانت من الطبقة الفقيرة أو المتوسطة يقول لها الوالدان باللسان الفصيح ارحلي عنا واشتغلي لتكسبي رزقك فحسبنا أن نكتسب معيشتنا ومعيشة من يبقى من الصغار، وهنا أذكر قصة سمعتها من إذاعة لندن وهي أن فتى مصريا كان يتعلم في بريطانية وكان له صديق في سنه من البريطانيين وكان بينهما ألفة ومحبة يدرسان جميعا ويتنزهان جميعا فجاء البريطاني يوما إلى الفتى المصري يودّعه فقال الفتى المصري إلى أين فقال أنا مسافر إلى حيث أجد رزقي قال وكيف ذلك؟ قال: البارحة أعطاني والدي بضعة دنانير وقالا لي يا ولدنا اذهب في أرض الله واكتسب رزقك فقد بلغت ست عشرة سنة وانتهى واجبنا معك، فأخذ الفتى المصري يبكى بكاء شديدا وقال كيف يكون هذا؟ كيف يسمح والداك بفراقك من أجل لقمة الخبز؟ أقم معي هنا وأنا أقتسم معك ما يبعثه لي والدي فتبسّم الفتى الإنكليزي وشكر صديقه المصري على طيب نفسه وقال له: يا صديقي هذا قانون عام في بلادنا يجري علي وعلى غيري وودّعه وانصرف وتركه في بكائه.
فهؤلاء الغربان الذين يقدسون المستعمرين ويتلقون كل ما جاء منهم بالقبول والإجلال لا يفكرون أبدا في فظاعة طرد الأبوين ابنتهما في الوقت الذي تكون فيه أحوج ما كانت إلى الحماية والرعاية في سن السادسة عشرة ويعرضانها للفجور كمن يخرج درة من صدفها ويلقيها في مزبلة بل هذه أقبح ولكن عبيد الاستعمار مضروبون بسوط هيبته قد فقدوا العقول التي وهبهم الله ليميزوا بها الحسن من القبيح فهم يرون كلما يفعله أئمتهم وإن كان في غاية القبح حسنا وكل ما يخالفهم وإن كان في غاية الحسن قبيحا كما قال الشاعر:
كما أن عين السخط تبدي المساويا وعين الرضا عن كل عيب كليلة
هذا شأن عبيد الاستعمار الغربي، وكذلك عبيد الاستعمار الشيوعي فإنهم مثلهم أو أضل سبيلا فإنهم يقدسون الزعيم ويخترعون له من المزايا والفضائل حتى تضيق العبارات عما يريدون أن يصفوه به فإذا ملّه رفقاؤه وأرادوا أن يتخلصوا منه ليستبدلوه بغيره وقلبوا له ظهر المجن وأنزلوه من العرش وملأوا الدنيا بذمه وانتقاده انقلب مادحوه والمعجبون به، وسلقوه بألسنة حداد وقد لا يكون بين إغراقهم في مدحه ومبالغتهم في ذمه إلا عشية أوضحاها كما وقع لرؤساء اليهود حين أسلم عبد الله بن سلام رضي الله عنه فإنه قال: "يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإنهم إذا علموا بإسلامي بهتوني وعابوني فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي" فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: "سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا"، فخرج عبد الله بن سلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد خبأه في بعض بيوته فقال: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" فقالوا: "أرذلنا وابن أرذلنا وأجهلنا وابن أجهلنا" والقصة مذكورة في صحيح البخاري.
وكنت قبل بضع سنين في برلين فرآني شاب شيوعي أتيمم على تراب فلما صليت قال لي: "ما فائدة التمسح على التراب؟ الوضوء معقول لأن فيه نظافة، وأما التمسح على التراب فهو أمر شكلي ما فيه فائدة" فقلت له: "أنت أخبرتني أن ستالين ألف كتابا في علم التربية وأنه كتاب مقرر في المدارس لتعليم علم التربية، ومن المعلوم أن ستالين لم يكن قط معلما ولا مدير مدرسة فضلا عن أن يكون من المختصين بعلم التربية فكيف صار تأليفه في علم التربية مقدما على غيره وهو رجل عسكري قضى عمره كله في الحروب وليس له إلمام بالتربية لا علما ولا تعليما فتأليفه في علم التربية أمر شكلي أما التيمم بالتراب فمعناه التواضع لله تعالى والخضوع له وطلب العون منه والشفاء من المرض الذي حال بين المتيمم وبين الوضوء وهذا معنى الصلاة أيضا".
فانظر إلى ما فشا في الناس من نتن هذا الزمان زمان الجهل و الفتن
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن يقضى على المرء في أيام محنته
(يُتْبَعُ)
(/)
والنتن الدخان الذي يشربه الناس. والحاصل أن المقلدين للشرق والغرب خسروا أنفسهم وفقدوا عقولهم وصاروا كالأنعام بل هم أضل سبيلا فهم كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ومع كل هذا التقديس تنكروا لإلههم بعد موته وكان الذي أنكره وأظهر عيوبه وجرائمه هو نائبه وشريكه في الحكم عشرات السنين (خروتشوف) ثم حلّ محله وتربى على منصة السيادة وورثه وظن أنها تدوم له فلم يلبث أن ذاق مرارة العزل وهو حي وأصبح في خبر كان وكل ما جاء مقدس جديد اشتعلوا به ونسوا الذي قبله ولم يبالوا بالتناقض فصار مدح هؤلاء وذمهم سواء لأن الذي يمدحونه اليوم يذمونه غدا والذي يثبتونه اليوم ينفونه غدا وبالعكس وما أحسن ما حكاه الإمام أبو محمد بن حزم، قال: "كان عندنا بالأندلس فقيه من أهل الفتوى وكان لا يفتي حتى يتقدمه غيره فيكتب تحته قوله: موافق لما قاله الفقيه أعلاه. فاتفق أن الفقهاء اختلفوا في مسألة فبعضهم أفتى فيها بالجواز وبعضهم أفتى بالتحريم فلما جاءوا بالصحيفة كتب أسفلها قولي موافق لما قاله الفقهاء أعلاه فقيل له إنهم تناقضوا فقال وأنا أيضا أتناقض كما تناقضوا".
وكانوا يعضلون النساء ويمنعوهن من الزواج لأغراض خسيسة فنهاهم الله عن ذلك في مواضع من كتابه وإنما ذكرنا بعض أخلاقهم قبل الإسلام ليعلم من لا يعلم فضل الإسلام الصحيح عليهم وعلى كل من دان به من غيرهم، وأما حالهم بعد الإسلام فهي أوضح وأظهر من شمس يوم الصحو، فما الذي غيّر حالهم من التشتت إلى الاجتماع، ومن التخاذل إلى التعاون، ومن الجهل إلى الحلم، ومن الذل إلى العز، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الضعة إلى الرفعة إلى السيادة، ومن الضعف إلى القوة، ومن الفوضى إلى النظام, ومن تلك البقعة القاحلة الجرداء إلى الأراضي المخصبة والجنات المثمرة، والأنهار المطردة والأزهار الجملية، ومن البيوت الحقيرة إلى القصور الشامخة في آسية وأوروبة وافريقية؟ وكيف صارت الدول العظام التي كانت قبل إسلامهم هي الصالحة للبقاء لا تصلح إلا للفناء.
الجواب أن علماء التاريخ وعلماء العمران وعلماء تطور الأمم اتفقوا على أمر وهوان العرب بعد الإسلام صاروا أقوياء أغنياء سعداء متمدنين ذوي دولة ونظام، ثم اختلفوا، فالعقلاء المؤمنون بالله قالوا إن السبب المباشر في ارتفاعهم من حضيض الهمجية إلى سماء المدنية الفضلى هو الدين. وأما الذين لا يؤمنون بالله وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون فقد اعتقدوا أن القرآن ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم نفخا فيهم روح الحياة وهذه الروح جعلتهم يتعلمون المدنية والعلوم من الأمم المغلوبة التي اندثرت مدنيتها وقد نسي هؤلاء أو تناسوا القاعدة العظيمة وهي: "إن فاقد الشيء لا يعطيه".
لأن تلك الأمم وهي الفرس والبيزنطيون والروم لو كانت مدينتهم صالحة للبقاء والنمو والحياة ما تغلب عليهم قوم متوحشون جهال - بزعمكم - خارجون من الصحراء ليس لهم علم ولا أخلاق، ولا معرفة بالعمران ولا بالنظام وعلوم المغلوبين وأخلاقهم لو بقيت فيها حياة وصلاح ما غلبوا ولنفعت أهلها فكيف لا تنفع أهلها وهم أعلم الناس بها وتنفع أعداءهم؟ وهذا هو الحال عينه.
فهل سمعت بطبيب يصيبه مرض يعرف دواءه فيستعمل ذلك الدواء فلا ينفعه فيموت من علته ويموت كل قومه ثم يأتي أعداؤهم فيقرؤون كتاب ذلك الطبيب ويأخذون منه الدواء فيستعملونه فيصحون عليه وهكذا يقال في الصيدلي يركب دواء فلا ينفع ذلك الدواء أحدا، ثم يأتي عدوه فيقرأ كتابه ويتعلم منه تركيب الأدوية فيدرك ما لم يدركه الصيدلي الذي اخترع الدواء وجربه مرارا وهكذا يقال في الفلاح والصانع نعم لو قيل أن المسلمين انتصروا على أهل الأرض بالأخلاق القرآنية ثم خدمتهم جنود السماوات والأرض كما وعدهم الله بذلك فتعلموا من الصناعات والحضارات ما زادهم قوة ونظاما لكان ذلك قريبا. أما أن الغالب يأخذ القوة من المغلوب، والحي يكتسب الحياة من الميت، والقوي يقتبس القوة من الضعيف فذلك مالا يكون أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال آخر في البلدان التي يغلب على أهلها الجهل بالكتاب والسنة ويكون للدجالين فيها سلطان عظيم فترى أحدهم يبيع قصور الجنة بأثمان بخسة ويهب الأولاد للمصابين بالعقم من الرجال والنساء ويعطي الغنى وطول العمر والنجاح في الامتحان والترقي في مناصب الدولة وقدوم الغائب بسلامة وشفاء الأمراض .. كل ذلك بدريهمات قليلة فيصدقه الأغبياء، ومرة جاء أحد الدجاجلة وقال: من يشترى قصرا في الجنة بمائة ريال فقام رجل من العقلاء وقال هذا ألف ريال أعطني به بيتا في هذه القرية وحين تسلمه لي أسلم لك ألف ريال، وأنا أعلم أنك لا تقدر على ذلك وإذا كنت عاجزا أن تملك بيتا ولو حقيرا في هذه القرية فكيف تملك قصرا في الجنة يا قليل الحياء؟. فسقط في يده وضحك عليه الناس.
ومرة جاء دجال آخر وقال لرجل أبسط ثوبك فأخذ يأخذ بيديه كلتيهما حفنة من الهواء ويضع في ثوبه ويقول هذا الرزق ثم يأخذ حفنة أخرى ثم يقول هؤلاء الأولاد الصالحون ثم يأخذ حفنة أخرى ويقول هذا العمر الطويل ثم يأخذ حفنة أخرى ويقول هذا الحج إلى النبي المصطفى (والجهال في المغرب يظنون أن الحج في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم) ثم يأخذ حفنة أخرى ويقول هذا العز والجاه ثم يأخذ حفنة أخرى ويقول هذه قصور الجنة وهكذا لم يترك شيئا من الخير إلا وضعه في ثوبه بالكلام المجرد ثم قال أعطني شيئا فجمع الرجل يده وغرف غرفة وأعطاه إياها فقال خذ هذا مما أعطيتني ..
وهذا القرآن وهذه الدعوة المحمدية ليسا من الأشياء التي كانت فبانت كما يتوهمه الجاهلون وليسا من الفصائل الحيوانية والنباتية التي انقرضت وحلّت محلّها فصائل أخرى ولن تعود إلى الوجود أبدا كما يريد أن يوهمنا الاستعمار بل هما قوة باقية خالدة لا تزول ولا تحول، ولك أن تطلب الدليل البارز الشاهد وعلى أن أدلي به فأقول: كيف نشأت الدولة العثمانية؟ ومن أين استمدت قوتها .. من (هولاكو وتيمورلنك وجنكيز خان)؟.
لا والله فإن هؤلاء كانوا غزاة متوحشين والتاريخ أصدق شاهد، وإنما استمدت قوتها ووجودها وصارت إمبراطورية عظيمة استولت على آسيا وقسم كبير من أوروبة وإفريقية من الإسلام، ودونك شاهدا غير بعيد ولا منقرض بل هو قائم حاضر وهو المملكة السعودية.
كيف نشأت هذه المملكة في قلب الإمبراطورية العثمانية، وناهيك بما كان للإمبراطورية العثمانية، من الحول والطول وقد تصدت بجميع قواها الحرية والدعائية لتحطيم الحركة الدينية الإصلاحية التطهيرية التي أشرق نورها من قلب جزيرة العرب بجوار الحرمين الشريفين اللذين هما شريان الخلافة العثمانية.
لأن أجل ألقاب السلطان العثماني (خادم الحرمين) وزوال هذا اللقب ينذر بزوال الخلافة ثم بزوال الإمبراطورية وهو نتيجة محتومة لزوال الخلافة ولذلك جمع السلطان العثماني كل قواه وعبأ جيشه العظيم تحت قيادة محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا وزحفوا على الإمارة مدح النبي صلى الله عليه وسلم السعودية بعد ما شنوا عليها حملات أقلام مضللة فعبأت الدولة العثمانية أسطولا بحريا وجيوشا برية بأحدث ما في ذلك العصر من الأسلحة من المدافع والبنادق المجهزة بالحراب والسيوف واستمرت الحرب بين الدولة العثمانية بجيوشها المختلفة الألوان واللغات وانضم إليهم لصوص الجزيرة وخرابها بقيادة محمد على باشا ثم ابنه إبراهيم وابنه طوسون من سنة 1226هـ إلى سنة 1233هـ ففتحوا الحجاز ثم نجدا بلدا فبلدا، وقرية فقرية، بل حيا فحيا.
وهذا من خوارق العادات أن إمارة تقاوم دولة عالمية زهاء إحدى عشرة سنة دون أن تتلقى مددا من أي جهة من الجهات وقد شهد المؤرخ المصنف عبد الرحمن الجبرتي المصري أن جيش إبراهيم باشا لم يكونوا يصلون ولا يذكرون الله وكانوا يشربون الخمر حدثه بذلك شاهد عيان وأن جيش الأمير عبد الله بن سعود كانوا محافظين على الصلاة، وفي أوقات الشدة كانوا يصلون صلاة الخوف وهؤلاء الغزاة العثمانيون وإن كانوا قد دوّخوا بلاد الحجاز ونجد وفتكوا بأهلها وخربوا مدينة الدرعية وأخذوا أميرها عبد الله بن سعود مع أصحابه إلى بلادهم وقتلوه شر قتلة فإن الله سبحانه وتعالى جعل العاقبة للمتقين وهو القائل: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} سورة النمل.
ونقلوا رؤساء آل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إلى مصر الذين لم يقتلوا في المعركة وظنوا أنهم قد قضوا على الحركة الإصلاحية الدينية، والنهضة العربية التحريرية فخاب ظنهم، وكيف كانت عاقبة آل سعود؟ وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ الجواب أن الله بارك فيهم حتى كأنهم لم يرزءوا شيئا ومن قتل منهم فاز بالشهادة وهي إحدى الحسنيين وكيف كانت عاقبة محمد علي باشا وسادته آل عثمان؟ لم يبق منهم ديار ولا نافخ نار وعد الله لا يخلف الله وعده، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} سورة القصص.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} سورة الرعد.
أما الحركة السعودية الدينية والسياسية فصارت أقوى مما كانت عليه، ولم تزل في تقدم واتساع حتى صارت أعظم مملكة في جزيرة العرب وما يليها إلى حدود الشام والعراق.
ولاتزال بحمد الله تزداد نموا وازدهارا وقوة ولاسيما في هذا الزمان الذي منّ الله عليها فيه بملك همام حنكته التجارب وعرف كيف يسير بالمملكة في طريق الرقي وكيف يسير سفينتها بحكمة وبعد نظر وحزم إلى شاطئ السلامة في هذا الخضم المتلاطم الأمواج ألا وهو صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز زاده الله توفيقا وتسديدا وقوة ونصرا على أعداء الإسلام ووفق جميع ملوك المسلمين ورؤسائهم إلى اتباع رضوانه.
وهناك شاهد ثالث من نوع آخر على أن الإسلام قوة عظيمة معنوية ومادية لمن تمسك به بإخلاص. وهو أن جميع دول أوروبا بملوكها وجيوشها غزت البلاد المقدسة (فلسطين) وأوقدت فيها نار حرب بينها وبين المجاهدين دامت مائتي سنة وختمت بهزيمة تامة لدول أوروبا، ومن قابل ذلك بحال فلسطين في هذا الزمن لا يجد مندوحة من الاعتراف بأن الإسلام الصحيح قوة لا تقهر، وأن كل شعب سعد أسلافه وارتفعوا بالإسلام لن يسعد ولن يرتفع إلا بما ارتفع به أسلافه.
ومن ظن خلاف هذا فهو مخدوع يخبط خبط عشواء في ليلة حالكة ظلماء ومضمون له الخيبة والخسران.
وإنما قيدت الدين بكونه صحيحا في أول المقال احترازا من الدين المبدل الذي لا يقوم على القرآن بل كما فهمته العرب في القرن الأول وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة، وأما الدين المبدل في العقائد والأخلاق والأحكام فلن يأتي بتلك الثمرة أبدا، بل قد يبلغ به التبديل والتغيير إلى أن يصير شرا وضرا محضا ويأتي بعكس المطلوب. وبذلك يفسر نجاح الاستعمار وإخفاق الحركات الدينية التي تصدت لمقاومته. وإنما الدين الإسلامي دواء وصفه طبيب نطاسي بارع في معرفة العلل النفسية للأمم والشعوب فمن خالف وصفة الطبيب أو الاستعمال فمن تلك المخالفة أُتي، لا من الدواء فهو صالح كما قدّمنا شواهده لك في كل زمن ومكان، إلى أن ينتهي أجل هذا الكون الذي نعيش فيه.
ولنا من أهل هذا العصر شهود عدول نذكر بعض أسمائهم للقردة من أبناء المسلمين الذين لا يكفيهم القرآن ولا الحديث ولا شواهد التاريخ، لأنهم بزعمه أن هذا العصر تبدّلت فيه المقاييس وانقلبت فيه الأمور لأنه عصر الذرة وغزو الفضاء الخارجي فهم لا يقتنعون إلا بشهادات الأوروبيين فمنهم (الشيخ عبد الله ويليام الإنكليزي) ألف كتابا سماه: (الإسلام) باللغة الإنكليزية وأثبت فيه بالبراهين القاطعة أن الإسلام هو الدين الصالح لسعادة البشر من الوجهة الروحية ومن الوجهة المادية، في كل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومنهم اللورد هدلي هداه الله إلى الإسلام وهو من الحاصلين على لقب لورد أي من النبلاء في الدولة البريطانية وحج بيت الله سنة (1341هـ) وأعطاه الشريف حسين عربة تجرّها الخيل ذهبت به من مكة إلى عرفات ورأيته فيها محرما حاسر الرأس أصهب الشعر. وله دفاع مجيد عن دين الإسلام وإسلامه وحده كاف لزجر أعداء الإسلام والطاعنين فيه من الداخل والخارج، ومنهم (خالد شلدريك) صحفي إنكليزي نشر مقالات في
(يُتْبَعُ)
(/)
فضل الإسلام، ومنهم الأستاذ محمد مارماد ديوك بكثل رئيس المحاكم في حيدر آباد دكن ومفسر القرآن الكريم بالإنكليزية، بيني وبينه معرفة ومكاتبات، ومنهم الأستاذ الجليل البروفسور (كرينكو) أستاذ الأدب العربي في جامعة كمبردج وهو ألماني الأصل، وكان أستاذا للغة العربية في جامعة عليكرة بالهند أسلم منذ زمان طويل وسمى نفسه عبد الكريم الكرنكوى، وكانت له غيرة عظيمة على الإسلام والمسلمين ولم تنقطع الكتابة بيني وبينه حتى توفي رحمه الله، ومنهم العالم الفرنسي (خير الدين دنيى) الذي ألف كتاب الرحلة إلى بيت الله وكتبا أخرى باللغة الفرنسية وقد ترجم بعضها إلى العربية، فهؤلاء كلهم أوروبيون أسلموا ونصروا الإسلام. وممن نصروا الإسلام ولم يبلغلنا إسلامهم الكاتب العالمي المشهور (برناردشو) والبريطانيون يمجدونه غاية التمجيد ولا ينقصه عندهم إلا الدين فإنهم يصفونه بالإلحاد وبأنه كان يعادي دينهم النصراني، ولم يكن ملحدا، ولكن العقائد الكنسية تجد في عقله مكانا أما الإسلام فإنه مدحه وأثنى عليه ومن جملة ما قاله فيه: "إن الأوروبيين النصارى لن يزالوا في تنازع وتطاحن ولا يجدون لأمراضهم الاجتماعية دواء إلا في الإسلام". ومنهم الفيلسوف الإنكليزي (كارليل) في كتابه الذي سماه (الأبطال) وذكر منهم النبي محمدا صلى الله عليه وسلم وعظّمه غاية التعظيم وبين فضل تعاليمه. ومنهم الفيلسوف الروسي (تولستوي) فإنه وأفاض في الثناء عليه. انظر تراجم هؤلاء في دائرة المعارف.
وبعد هذا التمهيد والبحث المفيد نخرج بالنتيجة التالية وهي: إن الركن الأول من ثقافة العرب الذين نحن جزء منهم وثقافة المسلمين الذين يؤلفون الأمة التي ننتمي إليها هو تعليم الدين تعليما علميا عقديا أخلاقيا جديا من روضة الأطفال إلى آخرسنة في الجامعة.
وكل ثقافة تخل بهذا الركن الأساسي أو تقرره تقريرا لفظيا فارغا من معناه ومن العقيدة والعمل والخلق والمعلمين الأكفاء فنتيجتها صفر على اليسار.
ومن زعم أن الدول الأوروبية السعيدة القوية التي مضت على سعادتها وقوتها وتعاونها وثباتها ونجاحها في جهادها في حربها وسلمها مئات السنين قد هجرت الدين وكان ذلك سبب نجاحها فهو لا يخلو من أن يكون جاهلا مقلدا إمعة قد استهواه الاستعمار الروحي وأفسد فطرته وتفكيره أو عالما بالحقيقة لكنه منافق مخادع يظهر خلاف ما يعتقد جبنا وخوفا من فوات رغبة شخصية أو طمعا في رغبة جديدة تصل إليها نفسه الأمارة. على أن دينهم ليس فيه من الحياة والقوة والمطابقة للعقل والكفالة بسعادة الروح والبدن مثل ما في ديننا.
لغة القرآن
وإذا تقرر أن الركن الأساسي من أركان الثقافة التي نحتاج إليها هو معرفة الدين الصحيح والعمل به والتقيد بأحكامه والدعوة إليه فمفتاح هذه الثقافة هي لغة القرآن والسنة، فبدونها لا يمكن أن نعرف هذا الكنز العظيم الذي فرض مقدس على جميع الشعوب العربية والإسلامية وعلى قدر أدائه والتقدم فيه يكون تقدمها.
ومن سوء الحظ أن هذه اللغة الكريمة قلّ ناصرها وكثر خاذلها ولم تزل في إدبار منذ مئات السنين ثم جاءها الاستعمار اللغوي فكان ضغثا على إبالة فاختلط الحابل بالنابل فبعد ضياع الإعراب والصرف تسرب الوهن إلى قواعدها وتغيرت مفرداتها وأسلوبها وذهب جمالها وبلاغتها وكثر الخطأ فيها حتى عسر على المصلحين عدّه فكيف بتلافيه وإصلاحه وصارت غربة علمائها كغربة علماء الإسلام، كل من قبض منهم لم يوجد له خلف فنحن اليوم نعيش على المعاجم التي ألفت في القرن الثامن الهجري وما قبله سواء أكانت معاجم لغة أو معاجم أدباء أو النحو والصرف وغيرها من علوم الأدب، أما الكلمات التي حدثت في القرون المتأخرة وهي كثيرة والكتاب والخطباء في حاجة إليها لأن معانيها لازمة للناس في معايشهم وتفكيرهم وحديثهم فقد بقيت مهملة فاضطر الناس إلى التعبير بالكلمات الأعجمية، وأما ضعف الأسلوب فسببه إعراض المسلمين عن تراثهم واشتغالهم بلغات الأعاجم، ومن العجب أن نرى أمة تعد بمائة مليون ليس لها دائرة معارف تجمع شمل علومها وآدابها إلا تأليفين لرجلين هما محمد فريد وجدي وبطرس البستاني وهذا الثاني لم يتم ولو أن المتكلمين باللغة العربية قاموا بواجبها لبلغت دائرة معارفهم على أقل تقدير مائة مجلد لأن دائرة المعارف الإسبانية ستون مجلدا والفرق بين اللغتين في كثير من العلوم والآداب كما بين السماء والأرض فعسى الله أن يوفق المسلمين إلى إحياء تراث أسلافهم وغسل هذا العار عنهم بإحياء الثقافة الإسلامية حتى يقال ما أشبه الليلة بالبارحة، والغادية بالرائحة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وللمزيد من مقالات الشيخ هنا
http://www.alhilali.net/?c=3&p=2(/)
مشاهدات المحدث العلامة الوادعي رحمه الله في بلاد الحرمين
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 06:27]ـ
مشاهداتي في المملكة العربية السعودية
أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي
المتوفى سنة 1422ه رحمه الله تعالى
تقديم
يحيى بن علي الحجوري
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الشيخ يحيى بن علي الحجوري
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:
فقد أثنى الله عزوجل على أهل العلم الصادقين الناصحين، فقال تعالى في كتابه الكريم: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِماً بِالقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
وقال تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].
وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
وقال سبحانه في كتابه الكريم: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
ففي هذه الآيات العظيمة بيان من الله عزَّ وجلَّ بفضل أهل العلم، وأن فضلهم ذلك يتضمن خشيتهم لله عزوجل، وتعقلهم للأمور؛ ولهذا رفعهم الله عزوجل في الدنيا؛ فأمر الناس بالرجوع إليهم في أهم ما خلقوا من أجله؛ وهو أمر دينهم.
فقال تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
ولما كانوا بهذه المنزلة عنده سبحانه أشهدهم على وحدانيته، وإذا قَبلَ الله عزوجل شهادتهم بأجل شهادة وأعظمهما وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود، فلا غرابة أن يكون كلامهم فيما دون ذلك له من القبول والأهمية ما ليس لكلام غيرهم.
وقد ذكر العلامة الشوكاني -رحمه الله- في إرشاد الفحول قول الكيا الهراسي مستنكرًا على الشافعي -رحمه الله- قوله بعدم نسخ القرآن بالسنة قال: هفوات الكبار على أقدارهم، ومن عظم قدره عظم خطؤه، فالعالم من علماء المسلمين مهما بلغ علمه، وقوي فهمه، واشتد من الله خوفه، فإنه ليس بمعصوم، ولكن الله إذا علم من العبد محبته الهدى والحق والسعي إليه يسر له ذلك.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} [النساء: 174 175]. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} [يونس: 9].
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17].
وهذا شأن علماء السنة رحمهم الله في كل زمان.
وما أعظم وصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأبي موسى -رضي الله عنهما- إذ قال في كتابه إليه: أما بعد لا يمنعنَّكَ قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرُشدِك أن ترجِعَ إلى الحق فإن الحق قديمٌ.
وقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: إننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدًا.
وهذا من أجلِّ مناقب علماء السنة رحمهم الله: تحريهم للحق، وعدم اتصافهم بالهوى.
وهذا الذي مع شيخنا الإمام الوادعي -رحمه الله- عايشناه، ومن فضيلته لمسناهُ، ومن أوضح الأدلة على ذلك ما تراه في هذا التراجع النبيل عن كلامه في الدولة السعودية، وما تراه من حسنِ الثناءِ عليها بما هي أهله إن شاء الله من إجلال علماء السنة، وأكرامهم، وخدمة تلك المقدسات، ونشرهم للتوحيد ونفعهم سائر المسلمين. فجزاهم الله على ذلك خيرًا ودفع عن بلادهم وسائر بلاد المسلمين كل سوء ومكروه.
وهذا البيان الرائع من إمام الدعوة السلفية في اليمن بهذا الزمن -رحمه الله- نرجو أن يكون قاطعًا لدابر الفتنة بين علماء السنة في هذه المسألة، ودافعًا لتسلق ذوي الأفكار الخلَفية والأغراض الدنيوية على الدولة السعودية وفقها الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفيد إخواننا أهل السنة وغيرهم أن أي كلام لفضيلته في كتاب أو شريط أو غيرهما يمس الدولة السعودية وفقها الله بما لا ترضاه فالعزم منا والتحريض حاصل على سرعة حذف ذلك في أقرب طبعة لذلك الكتاب عن طريق أخينا الناشر السلفي المكلف بنشر كتب الشيخ -رحمه الله- (سعيد بن عمر حبيشان صاحب دار الآثار)، وأما ما طبع من الكتب عن غير هذه الدار بما فيه الكلام المذكور فإن هذا التصرف من تلك الدور كان عن غير إذن صحيح من الشيخ -رحمه الله، ولا عن رضى منا؛ فلا يجوز لها ذلك.
وهذا نراه واجبًا علينا تنفيذًا لوصية شيخنا -رحمه الله-، ونحن شاكرون لمن نشر هذه الرسالة المتضمنة لنص كلام الشيخ على مراده بلا زيادة ولا نقصان.
ونذكّر إخواننا أهل السنة حفظهم الله بما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: في محاجة آدم وموسى عليهما السلام وفيه ((فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى))، ومما قيل في شرح هذا الحديث أن موسى عليه السلام لَامَ آدمَ عليه السلام على أمر قد تاب منه.
فنعتبر الخوض في هذه المسألة على العلامة الوادعي -رحمه الله- فيما قد رجع عنه كتابة أو خطابة أو نشرًا بعد هذا البيان المنشور من باب التشغيب الذي لا يصدر إلا عن حاقد لا ينبغي السكوت عنه.
ونسأل الله عزوجل أن يعفو عما قد سلف وحصل التراجع فيه مما قاله الشيخ -رحمه الله- في هذه المسألة، أو قيل عنه، فإن ربنا عزوجل ?كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً? [الاسراء: 25]. والحمد لله رب العالمين.
كتبه أبوعبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
بتاريخ: الثاني والعشرين من شهر المحرم عام ستة وعشرين وأربعمائة وألف
على صاحبها الصلاة والسلام
مشاهداتي في المملكة العربية السعودية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد:
فكنت متردِّداً منذ زمن في الكلام في هذا الموضوعِ الذي سأتكلمُ فيه، ثم بعد ذلك قوي العزم؛ فإنني أخشى أن أموت ولم أبرِّئ ذمتي في هذا.
فقد عُرِضَ علي غير مرة أنه يُستأذَنَ لي من الأمير أحمد نائب وزير الداخلية، في الحج والعمرة، فقلت للإخوة: لا حاجةَ لي بذلك، وفي نفسي أنني لا أدخل تحت الذُّل وأنا مستريح في بلدي، وبين طلابي والحمد لله.
ثم قدر الله سبحانه وتعالى أن مرضت وتعالجت في مستشفى الثورة بصنعاء، بعدها قرَّر الأطباءُ الرحيل إلى الخارج، وقال قائلهم: ننصحكَ بالذهابِ إلى السعودية؛ فإنها متقدمةٌ في الطب.
ثم بعد ذلك أذهبُ إلى السعودية، وبعد أن تكلمت في أشرطة في غير ما شريط فيهم، أيضاً وافقت على ذلك، فَهُمْ على ما بيني وبينَهم خيرٌ مِن الذهاب إلى أعداءِ الإسلام.
بعد هذا استئذن لي وشفع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله تعالى- وقُبِلَت شفاعته في دخولي للعلاج، والحمدُ الله تنجَّزت أمورنا من السفارةِ السعوديةِ.
وبعد هذا وصلنا إلى الرياض فاستُقبِلنا من مسئولين تابعين لوزارة الداخلية جزاهم الله خيراً، واستأجروا لنا فندقاً، ما كنا نتوقع ذلك، وأكرمونا غاية الإكرام جزاهم الله خيراً، وعجلوا في دخلونا المستشفى، ورأيت من تكريمهم لنا الشيء الكثير. كان يجتمع إخوان عندنا والحمد لله نتحدثُ في دروس علمية ليسَ لها دخل بذا ولا ذاك.
وإنَّنا بحمد الله لَسْنَا ممن يقابل الحسنة بالسيئة، ولا ممن يقابل التكريم أيضاً بالإساءة، فبحمد الله إخوة يأتون ويسألون عن أحاديث وأسألهم أنا أيضاً كذلك، ثم أدخلنا المستشفى وبقينا فيه نحو عشرة أيام وقالوا: الرحيل إلى الخارج يا أبا عبدالرحمن. خيراً إن شاء الله، وقدمنا إلى جدة واستُقبلنا في فندق الحمراء، فجزى الله الأمير نايفاً وزير الداخلية خيراً، وأكرمنا غاية الإكرام فجزاهم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد ذلك طلبت مقابلته، فالحمد لله جلسة ممتعه جلسة مع رجل عاقل، وإن ذاكرته في العلم وجدت عنده حصيلة لا بأس بها، فالحمد لله، بعد هذا يقول لي: أي دولة ترغب فيها، فنحن إن شاء الله نهيء لك الأمور هنالك. فأنا لا خبرة لي بهذا قلتُ: أنتَ تختار. فاختار أمريكا، لأنها متقدمة في علاج الكبد، لم يسبقها أحد في ذلك.
بعد هذا أُعجبتُ عند أن نزلت إلى مكة؛ كنت باليمن عند الباب نحو أربعة حراس، ومع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً ولا نهاراً.
وأنا في فندق دار الأزهر بمكة بعض الليالي لا يأتيني نوم، وأخرج إلى الحرم نصف الليل وحدي، أشعر بنعمة وراحة، ولذة ليس لها نظير، أخرج وحدي والحمد لله وأذهب، وأطوف، وأصلي، وأبقى ما استطعت، ثم أرجع إلى البيت.
فهذا الأمن الذي ما شاهدته في بلد؛ إن سببه هو الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من المسئولين، ومن كثير من أهل البلد، وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ?.
ويقول سبحانه وتعالى: ?وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ?.
ويقول سبحانه وتعالى في شأن قريش: ?وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا?، قال الله سبحانه وتعالى: ?أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا?.
وقال سبحانه وتعالى: ?أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ?، ورب العزة يقول في كتابه الكريم أيضاً: ?وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً?.
وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم ?وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ?.
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ?لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ?.
فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، نعمة عظيمة من الله؛ سببه الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لما استقامت هذه البلدة بحمد الله مكَّن الله لهم.
مع أننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة وأن يعيذهم من جلساء السوء الذين يزينون الباطل، وأن يحرصوا على مجالسة أهل الخير والفضل، وحتى ولو أتوا من الكلام ما يخشن عليهم، فإنه كان يقال: صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك، وعدوُّك من صَدَّقك.
فينبغي أن نحمد الله سبحانه وتعالى، كما أنه يجب على أهل هذه البلدة أن يحمدوا الله سبحانه وتعالى؛ فإن فيها أناساً ربما يكونون شهوانيين يطالبون بأشياء من الإباحية وغيرها، ولكن جزى الله المسئولين خيراً، فقد رأيت في جريدة أن الأمير نايفاً حفظه الله تعالى، طلب منه ترشيح المرأة فقال: أتريدون أن يبقى الرجل هو في بيته وهي تخرج؟ لا، هذا أمر لا تحاولوا فيه، وطلب منه الانتخابات فقال: رأيناها ليست ناجحة في البلدان المجاورة، فإن الذي ينجح فيها هم النفوذ وأهل الأموال. وصدق.
ثم بعد ذلك أيضاً هي واردة من قبل أعداء الإسلام.
جمعية حقوق الإنسان استقبلها كثير من الناس على ما فيها من الأباطيل: الحدود وحشية، وتعطيل الكتاب والسنة، وإدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام.
الحكومة السعودية وفقها الله لكل خير استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام وللكتاب والسنة.
هكذا أيضاً إقامة الحدود، وإقامة الحدود كما يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم: ?وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
إيْ نعم، القتل قليل في هذه البلدة، وكذلك السرقة تضع سيارتك عند المسجد أو عند باب بيتك، ولا يأتيها سَرَقٌ ولا شيء.
ثم بعد ذلك في بلدان أخرى، تضعها وتخرج ولا تراها، بل ربما ينهبون على الشخص وهو في سيارته. فهذا هو بسبب إقامة الحدود فجزاهم الله خيراً. وكما سمعتهم قبل قول الله عز وجل: ?وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ?، فهكذا السارق إذا علم أنها ستقطع يده يكف عن سرقته، والزاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بكراً، أو يرمى إذا كان محصناً قلَّ ذلك، لا أقول أنه لا يوجد لكنه يقلُّ ذلك.
من ذلك أيضاً: تمكين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد رأينا في جريدة أن الملك فهداً حفظه الله تعالى أعطى للهيئة نحو ثلاثمائة سيارة، وقال لهم: أنتم هيئة ضبط، وأنتم المسئولون أمام الله سبحانه وتعالى. فجزاهم الله خيراً أحسنوا في هذا إلى بلدهم، وإلى أنفسهم، وإلى دولتهم.
إنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية، أن يتعاون مع هذه الحكومة، ولو بالكلمة الطيبة، فإن أعداءها كثير من الداخل ومن الخارج. هناك شهوانيون إباحيون من الداخل، ولكن الله كبتهم بتمكين هذه الدولة المباركة والحمد لله.
فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة.
القصاص أو غير ذلك من الحدود، نعمة من الله سبحانه وتعالى على المجتمع. يعيبون علينا إذا أقمنا حداً من حدود الله، وهم يسحقون الشعوب سحقاً.
وهذه الحدود مصلحتها للفرد والمجتمع، فهي للفرد كفارة كما في «الصحيحين» من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-.
وهي للمجتمع محافظة على أموالهم ودمائهم وأعراضهم، تخرج إلى الشاطئ أو إلى غيره أو إلى أي مكان، ترى الرجل وامرأته لا يخشى على نفسه من أحد.
فهذه الحدود مصلحة لما عُطِّلت في كثير من البلاد الإسلامية عجز أهلها عن مكافحة السرقة، وعجز أهلها عن مكافحة الجريمة، وعجز أهلها عن مكافحة المسكرات والمخدرات؛ والسبب في هذا هو عدم إقامة الحدود والله المستعان.
وبعد هذا أيضاً: بناء المساجد في البلاد الإسلامية وفي غيرها، إلا أننا ننصحهم أنهم إذا بنوا مسجداً أن يسلموه لأهل السنة، فهم إذا سلموه لصوفي سيسبهم ويخطب الجمعة في سبِّهم، وهم إذا سلموه لحزبي أيضاً سيستغله للحزبية، فننصحهم أن يسلموا هذه المساجد لأهل السنة المحبين لهذه الحكومة وللقائمين عليها.
ثم بعد هذا مسألة الكتابة، قد سئلت عنها غير مرة، وأيضًا الكلام في الأشرطة، فقد أمرت الأخ الذي يطبع كتبي أن لا يُبْقى شيئاً فيه كلام على السعودية، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ?هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ?، فقد أحسنوا إلينا وأكرمونا غاية الإكرام، فنحن لسنا ممن يقابل الإحسان بالإساءة، من فضل الله سبحانه وتعالى.
أنا أقول هذا، لم يدفعني أحد، ولم يلزمني أحد بأن أقوله، بل من نفسي أرى أنه يلزمني براءة لذمتي.
نعم إنني تكلمت وأنا أرى أنني أخرجت من المملكة مظلوماً، فلا إله إلا الله، كم أبقى في خصام مع الذين يكفرون الحكومة السعودية، وأنا أقول إنها ليست بكافرة.
وكنت أدرس دروساً لا تمس بشيء والحمد لله. لكن الصبر والعفو، وهم جزاهم الله خيراً قد عفَوا عنَّا، فنحن أيضاً كذلك أيضاً.
ومن ذلك أيضاً اهتمامهم بأمر الحجيج وتوسعة الحرمين، والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((مَن بَنَى لِلهِ مسجداً بَنَى اللهُ لَهُ مِثلَهُ في الجنَّة))، اهتمامهم بأمر الحجيج والمحافظة على أمنهم والتفتيش في أبواب الحرم، وكذلك أيضاً لما كَثُرَ الحريق أتَوا بخيام لا تؤثر فيها النار فجزاهم الله خيراً. فهُمْ في غاية من الاهتمام، فالطائرة ونحن بمنى تمشي على منى؛ من أجل المحافظة على الحجيج، فجزاهم الله خيراً على هذا الاهتمام.
وأنا أقول إنك إذا قرأت في كتب المتقدمين وتورايخ مكة، ترى أن أبا طاهر القرمطي قد قتل في الحرم وفي مكة وضواحيها في الكل نحو ثلاثين ألفاً، وإنك تجد في بعض الأعوام: مُنِعَ الحجيج المصري، في بعض الأحوال مُنِعَ الحجيج العراقي، وفي بعض الأحوال مُنِعَ الحجيج اليمني، ولكن عند أن تمكنت الحكومة السعودية بحمد الله فمحافظون على العدو، والصديق، ويعتبرونهم ضيوف الرحمن، ثم ضيوفهم فجزاهم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنهم ليشكرون على ذلك وما يستطيع أحد من الحكومات كلها أن يقوم بهذا، لكن هم جزاهم الله خيراً قائمون، العساكر مبثوثون، المسئولون أيضاً كذلك مبثوثون فجزاهم الله خيراً، والحمد لله منهم من هو لابس لباساً رسمياً، ومنهم من هو لابس لباساً غير رسمي؛ من أجل ملاحظة أحوال الناس والحمد لله.
هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الحكام، وقد نقلت شيئاً في كتابي: «إلحاد الخميني في أرض الحرمين» نقلت شيئاً من هذا، أعني في قلقلة أمور الحجيج فيما تقدم.
فقد أرسل الحاكم بأمر الله العبيدي الباطني، أرسل عبداً له وطعن الحجر بالدبوس، ثم بعد ذلك قام حول الحجر يقتل من عارضه أو من يريد أن يقبض عليه، وهو يقول: لا محمد ولا علي. حتى قتله رجلان من أهل اليمن.
فكما تقدم قبل أنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة؛ فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ?وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ?.
ويقول الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((المؤمن للمؤمن كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضاً)) متفق عليه من حديث أبي موسى، ويقول الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطُفِهِم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)).
ومن ذلك أيضاً تكريمهم للعلماء، وقد أوصاهم والدهم عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- بذلك، فهم يجلون العلماء ويقدرونهم غاية التقدير، ولكن هناك علماء سوء يتكلمون في الحكومة السعودية وربما يكفرونها، فينبغي التمييز بين أهل العلم من كان على عقيدتهم أي على عقيدة التوحيد فينبغي أن يُكرَم، ومن كان على العقائد البدعية أو الحزبية هؤلاء الحزبيون يا إخواننا شرٌ، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى تمكَّنوا فينبغي ألاَّ يمكنوا من شيء، وألاَّ يساعدوا على باطلهم، اللهم إلاَّ إذا كان من باب التأليف إذا عُلِمَ أنهم سيرجعون.
وإن إكرامهم لأهل العلم يعتبر منقبة لهم، وإحساناً إلى دولتهم وإلى والدهم لوصيته -رحمه الله تعالى-.
فجزاهم الله خيراً، لقد استقبلونا غاية الاستقبال وأكرمونا غاية الإكرام وقاموا بإذن الله تعالى بكل مهمة تهمنا في علاجنا وفي ما نحتاج إليه، فجزاهم الله عنا خيراً، وأسال الله أن يبارك لهم، وأن يحفظ دولتهم، وأن يمكن لهم، وأن يصلحهم أيضاً، ويرزقهم البطانة الصالحة نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة؛ فان الله عز وجل يقول: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ?.
فنسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة وإن يقيهم جلساء السوء؛ فإن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((مَثَلُ الجليسِ الصَّالِحِ وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحَامِلِ المِسكِ ونَافِخِ الكِير، فحاملُ المسك، إما أن يحذِيكَ، وإما أن تبتَاعَ منهُ، وإما أن تجد منه ريحاً طيِّبةً، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثِيَابك، وإما أن تَجِدَ منه ريحاً منتنةً)). ولسنا بصدد ذكر الآيات والأحاديث في ضرر جلساء السوء وفي أيضاً فضل الجلساء الصالحين، ولكن ننصحهم بالحرص على الجلساء الصالحين الذين يريدون لهم الخير وللبلاد الإسلامية؛ فإن هذه البلدة تعتبر معقل المسلمين، وملجأ المسلمين، وإنني أحمد الله، فقد فتحوا صدورهم لكثير من الآتين من بلدان شتى، فنحمد الله سبحانه وتعالى والله المستعان.
بقي إننا قلنا الحامل لنا على هذه الكلمة، هو أننا نرى أنه واجب علينا أن نقول الحق، هذا هو الواجب، وإلاَّ فوالله لم تدفعني مادة، ولم يدفعني أحد إلى ذلك.
وأيضاً أنا بحمد الله لست ممن يغتر بالأقوال، ولكن أنا أتأثر من الأفعال، فرأيت أفعالاً حميدة مجيدة جزاهم الله خيراً، هذا الذي أتاثر به والله المستعان.
هذا ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وقد كثر السؤال، هل أنت قد تراجعت عن كلامك في الحكومات؟ تراجعت عن كلامي على الحكومة السعودية جزاهم الله خيراً، أما ما عداها فلا.
يوجد مقوله أنكم قدَّمتم لكتاب في تكفير الدولة للمقدسي، وأنكم ذكرتم هذا في المقدمة له، يا شيخ ما صحة هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كَذِبٌ، وأنا إذ كنت من المدينة، وبعد السجن في المدينة وفي الرياض، خرجت وأنا لا أكفر الدولة السعودية، فكيف أكفرها؛ فإن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((مَن قَالَ لأخيهِ: يا كافرُ، فَقدْ بَاءَ بها أحدُهُما))، فلا يجوز لنا أن نكفرها وهي دولة مسلمة والله المستعان.
ما رأيكم في المدعو أبومحمد المقدسي؟ وهل هو من أهل العلم؟
هذا الرجل يكتب كتابات، وكتبه كثيرة الأخطاء.
في ذات مرة أرسل لنا بكتاب لعله والله أعلم «أعداد القادة الفوارس بترك المدارس» هو أو غيره وليس بكتاب «الكواشف الجلية»؛ فإنه كان لا يعترف بأنه له فأعطاني أنظره، وأنا ما لدي وقت، فأعطيته الأخ الناقد البصير عبدالعزيز البرعي، وبيَّن ما فيه من الخطأ، نصحاً لله سبحانه وتعالى، فوصلت إليه، فإذا هو يريد أن يرد على عبدالعزيز البرعي، فقلت له: هذا رجل جاهل مكابر، أتركه ولا ينبغي أننا نشتغل به. والله المستعان.
ولكن الناس مَنْ رأوا عنده حماسة ظنوا أنه من أهل العلم، وما أكثر الذين يظنونهم من أهل العلم وليسوا من أهل العلم، فهذا رجل ليس من أهل العلم.
? ? ? ? ?
ثم قال الشيخ -رحمه الله-: نسينا شيئاً وهو ما جاء في بعض الجرائد أن الأمير سلمان حفظه الله تعالى أعلن وقال أنه جلد أربعة من البريطانيين، وقال سنطبِّق شرع الله، وإن غضب من غضب، فلِلهِ درُّه درُّهم على هذا الإقدام، في حين أن كثيراً من الحكومات تخاف من إذاعة لندن، ويقولون: إذاعة عالمية، وتخاف من جريدة الحياة، ويقولون: جريدة عالمية، وهؤلاء جزاهم الله خيراً يقيمون شرع الله، فأسأل الله أن يحفظهم وأن يحفظ بلادهم.
شيء آخر أيضاً نسيناه وهو مسألة المستشفيات، فقد رأينا ما يسرنا في المستشفيات، وهو أن المستشفيات بحمد الله في كل دور مسجد، وربما يكون مسجد للرجال، ومسجد للنساء، فيشكرون على هذا الاهتمام وجزاهم الله خيراً.
ثم بعد ذلك أيضاً بناء المستشفيات في بلدان شتى، فقد بني في بلادنا اليمن مستشفى كبير في صعدة اسمه: مستشفى السلام، وبني بعده مستشفى آخر ما أذكر اسمه وهو بحجة، العلاج مجاناً والأشعة أيضاً كذلك والعمليات، فيشكرون على هذا، والله يجزيهم خيراً على هذا العمل الجليل الذي يقومون به والله المستعان. وبهذا ننتهي، والحمد الله رب العالمين، ولا حوله ولا قوة إلا بالله، وإذا حصل خطأ، فالمريض قد يعذر والله المستعان.
وبعد: فإن قال قائل: لِمَ لم تؤخر هذا الكلام إلى الرجوع إلى البلد أي بلدي فالجواب: إننا لسنا متأكدين يعني بالرجوع فالله سبحانه وتعالى قد يقدر أموراً أخرى، والحمد لله رب العالمين.
ثم بعد ذلك إن هؤلاء المسئولين هاهنا بالمملكة جزاهم الله خيراً سبقونا بالعفو وسبقونا أيضاً بالفضيلة، فضيلة العفو فهم سبَّاقون إلى هذا، ولم يسبقونا بالعفو فحسب، بل بالعفو والإكرام فجزاهم الله خيراً.
يقول الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
إن هناك مسئولين إذا دخلت إليه، ربما تخرج وأنت مستريح بموافقته إياك ما تقول من تغيير المنكر أو غير ذلك، ولكن لا تثق بهذا الكلام يصير حالك كما قيل:
فأصبحت من ليلى الغداة كقابض
على الماء خانته فروج الأصابع
وبعد هذا فنسيت شيئاً يجب أن يكون مقدماً، ذالكم الشيء الذي يجب أن يكون مقدماً؛ لأن له السبق في الترتيب، وهو ما قام به الأخ محمد بن عبدالله بن صالح أخو الرئيس في استقبالنا وتهيئته لنا بمستشفى الثورة، وحث الأطباء على القيام بالواجب، ف-رحمه الله تعالى-، وجزاه الله خيراً، ويشكر على هذا، الله يرحمه، ولا نزال نذكر له هذا العمل الطيب الذي قام به فجزاه الله خيراً، فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((لا يشكرُ الله من لا يشكر الناسَ)) فنحن نشكر له هذا العمل الذي قام به، وهذه العناية التي اهتمَّ بها فجزاه الله خيراً، ورحمه وأسكنه جنة الفردوس، فهو -رحمه الله تعالى- يعتبر نقصاً على المجتمع اليمني كله، والله المستعان، وقدر الله وما شاء فعل.
وعند أن بلغتنا وفاته حزِنَّا نحن وجميع الأخوة الذين يعرفون حقيقةَ وطيبَ محمد عبدالله جزاه الله خيراً، ومساعدته للأيتام في دار الشوكاني، فيشكر على هذا، وأحسن لنفسه وهو رجل صدوق ليس لديه تملُّق، وليس لديه سياسة خداعة كذابة، ولكنه الذي عنده يقوله في وَقته، والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما أردنا أضافته ونتواصى جميعاً بتقوى الله سبحانه وتعالى، وكذلك بالتمسك بكتاب الله، وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ فإن التمسك بهما يعتبر رفعة لك أيها المسلم، يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ?وإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلُونَ? أي سوف تسألون عن هذا الكتاب العظيم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى إليكم، وسوف تسألون أيضاً عن هذا الشرف العظيم الذي آتاكم الله به، أن أنزل إليكم كتاباً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وكما تقدم أن قلت لكم إنني سجلت هذا الشريط غير مدفوع من أحد، ولو كنت مدفوعاً لما استطعت أن أتكلم عشر دقائق، ولا مغرًى بمال، فالحمد لله الناس يعرفون ما نحن عليه من دعوة، ويعرفون ما نحن عليه من الاهتمام بالدعوة، وعدم المبالاة بعروض الدنيا، والفضل في هذا لله سبحانه وتعالى، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن يصدق عليه قول رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذي أخرجه البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة: ((ليسَ الغِنَى عن كثرَةِ العَرَضِ ولكنَّ الغِنَى غِنَى النَّفس)).
والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((ومَن يستعفِفْ يُعفُّه اللهُ ومَن يَستغنِ يُغنِهِ الله ومَن يَتَصبَّر يُصبِّرهُ اللهُ)) فنسأل الله أن يغنينا من فضله، وأن يجعل غنانا في قلوبنا والله المستعان. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله العظيم أن يشفينا بالعافية، وأن يردنا إلى طلابنا وإلى إخواننا في الله سالمين؛ لنتمتع بتلك الفوائد العلمية التي بحمد الله تشهد لها الرحال والفضل في هذا لِلهِ، وإن كان عندهم الأخ الشيخ الفاضل يحيى الحجوري، فجزاه الله خيراً عما يقوم به، وأسأل الله أن يبارك فيه وفي علمه، والحمد لله رب العالمين.
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 03:21]ـ
رحم الله محدث اليمن لقد كان صادعاً بالحق مزلزلاً لرؤس أهل البدع والضلال
الذي يريدون أن يعبثوا بمنهج الإنبياء في الدعوة إلى الله(/)
جماعة "الاعتصام" .. رحلة سودانية من الإخوان إلى السلفية
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجزم الكثيرون بأن الحالة الإسلامية تتجه بخطى حثيثة نحو "السلفية" التي اخترقت حتى الجماعات الإسلامية الكبرى مثل الإخوان المسلمين، وقد يكون الأمر محل نقاش في بعض البلدان؛ لكنه يبدو جليا في السودان التي اكتملت فيها ملامح تحول كامل للسلفية عند إحدى جماعات الإخوان المسلمين في السودان، وقد توجت تلك الجماعة هذا التحول بتغيير اسمها من "الإخوان المسلمين" إلى "جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة" أسوة بالجماعات السلفية السودانية؛ لتضع بذلك حدا فاصلا بين عهد وعهد، بكل ارتباطاته المنهجية والتنظيمية.
وقد بلغت في تمثل التجربة التاريخية لسلف الأمة أن بايعت هذه الجماعة الشيخ "سليمان أبو نارو" أميرا مدى الحياة، قياسا على الإمامة الكبرى، شأنه شأن خلفاء بني أمية والممالك الإسلامية، ولا عجب في ذلك؛ فالشيخ سليمان أبو نارو قائد ركب مسيرة هذا التحول لأكثر من خمسة عشر عاما من الزمان، قاد خلالها انشقاقات تنظيمية على الشيخ "صادق عبد الله عبد الماجد" ممثل القيادة التاريخية للإخوان المسلمين السودانيين؛ وفي سبيل إكمال مشروع التحول فصل من الجماعة أشهر كوادرها السياسية والتنظيمية ممن ظلوا على ولائهم لجماعة الإخوان فكريا ووجدانيا كالشيخ "ياسر عثمان جاد الله"، والشيخ المؤسس "عيسى مكي" 80 سنة.
أبو نارو .. مسيرة حياة وحركة
والشيخ سليمان أبو نارو في الثالثة والستين من عمره الآن، وقد انتمى لجماعة الإخوان المسلمين في عام 1958م بعد سنتين فقط من استقلال السودان، وأربع سنوات من التأسيس الرسمي للجماعة، ومنذ أن كان يافعا كان عضوا نشطا بالجماعة الإخوانية المحلية بمدينة "بورتسودان" شرقي السودان، فيقول زميله "قطبي المهدي" مستشار رئيس الجمهورية لاحقا: "ظل أبو نارو على هذا المنوال من الفاعلية حتى انتقاله المؤقت للخرطوم أواخر ستينيات القرن الماضي"، وعمل في تلك الفترة في جريدة الميثاق مع عبد الرحيم حمدي وزير المالية لاحقا، كما نشط في مكتب الطلاب وفي قسم الثانويات تحديدا.
وعند نشوب الصراع بين محور د."حسن الترابي" من جهة، ومحور د."جعفر شيخ إدريس"، ود."محمد صالح عمر" في الجهة المقابلة في مؤتمر 1969م الشهير انحاز الشاب أبو نارو يوم ذاك لمحور د. جعفر شيخ إدريس، وعبر أبو نارو عن مفارقته لجماعة الإخوان التي يقودها الترابي بالانضمام للجماعة الإخوانية الجديدة التي أعلنها الدكتور "الحبر يوسف نور الدائم" في عام 1979 عقب المصالحة الوطنية بين نميري والإخوان المسلمين بقيادة الترابي 1977م.
وأصبح أبو نارو أميرا لجماعة الإخوان المسلمين بالإقليم الشرقي، وتقول قيادات إخوانية إن الشيخ سليمان أبو نارو فرض على أتباعه هناك منهجا تربويا رديفا للمنهج التربوي الذي كانت تتبناه الجماعة آنذاك، مما جعل قيادة الجماعة في الخرطوم تتهمه بتبني منهج مغاير في خطوطه العريضة للمنهج المعروف والموروث لدى الإخوان، بعدما رأوا أفكارا وآراء لم تعهد من قبل عند الإخوان.
وفي عام 1991م تمكن الشيخ أبو نارو ومناصروه -الذين أحدثوا التحول المنهجي الأخير- من السيطرة على مقاليد جماعة الإخوان المسلمين من خلال "المؤتمر العام" أعلى مؤسسات الجماعة.
وكانت القيادات التاريخية للإخوان وقتها ممثلة في الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، والبروفيسور الحبر يوسف نور الدائم، ود. عصام البشير لم تجد من خيار -لهذا السبب وأسباب أخرى- سوى رفض تلك النتيجة، وتشكيل جماعة إخوان مسلمين أخرى، بعضوية محدودة جدا، بعد أن ذهب أبو نارو بالجماعة واسمها وعضويتها.
وحول اتهام جماعة الإخوان له في بداية التسعينيات بأنه سلفي متخف في ثياب الإخوان؛ قال أبو نارو في تصريحات لـ"إسلام أون لاين. نت": "أنا لم آت للإخوان المسلمين من الشارع؛ فقد كنت أميرا للإخوان المسلمين منذ دراستي الأولى في المدرسة، بالمعنى التنظيمي أنا كنت أميرا للإخوان المسلمين، لكن إن كانوا يقصدون أن الأخ المسلم هو الذي يتفق مع كل ما جاء به الإمام البنا؛ فأنا لست أخا مسلما بهذا الفهم، لكني من الناحية التنظيمية كنت أخا مسلما منذ الصغر".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ينفي الشيخ سليمان أبو نارو أن لتوجهات المجموعة الخاصة التي كانت تتبنى السلفية دورًا في حدوث هذا الانشقاق كما بدا من قوله: "إن التيار السلفي داخل الجماعة بدأ يتمدد ويؤثر، ويكتسب مساحات جديدة، وحاولنا أن نؤكد في تلك الفترة أن الإخوان المسلمين جماعة سلفية، بصريح عبارة الإمام البنا؛ فالبنا قال: "نحن صدى الدعوة الأولى"، وسعينا لمعالجة خطأين وقعت فيهما الجماعة: عدم الاهتمام بالعقيدة في استقطاب الأنصار والأعضاء، والخطأ الثاني هو عدم الاهتمام بالدعوة إلى اتباع السنة، بطرقنا المتكرر على هذه النقاط بدأت الجماعة تتضايق من هذا التيار حتى اعتبروا هذا التيار دخيلا على جماعة الإخوان المسلمين، فوقع الانفصال بيننا وبينهم في عام 1991م".
لكن أبو نارو يتهم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أنه حارب جماعته الوليدة، وأغلق أمامها كل أبواب الدعم المادي والأدبي في كل أنحاء الدنيا.
وبعض الذين غادروا جماعته أخيرا يرون أن موقف التنظيم العالمي من الأزمة هو السبب الذي دفع بأبو نارو نحو السلفية! حتى أصبح مبالغا في تبني المقولات والاختيارات الفقهية والعقدية التي تتبناها الجماعات السلفية الجهادية؛ كالقول بحرمة المشاركة في الانتخابات انتخابا وترشيحا، ووجوب أن يكون الحاكم قرشيا، وأن الحاكم يُختار مدى الحياة، والشورى معلمة وليست ملزمة، وأن المقبول عقديا هو اختيارات محددة نصت عليه الجماعة في مؤتمر علمي أقامته في أكتوبر 2001م، تضم 113 مسألة علمية!
قضية "المال المؤدلج"
الحبر نور الدائم
كثيرا ما دار الحديث عن قضية "المال المؤدلج" سلفيا للجماعات الإسلامية والمراكز العلمية، وهو ما لوحظ بوضوح مع الطفرة النفطية في الخليج والسعودية على وجه التحديد؛ حيث يصبح التمويل مدخلا للإرشاد العقائدي والعلمي، ويظهر الخط البياني تنامي الظاهرة السلفية في العالم مترافقا مع تنامي الطفرة الاقتصادية النفطية الخليجية.
وفي هذا السياق ينفي الشيخ أبو نارو أي تأثيرات خارجية في هذا التحول "اللهم إلا المؤثرات العلمية؛ حيث ظهرت عوامل مساعدة لنمو التيار السلفي في الجماعة تدعو للالتزام بالسنة مثل مجهودات الألباني العلمية، ومجهودات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، والمدرسة السنية في السعودية".
وترى قيادة الجماعة المتحولة للسلفية أن الجماعة جاءت "ثمرة لتطورات كثيرة مرت بها جماعة (الإخوان المسلمين) في السودان، بدءا بمرحلة الترابي، ومرورا بمجموعة الإخوان -بقيادة الحبر نور الدائم- الذين رفضوا المنهج العصراني المبدل لدين الله، واستمسكوا بمعهودهم الإخواني؛ حيث لم يكونوا على رؤية واحدة في إدراكهم للمنهج الحق المطلوب".
وترى قيادة جماعة الاعتصام أنهم "ما كانوا متفقين من حيث العموم على التزام منهج السلف الصالح المنصوص عليه في ميثاقهم الرسمي"؛ فقد كان بعضهم يرى أن ما عليه الإخوان هو منهج السلف، وكان البعض الآخر يرى وجوب تأصيل المنهج الإخواني وتنقيته بميزان أهل السنة والجماعة، فوقعت المفاصلة -1991م- مرة أخرى بين التيار العام في الجماعة بقيادة سليمان أبو نارو وثلاثة إخوان -هم: عصام البشير، وصادق عبد الماجد، والحبر نور الدائم- يمثلون القيادة التاريخية للجماعة وهنا ولأول مرة تميز دعاة منهج أهل السنة والجماعة في جماعة الإخوان في كيان منفصل يعمل باسم الإخوان حتى بعد أن أصدر التنظيم العالمي قرارا بفصله من عضوية جماعة الإخوان المسلمين.
صراع حول المنهج
ورغم تأكيد الشيخ سليمان أبو نارو على الجذور العميقة لقضية الصراع بين منهج الإخوان المسلمين والمنهج السلفي داخل أروقة الجماعة، فإن آخرين عاشوا تلك المرحلة يذهبون إلى غير مذهبه؛ فيرى الأستاذ أحمد إسماعيل، الذي عمل من قبل في المكتب التنفيذي تحت قيادة الشيخ أبو نارو، أن الجماعة ظلت حريصة جدا على الانتماء للإخوان فكرا وتنظيما، وأنها اتصلت بالتنظيم العالمي آنذاك أكثر من مرة، وبالمرشد محمد حامد أبو النصر، واجتمعت مع السيد مصطفى مشهور في داخل السودان وخارجه، خاصة في 1991م؛ من أجل توضيح أسباب الخلاف مع مجموعة الحبر يوسف نور الدائم الذي ينحصر في تراتيب إدارية وقضايا تنظيمية محضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويذكر إسماعيل أن الجماعة بقيادة الشيخ سليمان أبو نارو قامت بفصل عدد من الشباب الذين كانت لهم توجهات سلفية واعتراضات على منهج الإخوان، منتصف التسعينيات، وأن بعض الذين تزعموا هذا التوجه الأخير كانوا هم الذين ينافحون عن منهج الإخوان وتاريخهم وقياداتهم أمام غارات السلفيين.
ويؤرخ إسماعيل لخروج هذا التوجه الجديد إلى العلن إلى فترة متأخرة جدا، من منتصف التسعينيات إلى ما كان يعرف بالمؤتمر العلمي في عام 2001م باعتباره نقطة فاصلة؛ حيث قُدِّم منهج جديد في المؤتمر ليكون بديلا لمنهج الإخوان المسلمين، وقد قوبل بالرفض من المؤتمرين، الذي أكدوا تمسكهم بمنهج الإخوان، مع الإصرار على أن تكون المراجعات الجديدة في إطاره.
القيادي السابق بجماعة أبو نارو، وأمير جماعة الإخوان المسلمين – الإصلاح، الأستاذ ياسر عثمان جاد الله، يعتب على الشيخ سليمان إضماره أفكاره السلفية طوال المراحل، والتي ساق إليها الجماعة، والتحولات، والانشقاقات التي ضربت جسدها، ويرى أنه كان من الأولى به أن يعلن آراءه بصراحة تامة ووضوح كامل، حتى لو بقي في الجماعة وحده، بدلا من سوق الناس برفق واستغفال نحو هذا الخيار!
ويرى الشيخ عيسى مكي في بيان أصدره قبيل استقالته من جماعة الشيخ سليمان أبو نارو في عام 2003م أن عدم حسم اسم الجماعة ومنهجها "أقعد بالجماعة، وجعلها تتقلص حتى أصبحت اسما ومعنى وحقيقة (جماعة أبو نارو)، ولم تعد هي جماعة الإخوان المسلمين الشرعية الوريثة للجماعة الأم التي انطلقت بعد مؤتمر 1954م".
بعد المؤتمر العلمي ظهر بوضوح تياران في الجماعة: تيار إخواني، والتيار السلفي الجديد، وانتهى الخلاف بين التيارين إلى انشقاق جماعة الإخوان المسلمين -جناح أبو نارو- إلى: جماعة الإخوان المسلمين- الإصلاح، وجماعة يقودها أبو نارو، والتي غيرت اسمها لاحقا لـ"جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة".
وتقول الجماعة الجديدة في بيان أصدرته: "لقد كان بقاؤنا على الاسم (الإخوان المسلمون) مع التباين المنهجي والمفارقات في المواقف والعلاقات وَحِدة القطيعة التنظيمية، وفجور الخصومة، كان ذلكم خصما علينا؛ تلبيسا على المنهج، وتخليطا في المواقف، وحيرة للمدعو، وحرجا على الداعي؛ مما أعاق مسيرتنا، وأربك علاقتنا، وأرهق صفنا، فاقتضت المصلحة الشرعية والضرورة العملية لزوم تغيير الاسم، فكانت: (جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة) ".
ولكن الشيخ سليمان يقول لـ"إسلام أون لاين" إن جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة -بعد تركها الانتماء للإخوان المسلمين- أصبح لها الآن "امتداد ووجود في كل الشمال السياسي عدا مدن الجنوب، ولنا أعضاء في المدن الرئيسية وبعض المدن الطرفية، نحن الآن في فترة بناء داخلي، ولا يهمنا الظهور الإعلامي".
وحول ما تبقى من منهج الإخوان المسلمين في جماعة الاعتصام يقول أبو نارو: "ظلت نظرتنا للسياسة هي نفس نظرتنا السابقة باعتبار أن الحاكمية لله، وأن الإسلام لا ينفصل عن السياسة، لكننا لا نمارس الأعمال السياسية التي تخالف الشرع، فنحن مثلا نرفض الديمقراطية، ونرفض إقامة أي علاقة مع الأنظمة السياسية التي لا تحكم بما أنزل الله".
صحفيان من السودان(/)
قانون الطفل ومؤتمر السكان فى ميزان الشريعة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 10:05]ـ
قانون الطفل ومؤتمر السكان فى ميزان الشريعة
بقلم / رئيس التحرير - جمال سعد حاتم
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مُقَدِّرُ الأقدار، ومُصرِّفُ الأمور على ما يَشَاءُ ويختار، ومُكَوِّرُ الليل على النهار، وبعد
فعندما ابتعدت الأُمة عن منهج الله، واستسلمت لنزواتها، وانطلقت لاهثةً وراء رغباتها زَلَّتْ بها القدم، وعاشت حياة الضنك والمعاناة كما قال تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا طه،
فما أشبه الليلة بالبارحة؟ فبالأمس البعيد عُقد مؤتمر السكان بالقاهرة، ومن جديد يتجدد انعقاد مؤتمر السكان بالقاهرة، ولكن هذه المرة بتخطيط وتنسيق مصري وعربي، تبعًا لأطروحات الأجندة الغربية، كما كان في السابق، فالهم الوحيد لهذه الأجندة هو الأسرة المسلمة، فمرة تعرض بشكل صريح، ومرات كثيرة تعرض هذه الأجندة بشكل خفي كما جاء في هذا المؤتمر وتعديلات جديدة لقانون الطفل وما يحمله من سلبيات تتنافى مع أصول ديننا الحنيف، وتطويع الواقع للدين، وليس تطويع الدين للواقع، في استجابة لما تمليه علينا وثائق الأمم المتحدة ومشروع قانون تُعْلنهُ الجمعيات العاملة في مجال حقوق المرأة في مصر لتعديل قانون الأحوال الشخصية الحالي فيما أسموه بـ «قانون الأسرة»
وفي ظل الهجمة من الداخل والخارج يُطلُّ علينا ما يُسمى بالاتحاد الغربي لمنظمات المجتمع المدني مطالبًا بعدم تجريم الزنا إذا قامت به الزوجة خارج بيت الزوجية
إنه التغريب والفحش الذي يريد أعداء الإسلام أن يُصدروه إلى مجتمعاتنا الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله
وفي ظل هذه الحملة التي تُطل علينا صباح مساء مِن قِبل أعداء الإسلام، وتحت شعار حصول المرأة على حقوقها، تطالب مجموعة من المنظمات النسائية بالسماح بإقامة مساجد خاصة للنساء يقمن فيها بالأذان والإقامة وإمامة المرأة وخطبة الجمعة فإنا لله وإنا إليه راجعون
قانون الطفل وفتح أبواب المفاسد
إن المصطلحات الغربية المُزيفة، والتي تحمل في مضمونها النمط الغربي في مفهوم الحرية والمساواة الزائفين، والتي قد تتعارض في كثير منها مرجعيته هي «أحكام الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وغيرها من المواثيق الدولية ذات الصلة النافذة»، وليست مرجعيتها شريعة الإسلام
والقضية في وضوح جلي لا يقبل الشك؛ إما إيمان وخضوع ورضا بحكم الله ورسوله، وإما إباء واستكبار وإنكارٌ وميلٌ للشهوات والأهواء، ورب العزة يقول وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ المؤمنون، وشعار المؤمن يعلنه «سمعنا وأطعنا»، وشعار المكذب «سمعنا وعصينا»
وحول مشروع قانون الطفل نُعرجُ على فقراته، ونستعرضها باختصار شديد مِن خلال الميزان الشرعي
رفع سن الطفولة
رفع سن الطفولة إلى ثمانية عشر عامًا
وهذا يناقض قول النبي «رُفع القلم عن ثلاث» ومنها «والصبي حتى يبلغ» ومتعارضًا مع القاعدة الشرعية التي تنص على أن البلوغ هو سن التكليف، وكما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ التوبة، وقوله جل شأنه وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا النور
والبلوغ هو الوصول إلى سن الاحتلام الذي يتحقق بمجرد خروج السائل الذي يتخلق منه الإنسان في الذكر، وبنزول «دم الحيض» من الأنثى
المساواة بين الأطفال وعدم التمييز
ما نَصَّتْ عليه المادة الثانية من المساواة بين الأطفال وعدم التمييز بينهم بسبب الجنس أو الدين
ومفهوم هذه الفقرة هو المساواة بين الذكر والأنثى، وبين المسلم وغيره في التوارث، مما يتصادم مع نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ كقوله تعالى لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ النساء، وكقوله «لا يرث المؤمن الكافر، لا يرث الكافر المؤمن» رواه البخاري ح
تشجيع الأطفال على التمرد
(يُتْبَعُ)
(/)
تشجيع الأطفال على الإبلاغ عن آبائهم وأمهاتهم، إذا أرادوا تقويم سلوكهم، كما في امتناع الطفل عن الصلاة في سن التكليف مثلاً، وإنشاء خط ساخن للأطفال يشكون عن طريقه آباءهم إذا آذوهم بالضرب
وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة مؤكدة على بر الوالدين، وهي مسألة يعلمها القاصي والداني، ولا تحتاج إلى مزيد تقرير، وإلغاء حق الآباء في تأديب أبنائهم مناقض لقوله «الرجل راعٍ في أهل بيته وهو مسئول عن رعيته»
الجيران يتجسسون على جيرانهم
إلزام الجيران بالإبلاغ عما يجري بين الآباء وأبنائهم، كما شرَّع العقوبة لمن باشر الإساءة للطفل ولمن علم بذلك من الجيران ولم يُبلغ، مما يجعل الجيران يتجسسون على جيرانهم؛ مخالفين بذلك قول رب العزة سبحانه وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا الحجرات
حق الحامل من سفاح في إجهاض نفسها
وينص القانون كذلك على حق البنت الحامل من سفاح في إجهاض نفسها، وفي إثبات وليدها بدعوى حريتها في بضعها، واستخراج شهادة ميلاد منسوبة إليها كأم؛ مما يُشجع على شيوع الفاحشة، وتكاثر اللقطاء وأطفال الشوارع، كما أن قيد المولود الناتج عن الزنا منسوبًا إلى أمه يتعارض تعارضًا صريحًا لقوله تعالى ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ الأحزاب، وقول النبي «الولَدُ للفراش وللعاهر الحجرُ»، أي أن الطفل إذا كان من الزنا على فراش الزوجية، لا يُنسبُ إلاَّ إلى الزوجُ
ولما كانت اتفاقية الأمم المتحدة بخصوص حقوق الطفل، ثم وثيقة «عالم جدير بالأطفال» الصادرة، والتي جاءت لتفسير وتفعيل اتفاقية حقوق الطفل، والتي صارت مرجعية للتشريعات الجديدة للقوانين الوطنية المعنية بالطفل، فإن هذه الاتفاقية تطالب بتعميم خدمات الصحة الإنجابية للأطفال والمراهقين؛ من التثقيف الجنسي لهم، وإتاحة وسائل منع الحمل؛ كالعازل الطبي، ورعاية المُراهقة الحامل، وإباحة الإجهاض لها لو أرادت ذلك
وذلك الأمر يُشجعُ على شيوع الفاحشة، وكثرة أطفال الزنا في المجتمع المسلم، نسأل الله العافية
إلغاء قوامة الرجل
إلغاء قوامة الرجل على المرأة؛ بدعوى المساواة، ويأتي ذلك متعارضًا مع قول رب العزة عز وجل الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ النساء
التشجيع على اللواط
إباحة الزواج المثلي بين الشواذ
وذلك يعني نشر جريمة اللواط التي كان يمارسها قوم لوط، قال تعالى وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ الأعراف،
وإن إقرار هذا القانون بكل بنوده وفقراته لهو خطوة أولى على طريق التبعية الغربية في الترويج للعادات والسلوكيات المنحرفة لتلك الدول في الدول العربية والإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مؤتمر السكان ودعوة ُ إلى التغريب
فمن جديد ينعقد مؤتمر السكان في القاهرة في محاولة لإبعاد المسلمين عن إسلامهم والهدف المعلن هو وضع استراتيجية للحدِّ من الزيادة السكانية، والتي تُعرقل التنمية في نظرهم، حتى أعلن أن كل أسرة ليس لها سوى طفلين، وما يزيد فهو عبء على كاهل الدولة
إنه مؤتمر يهدد فيما يزعمون بالانفجار السكاني، مؤتمر يأتي تمردًا على كل الشرائع السماوية، والأخلاق السامية، والفطر السليمة
وإذا نظرنا نظرة متأنية فاحصة على مَن حولنا، نظرة إلى الصين مثلاً أكثر الدول سكانًا، وهي أرفعها في التنمية معدلاً، ونقول لأهل الإسلام انظروا إلى القضية بمقياس أكبر وأدق، إن استمطار الأرزاق، واستجلاب الخيرات، ورفع معدلات التنمية، لا يكون ولن يكون إلا بالإيمان بالله ربًا مدبرًا، خالقًا حكيمًا، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام، مخاطبًا قومه فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا نوح
ومن مقتضيات هذا الإيمان اتباع الأوامر واجتناب النواهي، ومن ثَمَّ يكون الخضوع لله وتحكيم شرعه، والبعد عن الظلم والتظالم، وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا ومنع الزكاة، وتقطيع الأرحام وبخس الناس أشياءهم، وتضييع الموارد والثروات، وتبديدها فيما لا يرضي الله، والحذر من ارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الأعداد البشرية وزيادتها ونقصها وتوازنها، كل ذلك خاضع لسنة الله وحكمته وقدره وعلمه، قال تعالى اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ الرعد، وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ فاطر
إن حق الحياة محفوظ لكل نسمة، ولما أذن النبي بالعزل، وسُئل عن ذلك، فقال «ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة» رواه البخاري
ثم لننظر إلى قوله تعالى وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ هود
وقوله أيضًا وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ العنكبوت وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا الإسراء
ولنهنأ بديننا ولنسعد بكلام ربنا عز وجل وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ المؤمنون، قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا الإسراء، أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ الطور
قانون جديد للأحوال الشخصية
وفي ظل الحملة الشرسة على كل ما هو إسلامي؛ تُعلن الجمعيات العاملة في مجال حقوق المرأة في مصر مشروعًا لتعديل قانون الأحوال الشخصية، ويشمل هذا المشروع الذي وضعته تسع منظمات تعمل في مجال حقوق المرأة جميع مراحل الزواج من الخطوبة حتى الطلاق، نذكر منها في عجالة سريعة
وضع شروط مطبوعة في عقد الزواج للتشجيع على استخدامها مخالفة لنصوص الشريعة، وكذلك تعقيد تعدد الزوجات بحصره في يد القاضي إما برفضه أو السماح به بعد التأكد من عدم وجود شرط من الزوجة الأولى بعدم الزواج عليها
بالنسبة للزواج العرفي يقترح المشروع أن تقبل دعاوى الطلاق في حالة الزواج العرفي لمدة أقصاها خمس سنوات بدءًا من تاريخ صدور القانون الجديد، وأن يكون للزوجة عرفيًا الحقوق التي تحصل عليها المتزوجة رسميًا، وعلى سبيل المثال الحق في النفقة، وحصول أبنائها تلقائيًا على نسبهم لأبيهم
بالنسبة للطلاق يعطي المشروع الحق للزوجة في توثيق طلاقها بالاستعانة بالشهود، وفي حالة عدم حضور الزوج للمحكمة يتم إعلانه رسميًا بما تدعيه الزوجة، ويطلب حضوره لنفي أو إثبات هذه الادعاءات، فإذا امتنع عن الحضور خلال خمسة عشر يومًا بعد تسلمه الإعلان يمضي الأمر بقولها والحكم بتطليقها، وهو ما يعني السماح بتطليق المرأة للرجل غيابيًا
إلغاء الطلاق الغيابي وتقييد تعدد الزوجات ورفع سن الزواج إلى سنة
عدم إسقاط حضانة الأم في حالة زواجها مما يتنافى مع ما أقرته الشريعة المطهرة
وضع مادة تعاقب الزوج إذا قام بتأديب زوجته مع أن التأديب حق منصوص عليه في قوله تعالى وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا النساء
المطالبة بعدم تجريم زنا الزوجة خارج منزل الزوجية
وفي صورة أخرى مِن صور الحملة على الإسلام، ونشر الفاحشة في المجتمعات الإسلامية؛ يُطل علينا ما يسمى بالاتحاد الغربي لمنظمات المجتمع المدني مطالبًا بعدم تجريم الزنا إذا قامت به الزوجة خارج بيت الزوجية، وقصر تحريك الدعوى القضائية جنائيًا ضدها إذا ارتُكِبَتْ الجريمة داخل بيت الزوجية فقط، والدعوى تأتي دليلاً واضحًا على التغريب والتخريب الذي يسعى إليه أعداء الإسلام لنشره في المجتمعات الإسلامية، فجميع الأنظمة الغربية لا تعتبر زنا المتزوجين إذا تم خارج بيت الزوجية فعلاً إجراميًا أو جنائيًا أو منافيًا للحشمة، وهذا منافٍ للشريعة الإسلامية التي وضعت حدودًا لهذه الجريمة النكراء، والتي يعتبرها الغرب تقييدًا لحرية المرأة يقول الله القهار وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ الأنفال
تخصيص مساجد للنساء يُقمن فيها بالإمامة والأذان
وفي ظل المطالب الغربية الشاذة والتي ترد إلينا كل يوم من أعداء الإسلام في الخارج أو من أعوانهم في الداخل والتي تستهدف دائمًا التأثير على عقل المرأة وزعزعة استقرار الأسرة، تحت شعار ما يسمونه حقوق المرأة، وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة؛ تطالب مجموعة من المنظمات النسائية بإقامة مساجد للنساء فقط يتولين فيها رفع الأذان، وإمامة المصليات وخطبة الجمعة والدروس الدينية مع استبعاد العنصر الرجالي تمامًا
ويأتي ذلك في إطار هدف تلك المنظمات لهدم المجتمع المسلم، بحجة المساواة بين الرجل والمرأة، وحصول المرأة على كافة الحقوق التي يحصل عليها الرجل، وهي الدعوات العلمانية التي يتم ترديدها منذ عدة سنوات من أجل إثارة حالة من البلبلة بين المسلمين وشغلهم عن قضاياهم الرئيسية
فاللهم احفظ الإسلام والمسلمين، وأهلك أعداءك أعداء الدين، ووفق ولاة أمورنا للدفاع عن دينك وكتابك وسنة نبيك، وحسبنا الله ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 04:40]ـ
تخصيص مساجد للنساء يُقمن فيها بالإمامة والأذان
ما شاء الله أصبحوا ضد الإختلاط هذه المرة، أما البار فلا بأس بالإختلاط فيه لأنه موضع عبادة الشهوات! و مواضع العبادة يجوز الإختلاط فيها عندهم لعله لاتصال الصفوف!(/)
صوفيا بول تصف (تاج) المرأة في مصر عام 1842م (بالصور)
ـ[أبيّة]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 06:17]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
قيل قديماً: (الحق ما شهدت به الأعداء)، وهذه شهادة موثقة بالصور تدل على كيفية حجاب (تاج) المرأة المسلمة في العالم الإسلامي باختلاف مذاهبه ومشاربه قبل سقوط الدولة العثمانية أطرح هذه الشهادة استكمالاً لما طرحته الدكتورة أميمة الجلاهمة من دليل تاريخي في مقالها:
هذه الفتاة تاج انتصارنا .. !! ( http://saaid.net/daeyat/omima/149.htm)
من جانب آخر وهو شهادات المستشرقين المكتوبة والمصورة عن حجاب المرأة المسلمة في تلك الحقبة:
(1)
هذا وصف لحجاب النساء قديماً في مصر تصفه صوفيا بول أخت المستشرق إدوارد لين بول في كتابها الذي دونت فيه مشاهداتها في مصر من عام 1842 ـ 1846 م، مرفق به صور موثقة لشكل الحجاب مرسومة بريشة أخيها المستشرق إدوارد لين بول.
الاسكندرية يوليو 1842م:
(وبطبيعة الحال جذبت المرأة المحجبة انتباهي بقناعها الداكن الذي يخفي كل جاذبية سوى نوع من الجلال في الهيئة)
http://www.r111r.net/vbup/files/139.jpg (http://www.r111r.net/vbup/index.php?action=viewfile&id=139)
(2)
وهنا تصف صوفيا ارتداءها الحجاب ـ اضطراراً ـ فور وصلهن بولاق ميناء القاهرة الرئيسي، وقد تطرقت للإشارة لكيفية حجاب التركيات:
القاهرة يوليو 1842م /
(وعند وصولنا اضطررت أنا وزوجة أخي أن نرتدي الملابس الشرقية؛ وجدنا هذا التبديل صعباً للغاية، وعند اتمامه شعرنا باختناق لا يمكن أن ننساه.
تخيلي أن الوجه يسدل عليه بإحكام خمار من الموسلين المزدوج في الجزء الأعلى منه، ولا يظهر سوى العينين. وفوق رداء حريري ملون غطاء من الحرير الأسود، يحيطني من كل جهة، كنت مكبلة تماماً باستثناء عينيّ اللتين نظرتا بفزع إلى العتبة العالية التي يجب أن أتسلقها وإلى الحمار الواقف فوقها الذي يجب أن أمتطيه ... (انظر الصورة2)
ولو كان باستطاعتي الوصول إلى بغيتي دون لبسه، لكنت فعلت ولكنه من المستحيل أن أقتحم حريم النساء بملابس افرنجيه؛ علاوة على علمي أن المسلم يعتقد أن اللعنة تحل على " الرائي والمرئي " لهذا أنا حريصة ألا أعرّض أي مار في الطريق لما يعتبره خطيئة، أو أعرض انفسنا للقذف واللعنات.
ولقد شرح أخي في كتابه " المصريون المعاصرون " الطريقة التي ترتدي بها نساء مصر الحبرة، كما أوضح أن السيدات التركيات يشبكنها من الأمام ظناً منهن أنه لا يليق أن تبدو السبلة أو القميص الملون من تحتها).
http://www.r111r.net/vbup/files/140.jpg (http://www.r111r.net/vbup/index.php?action=viewfile&id=140)
(3)
القاهرة نوفمبر 1842 م:
(أما ملابس النساء وخصوصاً من الطبقة الراقية فتبدو غريبة جداً بالنسبة للأجانب من الأوربيين.
وعند الخروج يختفي الفستان الفاخر الذي يلبس في البيت تحت خمار فضفاض من الحرير يدعى " الثوب " وغطاء حريري واسع أسود اللون " الحبرة " يكاد يلتف حول الجسد كله؛ ويستعاض عنه في حالة غير المتزوجات بغطاء حريري أبيض، أما البرقع فمن القماش الرقيق الأبيض وهو ضيق العرض، ويصل من العينين إلى قرب القدمين. (انظر الصورة 1)
إلى أن قالت:
وترتدي نساء الطبقة الدنيا إما برقعاً أسود اللون ـ أراه اكثر جمالاً من الأبيض ـ .. ، أو يجذبن طرف خمار الراس على الوجه بحيث لا تظهر سوى عين واحدة).
.
.
وأترك لكم التأمل والتعليق ..
/
* أشارت صوفيا للحجاب في أكثر من موضع في كتابها .. وهناك صور أخرى أيضاً في نفس الكتاب ..
اكتفيت بإيراد ما سبق منعاً للإطالة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 06:24]ـ
بوركت ...
ماشاء الله ..
ـ[أبيّة]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 06:30]ـ
وإياكم.
جزاك الله خيراً
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 07:41]ـ
ما شاء الله .. كما قلتي: " و الحق ما شهدت به الأعداء " .. جزاك الله خيرا ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 04:36]ـ
بارك الله فيكِ ..
وهنا تأكيدات:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/w.htm
ـ[أبيّة]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:04]ـ
ما شاء الله .. كما قلتي: " و الحق ما شهدت به الأعداء " .. جزاك الله خيرا ..
وإياكم .. نفع الله بكم
ـ[أبيّة]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:07]ـ
بارك الله فيكِ ..
وهنا تأكيدات:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/w.htm
الشيخ الفاضل جزاكم الله خيراً ..
وهل تخفى كتاباتكم في هذا المجال على مُتابع؟
كنت أقرأ مقالاتكم تلك فور نشرها واستفدت كثيراً منها ..
جعلها الله في موازين حسناتكم وأعانكم وسدد خطاكم للمزيد فلا زلنا نتابع ونستفيد.
ـ[أبو أنَسٍ الأنْصارِيّ]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 07:19]ـ
جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرَاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 09:10]ـ
بارك الله فيك
ذكرني الموضوع بالكتاب النفيس عودة الحجاب للشيخ المقدم
ـ[بنت الخير]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 05:32]ـ
شكر الله لكم(/)
هذه المرة جاء التحذير من الكوثري من عدة بلدان!!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 12:52]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فمازالت كتائب التوحيد وعسكر القرآن تنطلق لصد عدوان أعداء السنة والتوحيد الطاعنين في السنة وأهلها بل المخذولين الخاسرين والمدحورين المهزومين وقد فند الكثير من علماء السنة والتوحيد أباطيل وترهات وطعونات جهمي العصر ومريسي القرن محمد زاهد الكوثري فعلى لواء السنة وأخزى الله عزوجل راية القبورية والجهمية.
وقد سبق تحذير جمع من العلماء والمشايخ النبهاء من الكوثري وقد عن لي في هذا المقال أن أجمع عدة تحذيرات من الكوثري ليكون مرجعا لأهل السنة والتوحيد.
وعليه فإن التحذير من الكوثري الهالك هذه المرة يختلف عن التحذيرات السابقة لأن كتائب التوحيد وعسكر القرآن أتت من عدة بلدان وحمل راية التحذير في هذه البلدان جمع من العلماء وطلبة العلم الفضلاء ليعلم الكوثريون أنهم مخذولون ومدحورون ولن نبقي لهم باقية بإذن رب العالمين
- من بلاد الشام أتى التحذير من الكوثري من ريحانة الشام ومحدثها ناصر الدين الألباني رحمه الله عزوجل.
قال رحمه الله عزوجل في إرواء الغليل 23/ 113 أعاذنا الله من ذلك ومن علم الكلام ولذلك رأينا الهالك في الذب عن هذا العلم على حساب الطعن في الاحاديث الصحيحة الشيخ زاهد الكوثري يطعن في صحة هذا الحديث بالذات لا بحجة علمية بل بوساوس شيطانية مثل قوله: أن البخاري لم يخرجه في صحيحه! وتارة يشكك في صحة هذه الجملة بالذات " أين الله " لا لشيئ إلا لأنها لم ترد خارج الصحيح وكل هذا ظاهر البطلان لا حاجة بنا إلى تسويد الورق لبيانه نسأل الله العصمة من الحمية الجاهلية والمذهبية!
التوسل ص 100
فلا يجوز الاستشهاد به كما فعل الشيخ الكوثري والشيخ الغماري في (مصباح الزجاجة) وغيرهما من المبتدعة
ومع كون هذين الحديثين ضعيفين فهما لا يدلان على التوسل بالمخلوقين أبدا وإنما يعودان إلى أحد أنواع التوسل المشروع الذي تقدم الكلام عنه وهو التوسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته لأن فيهما التوسل بحق السائلين على الله وبحق ممشى المصلين. فما هو حق السائلين على الله تعالى؟ لا شك أنه إجابة دعوتهم وإجابة الله دعاء عباده صفة من صفاته وكذلك حق ممشى المسلم إلى المسجد هو أن يغفر الله له ويدخله الجنة ومغفرة الله تعالى ورحمته وإدخاله بعض خلقه ممن يطيعه الجنة كل ذلك صفات له تبارك وتعالى
وبهذا تعلم أن هذا الحديث الذي يحتج به المبتدعون ينقلب عليهم ويصبح بعد فهمه فهما جيدا حجة لنا عليهم والحمد لله على توفيقه
وقال أيضا في 46/ 38
واعلم ان حديث جابر هذا في النهي عن النباء على القبر حديث صحيح لا يرتاب في ذلك ذو علم بطرق التصحيح والتضعيف فلا تغتر باعلال الكوثري له في " مقالاته " (ص 159) بان " فيه عنعنة أبي الزبير " فإن ابن الزبير قد صرح بالتحديث عند مسلم وكذا احمد وما أعتقد أن هذا يخفى على الكوثري ولكن يفعل ذلك عمدا شأن أهل الأهواء قديما وحديثا يضعفون الأحاديث الصحيحة إذا كانت عليهم ويصححون الأحاديث الضعيفة إذا كانت لهم والكوثري هذا مشهور بذلك عند أهل العلم وقد بينت شيئا من هذا في " الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة " (الأحاديث 23 و 24 و 25) فليراجع من شاء التأكد مما نقول ويأتيك مثال آخر في هذا الكتاب
وقال أيضا:
وكذلك فعل بعض غلاة الشيعة في كتابه " كشف الارتياب " (ص 366 فصرح فيه بتضعيف الحديث من طريق مسلم وطعن في رجاله وكلهم ثقات وكذلك غمز من صحته الكوثري الجهمي في " مقالاته " (ص 159) وهكذا ترى أهل الأهواء على اختلاف مذاهبهم يتتابعون على رد الحديث الصحيح بأوهى الشبه اتباعا لأهوائهم ونعوذ بالله تعالى من الخذلان
وكذا في تحفة الأحوذي " 2/ 154) نقلا عن المرقاة "
وقال في قصة المسيح الدجال 64رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه وأصبعه التي تليها على عينه قال أبو هريرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك)
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أبو داود (2/ 277 - 278) وابن خزيمة في (التوحيد) (ص 31) والحاكم (1/ 24) والبيهقي في (الأسماء) ص (178) وابن منده أضا (82/ 2) وقال: (رواه أبو معشر عن المقبري عن أبي هريرة ورواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله عن عقبة ابن عامر. وروي عن الحسن بن ثوبان عن أبي الخير عن عقبة بن عامر نحوه)
قلت: وإسناد حديث أبي هريرة صحيح على شرط مسلم وكذا قال الحاكم والذهبي والحافظ (13/ 318) وقد أعله الكوثري في تعليقه على (الأسماء) بدون حجة كعادته في أحاديث الصفات
وقال في رفع الأستار ص 29
إذا كان هذا موقف المقلدة من رسول الله صلى الله عليه و سلم فماذا يكون موقفهم من المحبين له المخلصين في الاقتداء به لا سيما إذا كان من العلماء العاملين المعروفين بالرد على كل من خالف شرعة رب العالمين كابن عربي وابن الفارض القائلين بوحدة الوجود وأن الخالق هو عين المخلوق وعلى غيرهم من علماء الكلام والمتصوفة والمقلدة وسائر الهالكين من الأنام ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإننا نرى المقلدة في كل عصر ومصر يعادونه أشد العداء لا سيما إذا عثروا له على قول خالف فيه العلماء كمسألتنا هذه فهناك تراهم يصولون ويجولون ومن عرضه ينالون وفي دينه يطعنون بل وبالكفر والضلال يصرحون كما يفعل الكوثري والحبشي وغيرهما اليوم وهم - مع الأسف –
وقال في ضعيف سنن الترمذي ص 276 باب ذكر الكلام والصوت
من هذا التخريج يتبين للبصير أن الحديث صحيح بمجموع طرقه الثلاثة وقد أوهم الشيخ زاهد الكوثري في تعليقه على الأسماء أنه ليس له إلا الطريق الأولى فطعن فيها متعلقا بقول أبي حاتم المتقدم في القاسم وبأن الشيخين لم يخرجا لابن عقيل شيئا وذلك من تعصبه على الحديث وأهله الذي عرف به وسود تعليقاته بمثله وإلا فلماذا أغفل ذكر الطريقين اللتين نقلناهما عن الفتح لا سيما وأحدهما صالح الإسناد حمانا الله تعالى من العصبية المذهبية
ومن مكره وتدليسه على أئمة الحديث قوله هنا في ابن عقيل
وقول من قال احتج به أحمد وإسحاق بمعينة أنهما أخرجا حديثه في مسنديهما وأنت تعرف حال المساند
أقول هذا تأويل باطل وما أظن يخفى بطلاته على الكوثري نفسه ولكن عصبيته تعميه عن الحق والعياذ بالله تعالى ويتبين لك ذلك أيها القارىء الكريم بأن تعلم من الذي قال احتج به أحمد وإسحاق هو إمام الأئمة محمد بن إسماعيل البخاري فيما حكاه عنه تلميذه الحافظ الترمذي كما تراه صريحا في تهذيب التهذيب فأذا كان الكوثري يخاطب قارىء تعليقه المذكور بقوله وأنت تعرف حال المسانيد يعني أن فيها ما لا يحتج به من الرواة والأحاديث وهو حق فيا ترى أفلا يعلم ذلك الإمام البخاري لا شك أن الجواب بالإيجاب وإذا كان كذلك فكيف يعقل أن يكون الإمام البخاري على المعنى الذي حمل الكوثري عليه عبارة البخاري وهو يعلم أيضا أن الإمام أحمد لم يحتج بكل راو وبكل حديثه أخرجه في مسنده فالحق أن البخاري يعني أن أحمد احتج به خارج المسند لأن المسند ليس بمنزلة الصحاح ولا بمنزلة بعض السنن التي يقع فيها بيان من يحتج به ممن لا يحتج به ولو أحيانا
وقال في ص 276 باب ذكر الكلام والصوت
إسناده ضعيف نعيم بن حماد سيء الحفظ خرج له البخاري مقرونا بغيره واتهمه الأزدي وقال الحافظ في التقريب صدوق يخطىء كثيرا
والوليد بن مسلم ثقة لكنه كان يدلس تدليس التسوية
وسائر رجاله ثقات وأما قول الكوثري وعبد الرحمن بن يزيد متكلم فيه فهو من أوهامه فإنه ثقة محتج به في الصحيحين ولعله اشتبه عليه بعبد الرحمن بن يزيد ابن تميم فإنه ضعيف من طبقة الأول وكلاهما شامي ولا يبعد عن الكوثري وتعصبه أنه يعرف هذه الحقيقة ولكنه تغافل عنها عمدا نسأل الله العصمة
والحديث أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص والبيهقي في الأسماء ص عن نعيم بن حماد به وفي الميزان
وقال أبو زرعة الدمشقي عرضت على دحيم حديثا حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم قلت فذكر هذا الحديث فقال دحيم لا أصل له
وقال في مختصر العلو ص 9:
(يُتْبَعُ)
(/)
ن أمثلة ذلك ما صنعه الكوثري المشهور بحديث الجارية الصحيح الآتي برقم (2) فإنه استغل أسوأ الاستغلال الرواية الثانية التي أوردها المصنف في الأصل عقب الحديث المذكور كشاهد لها في الجملة لا في التفصيل فجاء الكوثري واعتمد عليها جملة وتفصيلا عازيا إياها للمصنف موهما القارئ أنها ثابتة عنده فضرب بها الحديث الصحيح وأبطل بها دلالته الصريحة على مشروعية السؤال ب (أين الله) لأنه لم يقع فيها هذا اللفظ وإسنادها ضعيف. كما تراه مشروحا في التعليق قريبا إن شاء الله تعالى
وقال في ص13:
من أشهر من أخذ ذلك عليهم في هذا العصر ويتخذه حجة في تسخيفهم وتضليلهم الشيخ الكوثري المعروف بعدائه الشديد لأهله السنة والحديث ونبزه إياهم بلقب الحشوية والمجسمة وهو في ذلك ظالم لهم مفتر ولكن - والحق يقال - قد يجد أحيانا في ما يرويه بعضهم من الأحاديث والآثار ما يدعم به فريته مثل الحديث المروي في تفسير قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسني على العرش. رواه المصنف (ص 74 - 75) عن ابن مسعود مرفوعا وضعفه جدا بقوله: (مرسله الأحمر متروك الحديث). ورواه (ص 99) عن ابن عباس مثله موقوفا. وقال: (إسناده ساقط وعمر بن مدرك الرازي متروك وهذا مشهور من قول مجاهد ويروى مرفوعا وهو باطل)
وقد خرجت الحديثين في (الضعيفة) (871)
وقال في ص14:
ليس في الباب نص ملزم للأخذ به لكان قد أحسن وسد بذلك الطريق على أهل الأهواء أن يتخذوا ذلك ذريعة للطعن في أهل السنة والحديث كما فعل الكوثري هنا بالذات في مقدمته لكتاب (تبين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) (ص 64) فقد قال فيهم بعد أن نبزهم بلقب الحشوية - أسوة بسلفه من الجهمية - وغيرهم
وقال في ص32
وكلام الكوثري المشهور بعدائه الشديد لأهل السنة والحديث في تعليقاته كلها يدور على هذا المعنى من التفصيل المزعوم وفي تعليقه على (السيف الصقيل) التصريح بذلك (ص 132)
وهذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة بل في غاية الضلالة قال ابن تيمية في (العقيدة الحموية): (كيف يكون هؤلاء المتأخرون لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه من مرامهم حيث يقول:
لعمري قد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
وقال في ص33
الظن الذي أتوا منه المخالفون هو مما يكرر ذكره بعض المؤيدين لمذهب الخلف على مذهب السلف ويتوهم صحته بعض الكتاب الإسلاميين الذين لا علم عندهم بأقوال السلف ويسمونه ب (التفويض) وهو مما يكثر الكوثري عزوه إليهم زورا فيقول في تعليقه على (السيف الصقيل) (ص 13): (الذي كان عليه السلف إجراء ما ورد في الكتاب والسنة المشهورة في صفات الله سبحانه على اللسان مع التنزيه بدون خوض في المعنى ومن غير تعيين المراد)
وقال في ص 34:
ثم إن عجبي لا يكاد ينتهي من الكوثري وأمثاله الذين ينسبون السلف الصالح في آيات الصفات إلى التفويض وعدم البحث عن المراد منها كما سبق النقل الصريح بذلك عنه فإنه إن لم يجد في قلبه من التعظيم للسلف وعلمهم ما يزعه عن التلفظ بها بما يمس مقامهم في المعرفة بالله تعالى وصفاته أفلم يقف على ما نقله العلماء عنهم من العبارات المختلفة لفظا والمتحدة معنى وكلها تلتقي حول شيء واحد وهو إثبات الصفات مع الرد على المعطلة النافين لها والممثلة المشبهين لها بصفات الخلق وإليك بعض النصوص في ذلك مما ستراه في الكتاب في تراجمهم إن شاء الله تعالى
وقال في ص37
قلت: فهذا قل من جل النصوص التي سنراها في الكتاب وهي كلها متفقة على أن السلف كانوا يفهمون آيات الصفات ويفسرونها ويعينون المعنى المراد منها على ما يليق به تبارك وتعالى
فلماذا لا يرفع الكوثري وأمثاله من الخلف رؤوسهم إلى هذه النصوص ويظلون يصرون على أن السلف كانوا لا يفهمونها وإنما كانوا يجرونها على ألسنتهم فقط دون تدبر لها وبيان لمعناها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أحسن أحواله أن يكون حاله كحال الجويني الذي كان متأثرا بشيوخه من علماء الكلام ولكنه لما كان مخلصا في علمه لله تعالى هداه الله تبارك وتعالى إلى عقيدة السلف في الاستواء وغيره مصداقا لقوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} فهل كان الكوثري وأمثاله من الطاعنين في أئمة الحديث والسلف مخلصين أيضا؟
وقال في ص38:
قلت: وهذا قليل من كثير من كلامه الذي يدل دلالة قاطعة على أن شيخ الإسلام ابن تيمية هو منزه وليس بمشبه أو مجسم كما يفتري الكوثري. وقد نقل صديقه (1) العلامة أبو زهرة في كتابه (ابن تيمية) نصوصا كثيرة من كلام ابن تيمية في موضع الصفات الإلهية ولخص عقيدته فيها تلخيصا جيدا لا تحامل فيه بل إنه قد برأه مما اتهمه الكوثري فقال (ص 264):
(وليس في ذلك ما يتنافى مع التنزيه أو يخالف التوحيد أو يثبت مشابهة بينه سبحانه وبين الحوادث). ثم قال (ص 266):
(وينتهي بلا ريب إلى أن يثبت لله سبحانه وتعالى الاستواء واليد وغير ذلك ولكن يقول: إن هذا كله بما يليق بذاته تعالى لا نعرف حقيقته وعلينا الإيمان به)
ولكنه عاد فنقل عن كتاب (رد شبه التشبيه) لابن الجوزي كلاما له ينتصر فيه للتأويل ويرد به على من يرميهم بالتشبيه فقال أبو زهرة (ص 272) عقبه: (وهو مؤدى كلامهم ومهما حاولا نفي التشبيه فإنه لاصق بهم وإذا جاء ابن تيمية من بعده بأكثر من قرن وقال: إنه اشتراك في الاسم لا في الحقيقة فإنهم إن فسروا الاستواء بظاهر اللفظ فإنه الاقتعاد والجلوس
وقال في ص44:
ديبا غير متأثر بموقف صاحبه الكوثري منه ولكنه - مع الأسف تغلب عليه أثر الصحبة فأخذ يطعن في عقيدة ابن تيمية ولكن تلويحا لا تصريحا كما يفعل صاحبه وينسب إليه صراحة ما لم يقله كما تقدم بيانه ولا أقول إنه فعل ذلك عمدا كصاحبه لا وإنما أتي من سوء فهمه لكلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ومما يؤكد ذلك قوله عقب ما سبق نقله من كلامه الذي فيه (وعلى ذلك يكون ابن تيمية قد فر من التأويل ليقع في تأويل آخر. . .)
وقال في ص 71
ولذلك ترى الكوثري في تعليقاته يدندن دائما حول ذلك بل يلهج بنسبة التجسيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كل مناسبة ثم تابعه على ذلك مؤلف (فرقان القرآن) في مواطن منه قال في أحدها (ص 61) أن ابن تيمية شيخ إسلام أهل التجسيم {ومن يضلل الله فما له من هاد}
واتهام أهل البدع وأعداء السنن أهل الحديث بمثل هذه التهم قديم منذ أن نشب الخلاف بينهم في بعض مسائل التوحيد
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 12:54]ـ
2 - ومن رياض نجد جاء التحذير من الكوثري من جمع من الأخيار
1 - قال شيخنا العلامة المجاهد صالح بن فوزان الفوزان في كتابه البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي والبوطي من الكذب الواضح 113: في (ص 53 - 54) وصف الكوثري بأنه محقّق، ونقل كلاما له ذكر فيه أن عدة من أحبار اليهود ورهبان النصارى وموابذة المجوس بثوا بين أعراب الرواة من المسلمين أساطير وأخبارا في جانب الله فيها تجسيم وتشبيه وأن المهدي أمر علماء الجدل من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين والزنادقة وأقاموا البراهين وأزالوا الشبه وخدموا الدين. هكذا وصف الكوثري رواة الإسلام بأنهم أعراب راجت عليهم أساطير اليهود والنصارى والمجوس، وهذه الأساطير بزعمه هي الأخبار المتضمنة لأسماء الله وصفاته لأنها تفيد التشبيه والتجسيم عنده وأثنى على علماء الكلام الذين ردوا هذه الروايات ووصفهم بالدفاع عن الإسلام والرد على الملحدين والزنادقة.
وأما علماء الكتاب والسنة فليس لهم دور عند الكوثري في الذب عن الإسلام والرد على الملاحدة والزنادقة. وقد نقل الدكتور كلامه هذا مرتضيا له ووصفه بالمحقق والله المستعان.
وقال في ص262
" وهذا -يعني: مسألة التوسل- مما خالف فيه الكوثري إمامه أبا حنيفة؛ اتباعا لأهواء العامة، ونكاية بأهل السنة "
وقال شيخنا في تعليقه على قول ابن القيم من نونيته:
الشاتمي أهل الحديث عداوة للسنة العليا مع القرآن
من هو الذي سب الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتبه وألف المؤلفات في ذمه وذم دعوته إلا هؤلاء وأذنابهم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو اطلعتم على اعتراض السبكي على هذه النونية وما فيه من الوقاحات والسب والشتم حيث يلعن ابن القيم ويشتمه ثم تبعه خبيث هذا الزمان الكوثري فعلق على ابن القيم بكتاب " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " يسمى ابن القيم ابن زفيل
2 - وقال الشيخ العلامة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في شرحه على الحموية:
وأما المفوض -مفوض المعنى- فإنه يزعم أن هذه الصفات الكثيرة جدا في القرآن والسنة أنه لا يعلم معناها، لها ألفاظ لا يعلم معناها، فهم داخلون في فرقة أهل التجهيل الذين يقولون نجهل المعاني، فعندهم أكثر القرآن مجهول المعنى، هذا فيه إبطال بما يلزم وإن لم يلتزموه، إبطال للاحتجاج بالقرآن ولكونه قائما على وصف الرب جل وعلا ووصف ما يستحقه سبحانه وذكر الغيبيات والجهة والنار وذكر الملائكة والأنبياء إلى آخره.
فإذن العقيدة النظامية هذه هذا على حالها، ولذلك طبعها وتحمس لها أول ما طُبعت الكوثري لاشتمالها على ما يُظن أنه مذهب السلف؛ ولكنه هو في الواقع مذهب أهل البدع قد قال قائلهم في جوهرته:
وكل نص أوهم التشبيه أوِّله أو فوِّض ورُم تنزيها
التأويل والتفويض كلاهما من مذاهب المبتدعة، من مذاهب المتكلمة، من مذاهب الأشاعرة وأشباههم.
3 - وقال الشيخ الفاضل سليمان بن صالح الخراشي في كتابه " ابن تيمية لم يكن ناصبيا " ص 13:
ومن المتهمين لشيخ الإسلام بأنه منحرف عن على المدعو زاهد الكوثري أحد رؤوس البتدعة في هذا القرن والذي سخر كل تآليفه وتعليقاته على الكتب في النيل من علماء السلف ممن لم يوافق مشربه البدعي.
يقول هذا الكوثري راداً على شيخ الإسلام تضعيفه حديث (رد الشمس لعلي - رضي الله عنه -) دون اعتبار لتصحيح الطحاوي له:
(فتراه يحكم عليه هذا الحكم القاسي لأنه صحح حديث رد الشمس لعلي كرم الله وجهه، فيكون الاعتراف بصحة هذا الحديث ينافي انحرافه عن علي رضي الله عنه، وتبدو على كلامه آثار بغضه لعلي عليه السلام في كل خطوة من خطوات تحدثه عنه)
ويقول في كتابه " اللإشفاق "
(ولو لا شدة ابن تيمية في رده على ابن المطهر في منهاجه إلى أن بلغ به الأمر أن يتعرض لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه على الوجه الذي تراه في أوئل الجزء الثالث منه، بطريق يأباه كثير من أقحاح الخوارج مع توهين الأحاديث الجيدة في هذا السبيل - لما قامت دولة الغلاة من الشيعة في بلاد الفرس والعراق وشرق الآسيا (كذا) الصغرى وأذربيجان من عهد الملك المغولي " خدابنده " وابن المطهر الحلي لما وصل إليه كتاب ابن تيمية هذا، قال: كنت أجاوبه لو كان يفهم كلامي، ولكن جوابي يكون بالفعل، حتى سعي سعياً إلى أن تمكن من قلب الدولة السنية من تلك الأقطار غالية في التشيع يحمل " خدابنده " الملك الشعوب على المتذهب بمذهب ابن المطهر، ولم يزل الغلو في التشيع في تلك البلاد منذ علم ابن تيمية هذا، ولم كان يسعى بحكمة لما بعدت شقة الخلاف بين الإخوان المسلمين على الوجه الذي تراه)
وقال في ص 15
فأنت ترى شيخ الإسلام يحكي كلام الروافض والنواصب والخوارج، ولكنه لا يحكم على فريق، بل يحكم بأنهم مخطئون مبتدعة ضالون، خلافاً لما يزعمه الكوثري، المقلد الغبي، من انتقاص مقام الإمام علي، فما أضيع البرهان عند المقلد.
وأوضح وأفضح مما تقدم أن هذا المعتدي على التاريخ، دعواه أن ابن تيمية هو سبب الغلو في التشيع، وبسط سلطانه في الأرض، ويوهم كلامه أو يفهم أن السلطان " خدابنده " قد ترفض ونشر مذهب ابن المطهر بسبب ابن تيمية، وتحامله على الشيعة في منهاج السنة النبوية.
وقال في ص 18: أعلمت الآن أيها القارئ الكريم السبب الذي من أجله ترفض هذا الجاهل الأعجمي المغولي وأنه مسألة شخصية، لا دخل فيها لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولا لكتاب منهاج السنة النبوية، وهو كونه طلق زوجته ثلاثاً وهو غضبان، واستفتى أمثال الكوثري من علماء عصره فأفتوه بالمحلل، وهو الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم التيس المستعار، وقال الملك لهم: عندكم في كل مسألة أقاويل مختلفة، أو ليس لكم هنا اختلاف؟ قالوا: لا، لابد من المحلل - أي الملعون بلسان الرسول صلى الله عليه وسلم هو المحلل له، فاستنكف الملك عن هذا التحليل الذي هو زنا صريح، ولو أخذوا بما كان عليه الطلاق الثلاث في عهده صلى الله عليه وسلم وفي
(يُتْبَعُ)
(/)
عهد صاحبيه، لخرجوا من جحر الضب الذي أوقعوا الملك معهم فيه، ولو اهتدى إلى شيخ الإسلام ابن تيمية لوجد لمسألته عنده حلاً نبوياً سنياً غير شيعي، ولكن الكوثري يلبس شيخ الإسلام ذنب غيره فعليه ما يستحق من ربه، ولماذا تسكت أيها الكوثري عمن أحرجوا الملك فأخرجوه من بينهم، وتطعن في دين من يرده وقومه إلى حظيرة السنة؟
وقال في ص 19: وترى الكوثري ينوه بكلمة ابن المطهر الحمقاء التي أخذها من شعره ولكنه لم يذكر جوابها السديد لبعض علماء السنة.
ويمكنك أن تقف مما أوردناه لك على دخيلته، وتعرف حقيقة نحلته وخبيئته.
وجملة القول: أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه. ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه، على أنا أوردنا شواهد منها دلت على سائلها وعرفنا حقيقة قائلها، فمن بقي له شك فيها فليرجع إليها، ليرى كيف أن التعصب يعمي ويصم، والله عليم بذات الصدور)
4 - وقال الشيخ الفاضل ذو الشهادة العالمية الدكتوراة عبدالله الغصن في كتابه " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " ص55
ومن الكذب عليه - أيضاً - ما ادعاه الكوثري (49) في أن ابن تيمية رحمه الله يقول بوحدة الوجود (50)، وأنه ينصر هذا المذهب ويؤيده (51).
ومن الافتراء عليه: الزعم بأنه رحمه الله أعلن رجوعه إلى عقيدة الأشاعرة، وأنه تاب من عقيدة السلف الصالح، وأنه أقر بعقيدتهم في باب الصفات ونقلوا منها بعض النقولات، وادعوا أن ذلك كان سنة (707هـ)، وأنه شهد عليه جمع من العلماء بذلك (52).
وذكر صفي الدين البخاري (53)، نماذج من افتراءات أعداء ابن تيمية رحمه الله عليه، ومنها: زعمهم أنه يقول بالتشبيه والتجسيم، وزعمهم أنه رحمه الله ينتقص من منزلة بعض الصحابة، وقد أجاب عنها البخاري (ت - 1200هـ) رحمه الله بأجوبة طيبة (54).
5 - وقال الشيخ ذو الشهادة العالمية الدكتوراة عبدالرحمن بن صالح المحمود في كتابه " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " 3/ 48
وهذا النص موجود في طبعة مكارثي من التمهيد، يبين ما في اتهام كل من الكوثري ومحققي التمهيد - الخضيري وأبي زيدة - من تجن على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، اللذين نقلا هذا النص ونسباه إلى الباقلاني في التمهيد (205). ومع أن محققي التمهيد قد ذكرا في ذيول تحقيقهما لهذا الكتاب ما يدل دلالة قاطعة على أن المخطوط الذي اعتمداه ناقص (206)، إلا أنهما جزما بخطأ ابن تيمية وابن القيم فقالا: " ونحن نثق على كل حال بنسخة التمهيد التي بين أيدينا ثقة أقوى من ثقتنا بنقل ابن تيمية وابن القيم، والله أعلم " (207)، ولما نشر التمهيد - عن عدة نسخ خطية بتحقيق رجل نصراني - تبين صدق شيخي الإسلام وتثبتهما في النقل، وخطأ هؤلاء الذين اتهموهما بالتحيز والخداع، وكيف يعتمد هؤلاء على أقول الكورثي المشهور بالتجهم والحاقد على أئمة أهل السنة؟ (208).
وقال في 3/ 369
والمثال الثاني: لما نقل شيخ الإسلام عن الباقلاني في كتابه التمهيد نصاً يثبت فيه الاستواء والعلو ويمنع من تأويله، قال الكوثري وبعض الباحثين - المائلين إلى المذهب الأشعري - وهم بصدد تحقيق التمهيد عن نسخة خطية ناقصة - قالوا: إن ابن تيمية وابن القيم - الذي نقل النص أيضاً في اجتماع الجيوش - قد كذبا أو وهما على الباقلاني، ولما حقق التمهيد مرة أخرى - على يد نصراني - تبين صدق شيخي الإسلام، وخطأ الكوثري وأصحابه
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 12:55]ـ
3 - ومن مكة المكرمة جاء التحذير من نزيلها الشيخ العلامة المحدث محمد جميل زينو في رسالته " كيف اهتديت إلى التوحيد والصراط المستقيم ": حاول الشيخ أن يقنعني بأن الاستعانة بغير الله جائزة كالتوسل، فبدأ يعطيني بعض الكتب، ومنها كتاب " محق التقول في مسألة التوسل" لمؤلفه (زاهد الكوثري)، فقرأت فيه، فإذا به يجيز الاستعانة بغير الله، ويأتي إلى حديث: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " فقال عنه الكوثري: طرقه واهية (أي ضعيف) لذلك لم يأخذ به علماً بأن الحديث ذكره الإمام النووي في كتابه الأربعين النووية، ورقمه التاسع عشر، وقد روى الحديث الإمام الترمذي وقال عنه حسن صحيح واعتمده النووي وغيره من العلماء، فعجبت من الكوثري كيف رد الحديث، لأنه خالف عقيدته، فازددت
(يُتْبَعُ)
(/)
بغضاً فيه وفي عقيدته، وازددت حباً في محبة السلفيين وعقيدتهم التي تمنع الاستعانة بغير الله للحديث المتقدم ولقول الله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)). " سورة يونس 106 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 12:57]ـ
4 - ومن مصر جاء التحذير من الكوثري وبالتحديد من مدينة طنطا حيث قال العلامة الأزهري محمد خليل هراس في شرحه على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيمية ص 117
لَعَلَّ مِنَ الْمُنَاسِبِ أَنْ نَنْقُلَ إِلَى الْقَارِئِ هُنَا مَا كَتَبَهُ حَامِلُ لِوَاءِ التَّجَهُّمِ وَالتَّعْطِيلِ فِي هَذَا الْعَصْرِ، وَهُوَ الْمَدْعُو بِزَاهِدٍ الْكَوْثَرِيِّ؛ قَالَ فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى كِتَابِ (الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ) لِلْبَيْهَقِيِّ مَا نَصُّهُ: (قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ مَا مَعْنَاهُ: إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِعَذَابٍ فِي الْغَمَامِ الَّذِي يُنْتَظَرُ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، فَيَكُونُ مَجِيءُ الْعَذَابِ مِنْ حَيْثُ تُنْتَظَرُ الرَّحْمَةُ أَفْظَعَ وَأَهْوَلَ)، وَقَالَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ فِي مَعْنَى الْبَاءِ كَمَا سَبَقَ، وَقَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ: أَنْ يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ). اهـ.
فَأَنْتَ تَرَى مِنْ نَقْلِ هَذَا الرَّجُلِ عَنْ أَسْلَافِهِ فِي التَّعْطِيلِ مَدَى اضْطِرَابِهِمْ فِي التَّخْرِيجِ وَالتَّأْوِيلِ.
عَلَى أَنَّ الْآيَاتِ صَرِيحَةٌ فِي بَابِهَا، لَا تَقْبَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ التَّأْوِيلَاتِ
وقال في ص 165 من شرحه المذكور:
وَأَمَّا مَا يُحَاوِلُونَ بِهِ صَرْفَ هَذِهِ الْآيَاتِ الصَّرِيحَةِ عَنْ ظَوَاهِرِهَا بِالتَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى حِيرَتِهِمْ وَاضْطِرَابِهِمْ؛ كَتَفْسِيرِهِمُ: (اسْتَوَى) بِ (اسْتَوْلَى)، أَوْ حَمْلِهِمْ (عَلَى) عَلَى مَعْنَى (إِلَى)، وَ (اسْتَوَى)؛ بِمَعْنَى: (قَصَدَ). . إِلَى آخِرِ مَا نَقَلَهُ عَنْهُمْ حَامِلُ لِوَاءِ التَّجَهُّمِ وَالتَّعْطِيلِ زَاهِدٌ الْكَوْثَرِيُّ؛ فَكُلُّهَا تَشْغِيبٌ بِالْبَاطِلِ، وَتَغْيِيرٌ فِي وَجْهِ الْحَقِّ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ فِي قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ.
وقال بلديه الشيخ المحقق عمرو عبدالمنعم سليم في مقدمة تحقيقه لأصول السنة للإمام أحمد بن حنبل ص 7:
ولهذا كان حري بنا في هذا العصر أن نبحث ونفتش عن آثار هؤلاء العلماء من أئمة أهل السنة والجماعة من مصنفات ومؤلفات خصوصا تلك التي في مجال العقيدة ومن ثم تحقيقها والعمل على نشرها بين ربوع المسلمين فنحن أحوج ما نكون إليها في هذا العصر ففتنة خلق القرآن وبدعة القدرية والإرجاء والتمشعر والاعتزال لا تزال حتى الآن لها رؤوس في كثير من الأماكن يكيدون للدين ويعيبون على أهل السنة اتباعهم للآثار ثم قال في الهامش:
لابد هنا من الإشارة إلى الهجمات الغمارية على أهل السنة والجماعة والتي هي في الحقيقة امتداد للهجمات الكوثرية التي قادها متعصب الحنفية محمد زاهد الكوثري – عليه من الله ما يستحق – والذي لم يترك أحدا من أهل السنة والجماعة متقدمين أو متأخرين إلا وتكلم فيه ومقالاته وحواشيه تطفح بهذا.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 12:59]ـ
5 - ومن المدينة النبوية جاء التحذير من الكوثري من العلامة الفقيه ذي الشهادة العالمية الدكتوراة
علي بن محمد ناصر الفقيهي في كتابه "الرد القويم البالغ على كتاب الخليلي المسمى بالحق الدامغ ":ص8
كما يشارك في هذه الأفكار المنحرفة، في قالب التنزيه، ويطعن في عقيدة علماء السلف وأتباعهم، شخص يدعى حسن بن علي السقاف، الذي صار يسود أوراقه بترهات وأباطيل ينشرها ليستر بها الحق الأبلج، ولنصر آراء الكوثري ومن صار على منهجه قبله وبعده، ولكن الكوثري قد فاق أسلافه، فهو يكفّر ويبدّع ويسب ويشتم بالألفاظ التي يترفع عن نقلها السوقة، والمسلم لا يكون بذيئاً ولا سباباً ولا فاحشاً ولا متفحشاً ولكن من نظر في تعليقه على «السيف الصقيل» للسبكي كما سمي ذلك التعليق «تبديد الظلام المخيم على نونية ابن القيم» يجد فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
تلك البذاءات التي لا نستطيع ذكرها هنا.
وقد نقل الخليلي عن الكوثري من كتابه هذا وغيره ما يريد التوصل به إلى تكفير ابن القيم، كما سيأتي.
إن المؤلف يورد لنا كتب المعطلة الذين حرفوا نصوص الكتاب والسنة وسموا كتب التوحيد المشتملة على نصوص الكتاب العزيز وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الشرك، وسمو تلك النصوص من الكتاب والسنة، أدلة لفظية لا تفيد علماً ولا يثبت بها يقين. وإليك ذكر أسماء مؤلفيها التي أوردها زاعماً أن أصحابها من أهل السنة في باب الأسماء و الصفات، مع علمه أنه وإياهم في هذا الباب أبناء علات؛ عقيدتهم واحدة ومنهجهم واحد.
وقال ص 22
مدعياً أنهم يردون على المشبهة - حسب زعمه - ويكفرونهم، ويقصد بالمشبهة أهل السنة والجماعة، ولكنه ينص على ابن القيم فيقول: وناهيك بما في «السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل» للعلامة السبكي الشافعي.
قلت: وهل تعلم من يقصد «بابن زفيل» إنه يقصد ابن القيم، ولهذا فقد حقق الكتاب الكوثري.
ثم يقول: و «تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم» للعلامة الكوثري الحنفي؟
قلت: وهل تعلم ما يقوله الكوثري عن كتب التوحيد كلها؟ إنه يقول: إن كل الكتب التي ألفت في صفات الله وهي تحمل اسم كتب السنة، قد حملت التجسيم، وما ينبذه العقل والشرع
ومن المدينة أيضا جاء التحذير من الكوثري من الشيخ الفاضل ذي الشهادة العالمية الدكتوراة عبدالرزاق ابن الشيخ العلامة المحدث عبدالمحسن العباد البدر المدني في كتابه " القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد " ص 14:
يمجد أهل البدع ويعظمهم ويكثر من الثناء عليهم ولاسيما إمامه وشيخه قائد التجهم في عصرنا محمد زاهد الكوثري بل هو من رائشي نبله والحاطبين في حبله والساعين في نصرته؛ ولهذا يكثر من النقل عنه فأحياناً يصرح باسمه كما في (ص: 38، 39)، وأحياناً لا يصرح باسمه كما في (ص: 11) فهو منقول من هامش السيف الصقيل للكوثري (ص: 27)، وكما في (ص: 14) فهو منقول من هامش السيف الصقيل للكوثري (ص:115) ويصفه بالإمام المحدث.
وقال في ص 87:
وما كلام الكوثري شيخ هذا الكاتب في تكفير شيخ الإسلام وغيره من أهل السنة عنك ببعيد.
فالكوثري الذي يطيب للكاتب وصفه ب (الإمام المحدث عليه الرحمة والرضوان) بينما هو في الواقع المبتدع الضال عليه من الله ما يستحق، يقول في ابن تيمية رحمه الله: "صار كفره مجمعاً عليه" ويقول: "وقع الاتفاق على تضليله وتبديعه وزندقته" ويقول: "ليس من الفرق الثلاث والسبعين" (1).
ويقول في ابن القيم: "كافر أو حمار"، "حمار أو تيس" "الملحد" "الخبيث" "الملعون" "بلغ في كفره مبلغاً لا يجوز السكوت عليه" (2).
ولو أخذت أنقل أقوال الكوثري وطعونه ولعنه وتكفيره لهذين الإمامين وغيرهما من أئمة المسلمين لاستغرق النقل عشرات الصفحات، وحسبك أنَّك لا تكاد تقرأ صفحة من كتابه تبديد الظلام إلا وجدتَها منتنةً من كثرة ما فيها من سبٍّ ولعنٍ وتكفيرٍ لأئمة الهدى وأعلام السلف وعلماء السنة.
وقال في 89:
قلت: هذا الذي ذكره الكاتب ونسبه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد نسبه من قبله لشيخ الإسلام شيخُه الأول الكوثري فأخذه هذا التلميذ عنه وورثه منه، وهو في الحقيقة توارث للكذب والإفك على أئمة المسلمين وعلماء السنة إذ لم يقل شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك، وإنَّما وردت هذه العبارة ضمن كلام طويل نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام الحافظ أبي سعيد الدارمي في مناقشته وردوده على بشر المريسيّ العنيد الذي زعم أنَّ الله ليس فوق العرش بقياس فاسد ذكره حيث قاس الله بالعرش ومقداره ووزنه.
وقال في ص90:
وهذا النص موجود بتمامه في ردّ الإمام الدارمي على بشر المريسي صفحة (85، 86)، وقد أشار محقق كتاب نقض التأسيس في الهامش إلى مكان النص من كتاب الدارمي. ومع هذا لم يتورع هذا الكاتب ومن قبله شيخه الكوثري
وقال في ص 91:
وقد علم مما تقدم ما يلي:
1 - أن النصَّ المذكور ليس من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كما زعمه الكاتب ومن قبله شيخه الكوثري، وظهر كذبهما عليه رحمه الله.
ومن المدينة أيضا جاء التحذير من الشيخ أبي الفضل محمد بن عبدالله القونوي في رسالته "
أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي " النصيحة الذهبية لابن تيمية " وتحقيق في صاحبها " ص5
ولا بدّ من تعليق مختصر على كلام الكوثري عدو نفسه: فأنت ترى أنه قد فرح بوقوعه على هذه "النصيحة" حين عبَّر عن ذلك بأنه ظفر بها، فبادر إلى شرائها بثمن يتناسب مع قيمة هذه الوثيقة الثمينة، وهي فرحة يشاركه فيها (الكوثريون) إلى يومنا هذا وقد آن أن تردّ تَرْحَةً عليهم.
وقال ص6
قد خان الكوثري أمانة العلم، في مواضع يطول ذكرها، وأنت ههنا أمام أنموذج يدلك على شنشنته مع إمام كبير، وقدوة عَلَم كابن تيمية، هذا المجتهد الورع، والعبقري المقدام، وشيخ الإسلام بحق، يروم الكوثري حطّه عن رتبته فلم يزده ذلك إلا رفعة وقبولاً في قلوب الأمة الإسلامية، وباء شانئه بالخسار، والله الموعد.
وإن من مكر هذا (الكوثري) استغلاله عبارة للسخاوي (ت902هـ) رحمه الله، جاءت في سياق موهم، فإن عبارته هذه: "وقد رأيت له عقيدة مجيدة، ورساله كتبها لابن تيمية، هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة، وقال مرة فيه ... الخ". ثم أورد كلاماً من (زغل العلمِ) هذه العبارة وهذا السياق يوهم أنه رأى "النصيحة"، و (زغل العلم). والذي أراه: أن الكوثري اهتبلها فرصة وأعمل حيلته، فزعم للقارىء أن (الرسالة) التي وردت في كلام السخاوي غير (زغل العلم)
وقال ص7
يخالجني شك في أن لمكر الكوثري بقرائه، وإيحائه لهم بأن السخاوي قصد بالرسالة التي رآها هذه: "النصيحة" حتى كرر ذلك غير مرة في المطبوع منها وفي كلمته السابقة التي ألحقها بالمخطوطة، وفي غير ذلك من تعليقاته، دخلاً في تورط محققين فاضلين، بالقول بصحة نسبة "النصيحة" للذهبي فناديا بإثباتها ولم يُعرِّجا على الشك بها، وهو ماثل أمامهما بسبيل مقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 01:01]ـ
- ومن تركيا جاء التحذير من الكوثري من الشيخ فريد الدين آيدن التركي في رسالته " الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها ":ص 103
إرغام المريد كتبه زاهدُ الكوثريّ المشهورُ بتصانيفه وهجماته على العلماء؛ كتبه شرحًا على النظم الّذي أنشأه سابقًا بعنوان "النظم العتيد لتوسّل المريد". تطرّق المؤلّف إلى موضوع الرابطة في الصفحة 65 من كتابه المذكور
وقال في ص 157:
لذلك تجدهم دائمًا يبالغون في إظهار أحاسيسهم سواء في محبتهم أو في بغضهم وكراهيتهم. كزاهد الكوثريّ. وهو من متعصّبي هذه النحلة كما يبدو ذلك واضحًا من عباراته في كلّ ما قد دوّنه وصنّفه. فقد انعكس إعجابُهُ بنفسه واغترارُهُ بعلمهِ في مواطن كثيرة من كلماتِهِ اللاذعةِ ولهجته القاسيةِ وتحدّياتهِ وهجماتهِ على أهل العلم واحتقاره لهم. لا يخلو كتاب من كتبه إلاّ وفيه استخفافٌ بعالمٍ، أو طعن في رجلٍ من أهل المعرفة والإجتهادِ. وربما كان اتخاذه الموقف المتنافر من أهل التوحيد في كلّ مناسبةٍ، إنتقاماً منهم، ليشفي بذلك غليله وليستريح من كبته بسبب كتمانه لما كان يعتقده من فكرة وحدة الوجود. يبرهن على هذه الحقيقة ما قد سجّله أبو الفضل بن عبد الله القُنويُّ في مقدّمته لكتاب "الردّ على القائلين بوحدة الوجود" تأليف علي بن سلطان القاري. فقال:
"ويحسن بي قبل أن أُنْهِيَ هذا التقديمَ أن أُشِيرَ إلى شيءٍ يهمّ الباحث في ترجمةِ جهميِّ عصرِهِ وسوءِ علماءِ بلدِهِ الكوثريّ وقصته مع مصطفى صبري، وذلك أنه جرت بينهما من الخصومة العلمية ما يجدر أن يُكتَب في كتاب مستقل، ولكني سأذكر من ذلك نبذًا لعلّه لم يشر إليها كاتب قبلي ما علمت:"
وقال ص 158
"فقد أخبرني الأستاذ أمين القدسيّ، وهو كاتب وباحث قونويّ يتقن العربية أنّ الكوثريّ يُبطن اعتقادَ مذهب أهل وحدة الوجود، وبخاصّةٍ يوم هاجر إلى مصر، فبلغ بي العجب يومئذ غايته؛ إذ المعروف عن الكوثريّ أنه حامل لواء التنزيه بزعمه، فكيف يقول بمذهب الوحدة وهو أشنع التجسيم، وأخبث التمثيل؟! وقال لي: إنه سمع ذلك من خاله علي القدسيّ، وهو من علماء الترك الّذين هاجروا إلى دمشق، وإنه جرت مناظرة بين الكوثريّ وعلي القدسيّ في وحدة الوجود، الكوثريّ يؤيّدها والقدسيّ ينكرها، حتّى كان من آخر ما قاله القدسيّ للكوثريّ في المجلس: أنت تقول بقول أهل الوحدة، فأنا أستأذنك لأذهب إلى بيت الخلاء لأقضي حاجتي، فغضب الكوثريّ وعرف مقصده، وقال أمين: إن من أدلة اعتناقه هذا المذهب كتابه (إرغام المريد) في التصوف، فطلبت الكتاب وقرأته، فرأيت من الطامة ما ينضم إلى سجله المحترق تجهمًا فيه من تصديق بدع المتصوّفة وخرافاتهم وتقديس مشائخهم ما شئت."
وهذه تحذيرات من جمع من الفضلاء من شتى البلدان تشهد على الكوثري بالانحراف وهناك شهادات أخرى لعلنا نجمها في مقال آخر والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو الحسن الأزهري
غفر الله ذنبه وستر عيبه
30/ 8 / 1429
برياض نجد
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=2923
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 12:17]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 03:56]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 05:14]ـ
رفع الله قدرك، وأعظم أجرك ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 05:04]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 09:39]ـ
المشايخ الفضلاء والإخوة الكرام جزاكم الله خيرا ونفع بجهودكم.
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 01:45]ـ
الأخ الكريم أبي الحسن الأزهري جزاك الله خير على هذا الجمع المسدد والمؤيد بالحجج والبراهين من علماء الأمة الربانييين
لكن بودي أن تجمع لنا عن حال الأستاذ سيد قطب
لقد كثر الأخذ والرد حول حاله فنرجوا منكم لكونك من سكان مصر ولديك بحوث في حال الرجال ومؤلفاتهم كالكوثري والأسمري وغيرهم حتى يتضح حال هذا الرجل لكثير من الناس وأنا منهم
نفع الله بكم وسددكم على الحق(/)
الفتاة المغربية ** كويس ** التي أبكتنا واحتقرنا انفسنا عند سماع قصتها
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[02 - Sep-2008, صباحاً 12:48]ـ
إخوتي أخواتي
سلام الله عليكم.
أما بعد.
هذه القصة يرويها
العلامة تقي الدين الهلالي
قصة فتاة مغربية .... كيف صبرت وكابدة حين نفخ الشر في المجتمعات .... والفتن و القلاقل من كل جانب ... صبرت في زمن .... جرى فيه مكر الأعداء .... في الليل و النهار .... صبرت في زمن الفجور و الخروج عن طاعة الرحمن .... صبرت في زمن الأحداث و الحداثات .... زمن أصبح فيه المؤمن غريب في أوطانه بين أهله وجيرانه .... زمن كيدت المكائد .... ورسمت الخطط ضد المرأة المسلمة .... زمن رفع المنافقون رياتهم .... وأظهروا دسائسهم عيانا ضد المرأة .... زمن زيفت فيه معالم الدين .... وساعدهم في ذلك ضعاف الدين و المروءة .... حملات شرسة ضد الحجاب و العفاف .... حملات ضد قتل الفضيلة و الطهر .... خطط غضيبة شرسة ضد المبادئ والأصول .... خطط إبليسية ضد الدين و التوحيد .... إنه زمن الفتن .... زمن ذوبان كثير من الشباب و الشابات في الإنفتاح والحداثة .... إنه الزمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر و النار و الشوك و الحديد الساخن .... إنها قصة فتاة التي صبرت وصبرت .... وصدق فيها قول المولى تعالى {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} إنها القدوة لكن يافتياة فاعتبروا يرحمكن الله.واعتبروا كذلك يارجال.أبكتنا هذه الفتاة اليوم بل الأن ونحن نقرأ قصته.
والله المستعان.
هذه قصة الفتاة المغربية (نزهة كويز) مع الشيخ الهلالي!
صارت " نزهة كويز " من تلميذاتي قبل ثلاث سنين، ولما عرفت ما أوجب الله عليها من ستر العورة والتمسك بالعفاف عزمت على أن تعصي والديها ولا تعود إلى المدرسة، فلما حان ابتداء السنة الدراسية أخبرت أهلها بذلك، فقالا لها: أجننت؟ كيف تتركين الدراسة بعد ما نجحت في السنة الخامسة من الثانوي وتضيعيننا وتضيعي نفسك؟
فقالت لهم: إني قد علمت من دروس الدكتور محمد تقي الدين ابن عبدالقادر الهلالي الحسيني أن ما ترتكبه المدارس الثانوية من إجبار الفتيات على التجرد من ثيابهن بحيث لا تبقي إلا خرقة رقيقة تستر القبل ستراً كالعدم، وأخرى مثلها تستر الدبر ويكون ذلك أمام رجال المدرسة من معلمين وطلاب، ومن يمر بجانب المدرسة من عابري السبيل [لايجوز].
وجاءتني باكية فذهبت إلى طبيب مشهور في مكناس، والتمست منه أن يكتب لها شهادة بأنها مريضة، وأن الرياضة البدنية التي يتستر بها المجرمون في تعرية الفتيات وهن ما بين السادسة عشرة والثانية والعشرين لا تتفق مع صحتها، فلما قدمت الشهادة إلى مدير المدرسة بعثها إلى طبيب فرنسي ففحصها ووجدها صحيحة لا مانع لها من الرياضة البدنية بل التعرية الشيطانية، فرجعت إليَّ باكية أيضاً وكان عندي سبعة من المعلمين في المدارس الثانوية يتلقون دروساً من كتابي (تقويم اللسانين) فعرضت عليهم المشكلة، فقالوا: إن مدير المدرسة التي تدرس فيها نزهة متدين وقد حج بيت الله، فنحن نتوجه إليه ونسأله إعفاءها من درس الرياضة البدنية التي يتسترون به على كشف عورات النساء وتعويدهن على الوقاحة وقلة الحياء بل عدمه فيصلن بذلك الفجور ..
فذهبوا إليه وإلى الحارس العام الذي يشاركه في التصرف فاعتذر المدير بأنه يخاف المفتش خصوصاً، وقد ثبت أنها تستطيع أن تلعب الرياضة، فقال الحارس العام: إذا وافقني المدير فنحن نعفيها من ذلك، فأُعفيت من تلك السنة، وكانت تحافظ على صلاة العصر في وقتها فيجتمع عليها سفهاء المدرسة من الرجال والنساء، ويقولون: هذه الجدة جاءت!! هذه الحاجة جاءت!! تقبل الله!! استهزاء بها،فلا تبالي بهم، وتؤدي صلاتها بغاية الاطمئنان، لا تألوا جهداً أن تصلي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واتفق أن في تلك السنة اتصلتُ بصاحب الفضيلة رئيس تعليم البنات الشيخ ناصر بن حمد آل راشد، فبعث إلي مدير التعليم سعادة الأستاذ الشيخ عبدالله العقيل وقدم عليّ في مدينة الدار البيضاء، وأقام أياماً تكرر اجتماعنا فيها، وأخبرني: بأن سماحة رئيس تعليم البنات الشيخ ناصر بن حمد آل راشد يقبل على خمس طالبات كل سنة يكملن تعليمهن في دائرة تعليم البنات بالمملكة العربية السعودية، وكان في ذلك فرج ومخرج لنزهة كويز، فكانت أولى الطالبات الخمس، وفرحت بذلك فرحاً عظيماً، وقد استجاب الله دعاءها، فأخرجها من الظلمات إلى النور.
ولما حان وقت سفرها مع سائرات الطالبات ذهبت إلى المدرسة التي كانت فيها لتأخذ كتاباً أعارته طالبة أخرى فرآها المجرم المكلف بتعرية الطالبات يوم الثلاثاء من كل أسبوع وراء التستر بدرس الرياضة البدنية فنظر إليها شزراً ووسعها هجراً، وقال لها: لماذا غطيت رأسك أمريضة أنت؟ فأجابته إن الإسلام أمرني بتغطية رأسي، فقال لها بالفرنسية ما معناه "في نظري واعتقادي لا وجود للإسلام"، ولما أخبرتني بذلك استشطت غضباً، وقلت لها: هلا قلت له: وفي اعتقادي أنا: أنت لست موجوداً، وأنت تعلمين أنه لم يبق له عليك سلطان، ولكن الفتاة المسلمة غلبها الحياء، وقد درست هذه الطالبة السنة الماضية في مدارس تعليم البنات بالرياض ونجحت، وهي الآن تدرس في هذه السنة هناك.
والفتيات المسلمات الطاهرات إذا سافرن للتعلم في مدارس السعودية يتلقين تغطية الوجه مع التستر التام بغاية السرور والفرح، وقد كتبت إلي إحداهن وهي آمنة الهاشمي ممن بُعثن في هذه السنة بعدما وصلت إلى الرياض، ورأت في الطريق كيف يعامل الناس الطالبات المسلمات بغاية الاحترام والتكريم، افتتحت الكتاب بهذه العبارة: (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور).
http://www.alhilali.net/ma9alat/nezha.php
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 07:54]ـ
فقالت لهم: إني قد علمت من دروس الدكتور محمد تقي الدين ابن عبدالقادر الهلالي الحسيني أن ما ترتكبه المدارس الثانوية من إجبار الفتيات على التجرد من ثيابهن بحيث لا تبقي إلا خرقة رقيقة تستر القبل ستراً كالعدم، وأخرى مثلها تستر الدبر ويكون ذلك أمام رجال المدرسة من معلمين وطلاب، ومن يمر بجانب المدرسة من عابري السبيل [لايجوز].
[ url ]
هل فعلاً هذه الأمور تحدث في المغرب!!
هل يُعقل أن كل مدارس المغرب هكذا مما جعل طالبة الشيخ الهلالي تنتقل إلى السعودية!!(/)
تبرأة الشوكاني من (لعن) معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما - (وثائق) منقول
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[02 - Sep-2008, صباحاً 12:49]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد دأب أهل البدع على الأستشهاد بكلام منسوب للشوكاني - رحمه الله - يلعن فيه الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - وابنه يزيد، ومع صدور الطبعة الجديدة من كتاب (نيل الأوطار) بتحقيق محمد صبحي حلاق تبين أن الأمر بخلاف ذلك! فقد أبطل حلاق هذه التهمة، بالرجوع إلى صور المخطوطات المعتمدة في التحقيق ومنها نسخة كُتبت بخط الشوكاني نفسه، ونسخة أخرى كُتبت بخط أحد تلاميذه – الدلواني - فتبين عدم وجود (اللعن) في هذه النسخ.
وهناك طبعة أخرى وقفت عليها ليس فيها (اللعن) وهي طبعة (دار الكلم الطيب - دمشق) وتوزيع (دار المغني - الرياض)
وقد أعتمد المحققون على نسختين خطيتين احداهما بخط المؤلف، والثانية تمثل نصف الكتاب.
صورة طبعة حلاق
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/8.jpg
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/9.jpg
صورة الطبعة الثانية
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/11.jpg
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/12.jpg
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 02:05]ـ
جزاك الله خيرًا يا أخانا؛ فلقد أزحت عنا همًا كبيرًا؛ إذ كانت هذه العبارة المنسوبة للإمام تقف كالشوكة في حلقي كلما ممرت بها. ولا أجد تأويلاً أعتذر به عنه.
وهذا هو رابط مقالتكم مع الصور الأربع في مجلد مضغوط؛ وذلك لتسهيل تحميل موضوعكم المبارك
http://www.2shared.com/file/3863034/47e66a43/__________-__-___.html
وهذا رابط آخر لمن لم يعمل معه الأول
http://www.islamup.com/view.php?file=4377594d1b
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 12:37]ـ
قال الشيخ عبدالكريم الخضير في شرحه لسنن ابن ماجه باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ومن باب الأنصاف في جميع طبعات نيل الأوطار في قتال أهل البغي قال أي الشوكاني: واستمر الأمر على ذلك لعلي إلى ولاية معاوية ويزيد لعنهم الله ا. هـ
قال الشيخ عبدالكريم:في جميع طبعات نيل الأوطار، النسخة المحققة الجديدة طبعة دار ابن الجوزي المحقق وفقه الله صور المقطع بخط الشوكاني وبخط أحد كبار تلاميذ الشوكاني وليس فيه اللعن، أن يذكر هذا لأن نيل الأوطار متداول بين أيدي الناس وكم من شخص طعن في الشوكاني من أجل هذا فالمحقق وفقه الله ذكر هذا، وهذا موجود في طبعة بولاق وجميع الطبعات.
شريط مسجل للشيخ.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8551(/)
إتحاد الصوفية أشر من كفر أهل الكتاب.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[02 - Sep-2008, صباحاً 12:51]ـ
إتحاد الصوفية أشر من كفر أهل الكتاب.
لشيخ الأسلام ابن تيمية الحراني -رحمة الله-
فهذه المقالات وأمثالها من اعظم الباطل وقد نبهنا على ذلك مابه يعرف معناها وأنه باطل و الواجب إنكارها فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود و النصارى ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين الذي أمر الله بجهادهم بقوله {جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليه}.
و النفاق إذا عظم كان صاحبه شرا من كفار أهل الكتاب وكان في الدرك الأسفل من النار.
وليس لأصحاب هذه المقالات وجه سائغ ولو قدر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإن مايحمل عليها إذا لم يعرف مقصود صاحبها وهؤلاء قد عرف مقصودهم كما عرف دين اليهود و النصارى و الرافظة وله في ذلك كتب مصنفة وأشعار مؤلفة وكلام يفسر بعضه بعضا وقد علم مقصودهم بالضرورة فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلتفت إليه ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها أو خيف عليه أن يحسن الظن بها وأن يضل فإن ضرر هذه على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون أنه سموم وأعظم من ضرر السراق و الخونة و الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله وهذه مصيبة في دنياه وقد تكون سببا لرحمته في الأخرة وأما هؤلاء فيسقون الناس شراب الكفر و الإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله وهم فيالباطن من المحاربين لله و رسوله ويظهرون كلام الكفار و المنافقين في قوالب ألفاظ اولياء الله المحققين فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمنا وليا لله فيصير منافقا عدوا لله. ولقد ضربت لهم مرة مثلا بقوم أخذوا طائفة من الحاج ليحجوا بهم فذهبوا بهم إلى قبرص.
فقال لي بعض من كان قد انكشف له ضلالهم من اتباعهم " لو كانوا يذهبون بنا إلى قبرص لكانوا يجعلوننا نصارى على هؤلاء يجعلوننا أشر من النصارى.
والأمر كما قال هؤلاء.
والله المستعان.
مجموع الرسائل و المسائل " لشيخ الإسلام ابن تيمية [1/ 130].
دار الكتب العلمية.ط. الثانية بدون تاريخ.(/)
لى اين يسيرون بنا وماذا بعد ياأهل رؤوس الأموال
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2008, صباحاً 01:39]ـ
أعلن عن مجموعة مشاريع
أمين جدة: ثلاثة مواقع لمشاريع الإسكان الميسر
جدة - جميل فلاتة:
أعلن أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه عن مجموعة مشاريع لشركة جدة للتنمية والتعمير تشمل تطوير منطقتي قصر خزام والسبيل وتهدف الى تطوير كامل المنطقة بدءاً من قصر خزام ووصولا إلى وسط البلد وتطوير محور الملك عبد الله الثقافي إضافة إلى تخصيص مقر دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي وتخصيص مساحة لتوسعة البنك الإسلامي،والتجديد الحضري للمناطق العفوية إلى جانب زيادة رقعة المساحة الخضراء ولحل المشاكل الأمنية والمرورية بالمنطقة ودعم التنمية الاقتصادية.
وأشار فقيه إلى أن مشروع منطقتي قصر خزام والسبيل يدخل ضمن تطوير مناطق ذات مقومات استثمارية التي وضعت لها إستراتيجية لتوفير مقومات محفزة للتطوير من قبل القطاع الخاص والقيمة المضافة للعقارات بعد التطوير تتجاوز تكاليف النزع والإزالة والتطوير والمقومات تغطي أهمية الموقع والقرب من مناطق الجذب وتوفر الخدمات إضافة إلى اعتماد آلية التطوير على مشاركة شركة جدة لمطورين من القطاع الخاص واختيار منطقة قصر خزام والسبيل كمرحلة أولى للمشاريع وقسمت خريطة عرض المشاريع المناطق إلى أربع مناطق بالألوان مختلفة حسب قربها من وسط المدينة ووضعت للمشروع إستراتيجية.
وأكد فقيه أن المشروع الثاني مخصص لتطوير منطقة حي الشرفية والذي يدخل قائمة مشاريع تطوير مناطق ليست لها مقومات استثمارية إضافة إلى مشروع ضاحية جدة الشرقية الذي يتكون من مجموعة عناصر منطقة الخدمات المركزية ومجمعات سكنية إضافة إلى مطار محلي ومركز خدمات الحجاج ومجمع الخدمات اللوجستية والمدينة الصناعية إضافة إلى مجمعات استثمارية ومركز المعارض الدولية.
وأوضح فقيه أن المشروع الرابع يشمل الإسكان الميسر في جنوب خليج سلمان والثاني يقع بحي روابي الجنوبية والأخير جنوب القاعدة البحرية مقسما المشروع إلى عدة وحدات منها وحدات للتأجير مخصصة لإسكان العزاب من كافة المستويات ووحدات للتأجير العائلات من كافة المستويات إضافة إلى وحدات ملائمة تمنح للمستحقين المؤهّلين طبقاً للوائح وزارة الشئون الاجتماعية إلى جانب وحدات ملائمة تمنح لمن يتم تعويضهم عن ممتلكاتهم في الأحياء العشوائية ووحدات ملائمة للتمليك للمستحقين المؤهّلين لقرض صندوق التنمية العقاري إضافة إلى وحدات ملائمة للتمليك لكافة شرائح المجتمع على أقساط شهرية ميسرة.
واختتم أمين جدة كلمته في جلسة المنتدى الثانية أن أعمال شركة جدة للتنمية والتعمير جدة ذات تنمية بيئية مستدامة وتحسن فرص الاستثمار في المحافظة وتعزز مكانة جدة التاريخية كبوابة للحرمين الشريفين إضافة إلى خلق واجهة مائية جديدة وأماكن ترفيهية باستغلال المقومات الطبيعية في محافظة جدة وتعزيز المساحات العامة والخضراء إلى جانب تجديد المناطق العشوائية وتطويرها ورفع المستوى المعيشي للفرد بتوفير أرقى الخدمات والبُنى التحتية وتوفير فرص العمل.
موضوعنا بدأته بهذا المقال القديم من صحيفة الرياض والسبب انهم بدأو في مصادرة الأملاك وتقدير التعويضات وهي جائره حسب ماعلمت على أصحاب الأملاك المشاريع اعلن عنها في بداية هذا العام في شهر صفر تحديدا وبدأوا التقدير الآن وفي ضني ان البدايه في بداية العام القادم.
وبعد مدينة الملك عبدالله الاقتصاديه ومن خلال العرض في المقال اعلاه نتيقن ان كلا من مدينة الملك وجده ستكون في مخططهم مدينه واحد شبيهه بدبي فهل يعقل ان يكون هؤلاء الناس أصحاب رؤوس الأموال (اصطلاحا) يريدون حقا ذلك ومالهدف المرجو وماذا عن مستقبل مكه بعد هذا(/)
وسائل عملية للعناية بالعلماء
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Sep-2008, صباحاً 07:36]ـ
وسائل عملية للعناية بالعلماء
أ. د. سليمان بن حمد العودة
من نافلة القول أن عناية العلماء بأنفسهم، وتوثيق الصلة بخالقهم، يجعل لهم دوراً ومكانة وأثراً عند الناس (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) (البقرة: من الآية282)، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) (مريم:96)، (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر: من الآية28).
ومن نافلة القول كذلك أن أي إضعاف للعلماء مسبوق بضعف العلماء أنفسهم، فالإضعاف خارجي، والضعف عامل داخلي (وبينهما تلازم لا يخفى).
ومن العدل القول إن العلماء جزءٌ من سياق الأمة وواقعها .. فالضعف العام للأمة طال العلماء بالضعف .. وهذا إن فسر فلا يبرر الضعف.
ويقال في مقابل ذلك وإذا قويت الأمة في جانب فلا بد أن يكون للعلماء سهمهم في القوة .. وعلى سبيل المثال، فحين تكون ثورة أو نشاط المعلومات، والاتصالات، والفضائيات فلا بد أن يكون لأهل العلم سهمهم في هذه الميادين بما يصلح ويوجه ويضبط المسار، ويستثمر التقنية.
وحين يكون الحديث عن أفكار علمية للعناية بالعلماء فلا بد أن يسير ذلك في اتجاهين: 1 - فردي. 2 - وجماعي.
يعنى الأول بإصلاح العالِم لنفسه، وسد ثغراته – ما أمكن – ومجاهدة الهوى والشيطان والصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى والشعور بالمسؤولية، وباختصار تركيز العالم وطالب العلم لنفسه على جانبين: أ- العبادي. ب- العلمي، وهذه العناية الفردية مطلب بل ضرورة للإصلاح والعناية الجماعية فهي المهيئة والمعينة والدافعة للإصلاح الجماعي (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس:9 - 10).
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو أنهم عظموه في النفوس لعظما
ولا نطيل في هذا الجانب فكلٌّ أدرى بنفسه وتقصيره، لكنا محتاجون إلى نَفْسٍ (لوّامة) لا تزال بصاحبها تلومه وتحفّزه حتى توقفه على مراق العز، ويصير من أصحاب (المجاهدة).
أما الاتجاه الجماعي للعناية بالعلماء .. فهو من الضرورة بمكان تدعو إليه وتؤكده نصوص الشرع (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: من الآية2)، (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104).
وتؤكد الحاجة إليه كذلك ظروف الزمان القائم على تعاون الأفراد والمؤسسات وحاجة المشاريع الكبرى إلى جهود جماعية، هذا فوق ما في مجابهة الباطل بآلياته ووسائله المختلفة – من داعٍ إلى تضافر الجهود، والمشورة، والتعاون ونحن في زمن المؤسسات، وفي عصر العولمة – ومما يزري أن يكون أهل العلم والفضل أقل الناس استثماراً لهذه الطاقات من غيرهم.
إننا محتاجون إلى تفكير جماعي وجهود مشتركة حتى تصهر التجارب، وتُعمق المشاريع، وتتكامل الجهود، ويذهب رجز الشيطان، ويُطرد الإحباط، وتزول دواعي الإبلاس واليأس والقنوط.
وهذه مساهمة وقادحة زناد، وباعثة على التفكير لمقترحات ومشاريع عملية – تسير في اتجاه تعزيز مكانة العلماء والدعاة، ومن ذلك:
1 - أهمية اللقاءات والمشاورات بين أهل العلم – ليس في النوازل فحسب – بل وفي أحوال الرخاء – فاللقاء عزيز والمشورة لا تأتي إلا بخير، ويمكن تفعيل هذه الملتقيات بأكثر من وسيلة، وتوسيع دوائرها.
2 - ولا بد من تواصل في المعلومات عبر (أمانة) تُقترح، أو موقع (إلكتروني) يكون ميداناً لكل جديد، مزوداً بالمعلومات، راصداً للواقع بخيره وشرّه.
3 - التفكير برابطة لأهل العلم والدعوة، تُقرب وجهات النظر، وتعطي تصوراً وموقفاً متقارباً – على الأقل – في النوازل والطوارئ، وهذه الرابطة تستدعيها روابط أخرى قامت – ليس أهل العلم أقل حاجة إليها – ويؤكدها استهدافهم، ويساهم في قبولها (الانفتاح) المشهود، والذي استفاد منه الآخرون أكثر من غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - التأكيد على الاتصال بالمسؤولين وكبار العلماء ومواصلتهم بالنصح والمشورة، وبيان حجم الخطر على الجميع، ورسم طرق للعلاج، على أن يكون لذلك لجنة أو لجان تُعد المعلومات وتكتب التقارير، وتتواصل مع المسؤولين والعلماء وأصحاب الشأن في البلد.
5 - تحرير (وثائق) مهمة يُعنى بها العلماء ويكتبها القادرون منهم، وتكون باسم مجموعة منهم تتناوب وتتناول بين الفينة والأخرى أموراً تدعو الحاجة لبيانها، ومن الجميل أن تعنى بأمور الناس الدينية والمدنية، فتلك – فوق ما فيها من النصح والإعذار – فهي رصيد لأهل العلم، حين يسبقون في العناية بالشأن العام والخاص للناس.
6 - التفكير الجاد بإنشاء قناة أو أكثر أو مواقع إلكترونية يدعمها أهل العلم والدعوة، ويُدعى القادرون لدعمها، وتكون وسيلة لنشر العلم النافع، وتقرير مكانة العلماء، وتطرح نماذج من دورهم في المجتمع – في الماضي والحاضر – وتُعرف بأسلوب أو آخر بالمناوئين لهم .. هذا فضلاً عما في هذه القناة من مشاريع وبرامج أخرى تسير في اتجاه الخير، وتكون داعمة لأهل الخير، ولبيان سبيل المفسدين مع التأكيد على أسلوب الطرح الراقي، والإعداد الجيد، والموازنة والمداراة المشروعة.
7 - التأكيد على توحيد صف أهل العلم قدر الإمكان، واقتراح لجان أو أشخاص للإصلاح فيما يطرأ من خلاف وتقريب وجهات النظر – حتى لا يشغل العلماء والدعاة بأنفسهم – في وقت هم مستهدفون من أعداء لا يفرقون بين سوادهم، بل يستهدفونهم جميعاً.
8 - تشكيل لجان مناصحة لبعض من يشطح بفكره أو فتواه – من أهل العلم والدعوة – من باب الإعذار أولاً، وحتى لا يتخذ من هذه الشطحات مجالاً للتعذر واتهام أهل العلم عموماً من قبل المتربصين والشانئين، ثانياً، وحتى لا تكون سبباً في مزيد انحراف المجتمع وفتنته ثالثاً (فزلة العالِم يزل بها عالَم).
9 - لا بد لأهل العلم من تجاوز الحذر الزائد، والتخوّف عن كل تحرك، والقعود بهاجس (خوف الفتنة)، فتلك إذا زادت عن الحد المشروع باتت من (تخويف الشيطان) وتخذيله، وإذا كان أهل الريب والفساد قد بلغت بهم الجرأة مبلغها، وهم ضد توجه المجتمع، وضد سياسات البلد، فلا ينبغي لأهل الحق أن يقعدوا وهم أهل الخير ودعاة الإصلاح، فتأخرهم يجرئ غيرهم، ولو تنادو الخيّرون لملتقى باسم (بلادنا واختراق السياسات) أو (بلاد الحرمين بين الأصالة والاختراق) لحصل من ذلك خير عظيم حيث تبرز سياسات الدولة في (التعليم) و (الإعلام) وأنظمة (الحكم) وما يتعلق بـ (المرأة) ونحو ذلك من سياسات معلنة للدولة .. ثم يحاكم الواقع إليها، ومَن اخترقها؟ وما هي الخطوات التي تعمل في (الخفاء) لإعادة صياغتها؟ كل ذلك يكشف عن التجاوزات، ويوقف هؤلاء العابثين .. لأن الناس – وفي مقدمتهم العلماء – واعون لخططهم، ومدركون لاختراقهم.
10 - يحتاج أهل العلم إلى إحياء فقه السياسة الشرعية، والمناورة المشروعة مع الجهات الرسمية، والمكاشفة الواعية مع المسؤولين، فالمصالح مشتركة، ولا بد من استثمار ذلك في تحقيق المصالح ودرء المفاسد، ولو كان ثمة تنازلات – يدعو إليها فقه الأولويات وتحقيق خير الخيرين، ودرء شر الشرين.
11 - ومن المهم عناية العلماء بالمؤسسات والهيئات الشرعية، ودعمها، ومراجعة أخطائها، وإعادة تقويمها بما يخدم المصلحة ويحميها من ألسنة وأقلام أهل الريب، فتلك مؤسسات محسوبة على أهل الخير، وهي شجى في حلوق مَن في قلوبهم مرض، والتداعي لاستصلاحها ونصرة رجاله يساههم في تثبيتها ويعمم رسالتها ويعمق مناشطها، ويثبت رجالاتها.
12 - ومن الخير والطموح التفكير بمؤسسات أو هيئات جديدة تنشر الخير، وتحارب الفساد، وتتيح فرصاً لتعددية الخير وانتشار الأخيار، ولو كانت بمسميات غير تقليدية، فالمهم عملها ومخرجاتها وليس المهم مسمياتها، فقد تحمل مسمى تربوي أو اجتماعي أو نحوها.
13 - ولا بد أن يعنى العلماء وطلابهم بلغة الحوار، وقواعد المناظرة وأدب الخلاف، وآثار الاختلاف فتلك ونحوها (مصطلحات ومفردات) مهمة تعين على تقارب أهل العلم من جانب، وتعينهم على محاورة المخالفين وإقناعهم بالحجة وأدب المحاورة وسياسة المناظرة من جانب آخر.
14 - استثمار المنابر الإعلامية لتعزيز مكانة العلماء ومن المقدور عليه في ذلك الوسائل التالية:
أ - حث الخطباء على الحديث عن هذا الموضوع وتسجيل الخطب المناسبة لتوزيعها، وإن أمكن تعميم من الوزارة فحسن.
ب - طباعة كتيب أو مطوية عن العلماء ومكانتهم ومحبتهم وحاجة الناس إليهم وأثرهم في المجتمع ونشره.
ت - تسجيل مادة علمية (غير الخطبة) في هذا الاتجاه وتوزيعها.
ث - ملف (مجلة البيان) عن العلماء ومكانتهم ووسائل تعزيزها.
15 - تذكير المعلمين في المدارس – والأخيار منهم كثرة – بالحديث عن العلماء ومكانتهم في المجتمع، كلما سنحت الفرصة، وعبر مفردات المنهج الدراسي.
والسعي المستمر إلى مزيد تضمين ذلك في المناهج الدراسية لديمومته وتعميمه.
16 - العناية بالتخصص – لا سيما في زمن التخصص – أمرٌ مهم، ومن المناسب أن يُعرف عن عدد من العلماء وطلبة العلم التخصص في قضايا وعلوم وفتاوى معينة ويُعرف عن آخرين تخصص وقضايا وفتاوى أخرى .. وهكذا .. فذلك يعمق نظرة العالم للموضوع من جانب ويخفف من حدة الاختلاف والتضارب في الفتاوى من جانب آخر.
وأخيراً – وليس آخراً – فإن وعي أهل العلم بأهداف هذه الهجمة .. وأنها تتجاوز العلماء إلى الميراث الذي يحملونه، والقيم التي يؤكدون عليها – كل ذلك يحفز على مزيد العناية بهذا الأمر، والله من وراء القصد، والزبد يذهب جفاءً ويمكث في الأرض ما ينفع الناس، لكن لا بد من اليقين والصبر والثبات والمجاهدة (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 04:03]ـ
يرفع.(/)
توحيد رب العالمين أهم من توحيد صوم المسلمين (محمد بن إبراهيم آل الشيخ)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 01:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ توحيد رب العالمين أهم من توحيد صوم المسلمين ‘‘
قال سماحة الشيخ المفتي الأكبر محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -:
(من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الأستاذ رشدي ملحس - سلمه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعيد لكم خطابكم رقم (21 – 5 – 8 – 838) وتاريخ (12/ 3/ 77) ومشفوعه ورقة المشروع الذي أُعد لإجابة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول البحث في موضوع مواقيت أهلة رمضان والفطر والحج.
وأفيدكم أن هذه مسألة فروعية، والحق فيها معروف كالشمس. والفصل في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " صوموا لرويته وأفطروا لرويته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ".
والخلاف في تطبيق مدلول هذا الحديث وغيره بتأويل - اجتهادًا أو تقليداً - مثل نظائره في المسائل الفروعية، وجنس هذا الاختلاف لابد منه في المسائل الفروعية، ولا يضر.
إنما الهام هو النظر في الأصول العظام التي الإخلال بها هادم للدين من أساسه، وذلك: مسائل توحيد الله - تعالى -؛ بإثبات ما أثبت لنفسه في كتابه وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات: إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، وكذلك توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وكذا توحيد الاتّباع، والحكم بين الناس عند النزاع: بأن لا يُحَاكم إلا إلى الكتاب والسنة، ولا يُحكم إلا بهما. وهذا هو مضمون الشهادتين اللتين هما أساس الملة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، بأن لا يُعبد إلا الله، ولا يعبد إلا بما شرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن لا يُحَكم عند النزاع إلا ماجاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم -. هذا هو الحقيق بأن يُهتم به وتُعقد المجالس والمجتمعات لتحقيقه وتطبيقه.
لذا لا أرى ولا أوافق على هذا المجتمع الذي هو بخصوص النظر فيما يتعلق بأهلة الصوم والفطر ونحوهما. وقد درجت القرون السابقة، وجنس الخلاف في ذلك موجود، ولم يروه من الضار، ولا مما يحوج إلى الاجتماع للنظر فيه. والسلام عليكم. [ص - م 513 - 21 في 21/ 03 / 1377 هـ])، " مجموع الفتاوى والرسائل " (4/ 155 - 157).
تعليق: في كلام هذا العالم الكبير جواب مفحم لمن ينادي إلى توحيد صوم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو ما لا يجب شرعاً ولا يمكن عقلاً، ثم هو يغفل عن دعوة المسلمين إلى التمسك بالتوحيد الذي ما بعثت الأنبياء والرسل، وما أنزلت الكتب إلا للدعوة إليه، والحث على التمسك به، والله المستعان.
لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام؟
لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام مع أن هلال رمضان واحد؟ وقديماً يعذرون لعدم وجود وسائل الإعلام؟
الحمد لله:
أولا: السبب الغالب في اختلاف بدء الصيام من بلد لآخر، هو اختلاف مطالع الأهلة. واختلاف المطالع أمر معلوم بالضرورة حسا وعقلا.
وعليه فلا يمكن إلزام المسلمين بالصوم في وقت واحد، لأن هذا يعني إلزام جماعة منهم بالصوم قبل رؤية الهلال، بل قبل طلوعه.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عمن ينادي بتوحيد الأمة في الصيام، وربط المطالع كلها بمطالع مكة، فقال:
" هذا من الناحية الفلكية مستحيل؛ لأن مطالع الهلال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تختلف باتفاق أهل المعرفة بهذا العلم، وإذا كانت تختلف فإن مقتضى الدليل الأثري والنظري أن يجعل لكل بلد حكمه.
أما الدليل الأثري فقال الله - تعالى -: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة: 185]. فإذا قُدِّرَ أن أناسا في أقصى الأرض ما شهدوا الشهر - أي: الهلال - وأهل مكة شهدوا الهلال، فكيف يتوجه الخطاب في هذه الآية إلى من لم يشهدوا الشهر؟! وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ) متفق عليه، فإذا رآه أهل مكة مثلاً فكيف نلزم أهل باكستان ومن وراءهم من الشرقيين بأن يصوموا، مع أننا نعلم أن الهلال لم يطلع في أفقهم، والنبي صلى الله عليه وسلم علق ذلك بالرؤية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الدليل النظري فهو القياس الصحيح الذي لا تمكن معارضته، فنحن نعلم أن الفجر يطلع في الجهة الشرقية من الأرض قبل الجهة الغربية، فإذا طلع الفجر على الجهة الشرقية، فهل يلزمنا أن نمسك ونحن في ليل؟ الجواب: لا. وإذا غربت الشمس في الجهة الشرقية، ولكننا نحن في النهار فهل يجوز لنا أن نفطر؟ الجواب: لا. إذاً الهلال كالشمس تماما، فالهلال توقيته توقيت شهري، والشمس توقيتها توقيت يومي، والذي قال: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة: 187]. هو الذي قال: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فمقتضى الدليل الأثري والنظري أن نجعل لكل مكانٍ حكماً خاصًّا به فيما يتعلق بالصوم والفطر، ويربط ذلك بالعلامة الحسية التي جعلها الله في كتابه، وجعلها نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في سنته ألا وهي شهود القمر، وشهود الشمس، أو الفجر " انتهى من " فتاوى أركان الإسلام " (ص 451).
وقال - رحمه الله - موضحاً هذا القياس، ومؤيداً به حجة الذين اعتبروا اختلاف المطالع:
" قالوا: والتوقيت الشهري كالتوقيت اليومي، فكما أن البلاد تختلف في الإمساك والإفطار اليومي، فكذلك يجب أن تختلف في الإمساك والإفطار الشهري، ومن المعلوم أن الاختلاف اليومي له أثره باتفاق المسلمين، فمن كانوا في الشرق فإنهم يمسكون قبل من كانوا في الغرب، ويفطرون قبلهم أيضا.
فإذا حكمنا باختلاف المطالع في التوقيت اليومي، فإن مثله تماما في التوقيت الشهري.
ولا يمكن أن يقول قائل: إن قوله - تعالى -: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) لا يمكن لأحد أن يقول: إن هذا عام لجميع المسلمين في كل الأقطار.
وكذلك نقول في عموم قوله - تعالى -: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا) وهذا القول كما ترى له قوته بمقتضى اللفظ، والنظر الصحيح، والقياس الصحيح أيضا، قياس التوقيت الشهري على التوقيت اليومي " انتهى. نقلا عن " فتاوى رمضان " جمع أشرف عبد المقصود (ص 104).
وصدر عن هيئة كبار العلماء، بيان مهم بهذا الخصوص، وهذا نصه:
" أولاً: اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حساً وعقلاً، ولم يختلف فيها أحد من العلماء، وإنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في: اعتبار خلاف المطالع، وعدم اعتباره.
ثانياً: مسألة اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال، والاختلاف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين، وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين: أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، ويؤجر فيه المخطئ أجر الاجتهاد.
وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين: فمنهم من رأى اعتبار اختلاف المطالع، ومنهم من لم ير اعتباره. واستدل كل فريق منهما بأدلة من الكتاب والسنة، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد كاشتراكهما في الاستدلال بقوله - تعالى -: (يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) [البقرة: 189]. وبقوله - صلى الله عليه وسلم -: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ) الحديث. وذلك لاختلاف الفهم في النص، وسلوك كل منهما طريقاً في الاستدلال به.
ونظرا لاعتبارات رأتها الهيئة وقدرتها، ونظراً إلى أن الاختلاف في هذه المسألة ليست له آثار تخشى عواقبها، فقد مضى على ظهور هذا الدين أربعة عشر قرناً، لا نعلم فيها فترة جرى فيها توحيد الأمة الإسلامية على رؤية واحدة. فإن أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء يرون بقاء الأمر على ما كان عليه. وعدم إثارة هذا الموضوع، وأن يكون لكل دولة إسلامية حق اختيار ما تراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة، إذ لكل منهما أدلته ومستنداته.
ثالثاً: نظر مجلس الهيئة في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب، وما ورد في الكتاب والسنة، واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك، فقرروا بإجماعٍ عدمَ اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ) الحديث. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ) الحديث. وما في معنى ذلك من الأدلة " انتهى نقلا عن " فتاوى اللجنة الدائمة " (10/ 102).
(الإسلام سؤال وجواب)
http://www.islam-qa.com/ar/ref/50487
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 07:29]ـ
جزاكم الله خيراااااا
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 08:55]ـ
وإياك أخي عبد القادر ...
ـ[محمد جابري]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 11:47]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ومن والاه إلى يوم الدين، أما بعد؛
ما حكم الشرع في اختلاف الناس في رؤية الهلال وبخاصة في رمضان؟
وجدنا الفقهاء يستدلون بنصوص حديثية على ضرورة رؤية الهلال - بالعين المجردة - ويذودون عنها بما أوتوا من قوة جدل علمية، مستميتين، بأن لكل بلد رؤيته، ناسين أو متغافلين نصوصا قرآنية وحديثية تقر الأخذ بالحساب اليقيني. مما يذكي نار الخلاف بين المسلمين، فهل يرضى عنا الله ورسوله والحالة هذه؟
وفي استماتتهم تشبث بقول بعض الصحب الكرام رضي الله عنهم، فضلا عن التابعين وتابعيهم بإحسان، وتلك أمة قد خلت واجتهدت لزمانها ومكانها والفتوى تتغير وفق تغير الزمان والمكان والأشخاص والنيات والأحوال.
فهل لنا أن نعض على فتواهم بالنواجذ وزماننا غير زمانهم ووسائلنا غير وسائلهم؟ وبخاصة قد أضحى السفر إلى القمر والأجواء الفضائية العليا من الرغبات الملحة لدى المترفين، وتبين حسابات ولادة الهلال عند الغربيين بأن هناك فرقا من دقيقة ودقيقتين على أبعد حد بينما تضحي ولادة الهلال عند المسلمين تمتد إلى ثلاثة أيام.
وبعيدا عن فقه تبعثرت فيه المواقف واختلفت، تعالوا بنا إلى فقه أفعال الله حيث لا خلاف ولا اختلاف وحيث العقيدة الحقيقية، والتي لا تلوي على الفلسفات، ولا تلتفت إلى علم الكلام، وإنما تحتكم إلى كلام الله حيث القول الفصل وليس بالهزل، ولا سبيل فيه لحديث ضعيف، ولا لقول سخيف:
مع السنن الإلهية
وإذا ما سلطنا نور السنن الإلهية على الموضوع وجدنا الحق جل جلاله قد اعتمد الحساب في تكوين الكون لقوله سبحانه:
{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96)
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} (الرحمن:5)
وإذا اتضح الأمر في أفعاله جل جلاله فأية علاقة له بما نحن بصدد بيانه والله يبين:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: من الآية185) وما جاءت السنة المطهرة إلا لبيان ما أجمل في القرآن؟
كان الشرع حكيما غاية الحكمة حينما جاء للناس برفع الحرج وأمر بالأخذ بالرؤية، لكن الفتوى، تتغير زمانا، ومكانا، وشخصا، ونية، وحالا، وحين تنبثق الجهود من زاوية: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] ينبغي أن نعيد النظر في دلالة الأمر وهل هو أصبح فعلا من الأمور الفرعية أم على العكس هو أمر لا ينفك عن كلمة التوحيد سواء في دلالتها و مغزاها ومعناها؟
وحينما نعتمد السنن الإلهية وهي تنظر من زاوية التوحيد الخالص لا غير من منظور {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] يمكننا أن نقول وبصدق أن هذه الفتوى جاءت توقيعا عن الله متناغمة مع أفعاله وأقواله ومعلوم بأن عهوده لا راد لها، وسننه لا تبديل يعتريها ولا تحريف يشوبها فهي سارية (السنن) بأمره سبحانه:
ومن بحبوحة هذا اليقين المطلق الذي لا تلجلج فيه، ولا خلاف يشمله تعالوا بنا ننظر في مرآة شرعنا لنزداد ثباتا ويقينا على ما حبانا الله من كلام نير جاء فصلا للخطاب:
جاء أمر الله واضحا بينا لا لبس فيه يكتنفه، ولا غموض يلفه فقال عز من قائل: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: من الآية185)
فلفظة " شهد " تأتي بمعنى المشاهدة العينية وبمعنى الرؤية اليقينية بدليل قوله تعالى:
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:18) فشهادة أهل العلم هناك تتجلى في علمهم اليقيني، إذ الرؤية البصرية ممنوعة قطعا بدليل قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
?لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ ?، وكما يوحي بذلك قول إخوة يوسف: {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} (يوسف: من الآية81)
وما ذهبنا إليه في تعريف لفظ " شهد " يشهد له تعريف الأصفهاني حيث يقول: " والشهادة: قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر."
أما الأحاديث النبوية أسوق منها: " عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال?َ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ?
وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:?إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَمْ يَذْكُرْ لِلشَّهْرِ الثَّانِي ثَلَاثِينَ?
وتضفي هذه الأدلة دلالة إضافية على اعتماد الحساب اليقيني، ومعلوم أن الحساب اليوم بات مؤكدا؛ إذ لا نجد فرقا بين حسابات لكل من بريطانيا وفرنسا وأمريكا إلا بدقيقة أو دقيقتين على - أبعد حد- في تحديد زمن ميلاد الهلال.
ولا حجة لمحتج بالرؤية البصرية المجردة؛ إذ كان ذلك حلا وسطا وسبيلا عند تعذر معرفة الحساب، فضلا عن كون الأحاديث النبوية فيها دلالة وحث على اكتساب هذه العلوم بضوابطها حتى لا نبقى إلى الأبد أمة أمية لرفع فرض العين على الأمة.
وهكذا جاءت سنن الله لتؤكد بأن الحساب هو أصل، عليه مدار الشمس والقمر. فكيف بنا نعرض عن الأصل ونذهب للحلول الجزئية والتي جاءت لظروف تعذر معها معرفة الحساب.؟
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ
{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96) فتأكيده سبحانه وتعالى على جعل الشمس والقمر حسبانا بقوله جل جلاله: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96) فيه دلالة قطعية بأنه السبيل الوحيد لمن اصطفى القول الفصل الذي لا يوجد غيره، لكون سبيل الحق واحد وسُبل الباطل تتعدد.
فهل نعرض عن الأصل لنتمسك بالحلول الظرفية لزمان صعب فيه معرفة حساب ولادة الهلال فكانت الرؤية وسيلة للتأكد ولإقامة الحجة على الناس؟ وهل تأكد لدينا بأن لا شيء يخرج عن نطاق أفعال الله.؟ وهل بان لنا مدلول قوله تعالى:.
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعام: من الآية38)
وبعد هذا التقرير الحاسم لسبيل تقدير العزيز العليم، نسأل أنفسنا فهل الزيغ والنكوص عن هذا الصراط السوي سير على درب التوحيد؟ أم هو نقض له ورفض لما سنه جل جلاله ليمضي الكون في انسجام بديع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟
{فانظر إلى أثر رحمت الله}
فالسنن الإلهية تأمرننا بالنظر إلى الأشياء ليس تلك النظرة التي تراقب كيفية بناء هذا الكون وما هي مقاييسه، وما هي ضوابط أسبابه ومسبباته، (والتي اقتبسناها من باب التقليد للغربيين)، وإنما تدعونا إلى الاعتبار والاتعاظ والفهم عن الله في الكون والحياة ككل لنمتثل للقراءة باسم "ربنا الذي خلق" ولكي لا تنفصم الرؤية التوحيدية لله جل شأنه عند نطقنا بالشهادتين، عن الرؤية الاعتبارية في الكون والآفاق في كل مخلوقاته والتي تختصرها لنا الآية التالية {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 50] فرحمة الله لا ترى، ولكن انظر إلى أثرها كيف كانت الأرض جدباء قاحلة فأنزل الله عليها الماء فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا ننتقل من نظرة سطحية للأشياء إلى النظر لاستكشاف ناموس الكون وقانونه, استجلاء لقدرة القادر وحكمة أحكم الحاكمين وهي الخاصية التي ينفصم عندها نظر الربانيين عن غيرهم، فبينما هم يزدادون علما وفهما يصُد المنقطعين عن الله ما كانوا يعبدون عن الغوص في الأسرار الربانية للأشياء: وهي نظرة تطلعك على صفات الجليل جل جلاله, فتراه في كل شيء وترهبه في كل شيء وتخشاه في كل شيء.
ويرى الربانيون أنه ينبغي للعبد إضافة إلى ذلك أن يعرف فرض وقته بعد مطالعة صفة من الصفات الله جل شأنه في كونه فإن تجلت صفة من صفات الكرم والنعم والجاه والرفعة ازداد العبد شكرا لرب عزيز وهاب، وإن تجلت صفة من صفات النقم والقهر وشدة البطش ازداد ذلة واستغفارا بين يدي عزيز ذي انتقام.
من نظرة في شيء يرتقي بها العبد إلى النظر في صفات الرب سبحانه, تراه في كل شيء فتدرك أسماءه وصفاته وتدرك واجبات وقتك نحوه, تذكره تعظيما وتسارع في تسابق الخيرات: هدف وجودك في هذه الدنيا, فتكون يقظا, مرهف الحس, مدركا لما خلقت من أجله, بهذا تدخل في كنف العبودية لله حيث لا ترى إلا ربا وفضلا: {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبأ: 15]
وبهذا ينفصم الرباني عمن أغفل الله قلبه عن ذكره وكان أمره فرطا, من مجرد رؤية في شيء إلى رؤية لصفات وأسماء خالق الشيء: إنه حضور القلب مع الله في كل شيء, وخشيته في كل الأثناء ... إلى مراعاة الواجب الآني، ثم إلى إرهاف حس حواس كل من السمع والبصر والفؤاد، لنستعد للجواب: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36]
إنها منّة من الله، والله عزيز حكيم, ينعم بها على من شاء من عباده. فهل يستفيق صدق الهمة (طلب وجه الله)؟ وصدق الذمة (عهد العبودية لله عند نطقنا بالتوحيد) وصدق الإقبال على الله لدى العبد؟
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا (1)
إنها بعبارة واحدة مقام الإحسان, أن تعبد الله كأنك تراه:
من رؤية لشيء إلى رؤية الأسماء والصفات خالق الشيء، إلى إرهاف الحس لمدارك المرء من سمع وبصر وفؤاد، إلى الاستعداد للقيام بمقتضى واجبات الوقت، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية إدراك حكمة الحكيم في كل شيء وهو تكريم عظيم من ذي الجلال والإكرام {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [البقرة: 269].
فهل لاح الأمر واتضح عن أي توحيد نتكلم؟ هل فعلا بان البون شاسعا بين توحيد أهل الكلام والفلاسفة مع توحيد الربانيين؟ وهل هناك فرق بين توحيد الله باللسان قولا وتوحيده بالفعل عملا، فهل هذا تكامل أم تضاد؟ وهل ننظر إلى ما هنالك من توحيد على أنه أصل وفرع كما نظر السابقون، أم أن هنالك نظرة ربانية واحدة توحد الله في الفعل والقول؟
اللهم ألهمنا الصواب والرشاد، إنك على كل شيء قدير، والسلام عليكم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:59]ـ
جزاكم الله خيرا أخي المكرم: "فريد المرادي" ..
نقل وموفق - ماشاء الله - في هذا الشهر العظيم ..
بارك الله فيكم و سدد على الحق خطاكم ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 07:37]ـ
الأخ الكريم عبد الحق: وإياك، وبورك فيك ...
ـ[المزوغى]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 12:42]ـ
أرجو أن يكون اختلاف مطالع لااختلاف سياسةومطامع
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 01:20]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ومن والاه إلى يوم الدين، أما بعد؛
ما حكم الشرع في اختلاف الناس في رؤية الهلال وبخاصة في رمضان؟
وجدنا الفقهاء يستدلون بنصوص حديثية على ضرورة رؤية الهلال - بالعين المجردة - ويذودون عنها بما أوتوا من قوة جدل علمية، مستميتين، بأن لكل بلد رؤيته، ناسين أو متغافلين نصوصا قرآنية وحديثية تقر الأخذ بالحساب اليقيني. مما يذكي نار الخلاف بين المسلمين، فهل يرضى عنا الله ورسوله والحالة هذه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي استماتتهم تشبث بقول بعض الصحب الكرام رضي الله عنهم، فضلا عن التابعين وتابعيهم بإحسان، وتلك أمة قد خلت واجتهدت لزمانها ومكانها والفتوى تتغير وفق تغير الزمان والمكان والأشخاص والنيات والأحوال.
فهل لنا أن نعض على فتواهم بالنواجذ وزماننا غير زمانهم ووسائلنا غير وسائلهم؟ وبخاصة قد أضحى السفر إلى القمر والأجواء الفضائية العليا من الرغبات الملحة لدى المترفين، وتبين حسابات ولادة الهلال عند الغربيين بأن هناك فرقا من دقيقة ودقيقتين على أبعد حد بينما تضحي ولادة الهلال عند المسلمين تمتد إلى ثلاثة أيام.
وبعيدا عن فقه تبعثرت فيه المواقف واختلفت، تعالوا بنا إلى فقه أفعال الله حيث لا خلاف ولا اختلاف وحيث العقيدة الحقيقية، والتي لا تلوي على الفلسفات، ولا تلتفت إلى علم الكلام، وإنما تحتكم إلى كلام الله حيث القول الفصل وليس بالهزل، ولا سبيل فيه لحديث ضعيف، ولا لقول سخيف:
مع السنن الإلهية
وإذا ما سلطنا نور السنن الإلهية على الموضوع وجدنا الحق جل جلاله قد اعتمد الحساب في تكوين الكون لقوله سبحانه:
{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96)
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} (الرحمن:5)
وإذا اتضح الأمر في أفعاله جل جلاله فأية علاقة له بما نحن بصدد بيانه والله يبين:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: من الآية185) وما جاءت السنة المطهرة إلا لبيان ما أجمل في القرآن؟
كان الشرع حكيما غاية الحكمة حينما جاء للناس برفع الحرج وأمر بالأخذ بالرؤية، لكن الفتوى، تتغير زمانا، ومكانا، وشخصا، ونية، وحالا، وحين تنبثق الجهود من زاوية: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] ينبغي أن نعيد النظر في دلالة الأمر وهل هو أصبح فعلا من الأمور الفرعية أم على العكس هو أمر لا ينفك عن كلمة التوحيد سواء في دلالتها و مغزاها ومعناها؟
وحينما نعتمد السنن الإلهية وهي تنظر من زاوية التوحيد الخالص لا غير من منظور {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] يمكننا أن نقول وبصدق أن هذه الفتوى جاءت توقيعا عن الله متناغمة مع أفعاله وأقواله ومعلوم بأن عهوده لا راد لها، وسننه لا تبديل يعتريها ولا تحريف يشوبها فهي سارية (السنن) بأمره سبحانه:
ومن بحبوحة هذا اليقين المطلق الذي لا تلجلج فيه، ولا خلاف يشمله تعالوا بنا ننظر في مرآة شرعنا لنزداد ثباتا ويقينا على ما حبانا الله من كلام نير جاء فصلا للخطاب:
جاء أمر الله واضحا بينا لا لبس فيه يكتنفه، ولا غموض يلفه فقال عز من قائل: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: من الآية185)
فلفظة " شهد " تأتي بمعنى المشاهدة العينية وبمعنى الرؤية اليقينية بدليل قوله تعالى:
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:18) فشهادة أهل العلم هناك تتجلى في علمهم اليقيني، إذ الرؤية البصرية ممنوعة قطعا بدليل قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
?لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ ?، وكما يوحي بذلك قول إخوة يوسف: {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} (يوسف: من الآية81)
وما ذهبنا إليه في تعريف لفظ " شهد " يشهد له تعريف الأصفهاني حيث يقول: " والشهادة: قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر."
أما الأحاديث النبوية أسوق منها: " عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال?َ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ?
(يُتْبَعُ)
(/)
وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:?إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَمْ يَذْكُرْ لِلشَّهْرِ الثَّانِي ثَلَاثِينَ?
وتضفي هذه الأدلة دلالة إضافية على اعتماد الحساب اليقيني، ومعلوم أن الحساب اليوم بات مؤكدا؛ إذ لا نجد فرقا بين حسابات لكل من بريطانيا وفرنسا وأمريكا إلا بدقيقة أو دقيقتين على - أبعد حد- في تحديد زمن ميلاد الهلال.
ولا حجة لمحتج بالرؤية البصرية المجردة؛ إذ كان ذلك حلا وسطا وسبيلا عند تعذر معرفة الحساب، فضلا عن كون الأحاديث النبوية فيها دلالة وحث على اكتساب هذه العلوم بضوابطها حتى لا نبقى إلى الأبد أمة أمية لرفع فرض العين على الأمة.
وهكذا جاءت سنن الله لتؤكد بأن الحساب هو أصل، عليه مدار الشمس والقمر. فكيف بنا نعرض عن الأصل ونذهب للحلول الجزئية والتي جاءت لظروف تعذر معها معرفة الحساب.؟
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ
{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96) فتأكيده سبحانه وتعالى على جعل الشمس والقمر حسبانا بقوله جل جلاله: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96) فيه دلالة قطعية بأنه السبيل الوحيد لمن اصطفى القول الفصل الذي لا يوجد غيره، لكون سبيل الحق واحد وسُبل الباطل تتعدد.
فهل نعرض عن الأصل لنتمسك بالحلول الظرفية لزمان صعب فيه معرفة حساب ولادة الهلال فكانت الرؤية وسيلة للتأكد ولإقامة الحجة على الناس؟ وهل تأكد لدينا بأن لا شيء يخرج عن نطاق أفعال الله.؟ وهل بان لنا مدلول قوله تعالى:.
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعام: من الآية38)
وبعد هذا التقرير الحاسم لسبيل تقدير العزيز العليم، نسأل أنفسنا فهل الزيغ والنكوص عن هذا الصراط السوي سير على درب التوحيد؟ أم هو نقض له ورفض لما سنه جل جلاله ليمضي الكون في انسجام بديع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟
{فانظر إلى أثر رحمت الله}
فالسنن الإلهية تأمرننا بالنظر إلى الأشياء ليس تلك النظرة التي تراقب كيفية بناء هذا الكون وما هي مقاييسه، وما هي ضوابط أسبابه ومسبباته، (والتي اقتبسناها من باب التقليد للغربيين)، وإنما تدعونا إلى الاعتبار والاتعاظ والفهم عن الله في الكون والحياة ككل لنمتثل للقراءة باسم "ربنا الذي خلق" ولكي لا تنفصم الرؤية التوحيدية لله جل شأنه عند نطقنا بالشهادتين، عن الرؤية الاعتبارية في الكون والآفاق في كل مخلوقاته والتي تختصرها لنا الآية التالية {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 50] فرحمة الله لا ترى، ولكن انظر إلى أثرها كيف كانت الأرض جدباء قاحلة فأنزل الله عليها الماء فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج؟
وهكذا ننتقل من نظرة سطحية للأشياء إلى النظر لاستكشاف ناموس الكون وقانونه, استجلاء لقدرة القادر وحكمة أحكم الحاكمين وهي الخاصية التي ينفصم عندها نظر الربانيين عن غيرهم، فبينما هم يزدادون علما وفهما يصُد المنقطعين عن الله ما كانوا يعبدون عن الغوص في الأسرار الربانية للأشياء: وهي نظرة تطلعك على صفات الجليل جل جلاله, فتراه في كل شيء وترهبه في كل شيء وتخشاه في كل شيء.
ويرى الربانيون أنه ينبغي للعبد إضافة إلى ذلك أن يعرف فرض وقته بعد مطالعة صفة من الصفات الله جل شأنه في كونه فإن تجلت صفة من صفات الكرم والنعم والجاه والرفعة ازداد العبد شكرا لرب عزيز وهاب، وإن تجلت صفة من صفات النقم والقهر وشدة البطش ازداد ذلة واستغفارا بين يدي عزيز ذي انتقام.
(يُتْبَعُ)
(/)
من نظرة في شيء يرتقي بها العبد إلى النظر في صفات الرب سبحانه, تراه في كل شيء فتدرك أسماءه وصفاته وتدرك واجبات وقتك نحوه, تذكره تعظيما وتسارع في تسابق الخيرات: هدف وجودك في هذه الدنيا, فتكون يقظا, مرهف الحس, مدركا لما خلقت من أجله, بهذا تدخل في كنف العبودية لله حيث لا ترى إلا ربا وفضلا: {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبأ: 15]
وبهذا ينفصم الرباني عمن أغفل الله قلبه عن ذكره وكان أمره فرطا, من مجرد رؤية في شيء إلى رؤية لصفات وأسماء خالق الشيء: إنه حضور القلب مع الله في كل شيء, وخشيته في كل الأثناء ... إلى مراعاة الواجب الآني، ثم إلى إرهاف حس حواس كل من السمع والبصر والفؤاد، لنستعد للجواب: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36]
إنها منّة من الله، والله عزيز حكيم, ينعم بها على من شاء من عباده. فهل يستفيق صدق الهمة (طلب وجه الله)؟ وصدق الذمة (عهد العبودية لله عند نطقنا بالتوحيد) وصدق الإقبال على الله لدى العبد؟
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا (1)
إنها بعبارة واحدة مقام الإحسان, أن تعبد الله كأنك تراه:
من رؤية لشيء إلى رؤية الأسماء والصفات خالق الشيء، إلى إرهاف الحس لمدارك المرء من سمع وبصر وفؤاد، إلى الاستعداد للقيام بمقتضى واجبات الوقت، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية إدراك حكمة الحكيم في كل شيء وهو تكريم عظيم من ذي الجلال والإكرام {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [البقرة: 269].
فهل لاح الأمر واتضح عن أي توحيد نتكلم؟ هل فعلا بان البون شاسعا بين توحيد أهل الكلام والفلاسفة مع توحيد الربانيين؟ وهل هناك فرق بين توحيد الله باللسان قولا وتوحيده بالفعل عملا، فهل هذا تكامل أم تضاد؟ وهل ننظر إلى ما هنالك من توحيد على أنه أصل وفرع كما نظر السابقون، أم أن هنالك نظرة ربانية واحدة توحد الله في الفعل والقول؟
اللهم ألهمنا الصواب والرشاد، إنك على كل شيء قدير، والسلام عليكم
الأخ الكريم هداه الله، من تكلم في غير فنه أتى بالعجاب و قد تكلمت في غير فنك فجئت بكلام تظنه من الشرع و لا علاقة له بالشرع و لا بالتأصيل العلمي.
إنما مجرد فلسفلة و جمع لخواطر، هلا درست و أصلت قبل الكلام في غير فنك و القول في هذا الدين بغير علم و اتهام العلماء بالتغافل هذا ان تغاضينا عن الأخطاء العقائدية في كلامك الأقرب لكلام الصوفية من كلام أهل السنة و الجماعة و الله المستعان.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 03:45]ـ
أحسن الله إليكم ..
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=219595
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 05:19]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
شرح أصول معتقد الخوارج - شرح فضيلة الشيخ حسن عبد الستير النعماني
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 03:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتةاليوم لاول مرة علىالعنكبوتية
??? سلسلة أصو ل فى معتقد الخو ا ر ج ???
?لفضيلة الشيخ حسن بن عبد الستير النعمانى ?
صفحة التحميل
http://www.archive.org/details/Kawarg
1- مقدمة في ضلال الفرق
http://www.archive.org/download/Kawarg/01.mp3
2 - مقدمة في تعريف الخوارج
http://www.archive.org/download/Kawarg/02.mp3
2- - مقدمة في نشأت الخوارج
http://www.archive.org/download/Kawarg/03.mp3
4 - الخروج علي ولات الأمر و الحكام
http://www.archive.org/download/Kawarg/04.mp3
5- الخروج علي ولات الأمر و الحكام
http://www.archive.org/download/Kawarg/05.mp3
6- الخروج علي ولات الأمر و الحكام
http://www.archive.org/download/Kawarg/06.mp3
7 - الخروج علي ولات الأمر و الحكام
http://www.archive.org/download/Kawarg/07.mp3
8 - التكفير بالكبيرة
http://www.archive.org/download/Kawarg/08.mp3
9 - التكفير بالكبيرة
http://www.archive.org/download/Kawarg/09.mp3
10- الحكم بغير ما أنزل الله
http://www.archive.org/download/Kawarg/10.mp3
11 – الحكم بغير ما أنزل الله
http://www.archive.org/download/Kawarg/11.mp3
12 – الحكم بغير ما أنزل الله
http://www.archive.org/download/Kawarg/12.mp3
13 – الحكم بغير ما أنزل الله
http://www.archive.org/download/Kawarg/13.mp3
14 – الحكم بغير ما أنزل الله
http://www.archive.org/download/Kawarg/14.mp3
15 – الأمامة
http://www.archive.org/download/Kawarg/15.mp3
16 - الأمامة
http://www.archive.org/download/Kawarg/16.mp3
17 - نفي عقوبة الرجم
http://www.archive.org/download/Kawarg/17.mp3
18 - نفي رؤية الله في الأخرة
http://www.archive.org/download/Kawarg/18.mp3
19 - أنكار عذاب القبر
http://www.archive.org/download/Kawarg/19.mp3
20 - أنكار عذاب القبر
http://www.archive.org/download/Kawarg/20.mp3
21 - الإيمان لا يزيد و ينقص
http://www.archive.org/download/Kawarg/21.mp3
22 - الإيمان لا يزيد و ينقص
http://www.archive.org/download/Kawarg/22.mp3
23 – الأستحلال
http://www.archive.org/download/Kawarg/23.mp3
24 - الطعن في الصحابة
http://www.archive.org/download/Kawarg/24.mp3
25 - الطعن في الصحابة
http://www.archive.org/download/Kawarg/25.mp3
26 - الطعن في الصحابة
http://www.archive.org/download/Kawarg/26.mp3
27 - الطعن في الصحابة
http://www.archive.org/download/Kawarg/27.mp3
باقى السلسلة وهو غير معنون
http://www.archive.org/download/Kawarg/28.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/29.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/30.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/31.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/32.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/33.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/34.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/35-a.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/35-b.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/36.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/37.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/38.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/39.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/40.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/41.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/42.mp3
http://www.archive.org/download/Kawarg/43.mp3
لتحميل المادة كاملة
http://www.archive.org/download/Kawarg/Kawarg_vbr_mp3.zip
او للجودة العالية
http://www.archive.org/download/Kawarg/Kawarg_64kb_mp3.zip
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 11:48]ـ
أعتذر أخواني لقد حصل خطأ غير مقصود
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:07]ـ
أعتذر أخواني لقد حصل خطأ غير مقصود
لم اتبين قصدك يا إمام
هل من الممكن ان توضح لنا مقصدك
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 08:22]ـ
شكرا لك و بارك الله فيك
أخي الفاضل أبا زياد
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 09:06]ـ
جزاكم الله خيرا باا عبيده السلفي كما نحسبك كذلك
ـ[ابو عمار وليد بن محمد]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:00]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو زياد
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:10]ـ
أهلا ومرحبا بك يا شيخ وليد
حللت أهلا ونزلت سهلا
بارك الله فيك ونفع الله بك(/)
أين النذير العريان ...... ؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 05:38]ـ
منقول ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
النذير العريان هو ذلك الرجل الذي كان يحتل أعلى الجبل أو الهضبة، حتى إذا رأى الأعداء قد اقتربوا لمهاجمة قومه خلع ملابسه ولوّح بها لهم، ينذرهم ويحذرهم من اقتراب العدو، وكونه عرياناً أبلغ في الإنذار؛ ليعلموا أن الأمر جد لا هزل فيه ويعدّوا للأمر عُدته.
وفي الواقع: إن الأمة الإسلامية ـ اليوم ـ لتمر بحالة هي أحوج ما تكون فيها إلى هذا (النذير العريان)، ولن تجد الأمة الإسلامية أنصح ولا أخلص في النصح من دعاة الإسلام والعاملين له
فقدوتهم -صلى الله عليه وسلم- قال ـ فيما أخرجه الشيخان عن أبي موسى (رضي الله عنه) ـ: (إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً، فقال: يا قوم!، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا (النذير العريان)، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق).
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [البقرة:6]
الإنذار في القرآن هو: الذي يكون فيه وقت يمكن النجاة فيه؛ ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام في وصف نفسه: {أنا النذير العريان} والحديث في صحيح البخاري عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أنا النذير العريان} والنذير العريان عند العرب هو: رجل يأتي قومه فيخلع ثيابه ويأتي بثوبه يطير به في الجو يعني الهلكة الهلكة، محذراً لهم بأمر عظيم.
هل الرسول منذر فحسب أم مبشر؟
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الأحزاب:45]
نعم .. إنه -صلى الله عليه وسلم- (النذير العريان)، ونحن
ـ بإذن الله (تعالى) ـ ورثته -صلى الله عليه وسلم- الشرعيون، فلا خيار إلا أن نرفع الراية ونقبل هذا المنصب العظيم
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 06:16]ـ
كثيرين اخي الكريم
وينذرون في كل مجال
ولكن اين القوم اين من يعي ويميز وتتحرك لديه النخوه والحميه لدين الله ولرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:36]ـ
نعم أخي الكريم:
(كثيرين اخي الكريم
وينذرون في كل مجال)
و لكنهم .. ؟
ليسوا عريانين يا سيدي؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:54]ـ
وماهو الضابط لذلك جزاك الله خير
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 07:05]ـ
وماهو الضابط لذلك جزاك الله خير
سبحان الله!
كنت أفكر بموضوع عن " من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة " و هو يتضمن جواب سؤالكم حتى قبل أن تردوا أول مرة؟!
فإن أمهلتني أيها الحبيب تكن محسناً إليّ.(/)
جماعة التبليغ خطر يهدد وحدة المجتمع فاحذروا ياعباد الله
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 07:50]ـ
جماعة التبليغ خطر يهدد وحدة المجتمع
بقلم: شيخنا الفاضل علي بن يحيى الحدادي
إمام وخطيب جامع أم المؤمنين
عائشة بنت أبي بكر الصديق بالرياض
إن من أجل نعم الله علينا أن هدانا للإسلام وأن وفقنا للسنةوأن جمعنا تحت راية شرعية تحكم فينا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعت الكلمة وأمن الناس واطمأنت القلوب وعصمنا الله من الفتن والمحن التي تتخطف الناس من حولنا.
وما نحن فيه من نعمة فبفضل الله وحده ثم بما قامت عليه هذه البلاد من نصرة التوحيد وحماية السنة والقضاء على مظاهر الشرك والوثنية ورد البدع وقمعها مصداقاً لقوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدوني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون).
وآفة النعم الكفر بها وجحودها ومن كفر النعمة التي ننعم بها الخروج على الجماعةوالشذوذ عنها وذلك بالانضواء تحت ألوية الجماعات الوافدة بالولاء لقادتها، والالتزام بأفكارها، ونشر دعوتها، وتحزيب أفراد المجتمع وتفريق كلمته. وزعزعة الثقةفي حكامه وعلمائه.
فماذا تريد بنا هذه الجماعات؟
أتريد بنا العودة إلى الشرك بعد التوحيد؟
أتريد بنا العودة إلى البدعة بعد السنة؟
أتريد بنا العودة إلى الجهل بعد العلم؟
أتريد بنا العودة إلى الفرقة والاختلاف بعد اجتماع الكلمة والائتلاف؟
أتريد بنا العودة إلى التباغض والتدابر بعد المحبة والألفة والتناصر؟
ماذا يريدون؟
شريعة قائمة، وسنة ظاهرة، ومساجد معمورة، وولاية شرعية، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. ألا إنهم لا يريدون إلا الإفساد.
أيها القارئ الكريم:
لقد ابتليت بلادنا بجماعات وافدة تزعم الدعوة والإصلاح وهي تحمل في طياتها الضلال الكبير والشر المستطير ومن تلك الجماعات جماعة التبليغ والتي يطلق عليها أيضاً جماعة التبليغ والدعوة ويعرف المنتمون إليها بالتبليغيين أو (بالأحباب).
ومن علاماتهم المشهورة التي يعرفون بها: زيارة البيوت وحث الناس على الخروج معهم.
والغالب عليهم الجهل لأنهم لا يتعلمون، فدعوتهم مبنية على الجهل، يكثر في كلامهم ذكر الكرامات، وفوائد ما يقومون به من الزيارات، وما حصل من الخير لهم ولمن خرج معهم.
ويحرص بعض دعاة هذه الجماعة على جذب الشباب واستقطابهم بالنكت المضحكة والقصص والقصائد مما يستهوي عقول الجهال ويغريهم بالانضمام إليهم.
وجماعة التبليغ نشأت في الهند على يد رجل صوفي خرافي ثم انتشرت في العالم (ومن أراد التفاصيل فعليه بالكتب المؤلفة المتخصصة في الجماعة أو البحوث التي كتبت عنهم).
وقد جاؤوا أول الأمر إلى هذا البلد بصورة علنية وطلبوا الإذن لهم بممارسة دعوتهم فأصدر سماحة مفتي المملكة في زمانه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله فتوى في شأنهم جاء فيها: (هذه الجمعية لا خير فيها؛ فإنها جمعية بدعة وضلالة وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسع السكوت عنه). اهـ مجموع فتاوى الشيخ محمد بنإبراهيم (1/ 267 – 268).
عند ذلك رجعوا بالأسلوب الخفي فأخذوا ينتشرون شيئاً فشيئاً مع الحرص التام على التخفي والتستر ولكن الله تعالى كشف أمرهم، وهتك سترهم، فأرصد لهم ورثة النبيين من العلماء الربانيين، من علماء هذه البلاد ومن غيرها فما زالوا يفتون بأنها جماعة بدعية، وما زالوا يحذرون من شرها وباطلها.
ومن كلام أهل العلم فيهم ما يلي:
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (جماعة التبليغ المعروفة الهنديةعندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم. إلى أن قال: أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهمللتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوامذهب أهل السنة والجماعة). أ هـ.
وسئل أيضاً عن جماعة الإخوان المسلمين وعن جماعة التبليغ وهل تدخلان في الفرق الثنتين وسبعين الهالكة فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين) اهـ. في شريط مسجل بصوته إصدار تسجيلات منهاج السنة بالرياض، وقال العلامة الألباني رحمهالله: (جماعة التبليغ لا تقوم على منهج كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وما كان عليه سلفنا الصالح. وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز الخروج معهم) ا هـ.
وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي نائب رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً رحمه الله:
(الواقع أنهم مبتدعة محرفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس - أحد قادة الجماعة -، هم لا يدعون إلى الكتاب والسنة. إلى أن قال: أنا أعرف التبليغ من زمان قديم، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر، وإسرائيل وأمريكا والسعودية، وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس).
وقال العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله:
(بلغني عن زعماء لهؤلاء الجماعة في الأقطار الإسلامية خارج بلادنا أنهم على انحراف في العقيدة فإذا صح ذلك فإن الواجب التحذير منهم والاقتصار على الدعوة داخل بلادنا على الوجه المشروع) ا هـ.
وقال العلامة الناصح الشيخ حمود التويجري رحمه الله:
(إني أنصح السائل وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشركوالغلو والبدع والخرافات أن لا ينضموا إلى التبليغيين ولا يخرجوا معهم أبداً وسواءكان ذلك في البلاد السعودية أو في خارجها، لأن هؤلاء أهون ما يقال في التبليغيين أنهم أهل بدعة وضلالة وجهالة في عقائدهم وفي سلوكهم ومن كانوا بهذه الصفة الذميمةفلا شك أن السلامة في مجانبتهم والبعد عنهم) ا هـ.
وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله:
(جماعة التبليغ صوفية نقشبندية قادرية يخلطون بين العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة وبين السنة والبدعة وبين الولاء لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والولاء للمناهج البشرية تفسر النصوص على منهجها لا على منهج السلف الصالح) ا هـ.
وقال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله:
(إن هؤلاء الجماعة لا يريدون العلم ولا يطلبونه فبهذه الطريقة يفسدون أكثر مما يصلحون وجماعة التبليغ أعرفها جيداً هم في العقيدة ماتريدية جشتية وفي المذهب أحنافمتعصبة) ا هـ.
وقال: (كل من كان على فكر مخالف لأهل السنة فليس منهم فجماعة الإخوان والتبليغليسوا من أهل السنة لأنهم على أفكار تخالفهم) ا هـ.
وقال الشيخ عبد الله بن غديان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء حفظه الله مجيباً على سؤال يقول صاحبه: نحن في قرية ويتوافد علينا بما يسمى جماعة التبليغ فهل نمشي معهم أم لا؟ نرجو التوضيح. فقال الشيخ:
(لا تمش معهم إنما تمشي مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) ا هـ.
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
(نصيحتي لإخواني العوام وغير العوام أن لا يصحبوهم وإذا أرادوا الخير فهو موجودولله الحمد في بلادهم إذا أرادوا العلماء فالعلماء موجودون إذا أرادوا العبادة المساجد مفتوحة إذا أرادوا أي شيء من أمور الدين فهو متوفر ولله الحمد).
وقال أيضاً حين قيل له بأن جماعة التبليغ يرفضون دعوة التوحيد وإذا بين لهمالتوحيد نفروا فقال الشيخ حفظه الله:
(أنا شاهدت بنفسي، أنا ألقيت محاضرة في التوحيد في بعض مساجد الرياض وكانوا مجتمعين فيه فخرجوا .. خرجوا من المسجد، ومثلي أيضاً بعض المشايخ ألقوا في هذا المسجد محاضرة عن التوحيد فخرجوا منه لأنهم كانوا نازلين فيه فإذا سمعوا الدعوة إلىالتوحيد خرجوا من المسجد مع أنهم يدعون إلى الاجتماع في المسجد لكن لما سمعوا التوحيد خرجوا من المسجد أما إنهم لا يقبلوا ممن دعاهم إلى التوحيد .. نعم .. وهذا ليس خاصاً بهم بل كل من يسير على منهج ومخطط لا يقبل التنازل عنه لو كانوا وقعوا في هذاالأمر عن جهل فهم يمكن أن يرجعوا إلى الصواب، لكن هم وقعوا في هذا الأمر عن تخطيط وعن منهج يسيرون عليه من قديم مخطط لهم فلا يمكن أن يرجعوا عن منهجهم لأنهم لو رجعوا عن منهجهم لانحلت جماعتهم وهم لا يريدون هذا) ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلنا نكتفي بهذا القدر من الفتاوى التي صدرت عن كبار علماء الأمة والتي اتفقت في إدانة هذه الجماعة وتحذير المسلمين منها لما تحمله من المخالفات العقدية وانحرافها عن عقيدة السلف الصالح وهي في كتاب (كشف الستار عما تحمله بعض الجماعات من أخطار) شريط «فتاوى العلماء في الجماعات» من إصدار تسجيلات منهاج السنة بالرياض.
وإليك أخي القارئ الكريم تلخيصاً لبعض المخاطر المنتظرة من جراء الانضمام لهذه الجماعة أو من جراء انتشارها.
أولاً:
هي جماعة بدعية تدعو إلى البدع وقد قال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وقال صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةبدعة وكل بدعة ضلالة) وقال صلى الله عليه وسلم: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعينفرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة. وفي رواية: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
وكل من ليس من أهل السنة والجماعة كان من الفرق الهالكة والعياذ بالله وكفى بهذاالأثر منفراً عنها وموجباً للبعد عن الانتماء إليها.
ثانياً:
من آثار ها السيئة أنها تخرج أتباعها من نور السنة إلى ظلمات البدعة فكم من سني عامي تحول بسببها إلى صوفي خرافي داعية ضلالة وفتنة وهذه ثمرة مرة من ثمار مخالطة أهل البدع ومجالستهم وتحسين الظن بهم، ولذا حذر السلف من مجالسة أهل البدع وأكثروافي ذلك.
ثالثاً:
أن انتشار دعوتهم في المجتمع يعني التمهيد لظهور البدع والشركيات لأنهم لا يدعون إلى التوحيد ولا يبينونه، ولا يحذرون من الشرك ولا يوضحونه ليحذره الناس، بل ولا ينكرونعلى أصحاب المعاصي لأنهم يرون أن الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك وإنكار المنكرات مما ينفر الناس عنهم.
رابعاً:
أن دعوتهم تقوم على الجهل، وكل من دعا على جهل أفسد وما أصلح وضر وما نفع فهم يكرهون مجالس العلماء ويسيئون بهم الظن ويضربون لهم الأمثال المنفرة عنهم والعياذ بالله، وإذا فشا الجهل وقل العلم ظهرت المخالفات الشرعية وقامت سوق البدع، ونبت الشرك شيئاً فشيئاً كما حصل في الشرك أول مرة في بني آدم فإنه ما ظهر الشرك إلا حينمات العلماء ونسي العلم.
خامساً:
أنهم يجرئون الجهال على القول على الله بغير علم - والقول على الله بغير علم من أعظم الذنوب - ووجه تجريئهم الجهال على القول على الله بغير علم أنهم يخرجون بالجهال والعصاة ثم يأمرونهم بإلقاء البيانات والمواعظ والتذكير في البيوت والمساجد ولهذا يكثر في كلامهم الكذب والخرافات واللعب بالدين وتقرير الأباطيل والعياذبالله.
سادساً:
تجرئ أتباعها على الخروج على ولاة الأمور وتبين ذلك من خلال الفقرات التالية:
أ- من تمادى معهم وأمنوا جانبه ووثقوا فيه أخذوا منه البيعة لأمير الجماعة، مع أنه لا يحل لمؤمن أن يبايع رجلاً وفي عنقه بيعة لولي الأمر وفي بيعته لأمير الجماعةمخالفة صريحة للنصوص الشرعية التي تحرم البيعة الثانية لأنها تعني نكث البيعة الأولى بغير وجه حق.
ب- يسمون كبيرهم في القرية أو الحي أو المدينة يسمونه الأمير لا يكادون يسمونه إلا بذلك، فيستمرئ أحدهم هذا اللقب ولاشك أن لهذه التسمية تبعاتها فبما أنه الأمير فلا بد من طاعته إذا أمر وإلا لما صار أميراً.
وكيف يستسيغ المسلم أن يكون في عنقه طاعة لأميرين؟!!
ثم بأي حجة تنصب هذه الجماعة أميراً في البلد للدعوة غير مكلف من قبل ولي الأمر؟
ومن أين جاء في الإسلام أن يكون لجماعة من الناس أمير في الحضر ليس هو بالإمام الأعظم ولا مفوض من قبله؟.
ج- يعزلون أفرادهم وأتباعهم عن المجتمع حكومة وعلماء وشعباً بل وأسرة فالولاء للجماعة، والأمير هو أمير الدعوة، والهم الأكبر هو الخروج في سبيل الجماعة، وهذه العزلة الشعورية والتي تلبس بلباس التفرغ للدعوة هي من المدارج الأولى نحو تكفيرالدولة والمجتمع ومن ثم التمرد عليه.
ولذا فلا عجب أن تكون هذه الجماعة من المحاضن الأولية التي ينطلق منها الفكر الإرهابي التكفيري التدميري إذ أن أفراد هذه الجماعة بحكم ما تلقوه من التربيةوبحكم ما أشربوه من المفاهيم ليس عندهم ما يردعهم أو يقيهم من الانضمام إلى الخلايا التكفيرية.
وصدق من أشار من السلف إلى أن أهل البدع مهما اختلفوا فإنهم يجتمعون على السيف أي يجتمعون في الخروج على الجماعة وعلى ولاة أمور المسلمين نسأل الله العافية.
أيها القراء الكرام:
إن جماعة التبليغ لا يخرجونكم إلا إلى شر وبلاء، فلا تفتحوا لهم بيوتكم، ولا تأذنوا لهم في مساجدكم، وحولوا بينهم وبين أبنائكم في مدارسهم، ومن كانت لديه القدرة على نصحهم وموعظتهم فليفعل ومن لم تكن لديه القدرة على ذلك فلينأ بنفسه عنهم.
وفي الختام أتوجه بالشكر بعد شكر الله إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية العالم الناصح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله ورعاه وسدد على درب الخير خطاه على توجيهه للدعاة والخطباء بالتحذير من جماعة التبليغ فإنها خطوة رائدة نأمل أن يتبعها التوجيه بالتحذير من الجماعات الأخرى، ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين إذلا يخفى على معاليه ما ذاقته البلاد من ويلات بسبب فكر هذه الجماعة كما سبق وصرحبذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية وفقه الله في جريدة السياسة الكويتية.
اللهم إن نسألك أن تحفظ بلادنا من الأفكار الفاسدة والمناهج المضلة وسائر بلاد المسلمين.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 11:14]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ,
اللهم إني أسئلكُ في شهر رمضان أن تفرِق للأمة أمرَ رشد .. يا أرحم الراحمين.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 01:20]ـ
الرد على أهل البدع حق و لكن كان الأولى أن تردوا على من تركهم ينشرون البدع و الخرافات و رخص لهم.
ـ[ابن خالد]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 01:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لست من جماعة التبليغ .. لكني سمعت عن خطرهم فأردت الحكم بنفسي, فطلبت من أخ حبيب كبير في السن أن يأخذني إليهم للإنصاف ............ فلما ذهبت إليهم ويشهد الله على ذلك ما رأيت منهم إلا كل خير .. لا يتكلمون في أحد ولا يغتابون حاكم أو محكوم .. ولا يتحدثون في سياسة, كل عملهم الدعوة إلى الله ... نعم هناك أمور تستغرب منها كتحديد ثلاثة أيام, وينكرون عليهم (مع العلم أن هذا للترتيب ليس إلا) وأقول ... من الذي سمح بوضع وقت محدد للإقامه, بمعنى من الذي جعل بين الأذان والإقامه لصلاة العصر مثلا 20 دقيقه ... أليست هذه من (البدع) في نظري-القاصر- هذا لترتيب فحسب وقس على ذلك مكبرات الصوت وتأخير أذان العشاء في رمضان (في السعوديه) ............. نعم هناك شركيات وخرافات, لكنها ليست من الجماعه التي في بلاد الحرمين, ستجدها في باكستان والهند وغيرها .... بل ستجد كثير ممن ينسب للعلم .. كـ د. عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء, ود. زيد الزيد عميد المعهد العالي للقضاء في جامعة الامام وغيرهم .. تجد أنهم يثنون عليهم ويرحبون بزيارتهم .... وقضيت أنهم لايهتمون بالعلم الشرعي ... فهذا نوعا ما صحيح .. لكني وجدت منهم طالب العلم الذي يحضر دروس د. صالح الفوزان, ووجدت منهم القاضي في المحكمه .................... اما قضيت الخروج على ولاة الأمر فحدث ولا حرج من اتهام التبليغ (الأحباب) بأنهم يدعون إليه ويأمرون به وهذا قمت الجهل والعمى عن مراد هؤلاء ... فإني ويشهد الله على ذلك سمعت بأذني يمدحون ويثنون على الأمير ويباركون في أفعاله ... لا أقول أنهم يمدحون امام أناس غير التبليغ بل بين بعضهم البعض .. وأكرر ما أقول قد ذهبت إليهم عدة مرات ولم أجد إلا كل خير ................. نعم هناك مآخذ كثيرهـ عليهم لكنها لا تعد من تلك الأمور التي تتصف بها تلك الجماعة التي همها وشغلها الشاغل الطعن في العالم الذي تكون له شهرهـ بين الناس ويتتبعون عثراته .... ولا أظنك لم تعرف هذه الجماعه .... (اللبيب بالإشارة يفهم) ولولا الغيبه لذكرتك بمشائخ هؤلاء ... ثم إني أتعجب من هؤلاء الذين يفنون أقلامهم في التحذير من التبليغ وفي المقابل لم نسمع أو نقرأ منه التحذير من الحرب الصليبيه التي تقوم بها فرعون العصر أمريكا .. ولا يتحدثون عن المحن التي يتعرض لها إخواننا في فلسطين والعراق وغيرهـ .. بل لم نسمع لهم صوت في النحذير من أهل الباطل كالروافض بجميع طوائفهم ومن مخططاتهم ... بل إني سمعت كلاما من الشيخ العلامه بن جبرين-حفظه الله- بنفسه يثني على التبليغ (في السعوديه) ...
فالإنصاف الإنصاف .... العدل العدل ... لا يقارن التبليغ في السعوديه بالتبليغ في باكستان والهند.
وأنا أنصح ممدوح وغيرهـ ممن يتكلمون في التبليغ الموجودين في السعوديه أن يأتوا إليهم ويجالسونهم ويسمعون كلامهم ويناقشونهم قبل الحكم عليهم بأقوال آخرين .. ثم يحكمون عليهم بما رأوهـ.
وراجع هذا الرابط ..............
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11483&parent=3225
والله من وراء القصد.(/)
هل احياء الموتي ممكن لصالحي امة محمد صلي الله عليه وسلم؟
ـ[المحدث]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 09:32]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
لي سؤال بخصوص ما قرره شيخ الاسلام بن تيميه في كتابه النبوات عن امكانية أحياء الموتي للصالحين والاولياء من أتباع الانبياء فهل هذا متفق عليه وهل هذا لاتباع امة محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم ايضا؟
الفقره الاولي ...
((ولهذا تنوعت آيات الانبياء بل النبي الواحد تتنوع آياته فليس القرآن الذي هو قول الله وكلامه من جنس انشقاق القمر ولا هذا وهذا من جنس تكثير الطعام والشراب كنبع الماء من بين الاصابع وهذا كما أن آيات الرب الدالة على قدرته ومشيئته وحكمته وأمره ونهيه لا تختص بنوع فكذلك آيات أنبيائه فهذا مما ينبغي أن يعرف ولكن خاصتها أنها لا تكون إلا مستلزمة لصدق النبي وصدق الخبر بأنه من نبي فلا تكون لمن يكذبه قط ولا يقدر أحد من مكذبي الانبياء أن يأتي بمثل آيات الانبياء وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الانبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم))
الفقرة الثانية ...
((فانه لا ريب أن الله خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب أن من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر، فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الأنبياء، وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض، بخلاف إحياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الأنبياء بل ومن الصالحين))
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 09:53]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19321(/)
(نداء إلى الإخوة الكافرين) نص جاءني من مجموعة بريدية ....
ـ[علي التمني]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءني نص نثري من مجموعة بريدية واضح أنها تنتمي إلى الفكري الماركسي الإلحادي، وهذا الحكم ليس لأجل هذا النص الذي جاءني وعنوانه (نداء إلى الإخوة الكافرين) بل لوجود النفس الشيوعي الكفراني في كثير من نصوص المجموعة، وهذا لا يحتاج إلى كبير ثقافة لاكتشافه فالنصوص الماركسية الشيوعية الإلحادية معلومة للجميع برموزها وعباراتها وأسلوبها ومضامينها، وهذا ليس موضوعنا ولكن موضوعنا هو أن صاحب ذلك النص يرى في أهل السفينتين اللتين أبحرتا من قبرص بعد أن تجمع فيها عدد من الغربيين الأوربيين لكسر الحصار المفروض على غزة من قبل الكافرين اليهود، يرى الكاتب في هذا النص فتحا عظيما يدل على شجاعة وعدل الكافرين، وهذا يدل دلالة واضحة على إفلاس هؤلاء الشيوعيين وفساد عقولهم وخيبة سعيهم وضلال فكرهم وظلامية نصوصهم، فهم يعلمون أن الذين يقتلون أهل غزة وأهل فلسطين كلها من صفد والشقيف شمالا إلى أم الرشراش على البحر الحمر هم الكافرون!! فسبحان الله كيف يفضح هؤلاء تناقضهم وغباءهم وإفلاسهم!
وأن الذين أسسوا دولة اليهود هم الكافرون البريطانيون!!
وأن الذين أسندوا قامة اليهود حتى قامت دولتهم الفاجرة الكافرة هم الكافرون الأمريكان!!
فهل هؤلاء يستحقون التقدير لأنهم كافرون أولأنهم ليسوا عربا وليسوا أصحاب لحى طويلة يدعون يوم الجمعة اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين كما سخر صاحب النص من الجمعة ودعائها
إننا لا ننكر أن بين الكافرين أناسا فيهم حب العدل وكره الظلم، ومنهم أهل تلك السفينتين، ولكن الأغبياء الشيوعيين لا يصبرون عن ممارسة غبائهم، حين أوقعهم ذلك الغباء في التناقض الفاضح!!
والسؤال:
لماذا لم نر أصحاب المجموعة البريدية اليسارية التقدمية يقومون بالركوب في سفينة والتوجه إلى غزة كما فعل الكافرون في السفينة، ام أنه الخوف من الكافرين اليهود؟؟
أم أنها العنتريات على اهل الإيام من المسلمين وعلى الدين فقط من وراء حجاب ومن داخل المراقص والبارات وهو ما عرف عن نضال التقدميين اليساريين عبر السنين الماضيات
و هذا شأن الأبالسة الماركسيين الذين لا يجيدون إلا السب وشتم دين الله وهم وراء كؤوس بنت الكرم
وسؤال آخر: من الذي زرع الشر في الجزائر وقتل أكثر من مليون ونصف من الجزائريين أليسوا إخوانكم الكافرين الفرنسيين؟؟
ومن الذي يقتل الأطفال اليوم في أفغانستان وباكستان ويهدمون بيوت الأعراس على رؤوس النساء والأطفال والعرسان في العراق وأفغانستان وباكستان؟؟
ومن الذين يزرعون الشر ويرعونه في السودان اليوم؟ أليسو إخوانكم الكافرين؟؟
وأخيرا نقول لهم: هل لو كان الذين في السفينة من غير الكافرين، أي لو كانوا مسلمين عربا أو غير عرب أما كانت الطائرات اليهودية تقوم بإغراقها في عرض البحر؟ بينما لن تستطيع ذلك مع إخوانهم الكافرين أصحاب السفينتين؟؟ وأنتم أيها اليساريون التقدميون تعرفون قيمة الدم الكافر عند الكفار قاطبة بينما لا قيمة للدم المسلم أو الجوييم عند الكافرين؟؟
إن كون الذين قاموا بعملية كسر الحصار أوربيين جعل الكفار اليهود أشقاء أصحاب المجموعة البريدية لا يقدرون على إغراق سفينتيهم في البحر ولا مجرد اعتراضها لأن الدم الذي يجري في عروقهم هو الدم الأوربي غير المسلم
وهكذا يواصل الماركسيون عملية تخريب الأمة وإفساد حياتها، تماهيا مع عقيدتهم وطبيعتهم في الخيانة والعمالة التي لم تتوقف منذ أكثر من تسعين عاما، ومنذ أيام تنظيم (حدتو) وكوهين اليهودي مؤسس الحركة الشيوعية في العالم العربي
إن الماركسيين ليسوا معنيين بغزة ولا بغير غزة ولا بفلسطين ولا غير فلسطين: إنهم معنيون فقط بمحاربة الإسلام.
علي التمني
أبها في 4/ 9/1429(/)
سؤال لأهل الفضل .. هل ابن عباس ينتمي حقا لمدرسة التيسير؟
ـ[المرجان]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 05:36]ـ
هل صحيح أن مدارس الصحابة الفقهية على ثلاثة أقسام؟
التيسير مدرسة ابن عباس، وأخذ الحيطة والورع، وابن مسعود وسط بين المدرستين
انتظر منكم افادتي كتب الله لكم الأجر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 11:41]ـ
أنا ما أعلمه ان بن عباس كان ينحى منحى التيسير وبن عمر منحى التشديد قاله بن رجب او بن القيم فى زاد المعاد ولطائف المعارف لكنهما كانا يتقبلا بعض لا كما يحدث الان(/)
رئيس لجنة الفتوى بالأزهر يكشف انحراف سيد قطب وكتابه " المعالم "!!!
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 02:12]ـ
عن كتاب معالم في الطريق وهو دستور الإخوان المفسدين"
لفضيلة الشيخ عبد الطيف السبكي
وهو رد أحد علماء الأزهر الشريف على سيد قطب وفتنته
قال رحمه الله عزوجل:
لأول نظرة في الكتاب يدرك القارئ أن موضوعه دعوة إلى الإسلام ولكن إسلوبه إسلوب استفزازي،يفاجئ القارئ بما يهيج مشاعره الدينية وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء الذين يندفعون في غير روية إلى دعوة الداعي باسم الدين ويتقبلون ما يوحي إليهم به من أهداف، ويحسبون أنها دعوة الحق الخالصة لوجه الله وأن الأخذ به سبيل إلى الجنة.
وأحب أن أذكر بعض نصوص من عبارات المؤلف لتكون أمامنا في تصور موقفه الإفسادي:
(1) في صفحة 6 يقول: " ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع من قرون كثيرة، ولابد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى .. لابد من بعث لتك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة التي لا صلة لها بالإسلام… الخ." (السبكي) إن المؤلف ينكر وجود أمة إسلامية منذ قرون كثيرة، ومعنى هذا أن عهود الإسلام الزاهرة، وأئمة الإسلام، وأعلام العلم في الدين، في التفسير والحديث والفقه وعموم الاجتهاد في آفاق العالم الإسلامي، معنى هذا أنهم جميعا كانوا في تلك القرون الكثيرة السابقة يعيشون في جاهلية، وليسوا من الإسلام في شئ .. حتى يجئ إلى الدنيا " سيد قطب " فينهض إلى ما غفلوا عنه من إحياء الإسلام وبعثه من جديد.
(2) صفحة 9: " إن العالم يعيش اليوم كله في جاهلية .. هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية، إنها تسند الحاكمية إلى البشر .. " وفي هذا ينفرد المنهج الإسلامي، فالناس في كل نظام غير النظام الإسلامي يعبد بعضهم بعضا.
(3) صفحة 10: " وفي المنهج الإسلامي وحده يتحرر الناس جميعا من عبادة بعضهم بعضا، وهذا هو المقصود الجديد الذي نملك إعطاءه للبشرية .. ولكن هذا الجديد لابد أن يتمثل في واقع عملي، لابد أن تعيش به أمة، وهذا يقتضي بعث في الرقعة الإسلامية، فكبف تبدأ عملية البعث؟ .. إنه لابد من طليعة تعزم هذه العزلة وتمشي في الطريق"
(4) ص 11: ولابد لهذه الطليعة التي تعزم هذه العزمة من " معالم في الطريق .. "، ولهذه الطليعة المرجوة المرتقبة كتبت " معالم في الطريق " .. و يرد (السبكي) وذلك كلامه ……
فهذه دعوة مكشوفة إلى قيام طليعة من الناس ببعث جديد في الرقعة الإسلامية .. وهذا البعث الجديد رسالة دينية تقوم بها طليعة تحتاج إلى معالم تهتدي بها.
والمؤلف هو الذي تكفل بوضع المعالم لهذه الطليعة ولهذا البعث المرتقب، وفي غضون كلامه الآتي: تتبين المعالم التي تصدى لها في البعث الجديد.
(5) صفحة 11: " ونحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام، أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية ".
(6) صفحة 23: " إن مهمتنا الأولى هي تغيير واقع هذا المجتمع .. مهمتنا هي تغيير هذا الوضع الجاهلي من أساسه ".وهذا إعلان منه لما يدعو إليه من الثورة على المجتمع
(7) صفحة 31: " وليس الطريق أن نخلص الأرض من يد طاغوت روماني أو طاغوت فارسي إلى يد طاغوت عربي، فالطاغوت كله طاغوت، إن الأرض لله .. وليس الطريق أن يتحرر الناس في هذه الأرض من طاغوت إلى طاغوت .. إن الناس عبيد الله وحده .. لا حاكمية إلا لله، لا شريعة إلا من الله .. ولا سلطان لأحد على أحد .. وهذا هو الطريق." وهذا أسلوب المدلسين باسم الدين في قوله "إن الأرض لله، وإن الحاكمية لله .. ولا حاكمية إلا لله ".
(السبكي):كلمة قالها الخوارج قديما، وهي وسيلتهم إلى ما كان منهم في عهد الإمام علي، من تشقيق الجماعة الإسلامية، وتفريق الصفوف، وهي الكلمة المغرضة الخبيثة التي قال عنها الإمام علي:" إنها كلمة حق أريد بها باطل ".
فالمؤلف يدعو مرة إلى بعث جديد في الرقعة لإسلامية ثم يتوسع فيجعلها دعوة في الدنيا كلها، وهي دعوة على يد الطليعة التي ينشدها والتي وضع كتابه هذا ليرشد بمعالمه هذه الطليعة .. كما يقرر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس اغرب من هذه النزعة الخيالية، وهي نزعة تخريبية، يسميها طريق الإسلام.
والإسلام كما هو اسمه ومسماه يأبى الفتنة ولو في أبسط صورة، فكيف إذا كانت فتنة غاشمة، جبارة كالتي يتخيلها المؤلف.
وما معنى الحاكمية لله وحده؟
هل يسير الدين على قدمين بين الناس ليمنع الناس جميعا عن ولاية الحكم؛ أو يكون الممثل لله في الحكم هو شخصية هذا المؤلف الداعي والذي ينكر وجود الحكام من البشر ويضع المعالم في الطريق للخروج على كل حاكم في الدنيا.
أن القرآن نفسه يعترف بالحكام المسلمين ويفرض لهم حق الطاعة علينا، كما يفرض عليهم العدل فينا، ويوجه الرعية دائما إلى التعاون معهم والإسلام نفسه لا يعتبر الحكام رسلا معصومين من الخطأ كما يضللنا المؤلف، بل فرض فيهم أخطاء تبدر من بعضهم، وناشدهم أن يصححوا أخطاءهم بالرجوع إلى الله وسنة الرسول، وبالتشاور في الأمر مع أهل الرأي من المسلمين. ولم يبح أبدا أن تكون ثورة كهذه.
فغريب جدا أن يقوم واحد، أو نفر من الناس ويرسموا طريقا معوجة يسموها طريق الإسلام لا غير، ثم ينصبوا أنفسهم للهيمنة على هذا النظام الذي يزعمونه إسلاما.
لابد لاستقرار الحياة على أي وضع من أوضاعها من وجود حكام يتولون أمور الناس بالدين، وبالقوانين العادلة التي تقتضيها الحياة، كما يأذن القرآن، وسنة الرسول.
ومن المقررات الإسلامية –أن الله يزع بالسلطان ما لم يزع بالقرآن.
فكيف يستقيم في عقل إنسان أن تقوم طليعة مزعومة لتجريد الحكام جميعا من سلطانهم. ولتفتح الطريق أمام طغمة من الخبثاء، يوهمون الناس أنها طليعة الإيمان.
وبين الحكام كثيرون يسيرون على الجادة بقدر ما يتاح لهم من الوسائل، فليسوا طواغيت أبدا .. أن هذا شطط في الخيال يجمح بمؤلف الكتاب إلى الشذوذ عن الأوضاع الصحيحة، والتصورات المعقولة، ويقذف به وبدعوته واتباعه إلى أحضان الشيطان بعيدين عن حوزة الإسلام.
(8) صفحة 43: " فلا بد - أولا – أن يقوم المجتمع المسلم الذي يقر عقيدة لا إله إلا الله، وأن الحاكمية ليست إلا لله .. وحين يقوم هذا المجتمع فعلا تكون له حياة واقعية، وعندئذ فقط يبدأ هذا الدين في تقرير النظر والشرائع ...
(السبكي):فهذا هجوم من المؤلف على الواقع إذ ينكر وجود " مجتمع إسلامي " وينكر وجود نظام إسلامي، ويدعو إلى الانتظار في التشريع الإسلامي حتى يوجد المجتمع المحتاج إليه ..
يريد المجتمع الذي سينشأ على يده – ويد الطليعة .. ويخيل إلينا أن المؤلف شطح شطحة جديدة، فزعم لنفسه الهيمنة العليا على " الإلهية "في تنظيم الحياة الدنيا، حيث يقترح أولا هدم النظم القائمة دون استثناء وطرد الحكام، وإيجاد مجتمع جديد، ثم التشريع من جديد لهذا المجتمع الجديد.
(9) صفحة 45: يكرر هذا الكلام.
(10) صفحة 46: يصرح به مرة ثالثة أو رابعة فيقول: أن دعاة الإسلام حين يدعون الناس لإنشاء هذا الدين – كذا – يجب أولا أن يدعوهم إلى اعتناق العقيدة حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون ويعلمهم أن كلمة لا إله إلا الله، مدلولها الحقيقي هو رد الحاكمية لله، وطرد المعتدين على سلطان الله.
(السبكي) وهكذا من تبجحه في وجه الواقع وسفاهته على مجموع المسلمين، وتلك نزعة المؤلف المتهوس، يناقض بها الإسلام، ويزعم أنه أغير الخلق على تعاليم الإسلام ..
أليست هذه هي الفتنة الجامحة، بل الفتنة الجائحة .. من إنسان يفرض نفسه على الدين، وعلى المجتمع.
(11) صفحة 50 - يعزز فكرته الفاتنة فيقول: " وهكذا ينبغي أن تكون كلما أريد إعادة البناء من جديد – يريد تجريد الثورة العامة كلما احتيج إلى إصلاح في المجتمع.
(12) صفحة 81 يقول: " أن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين: معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها، وأنظمتها وأوضاعها، والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض، الحكم فيها للبشر في صورة من الصور .. الخ
وبهذا الكلام يلفظ المؤلف ما في نفسه من الحقد المستعر أو من الجنون المستحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(13) صفحة 83 - يقول: " أن هذا الإعلان العام لتحرير الإنسان في الأرض لم يكن إعلانا نظريا فلسفيا، إنما كان إعلانا حركيا، واقعيا إيجابيا .. ثم لم يكن بد من أن يتخذ شكل الحركة إلى جانب شكل البيان .. الخ". (السبكي):ويسير المؤلف على هذا النحو من الإغراء للبسطاء والشباب باسم الجهاد للإسلام حتى يقرر ما يأتي:
(14) - في صفحة 90 - يقول:" أن الجهاد ضرورة للدعوة إذا كانت أهدافها هي إعلان تحرير الإنسان، إعلانا جادا، يواجه الواقع الفعلي.
.. سواء كان الوطن الإسلامي آمنا أم مهددا من جيرانه، فالإسلام حين يسعى إلى السلم ..
لا يقصد تلك السلم الرخيصة وهي مجرد أن يؤمن الرقعة الخاصة التي يعتنق أهلها العقيدة الإسلامية ".
(السبكي): فهذه دعوة إلى إشعال الحروب مع الغير ولو كان الوطن الإسلامي آمنا مع أن نصوص القرآن والسنة، وتوجيهات الإسلام عامة لا تدعو إلى مثل هذا الانفعال الغاشم، إنما تعتبر الحرب وسيلة علاجية لاستقرار الحياة، وقمع الفتن، وشق طريق الدعوة إذا وقف في سبيلها خصوم يعاندونها والإسلام كله يدعو الى المسالمة مع من يسالمه ويترك الآخرين على عقائدهم الكتابية الأولى، ويقبل منهم الجزية، بل الإسلام يحبب الينا أن نحسن إلى المسالمين منهم، والبر والعدل معهم، وينهانا عن التودد إلى المسيئين الينا منهم، وهذه الملاطفة مع المسالمين والمقاطعة للمسيئين، هي ظاهرة العزة الرحيمة الإسلامية وترفعها عن الجبروت أولا، وعن المذلة ثانيا.
ولكن صاحب " معالم في الطريق "يفهم غير ذلك، ويعمد الى بعض الكتب وينقل منها كلاما عن ابن القيم ونحوه، ثم يفهم كلامهم على ما يطابق نزعته، ويتخذ من ذلك دليلا على أن الإسلام دين المهاجمات لكل طائفة وفي كل وطن وفي كل حين ..
وليس أجهل ممن يفهم ذلك، ولا أخبث قصدا ممن ينادي بذلك، والقرآن نفسه يدعونا حتى في حالة الحرب أن نقتصد في العداوة " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها .. "، فكيف نشعلها حربا لاتخمد؟
(15) – في صفحة 105 يقول: " وكما أسلفنا فإن الانطلاق بالمذهب الإلهي .. " يريد مذهبه في الثورة والفتنة والتدمير، تقوم في وجهه عقبات مادية عن سلطة الدولة، ونظام المجتمع، وأوضاع البيئة، وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام ليحطمها بالقوة .. "وهنا يعوده عقله المريض بأنه سيصادف عقبات وسيحطمها هو بوسائله التخريبية التي يسميها قوة الإسلام.
ولو حاولت أنا شخصيا أن أغالط فيما فهمته، أو أحسن الظن بما يقوله مؤلف "معالم في الطريق " لكنت في نظر نفسي مدلسا في الحقيقة السافرة، مبتعدا عن الصواب وعما يريده هو من كلامه من صدام وتخريب، وشر مستطير لا يعلم مداه غير الله.
(16) – وفي الصفحات 110 إلى 156 وما يليها و القول (للسبكي) تشتعل الثورة الحانقة في نفوس الكاتب فيلهب مشاعر القارئ البسيط، ويدلس في الكلام توجيهاً معسولاً رطبا جذاباً نحو الأمل الذي يتخيله لنفسه ولمن ينصاع لفتنته.
(17) – ويقول في صفحة 156 سطر 9، 10: " المجتمع الإسلامي وليد الحركة .. والحركة هي التي تعين مقدار الأشخاص فيه، وقيمتهم، ومن ثم تحدد وظائفهم فيه ومراكزهم " هكذا يقول. ويكرر ذلك الأمل في صفحة 158 سطر 8 وما بعده.
ثم يتابع هذه العبارات بعبارات مثلها أو اشد منها خداعا وإغراءا وتوريطا، مما لا يدعو مجالاً لحسن الظن بما يقوله الكاتب في كتابِه
وهكذا يدور المؤلف في الكتاب كله حول فكرته في عبارات متشابهة، أو بعضها أشد من بعض في تحريضه. وإني لأكتفي بما أنقله أخيرا من كلماته:
(18) – صفحة 206، 207 يقول: " وحين يدرك الإسلام هذا النحو الذي فهمه هو في ثورته فان هذا الإدراك بطبيعته سيجعلنا نخاطب الناس، ونحن نقدم لهم السلام في ثقة، وفي عطف كذلك ورحمة. ثقة الذي يستيقن أن ما معه هو الحق وان ما عليه الناس هو الباطل، وعطف الذي يرى شقوة البشر وهو يعرف كيف يسعدهم .. ورحمة الذي يرى ضلال الناس، وهو يعرف أين الهدى الذي ليس بعده هدى .. وهذه كلمات يستبيحها لنفسه ومن يتطاول إلى مقام الرسل إذ يكون مطمئنا إلى ما يتلقاه من الوحي، ومستشعرا بعصمة نفسه بسبب عصمة الله له من الخطأ، وأنه على الهدى الذي لا هدى بعده .. عجب، وعجيب شأن هذا المتهور ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك الذي بلغ هذا المبلغ بعد محمد بن عبد الله يا ترى؟ ..
أهو سيد قطب الذي سول له شيطانه أن ينعق في الناس بهذه المزاعم ويقتادهم وراءه إلى المهالك ليظفر بأوهامه التي يحلم بها ..
(19) ـ انه ليمعن في غروره فيقول ـ نفس صفحة 206ـ لن نتدسس إليهم بالإسلام .. سنكون صرحاء معهم غاية الصراحة: هذه الجاهلية التي انتم فيها نجس والله يريد أن يطهركم ..
هذه الأوضاع التي انتم فيها خبث، والله يريد أن يطيبكم ..
هذه الحياة التي تحيونها دون، والله يريد أن يرفعكم ..
هذا الذي أنتم فيه شقوة و بؤس و نكد،والله يريد أن يخفف عنكم و يرحمكم و يسعدكم .. الإسلام سيغير تصوراتكم وأوضاعكم وقيمكم، وسيرفعكم الى حياة أخرى تنكرون معها هذه الحياة التي تعيشونها .. الخ" وذلك تكرار لما سبق مثله من التغرير بالآمال، والأماني واستدراج البسطاء إلى المطامع والتهور.
(20) – صفحة 209 - : " ولم تكن الدعوة في أول عهدها في وضع أقوى ولا أفضل منها الآن، كانت مجهولة، مستنكرة من الجاهلية، وكانت محصورة في شعاب مكة مطاردة من أصحاب الجاه والسلطان فيها .. الخ.
(21) – صفحة 212: " وحين نخاطب الناس بهذه الحقيقة، ونقدم لهم القاعدة العقيدية للتصور الإسلامي الشامل يكون لديهم في أعماق فطرتهم ما يبرر الانتقال من تصور إلى تصور، ومن وضع الى وضع .. الخ". وبهذا الذي نقلته من الكتاب -والقول للسبكي- صار واضحا من منطق الكاتب نفسه أنها دعوة هدامة غير سلمية، ولا هادفة إلى إصلاح، وان كانت مسماه عند صاحبها بذلك الاسم المصطنع.
ومهما يكن أسلوب الكاتب مزيجا بآيات قرآنية، وذكريات تاريخية إسلامية فإنه كأساليب الثائرين للإفساد في كل مجتمع فهم يخلطون بين حق وباطل ليموهوا على الناس.
والمجتمعات لا تخلو من أغرار بسطاء، فيحسنون الظن بما لا يكون كله حقاً، ولا إخلاصاً، وقد يسيرون وراء كل ناعق وخاصاً إذا كان يهدي الغير باسم الدين، ووجدوا في غضون هذه الدعوة تلميحاً بالأمل في المراكز، والأوضاع والقيم الجديدة في المجتمع الجديد.
وهذه الحيلة هي نفسها حيلة إبليس فيما صنعه مع آدم، وحواء، وفيما يدأب عليه دائما في فتنة الناس عن دينهم، وعن الخير في دنياهم. ويزين لهم كل قبيح، ويوهون عليهم كل عسير، حتى إذا ما تورطوا في الفتنة تبرأ منهم وقال للإنسان " إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين "، ولكن بعد أن يكون ما تكون من الإفساد الذي حظرنا منه ونهانا عنه في كثير من الآيات، وهددنا عليه بشر العقوبات والعذاب.وبعد:
فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور:
1 - إن المؤلفَ إنسانُ مسرفُ في التشاؤم، ينظر إلى المجتمع الإسلامي، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال.
2 - إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع، وتصدع الأمن، والهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معنى الثورة الحركية التي رددها كلامه .. أ هـ
مجلة الثقافة الإسلامية العدد الثامن لسنة 23 في شعبان سنة 1385 هـ – 24 نوفمبر سنة 1965 م
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 02:18]ـ
بارك الله فيكم ولشيخ العربية محمود شاكر أبي فهر رد على سيد قطب وسبه لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ عبداللطيف رد على كتاب المعالم لسيد قطب وبين انحرافاته في الكتاب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 02:46]ـ
ليتك تعرفنا نبذة عن الشيخ السبكى
واقول كلام مقررا عند طلبة العلم لكن أقوله للمبتدئين
ان سيد رحمه الله له أخطاء وله عذره فيها لظروف كثيرة بيئية ومكانية وزمنية وغيرها
ويكفينا ان نعرف ان من العلماء الائمة الذين ما كان لهم عمل منذ نعومة أظفارهم الا العلم تعلم وتعليم الى سن شيخوخيهم ورغم ذلك أخطأوا كثيرا ووقعوا فى التقول بأقوال بدعية ومنهم من رجع لكن فى أخر حياته العلمية بعد ما بلغ الذروة فى العلم ومنهم من لبس عليه حتى الممات
مثلا محمود شكرى الالوس أبو المعالى انتقل فى حياته من صوفية صرف الى صوفية مخلطة بسنة الى سنة صرف
والشيخ محمد رشيد رضا معلوم ما أخطأ فيه كانكاره للجن والمهدى وغير ذلك
وغيرهم كثير كثير كالنووى وبن حجر والسيوطى ووووو الخ
وهؤلاء أئمة بل ومن قبلهم صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الكرام البررة
و مازال اهل العلم يعتذرون عنهم الى الان
فابن القيم يقول فى زاد المعاد عن بعض الصصحب الكرام أن اجتهادهم مغفور لا مشكور
وكذا يقولون عن المعاصرين الاحياء منهم والاموات لهم العذر فى الخطأ ولو ثبت لديهم الحق لما ترددوا فى قبوله
ثم بعد ذلك أقول
كيف بمن على شاكلة الشيخ سيد قطب رحمه الله لله دره
التزم على كبر بعد ما نخرط مع الظلمة ثم بعد ما التزم لم تتاح له فرصة طلب العلم لظرف الزمن وفشو الجهل وبعد اهل العلم عن المحلة وتردده على السجن فترات طويلة حتى ان حكم الاعدام صدر عليه أكثر من مرة ووقف الا الأخيرة ومع ذلك كان لا يألو جهدا فى تحرى الحق حتى ان الشيخ فلان (نسيت اسمه) ذكر للشيخ محمد اسماعيل المقدم أن سيد قطب كان يرسل الظلال فى ملازم للشيخ محمد أبو زهرة ليراجعه فقهيا
أظن الفرق واضح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 04:00]ـ
ليتك تحذرنا من طاغوت مصر مثلا الكافر
أم أنكم من سلفية أمن دولة؟
سبحان ربي
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 04:02]ـ
ليتك تعرفنا نبذة عن الشيخ السبكى
واقول كلام مقررا عند طلبة العلم لكن أقوله للمبتدئين
ان سيد رحمه الله له أخطاء وله عذره فيها لظروف كثيرة بيئية ومكانية وزمنية وغيرها
ويكفينا ان نعرف ان من العلماء الائمة الذين ما كان لهم عمل منذ نعومة أظفارهم الا العلم تعلم وتعليم الى سن شيخوخيهم ورغم ذلك أخطأوا كثيرا ووقعوا فى التقول بأقوال بدعية ومنهم من رجع لكن فى أخر حياته العلمية بعد ما بلغ الذروة فى العلم ومنهم من لبس عليه حتى الممات
مثلا محمود شكرى الالوس أبو المعالى انتقل فى حياته من صوفية صرف الى صوفية مخلطة بسنة الى سنة صرف
والشيخ محمد رشيد رضا معلوم ما أخطأ فيه كانكاره للجن والمهدى وغير ذلك
وغيرهم كثير كثير كالنووى وبن حجر والسيوطى ووووو الخ
وهؤلاء أئمة بل ومن قبلهم صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الكرام البررة
و مازال اهل العلم يعتذرون عنهم الى الان
فابن القيم يقول فى زاد المعاد عن بعض الصصحب الكرام أن اجتهادهم مغفور لا مشكور
وكذا يقولون عن المعاصرين الاحياء منهم والاموات لهم العذر فى الخطأ ولو ثبت لديهم الحق لما ترددوا فى قبوله
ثم بعد ذلك أقول
كيف بمن على شاكلة الشيخ سيد قطب رحمه الله لله دره
التزم على كبر بعد ما نخرط مع الظلمة ثم بعد ما التزم لم تتاح له فرصة طلب العلم لظرف الزمن وفشو الجهل وبعد اهل العلم عن المحلة وتردده على السجن فترات طويلة حتى ان حكم الاعدام صدر عليه أكثر من مرة ووقف الا الأخيرة ومع ذلك كان لا يألو جهدا فى تحرى الحق حتى ان الشيخ فلان (نسيت اسمه) ذكر للشيخ محمد اسماعيل المقدم أن سيد قطب كان يرسل الظلال فى ملازم للشيخ محمد أبو زهرة ليراجعه فقهيا
أظن الفرق واضح
أخي الكريم الرجاء منك قراءة المكتوب بتمعن، و الرجاء عدم التعصب على الباطل:
1. إن سيد قطب لا يعذر بسبب الظروف الزمانية و المكانية فهو قد تكلم في ما لم يعلم.
2. ما شأن الظروف البيئية التي يعذر بها سيد قطب عفى الله عنه.؟!!!!!!!!
3. قد تكلم سيد قطب عفى الله عنه في حضرة علماء الأزهر الشريف الأجلاء.
4. إن سيد قطب عفى الله عنه ليس بعالم في الشرع لكي يكتب في الشرع إنما هو لغويٌ بحت.
5. لا يقارن سيد قطب عفى الله عنه بالعلماء من المحدثين كالنووي و ابن حجر العسقلاني، فإن هؤلاء علماء بالشرع يعذرون و لكن سيد ليس بعالم فيه (فأين الثرى من الثريا).
6. لا يقارن سيد قطب عفى الله عنه بالأئمة من حيث العلم و بلوغ الذروة منه، لأنه في العلم الشرعي صفر اليدين.
7.لم يرجع سيد قطب عفى الله عنه عن أخطاءه الكفرية البحته، ومنها قوله بأن القرآن مخلوق، و أنه لا يوجد مسلم على البسيطة ظننا منه أنه هو الوحيد المتمسك بالإسلام و هو عن ذلك بعيد أشد البعد.
8. لا تلزم مقارنتك بأن أهل البدع ينتقلون من بدعهم إلى بدع أخف أنهم على خير، علما بأن سيد قد تخطى البدع إلى القول بالأقوال الشنيعة على صحابة النبي صلى الله عليه و سلم.
9.إن إنكار المهدي و الجن لا يقارن بسب الصحابة، و لا بنفي الصفات، و لا بالكلام بغير علم في القرآن فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من تكلم في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
10. إن الصحابي معذور لأنه قد صحب النبي صلى الله عليه و سلم، و إنه له حجة و علم باللغة أكثر من غيره، و أيضا هو يعلم أسباب التنزيل و ما نزلت فيه الأحكام، و أيضا إن الصحابة كالنجوم فكيف تقارن سيد بالصحابة، علما بأن سيد لا يعرف من الدين شيء إلا الرأي، و لا يعلم النقل.
11. الرجاء كتابة الجزء و الصفحة التي نقلت بها من زاد المعاد، و من قال بأن المعاصرين الأحياء منهم و الأموات لهم العذر في الخطأ و لو ثبت لديهم الحق لما ترددوا في قبوله.
12. هل تأيد أنه يجوز القبول والرد و التردد دون مراعاة لصحة النقل من عدمه.
13. إن واضح كلامك لا ينطبق على سيد لأنه ليس من العلماء المعصرين و إنما هو فرد بعيد عن العلم، و هو ليس بعالم فيعذر باجتهاده.
14. كان العلم فاشيا في عهد سيد، و قد تقدم أن للعلماء الذين عاصروه ردودا عليه مثل الشيخ محمود شاكر رحمه الله في قضية سب سيد لصحابة النبي صلى الله عليه و سلم، و لكن سيدا لم يستجب لتكبره، و لعدم اعترافه بوجود العلماء و المسلمين.
15. تقول أن سيد كان يريد أن يتعلم، فلم لم يطلب العلم، مع وجود العلماء، و إن قولك يلزم أنك تعترف بأن قولك عن سيد أنه عالم خطأ، لأنه لا يوجد شخص يكون عالما دون أن يتعلم.
16. إن سيد لم يسجن إلا لأفكارة المنحرفة الداعية إلى التكفير و الخروج و القتل، و إنما حكم على سيد بالإعدام لأنه قد بالغ في الإضلا ل و التكفير، و لأنه يحاول زرع الفتنة في مصر، و لأنه يريد الإنقلاب و الخروج على الحكم.
17. إذا كنت لا تعرف (الشيخ فلان فلا تذكره و لا تذكر مقولته، لأنها تكون من الخبر المجهول، و لأنها تدليس ظاهر.
18. هل ظلال القرآن فيه شيء من الفقه، أم أنه كلام في القرآن بغير علم و تأويل منحرف عن أصول و أسس التفسير الشرعي التي لا يعلم سيد منها شيئا، و لا حتى غبارها، و دليل ذلك كتابته عن أمور لا تمد بصلة إلى معنى الآية الشرعي و اللغوي.
19. الرجاء منك تعلم اللغة العربية لسوء كتابتك، و كيف تكون عارفا لمعاني القرآن و السنة إلا إذا كنت عالما بلغة الإسلام.
20. الرجاء الكتابة في نقاط محددة صحيحة، مستندة إلى أدلة نقلية صحيحة مع عزو النقل إلى مرجعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 04:06]ـ
ما شاء الله سيد قطب لا يعذر و الحكام معذورون؟
سبحان الله كلامك لا يصدقه إلا ساذج.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:15]ـ
يا أبو عبدالله
أرجوك لاتتكلم الا بنقول من اهل العلم
ان سيد قطب محسوم فى أمره من قبل كل علماء العصر الحديث
فلم يتركوا نقطة او شبهة حول سيد قطب الا وفندوها
فنحن لا ننتظرك لتصحح لنا عقيدتنا التى تلقيناها من كافة علماء العصر فى سيد قطب
واقرأ كلام ائمتنا
وسأبين لك خطأ كلامك كله بنقول اهل العلم ان شاء الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:20]ـ
تقبل الله صيامكم ..
صاحب الموضوع منذ متى تستدلون بكلام علماء الأزهر .....
كتاب المعالم المشار إليه قد أثنى عليه المحدث العلامة الالباني .. بل لم يجد غضاضة في الاستدلال بصحفات من هذا الكتاب في مختصر علو الذهبي ... وقدمه بقوله قال الاستاذ الأديب الكبير أو كما قال رحمه الله ..
فلماذا أخذت كلام الأزهري وتركت كلام الألباني رحمه الله ...
وقد ذكر الشيخ المنجد في ترجمة الشيخ الالباني رحمه الله أنه كان يدرس هذا الكتاب لطلبته في الشام ..
.. وحبذا لو أتيتنا بكلام من علماء الأزهر في كشف انحراف الطواغيت الذين حكموا مصر قبل الثورة وبعد الثورة .... وأحدهم قام بقتل الشهيد ان شاء الله سيد قطب .. أمام رفض جل علماء العصر بل وحتى حكامه .. كرئيس الباكستان فيمااذكر .. بل الشيخ بن باز رسالة استنكار وشجب ..
..
لو كان الكتاب مجرد نقاش علمي لهان الامر .. أما أن يقال انحراف لكلمات أساء قارؤها فهمها ولم يحيطو يسيرة الرجل ولا حياته .. بل تلقفوا كلمات من هنا وهناك روجها اعداء الدين انذاك .. سيد كان جسرا للامة الإسلامية إلى مصدر عزها في وقت غيبت فيه الشريعة في جل المجتمعات الإسلامية .. فكان داعيا إليها .. فبالله عليكم يأتي شخص ويتهمه بالانحراف والضلال والبدعة ...
وقد سئمنا والله الرد على هؤلاء المشوشين .. حسبهم في ذلك تقليد فلان وعلان .. وهذا يلزمهم ولايلزمون به غيرهم .. ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:26]ـ
ما شاء الله سيد قطب لا يعذر و الحكام معذورون؟
سبحان الله كلامك لا يصدقه إلا ساذج.
أخي الحبيب: وفقك الله.
لم يقل أحد ممن تكلموا في سيد تجاوز الله عنا وعنه، أن الحكام معذورين في حكمهم بغير ما أنزل الله. والمسألة دائرة على تكفيرهم من دونه فلا تخلط الأمرين بمثل هذا الإستهزاء.
ولا أدري لماذا كلما أثير موضوع انحراف سيد رحمه الله، ذكرتم في ثنايا مناقشتكم مسألة الحكام أو مسألة الإيمان والإرجاء وغيرها. مستغفلين إخوانكم كون سيد لم يكتب ما كتب إلاباسم الإسلام أما الحكام فيضلمون باسم الحكم وباسم الرياسة. ففرق أن يجرم مجرم لشهوة وبين أن ينسب ما أجرم إلى دين الباري جل وعلا. أفلا تعقلون.
نريد فقط منكم شجاعة في الجواب عن بعض الأسئلة:
- قلتم أن الظروف الزمانية والمكانية لم تساعد سيد رحمه الله على الرجوع إلى الحق وأهله:
اقرأ ردّه على نصيحة المؤرخ الأديب محمود شاكر رحمه الله. واصدق مع الله قبل أن تحكم: هل كابر الرجل أم تواضع وأنصف، وهل صدق أم كذب، وهل جهل أم علم، وهل تأدب في الخطاب مع الشيخ الأديب أم استهزأ بأسلوب يضحك الثكلى متهما إياه بالمرض وأي مرض:
مرض الغيرة على أعراض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إخوتاه: الموضوع لا يمكن تمييعه واختزاله في مسألة ومسألتين وثلاث ... الموضوع قائم على منهج رسمه سيد لنفسه وفق نظريات سياسية قائمة على تجريم توريث معاوية رضي الله عنه الحكم لابنه يزيد عامله الله بما هو أهله.
ومن ثم كانت المكابرة في رفض وصف الصحبة لثلّة من الأخيار، ووصمهم بأوصاف لا تليق به فكيف بهم.
غير أني أجد نفسي مضطرا إلى هذا السؤال:
هب أن كل من تكلم في سيد قطب تجاوز الله عنا و عنه أخطأ في حقه وغلا في جفائه:
هل من العدل أن نصم هؤلاء لمجرد أن تكلموا فيه بأبشع الأوصاف، ونسكت عنه بل وندافع عنه بأكبر من ذلك وقد تكلم في عثمان الذي تستحي منه الملائكة ولم يستح منه سيد، عثمان الذي قال فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم.
ليس من العدل إطلاقا: والإنصاف إن تكلمتم في من تكلم فيه لأجله أن تتكلموا فيه بمثل ذلك على الأقل لأجل سوء أدبه مع من وجب التأدب معهم أدبا مع من ترضى عنهم في كتابه الكريم.
أوَ يسخط رجل على من ترضى الله عنه في كتابه ويدافع عنه بكل تلك المقالات والكتابات تحت غطاء الإنصاف .... سبحانك هذا بهتان عظيم.
عفا الله عنا وعنكم
أخوكم كمال بولحارس الجزائري.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:26]ـ
وأحب أن اطمئن اخواننا محبين شيخنا الشهيد سيد قطب
أنه لن يسمع أحد لكلام ليس له مصدر من طالب علم كابو عبدالله
أما كلام بعض اهل العلم على سيد واجحافهم به فاطمئنوا أيضا فقد فند شبههم اكابر ائمة هذا العصر وأنكروا عليهم بشدة وأخذوا على أيديهم كالعلامة بكر ابو زيد رحمه الله والعلامة الجبرين
وغيرهم كثير ولاتنسوا أن من يجحف ويبدع سيد قطب يبدع ايضا علمائنا فاطمئنوا لقد هدموا أنفسهم بتلك المعاصى العظام فلا تجد لهم الا قلة قليلة من الانصار رغم علم بعضهم الغزير
ويكفى ما قاله اهل العلم فى ان الشبه على الحق تزيد فى ظهوره وتمسك الناس به وحبه لأنه يجاب عليها بوجوه وأدلة تظهر لمعان الحق أكثر من أكثر من جهة
فاطمئنوا ان محاولات قتل سيد قطب الى الان قائمة ولن تنجح الى يوم الدين لأن الله يبارك فى الحق
ولى عودة لبيان خطأ هؤلاء بنقول اهل العلم
واكرر لا يتكلم احد الا بنقل من اهل العلم (المنصفين) لا غيرهم الذين يبدعون اكابر شيوخنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:40]ـ
ليتك تحذرنا من طاغوت مصر مثلا الكافر
أم أنكم من سلفية أمن دولة؟
سبحان ربي
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين.
أما بعد .....
فيا تونسي تعال إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
القول في بعض الأخطاء كالقول في بعض الأخطاء الأخرى والرد على بعض المخالفين كالرد على البعض الآخر ولست في صدد الدفاع عن الحكام ونبزك للسلفيين بأنهم سلفية أمن الدولة شنشنة بانت منذ زمن فهل الفوزان والغديان واللحيدان والعباد وآل الشيخ عندك من هؤلاء
نسأل الله لك الهداية والصلاح ولو نزلت قاعدتك التكفيرية على سيد قطب لقلت فيه الأقوال الشنيعة فهذا سيدكم الذين تدافعون عنه:
قال سيد قطب في تفسير سورة ص: " هذا الحرف .. (صاد) .. يقسم به الله سبحانه كما يقسم بالقرآن ذي الذكر، وهذا الحرف من صنعة الله تعالى .. " [في ظلال القرآن (5/ 3006 - 30079].
(والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً، وهو مثل صنع الله في كل شيء، وصنع الناس). (في ظلال القرآن ـ 1/ 38 - دار الشروق).
وقال: (فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها، إنما هو كسائر ما يبدعه الله؛ يعجز المخلوقون أن يصفوه؛ فهو كالروح من أمر الله). (في ظلال القرآن ـ 4/ 2249 - 2250 - دار الشروق).
فهاهو سيدكم يقول بخلق القرآن فماذا تقول ياتونسي في القائل بخلق القرآن وبماذا تعتذر له؟!!!!
وقال عن خلافة عثمان:
(ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي ر امتداداً طبيعيّاً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان [الذي تحكّم فيه مروان] كان فجوة بينهما). (العدالة الاجتماعية ـ ص172 - دار الشروق 1415)
وأنت ياتونسي تكفر الحكام فماذا تقول في من يبيح التشريع بغير حكم الله للمصلحة واقرأ قول سيدكم:
قال في تفسير قول الله تعالى: {وَفِي الرِّقَابِ} [التوبة:60]: (وذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق). (في ظلال القرآن ـ 3/ 1669 - دار الشروق).
وقال: (في يد الدولة أن تفرض ضرائب خاصة غير الضرائب العامة كما تشاء؛ فتخصص ضريبة للجيش، وضريبة للتعليم، وضريبة للمستشفيات، وضريبة للضمان الاجتماعي، وضريبة لكل وجه طارئ لم يحسب حسابه في المصروفات العامة، أو تعجز الميزانية العادية عن الإنفاق عليه عند الاقتضاء). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص43 - دار الشروق 1993م ط13).
وهذا القول هو الذي جعل أهل مصر في ضيق بسبب أخذ الحكومة به فماذا تقول ياتونسي
وقال: (في يد الدّولة أن تنزع الملكيّات والثّروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد، ولو كانت هذه الملكيّات قد قامت على الأسس التي يعترف بها الإسلام ونَمَتْ بالوسائل التي يبرّرها) (المصدر نفسه ـ ص44).
وقال: (حق المجتمع مطلق في المال، وحق الملكية الفردية لا يقف في وجه هذا الحق العام، والإسلام يعطي هذه السلطات للدولة ـ ممثلة المجتمع ـ لا لمواجهة الحاجات العاجلة فحسب، بل لدفع الأضرار المتوقعة). (المصدر نفسه ـ ص43).
وقال: (مبدأ الملكية الفردية في الإسلام لا يمنع تبعاً لهذا المصالح المرسلة وسد الذرائع ـ أن تأخذ الدولة نسبة من الربح أو نسبة من رأس المال ذاته). (العدالة الاجتماعية ـ ص123 - دار الشروق 1415).
وقال: (الإسلام يَعُدُّ العمل هو السبب الوحيد للملكية والكسب، ورأس المال في ذاته ليس سبباً من أسباب الكسب الصحيحة). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص40 - دار الشروق 1993م ط13).
وقال:
فأما القاعدون الذين لا يعملون فثراؤهم حرام، وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع، وأن لا تدعه لذلك المتبطل الكسلان). (المصدر نفسه ـ ص52).
ويرى أنه: (لا بد أن يوجد المجتمع المسلم أوَّلاً بتركيبه العضوي ... وساعتها قد يُحتاج إلى البنوك، وشركات التأمين وتحديد النسل ... إلخ، وقد لا يُحتاج! ذلك أننا لا نملك أن نقدّر أصل حاجته ولا حجمها ولا شكلها حتى نُشرِّع لها سلفاً). (في ظلال القرآن) (4/ 2010 - دار الشروق
فماذا تقول ياتونسي فيمن قال بخلق القرآن ورأى بالاشتراكية وقال بكفر المسلمين
فيا محبي سيد قطب لنا أن نسألكم عدة أسئلة:
ماهي عقيدة سيد قطب هل هي عقيدة السلف الصالح أم أنها عقيدة الجهمية وأهل التمشعر؟
هل كان سيد قطب يعرف معنى لا إله إلا الله وبما كان يفسرها؟
هل دعا سيد قطب إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله ونبذ الشرك؟
ما حكم من قال بخلق القرآن يا أهل السنة؟
وأخيرا يا أهل السنة لماذا تردون على القبورية والجهمية كالجفري وعلي جمعة وسيد عقيدته عقيدة التمشعر والجهمية فإما أن تردوا على الكل وإما أن تسكتوا عن الجميع!!!!!!!!!!!!
نتمنى أن يبين لنا التونسي عقيدة سيد قطب السلفية.
وهل أنت في نظر سيد قطب ياتونسي مسلم أم كافر مع الاستدلال؟!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:51]ـ
أنا لم ادخل في الموضوع لأناقش عقيدة سيد قطب من غيرها
و لكن شاركت لأنك من ما نبزت به سيد قطب, دعوته لتكفير الحكام و الإنقلاب عليهم ,و هذا واضح في مشاركتي رقم ستة.
العجيب أنكم كثيرا ما تحذرون من سيد رحمه الله بينما لا نرى ردودكم على من شرع القوانين الوضعية و أهان شريعة الإسلام و مزق القرآن تمزيقا معنويا.
أين ردودكم على هؤلاء؟
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:56]ـ
وأحب أن اطمئن اخواننا محبين شيخنا الشهيد سيد قطب
أنه لن يسمع أحد لكلام ليس له مصدر من طالب علم كابو عبدالله
أما كلام بعض اهل العلم على سيد واجحافهم به فاطمئنوا أيضا فقد فند شبههم اكابر ائمة هذا العصر وأنكروا عليهم بشدة وأخذوا على أيديهم كالعلامة بكر ابو زيد رحمه الله والعلامة الجبرين
وغيرهم كثير ولاتنسوا أن من يجحف ويبدع سيد قطب يبدع ايضا علمائنا فاطمئنوا لقد هدموا أنفسهم بتلك المعاصى العظام فلا تجد لهم الا قلة قليلة من الانصار رغم علم بعضهم الغزير
ويكفى ما قاله اهل العلم فى ان الشبه على الحق تزيد فى ظهوره وتمسك الناس به وحبه لأنه يجاب عليها بوجوه وأدلة تظهر لمعان الحق أكثر من أكثر من جهة
فاطمئنوا ان محاولات قتل سيد قطب الى الان قائمة ولن تنجح الى يوم الدين لأن الله يبارك فى الحق
ولى عودة لبيان خطأ هؤلاء بنقول اهل العلم
واكرر لا يتكلم احد الا بنقل من اهل العلم (المنصفين) لا غيرهم الذين يبدعون اكابر شيوخنا
أخي تكلم في سيد قطب جمع من العلماء ولا تظن أن ربيع المدخلي أو من معه هم الذين ردوا فقط على ابن قطب بل رد عليه العلامة محمود شاكر وأبى سيد واستكبر في مسألة الصحابة ورد عليه محدث القصيم عبدالله الدويش ورد عليه علماء الأزهر ولماذا إذا فتح ملف سيد قطب أن تحملونا أخطاء الحكام فالقضية الآن في أخطاء ابن قطب
ولو جئت بكلام لبعض الفضلاء الأخيار في الثناء على سيد لجاء لك المخالف بكلام العشرات من الفضلاء الذين ردوا على سيد ولنا الآن حل واحد لإنهاء ملف سيد قطب
عرض كتب ومؤلفات سيد قطب ومقالاته في الميزان دون حماس فارغ أو تعصب
فلتبينوا لنا عقيدة سيد قطب هل هي العقيدة السلفية أم أنها تأويل الصفات؟
بينوا لنا عقيدة ابن قطب في القرآن وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم؟
نتمنى أن يشارك الإخوة ويكون النقاش نقاشا علميا بعيدا عن السب والاتهامات والاستهزاء ومن تكلم فإما أن يتكلم بعلم أو يسكت بحلم
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 06:37]ـ
تقبل الله صيامكم ..
صاحب الموضوع منذ متى تستدلون بكلام علماء الأزهر .....
كتاب المعالم المشار إليه قد أثنى عليه المحدث العلامة الالباني .. بل لم يجد غضاضة في الاستدلال بصحفات من هذا الكتاب في مختصر علو الذهبي ... وقدمه بقوله قال الاستاذ الأديب الكبير أو كما قال رحمه الله ..
فلماذا أخذت كلام الأزهري وتركت كلام الألباني رحمه الله ...
وقد ذكر الشيخ المنجد في ترجمة الشيخ الالباني رحمه الله أنه كان يدرس هذا الكتاب لطلبته في الشام ..
.. وحبذا لو أتيتنا بكلام من علماء الأزهر في كشف انحراف الطواغيت الذين حكموا مصر قبل الثورة وبعد الثورة .... وأحدهم قام بقتل الشهيد ان شاء الله سيد قطب .. أمام رفض جل علماء العصر بل وحتى حكامه .. كرئيس الباكستان فيمااذكر .. بل الشيخ بن باز رسالة استنكار وشجب ..
..
لو كان الكتاب مجرد نقاش علمي لهان الامر .. أما أن يقال انحراف لكلمات أساء قارؤها فهمها ولم يحيطو يسيرة الرجل ولا حياته .. بل تلقفوا كلمات من هنا وهناك روجها اعداء الدين انذاك .. سيد كان جسرا للامة الإسلامية إلى مصدر عزها في وقت غيبت فيه الشريعة في جل المجتمعات الإسلامية .. فكان داعيا إليها .. فبالله عليكم يأتي شخص ويتهمه بالانحراف والضلال والبدعة ...
وقد سئمنا والله الرد على هؤلاء المشوشين .. حسبهم في ذلك تقليد فلان وعلان .. وهذا يلزمهم ولايلزمون به غيرهم .. ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
قال العلامة المحدث ناصر الدين الألباني -رحمه الله-:
هناك فصل قيم جدا في كتاب سيد قطب (معالم في الطريق) .. الرجل ليس عالما لكن له كلمات عليها نور وعلم
قال السائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
فكنت أتمنى سؤال واحد فقط، هل قلتم مرة أن (معالم في الطريق) هو توحيد كُتب بأسلوب عصري؟
فقال فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-:
أنا أقول إنه في هذا الكتاب فصل قيّم جداً، أظن عنوانه: (لا إله إلا الله، منهج حياة) .. هذا الذي أقوله ..
وأنا قلتُ آنفاً، ومثل ما يقولوا عندنا بالشام [غير واضح] الرجل ليس عالماً، لكن له كلمات عليها نور، عليها علم .. مثل: منهج حياة ..
أنا أعتقد إن العنوان هذا كثير من إخوانا السلفيين ما تبنوا معناه، أنه (لا إله إلا الله) منهج حياة.
فالشيخ الألباني لم يمدح ذات سيد قطب و لكن مدح عنوان قد وضعه سيد قطب فتحرى و تمعن في الكلام قبل أن تتقول على أسود السلفية أقوالا ما قالوها.
وقول الشيخ الألباني بنص أنه (سيد) ليس بعالم دليل عليك لا لك.
و قوله رحمه الله له كلمات عليها نور ليس مدح لسيد و إنما للكلمات التي ممكن أن يقولها غيره.
و هذه جملة من أقوال الشيخ الألباني في سيد قطب بواسطة كتاب حق كلمة الألباني في سيد قطب للشيخ علي حسن:
1 - (كان في كتب سيد قطب القديمة: كثير من الأخطاء العلمية سواء مايتعلق منها ببعض العقائد أو ببعض الأحكام) كلمة حق: 43:حق كلمة: 36
2 - (نقل (سيد) كلام الصوفية ولايمكن ان يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود لكن نحن من قاعدتنا اننا لانكفر إنسانا-ولو وقع في الكفر –إلا بعد إقامة الحجة) كلمة حق: 71
حق كلمة: 38
3 - ((سيدقطب) ليس فقيها وليس عالما وأنه لايستطيع أن يعبر عن المعاني الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة وأنه لم يكن عالما) كلمة حق: 95 وحق كلمة: 34
4 - وقال: (لايزيد سيد عن كونه كان كاتبا كان أديبا منشئا لكنه لم يكن عالما فلاغرابة أن يصدر منه أشياء وأشياء وأشياء تخالف المنهج الصحيح) كلمة حق: 43 حق كلمة 29
5 - وقال: (نحن ماأنكرنا هذا الحق الذي يقوله لكنا انكرنا هذا الباطل الذي قاله) كلمة حق: 75 حق كلمة:27
6 - ومن آخر ماكتبه الشيخ بخط يده عن ابن قطب:
ماقاله معلقا على كتاب شيخنا ربيع (العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم):
(كلمارددته على سيد قطب حق وصواب ومنه يتبين لكل قاريء مسلم على شيء منالثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بإصوله وفروعهفجزاك الله خيرا أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهلهوانحرافه عن الإسلام) كلمة حق:62 - 63 حق كلمة: 41
7 - لهم ما لنا , و عليهم ما علينا. يعني أهل الذمة ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 195)
باطل لا أصل له .... ثم علق بكلام طويل ثم قال:
ومن هنا يظهر جليا صدق عنوان كتابنا هذا في الأحاديث الضعيفة: " و أثرهاالسيئ في الأمة " , فطالما صرفت كثيرا منهم على مر الدهور و العصور عندينهم , لا فرق في ذلك بين العقائد و الأحكام و الأخلاق و السلوك , و ليس ذاك في العامة فقط , بل و في بعض الخاصة , و ها هو المثال بين يديك , فإنهذا الحديث الباطل , قد تلقاه بالقبول بعض الدعاة و الكتاب الإسلاميين , وأشاعوه بين الشباب المسلم في كتاباتهم و محاضراتهم , و بنوا عليه من الأحكام ما لم يقل به عالم من قبل! فهذا هو كاتبهم الكبير الشيخ محمدالغزالي يقول فيما سماه بـ " السنة النبوية .. " (ص 18):" وقاعدةالتعامل مع مخالفينا في الدين و مشاركينا في المجتمع: لهم ما لنا و عليهمما علينا. فكيف يهدر دم قتيلهم ?! ".
وهو تابع في ذلك للأستاذحسن البنا رحمه الله , فهو الذي أشاعه بين شباب الأخوان و غيرهم , و هذاهو سيد قطب عفا الله عنه يقول مثله , و لكن بجرأة بالغة على تصحيح الباطل:" و هؤلاء لهم ما لنا و عليهم ما علينا بنص الإسلام الصحيح "!! كذا في كتابه " السلام العالمي " ص 135 - طبع مكتبة وهبة الثانية
قد جرى على هذه الوتيرة من المخالفة للنصوص الصحيحة , اعتمادا على الأحاديثالضعيفة غير هؤلاء كثير من الكتاب المعاصرين , لجهلهم بالسنة , و تقليدهم لبعض الآراء المذهبية , و من هؤلاء الأستاذ المودودي رحمه الله , و قدتقدم الرد عليه في تسويته بين المسلم و الذمي في الحقوق العامة تحت الحديثالمتقدم برقم 460) اهـ كلامه بحروفه
و هذه أقوال محدث العصر فلا تتقول على الشيخ الألباني!!!!!!!!!!!!!!!
و بعد فإن سيد لا يطلق عليه شهيد لأنه لا يعلم ذلك.
و أما رسالة لشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله للشفاعة لسيد عند الرئيس عبدالناصر فهي شفاعة لمسلم وليس مدحا لمنهجه، كانت قبل أن يعلم عن منهج سيد قطب، و يكفيك أن الشيخ قال لما قرأ عليه بعض كلام سيد قطب قال: أن هذه الكتب يجب أن تمزق.
و أيضا كيف تقول أن سيد كان جسرا للامة الإسلامية إلى مصدر عزها في وقت غيبت فيه الشريعة في جل المجتمعات الإسلامية .. فكان داعيا إليها .. وهو يدعو إلى الخروج و القتل و سفك دماء المسلمين و هو يخاطب المسلمين وهو يقول في نفس الوقت بعدم و جود المسلمين فأي عقل لهذا الرجل يجعل منه عنصر عز للإسلام.
الرجاء عدم التعصب لسيد لأن عقيدته عقيدة التمشعر و الجهمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 07:01]ـ
وأحب أن اطمئن اخواننا محبين شيخنا الشهيد سيد قطب
أنه لن يسمع أحد لكلام ليس له مصدر من طالب علم كابو عبدالله
أما كلام بعض اهل العلم على سيد واجحافهم به فاطمئنوا أيضا فقد فند شبههم اكابر ائمة هذا العصر وأنكروا عليهم بشدة وأخذوا على أيديهم كالعلامة بكر ابو زيد رحمه الله والعلامة الجبرين
وغيرهم كثير ولاتنسوا أن من يجحف ويبدع سيد قطب يبدع ايضا علمائنا فاطمئنوا لقد هدموا أنفسهم بتلك المعاصى العظام فلا تجد لهم الا قلة قليلة من الانصار رغم علم بعضهم الغزير
ويكفى ما قاله اهل العلم فى ان الشبه على الحق تزيد فى ظهوره وتمسك الناس به وحبه لأنه يجاب عليها بوجوه وأدلة تظهر لمعان الحق أكثر من أكثر من جهة
فاطمئنوا ان محاولات قتل سيد قطب الى الان قائمة ولن تنجح الى يوم الدين لأن الله يبارك فى الحق
ولى عودة لبيان خطأ هؤلاء بنقول اهل العلم
واكرر لا يتكلم احد الا بنقل من اهل العلم (المنصفين) لا غيرهم الذين يبدعون اكابر شيوخنا
جزاك الله خيرا أنا أفتخر كوني طالب علم و لست متكلما بغير علم!!!!!!!!!!!!!
ثانيا إن العلماء الذين قالوا عن سيد هم علماء الأمة، و لم يقتصروا على علماء بلد التوحيد بل رد على سيد علماء الأزهر و مصر، بل إن الإخوان المسلمين بأنفسهم أنكرو عليه تكفيره الصريح للأمة، و أظن أن سيد قطب لا يرى بأنك مسلم و لكن يرى بأنك كافر و مسلم فقط باظاهر منك، فهل أنت عاقل كي تدافع عن من يكفرك و يبشرك بالنار و العذاب الأليم؟!!!!!!!!!!!
وقد رد على سيد قطب جمع من العلماء منهم على سبيل المثال لا الحصر:
محمود شاكر شيخ العربية
عبداللطيف السبكي
عبدالله الدويش محدث القصيم
الشيخ عبدالعزيز بن باز
الشيخ الألباني
الشيخ ابن عثيمين
الشيخ الفوزان
الشيخ اللحيدان
الشيخ ابن غديان
الشيخ عبدالمحسن العباد البدر
الشيخ علي بن ناصر الفقيهي
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
الشيخ محمد سعيد رسلان المصري وغيرهم من طلبة العلم والفضلاء
فهل هؤلاء عندك أهل معاصي يامسكين؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 07:23]ـ
أخي تكلم في سيد قطب جمع من العلماء ولا تظن أن ربيع المدخلي أو من معه هم الذين ردوا فقط على ابن قطب بل رد عليه العلامة محمود شاكر وأبى سيد واستكبر في مسألة الصحابة ورد عليه محدث القصيم عبدالله الدويش ورد عليه علماء الأزهر ولماذا إذا فتح ملف سيد قطب أن تحملونا أخطاء الحكام فالقضية الآن في أخطاء ابن قطب
ولو جئت بكلام لبعض الفضلاء الأخيار في الثناء على سيد لجاء لك المخالف بكلام العشرات من الفضلاء الذين ردوا على سيد ولنا الآن حل واحد لإنهاء ملف سيد قطب
عرض كتب ومؤلفات سيد قطب ومقالاته في الميزان دون حماس فارغ أو تعصب
فلتبينوا لنا عقيدة سيد قطب هل هي العقيدة السلفية أم أنها تأويل الصفات؟
بينوا لنا عقيدة ابن قطب في القرآن وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم؟
نتمنى أن يشارك الإخوة ويكون النقاش نقاشا علميا بعيدا عن السب والاتهامات والاستهزاء ومن تكلم فإما أن يتكلم بعلم أو يسكت بحلم
ليس كلامنا فيمن رد على سيد فكل العلماء ردوا عليه كما رد كلهم على بعض ومن ذا الذى ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
نحن ننتقد الذين انحرفوا فى اعتقادهم تجاه سيد قطب وضللوه ولم يجلوه ويعظموه ويفتخروا بكون نا صر للاسلام والملة الى يوم الدين ومجرد ذكر اسمه شوكة فى حلوق الكفرة والمنافين وأعداءه من الاسلاميين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 07:51]ـ
أخي الكريم الرجاء منك قراءة المكتوب بتمعن، و الرجاء عدم التعصب على الباطل:
1. إن سيد قطب لا يعذر بسبب الظروف الزمانية و المكانية فهو قد تكلم في ما لم يعلم.
2. ما شأن الظروف البيئية التي يعذر بها سيد قطب عفى الله عنه.؟!!!!!!!!
3. قد تكلم سيد قطب عفى الله عنه في حضرة علماء الأزهر الشريف الأجلاء.
4. إن سيد قطب عفى الله عنه ليس بعالم في الشرع لكي يكتب في الشرع إنما هو لغويٌ بحت.
5. لا يقارن سيد قطب عفى الله عنه بالعلماء من المحدثين كالنووي و ابن حجر العسقلاني، فإن هؤلاء علماء بالشرع يعذرون و لكن سيد ليس بعالم فيه (فأين الثرى من الثريا).
(يُتْبَعُ)
(/)
6. لا يقارن سيد قطب عفى الله عنه بالأئمة من حيث العلم و بلوغ الذروة منه، لأنه في العلم الشرعي صفر اليدين.
7.لم يرجع سيد قطب عفى الله عنه عن أخطاءه الكفرية البحته، ومنها قوله بأن القرآن مخلوق، و أنه لا يوجد مسلم على البسيطة ظننا منه أنه هو الوحيد المتمسك بالإسلام و هو عن ذلك بعيد أشد البعد.
8. لا تلزم مقارنتك بأن أهل البدع ينتقلون من بدعهم إلى بدع أخف أنهم على خير، علما بأن سيد قد تخطى البدع إلى القول بالأقوال الشنيعة على صحابة النبي صلى الله عليه و سلم.
9.إن إنكار المهدي و الجن لا يقارن بسب الصحابة، و لا بنفي الصفات، و لا بالكلام بغير علم في القرآن فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من تكلم في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
10. إن الصحابي معذور لأنه قد صحب النبي صلى الله عليه و سلم، و إنه له حجة و علم باللغة أكثر من غيره، و أيضا هو يعلم أسباب التنزيل و ما نزلت فيه الأحكام، و أيضا إن الصحابة كالنجوم فكيف تقارن سيد بالصحابة، علما بأن سيد لا يعرف من الدين شيء إلا الرأي، و لا يعلم النقل.
11. الرجاء كتابة الجزء و الصفحة التي نقلت بها من زاد المعاد، و من قال بأن المعاصرين الأحياء منهم و الأموات لهم العذر في الخطأ و لو ثبت لديهم الحق لما ترددوا في قبوله.
12. هل تأيد أنه يجوز القبول والرد و التردد دون مراعاة لصحة النقل من عدمه.
13. إن واضح كلامك لا ينطبق على سيد لأنه ليس من العلماء المعصرين و إنما هو فرد بعيد عن العلم، و هو ليس بعالم فيعذر باجتهاده.
14. كان العلم فاشيا في عهد سيد، و قد تقدم أن للعلماء الذين عاصروه ردودا عليه مثل الشيخ محمود شاكر رحمه الله في قضية سب سيد لصحابة النبي صلى الله عليه و سلم، و لكن سيدا لم يستجب لتكبره، و لعدم اعترافه بوجود العلماء و المسلمين.
15. تقول أن سيد كان يريد أن يتعلم، فلم لم يطلب العلم، مع وجود العلماء، و إن قولك يلزم أنك تعترف بأن قولك عن سيد أنه عالم خطأ، لأنه لا يوجد شخص يكون عالما دون أن يتعلم.
16. إن سيد لم يسجن إلا لأفكارة المنحرفة الداعية إلى التكفير و الخروج و القتل، و إنما حكم على سيد بالإعدام لأنه قد بالغ في الإضلا ل و التكفير، و لأنه يحاول زرع الفتنة في مصر، و لأنه يريد الإنقلاب و الخروج على الحكم.
17. إذا كنت لا تعرف (الشيخ فلان فلا تذكره و لا تذكر مقولته، لأنها تكون من الخبر المجهول، و لأنها تدليس ظاهر.
18. هل ظلال القرآن فيه شيء من الفقه، أم أنه كلام في القرآن بغير علم و تأويل منحرف عن أصول و أسس التفسير الشرعي التي لا يعلم سيد منها شيئا، و لا حتى غبارها، و دليل ذلك كتابته عن أمور لا تمد بصلة إلى معنى الآية الشرعي و اللغوي.
19. الرجاء منك تعلم اللغة العربية لسوء كتابتك، و كيف تكون عارفا لمعاني القرآن و السنة إلا إذا كنت عالما بلغة الإسلام.
20. الرجاء الكتابة في نقاط محددة صحيحة، مستندة إلى أدلة نقلية صحيحة مع عزو النقل إلى مرجعه.
سأثبت للا خوة انك تتكلم بلا علم وتورط نفسك فى كلام ليس عليه دليل بل يتنزه عن القول به ادنى طالب علم
1. إن سيد قطب لا يعذر بسبب الظروف الزمانية و المكانية فهو قد تكلم في ما لم يعلم.
العلماء اعتذروا عنه فاسكت أنت واسمع كلام العلماء ولا تعقد المسائل
3. قد تكلم سيد قطب عفى الله عنه في حضرة علماء الأزهر الشريف الأجلاء.
الان هم أجلاء! وقد ضل أغلب علماء الازهر فى هذا الوقت فى مسائل كثيرة فى حضور بعضهم وهم علماء احرار فكيف بسيد السجين! عجب
. إن سيد قطب عفى الله عنه ليس بعالم في الشرع لكي يكتب في الشرع إنما هو لغويٌ بحت.
اسكت ولا تتكلم سيد كا يكتب فى وقت ملئ بكتابات المنهزمين والذين يكتبون بخلفية امريكية فصدع هو بالحق على قدر امكانه وبلغوا عنى ولو أية ومن الطبيعى فى مثل ذلك الحال ان يطيش قلمه ولكن سيد كان عنده خلفية واسعة بالعلم الشرعى
. لا يقارن سيد قطب عفى الله عنه بالعلماء من المحدثين كالنووي و ابن حجر العسقلاني، فإن هؤلاء علماء بالشرع يعذرون و لكن سيد ليس بعالم فيه (فأين الثرى من الثريا).
على فكركم هؤلاء اولى بالذم من سيد اذ هم علماء وضلوا فى مسائل كثيرة منها الاسماء والصفات وقالوا هذا مذهب اهل السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يقارن سيد قطب عفى الله عنه بالأئمة من حيث العلم و بلوغ الذروة منه، لأنه في العلم الشرعي صفر اليدين.
اسكت ولاتتكلم عندك الشريط العاشر من شرح توحيد الالوهية للشيخ ناصر العقل تكلم عن سيد ونفى عنه الامامة فى العلم الشرعى فقط ولم يقول انه صفر فى العلم الشرعى كما تزعم يا أيها العلامة الجهبذ الفهامة
.لم يرجع سيد قطب عفى الله عنه عن أخطاءه الكفرية البحته، ومنها قوله بأن القرآن مخلوق، و أنه لا يوجد مسلم على البسيطة ظننا منه أنه هو الوحيد المتمسك بالإسلام و هو عن ذلك بعيد أشد البعد.
هذا فهمه بعض الناس من المتخلفين والدهماء والمجتهدين فخانهم اجتهادهم غفر الله لهم وسيد برئ من كل هذا كما سيأتى كلام اهل العلم
.إن إنكار المهدي و الجن لا يقارن بسب الصحابة، و لا بنفي الصفات، و لا بالكلام بغير علم في القرآن فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من تكلم في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
انا أمثل لك فقط بجامع الخطأ فى كل والا فللشيخ رشيد أخطاء غير تلك وهو امام السلفية فى مصر
اما الحديث فليس هذا محله
. إن الصحابي معذور لأنه قد صحب النبي صلى الله عليه و سلم، و إنه له حجة و علم باللغة أكثر من غيره، و أيضا هو يعلم أسباب التنزيل و ما نزلت فيه الأحكام، و أيضا إن الصحابة كالنجوم فكيف تقارن سيد بالصحابة، علما بأن سيد لا يعرف من الدين شيء إلا الرأي، و لا يعلم النقل.
هكذا تتكلم من ذهنك بغير علم من قال من العلماء ان الصحابى يعذر لكون صحابى
. الرجاء كتابة الجزء و الصفحة التي نقلت بها من زاد المعاد، و من قال بأن المعاصرين الأحياء منهم و الأموات لهم العذر في الخطأ و لو ثبت لديهم الحق لما ترددوا في قبوله.
ان شاء الله احضر لك رقم الصفحة اما الشق الثانى من الاعتراض فاسأل عنه اصغر طالب علم وهو يجيبك عجب
. كان العلم فاشيا في عهد سيد، و قد تقدم أن للعلماء الذين عاصروه ردودا عليه مثل الشيخ محمود شاكر رحمه الله في قضية سب سيد لصحابة النبي صلى الله عليه و سلم، و لكن سيدا لم يستجب لتكبره، و لعدم اعترافه بوجود العلماء و المسلمين.
لا ادرى أأنا مخطئ فى الرد عليك بهذا الشكل اذ كان على ان اردك للسماع وقراءة كلام اهل العلم وفقط
المهم قال الشيخ المقدم معتذرا عن محمد عبده وامثاله ببيئتهم الزمانية واننا لا ندرى لو كنا فى زمانهم ما كنا فاعلين وفى مصر من 20 سنة لم يكن ثم علم ولا لحية كان الظلام دامس قاله الحوينى وغيره كثير وفضيلتك تقول غير ذلك أصلك عالم علامة
اما رد الشيخ شاكر عليه فلا اسمع بخصوصه وعن ملابساته شئ من اهل العلم لذا لا ارد ومن الممكن لى ان اجتهد وارد اذ انكم تتمسكون بالمتشابه لتضللون من يسؤكم وتتركون المحكم حسبنا الله ونعم الوكيل
. تقول أن سيد كان يريد أن يتعلم، فلم لم يطلب العلم، مع وجود العلماء، و إن قولك يلزم أنك تعترف بأن قولك عن سيد أنه عالم خطأ، لأنه لا يوجد شخص يكون عالما دون أن يتعلم
لما لم يتعلك اجبت عنها اما قولى بأنه عالم فيحمل على المعروف لكنى أنت تفهم الكلام على ما يحلو لك دون تنزيله على القواعد فمثلا قال الشيخ الجبرين عن سيد والبنا انهما من علماء المسلمين فافهم كلامه على القواعد علمك الله والشيخ عبد الكريم بكار يقول مخاطبا الشيخ محمد يعقوب (فضيلة العالم الربانى محمد يعقوب) فهل فعلا هو كذلك! افهم الكلام حسب الاصول المعروفة عند العقلاء
16. إن سيد لم يسجن إلا لأفكارة المنحرفة الداعية إلى التكفير و الخروج و القتل، و إنما حكم على سيد بالإعدام لأنه قد بالغ في الإضلا ل و التكفير، و لأنه يحاول زرع الفتنة في مصر، و لأنه يريد الإنقلاب و الخروج على الحكم
نعم يا فضيلة العلامة فقد شفع الشيخ بن باز فى سيد وهو كما وصفت وكذلك دعا الشيخ الجبرين على جمال عبد الناصر بسبب قتله لسيد
وأبشرك بما يسؤك قال الشيخ ياسر برهامى انه يخشى عليكم من تحمل اوزار قتلة سيد و حسن البنا
. إذا كنت لا تعرف (الشيخ فلان فلا تذكره و لا تذكر مقولته، لأنها تكون من الخبر المجهول، و لأنها تدليس ظاهر.
يا فضيلة المحدث العلامة انا نقلت عن الشيخ المقدم لا الشيخ فلان ألبس نظارة فى عقلك لا نظرك
. هل ظلال القرآن فيه شيء من الفقه، أم أنه كلام في القرآن بغير علم و تأويل منحرف عن أصول و أسس التفسير الشرعي التي لا يعلم سيد منها شيئا، و لا حتى غبارها، و دليل ذلك كتابته عن أمور لا تمد بصلة إلى معنى الآية الشرعي و اللغوي.
يا سيادة المفسر العبقرى كتاب الظلال كتاب تفكير لاتفسير قاله المقدم
وقال مفتى السعودية الشيخ عبد اللطيف انه كتاب ادبى بأسلوب راقى لايفهمه امثالك وسيأتى كلامه ان شاء الله
19. الرجاء منك تعلم اللغة العربية لسوء كتابتك، و كيف تكون عارفا لمعاني القرآن و السنة إلا إذا كنت عالما بلغة الإسلام.
اما تلك فسوء ادب
وهل انا ادعيت اننى عالم مفسر محدث! عجب عجب عجب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 07:55]ـ
اما نقلك عن كتاب الشيخ الحلبى عن الشيخ الالبانى فهذا فهم الشيخ الحلبى وانتقاءه لما يحلو له من كلام ويكفى ان الشيخ الحلبى ممن يبدع علمائنا حسبنا الله ونعم الوكيل
وقولك ان الالبانى مدح كلمات سيد لا سيد نفسه فانت علامة فهامة كما قلت لك
نقل الشيخ محمد حسان فى شريط خاص عن سيد قطب قول الشيخ الالبانى عن سيد انه مجدد الدين فى قلوب الشباب وقال نجل فيه جهاده
وانا لاادرى من اين تهلون علينا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 07:59]ـ
وقد رد على سيد قطب جمع من العلماء منهم على سبيل المثال لا الحصر:
محمود شاكر شيخ العربية
عبداللطيف السبكي
عبدالله الدويش محدث القصيم
الشيخ عبدالعزيز بن باز
الشيخ الألباني
الشيخ ابن عثيمين
الشيخ الفوزان
الشيخ اللحيدان
الشيخ ابن غديان
الشيخ عبدالمحسن العباد البدر
الشيخ علي بن ناصر الفقيهي
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
الشيخ محمد سعيد رسلان المصري وغيرهم من طلبة العلم والفضلاء
فهل هؤلاء عندك أهل معاصي يامسكين؟
اى نعم ردوا عليه نقد معتبر لكن هل ضللوه وظلموه كالظلمة على رأى الشيخ احمد القاضى أصحاب التصانيف الظالمة وعلى رأى الشيخ المقدم يقول عنهم المدرسة اللى مش عاجبها حد
وان العلماء نقلوا عن الشيخ بن باز انصافه لسيد كما هو فى فتاوى الشبكة الاسلامية
وكذا الالبانى والعثيمين امنا غيرهم المذكورين فلم اقرأ لهم وارجو انلايكونوا كربيع المدخلى الذي يبدع علمائنا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والضلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الكرام
وهذا سؤالى واجابته من الشيخ أحمد القاضى فى لقاءات المجلس العلمى وهو
نص السؤال
3 - فى المنتديات يحدث حروب طاحنة بين طلبة العلم فى مواضيع معينة منها على سبيل المثال لا الحصر اذا نشر طالب علم كلام احد من علماء السنة المنصفين المشهورين بالعلم والعمل عن استاذ سيد قطب رحمه الله تعالى ومع ذلك لو غير واضح فى الكلام المنقول الاشارة لأخطائه رحمه الله تعالى (يشير هذا الطالب من باب تعليم من لا يعلم) نجد بعض الأخوة يبتدروا بكلام عالم أخر يجرح أستاذ سيد جرحا شديدا ويجحف به بشدة فينشره ويعترض به ويحارب عليه كأنها مسألة فقهية وقوله صواب وأقوال العلماء الآخرين باطلة أو يحاول تأويل كلامهم لينضبط مع كلام شيخه فيترك كلام أغلب علماء العصر لبعض العلماء (أشير لمدرسة معينة معروفة) فنرجو نصيحة أحسن الله اليكم
الاجابة
- لا يليق بطلبة العلم في المنتديات، ولا في غيرها، أن ينخرطوا في (حروب طاحنة) كما عبرت، فذلك ليس من العلم، بل من (زغل العلم). والواجب على طلبة العلم بذل العلم الصحيح، وبيان الخطأ بأسلوب عف جميل، والترفع عن المهاترات، والتصنيفات الظالمة، والاشتغال بالمحكم، ورد المتشابه إليه، واستصحاب النصيحة، وحسن الظن، والشفقة على المسلمين، والبعد عن الضراوة، والإثم، والعدوان، والسعي إلى إقامة الدين، والبعد عن التفرق والاختلاف. وكل ذلك لا يمنع من بيان الحق، وتنبيه الغافل، وتعليم الجاهل. أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن، وشرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. انتهى
ام هو ضال مبتدع عندكم يا ائمة الاسلام
-----------------------------------------------------------------
وسؤال أخر فى موقع فضيلته أيضا فى قسم البدع والمحدثات. التاريخ: 1429/ 7/29 هـ
السؤال: أحسن الله اليكم وجه العلماء كلام سيد قطب رحمه الله تعالى فى الظلال بأنه أسلوب أدبى وعادة الادباء الاسترسال مع مشاعرهم وسؤالى هو هل لكل فن لعته وليس لأحد أن يحاكم أهل فن معين وينزل كلامهم على المصطلحات الشرعية (طبعا فى غير تقرير العقيدة) ثم ان كانت الاجابة بنعم فيشكل على قول الله تعالى (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} البقرة205 وعلينا أن نحارب الفساد والمعاصى فالكلمة التى معناها فاسد شرعا يجب علينا النهى عن التفوه بها كقول احد العلماء فيما اذا طرق أحد على الباب أن لا أقل له (مين) لكن اقول (من) لأن مين اسم اله كان يعبد وفى الاية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} البقرة104 ونهى النبى صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة عن التفوه بكلمات ما مع أنهم لم يكونوا يقصدون بها تقرير العقيدة الاسلامية وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الواجب على أهل الإسلام استعمال الألفاظ والمصطلحات الشرعية، واجتناب ما يخالفها. ويتأكد الأمر في حق العلماء، والمصنفينفي علوم الشريعة؛ من توحيد، وتفسير، وفقه، وخلافه. والواجب التنبيه على الخطأ، والاعتذار لمن وقع منه ذلك، إن كان معروفاً بالنصح للأمة، وطلب الحق. ولا يمنعنا حبنا لأحد، من أن ننبه على خطئه، فإن الحق أحب إلينا منه. بل إن في التنبيه على خطئه إحسان إليه، ونص للأمة. وأما ما قيل عن كلمة (مين) فلم أسمع به، ولا أرى أن يشاع، فإنه نوع من لحن القول عند العامة، وحسب، فلا يضخم الأمر، ولا يبالغ في إنكاره. وفقك الله.
بقلم/ فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:03]ـ
خطاب سيد قطب ليس تكفيريا
شريط الامن الفكرى والوسطية باستضافة الدكتور سلمان العودة والدكتور (على) فى قناة الرسالة على ما أظن ورد سؤال تسمعه عند الدقيقة 15 - 1 نال فيه السائل من الشيخين حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله تعالى
ثم أجاب الشيخ سلمان وذكر ان خطاب سيد قطب ليس تكفيريا واستدل بقول سيد قطب (نحن دعاة لا قضاة) عند الدقيقة 26 - 1 ثم فتح باب الاسئلة مرة اخرى وقبل أن يجيب الدكتور (على) عند الدقيقة 32 - 1 اعترض على الشيخ سلمان حيث انه يرى ان خطاب سيد تكفيرى فى محصلته النهائية مع ان سيد لم يقصد وقال ان جملة (نحن دعاة لا قضاة الذى قالها حسن الهضيبى ردا على سيد قطب ثم رد عليه الشيخ سلمان وقال كلاما الى ان وصل لمصطلح (نحن دعاة لا قضاة) فقال انه قابل الشيخ محمد قطب قبل سنتين وقال له انت اخو سيد وادرى الناس به هل سيد كان يكفر العسكر فى سجنه ومن حوله فقال الشيخ محمد (لا) كان سيد يقول (نحن دعاة لا قضاة) وهو اول من قالها ثم أخذها منه الهضيبى
واليك رابط الشريط والجقائق 15 - 1 26 - 1 32 - 1
http://media.islamtoday.net/real/m/1513.zip
واليك الشريط العاشر من شرح كتاب الربوبية لبن تيمية بشرح الشيخ ناصر العقل تسمع فيه التوجيه الصحيح لحقيقة كلام سيد قطب فى كتبه ذكر ان كلامه بلغة أدبية لاشرعية (وهذا التوجيه يدحض كل ما كتب عن سيد ويؤكد انه ماكان يقصد مافهموه من كلامه) ولا أذكر الدقيقة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:07]ـ
العلامة بكر أبو زيد
وأعتذر عن تأخر الجواب، لأني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل، وإن تداولها الناس. لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيراً كثيراً، وإيماناً مشرقاً، وحقاً أبلج، وتشريحاً فاضحاً لمخططات أعداء الإسلام، على عثرات في سياقاته، واسترسل بعباراته ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر، والكمال عزيز! والرجل كان أديباً نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام، من خلال القرآن العظيم، والسنة المشرفة، وسخر قلمه ووقته، ودمه في سبيلها، فشرق بها طغاة عصره! وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار! وقال كلمته المشهورة: إن أصبعاً أرفعه للشهادة، لن أكتب به كلمة تضارها! أو كلمة نحو ذلك. والواجب على الجميع الدعاء له بالمغفرة، والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه. وإن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه، ولا هجر كتبه. واعتبر -رعاك الله - حاله بحال أسلاف مضوا، أمثال أبي إسماعيل الهروي، والجيلاني، وكيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مع ما لديهما من الطوام، لأن الأصل في مسلكهما: نصرة الإسلام والسنة. وانظر (منازل السائرين) للهروي - رحمه الله تعالى- تر عجائب لا يمكن قبولها! ومع ذلك فابن القيم - رحمه الله تعالى- يعتذر عنه أشد الاعتذار، ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه (مدارج السالكين) وقد بسطت في كتاب (تصنيف الناس بين الظن واليقين) ما تيسر لي من قواعد
ضابطة في ذلك. وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب (أضواء إسلامية) وإنه لا يجوز نشره، ولا طبعه، لما فيه من التحامل الشديد، والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقعية في العلماء، وتشذيبهم والحط من أقدارهم، والانصراف عن فضائلهم! أخوكم بكر بن عبد الله أبو زيد 20/ 1/ 1414هـ.
والحق أن ما كتبنا عن (سيد قطب) في هذا الجواب كان لمحة خاطفة، ومن أراد الاستزادة فليراجع الكتب المتخصصة في دراسة حياته وكتبه مثل: (ظلال القرآن في الميزان) و (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) وكلاهما لصلاح عبد الفتاح الخالدي. وأما كتاب (معالم في الطريق) فقد قال فيه الخالدي: (هذا هو آخر كتاب صدر في حياة سيد. وقد أصدرته مكتبة (وهبة) عام 1964م، وألف سيد كتابه ليكون بياناً لمنهج عمل الحركة الإٍسلامية، وتوضيحاً لمعالم طريقها في الدعوة إلى الله. وأساس الكتاب فصول كتبها سيد من سجنه في "طرة".
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أن سيد قد وهب نفسه للصدع بالحق في سبيل الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، وقد دفع حياته ثمناً لذلك غير متوان ولا متردد وذلك في وقت عز فيه وجود من يقوم بما قام هو به، بل ظل وجوده عزيزاً إلى الآن، فعلى من وقعوا فيه أن يتأملوا قول القائل:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم *من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
والله أعلم.
-----------------------------
المشهور عن ابن باز إنصافه لسيد قطب
رقم الفتوى: 18930
عنوان الفتوى: المشهور عن ابن باز إنصافه لسيد قطب
تاريخ الفتوى: 03 جمادي الأولى 1423/ 13 - 07 - 2002
السؤال
بين يدى كتاب عنوانه (براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدع والمذمة) وهو يطعن فى الشيخ سيد قطب وقد أثار الفتنة للأسف الشديد لدرجة أن بعضهم أراد تكفيره والعياذ بالله لولا لم تقم عليه الحجة حسب زعمهم, ومما يثير الجدل أن في هذا الكتاب فتوى لابن باز رحمه الله بحرق كتب سيد قطب رحمهلله ,فهل هذا من منهج السلف الصالح
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسيد قطب من الدعاة الذين ظهر صدقهم للدعوة ونصرتهم للدين وغيرتهم على محارمه .. ونحسبه مات شهيداً في سبيل كلمة الحق.
وإن كان له أخطاء في بعض كتبه فهذا لا يقلد فيه ولا يشنع عليه به، وإنما يبين الحق من الباطل، والصواب من الخطأ بالحجة والبرهان. مع الانتباه إلى أن مثل هذه الأخطاء مغمورة في حسنات الرجل.
ولا نعلم فتوى عن الشيخ عبد العزيز بن باز محررة تفيد بإحراق كتب سيد قطب؛ بل المعروف عنه إنصافه للسيد -رحمهما الله- وذكره لمحاسنه مع بيان ما أخطأ فيه، وننصحك بمراجعة الفتاوى التالية أرقامها:
---------------------------
اليكم فتاوى الشبكة الاسلامية
رقم الفتوى: 6572
عنوان الفتوى: حقيقة موقف سيد قطب في موضوع الحاكمية
تاريخ الفتوى: 11 شوال 1421/ 07 - 01 - 2001
السؤال
الإمامة عند أهل السنة من الفروع لا الأصول.
وقد قرأت لأحدهم مرة كلاما فيه انتقاد لسيد قطب رحمه الله وعد لزلاته ومنها أنه جعل توحيد الحاكمية من أنواع التوحيد وبالتالي جعل الإمامة الكبرى من الأصول وبذلك شابه الرافضة.
ما تعليقكم على هذا الكلام الذي حيرني
بارك الله فيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحاكمية مصدر صناعي يؤدي المعنى الذي يؤديه المصدر القياسي (الحكم)، ومعنى توحيد الحاكمية: أي إفراد الله سبحانه بالحكم والتشريع، وأنه سبحانه هو الحكم والمشرع، وأنه لا يشرك في حكمه أحداً.
ولا شك أن الحاكمية بهذا المفهوم من أصول الدين ومقتضيات "لا إله إلا الله" ومن توحيد الألوهية الذي نزلت به الكتب، وأرسلت لأجله الرسل، وهي قضية ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع.
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان عند قوله تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) [الشورى: 10] " ما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن ما اختلف فيه الناس من الأحكام فحكمه إلى الله وحده لا إلى غيره، جاء موضحاً في آيات كثيرة، فالإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته، قال في حكمه: (ولا يشرك في حكمه أحدا) [الكهف: 26]. وفي قراءة ابن عامر من السبعة (ولا تشرك في حكمه أحدا)، وقال في الإشراك به في عبادته (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) فالأمران سواء كما ترى إيضاحه إن شاء الله، وبذلك تعلم أن الحلال ما أحله الله، وأن الحرام ما حرمه الله، والدين هو ما شرعه الله، فكل تشريع من غيره باطل، والعمل به بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثله، أو خير منه كفر بواح لا نزاع فيه، وقد دل القرآن في آيات كثيرة على أنه لا حكم لغير الله، وأن اتباع تشريع غيره كفر به، فمن الآيات الدالة على أن الحكم لله وحده قوله تعالى: (إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) [الأنعام: 57] وقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة: 44] وقوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) [القصص: 88] والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً كقوله تعالى: (إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) [النحل: 100] وقوله تعالى: (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) [الأنعام: 121] وقوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان) [يس:
(يُتْبَعُ)
(/)
60] والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً ". انتهى.
فمن حكم بغير ما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق، كما حكم الله بذلك. فإن كان معتقداً صواب ما حكم أو جوازه فقد كفر كفراً مخرجاً من الملة، وإن حكم بغير حكم الله لشهوة أو هوى فكافر كفراً أصغر، وهو معصية وإثم كبير. وأما التشريع الوضعي وسن القوانين وإخضاع الناس لذلك فهذا كفر مخرج من الملة، وإن قال صاحبة إن شرع الله أعدل وأحسن.
فلابد أن تكون شريعة الله هي التي تحكم الأرض، وإليها رجوع الناس في شؤونهم وأحوالهم وتقاضيهم، ولهذا ركز سيد قطب رحمه الله على هذه القضية، وجعلها من أخص خصائص الألوهية، لأن الرضا بالتحاكم إلى غير الله ورسوله خروج من الإيمان، ومنافاة لتوحيد الألوهية.
ومن ينتقده في جعله ذلك من توحيد الألوهية، أو في غيره من أنواع التوحيد، أو أنه أضاف نوعا جديداً في التوحيد لم يعرفه السلف، فما أصاب في انتقاده، لأن تقسيم التوحيد إلى الأنواع المعروفة تقسيم علمي غير توقيفي، والخلاف فيه خلاف في طرق البيان لافي المضمون والمقتضى، فمن آمن بالله رباً، وجب أن يؤمن به سيدا وحكماً، لأن هذا من معاني اسم الرب سبحانه، ومن آمن بالله إلهاً لا إله غيره، وجب عليه أن يعتقد أنه سبحانه له الأمر وحده، كما له الخلق وحده، ومن آمن بأسماء الله وصفاته، وجب عليه أن يؤمن بأن الله هو الحكم، وأنه له الحكم، وأنه كما لا شريك له في ملكه، فلا شريك له في حكمه. فإدخال توحيد الحكم في الربوبية حق، وإدخاله في الألوهية حق، وجعله من معاني الإيمان بأسماء الله وصفاته حق، وإفراده بتعريف وبيان وجعله باباً من أبواب التوحيد حق، فالتوحيد كله مندرج تحت الإيمان بالله، والإيمان بالله تندرج تحته مسائل وفصول كثيرة.
والإمامة الكبرى وإن كانت عند أهل السنة والجماعة ليست من أصول الدين التي لا يسع المكلف الجهل بها كما قرره جمع من أهل العلم كالماوردي والغزالي وابن خلدون، إلا أنها واجبة بالإجماع، وهي خلافة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في رعاية الأمة، قال الماوردي في تعريفها: أنها (موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع، وإن شذّ عنهم الأصَمُّّ).
أما الإمامة عند الرافضة فهي أصل تدور عليه أحاديثهم، وترجع إليه عقائدهم، فهي عندهم منصب إلهي كالنبوة، وركن من أركان الدين، وحصروها في عدد من الأئمة المعينين المعصومين، وغيرها من الأحكام الباطلة.
ولا نعلم أن سيد قطب جعلها مثلهم، ولا اعتقد فيها اعتقادهم، وإنما هو أطنب في بيان موضوع الحاكمية، ولا شك أن الإمامة لها ارتباط وثيق بها، ولكن حكم الله دائرته أوسع من ذلك، وحصره في الإمامة وأحكامها غير صحيح، فما من مسلم إلا وله في كل حال وفي كل طور حكم من أحكام الله.
وسيد قطب ركز على هذه القضية كثيراً، لما رأى الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع لله، وإحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها، ولا شك أن هذه جرأة عظيمة، ما عهدتها الأمة من قبل، وهي كانت تحتاج مثل هذا التركيز وأكثر.
وسيد قطب ليس بدعاً من العلماء والدعاة الذين لا يسلمون من الخطأ فعنده رحمه الله أخطاء لا تنكر، لكن هذا لا يؤدي إلى الطعن في دعوته ومنهجه، وإلى إسقاط فضله، فخطؤه في بحر فضله مغمور، فله رحمه الله من المواقف والأقوال والكتابات التي تنبئ أنها صدرت عن قلب مليء بحب الله، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب هذا الدين والتضحية في سبيله، وقد أفضى إلى ما قدم رحمه الله رحمة واسعة وأنزله منازل الشهداء. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:08]ـ
الشيخ سلمان العودة
سيد قطب رحمه الله اختلف في منهجه الكثيرون , فالبعض أسماه مكفرا والبعض الآخر أسماه مشبها والبعض الاخر أسموه متكلما؛ والأدهى من ذلك والأَمَر أن البعض يكفره ويمزق كتبه ويكفرونه ويسمون كتابه (في ظَلال القرآن) الظَّلال بالفتح!! علما بأنه حمل لواء الجهاد في سبيل الله بالكلمة الصادقة - كما نحسبه والله حسيبه - ومات وهو على كلمة الحق التي دعا إليها.
فما صحة ما يقوله المتقولون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن سيد قطب فقد قرأت معظم كتبه، وإن شئت فقل: كل كتبه، كما قرأت كثيراً مما كُتِبَ عنه , ولعل أوفى كتاب في هذا الباب هو كتاب (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) للدكتور صلاح الخالدي، وللدكتور عناية خاصة بالأستاذ سيد، وآخر مؤلفاته حوله رسالة كبيرة نشرت ضمن سلسلة أعلام المسلمين.
والملحوظ أن الناس في سيد، وفي غيره، يكون فيهم المتوسط المعتدل الذي ينظر بعين الإنصاف والتجرد والتحري، ويكون فيهم المتطرف الذي يقع في التعصب والهوى؛ وسيان أن يكون التعصب ضد الشخص مما يحمل على رد الحق الذي معه وتصيد الأخطاء عليه وتفسير كلامه على أسوأ الوجوه وعدم الاعتبار بالمتقدم والمتأخر من كلامه … أو أن يكون التعصب له مما يحمل على أخذ أقواله بدون تحفظ، والغفلة عن أخطائه وعثراته، والدفاع عنه بغير بصيرة، بل: وربما اعتقاد العصمة في المتبوع بلسان الحال، أو بلسان المقال.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود: (الكبر بطر الحق وغمط الناس).
والذي يخاف الله يتورع عن أعراض عامة المسلمين، فضلاً عن خاصتهم من أهل العلم، والدعوة والجهاد والدين.
والذي أدين الله به أن الأستاذ سيد قطب من أئمة الهدى والدين ومن دعاة الإصلاح، ومن رواد الفكر الإسلامي ... سخّر فكره وقلمه في الدفاع عن الإسلام، وشرح معانيه، ورد شبهات أعدائه، وتقرير عقائده وأحكامه، على وجه قلّ من يباريه أو يجاريه في هذا الزمان.
وكان حديثه حديث المعايش الذي لابس همّ الإسلام قلبه، وملك عليه نفسه، قد شغله الحزن على الإسلام، والغضب له، حتى عن ذاته وهمومه الخاصة.
وكتابه الظلال يعتبر إضافة كبيرة لدراسة التفسير، واستطاع فيه أن يستوعب كثيراً مما كتبه المتقدمون، وأن يبنى عليه رؤيته الخاصة المتميزة، وفهمه الثاقب، ودرسه الغزير، وأن يقرن آي الكتاب بحياة الناس المعاصرة حتى يشعر قارئه أن القرآن ليس كتاباً نزل لبيئة خاصة في المكان والزمان، ولكنه هداية للناس أجمعين، أياً كان زمانهم أو مكانهم.
ولقد استفاد الأستاذ سيد من تفسير ابن كثير فائدة غنية، ونقل عنه، وربما اعتمد عليه خصوصاً في باب المرويات والأقاويل، بل وفي أوجه الاختيار والترجيح.
كما انتفع بما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا في المنار فيما يتعلق بربط هداية القرآن بنتائج العلم والبحث الإنساني والاجتماعي والعمراني، وفيما يتعلق بالتجرد عن التعصب والتقليد.
ولكن يبقى الظلال شيئاً آخر، غير هذا وذاك 0
نعم؛ ليس الكتاب تفسيراً لآيات الأحكام، ولهذا فهو لا يغني عن مثل كتاب القرطبي أو ابن العربي أو الجصاص أو غيرهم , خصوصاً للمهتمين بمعرفة المذاهب الفقهية، والترجيح بينها وليس تقريراً مفصلاً أو تعليمياً لكليات العقيدة وجزئياتها، فهو لا يغني عن قراءة ما كتبه الإمام الفذ ابن تيمية، أو تلميذه العَلَمْ ابن القيم، في تقرير العقيدة، والذب عنها، ومناظرة خصومها.
بل ووقع في الظلال عثرات في هذا الباب وفي غيره، ولكنها يسيرة إلى جنب ما فيه من الخير والعلم والإيمان 0
ومن ذلك - تمثيلاً - اضطرابه في باب الاستواء كما يعرفه من راجع تفسير هذه الآية في مواضعها السبعة المعروفة , ووقع منه في بعضها أن الاستواء كناية عن السيطرة والاستعلاء، وهذا خطأ، والصواب أن الاستواء، كما قال مالك: معلوم، من حيث المعنى، مجهول، أو غير معقول، من حيث الكيفية، وقد ذكر الأئمة في معناه: العلو، والاستقرار، والارتفاع، والصعود، والله أعلم.
ومن ذلك أنه يسمى توحيد الألوهية - الذي هو توحيد العبادة - باسم توحيد الربوبية، ويسمي توحيد الربوبية باسم توحيد الألوهية، وهذا خطأ في اللفظ، لكنه رحمه الله كان شديد الوضوح في إدراك هذه المعاني والحقائق وتقريرها.
ومن ذلك أنه كتب فصولاً موسعة في موضوع الدعوة ومنهجها , والموقف من المجتمعات المعاصرة، وكتب ذلك بعاطفة مشبوبة ولغة قوية وغيرةٍ على الدين وعلى المسلمين .. حملها بعض قارئيه ما لا تحتمل من المعاني واللوازم , وتعاملوا معها على أنها نصوص تقرأ بحروفها وألفاظها، وتحفظ وتتلى ويستشهد بها في مواطن النزاع، ومضايق الجدل والمناظرة والخصام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبنى بعض هؤلاء على هذه القراءة الحرفية الضيقة تكفير الناس كافة، أو التوقف بشأنهم أو الهجرة من ديارهم ... إلى أين؟ لا أدري!
وبنى آخرون عليها فكرة الانفصال عن المجتمعات وترك العمل فيها واعتزالها، وفهمت كلمة سيد - رحمه الله - عن (العزلة الشعورية) بتكثيف قوي، وترميز شديد، جعلها بؤرة العمل والانطلاق.
والحق أن القراءة الحرفية الظاهرية لتراث كاتب ما، ليست أمراً خاصاً وقع مع سيد قطب رحمه الله وحده، لكنها مشكلة تراثية يعاد إنتاجها الآن مع عدد كبير من رموز العلم والفقه والدعوة والاجتهاد، من المتقدمين والمعاصرين.
ولقد يكتب العالم بحثاً، أو يقدم اجتهاداً، أو ينتحل رأياً في مسألة، وينتصر له بحسب ما توفر لديه آنذاك، فيأتي الخالفون فيقرؤون نصه بقدسية تأسر عقولهم، وتجعل همهم مقصوراً على إدراك النص وفهمه، ثم تقريره وتوسيع دائرته، ثم الاستشهاد له ومدافعة خصومه.
ولذلك يدري كل أحد، أن الأئمة، أصحاب المذاهب، الفقهية وغير الفقهية، لم يكونوا يشعرون أنهم يؤسسون مذهباً، ويقيمون بناءً خاصاً، راسخ القواعد، مكتمل الأركان، حتى جاء من بعدهم فأصّل وفصّل، وجمع النظير إلى النظير، وتعامل مع كلام الأئمة بحرفية بالغة، بل عدّ بعضهم كلام الإمام ككلام الشارع، من جهة المنطوق والمفهوم، واللازم، والقياس عليه، والناسخ والمنسوخ، والظاهر والنص .... الخ. هذا مع شدة نهي العلماء عن التقليد، حتى إن منهم من كان ينهى عن تدوين آرائه الفقهية، ويحذر من تناقلها.
وكلما كان العالم أوسع انتشاراً، وأكثر أتباعاً، وأوغل في الرمزية - لأي سبب - كان الأمر بالنسبة له أشد، وكانت المشكلة أظهر، لكنها تخف تدريجياً بتقدم الزمن، ولو من بعض الوجوه. هذه ليست مشكلة العالم أو المفكر، بقدر ما هي مشكلة القارئ أو المتلقي؛ وأياً ما كانت فهي مما يحتاج إلى بحثٍ ودراسة 0
وقديماً كان علي رضي الله عنه يقول قولته المشهورة: يهلك فيّ رجلان: غالٍ وجاف 0
والخلاصة: أن سيد قطب وغيره من أهل العلم يؤخذ من قولهم ويترك، ويصيبون ويخطئون، ويردون ويرد عليهم، وهم إن شاء الله بين أجر وأجرين، ولئن حرموا أجر المصيب في عشر مسائل، أو مائة مسألة فلعلهم - بإذن الله - ألا يحرموا أجر المجتهد.
ومن أفضل ما كتبه سيد قطب كتاب (خصائص التصور الإسلامي)، والذي ظهر جزؤه الأول في حياته، وأخرج أخوه الأستاذ محمد قطب حفظه الله جزءه الثاني بعد وفاته. وهو كتاب عظيم القدر في تقرير جملة من أصول الاعتقاد، معتمداً على نصوص الكتاب الكريم بالمقام الأول، مؤيداً لها بحجج العقل الظاهرة، راداً على مقالات المخالفين والمنحرفين. وفيه رد صريح ومباشر على أصحاب مدرسة وحدة الوجود، والحلولية، وأضرابهم، وحديث واضح عن الفروق العظيمة بين الخالق والمخلوق، وبيان أن هذا من أعظم خصائص عقيدة التوحيد، كما بينها الإسلام. فلا مجال مع هذا لأنه يحمل أحد الفيض الأدبي الذي سطره سيد في تفسير سورة الإخلاص على تلك المعاني المرذولة، التي كان هو رحمه الله من أبلغ من رد عليها، وفند شبهاتها.
وأذكر من باب الإنصاف أن أخانا الشيخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى لما أشار عليه بعضهم بتعقب الظلال، واستخراج ما وقع فيه، فكتب مسوّدة كتابه (المورد العذب الزلال) ورد على ذلك الموضع في سورة الإخلاص، فبلغني أنه فهم منه تقرير مذهب وحدة الوجود، فبعثت إليه مع بعض جيرانه بالموضوع المتعلق بذلك من كتاب الخصائص والذي هو بيان جلي للمسألة لا لبس فيه، فكان من إنصافه رحمه الله، أن أثبت ذلك في كتابه، ونقل عن الخصائص ما يرفع اللبس.
علماً أن الحري بالباحث إجمالاً أن يفهم كلام الشيخ أو العالم بحسب ما تقتضيه نصوصه الأخرى فيرد بعضها إلى بعض، ويفسر بعضها ببعض، ولا يتمسّك بكلمة يضع لها أقواساَ، ثم يعقد لها محكمة! وقد يخطىء المرء في اللفظ وهو يريد معنى صحيحاً، كما وقع للذي قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، يريد: أنت ربي وأنا عبدك، وما كفر بذلك ولا أثم بل لعله كان مأجوراً مثاباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم المستفيض أن سيداً رحمه الله مرّ في فكره وحياته بمراحل مختلفة، وكتب في أول حياته مجموعة كتب أدبية مثل: كتب وشخصيات، مهمة الشاعر في الحياة، طفل من القرية ومجموعة من الدواوين الشعرية. وكتب مجموعة من الكتب الإسلامية مثل: التصوير الفني في القرآن، مشاهد القيامة في القرآن، العدالة الاجتماعية في الإسلام.
ثم في مرحلة النضج كتب الخصائص , المعالم , الظلال , هذا الدين، المستقبل لهذا الدين، الإسلام ومشكلات الحضارة ... وربما كتباً أخرى نسيتها.
ومع ذلك كان يتعاهد كتبه بالتصحيح والمراجعة والتعديل - كما هو ظاهر في الظلال خاصة - حيث كان يعمل فيه قلمه بين طبعة وأخرى، وهذا دأب المخلصين المتجردين.
وليعلم الأخ الكريم الناصح لنفسه أن الوقيعة في آحاد الناس، فضلاً عن خاصتهم، من أهل العلم والإصلاح والدعوة من شر ما يحتقب المرء لنفسه، ولا يغتر المرء بمن يفعل ذلك، كائناً من كان؛ لأن الحساب في القيامة بالمفرد لا بالقائمة 0
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
22/ 6/1421 هـ
شكبة الصحوة الإسلامية
والتالى ذكرهم من العلماء كلامهم موجود فى موقع مجدد الدين فى قلوب الشباب سيد قطب
1 الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي يرحمه الله
2 الدكتور جاسم مهلهل الياسين
3 الشيخ فيصل مولوي
4 الشيخ أبو بصير
5 الشهيد عبدالله عزام يرحمه الله
6 الشيخ محمد قطب
7 الدكتور محمد موسى البر
8 الشيخ سلمان العودة
9 الشيخ عبدالله الجبرين يحفظه الله
10 الشيخ عبدالرحمن الدوسري يرحمه الله
11 توبة شرطيين شهدا إعدام سيد
والسلسلة الى اشرت اليها انفا لشيخنا محمد اسماعيل يقرأ فيها من بحث رئيسى للدكتور جعفر شيخ ادريس وتعليقات ائمة الدعوة فى هذا العصر عليه فى مؤتمر منعقد خصيصا لمناقشة منهج الامام يقول شيخنا وهو يخبر عن بحث لمفكر معاصر هنوانه (سيد قطب من القرية الى المشنقة) يقول كان المنبغى كون عنوانه (سيد قطب من القرية الى المشنقة الى قلوب المسلمين)
----------------------------------------
الشيخ عبد الرحمن الدوسرى
روى لي أحد طلبة العلم، أنه كان أحد المستمعين لمحاضرة للشيخ الدوسري، ولما فرغ من المحاضرة انبرى أحد السائلين المتحذلقين معترضاً على الشيخ الدوسري في استشهاده بكلام سيد قطب، مع أنه حليق لا لحية له!!
فكان جواب الشيخ الدوسري قوياً صاعقاً حيث قال: (إذا كان الشهيد سيد قطب بلا شعر في لحيته، فهو صاحب إحساس وشعور، وإيمان ويقين، وعزة وكرامة، وغيرة على الإسلام والمسلمين، قدَّم روحه فداءً لدينه، واستشهد في سبيل الله طلباً لمرضاته، وطمعاً في جنته، وقال قولته المشهورة حين ساوموه ليرجع عن موقفه: "لماذا أسترحم؟ إن سُجِنتُ بحقٍ، فأنا أرضى حُكم الحق، وإن سُجِنتُ بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل، إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً يقر فيه حكم طاغية"، هذا هو سيد قطب، فأين أصحاب الشَعْر بلا شعور من مواقف الرجال)
المصدر. الشبكة الإخوانية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:11]ـ
لاتعارض بين اقوال العلماء فى سيد لان الاجماع يكاد يكون منعقد على ان عنده اخطاء فى الصفات ةالمنهج لكنها من باب (أخطأ من شدة الفرح) فمثلا فيما اعلم نقلك عن بن عثيمين لاتعارض فيما بينه وبين ما سمعته انا من شريط فقه الدعوة والشيخ ينقل ثناء زملائه على الظلال كثيرا فلا تعارض لاختلاف الجهة كذا الدكتور ناصر العقل فى تسجيلان مجموع الفتاوى وعندى الشريط برقمه برقم الدقيقة ان اردت
يصف كلامه الشيخ بكر ابو زيد ب (كأن عليه نور) يقول عنه الالبانى مجدد الدين فى قلوب الشباب وكأن كلامه لم يخرج الا من قلم سلفى يكفى عنونته لفصل فى المعالم بعنوان (لا الله الا الله منهج حياة) ويرى التحذير من كتبه لمن ليس عنده ثقافة اسلامية صحيحة فقط ويرى الرد عليه لكن بغير حماسة وله كلام كثير فى الاعتذار عنه
هذا كلام شيخنا بن جبرين على الاستاذ حسن البنا
(يُتْبَعُ)
(/)
إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين، ومن أهل الدعوة .. وقد نفع الله بهما وهدى بدعوتهما خلق كثير، ولهما جهود لا تنكر. لأجل ذلك شفع الشيخ عبدالعزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل، فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال عبدالناصر – عليه من الله ما يستحق -، ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار. ثم تلقى العلماء كتبهما ونفع الله بها ولم يطعن أحد فيها منذ أكثر من عشرين عاما، وإذا وقع منهما أخطاء يسيرة في التأويل ونحوه فلا يصل إلى حد التكفير، فإن العلماء الأولين لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي وابن الجوزي وابن عطية والخطابي والقسطلاني وأمثالهم كثير.
وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله ..
وكذلك تحامل على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ***** ولكن عين السخط تبدي المساويا
============================== ===
لشيخنا محمد اسماعيل المقدم سلسلة عن منهج الامام سيد قطب وهى مفرغة فى الشبكة الاسلامية ولشيخنا سعيد عبد العظيم شريط اسمه دفاعا عن سيد قطب من نسبته للتكفير ولشيخنا احمد فريد فى كتاب مواقف ايمانية ذكر فصلا للامام سيد قطب والشيخ عئض القرنى يعقد عنوانا خاصا فى رسالة كيف تطلب العلم للتنويه على اهمية كتاب الظلال لاى طالب علم
============================== ==========================
العلامة سلمان العودة
نقلا عن الشبكة الاسلامية
(والذي أدين الله به أن الأستاذ (سيد قطب) من أئمة الهدى والدين، ومن دعاة الإصلاح ومن رواد الفكر الإسلامي…سخَّر فكره وقلمه في الدفاع عن الإسلام، وشرح معانيه، ورد شبهات أعدائه، وتقرير عقائده وأحكامه، على وجه قلّ من يباريه أو يجاريه في هذا الزمان، وكان حديث المعايش الذي لا بس همُّ الإسلام قلبه، وملك عليه نفسه، قد شغله الحزن على الإسلام والغضب له، حتى عن ذاته وهمومه الخاصة، وكتابه " الظلال" يعتبر إضافة كبيرة لدارسة التفسير، استطاع فيه أن يستوعب كثيراً مما كتبه المتقدمون، وأن يبني عليه رؤيته الخاصة المتميزة، وفهمه الثاقب، ودرسه الغزير، وأن يقرن آي الكتاب بحياة الناس المعاصرة، حتى يشعر قارئه أن القرآن ليس كتاباً نزل لبيئة خاصة في المكان والزمان، ولكنه هداية للناس أجمعين أياً كان زمانهم أو مكانهم. ولقد استفاد الأستاذ سيد من تفسير ابن كثير فائدة غنية، ونقل عنه، وربما اعتمد عليه خصوصاً في باب المرويات والأقاويل، بل وفي أوجه الاختيار والترجيح، كما انتفع بما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا في " المنار" فيما يتعلق بربط هداية القرآن بنتائج العلم والبحث الإنساني، والاجتماعي، والعمراني، وفيما يتعلق بالتجرد عن التعصب والتقليد. ولكن يبقى " الظلال" شيئاً آخر، غير هذا وذلك. نعم. ليس الكتاب تفسيراً لآيات الأحكام، ولهذا فهو لا يغني عن مثل كتاب القرطبي، أو ابن العربي، أو الجصاص…أو غيرهم خصوصاً للمهتمين بمعرفة المذاهب الفقهية، والترجيح بينها. وليس تقريراً مفصلاً، أو تعليمياً، لكليات العقيدة وجزئياتها، فهو لا يغني عن قراءة ما كتبه الإمام الفذ" ابن تيمية" أو تلميذه العلم: (ابن القيم) في تقرير العقيدة والذب عنها، ومناظرة خصومها. بل ووقع في (الظلال) عثرات في هذا الباب وفي غيره، ولكنها يسيرة إلى جنب ما فيه من الخير والعلم والإيمان، ومن ذلك -تمثيلاً- اضطرابه في باب الاستواء، كما يعرفه من راجع تفسير هذه الآية في مواضعها السبعة المعروفة…ومن أفضل ما كتبه سيد قطب كتاب (خصائص التصور الإسلامي) وهو كتاب عظيم القدر في تقرير جملة من أصول الاعتقاد، معتمداً على نصوص الكتاب الكريم بالمقام الأول، مؤيداً لها لحجج العقل الظاهرة، وفيه رد صريح ومباشر على أصحاب مدرسة " وحدة الوجود" و "الحلولية" وأضرابهم، وحديث واضح عن الفروق العظيمة بين الخالق والمخلوق، وبيان أن هذا من أعظم خصائص عقيدة التوحيد، كما بينها الإسلام. فلا مجال مع هذا لأن يحمل أحد الفيض الأدبي الذي سطره سيد في تفسير سورة الإخلاص على تلك المعاني المرذولة، التي كان
(يُتْبَعُ)
(/)
هو -رحمه الله- من أبلغ من رد عليها وفند شبهاتها…ومن المعلوم المستفيض أن سيداً -رحمه الله- مر في فكره وحياته بمراحل مختلفة…ثم في مرحلة النضج كتب (الخصائص) (و المعالم) (والظلال) (وهذا الدين) و (المستقبل لهذا الدين)، (والإسلام ومشكلات الحضارة) …ومع ذلك كان يتعاهد كتبه بالتصحيح والمراجعة والتعديل، كما هو ظاهر في (الظلال) خاصة، إذ كان يعمل فيه قلمه بين طبعة وأخرى، وهذا دأب المخلصين المتجردين) بتصرف يسير من موقع الإسلام اليوم للشيخ سلمان العودة.
==========================
كتب سيد قطب فيها خير كثير
رقم الفتوى: 14528
عنوان الفتوى: كتب سيد قطب فيها خير كثير
تاريخ الفتوى: 06 محرم 1423/ 20 - 03 - 2002
السؤال
1 - هل السلفية نسبة شرعية لمذهب السلف الصالح؟ وما رأيكم فيمن ينكر هذه التسمية ويقول أنا مسلم فقط محتجا بالآية: (هو سماكم المسلمين من قبل) [الحج: 78]؟
2 - هل تنصح المبتدئ فى طلب العلم النظر فى كتب السيد قطب؟
3 - هل يحق لمن كان على مذهب السلف الصالح إذا سئل عن مذهبه أن يقول أنا سلفي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن نظر في كتب سيد قطب للاستفادة من الخير الذي فيها فقد أحسن، سواء كان مبتدئاً في طلب العلم أو منتهياً، وسيد قطب من دعاة وعلماء الإسلام الذين لهم بعض الأخطاء المغمورة في بحور فضلهم، ومن وقف على شيء من هذه الأخطاء فلا يقلده فيها، ولا يذمه بسببها. وانظر الجواب رقم: 11552.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
اطبع الفتوى
وما زال فى الشبكة من الفتاوى الشئ الكثير
============================== ==============
من موقع صوت السلف
كلمة حق في سيد قطب
السؤال:
ما قول فضيلتكم في كتب سيد قطب؟
حيث أنني سمعت انه يكفر بني أمية و يكفر عثمان ويصور الثورة التي عليه بأنها قريبة من روح الإسلام وينتقص من قدر بعض الصحابة ويقول عن سيدنا موسى أنه نموذج للقائد المندفع العصبي المزاج وينتقص من قدر الأنبياء ويكفر المجتمع كله
فهل هو كافر؟؟ وما الموقف الصحيح منه ومن أخطاءه وكيف يعذر فيها بالجهل؟؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن سيد قطب -رحمه الله- مر في حياته بأدوار مختلفة، وتقلب عدة تقلبات، وقد انعكس ذلك على قلمه، وبالتالي تنوعت كتاباته، وما وقع فيه من خطأ فينبغي تجنبه والحذر منه، وما أصاب فيه أخذ منه، ولا يحكم عليه بالكفر ولا يجوز ذلك، وللإنصاف فللرجل كتابات مفعمة بالحيوية والبلاغة، وله في الظلال تأملات قرآنية رائعة، وأنصحك أخي السائل بالبحث عما ينفعك، ولا تتشاغل بالحكم على الأشخاص، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
وأما ما ذكرت من تكفيره لبني أمية وعثمان فهذا ليس بصحيح وتحميل لكلامه أكثر مما يحتمل، ولا يظهر لي أن كان يكفر المجتمع كله، ولكن كلمة المجتمع الجاهلي عنده كثيرة الاستعمال قد يفهم منها ذلك، لكن الظاهر أنه تَجَوَّز في العبارة، وأصَلَّها بعده جماعات التكفير ونسبوها إليه، ومن عاصره لا يثبت أنه كان يكفر كل المسلمين.
وما ذكره عن موسى -عليه السلام- فهو منكر جداً، ولكن كونه ينتقص موسى -صلى الله عليه وسلم- لا يظهر من السياق، لكنه لا يدري ما يجوز في حق الأنبياء وما لا يجوز، وقد قال بعض المفسرين ونقل عن الأنبياء نقولاً هي أشنع من ذلك، ولم يكفرهم أهل العلم، ولو تأملت ما نقله المفسرون في قصة يوسف وفي قصة داود عن أهل الكتاب مقرين له لوجدت العجب، فلا يجوز تكفيره وإن كان ما قاله كفر لأنه معذور بالجهل وبالتأويل لانتشار الجهل في زمنه وفي مثل حاله، وهذا لا يمنع من الإنكار على ما كتبه.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ـ[الباجي]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:16]ـ
ألم تتعبوا من هذه المناقشات يارعاكم الله.
وأقول مذكرا نفسي وإياكم:
في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( ... ... فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم ... ).(/)
كلمة الشيخ وجدي غنيم للسويدان والقرضاوي
ـ[عبد الله عبد الله]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 05:39]ـ
http://www.4shared.com/file/61904573/490c434f/_____.html
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 10:59]ـ
سلم الله اللِّسان الذي جهر بحق حين خرس كثيرون
ولا غرْو؛ فسابقته المشرِّفة تصوغ حاضرَه ...
وأرجو الله بها أن تكون سببا في لقياه بالحق التام؛
فلا يجد لغيره ميلا ولا به بديلا
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل على النقل المبارك
الذي أدخل السرور على قلب ..
لطالما بحث عبثا عن مسرَّات زمنه فلم يصادفها .. !
دمت في حفظ الله؛ أخي
ـ[أبو طلحة الثاني]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 05:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... بارك الله فيك على هذا النقل الطيب ...
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 05:55]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:41]ـ
نعم على علماء الامة ان يفتون في هذه القناة وصحبها وقد تضايقت كثيرا بظهور العلامة الحسن الددو عليها وكذا محمود المصري فالمرجوا من الاخوة من يعرف الشيخان ان ينبههم للمسألة
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 01:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد الله السويدان الى الصواب
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 03:16]ـ
كنت في بداية طرح الموضوع لم أستطع إستماع الكلمة لأنها لم تعمل عندي
و لما سمعتها وجدت فيها فوائد جزى الله قائلها خير الجزاء:
1 - أنه إعتبر ما يحصل من السويدان إسلام ديموقراطي حسب رغبة أمريكا، و هذا ما كنت أقوله و أحذر منه و أتمنى أن العلماء و الدعاة يتكلمون فيه و قد تكلموا و الحمد لله
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19741
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19184
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19197
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19042
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18367
2- أنه جعل القرضاوي إمام ما يسمى الوسطية و أن وسطيته انتشرت في الخليج و هذا صحيح و أصبح لها أئمة معروفون يشار إليهم بالبنان بل أصبح لها مؤسسات نتمى أن ترسل لهم النصائح كما أرسلت للسويدان(/)
التحقيق في معتقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سؤال الأموات سؤال الله تعالى.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 02:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا بحث كنت قد كتبته منذ قرابة السنة في هذه المسألة، وأرى أن أضعه بين أيديكم لعلّه يفيدكم، إن شاء الله.
مسألتنا هي: سؤال الميت دعاء الله تعالى .. كأن يقول: يا وليّ الله، اسأل الله أن يرزقني ويشفيني.
وهذه النقول من كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - كلها من مجموع الفتاوى، وسأردّ على شبهة اعترضت بعض الإخوة فنبذوا جميع كلامه الواضح في هذه المسألة وتعلقوا بها، وظنوا أنها المخرج لهم في إثبات أن ابن تيمية - رحمه الله - يرى هذا الفعل شركاً أكبر.
-----------
يقول ابن تيمية [1/ 330 - 331]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ، لِأَنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى؛ بِخِلَافِ الطَّلَبِ مِنْ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ، فَإِنَّهُ لَا يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ؛ وَلِأَنَّ مَا تَفْعَلُهُ الْمَلَائِكَةُ وَيَفْعَلُهُ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ بَعْدَ الْمَوْتِ هُوَ بِالْأَمْرِ الْكَوْنِيِّ، فَلَا يُؤَثِّرُ فِيهِ سُؤَالُ السَّائِلِينَ، بِخِلَافِ سُؤَالِ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ، فَإِنَّهُ يُشْرَعُ إجَابَةُ السَّائِلِ وَبَعْدَ الْمَوْتِ انْقَطَعَ التَّكْلِيفُ عَنْهُمْ.
لم يفعله أحد من السلف .. وذلك ذريعة إلى الشرك .. يدل كلامه هنا على أن هذا الفعل من الشرك الأصغر، لأنه لا يقال مثلاً: لا يجوز عبادة الأصنام لأنه لم يفعلها السلف!! أو لأن ذلك ذريعة إلى الشرك.
وقال أيضاً في [1/ 332 - 333]:
وَأَيْضًا فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي طَلَبِ الدُّعَاءِ مِنْهُ، وَدُعَائِهِ هُوَ، وَالتَّوَسُّلِ بِدُعَائِهِ ضَرَرٌ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ بِلَا شَرٍّ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَحْذُورٌ وَلَا مَفْسَدَةٌ؛ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمْ السَّلَامُ - لَمْ يُعْبَدْ فِي حَيَاتِهِ بِحُضُورِهِ، فَإِنَّهُ يَنْهَى مَنْ يَعْبُدُهُ وَيُشْرِكُ بِهِ، وَلَوْ كَانَ شِرْكًا أَصْغَرَ، كَمَا نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ سَجَدَ لَهُ عَنْ السُّجُودِ لَهُ، وَكَمَا قَالَ: {لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ}، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ. وَأَمَّا بَعْدَ مَوْتِهِ فَيَخَافُ الْفِتْنَةَ وَالْإِشْرَاكَ بِهِ، كَمَا أَشْرَكَ بِالْمَسِيحِ وَالْعُزَيْرِ وَغَيْرِهِمَا عِنْدَ قُبُورِهِمْ.
وهذا نص آخر يفيد أنه يرى أن ذلك ذريعة إلى الشرك، وهذا يقال فقط في الشرك الأصغر.
نأتي الآن إلى تقسيمات ابن تيمية - رحمه الله - لأنواع دعاء الأموات .. وهذه مسألة مهمة هنا، فإنه عندما يذكر التقسيم، لا يدرج مسألتنا في باب الشرك الأكبر، بل يجعلها في باب مستقل ويصفها بالبدعة فقط.
يقول في [27/ 72 - 75]:
وَأَمَّا مَنْ يَأْتِي إلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ صَالِحٍ، أَوْ مَنْ يَعْتَقِدُ فِيهِ أَنَّهُ قَبْرُ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَيَسْأَلُهُ وَيَسْتَنْجِدُهُ، فَهَذَا عَلَى ثَلَاثِ دَرَجَاتٍ:
إحْدَاهَا: أَنْ يَسْأَلَهُ حَاجَتَهُ، مِثْلُ أَنْ يَسْأَلَهُ أَنْ يُزِيلَ مَرَضَهُ، أَوْ مَرَضَ دَوَابِّهِ، أَوْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ، أَوْ يَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ عَدُوِّهِ، أَوْ يُعَافِيَ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَدَوَابَّهُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: فَهَذَا شِرْكٌ صَرِيحٌ يَجِبُ أَنْ يُسْتَتَابَ صَاحِبُهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ قَالَ أَنَا أَسْأَلُهُ لِكَوْنِهِ أَقْرَبَ إلَى اللَّهِ مِنِّي لِيَشْفَعَ لِي فِي هَذِهِ الْأُمُورِ؛ لِأَنِّي أَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ بِهِ، كَمَا يُتَوَسَّلُ إلَى السُّلْطَانِ بِخَوَاصِّهِ وَأَعْوَانِهِ، فَهَذَا مِنْ أَفْعَالِ الْمُشْرِكِينَ وَالنَّصَارَى، فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَتَّخِذُونَ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ شُفَعَاءَ يَسْتَشْفِعُونَ بِهِمْ فِي مَطَالِبِهِمْ، وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْ الْمُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى} وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ}. فَبَيَّنَ الْفَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ. فَإِنَّ مِنْ عَادَةِ النَّاسِ أَنْ يَسْتَشْفِعُوا إلَى الْكَبِيرِ مِنْ كُبَرَائِهِمْ بِمَنْ يُكَرَّمُ عَلَيْهِ، فَيَسْأَلُهُ ذَلِكَ الشَّفِيعُ فَيَقْضِي حَاجَتَهُ، إمَّا رَغْبَةً وَإِمَّا رَهْبَةً، وَإِمَّا حَيَاءً وَإِمَّا مَوَدَّةً، وَإِمَّا غَيْرَ ذَلِكَ. وَاَللَّهُ - سُبْحَانَهُ - لَا يَشْفَعُ عِنْدَهُ أَحَدٌ حَتَّى يَأْذَنَ هُوَ لِلشَّافِعِ، فَلَا يَفْعَلُ إلَّا مَا شَاءَ، وَشَفَاعَةُ الشَّافِعِ مِنْ إذْنِهِ فَالْأَمْرُ كُلُّهُ لَهُ.
إلى أن قال ..
وَقَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ الضُّلَّالِ: هَذَا أَقْرَبُ إلَى اللَّهِ مِنِّي، وَأَنَا بَعِيدٌ مِنْ اللَّهِ، لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَدْعُوَهُ إلَّا بِهَذِهِ الْوَاسِطَةِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ أَقْوَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ}. وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّ الصَّحَابَةَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: رَبُّنَا قَرِيبٌ فَنُنَاجِيه أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيه؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ. وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي سَفَرٍ، وَكَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، بَلْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا؛ إنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ} وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ - تَعَالَى - الْعِبَادَ كُلَّهُمْ بِالصَّلَاةِ لَهُ وَمُنَاجَاتِهِ، وَأَمَرَ كُلًّا مِنْهُمْ أَنْ يَقُولَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وَقَدْ أَخْبَرَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى}. ثُمَّ يُقَالُ لِهَذَا الْمُشْرِكِ: أَنْتَ إذَا دَعَوْت هَذَا، فَإِنْ كُنْت تَظُنُّ أَنَّهُ أَعْلَمُ بِحَالِك وَأَقْدَرُ عَلَى عَطَاءِ سُؤَالِك، أَوْ أَرْحَمُ بِك، فَهَذَا جَهْلٌ وَضَلَالٌ وَكُفْرٌ. وَإِنْ كُنْت تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ وَأَقْدَرُ وَأَرْحَمُ، فَلِمَ عَدَلْت عَنْ سُؤَالِهِ إلَى سُؤَالِ غَيْرِهِ؟
إلى أن قال ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ كُنْت تَعْلَمُ أَنَّهُ أَقْرَبُ إلَى اللَّهِ مِنْك، وَأَعْلَى دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْك، فَهَذَا حَقٌّ؛ لَكِنْ كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ؛ فَإِنَّهُ إذَا كَانَ أَقْرَبَ مِنْك وَأَعْلَى دَرَجَةً مِنْك، فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنْ يُثِيبَهُ وَيُعْطِيَهُ أَكْثَرَ مِمَّا يُعْطِيك، لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّك إذَا دَعَوْته كَانَ اللَّهُ يَقْضِي حَاجَتَك أَعْظَمَ مِمَّا يَقْضِيهَا إذَا دَعَوْت أَنْتَ اللَّهَ تَعَالَى: فَإِنَّك إنْ كُنْت مُسْتَحِقًّا لِلْعِقَابِ وَرَدِّ الدُّعَاءِ - مَثَلًا لِمَا فِيهِ مِنْ الْعُدْوَانِ - فَالنَّبِيُّ وَالصَّالِحُ لَا يُعِينُ عَلَى مَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ، وَلَا يَسْعَى فِيمَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، فَاَللَّهُ أَوْلَى بِالرَّحْمَةِ وَالْقَبُولِ.
وَإِنْ قُلْت: هَذَا إذَا دَعَا اللَّهَ أَجَابَ دُعَاءَهُ، أَعْظَمَ مِمَّا يُجِيبُهُ إذَا دَعَوْته. فَهَذَا هُوَ (الْقِسْمُ الثَّانِي) وَهُوَ: أَلَّا تَطْلُبَ مِنْهُ الْفِعْلَ وَلَا تَدْعُوَهُ، وَلَكِنْ تَطْلُبُ أَنْ يَدْعُوَ لَك. كَمَا تَقُولُ لِلْحَيِّ: اُدْعُ لِي، وَكَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - يَطْلُبُونَ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -الدُّعَاءَ، فَهَذَا مَشْرُوعٌ فِي الْحَيِّ كَمَا تَقَدَّمَ. وَأَمَّا الْمَيِّتُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَغَيْرِهِمْ، فَلَمْ يُشْرَعْ لَنَا أَنْ نَقُولَ: اُدْعُ لَنَا، وَلَا اسْأَلْ لَنَا رَبَّك، وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَلَا أَمَرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَلَا وَرَدَ فِيهِ حَدِيثٌ، بَلْ الَّذِي ثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّهُمْ لَمَّا أَجْدَبُوا زَمَنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا إذَا أَجْدَبْنَا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِيَنَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا فَيُسْقَوْنَ. وَلَمْ يَجِيئُوا إلَى قَبْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَائِلِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اُدْعُ اللَّهَ لَنَا، وَاسْتَسْقِ لَنَا، وَنَحْنُ نَشْكُو إلَيْك مِمَّا أَصَابَنَا، وَنَحْوَ ذَلِكَ. لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ قَطُّ، بَلْ هُوَ بِدْعَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ.
ففي القسم الأول قال: هذا شرك صريح يستتاب عليه صاحبه وإلا قتل .. ولم يدرج مسألتنا في هذا القسم الذي هو شرك صريح.
وجعل مسألتنا في قسم آخر، وقال: لم يفعله أحد من الصحابة، ولم يرد به حديث، ولم يأمر به أحد من الأئمة .. وهذه الأقوال لا يقولها فقيه في الشرك الأكبر .. بل يقولها في البدعة التي هي دون الشرك الأكبر ..
فلا يُقال: إن عبادة الأصنام لم يرد بها حديث، ولم يفعلها أحد من الصحابة .. لذلك فهي حرام!!
ثم هو وصفها بالبدعة، ولم يقل كما قال في الأولى: شرك صريح يستتاب عليه صاحبه وإلا قتل.
ومن تقسيماته أيضاً لمراتب الدعاء قوله في: [1/ 350 - 351]:
وَقَدْ ذَكَرَ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ وَأَئِمَّةُ الدِّينِ الْأَدْعِيَةَ الشَّرْعِيَّةَ، وَأَعْرَضُوا عَنْ الْأَدْعِيَةِ الْبِدْعِيَّةِ، فَيَنْبَغِي اتِّبَاعُ ذَلِكَ. وَالْمَرَاتِبُ فِي هَذَا الْبَابِ ثَلَاثٌ:
- إحْدَاهَا أَنْ يَدْعُوَ غَيْرَ اللَّهِ، وَهُوَ مَيِّتٌ أَوْ غَائِبٌ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ أَوْ غَيْرِهِمْ، فَيَقُولُ: يَا سَيِّدِي فُلَانٌ أَغِثْنِي، أَوْ أَنَا أَسْتَجِيرُ بِك، أَوْ أَسْتَغِيثُ بِك، أَوْ اُنْصُرْنِي عَلَى عَدُوِّي، وَنَحْوُ ذَلِكَ، فَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ بِاَللَّهِ.
إلى أن قال ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ كَمَا يَفْعَلُهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْجُهَّالِ الْمُشْرِكِينَ. وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَسْجُدَ لِقَبْرِهِ وَيُصَلِّيَ إلَيْهِ، وَيَرَى الصَّلَاةَ أَفْضَلَ مِنْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ: هَذِهِ قِبْلَةُ الْخَوَاصِّ، وَالْكَعْبَةُ قِبْلَةُ الْعَوَامِّ. وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَرَى السَّفَرَ إلَيْهِ مِنْ جِنْسِ الْحَجِّ، حَتَّى يَقُولَ إنَّ السَّفَرَ إلَيْهِ مَرَّاتٌ يَعْدِلُ حَجَّةً. وَغُلَاتُهُمْ يَقُولُونَ: الزِّيَارَةُ إلَيْهِ مَرَّةً أَفْضَلُ مِنْ حَجِّ الْبَيْتِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ. وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَهَذَا شِرْكٌ بِهِمْ، وَإِنْ كَانَ يَقَعُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فِي بَعْضِهِ.
- الثَّانِيَةُ أَنْ يُقَالَ لِلْمَيِّتِ أَوْ الْغَائِبِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ: اُدْعُ اللَّهَ لِي، أَوْ اُدْعُ لَنَا رَبَّك، أَوْ اسْأَلْ اللَّهَ لَنَا، كَمَا تَقُولُ النَّصَارَى لِمَرْيَمَ وَغَيْرِهَا، فَهَذَا أَيْضًا لَا يَسْتَرِيبُ عَالِمٌ أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ، وَأَنَّهُ مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي لَمْ يَفْعَلْهَا أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ.
انظر كيف في القسم الأول ذكر أنواعاً متعددة من الشرك الأكبر، وجعلها كلها في قسم واحد .. وما فتئ يقول: وأعظم من ذلك .. حتى إن أتى على مسألتنا، جعلها من البدع .. وهذا هو كتقسيمه السابق.
ويقول في [1/ 179]:
يَنْهَى أَنْ يُدْعَى غَيْرُ اللَّهِ، لَا مِنْ الْمَلَائِكَةِ، وَلَا الْأَنْبِيَاءِ، وَلَا غَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ أَوْ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ؛ بِخِلَافِ مَا يُطْلَبُ مِنْ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ مِنْ الدُّعَاءِ وَالشَّفَاعَةِ، فَإِنَّهُ لَا يُفْضِي إلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ لَمْ يُعْبَدْ فِي حَيَاتِهِ بِحَضْرَتِهِ، فَإِنَّهُ يَنْهَى مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ؛ بِخِلَافِ دُعَائِهِمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ، وَكَذَلِكَ دُعَاؤُهُمْ فِي مَغِيبِهِمْ هُوَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ. فَمَنْ رَأَى نَبِيًّا أَوْ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَقَالَ لَهُ " اُدْعُ لِي "، لَمْ يُفْضِ ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ، بِخِلَافِ مَنْ دَعَاهُ فِي مَغِيبِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِ، كَمَا قَدْ وَقَعَ. فَإِنَّ الْغَائِبَ وَالْمَيِّتَ لَا يَنْهَى مَنْ يُشْرِكُ، بَلْ إذَا تَعَلَّقَتْ الْقُلُوبُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ أَفْضَى ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ، فَدَعَا وَقَصَدَ مَكَانَ قَبْرِهِ أَوْ تِمْثَالِهِ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، كَمَا قَدْ وَقَعَ فِيهِ الْمُشْرِكُونَ وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمُبْتَدِعَةِ الْمُسْلِمِينَ.
أولاً .. جعل دعاء غير الله تعالى قسمان: شرك وذريعة إلى الشرك .. ثم باقي كلامه في مسألتنا أوضح من أن أبينها.
في هذه النقول كفاية ..
ويستدل الذين يرون أن ابن تيمية يرى أن هذا الفعل من الشرك الأكبر، بشبهة من كلامه يطعنون بها في هذه النصوص الواضحة الصريحة .. فيستدلون بقوله:
قال في [1/ 155 - 159]:
[ QUOTE] وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ جَعَلُوا مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى مُقِرِّينَ بِأَنَّ آلِهَتَهُمْ مَخْلُوقَةٌ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَهُمْ شُفَعَاءَ، وَيَتَقَرَّبُونَ بِعِبَادَتِهِمْ إلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (*) إنَّا أَنْزَلْنَا إلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (*) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إلَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}، وَكَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتِهِمْ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَك، إلَّا شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ. وَقَالَ تَعَالَى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (*) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (*) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (*) مُنِيبِينَ إلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (*) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - بِالْمَثَلِ الَّذِي ضَرَبَهُ لَهُمْ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُجْعَلَ مَمْلُوكُهُ شَرِيكَهُ، فَقَالَ: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ}. يَخَافُ أَحَدُكُمْ مَمْلُوكَهُ كَمَا يَخَافُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟ فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ لَا يَرْضَى أَنْ يَكُونَ مَمْلُوكُهُ شَرِيكَهُ، فَكَيْفَ تَرْضَوْنَهُ لِأَنْفُسِكُمْ؟. وَهَذَا كَمَا كَانُوا يَقُولُونَ: لَهُ بَنَاتٌ فَقَالَ تَعَالَى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (*) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (*) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
وَالْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ وَصَفَهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالشِّرْكِ، أَصْلُهُمْ صِنْفَانِ: قَوْمُ نُوحٍ. وَقَوْمُ إبْرَاهِيمَ: فَقَوْمُ نُوحٍ كَانَ أَصْلُ شِرْكِهِمْ الْعُكُوفَ عَلَى قُبُورِ الصَّالِحِينَ، ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ ثُمَّ عَبَدُوهُمْ. وَقَوْمُ إبْرَاهِيمَ كَانَ أَصْلُ شِرْكِهِمْ عِبَادَةَ الْكَوَاكِبِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ. وَكُلٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ يَعْبُدُونَ الْجِنَّ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ تُخَاطِبُهُمْ وَتُعِينُهُمْ عَلَى أَشْيَاءَ، وَقَدْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ، وَإِنْ كَانُوا فِي الْحَقِيقَةِ إنَّمَا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ، فَإِنَّ الْجِنَّ هُمْ الَّذِينَ يُعِينُونَهُمْ وَيَرْضَوْنَ بِشِرْكِهِمْ، قَالَ تَعَالَى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (*) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}. وَالْمَلَائِكَةُ لَا تُعِينُهُمْ عَلَى الشِّرْكِ، لَا فِي الْمَحْيَا وَلَا فِي الْمَمَاتِ، وَلَا يَرْضَوْنَ بِذَلِكَ. وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ تُعِينُهُمْ وَتَتَصَوَّرُ لَهُمْ فِي صُوَرِ الْآدَمِيِّينَ، فَيَرَوْنَهُمْ بِأَعْيُنِهِمْ، وَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: أَنَا إبْرَاهِيمُ، أَنَا الْمَسِيحُ، أَنَا مُحَمَّدٌ، أَنَا الْخَضِرُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَنَا عُمَرُ، أَنَا عُثْمَانُ، أَنَا عَلِيٌّ، أَنَا الشَّيْخُ فُلَانٌ. وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ: هَذَا هُوَ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّبِيُّ فُلَانٌ، أَوْ هَذَا هُوَ الْخَضِرُ، وَيَكُونُ أُولَئِكَ كُلُّهُمْ جِنًّا يَشْهَدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ. وَالْجِنُّ كَالْإِنْسِ فَمِنْهُمْ الْكَافِرُ، وَمِنْهُمْ الْفَاسِقُ، وَمِنْهُمْ الْعَاصِي، وَفِيهِمْ الْعَابِدُ الْجَاهِلُ. فَمِنْهُمْ مَنْ يُحِبُّ شَيْخًا فَيَتَزَيَّا فِي صُورَتِهِ وَيَقُولُ: أَنَا فُلَانٌ. وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي بَرِّيَّةٍ وَمَكَانٍ قَفْرٍ، فَيُطْعِمُ ذَلِكَ الشَّخْصَ طَعَامًا، وَيَسْقِيهِ شَرَابًا، أَوْ يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ أَوْ يُخْبِرُهُ بِبَعْضِ الْأُمُورِ الْوَاقِعَةِ الْغَائِبَةِ، فَيَظُنُّ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَنَّ نَفْسَ الشَّيْخِ الْمَيِّتِ أَوْ الْحَيِّ فَعَلَ ذَلِكَ. وَقَدْ يَقُولُ: هَذَا سِرُّ الشَّيْخِ، وَهَذِهِ رَقِيقَتُهُ و، َهَذِهِ حَقِيقَتُهُ. أَوْ هَذَا مَلَكٌ جَاءَ عَلَى صُورَتِهِ. وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ جِنِّيًّا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تُعِينُ عَلَى الشِّرْكِ وَالْإِفْكِ وَالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (*) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}. قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ، كَالْعُزَيْرِ وَالْمَسِيحِ، فَبَيَّنَ اللَّهُ - تَعَالَى - أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ عِبَادُ اللَّهِ، كَمَا أَنَّ الَّذِينَ يَعْبُدُونَهُمْ عِبَادُ اللَّهِ، وَبَيَّنَ أَنَّهُمْ يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ، وَيَتَقَرَّبُونَ إلَيْهِ كَمَا يَفْعَلُ سَائِرُ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ هَؤُلَاءِ قَدْ يَقُولُونَ: إنَّا نَسْتَشْفِعُ بِهِمْ، أَيْ نَطْلُبُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ أَنْ يَشْفَعُوا، فَإِذَا أَتَيْنَا قَبْرَ أَحَدِهِمْ طَلَبْنَا مِنْهُ أَنْ يَشْفَعَ لَنَا، فَإِذَا صَوَّرْنَا تِمْثَالَهُ - وَالتَّمَاثِيلُ إمَّا مُجَسَّدَةٌ وَإِمَّا تَمَاثِيلُ مُصَوَّرَةٌ، كَمَا يُصَوِّرُهَا النَّصَارَى فِي كَنَائِسِهِمْ - قَالُوا: فَمَقْصُودُنَا بِهَذِهِ التَّمَاثِيلِ تَذَكُّرُ أَصْحَابِهَا وَسِيَرِهِمْ، وَنَحْنُ نُخَاطِبُ هَذِهِ التَّمَاثِيلَ، وَمَقْصُودُنَا خِطَابُ أَصْحَابِهَا لِيَشْفَعُوا لَنَا إلَى اللَّهِ. فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: يَا سَيِّدِي فُلَانٌ، أَوْ يَا سَيِّدِي جرجس، أَوْ بِطَرْسِ، أَوْ يَا سِتِّي الْحَنُونَةُ مَرْيَمُ، أَوْ يَا سَيِّدِي الْخَلِيلُ، أَوْ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ: اشْفَعْ لِي إلَى رَبِّك. وَقَدْ يُخَاطِبُونَ الْمَيِّتَ عِنْدَ قَبْرِهِ: سَلْ لِي رَبَّك. أَوْ يُخَاطِبُونَ الْحَيَّ وَهُوَ غَائِبٌ كَمَا يُخَاطِبُونَهُ لَوْ كَانَ حَاضِرًا حَيًّا، وَيُنْشِدُونَ قَصَائِدَ يَقُولُ أَحَدُهُمْ فِيهَا: يَا سَيِّدِي فُلَانٌ أَنَا فِي حَسَبِك، أَنَا فِي جِوَارِك، اشْفَعْ لِي إلَى اللَّهِ، سَلْ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَنْصُرَنَا عَلَى عَدُوِّنَا، سَلْ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنَّا هَذِهِ الشِّدَّةَ، أَشْكُو إلَيْك كَذَا وَكَذَا، فَسَلْ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ هَذِهِ الْكُرْبَةَ. أَوْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ: سَلْ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي. وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَأَوَّلُ قَوْله تَعَالَى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وَيَقُولُونَ: إذَا طَلَبْنَا مِنْهُ الِاسْتِغْفَارَ بَعْدَ مَوْتِهِ كُنَّا بِمَنْزِلَةِ الَّذِينَ طَلَبُوا الِاسْتِغْفَارَ مِنْ الصَّحَابَةِ، وَيُخَالِفُونَ بِذَلِكَ إجْمَاعَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرَ الْمُسْلِمِينَ. فَإِنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ لَمْ يَطْلُبْ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَلَّمَ - بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ، وَلَا سَأَلَهُ شَيْئًا، وَلَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُتُبِهِمْ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ مُتَأَخِّرِي الْفُقَهَاءِ، وَحَكَوْا حِكَايَةً مَكْذُوبَةً عَلَى مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَيَأْتِي ذِكْرُهَا وَبَسْطُ الْكَلَامِ عَلَيْهَا - إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -. فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ مِنْ خِطَابِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ عِنْدَ قُبُورِهِمْ وَفِي مَغِيبِهِمْ، وَخِطَابِ تَمَاثِيلِهِمْ، هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ الْمَوْجُودِ فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَفِي مُبْتَدِعَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ أَحْدَثُوا مِنْ الشِّرْكِ وَالْعِبَادَاتِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}.
قالوا، فقوله التالي دليل على أنه يرى أن سؤال الأموات دعاء الله تعالى شرك أكبر، حيث قال:
فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ مِنْ خِطَابِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ عِنْدَ قُبُورِهِمْ وَفِي مَغِيبِهِمْ، وَخِطَابِ تَمَاثِيلِهِمْ، هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ الْمَوْجُودِ فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَفِي مُبْتَدِعَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ أَحْدَثُوا مِنْ الشِّرْكِ وَالْعِبَادَاتِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ تَعَالَى.
والجواب عن ذلك بأن يقال: لا يمكن أن يُطعن بكل هذه النصوص الصريحة الواضحة في بيان كون هذا الفعل من الشرك الأصغر، بكلمة متشابهة يمكن حملها على أكثر من وجه، كما سيتبيّن لاحقاً إن شاء الله.
والاحتمالات في تأويل كلام ابن تيمية الآنف هي:
الأول: إما أن يكون لشيخ الإسلام قولان في المسألة، كما هو حال كثير من الفقهاء، وهو احتمال وارد ولكنه ضعيف.
الثاني: إما أنه يعني المشركين الذين اتخذوا من دون الله شفعاء وأشركوهم في ملك الله وربوبيته، لأنه قال في وصفهم: والمشركون الذين جعلوا معه آلهة أخرى .. والمشركون من هؤلاء .. ومنهم، .. إلخ .. بما يدل على أنه عنى الذين ذكرهم في صدر حديثه، وهم الذين اتخذوا معه آلهة أخرى يعبدونها .. ثم بعد ذلك، كشف عن أفعالهم في تحقيق مرادهم من الشفاعة الشركية .. وهو احتمال قوي، لكن ما بعده أرجح منه.
وثالثاً: إما أنه جمع الأجلى والأعم والأغلب من أنواع الشرك في الدعاء في موضع واحد، فجمع كل ما له علاقة به، سواء أكان من الأكبر أم الأصغر، ثم بيّن أن أصل هذه الأنواع قائم على الشرك الأكبر، وهو دعاء غير الله تعالى.
لذلك تراه عند ذكر الأنواع جميعها في موضع واحد، يقول عنها أعظم أنواع الشرك .. أي أن أصلها الذي بنيت عليه هو الشرك الأكبر .. أو يعني هي أعظمها انتشاراً وفشواً بين المسلمين .. وأكثرها ظهوراً.
وعندما يأتي إلى التقسيم، فإنه يفرّق ولا يقول: إن دعاء الميت هو شرك أكبر بكافة أنواعه .. بل يفرّق بين ما كان لا يقدر عليه إلا الله، ويقول صراحة أنه كفر أكبر وشرك أكبر، وصاحبه كافر .. وما كان من جنس طلب الدعاء فقط، فلا يصفه إلا بالبدعة .. ولا يصف صاحبه بالشرك الأكبر أو أنه كافر.
وهذه نقطة مهمة جداً يجب أخذها بالاعتبار .. ففي كل المواضع التي قسّم فيها أنواع دعاء الأموات، لم يذكر أن طلب الدعاء شرك أكبر .. بل اكتفى بقوله بدعة .. لماذا؟؟ .. ولماذا يذكر في القسم الأول أنه شرك أكبر صراحة، ولا يقول بدعة؟؟ مع أنه بدعة شركية كذلك، وهو في طائفة من المنتسبين للإسلام ..
وعند جمع أنواع الدعاء لغير الله تعالى، للميت أو الغائب، يقول في مجموعها إنها أعظم أنواع الشرك .. مع أن كلمة "أعظم" يمكن أن تؤول إلى "أظهر" أو "أفشى" أو "أغلب" .. أو غير ذلك.
وأخيراً .. يذكر ابن تيمية علّة تحريم دعاء الميت بما يدعا به الحي .. فقال في [27/ 80 - 81]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا التَّمَسُّحُ بِقَبْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَقْبِيلُهُ فَكُلُّهُمْ كَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا مَا قَصَدَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ حَسْمِ مَادَّةِ الشِّرْكِ وَتَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ وَإِخْلَاصِ الدِّينِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَهَذَا مَا يُظْهِرُ الْفَرْقَ بَيْنَ سُؤَالِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَالرَّجُلِ الصَّالِحِ فِي حَيَاتِهِ، وَبَيْنَ سُؤَالِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَفِي مَغِيبِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ فِي حَيَاتِهِ لَا يَعْبُدُهُ أَحَدٌ بِحُضُورِهِ، فَإِذَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ - رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ - وَالصَّالِحُونَ أَحْيَاءً لَا يَتْرُكُونَ أَحَدًا يُشْرِكُ بِهِمْ بِحُضُورِهِمْ؛ بَلْ يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَيُعَاقِبُونَهُمْ عَلَيْهِ، وَلِهَذَا قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (*) وَقَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْت فَقَالَ: أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ} وَقَالَ: {لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ}، وَلَمَّا قَالَتْ الجويرية: وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَعْلَمُ مَا فِي غَد. قَالَ: {دَعِي هَذَا قُولِي بِاَلَّذِي كُنْت تَقُولِينَ}. وَقَالَ: {لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ إنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ}. وَلَمَّا صُفُّوا خَلْفَهُ قِيَامًا قَالَ: {لَا تُعَظِّمُونِي كَمَا تُعَظِّمُ الْأَعَاجِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا}. وَقَالَ أَنَسٌ: لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، وَكَانُوا إذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لَهُ؛ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ.
وَلَمَّا سَجَدَ لَهُ مُعَاذٌ نَهَاهُ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَصْلُحُ السُّجُودُ إلَّا لِلَّهِ، وَلَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا - مَنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا}. وَلَمَّا أُتِيَ عَلِيٌّ بِالزَّنَادِقَةِ الَّذِينَ غَلَوْا فِيهِ وَاعْتَقَدُوا فِيهِ الْإِلَهِيَّةَ أَمَرَ بِتَحْرِيقِهِمْ بِالنَّارِ. فَهَذَا شَأْنُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَأَوْلِيَائِهِ، وَإِنَّمَا يُقِرُّ عَلَى الْغُلُوِّ فِيهِ وَتَعْظِيمِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ مَنْ يُرِيدُ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَفَسَادًا، كَفِرْعَوْنَ وَنَحْوِهِ، وَمَشَايِخِ الضَّلَالِ الَّذِينَ غَرَضُهُمْ الْعُلُوُّ فِي الْأَرْضِ وَالْفَسَادُ، وَالْفِتْنَةُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَاِتِّخَاذُهُمْ أَرْبَابًا وَالْإِشْرَاكُ بِهِمْ مِمَّا يَحْصُلُ فِي مَغِيبِهِمْ وَفِي مَمَاتِهِمْ، كَمَا أُشْرِكُ بِالْمَسِيحِ وَعُزَيْرٍ. فَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ الْفَرْقَ بَيْنَ سُؤَالِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَالصَّالِحِ فِي حَيَاتِهِ وَحُضُورِهِ، وَبَيْنَ سُؤَالِهِ فِي مَمَاتِهِ وَمَغِيبِهِ. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ فِي عَصْرِ الصَّحَابَةِ وَلَا التَّابِعِينَ وَلَا تَابِعِي التَّابِعِينَ يَتَحَرَّوْنَ الصَّلَاةَ وَالدُّعَاءَ عِنْدَ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ، وَيَسْأَلُونَهُمْ وَلَا يَسْتَغِيثُونَ بِهِمْ؛ لَا فِي مَغِيبِهِمْ وَلَا عِنْدَ قُبُورِهِمْ وَكَذَلِكَ الْعُكُوفُ.
فالعلة في مشروعية دعاء الأحياء في حضورهم وحرمة دعائهم بعد موتهم، هو أنه بعد موتهم لا يوجد من ينهاهم عن الشرك والغلو، فيفضي ذلك إلى تعلق القلب بهم وتعظيمهم ثم الشرك بالله تعالى، كما ذكرته في بداية هذا البحث.
وبعد هذه الصفحة، سأعلل كون هذا الفعل من الشرك الأصغر وليس من الأكبر .. فللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 12:55]ـ
هذا نقاش طويل قديمٌ، دار بيني وبين مجموعةٍ من الإخوة قبل قرابة الـ (4) سنين، حول هذه المسألة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16527
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 04:00]ـ
جزاك الله خيراً .. كنت قد قرأت موضوعك هذا بعد أن عملت بحثي بشهر أو شهرين .. ولم أفد منه كثيراً، حيث إن أكثر من فيه كانوا متعصبة لأقوال مشايخهم .. فمن تعصب لقول ابن عثيمين الذي يراه شركاً أصغر، ومن تعصب لقول ابن باز الذي يراه شركاً أكبر .. ولم أرَ طرحاً موضوعياً يستحق الوقوف عنده ..
ولعلّ ما فعلته يغني عن ذلك كله، ويوضّح حقيقة معتقد ابن تيمية في هذه المسألة .. خاصة وأنني سأوضح في مشاركة لاحقة علّة كونه من الشرك الأصغر، وأنه لا يستقيم بحال إدراجه في الشرك الأكبر، وسأرد على الشبهات الواردة، إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 05:34]ـ
/// ما هذا التعليق؟!
/// أكثر من فيه متعصِّبةٌ؟!
/// ولم تفد كثيرًا من البحث، مع أنَّه موعبٌ بالنقول الكثيرة التي تزيد كثيرًا على ما نقلته! ولم ترَ طرحًا موضوعيًّا فيه؟! ماشاء الله على إطلاقاتك! أهكذا تبدأ تجردك في البحث والإنصاف! سبحان الله!
/// على كلٍّ سنرى ما تأتينا به ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 05:53]ـ
هدّئ من روعك أخي، رعاك الله .. فلم أقصد بذلك إساءة لأحد، ولم أقصد تزكية هذا البحث .. أعاذنا الله وإياك من الكبر والغرور.
لعلّي تسرّعت في الحكم على أهل ذاك الموضوع، لمشاكلته لموضوع طرح سابقاً في أحد المنتديات (أنا المسلم)، وكان أكثر من فيه من الجهلة والمتعصبة، فاختلط عليّ الأمر .. وأستغفر الله من ذلك .. وجزاك الله خيراً لتنبيهك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 05:55]ـ
/// آمين.
/// ولكن من قال إني غاضب أونحوه؟! أنا أتكلم عن إطلاقاتك التعميمية التي باشرتها على ما تقدم، ولعلك تحتاج إلى نصيحتك بأن تهدأ في البحث أكثر مني (ابتسامة)
/// أنت لم تقصد ما ذكرته -كما عبَّرتَ- ولكنك كتبت ذلك بنفسك.
/// وتراجعك بداية طيبة ..
وفقك الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 07:30]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
------------------------
نأتي الآن إلى الرد على الشبهات المثارة حول هذه المسألة في كونها من الشرك الأكبر.
قالوا: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {الدعاء هو العبادة}، وتوافر النصوص في الكتاب والسنة على كون الدعاء عبادة.
قالوا: فمن صرف هذه العبادة لغير الله، فهو مشرك.
قلت: في هذه الشبهة نظر .. حيث إنه ليس كل أنواع الدعاء عبادة .. فإن هناك دعاء يجوز صرفه للخلق، ودعاء لا يجوز صرفه إلا لله تعالى، وهو فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى.
والدعاء هو ما كان مصدّراً بياء النداء، كقوله تعالى: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: 153].
فليس كل الدعاء شرك.
والدليل على كون هذا الضرب من الدعاء ليس شركاً، هو جواز صرفه للحيّ .. فجاز لنا أن نقول للحيّ الحاضر: يا فلان، ادع الله لي .. فلو كان عبادة لما جاز صرفه للحيّ أصلاً.
وأمر آخر في هذه المسألة هو .. أن هذا الدعاء مختص بالمخلوقين، ولا يجوز صرفه لله تعالى ..
فلا يجوز لنا أن نقول: يا ربّ ادع الله لي .. فهذا الدعاء مختص فقط بالمخلوقين، ولا يصرف لله تعالى بحال من الأحوال.
فإن علمنا ذلك، قيل: ما وجه العبادة هنا إذن؟
قالوا: لأن في ذلك إثبات صفة السمع لهم، وصفة الإجابة، وصفة الدعاء، وهذا كله داخل في قوله تعالى: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]
قلت: يتكلم الله - عز وجل - عن المشركين الذين يدعون غيره .. فقال في الآية السابقة: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} [فاطر: 13].
فهم اختصوا غير الله تعالى بالدعاء الذي يستحقه الله تعالى .. وكما ذكرنا في الشبهة الأولى، فإن هذا الدعاء لا يجوز صرفه لله تعالى بحال، بل لا يختص به إلا المخلوقين .. فكيف ندرج هذا النوع من الدعاء في هذه الآية؟
وثانياً .. الله - عز وجل - أراد - والله أعلم - من ذكر عدم قدرتهم على السمع أو الإجابة إبطال معتقدهم في هذه الآلهة المعبودة من دونه.
كقول إبراهيم - عليه السلام -: {فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} [الأنبياء: 63]
وكقوله - عليه السلام -: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (*) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} [الشعراء: 72 - 73]
وثانياً .. اعتقاد سماع الأموات أو كلامهم أو نظرهم، أو غيرها، هي من المسائل الاجتهادية عند السلف ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 24/ 362]:
(يُتْبَعُ)
(/)
هَلْ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ كَلَامَ زَائِرِهِ وَيَرَى شَخْصَهُ؟ وَهَلْ تُعَادُ رُوحُهُ إلَى جَسَدِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَمْ تَكُونُ تُرَفْرِفُ عَلَى قَبْرِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَغَيْرِهِ؟ وَهَلْ تَصِلُ إلَيْهِ الْقِرَاءَةُ وَالصَّدَقَةُ مِنْ نَاحِلِيهِ وَغَيْرِهِمْ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ الْمَالِ الْمَوْرُوثِ عَنْهُ وَغَيْرِهِ؟ وَهَلْ تُجْمَعُ رُوحُهُ مَعَ أَرْوَاحِ أَهْلِهِ وَأَقَارِبِهِ الَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَهُ، سَوَاءٌ كَانَ مَدْفُونًا قَرِيبًا مِنْهُمْ أَوْ بَعِيدًا؟ وَهَلْ تُنْقَلُ رُوحُهُ إلَى جَسَدِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَوْ يَكُونُ بَدَنُهُ إذَا مَاتَ فِي بَلَدٍ بَعِيدٍ وَدُفِنَ بِهَا يُنْقَلُ إلَى الْأَرْضِ الَّتِي وُلِدَ بِهَا؟ وَهَلْ يَتَأَذَّى بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟ وَالْمَسْئُولُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - الْجَوَابَ عَنْ هَذِهِ الْفُصُولِ - فَصْلًا فَصْلًا - جَوَابًا وَاضِحًا مُسْتَوْعِبًا لِمَا وَرَدَ فِيهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَمَا نُقِلَ فِيهِ عَنْ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَشَرْحَ مَذَاهِبِ الْأَئِمَّةِ وَالْعُلَمَاءِ: أَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ وَاخْتِلَافِهِمْ، وَمَا الرَّاجِحُ مِنْ أَقْوَالِهِمْ مَأْجُورِينَ، إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَعَمْ يَسْمَعُ الْمَيِّتُ فِي الْجُمْلَةِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ}. وَثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {أَنَّهُ تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ يَا عتبة بْنَ رَبِيعَةَ يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْت مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا فَسَمِعَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ذَلِكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَسْمَعُونَ وَأَنَّى يُجِيبُونَ وَقَدْ جُيِّفُوا فَقَالَ: وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتَ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا}. ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ. وَكَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: {أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ وَقَالَ: إنَّهُمْ يَسْمَعُونَ الْآنَ مَا أَقُولُ}. وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالسَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ. وَيَقُولُ: {قُولُوا السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِين، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ. اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُمْ}. فَهَذَا خِطَابٌ لَهُمْ، وَإِنَّمَا يُخَاطَبُ مَنْ يَسْمَعُ، وَرَوَى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ}. وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {أَكْثِرُوا مِنْ الصَّلَاةِ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْك؟ وَقَدْ أَرَمْت - يَعْنِي صِرْت رَمِيمًا - فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ لُحُومَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَنْبِيَاءِ}. وَفِي السُّنَنِ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلَائِكَةً يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ}. فَهَذِهِ النُّصُوصُ وَأَمْثَالُهَا تُبَيِّنُ أَنَّ الْمَيِّتَ يَسْمَعُ فِي الْجُمْلَةِ كَلَامَ الْحَيِّ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ السَّمْعُ لَهُ دَائِمًا، بَلْ قَدْ يَسْمَعُ فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ، كَمَا قَدْ يَعْرِضُ لِلْحَيِّ، فَإِنَّهُ قَدْ يَسْمَعُ أَحْيَانًا خِطَابَ مَنْ يُخَاطِبُهُ، وَقَدْ لَا يَسْمَعُ لِعَارِضٍ يَعْرِضُ لَهُ، وَهَذَا السَّمْعُ سَمْعُ إدْرَاكٍ لَيْسَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ جَزَاءٌ، وَلَا هُوَ السَّمْعُ الْمَنْفِيُّ بِقَوْلِهِ: {إنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، فَإِنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ سَمْعُ الْقَبُولِ وَالِامْتِثَالِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْكَافِرَ كَالْمَيِّتِ الَّذِي لَا يَسْتَجِيبُ لِمَنْ دَعَاهُ، وَكَالْبَهَائِمِ الَّتِي تَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا تَفْقَهُ الْمَعْنَى، فَالْمَيِّتُ وَإِنْ سَمِعَ الْكَلَامَ وَفَقِهَ الْمَعْنَى فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ إجَابَةُ الدَّاعِي، وَلَا امْتِثَالُ مَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ، فَلَا يَنْتَفِعُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَكَذَلِكَ الْكَافِرُ لَا يَنْتَفِعُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَإِنْ سَمِعَ الْخِطَابَ وَفَهِمَ الْمَعْنَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ.}. وَأَمَّا رُؤْيَةُ الْمَيِّتِ: فَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ آثَارٌ عَنْ عَائِشَةَ وَغَيْرِهَا.
فخلاصة الأمر أنه من أثبت صفة أو قدرة مخلوقة للميت، فإنه لا يكفر بذلك .. وإنما يكفر إن أثبت له صفة إلهية، كعلم الغيب مثلاً.
هذا، مع ورود الآثار التي تدلّ على أن الميّت يدعو الله تعالى في قبره ..
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 1/ 330]:
وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ، لِأَنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى
فهم قادرون على السماع عند بعض السلف .. وقد وردت الآثار أنهم أحياء في قبورهم .. ويدعون للأحياء ..
ومن هذه الآثار:
قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون}
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث عذاب القبر، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - وفيه: {فيقول المؤمن رب عجل قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي}
وروي عن أبي أيوب الأنصاري موقوفاً: {إذا قبضت نفس العبد تلقاه أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا، فيقبلون عليه ليسألوه، فيقول بعضهم لبعض: أنظروا أخاكم حتى يستريح؛ فإنه كان في كرب، فيقبلون عليه؛ فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟ فإذا سألوا عن الرجل قد مات قبله قال لهم: إنه قد هلك، فيقولون: إنا لله و إنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم وبئست المربية. قال: فيعرض عليهم أعمالهم، فإذا رأوا حسناً استبشروا وقالوا: هذه نعمتك على عبدك فأتمها، و إن رأوا سوءاً قالوا: اللهم راجع بعبدك} [صححه الألباني].
وروي عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: {إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيراً استبشروا به، و إن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا} [صححه الألباني].
فهذه الآثار ونحوها تثبت قدرة الميت على الدعاء ..
بل حتى وإن لم يكن هناك آثار، فإثبات صفة مخلوقة للميت .. كالنطق والسمع والدعاء .. تترجح بين الاجتهاد والبدعة.
فإن كان كذلك، فما وجه الشرك الأكبر هنا؟
قالوا: طلب الشفاعة من الميت، واتخاذهم شفعاء ..
وهذا سأرد عليه في مشاركة لاحقة بإذن الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 01:29]ـ
/// اسمح لي يا أخي الكريم أنت الآن في مجال تحرير الأقوال وإضافة التحقيق والإتيان بالجديد، فلا نقبل منك سرد الأقوال والنصوص ((بالجملة)) دون تمحيصها هكذا!
/// ولْنتناول بعض ما ذكرت -لضيق الوقت الآن- بتنبيهات مهمَّة.
/// قد ذكرتَ أوفهمتَ من كلام ابن تيمية أنَّ ثم آثارًا في سماع الأموات في قبورهم مطلقًا على العموم، وأن بعض السلف يثبت ذلك! ولكنك لم تسق لنا هذه الآثار عن السلف، ولم تبين لنا صحَّتها!
/// فأين أقوال القائلين ((من السلف)) بسماع الأموات لكلام الأحياء عمومًا ((وليس جملة))؟
/// وثالثًا .. هل الأحاديث التي سقتها وقلدَّت فيها الألباني صحيحة، أم تكتفي بالتقليد؟ ثم لم أرَ في واحدٍ منها حجَّةً لك في المسألة غير الحديث الأخير، ويبقى فيه أمران:
الأول: التحقق من تصحيح الحديث، وعدم الاكتفاء بالتقليد.
الثاني: أنَّه لا حُجَّة فيه فكل ما تسوقه إنما هو في سماع الأموات في الجملة وليس العموم. فكونهم يسمعون قرع النعال، و ((تُعرض)) عليهم الأعمال لا يعني أنَّهم يسمعون كل شيءٍ، وحتى دعاء أقاربهم ..
/// فأين التحقيق والجديد؟؟!
/// ونصيحة علمية لك ما دامت متحمسًا للموضوع فالقليل المركَّز الذي فيه التحقيق والتدقيق خير من السرد الكثير الذي يعدم ذلك.
/// فأنصحك بدل إضافة الكلام الكثير دون تمحيصٍ له أن ترجع إلى مشاركاتك السابقة فتمحِّصها.
/// حتى نستطيع مناقشتك فيما تذكر بصورة أحسن.
/// أعانك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 05:21]ـ
السلام عليكم،
لعلّك لم تفهم المقصود من العنوان أخي الكريم ..
فإني لم أقل: تحقيق أقوال ابن تيمية .. حتى يُفهم من الكلام أنني سأقوم بضبطها وتخريج أحاديثها. بل قلت (التحقيق في معتقد ابن تيمية) .. أي كشف حقيقة معتقده، والفحص عنه ..
تقول:
فأين أقوال القائلين ((من السلف)) بسماع الأموات لكلام الأحياء عمومًا ((وليس جملة))؟
القائلين من السلف أمامك .. وهو ابن تيمية ومن تابعه .. لكن لعلّك ظننت بالسلف: سلف القدوة .. وهذا ما لم أعنه .. كل ما عنيته أن الاجتهاد جائز في هذه المسائل، فلا يصح أن تكون شركاً إن ثبت عنهم قولهم بالسماع.
وثالثًا .. هل الأحاديث التي سقتها وقلدَّت فيها الألباني صحيحة، أم تكتفي بالتقليد؟ ثم لم أرَ في واحدٍ منها حجَّةً لك في المسألة غير الحديث الأخير، ويبقى فيه أمران:
الأول: التحقق من تصحيح الحديث، وعدم الاكتفاء بالتقليد.
الثاني: أنَّه لا حُجَّة فيه فكل ما تسوقه إنما هو في سماع الأموات في الجملة وليس العموم. فكونهم يسمعون قرع النعال، و ((تُعرض)) عليهم الأعمال لا يعني أنَّهم يسمعون كل شيءٍ، وحتى دعاء أقاربهم ..
لم أسق أحاديث الألباني لإثبات أن الموتى يسمعون .. فلو أنك تقرأ كلامي جيداً، لرأيت أنني أحاول إثبات أن المسألة مسألة اجتهادية، وقد ورد فيها أحاديث صححها بعض أئمة الحديث وذكروها في كتبهم .. كالألباني وغيره .. فلو كانت شركاً أكبر، لما صححوها أو ذكروها.
وهذه الأحاديث التي ذكرتها كان الشاهد منها هو: أن من أثبت صفة أو قدرة للحيّ في الميت، فإن ذلك ليس من الشرك .. خاصة إن وردت في ذلك آثار .. سواء أأخطأ في تصحيحها أم لا .. فلا وجه للشرك هنا .. فإنه يعتقد أن هذه الصفات مخلوقة، وهي صفات ليست كصفات الله تعالى .. فأين وجه الشرك هنا؟
أما قولك:
إنما هو في سماع الأموات في الجملة وليس العموم
لم أفهم حقيقة معنى هذا الكلام .. فما الفرق بين العموم والجملة؟؟ .. ولكن يبدو لي أنك أخطأت وعنيت: الإطلاق.
فإنه لا يقول أحد بالسمع المطلق لأحد سوى لله تعالى ..
فخلاصة القول هو:
هل من أثبت قدرة أو صفة مخلوقة للميت، يكون قد أشرك بالله تعالى؟
وهل من يرى سماع الميت لخطابه وكلامه إذا تحدث به عند قبره، يكون قد أشرك بالله تعالى؟
وجزاك الله خيراً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 05:33]ـ
/// يا أخي الكريم .. بل أجزم أنِّي فهمتك جيدًا قبل أن أعقِّب عليك!
/// فموضوعك هذا كما يظهر من مشاركاتك الأولى السابقة على شقين:
1 - تحقيق معتقد ابن تيمية في المسألة. وهذا ليس في الأهمية بمكان كبير عندي.
2 - بيان أنَّ الصَّحيح في المسألة كونها شركًا أصغر، لا أكبر، ثم سياق العلة في ذلك وإبطال الشبهات المخالفة له.
/// وبناء على الثاني .. أنا أناقشك في حججك وعللك التي تريد أن تتحقق بها أن المسألة شرك أصغر، وبس.
/// وإلا فما فائدة اشتغال الباحث بقوله: ورُوِي كذا، وقيل كذا، وعند فلان كذا؟! وهو نوعٌ من التقليد -لأنَّه بلا حُجَّة ظاهرة- السائق للتعصُّب، والذي ضجرتَ منه في أوَّل مقالك وعتبتَه على غيرك.
/// فهذا -بورك فيك- ليس بتحقيق في البحث، بل سرد مجرد.
/// ولم أقل إن المسألة ليست اجتهادية! بل أثبتُّ الخلاف فيها، ولكنَّي أناقشك في كونك ترى أنَّ الصواب فيها هو القول بالشركية الصغرى .. فلذا أناقشك. هل يزعجك ذلك؟
/// وأودُّ تنبيهك إلى أنَّ القائلين بالشركية الصغرى يرون أنَّه ذريعة للشرك الأكبر، وباقي القضية يأتي مناقشتها تباعًا.
/// وفَّقك الله وأعانك.
ـ[ابو رشاد]ــــــــ[03 - Oct-2009, صباحاً 12:02]ـ
قلت: في هذه الشبهة نظر .. حيث إنه ليس كل أنواع الدعاء عبادة .. فإن هناك دعاء يجوز صرفه للخلق، ودعاء لا يجوز صرفه إلا لله تعالى، وهو فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى.
الأخ شعيب:
من قال أن عموم الدعاء عبادة رتّب قوله على عموم الحديث (الدعاء هو العبادة) و الحديث مخرجه مجرج العموم
و من أخرج صورة من صور الدعاء من معنى العبادة فقد خصص عموم الحديث فعليه بدليل شرعي يعضّد
هذا التخصيص و إلا كان كلامه مجرد تحكم على النص بدون دليل هذا أولا
ثانيا يقال لك طلب الانسان الدعاء من الانسان الحي أن يدعو له لا تدخل في صور صرف العبادة لغير
الله حتى نحتاج الى استثناء بعض أنواع الدعاء من مفهوم العبادة، فمن طلب من غيره أن يدعو له
خلاصة أمره أن غيره قام بعبادة الدعاء لأجله و مثله مثل من صام عن غيره أو تصدّق عنه أو حج عنه
فالعبادة فيهذه الصورة صٌرفت له غاية ما في الأمر أنها عبادة قام به شخص نيابة عن غيره و لأجله
ثالثا إذا تقرر هذا يقال إذا كان دعاء الحي للحي جائز شرعا و لا يندرج في معاني الشرك فهل
طلب الحي من الميت أن يدعو الله له شرك أكبر؟ بمعنى كيف صار شركا أكبرا في الأموات
و لم يكن كذلك في الأحياء؟ و هذا السؤال مبني على أن صور الشرك الأكبر لا يختلف حكمها
بحق الأحياء أو الأموات، فمن طلب من الأحياء الأنبياء فما دونهم مغفرة الذنبوب أو أسند اليهم التصرف
في الكون و غير ذلك مما لا يقدرون عليه كان قوله شركا سواء قاله في حق الأحياء أو حق الأموات أم ما جاز
فعله في الشرع مع الحي كطلب الدعاء منه فلا يصير بموته شركا بل بدعة و هي في هذه المسألة دريعة
الى الشرك لا هي نفسها شرك فان من طلب من الميت يدعو له لم يصرف عبادة لغير الله حتى يصير بذلك
مشركا بل أراد من الميت أن يدعو الله له و هذا ليس بشرك إلا عند من يرى من العلماء إن من
اعتقد في شيء كونه سببا شرعيا و هو ليس بسبب في الحقيقة فقد اشرك شرك أكبر لا شرّع مع الله
كمن يقول ذلك فمن علّق تميمة معتقدا أنها تنفع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 01:01]ـ
إننى أفتقد الأخ أبو شعيب منذ زمن.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 06:19]ـ
الأخ (عدنان البخاري)،
جزاك الله خيراً وبارك فيك .. اعذرني من انقطاعي الطويل، فقد كنت أبحث وأتعلم، وقد وجدت جواباً شافياً - في نظري - عن الإشكالات التي قد يوردها من يرى هذا الفعل من الشرك الأكبر، وسأوردها قريباً بإذن الله.
----------------
الأخ (ابو رشاد)،
بارك الله فيك.
تقول:
و من أخرج صورة من صور الدعاء من معنى العبادة فقد خصص عموم الحديث فعليه بدليل شرعي يعضّد
هذا التخصيص و إلا كان كلامه مجرد تحكم على النص بدون دليل هذا أولا
حدد لي معنى الدعاء، وهل يدخل فيه هذا المعنى المذكور في قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 153]
هل هذا داخل في معنى الدعاء الذي هو العبادة؟
أم أنّ لذلك شروط وقواعد؟
وهل نداء الحيّ القريب والطلب منه يُسمى "دعاء" في اللغة؟
فإن كان الأمر كذلك، ما الضابط الذي يتحدد به دعاء العبادة في الشرع من غيره من الدعاء في اللغة؟
إن عرفت الضابط، سيسهل عليك معرفة الجواب، بإذن الله.
------------
تقول:
ثانيا يقال لك طلب الانسان الدعاء من الانسان الحي أن يدعو له لا تدخل في صور صرف العبادة لغير
الله حتى نحتاج الى استثناء بعض أنواع الدعاء من مفهوم العبادة، فمن طلب من غيره أن يدعو له
خلاصة أمره أن غيره قام بعبادة الدعاء لأجله و مثله مثل من صام عن غيره أو تصدّق عنه أو حج عنه
فالعبادة فيهذه الصورة صٌرفت له غاية ما في الأمر أنها عبادة قام به شخص نيابة عن غيره و لأجله
حدد لي مفهوم العبادة حتى نضبط هذه الصورة.
الطلب المصحوب بالنداء هو دعاء في اللغة .. كأن تقول: يا فلان افعل، ومن أجل ذلك جعل طائفة من العلماء طلب الدعاء من الميت شركاً أكبر .. لأنه داخل في معنى "الدعاء" لغة.
تقول:
ثالثا إذا تقرر هذا يقال إذا كان دعاء الحي للحي جائز شرعا و لا يندرج في معاني الشرك فهل
طلب الحي من الميت أن يدعو الله له شرك أكبر؟ بمعنى كيف صار شركا أكبرا في الأموات
و لم يكن كذلك في الأحياء؟ و هذا السؤال مبني على أن صور الشرك الأكبر لا يختلف حكمها
بحق الأحياء أو الأموات، فمن طلب من الأحياء الأنبياء فما دونهم مغفرة الذنبوب أو أسند اليهم التصرف
في الكون و غير ذلك مما لا يقدرون عليه كان قوله شركا سواء قاله في حق الأحياء أو حق الأموات أم ما جاز
فعله في الشرع مع الحي كطلب الدعاء منه فلا يصير بموته شركا بل بدعة و هي في هذه المسألة دريعة
الى الشرك لا هي نفسها شرك فان من طلب من الميت يدعو له لم يصرف عبادة لغير الله حتى يصير بذلك
مشركا بل أراد من الميت أن يدعو الله له و هذا ليس بشرك إلا عند من يرى من العلماء إن من
اعتقد في شيء كونه سببا شرعيا و هو ليس بسبب في الحقيقة فقد اشرك شرك أكبر لا شرّع مع الله
كمن يقول ذلك فمن علّق تميمة معتقدا أنها تنفع بإذن الله
إذن نتفق بإذن الله تعالى .. ومن أجل ذلك فتحت هذا الموضوع، لأثبت معنى ما تقول به.
جزاك الله خيراً.
---------------
الأخ (عبد فقير)،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .. أسأل الله أن يثيبك خيراً على حسن طويّتك.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 11:21]ـ
أخي أبو شعيب وإن كانت هذه المسألة جزئية في النقاش
الفرق بين السماع جملة والسماع عموماً أن السماع جملة صفة ذاتية أي إثبات السماع ولو لمرة واحدة، أي أننا نثبت سماع الأموات لبعض الأشياء كقرع النعال، وهذا الإثبات من حيث الجملة لا يعني سماعهم للأشياء الأخرى، وإنما نقتصر على ما ثبت ولا نقيس عليه، فلا نقول مثلاً: ما دام أنه يسمع قرع النعال فهو إذن يسمع الدعاء، وما دام أنه يسمع الدعاء والسلام عن طريق الملائكة فهو يسمعه منا مباشرة ... وإنما نقتصر على ما ثبت دون قياس على غيره، فسماع الميت أمر غيبي لا تدركه العقول والحواس، والأصل في علوم الغيب قوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}، وأمور الغيب لا قياس فيها، إذ العلة الجامعة غائبة عنا كغياب المقيس عليه، ولو استخدمنا القياس في سماع الميت لقرع النعال كدليل على سماعه للأمور الأخرى لادعينا قدرة الميت على الأكل والشرب والكلام ونبش القبر والخروج إلى الدنيا، إذ القياس سوف يطرد من السماع إلى الدعاء إلى صلاة إلى نبش القبر إلى الحياة معنا وكأنه لم يمت.
ولذا يجب أن يعلم أن هناك فرقاً بين الحياة الدنيا والحياة البرزخية، إذ نستطيع أن نقيس على سمع قرع النعل سماع غيره في حق الأحياء في الدنيا، وأما أحياء البرزخ فلا قياس فيه لاختلاف خصائص الحياتين.
وذلك لأن السمع في الحياة البرزخية يختلف عن السمع في الحياة الدنيا وكذلك باقي القدرات المخلوقة، فقدرة الميت وحياته ودعاؤه البرزخية تختلف عن حياته الدنيا وقدراته الدنيوية، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 12:39]ـ
أخشى أخي الفاضل (أبو شعيب) أن هذا التحقيق المزعوم الذي توصلت إليه أساسه وهمٌ وتسرعٌ وعدم تمييز مرادٍ من كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
ومذهب الشيخ رحمه الله معروف لا يجهل .. وكتبه مشحونة ببيان هذه المسألة وتقريرها .. ولو وقفت على كتابه (الرد على البكري) واطلعت على ما فيه بتؤدة لعرفت مذهب الشيخ المعروف عنه.
وجميع ما استشهدت به مما زعمت أنه يؤيد تحقيقك هذا في مذهب الشيخ في هذه المسألة؛ تجد نقضه وهدمه في كلام الشيخ نفسه في نفس الموضع المستشهد به .. فتأمل
ولا أعتقد أن الشيخ ممن يحتاج إلى تحقيق مذهبه في مسألة ما .. فليس أوضح ولا أدق من اسلوب الشيخ رحمه الله تعالى، وعبارته في كتبه ورسائله لا تكاد تختلف، وذلك لثبات منهجه رحمه الله.
من الخلل الذي لا يقبل في دراسة ما لشخصية ما = الاقتصار على كتابٍ واحد من كتب هذه الشخصية _ إن استوعب أيضاً هذا الكتاب وإلا الظن أنه خلاف ذلك _ وترك باقي كتبه، أو الاقتصار على عموميات ألفاظه ومجملها وترك خاصها ومقيدها.
فإن وجد من القبيل الأول عشرات، فإنه يوجد من القبيل الثاني مئات. فتأمل
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 01:57]ـ
أخي أبو شعيب وإن كانت هذه المسألة جزئية في النقاش
الفرق بين السماع جملة والسماع عموماً أن السماع جملة صفة ذاتية أي إثبات السماع ولو لمرة واحدة، أي أننا نثبت سماع الأموات لبعض الأشياء كقرع النعال، وهذا الإثبات من حيث الجملة لا يعني سماعهم للأشياء الأخرى، وإنما نقتصر على ما ثبت ولا نقيس عليه، فلا نقول مثلاً: ما دام أنه يسمع قرع النعال فهو إذن يسمع الدعاء، وما دام أنه يسمع الدعاء والسلام عن طريق الملائكة فهو يسمعه منا مباشرة ... وإنما نقتصر على ما ثبت دون قياس على غيره، فسماع الميت أمر غيبي لا تدركه العقول والحواس، والأصل في علوم الغيب قوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}، وأمور الغيب لا قياس فيها، إذ العلة الجامعة غائبة عنا كغياب المقيس عليه، ولو استخدمنا القياس في سماع الميت لقرع النعال كدليل على سماعه للأمور الأخرى لادعينا قدرة الميت على الأكل والشرب والكلام ونبش القبر والخروج إلى الدنيا، إذ القياس سوف يطرد من السماع إلى الدعاء إلى صلاة إلى نبش القبر إلى الحياة معنا وكأنه لم يمت.
ولذا يجب أن يعلم أن هناك فرقاً بين الحياة الدنيا والحياة البرزخية، إذ نستطيع أن نقيس على سمع قرع النعل سماع غيره في حق الأحياء في الدنيا، وأما أحياء البرزخ فلا قياس فيه لاختلاف خصائص الحياتين.
وذلك لأن السمع في الحياة البرزخية يختلف عن السمع في الحياة الدنيا وكذلك باقي القدرات المخلوقة، فقدرة الميت وحياته ودعاؤه البرزخية تختلف عن حياته الدنيا وقدراته الدنيوية، والله أعلم.
أحسنت .. وأضيف إلى ذلك أن هناك فرقا دقيقا بين أن يقف الرجل عند قبر الميت ويقول له يا فلان ادع الله لي أن يفعل كذا وكذا، يقيس حاله في ذلك على حال الحي القريب الذي يغلب على ظنه أنه يسمعه لقربه منه (وهو قياس بدعي كما تفضلتَ)، وبين من يكون في مكان بعيد عن القبر أو في بلد آخر ثم يخاطب المقبور يقول له يا فلان سل الله لي كذا وكذا! فإن هذا الأخير يعتقد - ولا بد - في هذا الميت قدرة على السماع والإحاطة بدعاء من يدعوه تخرق ما يكون من عادة الأحياء في ذلك!
فإن قلنا إن صورة الأولى ذريعة للشرك، فإن الصورة الثانية فيها ما فيها، والله أعلم!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 06:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
الأخ (أبو سماحة)،
جزاك الله خيراً .. لقد وعيت مقصدك، ولا أخالفك فيه البتة .. لكن موضع الخلاف بيني وبين الأخ عدنان هو معنى كلمة "جملة" ..
أليست هذه الكلمة من ألفاظ العموم؟ ..
جاء في لسان العرب:
والجُمْلة: جماعي الشيء؛ وأَجْمَل الشيءَ جَمَعه عن تفرقة؛ وأَجْمَل له الحساب كذلك. والجُمْلة: جماعة كل شيء بكماله من الحساب وغيره، يقال: أَجْمَلت له الحساب
وفي تفسير القرطبي:
والعرب تخبر بالوجه عن جملة الشيء
والمقصود بـ جملة الشيء: عامة الشيء.
وعند إعذار الذي أوصى أهله أن يحرقوه، يقول ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 12/ 491]:
ومع هذا فلما كان مؤمناً بالله في الجملة، ومؤمناً باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت، وقد عمل عملاً صالحاً - وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه -؛ غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح
فاستعمل لفظ "جملة" للدلالة على العموم.
وعلى ما أتيت أنت به من تفصيل لغة لمعنى الجملة والعموم، فالحيّ كذلك يسمع في الجملة، لا في العموم! .. (هذا لغة) ..
أما تأصيلك الشرعي، فأتفق معك فيه تماماً.
جزاك الله خيراً.
================
الأخ (السكران التميمي)،
جزاك الله خيراً ..
تحقيق معتقد شيخ الإسلام - رحمه الله - في هذه المسألة، اختلف فيه كثير من الناس (ولست أنا فقط) .. بل ومن المشايخ أنفسهم (على الأقل من قرأت لهم وسمعت).
فإن كنت تستطيع أحسن من ذلك تحقيقاً، فآتنا به مشكوراً، حتى لا يغتر بكلامي بعض الجهلة .. أو على الأقل، أورد لنا النصوص الصريحة التي تفيد أنها شرك أكبر في معتقده .. ولو أنّ عندك فضلة من وقت (ولا أثقل عليك)، فادحض فهمي لكلامه المشتبه.
وبارك الله فيك.
================
الأخ (أبو الفداء)،
جزاك الله خيراً ..
تقول:
فإن هذا الأخير يعتقد - ولا بد - في هذا الميت قدرة على السماع والإحاطة بدعاء من يدعوه تخرق ما يكون من عادة الأحياء في ذلك!
ما رأيك في من لبّس عليه مشايخ الصوفية وقالوا له إن الملائكة تنقل كلامه للميت إلى قبره حتى يسمعه، كما تنقل صلاتنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه وهو في قبره فيسمعه؟
فهل نقول في مثل هذا أنه لا بد يعتقد بإحاطة سمع الميت؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 08:27]ـ
توقعتُ أن تتعقبني بهذا ..
والذي أقصده - بارك الله فيك - أن باب الذريعة والخطر على التوحيد أوسع بكثير في هذه الحالة مما يكون في حال مخاطبة الميت عند القبر مباشرة .. فإن سؤال الميت بالغيب بمبعدة عن قبره (دون تقيد بسبب حسي = مجاورة القبر حيث يرقد الميت رجاء سماعه) يضع السائل في حال الذي يسأل الرب تبارك وتعالى بالغيب .. وهذا أخطر ولا شك وأوسع ذريعة للشرك (إن لم نقل إنه من الشرك) - أيا كان اعتقاده في سبب بلوغ الدعاء للميت - من رؤية هذا السائل للقبر أمامه حال السؤال حيث يرقد المقبور، وتوجيه الخطاب إليه بمقربة منه.
ويكفي أن ترى الرجل يرفع يديه للسماء للدعاء فإذا به يسأل البدوي والجيلاني وغيرهما (أيا كان صيغة سؤاله) ولا يسأل الله عز وجل، فأنى يأمن هذا السائل على نفسه من الشرك؟
هذا مرادي من التفريق بين الصورتين (وفي كل شر على أي حال) والله أعلم.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:20]ـ
أحسنت .. وأضيف إلى ذلك أن هناك فرقا دقيقا بين أن يقف الرجل عند قبر الميت ويقول له يا فلان ادع الله لي أن يفعل كذا وكذا، يقيس حاله في ذلك على حال الحي القريب الذي يغلب على ظنه أنه يسمعه لقربه منه (وهو قياس بدعي كما تفضلتَ)، وبين من يكون في مكان بعيد عن القبر أو في بلد آخر ثم يخاطب المقبور يقول له يا فلان سل الله لي كذا وكذا! فإن هذا الأخير يعتقد - ولا بد - في هذا الميت قدرة على السماع والإحاطة بدعاء من يدعوه تخرق ما يكون من عادة الأحياء في ذلك!
فإن قلنا إن صورة الأولى ذريعة للشرك، فإن الصورة الثانية فيها ما فيها، والله أعلم!
كما تفضلتم الفرق بين المسألتين كبير، وأزيدك أن في هذا التصرف اعتقاد سماع الميت لأصوات كثيرة في وقتٍ واحد، دام أنه سيسمع من في الشرق والغرب، ولا يبقى إلا أن يقول عن معبوده أنه وسع سمعه الأصوات على اختلاف اللغات!!! نعوذ بالله من الشرك.
لكن هنا صورة ذكرتها أخي الكريم أبو شعيب سلمك الله
ما رأيك في من لبّس عليه مشايخ الصوفية وقالوا له إن الملائكة تنقل كلامه للميت إلى قبره حتى يسمعه، كما تنقل صلاتنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه وهو في قبره فيسمعه؟
فهل نقول في مثل هذا أنه لا بد يعتقد بإحاطة سمع الميت؟
الفرق أخي الكريم أننا نخاطب الله تعالى لكي يوصل سلامنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما هنا فالمبتدع يخاطب الميت مباشرة، فلو قال المبتدع: اللهم اجعل الميت فلان يدعو لي لكان أهون، أما أن يقول يا فلان ادعو لي، وكأن الملائكة مسخّرة لنقل الطلبات إليه، فالذي يملك الملائكة هو الله وليس هذا الميت الذي شبع موتاً!! وإن كانت هذه الصورة أهون ممن يعتقد إحاطة سماع الميت للأصوات إلا أنها قريبة منها.
أمر آخر:
أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها طلب منه، وإنما دعاء الله أن يصلي ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى ينقل دعاءنا له ولا ينقل طلبنا المباشر للرسول فيما ثبت من الأحاديث، فلم يرد في حديث صحيح أن الملائكة مسخرة لنقل الطلبات إلى أي ميت من البشر حتى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تسأل الله وتدعوه والله تعالى ينقل سؤالك ودعاءك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والملائكة خلقوا لتطبيق أوامر الله تعالى، ولم يخلقوا لتوصيل الطلبات بين البشر!!
قد يقول قائل فما معنى الكاف في "السلام عليك أيها النبي" فأقول أنها للاستحضار الذهني لا للطلب المباشر، وإلا فالصلاة كلها لله بقيامها وركوعها وأذكارها وتشهدها وليس منها شيء للنبي صلى الله عليه وسلم البتة، ولا يجوز مخاطبة الإنسان في الصلاة بدليل حديث الذي شمت العاطس في الصلاة وأنكر عليه الصحابة ووافقهم النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان لا يجوز أن تشمت العاطس بقولك "يرحمك الله" وأنت في الصلاة، فلا يجوز أن تنوي مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بقولك "السلام عليك"، وإنما هي مثل: رحمك الله يا فلان.
فائدة:
ذكر ابن تيمية رحمه الله أنه لم يرد في الشرع طلب النصرة والدعاء من الملائكة مع أنهم حولنا ويسمعوننا، وإنما نطلب من الله أن يمدنا بالملائكة، وهي فائدة جليلة لمن تدبرها.
أخي أبو شعيب جزاك الله خيرا
اتفقنا في سماع الأموات أنها فيما ورد ولا يقاس على الوارد، وأظن أن ابن تيمية يقصد بقوله جملة هذا المعنى الذي اتفقنا عليه، فإن كان لا يقصد هذا المعنى فما الذي يقصده إذاً؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:54]ـ
اللهم اجعل الميت فلان يدعو لي لكان أهونبارك الله فيكم، بل الإشكال في هذا المعنى كبير أيضا .. إذ هو حينئذ يطلب من الله - الذي هو غاية الرجاء والدعاء - أن يجعل فلانا يرفع إليه مسألته ليقبلها منه بعد ذلك! وليس هذا كالتوسل المشروع، ففي التوسل المشروع نبتهل إلى الله نقول له: "لقد جئناك يا رب بدعاء رجل نظنه من أهل الصلاح فينا ولا نزكيه عليك، فاقبل يا رب دعاءه لنا" .. أما هذا فكأنما يقول: "يا رب أسألك أن تجعل فلانا الذي هو في غيب مني، والذي له عندك من المنزلة كذا وكذا، يسمع دعائي وتبلُغه حاجتي، فيرفعها لك لتقبلها! " فهناك فرق دقيق من هذه الجهة ..
وهذا الصنف من الدعاء تراه عند الرافضة في بعض صلواتهم (زياراتهم) يطلبون من الله تعالى أن يُرَضِّي عنهم المهدي ويوصل إليه عملهم ودعاءهم حتى يتكرم عليهم بالخروج من السرداب!! فبدلا من أن يستشفعوا بالمخلوق عند الله يطلبون رضا الله، صاروا كأنما يستشفعون بالله عند المخلوق يطلبون رضا المخلوق، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:39]ـ
بل الإشكال في هذا المعنى كبير أيضا .. إذ هو حينئذ يطلب من الله - الذي هو غاية الرجاء والدعاء - أن يجعل فلانا يرفع إليه مسألته ليقبلها منه بعد ذلك! ... فبدلا من أن يستشفعوا بالمخلوق عند الله يطلبون رضا الله، صاروا كأنما يستشفعون بالله عند المخلوق يطلبون رضا المخلوق، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قصدت بقولي (أهون) أي أهون من الشرك الأكبر ولم أقصد مشروعية الفعل أبداً.
ما رأيك أخي لو أني ذهبت إلى أحد العباد في قريتي ليدعو لي، وطرقت بابه فلم يجب، فقلت يا الله أسمعه طرق الباب حتى يفتح ويدعو لي، أظن أنه لا إشكال هنا مع أنه خلاف الأولى، لأن الأفضل للإنسان أن يدعو لنفسه ولا يطلب الدعاء من أحد.
لو أني قلت: يا الله اجعل الملائكة تدعو لي وتستغفر لي. لا إشكال أيضاً، لأنه ثبت شرعاً أن الملائكة تدعو للصالحين من بني آدم، ولا ضير أن تطلب الله تعالى أن يسخر لك عباده لحبك والدعاء لك.
إنما الإشكال في مسألة الميت أنك تطلب من الله أمراً غير ثابت شرعاً، وهو دعاء الميت لك، إذ لا دليل عليه، ولذا فهو لا يرقى إلى الشرك الأكبر، وإنما هو شرك أصغر من باب اعتبار ما ليس بسبب سبباً، وأنه ذريعة إلى الشرك وكما تفضلتم أنه سيتمادى به الأمر إلى أن يستشفع بالله عند المخلوق وهكذا خطوة خطوة إلى أن يدعو الميت من دون الله، وأيضاً من مساوئ هذا الدعاء أن فيه جفاء مع الله في الدعاء فبدلاً من أن يدعوه مباشرة علّق مسألته بدعاء ميت؛ مع أن الأفضل للإنسان أن يدعو بنفسه ولا يطلب من أحد أن يدعو له، فكيف إذا تعلق بدعاء الأموات الذين جاء الشرع بالدعاء والاستغفار لهم.
الله غاية الرجاء والدعاء، ولكن الداعي مع دعائه لله مباشرة، يريد أن يضيف أيضاً دعاء الآخرين من الملائكة والصالحين، وإنما يخطئ إذا اعتقد وجود ما لم يثبت وجوده، أو أدخل نفسه في ذرائع الشرك التي جرّت قوم نوح إلى عبادة الأصنام.
والدعاء عبادة نقتصر فيها على ما ورد من الأحوال والصيغ، ومن خرج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه فلا يلومن إلا نفسه، سواء كان دعاؤه بدعة مكفرة أو غير مكفرة {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
ملاحظة: كلامي داخل تحت طاولة الحوار والنقاش والاستفهام وأعوذ بالله من القول عليه بغير علم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:22]ـ
بارك الله فيك، لا أخالفك في شيء مما ذكرتَ .. وما ذكرتَه هنا:
لو أني قلت: يا الله اجعل الملائكة تدعو لي وتستغفر لي. لا إشكال أيضاً، لأنه ثبت شرعاً أن الملائكة تدعو للصالحين من بني آدم، ولا ضير أن تطلب الله تعالى أن يسخر لك عباده لحبك والدعاء لك. هذا ليس له علاقة بالصورة التي وصفتُها في مشاركتي الآنفة.
فقد قلتُ:
"يا رب أسألك أن تجعل فلانا الذي هو في غيب مني، والذي له عندك من المنزلة كذا وكذا، يسمع دعائي وتبلُغه حاجتي، فيرفعها لك لتقبلها! وهذا ليس كالتوسل المشروع ولا كسؤال العبد لله تعالى أن يحبب عباده الصالحين فيه فضلا عن ملائكته، فيدعون له ويشفعون فيه (وهذا مشروع أيضا ولا شك، كما تفضلتَ ببيانه)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:35]ـ
هذا ليس له علاقة بالصورة التي وصفتُها في مشاركتي الآنفة.
أشكرك على سعة صدرك وكأنه قلة من قلال هجر، أعلم أن الصورة لا علاقة لها بما ذكرتُ جزاك الله خيرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 06:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
الأخ (أبو الفداء)،
في مشاركة رقم #18، أتفق معك ولا أخالفك .. فإن التعاطي في الغيب مع المخلوق، أحسن أحواله هو الشرك الأصغر .. لذلك ترى أن كثيراً من الأفعال التي وصفها الر سول - صلى الله عليه وسلم - بأنها من الشرك الأصغر، هي مما يتعاطاه المرء في الغيب ..
فالطيرة .. إثبات سبب غيبي لا وعي للمرء به.
والتمائم والتولة من جنس ذلك.
ولو بنى على هذا الاعتقاد الغيبي الفاسد خوفاً ورجاءً ومحبة، لكان الأمر أخطر.
----------------
الأخ (أبو سماحة)،
تقول في مشاركة رقم: #19:
أخي أبو شعيب جزاك الله خيرا
اتفقنا في سماع الأموات أنها فيما ورد ولا يقاس على الوارد، وأظن أن ابن تيمية يقصد بقوله جملة هذا المعنى الذي اتفقنا عليه، فإن كان لا يقصد هذا المعنى فما الذي يقصده إذاً؟
ابن تيمية - رحمه الله - يقول بأن للميت سمعاً يسمع به خطاب الحيّ له .. وقد أوردت فتواه كاملة في مشاركة رقم #7.
وهذا بيان يثبت ما فهمته من كلامه ..
السائل يسأله:
هَلْ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ كَلَامَ زَائِرِهِ وَيَرَى شَخْصَهُ؟
فيجيبه بـ نعم:
نَعَمْ يَسْمَعُ الْمَيِّتُ فِي الْجُمْلَةِ
ثم يقول:
فَهَذِهِ النُّصُوصُ وَأَمْثَالُهَا تُبَيِّنُ أَنَّ الْمَيِّتَ يَسْمَعُ فِي الْجُمْلَةِ كَلَامَ الْحَيِّ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ السَّمْعُ لَهُ دَائِمًا، بَلْ قَدْ يَسْمَعُ فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ، كَمَا قَدْ يَعْرِضُ لِلْحَيِّ، فَإِنَّهُ قَدْ يَسْمَعُ أَحْيَانًا خِطَابَ مَنْ يُخَاطِبُهُ، وَقَدْ لَا يَسْمَعُ لِعَارِضٍ يَعْرِضُ لَهُ، وَهَذَا السَّمْعُ سَمْعُ إدْرَاكٍ لَيْسَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ جَزَاءٌ
ومعنى كلامه - حسبما فهمت - هو أنه يسمع كسمع الحي، إلا في أحوال قد تعرض له، كما تعرض للحي.
وقد كتب أحد الإخوة رسالة أسماها: (التحقيق في سماع الأموات لكلام الأحياء) في ملتقى أهل الحديث ما يثبت كلامي هذا، وقال إنه قول جمهور العلماء (وضمّن ابن تيمية فيهم)، في أن الحي يسمع مطلقاً .. وقد عزا ذلك إلى مصادره، فراجع هذه الرسالة، هي على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=46 43&d=1083015374&
وإن لم تستطع تنزيلها، فإنها في المرفقات.
وستجد في الصفحة الخامسة من قال بهذا القول، وعزواً لمقالاتهم إلى مصادرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 10:20]ـ
ابن تيمية - رحمه الله - يقول بأن للميت سمعاً يسمع به خطاب الحيّ له .. وقد أوردت فتواه كاملة في مشاركة رقم #7.
وهذا بيان يثبت ما فهمته من كلامه ..
السائل يسأله:
فيجيبه بـ نعم:
ثم يقول:
ومعنى كلامه - حسبما فهمت - هو أنه يسمع كسمع الحي، إلا في أحوال قد تعرض له، كما تعرض للحي.
وقد كتب أحد الإخوة رسالة أسماها: (التحقيق في سماع الأموات لكلام الأحياء) في ملتقى أهل الحديث ما يثبت كلامي هذا، وقال إنه قول جمهور العلماء (وضمّن ابن تيمية فيهم)، في أن الحي يسمع مطلقاً .. وقد عزا ذلك إلى مصادره
وستجد في الصفحة الخامسة من قال بهذا القول، وعزواً لمقالاتهم إلى مصادرها.
أفهم ما تعنيه.
المهم أن ابن تيمية وغيره لم يثبتوا ولم ينفوا سماع الميت لجميع الأصوات التي يسمعها الحي، لأنه أمر غيبي لا يُعلم إلا بالدليل، وإنما أثبتوا أنواعاً من سماع الميت حسب ما وصلهم من الأدلة، ولم ينفوا الأنواع الأخرى، إذ يحتاج النفي أيضاً إلى دليل وهنا ظُن إنكارهم للنفي إثباتاً وليس كذلك.
ففرق أخي بين من يثبت جميع أنواع السماع ويجوِّز قياس ما ثبت على ما لم يثبت، وبين من ينكر النفي بغير دليل ويقتصر على ما ثبت دون قياس عليه.
ولذا ينبغي أن يكون تقسيم الخلاف على هذه الصيغة:
اختلاف العلماء حول سماع الميت لجميع الأصوات التي يسمعها الحي:
1 - القائلون بالسماع مطلقاً قياساً على ما ثبت من سماعٍ لبعض الأصوات.
2 - المقتصرون على ما ثبت سماعه (ومنهم ابن تيمية رحمه الله الذي يقول: "فهكذا الموتى الذين ضُرب لهم المثل لا يجب أن يُنفى عنهم جميع السماع المعتاد، أنواعَ السماع، كما لم يُنْفَ ذلك عن الكفار ; بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به، وأما سماعٌ آخر فلا يُنفى عنهم" (منقول من نفس البحث الذي أشرت إليه) وكأنه يقول ولا يثبت لهم أيضاً، فهو ضد النفي وضد الإثبات.
نحتاج أخي إلى قراءة أقوال جمهور العلماء الذين نُسب إليهم القول بالسماع مطلقاً في البحث الذي أتحتفتنا به، وأتوقع أن النتيجة ستكون عكسية وأن جمهور العلماء متفقون على بدعية القول بسماع الأموات لما لم يرد فيه نص من الأصوات؟ ويبقى علينا قراءة أقوالهم وفحصها.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 06:35]ـ
بارك الله فيكم.
مسأله سماع الأموات الخلاف فيها مشهور وليس ههنا محل بسطه .. وتحرير موقف شيخ الإسلام في هذه المسألة في هذه الصفحة لا أراه يؤثر في مادة الحوار .. فإن سؤال الأموات الدعاء بدعة وذريعة للشرك - على أحسن الأحوال - سواء أثبتنا لهم سماعا عاما لكل صوت يحيط بهم أم اقتصرنا على ما جاء به النص، والله أعلم.(/)
أتيتُكم بفهرس رسالة (الليبرالية وموقف الإسلام منها)
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 11:30]ـ
هذه رسالة دكتوراة نوقشت في جامعة أم القرى قسم العقيدة، وهي للشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى، وكانت المناقشة عام 1427 هـ، وحصل على تقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات، وقد قرأتُ مواطن كثيرة منها في مكتبة الجامعة بحي العابدية بمكة المكرمة ولا أزال أقرأ فيها ولله الحمد، وقد حاولتُ جاهداً تصويرَها فما استطعتُ؛ لأن النظام لايسمح بتصوير أكثر من خمسين ورقة، وليس لدي أي واسطة لدى موظفي المكتبة، لكن أحببتُ أن أشرككم معي في قراءة عناوين محتواها من خلال ماهو موجود في فهرس الرسالة:
المقدمة
الباب الأول: حقيقة الليبرالية.
الفصل الأول: مفهوم مصطلح الليبرالية
أسباب غموض مصطلح الليبرالية
أولاً: غموض المبدأ (مفهوم الحرية)
ثانياً: عدم الاتساق (التعارض والتناقض)
ثالثاً: التردد في مصطلح (الليبرالية)
رابعاً: شعار تلقائية الفعل الإنساني
خامساً: ارتباط مصطلح الليبرالية بالرأسمالية
الفصل الثاني: الأسس الفكرية لليبرالية
- الأساس الأول: الحرية
أولاً: الحرية الإرادية
ثانياً: الحرية المدنية
مفهوم الحرية بين السلب والإيجاب
أولاً: المفهوم السلبي للحرية
ثانياً: المفهوم الإيجابي للحرية
الحرية والمساواة
- الأساس الثاني: الفردية
أولاً: الفردية التقليدية
ثانياً: الفردية الجديدة
- الأساس الثالث: العقلانية
الباب الثاني: نشأة الليبرالية وتطورها
تمهيد
الفصل الأول: أوربا بين الانحراف الديني والاستبداد السياسي
أولاً: الانحراف الديني
1 - تحريف الانجيل
2 - القول بالتثليث
3 - البدع المحدثة في النصرانية
عقيدة الصلب والفداء
السلطة الكهنوتية
الرهبانية
الأسرار المقدسة
ثانياً: الاستبداد السياسي
1 - استبداد الكنيسة
- الوقوف ضد الحرية الفكرية
- السيطرة السياسية التعسفية
- جباية الضرائب والعمل المجاني
2 - استبداد السادة النبلاء
3 - استبداد الملكية
الفصل الثاني: التحولات الفكرية في أوربا نحو الليبرالية
أولاً: الحركة الأدبية ذات النزعة الإنسانية (إحياء الآداب الإغريقية)
1 - إحياء التراث الإغريقي
2 - النزعة الإنسانية
3 - الحرية الاباحية
4 - دور البرجوازية في دعم الحركة الأدبية الإنسانية
ثانياً: حركة الإصلاح الديني
ثالثاً: الفكر التجريبي المادي
الفصل الثالث: دور الطبقة الوسطى في ظهور الليبرالية
أولاً: الثورة الانجليزية
ثانياً: الثورة الأمريكية
ثالثاً: الثورة الفرنسية
1 - الفكر الليبرالي اللاديني
2 - الطبقة الوسطى (البرجوازية)
3 - دور اليهود في الثورة الفرنسية
نتائج الثورة
الفصل الرابع: اتجاهات الليبرالية
تمهيد
أولاً: الليبرالية الكلاسيكية
- المدرسة الطبيعية
- التنوير الفرنسي
- المدرسة الاسكتلندية
- مدرسة مانشيستر
ثانياً: الراديكالية الفلسفية (مذهب المنفعة القانونية)
ثالثاً: الليبرالية الفكرية
رابعاً: التحليل الحدي (المدرسة الكلاسيكية الحديثة)
خامساً: الليبرالية الاجتماعية
- المدرسة الكيترية
- مدرسة الطريق الثالث
سادساً: الليبرالية البراجماتية
سابعاً: الليبرالية الجديدة
- المدرسة النقدية (مدرسة شيكاغو)
- مدرسة الاختيار الحر
الفصل الخامس: الليبرالية بين الصعود والهبوط
المرحلة الأولى: تكوّن الليبرالية
المرحلة الثانية: صعود الليبرالية (1776م - 1914 م)
االمرحلة الثالثة: هبوط الليبرالية (1917م - 1970م)
المرحلة الرابعة: العودة للصعود مرة أخرى (1980م - حتى الآن)
الباب الثالث: مجالات الليبرالية
تمهيد
الفصل الأول: الليبرالية السياسية
أولاً: نظرية العقد الاجتماعي
ثانياً: الحقوق الأساسية للفرد
ثالثاً: فصل السلطات
رابعاً: حدود سلطة المجتمع على الفرد
خامساً: حرية الفكر والرأي
سادساً: الليبرالية في مواجهة الديمقراطية
سابعاً: أزمة النظام الديمقراطي
1 - مفهوم الديمقراطية
2 - الأحزاب السياسية
3 - نظام الانتخابات
4 - عدم كفاءة البرلمان
5 - الطبقة الغنية المسيطرة (الديكتاتورية)
6 - تزييف الرأي العام
7 - قلة المشاركة في الانتخابات
8 - عدم التلازم بين الحرية والديمقراطية
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - جماعات الضغط والمصالح
الفصل الثاني: الليبرالية الاقتصادية
أولاً: المذهب الطبيعي الكلاسيكي
ثانياً: المذهب الكيتري
ثالثاً: نظرية الطريق الثالث
رابعاً: الليبرالية الجديدة (مدرسة شيكاغو)
- الملامح الأساسية لفكر النقديين
- تطبيقات الليبرالية الجديدة وآثارها
أولاً: التاتشرية
ثانياً: الريجانية
- جوانب الليبرالية الجديدة
أولاً: تحجيم دور الدولة وتدخّلها في النشاط الاقتصادي
ثانياً: إعادة توزيع الدخل والثروة لصالح الأغنياء
ثالثاً: نقد الديمقراطية الاجتماعية
- أزمة النظام الرأسمالي
- الانهيارات الاقتصادية
- الكساد الكبير
- التجربة المكسيكية
الباب الرابع: الليبرالية في العالم الاسلامي:
مقدمة
الفصل الأول: عوامل ظهور الليبرالية في العالم الاسلامي
أولاً: الانحراف العقدي
- الفرق الباطنية وآثارها
- الإرجاء وآثاره
- التصوف وآثاره
ثانياً: الاستبداد السياسي
ثالثاً: الجمود والتقليد
رابعاً: القوى الاستعمارية
الفصل الثاني: مظاهر الليبرالية في العالم الاسلامي
أولاً: الليبرالية في الحكم والسياسة
1 - عهد التنظيمات
2 - المنهج التوفيقي بين الاسلام والحضارة الغربية الليبرالية
3 - الجمعيات والأحزاب السياسية الليبرالية
4 - التحول الديمقراطي ومشروع الشرق الأوسط الكبير
ثانياً: الليبرالية في المال والاقتصاد
1 - التبعية الاقتصادية
2 - برامج التثبيت والتكيف الهيكلي
ثالثاً: دعوى الاسلام الليبرالي
1 - المشروع الأمريكي لقضية الاسلام الليبرالي
2 - نماذج تطبيقية لدعاة الاسلام الليبرالي
رابعاً: تيارات الليبرالية
1 - تيار الليبرالية الاسلامية
2 - تيار الليبرالية القومية
3 - تيار الليبراليين الجدد
الباب الخامس: موقف الاسلام من الليبرالية
تمهيد
الفصل الأول: موقف الاسلام من الحريات
- القواعد والأصول الدالة على الحرية في الاسلام
1 - دلالة مقاصد الشريعة الاسلامية
2 - دلالة الاباحة الأصلية
3 - دلالة الأصل براءة الذمة
- نماذج تطبيقية لموقف الاسلام من الحريات
أولاً: حرية الإرادة
1 - التوحيد الإرادي (توحيد العبادة)
2 - حرية الاختيار (القضاء والقدر)
ثانياً: الحرية السياسية
- أصول الحرية في الحكم
- إقامة العدل ونفي الظلم
- اختيار الحاكم
- الشورى الملزمة للحاكم
- مراقبة الحاكم وتقويمه
ثالثاً: الحرية الاقتصادية
- تدخّل الدولة في الاقتصاد
- تقييد ولي الأمر للمباح
- دعم الدولة للفقراء والمحتاجين
رابعاً: حرية التعبير عن الرأي
- ضوابط حرية التعبير عن الرأي
الضابط الأول: أن يكون الرأي مشروعاً
الضابط الثاني: امتلاك أهلية الرأي
الضابط الثالث: مراعاة مايؤول إليه الرأي
الضابط الرابع: أن تكون وسيلة الرأي مشروعة
خامساً: حرية الاعتقاد
1 - تحرير الاعتقاد من التقاليد والأهواء
2 - عدم الإكراه على اعتناق الاسلام
الفصل الثاني: الحكم الشرعي في الليبرالية
تمهيد
- حقيقة دين الاسلام
- نواقض الإيمان في الليبرالية
1 - كفر الاستحلال
2 - كفر الشك
3 - كفر الإباء والامتناع
4 - الحكم بغير ما أنزل الله
5 - شرك القصد والإرادة
- قوادح الأخلاق في الليبرالية
1 - الأثرة (الأنانية)
2 - إتباع الهوى
3 - الظلم
- شبهات وردود
الشبهة الأولى: شبهة التكفير
الشبهة الثانية: أن الليبرالية مجرد آلة وليست عقيدة
الشبهة الثالثة: أن الليبرالية تشتمل على بعض الإيجابيات
الخاتمة
ـ[عبدالله الفارس]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 02:01]ـ
شكرا لك اخ مؤيد. رساله قيمه.وهي موجوده في مكتبة الملك فهد.
رقم التسجيلة: 396722
الليبرالية و موقف الاسلام منها / اعداد عبدالرحيم بن صمايل بن صويمل السلمي؛ اشراف احمد السيد رمضان
السلمي، عبدالرحيم بن صمايل بن صويمل, رمضان، احمد السيد
الموضوعات الاسلام و الغرب
الاسلام و الليبرالية
تاريخ النشر: 1426 هـ، [2005 م]
الوصف المادي: أ - ز، 522 ورقة؛ 30 سم
التبصرة: رسالة (دكتوراه) - جامعة ام القرى، 1426 هـ
المؤلفين المشاركين: رمضان، احمد السيد، مشرف
رقم الاستدعاء: 214.32051
442 س
رقم الإيداع: 1427/ 6489
متى ستطبع؟
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 03:30]ـ
متى ستطبع؟ [/ SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]
لا أدري متى ستطبع
لكن سمعتُ انها في طريقها للنشر والطبع
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 11:26]ـ
قبل قليل أخبرني مَن أثق به ان الرسالة ستطبع في غضون أسابيع والحمدلله.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 08:36]ـ
قبل قليل أخبرني مَن أثق به ان الرسالة ستطبع في غضون أسابيع والحمدلله.
الحمدلله
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 04:42]ـ
الحمدلله
جزاك الله خيرا
ـ[أسد الجوف]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 08:45]ـ
جزاك الله خيرا(/)
باحثة سعودية: الرسول تزوج عائشة في الـ19 على الأرجح
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 12:39]ـ
العبيكان يؤكد أن ذلك الاحتمال عار عن الصحة
باحثة سعودية: الرسول تزوج عائشة في الـ19 على الأرجح
http://www.alarabiya.net/track_*******_views.php?cont_i d=56115 دبي- العربية. نت
ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية السبت 6 - 9 - 2008 أن باحثة ومؤرخة سعودية تحقق من صحة معلومات تشير إلى عدم زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من السيدة عائشة وهي في التاسعة من العمر، وهو الأمر الذي يخالف ما يحتج به عددٌ ممن يلجأون إلى الزواج بصغيرات في السنّ.
وتقول عضو لجنة الدراسات والاستشارات بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان د. سهيلة زين العابدين حمّاد إن المنطق والمعادلة الحسابية لعمر السيدة عائشة بنت أبي بكر الصدّيق مقارنة بأختها أسماء التي تكبرها بعشر سنوات ومقارنتها بعدد من الأحداث وتوقيت هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ترجّح أن زواج عائشة تمّ وهي في التاسعة عشرة من عمرها.
وأكدت الدكتورة سهيلة حمّاد أنها بصدد التحقق من ذلك والخروج بنتائج موثقة بالنظر إلى كونها مؤرخة وباحثة في الشأن الإسلامي.
غير أن الداعية السعودي عبد المحسن العبيكان استبعد صحة ما ذهبت إليه الدكتورة سهيلة حمّاد، مؤكداً أن لا أحد يخالف القول بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنى بعائشة وهي في التاسعة من عمرها، وأشار إلى أن المصلحة في زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من السيدة عائشة رضي الله عنها كانت جليّة وواضحة.
وحول تزويج صغيرات قال العبيكان "الأب إذا كان له مصلحة ظاهرة من تزويج صغيرته قبل سن بلوغها فلا بأس بذلك، على أن يكون لها الخيار إذا كبرت في البقاء أو فسخ عقد النكاح"، مشيرا إلى أنه لم يشع تزويج صغيرات على عهد صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما عدا حالات ظهرت فيها المصلحة.
وكان العبيكان قد دعا مؤخرا إلى نزع الولاية عن ولي الأمر الذي يجبر ابنته على الزواج، مطالباً بالتفريق بين الزوجين وإيقاع العقوبة على ولي أمر الزوجة ومحاسبة المأذون الشرعي الذي عقد النكاح، وذلك إثر قضية تزويج فتاتين (14 و11 عاما) دون موافقتهما، من رجلين أحدهما تخطى السبعين من العمر.
وإلى ذلك لفتت الدكتورة سهيلة حمّاد، وهي عضوة في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، إلى أنه بعيداً عن قول زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعائشة وهي صغيرة، والقول المخالف في ذلك، فإنه يجب النظر بعين الاعتبار إلى تغيّر الظروف الزمنية وطبيعة الاستجابة للرغبات الإنسانية على مرّ العصور واختلاف معايير الزواج في الوقت الراهن.
وناشدت سهيلة حمّاد وزير العدل السعودي الإسراع بالنظر في إمكانية الحيلولة دون حالات تزويج صغيرات، نظراً إلى حجم الآلام النفسية والجسدية التي تلحق بهن، وإمكانية تحديد سنّ أدنى للزواج بحسب معطيات الوقت الراهن. ووصفت سهيلة حمّاد حالات الزواج بالصغيرات بـ «النزوات»، لافتة إلى وجوب معاقبة من يتورط في إجبار فتاةٍ صغيرة على الزواج.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 02:01]ـ
سبحان الله! وكأن أئمة العلم بالحديث والأثر والرواية كانوا جميعهم غفلة بلداء لا نظر لهم ولا تدقيق، حتى جاءت هذه المرأة بما جهلوه كلهم من أولهم الى آخرهم، ضاربة بهم جميعا عرض الحائط هكذا بكل بساطة، وهي تتصور أن يزن كلامها هذا - أيا كان ما تستند فيه اليه - في سوق العلماء وزنا!!
متى تدخل الى تلك الرؤوس الغليظة القناعة بقاعدة أن الأمة لا تجمع على ضلالة ولا على خطأ أبدا، وأن احداث مثل هذا القول العاري من السلف انما يكفي شذوذه الواضح لاثبات بطلانه دون تكلف شيء من البحث وراء ذلك البتة؟؟؟ متى يقتنع هؤلاء القوم بأن الواحد منهم المتفاخر بعقله ورأيه، ليس بأعلم ولا أحكم ولا أحفظ ولا أجمع للنصوص والحجج والسير والآثار من قرون طويلة من أهل العلم والنظر والتحقيق، الذين أهلكوا أعمارهم في دراسة ومباحثة أمثال تلك المسائل القديمة؟؟؟ من لهم يفهمهم أن أفهامهم ليست بأحسن من فهوم أربعة عشر قرنا من العلماء الذين ملأوا بقاع الأرض نورا وعلما من لدن الصحابة والى يوم الناس هذا؟؟؟ من لهم يتصدق عليهم ويفهمهم أن علم الشرع ليس كعلم الفزيقا أو الفلك، أو غيرها من العلوم التي ننتظر فيها مع كل نظرية جديدة أو اكتشاف جديد، كلاما يهدم ما اتفق عليه بل ما أجمع عليه الأولون من النظريات والتصورات؟؟ متى يفهم هؤلاء معنى وجود الاجماع على مسألة من المسائل في قرون الأمة المنصرمة؟؟؟ متى يتعلم الواحد منهم قبل أن يتكلم؟؟؟ والا فمتى يرحمنا هؤلاء ويرحموا أنفسهم بالانصراف الى صنعة أخرى غير صنعة العلم يتكسبوا منها ولعلهم أن يكونوا فيها نافعين للناس؟؟
الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله!
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 02:47]ـ
انظر - وفقك الله -:
روى البخاري رحمه الله من طريق عروة عن أبيه قال: " تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي ابنة ست سنين وبنى بها وهي ابنة تسع ومكثت عنده تسعا". [5158].
وروى مسلم رحمه الله عن الأسود عن عائشة قالت: " تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست وبنى بها وهي بنت تسع ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة " [3482].
وأعوذ بالله من عقل أورد صاحبه المهالك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 03:27]ـ
ليس غريب أن تقول هذا فكل من أراد أن يشتهر يأتي بالعجب حتى يشتهر .... ,
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 11:32]ـ
لماذا لا يجعلون 29 أرجح حتى تكمل دراستها!
و الحمد لله أن البعض عندنا يعجز عن رد السنة بهواه صراحة فيحتاج أن يرجح هواه على الشرع!
مع أن هذا البلاء ترجيح الهوى على الشرع لم يأت إلا بعد 11/ 9
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 12:30]ـ
هذا البلاء - تقديم العقل على النصوص الواضحة بالهوى والتشهي- في الأمة قديم، لكن الجديد في الأمر أن يخرج ذلك من بلاد الحرمين الشريفين، نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من كل مكرٍ ومكروهٍ وسوء!!
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 12:37]ـ
صدقت أخي - المشرف: علي أحمد-
بارك الله فيك يا اخي أبو عبد الغفور
ـ[شاهد حق]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:25]ـ
إن صح هذا الخبر
فالباحثة تريد الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الهجمة الشرسة التي يدندن حولها الإعلاميين هذه الفترة ولكن ليس الحل أن ننفي ما هو ثابت بالسنة الصحيحة إرضاءًا لهم فنأتي بمثل هذه الدراسات التي هي أوهى من بيت العنكبوت ,
والرسول صلى الله عليه وسلم لا يحتاج مثل هذه التبريرات الواهية التي تدل على ضعف صاحبها وتذبذبه لاأكثر ولا أقل.
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 11:32]ـ
نسأل الله السلامة
لايستغرب أحد من قول بعض المفتونين: إن الأمريكان سيخترعون علاجاً ضد الموت
(مضاد حيوي)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 12:24]ـ
نسأل الله السلامة
لايستغرب أحد من قول بعض المفتونين: إن الأمريكان سيخترعون علاجاً ضد الموت
(مضاد حيوي)
حتى ولو توصل الأمريكان إلى إحياء الموتى - ولن يكون ذلك إلا بإذن الله - وليس علاجًا ضد الموت فلن يحيل هذا الحق الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم باطلا.
أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (1783) في حق الدجال: ((عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قال: حدثنا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا طَوِيلًا عن الدَّجَّالِ فَكَانَ فِيمَا حدثنا بِهِ أَنْ قال: يَأْتِي الدَّجَّالُ وهو مُحَرَّمٌ عليه أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ ينزل بَعْضَ السِّبَاخِ التي بِالْمَدِينَةِ فَيَخْرُجُ إليه يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هو خَيْرُ الناس أو من خَيْرِ الناس فيقول: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الذي حدثنا عَنْكَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ فيقول الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتَ إن قَتَلْتُ هذا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هل تَشُكُّونَ في الْأَمْرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فيقول حين يُحْيِيهِ والله ما كنت قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ فيقول الدَّجَّالُ أَقْتُلُهُ فلا أُسَلَّطُ عليه)).
فوالله لو أحيا الأمريكان الموتى لم يغير ذلك من حقيقتهم عندنا شيئًا، كما أن المسيخ الدجال لم يخرجه إحياؤه للموتى عن كونه دجالا.
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 01:12]ـ
حتى ولو توصل الأمريكان إلى إحياء الموتى - ولن يكون ذلك إلا بإذن الله - وليس علاجًا ضد الموت فلن يحيل هذا الحق الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم باطلا.
أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (1783) في حق الدجال: ((عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قال: حدثنا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا طَوِيلًا عن الدَّجَّالِ فَكَانَ فِيمَا حدثنا بِهِ أَنْ قال: يَأْتِي الدَّجَّالُ وهو مُحَرَّمٌ عليه أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ ينزل بَعْضَ السِّبَاخِ التي بِالْمَدِينَةِ فَيَخْرُجُ إليه يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هو خَيْرُ الناس أو من خَيْرِ الناس فيقول: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الذي حدثنا عَنْكَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ فيقول الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتَ إن قَتَلْتُ هذا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هل تَشُكُّونَ في الْأَمْرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فيقول حين يُحْيِيهِ والله ما كنت قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ فيقول الدَّجَّالُ أَقْتُلُهُ فلا أُسَلَّطُ عليه)).
فوالله لو أحيا الأمريكان الموتى لم يغير ذلك من حقيقتهم عندنا شيئًا، كما أن المسيخ الدجال لم يخرجه إحياؤه للموتى عن كونه دجالا.
أظن هذا خاص بالدجال، وليس لامريكا به قدرة ولو مستقبلا كقدرة الدجال في ذلك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 01:24]ـ
لو أذن الله أن يفتنهم ويوهمهم بأنهم قد توصلوا الى احياء الموتى فعلا وبأنهم قد حصلوا أسباب ذلك، - ولن يصل مخلوق أبدا الى العلم "بأسباب" احياء الموتى فهو أمر غيبي لا قبل للبشر بالعلم به، وليس له دونهم من أسباب يمكن لهم التوصل اليها والأخذ بها يوما ما! وانما قد يفتنهم الله بسفاهتهم ويوهمهم بأنهم قد قدروا عليه بأسباب اخترعوها ان أراد ذلك سبحانه، كما سيحيى الموتى على يد الدجال الذي سيتصور الناس أنه قد فعل ذلك بقدرته ومن عند نفسه! وان كنت أرى أن ذلك لن يقع الا مع الدجال والله أعلم - فلعل أحفاد الحقوقيين يومئذ والمفتونين بهم في بلادنا لن يكون كلامهم في متى تزوج النبي من عائشة رضي الله عنها، وانما في اثبات "مشروعية" زواج اللواطيين في الاسلام مثلا، أو ربما اثبات أنه لا شيء في الدين اسمه زواج أصلا .. نسأل الله العافية!
لا أظفرهم الله بما يريدون ...
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن!
"أظن هذا خاص بالدجال، وليس لامريكا به قدرة ولو مستقبلا كقدرة الدجال في ذلك"
لن تكون من "قدرة الدجال" أصلا أيها الفاضل فتنبه، ولا يكون من قدرة بشر ولا ارادتهم أبدا، ولا حتى الدجال .. وانما الدجال يتوهم بكفره واستكباره أنه قادر على ذلك، والله يستدرجه اذ يوهمه بأن ذلك الاحياء الذي يقع فعلا هو من عمله ومن قدرته!! وذلك لفتنة الناس به، نعوذ بالله من فتنته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 01:59]ـ
لن تكون من "قدرة الدجال" أصلا أيها الفاضل فتنبه، ولا يكون من قدرة بشر ولا ارادتهم أبدا، ولا حتى الدجال .. وانما الدجال يتوهم بكفره واستكباره أنه قادر على ذلك، والله يستدرجه اذ يوهمه بأن ذلك الاحياء الذي يقع فعلا هو من عمله ومن قدرته!! وذلك لفتنة الناس به، نعوذ بالله من فتنته ..
جزاك الله خيرا
وأشكرك على التنبيه، لكن يبقى الاشكال فعلاً ان مايفعله الدجال وإن كان بقدرة الله وإرادته إلا ان لديه قدرة واختيار في ذلك بقدرة الله
هل هذا صحيح؟
ومنكم بارك الله فيك أستفيد
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 05:23]ـ
آمين وفيك بارك
"وأشكرك على التنبيه، لكن يبقى الاشكال فعلاً ان مايفعله الدجال وإن كان بقدرة الله وإرادته إلا ان لديه قدرة واختيار في ذلك بقدرة الله
هل هذا صحيح؟ "
اللفظ "قدرة" في هذا المقام والسياق الذي أدخلته فيه أيها الفاضل لفظ موهم مشتبه .. سيما وقد قلت أن أمريكا لن تكون قادرة بينما الدجال يكون قادرا! فتحصل من ذلك فهمنا أن سبيل الوصول الى احياء الموتى استقلالا بأسباب ذلك - كما يقوم الانسان بأي عمل تحصل له العلم بأسبابه - عند أمريكا لن يتحصل لها مهما بحثت بينما هو موجود وداخل في استطاعة وقدرة الدجال .. فكأنما كان لذلك الفعل "احياء الموتى" أسباب تحصلت في الدجال فأصبح بها "قادرا" على القيام بذلك الفعل متى شاء وكيف شاء استقلالا، وهذا غير صحيح! فهو وان ظهر للناس أنه هو الفاعل الا أن ما أخذ به من أسباب أمامهم - أيا كان - ليس ولا ولن يكون سببا في احياء الموتى لا عنده ولا عند غيره من الخلق، ولا يقال أنه دليل "قدرة" عنده! ولولا أن أراد الله فتنة الناس به ما أوقع ذلك على يديه بصورة توهم بأنه كان بقدرته هو وعمله هو!
ولكي يزداد الكلام وضوحا، أقول أن القدرة قدرتان .. قدرة ذاتية، وقدرة مكتسبة .. الذاتية هي تلك التي يولد الانسان بها متمكنا منها غير فاقد لها .. فأنا قادر على المشي لأني ولدت بهذه القدرة .. الله أراد أن يكون في ذاتي تلك القدرة أن كلما أردت المشي تمكنت من ذلك باذنه عز وجل. أما القدرة المكتسبة فقدرتي - مثلا - على استخدام الحاسب الآلي .. أخذت بأسباب تعلمتها فأصبحت قادرا على ذلك .. أذن الله أن أكتسب هذه القدرة حتى كلما أردت أن أستعمل الحاسوب، تمكنت من ذلك باذنه عز وجل - ان لم يرد الله خلاف ذلك.
فالسؤال الآن: نحن نقول بأن عيسى عليه السلام أحيا الموتى باذن الله .. فهل فعل عيسى ذلك بقدرة ذاتية عنده أو قدرة مكتسبة تعلمها؟ يعني هل أودع الله فيه القدرة على هذا الفعل فيفعله استقلالا كلما أراد واختار؟؟ أبدا! وكذا في كافة معجزات الأنبياء عليهم السلام .. لم تقع منهم "بقدرتهم" وانما بأمر الله وارادته واذنه، أمروا بأن يأخذوا بأسباب يسيرة لا تكون عند أي واحد من الخلق سببا لمثل هذه الأمور الخارقة، ولكنه سبحانه قضى أن ترتبط بها تلك الأفعال منهم بمشيئته حتى يجري الفعل "على أيديهم" ليكون في مجرد ذلك ابتلاء وامتحان لقومهم .. فمن كان مرتابا خبيث النفس قال هذا ساحر، وهذه أفعال سحرة وأسباب سحرة أخذ الرجل بها في الغيب دون أن نراها .. ومن كان طيب النفس مؤمنا أو يميل الى الايمان ترسخ اليقين عنده لما رأى آيات الله، وعلم أنه لولا اذن الله ما كان من ذلك النبي ما كان .. ومثال تلك الأسباب البسيطة التي لا تؤدي في العادة الى أمثال تلك النتائج، ولا "قدرة" - ذاتية ولا مكتسبة - لانسان على أن يجعلها تؤدي اليها، شق موسى البحر بضربة العصا، وكذا شق محمد القمر باشارة اصبعه! فهل بقدرة موسى أو بتأثير عصاه انشق البحر، وهل بقدرة محمد عليهما الصلاة والسلام أو بتأثير اصبعه انشق القمر؟ وهل لموسى أن كلما أراد شق البحر لأي سبب من الأسباب أن يضربه بالعصا فينشق باذن الله؟ كلا! ولكن أمره الله بهذا السبب الظاهر للناس في حال مخصوصة ليكون ابتلاءا لهم واقامة لحجة رسالية!
فلا يقال أنه كان بقدرته .. وان جتز أن يقال أنه هو الذي فعله باذن الله، كما قال تعالى ((وأحيي الموتى باذن الله)) الآية. وكذا ما يأتي به الدجال، يشير بيديه فيقع من المعجزات ما يظهر للناس أنه كان بسبب فعله وقدرته، وليس كذلك!
فهل اتضح المعنى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 06:30]ـ
للفائدة:
http://www.alukah.net/articles/1/3388.aspx
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 06:34]ـ
نعم
اتضح المعنى
جزاك الله خيرا
ولابد فعلاً من تحرير الكلام، ومراعاة السياق
أكر شكري لك، وفقك الله
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 06:19]ـ
هذا الكلام من التي تزعم أنها باحثة سعودية، يشبه أن يكون حملة منظمة، مبعثها كتاب ألفته إحدى الأمريكيات، واطلع عليه الكثيرون، وروج له مثل هذا _ الباحثة _ فقد سبقها صحفي نشر مثل هذا الهراء في جريدة المصري اليوم، وأحد الباكستانيين وغيرهم، وقد رد أحد الأساتذة الأفاضل بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر وفند كل الأكاذيب:
الرد على من طعن في سن زواج عائشة
د. محمد عمارة
عوَّدنا الكاتبُ (جمال البنا) على كل غريب ومبتدع، وكان آخر هذه المبتدعات ما أعلنه في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 13/ 8/2008 من ظهور صحفي شاب يصحح للأمة خطأً منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وجعل البنا يمدح ويبجل ذلك الصحفي الذي استطاع أن يكشف خطأ عَمِي على الأعلام طوال هذه القرون، فيا حظ أمه بهذا الجهبذ الذي دقق وفتش وقارع، ونقد سند الرواية التي تتحدث عن سن السيدة عائشة وقت زواجها من النبي، والتي غفلت عنها الأمة طوال 1000 عام، والفضل الأول كما يرى البنا يرجع إلى أنه لم يدرس في الأزهر وإلا لما كان يستطيع هذا العمل العظيم، وسوف يذهب هذا الرد وساوس الشيطان من رأسيهما إن شاء الله تعالى، إن أرادا الحق، وإن أبوا إلا المكابرة والعناد فكما قال ربنا: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: 119].
يظهر في هذا البحث الكذب والاختلاق والجهل؛ وذلك من عدة أوجه:
أولاً: كلمة أريد بها باطل، يقول البنا: "وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- لعلها لم توجد في غيره"، وهذا محض كذب وافتراء، وفعله ليس دفاعًا عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- ولا حمية له، بل هذه محاولة من محاولات القضاء على سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- من خلال التشكيك في الأحاديث الواردة، وبث الريبة في نفوس العامة نحو الأئمة الأعلام، وإن كان البنا صادقًا فأين هؤلاء من ذبهم عن الدين، ورد افتراءات المستشرقين والعلمانيين، أين جهدهم في صد عدوان الكفر، أين هم من الدعوة لدين الله، لا شيء من هذا مطلقًا؛ إلا مقالات سيئة، وفتاوى ماجنة كتلك التي تجيز تقبيل الشباب للفتيات، وشرب الدخان في نهار رمضان وغير ذلك من الفتاوى القبيحة المنكرة.
ثانيًا: كذب وتدليس على الخلق؛ إذ قال: "وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها -يعني أسماء- أكبر من عائشة بـ10 سنوات"، وهذا غير صحيح فليس هذا بالاتفاق وإنما هي رواية ذكرت، وسوف أبين الصحيح لجلاء الغيوم عن مرضى القلوب.
ذكر الباحث نقلا من كتب (الكامل، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ الطبري، ووفيات الأعيان، والبداية والنهاية، وتاريخ بغاد، وتاريخ دمشق) ما يؤكد أن عائشة قد ولدت قبل البعثة، بانيًا وهمه هذا على ما روي من فارق السن بينها وبين أختها أسماء وهو عشر سنوات، وهذا يضعف - في زعم الصحفي - حديث البخاري الذي يثبت فيه أن النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- تزوج عائشة وهي بنت ست ودخل عليها وهي بنت تسع سنين.
وقد رجعت إلى تلك المصادر التي اعتمد عليها الصحفي وعلى غيرها من أمهات الكتب فلم أجد ما زعمه إلا روايات لا تشهد له بشيء؛ ففي كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3208)، والبداية والنهاية (3/ 131)، وسير أعلام النبلاء (3/ 427)، وأسد الغابة (7/ 7، 186، 216)، وتاريخ الإسلام (3/ 604، 698)، والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين لمحب الدين الطبري (صـ 36)، أضف إلى ذلك ما ذكره ابن هشام في السيرة وهو أسبق من هؤلاء جميعًا في عدم تمييز عائشة البكاء من الفرح قبل الهجرة لصغر سنها.
جاء في سير أعلام النبلاء أيضًا (3/ 522) وكذا تاريخ الإسلام: "وكانت -أي أسماء- أسن من عائشة ببضع عشرة سنة". وإن كنا لا ننفي الرواية الواردة بأن الفارق بينهما عشر سنين فقط، إلا أنها لا تصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كانت كتب التاريخ تؤكد أن وفاة أسماء كان سنة 73 هـ وتوفيت عن عمر 100 سنة، وأن أسماء هاجرت وعمرها 27 سنة وهذا يعني أنها حينما أسلمت كان عمرها 14 سنة بطرح مدة الدعوة المكية 13 من مجموع السن 27 - 13 = 14، والثابت أنها كانت أكبر من عائشة ببضع عشرة سنة على الراجح كما ذكر ذلك الذهبي وغيره، والبضع من 3 إلى 9، فلو اعتبرنا ما بين أسماء وعائشة، لوجدنا أن البضع عشرة سنة هو ما بين 13 إلى 19 سنة، وعليه فتكون عائشة قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة، أي في الإسلام وليس قبل الإسلام، وهذا ما يتفق مع الكتب السابقة.
ثالثًا: الكذب والتدليس مرة أخرى فينقل الصحفي كلامًا من كتاب البداية والنهاية ليس له وجود أصلا فيزعم أن ابن كثير قال عن الذين سبقوا بإسلامهم: "ومن النساء أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله يدعو في خفية ثم أمر الله رسوله بإظهار الدعوة"، ثم يقول: وبالطبع هذه الرواية تدل على أن عائشة قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة في عام 4هـ وأخذ يستطرد ويدور حول هذه القصة الملفقة ليثبت المراد من هذا الكذب ظنًّا أن هذا الأمر لن يبحث عنه أحد، قلت: وقد رجعت إلى الموطن المشار إليه فلم أجد ما ذكره الصحفي الهمام الذي لم يجد بدًّا من الكذب على الأعلام لإظهار الخطأ الموهوم، ولم يذكر ابن كثير خبرًا فيه ذكر أسماء في السابقين إلى الإسلام فضلا عن عائشة.
رابعًا: الحديث الثاني الذي يستند عليه، والعجيب أنه من رواية البخاري الذي يزعم كذبه ويستدل به، والأعجب أنه لم يفهم فحواه، ولعل عذره أنه لم يتخرج في الأزهر كما يقول تلميذه البنا!، والحديث عن عائشة: "لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا قبل هجرة الحبشة ... " وهذا كذب وتدليس من الصحفي ومتابعة على جهله من تلميذه البنا للوصول إلى مأرب وغرض خبيثين، ونص الحديث: "خرج أبو بكر مهاجرًا قِبَلَ الحبشة"، وهناك فارق كبير بين المعنيين، فالحديث يبين أن أبا بكر لما أوذي واشتد إيذاء قريش له خرج نحو الحبشة مهاجرًا وكان خروجه هذا قريبًا من هجرة المدينة يعني في أواخر الدعوة المكية، فلقيه ابن الدغنة فأجاره، والهجرة لم تنقطع إلى الحبشة إلا بهجرة المدينة، ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الحديث نفسه: على لسان أبي بكر لابن الدغنة: إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم-: ((قد أريت دار هجرتكم؛ رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين ... )) يعني الأمر لم يتعدَّ الأيام التي خرج فيها أبو بكر يريد الحبشة، فرجع في جوار ابن الدغنة، فلم يمتنع عن استعلانه بالقرآن فشكت قريش إلى ابن الدغنة، فخلع أبو بكر جواره فبشره النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- برؤية أرض الهجرة.
وقد حرف النص كما ترى ليصل إلى مراده، ومعلوم أن بدء الهجرة إلى الحبشة كان في بداية الإسلام ليثبت أن عائشة كانت قد ولدت قبل البعثة، لاحظ أيضًا أن هذا الحديث يؤكد صغر سن عائشة لقولها: "لم أعقل أبوي قط ... " وهذا يؤكد أنها ولدت في الإسلام كما أثبتناه.
خامسًا: تناقض في قياس عمر عائشة على عمر فاطمة بأن فارق السن بينهما خمس سنوات وأن فاطمة ولدت قبل البعثة بخمس سنوات مما يستلزم أن تكون عائشة ولدت عام البعثة الأول، وهذا فيه تناقض صريح؛ إذ كيف يثبت مولدها قبل البعثة بـ 4 سنوات بالموازنة بينها وبين أسماء، ثم يثبت مولدها عام البعثة الأول مقارنة بسن فاطمة، والحقيقة غير ذلك، يقول الذهبي في السير: "وعائشة ممن ولد في الإسلام، وهي أصغر من فاطمة بثمان سنين" (سير أعلام النبلاء 3/ 429). وتأمل هذا، وفي ترجمة فاطمة قال الذهبي: "مولدها قبل البعثة بقليل" (السير 3/ 417)، فإذا ما نظرنا إلى سن زواج النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- من عائشة وكان قبل الهجرة ببضعة عشر شهرًا، وقيل بعامين، أضف على هذا السن عمر عائشة حينها وكان ست سنوات، فيكون المجموع 2 + 6 = 8 اطرح هذا من مدة الدعوة المكية 13 - 8 = 5، فإن هذا يعني أنها ولدت في السنة الخامسة من الهجرة. ويؤكد هذا المعنى ما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 216) إذ ذكر أن النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم-
(يُتْبَعُ)
(/)
زوج عليًّا من فاطمة بعد أن تزوج النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- عائشة بأربعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وهذا يعني أنه بنى بها في السنة الثانية من الهجرة، فإذا ما اعتبرنا السن المذكور لفاطمة تبين لنا أنها ولدت قبل البعث بقليل كما ذكر الذهبي وغيره.
فانظر كيف تناقض المسكين الذي يفخر به تلميذه البنا بأنه لم يدرس في الأزهر، والفخر للأزهر حقيقة أنه لم يحتضن هؤلاء المشاغبين، ولم يجلسوا في أروقته، ولم يعرفوا أدب العلم وحق العلماء.
سادسًا: عدم الأمانة العلمية في نقل النصوص؛ إذ نقل الكاتب عن كتاب الإصابة أن فاطمة ولدت عام بناء الكعبة وعمر النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- 35 سنة، وأنها أسن من عائشة بخمس سنوات، ولم يبين أن هذه رواية من روايات عدة ذكرها ابنُ حجر؛ منها أيضًا أن فاطمة ولدت سنة إحدى وأربعين من ميلاد النبي، وقد رجح ابن حجر أن مولدها كان قبل البعثة بقليل وهو ما يتفق مع ما ذكرناه قبل ذلك.
سابعًا: الجهل بالنصوص وعدم الفهم؛ ومن ذلك قوله عن الطبري: "بأنه جزم بيقين أن كل أولاد أبي بكر قد ولدوا في الجاهلية"، وهذا كذب وخلط وعدم فهم؛ لأن نص الطبري المذكور يتحدث فيه عن أزواج أبي بكر الصديق وليس عن أولاده (راجع تاريخ الطبري 2/ 351)، وقد قسم الطبري أزواجه اللاتي تزوجهن؛ فمنهن من تزوجهن في الجاهلية وولدن له، ومنهن من تزوجهن في الإسلام، ثم سمى أولاد أبي بكر من زوجتيه اللتين تزوجهما قبل الإسلام وقال: "فكل هؤلاء الأربعة من أولاده ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما في الجاهلية"، فالحديث عن الأزواج وليس عن الأولاد، ويمكن أيضًا مراجعة تاريخ الطبري ج 2 صـ 212 في ذكر زواج النبي بعد خديجة، وهو يجزم بأن النبي بنى بها بعد الهجرة وكان عمرها تسع سنين.
وأخيرًا:
الأولى أن يترك هذا لأهل الاجتهاد والعلم وليس لأهل الجهل، فقد أوقعوا بأنفسهم نتيجة عدم البحث والدراسة، والإصرار على التعالم، فعليهم أن يعملوا فيما تخصصوا فيه لا فيما يدعونه؛ فإن ذلك يوقع بهم فيما نرى، وأرجو أن تكون آخر بلايا جمال البنا.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
والله تعالى أعلم.
د. محمد عمارة
أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية "جامعة الأزهر"
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 06:27]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
قد أحلت إليه في المشاركة 15 فكان ينبغي أن تذكر المصدر.
ـ[أيوب أبو يوسف]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 07:10]ـ
ليست الكاتبة وحدها من يقول بذلك، ارجعوا إلى الموضوع في الرابط:
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=35802
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:56]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
قد أحلت إليه في المشاركة 15 فكان ينبغي أن تذكر المصدر.
والله لقد سعيت لإخراجه من مشاركتك لكن الصفحة لم تفتح، وأنا كنت نقلته من ملتقى أهل الحديث وبالبحث ساعتها فلم أعثر عليه _ أي على رد الدكتور محمد عمارة _ وهو موجود على الجهاز عندي فصدرته لكم، وشكر الله لك أخي أبا مالك العوضي النصيحة.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 11:22]ـ
باحثة ـ زعمواـ تنكر زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنوات وآخر يقول أين كان عقل عائشة لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السن؟!!!!!!!!
الله المستعان علمانيون حاقدون المغراوي يتابع في المغرب وصالح اللحيدان يسب في المشرق الله المستعان
ماذا يريد العلمانيون من ديننا فليتكلموا في النصارى الذين سلبوا المسلمين ديارهم وأموالهم بل وسلبوا نساءهم ولكن المصيبة الأعظم أن العوام يقلدونهم فلا هم سكتوا ليتركوا المجال لأهل العلم ولا تكلموا برزانة وتعلموا ماينفعهم ولكن عند الله تلتق الخصوم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 06:44]ـ
يبدو أن هناك حرب علمية تنطلق من أمريكا و تشرق حتى تصلنا فليس الأمر حرباً عسكرية فقط
لعل الأمريكيين يظنون أنهم سيقضون على الإسلام بهذه الطريقة! و سيقضون على أنفسهم بمشيئة الله
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 11:40]ـ
وتقول عضو لجنة الدراسات والاستشارات بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان د. سهيلة زين العابدين حمّاد ..................
وإلى ذلك لفتت الدكتورة سهيلة حمّاد، وهي عضوة في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين،.
??????????????
فلا عجب!
ـ[الصادق]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:15]ـ
سمعت الدكتور النجيمي يقول أنًّ زواج النبي (ص) بعائشة رضي الله عنها في مثل هذا السن هو
خاص بالنبي (ص) ولا يجوز لغيره زواج أي إمرأة بمثل هذا السن , ويقولون أن رحم المرأة يمر
بتكوينات ففي هذا السن حتى لو المرأة بلغت فأن الرحم لم يرّشد بعد على ما يقولون , وأن
رحم المرأة يرّشد في السن السابعة عشر , والشيخ النجيمي موافقهم كما هو واضح منه.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:58]ـ
اعتذر للأخ صاحب الموضوع فاستطرادي هنا خارج عن موضوعه وإن شاء أن إحذفه قمت بذلك.
أظن هذا خاص بالدجال، وليس لامريكا به قدرة ولو مستقبلا كقدرة الدجال في ذلك.
الله عز وجل هو محيي الموتى وتلك صفة لا يشاركه ولا يشابهه فيها غيره لكن الله عز وجل قد يعطي بعض خلقه ما لم يعطه غيرهم من خلقه وقد أعطى الله عيسى عليه السلام صفة إحياء الموتى وكذلك أعطاها المسيخ الدجال وغير ممتنع عقلا ولا شرعًا - فيما أعلم - أن يختبر الله بتلك الصفة من شاء من عباده فيخلق فيه قدرة على إحياء بعض الأموات وكما فعل الله بميت بني إسرائيل قال تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى} (البقرة /260).
وأما إشارة الأخ الفاضل إلى أن صنيع الدجال لعنه الله وصنيع عيسى عليه السلام وأنه بقدرة الله فهذا لا شك فيه وليس ذلك خاصًا بتلك الصفة إنما كل أفعال العباد بقدرة الله وتقديره فالإنسان يأكل ويشرب ويمشي بتمكين الله إياه من فعل تلك الأمور وبما خلق الله فيه من قدرة على فعلها.
ولست أعلم ما يمنع عقلا ولا نقلا أن يبتلي الله بعض خلقه بتمكينه من إحياء ميت ابتلاء للناس واختبارًا لهم كما فعل ذلك بعيسى عليه السلام وكما فعله بميت بني إسرائيل وكما سيفعله بالمسيخ الدجال وهذا مبلغ علمي فإن كان لدى بعض الإخوة ما يعارض ذلك من كتاب أو سنة فأستغفر الله وأنا راجع عن ذلك.
لكن للتنبيه واضح في ذهني وضوحًا تامًا الفرق بين ما وصف الله به نفسه من إحياء الموتى وهي صفة تليق بكماله وجلاله وبين ما خلقه الله من قدرة محدودة في بعض خلقه على إحياء بعض الموتى فهذه قضية أخرى. والله أعلم.
هذا ما قصدته في مشاركتي السابقة وأرجو أن يكون قد اتضح في تلك المشاركة وأخيرًا اعتذر لتأخري في الرد لم أنتبه للمشاركة إلا اليوم.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 04:07]ـ
سبحان الله! وكأن أئمة العلم بالحديث والأثر والرواية كانوا جميعهم غفلة بلداء لا نظر لهم ولا تدقيق، حتى جاءت هذه المرأة بما جهلوه كلهم من أولهم الى آخرهم، ضاربة بهم جميعا عرض الحائط هكذا بكل بساطة، وهي تتصور أن يزن كلامها هذا - أيا كان ما تستند فيه اليه - في سوق العلماء وزنا!!
متى تدخل الى تلك الرؤوس الغليظة القناعة بقاعدة أن الأمة لا تجمع على ضلالة ولا على خطأ أبدا، وأن احداث مثل هذا القول العاري من السلف انما يكفي شذوذه الواضح لاثبات بطلانه دون تكلف شيء من البحث وراء ذلك البتة؟؟؟ متى يقتنع هؤلاء القوم بأن الواحد منهم المتفاخر بعقله ورأيه، ليس بأعلم ولا أحكم ولا أحفظ ولا أجمع للنصوص والحجج والسير والآثار من قرون طويلة من أهل العلم والنظر والتحقيق، الذين أهلكوا أعمارهم في دراسة ومباحثة أمثال تلك المسائل القديمة؟؟؟ من لهم يفهمهم أن أفهامهم ليست بأحسن من فهوم أربعة عشر قرنا من العلماء الذين ملأوا بقاع الأرض نورا وعلما من لدن الصحابة والى يوم الناس هذا؟؟؟ من لهم يتصدق عليهم ويفهمهم أن علم الشرع ليس كعلم الفزيقا أو الفلك، أو غيرها من العلوم التي ننتظر فيها مع كل نظرية جديدة أو اكتشاف جديد، كلاما يهدم ما اتفق عليه بل ما أجمع عليه الأولون من النظريات والتصورات؟؟ متى يفهم هؤلاء معنى وجود الاجماع على مسألة من المسائل في قرون الأمة المنصرمة؟؟؟ متى يتعلم الواحد منهم قبل أن يتكلم؟؟؟ والا فمتى يرحمنا هؤلاء ويرحموا أنفسهم بالانصراف الى صنعة أخرى غير صنعة العلم يتكسبوا منها ولعلهم أن يكونوا فيها نافعين للناس؟؟
الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله!
والناظر في بعض آثار أهل الحديث من ترتيب وتبويب وشرح وتعقيب يعرف عظيمَ قدرهم، ودقيق فهمهم، وجسيم علمهم. رحمهم الله وغفر لهم!
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 12:30]ـ
[لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه]
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 07:43]ـ
"فيخلق فيه قدرة على إحياء بعض الأموات وكما فعل الله بميت بني إسرائيل قال تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى} (البقرة /260)."
بارك الله فيك يا شيخ علي، وقد أحسنت اذ قلت "بعض الموتى" وان كان الأمر يحتاج الى مزيد بيان وتفصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقدرة كما يتبادر الى أذهان الناس انما هي قوة تكتسبها النفس أو تتصف بها، وترتبط بارادة صاحبها، فان كنت أتصف بكوني "قادرا" على الكتابة ففي أي وقت أردت الكتابة فاني أكتب لأني قادر على ذلك .. ولو استدرك السامع على هذا وقال "قادر باذن الله" فما زاد بذلك شيئا يميز هذه القدرة عن غيرها، فكل ما في الانسان من قدرة فانه يكون باذن الله!
بينما لو قلنا "مكنهم من ذلك (أو أقدرهم عليه) في حالات مخصوصة" لكان أصوب، فهذه ليست كغيرها من القدرات، تلازم صاحبها وترتبط بارادته .. فهم لو أرادوا أن يحيوا الموتى في غير تلك الحالات بعينها لما استطاعوا، لأن الأمر ليس سببه قدرة كامنة فيهم أو مكتسبة لديهم، ولكنها حالات مخصوصة قد جعل سبحانه بعض أفعالهم فيها سببا في احياء الموتى ليؤمن المؤمنون ويصدقوا أن هذا بأمر الله واذنه وليس بارادة ولا بقدرة الرسول .. وذلك ظاهر في هذه الآية نفسها التي تفضلت بذكرها، فالله أمر بني اسرائيل بعمل بعينه، أن يضربوا الميت بشيء من البقرة، فلما فعلوا أحيا الله الميت بين أيديهم ليقيم بذلك حجة عليهم كما في قوله ((كذلك يحيي الله الموتى)) .. فهل لو أنهم ضربوا ميتا آخر بارادتهم واختيارهم بتلك البقرة نفسها وبنفس الأسباب، ولكن في سياق أخر، فان الله يجعل ذلك سببا لاحياء ذلك الميت أيضا، بحيث ان كلما أرادوا ذلك أخذوا بنفس ذلك السبب فيقوم لهم الموتى؟ كلا! فهذه ليست صفة أو خصيصة أعطاهم الله اياها فلا تنفك عنهم، كما هو حال غيرها من القدرات! انما هو امضاء لآية من آيات الله على أيديهم بفعل يفعلونه في تلك الحال تحديدا، ليكون عليهم حجة في ذلك السياق تعيينا، وفقط.
ولو تأملت وفقك الله في نصوص كتاب النصارى المحرف، لوجدت في كتاب يوحنا في قصة احياء المسيح لاليعازر باذن الله هذا النص:
" فَقَالَ يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟». فَرَفَعُوا الْحَجَرَ، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي،. وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي». ثُمَّ نَادَى بَصَوْتٍ عَالٍ: «لِعَازَرُ اخْرُجْ!» (يوحنا 11: 40 – 43)
ولعل هذا النص من أخف ما وقع فيه التحريف في كتبهم، والشاهد فيه على فرض صحته، أن المسيح عليه السلام حرص على أن يظهر للحضور ضراعته لله أمامهم حتى لا يتوهموا أن هذا بقدرته هو وارادته هو وأنه صفة لازمة له، أعني احياءه الموتى .. ومع ذلك فهذا هو ما اعتقده النصارى - على الرغم من وجود هذا النص في كتبهم - اذ زعموا أن المسيح أحيا الموتى بقدرته التي هي صفة ذاتية فيه لا تنفك عنه!!
والقدرة على أي حال لا يلزم من وجودها في حال واحدة أن تكون لازمة لصاحبها لا تنفك عنه في جميع الأحوال! فلو قلنا أن الله "أقدر المسيح" على احياء الموتى باذنه لصح ولما كان ثم حرج. ولكن يجب أن يفهم السامع أنه ما أعطاه ذلك الا في مواضع اقامة الحجة على الناس وفقط! ومن قوله تعالى: ((واذ تحيى الموتى باذني)) يفهم أن الله ينسب فعل الاحياء الى عيسى عليه السلام، ولكن مع تقييد ذلك بقيد الاذن من الله .. فما الزيادة في قوله باذني، ومعلوم أن كل ما يكون عند الناس من قدرات وارادات انما يكون باذنه سبحانه؟؟ الزيادة أن ذلك يكون خرقا لطبيعة الرسول نفسه في تلك الحال بالذات، فلا يتسم بوجود تلك القدرة فيه في غير تلك الحال التي أذن الله فيها بذلك. فيصح أن تعتبر تلك قدرة عارضة أعطاها الله له في أحوال مخصوصة بالذات باذنه ليفعل ذلك الفعل ليقيم به الحجة على الناس ... ولكن عندما يتكلم المتكلم عن أن الله أعطى القدرة للمسيح على احياء الموتى، أو بعض الموتى، هكذا دون ذكر ذلك القيد الدقيق، فان السامع قد يتوهم أن هذه القدرة تكون لازمة لصاحبها كصفة ذاتية فيه بأصل الخلقة أو بالاكتساب، كما هو المتبادر الى أذهان الناس من كلمة "قدرة" .. فيجب هذا التفصيل.
ولعله مما يجدر ذكره في هذه المقام أن من كتب النصارى القديمة التي استبعدها أثناسيوس ولم يدخلها في الكتب القانونية كتاب يحكي مؤلفه قصة طفولة المسيح عليه السلام! وفي الكتاب زعم أنه عليه السلام كان في صباه تظهر منه معجزات شتى، ذكر منها أنه كان يلهو مع الأطفال بأن يصنع لهم من الطين صور طيور وينفخ فيها فتصبح طيرا وتطير. والعجيب أن هذا هو الكتاب الوحيد الذي يذكر هذه المعجزة للمسيح، ومع ذلك لم يدخلوه في الكتب الأربعة! وهذه الآية مذكور في القرآن أنه عليه السلام فعلها باذن الله كما هو معلوم .. أعني خلقه من الطين كهيئة الطير ثم النفخ فيها فتكون طيرا باذن الله، ولكن تأمل في أي سياق ذكرها كاتب ذلك الكتاب؟؟ في سياق أنه كان طفلا يلهو ويلعب مع الأطفال فظهرت منه هذه القدرة المذهلة! وهذا التحريف مرده الى اعتقاد مصنف ذلك الكتاب في أن المسيح هو ابن الله، وأنه اله متجسد، فكل ما يقدر عليه الله يقدر عليه المسيح استقلالا، فهذه القدرات فيه هي صفات ذاتية لازمة له منذ أن كان طفلا، كان يلهو بها مع أقرانه في الطفولة ثم لما كبر وبدأ يدعو الناس، استعملها في الدعوة!!
فلو قلنا أن وقوع مثل هذه الآية على يد المسيح في طفولته ليس بممتنع، فهو في جميع الأحوال لا يكون الا باذن الله، لنسبنا الى المسيح وجود تلك القدرة فيه كصفة ذاتية، وهذا لا يخفى ما فيه من الفساد، وهو مخالف لحكمة امضاء الرب لتلك المعجزات على أيدي المرسلين! فما الحجة التي تقوم على يد طفل يلهو بين أقرانه من الأطفال لما يرونه يحول صور الطير المنحوتة من الطين الى طير يطير؟؟ لا حجة ولا آية ولا برهان، ولن ينتج عن مثل ذلك الا أن يتخذوه هو نفسه الها من دون الله يقدسونه من طفولته!
فقيد ((باذن الله)) الذي قيد الله به سائر تلك المعجزات معناه احداث تلك الآيات على أيدي الأنبياء والرسل في أحوال مخصوصة بعينها بأسباب مخصوصة محددة يخبرهم الرب بها، فلا تكون منهم في غير ذلك! أما اطلاق القول "بالقدرة" فلابد فيه من التفصيل الدقيق ..
هذا والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 01:08]ـ
إخواني من يقول بأن الزواج بالمرأة في هذه السن خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم مطالب بأن يأتي بدليل الخصوصية لأنه من المعلوم أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لايدل على خصوصيته به حتى يرد دليل على ذلك والله أعلم انظر للفائدة زاد المعاد في زواج النبي صلى الله عليه بصفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها
ـ[محمد بن عبدالل]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 01:15]ـ
لا بد من التنبه إخوتي إلى أمور
أولها: هل المسألةُ إجماعيةٌ، أم مختلف فيها، أعني هل أجمع العلماء السابقون على ذلك، أم لا؟.
فإن كانت إجماعا لم يجز لزيد أو عمرو أن يخالف.
وإن كان ثم خلاف من السابقين، ولم يكن إجماع، فلا ضرر من الاجتهاد في المسألة بحسب الدلائل الواضحة، لا الخيالات والظنيات والافتراضات، والأهواء.
ثانيا: يجب على المسلم تحقيق الحقِّ، دون النظر لنية الكاتب، حتى لو كان مقصدُه كما قد يدعيه البعض أنه دفاع عن رسول الله.
ثالثا: لا يجوز قياس الحياة الاجتماعية اليوم بتلك في ذلك العصر، فقد قال الشافعي -فيما أحفظ-: رأيت نساء الحجاز يحضن لتسع سنين.
وقد رُوِيَ أنّ العاص ولد له عمرو وهو ابن إحدى عشرة سنة، وولد لعمرٍو هذا عبدالله -رضي الله عنهما- وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وقد أدركت بعض الرجال وعمره 14 سنة وهو أب.
وأخبر الإمام مالك وهو الثقة الثبت عن امرأة حملت أربع سنين، واليوم يرفض الأطباء تصديق مثل هذا!.
أما إفتاء مَن أفتى بسجن من زوَّج موليته المجبرة -البكر- فعجيب أن يصدر من عاقل!، فلعله لا يصح ممن نسب له، أو أن في القضية زيادةً لم تظهر للناقل، فلا بد من التحقق قبل الحكم.
والمرجع في زواج المُجْبِر شرعُ الله، وهو ما قرره علماء الأئمة من السلف عفا الله عنهم، وغفر لهم.
أما الحيلولة دون تزويج الصغيرات كما طالبت فوالله هو من العجب أن يكتب.
إن الله بديع حكيم، لطيف خبير، خلقنا وهو أعلم بنا، وأكمل دينه بشرع نبينا، ومنه أنه أباح لهذه الأمة أن يزوج الولي المجبر موليته البكر كما هو مقرر في كتب الفقه بشروطه المعروفة، فكيف يأتي شخص يؤمن بأن الله حكيم أحل ذلك، فيطالب بتحريمه أم منعه، مدعيا المصلحة؟!.(/)
هل يفعل مبتعثونا .. مثل ما فعل الطالب الياباني (تاكيو أوساهيرا)؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 03:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتعاث الطلاب المسلمين - السعوديين خاصة - للخارج مطلب فريقين:
1 - الغرب ومن يتبع أهواءهم، الذين يراهنون على نتائج هذا الابتعاث في تغريب المجتمع المسلم، واختراقه بواسطة العقول المغسولة الناقلة لفيروساتهم؛ فيكون في النهاية مستَلبًا لهم؛ غير متطور، نقل العفن والعبث، وترك النافع، كما فعلوا في مجتمعات أخرى، منذ " رفاعة الطهطاوي "، مرورًا بـ " طه حسين ".
2 - فرقة تراهن على هذا الابتعاث في تطوير مجتمعات المسلمين، والاستفادة مما هو " مفيد " عند الآخرين.
فأما الفرقة الأولى، فيُقال لهم: نسأل الله أن يُخيب آمالكم، ويريكم من هؤلاء المبتعثين مالم تكونوا تحتسبون؛ فيكونوا لكم كما كان موسى - عليه السلام - لفرعون؛ حيث رباه وآواه، فكانت نهايته على يديه. قال تعالى: (فالتقطه آلُ فرعون ليكون لهم عدوًا وحزَنا).
وأما الفرقة الثانية، فتُشكر عن نيتها وهدفها، لكن لابد من تذكيرها بأمور:
1 - أن لا تتفاءل كثيرًا في أن مبتعثيها ستُفتح لهم أبواب " جميع التخصصات " النادرة والمهمة، بل سيبقى الغرب يحجبها عنهم - بمهارة -؛ لأنه لايريد لهم ولدولهم أن تتجاوز ما رسمه من قيود وحدود. فلذا عليهم أن يجتهدوا في تحصيلها " إما ذاتيًا أوبطرق فيها تحايل ولعب على مصالح دول العالم المتنوع "، دون أن يرتبطوا بدولة منها.
2 - أن لايُبالغوا في الابتعاث، بل يُقتصر فيه على التخصصات المهمة التي لا يمكن الحصول عليها هنا.
3 - وضع شروط حازمة أمام المبتعث، وتحصينه بالعلم والنصائح، والعمر المناسب، مع متابعة دراسته ومعيشته هناك، والتواصل الدائم معه، ومعرفة إنجازاته، ومعالجة مشاكله.
4 - دعم العقول النابغة، وتسهيل مهمتها في الاختراع والابتكار، وخدمة مجتمعاتها المسلمة، فقد آن الأوان لكسر حاجز الخوف منها! أو من الغرب، الذي لن يرتاح لاستثمارها ..
هذه مقدمة مختصرة أضعها بين يدي هذه القصة المحفزة للشباب السعودي والمسلم المبتعث، التي نتمنى أن يحذو كل واحد منهم حذو بطلها، في همه وجده، وقد ذكرها الدكتور محمود سفر في كتابه " دراسات في البناء الحضاري " (ص 88)، ونقلها عنه الدكتور نعمان السامرائي في " مذكراته " (ص 54 - 55):
قال د. السامرائي: (كتب د. محمود سفر قصة طالب بعثة ياباني اسمه تاكيو أوساهيرا، نصحه أستاذه الياباني أن يدرس الميكانيكا العلمية في جامعة هامبورج، فلما حصل على الابتعاث من حكومته، كان اعتقاده أن المحرك هو سر الصناعة كلها، لذا صار حلمه أن يذهب إلى مصنع ليرى ذلك بنفسه وكيف يُصنع، وحين ذهب للجامعة فوجئ بالدراسة النظرية وبالكتب الكثيرة التي عليه أن يدرسها، ومع ذلك راح يلتهم العلم التهاما، لكن قضية المحرك كانت كأنها لغز يصعب حله، وذات يوم جاء الفرج فقد اطلع "تاكيو" على إعلان في الصحف عن معرض لمحركات إيطالية، أخذ الطالب مكافأته ليشتري بها محركاً صغيراً قوة "حصانين" ودفع ما عنده وحمل "درته" وعاد إلى حيث يسكن ويدرس، وضع المحرك في غرفة نومه وراح يتأمله، وراح يحدث نفسه: هنا يكمن سر قوة أوروبا، ومتى استطعت أن أصنع مثله فسيتغير اتجاه التاريخ في اليابان ".
قرر تاكيو أن يقوم بتفكيك هذا المحرك ثم يعيد تركيبه، ثم يحاول تشغيله، فإذا استطاع ذلك فقد كشف "السر"، لكنه خاف إن فككه أن لا يعرف كيف يعيده، فأحضر حزمة من الورق، وكلما فك قطعة رسمها على الورق وأعطاها رقماً خاصاً، فلما انتهى من التفكيك، عمل على إعادة التركيب، ثم شغل المحرك، فلما اشتغل - يقول "تاكيو": " كاد قلبي أن يتوقف من شدة الفرح "، هذه العملية كلفته العمل ثلاثة أيام، يتناول وجبة واحدة في اليوم، ولا ينام إلا قليلاً ...
هنا هرول "تاكيو" ليقابل رئيس البعثة، وليخبره بما فعل، فكان جوابه غريباً، إذ قال: سآتيك بمحرك متعطل، وعليك أولاً تفكيكه، والكشف عن مكان العطل، ثم تقوم بإصلاحه وتشغله، التجربة هنا أصعب من محرك سليم يفكك ويركب ويشغل. قبل تاكيو هذا التحدي، واشتغل عشرة أيام حتى حدد مكان العطل، مستخرجاً ثلاث قطع تالفة، ثم صنع بيديه قطعاً جديدة، وكلفه ذلك: الالتحاق بمصانع صهر الحديد، مما جعله يترك رسالته والدراسة، ليتحول إلى عامل في صهر المعادن، يجامل مدير المصنع ويطيعه في كل ما يريد، لينجح في تحقيق ما يريد. ونجح في هذا الامتحان العسير. وقد قضى "تاكيو" ثماني سنوات، يشتغل بمعدل 15 ساعة يومياً، وفي الليل يراجع قواعد كل صنعة، وهنا كتب المشرف الديني على البعثة رسالة إلى إمبراطور اليابان يخبره، بما فعله ويفعله طالب البعثة "تاكيو"، فقدم له الإمبراطور خمسة آلاف جنيه ذهب، أنفقها تاكيو كلها في شراء محركات وأدوات صناعية، ثم قرر العودة لبلاده، تاركاً الدكتوراه خلف ظهره.
وحين وصل أول ميناء قيل له: إن الإمبراطور يريد أن يراك، فكان رده: لا أستحق هذا الشرف إلا بعد أن أنشئ مصنع محركات في بلدي.
وفي ظرف (9) سنوات أنجز صنع (10) محركات، خصص لها الإمبراطور قاعة في قصره، ثم قام تاكيو بتشغيلها، وعندما دخل الإمبراطور، وسط تحية الجميع، ابتسم وقال: (هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، إنها أصوات محركات يابانية خالصة). يقول تاكيو: " بعد ذلك نمتُ عشر ساعات متواصلة لأول مرة منذ سنوات .. ".
روابط ذات صلة
(ملف الابتعاث للخارج) - دراسات وندوات ومقالات -
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/24.htm
يا (بني علمان) ..... ما قولكم في اليابان؟!
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/9.htm
اقتراحات .. لقضية (التخلف العلمي والتقني) في العالم الإسلامي
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/14.htm
نقل التقنية المتطورة إلى الدول الإسلامية ... (عوائق وحلول)
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/16.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 03:50]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 04:21]ـ
وبارك الله فيك ولك
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 05:03]ـ
أخي سليمان الخراشي .. أراك بالغت وأفرطت في الإيمان ب (نظرية المؤامرة) فيما ذكرته انهم يخفون العلم عن الطلاب لأنهم مسلمون! فأقول وقد سمعت من عدد غير قليل من اصحاب التجربه والخبره: هذا لا يحدث إلا نادراً ولا يسمح به المسؤولون عن الجامعات المرموقه هناك .... وأما عن مسألة التغريب أو التشريق ففي رأيي المتواضع ان الحواجز قد كسرت فالفضائيات والإنترنت والوسائل الحديثة (التي أسأل الله ان يكفي المسلمين شرها) تنقل كل شئ في الغرب أو الشرق فقد يكون الشخص في بلده ووسط بيته يعرف مالدى الآخرين اكثر مما يعرفه الطالب المبتعث! وهذا ظاهر.
وانا اقول هذا الكلام للعلم بالشئ ولأخبركم يا اخي الفاضل عن واقع الحال .. فالحكم على الشئ فرع من تصوره.
لكن نتمنى كما ذكرت يا اخي الكريم أن يسهم الإبتعاث في تطوير مجتمعات المسلمين، والاستفادة مما هو " مفيد " عند الآخرين .. وأن لا يتم إبتعاث إلا اصحاب الكفاءات ومن يرى انهم اهل للإبتعاث سواء لبلاد الغرب أو إلى الشرق (اليابان وكوريا الجنوبيه والصين وسنغافورا وماليزيا وغيرها).
والأفضل من ذلك إن كنتم تتفقون معي أن يتم استقطاب الكفاءات من هناك وبناء جامعات عندنا على مستوى الجامعات التي يتم الإبتعاث إليها ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 05:10]ـ
- الأخ الكريم: إمام الأندلس: وجزاك ربي مثله ..
- الأخ الكريم: علي الغامدي: وفيك بارك ربي ..
- الأخ الكريم: هشيم: بارك الله فيك ..
أما نظرية " المؤامرة "، فأمر واقع، أقر به المجربون، وهذا نموذج لاعتراف أحدهم بالوهم الذي كان يعيشه، وهو ظنه أن لا مؤامرة، ثم اكتشافه للعكس، فأرجو أن تبدأ من حيث انتهى:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/54.htm
وأما إخفاء " بعض " العلوم المتقدمة، فهذه لا أظنها تحتاج إلى تدليل. وأنت ترى ملاحقتهم للدول التي استطاعت الحصول على شيئ منها بطريقة أو أخرى. ومع هذا .. فإليك تعليق أحد المبتعثين على مقالي يقول فيه:
(بما أني أعيش في بلد يأتيه المبتعثين سنويا ً فإني عشته حياة والتقيت بهم واقعا ً فهلّا كان لي نصيب من النقاش؟ .. - إلى أن يقول - كلامك صحيح وقد أصبت كبد الحقيقة .. كيف؟
مثلا ً من يأتي لدراسة أي شيء يتعلق بتجارب أو تركيبات نووية, سواء ً تخصصه فيزيائي أو بطريق آخر يُسمح له بنصف المرحلة ألا وهو النظري وله من المحاظرات ما يشاء ومن الكتب مالله به عليم, ولكن متى ما جائت (كورسات) العملي فإنهم بلا حياء يطردونه لأن يذهب لأخذ محاظرات نظرية أخرى, ومن يدخل المعمل الأمريكي فقط واحيانا الطالب من دولة صديقة متطورة, أما السعودي فهو مستهلك لا يرقى لأن يكون مصنعا ً ولإيمانهم بالنوابغ الذين يأتون من بلادنا, و هذا الشيء تأكدت منه من ثقات حتى غير سعوديين, لا تجارب عملية والمعمل النووية مغلقة عليهم فيأتي الطالب بعد سنوات طوال لا يعرف الا كتبا ً ولا يفقه في المعامل للتجارب (اتحدث عن فيزياء وليس الطب)). انتهى.
وفقكم الله ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 11:11]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان، صدقت وأبررت، وما في كلامك من "نظرية مؤامرة" ولا شيء من ذلك .. بل هو عين ما يجري من أمر تلك البعثات في الجامعات وهو أمر يعرفه كل من له عمل في السلك الأكاديمي في أي مجال من المجالات ..
فقادة الجامعات في تلك البلاد رجال سياسة ويخضعون - راغبين أو مضطرين - لأجندات سياسية تفرضها عليهم الدول، والمؤسسات القائمة بتمويل الخطط البحثية .. والقوم ليسوا سذجا حتى يقدموا لأعدائهم بأيديهم سلاحا يجعلهم في الأرض لهم أندادا فيما تفوقوا هم به عليهم! هذه حقيقة وليست نظرية مؤامرة .. هذا فكر أمم ودول وسياسة غرضها ضمان دوام التفوق والسيادة العلمية والتقنية لتلك المؤسسات ودولها، سياسة منها الظاهر المعلن ومنها الخفي الذي لا يعلمه الا من احتك به واطلع على تطبيق تلك الدول له .. وقديما كنا نقرأ العجب عن الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي وصراعهما على سيادة العالم،
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن وقد سقط العدو الأحمر، نقرأ عن صراع أمريكا مع منافس أحمر آخر من الشرق: الصين، وفي خضم ذلك كله، فنحن نعلم صراعهم الأزلي مع العدو الأخضر! نعلم ما يحوطنا به القوم من حصار كأمة مسلمة معلوم ما فيها من بواعث القوة والسيادة وما يأمرها بها دينها من الظهور على الأرض بالقوة والسنان .. فالأمر ليس في عداد النظريات ولا المؤامرات، الأمر ظاهر لكل من علم من دينه قدرا، وطالع أحوال العالم من حوله!!
وأزيدك يا أخي الكريم يا من تقول أن كلام الشيخ سليمان منبعه "نظرية المؤامرة"، أن الأمر لا يقف عند هذا الحد الذي ذكره فحسب، بل ان تلك الجامعات "المرموقة" في تلك الدول تتحرى كلما أرسلت ببعثات ومنح علمية لجامعات بلادنا أن يكون نصيب الأسد فيها - من حيث عدد المبتعثين - للنساء بالذات دون الرجال!! ومعلوم بين أوساط أعضاء هيئات التدريس في تلك الجامعات المسلمة أن فرص النساء العربيات والمسلمات في الحصول على بعثة الى تلك الدول للدراسات العليا - سيما التي يطول بسببها المقام هناك لخمس سنوات أو أكثر - أكثر بكثير وأيسر بكثير من فرص الباحثين الرجال! تيسر لهن الاجراءات والشروط بصورة مذهلة، وتقبل طلباتهن في تلك الجامعات هناك بلا تردد! لماذا؟ لأن تلك الجامعات تخضع لجملة سياسات منها ما يدافعون عنه جهارا بأنه الحرص على "تنمية المرأة العربية والارتقاء بها علميا وثقافيا"!! فان كنتم تخافون من تغريب الرجل المسلم فما بالكم بأفواج من النساء تخرج من بلاد المسلمين كل سنة لتلك البعثات أكثرهن يسافرن منفردات بلا زواج ولا ذي محرم ولا شيء؟؟؟ هذا يقدمونه لبلادنا صدقة ونفلا؟ يقدمونه الينا حرصا على نسائنا ومجتمعاتنا كما يدعون؟؟
القوم لا يتصدقون علينا بالعلم يا أخي الحبيب .. وهم قطعا لا يريدون لتلك البلاد بالذات أن تنهض لمنافستهم فيما حققوا به لأنفسهم السيادة .. وهذا الكلام ليس "نطرية مؤامرة" بل هو واقع وسياسات تحرك تلك الجامعات والمعاهد بالفعل!! ثم يا أخي الكريم، هذه البلاد بلاد مؤسسات، وقوامها الرأسمالي يجعل البحث العلمي فيها جزءا من متطلبات القوة والتفوق لتلك المؤسسات القائمة بتمويله .. فلا يأتي مشروع بحثي أصلا الى تلك الجامعات هناك الا عن طريق تلك المؤسسات وفقا لخطط التنمية والتطوير في تلك المؤسسات نفسها .. هذا هو مصدر تمويل البحث العلمي في تلك الدول بلا شذوذ عن تلك القاعدة الا فيما يندر .. والدولة لا تتعامل غالبا مع منتوج تلك الأبحاث من خلال الجامعة مباشرة ولكن من خلال الشركات والمؤسسات التي تبيع لها أحدث ما وصلت اليه أبحاثها في الجامعات! والقوم اذا ما قدموا منحا للجامعات العربية أو فتحوا الباب أمام الالتحاق بالبعثات الدراسية فانهم هم الذين يختارون الموضوعات والمجالات التي يريدون من الباحثين العمل فيها .. فاما قبل الباحث واحدا من تلك الموضوعات والا فلا منحة ولا بعثة! فنحن غالبا لا نختار الموضوع الدقيق الذي نريد دراسته هناك، وانما هم الذين يقولون نريد باحثين في مجال كذا وكذا! ولذلك فقلما تجد خطة بحثية يفتحون المجال فيها هناك للمسلمين والعرب من غير أن تكون تلك الخطة جزءا من شيء لن يكتمل نتاجه الأخير لذلك الباحث أبدا! بل سيتم الباحث دراسة الجزء الذي سافر للبحث فيه، وسيحصل على الدرجة العلمية والمراجع التي يريدها، ثم يرجع الى بلاده بتخصص في جزء دقيق من شيء ربما لا يعلم عنه بتمامه الا علما مجملا، ولا مجال لانجاز عمل متكامل يدخل فيه تخصص صاحبنا هذا في بلادنا الا باكتمال سائر الأبحاث المفصلة الأخرى التي تصب في ذلك العمل!
ففي مجالات التسليح والتكنولوجيا والعلوم الطبيعية ما دام العلم نظريا عاما فلا يخيفهم ذلك، وليأخذ الباحث منه ما يشاء .. أما التمكن من أساليب التطبيق وتقنيات التنفيذ والتصنيع عملا بتلك النظريات فهذه قضية ميزانها عند القوم مصلحة مؤسساتهم ودولهم، وليس لمجرد فكرة تمكين دول أخرى من المنافسة فيها مكان في نظرهم!
وأما غير تلك المجالات العلمية التقنبة الدقيقة فحدث ولا حرج .. الاغراق في فلسفات القوم وأوهامهم النظرية جزء من غاية تغريب بلاد الأرض كلها واخضاعها للفكر الغربي، سيما بلادنا المسلمة .. وقد رأيت بنفسي مواضيع رسائل الماجستير والدكتوراة التي يخرج من أجلها الباحثون في مجال اختصاصي في بعثات تكلفهم المال والجهد والعمر، فاذا بها في عمومها موضوعات نظرية فلسفية واهنة هزيلة لا يحتاج الوصول الى مادتها العلمية الى السفر والغربة أبدا، الا في القليل النادر منها، وقد يكون فتنة وضرر بعضها أكبر من نفعه أصلا عند التحقيق! فوا هدراه لتلك الطاقات وتلك الأعمار ووا أسفاه على شباب غرر بهم القوم وداعبوا طموحهم في الحصول على درجة علمية من جامعة كذا في بلد كذا، ثم اذا هم يرجعون بسراب وغثاء لا قيمة له!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:28]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا ... قصة مؤثرة جدا .. ! و لكن؟
أظن أن جزءا كبيرا من النجاح مرده إلى أن تاكيو هذا كان على مذهب عوام اليابان في مسائل الإيمان (عندهم):):):) ..
لأنه لو كان مثل صاحبي الذي درس تخصصا عاليا ... ثم صار يفكر قبل إنهاء دراسته بتأليف كتاب سماه " الأشاعرة في الميزان " ... ثم اكتشف أن صلاح الدين الأيوبي كان أشعريا .. ! فصار لديه نزعة لتأييد أن هذا القائد العظيم كان .....
... تعرفون ماذا؟
كان خائناً!!!!!!
فلو كانت عقلية تاكيو كعقلية صاحبي ........ لكانت اليابان الآن بنغلاديش أخرى!
فيا ليتكم و أمثالكم من الفضلاء تنبهون أمثال صاحبي إلى هذه العقبات الكؤود .. !
تحياتي و مودتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 03:42]ـ
الأخ الكريم: أبا الفداء: بارك الله فيك، وفي إضافاتك القيمة ..
الأخ الكريم: خلوصي: وجزاك ربي خيرًا. ولايلزم من رد بدعة " الأشاعرة " أن يُخون هذا أو ذاك من العلماء أو القادة .. كما لا يلزم - أيضًا - أن يُتابعوا على أخطائهم. فالمؤمن يدور مع الحق. نرد خطأهم ونحفظ مكانتهم. بورك فيك، وثبتني الله وإياك على " السنة " ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 07:54]ـ
فلنرجع يا شيخ خلوصي الى بداية القصة ... (مؤخرا صار عندي ولع تتبع مشاركاتكم ربما لما تحويه من النفع بقدر ما تحويه من المغالطة المقصودة ربما:)) رجل من عوام الناس و من أواخرهم آخذ من الدنيا بالنصيب الأقل ... قال لا اله الا الله ففتح ثلاث بيوت في اقل من 50 عاما و أجرى فيها رزقها و احسن بناءها و وضع اسس كمالها فلما فتحت عليه الدنيا لم يقدر ما تملكته يداه و تهوك لما ليس عنده فتسلسل به الأمر ان سقط شانه و استولى عليه عدوه كلما ازداد تطورا و في العلوم تقنية .. حتى صار كالعبد الكل على مولاه انما توجهه لا ياتي بخير ... أيلام من دعا هذا العامي المسكين الى التهوك و ترك ما بين يديه الى ما عند عدوه ام يلام من حاول دفع هذا الأخير عنه؟؟؟؟
ـ[أبوطلحة]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 03:27]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخنا الفاضل سليمان الخراشي
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 06:38]ـ
الأخ الكريم: أبا الفداء: بارك الله فيك، وفي إضافاتك القيمة ..
الأخ الكريم: خلوصي: وجزاك ربي خيرًا. ولايلزم من رد بدعة " الأشاعرة " أن يُخون هذا أو ذاك من العلماء أو القادة .. كما لا يلزم - أيضًا - أن يُتابعوا على أخطائهم. فالمؤمن يدور مع الحق. نرد خطأهم ونحفظ مكانتهم. بورك فيك، وثبتني الله وإياك على " السنة " ..
يا سيدي الحنون:
كلامكم صحيح في ذاته ... و لكن:
أراك قد ابتعدت عن محل بحثي!؟
كما أنك قد ابتعدت عن أمثال صاحبي؟!
قصدي أن شبابنا مشغولون بمسائل الإيمان " العلمية " عن حال الإيمان ... إلى درجة أنهم قد طاروا في البلاد بغير مربّ يخطط لهم أولويات الأمة بعد أولويات أنفسهم ... فصاحبي الذي فكر بذلك الكتاب كان معه من أمثاله في أصقاع بلاد المسلمين من يفكر تفكيره فإذا بنا بعد سنوات قليلة أمام عشرات الكتب عن " الأشاعرة "؟!!
بينما تاكيو قد صنع عشرات الآلات!!
و إذا بنا أمام فتن لا حصر لها يمكن أن يعود معظمها إلى شيء يبدو صغيرا أو على الأقل ليس مما ينبّه العلماء عليه .... و هو الإخلاص ..... و كذلك لغة الخطاب؟!
فأنا مثلا - العبد المذنب - كثيرا ما أرى فتنا أو مناقشات خاطئة أو مشارب سقيمة أو مسارب غير محققة ..... مما له أكبر الأثر و أخطره في مسيرة الأمة؟! فتعتمل في نفسي مشاعر الغضب و الحنق ... و في رأسي أفكار تآليف للرد .... و في قلبي رغبة التصحيح لما تشكّل بعقلية ظاهرية و غير أصولية بعيداً عن التحقيق العلمي الرصين المتعلق بكليات القواعد الشرعية و علم أصول الفقه ... ؟!!
فمن يمنعني؟؟
لا شيء سوى مرشدي الذي رزق البصيرة الربانية العجيبة حقاً .. ؟!
استمع إليه يا سيدي يقول في رسالة الأخوة:
" ((عليك أن تقول الحق في كل ما تقول، ولكن ليس لك ان تذيع كل الحقائق. وعليك أن تصدق في كل ما تتكلمه، ولكن ليس صواباً ان تقول كل صدق)).
لان من كان على نية غير خالصة ـ مثلك ـ يحتمل ان يثير المقابل بنصائحه فيحصل عكس المراد. "
يا سيدي:
على شدة محبتي للشيخ الجليل البوطي كنت كثيرا ما أرى أنه يخطيء في خطابه و لو كان محقاً فيه علميا؟!
ألقى مرّة خطبة عن الأكراد القوميين فكانت النتيجة أنهم صموا آذانهم بعدها عن الإصغاء إليه مع الشتم و السب و التنفير ... فهل كانت الغيرة كافية؟!!
أرجو التأمل من جديد في مقولة أستاذي فأنا أعتقد تماما أن التزام الدعاة بها وحدها كفيل بحل معظم مشاكل الفرقة المحرمة بين المسلمين.
إنه يخاطبني قائلا:
" لان من كان على نية غير خالصة ـ مثلك ـ يحتمل ان يثير المقابل بنصائحه فيحصل عكس المراد. "
و أنا قد وثقت بإرشاده إذ يقول لي مثلك .... فأقف عند حدي متهما نفسي!!!
و هذه الناحية سأعلق عليها في الموضوع الذي وعدتكم به عن " تحرير موقف الأستاذ الجليل البوطي من السلفية " ... فربما كان أكثر كره البوطي و تصرفاته العدائية غالبا موجهة لبعض السلفيين لا السلفية نفسها فتكون التصنيفات و الألفاظ و التسميات قد حجبتنا عن نصر المؤمن الحقيقي إلى نصر أفراد كأمثال صاحبي لا نعلم مدى إخلاصهم ... منخدعين بظاهر انتماءاتهم؟!
شكرا جزيلا لسعة صدركم شيخنا .. و جعلنا الله جميعا ممن يتواصى بالحق و يتواصى بالصبر.
خادمكم الذي يمسح التراب عن أقدامكم: خلوصي.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 10:50]ـ
الأخ الكريم: ابن الرومية: شكرًا لمرورك ..
الأخ الكريم: أباطلحة: وجزاك ربي خيرًا منه ..
الأخ الكريم: خلوصي: (بودي أن لايُصرف المقال لأمور أخرى بإمكانك أن تفتح لها مقالا خاصًا). ومن فقه الأولويات أن تُوجه النصيحة لمن أشغل الأمة عن الانطلاق إلى درجات الوحدة والقوة والتعاون والرقي، فضلا عن الإيمان الصافي السهل .. ببدعه وكلامياته وانحرافاته، ونصحه أن يعود للجادة، كما تعود الجداول إلى النهر، لا قلب القضية .. وفقك الله لما يُحب ويرضى أنت وشيخك البوطي ..
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 11:19]ـ
لنناقش بوضوح الأهداف من وراء ابتعاث الطلبة السعوديين خاصة، هل هي سليمة، أم سقيمة؟
خصوصا ابتعاث الطالبات عموماً، وابتعاث مابعد الثانوية.
فهل هناك مشروع تغريبي من وراء الابتعاث؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 12:21]ـ
الأخ الكريم: خلوصي: (بودي أن لايُصرف المقال لأمور أخرى بإمكانك أن تفتح لها مقالا خاصًا). ومن فقه الأولويات أن تُوجه النصيحة لمن أشغل الأمة عن الانطلاق إلى درجات الوحدة والقوة والتعاون والرقي، فضلا عن الإيمان الصافي السهل .. ببدعه وكلامياته وانحرافاته، ونصحه أن يعود للجادة، كما تعود الجداول إلى النهر، لا قلب القضية .. وفقك الله لما يُحب ويرضى أنت وشيخك البوطي ..
أنا و الحمد لله ... و لا فخر .. لم يكن شيخي الحقيقي عمري كلّه إلا الحق فلذا لم أزل باحثاً منقّبا ... و حتى تطمئنّ يا شيخنا فوالدي يلقبونه بالوهّابي؟! ...
و قد كنت دوماً لا أحب منهج المتكلمين و لا أحضر دروس كبرى اليقينيات الكونية للأستاذ الجليل البوطي ...
و لعلمكم حتى هو كان ينصح العوام من أمثالي و أي شخص اطمأنت نفسه بالإيمان الفطري أن لا يحضر تلك الدروس!!!؟
ثم أهكذا أيها الشيخ الجميل تختم ردك بتلك الجملة (أنت وشيخك البوطي) .. ؟
تلك التركيبة التي تشعرني بواسطتها أن ما في نفسك - و لو الطاهرة - من مشاعر غاضبة تجاه البوطي قد أصابني من رشقها شيء غير قليل؟! ... هذا و أنا الذي ابتدأت ردي بقولي: يا سيدي الحنون.
:):):)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 12:34]ـ
- الأخ الكريم: مؤيد الحق: (الأهداف من وراء ابتعاث الطلبة .. ) علمها عند ربي. وليس لنا إلا ظاهر التصريحات.
- الأخ الكريم: خلوصي: قبلها: (وفقك الله لما يُحب ويرضى ... )! فلماذا أسقطتها من " التركيبة "؟ - عفى الله عنك -. عاملنا بلطفك وشعورك الإيجابي ..
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 01:18]ـ
- الأخ الكريم: مؤيد الحق: (الأهداف من وراء ابتعاث الطلبة .. ) علمها عند ربي. وليس لنا إلا ظاهر التصريحات.
ولنناقش ظاهر التصريحات، فهل مدلولها سليم أم سقيم؟
وكنتُ أتوقعك تفهمها على (الطاير) كمايقال، لكن لابد من الشرح؛ حتى يتضح المطلوب من سؤالي أكثر.
زادك الله فهماً وذكاءً.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 02:30]ـ
الأخ الكريم: مؤيد الحق: ائتني بتصريحاتهم؛ لنتناقش حولها - إن رغبتَ - حتى يكون المقصد واضحًا. وفقك الله ..
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 02:33]ـ
الأخ الكريم: مؤيد الحق: ائتني بتصريحاتهم؛ لنتناقش حولها - إن رغبتَ - حتى يكون المقصد واضحًا. وفقك الله ..
لا بأس
سآتيك بالتصريحات ليستفيد القراء، لكن هل توافقني على صحة سؤالي من البداية؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 06:25]ـ
اخي الحبيب سليمان الخراشي
يامشعلا ضاء الضلام بصدقه
............................ أب ليت فيهم للالاه بنافله
ان هم اتوك بمنطق الجمتهم
.......................... او ان أصابوا فالاصابة غافله
الحلم والقول السديد ينالهم
........................... واس تصوبوا زورا لما في ظاهره
وأرجو المعذره بارك الله فيك وسددك واعانك فمقامك وقدرك اكثر واكبر مما ذكرت
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 11:11]ـ
غفر الله لك ياشيخ سليمان .. وجزاك الله خيرا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 04:59]ـ
- الأخ الكريم: علي الغامدي: وبارك ربي فيك، وأشكر حسن ظنك ..
والأبيات " أجيرها " إلى من هو أولى بها؛ من علمائنا الكرام، مع علمي أنهم لا يُحبذون " المديح " - لدلائل شرعية -، وهذا أحد أسرار تميزهم عن غيرهم، (قارن بموقف الشيخ ابن باز رحمه الله من مدح الشيخ الهلالي رحمه الله له - وقارن بموقف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لما أراد الخروج من المحاضره عندما مدحه المقدم!) .. وفقني الله وإياك والإخوة إلى السير على خطاهم ..
- الأخ الكريم: أبامصعب: وجزاك ربي خيرًا منه ..
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 07:33]ـ
اعتذر منك شيخنا بارك الله فيك
الابيات خرجت غصبا وانا على المتصفح هنا كتبتها وغادرت
والله ان رؤية ماتكتب صدا للباطل وماينوونه تستثير العواطف مال القوم ولماذا اضاعوا الحق وهو ابلج وكيف يغفلون عن دينهم
ومستقبل اجيال من ابناء الاسلام وان كنت اؤمن بأن العوائق كثيره في سبيلنا لبلوغ المؤمل ولكن الانهزام الذي يثبتونا فيه لايمكن قبوله وعندما يكون اعلان عدم القبول صعب ويرعاه غرباء فان اسم الشيخ سليمان الخراشي يتجلى علما لنا (آخر مره)
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 09:26]ـ
- الأخ الكريم: علي الغامدي: وبارك ربي فيك، وأشكر حسن ظنك ..
والأبيات " أجيرها " إلى من هو أولى بها؛ من علمائنا الكرام، مع علمي أنهم لا يُحبذون " المديح " - لدلائل شرعية -، وهذا أحد أسرار تميزهم عن غيرهم، (قارن بموقف الشيخ ابن باز رحمه الله من مدح الشيخ الهلالي رحمه الله له - وقارن بموقف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لما أراد الخروج من المحاضره عندما مدحه المقدم!) .. وفقني الله وإياك والإخوة إلى السير على خطاهم ..
- الأخ الكريم: أبامصعب: وجزاك ربي خيرًا منه ..
لا حول ولاقوة إلا بالله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 03:24]ـ
الأخ الكريم: علي الغامدي: رفع الله قدرك، وزادك تقىً وعلمًا وتسديدًا ..
الأخ الكريم: مؤيد الحق: لم أفهم سبب الحوقلة. وفقك الله .. وأخلص نيتي ونيتك ..(/)
mbc: وجه للإفساد والتغريب
ـ[الغزال]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 10:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنقل لكم هذا المقال من مفكرة الإسلام وهو للدكتور محمد بن موسى الشريف لما رأيت من أهميته. يقول:
من المعروف عند عامة العقلاء أن الإعلام المرئي هو أقوى وسائل الإعلام، وأن أثره في الأجيال قوي سواء أكان في الجانب الإيجابي أم الجانب السلبي، وقد تضاعف هذا الأثر أضعافاً مضاعفة بعد انتشار القنوات الفضائية، وأصبحت تغزو عقول الناس وقلوبهم طوال ساعات الليل والنهار، فإذا قيل إن هذه القنوات أصحبت تشكل العقول، وتغرس القناعات في الأجيال، لو قيل هذا لما كان بعيداً، وهذا كله يدعو العقلاء إلى التفكير ملياً في هذه القنوات وكيفية الاستفادة منها بما يعود على الأجيال بالخير والنفع.
والمشاهد للقنوات الفضائية يرى أن أكثرها مؤثر تأثيراً سلبياً بل سلبياً جداً في عقول ونفوس أكثر المشاهدين، وأن القليل من هذه القنوات هو الذي ينشر الفضيلة ويغرس القيم على عوج في بعض هذا القليل، مما هو معلوم.
وفي هذه المقالة سأذكر قناة من أكثر هذه القنوات سوءاً، وأفتكها في الناس وأشدها تأثيراً ألا وهي قناة ام بي سي، وذلك لقدمها فهي أول قناة فضائية عربية فيما أعلم، ولأن أكثر برامجها لا يراعي قواعد الشرع ولا أعراف المجتمع في شيء، وأنا أعجب من أن مؤسسها وداعمها من البلاد المقدسة القائمة على الحرمين، التي ينبغي أن يكون كل ما يخرج عنها من مشاريع وأعمال متفقاً مع الشرع المطهر، وأن يكون مواطنو تلك البلاد عند حسن ظن المسلمين بهم، لكن للأسف الشديد فإن هؤلاء الذين أنشؤوا هذه القناة لا يبدو أنهم يستحضرون هذه المعاني أو يأبهون لها؛ فإن هذه القناة قد وصلت إلى درجة من الفساد والإفساد مما يخشى معه نزول غضب الله تعالى ونقمته على هؤلاء القائمين عليها ومن يساندهم ومن يدعمهم.
وهناك دراسة علمية وقعت في يدي قام صاحبها باستقراء حال هذه القناة وما تفرع عنها من قنوات، وخرج بنتائج لا أرى أني في حل من عدم ذكرها أو التنبيه لخطرها، ومن شاء العودة إلى تفصيل هذه الدراسة فلينظرها في شبكة المعلومات باسم عبدالكريم آل عبدالمنعم عن طريق محرك البحث جوجل. هذه القناة فَرّخت 4 قنوات هي ام بي سي 1، 2، 3، 4، ولها إذاعتان مشهورتان، ثم إنهم أطلقوا قناة ام بي سي أكشن مختصة بالأفلام الأجنبية، أما ام بي سي 1 فهي مختصة بالبرامج العربية وهي سيئة بل بالغة السوء، لكن الدراسة لم تشملها لذلك لم أذكرها هاهنا، وهي حقيقة بدراسة مستقلة، وأما ام بي سي 3 فهي مختصة ببرامج الأطفال والله أعلم بتأثيرها السيء، وهي حقيقة بدراسة مستقلة أيضاً.
وصاحب الدراسة أجرى دراسته على ثلاث قنوات: ام بي سي أكشن وكثير من أفلامها مترجم إلى العربية، وهذا مكمن الخطورة، و ام بي سي 2، وام بي سي 4 وذلك عن طريق تسجيل ثمان ساعات عشوائية متواصلة لكل قناة فقط فلم يزد على ذلك: وإليكم ما خرج به من دراسة: أما ام بي سي 2 ففيها من الاحصاءات المخجلة ما يلي: 82 مرة وردت الممثلات بلباس فاضح، و6مرات أوضاع وأصوات جنسية، وورد الخمر فيها 16 مرة، والمراقص 47 مرة، والقبل الساخنة والأحضان 26 مرة، والعنف والقتل 14 مرة، ومشاهد الرعب 21 مرة، ورؤي الصليب 7 مرات، وعلم أمريكا 16 مرة، وكلمة أمريكا أو أحد مدنها وردت 13 مرة، وكلمة مؤسسة أمنية أمريكية وردة 12 مرة. أما ام بي سي 4 فقد وردت فيها تلك المشاهد والأقوال حسب ترتيب ذكرها آنفاً كالتالي: 124، 4، 41، 29، 30، 2، 4، 8، 25، 37، 4 وأما ام بي سي أكشن فقد وردت فيها تلك المشاهد والأحوال كالتالي: 34، 3، 8، صفر، 20، 82، 27، 1، 11، 19، 2
ولنتذكر أيها القراء الكرام أن تلك هي نتائج الساعات الثمان العشوائية التي خرج بها الدارس، فكيف لو طالت دراسته لتلك القنوات فبماذا يستخرج منها بالله عليكم؟! ثم خرج الدارس باستنتاجات أوردها بإيجاز:
1.الفساد العقدي منتشر في تلك القنوات، وأورد على ذلك مما رصده وشاهده أن تقديس الصليب واللجوء إليه في الأوقات الصعبة هو الذي يفعله الجندي فينجو من موت محقق، وكثرة ظهور الكنائس والمقابر التي ينتشر فيها الصليب، والصلوات النصرانية ظاهرة، وفي بعض الأفلام التي عرضت إنكار للخالق، وتعظيم للأصنام، ونشر للسحر والشعوذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2.نشر الثقافة الأمريكية، وقد عبر الدراس عن ذلك بأمركة المجتمع، وظهر ذلك من خلال التعظيم المبالغ فيه للجندي الأمريكي وقدراته، وتكرار ذكر أمريكا ومدنها، والإكثار من ذكر المؤسسات الأمنية الأمريكية، وتحبيب طرائق العيش الأمريكية للشباب.
3.نشر الفاحشة والشهوات: ففي بعض الأفلام "وقد سمى الباحث هذه الأفلام" حث على الزنا الصريح وحث المرأة على معاشرة غير زوجها، وإظهار الشباب وهم يتسابقون لهذه العلاقات المحرمة، والبذاءة الشديدة في لسان كثير من الممثلين. وذكر الباحث كيف تثير بعض الإعلانات الغرائز والشهوات الحرام.
4.الإخلال بأمن المجتمعات: حيث يكثر في هذه القنوات مواجهة الشباب لرجال الشرطة، وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين. وهذه خلاصة الدراسة التي أوردنا موجزاً لها على مسؤولية الباحث، وقد حدثني مدير إحدى القنوات بمرارة شديدة عن بعض قنوات ام بي سي وخطورتها الشديدة على العقائد والأخلاق.
وبعد: فماذا يريد القائمون على قنوات ام بي سي؟ هل يريدون إفساد المجتمع المسلم؟ ما هي أهدافهم من نشر هذه الخبائث في المجتمع المسلم؟ ثم ليخبرونا بصدق: هل هم في أعمالهم هذه منطلقون من حس إسلامي أو وطني، أو هم منفذون لما يريده غيرهم من أعداء الإسلام منهم وما يملونه عليهم؟! ثم ألا من وقفة صادقة لمراجعة النفس في ضوء قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}.
وفي ضوء قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} أم أن قلوبهم قد تحجرت وصارت كما قال الله تعالى: {على قلوب أقفالها}. أم أنه {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً} أم أنهم {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} أم أنهم {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} ويلكم اتقوا عاقبة ما تصنعون قبل أن يحل عليكم غضب المنتقم الجبار.
ويلكم ألا تخافون من عواقب إضلالكم لملايين بل عشرات الملايين من المسلمين منذ أن زكمت أنوفنا بروائح قنواتكم الخبيثة؟! ـ وأنا أدعو عموم المسلمين إلى نشر هذا المقال وإيصاله إلى المسؤولين عن القناة بكل الوسائل الذين إن لم يرتدعوا ويستجيبوا ويرعووا عن غيهم وضلالهم وإضلالهم، وإن لم يتركوا نشر الفواحش وبث الشهوات الحرام، فأنا أدعو المسلمين إلى مداومة الدعاء عليهم في الأسحار، وفي الأوقات الفاضلة آناء الليل وأطراف النهار , وفي سفرهم وفي مرضهم وفي أوقات إفطارهم حتى يذهب هذا الخبث ويزول هذا الرجس عن المجتمع المسلم وتنزل قارعة بمن بثه فيهم، والله المستعان، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكتبه محمد بن موسى الشريف عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز والداعية الإسلامي المعروف
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:25]ـ
وفق الله الدكتور الفاضل الفهامة / محمد موسى الشريف
ونفع الله به وبالناقل
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:01]ـ
للتذكير
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:17]ـ
و لاننسى بعض القنوات الاسلامية أو بالأصح التي تزعم بأنها اسلامية التي أصبحت تروج للأفكار التغريبية من الديمقراطية و الاختلاط و وجود المعازف و تلميع الرافضة و ترويج الثقافة الأمريكية في اللباس و السمت و اظهار النساء المتبرجات في التقارير الاخبارية.
فنستطيع أن نقول أنها قنوات اسلامية عصرية مشبعة بالطريقة الغربية في السلوك فهي قنطرة للتغريب و الله المستعان.(/)
سؤال عن تقسيم التوحيد وعن مذهب محمد بن الأمير الصنعاني؟
ـ[أم الفضل]ــــــــ[07 - Sep-2008, صباحاً 10:04]ـ
هل ثبت تقسيم التوحيد عن المقريزي وأين أجده؟ وهل ثبت هذا عن أحد بعد ابن تيمية؟
إلى أي مذهب فقهي ينتمي محمد بن الأمير الصنعاني؟ جزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 05:55]ـ
الحمدلله و بعد
للعلامة المقريزي رحمه الله كتاب جليل في التوحيد اسمه: تجريد التوحيد ذكر فيه أقسام التوحيد فليُراجع
أما من قسّم التوحيد بعد شيخ الإسلام فكثير من أهل التحقيق و غيرهم - كابن القيم و ابن كثير و الملا علي قاري و السفاريني و الصنعاني و الشوكاني والزبيدي ... في آخرين - و من يفقه الكتاب و السنة يعرف ان هذا مقتضى ذلك
و الإمام الصنعاني رحمه الله نشأ على مذهب الزيدية ثم نبذ التقليد و صار يفتي بالدليل و على مقتضى الكتاب و السنة فهجره أهل التعصب من الزيدية و آذوه و هو صابر لا يداهن الى ان توفى رحمه الله
ـ[أم الفضل]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 10:30]ـ
جزاك الله خيرا على الإجابة
ولكن في أي كتاب ذكرها كل من (ابن كثير والشوكاني والسفاريني) لأني أريدها عاجلا وفقك الله وبارك فيك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 06:57]ـ
و جزاكِ خيرا
أما الإمام الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله - ت 774 هـ - فقد قرر تقسيم التوحيد الى ربوبية و ألوهية في غير ما موضع من تفسيره.
فمن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - قوله في تفسير قول الله تعالى:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
((يقول تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو؛ لأن المشركين -الذين يعبدون معه غيره -معترفون أنه المستقل بخلق السموات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم .. ، فذكر أنه المستبدُّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".))
وقال في تفسير قوله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}:
((هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.)) إلخ
وقال في موضع آخر: ((يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الإلهية)).
و قال أيضا في تفسيره: ((يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له؛ ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره، المعترفين له بالربوبية، وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية، فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا، ولا يملكون شيئًا، ولا يستبدّون بشيء، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3])) اهـ
و أما الإمام السفاريني رحمه الله - ت 1188 هـ - فقد قرر ذلك في كتابه لوامع الانوار البهية فقال رحمه الله:
(فصل في بحث صفات مولانا عز وجل
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أن التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الصفات، فتوحيد الربوبية أن لا خالق ولا رازق، ولا محيي ولا مميت، ولا موجد ولا معدم إلا الله تعالى، وتوحيد الإلهية إفراده - تعالى - بالعبادة، والتأله له، والخضوع والذل، والحب والافتقار، والتوجه إليه - تعالى، وتوحيد الصفات أن يوصف الله - تعالى - بما وصف به نفسه، وبما وصفه به نبيه - صلى الله عليه وسلم - نفيا وإثباتا، فيثبت له ما أثبته لنفسه، وينفى عنه ما نفاه عن نفسه. وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأثبتها إثبات ما أثبته من الصفات، من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه، مع ما أثبته من الصفات من غير إلحاد في الأسماء ولا في الآيات، فإنه - تعالى - ذم الملحدين في أسمائه وآياته، فقال: (سورة الأعراف الآية 180 وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وقال - تعالى: (سورة فصلت الآية 40 إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، فطريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات بها، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، كما قال - تعالى: (سورة الشورى الآية 11 لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، والله - سبحانه وتعالى - بعث رسله بإثبات مفصل ونفي مجمل، فأثبتوا له الصفات على وجه التفصيل، ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتعطيل. فالإثبات المفصل من أسمائه وصفاته ما أنزله في محكم آياته، كقوله - تعالى: (سورة البقرة الآية 255 اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) الآية، وقوله: (سورة الإخلاص الآية 1 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) السورة، (سورة التحريم الآية 2 وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)، (سورة الروم الآية 54 وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، (سورة الشورى الآية 11 وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، (سورة إبراهيم الآية 4 وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، (سورة يونس الآية 107 وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، (سورة البقرة الآية 29 وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، (سورة الحديد الآية 4 الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، وقوله: (سورة المائدة الآية 119 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)، (سورة محمد الآية 28 اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)، (سورة النساء الآية 93 وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ)، (سورة النساء الآية 164 وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، (سورة مريم الآية 52 وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا)، (سورة القصص الآية 62 وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ)، (سورة يس الآية 82 إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، (سورة الأعراف الآية 156 وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ). . . إلى أمثال هذه الآيات والأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أسماء الرب - سبحانه وتعالى - وصفاته، فإن في ذلك من إثبات ذاته وصفاته على وجه التفصيل، وإثبات وحدانيته بنفي التمثيل، ما هدى الله به عباده إلى سواء السبيل. فهذه طريقة الرسل - صلوات الله عليهم أجمعين، بخلاف من حاد وزاغ عن سبيلهم من الكفار والمشركين، ومن ضاهى هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة، والقرامطة والجهمية، والباطنية والملحدين، فهم على الضد من ذلك، فيصفون الله - سبحانه - بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون له إلا وجودا مطلقا، لا حقيقة له عند التأمل، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان لا في الأعيان، فقولهم يستلزم التعطيل والتمثيل، فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات، ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات المقدسة، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.) اهـ
و الإمام الشوكاني قرر التقسيم في تفسيره فتح القدير فمن ذلك قوله في تفسير سورة الناس:
{إله الناس} هو أيضاً عطف بيان كالذي قبله لبيان أن ربوبيته وملكه قد انضمّ إليهما المعبودية المؤسسة على الألوهية المقتضية للقدرة التامة على التصرف الكلي بالاتحاد والإعدام) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 10:09]ـ
جزاك الله خيرا ورزقك العلم النافع.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 10:16]ـ
والآخران أين توجد نصوصهما: الملا القاري والزبيدي؟؟؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 04:33]ـ
جزاك الله خيرا ورزقك العلم النافع.
و إياكم
والآخران أين توجد نصوصهما: الملا القاري والزبيدي؟؟؟؟
الملا علي قاري رحمه الله - ت 1014 هـ -: تجد كلامه في شرحه على الفقه الأكبر المسمى بالروض الأزهر
أما الزبيدي رحمه الله - ت 1205 هـ - فقد نص على ذلك في تاج العروس فقال:
(. تَكميل: التَّوْحِيدُ تَوْحِيدَانِ. تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة وتَوْحِيدُ الأِلهيَّة. فصاحِبُ تَوْحِيد الرَّبَّانِيَّةِ يَشْهَد قَيُّومِيَّةَ الرَّبِ فَوْقَ عَرْشِه يُدَبِّرُ أَمْرَ عِبَادِه وَحْدَه فلا خالِقَ ولا رَازِقَ ولا مُعْطِيَ ولا مَانِعَ ولا مُحْيِىَ ولا مُمِيتَ ولا مُدَبِّرَ لأَمْرِ المَمْلَكَةِ ظَاهِراً وباطِناً غيرُه فما شاءَ كانَ وما لم يَشَأْ لم يَكُنْ ولا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إِلاَّ بإِذْنِه ولا يَجُوز حادِثٌ إِلاَّ بِمَشِيئَتِه ولا تَسْقُط وَرَقَةٌ إِلاَّ بِعِلْمِه ولا يَعْزُب عنه مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في السَّموات ولا في الأَرْضِ ولا أَصْغَرُ مِن ذلك ولا أَكْبَرُ إِلاَّ وقد أَحْصَاها عِلْمُه وأَحاطتْ بها قُدْرَتُه ونَفَذَتْ فيها مَشِئَتُه واقْتَضَتْهَا حِكْمَتُه. وأَمّا تَوْحِيدُ الإِلهِيَّة فهو أَن يُجْمِعَ هِمَّتَه وقَلْبَه وعَزْمَه وإِرادَتَه وحَرَكاتِه على أَداءِ حَقِّه والقيامِ بِعُبُودِيَّتِهِ.) اهـ(/)
عقيدة البخاري في المهدي
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 12:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هل للإمام البخاري رحمه الله والأئمة الأربعة من قبله كلام في المهدي الرجل الذي يخرج في آخر الزمان؟ أفيدوني يرحمكم الله.
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أريد شرح الأشموني على الألفية بحاشية الصبان، بارك الله فيمن أبلغنيه(/)
عقيدة داود الظاهري
ـ[العرب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 01:31]ـ
داود الظاهري يشترك مع ابن حزم في المدرسة بل يعد داود مؤسس مدرسة ابن حزم وعقيدة ابن حزم معروفة وتكلم حولها الكثير وذلك لوفرة كتبه التي يمكن استخراج مواد العقيدة منها لكن ماذ عن عقيدة داود؟ هل ابن حزم أخذ الاعتقاد عن داود أم من رايه المجرد؟
وهل هناك من تكلم على عقيدة داود وبحثها؟
ـ[العرب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 01:33]ـ
الظاهرية أفكارهم ورجالهم
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: أحداث الجزائر
السؤال: ما هي الظاهرية هل هي فرقة من الفرق الظاهرة مثل المرجئة والخوارج، ثم ما هي أفكارهم الرئيسية، ومن هم المنظرين لهم؟
الجواب: الظاهرية مذهب فقهي، وليست فرقة عقائدية، لكنها تعد من البدع من جهة إنكارهم لكون الشريعة معللة -أي أنهم ينكرون الحكم الشرعية- وبناءً على ذلك ينكرون القياس، وحتى لا نعبر بالتعبير الأصولي، فمن القياس ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، ومنه الصحيح ومنه الفاسد.
فهم ينكرون أن الشريعة معللة أي أن لها أحكاماً ومصالح معروفة، فمثلاً القتل يقول الله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32] فهذه معللة، وأكثر الأحكام معللة، وقال تعالى أيضاً: كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) [الحشر:7].
أليست هذه معللة؟! إذاً فإن كثيراً من الأحكام المالية والحدود معللة؛ حتى العبادات معللة وإن كانت الحكمة خفية، كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] فالعلة هنا هي علة التقوى وهكذا.
فهم لما أنكروا ذلك أتوا بما يخالف العقل، وتعرفون رأيهم الذي يضرب به المثل -دائماً- أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه} فقالت الظاهرية: إن النهي هنا عن البول في الماء، أما لو بال في قارورة، ثم صبها في الماء، فإنه يجوز ذلك، وهنا وقعوا في الخطأ، وذلك لما نفوا الحكمة، مع أن العلة واحدة وواضحة وهي تنجيس الماء وهكذا.
ولذلك فقد أثر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: 'إن هذه من إحدى البدع' وإمامهم القديم داود بن علي الظاهري ثم تزعمهم وأظهر شأنهم وأمرهم الفقيه المجتهد البارع أبو محمد بن حزم، فقد ملأ علمه الآفاق، وضرب في كل علم بسهم: في اللغة، والبلاغة، والبيان، وفي الفرق، فهو رجل عالم، لكنه كان سليط اللسان.
ثم أضاف إلى ذلك أمراً آخر رغم أنه ظاهري في الفقه ترك ظاهريته وأعمل عقله في العقيدة فأتى بالعجائب التي لا يتسع المقام لذكرها، ففي بعض الأمور يوافق الجهمية، وفي بعضها وصل به الحال أنه كاد أن يوافق الباطنية والقرامطة وفي بعض الأمور وافق أهل السنة،كل ذلك كان باجتهاده الخاص وترك ما أجمع عليه السلف في موضوع الأسماء والصفات وغيرها، وإن كان له ردود قيمة وعظيمة على اليهود والنصارى وعلى الصوفية والخوارج والشيعة، فنسأل الله أن يغفر لنا وله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 02:28]ـ
هناك كلام واسع في موضوع قديم عن عقيدة داود الظاهري في ملتقى أهل الحديث، لا أجد رابطه الآن.
/// وعلى كلٍّ ستجده في أرشيف الملتقى بالمكتبة الشاملة.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 09:04]ـ
السلام عليكم ... أخي الكريم " العرب" ...
في كلامك ما يشعر بأنك غير مطلع على مذهب أهل الظاهر ...
أخي الكريم: الظاهرية يحرمون التقليد جملة وتفصيلا فكيف تتساءل عن إمكانية اقتباس الإمام ابن حزم لمسائله العقدية من كتب الإمام المجتهد داود بن علي!!!
أما الإمام ابن حزم فقد خالف الإمام داود في عشرات المسائل بل إن الإمام ابن حزم صاحب مدرسة مستقلة عن مدرسة الإمام داود وإن كانا متفقين حول القياس الخفي والإستحسان والأخذ بظاهر اللفظ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما يتعلق بصلب سؤالكم - حفظك الله- فالذي أعرفه أن الإمام داود من أهل السنة وقد استفاضت الأخبار في مدحه ومدح علمه ومدح طريقته المبنية على اتباع الحديث دون الآراء ... لكنه كان من اللفضيةفي مسألة القرآن شأنه في ذلك شأن العديد من جهابذة أهل الحديث وقد انتقده الإمام أبو الحسن الكرجي القصاب الظاهري في أكثر من مسألة بالتصريح حينا وبالتعريض حينا آخر ...
ملحوظة: أنا لم أسمع أن أحدا من أهل الأثر بدع الظاهرية بل أثنوا عليهم الثناء العطر ... ولا داعي للسرد.
والله أعلم ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 12:37]ـ
المآخذ التي أخذت على الإمام داود بن علي الظاهري ـ رحمه الله تعالى ـ:
1ـ قوله: القرآن مُحْدَث.
قال شيخنا أبوعبدالرحمن الحنوط: اترك الدفاع عن الإمام دواد بن علي الأصبهاني البغدادي الظاهري ـ رحمه الله تعالى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية فقد قال في " مجموع الفتاوى " (5/ 532):
" وهل يسمى مُحْدَثاً؟ على قولين لهم. ومن كان من عادته أنه لا يطلق لفظ المُحْدَث إلا على المخلوق المنفصل ـ كما كان هذا الاصطلاح هو المشهور عند المتناظرين الذين تناظروا في القرآن في محنة الإمام أحمد رحمه الله، وكانوا لا يعرفون للمُحْدَثِ معنى إلا المخلوق المنفصل ـ فعلى هذا الاصطلاح لا يجوز عند أهل السنة أن يقال القرآن مُحْدَث، بل من قال إنه مُحْدَث فقد قال إنه مخلوق.
ولهذا أنكر الإمام أحمد هذا الاطلاق على داود لما كُتِبَ إليه أنه تكلّم بذلك؛ فظن الذين يتكلمون بهذا الاصطلاح أنه أراد هذا فأنكره أئمة السنة. وداود نفسه لم يكن هذا قصده، بل هو وأئمة أصحابه متفقون على أن كلام الله غير مخلوق، وإنما كان مقصوده أنه قائم بنفسه؛ وهو قول غير واحد من أئمة السلف، وهو قول البخاري وغيره.
والنزاع في ذلك بين أهل السنة لفظي؛ فإنهم متفقون على أنه ليس بمخلوق منفصل، ومتفقون على أن كلام الله قائم بذاته، وكان أئمة السنة: كأحمد وأمثاله، والبخاري وأمثاله، وداود وأمثاله، وابن المبارك وأمثاله، وابن خزيمة، وعثمان بن سعيد الدارمي، وابن أبي شيبة وغيرهم؛ متفقين على أن الله يتكلم بمشيئته وقدرته؛ ولم يقل أحد منهم أن القرآن قديم؛ وأول من شهر عنه أنه قال ذلك هو ابن كلاب ".
وقال شيخ الإسلام في موضع آخر من " مجموع الفتاوى " (6/ 160ـ 161):
وأما قول القاضي ـ أبو يعلى ـ إن هذا قول بحدوثه، فيجيبون عنه بجوابين:
(أحدهما): ألا يسمى مُحْدَثاً وإنما يسمى حَدِيثاً؛ إذ المُحْدَث هو المخلوق المنفصل، وأما الحَدِيث فقد سماه الله حَدِيثاً، وهذا قول الكرامية، وأكثر أهل الحديث، والحنبلية.
(والثاني): أنه يسمى مُحْدَثاً، كما في قوله: (مِْن ذِكْرٍ مِْن رَّبهِم مُحْدَثٍ) وليس بمخلوق. وهذا قول كثير من الفقهاء، وأهل الحديث والكلام، كدواد بن علي ـ صاحب المذهب ـ لكن المنقول عن أحمد إنكار ذلك وقد يحتج به لأحد قولي أصحابنا.
والاطلاقات قد توهم خلاف المقصود، فيقال: إن أردت بقولك مُحْدَث أنه مخلوق منفصل عن الله ـ كما يقوله الجهمية، والمعتزلة، والنجارية ـ فهذا باطل لا نقوله؛ وإن أردت بقولك: أنه كلام تكلم الله به بمشيئته، بعد أن تكلم به بعينه ـ وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك، مع أنه لم يزل متكلماً إذا شاء فإنا نقول بذلك. وهو الذي دل عليه الكتاب والسنة، وهو قول السلف، وأهل الحديث؛ وإنما ابتدع القول الآخر الكُلابية، والأشعرية؛ ولكن أهل هذا القول لهم قولان:
(أحدهما): أنه تكلم بعد أن لم يكن متكلماً؛ وإن كان قادراً على الكلام، كما أنه خلق السموات والأرض، بعد إن لم يكن خلقهما، وإن كان قادراً على الخلق. وهذا قول الكرامية وغيرهم ممن يقول إنه تحله الحوادث، بعد إن لم تكن تحله، وقول من قال: إنه مُحْدَث يحتمل هذا القول، وإنكار أحمد يتوحه إليه.
(والثاني): إنه لم يزل متكلماً يتكلم إذا شاء، وهذا هو الذي يقوله من يقوله من أهل الحديث ".
وقال أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية في مكان آخر من " مجموع الفتاوى " (12/ 177):
(يُتْبَعُ)
(/)
" وأما قوله: وقوم ذهبوا إلى أنه حادث بالصوت والحرف ـ وهو الجهمية ـ فهو كلام من لا يعرف مقالات الناس. فإن الجهمية يقولون: إن الله لا يتكلم، وليس له كلام، وإنما خلق شيئاً فعبر عنه، ومنهم قال: إنه يتكلم بكلام يخلقه في غيره، وهو قول المعتزلة.
وأما الكرامية فتقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وهو متكلم به بحرف وصوت. ويقولون مع ذلك: إنه حادث قائم به وهم ليسوا من الجهمية؛ بل يردون عليهم أعظم الرد، وهم أعظم مباينة لهم من الأشعرية. ويقولون مع ذلك: إن القرآن حادث في ذات الله.
ثم من هؤلاء من يقول: إن كلام الله كله حادث ومنهم من لا يقول ذلك، وهذا القول معروف عن أبي معاذ التومني، وزهير البابي، وداود بن علي الأصبهاني، بل والبخاري صاحب الصحيح وغيره، وطوائف كثيرة يذكر عنهم هذا، فليس كل من قال: إنه حادث كان من الجهمية، ولا يقول أنه مخلوق ".
وقال ـ أيضاً ـ في " الفتاوى الكبرى " (5/ 84):
" وذكر أن محمد بن شجاع إمام الوقف هو وأصحابه الذين لا يقولون القرآن مخلوق ولا غير مخلوق يطلقون عليه أنه محدث، بمعنى أنه أحدثه في غيره، وهو معنى قول من قال إنه مخلوق ليس بينهما فرق إلا في اللفظ، وقد سلك هذا المسلك طوائف من أهل البدع من الرافضة وغيرهم، يقولون هو مُحْدَثٌ مجعول ولا يقولون هو مخلوق، ويزعمون أن لفظ الخلق يحتمل المفتري، وهم في المعنى موافقون لأصحاب المخلوق.
وقد وافقهم على الترادف طوائف الكلابية والأشعرية وطوائف من أهل الفقه والحديث والتصوف، يقولون المُحْدَث هو المخلوق في غيره لا يسمون مُحْدَثاً إلا ما كان كذلك، فهؤلاء كلهم يقولون من قال إنه مُحْدَثٌ كان معنى قوله إنه مخلوق ولزمه القول بأنه مخلوق فهو أحد الوجهين للإنكار على داود الأصبهاني وغيره ممن قال إنه مُحْدَثٌ وأطلق القول بذلك وإن كان داود وأبو معاذ وغيرهما لم يريدوا بقولهم إنه مُحْدَثٌ أنه بائن عن الله كما يريد الذين يقولون إنه مخلوق، بل ذهب داود وغيره، ممن قال إنه مُحْدَثٌ وليس بمخلوق من أهل الإثبات أنه هو الذي تكلم به، وأنه قائم بذاته ليس بمخلوق منفصل عنه. ولعل هذا كان مستند داود في قوله لعبدالله أحب أن تعذرني عنده، وتقول له ليس هذا مقالتي أو ليس كما قيل لك، فإنه قد يكون قصد بذلك أني لا أقول إنه مُحْدَثٌ بالمعنى الذي فهموه وأفهموه وهو أنه مخلوق، وليس هذا مذهبي، ولم يقبل أحمد قوله لأن هذا القول منكر، ولو فسره بهذا التفسير لما ذكرناه ولأنه أنكر مطلقاً فلم يقربا للفظ الذي قاله وقد قامت عليه البينة به فلم يقبل إنكاره بعد الشهادة عليه ".
2ـ قوله عن القرآن: أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق.
قال الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (8/ 347): أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن حميد اللخمي، حدثنا القاضي ابن كامل ـ إملاء ـ قال: حدثني أبو عبدالله الوراق المعروف بجوار، قال: كنتُ أورق على داود الأصبهاني، وكنتُ عنده يوماً في دهليزه مع جماعة من الغرباء، فسئل عن القرآن فقال: القرآن الذي قال الله نعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) وقال: (في كتاب مكنون) غير مخلوق، وأما الذي بين أظهرنا يمسه الحائض والجنب فهو مخلوق.
هذا الإسناد فيه نظر، وهاك البيان:
· وراق دواد هو: الحسين بن عبدالله بن شاكر، أبو علي السَّمَرْقَنْدِيّ.
قال عنه الإدْرِيسي: كان فاضلاً ثقة، كثير الحديث، حسن الرواية.
وقال الدار قطني: ضعيف.
قلتُ: الإدريسي اسمه عبدالرحمن بن محمد بن محمد بن عبدالله الإدريسي الإسْتِرباذي وهو مع جلالة قدره وثقته ليس معروفاً في النقد كالإمام الكبير الدارقطني صاحب أحفل كتاب في " العلل "، فكلامه هو المقدم.
ومما يدل على ضعفه ما جاء في " لسان الميزان " (2/ 537ـ 538):
" وقد أخرج أبو عوانة في " صحيحة " عن مسرور بن نوح، عن إبراهيم بن المنذر، عن عبدالرحمن بن المغيرة، عن مالك، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن بُسر بن سعيد، عن أبي سعيد عن أبي موسى في " الاستئذان " وقال: تفرد به مسرور بن نوح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه الدارقُطْني في " الغرائب " عن محمد بن جعفر المطيري، عن الحسين بن عبدالله بن شاكر السَّمَرْقَنْدِي، عن إبراهيم بن المنذر فيقال:إن الحسين سرقه من مسرور.
وأخرج أبو موسى المديني في كتابه " النَضْح الجلي "، عن الشافعي من طريق الحسين بن عبدالله عن أبي بكر الأثرم، عن أحمد حكاية فيها أن أحمد قال: كنت أجالسه يعني الشافعي هنا كثيراً، فلما قدم مصر تغير وجاء بالتأويل والرأي. وقال الحسين بن عبدالله: لا أعرفه والثابت عن أحمد خلاف ذلك رواه ابن أبي حاتم عن ابن وارة، عن أحمد أنه أمره بكتب الشافعي، فأظن أنه السمرقندي المذكور، وإلا فهو آخر مجهول ".
(تاريخ بغداد: 8/ 58 ـ 59، تاريخ دمشق: 14/ 86ـ 88، المغني في الضعفاء: 1/ 255، لسان الميزان: 2/ 537ـ 538).
* أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة، أبو بكر القاضي.
قال أبو الحسن بن رزقويه: لم تر عيناي مثله.
وقال الخطيب البغدادي: كان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنحو، والشعر، وأيام الناس، وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنفات في أكثر ذلك.
وقال الدارقطني: كان متساهلاً، وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العجب فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء الأئمة أصلاً.
قال أبوعبدالرحمن: فمن كان هذا حاله فينبغي أخذ الحيطة والحذر من مروياته وعدم التعويل عليه في ذلك لا سيما فيما يحكيه عن الأئمة الكبار.
وقال أبو سعد: كان جريري المذهب. قلتُ: أي نسبة إلى مذهب الإمام العظيم ابن جرير الطبري صاحب التفسير.
قال أبو الحسن: بل خالفه واختار لنفسه وأملى كتاباً في السير وتكلم على الأخبار.
(تاريخ بغداد: 4/ 358ـ 359).
* محمد بن حُمَيْد، أبو بكر اللخمي الخزَّاز.
قال عنه الأزهري: كان ثقة.
وقال عنه مرة: كان ضعيفاً.
(تاريخ بغداد: 2/ 265ـ 266).
* الأزهري هو: عُبيدالله بنُ أحمد بن عثمان، أبو القاسم الأَزْهري البغدادي الصَّيْرفي، ابنُ السَّوَادي، وهو عبيدالله بنُ أبي الفتح.
قال عنه الخطيب: كان أحد المكثرين من الحديث كتابةً وسماعاً، ومن المعنيين به، والجامعين له، مع صدق وأمانة، وصحة واستقامة، وسلامة مذهب، وحسن معتقد ودوام درس للقرآن، وسمعنا منه المصنفات الكبار، والكتب الطوال.
قال الذهبي: المحدثُ الحجَّةُ المُقرىء ... كان من بحور الرواية.
(تاريخ بغداد: 10/ 358، المنتظم: 15/ 290 ـ 291، سير أعلام النبلاء: 17/ 578).
قال أبوعبدالرحمن: بعد هذا يتضح ليّ ضعف هذا الإسناد، وأنه لا تقوم بمثله الحجة وبالله تعالى التوفيق.
قلت: وعلى افتراض صحة ذلك عن داود " كأنه يريد بالذي في أيدي الناس ما يتلونه بألسنتهم ويكتبونه بايديهم، ولا شك أن المداد والورق والكاتب والتالي وصوته كل مخلوق، وأما كلام الله سبحانه وتعالى فإنه غير مخلوق قطعاً (3).
3ـ قوله: لفظي بالقرآن مخلوق.
قلت: أترك الجواب للإمام الذهبي ـ رحمه الله فقد قال في " ميزان الإعتدال " (1/ 544) في ترجمة الحسين بن علي الكَرَابيسي بعدما ذكر قوله: " القرآن كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق ". فتعقبه الذهبي قائلاً: " فإن عني التلفظ فهذا جيد، فإن أفعالنا مخلوقة، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق، فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهماً ".
وقال ـ أيضاً ـ في " السير " (12/ 82) في آخر ترجمة حسين بن علي الكرابيسي:
" ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي، وحرَّره في مسألة التلفظ، وأنه مخلوق هو حقٌ، لكن أباه الإمام أحمد لئلا يُتَذَرعَ به إلى القول بخلق القرآن، فسُدَّ الباب، لأنك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله إلا في ذهنك " أ. ه.
قال أبوعبدالرحمن: بل جاء عن الإمام أحمد قوله: من قال لفظي بالقرآن مخلوق ـ يريد به القرآن ـ فهو جهمي. وجاء أيضاً عن عبدالله بن الإمام أحمد عنه قال: سألت أبي: ما تقول في رجل قال: التلاوة مخلوقة، وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله ليس بمخلوق؟ قال هذا كلام الجهمية ...
قلت: ففعل الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ كما في الرواية الثانية حسماً للمادة، وإلا فالملفوظ كلام الله، والتلفظ به فمن كسبنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتخريج هاتين الروايتن انظر " مختصر العلو للعلي الغفار " (209ـ 211).
قال البيهقي في " الأسماء " (2/ 20) بعد تخريجه الرواية الأولى بإسناد صحيح:
" قلت: هذا تقييد حفظه عنه ابنه أحمد، وهو قوله: " يريد به القرآن "، فقد غفل عنه غيره ممن حكى عنه في اللفظ خلاف ما حكينا حتى نسب إليه ما تبرأ منه فيما ذكرنا ".
قال الإمام الألباني معلقاً على كلام البيهقي في " مختصر العلو " (211):
" قلت: وفي قوله " فقد غفل عنه غيره ... " نظر، لأن حقيقة الأمر أن الإمام أحمد كان يطلق ذلك في كثير من الأحيان، وممن روى ذلك عنه ابنه عبدالله نفسه كما يأتي في الكتاب، وكذا أبو داود كما سأبينه قريباً فهل يجوز أن ينسبا إلى الغفلة؟ فالحق أن أحمد أطلق غالباً، فحفظه عنه جمع، وقيد مرة بياناً ودفعاً لما قد يتوهم من الإطلاق أن نطقنا بالقرآن ليس من أفعالنا، وهذا خلاف ما هو مقرر عند أهل السنة أن أفعال العباد ـ ومنها النطق ـ مخلوقة كما شرحه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه " خلق أفعال العباد " بأدلة قاطعة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف. فبين الإمام أحمد بهذا القيد أنه لا يعني نطق التالي، فإنه مخلوق، وإنما يريد كلام الله تعالى، وبهذا يتفق الإمام مع تلميذه البخاري الذي كان يفرق بين التلاوة والمتلو، كما حكاه البهقي وغيره، وقال: " ومسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى كان يوافق البخاري في التفصيل ".
من باب الايضاح والبيان أذكر هذه الواقعة التي تدلل على أن التلميذ أحياناً لا يعي ما يقول الأستاذ أو الشيخ هذا إذا كان صدوقاً فكيف إذا كان متكلماً فيه. فقد أورد الحافظ الذهبي في " السير " (13/ 288) الحكاية التالية قال:
" وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أنَّ أبا طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فأخبرت أبي، فقال: من حدثك؟ قلتُ: فلان، قال: ابعثْ إلي أبي طالب، فوجهتُ إليه، فجاء، وجاء فوران. فقال له أبي: أنا قلت لك: لفظي بالقرآن مخلوق؟! وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك: (قل هو الله أحدٌ). فقلتَ لي: ليس هذا بمخلوق. قال: فَلِمَ حكيت عني أني قلتُ: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق؟ وبلغني أنَّك كتبت بذلك إلى قوم فامْحُه، واكتب إليهم أني لم أقله لك. فجعل فوران يعتذرُ إليه. فعاد أبو طالب. وذكر أنه حكى ذلك. وكتب إلى قوم يقول: وهِمْتُ على أبي عبدالله ".
قال الإمام الذهبي معلقاً على ما حكاه أبو طالب على الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ فقال:
" قلتُ: الذي استقر الحال عليه أن أبا عبدالله كان يقول: من قال: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق، فهو مبتدع، وأنه قال: من قال لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، فكان رحمه الله لا يقول هذا ولا هذا، وربما أوضح ذلك، فقال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن فهو جهمي ".
ونتحفكم بكلمة أخرى للإمام الذهبي حول هذا الموضوع من كتابه العجاب " سير أعلام النبلاء " (13/ 101):
" فالقرآن العظيم، حروفه ومعانيه وألفاظه كلامُ رب العالمين، غير مخلوق، وتَلَفُّظُنا به وأصواتنا به من أعمالنا المخلوقة، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " زينوا القرآن بأصواتكم ". ولكن لمَّا كان الملفوظ لا يستقِل إلا بتلفظنا، والمكتوب لا ينفك عن كتابةٍ، والمتلوا لا يُسْمع إلا بتلاوةِ تالٍ، صعب فهم المسألة، وعسر إفراز اللفظ الذي هو الملفوظ من اللفظ الذي يُعنى به التلفظ، فالذهن يعلمُ الفرق بين هذا وبين هذا، والخوض في هذا خطر. نسأل الله السلامة في الدين. وفي المسألة بحوثٌ طويلة، الكف عنها أولى، ولاسيما في هذه الأزمنة المُزْمنة ".
ويجدر بنا أن ننقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ليضع القارىء على حقيقة الخلاف بين أئمة الحديث في لفظ القارىء للقرآن، قال ـ وما أجمل ما قال ـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق، ومرادهم: أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مرادهم: صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء. وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه، ففهم ذلك بعض الأئمة فصار يقول: أفعال العباد أصواتهم مخلوقة رداً لهؤلاء، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنَّة، وصار يحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفاظ مشتركة، وأهواءٌ للنفوس حصل بسبب ذلك نوعٌ من الفرقة والفتنة.
وحصل بين البخاري وبين محمد بن يحيى الذهلي في ذلك ما هو معروف، وصار قوم مع البخاري كمسلم بن الحجاج ونحوه، وقوم عليه كأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهما، وكل هؤلاء من أهل العلم والسنَّة والحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ.
وصار قوم يطلقون القول بأن التلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء وليس مرادهم بالتلاوة المصدر ولكن الإنسان إذا تكلم بالكلام فلا بدَّ له من حركة، ومما يكون عن الحركة من أقواله التي هي حروف منظومة ومعان مفهومة.
والقولُ والكلام يراد به تارة المجموع فتدخل الحركة في ذلك ويكون الكلام نوعاً من العمل وقسماً منه، ويراد به تارة ما يقترن بالحركة ويكون عنها لا نفس الحركة فيكون قسيماً للعمل ونوعاً آخر ليس هو منه.
ولهذا تنازع العلماء في لفظ العمل المطلق هل يدخل فيه الكلام على قولين معروفين لأصحاب أحمد وغيرهم، وبنوا على ذلك ما إذا حلف لا يعمل اليوم عملاً فتكلم هل يحنث؟ على قولين: وذلك لأن لفظ الكلام قد يدخل في العمل وقد لا يدخل،
فالأول: كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار، فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لعملت مثل ما يعمل " كما أخرجه الشيخان في الصحيحين (4)، فقد جعل فعل هذا الذي يتلوه آناء الليل والنهار عملاً كما قال: " لعملت فيه مثل ما يعمل ".
والثاني: كما في قوله تعالى: (إليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)
] فاطر: 10 [وقوله تعالى: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إلَّا كُنَّا إذ تُفِيضُونَ فِيهِ)] يونس: 61 [.
فالذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي " القول والكلام والمتلو ".
وآخرون قالوا " بل التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليست هي كلام الله ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري وهو مقصود صحيح.
وسبب ذلك أن لفظ: " التلاوة، والقراءة، واللفظ " مجمل مشترك، يراد به المصدر ويراد به المفعول.
فمن قال: " اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول " وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معنى كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال: " " اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفس المقول " وأراد باللفظ والقول مسمَّى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول (5) هو الكلام المقول. الملفوظ، وهذا صحيح.
فمن قال: " اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة " أو: " لفظي بالقرآن أو تلاوتي " دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى. وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعنى صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره. ولهذا قال أحمد في بعض كلامه: " من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي " (6) احترازاً عمّا إذا أراد به فعله وصوته.
وذكر اللالكائي: أن بعض من كان يقول ذلك رأى في منامه كأن عليه فروة ورجل يضربه، فقال له لا تضربني، فقال: إني لا أضربَك، وإنما أضرب الفروة، فقال: إن الضرب إنما وقع ألمه عليَّ، فقال: هكذا إذا قلت: " لفظي بالقرآن مخلوق" وقع الخلق على القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قال: " لفظي بالقرآن غير مخلوق، أو تلاوتي " دخل في ذلك المصدر الذي هو عمله، وأفعال العباد مخلوقة، ولو قال: " أردت به أن القرآن المتلو غير مخلوق، لا نفس حركاتي " قيل له: لفظك هذا بدعة، وفيه إجمال وإيهام، وإن كان مقصودك صحيحاً " فلهذا منع أئمة السنة الكبار إطلاق هذا وهذا، وسطاً بين الطرفين.
وكان أحمد وغيره من الأئمة يقولون: القرآن حيث تصَّرف كلام الله غير مخلوق، فيجعلون القرآن نفسه غير مخلوق، من غير أن يقترن بذلك ما يشعر أن ألفاظ العباد وصفاتهم غير مخلوقة.
وصارت كل طائفة من النفاة والمثبتة في مسألة التلاوة تحكي قولها عن أحمد، وهم كما ذكر البخاري في كتاب " خلق الأفعال "، وقال: إنّ كل واحدة من هاتين الطائفتين تذكر قولها عن أحمد، وهم لا يفقهون قوله لدقة معناه.
ثم صار ذلك التفرق موروثاً في أتباع الطائفتين فصارت طائفة تقول: إن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، موافقة لأبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وأمثالهم كأبي عبدالله بن منده وأهل بيته، وأبي عبدالله بن حامد، وأبي نصر السجزي، وأبي إسماعيل الأنصاري، وأبي يعقوب الفرات الهروي وغيرهم.
وقومٌ يقولون نقيض هذا القول، من غير دخول في مذهب ابن كُلاَّب مع اتفاق الطائفتين على أن القرآن كله كلام اللَّه، لم يُحْدث غيُره شيئًاً، ولا خَلَقَ منه شيئاً في غيره لا حروفه ولا معانيه مثل حسين الكَرَابِيسي وداود بن علي الأصبهاني وأمثالهما (7).
قلت: نستفيد من هذا النص العزيز عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن داود بن علي عنى بقوله: " لفظي بالقرآن مخلوق " أي: حركة المرء وتلاوته للقرآن، ولم يرد قط الملفوظ الذي هو كلام الله تعالى.
ولا يخفى على اللبيب أن أفعال العباد ـ ومنها النطق ـ مخلوقة، وقد صنف الإمام البخاري كتابه العُجاب " خلق أفعال العباد " وذكر فيه ما رواه عن عُبيداللَّه بن سعيد
ـ وهو اليَشكُري ـ، عن يحيى بن سعيد ـ وهو القطان ـ أنه قال: ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة. قال أبو عبدالله (أي البخاري): " حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين. المثبت في الصحف، المسطور، المكتوب، الموعى في القلوب، فهو كلام الله، ليس بخلق " (8).
قال أبو عبدالرحمن: بعد هذا أقول: إن الإمامان الكبيران أحمد بن حنبل وداود بن علي متفقان على أن القرآن كلام الله لفظه ومعناه، لا يختلفان في ذلك، كما هو واضح من أقوالهم المأثورة عنهم. لكنهما اختلفا في قول الإنسان: لفظي بالقرآن مخلوق، أو غير مخلوق. فأنكر ذلك الإمام أحمد؛ لأن اللفظ يراد به أمران: أحدهما الملفوظ نفسه، وهو غير مقدور للعبد، ولا فعل له فيه، والثاني التلفظ به والأداء له، وهو فعل العبد. فإطلاق الخلق على اللفظ قد يوهم المعنى الأول وهو خطأ، وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني وهو خطأ، فمنع الإطلاقين. فيقولان: التلاوة هي قراءتنا وتلفظنا بالقرآن، والمتلو هو القرآن المسموع بالآذان بالأداء من فم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي حروف وكلمات وسور وآيات تلاه جبريل وبلّغه جبريل عن الله تعالى كما سمعه. فهما يميزان بين ما قام بالعبد، وما قام بالرب فالقرآن عندهما جميعه كلام الله حروفه ومعانيه، وأصوات العباد وحركاتهم وأداؤهم وتلفظهم كل ذلك مخلوق بائن عن الله.
قال أبو عبدالرحمن: العدل والانصاف يتوجب عليّ القول: ليس كل من قال: " لفظي بالقرآن مخلوق " ـ وهو من أهل الصدق والفضل والأمانة ـ يكون قصده بهذه الكلمة القصد السيء بل يُحمل كلامه على فعل اللافظ، وحركته، وصوته، وهو حقٌ، لأنها من أفعالنا، وأفعالنا مخلوقة قطعاً، وإن كان الأولى ترك هذه اللفظة جملة،؛ لأنها مما ترك السلف الكلام فيها. وإن كان القائل من غير أهل الصدق والفضل والأمانة فيُحمل كلامه على الملفوظ الذي هو كلام الله تعالى المؤلّف من الحروف المنطوقة المسموعة المفهومة، وهو باطلٌ.
ومن المهم جداً أن أذكر هنا كلاماً يقتضيه المقام لشيخنا الإمام، أسد السُّنة الهُمام محمد ناصر الدِّين الألباني ـ رحمه الله ـ قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" بعض العلماء ترك الإمام البخاري ولم يرو عنه، لماذا؟، قال: لأنه فصَّل بين قول من يقول: القرآن مخلوق، هذا ضال، مبتدع، كافر على اختلاف العلماء في تعابيرهم، وبين من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، الإمام أحمد ألحق من قال بهذه القولة ـ لفظي بالقرآن مخلوق ـ بالجهمية، وبناءً على ذلك حكم بعض من جاءوا بعد الإمام أحمد على البخاري، بأنه لا يؤخذ منه، لأنه قال قولة الجهمية، الجهمية لا يقولون: لفظي فقط بالقرآن مخلوق، يقولون: القرآن هو ليس كلام الله، وإنما هو مخلوق من خلق الله عز وجل، فماذا يقال في البخاري الذي قال كلمة: لفظي بالقرآن مخلوق، والمحدث ـ ومنهم الإمام أحمد ـ الذي يقول: من قال هذه الكلمة فهو جهمي، لا يمكن أن نصحح كلاً من الأمرين، إلا بتأويل صحيح يتماشى مع القواعد، ... إذا بماذا نجيب عن كلمة الإمام أحمد: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي؟
لا جواب إلا ما ذكرت لك، تحذيراً من أن يقول المسلم قولاً يُتخذ ذريعة من أهل البدعة، والضلالة وهم الجهمية.
وقد يقول قائل ـ لتوريط من حوله ـ: لفظي بالقرآن مخلوق، وهو يعني نفس القرآن، لكن مش ضروري كل مسلم يتكلم بهذه الكلمة يكون قصده ذاك القصد السيء نفسه ... " (9).
قال الدكتور عارف خليل محمد أبو عبيد في كتابه " الإمام داود الظاهري وأثره في الفقه الإسلامي " (ص 56):
" وبعد هذا فإني أشك فيما نسب إلى الإمام داود الظاهري من القول بإن القرآن محدث وأظنه لم يخض في هذه المسألة مطلقاً والذي يترجح لدي أن أتباع المذاهب الأخرى أشاعوا ذلك على لسانه لتنفير الناس عنه حتى يحصروه ويرجع سبب ذلك إلى أنه منع التقليد ونفى القياس وهذا ما لا يروق لهم.
ثم إن الإمام داود الظاهري كان إذا آمن برأي لم يهب أحداً بالتصريح به فقد رد على إسحاق بن راهويه .. وما كان أحد من معاصريه يجرؤ على الرد عليه ولو كان داعياً لمثل ذلك لما تنصل منه عندما أراد الدخول على أحمد بن حنبل (10).
حتى ولو صحت الروايات التي تشير إلى أن داود الظاهري قال: بأن القرآن الذي بين الناس مخلوق فيمكن ارجاعها إلى عهد صباه ومن المحتمل أن آراء داود الظاهري قد تغيرت في السنوات الأخيره من حياته إذ يلاحظ أن داود والظاهرية أعظم تشددا من الإمام أحمد بن حنبل في عقيدة خلق القرآن (11) فهذا تلميذ داود الظاهري إبراهيم بن محمد بن عرفة الشهير بنفطوية يصنف كتاباً في الرد على من قال بخلق القرآن (12).
ثم إنه من أشد أنصار الشافعي الذي لم يسمع عنه وعن أتباعه من قال القرآن مخلوق كما أن المعتزلة لم يترجموا له في كتبهم بل وصفوه بأنه من أصحاب الحديث (13).
ونختم هذه الفقرة بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وهو يُبرأ الإمام دواد الظاهري ـ رحمه الله تعالى ـ من هذه الترهات التي نُسبت إليه، فيقول:
" وشبهة هؤلاء أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى، ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ويقولون: إن الله يُرى في الآخرة.
هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم، وهذا مذهب الأئمة المتبوعين مثل مالك بن أنس والثوري والليس بن سعد والأوزاعي، وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وداود، ومحمد بن جرير الطبري وأصحابهم " (14).
وقال أيضاً في " شرح العقيدة الاصبهانية " (ص77):
" فإن داود وأكابر أصحابه من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث ".
وذكر مثل ذلك أيضأ السفاريني في " الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ":
أئِمَّة الدَّين هداة الأُمَّةِ ... أَهْلِ التُّقى مِنْ سَائِرِ الأئِمَّةِ
قال في شرحه " لوامع الأنوار " (2/ 45) ومن ثم قال (أئمة) أهل هذا (الدين) المتين ونور الله المبين الذي جاء به النبي الأمين من عند رب العالمين (هداة الأمة) أي الدالين الأمة على نهج الرسول والكاشفين لهم عن معاني الكتاب المنزل والأحاديث التي عليها المعول والذابين زيغ الزائغين وبدع المبتدعين وضلال المضلين وإلحاد الملحدين فقد شيدوا مبانيها وسددوا معانيها وأصلوا أصولها وفصلوا فصولها فأصبحت الشريعة بهذا الترتيب مضبوطة وأحكامها بهذا الوصف والتبويب مربوطة فمن رام اختلاس حكم من أحكامها نكص على عقبيه وهو خائب، ومن دنا من سما أحكامها
(يُتْبَعُ)
(/)
رمته كواكب حرسها بشهاب ثاقب ولست أخص بهذا الوصف والدعاء أحداً دون أحد، بل أسأل الله تعالى لهم جميعاً لأنهم هم (أهل التقى من سائر) أي جميع (الأئمة) من المقتدى بأقوالهم وأفعالهم من كل عالم همام وحبر قمقام، ومقدم مقدام كالأئمة المتبوعة الآتي ذكرهم والسفيانين والحمادين وإسحاق وعبدالله بن المبارك والليث بن سعد وربيعة بن أبي عبدالرحمن، وعبدالملك بن جريج وداود وغيرهم؛ فإنهم وإن تباينت أقوالهم واختلفت آراؤهم من جهة الفروع الفقهية فالجميع سلفية أثرية ولهم في السنة التصانيف والتآليف الناصعة كابن سعيد الدارمي وأبي بكر بن خزيمة وأشباههم ".
ومن المفيد أن أذكر ما جاء عن الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " (1/ 74)، قال:
" وأما السلف الذين لم يتعرضوا للتأويل، ولا تهدفوا للتشبيه، فمنهم: مالك بن أنس رضي الله عنهما، إذ قال: الأستواء معلوم، والكيف مجهولة، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ومثل أحمد بن حنبل، وسفيان الثوري، وداود بن علي الأصفهاني، ومن تابعهم " أ. ه.
* قال أبو عبدالرحمن: ما جاء في " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم في ترجمة دواد بن خلف الأصبهاني وقوله فيها (كان ضالاً مبتدعاً مموهاً ممخرقاً قد رأيته وسمعت كلامه) ويناقض ذلك ما جاء عنه كما في " لسان الميزان (وهو مع ذلك صدوق في روايته ونقله واعتقاده) فمن كان يظن أن داود بن خلف هو داود بن علي فعليه أن يثبت أيهما المتقدم الذم أو المدح، ودون إثبات ذلك خرط القتاد كما يقال. هذا أولاً. ثانياً: في النص الأول يثبت سماعه من دواد بن خلف، وفي النص الثاني لم يتطرق لذلك. وكل من ترجم لداود بن علي لم يذكروا أن ابن أبي حاتم سمع من داود ـ وإن كان هذا غير مستبعد ـ، ثالثاً: في النص الثاني من العلم ما لا يوجد في النص الأول وهو قوله:روى عن إسحاق الحنظلي وجماعة من المحدثين، وتفقه للشافعي رحمه الله، ونفى القياس ... ألخ ولذلك قال ابن حجر: وقد ذكره ابن أبي حاتم فأجاد في ترجمته. قلت: فهذا وذاك يقوي جانب الاختلاف في الترجمتين وأنهما لشخصين مختلفين. ثم جاءك االخبر اليقين ببرآءة الإمام دواد بقول صالح ابن الإمام أحمد: (إنه ينتفي من هذا ويُنكره). هب أنه هو دواد الظاهري قد علمنا تلك المأخذ الذي أخذ عليه وهو قوله عن
القرآن (مُحْدَث) وهذا تقدم الجواب عليه من كلام ابن تيمية وهو لا يقدح في الإمام الظاهري. ويستحسن أن تنظر " طبقات الشافعية الكبرى " (2/ 118ـ 120، 228ـ 231).
قلت: على كل حال كلام ابن أبي حاتم ـ رحمه الله ـ يقبل في الضعفاء والمجاهيل لا في الأئمة الأثبات؛ لأن من ثَبَتتْ إمامتُه، وعدالتُه، وكَثُر مادحوه ومزكُّوه ونَدَر الواقعين فيه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب الكلام فيه، من تعصب مذهبي أو غيره، فينبغي أن يضرب به عرض الحائط ولا يلتفت إليه، بل نعمل فيه بالعدالة، وإلا فلو فتحنا هذا الباب، وأخذنا بتقديم الجرح على إطلاقه، لما سَلٍمَ لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد تكلم فيه متكلمون، وهلك فيه هالكون.
ويدافع عن الإمام دواد بن علي الظاهري ـ رحمه الله تعالى ـ ذهبي العصر العلامة المعلمي اليماني ـ رحمه الله تعالى ـ فيقول معلقاً في الحاشية: " وقد يظن أن هذا الرجل هو داود بن علي بإمام أهل الظاهر ن خلف الأصبهاني ـ لكن في ترجمته من لسان الميزان " وقد ذكره ابن أبي حاتم فأجاد في ترجمته فإنه قال: روى عن إسحلق الحنظلي وجماعة من المحدثين وتفقه للشافعي رحمه الله تعالى ثم ترك ذلك ونفى القياس وألف في الفقه على ذلك كتباً شذ فيها عن السلف وابتدع طريقة هجره أكثر أهل العلم عليها وهو مع ذلك صدوق في روايته ونقله واعتقاده إلا أن رأيه أضعف الآراء وابعدها من طريقة الفقه وأكثرها شذوذاً " وليست هذه العبارة في هذه الترجمة ولا في غيرها من هذا الباب في الأصلين اللذين عندنا فالله أعلم، ولداود ترجمة في " تاريخ بغداد " (8/ 369) وقد حكوا شيئاً عن وراق داود عن داود ووراقه هو الحسين بن عبدالله بن شاكر ضعفه الدارقطني ترجمته في " لسان الميزان " (2/ 290) وحكوا عن داود كلمة أخرى عابها عليه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه ومحمد بن يحيى وأبو زرعة وغيرهم من الأئمة ولا أراه نحا بها إلا منحى
(يُتْبَعُ)
(/)
البخاري وإن لم يحسن التعبير وقصته شبيهة بقصة البخاري
والله المستعان. وأما ذمه كثرة طلب الحديث فالظاهر ذم صرف العمر كله وترك التفقه، والله أعلم " أ. ه.
* قال أبو الفتح الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " (1/ 170):
" أصحاب الحديث: وهم أهل الحجاز؛ هم أصحاب مالك بن أنس، وأصحاب محمد بن إدريس الشافعي، وأصحاب سفيان الثوري، وأصحاب أحمد بن حنبل، وأصحاب داود بن علي الأصفهاني.
وإنما سموا: أصحاب الحديث؛ لأن عنايتهم: بتحصيل الأحاديث، ونقل الأخبار، وبناء الأحكام على النصوص؛ ولا يرجعون إلى القياس ـ الجلي والخفي ـ ما وجدوا خبراً، أو أثراً؛ وقد قال الشافعي: إذا وجدتم لي مذهباً، ووجدتم خبراً على خلاف مذهبي، فاعلموا أن مذهبي: ذلك الخبر " أ. ه.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في " حقيقة الصيام " (35 ـ 36):
" وداود من أصحاب إسحاق. وقد كان أحمدبن حنبل إذا سئل عن إسحاق يقول: أنا أُسأل عن إسحاق؟ إسحاق يسأل عني.
والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبو عبيد وأبو ثور ومحمد بن نصر المروزي وداود بن علي ونحو هؤلاء كلهم فقهاء الحديث رضي الله عنهم أجمعين " أ. ه.
* قال الإمام تاج الدين السُّبكي (عبدالوهاب بن علي)، الشافعي في آخر كتابه " جمع الجوامع " في أصول الفقه (2/ 441)، عند ذكر العقيدة:
" ونعتقدُ أنَّ أبا حنيفة، ومالكاً، والشافعيَّ، وأحمدَ، والسُّفْيَانّين، والأوزاعيَّ، وإسحاق بنَ راهوية، وداود الظاهريَّ، وابن جرير، وسائرَ أئمة المسلمين: على هُدىً من الله تعالى في العقائد وغيرها، ولا التفاتَ إلى من تَكلَّم فيهم بما هم بريئون منه، فقد كانُوا من العلوم اللَّدُنِّيَّةِ، والمواهب الإلهية، والاستنباطات الدقيقة، والمعارفِ الغزيرة، والِّينِ والوَرَعِ والعبادةِ والزهادةِ والجلالة: بالمحلِّ الذي لا يُسامى " أ. ه.
· توفي الإمام الجليل، العالم الرباني، الفقيه المجتهد، الثقة الثبت، داود بن علي الظاهري بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء والعمل في شهر رمضان سنة سبعين ومئتين.
انظر: سير أعلام النبلاء: 13/ 97، تذكرة الحفاظ: 2/ 572، العبر: 1/ 389، تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 261 ـ 280 (ص 90)، ميزان الاعتدال: 1/ 321، المغني في الضعفاء: 1/ 320،تاريخ بغداد (8/ 369)، الفهرست: (ص 271)، الأنساب: 4/ 99، طبقات الفقهاء: (ص 92)، طبقات الشافعية: 1/ 77 لابن شهبة،الوافي بالوفيات: 13/ 296، النجوم الزاهرة: 3/ 47، شذرات الذهب: 2/ 158، البداية والنهاية: 11/ 47، طبقات الفقهاء الشافعية لابن كثير: 1/ 172، طبقات الفقهاء للعبادي: ص 58، المنتظم: 12/ 235ـ 238، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 166 ـ 169، وفيات الأعيان: 2/ 255، طبقات علماء الحديث: 2/ 266، طبقات الحفاظ: (ص 257)، تاريخ ابن وردي: 1/ 231، الإعلام: 2/ 333، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 182، طبقات الشافعية الكبرى: 2/ 284، لسان الميزان: 3/ 23، مختصر العلو: 196،
ـ[الحُميدي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 02:27]ـ
ملحوظة: أنا لم أسمع أن أحدا من أهل الأثر بدع الظاهرية بل أثنوا عليهم الثناء العطر ... ولا داعي للسرد.
والله أعلم ...
والله صدقت .. ،نعوذ بالله من الجهل والتقليد والخذلان.(/)
الرد على من نسب إلى ابن تيمية رحمه الله عدم التفريق بين الخطأ في الأصول والفروع
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 09:00]ـ
هذا تفصيل مطول ورائع حول هذه المسألة وما يتعلق بها من أحكام شرعية.
يقول صاحب كتاب البلاغ المبين: ( ... أخطأ خلق كثير من الناس في عصرنا هذا فهم كلام شيخ الإسلام في ترك التفرقة في مسائل الخطأ بين المسائل الخبرية والمسائل العملية ونحن هنا نضع جميع النقاط على جميع الحروف بخصوص هذه المسألة حتى يزول الإشكال بالاستفصال، ومصدر الخطأ ثلاث مواضع.
الموضع الأول: مسألة أصول الدين أو أصل الدين.
الموضع الثاني: مسألة القطع والتواتر والمعلوم من الدين بالضرورة.
الموضع الثالث: مسألة الفرق بين الخطأ في الخبريات والخطأ في العمليات إثباته مطلقًا أو نفيه مطلقًا أو القول بالتفصيل.
المسألة الأولى: أصول الدين أو أصل الدين
فيقول البعض افتراء على الشيخ أن شيخ الإسلام يقول لا يوجد في الإسلام أصل وفروع ويزيدون هم بأن من قال بوجود الأصل والفروع فهو مبتدع، والحقيقة: أن منكر ذلك هو المبتدع وأن الشيخ لم ينكر ذلك بل قرره مرارًا وتكرارًا وقال إن أصل الدين هو أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا وأن أصل الدين هو توحيد العبادة المتضمن والمستلزم لتوحيد الاعتقاد وأن هذا هو دين الأنبياء وهو الإسلام العام وهو الدين الواحد الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد، فالدين الواحد هو التوحيد والشرائع المتنوعة هى بمثابة الأمهات المختلفة، فالدين الواحد بين الأنبياء هو التوحيد وأما الشرائع فمتنوعة مختلفة من التوراة إلى الإنجيل إلى القرآن يحل الله ما يشاء ويحرم ما يشاء ليعلم من يخافه ويطيعه ممن يعصيه والدين الذي لا يقبل الله غيره هو التوحيد وإخلاص العبادة لله عزوجل وكما قرر شيخ الإسلام فإن مسائل الأصول الكبار هى مسائل التوحيد والنبوات والقدر والمعاد والصفات، أما الأصول التي أنكر أن تكون أصولاً فهى ما ألزم به المعتزلة وغيرهم من المتكلمين الناس بتعليمه وجعله من الدين الذي لا يصح الإيمان بدونه وهو من العقليات التي لم يوجبها الله ورسوله ولا تعلمها أصحابه ولا ألزموا بها الناس.
الأمر الثاني: تكفيرهم مخالفيهم بخطئهم في العقليات دون الشرعيات والمفروض أن يكون التكفير بما نصت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أنه كفر ... وهذه بعض النقول في ذلك مع أن هذا الموضوع قد سبق بيانه.
يقول شيخ الإسلام في ذلك: (وقوله تعالى:" أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين " أمر مع القسط بالتوحيد الذي هو: عبادة الله وحده لا شريك له وهذا أصل الدين وضده الذنب الذي لا يغفر. قال تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وهو الدين الذي أمر الله به جميع الرسل وأرسلهم به إلى جميع الامم قال تعالى: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون "، وقال تعالى:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "، وقال تعالى: " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه، وقال تعالى:" يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون " ولهذا ترجم البخاري في صحيحه " باب ما جاء في أن دين الأنبياء واحد"، وذكر الحديث الصحيح في ذلك وهو الإسلام العام الذي اتفق عليه جميع النبيين قال نوحٌ عليه السلام: " وأمرت أن أكون من المسلمين "، وفي قصة إبراهيم:" إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون "، وقال موسى: " يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " وقال تعالى: " قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون "، وفي قصة بلقيس: " رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "، وقال تعالى:" إنا أنزلنا التوارة فيها هدىً ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا "، وهذا التوحيد الذي هو أصل الدين هو أعظم العدل
(يُتْبَعُ)
(/)
وضده وهو الشرك أعظم الظلم كما أخرج الشيخان في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال لما أنزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يظلم نفسه فقال: ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح:" إن الشرك لظلم عظيم ") إهـ الفتاوى الكبرى، ج1، مسألة 234، ص 348.
ويقول شيخ الإسلام: (وهذا تأملته في مسائل الأصول الكبار كمسائل التوحيد والصفات ومسائل القدر والثواب والمعاد وغير ذلك وجدت ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط. إلى أن يقول: الرسل لا يخبرون بمحالات العقول بل بمحارات العقول فلا يخبرون بما يعلم العقل انتفاءه بل يخبرون بما يعجز العقل عن معرفته) إهـ () درء تعارض العقل والنقل، ج1، ص 83، بهامش منهاج السنة (بتصرف) ..
ويقول: (فأجبت الحمد لله ربِّ العالمين. أما المسألة الأولي فقول السائل: هل يجوز الخوض فيما تكلم الناس فيه من مسائل أصول الدين وإن لم ينقل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها كلام أم لا؟ سؤال ورد بحسب ما عهد من الأوضاع المبتدعة الباطلة، فإن المسائل التي هى من أصول الدين التي تستحق أن تسمي أصول الدين، أعني الدين الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه لا يجوز أن يقال لم ينقل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها كلام، بل هذا كلام متناقض في نفسه إذ كونها من أصول الدين يوجب أن تكون من أهم أمور الدين، ثم إنها مما يحتاج إليه الدين ثم نفي نقل الكلام فيها عن الرسول يوجب أحد أمرين: إما أن الرسول أهمل الأمور المهمة التي يحتاج إليها الدين فلم يبينها، أو أنه بينها فلم تنقلها الأمة. وكلا هذين باطل قطعًا وهو من أعظم مطاعن المنافقين في الدين، وإنما يظن هذا وأمثاله من هو جاهل بحقائق ما جاء به الرسول أو جاهل بما يعقله الناس بقلوبهم أو جاهل بهما جميعًا، فإن جهله بالأول يوجب عدم علمه بما يشتمل عليه ذلك من أصول الدين وفروعه، وجهله بالثاني يوجب أن يدخل في الحقائق المعقولة ما يسميه هو وأشكاله عقليات، وإنما هى جهليات. وجهله بالأمرين يوجب أن يظن من أصول الدين ما ليس منها من المسائل والوسائل الباطلة، وأن يظن عدم بيان الرسول لما ينبغي أن يعتقد في ذلك كما هو واقع لطوائف من أصناف الناس حذاقهم فضلاً عن عامتهم، وذلك أن أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها ويجب أن تذكر قولاً أو تعمل عملاً كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد، أو دلائل هذه المسائل.
أما القسم الأول: فكل ما يحتاج الناس إلى معرفته واعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بيَّنه الله ورسوله بيانًا شافيًا قاطعًا للعذر، إذ هذا من أعظم ما بلغه الرسول البلاغ المبين وبينه للناس وهو من أعظم ما أقام الله به الحجة على عباده فيه بالرسل الذين بينوه وبلغوه وكتاب الله الذي نقله الصحابة ثم التابعون عن الرسول لفظه ومعانيه والحكمة التي هى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتملة من ذلك على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب والحمد لله الذي بعث فينا رسولاً من أنفسنا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة. إلى أن يقول: وإنما يظن عدم اشتمال الكتاب والحكمة على بيان ذلك من كان ناقصًا في عقله وسمعه ومن له نصيب من قول أهل النار الذين قالوا:" وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير "، وإن كان ذلك كثيرًا في كثير من المتفلسفة والمتكلمة وجهَّال أهل الحديث والمتفقهة والصوفية.
وأما القسم الثاني: وهو دلائل هذه المسائل الأصولية فإنه وإن كان يظن طوائف من المتكلمين أو المتفلسفة أن الشرع إنما يدل بطريق الخبر الصادق فدلالته موقوفة على العلم بصدق المخبر، ويجعلون ما ينبني عليه صدق المخبر معقولات محضة فقد غلطوا في ذلك غلطًا عظيمًا، بل ضلوا ضلالاً مبينًا في ظنهم أن دلالة الكتاب والسنة إنما هى بطريق الخبر المجرد بل الأمر ما عليه سلف الأمة أهل العلم والإيمان من أن الله سبحانه بيَّن من الأدلة العقلية التي يحتاج إليها في العلم بذلك ما لا يقدِّر أحد من هؤلاء قدره ونهاية ما يذكرونه جاء القرآن بخلاصته على أحسن وجه) أهـ. الفتاوى الكبرى، ج1، ص 12.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول (): (وهذا باب واسع عظيم جدًا ليس هذا موضعه، وإنما الغرض التنبيه على أن في القرآن والحكمة النبوية عامة أصول الدين من المسائل والدلائل ما يستحق أن يكون أصول الدين، وأما ما يدخله بعض الناس في هذا المسمى من الباطل فليس ذلك من أصول الدين وإن أدخلت فيه مثل هذه المسائل والدلائل الفاسدة مثل نفي الصفات والقدر ونحو ذلك من المسائل ومثل الاستدلال على حدوث العالم بحدوث الأعراض التي هى صفات الأجسام القائمة بها، إما الأكوان وإما غيرها وتقرير المقدمات التي يحتاج إليها هذا الدليل
إلى أن يقول: والتزم طوائف من أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم لأجلها نفي صفات الربِّ مطلقًا أو نفي بعضها لأن الدال عندهم على حدوث هذه الأشياء هو قيام الصفات بها والدليل يجب طرده فالتزموا حدوث كل موصوف بصفة قائمة به وهو أيضًا في غاية الفساد والضلال ولهذا التزموا القول بخلق القرآن وإنكار رؤية الله في الآخرة وعلوه على عرشه إلى أمثال ذلك من اللوازم التي جعلها المعتزلة ومن اتبعهم أصل دينهم، فهذه داخلة فيما سماه هؤلاء أصول الدين ولكن ليست في الحقيقة من أصول الدين الذي شرعه الله لعباده وأما الدين الذي قال الله فيه: " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله "، فذاك له أصول وفروع بحسبه، وإذا عرف أن مسمى أصول الدين في عرف الناطقين بهذا الاسم فيه إجمال وإبهام لما فيه من الاشتراك بحسب الأوضاع والاصطلاحات، تبين أن الذي هو عند الله ورسوله وعباده المؤمنين أصول الدين، فهو موروث عن الرسول. وأما من شرع دينًا لم يأذن به الله، فمعلوم أن أصوله المستلزمة له لا يجوز أن تكون منقولة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم) أهـ. درء تعارض العقل والنقل، بهامش منهاج السنة، ج1، ص 19
المسألة الثانية: القطع والتواتر والمعلوم من الدين بالضرورة
أما المعلوم من الدين بالضرورة فهناك معلوم من الدين بالضرورة يعلمه العامة والخاصة ويكفر جاحده، وهناك معلوم من الدين بالضرورة يعلمه العلماء ويجب الرجوع إليهم فيه قبل مخالفته.
يقول شيخ الإسلام: (وإذا قدر أنه لم يتعارض قطعي وظني لم ينازع عاقل في تقديم القطعي، لكن كون السمعي لا يكون قطعيًا دونه خرط القتاد، وأيضًا فإن الناس متفقون على أن كثيرًا مما جاء به الرسول معلوم بالاضطرار من دينه كإيجاب العبادات وتحريم الفواحش والظلم وتوحيد الصانع وإثبات المعاد وغير ذلك، وحينئذ فلو قال قائل إذا قام الدليل العقلي القطعي على مناقضة هذا فلابد من تقديم أحدهما، فلو قدم هذا السمعي قدح في أصله وإن قدم العقلي لزم تكذيب الرسول فيما علم بالاضطرار أنه جاء به. وهذا هو الكفر الصريح فلابد لهم من جواب عن هذا، والجواب عنه أنه يمتنع أن يقوم عقلي قطعي يناقض هذا، فتبين أن كل ما قام عليه دليل قطعي سمعي يمتنع أن يعارضه قطعي عقلي). أهـ. درء تعارض العقل والنقل، ج1، ص 42.
ويقول: (والوجه الثاني: أن يقال كل من له أدني معرفة بما جاء به النبيّ صلى الله عليه وسلم يعلم بالاضطرار أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يدع الناس بهذه الطريقة طريقة الأعراض، ولا نفي الصفات أصلاً لا نصًا ولا ظاهرًا، ولا ذكر ما يفهم منه ذلك لا نصًا ولا ظاهرًا ولا ذكر أن الخالق ليس فوق العالم ولا مباينًا له أو أنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا ذكر ما يفهم منه ذلك لا نصًا ولا ظاهرًا، بل ولا نفي الجسم الاصطلاحي ولا ما يرادفه من الألفاظ، ولا ذكر أن الحوادث يمتنع دوامها في الماضي والمستقبل أو في الماضي لا نصًا ولا ظاهرًا، ولا أن الربَّ صار الفعل ممكنًا له بعد أن لم يكن ممكنًا ولا أنه صار الكلام ممكنًا بعد أن لم يكن ممكنًا ولا أن كلامه ورضاه وغضبه وحبه وبغضه ونحو ذلك أمور مخلوقة بائنة عنه وأمثال ذلك مما يقوله هؤلاء لا نصًا ولا ظاهرًا، بل علم الناس خاصتهم وعامتهم بأن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يذكر ذلك أظهر من علمهم بأنه لم يحج بعد الهجرة إلا حجة واحدة وأن القرآن لم يعارضه أحد، وأنه لم يفرض صلاة إلا الصلوات الخمس وأنه لم يكن يؤخر صلاة النهار إلى الليل وصلاة الليل إلى النهار، وأنه لم يكن يؤذن له في العيدين والكسوف والاستسقاء، وأنه لم يرض بدين الكفار ولا المشركين ولا أهل الكتاب قط، وأنه لم يسقط الصلوات الخمس عن أحد من العقلاء، وأنه لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يقاتله أحد من المؤمنين به لا أهل الصفة ولا غيرهم، وأنه لم يكن يؤذن بمكة ولا كان بمكة أهل صفة ولا كان بالمدينة أهل صفة قبل أن يهاجر إلى المدينة، وأنه لم يجمع أصحابه قط على سماع كف ولا دف، وأنه لم يكن يقصر شعر كل من أسلم أو تاب من ذنب، وأنه لم يكن يقتل كل من سرق أو قذف أو شرب، وأنه لم يكن يصلي الخمس إذا كان صحيحًا إلا بالمسلمين لم يكن يصلي الفرض وحده ولا في الغيب، وأنه لم يحجب في الهواء قط، وأنه لم يقل رأيت ربِّي في اليقظة لا ليلة المعراج ولا غيرها، ولم يقل إنَّ الله ينزل عشية عرفة إلى الأرض وإنما قال ينزل إلى السماء الدنيا. إلى أن يقول: وأمثال ذلك مما يعلم العلماء بأحواله علمًا ضروريًا أنه لم يكن ومن روى ذلك عنه وأخذ يستدل على ثبوت ذلك علموا بطلان قوله بالاضطرار كما يعلمون بطلان قول السفسفطائية، وأنهم لم يشتغلوا بحل شبههم وحينئذ فمن استدل بهذه الطريقة أو أخبر الأمة بمثل قول نفاة الصفات كان كذبه معلومًا بالاضطرار أبلغ مما يعلم كذب من ادعي هذه الأمور المنتفية عنه وأضعافها وهذا مما يعلمه من له أدني خبرة بأحوال الرسل فضلاً عن المتوسطين فضلاً عن الوارثين له العالمين بأقواله وأفعاله). إهـ. درء تعارض العقل والنقل، ص 56
ويقول في نفس الكتاب: (الوجه الثالث عشر: أن يقال الأمور السمعية التي يقال أن العقل عارضها كإثبات الصفات والمعاد ونحو ذلك هى مما علم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها، وما كان معلومًا بالاضطرار من دين الإسلام امتنع أن يكون باطلاً مع كون الرسول صلى الله عليه وسلم رسول الله حقًا فمن قدح في ذلك وادعى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجئ به كان قوله معلوم الفساد بالضرورة من دين المسلمين.
الوجه الرابع عشر: أن يقال أن أهل العناية بِعلم الرسول صلى الله عليه وسلم العالمين بالقرآن وتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لهم بإحسان والعالمين بأخبار الرسول والصحابة والتابعين لهم بإحسان عندهم من العلوم الضرورية بمقاصد الرسول ومراده ما لا يمكنهم دفعه عن قلوبهم ولذلك كانوا كلهم متفقين على ذلك من غير تواطؤ ولا تشاعر كما اتفق أهل الإسلام على نقل حروف القرآن ونقل الصلوات الخمس والقبلة وصيام شهر رمضان وإذا كانوا قد نقلوا مقاصده ومراده عنه بالتواتر كان ذلك كنقلهم حروفه وألفاظه بالتواتر، ومعلوم أن النقل المتواتر يفيد العلم اليقيني سواء كان التواتر لفظيًا أو معنويًا كتواتر شجاعة خالد وشعر حسان وتحديث أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وفقه الأئمة الأربعة وعدل العمرين ومغازى النبيّ صلى الله عليه وسلم مع المشركين وأهل الكتاب وعدل كسري وطب جالينوس ونحو سيبويه، يبين هذا أن أهل العلم والإيمان يعلمون من مراد الله ورسوله بكلامه أعظم مما يعلمه الأطباء من كلام جالينوس ونحو سيبويه، فإذا كان من ادعي من كلام سيبويه وجالينوس ونحوهما ما يخالف ما عليه أهل العلم بالطب والنحو والحساب من كلامهم كان قوله معلوم البطلان، فمن ادعي في كلام الله ورسوله خلاف ما عليه أهل الإيمان كان قوله أظهر بطلانًا وفسادًا، لأن هذا معصوم محفوظ.
وجماع هذا أن يعلم أن المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم شيئان: ألفاظه وأفعاله ومعاني ألفاظه ومقاصده بأفعاله وكلاهما منه ما هو متواتر عند العامة والخاصة، ومنه ما هو متواتر عند الخاصة، ومنه ما يختص بعلمه بعض الناس وإن كان عند غيره مجهولاً أو مظنونًا أو مكذوبًا به، وأهل العلم بأقواله كأهل العلم بالحديث والتفسير المنقول والمغازي والفقه يتواتر عندهم من ذلك ما لا يتواتر عند غيرهم ممن لم يشركهم في علمهم، وكذلك أهل العلم بمعاني القرآن والحديث والفقه في ذلك يتواتر عندهم من ذلك ما لا يتواتر عند غيرهم من معاني الأقوال والأفعال المأخوذة عن الرسول كما يتواتر عند النحاة من أقوال الخليل وسيبويه والكسائي والفراء وغيرهم ما لا يعلمه غيرهم، ويتواتر عند كل من أصحاب مالك والشافعي والثوري والأوزاعي وأحمد وداود وأبي ثور وغيرهم من مذاهب هؤلاء الأئمة ما لا يعلمه غيرهم، ويتواتر عند أتباع رؤوس أهل الكلام والفلسفة من أقوالهم ما لا يعلمه غيرهم ويتواتر عند أهل العلم بنقد الحديث من أقوال شعبة ويحيى بن سعيد وعلى بن المديني ويحيى ابن معين وأحمد بن
(يُتْبَعُ)
(/)
حنبل وأبي زرعة وأبي حاتم والبخاري وأمثالهم في الجرح والتعديل ما لا يعلمه غيرهم بحيث يعلمون بالاضطرار اتفاقهم على تعديل مالك والثوري وشعبة وحماد بن زيد والليث بن سعد وغير هؤلاء، وعلي تكذيب محمد بن سعيد المصلوب ووهب بن وهب القاضي وأحمد بن عبد الله الجوباري وأمثالهم». أهـ. درء تعارض العقل والنقل، ج1، ص 112
من هنا يتضح:
بطلان القول بأنه لا يوجد معلوم من الدين بالضرورة، وأنه أمر نسبي بل هناك ما يتواتر ويكون معلومًا من الدين بالضرورة أو بالاضطرار عند العامة، وما يتواتر ويكون معلومًا من الدين بالضرورة عند الخاصة، فإذا أخذ من جهتهم صار معلومًا لغيرهم بعلمهم، وإذا لم يؤخذ عن جهتهم سقط عذر المعرض عن ذلك إذا أخطأ فيه.
المسألة الثالثة: الفرق بين الأصول والفروع
ويوجد في الأصول والفروع ما هو معلوم من الدين بالضرورة عند العامة وعند الخاصة والذي يجب أن يعلمه العامة أو من هو منهم من جهة الخاصة ليعلمه علمًا ضروريًا بعلمهم له علمًا ضروريًا، ولكن الأصول تتميز عن الفروع هنا بفارق مهم جدًا وهو أن العقائد لا يجوز أن يتجدد منها للخلف ما لم يكن واجبًا على السلف بخلاف الفروع فقد تتجدد الحوادث ويقع للمتأخر فيها ما لم يقع للمتقدم، فالأصول لا تدخلها الاجتهاديات، أما الفروع فتدخلها الاجتهاديات، ولذلك نجد إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل الذي يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينقل عن الصحابة عدة أقوال قد تكون مختلفة أحيانًا اختلافًا بينًا ويقررها أقوالاً في مذهبه وذلك في الفروع ولا نجد له عن الصحابة في الأصول إلا قولاً واحدًا، لأن الصحابة كانت لهم أقوال مختلفة في الفروع وكان قولهم واحدًا في الأصول، ولذلك عابوا على المتكلمين إعراضهم عن المنقول إلى معقولاتهم التي عارضوا بها المنقول عن الصحابة وأولوا لها القرآن.
فقالوا:
ما باله حتى السواك أبانه وقواعد الإسلام لم تتقرر
ولذلك فكل ما لم يبين من العقائد في عصر النبوة فلا حاجة إلى اعتقاده ولا الخوض فيه لأن الأمة قد أجمعت على أن البيان لا يتأخر عن وقت الحاجة سواء كان إلى معرفته سبيل أم لا، وسواء كان حقًا أم لا وخصوصًا إذا أدى الخوض فيه إلى التفرق المنهي عنه " وخضتم كالذي خاضوا " فيكون في إيجابه إيجاب ما لم ينص على إيجابه ويؤدي إلى المنصوص على تحريمه وهو الافتراق، وما تبين من العقائد في عصر النبوة نقله الصحابة ونقله أهل السنة والأثر، ولذلك نجد قولهم واحدًا فيه لا اختلاف بينهم لا من حيث الجملة ولا التفاصيل وتجد الاختلاف الكثير عند من أعرض عن المنقول إلى المعقول يقول صاحب كتاب " إيثار الحق على الخلق":
(ومما يصلح للاستدلال به في هذا المقام قوله تعالى: " وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها " فلولا أن كتابها هو موضع الحجة عليها في أمور الدين ومهماته ما اختص بالدعاء إليه ونحوها قوله تعالى:" الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان " فجعل الكتاب في بيان الدين وحفظه وتمييز الحق من الباطل كالميزان في بيان الحقوق الدنيوية وحفظها، بل جعل الحق مختصًا به بالنص والميزان معطوفًا عليه بالمفهوم أي والميزان بالحق. وقال بعد الأمر بوفاء الكيل والوزن: " لا نكلف نفساً إلا وسعها " لأنه يحتاج إلى المعاملة بالكيل والوزن وإن وقع التظالم الخفي في مقادير مثاقيل الذر أو أقل منه، ولم يقل ذلك بعد الأمر بلزوم كتابه واتباع رسله، لأنه لا حاجة ولا ضرورة إلى البدعة في الاعتقاد. وأما الفروع العملية فلما وقعت الضرورة إلى الخوض فيها بالظنون لم يكن فيها حرج بالنص والإجماع فتأمل ذلك فإنه مفيد». أهـ. إيثار الحق علي الخلق، ص 111.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الرجوع إلى عمل الصحابة مطلوب في الفروع العملية وإن دخلتها الاجتهاديات واختلفت فيها أقوالهم وأعمالهم وفتاواهم فإنه مطلوب في العقائد قطعًا، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية " ما أنا عليه وأصحابي" وقال عنها أنها الجماعة، فالجماعة هى ما كان عليه وأصحابه صلى الله عليه وسلم وهى النجاة، فمن أعرض عن ذلك كان مذمومًا هالكًا وليس مجتهدًا مثابًا ولا متأولاً مغفورًا له خطؤه، وإذا كان التأكيد أكثر في هذا الشأن على الأصول الاعتقادية، بل هى الأصل وغيرها تبع لها، فليس ذلك راجعًا إلى أن هذه عقلية لا يعذر فيها، وهذه شرعية يعذر فيها كما يقول المتكلمون، ولكن لأن هذه لامجال فيها للاجتهادات فلاحاجة ولا ضرورة لاعتقاد البدعة وهذه تتجدد فيها الحوادث فيقع للمتأخر فيها ما لم يقع للمتقدم وهذه قد قضت الضرورة إلى الخوض فيها بالظنون فرفع فيها الحرج بخلاف الأولى التي لا توجد حاجة فيها إلى اعتقاد ما لم يبين في عصر النبوة ولا الخوض فيه. ولذلك قال عبد الله بن مسعود عن العقائد اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. وليس هذا هو الشأن في الاجتهاديات ولذلك قال مالك: ـ وهو إمام أهل الأثر ـ للرجل الذي جاء يجادله أرأيت إن غلبتني، قال: تتبعني، قال: فإن غلبتك، قال: أتبعك، قال: فإن جاء آخر فغلبنا قال: نتبعه، قال مالك: أرى الدين واحدًا وأراك أكثرت التنقل. وقال: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا لجدله ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم؟!
ونكتة الموضوع أن العقائد ما نص عليه الشارع فقد نص عليه، وما سكت عنه سكت عنه مع وجود المقتضى للتشريع، أما الاجتهاديات فقد يسكت الشارع مع عدم وجود المقتضى للتشريع وقت التشريع ثم يوجد بعد انقضاء وقت التشريع مثل جمع المصحف فلا يكون الفعل بدعة بل مصلحة مرسلة وخصوصًا أنه معقول المعنى اجتهادي تضافرت قواعد الشرع على إثباته، أما الأصول فلا يتجدد لها مقتضيات للتشريع بعد انقضاء الرسالة فمازاد أو نقص عن ذلك بعد إكمال الدين صار بدعة، ولذلك نجد مالكًا يتوسع في المصالح المرسلة ولا يخرج عن المنقول في العقائد قيد أنملة.
والمصادر المعصومة ثلاثة: الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهو ما نقل عن الصحابة فمن خرج عن ذلك لم يكن معذورًا في خطئه ولا مثابًا في اجتهاده، ولذلك يقول أحمد: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن خرج عن ذلك خرج من السنة إلى البدعة ومن المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، والهالك ليس مثابًا على اجتهاده ولا معذورًا في خطئه. ولننظر إلى الفروع العملية، كيف اختلفت فيها أقوال أهل السنة والأثر في دائرة المشروع، وكيف اتفقت مذاهبهم في الأصول، بل للحق والدقة أنه ليس لهم مذاهب في الأصول بل هو مذهب واحد إجمالاً وتفصيلاً وهذه أمثلة ولنبدأ أولا بالفروع العملية:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ يقول بعد كلام: (ومثل طوائف الفقه من الحنفية والمالكية والسفيانية والأوزاعية والشافعية والحنبلية والداوودية وغيرهم مع تعظيم الأقوال المشهورة عن أهل السنة والجماعة لايوجد لطائفة منهم قول انفردوا به عن سائر الأمة وهو صواب بل ما مع كل طائفة منهم من الصواب يوجد عند غيرها من الطوائف وقد ينفردون بخطأ لايوجد عند غيرهم، لكن قد تنفرد طائفة بالصواب عمن يناظرها من الطوائف كأهل المذاهب الأربعة قد يوجد لكل منهم أقوال انفرد بها، وكان الصواب الموافق للسنة معه دون الثلاثة لكن يكون قوله قد قاله غيره من الصحابة والتابعين وسائر علماء الأمة بخلاف ما انفردوا به ولم ينقل عن غيرهم فهذا لايكون إلا خطأ، وكذلك أهل الظاهر كل قول انفردوا به عن سائر الأمة فهو خطأ، وأما ما انفردوا به عن الأربعة وهو صواب فقد قاله غيرهم من السلف. وأما الصواب الذي ينفرد به كل طائفة من الثلاثة فهو كثير لكن الغالب أن يوافقه عليه بعض أتباع الثلاثة وذلك كقول أبي حنيفة بأن المحرم يجوز له أن يلبس الخف المقطوع وما أشبهه كالجمجم والمداس وهو وجه في مذهب الشافعي وغيره، وكقوله بأن طهارة المسح يشترط لها دوام الطهارة دون ابتدائها، وقوله أن النجاسة تزول بكل ما يزيلها وهذا أحد الأقوال الثلاثة في مذهب أحمد ومذهب مالك، وكذلك قوله بأنها
(يُتْبَعُ)
(/)
تطهر بالاستحالة، ومثل قول مالك بأن الخمس مصارفه مصرف الفئ وهو قول في مذهب أحمد فإنه عنه روايتان في خمس الركاز هل يصرف مصرف الفئ أو مصرف الزكاة، وإذا صرف مصرف الفيء فإنما هو تابع لخمس الغنيمة، ومثل قوله بجواز أخذ الجزية من كل كافر جازت معاهدته لا فرق بين العرب والعجم ولا بين أهل الكتاب وغيرهم فلا يعتبر قط أمر النسب بل الدين في الذمة والاسترقاق وحل الذبائح والمناكح وهذا أصح الأقوال في هذا الباب، وهو أحد القولين في مذهب أحمد فإنه لا يخالفه إلا في أخذ الجزية من مشركي العرب ولم يبق من مشركي العرب أحد بعد نزول آية الجزية، بل كان جميع مشركي العرب قد أسلموا. ومثل قول مالك أن أهل مكة يقصرون الصلاة بمني وعرفة وهو قول في مذهب أحمد وغيره، ومثل مذهبه في الحكم بالدلائل والشواهد وفي إقامة الحدود ورعاية مقاصد الشريعة وهذا من محاسن مذهبه ومذهب أحمد قريب من مذهبه في أكثر ذلك. ومثل قول الشافعي أن الصبي إذا صلى في أول الوقت ثم بلغ لم يُعد الصلاة وكثير من الناس يعيب هذا على الشافعي وغلطوا في ذلك، بل الصواب قوله وهو وجه في مذهب أحمد وقوله تفعل ذوات الأسباب في وقت النهي وهو إحدى الروايتين عن أحمد، وكذلك قوله بطهارة المني كقول أحمد في أظهر الروايتين، ومثل قول أحمد في نكاح البغي لا يجوز حتى تتوب، وقوله أن الصيد إذا جرح ثم غاب أنه يؤكل ما لم يوجد فيه أثر آخر وهو قول في مذهب الشافعي، وقوله بأن صوم النذر يصام عن الميت بل وكل المنذورات تفعل عن الميت، ورمضان يطعم عنه وبعض الناس يضعف هذا القول وهو قول الصحابة ابن عباس وغيره ولم يفهموا غوره، وقوله أن المحرم إذا لم يجد النعلين والإزار لبس الخفين والسراويل بلا قطع ولا فتق فإن هذا كان آخر الأمرين من النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقوله بأن مرور المرأة والكلب الأسود والحمار يقطع الصلاة، وقوله بأن الجدة ترث وابنها حي، وقوله بصحة المساقاة والمزارعة وما أشبه ذلك وإن كان البذر من العامل على إحدى الروايتين عنه وكذلك طائفة من أصحاب الشافعي، وقوله في إحدى الروايتين أن طلاق السكران لا يقع وهو قول بعض أصحاب أبي حنيفة والشافعي، وقوله أن الوقف إذا تعطل نفعه بيع واشترى به ما يقوم مقامه وفي مذهب أبي حنيفة ما هو أقرب إلى مذهب أحمد من غيره وكذلك في مذهب مالك، وكذلك قوله في إبدال الوقف كإبدال المسجد بغيره ويجعل الأول غير مسجد كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي مذهب أبي حنيفة ومالك يجوز الإبدال للحاجة في مواضع، وقوله بقبول شهادة العبد، وقوله بأن صلاة المنفرد خلف الصف يجب عليه فيها الإعادة، وقوله في أن فسخ الحج إلى العمرة جائز مشروع بل هو أفضل، وقوله بأن القارن إذا ساق الهدي فقرانه أفضل من التمتع والإفراد كما فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم ومثل قوله إن صلاة الجماعة فرض على الأعيان). أهـ. () منهاج السنة، ج3، ص 44 - 46
وبعض هؤلاء الأئمة يأخذ بقول الصحابي والتابعي في الفروع العملية ويجعل أقوال الصحابة والتابعين وإن تعددت أقوالاً أو أوجهًا في مذهبه، والبعض الآخر لا يأخذ ولا حرج في ذلك، فلا حرج في خلاف الصحابي والتابعي هنا إذا كان الاعتماد على نصوص الكتاب والسنة ومن قرأ في الفروع العملية علم أن أقوال الصحابة والتابعين متعددة ليست قولاً واحدًا. وأما الأصول الاعتقادية فقولهم قول واحد فالخروج عنه أو مخالفته بدعة. ما ينفرد به أبو حنيفة ويكون وجهًا في مذهب الشافعي وهو صواب هل يكون الوجه الآخر في مذهب الشافعي باطل أم خطأ كلا قد يكون راجحًا أيضًا، وقد يكون مرجوحًا وما ينفرد به أبو حنيفة وهو صواب وهو أحد الأقوال الثلاثة في مذهب أحمد ومالك هل يكون القولان الآخران في مذهب أحمد ومالك باطلان أم خطأ كلا بل ربما كانا أرجح أو متساويين في الرجحان أو مرجوحين عن القول الذي وافق قول أبي حنيفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك ما يقوله مالك وهو أحد القولين في مذهب أحمد أو هو قول في مذهب أحمد، وكذلك ما يقوله الشافعي وهو وجه في مذهب أحمد أو إحدى الروايتين عن أحمد أو كقول أحمد في أظهر الروايتين عنه الأقوال الأخرى في مذهب أحمد كلها حق وصواب قد تكون أرجح أو متساوية في الرجحان أو أقل في الرجحان فتكون مرجوحة ولكنها ليست باطلة ولا خطأ، وكذلك ما يقوله أحمد في إحدى الروايتين عنه وهو قول بعض أصحاب أبي حنيفة والشافعي أو قالت به طائفة من أصحاب الشافعي أو هو قول في مذهب الشافعي، فإن الرواية الأخرى في مذهب أحمد والأقوال والأوجه الأخرى في مذهب الشافعي أو أبي حنيفة أو مالك صحيحة مقبولة شرعية، وإذا كان ثَمَّ راجح أو مرجوح، وقد يصير الراجح مرجوحًا والمرجوح راجحًا لبعض الظروف والملابسات وباعتبار المآلات والنظر إلى مقاصد الشريعة، وقد يكون الحكمان باقيان يُعمل بكل في مناسبته ليس ثمة خطأ وإذا كان ثمة خطأ فليس ثمة بدعة، وإذا كانت ثمة زلة لعالم فلا يثبت عليها ولا ينافح عنها ولا يطلبون من غيرهم المتابعة عليها، فإذا تنبهوا رجعوا وإن لم يتنبهوا إليها غفرها الله لهم لأنهم كلهم قد قال بلسان الحال أو المقال إذا صح الحديث فهو مذهبي واضربوا بقولي هذا عرض الحائط، فإذا كان صوابًا فمن الله ورسوله وإذا كان خطأ فهو من الشيطان، وهذا هو شأن الفروع العملية بخلاف الأصول الاعتقادية، فإنها قول واحد ومذهب واحد ليس فيها أقوال ولا مذاهب ولا راجح ولا مرجوح ولا تغير في الأحكام لتجدد القضايا وتغير الزمان.
يقول الشاطبي عن الاختلاف المرحوم: (ثم إن هؤلاء المتفقين قد يعرض لهم الاختلاف بحسب القصد الثاني لا القصد الأول، فإن الله تعالى حكم بحكمته أن تكون فروع هذه الملة قابلة للأنظار ومجالاً للظنون، وقد ثبت عند النظار أن النظريات لا يمكن الاتفاق فيها عادة، فالظنيات عريقة في إمكان الاختلاف، لكن في الفروع دون الأصول وفي الجزئيات دون الكليات، فلذلك لا يضر هذا الاختلاف.
وقد نقل المفسرون عن الحسن في هذه الآية أنه قال: أما أهل رحمة الله فإنهم لا يختلفون اختلافًا يضرهم. يعني لأنه في مسائل الاجتهاد التي لا نص فيها بقطع العذر، بل لهم فيه أعظم العذر، ومع أن الشارع لما علم أن هذا النوع من الاختلاف واقع، أتي فيه بأصل يُرجَعُ إليه، وهو قول الله تعالى: " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " الآية. فكل اختلاف من هذا القبيل حكم الله فيه أن يرد إلى الله، وذلك رده إلى كتابه، وإلي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك رده إليه إذا كان حيًّا وإلي سنته بعد موته، وكذلك فعل العلماء رضي الله عنهم إلا أن لقائل أن يقول: هل هم داخلون تحت قوله تعالى: " ولا يزالون مختلفين " أم لا؟ والجواب: أنه لا يصح أن يدخل تحت مقتضاها أهل هذا الاختلاف من أوجه:
الأول: أن الآية اقتضت أن أهل الاختلاف المذكورين مباينون لأهل الرحمة لقوله ": ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " فإنها اقتضت قسمين: أهل الاختلاف، والمرحومين، فظاهر التقسيم أن أهل الرحمة ليسوا من أهل الاختلاف وإلا كان قسم الشيء قسيمًا له ولم يستقم معنى الاستثناء.
والثاني: أنه قال فيها: " ولا يزالون مختلفين " فظاهر هذا أن وصف الاختلاف لازم لهم حتى أطلق عليهم لفظ اسم الفاعل المشعر بالثبوت، وأهل الرحمة مبرءون من ذلك، لأن وصف الرحمة ينافي الثبوت على المخالفة، بل إن خالف أحدهم في مسألة فإنما يخالف فيها تحريًا لقصد الشارع فيها، حتى إذا تبين له الخطأ فيها راجع نفسه وتلافي أمره، فخلافه في المسألة بالعرض لا بالقصد الأول، فلم يكن وصف الاختلاف لازمًا ولا ثابتًا، فكان التعبير عنه بالفعل الذي يقتضي العلاج والانقطاع أليق في الموضع.
والثالث: أنا نقطع بأن الخلاف في مسائل الاجتهاد واقع ممن حصل له محض الرحمة وهم الصحابة ومن اتبعهم بإحسان رضي الله عنهم، بحيث لا يصح إدخالهم في قسم المختلفين بوجه، فلو كان المخالف منهم في بعض المسائل معدودًا من أهل الاختلاف ـ ولو بوجه ما ـ لم يصح إطلاق القول في حقه: أنه من أهل الرحمة وذلك باطل بإجماع أهل السنة.
والرابع: أن جماعة من السلف الصالح جعلوا اختلاف الأمة في الفروع ضربًا من ضروب الرحمة، وإذا كان من جملة الرحمة، فلا يمكن أن يكون صاحبه خارجًا من قسم أهل الرحمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبيان كون الاختلاف المذكور رحمة ما روى عن القاسم بن محمد قال: لقد نفع الله باختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمل، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة. وعن ضمرة بن رجاء قال: اجتمع عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد فجعلا يتذاكران الحديث ـ قال ـ فجعل عمر يجيءُ بالشيء يخالف فيه القاسم ـ قال ـ وجعل القاسم يشق ذلك عليه حتى يتبين ذلك فيه فقال له عمر: لا تفعل فما يسرني باختلافهم حمر النعم وروى ابن وهب عن القاسم أيضًا قال: لقد أعجبني قول عمر بن عبد العزيز: ما أحب أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يختلفون، لأنه لو كان قولاً واحدًا لكان الناس في ضيق، وإنهم أئمة يقتدي بهم، فلو أخذ رجل بقول أحدهم كان سنة ومعنى هذا أنهم فتحوا للناس باب الاجتهاد وجواز الاختلاف فيه، لأنهم لو لم يفتحوه لكان المجتهدون في ضيق، لأن مجال الاجتهاد ومجالات الظنون لا تتفق عادة ـ كما تقدم ـ فيصير أهل الاجتهاد مع تكليفهم باتباع ما غلب على ظنونهم مكلفين باتباع خلافهم، وهو نوع من تكليف ما لا يطاق وذلك من أعظم الضيق. فوسع الله على الأمة بوجود الخلاف الفروعي فيهم، فكان فتح باب للأمة، للدخول في هذه الرحمة، فكيف لا يدخلون في قسم " من رحم ربك " فاختلافهم في الفروع كاتفاقهم فيها والحمد لله.
وبين هاتين الطريقين ـ يقصد الإختلاف في أصل الدين والإختلاف في الفروع العلمية ـ واسطة أدنى من الرتبة الأولى وأعلى من الرتبة الثانية، وهى أن يقع الاتفاق في أصل الدين ويقع الاختلاف في بعض قواعده الكلية، وهو المؤدي إلى التفرق شيعًا. فيمكن أن تكون الآية تنتظم هذا القسم من الاختلاف، ولذلك صح عنه صلى الله عليه وسلم أن أمته تفترق على بضع وسبعين فرقة، وأخبر أن هذه الأمة تتبع سنن من كان قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، وشمل ذلك الاختلاف الواقع في الأمم قبلنا، ويرشحه وصف أهل البدع بالضلالة وإيعادهم بالنار، وذلك بعيد من تمام الرحمة). أهـ. الاعتصام، ج2، ص 168.
ويقول الإمام الشاطبي في الاعتصام، ج2، ص 172: (وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى أن المراد بالمختلفين في الآية أهل البدع، وأن من رحم ربك أهل السنة، ولكن لهذا الكتاب أصل يرجع إلى سابق القدر لا مطلقًا، بل مع إنزال القرآن محتمل العبارة للتأويل، وهذا لابد من بسطه فاعلموا أن الاختلاف في بعض القواعد الكلية لا يقع في العاديات الجارية بين المتبحرين في علم الشريعة الخائضين في لجتها العظمى العالمين بمواردها ومصادرها.
والدليل على ذلك اتفاق العصر الأول وعامة العصر الثاني على ذلك، وإنما وقع اختلافهم في القسم المفروغ منه آنفًا، بل كل خلاف على الوصف المذكور وقع بعد ذلك فله أسباب ثلاثة قد تجتمع وقد تفترق).
يلخصها الشاطبي في الجهل واتباع الهوى والتصميم على اتباع العوائد ولزم فيها تفصيلات أخرى سنذكرها كما وقعت تاريخيًا والغالب على البدع أنها مقصورة على المخالفات في الأصول الاعتقادية والمسائل التعبدية ولا تدخل في المسائل العملية الفروعية إلا من هذه الأوجه:
1 - إذا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضلوا ”اتباع الجهال“
2 - أخذ الشريعة على تشهي الأغراض، والأخذ بالحيل واتباع المتشابه.
3 - التقليد المذموم.
4 - رد أحاديث الآحاد وعليها جملة الشريعة.
5 - القول في الشرع بالاستحسان والظنون والاشتغال بالمعضلات ورد الفروع بعضها إلى بعض دون ردها إلى أصولها فاستعمل فيها الرأي قبل أن تنزل وفي الاشتغال بهذا تعطيل السنن والتذرع إلى جهلها مع التعمق في القياس والإعراض عن السنن.
6 - شيوع المعاصي واختلال القيم ووضع المعاصي على مضاهاة التشريع فإن المعصية إذا وضعت على مضاهاة التشريع صارت بدعة.الاعتصام، ج2.
فإن دخول شوب التشريع يجعل المعصية بدعة والتشريع المطلق كفر ممن شرعه وممن أمضاه وممن رضيه وقبله وتابع عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تأملت هذه الأمور الستة المذكورة وجدتها راجعة إلى خلل في أصول الفقه أو أصول الاعتقاد فعادت إلى الأصول مرة ثانية، وأصول الفقه هى الأصول العملية، وأصول الاعتقاد هى الأصول الاعتقادية. ومن هذه الأوجه أدخل فيها الإمام الشاطبي الابتداع وبدون هذه الأوجه لا يدخلها الابتداع بمجرد خلاف الصحابة أو عدم الأخذ برأي الصحابي أو التابعي في الاجتهاد إذا كان المجتهد يجتهد على نصوص الكتاب والسنة على وفق أصول الاجتهاد، أما الأصول والعبادات فالخروج فيها عما كان عليه السلف الصالح بدعة لمجرد المخالفة، لأن الفروع العملية معقولة المعنى تدخلها المصالح المرسلة والمسائل الاعتقادية والعبادية لا تدخلها المصالح المرسلة ولا حاجة فيها تدعو إلى اعتقاد البدعة أو العمل بها فالمخالفة فيها بدعة.
يقول الشاطبي: (الثاني: أن البدع تنقسم إلى ما هى كلية في الشريعة وإلي جزئية، ومعنى ذلك أن يكون الخلل الواقع بسبب البدعة كليا في الشريعة كبدعة التحسين والتقبيح العقليين وبدعة إنكار الأخبار السنية اقتصارًا على القرآن وبدعة الخوارج في قولهم لا حكم إلا لله وما أشبه ذلك من البدع التي لا تختص فرعًا من فروع الشريعة دون فرع بل تجدها تنتظم ما لا ينحصر من الفروع الجزئية). أهـ. الاعتصام، ج2، ص 59.
ويقول: (وأما الراسخون في العلم فليسوا كذلك، وماذاك إلا باتباعهم أم الكتاب وتركهم الاتباع للمتشابه. وأم الكتاب يعم ما هو من الأصول الاعتقادية أو العملية، إذ لم يخص الكتاب ذلك ولا السنة، بل ثبت في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» وفي الترمذي تفسير هذا بإسناد غريب عن غير أبي هريرة، فقال في حديثه «وأن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاثة وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا: من هى يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي». والذي عليه النبيّ وأصحابه ظاهر في الأصول الاعتقادية والعملية على الجملة لم يخص من ذلك شيء دون شيء، وفي أبي داود «وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهى الجماعة» وهى بمعنى الرواية التي قبلها، وقد روى ما يُبين هذا المعنى ذكره ابن عبد البر بسند لم يرضه وإن كان غيره قد هون الأمر فيه أنه قال: «ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة الذين يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال». فهذا نصٌ على دخول الأصول العملية تحت قوله «ما أنا عليه وأصحابي» وهو ظاهر فإن المخالف في أصل من أصول الشريعة العملية لا يقصر عن المخالف في أصل من الأصول الاعتقادية في هدم القواعد الشرعية». أهـ. الموافقات، ج4، ص 177.
وليس معنى هذا تصويب المجتهدين في الفروع، بل الشريعة على قول واحد في الأصول الاعتقادية والفروع العملية، وإن كانت هناك مسائل يدق فيها النظر وتتجاذبها أصول تتردد بينها فمن قوي عنده من المجتهدين إلحاقها بأحد الجانبين ألحقها به، ومن قوى عنده إلحاقها بالجانب الآخر ألحقها به، ومن ذلك ما يقوله ابن رشد في ”بداية المجتهد“ في بيوع الشروط والثنيا: «واختلف العلماء من هذا الباب في بيع وإجارة معًا في عقد واحد فأجازه مالك وأصحابه، ولم يجزه الكوفيون ولا الشافعي لأن الثمن يرون أنه يكون حينئذ مجهولاً. ومالك يقول: إذا كانت الإجارة معلومة لم يكن الثمن مجهولاً وربما رآه الذين منعوه من باب بيعتين في بيعة وأجمعوا على أنه لا يجوز السلف والبيع كما قلنا، واختلف قول مالك في إجازة السلف والشركة فمرة أجاز ذلك ومرة منع؛ وهذه كلها اختلف العلماء فيها لاختلافها بالأقل والأكثر في وجود علل المنع فيها المنصوص عليها فمن قويت عنده علة المنع في مسألة منعها ومن لم تقو عنده أجازها وذلك راجع إلى ذوق المجتهد لأن هذه المواد يتجاذب القول فيها إلى الضدين على السواء عند النظر فيها، ولعل في أمثال هذه المواد يكون القول بتصويب كل مجتهد صوابًا لهذا ذهب بعض العلماء في أمثال هذه المسائل إلى التخيير». أهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا شأن الفروع العملية فكيف يكون شأن الأصول الاعتقادية. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن محنة الإمام أحمد في موضوع خلق القرآن: (مذهب أهل السنة والجماعة مذهب قديم معروف قبل أن يخلق الله أبا حنيفة ومالكًا والشافعي وأحمد، فإنه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم، ومن خالف ذلك كان مبتدعًا عند أهل السنة والجماعة، فإنهم متفقون على أن إجماع الصحابة حجة ومتنازعون في إجماع من بعدهم، وأحمد بن حنبل وإن كان قد اشتهر بإمامة السنة والصبر في المحنة فليس ذلك لأنه انفرد بقول أو ابتدع قولاً، بل لأن السنة التي كانت موجودة معروفة قبله علمها ودعا إليها وصبر على ما امتحن به ليفارقها، وكان الأئمة قبل قد ماتوا قبل المحنة فلما وقعت محنة الجهمية نفاة الصفات في أوائل المائة الثالثة على عهد المأمون وأخيه المعتصم ثم الواثق ودعوا الناس إلى التجهم وإبطال صفات الله وهو المذهب الذي ذهب إليه متأخروا الرافضة، وكانوا قد أدخلوا معهم من أدخلوه من ولاة الأمر فلم يوافقهم أهل السنة والجماعة حتى هددوا بعضهم بالقتل وقيدوا بعضهم وعاقبوهم بالرهبة والرغبة، وثبت أحمد بن حنبل على ذلك الأمر حتى حبسوه مدة ثم طلبوا أصحابهم لمناظرته فانقطعوا معه في المناظرة يومًا بعد يوم، ولما لم يأتوا بما يوجب موافقته لهم وبين خطأهم فيما ذكروا من الأدلة وكانوا قد طلبوا أئمة الكلام من أهل البصرة وغيرهم مثل أبي عيسي محمد بن عيسي برغوث صاحب حسين النجار وأمثاله ولم تكن المناظرة مع المعتزلة فقط بل كانت مع جنس الجهمية من المعتزلة والنجارية والضرارية وأنواع المرجئة، فكل معتزلي جهمي وليس كل جهمي معتزلي لكن جهم أشد تعطيلاً لأنه ينفي الأسماء والصفات، والمعتزلة تنفي الصفات وبشر المريسي كان من المرجئة لم يكن من المعتزلة بل كان من كبار الجهمية، وظهر للخليفة المعتصم أمرهم وعزم على رفع المحنة حتى ألحَّ عليه ابن أبي دؤاد يشير عليه أنك إن لم تضربه وإلا انكسر ناموس الخلافة، فضربه فعظمت الشناعة من العامة والخاصة فأطلقوه، ثم صارت هذه الأمور سببًا في البحث عن مسائل الصفات وما فيها من النصوص والأدلة والشبهات من جانبي المثبتة والنفاة وصنفت الناس في ذلك مصنفات وأحمد وغيره من علماء أهل السنة والحديث مازالوا يعرفون فساد مذهب الروافض والخوارج والقدرية والجهمية والمرجئة لكن بسبب المحنة كثر الكلام ورفع الله قدر هذا الإمام فصار إمامًا من أئمة أهل السنة وعلمًا من أعلامها لقيامه بإعلامها وإظهارها واطلاعه على نصوصها وآثارها وبيان خفي أسرارها لا أنه أحدث مقالة ولا ابتدع رأيًا ولهذا قال بعض شيوخ الغرب المذهب لمالك والشافعي والظهور لأحمد يعني أن مذاهب الأئمة في الأصول مذهب واحد وهو كما قال). إهـ () منهاج السنة، ج 1، ص 256.
أقول: انظروا: مذهب الأئمة في الأصول مذهب واحد.
يعنى هنا أصول وفروع والأصول المذهب فيها واحد والفروع المذاهب أربعة وأكثر من ذلك.
ليس هنا ـ أي في الأصول ـ وجه ولا قول ولا أقوال وهذا يوجد كثيرًا في الفروع داخل المذهب الواحد ثم هناك مذاهب متعددة.
هنا مجرد الخلاف بدعة من خالف مذهب أهل السنة مبتدع لماذا لأن هذا المذهب أجمعت عليه الصحابة فليس عليه خلاف بين الصحابة فهو مذهب الصحابة، والخروج عن مذهب الصحابة مروق من الدين، وهذا هو معنى يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية المذكور في حديث الخوارج ومقصود به كل من خالف الفرقة الناجية وهى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» هل يصلح هنا أن يقال كما قال عمر بن عبد العزيز في الفروع العملية ”ما يسرني باختلافهم حمر النعم“ وقوله ”ما أحب أن أصحاب محمد لا يختلفون لأنه لو كان قولاً واحدًا لكان الناس في ضيق وأنهم أئمة يقتدى بهم فلو أخذ رجل بقول أحدهم كان سنة“؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ”درء تعارض النقل والعقل“ في مسألة الصفات: (والتفاسير المأثورة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مثل تفسير محمد بن جرير الطبري وتفسير عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم وتفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم وتفسير ابن المنذر وتفسير أبي بكر عبد العزيز وتفسير أبي الشيخ الأصبهاني وتفسير أبي بكر بن مردويه وما قبل هؤلاء من التفاسير مثل تفسير أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وبقيّ بن مخلد وغيرهم ومن قبلهم مثل تفسير عبد بن حميد وتفسير عبد الرزاق ووكيع بن الجراح فيها من هذا الباب الموافق لقول المثبتين ما لا يكاد يحصى، وكذلك الكتب المصنفة في السنة التي فيها آثار النبيّ والصحابة والتابعين. وقال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني في مسائله المعروفة التي نقلها عن أحمد وإسحق وغيرهما وذكر معها من الآثار عن النبيّ صلى الله عليه وسلم والصحابة وغيرهم ما ذكر وهو كتاب كبير صنَّفه على طريقة الموطأ ونحوه من المصنفات قال في آخره في الجامع باب القول في المذهب هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج أهل السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم وبقي بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم، وذكر الكلام في الإيمان والقدر والوعيد والإمامة، وما أخبر به الرسول من أشراط الساعة وأمر البرزخ والقيامة وغير ذلك.
إلى أن قال: وهو سبحانه بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان ولله عرش وللعرش حملة يحملونه، وله حد الله أعلم بحده والله على عرشه عزَّ ذكره وتعالى جده ولا إله غيره والله تعالى سميعٌ لا يشك بصير لا يرتاب، عليم لا يجهل، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حفيظ لا ينسي، يقظان لا يسهو، رقيب لا يغفل، يتكلم ويتحرك، يسمع ويبصر وينظر ويقبض ويبسط ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضي ويسخط ويغضب ويرحم ويعفو ويغفر ويعطي ويمنع وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. إلى أن قال: ولم يزل الله متكلمًا عالمًا فتبارك الله أحسن الخالقين). أهـ. منهاج السنة، ج2، ص 12
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقال الشيخ أبو الحسن بن عبد الملك الكرخي الشافعي في كتابه الذي سماه ”الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول“ وذكر اثني عشر إمامًا، الشافعي ومالك والثوري وأحمد وابن عيينه وابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد وإسحق بن راهويه والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم. قال فيه: سمعت الإمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول سمعت الإمام أبا بكر عبد الله بن أحمد يقول سمعت الشيخ أبا حامد الإسفراييني يقول: مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال القرآن مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل مسموعًا من الله تعالى والنبيّ صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا وفيما بين الدفتين وما في صدورنا مسموعًا ومكتوبًا ومحفوظًا ومنقوشًا، وكل حرف منه كالباء والتاء كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر عليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين». أهـ. درء التعارض، بحاشية منهاج السنة، ج2، ص48
ويقول شيخ الإسلام: (قال الحاكم سمعت أبا عبد الرحمن بن أحمد المقري يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحق يقول: الذي أقول به أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق، ومن قال أن القرآن أو شيئًا منه ومن وحيه وتنزيله مخلوق، أو يقول أن الله لا يتكلم بعد ما كان تكلم به في الأزل، أو يقول أن أفعال الله مخلوقة، أو يقول أن القرآن محدث، أو يقول أن شيئًا من صفات الله صفات الذات أو اسمًا من أسماء الله مخلوق، فهو عندي جهمي يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه هذا مذهبي ومذهب من رأيت من أهل الشرق والغرب من أهل العلم، ومن حكى عني خلاف هذا فهو كاذب باهت). أهـ. درء التعارض، بحاشية منهاج السنة، ج2، ص 39.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية فيما ينقل عن الإمام أحمد في درء التعارض: (وقال الخلال في السنة أخبرني عليٌ بن عيسي أن حنبلاً حدثهم قال سمعت أبا عبد الله يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسي فقد كفر بالله وكذَّب القرآن وردَّ على رسول الله صلى اله عليه وسلم أمره يستتاب من هذه المقالة فإن تاب وإلا ضربت عنقه. إلى أن يقول: وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن قوم يقولون لمَّا كلم الله موسي لم يتكلم بصوت فقال أبي: بلي، تكلم تبارك وتعالى بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت وحديث ابن مسعود إذا تكلم الله بالوحي سُمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان قال أبي: والجهمية تنكره قال أبي: وهؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس من زعم أن الله لم يتكلم فهو كافر) إهـ المصدر السابق، ج2، ص 20.) إنتهى من كتاب البلاغ المبين للشيخ عبد المجيد يوسف الشاذلي.(/)
دار الإسلام و المدينة الفاضلة و إدعاء فقه الواقع
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 10:07]ـ
أخي القارئ لقد درسنا في السنة الأولى الابتدائية و لله الحمد و نسأل الله ألا يتغير ذلك
من ربك؟ ربي الله سبحانه
من نبيك؟ نبيي محمد صلى الله عليه و سلم
ما دينك؟ ديني الإسلام
و هذه الأصول الثلاثة لم تلتبس اليوم على العامة فقط بل التبست حتى بعض من يسمى بالعلامة و إمام العصر
فلو سألته يجيب بلسان الحال و إن لم يكن بلسان المقال
من ربك؟ ربي الله لكن قد يربيني الشيطان أحياناً
من نبيك؟ نبيي محمد بالاشتراك مع أفلاطون في الرسالة
ما دينك؟ ديني الإسلام الديموقراطي المدني
هذه هي زبدة الموضوع و لو صرح بهذا لكفانا المؤنة لكنه بلسان المقال ينكر هذا الشيء
و لعله لهذا يدعو بعض الديموقراطيين الإسلامين إلى إصلاح المناهج لأنهم من السماعين للديموقراطيين الليبراليين المنافقين
قال تعالى: " لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " [التوبة/47]
و هؤلاء المنافقون بدورهم مخانيث الديموقراطيين الخلص في الغرب
قال تعالى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الحشر/11]
و الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع، هو موضوع الاستبداد الذي جاء أفلاطون بالديموقراطية ليلغيه
حيث إن من يظن أنه يفقه الواقع من الديموقراطيين الإسلاميين، ينكر على العلماء وقوفهم في صف المستبد! ضد الإصلاح
و إصلاحهم ديموقراطي علموا أو لم يعلموا و يعلل ذلك بأنهم لا يفقهون الواقع في مسائل السياسة
و لم يدر أن السبب في إنكارهم لما يسمى بالإصلاح الديموقراطي برمته سببه أنهم لم يشركوا أفلاطون مع محمد صلى الله عليه و سلم في الرسالة و لم يعترفوا بالديموقراطية و يعتبرونها شركاً في الحكم فالخلاف ليس في فقه الواقع بل في حكم الواقع
بينما صاحب الإسلام الديموقراطي المدني مشرك في الحكم و مشرك في الإتباع و مشرك في الطاعة، سواء كان شركاً أكبر أو أصغر علمه أو جهله
و انظر إلى قائمة مصطلحات أفلاطون التي يدعون إليها:
1 - الديموقراطية بدل التوحيد
2 - المساواة بدل العدل
3 - التعددية بدل فقه الخلاف
4 - المشاركة السياسية بدل الشورى
5 - العقد الاجتماعي بدل ولاية الأمر
6 - حكم الأكثرية بدل أهل الحل و العقد
7 - مؤسسات المجتمع المدني بدل الولايات
و من لم يوافق على هذه المصطلحات، فإنه على أحسن حال لا يفقه الواقع، و هو يرسخ الاستبداد و عدو للديموقراطية التي جاء بها رسولهم أفلاطون، و هو يقف عائقاً أمام إقامة حلم المدينة الفاضلة
و من هو الذي يرسخ الاستبداد أكثر من الذي يجعل مدير مكتب في عقر دار الكفر يصدر القرارات إلى جماعته في العالم كله و يجب عليهم تنفيذها لأنهم بايعوه، و كأنه ذو القرنين الذي حكم الدنيا و هو لا يستطيع أن يحكم مكتبه الذي افتتحه بترخيص من الكفار و يمكنهم إغلاقه متى شاؤوا في وجهه
فما حكم تبديل أحكام دار الإسلام بأحكام المدينة الفاضلة، أليس هذا من جنس ما فعله بنو عبيد مبدلي الشرائع
و العجب أنهم يعيبون على الحكام الذي بدلوا الشرع بقوانين وضعية لكي تدعمهم ما تسمى القوى العظمى
و هم مثلهم يستعطفون بتبديلهم الشرع و السير في ركاب الديموقراطيين طواغيت الغرب لتقيم لهم الخلافة!
لكنها خلافة ديموقراطية مدنية!
فيبدو أنه حتى تبديل الشرع أصبح قسمين: تبديل إسلامي و تبديل غير إسلامي، و هذا لم يقله حتى الأشعري، و إنما نسبه ابن تيمية لابن مخلوف الذي قال عنه إنه هو الخصم و الحكم
فحذار يا أخي أن تساهم في إقامة مدينة أفلاطون التي يسميها الفاضلة و تضيع عمرك معهم في ذلك
و انشغل بإقامة دار الإسلام التي أمر الله بإقامتها فالله لم يأمرنا بإقامة خلافة ديموقراطية مدنية
و إنما أمرنا بالجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد
و اعلم أن من يسمى علامة و هو يدعو للتعددية و يدعو لحكم الأكثرية و حقوق الأقلية أنه وريث أفلاطون، و لو ادعى فقه الواقع و قرأ القارديان و واشنطن تايمز، و يلمز العلماء بأنهم لا زالوا في زاد المستقنع
فما هي النازلة التي تستلزم متابعة السي إن إن! لمعرفة واقعها
فانظروا عمن تأخذون دينكم هل تأخذونه عن ورثة الأنبياء أو عن ورثة أفلاطون(/)
كلمة (قانون) واستبدالها بلفظ (النظام) في السعودية. فوائد ومقالات.
ـ[خالد السالم]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في كتاب الحيازة والتقادم في الفقه الإسلامي للدكتور محمد عبد الجواد محمد. ط:1397هـ 1977م: تُستعمل المملكة العربية السعودية كلمة (الأنظمة) بدلاً من (القوانين) نفوراً من هذه الأخيرة، وحلولها محل الشريعة الإسلامية في البلاد الإسلامية، ولكنَّا نرى أن النفور من (القوانين الوضعية) يجب ألا يشمل النفور من كلمة (القانون) لأن هذه الكلمة وغن كانت غير عربية الأصل ولكنّها قد عُرّبت واستقرّت في اللغة العربية كالكثير غيرها من الكلمات، وقد جعلها ابن جزي الفقيه المالكي عنواناً لكتابه (قوانين الأحكام الشرعية ومسائل الفروع الفقهية) كما استعملها حجة الإسلام الغزالي في المستصفى من علم الأصول، وابن خلدون والماوردي وأبو يعلى، في الأحكام السلطانية وابن سينا في كتابه المشهور (القانون في الطب). (بحثنا في: كيف حاد العالم الإسلامي عن صراط الشريعة الإسلامية وكيف يمكن العودة إليه، هامش البند الأول) (بحوث في الشريعة الإسلامية والقانون، المجموعة الثانية، مطبعة جامعة القاهرة، 1397 - 1977م. اهـ (ص361، هامش رقم 81).
ـ[خالد السالم]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:25]ـ
((هلاَّ عقلتم القانون الذي نريد!.))
لقد ورثنا عن بعض مشايخنا التحسس من كلمة (قانون)، حتى إنَّ هذه الكلمة كفيلة بِلَيِّ الأعناق وَشَزَرِ الأحداق نحو من يقولها؛ إنكاراً على تلفظه بها دون النظر إلى ما يريد قوله عنها، إذ يكفي أنها أشد قبحاً من كلمة شيطان أو أيٍ من مترادفات المستقذرات من الخارج من أبدان الأحياء والأموات أجلكم الله.
حتى إذا تقدمت بنا مراحل التعليم قليلاً فوجئنا بإيراد أئمة الفقه المعتبرين في المذاهب الأربعة لهذه الكلمة في كتبهم دون تحفظٍ من مشبوه ولا احترازٍ من مكروه؛ أمثال: القاضي عياض، وابن العربي، والقرطبي، وابن الجوزي، وأبو حَيَّان الأندلسي، وابن قيم الجوزية، وابن حجر العسقلاني غفر الله لهم أجمعين، بل إنَّ ابن تيمية رحمه الله ذكر هذا المصطلح أكثر من عشرين مرة في كتابٍ واحد.
وليس ذلك فقط بل كان استعمال هؤلاء السلف لكلمة (قانون) للدلالة على دقيق الضبط ومزيد الإحكام؛ ومنهم من ذكره مضافاً إلى غيره من المصطلحات الأصيلة؛ كقولهم: قانون الشرع، وقانون الفقه، وقانون السلف، وقانون الحكمة الإلهية، والقانون الشرعي، ونحو ذلك. عند هذا علمنا أنَّ هذه الجفوة - بين مشايخنا وبين هذا المصطلح - حادثةٌ غيرُ مرتكزةٍ على أساسٍ تعتمد عليه؛ سوى أنَّ هناك من التشريعات الوضعية ما عُرِفَ بهذا الاسم؛ فَنُبِذَ الاسم بأكمله لأجل ذلك، ولاشك أنَّ ذاك ليس من حقِّ أحدٍ كائناً من كان، ما دام قد جرى على ألسنة من قبلهم ممن هم خيرٌ منا ومنهم، أمثال أولئك الأعلام رضي الله عنهم وأرضاهم. مع أنَّ التنفير لا يجب أن يكون من الكلمة ذاتها، بل من الاستعمال الخاطئ لها.
لما تقدم: لم يلق القانون غير الإعراض والجفاء من طلبة العلم الشرعي، وكأنه رديفٌ لمسمى جناية أو جريمة.
ومما ينبغي معرفته أن مصطلح القانون في عصرنا ينطبق على ثلاثة أشياء: شكلي، ووضعي، وتنظيمي.
فالقانون الشكلي/ هو العلم بصياغة القوانين ودلالاتها وأنواعها وتفريعاتها.
وهذا القانون ما هو إلا معرفة مسارات مخصوصة وقوالب مرصوصة يمكن أن تُصَبَّ فيها أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المستمدة من قواعد الفقه العامة وضوابطها.
وهو بهذا الاعتبار علمٌ لا غنى عنه أبداً، ومن الواجب تعلمه على الكفاية؛ بحيث إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
والقانون الوضعي/ هو الذي يُعنى بالأحكام المستنبطة من عقول البشر المتعارضة مع الوحيين العظيمين (الكتاب، والسنة).
وهذا القانون لا يجوز لمسلمٍ دراسته إلا على وجه المقارنة؛ لبيان بطلانه وتضاربه ومصادمته لنواميس الله في خلقه، وبنحوٍ من هذا صدرت الفتوى رقم/3532، ورقم/18612 من اللجنة الدائمة للإفتاء رحم الله من مات من أعضائها، ونفع الله بالباقين منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقانون التنظيمي/ هو الخاص بالتنظيمات البشرية لجوانب الحياة المعاصرة، وهو علمٌ مبنيٌ على المصالح المرسلة، مثل: أنظمة المرور، والاستيراد والتصدير، والتصنيع، والتجارة الدولية، والبروتوكولات الحكومية (المراسم)، وهي كثيرٌ لا يمكن إحصاؤها لتجددها بحسب حاجة الناس إليها.
وهذا النوع من أنواع القانون من مصلحة المسلمين معرفته وتطبيقه؛ توحيداً للعرف العالمي الذي بدأ يسيطر على كثير من مناحي الحياة، وحتى لا يغدر المسلم الجاهل بها، والمصلحة في معرفتها وتطبيقها؛ لثبوت نفعها، ولأنها جاءت من قومٍ سبروا أمور الحياة - التي هم أحرص الناس عليها وأعلم الناس بظاهرها - حتى وقفوا عندها فيما بينهم، ولو أردنا الوصول إلى مثلها عبر ذات الطريق لمكثنا خلف القوم قروناً حتى نصل إلى نتائج اليوم، ولو شئنا تطوير ما انتهوا إليه كان لابد لنا من وجود المراجع الشافية والتجارب الوافية والخبرات الكافية.
ولذلك فدراسة هذا القانون ما هو إلا إطلاعٌ على ما لدى القوم عبر التاريخ في نواحٍ عديدة من أمور معاش بني آدم، نستطيع به التطور والتطوير؛ ليمكننا اللحاق بهم فيما سبقونا إليه، ولنتبارى في سبقهم فيما نقدر على تجاوزهم فيه، وَلِمَ لاَ؟، فنحن أمةُ خير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأمة الخير لجميع البشر.
إنَّ الخلط بين هذه الأنواع الثلاثة للقانون هو الخطأ الذي وقع فيه بعضنا؛ ممن لا نشك في عقائدهم ولا في مقاصدهم، بقدر ما نعلم خطأهم في تصور الموقف، الأمر الذي جعلهم ينهجون نهج العداء والاستعداء لكل ما يَمُتُّ بأيِّ صِلَةٍ لمسمى القانون، ومن أساء فهماً أساء إجابةً ولاشك.
وما نذهب إليه هنا: لا يمنعنا من الوقوف لمن يريد التسلل بين الصفوف؛ لينادي بتطبيق بعض أحكام القانون الوضعي الصادمة للثابت من شرع الله؛ كما نسمع اليوم من بعض بني جلدتنا؛ ممن يطالبون بإلغاء المفاضلة بين الذكور والإناث في الميراث الذي فصَّله الله في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد سبحانه.
غير أنَّ هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان ومنتمون إلى جميع فئات المجتمع، حتى إنك لترى من بينهم من لا يعرف من القانون إلا اسمه ولا من الشرع إلا رسمه، من ذوي التخصصات البعيدة عن الشرع والقانون، بل إنَّ أكثرهم من ذوي الحظوظ المتدنية من التعليم العام أصحاب الثقافات الطيارة؛ ممن يتصدون للحديث في منابر الإعلام عن جميع الهموم، ويبادرون في وضع الحلول لعامة الغموم، يتكلمون في كل شيءٍ بلا ضابط، ويقترحون أيَّ شيءٍ بلا رابط، ويمدحون من شاءوا بلا حدود، ويذمون من أرادوا بلا قيود، كما خلا الفضاء لِحَمَامٍ غَفَلَ عنه الصياد، فقيل له: خلا لكِ الجَوُّ فَبِيضِي وَاصفِرِي وَنَقِّري ما شِئتِ أن تُنَقِّري.
وجميع أفراد نوعي القانون الشكلي والتنظيمي مطلوبةٌ لخدمة العامة وَلِصَبِّ نصوص الشريعة في قوالبها اللازمة لها بقدر الحاجة، وابتعاث الطلاب إلى دول الغرب والشرق لدراسة هذه القوانين - بما لا يزيد عن الحاجة - أمرٌ محمود، وإن كنت لا أرى التوسع فيه، فلربما نبتت نابتةُ شَرٍ من بين من يعودون وقد مُسِخَ في الظاهر والباطن إلى نحوٍ من صُوَرِ من تركهم، بعد أن انغمس في أوحال الانبهار بالحضارات المتسلخة، وارتبط نفسه بقيود وأغلال الإباحية في مستنقعات البهيمية المسماة بالحرية.
والمفزع من هذا إلى إخلاص النية في: حُسنِ طريقة اختيار الطلاب، وانتقاءِ برامج التلقيح المهيئة للابتعاث، ودِقَّةِ أساليب المتابعة في الخارج، وتكثيفِ رحلات التسديد والمقاربة من الدعاة للمبتعثين، وتقنين العقوبات على المخالفين من الطلبة، والعزم والحزم في تطبيق ذلك من قبل المسؤولين، فهذا كفيل بإذن الله بتضييق الدائرة على الخارجين عن السَّنَنِ المطلوب. والله أعلم
-
الفقير إلى عفو الودود ناصر بن زيد بن داود
الخميس 8 جمادى الآخرة 1429هـ الموافق 12 يونيو 2008م
http://www.cojss.com/article.php?a=201
وهو أحد أصحاب الفضيلة قضاة وزارة العدل.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:00]ـ
1 - التقزز من القوانيين ليس من مجرد إشتقاق الاسم بل لأن العرف أنه تبديل الشريعة، و لو كان الأئمة الذين عدهم في عصرنا الذي فيه هذا العرف ربما لم يطلقوا أقوالهم هذه
2 - ما أسماه القاضي القانون الشكلي، هو أصول الفقه عندنا و لا مصلحة في تغيير حتى إسمها فضلاً عن مضمونها، و لا مصلحة في دراسة القانون الشكلي لأنه بديل عن أصول الفقه و هو تبديل للشرع، و التبديل لأصول الفقه أشد من تبديل الفروع الذي إعتبره غير جائز
3 - ما أسماه القانون التنظيمي: فإنه لا يصح منه ما يتعارض مع الشريعة و إنما المصالح المرسلة و لو سمي المصالح المرسلة لقبله الناس أكثر
4 - الذي يتقزز منه المشايخ هو تبديل الشرع، و ليس المشايخ جهلة حتى ينالهم هذا الوصف الذي وصفهم به القاضي:
لقد ورثنا عن بعض مشايخنا التحسس من كلمة (قانون)، حتى إنَّ هذه الكلمة كفيلة بِلَيِّ الأعناق وَشَزَرِ الأحداق نحو من يقولها؛ إنكاراً على تلفظه بها دون النظر إلى ما يريد قوله عنها، إذ يكفي أنها أشد قبحاً من كلمة شيطان أو أيٍ من مترادفات المستقذرات من الخارج من أبدان الأحياء والأموات أجلكم الله.
أما تبديل الشرع فمن لم يصفه بهذه الأشياء التي ذكرها! فهو الملوم
و الخلاصة أن ما سماه:
1 - القانون الشكلي: هو بديل لأصول الفقه
2 - القانون الوضعي: هو بديل للفقه
3 - القانون التنظيمي: إن كان مخالفاً للشرع فهو بديل له، و إن كان في المصالح المرسلة فهو جائز لأن الشرع أرسل المصلحة فصار للحاكم الحكم فيها
و من بدل الشرع أو أحل الحرام أو حرم الحلال فهو كافر بالإجماع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح احمد]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:56]ـ
((هلاَّ عقلتم القانون الذي نريد!.))
أشد قبحاً من كلمة شيطان أو أيٍ من مترادفات المستقذرات من الخارج من أبدان الأحياء والأموات أجلكم الله.
]
.
اليست هذه الكلمة قبيحة وتثير الاشمئزاز والتقزز
الى نقيتكم انفسكم عن استعمال مثل هذه الكلمات الرخيصة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 03:01]ـ
و الخلاصة أن ما سماه:
1 - القانون الشكلي: هو بديل لأصول الفقه
2 - القانون الوضعي: هو بديل للفقه
3 - القانون التنظيمي: إن كان مخالفاً للشرع فهو بديل له، و إن كان في المصالح المرسلة فهو جائز لأن الشرع أرسل المصلحة فصار للحاكم الحكم فيها
و من بدل الشرع أو أحل الحرام أو حرم الحلال فهو كافر بالإجماع
و بالنسبة للمملكة فالشيخ محمد ابن إبراهيم رئيس القضاة يقول أن المملكة لم تأخذ بقانون.
إلا أن الأنظمة التي تعتبر قانون تنظيمي، كانت تعرض عليه و يقر ما لا يخالف الشرع و ينكر ما يخالف الشرع و كثير من الأنظمة عدلت بسبب قراره فيها
ـ[عبدالعزيز الكويكبي]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 07:53]ـ
[ quote= من صاحب النقب;140316] 1 - التقزز من القوانيين ليس من مجرد إشتقاق الاسم بل لأن العرف أنه تبديل الشريعة، و لو كان الأئمة الذين عدهم في عصرنا الذي فيه هذا العرف ربما لم يطلقوا أقوالهم هذه
(إنَّ التنفير لا يجب أن يكون من الكلمة ذاتها، بل من الاستعمال الخاطئ لها.)
2 - ما أسماه القاضي القانون الشكلي، هو أصول الفقه عندنا و لا مصلحة في تغيير حتى إسمها فضلاً عن مضمونها، و لا مصلحة في دراسة القانون الشكلي لأنه بديل عن أصول الفقه و هو تبديل للشرع، و التبديل لأصول الفقه أشد من تبديل الفروع الذي إعتبره غير جائز
(الحكم على الشيء فرع عن تصوره) وواضح أنك لم تتصور المراد بالقانون الشكلي
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 07:53]ـ
الأخ الكويكبي لك أن تصور لي معنى القانون الشكلي بارك الله فيك(/)
سيد قطب في ميزان الشرع
ـ[السلفي أبو عبدالله]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبة أجمعين .... أما بعد ......
فنرجوا من الأخوة الكرام المشاركين في الكتابة في هذا الموضوع البعد عن الغلو و السب و الدفاع المنبعث عن عاطفة لسيد قطب عفى الله عنه.
و نرجو عدم مشاركة أي شخص في الموضوع، إن كانت مشاركته لا تمد بصله له.
و أخيرا نرجو أن يكون المشاركون في الموضوع على علم بما يكتبون و أن يكون النقاش بينهم علميا لا تعصبيا في الدفاع عن سيد عفى الله عنه و لا في اثبات الأخطاء عليه، و أن يكون الحق هو غايتهم و إنصاف سيد عفى الله عنه هو مرادهم.
و الرجاء الحكم على أقوال سيد بما توحي وعدم لي أعناق أقواله لتبرأته مما تعنيه.
الرجاء من الأخوة الرد عل الأخطاء التالية دون أي عاطفة أو محاباة لسيد، و أن يردو على ذلك بكلام يقبله الشرع:
1) أقوال سيد في آيات القرآن:
1. وَصفُ كلام الله في سورة الفجر: (بالعرض العسكري الذي تشترك فيه جهنَّم بموسيقاها العسكريَّة المنتظمة الدقَّات) (التصوير الفني في القرآن، ص: 83، دار الشروق: 2000م).
2. وصف آيات فيها (بالموسيقى الحادَّة التقاسيم) و (يا لجمال النَّغَم) و (لحنًا واحدًا متعدِّد النغمات موحَّد الإيقاع)، و (في بعض مشاهدها شد وقصف سواء مناظرها أو موسيقاها) في (الظلال) 6/ 3901 و3902 و3903 و3906.
3. وصف آيات من سور النازعات والضحى والليل والعاديات وغيرها بالموسيقى والتصوير والرَّسم والمناظر المسرحية والتمثيليَّة في (التصوير الفني في القرآن) وحتى لا يَظْلم نفسه بكلامه عن فنون اللهو بغير علم دعا (الموسيقي المبدع: محمد حسن الشجاعي) و (الفنَّان ضياء الدين محمد؛ مفتِّش الرسم بوزارة المعارف) لمراجعة (هذا القسم وضبط المصطلحات الموسيقية ومصطلحات الرسم والصور) ص: 106 و114.
4. عند تفسيره لسورة النجم قال (هذه السورة في عمومها كأنها منظومة موسيقية علوية منغمة يسري التنغيم في بنائها اللفظي كما يسري في إيقاع فواصلها الموزونة المقفاة). ظلال القرآن 6/ 3404.
5. وصف سورة الضحى (بالموسيقى الرتيبة الحركات الوئيدة الخطوات الرقيقة الأصداء الشجية الإيقاع). ظلال القرآن 6/ 3926، التصوير الفني في القرآن 103. طبعة دار الشروق.
6. وقال عن سورة العاديات ((والإيقاع الموسيقي فيه خشونة، ودمدمة، وفرقعة)). ظلال القرآن 6/ 3957.
7. وصف سورة الضحى: (بالموسيقى الرتيبة الحركات، الوئيدة الخطى، الرقيقة الأصداء، الشجية الإيقاع). (التصوير الفني في القرآن ص125). طبعة دار الشروق.
8. وصف آيات في سورة الفجر (بالموسيقى الحادة التقاسيم). (في ظلال القرآن ـ 6/ 3906 - دار الشروق).
9.) وصف سورة الفجر عامة بقوله: (إنها تؤلف ألوناً متنوعة، تؤلف من تفرقها وتناسقها لحناً واحداً متعدد النغمات موحد الإيقاع). (التصوير الفني في القرآن 6/ 3901). طبعة دار الشروق.
10.) وصف بعض آيات سورة الفجر بقوله: (وفي بعض مشاهدها شد وقصف، سواء مناظرها أو موسيقاها). (التصوير الفني في القرآن (6/ 3902). طبعة دار الشروق.
11. استنبط (موسيقى الدعاء المتموجة الرخيّة، الطويلة الخاشعة من قول الله تعالى: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} [آل عمران: 191]، وقوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ} [إبراهيم: 38]، منسجمة مع الدعاء كل الانسجام بالتطريب، والتموج، والاسترسال). (التصوير الفني في القرآن - ص112 - ط. دار الشروق عام 2000م).
12. استنبط (موسيقى الطوفان) من قوله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} [هود: 42]. (التصوير الفني في القرآن ص113). طبعة دار الشروق.
13.وصف القرآن عامة بقوله: (القرآن يرسم صُوَراً، ويعرض مشاهد يتوافر لها أدق مظاهر التناسق الفني في ماء الصورة، وجو المشهد، وتقسيم الأجزاء، وتوزيعها في الرقعة الموضوعة). (التصوير الفني في القرآن ص114). طبعة دار الشروق.
(يُتْبَعُ)
(/)
14. أكّد أنه يعني (ولا يُكنّي) موسيقى اللهو حقيقة بقوله: (تفضّل الموسيقيّ المبدع الأستاذ محمد حسن الشجاعي بمراجعة هذا الجزء الخاص بالموسيقى في القرآن الكريم، وكان له الفضل في ضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية). (التصوير الفني في القرآن ص106).
15.) أكد أنه يعني (ولا يُكَنِّي) رَسْم وصُوَر اللهو بقوله: (تفضل الأستاذ الفنان ضياء الدين محمد مفتش الرسم بوزارة المعارف بمراجعة هذا القسم الخاص بتناسق الصور). (التصوير الفني في القرآن ص114).
16. قال في تفسير سورة الفلق: (والتصوير بالألوان يلاحظ هذا التناسق [بين اللون الذي ترسم به، والتدرج في الظلال] مع الفكرة والموضوع، كما يلاحظ التوزيع في المشاهد المسرحية والسينمائية، والتصوير في القرآن يقوم على أساسه، خذ مثلاً سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع، خذ مثلاً سورة الفلق؛ فما الجو الذي يراد إطلاقه فيها؟ جوّ التعويذة بما فيه من خفاء وهينمة، وغموض وإبهام). (التصوير الفني في القرآن ص115).
17.جمع بين قول الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ} [يس: 69]، وقوله تعالى عن كذب الكافرين: {بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} [الأنبياء: 5]: (بأن القرآن الكريم صدَق؛ إذ لا تتوفر له [القرآن] القافية والتفاعيل، وإن توفرت له بقية خصائص الشعر الأساسية، ولكن العرب لم يكونوا مجانين، ولا جاهلين بخصائص الشعر يوم قالوا: إنه شعر، لقد راع خيالهم بما فيه من تصوير بارع، وسحر وجدانهم بما فيه من إيقاع جميل، وتلك خصائص الشعر الأساسية إذا نحن أغفلنا القافية والتفاعيل). (التصوير الفني في القرآن ص102).
18. وصف كلام الله تعالى بأنه أخذ من خصائص الشعر: (الموسيقى الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن التي تغني عن التفاعيل، والتقفية التي تغني عن القوافي، وضمّ إلى ذلك الخصائص التي ذكرنا: [التصوير البارع، والمنطق الساحر، والإيقاع الجميل]) (التصوير الفني في القرآن ص102 - 103).
19. ضرب مثلاً لما أخذه القرآن من الشعر: [التّقفية، والإيقاع، والوزن]، بقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19 - 20] (فلو أنك قلت: ومناة الثالثة؛ لاختلت القافية، ولتأثر الإيقاع، ولو قلت: ومناة الأخرى؛ فالوزن يختل)، وبقول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} [مريم: 4] لو قلت: قال رب إني وهن مني العظم، لأحسست بما يشبه الكسر في وزن الشعر، ذلك أن (مني) تتوازن مع (إني) هكذا: (قال رب إني ... وهن العظم مني). (التصوير الفني في القرآن ص104 - 106).
20. قال عن كلام الله تعالى: (فمرة يكتم سر المفاجأة عن البطل [بطل الرواية: موسى]، والنظارة [المتفرجين: قارئي القرآن]؛ حتى يكشف لهم في آن واحد)، في قصة موسى مع العبد الصالح. (التصوير الفني في القرآن ص183).
(ومرة يكشف السر للنظارة [القرّاء]، ويترك أبطال القصة عنه في عماية)، في قصة أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولا يستثنون، (وقد ظللنا نحن النظارة نسخر منهم وهم يتبادرون ويتخافتون، حتى انكشف لهم السر أخيراً بعد أن شبعنا تهكماً وسخراً). (التصوير الفني في القرآن ص186). وهذا من التفسير الذي قاد فكر أصحابَه إليه بعيد عن هدي النبوة وفقه السلف؛ فهو معصية يجب التحذير منها.
21. قال – تجاوز الله عنا وعنه – في قول الله تعالى: {إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} [المؤمنون: 91]: (إنها لصورة مضحكة أن يأخذ كل إله مخلوقاته، إلى أين؟ لا ندري! ولكننا نتخيل هذه الصورة فنضحك من فكرة تعدد الآلهة إذا كانت نتيجتها هذه النتيجة) (التصوير الفني في القرآن ص231).
22. ضرب مثلاً بقول الله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} [الطور: 13]: (لا شتراك الجرس [من الموسيقى]، والظل [من الرسم])، وشرح لفظ الدّع فوجده قد (جمع بين الدفع في الظهر بعنف، والصوت الذي يخرجه المدفوع، فيه عين ساكنة، هكذا: أع). (التصوير الفني في القرآن ص95).
(يُتْبَعُ)
(/)
23. وصف كلام الله تعالى بمفردات اللهو والسحر والشعوذة: الفن، والشعر، والتشخيص [التمثيل]، والمسرح، والسينما، والتصوير، والرسم، والموسيقى، ولم يدّخر بعض تفاصيلها: الوتر، والإيقاع، والجرس، والمقطوعة، والأصداء، والنغم، والألحان، والمشاهد المسرحية والسينمائية، والبطل، والنظارة، والمناظر؛ والستار، والريشة، والألوان، والظل، ووحدة الرسم، واللوحة الطبيعية، وتناسق الإخراج، وتناسق التصوير، والتناسق الفني؛ والهينمة، والتعويذة. (التصوير الفني في القرآن - دار الشروق عام2000م).
أيها القارئ الكريم:
ألا يقشعر جلدك استنكاراً وأنت تقرأ هذا الكلام الذي جعل القرآن كلام الله ذا موسيقى وكأنما تقرأ تحليلاً فنياً لمقطوعة غنائية إن كلام الله أجل وأعظم أن يتحدث عنه متحدث بهذا الأسلوب البشع الشنيع.
و ألا يقشعر بدنك من وصف كلام الله القرآن بأنه شعر بحت و أن الجاهليين لما قالو إنه شعر أنهم صدقوا في ذلك.!!!!!
2) أقوال سيد عفى الله عنه في خلق القرآن::
1. قال سيد – عفى الله عنا وعنه – عن إعجاز القرآن: (والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً، وهو مثل صنع الله في كل شيء، وصنع الناس). (في ظلال القرآن ـ 1/ 38 - دار الشروق).
2. وقال: (فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها، إنما هو كسائر ما يبدعه الله؛ يعجز المخلوقون أن يصفوه؛ فهو كالروح من أمر الله). (في ظلال القرآن ـ 4/ 2249 - 2250 - دار الشروق).
3.وقال: (ولكنهم لا يملكون أن يؤلّفوا من هذه [الحروف] مثل هذا الكتاب؛ لأنه من صنع الله لا من صنع الناس). (في ظلال القرآن - 5/ 2719 - دار الشروق).
4.وقال: (وهذا الحرف [ص] من صنعة الله تعالى؛ فهو موجده صوتاً، وموجده حرفاً من حروف الهجاء). (في ظلال القرآن ـ 5/ 3006 - دار الشروق).
3) أقوال سيد قطب في تأويل صفات الله:
1.قال ـ عفا الله عنا وعنه ـ في تفسير قول الله تعالى: {َإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: (وتوجه الإرادة يتم بكيفية غير معلومة للإدراك البشري)، ففسّر قول الله تعالى: {كُن} بتوجه الإرادة، وكررها فيما بعد مرات. (في ظلال القرآن ـ 1/ 107 - دار الشروق).
ثم قال في تفسيره بعد: (أهذه النفخة هي الكلمة؟ الكلمة توجه الإرادة؟ والكلمة هي عيسى أو هي التي منها كينونته؟ كل هذه بحوث لا طائل وراءها إلا الشبهات). (في ظلال القرآن ـ 1/ 398 - دار الشروق). [شكّ هذه المرة وحدها فيما أعلم وجعلها من المتشابه، وفيما بعد قرّر أن معنى {كُن}: توجّه الإرادة كما فعل من قبل].
2. وقال في تفسير قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه: 11 - 12]: ({نُودِي}: بهذا البناء للمجهول، فما يمكن تحديد مصدر النداء ولا اتجاهه، ولا تعيين صورته ولا كيفيته، ولا كيف سمعه موسى أو تلقّاه، نودي بطريقةٍ ما فتلقى بطريقةٍ ما). (في ظلال القرآن) (4/ 2330 - 2331 - دار الشروق).
3. وقال في تفسير قول الله تعالى: {إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: (فتوجّه الإرادة لخلق الشيء كاف وحده لوجوده كائناً ما يكون، إنما يقرّب الله للبشر الأمور ليدركوها بمقياسهم البشري المحدود). في ظلال القرآن) (5/ 2978 - دار الشروق).
4.وقال في تفسير قول الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]: (العرش؛ نؤمن به كما ذكره، ولا نعلم حقيقته، أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على الخلق، استناداً إلى ما نعلم من القرآن عن يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال، فلا يكون في حالة عدم استواء على العرش، ثم تتبعها حالة استواء، والقول بأننا نؤمن به [بالاستواء] ولا ندرك كيفيته [وهو قول أهل السنة والجماعة] لا يفسر قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]). (في ظلال القرآن - 6/ 3480).
(يُتْبَعُ)
(/)
5. وقال عن وزن الله تعالى للأعمال: (لما كان التجسيم خطّة عامة صوّر الله تعالى الحساب في الآخرة كما لو كان وزناً مجسماً للحسنات والسيئات، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47]، {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: 6]، {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: 8]، {وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا} [الأنبياء: 47]، {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء: 49]، {وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} [النساء: 124]، وكل ذلك تمشيَّاً مع تجسيم الميزان). (التصوير الفني في القرآن ـ ص83 ط - دار الشروق – عام2000م).
6. وقال في قول الله تعالى: {يدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]، {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} [هود: 7]، {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة: 255]، {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان:59]، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} [البقرة: 29]، {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، {وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، {وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة: 245]، {وَجَاء رَبُّكَ} [الفجر: 22]، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]، {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]: (إن هي إلا جارية على نسق متّبع في التعبير، يرمي إلى توضيح المعاني المجردة وتثبيتها، ويجري على سنن مطّرد لا تخلّف فيه ولا عوج؛ سنن التخييل الحسي والتجسيم في كل عمل من أعمال التصوير)، ورأى أن ما قيل غير ذلك، [ومنه قول أهل السنة والجماعة كما تقدم]: (جدل ... حينما أصبح الجدل صناعة، والكلام زينة). (المرجع نفسه) (ص85).
4) سيد قطب يضطرب في معنى لا إله إلا الله، و معنى الألوهية و الربوبية:
1. يقول سيد قطب عند قوله تعالى (وهو الله لا إله إلا هو): أي فلا شريك له في خلق ولا اختيار) الظلال (5/ 2707).
2. ويقول (إن الأمر المستيقن في هذا الدين أنه لا يمكن أن يقوم في الضمير عقيدة ولا في واقع الحياة ديناً إلا أن يشهد الناس أن لا إله إلا الله أي: لا حاكمية إلا لله، حاكمية تتمثل في شرعه وأمره).العدالة الإجتماعية (182)
3. قال سيد عفا الله عنا وعنه: (كانوا [العرب] يعرفون من لغتهم معنى (إله)، ومعنى (لا إله إلا الله)، كانوا يعرفون: أن الألوهية تعني الحاكمية ... كانوا يعلمون: أن (لا إله إلا الله) ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية). (في ظلال القرآن ـ 2/ 1005 - دار الشروق).
4. وقال: (لا إله إلا الله، كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا لله). (في ظلال القرآن ـ 2/ 1006 - دار الشروق).
5. وقال: (أخص خصائص الألوهية هي: الربوبية، والقوامة، والسلطان، والحاكمية) (في ظلال القرآن) (4/ 1852 - دار الشروق).
6. وقال: ({وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [القصص: 70]؛ أي: لا شريك له في الخلق والاختيار). (في ظلال القرآن ـ 5/ 2707 - دار الشروق).
7.وقال: ({إِلَهِ النَّاسِ} [الناس: 3]، والإله هو المستعلي المستولي). (في ظلال القرآن ـ 6/ 4010 – دار الشروق).
8. وقال: (لا إله إلا الله، أي: لا حاكمية إلا لله، حاكمية تتمثل في قضائه وقدره، كما تتمثل في شرعه وأمره). (العدالة الاجتماعية ـ ص182 - دار الشروق 1415هـ).
بيَّن الشيخ ربيع وفقه الله أنه ليس لسيد سَلَف في هذا التأويل من الصحابة وعلماء الأمة؛ فالحاكمية: إنما هي معنى من معاني الربوبية، ضيع به سيد المعنى الأعظم لهذه الكلمة: (لا إله إلا الله).
قال ابن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [القصص: 70]: (وربك يا محمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له) (20/ 102).
وقال ابن كثير رحمه الله: (أي: المنفرد بالإلهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه) (3/ 438 - مكتبة دار السلام 1413).
وبين الشيخ ربيع وفقه الله الفرق بين صفتي الحكم والخلق وبين العبادة: بأن الأُوليَين من صفات الله تعالى، أما الثانية فهي من صفات المخلوق. (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ـ ص60 - 61 عام1414هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
9.وقال سيد – عفا الله عنا وعنه-: (فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، وإنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات، وهي التي واجهتها الرسالة الأخيرة). (في ظلال القرآن ـ 4/ 1846 - دار الشروق).
10. وقال: (وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام، وبين الحق والباطل على ألوهية الله سبحانه ... إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس). (في ظلال القرآن ـ 4/ 1852 - دار الشروق).
11. وقال: (فالألوهية قلَّما كانت موضع جدال في معظم الجاهليات، وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما كان دائماً موضع الجدل هو قضية الربوبية). (في ظلال القرآن ـ 4/ 2111 - دار الشروق).
قال الشيخ ربيع وفقه الله: الإله عند العرب (علماء الشريعة، وعلماء اللغة، والعامة) هو المعبود الذي يُتَقرَّب إليه بالعبادة: الدعاء والخوف والرجاء والصلاة والصوم والحج وغيرها، وليس معناه عندهم الحَكَم الذي يتحاكم إليه؛ لقد كان لهم سادة وأمراء وقضاة يتحاكمون إليهم، ولا يسمونهم آلهة، وكان لهم أوثان وأصنام [يسمونها آلهة و] يعبدونها ولا يسمونها حكّاماً ولا عبادتها تحاكماً، وكانوا يعترفون لله بالربوبية، قال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت: 61] .. وقال تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس: 31]، وكانوا إنما يخالفون الرسل في الألوهية؛ قال الله تعالى عنهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، قال ابن كثير في (تفسيره): (أي أزعَمَ أن المعبود واحد، لا إله إلا هو؟ أنكر المشركون قبّحهم الله تعالى وتعجّبوا من ترك الشرك بالله، فإنهم قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان) (4/ 30).
5) أقوال سيد عفى الله عنه في وحدة الوجود:
1.ق ول سيد في تفسير سورة الحديد: ({هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [الحديد: 3] مستغرقاً كل حقيقة الزمان، {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3]: مستغرقاً كل حقيقة المكان وهما مطلقان، ويتلفّت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا لله ... فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شيء وجوده، وهذه الحقيقة هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شيء حقيقته، وليس وراءها حقيقة ذاتية، ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود) (في ظلال القرآن ـ 6/ 3479 ـ دار الشروق).
2. وقوله: (لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة؛ فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلبٍ لِيُحِيله قطعةً من هذه الحقيقة؛ فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه، ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها) (في ظلال القرآن ـ 6/ 3479 - دار الشروق).
3. وقوله في تفسير سورة الإخلاص: (إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود إلا وجوده). (في ظلال القرآن ـ 6/ 4002 - دار الشروق).
4. وقوله: (ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها، وهذه درجة يرى القلب فيها يد الله في كل شيء، ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛ لأنه لا حقيقة هناك تراها إلا حقيقة الله). (في ظلال القرآن ـ 6/ 4003 - دار الشروق).
5. وقوله: (من هنا [الحقيقة الواحدة أو أحدية الوجود] ينبثق منهج كامل للحياة ... منهج لعبادة الله وحده الذي لا حقيقة لوجود إلا وجوده ... (نعوذ بالله من هذا الكلام الذي لا يتجرأ العلماء الربانيين على قوله) ومنهج للتلقي عن الله وحده؛ فالتلقي لا يكون إلا عن الوجود الواحد والحقيقة المفردة في الواقع والضمير ... ومنهج يربط ـ مع هذا ـ بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجاذب ... فكلها خارجة من يد الله وكلها تستمد وجودها من وجوده، وكلها تفيض عليها أنوار هذه الحقيقة فكلها إذن حبيب؛ إذ هي هدية من الحبيب) (في ظلال القرآن ـ 6/ 4003
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ دار الشروق).
يبرّئ الشيخُ بكر الأستاذَ سيد من الاعتقاد بوحدة الوجود، بدليل قوله في تفسير سورة البقرة: (ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)، وأن (في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) رداً شافياً على القائلين بوحدة الوجود، فنحن نقول: غفر الله لسيّد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسّع فيه العبارة؛ والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه) (ص7 - 8).
و لكن من المعلوم أن سورة الحديد و الإخلاص بعد سورة البقرة بعشرات السور فظاهر هذا أن سيد كتب هذا في آخر كتابة لا أوله و لا يبرأ من ذلك إلا بأن يلغي ما قال في كتاب كتبه بعد الظلال.
و أيضا إن سيد لم يتوقف في الكلام عن وحدة الوجود والكينونة عند توسيع العبارة والتمدد بالأسلوب والجنوح بقول (متشابه) فقط، (كما قال الشيخ بكر)، أو (موهم)، (كما أشار محمد قطب)؛ فقد صرح في تفسير سورة الحديد بقوله: (ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى [أحدية الوجود والكينونة]، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه رأى اللهَ في كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم يرَ شيئاً في الوجود؛ وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الأقوال القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور، والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها). (في ظلال القرآن ـ 6/ 3480 ـ دار الشروق).
وقال في تفسير سورة الإخلاص: (وهذه مدارج الطريق التي حاولها المتصوفة، فجذبتهم إلى بعيد، ذلك أن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة [أحدية الوجود]، وهم يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله، وأن لا وجود إلا وجوده) (في ظلال القرآن ـ 6/ 4002 – دار الشروق).
إذن (فأحدية الوجود والكينونة) عند سيّد، هي: وحدة الوجود عند المتصوفة التي (يريد الإسلام من القلب البشري أن يدركها، ومن الجوارح أن تعيش بها ولها)، ولا يخالف الأستاذُ سيد المتصوفةَ إلا في (إهمالهم الحياة بهذا التصور).
و إذا كان هذا الكلام المتشابه أو الموهم من كلام سيد قطب عفا الله عنا وعنه فَهِمَ بعضُ كبار العلماء مثل الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ومعهم أو قبلهم الشيخ عبد الله الدويش، وليس الشيخ ربيع وحده، فهموا منه جميعاً القول بوحدة الوجود، فكيف بعامة الناس؟ ومنهم الشباب الذين يجرّهم الحماس والعاطفة إلى الأخذ بأقوال سيد رحمه الله دون تمحيص.
واجب الدعاة إلى الله على بصيرة، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر: بيان مثل هذه الأخطاء من القول (مهما تكن منازل قائليها) ـ كما سبق النقل عن سيد رحمه الله ـ، والتحذير من الوقوع في حبائل الشيطان بتسويغ أخطاء العلماء فضلاً عن المفكرين (الإسلاميين)، وفي الحديث الصحيح: «كلّ ابن آدم خطّاء».
6) أقوال سيد في التشريع من دون الله للمصلحة العامة أو العرف، و حكم أموال الناس و ماهيتها في الشرع، و ما هو نظام الإسلام:
1. قال في تفسير قول الله تعالى: {وَفِي الرِّقَابِ} [التوبة:60]: (وذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق). (في ظلال القرآن ـ 3/ 1669 - دار الشروق).
وقال مثل هذا في الصفحات (1/ 230، 4/ 2455، 6/ 3285) من كتابه (في ظلال القرآن).
2. وقال: (في يد الدولة أن تفرض ضرائب خاصة غير الضرائب العامة كما تشاء؛ فتخصص ضريبة للجيش، وضريبة للتعليم، وضريبة للمستشفيات، وضريبة للضمان الاجتماعي، وضريبة لكل وجه طارئ لم يحسب حسابه في المصروفات العامة، أو تعجز الميزانية العادية عن الإنفاق عليه عند الاقتضاء). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص43 - دار الشروق 1993م ط13).
(يُتْبَعُ)
(/)
3. وقال: (في يد الدّولة أن تنزع الملكيّات والثّروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد، ولو كانت هذه الملكيّات قد قامت على الأسس التي يعترف بها الإسلام ونَمَتْ بالوسائل التي يبرّرها) (معركة الإسلام و الرأسمالية ـ ص44). وقد أقامت الثورة المصريَّة اشتراكيَّتها على هذا النصِّ، وأمثالُه كثير في فكره.
4. وقال: (حق المجتمع مطلق في المال، وحق الملكية الفردية لا يقف في وجه هذا الحق العام، والإسلام يعطي هذه السلطات للدولة ـ ممثلة المجتمع ـ لا لمواجهة الحاجات العاجلة فحسب، بل لدفع الأضرار المتوقعة). (معركة الإسلام و الرأسمالية ـ ص43).
5. ولم يكفه أن المملكة المصرية (سنّت ضريبة التركات وضريبة الدخل العام، وأخذت بمبدأ الضريبة التصاعدية)؛ فهي (خطوات هزيلة لا يبدو لها أثر؛ لأن الأوضاع القائمة قد بلغت من الفحش والسوء مبلغاً لا تعالجه هذه اللمسات الناعمة بقفازات الحرير اللطيفة). (معركة الإسلام و الرأسمالية ـ ص39).
6. وقال: (مبدأ الملكية الفردية في الإسلام لا يمنع تبعاً لهذا المصالح المرسلة وسد الذرائع أن تأخذ الدولة نسبة من الربح أو نسبة من رأس المال ذاته). (العدالة الاجتماعية ـ ص123 - دار الشروق 1415).
7.وقال: (الإسلام يَعُدُّ العمل هو السبب الوحيد للملكية والكسب، ورأس المال في ذاته ليس سبباً من أسباب الكسب الصحيحة). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص40 - دار الشروق 1993م ط13).
ثم يقول: (فأما القاعدون الذين لا يعملون فثراؤهم حرام، وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع، وأن لا تدعه لذلك المتبطل الكسلان). (المصدر نفسه ـ ص52). ولم يقل مَنْ حرم هذا.
ويَسْتنتج من هذا التشريع الجديد، أو يَسْتدل عليه بقوله: (العبادة ليست وظيفة حياة، وليس لها إلا وقتها المعلوم {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]) (معركة الإسلام والرأسمالية) (ص52 - دار الشروق 1993م ط13).
وفاته – عفا الله عنّا وعنه – أن العبادة هي وظيفة الحياة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وأن الأمر بالانتشار بعد الصلاة للإباحة باتفاق.
8. ويرى أنه: (لا بد أن يوجد المجتمع المسلم أوَّلاً بتركيبه العضوي ... وساعتها قد يُحتاج إلى البنوك، وشركات التأمين وتحديد النسل ... إلخ، وقد لا يُحتاج! ذلك أننا لا نملك أن نقدّر أصل حاجته ولا حجمها ولا شكلها حتى نُشرِّع لها سلفاً). (في ظلال القرآن) (4/ 2010 - دار الشروق).
9. قال سيد قطب: (ولا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال) - المعركة بين الإسلام والرأسمالية (61).
7) أقوال سيد القبيحة في أنبياء الله صلى الله عليهم:
1. قال (لنأخذ موسى إنه مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج) - التصوير الفني في القرآن: ص 200.
2. وقال عنه بأنه بعد عشر سنوات من هربه من مصر بقي كما هو لم يهدأ ولم يصر رجلاً هادئ الطبع حليم النفس فحين رأى الحية وثب جارياً لا يعقب ولا يلوي إنه الفتى العصبي نفسه ولو أنه قد صار رجلاً فغيره كان يخاف نعم ولكن لعله كان يبتعد منها ليتأمل هذه العجيبة الكبرى!! انظر التصوير الفني ص163.
(ثم لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يصنع الزمن في أعصابه، ولكن ها هو ذا يسأل ربه سؤالاً عجيباً): {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] (نفس المصدر ص201 - 202).
قلت: هل قائل هذا الكلام يتذكر قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) ونحن نقول: بل كان موسى عبد الله ورسوله وكليمه. عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
3. (وهنا يبدو التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي)، على قول الله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى} [القصص: 15] (التصوير الفني في القرآن ص200).
4. وتلك سمة العصبيين)، على قول الله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] (التصوير الفني في القرآن ص201).
(يُتْبَعُ)
(/)
5. (وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه)، على قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} [القصص: 19] (التصوير الفني في القرآن ص201).
6. عودة العصبي في سرعة واندفاع)، على قول الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] (التصوير الفني في القرآن ص202).
7. (هكذا في حنق ظاهر، وحركة متوترة)، على قول الله تعالى: {وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} [طه: 97] (التصوير الفني في القرآن ص202).
8. (تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم؛ إنه نموذج الهدوء والتسامح والحكمة) على قول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} [هود: 75] (التصوير الفني في القرآن ص203).
8) أقوال سيد في كبار الصحابة رضي الله عنهم:
قبل أن تقرأ اعلم ما يلي: لا يجوز سب أحد من الصحابة، ولا ذكره بسوء لحديث (لا تسبوا أصحابي) متفق عليه وحديث (إذا ذكر أصحابي _ أي بالسوء _ فأمسكوا) أي لا تذكروهم بالسوء، والطعن في الصحابة من علامات أهل البدع لا سيما الخوارج والروافض. وقد كان لسيد قطب نصيباً من صفاتهما وبئس النصيب.
1.إسقاط سيد خلافة عثمان ر بقوله: (ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان [الذي تحكّم فيه مروان] كان فجوة بينهما). (العدالة الاجتماعية ـ ص172 - دار الشروق 1415). بعد التعديل.
أقول: هذا نَفَسٌ شيعي رافضي، أما أهل السنة والجماعة فيحبون عثمان، ويجلونه، ويعتقدونه خليفة راشداً، فقد قال صلى الله عليه وسلم (الخلافة بعدي ثلاثون سنة) رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما وخلافة عثمان داخلة فيها قطعاً، ويشهدون أن عثمان من أهل الجنة، ويشهدون أن عصر عثمان كان من خير العصور التي مرت على المسلمين وأزهاها، وكان المسلمون فيها على خير حال حتى نبغت الشرذمة الخارجية بمكر يهودي فطعنوا في عثمان، وأنكروا عليه علناً، وأشاعوا عنه الشائعات التي انطلت على الغوغاء الهمج الرعاع، فثاروا على عثمان، وانقلبوا عليه بدعوى تصحيح الأوضاع، واستئناف خلافة كخلافة الشيخين، فحصروه ثم قتلوه عليهم من الله ما يستحقون.
2. تأكيد سيد انحراف عهد عثمان عن منهاج صاحبيه رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم بقوله: (هذا التصور للحكم [في عهد أبي بكر وعمر] قد تغير شيئاً ما دون شك على عهد عثمان، وإن بقي في سياج الإسلام). (العدالة الاجتماعية ـ ص159 ـ دار الشروق 1415).
3. تأكيد سيد انحراف عهد عثمان رضي الله عنه عن منهاج النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الحكم بقوله: (وسار علي رضي الله عنه في طريقه يرد للحكم صورته كما صاغها النبي والخلفيتان من بعده). (العدالة الاجتماعية ـ ص162 ـ دار الشروق 1415).
4.اتهام سيّد عثمانَ رضي الله عنه بالانحراف عما أسماه روح الإسلام بقوله: (وإنه لمن الصعب أن نتّهم روحَ الإسلام في نفسِ عثمان، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ) (العدالة الاجتماعية ص160 - دار الشروق - 1415).
5.اتهام سيّد عهد عثمان رضي الله عنه بكثير من الانحراف عن الإسلام بقوله: (لقد أدركت الخلافةُ عثمان وهو شيخٌ كبيرٌ، ومن ورائه مروان بن الحكم يصرِّفُ الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام). (العدالة الاجتماعية ـ ص159ـ دار الشروق1415).
6. اعتذاره لعثمان رضي الله عنه عن (الانحراف عن الإسلام، وروح الإسلام، والتصور الإسلامي، وصورة الحكم، كما صاغها النبي صلى الله عليه و سلم وخليفتاه رضي الله عنهما) بقوله: (واعتذارنا لعثمان رضي الله عنه أن الخلافة قد جاءت إليه متأخرة ... وهو يدلف إلى الثمانين يلعب به مروان، فصار سيقة له يسوقه حيث شاء، بعد كِبَر السن وصحبته لرسول الله صلى الله عليه و سلم) [أخذ دعوى لعب مروان بعثمان رضي الله عنه وسياقته له من رواية مكذوبة على عليّ رضي الله عنه]. (العدالة الاجتماعية ـ ص161 ـ دار الشروق 1415).
(يُتْبَعُ)
(/)
7. تمجيد سيد الثوار على عهد عثمان ر ضي الله عنه بقوله: (تثور نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثُّماً). (العدالة الاجتماعية ـ ص161 ـ دار الشروق1415).
8.تمجيد سيد الثورة على عثمان رضي الله عنه بقوله: (لا بد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام، ويستشعر روح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام، وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله). (العدالة الاجنماعية ـ ص161 ـ دار الشروق1415).
9. ولم يكتف سيد بالطعن في عثمان بل أضاف إلى ذلك الطعن في معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال: (وحين يركن معاوية وزميله _ يعني عمرو بن العاص _ إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل) - كتب وشخصيات ص (206)
10.رأى سيّد أن الانحراف في تصوّر معنى الحكم وسياسة المال بدأ صغيراً في عهد عمر، واستفحل في عهد عثمان رضي الله عنهما بقوله: (هذا هو الثراء الذي بدأ صغيراً بإيثار بعض المسلمين على بعض في أيام عمر، وكان معتزماً إبطاله [دعوى بلا سند] ... ثم فشا فشوّاً ذريعاً بتجميع الأملاك والضياع وموارد الاستغلال، بما أباحه عثمان من شراء الأرضين في الأقاليم) [ومَنْ حَرَّمه؟]. (العدالة الاجتماعية ـ ص175 ـ دار الشروق).
11.في مقابل وَصْفِه عامة الثوار على عثمان ر بقوله: (تثور نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثّماً)، وَصَفَ عامَّة الذين برّهم عثمان بقوله: (وتنحّل نفوس الذين لبسوا الإسلام رداء، ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا، ويرون الانحدار مع التيار، وهذا كله قد كان في أواخر عهد عثمان). (العدالة الاجتماعية ـ ص161ـ دار الشروق 1415).
12. وضرب مثلاً للتضخم الفاحش في الثروات الذي ظنّ أنه (يحطّم الأسس التي جاء هذا الدين ليقيمها بين الناس)، ومثلاً للذين (جرفتهم مطامع الدنيا)، في مقابل مثل أبي ذر ر الذي (كان ضميره يقظاً، فلم تخدّره الأطماع)، ومثل الثوار على عثمان ر (الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثّماً) بقوله مستنداً إلى رواية مجروحة عن أخباري منحرف: (وبحسبنا أن نعرض هنا نموذجاً للثروات الضخام أورده المسعودي، قال: في أيام عثمان اقتنى الصحابة الضياع والمال، فكان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون ومائة ألف ألف درهم ... وبلغ الثمن من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وخلّف ألف فرسٍ وألف أَمَة، وكانت غلّة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم، وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف ألف فرس، وله ألف بعير وعشرة آلاف من الغنم، وخلّف زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما يكسر بالفؤوس، وبنى سعد بن أبي وقاص دارة بالعقيق، ورفع سمكها وأوسع فضاءها، وبنى المقداد دارة بالمدينة وجعلها مجصّصة الظاهر والباطن، وخلّف يعلى بن منبه خمسين ألف دينار، وما قيمته ثلاثمائة ألف درهم). (العدالة الاجتماعية ـ ص175ـ دار الشروق1415).
13. ونقل رواية مكذوبة على عليٍّ ر أنه قال في وصف معاوية ر: (والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر) (العدالة الاجتماعية ـ ص164 - دار الشروق 1415).
14. وضرب مثلاً لإبراز مظاهر التحول والانحسار فيما أسماه الروح الإسلامي برواية غير مسندة لخطبتين نسبهما لمعاوية ر. (العدالة الاجتماعية ـ ص167 - دار الشروق1415).
15. وقال سيد قطب عن أبي سفيان رضي الله عنه: (أبوسفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام، فهو إسلام الشفة واللسان، لا إيمان القلب والوجدان، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل) مجلة المسلمون العدد3 سنة 1371هـ
ومن هذه الأقوال يتجلى مدى تأثر سيد بفكر الشيعة والروافض في موقفهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9) تكفير سيد المسلمين تكفيرا عاما، و قوله بعدم و جود حكومات مسلمة و لا مجتمعات حتى:
1. قال: "الذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان، وفي أي مكان هم مشركون، ولا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد، ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده". (الظلال 2/ 1492).
(يُتْبَعُ)
(/)
2.نحن ندعو إلى استئناف الحياة حياة إسلامية في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلامية، والتصور الإسلامي، كما تحكمه الشريعة الإسلامية والنظام الإسلامي، ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية على هذا النحو قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض. وإن وجود الإسلام ذاته من ثم قد توقف كذلك. ونحن نجهر بهذه الحقيقة الأخيرة على الرغم مما قد تحدثه من صدمة وذعر وخيبة أمل للكثير ممن لا يزالون يحبون أن يكونوا مسلمين. العدالة الاجتماعية ص (182 / الطبعة الثانية عشرة)
3. و انظر إلى حكم ذبيحة غير الإخوانيين عنده:
قال علي عشماوي: جاءني أحد الإخوان وقال لي بأنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حالياً، فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب؟!. كتاب (التاريخ السري للإخوان المسلمين ص 80)
وفي هذه الفتوى يتضح تكفير سيد لعموم المسلمين من غير المنتظمين في الحزب الإخواني إذ الإخوان هم العصبة المؤمنة فقط.
وفيها أيضاً يتضح تفضيله لأهل الكتاب من اليهود والنصارى على المسلمين حيث شبه المسلمين بأهل الكتاب و الأصل أن المشبه به أعلى رتبة من المشبه.
4. قول سيّد – عفا الله عنا وعنه -: (يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة ... لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها ... فهي ـ وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله ـ تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها ... موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها). (معالم في الطريق ـ ص101 - 103 - دار الشروق).
5.) وقال: (ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان؛ ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله). (في ظلال القرآن ـ 4/ 2009 - دار الشروق).
6.وقال عن مشركي الجاهلية: (إنما كان شركهم الحقيقي يتمثل ابتداءً في تلقي منهج حياتهم وشرائعهم من غير الله، [لا عبادة الأصنام تقرباً واستشفاعاً إلى الله]، الأمر الذي يشاركهم فيه اليوم أقوام يظنون أنهم مسلمون على دين محمد، كما كان المشركون يظنون أنهم مهتدون على دين إبراهيم). (في ظلال القرآن ـ 3/ 1492 - دار الشروق).
7. وقال: (إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيديّاً وشعوريّاً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها، حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية، وأهل جاهلية). (في ظلال القرآن ـ 4/ 2122 - دار الشروق).
8. وقال: (إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم؛ قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي). (في ظلال القرآن ـ 4/ 4122 - دار الشروق).
إذا المملكة العربية السعودية عند سيد و دولة باكستان ليستا مسبمتين.
9. وقال: (ونقطة البدء الصحيحة في الطريق الصحيحة هي أن تتبين حركات البعث الإسلامي أن وجود الإسلام قد توقّف ... هذا طريق، والطريق الآخر أن تظن هذه الحركات لحظة واحدة أن الإسلام قائم، وأن هؤلاء الذين يدّعون الإسلام ويتسمّون بأسماء المسلمين هم فعلاً مسلمون ... فإن سارت الحركات في الطريق الأول سارت على صراط الله وهداه ... وإن سارت في الطريق الثاني فستسير وراء سراب كاذب، تلوح لها فيه عمائم تحرّف الكلم عن مواضعه، وتشتري بآيات الله ثمناً قليلاً، وترفع راية الإسلام على مساجد الضرار). (العدالة الاجتماعية ـ (ص216 - دار الشروق 1415هـ).
10. وقال: (ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية ـ على هذا النحو ـ قد توقّفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأن وجود الإسلام ذاته ـ مِنْ ثَمّ ـ قد توقّف كذلك). (العدالة الاجتماعية ـ ص185 - دار الشروق 1415).
(يُتْبَعُ)
(/)
11. وقال: (البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدّت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد [الذين شرعوا التقاليد والعادات، والأعياد والأزياء] خصائص الألوهية، ولم تعد توحّد الله وتخلص له الولاء؛ البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدّوا إلى عبادة العباد بعدما تبين لهم الهدي، ومن بعد أن كانوا في دين الله). (في ظلال القرآن ـ 2/ 1057 - دار الشروق).
12. ولا غرابة في أقواله السابقة عن مسلمي هذا العصر؛ فقد قال عن الذين زعم أنّ عثمان ر آثرهم بالمناصب والمال من الصحابة والتابعين أنهم: (الذين لبسوا الإسلام رداءً ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا ويرون الانحدار مع التيار). (العدالة الاجتماعية ـ ص161 - دار الشروق 1415).
13. وقال عن رواية غير مسندة لخطبة المنصور العباسي في القرن الثاني: (وبذلك خرجت سياسة الحكم نهائياً من دائرة الإسلام وتعاليم الإسلام). (العدالة الاجتماعية ـ ص168 - دار الشروق 1415).
14. وقال في تفسير قول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106] بعد أن ذكر الشرك الخفي: (وهناك الشرك الواضح الظاهر، وهو الدينونة لغير الله في شؤون الحياة؛ الدينونة في شرع يتحاكم إليه، وهو نص في الشرك لا يجادل عليه، والدينونة في تقليد من التقاليد؛ كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله، والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من التستر، ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر). (في ظلال القرآن - 4/ 2033 - دار الشروق).
قال الشيخ ربيع وفقه الله: (وفي هذا الكلام أمران خطيران:
أولهما: تكفير المجتمعات الإسلامية بالمعاصي والمخالفات الواقعة في العادات والتقاليد والأزياء، وهذا المذهب أشد خطراً من مذهب الخوارج السابقين.
وثانيهما: تأويل القرآن بغير ما أراد الله بالشرك، إذ المراد بالشرك هنا ما استقر في القرآن والسنة وعرفه المسلمون، وهو الشرك الأكبر المطلق، وهو اتخاذ أندادٍ مع الله يُدْعون، ويستغاث بهم، ويذبح لهم، ويتقرب إليهم، ويصرف لهم [شيء] من العبادات التي أمرهم الله أن يعبدوه بها، ويخلصوا بها الدين لله). (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ـ ص77 - عام1414).
15. الحكم بالردَّة على البشرية جمعاء بمن فيهم الذين يرددون على المآذن خمس مرات في اليوم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ لا يخرجهم من الشرك والردَّة اعتقاد الألوهية لله وحده، ولا تقديم الشعائر التعبديَّة لله وحده، لماذا؟
لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها (في الظلال 2/ 1507 والمعالم 101 - 103 وغير ذلك كثير).
10) سيد قطب عفى الله عنه و الدعوة إلى الإنقلابات و الثورات و الخروج:
1. قال (وهذه المهمة مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصر في قطر دون قطر. بل مما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة، هذه غايته العليا ومقصده الأسمى، الذي يطمح إليه ببصره، إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها) الظلال (3/ 145)
2.يقول: (والواقع أن اتهام النظام الإسلامي بأنه لا يحمل ضماناته، إغفال للممكنات الواقعة في كل نظام كما أن فيه إغفالاً لحقائق التاريخ الإسلامي الذي شهد الثورة الكبرى على عثمان، وشهد ثورة الحجاز على يزيد، كما شهد ثورة القرامطة ((مما فعله القرامطة في ثورتهم التي يشيد بها سيد قطب قتل الحجاج في بيت الله الحرام في يوم التروية سنة 317هـ بقيادة زعيمهم الباطني الزنديق أبي طاهر لعنه الله، ثم سلب البيت الحجر الأسود، وسلب الحجاج أموالهم وهو يقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ومكث الحجر الأسود عند القرامطة حتى أعادوه بعد اثنتين وعشرين سنة. انظر تاريخ ابن كثير حوادث سنة 317هـ والله المستعان)) وسواها ضد الاستغلال والسلطة الجائرة وفوارق الطبقات وما يزال الروح الإسلامي يصارع ضد هذه الاعتبارات جميعاً على الرغم من الضربات القاصمة التي
(يُتْبَعُ)
(/)
وجهت إليه في ثلاثمائة وألف عام).- العدالة الإجتماعية 223.\
وعلى هذا فالثورة على عثمان رضي الله عنه، وثورة القرامطة تمثل روح الإسلام عند سيد قطب. وهذا يعطيك صورة واضحة عن حقيقة الإسلام عند سيد قطب، الإسلام الذي يدعو إليه، وينادي به، إنه ليس إسلام الكتاب والسنة ولكنه إسلام الخوارج والقرامطة وباطل الاشتراكية، وبغض الروافض لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
11) سيد يرد مئات الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما، وينكر عشرات المسائل العقدية عند أهل السنة والجماعة بجملة واحدة فيقول:
(أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن) الظلال (6/ 4008).
قلت: ومعلوم أن أكثر الحديث النبوي غير متواتر، ومقرر أيضاً عند أهل السنة أنه متى ثبت الحديث ولو بطريق واحد وجب العمل به، واعتقاد ما فيه إن كان خبراً، والعمل بمقتضاه فعلاً أو تركاً إن كان طلباً. ولم يخرج عن هذه القاعدة العظيمة إلا أهل الأهواء والبدع الذين يرفضون السنة ولا يرفعون بها رأساً إنما يعظمون أفكار البشر، وزبالات العقول والأذهان السقيمة، كما هو مفصل في مواضعه من كتب أهل العلم.
12) عند سيد: كتب التفسير السابقة ركام لا بد أن يستنقذ القرآن منه:
يقول عن كتابه مشاهد يوم القيامة والتصوير الفني: (في اعتقادي أنني لم أصنع بهذا الكتاب، وبسابقه ولن أصنع بلواحقه إلا أن أرد القرآن في إحساسنا جديداً كما تلاه العرب أول مرة، فسحروا به أجمعين، فلا أقل من أن يعاد عرضه، وأن ترد إليه جدته، وأن يستنقذ من ركام التفسيرات اللغوية، والنحوية والفقهية، والتاريخية والأسطورية، أيضاً).كتاب الخالدي (271) مشاهد القيامة ص (8).
أقول: إن بعض كتب التفسير دخلها الحديث الضعف أو الموضوع وكثير من الإسرائيليات فلو كانت الدعوة موجهة إلى هذا النوع من التنقية لكان حسناً أما دعوة سيد إلى إلغائها فإنها من أعظم ما يحول بين الناس وبين فقه كتاب ربهم ومعرفة ومعانيه ومقاصده وأحكامه والله المستعان.
خلاصة البحث:
أ) كشف سيد رحمه الله أهم سبب لخروجه عن منهاج السلف في كثير من مواضع الجدل في فكره؛ فقال في تفسير قول الله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً* وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} [الجن: 8 - 9]: (فأما الذين يرون في هذا كله مجرد تمثيل لحفظ الله للذكر من الالتباس بالباطل، وأنه لايجوز أن يؤخذ على ظاهره، فسبب هذا عندهم [وعند سيد – كما تقدم – عفا الله عنا وعنه] ()؛ أنهم يجيئون إلى القرآن بتصورات مقررة سابقة في أذهانهم أخذوها من مصادر أخرى غير القرآن، [بل من فكر الفلاسفة والمتصوفة والمعتزلة والأشاعرة والوثنيين] ثم يحاولون أن يفسروا القرآن وفق تلك التصورات، [بل هم يحلِّون ما حرم الله من التشريع بغير إذنه، ويحرّمون ما أحل الله من التملك بغير العمل أو أكثر من الحاجة أو الضرب في الأرض ابتغاء فضل الله] … من أين جاؤوا بهذه المقررات التي يحاكمون إليها نصوص القرآن والحديث؟ [من الفكر المبنيّ على الظّنّ ومن النّفس الأمّارة بالسوء ومن شياطين الجنّ والإنس].
إن الطريق الأمثل [بل الوحيد] ... فَهْم القرآن وتفسيره [وفق بيان النبي صلى الله عليه وسلم، وفَهْم وتفسير صحابته وتابعيهم في القرون المفضلة رضي الله عنهم أجمعين]، ومن ثم لا يُحَاكم القرآن والحديث لغير القرآن [والحديث بفهم الأئمة الأول]، ولا يُنْفَى شيء يثبته القرآن [والسنة] ولا يؤوّل، ولا يثبت شيء ينفيه القرآن [والسنة] أو يبطله، نقول هذا للمؤمنين بالقرآن، وهم مع ذلك يؤوّلون نصوصه لتوائم مقررات سابقة في عقولهم وتصورات سابقة في أذهانهم لما ينبغي أن تكون عليه حقائق الوجود).
ثم كتب في الحاشية: (وما أبرئ نفسي، إني فيما سبق من مؤلفاتي وفي الأجزاء الأولى من هذه الظلال، [بل وفي الأجزاء الوسطى والأخيرة كما تقدم] قد انسقت إلى شيء من هذا [وغيره]، وأرجو أن أتداركه في الطبعة الثانية إذا وفق الله، وما أقرره هنا هو ما أعتقده الحق بهداية من الله). (في ظلال القرآن) (6/ 3730 - 3731 - دار الشروق ـ الطبعة الشرعية).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد توفّاه الله قبل أن يتدارك ما تبيّنه من أخطائه وما لم يتبيّنه، ولا أظن ورثته هداهم الله وأخصّ مقدمهم أخاه الأستاذ محمد قطب يَسْلمُون من الإثم بإصرارهم على الاستئثار دونه بالمغنم من ريع الطباعة، ومشاركته أو الانفراد بالمغرم لنشر أخطاء بالغة تسيء إلى الإسلام والمسلمين أعلن رحمه الله العزم على الرجوع عن بعضها، وكذلك لا أظن القائمين على الطباعة والنشر في العالم المسلم يَسْلَمون من الإثم، إذا لم يتداركوا هذا الأمر، ويوقفوا نشر هذه الأخطاء، بل هذه الكتب وأمثالها جميعاً.
ب) ركز سيّد رحمه الله أكبر جهده واهتمامه على ما أسماه الحاكمية والتشريع؛ بما فيه اتباع التقاليد والأعياد، والعادات والأزياء مما لا يتجاوز الصغيرة إذا كان معصية، وأهمل أكبر الكبائر التي أحاطت به من المهد إلى اللحد لو وُجد اللحد في قبره: أوثان وأنصاب الجاهلية في كل زمان ومكان منذ قوم نوح: المزارات، والمشاهد، والمقامات، والأضرحة؛ أصل الأوثان والأصنام، بل هوّن ـ تجاوز الله عنا وعنه ـ مِنْ أَمْر الأوثان والأصنام التي أرسل الله جميع الرسل لهدمها بأنها ساذجة، لم يُشْرِك الأولون بسبب التقرب والاستشفاع بها إلى الله، ولم يُسْلموا بتركها واعتقاد أن لا إله إلا الله، والتعبد لله بأركان الإسلام – كما تقدم – خلافاً لمحكم الكتاب وصحيح السنة وصريحها، وفقه أئمة القرون المفضّلة المعتَدّ بهم في الدّين.
ج) ركّز رحمه الله جهدَه وهمَّه على محاربة الثروة، وما تنتجه من فروق الطبقات، وأُنسِيَ قول الله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32].
وقاده هذا الخطأ في الوقوع في عِرض عثمان ر، وعدد من كبار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، وتحريم ما أحل الله من الضرب في الأرض ـ ابتغاء فضل الله ـ والتملك بغير العمل.
وقاده هذا الخطأ إلى إباحة أو إيجاب نزع وتأميم الممتلكات المكتسبة شرعاً، والاستيلاء على نسبة من الربح أو رأس المال، وفرض الضرائب الخاصة والعامة، وشَرَع الثورة على الحاكم إذا فضّل بعض الناس في توزيع المال العام، مع أنّ النبي صلى الله عليه و سلم فعله.
د) تناقض فكره رحمه الله واضطرب بَيْن إثبات وحدة الوجود (الصوفية الوثنية) ونفيها، وبَيْن موادّة الكافرين غير المحاربين ونفيها (باختلاف العقيدة)، وبَيْن الحث على التمتع بالحياة الدنيا إرضاءً لله ولمز صحابي مبشر بالجنة بأنه بنى دارة بالعقيق رفع سمكها وأوسع فضاءها، وبَيْن تقريره اتساع المال العام عن المقررات للناس في عهد عثمان ر وادعائه تفشّي الفقر والبؤس، ومثل هذا كثير في فكره يصعب إحصاؤه.
هـ) استند في غالب فكره على روايات الأخباريين والمؤرّخين بغير إسناد، وعلى رأيه في تفسير القرآن الذي صرّح بمخالفته للسلف منذ زمن تنزيله، بل استند في فقه الأحكام على رواية عن عبد الرحمن عزام عن قبيلة الطوارق تؤيد اشتراك الناس في المال، ونفى الحاجة إلى علوم الأزهر مستدلاً بأنه ألّف كتابين عن الإسلام دون الرجوع إليها (بل إلى الشعر الحديث، والأمثال الشعبية، وآراء الموسيقيين والرسامين والممثلين والمصورين في كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
و) لعل تأثيره في الأمة منذ تحول إلى ما أسماه بالفكر الإسلامي إلى اليوم أعظم من تأثير أي مسلم آخر، وبخاصة في قضايا الحكم والمال؛ وفي الجرأة على التكفير ومنازعة الأمر أهله؛ وقد نَفَّذ قادة الثورة المصرية فكره الاشتراكي من كتابَيه: (العدالة الاجتماعية في الإسلام)؛ و (معركة الإسلام والرأسمالية)، وكلاهما طُبِعَ قبلها؛ وبخاصة في مسائل نزع الممتلكات الخاصة الشرعية، وفكرة (العاطلين بالوراثة) عندما كان (يعمل مع قادتها ومع من يحيط بهم أكثر من اثنتي عشرة ساعة يومياً). (لماذا أعدموني ـ ص12 - 14).
وكان تأثير فكره واضحاً في وجود جماعات التكفير، وأحزاب التحرير والجهاد، لتركيزه على قضايا فكرية غير شرعية مثل: (لا طاعة لإمام غير عادل، ولو كان يُقِرُّ أن الحاكمية [العبودية عنده] لله وحده ويحكم بشريعة الله لكنه لا يعدل في الحكم؛ استناداً إلى روايات غير مسندة عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم). (العدالة الاجتماعية ـ ص158 ـ دار الشروق1415). وفي هذا مخالفة صريحة لحديث الصحيحين عن جابر ر (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر، واليسر، والمنشط، والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله).
ومثل تقريره أن (قاعدة الإسلام الأصلية في الحكم: اختيار المسلمين المطلق هو المؤهِّل الوحيد للحكم) المخالف لكل الولايات الشرعية في القرون المفضلة منذ عهد أبي بكر ر، والموافق لحكم الشعب في النظم (الديمقراطية القانونية العلمانية).
ز) و (نحن نقول: غفر الله لسيّد) إقدامه على تأويل كتاب الله بغير علم، ومخالفة فقهاء ومحدثي ومفسري هذه الأمة في المنهاج والأسلوب، ومرة أخرى نقرر أننا لا نشك في صلاح نيته ورغبته في خدمة الإسلام، وأنه حري بتصحيح أخطائه لو عرف طريق الحق من نصوص الوحي بفهم أئمة العلم في القرون المفضلة، ولم يعتمد على تصوراته كما قال عن نفسه وعن غيره من المفكرين.
وجزى الله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي خير جزائه لمحاولته ردّ شباب الأمة إلى شرع الله، وتحذيرهم من فكر التكفير والانعزال والخروج عن الجماعة والولاية، وجزى الله الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد خير جزائه لمحاولته تصحيح أسلوب نقد المسلم للمسلم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه والدعاة إلى سنته.
* * *
هذا، و الرجاء الرد في الموضوع و عدم الخروج عنه، و و الله إنا لا نريد إلا الحق و الإنصاف، و نسأل الله أن يعفو عن سيد لجهله، و لما كتبه قلمه ضد الإسلام و المسلمين،و لمن أراد أن يرد هذا القول أي أنه سخر قلمه ضد الإسلام و المسلمين فاليتمعن في كلامه عفى الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:53]ـ
بارك الله فيك وجزاك ربي الخيرات.
فيا أهل السنة والتوحيد القضية قضية دين فهذه عقيدة ابن قطب وقد تبين أنها عقيدة التمشعر والقول بخلق القرآن.
يامحبي ابن قطب ويامعظيمه:
القضية ليست الآن في شخص ابن قطب فهو قد مات ونسأل الله أن يرحمه ولكن القضية في أخطاء ابن قطب العقدية وكتبه المتداولة بين شباب الأمة فلابد من التحذير من هذه الأخطاء
نتمنى من يناقش الأخ لا يناقشه بتزكية بعض الفضلاء لابن قطب فهذه ليس بحجة ولا يلزمه بأين مقالاته في الطواغيت ومثل هذه الأمور ....................
قد بين الأخ عقيدة ابن قطب فبماذا يجيبون أحبابه؟
نتمنى من المشرفين عدم حذف الموضوع وآن أن تناقش أخطاءسيد قطب كما تناقش أخطاء الجفري وعلي جمعة وغيرهم من المخالفين لعقيدة السلف
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:56]ـ
رحم الله الإمام العلامة المجدد سيد قطب (ابتسامة)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 01:58]ـ
رحم الله الإمام العلامة المجدد سيد قطب (ابتسامة)
أخي دلل لنا على إمامته وتجديده للدين؟ (ابتسامة)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:03]ـ
رحم الله الإمام العلامة المجدد سيد قطب (ابتسامة)
رحمه الله
وكاتب الموضوع ومن أيده سامحهم الله
عيب كبير أن يتفرغ بعض الناس لتنقص الدعاة وإشغال النفس والوقت بذلك. (ونحن في رمضان!!)
اشتغلا بقراءة القرآن، وتعليم الناس هدي النبي صلى الله عليه وسلم، واتركا سيدا، فقد يكون قد حط رحله في الجنة منذ زمن، والله أعلم.
لازالت عقليات كثير من أتباع مدرستنا السلفية ضيقة ولاتعي التحديات الكبيرة التي تواجهها، والمشاريع النافعة التي ينبغي أن تسعى لإقامتها.والله المستعان
بدلا من ملاحقة عباد الله (سيد، حسن البنا، سلمان، ربيع ............ إلخ)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:08]ـ
رحمه الله
وكاتب الموضوع ومن أيده سامحهم الله
عيب كبير أن يتفرغ بعض الناس لتنقص الدعاة وإشغال النفس والوقت بذلك. (ونحن في رمضان!!)
اشتغلا بقراءة القرآن، وتعليم الناس هدي النبي صلى الله عليه وسلم، واتركا سيدا، فقد يكون قد حط رحله في الجنة منذ زمن، والله أعلم.
لازالت عقليات كثير من أتباع مدرستنا السلفية ضيقة ولاتعي التحديات الكبيرة التي تواجهها، والمشاريع النافعة التي ينبغي أن تسعى لإقامتها.والله المستعان
بدلا من ملاحقة عباد الله (سيد، حسن البنا، سلمان، ربيع ............ إلخ)
إذن فلنسكت عن أخطاء علي جمعة وعلي الجفري ومحمد علوي المالكي ولا تتكلموا في أحد من الناس أبدا وإلا كان تناقضا بينا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 02:09]ـ
الإخوة الأفاضل جزاكم الله خيرًا على جهودكم.
تمت مناقشة موضوع الأستاذ الأديب سيد قطب رحمه الله مرات عديدة في هذا المجلس وغيره من المنتديات بما فيه الكفاية.
فلا داعي للجدل حولها مرة أخرى كأنه ليس في حياتنا العلمية والفكرية غير سيد قطب والموقف منه، والشكر الجزيل لكم على جهودكم، كتب الله أجركم.(/)
وقفات مع محمود درويش
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 04:16]ـ
وقفات مع محمود درويش
...
بقلم الناقد والأديب الكبير د. عدنان النحوي
نقلا عن رابطة أدباء الشام
http://www.odabasham.net/show.php?sid=20668
...
ووري في يوم الأربعاء 12/ 8/1429هـ (الموافق: (13/ 8/2008م) جثمان محمود درويش الثرى قرب قصر الثقافة في رام الله بعد تشييع رسمي وشعبي له في فلسطين في باحة مقر رئاسة السلطة الفلسطينية. ونقل عدد من الوسائل الإعلامية خبر وفاته وخبر نقله إلى مثواه الأخير في فلسطين، وشارك في تلك المناسبة كثيرون في مسلسل من مسلسلات الانحراف عن الطريق القويم من خلال الكلمات التي ألقاها عدد كبير من رجالات الدولة وغيرهم، حيث وصفه أحدهم بقوله: " إن الشعب الفلسطيني يعيش حالة يأس وحزن شديد لرحيل الشاعر الذي ساهم بشكل كبير في صياغة الرؤية الفلسطينية " ولا ندري أية رؤية يقصد، هل تلك الرؤية التي حاول أن يصوغها من خلال كتاباته ونثرياته التي رددها البعض أنه من الشعر العربي وما هو بالشعر.
هنا في هذه السطور أحببت أن أذكر الكثيرين من أبناء المسلمين وخاصة من فلسطين ـ وكما كتبت ذلك في عدد من كتبي ـ أن الرجل لم يكن سوى واحد من أولئك الذين دافعوا وكافحوا من أجل تثيبت الهوية العلمانية واليهودية في فلسطين وبين المسلمين عامة، وهو صاحب الأفكار اليسارية وعضو الحزب الشيوعي اليهودي الذي أراد من خلال المهمة المنوطة به أن يلعب دوراً كما رسمته له القوى المعادية للإسلام، وقد أدى هذا الدور على أكمل وجه من خلال كتاباته وكتبه ولقاءاته، وسعى الإعلام العربي بتصويره لنا كأنه صلاح الدين محرر القدس وديار المسلمين، ولكن هيهات! هيهات!
يقول ـ الشيخ الدكتور عبد الله عزام ـ رحمه الله في حديثه عن الاتجاهات اليسارية في حركة تحرير فلسطين وما يقومون به من دور خبيث في قتل وقمع المسلمين من أبناء فلسطين في داخل منظمة التحرير الفلسطينية، حيث يقول: " وأُقرّ أني طُلِبتُ لمحاكمة عسكرية لأنني انتقدت جيفارا ... " ويقول رحمه الله كذلك في موقف آخر: " لتبجُّح أهل الباطل وانتفاشهم وانتفاخهم أن عدد المسلمين كان قليلاً في منظمة فتح. ولقد كانت المنظمات اليسارية تسبُّ الله ورسوله عمداً أمامنا ليغيظونا، فكانت كلمة السرّ في الليل أثناء الحراسة شتم الله أو النبي أو الدين ". والسؤال هنا للشيخ عبد الله عزام رحمه الله ومن معه: لماذا دخلتم في هذا النهج والخط وتعاونتم معه سنين طويلة، وقدّمتم له الدعم الكبير؟!
ويذكر الشيخ عبد الله عزام بعض الأسماء التي برزت في فلسطين في الحزب الشيوعي، ونعيد بعض ما يرويه هنا للذكرى والعبرة والتأمل، ولمراجعة حساباتنا ومسيرتنا ومواثيقنا: " وأبرزت اليهودية الشيوعية " إميل توما " سكرتيراً لنقابة العمل الشيوعية في حيفا و " إميل حبيبي " سكرتيراً لها في الناصرة، و" فؤاد نصر " سكرتيراً لها في يافا. وكان الجميع يطالبون بإقامة دولة لليهود في فلسطين. وكان محمود درويش وسميح القاسم يحملان العلم اليهودي الإسرائيلي في مؤتمر صوفيا الدولي! وكان هؤلاء كلهم يقولون عن اليهود " شعب له حق الحياة كما لنا حق الحياة "! وأقول أيضاً هذا ما نصّ عليه صلاح خلف في كتابه " فلسطيني بلا هوية ". وهذا ما ردّده كثير من الفلسطينيين والعرب. فلماذا كان القتال إذن؟! وهنا أعيد السؤال نفسه للشيخ ولجميع المسلمين الذين غذّوا هذا النهج ودعموه وأيدوه، لماذا؟!
لاشك أنها تجربة مرَّة في غاية المرارة. فهل نقل عبد الله عزام رحمه الله تجربته هذه إلى المسلمين؟! وهو لم يخض هذه التجربة وحده، فلقد خاضها أعداد تحطَّمت أحلامهم على نتائج هذه التجربة. ولكنها تظل تجربة غنية تعلّم المسلم معنى التعاون الذي يجيزه الإسلام والذي لا يجيزه. تعلَّمه معنى الولاء بين المؤمنين. فقد خضع هذا النَّفر من المؤمنين لنظام منظمة التحرير، وقسوته عليهم وإذلاله لهم، بينما لم يتحَّمل المؤمنون بعضهم بعضاً، فدنا عدوُّ ونأى صديق. واختلطت الشعارات والمبادئ والموازين، واضطرب صفُّ المؤمنين في صراع وخصام وتمزّق.
(يُتْبَعُ)
(/)
تُعلّمنا هذه التجربة أن محمود درويش ورفاقه عَمِيتْ أَبْصارهم عن رؤية الحقيقة حين قالوا عن اليهود إنه شعب له حق الحياة كما لنا حق الحياة، عَمِيَتْ أبصارهم عن رؤية الحقيقة مِنْ أنَّ اليهود أَخذوا ونالوا حقَّ الحياة في أَرض ليست لهم، وأننا نحن خسرنا وحُرمنا حقَّ الحياة في أرض هي لنا. والذي يثير العجب والذهول أن يردّد هذا الكلام الذي يقوله محمود درويش ورفاقه آخرون، ويؤمن به آخرون دون أَن يعلنوه، من الذين يعطفون على اليهود وحقِّ اليهود، وهم ينتسبون لنا، ويتظاهرون بأنهم يعرفون مأساتنا ومعاناتنا وهول الظلم الواقع علينا. ولكن هذه التصريحات لا تحمل إلا العطف على اليهود المعتدين، وإلا تأييد الظالمين، وإلا تجاهل ما يقع علينا. وأعجب من ذلك أنَّ بعض الدعاة المسلمين أخذوا يُمجِّدون محمود درويش وأمثاله في مجالسهم وفي مجلاتهم الأدبيَّة قبل هلاكه وبعد هلاكه! (1)
ويقول محمود درويش، كما يذكر عبد الله عزام في كتابه حماس: " ... وفي سنة 1961م دخلت الحزب الشيوعي، فتحدَّدت معالم طريقي ". فلا عجب أَن تسمعه شاعراً تتغنّى به الصُّحُف العربيّة وهو يقول شعره: " نامي فعين الله نائمة عنا وأسرار الشحارير. " (2)
من هذه المقتطفات والنصوص، ومن هذه المواقف والأحداث، ومن هذه العلاقات والارتباطات، يدرك كلُّ مسلم عرف دينه إيماناً وعلماً، أَن العلاقات لم يكن ينظّمها " التوحيد " بقواعده وأسسه، ولم يكن يضبطها ويوجهها، وظلت العلاقات الشخصية تبرز في إطار واضح على شكل ما يسميه بعضهم بالأحلاف الوطنية، الأحلاف التي أَصبح للمسلمين تجارب كثيرة مريرة فيها، تجارب لم يكن يستفيد منها إلا الفكر اليساري وحده. قد نعلن أَن ولاءنا لله، ولكننا في واقع الممارسة يضطرب الميزان في أيدينا، فلا يعود التوحيد والإيمان وقواعدهما هي التي تحدِّد الولاءات، ولا هي التي تحدِّد الحبَّ أو البغض، ولا هي التي ترسم العهود والمواثيق. ولم يعد التوحيد بصورته القرآنية هو الذي يحدِّد المواقف والاتجاهات، ولا هو الذي يرسم المناهج، فتعددت الاتجاهات واضطربت وتصادمت، وتمزّق المسلمون شيعاً وأحزاباً، تحكمهم العصبيات الجاهلية.
واستمع قوله سبحانه وتعالى:
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:105]
ويقول محمود درويش في قصيدته المزعومة: " رسالة من المنفى ".
فإذا احترقتُ على صليبِ عبادتي ** أصبحتُ قدّيساً بزيِّ مقاتل
في إحدى صور كفرياته وشركياته، ولكن الكثيريين لا يعلمون! وفي كلمته النثرية " رد فعل "، يردد اتِّجاهه ومذهبه في الحياة، ويصور لنا الحياة الدنيا صورة مادية بعيدة عن الله سبحانه وتعالى ـ، ويأتي الملايين يرددون هذه الكلمات الشيطانية ويمدحون قائلها ويجعلونه في مصاف الفاتحين لفلسطين، حيث يقول في كلام بعيد عن الشعر، بعيد عن البيان والبلاغة، كلام هابط معنى ومبنى:
ماذا جنينا نحنُ يا أماهْ؟
حتّى نموتَ مرّتين
فمرّةً نموتُ في الحياة
ومرةً نموتُ عندَ الموتْ
هل تعلمينَ ما الذي يملأني بكاء؟
هَبي مرضتُ ليلةً .. وهدَّ جسمي الداء
هل يذكرُ المساءْ
مهاجراً أتى هنا .. ولم يعدْ إلى الوطن؟
هل يذكر المساءْ
مهاجراً ماتَ بلا كفنْ؟
إنَّ الله سبحانه وتعالى قد هيَّأ للمسلمين كلَّ أسباب القوّة والعزّة، ولم يبق إلا أن تنهض الطاقة البشرية المؤمنة الصادقة، ليعلم الله في قلوبهم الصدق، فيهديهم بإيمانهم، ويفتح لهم أسباب القوّة، فيحسنون النهج والخطة ويحسنون الإعداد، فينزلون الميدان، فيُنزل الله نصره عليهم، وينجز وعده لعباده المؤمنين، السؤالُ إذن: أين هي الطاقة البشرية؟! أين النهج؟! وأين الإعداد الحقّ؟!
لقد اختلطت المصطلحات، واختلطت دلالاتها، وزاد الأمر سوءاً ما طرحته الحداثة والعلمانيّة ومذاهبهما من مصطلحات ومواقف غذّاها الإعلام كثيراً، وبخاصة الإعلام الغربي بأشكاله المتعددة ووسائله المتنوعة، حتى بدا كأنه طوفان!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ظهرت مصطلحات: الأَصالة، المعاصرة، التقليد، التجديد، التطور، الحداثة، النمو، العلمانية، الاشتراكية، الديمقراطية، والعولمة، وغير ذلك من المصطلحات التي ظلّت " عائمة " لا تحمل معنى محدَّداً، أو تحمل معاني مختلفة، كل معنى يمثِّل طائفة، يدور بيْنها الصراع.
مع القرن التاسع عشر، أو قبل ذلك، أخذ هذا الغزو يشتدُّ، كأنه يمضي على نهج محدَّد وخطَّة مدروسة. ونشأت طائفة تدعو إلى تبعيّة كاملة للغرب: فكراً وسلوكاً وعادات، أدباً واقتصاداً وسياسة. وظهر ذلك في مرحلة كان المسلمون فيها ضعفاء، فأثر الغزو فيهم تأثيراً كبيراً، وظلّت المصطلحات تتردّد في تناقضاتها أو تغيب عائمة دون وضوح. واضطرب بذلك الميزان في أيدي الكثيرين.
العالم انطلق في أجواء الفضاء يشقُّها، ورمى بيننا ما يشغلنا عن حقيقة الإسلام ورسالته السامية. كلُّ الصراخ والدويّ من أجل اتباع الغرب وترك القديم أورثنا نماذج الملابس وقشور الفكر واضطراب الرؤية. والعجيب العجيب أننا لم نحرص على أن يكون التجديد هو إعداد القوة ونمو الصناعة وامتلاك أسبابها، حتى ظل العالم الإسلامي بصورته العامة واهياً متخلفاً لم تسعفه شعارات تحرير فلسطين، ولا أوهام شكل القصيدة، ولا ما يسمى بالشعر الحرّ، ولا شعر التفعيلة، ولا مساواة المرأة بالرجل، ولا شعارات الديمقراطية وغيرها، وإنما زادت الخلافات حول هذه القضايا، وبقى المسلمون في وهن وهزائم وخذلان، وتمزُّق قاتل! شُغِلوا بالخلافات وبما طرحه بينهم أعداؤهم!
أهل الحداثة اتّبعوا مذاهب الغرب العلمانيّ وحداثته، واعتبروا ذلك هو التجديد وهو ميزانه. اتبعوه في تبعيّة عمياء، حتى في ما يخالف الإسلام صراحة. وحاربوا كل قديم في أمتنا بنصوص صريحة، ومن بينها الدين واللغة! وأعلن بعضهم كلمة الكفر صريحة مدوّيّة. ولكنهم استثنوا من القديم كله أساطير اليونان وخرافاته التي ظلت تمثل محوراً في أدبهم وفكرهم، وفي الفكر الغربي العلماني.
يقول أحدهم عن " رمزه المناضل درويش ": " ومحمود درويش ظاهرة شعرية عربية فريدة .. تتأسس بصلابة قلَّ نظيرها لا لجهة القول الشعري المتفرد وحسب، وإنما لجهة محطات شعرية، تكونت عبر مواقف ومراحل اشتغل عليها الشاعر منذ أكثر من ثلاثين عاماً. ومنذ البدء لعب محمود درويش على متغيرات الراهن الإبداعي والسياسي فاستطاع بجدارة أن يؤسس مشروعاً شعرياً جديداً، إذ أضاف للقصيدة العربية التقليدية منها والحديثة شخصية جديدة على مدار الثلاثين سنة الماضية، يمكن تسميتها بقصيدة الملحمة الدرامية ذات الأجراس والخلاخيل والتي تعج بالألحان، تلك التي بدأت عنده في منتصف السبعينات مع قصيدة "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق " لتبدأ بالتجسد والتأصيل مع " سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا " وتمتد مع " أحمد الزعتر " و بيروت " و "مديح الظل العالي " … الخ وتميزت بشحنة رومانسية عالية لجهة الصوغ مع ارتفاع نبرة النشيد عبر المقاربة ذات الظلال والأنوار على السواء ". دعاية كاذبة لشعر كاذب، وأدب مختلّ!
ولقد أثر هذا الاتجاه في واقعنا، حتى أصبح بيننا من يدّعي محاربة الحداثة، ولكنه في حقيقة أمره تابع لها ناشر لمذاهبها، أو يدّعي محاربة الغرب والعلمانية، ولكنه تابع للعلمانية فكراً وعاطفة سواء أدرك ذلك أم لم يدرك.
والأمر لم يقف عند محاضرة أو مقالة أو حوار، ولكنه واقع نشاهده في مظاهر وحقائق متعدّدة، نقلد فيها الغرب تقليد هوى وضياع. انظر إِلى ما شاع في العالم الإسلامي من رقص وغناء، وإباحية تحملها الصحف والمجلات والفضائيات، وكذلك الممارسة في الواقع. وحسبك مثلاً على ذلك التقليد الأعمى فيما نشاهده من موضوع " تأبين محمود درويش " وما رافقه من حشود انهمكت في مديحه، تجتاح الشوارع لتكريمه كأنه فاتح أعاد فلسطين! والمسلمون يغيبون في متاهات الذلة والهوان، وديارهم تتساقط واحدة بعد الأخرى، والتمزق يزداد .. .
(يُتْبَعُ)
(/)
الحياة في الإسلام حياة ممتدَّة لا تفنى إلا ما شاء الله: حياة في الدنيا، وحياة في الآخرة تمثّل الحياة الحقيقية الخالدة، يربط بينها " الموت ". الحياة الدنيا فترة تطول بميزان بعض الناس، وتقصر في ميزان الله، وتطول حين نقيسها بمقياسنا البشريّ في الحياة الدنيا، وتقصر حين يبيّنها الله لنا بميزانه الحق على أساس امتداد الكون كله، وتقصر حين نقيسها بشعورنا بعد البعث وعند السؤال، حين يختلف ميزان الإنسان في تقديره للحياة الدنيا، لفترة الموت، عن ميزان الله سبحانه وتعالى:
(قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ. قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ. قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [المؤمنون: 112ـ114]
ويبيّن الله سبحانه وتعالى الحقيقة الرئيسة بالنسبة للحياة الدنيا والموت في الآيات الجامعة من سورة الملك:
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 1ـ2]
ومن هنا تبرز لنا الحقيقتان الأوليان الرئيستان: ألا وهما:
• إن الحياة الدنيا دار ابتلاء وتمحيص واختبار، للإنسان أجل مسمى، وللأمة أجل مسمّى، والحياة الدنيا كلها أجل مسمى.
• تنتهي الحياة الدنيا بالموت بعد أن ينتهي الأجل، وتقوم الحجّة للإنسان أو عليه يوم القيامة على ميزان حقّ:
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47]
ثم تتوالى الآيات الكثيرة لتلحّ علينا بأن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقيَّة الحياة الخالدة: في جنّة للمؤمنين، ونار للكافرين الظالمين والمجرمين، لتُبيِّنَ لنا الحقيقة الرئيسة الثالثة كما تعرضها لنا الآيتان من سورة الفجر وآيات أخرى:
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى. يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [الفجر:24،23]
هنالك تظهر الحقيقة اليقينية أن الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة. وليست الحياة الدنيا. هناك يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى!
وكذلك:
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64]
نعم! هناك الحياة الحقيقية في الدار الآخرة، وما الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولعبٌ، لمن نسي التصوّر الحق للإيمان وللحياة الدنيا وللدار الآخرة. فمن غفل عن ذلك كانت الحياة الدنيا لهواً ولعباً وجهداً ضائعاً لن يغني عنه من الله شيئاً:
(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) [الفرقان: 23]
وكيف يغفل الإنسان؟! وكيف ينسى؟! وما الذي يغفل عنه وينساه حتى تصبح الحياة الدنيا لهواً ولعباً؟!
يحدث ذلك حين ينسى أن الله خلقه في هذه الحياة الدنيا للوفاء بمهمة، أخذ منه العهد والميثاق عليها، ليوفي بهذه المهمة من خلال ابتلاء وتمحيص، لتقوم الحجة له أو عليه يوم القيامة:
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون:115]
لم يخلقنا الله عبثاً وإنما خلقنا للوفاء بمهمة في الحياة الدنيا، عرَّفها إلينا في المنهاج الرباني بمصطلحات أربعة إيجازاً، ثم فصّلها تفصيلاً حتى لا يكون لأحد عذر في نسيان أو غفلة أو تجاهل! إلا الكافرين والمنافقين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فنسوا المهمةَ التي خُلِقُوا للوفاء بها، فضلوا وشقوا مهما كانت الزخارف والشعارات التي يرفعونها.
فما هي هذه المهمة التي خُلِقْنا للوفاء بها؟! لقد حددها الله بمصطلحات أربعة رحمة منه، ثم بيّنها وفصّلها. هذه المصطلحات الأربعة كل منها يشير إلى المهمة نفسها من جانب من جوانبها. حتى تستكمل هذه المصطلحات الصورة من جوانبها الأربعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
" العبادة "، " الأمانة "، " الخلافة "، عمارة الأرض كلها بالإيمان وحضارته "، وتأتي هذه المصطلحات في آيات بيّنات توفي المعنى والظلال، وتأتي آيات بيّنات لتَفَصِّل ذلك. ثم أخذ الله على الإنسان عهداً وميثاقاً بأن يوفي بهذه المهمة التي سيحاسَب عليها يوم القيامة!
وتجتمع هذه المصطلحات الأربعة لتبرز المهمة التي خُلِقَ الإنسان للوفاء بها على صورة جامعة شاملة هي:
تبليغ رسالة الله كما أُنزِلت على محمد إلى الناس كافّة وتعهُّدهم عليها، حتى تكون كلمة الله هي العليا في الأرض كلها.
فهل وفّى " درويش " بهذه الأمانة؟! وهو الآن بين يدي الله لا تنفعه جميع هذه الحشود:
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ. يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ)
[الدخان:40ـ41]
وكذلك:
(حَتَّى? إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ? كَلَّا ? إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ? وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى? يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100 (
[المؤمنون]
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى? يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى? لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ? وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)
[الفرقان]
:
هامش:
(1) يُراجع كتاب " الشعر المتفلّت بين النثر والتفعيلة وخطره " للمؤلف. وقد كتبت إحدى المجلات الأدبية الإسلامية مقالاً عن محمود درويش لا تُصدِّق أنّه من كاتب مسلم.
(2) مع كلّ هذه المواقف لمحمود درويش رأينا بعض الدعاة المسلمين يتبنّون محمود درويش. كما حدث في حوار بيني وبين داعيتين (أو يفترض أنهم داعيتان) في مؤتمر في " وجدة ". وكان على أثر ذلك قصيدتي " لآلئ الشعر أوزان وقافية ".(/)
محمود درويش في الميزان
ـ[حبيب المؤمن]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 03:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه أولى مشاركاتي في هذا المنتدى المبارك، وقد أحببت أن أتحفكم ببعض الكتابات التي كتبت عن شعر محمود درويش، الشيوعي الهالك، في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008م، والذي قامت منظمة سماح (سامحهم الله) بعمل جنازة رسمية له، وهو الخائن العميل الشيوعي، وقد وقفت على بعض المقالات التي بينت منزلة هذا الرجل وكفره، فأحببت أن أنشر ذلك، سائلاً الله النفع لي ولكم
المقالة الأولى
إلى كل من تغنى بمحمود درويش!!
إن الذي دفعني لكتابة مثل هذا المقال .. سفاهة أقوام أبوا إلا أن يحشروا انوفهم في كل شاردة وواردة، مما حدى بهم إلى ان يتكلموا بل ويتفيقهوا في غير فنهم، فبادروك بالعجائب ..
ينطلقون من غير أسس ثابتة، ويصولون بلا دليل أو برهان ..
فتراهم إما أصحاب هوى سرح بهم وادي سحيق بعد ان خطفت عقولهم الطير ..
أو نعاق نعقوا خلف مفسد، همه الأول والاخر: كيف أفسد؟ ..
أو مساكين يسيرون على منهج فرعوني (وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما
وعلوا ... ) فكل أعمالهم وأقوالهم هي من باب: خالف تعرف.
فأقول - مجليا عن عمى بصائرهم، مفندا لحجتهم بالدليل والبرهان - وبالله التوفيق:
إليكم سيرة موجزة عن محمود درويش ..
من هو محمود درويش؟
ولد في قرية البروة بفلسطين عام 1941، ويقيم حاليا في باريس .. وعضو في الحزب الشيوعي الفلسطيني .. الذي اسسه اليهود والصهاينة عام 1919 م، كاول لبنة شيوعية على أرض المسلمين كلها.
وقد عمل في صحف الحزب الشيوعي مثل: ((صحيفة الإتحاد)) ومجلة ((الجديد)) ..
وفي أحد المؤتمرات التي عقدت في فيينا، وبالتحديد في منتصف عام 1985، وسط من أسموا أنفسهم ((بالقوى التقدمية بالشرق الأوسط))، حمل محمود درويش على كتفه علم حزب ((راكاح)) لشيوعي الإسرائيلي، ممثلا لهم ومعبرا عن وحدة القوى التقدمية العربية والصهيونية.
ورفض في فترة ما منصب ((وزير الثقافة!!)) في حكومة عرفات، ورشح ذات مرة لجائزة نوبل. صرح في عام 1990 مقارنا بين ((حماس)) والمتطرفين اليهود بقوله ((اليهود أرحم)).
أما عن أشعاره، وتنظيره الحداثي، الذي لا يخلو من الإلحاد والكفر والمجون:
يقول في مجلة اليمامة عدد (897):
((كل قاض كان جزارا ..
تدرج في النبوءة والخطيئة ..
ومدينة البترول تحجز مقعدا في جنة الرحمن ..
فدعوا دمي حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة والإله .. ))
ومن أقواله في عشيقته:
((نامي
فعين الله نائمة عنا
وأسراب الشحارير .. ))
تعالى الله عما يقول علوا كبيرا ((لا تأخذه سنة ولا نوم)) ..
ويقول في قصيدته ((مديح الظل العالمي)):
((ياالله
جربناك جربناك من اعطاك هذا السر
من سماك
من اعلاك فوق جراحنا ليراك فاظهر يا الله
مثل عنقاء الرماد من الدمار))
وهل هذا بمستغرب من تلميذ من تلامذة الشيوعيين اليهود، وربيب صحفهم، وأستاذ الحداثيين عندنا؟؟
واسمع إلى ما يقوله عن أخته:
((أبي من اجلها صلى وصام وجاب أرض الهند والإغريق
إلاها .. راكعا لغبار رجليها
أقسم تحت عينيها
يمين قناعة الخالق بالمخلوق وعبد نعاس رجليها
فأعبدهم لتلعب كالملاك
وظل رجليها على الدنيا وصلاة الأرض للمطر))
وو الله إني لأكتب هذه الكلمات وعيناي تذرفان الدمع حنقا وبغضا لمن تطاول
على خالقي ومولاي، كلا .. بل وصل الحال به إلى السخرية والاستهزاء ..
فأين هو شاعر أطفال الحجارة؟
ألا شلت تلك اليد التي كفرت بخالقها وجحدته ..
وهذا فيض من غيض، ولولا الحياء من الله لعرضت عليكم أمثلة أخرى من
سفالاته ..
فأين من يشيد بمحمود درويش ليرينا من هو؟
أبو عبدالعزيز الظفيري
===========
المقالة الثانية
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
ستشهد صحفنا غدا حزنا مكسوا ربما بالسواد على الهالك الشيوعي محمود درويش، وسيبدأ أصحاب الأعمدة إما اليومية أو الأسبوعية بالتدليس على القراء في ذكر مآثر وفتوحات الهالك الشيوعي محمود درويش، وحقيقة الأمر أن الرجل من رؤوس شعر الحداثة النتن الذي لم يترك شيئا للذات الإلهية أو الأنبياء إلا وسخر به في شعره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن باب بيان حقيقة شعر الرجل، ولئلا تدلس الصحف على القراء في الأيام القادمة أحببت وضع شيء من زندقة شعر الهالك.
وأعلم أن البعض سيأتي ويتفلسف ويقول: الرجل أفضى إلى ما قدم، ونحن نقول: هل تبرأ من شعره الذي كله زندقة وسخرية بالله وأنبياءه وملائكته؟!
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
أعظم الشعراء العرب في الميزان
الشيخ / عبد الرحمن بن سعد الشثري
هكذا وسمته جريدة اليوم في عددها 4762 تاريخ 22/ 10/1406هـ (وقد كان درويش وما زال واحداً من أعظم الشعراء العرب, إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق) ا. هـ.
محمود درويش عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح (يُنظر كتاب دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي ص360 لحسين مروة , وجريدة الرياض بتاريخ 14/ 1/1422هـ).
وخصَّصت جريدة الجزيرة: مجلَّتها الثقافية في عددها رقم 143 تاريخ 6/ 2/1427هـ عن محمود درويش, وَوَصَفَه رئيس تحريرها ص2 بأنه: (شاعرٌ عملاق ... وكان هو لا غيره: الشاعر والفنان الكبير الذي اسمه محمود درويش).
وقال مدير التحرير للشؤون الثقافية ومُعدّ المجلة الثقافية: إبراهيم التركي: (أمَّا لماذا محمود درويش؟ فلأنه محمود درويش! ولا مكان لمن يسأل الصباح عن موقع الشمس ... محمود درويش: شكراً أن أدركنا زمنك).
وقال غازي القصيبي ص3 من المجلة المذكورة: (وعندما يُكتبُ تاريخ الشعر في هذه الحقبة سيبرزُ محمود درويش أعلى من كلِّ المقامات, أطول من كلِّ العمالقة, أبقى من كلِّ الفحول, سيبقى والريح تحته يكتب كلاماً جميلاً على سفوح الزوابع).
وقال عنه عبد الله الغذامي في المجلة المذكورة ص5: (رجلٌ نُجمع على تبجيله .. وصاحب صيت هو الأكبر في ثقافتنا اليوم).
وقال عبد الله الجفري في المجلة المذكورة ص6: (الشاعر الكبير محمود درويش) وقال عن شعره: (ما كُتب هذا الشعر ليُقرأ, وإنما ليُغمس في الدم).
وقال سعد البازعي في المجلة المذكور ص7: (ودرويش كما يعرف قراؤه من أقدر الشعراء على إيقاظ الشعر ولَهاً ممضاً في نفس القارئ) , وقد أوصانا رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك ص2 بقوله: (اقرؤوا شعره جيداً) وهانحن نقرأه فنجد الآتي:
عقيدته في توحيد الربوبية:
قوله بأنَّ الله خلق الإنسان عبثاً:
قال في مقطوعة بعنوان: عن الصمود: (إنا خُلقنا غلطة, في غفلةٍ من الزمان) ديوان محمود درويش ص42 دار العودة ببيروت , الطبعة الثانية عشر 1987م.
الله أكبر: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات: 56).
نسبة الخلق إلى غير الله, وتسميته غيرَ الله خالقاً:
قال: (خريف جديد لامرأة النار: كوني كما خلقتكِ الأساطير والشهوات, كوني ملائكتي أو خطيئة ساقين حولي) ورد أقل ص87 دار توبقال للنشر بالمغرب, الطبعة الثانية 1990م.
ويقول في مقطوعة بعنوان: سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا: (وسرحان يرسم شكلاً ويحذفه: طائرات وربّ قديم) ديوان محمود درويش ص451.
وصفه لله تعالى بالتعرِّي:
قال في ديوانه ص398 في مقطوعة بعنوان: مزامير: (نرسم القدس: إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة).
وصفه لله تعالى بالإله الصغير:
قال في مقطوعة بعنوان: موت آخر وأحبك: (وأكمل هذا العناق البدائي, أصعد هذا الإله الصغير .. يسدُّ طريقي إلى شفتيك , فأصعد هذا الإله الصغير) ديوان محمود درويش ص512.
السخرية والاستهزاء والاستخفاف بالله تعالى:
قال في ديوانه ص24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة: (نامي فعينُ الله نائمة عنا).
ويقول في ص389: (طوبى لمن يعرف حدود سعادتي, طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي, طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي).
ويقول في مقطوعة بعنوان: تلك صورتها ص554: (يومُكِ خارج الأيام والموتى, وخارج ذكريات الله والفرح البديل).
الله أكبر: ((يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ -وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ)) (التوبة: 65).
نسبته الزوجة والولد إلى الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في ديوانه ص265 تحت عنوان: آه عبد الله: (إنَّ هذا اللحن لغمٌ في الأساطير التي نعبدها, قال عبد الله: جسمي كلمات, ودويّ, هكذا الدنيا, وأنت الآن يا جلاد أقوى وُلد الله, وكان شرطي).
وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان: (إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها: (إلهي إلهي, لماذا تخلَّيت عني , لماذا تزوجتَ مريم؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي , عدوِّي من المقصلة, أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني, لماذا تزوجتني ياإلهي , لماذا ... لماذا تزوجت مريم).
الله أكبر: ((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا -لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا - وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا - إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا - لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)) (مريم: 88 - 95).
عقيدته في توحيد الألوهية:
دعوته لقتل الله تعالى:
قال: (أقل احتفالاً على شاشة السينما, فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله ... ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا, ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق, نعرف أن الزمان تغير, منذ تغير نوع السلاح, فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم) أحد عشر كوكباً ص42 - 43.
جحد حق العبودية لله تعالى والسخرية بالعبادة ومظاهرها:
حيث تحدَّث في مقطوعة بعنوان: (أبي) عن أبيه رمز القديم ورمز الجيل المؤمن بالله , ويتهكم به وبصلاته وعبادته فيقول: (غضَّ طرفاً عن القمر, وانحنى يحضن التراب, وصلَّى , لسماء بلا مطر, ونهاني عن السفر! ... وأبي قال مرَّة حين صلَّى على حجر: غض طرفاً عن القمر, واحذر البحر , والسفر! يوم كان الإله يجلد عبده, قلت: يا ناس! نكفر, فروى لي أبي , وطأطأ زنده: في حوار مع العذاب, كان أيوبُ يشكر خالق الدود , والسحاب, خلق الجرح لي أنا لا لميت, ولا صنم) ديوان محمود درويش ص144 - 145.
العبودية لغير الله تعالى:
قال في مقطوعة بعنوان: عاشق من فلسطين: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني, وأعبُدُها وأحميها من الريح) ديوان محمود درويش ص79.
ويقول في ص320 - 324 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها: (عيناكِ, يا معبودتي, هجرة بين ليالي المجد والانكسار … وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ , يا معبودتي, منفى, نفيت أحلامي وأعيادي … معبودتي! ماذا يقول الصدى, ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان .. ).
وفي ص608 في مقطوعة بعنوان: أحمد الزعتر: (أخي أحمد! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد, متى تشهد).
دعوته لعبودية الأرض وتأليهها ومِن أجلها يكون الصوم والصلاة:
قال في مقطوعة بعنوان: (أهديها غزالاً) على لسان مَن سمَّاها الحلوة: (تعال غداً لنزرعه, مكان الشوك في الأرض! أبي من أجلها صلَّى وصام, وجاب أرض الهند والإغريق إلهاً راكعاً لغبار رجليها وجاع لأجلها في البيد, أجيالاً يشد النوق وأقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق! تنام , فتحلم اليقظة في عيني مع السهر, فدائي الربيع أنا, وعبد نعاس عينيهاوصوفي الحصى, والرمل, والحجر, سأعبدهم, لتلعب كالملاك , وظل رجليها على الدنيا, صلاة الأرض للمطر .. ) ديوان محمود درويش ص100 - 101.
دعوته لعبودية معشوقته ريتا اليهودية:
فيقول: (بين ريتا وعيوني بندقية, والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية) ديوان محمود درويش ص192.
تأليهه لغير الله تعالى , ووصف غير الله بالألوهية:
قال في مقطوعة بعنوان (لوركا) مادحاً الشيوعي الأسباني لوركا: (هكذا الشاعر, موسيقى, وترتيل صلاة, ونسيم إن همس , يأخذ الحسناء في لين إله) ديوان محمود درويش ص68 - 69.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في ص222 في مقطوعة بعنوان: السجين والقمر: (والموت والميلاد في وطني المؤلَّه توأمان).
ويقول في ص279 - 280 في مقطوعة بعنوان معشوقته اليهودية: ريتا أحبِّيني: (وإن الآلهة في البرلمان … وأراك تبتعدين عني, آه, تقتربين مني نحو آلهة جديدة).
وقال في ص300 في مقطوعة بعنوان: المطر الأول: (كانت الحلوة تعويضاً عن القبر الذي ضمَّ إلهاً).
ويقول في ص343 في مقطوعة بعنوان: يوميات جرح فلسطيني: (ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله).
ويقول: (ونحن نودع نيراننا لا نرد التحية لا تكتبوا علينا وصايا الإله الجديد, إله الحديد) أحد عشر كوكباً ص46 دار الجديد ببيروت, الطبعة الأولى 1992م.
ويقول فيه ص67: (نحب الطبيعة عاشقة في تقاليد آلهة ولدت بيننا) , ويقول فيه ص71: (نخفف طقس العبادة, نترك آلهة للشعوب على الشياطئين) , ويقول فيه ص73: (ونحن الذين نسجناعباءة أيامنا, لم يكن للآلهة دور سوى أنها سامرتنا وصبَّت لنا خمرها).
معاداته للسماء ومَن فيها:
قال: (ونحن الذين ندق نحاس السماء , ندق السماء لتحفر من بعدنا طرقات) ورد أقل ص57.
عقيدته في توحيد الأسماء والصفات:
وصفه لله تعالى وتسميته سبحانه بأسماء وأوصاف النقص تهكماً به جلَّ وعلا:
فمن تهكُّمه إضافة الشرفة لله تعالى حيث قال في مقطوعة بعنوان: كان موتي بطيئاً: (كأن القدر يتكسَّر في صوتها: هل رأيت المدينة تذهب, أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله قافلة من سبايا؟) ديوان محمود درويش ص498.
ويتهكَّم بالله تعالى حين يصفه أنه لا يأتي إلى الفقراء ويأتي بلا سبب , وذلك في قوله في مقطوعة له بعنوان: تلك صورتها: (والله لا يأتي إلى الفقراء إذ يأتي, بلا سبب, وتأتي الأبجدية معولاً أو تسليه عادوا إلى يافا, وما عدنا لأنَّ الله يأتي بلا سبب) ديوان محمود درويش ص563.
ويقول: (سترفع قشتالة تاجها فوق مئذنة الله, أسمع خشخشة للمفاتيح) أحد عشر كوكباً ص16, ويخاطب اليهود قائلاً: (فلا تدفنوا الله في كتب وعدتكم بأرض على أرضنا) أحد عشر كوكباً ص40.
وعلى طريقة الحداثيين في تأليه الإنسان وأنسنة الله حسب قولهم يقول: (صحراء للصوت , صحراء للصمت, صحراء للعبث الأبدي, للوح الشرائع صحراء, للكتب المدرسية , للأنبياء وللعلماء , لشكسبير صحراء, للباحثين عن الله في الكائن الآدمي) أحد عشر كوكباً ص98.
وصفه غير الله بأسماء الله وصفاته:
حيث سبَّح محمود درويش للتي أسرت بأوردته في مقطوعة بعنوان: الخروج من ساحل المتوسط: (وغزة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلَّب كنت أهرب من أزقتها, وأكتب باسمها موتي على جميزة, فتصير سيدة وتحمل بي فتىً حراً, فسبحانَ التي أسرت بأوردتي إلى يدها) ديوان محمود درويش ص475.
السخرية بأسماء الله تعالى وصفاته:
حيث جعل من علامات القحط والجدب كثرة أسماء الله , ومن ذلك قوله في ديوانه ص422 في مقطوعة بعنوان: قتلوك في الوادي: (في الزمن البخيل يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله).
ومن سخريته بصفات الله تعالى: قوله في ديوانه ص469 في مقطوعة بعنوان: النزول من الكرمل: (وها أنا أُعلن أنَّ الزمان تغيَّر: كانت صنوبرة تجعل الله أقرب, وكانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب, وكانت صنوبرة تُنجب الأنبياء).
بغضه للإسلام وأهله:
لقد تواضعَ أهلُ النفاق على بغض الإسلام وأهله ويرمزون لذلك بالرمل والمرايا والنخل, وهي رموز تواضعوا على استخدامها في معرض هجاء الإسلام والقرون المفضلة: يقول درويش في ديوانه ص610 في مقطوعة بعنوان: قصيدة الرمل: (والرمل جسم الشجر الآتي, غيوم تشبه البلدان, لون واحد للبحر والنوم, وللعشاق وجه واحد, وسنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري, سنرمي ألف نهر في مجاري الماء, والماضي هو الماضي, سيأتي في انتخابات المرايا, سيد الأيام, والنخلة أم اللغة الفصحى, أرى, فيما أرى, مملكة الرمل على الرمل, ولن يبتسم القتلى لأعياد الطبول, ووداعاً للمسافات .. البدايات أنا والنهايات أنا .. ).
استعماله للرموز والمعاني النصرانية:
قال في ديوانه ص40 في مقطوعة بعنوان: ن الصمود: (وإلام نحملُ عارنا وصليبنا) , ويقول في ص64 في مقطوعة: رباعيات: (وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ص104 مستلهماً خرافة صلب عيسى عليه السلام مستمداً منها القوة في مقطوعة بعنوان: شهيد الأغنية: (ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول: ابكي! فعسى صليبي صهوة , والشوك فوق جبيني المنقوش بالدم والندى إكليل غار).
ويقول ص172 - 174 في مقطوعة بعنوان: أغنية حب على الطيب: (أحبكِ كُوني صليبي, وكوني , كما شئتِ, برج حمام ... أحبك كوني صليبي وما شئت كوني).
ويجعلُ للصليب أوصافاً فاعلة هائلة , ويُعلِّق عليه كثيراً من الآمال فيقول في ديوانه ص228 - 229 في مقطوعة بعنوان: إلى ضائعة: (سأحملُ كلَّ ما في الأرض من حزن, صليباً يكبر الشهداء, عليه وتصغر الدنيا , ويسقي دمع عينيك, رمال قصائد الأطفال والشعراء).
توجُّهُه بالعبادة للصليب:
قال في ديوانه ص240 في مقطوعة بعنوان: رد فعل: (فإذا احترقتُ على صليب عبادتي أصبحتُ قدِّيساً, بزي مقاتل).
شكره للصليب:
قال في مقطوعة بعنوان: قاع المدينة: (شكراً صليب مدينتي شكراً, لقد علَّمتنا لون القرنفل والبطولة, يا جسرنا الممتد من فرح الطفولة, يا صليب إلى الكهولة, الآن, نكتشف المدينة فيك, آه, يا مدينتنا الجميلة) ديوان محمود درويش ص257.
ويقول في ص270 في وصف فكره ومن أين خرج في مقطوعة بعنوان: كتابة بالفحم المحترق: (ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق, وشكل جديد لوجه الحبيب).
قوله بأنَّ الصليب مصدر النور:
قال في ديوانه ص322 - 323 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها: (كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور؟ لم نتكلم, نحن لم نعترف إلاَّ بألفاظ المسامير).
قوله بصلب عيسى عليه السلام:
قال في ديوانه ص349 في مقطوعة بعنوان: يوميات جرح فلسطيني: (ولو أنَّ السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب , ظل طفلاً ضائع الجرح , جبان).
ترديده لعبارات النصارى الكفرية:
قال في مقطوعة بعنوان: عائد إلى يافا: (لا تقولوا: أبانا الذي في السموات , قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا وعاد , هو الآن يعدم) ديوان محمود درويش ص403.
سخريته من الملائكة عليهم السلام:
حيث جعل الملَك أنثى مثل عشيقته, ويصفه بأنه يُمارس الجنس, وذلك في قوله في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (ذهبتُ إلى الباب, مفتاحها في حقيبتها, وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب) ديوان محمود درويش ص641.
سخريته بالقرآن الكريم:
قال في ديوانه ص480 في مقطوعة بعنوان: الخروج من ساحل المتوسط: (أنا الحجر الذي مسته زلزلة, رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم , واستأجرتني آية الكرسي دهراً, ثم صرتُ بطاقة للتهنئات تغير الشهداء والدنيا).
ويقول في ص448 في مقطوعة بعنوان: سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا: (وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة, دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عمَّ وقبعة الشرطي , وخادمه الآسيوي, وكان يقيس الزمان بأغلاله).
سخريته بأنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام:
حيث جعلَ نبيَّ الله نوح عليه السلام رمزاً للهروب والجبن, وطلَبَ منه ألاَّ يرحل فقال في مقطوعة بعنوان: مطر: (يا نوح! هبني غصن زيتون ووالدتي حمامة , إنا صنعنا جنة كانت نهايتها صناديق القمامة, يا نوح! لا ترحل بنا إنَّ الممات هنا سلامة, إنا جذور لا تعيش بغير أرض, ولتكن أرضي, قيامة) ديوان محمود درويش ص116 - 117.
ويقول في ص121 في مقطوعة بعنوان: خواطر في شارع: (يا نبيَّاً ما ابتسم من أي قبر جئتني , ولبست قمبازاً بلون دم عتيق).
ويقول في ص591 في مقطوعة بعنوان: كان ما سوف يكون: (من أي نبيٍّ كافرٍ قد جاءك البعد النهائي).
ويقول في ص634 في مقطوعة بعنوان: نشيد إلى الأخضر: (ولتحاول أيها الأخضر أن تأتي من اليأس إلى اليأس وحيداً يائساً كالأنبياء).
الله أكبر قال تعالى: ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)) (الأنبياء: 41).
قوله بأنَّ الشاعر يُوجد الأنبياء:
قال في مقطوعة بعنوان: عن الشعر: (نحن في دنيا جديدة, مات ما فات, فمن يكتب قصيده في زمان الريح والذرة يخلق أنبياء) ديوان محمود درويش ص55.
ادِّعاؤه بأنه هو نبيُ الله يوسف عليه السلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: (قلتُ إني: رأيتُ أحد عشر كوكباً, والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ديوان ورد أقل ص77.
سخريته بالإيمان بالقضاء والقدر:
قال في مقطوعة بعنوان: قال المغني: (قال للريح في ضجر: دمِّريني ما دمتِ أنتِ حياتي مثلما يدَّعي القدر) ديوان محمود درويش ص86.
ويقول في ص275 في مقطوعة بعنوان: ريتا أحبِّيني: (الحبُّ ممنوع , هنا الشرطي والقدر العتيق تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك للعيون السود).
استخفافه بأجلِّ أنواع ذكر الله وهو تسبيحه جلَّ وعلا:
قال في مقطوعة بعنوان: لا مفر: (وطني! عيونك أم غيوم ذوَّبت أوتار قلبي في جراح إله! هل تأخذن يدي؟ فسبحانَ الذي يحمي غريباً من مذلَّة آه) ديوان محمود درويش ص237.
سخريته بدعاء الله تعالى: قال في مقطوعة بعنوان:
رسالة من المنفى: (سمعتُ في المذياع قال الجميع: كلنا بخير, لا أحد حزين, فكيف حال والدي؟ ألم يزل كعهده , يُحبُّ ذكر الله, والأبناء, والتراب, والزيتون؟ ... وكيف حال جدتي ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟ تدعو لنا بالخير , والشباب , والثواب!) ديوان محمود درويش ص36 - 37.
سخريته بالسجود لله تعالى:
قال في ديوانه ص103 في مقطوعة بعنوان: شهد الأغنية!! يقول فيها: (يا أنت! قال نباحُ وحشٍ: أُعطيك دربك لو سجدت أمام عرشي سجدتين! ولثمت كفي, في حياء, مرتين أو, تعتلي خشب الصليب شهيد أغنية, وشمس .. يا من أحبك مثل إيماني)
سخريته بالشهيد في سبيل الله, وجعله مَن مات من العُشَّاق شهيد:
قال واصفاً حُبَّه لمعشوقته ريتا في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (وتسأل للمرة الألف عن حُبِّنا, وأُجيب: بأني شهيدُ اليدين اللتين تعدان لي قهوتي في الصباح) ديوان محمود درويش ص643.
تدنيسه للركن الثاني من أركان الإسلام:
قال في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين, صلَّيتُ من أجل ساقين معجزتين) ديوان محمود درويش ص640.
هذا غيض من فيض من ضلالات محمود درويش, فأين الإبداع الممتع الفني المجرَّد, والجذور التاريخية, والمقامات الأدبية, ووحدة الصف في كلام هذا المنكوس يا جريدة الجزيرة, إنَّ ثناؤكم المنطوي على تبجيل هذا المنكوس الذي امتطى كلَّ ما يُخالف الدين لهو أمرٌ بالغ الخطورة, وفيه جلُّ الأمراض والعلل والأسقام الاعتقادية التي قد تنطلي على المسلمين من خلل رماد التهوين فضلاً عن الإشادة والامتداح, وكأنكم لم تطَّلعوا على قول الله تعالى: ((لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (المجادلة:22).
وقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)) (الأحزاب: 57).
إنَّ من خيانة الإسلام وأهله امتداح المستهزئين بالله والساخرين من دينه جلَّ وعلا, فإذا أنكرَ مؤمنٌ قلتم: نثني على جماليات أدبية, وتراكيب إبداعية, وغنائيات فنية, وثقافة واسعة, إلى غير ذلك من العبارات التي تُسوِّق النفاق وتمتدح أهله, حتى قال قائلهم في المجلة المذكورة ص13 نزيه أبو عفش: (أمام كل عمل جديد لدرويش أشعر أنني واقفٌ منذهلاً ومذعوراً في مواجهة الكمال).
((هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)) (النساء: 109).
((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) (المائدة: 51).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى الرغم من هذه المجاهرة بعداوة محمود درويش للإسلام إلاَّ أننا نجدُ زملائه وغيرهم في المجلة المذكورة ممن مرَّ ذكرهم في بداية هذه الرسالة, يمتدحونه ويشيدون به, ويدافعون عن مواقفه, ويحق لنا أن نتساءل: هل هذا يتضمن إقراراً ضمنياً بما يعتقده ويقوله محمود درويش؟
((وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً)) (النساء: 107).
((وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) (الشعراء: 224 - 228).
نسأل الله تعالى أن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين, وألاَّ يُشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين, إنه سميعٌ مجيب: ((وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)) (البقرة: 251).
وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
==============
المقالة الثالثة
الفرحُ بموتِ الزنادقةِ والطغاةِ سنةٌ قديمةٌ ماضيةٌ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن من التقريراتِ المهمةِ في السنةِ أن الثناءَ على الميتِ بالخيرِ أو الشرِ هو عن طريقِ المسلمين الذين عرفوهُ، وعايشوهُ، ودرسوا سيرتَهُ، وسبروا حالَهُ.
قد يقولُ قائلٌ: وما دليلك؟
أقول: الدليل ما يلي:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ. رواه البخاري (1367)، ومسلم (949).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: قَالَ النَّوَوِيّ: وَالظَّاهِر أَنَّ الَّذِي أَثْنَوْا عَلَيْهِ شَرًّا كَانَ مِنْ الْمُنَافِقِينَ.
قُلْت: يُرْشِد إِلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ حَدِيث أَبِي قَتَادَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ عَلَى الَّذِي أَثْنَوْا عَلَيْهِ شَرًّا , وَصَلَّى عَلَى الْآخَر.ا. هـ.
وهذه الشهادةُ ليست خاصةً بالصحابةِ رضي اللهُ عنهم، بل لمن جاء بعدهم.
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: قَوْله: " أَنْتُمْ شُهَدَاء اللَّه فِي الْأَرْض " أَيْ: الْمُخَاطَبُونَ بِذَلِكَ مِنْ الصَّحَابَة، وَمَنْ كَانَ عَلَى صِفَتهمْ مِنْ الْإِيمَان. وَحَكَى اِبْن التِّين أَنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِالصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِالْحِكْمَةِ بِخِلَافِ مَنْ بَعْدهمْ. قَالَ: وَالصَّوَاب أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِالثِّقَاتِ وَالْمُتَّقِينَ.ا. هـ.
ولهذا العبدُ الفاجرُ أو الكافرُ إذا مات ارتاحتِ الخلائقُ منه ومن فجورهِ وكفرهِ - نسألُ اللهَ حسن الخاتمة -.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: " مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: " الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ ". رواه البخاري (6512)، ومسلم (950).
بعد هذه التقريراتِ النبويةِ يستنكرُ البعضُ على من يفرحُ بموتِ طاغيةٍ، أوداعيةِ ضلالةٍ، أو كافرٍ، والحقيقةُ أن هذا الاستنكار لا وجه له، ولا دليل عليهِ، بل فعلُ السلف بخلافهِ، وأيضاً بموتهِ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُ بنصِ كلامِ النبي صلى الله عليه وسلم السابقِ.
ولذلك شُرع لنا عند تجددِ النعمِ أو اندفاعِ النقمِ أن نسجدَ شكراً للهِ على ذلك، فيضعُ أشرفَ عضوٍ من أعضاءِ جسمهِ – وهو الوجهُ – على الأرضِ خضوعاً لله، وشكراً له على تجددِ النعمِ أو اندفاع النقمِ، وطبق سلفُ الأمة هذا الهدي، وسجودُ الشكرِ هو عبادةٌ تعبرُ عن الفرحِ بما قد تجدد من النعمِ أو اندفع من النقمِ.
نأتي الآن على الأمثلةِ من فرحِ السلفِ بموت طاغيةٍ أو داعيةِ بدعةٍ أو كافرٍ.
إبراهيمُ النخعي أَحَدُ الأَعْلاَمِ ماذا فعل عندما بُشر بموتِ الحجاج؟
روى ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/ 280) قال: أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني، عن أبي حَنِيْفَةَ: عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ، فَسَجَدَ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ.
وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في " السير " (4/ 524).
وهذا عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ الحسين، أبو القاسم الخفاف، المعروف بابنِ النقيبِ.
ذكرهُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (12/ 20)، وقال عنه: كان من أئمةِ السنةِ، وحين بلغهُ موتُ ابنِ المعلمِ فقيهِ الشيعةِ سجد للهِ شكراً. وجلس للتهنئةِ وقال: ما أبالي أي وقتِ متُ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ.
فلماذا يستنكرُ بعضُ أهلِ السنةِ الفرحَ بموتِ رؤوسٍ ممن حارب الدينَ من كفارٍ ومبتدعةٍ، وحارب أهلَ السنةِ ولهم سلفٌ في أئمتهم؟؟!!
أما غيرُ أهلِ السنةِ فهو أمرٌ غيرُ مستغربٍ منهم، ولكن عندما يكونُ القتلُ في أهلِ السنةِ فلا بواكي لهم، واللهُ المستعانُ.
· لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ:
لقد جاء في تراجمِ بعضِ من كاد للإسلامِ والمسلمين من كفارٍ وأهلِ بدعٍ الدعاءُ عليهم بعبارة " لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ "، فلو دُعى على كافرٍ أو مبتدعٍ قتل في المسلمين، أو نكل بهم فلا لوم عليه.
قال الإمام الذهبي في " العِبر في خبرِ من غبر " (2/ 42) في أحداث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة: " ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة ".ا. هـ.
وقال أيضاً في ترجمة " عبيد الله المهدي الباطني " (2/ 16): عبيد الله المهدي. أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب، وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي. والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر علىالحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حسبي. توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة. قال أبو حسن القابسي صاحب " المخلص" رحمه الله: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النّحْر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الرضى عن الصحابة فاختاروا الموت. ا.هـ.
ونحن نقول: لا رحمَ اللهُ مغرزَ إبرةٍ لكلِ من مات وقد آذى المسلمين، أو نكل بهم، أو عذبهم.
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
ـ[حبيب المؤمن]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 01:36]ـ
للرفع
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 10:55]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
مصر تترجم أعمال الشاعر محمود درويش للإنجليزية
آخر تحديث: الاثنين 9 نوفمبر 2009 8:51 م بتوقيت القاهرة
القاهرة - الفرنسية -
أعلن مدير المركز القومي المصري للترجمة الناقد جابر عصفور يوم الاثنين خلال افتتاح ندوة "الترجمة وتحديات العصر" أن المركز سوف يصدر ترجمة إنجليزية لقصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وقال عصفور إن "الترجمة تمت وقد أنجزها الناقد الأردني محمد شاهين الذي كان وثيق الصلة بالشاعر الراحل وذلك ضمن خطة جديدة للمركز تشمل العمل على ترجمة أعمال فكرية وإبداعية عن العربية إلى لغات أجنبية بالتنسيق مع دور نشر عالمية".
وأضاف "جاء قرار ترجمة أعمال درويش إلى الإنجليزية على ضوء ما تم إنجازه من عمل وعلى ضوء قرارنا أنه آن الأوان لنلعب دورا في تعريف العالم بمنجزات الثقافة العربية وتنوعها الخلاق".
وأشار إلى أن "المركز سيتعاون مع اتحاد الكتاب في مصر لاختيار روايات عربية رفيعة المستوى للتعبير عن الثقافة العربية من دون أن نخضع لابتزاز من أية جهة لأن الاعتبار سيكون للقيمة الإبداعية وحدها".
وأوضح أن المركز سيستعين بـ"محررين متخصصين يعملون مع دور نشر عالمية".
وتحدث عصفور في الندوة التي تستغرق يومين وينظمها المركز القومي للترجمة ومؤسسة سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة، عن إنجازات المركز، كاشفا خطة تشمل التعاون مع وزارة الاستثمار في مصر لإصدار كتب متخصصة للتعريف بتجارب في النهضة الاقتصادية أنجزتها دول آسيوية.
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?ID=154332(/)
الظواهري والجزائر والدولة .. رد محكم على أصحاب التفجيرات
ـ[أبو العلاء المعري]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 06:09]ـ
دراسة قوية قرأتها للكاتب أمير سعيد عن التفجيرات التي حدثت في الجزائر كشف فيها عن معلومات مذهلة
تفجيرات الجزائر .. العبث بالدماء والسياسة والأحكام الشرعيةأمير سعيد | 30/ 8/1429
amirsaid@gawab.com
عندما سئل د. أيمن الظواهري عن قتل الأبرياء في الجزائر، تحديدا، في عملية حادي العشر من ديسمبر خلال الأسئلة التي أجاب عنها عبر المواقع القريبة من تنظيمه، والتي بثت على نطاق واسع على شبكة الإنترنت بعد ذلك قال: "من قتلوا في الحادي عشر من ديسمبر في الجزائر ليسوا من الأبرياء، وإنما حسب بيان الإخوة في القاعدة في المغرب الإسلامي هم من الكفار الصليبيين وجنود الحكومة الذين يدافعون عنهم، وإخواننا في القاعدة في المغرب الإسلامي أصدق وأعدل وأبر من أبناء فرنسا الكذبة، الذين باعوا الجزائر لها ولأمريكا، والذين يخطبون ود إسرائيل، حتى ترضى عنهم زعيمة الصليبية أمريكا"، وقد اتضح من كلامه أنه يمنح ثقة عالية بتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، وهي ثقة يصعب فهمها في ضوء العديد من المعطيات التي تكتنف الصعود الغامض لهذا التنظيم في الجزائر والذي جاء على أنقاض تنظيم يدعى الجماعة السلفية للدعوة والقتال حاول أن ينأى بنفسه عن فكر الخوارج الذي كانت تعتنقه الجماعة الإسلامية المسلحة التي تبرأ منها الظواهري في العام 1996 بعد أن أدرك الصغير قبل الكبير أنها كانت أحد أذرع الاستخبارات الجزائرية، وعلم كل من له مسحة من علم أن تكفيرها للمسلمين واستحلالها لدمائهم وأموالهم وقتلها الأقرب تديناً دون الأبعد ـ كحال الخوارج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" ـ يجعلها تنتمي للخوارج لا إلى أهل السنة بطبيعة الحال، وتبعد بها عن حيز التعاطف أو المساندة استناداً إلى قواعد الإسلام التي تحرم الانتصار لأهل البغي على أهل الإسلام.
كان الظواهري قبلها ـ أي الجماعة الإسلامية المسلحة ـ يعدها من قبل "من أقرب الجماعات للحق في الجزائر. وتأييدنا هذا هو تأييد لمنهجها السلفي الجهادي الذي يسعى إلى إقامة دولة الإسلام بالطرق الشرعية" وكان يدافع عن استهدافها لأهالي ضباط الجيش في مقار سكناهم بما يفضي إلى قتل الأطفال والنساء. [في حوار أجراه كميل الطويل مع الظواهري في العام 1996 ـ أي في العام نفسه الذي أعلن تبرؤه منها!]، وكان يضرب الذكر صفحاً عن الدماء المسفوكة والمجازر التي كانت تنسب لهذه الجماعة التي بادرت منذ نشأتها في العام 1991 إلى قتل المسلمين، وتعمدت تصفية نحو 500 من أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ في العام 1995 وقتلت بدم بارد اثنين من أرفع قادتها فكرياً وهما الشيخان محمد السعيد وعبد الرزاق رجام بعد انضمامهما إلى الجماعة المذكورة، الأم الشرعية الآن لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وامتدت جرائمها لتقتل الرئيس المؤقت للجبهة المهندس عبد القادر حشاني المسؤول الأبرز عن تحقيقها أعلى نسبة في انتخابات برلمانية في العالم لحركة إسلامية وهو 88%، إضافة إلى الشيخ عبد الباقي صحراوي في فرنسا من مؤسسي الجبهة والشيخ محمد بو سليماني أكثر قادة حركة مجتمع السلم (إخوان) قرباً من الخط السلفي وأحد الدعاة المشهود لهم في الجزائر بالاحترام.
أثناء المجازر الرهيبة التي ارتكبت باسم الإسلام في الجزائر وحصدت مئات الآلاف واستهدفت أكثر القرى والمناطق التصاقاً أو تعاطفاً مع الأحزاب الإسلامية على تنوعها، كانت الجماعة "الإسلامية" المجرمة تحظى بدعم الكثير من قادة الفكر الإقصائي لاسيما أيمن الظواهري وأبو قتادة الفلسطيني (الذي يتهمه قرينه أبو مصعب السوري بالقرب من الاستخبارات البريطانية التي للمصادفة أفرجت عنه مؤخراً دون حاجة لا إلى "غزوة عمان" التي ارتكبها تنظيم الزرقاوي في فندق بالأردن قبل أعوام، ولا إلى صفقة آلان جونسون الصحفي البريطاني الذي اختطفته مجموعة في غزة مجهولة التمويل والأفكار، وطالبت بالإفراج عن "سفير القاعدة في أوروبا" مثلما تدعوه الصحف البريطانية، وعلى كلٍ؛ فأبو قتادة مقيم في بيته الآن بلندن فيما منع العلامة القرضاوي من العلاج في تلك المدينة)، وأبو مصعب السوري، وأبو حمزة المصري
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي ظل الأخير إلى أواخر التسعينات يمتدح فرقة الخوارج (أو الاستخبارات) /الجماعة الإسلامية، وغيرهم من زعماء هذا الفكر، ثم انقلب عليها هؤلاء عندما بلغت أخبار المجازر حدوداً لا تطاق، عندها رفع الغطاء عنها وتوالت بيانات "القادة" في العام 96 المتأخرة كثيراً عن قناعة "الجماهير" التي وعت الأزمة مبكراً!
التاريخ إذن يعاود نفسه، وقبل أن تتعدد المجازر التي يرتكبها التنظيم الذي يرفع السلاح في وجه شعبه قبل النظام الجزائري، ويقتل من المسلمين المدنيين أو غيرهم بدعوى "قربهم أو التحاقهم بالجيش الوثني" على حد تعبير أدبيات هذه الجماعة، ويدعو هذه الجرائم بـ"الغزوات" تشويها لهذا المعنى السامي في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي مارس باقتدار حروباً نظيفة يشهد بها الأعداء قبل الأتباع؛ فإن الظواهري لا يريد أن يلتفت إلى صور وكالات الأنباء والتليفزيونات وحديث الناس وتواتر الأدلة على فداحة ما يرتكب باسم الإسلام والجهاد لأن هؤلاء في نظره هم "أصدق وأعدل وأبر"، ولا ينبغي لنا أن نعترض على ما يرتكبونه من مخازٍ لأنهم "يرون ما لا نرى" ولأن "أهل الثغور هم أولى بالحق" ولأن كل علمائنا ومفكرينا في طول العالم الإسلامي وعرضه "علماء سلطة ومارينز"، ولا خير إلا فيمن يتخذ من الجبال بيوتاً، ومن يساندهم بالتأييد والتحريض على تفجير المسلمين (لا يمكن بحال أن نطالب هؤلاء بجردة حساب بمن قتلوا من المسلمين ضمن من قتلوا من غيرهم لأنهم "أصدق وأبر" ومن سفكت دماؤهم هم إما من "جنود الطواغيت" أو مشاريع طواغيت كمثل هذه الجريمة الاستباقية التي ارتكبت ضد من أوشكوا فقط على الانضمام للدرك الجزائري حتى قبل أن ينخرطوا في صفوفه؟! كما لا يمكننا أن نسأل عن العلماء والمفتين الذين كفّروا هؤلاء الأبرياء وأحلوا دماءهم لهم، يقتلون فريقاً ويجرحون آخر، وما إذا كان لهؤلاء المفتين الافتراضيين سابق علم أو تزكية من علماء معتبرين أو إجازة بالإفتاء من أي معهد علمي أو ما إلى ذلك ولو في الأمور البسيطة فضلاً عن النوازل ودماء المسلمين المحرمة التي تنهد لوقعها الجبال الرواسي ويفرق منها العلماء الورعون ويجمع لها أهل بدر أو من يؤدي تلك المهمة في العصور المتأخرة) ... لا ينبغي لنا أن نعترض ولو لم تحقق هذه الأفعال أي هدف سياسي مفهوم اللهم إلا إن كان في خانة العدو لا في خانة المسلمين.
لنبتعد قليلاً إلى تقرير التوقعات الاقتصادية لسنة 2008 الصادر عن البنك العالمي، والذي يظهر فيه أن الدول الناشئة مثل الجزائر والصين والهند وإيران لها دور حاسم في إنقاذ اقتصاديات الدول العظمى وخاصة الاقتصاد الأمريكي من الأزمات المالية التي تتخبط فيها، مثل أزمة الرهون العقارية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة، في التقرير المذكور يتحدث واضعوه عن أن الاقتصاد العالمي سينمو من خلال هذه الدول بنسبة تصل إلى 3,9% وهي نسبة كبيرة نسبياً بعد ضخها مبالغ هائلة في الأسواق المحلية والعالمية، والتقرير أشار إلى احتياطات الصرف الجزائرية بلغت نحو110 مليار دولار، وهو ما سيسمح بتخفيف الضغط على الخزينة الأمريكية، وعزز ذلك ما أوضحه هان ستيمر الخبير في البنك العالمي من أن زيادة واردات الدول الناشئة مثل الجزائر، سيقوي النمو العالمي ما سيمكن الشركات الأمريكية المصدرة من رفع إمكاناتها المالية، وبالتالي سيسهم ذلك في تقليص الأزمة المالية الراهنة التي خلفتها أزمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحيث النفط، تتفجر عمليات تذهب بأقدام الولايات المتحدة الأمريكية خطوات للأمام في سبيل الهيمنة على دول محسوبة "استعمارياً" على دول أخرى كفرنسا التي بدأت تفقد حظوتها منذ أن بدأ تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي "جهاده" بقتل "جنود الطواغيت" دون رؤوسهم بالقطع، ومن النجاحات البارزة لهذا التنظيم الذي يقوده المدعو درودكال أنه قد جلب مكتب تابع لأجهزة الأمن الأمريكية إلى جزائر المليون شهيد وفقاً لما كشفه روبرت موليير مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية F.B.I في الجزائر لمواجهة "تهديدات تنظيم القاعدة في منطقة المغرب العربي" على حد قوله لبعض الصحف الجزائرية المحلية التي بالغ لها بشدة في "خطر" تنظيم القاعدة الذي لم يمس حتى الآن سوى مسلمين لا يُعتقد على أي صعيد أن الولايات
(يُتْبَعُ)
(/)
المتحدة الأمريكية حريصة على دمائهم. (الطريف أن درودكال أجرى حواراً مطولاً مع صحيفة أمريكية لا يعلم على وجه الدقة كيف تمكنت من الحديث إليه في ظل إحكام من الدولة الجزائرية قبضتها على الطرق المؤدية للجبال المشتبه بتواجد أغلب أفراد التنظيم فيها).
سبتمبر القادم هو موعد مزمع لنقل قيادة أفريكوم من مدينة شتوتجارت الألمانية إلى إحدى الدول الإفريقية، والعلميات سبقتها على كل حال، ربما لأن "المجاهدين" يرون أنها فرصتهم "لإلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة" بعد "استدراجها" هناك، لكن نقل القيادة إلى بلد كالجزائر وإزاحة فرنسا من طريق الولايات المتحدة ضمن استراتيجية تستهدف بالأساس الدول النفطية في الشمال والغرب الإفريقي الذي يوفر الآن 25% من النفط للولايات المتحدة الأمريكية، وإعلان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بأن الرئيس الأمريكي قد اعتمد قراراً بإنشاء قيادة عسكرية جديدة أمريكية للقارة الإفريقية، تختلف عن مثيلاتها في كونها تعتمد على قوة صغيرة فقط لا تزيد عن 1000 عنصر لممارسة ضغط لا لمكافحة "إرهاب"، لأنها في الحقيقة لا تراه مهدداً لمصالحها وإنما مبرراً لوجودها، وهو بدوره ما أثار حفيظة ونقمة مراكز صنع القرار الأوروبية من تنامي العلاقات بين الدول النفطية الإفريقية لاسيما الجزائر ونيجيريا على خلفية مكافحة الإرهاب، وتعتمد السياسة الأمريكية أسلوب التضخيم لقدرات القاعدة لتنفيذ أجندتها مثلما فعلت في العراق.
لكن إذا ما عدنا بعيداً عن السياسة واختلاف وجهات النظر حولها برغم القناعة المتزايدة مع مرور الأيام بأن الولايات المتحدة تستخدم سياسة هؤلاء الرعناء كحصن طروادة في المنطقة العربية والإسلامية، لتنمية النفوذ الأمريكي أكثر وأكثر بين بلدان العالم الإسلامي، إلا أن الأهم من ذلك هو العودة للأفكار التي تقود إلى جرائم كهذه، محاولة تبريرها وإيجاد أرضية شرعية لها.
أنصار تنظيم القاعدة عموماً سيقولون إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليس هو الجماعة الإسلامية المسلحة التي أصدرت في زمان عنتر الزوابري الذي تولى الإمارة فيها بعدما قدم إلى الجبال وفي يده قنينة خمر ـ بحسب رواية علي بن حجر القيادي العسكري السابق في الإنقاذ ـ فتواه الشهيرة "الأوامر الأسمى في إزالة المنكرات العظمى" والتي حكم فيها بالردة والقتل على كل من رفض الانضمام إلى الجماعة الإسلامية المسلحة، وبيانه "صد اللئام عن حوزة الإسلام" والذي جاء فيه "إن كفر هذا الشعب المنافق الذي أعرض عن نصرة المجاهدين وموالاتهم, وردته لن تثني عزمنا .. إن ما نقوم به من قتل وتقتيل وذبح وتشريد وحرق وسبي ... هو قُربات عند الله" [نشرة الجماعة في لندن التي نشرت البيان، نقلها عنها كميل الطويل/الحركة الإسلامية المسلحة في الجزائر صـ283]، هذا صحيح؛ فليست القاعدة هي الجماعة لكنها لا تعدو أن تكون وريثتها، وإن دان بعض قادتها يوما بالولاء لتلك الأخيرة؛ فلسان الحال أبلغ من لسان المقال، إذ إن الجماعة الإسلامية المسلحة قبل أن تنهار تماماً كان على حسان الحطاب ـ القيادي في الجماعة المسلحة ووفقاً لدوره ـ الذي شارك بنفسه في جرائمها أن يعيد لملمتها وإخراجها في "ثوب نظيف" وفقاً لأجندة لم تعد تخفى على كل من يتابع الشأن الفكري لجماعات العنف الجزائرية، وعندما انحاز بمجموعة منها محاولاً غسل ثوب شارك بنفسه في تدنيسه؛ حيث شارك حسان حطاب في الجرائم ولو بشكل مباشر حين كان يرأس ثلاث كتائب في الجماعة هي (الأنصار والقدس والفتح) في العام 1995 قبل أن يصبح أميراً على المنطقة الثانية بالوسط الجزائري، ثم ينحاز بسلفيي الجماعة مكوناً الجماعة السلفية للدعوة والقتال في العام 98، التي تحولت بعدما لفظته وكفرته بسبب رغبته في الانضمام لاتفاق الوئام المعلن من قبل الرئيس الجزائري إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
(يُتْبَعُ)
(/)
حسان حطاب في نظر درودكال زعيم قاعدة المغرب الإسلامي بأنه " حسن حطاب عميل للاستخبارات الجزائرية ويتكلم بلسانها"، ومثل ذلك قاله العقيد المنشق سمراوي في حوار لصوت الجزائر: " أسأل كيف يتمكن شخص مثل حسن حطاب من البقاء على قيد الحياة منذ 1994 ومكانه معلوم ومحدد, في بلد كالجزائر بجيشها المعروف ومخابراتها المعروفة بإمكاناتها وعملائها الكثر؟! هذا أمر مستحيل .. "، لكن حطاب يرد على درودكال (أبو مصعب عبد الودود) بالقول "سمات هذه الشرذمة الكذب، وإصدار الفتاوى الباطلة، وتسفيه العلماء" [الشرق الأوسط 31/ 5/2005]، والمسألة لا تعدو أن تكون متعلقة بدمى يجرى تحريكها بمهارة ولحسابات دولية ومحلية حيث يمثل هذا "الزعيم" أو ذاك سلعة للاستخدام مرة واحدة، ثم يلقى بها في النهاية.
نحن إذن إزاء جماعة بدأت بشكل "نضالي" في نظر أصحابها لكنها سرعان ما تحولت لأداة في يد الاستخبارات التي لم تجد في استخدامها غضاضة، لاسيما وتلك الجماعة ترعرعت في بيئة تكفيرية شديدة الخصومة مع الشعب الجزائري، تسمح بأي اختراق أو توجيه، لأنها بالأساس تتماهى مع مطامح الاحتلال وحزب فرنسا في النتيجة التي يصل إليها الطرفان، "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" _كما قال صلى الله عليه وسلم_.
ثم خرجت من هذه الطائفة فرقة ـ تدعى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بزعامة حطاب ـ بعد أن شبعت من الدم المسلم لتتحدث عن "سلفيتها" وتحريمها لدماء الجزائريين، وتحديداً بعد 7 سنوات من تكون جماعة الخوارج (الجماعة الإسلامية)، ثم سرعان ما بدأت تعود إلى سيرتها الأولى، ومع ذلك ظلت في مبدأ الحالتين الأولى والأخيرة تحت مظلة من الزعامات الإقصائية التي رأت فيها تجسيداً لنظرتها الدونية لمجتمعاتها المسلمة ..
قتل 200 وإصابة 449 مسلماً في الأصل (وهم على الإسلام ابتداءً وعلى البراءة الأصلية التي لم يرد في غيرها دليل، ولم يُرَ منهم كفر بواح عليه من الله برهان)، في عقيدة من قتلوا وسفكوا الدماء حلال، والذين قُتلوا ـ في اعتقادهم ـ كفاراً تحل رقابهم لأنهم من "جند الطواغيت"، ولكن هؤلاء لا يتوقفون كثيراً عند معنى "الطاغوت" كما بينه علماء التفسير عن معنى الكلمة في القرآن، الذي هو ـ من بين سماته ـ أنه مطاع في تحليل الحرام وتحريم الحلال، لكن أليسوا يفعلون الشيء نفسه إن أطاعوا امرأ في قتل مسلم دون برهان؟!!
لن نكون نحن وهم سواء في التشنج، وفي فهم النصوص بعقول أغرار وبسطاء وحدثاء أسنان، وفي فهم وتفسير القرآن وفق آراء غير المختصين والعلماء، ولن نشاطرهم مهنة التكفير واستحلال الدماء، ولن نسمح لأنفسنا لأن نشابه البروتستانت في إطراح آراء العلماء الربانيين المعتبرين والأثبات من الراسخين، ولن ندع أهواءنا تحكم النصوص، ولن نسارع في معالجة التكفير بنظيره، وإنما المقصود هو السماح لعقولنا بالسباحة في بحر الأفكار، وتفسير ما نراه من مشاهد.
لقد قال أحد الضباط المنشقين عن الاستخبارات الجزائرية في موقع "حركة الضباط الأحرار ـ الجيش الوطني الشعبي" أن "أمير الجماعة الإسلامية كان هو نفسه العقيد إسماعيل لعماري" رئيس مصلحة مكافحة التجسس (مدير الأمن الداخلي)!!، وقال آخر إن جهاز الأمن الداخلي هو من هيأ الجبال لاستقبال "المجاهدين" لإحداث فوضى إرهابية في أعقاب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي فازت فيها الإنقاذ ليكون مبرراً قوياً لفرض حالة الطوارئ والزجر بعشرات آلاف "الإسلاميين المعتدلين" في محتشدات الصحراء الجزائرية. ولن نجادل كثيراً في مدى مطابقة للحقيقة إذ كانت الشواهد أبلغ من أي برهان على أن هذا هو ما قد حدث بالفعل ..
فإسماعيل لعماري والعربي بلخير وخالد نزار ومحمد لعماري وغيرهم من جنرالات فرنسا الذين يعشقون الحال الاستئصالي لقطاعات "الإسلاميين" في المدن دون الجبال، لم يكونوا أبداً "ضحايا" لضربات مسلحي الجبال، ولم يمسهم أي سوء في أي مرحلة من المراحل، وإنما جرت المحاولات متكررة لتستهدف كل من حاول أن يتخذ موقفاً أقل حدة من رجالات فرنسا، ومن هؤلاء كان رئيس الوزراء المقال عبد العزيز بلخادم الذي كان يعد شخصية توافقية محل احترام من القوى الإسلامية والقومية والوطنية، وكذلك الرئيس القومي بوتفليقة نفسه، صاحب مشروع الوئام الوطني، حيث جرت أكثر من محاولة لاغتيالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر ذاته يتكرر في أكثر من بلد عربي وإسلامي؛ فالذين يريدون "إمارة إسلامية" في فلسطين اختاروا غزة دون الضفة للتبشير بجهاد المقاهي وغيرها، والذين "يجاهدون السياح" في اليمن، يحقنون دماء الحوثيين الذين يمثلون حصان طروادة الإيراني في اليمن، والذين فجروا في السعودية تركوا النظام النصيري والصفوي بلدين مجاورين يتمتعان بالأمن .. إلخ.
لكن ما الذي ترنو إليه تفجيرات الجزائر الأخيرة وأي تجربة "ناجحة" أرادت أن تتمثل خطاها، هذا إذا افترضنا "النية البريئة" في قتل الأنفس البريئة لأصحابها دون غيرهم؟!
إن افتراض وجود هدف سياسي يرنو إليه المفجرون ربما كان محض توهم، على صعيد البحث عن فائدة تتحقق للأمة الإسلامية بعد أن نجح المفجرون في وقف كثير من أوجه العمل الخيري والإصلاحي أينما حلوا، وفي عالم السياسة؛ فإن تفجيرات الدرك والمارة والبسطاء لن تحقق هدفاً سياسياً سوى تشويه صورة الإسلام، وهذا هدف سياسي من الممكن أن يسعى إليه غير المسلمين، وهذا مفهوم منهم ومبرر، لكن كمسلم يقدم على تفجير نفسه محال أن يكون هذا هدفه، بغض النظر عن نية من يحركه من خلف الستار، وهو إن أقدم فلاعتقاد ما، وهذا الاعتقاد يقود إلى تحقيق هدف سياسي يظلل أي عمل عسكري، وهذا هو المفهوم من بديهيات الحرب والنزال .. لنجرب من جديد البحث عن هدف:
[] خلخلة الحكم؟ غير واردة.
[] جلب الاحتلال بدعوى استدراجه وانهاكه؟ تفضي في النهاية إلى تثبيت أركانه وإعطائه دفقة من الدم في اقتصاده المتهاوي ومزيد من الدماء المسلمة تسفك في الحروب والقصف كما حدث في أفغانستان وغيرها.
[] إيصال رسالة للجميع بـ"أننا هنا"؟ ليست كافية لسفك هذه الدماء ولا هي مفضية إلا إلى مزيد من الضغوط والإملاءات على الحكام.
[] لكي لا تنعم أمريكا بالأمن حتى نعيشه واقعاً في فلسطين؟ تعيش الولايات المتحدة في أمان واطمئنان بالغ منذ سبع سنوات، والعراق وأفغانستان والصومال لا ينعمون به .. وبالطبع فلسطين.
[] للضغط على الحكام لتلبية مطالب المقيمين في المغارات والجبال؟ لم تنجح أي وسيلة ضاغطة لتلبية أي هدف سياسي ولو كان مجرد طلب الإفراج عن سجين.
[] لدفع الحكام لإحلال المعتدلين في النخبة مقابل متطرفي الثقافة التغريبية والعلمانية؟ لا، بل دفعت إلى المزيد من النشاط لليساريين و"الحداثيين" ومن على شاكلتهم.
[] لتهيئة المناخ للعمل الإسلامي المعتدل؟ بالعكس، تناقلت الدول من بعضها وسائل تحقيق سياسة "تجفيف منابع الإرهاب" لجعلها تكأة لفرملة أنشطة الإصلاحيين عموماً.
[] تجنيد مزيد من الأنصار باسم "الغزوات"؟ نعم في الحقيقة هذا قد يحدث، لكن آخرين يزدادون انزعاجاً وتردداً في تأييد قادة يسمحون بارتكاب مثل هذه الجرائم.
ومن حقنا أن نسأل عن جدوى عمليات بالي الإندونيسية وجربة التونسية والدار البيضاء المغربية وهل أفضت إلى انحسار السياحة من هناك؟! وهل أدت عمليات قتل السياح في العالم العربي لاسيما مصر واليمن إلى تحقيق أي هدف سياسي أو أخلاقي؟ وهل أثرت التفجيرات النفطية في السعودية والجزائر على السوق النفطي في العالم؟ أو فرضت أجندة اقتصادية معينة على هذه الدول أو أفضت إلى تغيير في سياستها؟ وهل أفضى إعلان "الدولة الإسلامية في العراق" إلى وحدة الصف الإسلامي هناك وإلى ترشيد المقاومة، وهل زاد أنصار المقاومة في العراق تبعاً لذلك؟ وهل جسدت "الدولة" هناك أنموذجاً مشرفاً التفت العراقيون حوله وأحبوه، وهل عززت 11 سبتمبر قوة حكم طالبان، وهل أقامت تفجيرات الدرك في الجزائر والأبرياء "دولة الإسلام"، وهل حصدت تفجيرات مدريد ولندن شيئاً للإسلام يفخر المسلمون به؟!! وما المقابل لفاتورة ذات ثمن دعوي وإنمائي وخيري باهظ تراجع المسلمون فيه خطوات للوراء؟!
في الأخير، قد لا يكون من المستحيل على الأتباع والمقلدين أن ينتزعوا الآيات والأحاديث من سياقها الذي أنزلت فيها، ويجتزئوا من آراء العلماء السابقين ما يتصورون أنه يمنحهم الغطاء الشرعي لسفك الدم المسلم .. لكن من المهم أن نذكّرهم أن علماء العالم الآن ليسوا في صفهم، وأن قادتهم ممن يعلنون أسماءهم أو يجَهّلونها لم يجزهم أحد من العلماء في الإفتاء في أحكام الفقه المختلف حولها فضلاً عن الدماء والأرواح.
من المهم في النهاية أن نبعث مع قدوم الشهر الفضيل تحية إكبار واعتزاز لأصحاب القامات العليا من المقاومة الشريفة في فلسطين والعراق وكشمير وأفغانستان والصومال والفلبين والأحواز وبلوشستان "الإيرانيتين"، من أولئك الذين مارسوا جهاداً نظيفاً تفخر به الأمة ولا يلثم وجهها بقتل أبرياء سواء أكانوا من أهلها أم من سواهم، هؤلاء الذي رفعوا الهامات وأذلوا الاحتلال "الإسرائيلي" والأمريكي والهندوسي والغربي والإثيوبي والفلبيني والإيراني، وأثبتوا أن الأمة لم تعدم من يدافع عنها وينصر الضعفاء فيها بما هو مشروع في دينها وقيمها وسلوكها ..
وأن ننصح أصحاب "الأسلحة الفاسدة" أن يصلحوها أو يغمدوها إن فشلت إلا في قتل إخوانهم في بلاد الإسلام ودياره، وأن ينصتوا قليلاً لأهل الديانة من العلماء الربانيين؛ فليس كل مخالف لهم متواطئ وذليل وعابد للسلطة، ولا كل حكيم خانع، ولا كل ساكت طامع ..
http://almoslim.net/node/98489
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 06:40]ـ
هل ترى أن ما ينشره الإعلام هو الحق في من يقتل في التفجيرات؟
فإن قلت لا قد يكون فيه تزوير للحقائق وهو عين ما تفعله الحكومات التي أقل ما يقال فيها أنها فاسقة خارجة عن أمر الله لا يقبل منها خبر و لا شهادة.
و أنصحك أخي بمشاهدة آخر إصدار للتنظيم القاعدة هناك وهي عبارة عن كلمة صوتية بعنوان {من هم قتلة الأبرياء} فلا تبخل بسماعها و لا تبني أحكاما مسبقة عنها فلعلك تكون مخطأ.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في الجزائر و ثبت أقدامهم.
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 07:16]ـ
السلام عليكم
الأخ أبو البراء متى صار خوارج العصر حكماً على دماء المسلمين
ولكن خوارج العصر ومنهم ذلك الجاهل المتخبط في جهله
الظواهري الذي شرب من ثدي التكفير بغير حق
وأزهقت بسبب فتاواهم المضلله دماء معصومة وأموال محترمة
في الجزائر وفي العراق الذي عثى فيه الخوارج جميع صور الفساد
وبخاصة تنظيم القاعدة التكفيري الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة
والذين تلطخت أيدهم بدماء المسلين في العراق ولاحول ولاقوة إلا بالله
وصدق فيهم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم إنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان
والكلام حول فتنة خوارج العصر وعلى رأسهم تنظم القاعدة الذي جنى على آمة الإسلام كل شر عاملهم الله بعدله
يطول
فجرائمهم لا تعد ولا تحصى ولقد هتك علماؤنا حفظهم الله استارهم وبينوا عوارهم وخطرهم على أمة الإسلام
أما تمسح أولئك الخوارج في الجزائر وفي غيرها بالسلفية فهوا من الإفك المفترى
فإن السلفية هي دعوة الحق التوحيد والسنة بفهم سلف الأمة
لكنها ابتليت بأولئك الذي تسموا بإسمها وهي براء منهم
وكذلك الجهادية فإن الجهاد الحقيقي يتبرئ من أعمال الخوارج
ويسمى عمل أولئك إفساد في الأرض بعد إصلاحها
هداك الله اخي ابو البراء إلى الحق وجنبك وكل مسلم مسالك الفتن المردية
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 07:53]ـ
الأخ ممدوح يمكن أن تبين لنا خارجية تنظيم القاعدة و فكرها التكفيري؟
و قبل أن تبين لنا أن القاعدة خوارج عرف لنا الخوارج لنتأكد من صحة ادعاءك.
نعم أخي الكريم تنظيم القاعدة هي خارجة عن الحكومات التي تدعي الإسلام الموالية لطواغيت الشرق و الغرب.
اثبت لي جريمة قامت بها القاعدة استهدفت المسلمين الآمنين؟
لا أدعي العصمة للقاعدة و لا أقول أنها لم تخطئ ,و إن سفك دم حرام في عملية فأسأل الله أن يغفر لهم و أن لا يعيدوا الكرة في المستقبل.
و إن أردت أن تأخذ بنصيحتي فاستمع إلى الكلمة التي أشرت إليها سابقا.
و أوصيك بكف لسانك في مثل هذا الشهر عن المجاهدين نصحا لك و إشفاقا.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 07:32]ـ
هل ترى أن ما ينشره الإعلام هو الحق في من يقتل في التفجيرات؟
فإن قلت لا قد يكون فيه تزوير للحقائق وهو عين ما تفعله الحكومات التي أقل ما يقال فيها أنها فاسقة خارجة عن أمر الله لا يقبل منها خبر و لا شهادة.
و أنصحك أخي بمشاهدة آخر إصدار للتنظيم القاعدة هناك وهي عبارة عن كلمة صوتية بعنوان {من هم قتلة الأبرياء} فلا تبخل بسماعها و لا تبني أحكاما مسبقة عنها فلعلك تكون مخطأ.
هذا من المبالغة في محاولة تبرير الباطل وقلب الحقائق والتكلف في صناعة الأعذار الباطلة
لا حاجة لنا إلى الرجوع إلى وسائل الإعلام كما ذكرت ... لقد عشنا في الجزائر، ونعرف - معرفة اليقين - من هم ضحايا هذه العمليات الفاجرة ... إنهم - في الغالبية العظمى من الأحيان - من ضعفاء المسلمين وعوامهم،
أما القتلة، فهم غالبا شباب سفهاء جهلة، لم نرهم استهدفوا - ولو مرة - إماما من أئمة الكفر،
ثم من سفههم كذلك أنه قد ثبت بالأدلة القطعية أن من يقودهم - من وراء ستار - غالبا هم أجهزة مخابرات وحكومات محلية ودولية، وهم لا يعلمون!
ولا داعي لتخويف الناس من الكلام في فلان أو فلان، فلا أحد يعلو على الحق، ومن كبر عليه تلقي النصح فليراجع توحيده وإخلاصه لربه جل وعلا
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 08:00]ـ
أخي الكريم لا أبرر الباطل بحمد الله و لا أخشى أن أقول فلان أخطأ مهما بلغ علمه و جاهه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أدري هل تحدثنا عن أيام الجماعة الإسلامية التي انحرفت عن المنهج حينها أم ماذا؟
على كل لست من تنظيم القاعدة و لا أنتمي إليهم حقيقة و لكني من أنصار كل المجاهدين الذين يريدون إعلاء كلمة الله و محاربة الشرك و الكفر و الطغيان. و لا فرق بين قتال الأمريكان الغاصبين و الطواغيت المرتدين في البلاد الإسلامية, بل سبب وجود الأول هم هؤلاء العملاء.
وهب أن القاعدة خوارج بغاة مارقون فالمنهج واضح و جهاد المرتدين واجب شرعي لا داعي إلى تشويهه.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 02:22]ـ
أخي الكريم لا أبرر الباطل بحمد الله و لا أخشى أن أقول فلان أخطأ مهما بلغ علمه و جاهه.
لا أدري هل تحدثنا عن أيام الجماعة الإسلامية التي انحرفت عن المنهج حينها أم ماذا؟
على كل لست من تنظيم القاعدة و لا أنتمي إليهم حقيقة و لكني من أنصار كل المجاهدين الذين يريدون إعلاء كلمة الله و محاربة الشرك و الكفر و الطغيان. و لا فرق بين قتال الأمريكان الغاصبين و الطواغيت المرتدين في البلاد الإسلامية, بل سبب وجود الأول هم هؤلاء العملاء.
وهب أن القاعدة خوارج بغاة مارقون فالمنهج واضح و جهاد المرتدين واجب شرعي لا داعي إلى تشويهه.
يا أخي الحبيب، جزاك الله خيرا على قولك (لا أبرر الباطل بحمد الله و لا أخشى أن أقول فلان أخطأ مهما بلغ علمه و جاهه)
ومن جهتي، فأنا كذلك أوالي كل من أمر الله تعالى بموالاته - ممن يدافع عن الحق وينصره - وأعادي من حاد الله ورسوله وبدل شريعة الله بزبالة عقول الخلق، وأتقرب إلى الله ببغضه ومقته أشد المقت، وأضرع إلى الله تعالى أن يطهر الأرض من رجسه
أما ما يسمى بالقاعدة، فقولي فيها شخصيا التوقف، إذ لا علم لي بحقيقتها ... وكلام الناس حولها مضطرب اضطرابا شديدا ... ولأن الله تعالى لن يسألني عن موقفي منها يوم القيامة فالسلامة في ذلك لا يعدلها شيء
وأما ما يحدث في تفجيرات الجزائر مثلا - بغض النظر عمّن ينسبونها إليه هنا وهنالك - فأبرأ إلى الله منها ومن كل دم مسلم بريء،
والله أسأل أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق بإذنه
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 03:17]ـ
كنت أتوقع من القاعدة أن تفعل أي شيء ,لكن لم أتخيل أن في من الأيام أن تتلطخ أيديهم بدماء المجاهدين في العراق من كافة الفصائل المقاومة في العراق ,وأنه يمكن أن يأتي بخيالهم قتل العلماء ,تحت مصطلح "اشنقوا آخر حاكم عربي بأمعاء آخر شيخ رسمي"
وعدما سئل الظواهري عن قتل علماء السلطان
قال: لا أري مصلحة في ذلك
هذا يعني أن العلماء دمهم مباح عند القاعدة وأن ذلك متوقف علي المصلحة
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 04:59]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
سامحوني إخواني أن بدأت كلمتي إليكم بالاسترجاع ..
وهو هنا لا من أجل ما ينسب إلى "القاعدة"
لأني على أية حال أخشى أن أرمي أحدا بشيء لم أتثبت شخصيا منه
ولكن استرجاعي من أجل صنيع كثير من الإخوة في المنتديات
هداني الله وإياهم ...
فهذا على أية حال هو الذي تثبت منه بأم رأسي .. !
إن آفة خطيرة تدب في صفوف المسلمين اليوم
ربما لا أكون مبالغا إذا ما قلت إن المنتديات بصفة عامة كانت مفرخة لها
وهي الآفة التي اختزل القرآن الحديث عنه بقوله: "إذ تلقونه بألسنتكم .. "
من اليسير جدا أن تلصق التهم بأي فرد أو جماعة
من اليسير جدا أن تدبج المدح في فرد أوجماعة
لكن من العسير جدا أن يساق صنيعك مضمنا البراهين والشواهد .. !
وأيضا من العسير بعد ذلك أن يكفل لها صاحبها من ضمانات تجعلها مقنعة ..
ما أريد أن أقوله باختصار
إننا لسنا بحاجة إلى حديث ينفي أو حديث يثبت
ما دام أن أحدهما ليس قادرا على تجاوز مرحلة طرح الآراء الذاتية المجردة
إلى مرحلة جذب الآراء الغيرية المؤسسة عن الاقتناع
لانريد من أحد أن يستخف بعقولنا فيضخم الجرائم
ويظل يحشد من الألفاظ التخويفية التي تجعل السذج فحسب يقعون في شباكه
من مثل: هؤلاء خوارج قتلة الأبرياء ...
كما أننا لسنا نريد من يستخف بعقولنا فيضفي صبغة ملائكية
ويظل يحشد من الألفاظ الحماسية التي تجعل السذج أيضا فحسب يقعون في شباكه
من مثل هؤلاء أمل الإسلام القائمون بالجهاد
إننا لن نستطيع أن نقبل أقوال هؤلاء ولا أولئك
إلا في حالة واحدة فحسب
هي الحالة التي تساق فيها هذه التهم أو هذه الحماسات مقرونة ببراهين ساطعة
ولأن الموضوع هنا قوامه الذم فأرى أن أرشد إلى سلوك عملي ينبغي اتخاذه
لكن بعد أن أطرح عليكم سؤالا:
أليس خيرا ألف مرة من أن تظلوا قابعين خلف الأحداث أن تشاركوا فيها
لا أشك أن الإجابة عند الغيور على الدين ستكون: بلى
لماذا إذن يا صاحب النقدات، هنا كما في أي محل آخر، لا تذهب لمن تنتقد وتصارحه
ولا أذيع سرا إذا قلت إن منتدياتهم تملؤ الشبكة
فإن أبنت لهم الحجة وأزلت الشبهة وأصروا على ضلالهم كما هو رأيك
رجعت إلينا منهم محذرا منذرا
لكن ستبدو هذه المرة أكثر إقناعا
وإن كانت الأخرى رجعت إلينا داعيا
وأيضا ستكون ساعتها أكثر إقناعا
أتعرف لم تولدت القناعة؟ تولدت من رصيد التجربة
بخلاف ذلك سنظل نقرأ لهؤلاء شبهات ولأولئك ردود
ونقرأ لأولئك شبهات ولهؤلاء ردود
ساقية هي سخيفة تأخذ الماء من موطنه لتعيده إليه
نصيحة إخواني:
قبل أن تفعلوا ذلك إذا كنتم له مؤهلين
فباعدوا بيننا وبين الوقيعة ..
كما باعدوا بيننا وبين الإطراء المفرغ
ولا تفسدوا علينا ديننا ولا رمضاننا ...
اللهم اهدنا لما اختلف فيه الناس من الحق بإذنك
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
تقبلوا نصحي بالله عليكم
دمتم جميعا إخواني الأحبة في حفظ الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 05:28]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
أولا: أعزي كل من يستعمل أسلوب التضليل وغش القراء بالأدبيات العقيمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يمكن أن تخفي ولو جزءا من حقيقة القتلة، ومن يتابع نشرياتهم ودورياتهم وإعلامهم المرئي يدرك أن مثل هذا الكلام (كلام المدافعين والمداهنين لحملة راية الإجرام في بلدي) كذب وافتراء وأسلوب صحفي مشبوه القصد منه تشويه حقائق أظهرها أهل العلم عندنا وعندكم والتشويش على سير قافلة الدعوة إلى منهج السلف نسأل الله العافية.
ثانيا: أعزي كل من يسمح بنشر الدفاع عن من يريق دماء الجزائريين بغير حق تحت أي دافع كان. وكان ينبغي أن يتعامل مع مثل هذه المشاركات بمثل التعامل مع المشاركات في قضية سيد قطب ومسائل الإيمان والجماعات .... وغيرها. بحذفها أو بغلق أصلها وليس من الإنصاف أن تغلق موضوعات مثل تلك ويترك الحبل على الغارب لمن يدافع عن تنظيم القاعدة ... وما أدراك ما تنظيم القاعدة.
ثالثا: النقاش العلمي في هذه المسائل ليس هنا مكانه، ومكانه الرجوع إلى أهل العلم الراسخين فيه، الذين تعبدنا الله بسؤالهم، والأصل أن يتدخل المشرفون ولو بتوجيه النقاش وزجر المتعاطفين خاصة وأن من يقرأ كلام بعض أساتذتنا المشرفين وفقهم الله في المتعاطفين مع أهل الإرهاب يرى تناقضا صارخا مع ما ينشر في هذا المنتدى الطيب من قبل ومن بعد، والله المستعان.
- أكرر: أنا ابن الجزائر، وابن ريفها وجبالها، وعايشت كل مراحل تكوين الجماعات المسلحة ونعرف جيدا من يقتل. وتحت أي غطاء، ونعرف مصدر مثل هذه الدفاعات الواهية عن حاملي فكر الخوارج. وعند الإشتباه في الحقائق:
ارجعوا إلى من تثقون فيهم من أهل الديانة والعلم الشرعي ممن تثقون فيهم ـ وهذا نداء إلى مشايخنا وأساتذتنا المشرفين ـ
ارجعوا إلى الدكتور محمد عي فركوس والدكتور رضا بوشامة والدكتور عبد المجيد جمعة والدكتور جمال عزون والشيخ عبد الخالق ماضي ... وغيرهم ...
ومن يكن له الغراب دليلا ... يمربه على جيف الكلاب.
أشكر صاحب الموضوع الأصلي على كثير من الحقائق التي حواها مقاله. فجزاه الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 06:30]ـ
(كمال الجزائري)
حبذا لو تجتهد وتكتب لنا مقالا تتبع فيه جرائم النظام الجزائري الحالي التي تمتد إلى أكثر من 50 سنة أم أن من سحقهم هذا النظام دماؤهم مباحة بالنسبة لك؟
هذا حتى يكون لكلامك بعض المصداقية
لأن ما قلته يوحي أنك تدافع عن نظام صرح أنه لم و لن يسمح للاسلام أن يحكم بلادك
و لا أظن أن هذا من منهج السلف
هناك اقتراح آخر أعرضه لكني أجزم أنك لن تقبل به
إنضم إلى قوات الحرس البلدي حتى تباشر الدفاع عن الدماء التي تتباكى عليها
لكنهم لن يقبلوا بك حتى تحلق لحيتك و تطرح زيك الاسلامي
وبالطبع لن تقبل بهذا مع أن من منهج السلف تقديم حفظ الدماء على حفظ اللحية و القميص
أرجوك فكر بجدية هل أنت فعلا على نهج السلف!
و قبل أن ترميني بتهمة جاهزة
أبشرك أني برئ من معتقد ما يسمى بالقاعدة و من سلوكهم كذلك
لكن ربما حتى بعد هذا التصريح سأكون بالنسبة لك خارجياً عدواً للسلفية
هداك الله
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 08:14]ـ
بصراحة لا أريد أن أدخل في مثل هذه الحوارات لأنها تطول جداً
و إنما إن كان لي مشاركة لحل الإشكال عند طرفي النزاع فأقول ارجعوا لشروط الجهاد عند الفقهاء و أركانه
ثم انظروا في كل قتال هل تمت فيه الشروط و الأركان فيكون صحيحاً أو لم تتم فيكون خطأ
و لا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر من هذا فأرجو أن يسمح لي الإخوة
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 11:09]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد عقب بعدي الأخ الفاضل كمال الجزائري، وكان أول ما قال بعد "الحسبنة":
"أعزي كل من يستعمل أسلوب التضليل وغش القراء بالأدبيات العقيمة
التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يمكن أن تخفي ولو جزءا من حقيقة القتلة ... "
وقال أيضا:
"أعزي كل من يسمح بنشر الدفاع عن من يريق دماء الجزائريين بغير حق تحت أي دافع كان .. "
ولأن ذلك كان بعد كلمتي مباشرة ...
ولأنني أنا الوحيد، فيما أظن، الذي حاول كلامه أن يرتاد مراقي الأدبية
رغما عني في الواقع، فهذا أسلوبي لا ينفك عني
و"الأسلوب" كما يقول المحدثون هو "الرجل"
فقد أفهمني عقلي كما، أحسست، أنه يخصني بكلمته تلك ...
حتى لقد شككت في نفسي وفي كلمتي الفائتة ..
فرجعت إليها أعيد قراءتها المرة بعد المرة ..
وظللت أتساءل عن أي شيء يكون من شأنه أن يفهم منه
ما أسماه: دفاعا، غشا، تضليلا ...
فلم أجد سوى دعوة إلى ترفع الإخوة عن انسياق في حديث
ليس يملك فيه أحد الطرفين حججا وشواهد
بل المدح من طرف والذم من الآخر
ولم أجد سوى تذكير الأمة بمبادئ المنهج السلفي في التثبت من القول
سواء أكان "مع" أم "ضد" ..
أين إذن الدفاع وقد أعلنت أنه لا علم لي أصلا بحالهم .. ؟!
فهل يعقل أن أنصب من نفسي محاميا دون أن ألم بحال من أدافع عنه .. ؟!
أين التضليل ولم أتحمل أصلا الترويج لمبادئهم .. ؟!
أين الغش ولم أحاول إخفاء منكر أعلمه عنهم .. ؟!
اللهم إنك تعلم ما نفسي ... سبحانك ..
فإن كان الأخ الجزائري يقصدني
ولا يزال هناك في صدري شك، فلعله يقصد آخرين ..
فإلى الله أشكو ...
وفي حقي لن أسامح
فليعدّ أخونا لربي جوابا؛ إذا سأله عن فهمه لحديثي
وعن تحميله ما لا يحتمل ...
وأنا لم أسئ فهم حديثه وإنما أسوق هذا سياق الاستفسار
محترزا بذكر الشك الذي يخالجني في أنه ربما يقصد غيري
حتى لا أقع فيما أنهى عنه ...
اللهم ادخر لي ذلك عندك
واجعله في ميزان حسناتي
وأعتذر للإخوة عن التدخل تارة أخرى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 03:32]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
سامحوني إخواني أن بدأت كلمتي إليكم بالاسترجاع ..
وهو هنا لا من أجل ما ينسب إلى "القاعدة"
لأني على أية حال أخشى أن أرمي أحدا بشيء لم أتثبت شخصيا منه
ولكن استرجاعي من أجل صنيع كثير من الإخوة في المنتديات
هداني الله وإياهم ...
فهذا على أية حال هو الذي تثبت منه بأم رأسي .. !
إن آفة خطيرة تدب في صفوف المسلمين اليوم
ربما لا أكون مبالغا إذا ما قلت إن المنتديات بصفة عامة كانت مفرخة لها
وهي الآفة التي اختزل القرآن الحديث عنه بقوله: "إذ تلقونه بألسنتكم .. "
من اليسير جدا أن تلصق التهم بأي فرد أو جماعة
من اليسير جدا أن تدبج المدح في فرد أوجماعة
لكن من العسير جدا أن يساق صنيعك مضمنا البراهين والشواهد .. !
وأيضا من العسير بعد ذلك أن يكفل لها صاحبها من ضمانات تجعلها مقنعة ..
ما أريد أن أقوله باختصار
إننا لسنا بحاجة إلى حديث ينفي أو حديث يثبت
ما دام أن أحدهما ليس قادرا على تجاوز مرحلة طرح الآراء الذاتية المجردة
إلى مرحلة جذب الآراء الغيرية المؤسسة عن الاقتناع
لانريد من أحد أن يستخف بعقولنا فيضخم الجرائم
ويظل يحشد من الألفاظ التخويفية التي تجعل السذج فحسب يقعون في شباكه
من مثل: هؤلاء خوارج قتلة الأبرياء ...
كما أننا لسنا نريد من يستخف بعقولنا فيضفي صبغة ملائكية
ويظل يحشد من الألفاظ الحماسية التي تجعل السذج أيضا فحسب يقعون في شباكه
من مثل هؤلاء أمل الإسلام القائمون بالجهاد
إننا لن نستطيع أن نقبل أقوال هؤلاء ولا أولئك
إلا في حالة واحدة فحسب
هي الحالة التي تساق فيها هذه التهم أو هذه الحماسات مقرونة ببراهين ساطعة
ولأن الموضوع هنا قوامه الذم فأرى أن أرشد إلى سلوك عملي ينبغي اتخاذه
لكن بعد أن أطرح عليكم سؤالا:
أليس خيرا ألف مرة من أن تظلوا قابعين خلف الأحداث أن تشاركوا فيها
لا أشك أن الإجابة عند الغيور على الدين ستكون: بلى
لماذا إذن يا صاحب النقدات، هنا كما في أي محل آخر، لا تذهب لمن تنتقد وتصارحه
ولا أذيع سرا إذا قلت إن منتدياتهم تملؤ الشبكة
فإن أبنت لهم الحجة وأزلت الشبهة وأصروا على ضلالهم كما هو رأيك
رجعت إلينا منهم محذرا منذرا
لكن ستبدو هذه المرة أكثر إقناعا
وإن كانت الأخرى رجعت إلينا داعيا
وأيضا ستكون ساعتها أكثر إقناعا
أتعرف لم تولدت القناعة؟ تولدت من رصيد التجربة
بخلاف ذلك سنظل نقرأ لهؤلاء شبهات ولأولئك ردود
ونقرأ لأولئك شبهات ولهؤلاء ردود
ساقية هي سخيفة تأخذ الماء من موطنه لتعيده إليه
نصيحة إخواني:
قبل أن تفعلوا ذلك إذا كنتم له مؤهلين
فباعدوا بيننا وبين الوقيعة ..
كما باعدوا بيننا وبين الإطراء المفرغ
ولا تفسدوا علينا ديننا ولا رمضاننا ...
اللهم اهدنا لما اختلف فيه الناس من الحق بإذنك
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
تقبلوا نصحي بالله عليكم
دمتم جميعا إخواني الأحبة في حفظ الرحمن
ارجو قراءة نص اخانا ابو الديم كماهو وليس كما يتعارض مع دعاية من ادعى
فهي نصيحه وليست ترويج بارك الله فيه على ماأبدى وارجوك ياابا الديم ان تغفر لاخينا زلته فنحن في فتن الله بها عليم اختلط بها الحابل بالنابل والله اعلم
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 10:24]ـ
سبحان الله كأن المقال كتبه أحد جنرالات الجزائر
مجرد تهم وخلط و البينة على من ادعى
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 12:24]ـ
(كمال الجزائري)
حبذا لو تجتهد وتكتب لنا مقالا تتبع فيه جرائم النظام الجزائري الحالي التي تمتد إلى أكثر من 50 سنة أم أن من سحقهم هذا النظام دماؤهم مباحة بالنسبة لك؟
هذا حتى يكون لكلامك بعض المصداقية
لأن ما قلته يوحي أنك تدافع عن نظام صرح أنه لم و لن يسمح للاسلام أن يحكم بلادك
و لا أظن أن هذا من منهج السلف
هناك اقتراح آخر أعرضه لكني أجزم أنك لن تقبل به
إنضم إلى قوات الحرس البلدي حتى تباشر الدفاع عن الدماء التي تتباكى عليها
لكنهم لن يقبلوا بك حتى تحلق لحيتك و تطرح زيك الاسلامي
وبالطبع لن تقبل بهذا مع أن من منهج السلف تقديم حفظ الدماء على حفظ اللحية و القميص
أرجوك فكر بجدية هل أنت فعلا على نهج السلف!
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي الكريم، لا أدري لماذا جعلت الأخ (كمال الجزائري) مدافعا عن النظام الجزائري وكذا وكذا، مع أنه لم يذكر ذلك في كلامه ...
هل كلما يدافع إنسان عن الدماء المعصومة وعن حرمة المسلمين يتهم في دينه وموالاته؟
عجيب هذا الزمان الذي من نطق فيه بالحق الواضح المبين، اختلف فيه الناس: فرماه قوم بالخروج إذ دافع عن شريعة الرحمن ... ورماه قوم بموالاة السلاطين إذ دافع عن حرمات دماء أبرياء المسلمين!
تقبل الله صيامكم وقيامكم ...
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 01:45]ـ
للتوضيح فقط:
ـ الأخ أبو الديم المصري: كلامي كان عاما، ولم أقصدك بكلامي، وإن كنت لا أخرجك ممن قصدتهم، حتى وإن ادّعيت أنك دعوت فقط إلى التثبت. فأهل العلم بين يديك وتثبت عن طريقهم وليس عن طريق المجهولين والمتروكين من أهل الصحافة والإعلام: مسلمهم وكافرهم. وأنا أعني ما أكتب. والموضوع طرح أمثاله الكثير في هذا المنتدى وعتبي على أساتذتنا والإدارة الموقرة السماح بنشر مثل هذه الموضوعات التي لا تخدم الإسلام في شيئ. وعتبي على من خطبوا وحاضروا في: حرمة الدماء وصيانة الأعراض والأمن الفكري ونعمة الأمن والإرهاب ... كيف تطيب نفوسهم بمن يرفع راية التكفير عالية خفاقة في موقع هو من الأمانة والمصداقية بمكان:علما ودعوة.
- عتبي كان أيضا على غلق بعض الموضوعات بحجة تكرار طرحها وعدم الجدوى من إثارتها. فلم هذا التفريق بين هذا وذاك.
- الأخ المصري: طب نفسا، أن التجربة علمتني كيف أتعامل مع الأدبيات العامة، وحتى تعقيبك على مشاركتي لن يضرني شيئا كما ذكر لي أهل العلم عندنا طالما أنك من رواد الشبكة العنكبوتية وبإمكانك الوصول إلى الحق إن تجردت له بصدق وإخلاص وتضرعت بين يدي ربك سائلا إياه التوفيق واتخذت الأسباب في سؤال علماء السنة الجديرون باحترام الأمة: من أمثال الشيخ الفوزان واللحيدان وآل الشيخ والغديان .... وغيرهم.
- الأخ علي الغامدي ... شكرا على تهدئة النفوس وأحسبك مخلصا في ذلك والله حسيبك إلا أنك أبعدت الحروف عن مقصدها والترويج الذي ذكرته لم أقصد به الأخ المصري وإنما قصدت به أقواما: جلي خطابهم وشديد دفاعهم عن أهل السوء بالباطل عفاني الله وإياك.
- مشاركة الأخ المغربي ولعلها حذفت، وما قرأتها إلا من مشاركة الأخ: رجل من المسلمين وفقه الله:
لن أجاريك في خطابك كما أني لن أداريك وقد بان ما بيننا، والعبد الضعيف طعن في أسرته من طرف مجاهديكم ممن تلبس بلبوس السلفية، وفي البيت تقعد شقيقة لي أرملة ووالدة أيتام، وتقعد أخرى كسيرة بقنبلة غدر أصيبت بهاوهي ترعى أنعاما لنا، لا أراكم الله في أنفسكم وأهليكم مكروها، وليس لهذا كتبت: انتمائي لمنهج السلف وما تعلمته من الأكابر علمني كيف أتعامل مع مسائل الدماء وأكرر: شتان بين من يقتل لأجل الجاه ولأجل الكرسي والمنصب الفاني ومن يقتل باسم الإسلام بله باسم السنة والسلفية.
بيني وبينك عرصات يوم القيامة وحسبنا الله ونعم الوكيل مرة أخرى.
أخوكم كمال الجزائري كان الله له.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:01]ـ
لو أفصحت أن مشكلتك مع القوم أنهم آذوك في أهلك ما كنت علقت على كلامك.
حاول أن تفهم مقصدي من الكلام
في الجزائر تقتيل و سفك للدماء لا يرضى به أحد
لكن أدعياء السلفية لا ينكرون إلا الجرائم التي تقترف باسم الدين
فهل الدماء التي لا تُسفك بإسم الدين مُباحة و لذلك لا تعترضون علي سفكها؟
أم أن السبب أمر آخر؟
هل فهمت الآن لما نتهم من كان هذا موقفه في دينه و موالاته يا (رجل من المسلمين)؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 05:14]ـ
لو كنتم من بني جذيمة كنتم ستجرمون الجهاد الذي في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الولدي إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولوا صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسير، ه حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين. {أخرجه البخاري}
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:04]ـ
كتبت في مشاركتي السابقة عقب ذكري لأذية القوم لي في أهلي: ليس لهذا كتبت. وأظن البعض مصاب بحمّى الكلام حتى في هذا الشهر الفضيل. فألبسوني لباسا آخرا على طريقتهم هروبا من حقائق يعرفونها وينكرونها. ويعلم الله أنني ما قصدت لذكر الأذية إلا تنبيها لأولئك مرة أخرى أني ابن منطقة احترقت بنار الإرهاب، وأشهد الباري الذي على العرش استوى أنني عايشت مختلف مراحل تطور الجماعات في الجزائر وعايشناهم في مناطق سميت آنذاك محررة: وصلّى بنا القوم كم مرة صلاة العيد في براري ريفنا الحبيب. وأعرف عن القوم ما لا تعلمون. منذ عهد الوحدة على يد جمال زيتوني ومرورا بالعهد الدامي عهد الجماعة الإسلامية المسلحة ثم تكوين الجماعة السلفية للدعوة والقتال وماعقب ذلك من انقسامات مجاهديكم من بروز حماة الدعوة السلفية غربا وجماعات الإخوان الإقليميين شرقا. وقرأنا أدبياتهم تحت رحمة الخوف من أن تصيبنا عصا السلطان بمقتل.
ليس في أذية أهلي شيئ يذكر مما اقترفه هؤلاء المرتزقة من غدر وإجرام. وأسألوا قرية اللاحقية بولاية البويرة التي دمرت بالكامل بقنابل غاز البوتان سنة 1995 م. واسألوا عجائزها وصبيانها وأين من أفتى بذلك اليوم .....
أنا أتكلم عن واقع عايشته ومازلت أذكره بألم دامي. أوليس فيكم رجل رشيد.؟
أما عن سؤالك: باننا ننكر الدماء التي تسفك باسم الإسلام ولا ننكر الدماء التي تسفك باسم غيره فأظنك قد أعماك الهوى عن الشعور بانتمائك لهذا الدين فكتبت ما كتبت غفر الله لي ولك. حتى استوى عندك الأمران وأعزيك مرة أخرى على هذا المصاب. وإنا لله وإن إليه راجعون.
أما أبو البراء الأندلسي فليس لدي ما أجيبك به إلا أنكم قد تربيتم على الشغب حتى خلطتم بين اجتهاد واعتقاد وليس بعيدا عنكم إذ استحللتم دماء إخوانكم وسميتم من يريقها غدرا مجاهدا ... وقد دعوتم لهم بالنصر في منتدى يشرف عليه من تعلمون من الأساتذة والمشايخ ولا عتب عليكم في ذلك ... فهنيئا لكم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:26]ـ
سامحك الله أخي كمال.
لقد اتهمتني بتهم باطلة و جائرة.
أما استحلالي لدماء إخواني فهذا افتراء و كذب علي, و إن أردت راجع المشاركة السادسة.
أما عن إخواني فإن كنت تعني الجيش فهم ليسوا إخواني ابتداء فلا مجال لحشرهم مع المسلمين في الجزائر, أما عن الشعب الجزائري عموما فهو أخ لنا في الدين و لا يجوز استحلال دم أحد منهم إلا بعد ثبوت كفره بيقين هذا كحكم شرعي أما في الواقع فأهل مكة أدرى بشعابها.
و الدعاء للإخوة بالنصر و التمكين واجب على كل مسلم يغار عن شرع الله عز وجل.
على العموم
إذا كانت القاعدة خوارج فالله يشهد أني بريء من أفعالهم, و لكن الجهاد لن يتغير حكمه الشرعي, و لكن الطواغيت الحاكمين لن يصبحوا ولاة أمر شرعيين بذلك, فالجهاد واجب شرعي عن كل مسلم كل حسب قدرته لإقامة شرع الله في الأرض.
قال شيخ الإسلام {العدو الصائل الذي يفسد الدين و الدنيا ليس أوجب بعد الإيمان من دفعه}.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:26]ـ
لا يستطيع المرء أن ينتزع منهم نصف كلمة في انتقاد النظام الحاكم في الجزائر مهما حاول!
عجيب جداً
الأعجب أنهم التوجه الوحيد الذي لا يجرؤ على ذلك. الكل ينتقد السلطة هناك
حتى السلطة تنتقد نفسها أحياناً و تبرر بذلك جرائمها
هل يُعقل أن يتدين المرء بعدم انتقاد نظام حكم قرر وصرح بمنع الاسلام أن يحكم البلاد ثم ينسب هذا للسلف؟؟
إن كُنتُ مخطأ فيما ذهبت إليه فصحح لي.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:57]ـ
ليس لدي ما أضيفه ...
الحوار عقيم ولن يجدي معكم نفعا ....
أحيلكم إلى من شابت لحاهم في السنة من أهل العلم فإن أبيتم إلا المخاصمة فبيننا يوم الدين والله يحكم بين عباده في ما كانوا فيه يختلفون.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 12:43]ـ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها، وقال مرة: أنكرها، كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها.
نسأل الله العافية ونعوذ بالله من الخذلان
اللهم إنا نشهدك أننا على دين علمائنا ابن باز والألباني والعثيمين والفوزان و ...
ونعوذ بك أن نكون أذنابا لأبناء بريطانيا، لو كانوا أهل دين ما رضوا بأن يقيموا بين ظهراني الكفار، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين".
جل من مات في هذه التفجيرات ممن يقول: لا إله إلا الله
من لهم بلا إله إلا الله يوم القيامة، من لهم بلا إله إلا الله يوم القيامة، من لهم بلا إله إلا الله يوم القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 06:30]ـ
نسأل الله العافية ونعوذ بالله من الخذلان
اللهم إنا نشهدك أننا على دين علمائنا ابن باز والألباني والعثيمين والفوزان و ...
.
"سأل معاويةُ ابن عباس رضي الله عنهم فقال: أنت على ملة عثمان أو على ملة علي؟ فقال: لستُ على ملة علي، ولا ملة عثمان، بل أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
لست أدري أي سلف تتبعون!!
هداكم الله
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 05:17]ـ
نتبع سلف هذه الأمة و حملة ميراث النبوة فيها الذين تعبدنا الله بسؤالهم في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
نتبع الرحماء بالأمة لا من يفتي بتعذيبها وإراقة دمائها باسم الجهاد ومن يعتذر لهم باسم الإجتهاد.
نتبع رغم أنفك: ابن باز والألباني وابن عثيمين والفوزان وآل الشيخ والغديان واللحيدان والأطرم .... ومن تعرف ومن لا تعرف من دعاة الخير.
كتبت هذا على عجل حتى لا تأخذكم العزة بالإثم، وتظنون أننا منكم وجلون ... بيننا وبينكم يوم الدين والعاقبة للمتقين.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 05:36]ـ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها، وقال مرة: أنكرها، كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها.
نسأل الله العافية ونعوذ بالله من الخذلان
اللهم إنا نشهدك أننا على دين علمائنا ابن باز والألباني والعثيمين والفوزان و ...
ونعوذ بك أن نكون أذنابا لأبناء بريطانيا، لو كانوا أهل دين ما رضوا بأن يقيموا بين ظهراني الكفار، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين".
جل من مات في هذه التفجيرات ممن يقول: لا إله إلا الله
من لهم بلا إله إلا الله يوم القيامة، من لهم بلا إله إلا الله يوم القيامة، من لهم بلا إله إلا الله يوم القيامة.
لا يعقل أن يصدر هذا الكلام من رجل سلفي قل على دين محمد صلى الله عليه و سلم أسلم و أنفع لك يا رجل, الشيخ ابن باز و العثيمين و الألباني بشر يخطئون و يصيبون.
أما عن أذناب بريطانيا أخي الكريم و سكنهم بجانب المشركين فقد لاحقتهم الحكومات الإسلامية {بين قوسين إسلامية فالإسلام منهك براء} و منعتهم من السكن في بلادهم فلم يجدوا الخير في أبناء جلدتهم و من يتكلمون بألسنتهم, استقبلهم أنت في بلدك؟ بادر باستقبالهم و حمايتهم إن استطعت؟
و لكنك لا تستطيع ما دام أن ولاة الأمور لا تريد.
أما من مات وهو من من يقول لا إلاه إلا الله فليست حجة بالقوية لأن الكثير من المرتدين يقولونها بل و تجدهم يصلون, لكن لن تنفعم ما داموا قد أتوا بناقض من نواقض الإسلام, فلا داعي للتهويل.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 05:45]ـ
نتبع سلف هذه الأمة و حملة ميراث النبوة فيها الذين تعبدنا الله بسؤالهم في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
نتبع الرحماء بالأمة لا من يفتي بتعذيبها وإراقة دمائها باسم الجهاد ومن يعتذر لهم باسم الإجتهاد.
نتبع رغم أنفك: ابن باز والألباني وابن عثيمين والفوزان وآل الشيخ والغديان واللحيدان والأطرم .... ومن تعرف ومن لا تعرف من دعاة الخير.
كتبت هذا على عجل حتى لا تأخذكم العزة بالإثم، وتظنون أننا منكم وجلون ... بيننا وبينكم يوم الدين والعاقبة للمتقين.
أي سلف تتبع؟
هل كان سلف الأمة مداهنون؟
هل كان سلف الأمة انبطاحيون؟
حاشاهم
سلف الأمة خرجوا على ولاة الأمور الظلمة و الفسقة {و المسألة خلافية كما هو معلوم} فما بالنا بمن كفر منهم {من طرأ عليه الكفر وجب الخروج عليه إجماعا} في هذا العصر و بدل الشرع و استهزء به و سن القوانين المضاهية لشرع الله و ظاهرالمشركين على المسلمين ... نواقض كثيرة و كثيرة.
أما من ذكرت من العلماء فهم عموما دعاة خيرو إصلاح و منهم المخطئ و منهم المصيب.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 06:07]ـ
إن كان من ذكرت من دعاة الخير اجتمعوا على المداهنة والإنبطاحية عفاني الله وإياك فنحن لهم متبعون ولم نر خيرا منهم أجدر بالإتباع في ديننا وحسبنا أن نلقى الله على ما يعتقدون وإليه يدعون.
كلامك فيه الكثير من اللمز لن ألومك عليه بقدر ما ألوم من رآه وأقره في هذا المندى المعطار الطيب نسأل الله السلامة لديننا ومعتقدنا من دخن المراهقين.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 06:13]ـ
هل اجتماعهم حجة؟
أليس لهم مخالف؟
و ما المانع أن يجتمع من ذكرت على مسألة ما و يكون الصواب خلاف ما اجتمعوا عليه.
راجع باب الإجماع من أصول الفقه أخي الكريم {لعلك تجد الإجماع الذي يكون حجة}
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 06:25]ـ
أولا:أرجو أن تذكر لي من خالفهم ومكانته في الساحة العلمية.
ثانيا: ماهي ثمرة قول من تستند إليه في جواز الخروج على الحكام الظلمة.؟ ولماذا لا تذهب أنت لتنصر إخوانك في الجبال بدل هذه المشاركات التي تكتبها من هنا وهناك.
أهو الجبن والخور أم تقسيم للمهام و قيام بواجب الإشهار والإعلام؟.
لا أريد منك جوابا بقدر ما أريد منك صدقا مع من خلقك وتوبة إليه من أن تكون كلمة خرجت من فيك أصابت مسلما موحدا بدم حرِّم سفكه،كيف بغدر قبَِح وصفه والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 06:50]ـ
أولا:أرجو أن تذكر لي من خالفهم ومكانته في الساحة العلمية.
ثانيا: ماهي ثمرة قول من تستند إليه في جواز الخروج على الحكام الظلمة.؟ ولماذا لا تذهب أنت لتنصر إخوانك في الجبال بدل هذه المشاركات التي تكتبها من هنا وهناك.
أهو الجبن والخور أم تقسيم للمهام و قيام بواجب الإشهار والإعلام؟.
لا أريد منك جوابا بقدر ما أريد منك صدقا مع من خلقك وتوبة إليه من أن تكون كلمة خرجت من فيك أصابت مسلما موحدا بدم حرِّم سفكه،كيف بغدر قبَِح وصفه والله المستعان.
هم علماء الإنترنت كما يسميهم البعض ألائك الذين هاجروا في سبيل الله و فروا بدينهم, و أوذوا في سبيل الله, من أمثال الشيخ عمر عبد الرحمان و الشيخ ناصر الفهد و الشيخ عل الخضير و الشيخ أحمد الخالدي و الشيخ أبو محمد المقدسي ...
ليس من شرط المخالفة المماثلة في العلم أخي الكريم, فالحق أحق أن يتبع, من أتى بالدليل الشرعي قبلناه و من لم يوفق في ذلك فلا يلتفت إلى قوله كان من كان, و مهما بلغ علمه.
حينما يأتيك من يجادلك ستقول له قال الشيخ الألباني؟ لا أراك تفعل هذا إلا أن تكون عاميا, وبالتالي عليك اتباع من تثق في دينه و لا تلزم بذلك أحد و لا تلوم من خالفك {إذا قلنا أنك عامي} ,كذلك من يجادلني لن أقول له قال المقدسي و قال أبو قتادة, بل كل مسلم عليه أن يقول قال الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم, ثم يأتي بأقوال أهل العلم يحتج لها.
أما عن مسألة الخروج عن الحكام الظلمة فهو مذهب معتبر للسلف ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح الباري {إن لم تخني الذاكرة} ,و في مشاركتي السابقة أعطيتك دليلا على أن السلف كانوا يخرجون على الحكام الظلمة فمابالنا بمن فعل الكفر البواح؟ و ليس استدلالي بذلك هو أني أقول بمذهبهم, فتلك مسألة أخرى. و لكن لا خلاف بين أهل السنة في الخروج على الحاكم الكافر, و لكن لعل خلافنا أكبر من هذا, وهو هل أن الحكام المعاصرين كفروا أم لم يكفروا؟ فهذه مسألة أخرى يطول فيها النقاش.
-أما قولك لماذا لم أذهب مع إخوتي للجبال؟ فلو كانت لي قدرة على الذهاب أو فرصة سأتركها؟ كلا و الله لن أتركها و لأنصرن دين الإسلام قدر استطاعتي بذلك.
و لكن ما أدراك أخي الكريم لعلي أكون معذورا لعلي أكون مطاردا لعلي أكون في ظرف لا يسمح حتى بالخروج للصلاة؟ من أدراك أخي الكريم؟
على العموم هداني الله و إياك إلى صراط المستقيم.
و الله يشهد أني أحبك في الله مع اختلاف منهجنا.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 07:24]ـ
لعلك كتبت ما كتبت دفاعا عن نفسك ومعتقدك، وكلنا ذاك الرجل إلاّ أننا لا نتصنع الأدب والأخلاق كما يفعل كثير منكم ولم نرد إطلاقا تفصيل حالكم ونحن نعلم حال جل من يكتب بمثل لسان قلمكم وشبيه خطابكم، وحبك إياي كما تزعم لن يغرني في شيئ مما أدين الله به ولا مكان في قلبي لحب من يوقر القتلة. فاعلم هذا حتى لا أصدقك أكثر مما صدقتني أيها العاقل.
الحب في الله شامة على رؤوسنا نهديه إلى من يوقر ما وقره الشرع ويوقر حملة العلم وأهل الصدق منهم ممن أبلوا البلاء الحسن في نصرة السنة في كل زمان ومكان ولا نهديه إلى من يسفك دماءنا تحت غطاء الإجتهاد ومخالفة الإجماع وتكدير صفو الوحدة والإجتماع.
الحب في الله نبض قلوب عرفت كيف تعظم حرمات الله في أرضه. ولستم من ذلك في شيئ فعذرا على كل شيئ.
لو كنت جنديا في كتيبة موت من كتائب الجهاد المزعوم، وقبضت علي على حين غفلة متلبسا بالإرجاء والمداهنة ومحاربة أهل الجهاد: كيف يكون خطابك، هل حبا وودا أم سيفا وحدا.حين ذاك يصدق حبك أو بغضك أما إخوانك فقتلوا من أمثال العبد الضعيف الكثير بشبهة خيانة الصفوف ومداهنة الظلمة والقعود عن معانقة الخنادق والكهوف وأحسنهم من يمسك لمصلحة راجحة عنده في تبييض صورته ولبس لبوس على غير مقاسه وكذلك يفعلون. نسأل الله أن يحفظنا من سموم شوكهم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 07:43]ـ
إما أنك تعتبرني من أهل البدع فعليك حينها أن تتبرأ من أفعالي و يكون لك حب أصلى الإسلام الذي في, و إما أن أكون في نظرك كافر فهنا أعذرك إن لم أجد مكانة في قلبك.
راجع مشاركاتي فستجدني تبرأت من كل من يقتل المسلمين تبرأت من منهج الخوارج, و راجع قولي في الشعب الجزائري, عموما كنت قاس علي في الرد و حبي لك في الله ناتج عن أن أصل الإسلام و فيك و ليس عن موافقة منهج أو مداهنة أو تقرب أو تصنع بالأخلاق و الآداب كما اتهمتني و ألحقتني بمن يفعل ذلك, و مالذي سأنجنيه إذا تصنعت لك بالآداب و الأخلاق؟ مع أني أعمل باسم مستعار فكنت أستطيع أن أقول ما شئت و لكن دين الله عز وجل يجعلني أكتب ما يرضيه سواء كان باسم مستعار أو باسم على الحقيقة, فلست أخاف من أحد حتى أتصنع له الأخلاق, و ليس هذا تلميعا و إشهارا للمنهج الذي أتبعه فهو غني عن هذا الفعل.
أكرر و أقول لست خوارج أخي الكريم بل أبغض منهج الخوارج غلا أكفر بالمعاصي و لم أحرض على قتل المسلمين أو أباشر ذلك, لكني أحرض على قتل الطواغيت المرتدين و الخروج عليهم و قتالهم و قتال أنصارهم الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 08:33]ـ
أكرر و أقول لست خوارج أخي الكريم بل أبغض منهج الخوارج غلا أكفر بالمعاصي و لم أحرض على قتل المسلمين أو أباشر ذلك, لكني أحرض على قتل الطواغيت المرتدين و الخروج عليهم و قتالهم و قتال أنصارهم الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا.
بهذا حكم عليك أنك من الخوارج!
و لقد صدقك القول عندما قال أن لا محبة لك في قلبه
إذ المحبة عندهم لا تدور مع الاسلام أو عدمه
إنما تدور مع موافقة المذهب من عدمه
و لا كرامة لمن خالفهم كائناً من كان
لأنهم بقية السلف ... أهل السنة ... الفرقة الناجية ...
و من خالفهم فهو مبتدع ضال هالك في النار
و من كان منهم من أهل القرى أو الأرياف يضيف إلى كل هذا غلظة و ضيق عطن
فما دام الشخص لا يرى أن الحاكم بغير ما أنزل الله ولي للأمر
لاشئ يشفع له عندهم مهما بلغ شأنه
فهو على غير السنة و من الخوارج
و لا تُعمل فيه الأعذار التي يُعملونها في أولياء أمورهم من جهل و تأويل و غيره
لما؟!! لا أدري
ثم بعد كل هذا يقولون أنهم على نهج السلف!!
بكل اختصار
مذهب السلف عندهم هو الولاء لمن يُعلن أنه لا يسمح للإسلام أن يحكم البلاد
فمن لم يعطي ولائه لمن يحارب الاسلام فهو من الخوارج. أو على الأقل هو الولاء لمن يَحكم و لا يَهم كيف يَحكم و لا بما يحكم.
و سترون إن كتب مرة أخرى هل يجرؤ على تكذيبي في هذا
أما الادعاء بحرصهم على أن تُحقن الدماء
فهي طُرفة القرن
و إلا لما الصمت عندما يكون سافك الدماء هو الحاكم؟!
(و لقد سبق أن ذكرت له أني أبرأ من القاعدة و مما تقوم به و لكن هذا لا يُغير من الأمر شئ ما دمت لا أعطي و لائي لولي أمره فعلى هذا يدور الولاء و البراء عندهم و ما أعلنته من براءة سيعتبره زعما أو مصانعة)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 12:15]ـ
أكرر و أقول لست خوارج أخي الكريم بل أبغض منهج الخوارج غلا أكفر بالمعاصي و لم أحرض على قتل المسلمين أو أباشر ذلك, لكني أحرض على قتل الطواغيت المرتدين و الخروج عليهم و قتالهم و قتال أنصارهم الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
من واقع احتكاكنا بهؤلاء القوم ندرك انهم من ابعد الناس عن الاسلام ومن اشد الناس تكفيرا للمسلمين وما ظن اخي بمن يجز الرؤوس ويبقر البطون ويسبي الحرائر فالشبهة هي الشبهة "قتل الطواغيت المرتدين و الخروج عليهم و قتالهم و قتال أنصارهم الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا" وهذا يعني جميع الوزراء والمستشارين والبرلمانيين و منتسبي الادارات واساتذة الجامعات والمدارس والصحفيين والاعلاميين وائمة المساجد ثم ياتي دور الفلاحين والبطالين والتجار بدعوى "من لم يكفر الكافر فهو كافر" فاخبرني -بربك- من بقي من المسلمين الا من انتمى لهذه الفرقة وانصارها؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 12:54]ـ
بهذا حكم عليك أنك من الخوارج!
و لقد صدقك القول عندما قال أن لا محبة لك في قلبه
إذ المحبة عندهم لا تدور مع الاسلام أو عدمه
إنما تدور مع موافقة المذهب من عدمه
و لا كرامة لمن خالفهم كائناً من كان
لأنهم بقية السلف ... أهل السنة ... الفرقة الناجية ...
و من خالفهم فهو مبتدع ضال هالك في النار
و من كان منهم من أهل القرى أو الأرياف يضيف إلى كل هذا غلظة و ضيق عطن
فما دام الشخص لا يرى أن الحاكم بغير ما أنزل الله ولي للأمر
لاشئ يشفع له عندهم مهما بلغ شأنه
فهو على غير السنة و من الخوارج
و لا تُعمل فيه الأعذار التي يُعملونها في أولياء أمورهم من جهل و تأويل و غيره
لما؟!! لا أدري
ثم بعد كل هذا يقولون أنهم على نهج السلف!!
بكل اختصار
مذهب السلف عندهم هو الولاء لمن يُعلن أنه لا يسمح للإسلام أن يحكم البلاد
فمن لم يعطي ولائه لمن يحارب الاسلام فهو من الخوارج. أو على الأقل هو الولاء لمن يَحكم و لا يَهم كيف يَحكم و لا بما يحكم.
و سترون إن كتب مرة أخرى هل يجرؤ على تكذيبي في هذا
أما الادعاء بحرصهم على أن تُحقن الدماء
فهي طُرفة القرن
و إلا لما الصمت عندما يكون سافك الدماء هو الحاكم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
(و لقد سبق أن ذكرت له أني أبرأ من القاعدة و مما تقوم به و لكن هذا لا يُغير من الأمر شئ ما دمت لا أعطي و لائي لولي أمره فعلى هذا يدور الولاء و البراء عندهم و ما أعلنته من براءة سيعتبره زعما أو مصانعة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
يثبت عقد الولاء والبراء على الاسلام ويدور معه حيث دار ولا ينفع في مثل هذا المقام اطلاق الكلام وتجريم المخالف والتشنيع عليه بما لا يلزم
فهؤلاء الذين تصفهم بالمداهنة والمصانعة والانبطاح من اشد الناس بعدا عن مواطن التهم بل الواقع يثبت ان المخالفين هم المتلبسين بذلك
كيف واخوانك هؤلاء وحدهم من ثبت على موقفه الاول ولم يتزحزح بل كيف
انت واخوانك يطاردون في المساجد ويضيق عليهم في الرزق ويمنعون من حقوقهم بدعوى اللحية والقميص فهم رجعيون متطرفون عندهؤلاء وانهزاميون انبطاحيون عند اولئك ولا يلحق اهل السنة الا وصف السنة
يقول الإمام إسماعيل الصابوني في كتاب " السنة " له: (وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم وتسميتهم إيّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة .. ) فهم ثابتون على منهجهم لا تكاد ترى بينهم خلافا على بعد امصارهم وافتراق ابدانهم فهو منهج النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ثم لم يركب
اخواننا رؤوسهم ولا يعترفون بفساد طريقتهم وسوء عاقبتها على المسلمين فلا الاسلام نصروا ولا شوكة اعدائهم كسروا بل فتن ومحن ودماء وخراب ثم لا شئ ارجوا من اخي ان يراجع نفسه وان لا يرمي اخوانه بما يعلم هو قبل غيره برائتهم منه
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله:
حكمة الشريعة في إنكار المنكر وتحريمها الخروج على الولاة
المثال الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله، فإنه لا يسوغ إنكاره، وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله،
وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر، وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، وقالوا أفلا نقاتلهم؟ فقال ((لا، ما أقاموا الصلاة)) وقال ((من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينزعنَّ يداً من طاعته)) ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على المنكر؛ فطلب إزالته فتولَّد منه ما هو أكبر منه؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لما فتح الله مكة وصارت دار أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم، ومنعه من ذلك مع قدرته عليه – خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر، ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد؛ لمل يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وجد سواء.
إنكار المنكر أربع درجات
الأولى: أن يزول ويخلفه ضده،
الثانية: أن يقل وإن لم يزل بجملته،
الثالثة: أن يخلفه ما هو مثله،
الرابعة: أن يخلفه ما هو شر منه،
فالدرجتان الأوليان مشروعتان،
والثالثة موضع اجتهاد،
والرابعة محرمة؛
فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارك عليهم من عدم الفقه والبصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله ورسوله كرمي النشَّاب وسباق الخيل ونحو ذلك، وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد، وإلا كان تركهم على ذلك خيراً من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلاً لهم عن ذلك، وكما إذا كان الرجل مشتغلاً بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحرة فدعه وكتبه الأولى، وهذا باب واسع؛
(يُتْبَعُ)
(/)
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التَّتَار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فأنكرت عليه، وقلت له: إنما حرم الله الخمر لأنها تصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأحذ الأموال فدعهم.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
«وكثير ممن خرج على ولاة الأمور أو أكثرهم إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه، ولم يصبروا على الاستئثار، ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى، فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم تلك السيئات، ويبقى المقاتل له ظانّاً أنه يقاتله لئلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، ومن أعظم ما حركه عليه طلب غرضه: إما ولاية، وإما مال، كما قال -تعالى-: {فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون} [التوبة: 58]، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء يمنعه من ابن السبيل، يقول الله له يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا؛ إن أعطاه منها رضي، وإن منعه سخط، ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذباً: لقد أعطي بها أكثر مما أعطي».
فإذا اتفق من هذه الجهة شبهة وشهوة، ومن هذه الجهة شهوة وشبهة، قامت الفتنة، والشارع أمر كل إنسان بما هو المصلحة له وللمسلمين، فأمر الولاة بالعدل والنصح لرعيتهم، ... وأمر الرعية بالطاعة والنصح، ... وأمر بالصبر على استئثارهم، ونهى عن مقاتلتهم ومنازعتهم الأمر مع ظلمهم؛ لأنّ الفساد الناشئ من القتال في الفتنة أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر، فلا يُزَالُ أَخَفُّ الفسادين بأعظمهما»
وختاما اليك هذا التوجيه من العلامة الالباني اذ يقول رحمه الله:
" إنَّ الدورَ الذي يَمرُّ به المسلمون اليوم من تحكّم بعض الحكام ـ وعلى افتراض أنَّهم أو أنَّ كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً ـ إذا افترضنا هذه الفرضية فنقول: إنَّ الوضع الذي يعيشه المسلمون بأن يكونوا محكومين من هؤلاء الحكام ـ ولْنَقُل الكفار مجاراةً لجماعة التكفير لفظاً لا معنى؛ لأنَّ لنا في ذلك التفصيل المعروف ـ فنقول: إنَّ الحياة التي يحياها المسلمون اليوم تحت حكم هؤلاء الحكام لا يخرج عن الحياة التي حييها رسول الله عليه الصلاة وعلى آله وسلَّم، وأصحابُه الكرام فيما يُسمى في عرف أهل العلم: بالعصر المكي.
لقد عاش عليه السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة، والتي كانت تأبى صراحةً أن تستجيب لدعوة الرسول عليه السلام، وأن يقولوا كلمة الحق ((لا إله إلاَّ الله)) حتى إنّ عمَّه أبا طالب ـ وفي آخر رمق من حياته ـ قال له: لولا أن يُعيِّرني بها قومي لأقررتُ بها عينَك.
أولئك الكفار المصرِّحين بكفرهم المعاندين لدعوة نبيِّهم، كان الرسول عليه السلام يعيش تحت حكمهم ونظامهم، ولا يتكلَّم معهم إلاَّ: أن اعبدوا الله وحده لا شريك له.
ثم جاء العهد المدني، ثم تتابعت الأحكام الشرعية، وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين، كما هو معروف في السيرة النبوية.
أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن هنالك خروج كما يفعل اليوم كثيرٌ من المسلمين في غير ما بلد إسلامي.
فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أُمرنا بالاقتداء به، وبخاصة في الآية السابقة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب 21]. "
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 01:58]ـ
العاصمي من الجزائر , ما رأيك في الحكومة الجزائرية؟؟؟
هل نظامها نظامٌ كفري أم أنه نظامٌ أسلامي؟؟
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:05]ـ
وما رأيك في الشباب الذين خرجوا على دولة الجزائز هل هم كفّار أم مسلمون؟؟؟؟؟؟؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:15]ـ
العاصمي من الجزائر , ما رأيك في الحكومة الجزائرية؟؟؟
هل نظامها نظامٌ كفري أم أنه نظامٌ أسلامي؟؟
تصحيحا لسؤالك اقول:
كان عليك ان تسال: هل حكام الجزائر كفار ام هم مسلمون؟
فالسؤال عن طبيعة الحكم لا يفيدنا بشئ عمليا
(يُتْبَعُ)
(/)
وجواب سؤالك بعد تصحيحه اني لا اعلم احدا من اهل العلم المعتبرين كفرهم لا الالباني ولا ابن باز ولا العثيمين ولا غيرهم .. لذا فانا اعتقد اسلامهم الى ان يصلني من اهل العلم والفتيا ما يغير هذه القناعة واخوك لا يظن نفسه عالما ليفتك في مثل هذا فان كنت صادقا في سؤالك فلتوجهه الى هيئة كبار العلماء لتفيد وتستفيد
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:21]ـ
وهل تعلم أحداً كفر من خرج على النظام الجزائري المحارب لله ولرسوله؟؟؟؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:23]ـ
وما رأيك في الشباب الذين خرجوا على دولة الجزائز هل هم كفّار أم مسلمون؟؟؟؟؟؟؟
اعتقد انهم شباب مسلمون مخلصون يحلمون بما نحلم به جميعا الا انهم اخطاو الطريق وانحرفوا عن جادة اهل السنة في التغيير نسال الله ان يردهم لاهلهم وان لا يجعلهم في يد الصهاينة من حيث لا يشعرون
يقول الشيخ الألباني - رحمه الله -
((أقول وأخصُّ به المسلمين الثقات، المتمثلين في الشباب الواعي، الذي عرف أولاً مأساة المسلمين، واهتم ثانياً بالبحث الصادق عن الإخلاص وبكل ما أُتيه من قوة … بينما الملايين من المسلمين مسلمون بحكم الواقع الجغرافي أو في تذكرة النفوس – الجنسية أو البطاقة أو شهادة الميلاد – فهؤلاء لا أعنيهم بالحديث، أعود فأقول: إن الخلاص إلى أيدي هؤلاء الشباب يتمثل في أمرين لا ثالث لهما؛ التصفية والتربية.))
ويقول ايضا:
" بهذا نحن كنَّا نجيب بأنَّ هذه الثورات وهذه الانقلابات التي تُقام، حتى الجهاد الأفغاني، كنَّا نحن غير مؤيِّدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب، والآن الذي يحكم والذي قاموا ضدَّه معروف بأنَّه من رجال الصوفية مثلاً.
القصد أنَّ مِن أدلَّة القرآن أن الاختلاف ضعف حيث أنَّ الله عزَّ وجلَّ ذكر من أسباب القتل هو التنازع والاختلاف {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدِيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم 31 ـ 32]، إِذَن إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأنَّ هذا التشيع وهذا التفرُّق إنَّما هو دليل الضعف.
إذاً على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تمثَّل بكلمة أعتبرها من حِكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، لكن أتباعه لا يُتابعونه ألا وهي قوله: ((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم على أرضكم)).
فنحن نشاهد أنَّ ... لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات، بل أستطيع أن أقول بأنَّ كثيراً من رؤوس هذه الجماعات لم يُطبِّقوا هذه الحكمة التي هي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين ((التصفية والتربية))، لم يقوموا بعد بتصفية الإسلام ممَّا دخل فيه ممَّا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك، لم يُحققوا هذه ـ أي تصفية في نفوسهم ـ فضلاً عن أن يُحقِّقوا التربية في ذويهم، فمِن أين لهم أن يُحقِّقوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟!.
أقول: إذا عرفنا ـ بشيء من التفصيل ـ تلك الكلمة ((ما بُني على فاسد فهو فاسد))، فجوابنا واضح جدًّا أنَّ ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو سابقٌ لأوانه أوَّلاً، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً ثانياً، لكن لا بدَّ من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال. "
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:35]ـ
لعلك كتبت ما كتبت دفاعا عن نفسك ومعتقدك، وكلنا ذاك الرجل إلاّ أننا لا نتصنع الأدب والأخلاق كما يفعل كثير منكم ولم نرد إطلاقا تفصيل حالكم ونحن نعلم حال جل من يكتب بمثل لسان قلمكم وشبيه خطابكم، وحبك إياي كما تزعم لن يغرني في شيئ مما أدين الله به ولا مكان في قلبي لحب من يوقر القتلة. .
أخي مارأيك في هذا الكلام من كمال الجزائري؟؟؟ , ألا يدل على التكفير , رأيك يهمني أن أعرفه في هذا الكلام. لأني أراك قد تجاوزته دون أن تعقب عليه , وعقبت على كلام أقل أهمية منه.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:55]ـ
أخي مارأيك في هذا الكلام من كمال الجزائري؟؟؟ , ألا يدل على التكفير , رأيك يهمني أن أعرفه في هذا الكلام. لأني أراك قد تجاوزته دون أن تعقب عليه , وعقبت على كلام أقل أهمية منه.
اخي الكريم: ان للجدل آفاته المذمومة التي تورث قلوب اصحابها الضغائن اما ان كان يدل على التكفير فلا وجه لذلك والا فمحاوره اولى بالتهمة منه -حاشاهما من ذلك- لرميه اياه بالانبطاح والتعريض به بكونه من "الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا"
وعليه فلنترك ما حدث بينهما من تلاسن ونقول:
يقول ابن فرحون المالكي رحمه الله "واعلم وفقنا الله واياك ان المراء والجدال يورث العداوة والبغضاء ويبعث على كشف العورات والحمية"
ويقول الذهبي "ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر"
وعليه فانا انصح نفسي اولا واخي ثاني وجميع المشاركين ان لا نخطئ في حق بعضنا بعضا وان لا يفطر بعضنا بعرض بعض وان نرقب الله فيما نكتب ونعلم ان من ورائنا يوما نسال فيه عن الكبير والصغير
فلنعد بين يدي ذلك اليوم جوابا غفر الله لنا جميعا وشرح صدورنا لقبول الحق والعمل به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 03:29]ـ
اخي الكريم: ان للجدل آفاته المذمومة التي تورث قلوب اصحابها الضغائن اما ان كان يدل على التكفير فلا وجه لذلك والا فمحاوره اولى بالتهمة منه -حاشاهما من ذلك- لرميه اياه بالانبطاح والتعريض به بكونه من "الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا"
وعليه فلنترك ما حدث بينهما من تلاسن ونقول:
يقول ابن فرحون المالكي رحمه الله "واعلم وفقنا الله واياك ان المراء والجدال يورث العداوة والبغضاء ويبعث على كشف العورات والحمية"
ويقول الذهبي "ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر"
وعليه فانا انصح نفسي اولا واخي ثاني وجميع المشاركين ان لا نخطئ في حق بعضنا بعضا وان لا يفطر بعضنا بعرض بعض وان نرقب الله فيما نكتب ونعلم ان من ورائنا يوما نسال فيه عن الكبير والصغير
فلنعد بين يدي ذلك اليوم جوابا غفر الله لنا جميعا وشرح صدورنا لقبول الحق والعمل به
سامحك الله ياأخي , لونظرت إلى قول أبي البراء الأندلسي هذا (و الله يشهد أني أحبك في الله مع اختلاف منهجنا.) لما قلت (اولى بالتهمة منه)
ولا فهمت معنى قوله (الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا)
لكن هذا القول لا أجد له تخريج وهو قول كمال الجرائري (ولا مكان في قلبي لحب من يوقر القتلة. .) فالله المستعان.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 03:42]ـ
سامحك الله ياأخي , لونظرت إلى قول أبي البراء الأندلسي هذا (و الله يشهد أني أحبك في الله مع اختلاف منهجنا.) لما قلت (اولى بالتهمة منه)
ولا فهمت معنى قوله (الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا)
لكن هذا القول لا أجد له تخريج وهو قول كمال الجرائري (ولا مكان في قلبي لحب من يوقر القتلة. .) فالله المستعان.
اخي الكريم الاصل في الحكم هو العدل والانصاف بين المتحاورين ولا يمكن اعطاء الراي في احدهما بمعزل عن سياق الكلام ولا اظنك تغفل عن قولي
-حاشاهما من ذلك- فانا لم اتهم هذا ولم احمل كلام ذاك ما لم يحتمل اما عن كلمت الاخ ابي البراء ""] (و الله يشهد أني أحبك في الله معاختلاف منهجنا) " فالواجب ان تكون من كل اخ لاخيه فليس هذا من مواطن النزاع غفر الله لي ولك والحقنا جميعنا بالصالحين
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
من واقع احتكاكنا بهؤلاء القوم ندرك انهم من ابعد الناس عن الاسلام ومن اشد الناس تكفيرا للمسلمين وما ظن اخي بمن يجز الرؤوس ويبقر البطون ويسبي الحرائر فالشبهة هي الشبهة "قتل الطواغيت المرتدين و الخروج عليهم و قتالهم و قتال أنصارهم الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا" وهذا يعني جميع الوزراء والمستشارين والبرلمانيين و منتسبي الادارات واساتذة الجامعات والمدارس والصحفيين والاعلاميين وائمة المساجد ثم ياتي دور الفلاحين والبطالين والتجار بدعوى "من لم يكفر الكافر فهو كافر" فاخبرني -بربك- من بقي من المسلمين الا من انتمى لهذه الفرقة وانصارها؟
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم لا داعي إلى اتهامي بمالم أقله, و على الأقل إن لم تفهم كلامي أو رأيته مجملا كان عليك الإستفسار عن من أقصد بأنصار الطواغيت و من يناصرهم في كفرهم, فما علاقة الفلاحين و الأساتذة و غيرهم بما ذكرته لك؟
أنا اقصد كل من ساهم في نصرة الطواغيت من جيوش و وزراء و جواسيس و غيرهم و كل من يكيد منهم للإسلام و أهله, فلا تقولني مالم أقله, فكيف نكفر الأستاذ أو الفلاح أو غيرهم؟ أو نستبيح دماءهم بغير حق؟
أما شبهة من لم يكفر الكافر فهو كافر فاطمئن أخي الكريم لست من الذين يستسلسلون في تكفير الناس بحجة هذه القاعدة, فلا داعي لأن أرد على مثل هذه الشبهة.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:12]ـ
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله:
حكمة الشريعة في إنكار المنكر وتحريمها الخروج على الولاة
المثال الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله، فإنه لا يسوغ إنكاره، وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر، وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، وقالوا أفلا نقاتلهم؟ فقال ((لا، ما أقاموا الصلاة)) وقال ((من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينزعنَّ يداً من طاعته)) ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على المنكر؛ فطلب إزالته فتولَّد منه ما هو أكبر منه؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لما فتح الله مكة وصارت دار أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم، ومنعه من ذلك مع قدرته عليه – خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر، ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد؛ لمل يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وجد سواء.
إنكار المنكر أربع درجات
الأولى: أن يزول ويخلفه ضده،
الثانية: أن يقل وإن لم يزل بجملته،
الثالثة: أن يخلفه ما هو مثله،
الرابعة: أن يخلفه ما هو شر منه،
فالدرجتان الأوليان مشروعتان،
والثالثة موضع اجتهاد،
والرابعة محرمة؛
فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارك عليهم من عدم الفقه والبصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله ورسوله كرمي النشَّاب وسباق الخيل ونحو ذلك، وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد، وإلا كان تركهم على ذلك خيراً من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلاً لهم عن ذلك، وكما إذا كان الرجل مشتغلاً بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحرة فدعه وكتبه الأولى، وهذا باب واسع؛
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التَّتَار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فأنكرت عليه، وقلت له: إنما حرم الله الخمر لأنها تصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأحذ الأموال فدعهم.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
«وكثير ممن خرج على ولاة الأمور أو أكثرهم إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه، ولم يصبروا على الاستئثار، ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى، فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم تلك السيئات، ويبقى المقاتل له ظانّاً أنه يقاتله لئلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، ومن أعظم ما حركه عليه طلب غرضه: إما ولاية، وإما مال، كما قال -تعالى-: {فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون} [التوبة: 58]، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء يمنعه من ابن السبيل، يقول الله له يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا؛ إن أعطاه منها رضي، وإن منعه سخط، ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذباً: لقد أعطي بها أكثر مما أعطي».
فإذا اتفق من هذه الجهة شبهة وشهوة، ومن هذه الجهة شهوة وشبهة، قامت الفتنة، والشارع أمر كل إنسان بما هو المصلحة له وللمسلمين، فأمر الولاة بالعدل والنصح لرعيتهم، ... وأمر الرعية بالطاعة والنصح، ... وأمر بالصبر على استئثارهم، ونهى عن مقاتلتهم ومنازعتهم الأمر مع ظلمهم؛ لأنّ الفساد الناشئ من القتال في الفتنة أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر، فلا يُزَالُ أَخَفُّ الفسادين بأعظمهما»
وختاما اليك هذا التوجيه من العلامة الالباني اذ يقول رحمه الله:
" إنَّ الدورَ الذي يَمرُّ به المسلمون اليوم من تحكّم بعض الحكام ـ وعلى افتراض أنَّهم أو أنَّ كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً ـ إذا افترضنا هذه الفرضية فنقول: إنَّ الوضع الذي يعيشه المسلمون بأن يكونوا محكومين من هؤلاء الحكام ـ ولْنَقُل الكفار مجاراةً لجماعة التكفير لفظاً لا معنى؛ لأنَّ لنا في ذلك التفصيل المعروف ـ فنقول: إنَّ الحياة التي يحياها المسلمون اليوم تحت حكم هؤلاء الحكام لا يخرج عن الحياة التي حييها رسول الله عليه الصلاة وعلى آله وسلَّم، وأصحابُه الكرام فيما يُسمى في عرف أهل العلم: بالعصر المكي.
لقد عاش عليه السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة، والتي كانت تأبى صراحةً أن تستجيب لدعوة الرسول عليه السلام، وأن يقولوا كلمة الحق ((لا إله إلاَّ الله)) حتى إنّ عمَّه أبا طالب ـ وفي آخر رمق من حياته ـ قال له: لولا أن يُعيِّرني بها قومي لأقررتُ بها عينَك.
أولئك الكفار المصرِّحين بكفرهم المعاندين لدعوة نبيِّهم، كان الرسول عليه السلام يعيش تحت حكمهم ونظامهم، ولا يتكلَّم معهم إلاَّ: أن اعبدوا الله وحده لا شريك له.
ثم جاء العهد المدني، ثم تتابعت الأحكام الشرعية، وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين، كما هو معروف في السيرة النبوية.
أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن هنالك خروج كما يفعل اليوم كثيرٌ من المسلمين في غير ما بلد إسلامي.
فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أُمرنا بالاقتداء به، وبخاصة في الآية السابقة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب 21]. " [/ COLOR]
إذا كان بوتفليقة ولي أمر فهذه مصيبة كبيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:18]ـ
اما ان كان يدل على التكفير فلا وجه لذلك والا فمحاوره اولى بالتهمة منه -حاشاهما من ذلك- لرميه اياه بالانبطاح والتعريض به بكونه من "الذين يثبتون عروشهم و يثبتون كفرهم في بلداننا"
[/ COLOR][/COLOR][/SIZE]
سامحك الله أخي العاصمي الجزائري هذا ما أستطيع أن أقوله لك.
و الله يشهد أني لم أكفر أحدا في هذا الموضوع من المشاركين.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:33]ـ
إذا كان بوتفليقة ولي أمر فهذه مصيبة كبيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم:
اما حول هذه الجزئية فلا يمكن لمثلي ان يفيدك لا سلبا ولا ايجابا وادعوك لمتابعة الحوار في موضوع: هل تسقط ولاية الحاكم بتحكيم غير الشريعة فالنقاش فيه ثري جدا والفائدة منه عظيمة لذا استسمحك بترك هذه الجزئية لذلك الموضوع ... اخوك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:42]ـ
سامحك الله أخي العاصمي الجزائري هذا ما أستطيع أن أقوله لك.
و الله يشهد أني لم أكفر أحدا في هذا الموضوع من المشاركين.
اخي الكريم ..
لو تلاحظ اني لم اتهمك بشئ بل براتك ومحاورك بقولي -حاشاهما من ذلك- فارجوا ان تنصف اخاك من نفسك وان لا تحمل كلامه ما لا يحتمل
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:45]ـ
إذا كان بوتفليقة ولي أمر فهذه مصيبة كبيرة.
أو لا تعرف مذهب القوم يا أبا البراء؟؟؟
من جلس على العرش فهو ولي الأمر
لا يهم من هو و لا بما يحكم و لا كيف يحكم
و من لم يرض بحكمه فهو من الخوارج كلاب النار
و ليس من شرط الخارجي أن يحمل السلاح بحسبهم
يكفي أن يكون له (فكر خارجي) الذي يعني بكل بساطة
عدم رضاه بالحاكم أو بحكمه و تحريضه على ذلك
رغم أن و لي أمرهم صرح أكثر من مرة
أن لا مكان للاسلام حتى يحكم البلاد (و هذا كفر مجرد عند جميع المسلمين)
مع ذلك فمن لم يتوله فهو خارجي
إن مات فميتة جاهلية
اللهم إنا نعود بك من البلادة
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:46]ـ
لا أدري منذ متى كان قتل المواطنين الأبرياء جهادا ... !!
نسأل الله السلامة.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 05:05]ـ
أو لا تعرف مذهب القوم يا أبا البراء؟؟؟
من جلس على العرش فهو ولي الأمر
لا يهم من هو و لا بما يحكم و لا كيف يحكم
و من لم يرض بحكمه فهو من الخوارج كلاب النار
و ليس من شرط الخارجي أن يحمل السلاح بحسبهم
يكفي أن يكون له (فكر خارجي) الذي يعني بكل بساطة
عدم رضاه بالحاكم أو بحكمه و تحريضه على ذلك
رغم أن و لي أمرهم صرح أكثر من مرة
أن لا مكان للاسلام حتى يحكم البلاد (و هذا كفر مجرد عند جميع المسلمين)
مع ذلك فمن لم يتوله فهو خارجي
إن مات فميتة جاهلية
اللهم إنا نعود بك من البلادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابا عبد الرحمن اعزك الله بالتوحيد وجملك بالاتباع ..
ارجوا ان تعذر اخاك في وصف طريقتك في الحوار بانها صدامية جدا لا تسمح بالوصول الى نتيجة فلو انطلق الحوار برميك لغيرك بالبلادة ورمي غيرك- لك- بغيرها
صار الحوار شجارا وفاتت الفائدة على الجميع وحسبك ما قاله الشاطبي رحمه الله "وشان الجدل مع المعاند انه مشاغل عن ذكر الله وعن الصلاة كالنرد والشطرنج وغيرهما"
فليتامل اخي هذا التوجيه من هذا الامام وليدعوا لنفسه اولا ولاخوانه ثانيا بالسداد في القول والعمل
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 07:43]ـ
ما كنت أبغض أحدا في الجزائر أكثر من بغضي لمدعي الجهاد
وما تركت الأهل والوطن إلا من أجل ما فعله هؤلاء
قاتلهم الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 08:02]ـ
والله يا أسامة إني لأبغض الحاكمين بغير ما أنزل الله أكثر من بغضي لأولئك (إن كان حقاً في قلبي بغض لهم).
يقول الله تعالى: {والفتنة أكبر من القتل} .. ففتنة المؤمنين عن الدين أعظم عند الله من قتلهم.
وهؤلاء يجبرون الناس على التحاكم إلى الطاغوت .. وقد قال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً}.
ويمنعون الناس من أصل من أصول الدين .. وهو تحكيم شريعة ربّ العالمين، وقد قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} ..
فإن كان هؤلاء "الخوارج" أفسدوا دنيا الناس .. فإن هؤلاء الحكام أفسدوا دينهم .. فانظر أيهم أبغض إلى قلبك.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 10:12]ـ
ما كنت أبغض أحدا في الجزائر أكثر من بغضي لمدعي الجهاد
وما تركت الأهل والوطن إلا من أجل ما فعله هؤلاء
قاتلهم الله
مجرد سؤال:
هل بغضك لهم كان أشد من بغض علماني الجزاءر و غيرهم من دعاة مبدأ سيادة الشعب و من الذين يأبون وجود دولة إسلامية على أرضك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصادق]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 01:53]ـ
ما كنت أبغض أحدا في الجزائر أكثر من بغضي لمدعي الجهاد
وما تركت الأهل والوطن إلا من أجل ما فعله هؤلاء
قاتلهم الله
نسأل الله السلامة والعافية من هذه الأقوال , كما نسأله الثبات على الدين , وبغض الكافرين , ومحبة المؤمنين.
أقول للأخ أسامة تذكر أخوة الإسلام بينك وبينهم على الأقل.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:03]ـ
قد رأيتهم يوم عادوا من الجبال وهم محملون بالغنائم!
لماذا ذهبوا للجبال، ولماذا عادوا؟!
لا أحد يدري، وفي زماننا كل شيء ممكن، حتى أجبن الخلق يسمى مجاهدا ... ولو كان ممن يسب الله جل وعلا جهارا نهارا!
عن أي جهاد يتحدثون؟! وأي دولة إسلامية سيقيمون؟!
الله المستعان
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 02:09]ـ
وما تركت الأهل والوطن إلا من أجل ما فعله هؤلاء
لا أظن
(ابتسامة)
نسأل الله العفو و العافية و الصدق في كل احوالنا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 09:09]ـ
(أسامة بن الزهراء)،
لا أود الخوض كثيراً في هذه القضية .. لكنني أنصحك نصيحة لوجه الله ..
استقص أحوال هؤلاء الذين تعذلهم وتتبرأ منهم، انظر في حقيقة منهجهم، وما يقومون به باسم جماعتهم، وعُدّ نفسك قاضياً تحكم بين الناس .. فلا يصحّ حكمك دون استقصاء وبحث وفحص.
إن كنت تتبرأ من الجماعة الإسلامية المسلحة، فلا نلومك .. وإن كنت تتبرأ من جماعة عنتر الزوابري، فلا نلومك .. أما أن تتبرأ من الجماعة السلفية للدعوة والقتال (أو ما تسمى اليوم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) .. فهذا من الضيم والحيف، وأسألك أن تراجع نفسك وتنظر في أحوال هؤلاء الذين تتبرأ منهم.
لست هنا في مقام الجدال والمحاجّة، إنما هي نصيحة عابرة لوجه الله .. وتذكّر دائماً قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} .. وقوله: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم}.
ـ[أم سهيلة]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 02:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد ذهلت عندما رأيت كيف ان من ينسب نفسه الى الاسلام يسارع في من سماهم الله طواغيت فيصدق اقوال اعلامهم الفاسق و المعلوم فسقه عند الجميع و لكن سبحان الله لا يوجد فسوق اشد من بدعة الارجاء!!
لقد عمل ابي في الحكومة الجزائرية و لمدة طويلة في مناصب عليا ثم اعتزلهم لاجل الفساد داخل هذه الحكومة و قد كان يخبرنا منذ ان كنت صغيرة ان من قام بالمجازر في الجزائر ضد الشعب الاعزل و النساء و الاطفال هي الحكومة نفسها متنكرين بزي الاخوة (لحى و اقمصة) لان هؤلاء انتخبوا الحزب الاسلامي فهي تبيدهم مهما كان الثمن حتى لا تسول لهم انفسهم بالانتقام غدا و سبحان الله رأينا بأعيننا كيف تم اعتقال الشباب و الظلم و انتهاك الاعراض و التعذيب و كل ما فعلته فرنسا اعادته جنرالات الجزائر و اكثر
و من كان في قلبه مثقال ذرة من انصاف فليستمع للطرفين
و من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان فليحب من طلب تحكيم الشرع و نبذ الكفر وليبغض من كان شعاره القوانين الكفرية و الظلم و الفسوق و الفجور و الفساد
و هذا الكتاب و يوضح الكثير من الحقائق التي و قعت في الجزائر و من هم قتلة الابرياء؟!!
http://www.algeria-watch.de/fr/article/mil/sale_guerre/saleguerre.htm
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 09:18]ـ
جزاك الله خيراً أختنا الفاضلة على البيان والإيضاح .. وهذه حقيقة شهد بها كثير ممن انخرطوا في المؤسسة العسكرية الجزائرية واطلعوا على الأوضاع من كثب .. والله المستعان
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:02]ـ
مساكين ....
ألا يوجد من أهل العلم في الجزائر قائم بالقسط ترجعون إليه لتثبتوا صحة ما تذهبون إليه.
الأخت أم سهيلة ... عفا الله عنك.
تقولين أستمع للطرفين: .... أنا شاهد على نفسي وأشهد الله على خلاف ما كتبت يداك. وفي عشر قرى و أكثر من خمس مدن بولايتي شهدت أعظم جرائمهم بعيدا عن الملابسات الموهومة ... على المباشر كما يقال. ومع سبق الإصرار والترصد كما تقول مصادركم من الإعلام الفاجر في بلاد الغرب الكافر.
شهدت وشهد والدك .... وشهد أبو شعيب بما شهد.
ستكتب شهادتهم ويسألون. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب منقلبون.
ـ[الصادق]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 03:49]ـ
مساكين ....
ألا يوجد من أهل العلم في الجزائر قائم بالقسط ترجعون إليه لتثبتوا صحة ما تذهبون إليه.
الأخت أم سهيلة ... عفا الله عنك.
تقولين أستمع للطرفين: .... أنا شاهد على نفسي وأشهد الله على خلاف ما كتبت يداك. وفي عشر قرى و أكثر من خمس مدن بولايتي شهدت أعظم جرائمهم بعيدا عن الملابسات الموهومة ... على المباشر كما يقال. ومع سبق الإصرار والترصد كما تقول مصادركم من الإعلام الفاجر في بلاد الغرب الكافر.
شهدت وشهد والدك .... وشهد أبو شعيب بما شهد.
ستكتب شهادتهم ويسألون. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب منقلبون.
ما أعجب حالكم , دولة الجزائر تحارب دين الله وتسكتون عنها , أما من يسعى للخدمة الدين
مع فرضية خطأه نجد الردود والكلام الطويل والقصير بل الدال على التكفير وماإلى ذلك , والله المستعان
يأخي تكلم بخير , أو أسكت كما سكت عن حكام الجزائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 05:17]ـ
والله إن الإخوة الذي خرجوا على الحكومة المرتدة الجزائرية أحب إلينا من كل علماني منافق محارب لله ورسوله .. وهذا مقتضى الأخوة الإيمانية .... إن وقعوا في خطأ فإنا نبرأ إلى الله من خطئهم ..... أما قال الحبيب المصطفى.اللهم إني أبرأ إليك ممافعل خالد ... ولم يتبرأ من خالد .. فكذلك نحن .. هذا إن صح ماينسب للمجاهدين وإلا فقد شهد الثقات أن جل المذابح والمجازر كانت من فبركة جنرالات الجزائر المجرمين من أبناء فرنسا ... (باعتراف ضابط جزائري فر إلى فرنسا مؤخرا) التي قال رئيسها ميتران لن تقبل فرنسا بحكومة إسلامية في الجزائر فحصل ماحصل وماقبلوا نتائج الانتخابات ولااحترموا إرادة الشعب ...
وينبغي التفريق بين الصادقين من الذين خرجوا على الحكومة من الشباب السلفي ا .. وبين بعض الخوارج الذين شوهوا سمعة الجميع بالاضافة إلى ماذكرنا فوق من تضلع الحكومة المنافقة ....
وإن كنا نختلف معهم في مسألة الخروج .. ليس حبا في المخروج عليهم فتبا لهم وليذهبوا إلى الجحيم .. ولكن إشفاقا على الخارجين .. وإعمالا لمقاصد الشرع ودرء المفاسد وجلب المصالح .... قلت وإن اختلفنا معهم فيبقون إخوانا لنا أحبوا هذا الدين وأرادوا أن يكونوا جسرا بين الأمة وماضيها التليد في وقت تخلى الكثير عن نصرته والدفاع عن حياضه بعد أن استنسر البغاث في الأرض وانتش ..
ألا يعلم أهل افريقيا وهم مالكية أن أئمة المالكية كما ذكر الإمام القاضي عياض في ترتيب المدارك كانوا يفتون بوجوب الجهاد مع الخوارج ضد الفاطميين العبيديين ...
ياليت شعري لو كان بعض المفتين في زماننا في ذاك الزمان التليد .. لست أدري هل سيتهم الأئمة المالكية بإنهم خوارج حملوا السلاح على ولاة الخمور .. عفوا ولاة الأمور ...
والله المستعان
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 05:39]ـ
لقد تناسوا المذبحة الرهيبة التي قامت بها الحكومة الجزائرية في الشعب في مطلع التسعينيات إذ قتلت أكثر من ربع مليون جزائري موالين لجبهة الإنقاذ، بسبب تعطيل الانتخابات ..
الحكومة بذلك ليست من الخوارج .. بل لا تسقط عدالتها ولا إمامتها .. أما من يخرج عليها يطلب بالعدل وإقامة القسط .. فهذا خارجي فاسق، يستحق اللعن بل والتكفير.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 01:50]ـ
الأخ الصادق: لم تجبني على سؤالي.من من أهل العلم في الجزائر ممن تعرف، أهل للفتوى في مسائل الدماء تنصحني بالرجوع إليه.
وأكرر: هل الله تعبدنا بسؤال أهل العلم أم بسؤال المجاهيل والنكرات.
أهل العلم عندنا مجمعون على تجريم الأعمال التي تقوم بها القاعدة أما كلامكم وكلام غيركم فشنشنة نعرفها من أخزم الغاية منها التشغيب على أهل الحق ليس إلا.
أما عن أمرك لي بالسكوت: فليت شعري هل أطيعك أنت أم أطيع علماء السنة في الداخل والخارج الذين نسير وفق توجيههم وجميل نصحهم.
وإن كنت عالما فأفصح لنا عن اسمك حتى لا نبخسك حقك.
إمام الأندلس: جعلك الله إماما في الخير وحقن الدماء.
من هؤلاء الثقات الذين أخبروك بمجازر الدولة؟ أجب ولا تحد. وقبل أن تصدق معي، اصدق مع باريك وخالقك.
أما عن حبك للقتلة فأسأل الله أن يحشرك معهم يوم القيامة أما أنا فأسأل الله أن يحشرني مع ابن باز وابن عثيمين والألباني وأئمة السنة وعلمائها.
لا زلتم تخلطون بين حقيقة الاجتهاد والاعتقادا. وهدا ضرب من الجهل لا نرتضيه لأنفسنا ولإخواننا.
الأخ أبوشعيب: قتلت ربع مليون .... ما شاء الله .... تستحق الوسام العالمي في عد الأموات.
نسأل الله العافية من داء الكذب والهوى إذا غلب.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:12]ـ
كمال الجزائري
قل لنا رأيك بصراحة في مجزرة سجن (سركاجي) التي يعترف النظام الجزائري باقترافها
أم أنك ستبرأهم مما اعترفوا به.
وأخبرنا هل استنكر علمائك سفك الدماء حينها
أم أن " ولي الأمر" لا يُنكر سفكه للدماء و لو قتل أهل الأرض جميعا؟!
كذلك مجزرة الخامس من أكتوبر من العام1988م
هل الذين قتلوا فيها لم تسل منهم دماء؟
طبعا لن تجيب-و الله أعلم- و ستعود بعد فترة للخوض في أمر آخر و للرد على كلام آخر.
ملاحظة: أدع الله أن تُحشر مع النبي-صلى الله عليه و سلم- إن كنت ترغب فعلا في النجاة و حتى نُحسن بك الظن عندما تزعم أنك سلفي.
ـ[الصادق]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 01:45]ـ
الأخ الصادق: لم تجبني على سؤالي.من من أهل العلم في الجزائر ممن تعرف، أهل للفتوى في مسائل الدماء تنصحني بالرجوع إليه.
وأكرر: هل الله تعبدنا بسؤال أهل العلم أم بسؤال المجاهيل والنكرات.
أهل العلم عندنا مجمعون على تجريم الأعمال التي تقوم بها القاعدة أما كلامكم وكلام غيركم فشنشنة نعرفها من أخزم الغاية منها التشغيب على أهل الحق ليس إلا.
أما عن أمرك لي بالسكوت: فليت شعري هل أطيعك أنت أم أطيع علماء السنة في الداخل والخارج الذين نسير وفق توجيههم وجميل نصحهم.
وإن كنت عالما فأفصح لنا عن اسمك حتى لا نبخسك حقك.
إمام الأندلس: جعلك الله إماما في الخير وحقن الدماء.
من هؤلاء الثقات الذين أخبروك بمجازر الدولة؟ أجب ولا تحد. وقبل أن تصدق معي، اصدق مع باريك وخالقك.
أما عن حبك للقتلة فأسأل الله أن يحشرك معهم يوم القيامة أما أنا فأسأل الله أن يحشرني مع ابن باز وابن عثيمين والألباني وأئمة السنة وعلمائها.
لا زلتم تخلطون بين حقيقة الاجتهاد والاعتقادا. وهدا ضرب من الجهل لا نرتضيه لأنفسنا ولإخواننا.
الأخ أبوشعيب: قتلت ربع مليون .... ما شاء الله .... تستحق الوسام العالمي في عد الأموات.
نسأل الله العافية من داء الكذب والهوى إذا غلب.
أسألك بالله يا كمال مَن أقرب لك في دينك , هل هم حكام الجزائر , أم الشباب الذين خرجوا على حكام الجزائر؟؟
وهل ترى كفر الشباب الذين خرجوا على طواغيت الجزائر؟؟؟؟
(دعوة للمناقشة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:59]ـ
الأخ الصادق: رزقك الله صدقا معه ومع خلقه.
دعوتني للمناقشة عن طريق اقتباس مشاركتي الأخيرة كاملة. والأصل في المقتبس أن يرد على شيئ مما جاء في الفقرة المشار إليها.وهو ما لم تفعله عفا الله عنك.فما فائدة دعوتك وقبل دلك إقتباسك.
تسألني عن تكفيري للخارجين على أنظمة الجور، وهو ليس محل نقاشنا. فلا تحد.
وأشهد الله أني لا أكفر أحدا منهم لا بعينه ولا على وجه التعميم. وإنما المسألة قائمة على تجريم وتحريم الأفعال التي يفتخرون بها وتلتمسون أنتم لهم الأعدار بكونها حدثت عن إجتهاد وهو تناقض في الخطاب بينكم وبينهم ينيئ عن فصام في معرفة الواقع زادنا الله وإياكم حرصا.
علمائي هم علماء الأمة: ممن تلقت علمهم بالقبول ولم يشد عن هدا إلا من أشرب قلبه بالزيغ والهوى، فاسأل الله التوفيق.
الحوار في الموضوع ليس مؤسسا أصلا على قواعد علمية، والفوضى بادية جلية فيه، خلطا تارة وتهربا عن فحوى النقاش تارة أخرى وثالثة الأثافي فقدان أصل المرجعية العلمية الموثوقة عندكم في مسائل الدماء وهو شيئ أربأ بكم أن تلقوا الله عليه.
سؤالك: من هو أقرب عندي الحكام أم غيرهم: كن جريئا واطرح هدا السؤال على كل فرد من أفراد هيئة كبار العلماء وفقهم الله وأنا مستعد أن ألتزم ما يفتون به.
الأخ أبو عبد الرحمن المغربي: وفقه الله للخير.
أما نحن فليس لنا ولله المنة ما نستحي به في معتقدنا وديننا لدا فلن أتهرب ولله الحمد من جواب تطلبه شريطة أن لاتقع أنت في ما اتهمتني به. والقول قول الأكابر أيها العاقل.أما العبد الضعيف فليس إلا متبع بإحسان أمدنا الله بعونه فلا زلنا في سعة ورحمة ما تمسكنا بسبيلهم وطريقهم.
وما دكرته من مجازر فأكتفي بقولي: ما كل ما يعلم يقال. وشتان بين من يقترف مجزرة باسم الإسلام ديانة وتقربا إلى العدل جل في علاه وبين من يقتل بريئا ظلما وعدوانا حاكما كان أو محكوما. وتدكر قول الحسن البصري رحمه الله سفاح زمانه:
الحجاج عداب الله فلا تدفعوا عداب الله بأيديكم واجأروا إلى الله بالدعاء.
الموضوع ليس حوارا علميا وإنما هو أشبه بالخواطر الفكرية والنفسية. ولكل وجهة هو موليها.فلا أزيد.
رزقنا الله وإياكم البصيرة في الدين. إنه ولي دلك والقادر عليه.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:11]ـ
قول الحسن في سفاح زمانه.
سقط حرف الجر سهوا فمعذرة.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد ذهلت عندما رأيت كيف ان من ينسب نفسه الى الاسلام يسارع في من سماهم الله طواغيت فيصدق اقوال اعلامهم الفاسق و المعلوم فسقه عند الجميع و لكن سبحان الله لا يوجد فسوق اشد من بدعة الارجاء!!
لقد عمل ابي في الحكومة الجزائرية و لمدة طويلة في مناصب عليا ثم اعتزلهم لاجل الفساد داخل هذه الحكومة و قد كان يخبرنا منذ ان كنت صغيرة ان من قام بالمجازر في الجزائر ضد الشعب الاعزل و النساء و الاطفال هي الحكومة نفسها متنكرين بزي الاخوة (لحى و اقمصة) لان هؤلاء انتخبوا الحزب الاسلامي فهي تبيدهم مهما كان الثمن حتى لا تسول لهم انفسهم بالانتقام غدا و سبحان الله رأينا بأعيننا كيف تم اعتقال الشباب و الظلم و انتهاك الاعراض و التعذيب و كل ما فعلته فرنسا اعادته جنرالات الجزائر و اكثر
و من كان في قلبه مثقال ذرة من انصاف فليستمع للطرفين
و من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان فليحب من طلب تحكيم الشرع و نبذ الكفر وليبغض من كان شعاره القوانين الكفرية و الظلم و الفسوق و الفجور و الفساد
و هذا الكتاب و يوضح الكثير من الحقائق التي و قعت في الجزائر و من هم قتلة الابرياء؟!!
http://www.algeria-watch.de/fr/article/mil/sale_guerre/saleguerre.htm
الله يهديك!
كأننا لم نطلع على هذه الأمور
هذه يعرفها أغبى جزائري (إن وجد طبعا)
المسألة ببساطة: أن البعض يبحث عن عذر شرعي لما يرتكب في الجزائر باسم الشرع
وهذه مشكلة في حد ذاتها، لأن هؤلاء الضلال لا يرجعون إلى الشرع أصلا!
ولو كان الشرع مرجعا لهم لما فعلوا ما فعلوا ...
وبالله التوفيق
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:09]ـ
الله يهديك!
كأننا لم نطلع على هذه الأمور
هذه يعرفها أغبى جزائري (إن وجد طبعا)
المسألة ببساطة: أن البعض يبحث عن عذر شرعي لما يرتكب في الجزائر باسم الشرع
وهذه مشكلة في حد ذاتها، لأن هؤلاء الضلال لا يرجعون إلى الشرع أصلا!
ولو كان الشرع مرجعا لهم لما فعلوا ما فعلوا ...
وبالله التوفيق
كأن المنكر لا يكون منكراً إلا إذا ارتكب بإسم الشرع!!
المشكلة و الشئ الغير مفهوم هو استنكار المنكر إذا كان بإسم الشرع و السكوت عنه أو تسويغه إذا كان بإسم الكفر (القانون)
فلما لا يُنكر المنكر على الجهتين؟!! و إن كان الصمت فليكن على الجهتين
أما التباكي على ضحايا جهة و الصمت أو التشفي للجهة المُقابلة فهو من مظاهر التولي
فإن كان الأمر كذلك فصرحوا به حتى نعلم حقيقة من نُخاطب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 09:18]ـ
سبحان الله كأن المقال كتبه أحد جنرالات الجزائر
مجرد تهم وخلط و البينة على من ادعى
صدقت ..
ــ وأنا هنا لا أتهم صاحب الموضوع، ولكن معلوم أن الاستخبارات الجزائرية العميلة لفرنسا تحشد طاقاتها للتلبيس على الناس عبر الانترنت وغيرها من الوسائل!
ـ أما من يصف أتباع "ألقاعدة" بأنهم خوارج فهذا إما "جاهل" بمصطلح "خوارج" أو حاقد وغالٍ في الطعن!
نسأل الله العافية وسلامة الصدر والعدل.
ـ لاشك أن للقاعدة أخطاء وهذا أمر طبيعي لحركة تقاتل أشرس حملة صليبية على الإسم في التاريخ ويقف ضدها غالبية الأمة!
وقد وقعت أخطاء في خير خلق الله بعد الأنبياء وتقاتلوا فيما بينهم.
ولكن المشكلة اليوم هو تسليط الوسائل الإعلامية الضخمة لتضخيم أخطاء القاعدة
وتصويرهم على أنهم يعشقون دماء المسلمين ويتلذذون بها والعياذ بالله!
بالرغم من أنهم هم من يضحون بأرواحهم في سبيل نصرة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها!
وللأسف، غالبية أبناء هذه الأمة هم ضحايا للإعلام الغربي والإعلام العلماني العميل، حتى من بعض طلبة العلم والشيوخ، للأسف.
فمن يلمعه الإعلام نلمعه، ومنيُ سقطه نسقطه.
العالِم الجهبذ هو من يتصدر منابر الإعلام ويتم حشد الألقاب تحت اسمه!
والجماعة التي ترضى عنها الأنظمة الحاكمة ويلمعها الإعلام فهي الطائفة المنصورة!
وما سواهم فهم "خوارج"، "بغاة"، "أصحاب فتنة" ... الخ!
والبعض لا يتقن إلا فن العتاب واللوم والإسقاط والشتم!!
أقلوا اللوم لا أب لأبيكم ** أو سدوا المكان الذي سدوا
ــ لم نقرأ مثل هذه المواضيع عندما قتلت "حماس" من "حركة فتح" وانقلبت على "ولي الأمر" البهائي العميل "محمود عباس"!!
ما الفرق بين ماقامت به "حماس" ضد "ولي الأمر محمود عباس"، وبين ما قامت به "قاعدة الجزائر" ضد "ولي الأمر"بوتفليقة العميل لفرنسا؟!!
ـ ما الفرق بين "ولي أمر أفغانستان" كرزاي العميل، وبين "بوتفليقة"؟!
الأول نصّبه الأمريكان والثاني نصبته "فرنسا"!
هل لأن من يقاتل الأول "طالبان" والثاني "القاعدة" المغضوب عليهم من كل وسائل الإعلام؟!!
يا إخوة، قليلا من العدل!
القاعدة قدّمت في العراق (6 آلاف استشاهدي) فقط استشهاديين!
ولم نتكلم عن من قتل في مواجهات عسكرية ضد الأمريكان وغيرهم!
وقدمت آلاف الأسرى!
والقاعدة قتلت آلاف الأمريكان وأسرت منهم وقتلتهم.
فالخوارج هم (من يقتلون المسلمين في سجونهم ويتركون الكفار الحربيين يصولون ويجولون ويبنون قواعدهم لتساعدهم على محاربة الإسلام، قيقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان، ويا ليتهم اكتفوا بتركهم، بل يدعموهم بكل ما يملكون!).
ــ أما من يقول أن القاعدة تقتل من الفصائل المقاتلة في العراق فهذه علومة تبين كذبها، فجميعنا علم من الذي كان يقتل من تنظي القاعدة وبمساندة الأمريكان (وهم جنود الجيش الاسلامي في العامرية، وقد اعترفوا بذلك).
كما أن (كتائب ثورة العشرين نفت أن تكون القاعدة هي من تقتل الآخرين ممن لا يبايعها، وقالت بأن هذه كذبة).
واتقوا الله يا إخوة فيما تقولون، وإن كنتم تبغضون أناسا لأمور خاصة بكم فلا يكون هذا البغض مدعاة للظلم والقذف!
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 09:26]ـ
الله يهديك!
كأننا لم نطلع على هذه الأمور
هذه يعرفها أغبى جزائري (إن وجد طبعا)
المسألة ببساطة: أن البعض يبحث عن عذر شرعي لما يرتكب في الجزائر باسم الشرع
وهذه مشكلة في حد ذاتها، لأن هؤلاء الضلال لا يرجعون إلى الشرع أصلا!
ولو كان الشرع مرجعا لهم لما فعلوا ما فعلوا ...
وبالله التوفيق
أخي الكريم ..
لا ألومك على تشددك في اتخاذك هذا الموقف "وهو البراءة من كل المجاهدين في الجزائر" ..
ولعل لذلك أسباب موضوعية منها الجرائم التي ارتكبها "الزوابري وأتباعه" سابقا، والتي يتبرأ منها المجاهدين اليوم في الجزائر ..
وكم أرجئوا وأواقفوا كثيرا من عملياتهم بسبب وجود ظنون بأنه سيقع بعض الضحايا الأبرياء، ولو وقعت تلك العمليات لكان فيها إثخان كبير في الحكومة العميلة لفرنسا، ولكن مع ذلك أوقفوها.
البعض متخوف من تأييده أو تعاطفه مع المجاهدين في الجزائر بسبب الفتن التي حصلت سابقا، وبإذن الله مع مرور الأيام سيتبين للقاصي والداني أن المجاهدين اليوم ليسوا كجماعة الزوابري.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 03:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخوض في قضية الجزائر زلت فيها فهوم الناس، بل فهوم طلبة العلم،بل حتى بعض العلماء لبس عليهم، بالظلم والبغي والعدوان،وهذا سببه أمور:ظلمة بعض الولاة،جهل من يدعي أنه سلفي، علمانية بعض من له سلطة
وأكاد أجزم ان في هذا الموضوع فيه من يناصر جماعة القتال والتكفير -حاشا أن نسميهم سلفيين-،وكل هذا تحت مضلة:
-الجهاد
والغريب في الامر أنهم فيهم الكثير: فسقة،ذو سوابق عدلية،أما الجاهل والمؤول فنسال الله لهم الهداية.
احد الإخوة ينقل أن الخروج مذهبا سلفيا هذه وإن صرح بها إبن حجر العسقلاني،فقوله مردود عليه لأن الخروج كان من اجتهاد في الزمن الأول وفهم آحاد الناس،ولكن لما آل الأمر إلى أن الأغلب هو حدوث المفاسد حرم هذا الفعل الشنيع، ولم يكن الخروج مذهب السلف ولا استفاض هذا الفعل عند السلف، بل قد قررت العقيدة السلفية على أن الخروج لايجوز البته على الحاكم المسلم.،أما الكلام في الحاكم الذي لا يحكم شرع الله، فالمسألة تحتاج لعلماء خلص من هذه الامة وأحسب أن لحد الان -من المشاركين - لايوجد من تتوفر فيه الشروط
فأرجوا المعذرة(/)
أنا أحب صالح الفوزان
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 07:22]ـ
أنا أحب صالح الفوزان
بقلم: خالد صالح السيف
أكاديمي سعودي في جامعة القصيم
ثمة شيء واحد لو لم يكن صالح الفوزان يتوافر إلا عليه لكان خليقا بأن يحب من أجله، وأن يمحض بسببه نبل الإجلال. وذلك نظير ما كان للفوزان من علامة فارقة بات يعرف بها أيا يكن حجم اختلافك معه.
هذا الـ (صالح) -يا من تشغبون عليه من كلتا الطائفتين - إنما يتوافر على الصدق، وما فتئ ينفق حياته في سبيل تحريه ابتغاء أن يكتب عند الله صادقا.
... وبكل، فما من شيء في أيامنا هذا هو أشد ندرة من "الصدق" بمفهومه الأوسع دلالة إذ بتنا جراء ندرته في وحشة من أمرنا، وبالكاد نظفر فيما بيننا بمن جعل الصدق له مبتغى لا يحيد عنه مهما تكن غائلة الرياح وشدتها.
وحيثما يممتم وجوهكم شطر مشكلاتنا كبيرها والصغير منها إلا وعمود فقار أسبابها يعود بداهة للافتقار إلى الصدق وامتثاله حياة.
ومهما يكن من أمر، فحسبي أني قد بلوت شيئا مهما من خبر الفوزان - وذلك من لدن ناسه وأقرانه وتلامذته- فألفيته في "الشماسية" مسقط رأسه هو ذاته في "معهد بريدة العلمي" إذ لم يبرح الصدق، وما كانت "الرياض" لتهبه لونا آخر. أو إن شئت توصيفا أليق لحاله فقل: إن "الكرسي" الذي غشيه مرارا لم ينبت له لسانا آخر غير الذي كان ينطق به قبلا.
صالح إذن كان ابن مرحلة واحدة وحسب. ذلك أنه امتلك وجها واحدا .. وحظي بعباءة واحدة .. ودان لله تعالى بولاء واحد ... وعاش محبا لكنف واحد ولم يتقلد برقبته إلا بيعة واحدة، في حين تكاثرت من حوله الوجوه واختطف الناس في ولاءاتهم و ... و ... !
وتاليا فكثيرون إذن سواه قد عبروا ذات الطريق التي سلكها "الفوزان" .. ، وأكثر منهم نفر أثقلت كواهلهم ذات البضاعة التي أحسن فيها الفوزان الاتجار مع الله تعالى .. وضارعوه في القبض على بقايا من أثر النبوة هذا ما قد باحت به ألسنتهم مرارا وقبالة الملأ دون أن يشي بذلك سمتهم. وهاهنا يكبر المقت عند الله تعالى.
بينما الماشون رويدا من أولئك النفر في منعرجات أوساخ الدنيا هم من قد أبانت عن خطواتهم العاثرة شدة تلهفهم فيما ابتغوه من دسامة الصيد الذي إن خفي بالضرورة عن "الجماهير/العامة" فقد تفطن له ولي الأمر ومن قبل فإن ربي لا يضل ولا ينسى، في الأثناء التي كان فيها "الفوزان" وثلة من الأولين معه يفصحون عما يدينون الله تعالى به أيا تكن أمكنة مقالاتهم إن في حجرات بيوتاتهم التي ما من أحد يشركهم المكث فيها! .. ،أو في قاعات الدرس للخلص من تلامذتهم .. أو في المسجد للعامة من الناس .. أو بين يدي السلطان قولا واحدا سرا وجهارا دون أن تلتاث بأدواء السياسة الماكرة إنما هو النصح ليس غير.
هاهنا يكمن الفرق ما بين الفوزان وسواه.
وثمة حقيقة شرعية يتوكد سوقها هاهنا وهي: أن المؤمن ليس بمنأى عن البخل ولا عن الجبن لكنه بأي حال لا يكذب .. وقد جاء ذلك خبرا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
لعل فيما مضى إجمالاً أبين عنه تفصيلا بالتالي:
1ـ كان"الفوزان" ولم يزل بعد في معزل عن وضر دنس الأدلجات وما كانت تفعله في العادة من شر مستطير يوهن الإيمان والعلم معا إذ تنأى بصاحبها في الغالب عن موافقة الحق بينما تسوقه ظلما وعدوانا في سبل اتباع الهوى والتقوت للدنيا بالكذب.
2ـ منذ الاقتحام الآثم للحرم المكي (جناية جهيمان ورفاقه) حتى آخر ما طال هذا البلد المبارك من أحداث فتن التكفير والتفجير والفوزان لم يحفظ عنه سوى قول واحد ورؤية شرعية ثابتة .. وهاهنا ربانية المواقف التي يصاحبها السداد جراء الصدق.
3ـ لم يستعد السلطة على من يختلف معهم أو أن يشغب عليهم، على الرغم من أن مخالفيه كثر وليسوا طيفا بل أطياف وطرائق قدد منهم من تربص به الدوائر.
4ـ لا تكاد تفتقده صحافة دون أن يعبأ بمكان نشر مقالته وذلك لأنه حفي ببث ما يعتقده ديانة فيما يرومه من إبراء الذمة وفق مقتضى فهومه، ما جعلنا نقرأ الفوزان بوصفه كتابا واحدا بمتنه وهامشه، بينما اضطربنا بالمرة في قراءة (الآخرين) ممن لهم أكثر من متن أما هوامش متونهم فحدث عن عددها كثرة ولا حرج.
ولئن كان الفوزان كذلك، فإنه سيبقى الأجدر إجلالا مهما اتسعت رقعة اختلافنا معه، والأليق بأن تحسب له سابقته التي لم يطرأ عليها تلون أو ضبابية وذلك أنه لم يكن له في اشتغالاته العلمية والدعوية مآرب أخرى.
وبعد .. فإني من مدرسة ابن عباس رضي الله عنه بينما "الفوزان" من مدرسة ابن عمر رضي الله عنه ... وحسبنا أن نصوصنا الشرعية تسع فهوم هاتين المدرستين ينضاف إليها مدرسة ابن مسعود رضي الله عنه وما من تثريب يؤاخذ فيه على مختلفين فيما يحتمله دال النص.
قلت ما سلف على سبيل الحكاية وإلا فلست بمقام "الفوزان" علماً وديانة وفقهاً وسناً كما أني في المقالة كلها رغبت أن أجرد اسمه من أيما لقب وذلك أن الدكترة والمشيخة والعلامة باتت ألقابا توزع بالمجان وإن بيعت فهي بأبخس الأثمان.
وأيما أحد رام أن يجل أحدا - في زماننا هذا - فليجرده من الألقاب.
صحيفة الوطن) الاثنين 14 جمادى الآخرة 1427هـ الموافق 10 يوليو 2006م العدد (2110) السنة السادسة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 11:03]ـ
جزاكم الله خيرًا .. والأستاذ خالد السيف - وفقه الله - ..
مقال منصف، تجاه شخصية لا تعرف " التلون " أو " الاسترزاق " .. أعني: (الفوزان) واحدًا من بقية أئمة الدعوة ..
ثبتنا الله جميعًا على ما يُحب ويرضى ..
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 04:39]ـ
اللهم من عادى عبدك وامامنا الشيخ صالح الفوزان فأقصم ضهره واجعل كيده في نحره واجعل الخسران مآله والجمه عن الباطل حتى لايستطيع قولا او يعود للحق
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 11:53]ـ
أخواني الأحبة .. لا تنخدعون بما يقوله هذا الدعي المتقلب المتلون العصراني المدعو (خالد السيف) .. !
فالشيخ ليس في حاجة لشهادة من أحد وليس في حاجة لقلم منافق متلون يسمى " متسامح " زوراً وبهتاناً.
الشيخ الجليل .. نعرفه كما نعرف آبائنا .. وقف شوكة في حلوق الأدعياء من الطرفين .. سواء العلمانيين أو شيوخ العصرنة والمتلونين أمثال (خالد السيف) .. ! لذا فشهادتك مرفوضة ولتذهب للجحيم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 11:10]ـ
فإني من مدرسة ابن عباس رضي الله عنه بينما "الفوزان" من مدرسة ابن عمر رضي الله عنه ... وحسبنا أن نصوصنا الشرعية تسع فهوم هاتين المدرستين ينضاف إليها مدرسة ابن مسعود رضي الله عنه وما من تثريب يؤاخذ فيه على مختلفين فيما يحتمله دال النص.
شممت هنا رائحة تعددية كليتنون و مونيكا، ومحاولته تشبيهها بخلاف ابن عباس و ابن عمر، فتراجعت عن مدح الموضوع
ـ[صالح السويح]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 06:08]ـ
أنا لا أعرف الكاتب! ولكن كتابته جميلة وحبنا للشيخ صالح الفوزان نابع من ولاء للسنّة وأهلها. وفقه الله لكل خير وجعله من أنصار السنّة أبدا.
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 07:21]ـ
اللهم احفظ شيخنا الفوزان وبارك له فى عمره وفى علمه وفى صحته
ـ[ابن خالد]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 06:42]ـ
هذه نبذه عن العلامه صالح الفوزان من موقعه .......
نسبه:
هو فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان بن عبد الله، من آل فوزان من أهل الشماسية، الوداعين من قبيلة الدواسر.
نشأته ودراسته:
ولد عام 1354هـ، وتوفي والده وهو صغير، فتربى في أسرته، وتعلم القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام مسجد البلد، وكان قارئا متقنا وهو فضيلة الشيخ: حمود بن سليمان التلال، الذي تولى القضاء أخيرا في بلدة ضرية في منطقة القصيم.
ثم التحق بمدرسة الحكومة حين افتتاحها في الشماسية عام 1369 هـ، وأكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371 هـ، وتعين مدرسا في الابتدائي، ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام 1373 هـ، وتخرج فيه عام 1377 هـ، والتحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1381 هـ، ثم نال درجة الماجستير في الفقه، ثم درجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضا.
أعماله الوظيفية:
بعد تخرجه في كلية الشريعة عين مدرسا في المعهد العلمي في الرياض، ثم نُقل للتدريس في كلية الشريعة، ثم نُقل للتدريس في الدراسات العليا بكلية أصول الدين، ثم في المعهد العالي للقضاء، ثم عين مديرا للمعهد العالي للقضاء، ثم عاد للتدريس فيه بعد انتهاء مدة الإدارة، ثم نُقل عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث العلمية، ولا يزال على رأس العمل.
أعماله الأخرى:
فضيلة الشيخ عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع للرابطة، وعضو في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج، إلى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وإمام وخطيب ومدرس في جامع الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود في الملز، ويشارك في الإجابة في برنامج (نور على الدرب) في الإذاعة، كما أن لفضيلته مشاركات منتظمة في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات ورسائل وفتاوى، جمع وطبع بعضها، كما أن فضيلته يشرف على الكثير من الرسائل العلمية في درجتي الماجستير والدكتوراه، وتتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم الذين يرتادون مجالسه ودروسه العلمية المستمرة.
مشايخه:
تتلمذ فضيلة الشيخ على أيدي عدد من العلماء والفقهاء البارزين، ومن أشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وسماحة الشيخ عبد الله بن حميد، حيث كان يحضر دروسه في جامع بريدة، وفضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي، وفضيلة الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، وفضيلة الشيخ محمد بن سبيل، وفضيلة الشيخ عبد الله بن صالح الخليفي، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن، وفضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، والشيخ صالح العلي الناصر. وتتلمذ على غيرهم من شيوخ الأزهر المنتدبين في الحديث والتفسير واللغة العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن عبدالله بن صالح]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 10:23]ـ
((ونحن أشد حباً لصالح الفوزان))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فلا شك أن ما ذكره الأستاذ: السيف عن القامة السامقة والعالم الرباني فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان حفظه الله، وأمد في عمره متزوداً من الطاعات منافحاً عن قضايا الأمة التي لا بواكي لها إلا من رحم، إنما هي إشارات عابرة اختصر فيها عقوداً من الزمن من جهاد هذا العالم الذي أقدم في حين أحجم كثيرون، وتكلم في وقت أصيب كثيرون بالعي، والخرس، ولكن لي وقفات مع الكاتب:
1 - أكثر من ذكر الآخر فإذا كان يقصد من يرقص على الثوابت، ويبحث عن الشواذ من المسائل فهذا صحيح، وإذا كان يقصد كل من تغير له اجتهاد في مسألة من المسائل دون قصد تتبع الرخص والإكثار منها وهو من أهل الاجتهاد فقد ضلل علماء الأمة ومنهم علامتنا الفوزان، وأظنه يقصد الفريق الأول، فإذا كان ذلك كذلك فابدأ بنفسك فانهها عن غيها، فقدأكثر الأخ خالد الثرثرة في الصحف دون منهج واضح المعالم، له ألف وجه بعد ما ضاع وجهه فلا تدري بها أي وجه تصدق.
2 - ذكر الأخ أنه من مدرسة ابن عباس وعلامتنا من مدرسة ابن عمر، وليته كذلك، فالناظر لكتاباته يعلم يقيناً أنه من مدرسة ((التلون التي يحذر منها))، فلا يظهر من أطروحاته إلا الصعود على أكتاف من يستحق ومن لا يستحق.
3 - أخي الكريم أتمنى من الله عز وجل أن ما كتبته عن العلامة الفوزان هي وقفة تأمل ومراجعة لك في كثير مما تكتبه، وإلا كنت في هذا المقال ممن صدقك وهو كذوب.
وأخيراً أسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا، وكاتبنا حسن القول، والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. أجمعين.
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:43]ـ
هذا رد قديم للكاتب: محمد جربوعة على المدعي خالد السيف .. فيه الفائدة لتعرية هذا الكاتب.
خالد السيف يعلن أن مؤخرته اختلطت برأسه. بقلم: محمد جربوعة.
- 29/ 3/2004 م
• في جريدة (الوطن) كتب خالد صالح السيف مقالا بعنوان: (عذراً .. فأنت غير مطابق للمواصفات الأمريكية!) ... و طبعا فنصف الموضوع هذيان و ربعه أخطاء لغوية و الربع المتبقي ركاكة أسلوب ...
و قد هممت بعد قراءة الموضوع أن أضع الجريدة في زاوية بمكتبتي، لكنني أشفقت على كتب ستتأذى بجوار مقالة خالد السيف (سيف بلاستيكي) .. و مما أتذكره أن الإمام الشافعي أفتى في امرأة كافرة تموت و في بطنها جنين مسلم، أن تدفن في براح، ولأن دفنها في مقبرة المسيحيين يؤذي ابنها، و دفنها في مقبرة المسلمين يؤذيهم منها .. و قد وجدت في هذه الفتوى مخرجا، بعد أن كنت مترددا بين أن أضع مقال السيف (الخشبي) بين الكتب العربية، أو أضعه بين الكتب الأعجمية.
و الذي يقرأ للسيف يدرك أنه لا أبو الأسود راض عنه و لا فيكتور هيغو ... و للأسف فليس في مكتبتي قسم للمكتوبات الهيروغليفية أو محاولات تلاميذ الابتدائي، و لو كان ذلك لاسترحت ...
يخاطب الكاتب قارئا يتخيله، يسمى عند الكتاب بـ (القارئ الكامن) و لأن خالد السيف يعرفني و يخافني و ترتعد فرائصه لذكري فإنه لا يمكن أن يكتب دون أن يتخيلني ... لذلك فأنا قارئ كامن كذلك ... يقول السيف (الورقي) لي و لكل قارئ يشبهني: (عذراً .. فأنت غير مطابق للمواصفات الأمريكية!) ... أقول للسيف: (شكرا على الشهادة لي ... لكنك مطابق للمواصفات الأمريكية) ...
سأبدأ مع السيف (الكرتوني) من حيث بدأ الأسد مع الفريسة، إذ لا بد من تمريغات، مثنى و ثلاث و تساع ....
يقول (خالد صالح السيف): (احمل ما تبقى من مزق إنسانيتك إن كان ثمة ما تبقى .. وأطلق من بعد ساقيك في العراء؛ قاوم في أن تنعتق من أسر قيد حجرتك المسكونة جرذاناً والعابقة برائحة الخوف, ودون لأي اتجه مباشرة صوب كثبان رملية حارقة؛ ها هناك قف .. ثم لا تأبه بأيما أحد, وبثقة "بطل" سلب كل الأدوار دس رأسك في - فرن - الرمل! في سبيل أن تحفظ شيئاً من وجودك المخبوء في أقصى لهاتك, وفي عمق الرمل اطمئن إذ ذاك على أن رأسك قد استقر مكانه الآمن ولا تنبس إبانها ببنت شفه؛ ذلك أن الضرب على "المؤخرة" وإن كان مؤلماً غير أنه وحده من يحفظ جمجمتك من أن تتهشم, في زمان بتنا فيه لا نكاد أن نفرق ما
(يُتْبَعُ)
(/)
بين المؤخرة والرأس! .. سراويلك شرط في صحة اعتنائك بستر عورتك؛ لكنما العصا "الأمريكية" أغلظ من سماكة قماش سروالك المهترئ).
قبل أن أحلق رأس المذكور و أنفيه إلى (الربضة) لا بأس أن أدعو أهل اللغة و الأساليب إلى قراءة هذه (الطلاسم) ...
نلاحظ هنا كلمة: (وأطلق من بعد ساقيك في العراء) .. ما دور (من بعد) هنا؟! أظن أن الخطأ هنا مثل خطإ قينان الغامدي، مطبعي.
يقول: (قاوم في أن تنعتق من أسر قيد) لاحظوا يا عباد الله هذه (البهدلة): (قاوم في .. ) يا سيف عيب عليك، فـ (في) لا تأتي بهذا الشكل مع (قاوم)، يقال (قاوم لـ) و ليس (قاوم في) ... (قاوم في) هذه لغة فرنسية comme fille و معناها (مثل فتاة) نعوذ بالله يا شيخ!!! ثم أن قاوم هنا غلط بالأصل و أنت لو استشرتني لقلت لك ضع بدلها (حاول أن تنعتق).
و يقول السيف: (الضرب على "المؤخرة" وإن كان مؤلماً غير أنه وحده من يحفظ جمجمتك من أن تتهشم)، يا رجل ترد على الشيخ عائض القرني الذي لا ينطق إلا (القشيبة الراقية) و أنت لا تفرق بين (ما) لغير العاقل و (من) التي يقصد بها العاقل ... ؟! فاعلم لذلك أن قولك (الضرب ... وحده من يحفظ) معرة، و الصحيح قولي: (الضرب وحده ما يحفظ) أو (الذي يحفظ) ... تأكد أن جماعة الوطن أنفسهم و غيرهم معهم يعترفون مكرهين أن قولك أمام قولي بعرة أمام شمس ...
و يقول: (في زمان بتنا فيه لا نكاد أن نفرق ما بين المؤخرة والرأس!) يقال يا سيف (لا نكاد نفرق) فلماذا هذا الحشو بزيادة (أن) ... و لكي أكون منصفا يجب أن أقر لك أن هناك كلمة صادقة و رائعة قلتها في مقالك، و هي قولك: (بتنا فيه لا نكاد أن نفرق ما بين المؤخرة والرأس) صحيح ... هذه صدقت فيها ... لم تعودوا تفرقون بين (المؤخرة و الرأس) هذا واضح من رؤاكم و كتاباتكم و مواقفكم ... و الذي يقرأ لك مثلا يدرك أن ما تكتبه لا يمكن أن يخرج من رأس (تتمة المعنى عندك) ...
إذا أردت رأيي فلا بد من عرض الحالة على طبيب، على الأقل لتتأكد أين يوجد جهازك الهضمي، ففي حال اختلاط الرأس بالمؤخرة قد تقرر كتابة موضوع من (رأسك) فتسوء الأمور و إذا بك (لا تكتب و ليس من رأسك) ...
في الحقيقة أنا (صخشيا) كنت منذ مدة أريد أن أقول لك أن هناك مشكلة في أجهزتك، و أن بنكرياسك اختلط مع مؤخرتك، و تداخلت مع ذلك الرئة و المخيخ و النخاع الشوكي ... ، لكني استحييت، و كفيتني أنت مؤنة ذلك و اعترفت، بأنك لم تعد تفرق بين (الرأس و المؤخرة) ... يا رجل طمئنا بعد ذهابك إلى طبيب ...
و سأعرض على القارئ نتفا مما كتبت ليدرك فعلا أنه لا أثر في ذلك إلا للمعي الغليظ، تقول: (فقد قررت أن ستمنحك ثواني تنطق فيها بالشهادة) ... يا سلام ... (أن ستمنحك) ... يا رجل حالتك خطيرة!!!
زدنا يا سيف ... زد ....
يقول: ( ... صدقني لربما أن سيسعد "أحفادك" لما أن يكتشفوا خبر وفاة "جدهم" ذلك الذي مات) ... هذه حال لا يمكن السكوت عنها ... (لربما أن سيسعد) ... هذا ما يسمونه (تفجير اللغة)، و هو يحدث عادة حينما تختلط الأفكار و الحروف بالبطاطا و العدس في (كرش) المرء ...
و يقول: (فهل أن "المواصفات الأمريكية" بات غيباً؟ يضطرنا أن نمارس الرجم تكهنا أو أن نضرب بالرمل ابتغاء أن نعرف مقاسات هذه "المواصفات) ...
ضيعت من وقتي قرابة خمس دقائق، أحاول فيها فك هذه العقدة، لأعرف من أو ما هو الذي (بات غيبا) و أعلن الآن أني لم أنجح، فعلى كل من يستطيع فك هذه (الشيفرة) أن يراسلني على بريدي الإلكتروني و له الثواب.
بعد هذا أعلن للقارئ أنني كنت أريد الرد الفكري على خالد السيف، لكني أدركت أنه من الواجب الوقوف معه في محنته هذه، لا الرد عليه، ذلك لنرحم عزيز قوم اختلطت مؤخرته بمخه (كان الله في عونه) ...
تحذير صحي: ربما يكون هذا المرض من الأمراض التي تنتشر بسرعة مثل السارز و أنفلونزا (الحمام) ... لذلك كل قارئ أحس أن رأسه بدأ يختلط بوركه و فخذيه عليه المسارعة إلى إعلام الهلال الأحمر، لا الصليب الأحمر (من باب الولاء و البراء).
و اجأروا إلى الله يا عباد الله أن يحفظكم من مثل هذا البلاء (أعاذنا الله من هذا الاختلاط).
و آخر كلمة أهمس بها للمبتلى المسكين: (حينما تكمل، استجمر و ارفع سراويلك ... فأنت لم تكن تكتب يا مسكين).
للمراسلة djarboua@rassid.com
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 09:11]ـ
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد.
يقول شيخ الاسلام ابن تميمية طيب الله ثراه كما في الحموية أنه يؤخذ الحق ممن قاله ولهذا القول شواهد في الكتاب والسنة ليس المجال لحصرها فأنا لا أعرف الكاتب المدعو السيف لكن كلام حق وأن كان سماحة الوالد الفوازان غني عن الشهادات لكن هناك أمر ليته أن يتنبه له المتشدقون وهم الذين جعلوا هؤلاء العلماء ومنهم سماحة الوالد تترس يتترسون بهم ويأخذون منهم احكام العبادات والإجتهادات أما لو وصل الأمر إلى التحذير من الجماعات الدعوية البدعية التي حذر منها العلامة صالح الفوزان وغيره من علمائنا السلفيين والكلام في النوازل والدماء والتكفير وغيرها من القضايا التي لا يفتي بها إلا خواص أهل العلم تراهم اعرضوا وكأنهم لا يعرفون من هوا المتكلم وهذا هوا الهوى المذموم الذي جاء التحذير منه كثيرا في كتب أئمة السنة وأنا اخص بهذا الكلام من ركبوا منصت الدعوة إلى الله وهنا نصيحه لهم أن يعودوا إلى رشدهم ويعرفوا قدر علمائهم ومنهم سماحة الوالد صالح الفوزان. وهنا ملاحظة وأن كان الموضوع قديم لكن شدني للكتابة والتعليق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 01:45]ـ
علي الغامدي00لايكون معك صك لبراءة00 الشيخ صالح اوغيره00من التغير أو التبديل00أعوذ بالله00ماهذا التقديس00نتهم الرافضة بتقديس مشايخهم00والله انك فقت الرافضة00والله إن الشيخ لايرضى منك بذلك ولا بدونه00رحم الله الامام حقا وصدقا 00احمد بن حنبل حينما أثنى على رجل قيل له ياأمام إنه يستنقصك00فقل ماافعل رجل صالح أبتلي بي00
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 02:04]ـ
الاخ ممدوح السنعوسي00ياأخي العلم ليس وقفا على الشيخ فلان أو فلان00فلا تحجر واسع00يعني اما ان نأخذ باجتهادات الشيخ صالح (جميعها00أونتركها جميعها) 00او حتى اجتهادات مشايخ هيئة كبار العلماء00فاءن لم نفعل أصبحنا من اهل الهوى المذموم00حنانيك على اخوانك00فوالله لوعشت ومت لم تعرف الشيخ صالح وغيره من العلماء لما ضرك في دينك شىء00ولكن هذه الهمزات واللمزات 000والله أعلم بالسرائر0000
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 06:06]ـ
00فوالله لوعشت ومت لم تعرف الشيخ صالح وغيره من العلماء لما ضرك في دينك شىء00ولكن هذه الهمزات واللمزات 000والله أعلم بالسرائر0000
أنا أشهد أن معرفتي بسماحة الشيخ الوالد العلامة المجاهد بقية السلف: صالح بن فوزان الفوازن، كانت سبب في معرفتي للمنهج السليم والصراط المستقيم ولله الحمد، والفضل كله لله عز وجل.
وأقول وأنا مصري: لولا أن جعل الله تعالى علماء بلاد الحرمين سبب في هدايتى ومعرفتي للمنهج السليم أنا وشيوخى من المصريين، لكنت أنا وشيوخي إما في مولد السيد البدوي ـ أو في كثير من البدع والضلالات.
وعلى رأس علماء بلاد الحرمين سماحة إمام أهل السنة في عصره الإمام " عبد العزيز بن باز " رحمه الله تعالى.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 07:00]ـ
وأن كان سماحة الوالد الفوازان غني عن الشهادات
لا يوجد أحدٌ غنيٌّ عن الشهادات .. وقد أنكر هذه العبارة أو قريب منه ألا وهي (غني عن التعريف) الشيخ ابن عُثيمين رحمه الله عندما قيلت فيه في إحدى الاجتماعات .. وقال الغني عن التعريف هو الله عز وجل ..
وفق الله الجميع.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظ الله الشيخ العلامة الفوزان، وأطال في عمره على طاعته،وأنا بدوري أشهد الله على حبي لهذا الشيخ فيه،وأتقرب إليه - عز وجل - بحبه.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 12:56]ـ
(وقال الغني عن التعريف هو الله عز وجل)
واجاز الشيخ- رحمه الله- التقييد في نفس الشريط, يعني كأن تقول: الغني عن التعريف بيننا, او كما قال الشيخ- رحمه الله- على ما اذكر!
ـ[ابو نصار]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 06:53]ـ
أنا أشهد أن معرفتي بسماحة الشيخ الوالد العلامة المجاهد بقية السلف: صالح بن فوزان الفوازن، كانت سبب في معرفتي للمنهج السليم والصراط المستقيم ولله الحمد، والفضل كله لله عز وجل.
وأقول وأنا مصري: لولا أن جعل الله تعالى علماء بلاد الحرمين سبب في هدايتى ومعرفتي للمنهج السليم أنا وشيوخى من المصريين، لكنت أنا وشيوخي إما في مولد السيد البدوي ـ أو في كثير من البدع والضلالات.
وعلى رأس علماء بلاد الحرمين سماحة إمام أهل السنة في عصره الإمام " عبد العزيز بن باز " رحمه الله تعالى
هذا من معرفة الفضل لأهله. . و أسأل الله ان يحفظ شيخنا الشيخ / صالح الفوزان بحفظه الذي لا يرام.
بمجرد التأمل ببعض الرد الردود. . تعرف بعض الحاقدين(/)
باكستان نموذجاً .. الفصام النكد بين الشعوب والقيادات المفروضة
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 10:08]ـ
http://almoslim.net/node/98840
لم ينتظر البيت الأبيض ولو من باب الكياسة الدبلوماسية أو اصطناع الموضوعية، ليعرب عن غبطته البالغة بوصول حليفه القديم/الجديد آصف زرداري إلى سدة رئاسة الجمهورية في باكستان، بعد اضطرار العم سام إلى الاستغناء عن أداته الوفية: الجنرال برويز مشرف، لأسباب خارجة عن إرادة السيد وشهوة العبد معاً!!
والصلة الوطيدة بين حزب ذو الفقار علي بوتو والولايات المتحدة ليست سرّاً ولا مفاجأة إلا للسذج وغير المتابعين لحقيقة ما يجري في بلد من أهم البلدان الإسلامية: بشرياً وجغرافياً وعسكرياً. صحيح أن آلة الدعاية لدى الجانبين حرصت على اصطناع خصومة مكذوبة لتمرير الغايات الهدامة المشتركة، وساعدهما في هذه المهمة السيئة ذرائعية الساسة الأمريكيين ما قبل بوش الصغير وباطنية عائلة بوتو المستمدة من موروثها الإسماعيلي.
كما أن مسارعة نظام آيات قم إلى الترحيب بزرداري ليست بمستغربة، فلم يكن لنجاد ومرشده أن يحلموا بخضوع إسلام أباد لسيطرة شركائهم من غلاة الباطنية، وبخاصة أن الشعب الباكستاني في غالبيته الساحقة ينتمي إلى أهل السنة والجماعة، ويمتلك وعياً متميزاً بخطر الرافضة على الإسلام والمسلمين.
بل إن التقاء طهران ولندن وواشنطن على التهليل العاجل والفوري بقفز خليفة بينظير بوتو على مقعد الرئاسة في باكستان ليس مصادفة ولا أمراً وقع بغتة، وإنما هو حصيلة مؤامرة عريقة بين الصليبية الجديدة والصفوية المجوسية، وقد أن أوان الجهر بها بعد انتفاء الحاجة نسبياً إلى التظاهر بعداء لا وجود له إلا في وسائل التضليل الدعائية.
فها هما يتقاسمان النفوذ الاستراتيجي في منتهى الجلاء في كل من العراق وأفغانستان ولبنان، ويتركون لمساكين المسلمين الشعور بالصدمة أو الجلوس في مقاعد النياحة والبكاء على اللبن المسكوب، بالرغم من أن أكثر البلدان المسلمة ينطبق عليها في هذا المجال القصة الرمزية المعبّرة، وخلاصتها: لقد أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض.
وها هي باكستان –البلد النووي اليتيم بين دول الإسلام-تصبح رهينة في قبضة المحافظين الجدد والمجوس الجدد، وهي خسارة عميقة الغور وبعيدة المدى، على الأقل في المدى المنظور.
وإذا كان لهذه الخسارة الفادحة من تعويض فلن تكون بغير أيدي الشعب الباكستاني، الذي أثبتت التجارب العديدة، قدرته على إفشال المؤامرات المتتالية التي يحيكها الغرب الصليبي بالتعاون مع العدو الهندوسي والخصم المجوسي ويوكل تنفيذها لأدواته المحلية ذات التاريخ المديد في الخيانة والرهان على الخارج الحاقد.
إن تاريخ باكستان على مدى ستة عقود ليس سوى تكرار لأزمة أكثر البلدان المسلمة، المبتلاة بنخبة صنعها الاستعمار الصليبي على عينه، وحدّد لها مهمة تغريب مجتمعاتها بالقوة العارية والقمع الفظيع.
أجل! إنه فصام نكد بين نخبة مفروضة بالحديد والنار، وشعوب تعتز بدينها وتتمسك بثوابتها، وتدرك أنها أقوام أعزها الله بالإسلام وأنها مهما ابتغت العزة بغيره أذله الله.
وهذا ليس اعتقاداً صليباً ويقيناً راسخاً فحسب، وإنما حقيقة ثابتة تاريخياً وواقعياً، فالقدس-على سبيل المثال لا الحصر-تحررت من الأعداء مرتين في ظل الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم على يد القائد المجاهد صلاح الدين الأيوبي. لكن محاولات تحريرها المزعومة اليوم على أيدي العلمانيين بشعاراتهم القومية والوطنية فلم تزد الأمة إلا هزائم نكراء، ولم تزد العدو اليهودي إلا قوة!!
وخلاصة الدرس الذي يرفض العملاء أن يصغوا إليه، أنه لا مستقبل للتغريب في ديار الإسلام، طال الزمان أم قَصُرَ. وهي حقيقة ساطعة في أفئدتنا وعقولنا، ولن تُفْلح أضاليل الأعداء مهما تنوعت ثيابهم المستعارة في خداعنا عنها، فهي عقيدة تفديها الأرواح الطاهرة وتنصرها السواعد المخلصة. ومن لم يتعظ بمصير أسلافه المخلوعين والهالكين فقد اختار نهايته الأكيدة طريداً شريداً منبوذاً حتى لدى سادته أنفسهم، ومحتقراً من أمته حاضراً ومستقبلاً.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 04:07]ـ
أما لهذا الليل من آخر
إلى الله المشتكى(/)
تلبيس الشرك والوثنية الهندوسية ثوب العلم!!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 07:16]ـ
الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد
مررت الآن لتوي على صفحة ظهرت لي صدفة في منتدى من المنتديات لموضوع عنونت له صاحبته - تحت باب التربية والتعليم / البحث العلمي - بالعبارة: "اننا مع بداية للدخول في علم جديد قديم يتعلق بك, ومثير للدهشة, تعرفي عليه الان.؟! "
هذا الموضوع، مكتوب بطريقة تكشف عن خبث ومكر القوم في بث عقائدهم والترويج لها! فبمجرد أن تقنع السامعين بأن هذا الذي يرونه ويسمعونه انما هو نتاج بحث علمي وتجارب ومعامل وكذا، فانه على جهله لن يجادلك!! وهذا هو المدخل الذي دخلت منه بلية البرمجة العصبية وما على شاكلتها من العقائد والممارسات الوثنية الى بلاد المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله. يوضع الأمر في قالب علم وبحث علمي وتجارب، وعلى أنها نظريات دلت التجارب المزعومة على صحتها، قم اذا به باب شيطاني يدخل منه المفتون به الى الشعبذة والتنجيم واليوغا وشتى صور الشركيات حتى انه ليجد نفسه يصلي بصلاة الهندوس والله من حيث لا يدري، فانا لله وانا اليه راجعون!
الذي لفت نظري في هذا الموضوع بالذات - وأنقله بتمامه فيما يلي باذن الله - هو الكيفية الخبيثة التي تدرج فيها كاتبه انتقالا من أبحاث اجتماعية ونفسية وطبية والكلام عن أمور مشاهدة حسا وتجريبا، ومقررة علميا الى أمور التنجيم والتنبؤ والشرك المحض .. بل والملفت أن كاتبه تحرى "حشر" عبارات مثل "لا يعلم الغيب الا الله" و"حرمة التنجيم" وما الى ذلك! ولا شك أن ادخال أمثال هذه العبارات - كما هو دأب أصحاب البرمجة والتنويم وغيره - في سياق الكلام هو مطلب دعائي ضروري حتى ترتاح نفس القارئ المسلم الجاهل للكلام ويقتنع به والله المستعان.
وحتى لا أطيل، أترككم أيها الأحبة لتروا بأنفسكم النسق الشيطاني الذي تدرج به الكلام في تلك المقالة الخبيثة استدراجا لقارئها ..
وهاكم نصها بحرفها:
"مرحبا اخواتي الفراشات
جميعنا نحب ان نكتشف الاخرين ... ولا سيما شخصياتهم ... مزاجهم وطباعهم .... الخ
سواء عن طريق تحليل الشخصيات او غيره ....
كذلك نحب قبل ذلك كله ان نعرف شخصياتنا ما نوعهها بأدق التفاصيل ....
لذلك احببت اليوم ان نناقش جميعا من خلال هذا الموضوع عن امور عدة ....
فشاركوني النقاش اخواتي الحبيبات ... لنكتشف معا امور عدة ... ونتوصل الى ما هو صواب ونتجنب ما هو عكس ذلك ..
كذلك لاانسى الخوض في علم الابراج والذي يعتبر من المحرم الخوض فيه ...
لكني هنا سأتحدث عن امور اخرى بعيدة عن الشعوذة بل هي دراسات علمية نفسية واجتماعية قد ساعدتنا للخوض في هذا الامر تحت اطار علمي ...
لعلك لاحظتي على سبيل المثال أن الأفارقة أكثر انفعالاً وحدة من غيرهم. وأن روح المحافظة والكسل شائعة لدى شعوب الجنوب الحار وتكاد تنعدم في أوروبا وشمال أمريكا حيت التمرد وازدياد النشاط البدني؟
وفي الواقع ليس أدل على الاختلاف الأخير من أن الألعاب والمسابقات التي ولدت في الشرق (كالشطرنج والزهر ولعبة الورق) تمارس "ع الجالس" في البيوت والأماكن المكيفة ولا تتطلب مجهوداً عضلياً كبيراً .. في حين أن الألعاب التي ولدت في الغرب تمارس غالباً في الهواء الطلق وتتطلب مجهوداً بدنياً مضنياً (كالتنس والرجبي وكرة القدم).
والسبب هنا أن الطقس في الدول الباردة يحث على (الخروج والحركة) بغية الدفء والاستمتاع بضوء الشمس. بل إن مجرد "تحريك الجسم" يصبح أسلوب حياة لمقاومة تصلب الأطراف .. أما في الشرق (الذي هو في الجنوب بوصف أدق) فإن حرارة المناخ تدعو الناس إلى الاسترخاء والدعة وممارسة أعمالهم جلوساً؛ ففي الأجواء الحارة من غير المستحب التحرك بشكل دائم وإلا فقد الجسم قوته وحيويته وأصيب بالإرهاق لأدنى مجهود ..
= وفي الحقيقة القضية أوسع من الشمال والجنوب وتفاوت "النشاط البدني"؛ فلكل أمة وعرق "طبع" و "مزاج عام" تتميز به. وهذه الطبائع نلاحظها حتى في حياتنا العامة فتجدنا نصف هذا الشعب بأنه "كسول" وذلك بأنه "عنيد" وثالث بأنه "متغطرس" ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تحدث في هذا الموضوع (وأعني به طبائع الأمم) ابن خلدون في مقدمته المعروفة، وأبقراط في كتاب "القوانين" وأرسطو في كتاب "السياسة" وكثير من المفكرين مثل ميكافيلس الإيطالي، وأرثيو الإنجليزي، ومونتسيكيو الفرنسي ...
= وقد حاول الأخير (مونتسيكيو) في كتابه العظيم "روح القوانين" بحث العلاقة بين الأعراف والأخلاق والقوانين المحلية من جهة، وطبيعة المناخ والتضاريس والدين من جهة أخرى .. وفيما يخص تأثير المناخ على أمزجة الشعوب قال:
فكما نستطيع تمييز أنواع المناخ بخطوط العرض نستطيع بواسطتها أيضاً تمييز طبائع الشعوب (وأمزجتها). فالمناخ له تأثير مادي مباشر على الأعصاب والعضلات ومن ثم على تصرفات الناس وأخلاقهم العامة ..
فحيوية الناس تكون أكبر في المناطق الباردة مما يؤدي لنتائج جيدة حيث ينجزون أكثر وتكون لديهم ثقة بإمكانياتهم وشعوراً أكبر بتفوقهم وإحساساً أقل بالغيرة والشك والرياءالسياسي ...
أما في المناطق الحارة فتبلغ الحرارة من الارتفاع حداً يصبح الجسم معه بلا حول ولاقوة فينتقل ذلك الى العقل نفسه فينتج عنه سلبية الأفراد فلا حب للعمل ولا الاطلاع ولاقدرة على إكمال المشروعات الجبارة مع عدم التأثر بالعقاب وميل للاستعباد والخضوع السياسي. والكسل المسيطر على شعوب المناطق الحارة يجعلها تتخذ مواقف سلبية ينتج عنه روح المحافظة والخوف من التجديد. في حين يسود حب التغيير والتجديد المناطق الباردة (انتهى كلامه).
= ورغم أننا لانوافق على كل ما جاء في كتاب مونتسيكيو (خصوصاً الفصل الذي يتعلق بتأثير الأديان غير المسيحية على شعوبها) إلا أن ماذكره بخصوص تأثير المناخ والبيئة أمر يستحق التأمل فعلاً ..
غير أن رأي مونتسيكيوـ الذي يسانده ابن خلدون نوعاً ما ــ يقودنا للتساؤول ما إن كان تأثير المناخ سيستمر بنفس قوته في ظل توفر وسائل التكييف الحديثة؟
.. ثم هل يلعب المناخ دوراً معيقاً إذا توفرت عوامل التقدم أصلاً للدول الحارة ــ في شرق آسيا مثلاً؟
لمعرفة الجواب .. لا بد لنا ان نراجع خريطة العالم ....
العجيب أكثر أن مزيداً من الأطباء أصبحوا على قناعة بأن فصول السنة وتقلبات الطقس تسببان تنوعات ذهنية وجسدية مختلفة بين مواليد المنطقة الواحدة.
فهناك مثلاً عالمة نمساوية متخصصة تدعى (جابريل دوبلهامر) تدعي أن مواليد الخريف يمتد بهم العمر لفترة أطول من مواليد الفصول الأخرى وانهم أقل عرضة للامراض المزمنة.
واستنتجت هذه العلاقة بدراسة بيانات مليون مواطن في النمسا وألمانيا والدنمارك. وتعتقد أن لهذا الأمر علاقة بفترة الإخصاب وتكون الجنين (مما يعني أن التأثير الحقيقي يبدأ قبل الولادة بعدة أشهر) .. وللوهلة الأولى يبدو غريباً أن تؤثر فترة الحمل على مستقبل الإنسان الصحي والعقلي، ولكن لا ننسى أن هذه الفترة هي التي تتخلق فيها أعضاء الجسم ومادة الدماغ وشبكة الأعصاب .. وفي حالة تخلق القلب أو البنكرياس ضعيفاً (بسبب عوامل خارجية أثرت على الحامل) قد يولد المرء بعيب دائم يعرضه مستقبلاً للإصابة بالقلب أو السكري .. كما لا يغيب عنا دور الأغذية التي تتناولها الحوامل بين الفصول، وحالات العدوى التي تأتي في مواسم مختلفة، والتقلبات المزاجية والعاطفية المرتبطة بتغيرات الطقس وتؤثر على الجنين!!
وكان معهد الأمراض النفسية في لندن قد قام بدراسة مماثلة اتضح من خلالها أن الأطفال الذين يولدون في فصل الشتاء أكثر عرضة للأمراض العقلية من مواليد الفصول الأخرى. واكتشف أن لهذا الأمر علاقة بصغر الدماغ ونقص المادة "السنجابية" بين مواليد هذه الفترة .. وكانت أبحاث مماثلة قد نظمت في الولايات المتحدة عام 1970أظهرت وجود علاقة بين الأمراض العقلية وتاريخ الولادة والإخصاب، واتضح من خلالها أن مواليد شهر مايو هم الأكثر إصابة بالاضطرابات النفسية في حين تنتشر حالات انفصام الشخصية بين مواليد شهر يناير .. وفي المقابل لوحظ أن أصحاب المواهب الفنية يولدون في أشهر معينة من السنة، في حين يشترك أصحاب المواهب الرياضية في فصول معينة (وهي الحجة التي يعتمد عليها كثيراً المؤمنون بتأثير الفصول)!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالإضافة إلى العوامل الغذائية والصحية (التي تتعرض لها المرأة خلال فترة الإخصاب) هناك إيقاعات نفسية وبيولوجية قد تؤثر على الحامل والجنين .. ومسألة أن الإنسان مبرمج (في إيقاعات دورية معينة) أمر تم افتراضه منذ زمن طويل. فأول من ناقش هذا الاحتمال طبيب ألماني يدعى ويلهيام فيلز افترض وجود دورات صحية ونفسية وعقلية تأتي لبني البشر كل 23يوماً.
وفي وقت لاحق اهتم بأبحاث هذا الطبيب عالم نفس استرالي يدعى هيرمان سوبودا ووجد دلائل مقنعة على تكرر بعض الأمراض والحالات الانفعالية بشكل دوري ومنتظم لدى بعض الحوامل. وبفضل جهود سوبودا وفيلز وضعت اللبنة الأولى لعلم جديد أطلق عليه "لكورنوبيولوجي" أو علم دراسة الإيقاعات الحيوية في الإنسان.
.. على أي حال، أنا أول من يعترف بأن العلاقة بين حالة المرء والفصل الذي ولد فيه دقيقة الى حد ما، وكذلك على قناعة تامة بأن الجنين يتأثر طوال عمره بما تتأثر به والدته خلال فترة حمله ( .. وبالطبع سمعتم بالنتيجة المفجعة لنقص حامض الفوليك لدى الحامل)!
والان اخواتي الفراشات ....
هل سمعتي بعلم الطاقات التسعة؟
انه ذلك العلم الذي يخبرك من انتي ويخبرك عن الاخرين من حولك بصورة لن تتوقعيها ابدا ... !!!
بل يخبرك الكثير الكثير والذي ستدركين من خلاله امور عدة على المستوى
الاجتماعي
الصحي
العملي والتعليمي
النفسي
وغيره
ستدركين لما هذا الشخص يتصرف بهذا السلوك ..
ولماذا انا منجذبة لهذا الشخص؟
ولماذا انفر من هذا الشخص او حتى سبب نفوري من معلمتي ... ؟
لماذا اجد نفسي صديقة لوالدي بينما انا و والدتي غالبا ما نتشاجر ... ؟!!!
لماذا اناس تتعرض لمرض معين واخرين لا ... ؟
اسئلة عديدة جدا نتعرف على اجابتها ان احببنا ...
انه علم يعتمد على السنة والشهر التي ولدتِ بها ... الامر بعيد كل البعد عن الابراج ... بل اننا مع بداية للدخول في علم جديد ومثير للدهشة ... فهل تحبي ان تتعرفي عليه ..
علم الطاقات التسع Nine Star Ki..
يدعو هذا العلم الشرقي إلى تفهم ما في الكون من مادة و الطاقة المحركة لها فبما أن المادة مكونة من ذرات و الذرات مكونة من نيترون و إلكترون فالحصيلة هي أن لكل موجود في الكون طاقة محركة، و اختلاف الطاقة بين المخلوقات هو المحرك جميع الأنشطة ... (جلنار: مثل تأثير طاقة القمر على المد و الجزر؟؟)
كما يوضح العالم (ميتشيو كوشي Michio Kushi ) أن علم الطاقة بتأثيره على الحياة البشرية لا يعد تنجيما أو علما بالغيب (مخ جلنار؟! *#&*!!) فلا يعلم الغيب إلا الله سبحانه و تعالى, لكن معرفة التوقعات الناجمة عن تأثير الطاقة الموجودة في الكون على حياتنا اليومية: مثل توقع أحوال الطقس و و و و .. فطاقة النهار التصاعدية تمدنا بالنشاط و الحيوية و طاقة الليل الإنحدارية تبعث على الهدوء و الإسترخاء .. فلا يعني عندما أقول لشخص أنك ستنام في الليل أنني أعلم الغيب مثلا.
و وفقا لهذا العلم ينقسم الناس إلى سبع فئات (حسب سنة الميلاد) متمايزة في طبائعها:
- المائيون 1 ==>> هم المتميزون بالمرونة => سنة الميلاد (1945 – 1954 – 1963 – 1972 – 1981 – 1990 – 1999 – 2008).
- الترابيون 2 ==>> المتميوزن بالدماثة = > (1944 – 1953 – 1962 – 1971 – 1980 – 1989 - 1998 - 2007)
- الشجريون 3و4 ==>> الرومانسيون = > (1942 – 1943 – 1951 – 1952 – 1960 – 1961 – 1978 – 1979 – 1987 – 1988 – 1996 – 1997 – 2005 – 2006).
- الترابيون 5 ==>> المتوازنون = > (1941 – 1950 – 1959 – 1986 – 1977 – 1986 – 1995 – 2004).
- المعدنيون 6 و 7 ==>> المتميزون بالإنضباط = > (1939 – 1940 – 1948 – 1949 – 1957 - 1958 – 1966 - 1967 – 1975 - 1976 – 1984 – 1985 – 1993 – 1994 – 2002 – 2003).
- الترابيون 8 ==>> الحالمون الكثيرو الرؤى = > (1938 – 1947 – 1956 – 1965 – 1974 – 1983 – 1992 – 2001) .. جلنار = 1983!!
- الناريون 9 ==>> العاطفيون = > (1937 – 1946 – 1955 – 1964 – 1973 – 1982 – 1991 – 2000).
يكشف هذا العلم أي الناس تنسجم معها أكثر و من هو الشريك المثالي لك و أي مجال عمل و مهنة يناسبك أكثر و في أي اتجاه تسافر و متى تسافر أو لا تسافر و و و
(يُتْبَعُ)
(/)
علم الطاقات التسع هو دليلك إلى مرحلة مشرقة .. مرحلة تطوير الذات و التناغم و الانسجام مع العائلة و العالم أجمع ..
نستخدم علم الطاقات التسع في:
التنجيم ويشمل: الصفات، الصحة، العلاقات والتخطيط.
التنبؤ والتكهن بالأحداث الشخصية والعالمية.
دراسة الأقدار وتشمل قدر كوكبنا كله.
توافق الأشخاص مع بعضها البعض، الأشخاص والإتجاهات والأشخاص مع المنازل.
علم الإتجاهات.
الفانج شوي
الصفات الأساسية للطاقات التسع:
كما ذكرنا سابقاً أن لكل طاقة من الطاقات التسع علاقة بعضو في جسم الإنسان.
وكما ذكر في الطب الصيني القديم (كل عضو معين ينتج عاطفة معينة)
نستنتج من ذلك أن مسار الطاقة الإيجابية للعضو ينتج صفات وخلق إيجابي. عندما يتأثر مسار الطاقة للعضو تميل الصفات والخلق نحو السلبيات.
مع معرفتك لرقمك الأول، فإن أعضاء معينة في جسمك ستكون قوية.
عندما تتمتع بالصحة، فإن وظائف تلك الأعضاء تنتج الصفات والخلق الإيجابي الخاص بكل منها.
عندما تختل أو تضعف طاقة تلك الأعضاء، فإن وظائف تلك الأعضاء تنتج الصفات والخلق السلبي الخاص بكل منها.
بدايةً أبحث عن الصفات المتحكمة في أرقامك الأول والثاني. ثم أطلع على الصفات المتحكمة في باقي أعضاء جسمك.
في حالة المرأة صاحبة الرقم تربة 5 يمكنها الإطلاع أيضاً على صفات التربة 8، إذا كان رجلاً صاحب رقم تربة 5 يمكنه الإطلاع على صفات التربة 2
هذه الأرقام خاصة بعلم الطاقات التسع وليست خاصة بالفانج شوي.
1 ماء
الكليتان، المثانة، الجهاز التناسلي
الصفات الإيجابية:
متدفق سلس، حر مستقل، حدسي بديهي، صاحب تركيز عالي، دبلوماسي، قابل للتكيف، هادئ، جاد، حذر، نافذ البصيرة، إجتماعي، يحمي نفسه، كادح، صبور، جدية العمل، لماح، رومانسي، شجاع، عنيد، جازم حازم، واثق بنفسه، روحاني، رائق، منعكس.
الصفات السلبية:
راكد، مزدر، يدوي، عنيد، صعب المراس، غير قابل للتكيف، متماسك متشبث، مزعج مقلق، مستبد متغطرس، غير آمن، خائف، ضحية، مدافع، منعزل، وحداني، مسرف في الثقة.
2 تربة
المعدة، الطحال، البنكرياس
الصفات الإيجابية:
جامد، ثابت، ناعم، خدوم، عطوف، مضحي، مستقل، محافظ، ذكي، مساند، دقيق، أنثوي، مجتهد، معتمد، مكرس، مخلص، منهجي، تفكير مفصل، إجتماعي، متعاطف، مستوعب، مشفق، منفتح.
الصفات السلبية:
محافظ، شديد الإعتناء، معتمد، تعيس، حسود، غاضب، شكاك، متهكم، مغرور، غيور، ذكي، سريع الإنفعال، عنيد، مميز، بارد، مشكوك فيه، متأنق.
3 شجر
المرارة، الكبد
الصفات الإيجابية:
صبور، محظوظ، مرن، متسامح، سريع التأثر، مقدر، تقدمي، متفائل، نشط، يمكن الوصول إليه، مغادر، مبدع، متنامي، صريح، متحمس، متكلم، حساس، شديد، بسيط.
الصفات السلبية:
متفجر، صلب، تعيس، صريح، غاضب، متلهف، عدواني، مسرع، قلق، ضار، منشغل.
4 شجر
المرارة، الكبد
الصفات الإيجابية:
متحرر، قابل للتكيف، متعقل، محترم، مسيطر، واثق، محظوظ، مرن، متفتح، متوافق، عاطفي، مؤدب، ناعم، عطوف، مبدع، إجتماعي، رقيق.
الصفات السلبية:
تعيس، مندفع، عنيد، مراوغ، متحفظ، غير منضبط، متغير، متهور، غير قابل للتكيف، متهور، حساس، متقلب المزاج، صلب، مبعثر، مستقل، غير عملي، متلاعب، شديد الإعتناء، متردد.
5 تربة
المعدة، الطحال، البكرياس
الصفات الإيجابية:
نفس قوية، مستقل، محظوظ، ميال للتوكيد، بناء، متحكم، حازم، صاحب قراره، إنساني، مصر، فخور، قوي، موهوب.
الصفات السلبية:
متأخر، هدام، أناني، متغطرس، تعيس، عدواني، غاضب، قوي، هدام، عنيد، متسامح، غير قابل للتكيف.
6 معدن
الرئة، الأعماء الغليظة
الصفات الإيجابية:
محظوظ، قيادي، مزود بالطاقة، كامل، متعقل، أمين، مخلص، حكيم، أنيق، منظم، شهم، مبجل، مواظب، منطقي، فخور، جدير بالثقة، مقنع، خلوق، رحيم، نبيل، مراعي.
الصفات السلبية:
كئيب، تعيس، غير آنس، متحكم، عنيد، حزين، شكاك، مجروح، صلب، مهاجم، دفاعي، عاطفي، فاضل، متهور، متماسك، غير آمن، قاسي، صلب.
7 معدن
الرئة، الأعماء الغليظة
(يُتْبَعُ)
(/)
الصفات الإيجابية:
محظوظ، بهيج، سعيد، مقنع، داهية، متسامح، مسلي، مصقول، متحمس، حساس، نشيط، متكلم، مرن، إجتماعي، بسيط، متفائل.
الصفات السلبية:
تعيس، عنيد، عاصف، أناني، مبذر، حساس، متغطرس، عصبي، متشابك، طائش، خجول، فاسد، مستقل.
8 تربة
المعدة، الطحال، البكرياس
الصفات الإيجابية:
محظوظ، مصر، متعاطف، ثوري، فضولي، عنيد، متماسك، مغامر، نشيط، غني، محفز، طموح.
الصفات السلبية:
تعيس، شكاك، غيور، متغطرس، عنيد، راكد، طماع، جشع، تملكي، مدعي.
9 نار
القلب، الأعماء الدقيقة
الصفات الإيجابية:
محظوظ، فخور، محترم، ذكي، ناجح، مؤثر سطوع، ملس، معانق، طيب، مضياف، كامل، حدسي، ممتاز.
الصفات السلبية:
مندفع، تافه، عاصف، تعيس، متقلب، متهور، عاطفي، صامت، متوهج، عصبي.
الطاقات الخمسة للأعلى
كل واحده من الطاقات التسعة مرتبطه بإحدى الطاقات الخمس الرئيسية. الطاقة لا يمكن تقسيمها لترتبط بفصل مناخي، إتجاه أو عضو معين.
في دراسات الطاقات التسع والفانج شوي نتبع الطاقة في مداها الواسع من الذوبان إلى التصلب. وبمتابعة الطاقة في هذه المرحلة وبمتابعة الطاقة في كل فصول السنة نتعلم كيف نفرق بين الطاقة في مرحلة الذوبان والطاقة في مرحلة التصلب، ولكن كما ذكرنا الطاقة لا يمكن تقسيمها لترتبط بفصل مناخي، إتجاه أو عضو معين.
إذا كنت نار 9 فإن مقابلتك لشخص نار 9 مثلك يشعرك بالقوة أو شعورك بالقوة في عام طاقته نار 9
نإذا كنت نار 9 ستشعر بالدعم من شجر 3 أو 4 أو الأشهر التي تحمل طاقة الشجر 3 أو 4 وستجد نفسك تحت تحكم ماء 1 أو ستشعر بالضيق في أعوام وأشهر ماء 1
يجب الوضع في الإعتبار أنه لا يوجد شخص على وجه هذه الأرض خالص لطاقة واحدة أو يحملها بنسبة مائة بالمائة ولكن يحمل بذور جميع الطاقات لتحقيق التوازن الداخلي والخارجي مع البيئة المحيطة به.
إذا ولدنا في عام نار 9، هذا يعني أن طاقة نار 9 وصلت لقوتها القصوى في هذا العام، ولكنه لا يعني أنك عند ولادتك لم تأخذ من الطبيعة سوى طاقة نار 9، كل الطاقات الأخرى كانت موجوده في هذه السنة، مهما كانت طاقة الذوبان والتصلب.
لنفرض أنك ولدت في شهر معدن (أغسطس، سبتمبر أو أكتوبر) من سنة نار 9، حينئذ جزء من طاقة النار موجود بالفعل، وبالطبع المعدن كان في حالة ذوبان خلال هذه الأشهر.
هذه المقالة تعتبر مقدمة لعرض أساسيات هذا العلم، إذا أراد شخص ما التعمق ودراسة هذا العلم فهناك كتب متخصصة في ذلك."
انتهى بلفظه ..
قلت أرأيتم أين بدأ المقال وأين انتهى؟؟؟
أمثال هذه الوثنية والشرك يقال لها "علم" ... "علم التنمية البشرية" .. "علم البرمجة العصبية" .. "علم الطاقة الكامنة" ... "علم الطاقات التسع" ... الخ!!! وتروج في منتديات المسلمين أيما رواج بأمثال هذه المداخل التي ترون، ولا حول ولا قوة الا بالله ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 08:43]ـ
ذكر أحد مشاهير التنمية البشرية و هو ميرفي في كتابه قوة عقلك الباطن
و هو يتكلم عن سر قوة العقل الباطن
أن نهر الحياة يمر من خلاله!
ثم ذكر سراً أعمق من ذلك
و هو أن الله هو الحياة التي تمر من خلال العقل الباطن!
أي أن الله حال في العقول الباطنة لكل البشر تعالى الله
و الهراء الذي في البرمجة و التنمية البشرية الظاهر أنه مستمد من علم التحليل النفسي للكلب المعفر فرويد
و الكلب المعفر يبدو أنه استمد التحليل النفسي ممن هو ألعن منه من الفلاسفة
أما هراء الريكي و نحوها فأظن أن علاقة بالمجوس و ما الين و اليانج إلا من آثار إله الشر و إله الخير
و أنا أنصح كل من أراد تعلم علم أن يعرف استمداد هذا العلم و بناء عليه يعرف حكمه
و لا يغره سذاجة المتكلمين المتسمين بالإسلاميين!
الذين كلما أرادوا اللحاق بالفلاسفة في علم سموه إسلامي ثم أخذوه
فممكن أن يخرج لنا علم البرمجة اللغوية العصبية الإسلامية!
و علم التنمية البشرية الإسلامية!
و تغير الاسم لا يغير الحكم إلا عند المزورين و مخانيث الفلاسفة من أمثالهم
و قد فتحت موضوعاً باسم علم النفس الشرعي (عند ابن تيمية) ليسد هذا الإمام ثغراً أصبح مكشوفاً للكفار ليتدخلوا في نفوسنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19760
و لو رجع الناس لكتب السلف لوجدوا ما لم يكتشفه علماء النفس و الأطباء النفسيين إلى الآن، و كثير من الأمراض التي لم يتوصل لها الأطباء النفسيين موجودة في الطب النبوي
و على العلماء و طلاب العلم أن لا يهجروا الكتب في هذا المجال و تدريسها
فكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب و شروحه فيه الرد على الوثنية المعاصرة
و كتاب الروح و الطب النبوي لابن القيم فيهما علم النفس الشرعي و الطب النفسي الشرعي
و كذلك كتاب الطب النبوي للذهبي و لأبي نعيم الأصبهاني
و كذلك الطب الروحاني لابن الجوزي
و كذلك آكام المرجان في أحكام الجان للشبلي ينفع في الطب النفسي لأن الجان سبب لكثير من أمراض النفس التي لا يستطيع أطباء النفس الطبائعيين علاجها
فمن يسد ثغر علم النفس الشرعي و الطب النفسي الشرعي؟ و يحذر المسلمين من هذا الشرك؟
و أي كتاب تطوير ذات للكفار أحسن من مدارج السالكين لابن القيم؟!
فكتب الأذكار و الرقائق من أفضل الكتب لتطوير الذات التي يعبدها هؤلاء، لأنها في تعبيد الذات لرب الذات
و أي كتاب للكفار في الإدارة أفضل من كتاب السياسة الشرعية و الحسبة لابن تيمية؟
فأركان علم الإدارة
1 - التخطيط: و هذا موجود في السياسة الشرعية
2 - التنظيم و هذا موجود في الولايات في السياسة الشرعية
3 - الرقابة: و هذا موجود في الحسبة
و هذا لا يمنع من أخذ المصالح المرسلة من كتب الإدارة، لكن لا تجعل بديلاً للشرع على طريقة الطواغيت
أين أنتم يا طلاب العلم ألا أحد يؤلف في أحكام العلوم أو حتى يجمع كلام السلف و يذكر فيه حكمها و ما يجوز و ما يحرم منها
و نحن الآن نصبح مكب نفايات الشرق و الغرب، تأتينا من فوقنا من الفضائيات و من أسفل منا من الأنترنت، فمتى ننشر كنوز العلم التي عندنا
الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسمي نورة]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 04:43]ـ
السلام عليكم ..
صدر في جريدة الرياض يوم الاربعاء 9 ذي القعدة 1430 الموافق 28 اكتوبر 2009 مقال للكاتب فهد الأحمدي بعنوان "دور المناخ في أمزجة الشعوب"
http://www.alriyadh.com/2009/10/28/article469788.html
أرجو الاطلاع على المقالة .. يوجد تشابه في السرد!!!!
و أرجو التوضيح!!!
شكراً(/)
((مقترحات سلفية ..... للمعضلة الشيعية))
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 05:45]ـ
شهدت السنوات الأخيرة امتداداً غير مسِبوق للمد الشيعي، مع تعاظم دور النظام الإيراني في المنطقة والذي تزامن مع خروج المارد الشيعي العراقي من القمقم بسقوط نظام صدام حسين، وانتفاش الجيوب الشيعية في المنطقة العربية ابتداء بحزب الله اللبناني ومروراً بالثورة الحوثية في اليمن، وانتهاء بتنامي مطالبات الأقليات الشيعية في بلدان الخليج بما لا يتناسب مع حجمها.
وقد استشعر هذا الخطر عامة النخب السياسية والثقافية، وهو الأمر الذي دفع ملك الأردن قبل سنوات للتحذير مما اسماه "الهلال الشيعي"، وتبعه الرئيس المصري، الذي صرح بأن مشكلة الأقليات الشيعية في الخليج أن ولاءها لغير بلدانها، وحتى الرموز الإسلامية، المصنفة إعلامياً ضمن رموز الاعتدال، كالشيخ يوسف القرضاوي، والذي اشتهر بحرصه على التقارب مع الشيعة، سارع بالتنديد بالمذابح التي أقامتها الميلشيات الشيعية لأهل السنة في العراق، بل وحذر من حملات شيعية تبشيرية أخذت تدق أسوار أرض الكنانة.
وإذا أردنا أن نرصد آراء مجمل النخب العربية، بما فيها النخب المحلية في الخليج تجاه هذا الانتفاش الشيعي، يمكن أن نلخصه في ثلاث اتجاهات:
ـ الاتجاه الأول: المؤيدون للتوجه الشيعي بوصفه حجر الزاوية فيما اصطلح على تسميته "بجبهة الممانعة" ضد المشاريع الاستعمارية الغربية التي تستهدف المنطقة، وأصحاب هذا التوجه بدأ عددهم في التناقض إزاء مذابح الميلشيات الشيعية ضد أهل السنة في العراق، وانتهاكات حزب الله الأخيرة لبيروت، وضرب المؤسسات التابعة لأهل السنة، ومجاهرة عدد من التيارات الشيعية العربية بالولاء التام لحكومي الملالي، كما فعل حسن نصر الله في لبنان أثناء احتفاليته الأخيرة، بمفاخرته بالانتماء لولاية الفقيه، وقيام عضوين شيعيين من أعضاء مجلس الأمة الكويتي بإقامة تأبين لوفاة الرمز الشيعي "عماد مغنية"، والذي قام في الثمانيات بخطف الطائرة الكويتية "الجابرية" وقتل رجلي أمن كويتيين، وقد عكس هذا الموقف بجلاء طغيان الولاء المذهبي على الولاء الوطني.
ـ الاتجاه الثاني: المعارضون والمحذرون من المذهب الشيعي بكافة توجهاته وتياراته، والذين يعتبرون مذهب الشيعة قائم على الكذب والخيانة للأمة تحت ستار "التقية"، وأن هذا من ضروريات هذا المذهب، مستشهدين بالكثير من الوقائع التاريخية، والنصوص المأثورة عن العلماء السابقين، وما حوته كتب الشيعة المعتمدة من الطعن في أصول الدين وتكفير صفوة البشرية بعد الأنبياء وهم الصحابة رضوان الله عليهم.
ـ الاتجاه الثالث: الذين يفرقون بين "التيار الشيعي الصفوي"، ذي الصبغة الفارسية، بوصفه مهدداً للأمة العربية والإسلامية وبين "التيار الشيعي العروبي"، الذي لا يوافق على خطط الهيمنة الصفوية وينحاز لعروبته وقوميته وهذا التفريق يغلب على الساسة والنخب الفكرية، وأما النخب الشرعية، فتميز بين الفريقين كذلك، ولكن بناء على معيار شرعي، فهي ترى أن ثمة قيادات شيعية معتدلة حتى في آرائها الدينية، كالشيخ الخالصي أو المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، والذي ينكر القول بكفر الصحابة أو سبهم أو تحريف القرآن أو الاستغاثة بالأموات من أهل البيت، حتى صدرت فتاوى تكفير وتضليل بحقه من قبل بعض المراجع الشيعية الإيرانية، ووصفه أحدهم بأنه "بذرة وهابية في مذهب أهل البيت".
ومع ميلي إلى أصحاب التوجه الثالث، الذين يؤكدون على وجود تيارات شيعية معتدلة، إلا أني أظن أن أصحاب هذا التوجه من فضلاء المفكرين والأشياخ وقعوا في خطأين:
الأول: الخطأ في تقييم القيادات الشيعية المعتدلة: فلا يكفي أن يطلق أحدهم بعض التصريحات الإعلامية لنحكم بعد ذلك باعتداله، فبالرجوع إلى كتب هذه القيادات ونتاجها العلمي أو الرجوع لخلفية المراجع الشيعية التي تقلدها تلك القيادات (لأن طبيعة علاقة الشيعي بمرجعيته وفق الفقه الجعفري علاقة تبعية مطلقة)، أو بمتابعة الأداء الإعلامي لهذه القيادات أمام طائفتها، يتبين لنا مصداقية هذا الاعتدال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي الشأن المحلي، لا أفهم أن يدبج أحد الرموز الشيعية شعارات الوحدة الوطنية والتعايش الأهلي في أحاديثه الإعلامية، ثم يسمح لموقع مقرب له أن ينشر مقالات لشيعي باسم مستعار، يدعو فيها صراحة للاستقواء بالجيوش الغربية للتدخل العسكري في بلده، ومثله أن ينشر مقالات لرجل شيعي متآمر على بلده كعلي الأحمد أو يثني عليه، وكان الواجب الوطني يملي على هذا الشيخ الشيعي أن ينكر أفعال هؤلاء، وألا يسمح بنشر مقالاتهم فعلماء أهل السنة نددوا بالتنظيمات السنية التي هددت أمن البلاد كتنظيم القاعدة والمأمول من الرموز الشيعية اتخاذ مواقف مماثلة، وفي الشأن العربي، رأينا كيف كان الصدر والحكيم يطلقان تصريحات الوئام والسلام وميلشيات بدر والمهدي التابعة لهما تعمل القتل والتنكيل بأهل السنة ومساجدهم.
الثاني: الخطأ في تقييم ثقل القيادات الشيعية المعتدلة، إذ إن الناظر في تفاصيل المشهد الشيعي على المستوى الديني والثقافي والشعبي يدرك وجود تيارات ورموز لديها قدراً كبيراً من الاعتدال إزاء أهل السنة وقضايا الأمة الكبرى وانحيازاً للهوية العربية، ولكن يخطئ أصحاب التوجه الثالث في التعويل عليها في أماكن الصراع المحتدمة في العراق ولبنان والخليج.
وقناعتي الشخصية، والتي توصلت إليها بعد القراءة والإطلاع في كتب الطائفة، ومتابعة أداء مجمل القوى والتيارات الشيعية، وتجربة شخصية دامت لسنوات في التعامل مع الشيعة، وإطلاع متواصل على ردهات مواقع ومنتديات الشيعة، أن النظام الإيراني نجح بكل اقتدار، بسبب سطوته السياسية وقوته الاقتصادية في زرع وتجنيد كافة أبنائه ومريديه من الشيعة الصفويين في أنحاء البلاد العربية، كما نجح كذلك في غفلة العرب وأهل السنة في تهميش كافة الرموز الشيعية المعتدلة، بحيث لم يصبح لديها أي ثقل شعبي أو سياسي في الشارع الشيعي، وهذا يتجلى في الدور الهامشي، سياسياً وشعبياً، للمرجع المعتدل محمد حسين فضل الله على الساحة اللبنانية، مع كونه أحد مؤسسي حزب الله اللبناني، والدور الهامشي سياسياً وشعبياً للمرجع العراقي الخالصي أو المؤيد في الساحة العراقية، وانسياق جماهير الشيعة خلف الشيعة الصفويين أو رجال طهران في لبنان والعراق.
إن التعويل والمراهنة على هذه المراجع المعتدلة شبيه إلى حد كبير بتعويل بعض النخب العربية والإسلامية على عدد من الجمعيات الأهلية في الغرب والمثقفين الغربيين المنصفين لقضايا المسلمين، لكن تأثيرهم على مراكز القرار في دولهم يكاد يكون معدوماً.
إن مشكلة الفرد الشيعي عموماً، أنه لا يعاني من قطيعة مع تاريخ الأمة وأمجادها فحسب، بل يعاني خصومة معه، كما يشير إلى ذلك المفكر الشيعي "حسن العلوي" في كتابه "عمر والتشيع" ... فملاحم الأمة الكبرى، كاليرموك والقادسية وعين جالوت وحطين ... ورموز الأمة العظام، كالفاروق عمر بن الخطاب والخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز .. والقائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي ... وحضارة الإسلام التي شهدت عدل الخلفاء الراشدين ... ثم فتوحات الدولة الأموية ثم النهوض العلمي والحضاري في الدولة العباسية ... لا تشكل في ذهنية الفرد الشيعي سوى نقاطاً حالكة السواد ... يشيّع ذكرها باللعنات والشتائم والعزم على استئصال كل من يعد نفسه امتداداً لهذه السلسة المظلمة في نظره ... فهذه النفسية المنبتة عن تاريخ الأمة المشرق وعصورها الزاهرة تثمر نفوساً ناقمة قابلة للخيانة والتحالف مع أعداء الأمة، وفي تقديري أن هذا هو الغالب على الطائفة الشيعية اليوم مع الأخذ بالاعتبار أن هذا الحكم الأغلبي قد يتخلف بسبب روابط قبلية أو قومية أو مصلحية، ومن الشواهد المعاصرة على ذلك موقف المرجع السيستاني من الاحتلال والذي نص الحاكم بول بريمر في مذكراته على دوره الجوهري في توطيد الاحتلال الأمريكي للعراق، والتاريخ حافل بالشواهد على أمثلة مشابهة.
والخريطة المحلية في بلاد الحرمين للطائفة الشيعية ليست استثناء من هذه الوضعية، فالمتراجعون عن الخط الثوري الذي ظهر في الثمانينات تحولت طائفة منهم إلى التوجه السلمي مستفيدين من حالة الانتفاش الشيعي في المنطقة، والمناخ الإعلامي المفتوح عبر الفضاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولئن نجح هذا التوجه في استمالة بعض المفكرين والإعلاميين من الليبراليين والإسلاميين، إلا أنه فشل في تحقيق اختراق يذكر للمنظومة الدينية بمدارسها وتياراتها المختلفة حتى تلك التيارات والمدارس الشرعية في الحجاز والمنطقة الشرقية التي لها سجل من الخصام التاريخي مع الدعوة الإصلاحية النجدية لم تظهر أي تجاوب يعول عليه مع أصحاب التوجه السلمي، وبقيت طائفة محافظة على تشددها وتطرفها إلا أن المزاج الشعبي العام للطائفة الذي لم يعد يحبذ الصدام لم يسمح بترجمة أفكارها على الواقع.
وطائفة ثالثة من المتراجعين تلمس في نتاجها تحولات فكرية قوية باتجاه الفكرة العلمانية إما عبر طرحها بشكل مباشر أو بلهجة تصالحية مع الإسلام من المنظور الشيعي ولكن هذه النخب كمثيلاتها في الجوار لا تحظى بأي عمق شعبي.
وإن كان ثمة مقترحات أقدمها بين يدي هذه القراءة العابرة لأحبتي من أهل العلم والدعوة والفكر الإسلامي الأصيل في بلاد الحرمين، فيمكنني تخليصها في النقاط التالية:
أولاً: تغيير طبيعة الخطاب الإسلامي المحلي، الذي يعتمد على الأسلوب المباشر في التوجيه والتحذير من الشيعة والتشيع، فإن هذا الأسلوب ما عاد مقنعاً للكثير من أهل السنة فضلاً عن قبوله في الأوساط الإقليمية والدولية، ولا أشكك في وجود خطر شيعي صفوي، ولكن حشر طائفة بهذا العدد وفي هذا المكان الإستراتيجي في زاوية التجريم والتخوين، دائماً يرفع من أسهم التيارات المتطرفة داخل الطائفة، ويؤكد ويعزز "المظلومية" التي يرفعها بعض المشبوهين، كعلي الأحمد، في المحافل الدولية، والذي يتفق مع "توجهات" و"تيارات" غربية تدفع بالملف الطائفي كتذكرة دخول لاحتلال آبار النفط، أو حتى زيادة الضغوط على البلاد بما لا يخدم المصلحة العامة.
ومن المعلوم لدى كافة العقلاء، أن في حفظ أمن بلاد الحرمين حفظ لبيضة أهل السنة في العالم، مهما اختلفنا في كيفية إصلاح مواطن الخلل في هذا الجانب أو ذاك، وفي تسخين ملف الأقلية الشيعية في البلاد خدمة كبرى للمتطرفين في المعسكر الغربي والصفوي.
ثانياً: على الصعيد الشعبي، ينبغي تعميم الهدي النبوي في التعامل مع المخالفين غير المحاربين القائم على الرفق وحسن التعامل والذي شمل برحمته المشركين في مكة، واليهود في المدينة، وينبغي أن يركز في هذا على قطاعات المتدينين من جمعيات ومؤسسات وهيئات وأفراد، سيما في المناطق المختلطة بين السنة والشيعة لأن تأثير التعامل الحسن من المتدين على الشيعي يكون له مدلول دعوي أكثر من غيره، واحتجاج بعض طلبة العلم بقاعدة "هجر المبتدع" على الغلظة والشدة في التعامل في غير محله، إذ إنه من المقرر لدى المحققين من أهل العلم كشيخ الإسلام وغيره، أن الهجر ليس بالأمر التعبدي المحض الذي يفعل بكل حال، بل إنه يدور حيث دارت المصلحة الشرعية، فإن كانت المصلحة الشرعية تقتضي الإحسان إلى المبتدع.
وكان الهجر لا يزيد صاحب البدعة إلا ضلالاً وضرراً على أهل السنة، فهنا لا يشرع الهجر، وأما افتراض التعارض بين عقيدة البراءة من الكفار أو المبتدعة والإحسان إليهم، فلا يصح، فالنبي صلى الله عليه سلم عامل اليهود وعاد مريضهم وحاورهم وجاورهم، والشريعة عموماً أباحت ألواناً من البر في التعامل مع الكفار غير المحاربين فكيف بالطوائف المنتسبة لهذه الأمة، وعامة أهل السنة في بلاد الحرمين بما فيهم بعض مكاتب الدعوة لا يجدون ضيراً من معاملة العمالة الوافدة من النصارى والبوذيين والهندوس معاملة حسنة لترغيبهم في الإسلام، فلم يؤثر هذا على عقيدتهم في الولاء والبراء فلماذا لا نحاول توعية عموم الناس بأهمية هذا الدور تجاه أصحاب المذاهب المنتسبة للأمة كالشيعة.
ثالثاً: على الصعيد الإعلامي، ينبغي على أهل العلم والدعوة الترحيب بكل خطاب شيعي يدفع باتجاه التسامح وتماسك الجبهة الداخلية للبلاد مهما غلب على ظنهم ضعف مصداقية هذا الخطاب، والترحيب لا يلزم منه قبول كافة مضامينه فالواجب على الإسلاميين موافقة كافة التيارات على مبدأ الحوار، وتحقيق العدل، والتعاون على استقرار البلاد وتنميتها وتطويرها ولكن ليكن ذلك على ضوء دستور هذا البلد المعلن وهو الشريعة الإسلامية.
فالمطالب التي تمس حق المواطن أيا كان مذهبه في التعليم والصحة والوظيفة والحياة الكريمة، ينبغي تأييدها ومباركتها، وليُجاب على كافة المطالب ذات الصبغة المذهبية، التي تتيح ممارسات وطقوس غير مشروعة، أنها غير مقبولة، ليس بسبب صدورها من طائفة معينة، بل لأن فيها انتهاكاً لدستور البلد المعلن، وهو الشريعة، فهي مرفوضة من أي طرف أيا كان مذهبه أو إقليمه بسبب مخالفتها للدستور.
رابعاً: على الصعيد الثقافي، يحتاج الإسلاميون لحملات توعوية لكافة النخب المثقفة والعلمية، أيا كان توجه أصحابها مذهبياً كان أو ليبرالياً أو وطنياً، لحقيقة الخطر الصفوي، مستخدمين في هذا لغة القواسم المشتركة كوحدة المصير، وبيان كيد العدو الذي لا يستثني أحداً من أهل السنة، مهما كانت هويتهم الفكرية، وما اغتيال الرئيس رفيق الحريري عنا ببعيد، وينبغي ألا تقعدنا غيبوبة بعض الإسلاميين عن الواقع، عن أخذ زمام المبادرة والدفع نحو صنع بعض الفرص في هذه المسارات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 08:38]ـ
شكرا لك استاذنا الفاضل عبدالرحمن جميل جدا ماذكرته
ولكننا امام معضلة تربص شيعي بالسنه الصحيحه ومن التزم بها ومثلك يعلم مدى خطورة اهل السنه والجماعه على أئمة الشيعه في كشف زيفهم وتضليلهم لمن تبعهم ومدى اهمية زوال خطرنا عنهم وعن أسيادهم اليهود والصليبيين ونحن الأمه الوحيده على الأرض التي تنادي بفضائل الاخلاق التي مسخها الشيعه بفتاوى الملالي الشهوانيين ويعتبرها الآخرون حريه انا اؤكد ان حل مشكلة الشيعه لن يتم الا بشكل جذري حيث لامجال بغير ذلك ونحتسب عند الله ان لايجعلنا عرضة لهم
ـ[ابو يمامة]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وانا ارى ايضا ضرورة ايجاد منهجية مدروسة للتصدي للخطر الرافضي، وخاصة في بلاد الحرمين، ومن محاسن الصدف اني لما اطلعت على هذا المقال كنت قد فرغت من تحميل كتاب الدكتور عبدالله محمد الغريب: وجاء دور المجوس - الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية - من موقع طريق الاسلام، واذكر لكم هذا النص من مقدمته:
أما بعد، فمنذ أكثر من عشرين عاما وأنا أتتبع أنشطة الرافضة ومخططاتهم في
عالمنا الإسلامي:
- أتتبع ما يصدر عنهم من كتب وصحف ومجلات وما تحويه من دس وافتراء
على رجال خير القرون.
- أتتبع ما يلجأون إليه من وسائل وطرق في نشر دعوتهم في المناطق الآهلة بالسنة،
وأجمع الأرقام والإحصائيات عن عدد القبائل والأفراد الذين تشيعوا خلال قرن من الزمن في كل من إيران والخليج والعراق ولبنان.
- أتتبع فرقهم المتطرفة وكيف تمكنت من ركوب كثير من الأحزاب والوصول إلى السلطة في بعض البلدان العربية.
- كنت وما زلت أحترق ألما من تخاذل أهل السنة، وغفلتهم عما يدبره أهل الرفض لهم، وأتمثل قول الشاعر:
أرى خلل الرماد وميض جمر وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب مبدؤها كلام
وعندما أنقل آلامي وأشجاني لإخواني الدعاة، كانوا يستغربون ما أقوله لهم مع أنه بينهم قادة لبعض الجماعات، وأسمعهم يردون علي قائلين:
- إنك في اهتمامك هذا تقدم خدمات جلّى للقوميين!! ..
- نحن في واد وأنت في واد. نحن نشكو من الخطر الشيوعي والصليبي والرأسمالي والقومي والعلماني ... وأنت تتحدث عن حركات ومذاهب أكل الدهر عليها وشرب!!
نعم والله إنني في واد وهم في واد آخر. إنني ألمح منذ سنين رايات سوداء تتحرك من المشرق، ويسعى حملتها لابتلاع العالم الاسلامي ...
ومن أجل هذا كتبت بعض فصول هذا الكتاب قبل ثورة إيران بأكثر من ثلاث سنين.
وأشد ما كان يؤلمني تنظيم الرافضة الحزبي، وأن أول حلقاتهم العلمية في الحسينيات والحوازات العلمية نقد أصول السنة وتجريح أمهات كتبهم، فترى شابا يافعا من شبابهم يتدسس لأبناء السنة كالشيطان فيحدثه عن قضية علمية، ويقنعه بما فيها من أخطاء _ كما يزعم الرافضي _ وبعد الانتهاء من إقناعه يأتيه بصحيح البخاري ويقول له:
انظر كيف وردت هذه القضية في صحيح البخاري في حديث روته عائشة أو أبو هريرة رضي الله عنهما.
وصاحبنا لا يعرف أصول دينه، ولا صلة له بالبخاري أو مسلم، ولا يعلم شيئا عن أكاذيب الرافضة وما عندهم من مغالطات وأباطيل.
وفي الصورة المقابلة يحدثك المنسوبون إلى العلم من السنة قائلين:
إن خلافنا مع الشيعة خلاف تاريخي لا يمس أصول الاسلام، وكل ما في الأمر أن اخواننا الشيعة يعتقدون أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان ... والذين يقولون هذا الكلام لا يعرفون عقيدة الرافضة، ولم يطلعوا على أمهات كتبهم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خيراً على محاولتك
(يُتْبَعُ)
(/)
(أولاً: تغيير طبيعة الخطاب الإسلامي المحلي، الذي يعتمد على الأسلوب المباشر في التوجيه والتحذير من الشيعة والتشيع، فإن هذا الأسلوب ما عاد مقنعاً للكثير من أهل السنة فضلاً عن قبوله في الأوساط الإقليمية والدولية، ولا أشكك في وجود خطر شيعي صفوي، ولكن حشر طائفة بهذا العدد وفي هذا المكان الإستراتيجي في زاوية التجريم والتخوين، دائماً يرفع من أسهم التيارات المتطرفة داخل الطائفة، ويؤكد ويعزز "المظلومية" التي يرفعها بعض المشبوهين، كعلي الأحمد، في المحافل الدولية، والذي يتفق مع "توجهات" و"تيارات" غربية تدفع بالملف الطائفي كتذكرة دخول لاحتلال آبار النفط، أو حتى زيادة الضغوط على البلاد بما لا يخدم المصلحة العامة.
ومن المعلوم لدى كافة العقلاء، أن في حفظ أمن بلاد الحرمين حفظ لبيضة أهل السنة في العالم، مهما اختلفنا في كيفية إصلاح مواطن الخلل في هذا الجانب أو ذاك، وفي تسخين ملف الأقلية الشيعية في البلاد خدمة كبرى للمتطرفين في المعسكر الغربي والصفوي)
الخطاب المحلي يعتبرهم منافقين و هذا تخوين شرعي لا يغير، و تخوين المنافقين يمتلئ به القرآن، و لا يمكن إزالته إلا بإزالة القرآن الذي يحاول إزالته بعض الملحدين البلهاء
(ثانياً: على الصعيد الشعبي، ينبغي تعميم الهدي النبوي في التعامل مع المخالفين غير المحاربين القائم على الرفق وحسن التعامل والذي شمل برحمته المشركين في مكة، واليهود في المدينة، وينبغي أن يركز في هذا على قطاعات المتدينين من جمعيات ومؤسسات وهيئات وأفراد، سيما في المناطق المختلطة بين السنة والشيعة لأن تأثير التعامل الحسن من المتدين على الشيعي يكون له مدلول دعوي أكثر من غيره، واحتجاج بعض طلبة العلم بقاعدة "هجر المبتدع" على الغلظة والشدة في التعامل في غير محله، إذ إنه من المقرر لدى المحققين من أهل العلم كشيخ الإسلام وغيره، أن الهجر ليس بالأمر التعبدي المحض الذي يفعل بكل حال، بل إنه يدور حيث دارت المصلحة الشرعية، فإن كانت المصلحة الشرعية تقتضي الإحسان إلى المبتدع.
وكان الهجر لا يزيد صاحب البدعة إلا ضلالاً وضرراً على أهل السنة، فهنا لا يشرع الهجر، وأما افتراض التعارض بين عقيدة البراءة من الكفار أو المبتدعة والإحسان إليهم، فلا يصح، فالنبي صلى الله عليه سلم عامل اليهود وعاد مريضهم وحاورهم وجاورهم، والشريعة عموماً أباحت ألواناً من البر في التعامل مع الكفار غير المحاربين فكيف بالطوائف المنتسبة لهذه الأمة، وعامة أهل السنة في بلاد الحرمين بما فيهم بعض مكاتب الدعوة لا يجدون ضيراً من معاملة العمالة الوافدة من النصارى والبوذيين والهندوس معاملة حسنة لترغيبهم في الإسلام، فلم يؤثر هذا على عقيدتهم في الولاء والبراء فلماذا لا نحاول توعية عموم الناس بأهمية هذا الدور تجاه أصحاب المذاهب المنتسبة للأمة كالشيعة)
المنافق يعمل معاملة المسلم و هذا يخالف الرافضة المظهرين للشرك في إيران و العراق و هجر المنافق قد يترك لمصلحة مع كبرائهم كما ذكر الشيخ ابن باز أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يهجر ابن أبي سلول لمكانته عند قومه، و لا يعارض هذا الأصل في الهجر
(ثالثاً: على الصعيد الإعلامي، ينبغي على أهل العلم والدعوة الترحيب بكل خطاب شيعي يدفع باتجاه التسامح وتماسك الجبهة الداخلية للبلاد مهما غلب على ظنهم ضعف مصداقية هذا الخطاب، والترحيب لا يلزم منه قبول كافة مضامينه فالواجب على الإسلاميين موافقة كافة التيارات على مبدأ الحوار، وتحقيق العدل، والتعاون على استقرار البلاد وتنميتها وتطويرها ولكن ليكن ذلك على ضوء دستور هذا البلد المعلن وهو الشريعة الإسلامية.
فالمطالب التي تمس حق المواطن أيا كان مذهبه في التعليم والصحة والوظيفة والحياة الكريمة، ينبغي تأييدها ومباركتها، وليُجاب على كافة المطالب ذات الصبغة المذهبية، التي تتيح ممارسات وطقوس غير مشروعة، أنها غير مقبولة، ليس بسبب صدورها من طائفة معينة، بل لأن فيها انتهاكاً لدستور البلد المعلن، وهو الشريعة، فهي مرفوضة من أي طرف أيا كان مذهبه أو إقليمه بسبب مخالفتها للدستور)
العلماء يعرفون أن بعض الشر أهون من بعض و لكن هذا لا يجعله خيراً و بعضهم يسمي بعض الصوفية صوفية معتدلة مع جزمه أنها شر، و إنما المراد بعض الشر أهون من بعض
(رابعاً: على الصعيد الثقافي، يحتاج الإسلاميون لحملات توعوية لكافة النخب المثقفة والعلمية، أيا كان توجه أصحابها مذهبياً كان أو ليبرالياً أو وطنياً، لحقيقة الخطر الصفوي، مستخدمين في هذا لغة القواسم المشتركة كوحدة المصير، وبيان كيد العدو الذي لا يستثني أحداً من أهل السنة، مهما كانت هويتهم الفكرية، وما اغتيال الرئيس رفيق الحريري عنا ببعيد، وينبغي ألا تقعدنا غيبوبة بعض الإسلاميين عن الواقع، عن أخذ زمام المبادرة والدفع نحو صنع بعض الفرص في هذه المسارات)
يجب التحذير من جميع المشركين و الكفار و المنافقين
و أقول أخيراً أن يعلم المحلل السياسي و ما يسمى المفكر، أن العلماء هم الذين يعلمونه الحكم الشرعي، و ليس هو الذي يعلمهم، فإذا أراد أن يتكلم في مسألة يجب أن يعرف الأحكام المتعلقة بها، ثم يحلل الواقع و يقترح إقتراحات لا تخالف الحكم الشرعي و إنما تعززه، هذا إذا كانت مقترحات سلفية
أما إن كانت المسألة تعددية بعض الناس فإن من أخرجهم من السجن لمصلحة يستطيع رميه فيه مرة أخرى إذا انتهت مصلحته
خاصة أنه لم يعد له جمهور يهتم به و هو يبيع جمهوره يوماً بعد يوم و ربما هذا سر إخراجه من السجن، حتى لا يموت فيبقى فكره و يصعب محوه مثل من سبقه
و أما بعض الناس الآخرين فمنذ أن شرع في الدعوة للتعددية و فتح مدارس جعفرية لم يمهله الله
وفق الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 11:43]ـ
لدي اضافه مع احترامي لكل من سبق وللكاتب
وهي ان الفتنه الشيعيه والطوام التي ينوونها لنا لاتحتاج لمن يؤججها فلهم دولة علينا بانت لهم مثل مابانت لنا والتغيرات السياسيه المفروضه على المنطقه العربيه لاتتشكل بدون داعي ونتائجها تتضح كلما تخاذلنا وتعامينا عن موازين القوى
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 06:40]ـ
السلام عليكم
إن الخطر الرافضي هوا خطر معروف قديماً وحديثاً ولقد كتب الأئمة عنهم ما يكفي لبيان حالهم وكشف كفرياتهم وخبثهم على آمة الإسلام حتى استقر الأمر أن عوام آهل السنة في بلاد الحرمين اصبحوا يدركون خطر الرافضة على الأمة الإسلامية
لكن البلية العظمى التي تهدم هذه العقيدة التي استقر عليها الناس وتستأصلها من عروقها
هم دعاة التقريب وبالأصح فقل دعاة التخريب بين المذهبين كما زعموا
فهذا واحدا منهم يشيد بحزب الات اللبناني ويرى أنهم يحمون ثغور الإسلام ولعله يبين لنا أي إسلام لكنه لم يفعل
والأخر يقول على عقلاء الشيعة وعقلاء السنة أن يتفقوا آللهم إنا نعوذ بك من الضلال
والأخر يقول إخوننا الشيعة لهم وعليهم.
ورحم الله الإمام البربهاري حين حذر من الذين يطيرون مع كل ريح وينعقون مع كل ناعق
ولو رأى الإمام في زماننا مع أي ريح طاروا ومع أي نعق نعقوا فماذا بظنكم سيقول
فنرى كيف التنازل عن المسلمات بل الأصول التي إنبنت عليها هذه العقيدة السلفية الحقيقة لا المزيفة التي يسميها أناس ولم يعرفوا حقيقتها
والعجيب أن دعاة التخريب في بلاد الحرمين ممن تربوا على العقيدة الصحيحة والمنهج السليم ولكنهم استبدلوا
الحق بالباطل
والضلال بالهدى
والخير بالشر
والنور بالظلام
والأدنى بالأعلى
ولا حول ولاقوة إلا بالله
آللهم اهدهم أم كف أقلامهم واللسنتهم عن المسلمين
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 05:11]ـ
الأخ علي الغامدي:
حياك الله أخي الفاضل , وأوافقك في أهمية التصدي للخطر الصفوي ولكن ينبغي أن يكون هذا في حدود واقعنا وإمكاناتنا كمشايخ وطلبة علم وتيار إسلامي , وتأجيج الملف الشيعي داخل البلاد غير سائغ من جهتين:
الأول أن افترض تلازم الخيانة للبلاد وأهل السنة بين مذهب التشيع وانتماء الفرد إليه خلاف العدل المأمور به شرعاً , فحتى اليهود خونة العهود بنص القرآن بقي فيهم رجال حفظوا العهد كما في خبر عمرو بن سعدى في قصة بني قريظة.
الثاني: أن وجود الانتفاش الشيعي ومكره بأهل السنة لا يبرر أي تصعيد لهذا الملف لأسباب:
1 - أن في بعض أنواع التأجيج خلل كما في الوجه الأول.
2_ أن النظام الإيراني يعد الأقوى عسكريا في المنطقة والتحرش فيمن هو أقوى منك يعد حمقاً , ولهذا رأينا دول مجلس التعاون تؤكد على أهمية مع الاصطدام المباشر مع النظام الإيراني.
3_ أن الدول الغربية الكبرى تسعى لتأجيج هذا الملف لشرعنة تدخلها في بلاد أهل السنة.
الأخ من صاحب النقب:
الحقيقة أني لمست في بعض تعليقاتك تناقضاً في توصيف الشيعة ولكن إذا رأيت أن الشيعة يعاملون معاملة المسلمين بوصفهم منافقين فهذا مما يؤكد وجهة نظري في المقال في كيفية معاملة الشيعة وهذه نقطة نتفق حولها أخي الكريم.
وأما قولك أخي الكريم:
و أقول أخيراً أن يعلم المحلل السياسي و ما يسمى المفكر، أن العلماء هم الذين يعلمونه الحكم الشرعي، و ليس هو الذي يعلمهم، فإذا أراد أن يتكلم في مسألة يجب أن يعرف الأحكام المتعلقة بها، ثم يحلل الواقع و يقترح إقتراحات لا تخالف الحكم الشرعي و إنما تعززه، هذا إذا كانت مقترحات سلفية))
فأقول تعقيباً على هذه العبارة:
الحكم الشرعي بالنسبة لطالب العلم يؤخذ من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة من العلماء والفقهاء , وعند اختلافهم فيختار طالب العلم ما ظهر له أنه أقوى دليلاً وحجة , وأما العامي أيا كان شأنه فهذا الذي ينبغي عليه أن يقلد من يثق بدينه ولا يسوغ له أن ينكر على طلبة العلم لأن فاقد الشيء لا يعطيه , ومحدثك أخي " من صاحب النقب" " هداك الله" يقوم بتحضير رسالة الدكتوراه في الفقه المقارن , ولديه حصيلة متواضعة من العلم الشرعي ولكنها تغنيه غالباً عن تقليد الرجال دون النظر في حجتهم وأدلتهم , بارك الله فيك.
((
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 05:18]ـ
ولكنهم استبدلوا
[ COLOR="Red"] الحق بالباطل
والضلال بالهدى
والخير بالشر
والنور بالظلام
إن فعلوا ماذكرتَ، فهذا هو المطلوب من كل مسلم.
عبارتك غير صحيحة من جهة اللغة.
ثم إن لمز بعض أهل العلم في اجتهاداتهم مسلك مشين، فيجب التفريق، وهذا يترك للراسخين، ولأهل الوعي بالسياسة الشرعية.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 07:46]ـ
جزاكم الله خيراً شيخ عبدالرحيم
و قد كنت من زمن و حتى بعد اشتداد الوطأة الشيعية على أهل السنة الأبرياء أجد أن الأسلوب الطاغي في المنتديات لا يزيد الوضع إلا سوءًا .. !
و كنت قد قرأت في موقع الإسلام اليوم مقالة بديعة لمفكر كويتي _ أظنه _ عن الحلقة المفرغة في هذا الصراع!؟
بالنسبة لي: أرى أن منشأ جميع المصائب إنما هو الأخفى الذي يغفل عنه حتى صاحبه .. ؟
و الكفيل الوحيد بانكشافه هو الإيمان ثم الإيمان ثم الإيمان؟!! و هو للأسف مضيّع في هذا السياق تماماً ... ؟!
روى العلامة الددو قصة أربعة آلاف من الشيعة رجعوا عن تشيعهم في المملكة العربية السعودية حفظها الله ... ؟!! و السبب؟ ..
حرقة في قلب قاضٍ تواضع لله في خروجه للدعوة مع المساكين الدراويش ... ثم تعلم منهم علم " الحرقة "!!
فإن 4000 تركوا التشيع ببكاء فلا ريب أنه يمكن تخفيف غلواء 4 ملايين بالإيمان ... بشخص واحد؟!
أرجو تشريف موضوعي القادم: " من ثقافة المحاججة إلى ثقافة المرحمة "
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 10:14]ـ
الأخ عبد الرحيم جزاك الله خيراً
1 - إن كان مرادك بالتناقض جعل شيعة الداخل منافقين و شيعة الخارج مشركين، فهذا لا تناقض فيه، لأن شيعة الداخل عند أئمة الدعوة بايعوا على التوحيد و ألزموا بالشعائر الظاهرة، أما شيعة الخارج فهم مظهرين للشرك فهم أعداء سواء كانوا صفويين كما تسميهم أي لهم مشروع سياسي معادي أو حتى كانوا دراويش على طريقة الصوفية
2 - أعذرني على عدم معرفة أنك طالب علم ما دامت مصطلحاتك هي غير مصطلحات العلماء و إنما مصطلحات المحللين السياسيين غير الشرعيين، و ما دام أنك طالب علم فتصحيح المصطلحات السياسية ليكن هو أول خطوة تخطوها في التحليل السياسي و ليتك ما دمت مهتم بالسياسة دخلت قسم السياسة الشرعية و ليس الفقه المقارن
3 - ليس كل طالب علم له إختيارات فمراتب المجتهدين سبعة ينبغي علي و عليك معرفة ما هي المرتبة التي نحن فيها و هل إجتمعت فينا شروطها ثم نعرف ما هي حقوقنا إذا وصلنا هذه المرتبة، أما أنا فلم أصل المرتبة السابعة الأخيرة بعد و البكارليوس الذي أخذته في الشريعة لا أعتبره أوصلني المرتبة السابعة و الأخيرة و لست أطالبك بالتقليد لكن الإجتهاد سبع مراتب فأنظر في أيها أنت
و أعود فأقول تدكتر قوم قبلنا ثم لما دخلوا في السياسة استغنوا بأفلاطون عن محمد صلى الله عليه و سلم فلنربأ بأنفسنا أن نكون مثلهم فشهادة الدكتوراة ليست بشيء عند شهادة أن محمداً رسول الله
ألم تر أن السيف ينقص قدره ****إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
و مثل هؤلاء ممن لا يعمل بعلمه الشرعي و يستغني بالفلسفة السياسية عنه فإنه كلما زاد في طلب العلم فإنه يزيد حجة الله عليه و يزيد بالشهادات التي يأخذها شهوداً على أنه من فسقة العلماء الذين فيهم شبه من الحاخامات
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)) [الفاتحة/6، 7]
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 04:48]ـ
الأخ أبو يمامة:
معذرة لتأخر التعقيب على مداخلتك سهواً مني , وما نقلته عن كتاب الشيخ محمد سرور زين العابدين يعد سابقة له في العديد من البيئات التي لم تكن على دراية حقيقية بالخطر الصفوي , جزاك الله خيراً أخي الكريم.
الأخ الكريم خلوصي:
لاشك أن مبدأ السعي في دعوة الشيعة لمذهب أهل السنة واجب على أهل العلم والدعوة , والشيخ القاضي المشار إليه سلك سبيلاً متميزاً في دعوة القوم جامعاً بين حفظ الثوابت والتعامل الحسن فكان لهذا أثره الطيب في هداية العديد منهم , ومع أهمية وضع منهجية دعوية مناسبة للطائفة فينبغي كذلك أن نوجد كذلك آلية شرعية للتعامل مع هذه الطائفة تكفل الاستقرار لكيان يجمع أهل السنة معهم , بارك الله فيك.
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 05:14]ـ
فإن 4000 تركوا التشيع ببكاء فلا ريب أنه يمكن تخفيف غلواء 4 ملايين بالإيمان ... بشخص واحد؟!
.
فينبغي كذلك أن نوجد كذلك آلية شرعية للتعامل مع هذه الطائفة تكفل الاستقرار لكيان يجمع أهل السنة معهم , بارك الله فيك.
نعم ... فهذا هو الموضوع الأكبر و القابل للتطبيق أكثر ... و هو ما قصدته بذكر الملايين.
بارك الله في جهودكم.
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 06:35]ـ
أعتذر من الخطاء الذي حصل مني في التفريق بين المتضادات
التي سلكها دعاة التخريب في بلاد الحرمين
والأصح إستبدلوا
الهدى بالضلال إلى أخره مما ذكر أنفاً في التعليق
وأشكر أخي عبدالله العلي على هذا التنبيه
ولي تعليق على قول الأخ عبدالله العلي التالي.
ثم إن لمز بعض أهل العلم في اجتهاداتهم مسلك مشين، فيجب التفريق، وهذا يترك للراسخين، ولأهل الوعي بالسياسة الشرعية.
متى كانت مسألة الحكم على الرافضة وأعمالهم إجتهادية كما ذكرت وكذلك الثناء على بعض اعمالهم التي يريدون تغرير أهل السنة بها
وأقول ماقاله علمائنا فيمن قال القول الأنف الذكر
إن مقولتهم يقولها أحد ثلاث
الأول رجل يتخبط في جهله
والثاني رجل لم يفهم عقيدة أهل السنة والجماعة حق الفهم
والثالث رجل تأثر بلوازم بعض الحركات البدعية التي تلزمه أن يدخل الرافضة تحت مضلة جمع جمع كتل كتل ولا تسل عن المعتقد وهولاء معروفون للحاذق
وأما ترك الأمر إلى العلماء كما ذكرت هذا شئ توافق عليه بل وتشكر كذلك
وليت من قال تلك الأقوال رجع للعلماء الربانيين أهل الحل والعقد
لكننا نسأل الله العافية ابتلينا في هذا الزمان
بالمتصدرين الذي خيب الله أرائهم الإجتهادية في كثير من النوازل لإنهم ليسوا أهلاً لها أصلاً
وفق الله الجميع لإصابة الحق وعدم الحيدة عنه
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 04:54]ـ
الأخ عبدالله العلي:
جزاك الله خيراً.
الأخ خلوصي:
صدقت أخي الكريم , بارك الله فيك.
الأخ ممدوح:
حياك الله , الناظر في الكتاب والسنة يجد شواهد كثيرة على مشروعية الثناء على المخالفين من الكفار ومن دونهم من باب أولى على ما عندهم من الصفات والأفعال الطيبة , كما في ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على عدل النجاشي وكان آنذاك كافرا وثناء الله تعالى على أمانة بعض أهل الكتاب , بارك الله فيك.(/)
مسألة عقدية لأول مرّة تُطرح هنا .. وغفل عن حكمها كثيرون ..
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 12:20]ـ
هذه المسألة هي مرتبطة بناقض الاستهزاء بشيء من الدين، ونحن نعلم بأن الاستهزاء بشيء من الدين كفرٌ أكبر، والاستهزاء غالباً يرتبط بالقول، وقد يكون بالفعل كالاشارة ونحوها، لكن المسألة التي أعنيها هي ليست ماسبق، وإنما مرتبطة بها؛ حيث إن الاستهزاء له تعلق بالضحك، وليس بالبكاء، فماهو الحكم الشرعي فيمن سمع استهزاء بشيء من الدين وأنكر على المستهزِئ لكنه ضحك من استهزائه، وهو أنكر لوجود قدرٍ من الإيمان، فهل المنكِر يكفر كفراً أكبراً لأجل ضحكه فقط من ذات الاستهزاء وليس ضحكه لأمر خارجٍ عن الاستهزاء؟
هذه المسألة بالضبط.
ولكثرة الوقوع في هذا خصوصاً من أبناء المدارس أو الزملاء في العمل أحياناً؛ أحببتُ أن أثير الموضوع هنا لمناقشته، والاستفادة من علمكم.
وأطلب منكم إثراء الموضوع؛ لأنه سيكون محل بحث لي إن شاء الله.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ..
كنت قد اطلعت على رسالة صغيرة الحجم غزيرة الفائدة للشيخ الدكتور عبد الكريم البرجس رحمه الله تعالى وهي بعنوان
القول المبين في حكم الاستهزاء بالمؤمنين لعلها تخدم الموضوع الذي تفضلت بنشره وقد قدم لها الشيخ الفقيه المحقق محمد بن صالح العثيمين رفع الله قدره في الدنيا والآخرة بقوله:
[بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد: فقد اطلعت على الرسالة المذكورة فألفيتها مفيدة في بابها ميسرة لطلابها وأسأل الله تعالى أن ينفع بها إنه جواد كريم
وفق الله الجميع لما فيه رضاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه محمد الصالح العثيمين في 21/ 10/1410هـ] ...
رابط التحميل
القول المبين في حكم الاستهزاء بالمؤمنين
http://www.burjes.com/burjes_books.php
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 05:07]ـ
أخي العاصمي
أشكرك على المشاركة، وعلى إفادتي بالكتاب المتميز
لكن لايزال بقاء الاشكال، وهو في ضحك الرجل من المستهزِئ لذات الاستهزاء ولكن ذات الرجل يقوم بالانكار على المستهزِئ مع ضحكه من ذلك، فهل ضحك الرجل يُعتبر كفراً؟
هذا هو الموطن الذي لم أجد أحداً تطرق إليه، حتى في كتاب الشيخ الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف.
أرجو من الاخوة إثراء الموضوع، ولهم مني الدعاء في هذا الشهر الفضيل.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 05:42]ـ
ذكر بعض المفسرون عند تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) سورة التوبة.
قيل أنهم كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم.
و قال خليفة بن خياط في تاريخه: اسمه مخاشن بن حمير، وقيل إنه كان مسلماً، إلا أنه سمع المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم) إهـ
قلت: إن صح هذا فالظاهر أن الله قد عذره لاختلاف موقفه عن أؤلئك القاصدين الإستهزاء ويكون الضحك منه وقع على وجه الغفلة كما وقع من أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها حين رأت أبو يزيد سهيل بن عمرو مجموعة يداه إلى عنقه بحبل بعد أن أُسر في غزوة بدر قالت فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألاَّ مِتُّم كرامًا فواللهِ ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت: (يا سودة أعَلى الله وعلى رسوله تحرضين. فقالت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت) إهـ.
فمثل هذا قد يُعذر به المرء لأنه وقع عن غفلة وذهول والله أعلم.
ـ[مؤيد الحق]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 08:07]ـ
ذكر بعض المفسرون عند تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) سورة التوبة.
قيل أنهم كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم.
و قال خليفة بن خياط في تاريخه: اسمه مخاشن بن حمير، وقيل إنه كان مسلماً، إلا أنه سمع المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم) إهـ
قلت: إن صح هذا فالظاهر أن الله قد عذره لاختلاف موقفه عن أؤلئك القاصدين الإستهزاء ويكون الضحك منه وقع على وجه الغفلة كما وقع من أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها حين رأت أبو يزيد سهيل بن عمرو مجموعة يداه إلى عنقه بحبل بعد أن أُسر في غزوة بدر قالت فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألاَّ مِتُّم كرامًا فواللهِ ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت: (يا سودة أعَلى الله وعلى رسوله تحرضين. فقالت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت) إهـ.
فمثل هذا قد يُعذر به المرء لأنه وقع عن غفلة وذهول والله أعلم.
أخي الامام الدهلوي
هل ماذكرتَه محل اتفاق بين أهل العلم؟
أم أن آخرين يرون كفر الضاحك فقط.
وحتى يتضح المقصد من طرح هذا الموضوع خصوصاً في هذه الأيام من حيث وجود التشغيب على كلام الشيخ المنجد، فنحن نعلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الفأر، فمَن وجد فأراً وأراد قتلَها فضحك عليه آخر باسلوب ساخر ويقول: هل ستقيم معركة مع الفأر؟!!
مالحكم في القائل؟
وما الحكم فيمن سمعه وضحك فقط وسبب ضحكه ذات السخرية؟
من ناحية الكفر والاسلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم،
أذكر أن عليّاً بن أبي طالب - رضي الله عنه - ذكر يوماً أباه وكيف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعاه إلى الإسلام .. فقال: والله لا تعلو استي رأسي أبداً .. فضحك عليّ - رضي الله عنه -.
ربما هذه تفيد في هذه المسألة.
ـ[العرب]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 05:58]ـ
السلام عليكم،
أذكر أن عليّاً بن أبي طالب - رضي الله عنه - ذكر يوماً أباه وكيف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعاه إلى الإسلام .. فقال: والله لا تعلو استي رأسي أبداً .. فضحك عليّ - رضي الله عنه -.
ربما هذه تفيد في هذه المسألة.
ما معنى الاثر؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 11:31]ـ
أخي الكريم مؤيد الحق وفقك الله تعالى
-----------------------
في هذا النقل إجابة على سؤالك إن شاء الله.
يقول الملا علي القاري رحمه الله في كلامه عن المكفرات: (وكذا لو ضحك على وجه الرضا ممن تكلم بالكفر، أما إذا ضحك لا على وجه الرضا بل بسبب أن كان الكلام المُوجب للكفر عجيباً غريباً يُضحك السامع ضرورةً فلا يكفر) إهـ منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر (426).
والله أعلم وأحكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 12:08]ـ
وهذه إضافة أخرى
-------------
يقول العلامة البدر الرشيد رحمه الله في كلامه عن المكفرات: (وفيه أيضاً: أن من ضحك مع الرضا عمن تكلم بالكفر كفر. انتهى) ... وقد علق على هذا الملا علي القاري فقال رحمه الله: (ومفهومه أن من ضحك تعجباً من مقالته مع عدم الرضاء بحالته لا يكفر، فالمدار على الرضا، وإنما قيد المسألة بالضحك، لأن الغالب أن يكون مع الرضاء، ولذا أطلق في جميع الفتاوى وقال: من تكلم بكلمة الكفر وضحك به غيره كفر، ولو تكلم به مذكّر وقَبل القوم ذلك كفروا، يعني لو تكلم به واعظ او مدرّس أو مُصنف واعتقده القوم الذين اطلعوا عليه كفروا ولا عذر لهم فيه إلا إن كان الكفر مختلفاً فيه.
وزاد في المحيط: وقيل: إذا سكت القوم عن المذكّر وجلسوا عنده بعد تكلمه بالكفر كفروا. وهذا محمول على العلم بكفره) إهـ منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر (453).
والله أعلم.(/)
"باسم سبتمبر"د. عبدالعزيزالفوزان
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 07:55]ـ
باسم سبتمبر! د. عبدالعزيز بن فوزان الفوزان (المشرف العام على مواقع رسالة الإسلام)
تحل الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول، ويبقى ذلك الثلاثاء من أكثر الأيام إثارة للجدل، ولا تزال الآراء والتحليلات ووجهات النظر حول ما جرى مستمرة ومتباينة. الحدث كان قاسياً على المجتمع الأمريكي، إلا أن ردة الفعل على ذلك الحدث كانت أقسى على الكثير من المجتمعات والدول والشعوب. هل كانت تلك الأحداث تستحق - من أجلها - أن تُسحق شعوبٌ بأكملها؟ هل كانت تلك الأحداث تستحق أن تحتل أفغانستان والعراق؟ ومن يدري ما القادم على خارطة الشرق الأوسط الجديد! وفقاً للفوضى الخلاقة التي وعدت بها وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس"!! أما أعلن الرئيس الأمريكي "جورج بوش" بعد الهجمات بأنه سيقود حرباً (صليبية) تمتد لعشر سنوات تطال 60 دولة؟! هل حقاً كانت أحداث سبتمبر تستحق كل ما جرى باسمها؟ هل حقاً ما زال هناك ما يبرر أحداث القتل اليومية التي تطال المدنيين سواء في أفغانستان أو العراق؟ هل حقاً كانت تلك الحروب انتقاماً لضحايا سبتمبر؟ هل حقاً ما يقال بأن هجمات سبتمبر وما نتج عنها من تداعيات خطيرة كانت وراءها أيادٍ صهيونية خبيثة أرادت من هذا الحدث الذي هزَّ العالم أن توقف المدَّ الإسلامي وتشوِّه صورة الإسلام والمسلمين وتتخذ من هذه الهجمات ذريعة للهيمنة على العالم الإسلامي واستلاب خيراته؟ لعل كثيراً من الشواهد على هذه المقولة ستظهر وستُكشَف لنا بعد ذهاب الحكومة الأمريكية الحالية. هل كانت أحداث سبتمبر إعادة سيناريو لما جرى في ميناء بيرل هاربور عام 1941هـ، لتلقي أمريكا بعدها قنابلها الذرية على مدينة هيروشيما في السادس من أغسطس سنة 1945م وتدمر 90% من المدينة وتقتل ما يزيد على 80.000 شخص، وتجرح 90.000 آخرين، وتكمل الدمار بعد ثلاثة أيام بقنبلة أخرى على مدينة ناجازاكي، قتل على أثرها أكثر من 75.000 شخص. لقد كانت الإمبراطورية اليابانية تحتضر - في ذلك الحين - ولم يكن الأمر يستدعي قنبلتين نوويتين لإرغام اليابان على الاستسلام، ولكنه الطغيان والعلو وإرادة فرض السيطرة على العالم. هل حقاً تسود الأمم بالموت؟ هل حقاً تنتصر الأمم بنشر الفتنة بين الشعوب؟ هل حقاً يكتب المجد والتاريخ للقتلة وتجار الموت؟ نحسب أن جماجم الضحايا الذين قتلوا باسم سبتمبر لو جمعت فسوف تبني أبراجاً أعلى من أبراج مركز التجارة العالمي. تعالوا وابحثوا في سيرة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ونقبوا في تاريخ أمتنا الطويل، لن تروا إلا العدل والسماحة والرحمة والوفاء، ليس في التجارة وليس في العلاقات السياسية والدبلوماسية فحسب بل حتى في الحروب وفي ساحات القتال, لا والله ما عرف التاريخ الإنساني أرحم ولا أعدل ولا أكرم من المقاتل المسلم, ولم يكن قتالهم لأجل السيطرة على الشعوب وإذلالها, وظلمها واستلاب خيراتها, وإنما كان لإعلاء كلمة الله, وإقامة العدل في الأرض, وتحرير العباد من عبادة الطواغيت وسائر المخلوقات إلى عبادة رب الأرض والسماوات, وإخراجهم من ضيق الدنيا إلى سعتها, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. لقد فتح الفاتحون القلوب قبل الحصون، لقد كانت أخلاقهم تسبق خيولهم، لقد صنعوا الحياة والحضارة، كيف لا! وهم من أدركوا تعاليم الإسلام الخالدة. قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (سورة الممتحنة/ 8) فأمر بالبر بهم, والإحسان إليهم, وهو أمر فوق العدل معهم, الذي هو واجب حتى مع الكفار المحاربين, كما قال ربنا عزوجل: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. (المائدة/8) وقال: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة/190) فأمرنا الله بقتال من يقاتلوننا, ونهانا عن ظلمهم والعدوان عليهم وترك العدل
(يُتْبَعُ)
(/)
معهم حتى في حال مقاتلتهم كالتمثيل بجثثهم أو قتل من لا شأن له بالقتال من نسائهم وأطفالهم وشيوخهم وعبَّادهم. أما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً ثم قال: "اغزوا باسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ... " أخرجه مسلم. فاغزوا باسم سبتمبر .. أو باسم ما تشاءون .. ولكنا لن نغزو إلا باسم الله .. إنا نريد أن ننقذ الناس، إن ديننا هو دين الرحمة للعالمين، لن تهلك خير الأمم، لن يقضي على دين الله طاغوت أو مستكبر، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة النور/55). وستمضي هذه الرسالة، وسيمتد نورها بجهاد الحجة والبرهان وجهاد السيف والسنان، قال صلى الله عليه وسلم: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام وَذُلاًّ يُذِلُّ الله به الْكُفْرَ" أخرجه أحمد والحاكم. وقال صلى الله عليه وسلم:"بَشِّرْ هذه الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ في الأرض فَمَنْ عَمِلَ منهم عمل الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لم يَكُنْ له في الآخِرَةِ نَصِيبٌ" أخرجه احمد والحاكم وصححه الألباني. قال تعالى: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (يوسف/21).
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 09:40]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 02:41]ـ
صدقتم؛ وبارك الله فيكم يا أخانا
فاللهم اكسر أمريكا وأذلها، وأعن المسلمين عليهم -وعلى كل كافر- يا رب العالمين(/)
للنقاش (9): هل " التقوى " تكفي لنهوض الأمة؟!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 08:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأتُ كلاماً عجيباً للدكتور: عبد الحليم أبو شقة - رحمه الله - في كتابه
((حول أزمة العقل المسلم المعاصر))
وذكَرَ أن: التقوى + الإيجابية = نهوض , التقوى + سلبية = لا شيء
فهمتُ أن (لاشيء) هذه على مستوى الأمة , وليس على مستوى الفرد.
ثم رأيتُ كلاماً في هذا الموقع المبارك عن (الإيمان) وأثره على نهضة الأمة , وقد قرأتُ من قبلُ كلاماً للعز بن عبد السلام - رحمه الله - عن النفع اللازم والنفع المتعدي ولعل له تعلقاً
فقلتُ من باب الفائدة , نتناقش نحنُ والسادة الأعزاء حول هذا السؤال
ثم أقول:
ألا يعيد هذا مسألة (العابد) و (العالم)؟
وأثر هذا على الأطروحات المنهجية والتنفيذية في البناء والنهضة والخروج من المأزق الحضاري الذي نعيشه؟!
بل:
ألا يطرح سؤالاً مفادُه: ما الفرق بين (العالم) و (العالم العامل) في المدافعة والمنازلة في لجّ بحر الأفكار؟!
وحياكم الله
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 11:51]ـ
أين المُناقشون؟!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 12:47]ـ
من ثمار التقوى "الصحيحة": العلم.
قال تعالى {و اتقوا الله و يعلمكم الله}.
و الايجابية تنطبع على من اتصف بالعلم و التقوى الصحيحين.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 04:21]ـ
فهمتُ أن (لاشيء) هذه على مستوى الأمة , وليس على مستوى الفرد
ان الله تعالى امرنا ان نأخذ بالاسباب ووقدر ان الامور فى هذه الدنيا بأسباب ومسببات
فان لم يأخذ المسلم بالاسباب فليس تقيا
اما على المستوى الاممى فمصيبة
اما على مستوى الفرد فهى لا شك أقل ضررا منها فى المستوى الاممى لكن ان كان هذا الشخص مفرط فى الاخذ بالاسباب ولايؤدى ما عليه تجاه دينه وامته فأين هذا من التقوى ام أنه كفر ببعض الكتاب وأمن ببعض
فالتقوى من غير الاخذ بالاسباب ليست تقوى وعليه فكما قال لا شئ
أما التقوى مع الاخذ بالاسباب وبذل ما فى الوسع وان لم تكن الاسباب الكافية حسب القانون الفيزيائى والقانون المادى البحت الذى لايؤمن الكفرة الا به فهنا يقال ان التقوى كل شئ
وبوب البخاى باب عمل صالح قبل القتال
وفى الاثر انكم تقاتلون بأعمالكم
ومن حكمة تخلل ايت تحريم الربا وسط الكلام على الغزوة المعروفة فى سورة آل عمران هو هذه (قاله الشيخ ياسر برهامى)
ولا افهم ما قصدك بعالم عامل وغير عامل(/)
كتابي عن (القصيمي) هدية+ اعتراف مرافقه+3 إضافات+ خبر مفرح عن حفيده!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 04:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يطيب لي أن أهدي الإخوة الكرام كتابي عن " القصيمي "، وقد سميته: " عبدالله القصيمي .. وجهة نظر أخرى "، جمعتُ فيه ملخصات لنقد العلماء والكتّاب لفكره بعد زيغه عن الحق، واستبداله الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ ليتعرفوا على النظرة الشرعية لكتاباته فيما بعد إلحاده، وهي النظرة التي حاول البعض حجبها بإبراز وجهة نظر أهل الباطل (بأنواعهم)، الذين صوروه في صورة المفكر الحر، الذي واجه المضايقة بسبب ذلك، حاثين الشباب المسلم على السير على خطاه!، متغافلين عن حقيقة فكره الإلحادي الهدمي العبثي، الذي لايرضاه أهل العقول،فضلا عن أهل الإسلام.
http://file9.9q9q.net/local/thumbnail/89812388/600x600.jpg
لتحميل الكتاب: اضغط هنا:
http://kabah.info/uploaders/qasimi.rar
هل تاب القصيمي؟!
ردد البعض أن القصيمي قد تاب آخر حياته، وعكف على تلاوة القرآن!، ورغم أن هذا الفعل لو صدق لا يُعد توبة حقيقية، ما لم يتبرأ صاحبه من كتاباته الكفرية، فإن المرافق للقصيمي إلى آخر لحظة في حياته: صديقه (إبراهيم عبدالرحمن) قد نفى هذا، مفتخرًا أنه مات على فكره الذي عُرف عنه، وقد نقل هذا الاعتراف الكاتب " المعجب بالقصيمي! ": عبدالله القفاري - هداه الله - في مقالاته المعنونة بـ " خمسون عامًا مع القصيمي "، في جريدة الرياض، الاثنين 12 جمادى الآخر 1429هـ -16 يونيو2008م - العدد 14602، قال: (سألته أخيراً: هناك من روج لفكرة تحول القصيمي في آخر أيام حياته وهو على فراش الموت، وأنت القريب منه حتى تلك الساعات الأخيرة في مستشفى فلسطين حيث ودع الحياة؟! قال لي: هذه كذبة جميلة، روج لها البعض ليمرر اسم القصيمي على صفحات الصحف، في وقت كانت الكتابة عن القصيمي مشكلة بحد ذاتها، لقد حسم عبدالله القصيمي منذ وقت مبكر خياراته، لقد كانت كذبة جميلة تستهوي من يبحث عن فكرة التائب العائد، لكنها ليست هي الحقيقة على الإطلاق).
قلت: لهذا يصدق فيه ما قاله الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري: (منذ كتاب الأغلال إلى أن هلك، لا أعلم له كلمة منشورة تُعلن توبته، ولا أعلم له كتابًا فيه خير، بل كل كتبه المطبوعة كفر وتجديف) .. - إلى أن قال -: (يجب على المسلم المفكر، الذي يملك مقومات الإيمان العلمي، أن يدحض كتب القصيمي المنتنة، التي يُطبع أكثرها في بلاد غير إسلامية ولا عربية .. ). (ص 824 من كتابي السابق).
إضافات لم أذكرها في كتابي السابق
1 - قال الشيخ أحمد النجمي - رحمه الله - في كتابه " أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة " (177 - 178) بعد أن ذكر ترجمة القصيمي وانحرافه:
(والذي أعقب به على ترجمة هذا المارق؛ أنه يجب على أهل العلم أن يأخذوا منها عبرة وعظة، وتتلخص مواطن العبرة منها في أمور:
أولها: الإخلاص لله في كل عمل، وذلك أن عواقب النفاق والمقاصد السيئة قبيحة ووخيمة، إذ لو كان القصيمي مخلصاً عند تأليف كتابه لحماه الله عن الردة.
ثانياً: أن الواجب على العبد ألا يُعجب بنفسه أو يفخر بعمله، فالفضل لله على العبد فيما أنجزه من أعمال، وكل نعمة على العبد تستوجب شكراً، وشكرها نعمة تستوجب شكراً آخر.
ثالثاً: أن هذه القصة تعطينا درساً أن من أعرض عن القرآن بعد أن علمه واتجه إلى دعاة الضلال ليأخذ ثقافته ووعيه منهم، عاقبة الله بالخذلان، واستولى عليه الشيطان. ولنأخذ مثلاً على ذلك الذين تركوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وزعموا أنها لا تكفي في العقيدة دون المنطق المأخوذ عن اليونان كيف ضلوا في العقيدة، فعطلوا صفات الله، وآل بهم ذلك العلم إلى الحيرة، حتى صار بعض فحولهم عند موته يتمنى أن يموت على دين العجائز. والآن من ترك كتاب الله وسنة رسوله وذهب يقرأ كتب الملحدين الضالين حتى ولو كان بقصد النقد، يخاف عليه إذا أكثر من ذلك أن لا يخرج منها سليماً ... وهذا حال هذا الرجل فيما نعتقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: أن العبد بحاجة إلى أن يكثر الابتهال إلى الله في أن يثبته على الصراط المستقيم، ولذلك شرع الله قراءة الفاتحة في كل ركعة، لأن فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم. وقد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه كثيراً ما يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
خامساً: أخذ الحذر من كل ما يؤدي بالإنسان إلى الهلكة وإحباط العمل من الرياء والعجب، ومخالطة الأشرار، وقراءة كتب الضلال والانحراف، ومطالعة القصص الخليعة، والنظر إلى الصور الفاتنة بواسطة وسائل الإعلام المرئية، من سينما وفديو وتلفاز وغير ذلك، ومثل ذلك سماع التمثيليات والقصص الماجنة وأكل الحرام والوقوع في الكبائر، من سكر وزنا وغير ذلك ... كل هذه الأشياء يُخشى على من وقع فيها أن يتغير قلبه ويضعف إيمانه أو يضمحل حتى يذهب بالكلية، فيشك بعد اليقين، ويكفر بعد الإيمان، والشأن كل الشأن في اللجوء إلى الله أن يحفظ عليك دينك ويصرف عنك كل ما ينقصه، فإن بدرت منك بادرة بحكم بشريتك فالجأ إلى الله أن يغفر ذنبك؛ لعلك أن تقطع سفر الدنيا سالماً؛ فإن حصل لك ذلك فتلك هي الغنيمة، وإنما الأعمال بالخواتيم، ذلك أن لنا عدواً متربصاً نغفل ولا يغفل ونسهو ولا يسهو، ونتعب، ولا يتعب، فإن استعنا عليه بالله غلبناه، وإن غفلنا عن ذكر الله غلبنا. اللهم أعنا على أنفسنا وعلى الشيطان، واغفر لنا ما بدر منا إنك أنت الغفور الرحيم).
2 - قال الشيخ محمد سلطان المعصومى - رحمه الله - في رسالته " الرد الوفي على تعليقات حامد الفقي "، (ص44):
(وقد أحزنني حزنًا شديدًا، وآلمني ألمًا قلبيًا أن رجلا من أفاضل الناس؛ ألا وهو عبد الله القصيمي، بعد أن كان يخدم الإسلام ويذب عنه خرافة الخرافيين، ودجل الدجالين، وشرك القبوريين وعباد الأرواح المخلوقة؛ أزاغ الله قلبه، وأضله عن الصراط المستقيم، فألف مؤلفًا سماه " هذي هي الأغلال"، فطبع ونشر، و قد زاغ فيه عن الحق، ونكب عن الطريق؛ فألحد في اثنين و عشرين موضعًا، وارتكب الكفر و الزندقة. و العبد الضعيف قد كتبت عليه ردًا، وأشرت إليه في ص 113 من كتابي المطبوع المنشور في هذه السنة، المسمى " تمييز المحظوظين عن المحرومين ").
قلت: رده على القصيمي مفقود، كما بين هذا صاحب رسالة: " الشيخ محمد سلطان المعصومى وجهودة فى نشر العقيدة ".
3 - قال الدكتور أحمد بن علي علوش في رسالته " الشيخ حافظ الحكمي" (ص 242 - 245)، معددًا قصائد الشيخ حافظ - رحمه الله -: (قصيدة دالية قالها الشيخ رداً على المنحرف عبدالله بن علي القصيمي، ولها ثلاث نسخ، إحداها بخط الناظم، والثانية بخط تلميذه هادي بن علي مطيع، والثالثة بخط تلميذه علي بن قاسم الفيفي بدون تاريخ، ولأهمية القصيدة كونها تبحث في العقيدة، ونحن بصدد جهود الشيخ حافظ في ذلك، أود إثباتها كاملة وهي:
الحمد لله لا بالخط معدودا
حصراً ولا بمدى الأزمان محدودا
لمالك الملك موليه وملهمه
ما زال ربي على التحميد محمودا
سبحانه مِن إله لا سمى له
الكل عبد وكان الله معبودا
لقد حمى الذكر حفظا وهو أنزله
وهكذا لم يزل بالحفظ موعودا
حماه بالشُهب ترمي كل مسترق
ما رامه قط إلا عاد مطرودا
كذاك في الأرض يرميهم بأنجمها
هم الرجوم بهم ما زال مرصودا
أئمة العلم والتقوى أولئك في
بيت القصيد قصدت أعلمه مقصودا
فهم مصابيح دين الله قيّضهم
يجلو بهم ظلمات الحيرة السودا
من كل مستبصر لله منتصر
بالله مقتدر في الله محمودا
هم الجبال ثبوتا والبحار علوما
والشموس ضياءاً والسماء جودا
فلا يزال كتاب الله معتصما
حبلاً متيناً لباغي الحق ممدودا
ولم تزل سنة الهادي لطالبها
وعذب منهلها ما زال مورودا
ولا تزال رجال العلم تحرسه
ولا يزال لواء الحق معقودا
فلم يرم ملحد كيداً لملتنا السمحاء
إلا وألفى الثغر مسدودا
وللقصيمي رجس قد سمعتُ به
ذكراً ولم أره لا زال مفقودا
لكن تواتر وصف المشرفين عليه
من ثقات بأنْ قد ساء مقصودا
وقد حكوا عنه أقوالا شناعتها
تكفيك في كون ما ألقاه مردودا
فظيعة ضُمنت كفرا وزندقة
بل رد أن يفرد الرحمن معبودا
فقلت إن صح ما قالوه فيه فمن
إيمانه انحل ما قد كان معقودا
وصار من ربقة الإسلام منسلخا
وكان بالنصر للتوحيد معهودا
أبعد أن كان في أعداد ناصره
(يُتْبَعُ)
(/)
يعود من أخبث الأعداء معدودا
أشقوة من كتاب سابق نفذت
هذا وربك أمر ليس مردودا
وظلت أقرأ آيات العقود من الولا
وفي خلف المرتد موعودا
من أنه سوف يأتي الله جل بأنصار
يكون بهم ذا الدين محفودا
مستيقنا أن سيقضى الله موعده
أن لا يزال نصير الدين موجودا
وبينما الفكر في ذا الأمر منتظرا
إتيان شرح يجلي الغيب مشهودا
إذ اطلعت على رد عليه وفى
عندي بتحقيق ما قد كان منشودا
من لوذع جهبذ للدين منتصرا
يا حبذا نصر دين الله مقصودا
أبان فيه بأن الخب زاغ عن الحق
المبين وعنه ضل مصدودا
وفارق الدين والوحيين والسلف
الماضين بل كل شرع كان موجودا
وأنه فوق ما قد قيل فيه وما
قالوه من بعض ذاك الشر معدودا
وأنه رام أمرًا لا يحاوله
محاول قط إلا عاد محصودا
وأنه نابذ الإسلام مؤتفكا
عن كل حكم أتى في الشرع محدودا
يقول هذي هي الأغلال مانعة
لأهلها من رقي كان محمودا
ولا رقى غيرهم من مرتقى بسوى
نبذ الشريعة أن ينقاد مصفودا
وقام يدعو لنبذ الدين مجتهدا
بكل جهد له قد خاب مجهودا
وعنده الرب والمخلوق متحد
بل قد يفوه بليس الرب موجودا
بل الطبيعة ما زالت مدبرة
لكل أمر يُرى أو كان مفقودا
وأنه انتقص الرسل الكرام وأهل العلم
منقرضا منهم، موجودا
بل لانبي ولا وحي ولا ملك
بل كيف دين ولا يرجون معبودا
وقام يثني على الإلحاد ممتدحا
أئمة الكفر فرعونا ونمرودا
معظّما لملاحيد الفلاسفة الطبائعيين
ساء الرفد مرفودا
وأنكر الوعد والإيعاد بل جحد
الأخرى وكون مقام الحشر مشهودا
محرفاً لنصوص الوحي منحرفا
عنها وكان لديه الوحي مجحودا
بأخبث الرأي كي يرتاد مقعده
من الجحيم إذا ما تاب موصودا
وقد أضاف إلى تحريفها وإلى
التكذيب كذبا وهزلا ليس محدودا
وقد يراه بنصر الدين مستترا
حباله تحتها قد خد أخدودا
من أين هذا وما أملاه ينبئنا
بأنه شر أهل الأرض مولودا
ظن الخبيث بأن العارفين بأمر
الله لم يفهموا للرجس مقصودا
واضرب له مثل الغاوي فأتبعه الشيطان
واقرأه في الأعراف مسرودا
نفسي الفداء لقرم قام محتسبا
يهد أرصاده لا زال مهدودا
ونزه الدين عن أرجاس ما كتب
الغاوي المضل إلى أن صار مهدودا
ورد أغلاله السوآي بلبته
قسراً فعاد بها المخذول مشدودا
رداً جليلاً جلياً ما تكلف بل
من بحر علم خضم ليس مثمودا
على اختصار بإنصاف ومعرفة
مطهر ليس بالأرجاس محشودا
بل بالبيان وإرشاد السبيل على
علم وكان يرى العلم ممدودا
فالله يجزيه عنا كل صالحة
دنيا وأخرى ثواباً ليس محدودا
وأن يثبتنا فضلاً بقدرته
بثابت القول في الداري ممدودا
والأبعد القاصي نرجو الله توبته
أن لا يموت على الإلحاد ملحودا
ثم الصلاة مع التسليم دائمة
على النبي المصطفى حيا ومفقودا
والآل والصحب والأتباع قاطبة
والحمد لله حمداً ليس محدودا
أما الخبر المفرح الذي قد لا يعرفه كثيرون عن حفيده: الأخ / شريف القصيمي - وفقه الله -، أنه أحد الدعاة المتميزين في مجال " دعوة الجاليات "، وله تعاون مع بعض مكاتب الدعوة في هذا، ثبتنا الله وإياه على الحق، وهذا مصداق لقوله تعالى: (يخرج الحي من الميت)، والله الهادي ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 11:02]ـ
شكر الله لكم أبا مصعب
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 11:22]ـ
شكرا
بارك الله فيك
ـ[الرابية]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 12:32]ـ
جزاك الله خير ياشيخ سليمان
وأكرمك الله على هديتك المبارك
ثبتن الله وإياكم على الإسلام
شيخنا سليمان متى ترى النور المجموعة الثانيه من كتابك القيم نظرات شرعية
بورك فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 03:12]ـ
الإخوة الكرام الفضلاء
عبدالله العلي - علي الغامدي - الرابية - أبوالحسن الأزهري
بارك الله فيكم، ويسعدني مرور أمثالكم، نفع الله بجهودكم وأعمالكم
أخي الكريم: الرابية: شكرًا عن الفائدة، والمجموعة الثانية من " النظرات " طور الإعداد، أسأل الله أن ينفع بها ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 07:19]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان
و اذا كنتم مهتمين بالشيخ حافظ فلدي عنه رحمه الله بعض الفوائد العزيزة.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 10:40]ـ
[ SIZE="5"][COLOR="Green"][CENTER] الشيخ الكريم سليمان الخراشي: بارك الله فيكم وجعل هذا العمل وسائر جهودكم في ميزان أعمالكم ...
ـ[عبد الله بن ناجي المخلافي]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 11:25]ـ
وفقك الله يا شيخ سليمان لكل خير ونفع بك
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 11:38]ـ
...........
لقد رأيت كتاب عنه في معرض الكتاب لكني ترددت في شراءة ........... فأنا غير متصورة أن طالب علم له باع طويل في الطلب ينقلب إلى ((ملحد)) .. و بصراحه خفت أن تؤثر فيني قصة حياته و انقلابه!!
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك وتوفنا مسلمين غير ضالين ولا مضلين ... يارب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 06:04]ـ
الأخ الكريم: محمد المبارك: وبارك ربي فيك .. ولعلك تنشر ما عندك عن عالم الجنوب: الشيخ حافظ - رحمه الله -.
الأخ الكريم: فريد المرادي: آمين، للجميع. والعمل - رعاك الله - لابد أن يستوعب من تكلم عن القصيمي من الناقدين، مع نتف من كلامه المهم؛ ليكون مرجعًا للمعاصرين، ممن قد لا يتيسر له الاطلاع على كثير من تلك الردود. وفقك الله.
الأخ الكريم: عبدالله المخلافي: آمين، ولك بمثل، رعاك الله ويسر أمرك ..
الأخت الكريمة: طالبة العلم: أؤمن على دعائك: (اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك وتوفنا مسلمين غير ضالين ولا مضلين) .. آمين. وأشكر مرورك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 01:17]ـ
ولعلك تنشر ما عندك عن عالم الجنوب: الشيخ حافظ - رحمه الله -.
.
هي منشورة في صفحة الشيخ فيصل في صيد الفوائد.
في "معالم الوسطية"
و في "النفحات الزكية"
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 02:14]ـ
شغلتي امور كثيرة الي الاطلاع علي فكر القصيبي فجزاكم الله خيرا
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 04:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يثبتنا وإياك، وينفع بكتابك الإسلام والمسلمين
قرأت بعضا منه، وأسأل الله أن ييسر الباقي.
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 05:28]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان
وأسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه حتى نلقاه
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 05:39]ـ
نفع الله بك وجعلك ذخرا للإسلام والمسلمين.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 06:26]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 07:09]ـ
نفع الله بجهودك أخي الشيخ سليمان ...
ولكن عندي ملحوظة أخوية:
ياليت لوكان معك في هذا المجهود _الاحتسابي العلمي المؤصل_ طلاب علم آخرين ,وتدربهم على طريقتك في النقد ,وكيفيةمواجهة الخصوم .... إلخ
فأنت _ياشخ سليمان_عزيز _أي نادر_في هذا الزمن ....
فلو كان مثلك في الساحة اثني او ثلاثة ,كان ياسلام ....
ولاأنا غلطان؟!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 09:15]ـ
- الأخ الكريم: ابن الشاطئ: وجزاكم ربي بمثله ..
- الأخ الكريم: سعود بن مقبل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، آمين، ولك بمثل ..
- الأخ الكريم: عبدالرحيم التميمي: آمين، وبارك ربي فيك ..
- الأخ الكريم: محمد بن مسلمة: ونفع ربي بجهودك، ووفقك ..
- الأخ الكريم: صالح السويح: وأحسن إليك، وبارك في علمك ..
- الأخ الكريم: ابن رشد: آمين، وأشكر حسن ظنك. و " كل ميسر لما خلق له "، وتنوع الطرق مهم، ورأيك محل تقدير، ولستُ مؤهلا له .. وفقك الله.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 02:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
نفع الله بكم شيخنا، وهذه روابط لتحميل:
كتاب " تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمى فى أغلاله " للشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله -
http://www.almaknaz.com/show.php?cat=17&book=113
وكتاب " بيان الهدى من الضلال فى الرد على صاحب الأغلال " للشيخ إبراهيم بن عبد العزيز السويح النجدي - رحمه الله -
http://www.almaknaz.com/show.php?cat=14&book=121
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 02:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 03:06]ـ
ماشاء الله كتاب ممتع ورائع
بارك الله فيك أستاذنا سليمان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 05:38]ـ
بارك الله في الإخوة جميعًا ..
- سئل الدكتور راشد المبارك - وهو أحد من كانوا يترددون على القصيمي! -:
(هل تراجع القصيمي في أيامه الأخيرة؟)
فأجاب:
(لم ألحظ عليه هذا، وإذا كان قد تراجع، فأنا لم ألحظ عليه مثل هذا التراجع).
انظر: " راشد المبارك - ريادة في افكر والثقافة "؛ لعبدالله القفاري (ص 118).
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 08:10]ـ
نفع الله بجهودك أخي الشيخ سليمان ...
ولكن عندي ملحوظة أخوية:
ياليت لوكان معك في هذا المجهود _الاحتسابي العلمي المؤصل_ طلاب علم آخرين ,وتدربهم على طريقتك في النقد ,وكيفيةمواجهة الخصوم .... إلخ
فأنت _ياشخ سليمان_عزيز _أي نادر_في هذا الزمن ....
فلو كان مثلك في الساحة اثني او ثلاثة ,كان ياسلام ....
نعم اخي بارك الله في الشيخ الفاضل
ردود رزين وعليها بسمة العلماء
بعيدا عن السب والشتم والصياح
حفظ الله الشيخ وجعله دخر للمسلمين
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 08:13]ـ
نفع الله بجهودك أخي الشيخ سليمان ...
ولكن عندي ملحوظة أخوية:
ياليت لوكان معك في هذا المجهود _الاحتسابي العلمي المؤصل_ طلاب علم آخرين ,وتدربهم على طريقتك في النقد ,وكيفيةمواجهة الخصوم .... إلخ
فأنت _ياشخ سليمان_عزيز _أي نادر_في هذا الزمن ....
فلو كان مثلك في الساحة اثني او ثلاثة ,كان ياسلام ....
نعم اخي صدقت فكرة جيدة بارك الله في الشيخ الفاضل
ردود رزينة وعليها حلة اهل العلم
بعيدا عن السب والشتم والصياح والتجريح والتجريح
حفظ الله الشيخ وجعله دخر للمسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 08:13]ـ
أحسنتم يا أبا مصعب الجليل، ويذكرني القصيمي بمن ينعت بعميد الأدب العربي طه حسين!!!
ـ[قطرة]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 09:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي منَّ عليكم بتأليف هذا الكتاب وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثيبكم ويثبتنا وإياكم على الحق والهدى، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، والحقيقة إني صدمت عندما قرأت عن هذا الرجل، ولقد سمعت عنه لكني لم أتوقعه بهذا السوء، نسأل الله العافية والسلامة.
ـ[ابو البراء الأسمري]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 10:07]ـ
هل العُجب فقط شيخنا المبارك هو الذي اردى القصيمي المهلاك أم هناك اسباب خفية لا نعلمها ياشيخ سليمان زادك الله علماً وفهماً وهل احد اسباب فساد معتقده هو اطلاق العقل الضعيف في التفكر في نصوص الغيبية التي لا بد من الإيمان بها من غير أن يسأل عنها المرء لأنه من الغريب أن يصبح الرجل المنافح عن الدين رجل ملحد مع علمنا بعظيم قدرة الله وأن قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء ولكن سؤالي جزاك الله خير عن الأسباب التي ادت إلى هذه النهاية افدنا بارك الله فيك
اخوك / سعيد ابو البراء الأسمري
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 11:19]ـ
الفضلاء الكرام:
أباعبدالله عمر - أبا الطيب - قطرة (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته):
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
الأخ الكريم: أبا البراء:
الأسباب " الحقيقية " علمها عند علام الغيوب والسرائر. لكن الباحثين ذكروا بعض الأسباب بناء على " قرائن ".
ومن خلال تأملي في حاله وكتبه، أميل إلى أن السبب: (عُجبه بنفسه وقدراته، وتذمره من عدم تقدير الآخرين له، أو إنالته شيئًا من حظوظ الدنيا، وهم الذين – في المقابل - احتفوا بمن هو أقل شأنًا منه – كما يرى - .. قاده هذا إلى الاعتراض على القدر، ثم الشك في عدل الله تعالى! .. ثم التمرد .. فالإلحاد!) عافاني الله وإياك والمسلمين.
وقد سبقه لهذا: ابن الراوندي " الملحد ".
قال السفاريني في " غذاء الألباب ":
(ولما أوغل ابن الراوندي الزنديق المتعدي في النظر في العلوم الفلسفية، ولم ينوّر قلبه بالعلوم الشرعية، قال في معرض الاعتراض على الحضرة الإلهية:
كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه
وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا
هذا الذي ترك الأوهام حائرة
وصيّر العالم النحرير زنديقا
فعارضه أهل الاهتداء، ونجوم الاقتداء، فقالوا:
كم من أديب فهمٍ قلبُه
مستكمل العقل مقل عديم
ومن جهول مكثر مالُه
ذلك تقدير العزيز العليم
وقال آخر:
كم عاقل عاقل لا زال ذا عسر
وجاهل جاهل لا زال في يسر
تحير الناس في هذا فقلت لهم
هذا الذي أوجب الإيمان بالقدر
وقال آخر:
كم من قوي قوي في تصرفه
مهذب الرأي عنه الرزق ينحرف
وكم ضعيف ضعيف في تقلبه
كأنه من خليج البحر يغترف
هذا دليل على أن الإله له
في الخلق سر خفي ليس ينكشف) ..
وفقكم الباري ..
ـ[جذيل]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 01:05]ـ
الشيخ سليمان
سمعت ان لكم كتابا حول انتحار ملحد .. هل صحيح هذا ومتى يخرج ..
وفقك الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 02:17]ـ
أخي جذيل: بارك الله فيك.
غيّرت عنوانه - بناء على اقتراح أحد الإخوة - إلى:
(انتحار إسماعيل أدهم) ..
يُطبع قريبًا - إن شاء الله -.
ـ[ابو البراء الأسمري]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 04:53]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا المبارك وبارك في علمك وفهمك
اجدت وافدت حفظك الله من كل بأس
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[27 - Mar-2010, مساء 08:59]ـ
ومن العجب ذكر احد المتصوفة هدنا الله واياه الى الحق
انه لما كان القصيمي من تلامذتة الشيخ يوسف بن أحمد بن نصر الدِّجوي ودرس على يده ثم ألف في شيخه كتابا ملأه باستحقاره لشيخه ورفعه لنفسه فكان عاقبته أن ألحد بالله ومات على ذلك, وذلك مما أراه كرامة للإمام الدجوي رضي الله عنه.(/)
عن الباكستان ... جريمة عمرها ستون عاماً "
ـ[طرف]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 04:54]ـ
عن الباكستان ... جريمة عمرها ستون عاماً "
28ـ2ـ2008
إبراهيم العسعس
فتِّش عن الإنجليز!
انظر إلى الخارطة، سترى بصمتهم في كل خطوطها!
إنَّهم رواد الاستعمار الحديث، وهم الذين اخترعوا تقسيم البلاد قبل خروجهم منها!
ذكرتني الإنتخابات الأخيرة بالحقيقة السابقة، وكيف فعل الإنجليز في القارة الهندية ما فعلوه في غيرها. والجميل في اللعبة أنهم في كل تلك البلاد كانوا محظوظين، فقد كانت كل بلد من تلك البلاد تحتوي على عوامل نجاح التَّقسيم! في الهند ـ مثلاً ـ هناك العقائد المختلفة؛ بيئة ممتازة لبذر فكرة التقسيم، فالمسلمون يشعرون بأنهم أقلية مسلوبة الحقوق، إذن فلنؤسس لهم دولة، ولن نطالب بها نحن، فهم جاهزون للمطالبة بها!
لكن لحظة! هل يريد الانجليز تقسيم الهند؟ ما لهم ولها وهم يهيئون أنفسهم للخروج منها؟! الجواب بلا تردد: نعم، إنهم وإن اضطروا للخروج فإن غاياتهم في ذلك البلد لم تخرج. ومن الأفضل إذن أن يتركوه مقسماً، بحدود مشتعلة، وصراعات لا تنتهي. وهم بهذا يستطيعون إدارة مصالحهم بكفاءة اكثر. لقد وجد الإنجليز أنفسهم مضطرين إلى حل مشكلة الهند في وضع دولي غيَّرته الحرب العالمية الثانية، مراعين في ذلك ثلاثة عوامل في سياق واحد: ستمائة مليون صيني ـ في ذلك الوقت ـ بحكم شيوعي جديد على حدود البلد، وأربعمائة مليون هندي ـ في ذلك الوقت ـ سيشكلون قوة من الدرجة الأولى في آسيا، والجماهير المسلمة الموزعة على خريطة آسيا. وكان لا بد من مراعاة هذه العوامل في إطار " القاعدة الجغرافية للتاريخ " يعني السياسية الجغرافية، وطبقاً لمبدأ توزيع القوة، يعني إن أردت الرحيل فلا تترك وراءك بلدا قوياً (أنظر التحليل الرائع الذي قدمه مالك بن نبي رحمه الله في الفصل الرابع من كتابه المهم الصراع الفكري في البلاد المستعمرة).
ذكرتني الانتخابات الأخيرة " بغاندي " وهو يكاد يقبل يد " محمد علي جناح " ليعدل عن إصراره على قرار التقسيم، ولكن الأخير يصر بكل عنفوان! لماذا يا محمد علي جناح؟ لنحفظ للمسلمين عقائدهم وحضارتهم في شبه القارة الهندية! والسؤال المر: ها نحن بعد ستين عاماً من الحكم المضطرب، والانقلابات الكثيرة (ملاحظة: لم يقم في الهند أي انقلاب، وهذه قضية أخرى) فهل كانت الباكستان بلداً حافظ على عقيدة المسلمين وحضارتهم؟! بل هل حقق قيام بلد الناس الأطهار (هذا معنى باكستان) الغاية التي قام من أجلها؟ هل طُبِّق الإسلام فيها؟! بل والسؤال الأكثر مرارة: هل وضع المسلمين في الباكستان أفضل منه في الهند؟!
أليس من أعجب العجب أن تقوم باكستان من أجل الإسلام ثم لا تقيم نظامها على الإسلام، ثم لا يقف الأمر عند ذلك بل تعادي من يدعو لذلك! وإليكم باختصار الحوادث التالية:
ـ أعلن عن قيام الباكستان عام 1947.
ـ بعد خمسة أشهر ـ فقط ـ طالب المسلمون بإقامة النظام الباكستاني على الإسلام. لماذا ألم تنفصل من أجل الإسلام؟!!!!
ـ بعد عام أعتقل المودودي رحمه الله ومعه مجموعة من العلماء لمدة عام!!!
ـ أُعلنت الأحكام العسكرية في لاهور عام 1953، وحُكم على المودودي بالإعدام!! لا أفهم! لماذا؟ لأنَّه يطالب بتحكيم الشرع الذي قامت من أجله الباكستان! حسب علمي أنه لم يحكم على أحد من المسلمين بالإعدام لأنه مسلم من الدولة الهندية! أرجو تصويب هذه المعلومة لمن يمتلك غيرها.
ـ عام 1956 صدر دستور إسلامي. لا تظنوا أنه دستور إسلامي بالمعنى المطلوب، بل هو من قبيل الدساتير التي تملأ العالم الإسلامي، والتي تبدأ بمادة: الإسلام دين الدولة الرسمي!!
ـ فهل تمت الفرحة .. الناقصة؟ كلا (مش عيب) ففي عام 1963 أعلنت دستوراً جديداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وحتى تعم بركات الإنقسام، فقد انفصلت بنجلاديش عن الباكستان عام 71! ولم لا ففي البداية تم الانفصال على أساس عقائدي، ففتح بذلك باب مسوغات الانفصال، وإذن فليطالب البنغال بالانفصال على أساس عرقي! (وما في حدا أحسن من حدا). وبالمناسبة بنغلاديش هذه من عجائب الدول، فهي علامة صارخة على التخلف، ففي الوقت الذي تعاني فيه من الجفاف، تعاني من الفيضانات ويتحرك شعبها بالقوارب في الشوارع الرئيسية!! ولا زال الباكستان مهيئا لانفصال آخر، لكن هذه المرة على أساس مذهبي؛ سنة وشيعة!
كل هذا وغيره يثير السؤال الكبير: لمصلحة من حصل التقسيم؟ لمصلحة المسلمين؟ الواقع لا يؤيد هذا، فلقد تشتت شملهم، وتبددت قوتهم، وتحولوا من أقلية وهمية إلى أقلية حقيقية. الباكستان لم تشمل كل مناطق المسلمين الهنود، لذلك قسَّم التقسيم المسلمين! يبلغ عدد سكان المسلمين في الهند حوالي 150 مليوناً، في حين أن عدد سكان الباكستان 141 مليوناً!!! إنها سياسة وضعت المسلمين في موقف الأقلية المطالبة بحقوقها بعد أن كانوا جزءا قويا من النسيج الوطني للشعب الهندي.
ولقد فقدوا الحق بالمطالبة بحقوقهم! ترتب على اقتطاع باكستان من الهند تراجع الدور الاقتصادي الكبير للمسلمين في الهند بعد أن كانوا قوة لا يُستهان بها.
ولقد ضعف موقف المسلمين بتطبيق الحكم الإسلامي في الهند، أو أي طلب له علاقة بهذا، يقول لهم المتطرفون الهندوس: إذا أردتم الإسلام فاذهبوا إلى دولتكم. يقصدون الباكستان! لقد فقدوا الحق بأي صوت! حكم المسلمون الهند ثمانية قرون ونصف، كان فيها الإسلام هو الحاكم، ولم تسقط دولتهم إلا بالاستعمار البريطاني سنة 1857.
لكن من كان يستطيع الوقوف في وجه العاطفة العمياء التي ثارت عشية المطالبة بتأسيس الباكستان؟ لقد استطاع " الاستعمار حقن فكرة الانفصال في ضمير المسلمين " كما يقول مالك! (معروف أن بريطانيا وافقت على الانفصال عام 1946 اي قبل عام من حصوله! لماذا؟). إن تجربة الباكستان من أهم " الحوادث التي تتجلى فيها جوانب ضعفنا وفنية الاستعمار " (الصراع الفكري). فنحن تحكمنا النزعة الذرية وهي كما يعرفها مالك رحمه الله: " تفكير عاجز عن ضم مجموعة من الأفكار في اطراد واحد، طبقا لتسلسلها، بحيث يكون عقلنا لا يستطيع تتبع فكرة في حركتها المنطقية ... وهي في الجانب السياسي هي سبب تحطيم وحدة المشكلات العضوية، وتجزئة الحلول، حتى تصبح السياسة العاطفية عاجزة عن صياغة حكم صحيح على ذلك الواقع ". ولتتأكد من ضعف جهازنا الفكري، ودليل نزعتنا الذرية البرهان التالي الذي كان أحد دعائم فكرة الانفصال: " نعم إن المسلمين يأكلون البقرة، والهندوكيون يعبدونها، فلا يمكن أبداً أن نجمع بين طائفتين هذا شأنهما "!!
يقول مالك رحمه الله عن هذا البرهان: " ولو استطاعت البقرة لقالت: ما بال القوم لا يتركونني وشاني، مع من يعبدني ومن يأكلني " " ولكن للأسف إنَّ القيادة التي قادت تقسيم الهند لم تكن من ... نوع البقر ... وإلا ... ما كان يستطيع تشرشل أن ينفذ خطته، ولا الاستعمار أن يحقق أهدافه ". (عن الصراع الفكري في البلاد المستعمرة).
إنَّ كلَّ الدلائل تؤكد على أنَّ انفصال الباكستان كان ضربة معلم استعمارية، لم يستفد منها إلا الاستعمار. كما تدلُّ على عدم أهليتنا لإدارة الصراع، لضعف جهازنا الفكري، وسيطرة العاطفة على أسلوبنا في العمل، فقد استُقبلت مصيبة الانفصال بالتهليل والتكبير! وتدلُّ على أنَّنا لا زلنا نُقدِّس الأصنام، ونرضاها لنا قادة. " فإن الذين قادوا الشعوب إلى الكوارث الكبرى لم يكونوا من المحترفين العاديين الذين يسيرون في ركب الاستعمار على مرأى العيون، بل هم على العكس من ذلك، رجال مُكرَّمون، مرفوعون على منابر الزعامة، وكراسي الحكم: رجال وضعوا في حرم أوطانهم مواضع " الأبطال "، وبنيت لهم الأضرحة الفخمة أو هم بنوها من أموال أوطانهم قبل أن يبرحوا الحياة الدنيا "!!
قد لا أستطيع أن أجزم بأن وضع الإسلام والمسلمين في الهند أفضل منه في الباكستان، فهل يستطيع أحد أن يدعي بأنه أفضل في الباكستان؟!
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 09:10]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ كلَّ الدلائل تؤكد على أنَّ انفصال الباكستان كان ضربة معلم استعمارية ...
ماهذا الكلام يا أخي كدتُ أستلقى على الأرض مغشيا عليّ من الضحك من المفارقة!!!
مَن تقصد يا أخي؟
تقصد حركة محمد علي جَناح التي أسست دولة إسلامية مستقلة يحكمها الهنود السنَّة بانفسهم؟! والتي أدتْ لأكبر نزوح في تاريخ البشر بانتقال أكثر من مئة مليون مسلم من الجنوب نحو الشمال فراراً بدينهم وإعلانا عن سيادتهم المطلقة على أنفسهم .. تقول أن من صنعها المستعمر البريطاني؟
هل أنت جاد في مقالك يا أخي؟ أم أنك تمزح معنا بمقال فكاهي؟
وهل بريطانيا قسمت شبه القارة الهندية إلى هند وباكستان؟ أم أن باكستان سعت للانفصال وأسست دولة من العدم ضد الإرادة البريطانية؟
فهل انعدم الفارق عند كاتبك "عسعس" هذا ليستوى حال المسلمين وهم داخل دولة ذات سيادة وقوة اقتصادية وجيش قوي وردع نووي وهم الغالبية العظمى يحكُمونها ويحكِّمون من شاؤوا فيها, وفي ربوعها ترفع الصلاة خمس مرات من آلاف الملآذن ويصلي في مساجدها الملايين المسلمة الموحدة ...
وبين حالهم وهم مستعبدون أذلاء صاغرون عند السيخ والهندوس وعِبادة البقرة هي دين الدولة الرسمي والمسجد البابريُّ يدمر على رؤوس الساجدين فيه؟!!!! وعباد البقر والوثنيون هم من يحكم ويدير الدولة؟
لايستويان مثلا إلى عند مدقع الجهل أو من ماتت لديه ملكة العقل كلية! أو مِن ورائه أصابع خفية توجهه! ..... فهل المصلحة عند المدعو عسعس هذا أن يبقى المسلمون تحت سيادة الهندوس أم ينتقلوا لدولتهم المستقلة ليحكموها؟
هذه أول مره والله أسمع أن ظهور دولة باكستان كان مطلب أنكلترا وحلفاءها؟ وماهي مصلحة عباد الصلبان في إنشاء دولة مستقلة ذات مئة مليون مسلم أو يزيدون تتحول فيمابعد لقوة ردع نووي تحمل كره عقائدي لجارتها؟
نعم شاهدناهم (الأميركان والأنجليز) يمزقون المجتمعات الإسلامية لإنشاء إنفصاليات عرقية مخالفة للعرب مثل كردستان في العراق وتيمور الشرقية في أندونيسيا والجنوب في السودان ... وقريبا دارفور منها أيضا, وتدَخُّل الحبشة في الصومال والكيان الصهيوني في فلسطين وكوسوفا في ألبانيا ومن قبلهم ما أوهموا عبد الله بن الحسين بإنشائه وأسموه بالدولة العربية الكبرى وفصلها عن الدولة العثمانية ... ثم تحطيم الدولة العثمانية وبعدها فُتات الفُتات: ما أسموه بالدويلات العربية ذات السيادة والاستقلال عن الدولة العربية الكبرى الموهومة وغيرها الكثير والكثير والذي سيأتي تباعاً.
ولكننا لم نشاهدهم أبدا يسعون في توحيد المسلمين السنة في كيان دولي واحد تحت راية سنية واحدة. لو حدث هذا -ولن يحدث- فسيكون ضد سنن الله في كونه ومخلوقاته. والله المستعان.
ومع ذلك فلا أستعجب من هذا المقال ومستواه لأننا قد دخلنا زمن التَّافه الذي يتكلم في أمر العامة.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 11:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد لا أخالفك أخي (جولدن) على رأيك، لكن الذي أخالفك فيه قلمك الذي يقطر سمّ وسماجة وفهاهة على طلبة العلم فمن ((كاتبك " عسعس " هذا)) ولفظ النكرة!! إلى (زمن التافه الذي يتكلم في أمر العامة) وما فعله مجرد أبدة رأيه في موضوعٍ فكري!
تق الله .. يا هذا!!
فالأستاذ إبراهيم العسعس له من الأطروحات والأفكار التي تُظهر إبداع الرجل وأدبه.
فمن كتاب (رسالة نقدية في علم مشكل الحديث) إلى (الأمة والسلطة نحو النهضة والتغيير) بل وحتى كتابه (السلف والسلفيون) .. وله بمقالات جميلة مسلسلة كـ (الصداقة والأصدقاء) و (مراجعات في النهضة والتغيير) .. والكثير في (موقعه) و (مجلة العصر)!
اتق الله .. وتعلم الأدب في طرحك!
ـ[طرف]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 11:57]ـ
الاخ جولدن توربان
فُضَل الادب على العلم!
وثانياً محمد علي جناح مؤسس باكستان
شيعي!
انظر الرابط التالي
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B 9%D9%84%D9%8A_%D8%AC%D9%86%D8% A7%D8%AD
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 03:47]ـ
حسنٌ جدا يا أخ طرف.!
محمد علي جناح كان شيعيا. شكراُ لمن حضَّر لك هذه المعلومة لاحقا وإن لم يقلها صاحبك "عسعس" كأحد عناصر سقوط دولة باكستان في موضوعه الذي نقتَ عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
طيب لماذا لم يؤسس جناح باكستان الشيعية؟ ويعلن قيام ولاية الفقيه فيها؟ لماذا لم يعلن جناح قيام دولة أبو صالح الرافظية في باكستان؟ لماذا لم ينصبه الملالي خوميني باكستان؟
بل لماذا حوَّل جناح الشيعة فيها لأقلية لاتذكر؟ أليست هذه خيانة كبرى للشيعة وأي خيانة؟ أن يقوم شيعيٌّ بالتمهيد لإنشاء أكبر قوة عسكرية نووية سُنّيَّة مرهوبة الجانب؟!
ماذا تعتبر الـ 120 مليون نسمة السُنيّة الموجودة على أرض باكستان الآن؟
أخشى أن تقول لي: تعساء قد فسد إسلامهم لأن مؤسس باكستان كان شيعيا!
أخي ليس قبح الشيعيُّ كامن في رسم اسمه وإنما في شناعة أفعالة وضلال معتقده.
ولـ"طالب العلم" أقول مرة أخرى الحمد لله الذي أنطقك بما يكشف عن حالك من التناقض والتخبط. فأنت توافق تماما على ما كتبته فتقول: "قد لا أخالفك على رأيك" ثم تعود فتصف هذا الرأي بأنه "السمّ والسماجة والفهاهة" وما هو هذا السمّ والسماجة الذي كتبتُه كما أشار إليه "طالب العلم"؟ إنه قول رسول الله: "إن بين يدي الساعة سنين خداعة، يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة. قيل: المرء التافه يتكلم في أمر العامة "
وحري ٌبمن يتكلم عن أمة الإسلام المشرقة في باكستان وثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم وأول قوة ردع نووية إسلامية ويصف هجرتها إلى الله تاركة الأرض والأموال خلفها فرارا بالدين والعقيدة بأنه كان جريمة من صنع الإنجليز ... حري به وصْف الرويبضة.
ومن قال إن حال المسلم الهندي في باكستان مشابه لحال أخيه في الهند من حيث السوء. وأن أحوال أهل السنّة في باكستان ليست بأحسن من أحوالهم في الهند فقد حرمه الله نعمة العقل والتفكير السليم.
ولكن طالب العلم يصرّ أن يصف الأستاذ "عسعس" بأنه مُبدِع! فلنرى مبلغ إبداعه:
يقول الأخ "طرف" نقلا عن "عسعس": "فهل كانت الباكستان بلداً حافظ على عقيدة المسلمين وحضارتهم؟! بل هل حقق قيام بلد الناس الأطهار (هذا معنى باكستان) الغاية التي قام من أجلها؟ "
فعسعس ينفي بشدة أن تكون باكستان قد حققت هدفين رئيسيين: العقيدة والطهارة.
فشلت أولا في تحقيق العقيدة الإسلامية ... إذاً فأهلها أهل شرك ووثنية وعلى عقيدة تخالف الإسلام.
والهدف الثاني التي أخفقت فيه ياكستان هو تحقيق اسمها: "بلد الطاهرين". ومن لم تتحقق فيه صفة "الطهارة" فمن يكون أيها الإخوة الكرام؟ "نَجِس"! فباكستان من وجهة نظر "عسعس" هي لم تزل "أرض الأنجاس" .. 120 مليون مسلم سنّي على أرض باكستان أنجاس ومشركين كفرة! هذا هو أدب "عسعس" الرفيع ياطالب العلم (زعمتَ).
وفي هذا كفاية لمن كان له عقل وفي المقال العديد من المفارقات المضحكة نتناولها إن أصر الشاتم على جهالاته.(/)
بيان الشيخ الامام عبدالعزيز بن باز رحمه الله حول الوقيعة في أعراض الدعاة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 11:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين أما بعد:
فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعا من الدعوة إلى التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوقو العباد، وقد شاع في هذا العصر أن كثيرا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين، يفعلون ذلك سرا في مجالسهم، وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به رسوله من جهات عديدة منها:
أولا: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين، بل خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات، وتأليف الكتب النافعة.
ثانيا: أنه تفريق لوحدة المسلمين و تمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق او من أهل البدع والضلال.
ثالثا: هذا العمل فيه مظاهرة و معاونة للمغرضين من العلمانيين و المستغربين و غيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.
رابعا: إن في ذلك إفسادا لقلوب العامة والخاصة ونشرا و ترويجا للأكاذيب و الاشاعات الباطلة و سببا في كثرة الغيبة و النميمة، و فتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدابون على بث الشبه وإثارة الفتن ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.
خامسا: أن كثيرا من الكلام الذي قيل لا حقيقة له و انما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراها بها وقد قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ... الآية"، والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم علىأحسن المحامل وقد قال بعض السلف: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.
سادسا: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به، ولا يثرب عليه إذا كان أهلا للاجتهاد فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن حرصا على الوصول إلى الحق من اقرب طريق، ودفعا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإن لم يتيسر ذلك ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة، ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه، ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا"
فالذي انصح به هؤلاء الأخوة الذين وقعوا في اعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سببا في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال، والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها وتكلف ذلك.
كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوه بكتابة او غيرها مما يبرؤون فيه انفسهم من مثل هذا الفعل ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من قولهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" متفق على صحته.
ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه، ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملا بقول الله عز وجل في سورة النساء: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا"
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا، ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى وأن يوفق جميع علماء المسلمين وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده، ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 11:23]ـ
بوركت ..(/)
الحركة السلفية في الهند (منقول)
ـ[المستبصر]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 12:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة السلفية ودورها في إحياء السنة
بقلم عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي
بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية
ابتدأت حركة إحياء السنة في شكلها القوي في أواخر القرن الثالث عشر وتنورت بأشعتها بلاد دهلي وبهار وبنكال وجنوب الهند وشمالها وبلاد السند وكجرات ودكن وسرحد وفنجاب بل تجاوزت إلى البلاد الإسلامية، فكانت مثل تلك الحركة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
وقاد هذه الحركة العلمية والإصلاحية مجددا عصرهما الإمام النواب صديق حسن البوفالي والامام السيد نذير حسين المحدث الدهلوي. فخدم الأول علوم السنة بالتأليف والنشر وبذل الأموال الطائلة واحتضان العلم والعلماء بكل جد ونشاط وبكل جود وحماس، وخدم الثاني علوم السنة وإحيائها بتدريس الحديث مدة طويلة تستغرق اثنين وستين عاما، وكانت هذه المدرسة السلفية متأثرة بفكر الإمام إسماعيل الشهيد الواضح النير ومنهجه السلفي القويم الذي كان يهدف إلى دعوة الناس إلى التمسك بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح. وكان شعار أصحاب هذه المدرسة العمل بالحديث وعدم التقيد بالتقليد والاجتناب عن التصوف الشكلي.
وبجهود هذين الإمامين المتضافرة نشطت حركة إحياء السنة نشاطا كبيرا فكثر المعتنون بعلوم الكتاب والسنة وكثر دعاتها و كثرت المؤلفات في علوم السنة ونشرت كتب السنة بكثرة كاثرة، في عصر انقراض دولة المسلمين الذي بلغت حركة السنة فيه منتهى الضعف.
وقد اعترف الإمام العلامة رشيد رضا في سنة 1353هـ. بخدمات علماء السنة في الهند فقال في مقدمة كتاب مفتاح كنوز السنة:
"وهذا كتاب مفتاح كنوز السنة الذي نعرضه اليوم للعالم الإسلامي بلغة الإسلام أحد نفائس هذه الكتب التى وضعها أحد هؤلاء الأعلام وإنما وضعه لهم بإحدى لغاتهم وإن عالمنا الإسلامي لهو أحوج إليها من العالم الأوربي، فعسى أن تنتفع به جميع شعوبه وتنهض بهم الحمية الدينية إلى خدمة السنة، قلَّ من يريده حتى إن من المقلدين الجامدين من لا يرى لهذه الكتب فائدة إلا التبرك بها والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، وذكرها ولولا عناية إخواننا علماء الهند بعلوم الحديث في هذا العصر لقضي عليها بالزوال من أمصار الشرق، فقد ضعفت في مصر والشام والعراق والحجاز منذ القرن العاشر للهجرة حتى بلغت منتهى الضعف في أوائل هذا القرن الرابع عشر" [1].
وقد سبق هذا الاعتراف والثناء العاطر في سنة 1347هـ، من العلامة المحقق عبد العزيز الخولي فهو يقول في مفتاح السنة تحت عنوان حال السنة في عصرنا الحاضر:
"ولا يوجد في الشعوب الإسلامية على كثرتها واختلاف أجناسها من وفَّى الحديث قسطه من العناية في هذا العصر مثل إخواننا مسلمي الهند، أولئك الذين وجد بينهم حفاظ للسنة دارسون لها على نحو ما كانت تدرس في القرن الثالث، حرية في الفهم ونظر في الأسانيد".
وهذا كان منهج تدريس الحديث وتنقيد الروايات لكل من المحدث السيد نذير حسين الدهلوي والمحدث حسين بن محسن الأنصاري والنواب صديق حسن البوفالي، الذي كان يتجلى فيه روح الاجتهاد وحرية في الفهم ونظر في الأسانيد على المنهج السلفي الذي نرى في مؤلفات الشاه ولي الله الدهلوي والإمام الشوكاني، وإلى ذلك المنهج أشار الأستاذ الخولي فقال:
"وإن أساس تلك النهضة في البلاد الهندية أفذاذ أجلاء تمخضت بهم العصور الحديثة وانتهجوا في تحصيل العلوم نهج السلف فنبه شأنهم وعلا أمرهم وذاع صيتهم وتكونت جمعيات سلكت سبيلهم وعملت على نشر مبادئهم، فكان لها ذلك الأثر الصالح والسبق الواضح ومن أشهر هؤلاء الأعلام ولي الله الدهلوي صاحب التصانيف في اللغتين العربية والفارسية وأشهرها حجة الله البالغة والسيد صديق حسن خان ملك بهوبال صاحب التصانيف الكثيرة أيضا".
ثم يقول: "ومن حسناته طبع فتح الباري في شرح البخاري للحافظ ابن حجر ونيل الأوطار للإمام الشوكاني وتفسير الحافظ ابن كثير مع تفسيره فتح البيان، طبعت هذه على نفقته في المطبعة الأميرية بمصر، فكانت من أنجح وسائل إحياء السنة".
(يُتْبَعُ)
(/)
واستطرد قائلا: "وفي الهند طائفة الآن كبيرة تهتدي بالسنة في كل أمور الدين، ولا تقلد أحدا من الفقهاء ولا المتكلمين، وهي طائفة المحدثين" [2].
وقد أثنى العلامة محمد منير الدمشقي على علماء أهل الحديث في الهند في كتابه نموذج من الأعمال الخيرية ثناء عاطرا فقال:
"وهي نهضة عظيمة أثَّرت على باقي البلاد الإسلامية فاقتدى بها غالب البلاد الإسلامية في طبع كتب الحديث والتفسير" [3].
كما اعترف الأستاذ الخولي بفضلهم فقال: "طبعوا كثيرا من كتبها النفيسة التي كانت تذهب بها الإهمال وتقضي عليها غير الزمان" [4].
وهذه الكتب التي قام بنشرها أهل الحديث هي: فتح الباري من مصر ومن الهند، وتفسير ابن كثير والسنن للدارمي، والتلخيص الحبير لابن حجر، وبلوغ المرام لابن حجر، والدراية في تخريج الهداية لابن حجر، والأدب المفرد للبخاري، والتاريخ الصغير له، وسبل السلام ومنتقى الأخبار، وشرح خمسين حديثا لابن رجب، وسنن الدارقطني مع التعليق المغني لشمس الحق العظين آبادي، واللآلي المصنوعة للسيوطي، وقيام الليل للمروزي، وذيل اللآلي، والمعجم الصغير للطبراني، والمقاصد الحسنة للسخاوي، والفوائد المجموعة للشوكاني، وغير ذلك من نفائس كتب الحديث والتفسير.
وقد اعترف بفضل حركة أهل الحديث في اعتناء الحنفية بالكتاب والسنة أحد كبار علماء الحنفية وهو العلامة مناظر أحسن الكيلاني من تلامذة العلامة محمد أنور الكشميري، فقال:
"ويعترف أن اعتناء أحناف شبه القارة الهندية بالنبعين الأساسيين للدين الكتاب والسنة فيه دخل كبير لحركة أهل الحديث ورفض التقليد، وإن لم يترك عامة الناس التقليد إلا أنه قد تحطم سحر التقليد الجامد والاعتماد الأعمى" [5].
النواب صديق حسن البوفالي وأصحابه:
إن حركة نشر السنة والدعوة السلفية التي قادها البوفالي كان لها أثر بعيد في تاريخ إحياء السنة في الهند، و "كم له أياد بيضاء في خدمة العلم والعلماء وإن جحد فضله الحاسدون وضعفاء العقول المتصنعون" [6]. وقد مر ذكر بعض حسناته في مجال نشر كتب السنة، ومن حسناته أنه قرر لغير واحد من العلماء والدعاة العاكفين على التأليف والدعوة والإرشاد رواتب شهرية تشجيعا لهم وتنويها بأعمالهم، فنشطت حركة التأليف والنشر في مواضيع العقيدة والسنة والدفاع عنهما.
ومن حسناته أنه دعا أسرة سلفية كريمة من اليمن، وجهود المحدث حسين بن محسن الأنصاري في نشر السنة ليست مخفية على أحد.
تلقى النواب علم الكتاب والسنة عن علماء عصره على تلاميذ أسرة الشاه ولي الله الدهلوي أمثال العلامة المفتي صدر الدين الدهلوي، وأسند عن الشيخ محمد يعقوب الدهلوي صنو المحدث إسحاق الدهلوي، والمحدث عبد الحق البنارسي تلميذ الشوكاني، وقد أنعم الله عليه بزواجه مع الأميرة شاه جهان بيكم والية دولة بوفال فتولى رئاسة الدولة، ونشط للدعوة السلفية ولنشر السنة وإحيائها فكتب وألف كثيرا ورتب نظام المدارس ونوه بإعلان الجوائز للمشتغلين بالحديث حفظا ودراسة.
آثاره العلمية:
يعد النواب البوفالي من عظماء الإسلام الذين اشتهروا بكثرة مؤلفاتهم المتنوعة في مختلف العلوم والفنون كالإمام السيوطي بلغ عدد مؤلفاته 222 كتابا في العربية والأردية والفارسية، منها: تفسير فتح البيان بالعربية. وتفسير ترجمان القرآن بالأردية، أما مؤلفاته في علوم السنة فهي كثيرة أيضا منها:
1 - عون الباري في حل أدلة البخاري وهو شرح التجريد الصريح لصحيح البخاري للشيخ حسين بن مبارك في مجلدين.
2 - والسراج الوهاج في كشف مطالب مختصر صحيح مسلم بن الحجاج في مجلدين، وشرح الأحاديث الواردة في الصحيح بتبويب جديد، وحذف أسانيدها وتبويب الإمام النووي.
3 - فتح العلام شرح بلوغ المرام في 4 أجزاء، اختصره من البدر التمام للمغربي، وحذف مذهب الزيدية وذكر فيه فوائد حديثية أخرى. نسبة إلى ولده الشيخ نور الحسن.
4 - الروض الباسم بالأردية.
5 - ومسك الختام بالفارسية في شرح بلوغ المرام.
6 - الحطة بذكر الصحاح الستة؛ كتاب قيم في بابه.
7 - توفيق الباري في ترجمة الأدب المفرد للبخاري إلى الأردية. وله اتحاف النبلاء بإحياء مآثر المحدثين الفقهاء بالفارسية. والتاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول بالعربية. وأبجد العلوم فيه فصول تتعلق بعلم الحديث بالعربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أصحابه الذين ساهموا معه في نشر السنة والثقافة الإسلامية فهم كثيرون والأخص بالذكر منهم:
- الإمام المحدث حسين بن محسن الأنصاري 1245 - 1337 هـ تلقى العلم عن علماء اليمن وأسند الحديث عن العلامة السيد حسن بن عبد الباري والعلامة السيد سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل وعن الشيخ أحمد بن الإمام الشوكاني. درس وأفاد باليمن إلى مدة ثم جاء إلى الهند عند أخيه العلامة زين العابدين قاضي بوفال، وبقي هناك مدة من الزمن. ثم دعاه النواب البوفالي في عصره فجاء مع أسرته وتوطن ببوفال، وانتشر صيته في الأفاق فبادر إليه طلبة العلم وأهله واستغرفوا من بحار علمه وقل من علماء الحديث في عصره إلا وأسند عنه أو استجاز منه، أمثال النواب البوفالي، والمحدث شمس الحق العظيم آبادي والمحدث وحيد الزمان والمحدث بديع الزمان، والمحدث عبد الرحمن المباركفوري وأمثالهم.
ومن آثاره العلمية تعليقات شتى على سنن النسائي. والتحفة المرضية في حل بعض المشكلات الحديثية. والبيان المكمل في تحقيق الشاذ والمعلل. وله فتاوى في جزءين باسم فتاوى نور العين وله رسائل وبحوث قيمة في علم السنة [7].
ومنهم العلامة القاضي محمد بشير السهسواني صاحب صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان، تلميذ السيد نذير حسين الدهلوي، تولى رئاسة القسم الديني ببلدة بوفال.
ومنهم العلامة سلامت الله الجيراجفوري تلميذ السيد نذير حسين الدهلوي. تولى القضاء في الدولة.
ومن علماء أسرة النواب البوفالي:
- صنوه الكبير العلامة المحدث أحمد بن حسن العرشى (1246 - 1277 هـ) الذي قصر همته على نشر السنة والسلفية ومن آثاره: الشهاب الثاقب في مبحث الاجتهاد والتقليد.
- وولده: العلامة نور الحسن بن صديق حسن (1278ـ 1330 هـ) تخرج على أبيه وعلى العلماء الموجودين في الدولة، كان له اشتغال بعلوم السنة والتفسير، نسب إليه النواب بعض مؤلفاته كفتح العلام وكتاب الغنة، ومن مؤلفاته: الجوائز والصلات من جمع الأسامي والصفات، ومنتخب عمل اليوم والليلة لابن السني. ومنتخب مشارق الأنوار.
مدرسة المحدث السيد نذير حسين الدهلوى (1220 هـ - 1320 هـ)
ازدهرت حركة السنة ازدهارا عجيبا بجهود المحدث السيد نذير حسين الدهلوي فانتشر تلاميذه في أقطار الهند وقصروا همتهم على نشر السنة وإحيائها بالتدريس والتأليف والدعوة والإرشاد.
ولد السيد نذير حسين ونشأ بقرية سورج كره من أعمال مونكير من ولاية بهار ورحل لطلب العلم إلى البلاد؛ قرأ على أساتذة عظيم آباد بتنه، والتقى هناك بزعماء حركة الجهاد الإمامين الشهيدين السيد أحمد بن عرفان والشاه إسماعيل الدهلوي. ثم رحل إلى دهلي وتتلمذ على أساتذتها، ولازم المحدث إسحاق الدهلوي ثلاثة عشر عاما وتشبع بعلومه واستغرف من بحار علمه وفاق أقرانه في العلم والفضل، فاستخلفه الشيخ محمد إسحاق مسنده عند هجرته إلى مكة المكرمة سنة 1258 هـ فعكف على هذا المسند الشريف للدرس والإفادة ولقب بميان صاحب، لقب علماء أسرة الشاه ولي الله الدهلوي ثم اشتهر بشيخ الكل في الكل. وأعطته الحكومة وسام "شمس العلماء" اعترافا بعلمه وفضله ونبوغه في العلوم والفنون.
يقول فيه تلميذه الشيخ عبد الحي الحسني: "أجازه الشيخ المذكور أي الشيخ محمد إسحاق …فتصدر للتدريس والتذكير والإفتاء. ودرس الكتب الدراسية من كل علم وفن. لا سيما الفقه والأصول إلى سنة سبعين ومائتين وألف. وكان له ذوق سليم في الفقه الحنفي ثم غلب عليه حب القرآن والحديث فترك اشتغاله بما سواهما إلا الفقه… ونفع الله بعلومه خلقا كثيرا من أهل العرب والعجم وانتهت إليه رئاسة الحديث في بلاد الهند. أما تلامذته فعلى طبقات: فمنهم العالمون الناقدون المعروفون فلعلهم يبلغون إلى ألف نسمة. ومنهم المقاربون بالطبقة الأولى في بعض الأوصاف. ومنهم من يلي الطبقة الثانية وأهل هاتين الطبقتين يبلغون إلى الآلاف [8].
وقال المحدث حسين بن محسن الأنصاري: "إنه فرد زمانه ومسند وقته وأوانه ومن أجل علماء العصر بل لا ثاني له في إقليم الهند في علمه وحلمه وتقواه وإنه من الهادين والمرشدين إلى العلم بالكتاب والسنة والمعلمين لهما. بل أجل علماء هذا العصر المحققين في أرض الهند أكثرهم من تلامذته، وعقيدته موافقة لعقيدة السلف الموافقة للكتاب والسنة" [9].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأذكر هنا بعض من اشتهر منهم في خدمة السنة والسلفية بالإيجاز؛ وقد برز منهم في صناعة الحديث المحدث شمس الحق العظيم آبادي والمحدث عبد الرحمن المباركفوري وطار صيتهما في الآفاق وسار بتصانيفهما الركبان ولذلك نفصل الكلام فيهما بعض التفصيل.
مؤلفاته:
وقبل أن نشير إلى بعض مؤلفاته، فإن الله خلقه لتدريس علوم السنة فلم يلتفت إلى الكتابة إلا قليلا، ورتب بعض تلاميذه فتاواه في جزءين كبيرين باسم "الفتاوى النذيرية" ولو رتبت أبحاثه وفتاواه كلها لكانت في مجلدات ضخام، وله كتاب جليل في مباحث الاجتهاد والتقليد "معيار الحق" وقد ذكر مؤلف "الحياة بعد الممات" سبعة وثلاثين بحثا أو كتابا له.
تلاميذه:
الإمام المصلح المحدث العارف بالله عبد الله الغزنوي (1230 - 1298هـ) من كبار دعاة السنة وعلمائها المولعين بالعمل بها ونشرها وإحيائها، أوذي في سبيل الله؛ فأخرج من موطنه غزنة، تخرج على السيد نذير حسين واشتغل بالدرس والإفادة ونشر السنة وإحيائها ودحض البدع والخرافات في ولاية فنجاب نفع الله به خلقا كثيرا لا يأتي عليه الإحصاء ورزقه الله أولادا صالحين اشتهروا بعلمهم وفضلهم ودعوتهم إلى الله، والأخص بالذكر منهم الإمام عبد الجبار الغزنوي تلميذ السيد نذير حسين الدهلوي الذي قضى حياته في نشر السنة والسلفية.
والأسرة الغزنوية والمدرسة الغزنوية قد اكتسبت شهرة عظيمة في الأوساط الدينية والعلمية لخدماتها العلمية والدينية [10].
والشيخ المحدث بديع الزمان بن مسيح الزمان اللكنوي الحيدر آبادي (1250 ـ 1304هـ) اشتغل بالتأليف والتصنيف ونقل السنن إلى اللغة الأردية، فمن آثاره: ترجمة وشرح لجامع الترمذي في مجلدين ولم يتمه فأتمه صنوه المحدث وحيد الزمان، وترجمة ابن ماجه ولم يتمه [11].
وصنوه المحدث وحيد الزمان اللكنوي (1267 ـ 1338هـ) من مشاهير الهند وكبار تلامذة السيد نذير حسين، قضى حياته في نشر السنة النبوية، وله منة عظيمة على أهل الهند حيث قام بترجمة وشرح كتب السنة إلى الأردية، وقد نشرت هذه الشروح والتراجم في عصره ثم تتابعت طبعاته إلى وقتنا الحاضر، ومن آثار العلمية: شروح وتراجم الكتب الستة؛ صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجة ومشكاة المصابيح وموطأ مالك، وله أحسن الفوائد في تخريج أحاديث شرح العقائد. وإشراق الأبصار في تخريج أحاديث الأنوار، ووحيد اللغات في غريب الحديث ومفرداته؛ وله تفسير القرآن المسمى بالتفسير الوحيدي بالأردية. وتبويب القرآن لضبط مضامين القرآن، وإصلاح الهداية في فقه الحديث وله غير ذلك [12].
الشيخ المحدث أمير حسن (1243 - 1291) وابنه المحدث أمير أحمد (1260 - 1306هـ) من كبار علماء السنة أسندا عن السيد نذير حسين واشتغلا بنشر السنة والدفاع عن حركة المجاهدين.
والشيخ الداعية المحدث الحافظ محمد بن بارك الله اللكهوي (1221 - 1311هـ) من أجل تلامذة السيد نذير حسين وأحد العلماء السلفيين المشهورين بالفضل والكمال؛ له مواقف محمودة في نشر الكتاب والسنة، في بلاد فنجاب وبمجهوده وجهود تلاميذه نشطت الحركة السلفية في هذه المنطقة، وله مؤلفات ممتعة ورسائل نافعة في السنة والتوحيد وله تفسير مشهور منظوم باللغة الفنجابية، وله تعليقات على بعض المواضع من سنن أبي داود [13].
والشيخ عبد الوهاب الملتاني الدهلوي (1280 - 1315هـ) أحد العلماء المشهورين تخرج على السيد نذير حسين والشيخ منصور الرحمن تلميذ الإمام الشوكاني: قضى حياته في الدرس والإفادة والتأليف نحو ستين سنة بدهلي. وله مؤلفات ورسائل كثيرة معظمها في الفروع والمسائل الخلافية، وقد اختار فيها موقفا غير ملائم ولشدته وتعنته في هذه المسائل وتركيزه عليها نشأت هناك طائفة كبيرة قد انتهجوا هذا المنهج في هذه الأمور وتسببوا في إساءة الدعوة السلفية. بحيث صارت هذه المسائل الخلافية موضع البحث والمناقشة ومقياس الدين والسلفية ولا تزال آثارها السيئة باقية إلى الآن، والسلفية براء من هذا التنطع والجدل والمناقشة الكلامية. وله تعليقات على مشكاة المصابيح، وعون المعبود [14].
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ المحدث أبو عبد الرحمن محمد الفنجابى (1315 هـ) كان من جماعة السيخ فهداه الله إلى قبول الإسلام على يد الإمام عبد المنان المحدث الوزير آبادي فلازمه وأخذ عنه ثم وصل إلى دهلي وأسند عن المحدث نذير حسين ثم اشتغل بتصحيح نسخة النسائي وعلق عليه حاشية جديدة، أسماها الحواشي الجديدة، وبلغ إلى كتاب عشرة النساء فوافته المنية سنة 1315 هـ، فأكملها الشيخ أبو يحيى الشاه جهانفوري.
المحدث محمد بن هاشم السورتي السامرودي (1256 - 1315هـ) أحد العلماء المفلقين في العلوم الأدبية وعلوم القرآن والحديث والفقه، أسند عن المحدث حسين بن محسن الأنصاري والشيخ منصور الرحمن تلميذ الشوكاني والسيد نذير حسين المحدث، قضى حياته في التدريس والتأليف، ومن مؤلفات: ترجمة صحيح البخاري إلى الأردية سبعة أجزاء.
الشيخ أبو النصر عبد الغفار نشتر المهدانوي (م 1315 هـ) أَسند عن المحدث السيد ندير حسين وتصدى للدرس والإفادة والتأليف. ومن مؤلفاته ترجمة الأدب المفرد للبخاري إلى الأردية أسماها "سليقه".
والعلامة المحدث الحافظ أبو محمد إبراهيم بن العلى الآروى (1264 - 1319 هـ) من أخص تلامذة السيد ندير حسين وأحد أركان الدعوة السلفية، وهو أول من فكر من علماء الهند لإصلاح المنهج التعليمي السائد في مدارس الهند. وأسس على فكرته المدرسة الأحمدية بآره سنة 1398 هـ وصارت المدرسة أكبر مركز للدعوة السلفية، وكان يعقد المجالس العلمية تحت إشراف المدرسة كل سنة باسم مجلس المذاكرة العلمية، تدرس فيها موضوعات علمية خاصة. ولا تزال المدرسة الأحمدية تؤدي دورها القيادي في مجال التعليم ببلدة دربهكه من ولاية بهار؛ ومن آثاره العلمية: طريقة النجاة في ترجمة الأحاديث من الفصل الأول من المشكاة؛ في أربعة أجزاء. وله غير ذلك من المؤلفات. هاجر في آخر عمره إلى الحجاز فأخذ عنه علماؤها: وبطريقه انتشر سند السيد نذير حسين الدهلوي في الحجاز كما انتشر سنده بطريق بعض تلاميذه أمثال سعد بن عتيق في بلاد نجد والححاز [15].
المحدث محمد سعيد البنارسي (1374 - 1322 هـ) من كبار تلامذة السيد نذير حسين الدهلوي وأحد دعاة السنة والتوحيد. ولد ونشأ في بيت هندوكي وثنِيّ، فهداه الله إلى الإسلام فأسلم ودرس بدار العلوم (ديوبند) ثم فصل منها لعدم تقيده بالمذهب الحنفي الذي هو مذهب الدار، ثم رحل إلى دهلي ولازم السيد نذير حسين وتشبع بعلومه ثم اشتغل بالدرس والإفادة في المدرسة الأحمدية بأره وأسس المدرسة السعيدية ببنارس. ودرس بها إلى وفاته مع اشتغاله بالتأليف والتصنيف، تخرج عليه خلق كثير من شمال الهند وبهار ونبكَال وله مؤلفات ورسائل كثيرة أكثرها ردود عنيفة على متعصبي المذهب والمقلدة الجامدين؛ وله فتاوى في جزءين؛ وقد رزقه الله أولادا صالحين منهم [16]:
المحدث محمد أبو القاسم البنارسي: الذي تخرج عليه وعلى السيد نذير الدهلوي وعلى المحدث عبد الرحمن المباركفوي، اشتغل بتدريس الحديث فدرس صحيح البخاري أربعين مرة، وألف مؤلفات قيمة في الرد على من خالف السنة والطريقة السلفية. وكان له اطلاع واسع في علم الحديث مع تساهله في الاستدلال بالأحاديث الواهية، ومن مؤلفاته: الكوثر الجاري في حل مشكلات البخاري؛ وسواء الطريق في تاريخ أهل الحديث؛ وحصول المرام في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام؛ والأسف أن المسائل الخلافية جرته إلى ميدان الجدل والمناقشة والمناظرة فلم يستطع أن يقوم بعمل كبير في خدمة السنة كما كان يتوقع منه ويرجى من علمه [17].
والمحدث أبو الحسن السيالكوتي (م 1325 هـ)، كان له نصيب وافر في خدمة السنة النبوية، اشتغل بالدرس والتأليف. ومن آثاره: فيض الباري في شرح وترجمة صحيح البخاري بالأردية وترجمة مشكاة المصابيح إلى الأردية، وترجمة الجزء الخامس والسادس من كتاب تيسير الوصول, والإكمال في ترجمة أسماء الرجال، والكلام المبين في رد تلبيسات المقلدين, رد فيه على الفتح المبين للعلامة عبد الحي اللكنوي, وفيض الستار في ترجمة كتاب الآثار للإمام محمد إلى الأردية, والظفر المبين في الرد على مغالطات المقلدين الجزء الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ المحقق أبو يحيى محمد بن كفايت الله (م 1342 هـ) من كبار أهل الحديث، اشتغل بالدرس والتأليف, ومن آثاره: الإرشاد إلى سبيل الرشاد بالأردية, كتاب جليل في الرد على التقليد, وفي الحث على اتباع الكتاب والسنة, وله تكملة الحواشي الجديدة للشيخ أبي عبد الرحمن محمد الفنجاني تلميذ السيد نذير حسين الدهلوي.
العلامة المحقق المحدث الشيخ محمد بشير بن بدر الدين الفاروقي السهسواني (1250 - 1326هـ) من كبار تلاميذ السيد نذير حسين وأحد نوابغ عصره علم المعقول والمنقول. قرأ على بعض أفاضل فرنكى محل، وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين في دهلي، واستجاز من المحدث اليماني، درس وأفاد في المدارس الهندية وتولى رئاسة المدارس في بوفال.
ومن مؤلفاته الشهيرة: صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان والكتاب رد على جميع القبوريين والمبتدعين خلفا وسلفا.
وله ردود عنيفة على الشيخ عبد الحي في مسئلة شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وله البرهان العجاب في مسئلة فرضية أم الكتاب وله غير ذلك من الكتب القيمة المفيدة.
والعلامة المحقق المحدث الكبير أبو الطيب محمد شمس الحق بن أمير علي العظيم آبادي (1273 - 1219 هـ) من كبار محدثي الهند الذين قادوا حركة السنة والسلفية، وأحد نوابغ العصر ممن يشار إليه بالبنان. تلقى العلوم على أساتذة عصره في بلدته وفي لكناؤ ومراد آباد ودهلي. رحل إلى دهلي ولازم السيد نذير حسين المحدث الدهلوي، ثم رجع إلى موطنه سنة 1302 هـ. ثم قصد إليه مرة ثانية ولازمه ثلاث سنوات. قرأ عليه الكتب الستة والموطأ والدارمي والدارقطني وتفسير الجلالين بكل روية وتدبر، كما استفاد من الشيخ حسين بن محسن الأنصاري وأسند عنه. ورجع إلى موطنه ديانوان، وعكف عن الدرس والإفادة والتأليف، وقد وهبه الله ملكة راسخة في علوم الكتاب والسنة، وكان مشغوفا بجمع الكتب النادرة القيمة في علوم السنة ونحوها بعد التعليق عليها. وأنفق فيها مالا كثيرا، وله منة عظيمة على أهل العلم وخاصة على طلبة الحديث.
آثاره:
كانت جهوده مرتكزة في خدمة السنة النبوية فمعظم مؤلفاته في السنة منها:
1 - غاية المقصود في حل سنن أبي داود: وهذا شرح واسع على السنن لم يطبع منه إلا الجزء الأول فقط قبل سنة 1205هـ، وتوجد النسخة الخطية منه بمكتبة خدا بخش، بتنه (الهند) في ثلاثة مجلدات، تنتهي إلى أول كتاب الصلاة، وقد وصل المؤلف في شرحه هذا الكتاب إلى باب في الدعاء للميت إذا وضع في قبره، ولم يمهله الأجل المحتوم لإكماله، وأما ما قال البعض أن غاية المقصود قد أتمه المؤلف في اثنين وثلاثين جزءا فلا يصح. وإنما كان التقدير أن ينتهي الشرح في اثنين وثلاثين جزءا ولكن ما قدر الله اتمامه.
ويمتاز هذا الشرح العظيم بميزات وخصائص نذكر منها بعضها فيما يلي:
كتب المؤلف في أول الجزء المطبوع مقدمة نفيسة تستغرق ثماني عشرة صفحة على القطع الكبير ذكر فيها فوائد شتى تتعلق بالسنن ومؤلفه الإمام أبي داود.
ثم بسط الكلام في شرح الأحاديث واعتنى بحل مشكلات الحديث وشرح غريبه اعتناء تاما وذكر المسائل الفقهية المستنبطة عنه مع بيان اختلاف المجتهدين وحججهم وتعيين القول الراجح عند المؤلف، وقد تجرد فيه تماما عن التعصب الطائفي فرجح من الأقوال والآراء ما استبان له صوابه واعتضده الدليل.
وكذا ترجم لكل راو في أول موضع جاء ذكره فيه، مع بيان اسمه وكنيته ونسبته ولقبه وقد يكون في إسناد الحديث أو متنه اضطراب فيوضحه ويشرح مراد الإمام أبي داود بقوله، واعتنى بتخريج كل حديث من السنن في آخر شرحه للحديث مع بيان الصحيح والضعيف منه وذكر وجوه التوفيق بين الروايات التي تبدو بادي الرأي مختلفة أو متباينة، وقد أخذ في كثير من المواضع على الأخطاء التي صدرت من شراح السنن وغيرهم وذكر ما هو الصواب. وأخيرا يسوق المؤلف في شرحه جملة من الروايات التي تتعلق بالباب مع ذكر من خرجها من الأئمة مع التمييز بين الصحيح منها والضعيف.
2 - عون المعبود على سنن أبي داود: يقع هذا الشرح في أربعة مجلدات ضخمة طبعت بدهلي (الهند) بين 1318 - 1323هـ وتوجد نسخة خطية ناقصة منه في مجلدين ضخمين بمكتبة خدا بخش خان (بتنه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اشتهر المحدث شمس الحق العظيم آبادي بتأليفه هذا الشرح، إلا أن المجلد الأول منه في الطبعة الأولى قد نشر باسم أخيه الشيخ شرف الحق محمد أشرف العظيم آبادي، والحقيقة أن هذا الشرح من تأليف المحدث شمس الحق وإنما استعان بأخيه وغيره من العلماء أثناء التأليف وهم المحدث عبد الرحمن المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي، والشيخ أبو عبد الله إدريس بن أبي الطيب الديانوي، وخال المؤلف الشيخ الحاج عبد الجبار بن الشيخ العالم نور أحمد الديانوي والشيخ القاضي يوسف حسين خان الهزاروي والشيخ محمد الشاه جهانفوري.
وسبب تأليفه هذا الشرح أنه لما كان يؤلف شرحه الكبير على سنن أبي داود المسمى بغاية المقصود شعر أنه يطول إلى ما لا نهاية له وأن هذا العمل يمكن أن لا يتم في حياته، فشرع في تأليف مختصر ينفع العلماء والطلاب ويعينهم في فهم معاني الأحاديث، وها هو عون المعبود أكمله في سبع سنين.
وهذا الكتاب لا يوجد له مثيل في شروح السنن "وكل من جاء بعده من شيوخ الهند وغيره استمد من شرحه". كما قال الشيخ محمد منير الدمشقي [18].
أما ميزات هذا الشرح فهي نفس خصائص شرحه الكبير غاية المقصود، إلا أن المؤلف سلك فيه مسلك الاختصار ولم يبسط القول في المسائل الخلافية مثل ما بسط في غاية المقصود إلا في بعض المسائل مثل بحث الجمعة في القرى وعدد تكبيرات العيدين ومسئلة التطليقات الثلاث، والصلاة على الميت الغائب، وتعليم الكتابة للنساء وحديث المجدد والتجديد وتحقيق معناه، وشرح حديث أمارات الساعة وتحقيق ما هو الحق في محمد بن اسحاق صاحب المغازي.
وأكبر ميزة لعون المعبود أن المصنف بالغ في تصحيح متن السنن ومقابلته بالنسخ الموجودة بحيث صار المتن المطبوع مع العون أصح متن للسنن.
3 - والتعليق المغني على سنن الدارقطني في جزءين، طبعه المؤلف على نفقته لأول مرة في الهند.
4 - غنية الألمعي بحث عن عدة مسائل في الحديث.
5 - النجم الوهاج في شرح مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج.
6 - المكتوب اللطيف إلى المحدث الشريف .. كتبه إلى شيخه المحدث السيد نذير حسين الدهلوي في كون الإجازة العامة معتبرة. وسبب ذلك أنه اعترض بعض الحنفية على اعتبار هذه الإجازة.
7 - هدية اللوذعي بنكات الترمذي.
8 - تعليق على إسعاف المبطا برجال الموطأ للسيوطي.
9 - نهاية الرسوخ في معجم الشيوخ.
10 - فضل الباري في شرح ثلاثيات البخاري.
11 - النور اللامع في أخبار الصلاة يوم الجمعة على النبي الشافع.
12 - تحفة المتهجدين الأبرار في أخبار صلاة الوتر وقيام رمضان عن النبي المختار.
13 - إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر.
14 - القول المحقق في تحقيق إخصاء البهائم.
15 - التحقيقات العلى بإثبات فرضية الجمعة في القرى.
16 - تنقيح المسائل (مجموع الفتاوى له)
وله غير ذلك من الرسائل والمؤلفات في اللغة الفارسية والأردية [19].
والعلامة المحدث الحافظ عبد المنان بن شرف الدين الوزير آبادي (1207 - 1334هـ) من أجل تلامذة المحدث السيد نذير حسين، ومن كبار أساتذة الحديث في عصره، تصدر لتدريس علوم السنة في فنجاب فأقبل عليه طلاب العلم إقبالا عظيما من أطراف الهند وخارجها، وتخرج عليه علماء كبار وانتشر تلاميذه في الهند ونشروا السنة النبوية، درس الكتب الستة أكثر من خمس وثلاثين سنة، ولم يبلغ أحد في كثرة الدرس والإفادة ولم يقاربه من تلاميذ السيد نذير حسين. ومن أشهر تلاميذه العلامة أبو الوفاء ثناء الله الأمرتسري، والعلامة محمد إبراهيم مير السيالكوتي. والمحدث عنايت علي الوزير آبادي، والمحدث محمد إسماعيل السلفي [20].
والعلامة المحدث عبد العزيز الرحيم آبادي (1270 - 1236 هـ) من كبار علماء أهل الحديث أحد أركان حركة المجاهدين. اشتغل بالدرس والإفادة والوعظ والتذكير. تولى إدارة المدرسة الأحمدية بأره بعد االشيخ إبراهيم الآروى، وأنشئت جمعية أهل الحديث الهندية في سنة 1906 م على فكرته. وله مواقف محمودة في نشر السنة والسلفية؛ وله بعض المؤلفات القيمة، منها: سواء الطريق في أربعة أجزاء؛ جمع فيه أحاديث صحيحة ونقلها إلى الأردية مع التعليق عليها تعليقا موجزا، وله حسن البيان فيما في سيرة النعمان للعلامة شبلى النعماني، دافع فيه عن المحدثين وموقفهم من السنة، وهداية المعتدي في قراءة المقتدي، أَلفه بأمر شيخه السيد نذير حسين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت همته متوجهة إلى قيادة التنظيم السري للمجاهدين في ولاية بهار؛ فكان يجمع التبرعات و يرسل المعنويات المادية إلى ولاية سرحد لتجهيز المجاهدين الذين كانوا بقية السيف لحركة الشهيدين الجهادية؛ قضى حياته في تنظيم الجهاد وتحرير الهند من برائن الاستعمار البريطاني [21].
والعلامة المحقق الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم الغازيفوري: (1260 - 1337 هـ) أحد أركان النهضة السلفية في الهند. ومن كبار الأساتذة. تصدر للدرسم والإفادة في مدارس الهند في غازيفور وآره ودهلي. وتولى رئاسة المدرسة الأحمدية بآره؛ وكانت حلقة درسه أكبر حلقة بعد شيخه الدهلوي. تخرج عليه خلق أمثال المحدث عبد السلام المباركفوري، والمحدث عبد الرحمن المباركفوري، والعلامة أبو المكارم محمد علي المئوي، والمحدث محمد سعيد البنارسي والعلامة محمد داود الغزنوي وآخرون.
وله شرح على مقدمة صحيح مسلم أسماه البحر المواج. وتوجد نسخة خطية منه بمكتبة خدا بخش حان في بتنه (الهند)، وله فتاوى في مجلد ضخم. وله مسائل أخرى في المسائل الخلافية [22].
والشيخ السيد أحمد حسن الدهلوي: (1258 - 1338هـ) أحد كبار علماء السنة المولعين بنشر علوم الكتاب والسنة اشتغل بالتأليف والتصنيف، ومن مؤلفاته: تفسير أحسن الفوائد، وتفسير أحسن التفاسير، وحاشية على بلوغ المرام، وتنقيح الرواة في تخريج أحاديث المشكاة في أربعة أجزاء، وتخريج مسند الإمام أحمد بن حنبل ولم يتمه [23].
العلامة الشيخ أبو سعيد محمد حسين البتالوي: (1256ـ 1338 هـ) من أجل تلامذة السيد نذير حسين الدهلوي وأحد نوابغ عصره، قضى حياته في الدفاع عن الإسلام وإحياء السنة والسلفية وهو أول من تنبه لفتنة القاديانية وعكف على ردها وإبطالها، وكانت لمجلته "إشاعة السنة" مواقف محمودة في إحياء حركة السنة والسلفية، وله مؤلفات كثيرة منها: تعليقات شتى على كتاب الصلاة والمغازي والتفسير من صحيح البخاري، وتعليقات شتى على النصف الأول من مشكاة المصابيح، وله منح الباري في ترجمة صحيح البخاري [24].
العلامة السيد عبد العزيز الحسيني الصمدني: (م 1341هـ) من أخص تلامذة السيد نذير حسين، أسند عن الشيخ حسين بن محسن الأنصاري واشتغل بالتأليف والتصنيف، وله مؤلفات كثيرة، منها:
عزيز المحدثين في تخريج أحاديث، رسالة هدية الأئمة، ورسالة في الموضوعات وشرح أسماء الرجال.
الشيخ فقير الله بن فتح المدراسي: (م 1341هـ) من مشاهير علماء الحديث الذين لهم فضل عظيم في نشر الطريقة السلفية في أرجاء الهند، وله جهود طيبة في نشر السنة في مناطق مدراس، وله رسائل ومؤلفات، منها: الموعظة الحسنة في خطبة الجمعة بكل لسان من الألسنة.
العلامة المحدث عبد السلام المباركفوري: (م 1342 هـ) من كبار الدعاة إلى السنة والسلفية، أسند عن السيد نذير حسين وعن المحدث حسين بن محسن الأنصاري، تولى مسند التدريس في مدرسة صادقفور السلفية، ورحل إلى بلاد الهند وأنشأ هناك مدارس، وتصدر للتدريس في المدرسة الرحمانية بدهلي.
ومن أهم مؤلفاته: سيرة البخاري في الأردية وهو كتاب قيم نادر في بابه [25].
الشيخ المحدث عبد الحكيم النصير آبادي: أحد العلماء السلفيين المشتغلين بعلوم السنة، تخرج على السيد نذير حسين واشتغل بالتأليف، من آثاره القيمة: تبويب فقهي لمسند الإمام أحمد بن حنبل، بدأت جمعية أهل الحديث الهندية بطبع هذا الكتاب مع شرح وتعليق المحدث أبي سعيد شرف الدين وتخريج المحدث أحمد حسن، ولكن توقف نشره بعد طبع ست وخمسين صفحة.
والعلامة المحدث أبو تراب رشد الله شاه بن العلامة رشيد الدين شاه: (م 1340هـ) من كبار العلماء المحققين ومن أجل تلامذة الدهلوي، وله دور بارز في نشر السنة والعقيدة السلفية في بلاد السند، وهو أول من أسس مدرسة سلفية في بلدته وأدخل الكتب الستة في المنهج الدراسي وصنف كتبا عديدة في التوحيد والسنة ورد الشرك والبدعة، منها: كشف الأستار عن رجال معاني الآثار وهو تلخيص معاني الأخبار من رجال معاني الآثار للعيني في ثلاثة أجزاء [26].
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ المحدث الحافظ عبد الجبار بن الشيخ منشى بدر الدين العمر فوري ثم الدهلوي: (1277 - 1344) أحد كبار علماء السنة المولعين بنشرها وإحيائها، لازم السيد حسين نذير وأسند عنه ثم اشتغل بالدرس والتأليف والوعظ والتذكير في عدة أماكن، ولهمواقف محمودة في الرد على منكر السنة عبد الله الجكرالوي الذي جاء بهذه الفكرة الخبيثة، وكان شاعرا وأديبا في العربية، تولى إدارة التحرير لمجلة ضياء السنة ببلدة كلكتا، وله مؤلفات قيمة، منها: صمصام التوحيد في رد التقليد وتذكير الإخوان في خطبة الجمعة بكل لسان، وتخرج عليه علماء كبار منهم ولده المجاهد الحافظ عبد الستار حسن العمر فوري والمحقق الأديب عبد العزيز الميمني والشيخ عبد الجبار الكهند يلوي [27].
والشيخ المحدث العلامة أبو المكارم محمد علي بن العلامة فيض الله المئوي: (1276 - 1352هـ) أحد كبار علماء الهند والمتضلعين من علوم الكتاب والسنة تلمذ على أساتذة عصره وأسند عن المحدث السيد نذير وبذل جهوده لنشر السنة وإحيائها ونشر العقيدة السلفية والدفاع عنها، وألف رسائل ومؤلفات أكثرها ردود على مخالفي السنة.
والمحدث الكبير العلامة أبو العلى عبد الرحمن بن الحافظ عبد الرحيم المباركفوري: (م 1353هـ) من مشاهير عصره وأحد كبار محدثي الهند، طار صيته في الآفاق، كان له ملكة راسخة في علوم الشريعة قرأ العلوم على أساتذة عصره ثم لازم الحافظ الغاز يفوري وأخذ عنه العلوم المتداولة، ولازم السيد نذير حسين الدهلوي وتشبع بعلومه وأسند عنه كما أخذ عن المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليماني واستفاد من المحدث شمس الحق العظيم آبادي حينما كان عنده في أثناء تأليف عون المعبود تصدر للدرس والإفادة بقريته مباركفور وأنشأ هناك مدرسة دار التعليم كما أنشأ مدارس سلفية في بعض مدن الهند وقراها، ودرس وأفاد بها إلى مدة ثم اختار الانقطاع للتأليف والتصنيف، وقد نشطت بجهوده حركة السنة نشاطا كبيرا.
تلامذته:
في هذه المدة التي تحتوي ثلث عمره في التعليم والتدريس والإفادة انتفع به خلق كثير أشهرهم: المحدث عبد السلام المباركفوري ونجله المحدث عبيد الله الرحماني حفظه الله وأطال الله بقاءه، الذي استعان به المؤلف في شرحه على الترمذي، والعلامة نذير أحمد الأملوي، والشيخ عبد الصمد المباركفوري، والشيخ محمد إسحاق الآروي، والعلامة الدكتور تقي الدين الهلالي المغربي حفظه الله.
مؤلفاته:
قضى قسطا كبيرا من حياته في التأليف والتصنيف وأعظم كتبه كتابه العظيم:
1 - تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي في أربعة مجلدات. والشرح يمتاز من بين شروح الجامع بمميزات وخصائص منها:
أن المؤلف ذكر ترجمة كل راو من رواة الجامع بقدر الحاجة والضرورة وأسهب ترجمة بعضهم في بعض المواضع حسب المقام.
وخرج الأحاديث الواردة في الكتاب وبذل غاية جهده في إيضاح مشكلات الأسانيد والمتون وحلها، وذكر الأقوال المعتبرة والمباحث المعتمدة عند الفقهاء المحدثين والسلف الصالح في شرح الأحاديث وتوضيحها، وخرج الأحاديث التي أشار إليها الترمذي في كل باب بقوله: وفي الباب عن فلان وفلان، وذكر ألفاظها مهما أمكن وتكلم في بعضها وأظهر ما فيه من الكلام للأئمة النقاد من المحدثين.
ولم يشر الإمام الترمذي في كثير من الأبواب إلى أحاديث أخرى توافق أصل حديث الباب بقوله: "وفي الباب خلاف" فأشار المؤلف بقوله: وفي الباب عن فلان وفلان وخرجها.
وأضاف أحاديث أخرى أطلع عليها المؤلف عند قول الترمذي: وفي الباب عن فلان وعن فلان توسع المؤلف في ذكر مذاهب الفقهاء وبيان اختلافهم فيذكر أقوال العلماء ممن لم يذكرهم الترمذي، والترمذي مشهور بالتساهل في تحسين الحديث وتصحيحه فذكر المؤلف عقب تحسينه أو تصحيحه تصحيح غير واحد من أهل الحديث غير الترمذي أو تحسينهم ليطمئن القلب وينشرح الصدر، مع التنبيه على المواضع التي وقع فيها التساهل والتسامح من الإمام الترمذي في تحسينه أو تصحيحه، ويذكر الترمذي في كثير من المواضع اختلاف أهل العلم ولا يذكر الراجح من المرجوح ففي هذه المواضع يظهر المؤلف ما هو الراجح، ويسرد دلائل أقوال الفقهاء التي ذكرها الترمذي بدون دليلها، ثم يبدي رأيه في المسألة فيرجح ما رجحه الدليل ويزيف دلائل الأقوال المرجوحة، ويوضح قول الترمذي في بيان المذاهب، "ذهب قوم من أهل العلم" فيعينهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبين مراد الترمذي بلفظ القوم، وإذا وقع التساهل من الترمذي في نقل المذاهب في بعض المواقع فينبه المؤلف على هذا التساهل في أكثر الأحيان، وقد سلك المؤلف في هذا الشرح مذهب المحققين يرجح ما رجحه الدليل بدون تعصب لمذهب فقهي خاص.
2 - مقدمة تحفة الأحوذي في مجلد ضخم، وفي بابين، ذكر في الباب الأول تدوين علوم الحديث وأنواع كتب السنة وأسماء كتب الحديث الموجودة وشروحها مع تعريف كل منها، وذكر في الباب الثاني ترجمة الإمام الترمذي وما يتعلق بالجامع وبمصطلحات الترمذي من فوائد ومحاسن، وذكر شروح الترمذي ورواة الجامع على ترتيب أبجدي.
3 - أبكار المنن في تنقيد آثار السنن في جزء.
4 - تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام بالأردية في جزءين.
5 - خير الماعون في منع الفرار من الطاعون.
6 - والمقالة الحسنى في سنية المصافحة باليد اليمنى.
7 - كتاب الجنائز.
8 - نور الأبصار (في إثبات الجمعة في القرى والرد على من أنكرها).
9 - تنوير الأبصار بتأييد نور الأبصار.
10 ضياء الأبصار.
11 - والقول السديد فيما يتعلق بتكبيرات العيد (كلها بالأردية)، وله غير ذلك من المؤلفات والرسائل ناقصة أو غير ناقصة أو غير مطبوعة [28].
والشيخ المحدث أحمد الله بن أمير الله البرتابكدهي ثم الدهلوي (م 1362هـ) من مشاهير علماء الحديث المفلقين في علوم الكتاب والسنة، قصر همته على تدريس الحديث طول حياته، وقد نفع الله بدروسه خلقا كثيرا، وقد انتهت إليه رئاسة الحديث في عصره وأكثر علماء أهل الحديث في شبه القارة الهندية أخذوا عنه وتتلمذوا عليه وبواسطته يتصلون بالمحدث نذير حسين الدهلوي.
درس بمدرسة حاجي عليجان بدهلي ثم بدار الحديث الرحمانية بدهلي ثم المدرسة الزبيدية وقد تخرج عليه علماء كبار من أهل الحديث، اشتهر منهم: المحدث محمد يونس البرتاب كدهي، والعلامة نذير أحمد الأملوي، والمحدث عبد السلام البستوي رحمهم الله، والحافظ محمد الغوندلوي، والمحدث عبيد الله الرحماني، والشيخ عبد الغفار حسن الرحماني، وسيأتي ذكر بعض هؤلاء في ذكر تلاميذ تلامذة السيد حسين نذير [29].
والشيخ المحدث الحافظ أبو تراب عبد التواب بن العلامة قمر الدين الملتاني (م 1366 هـ): من كبار علماء الحديث في عصره، تتلمذ على يد السيد نذير حسين واستجاز من العلامة محمد راغب الطباخ الشامي 1370هـ، اشتغل بتدريس السنة ونشر السلفية مع مساعدة حركة المجاهدين، وكان له عناية كبيرة بتصحيح كتب الحديث والتعليق عليها ونشرها، ومن آثاره العلمية: تراجم وشروح مشكاة المصابيح وبلوغ المرام وثمانية أجزاء من صحيح البخاري إلى الأردية، وتعليقات على حاشية صحيح مسلم للسندي، وتعليقات على تحفة المودود بأحكام المولود؛ وهو أول من ابتدأ بنشر مصنف ابن أبي شيبة مع تعليقاته عليه ولكن لم يتم طبعه لأجله المحتوم، تخرج عليه خلق من أمثال المحقق عطاء الله الفوجياني [30].
والعلامة شيخ الإسلام أبو الوفاء ثناء الله الامر تسري (1287 - 1367هـ): عبقري من عباقرة الإسلام، داعية كبير وحامل لواء السنة، دافع عن الإسلام طول حياته، تلقى العلوم عن المحدث عبد المنان الوزير آبادي وعن أساتذة دار العلوم ديوبند وكانفور وأسند الحديث عن السيد نذير حسين المحدث، أسس دارا للطباعة والنشر وأصدر مجلته الشهيرة جريدة أهل الحديث الأسبوعية في سنة 1321هـ، التي استمر نشرها أربعا وأربعين سنة حتى وافته المنية، وأسس جمعية أهل الحديث الهندية مع أصحابه ونشط لها طول حياته، ناظر كل الطوائف الكافرة والمضللة ورد على أهل البدع والخرافات والجمود والتقليد وسعى لنشر السنة والسلفية، ألف كثيرا في الرد على الميرزا غلام أحمد القادياني ولكثرة ردوده عليه ما كان يحصيها المؤلف نفسه، وكتب في الرد على الفرقة الهندوكية "آريه سماج" وعلى المسيحية وعلى منكري السنة، وله تفاسير القرآن في العربية والأردية [31].
الشيخ المحدث محمد نعمان بن الحاج عبد الرحمن المئوي الأعظمي (1297 - 1371هـ) من الأساتذة المشهورين الذين خدموا السنة بتدريسها، أسند عن السيد نذير حسين الدهلوي وتصدر لتدريس الحديث بجامعة دار السلام عمر آباد بمدراس، وتخرج عليه علماء كبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ العلامة محمد إبراهيم مير السيالكوتي: (م 1376هـ) من كبار علماء الهند وناصري السنة والعقيدة السلفية، تتلمذ على المحدث عبد المنان الوزير آبادي وأسند عن المحدث السيد نذير حسين واشتغل بالدرس والإفادة والتأليف والوعظ والتذكير وله ردود عنيفة على القاديانية، ومنكري السنة وآريه سماج، أصدر مجلة الهادي، وأسس مدارس، ومن مؤلفاته: تفسير لسور عديدة من القرآن، وسيرة المصطفى، والسيرة النبوية، وعون الباري لحل عويصات البخاري، وكشف الغمة على اختلاف الأمة، وغزوات النبي.
وقد تخرج عليه خلق كثير أمثال الشيخ عصمت الله الرحماني المئوي، والشيخ محمد اسماعيل السلفي، والشيخ أبو حفص العثماني، وآخرون
والجدير بالذكر أنه كان من مؤسسي جمعية أهل الحديث الهندية وكان الساعد الأيمن لشيخ الإسلام ثناء الله الامر تسري في أعماله الدينية والإصلاحية [32].
تلاميذ تلامذة السيد نذير حسين المحدث الدهلوي
نذكر هنا بعض علماء الحديث الذين تخرجوا على تلامذة السيد نذير حسين المحدث الدهلوي وساهموا في نشر السنة وإحيائها:
تلامذة المحدث عبد الوهاب الملتاني الدهلوي
1 - الشيخ العلامة محمد إبراهيم الجوناكدهي (م سنة 1360هـ): أحد مشاهير أهل الحديث المشهورين في الأوساط الدينية والعلمية، قضى حياته في التأليف والتصنيف ونشر السلفية وإحياء السنة بكل جرأة وحماس وشدة. كان كثير الرد على التقليد والبدع والخرافات، وعلى كل من يراه على الخطأ حتى رد على شيخه عبد الوهاب ردودا عنيفة في بعض المسائل: ومن آثاره: سلسة مؤلفاته المسماة بالمحمديات على الموضوعات الدينية والمسائل الخلافية. وله خطبات محمدي في مجلدات جمع فيها خطب النبي صلى الله عليه وسلم ونقلها إلى الأردية، وترجم تفسير ابن كثير وإعلام الموقعين لابن القيم وشرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي وجزء رفع اليدين للبخاري إلى الأردية ونشرها من مطبعته المحمدية. وله رسائل أخرى كثيرة. وكان له جريدة أسبوعية أسماها "أخبار محمدي"، وكانت لمناظراته وردوده أثر كبير في إزالة البدع والمنكرات وترك التقليد والجمود على المذهب إلا أن تشدده قد أضر بالدعوة السلفية كثيرا بحيث فهم الناس أن السلفية عبارة عن إثارة الخلافات والإصرار على بعض الفروع. ولذيوع رسائله ومؤلفاته بين عامة الناس وفي أوساط السلفيين بكثرة زاد هذا الضرر، عفا الله وعنه؛ فإن جهوده التي نؤاخذ عليها اليوم كانت في عصر المناظرات والجدل والمناقشة الكلامية، ولعل هذا كان مبررا له لهذا الصنيع [33].
2 - والشيخ أحمد بن محمد الدهلوي ثم المدني: تخرج على صنوه الشيخ عبد الوهاب واشتغل بنشر السنة والعقيدة السلفية في بلاد الهند، ثم هاجر إلى المدينة المنورة ودرس وأفاد بالحرم المدني، وأسس داري الحديث بالمدينة المنورة ومكة المكرمة بمساعدة الحافظ حميد الله الدهلوي السلفي من كبار أثرياء دهلي، ودرس بدار الحديث بالمدينة كتب الحديث، ومن مؤلفاته: تاريخ أهل الحديث، ومسائل اللحية، ومناسك الحج (بالأردية) وكيفية صلاة المرأة (بالأردية).
2 - والشيخ المحدث عبد الستار بن المحدث عبد الوهاب الملتانى: تخرج على أبيه واشتغل بالدرس والتأليف في الهند والباكستان قرب نصف قرن، وله مؤلفات منها التفسير الستاري (ستة أجزاء) وتفسير الفاتحة، ونصرة الباري في شرح صحيح البخاري (عشرة أجزاء من البخاري) طبع في المكتبة السعودية بكراتشي 1956 م وله رسائل كثيرة في المسائل الخلافية. انتهج منهج أبيه في مؤلفاته، منهج الشدة والتنطع والتركيز على بعض الفروع [34].
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 07:48]ـ
بارك الله فيكم
قال ابن حزم فى رسالته الماتعة جمل فتوح الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نهائة الرسالة:
" ثم افتتح السلطان العادل محمود بن سبكتكين فتوحات متصلات إلى أن مات رحمه الله تعالى، بلادا عظيمة فى الهند هى الآن مسكونة بالمسلمين، معمورة بطلاب الحديث والقرآن، والغالب عليها والحمد لله رب العالمين مذهب الظاهر"
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:07]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل, وبلغ سلامي للشيخ حفظه الله.
# وبالمناسبة, الشيخ له دور كبير في الدعوة و لديه الكثير من الاعمال والمشاريع الخيرية التي تحتاج من الاخوة المساهمة فيها, مثل: كفالة طلبة العلم, و الدعاة, ايتام, بناء مساجد ... الخ, فمن استطاع منكم ان ينفع اخاه فل يفعل, لان في نفعه نفع للاسلام والمسلمين.(/)
هل وُرد عن الأئمة الأعلام تكفير من أعذر المشركين بالجهل؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 07:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
لا أريد الخوض في حوار في هذا الموضوع، ولكنني فقط أتساءل:
هل ورد عن الأئمة الأعلام تكفير من أعذر المشركين، المنتسبين إلى الإسلام، بالجهل؟ .. أم أنهم اعتبروها بدعة؟
فقد قرأت لبعض من يرى عدم إعذار المشركين أن هذا القول بدعة .. ولم يقل كفر ..
وهل هذه الدعوى (دعوى تكفير من أعذر المشركين بالجهل) محدثة، لم تقع إلا في العصور المتأخرة؟
وأرجو من الإخوة ألا يأتونا بإطلاقات .. مثل (من لم يكفر المشركين فهو كافر) .. فنحن نعلم هذا كحكم شرعي .. ولكن نتكلم في خصوص هذه المسألة، وهي: من أعذر المشركين بالجهل، وهو يرى فعلهم شركاً.
وجدت كلاماً للشيخ أبابطين - رحمه الله - يقول فيه:
فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله، فمن الذي لا يُعذر؟! ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلاَّ المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بُد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل. والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقاً، أو فعلاً، أو شكاً، أو اعتقاداً، وسبب الشك الجهل. ولازم هذا: أنّا لا نُكفر جهلة اليهود والنصارى، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار، لأنّا نقطع أنهم جُهال، وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو شك في كُفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال.
الشيخ - رحمه الله - لم يقل إن هذه الدعوى بنفسها كفر .. بل إن لوازمها هو ما ذكر .. وكما هو معلوم أن لازم المذهب ليس بمذهب، إلا أن يلتزمه صاحبه .. فالذين يقولون بالعذر بالجهل لا يلتزمون بهذه اللوازم التي ذكرها الشيخ .. مع أن لهم في كلامه مقالاً ..
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 09:53]ـ
أخي أبو شعيب هل أنتهى الحوار من السنجقي لأني لم أكن موجود وعندما دخلت المنتدى لم أجد الموضوع.
على كل حال هل قمت بنسخ الحوار كامل لأني أريد منه نسخة فإن كنت قد نسخت الموضوع فأخبرني هذا أعطيك الاميل وترسله لي وبارك الله فيك.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 10:09]ـ
أخي الكريم، هو في عهدة الإدارة .. والله أعلم ما سيحكمون فيه.
ولكنني أطمئنك أنني سأصدر كتاباً يتضمن جميع ما تم ذكره من مسائل، قريباً جداً إن شاء الله ..
ونحن ما علينا سوى بيان معتقدنا ثم .. {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ..
ولو أنك تساعدني أخي في هذه المسألة المطروحة هنا، بالإتيان بكلامهم في من أعذر المشركين بالجهل .. سأكون مشكوراً ..
حتى الآن ما وجدت سوى كلام الشيخ أبابطين، ولو كان كفراً لصرّح بذلك، ولكنه فقط اكتفى بإنكاره .. فهل عندك أو عند غيرك من مزيد؟
وجزاك الله خيراً لما قدّمته من فوائد في ذلك البحث.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 10:38]ـ
وجدت هذا الكلام في كتاب [القول المحتد]:
فنقول: كل من فعل اليوم ذلك عند هذه المشاهد، فهو مشرك كافر بلا شك، بدلالة الكتاب والسنة والإجماع؛ ونحن نعلم أن من فعل ذلك ممن ينتسب إلى الإسلام، أنه لم يوقعهم في ذلك إلا الجهل، فلو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد، وأنه من الشرك الذي حرمه الله، لم يقدموا عليه، فكفرهم جميع العلماء، ولم يعذروهم بالجهل، كما يقول بعض الضالين: إن هؤلاء معذورون لأنهم جهال.
وهذا قول على الله بغير علم، مُعارَض بمثل قوله تعالى: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} الآيتين.
انظر كيف جعلهم ضالين، ولم يقل: كفار .. أو مشركين .. وقال إن قولهم هو قول على الله بغير علم .. وهذا كله يُقال في البدعة.
وأئمة الدعوة النجدية - رحمهم الله - لا يتركون بدعة كفرية إلا ويصرّحون أنها كفر، حتى يعلم الجاهل قبل العالم شناعة وكفر هذه البدعة، فيحذروا منها أشد الحذر.
ولكنهم عندما يتطرقون إلى مسألة إعذار المشركين بالجهل، يقولون: ضلالة .. قول على الله بغير علم .. قول فاسد ..
فإذن تقرر ذلك، علمنا أن هؤلاء المتفيقهين إنما استحدثوا هذه البدعة (تكفير من يجعل الجهل عذراً) من عند أنفسهم، مما لم يقله أحد من العلماء المعتبرين .. وإنما هم يكفّرون بلازم القول .. مع أن من يقول بالعذر بالجهل لا يلتزم بما يلزمونه به ..
فبان ضلالهم وفساد معتقدهم ..
والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 05:01]ـ
هذه بعض أقوال العلماء في المسألة
------------------------
يقول العلامة إسحاق بن عبد الرحمن رحمه الله: (فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه وذلك أن بعض من شافهني منهم سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه وكان هذا وأجناسه لا يعبأون بمخالطة المشركين في الأسفار وفي ديارهم بل يطلبون العلم على من هو أكفر الناس من علماء المشركين وكانوا قد لفقوا لهم شبهات على دعواهم ... وقد غروا بها بعض الرعاع من أتباعهم ومن لا معرفة عنده ومن لا يعرف حالهم ولا فرق عنده ولا فهم متحيزون عن الإخوان بأجسامهم وعن المشايخ بقلوبهم ومداهنون لهم، وقد استوحشوا واستوحش منهم بما أظهروا من الشبه وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفقسة والمشركين، وعند التحقيق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك، ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الأخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الأعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ، رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية، فإن هذا الجواب من بعض أجوبة العراقي التي يرد عليها الشيخ عبد اللطيف وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدلهم فقال نكفر النوع ولا نعين الشخص إلا بعد التعريف، ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد قدس الله روحه على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكلواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبه، فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك من الحور بعد الكور ...
ونحن نقول الحمد لله وله الثناء ونسأله المعونة والسداد ولا نقول إلا كما قال مشايخنا الشيخ محمد في إفادة المستفيد وحفيده في رده على العراقي وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم ومما هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأئمة المعتبر وهو ما كان عليه الصحابة وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك فمن تقرر عنده هذا الأصل تقريراً لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته إذ لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
ومسألتنا هذه وهي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة هي
أصل الأصول وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين كمسائل نازع بها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة أو في مسألة خفية كالصرف والعطف وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين ولا يدخلون في مسمى الإسلام وهل يبقى مع الشرك عمل والله تعالى يقول: " ولا يدخلون الجنة حتى الجنة الجمل في سم الخياط "، " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به في مكان سحيق "، " إن الله لا يغفر أن يشرك به " إلى غيرذلك من الآيات، ولكن هذا المعتقد يلزم منه معتقد قبيح وهو أن الحجة لم تقم على هذه الأمة بالرسول والقرآن نعوذ بالله من سوء الفهم الذي أوجب لهم نسيان الكتاب والرسول
(يُتْبَعُ)
(/)