ثم درس الشيخ في الجامعة الإسلامية وحصل على درجة "الليسانس" وشهادة "ماجستير" وشهادة "الدكتوراة" ودرس على يد عدد من كبار العلماء من أقطار العالم منهم شيخ العرب والعجم بديع الدين السندي والعلامة عبدالعزيز بن باز والمحدث الألباني والفقيه محمد العثيمين والعلامة حماد الأنصاري المالي والمُحدث عبدالمحسن العباد والحافظ محمد الجوندلوي وعمر الفلاني وعبدالله التهكالي البشاوري وعبدالظاهر الأفغاني وعلي الفقيهي وعبدالكريم الأثري وعبدالله الغنيمان وصالح العبود ... وغيرهم كثير ..
هاجر هوتين مرتين، وجاهد باللسان والبنان والسنان وشارك المجاهدين لقتال الشيوعيين في أفغانستان ..
وأسس الجامعة الأثرية بسوات .. وألف عدداً كبيراً من المؤلفات .. وتفانى في نشر العقيدة السلفية وقمع الشرك والبدع والفتن .. وأوذي في الله مرات وكرات وأُرِيدَ اغتياله فنجاه الله.
ولهُ مؤلف في نقض عقيدته السابقة [عداء الماتريدية للعقيدة السلفية * الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات اللهية] وهي رسالة "الماجستير" الجامعية العالمية ..
يقول الشمس السلفي الأفغاني:
(أشكر الله سبحانه وتعالى وأحمده على أن هداني إلى الإسلام الصحيح الصافي المتضمن للعقيدة السلفية التي عليها سلف هذه الأمة، وأئمة السنة)
وقال عن [مكانة الماتريدية في صدري]:
(لقد وجهت نقدي -وأنا طويلب صغير، وباعي قصير-.
إلى أناس أعرف قدرهم ومنزلتهم في العلوم، فإذا أنظر إلى عُلو مكانتهم، وأرْفَعُ رأسي لأنظر إلى رفيع درجتهم -تسقط قلنسوتي، وأكاد أسقط على ظهري-.
ولهم في صدري احترام لما عندهم من علوم جمة غزيرة، وزهد وتقوى، وتأله، وحسن النية والإخلاص، والاجتهاد في الوصول إلى الحق، وموافقتهم الحق في كثير من المسائل، وخدمتهم للإسلام في كثير من الجوانب. كيف لا، وقد تعلمت فرائض ديني على أيديهم، وهم شيوخي في العلوم الشرعية: من التفسير والفقه، والأصول، والعربية: من النحو والصرف والأدب والمعاني والبيان والبديع، والعقلية: من الكلام والمنطق والفلسفة والمناظرة.
غير أن هذا لا يَصُدَّنَّنِيْ عن أن أصارحهم بالحق.
وأنصحهم بالذي أحب لنفسي ولهم من الرجوع إلى العقيدة السلفية ونبذ العقائد البدعية.
أو أن أزن عقائدهم بميزان الكتاب والسنة، وأبين أخطائهم، نصيحهم لهم خاصة، ولغيرهم عامةً.
وقد تصديت لهم بعد أن استخرت الله تعالى، وظننت أني سأوفي الموضوع حقه؛ لما كنت من خلطائهم برهة من الدهر في كثير من بدعهم، وخرفاتهم، وعرفت كثيراً من بجرهم وعجرهم، كما عرفت كثيراً من أسرارهم تحت أستارهم، وكثيراً من خباياهم في زواياهم، ونصبهم العداء للعقيدة السلفية وحامليها.
وصاحب البيت أدرى بما فيه، وأهل مكة أعرف بشعابها.
وعلمت أن من واجبي، وأنه من أفضل الجهاد في سبيل الله.
ولنعم ما قيل:
من الدين كشف العيب عن كل كاذب ** وعن كل بدعي أتى بالمصائب)
وقد أبان عن اعتقاد الماتريدية ورد عليهم بثلاث مجلدات كبار ونصر العقيدة السلفية .. فجزاه الله خيراً ..
وختم كتابه 3/ 319 بالحمد ثانية على الهداية فقال:
(الحمد لله تعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، واشكره سبحانه وتعالى على ما أسبغ عليَّ نعمه الظاهرة والباطنة.
وأهمها هدايتُهُ تعالى إياي إلى الإسلام الصحيح المتضمن للعقيدة السلفية، ومنها سلوكُه تعالى بهذا العبد الفقير إليه سبحانه طريق العلم النافعِ، ومنها توفيقه سبحانه إياي لإتمام هذا الكتاب وتَيسيره عَليّ)
ومن مؤلفات الشمس السلفي:
1 - عداء الماتريدية للعقيدة السلفية*وتاريخهم ومذهبهم في الصفات اللهية
2 - مغيث المغيث في أصول الحديث
3 - الألفية السلفية المجتناة من القصيدة النونية
4 - إثبات الفُصُوص السلفية بنصوص علماء الحنفية الباطلة
5 - السيوف القاطعة القاتلة لأصول الحنفية الباطلة
6 - الإرشاد والتسديد في مباحث الاجتهاد والتقليد
7 - السير الحثيث إلى فضل أهل الحديث
8 - الخرائد الدُّرّيّة من الفرائد التفسيرية
9 - تحفة القلوب والأنظار في نصاب الحبوب والثمار
10 - الفريد الوحيد لقمع الشرك وحماية التوحيد
11 - إطفاء المحن والفتن بإحياء الآثار والسنن
12 - إزاحة القناع عن مكر أهل الشرك والابتداع
13 - القواعد واللمع لمعرفة العوائد والبدع
14 - دستر جوديد علم التجويد
15 - الكرات الغضنفرية على طامات الفنجفيرية
16 - قطع الوتين والوريد من المتقول المريد صاحب العقد الفريد
17 - عقيان الهميان في الرد على شيخ العميان
18 - إتمام الحجة على نافق اللجة
19 - السَلام على إسلام عبدالسلام
20 - طبقات الماتريدية وأشقائهم الأشعرية
21 - مقابلة الماتريدية بزملائهم الأشعرية
22 - موقف اللصوص من النصوص
23 - القنابلُ الجندية والصورام الهندية على بدع الديوبندية ومحاسن القندية
24 - تقويض التفويض
25 - تقويل التأويل
26 - الجارية إلى تحقيق حديث الجارية
27 - الأستاذ الكوثري وموقفه من توحيد الألوهية
28 - الحملات القسورية على ثرثريات الكوثرية
29 - منهج السلف في الرد على بدع الخلف
30 - الاجتهاد في الرد على بدع من أفضل الجهاد
31 - تنزيه النبيه عن تشبيه السفيه
32 - الصارم البأسي على الكلام النفسي
33 - تنبيه السّاه الّلاه على علو الله
34 - موقف المتكلمين من ألوهية إله العالمين
35 - مباني العقيان في معاني الإيمان
36 - مصاعد المعارج في عقائد الخوارج
37 - عمدة العُدّة لكشف الأستار عن أشرار أبي غُدَّة
38 - حصول الفرقدين في رفع اليدين
39 - تأمين الأمين على الجهر بآمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ورحم الله الشيخ شمس الدين الأفغاني هل هو نفسه صاحب كتاب عداء الماتريدية الذي كان في الجامعة الإسلامية؟ ...
ونحن بانتظار الحلقة القادمة ...
أخي الكريم: غالب الظن هو ..
وحيث أن التسمي بـ "شمس الدين" و "بدر الدين" و "ناصر الدين " .. فيه نوع من التزكية وقد كره التسمي به بعض العلماء أظن الشيخ أو رئيس تحرير المجلة لم ينزل مقاله باسم "شمس الدين" .. والله أعلم.
أما الكتاب فقد اشار إليه كما في حاشية [37] قال: انظر بيان خيانته - أي الكوثري لا كثر الله أمثاله - في تضعيفها، وكشف كذبه و زوره في كتابينا ((الماتريديّة)) (3/ 244 - 245).
تنبيه و شكر: أشكر الله - جل وعلا - على نعمه التي لا تعد و لا تحصى ومن بينها نعمة الزوجة الصالحة - أحسبها كذلك و الله حسيبها -؛ حيث أنها أعانتني -بارك الله لي فيها - على صف بعض البحوث و المقالات ومنها هذا المقال المفيد للشيخ شمس السلفي الأفغاني ..
وعند الإنتهاء من صف الجزء الثاني للمقال سأنزله بإذن الله تعالى ..
ولاتنسونا بدعوة في ظهر الغيب .. وبالله التوفيق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:48]ـ
الأخ الكريم "الأزهري" وفيكم بارك الله ..
وتشكر على ما تفضلت به من ترجمة لهذا العالم الأفغاني السلفي رحمه الله تعالى رحمة واسعة ..
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:49]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن هل المقال من مجلة الأصالة الأردنية؟ وأي عدد فيها؟.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 12:23]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن هل المقال من مجلة الأصالة الأردنية؟ وأي عدد فيها؟.
أخي الكريم "محمود الغزي": وجزاكم الله مثل ذلك ..
والمقال من مجلة "الأصالة" الأردنية ن أما العدد فإن كان يهمك فسأنقله لك المرة القادمة إن شاء الله تعالى ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 12:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التحذير من خرافات و شركيات الكوثري و الكوثرية .. هذه المرة من بلاد (الأفغان) ..
– الحلقة الثانية ـ
(تابع لما سبق)
وأمَّا أتبَاعهُ الكوثَريَّة:
فهم ليسوا بأحسن حالاً من الكوثري, وفيما يلي ذكر أربعة (كبار) منهم:
1 - أحمد خيري (1387هـ) , وهو حنفي, ماتريدي, كوثري؛ بل هو قبوري خرافي, بل رافضي له ميل إلى الباطنيّة, وكان يسب شيخ الإسلام سبًّا شنيعًا فظيعًا, وهو الّذي ألّف كتابًا في ترجمة ((الكوثري)) بعنوان ((الإمام الكوثري)) مطبوع في أوّل مقالات الكوثريّ.
وكان يقرأ ((قصيدة البردة)) [1] على شيخه الكوثري ويقول متعجبًا منكرًا بعد ما ذكر بعض المتصوفة:
((أفيعقل أن هؤلاء العلماء الأعلام كلهم أشركوا من أجل سواد عيني ابن عبد الوهاب النجدي؟ وهل لأنه يفهم روائع المعاني التي في البردة نرمي عقولنا, ونسب سلفنا, ونطيع النجدي المتعسف؟)) [2].
ومن نماذج إجلاله للكوثري وشتائمه لشيخ الإسلام ما يقول في قصيدة له:
وغاب عن الدنيا بغيبة زاهدٍ حديثٌ وتوحيدٌ وفقهٌ عريقه
ويعصم بالبرهان رأي أئمّةٍ ويقصم شريرًا تفشَّى مروقُه
ثم قال في الحاشية: ((المراد بالشرّير)) ابن تيميّة .. وكان الأُستاذ حربًا على ابن تيميّة وعلى سواه ممّن حادوا عن جادّة الدين)) [3].
وقال: ((كان من اللاعبين بدين الله)) [4].
قلت: أيّ توحيد غاب بغيبة زاهد الكوثري؟ فإِنَّه توحيد الجهميّة وتوحيد القبوريّة؟
وإذا كان أمثال ابن تيميّة من اللاعبين بدين الله؟
فهل يكون الكوثري والكوثريّة أنصار دين الله؟
وأمّا كلمته الوقحة: (( ... شريراً تفشى مروقه)).
فقد ذَكَّرَتْني قولَه تبارك وتعالى عن تأسُّف المشركين في نار جهنّم, وندامتهم على ما ارتكبواه من البهتان والعدوان على أولياء الرحمن بعد فوات الأوان: {وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار} , لعن الله الأشرار, وقاتل الفجَّار.
2 - كوثريّ آخر يدعى: ((محمد يوسف البنوري)) (1397هـ) كان علاّمة في المعقول والمنقول, وكان من العلماء الأفذاذ الأذكياء, وكان من كبار أئمّة الديوبندية, ولكن أصيب بداء الكوثري المفتري.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد شغفه الكوثريّ حبًّا, وكتب مقدمة فتّاكة مسمومة لمقالات الكوثريّ سايره في جميع ضلالاته وشركياته وشتائمه لأئمة السنّة وسلف هذه الأمّة, فقد كشف هذا الرَّجل بهذه المقدمة عن حقيقته وحقيقة الديوبنديّة البنوريّة.
3 - الشيخ رضوان محمد رضوان المصري.
وهذا هو الذي تولّى كِبْرَ جمع مقالات الكوثريّ وطبعها [5].
وهذا دليل قاطع على كونه خرافيًّا كبيرا.
وربما ظنّ أنَّه كسب بجمع هذه المقالات رضوان الرحمن, ولكنَّه اكتسب رضوان الشيطان وسخط الرحمن.
4 - الشيخ عبد الفتّاح أبو غدّة السوري أَبو الزاهد الكوثري.
وهو على حظٍّ وافرٍ من العلم, قد حصَّلَ كثيرًا من العلوم كما حصَّل جانبًا من الدنيا.
ولكنّه أُصيب بداء الكوثريّ, فصار أَبا غدّة حقًّا, بل أبَا غُدَدٍ صدقاً [6].
وهو مستوطن في بلاد نجدٍ, وهي بلاد التوحيد والسلفيّة [7].
وأَطرق رأسه إِطراق الكرى خوفاً من سيف البُرهان والسلطان.
يبث في غضون تعليقاته سموم سلفه وشيخه الكوثري بطرق خفيَّة سريّة لا ينتبه لها إلاّ من عرف السنّة وأهلها والبدعة وأهلها حقَّ المعرفة [8].
وكان يصرّح ويجاهر في خطبه على المنبر في بلده – قديمًا - بما كان يرتكبه ضدّ التوحيد والسنّة وأهلهما من البهتان والعدوان, ولا سيّما ضدّ من يسميهم ((الوهابيَّة)) كعادة خلطائه من أهل الأغراض والأمراض, ويرميهم بأنواع من التهم ومنها العداء والضغينة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولكن لما نزل البلاد النجدية - بلاد التوحيد - اكتفى ببثِّ السموم بطرق سريّة, مع شيءٍ من المداراة والتملّق, ولسان حاله ينشد:
دارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم [8]
ولشيخنا الألباني كلمة عنه تصلح ((رسالة)) وهي مطبوعة في مقدمة ((شرح الطحاوية)) منذ سنين كثيرة, كشف فيها عن كثير من مخازيه, وقد اعترف بصحّة تقسيم التوحيد إلى الربوبيّة والألوهيّة والصفات [9]. فإن كان من إخلاصه لا لغرضه, ففيه دواء لبعض مرضه.
وقد كتبتُ رسالة بعنوان ((العمدةُ لكشف الأَستار عن أَسرار أَبي غدّة)). ولكن فوجئت برسالة قيّمة للدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله وعليها ((تقريظ)) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى عنوانها:"براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة" [10].
فكفى الله المؤمنين القتال, وبهذه الرسالة قد عرفه كثير ممن جهلوا حقيقته, ولعل رسالتي تظهر فتظهر شيئاً من سيرته وسريرته.
وقد ذكرت بعض نماذج لمسايرته لشيخه الكوثري في كتابي ((الماتريدية)) (1/ 370) وفيما يلي مثال آخر يدل على كونه عريقاً في البدع القبوريّة:
ذكر أَبو غدّة قصّة رحلته إِلى الهند و زيارته لقبر الإِمام العلاّمة عبد الحي اللكنوي (1304هـ) رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وذكر أنَّ أُسرة هذا الإمام أَحسنوا في ضيافته.
وذكر أنَّه مدفون في بستان الأَنوار، وبجانبه مسجد تقام فيه الصلوات!
ثمَّ قال: ((ورأيت قبر الشيخ عبد الحي رحمه الله منحوتًا من المرمر الرخام الأَبيض، ومكتوبًا عليه قول تلميذه ((عبد العلبي المِدْراسيّ)) [11]، من قصيدة له في رثائه ... :
أيُّها الزوّار قف واقرأ على هذا المزار
سورة الإخلاص و السبع المثاني و القنوت [12]))
أَقول: لي عليه تنبيهات:
أ - أَنَّ من المعلوم بالاضطرار من دين الإِسلام أَنَّ البناء على القبر و تشييده وجعله مزيّنًا بهذه الصورة من أَكبر الجرائم المستوجبة للعنة، ومن أَعظم أَسباب الشرك، وهو من صنيع اليهود و النصارى.
ب - أَنَّ من الواجب المهمّ هدم مثل ذلك.
ت - أن هذا المنكر الشنيع الفظيع يجب إنكاره, إمَّا باليد بهدمه, وإمَّا باللسان, وعلى أقلَّ تقدير بالجنان.
وأبو غدّة لم يفعل واحد من ذلك, ولم يتمعّر وجهه وجبينه في الله تعالى, وكيف ينكر على ذلك أبو غدّة؟
وهو لا يراه منكراً, وربما يراه تعظيماً للقبور وإكراماً له, ثمّ أسرة المقبور أحسنوا ضيافته, فكيف ينكر عليهم, وهم قد ألقموه لقمة بل لقماً؟
خلق الله للحروب رجالاً ورجالا لقصعة وثريد
ث - تزيين مثل قبر أمثال هذا الإمام المبجل المعظم في مثل بلاد الهند المكتظّة بالشركيات القبوريّة, والخزعبلات الصوفيّة - ليس إلاّ دعوة للشرك والوثنيّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - أين ورد في الكتاب والسنّة قراءة سورة الإخلاص والسبع المثاني والقنوت على القبر أو وقت زيارة القبور؟ مع تصريح كبار أئمّة الحنفيّة بأنه لا يجوز لزائر القبور إلا ما ورد في السنّة الصحيحة من الدعاء لأهلها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يفعله [13].
... وبعد؛ فهذه نبذةٌ عامّة عن الكوثريّ والكوثريّة, لعلَّ الله سبحانه يهدي بها بعضَ من لا يزال غافلاً من الطيِّبين المخلصين ممّن راج عليهم تلبيس المُلَبِّسين, وتزيين المزَيّنين, والله المستعان.
----------
الحواشي:
[1] للبوصيري الصوفي محمد بن سعيد البوصيري الدلامي الصنهاجي (694هـ).
انظر ترجمته و قصة خرافية لقصيدته البردة في ((الوافي بالوفيات)) (3/ 105 - 113)، وهو غير البوصيري المحدّث أحمد بن أبي بكر بن اسماعيل الكتّاني (840هـ) صاحب ((مصباح الزجاجة)).
انظر ترجمته في ((الضوء اللامع)) (1/ 251 - 252)، و للجنفيّة الماتريديّة ولاسيما من كان منهم في البلاد التركيّة و الروميّة شغف عظيم بهذه القصيدة، فقد تهافتوا عليها تهافت الفراش على النّار، راجع ((كشف الظنون)) (2/ 1331 - 1336).
[2] ((الإمام الكوثري)) (52 - 53) وقوله: ((وهل ... )) ركيك صكيك.
[3] اللمرجع نفسه (ص78 - 79).
[4] ((الإمام الكوثري)) (ص23).
[5] كما صرّح به البنوري في مقدمته لـ ((مقالات الكوثري)): ل.
[6] ((الغدّة)): طاعون الإِبل، أنظر ((القاموس)).
[7] أمّا عند الكوثريّة فهي بلاد الشرك و الوثنيّة.
[8] راجع مقدمة الألباني على ((شرح الطحاوية)) (ص44).
[9] ((كلمات في كشف أباطيل و افتراءات)) (ص37).
[10] وكان الأنسب أن تسمّى: ((براءة أهل السنة عن وقيعة أهل البدعة)).
[11] هو العلامة عبد العلي بن مصطفى السى المدراسي الحنفي الماتريدي من كبار علماء الهند (1327هـ) ترجمته في ((نزهة النواظر)) (8/ 266).
[12] أنظر مقدمة أبي غدّة لـ ((الرفع و التكميل)) (ص8) الطبعة الأولى، و (14 - 15)، الطبعة الثانية المزيدة و المنقحة (1407هـ).
[13] انظر ((فتح القدير)) للإمام ابن الهمام (2/ 142)، و ((البحر الرائق)) للإمام ابن النجيم ()، و ((الفتاوى الهنديّة)) (1/ 166) و ((ردّ المحتار)) (2/ 259).
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:52]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الزُّبير اللِّستاوي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الحق آل أحمد
و أسأل الله أن يتقبل من المؤلف الشيخ المجاهد أبو عبد الله شمس الدين البشتوني الأفغاني
و أن يجعل دفاعه عن السنة و قمعه للبدعة في ميزان حسناته
اللهم بارك في علمائنا و زدهم علما و أنفع بهم(/)
خطير: الآن على قناة "الآن" الشيخ صبحي الطُفَيْلي يفنِّد بدعة ولاية الفقيه
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 09:40]ـ
الشيخ صبحي الطفيلي - وفقه الله - ينسف أكذوبة ولايةالفقيه على قناة "الآن" ... تابعوها للأهمية القصوى
صبحي الطفيلي يؤكد أن إيران جزء لايتجزأ من مشروع دولي كبير تقوده الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط.
صبحي الطفيلي: تقاطعت مصالح الدولة الفارسية والأميركان في العراق.
صبحي الطفيلي: حقيقة حرب تموز غير مشرفة!!!!!
صبحي الطفيلي يفضح حزب الشيطان الفارسي: "مافي حدا بيشن حرب من أجل أسير" ... هل حررناالقدس في حرب تموز؟ يتساءل الشيخ.
صبحي الطفيلي: قرار الحرب في تموز كان إيرانياً مئة بالمئة.
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 10:45]ـ
عندما تولى الخميني ولاية الفقيه كان الشيرازي يؤيده ويدعمه بقوة، ثم انقلب الخميني على الشيرازي وأيد المنتظري بدلا منه عندما ازدادت شعبية الشيرازي، حيث عمد الشيرازي إلى فكرة جديدة وهي نظام (شورى الفقهاء) الخاضع لقيادة مراجع الدين الشيعة، وكان الشيرازي يعتبر نفسه نائبا عن الإمام المهدي وله الحق أن يشارك السلطة والحكم جنبا الى جنب مع الخميني، وبعد اصطدام الشيرازي مع ولاية الفقيه رفض الخميني تسلم الشيرازي قيادة المعارضة العراقية في إيران وإقامة حكومة "شورى الفقهاء" وبعد الصدام انقلب الشيرازي على الخميني وكفره وكفر كل ملك ورئيس يحكم باسم ولاية الفقيه ..
الشيعة اليوم ليسوا كلهم متفقين على ولاية الفقيه، لكن من تسنح له الفرصة ينقلب على الفكرة الرافضة ويقبل بها، ولولا إيمان الخميني بالفكرة التي يرفضها فقهاء الشيعة ما قبلت أمريكا وفرنسا وبريطانيا التضحية بالشاه واستبداله بالخميني، لأن الهدف الذي سعى من أجله الغرب الصليبي هو دعم الشيعة لا حبا فيهم وإنما لإحداث توازن وتصادم مع السنة، ففي تقوية الشيعة خير وسيلة لحرب الإسلام والمسلمين!!
صبحي الطفيلي كان أمين حزب اللات في لبنان، ثم لما انقلبوا عليه فعل مثلما فعل الشيرازي، فأعلن صراحة أن هذا الحزب مدعوم ومحمي من أمريكا وإسرائيل، وانتصاره في الحرب الأخيرة كذب وزور، والإتفاق المبرم مع اسرائيل ينص على أن هذا الحزب حارس على الحدود بين لبنان وفلسطين ..
هذا الحزب دمية في يدي إيران الصفوية وحومة سوريا النصيرية، وحسن نصرالله يدين بالولاء والمرجعية للخامنئي ولإيران جهارا نهارا ..(/)
هل الخوف من الجن والسحرة يدخل في الشرك الأكبر؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:45]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
لا يخفى عليكم جميعاً أن الخوف ينقسم إلى ثلاثة أقسام: شرك أكبر، ومحرم، وجائز
فسؤالي هو: الخوف من الجن، هل يدخل في خوف السر الذي هو شرك أكبر؟
أم هو من الخوف الطبيعي الجائز؟
لأن الجن يضرون ويتلبسون بالإنس، وتعرفون جميعاً قصة سعد بن عبادة الذي قتلته الجن،
ولا يخفى عليكم القصص الأخرى التي تُروى بين الناس
وكذلك: الخوف من السحرة، هل هذا يدخل في خوف السر أم الخوف الطبيعي؟
لأن السحرة قد يضرون، والقصص في ذلك كثيرة جداً
مع أن كل ذلك معلق بمشيئة الله عز وجل كما قال تعالى:
((وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله))
ـ[حمد]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 06:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الخوف من غير الله يكون شركاً مخرجاً من الملة ـــ> إذا كان خوفاً من شيء لا يقدر عليه إلا الله.
أما إذا كان خوفاً من شيء يقدر عليه المخلوق فليس مخرجاً من الملة، لكنه يُنقص من توحيد العبد إن زاد عن حده.
وعندنا المعوِّذات -الحمد لله - فلا داعي من الخوف من الجن والسحرة أصلاً.
ـ[أسماء]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 01:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخوف من غير الله يكون شركاً مخرجاً من الملة ـــ> إذا كان خوفاً من شيء لا يقدر عليه إلا الله.
كيف يكون الخوف شركاً إذا كان الخوف فعل غير اردي في بعض الحالات
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 01:46]ـ
من العبادة الخوف وهو: شدة الخشية والحذر.
الخوف من الله تعالى عبادة. وليس كل أنواع الخوف من غير الله شرك.
فإذا خفت من المخلوق مما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك أكبر، مثاله " تخاف من إنسان أو جن أن يقطعوا نسلك " وهذا لا يقدر عليه إلا الله، " تخاف أن يصيبك بالفقر أو العاهات الخلقية" هذا كله شرك أكبر لأنها أشياء لا يقدر عليها إلا الله.
وكذلك الخوف من الجمادات والأموات مطلقاً أن يصيبوه بمكروه، حتى ولو كان هذا المكروه يقدر عليه الميت لو كان حياً مثل " أن تخاف أن يضربك " فهذا شرك أكبر لأنك خفت منه ما لا يقدر عليه.
وكذلك أن تخاف من مخلوق فيؤدي خوفك منه إلى أن تعمل له عبادة كأن تذبح له،كالخوف من شر الجن، فتذبح لهم إذا سكنت بيتاً خوفاً أن يؤذوك فهذا شرك أكبر.
ويكون الخوف شركاً أصغر: مثل أن يؤدي خوفك من شخص إلى ترك واجب أو فعل محرم. كمن حلق لحيته خوفاً من انتقاد الناس، أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من السخرية، فهذا شرك أصغر.
وهناك خوف طبيعي جائز ولا شيء فيه. كالخوف من اللص أو من حيوان مفترس.
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 02:32]ـ
من العبادة الخوف وهو: شدة الخشية والحذر.
الخوف من الله تعالى عبادة. وليس كل أنواع الخوف من غير الله شرك.
فإذا خفت من المخلوق مما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك أكبر، مثاله " تخاف من إنسان أو جن أن يقطعوا نسلك " وهذا لا يقدر عليه إلا الله، " تخاف أن يصيبك بالفقر أو العاهات الخلقية" هذا كله شرك أكبر لأنها أشياء لا يقدر عليها إلا الله.
وكذلك الخوف من الجمادات والأموات مطلقاً أن يصيبوه بمكروه، حتى ولو كان هذا المكروه يقدر عليه الميت لو كان حياً مثل " أن تخاف أن يضربك " فهذا شرك أكبر لأنك خفت منه ما لا يقدر عليه.
وكذلك أن تخاف من مخلوق فيؤدي خوفك منه إلى أن تعمل له عبادة كأن تذبح له،كالخوف من شر الجن، فتذبح لهم إذا سكنت بيتاً خوفاً أن يؤذوك فهذا شرك أكبر.
ويكون الخوف شركاً أصغر: مثل أن يؤدي خوفك من شخص إلى ترك واجب أو فعل محرم. كمن حلق لحيته خوفاً من انتقاد الناس، أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من السخرية، فهذا شرك أصغر.
وهناك خوف طبيعي جائز ولا شيء فيه. كالخوف من اللص أو من حيوان مفترس.
جزاك الله خيراً، فلقد فصلت وأفدت، ولكن:
إذا خاف الإنسان من الجن والسحرة من أن يضروه، ولم يتقرب إليهم بأي نوع من العبادة كالذبح
فهل يكون ذلك الخوف " طبيعي "؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 10:02]ـ
؟؟؟
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 10:24]ـ
وأنت من أهل الجزاء أخي "أبو عبد الله البطاطي"
الخوف الشركي أن يكون خوفه من الجن كما يخاف من الله تعالى بحيث يجعل للجن خصائص الله تعالى, فيخاف منهم أما مسألة خوفه من الجنس من أمر يقدرون عليه كالسحر مثلا فإن الله تعالى أثبت قدر الشياطين على السحر ,و قد سحر النبي صلى الله عليه و سلم ,و كذلك الخوف منهم فيما يقدرون عليه فهذا خوف طبيعي بشرط أن لا يؤدي هذا الخوف إلى ترك واجب أو فعل محرم.
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 10:27]ـ
وأنت من أهل الجزاء أخي "أبو عبد الله البطاطي"
الخوف الشركي أن يكون خوفه من الجن كما يخاف من الله تعالى بحيث يجعل للجن خصائص الله تعالى, فيخاف منهم أما مسألة خوفه من الجنس من أمر يقدرون عليه كالسحر مثلا فإن الله تعالى أثبت قدر الشياطين على السحر ,و قد سحر النبي صلى الله عليه و سلم ,و كذلك الخوف منهم فيما يقدرون عليه فهذا خوف طبيعي بشرط أن لا يؤدي هذا الخوف إلى ترك واجب أو فعل محرم.
أسأل الله أن يغفر ذنوبك، ويستر عيوبك، وأن يثبت قلبك على طاعته
وجزاك ربي الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 10:29]ـ
وإياك أخي
ـ[أسماء]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 10:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اضافة و توضيح ... منقول للفائدة
الخوف الطبيعي والخوف الشركي
الخوف الطبيعي والخوف الشركي
u فصل: شرك الخوف
وهو أن يخاف العبد من غير الله كخوفه من الله أو أشد.
ومنه: أن يخاف العبد من انسان أو أناس فيترك واجبًا، أو يرتكب محرما خوفًا منهم، ولم يصل الحال إلى حد الإكراه الملجيء، فهذا الخوف معصية، وهو شرك عملى.
v قال الله تعالى:} ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية {، (النساء؛ 4:77).
v وقال الله تعالى:} إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين {، (آل عمران؛ 3:175).
v وقال تعال:} فلا تخشوهم واخشوني {، (البقرة؛ 2:150).
v وقال تعالى:} فلا تخشوهم واخشون {، (المائدة؛ 5:3).
v وقال تعالى:} فلا تخشوا الناس واخشون {، (المائدة؛ 5:44).
v وأخرج ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري، عنه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «لا يحقرنَّ أحدكم نفسه!»، قالوا: يا رسول الله! كيف يحقر أحدنا نفسه؟! قال: «يرى أمراً لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله، عز وجل، يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيّ كذا وكذا؟!، فيقول: خشية الناس!، فيقول الله، تبارك وتعالى: فإياي كنت أحق أن تخشى». وهو حديث صحيح.
v وأخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «من التمس رضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس».
v وأخرج الترمذي، وأبو نعيم في «الحلية»، عن عائشة، رضي الله عنها، تخاطب معاوية: (من التمس رضى الله بسخط الناس، كفاه الله مؤونة الناس؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس)، وهو أثر صحيح.، وهو تعبير رائع لعائشة بالمعنى عن لفظ الحديث الصحيح السابق، وكلام رسول الله أبلغ، وأفصح، وأبين، وأكثر معنى.
وقد قال الشاعر، فأحسن:
إذا صح منك الود يا غاية المنى *********** فكل الذي فوق التراب تراب
وكل مخلوق فوق التراب، بلا شك تراب، فكيف تقدم خشية من خُلِقَ من التراب، على طاعة رب الأرباب؟!
u فصل: الخوف الطبيعى
وهو: كخوف الانسان من العدو والسبع والحية والوباء والموت وغير ذلك وهذا جائز على أن لا يتعدى حدود الخوف الطبيعي فينقلب إلى جبن وهلع، يتلف الشخصية، و يذهب بالعقل.
قال تعالى حاكيًا حال عبده ونبيه موسى عليه السلام، وهو واحد من أفضل خلقه:} فأصبح في المدينة خآئفا يترقب {، (القصص؛ 28:18)
وقال:} فخرج منها خآئفا يترقب {، (القصص؛ 28:21).
وقال موسى عليه السلام:} قال رب إني أخاف أن يكذبون v ويضيق صدري، ولاينطلق لساني، فأرسل إلى هارون v ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون {، (الشعراء؛ 26:12ــ14).
وقال موسى عليه السلام:} قال: رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون {(القصص؛ 28:33).
كتاب التوحيد (أصل الإسلام وحقيقة التوحيد)
باب أنواع من الشعائر التعبدية، والشرك العملى
أ. د: محمد بن عبد الله المسعري
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 12:10]ـ
وأخرج ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري، عنه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «لا يحقرنَّ أحدكم نفسه!»، قالوا: يا رسول الله! كيف يحقر أحدنا نفسه؟! قال: «يرى أمراً لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله، عز وجل، يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيّ كذا وكذا؟!، فيقول: خشية الناس!، فيقول الله، تبارك وتعالى: فإياي كنت أحق أن تخشى». وهو حديث صحيح.
بل ضعيف.
أبو البختري لم يسمع من أبي سعيد كما ذكر ذلك أبو داود.
وقد خالف شعبة الرواة عن عمرو بن مرة .. فرواه عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن رجل عن أبي سعيد الخدري. أخرجه احمد (3/ 91/11886) ط. مؤسسة قرطبة.
وقال الدارقطني في العلل 11/ 354: " والقَولُ قَولُ شُعبَةَ، عَن عَمرِو بنِ مُرَّةَ، عَن أَبِي البَختَرِيِّ، عَن رَجُلٍ لَم يُسَمِّهِ، عَن أَبِي سَعِيدٍ." اهـ
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 09:24]ـ
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (فأوجس في نفسه خيفة موسى) أي أضمر. وقيل: وجد. وقيل:أحس. أي من الحيات وذلك على ما يعرض من طباع البشر على ما تقدم.
وقيل: خاف أن يفتتن الناس قبل أن يلقي عصاه.
وقيل: خاف حين أبطأ عليه الوحي بإلقاء العصا أن يفترق الناس قبل ذلك فيفتتنوا.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 12:36]ـ
وكذلك الخوف من الجمادات والأموات مطلقاً أن يصيبوه بمكروه، حتى ولو كان هذا المكروه يقدر عليه الميت لو كان حياً مثل " أن تخاف أن يضربك " فهذا شرك أكبر لأنك خفت منه ما لا يقدر عليه.
الشيخ علي الخضير - فك الله أسره - أخطأ في تقرير ذلك.
فإن الخوف الذي هو شرك أكبر يكون من شيء لا يقدر عليه إلا الله .. فينسب هذه القدرة التي يختص بها الله تعالى إلى غيره، فكان مناط الشرك الأكبر هنا هو ذلك.
أما الخوف من الميت أن يخرج من قبره ويضربك .. وجعله من الشرك الأكبر .. فهذا خطأ .. فلا وجه للشرك الأكبر هنا. بل أقول هو سفه وجنون ..
وفي ذلك نسبة قدرة مخلوقة إلى الميت (وهي قدرة الضرب) .. ولم ينسب إليه قدرة إلهية تضاهيه بالله تعالى.
ومثاله .. رجل يخاف أن يسمع الميت كلامه مع صاحبه أمام قبره .. مع اختلاف العلماء في إثبات قدرة السماع للميت .. فهل نقول إن خوفه هذا شرك أكبر؟؟(/)
قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم ..
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم - حفظه الله -:
" إن الميدان الدعوى اليوم يموج بحالة من الخلل الناشئ عن " التضخم الكمي " الذي فرض نفسه على حساب "التربية النوعية " الأمر الذي أفرز كثيرا من الظواهر المرضية من أخطرها تطاول الصغار على الكبار والجهال على العلماء وطلبة العلم بعضهم على بعض حتى إن الواحد منهم ينسى قاموس التآخي وما أسرع ما يخرج إلى العدوان على إخوانه ويجردهم من كل فضل فلا يحلم ولا يعفو ولا يصبر ولكن يجهل فوق جهل الجاهلينا!! بل إن من طلاب " آخر الزمان " من غاص في أوحال السب والشتم والتجريح وانتدب نفسه للوقيعة فى أئمة كرام اتفقت الأمة على إمامتهم وهو لا يدري أنما ذلكم الشيطان يستدرجه إلى وحل العدوان وهو يحسب انه يحسن صنعا ويتوهم انه يؤدي ما قد وجب عليه شرعا.
فرحم الله من جعل عقله على لسانه رقيبا , وعمله على قوله حسيبا " أ. هـ
منقول
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:42]ـ
جزاك الله خيرا .. كلام جميل .. وسديد .. للشيخ المقدم وفقه الله ..
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 04:27]ـ
كلام عليه حلاوة ... جزى الله الشيخ المقدم خيرا ... و جزاكم الله خيرا على النقل.
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 04:48]ـ
جزاك الله خيرا ... قال الله تعالى: (قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها) ... اللهم زك أنفسنا أنت خير من زكاها، إنك أنت وليها ومولاها ...
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:42]ـ
هذا ما نراه في الواقع بلا دافع!!
فاللهم سلم سلم .. .. .
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 05:28]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 06:48]ـ
هذا ما نراه في الواقع بلا دافع!!
فاللهم سلم سلم .. .. .
صدقت -واللهِ- يا أخانا؛ صدقت واللهِ.
فاللهم سلم سلم من حدثاء! هذا الزمان؛ والله المستعان.
ـ[التبريزي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 08:59]ـ
كلام من ذهب .. فهل من معتبر؟
شباب صغير في السن، حظه من العلم قليل، تدين فوقع في فخ بعض أدعياء العلم ممن اخترعوا منهجا شاذا في الجرح والتعديل، فلما طبقوه واقعا فسق بعضهم بعضا، وتجرأوا على أعلام الإسلام العظماء، فلم يراعوا احتراما لابن حجر والنووي، ورأوهما أقزاما وغيرهما ممن لا حظ لهم في العلم والورع أعلاما، وهذا طريق شائك لمن سلكه، نتيجته ثمرة فاسدة كاسدة، ولا يجنى من الشوك العنب ...(/)
الصحف السعودية: صورتان من صور التخلف الفكري .. !
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:51]ـ
http://www.almotamar.net/photo/08-03-14-1130249168.jpg
لست في هذا المقال أتحدث من فراغ أو من حماس لا يحمل خلفية واقعية مطلعة على الصحف السعودية ++
فالحديث منبني على ملاحظة وجدت أنها تتكرر لدي أكثر من مرة أفتح فيها الصحف السعودية
عامة ماعدا القليل .. القليل منها.
الصورة الأولى من صور التخلف الفكري:
ألاحظ في اختيارهم الصورة .. رسالة يريدون توجيهها [[وبئست الرسالة]]، وليست مجرد صورة التقطتها عدسة صحيفتهم!! فألحظ التركيز دائماً على العنصر النسائي في التغطيات العربية عامة والسعودية بشكل خاص، وإنكم تذكرون ذلك العدد الذي أبرزت فيه صحيفة الرياض تلك المرأة التي تشرح للملك عبدالله مشروع وكيف وضعت الصورة في الصفحة الرئيسة؟؟!!!
الصورة الثانية من صور التخلف الفكري:
الإعتداء السافر على علمائنا الافاضل من قبل قلة من قطاع الخير في مجتمعنا ومن شرذمة ما عرف عنهم صفحة بيضاء في يوم من الأيام وإن أتت فلابد من تشويهها بالسواد والذي هو ديدنهم لا كثرهم الله ..
في حين عندما يموت النكرة والذي لقب زوراً وبهتاناً من قبل بني علمان [[بشاعر المقاومة]] .. ليلمعوا خيانته لأمته، ألا وهو الشاعر محمود درويش، وكيف لمع في إعلامنا ووضع خبر وفاته في الصفحات الرئيسية!!!
وعلى هذه الورقات نفسها تعرضوا للشيخ العلامة صالح الفوزان والشيخ العلامة عبدالرحمن البراك وغيرهم من علمائنا الأفاضل والذين هم وربي أولى بالتمجيد من هؤلاء الذين لم يعرفوا بنصرة لوطنهم فضلاً عن نصرة أمتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
بالفعل أيها القراء هذه الصورتان تبين التخلف الفكري الذي تعيشه صحافتنا السعودية، والواقع المر الذي يتضح من خلال الكتابات والآراء التي تتعارض مع النصوص الربانية والأحاديث المعصومة، بل أصبحت تتعرض لهذين الأصلين العظيمين والركنين المتينين ..
ألا تشاركونني هذا الكلام أحبائي؟
اللهم عجل بوعدك وانصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 07:10]ـ
صحفنا والله تجيب المرض. .
وفعلا أنا لحظت ما لحظته ولا أدري ما المصلحة من إبراز صور المرأة وكأنها مخلوق فضائي عمرنا ما شفناه!!!
هي خطة لاستمراء المنكر والاعتياد عليه والرضا بالمعصية، وإسقاط الهيبة عن علمائنا بأوامر من جهات عليا. . وفي فمي ماء!!
الله يرحم الحال وبس.
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 07:25]ـ
حلوه مخلوق فضائي ..
بالفعل أمر يحزن ..
حسبنا الله على اياد مدني(/)
الخطأ في تقرير توحيد الربوبية ....
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:41]ـ
الحمد لله ...
فيكثر على الألسنة مقولة أن كفار قريش كانوا يقرون بربوبية الله تعالى ... و كنت قرأت كتاب " تهذيب شرح الطحاوية" لأبي بصير الطرطوسي ـ بارك الله فيه ـ و قال على أن كفار قريش كانوا يقرون ببعض معاني الربوبية ....
وتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بأفعاله.
ومن أفعاله الخلق والرزق والتدبير.
وهنا مسألتان: المسألة الأولى: أن أهل الشرك أقروا لله تعالى بما ورد في الآيات فهذا صحيح قال تعالى {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
المسألة الثانية:أنهم أفردوا الله تعالى بالأفعال ولم يجعلوا له شركاء فهذا باطل. وبطلانه بدليلين: أما الأول فإنكارهم لبعض أفعال الله تعالى كالبعث والحشر ونشر الصحف والجزاء وغير ذلك من أفعاله جل جلاله فجميع هذه الأفعال لله تعالى يكفرون بها فهم إذن لم يقروا لله بأفعاله بل كفروا بها قال تعالى {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا .. } وقال العاص بن وائل وقد فت عظماً قد أرم [يا محمد أتزعم أن الله يبعث هذا]؟!
وأما الثاني: فإنهم يعتقدون أن هناك من المخلوقات من يستقل بتدبير بعض أمور الكون وهذا شرك في الربوبية.فمن أدلة ذلك مارواه الإمام البخاري والإمام مسلم عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب). ولهما من حديث ابن عباس بمعناه وهي سبب نزول قول الله تعالى {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.وعليه تعلم أنهم يعتقدون أن الأنواء تنزل الغيث والغيث من رزقهم فأين هذا من الشهادة لهم بأنهم أفردوا الله بأفعاله؟!
ومن ذلك اعتقادهم أن التمائم تدفع الضر لا على وجه السببية بل على جهة الاستقلال أو الشراكة لله تعالى أما دليل ذلك فقوله صلى الله عليه وسلم ((من تعلق تميمة فقد أشرك)، ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).ولا وجه لصرف ذلك إلى الشرك الأصغر. فالنصوص الشرعية تبقى على ظاهرها حتى يرد ما يصرفها عن ظاهرها من أدلة أخرى. قال ابن قتيبة في غريب الحديث:التميمة خرزة كانت الجاهلية تعلقها في العنق وفي العضد تتوقى بها وتظن أنها تدفع عن المرء العاهات وكان بعضهم يظن أنها تدفع المنية حيناً. ويدلك على ذلك قول الشاعر [من الطويل]
إذا مات لم تفلح مزينة بعده * فنوطي عليه يا مزين التمائما. أنتهى
وقال ابن الأثير الجزري رحمه الله إنما جعلها شركاً لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم فطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى الذي هو دافعه.قال فكان المعنى في هذا إن علقها معتقداً أنها تضر وتنفع كشريك لله فهو شرك مخرج من الملة. أنتهى
وقال الإمام ابن عبدالبر:" وهذا كله تحذير ومنع مما كان أهل الجاهلية يصنعون من تعليق التمائم والقلائد يظنون أنها تقيهم وتصرف البلاء عنهم وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل وهو المعافي والمبتلي لا شريك له فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم ".أ ـ هـ من كتاب التمهيد17/ 161
قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الطيرة: وإنما جعل ذلك شركاً لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعاً أو يدفع ضراً فكأنهم أشركوه مع الله تعالى. أنتهى من فتح الباري 10/ 213
فكونهم أقروا لله بالخلق والرزق وبعض الأفعال فلا يعني ذلك أنهم موحدون في الربوبية لأن معنى الربوبية أوسع من ذلك لأنه إيمان وتوحيد لله بجميع أفعاله لا بعضها.فتنبه لذلك.ومن الأفعال التي تجعلهم من أهل الشرك العظيم هو اعتقادهم أن معبوداتهم تملك النفع والضر كشركاء لله أو استقلالا.
و الله أعلم و نسبة العلم إليه أسلم.
.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 06:00]ـ
كلام سديد موفق، فإقرارهم كان بالخلق وبعض أفراد توحيد الربوبية، جزاك الله أخي ابن الوزير خيرا.
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 06:08]ـ
جاء في الملل والنحل للشهرستاني ج2ص248قال:كان قصي بن كلاب يقول:
أرباً واحداً أم ألف ربا:أدين إذا تقسمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعاً:كذلك يفعل الرجل الصبور.
وقيل هي لزيد بن عمرو بن نفيل. فتأمل في قوله أم ألف رباً فستجد أنهم يعتقدون التصرف والتدبير والعبادة لأرباب لالرب واحد.
وجزاكم أخي العز بن عبد السلام ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 07:00]ـ
أعتراف المشركين بالبعث والحشر هذا معلوم ومشهور وليس بخافي على من عرف شيئ من أحوالهم فقد كانوا في أشعارهم يؤمنون بالبعث ويصورون الحشر على طريقتهم حسب جهلهم ومعتقدهم
فمن ذلك قول النابغة الذبياني
فعلتهم: ذات الإله، ودينهم ... قويم؛ فما يرجون غير العواقب.
أراد جزاء الأعمال
وكذا قول جريبة بن الأشيم الأسدي في الجاهلية وقد حضره الموت؛ يوصي ابنه سعداً:
يا سعد إما أهلكن فإنني ... أوصيك إن أخا الوصاة الأقرب
لا تتركن أباك يعثر راجلا ... في الحشر يصرع لليدين وينكب
واحمل أباك على بعير صالح ... و ابغ المطية؛ إنه هو أصوب
ولعل لي مما تركت مطية ... في الحشر أركبها إذا قيل اركبوا.
وكان عمرو بن زيد بن المتمني يوصي ابنه عند موته:
ابني! زودني إذا فارقتني ... في القبر راحلة برحل قاتر
للبعث أركبها إذا قيل اظعنوا ... متساوقين معا لحشر الحاشر
من لا يوافيه على عشرائه ... فالخلق بين مدفع أو عاثر.
وقال زهير بن أبي سلمى المزني:
يؤخر، فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم حساب، أو يعجل فينقم.
وكان علاف بن شهاب التيمي كان يؤمن بالله تعالى وبيوم الحساب، وفيه قال:
ولقد شهدت الخصم يوم رفاعة ... فأخذت منه خطة المقتال
وعلمت أن الله جاز عبده ... يوم الحساب بأحسن الأعمال.
فالإيمان بالبعث والحشر كان معروف عند المشركين قبل البعثة ومنهم من كان ينكر ذلك كما حكى عنهم القرآن والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 06:11]ـ
/// وفقك الله .. ما العلاقة بين عنوان مقالك والمقال؟
/// وهذا موضوع سبق طرحه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=245
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 06:43]ـ
/// وفقك الله .. ما العلاقة بين عنوان مقالك والمقال؟
/// وهذا موضوع سبق طرحه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=245
لعل الأستاذ اليماني جعل هذا المقال مقدمة لما يروم ... ؟
فلننتظر طرحه .. !
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 10:02]ـ
اطلعت على المقال الذي أحال عليه الأخ الفاضل عدنان بخاري، وهو في غاية الجودة، جزاه الله خيرا.
ولا أدري هل من الضروري في هذا المنتدى قبل أن يطرح الكاتب أي موضوع أن يراجع فهرس المقالات؟
وأما الأخ الذي يقول أن الكفار كانوا يقرون بالبعث! ويستدل بأشعار نسبت لأفراد لاندري هل تثبت نسبتها أم هي منحوله؛ ويترك القرآن العظيم!
وأعوذ بالله أن أرمي أحدا من المسلمين بتهمة بدعة أو نية إفساد بلا بينة، وقد قرأت شيئا من مقالات الأخ ابن الوزير فلم أشعر بشيء من ذلك، فإن كان هناك بينة فأطلعونا عليها وأطلعوا القراء؛ لئلا يتحدث الناس أن هذا المنتدى يوقف كتابه.
ـ[محمد المسلمي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 11:15]ـ
بارك الله فيكم أخي كلام صحيح ... ومقولة: "المشركون موحدون في الربوبية" لا تصح لاوجه:
الوجه الأول: أن لازم إقرارهم بالربوبية الإقرار بجميع أفعال الله فالكفر بفعل واحد كالكفر بجميعها فمن أقر بالخلق وانكر الرزق فهو كافر بالله ولاينفعه إقراره بالرزق وكذا من انكر البعث أو غيرها من أفعال الله
الوجه الثاني: أنهم مع إقرارهم ببعض أفعال الله كما في آية: "ولئن سألتهم ... " لم يكونوا يفردون الله بالاستقلال بها بل يشركون معه وانظروا تكملة الآيات:
((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ89 بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون 90 ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون 91 عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون 92))
قال الإمام القرطبي في تفسيره: ((بل أتيناهم بالحق)) أي بالقول الصدق لا ما تقول الكفار من إثبات الشريك ونفي البعث. أ هـ
الوجه الثالث: أن هذا الاعتراف منهم او الإقرار لا يعني أنهم موحدون في الربوبية لأن التصديق والإذعان غير متوفر فيهم فكيف نقول أنهم موحدون؟ وأي توحيد هذا؟ فتأمل.
والحمد لله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 11:18]ـ
بارك الله فيكم أخي كلام صحيح ... ومقولة: "المشركون موحدون في الربوبية" لا تصح لاوجه: ...
/// ومن قال هذه العبارة بإطلاق؟ المقولة المعروفة: أنهم مقرون في الجملة بتوحيد الربوبية.
/// وتقدم الفارق بين الأول والثاني، ولازمهما.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 11:24]ـ
العز بن عبد السلام أضحك الله سنك
ياليتك أخي الكريم قبل أن تتعرض بالنقد لأخوانك أن تقرأ كلامهم جيداً
نحن قلنا أن أعتراف المشركين بالبعث شيئ معلوم ومشهور عندهم وذكرنا أمثلة من مقالاتهم في إثبات هذا الأمر .... هذه واحدة
والأخر نحن لم نترك القرآن كما تزعم بل قلنا في كلامنا السابق أن منهم من كان ينكر البعث كما حكى عنهم القرآن الكريم ... فلا يصح لك أن تحرف كلام أخوانك وتقولهم ما لم يقولوه فهذا الصنيع ليس بجيد من طالب علم.
فلو أنك طلبت صحة ما نقلناه من مقالاتهم في لإثبات إيمانهم بالبعث لأحلناك على المصادر وانتهى الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:11]ـ
هذا كلام للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله من كتابه الرائع (تبرئة الشيخين من تزويرأهل الكذب والبهتان) يرد فيه على بعض المخالفين وكلامه متعلق بموضوعنا فقد قال الشيخ ابن سحمان رحمه الله: (إذا تحققت ما قدمت لك من النظم والنثر في الرد علي هذا المزور الذي وضع هذه الاكاذيب من النظم والشرح علي السيد الإمام محمد ابن اسماعيل الصنعاني رحمه الله وتبين لك ما في كلامه من الخطأ والكذب والزور والبهتان والظلم والعدوان وأن هذا الكلام لا يليق بجناب السيد محمد بن اسماعيل الصنعاني رحمه الله فإنه كلام جاهل متناقض والسيد أجل قدراً من أن يتكلم بمثل هذا الكلام البارد السامج فعلم هذا المزور دليل النظم الأول بأبيات ذكر فيها أحكام الكفر وتقسيمه فذكر في القسم الذي لا يخرج عن الملة قوله: " قلت ومن هذا كفر من يدعو الأولياء ويهتف بهم عند الشدائد ويطوف بقبورهم ويقبل جداراتها وينذر لها شيئاً من ماله فإنه كفر عمل لا اعتقاد فإنه مؤمن بالله وبرسوله صلي الله عليه وسلم وباليوم الأخر لكن زين لهم الشيطان أن هؤلاء عباد الله الصالحين ينفعون ويشفعون ويضرون فاعتقدوا ذلك جهلاً كما اعتقده أهل الجاهلية في الأصنام لكن هؤلاء يثبتون التوحيد لله لا يجعلون الأولياء ألهة كما قاله الكفار انكاراً علي رسول الله صلي الله عليه وسلم لما دعاهم الي كلمة التوحيد اجعل الالهة الها واحد فهؤلاء جعلوا لله شركاء حقيقة وقالوا في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، فأثبتوا للإصنام شركة مع رب الأنام، وإن كانت عبادتهم الضالة قد أفادت أنه لا شريك له تعالي لأنه إذا كان يملكه وما مالك فليس شريكاً له تعالي بل مملوك فعباد الأصنام جعلوا لله انداداً واتخذوا من دونه شركاء وتارة يقولون الشفعاء يقربونهم الي الله زلفي، بخلاف جهلة المسلمين الذين يعتقدون في أوليائهم النفع والضر فإنهم مقرون بالوحدانية وافراده بالالهية وصدقوا رسله فالذي أتوه من تعظيم الأولياء كفر عملي لا اعتقادي، فالواجب هو وعظهم، وتعريفهم جهلهم، وزجرهم ولو بالتعزير كما أمرنا بحد الزاني والشارب والسارق من أهل الكفر العملي كما قدمنا في الابيات الأصلية حيث قلنا: وكم هتفوا عند الشدائد باسمها.
وكما قلنا: وكم عقروا في سوحها من عقيرة.
وكما قلنا: وكم طائف حول القبور مقبل إلي أخرها فهذه كلها قبائح محرمة من أعمال الجاهلية فهو من الكفر العملي فقد ثبت أن هذه الأمة تفعل أموراً من أمور الجاهلية فهو من الكفر العملي كحديث " أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب والإستسقاء بالنجوم والنياحه " أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري. فهذه من الكفر العملي لا يخرج بها الأ مة عن الملة بل هم مع إتيانهم بهذه الخصلة الجاهلية أضافهم إلي نفسه فقال من أمتي.
(فان قلت) الجاهلية تقول في أصنامها أنهم يقربونا إلى الله زلفى كما تقوله القبوريون ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله كما يقوله القبور أيضاً.
(قلت) لا سواء فإن القبوريين مثبتون التوحيد لله تعالى بالالهية قائلون إنه لا إله إلا هو ولو ضربت عنقه على أن يقول إن الولي إله مع الله لما قالها، بل عنده اعتقاد جهل أن الوالي لما أطاع الله من أطاعته كان له عنده تعالى جاه به يقبل شفاعته ويرجو نفعه لا أنه إله مع الله بخلاف الوثني، فإنه امتنع عن قول لا إله إلا الله حتى ضربت عنقه زاعماً أن وثنه إله مع الله ويسميه رباً والهاً كما قال يوسف عليه السلام: (أرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار) فسماهم أرباباً لأنهم كانوا يسمونهم بذلك كما قال الخليل عليه السلام: هذا ربي .. في الثلاث الآيات مستفهماً لهم مبكتاً متكلما على خطائهم حيث يسمون الكواكب أرباباً. وقال: (أجعل الآلهة إلها واحداً) وقال قوم إبراهيم عليه السلام: (من فعل هذا بآلهتنا؟ أأنت فعلت هذا بألهتنا يا إبراهيم) فقال إبراهيم عليه السلام مستفهما
(يُتْبَعُ)
(/)
(أإفكاً آلهة دون الله تريدون) ومنها تعلم أن الكفار غير مقرين بتوحيد الالهية ولا الربوبية كما توهمه من توهم من قوله: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله من خلق السموات والارض ليقولن الله خلفهن العزيز العليم قل من يرزقكم من السماء والارض أمن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله) فهذا اقرار بتوحيد الخالقية والرازقية ونحوهما لا أنه اقر بتوحيد الالهية لأنهم يجعلون أوثانهم الهة وأرباباً كما عرفت فهذا الكفر الجاهلي كفر اعتقاد ومن لازمه كفر العمل بخلاف من اعتقد في الاولياء النفع والضر مع توحيد الله والايمان به وبرسله واليوم الاخر فانه كفر عمل فهذا تحقيق بالغ وايضاح لما هو الحق من غير افراط ولا تفريط " الي اخر كلامه.
الجواب: أن يقال سبحان من طبع علي قلوب هؤلاء الجهلة حتي قلبوا الحقائق، وارتكبوا الأحموقة من الشقاشق فضلوا واضلوا عباد الله، وهذا الرجل الذي بلغ هذه الأكاذيب قد جاء بها شوهاء شمطاء لم تمتشط ولم تنتقب وظن من سفاهة رايه وقلة عمله وتحقيقه ومعرفته بدين الإ سلام الذي بعث الله به رسله وأ نزل به كتبه أن هذا هو التحقيق البالغ وايضاح الحق من غير افراط ولا تفريط وهو كلام متناقض مخالف للكتاب والسنة واجماع سلف الامة وائمتها ومخالف لكلام السيد الامير محمد بن اسماعيل الصنعاني رحمه الله مناقض له كما سنذكره إن شاء الله قريباً، ولولا أن هذا النظم وشرحه انتشر واشتهر أنه من كلام الأمير محمد بن اسماعيل الصنعاني وصدق به من كان في قلبه زيغ وعنده عداوة لأهل الإسلام الحنفاء لما رفعنا به رأسا لكن تعين علينا نصر الحق وبيانه والسعي في ابطال ماموه به هذا المبهرج علي خفافيش البصائر وليعلم كل من نظر فيه براءة السيد الأمير محمد بن أسماعيل من هذا الكلام الباطل المتناقض السامج البارد بذكر ما يناقضه ويرده ويبطله مما هو الحق والصواب الموافق لصريح السنة والكتاب من كلام السيد في تطهير الاعتقاد قال رحمه الله تعالى: فصل " اذا تقرر عندك أن المشركين لا ينفعهم الإقرار بالله تعالي مع اشراكهم في العبادة ولا يغني عنهم من الله شيئاً، وأن عبادتهم هي اعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون وأنهم يقربون من الله زلفي وأنهم يشفعون لهم عند الله تعالي فينحرون لهم النحائر وطافوا بهم ونذر النذور عليهم وقاموا متذللين متواضعين في خدمتهم ويسجدون لهم ومع هذا كله هم مقرون لله بالربونية وأنه الخالق ولكنهم لما اشركوا في عبادته جعلهم مشركين ولم يعتد باقرارهم هذا لأنه نافاه فعلهم فلم ينفعهم الاقرار بتوحيد الربونية، فمن شأن من أقر لله بتوحيد الربونية أن يفرده بتوحيد العبادة فإذا لم يفعل ذلك فالاقرار الأ ول باطل فقد عرفوا وهم في طبقات النار وقالوا: (تالله ان كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) مع أنهم لم يسووهم له من كل وجه ولا جعلوهم خالقين ولا رازقين لكن علموا ان صاروا في النار في قعر جهنم ان خلط الاقرار من ندرات الشرك وعدم توحيد العبادة صيرهم كمن سوي بين الاصنام وبين رب الانام قال تعالي (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) أى ما يقر أكثرهم في أقراره بالله وبأنه خلقه وخلق السموات والارض إلا وهو مشرك بعبادة الأوثان ... ) إهـ.
ـ[أبو المزايا المراكشي]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك أخي ابن الوزير جميل وسديد
لكن إلى أين تريد أن تصل؟
أفصح ولا تخف
كأني بك تريد رد قول من يقول أن مشركي اليوم أسوأ حالا من مشركي قريش،
أو كأني بك تريد الحديث في أقسام التوحيد كما قسمها شيخ الإسلام، وما بني على ذلك من التفصيلات والتفريعات،
هذا ما شممت رائحته، فأفصح فهي مواضيع تستحق النقاش.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 01:07]ـ
وأعوذ بالله أن أرمي أحدا من المسلمين بتهمة بدعة أو نية إفساد بلا بينة، وقد قرأت شيئا من مقالات الأخ ابن الوزير فلم أشعر بشيء من ذلك، فإن كان هناك بينة فأطلعونا عليها وأطلعوا القراء؛ لئلا يتحدث الناس أن هذا المنتدى يوقف كتابه.
يا أخي من ذكر وقف الكتاب؟ أبعد الله عنا وعنك الشر، لا تقل هذا، البلاء مُوكَلٌ بالمنطق. (ابتسامة)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 01:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك أخي ابن الوزير جميل وسديد
لكن إلى أين تريد أن تصل؟
أفصح ولا تخف
كأني بك تريد رد قول من يقول أن مشركي اليوم أسوأ حالا من مشركي قريش،
أو كأني بك تريد الحديث في أقسام التوحيد كما قسمها شيخ الإسلام، وما بني على ذلك من التفصيلات والتفريعات،
هذا ما شممت رائحته، فأفصح فهي مواضيع تستحق النقاش.
على العلم السلام إن كان الحكم على النوايا والمقاصد بالروائح وحاسة الشم ..
اعترفت أنه كلام سديد .. وجميل .. فمالداعي للتسور وراء النوايا بلا سلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 02:41]ـ
إذا كنت أيها الأخ المشرف تظن أن من البلاء الذي قد يحيق بالمرء أن يوقف من الكتابة في أي منتدى من منتديات الإنترنت التي تملأ أفق الشبكة، فقد عكست القضية!
إن المنتدى هو الذي لابد أن يحرص على الكتَّاب! ونحن بحمد الله لم نصنع معرفا على هذا المنتدى إلا بعد أن صنعنا من أنفسنا كتَّابا يصنعون منتدى.
ولولا أنني قد دخلت مع أحد الإخوة في نقاش عن مسألةٍ عقدية في هذا المنتدى وانتظر انتهاءها لكنت قد تركت الكتابة فيه بعد أن قرأت قولك: "يا أخي من ذكر وقف الكتاب؟ أبعد الله عنا وعنك الشر، لا تقل هذا، البلاء مُوكَلٌ بالمنطق. (ابتسامة) ".
وأبشرك أنني سأخرج من هذا المنتدى الآن، ولن أكتب فيه إلا إذا ردَّ الأخ عبدالله العمران على جوابي على تقريره، ولن أكتب إلا في الرد عليه فقط.
وأرجو الله أن يديم إشرافكم على هذا المنتدى، حتى تنبهوا من أوشك البلاء أن يقع به من منطقه. فهي مهمة جليلة.
وفي المنتدى إخوة تشهد مقالاتهم بعلم وفهم وسعة إدراك أسأل الله أن يبارك فيهم، وأدعوهم إلى المشاركة في أكثر من منتدى لتعم بهم الفائدة.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 03:50]ـ
وأرجو الله أن يديم إشرافكم على هذا المنتدى، حتى تنبهوا من أوشك البلاء أن يقع به من منطقه. فهي مهمة جليلة.
وفي المنتدى إخوة تشهد مقالاتهم بعلم وفهم وسعة إدراك أسأل الله أن يبارك فيهم، وأدعوهم إلى المشاركة في أكثر من منتدى لتعم بهم الفائدة.
هذا إنصاف عهدناه منك أخي الكريم، واختلاف معك في الرأي لا يفسد الود، ومن الذي لا يخطئ في المنطق، فكلنا ذوو خطأ، فلا تتعجل بالخروج والغروب.
لو أن أكثر المتناقشين تركوا النقاش إلى ذكر الفوائد، وحمل كلام إخوانهم بحسن نية على المحمل الحسن لكان لنا شأن آخر.
ولعل إدارة المنتدى تراجع أمرها في كيفية ترشيد النقاشات.
ومن رأيي المتواضع أن الإنسان لا يتقصد النقاش فإن بدا له أمر يستحق التصحيح والتعليق فليذكر كل ما عنده، ولا ينتظر قيل وقال كثرة السؤال فهذه أهل ما فيها الكراهة، مع ما يصاحبها من ضياع الوقت في مراقبة النقاش والردود وحمل الضغائن.
ـ[أبو المزايا المراكشي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 03:44]ـ
على العلم السلام إن كان الحكم على النوايا والمقاصد بالروائح وحاسة الشم ..
اعترفت أنه كلام سديد .. وجميل .. فمالداعي للتسور وراء النوايا بلا سلم ..
حنانيك يا حبيبي
لكن هناك قرائن، وابن الوزير بمجموع تدخلاته لا يخفى على اللبيب أنه يريد الوصول إلى ذلك، وبالمناسبة، أنا ليس عندي أي حرج في مناقشة أي كان، وتخطئة أي كان، مع العلم والعدل، فلا تتشنج علي بارك الله فيك.
ـ[محمد المسلمي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:20]ـ
/// ومن قال هذه العبارة بإطلاق؟ المقولة المعروفة: أنهم مقرون في الجملة بتوحيد الربوبية.
/// وتقدم الفارق بين الأول والثاني، ولازمهما.
سيدي عدنان بارك الله بكم.
ماحد قولك: "أنهم مقرون في الجملة بتوحيد الربوبية" هل تقصد أنهم مقرون ببعض أفعال الله أم ذا؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:33]ـ
ماحد قولك: "أنهم مقرون في الجملة بتوحيد الربوبية" هل تقصد أنهم مقرون ببعض أفعال الله أم ذا؟!
/// بارك الله فيك .. معناه ما تقدَّمت الإشارة إليه في الرابط السابق من الموضوع الذي تكلمت فيه عن هذا الموضوع:
///: لا يُقال إنَّه لم يشرك أحدٌ في توحيد الربوبية إلا فرعون و و .. ، بل الشرك فيه -قلَّ أوكثر، بان أوخفي- واقعٌ في كلِّ الأزمان ومن سائر الأمم إلا من شاء الله، حتى في أمَّة محمَّد ..............
/// والصواب في التعبير والمعنى أنْ يقال: لم ينكر توحيد الربوبية رأسًا، بإنكار وجود الله، فضلاً عن صفات ربوبيَّته =أحدٌ غير فرعون وطائفة قليلة: (ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري)، وهؤلاء في الحقيقة قد آمنوا به في دواخلهم: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوًّا)، ولذا لمَّا أدركه الغرق قال: (آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل)؟!
/// وقد ذكر الشهرستاني في الملل: أنَّه لم ينكر وجود الإله إلا طائفة لا يؤبه لها، وإلا فما من خلق لله إلا وهو مقر بذلك.
...................
/// إطلاق الرب على الإله من جهة الاصطلاح أواللزوم، لا اللُّغة، فمن جهة اللُّزوم هو ما أشارت إليه فتوى دار الإفتاء السابقة، مع مغالطتهم في توجيهه، إذ من عبد إلهًا فقد أقرَّ له بالربوبيَّة بالتضمُّن، وإلَّا فتبقي الحجة عليه بـ (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئًا؟).
/// وبالعكس -أيضًا- من أقرَّ بالربوبيَّة لشيءٍ وجب عليه ولزم أن يؤمن بألوهيَّته.
............ المشركين كانوا يقرِّون بالربوبيَّة لله تعالى في الجملة، وإن كانوا يعتقدون أنَّ لآلهتهم شركًا في بعض أفرادها، وإن كانوا في دواخل نفوسهم لا يعتقدون ذلك: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوًّا)، وحجَّتهم البليدة: (إنَّا وجدنا آبائنا على أمَّة)؛ لذا فهم عند المحاققة ينفضُّون عن تلك الآلهة ويعترفون بعدم استحقاقها للألوهيَّة لعدم قدرتها على الاتصاف بخصائص الربوبية، كما في هذه القصَّة.
/// وكما في قِصَّة امريء القيس حين استشار الإله المبجَّل (ذا الخصلة)!! على قتال بني أسد -قاتلي أبيه- أوترك قتالهم، فلم يعجبه منعه، فضرب بالأزلام في وجه الإله! وترك الأخذ برأيه، وقال:
لو كنتَ يا ذا الخلصة الموتورا /// مثلي وكان شيخك المقبورا
لم تنه عن قتل العداة زورًا
/// وكما في قوله تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلمَّا نجَّاهم إلى البر إذا هم يشركون) .. والأمثلة كثيرة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 05:59]ـ
الحمد لله ...
أولا: على بعض الاخوة الكرام تجنب الشق على القلوب و البحث في النيات, بدعوى وجود القرائن, فلست أدري لم "نظرية المؤامرة" تسيطر على عقولنا أثناء التناقش مع الآخر {المخالف لنا} ,ففتح هذا الباب شر. و الأفضل أخذ الناس بظواهرهم حتى يتبين العكس ...
ثانيا: أنا فقط أردت التنبيه على هذه المسألة, لأني كنت أقرأ في كتب أيمة الدعوة ـ رحمهم الله ـ و أجدهم يذكرون هذه المسألة دون تفصيل ... يقول الامام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ:"وإلا فهؤلاء المشركون مقرون ويشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي إلا هو، ولا يميت إلا هو، ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السماوات السبع ومن فيهن والأراضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره." {كشف الشبهات ص:6}
فهل كفار قريش كانوا يقرون بكل ما ذكره الامام ـ رحمه الله ـ؟؟؟
وقد بينت آنفا أنهم كانوا يقرون ببعض أفعاله ـ سبحانه ـ ولكن يشركون معه غيره فيها ... كالرزق ...
و الحق أن الكتاب و السنة لم يفرقوا بين الإله و الرب ... قال تعالى:"ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار" سورة يوسف. و قال بعدها ـ سبحانه ـ:"ما تعبدون من دونه إلا أسماءسميتموها أنتم و آباؤكم" الأية .. فعبادتهم كانت لتلك الأرباب المتفرقة.
و قال تعالى:"و لا يامركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا" آل عمران.
وقال تعالى:" قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء" سورة الأنعام.
و من السنة, ما جاء في الصحيحين, في حديث الرؤية يوم القيامة:" ..... فيبقى المومنون, فيتجلى لهم في غير الصورة التي يعرفونها, فيقولون: نعوذ بالله منك, ثم يتجلى لهم في الصورة التي يعرفون, فيقولون: أنت ربنا حقا".
و مما قال المغيرة ـ رضي الله عنه ـ يوم القادسية:" ..... و الله ماذاك جاء بنا, و لكنا كنا قومانعبد الحجارة و الأوثان, فإذا رأينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه و أخذنا غيره, و لا نعرف ربا .. " أخرجه الحاكم في "المستدرك و قال: صحيح الاسناد و لم يخرجاه و وافقه الذهبي {كتاب معرفة الصحابة/ذكر مناقب المغيرة بن شعبة}.و الشاهد قوله:" لا نعرف ربا".
و سؤال الملكين في القبر لا يكون عن الاله بل عن الرب, فإذا كان المشركون مقرون بالربوبية, فلماذا لا يجيبون؟؟؟ كما في الصحيحن.
القصد, أن الامام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ قدم هذه المقدمة و هي أن مشركي قريش مقرون بتوحيد الربوبية, ليبني عليها أنه لا فرق بينهم و بين من كانوا في زمانه ـ رحمه الله ـ ليخرج بالخلاصة التالية: فالأولون مقرون بالربوبية و الآخِرون مقرون بذلك, و الأولون إنما أشركوا في الألوهية و كذلك فعل الآخِرون ... فلا فرق بينهم من حيث الحكم فالكل قد كفر بالله العظيم و لا يعذرون بالجهل أو التأويل ...
ملاحظة: قال الدكتور صلاح الصاوي:" ليس هناك حدود فاصلة فيما يدخل في توحيد الربوبية و بين ما يدخل في توحيد الألوهية و بين ما يدخل في توحيد الأسماء و الصفات, بل إن هذا التقسيم ابتداء على هذا النحو لم يرد به فيما نعلم آية محكمة, أو سنة متبعة, و العبرة كما يقولون بالمقاصد و المعاني لا بالألفاظ و النباني. إ.هـ {الثوابت و المتغيرات ص:158}.
و لكن لا بأس باستعمال هذا التقسيم من حيث الاصطلاح لا من حيث إسقاط أحكام التكفير بناء عليه. و الله أعلم.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 09:19]ـ
يقول الامام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ:"وإلا فهؤلاء المشركون مقرون ويشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي إلا هو، ولا يميت إلا هو، ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السماوات السبع ومن فيهن والأراضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره." {كشف الشبهات ص:6}
فهل كفار قريش كانوا يقرون بكل ما ذكره الامام ـ رحمه الله ـ؟؟؟
أخي الكريم رجعت إلى كشف الشبهات في الموضع المحال عليه فكان النص بتمامه كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق هو وحده لا شريك له، وأنه لا يزرق إلا هو، ولا يحيي ولا يميت إلا هو ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السموات ومن فيهن، والأرضين والسبع ومن فيهن، كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره، فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى: ((قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون)) سورة يونس: 31.
وقوله: ((قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله قل أفلا تتقون، قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون)) سورة المؤمنون: 84 – 89. وغير ذلك من الآيات.
وكما ترى فإن عملية الاقتباس السليمة تظهر للقارئ مأخذ الشيخ في تقريره، وتبين أنه لم يأت به من عندياته، وإنما هو مدلول الآيات الكريمات التي ذكرها دعماً لقوله، فإذا أزلت الدعامة وعرضت القول مجرداً عن الدليل فما نصحت.
الأمر الثاني: تقول وفقك الله:
و الحق أن الكتاب و السنة لم يفرقوا بين الإله و الرب ...
لا أظنك تقصد أن ورود هاتين الكلمتين في مواضعها كان عشوائياً!
وكذلك لا أظنك ترى في من يثبت التقسيم الثنائي أو الثلاثي تفريقاً بين من يشار إليه بالرب أو بالإله!
وأخيراً لا أظنه يخفى عليك أن معنى كلمتي الرب والإله في اللغة مختلف متباين! فالأولى تتعلق بما يوليه الرب من عناية ورعاية، والثانية تتعلق بما يكون له من عبادة وألوهية.
فالذي يتحصل من ذلك أن الأمر جد يسير، والفرق بين الأمرين واقع لا شك فيه، واللزوم لم يحصل دائماً في الواقع بمعنى أن بعض من أقر بالأولى لم يلتزم بالثانية ولا يعكر عليه أن بعض من لم يقر بالأولى لم يلتزم بالثانية كما هو ظاهر!
مع أن اللزوم واجب فمن كان حقيقة يؤمن بالله رباً لا شريك عليه يلزمه عقلاً وشرعاً أن يفرده بالعبادة.
هذه كل الفكرة ببساطة ولا أدري ما استشكالك أو استشكال الصاوي أو استشكال غيركما عليها!
والله تعالى أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 11:11]ـ
/// ما تنقله وتقرره ابن الوزير قد تقدم الرد عليه في موضوعي المشار إليه. ولا داعي لإعادة التكرار بتكرار المعاد. وبدل أن يردد المرء كلام غيره فليناقش ما أورد على مثله. فالوقت أنفس من هذا الصنيع.
/// ولو أخرجتني من نظرية المؤامرة التي تعتقد الناس واقعين فيها، هل لك أن تجيبني عن الرابط بين عنوانك "الخطأ في تقرير توحيد الربوبية" وبين مشاركاتك في الموضوع كله.
/// وحتى لا تقع في نظرية المؤامرة أرجو مناقشتي دون إساءة الظن بي .. وفقك الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 11:44]ـ
أخي ابن الوزير القول الذي تعترض عليه وتنسبه إلى إمام الدعوة واتباعه ليس هم أول من قال به أو أخترعه بل هذا صريح القرآن الكريم وقد قال به كبار أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن أبي العز والصنعاني والشوكاني وصديق خان والألوسي وغيرهم كثير.
وعلى كل حال فهناك كتاب عظيم عنوانه (الشرك في القديم والحديث للشيخ أبو بكر محمد زكريا) سوف تجد فيه تفصيل مطول ورائع حول هذه المسألة فأنصح بأن تقرأ فيه.
وهذا رابط الكتاب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1324&highlight=%C7%E1%D4%D1%DF+%C7% E1%DE%CF%ED%E3
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 03:27]ـ
/// ما تنقله وتقرره ابن الوزير قد تقدم الرد عليه في موضوعي المشار إليه. ولا داعي لإعادة التكرار بتكرار المعاد. وبدل أن يردد المرء كلام غيره فليناقش ما أورد على مثله. فالوقت أنفس من هذا الصنيع.
/// ولو أخرجتني من نظرية المؤامرة التي تعتقد الناس واقعين فيها، هل لك أن تجيبني عن الرابط بين عنوانك "الخطأ في تقرير توحيد الربوبية" وبين مشاركاتك في الموضوع كله.
/// وحتى لا تقع في نظرية المؤامرة أرجو مناقشتي دون إساءة الظن بي .. وفقك الله.
المسألة أخي الحبيب ليست في التكرار, بل لها علاقة بمدى قوة أو ضعف ما ذهبتم إليه, وهل له نصيب من النظر أم لا.
و العلاقة ظاهرة أخي الحبيب, فقد بينت أن الخطأ في تقرير الربوبية عند الامام محمد بن عبد الوهاب ـرحمه الله ـ جعله يذهب إلى أن المشركين مقرون بتوحيد الربوبية.
و حاشا لله أن أظن بك السوء أخي الحبيب و أنت ممن ينتسب للسنة و أهلها ... و كلامي عن أصحاب شق القلوب فقط ... بارك الله فيك أخي الحبيب ...
ـ[توبة]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 04:44]ـ
كافرون و مقرون بالربوبية ... ممكن.
كفار و محققون لتوحيد الربوبية ... لا يستقيم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:01]ـ
أستاذنا الفاضل أبا عائشة المغربي ـ بارك الله فيه ـ ...
استدلال الامام محمد بن عبد الوهاب بتلك الآيات على ما ذهب إليه من أن المشركين لم يشركوا في الربوبية, استدلال قاصر , لأنه رحمه الله لم يجمع الأدلة كلها ... فالمشركون أشركوا مع الله غيره حتى في الربوبية ... و ذكرت أعلاه الأدلة على ذلك.
أما الفرق بين الرب و الاله كما ذكرتم ظاهر في الحقيقة اللغوية أما في الحقيقة الشرعية فلا فرق لأن الله تعالى قال:" ءأرباب متفرقون خير أم اللهالواحد القهار" فلم يفرق في هذه الأية.
فالامام كا ذكرتُ نسب للمشركين توحيدهم لربوبية الله ,فبنى عليها عدم إجراء الموانع على من تلبس من المسلمين ببعض الشركيات لأنه لا فرق بينهم و بين الأولين, فعنده أن قريشا لم ينفعهم توحيد الربوبية فكذلك هؤلاء المتلبسون بالشرك من المسلمين.
و الفرق أن المشركين أشركوا في الربوبية و أن المتلسبين بالشرك من المسلمين لم يشركوا في الربوبية ... لأن الأولين كانوا يقصدون عبادة تلك الأرباب المتفرقة و أن لها تأثيرا مستقلا ... أما الأخرون فلا يقصدون التعبد و التقرب و عقد النية على ذلك.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في: "معجم الشيوخ":
"ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا: ألا نسجد لك؟ فقال: لا، فلو أذن لهم لسجدوا سجود إجلال وتوقير لا سجود عبادة كما سجد إخوة يوسف عليه السلام ليوسف. وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا بل يكون عاصيا فليعرف أن هذا منهي عنه وكذلك الصلاة إلى القبر"انتهى
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 12:54]ـ
*أيها الأحبة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
*أحبتي الكرام موضوع أخينا المتسمي بـ"الشريف ابن الوزير اليماني" منقول بتصرف من رسالة في وريقات -بداية الموضوع+الحجج والمناقشات- عنوانها "الخطأ في تقرير توحيد الربوبية" لرجل أعرف اسمه ونسبه ومكانه سمى نفسه بـ"غيث بن عبد الله الغالبي" يلمز فيها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ويرد عليه وعلى ما جاء في كتابه "كشف الشبهات" ...
*غيث هذا ممن تأثر بدعوة صالح الأسمري للتفويض والتصوف وهو من تلامذته، وقد أفسد عقيدة شباب أغرار عندنا، ونفخ فيهم، وقد رأيت كتابات بعضهم وعرفتهم في "ملتقى أهل الحدث" و"أهل التفسير"، وهم يكتبون في الأصلين والرياحين، ويعدون سعيد فودة الكاذب الأشعري المحترق إماما ومجددا، ويغلون في شيخهم الأسمري وفي تلميذه "غيث" هذا ..
*وقد عرفت مضمون هذا الموضوع من عنوانه قبل أن أقرأه، ثم لما قرأته قارنت بينه وبين المذكرة التي تحمل نفس العنوان، فوجدت كاتب الموضوع ينقل منها بتصرف، لكن بغير ذكاء ولا زكاء .. فلله در هؤلاء .. أي أرحام ولدتهم، أيظنون أننا أهل السنة لا نقرأ، أحسدهم على هذا الجبروت الفكري الذي يملكونه، كما أحسدهم على صفاقة وجوههم في الباطل!! ..
*وهذه المذكرة لها ثلاث أخوات في مواضيع أخر، منها الرد على كتاب الشيخ سفر الحوالي حفظه الله: "منهج الأشاعرة في العقيدة" -الصغير-، وقد قتلتها بحثا وردا منذ فترة، ثم أخذني منها الملل .. والقرف .. وثقلت على صدري .. فكأنني أمر على جيفة إذا قرأتها، وأعلم والله أن شجرة دعوتهم كحنظلة ممتدة الأوراق والأفرع، منتفخة الثمار، ولكن لاجذر لها، فعما قليل تموت، ولو ناقش طالب علم -قوي الشكيمة راسخ العلم- أحدهم الآن مواجهة، دون أن يتستر خلف لوحة المفاتيح، ولا يتخفى بالأسماء الحركية، لأخذه المقيم المقعد، وشرق بريقه ..
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 01:15]ـ
خانك ذكاؤك يا عبد الله,,,فأصل المسألة استفدتها من مبحث للشيخ المجاهد أبي بضير الطرطوسي ـ حفظه الله ـ في كتابه:" تهذيب شرح العقيدة الطحاوية".كماذكرت أعلاه ... و هذه المسألة لو قرأتها في أكثر من مرجع لوجدت الكلام فيها متشابها ... فالعلم يستقى بعضه من بعض ... و قد رميتني بشيء لا دليل لك عليه .... و يشهد الله تعالى أن عنوان مقالتي جئت به من عندياتي و لم أقرأ تلك الرسالة التي ذكرت أن اسمها على اسم مقالتي ... و لم أقرأ كذلك الرد على كتاب شيخ مشايخنا الشيخ الحوالي ـ حفظه الله ـ للغالبي.
فاتقي الله تعالى ... و لا تعتقد أنك من المدققين بكلامك هذا الذي ليس له في ميزان الحق اعتبار ......
ـ[صالح المقبلي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 01:39]ـ
قرأت مداخلة الأخ عبد الله بن سالم فألفيتها كلمات سطرت للتشويش ... و التشغيب و الظهور بمظهر الذكي الفطن المطلع ... دون المشاركة و بيان الباطل الذي تعتقده في هذا القول ... أنا بنفسي قرأت أكثر من مرجع في هذه المسألة فوجدت الكلام فيها متشابها كما لو قرأت كتب أهل السنة في باب الصفات تجد أن ما يقوله الأول يعيده الآخِر .. وهذا لا ضير فيه مادام المتبني لذلك القول ضبط مخارجه و مداخله ... و إن شئت قارن كتب شيخ الاسلام ابن تيمية و تلميذه الامام ابن القيم ـ رضي الله عنهما ـ و كتاب الشريف محمد بن إبراهيم بن الوزير" إيثار الحق على الخلق" و بين كتاب الامام صالح المقبلي" العلم الشامخ" ...
و لا تتسرع في عرض ردك حتى تراجعه قولك" أهل الحدث" .... أهل الحديث ...(/)
قناة العربية تشن هجوماً على الشيخ د عبدالرحيم السلمي بسبب مطالبته بحماية حقوق العلماء
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 08:06]ـ
في وقتٍ ينتهك فيه الليبراليون ومَن تبعهم العلماءَ الشرعيين في وسائل الاعلام المختلفة
جاء الشيخ الدكتور عبدالرحيم السلمي - وفقه الله - يطالب بحماية حقوقهم، وذلك في مقالتين على هذين الرابطين:
http://almoslim.net/node/91562
http://almoslim.net/node/97108
وقد هزّ ذلك بني ليبرال ومَن تبعهم، مما جعلهم يترنّحون.
وإليكم هذا اللون من الترنّح الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
==========================
العربية. نت
محمد حسن علوان
يدعو الدكتور عبدالرحيم السلمي إلى إنشاء هيئة رسمية لرعاية حقوق العلماء يكون من مسؤولياتها، حسب ما جاء في مقالتيه المنشورتين في موقع القلم وموقع المسلم، (( ... حماية العلماء من اعتداءات الصحافة والإعلام ومقاضاة من يقوم بها)). والدكتور السلمي الذي أسهب في توضيح مكانة العلماء في المجتمعات، ثم في توضيح ما تتعرض له هذه (المكانة) من هجوم شاركت فيه أطراف عديدة منها حسب رأيه (الصوفية، والاستعمار، والعلمانيون، والشيعة ... الخ)، لم يذكر أي آلية معتبرة لتحديد قائمة العلماء الذين يجب أن تتولى هذه الهيئة أعمال المحاماة المجانية لهم، واكتفى بذكر شرطين فقط للانضمام لهذه القائمة العاجية: أن يكونوا علماء شريعة، وأن يكونوا من أهل السنة والجماعة!
مقالة الدكتور السلمي من القراءة الأولى تبدو مادة مناسبة لجدل تياري طويل. فمن المتوقع أن يفسرها التيار الديني المحافظ على أنها الخطوة التي طال انتظارها بعدما تأثر تيارهم من تسارع نمو العقل النقدي في المجتمع، الأمر الذي لم يعتادوا عليه في العقود الماضية، بينما يُتوقع أن يفسرها التيار الليبرالي المنفتح على أنه مشروع إنشاء كيان رقابي آخر، إضافةً إلى الكيانات الحالية، مهمته تخويف الكتاب والصحفيين، وقطع دابر النقد، وإعادة تثبيت الدوغمائية والأحادية في ذهنية المجتمع. وما بين التيارين أطيافٌ مختلفة من التوسط والتمذهب سترى في مطالب الدكتور السلمي قراءات مختلفة، لاسيما وأن مقالته هاجمت مذاهب أخرى، وتيارات مختلفة، وأطلقت تشكيلة متنوعة من الاتهامات لأطراف عدة.
وبشكل نظريّ، فإن أي مطالبة بإنشاء مؤسسة حقوقية هي مشروع إيجابي يدعو للتفاؤل بشكل عام. لاسيما وأن إشاعة الثقافة الحقوقية من الأمور القليلة التي تتفق التيارات على وجوبها، وتختلف في كيفيتها. ولو كان ذلك ممكناً، لتمنينا أن تُقام مؤسسة حقوقية لكل من يعيش في هذا الوطن، وهو الأمر الذي انتقد عليه الدكتور السلمي الليبراليين، واتهمهم ضمناً بأنهم (يتظاهرون) بالإنسانية عندما يطالبون بإقامة مؤسسات حقوقية للإنسان والحيوان، كما انتقد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أنها مشغولة (بالحقوق النسائية)! وهذا يشير إلى أن الدكتور السلمي يملك مشروعاً حقوقياً مختلفاً عن المشاريع الحالية القائمة في أرض الوطن.
الواضح جداً أن الدكتور السلمي يرتكز في مطالبته بإنشاء (هيئة حقوق العلماء) على رؤيتين أساسيتين: الأولى، أن علماء الشريعة من أهل السنة والجماعة يستحقون حصانة حقوقية أعلى من الحصانة الحقوقية التي ينالها أي مواطن ومقيم بما أوتوا من العلم وبأهمية دورهم في المجتمع، والثانية، أن علماء أهل السنة والجماعة لا بواكي لهم عندما يتعرضون للنقد في الصحف والإعلام، مما يستدعي حمايتهم معنوياً وحقوقياً، لأن في حمايتهم حماية للمجتمع.
ورغم الفئوية الضيقة التي يريد الدكتور السلمي أن يطبقها في تعريفه للعلماء، فإن إقامة مؤسسة حقوقية لفئة خاصة هو أمر مقبول عموماً، ومن حق الدكتور السلمي المطالبة بتأسيس (هيئة حقوق علماء الشريعة من السنة)، مثلما أنه من حق أي شخص المطالبة بتأسيس (هيئة حقوق مهندسي الميكانيكا في حقل شيبة) أو (هيئة حقوق ملاك الأحياء العشوائية في جدة). وأتمنى شخصياً أن ينجح الدكتور السلمي في مطالبته ومسعاه شرط أن تكون هذه الهيئة مؤسسة حقوقية فعلاً، تمارس العمل الحقوقي النظامي الذي يحفظ حقوق العلماء دون أن يخل بحقوق الآخرين، وهذا من يتمناه أي حقوقيّ، ولكن هل هذا ما سيكون عليه حال الهيئة إذا تأسست فعلاً على أرض الواقع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يجعل إجابة هذا السؤال بالإيجاب صعبة هو أن الدكتور السلمي لوّح بكلمة (المقاضاة) كجزء من آلية الدفاع عن حقوق العلماء، ثم ألمح في عدة مواضع إلى وجوب الرد إعلامياً وتوعوياً على الهجوم الذي يتعرض له العلماء. ولم يوضح كيف يمكن أن تتم هذه (المقاضاة) وهذا (التعاطي الإعلامي)، وحتى تتضح هذه الأبعاد، سنتمنى في أعماقنا ألا تكون النيّات المبطنة هي تحويل الهيئة إلى وحش قانوني مؤذ، ولا إلى آلة بروباجاندا مؤدلجة.
السؤال الذي ينبغي طرحه عند التفكير في إنشاء هيئة كهذه هو: لماذا يرى الدكتور السلمي أن علماء الشريعة السنّة يحتاجون فعلاً إلى هذا الدفاع المؤسساتي؟ أيراهم يمرّون بحالة من الضعف غير المبرر مؤخراً، أم أن ما كانوا عليه سابقاً كان حالة من القوة غير المبررة؟ هل عادت الأمور نسبياً إلى مجراها الطبيعي المتوازن، أم انتكست بشكل غير عادل من وجهة نظر الدكتور؟ ما الذي تغيّر بين الأمس واليوم يستدعي قيام هذه الهيئة حتى تعيد الأمور إلى نصابها الذي يراه الدكتور السلمي مناسباً؟
لا أعتقد أن قانوناً ما قد أحدثته الدولة مؤخراً تسبب في هذا الضعف الحقوقي للعلماء حتى يتطلَّب الأمر مؤسسات تحميهم، كما أن (الليبراليين) الذين اتهمهم الدكتور بالتآمر على العلماء و ( .. إقصاء دورهم في المجتمع والجرأة عليهم واحتقارهم وتفكيك وحدتهم، وإثارة الخلافات بينهم .. )، ليسوا فئات جديدة في خريطة الوطن الفكرية، وقد كانوا موجودين من قبل عندما لم يكن ثمة حاجة لإقامة مؤسسة حقوقية للعلماء. إذن، بما أن القوانين القضائية ظلت ثابتة، وبما أن (الليبراليين) كانوا هنا منذ بدايات المجتمع، فلم يبق إلا ثلاثة متغيرات يمكن أن يكون قد نتج عنها هذا الظرف الذي يستدعي قيام هيئة حقوق العلماء: المتغير الاجتماعي، والفكري، والثقافية.
إذا كانت هذه المتغيرات الثلاثة هي التي استدعت قيام هذه الهيئة، فماذا تبقى إذن؟ وكيف ستتعامل الهيئة مع متغيرات كبرى كهذه، يصعب التحكم فيها، و التأثير عليها؟ أي الأداتين اللتين لوّح بهما الدكتور السلمي (المقاضاة) و (النساط التوعوي والإعلامي) ستكفل للهيئة تحقيق أهدافها؟ هل ستقاضي الهيئة (المجتمع) بسبب تغيّر نظرته للعلماء عن ذي قبل؟ هل يمكن لأروقة المحاكم وساحات القضاء أن تؤثر فكرياً وثقافياً في الناس بما يضمن للعلماء ولاءً تلقائياً، وحصانة ذاتية؟ هل المقاضاة هي حل استراتيجي فعّال للمشكلة التي يشكو منها الدكتور، أم أنها مجرد فزّاعة لتخويف الطيور الناقدة؟
من الواضح أن المقاضاة ليست الوسيلة المثلى لتحقيق أهداف هذه الهيئة إذن. ولو تمّ تفعيل الخيار القضائي وتسليطه على الإعلام، فسيتحول تدريجياً إلى آليّة تشفٍّ بين التيارات، وخياراً مؤقتاً لتطريب مجموعة متشددة من المريدين، وسيكون المتضرر الأول منها هم (العلماء) أنفسهم الذين قامت الهيئة لحمايتهم، فأساءت لهم من حيث لم تحتسب. لاسيما والجميع يعلم أن القضية التي تُرفع ضد صاحب فكرة ما، هي أفضل مسوّق لفكرته. ولاشك أن القائمين على هذه الهيئة، في حال إنشائها، سينتبهون عاجلاً أو آجلاً إلى ذلك، ولن يبقى أمامهم إلى خيار الإعلام، وبذلك تتحول الهيئة إلى جمعية أهلية ذات أجندة توعوية محددة، تمارس عملها في مساحات إعلامية معتادة.
وحتى تخرج هذه الهيئة إلى النور لا يمكننا أن نحاكم سلوكها بشكل استباقي، ولكن علينا أن نتوقع قيام هيئات أخرى على نفس المنوال، ووفقاً لنفس الدوافع مثل: هيئة حقوق الليبراليين، وهيئة حقوق الصحفيين، وهيئة حقوق كتّاب الرأي، وهيئة حقوق المدوّنين، والتي يبدو، وفقاً لظروف الصراع التياري، أنها ستكون خصوماً عنيدة لهيئة حقوق العلماء التي يطالب بها الدكتور السلمي. وعلى كل حال، فإنه حسب الأسلوب الذي ستمارس به هذه الهيئات نشاطاتها، فمن المتوقع أن ننتهي إما إلى فوضى حقوقية وصراخ إعلامي، أو إلى عالم حقوقي فانتازي يأخذ بأيدينا جميعاً إلى أولى عتبات المجتمع المدني.
* خاص لموقع "العربية. نت"
الرابط http://www.alarabiya.net/views/2008/08/15/54848.html#000
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 03:24]ـ
وللأسف نجد مغالطات واضحة مكشوفة في انتقادهم لمطالبات الشيخ عبدالرحيم، ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقولون: " ومن حق الدكتور السلمي المطالبة بتأسيس (هيئة حقوق علماء الشريعة من السنة)، مثلما أنه من حق أي شخص المطالبة بتأسيس (هيئة حقوق مهندسي الميكانيكا في حقل شيبة) "
ولاشك بأن هذه المقارنة باطلة في ظل قول الدولة السعودية: إن دستورها القرآن، وليس قوانين هندسية، ولذلك ننظر في هذا الدستور هل يعطي العلماء مكانة تختلف عن غيرهم؟
ولذلك جاء في أول مقالة الشيخ عبدالرحيم قوله:
مكانة العلماء
فقال: " تنطلق أهمية (العلماء) كمكون من مكونات المجتمع الإسلامي من بيان الله تعالى لمكانتهم ودورهم المتميز في الأمة الإسلاميّة، فالعلماء هم "أولو الأمر" يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). ويقول تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ). وأي مجتمع يقدّر قيمة العلم والثقافة فإنه يجعل للعلماء الصدارة والتقدّم والمكانة الرفيعة.
ومن علامات ضعف المجتمع وهزاله وانحرافه أن يتقدمه المغنون واللاعبون وسقط الناس وأراذلهم.
ومنزلة العلماء العالية في الإسلام من الأمور المحكمة المتفق عليها التي لا يعرف فيها مخالف لأهمية وقيمة ما يحملون وهو "العلم".
والمراد بالعلماء هنا علماء الشريعة، فكل النصوص الشرعية التي أثنت على العلماء وبينت منزلتهم تعني علماء الشريعة وليس العلم المادي الطبيعي، فهو ممدوح لغيره، والعلم الشرعي ممدوح لذاته."
وقد استدل الشيخ عبدالرحيم للكلام السابق بدستور الدولة السعودية.
=============================
يقولون: " لماذا يرى الدكتور السلمي أن علماء الشريعة السنّة يحتاجون فعلاً إلى هذا الدفاع المؤسساتي؟ أيراهم يمرّون بحالة من الضعف غير المبرر مؤخراً، أم أن ما كانوا عليه سابقاً كان حالة من القوة غير المبررة؟ هل عادت الأمور نسبياً إلى مجراها الطبيعي المتوازن، أم انتكست بشكل غير عادل من وجهة نظر الدكتور؟ ما الذي تغيّر بين الأمس واليوم يستدعي قيام هذه الهيئة حتى تعيد الأمور إلى نصابها الذي يراه الدكتور السلمي مناسباً؟ "
ولاشك لدى المتابعين بأن الهجوم على العلماء زاد وطفح به الكيل عما كان بالسابق من هؤلاء الليبراليين، ولسبب بسيط هو (وجود دعم للتيار الليبرالي في المنطقة المعروف توجهه من قِبَل أقوى دولة وهي امريكا)، وقد ذكر الشيخ عبدالرحيم أسباب هذا الهجوم المستغرب في هذه البلاد في مقالته، فذكر منها:
" ولعل الشرخ الذي وقع بعد أزمة الخليج و11 أيلول داخل العمل الإسلامي، ووجود فراغ هائل في التربية فيما يتعلق بالتعامل مع المسائل الخلافية ومراعاة ظروف الأمة، والموازنة الضرورية بين ثبات الحق والسنة وعدم القدح بها، وبين المحافظة على صفوف العلماء وعدم الإخلال بها: كل ذلك كان له أثر واضح في ضعف العلماء، وجرأة أهل الباطل عليهم.
وقد أصبحت هذه ثغرة نفذ من خلالها الليبراليون، حتى وصل الحال أن بعض الدعاة اصطف معهم مقابل من يخالفه من العلماء وطلبة العلم."
وقال الشيخ عبدالرحيم: " ولا يخفى على المتابع للشأن الإعلامي المحلي الجرأة المتنامية على أهل العلم والإفتاء والقضاء بصورة تدعو للاشمئزاز, وهذه الحملات الإعلامية المتكررة تدل على تزعم فئة فكرية لا يرضيها ما وصلنا إليه من العلم والمعرفة والثقافة (الإسلامية) , وتعمل جاهدة على أن يكون البديل هو ثقافة من نوع معين (الفن والغناء والرسم التشكيلي والثقافة الغربية).
وهذه الفئة أٌطلقت يدها بالهجوم على العلماء وباسم الحرية لكنها حرية لطرف إيديولوجي صراعي لا يعجبه الاستقرار والسلم الاجتماعي.
وهذه الحالة الاجتماعية والفكرية الغريبة في بلادنا هي التي صنعت الفوضى والإرباك والخوف الاجتماعي من طرح أي مشروع تنموي في شكله الظاهر إذا وقف هؤلاء وراءه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالابتعاث وتوسيع عمل المرأة, والتنمية الاقتصادية, وتطوير القضاء, وحرية الصحافة والإعلام, وتغيير المناهج، والانفتاح الثقافي ونحو ذلك لو طرحت في مجتمع آمن غير مختطف لاعتبرت مشاريع تنموية رائدة, لكنها إذا طرحت في مجتمع بطريقة موجهة فإن من حق المجتمع رفضها والاعتراض عليها وتعديل مسارها, وبعض الطيبين من المثقفين لا يدركون هذه المخاطر ويدعمون هذه المشاريع دون تحفظ لأنهم ينظرون لها بمثالية وينسون أنها ستوجه بطريقة فكرية سيئة."
===========
يقولون: "لا نعتقد أن قانوناً ما قد أحدثته الدولة مؤخراً تسبب في هذا الضعف الحقوقي للعلماء حتى يتطلَّب الأمر مؤسسات تحميهم "
الظاهر أنهم أصيبوا في مقتل، وأسأل الله تعالى أن يوفق أهل العلم لانشاء مؤسسة تحمي العلماء.
الدولة نعم أحدثتْ قانوناً تسبب في الضعف الحقوقي للعلماء، ومن ذلك:
- قانون السماح للصحف المحلية بالجرأة على العلماء والتهجم عليهم.
- قانون إحالة قضية الشيخ عبدالله البراك الشهيرة مع المزيني لوزارة الاعلام
وغيرها.
==================
يقولون: " وكيف ستتعامل الهيئة مع متغيرات كبرى كهذه، يصعب التحكم فيها، و التأثير عليها؟ أي الأداتين اللتين لوّح بهما الدكتور السلمي (المقاضاة) و (النساط التوعوي والإعلامي) ستكفل للهيئة تحقيق أهدافها؟ هل ستقاضي الهيئة (المجتمع) بسبب تغيّر نظرته للعلماء عن ذي قبل؟ "
وهذا سؤال ضعيف، وكما يُقال: (شين وقوي عين)
المجتمع يقدّر العلماء، والدليل (الانتخابات البلدية) حينما رشح العلماء قوائم للإنتخاب في كل مناطق المملكة ترشحت القوائم المزكاة، ولاعزاء لبني ليبرال، فلم يترشح منهم أحد.
فالذي يُقاضى قلة من بني ليبرال ينتهكون حقوق العلماء.
=========================
يقولون: " المقاضاة ليست الوسيلة المثلى لتحقيق أهداف هذه الهيئة إذن. ولو تمّ تفعيل الخيار القضائي وتسليطه على الإعلام، فسيتحول تدريجياً إلى آليّة تشفٍّ بين التيارات، وخياراً مؤقتاً لتطريب مجموعة متشددة من المريدين، وسيكون المتضرر الأول منها هم (العلماء) أنفسهم الذين قامت الهيئة لحمايتهم، فأساءت لهم من حيث لم تحتسب. لاسيما والجميع يعلم أن القضية التي تُرفع ضد صاحب فكرة ما، هي أفضل مسوّق لفكرته. ولاشك أن القائمين على هذه الهيئة، في حال إنشائها، سينتبهون عاجلاً أو آجلاً إلى ذلك، ولن يبقى أمامهم إلى خيار الإعلام، وبذلك تتحول الهيئة إلى جمعية أهلية ذات أجندة توعوية محددة، تمارس عملها في مساحات إعلامية معتادة.
وحتى تخرج هذه الهيئة إلى النور لا يمكننا أن نحاكم سلوكها بشكل استباقي، ولكن علينا أن نتوقع قيام هيئات أخرى على نفس المنوال، ووفقاً لنفس الدوافع مثل: هيئة حقوق الليبراليين، وهيئة حقوق الصحفيين، وهيئة حقوق كتّاب الرأي، وهيئة حقوق المدوّنين، والتي يبدو، وفقاً لظروف الصراع التياري، أنها ستكون خصوماً عنيدة لهيئة حقوق العلماء التي يطالب بها الدكتور السلمي "
ولاشك بأنه شتان بين فريقين:
فريق يرضي الرحمن، وآخر يرضي الشيطان، فالليبراليون سواء صحفيين ونحوهم هم أول مَن يرى عدل العلماء معهم وفق الشريعة التي يحكم بها القضاء السعودي.
فإذا جهر بعض الليبراليين بشيء من مخالفة الشريعة يتصدى حينها العلماء لردع الباطل.
فما فيه داعي لوضع حقوق لهم، لأنهم في بلد يحكم قضاته بالشريعة.
فماهي حقوق الليبراليين التي يسعون لحمايتها؟!
إن كانت مخالِفة للشريعة، فإن الدولة بمحاكمها أول مَن ينكر حمايتها، لأن ذلك مخالف للشريعة.
وإن كانت موافقة للشريعة، فما فيه داعي للتسمي بالليبراليين وحقوق لهم ... الخ
أما العلماء فلأن حقوقهم تُنتهَك دون ارتكاب منهم لشيء مخالف للشريعة، بل لأنهم محافظون على الشريعة، وبما أن القضاء يحكم بالشريعة، فلننادي بحفظ حقوق علماء الشريعة، وأن مَن ينتهكها يُحاكم وفق الشريعة الاسلامية.
وبناء على كلامهم السقيم من جعل حقوق الليبراليين خصم لحقوق العلماء، فلينادي الارهابيون بحفظ حقوقهم كخصم لحقوق العلماء وهكذا ...... سلسلة تطول
لكن الميزان هو الشرع
وأن الليبراليين أو الارهابيين لايجوز أن يطالبوا بحماية حقوق لهم
لأننا في بلد يحكم بالشريعة.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 04:11]ـ
السبب باختصار هو عدم إقامة حد الردة، وعدم استتابة المرتدين ...
ومن أمن العقوبة أساء الأدب.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 04:48]ـ
تذكرت السيف العمري ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 06:23]ـ
هناك شخص يخرج في قناة المجد اسمه محمد حسن علوان، فهل هنا تشابه أسماء؟
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 06:46]ـ
يا أخي سامحك الله ... لم يكن هناك داعي لإيذاءنا بنقل هذا الهراء كاملا ...
أعتقد أن كاتب تلك المقالة أحوج الى راق يرقيه أو طبيب يداوي عقله منه إلى كاتب يرد عليه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 09:56]ـ
هؤلاء القوم مدعومون امريكيا
بئس الدعم وبئس الضياع(/)
اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 09:39]ـ
اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
موقع مكتبة المسجد النبوي الشريف
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=7509
ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12608
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 02:39]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 10:32]ـ
جزاك الله الجزاء الأوفى.
والشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس _ حفظه الله _، متخصص في مجال العقيدة، بل بارع فيه _ وفقه الله _.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:08]ـ
جزاك الله خيراً(/)
عقيدة أهل السّنة والجماعة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 09:49]ـ
عقيدة أهل السّنة والجماعة
التعريف:
أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة، المجانبون لطرق أهل الضلال. كما قال صلى الله عليه وسلم: " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة " فقيل له: ما الواحدة؟ قال: " ما أنا عليه اليوم وأصحابي ". حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره.
وقد سموا " أهل السنة " لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسموا بالجماعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق: " هم الجماعة ". ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة. وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.
أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:
• هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي:
ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع (*) السلف الصالح.
ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول (*) الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحادًا (*).
ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين (*) زاعمًا أنه منه.
ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ (*) مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
ـ العقل (*) الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.
ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
ـ العصمة ثابتة لرسول (*) الله صلى الله عليه وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة (*) والفراسة الصادقة حق وهي كرامات (*) ومبشرات ـ بشرط موافقتها للشرع ـ غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع.
ـ المراء في الدين (*) مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
ـ يجب الالتزام بمنهج (*) الوحي في الرد، ولا ترد البدعة (*) ببدعة ولا يقابل الغلو (*) بالتفريط ولا العكس.
ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
• التوحيد العلمي الاعتقادي:
ـ الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل (*)؛ ولا تكييف (*)؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف (*) ولا تعطيل (*)، كما قال تعالى: (ليس كمِثْلِه شيءٌ وهو السميع البصير) مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلّت عليه.
ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً، وأما تفصيلاً، فبما صحّ به الدّليل من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف.
ـ الإيمان بالكتب المنزلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب إتباعه دون ما سبقه.
ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر (*).
ـ الإيمان بانقطاع الوحي (*) بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.
ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك: بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء، فعال لما يريد.
ـ الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل (*) شيء من ذلك.
ـ الإيمان بشفاعة النبي (*) صلى الله عليه وسلم وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة. كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة.
ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا.
ـ كرامات (*) الأولياء (*) والصالحين حقّ، وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجًا. وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها.
ـ المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.
• التوحيد الإرادي الطلبي (توحيد الألوهية).
ـ الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.
ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحبّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، ملكًا مُقرّبًاً، أو نبيًّا مرسلاً، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم.
ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.
ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره.
وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت (*)، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتبديل شيء منها كفر (*)، و من زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر.
ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر.
فالأول كتجويز الحكم بغير شرع الله، أو تفضيله على حكم الله، أو مساواته به، أو إحلال (القوانين الوضعية) بدلا عنه.
والثاني العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله.
ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين (*) باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة (*) من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر (*)، وإما ضلال، بحسب درجته.
ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أنّ أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.
ـ اعتقاد صدق المنجمين (*) والكهان (*) كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة (*).
ـ الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة.
ـ والتوسل ثلاثة أنواع:
1 ـ مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.
2 ـ بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك.
3 ـ شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك.
ـ البركة من الله تعالى، يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل. وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته لزومه.
والتبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل.
ـ أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:
1 ـ مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.
2 ـ بدعي يُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدّ الرّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ شركيّ ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك.
ـ الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدّها، فإن كل محدثة في الدين بدعة (*). وكل بدعة ضلالة.
• الإيمان:
ـ الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص، فهو: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. فقول القلب: اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان: إقراره. وعمل القلب: تسليمه وإخلاصه، وإذعانه، وحبه وإرادته للأعمال الصالحة.
وعمل الجوارح: فعل المأمورات، وترك المنهيات.
ـ مرتكب الكبيرة (*) لا يخرج من الإيمان، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة وإن عذِّب منهم بالنار من عذب، ولا يخلد أحد منهم فيها قط.
ـ لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه.
ـ الكفر (*) من الألفاظ الشرعية وهو قسمان: أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحيانًا بالكفر العملي.
ـ التكفير (*) من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيَّن إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع. والتكفير من أخطر الأحكام فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم، ومراجعة العلماء الثقات في ذلك.
• القرآن والكلام:
القرآن كلام الله (حروفه ومعانيه) مُنزل غير مخلوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق من جاء به صلى الله عليه وسلم. ومحفوظ إلى يوم القيامة.
• القدر:
من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر (*) خيره وشره، من الله تعالى، ويشمل:
ـ الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق)، وأنه تعالى لا رادّ لقضائه، ولا مُعقّب لحكمه.
ـ هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلاً. ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً.
ـ العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه، فالله خالقٌ لأفعال العباد، وهم فاعلون لها على الحقيقة.
ـ إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى.
• الجماعة والإمامة:
ـ الجماعة هم أصحاب النبي (*) صلى الله عليه وسلم، والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم الفرقة الناجية.
ـ وكل من التزم بمنهجهم (*) فهو من الجماعة، وإن أخطأ في بعض الجزئيات.
ـ لا يجوز التفرّق في الدين (*)، ولا الفتنة بين المسلمين، ويجب ردّ ما اختلف فيه المسلمون إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح.
ـ من خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعًا.
ـ إنما يجب حمل الناس على الجُمَل الثابتة بالكتاب، والسنة، والإجماع (*)، ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة، والمعاني العميقة.
ـ الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد المعتقد، حتى يظهر خلاف ذلك، والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن، ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلّف التأويلات له.
ـ الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومن تغلّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر (*) بواح فيه من الله برهان. وكانت عند الخارجين القدرة على ذلك.
ـ الصلاة والحج والجهاد (*) واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا.
ـ يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو الحمية الجاهلية (*)؛ وهو من أكبر الكبائر (*)، وإنما يجوز قتال أهل البدعة (*) والبغي، وأشباههم، إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك، وقد يجب بحسب المصلحة والحال.
ـ الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ومحبّتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكفّ عما شجر بينهم، وترك الخوض فيما يقدح في قدرهم.
وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون. وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتبيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ من الدين محبة آل بيت رسول (*) الله صلى الله عليه وسلم وتولّيهم، وتعظيم قدر أزواجه ـ أمهات المؤمنين، ومعرفة فضلهن، ومحبة أئمة السلف، وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان ومجانبة أهل البدع والأهواء.
ـ الجهاد (*) في سبيل الله ذورة سنامِ الإسلام، وهو ماضٍ إلى قيام الساعة.
ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام. وأسباب حفظ جماعته، وهما يجبان بحسب الطاقة، والمصلحة معتبرة في ذلك.
أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة
• أهل السنة والجماعة (*) هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة وكما أن لهم منهجًا (*) اعتقاديًّا فإن لهم أيضًا منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم لأن منهجهم هو الإسلام الشامل الذي شرعه النبي (*) صلى الله عليه وسلم. وهم على تفاوت فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:
ـ الاهتمام بكتاب الله: حفظًا وتلاوة، وتفسيرًا، والاهتمام بالحديث: معرفة وفهمًا وتمييزًا لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع إتباع العلم بالعمل.
ـ الدخول في الدّين (*) كله، والإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القُوّة والرحمة، وبين العمل مع الأخذ بالأسباب وبين الزهد.
ـ الإتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين.
ـ الإقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف سبيلهم.
ـ التوسط: فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو (*) وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المُفرطين والمفرِطين.
ـ الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والإتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
ـ ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون (*) ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة.
ـ يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق (*) وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا. والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد (*) وإحياء السنة، والعمل لتجديد الدين (*)، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت (*) أو إلى غير ما أنزل الله.
ـ الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق الله ـ تعالى ـ لا حقّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيًّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا عصمة إلا للوحي (*) وإجماع (*) السلف.
ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا ونبيهم صلى الله عليه وسلم.
ـ يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة (*) جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
ـ أن لهم موقفًا من الفتن عامة: ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء.
ـ وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر (*) ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والاستطاعة.
ـ وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما استطاعوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ يرون أن أصحاب البدع (*) متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل بما يستحق ومن هنا انقسمت البدع إلى: بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة (*) والشيعة (*) المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج (*) والروافض (*)، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية (*) المحضة.
ـ يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر (*) وبين الحكم على المعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة وذلك بإقامة الحجة وإزالة الشبهة.
ـ ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد (*) خاطئ أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها.
ـ يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والمظهر لها والداعي إليها.
ـ يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيرًا من أهل البدع منافقون وزنادقة (*) في الباطن.
ـ يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها وقمع البدع (*) بما يوجبه الشرع من ضوابط.
ـ يصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال ما لم يظهر منه بدعة (*) أو فجور فلا يردون بدعة ببدعة.
ـ لا يُجٍوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه.
ـ فِرقُ أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافرًا في الباطن.
ـ والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.
• ولأهل السنة والجماعة (*) أيضًا منهج (*) شامل في تزكية النفوس وتهذيبها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها:
ـ إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقصه من أصله.
ـ التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى.
ـ طاعة الله ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما شرع الله تعالى.
ـ اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات.
ـ البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.
ـ يسيرون إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء ويعبدونه تعالى بالحب والخوف والرجاء.
• ومن أهم سماتهم: التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف، رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.
ـ الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.
ـ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ـ الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكفّ الأذى عنهم.
ـ موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.
• لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعًا ولا مفرطًا ما دام لا يخالف شيئًا من أصول أهل السنة والجماعة (*).
• كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها.
ــــــــــــــــ
مراجع للتوسع:
ـ الإيمان ـ لأبي عبيد القاسم بن سلاّم.
ـ الإيمان ـ لابن منده.
ـ الإبانة ـ لابن بطة.
ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ـ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي.
ـ عقيدة أصحاب الحديث ـ الإمام أبو عثمان الصابوني.
ـ الإبانة ـ لأبي الحسن الأشعري.
ـ التوحيد وصفات الرب ـ لابن خزيمة.
ـ شرح العقيدة الطحاوية ـ لابن أبي العز الحنفي.
ـ منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية ـ ابن تيمية.
ـ درء تعارض العقل والنقل ـ ابن تيمية.
ـ طريق الهجرتين ـ ابن قيم الجوزية.
ـ مجموع الفتاوى ـ لابن تيمية.
ـ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ـ محمد بن عبد الوهاب.
ـ معارج القبول شرح سلم الوصول ـ حافظ الحكمي.
ـ مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة ـ د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
ـ منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة ـ عثمان علي حسن.
ـ أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى ـ محمد عبد الهادي المصري.
ـ نواقض الإيمان القولية والعملية ـ د. عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ منهج أهل السنة في تقويم الرجال ـ أحمد الصويان.
ـ مفهوم أهل السنة عند أهل السنة ـ د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
ـ الأصول العلمية للدعوة السلفية ـ عبد الرحمن عبد الخالق.
ـ الزهاد الأوائل ـ د. مصطفى حلمي.
ـ معالم السلوك في تزكية النفوس عند أهل السنة والجماعة ـ د. عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ قواعد المنهج السلفي ـ د. مصطفى حلمي.
ـ السلفية بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية ـ د. مصطفى حلمي.
المصدر:
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=7507
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=59127#post591 27(/)
أصول طلب علم العقيدة (صوتيات
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 06:17]ـ
مفاتيح طلب علم العقيدة
http://www.wasateah.net/wasateah/wasateah.net/section/download.cfm?catid=76&ino=0
وان لم اكن واهما فالشيخ ناصر العقل له استدراك على التسمية فى الشريط الاول ومقصوده ان كلامه فى المرحلة التى هى قبل مفاتيح الطلب
والشرايط صغيرة المدة جدا جدا 4 دقائق و11 و20 تقريبا وهكذا وهى جزء من دورة فى هذه المواضيع ليت احد الاخوة يحضر لنا الدورة كاملة
---------
وللشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف
مدخل لكتب العقيدة (1)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=80631&scholar_id=1291&series_id=4861(/)
ورطة تغيير الأسماء و الأحكام عند أتباع الأحزاب
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 05:04]ـ
بما أن الغالب و الظاهر في بلدنا مذهب السلف الصالح و لله الحمد و المنة
و الأسماء فيه مشرك و كافر و منافق و فاسق، و مسلم و مؤمن و ما إلى ذلك
فإنه يستغرب من الناس تسمية بعض الناس إسلاميين و تسمية غيرهم غير إسلاميين، و أغرب منها تسميتهم بالآخر لكن هذه الثالثة الأخرى قليلة الاستعمال
لكن لماذا يعمد البعض إلى تسمية أنفسهم بالإسلاميين و تسمية الآخرين غير إسلاميين، و من ضمن الإسلاميين عندهم الرافضة و لهذا يسمون ثورة الخميني الثورة الإسلامية فمن أين أتتنا هذه التسمية
أليست هذه هي الأسماء و الأحكام عند الأشاعرة و هم قليل مختفون في بلادنا، و لهذا سمى الأشعري كتابه مقالات الإسلاميين و عد منهم جميع مذاهب الشيعة عنده لأن كل مجتهد عنده مصيب و هؤلاء مجتهدين
و إذا رجعت إلى إلتباس مذهب السلف في الأسماء و الأحكام عند البعض بمذهب الأشاعرة، ربما تجد أنه بسبب الأحزاب التي تعتمد مذهب الأشاعرة أو غيرهم من أهل الكلام و أكثر ذلك ظهوراً في مسألة الشيعة و المشركين
فأحدهم يسمي الشيعة الإخوة الشيعة، و كان متهماً بالانتماء لحزب التحرير و ينفي ذلك، فلما فر من البلد قال، أفتخر بأني أنتسب لحزب التحرير و أني كنت ممن أسسه في المملكة!!
علماً أنه يتهم العلماء بأن الأوراق تأتيهم من الحاكم و يوقعونها، فهل أتته الورقة من رئيس الحزب بأن الشيعة إخوة!
و بعض المتهمين بالانتماء لجماعة أخرى تعتمد مذهب الأشاعرة، فإذا أراد أن يتكلم عن الشيعة تورط في تخريج قول يتماشى مع رأي المرشد العام، فلن يجد إلا أنهم معذورون بالجهل، لأن ابن تيمية قال إنهم كفار و عذرهم بالجهل إن لم تقم الحجة
لكنهم كما قال أئمة الدعوة في الأخير أضافوا الشرك إلى الكفر فلم يعودوا يعذرون بالجهل، لأن الشرك يختلف عن الكفر، فلذا لا بد أن يبحث عن خطأ أئمة الدعوة في التكفير
و ربما وجد ما يزعم أنه خطأ في كتب التاريخ! ربما لم يستطع وجود الخطأ في كتب العقيدة، فوجده في كتب التاريخ
لأنه لا يفهم التوحيد و لا تاريخ تطبيق التوحيد
و لكن ربما ينكر عليه أيضاً أنه تابع الأشاعرة، لكن الأمر سهل و الحزب ليس رخيصاً
أما الحاكم الذي يحكم دولة تعادل نصف أوروبا و ربع أمريكا فمن خدمه فهو مداهن!
و لأن الحزب ليس رخيصاً فقد وجد البعض أيضاً أن الأشاعرة من أهل السنة، و بتوقيع عالم كبير من أهل السنة بعدما خدعوه و تحايلوا عليه بأنهم يريدون حكم التعاون مع الأشاعرة، ثم لما تبين له وضح الأمر و أنه هذا ليس ما أفتى به
كفانا الله شر النفاق العملي و الإعتقادي
و من اتبع الأشاعرة أو المعتزلة متأولاً تأويلاً سائغاً فهو معذور لكن لا يجوز اتباعه، أما إن كان تأويله غير سائغ فليبشر أنه أصبح معتزلياً أو أشعرياً و لا ينفعه إدعائه التمذهب بمذهب السلف
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 05:09]ـ
يراد بالإسلاميين .. مايقابل العلمانيين .. والكفرة الملحدين .. واعلم بارك الله فيك أن الإسلاميين إذا أطلقوا فلايراد بهم أتباع الأحزاب وإنما .. هم كافة التيارات الإسلامية السنية ...
واعلم أنها نسبة فاضلة .. أمايقال .. فلان داعية إسلامي .. وهذا لباس إسلامي .. وهذا نشيد إسلامي ..
فلاعلاقة إذن بين الاشاعرة وهذه الاسماء .. فلاتسمها ورطة أخي الفاضل ... اسأل أولا مايراد بهذه المصطلحات .. بعد ذلك ناقشهم في المضمون ..
والله تعالى أعلم ..
ليلة سعيدة .. الوقت تأخر عندي .. السلام عليكم ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 05:17]ـ
و عليكم السلام
لكن تعليقاً على كلامك و أنظره إذا أصبحت مشكوراً غير مأمور
1 - أنت سميت العلمانيين كفرة ملحدين و هذه تسمية صحيحة و هي من الأسماء عند السلف، و لم تسمهم غير إسلاميين
2 - لماذا يجعلون الرافضة من الإسلاميين إذا كانت تسمية فاضلة، و يتعاملون معهم كإخوة أعزاء و لا أريد أن أذكر أمثلة
3 - قولك: فلان داعية إسلامي .. وهذا لباس إسلامي .. وهذا نشيد إسلامي (هذا في الفقه و ليس في التوحيد، مع أني لا أوافقك على تسميها إسلامية، بل أسميها شرعية)
و جزاك الله خيراً
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 05:32]ـ
لم تتركني أنام ..
أخي
اسألك .. هل الكافر .. إسلامي أم غير إسلامي .... من حيث المدلول .. سواء عند هؤلاء الاحزاب أو عندك مثلا ..
اما الروافض .. فمن عدهم إسلاميين؟؟ .. أنا في محدود علمي .. إن كان هناك حزب شيعي يقال له الحزب الشيعي مثلا .. اللهم إن كانوا هم من يسمون أنفسهم بالإسلاميين .. كماهو الحال في العراق مثلا .. أو الجمهورية الإيرانية الشيعية مثلا ...
لاتقل لي الجماعة الفلانية أو الحزب الفلاني هم من سموهم كذلك ... فهي اراء وتصورات لاتمثل رأي الجميع .. نريد حكما أغلبيا ...
.. ليلة سعيدة اخي (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 05:51]ـ
الأخ الفاضل
لا الكافر إسلامي و لا المسلم إسلامي
الكافر كافر و المسلم مسلم كما سماه الله و رسوله و المؤمن مؤمن و المشرك مشرك و المنافق منافق و الفاسق فاسق
لأن الأسماء الشرعية لا تغير
ثم الذي يمثل رأي الجميع، فالجماعات ملزمة في الحكم العام أي السياسة العامة بقول رئيسها و رؤساء كثير من الجماعات يسمون ثورة الخميني الثورة الإسلامية و يسمون الأحزاب الشيعية أحزاب إسلامية
أرجو ألا أفسد عليك نومك، فأنت غير ملزم بالرد الآن
و جزاك الله خيراً
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 10:54]ـ
ليت الورطة فقط في تغيير الأسماء والأحكام فربما هانت المسألة بعض الشيء!
ولكن البلية والرزية في تغيير الأصول الشرعية التي أوجب الله الدعوة إليها وأولها إفراد الله بالعبادة ثم تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذان هما أصل الدين الإسلامي الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم.
فانظر أخي الفاضل كيف غُيرت هذه الأصول عند الأحزاب والفرق الإسلامية واستبدلت بلوازم لهذين الأصلين مثل:
1 - عداء الكفار لا لكفرهم ولكن لعدوانهم.
2 - محاربة الحكام لا لكفرهم أو لتغييرهم للدين ولكن للأثرة بالزائل الفاني.
فبعد أن ضيعوا الأصول التي يجب الإجتماع حولها ولا يجوز الإجتماع على غيرها , وغيروها بغيرها آل بهم الأمر إلى مداهنة بعضهم بعضا والرضا بكل عقيدة فاسدة تضاد الاصليين الصحيحين لهذا الدين القويم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 11:50]ـ
/// قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحيلة أمثال هؤلاء حين قال: "يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ".
... ، و من ضمن الإسلاميين عندهم الرافضة و لهذا يسمون ثورة الخميني الثورة الإسلامية فمن أين أتتنا هذه التسمية
/// بل هي الثورة الفارسيَّة المجوسيَّة الصفوية.
/// ومن تتحدَّث عنهم من المستغفلين أو (المتسيسين) بالشعارات المستهلكة، التي يطلقها هؤلاء الصفويون، كمحاربة الشيطان الأكبر، ومحو إسرائيل من الوجود، وغيرها من المخدِّرات لأعصاب المستغفلين =يحتاجون لدراسة العقيدة الصحيحة لتصحيح المسمَّيات المغلوطة.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 12:08]ـ
أخي الكريم من صاحب النقب جزاك الله خير على مشاركاتك الطيبة وعندي تعليق بسيط على هذه الجملة فقد قلت: (و لهذا سمى الأشعري كتابه مقالات الإسلاميين و عد منهم جميع مذاهب الشيعة عنده لأن كل مجتهد عنده مصيب و هؤلاء مجتهدين) إهـ.
أقول أخي الكريم: أن وصف الأشعري رحمه الله للفرق التي ذكرها في كتابه (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين) لا يلزم بالضرورة من عنوان الكتاب أن يكونوا كلهم داخلين في نطاق الملة أو السنة فهي نسبت تعريف لا تشريف كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (تفترق أمتي .... الحديث) ومعلوم أن كثير من تلك الفرق قد مرقت وخرجت من الدين فلا يقال بعد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عدهم من جملة من يدخل في نطاق أمته، وذلك لأن الأوصاف والأسماء والأحكام الدينية مثل المسلم والكافر والمرتد والمبتدع والفاسق تأخذ من الأدلة الشرعية وتتنزل على أصحابها بعد تحقيق مناطها
الأمر الأخر: أن الأشعري رحمه الله لم يقل أن كل فرق الشيعة مجتهدين وأن كل مجتهد مصيب فهذا يحتاج إلى برهان وكيف يُظن بأن الأشعري رحمه الله قد عد كل فرق الشيعة مجتهدين بسبب أنه عنون كتابه بـ (مقالات الإسلاميين) كما ظن ذلك دعاة التقارب مع أن الأشعري قد قسم في كتابه الشيعة إلى فرق كثيرة وذكر من جملتهم الغالية الذين يثبتون الربوبية أو الإلهية للبشر ويدعون النبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل الأشعري يعتبر هؤلاء مجتهدين ومن جملة فرق الإسلاميين لأن كل مجتهد مصيب!؟ .. الجواب: قطعاً لا وألف لا، فالأشعري رحمه الله لم يقصد هذا المعنى ولم يريده والله أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 10:41]ـ
الأخ الإمام الدهلوي
الأشعري لا يصوب الرافضة فيما ذهبوا إليه، و إنما يعذرهم بالإجتهاد، أي يعتبر قولهم إجتهاداً مرجوحاً، و ليس كفراً
و الله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 03:05]ـ
و هذا الكلام الذي ذكرته في المشاركة السابق لا يوافق عليه الأشعري بلا شك بل هو ضلال
و جزاكم الله خيراً جميعاً على إثرائكم الموضوع
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 08:36]ـ
كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (تفترق أمتي .... الحديث) ومعلوم أن كثير من تلك الفرق قد مرقت وخرجت من الدين فلا يقال بعد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عدهم من جملة من يدخل في نطاق أمته،.
الصحيح أن قوله ((أمتي)) المقصود بها أمة الإجابة , والفرق المذكورة في الحديث من أهل القبلة ولا تدخل فيه الفرق الكافرة مثل الجهمية وغلاة الرافضة واشباههم والله أعلم.(/)
الدراسات التى تناولت ابن حزم بالدراسة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 11:23]ـ
الدراسات التى تناولت ابن حزم بالدراسة (د. عبدالباقى السيد عبدالهادى) (لم أجدد فيها منذ خمس سنوات)
تعددت الدراسات التى تناولت ابن حزم،فمنها من تناول شخصيته وأدبه، ومنها من تناول فقهه ومذهبه، ومنها من تناول فكره التاريخي واللغوى والفلسفي، ومنها من تناول فكره فى العقائد وأسلوبه فى الجدل،وتتمثل هذه الدراسات فى الآتى:-
- Arnoldez, Roger:
(a) La profession de fold ibn hazm primer cograso de estudios arabes eslamicos, Cordoba, 1962.
(b) Grammaire E theologie chez ibn hazm de cordove essal sur Las trueture Et les conditions de pensee musulmane, liprairie philosophique, Paris, 1956.
-Asin placios, Miguel: Aben hazam de Cordoba y Su historia critica de Las ideas religiosus, Madrid, 1927,tomo primero.
وهذه الدراسة التى قام بها الراهب الأسبانى أسين بلاسيوس من أهم الدراسات الاستشراقية عن ابن حزم على الإطلاق،إذ شغل نفسه بفكره مايقرب من خمس سنوات، ترجم بعدها كتابه الفصل فى الملل والأهواء والنحل إلى الأسبانية فى خمسة أجزاء مخصصا الجزء الأول لحياة ابن حزم وفكره والذى يمثل هذه الدراسة0
أحمد بن ناصر الحمد: ابن حزم وموقفه من الإلهيات، حسان محمد حسان: ابن حزم الأندلسى عصره ومنهجه وفكره التربوي، زكريا إبراهيم: ابن حزم الأندلسى، سالم يفوت: ابن حزم والفكر الفلسفى بالغرب والأندلس، سعيد الأفغاني: نظرات فى اللغة عند ابن حزم الأندلسى، صلاح الدين بسيونى: الأخلاق والسياسة عند ابن حزم،طه الحاجرى: ابن حزم صورة أندلسية، الطاهر أحمد مكى: دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة، عبدالكريم خليفة: ابن حزم الأندلسى حياته وأدبه، عبدالحليم عويس: ابن حزم الأندلسى وجهوده فى البحث التاريخى والحضارى، عبداللطيف شرارة: ابن حزم رائد الفكر العلمى، محمد أبوزهرة: ابن حزم حياته وعصره آراؤه وفقهه، إبراهيم محمد عبدالرحيم: الفكر الفقهى لابن حزم الظاهرى، رسالة ماجستير، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، إبراهيم محمد إبراهيم حريبة:ابن حزم والقيمة العلمية لنقده لليهودية والنصرانية، رسالة دكتوراه، كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، خالد عبدالحليم عبدالرحيم: جهود ابن حزم وابن أبى عبيد الخزرجى فى مجادلة أهل الكتاب بالأندلس، رسالة دكتوراة، كلية البنات جامعة عين شمس، سيزا أحمد قاسم: طوق الحمامة لابن حزم تحليل ودراسة مقارنة، رسالة ماجستير بكلية الآداب جامعة القاهرة، سهير فضل الله الشافعي: ابن حزم وآراؤه الكلامية والفلسفية، رسالة دكتوراه بكلية البنات جامعة عين شمس، سعد نيكروم محمد: المنهج الظاهرى فى العقائد عند ابن حزم، رسالة ماجستير بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، صفية العدوى خليل: الفعل الإنسانى عند كل من القاضى عبدالجبار وابن حزم، رسالة دكتوراه بكلية البنات جامعة عين شمس، عبدالله بن عبدالله الزايد: ابن حزم الأصولي، رسالة دكتوراه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة، عزة العدوى خليل: دور كل من ابن حزم والغزالى فى تطور المنطق العربى، رسالة ماجستير بكلية الآداب جامعة طنطا، فهمي محمد علوان: المنهج النقدى عند ابن حزم، رسالة دكتوراه بكلية الآداب جامعة القاهرة، محمود على حماية: دراسة وتحقيق لكتاب الفصل فى الملل والأهواء والنحل لابن حزم الجزء الأول، رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، المهدى عياد الصابرى: قواعد المنهج عند ابن حزم الأندلسى، رسالة دكتوراه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ناصر هاشم محمد: المنطق عند ابن حزم، رسالة ماجستير بكلية البنات جامعة عين شمس، نصر محمد نصر: ابن حزم الأندلسى مفكرا وناقدا، رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، نجاح محسن مدبولى: الفكر السياسى عند ابن حزم، رسالة ماجستير بكلية الآداب جامعة سوهاج، يعقوب يوسف الفلاحى: ابن حزم لغويا، رسالة دكتوراه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة،
هذا عن الكتب والدراسات الأكاديمية، أما عن المقالات والأبحاث التى نشرت بالدوريات فتتمثل فى:-
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد إبراهيم الكنانى: (ا) هل أثر ابن حزم فى الفكر المسيحي، مجلة البينة، (ب) مؤلفات ابن حزم ورسائله بين أنصاره وخصومه، مجلة الثقافة المغربية، (ج) بين يدى شذرات من كتاب السياسة لابن حزم، مجلة تطوان المغربية، محمد عابد الجابرى: قراءة فى ظاهرية ابن حزم، مجلة جامعة اليرموك، إربد، محمد هشام الأيوبي: أسباب الإلحاد عند ابن حزم، مجلة الاعتصام المغربية، إحسان عباس: ابن حزم، مقال بمجلة العربى، آريى راشال: ابن حزم والحب العذري، مجلة دراسات أندلسية، حسين مؤنس: الحكومة الأسبانية والهيئات العلمية والأوربية تحتفل بالذكرى المئوية التاسعة لوفاة ابن حزم، مجلة العربى، ربيع الإسلامية، مدريد، أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهرى: مؤلفات ابن حزم المفقودة، مجلة الفيصل، مبروك العوادى: ابن حزم الظاهرى الأندلسى، مجلة الأصالة الجزائرية، محمد أبوزهرة: الفقيه الذى عالج الحب فى رسالته الشهيرة طوق الحمامة، مجلة العربى، محمد سعيد ناجى الغامدى: جوانب من الفكر الاقتصادي عند ابن حزم الأندلسى، المجلة العلمية لتجارة الأزهر، محمد عبدالله عنان: مهرجان ذكرى ابن حزم بمدينة قرطبة، مجلة قافلة الزيت، يوسف الشارونى: طوق الحمامة لابن حزم، مجلة المجلة0
- Asin placios, Miguel: Inexplorado del cordobes ibn hazm alandalus.
وهذه الدراسة عرض فيها أسين بلاسيوس لأسماء العديد من كتب ابن حزم الغير مشهورة موردا أجزاءا مما تحتويه ونشرها بمجلة الأندلس0 - Garcia Gomez, Emilio: polemica religiosa Entre ibn hazm e ibn alnagrila,.
وهذه الدراسة عرض فيها المستشرق الاسبانى غرسيه غومث للحوار الجدلى بين ابن حزم وابن النغريلة اليهودى معتمدا بالدرجة الأولى على رسالة ابن حزم فى الرد على ابن النغريلة اليهودى والتى كانت لاتزال مخطوطة آنذاك ونشرها بمجلة الأندلس0
- Ramon gverrero, Rafael: el arte de la logica en cordoba El libro (altaqrib lihadd almantiq) de ibn hazm.
أما هذه الدراسة فقد عرض فيها المستشرق رامون جبريرو للمنطق فى قرطبة من واقع كتاب ابن حزم التقريب لحد المنطق،ونشرها بصحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد0
- Lomba, joaquin: Ibn hazm sobre conocimiento Del Alma de lo Que. noes ellay de Su desconcimiento de Su propia esencia.
وقد نشرت هذه الدراسة بصحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد0
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 11:41]ـ
بارك الله فيكم سيدى الدكتور عبد الباقي السيد
أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم
سعدتُ بمعرفتكم
أخوكم أبو محمد المصرى الظاهرى
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 12:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل .. على هذا البحث الجيد المستوفي ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 04:17]ـ
بارك الله فيكما أخواى الغاليان أبومحمد العمرة وإمام الأندلس، وما قدمته هذا جزءا من تقدمتى لأطروحة الماجستير التى حصلت عليها من جامعة عين شمس بعنوان ابن حزم الظاهرى وأثره فى المجتمع الأندلسى، ومن ثم حذفت مما طرحته هنا الصفحات وعدد المجلة الخاص بالمقالات تحديدا حتى لا يمل القارىء الكريم(/)
الشيخ حافظ سلامة: العالم الإسلامي يشهد يقظة توشك أن تحقق غاياتها
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:31]ـ
- 7 - 2008
أجرى الحوار: أسامة الهتيمي
(حضرت اليوم وتشرفت بمقابلة الحاج حافظ سلامة الرجل الذي له الفضل الأول، بعد الله سبحانه وتعالى، في رفع الروح الدينية للقوات المسلحة والذي أعتبره الأب الروحي لهؤلاء الجنود) .. كانت هذه هي الكلمات التي وصف بها اللواء عبد المنعم واصل أحد قادة حرب رمضان / أكتوبر عام 1973 الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية الإسلامية في السويس، والذي استطاع من خلال القوافل الدعوية التي شكلها من علماء الأزهر وبعض علماء الدول العربية والإسلامية، أن يشارك في رفع الروح المعنوية لأبناء القوات المسلحة ومحافظة السويس، ما ساهم بشكل كبير في قدرة هؤلاء على الصمود وانتزاع النصر من العدو الصهيوني.
ومع ذلك فلم تكن هذه الحرب ولا هذا الدور الذي لعبه فيها هو المحطة الوحيدة في التاريخ الجهادي للشيخ حافظ سلامة، فقد واصل الرجل وحتى الآن، برغم عمره الذي تجاوز الثمانين، دوره الدعوي ولم يتوان للحظة عن الدخول في معارك سياسية انحاز فيها إلى كل ما يعمل على نهضة الأمة ويحفظ لها استقلالها فكان لنا معه هذا الحوار.
* الشيخ حافظ سلامة تجربة دعوية امتدت لما يقرب من سبعين عاما .. في رأيكم ما هي أهم المحطات التي مرت بها الدعوة خلال هذه العقود؟
** فيما يتعلق بالوضع قبل انقلاب 23 يوليو 1952 وفي ظل النظام السابق على هذا الانقلاب كانت الدعوة ولله الحمد في مصر تأخذ حقها الطبيعي، حيث كان الدعاة يملئون سماء مص، ر فقد كان هناك الجمعية الشرعية والأخوان المسلمين وكان شباب سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وأنصار السنة والشبان المسلمين، وكان هناك عمل إسلامي منطلق وكان المنبر لا قيد ولا شرط على الداعية عندما يرتقيه، ولكن للأسف جاء انقلاب يوليو مضادًا للدعوة الإسلامية، وقد قيدت الدعوة الإسلامية بعد هذا الانقلاب، وأذكر أنه في عام 1966 دخلت ورفقائي السجن وقضيت فيه حوالي عشرين شهرا إلا يوما وكانت التهمة المنسوبة لي ومن معي إنما هي تحفيظ القرآن الكريم في صحن مسجد الشهداء بالسويس، فكان تحفيظ القرآن تهمة يحاكم عليها مرتكبوها، هكذا فعل الانقلاب بالدعوة، إذ مارس كل أنواع التضييق على الدعوة ولذلك عانينا كثيرا وصدرت قرارات بحل جماعات كثيرة ومنها الإخوان وشباب محمد كما ضيق على الباقين ولكن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
*هذا فيما يخص الحقبة الناصرية .. فماذا عما بعدها؟
** للأسف، إن حكامنا هم عملاء لأمريكا ولإسرائيل، ومعروف عداء أمريكا وإسرائيل والصليبية العالمية للإسلام وهذا لا شك فيه .. وبالتالي إذا ما نظرنا إلى حالنا في فترة السادات خلال السبعينات من القرن الماضي، فقد كان السادات يرغب في الخلاص من النظام المركزي الشيوعي الذي فرضه قرينه جمال عبد الناصر، فأراد أن يتودد إلى الجماعات الإسلامية لعله يجد منفذا عبرهم لكي يخلصونه من النظام الاشتراكي أو الشيوعي، وما أن انتهى من هذا النظام حتى أدار كفه مرة ثانية على النشاط الإسلامي، لأنه تلقى تحذيرات من أمريكا وإسرائيل بأن الدعوة الإسلامية ستأخذ طريقها وهذا ضد أهداف أمريكا وإسرائيل.
* لكن هل يمكن أن نقول إن الفترة الأولى من عهد السادات كانت متنفسا بالنسبة للحركة الإسلامية للتحرك بحرية؟
** هذا كما قلت كان متنفسا فقط للخلاص من النظام الشيوعي الذي فرضه عبد الناصر حيث وجد السادات أن هذا الحكم كاد أن ينقلب عليه هو فأراد أن يتخلص منه فلم يكن عمله لصالح الإسلام ولا باسم الإسلام.
* وهل يفسر هذا ارتداء السادات لثوب الإسلام وتسميته بالرئيس المؤمن ورئيس دولة العلم والإيمان؟
** كل هذه مظاهر فقط أما الجوهر فلا .. ففي عهد السادات كان الضغط عليه لتنفيذ الشريعة الإسلامية، وقد كلف الدكتور صوفي أبو طالب بعد الضغوط بأن يقوم بدارسة وتقنين الشريعة وقد قننت ولم ينفذ منها حرف واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يثلج الصدر الآن .. وأقولها اليوم إن كبير أساقفة بريطانيا البروتستانتي أعلن منذ حوالي شهر أنهم سوف يدرسون الشريعة الإسلامية ويأخذون أحكاما منها لتطبيقها في بريطانيا .. وبالأمس أعلن أكبر قضاة إنجلترا مثل ما أعلن كبير الأساقفة أنه في حالة ماسة لدراسة الشريعة الإسلامية وتطبيق بعض بنودها في بريطانيا. فالشريعة الإسلامية كانت مطبقة في مصر كما كانت مطبقة في العالم الإسلامي ولكن جاء الاستعمار والصليبية فحال بيننا وبين تطبيقها فلا السادات ولا عبد الناصر ولا غيرهما سيطبقون الشريعة لأن أهدافهم بعيدة عنها.
* لماذا انخدع إذن الكثيرون من أبناء وقيادات الحركة الإسلامية بما فعله السادات .. ألم يدركوا أنه ما يفعله مجرد تكتيك؟
** النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين) ونحن للأسف نُخدع كثيرا وأقولها بصدق وأمانة إنه عندما قام الانقلاب في 1952 هللت الجماعات الإسلامية الكبرى في مصر وقالت جمال عبد الناصر من عندنا وقالت حسين الشافعي من عندنا وكانوا يفخرون بهؤلاء الضباط وبالتالي انخدعوا .. أما شباب محمد وعبر مجلة النذير قالوا لنا كألوية وفروع بالأقاليم لا تنخدعوا بهذا الانقلاب، ولا بد أن نتريث حتى تتبين حقيقية هذا الانقلاب ولم نرسل برقية تهنئة حيث وجدنا أن أهداف هذا الانقلاب ضد الإسلام.
* وماذا عن حال الدعوة في الوقت الحالي وما هو مستقبلها؟
** هذا العهد هو أسوأ العهود وقد ذكرت ذلك كثيرا فلا ينتظر من هذا العهد خيرًا.
* أنتم تمثلون تجربة رائدة فيما يخص الحركة الإسلامية حيث انضممتم في الأربعينات من القرن الماضي لجماعة شباب محمد .. هل لنا أن نتعرف على أهم ما خرجتم به من هذه التجربة كي نستفيد منه؟
** لابد أن نعلم علم اليقين أن إلهنا واحد وأن رسولنا صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وأسوتنا والقرآن الكريم دستورنا .. هذه هي عقيدتنا ولا بد أن نحيا ونموت ونجاهد من أجلها، فإذا كان هذا هو هدف كل مسلم على أرض الله تبارك وتعالى، فوالله لن تقوم للصليبية العالمية التي تحاربنا اليوم أي قائمة.
وأضرب للعالم كله مثالا فها نحن في حرب صليبية أعلنت علينا وقد تقبلناها وتحديناها على أرض أفغانستان وأرض العراق، فعلى أرض أفغانستان مضى على هذه الحرب حوالي سبع سنوات كل جيوش العالم وحكام العالم من صليبيين أو مسلمين أو عرب انضموا مع هذه الحرب ضد إخواننا في أفغانستان، ولكن هذه الفئة القليلة من المجاهدين في أفغانستان وقفت شامخة أمام كل هذه التحديات وأمام كل هذه الجيوش برا وبحرا وجوا، وإلى الآن وبعد سبع سنوات كل هذه الجيوش ورؤسائها يفكرون في الخلاص من أرض أفغانستان والفرار كما فرت من قبل روسيا وإنجلترا.
وها نحن في العراق أيضا .. من يجاهد الآن في العراق؟ لا أقول عراقيون فقط إنما شباب الأمة الإسلامية من كل أنحاء الأرض هم الذين يصمدون ويحاربون على أرض العراق منذ خمس سنوات وإلى الآن، حتى أن الرئيس الأمريكي الذي سيتولى بعد بوش قال إنه لابد له من عمل جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية بمجرد أن يتولى السلطة فهذا نصر من الله، هذه الفئات القليلة من الشباب المسلم على أرض العروبة والإسلام منتصرون على كل التجمعات الصليبية ومعهم حكام العرب والمسلمين.
* من خلال تجربتكم ما الدرس الأهم الذي تريد أن يستفيد منه الجيل الحالي؟
** أولا أقولها لله لا يملك أي نظام أكثر من السجن أو الاعتقال فالسجون دخلناها ولله الحمد صامدون إلى أن نلقى الله تبارك وتعالى على هذه الشهادة فعليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله لا نخشى في الله لومة لائم عندما نتصدى لأي منكر من المنكرات.
* هل أنت راض عن وضع الحركة الإسلامية حاليا؟
** أنا غير راض عما يجري في الجماعات الإسلامية، وأنشطتها التي أصبحت الآن مقيدة، والقائمون عليها وكأنهم خرجوا من السجون إلى خارج السجون فهم مسجونون داخل السجون، وكذلك اليوم في خارج سجنهم في سجن لا يستطيع أحدهم أن يتحرك أو يتحدث أو يفعل شيئا. فما الفرق بين داخل السجن وخارج السجن؟
* كيف يمكننا أن نطرح حلاً لإشكالية الخلافات بين الجماعات الإسلامية، وبينها وبين السلطة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
** لا يمكن أن يكون هناك حل في ظل هذا النظام، وأذكر أنني في عام 1980 تقريبا قمت بفضل الله تبارك وتعالى بعمل اتحاد للجمعيات والجماعات الإسلامية وكان مقره جمعية الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة، وكان على رأسه الدكتور سليمان ربيع وكان فيها الإخوان والجمعية الشرعية وأنصار السنة، كما ضمت من العلماء ممن لم ينتسبون إلى جماعات الشيخ محمد الغزالي والشيخ أحمد المحلاوي والشيخ سيد سابق والشيخ صلاح أبو إسماعيل وكان أكثر العلماء حركة آنذاك والشيخ محمود عيد، وهذا الاتحاد ضرب بمجرد صدور قرارات سبتمبر 1981 ولم يجتمع بعد ذلك لأن أكثر هؤلاء خشي بعد ضربة سبتمبر أن يسجن أو يعتقل وهذه هي المصيبة.
* هل هناك إمكانية أخرى لإحياء مثل هذه الاتحادات والائتلافات؟
** النظام الحالي يضيق الخناق على كل نشاط إسلامي بتعليمات من البيت الأبيض، فأي كلمة من الكلمات تنقل إلى البيت الأبيض وبالتالي حتى فريضة الحج والعمرة مقيدة من البيت الأبيض.
* إذا كان هذا هو الحال .. فكيف لنا أن نتحدث عن الأمل؟
** أنا أفتخر الآن وأقول المستقبل للدعوة الإسلامية، والشواهد كثيرة وقد بدأت في السويس في عمل مجموعات لتحفيظ القرآن وقد كنت أتوقع أن يأتيني 100 أو 200 طالب، خاصة أن المجموعة تبدأ من السابعة والنصف صباحا إلى السابعة والنصف مساء أي حوالي 12 ساعة، ومع هذا وجدت إقبالا ما كنت أتوقعه في يوم من الأيام وبالتالي بدأت هذه المجموعات تنتشر خارج المدارس إلى المساجد حتى أن بعض المجموعات تفترش دورات المياه من شدة الزحام، وأجد إقبالا لا إدبارا من أولياء الأمور حرصا على تعليم أولادهم القرآن فهذه بادرة خير والشباب مقبل لا مدبر وهذا يؤكد أن المستقبل للدعوة الإسلامية.
* لأنكم تمثلون جزءً من ذاكرة هذه الأمة وقد عايشتم بل وشاركتم في صنع بعض أحداثها .. إلى أين تسير الأمة في الوقت الحالي؟
** الشعوب في وادي والحكام في وادي آخر، ولكن سوف تجتمع كلمة كل الأمة بإذن الله وينتصر الحق والدعوة، خاصة وأنه الآن توجد يقظة كبيرة في العالم الإسلامي ولكنها غير ظاهرة ولكنها مهيأة للظهور في أي لحظة من اللحظات.
* لا يمكن أن نذكر انتصار حرب رمضان إلا ونذكر ذلك الدور الذي قمتم به في تعبئة الجيش والمقاومة الشعبية .. ما هي أهم المقومات التي ساعدت على إحداث هذه النصر؟
** أذكر أنني سجنت في عهد عبد الناصر سنة 1966 بتهمة تحفيظ القرآن وبمجرد أن خرجت من السجن بعد نكسة 1967 كان أول عمل فكرت فيه هو كيف ننقذ الجيش المصري من هذه الورطة أو النكسة، فقلت إن السبب هو بعدنا عن الله فلابد أن نعود إلى الله، فقمت بالاتفاق مع قيادات القوات المسلحة على أن أمد الجبهة بكبار علماء مصر، وكذلك بعض العلماء من الدول العربية والإسلامية الشقيقة، وشكلنا قوافل دعوية والتي أدت دورها كاملا،وقد ضمت هذه القوافل كبار العلماء ومشايخ الأزهر آنذاك ومنهم الدكتور محمد الشناوي والدكتور محمد الفحام والدكتور عبد الحليم محمود وغيرهم والذين كانوا دائما مع الجبهة مما رفع من الروح المعنوية على طول الجبهة، وهذا من فضل الله تبارك وتعالى.
وأذكر للتاريخ الدكتور محمد نايل عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر كان مسئولاً عن توعية كتيبة من مدفعية 'هوزر' تقع بضواحي السويس، وكان يرى الجند عند اشتباكهم مع جنود العدو وهم يصيحون 'هه / هه' فيقول لهم لماذا لا تغيرون 'هه/هه' إلى الله أكبر عند حملكم دانات المدفعية أو انطلاقها بل وفي جميع تحركاتكم فإن عناية الله ستكون معكم، ولم تمض ساعات بعد خروج الدكتور محمد نايل ومع توصيته لهؤلاء الجنود ولأول مرة تشهد المعركة عند تبادل طلقات المدفعية بيننا وبين مدفعية العدو يبدأ أبناؤنا بتنفيذ وصية الدكتور نايل بشعار الله أكبر، فإذا بهم ولأول مرة يخرسون مدفعية العدو ويصيبونها في مقتل وتنتصر المدفعية المصرية لأول مرة.
ومثل هذه التوعية كان له أثر كبير لدى القوات المسلحة وأقول إن الجندي المصري أدى ما عليه من واجبات، ولكن حدث في آخر المعركة تجاوزات من أنور السادات ومن القيادات المدنية والعسكرية التي حولت انتصارات رمضان/ أكتوبر إلى نكسة جديدة لم يدركها إلى الآن شعب مصر والتي انتهت باتفاقية كامب ديفيد المقيدة لكل حقوقنا.
* لقد استطاعت المقاومة الشعبية أن تنتزع نصرا غاليًا في حرب رمضان وعلى الرغم من أن هناك مقاومة في أفغانستان والعراق إلا أنها لم تحقق نصرًا مصيريًا مثل ما تحقق في السويس؟
** مؤخرًا وجهت نداءا إلى إخواننا في حماس وكذلك في فتح وفي الجهاد على خلفية ما قرره باراك من غلق جميع المعابر حيث وجدت هناك صراخًا من قبل البعض الذين قالوا لقد أغلقوا علينا المعابر وقطعوا عنا الكهرباء والغاز وبدءوا يولولون .. فكان ندائي يا إخواننا في حماس وغيرها وبدأته بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين)، وقلت لهم كم من هدنات لوقف إطلاق النار ونجد إسرائيل بين لحظة وأخرى تخرق كل الاتفاقيات وتعود مرة ومرات إلى إغلاق الحدود، فهل لا نأخذ درسا مستفادًا من هذا؟ وقلت لهم أنتم الآن أكثر قوة وأكثر تجمعًا مما كنا عليه عندما هاجمتنا ستة ألوية مدرعة إسرائيلية أي حوالي 600 دبابة مرة واحدة، وكانت سماء السويس كلها ممتلئة بالطيران، ومع هذا وبفضل الله وفي مدى ثلاث ساعات دمرنا 76 دبابة،وإلى الآن لم تقم أي مقاومة بهذا العمل الذي قمنا به بفضل الله، ولم يدمروا مثل هذا الكم من الدبابات والمصفحات كما تم على أرض السويس، وقلت لهم: لابد أن تعلموا علم اليقين أن معاركنا حياة أو استشهاد في سبيل الله، ولابد أن نعلم علم اليقين أنه لا يمكن أن تخدعوا أكثر مما خدعتم على مدى ستين عاما، ولم يبق لنا ولا لكم من العمر حتى ننتظر المزيد، فيجب أن ندبر أنفسنا وأن نعد أنفسنا لكي نقاوم كل عدوان، ولابد أن نحرر معابرنا بأيدينا ولا ننتظر لا مصر ولا غيرها.
تابع الحلقة الثانية من الحوار
من ملتقى الدعاة من موقع لواء الشريعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:47]ـ
حوار شيق .. بارك الله فيك أخي الحبيب ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 05:57]ـ
ومن جدير ما يذكر هنا
أن مجلة الازهر الخبيثة فى هذا العدد تضع على غلاف المجلة صورة انور السادات وحسنى مبار ك وهم يخططون للحرب تحت عنوان كبير وهو قوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) الى اخر الاية الكريمة تعالى الله وكلامه عما ينسبونه له الظالمون علوا كبيرا
وتجد داخل المجلة رثاء عريض فى مقال طويل او أكثر من مقال على ما أظن حول فيلم ايران الذى يهزأ بالسادات ويسمية فرعون مصر
فى الوقت الذين لم يبالوا وينتقدوا استهزائهم بالشيخين وأمنا وأمهم عائشة ولكن القوم بعد أن باعوا دينهم فلا غرو فى أن يبيعوا شرفهم وعرض أمهاتهم
يحكى الشيخ المقدم أن السادات فى احدى المؤتمرات قام له أحد الاعضاء وقال الصلاة ياريس (اى حان وقت الصلاة) فقال له البعيد (العمل عبادة)
وعلى كل فاننا لانعلم ما يفعل به الان هو واخوانه فى قبره
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 06:26]ـ
- 8 - 2008
أجرى الحوار: أسامة الهتيمي
في الحلقة الأولى من حوارنا مع الشيخ حافظ سلامة، شيخ المقاومة الإسلامية في السويس خلال حرب رمضان / أكتوبر عام 1973، أكد فضيلته أن حرص كل مسلم على العقيدة الإسلامية والإصرار على الموت في سبيلها كفيل بأن لا تقوم للصليبية العالمية ـ التي تحاربنا اليوم ـ أية قائمة، وهو ما تشهد به الأحداث، سواء في أفغانستان أو العراق اللذين يشهدان معارك شرسة، جعلت الحلفاء الصليبين يصرخون نتيجة الخسائر الفادحة التي يمنون بها كل يوم.
وفي هذه الحلقة نواصل حوارنا مع الشيخ حافظ سلامة، والذي نعرج خلاله على العديد من المحطات الأخرى سواء المرتبطة بجهاده في حرب السويس أو تلك المعارك السياسية التي خاضها؛ من أجل الدفاع عن الهوية الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية أو تلك المتعلقة بشخصيته ومؤثرات تكوينها.
فإلى الجزء الثاني من الحوار.
* تحدثنا عن إنجازات المقاومة الشعبية في السويس وما حققته .. هل ثمة فروق بين المقاومة أيام السويس والمقاومة في الوقت الحاضر؟
** المقاومة ـ الآن ـ لديها استعدادات ومعدات لملاقاة العدو، أما أيام السويس فلم يكن هذا، وأذكر أننا في مدى ساعات من غروب شمس يوم 23 أكتوبر إلى صباح 24 أكتوبر - حوالي 12 ساعة - استطعنا ـ بفضل الله ـ أن ننظم صفوف المقاومة من أبناء السويس ومن القوات المسلحة ولم يسبق هذا التنظيم أي إعداد، ولم يكن لدينا أية أسلحة قط، وقد تجمع كل هذا في 12 ساعة .. أما هم الآن عندهم إمكانيات .. لهذا أقول لهم: إلى متى هذه المذلة؟ وكيف ترضون بها؟
* سمعنا عن عدة كرامات حدثت خلال معارك المقاومة بالسويس مثل حكاية جثمان الشهيد إبراهيم سليمان .. هل لكم أن تحدثونا عنها؟
** إبراهيم محمد سليمان ـ رحمة الله عليه ـ أقولها لله وللتاريخ، كان ـ دائمًا ـ يقوم الليل في مسجد الشهداء، وكان دائمًا مواظبًا على قراءة القرآن، وكان دائمًا يستعمل السواك، وقبل أن يستشهد أعطاني ساعته ومظروف به بعض النقود – راتبه الشهري – وقال لي: إذا بلغك نبأ استشهادي فعليك أن تعطي هذه الأمانة إلى أمي، وتسلم عليها، وأن تقوم بدفني وتجهيزي .. فجاءني خبر استشهاده وهممت بالقيام بوصيته ودفنه، ولكنني لم أستطع أن أخرج من مسجد الشهداء؛ لأني كنت أوزع الذخائر والأسلحة على رجال المقاومة وكنت أوجههم، فخروجي لدفن الشهيد كان سيعوق الاستمرار في تنظيم رجال المقاومة، فكنت أتألم كثيرًا وقلبي يدمي، إذ كيف أنفذ الوصية في هذا الوضع، وهداني الله إلى أن أؤجل تنفيذ الوصية، وشاء الله بعد حوالي تسعين يومًا أن جاءت القوات المسلحة المصرية، وأرادت تنظيم مقابر الشهداء، وكانت جثة الأخ إبراهيم مدفونة في أحد الشوارع، وأرادوا نقلها لمقبرة جديدة، فجئت بكفن جيد وعطور لنقل رفاته، فما أن قمت بحفر المقبرة، فإذا بي أجد الجثمان ملفوفًا في بطانية كغطاء، ووجدت الغطاء ثقيلاً .. فما أن كشفت عن وجهه حتى وجدت وجهه يبتسم وأسنانه البيضاء من السواك تلمع وشعره مصفف، كأنه خارج لتوه من الحمام، فناديت على جميع زملائي، وقلت لهم: مَن أراد أن يرى شهيدًا كان مخلصًا لله فلينظر إلى الأخ إبراهيم، وقد صدرت
(يُتْبَعُ)
(/)
منه رائحة طيبة وزكية، ولذلك عدت مرة أخرى بالكفن والعطور التي جئت بهما.
* كانت لكم أحلام في عام 1973، ما الفرق بين هذه الأحلام والواقع في 2008؟
** كانت أمنيتنا هي كيف نجلي العدو عن أرضنا، خاصة كما قلت أنه ليس عندنا استعداد أكثر من اعتمادنا وتوكلنا على الله، فكان الله معنا وهو الذي نصرنا: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: من الآية7].
* وماذا عن الواقع في 2008؟
** في ظل هذا النظام، الواقع أليم جدًا، ومُر جدًا، ولكن الأمل ـ بإذن الله ـ أنه ستكون هناك انتفاضة قريبة إن شاء الله.
* على الرغم من مرور ما يقرب من ستين عامًا على وجود الكيان الصهيوني، وعلى الرغم من كل المحاولات التي بذلها العرب والمسلمون من أجل استئصاله إلا أننا نراه يزداد قوة يوما بعد يوم .. ما رأيكم؟
** لأن حكامنا كذابون وهم يوالون هذا النظام الصهيوني الأمريكي ويتعاملون معه باعتباره أكثر من صديق، وبالتالي كما قلت: لم ولن يكون هناك أمل في هذه الأنظمة. فمن الذي سلم القدس والمسجد الأقصى إلى إسرائيل؟ هل انطلقت أية دانة أو أية طلقة رصاص من إسرائيلي؟ كلا، وإنما تم تسليمهم كل ذلك على طبق من فضة، فهؤلاء الحكام لا أمل فيهم.
* في بداية الصراع لم يكن هناك خلاف بين الجميع على ضرورة إنهاء هذا الكيان لكن الآن أصبح الأمر مختلف .. كيف ترى هذا الأمر؟
** في عام 48، عندما كان هناك مقاومة كنا نكوّن الكتائب في المساجد ومن المنابر ننادي للجهاد وندعو إلى تنظيم هذه الكتائب، ولكن للأسف أصبحنا الآن، كما قلت بالأمس للقيادة السياسية، كل حدودنا مفتوحة لكل العالم، ما عدا إخواننا الفلسطينيين. فالإسرائيليون يدخلون ويخرجون إلى مصر بدون قيد أو شرط، غير أن الفلسطيني محظور عليه دخول أرض مصر، فالمعابر مفتوحة للكل ما عدا الفلسطينيين فقط .. هل هذه معاملة؟ وهل لهذا علاقة بالإسلام؟ إنني أتحدى النظام المصري أن يذكر أن هناك أية دولة من دول العالم يحرم على رعاياها دخول مصر إلا الفلسطينيين.
* كان هناك اتفاق على استئصال هذا الكيان غير أنه مع مرور الوقت حدث قبول بوجوده، بل أصبح رجال الأعمال يطبعون مع إسرائيل .. أليس في هذا نصر لإسرائيل؟
** أقول لك: إن التطبيع مقصور على حكامنا وأنظمتنا، أما بقية الأمة ـ ولله الحمد ـ عندما تعرف أن هذه البضائع إسرائيلية ترفضها .. فالوعي في الشعوب خلاف الوضع عند الحكام .. لابد أن نفرق بين الحكام والشعوب، لذا قلت: إن المستقبل للإسلام وسوف تكون نهضة إسلامية غير مسبوقة.
* تباينت مواقفكم وعلاقتكم بحكام مصر منذ يوليو 1952، غير أن الخيط الذي يربط بينهم جميعًا هو السجن والاعتقال .. لماذا هذه الحالة العدائية بينكم وبين الحكام؟
** أولاً: لا عداء بيني وبين أحد من الحكام، العداء الوحيد عدم هو عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وعملهم ضد الإسلام، وبالتالي يمارسون الضغوط على الدعوة الإسلامية ويتركون الصليبية العالمية تمرح على أرض مصر وغيرها من البلاد العربية والإسلامية.
* لكم موقف معلوم من أحداث يوليو 1952 التي تعتبرونها انقلابًا، على الرغم مما حققته للشعب من مكتسبات كفلت حق التعليم وتوزيع الأرض على الفلاحين وعلى الرغم من الدعم والتأييد الشعبي والجماهيري .. أولاً: لماذا هذا الموقف؟ وثانيًا: هل ما زال موقفكم منها كما هو بعد كل هذه السنوات؟
** لا زلت أعتقد أن هذه النقلة في عام 1952 كانت ضد الإسلام وضد الاقتصاد المصري على أرض مصر .. انظروا الآن إلى مصر ستجدونها مصر المقيدة .. لقد كانت إنجلترا وغيرها في العهد السابق مدينة لمصر أما الآن فقد أصبحنا نتسول على موائد اللئام .. الجنيه المصري الآن لا يساوي شيئا قط .. كان الجنيه المصري يزيد عن نظيره الإسترليني 25 مليمًا، أما اليوم فإن الجنيه المصري بالنسبة للإسترليني 1 إلى 10 .. وكان الجنيه المصري يساوي 13.5 ريال سعودي، أما اليوم فالريال السعودي يساوي أكثر من جنيه ونصف مصري.
* لكن هناك مكتسبات أخرى مثل بناء المدن الصناعية والمصانع وانتشار التعليم .. إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
** هذا كان خداع، والحقيقة أنه لم تزد الرقعة الزراعية في عهد الثورة، فهو أخذ وأعطى فقط، ولم يزد شيئًا، ولم يتم استصلاح أراضي إلا النادر، وهذا النادر لا يفي بحاجة التطور السكاني في مصر .. أتحداك وأتحدى أي مسئول أن يذهب إلى مستشفي من المستشفيات لعلاج أي مصري .. فالمستشفيات خالية من كل أنواع الأدوية حتى القطن والشاش حتى السرنجات .. أما قبل الثورة كان التعليم مجاني والمستشفيات فيها جميع الإمكانيات.
* لكن نسب التعليم كانت منخفضة والفقر مدقع.
** هذا ما قرأتموه أما نحن فشاهدناه .. أنتم قرأتم كلام الانقلاب .. أين كنتم أنتم حتى تحكمون على ما كنا عليه؟
كنا نتمتع في مصر بكل حرية، وبالتالي كان الخير عندنا في مصر، حتى أضرب مثلا كنا نقول 15 بقرش يا بيض، خمس عشرة بيضة بعشر مليمات، فهل نحن الآن في خير يا أخي؟ انظر إلى الجنيه المصري مقارنة بالعملات الأجنبية، بل إن الجنيه السوداني أصبح بسبعة مصري فاقتصادنا انهار تمامًا.
* أنتم لم تترددوا في إعلان موقفكم الصريح والرافض من زيارة السادات لإسرائيل كيف جاء هذا الموقف؟
** أنا أعلنتها بكل صراحة، وفي صلاة العيد وفي أرض السويس وكان السادات يصلي في مسجد قريب وعندي رجال المخابرات، فقلت لهم بلغوا السادات أن لا يذهب إلى كامب ديفيد؛ لأنه سوف يأتي لنا بالعار، لأنه ليس أكثر دهاء من الإسرائيليين، وإنما سوف يعود بالعار، قلتها قبل أن يتحرك السادات من أرض السويس لكامب ديفيد .. أما عند زيارة القدس فقد كنت وقتها في الحج وكان معنا هناك حسن التهامي وخلع ملابس الإحرام وترك الحج وهو في مِنى، بمجرد أن استدعاه السادات؛ ليصحبه في زيارته للقدس، وهناك أعلنتها وأنا في منى أيضًا، وقلت له: يا حسن، يا تهامي، هل تخلع ملابس الإحرام وتذهب للجحيم في هذه الزيارة المشئومة؟
* لماذا لم تتخذ الحركة الإسلامية وقتها موقفًا تكتيكيًا لاحتواء السادات؟
** دعنا نتكلم بصراحة: أين هي الحركة الإسلامية؟ أنا لا أريد أن أدخل في التجريح، وإذا دخلت في التجريح سأمسك كل حركة وأتكلم فيها.
* في بداية عهد الرئيس مبارك، وبالتحديد في عام 1984 خرجتم في مسيرة شعبية أطلقتم عليها المسيرة الخضراء للمطالبة بتطبيق الشريعة .. هل كانت هذه المسيرة محاولة لجس نبض النظام؟
** رفعت المحجوب، وكان وقتها رئيسًا لمجلس الشعب، رفض المحادثات أو فتح ملفات تطبيق الشريعة، وقال لصلاح أبو إسماعيل وغيره من الإسلاميين: إننا لن نتحدث في تطبيق الشريعة الإسلامية، فاتفقت مع صلاح أبو إسماعيل ومجموعة من الإسلاميين البرلمانيين على أن نخرج في مسيرة من مسجد النور بالعباسية، متجهة إلى رئاسة الجمهورية لمطالبة الرئيس بتطبيق الشريعة، ووافقوا على ذلك، إلا أن رفعت المحجوب هدد الأخوة البرلمانيين في مجلس الشعب، فتراجعوا وأعلنوا يوم الأربعاء في مجلة آخر ساعة أنهم تبرءوا من حافظ سلامة، ومن المسيرة الخضراء وأن حافظ سلامة هو من خطط لهذه المسيرة الخضراء، وعليه فقد قبلت هذا الخروج منهم، والحمد لله نفذت المسيرة، واستطعت أن أجبر القيادة السياسية على الاختباء يومها، وانطلقت الدبابات والمصفحات في أرض العرض؛ انتظارًا لملاقاة المسيرة، وأعلنت حالة الطوارئ في القوات المسلحة، وفي الشرطة للتصدي للمسيرة، ورأيت استعدادًا لإطلاق الذخيرة الحية على أفراد المسيرة، فوجدت أن المعادلة صعبة إن خرجت، حيث شاهدت أمام عيني الأسلحة، وهي مصوبة من الشرفات والأسطح وكوبري 6 أكتوبر، فالكل مستعد لضرب المسيرة، فهي معادلة غير متعادلة، فقلت أمام أجهزة الإعلام الأجنبية: سأفوت عليك أيتها القيادة السياسية الفرصة، فإذا كنت تريدينها معركة دموية ضد هذا الشعب، فأقول لك: إن نقطة دم لأي فرد عندي أغلى من الدنيا وما فيها، وسأرجئ المسيرة لوقت لاحق؛ حتى أفوت عليك هذه الحشود التي حشدتها لتكون معركة دموية.
* هل ترون أن الشارع المصري مهيأ لتطبيق الشريعة؟
** الشارع المصري مهيأ كل التهيئة، وعنده استعداد كامل لتطبيق الشريعة، ولكن النظام والقيود المفروضة على الشعب هي التي تحول بينه وبين الشريعة، ولكن الشارع كله مع الشريعة وسوف تطبق عما قريب.
* ما هي المؤثرات التي أسهمت في تكوين شخصية حافظ سلامة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
** أنا تربيت في الكتاب وتخرجت منه، وأكرمني الله بأبوين متدينين والحمد لله، فوالدي كان من قوّام الليل، وهذا أثَّر فيّ كثيرًا، وكذلك حبي لإخواننا من شباب محمد، أمثال: الأستاذ محمد يوسف، والأستاذ راغب خير الدين ومحمد فهمي أبو بكر وغيرهم، إذ رأيت فيهم نماذج طيبة، كذلك فإن حبي للجهاد جعلني لا أترك معركة من المعارك، منذ المقاومة ضد الإنجليز إلا وخضتها، بفضل الله تعالى، كما شاركت في المقاومة بعد هزيمة 1967، وقد حزت، حينذاك، رضا جميع القادة العسكريين، وبالتالي أخذت من المخابرات العسكرية تصريحًا بدخول أي موقع عسكري على طول الجبهة بالطربوش فقط، ومن كان مع حافظ سلامة يدخل أي موقع، فما كان محرمًا على القادة العسكريين من أسرار كنت أعلم بها قبل وقوعها، وخاصة عندما كانت تقوم مجموعة بعملية استطلاعية هجومية على العدو، فكانوا يأتون إلى مسجد الشهداء، وأجلس معهم قبل خروجهم وأطمئن عليهم بعد عودتهم وأقوم بعمل حفلة لانتصاراتهم.
* كيف تقضي يومك؟
** أنا لا أستطيع أن أنام من الليل إلا ثلاث ساعات، وهذا نصيبي في اليوم وطوال اليوم بين المساجد والمدارس وحلقات تحفيظ القرآن وبين إنشاء المدارس والمساجد والمستشفيات وإداراتها وممارسة النشاط الدعوي .. وأسأل الله أن يبارك لي في هذا العمل، ويتقبله وأن يرزقني بمن يقوم به بعدي.
* ماذا عن علاقتك بأسرتك وأولادك؟
** كل أبناء المسلمين أولادي.
* وماذا عن زيك الشخصي وتمسككم بالطربوش؟
** بمجرد أن أذهب إلى المسجد، أخلع هذا الزي، وارتدي الجلباب والطاقية .. أما الطربوش فهو رمز لعهد سابق كانت فيه الحرية والكرامة لأبناء مصر، أما هذا العهد فهو عهد أسود، وأنا أرتدي هذا الطربوش عن قصد، فضلاً عن أنه ليس هناك غطاء للرأس وأنا معتاد على غطاء الرأس.
* سمعتم بالطبع عن قانون منع التظاهرات في المساجد ما رأيكم في هذا القانون؟
** القيادة السياسية لو استطاعت تقييدنا بالسلاسل لفعلت.(/)
ابن منيع يعتبر فتوى العودة في عيد الميلاد " زلة لسان "
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 07:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن منيع يعتبر فتوى العودة في عيد الميلاد " زلة لسان "
ناصر الحمدان (الوئام) متابعات:
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء بأن من ذهب للقول بإباحة أعياد الميلاد فهو يؤكد تحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم في تقليد اليهود والنصارى " حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ".
وأضاف المنيع في تعليق له على فتوى الشيخ سلمان العودة عبر قناة الـ mbc في برنامج " الحياة كلمة " والتي قال فيها العودة بجواز الاحتفال بالمناسبات دون إطلاق كلمة عيد عليها بأنها " زلة لسان " من فضيلته وعليه العودة عنها.
وأشار المنيع في تصريحه الذي نشر في موقع الاسلام أون لاين بأن العودة قد أخطأ في هذا الاجتهاد مع تمتعه بالفكر النير، وبعد النظر، وعليه الرجوع لكتاب اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الاسلام ابن تيمية ففيه مايؤكد تحريم ذلك.
http://www.alweeam.com/news/news-action-show-id-4786.htm
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 08:11]ـ
رابط ذو صلة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19065
ـ[عبدالرحيم بن علي الجزائري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 08:44]ـ
اللهم وفق علماءنا لقول الحق والعمل به وارزقهم السداد والصواب.
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 03:18]ـ
" والتي قال فيها العودة بجواز الاحتفال بالمناسبات دون إطلاق كلمة عيد عليها بأنها " زلة لسان " من فضيلته وعليه العودة عنها
هذه ليست زلة لسان!!
إنها سلسلة من الأفكار التي تميع قضايا الدين بطرق ملتوية، وبتبريرات منحرفة!!
ثم من حقنا أن نتساءل:
هل هناك فارق بين إطلاق كلمة عيد على الإحتفال بالميلاد وبين استبدال كلمة عيد بكلمة أخرى؟
أليس هذا تفكيرٌ على نمط ومنهج المذهب الظاهري في بيان الأحكام ثم ننتقد الظاهرية؟ بلى!! ولكن ابن حزم رحمه الله لم يخطر بباله أن هناك من سيبالغ في الأخذ بالظاهر إلى درجة التناقض!!
هذا التفكير يذكرني بسلوك شيخ إذا قلت له: "العيد الوطني" فإنه ينتفض غضبا كأنما يحرم ويفسق، فإذا قلت له: "اليوم الوطني" فإنه ينتفض رضىً كأنما يبيح ويحلل ..
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 05:53]ـ
حكم الاحتفال بعيد الميلاد
حكم الاحتفال بعيد الميلاد
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء:
إن أبني يقيم حالياً مع والدته، ووالدته تعمل له سنوياً في موعد ولادته ما يسمى بعيد الميلاد وهي حفلة تتخللها المأكولات والمشروبات والشموع بعدد سنين عمره كل شمعة تمثل سنة يقوم الطفل بإطفائها ثم تبدأ الحفلة. فما حكم الشرع في ذلك؟
الاجابة:
لا يجوز إقامة عيد ميلاد لأحد لأنه بدعة، قد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: *" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "* ولأنه تشبه بالكفار في عملهم، وقال عليه الصلاة والسلام: *" من تشبه بقوم فهو منهم "* (1). * * *
(1) مجلة البحوث الإسلامية 38/ 93
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=--
ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد؟ وشكرا.
أ. د أحمد أبو حلبية
عضو المجلس الأعلى للإفتاء بالقدس والديار الفلسطينية
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
إن الاحتفال بعيد الميلاد نوعان، إما أن يراد بعيد الميلاد هنا ميلاد عيسى عليه السلام فنحن أولى بعيسى عليه من السلام من النصارى؛ لأننا نؤمن بجميع الأنباء والمرسلين، والإيمان بهم جميعا جزء لا يتجزأ من عقديتنا، لكن لم يرد الاحتفال بهذه المناسبة في شرعنا وديننا، وإن كان جوز بعض العلماء مجاملة الحاكم بإرسال مندوب أحيانا للتهنئة فقط بهذا العيد دون المشاركة في طقوسه.
أما عامة الناس المسلمين فلا ينصح بالمشاركة في هذا العيد، لكن لو كان للمسلم جار مسيحي فلا مانع من المشاركة الوجدانية بهذه المناسبة على نطاق فردي.
أما النوع الثاني من الاحتفال بعيد الميلاد، وهو الاحتفال بعيد ميلاد الأبناء أو البنات فهذا لم يرد في الشرع، ولم يثْبُت أن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحدا من الصحابة الكرام أو السلف الصالح احتفل بعيد ميلاده أو أحد أبنائه أو بناته وهذا من البدع المشتهرة والمنتشرة في بلاد المسلمين تقليدا للمسيحيين أو غيرهم من غير المسلمين، لكن أحيانا لإدخال الفرحة والسرور على طفل دون أن يكون ذلك عادة منتشرة في العائلة، فلو حدث مرة واحدة دون اتباع الطقوس التي يقلد فيها غير المسلمين فلا حرج إن شاء الله.
والله أعلم.
http://www.islamonline.net/livefatwa/arabic/Browse.asp?hGuestID=T37xKF
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 05:55]ـ
أخاف أن بعض الناس لن يعود ابن منيع عندهم علامة! بعد كلامه هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 07:58]ـ
كنتُ أتمنى من الأخ الكريم "التبريزي" -وفقه الله تعالى ورعاه- أن ينتبه إلى أنه ثمتَ فرقٌ كبيرٌ بين الاحتفال على أنه (عيد) وبين مجرد الاحتفال؛ فهذا وصف مقيّد مؤثر في حكم المسألة؛ فإن لم تسعفه الفطنة أو العلم فما عليه إلا أن يسكت بحلمٍ إن لم ينطق بعلمٍ , كما أن الورع مطلوب بل مأمورٌ به عند غموض المسائل بأن لا نطلق على أحد المجتهدين ما لانرضاه لأنفسنا , واعلموا أيها الناس أن للعلم مسالك فيها دقة وغموض وله مأخذ تحتاج إلى اعمال فكر وطول أناة وصبر وورع مع فسحة زمن واتساع خبرة؛ وإلا كان الاجتهاد كلأً مباحاً لكل أحد؛ فلو كانت كل الأحكام بيّنة ظاهرة لبطل الاجتهاد, فأبصروا ... وفق الله الجميع
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 08:19]ـ
كنتُ أتمنى من الأخ الكريم "التبريزي" -وفقه الله تعالى ورعاه- أن ينتبه إلى أنه ثمتَ فرقٌ كبيرٌ بين الاحتفال على أنه (عيد) وبين مجرد الاحتفال؛ فهذا وصف مقيّد مؤثر في حكم المسألة؛ فإن لم تسعفه الفطنة أو العلم فما عليه إلا أن يسكت بحلمٍ إن لم ينطق بعلمٍ , كما أن الورع مطلوب بل مأمورٌ به عند غموض المسائل بأن لا نطلق على أحد المجتهدين ما لانرضاه لأنفسنا , واعلموا أيها الناس أن للعلم مسالك فيها دقة وغموض وله مأخذ تحتاج إلى اعمال فكر وطول أناة وصبر وورع مع فسحة زمن واتساع خبرة؛ وإلا كان الاجتهاد كلأً مباحاً لكل أحد؛ فلو كانت كل الأحكام بيّنة ظاهرة لبطل الاجتهاد, فأبصروا ... وفق الله الجميع
لا تنهى وفقك الله عن خلق وتأتي مثله!
فشقشقة الكلام وإيجاد الأوصاف الواهية ليست بعلم بل هي إما تدليس أو تعالم والله المستعان.
فقولك أن هناك فرق بين الوصف بالعيد والوصف بالاحتفال أو الفرق بين الاحتفال على أنه عيد و مجرد الاحتفال؟
وهنا مثال لبيان خطأ ما تقول:
نفترض أن يوم مولد الدكتور سلمان العودة 8/ 8/88هـ
فهو يريد الاحتفال بهذا اليوم وربما احتفل سنة وترك أخرى ولكن الاحتفال لا يكون إلا يوم 8/ 8!!
فما الذي يخرج كونه عيدا يعود كل فترة من الزمن؟
فهو قطعا لن يحتفل بيوم 9/ 8 ولا 10/ 8 بل سيحتفل بيوم 8/ 8 سواء كل سنة أو كل عشرة من السنين فيبقى الأسم والوصف على أنه عيد لأنه يعود وزاد عليه وصف أخر وهو الاحتفال فشابه العيد الشرعي من كل جهة غير أنه محدث ولم يشرع وفيه تشبه بفعل الكفار , والله المستعان.
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 11:38]ـ
كنتُ أتمنى من الأخ الكريم "التبريزي" -وفقه الله تعالى ورعاه- أن ينتبه إلى أنه ثمتَ فرقٌ كبيرٌ بين الاحتفال على أنه (عيد) وبين مجرد الاحتفال؛ فهذا وصف مقيّد مؤثر في حكم المسألة؛ فإن لم تسعفه الفطنة أو العلم فما عليه إلا أن يسكت بحلمٍ إن لم ينطق بعلمٍ , كما أن الورع مطلوب بل مأمورٌ به عند غموض المسائل بأن لا نطلق على أحد المجتهدين ما لانرضاه لأنفسنا , واعلموا أيها الناس أن للعلم مسالك فيها دقة وغموض وله مأخذ تحتاج إلى اعمال فكر وطول أناة وصبر وورع مع فسحة زمن واتساع خبرة؛ وإلا كان الاجتهاد كلأً مباحاً لكل أحد؛ فلو كانت كل الأحكام بيّنة ظاهرة لبطل الاجتهاد, فأبصروا ... وفق الله الجميع
أهلا بك أيها النميري، وكان أحرى بك أن تسكت بحلم يوم عجزت أن تنطق بعلم!! وفي رد الأخ القضاعي بيان ونور ...
لقد فسر حضرتك الماء بعد الجهد بالماء!! والفكر المتهافت مكشوف عورته، وتغيير المسميات لا يغير من الحقائق شيئا، والتعصب مذموم، والحق مطلوب ...
تقول:
" .... إلى أنه ثمتَ فرقٌ كبيرٌ بين الاحتفال على أنه (عيد) وبين مجرد الاحتفال؛" ...
فكرني هذا بقول الظاهرية:
إذا تبول المرأ في ماء أصبح الماء نجسا، لكنه لو وضع البول في إناء ثم ألقاه في الماء لم ينجس!! ...
الإحتفال بيوم معين في السنة هو عيد، سواءا أسميته عيدا أو أسميته مأدبة أو اجتماعا عائليا، وعلى هذا ففتوى العودة مردودة ولا يقبلها حتى من يتعصب للإمام ابن حزم الظاهري، ونتمنى أن يتدارك الأخطاء في مواضيعه القادمة، ويعود إلى صوابه، ويجعل الـ mbc مجالا للوعظ أو النصح لا مكانا للفتاوى المؤدية إلى البلبلة والتدليس .. وإذا سئل عن فتوى وكان فيها محرجا أن يتذكر جريرة من يفتي بهوى أو بغير علم أو بهدف التيسير المؤدي للتمييع!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 01:01]ـ
كتب أحمد بوادي *:
* (لستُ أوافقه في بعض ما ذهب إليه، فقد أوردته لإثراء الموضوع ومعرفة وجهات النظر المعارضة، ووجهة نظري أن ما ذهب إليه العودة ليست زلة لسان فحسب!! بل إنها سلسلة من الأفكار التي تميع قضايا الدين بطرق ملتوية، وبتبريرات منحرفة، بهدف التيسير المؤدي إلى التمييع .. ):
------------------------------------------
" يا سلمان!!! لا يجنى من الشوك العنب "
http://bawady.maktoobblog.com/122586...22/?postView=1
بقلم / أحمد بوادي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
إن تغير القيم والمبادئ يلزم منه الانحراف عن الثوابت
فما سبب ضلال أهل الهواء إلا الانحراف عن ثوابت الحق
واتباع السبل دليل الانحراف عن النهج السوي المستقيم
والمتغير والمتبدل عن مبادئه الراسخة ما تركها إلا أن يكون في شك من أمرها
فانخلع منها بعد أن خدع الناس في زخرف أقواله وقبيح استدلاله
أو كان على الحق فابتلاه الله بمرض القلب
فعرضت عليه الفتن فأشربها فنكتت فيه حتى غدا على قلب أسود
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
" تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه، و قلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات و الأرض "
فقد كان يكثر صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالدعاء في سجوده بالثبات
يقول ابن القيم رحمه الله:
" والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن الشهوات، و فتن الشبهات،
فإن الغي و الضلال، فتن المعاصي، و البدع فتن الظلم و الجهل.
فالأولى توجب فساد القصد و الإرادة، و الثانية توجب فساد العلم و الاعتقاد " انتهى.
ومن فتن بعض الدعاة التي كانت سببا في تبدلهم وتغيرهم وانسلاخهم من قيمهم ومبادئهم
تأثر البعض منهم في الحضارة الغربية حتى أصبح الواحد منهم يتكلم بلسان حالهم
وفتن البعض عندما ارتمى في أحضان الفضائيات التي لا هم لها إلا الترويج للساقطين والساقطات
فأكسبهم ضعف العزيمة في تغير المنكر وهم يخالطون أربابه والقائمون على نشر فساده
ووهنت إرادتهم وفقدت هيبتهم عند أهل الذنوب والمعاصي واستصغروا عظم المنكر
فتبلدت الأفكار بعد أن فقدوا الشعور بالإحساس
رحلت الغيرة عند كثير من هؤلاء وهم يرتعون في أحضان الفضائيات
يعظون الناس بلسان أقوالهم ويدعونهم إلى الرذيلة بلسان أفعالهم
زعموا أنهم يصلحون وما علموا أنهم مفسدون ولكن لا يشعرون
لقد رتع القوم في جيفة .... يبين لذي اللب أنتانها
فما ينبغي على هؤلاء إلا الابتعاد عن أماكن الشبهات، فإن العالم للعباد كالسرج للبلاد فإن فسد عاشوا في ظلام وسواد
وقد جمع البعض أسباب الفتن عياذا بالله وجعلها مرتكزا لفكره وفتواه ومبدأ جديدا ينطلق فيها من رؤياه
وممن عرف واشتهر بالتبديل والتغيير أحد دعاة الفضائيات الهابطة
التي أكسبته معرفة وشهرة بين الناس وعوامهم
وقد كان من أشد الناس إنكارا على هذه المحطة الهابطة
وكان من أشد الناس تحذيرا خوفا من انخداع الناس فيها
مع التحذير بشديد العبارة واللهجة ممن يخدع الناس بمشاهدتها بإحدى الحجج الواهية
لكن لما تغيرت المبادئ وانقلبت القيم والثوابت عنده كان أحد أركان ودعائم هذه القناة الهابطة وهو:
سلمان العودة مفتي أل mbc
سأبدأ معكم في الدقائق الأخيرة من حلقته الحياة كلمة من يوم الجمعة 8 _ 8 _ 2008 التي تصاحب حلقاتها الموسيقى
ولن اعرج على فتواه بإباحته لأهل السنة بترك الجهاد والانضمام إلى جيش الكفر والردة
ولن أتكلم عن ثنائه على أهل البدع كالجفري وعمرو خالد
ولا عن بيانات المنهزمين
ولا عن ظهوره مع الروافض أعداء السنة والتوحيد
وإن كان مجال الرد عليه في هذه الحلقة واسع
لكن سأتكلم عن طامة جديدة لهذا الفكر الصحوي المهزوم هي من أهمها في برنامجه
الذي اتخذ من منابر أهل المجون سلما يصل منه إلى أفكاره المسمومة
تجويزه الاحتفال بعيد الميلاد والمناسبات
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد سئل عن شخص يريد الاحتفال بعيد ميلاده
فأجاب قائلا:
(إذا كان الأمر يتعلق بالميلاد الشخصي أنا وجهت نظري إنوا الاحتفالات العادية أنها مباحة، يعني مثلاً زوجان يحتفلان بمناسبة الزواج، مرور سنة أو قل إن شاء الله عشرين سنة على الزواج، وليكن لماذا تنطفي هذه الشموع، أو كذلك يعني الابن أو البنت يحتفل بمناسبة ميلاده، هذا ليس احتفالاً ديناً وإنما هو أمر عادي وقد يجمع أصدقائه على وجبة أو ما أشبه ذلك فلست أرى في هذا حرج).
وقال: "أما حكم إطلاق تسمية عيد على هذا الاحتفال فهو معروف مسبقاً بتحريمه وان الاحتفال بالمناسبات السنوية "دون ذكر لمصطلح العيد" جائز كمناسبات الميلاد والاحتفال بمناسبة مرور عام أو عشرين عام على الزواج ونحوه". انتهى.
أقول:
إن خطورة الفتوى لا تتوقف على جوابه هذا ولكنها تنبع من التأصيل الفاسد
الذي بنى عليه الجواب معللا إياه بأنه ليس احتفالا دينيا
وعليه فإن الاحتفال بيوم الشجرة ويوم العمال ويوم الاستقلال، ويوم المعلم
ويوم الأرض، .... الخ
كل ذلك ومثله بالمئات سيكون مباحا
لكن العودة قد جهل أو غفل أو نسي أن الأمور الدنيوية قد يكون منها ما هو مباح ومنها ما هو حرام بمخالفة الشرع فليس كل أمر دنيوي مباح بإطلاق
ولننطلق من هذا المفهوم الذي أصل له العودة لإباحة هذه الأعياد بشرطين اثنين
أولهما: أنها أمورا عادية وليست دينية
وثانيهما: عدم إطلاق لفظ عيد عليها يجعلها مباحة
أقول وبالله التوفيق
هل تغيير الأسماء يستلزم تغيير الحقائق
فلو أن كافرا كتب على هويته مسلم مع اعتقاده بصلب عيسى عليه السلام
هل يصبح مسلما حقيقيا ويرفع عنه صفة الكفر وهو ما يزال يصلي في الكنسية
فهل جاء الإسلام بالحكم على الأشياء من خلال حقائقها أو لمجرد أسمائها؟؟!!!.
وأي نفع عاد على المرابين لما قالوا إنما البيع مثل الربا
وما الذي جناه من سمى الخمر بغير اسمها
فهذه الأشياء وغيرها حرمت لحقيقتها أم لصورها وأسمائها
لذلك رأينا أصحاب الهوى والشهوات قد استساغوا تغيير المسميات مع بقاء ماهيتها
فأباحوا الموسيقى وقالوا إنها تأثيرات صوتيه
وأجاز قوم خروج المرأة متبرجة على التلفاز بحجة أنها ليست الصورة الحقيقية
وجاءنا اليوم من قال أن الاحتفال بمناسبة الزواج والأعياد ليست محرمة
طالما أنها لا تحمل مصطلح العيد
ماذا أغنى عن بني إسرائيل تلاعبهم بالألفاظ فقالوا حبة بدلا من حطة
وما أغنى عنهم لما حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها
وما الذي نفعهم لما حرم الله عليهم الصيد في السبت
فنصبوا لها الشباك وأخذوها باليوم التالي
لقد عمد هؤلاء إلى تغيير الظواهر والصور
لكن بقيت الحقائق على أصلها فنالوا العقاب من الله
ببغيهم وتلاعبهم
فهل الحرام أصبح مباحا بتغيير الأسماء
إذن الواجب على المرء النظر إلى الحقائق لا إلى الصور والظواهر
ورحم الله ابن القيم القائل:
" وما مثل من وقف مع الظواهر والألفاظ ولم يراع المقاصد والمعاني إلا كمثل رجل قيل له: لا تسلم على صاحب بدعة، فقبل يده ورجله ولم يسلم عليه "
وقال رحمه الله:" وكذلك كل من استحل محرما بتغيير اسمه وصورته كمن يستحل الحشيشة باسم لقيمة الراحة ويستحل المعازف باسم يسميها به "
ويقول رحمه الله:
" ولو أوجب تغيير الأسماء والصور تبدل الأحكام والحقائق لفسدت الديانات وبدلت الشرائع واضمحل الإسلام "
ومنه نعرف حقيقة ما قاله العودة في إباحة هذه المناسبات دون تسميتها بمصطلح العيد
وإن كان عدم تسميتها بالعيد مطلوب شرعا لكن تغيير التسمية لا يغير من حقيقتها
كما أنه لا يجعلها مباحة لمجرد تغيير التسمية
ولكن الشبهة التي قد تعرض على كثير من الناس هل يعني هذا تحريم كل مناسبة واحتفال؟؟؟
لو أن شخصا نجح في مدرسته هل يمنع من عمل احتفال له
أو أن شخصا قدم من سفر هل يحرم الاحتفال بعودته سالما غانما
ولو أن شخصا كان مريضا فشافاه الله وعافاه هل يحرم الفرح بشفائه
كل هذه الأشياء وغيرها لا نقول بحرمتها لأن الأصل فيها مباح
في الشرع ولم يأت نص على تحريمها
لكن التحريم الذي نتكلم عنه ليس أصل الاحتفال بهذه المناسبات عند حدوثها
لكن تحريم الاحتفال بتكراره لارتباطه بالزمن
فصار كالعيد تماما
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر للقول بإباحة الاحتفال بالزفاف وقد دل عليه الشرع
ومع هذا فإن تكراره محرم
وعليه يمكنك أن تقيس باقي المناسبات ومعرفة الحكم عليها هل هي جائزة أو غير جائزة
فإن كان تكرار هذا الاحتفال مرتبط بالزمن فهو محرم
وإن كان هذا الاحتفال غير مرتبطا بالزمان أو المكان فهو جائز
فلو أن شخصا نجح بالإعدادية وفرح بهذا ودعا أقرباءه وأصدقاءه لهذا الحفل
فهذا جائز شرع مع خلوه من المنكرات
ولو تكرر هذا الفعل معه بعد عام لنفس النجاح في نفس المرحلة فهو محرم
لكن إن كان احتفاله العام المقبل لنجاحه الجديد في المرحلة الثانوية
لكان هذا جائزا
ومثله تماما رجلا تزوج بامرأة وأراد الاحتفال بمرور عام أو عشرين عام لمرور زواجهما
هذا محرم ولا يجوز
لكن إن تزوج من أخرى بعد عام أو عشرين عام
وعمل احتفالا بهذه المناسبة فلا شيء عليه ويؤجر لذلك
وعليه فإن الاحتفال بهذه المناسبات لها ضوابط وشروط
الأول: أن لا يكون المحتفل به شيء من الشرع فيكون الاحتفال محرما ابتداء وانتهاء
ثانيا: لا يجوز تسميتها عيدا
ثالثا: لا يجوز اتخاذ هذا اليوم مناسبة سواء كانت شهرية أو سنوية للاحتفال بها وإن تغيرت الأسماء كيوم وذكرى ومناسبة لأنها شابهت عيد الفطر والأضحى بتكرارهما والنص جاء على المنع من غيرهما
رابعا: أن لا تشابه النصارى واليهود في أفعالهم أو أقوالهم
لكن هل كل تشبه بهم محرم؟؟؟.
الضابط في معرفة التشبه باليهود والنصارى من عدمه أن لا يكون الفعل مختصا بهم
وأن لا يكون عائدا بالنفع على الإسلام والمسلمين
ومنه يفهم قول الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" من تشبه بقوم فهو منهم "
فالاحتفال بالزفاف جائز شرعا وقد حث الشرع على فعله
لكن تكرار الاحتفال به في عام أو أكثر أو أقل حرام لا يجوز
فعن أنس رضي الله عنه " قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم المدينة
ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما:
يوم الفطر والأضحى "
فلو كان تكرار الاحتفال بالمناسبات في كل عام جائز شرعا
لما أنكر عليهما الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
ولشرع لهما العيدين بدون منع غيرهما
إذن الاحتفال بالمناسبات أو أعياد الميلاد في كل عام محرم
لأسباب
الأول: أن الشرع لم يجعل للمسلمين مناسبة يحتفلون بتكرارها في كل عام إلا عيد الفطر وعيد الأضحى
فإن تكرر الاحتفال بغيرهما صار مثله كمثل العيد سواء بسواء سواء حمل اسم العيد أو لم يحمله
ثانيا: أن هذا الفعل قد شابه أفعال اليهود والنصارى
فلا يعلم من حال المسلمين أنهم يحتفلون في مناسباتهم في كل عام أو أكثر
إلا ما ادخل عليهم من عادات اليهود والنصارى فشابهوهم بأفعالهم
ثالثا: أن الاحتفال بهذه المناسبات ذريعة لأهل البدع والضلال
للاحتفال بالمولد النبوي، أو بمولد أحد الصالحين، أو بأحداث مقتل الحسين
مع قطع الطريق على من قال بأن هذه أمور شرعية بقولهم أنها ليست شرعية
والحق معهم لأن الاحتفال بمولد الصالحين وأحداث كربلاء ليست من تعاليم الإسلام في شيء
لأنهم سيجعلونها دنيوية وهي كذلك فلا وجه للإنكار عليهم
وأخيرا القائل: بإباحة هذه الاحتفالات للمسلمين
هل كان عنده بعد نظر وهو يعلم أن المتلقفين لفتواه عن حكم هذه الاحتفالات غالبهم ليسوا من أهل الالتزام بأحكام الإسلام وتعاليمه و غالبا ما سيصاحب هذه الاحتفالات الموسيقى والاختلاط
وبوجود من يبيح لهم الاختلاط كالعبيكان وبوجود من يبيح لهم الموسيقى كالقرضاوي ووجود من يبيح هذه الاحتفالات كالعودة
سيصبح الاحتفال بأعياد الميلاد والزفاف مع الاختلاط والموسيقى مباح مباح مباح فليس فتوى أحدهم بأولى من غيره
فهل سنجني من هذه الفتاوى الصحوية؟؟!!! إلا الفساد والذريعة للمفسدين ............... انتهى
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 01:28]ـ
الشيخ سلمان العودة في الفترة الأخيرة سلك مسلكا خطيرا ....
معروف فتاوى العلماء في حكم الإحتفالات و الأعياد البدعية و الشبيهة بأعياد الكفار .... فلا مجال للنقاش و الجدال .... ولا أقولها تقليدا ..... لكن أهل الاهواء يشويشون على الملة ويهدمون الأصول.
فالله المستعان(/)
استفتاء حو دور فقهاء المالكية فى الأندلس
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 11:47]ـ
هل عمل فقهاء المالكية فى الأندلس على حمايتها لعدة قرون تالية بعد دخول المذهب المالكى إلى الأندلس وتمكنه بها على يد يحيى بن يحيى الليثى أم أن جمودهم وتخليهم عن دورهم فى إسداء النصح للحكام ومواجهة الاستبداد كان من وراء سقوط الأندلس وتغلب النصارى عليها أرجو من إخواننا أن يشاركونا فى هذا الاستفتاء للتوصل إلى حقيقة بخصوص هذا الأمر بعيدا عن التعصب والتطاول
ـ[الحُميدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 03:14]ـ
بارك الله فيك .. ،
أرى ان من سيجيب بنعم او بلا .. ، مخطئ .. ،
ولا بد من التفصيل،وهذا يتطلب دراسة وافية لتاريخ المغرب والاندلس مع التركيز على دور أئمة المالكية في الحفاظ على بلاد الأندلس من غزوالفرنجة،من خلال نصح الحكام كما ذكرت،وغيرها من الطرق.
ومما سيتيبن للدارس جليا ان الدور الكبير الذي لعبه المالكية في صون بلاد الاندلس كان في عهد الدولة اللمتونية -المرابطين-، خصوصا في عهد ابن تاشفين الذي ما أقدَم على امر إلا بإستشارة علماء المالكية الذين كانوا يحيطون به،أضف ما عرفه هذا العهد من جمود تام على المذهب المالكي، ونصرته لصاحب اشبيلية عند هجوم إذفنش الملعون عليها، فكان بطلب من ابن رشد الجد إمام المالكية في زمانه -إن استحضرت جيدا- .. ،
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 03:52]ـ
بارك الله فيك أخى الحميدى وهذا الاستفتاء حقا لا يصح فيه نعم أم لا بل ما أردته أن نعرض لدور مالكية الأندلس فى الحفاظ عليها بدءا من دخول المذهب المالكى وجهودهم فى النصح للحكام والعمل على الاستقرار ومحاربة كل أشكال الفساد ومواجهة الفرق الإسلامية ومواجهة أهل الذمة، ثم نعرج بعد ذلك على فئة من الفقهاء الذين كانوا فى عهد الطوائف أكلوا على موائدهم وزينوا لهم ما فعلوه من تفكيك الأندلس إلى ولايات ومحاربة كل أمير لأخيه المسيطر على إمارة بجواره مما تسبب فى قيام نهضة مالكية على يد ابن العربى الذى أيد المرابطين وهى الدولة التى قامت فى المغرب والأندلس على يد كل من عبدالله بن يس الزعيم الروحى لها وأبوبكر بن عمر الزعيم السياسى ثم كان لابن العربى دور فى نقل فتوى الغزالى بجواز يوسف بن تاشفين إلى الأندلس لإسقاط حكم ملوك الطوائف، ثم دورهم فى العهد المرابطى ثم فى عهد الموحدين وإن غلبت النزعة الظاهرية على الحكم الموحدى لكن كان للمالكية دور مهم لا ينكر فى المجتمع الأندلسى ثم كان للمالكية دور مهم فى عهد الدولة المرينية وفى عهد مملكة بنى الأحمر خلال هذه الأدوار كانت المالكية بين مد وجذر صعود وهبوط ومن ثم فلابد من عرض وجهة نظر فقيه مع عصره ثم فقهيه جامد وما جرهعلى المالكية وعلى الأندلس هذا ما أردته لنكون بذلك قدقدمنا إفادة هامة وكشفنا النقاب عن هذا الموضوع بإعطاء السادة المالكية حقهم فى الدفاع عن الأندلس، وإزالة التهم عن المذهب المالكى الى اتهمبالجمود بل كانت فئة قليلةمن المنتسبين للمالكية هم الذين اتسموا بذلك وكان لهم دور فى الإفساد هذا ما أردته من الاستفتاء والله الموفق
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:25]ـ
إن دور فقهاء المالكية في استقرار الأوضاع - ليس في الأندلس فحسب بل في كل أقطار الغرب الإسلامي- من الحقائق الثابتة فهم الذين قاوموا العبيديين الروافض في إفريقية والرستميين الخوارج في الجزائر و هم الذين أرسوا دعائم الدولتين الأموية في الأندلس والإدريسية في المغرب وقد قامت الدولتان المذكورتان في حياة الإمام مالك الذي كان يتتبع أحوال المغرب والأندلس بكثير من الاهتمام و كان في البداية نفوذ يحيي بن يحيي الليثي و عبد الملك بن حبيب وأقرانهما عظيما قبل أن تسود مدرسة الحديث لمدة على يد بقي بن مخلد و محمد بن و ضاح قبل أن تستعيد المدرسة المالكية هيبتها وينصب عبد الرحمن الناصر نفسه أميرا للمؤمنين وكان بها جديرا و يعيد التأكيد على أن المذهب الرسمي للبلاد هو المذهب المالكي وهو ما عمقه خلفه الحكم المستنصر بالله
و كان الخلفاء لا يقطعون في أمر إلا بعد استشارة الفقهاء فهذا أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن مسرة التجيبي {ت352هـ} كان صليبا متصرفا مع الحق حيثما تصرف يقال إن الخليفة الأموي وطيء جارية له في رمضان فلم يقبل منه أبو إبراهيم غير الصيام كفارة له، وذكر أن الخليفة الحكم لما علم بموته قال:" الحمد لله الذي كفانا شره وخلصنا منه " وكان يخاف منه ويقدر طوع العامة له
يتبع
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك أخى محمد عز الدين المعيار هكذا يكون الحوار نذكر دور الفقيه فى مواجهة الاستبداد ودور الجماعة المالكية فى مواجهة الفرق الضالة كما أشرت وهذا ما أردته شكرا لك أخى الكريك وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:58]ـ
العفو أخي الكريم الدكتور عبد الباقي السيد فنحن جميعا إنما نتعاون من أجل إقامة تصور شامل للمسألة موضوع النقاش و أعتذر في الوقت ذاته عما يمكن أن يكون من قصور في المشاركة بسبب و جود أخيكم في إجازة بعيدا عن كتبه و مدوناته واعتماده على الذاكرة التي قد تخون أحيانا خصوصا في هذا الزمان الذي أصبحنا نستقبل في اليوم الواحد من المعلومات ما كان يستقبله أسلافنا في سنوات
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم وقوى الله حافظتنا جميعا وذكرنا بما حصلناه وأنا مشكور جدا أخى على مشاركتك هذه ونسأل الله تعالى أن يلهمنا الرشد(/)
لماذا تطاول الكفار علينا وجواب ابن حزم كأنه بيننا ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 11:57]ـ
كتب / عصام مدير:
لو دعيت بعد اليوم – ولا أظنني سألبي الدعوة – إلى اجتماعات أو مؤتمرات المؤسسات الدعوية الكبرى– التي رفعت الراية البيضاء بعد 11 سبتمبر وانسحبت من ميادين كثيرة في مسلسل من التخاذل المقيت والبلادة – للتباحث مع الأكاديميين والعلماء والشيوخ والباحثين والمفكرين والكتاب والإعلامين في شأن حملات الإساءة المتزايدة بشراسة ضد الإسلام وأهله، فإنني لن أقدم ورقة عمل أو أرفع لقيادات تلك المنظمات مقترحاتي ولا تصوري أبداً ما حييت إن شاء الله.
لماذا؟ لأنني وبعد تأمل وتبصر خلال عزلة اختيارية ابتعدت بي عن ((قرف)) هذه المؤسسات الإسلامية الكبرى وعجزها الذي يصيب المرء بالاحباط، هداني الله أخيراً إلى أفضل بحث أو ورقة عمل أو كلمة يمكن أن تطرح في مثل تلك الملتقيات التافهة أو المؤتمرات الفارغة التي تبدأ بكيل الثناء والمديح لهذا الحاكم أو ذاك وتختم به، وكأن الناس ما ملت نفاق الإعلام الرسمي حتى صار كثير من المنتسبين للدعوة وللعلم الشرعي يزايدون ويبالغون في الذهاب بعيداً جداً في المدائح الملكية أو الرئاسية أو الأميرية… إذ لا فرق فكلها صارت عندهم ((حلالاً)) أما المدائح النبوية ففيها توقف و نظر!!
أقول لو دعيت – لا قدّر الله – إلى منتدياتهم التي تضج بالكلام وحده بلا فعل، لألقيت على مسامعهم – إن كانوا يسمعون – هذه الكلمة التي سطرها قلم الأمام بن حزم الأندلسي رحمه الله تبارك وتعالى وكأنه يعيش بيننا مشخصاً واقعنا بأبلغ عبارة ومجيباً على السؤال الذي لاكته أفواه بعض الشيوخ وطلبة العلم والإعلاميين والمفكرين حتى ذهب لونه وطعمه في أفواههم: ((لماذا – وإلى هذه الدرجة البالغة - استطالت ألسنة وأيدي الكفار والمشركين على مقدساتنا وأعراضنا وديننا انتهاء بمقام نبينا بل وسب ربنا تبارك وتعالى؟))
خذوا الآن الجواب الشافي الكافي من هذه الفقرة وتأملوا فيها يرحمكم الله جيداً وقد جعلها ابن حزم في صيغة الدعاء ويا له من دعاء:
اللهم إنا نشكوا إليك تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم و بعمارة قصور يتركوها عما قريب عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم و دار قرارهم و بجمع اموال ربما كانت سببا الى انقراض اعمارهم و عونا لآعدائهم عليهم و عن حياطة ملتهم التي بها عزوا في عاجلتهم و بها يرجون الفوز في آجلتهم حتى استشرف لذلك أهل القلة و الذمة و انطلقت ألسنة أهل الكفر و الشرك بما لو حقق النظر أرباب الدنيا لأهتموا بذلك ضعف همنا لأنهم مشاركون لنا فيما يلزم الجميع من الامتعاض للملة الزهراء و الحمية للملة الغراء ثم هم متردون بما يؤول اليه إهمال هذا الحال من فساد سياستهم و القدح في رياستهم فللاسباب اسباب و للمداخل الى البلاء ابواب و الله اعلم بالصواب
رسائل ابن حزم ج 3 ص 41 - 42
رجاء وقبل استكمال هذا المقال قم بحفظ هذه الكلمة أعلاه وضعها في مستند جديد ثم قم بطباعتها بالحجم الكبير وعلقها في مكان مناسب حتى تحفظها وانشرها بين الناس بكل سبيل. دعني الآن أفصل من تلك الفقرة البليغة الأسباب الأربعة المذكورة فيها والتي أودت بنا إلى تطاول الكفار والمشركين علينا بالتنصير والحروب وغيرها:
1. تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم
2. و بعمارة قصور يتركوها عما قريب عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم و دار قرارهم
3. و بجمع اموال ربما كانت سببا الى انقراض اعمارهم و عونا لآعدائهم عليهم
4. وعن حياطة ملتهم التي بها عزوا في عاجلتهم و بها يرجون الفوز في آجلتهم…
فماذا كانت نتيجة ما تقدم من أسباب يا بن حزم، لله درك من شيخ للاسلام؟
حتى استشرف لذلك أهل القلة و الذمة [اليهود والنصارى] و انطلقت ألسنة أهل الكفر و الشرك
فما هو الحل يا أيها العالم الجليل الموسوعي إزاء استشراف الكفر وأهله وانطلاق ألسنتهم ضدنا؟
بما لو حقق النظر أرباب الدنيا [أي لو نظروا في النتيجة المذكورة] لأهتموا بذلك ضعف همنا
ولكن لماذا يتوجب على المنتسبين للإسلام – من أرباب الدنيا – الاهتمام بهذا الأمر الواقع يا شيخنا؟
لأنهم مشاركون لنا فيما يلزم الجميع من الامتعاض للملة الزهراء و الحمية للملة الغراء ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
يا إمام الأندلس المفقود لعل أهل الدنيا في زمانك كانوا ((يمتعضون للملة الزهراء)) بل ليت قوم زمما هذا يفهمون معتى ((يمتعضون))، أو كانت لهم ذرة من ((حميّة للملة الغراء))، فماذا نقول لأهل الدنيا في زماننا هذا والظاهر أنهم لا يمتعضون ولا يكترثون، ولا تكاد تجد أثراً من حمية بينهم يا شيخ – عافانا الله مما ابتلاهم به؟ نريد أن نخاطبهم بلغة يفهمون مفرداتها يا بن حزم فما بقي لديك لكي تقول لهم؟
هم متردون [من التردي أي السقوط] بما يؤول اليه إهمال هذا الحال من فساد سياستهم و القدح في رياستهم، فللاسباب اسباب و للمداخل الى البلاء ابواب و الله اعلم بالصواب
أي أنهم لو أهلموا هذا الحال الذي أوصلتنا إليه الأسباب الأربعة المتقدم ذكرها فستكون عاقبتهم:
1. فساد سياستهم
2. والقدح في رياستهم
ثم ماذا بعد يا امام؟
فللاسباب اسباب و للمداخل الى البلاء ابواب
ويا لها من عبارة بليغة تترك بقية الأسطر فارغة لكل ما نقرأ اليوم من عناوين الصحف والأخبار لدينا:
انهيار سوق الأسهم
مساهم خسر كل مدخراته يتمنى الاصابة بعمى الالوان حتى لا يرى المؤشر الاحمر ولا الأخضر
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
ارتفاع أسعار حليب الأطفال بنسبة الثلث
ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب
ارتفاع عدد العاطلين عن العمل
تزايد جرائم هتك العرض والتحرش الجنسي
تزايد السرقات والسطو المسلح
ارتفع أسعار حديد البناء ومواده والاسمنت
البحث ما زال جارياً عن هوامير المساهمات العقارية
نفوق الإبل بالمئات ولا تعويض
السبب أعلاف فاسدة وارتفاع أسعارها
انفولنزا الطيور
عودة جنون البقر
لا تأكلوا السمك الملوث
انهيار مستوى الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية
مستشفى خاص يرفض الافراج عن جثة متوفى الا بعد السداد
مستشفى خاص يحجز مولودا حتى سداد عملية الولادة
المنقبات يحرمن من العمل في المستشفيات والأفضلية للمتبرجات
75% من شعب البترول بلا مساكن ونظام للتقسيط بفوائد ربوية رسمية تصل إلى 95%
نهب المال العام من خزائن الضمان الاجتماعي ولا عزاء للفقراء والضعفاء
اكتظاظ السجون والمعتقلات بالدعاة والمصلحين والكتاب واساتذة الجامعات والمدونين أيضاً بلا محاكمات في حبس انفرادي
منع المعتقلين من أداء صلاة الجماعة والورق والأقلام والصحف
تزايد الارهاب والخروج المسلح على الأنظمة والتطرف والتنطع والكراهية والعنف
تزايد العنف الأسري بشكل صارخ
تزايد التفسخ الأخلاقي والاصابة بالايدز
ازدياد حملات الرقابة القمع والتضييق على حرية الكلمة والتجمع باسم ((مكافحة الارهاب)).
الشرطة تتدخل لفك اشتباكات دموية على ابواب بنوك الاكتتابات في أسهم شركة جديدة
انهيار مدرسة حكومية على طلابها لتقادم المبنى المستأجر
مقتل 10 معلمات على طريق سفرهن اليومي لقرية نائية
شاب يقتل والده المسن ويطعن والدته
اكتشاف وكر للدعارة من الخادمات الهاربات يديره وافد على كفالة نافذ مترف عنده واسطة
اكتشاف مصنع للخمور تديره عمالة فلبينية
القبض على صيدلي نصراني مصري وافد لا يدخل دورة المياه إلا وهو يمزق المصحف في المرحاض امتهانا للقرآن الكريم في بلاد مهبط الوحي
وزير العمل يوقع اتفاقية استقدام العمالة البوذية من بورما [ولا وظائف عنده للمهاجرين البرماوية في مكة المكرمة الذين فروا بدينهم ونشأوا فيها حتى صاروا بلا جنسية]
بابا الفاتيكان يزعم أن دين نبينا محمد هو الشر وأنه انتشر بالسيف ويأخذ سيفنا هدية
يهود الضفة يفتون بوجوب قتل أطفال فلسطين عملا بالتوراة ويحضرون مؤتمر مدريد السعودي لحوار الأديان لأخذ الصور
اسبانيا تستضيف المؤتمر وسط ثناء حار لها من المؤتمرين المسلمين بينما تقبع سبتة ومليلة تحت الاحتلال الاسباني وكل مساجد الاندلس المفقود إما متاحف أو كنائس
جورج بوش يطالب الدول المنتجة للنفط برفع الانتاج لتخفيض أسعار الوقود في بلاده وبلداننا أول من يقول له ((لبيك!)).
الصين تهدم عدة مساجد للمسلمين وتقتلهم بدم بارد في اقليم تركستان المحتل استعدادا لافتتاح الالعاب الاولمبية وشبابنا يستعد لتشجيع منتخباتنا المشاركة
فتوى من هيئة كبار العلماء بتحريم مشاهدة مسلسل مهند ونور [ولا تنسوا فتوى تحريم فلم البوكيمون عام 2000]
العرب بين الأمركة والأتركة [عنوان مقال مهتم بالمسلسلات التركية]
(يُتْبَعُ)
(/)
عشرات الصفحات في صحافتنا لسيرة المخرج الصليبي يوسف شاهين بعد وفاته والتحقيق مستمر في صفحات أكثر حول من قطع رأس الفنانة سوزان تميم، والشباب يتسأءلون: من هو الاستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعني الذي توفي بالأمس؟
صحافتنا تشجب وتدين وتستنكر بشدة عزم الصحافة الدنماركية نشر المزيد من الرسوم المسيئة خلال شهر سبتمبر القادم وتعرض عن تخصيص صفحة يومية للرسول
إمام وخطيب المسجد الأقصى يحذر من استمرار الحفريات تحته في خبر صغير أسفل الصفحة
فنان العرب محمد عبده يقول أن رسول الله سعودي ثم يعتذر ويبشرنا بشريطه الجديد
ام بي سي تطلق قناتها الجديدة بالفارسية لا لنشر السنة والنهج الصحيح في ايران ولكن لدبجلة الافلام والمسلسلات الأمريكية الساقطة إلى ملالي المتعة
الاتصالات السعودية ترعى فلما امريكيا على قناة ام بي سي للافلام يظهر فيه سلمان رشدي مروجاً لكتابه ((آيات شيطانية)) الذي يقذف فيه زوجات الرسول الكريم والقناة تعيد بث الفلم دون توبيخ أو عقاب أو رادع!!
الدعاة الجدد على الفضائيات من أرباب الملايين والفاصل الاعلاني لبرامجهم مزيل للعرق مخصص لنساء كاسيات عاريات
رمضان يجمعنا على المسلسلات وبرامج السهرات
الخ
الخ
الخ
هم متردون [أي ساقطون] بما يؤول اليه إهمال هذا الحال من فساد سياستهم و القدح في رياستهم، فللاسباب اسباب و للمداخل الى البلاء ابواب و الله اعلم بالصواب
فللاسباب اسباب و للمداخل الى البلاء ابواب
فللاسباب اسباب و للمداخل الى البلاء ابواب
لاحظ السبب الرابع الذي ذكره بن حزم من جملة الأسباب التي أوصلتنا إلى تلك الحال وما بعدها من بلاء:
تشاغل أهل الممالك… عن حياطة ملتهم [الاسلام] التي بها عزوا في عاجلتهم و بها يرجون الفوز في آجلتهم…
وهذا عندي هو أخطر الأسباب والمقدمات لما بعده من مداخل وأبواب لكل هذا البلاء، ولو لم يكن هذا السبب الرابع على هذه الدرجة من الخطورة لما ختم به الامام بن حزم يرحمه الله أسبابه الأربعة الكبرى المؤدية لتطاول أهل الكفر والشرك واستعلائهم على المسلمين.
اللهم استعملنا لنصرة دينك ولا تستبدلنا وأصلح أحوالنا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا… اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا فدون ذلك تهون كل مصيبة وابتلاء يا رب العالمين
لتحميل رسائل ومؤلفات بن حزم اشترك في مكتبة الوراق ( https://www.alwaraq.net/index-ssl.htm)
شكرا لصديق المدونة طالب العلم الشرعي والفقه والحديث الذي أكرمني بهذا النص من رسائل ابن حزم رحمه الله.
http://deedat.wordpress.com/2008/08/01/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7 %D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D9%85/
ـ[الحُميدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 02:53]ـ
وإلى الله نبث الشكوى .. ،
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 05:16]ـ
الله المستعان ..
شكرا لك ياتلميذ الإمام ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 12:35]ـ
شكرا لك أخى إمام الأندلس ولك أخى الحميدى وكم هى سعادتى عندما ألتقى بإخوان لى يذكروننى بعز الأندلس ومجدها التليد نسأل الله أن يعيدها إلى رحاب الإسلام ثانية
القول الذى ذكر لابن حزم سابقا ذكره رضى الله عنه فى رسالته فى الرد على ابن النغريلة اليهودى والتى نشرها الدكتور إحسان عباس فى الجزء الثالث من رسائل ابن حزم
ولابن حزم أقوال أخرى ذكرها فى رسالته التى بلغ فيها قمة النضج الفكرى بل ذروته وهى رسالة التلخيص جاء فيها
وهو يفتى أصحابه الذين راسلوه يستفتونه عن الفتن التى شهدتها الأندلس فى عهد ملوك الطوائف قائلا: " وأما ما سألتم عنه من أمر الفتنة وملابسة الناس بها مع ما ظهر من تربص بعضهم ببعض فهذا أمر امتحنا به نسأل الله السلامة، وهى فتنة سوء أهلكت الأديان إلا من وقى الله تعالى من وجوه كثيرة يطول لها الخطاب، وعمدة ذلك أن كل مدبر مدينة أو حصن فى أندلسنا هذه أولها عن آخرها محارب لله تعالى ورسوله وساع فى الأرض بفساد للذى ترونه عيانا من شنهم الغارات على أموال المسلمين من الرعية التى تكون فى ملك من ضارهم وإباحتهم لجندهم قطع الطريق على الجهة التى ينقضون على أهلها
(يُتْبَعُ)
(/)
ضاربون للمكوس والجزية على رقاب المسلمين مسلطون لليهود على قوارع طرق المسلمين فى أخذ الجزية والضريبة من أهل الإسلام معتذرون بضرورة لا تبيح ما حرم الله، غرضهم فيها استدام نفاذ أمرهم ونهيهم فلا تغالطوا أنفسكم ولا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع المزينون لأهل الشر شرهم الناصرون لهم على فسقهم فالمخلص لنا فيها الإمساك للألسنة جملة واحدة إلا عن أمر بالمعروف والنهى عن المنكر وذم جميعهم … فإنما هى جزية على رؤس المسلمين يسمونها بالقطيع ويؤدونها مشاهرة، وضريبة على أموالهم من الغنم والبقر والدواب والنحل يرسم على كل رأس وعلى كل خلية شىء ما وقبالات ما تؤدى على كل ما يباع فى الأسواق وعلى إباحة بيع الخمر من المسلمين فى بعض البلاد. هذا كل ما يقبضه المتغلبون اليوم، وهذا هو هتك الأستار ونقض شرائع الإسلام وحل عراه عروة عروة وإحداث دين جديد والتخلي من الله عز وجل، والله لو علموا أن فى عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون النصارى فيمكنونهم من حرم المسلمين وأبنائهم ورجالهم يحملونهم أسارى إلى بلادهم، وربما يحمونهم عن حريم الأرض وحسرهم معهم آمنين، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعا فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس، لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفا من سيوفه ".
ويبدو أن الله عز وجل استجاب لدعاء ابن حزم فكان هلاك ملوك الطوائف على يد يوسف بن تاشفين المرابطى.
قال رضى الله عنه: " وأما ما سألتم عنه من وجه السلامة فى المطعم والملبس والمكسب، فهيهات أيها الإخوة، إن هذا لمن أصعب ما بحثتم عنه وأوجعه للقلوب وآلمه للنفوس. وجوابكم فى هذا أن الطريق ها هنا طريقان: طريق الورع، فمن سلكه فالأمر والله ضيق حرج. وبرهان ذلك أنى لا أعلم أنا ولا غيرى بالأندلس درهما حلالا، ولا دينارا طيبا يقطع على أنه حلال، حاشا ما يستخرج من وادى لاردة من ذهب فإن الذى ينزل منه … كماء النهر فى الحل والطيب، حتى إذا ضربت الدراهم وسبكت الدنانير فاعلموا أنها تقع فى أيدى الرعية فيما يبتغونه من الناس من الأقوات إلا منهم، ولا توجد إلا عندهم من الدقيق والقمح والشعير والفول والحمص والعدس واللوبيا والزيت والزيتون والملح والتين والزبيب وأنواع الفواكه والكتان والقطن والصوف والغنم والألبان والجبن والسمن والزبد والعشب والحطب. فهذه الأشياء لابد من ابتياعها من الرعية عمار الأرض وفلاحيها ضرورة. فما هو إلا أن يقع الدرهم فى أيديهم، فما يستقر حتى يؤدوه بالعنف ظلما وعدوانا بقطيع (ضريبة) مضروب على جماجمهم كجزية اليهود والنصارى فيحصل ذلك المال المأخوذ منهم بغير حق عند المتغلب عليهم، وقد صار نارا، فيعطيه لمن اختصه لنفسه من الجند الذين استظهر بهم على تقوية أمره وتمشية دولته، والقمع لمن خالفه والغارة على رعية من خرج من طاعته أو رعية من دعاه إلى طاعته، فيتضاعف حر النار، فيعامل بها الجند والتجار والصناع، فحصلت بأيدى التجار عقارب وحيات وأفاعى، ويبتاع بها التجار من الرعية، فهكذا الدنانير والدراهم كما ترون عيانا دواليب تستدير فى نار جهنم، هذا ما لا مدفع فيه لأحد، ومن أنكر ما قلنا بلسانه فحسبه قلبه يعرفه معرفة ضرورية … فإذا فاتنا الخلاص فلا يفوتنا الاعتراف والندم والاستغفار، ولا نجمع ذنبين: ذنب المعصية وذنب استحلالها، فيجمع الله لنا خزيين وضعفين من العذاب … وأما الباب الثانى فهو باب قبول المتشابه، وهو فى غير زماننا هذا باب جيد لأنه لا يؤثم صاحبه، ولا يؤجر، وليس على الناس أن يتجنوا على أصول ما يحتاجون إليه فى أقواتهم ومكاسبهم إذا كان الأغلب هو الحلال وكان الحرام مغمورا. وأما فى زماننا هذا وبلادنا هذه، فإنما هو باب أغلق …… ".
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 01:52]ـ
بارك الله فيك مولانا .. على هذا النقل المبارك من هذا الإمام المبارك ..(/)
هل السلفية دين أم حزب؟
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 01:25]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد
فهذا سؤال أريد من الفضلاء الجواب عليه للأهمية حفظكم الله وسدد خطاكم ...
السؤال:
هل السلفية دين أم حزب؟
والجواب على هذا السؤال يترتب عليه سؤال آخر ولكن في حينه إن شاء الله تعالى ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 01:34]ـ
السلفية نسبة فاضلة ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 02:12]ـ
السلفية هي الإلتزام بمذهب السلف فهو مذهب في الإعتقاد
و ننتظر السؤال الثاني
و أنا عندي سؤال، هل الأشعرية و الماتريدية و التصوف مذاهب أم أحزاب؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 02:14]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16491&highlight=%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C 9
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18825&highlight=%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C 9
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=66840
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 07:51]ـ
هنا إخوتي الكرام تجدون التحقيق العلمي في كل ما يدور حول هذه المباحث .... من نفس محقق شفيق على الأمة ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18602
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ... آمين.
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 12:46]ـ
السلفية اسم على جماعة واتجاه يدعو إلى تمثل سيرة السلف واتباع نهجهم.
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:21]ـ
السلفية نسبة فاضلة ..
أخي إمام الأندلس:
يعني هي ليست دين ولا حزب وإنما صفة أو كما قلت أنت نسبة لمجموعة معينة من الناس
والسؤال: من هم أولئك الذين تشرفوا بهذه النسبة
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:23]ـ
السلفية هي الإلتزام بمذهب السلف فهو مذهب في الإعتقاد
أخي الكريم صاحب النقب:
يعني هي دين باعتبار قولك (فهو مذهب في الاعتقاد)
ويعني هنا أن السلفية لا تكون إلا في باب الإعتقاد فقط
فلا نطالب بالسلفية مثلاً في الصوم والحج وفي التعامل مع الناس كحسن الظن ... وغير ذلك من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:29]ـ
السلفية اسم على جماعة واتجاه يدعو إلى تمثل سيرة السلف واتباع نهجهم.
أحسن الله إليك أخي إسماعيل سعد:
يعني هي حزب من الاحزاب المتناثرة هنا وهناك كحزب مثلاً التبليغ والإخوان ... مع فارق المنهج لكل منهم ...
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:41]ـ
و أنا عندي سؤال، هل الأشعرية و الماتريدية و التصوف مذاهب أم أحزاب؟
إذا خلصنا إلى جواب السؤال الأول ستعرف حتماً جواب سؤالك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلفية هي منهج في فهم الاسلام كل من حققها يعد سلفيا فهي منهج منظبط له اصول وقواعد تميزه عن اصول وقواعد الفرق الحادثة "وهو منهج واضح المعالم متميز في مبناه يعتمد على قواعد راسخة واصول متينة رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتفى اثره فيها اصحابه رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم من التابعين والعلماء الراسخين يتوارثونها كابرا عن كابر جيلا بعد جيل حراسة للعقيدة ودفاعا عن الشريعة
وقد ظهر مصطلح السلف حيث دار النزاع بين الفرق لكلامية ومحاولة الجميع الانتساب للسلف الصالح فكان ينبغي ظهور قواعد واضحة للاتجاه لسلفي تميزه عن مدعي السلفية ويسترشد بها ايضا للفهم الصحيح للعقيدة الاسلامية
من هذه القواعد
1 - تقديم الشرع على العقل
2 - رفض التاويل الكلامي
3 - عدم التفريق بين الكتاب السنة في الاستدلال"*
وفقني الله واخوتي جميعا للخير والتقوى .. اخوك
........................
*
قواعد المنهج السلفي د. مصطفى حلمي(/)
حكم الإنكار في مسائل الخلاف وموقف العصرانيين من ذلك (الشيخ د سفر الحوالي)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 03:18]ـ
السؤال: هناك من يقول: لا إنكار في مسائل الخلاف، فهل هذه القاعدة صحيحة، وتؤخذ على إطلاقها؟ ولماذا يتكئ عليها دعاة العصرنة اليوم؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن القول بأنه لا إنكار في مسائل الخلاف، هو قول قديم مأثور، تداوله بعض العلماء من قبل، ولكنه يستخدم الآن لأغراض خبيثة أوسع وأبعد مما كان من قبل، كغيره من المصطلحات، ومن القواعد التي توسع فيها في هذا الزمن لغرض إفساد هذا الدين.
ولا شك أن هذا المصطلح أو هذه القاعدة ليست على إطلاقها، فإنه ليس كل خلاف يعتبر كما ذكر ذلك العلماء الثقات من علماء أهل السنة والجماعة.
فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو إجماع السلف الصالح، فإذا كان الخلاف بين رأي أو اجتهاد أو شيء من ذلك، فإن هذا الخلاف لا يعتبر، ولذلك قال بعض العلماء:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر
فما لم يكن له حظ من النظر في الأدلة الصحيحة، كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، وما لم يكن كذلك فإنه لا يعتبر.
وإذا كان الخلاف بين نص عام ونص خاص، فلا شك أن الخاص يخصص العام ويقدم عليه.
فعلى هذا -أيضاً- لا ينظر لمن خالف متمسكاً بأدلة العموم في مقابل من تمسك بدليل خاص، أو من تمسك بدليل مطلق في مقابل من يتمسك بالدليل المقيد له.
وهذه كلها قواعد مضبوطة عند العلماء في علم الأصول وفي غيره.
وكذلك إذا كان المخالف يعتمد على دليل غير ثابت، كمن يستدل بحديث ضعيف أو موضوع أو قياس فاسد، فكل ذلك لا يعتبر، وإن كان هو في الحقيقة خلافاً.
وهذا لا يعني أن المخالف نفسه لا يكون مأجوراً، بل قد يكون المخالف مأجوراً؛ لأنه بذل وسعه وطاقته وجهده في الوصول إلى الحق، ولكن هذا هو غاية ما وصل إليه بحثه ونظره واجتهاده، لكن لا يجوز لمن علم أنه لا دليل له إلا هذا أن يخالف الدليل الصحيح الثابت، أو إذا كان الخلاف في الدلالة، فلا يجوزله أن يخالف الدليل القطعي الدلالة، لوجود خلاف سابق، ويقول: إن المسألة خلافية، فالرجوع عند الخلاف إنما يكون إلى كتاب الله وسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما هؤلاء العصريون وأمثالهم، فهؤلاء ينطبق عليهم أكثر ما ينطبق المقولة السابقة، وهي: أنه من تتبع رخص العلماء تزندق، فهؤلاء يأتون إلى كل مسألة من مسائل العلم، ويقولون هذه خلافية، وهذا فيه خلاف. وتتشعب هذه الأمور حتى لا تنتهي الأمة إلى شيء.
وهذا يذكرني بما يأتي في ديباجة بعض القوانين الوضعية أو الدساتير، فبعد أن يذكروا نصوص القانون فيما يسمونه المصادر الاحتياطية للتقنين، يقولون: يرجع إلى الشريعة الإسلامية على اختلاف بينهم، فبعضهم يجعلها الثالث أو الثاني من المصادر الاحتياطية، فيقولون: يرجع إلى الشريعة الإسلامية دون التقيد بمذهب معين، بل بما يتفق مع روح هذا القانون، دون التقيد بمذهب معين، حتى ولو كان زيدياً، أو رافضياً، أو ظاهرياً، ولو كان قولاً ضعيفاً أو أثر من قبل.
وهذه تفتح باباً عظيماً من أبواب الضلال على الأمة، وتشتت وحدتها العملية، كما أنها شتتت وحدتها الفكرية والنظرية.
- العصرانيون ومسائل الخلاف
السؤال: أيضاً: بالنسبة لموضوع مسائل الخلاف خاصة في الفروع وهي التي يكثر الدندنة حولها من قبل العصرانيين في هذا الزمان، نجد أن هذه المسائل التي يشيرون إليها منها ما كاد يكون الإجماع يتم عليه وإن كان هناك من خالف، لكنهم قلة ويُعتبرون شواذ، وهناك مسائل الخلاف فيها دائر، ونجد أهل السنة منقسمين فيها، فهل هناك فرق بين هذا وذاك؟ فمثلاً مسائل الغناء نجد من خالف فيها مثل إبراهيم بن سعد أو ابن حزم وهم شواذ، فليست هذه المسألة من المسائل التي يكثر فيها الخلاف؟
الجواب:
في نظري أنه ينظر للأمر من زاويتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: أن هؤلاء إنما يريدون الطعن في مصادر التشريع الإسلامي بإطلاق، ولذلك يطعنون في الإجماع توصلاً بذلك إلى الطعن في بقية المصادر، لأن الإجماع أقوى الأدلة - كما تعلمون - لأنه لا بد أن يستند إلى نص من الكتاب أو السنة، فمع دلالة النص يضاف إلى ذلك الإجماع في فهم النص ودلالته، فيطعنون في الإجماع، ويطعنون في القياس مهما كان جلياً في الجملة، ويطعنون في دلالة نصوص الكتاب [[والقرآن حمّال وجوه]] كما أُثِرَ ذلك عن السلف - ثم يأتون إلى السنة فيطعنون في ثبوتها، إما جملة وإما بعضها دون بعض على اختلاف مشاربهم ومواردهم، فهم يريدون هدم مصادر التشريع من جهة، فهذا جانب.
والجانب الآخر: أنهم يأتون إلى خلاف حقيقي وموجود كما ذكرتم في مسألة الغناء، لكن يتناولون هذه القضية كما تناولها العلماء من قبل بأن يقال: هذه مسألة فيها قول ونحن نرجحه ونميل إليه، وليس هذا فقط.
فمثلاً كتب أحدهم كتاباً مستقلاً عن هذه المسألة وبعض المسائل الأخرى، سماه آراء تقدمية في الفكر الإسلامي، فاعتبر أن قول ابن حزم وأمثاله في مسألة الغناء أنه حلال، وأنه رأي تقدمي عصري، ومساير لروح العصر والحياة، وأنه سبق من أتى من بعده من المتأخرين، ورأوا أن هذه الموسيقى والغناء ضرورة عصرية، فرأى أن هذا هو التقدم العصري والرأي التقدمي، وأن تحريم الغناء هو رأي -بالمقابل- رجعي، مع أنه هو الثابت وهو الصحيح، وهو الذي دلت عليه النصوص.
فليست المسألة ترجيح قول أو أخذاً لقول دون قول، وإنما تقديم لقول مرجوح، وبشكل يزري ويطعن في الرأي الآخر جملةً وتفصيلاً، فهذا خطر كبير، ولا شك أنه يترتب عليه آثار تصل إلى حد التقديم بين يدي الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورد النصوص بمجرد الرأي والهوى ... نسأل الله العفو والعافية.
- السؤال: فإن قالوا: نحن مجتهدون، وهناك قاعدة تقول: لا إنكار في مسائل الاجتهاد، فماذا نقول؟
الجواب:
أما القول بالاجتهاد فهذه دعوة مردودة، فإن المجتهد له شروط، والعلماء بينوا شروط الاجتهاد من العلم بكتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولغة العرب، ووجوه الخلاف، والاطلاع على كلام الأئمة في هذا الشأن، سواء كان الاجتهاد اجتهاداً مطلقاً أو اجتهاداً في قضية معينة.
فالاجتهاد له شروط، وبعض هؤلاء -ونحن نعرفهم شخصياً ونعرف كتبهم- يجهلون الكتاب والسنة جهلاً فاضحاً، وإن عرفوا شيئاً فإنما عرفوا نُتفاً من الكلام، جمعوها من هاهنا وهاهنا، وإن أجادوا أو أتقنوا شيئاً فهو من شبهات المستشرقين، وآراء المفكرين الغربيين، فهذه هي بضاعتهم التي يؤثرونها ويقدمونها، ويقيسون عليها بعد ذلك ما يجدونه في تراث الإسلام، فلا يحق ولا يصح لهم ولا لمن كان غير أهلاً للاجتهاد أن يدَّعي أنه من أهل الاجتهاد.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=986
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=989
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=991
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 03:34]ـ
وهنا حوار دكتور استفهام لسليمان الخراشي
(1)
بداية فإني أحب أن اشير الى ان من معالم النضج والوعي في الأمة أن تبدأ في مناقشة مسائلها العالقة بهدوء وروية ووعي بعيدا عن التشنجات التي يضيع فيها الحق، ويغيَب فيها العقل، ويعلو صاحب الصوت العالي على صاحب الحجة والبرهان، وهذا ما أؤمله في حوار أخي الكريم الشيخ سليمان الخراشي حول بحثه اللطيف الذي كتبه وأسماه: مسائل الخلاف والاجتهاد الخطأ " لا إنكار في مسائل الخلاف " الصواب " لا إنكار في مسائل الاجتهاد "
والذي دعاني الى نقاش الشيخ سليمان وفقه الله في هذه المسألة أنني ارى انها من المسائل المهمة والدقيقة التي كثر الكلام فيها، وهي تشكل انعاكسا قويا على الموقف من المخالفين في مسائل الفقه والمنهج، وكذلك فإني لم اقف فيما كتب فيها على الكلام القوي السالم من الاعتراض والمؤاخذة، وخاصة حين يتناول البعض هذه المسائل المهمة والدقيقة في شي من العجلة وعدم تحريرالالفاظ، والوقوف بهدوء مع كلام أهل العلم في مثل هذه المسائل الملتبسة والدقيقة التي تحتاج الى ترو قبل إصدار الأحكام، او تخطئة المخالف. ثم إني لاحظت
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما كتب الشيخ وفقه الله خللا واضحا في تاصيل المسألة وفهم كلام أهل العلم حتى رأيت عجبا كيف ان أقوال أهل العلم التي يأتي بها الشيخ لمساندة فكرته في طياتها نقض لكلامه من أصله، فأحببت أن اوقف الشيخ والقارئ على شي من هذه المسائل حتى نستفيد جميعا، وخاصة أن الشيخ نشر هذا، ومن تصدر فقد استهدف كما يقال.
وكان مما دفعني كذلك لمناقشة هذه الفكرة اهمية الموضوع، فإن الانكار في مسائل الخلاف والاجتهاد ليس قضية علمية نظرية تحرر في الأوراق وفي بطون الكتب فقط، بل لها انعكاساتها الكبيرة على المواقف والمناهج والتصنيف والتشنيع على المخالفين، الأمر الذي يشق وحدة صف المسلمين، ويزيد من حالة التشرذم التي تعاني منها الأمة في هذا العصر، فأحببت ان أساهم في صياغة المنهجية الصحيحة في الموقف من مسائل الخلاف والاجتهاد.
إن المحزن حقا حين تتناول قضايانا المنهجية والمفصلية بشي من التبسيط والسطحية المفرطة، بينما نجد أصحاب التوجهات الوضعية والافكار الحداثية وغيرها يصوغون رؤاهم وأفكارهم ويناقشون مسائلهم بشي من الاهتمام والجدة، ويعقدون لها المؤتمرات والندوات وورش العمل، ويخرجون نتاجهم ببحوث مطبوعة ومعتنى بها اشد العناية، بينما نجد من أهل العلم وطلابه من يبسط المسائل ويحسب أنه سيحسمها ببعض وريقات يكتبها ثم يدفعها الى الشبكة العالمية، او يطبعها في كتيب لا يساوي قيمة وريقاته، فقد اطلعت قبل ايام على بحيث لأحد الفضلاء عن مسألة شائكة ومفصلية ومعقدة مثل مسألة التقنين في كتاب لا يجاوز الأربعين صفحة يتكلم فيها عن مسألة عظيمة مثل " تقنين الأحكام "، وهذه الصفحات شاملة للمقدمة مع تقديم سبعة من المشائخ، والفهارس والبحث، حتى أن الفصل الأول في تعريف التقنين هو عبارة عن ربع صفحة، ذكر فيه تعريف أحد العلماء المعاصرين، فتعجبت من هذه الحالة المزرية التي تدنى فيها مستوى العطاء والاجتهاد في مجال العلم والفكر، فكيف لنا بعد هذا أن نواجه مشكلات العصر وقضاياه الكبرى ونحن ندير مسائلنا بهذه العقلية والطريقة
هذه مقدمة أحببت أن اضعها بين يدي القارئ الكريم قبل الولوج إلى مناقشة ما جاء في بحث الشيخ سليمان وفقه الله والذي استفاد من باحثين أشار إليها في نهاية الورقات، وهما الشيخ فضل الهي ظهير، وفوزي الأثري، مع بعض الزيادات النافعة كما ذكر ..
(2)
قال الشيخ الخراشي:
(كثيرًا ما نسمع أو نقرأ عند الاختلاف في المسائل الشرعية قول بعضهم: "لا إنكار في مسائل الخلاف"؛ يريد بذلك أن كل مسألة وُجد فيها خلاف بين العلماء فإنه لا يحق لأحد أن ينكر على من خالفه فيها أو يحمله على رأيه.) وكنت حقيقة أحب أن أتجاوز التعليق على هذه المقدمة حتى وجدت أن فيها ما يستحق التعليق، ذلك أن الشيخ الخراشي قد نطق بلسان المخالف له في هذه المسائل بأمر قد لا يكون مرادا، فإن بعض من يقرر مثل هذه المسألة لا يدعي أن وجود أي خلاف في المسألة الشرعية يقضي على الإنكار على مخالفه فيها، فهو يستثني مثلا مسائل المعلوم من الدين بالضرورة، ويستثني الخلاف الشاذ الذي لا يقوم مقام النص المتفق بين السلف والخلف على دلالته القطعية على المسألة .. وغيرها، وإنما يكون المراد في المسألة الخلافية المعتبرة
قال الشيخ الخراشي:
(وقد بين العلماء المحققون أن هذه المقولة: "لا إنكار في مسائل الخلاف" غير سليمة، وأن مسائل الخلاف تنقسم قسمين:
1 - المسائل الخلافية التي ثبت فيها نص أو نصوص من الكتاب والسنة تدل على صحة أحد الأقوال، فالواجب حينئذٍ اتباع النص والإنكار على المخالف. مع عذر من أخطأ فيها من المجتهدين.
2 - المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية"؛ لأن كل واحد من العلماء المختلفين قد عمل أو أفتى بما أداه إليه اجتهاده، وهذه المسائل لا إنكار فيها، ولا ينبغي لواحد من المختلفين أن يحمل الآخر على قوله؛ لأن كل واحد منهم لم يخالف نصًا، بل خالف اجتهاد مجتهد.)
من يقرأ هذا الكلام من الشيخ الخراشي يجزم أنه لم يوف المسألة حقها من التمحيص، وكأنه يسعى حثيثا إلى الوصول الى قطع الطريق على من يخالفه فيها قبل أن يكمل التأمل ويستفرغ الوسع والطاقة في التدقيق والتفصيل في المسألة وهذا يتضح من عدة أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: تقسيمه لمسائل الخلاف وحصره بهذين القسمين غير مكتمل ولا كاف ولا مستقيم، فكل قسم من الأقسام التي ذكرها يحتاج الى تقسيم وتفريع بناء على استقراء مناطات الخلافات بين أهل العلم، فالخلاف بين أهل العلم ليس منقسما بين ثبوت النص في المسألة وعدم ثبوته، بل الخلاف يكون في الآتي:
الخلاف حول ثبوت النص من عدمه " من حيث القبول والرد "، حين يختلف العلماء في ثبوت النص مع دلالته القطعية على أحد القولين في المسألة، ما موقف الشيخ الخراشي من هذه المسألة، وهل يرى ان من يصحح الحديث الذي ينصر أحد القولين يجوز له أن ينكر على من ضعفه ولم يأخذ به في المسألة؟ فلا ينكر أحدا من العلماء مثلا وجود حديثين في مس الذكر وهما حديث بسرة بنت صفوان، وحديث طلق بن علي رضي الله عنهما، فالمسألة حينئذ فيها نصوص ثابتة لا ريب فما موقف من يرى ترجيح قول على قول من المخالف هل يجيز له الشيخ الخراشي الانكار على المخالف بناء على قناعته بدلالة أحد الحديثين على صحة قوله؟ وهل ينكر من ضعف أحد الحديثين على من صحح أحد الحديثين؟
الخلاف لا في ثبوت النص بل في دلالته على احد القولين، فكيف يجيز عالم بمذاهب الأئمة ان يحمل الناس على رأيه بسبب قناعته بدلالة النص عليه وهو نص محتمل الدلالة؟
الذي يقرأ التقسيم السابق للشيخ الخراشي لا يفهم بشكل كاف الفرق بين المسائل " الخلافية " والمسائل " الاجتهادية "، لانه لا يمكن في المسائل الخلافية ان تكون كلها خاضعة للتقسيم الذي ذكره الشيخ الخراشي، فكثيرا من المسائل الخلافية التي وقعت بين أهل العلم هي حول " النصوص " الشرعية، سواء كان الخلاف حول " النص الفرعي " من الكتاب والسنة، او حول القواعد الكلية التي تتشكل وتنتج من تكاثر النصوص الفرعية من الكتاب والسنة، أو في قياس معتبر او غير معتبر في الحاق مسألة غير منصوصة بمسألة منصوصة بناء على علة جامعة بين الأصل والفرع.
ثم إن الخلاف في المسائل " الاجتهادية " والتي هي عند الشيخ الخراشي تعني (المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص) غير مفهوم، فهل يعني بعدم ثبوت النص من حيث الدلالة أم من حيث الورود؟ فإن كانت المسألة لم يرد فيها نص من حيث الثبوت في عين المسألة الحادثة فإن المجتهد لا بد ان يرجع فيها الى المقايسات التي تلحق المسائل الحادثة بدليل من الكتاب او السنة او يلحقه بقاعدة معتبرة عند أهل السنة، وهي راجعة في محصلة الأمر الى " النصوص الشرعية " والخلاف يكون بين المجتهدين هو في حول دلالة النص على هذا المعنى من عدمه ..
أما إذا كان يعني ان المسائل " الاجتهادية " هي التي لا يدل النص عليها دلالة واضحة، فلا فرق إذن بين مسائل الخلاف والاجتهاد من حيث الحكم .. وعلى هذا ينصرف كلام أهل العلم في مسألة الانكار إلى المسائل التي يكون فيها الخلاف في مقابل النص المجمع على دلالته اجماعا قطعيا، بحيث يعتبر الخلاف فيه زلة او شذوذا لا يجوز متابعة أحد عليه.
سيتضح إن شاء الله هذا في مناقشة أقوال أهل العلم التي ساقها الشيخ الخراشي وكيف أنها لا تخدم هذا التقسيم الناقص والتفريق بين مسائل الاجتهاد ومسائل الخلاف ..
(3)
لقد حشد الشيخ سليمان وفقه الله كثيرا من أقوال أهل العلم، وقد بدأ بشيخ الاسلام الهمام ابن تيمية رحمه الله، وقد رغب الشيخ ان يأتي بأقوال أهل العلم التي تدعم تقسيمه السابق، فجاء الأمر خلاف ما أراد، لأن كلام أهل العلم – وخاصة ابن تيمية رحمه الله – بسبب كثرة عطائه الضخم في التأليف والتأصيل يحتاج الى ترو ليفهم كلامه، وضم كلامه بعضه إلى بعض حتى يفهم في اتساق، ويزال عنه اللبس والتعارض، ولا بأس ان اضرب مثلا على ذلك بالمسألة التي كثيرا ما تذكر عن ابن تيمية رحمه الله حول مسألة " تقسيم الدين إلى اصول وفروع "، حيث يذكر الاخوة حين يقرأون نصا واحدا من كلام ابن تيمية رحمه الله يتوهمون أنه ينكر ان يكون في الدين اصولا وفروعا، ولكن حين تجمع نصوص ابن تيمية رحمه الله في المسألة يتجلى " مقصد " شيخ الاسلام في هذه المسألة فهو ينكر تقسيم تفريق الدين بين الاصول والفروع في مسائل الاجتهاد ردا على الذين يجوزون الاجتهاد في الفروع ولا يقرونه في الأصول، ولا ينكر ان يكون في الدين اصولا وفروعا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نعود لاستدلال الشيخ الخراشي بأول نص لابن تيمية رحمه الله حتى نقف على توهمه في دعم نص ابن تيمية لما أصله في مقدمة بحثه وقد سبق الرد عليه ..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (وقولهم مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل. أمّا الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً قديماً وجب إنكاره وفاقاً. وإن لم يكن كذلك فإنه يُنكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضاً بحسب درجات الإنكار.
أما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس. والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه فيسوغ إذا عدم ذلك فيها الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة أو لخفاء الأدلة فيها")
ومن يتأمل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يتبين له مقصدا في كلامه يخالف ما اصله الشيخ الخراشي في المقدمة، ولننظر:
ابن تيمية يقرران مسائل الخلاف هي المسائل التي ينكر فيها هي المسائل التي تتوفر فيها الشروط التالية:
أ-أن يكون القول يخالف السنة (وسيأتي بيان مقصده من السنة) ب - ان يخالف هذا القول اجماعا قديما.
فبهذين القيدين يقرر ابن تيمية وجوب الانكار، ولا شك أن هذا لا يخالف فيه ابن تيمية أحد، فان ثبتت سنة في المسألة وانعقد الاجماع عليها، فلا شك ان من يخالف فيها فقد شق سبيل المؤمنين، وخالف طريقهم، ولا يكون له مبرر لخلافه، وبهذا يكون كلام ابن تيمية هنا حول " الخلاف " الغير معتبر، فهو يقصد بالخلاف هنا القول الشاذ الذي يخالف الاجماع والسنة الثابتة، وتسميته لهذا بمسائل الخلاف لبيان وقوعه حتى في المسائل المجمع عليها، فهي خلافية من هذا الاعتبار ..
على ان ابن تيمية رحمه الله مع هذا لا يعتبر كل إجماع ليجعله معتبر، فهو يقرر رحمه الله ان الاجماع على نوعين
1 - الاجماع القطعي
2 - الاجماع الظني
فالاجماع القطعي عنده رحمه الله هو الاجماع الذي نقل عن استقراء تام، ولا يمكن ان يخالف النص الشرعي، ومثل هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يخالف الكتاب والسنة، لان الاجماع القطعي لابد أن يتكئ على نصوص الكتاب والسنة الصريحة ..
أما الاجماع الظني، فهو الذي ينقله العالم دون استقراء، ومثل هذا لا يعارض فيه النص، بل يؤخذ بالنص ويترك القول المعتمد على الاجماع الظني اذا خالف الدليل، وقد ذكر احمد موافي كثيرا من الاجماعات التي خالفها ابن تيمية رحمه الله سواء كان الاجماع بمعناه الضيق " الائمة الاربعة " أو الاجماع بمعناه الواسع، (المسائل التي نقل فيها الاجماع عن كافة العلماء).
وهذا يشبه قول الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب الرسالة:
(لست أقول ولا أحد من أهل العلم (هذا مجتمع عليه) إلا لما لا تلقى عالماً أبداإلا قاله لك وحكاه عن من قاله كالظهر أربع، وكتحريم الخمر وما أشبه هذا)
السنة التي ذكر ابن تيمية الانكار على من خالفها فقد قيدها بشروط ذكرها في تعريف مسائل " الاجتهاد "، فالسنة التي ينكر على من خالفها في كلام ابن تيمية هي: · ان يكون الدليل يجب العمل فيه وجوبا ظاهرا. فان كان الحكم خفيا او لا يدل دلالة ظاهرة فانه لا ينكر على من خالف، وهذا يخالف إطلاق الشيخ الخراشي في مقدمته حول ما كان فيه نص ومالم يكن فيه نص. · ان يكون الحديث صحيح لا معارض له من جنسه، وهذا يخرج الخلاف حول المسائل التي فيها نص مختلف في صحته وضعفه، او الادلة في المسألة التي لها معارض لها وهي اكثر المسائل الخلافية بين أهل العلم حول دلالة الاحاديث حول مسائل الخلاف ككشف وجه المرأة وغيرها، وسيأتي امثلة ذلك فيما بعد ان شاء الله.
فان تحقق في المسألة هذه الشروط لا يمكن ان تكون إلا مسألة إجماع لا خلاف ... !
وعلى هذا فإن قول الشيخ الخراشي وفقه الله أن مسائل " الاجتهاد " التي لا ينكر فيها على المخالف هي (المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية") وهذا خلاف ما قرره ابن تيمية، فابن تيمية يرى ان المسائل " الاجتهادية " المسائل التي فيها نص لكنه لا يدل على الحكم والقول دلالة ظاهرة، وله معارض من جنسه، أوالدلالة فيه متعارضة .. وليست المسائل الاجتهادية عنده هي التي لم يثبت فيها " نص " كما قرره الشيخ الخراشي .. وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها، لان وجود القولين لاهل العلم يدل على خلاف حول الدلالة من النص او القياس الجلي او تصحيح الحديث وتضعيفه، او نسخه او غير ذلك من موارد الاجتهاد المعروفة، وقد قال ابن تيمية رحمه الله: (مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض الفقهاء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه، واذا كان في المسألة قولان: فان كان الانسان يظهر له رجحان احد القولين عمل به، وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان ارجح القولين).
بقي في هذه الفقرة ان اقف عند قول ابن تيمية رحمه الله (إجماعا قديما)، وهذا التحرز من ابن تيمية رحمه جاء بسبب الخلاف بين اهل العلم في الاجماع المحكي بعد عصر الصحابة، فهل هو حجة وفاقا أم لا؟ وهذا يتبين من قوله رحمه الله:
(الإجماع متفق عليه بين عامة المسلمين من الفقهاء والصوفية وأهل الحديث والكلام وغيرهم في الجملة، وأنكره بعض أهل البدع من المعتزلة والشيعة لكن المعلوم منه هو ما كان عليه الصحابة، وأما بعد ذلك فتعذر العلم به غالباً، ولهذا اختلف أهل العلم فيما يذكر من الإجماعات الحادثة بعد الصحابةواختلف في مسائل منه كإجماع التابعين على أحد قولي الصحابة والإجماع الذي لم ينقرض عصر أهله حتى خالفهم بعضهم،والإجماع السكوتي وغير ذلك (الفتاوى 11/ 341).
http://www.e3tdal.com/vb/showthread.php?t=627
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 04:10]ـ
والشيخ سفر - حفظه الله وشفاه - وافق شيخ الاسلام ابن تيمية في تقسيم الخلاف وتحديد موطن الانكار وعدمه
يظهر ذلك جليا في قول الشيخ سفر كما هو موجود في الأعلى: " فما لم يكن له حظ من النظر في الأدلة الصحيحة، كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، وما لم يكن كذلك فإنه لا يعتبر.
وإذا كان الخلاف بين نص عام ونص خاص، فلا شك أن الخاص يخصص العام ويقدم عليه."
وقال الشيخ سفر أيضا: " وكذلك إذا كان المخالف يعتمد على دليل غير ثابت، كمن يستدل بحديث ضعيف أو موضوع أو قياس فاسد، فكل ذلك لا يعتبر، وإن كان هو في الحقيقة خلافاً."
فيرى بأن لا إنكار في المسائل الاجتهادية التي ثبتت بنص.
كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية بأن المسائل " الاجتهادية " المسائل التي فيها نص لكنه لا يدل على الحكم والقول دلالة ظاهرة، وله معارض من جنسه، أوالدلالة فيه متعارضة .. وليست المسائل الاجتهادية عنده هي التي لم يثبت فيها " نص "
وموافقة الشيخ سفر لشيخ الاسلام ابن تيمية تدل دلالة واضحة على الاستيعاب الصحيح لكلام ابن تيمية.
ولذلك لا يصح قول سليمان الخراشي:
" وأن مسائل الخلاف تنقسم قسمين:
1 - المسائل الخلافية التي ثبت فيها نص أو نصوص من الكتاب والسنة تدل على صحة أحد الأقوال، فالواجب حينئذٍ اتباع النص والإنكار على المخالف. مع عذر من أخطأ فيها من المجتهدين.
2 - المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية"؛ لأن كل واحد من العلماء المختلفين قد عمل أو أفتى بما أداه إليه اجتهاده، وهذه المسائل لا إنكار فيها، ولا ينبغي لواحد من المختلفين أن يحمل الآخر على قوله؛ لأن كل واحد منهم لم يخالف نصًا، بل خالف اجتهاد مجتهد "
وإن شيخ الاسلام ابن تيمية - كما يقول دكتور استفهام - يحتاج الى ترو ليفهم كلامه، وضم كلامه بعضه إلى بعض حتى يفهم في اتساق، ويزال عنه اللبس والتعارض بسبب كثرة عطائه الضخم في التأليف والتأصيل.
ـ[الإكليل]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 04:26]ـ
يقول الشيخ سليمان الخراشي:
" المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية"؛ لأن كل واحد من العلماء المختلفين قد عمل أو أفتى بما أداه إليه اجتهاده، وهذه المسائل لا إنكار فيها، ولا ينبغي لواحد من المختلفين أن يحمل الآخر على قوله؛ لأن كل واحد منهم لم يخالف نصًا، بل خالف اجتهاد مجتهد "
عجيب!!
هلاّ يراجع ذلك بعدما تبين له خلاف ذلك ويعدّل ذلك في الطبعة القادمة لكتابه؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 07:14]ـ
- الأخ الكريم: الجبل الشامخ: بورك فيكم وفي الشيخ سفر - شفاه الله - عن هذا الكلام المهم في الرد على العصرانيين متبعي الرخص والزلات - وبارك في د. استفهام - وفقه الله -.
- يُضاف - أيضًا -: قول الشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله - في شرحه لقول الطحاوي - رحمه الله -: " ونرى الجماعة حقًا وصوابًا، والفُرقة زيغًا وعذابًا ". قال:
(وقول العلماء " لا إنكار في مسائل الخلاف " يعنون به الخلاف القوي على الصواب دون الخلاف الضعيف، لأنَّ الخلاف الضعيف خلافٌ بلا دليل أو غَلَطٌ في فهم الدليل).
- ولو تأملت كلام الشيخ سفر؛ لوجدته يرد على مايدعو له د استفهام - هداه الله -.
يقول الشيخ: (فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).وهذا ما يُنكر على صاحبه. وتأمل (نصًا).
ويقول: (وأما هؤلاء العصريون وأمثالهم، فهؤلاء ينطبق عليهم أكثر ما ينطبق المقولة السابقة، وهي: أنه من تتبع رخص العلماء تزندق، فهؤلاء يأتون إلى كل مسألة من مسائل العلم، ويقولون هذه خلافية، وهذا فيه خلاف).
أما د استفهام فيقول: (وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها)!!
- وجعله مسألة كشف الوجه من مسائل الاجتهاد .. رد عليها الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في آخر مقالي السابق:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/29.htm
بل إنه - رحمه الله - يجعل مسألة الإسبال من مسائل الخلاف التي يُنكر فيها؛ لأن النص واضح فيها، صحة ودلالة.
=======
الأخ الكريم: الإكليل: المقصود: (نص) ثابت لا معارض له، يدل بوضوح على الحكم.
وماسبق هو مقال منشور في صيد الفوائد للرد على الطائفة العصرانية، وليس كتابًا. وسيتم إضافة مايجلي المقصود أكثر عند طبعه - إن شاء الله -. ومنكم وأمثالكم من الفضلاء أستفيد ..
موفق ..
ـ[صالح المقبلي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 10:54]ـ
لكن الحقيقة أن مسألة كشف الوجه من المسائل الاجتهادية الخلافية, بل جماهير العلماء على عدم الوجوب ...
و جزاك الله خيرا الجبل الشامخ على الملاحظات المهمة.
و فقكم الله أخي الفاضل سليمان الخراشي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 01:52]ـ
- يُضاف - أيضًا -: قول الشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله - في شرحه لقول الطحاوي - رحمه الله -: " ونرى الجماعة حقًا وصوابًا، والفُرقة زيغًا وعذابًا ". قال:
(وقول العلماء " لا إنكار في مسائل الخلاف " يعنون به الخلاف القوي على الصواب دون الخلاف الضعيف، لأنَّ الخلاف الضعيف خلافٌ بلا دليل أو غَلَطٌ في فهم الدليل).
أي (ولو كان هناك دليل ثابت لكن هناك غلط في فهمه)، ويسري ذلك على عدم الانكار للخلاف الوارد بثبوت دليل.
ولي تأملات بخصوص ماأوردتَه من تنبيه في الرد على د. استفهام من كلام الشيخ د سفر.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 02:35]ـ
- ولو تأملت كلام الشيخ سفر؛ لوجدته يرد على مايدعو له د استفهام - هداه الله -.
يقول الشيخ: (فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).وهذا ما يُنكر على صاحبه. وتأمل (نصًا)
وجدتُك أخي سليمان تبتر كلاما مهما للشيخ سفر في نقلك
وذلك بأنك تقول ناقلاً عن الشيخ سفر ردّاً على د. استفهام: " فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
وهذا بتر للكلام، حيث إن الشيخ سفر يقول:
" فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو إجماع السلف الصالح، فإذا كان الخلاف بين رأي أو اجتهاد أو شيء من ذلك، فإن هذا الخلاف لا يعتبر، ولذلك قال بعض العلماء:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر
فما لم يكن له حظ من النظر في الأدلة الصحيحة، كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، وما لم يكن كذلك فإنه لا يعتبر. "
وتأمل قول الشيخ سفر (مفهوم حديث أو آية فهذا معتبر)
أي: مسائل خلافية ثابتة بنص سواء من القرآن أو السنة لكن الخلاف لأسباب أخرى ....
فهذا معتبر.
بخلاف تقسيمك للخلاف
حيث أنت - أخي سليمان - تقول في تقسيم الخلاف:
(مسائل الخلاف تنقسم قسمين:
1 - المسائل الخلافية التي ثبت فيها نص أو نصوص من الكتاب والسنة تدل على صحة أحد الأقوال، فالواجب حينئذٍ اتباع النص والإنكار على المخالف. مع عذر من أخطأ فيها من المجتهدين.
2 - المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية")
وأما د. استفهام فيقول لك:
" حين يختلف العلماء في ثبوت النص مع دلالته القطعية على أحد القولين في المسألة، ما موقف الشيخ الخراشي من هذه المسألة، وهل يرى ان من يصحح الحديث الذي ينصر أحد القولين يجوز له أن ينكر على من ضعفه ولم يأخذ به في المسألة؟ فلا ينكر أحدا من العلماء مثلا وجود حديثين في مس الذكر وهما حديث بسرة بنت صفوان، وحديث طلق بن علي رضي الله عنهما، فالمسألة حينئذ فيها نصوص ثابتة لا ريب فما موقف من يرى ترجيح قول على قول من المخالف هل يجيز له الشيخ الخراشي الانكار على المخالف بناء على قناعته بدلالة أحد الحديثين على صحة قوله؟ وهل ينكر من ضعف أحد الحديثين على من صحح أحد الحديثين؟ "
فـ د. استفهام موافق تماما للشيخ سفر، ويظهر هذا حينما أتيتُ بكلام الشيخ سفر كاملا لهذه النقطة دون بتر.
لكن ببتر كلام الشيخ سفر يظهر أنه يخالف كلام د. استفهام.
ولي تأملات أخرى ...
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 03:07]ـ
يبدو أن في كلام الشيخ سفر سبق لسان أو خطأ من المفرِّغ للشريط
وذلك في قول الشيخ سفر:
" فما لم يكن له حظ من النظر في الأدلة الصحيحة، كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، وما لم يكن كذلك فإنه لا يعتبر. "
يقصد الشيخ ماكان له حظ من النظر في الأدلة الصحيحة، كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، ومالم يكن كذلك فإنه لايعتير
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 06:29]ـ
- ولو تأملت كلام الشيخ سفر؛ لوجدته يرد على مايدعو له د استفهام - هداه الله -.
يقول الشيخ: (فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).وهذا ما يُنكر على صاحبه. وتأمل (نصًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول: (وأما هؤلاء العصريون وأمثالهم، فهؤلاء ينطبق عليهم أكثر ما ينطبق المقولة السابقة، وهي: أنه من تتبع رخص العلماء تزندق، فهؤلاء يأتون إلى كل مسألة من مسائل العلم، ويقولون هذه خلافية، وهذا فيه خلاف).
أما د استفهام فيقول: (وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها)!!
يا أخي سليمان
وأيضاً هنا في نقاشك لـ د. استفهام يستمر البتر وإدخال الكلام في بعضه دون تحرير وتوضيح.
ولو أتينا بكلام د. استفهام كاملا دون بتر لَتبين لك ذلك.
يقول د. استفهام:
"وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها، لان وجود القولين لاهل العلم يدل على خلاف حول الدلالة من النص او القياس الجلي او تصحيح الحديث وتضعيفه، او نسخه او غير ذلك من موارد الاجتهاد المعروفة،
وقد قال ابن تيمية رحمه الله: (مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض الفقهاء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه، واذا كان في المسألة قولان: فان كان الانسان يظهر له رجحان احد القولين عمل به، وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان ارجح القولين). "
إن د. استفهام يقصد الذي طبّق التعامل الصحيح في المسائل الخلافية، ولم يتبع رخص الفقهاء.
وقوله هذا جاء في سياق تقرير لموضوع مهم فسره بقوله: " لان وجود القولين لاهل العلم يدل على خلاف حول الدلالة من النص او القياس الجلي او تصحيح الحديث وتضعيفه، او نسخه او غير ذلك من موارد الاجتهاد المعروفة "
وكان هدفه من هذا التقرير هو قولك - أخي سليمان -: (المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية")
فيقول لك د. استفهام مبيّناً خطأك في ذلك:
" وعلى هذا فإن قول الشيخ الخراشي وفقه الله أن مسائل " الاجتهاد " التي لا ينكر فيها على المخالف هي (المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية") وهذا خلاف ما قرره ابن تيمية، فابن تيمية يرى ان المسائل " الاجتهادية " المسائل التي فيها نص لكنه لا يدل على الحكم والقول دلالة ظاهرة، وله معارض من جنسه، أوالدلالة فيه متعارضة .. وليست المسائل الاجتهادية عنده هي التي لم يثبت فيها " نص " كما قرره الشيخ الخراشي .. وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها، لان وجود القولين لاهل العلم يدل على خلاف حول الدلالة من النص او القياس الجلي او تصحيح الحديث وتضعيفه، او نسخه او غير ذلك من موارد الاجتهاد المعروفة "
وأنت تقول عن د. استفهام إنه قال: " وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها "
فقط وتبتر الكلام.
بالله عليك أين العدل مع المخالِف؟!
لقد نقل د. استفهام كلاما لابن تيمية يستشهد به، وكلام ابن تيمية هذا لم تخالفه - أخي سليمان -
يقول ابن تيمية:
" مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض الفقهاء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه، واذا كان في المسألة قولان: فان كان الانسان يظهر له رجحان احد القولين عمل به، وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان ارجح القولين "
لو أني بترتُ كلام ابن تيمية هذا وقلتُ
قال ابن تيمية: " مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض الفقهاء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه "
ثم قلتُ: وقد قال الشيخ سفر: " وأما هؤلاء العصريون وأمثالهم، فهؤلاء ينطبق عليهم أكثر ما ينطبق المقولة السابقة، وهي: أنه من تتبع رخص العلماء تزندق، فهؤلاء يأتون إلى كل مسألة من مسائل العلم، ويقولون هذه خلافية، وهذا فيه خلاف "
لو أني قلتُ لك ذلك هل تعتقد بأن الشيخ سفر يخالف ابن تيمية؟
وبالتالي هل أنت تخالف ابن تيمية في ذلك من خلال الكلام المبتور؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 03:25]ـ
أخي الكريم: الجبل الشامخ:
أولا: أرجو أن تُفرق بين: نقل الشاهد و البتر! وإلا لزمني أن أنقل كلام الشيخ أو الدكتور استفهام أو غيرهما بأكمله؛ لكي لا تتهمني بالبتر. (مع التنبه إلى أن من يريد البتر، لا يفعل هذا في كلام حاضر يقرؤه كل من اطلع على المقال).
ثانيًا: بودي - لكي لا نُطيل - أن تشرح لي قول د استفهام:
(وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها).
وأنت تعلم أنه مامن مسألة إلا وفيها أقوال وليس قولان؟ فهل من ضابط؟
ثم تأمل كلامه التالي، حيث أغلق باب الإنكار! بقوله:
(وعلى هذا ينصرف كلام أهل العلم في مسألة الانكار إلى المسائل التي يكون فيها الخلاف في مقابل النص المجمع على دلالته اجماعا قطعيا)!
فأين تجد هذا النص المجمع على دلالته إجماعًا قطعيًا؟!!
إلا أن يكون: تحريم الخمر.
وهل هذا هو مقصد العلماء من كلمتهم الشهيرة؟!
وفقك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإماراتي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 04:47]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
وقولهم إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها، ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول، والفتوى، أو العمل.
أما الأول: فإذا كان القول يخالف سنة، أو إجماعاً شائعاً، وجب إنكاره اتفاقاً، وإن لم يكن كذلك: فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل، إنكار مثله، وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة، أو إجماع، وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار، وكيف يقول فقيه "لا إنكار في المسائل المختلف فيها"، والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنة، وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء؟ !
وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع، وللاجتهاد فيه مساغ، لم تنكر من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس ممن ليس لهم تحقيق في العلم.
والصواب: ما عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً، مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه، فيسوغ فيها إذا عدم فيها الدليل الظاهر الذي يجب العمل به الاجتهاد لتعارض الأدلة، أو لخفاء الأدلة فيها.
وليس في قول العالم "إن هذه المسألة قطعية أو يقينية، لا يسوغ فيها الاختلاف" طعن على من خالفها، ولا نسبة له إلى تعمد خلاف الصواب.
والمسائل التي اختلف فيها السلف والخلف وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها: كثيرة ....... ، ولهذا صرح الأئمة بنقض حكم من حكم بخلاف كثير من هذه المسائل من غير طعن منهم على من قال بها.
وعلى كل حال: فلا عذر عند الله يوم القيامة لمن بلغه ما في المسألة -هذا الباب وغيره- من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها إذا نبذها وراء ظهره، وقلد من نهاه عن تقليده، وقال له: لا يحل لك أن تقول بقولي إذا خالف السنة، وإذا صح الحديث فلا تعبأ بقولي، وحتى لو لم يقل له ذلك: كان هذا هو الواجب عليه وجوباً لا فسحة له فيه، وحتى لو قال له خلاف ذلك، لم يسعه إلا اتباع الحجة، ولو لم يكن في هذا الباب شيء من الأحاديث والآثار البتة: فإن المؤمن يعلم بالاضطرار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أصحابه هذه الحيل، ولا يدلهم عليها .... وهذا القدر لا يحتاج إلى دليل أكثر من معرفة حقيقة الدين الذي بعث الله به رسوله
ـ[الإماراتي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 04:56]ـ
قول ابن القيم رحمه الله:وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع، وللاجتهاد فيه مساغ، لم تنكر من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
هل يفهم منه التفريق في الإنكار بين القول و القائل و الفعل و الفاعل المجتهد؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 07:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فإن مسائل الدين تنقسم إلى أقسام:
? القسم الأول: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة تدل على صحة القولين ((معًا)):
فهذه يجوز العمل بها جميعًا، ولا يجوز فيها الإنكار على المخالف؛ إذ الكل عامل بدليل. مثل: وجوه القراءات، والاختلاف في بعض الأذكار المقيدة المتنوعة في الموضع الواحد.
? القسم الثاني: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة تدل ((بوضوح)) على صحة أحد الأقوال:
فهذه لا يجوز الاختلاف فيها، والواجب -حينئذٍ- اتباع النص والإنكار على المخالف بالضوابط الشرعية.
? القسم الثالث: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة؛ لكنها ليست قاطعة لمعنى معين يشهد لأحد الأقوال دون غيرها:
فهذه يجوز الاختلاف فيها، والواجب -حينئذٍ- اتباع ما يُرَى أنه أقرب للحق في المسألة.
وينبغي أن يعلم أن المصيب في هذه المسائل له أجران، والمخطئ له أجر واحد.
أما الإنكار على المخالف؛ فيجوز ((من جهة المذاكرة))؛ لبيان أرجح القولين فقط؛ أما الإنكار بصورته في المسائل القطعية؛ فلا يجوز، والله أعلم.
? القسم الرابع: مسائل لم يثبت فيها نص أو قياس أو إجماع:
فهذه تسمى بـ «المسائل الاجتهادية»؛ وإن كان القسم السابق يدخل في هذه التسمية أيضًا، ولكنها أعم في إطلاقها على هذا القسم من الذي قبله.
فمن عمل أو أفتى بما أداه إليه اجتهاده في هذه المسائل؛ فلا تثريب عليه.
وهذه المسائل لا إنكار فيها؛ فلا ينبغي لواحد من المختلفين أن ينكر على صاحبه ليحمله على قوله؛ لأن كل واحد منهم لم يخالف نصًا، بل خالف اجتهاد غيره فقط!، وليس اجتهاد أحدهما بأولى من اجتهاد الآخر، والله أعلم.
منقول -باختصار- عن كتابي «فقه الاختلاف» (مخطوط)
? ملحوظة هامة:
_______هذه الأقسام وضعتها باجتهادي الخاص، وقد أخطئ فيها وأصيب. فمن رأى أن يزيد عليها أو يقيدها ببعض القيود، أو يبين بعض إجمالها بما يجعلها أكثر شمولاً مما ذكرتُ؛ فله ذلك، وله مني جزيل الشكر والدعاء. «ورحم الله رجلاً أهدى إليَّ عيوبي»، والله المستعان.
? فائدة:
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-:
_______ «وأما قول من قال: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد)؛ فجوابها يعلم من القاعدة المتقدمة؛ فإن أراد القائل مسائل الخلاف فهذا باطل يخالف إجماع الأمة، فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائناً من كان ولو كان أعلم الناس وأتقاهم، وإذا كان الله بعث محمداً بالهدى ودين الحق، وأمرنا باتباعه، وترك ما خالفه؛ فمن تمام ذلك أن من خالفه من العلماء مخطئ ينبه على خطئه وينكر عليه، وإن أريد بمسائل الاجتهاد: مسائل الخلاف التي لم يتبين فيها الصواب فهذا كلام صحيح، ولا يجوز للإنسان أن ينكر الشيء لكونه مخالفاً لمذهبه أو لعادة الناس، فكما لا يجوز للإنسان أن يأمر إلا بعلم لا يجوز أن ينكر إلا بعلم وهذا كله داخل في قوله (ولا تقف ما ليس لك به علم)». «الدرر السنية» (4/ 8).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 08:35]ـ
أخي الكريم: الجبل الشامخ:
أولا: أرجو أن تُفرق بين: نقل الشاهد و البتر! وإلا لزمني أن أنقل كلام الشيخ أو الدكتور استفهام أو غيرهما بأكمله؛ لكي لا تتهمني بالبتر. (مع التنبه إلى أن من يريد البتر، لا يفعل هذا في كلام حاضر يقرؤه كل من اطلع على المقال).
وهل أنا نقلتُ كلام الشيخ سفر ود. استفهام بأكمله؟!!!!
إني نقلتُ الشاهد، لكن أنت - أخي سليمان - بترتَ نفس الشاهد.
وأما قولك: (مع التنبه إلى أن من يريد البتر، لا يفعل هذا في كلام حاضر يقرؤه كل من اطلع على المقال).
قد لاتكون - أخي سليمان - متعمداً للبتر، لكنك بترتَه بحسب ماتفهم من ذلك الشاهد ومتى ينتهي ماتستشهد به.
ولي عودة بإذن الله ..
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 10:12]ـ
ثانيًا: بودي - لكي لا نُطيل - أن تشرح لي قول د استفهام:
(وعلى هذا فان كان في المسألة قولان فهي مسألة اجتهادية لا يجوز الانكار على المخالف فيها).
وأنت تعلم أنه مامن مسألة إلا وفيها أقوال وليس قولان؟ فهل من ضابط؟
أنت تسألني - أخي سليمان - وتقول: هل من ضابط؟
ونحن فيما ماذا نتكلم ونتناقش من اليوم؟!!
لاشك إنه في الضابط
أنت تحصر الخلاف المعتبر وتضبطه بضابط وهو: أن يكون الخلاف في المسائل التي لم يثبت فيها نص.
ونحن نخالفك في حصرك لهذا الضابط، وهذا الذي دعا د. استفهام للرد عليك، وهذا الذي أنت تخالف فيه شيخ الاسلام ابن تيمية والشيخ د سفر.
ولي عودة بإذن الله ...
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 11:09]ـ
ثم تأمل كلامه التالي، حيث أغلق باب الإنكار! بقوله:
(وعلى هذا ينصرف كلام أهل العلم في مسألة الانكار إلى المسائل التي يكون فيها الخلاف في مقابل النص المجمع على دلالته اجماعا قطعيا)!
فأين تجد هذا النص المجمع على دلالته إجماعًا قطعيًا؟!!
إلا أن يكون: تحريم الخمر.
وهل هذا هو مقصد العلماء من كلمتهم الشهيرة؟!
أرجو أن تتأمل قول الشيخ سفر
يقول الشيخ د سفر عن الخلاف المعتبر: " كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، وما لم يكن كذلك فإنه لا يعتبر."
أما عند فضيلتكم - أخي سليمان - فلأمر بخلاف ذلك، وتأمل ماتقوله
حيث إنك تقول:
(المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية")
وتقول: (ولو تأملت كلام الشيخ سفر؛ لوجدته يرد على مايدعو له د استفهام - هداه الله -.
يقول الشيخ: ((فالخلاف قد يكون غير جائز، كمن يخالف نصاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).وهذا ما يُنكر على صاحبه. وتأمل (نصًا))).
وبكلامك هذا لا ترى بأن الخلاف المعتبر يكون بثبوت النص
أي إذا لم يثبت نص فالخلاف معتبر
ولذلك تقول - أخي سليمان -: (المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية")
فكيف توفّق بين هذا الكلام وكلام الشيخ سفر في الخلاف المعتبر حيث يقول فيه: " كأن يكون الخلاف في مفهوم حديث أو آية، فهذا معتبر، وما لم يكن كذلك فإنه لا يعتبر "؟.
أي: مسائل خلافية ثابتة بنص سواء من القرآن أو السنة لكن الخلاف لأسباب أخرى ....
فهذا معتبر.
ـ[الإكليل]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 12:56]ـ
الظاهر ان الشيخ الخراشي يجعل دلالة النص المجمع عليها ظنيا مما يُنكر على المخالف فيها
أما الدلالة المجمع عليها قطعيا فأكيد
لكن ما اظن كلامه يستقيم بذلك
فالظاهر ان الشيخ الخراشي يريد تقرير مايراه من أن المسائل الخلافية التي لم تثبت بنص هي الاجتهادية
لأن المسائل الثابتة بنص لايجوز الخلاف عليها، ومن يخالف يُنكر عليه
أما التي لم تثبت بنص فهي التي لايُنكر على المخالف فيها.
وهذا لايستقيم البتة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 11:11]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
من جهتي: هذه النقاط - باختصار - كفيلة بتوضيح المسألة، وأنتظر فوائدكم:
1 - مسائل الخلاف التي يُنكر فيها؛ هي ماخالف الكتاب أو السنة الصحيحة أو الإجماع.
2 - مازال العلماء يُنكرون على من خالف.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - مسائل الاجتهاد، التي لا يُنكر فيها؛ هي المسائل التي لا نص فيها من كتاب أو سنة، ولا إجماع. (أو جاء النص فيها لكنه ليس خاليًا من المعارض القريب له في القوة: من حيث الثبوت أو الدلالة).
4 - ليس كل أحد يُقبل منه الاجتهاد. (له شروطه التي بينها العلماء).
5 - لا اجتهاد في العقيدة. (لأن الشرع لم يجعلها محلا لذلك).
6 - من أُذن له في الاجتهاد، فاجتهد وأخطأ الحق، فهو معذور، لكن لا يُتابع في خطئه.أو يدعي أحد أن في المسألة قولين.
7 - وجود الخلاف في مسألة ليس بحجة شرعية للأخذ بأي القولين. قال ابن عبدالبر: (الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاء الأمة، إلا من لا بصر له، ولا معرفة عنده، ولا حجة في قوله). وقال الخطابي: (ليس الاختلاف حجة، وبيان السنة حجة على المختلفين).
8 - قول عمر بن عبدالعزيز - الذي يردده من يسوغ الخلاف -: (ما أحب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يختلفوا, لأنه لو كان قولا و احدا, كان الناس في ضيق, وأنهم أئمة يقتدى بهم, و لو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة). قال ابن عبدالبر في توضيحه: (هذا فيما كان طريقه الاجتهاد).
9 - إذا كان القول الآخر - وإن كان سائغًا عند البعض - له مفاسده المتعدية، فلمن بيده سلطة الأمر والنهي، المنع منه. - كما في مسألة كشف الوجه - (على القول بأنها اجتهادية. والصواب أنها خلاف ذلك).
10 - مباحث الاجتهاد والخلاف يكثر فيها خوض " الزنادقة " من قديم الدهر؛ كما ذكر العلماء عن ابن الريوندي الملحد الذي استغلها لأهوائه. فينبغي أخذ الحيطة فيها، ولزوم الحكمة؛ لكي لا يكون المسلم سُلمًا لأهل الأهواء والفساد. (ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا).
11 - أنصح بكتاب الشيخ حمد العثمان: (دراسة نقدية لقاعدة المعذرة والتعاون). وكتاب الشيخ فوزي الأثري: (الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية). ومنهما وغيرهما استفدت.
12 - مقال سابق عمن يسوّغ الخلاف - وهو شر - بين المسلمين:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/36.htm
وفقكم الله ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 11:34]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
من جهتي: هذه النقاط - باختصار - كفيلة بتوضيح المسألة، وأنتظر فوائدكم:
5 - لا اجتهاد في العقيدة. (لأن الشرع لم يجعلها محلا لذلك).
كل النقاط تبدو سليمة الا هذه فما الدليل عليها ..
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 01:56]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
من جهتي: هذه النقاط - باختصار - كفيلة بتوضيح المسألة، وأنتظر فوائدكم:
1 - مسائل الخلاف التي يُنكر فيها؛ هي ماخالف الكتاب أو السنة الصحيحة أو الإجماع.
2 - مازال العلماء يُنكرون على من خالف.
3 - مسائل الاجتهاد، التي لا يُنكر فيها؛ هي المسائل التي لا نص فيها من كتاب أو سنة، ولا إجماع. (أو جاء النص فيها لكنه ليس خاليًا من المعارض القريب له في القوة: من حيث الثبوت أو الدلالة).
4 - ليس كل أحد يُقبل منه الاجتهاد. (له شروطه التي بينها العلماء).
5 - لا اجتهاد في العقيدة. (لأن الشرع لم يجعلها محلا لذلك).
((أو جاء النص فيها لكنه ليس خاليًا من المعارض القريب له في القوة: من حيث الثبوت أو الدلالة))
أحياناً - أخي سليمان - يكون الخلاف في ذات أصول المسألة من عدة نواحي:
من ناحية السند - مثلاً -
- وأضرب مثالاً على ذلك بـ حديث بسرة وحديث طلق بن علي في الوضوء من مس الذكر
فالذي على مذهب الامام مالك يقول: يجب الوضوء من مس الذكر.
والذي على مذهب أبي حنيفة يقول: لايجب الوضوء من مس الذكر.
وحين يستدل المالكي لقوله يقول: ثبت لدينا حديث بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " من مسّ ذكره فلايصل حتى يتوضأ ".
ويستدل الحنفي لقوله بحديث طلق بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " وهل هو إلا مضغة منك " "أو بضعة منك " أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم.
فكل الأطراف سمعتْ بالحديثين وثبت عندها ذلك، ومع ذلك لكلٍّ قول.
لماذا؟
وهل أنكِر على المخالِف لي دون أن أعرف حجته!
إن الماكي حينما قال بذلك لأنه يرى بأن حديث بسرة أولى
لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن رواة حديث بسرة أكثر من رواة حديث طلق، وهذا مايُسلّم به الحنفي.
لكن الحنفي يقول: وإن كان الرواة أكثر فليس بأولى، لأن الكثرة التي لم تصل لحد التواتر لايخرج عن أن يكون ظنا، وخبر الواحد أيضا ظن، ولايجوز أن يُرجّح أحد الظنين على الآخر.
والمالكي يُسلّم بأن حديث بسرة ليس بمتواتر وإن كان رواته أكثر.
تأمل - أخي سليمان - القضية في أصل الاستدلال.
ومن النواحي الأخرى في غير السند
- مثل مسألة (الزكاة في مال الصبي والمجنون فيما عدا الخارج من الأرض) كالذهب والفضة وغيرهما
الجمهور يقولون بوجوب الزكاة عليهما
الحنفية يقولون بعدم وجوب الزكاة عليهما
ولكلٍّ منهم أدلة ثابتة، ولستُ بصدد ذكرها لكن بصدد توضيح أصل الخلاف
فإن اختلافهم هذا لأجل ذات مسألة الزكاة
هل الزكاة عبادة محضة أو حق مالي؟
فمن قال هي عبادة محضة لم يوجب الزكاة هنا وهم الحنفية، ومن قال حق مالي أي متعلق بالمال فإنه يوجب الزكاة هنا وهم الجمهور.
وسبب القول بأن الزكاة عبادة محضة له أدلته وكذلك القول بأنها حق مالي أي متعلق بالمال.
- أيضاً مسألة (إخراج القيمة في زكاة الفطر)
لستُ أيضاً بصدد ذكر القائلين بإجزاء إخراج القيمة في زكاة الفطر وثبوتها وكذلك أدلة القائلين بعدم الاجزاء في ذلك
فلنرجع إلى أصل وذات المسألة
هل الزكاة لها تعلق مالي وعبادة محضة أم هي حق للفقراء؟.
فمن قال بأنها عبادة محضة ومتعلقة أيضا بالمال فيقول بعدم الإجزاء في إخراج القيمة في زكاة الفطر، لأنها عبادة، فإذا أخرج غير الأعيان المنصوص عليها أي القيمة قد أتى بالعبادة على غير وجهها، فتكون فاسدة.
ومن قال: هي حق للفقراء، فلافرق عنده بين الأعيان المنصوص عليها وبين القيمة، لأن كلاهما يسد حاجة الفقير.
وهلم جرّا في كثيرٍ من المسائل الشرعية.
هذا مع ثبوت الأدلة وهناك تعارض في بعضها.
فلنرجع إلى أصل الخلاف.
فهل يجوز الانكار على المخالفين في مثل ماسبق.
- وتقول - أخي سليمان -: " مازال العلماء يُنكرون على من خالف ".
مالمقصود بهذا الانكار؟
فالانكار مسألة حساسة وخطيرة، لأن فيها التشنيع والموقف من المنهج .... الخ مما لاتخفى عليك.
فقد يكون الانكار على سبيل المذاكرة لبيان أرجح القولين، .. الخ من الانكارات التي لايكون فيه التحذير والتشنيع ... الخ
فما المقصود بالانكار؟
- أيضا تقول - أخي سليمان -: " 4 - ليس كل أحد يُقبل منه الاجتهاد. (له شروطه التي بينها العلماء)."
وهذه أوافقك عليها، لكن مايمنع من ذلك تجزؤ الاجتهاد إن توفرت شروط الاجتهاد لطالب العلم في تلك المسألة.
- أيضا تقول - أخي سليمان -: " 5 - لا اجتهاد في العقيدة. (لأن الشرع لم يجعلها محلا لذلك) "
فما رأيك في المسائل العقدية المختلَف فيها بين نفس أهل السنة والجماعة؟، وهي ليست بالقليلة.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 08:16]ـ
- وجعله مسألة كشف الوجه من مسائل الاجتهاد .. رد عليها الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في آخر مقالي السابق:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/29.htm
=======
أخي سليمان:
لقد تأملتُ فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مسألة كشف الوجه،وأنت - جزاك الله خيرا - نقلتَها في نفس الرابط الموجود في كلامك المقتبَس.
تأملتُ فتواه رحمه الله، فوجدتُها تنقض ماتدعيه وماتقرره ..
وإليك البيان والايضاح:
هذا السؤال الذي ورد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
((وسئل –رحمه الله-: "فضيلة الشيخ: هل ينكر على المرأة التي تكشف الوجه، أم أن المسألة خلافية، والمسائل الخلافية لا إنكار فيها؟))
تأمل السؤال جيدا، فهو يسأل عن الانكار لمن يرى بجواز الكشف من العلماء، وأيضاً لمن يقلد هؤلاء العلماء في جواز كشف الوجه.
والسؤال يكمن في: هل هذه المسألة من المسائل الخلافية التي فيها إنكار؟ أم أنها من المسائل الخلافية التي لا إنكار فيها؟
وهذا جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
" الجواب: لو أننا قلنا: المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كلّه حين تتبع الرخص لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. نضرب مثلاً: هذا رجلٌ مسَّ امرأة لشهوة، وأكل لحم إبل، ثم قام ليصلي، فقال: أنا أتبع الإمام أحمد في أن مسَّ المرأة لا ينقض الوضوء، وأتبع الشافعي في أن لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وسأصلي على هذه الحال، فهل صلاته الآن صحيحة على المذهبين؟ هي غير صحيحة؛ لأنها إن لم تبطل على مذهب الإمام أحمد بن حنبل بطلت على مذهب الإمام الشافعي، وإن لم تبطل على مذهب الإمام الشافعي بطلت على مذهب الإمام أحمد، فيضيع دين الإنسان.
المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم: مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حكم النظر، فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة؛ لأننا لو قلنا للعامي: أي قول يمرُّ عليك لك أن تأخذ به، لم تكن الأمة أمة واحدة، ولهذا قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله-: "العوام على مذهب علمائهم". فمثلاً عندنا هنا في المملكة العربية السعودية أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، فنحن نلزم نساءنا بذلك، حتى لو قالت لنا امرأة: أنا سأتبع المذهب الفلاني وكشف الوجه فيه جائز، قلنا: ليس لك ذلك؛ لأنك عامية ما وصلت إلى درجة الاجتهاد، وإنما تريدين اتباع هذا المذهب لأنه رخصة، وتتبع الرخص حرام.
أما لو ذهب عالم من العلماء الذي أداه اجتهاده إلى أن المرأة لا حرج عليها في كشف الوجه، ويقول: إنها امرأتي سوف أجعلها تكشف الوجه، قلنا: لا بأس، لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يفسد غيره، ولأن المسألة فيها اتفاق على أن ستر الوجه أولى، فإذا كان ستر الوجه أولى فنحن إذا ألزمناه بذلك لم نكن ألزمناه بما هو حرام على مذهبه، إنما ألزمناه بالأولى على مذهبه، ولأمر آخر هو ألا يقلده غيره من أهل هذه البلاد المحافظة، فيحصل من ذلك تفرق وتفتيت للكلمة. أما إذا ذهب إلى بلاده، فلا نلزمه برأينا، ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها. "
نخلص من هذا الجواب إلى الآتي:
- يرى الشي ابن عثيمين رحمه الله بأن مسألة كشف وجه المرأة لا إنكار فيها، لأنها مسألة اجتهادية.
يقول رحمه الله عن هذه المسألة ((كشف وجه المرأة)): " ما دامت المسألة اجتهادية، وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها. "
وذلك في القول بعدم إلزام مَن يرى ذلك ويأمر أهله بالكشف.
- يرى رحمه الله بأن الانكار يكون لمن يتتبع رخص الفقهاء لأن التتبع حرام، فالانكار ليس لأنه يرى بجواز كشف الوجه، أو لأجل عامي يقلده في ذلك، وإنما لأجل تتبع الرخص.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " فمثلاً عندنا هنا في المملكة العربية السعودية أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، فنحن نلزم نساءنا بذلك، حتى لو قالت لنا امرأة: أنا سأتبع المذهب الفلاني وكشف الوجه فيه جائز، قلنا: ليس لك ذلك؛ لأنك عامية ما وصلت إلى درجة الاجتهاد، وإنما تريدين اتباع هذا المذهب لأنه رخصة، وتتبع الرخص حرام. "
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مقدمة جوابه تقريرا للنهي والانكار على متبعي الرخص:
" نضرب مثلاً: هذا رجلٌ مسَّ امرأة لشهوة، وأكل لحم إبل، ثم قام ليصلي، فقال: أنا أتبع الإمام أحمد في أن مسَّ المرأة لا ينقض الوضوء، وأتبع الشافعي في أن لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وسأصلي على هذه الحال، فهل صلاته الآن صحيحة على المذهبين؟ هي غير صحيحة؛ لأنها إن لم تبطل على مذهب الإمام أحمد بن حنبل بطلت على مذهب الإمام الشافعي، وإن لم تبطل على مذهب الإمام الشافعي بطلت على مذهب الإمام أحمد، فيضيع دين الإنسان "
وقال قبل ذكر هذه المسألة وهو يقصد تتبع الرخص بحجة الخلاف: " لو أننا قلنا: المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كلّه حين تتبع الرخص لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. "
فقد قال عبارتين لمعنى واحد.
العبارتان هما: ((ذهب الدين كله)) و ((يضيع دين الانسان))
وهو بذلك يبين أثر تتبع الرخص بحجة الخلاف.
- أيضا قال حين توضيح مسألة (الانكار في مسائل الخلاف): " المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم: مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حكم النظر، فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة "
ومثّل رحمه الله للمسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف بمسألة كشف الوجه، وقال عنها قبل أن يُمثّل لها:
" فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة ".
وبيّن رحمه الله سبب إلزام العامة بمسألة ((جواز أو وجوب كشف وجه المرأة))، فقال: " لئلا ينفلت العامة "
وهو يقصد بذلك (لئلا ينفلت العامة فيتتبعون الرخص حتى لايضيع دينهم)
فالقضية عند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من خلال هذه الفتوى (((أن مسألة كشف الوجه من المسائل الاجتهادية التي لا إنكار فيها)).
وأنت - أخي سليمان - تنقل ذلك لأجل تقرير كلامك وهو أن مسألة كشف الوجه من المسائل الخلافية التي فيها إنكار.
وهذا غير صحيح، فالفتوى ضدك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 02:09]ـ
بارك الله فيك ..
المقصد أن الشيخ لا يوافق د استفهام على عدم الإنكار عليها في " السعودية ".
الدكتور لا يرى الإنكار عليها في " بلادنا ".
وأشكر تفاعلك، وأستفيد من فوائدك وتنبيهاتك ..
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 08:03]ـ
بارك الله فيك ..
المقصد أن الشيخ لا يوافق د استفهام على عدم الإنكار عليها في " السعودية ".
الدكتور لا يرى الإنكار عليها في " بلادنا ".
وأشكر تفاعلك، وأستفيد من فوائدك وتنبيهاتك ..
أخي سليمان:
قبل أن تعرف رأي د. استفهام
الذي جاء رأيه في حواره معك بعد مقالتك (مسائل الخلاف و الاجتهاد .. ).
أنت - يا أخي - أثبتَ هذه الفتوى تستدل بها على تقسيمك، وليس للرد على د. استفهام.
فجاءت الفتوى ضدك، وعلى خلاف تقسيمك.
أما مايخص د. استفهام، فيظهر أنه يوافق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فكلاهما يرون عدم الانكار في مسألة كشف الوجه في غير السعودية للعامة المقلّدة أو للعلماء الذين يرون بجواز كشف الوجه.
هذا أول موطن اتفاق بين د. استفهام والشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وهذا للأسف لم تتعرض له، فأين العدل مع المخالِف؟!!!!
ثاني موطن اتفاق بينهما (بين د. استفهام والشيخ ابن عثيمين) هو الانكار في السعودية للمرأة السعودية الكاشفة لوجهها إن أرادت تلك المرأة تتبع رخص العلماء، لأن د. استفهام ينكر على متبعي رخص العلماء وزلاتهم، وهذه الصورة منطبقة على مايرى.
والشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينكر ذلك من باب تتبع الرخص الذي ينكره كل مسلم، وليس من باب أنها مسألة خلافية يجوز الانكار فيها لأنها ليست مسألة اجتهادية .. مثل ماتقول - أخي سليمان -
وتأمل جيدا مايقوله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
يقول: " فمثلاً عندنا هنا في المملكة العربية السعودية أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، فنحن نلزم نساءنا بذلك، حتى لو قالت لنا امرأة: أنا سأتبع المذهب الفلاني وكشف الوجه فيه جائز، قلنا: ليس لك ذلك؛ لأنك عامية ما وصلت إلى درجة الاجتهاد، وإنما تريدين اتباع هذا المذهب لأنه رخصة، وتتبع الرخص حرام. "
وللأسف هذه الفتوى ضدك وضد ماتقرره - أخي سليمان -.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 08:22]ـ
- وجعله مسألة كشف الوجه من مسائل الاجتهاد .. رد عليها الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في آخر مقالي السابق:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/29.htm
ياأخي سليمان
أنت تنكر مَن يجعل مسألة كشف الوجه مسألةً اجتهادية.
والشيخ ابن عثيمين رحمه الله يجعلها مسألةً اجتهادية، وأنت ذكرتَ فتوى الشيخ في مقالك، وإليك كلام الشيخ رحمه الله عن مسألة كشف الوجه
يقول رحمه الله: " ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها ".
بعد أن ذكر ذلك وقرّر الشيخ أنها مسألة اجتهادية، بدأ مباشرة في القسم الثاني الذي يُنكَر على المخالف فيه.
معنى ذلك أن القسم الأول لا انكار فيه إلا إن كان من باب تتبع الرخص، وليس من باب انها مسألة خلافية يُنكَر على المخالف في ذلك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 01:22]ـ
الأخ الكريم: الجبل الشامخ: جزاكم الله خيرًا ..
قلتم: (والشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينكر ذلك من باب تتبع الرخص .. ).
ولو تأملتم قوله: ( .. لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يُفسد غيره). لتبين أنه يرى الإنكار أيضًا لمقصد آخر. وهو (إفساد الغير). وحسب ظني أن د استفهام لا يعتد بهذا مادامت المسألة في نظرة " اجتهادية ".
وفقكم الله ..
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 03:46]ـ
الأخ الكريم: الجبل الشامخ: جزاكم الله خيرًا ..
قلتم: (والشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينكر ذلك من باب تتبع الرخص .. ).
ولو تأملتم قوله: ( .. لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يُفسد غيره). لتبين أنه يرى الإنكار أيضًا لمقصد آخر. وهو (إفساد الغير). وحسب ظني أن د استفهام لا يعتد بهذا مادامت المسألة في نظرة " اجتهادية ".
وفقكم الله ..
أولا: أنت لم تناقشنا في كثير من نقاطنا، فلا أدري عن السبب.
ثانيا: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه ".
وماذا عن رأي الشيخ رحمه الله في البلاد التي لا يسترون فيها الوجوه، هل ينكر على العامة المقلدة وعلى علمائهم القائلين بذلك كما تنكر عليهم ذلك - أخي سليمان -
وبماذا تُفسِّر لنا موقف الشيخ ابن عثيمين من مسألة كشف الوجه
هل يُنكِر على المخالفين في هذه المسألة؟ لاسيما وقد ذكر بعد هذه المسألة القسم الثاني للمسائل الخلافية التي يُنكر فيها على المخالف.
وكيف تقرأ تقسيمه؟
وهل تقسيمه يوافقك أم يخالفك؟
=======
وبعيدا عن الاكثار من الخوض في هذه المسألة، فأنت تقول: " لا اجتهاد في العقيدة. (لأن الشرع لم يجعلها محلا لذلك) ".
مالدليل على أن مسائل العقيدة لا اجتهاد فيها؟
ومارأيك في المسائل العقدية المختلف فيها بين نفس أهل السنة والجماعة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 08:15]ـ
الأخ الكريم: الجبل الشامخ: جزاكم الله خيرًا ..
قلتم: (والشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينكر ذلك من باب تتبع الرخص .. ).
ولو تأملتم قوله: ( .. لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يُفسد غيره). لتبين أنه يرى الإنكار أيضًا لمقصد آخر. وهو (إفساد الغير).
أخي سليمان
وللمرة الثالثة أقول لك - مع الأسف - لاتبتر الشاهد.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في سياق نفس الفتوى المنقولة في كلامك المقتَبَس:
" أما لو ذهب عالم من العلماء الذي أداه اجتهاده إلى أن المرأة لا حرج عليها في كشف الوجه، ويقول: إنها امرأتي سوف أجعلها تكشف الوجه، قلنا: لا بأس، لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يفسد غيره، ولأن المسألة فيها اتفاق على أن ستر الوجه أولى، فإذا كان ستر الوجه أولى فنحن إذا ألزمناه بذلك لم نكن ألزمناه بما هو حرام على مذهبه، إنما ألزمناه بالأولى على مذهبه، ولأمر آخر هو ألا يقلده غيره من أهل هذه البلاد المحافظة، فيحصل من ذلك تفرق وتفتيت للكلمة. أما إذا ذهب إلى بلاده، فلا نلزمه برأينا، ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها. "
أخي الكريم:
من خلال قراءتي لهذا النص من الفتوى أخرج بفائدتين:
الفائدة الأولى: لابأس للعالِم الذي أدّاه اجتهاده إلى القول بجواز كشف الوجه أن يقول بجواز كشف وجه المرأة، ولا إنكار عليه مادامت المسألة اجتهادية.
الفائدة الثانية: لو ان هناك مسألة اجتهادية والخلاف فيها بدرجة الخلاف في مسألة كشف الوجه، لكن المخالف الذي في بلدنا يريد تطبيق مايراه، فننظر:
إن كان مانُلْزِم به المخالف في بلادنا يؤدي به إلى فعل محرم على مذهبه وقوله، فلا إلزام ولا إنكار.
فهل توافقني - أخي سليمان - على الفائدتين؟
فإن قلتَ: نعم، فينتهي النقاش حول هذه الجزئية، لأننا نوافقك حينئذٍ على ذلك.
وإن قلتَ: لا، فأريد منك ردّاً على هاتين الفائدتين، لرفضك، والظن بك أن لاترفض إلا بحجة لديك، فأفدنا.
بارك الله فيك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 03:37]ـ
الأخ الكريم: الجبل الشامخ:
لماذا أنت " مشحون " - هداك الله -؟
سبب هذا: قولك:
(وللمرة الثالثة أقول لك - مع الأسف - لاتبتر الشاهد) .. !
أي بتر - هداك الله - .. ؟
أنت تقول: (والشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينكر ذلك من باب تتبع الرخص .. ).
وهذا غير صحيح، فمن علل الإنكار عند الشيخ: ( .. يُمنع من هذا؛ لأنه يُفسد غيره).
فماعلاقة هذا بـ " البتر " الذي تردده؟
------------
- أما عدم الاجتهاد في العقيدة؛ فهو ما عليه علماء أهل السنة، ويحتاج إلى مقال يوضح قصدهم، ويجيب عما يبدر للأذهان المُنكرة من تساؤلات. (كتبت قديمًا مقالا في الساحة - أظن بهذا العنوان " الاجتهاد في العقيدة " نقلت فيه مقولات بعض العلماء، وبحثت عنه لأضعه هنا - مع أنه جهد المقل - فلم أعثر عليه).
قال الشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله - لما سئل عن اجتهاد المعتزلة والكلابية .. -:
(الاجتهاد يكون في المسائل التي له فيها أن يجتهد، أما مسائل الغيب والصفات والجنة والنار والشيئ الذي لا يدركه الإنسان باجتهاده، فإنه إذا اجتهد يكون تعدى ما أذن له فيه، والمتعدي مؤاخذ، ولهذا لا شك أنهم ما بين مبتدع، بدعته كفرية، وما بين مبتدع، بدعته صغرى). (شرح الطحاوية: 3/ 360).
ومن يرى الاجتهاد ستلزمه لوازم شنيعة.
وهل وقع بين الصحابة خلاف في العقيدة، أجاب عنه العلماء، أذكر أن صاحب " العواصم " بين خطأ هذه المقولة.
وكما سبق؛ تحتاج المسألة إلى بحث أو مقال موسع (من أحد العلماء أو طلبة العلم)؛ لضرورة الحاجة لها، في زمن كثرت فيه الشبهات، واستنسر فيه بغاث الطير، من أدعياء: .. لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ!
جنبني الله وإياك والإخوة حالهم.
ولعلك تعذرني عن المواصلة؛ لأني قلتُ ما عندي، وما لم أجب عنه، فلعلك تجد عند من هو أعلم مني وأقدر جوابه ..
وفقك الله ونفع بك ..
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 12:50]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 07:22]ـ
أنت تقول: (والشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينكر ذلك من باب تتبع الرخص .. ).
وهذا غير صحيح، فمن علل الإنكار عند الشيخ: ( .. يُمنع من هذا؛ لأنه يُفسد غيره).
فماعلاقة هذا بـ " البتر " الذي تردده؟
إليك علاقة ذلك بالبتر:
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في سياق نفس الفتوى التي تستشهد بها:
" أما لو ذهب عالم من العلماء الذي أداه اجتهاده إلى أن المرأة لا حرج عليها في كشف الوجه، ويقول: إنها امرأتي سوف أجعلها تكشف الوجه، قلنا: لا بأس، لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يفسد غيره، ولأن المسألة فيها اتفاق على أن ستر الوجه أولى، فإذا كان ستر الوجه أولى فنحن إذا ألزمناه بذلك لم نكن ألزمناه بما هو حرام على مذهبه، إنما ألزمناه بالأولى على مذهبه، ولأمر آخر هو ألا يقلده غيره من أهل هذه البلاد المحافظة، فيحصل من ذلك تفرق وتفتيت للكلمة. أما إذا ذهب إلى بلاده، فلا نلزمه برأينا، ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها. "
من خلال قراءتي لهذا الشاهد من الفتوى أخرج بفائدتين:
الفائدة الأولى: لابأس للعالِم الذي أدّاه اجتهاده إلى القول بجواز كشف الوجه أن يقول بجواز كشف وجه المرأة، ولا إنكار عليه مادامت المسألة اجتهادية.
الفائدة الثانية: لو ان هناك مسألة اجتهادية والخلاف فيها بدرجة الخلاف في مسألة كشف الوجه، لكن المخالف الذي في بلدنا يريد تطبيق مايراه، فننظر:
إن كان مانُلْزِم به المخالف في بلادنا يؤدي به إلى فعل محرم على مذهبه وقوله، فلا إلزام ولا إنكار.
وأما ببتر الشاهد، فلا أخرج بتلك الفائدتين اللتين ترد عليك، وأنت - هداك الله - تغمض عينيك عن هاتين الفائدتين.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 06:26]ـ
بعض الاخوة يستغرب من قولي عن الخراشي بأنه يبتر لتمرير مايريد وإن كان مخطئا، فإليكم ماحصل من مناقشتي هنا معه في هذا الموضوع، وتأملوا كيف أنه يكتب مالايفهم في بعض الأحيان مع كل أسف.
وحين نشر أخونا دكتور استفهام في الساحة مقاله في حواره مع الخراشي لم يناقشه الخراشي، وإنما خرَجتْ معرفاته في الساحة لتذود عن نفسه الكريمة بكلام شخصي لايمت للموضوعية بصلة، مما جعل دكتور استفهام لايكمل نقاشه.
لكن أنا ألوم دكتور استفهام وأقول له: إذا عندك حوار علمي مع الخراشي اذكره هنا في الألوكة أو ملتقى أهل الحديث؛ لأن الأعضاء في مثل هذه المواقع طلبة علم تفهم الكلام الموضوعي من الشخصي مما يوقع الخراشي في أمرين إما المناقشة أو التسليم بصحة رأيك.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 06:28]ـ
إليك علاقة ذلك بالبتر:
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في سياق نفس الفتوى التي تستشهد بها:
" أما لو ذهب عالم من العلماء الذي أداه اجتهاده إلى أن المرأة لا حرج عليها في كشف الوجه، ويقول: إنها امرأتي سوف أجعلها تكشف الوجه، قلنا: لا بأس، لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يفسد غيره، ولأن المسألة فيها اتفاق على أن ستر الوجه أولى، فإذا كان ستر الوجه أولى فنحن إذا ألزمناه بذلك لم نكن ألزمناه بما هو حرام على مذهبه، إنما ألزمناه بالأولى على مذهبه، ولأمر آخر هو ألا يقلده غيره من أهل هذه البلاد المحافظة، فيحصل من ذلك تفرق وتفتيت للكلمة. أما إذا ذهب إلى بلاده، فلا نلزمه برأينا، ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها. "
من خلال قراءتي لهذا الشاهد من الفتوى أخرج بفائدتين:
الفائدة الأولى: لابأس للعالِم الذي أدّاه اجتهاده إلى القول بجواز كشف الوجه أن يقول بجواز كشف وجه المرأة، ولا إنكار عليه مادامت المسألة اجتهادية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة الثانية: لو ان هناك مسألة اجتهادية والخلاف فيها بدرجة الخلاف في مسألة كشف الوجه، لكن المخالف الذي في بلدنا يريد تطبيق مايراه، فننظر:
إن كان مانُلْزِم به المخالف في بلادنا يؤدي به إلى فعل محرم على مذهبه وقوله، فلا إلزام ولا إنكار.
وأما ببتر الشاهد، فلا أخرج بتلك الفائدتين اللتين ترد عليك، وأنت - هداك الله - تغمض عينيك عن هاتين الفائدتين.
ماهو رأي الشيخ سليمان الخراشي في هذا الكلام الذي أعيده مرة أخرى؟
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:16]ـ
(كتبت قديمًا مقالا في الساحة - أظن بهذا العنوان " الاجتهاد في العقيدة " نقلت فيه مقولات بعض العلماء، وبحثت عنه لأضعه هنا - مع أنه جهد المقل - فلم أعثر عليه).
أبامصعب
عثر ابن المشيقح على مقالك في الساحة (الاجتهاد في العقيدة)، فإليكم المقال:
بسم الله ...............
كنت قد نقلت نقلا عن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- في الرد على من يقسم الدين إلى أصول وفروع، وتأكيده أن الإجتهاد يشمل الجميع مادامت الأدلة غير متضحة وصريحة ..
وهذا بالطبع لا يشمل ما دلت عليه النصوص الصريحة وإجماعات الأمة التي لا يجوز مخالفتها بدعوى الإجتهاد كما يروج البعض، إنما تدخل في قوله تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
وأتابع هنا ما يؤكد ذلك عبر نقلين للشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله -.
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – في رده على أحد الحكام الذين وقعوا في مكفرات بدعوى الإجتهاد!!: (ثم يقال –أيضاً- لهذا الرجل وأمثاله: قد أجمع علماء المسلمين من عهد الصحابة رضي الله عنهم، إلى يومنا هذا على أن الاجتهاد محله المسائل الفرعية التي لا نص فيها، أما العقيدة والأحكام التي فيها نص صريح من الكتاب أو السنة الصحيحة فليست محلاً للاجتهاد، بل الواجب على الجميع الأخذ بالنص وترك ما خالفه، وقد نص العلماء على ذلك في كل مذهب من المذاهب المتبعة). (مجموع فتاوى الشيخ ابن باز، دار الوطن، 1/ 131).
وسئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: (ما حكم الفِرَق؟ فأجاب: حكم الفِرَق: الفِرَق هذه فيها كافر وفيها فاسق وفيها معذور يختلفون ما يُمكن نحكم بحكم واحد على الجميع، الكافر هو الذي علم الحق وأصر على خلافه وكذب به، والفاسق هو الذي دون ذلك يعني قريب لكن عنده شبهة، والمعذور هو الذي اجتهد ولكنه لم يصل اجتهاده إلا إلى هذا.
وهناك أشياء ما يُمكن فيها الاجتهاد: أشياء واضحة بينة لا يمكن أن نقول فيها بالاجتهاد،هذا يكون المخالف لها معاند، يعني مثلاً: (ثم استوى على العرش). إذا قال: والله أنا ما أعرف إلا استوى بمعنى استولى، ماذا نقول لهذا الشخص؟ هل نقول: إنه معاند، أو نقول: إنه معذور؟
معاند لا شك؛لأننا لو طالبناه أن يأتي لنا بدليل واحد من اللغة أو من القرآن أو من السنة على أن استوى إذا عُدِّيَت بعلى بمعنى استولى ما استطاع أن يأتي بدليل أبداً، ليس عندهم إلا هذا الدليل الذي يقول فيه القائل: قد استوى بشرٌ على العراق من غير سيف أو دمٍ مهراق
من القائل؟ هذا القائل مجهول!! كيف نقبل قول شخص مجهول ونجعله دليلاً على الكتاب والسنة؟! لكي نبطل دلالة الكتاب والسنة من أجل قول شخصٍ مجهول، أنا لو أعارض قول رجل من الناس بقول رجلٍ مجهول ما استقامت لي معارضة ولا قبلت مني المعارضة كيف أعارض القرآن بقول شخصٍ مجهول؟! هذه واحدة.
ثانياً: استوى بشرٌ على العراق؛ لنا هنا أن نقول: استوى هنا بمعنى علا، لأن الاستيلاء الكامل علو، أليس كذلك؟ الاستيلاء الكامل يعتبر علو وسيطرة فمعنى استوى عليه يعني علا عليه.
ثالثاً: استوى على العرش مُمكن الرجل استوى على البعير مُمكن،لكن العراق هل أن يستوي عليه بمعنى يعلو عليه علواً حسياً يعني يركب العراق؟! ما يُمكن حتى الطائرة لا يمكن ما هي الطائرة بالنسبة للعراق؟ على كل حال: الآن هذا الذي يعارض في الاستواء نقول: هذا معاند، ثم إن استلزم عناده هذا مقالة كفرٍ فهو كافر). (شرح السفارينية، ص 428 - 429).
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:22]ـ
الذي يقول بأن مسألة السفور اجتهادية ليراجع من نقل الإجماع على تحريمه الغزالي و الجويني و ابن حجر و ابن رسلان و الشوكاني و غيرهم أيضاً و إنما الاجتهادي الكشف للحاجة
و من أكبر أدلة جهل بعض الناس بالمسألة أن يقول السفور قول الجمهور لأنهم يرون أن الوجه ليس بعورة!
و هل كل مالم يكن عورة للمرأة يجوز لها كشفه بلا حاجة؟! هذا الكلام يدل على الإمامة في الجهل
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 02:16]ـ
بارك الله في قلمك.
وأسأل الله الهداية لأخينا سليمان الخراشي الذي لم نجد منه إلى الآن أي مشاركة موضوعية لماطرحه الشيخ بدر العامر (دكتور استفهام).
خصوصاً وأن أخانا سليمان معروف بالحوار في الانترنت، ولا أنسى حواره لما طرحه من تعقيب على الشيخ حاتم الشريف حينما يُفرد بعض الاخوة في الساحة وغيرها موضوعاً مستقلاً يطلب فيه حوار أخينا سليمان، فنجد أخانا سليمان من السابقين لحواره وإقناعه، لكن حينما طرح الشيخ (دكتور استفهام) حوار مع الشيخ سليمان لم نجد للشيخ سليمان أي حوار معه موضوعي، وهذه ليست من عادة أخينا سليمان، فهل سنجد حواراً ماتعاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 04:56]ـ
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في سياق نفس الفتوى التي تستشهد بها:
" أما لو ذهب عالم من العلماء الذي أداه اجتهاده إلى أن المرأة لا حرج عليها في كشف الوجه، ويقول: إنها امرأتي سوف أجعلها تكشف الوجه، قلنا: لا بأس، لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يفسد غيره، ولأن المسألة فيها اتفاق على أن ستر الوجه أولى، فإذا كان ستر الوجه أولى فنحن إذا ألزمناه بذلك لم نكن ألزمناه بما هو حرام على مذهبه، إنما ألزمناه بالأولى على مذهبه، ولأمر آخر هو ألا يقلده غيره من أهل هذه البلاد المحافظة، فيحصل من ذلك تفرق وتفتيت للكلمة. أما إذا ذهب إلى بلاده، فلا نلزمه برأينا، ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها. "
من خلال قراءتي لهذا الشاهد من الفتوى أخرج بفائدتين:
الفائدة الأولى: لابأس للعالِم الذي أدّاه اجتهاده إلى القول بجواز كشف الوجه أن يقول بجواز كشف وجه المرأة، ولا إنكار عليه مادامت المسألة اجتهادية.
الفائدة الثانية: لو ان هناك مسألة اجتهادية والخلاف فيها بدرجة الخلاف في مسألة كشف الوجه، لكن المخالف الذي في بلدنا يريد تطبيق مايراه، فننظر:
إن كان مانُلْزِم به المخالف في بلادنا يؤدي به إلى فعل محرم على مذهبه وقوله، فلا إلزام ولا إنكار.
وأما ببتر الشاهد، فلا أخرج بتلك الفائدتين اللتين ترد عليك، وأنت - هداك الله - تغمض عينيك عن هاتين الفائدتين.
بورك فيك.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 06:30]ـ
العنوان يتكلم عن مسائل الخلاف عموماً والإنكار فيها ... والمضمون يدور حول كشف وجه المرأة ويتجه دائماً إليها ... ثم نُطالِب بإيجاد حوار موضوعي ... !!
والمسألة بسيطة ولا تحتاج إلى كل هذا التعقيد والتعسف في تفسير كلام أهل العلم ... ولكن من الفراغ ما قتل .. !!
ـ[عبدالرحمن الجبرين]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 06:34]ـ
شفى الله شيخنا الفاضل اباعبدالرحمن ونفع به الأمة
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 07:18]ـ
بارك الله في قلمك.
وأسأل الله الهداية لأخينا سليمان الخراشي الذي لم نجد منه إلى الآن أي مشاركة موضوعية لماطرحه الشيخ بدر العامر (دكتور استفهام).
خصوصاً وأن أخانا سليمان معروف بالحوار في الانترنت، ولا أنسى حواره لما طرحه من تعقيب على الشيخ حاتم الشريف حينما يُفرد بعض الاخوة في الساحة وغيرها موضوعاً مستقلاً يطلب فيه حوار أخينا سليمان، فنجد أخانا سليمان من السابقين لحواره وإقناعه، لكن حينما طرح الشيخ (دكتور استفهام) حوار مع الشيخ سليمان لم نجد للشيخ سليمان أي حوار معه موضوعي، وهذه ليست من عادة أخينا سليمان، فهل سنجد حواراً ماتعاً؟
ربما
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 07:21]ـ
العنوان يتكلم عن مسائل الخلاف عموماً والإنكار فيها ... والمضمون يدور حول كشف وجه المرأة ويتجه دائماً إليها ... ثم نُطالِب بإيجاد حوار موضوعي ... !!
والمسألة بسيطة ولا تحتاج إلى كل هذا التعقيد والتعسف في تفسير كلام أهل العلم ... ولكن من الفراغ ما قتل .. !!
مسألة كشف وجه المرأة مثال، ولكن المطلوب في حوار الاخوة مع الخراشي ليس في جزئية كمثال، وإنما كمنهج في مسائل الخلاف والاجتهاد والانكار.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 07:48]ـ
مسألة كشف وجه المرأة مثال، ولكن المطلوب في حوار الاخوة مع الخراشي ليس في جزئية كمثال، وإنما كمنهج في مسائل الخلاف والاجتهاد والانكار.
مثال كشف وجه المرأة ودراسة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول الإنكار في مسائل الخلاف يتناقض ويتعارض مع ما يريده الباحث , فشيخ الإسلام ابن تيمية يرى وجوب الإنكار على المرأة سافرة الوجه , وبهذا لا يستقيم كلامه ولا يتكئ على ركن ثابت ... وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (24/ 382): وكشف النساء وجوههن بحيث يراهن الأجانب غير جائز، وعلى ولي الأمرِ الأمرُ بالمعروف والنهى عن هذا المنكر وغيره، ومن لم يرتدع فإنه يعاقب على ذلك بما يزجره
والإنكار في المسائل الخلافية مما اختلف فيه علماء الأمة واضطربت فيه أقوالهم , ولهذا فالحديث عنها يحتم علينا إدراك بأنها من مسائل الخلاف أيضاً وليست من مسائل الإجماع والأمة في ذلك متنازعة ولكل حجته ...
وللدكتور فضل إلاهي رحمه الله كتاب حول الإنكار في مسائل الخلاف عرض فيه أقوال العلماء ومذاهبهم حول ذلك وبين ما يراه الحق في هذه المسألة ... والمتأمل لحياة الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان يجد أنهم ينكرون على من خالف الدليل عندهم ولكن بأسلوب رفيق لين , ونحن في هذا الزمن منقسمين على قسمين قسم لا ينكر إلا الأمور العظام والكبائر في الدين وقسم يغلظ في الإنكار ويسرف فيه ... ومعلوم أن الإنكار درجات ... وأنه إذا ترتب على الإنكار منكر أكبر منه وجب عدم الإنكار ... والحديث يطول حول آداب الإنكار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... ما أريد قوله أنه لو ركزنا على الجوانب السلوكية والأخلاقية وحسن القول وطيب الحديث لكنا بلغنا ما أملنا وتقدمنا وما قعدنا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 08:00]ـ
أخي المعتز بدينه:
إليك ملخص نزاع الاخوة ومنهم دكتور استفهام لما كتبه الخراشي في (مسائل الخلاف والاجتهاد)
فالاخوة ينازعون الخراشي في قوله دون النظر الى مثال (كشف وجه المرأة)، وإنما يناقشوه في منهجيته لتقعيد مسائل الخلاف والاجتهاد، حيث يقول سليمان الخراشي:
(مسائل الخلاف تنقسم قسمين:
1 - المسائل الخلافية التي ثبت فيها نص أو نصوص من الكتاب والسنة تدل على صحة أحد الأقوال، فالواجب حينئذٍ اتباع النص والإنكار على المخالف. مع عذر من أخطأ فيها من المجتهدين.
2 - المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية")
فيقول له دكتور استفهام:
(الخلاف حول ثبوت النص من عدمه " من حيث القبول والرد "، حين يختلف العلماء في ثبوت النص مع دلالته القطعية على أحد القولين في المسألة، ما موقف الشيخ الخراشي من هذه المسألة، وهل يرى ان من يصحح الحديث الذي ينصر أحد القولين يجوز له أن ينكر على من ضعفه ولم يأخذ به في المسألة؟ فلا ينكر أحدا من العلماء مثلا وجود حديثين في مس الذكر وهما حديث بسرة بنت صفوان، وحديث طلق بن علي رضي الله عنهما، فالمسألة حينئذ فيها نصوص ثابتة لا ريب فما موقف من يرى ترجيح قول على قول من المخالف هل يجيز له الشيخ الخراشي الانكار على المخالف بناء على قناعته بدلالة أحد الحديثين على صحة قوله؟ وهل ينكر من ضعف أحد الحديثين على من صحح أحد الحديثين؟
الخلاف لا في ثبوت النص بل في دلالته على احد القولين، فكيف يجيز عالم بمذاهب الأئمة ان يحمل الناس على رأيه بسبب قناعته بدلالة النص عليه وهو نص محتمل الدلالة؟
الذي يقرأ التقسيم السابق للشيخ الخراشي لا يفهم بشكل كاف الفرق بين المسائل " الخلافية " والمسائل " الاجتهادية "، لانه لا يمكن في المسائل الخلافية ان تكون كلها خاضعة للتقسيم الذي ذكره الشيخ الخراشي، فكثيرا من المسائل الخلافية التي وقعت بين أهل العلم هي حول " النصوص " الشرعية، سواء كان الخلاف حول " النص الفرعي " من الكتاب والسنة، او حول القواعد الكلية التي تتشكل وتنتج من تكاثر النصوص الفرعية من الكتاب والسنة، أو في قياس معتبر او غير معتبر في الحاق مسألة غير منصوصة بمسألة منصوصة بناء على علة جامعة بين الأصل والفرع.)
ويقول الجبل الشامخ:
(أحياناً - أخي سليمان - يكون الخلاف في ذات أصول المسألة من عدة نواحي:
من ناحية السند - مثلاً -
- وأضرب مثالاً على ذلك بـ حديث بسرة وحديث طلق بن علي في الوضوء من مس الذكر
فالذي على مذهب الامام مالك يقول: يجب الوضوء من مس الذكر.
والذي على مذهب أبي حنيفة يقول: لايجب الوضوء من مس الذكر.
وحين يستدل المالكي لقوله يقول: ثبت لدينا حديث بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " من مسّ ذكره فلايصل حتى يتوضأ ".
ويستدل الحنفي لقوله بحديث طلق بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " وهل هو إلا مضغة منك " "أو بضعة منك " أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم.
فكل الأطراف سمعتْ بالحديثين وثبت عندها ذلك، ومع ذلك لكلٍّ قول.
لماذا؟
وهل أنكِر على المخالِف لي دون أن أعرف حجته!
إن الماكي حينما قال بذلك لأنه يرى بأن حديث بسرة أولى
لماذا؟
لأن رواة حديث بسرة أكثر من رواة حديث طلق، وهذا مايُسلّم به الحنفي.
لكن الحنفي يقول: وإن كان الرواة أكثر فليس بأولى، لأن الكثرة التي لم تصل لحد التواتر لايخرج عن أن يكون ظنا، وخبر الواحد أيضا ظن، ولايجوز أن يُرجّح أحد الظنين على الآخر.
والمالكي يُسلّم بأن حديث بسرة ليس بمتواتر وإن كان رواته أكثر.
تأمل - أخي سليمان - القضية في أصل الاستدلال.
ومن النواحي الأخرى في غير السند
- مثل مسألة (الزكاة في مال الصبي والمجنون فيما عدا الخارج من الأرض) كالذهب والفضة وغيرهما
الجمهور يقولون بوجوب الزكاة عليهما
الحنفية يقولون بعدم وجوب الزكاة عليهما
ولكلٍّ منهم أدلة ثابتة، ولستُ بصدد ذكرها لكن بصدد توضيح أصل الخلاف
فإن اختلافهم هذا لأجل ذات مسألة الزكاة
هل الزكاة عبادة محضة أو حق مالي؟
فمن قال هي عبادة محضة لم يوجب الزكاة هنا وهم الحنفية، ومن قال حق مالي أي متعلق بالمال فإنه يوجب الزكاة هنا وهم الجمهور.
وسبب القول بأن الزكاة عبادة محضة له أدلته وكذلك القول بأنها حق مالي أي متعلق بالمال.
- أيضاً مسألة (إخراج القيمة في زكاة الفطر)
لستُ أيضاً بصدد ذكر القائلين بإجزاء إخراج القيمة في زكاة الفطر وثبوتها وكذلك أدلة القائلين بعدم الاجزاء في ذلك
فلنرجع إلى أصل وذات المسألة
هل الزكاة لها تعلق مالي وعبادة محضة أم هي حق للفقراء؟.
فمن قال بأنها عبادة محضة ومتعلقة أيضا بالمال فيقول بعدم الإجزاء في إخراج القيمة في زكاة الفطر، لأنها عبادة، فإذا أخرج غير الأعيان المنصوص عليها أي القيمة قد أتى بالعبادة على غير وجهها، فتكون فاسدة.
ومن قال: هي حق للفقراء، فلافرق عنده بين الأعيان المنصوص عليها وبين القيمة، لأن كلاهما يسد حاجة الفقير.
وهلم جرّا في كثيرٍ من المسائل الشرعية.
هذا مع ثبوت الأدلة وهناك تعارض في بعضها.
فلنرجع إلى أصل الخلاف.)
----------------------------------
هذا محل النزاع بينهم، ولم يعقب الخراشي على محل النزاع، فهل هو متراجع عن تقسيمه السابق، أم ليس متراجعاً؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 08:41]ـ
[ QUOTE= أبو رقية الذهبي;136729] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فإن مسائل الدين تنقسم إلى أقسام:
? القسم الأول: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة تدل على صحة القولين ((معًا)):
فهذه يجوز العمل بها جميعًا، ولا يجوز فيها الإنكار على المخالف؛ إذ الكل عامل بدليل. مثل: وجوه القراءات، والاختلاف في بعض الأذكار المقيدة المتنوعة في الموضع الواحد.
? القسم الثاني: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة تدل ((بوضوح)) على صحة أحد الأقوال:
فهذه لا يجوز الاختلاف فيها، والواجب -حينئذٍ- اتباع النص والإنكار على المخالف بالضوابط الشرعية.
? القسم الثالث: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة؛ لكنها ليست قاطعة لمعنى معين يشهد لأحد الأقوال دون غيرها:
فهذه يجوز الاختلاف فيها، والواجب -حينئذٍ- اتباع ما يُرَى أنه أقرب للحق في المسألة.
وينبغي أن يعلم أن المصيب في هذه المسائل له أجران، والمخطئ له أجر واحد.
أما الإنكار على المخالف؛ فيجوز ((من جهة المذاكرة))؛ لبيان أرجح القولين فقط؛ أما الإنكار بصورته في المسائل القطعية؛ فلا يجوز، والله أعلم.
? القسم الرابع: مسائل لم يثبت فيها نص أو قياس أو إجماع:
فهذه تسمى بـ «المسائل الاجتهادية»؛ وإن كان القسم السابق يدخل في هذه التسمية أيضًا، ولكنها أعم في إطلاقها على هذا القسم من الذي قبله.
فمن عمل أو أفتى بما أداه إليه اجتهاده في هذه المسائل؛ فلا تثريب عليه.
وهذه المسائل لا إنكار فيها؛ فلا ينبغي لواحد من المختلفين أن ينكر على صاحبه ليحمله على قوله؛ لأن كل واحد منهم لم يخالف نصًا، بل خالف اجتهاد غيره فقط!، وليس اجتهاد أحدهما بأولى من اجتهاد الآخر، والله أعلم.
منقول -باختصار- عن كتابي «فقه الاختلاف» (مخطوط)
? ملحوظة هامة:
_______هذه الأقسام وضعتها باجتهادي الخاص، وقد أخطئ فيها وأصيب. فمن رأى أن يزيد عليها أو يقيدها ببعض القيود، أو يبين بعض إجمالها بما يجعلها أكثر شمولاً مما ذكرتُ؛ فله ذلك، وله مني جزيل الشكر والدعاء. «ورحم الله رجلاً أهدى إليَّ عيوبي»، والله المستعان.
? فائدة:
QUOTE]
القسم الثالث ينقسم بدوره إلى قسمين:
1 - ما كان النص فيه صريحا لكن اختُلِف في ثبوته
فهذا يرجع فيه إلى أهل الحديث و صيارفته النقاد وهم أهل الاجتهاد في المسألة هنا
2 - ما كان النص فيه صحيحا غير صريح
فالخلاف هنا يكون في تنويع الفهم واستنباط ما دق من الاستدلال وأهل الاجتهاد هنا هم أهل الأصول
ثم بعد هذا يضاف قسم خامس إلى الأقسام التي ذكرت
5 - مسائل ورد فيها نصان ظاهرهما التعارض وهذه كذلك داخلة تحت الاجتهاد إلا أن يثبت النسخ بدليل صريح صحيح فيقضي لأحد النصين على الآخر وتلحق المسألة عندها بالقسم الثاني.
وهذه الأقسام كلها لا ينكر فيها إلا من باب المدارسة و المذاكرة لكونها اجتهادية
والله الموفق.
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 03:57]ـ
توجد رسالة جامعية بموضوع: (الانكار في مسائل الخلاف دراسة تأصيلية) للباحث: سلطان محمد السبيعي، ومادام أن الشيخ سليمان الخراشي له مقالة في هذا الموضوع فنرجو منه أن يختصر هذه الرسالة الجامعية التي سيكون اختصاره لها أفضل من مقالته التي عليها ملاحظات كثيرة.
الرسالة الجامعية عى هذا الرابط:
http://www.nauss.edu.sa/NR/rdonlyres/83089A61-686F-44C2-A075-4EDC16C0FCD3/1597/cj182006.pdf
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 04:34]ـ
ومادام أن الشيخ سليمان الخراشي له مقالة في هذا الموضوع
هل يمكن لك ان تضع لنا رابط المقال مهم جدا هداك الله وبارك
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 04:48]ـ
فنرجو منه أن يختصر هذه الرسالة الجامعية التي سيكون اختصاره لها أفضل من مقالته التي عليها ملاحظات كثيرة.
الرسالة الجامعية عى هذا الرابط:
http://www.nauss.edu.sa/NR/rdonlyres/83089A61-686F-44C2-A075-4EDC16C0FCD3/1597/cj182006.pdf
أخي علي
اترك المقالة لوجود الملاحظات عليها طالما ان هناك رسالة جامعية أهم من المقالة فهي مهمة جدا
وضم صوتك لصوتي لاقتراحي كما هو في المقتبس أعلاه.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 05:18]ـ
لاباس عليك
الحق يعلو ولايعلى عليه
وحرصك على الانتقاص من علم الشيخ الفاضل لن يعدو القدر الذي يحكم به من قرا لك
وحرصي على مقال الشيخ بسبب علمي عن حرصه على الحق ولاازكيه على الله فهلا تكرمت بوضع الرابط لعلك تؤجر ان شاء الله
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 08:36]ـ
لاباس عليك
الحق يعلو ولايعلى عليه
وحرصك على الانتقاص من علم الشيخ الفاضل لن يعدو القدر الذي يحكم به من قرا لك
وحرصي على مقال الشيخ بسبب علمي عن حرصه على الحق ولاازكيه على الله فهلا تكرمت بوضع الرابط لعلك تؤجر ان شاء الله
لاتتهمني بانتقاص الشيخ، فأنا أقدره مثلك، فهو المشهور بالحوارات الرائعة مع مخالفيه، يقف مع كل كلمة لخصمه، يذكرني بالشيخ بندر الشويقي حينما يناقش خصومه، ولذلك أنا أستغرب منه عدم نقاشه الاخوة هنا.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 09:04]ـ
عذرا اولا انا لااعتبر مقارنتك للشيخ سليمان بالشيخ بندر الا من قبيل الهذيان السخيف مع احترامي الشديد للشيخ بندر ولك بطبيعة الحال
والسبب انك تتجاهل قدرة الشيخ وفقه الله على احتمال قصر رؤية محاوريه بكل هدوء وتودد واعتبارهم للنص كمخطوط وليس كمردود على المسلمين يؤثر فيهم
وهو ببصيرته ينمي دائما لدى قرائه هذا المنظور الواعي بعكس خصومه كما تدعي
ثانيا انا لاارى غيرك في هذا الموضوع وان كنت تريد التحاور فابادأ بنفسك تعلم وطور كيانك شرعا وفكرا ثم ارجع ولاتنسى اكثر من قراءة القرآن
واخيرا اين الرابط (ابتسامة)
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 09:15]ـ
عذرا اولا انا لااعتبر مقارنتك للشيخ سليمان بالشيخ بندر الا من قبيل الهذيان السخيف مع احترامي الشديد للشيخ بندر ولك بطبيعة الحال
والسبب انك تتجاهل قدرة الشيخ وفقه الله على احتمال قصر رؤية محاوريه بكل هدوء وتودد واعتبارهم للنص كمخطوط وليس كمردود على المسلمين يؤثر فيهم
وهو ببصيرته ينمي دائما لدى قرائه هذا المنظور الواعي بعكس خصومه كما تدعي
ثانيا انا لاارى غيرك في هذا الموضوع وان كنت تريد التحاور فابادأ بنفسك تعلم وطور كيانك شرعا وفكرا ثم ارجع ولاتنسى اكثر من قراءة القرآن
واخيرا اين الرابط (ابتسامة)
دفاع مستميت عن شخص الخراشي!!
في الوقت الذي يُهاجَم فيه مشايخ أكثر علماً من الخراشي ولا نجد منك مثل هذا الدفاع المستميت!!
تُرى ماهو السر؟!! لاسيما وأن الدفاع عن شخص وليس عن نظرية لشخص!
وأخيراً:
أنت لم تقرأ حتى مشاركات شيخك الخراشي هنا، وإنما فقط تدافع دون بصيرة، والدليل هو أنك تسألني عن رابط مقال الخراشي، والرابط أتى به الخراشي هنا في المشاركة رقم (5)
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 08:44]ـ
وهذا بحث متميز للدكتور عبدالله الطريقي بعنوان: (الانكار في مسائل الخلاف)، أتمنى أن يقرأه الأخ سليمان الخراشي ويستفيد منه حتى يعدل ما لاحظه الاخوة من ملاحظات على مقالته، وأتمنى أن ينهج الخراشي في التأليف منهج البحوث العلمية المحكمة.
http://www.alukah.net/articles/7/441.aspx?cid=51
ـ[الصادق]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 03:46]ـ
بحث الدكتور الطريقي فعلاً متميز
بارك الله فيه وفي ناقله.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:02]ـ
دفاع مستميت عن شخص الخراشي!!
في الوقت الذي يُهاجَم فيه مشايخ أكثر علماً من الخراشي ولا نجد منك مثل هذا الدفاع المستميت!!
تُرى ماهو السر؟!! لاسيما وأن الدفاع عن شخص وليس عن نظرية لشخص!
وأخيراً:
أنت لم تقرأ حتى مشاركات شيخك الخراشي هنا، وإنما فقط تدافع دون بصيرة، والدليل هو أنك تسألني عن رابط مقال الخراشي، والرابط أتى به الخراشي هنا في المشاركة رقم (5)
رجعنا لطير يا اللي؟!!
ثم ألا تلاحظ أنك لا تملك من الإسطوانة إلا (الخراشي) و (الخراشي)؟؟؟!
شوف الدولة اللي أنت الان مبتعث لها، شوف إن كان يبيعون عندهم (الأدب، والركادة) بالكيلو فالله يعافيك يا ليت تحسن لنفسك وتشتري لك من النوعين 100 كيلو.
وترى واضح حقدك على الشيخ الخراشي لكن ما الأسباب الله أعلم، وأتمنى أنها بسبب مرض نفسي حتى لا تأثم عليه ..
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 08:47]ـ
دفاع مستميت عن شخص الخراشي!!
في الوقت الذي يُهاجَم فيه مشايخ أكثر علماً من الخراشي ولا نجد منك مثل هذا الدفاع المستميت!!
تُرى ماهو السر؟!! لاسيما وأن الدفاع عن شخص وليس عن نظرية لشخص!
أكرر وأقول:
نحن نريد نقاش معلومات ونظريات حول مسائل الخلاف وحكم الانكار فيها، وإن كان ولابد من التعصب فليكن التعصب لنظرية فلان ولرأيه من خلال النقاش، وليس التعصب لشخص فلان دون إدراك لرأيه ونظريته، كما حصل للأخ علي الغامدي والأخت الأمل الراحل، وأكاد أجزم أني لو أناقشهم حول رأي الخراشي والرد عليه فلن يفهموا رأيه والرد عليه حتى يناقشوا، وإنما فقط دفاع باستماتة عن شخص الخراشي دون بصيرة.
فليكن الحوار والنقاش حول هذه المسألة الحساسة والخطيرة (حكم الانكار في مسائل الخلاف)، وليس حول شخص الخراشي فقط، وإنما حول رأيه وتقسيمه لمسائل الخلاف وضابط الانكار عنده.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 09:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا الجزم ياروضه هات ماعندك وما هو الذي استنكره عقلك
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا الجزم ياروضه هات ماعندك وما هو الذي استنكره عقلك
سبق ذكره، واقرأ المشاركات، ونحن ننتظر مناقشة الخراشي.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 09:37]ـ
الأخ / روضة الناظر.
قرأت الموضوع والراجح عندي أنك (الجبل الشامخ) نفسه الذي تم وقفه، وأحببت أن ألفت انتباهك إلى أن العالم أو طالب العلم قد يُعرض عن النقاش مع بعض الناس بسبب ما في أسلوبهم وطريقتهم من الإسفاف وقلة الأدب، وقد حذرتك كثيرًا من التعريض بالشيخ الخراشي ومحاولة غمزه لكنك لم ترعوي، وليس هناك دليل على حقدك الدفين على الشيخ أكبر من أنك لا تشارك إلا في موضوع تتبع فيه الشيخ الخراشي بسبب وبغير سبب وحقيقة أولى بمن هو مثلك أن يترك الكلام في مسائل العلم ويذهب يتعلم الأدب وكيف يكون الخطاب مع طلبة العلم والدعاة، أم أنك حاقد على الدعاة بعامة خصوصًا من يتعرض منهم لليبراليين والعلمانيين، أرجو أن تكشف عن وجهك القبيح ونيتك في نقاش الشيخ بهذه الطريقة وما هو سببه ألأنه يكتب ضدد العلمانيين والليبراليين ويحاول كشف زيفهم أم ماذا؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 09:54]ـ
الأخ / روضة الناظر.
قرأت الموضوع والراجح عندي أنك (الجبل الشامخ) نفسه الذي تم وقفه، وأحببت أن ألفت انتباهك إلى أن العالم أو طالب العلم قد يُعرض عن النقاش مع بعض الناس بسبب ما في أسلوبهم وطريقتهم من الإسفاف وقلة الأدب، وقد حذرتك كثيرًا من التعريض بالشيخ الخراشي ومحاولة غمزه لكنك لم ترعوي، وليس هناك دليل على حقدك الدفين على الشيخ أكبر من أنك لا تشارك إلا في موضوع تتبع في الشيخ الخراشي بسبب وبغير سبب وحقيقة أولى بمن هو مثلك أن يترك الكلام في مسائل العلم ويذهب يتعلم الأدب وكيف يكون الخطاب مع طلبة العلم والدعاة، أم أنك حاقد على الدعاة بعامة خصوصًا من يتعرض منهم لليبراليين والعلمانيين، أرجو أن تكشف عن وجهك القبيح ونيتك في نقاش الشيخ بهذه الطريقة وما هو سببه ألأنه يكتب ضدد العلمانيين والليبراليين ويحاول كشف زيفهم أم ماذا؟!!
أنت تعلم مَن هو دكتور استفهام وهو الشيخ (بدر العامر) وهو من الذين يتصدون لنقاش العلمانيين والليبراليين، وآخر نقاشاته مع يوسف أبا الخيل في موضوع (الاسلام والليبرالية تصادم أم التقاء؟)
ومع ذلك فلم يسلم دكتور استفهام من انتقاد في الساحة حين أخرج حواره مع الخراشي، فكانت كل الردود مثل ردود الأخ علي الغامدي والأخت الأمل الراحل (شخصنه وبعيده عن الموضوعية)، فهل وجه الشيخ بدر العامر قبيح حينما يحاور الخراشي؟! وهل دكتور استفهام يزعجه تصدي الخراشي للعلمانيين حينما يحاوره بالطريقة التي أجزم أنك قرأتَها؟!.
أتمنى أن تجيبني بصدق.
خصوصاً وأن الخراشي لم يُعرف عنه نقاش مع الاخوة مباشرة إلا فيمايخص موضوع الدكتور حاتم الشريف؛ لأن الخراشي معه الحق، ونجده يناقش حتى الذين يسيئون الأدب معه، لكن في هذا الموضوع وغيرها من المواضيع يعتذر عن مواصلة النقاش.
وأما موضوع الأدب وحسن الظن بالآخرين فأحسب أن المشرف عدنان البخاري قد أعطى الخراشي درساً في ذلك على هذين الرابطين:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16734
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16955
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 10:50]ـ
كتب الله اجرك ياشيخ سليمان
سبحان الله
يبادرونك بعيبهم ويتحاملون عليك بغيضهم وماتخفي صدورهم اكبر وعلى الله حسابهم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:53]ـ
الشيخ الخراشي يرد عليك بأدب العالِم، وأنت ترد عليه بسفالة الجاهل.
وحتى وإن أعرض عنك، فما لك حق أبدا تغلط عليه.
وهذا واضح للجميع
ثم إن ردودك عليه في الصفحة الأولى من الموضوع، ليست من كيسك، وهذا واضح من الأسلوب.
يا بابا روح شوف لك منتديات تناسب عقليتك مثل .....
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:18]ـ
ثم إن ردودك عليه في الصفحة الأولى من الموضوع، ليست من كيسك، وهذا واضح من الأسلوب.
اذكري لي أرقام المشاركات التي تقولين بأنها ليست من كيسي، فإن لم تكن لي فلابد وأني أحلتُها إلى أصحابها، ثم ناقشي المشاركة طالما انها علمية سواء مني أو من غيري، فالحق يُقبل ولا يُرفض.
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:41]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13044
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 09:52]ـ
الله يشفيك.
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 10:01]ـ
الله يشفيك.
ياليت كان هذا الدعاء في ظهر الغيب إن كنتِ صادقةً فيه.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 12:15]ـ
يا روضة الناظر .. فتح الباب على مصرعية لاتباع الخلاف والأخذ بالتيسير وعدم الإنكار في المسائل التي لها أصل عند أحد الفقهاء وإن كانت غريبة وشاذة -وهو ما ينادي به بعض طلبة العلم الآن- سيفتح باب شر عظيم علمه من علمه وجهله من جهله؛ فوالله الذي لا إله إلا هو إن إحدى الأخوات الثقات تخبرني أن أحد طلبة العلم يفتي في جمع نسائي بجواز إتيان النساء في الإدبار حال إصرار الرجل!!!! لأن مالك يفتي بذلك ولأنه لم يصح في المنع دليل!!!
والله ما كنت أود إيراد هذه المسالة حياء لكني أراكم تسعون سعيا حثيثا باتجاه هدم الدين والتزندق وبكل ما أوتيتم،
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي .. دع حقدك على الشيخ سليمان جانبا فلستَ في ذلك إلا كالتيس ينطح الجبل؛ واجعل دين الله الذي يراد هدامه بمبدأ التيسير واتباع الخلاف أيا كان نصب عينيك إن كنت من طلاب العلم والحق، وأما إن كنت ليبراليا أو علمانيا فالله حسيبك وهو من سيأخذ حق الشيخ الخراشي منك.
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 01:04]ـ
يا روضة الناظر .. فتح الباب على مصرعية لاتباع الخلاف والأخذ بالتيسير وعدم الإنكار في المسائل التي لها أصل عند أحد الفقهاء وإن كانت غريبة وشاذة -وهو ما ينادي به بعض طلبة العلم الآن- سيفتح باب شر عظيم علمه من علمه وجهله من جهله؛ فوالله الذي لا إله إلا هو إن إحدى الأخوات الثقات تخبرني أن أحد طلبة العلم يفتي في جمع نسائي بجواز إتيان النساء في الإدبار حال إصرار الرجل!!!! لأن مالك يفتي بذلك ولأنه لم يصح في المنع دليل!!!
والله ما كنت أود إيراد هذه المسالة حياء لكني أراكم تسعون سعيا حثيثا باتجاه هدم الدين والتزندق وبكل ما أوتيتم،
يا أخي .. دع حقدك على الشيخ سليمان جانبا فلستَ في ذلك إلا كالتيس ينطح الجبل؛ واجعل دين الله الذي يراد هدامه بمبدأ التيسير واتباع الخلاف أيا كان نصب عينيك إن كنت من طلاب العلم والحق، وأما إن كنت ليبراليا أو علمانيا فالله حسيبك وهو من سيأخذ حق الشيخ الخراشي منك.
كلامكِ خارج محل النزاع.
فهل في نقاشنا للخراشي شي من مطالبتنا له بالتسير غير المنضبط؟! وهل نحن نقول افتحوا الباب على مصراعيه؟! ومن يرضى ذلك (نسأل الله السلامة)
لكن نقاشنا مع الخراشي هو في حصره لأقسام الخلاف بطريقة سطحية وغير صحيحة مع أهمية الموضوع وحساسيته.
فالخراشي يقول:
((مسائل الخلاف تنقسم قسمين:
1 - المسائل الخلافية التي ثبت فيها نص أو نصوص من الكتاب والسنة تدل على صحة أحد الأقوال، فالواجب حينئذٍ اتباع النص والإنكار على المخالف. مع عذر من أخطأ فيها من المجتهدين.
2 - المسائل الخلافية التي لم يثبت فيها نص، فهذه تسمى "المسائل الاجتهادية")).
فيقول له دكتور استفهام:
((الخلاف حول ثبوت النص من عدمه " من حيث القبول والرد "، حين يختلف العلماء في ثبوت النص مع دلالته القطعية على أحد القولين في المسألة، ما موقف الشيخ الخراشي من هذه المسألة، وهل يرى ان من يصحح الحديث الذي ينصر أحد القولين يجوز له أن ينكر على من ضعفه ولم يأخذ به في المسألة؟ فلا ينكر أحدا من العلماء مثلا وجود حديثين في مس الذكر وهما حديث بسرة بنت صفوان، وحديث طلق بن علي رضي الله عنهما، فالمسألة حينئذ فيها نصوص ثابتة لا ريب فما موقف من يرى ترجيح قول على قول من المخالف هل يجيز له الشيخ الخراشي الانكار على المخالف بناء على قناعته بدلالة أحد الحديثين على صحة قوله؟ وهل ينكر من ضعف أحد الحديثين على من صحح أحد الحديثين؟
الخلاف لا في ثبوت النص بل في دلالته على احد القولين، فكيف يجيز عالم بمذاهب الأئمة ان يحمل الناس على رأيه بسبب قناعته بدلالة النص عليه وهو نص محتمل الدلالة؟
الذي يقرأ التقسيم السابق للشيخ الخراشي لا يفهم بشكل كاف الفرق بين المسائل " الخلافية " والمسائل " الاجتهادية "، لانه لا يمكن في المسائل الخلافية ان تكون كلها خاضعة للتقسيم الذي ذكره الشيخ الخراشي، فكثيرا من المسائل الخلافية التي وقعت بين أهل العلم هي حول " النصوص " الشرعية، سواء كان الخلاف حول " النص الفرعي " من الكتاب والسنة، او حول القواعد الكلية التي تتشكل وتنتج من تكاثر النصوص الفرعية من الكتاب والسنة، أو في قياس معتبر او غير معتبر في الحاق مسألة غير منصوصة بمسألة منصوصة بناء على علة جامعة بين الأصل والفرع.))
ويقول الجبل الشامخ:
((أحياناً - أخي سليمان - يكون الخلاف في ذات أصول المسألة من عدة نواحي:
من ناحية السند - مثلاً -
- وأضرب مثالاً على ذلك بـ حديث بسرة وحديث طلق بن علي في الوضوء من مس الذكر
فالذي على مذهب الامام مالك يقول: يجب الوضوء من مس الذكر.
والذي على مذهب أبي حنيفة يقول: لايجب الوضوء من مس الذكر.
وحين يستدل المالكي لقوله يقول: ثبت لدينا حديث بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " من مسّ ذكره فلايصل حتى يتوضأ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستدل الحنفي لقوله بحديث طلق بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " وهل هو إلا مضغة منك " "أو بضعة منك " أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم.
فكل الأطراف سمعتْ بالحديثين وثبت عندها ذلك، ومع ذلك لكلٍّ قول.
لماذا؟
وهل أنكِر على المخالِف لي دون أن أعرف حجته!
إن الماكي حينما قال بذلك لأنه يرى بأن حديث بسرة أولى
لماذا؟
لأن رواة حديث بسرة أكثر من رواة حديث طلق، وهذا مايُسلّم به الحنفي.
لكن الحنفي يقول: وإن كان الرواة أكثر فليس بأولى، لأن الكثرة التي لم تصل لحد التواتر لايخرج عن أن يكون ظنا، وخبر الواحد أيضا ظن، ولايجوز أن يُرجّح أحد الظنين على الآخر.
والمالكي يُسلّم بأن حديث بسرة ليس بمتواتر وإن كان رواته أكثر.
تأمل - أخي سليمان - القضية في أصل الاستدلال.
ومن النواحي الأخرى في غير السند
- مثل مسألة (الزكاة في مال الصبي والمجنون فيما عدا الخارج من الأرض) كالذهب والفضة وغيرهما
الجمهور يقولون بوجوب الزكاة عليهما
الحنفية يقولون بعدم وجوب الزكاة عليهما
ولكلٍّ منهم أدلة ثابتة، ولستُ بصدد ذكرها لكن بصدد توضيح أصل الخلاف
فإن اختلافهم هذا لأجل ذات مسألة الزكاة
هل الزكاة عبادة محضة أو حق مالي؟
فمن قال هي عبادة محضة لم يوجب الزكاة هنا وهم الحنفية، ومن قال حق مالي أي متعلق بالمال فإنه يوجب الزكاة هنا وهم الجمهور.
وسبب القول بأن الزكاة عبادة محضة له أدلته وكذلك القول بأنها حق مالي أي متعلق بالمال.
- أيضاً مسألة (إخراج القيمة في زكاة الفطر)
لستُ أيضاً بصدد ذكر القائلين بإجزاء إخراج القيمة في زكاة الفطر وثبوتها وكذلك أدلة القائلين بعدم الاجزاء في ذلك
فلنرجع إلى أصل وذات المسألة
هل الزكاة لها تعلق مالي وعبادة محضة أم هي حق للفقراء؟.
فمن قال بأنها عبادة محضة ومتعلقة أيضا بالمال فيقول بعدم الإجزاء في إخراج القيمة في زكاة الفطر، لأنها عبادة، فإذا أخرج غير الأعيان المنصوص عليها أي القيمة قد أتى بالعبادة على غير وجهها، فتكون فاسدة.
ومن قال: هي حق للفقراء، فلافرق عنده بين الأعيان المنصوص عليها وبين القيمة، لأن كلاهما يسد حاجة الفقير.
وهلم جرّا في كثيرٍ من المسائل الشرعية.
هذا مع ثبوت الأدلة وهناك تعارض في بعضها.
فلنرجع إلى أصل الخلاف.))
----------------------------------
هذا محل النزاع بينهم، ولم يعقب الخراشي على محل النزاع، فهل هو متراجع عن تقسيمه السابق، أم ليس متراجعاً؟.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 08:24]ـ
يا أخي الفاضل كل ما فهمته من كلامك أن التقسيم الذي ذكره الشيخ الخراشي في بحثه يمكن أن نضيف أقسامًا أخرى إليه وأنه لا يمكن حصر الأقسام فيما ذكره الشيخ الخراشي، سلمنا بذلك فكان ماذا؟!!
يا أخي الخلاصة أن كل خلاف تتكافأ فيه الأدلة (نص أو غيره) من حيث الثبوت والدلالة ووقع الخلاف فيه بين أهل العلم المعتبرين فلا ينكرفيه على أحد الطرفين.
وأما الخلاف الذي تتضح فيه قوة الأدلة واتخذ فيه جمهور علماء الأمة جانبًا، ثم أتى عالم وسلك مسلكًا آخر وخالف الجمهور، بحجة ضعيفة سواء كانت هذه الحجة عقلية، أو نقلية لم تثبت، أو نقلية ثابتة لكن دلالتها على المطلوب فيها تكلف أو نحو ذلك.
فهذا كله لا يكون الخلاف فيه معتبرًا ويجب الإنكار فيه على المخالف.
فما هو الإشكال عندك، كل هذه الثورة والهجمة لكي تحصل من الشيخ الخراشي على اعتراف بأن هناك أقسامًا أخرى يمكن أن تدخل في تقسيمه أو تخرج عن تقسيمه، لو قلت ذلك بأدب دون تشغيب لناقشك الشيخ.
وأراك لم تتعرض لما ألمحت أنا إليه وألمحت إليه الأخت شذى من احتمال أن تكون أحد الليبراليين المغرضين، ولم تنف هذه عن نفسك وكأنك لا تراها تهمة فهل الليبرالية عندك ليس فيها إشكال أم ماذا؟
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 11:55]ـ
يا أخي الخلاصة أن كل خلاف تتكافأ فيه الأدلة (نص أو غيره) من حيث الثبوت والدلالة ووقع الخلاف فيه بين أهل العلم المعتبرين فلا ينكرفيه على أحد الطرفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الخلاف الذي تتضح فيه قوة الأدلة واتخذ فيه جمهور علماء الأمة جانبًا، ثم أتى عالم وسلك مسلكًا آخر وخالف الجمهور، بحجة ضعيفة سواء كانت هذه الحجة عقلية، أو نقلية لم تثبت، أو نقلية ثابتة لكن دلالتها على المطلوب فيها تكلف أو نحو ذلك.
فهذا كله لا يكون الخلاف فيه معتبرًا ويجب الإنكار فيه على المخالف.
فما هو الإشكال عندك، كل هذه الثورة والهجمة لكي تحصل من الشيخ الخراشي على اعتراف بأن هناك أقسامًا أخرى يمكن أن تدخل في تقسيمه أو تخرج عن تقسيمه، لو قلت ذلك بأدب دون تشغيب لناقشك الشيخ.
وأراك لم تتعرض لما ألمحت أنا إليه وألمحت إليه الأخت شذى من احتمال أن تكون أحد الليبراليين المغرضين، ولم تنف هذه عن نفسك وكأنك لا تراها تهمة فهل الليبرالية عندك ليس فيها إشكال أم ماذا؟
أشكرك أخي علي على تأييدك لدكتور استفهام في مناقشته للخراشي وتأييدك للجبل الشامخ، وأنت هنا تخالف الخراشي مثلنا.
وأنا متحمس ضد الخراشي في هذه المسألة لوجود الخلل المنهجي في هذا الموضوع عند الخراشي، فالخراشي يعتقد بأن القول المرجوح المبني على الخلاف المعتبر إن كان مرجوحاً عنده (أي عند الخراشي) أو لم يتمسك قائله بالأحوط، فهذا عند الخراشي مما ينكر، حتى لو كانوا جمهور أهل العلم على هذا القول، وياليته يقف عند الانكار، بل يملأ الصفحات باتهام المخالف له بالتمييع والتيسير غير المنضبط، وهذا هو الخلل في المنهج العلمي عنده.
وحتى تتثبَّت من ذلك اقرأ موضوع الخراشي (قارن بين تهوين مفتي (الإسلام اليوم) .. وكلام الشيخ بكر- رحمه الله -)، ويقصد بمفتي الاسلام اليوم (الشيخ سليمان الماجد) ووصف الخراشي الماجدَ بالسذاجة والانغلاق والجهل مع ان المخالف لرأي الخراشي في هذه المسألة ليس الماجد فقط بل الجمهور، وهي مسألة ((جواز إسبال الثياب إن لم يكن بخيلاء)) ويتفقون جميعاً في تحريم الاسبال ان كان بخيلاء، تأمل، ومع ذلك ينسب هذه الفتوى للتمييع، وماعلم أن نفس موقع الاسلام اليوم قد نشر فتوى في نفس المسألة وقد شدد الشيخ أحمد الخليل مفتي الاسلام اليوم - أيضا - في المسألة ووافق الخليلُ الخراشي في رأيه وهو (تحريم اسبال الثياب مطلقا حتى ان لم يكن بخيلاء) وليس موافقاً للخراشي في منهجيته لاتهام المخالف بالتمييع، فهنا مفتي الاسلام اليوم لم يهوِّن في نفس المسألة التي يزعم الخراشي بأن الماجد مفتي الاسلام اليوم الآخر هوّن.
وموضوع الخراشي على الرابط التالي، وذكر بعض الاخوة في التعليقات على موضوع الخراشي فتوى الشيخ خالد المصلح في المسألة كما في المشاركة رقم (24) وتجد فتوى الشيخ الخليل أيضاً في المشاركة رقم (25).
وقد ناقشه بأدب الشيخ الحمادي ولم يُعقب عليه الخراشي، فهل الحمادي أساء الأدب مع الخراشي؟!
وهل الخراشي ناقشه؟ مع ان الحمادي مؤدب في ردوده.
فالخراشي كان يعقب على كل مشارك إلى أن أتى الحمادي، فولَّى الخراشي ولم يعقب، مع ان الحمادي كان مؤدباً في مشاركته.
الموضوع كاملاً على هذا الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13044
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 01:19]ـ
طيب سؤال يا ليت تجيبنا عليه يا رودا باشا (بتفخيم الدال):
هل حاورت الشيخ الخراشي بأدب؟؟؟؟
أم إن اختلافك معه واعراض الشيخ عنك يبيح لك التطاول عليه؟؟ طبعا أنا أقصد ردودك بمعرف الجبل، والمعرف هذا، ومعرفك الثالث: رائد.
**
على فكرة ترى الجدال وحب التلزق على غير سنع من صفات الحريم ناقصات العقل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 01:47]ـ
الأخ روضة الناظر، أرى أن نقاشك مع الشيخ الخراشي قد انتهى فواضح أن الشيخ لا يرغب في نقاشك بهذه الطريقة، وأصبح النقاش الآن من طرف واحد لذلك أجدني مضطرًا إلى إغلاق الموضوع بعد إذن الجميع بارك الله فيكم.(/)
mbc وجه للإفساد والتغريب
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 09:33]ـ
من المعروف عند عامة العقلاء أن الإعلام المرئي هو أقوى وسائل الإعلام، وأن أثره في الأجيال قوي سواء أكان في الجانب الإيجابي أم الجانب السلبي، وقد تضاعف هذا الأثر أضعافاً مضاعفة بعد انتشار القنوات الفضائية، وأصبحت تغزو عقول الناس وقلوبهم طوال ساعات الليل والنهار، فإذا قيل إن هذه القنوات أصحبت تشكل العقول، وتغرس القناعات في الأجيال، لو قيل هذا لما كان بعيداً، وهذا كله يدعو العقلاء إلى التفكير ملياً في هذه القنوات وكيفية الاستفادة منها بما يعود على الأجيال بالخير والنفع.
والمشاهد للقنوات الفضائية يرى أن أكثرها مؤثر تأثيراً سلبياً بل سلبياً جداً في عقول ونفوس أكثر المشاهدين، وأن القليل من هذه القنوات هو الذي ينشر الفضيلة ويغرس القيم على عوج في بعض هذا القليل، مما هو معلوم.
وفي هذه المقالة سأذكر قناة من أكثر هذه القنوات سوءاً، وأفتكها في الناس وأشدها تأثيراً ألا وهي قناة ام بي سي، وذلك لقدمها فهي أول قناة فضائية عربية فيما أعلم، ولأن أكثر برامجها لا يراعي قواعد الشرع ولا أعراف المجتمع في شيء، وأنا أعجب من أن مؤسسها وداعمها من البلاد المقدسة القائمة على الحرمين، التي ينبغي أن يكون كل ما يخرج عنها من مشاريع وأعمال متفقاً مع الشرع المطهر، وأن يكون مواطنو تلك البلاد عند حسن ظن المسلمين بهم، لكن للأسف الشديد فإن هؤلاء الذين أنشأوا هذه القناة لا يبدو أنهم يستحضرون هذه المعاني أو يأبهون لها؛ فإن هذه القناة قد وصلت إلى درجة من الفساد والإفساد مما يخشى معه نزول غضب الله تعالى ونقمته على هؤلاء القائمين عليها ومن يساندهم ومن يدعمهم.
وهناك دراسة علمية وقعت في يدي قام صاحبها باستقراء حال هذه القناة وما تفرع عنها من قنوات، وخرج بنتائج لا أرى أني في حل من عدم ذكرها أو التنبيه لخطرها، ومن شاء العودة إلى تفصيل هذه الدراسة فلينظرها في شبكة المعلومات باسم عبدالكريم آل عبدالمنعم عن طريق محرك البحث جوجل.
هذه القناة فَرّخت 4 قنوات هي ام بي سي 1، 2، 3، 4، ولها إذاعتان مشهورتان، ثم إنهم أطلقوا قناة ام بي سي أكشن مختصة بالأفلام الأجنبية، أما ام بي سي 1 فهي مختصة بالبرامج العربية وهي سيئة بل بالغة السوء، لكن الدراسة لم تشملها لذلك لم أذكرها هاهنا، وهي حقيقة بدراسة مستقلة، وأما ام بي سي 3 فهي مختصة ببرامج الأطفال والله أعلم بتأثيرها السيء، وهي حقيقة بدراسة مستقلة أيضاً، وصاحب الدراسة أجرى دراسته على ثلاث قنوات: ام بي سي أكشن وكثير من أفلامها مترجم إلى العربية، وهذا مكمن الخطورة، و ام بي سي 2، وام بي سي 4 وذلك عن طريق تسجيل ثمان ساعات عشوائية متواصلة لكل قناة فقط فلم يزد على ذلك: وإليكم ما خرج به من دراسة:
أما ام بي سي 2 ففيها من الاحصاءات المخجلة ما يلي:
82 مرة وردت الممثلات بلباس فاضح، و6مرات أوضاع وأصوات جنسية، وورد الخمر فيها 16 مرة، والمراقص 47 مرة، والقبل الساخنة والأحضان 26 مرة، والعنف والقتل 14 مرة، ومشاهد الرعب 21 مرة، ورؤي الصليب 7 مرات، وعلم أمريكا 16 مرة، وكلمة أمريكا أو أحد مدنها وردت 13 مرة، وكلمة مؤسسة أمنية أمريكية وردة 12 مرة. أما ام بي سي 4 فقد وردت فيها تلك المشاهد والأقوال حسب ترتيب ذكرها آنفاً كالتالي: 124، 4، 41، 29، 30، 2، 4، 8، 25، 37، 4 وأما ام بي سي أكشن فقد وردت فيها تلك المشاهد والأحوال كالتالي: 34، 3، 8، صفر، 20، 82، 27، 1، 11، 19، 2 ولنتذكر أيها القراء الكرام أن تلك هي نتائج الساعات الثمان العشوائية التي خرج بها الدارس، فكيف لو طالت دراسته لتلك القنوات فبماذا يستخرج منها بالله عليكم؟!
ثم خرج الدارس باستنتاجات أوردها بإيجاز:
1.الفساد العقدي منتشر في تلك القنوات، وأورد على ذلك مما رصده وشاهده أن تقديس الصليب واللجوء إليه في الأوقات الصعبة هو الذي يفعله الجندي فينجو من موت محقق، وكثرة ظهور الكنائس والمقابر التي ينتشر فيها الصليب، والصلوات النصرانية ظاهرة، وفي بعض الأفلام التي عرضت إنكار للخالق، وتعظيم للأصنام، ونشر للسحر والشعوذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2.نشر الثقافة الأمريكية، وقد عبر الدراس عن ذلك بأمركة المجتمع، وظهر ذلك من خلال التعظيم المبالغ فيه للجندي الأمريكي وقدراته، وتكرار ذكر أمريكا ومدنها، والإكثار من ذكر المؤسسات الأمنية الأمريكية، وتحبيب طرائق العيش الأمريكية للشباب.
3.نشر الفاحشة والشهوات: ففي بعض الأفلام "وقد سمى الباحث هذه الأفلام" حث على الزنا الصريح وحث المرأة على معاشرة غير زوجها، وإظهار الشباب وهم يتسابقون لهذه العلاقات المحرمة، والبذاءة الشديدة في لسان كثير من الممثلين. وذكر الباحث كيف تثير بعض الإعلانات الغرائز والشهوات الحرام.
4.الإخلال بأمن المجتمعات: حيث يكثر في هذه القنوات مواجهة الشباب لرجال الشرطة، وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين. وهذه خلاصة الدراسة التي أوردنا موجزاً لها على مسؤولية الباحث، وقد حدثني مدير إحدى القنوات بمرارة شديدة عن بعض قنوات ام بي سي وخطورتها الشديدة على العقائد والأخلاق.
وبعد: فماذا يريد القائمون على قنوات ام بي سي؟ هل يريدون إفساد المجتمع المسلم؟ ما هي أهدافهم من نشر هذه الخبائث في المجتمع المسلم؟
ثم ليخبرونا بصدق: هل هم في أعمالهم هذه منطلقون من حس إسلامي أو وطني، أو هم منفذون لما يريده غيرهم من أعداء الإسلام منهم وما يملونه عليهم؟!
ثم ألا من وقفة صادقة لمراجعة النفس في ضوء قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}. وفي ضوء قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} أم أن قلوبهم قد تحجرت وصارت كما قال الله تعالى: {على قلوب أقفالها}. أم أنه {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً} أم أنهم {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} أم أنهم {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} ويلكم اتقوا عاقبة ما تصنعون قبل أن يحل عليكم غضب المنتقم الجبار. ويلكم ألا تخافون من عواقب إضلالكم لملايين بل عشرات الملايين من المسلمين منذ أن زكمت أنوفنا بروائح قنواتكم الخبيثة؟!
ـ وأنا أدعو عموم المسلمين إلى نشر هذا المقال وإيصاله إلى المسؤولين عن القناة بكل الوسائل الذين إن لم يرتدعوا ويستجيبوا ويرعووا عن غيهم وضلالهم وإضلالهم، وإن لم يتركوا نشر الفواحش وبث الشهوات الحرام، فأنا أدعو المسلمين إلى مداومة الدعاء عليهم في الأسحار، وفي الأوقات الفاضلة آناء الليل وأطراف النهار، وفي سفرهم وفي مرضهم وفي أوقات إفطارهم حتى يذهب هذا الخبث ويزول هذا الرجس عن المجتمع المسلم وتنزل قارعة بمن بثه فيهم، والله المستعان، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكتبه
د. محمد بن موسى الشريف
عضو هيئةالتدريس بجامعة الملك عبدالعزيز
والداعية الإسلامي المعروف
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 11:44]ـ
ومن يشاهد العربية بنت الـ mbc يلاحظ دورها المشبوه في العراق ونشر التقارير التي تدعم الحكومة الرافضية مما جعل العربية مكانا إعلاميا للصفويين مقابل دعايات مقبوضة الثمن ...
ـ[البتيري]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 12:35]ـ
ومما يزيد الطين بلة: ظهور بعض العلماء والدعاة على شاشة ام بي سي في الاوقات " الدينية" مثل عقب صلاة الجمعة او في رمضان او الاعياد ... الخ، مما يعطي لهذه القنوات "الداعرة" شيئا من الشرعية لدى مرضى الايمان وضعاف النفوس،،
وكلامك عن mbc الاولى وانها بحاجة الى دراسة مستقلة فهو صواب،
بل اظن انها اشد خطرا باضعاف مضاعفة من قنوات 2، 3،4والفارسية.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 12:50]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعل من أهم طرق العلاج أن نبدأ بمن حولنا ممن ابتلي بوجود القنوات عنده ومناصحته وبيان الخطر من هذه القنوات بشكل خاص وليحتسب في ذلك الإنسان فلعله يصلح أسرة دمرتها هذه القنوات، عليها وعلى القائمين عليها من الله مايستحقون.
ـ[الورد الندي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فأعرف صاحباً لي (ليس على ظاهره علامات التدين) يقول وبكل حرقة، ويكررها بأن من يدخل هذه القناة بأنه ((ديوث)).
وسماحة المفتي ـ حفظه الله ـ قد قال أنمن يعرض هذا المسلسل التركي من القنوات _ ومنها mbc الماجنة_محاربة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 01:06]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[التبريزي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 09:15]ـ
انظروا ما فعلته بنت الـ mbc قناة العبرية:
قناة العبرية الإخبارية وفي صباح يوم الجمعة وفي لقاءات مع أشخاص من جنوب العراق من منطقة تسمى (الأهواز)، وكان عنوان البرنامج (أهواز العراق ريام في مملكة الماء)، وبينما مراسل العربية المدعو / ناجح محمد علي جالس على المائدة بطريقة ساخرة:
(من أطعم إخوانه صلت عليه الملائكة إلا جبريل يظل واقفا)
قيل: لم ظل جبريل واقفا يارسول الله؟؟؟
قال: (ينتظر الشاي) .. !!!!! ثم تبادلوا الضحك والسخرية،،،
ثم قال المذيع: (أخيراً رواه مسلم .. مو أنا مسلم .. هذا حديث صحيح)
لمشاهدة المقطع أو حفظه، اضغط على الرابط التالي
http://www.liillas.com/salameh/salameh/10.wmv(/)
حكم الظهور على القنوات الفضائية ومحاورة المتبرجات؟!!
ـ[الإماراتي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:59]ـ
لقد فشت ظاهرة جديدة وغريبة في حالك السنوات الماضية وهي خروج بعض المنتسبين للصحوة الإسلامية على القنوات الفضائية ومحاورة المتبرجات من النساء سواء كانت هذه النسوة من المقدمات لهذه البرامج أو من المتحاورات فيه.
فما هو المسوغ لهذا الفعل عند هؤلاء الدعاة وما هو مبرره؟
ولقد سمعت أحد هؤلاء الدعاة يقول في محل الدفاع عن ظهوره مع المتبرجات في بعض القنوات
إن الفعل هذا جائز لان ليس فيه إختلاط وتناسى المسكين بأن غض البصر عن المحرمات مقدم على
تجنب الإختلاط مع النساء المتحليات بالستر و العفاف.
فما هو تعليقاتكم على فعل هؤلاء الأدعياء وأثر هذا الفعل على عقول المشاهدين و المشاهدات.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 09:56]ـ
اخي الكريم تقول فما هو المسوغ لهذا الفعل عند هؤلاء الدعاة وما هو مبرره؟
ان كان قصده نشر الدين فنشره يكون بالوسائل المشروعة والمباحة فقط وامافعله هذا فانه يصبح به قدوة سيئة عليه وزره ووزر من اقتدى به والله اعلم
ـ[علي التمني]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 04:32]ـ
بسم الله
موضوع مهم
وقد أحسن أخي أبو محمد الغامدي قولا،،
21/ 8/1429
ـ[الإماراتي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 08:38]ـ
أخي المفضال أبا محمد الغامدي لا خلاف عند أهل الإتباع بأن وسائل الدعوة لابد أن تكون مشروعة ومباحة في ذاتها ولكن البعض ممن ينتسب للحركات السياسية الفكرية الإصلاحية بزعمهم لهم من الأفعال الغريبة و المشينة والتي تخالف أصول أهل السنة مما يولد في النفس الكثير من التساؤلات عن الأصول و المعتقدات الفكرية التي ينطلق منها هؤلاء الدعاة
والمصيبة الكبرى إنهم ينتسبون للسلفية ويتكلمون باسمها و الله المستعان.
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 01:41]ـ
مشايخ أهل السنة لا يظهرون مع النساء ,أما مشايخ الوسطية يظهرون مع المتبرجات قبل المحجبات
أحد المنتسبين لهذا المنهج الفاسد يقوم بدور المذيع ويستضيف صاحبات الفكر العلماني
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 03:57]ـ
اقول للاخوة الكرام وينبغي لمن كان له علاقة مباشرة بهم ان ينصحهم لوجه الله بالاقلاع عن هذه الطريقة الخاطئة
لعلهم يتقون الله في انفسهم
وشكرا لكم جميعاو بارك الله فيكم ...
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 06:15]ـ
بعضهم يقدر الأمور بمقادير ليست في حسباننا ..
الشيخ المجاهد حارث الضاري على سبيل المثال خرج أكثر من مرة مع مذيعة في قناة الجزيرة وغيرها .. ولا يلام!
فمثله لا يمكن أن يملي شروطه وليس لديه قناة تنقل صوته بالزخم الذي تنقله الجزيرة .. (هذا مثال فقط)
لذا أتصور أن الموضوع مرتبط بمصالح قد لا تظهر عندنا ..
ـ[الإماراتي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 05:03]ـ
بعضهم يقدر الأمور بمقادير ليست في حسباننا ..
الشيخ المجاهد حارث الضاري على سبيل المثال خرج أكثر من مرة مع مذيعة في قناة الجزيرة وغيرها .. ولا يلام!
فمثله لا يمكن أن يملي شروطه وليس لديه قناة تنقل صوته بالزخم الذي تنقله الجزيرة .. (هذا مثال فقط)
لذا أتصور أن الموضوع مرتبط بمصالح قد لا تظهر عندنا ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت {ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ً} رواه البخاري ومسلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 05:40]ـ
الايوجد مذيعين في الجزيرة وكذا مراسلين حتى في القنوات الكافرة؟؟
اللوم للجميع سواء مجاهد اوداعية اوغيرهم؟؟
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 02:35]ـ
ما رأيكم لو تم تناول الموضوع بطريقة أخف حدة, وبنظرة أوسع.
ولا يعني ذلك شجب مثل هذه الأعمال. ولكن عند فتح مثل هذا الباب لا بد من ذكر تأصيل له وكل ما يحتف به.
وذلك أن الأصل عدم جواز السفور. وأن الأصل عدم جواز الاختلاط. وأن الشخص المتبوع قد يهدم بفعله ما يريد بناءه بقوله وتوجيهه.
ولم لا ننظر إلى فقه المقاصد. ونقول أيضاً باختلاف الأشخاص, والمواضيع, بل وحتى الأماكن.
فقد نقول بإباحة مثل هذه اللقاءات في دول ومناطق لاصوت للحق إلا من خلال هذا المنبر.
وليكن المتصدر ليس ممن يعاب ولو عرفاً خروجه في مثل هذه الأحوال. ونحو ذلك مما يخفف الضرر.
هذه وجهة نظر ومحاولة لأخذ الموضوع من جوانب مختلفة. والله الموفق.(/)
ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 11:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
سؤال يحيرني .. ما معنى أن يكفّر العلماء الجهمية ولكنهم في ذات الآن لا يكفرون المعينين منها إلا بعد إقامة الحجة؟
وفق هذا المنطق، يكون الأصل في الجهمية الإسلام، لأننا حكمنا على أفرادهم بالإسلام ابتداء .. وإن كان كذلك، فلا معنى لتكفير طائفة الجهمية .. ويكون حال الجهمية كحال أي فرقة بدعية إسلامية، إن أقمت الحجة على أفرادها بفساد بعض ما هم عليها فأصروا، فعندئذ يكفرون.
كالقول في الأشاعرة .. إن أثبتنا لهم أن لله يداً، ثم هم كابروا وعاندوا .. كفروا .. ولكننا لا نقول بكفر طائفة الأشاعرة، ونقول بكفر الجهمية .. ولكن عند تنزيل الأحكام على أفراد الطائفة نرى العلماء يعاملونهم سواء بسواء!!!!
والصواب أن يقال فيهم: إن الأصل في الجهمية الكفر حتى يثبت لنا إسلام المعينين منها .. هذا ما يفهم من تكفير الطوائف .. وأرى أن من يقول بأن الأصل في أفراد الجهمية الإسلام حتى تقام عليهم الحجة، فهذا يناقض قوله تكفير الجهمية كطائفة.
فهل لكم أن تفسروا لي كيف يستوي ذلك؟ (وأرجو قراءة كلامي بتمعن قبل الإجابة) .. وجزاكم الله خيراً.
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 11:45]ـ
بارك الله فيك لطرح هذه المسألة
وفق هذا المنطق، يكون الأصل في الجهمية الإسلام، لأننا حكمنا على أفرادهم بالإسلام ابتداء .. وإن كان كذلك، فلا معنى لتكفير طائفة الجهمية .. ويكون حال الجهمية كحال أي فرقة بدعية إسلامية
ولكن لا افهم كيف جعلتم الجهمية أصلهم الكفر؟ هم ينطلقون من نصوص الشرع ولكن خوضهم في علم الكلام و غلوهم في تأويل النصوص هو الذي ادى بهم الى الكفر وجعل العلماء يكفرونهم
فلا أرى أن أصلهم الكفر و الله أعلم
ولا افهم قولكم لا معنى لتكفير الطائفة في هذه الحال
وأرى و الله أعلم أن الجهمية كالرافضة
أما الباطنية فليس الأصل فيهم الاسلام لانها طائفة تهدم الاسلام من اصله وقد انطلقت من هذا المبدأ و الله اعلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 05:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
الجواب على سؤالك على حد اطلاعي راجع لفقه باب الاسماء والاحكام عند اهل السنة والجماعة ومن ذلك قاعدة التفريق بين الحكم على النوع والحكم على العين
مما يوضح وبدقة ان الاشكال الذي يتظمنه تقرير-اخي- هو اشكال وهمي لا حقيقة له
بني عن تصور خاطئ لموقف اهل السنة من المخالف والله اعلم
يقول الدكتور وليد بن راشد السعيدان في شرح هذه القاعدة:
الحكم العام على الأقوال والأفعال لا يلزم منه انطباقه على أفراده الانطباق القطعي بل يفتقر قبل ذلك إلى النظر في ثبوت الشروط وانتفاء الموانع؛ وكذلك قولهم: من أنكر قدرة الله أو علمه فقد كفر، إنما فيه بيان حكم هذا القول فقط لكن لا ينطبق على فرد بعينه وقع في ذلك إلا بعد النظر في الشروط والموانع، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لعنت الخمرة على عشرة أوجه) وذكر منها (وشاربها) لكن هذا لعن عام فيطبق عليه هذه القاعدة أن الحكم العام لا يستلزم انطباقه على كل أفراده قطعاً بدليل أنه لما لعن أحد الحاضرين عياض بن حمار لكثرة ما يؤتى به فيجلد في الخمر نهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأن اللعن الآن قد توجه للمعين واللعن العام لا يستلزم لعن كل من وقع في الأمر الملعون فاعله، ومن ذلك قولهم: من أنكر رؤية الله في الآخرة فهو كافر يقال فيه ما قد قيل في سابقه من أنه لا يلزم من هذا الحكم العام أن ينطبق على كل منكرٍ بعينه إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع، إذاً فهمنا من ذلك أن الحكم العام شيء والحكم للمعين شيء آخر، كما فرقنا سابقاً في حكم الفعل وحكم الفاعل، ويؤيد هذا أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم يكفر أعيان الجهمية فتكفيره هو والسلف للجهمية والقدرية لا يقتضي تكفير كل جهمي وكل قدري، وكذلك غيرهما من الفرق التي كفرها السلف لا يلزم من تكفيرها تكفير أعيان هذه الفرق، ولذلك فقد ثبت عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم ولو كانوا مرتدين بأعيانهم بما قالوه لم يجز الاستغفار لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع. ويؤيد هذا الأدلة السابقة في القاعدة قبلها ونزيدها ما رواه البخاري عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي فجلس على فراشي مجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدرٍ، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غدٍ، فقال: (دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين) ومن المعلوم أن كل من ادعى أن أحداً يعلم الغيب فإنه كافر إلا أن هذا الحكم عام، والحكم العام لا ينطبق على أفراده الانطباق القطعي، وهذه الجارية لم ينطبق عليها حكم قولها هذا لأنها كانت جاهلة واكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بنهيها عن ذلك فدل ذلك على أن الحكم العام لا ينطبق على أفراده إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع، ولذلك نص الأئمة رحمهم الله تعالى أن من أعظم البغي أن يشهد على المعين بالكفر إلا بالبرهان الساطع والدليل القاطع فمن أراد الحكم على المعين بشيء من ذلك فعليه أن يراعي هذا الأمر المثبت في هذه القاعدة والله أعلم. ولهذا يتفرع عندنا عن هذه القاعدة عدة ضوابط مهمة جداً فاحفظها واجعلها نصب عينيك عند الحكم على أحدٍ بشيء وهي:
الأولى: التكفير العام لا يستلزم كفر المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
الثاني: التبديع العام لا يستلزم تبديع المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
الثالث: اللعن العام لا يستلزم لعن المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
الرابع: التفسيق العام لا يستلزم تفسيق المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
الخامس: التأثيم العام لا يستلزم تأثيم المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
فهذا هو خلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وهو أعلى وأعلم.اه
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 11:34]ـ
الأخ (البحث العلمي)،
تقول: كيف يكون الأصل فيهم الكفر ..
عندما يكون دين فلان هو الكفر .. فإن الأصل أنه كافر حتى يتبرأ من دينه .. كما هو الحال في النصارى .. فالأصل في دينهم الذي هم عليه هوالكفر، حتى يتبرأوا منه ويدخلوا الإسلام.
أرجو أن أكون قد وفّقت للإجابة عن سؤالك.
--------
الأخ (العاصمي من الجزائر)،
جزاك الله خيراً .. مع أنني أعلم كلّ ما ذكرت، ومع علمي أن مسألة لعن المعيّن كذلك فيها خلاف مشهور .. ولكن ليس هذا محور نقاشنا.
أسألك سؤالاً يتوضح به الأمر.
الأشاعرة ينكرون كثيراً من صفات الله تعالى .. وكما هو معلوم إن منكر الصفات كافر .. ولكن لم يُعهد عن العلماء أن كفّروهم كطائفة، بل قالوا مسلمون مبتدعون.
ولكننا نرى أن العلماء كفّروا الجهمية، وقالوا هي طائفة كفر، وهي ليست من الاثنتي وسبعين فرقة .. ولكن مع هذا، نراهم يجعلون الأصل فيهم الإسلام .. ولا يكفر معيّنهم إلا بعد إقامة الحجة.
سؤالي هنا هو .. لو كان الأصل فيهم الإسلام .. فما العبرة من تكفير طائفتهم؟؟ كيف يستقيم ذلك؟ .. لا أرى أن لذلك معنى.
ستقول لي العذر بالجهل وغيره .. أقول لك .. فلماذا لم يكفّر العلماء الأشاعرة ويجعلوا الأصل فيهم الإسلام كما فعلوا بالجهمية؟؟
مقتضى تكفير الطائفة هو أن يكون الأصل فيها الكفر، ولا يُعذر إلا من أظهر لنا براءة من كفر طائفته، وأنه لا ينتسب إليهم إلا اسماً.
فهل من يحلّ لنا هذا الإشكال؟ وجزاكم الله خيراً.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 02:17]ـ
ولكننا نرى أن العلماء كفّروا الجهمية، وقالوا هي طائفة كفر، وهي ليست من الاثنتي وسبعين فرقة .. ولكن مع هذا، نراهم يجعلون الأصل فيهم الإسلام .. ولا يكفر معيّنهم إلا بعد إقامة الحجة.
سؤالي هنا هو .. لو كان الأصل فيهم الإسلام .. فما العبرة من تكفير طائفتهم؟؟ كيف يستقيم ذلك؟ .. لا أرى أن لذلك معنى.
ستقول لي العذر بالجهل وغيره .. أقول لك .. فلماذا لم يكفّر العلماء الأشاعرة ويجعلوا الأصل فيهم الإسلام كما فعلوا بالجهمية؟؟
مقتضى تكفير الطائفة هو أن يكون الأصل فيها الكفر، ولا يُعذر إلا من أظهر لنا براءة من كفر طائفته، وأنه لا ينتسب إليهم إلا اسماً.
فهل من يحلّ لنا هذا الإشكال؟ وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا أخي من قال لك أن العلماء لا يكفرون الجهمية (الغلاة) بأعيانهم.
ولعل الإشكال الذي دخل عليك هو عدم تفريقك بين الجهمية وغلاتهم، فقد اصطلح بعض العلماء على تسمية من وافق غلاة الجهمية في بعض أقوالهم بالجهمية تنفيرا من مقالتهم،كما يفهم من كلام شيخ الاسلام عندما كان يناقش بعض هذا الصنف فقال لهم انتم لا تكفرون عندي بقولكم هذا، فهو هنا يناقش بعض المتجهمة لا غلا تهم لأن غلاة الجهمية كفار بالإجماع، وأما الأشاعرة فلا يكفرون بالأصل (إلا القبوريون منهم طبعا).
قال الشيخ علي الخضير في رساله له يرد فيها على من علق الأحكام بالإمام وسماهم بالإمامية فقال عن هذه التسمية ما نصه (وليس معنى ذلك أنهم يُلحقون بالإمامية في الأحكام والتكفير فلا، ولكن قلنا ذلك فيهم تشبها بطريقة بعض السلف الذين يسمون من وافق أهل البدع في أصل من أصولهم، أنهم يسمونهم باسمهم وإن لم يُلحقوهم بهم في الأحكام، كما سموا من قال لفظي بالقرآن مخلوق أمثال الكرابيسي سموهم جهمية، وأحيانا السلف كابن تيمية وغيره يسمون الأشاعرة أحيانا بالجهمية أو الحلولية، والعلماء في زمن أحمد كانوا يسمون المعتزلة بالجهمية، وهكذا فالأسماء غير الأحكام.) انتهى
فغلاة الجهمية كفار بأعيانهم، قال ابن القيم في الصواعق المرسلة 4/ 1404 لما تكلم عن الوجه الخامس والتسعون بعد المائة فقال: قال عبدالرحمن بن مهدي: هما ملتان الجهمية والرافضة، قال شيخ الإسلام وهذا الكلام الذي قاله الإمام عبد الرحمن بن مهدي قد قاله غيره وهو كلام عظيم , فإن هاتين الفرقتين هما أعظم الفرق فسادا في الدين وأصلهما من الزنادقة المنافقين، ليستا من ابتداع المتأولين , مثل قول الخوارج والمرجئة والقدرية , فإن هذه الآراء ابتدعها قوم مسلمون بجهلهم قصدوا بها طاعة الله فوقعوا في معصيته، ولم يقصدوا بها مخالفة الرسول ولا محادته بخلاف الرفض والتجهم , فإن مبدأهما من قوم منافقين مكذبين لما جاء به الرسول مبغضين له اهـ المقصود.
قال أبو عبدالله البخاري: ما أبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي , أم صليت خلف اليهودي والنصراني، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم.
والله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:00]ـ
الذي عليه العلماء و الله أعلم
أن من أتى بدعة مكفرة و لم تقم عليه الحجة فهو يبقى على إسلامه، فإن لم تقم الحجة فلا يكفر الجهمية و إن قامت كفروا جميعاً بأعيانهم(/)
زجز العوام و الدهماء عن الخوض في الكلام و الجدال بغير علم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 12:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمابعد.
هناك ناس من أتاه الله عقلا راجحا، وبصيرة نافذة، وفكرا ثاقبا، وذهنا وقادا، يدرك الحقائق ويستنبط النكت من جميع الجوانب و النواحي، وفي مقابل هذا الطراز من الناس يوجد ناس دون ذلك عنده قصور في النظر وضبابية في الفكر و التفكير وتحجر في الذهن فلا يستطيع الإحاطة بالمدارك ولايدأب في البحث و التفتيش عن الحقيقة إلى النهاية. فمثل هذا إذا تصدر إلى إصدار الأحكام وطعن في الموجودات وجرح الناس وتعديلهم وتصنيفهم مثل هذا تختلف معه النتائج سلبيا، بخلاف عما يصل إليه من كان من الطراز الأول.فهذا تحصل منه الفوضى ويجر الويلاة إلى الأجانب و الناس.
وفي هذا المعنى قال أحد العلماء في معنى كلامه: إنك تجد كثيرا من الناس يكون جيد التخيل دقيق التمييز سريع التصور ذكروا - بفتح الذال - فطنا صاحيا مع نفسه ومنهم من يكون بليدا بطيء الذهن أعمى القلب و البصيرة ساهي النفس فهذا أيضا بعض أسباب اختلاف العلماء في الآراء و المذاهب. فمثل هذا يجب عليه التريث و تعلم الأدب و اكتساب التقوى و الورع كي لايغلك فيهلك ويهلك.
يقول القدوة في الأصول و الفروع و الجدل و المناظرة إمام الحرمين أبي المعالي الجويني - رحمة الله عليه - {وقوم دأبهم التطفل في المناظرة،ويستنكفون عن السؤال، لقصورهم فيه، ولم يبلغوا مبلغ أن يسألوا، وربما لايفهمون أكثر ماجرى، ينتظرون فرصة أحد الخصمين على الآخر فيأخذون في الشغب و الصياح، إيهاما منهم لمن حضر المجلس من العوام و أهل النقض انهم من جملتهم، وهم صفر من صناعتهم، فهؤلاء لايعدون في جمله أهل الجدل و النظر} الكافية في الجدل ص 559.
ويقول الإمام الباجي - رحمة الله عليه - {ولايناظر من عادته التسفه في الكلام، ولامن عادته التفظيع، فإنه لايستفيد بكلامه فائدة} المنهاج في ترتيب الحجاج ص 10.
و إن مشأ هذه الهناة وهذه الفوضى و الأوصاف من قلة العلم وقصور في النظر و الفهم، فيدخلون أصحاب هذا في جملة العوام الذين فرضهم التعلم وسلوك الجادة
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
صبيحة يوم الاثنين 16 - شعبان - 1429 هجرية
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:34]ـ
جزاك الله خير.
كما يُقال: (جاءت مشاركتك على الجرح!!).
فأنا أبحث عن هذا الكلام.(/)
صناعة الهولوكوست "منقول"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 02:21]ـ
صناعة الهولوكوست ـ تأملات في استغلال المعاناة اليهودية
(إسلام ويب) مجلة العربي ـ العدد 511
http://www.islam ... .net/ver2/ShowPic.php?id=13985
صناعة الهولوكوست
تأملات في استغلال المعاناة اليهودية
تأليف د: نورمان فنكلستين
ترجمة: د. سماح إدريس
عرض: حسن العويشي
سر رهيب يكمن وراء إلحاح الصهيونية العالمية بشكل دائم على إبقاء الوعي العام لليهود في حالة تذكر دائم، فوضع بين المناهج الدراسية الإسرائيلية منهج يعنى بالطائفة اليهودية التي أبيدت، كما خصص يوم حداد في 27 إبريل من كل عام، وفي العرض التالي لكتاب صناعة الهولوكوست الصادر عن دار الآداب ببيروت عام 2001 قد تتكشف خيوط نسيج هذا السر.
اتخذ اليهود من قضية الهولوكوست حائط مبكى آخر، وجعلوا منها سبيلا للوصول إلى مصالحهم. فما هي حقيقة هذه القضية في الفكر الغربي من جهة؟ ولدى اليهود من جهة أخرى؟ وكيف استطاعوا تحويلها إلى سلاح أيديولوجي؟
بموضوعية يتناول الدكتور نورمان فنكلستين موضوع صناعة الهولوكوست معتبرا أن هذه الإبادة النازية استغلت لتبرير السياسات الإجرامية الإسرائيلية وتبرير الدعم الولايات المتحدة لهذه السياسات، ونهضت هذه الحملة كسياسة ابتزازية جنت أموالا خالية من أوربا باسم " ضحايا الهولوكوست المحرومين ".
لقد بقيت قضية الهولوكوست حتى وقت قريب بعيدة عن التناول إلا من حفنة ضئيلة من الأقلام، ولم يعرها الأمريكيون اهتماما كبيراً كما أن اليهود أنفسهم كبتوها لأنها صدمة كبيرة بالنسبة إليهم، كما أن السياسات الافتعالية التي انتهجها اليهود الأمريكيون، والمناخ السياسي الذي يعيشون فيه، كان سبباً آخر في صمتهم .. ويضاف إلى ذلك تحالف ألمانيا الغربية مع أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية في 1949م كسبب في صمت أو نسيان الأمريكان اليهود قضية الهولوكوست؛ لأنهم رأوا أنه يحتمل من جراء الخوض فيها أن تزداد تعقيدًا.
تضافرت مع هذه الأسباب أسباب أخرى كمعارضة اليهود للتحالف السوفييتي الألماني في زمن الحرب الباردة، ولتقويض فكرة التحالف أخذوا يضربون على وتر الهولوكوست، كما ذهبت بعض المنظمات الأمريكية الرئيسية إلى شجب الغزو السوفييتي لهنغاريا، باعتباره المحطة الأولى على طريق إبادة روسية لليهود.
وإذا كانت المنظمات اليهودية قد قللت من شأن الهولوكوست في الأعوام التي تلت الحرب العالمية الثانية، تماشيا مع الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الباردة، الإ أن القادة الأمريكيين اليهود صرحوا بخشيتهم من انضمام متوقع قبل قيادة إسرائيل اليسارية ذات الأصول الأوربية الشرقية إلى المعسكر السوفييتي.
مقاييس الذاكرة الهولوكوستية
ومع حلول أزمة السويس عام 1956م بلغت الصدامات الإسرائيلية المتقطعة مع الولايات المتحدة ـ على أمور السياسة ـ ذروتها، إذ كانت إسرائيل متواطئة مع بريطانيا وفرنسا على مهاجمة الزعيم القومي جمال عبد الناصر.
ومما زاد في جذب انتباه أمريكا إلى قدرة إسرائيل والنظر إليها كرصيد إقليمي ذلك الانتصار الخاطف الذي حققته إسرائيل واحتلالها لجزيرة سيناء.
وخلال هذه الأزمة، وبالرغم من طلب " أيزنهاور" من إسرائيل الانسحاب الكامل من سيناء، فإن القادة الأمريكيين اليهود دعموا الجهود الإسرائيلية وسخروا جهودهم لانتزاع تنازلات أمريكية.
وما كان خضوع إسرائيل لقوة الولايات المتحدة بالنسبة إلى النخب اليهودية الأمريكية مقصودًا به الكسب ولكنه جاء رمية من غير رام، أما اندماج اليهود فقد نشأ بناء على مقولة إن الاندماج حلم خليجي واليهود سيعتبرون على الدوام أناسا مرشحين لأن يكونوا غرباء عديمي الولاء للدولة التي يسكنون فيها، ولحل هذا المأزق سعى الصهاينة إلى تأسيس وطن قومي لليهود، ولكن الحقيقة أن تأسيس إسرائيل فاقم المشكلة بالنسبة إلى يهود الشتات.
ترسيخ التحالف الأمريكي الإسرائيلي
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد حرب يونيو 1967 اكتشفت النخب اليهودية الأمريكية إسرائيل التي توجه بنادقها في الاتجاه الذي يريدون، وارتقت النخب اليهودية لتقف في صدارة الممثلين في مسرحية الحرب البادرة، وهكذا تحولت إسرائيل إلى رصيد استراتيجي لليهود الأمريكيين وللولايات المتحدة أيضا، وهذا ما جعل المنظمات الأمريكية اليهودية التقليدية تكرس وقتها بعد حرب يونيو 1967م لترسيخ التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي، وزادت التغطية الصحفية لأخبار إسرائيل في (نيويورك تايمز)، ولكن حين شعر البعض ـ ممن أطلقوا عليهم فيما بعد بالمستعربين ـ بأن ميل الولايات المتحدة كل الميل مع إسرائيل وتجاهل النخب العربية يضعف المصالح القومية للولايات المتحدة، كان البعض الآخر ينظر إلى حقيقة ما تفعله إسرائيل من احتلال لأجزاء من الأقطار العربية المجاورة، يلحق الضرر أيضا بإسرائيل ومصالحها، وأن أنصار إسرائيل في سياستها الاستعمارية هذه هم أنصار انحطاطها الخلقي ودمارها النهائي ـ على حد تعبير "نعوم تشومسكي"ـ ولكي يحمي اليهود رصيدهم الإستراتيجي أخذوا يتذكرون الهولوكوست وذلك في توقيت يعطي هذا التذكير تفسير آخر. لقد كان ذلك كله حين قامت حرب يونيو 1967 وشعرت إسرائيل بالخطر المحيق بها وبات خوفها من هولوكوست ثانية يؤرقها، وأعلن ديفيد بن جوريون أن (700) ألف يهودي يواجهون (17) مليون عربي توقعت الولايات المتحدة انتحارا يهودياً جماعياً وهولوكوستاً كاملاً في فلسطين، وتوقع جهاز الاستخبارات الأمريكية ( C.I.A) هزيمة يهودية في حال نشوب الحرب، ولكن إسرائيل في 1967 اكتسحت جيرانها العرب خلال أيام معدودة، وبعد أن قدمت إسرائيل عرضها الباهر لسيطرتها العسكرية التفتت إلى صناعة الهولوكست التي ازدهرت.
وحين نشبت معارك 1973 بين العرب وإسرائيل تفاقمت مخاوف اليهود الأمريكيين من تعرض إسرائيل للأخطار، ولذلك عادت الذاكرة الهولوكوستية للحياة.
وفي حقيقة الأمر أن بروز صناعة الهولوكوست إلى وسط الأحداث ليس ناجما عن نكسات إسرائيل في حرب 1973 وما عانته إسرائيل بعد الحرب من العزلة والنبذ، ولكن العرض العسكري المصري الباهر أقنع صناع القرار من النخب الأمريكية والإسرائيلية بأن تسوية دبلوماسية مع مصر ـ التي تتضمن عودة الأراضي المصرية التي سبق لإسرائيل الاستيلاء عليها في يونيو 1967 ـ صار محتماً.
الهولوكوست والمصلحة اليهودية
وإذا عدنا مع الكاتب إلى مبررات تذكر إسرائيل للهولوكوست يبدو لنا أن النخب اليهودية الأمريكية لم تتذكر الهولوكوست النازية قبل يونيو 1967 إلا حين كانت نافعة لها سياسيا، فاستفادت إسرائيل من الهولوكوست النازية خلال محاكمة Aikhman ايخمان، وحين أثبتت الهولوكوست فائدتها عمدت الحركة اليهودية الأمريكية المنظمة إلى استغلالها كصناعة تدفع إسرائيل من خلالها النقد عن كيانها.
وباتت الهولوكوست الوتر الذي يعزفون عليه، وبقوا كذلك حتى عام 1967 حين لم يعد القس جيسي جاكسون قادراً على احتمال تلك المعزوفة فقال: "إنه سئم وتعب من الاستماع إلى حديث الناس عن الهولوكوست ". فهاجمته النخب الأمريكية اليهودية متذرعين بمناصرته للموقف الفلسطيني، وليس بسبب ملاحظاته المعادية للسامية، وبذلك تحولت صناعة الهولوكوست إلى سلاح أديديولوجي فعال.
وهكذا فإن تفعيل صناعة الهولوكوست لم ينجم من ضعف إسرائيل أو عزلتها، ولا الخوف من هولوكوست ثانية بعد حرب 1967، فمع حلول السبعينيات خفت وطأة معاداة السامية في الحياة الأمريكية. ومع ذلك قرع اليهود ناقوس الخطر محذرين من نزعة عداء للسامية جديدة، وتحولت حالة التخوف هذه إلى هيستريا مختلفة خدمت أهدافا متعددة للحركة اليهودية الأمريكية المنظمة.
والطريف أنه مع تحرك النخب اليهودية بعدوانية لحماية مصالحها الطبقية والآنية دمغت هذه النخب كل معرضة لسياساتها المحافظة الجديدة بتهمة العداء للسامية، وصارت الحالة إلى أنه كما تذكرت اليهودية المنظمة الهولوكوست حين بلغت القوة الإسرائيلية الذروة فإنها تذكرت الهولوكوست حين بلغت القوة اليهودية الذروة، وكما ألزم الإسرائيليون الذين دججتهم الولايات المتحدة بالسلاح ضد الفلسطينيين الجامحين حدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالهولوكوست على حد تعبير الكاتب الإسرائيلي "بواس ايفردن" عملية تلقين دعائية رسمية تمخضت عن شعارات وتصورات زائفة عن العالم، وليس هدفها منهم الماضي على الإطلاق بل التلاعب الحاضر، ويرى الكاتب " جايكوب نوزثرة " أن أول وأهم ادعاء انبثق من حرب 1967 وأصبح شعار لليهودية الأمريكية هو: أن الهولوكوست فريدة وليس لها نظير في التاريخ الإنساني.
فيما سخر المؤرخ " دايفيد ستازد" في إحدى مقالاته من " صناعة صغيرة من كتبه سير قديسي الهولوكوست الذين يؤكدون فرادة التجربة اليهودية بكلل ما ملكت أيديهم من طاقات اللاهوتيين المتعصبين وبراعتهم؛ وذلك لأن المذهبية الجامدة القائلة الفرادة منافية للمعقول بعد كل حساب".
ادعاء هولوكوست
ويؤكد كتاب صناعة الهولوكوست أن الخدعة الكبرى الأولى التي ظهرت في أدبيات الهولوكوست كتاب العصفور المدهون لمؤلفه "جيرزي كوسنيسكي " والذي لفق الأحداث المرضية التي رواها، وسار على طريقته "بنجامين مرسكي" في كتابه "شظايا"، وفيه صور الحياة بعد الهولوكوست لا أثناءها وتبعه كتاب "جلادو هتلر المتطوعون" " لدانيال جوناه غولدهاغن " الذي امتدحته النيويورك تايمز وترجتمه إلى لغات كثيرة، وهو لا يعدو كونه تجميعاً ملخصاً للعنف السادي، وهو يخلو من أي قيمة أكاديمية، كما كشفت إحدى المجلات بتحقيق ـ مركّز ـ خداع " كوسنيسكي " وعصفوره المدهون.
وبالرغم من براءة العرب ونظافة الرداء العربي من أي أوشاب هولوكوستية، فإن موسوعة الهولوكوست التي حررها إسرائيل غوتمان حملت مفتي القدس الحاج أمين الحسيني درواً رئيسياً، واستمات الإسرائيليون مبررو الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982 في تلطيخ صورة العرب وقرنها بالنازية.
والعجيب أن سياسة متحف الهولوكوست تنهج إلى تحديد من يجب إحياء ذكراهم، فهل كان اليهود هم الضحايا الوحيدين للهولوكوست رغم أن نصف مليون غجري تقريبا قضوا نحبهم في المحارق النازية؟
ولكن فيما يبدو أنه تمكن دوافع متعددة وراء تهيش المتحف لإبادة الغجر،فحياة اليهودي حسب اعتقادهم أهم من حياة الغجري.
وفي أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان عام 1966ـ والتي بلغت ذروتها في مذبحة قانا ـ كان للصحفي الإسرائيلي آرى شافيت رأي يقول: إن متحف الهولوكوست يجعل إسرائيل تتمتع بالحصانة رغم تصرفاتها.
ويستمر الابتزاز الإسرائيلي في التعويضات المالية التي منحتها ألمانيا عام 1952 من جهة، ومن جهة أخرى أنجزت الحكومة الألمانية تسوية تدفع بموجبها 10مليون دولرا سنويا لاثنتي عشرة سنة، تدفعها لمؤتمر المطالب اليهودية من ألمانيا لتصل إلى الضحايا اليهود، أو أولئك الناجين الذين سبق وعوضتهم ألمانيا تعويضات قليلة، ولكن مؤتمر المطالب اليهودية ألغى الاتفاق وسعى لوضع يده على الأملاك اليهودية التي نزعت عنها ملكية حكومة ألمانيا الشرقية وتقدر بمئات الملايين من الدولارات.
يوضح الكتاب الأساليب الأخرى للابتزاز، والطريقة المخزية التي وزعت على أساسها التعويضات.
وتظلل صناعة الهولوكوست محصنة بقوة في الحياة الأمريكية، كما كرس لهذه الصناعة من مؤسسات وخبراء يحمون ذكراها.
وعجيب أن أمريكا تستدعي ذكريات أحدث الهولوكوست، ولكن كم وكم هولوكوستا بأساليب متعددة في العالم المعاصر تعزف الولايات المتحدة عن ذكرها؟!!.
إن كتاب صناعة الهولوكوست الذي استعرضنا أهم ما ورد فيه من أفكار يبقى شهادة مميزة ومعلومات وافرة تكشف المزاعم والادعاءات المفتراة والاستغلال الغربي المادي المتفاقم.
ـ[طرف]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 02:30]ـ
الخط صغير جدا بارك الله فيك ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 10:39]ـ
صناعة الهولوكوست
تأملات في استغلال المعاناة اليهودية
تأليف د: نورمان فنكلستين
ترجمة: د. سماح إدريس
عرض: حسن العويشي
سر رهيب يكمن وراء إلحاح الصهيونية العالمية بشكل دائم على إبقاء الوعي العام لليهود في حالة تذكر دائم، فوضع بين المناهج الدراسية الإسرائيلية منهج يعنى بالطائفة اليهودية التي أبيدت، كما خصص يوم حداد في 27 إبريل من كل عام، وفي العرض التالي لكتاب صناعة الهولوكوست الصادر عن دار الآداب ببيروت عام 2001 قد تتكشف خيوط نسيج هذا السر.
(يُتْبَعُ)
(/)
اتخذ اليهود من قضية الهولوكوست حائط مبكى آخر، وجعلوا منها سبيلا للوصول إلى مصالحهم. فما هي حقيقة هذه القضية في الفكر الغربي من جهة؟ ولدى اليهود من جهة أخرى؟ وكيف استطاعوا تحويلها إلى سلاح أيديولوجي؟
بموضوعية يتناول الدكتور نورمان فنكلستين موضوع صناعة الهولوكوست معتبرا أن هذه الإبادة النازية استغلت لتبرير السياسات الإجرامية الإسرائيلية وتبرير الدعم الولايات المتحدة لهذه السياسات، ونهضت هذه الحملة كسياسة ابتزازية جنت أموالا خالية من أوربا باسم " ضحايا الهولوكوست المحرومين ".
لقد بقيت قضية الهولوكوست حتى وقت قريب بعيدة عن التناول إلا من حفنة ضئيلة من الأقلام، ولم يعرها الأمريكيون اهتماما كبيراً كما أن اليهود أنفسهم كبتوها لأنها صدمة كبيرة بالنسبة إليهم، كما أن السياسات الافتعالية التي انتهجها اليهود الأمريكيون، والمناخ السياسي الذي يعيشون فيه، كان سبباً آخر في صمتهم .. ويضاف إلى ذلك تحالف ألمانيا الغربية مع أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية في 1949م كسبب في صمت أو نسيان الأمريكان اليهود قضية الهولوكوست؛ لأنهم رأوا أنه يحتمل من جراء الخوض فيها أن تزداد تعقيدًا.
تضافرت مع هذه الأسباب أسباب أخرى كمعارضة اليهود للتحالف السوفييتي الألماني في زمن الحرب الباردة، ولتقويض فكرة التحالف أخذوا يضربون على وتر الهولوكوست، كما ذهبت بعض المنظمات الأمريكية الرئيسية إلى شجب الغزو السوفييتي لهنغاريا، باعتباره المحطة الأولى على طريق إبادة روسية لليهود.
وإذا كانت المنظمات اليهودية قد قللت من شأن الهولوكوست في الأعوام التي تلت الحرب العالمية الثانية، تماشيا مع الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الباردة، الإ أن القادة الأمريكيين اليهود صرحوا بخشيتهم من انضمام متوقع قبل قيادة إسرائيل اليسارية ذات الأصول الأوربية الشرقية إلى المعسكر السوفييتي.
مقاييس الذاكرة الهولوكوستية
ومع حلول أزمة السويس عام 1956م بلغت الصدامات الإسرائيلية المتقطعة مع الولايات المتحدة ـ على أمور السياسة ـ ذروتها، إذ كانت إسرائيل متواطئة مع بريطانيا وفرنسا على مهاجمة الزعيم القومي جمال عبد الناصر.
ومما زاد في جذب انتباه أمريكا إلى قدرة إسرائيل والنظر إليها كرصيد إقليمي ذلك الانتصار الخاطف الذي حققته إسرائيل واحتلالها لجزيرة سيناء.
وخلال هذه الأزمة، وبالرغم من طلب " أيزنهاور" من إسرائيل الانسحاب الكامل من سيناء، فإن القادة الأمريكيين اليهود دعموا الجهود الإسرائيلية وسخروا جهودهم لانتزاع تنازلات أمريكية.
وما كان خضوع إسرائيل لقوة الولايات المتحدة بالنسبة إلى النخب اليهودية الأمريكية مقصودًا به الكسب ولكنه جاء رمية من غير رام، أما اندماج اليهود فقد نشأ بناء على مقولة إن الاندماج حلم خليجي واليهود سيعتبرون على الدوام أناسا مرشحين لأن يكونوا غرباء عديمي الولاء للدولة التي يسكنون فيها، ولحل هذا المأزق سعى الصهاينة إلى تأسيس وطن قومي لليهود، ولكن الحقيقة أن تأسيس إسرائيل فاقم المشكلة بالنسبة إلى يهود الشتات.
ترسيخ التحالف الأمريكي الإسرائيلي
وبعد حرب يونيو 1967 اكتشفت النخب اليهودية الأمريكية إسرائيل التي توجه بنادقها في الاتجاه الذي يريدون، وارتقت النخب اليهودية لتقف في صدارة الممثلين في مسرحية الحرب البادرة، وهكذا تحولت إسرائيل إلى رصيد استراتيجي لليهود الأمريكيين وللولايات المتحدة أيضا، وهذا ما جعل المنظمات الأمريكية اليهودية التقليدية تكرس وقتها بعد حرب يونيو 1967م لترسيخ التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي، وزادت التغطية الصحفية لأخبار إسرائيل في (نيويورك تايمز)، ولكن حين شعر البعض ـ ممن أطلقوا عليهم فيما بعد بالمستعربين ـ بأن ميل الولايات المتحدة كل الميل مع إسرائيل وتجاهل النخب العربية يضعف المصالح القومية للولايات المتحدة، كان البعض الآخر ينظر إلى حقيقة ما تفعله إسرائيل من احتلال لأجزاء من الأقطار العربية المجاورة، يلحق الضرر أيضا بإسرائيل ومصالحها، وأن أنصار إسرائيل في سياستها الاستعمارية هذه هم أنصار انحطاطها الخلقي ودمارها النهائي ـ على حد تعبير "نعوم تشومسكي"ـ ولكي يحمي اليهود رصيدهم الإستراتيجي أخذوا يتذكرون الهولوكوست وذلك في توقيت يعطي هذا التذكير تفسير آخر. لقد كان ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
كله حين قامت حرب يونيو 1967 وشعرت إسرائيل بالخطر المحيق بها وبات خوفها من هولوكوست ثانية يؤرقها، وأعلن ديفيد بن جوريون أن (700) ألف يهودي يواجهون (17) مليون عربي توقعت الولايات المتحدة انتحارا يهودياً جماعياً وهولوكوستاً كاملاً في فلسطين، وتوقع جهاز الاستخبارات الأمريكية ( C.I.A) هزيمة يهودية في حال نشوب الحرب، ولكن إسرائيل في 1967 اكتسحت جيرانها العرب خلال أيام معدودة، وبعد أن قدمت إسرائيل عرضها الباهر لسيطرتها العسكرية التفتت إلى صناعة الهولوكست التي ازدهرت.
وحين نشبت معارك 1973 بين العرب وإسرائيل تفاقمت مخاوف اليهود الأمريكيين من تعرض إسرائيل للأخطار، ولذلك عادت الذاكرة الهولوكوستية للحياة.
وفي حقيقة الأمر أن بروز صناعة الهولوكوست إلى وسط الأحداث ليس ناجما عن نكسات إسرائيل في حرب 1973 وما عانته إسرائيل بعد الحرب من العزلة والنبذ، ولكن العرض العسكري المصري الباهر أقنع صناع القرار من النخب الأمريكية والإسرائيلية بأن تسوية دبلوماسية مع مصر ـ التي تتضمن عودة الأراضي المصرية التي سبق لإسرائيل الاستيلاء عليها في يونيو 1967 ـ صار محتماً.
الهولوكوست والمصلحة اليهودية
وإذا عدنا مع الكاتب إلى مبررات تذكر إسرائيل للهولوكوست يبدو لنا أن النخب اليهودية الأمريكية لم تتذكر الهولوكوست النازية قبل يونيو 1967 إلا حين كانت نافعة لها سياسيا، فاستفادت إسرائيل من الهولوكوست النازية خلال محاكمة Aikhman ايخمان، وحين أثبتت الهولوكوست فائدتها عمدت الحركة اليهودية الأمريكية المنظمة إلى استغلالها كصناعة تدفع إسرائيل من خلالها النقد عن كيانها.
وباتت الهولوكوست الوتر الذي يعزفون عليه، وبقوا كذلك حتى عام 1967 حين لم يعد القس جيسي جاكسون قادراً على احتمال تلك المعزوفة فقال: "إنه سئم وتعب من الاستماع إلى حديث الناس عن الهولوكوست ". فهاجمته النخب الأمريكية اليهودية متذرعين بمناصرته للموقف الفلسطيني، وليس بسبب ملاحظاته المعادية للسامية، وبذلك تحولت صناعة الهولوكوست إلى سلاح أديديولوجي فعال.
وهكذا فإن تفعيل صناعة الهولوكوست لم ينجم من ضعف إسرائيل أو عزلتها، ولا الخوف من هولوكوست ثانية بعد حرب 1967، فمع حلول السبعينيات خفت وطأة معاداة السامية في الحياة الأمريكية. ومع ذلك قرع اليهود ناقوس الخطر محذرين من نزعة عداء للسامية جديدة، وتحولت حالة التخوف هذه إلى هيستريا مختلفة خدمت أهدافا متعددة للحركة اليهودية الأمريكية المنظمة.
والطريف أنه مع تحرك النخب اليهودية بعدوانية لحماية مصالحها الطبقية والآنية دمغت هذه النخب كل معرضة لسياساتها المحافظة الجديدة بتهمة العداء للسامية، وصارت الحالة إلى أنه كما تذكرت اليهودية المنظمة الهولوكوست حين بلغت القوة الإسرائيلية الذروة فإنها تذكرت الهولوكوست حين بلغت القوة اليهودية الذروة، وكما ألزم الإسرائيليون الذين دججتهم الولايات المتحدة بالسلاح ضد الفلسطينيين الجامحين حدهم.
فالهولوكوست على حد تعبير الكاتب الإسرائيلي "بواس ايفردن" عملية تلقين دعائية رسمية تمخضت عن شعارات وتصورات زائفة عن العالم، وليس هدفها منهم الماضي على الإطلاق بل التلاعب الحاضر، ويرى الكاتب " جايكوب نوزثرة " أن أول وأهم ادعاء انبثق من حرب 1967 وأصبح شعار لليهودية الأمريكية هو: أن الهولوكوست فريدة وليس لها نظير في التاريخ الإنساني.
فيما سخر المؤرخ " دايفيد ستازد" في إحدى مقالاته من " صناعة صغيرة من كتبه سير قديسي الهولوكوست الذين يؤكدون فرادة التجربة اليهودية بكلل ما ملكت أيديهم من طاقات اللاهوتيين المتعصبين وبراعتهم؛ وذلك لأن المذهبية الجامدة القائلة الفرادة منافية للمعقول بعد كل حساب".
ادعاء هولوكوست
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤكد كتاب صناعة الهولوكوست أن الخدعة الكبرى الأولى التي ظهرت في أدبيات الهولوكوست كتاب العصفور المدهون لمؤلفه "جيرزي كوسنيسكي " والذي لفق الأحداث المرضية التي رواها، وسار على طريقته "بنجامين مرسكي" في كتابه "شظايا"، وفيه صور الحياة بعد الهولوكوست لا أثناءها وتبعه كتاب "جلادو هتلر المتطوعون" " لدانيال جوناه غولدهاغن " الذي امتدحته النيويورك تايمز وترجتمه إلى لغات كثيرة، وهو لا يعدو كونه تجميعاً ملخصاً للعنف السادي، وهو يخلو من أي قيمة أكاديمية، كما كشفت إحدى المجلات بتحقيق ـ مركّز ـ خداع " كوسنيسكي " وعصفوره المدهون.
وبالرغم من براءة العرب ونظافة الرداء العربي من أي أوشاب هولوكوستية، فإن موسوعة الهولوكوست التي حررها إسرائيل غوتمان حملت مفتي القدس الحاج أمين الحسيني درواً رئيسياً، واستمات الإسرائيليون مبررو الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982 في تلطيخ صورة العرب وقرنها بالنازية.
والعجيب أن سياسة متحف الهولوكوست تنهج إلى تحديد من يجب إحياء ذكراهم، فهل كان اليهود هم الضحايا الوحيدين للهولوكوست رغم أن نصف مليون غجري تقريبا قضوا نحبهم في المحارق النازية؟
ولكن فيما يبدو أنه تمكن دوافع متعددة وراء تهيش المتحف لإبادة الغجر،فحياة اليهودي حسب اعتقادهم أهم من حياة الغجري.
وفي أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان عام 1966ـ والتي بلغت ذروتها في مذبحة قانا ـ كان للصحفي الإسرائيلي آرى شافيت رأي يقول: إن متحف الهولوكوست يجعل إسرائيل تتمتع بالحصانة رغم تصرفاتها.
ويستمر الابتزاز الإسرائيلي في التعويضات المالية التي منحتها ألمانيا عام 1952 من جهة، ومن جهة أخرى أنجزت الحكومة الألمانية تسوية تدفع بموجبها 10مليون دولرا سنويا لاثنتي عشرة سنة، تدفعها لمؤتمر المطالب اليهودية من ألمانيا لتصل إلى الضحايا اليهود، أو أولئك الناجين الذين سبق وعوضتهم ألمانيا تعويضات قليلة، ولكن مؤتمر المطالب اليهودية ألغى الاتفاق وسعى لوضع يده على الأملاك اليهودية التي نزعت عنها ملكية حكومة ألمانيا الشرقية وتقدر بمئات الملايين من الدولارات.
يوضح الكتاب الأساليب الأخرى للابتزاز، والطريقة المخزية التي وزعت على أساسها التعويضات.
وتظلل صناعة الهولوكوست محصنة بقوة في الحياة الأمريكية، كما كرس لهذه الصناعة من مؤسسات وخبراء يحمون ذكراها.
وعجيب أن أمريكا تستدعي ذكريات أحدث الهولوكوست، ولكن كم وكم هولوكوستا بأساليب متعددة في العالم المعاصر تعزف الولايات المتحدة عن ذكرها؟!!.
إن كتاب صناعة الهولوكوست الذي استعرضنا أهم ما ورد فيه من أفكار يبقى شهادة مميزة ومعلومات وافرة تكشف المزاعم والادعاءات المفتراة والاستغلال الغربي المادي المتفاقم.
ـ[طرف]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 02:25]ـ
بارك الله فيك أخ محمد
هل الكتاب هذا متواجد في السعودية ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 02:00]ـ
لا علم لي اخي العزيز.(/)
خواطر روحية لسيد قطب .. !!!
ـ[أروع]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 03:41]ـ
هذه مجموعة خواطر لسيد قطب رحمه الله حينما كان في المعتقل .. كتبها لأخته .. أحببت أن أنقلها لكم متسلسلة يستفيد منها الجميع .. يقول فيها الخاطرة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الحبيبة ... هذه الخواطر مهداة إليك ...
إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء، وتحسينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، و ترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة. إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، وما يكاد يصنع شيئآ إلأ أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ... مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي إ .... كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار .. الأمهات تحمل وتضع، الناس والحيوان سواء، الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيبض المتفتح عن أحياء وحياة .. الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار .. السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج .. كل شىء ينمو على هذه الأرض ويزداد!.
بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة و يمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! .. والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه!!
قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحآ .. و يندفع الناس والحيوان، و الطير و الاسماك، الدود و الحشرات، العشب و الأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء! .. والموت قابع هنالك ينهش نهشة ويمضى ... أو يتسقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!!.
الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا و من هناك .. كل شيءإلى نماء .. نماء في العدد و النوع، نماء في الكم والكيف .. لو كان الموت يصنع شيئآ لوقف مد الحياة! .. ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة ... !.
من قوة الله الحى ... تنبثق الحياة وتنداح!!.
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 02:31]ـ
جميلة خواطر الأستاذ الجليل سيد قطب ..
و في هذه الخاطرة تمسك الاستاذ بتجلي اسم الله المحيي .. ربما لحاجته إلى التفاؤل في ذلك الظرف ... لا التفاؤل بالحياة الدنيوية .. فقد كان رحمه الله يشتاق للشهادة .. و إنما التفاؤل بانتصار النور على الظلام و الحياة على الموت و الإيجابية على السلبية ... ؟!
و لكن يطيب لي هنا نقل كلام عجيب للأستاذ النورسي رحمه الله .. و قد آتاه الله عز و جل قدرة عجيبة على فهم الوجود و التفاعل معه إلى درجة أن د. عماد الدين خليل يقول " إن فهم النورسي للوجود يقترب من نهايات الولاية العظمة لغير الأنبياء و المرسلين "!!!
يقول النورسي:
"
اليكم البشرى .. اليكم نسمة أمل وخير، ان لكم محبوباً ازلياً باقياً، يداوي الجروح المتمخضة من لوعة الفراق الابدي لمحبوبتكم الدنيوية ويمسها ببلسمه الشافي بمرهم رحمته. فما دام هو موجوداً، وما دام هو باقياً فكل شئ يهون .. فلا تقلقوا ولا تبتئسوا. فان الحسن والاحسان والكمال الذي جعلكم مشغوفين باحبائكم ليس الاّ لمحة من ظل ضعيف انشق عن ظلال الحجب والاستار الكثيرة جداً لتجلٍ واحدٍ من تجليات جمال ذلك المحبوب الباقي. فلا يعذبنكم زوال اولئك وفراقهم، لانهم جميعاً ليسوا الاّ نوعاً من مرايا عاكسة، وتبديل المرايا وتغييرها يجدد ويجمّل انعكاسات تجلي الجمال وشعشعته الباهرة، فما دام هو موجوداً، فكل شئ موجود اذن. "
و يقول:
"فإن قابلت ذلك الجمال الباهر - جمال الأسماء الإلهية - بجمال الإيمان و جمال العبودية ... تكن أحسن مخلوق و في أحسن تقويم ". و من أسماء الله: المميت!!
ـ[أروع]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 03:05]ـ
مشكور خلوص على المرور والإضافة
ـ[ابن خالد]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 05:09]ـ
رحم الله الشهيد-نحسبه والله حسيبه- ..... بارك الله فيك أخي الكريم.(/)
لصوص الرقية (لانجونا إن نجوّا)!!
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 09:54]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
وجاء عن عليّ بن أبي طالبٍ رضى الله عنه أنه خَطَب في الناس، فحَمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: (يا أيها الناس .. إنما هلَكَ مَن كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولَم ينههم الربانيون والأحبار، فلمَّا تمادوْا أخذتهم العقوبات؛ فأْمُروا بالمعروف وانْهَوْا عن المنكر قبل أن ينزل بكم الذي نزَل بهم، واعلموا أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يَقطع رزقاً ولا يُقرب أجلاً) اهـ.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر هذا الدين الحنيف، ولا تقوم الأمة بدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا قال تعالى -: {كنتم خير أمة أخرجت لناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} وقال تعالى -: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينتهون عن المنكر}، فجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من سمات المؤمنين، وقال تعالى -: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).
وقد استُحدث فى أمر الرقية مالم يكن فيه على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاعلى عهد أصحابه وعلى على عهد من تبعهم من القرون الأولى المفضلة، بل لانبالغ لو قلنا أن ماأحدثه تجار الرقية فى هذا الزمان وقى هذا الوقت لأمر لم يكن منذ سنين قليلة، فقد قام بتطوير النصب والاحتيال على الخلق وعلى العباد مستغلين ظروف الناس وحاجتهم للشفاء ورفع الظلم حتى يملؤوا الجيوب والحسابات على حساب المريض والمكروب.
ولو لاحظتم فى الآونة الأخيرة زيادة عدد الشبكات التى تخدم علم الرقية وتساعد الناس رغم أن بعض المتصدرين لإدارتها لايفرقون بين قدم الحمار وربع الدينار فى مجال العلاج وهذا واضح جلى، وقد نكون لاحظنا زيادة فى عدد المتلصّصين على الشبكات، وتبنيهم كرقاة وفتح لهم عيادات يسترزقون من ورائها وماكان على الهاتف وبالرسائل الخاصة كان أطم وأعظم حيث ترسل قيّم العلاج وأرقام الحسابات وأماكن البنوك.
قد لانحتاج فى الوقت الراهن لذكر اسم فلان وعلان من اللصوص وماعليهم من مآخذ ثابتة بما لايدع مجال للتثبت، ولكن هذا لايمنع أن نذكرهم إذا لم يتقوا الله ويتركوا الأمر لأهله، أو على الأقل أن يكفوا عن محاربة الرقاة والمعالجين ورميهم بالبوائق أما تصريحاً وإما تلميحاً!!!
والله لو تتبعنا كتابات هؤلاء وفتشنا ورائهم لأخرجنا مالايقوله أو يفعله مبدع ضال فضلاً عمن قال أنا سنى! ولكن قد ينفع الله بالتلميح ويرعوى صاحب هذا الفعل الشنيع ولايضطرنا إلى التصريح ونشر الغسيل أمام الناس بارك الله فيكم.
ولو كان الراقى عالماً متفنناً لهان الأمر، أو كان جاهلاً لايسرق الناس لهان الأمر، ولكنهم جمعوا بين الجهل واللصوصية، فوجب علينا النصح والبيان والخون من الله الذى بيده نواصينا والله على كل شىء قدير.
أولاً: طلب علم الرقية وطرق العلاج:
لو كان لله تعالى وفى الله فيافوْزكَ وطوبى لك وحسن مآب لأن الله تعالى سيسهل لك به طريقاً إلى الجنة.
اما إذا كان للتكسب والاسترزاق ـ وهذا حال الرقاة فى زماننا هذا ـ فأبشر بهذا الحديث:
(مَن تعلَّم عِلْماً مِمَّا يُبتَغَى به وَجهُ اللهِ - عزَّ وَجَلَّ - لاَ يَتعلمه إلاَّ ليصِيبَ به عَرَضاً من الدنيا لَمْ يجد عُرْفَ الجنةِ يوم القيامة - يعني ريحها -)
صحح إسناده النووي في «رياض الصالحين» ص (371)، وصححه ابن كثير في «إرشاد الفقيه» (1/ 106).
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر فى أى موضع وضعت قدمك بارك الله فيك، وقرائنك واضحة جلية أنك لاتبتغى وجه الله من هذا العمل ((ولتعرفنهم فى لحن القول)) فهذه الدعايات فلان فى المكان الفلانى وفلان وصل للمكان العلانى وفلان قدام إلى ... وسيغادر إلى .. وسبقى إلى ... وسنستضيف فلان فى .. فمن أراد العلاج يتصل بـ .. والله إن بعض الذين استضافوا الرقاة فى بلدانهم ـ لوجه الله زعم ـ كان بدافع أنه يريده لنفسه ولأهله، هذه كلها قرائن لحصد الأموال وجنيها ن بل لم يدعوا بيت الله الحرام حتى أعلنوا أنهم هناك فلربما يريدها طاعة وزيادة أيمان وكم ريال يدخل الجيب يعوض مصاريف العمرة أو الحج، وأتحدى كل من أعلن أنه لم يطلب مالاً أو على الأقل أعطوه مالاً وقال (لا) إنما هذا لله من باب القربة إليه، بل وصل بالبعض الترحال من بلد إلى بلد والإقامة فى غير بلده ليتربح من الناس!!
فالمال وبريقه جعلهم صرعى له، لذا دب بينهم التحاسد والتنافر والبغضاء والتدابر بسبب علو نسبة زبائن ذاك على ذاك.
ثانياً: طلب الأجرة على العلاج: [/ align]
[ وَيَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ]
[يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ]
[وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ]
هذا حال الأنبياء والرسل فى فعل الخيرات ونشر الدعوة ونفع الناس .. فأين أنت منهم؟
قد سُئل «عبدُ الله بن المبارك» عن سَفَلة الناس؟!، فقال: (الذي يأكل بدِينِه!) وأنت تأكل بكلام الله .. فانتبه! ولم يفعل هذا سلفك ولاحتى أبو سعيد الخدرى حجتكم فى أخذ المال على الرقية.
طبعاً هم يتعلقوا بكلام لأهل العلم فهم فى موضوع المال هم ـ مقلدة ـ أما مواضيع أخرى ـ كالاستعانة ـ فتجدهم مؤصلة فقهاء رغم أن المفتى الذى أفتى بجواز أخذ الأجرة هو نفسه المفتى الذى أفتى بجواز الاستعانة كابن عثيمين رحمه الله، ولن تجد على وجه الأرض لاسلفاً ولاخلفاً من العلماء من يسترزق بالرقية أو يأخذ أجراً على علاج.
من أقوى حججهم فى اشتراط المال أو الجعل أو الإجارة:
في «الصحيحين» عن أبي سعيد الخدري (((أن رهطاً من أصحاب رسول الله ? انطلقوا في سفْرَةٍ سافروها حتى نزلوا بحيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم، فأبَوْا أن يضيِّفوهم، فلَدُغ سيِّد ذلك الحيِّ، فسعَوْا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: " لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء ".
فأتوْهم فقالوا: " يا أيها الرهط .. إنَّ سَيِّدنا لُدِغ فسعَيْنا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم شيء؟! ".
فقال بعضهم: (نعم، واللهِ إني لَرَاقٍ، ولكن واللهِ لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً)، فصالحوهم على قطيعٍ من الغَنَم، فانطلق فَجَعَل يتفل ويقرأ: ? الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? حتى لكأنما نَشِطَ من عِقَال، فانطلق يمشي ما به قَلَبَة، قال: فأوْفوْهُم جُعلَهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فَقَدِموا على رسولِ الله ? فذكروا له، فقال: (وما يُدريك أنها رُقية!، أصَبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم بسَهم)))
وليس فى الحديث مايجعلهم يسرقون الناس تحت ستار الشرع ويأخذون أموالهم بالباطل تحت ستار الرقية والعلاج وذلك لأسباب:
1) أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه رقى كافراً ولم يرقِ مسلماً.
2) لم يكن الجعل على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم شىء وارد وإلا لما انتظروا استشارته فى قسمة الجعل، ولم يشترطوا جعلاً إلا بعد أن أبوا أن يضيفوهم وهذا واضح جلى فى الحديث (نعم، واللهِ إني لَرَاقٍ، ولكن واللهِ لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً)!! وقد ذكر ابن القيم أنهم كفرة وقوم بخل ولؤم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً قوله صلى الله عليه وسلم (إنَّ أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله) هو فى مسألة عينية خاصة وهى اشتراط الجعل من قومة لئام بخلاء لايقرؤون الضيف ولايكرمونه، ولو كان كلامه صلى الله عليه وسلم بالعموم لصبح كلام الله حرفة يباع بها ويشترى أعاذنا الله من علم لاينفع!
لاسيما أن 90% من الرقاة إلا من رحم الله يقرأون القرآن ولايعملون به!
قال صحاب كتاب " بيان الأدلة النقلية والعقلية على الفرق بين الرقية الشرعية والتجارية " ..
(أحاديث «اللَّدِيغ»، وإنما جعل الله ذلك للصحابة سبباً لأخذ حقهم من القِرَى الذي منعه هؤلاء اللئام، فالأصل عدم أخذ أجرة على الرقية حتى مع حصول الشفاء - بإذن الله -، لأن ذلك قُربة لله، وهو من حق المسلم على أخيه المسلم، فهو من أعمال البِرِّ كتغسيل الميت - مَثَلاً -.
قال أبو طالب: سألتُ أبا عبد الله «يعني الإمام أحمد بن حنبل» عن الرجل يغسِّل الميت بِكِراء؟! - أي بأُجْرَة -، فقال: (بِكراءٍ!!)، واستعظم ذلك، قلتُ: يقول: " أنا فقير "؛ فقال: (هذا كَسْب سُوء!)؛ قال ابن تيميه - معلقاً على ذلك -: (وَوَجْه هذا أنَّ تغسيل الموتى من أعمال البِرِّ، والتكسُّب بذلك يُورِث تَمَنِّي موت المسلمين!، فيشبه الاحتكار) انتهى.
فاشتراط المال مدعاة لتمنى مرض المسلمين فيسد هذا الباب كما سديتم باب الاستعانة ـ بارك الله فيكم ـ فلا ينكر صاحب مركز رقية إنما كلما امتلأ المركز بالناس كلما شعر بسرور قهرى فى نفسه وإلا كيف سيدفع أجرة المكان والعمال والنور والماء والمواد وكيف سينفق على أهله وأبنائه، والذى ليس عنده مركز هل يُشهد الله تعالى وملائكته أن رقية من يدفع المال ـ لاسيما المعطاء الثرى ـ هى نفسها رقية من لامال له ولاسند؟ هل يقسم على ذلك ويجعل لعنة الله على الكاذبين أن لافرق بينهما؟
هل استدعاك وزير أو أمير أو سفير ألا تأتيه حبواً بغية رضاه وطمعاً فى ماعنده؟ وهل إذا أتاك عليل فقير صرفته بحجة المشاغل والظروف او حددت له موعداً بعد أسابيع؟
ألم تتعلق قلوبكم بالمال اكثر من تعلقها بالله، خفتم على المستعين من الشرك فوقعتم فى شرك اعظم وأخفى ألا هو حب المال والتعلق به والطمع فيما عند غير الله .. فاعلم أن يعلم ماتحوى الصدور!
وعندما أفتى الشيخ أحمد النجمى رحمه الله من المملكة السعودية بعدم جواز ذلك وإنما الجعل فى الحديث خاص بالكافر ومن منعهم الضيافة قال أحد اللصوص ـ كذباً ـ فى المنتديات (الشيخ ـ يقصد النجمى ـ موقوف عن الفتوى فى السعودية) وكأن العبرة فى قول الشيخ وليس فى الدليل لاكثر الله من أمثاله.
إذاً الراجح عدم أخذ المال على الرقية ولو مع شرط الشفاء لأن هذا لم يكن ديدن الصحابة ولم يكن هذا فعلهم.
أما من أعطى راقياً مالاً أو هدية بلا استشراف نفس ولاطلب ولاطمع ولاتعلق فهذا لابأس به إن شاء الله وتركه اولى والمعصوم من عصمه الله تعالى.
فلننظر لما تقدم بعين الإنصاف والتجرد ولنقبل ماكان فيه من حق ولنرد ماكان فيه من باطل والحق يؤخذ ممن كان والله المستعان!!
وأخيراً لله درّ من قال:
[ align=center] إِحْذَرْ رُقاةَ زَمَانِنَا إنْ يَطْلُبُوا ... مِنْكَ الدَّرَاهِمَ حِيلَةُ الْمُحْتَالِ
لَيْسَتْ تَحِلُّ لَهُمْ وَأنْتَ تَظُنُّهَا ... حَقًّا لَهُمْ فَتَجُودُ بِالأمْوَالِ
لاَ تُخْدَعَنَّ فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى ... هَدْيِ الرَّسُولِ بِفَاسِدِ الأَحْوَالِ
كَلاَّ وَلاَ الصَّحْبِ الكِرَامِ جَمِيعِهِمْ ... حَاشَاهُمُو مِنْ سَيِّءِ الأَعْمَالِ
مَا قَارِيءٌ جَعَلَ القِرَاءَةَ حِرْفَةً ... إلاَّ لِيَرْبَحَ وَهْوَ كَالْبَطَّالِ
لاَ يَسْتَحِقُّ عَلَى القِرَاءَةِ دِرْهَماً ... وَأَرَاكَ تُعْطِيهِ بِلاَ إِقْلاَل
مَا هَؤُلاَءِ سِوَى التِّجَارَةِ يَمَّمُوا ... بِوَسِيلَةٍ كَوَسَائِلِ الأنْذَالِ
وَبِنَفْخَةٍ كَسَبُوا الدَّرَاهِمَ دُونَمَا ... تَعَبٍ وَغَرُّوا سَائِرَ الْجُهَّالِ
وكتبه:
أبو همام الراقى كان الله فى نصرته
http://www.rc4js.com/vb/showthread.php?p=37986#post379 86(/)
لا تقل: "لاحياة لمن تنادي" ولكن: "لا منادي ينادي"
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تقل: " لاحياة لمن تنادي " ولكن: " لا منادي ينادي "
بقلم: رابح مختاري / قسم الدكتوراه أصول الفقه
هذه كلمة فائقة وعبارة عميقة من الإمام المربِّي باعث النهضتين الأدبية والعلمية في الشمال الافريقي العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله تعالى - حين زار بعض القرى التي خيَّم فيها الجهل وضرب بِجِرانه وجثمت على صدرها الأمية، فشكى إليه بعض مثقفيها حال الأمة بها وما آل إليه أمرها وقال له كلمة تدل على أنَّ اليأس قد سكن قلبه وسرى في أوصاله: " يا شيخ لا حياة لمن تنادي "، أي إن الناس قد أصبحوا موتى لا يستجيبون لدعوة أحد ولا ينفع فيهم وعظ ولا إرشاد، وهل ينفع تحريك جسم هامد أو يجدي ضرب في حديد بارد؟ إن كلمات الشيوخ ووعظهم لا يعدو أن يكون صرخة في واد أو نفخة في رماد على حدِّ قول الأول:
لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها أضاءت * ولكن أنت تنفخ في رماد
فبادره الإمام ابن باديس مصحِّحا ومرشدا وباعثا الأمل في نفوس السامعين فقال: (لا تقل" لا حياة لمن تنادي "، ولكن قل:" لا منادي ينادي "، فأكثروا إذن من المناداة إن أردتم أن يستجاب لكم ولا تخافوا من الراقدين ولا سيما إذا طال رقادهم كما هي الحالة عندنا) اهـ.
إنها كلمة صادرة من نفس مليئة ثقة بربها يشع منها الأمل والتفاؤل، والبعد عن اليأس والتخاذل، والشيء من معدنه لا يستغرب فصاحبها راسخ الإيمان قويُّ العزيمة عميق الفكرة بعيد النظر واسع الأفق، قرأ أمته وفهمها كما يقرأ الكتاب ويفهم، ودرسها كما تدرس الحقائق العلمية فعرف مكمن الداء وسر الأدواء، واتضحت له الرؤية واستقام له الطريق فسار على هدى من ربه مستضيئا بنور العلم وحسن القصد ورباطة الجأش وقوة التوكل ما ضعفت له عزيمة ولا لانت له قناة، ولا فُلَّت له صفاة، لسان حاله ما قاله الأول عما يصيبه من حوادث وبلايا:
فما ليَّنت منا قناةً صليبةً * ولا ذلَّلتنا للذي ليس يجمُل
ولكن رحلناها نفوسا كريمةً * تُحمَّل ما لا يستطاع فتحمل
وقَينا بحسن الصبر منا نفوسَنا * فصحَّت لنا الأعراضُ والناسُ هزَّل
هناك فرق عظيم وبون شاسع بين النائم والميت، فهذه الأمة لم تمت ولن تموت ما تمسكت بالإسلام وحافظت على لسانها العربي وأخوتها الحقة، ولكنها نامت مدة من الزمان لا تلبث أن تستيقظ إن وجد فيها من يوقظها وينادي في أذنها أن استيقظي لطلب المعالي وتسنُّم ذرى الأمجاد.
إنها أمة تعيش في ظلام دامس وليل بهيم، ولكن ما دام فيها رمق من حياة فهو ليل يرتجى بروز فجره وبزوغ شمسه إذا أخذت بأسباب الحياة ومقومات النجاة ونفضت عن كاهلها غبار الجهل والتخاذل وليست هي أمةً ميتةً ليلُها كليل الضرير صبحه غير منتظر.
لقد أدرك ابن باديس أن اليأس في وقت الشدة وخناق البلاء قاتل للهمم وناقض للعزائم ومثبط للرجال وأنه مزلق خطير من مزالق الشيطان إذ الواجب انشراح الصدر بالتفاؤل واستنهاض الهمم وزرع البشرى في النفوس الضعيفة الخائفة، ونشر الأمل في زمان القنوط لتحويل الضيق إلى سعة والمنحة إلى محنة والألم إلى أمل، ولهذا كان يقول:
واهزز نفوس الجامدين * فربما حيي الخشب
وهذا أسوتنا وقدوتنا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - لما شكا إليه الصحابة - رضي الله عنهم - ما أصابهم من المشركين من شدة قال لهم: «والله ليَتِمَّنَّ هذا الأمرُ حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون» (رواه البخاري).
فاليأس ليس مطلوبا شرعا ولا مقصودا أصلا بل هو إطفاء لجذوة التفاؤل وإذكاء لشعلة التشاؤم وسوءِ الظن، ولا يجني منه صاحبه إلا ضعف العبادة والأمراض النفسية والقعود عن العمل النافع.
فيا أُخَيّ لا تسلم قيادك لليأس ولا تلق بنفسك في أحضان القنوط، فالشدائد بتراء لا تدوم وإن طالت، وللبلايا أوقات ثم تنصرم.
وكل الحادثات وإن تناهت * فمقرون بها الفرج القريب
رحمة الله على الإمام ابن باديس فقد كان خير منادٍ في أمته فاستيقظت بعد رقاد وانتبهت بعد سهاد فما ذهبت كلماته سدى ولا جهوده ضياعا وتلك هي آثار الإخلاص في أعمال الرجال.
المصدر: موقع " منار الجزائر ": http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=370&Itemid=1
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 09:35]ـ
جزى الله خيرا الشيخ رابح مختاري على هذا المقال
والشكر موصول للأخ فريد
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 02:48]ـ
ولك من الشكر أجزله وأوفاه على رفعك للموضوع: أخي أبا عبد الرحمن، وحقا كما قال الشيخ ابن باديس - رحمه الله -: (لا تقل: " لاحياة لمن تنادي " ولكن: " لا منادي ينادي ") ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Aug-2009, صباحاً 12:44]ـ
- للفائدة -
ـ[عبدالعزيز التميمي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 02:10]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله في الشيخ(/)
ما صحة قصة رجوع شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنه إلى المذهب الأشعري؟؟؟!!!!!
ـ[صالح المقبلي]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:23]ـ
الحمد لله رب العالمين ....
قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني: ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أميرآل فضل، فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه وأحضر إلى القلعة ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري. ثم وجد بخطه ما نصه: الذي اعتقد أن القرءان معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت، وأن قوله: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء. وكتبه أحمد بن تيمية. ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارا وذلك في خامس عشري ربيع الأول سنة 707، وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الحال وأفرج عنه وسكن القاهرة. أ ـ هـ من (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) من تصنيف أمير المؤمنين في الحديث الإمام الحافظ أبي الفضل ابن حجر العسقلاني ط1414هـ ـ دار الجيل ـ ج1 / ص148
فهل لهذه القصة أصل صحيح, خصوصا و أن كتب الشيخ ـ رحمه الله ـ على خلاف ما ذكره الحافظ ابن حجر.
نرجو المشاركة و بيان حقيقة هذه القصة ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:24]ـ
نعم .. أرجوا من المشايخ دحض هذه الشبهة بارك الله فيهم ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:40]ـ
جمع الشيخ الفاضل فيصل مبحثا ملخصا و مفيدا -و ليته يثريه بتحقيقات أعمق - بين فيه التلبيس الكامن في هذه الفرية تجده مع فوائد اخرى على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36074
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:46]ـ
بوركت أخي ابن الرومية ..
ـ[صالح المقبلي]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله فيك أخي ابن الرومية ... و مازلنا في انتظار الكثير ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 01:14]ـ
و فيكما بارك الله أخواي فعلا فمثل الشيخ ينتظر منه لانكبابه على الاشتغال و التنقيب(/)
حزب الله في الميزان
ـ[روح سارة]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 10:51]ـ
حزب الله في الميزان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ففي غمرة الأحداث التي تجري في المشرق الإسلامي عامة ودولة لبنان خاصة، يطل علينا احد الأحزاب السياسية الدينية ليصور للمسلمين أنه من يقود الأمة في شتى أمورها الدينية والسياسية والعسكرية.
وكان للحرب التي نشبت بين هذا الحزب والكيان الصهيوني في صائفة عام 1427هـ/2006 م في الأراضي اللبنانية صداها الإعلامي الكبير والتي جنى من خلالها هذا الحزب المسمى "حزب الله!؟ " شعبية وتأييدا كبيرين من الشعوب الإسلامية التي ترى في الكيان الصهيوني ورما خبيثا يجب استئصاله مهما كانت الجهة المستأصلة.
لذلك أردت من خلال هذه السطور إظهار شيء من حقيقة هذا الحزب للقراء الأعزاء ليكونوا على بصيرة من أمرهم. كل ذلك معذرة إلى الله و إبراءً للذمة ونصحاً للأمة فأقول:
كيف تأسس حزب الله؟
تأسس حزب الله الشيعي في لبنان عام 1982 م ولكنه دخل معترك السياسة عام 1985 م. وقد ولد هذا الحزب من رحم حركة أمل الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران.
وقد تسمى بداية باسم 'أمل الإسلامية' رغبة في توسيع نطاقه ليشمل كافة الأمة الإسلامية. ونظرا لما اقترنت به حركة أمل الشيعية من أعمال وحشية وجرائم بشعة 1 لا تخول وليدها 'أمل الإسلامية' من استلام مهام الدفاع عن الأمة، وخشية من هذا فقد كون حزب جديد وهو ما يعر ف اليوم بـ 'حزب الله'. 2
من هو حسن نصر الله؟
حسن عبد الكريم نصر الله (خميني العرب) من مواليد بلدة البازورية القريبة من مدينة صور يوم 21 أوت 1960 م.
التحق بحركة أمل الشيعية التي أسسها موسى الصدر ثم أصبح مندوبا لها في بلدة البازورية.
سافر إلى النجف العراقية عام 1976 م لتحصيل العلم الديني وهناك تعرف على رجل يدعى عباس الموسوي. فربطتهما صداقة متينة كان لها الفضل في مساهمتها بتأسيس حزب الله عام 1982 م.
في سنة 1985 تم تعيينه عضوا في القيادة المركزية وفي الهيئة التنفيذية للحزب عام 1987 م ثم أمينا عاما له على إثر اغتيال الأمين العام السابق عباس الموسوي عام 1992 م ثم أعيد انتخابه مرتين. 3
عقيدة حزب الله:
العقيدة الدينية لهذا الحزب وأنصاره التشيع أو كما يسمون أنفسهم شيعة جعفرية اثني عشرية، فعقيدة حسن نصر الله لا تحتاج إلى كثير بحث ... فهو شيعي جعفري ينتهج من شتم الصحابة ولعنهم دينا وقربة إلى الله تعالى 4
وقد صرح العلامة الدكتور يوسف القرضاوي –حفظه الله- في لقاء معه أن حسن نصر الله شيعي متشدد 5 ومن أبرز عقائد هذا الحزب:
1 - غلوهم في الأئمة:
حزب الله وأتباعه يتبعون المذهب الجعفري الذي يغلو في آل البيت ويدعون العصمة لهم. وأنهم يعلمون
الغيب ويدعون أيضا أن الأئمة الاثني عشر يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم 6.
حتى وصل بهم الحال إلى تفضيل أئمتهم على سائر الأنبياء إلا محمدا صلى الله عليه وسلم كما اعترف بذلك المجلسي في كتابه مرآة العقول (2/ 290).
2 - عقيدتهم في القرآن الكريم:
يرى هؤلاء الشيعة أن القرآن وقع فيه تحريف من قبل الصحابة، وقد ألفوا في ذلك عدة كتب في إثبات هذه العقيدة من أشهرها كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب لمحدث الشيعة: الميرزا حسين النوري الطبرسي.
ويرون كذلك أن القرآن لم يجمعه إلا الأئمة 7 بل وصل بهم الحال –والعياذ بالله- إلى القول بأن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم 17 ألف آية كما اعترف بذلك عالمهم وصدر حكمائهم ورئيس العلماء نعمة الله الجزائري الموسوي في كتابه الأنوار النعمانية (2/ 363)
3 - عقيدتهم في الصحابة وأمهات المؤمنين:
يعتقد الشيعة أن لعن الحلفاء الثلاثة من أعظم القربات عند الله كما يلعنون زوجات النبي (عائشة وحفصة) 8 رضي الله عن الجميع.
4 - عقيدتهم في العصمة والولاية:
إنهم يعتقدون بعصمة وإمامة أئمتهم 9 الاثني عشر والقول بولايتهم وكذلك يرون أن الولاية شرط لقبول العمل وأن بفقدها لا يقبل عمل المسلم مهما كان ولهذا عقد المجلسي بابا في كتابه بحار الأنوار بعنوان (باب لا تقبل الأعمال إلا بالولاية) 10
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه بعض أهم وأخطر عقائدهم بالإضافة إلى عقائد أخرى مثل إيمانهم بالتَّقية 11 ويقولون بعقيدة الرجعة أي رجعة الأموات قبل يوم القيامة 12 نعوذ بالله من هذه العقائد الفاسدة.
والحاصل أن حزب الله حركة شيعية تتبنى المذهب الجعفري الاثني عشري من أهدافها نشر التشيع في لبنان خاصة والعالم الإسلامي تحت دعم سياسي ومالي وديني من إيران.
• علاقة حزب الله بإيران:
تعتبر إيران هي الشريان لحزب الله اللبناني وهي المركز الرئيسي الذي يصدر منه الأوامر، ويلعب حسن نصر الله دور الصلة بين إيران وحلفائها في لبنان 13
ودليل ذلك تصريح للناطق الرسمي باسم حزب الله إبراهيم الأمين قال فيه: "نحن لا نقول إننا جزء من إيران في لبنان نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران' 14
ويمكن تلخيص أسباب التقارب والتحالف والدعم الإيراني لحزب الله في النقاط التالية:
- اختيار إيران لنظام الجمهورية الإسلامية (!؟) في الحكم وهو يلتقي في المبادئ مع تلك التي يؤمن بها حزب الله.
- الانسجام السياسي واتحاد الأهداف المعلنة وغير المعلنة بين إيران وحزب الله 15.
- إيمان كل من الحزب وإيران بنظرية ولاية الفقيه التي أسسها الخميني 16
• علاقة حزب الله بالخميني:
الخميني هو مؤسس فكرة ولاية الفقيه شيعي إمامي اثني عشري ناصره بعض أهل السنة في بداية ثورته منخدعين بشعاراته التي أطلقها من المنفى وعندما قامت دولته أعلن الحرب على أهل السنة في إيران وقتل كثيرا من علمائهم ومن أبرزهم (أحمد مفتي زاده) الذي طالب ببناء مسجد لأهل السنة في طهران فأدخله السجن حتى مات. علما أن طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد لأهل السنة وفي المقابل هناك بِيَعٌ لليهود وكنائس للنصارى ومعابد للمجوس الزرادتشية.
وعلاقة حزب الله بالخميني هي علاقة الروح بالجسد فقد اتخذه الحزب أسوة للسير على منهجه وإتباع طريقته في نشر التشيع وتصديره.
ويعد الخميني المرشد الأعلى الروحي والسياسي للحزب وأعماله وقد كلف مجموعة من المسؤولين الإيرانيين بأن يطلعوه دائما على تحركات العمل الشيعي في لبنان كما كلفهم بمباشرة توجيه حزب الله ونقل أوامره وتوجيهاته إليه بل إن هناك وكالة شرعية أصدرها الخميني بصفته مرجعا دينيا ومنحها لحسن نصر الله ليصبح وكيلا عنه في لبنان في المسائل الشرعية وجباية الحقوق بالإضافة إلى جمع أموال الخمس والزكاة والكفّارات والتصرف بالأمور الحسبية والشرعية حسبما يراه مناسبا.
وهو أمر لم يكن مألوفا عن الخميني الذي كان يحتاط كثيرا في منح الإجازات لعلماء الدين الشيعة وهذا ما يشير إلى ثقته البالغة بنصر الله.
وبعد هلاك الخميني أصبح مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي هو الولي الفقيه الذي يرجع إليه حزب الله دينيا وسياسيا 17
• وضع أهل السنة في لبنان في ظل هيمنة حزب الله:
إن أهل السنة في لبنان يعيشون في ظلم واستبداد بسبب تكالب الرافضة والنصيرية الذين يدعمون فرقة الأحباش التي تحارب أهل السنة وتشككهم في عقيدتهم ونضرب لذلك مثالين ليتضح الحال:
1 - يقوم الشيعة والأحباش بتوزيع كتبهم في لبنان بالآلاف مجانا وهي كتب تدعو إلى عقائدهم. بينما
أهل السنة يخافون من طباعة الكتب العلمية التي ترد على تلك الفرقة ويخشون مصادرة كتبهم على نحو ما جرى من مصادرة كتاب 'لله ثم للتاريخ' والحكم بالسجن على من طبع الكتاب.
ومن ذلك أيضا ما وقع للمطبعة التي قامت بطبع كتاب 'صب العذاب على من سب الأصحاب' للآلوسي حيث هدد أصحابها بحرق مطبعتهم إن أعادوا طباعته.
2 - محاولة سيطرة حزب الله على مساجد السنة، فهذا الدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان
يتحدث عن ذلك قائلا: "هذا الانتصار على ما يبدو دفع بعض شباب حزب الله محاولة السيطرة على مساجد أهل السنة والجماعة في الجنوب وفي جبل لبنان فقد تكررت المحاولات وآخرها محاولة السيطرة على مسجد النبي يونس في الجية.
وقد جرت محاولات عديدة للسيطرة على بعض مساجد أهل السنة ونجحوا في ذلك مثل مسجد الظاهر بيبرس في بعلبك وأطلقوا عليه اسم مسجد رأس الحسين، وأيضا استولوا على مسجد على بن أبي طالب في منطقة المعشوق وسموه مسجد الوحدة الإسلامية واستولوا على مسجد الشبريحا قرب صور وسموه مسجد الكاظم وغيرها كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتجدر الإشارة إلى أنهم ينفذون مخططات بعيدة الأمد للسيطرة على المدن اللبنانية ولتحويل طابعها من سني إلى شيعي وقد نجحوا في مدينة صور خلال أقل من قرن ويحاولون الآن في غيرها مثل صيدا وبيروت. 18
• ما سبب تأييد كثير من الجزائريين لحزب الله؟
حزب الله يعامل أهل السنة عموما بالتَّقية كما بينّا ولذلك استطاع عن طريق خطاباته المنمَّقة التي تحمل في طيّاتها عبارات (فلسطين) وتحرير (المسجد الأقصى) أن يؤثر في السامعين وخصوصا الجزائريين منهم باعتبار أنهم أشد الشعوب كرها وغيظا للكيان الصهيوني الغاصب.
ويمكن إجمال الأمور التي جعلت الجزائريين من أهل السنة يتفاعلون ويؤيدون حزب الله في النقاط التالية:
- جهل الغالبية العظمى من الجزائريين من أهل السنة بعقائد الشيعة عموما وحزب الله خصوصا.
- حب الجزائريين للإسلام وللدول التي تطبق تعاليمه فيرون أن إيران هي الدولة المثلى بفعل منعها المراقص والسفور وغير ذلك ...
- الإعلام: فإن له دورا كبيرا في نقل الأحداث وتصوير الحزب بصورة رائعة. كيف لا!؟ وهم يمتلكون قناة المنار الفضائية التي تلمع الحزب ورئيسه ليل نهار.
- بعد المسافة بين أماكن تواجد الشيعة والجزائر، وإلا لرأى الجزائريون منهم الأعاجيب التي تقشعر لها الأبدان.
وختاما أقول: لا شك أن ما يجري على أرض فلسطين ولبنان من اعتداء سافر للكيان الصهيوني لا يقره شرع ولا عقل ولا يرضى به ذو ضمير حي، ومع ذلك لا بد أن تقال كلمة الحق ويُحَذَّرَ من دعاة الضلال ممن يرفعون الشعارات البراقة والتي يخفون من ورائها الحقد الدفين والكفر البواح.
هذا ما أرادت جمعه في هذه العجالة عن هذا الحزب المسمى 'حزب الله!؟ '. أرجو أن يكون فيه الهدى لمن رام الهدى ولو أرخيت العنان لقلمي لصال وجال بذكر ضلالات هذا الحزب خصوصا والشيعة عموما وفيما ذكرت غنية عما لم يذكر ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. وكتبه:عبد اللطيف بونشادة
الهوامش:
1 - من هذه الجرائم على سبيل المثال لا الحصر: إعلانهم الحرب على سكان المخيمات الفلسطينية في بيروت وذلك في رمضان عام 1405 هـ/1985 م واستخدموا في عدوانهم الذي استمر شهرا كاملا كل الأسلحة وأسفر عن تهديم 90% من بيوت الفلسطينيين و 3100 شخص بين قتيل وجريح و 15 ألف من المهجرين، وبعد هذه المجزرة خرج مقاتلو 'أمل' في شوارع بيروت الغربية في مسيرات احتفالية بهذا النصر بعد سقوط مخيم 'صبرا' مرددين 'لا اله إلا الله والعرب أعداء الله' (أنظر: أمل والمخيمات الفلسطينية ص 99).
2 - أمل والمخيمات الفلسطينية ص 181.
3 - موقع موسوعة ويكيبيديا.
4 - على الصادق: حزب الله ص 25.
5 - جريدة الوطن الكويتية عدد 2165 بتاريخ سبتمبر 2006 م (نقلا عن كتاب حزب الله لعلي الصادق).
6 - أصول الكافي للكليني 1/ 258.
7 - نفس المصدر 1/ 228.
8 - إحقاق الحق لنور الله المرعشي التستري 1/ 337.
9 - مرآة العقول للمجلسي 12/ 525.
10 - أنظر: 27/ 166 وهذا الكتاب هو أحد المصادر الثمانية في الحديث عند الشيعة.
11 - الأدلة الجلية في جواز التقية لجواد القزويني.
12 - الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة للعاملي ص 64.
13 - أنظر: أمل وحزب الله لتوفيق المديني ص 139.
14 - حزب الله لعلي الصادق ص 79.
15 - نعيم قاسم: حزب الله، المنهج، التجربة، المستقبل ص 340 بتصرف.
16 - ولاية الفقيه: عقيدة دينية وبدعة سياسية شيعية أسسها الخميني وتقول أن الأحق بالزعامة هوالفقيه الديني الجامع لشروط معينة ويكون نائبا عن الإمام المعصوم المنتظر في ولايته عن الأمة ولذلك لا يجوز استصدار أمر أو فعل شيء إلا بالرجوع إليه، وحزب الله يؤمن بها ويقرر أن الولي الفقيه هو الذي يملك قرار السلم والحرب. أنظر نعيم قاسم: حزب الله ص 72.
17 - حزب الله: علي الصادق ص 73/ 75.
18 - نفس المصدر ص(/)
الحوار و السفاح الفكري بين الفلاسفة و المتكلمين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 01:22]ـ
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله:
وكان فيما بلغنا عن الجهم عدو الله إنه كان من أهل خراسان وكان صاحب خصومات وشر وكلام وكان أكثر كلامه في الله تعالى فلقي أناسا من الكفار يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك فكانوا مما كلموا به جهما قالوا ألست تزعم أن لك إلها قال الجهم نعم قالوا له فهل رأت عينك إلهك قال لا قالوا فهل شممت له رائحة قال لا قالوا فهل وجدت له حسا قال لا قالوا فهل وجدت له مجلسا قال لا قالوا فهل يدريك أنه إله قال فتحير الجهم ولم يدر أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة من جنس حجة زنادقة النصارى لعنهم الله وذلك أن زنادقة النصارى لعنهم الله تعالى زعموا أن الروح التي في عيسى بن مريم روح الله من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسانه فيأمر بما يشاء وينهي عما يشاء وهو روح غائب عن الأبصار فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال للسمني ألست تزعم أن فيك روحا قال نعم قال فهل رأيت روحك قال لا قال فهل سمعت كلامه قال لا قال فهل وجدت له مجلسا أو حسا قال لا قال فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجدت ثلاث آيات في القرآن من المتشابه قوله تعالى (ليس كمثله شيء) (وهو الله في السماوات وفي الأرض) (لا تدركه الأبصار) فبنى أصل كلامه على هؤلاء الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أن من وصف الله تعالى بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم كان كافرا أو كان من المشبهة فأضل بشرا كثيرا وتبعه على قوله رجال من أصحاب عمرو بن عبيد وأصحاب فلان ووضع دين الجهمية
اجتماع الجيوش الإسلامية ج 1 ص 128 - 129
هذا الجهم الذي اعتمد على عقله و فكره و لم يعتمد على الكتاب و السنة انظروا بماذا خرج من الحوار
و أظن جهماً لو كان في عصرنا لسمي عملاق الفكر الإسلامي و لاحتفل الإسلاميون بانتصاره على السمنية فيما زعم
و الحقيقة أن السمنية هم الذين انتصروا لأنه خرج من الإسلام و دخل معهم في الكفر و خرج بدين جديد بعدما لقح فكره الفلاسفة بمذهبهم
و هذا حال كثير من الإسلاميين الذين يعتمدون على أفكارهم مع تلقيح فلاسفة الغرب لمذاهبهم ليخرج منها مذاهب لقيطة مثل مذهب الإسلام الديموقراطي المدني الذي يدعى له هذه الأيام
أما الحوار المشروع للدعوة للتوحيد فانظروا فيه كتاب الشيخ رحمة الله الهندي إظهار الحق
و في الختام انظروا تقسيم الشيخ صالح الفوزان للحوار
الحوار حقه وباطله
الحوار هو المجادلة بين طرفين مختلفين وكل منهما ينتصر لما هو عليه وهو على قسمين:
القسم الأول: الحوار الدعوي الذي معناه عرض ما عند كل من الطرفين لمعرفة مدى ما فيه من الحق فيؤخذ به وما فيه من الخطأ فيترك – وهذا حوار مطلوب شرعاً.
قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران:64 وقد ذكر الله في القرآن الكريم الحق ببراهينه وحججه. وذكر الباطل بشبهاته ومرتكزاته ورد عليها. لأن الله سبحانه أنزل القرآن ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) النساء:59 ولذلك فإن العاقل المنصف الذي يريد الحق بمجرد ما يسمع القرآن وهو يفهمه يسارع إلى قبول ما جاء به من مختلف الطوائف والديانات. وهذا سر ظهور هذا الدين على الأديان كلها وانتشاره في مشارق الأرض ومغاربها في ادوار التاريخ فلا تجد مكاناً في الأرض اليوم إلا وفيه مسلمون ويكثر عددهم يومياً – ولله الحمد –
القسم الثاني: من أقسام الحوار ما يراد به دمج الحق مع الباطل والتنازل عن أعز شيء من الحق وهو العقيدة لأجل إرضاء المخالفين. وهذا هو لبس الحق بالباطل والتسوية بين المختلفات والجمع بين المتناقضات وهذا هو المداهنة التي حمى الله رسوله منها فقال: (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا (74) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) الإسراء 73 - 75 وقال تعالى: (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) القلم 8 - 9 وقال تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) هود:113 والعجيب أن المخالفين لنا لا يعترفون بما نحن عليه من الحق ويطلبون منا أن نعترف بما هم عليه من الباطل. والواجب على المسلمين أن يتمسكوا بدينهم ولا يتنازلوا عن شيء منه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه. قال الله تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) الزخرف 43 - 44 وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.(/)
للنقاش (2): العقل في (القلب) أم في (الدماغ)؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 09:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة المجلس
ما رأيكم؟!
العقل .. أين؟!
وحياكم الله
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 09:35]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5919&highlight=%C7%E1%DA%DE%E1+%C7% E1%DE%E1%C8
واتذكر موضوعا آخر مثله طرح في المجلس وفي هذا القسم، لكن لا أتذكر عنوانه بالضبط.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 11:17]ـ
علي السريع اخي بارك الله فيك
المخ غير العقل فالمخ مكانه معروف وهو الدماغ
اما العقل فاشمل من العمليات التي تدور في المخ او من حصره في المخ او الدماغ!
ان الروح الانسانية عاقلة -وهي ليست الدماغ فالدماغ اعلي الجسد-وقد اشار القرآن الي القلوب الكافرة بانها لاتعقل
والي ان يتدخل طلبة العلم فهذه علي الاقل فكرتي وهي ممافهمته من الاسلام
والله اعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 06:24]ـ
قبل مسألة أين العقل؟
مسألة كم في الإنسان من عقل؟
لأن الأصوليين يقسمون العقل إلى ضروري و كسبي فهل كلها في عضو واحد أو في عضوين؟
و حتى علماء النفس يقسمون العقل إلى واعي و غير واعي فهل كلها في عضو واحد؟
و هل هناك عقل في الروح و عقل في الجسد لأن الله أخذ الميثاق من الناس و هم أرواح فكيف فهموا الخطاب بلا دماغ؟
و إن كان هناك عقل في الروح فإن أول تعلق للروح بالبدن يكون في القلب، فهل العقل الضروري في القلب؟
و العقل الكسبي هو المكتسب من الخبرات و الخبرات تعرف بالحواس فهل العقل الكسبي في الدماغ؟
لذلك الإنسان إما أن يتلقى العلم بحواسه التي تدخله للعقل الكسبي، أو بفطرته و هي التي هي العقل الضروري
مشاركتي أسئلة أكثر من أن تكون أجوبة فأعانك الله على البحث
ـ[الحُميدي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 08:44]ـ
مشاركتك سوى أسئلة فالحمدالله ... ،
واما بالنسبة لهذا الموضوع فهو مبحث كلامي -ذو جذور فلسفية- شائك ... ،
وقبل أن يسأل عن محل العقل ... ،يسل عن ماهية العقل ... ؟ (لا ما قاله صاحب النقب).
واما كم في الإنسان من عقل ... ؟
فسؤال فاسد،لا يمكن للإنسان أن يكون له أكثر من عقل،وإن سلمنا ان له عقلين ... ،فانظر ماذا سيحدث لصاحب العقلين ... ،فتأمله جيدا.
وسؤالك هذا مبني على فهمك الخاطئ،لتقسيم العقل عند الأصوليين إذ لا يلزم من تقسيم العقل تعدده .. ،فذلك التقسيم مأخوذ من المتكملة وهم يقسمونه إلى خمسة أقسام:
1العقل الهَيولى.
2العقل الغريزي -وهو الضروري الذي ذكرته-.
3 العقل التمييزي أو الملكي أو الوهبي.
4العقل الفعّال.
5العقل الكسبي او التجريبي أو النظري أو المستنبَطي.
فللعقل وأقسامه محل واحد.
واما العقول العشرة عند الفلاسلفة فهو كفر وإلحاد،حيث جعلوا لها تأثيرا في الكون.
وباقي اسئلتك فاسدة المبنى، ...
فأهل الكلام اختلفوا في ماهية العقل،وفي محله -والأصح انه في القلب -،وزمان تمامه - والأصح سن البلوغ-.
والعقل هو:القوة المهيأة لاكتساب العلوم،كما أنه يطلق على العلوم التي تكتسب بتلك القوة.
وهذا ما عنّ لي واستحضرته الآن، والموضوع أطول ... ،ولكن مسألة محل العقل لا طائل من ورائها.
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 12:00]ـ
سُئل شيخ الإسلام الإمام العلامة تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية ـ رضي الله عنه ـ عن [العقل] الذي للإنسان هل هو عرض؟ وما هي [الروح] المدبرة لجسده؟ هل هي النفس؟ وهل لها كيفية؟ وهل هي عرض أو جوهر؟ وهل يعلم مسكنها من الجسد ومسكن العقل؟
فأجاب:
الحمد لله رب العالمين. [العقل] في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل، سواء سمي عرضا أو صفة، ليس هو عينًا قائمة بنفسها، سواء سمي جوهرًا أو جسمًا أو غير ذلك، وإنما يوجد التعبير باسم " العقل " عن الذات العاقلة التي هي جوهر قائم بنفسه في كلام طائفة من المتفلسفة الذين يتكلمون في العقل والنفس، ويدعون ثبوت عقول عشرة، كما يذكر ذلك من يذكره من أتباع أرسطو أو غيره من المتفلسفة المشائين. ومن تلقي ذلك عنهم من المنتسبن إلى الملل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بسط الكلام على هؤلاء في غير هذا الموضع، وبين أن ما يذكرونه من العقول والنفوس والمجردات والمفارقات والجواهر العقلية لا يثبت لهم منه إلا نفس الإنسان، وما يقول بها من العلوم وتوابعها، فإن أصل تسميتهم لهذه الأمور مفارقات هو مأخوذ من مفارقة النفس البدن بالموت، وهذا أمر صحيح، فإن نفس الميت تفارق بدنه بالموت، وهذا مبني على أن النفس قائمة بنفسها، تبقى بعد فراق البدن بالموت منعمة أو معذبة، وهذا مذهب أهل الملل من المسلمين وغيرهم، وهو قول الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين، وإن كان كثير من أهل الكلام يزعمون أن النفس هي الحياة القائمة بالبدن.
ويقول بعضهم: هي جزء من أجزاء البدن كالريح المترددة في البدن أو البخار الخارج من القلب.
ففي الجملة، النفس المفارقة للبدن بالموت ليست جزءا من أجزاء البدن، ولا صفة من صفات البدن عند سلف الأمة وأئمتها، وإنما يقول هذا وهذا من يقوله من أهل الكلام المبتدع المحدث من أتباع الجهمية والمعتزلة ونحوهم. والفلاسفة المشاؤون يقرون بأن النفس تبقى إذا فارقت البدن، لكن يصفون النفس بصفات باطلة، فيدعون أنها إذا فارقت البدن كانت عقلا، والعقل عندهم هو المجرد عن المادة وعلائق المادة، والمادة عندهم هي الجسم، وقد يقولون: هو المجرد عن التعلق بالهيولي، والهيولي في لغتهم هو بمعنى المحل. ويقولون: المادة والصورة.
والعقل عندهم جوهر قائم بنفسه لا يوصف بحركة ولا سكون ولا تتجدد له أحوال البتة.
فحقيقة قولهم: إن النفس إذا فارقت البدن لا يتجدد لها حال من الأحوال، لا علوم ولا تصورات، ولا سمع ولا بصر ولا إرادات، ولا فرح وسرور، ولا غير ذلك مما قد يتجدد ويحدث، بل تبقى عندهم على حال واحدة أزلًا وأبدًا، كما يزعمونه في العقل والنفس. ثم منهم من يقول: إن النفوس واحدة بالعين. ومنهم من يقول: هي متعددة. وفي كلامهم من الباطل ما ليس هذا موضع بسطه.
وإنما المقصود التنبيه على ما يناسب هذا الموضع، فهم يسمون ما اقترن بالمادة التي هي الهيولي ـ وهي الجسم في هذا الموضع ـ نفسًا كنفس الإنسان المدبرة لبدنه، ويزعمون أن للفلك نفسًا تحركه كما للناس نفوس، لكن كان قدماؤهم يقولون: إن نفس الفلك عرض قائم بالفلك كنفوس البهائم، وكما يقوم بالإنسان الشهوة والغضب، لكن طائفة منهم كابن سينا وغيره زعموا أن النفس الفلكية جوهر قائم بنفسه كنفس الإنسان، وما دامت نفس الإنسان مدبرة لبدنه سموها نفسًا، فإذا فارقت سموها عقلا؛ لأن العقل عندهم هو المجرد عن المادة وعن علائق المادة، وأما النفس فهي المتعلقة بالبدن تعلق التدبير والتصريف.
وأصل تسميتهم هذه مجردات هو مأخوذ من كون الإنسان يجرد الأمور العقلية الكلية عن الأمور الحسية المعينة، فإنه إذا رأى أفرادًا للإنسان كزيد وعمرو عقل قدرًا مشتركًا بين الأناسي وبين الإنسانية الكلية المشتركة المعقولة في قلبه، وإذا رأي الخيل والبغال والحمير وبهيمة الأنعام وغير ذلك من أفراد الحيوان، عقل من ذلك قدرًا كليًا مشتركًا بين الأفراد، وهي الحيوانية الكلية المعقولة، وإذا رأى مع ذلك الحيوان والشجر والنبات، عقل من ذلك قدرًا مشتركًا كليًا وهو الجسم النامي المغتذي، وقد يسمون ذلك النفس النباتية وإذا رأى مع ذلك سائر الأجسام العلوية الفلكية والسفلية العنصرية، عقل من ذلك قدرًا مشتركا كليا وهو الوجود العام الكلي الذي ينقسم إلى جوهر وعرض، وهذا الوجود هو عندهم موضوع " العلم الأعلى " الناظر في الوجود ولواحقه، وهي [الفلسفة الأولى] و [الحكمة العليا] عندهم.
وهم يقسمون الوجود إلى جوهر وعرض، والأعراض يجعلونها [تسعة أنواع]، هذا هو الذي ذكره أرسطو وأتباعه يجعلون هذا من جملة المنطق؛ لأن فيه المفردات التي تنتهي إليها الحدود المؤلفة، وكذلك من سلك سبيلهم، ممن صنف في هذا الباب كابن حزم وغيره.
وأما ابن سينا وأتباعه فقالوا: الكلام في هذا لا يختص بالمنطق، فأخرجوها منه وكذلك من سلك سبيل ابن سينا كأبى حامد والسهروردي المقتول والرازي والآمدي وغيرهم. وهذه هي [المقولات العشر] التي يعبرون عنها بقولهم: الجوهر، والكم والكيف، والأين، ومتى، والإضافة، والوضع، والملك، وأن يفعل، وأن ينفعل، وقد جمعت في بيتين وهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
زيد الطويل الأسود بن مالك ** في داره بالأمس كان متكي
في يده سيف نضاه فانتضا ** فهذه عشر مقولات سوا
وأكثر الناس ـ من أتباعه وغير أتباعه ـ أنكروا حصر الأعراض في تسعة أجناس، وقالوا: إن هذا لا يقوم عليه دليل، ويثبتون إمكان ردها إلى ثلاثة وإلى غير ذلك من الأعداد، وجعلوا الجواهر خمسة أنواع: الجسم، والعقل، والنفس، والمادة، والصورة.
فالجسم جوهر حسي، والباقية جواهر عقلية، لكن ما يذكرونه من الدليل على إثبات الجواهر العقلية، إنما يدل على ثبوتها في الأذهان لا في الأعيان.
وهذه التي يسمونها [المجردات العقلية] ويقولون: الجواهر تنقسم إلى ماديات، ومجردات، فالماديات القائمة بالمادة وهي الهيولي وهي الجسم، والمجردات هي المجردات عن المادة، وهذه التي يسمونها المجردات أصلها هي هذه الأمور الكلية المعقولة في نفس الإنسان، كما أن المفارقات أصلها مفارقة النفس البدن. وهذان أمران لا ينكران، لكن ادعوا في صفات النفس وأحوالها أمورًا باطلة، وادعوا ـ أيضًا ـ ثبوت جواهر عقلية قائمة بأنفسها ويقولون فيها: العاقل، والمعقول والعقل شيء واحد. كما يقولون: مثل ذلك في رب العالمين، فيقولون: هو عاقل ومعقول وعقل، وعاشق ومعشوق وعشق، ولذيذ وملتذ ولذة.
ويجعلون الصفة عين الموصوف، ويجعلون كل صفة هي الأخرى، فيجعلون نفس العقل الذي هو العلم نفس العاقل العالم، ونفس العشق الذي هو الحب نفس العاشق المحب، ونفس اللذة هي نفس العلم ونفس الحب، ويجعلون القدرة والإرادة هي نفس العلم، فيجعلون العلم هو القدرة وهو الإرادة وهو المحبة وهو اللذة، ويجعلون العالم المريد المحب الملتذ هو نفس العلم الذي هو نفس الإرادة وهو نفس المحبة وهو نفس اللذة، فيجعلون الحقائق المتنوعة شيئًا واحدًا، ويجعلون نفس الصفات المتنوعة هي نفس الذات الموصوفة، ثم يتناقضون فيثبتون له علما ليس هو نفس ذاته، كما تناقض ابن سينا في إشاراته، وغيره من محققيهم، وبسط الكلام في الرد عليهم بموضع آخر.
والمقصود أنهم يعبرون بلفظ العقل عن جوهر قائم بنفسه، ويثبتون جواهر عقلية يسمونها المجردات والمفارقات للمادة؛ وإذا حقق الأمر عليهم لم يكن عندهم غير نفس الإنسان التي يسمونها الناطقة وغير ما يقوم بها من المعنى الذي يسمى عقلا.
وكان أرسطو وأتباعه يسمون [الرب] عقلا وجوهرًا، وهو عندهم لا يعلم شيئًا سوى نفسه، ولا يريد شيئا، ولا يفعل شيئًا، ويسمونه [المبدأ] و [العلة الأولى]؛ لأن الفلك عندهم متحرك للتشبه به أو متحرك للشبه بالعقل، فحاجة الفلك عندهم إلى العلة الأولى من جهة أنه متشبه بها كما يتشبه المؤتم بالإمام والتلميذ بالأستاذ. وقد يقول: إنه يحركه كما يحرك المعشوق عاشقه، ليس عندهم أنه أبدع شيئًا ولا فعل شيئًا، ولا كانوا يسمونه واجب الوجود ولا يقسمون الوجود إلى واجب وممكن، ويجعلون الممكن هو موجودًا قديما أزليًا كالفلك عندهم.
وإنما هذا فعل ابن سينا وأتباعه، وهم خالفوا في ذلك سلفهم وجميع العقلاء، وخالفوا أنفسهم ـ أيضًا ـ فتناقضوا، فإنهم صرحوا بما صرح به سلفهم وسائر العقلاء من أن الممكن الذي يمكن أن يكون موجودًا وأن يكون معدومًا، لا يكون إلا محدثًا مسبوقا بالعدم.
وأما الأزلي الذي لم يزل ولا يزال، فيمتنع عندهم وعند سائر العقلاء أن يكون ممكنًا يقبل الوجود والعدم، بل كل ما قبل الوجود والعدم لم يكن إلا محدثًا، وهذا مما يستدل به على أن كل ما سوى الله فهو محدث مسبوق بالعدم كائن بعد أن لم يكن، كما بسط في موضعه.
لكن ابن سينا ومتبعوه تناقضوا فذكروا في موضع آخر أن الوجود ينقسم إلى: واجب، وممكن، وأن الممكن قد يكون قديمًا أزليًا لم يزل ولايزال يمتنع عدمه، ويقولون: هو واجب بغيره، وجعلوا الفلك من هذا النوع، فخرجوا عن إجماع العقلاء الذين وافقوهم عليه في إثبات شيء ممكن يمكن أن يوجد وألا يوجد، وأنه مع هذا يكون قديمًا أزليًا أبديًا ممتنع العدم واجب الوجود بغيره، فإن هذا ممتنع عند جميع العقلاء، وذلك بين في صريح العقل لمن تصور حقيقة الممكن الذي يقبل الوجود والعدم كما بسط في موضعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء المتفلسفة إنما تسلطوا على المتكلمين الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم؛ لأن هؤلاء لم يعرفوا حقيقة ما بعث الله به رسوله، ولم يحتجوا لما نصروه بحجج صحيحة في المعقول، فقصر هؤلاء المتكلمون في معرفة السمع والعقل، حتى قالوا: إن الله لم يزل لا يفعل شيئًا ولا يتكلم بمشيئته. ثم حدث ما حدث من غير تجدد سبب حادث، وزعموا دوام امتناع كون الرب متكلمًا بمشيئتة ثم حدث ما حدث من غير تجدد سبب حادث، وزعموا دوام امتناع كون الرب متكلما بمشيئته فعالا لما يشاء؛ لزعمهم امتناع دوام الحوادث، ثم صار أئمتهم ـ كالجهم بن صفوان وأبي الهذيل العلاف ـ إلى امتناع دوامها في المستقبل والماضي، فقال الجهم بفناء الجنة والنار، وقال أبو الهذيل بفناء حركاتهما، وأنهم يبقون دائمًا في سكون، ويزعم بعض من سلك هذه السبيل أن هذا هو مقتضى العقل، وأن كل ما له ابتداء، فيجب أن يكون له انتهاء.
ولما رأوا الشرع قد جاء بدوام نعيم أهل الجنة، كما قال تعالى: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد: 35]، وقال: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [ص: 54]، ظنوا أنه يجب تصديق الشرع فيما خالف فيه أهل العقل، ولم يعلموا أن الحجة العقلية الصريحة لا تناقض الحجة الشرعية الصحيحة، بل يمتنع تعارض الحجج الصحيحة، سواء كانت عقلية أو سمعية أو سمعية وعقلية، بل إذا تعارضت حجتان دل على فساد إحداهما أو فسادهما جميعًا.
وصار كثير منهم إلى جواز دوام الحوادث في المستقبل دون الماضي، وذكروا فروعًا عرف حذاقهم ضعفها، كما بسط في غير هذا الموضع، وهو لزومهم أن يكون الرب كان غير قادر ثم صار قادرًا من غير تجدد سبب يوجب كونه قادرًا، وأنه لم يكن يمكنه أن يفعل ولا يتكلم بمشيئته، ثم صار الفعل ممكنا له بدون سبب يوجب تجدد الإمكان. وإذا ذكر لهم هذا قالوا: كان في الأزل قادرًا على ما لم يزل. فقيل لهم: القادر لا يكون قادرًا مع كون المقدور ممتنعًا، بل القدرة على الممتنع ممتنعة، وإنما يكون قادرًا على ما يمكنه أن يفعله، فإذا كان لم يزل قادرًا، فلم يزل يمكنه أن يفعل.
ولما كان أصل هؤلاء هذا صاروا في كلام الله على ثلاثة أقوال:
فرقة قالت: الكلام لا يقوم بذات الرب، بل لا يكون كلامه إلا مخلوقًا؛ لأنه إما قديم وإما حادث، ويمتنع أن يكون قديمًا؛ لأنه متكلم بمشيئته وقدرته، والقديم لا يكون بالقدرة والمشيئة، وإذا كان الكلام بالقدرة والمشيئة كان مخلوقًا لا يقوم بذاته؛ إذ لو قام بذاته كانت قد قامت به الحوادث، والحوادث لا تقوم به؛ لأنها لو قامت به لم يخل منها، وما لم يخل من الحوادث فهو حادث، قالوا: إذ بهذا الأصل أثبتنا حدوث الأجسام، وبه ثبت حدوث العالم، قالوا: ومعلوم أن ما لم يسبق الحادث لم يكن قبله إما معه وإما بعده، وما كان مع الحادث أو بعده فهو حادث.
وكثير منهم لم يتفطن للفرق بين نوع الحوادث وبين الحادث المعين، فإن الحادث المعين والحوادث المحصورة يمتنع أن تكون أزلية دائمة، وما لم يكن قبلها فهو إما معها وإما بعدها، وما كان كذلك فهو حادث قطعًا، وهذا لا يخفى على أحد.
ولكن موضع النظر والنزاع [نوع الحوادث] وهو أنه هل يمكن أن يكون النوع دائمًا فيكون الرب لايزال يتكلم أو يفعل بمشيئته وقدرته أم يمتنع ذلك؟ فلما تفطن لهذا الفرق طائفة قالوا: وهذا ـ أيضًا ـ ممتنع لامتناع حوادث لا أول لها، وذكروا على ذلك حججًا كحجة التطبيق، وحجة امتناع انقضاء ما لا نهاية له وأمثال ذلك. وقد ذكر عامة ما ذكر في هذا الباب وما يتعلق به في مواضع غير هذا الموضع، ولكل مقام مقال.
وأولئك المتفلسفة لما رأوا أن هذا القول مما يعلم بطلانه بصريح العقل، وأنه يمتنع حدوث الحوادث بدون سبب حادث، ويمتنع كون الرب يصير فاعلا بعد أن لم يكن، وأن المؤثر التام يمتنع تخلف أثره عنه ـ ظنوا أنهم إذا أبطلوا هذا القول فقد سلم لهم ما ادعوه من [قدم العالم] كالأفلاك وجنس المولدات ومواد العناصر، وضلوا ضلالا عظيمًا خالفوا به صرائح العقول. وكذبوا به كل رسول.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الرسل مطبقون على أن كل ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن، ليس مع الله شيء قديم بقدمه، وأنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام. والعقول الصريحة تعلم أن الحوادث لابد لها من محدث، فلو لم تكن إلا العلة القديمة الأزلية المستلزمة لمعلولها، لم يكن في العالم شيء من الحوادث، فإن حدوث ذلك الحادث عن علة قديمة أزلية مستلزمة لمعلولها ممتنع، فإنه إذا كان معلولها لازمًا لها كان قديمًا معها لم يتأخر عنها، فلا يكون لشيء من الحوادث سبب اقتضى حدوثه فتكون الحوادث كلها حدثت بلا محدث، وهؤلاء فروا من أن يحدثها القادر بغير سبب حادث، وذهبوا إلى أنها تحدث بغير محدث أصلا لا قادر ولا غير قادر، فكان ما فروا إليه شرًا مما فروا منه، وكانوا شرًا من المستجير من الرمضاء بالنار.
واعتقد هؤلاء أن المفعول المصنوع المبتدع المعين كالفلك، يقارن فاعله أزلًا وأبدًا لا يتقدم الفاعل عليه تقدمًا زمانيًا، وأولئك قالوا: بل المؤثر التام يتراخى عنه أثره ثم يحدث الأثر من غير سبب اقتضى حدوثه، فأقام الأولون الأدلة العقلية الصريحة على بطلان هذا، كما أقام هؤلاء الأدلة العقلية الصريحة على بطلان قول الآخرين، ولا ريب أن قول هؤلاء ـ أهل المقارنة ـ أشد فسادًا ومناقضة لصريح المعقول، وصحيح المنقول، من قول أولئك ـ أهل التراخي.
والقول الثالث ـ الذي يدل عليه المعقول الصريح ويقر به عامة العقلاء ودل عليه الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة ـ لم يهتد له الفريقان، وهو أن المؤثر التام يستلزم وقوع أثره عقب تأثره التام لا يقترن به ولا يتراخى، كما إذا طلقت المرأة فطلقت، وأعتقت العبد فعتق، وكسرت الإناء فانسكر، وقطعت الحبل فانقطع، فوقوع العتق والطلاق ليس مقارنًا لنفس التطليق والإعتاق بحيث يكون معه، ولا هو ـ أيضًا ـ متراخ عنه، بل يكون عقبه متصلا به، وقد يقال: هو معه ومفارق له باعتبار أنه يكون عقبه متصلا به، كما يقال: هو بعده متأخر عنه، باعتبار أنه إنما يكون عقب التأثير التام؛ ولهذا قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]، فهو ـ سبحانه ـ يكون ما يشاء تكوينه، فإذا كونه كان عقب تكوينه متصلا به، لا يكون مع تكوينه في الزمان، ولا يكون متراخيا عن تكوينه بينهما فصل في الزمان، بل يكون متصلا بتكوينه كاتصال أجزاء الحركة والزمان بعضها ببعض.
وهذا مما يستدل به على أن كل ما سوى الله حادث، كائن بعد أن لم يكن، وإن قيل مع ذلك ـ بدوام فاعليته ومتكلميته، وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا أن هذا هو أصل من قال: القرآن محْدَث، ومن قال: إن الرب لم يقم به كلام ولا إرادة، بل ولا علم، بل ولا حياة، ولا قدرة ولا شيء من الصفات، فلما ظهر فساد هذا القول شرعًا وعقلا، قالت طائفة ممن وافقتهم على أصل مذهبهم: هو لا يتكلم بمشيئته وقدرته، بل كلامه أمر لازم لذاته كما تلزم ذاته الحياة، ثم منهم من قال: هو معنى واحد؛ لامتناع اجتماع معاني لا نهاية لها في آن واحد، وامتناع تخصيصه بعدد دون عدد. وقالوا: ذلك المعنى هو الأمر بكل مأمور، والخبر عن كل مخبر عنه، إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة، وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا، وقالوا: إن الأمر والنهي صفات للكلام لا أنواع له، فإن معنى [آية الكرسي] و [آية الدين] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص] و {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [سورة المسد] معنى واحد.
فقال جمهور العقلاء لهم: تصور هذا القول يوجب العلم بفساده، وقالوا لهم: موسى سمع كلام الله كله أو بعضه، إن قلتم: كله لزم أن يكون قد علم علم الله. وإن قلتم: بعضه، فقد تبعض، وقالوا لهم: إذا جوزتم أن تكون حقيقة الخبر هي حقيقة الأمر، وحقيقة النهي عن كل منهى عنه، والأمر بكل مأمور به هو حقيقة الخبر عن كل مخبر عنه، فجوزوا أن تكون، حقيقة العلم هي حقيقة القدرة، وحقيقة القدرة هي حقيقة الإرادة، فاعترف حذاقهم بأن هذا لازم لهم لا محيد لهم عنه، ولزمهم إمكان أن تكون حقيقة الذات هي حقيقة الصفات. وحقيقة الوجود الواجب هي حقيقة الوجوب الممكن، والتزم ذلك طائفة منهم فقالوا: الوجود واحد، وعين الوجود الواجب القديم الخالق هو
(يُتْبَعُ)
(/)
عين الوجود الممكن المخلوق المحدث.
وهذا أصل قول القائلين بوحدة الوجود، كابن عربي الطائي وابن سبعين وأتباعهما، كما بسط في مواضع.
ومن هؤلاء القائلين بأنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته مع قيام الكلام به من قال: كلامه المعين حروف وأصوات معينة قديمة أزلية لم تزل ولاتزال. وزعموا أن كلا من القرآن والتوراة والإنجيل حروف وأصوات قديمة أزلية، لم تزل ولاتزال. فقال لهم جمهور العقلاء: معلوم بالاضطرار أن الباء قبل السين، والسين قبل الميم، فكيف يكونان معًا أزلا وأبدا؟ ومعلوم أن الصوت المعين لا يبقى زمانين، فكيف يكون أزليا لم يزل ولا يزال؟
فقالت الطائفة الثالثة ـ ممن سلك مسلك أولئك المتكلمين: بل نقول: إنه يتكلم بمشيئته وقدرته كلامًا قائمًا بذاته كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة، وإن لزم من ذلك قيام الحوادث به فلا محذور في ذلك لا شرعًا ولا عقلا، بل هذا لازم لجميع طوائف العقلاء، وعليه دلت النصوص الكثيرة وأقوال السلف والأئمة. ونقول: إنه يتكلم بمشيئته وقدرته بالقرآن العربي، وأنه نادى موسى بصوت سمعه موسى، كما دلت على ذلك النصوص وأقوال السلف، لكن نقول: إنه لم يكن في الأزل متكلمًا، ويمتنع أن يكون لم يزل متكلمًا بمشيئته وقدرته؛ لأن ذلك يستلزم حوادث لا أول لها، وهو أصل هؤلاء.
فقيل لهم: معلوم أن الكلام صفة كمال لا صفة نقص، وأن من يتكلم بمشيئته وقدرته أكمل ممن لا يكون قادرًا على الكلام بمشيئته وقدرته. وحينئذ فمن لم يزل متكلمًا بمشيئته أكمل ممن صار قادرًا على الكلام، بعد أن كان لا يمكنه أن يتكلم.
وقالوا لهم: إذا قلتم: تكلم بعد أن كان الكلام ممتنعًا، من غير أن يكون هناك سبب أوجب تجدد قدرته وتجدد إمكان الكلام له، قلتم: إنه لم يزل غير قادر على الكلام ولم يزل الكلام غير ممكن له، ثم صار قادرًا يمكنه أن يتكلم بمشيئته من غير حدوث شيء، وهذا مخالفة لصريح العقل، وسلب لصفات الكمال عن الباري، وجعله مثل المخلوق الذي صار قادرًا على الكلام بعد أن لم يكن قادرا عليه.
والسلف والأئمة نصوا على أن الرب تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاء وكما شاء، كما نص على ذلك عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة الدين وسلف المسلمين، وهم الذين قالوا بأن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، لم يقل أحد منهم: إنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته، ولا قال أحد منهم إنه: مخلوق بائن عنه، ولا قال أحد منهم إنه صار متكلما أو قادرًا على الكلام بعد أن لم يكن كذلك، وقد بسطت هذه الأمور في موضع آخر.
والمقصود أن هذه الأقوال ـ التي قالها هؤلاء المتكلمون من الجهمية ـ والمعتزلة والكُلاَّبية والكرَّامية والسالمية، ومن وافقهم من المتأخرين الذين انتسبوا إلى بعض الأئمة الأربعة وخالفوا بها إجماع السلف والأئمة، وما جاء به الكتاب والسنة، وخالفوا بها صريح المعقول الذي فطر الله عليه عباده ـ هي التي سلطت أولئك المتفلسفة الدهرية عليهم، لكن قول الفلاسفة أعظم فسادًا في المعقول والمنقول
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 05:50]ـ
أثاب الله الإخوة
ما أعلمه أن: الحنابلة و الشافعية و المالكية يقولون: أن العقل في القلب , وهذا ما قاله الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي في (فتوى له) ضمن الآثار المطبوعة.
أما (أبو حنيفة) يقول أنه: في الدماغ.
والعلم الحديث (علم تشريح الدماغ) يقول: أن الدماغ لا يعقل وهوَ تحت إمرة القلب.
وهناك قول جيد:
أن العقل أمرٌ قائم في القلب .. وليس بكائن ,
يعني لِمَ نفترض أن هناك (عقلاً)؟!
ولِمَ لا نرجع إلى اللغة ونفهم ما معنى العقل؟!
فهذا ابن فارس يقول في (معجم المقاييس): " العقل: هو الحابس عن ذميم القول والفعل ".
و هذا السمين الحلبي يقول في (عمدة الحفاظ): " سمي عقل الإنسان لأنه يمنعه من محذورات ".
والخليل بن أحمد يقول في (معجم المقاييس): " العقل نقيض الجهل ".
الدكتور ماجد عرسان الكيلاني يقول عن القدرات العقلية: " باعتبارها وظيفة من وظائف القلب , وفعلاً من أفعاله التي تجري داخل الإنسان , قبل أن تتحول إلى ممارسات حسيّة على أعضائه الخارجية ".
(يُتْبَعُ)
(/)
الراغب الأصفهاني يقول في (مفردات القرآن): " العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم , ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بهذه القوة عقلٌ ".
و أبو البقاء الكفوي يقول في (الكليات): " والصواب ما قاله بعض المحققين: وهوَ أنه نور معنوي في باطن الإنسان , يبصر به القلبُ المطلوب ".
إذاً .. لِمَ نفترض أو نتخيل أن العقل شيءٌ شاخص؟
وأريد أن أسألكم - وفقكم الله -:
ألا ترون أن أثر الفلسفة اليونانية والأفكار الإغريقية واضحة في إجتهادتنا و أطروحاتنا إلى عصرنا هذا؟
وحياكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 07:24]ـ
الحمد لله وحده ..
صدق أخونا طالب الايمان - رفع الله ايماننا واياه الى منازل الصديقين.
وليس الأمر قاصرا على فلسفة اليونان وحسب .. بل انه يعدوه الى أطروحات فلاسفة العقل المتأخرين كأمثال دونالد دافيدسون وغيره .. والسؤال هو .. لماذا نتكلف الجواب عن ماهية شيء لا سبيل لنا بالحس والمشاهدة الى رصده أو مشاهدته بالحس، ولا علم لنا بتلك الماهية بالنص والوحي المنزل؟
الأمر الذي لا أظن أحدا من العقلاء أيا كانت ملته يماري فيه، هو أن عقول البشر - مع جملة الوعي والادراك والحياة كلها - تزول عن أجسادهم بموتهم .. ويختلفون بعد ذلك فيما تؤول اليه من مصير، كل بحسب ملته وعقيدته فيما بعد الموت ..
والسؤال الآن: أليس هذا الذي يزول عن الجسد بالموت، ويذهب معه الوعي والادراك والعقل وكذا، هو "الروح" التي تقوم الحياة بالبدن بنفخها فيه، وتزول عنه بقبضها منه؟
بلى! فما الروح؟ انها سر من أسرار الله في خلقه .. هكذا باختصار.
لا هي بالأمر المادي الذي يمكن تلمسه بالحس كمادة فائمة بنفسها يمكن قياسها ومشاهدتها، فلا وزن لها ولا جرم لها يمكننا ادراكه، ولا هي بالأمر المعنوي المتصور في الأذهان دون أن يكون له حقيقة في الخارج، بله خلق غيبي يكون في الجسد، منتشرا فيه - لعموم أحاديث قبض الروح من الجسد عند الموتى - نرى أثره وندركه لكنا لا نرى عينه ولا ندركها.
فلماذا نتكلف ما لا نطيق، ونضع أقوالا ونظريات وافتراضات لا سبيل الى اثبات شيء منها أصلا؟ الروح غيب والعقل من صفاتها .. ولو تمكن الناس من ادراك الروح كجرم ومادة وفياسها والتأثير فيها كما يكون لهم ذلك في الجسد - فرضا من باب التنزل - لنازعوا رب البريات أمرا من أمور الربوبية الذي هو من أخص خوصيات الرب الخالق جل وعلا ..
ولهذا فاعمالا لعموم اللفظ، فان قوله تعالى: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)) [الإسراء: 85] وان كان بالأصالة في جبريل عليه السلام، الا أن في عموم لفظه حجة ظاهرة على أن تغييب العلم بحقيقة الروح بصفة عامة وكيفها وكنهها ليس أمرا عارضا أو نسبيا، وانما هو أمر من خصوصيات علم الله جل وعلا، فهي من أمره وحده تبارك وتعالى ..
والروح - والعقل من صفاتها وخصائصها - وكما هو ظاهر لكل عاقل ليست من هذا العالم ولا مختصة به ولا تجري عليها سننه وان حلت في أجساد الناس فيه وكانت سبب حياتهم وعقلهم وحسهم، هي ليست فانية أصلا، ليست منه ولا من مادته، ولا من طاقته، ولا من عناصر تكوينه التي من تداخلها وتفاعلها تفككا وتراكبا، يتكون نظام الكون المنظور .. فتلك الأمور ونظمها جميعها فانية .. تفنى بعض المادة لتصبح طاقة والعكس، وينحل نظام حان أجله من نظم المادة ليقوم على مكوناته نظم أخرى جديدة، وهكذا .. ولهذا عبر أهل الفزيقا عن ذلك التفاعل المغلق بما أسموه بقانون حفظ الطاقة، وقانون الانتروبي (وهو من قوانين الديناميكا الحرارية). الروح خارجة عن هذا .. ووجودها في الجسد، يجعله حيا، يجعله يتفاعل ويتداخل في ذلك النظام المعقد المتداخل، أخذا وعطاءا، كسبا وفقدا، تأثيرا وتأثرا .. كل هذا يكون في الجسد ويحدث له، وتجري عليه سنن الكون الذي هو مقيد به، ولا تكون الروح الا بمثابة اليد التي تحرك تلك الدمية، فتغمسها في ذلك العالم، لتتأثر به وتؤثر فيه على نحو مخصوص. ثم يحين الأجل فتقبض الروح فيترك الجسد جثة هامدة، لا يتفاعل مع المادة والطاقة على نحو ما كان من قبل .. وانما على نحو آخر، يخلو من الحياة التي كانت تقيم الوظائف بالأعضاء جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
خلاصة ذلك وحتى لا أستطرد فأدخل بالكلام من حيث لا أشعر فيما أرى الخوض فيه من التفلسف المذموم ..
أقول، لا تطلبوا من العلم بكنه العقل وحقيقته ومكانه أكثر مما جاءكم النص به من الوحي المعصوم .. فما فوق ذلك فداخل فيما هو من أمر الله والعلم به مما اختص به نفسه ..
لقد اعترف كثير من فلاسفة العقل وعلماء النفس بأن حقيقة العقل أمر لا سبيل الى معرفته بالحس والمشاهدة، وبأنهم لن يصلوا أبدا في يوم من الأيام الى نظرية موحدة تجيب لهم عن جميع تساؤلاتهم التي تكلفوها منذ قرون، وبأن ما معهم من مشاهدة حسية للدماغ وما يجري فيها ليس الا تتبعا لأثر ذلك العقل في الجسد والذي يبدأ من الرأس، التي ترسل الاشارات لتحريك سائر الجسد ..
والذي يقول - من اهل العلم المادي - بأن العقل في الدماغ، نقول له وما أدراك؟؟ سيقول لقد قمنا بتتبع آثار كهربية ومغناطيسية وبيوكيمائية تقع في المخ في مواضع مخصوصة كلما فكر الانسان في كذا أو أدرك كذا أو شعر بكذا وكذا .. فنقول له ومن من العقلاء يصح له أن يجعل هذا دليلا على أن هذه التي رأيتموها ورصدتموها بأجهزتكم هي الأفكار نفسها، والتي هي مفردات العقل - ان جاز لكم هذا التصور! -؟؟ لن تجد حينئذ علما ولا مشاهدة ولا حسا وانما فلسفة وافتراضا لا يثبته الحس.
بينما الراجع الى نصوص الوحي المعصوم يرى بوضوح أن رأس الأمر كله في مسألة العقل والاعتقاد وتفاعل النفس مع الاعتقاد والعلم المتراكم وظهور الأفكار في الذهن وكل ذلك مناطه الى القلب، وليس الدماغ! - مع كوننا لا ننفي احتمال وجود وظائف عقلية أخرى يشترك فيها الدماغ مع القلب مما لا نعلم - والنصوص في ذلك واضحة صريحة لا غموض فيها .. وحديث شق الصدر ونحوه - من بعد نصوص القرءان - من أكثرها وضوحا في ذلك، والله أعلم.
والحق أن هناك أبحاثا جديدة في مجال طب المخ والأعصاب، تثبت أن دور القلب في الجسد هو أكبر بكثر من مجرد عضلة تضخ الدماء فيه كما كان هو الظن السائد عند الماديين من أهل الطب والأحياء .. ولعلي أترك ساحة الافادة في ذلك لأخينا الطبيب الفاضل طالب الايمان، ليتحفنا بما قرأ في ذلك الباب، باصطلاح مبسط نفهمه .. (ابتسامة)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 08:11]ـ
الأخ الحميدي بارك الله فيه
أعني بقولي عقلين مثل قول ابن القيم في الروح و النفس صفات متتعددة لذات واحدة، فهو يفرق بين الروح و النفس مع أن ذاتها واحدة عنده بل أظنه يفرق حتى بين محلها فيقول أن الروح بعضها خارج البدن أما النفس فهي داخله و يعتبر موتها هو مفارقتها البدن
و هنا نقول لعلها تفيد صاحب الموضوع
أضواء البيان ج 5 للشيخ محمد الشنقيطي
قوله تعالى (أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بهآ أو ءاذان يسمعون بها)
والآية تدل على أن محل العقل: في القلب، ومحل السمع: في الأذن، فما يزعمه الفلاسفة من أن محل العقل الدماغ باطل، كما أوضحناه في غير هذا الموضع، وكذلك قول من زعم أن العقل لا مركز له أصلا في الإنسان، لأنه زماني فقط لا مكاني فهو في غاية السقوط والبطلان كما ترى.
الأمنية في إدراك النية ج 1 للقرافي
الباب الثاني في محل النية
اعلم أن النية هي نوع من الإرادة كما تقدم والإرادة وأنواعها والعلم والظن والشك والخوف والرجاء وجميع ما ينسب إلى القلب من الأعمال هو قائم بالنفس قال المازري في شرح التلقين أكثر الفقهاء وأقل الفلاسفة على أن العقل في القلب وأقل الفقهاء واكثر الفلاسفة على أنه في الدماغ محتجين بأنه إذا أصاب الدماغ آفة فسد العقل وبطلت العلوم والأنظار والفكر وأحوال النفس
وأجيب بأن استقامة الدماغ لعلها شرط والشيءقد يفسد لفساد محله وقد يفسد لفساد شرطه ومع الأحتمال فلا جزم بل النصوص واردة بأن ذلك في القلب كقوله تعالى) أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها () إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب () أولئك كتب في قلوبهم الإيمان () أفمن شرح الله صدره للإسلام (ولم يذكر الدماغ قط في هذه المواضع فدل على أن محل العقل القلب لا الدماغ
(يُتْبَعُ)
(/)
وجعل الله تعالى في مجاري عادته استقامة الدماغ شرطا في حصول أحوال العقل والقلب على وجه الاستقامة وإذا تقرر أن العقل في القلب يلزم على أصولنا أن النفس في القلب لأن جميع ما ينسب إلى العقل من الفكر والعلوم وغير ذلك إنما هي صفات النفس فتكون النفس في القلب عملا بظواهر النصوص
وقد قال بعض العلماء إن النفس هي الروح وهي العقل فتسمى نفسا باعتبار ميلها إلى الملاذ والشهوات
وروحا باعتبار تعلقها بالجسد تعلق التدبير بإذن الله تعالى في غذائه وصحته وسقمه ومتى فارقته ذهبت حياته في مجاري العادات ومن الممكن عقلا أن تذهب الروح من الجسد ويبقى حيا كما تضع المرأة جنينها وتبقى حية على حالها
فالنفس جسم لطيف حي شفاف في جسم حي كثيف فمفارقته كمفارقة الجنين
وباعتبار كرنها محصلة للعلوم بالفكر تسمى عقلا فصار لها ثلاثة أسماء باعتبار ثلاثة أحوال والموصوف واحد وبهذا يتجه أنها في القلب
وإذا كانت النفس في القلب كانت النية والإرادة وأنواع العلوم وجميع أحوال النفس في القلب
بدائع الفوائد ج 3 ص 721 لابن القيم
شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم والاعتناء بتطهير قلبه وحشوه إيمانا وحكمة دليل على أن محل العقل القلب وهو متصل بالدماغ
المسودة ج 1 ص 500 لآل تيمية
مسألة محل العقل القلب قاله أبو الحسن التميمي والقاضي قال أبو الحسن لذى نقول به أن العقل فى القلب يعلو نوره إلى الدماغ فيفيض منه إلى الحواس ما جرى فى العقل ومن الناس من قال هو فى الدماغ قال أبوالطيب وهو قول قوم من اصحاب أبى حنيفة وقد نص عليه أحمد فيما ذكره أبو حفص بن شاهين باسناده عن الفضل بن زياد وقد سأله رجل عن العقل اين منتهاه من البدن فقال سمعت أحمد بن حنبل يقول العقل فى الرأس أما سمعت إلى قولهم (وافر الدماغ والعقل) ونصر القاضى الاول وكذا سائر أصحابنا مثل ابن البنا وابن عقيل
مدارج السالكين ج 3 لابن القيم
فصل
قال صاحب المنازل المعاينة ثلاث إحداها معاينة الأبصار الثانية معاينة عين القلب وهي معرفة عين الشيء على نعته علما يقطع الريبة ولا تشوبه حيرة الثالثة معاينة عين الروح وهي التي تعاين الحق عيانا محضأ والأرواح إنما طهرت وأكرمت بالبقاء لتعاين سنا الحضرة وتشاهد بها العزة وتجذب القلوب إلى فناء الحضرة
جعل الشيخ المعاينة للعين والقلب والروح وجعل لكل معاينة منها حكما فمعاينة العين هي رؤية الشيء عيانا إما بانطباع صورة المرئي في القوة الباصرة عند أصحاب الانطباع وإما باتصال الشعاع المنبسط من العين المتصل بالمرئي عند أصحاب الشعاع وإما بالنسبة والإضافة الخاصة بين العين وبين المرئي عند كثير من المتكلمين والأقوال الثلاثة لا تخلو عن خطأ وصواب والحق شيء غيرها وأن الله سبحانه جعل في العين قوة باصرة كما جعل في الأذن قوة سامعة وفي الأنف قوة شامة وفي اللسان قوة ناطقة وقوة ذائقة فهذه قوى أودعها الله سبحانه في هذه الأعضاء وجعل بينها وبينها رابطة وجعل لها أسباب من خارج وموانع تمنع حكمها وكل ما ذكروه من انطباع ومقابلة وشعاع ونسبة وإضافة فهو سبب وشرط والمقتضى هو القوة القائمة بالمحل وليس الغرض ذكر هذه المسألة فالمقصود أمر آخر
وأما معاينة القلب فهي انكشاف صورة المعلوم له بحيث تكون نسبته إلى القلب كنسبة المرئي إلى العين وقد جعل الله سبحانه القلب يبصر ويعمى كما تبصر العين وكما تعمى قال تعالى فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فالقلب يرى ويسمع ويعمى ويصم وعماه وصممه أبلغ من عمى البصر وصممه
وأما ما يثبته متأخرو القوم من هذا القسم الثالث وهو رؤية الروح وسمعها وإرادتها وأحكامها التي هي أخص من أحكام القلب فهؤلاء اعتقادهم أن الروح غير النفس والقلب
ولا ريب أن ههنا أمورا معلومة وهي البدن وروحه القائم به والقلب المشاهد فيه وفي سائر الحيوان والغريزة وهي القوة العاقلة التي محلها القلب ونسبتها إلى القلب كنسبة القوة الباصرة إلى العين والقوة السامعة إلى الأذن ولهذا تسمى تلك القوة قلبا كما تسمى القوة الباصرة بصرا قال تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ولم يرد شكل القلب فإنه لكل أحد وإنما أراد القوة والغريزة المودعة فيه
والروح هي الحاملة للبدن و لهذه القوى كلها فلا قوام للبدن ولا لقواه إلا بها ولها باعتبار إضافتها إلى كل محل حكم واسم يخصها هناك فإذا أضيفت إلى محل البصر سميت بصرا وكان لها حكم يخصها هناك وإذا أضيفت إلى محل السمع سميت سمعا وكان لها حكم يخصها هناك وإذا أضيفت إلى محل العقل وهو القلب سميت قلبا ولها حكم يخصها هناك هي في ذلك كله روح فالقوة الباصرة والعاقلة والسامعة والناطقة روح باصرة وسامعة وعاقلة وناطقة فهي في الحقيقة هذا العاقل الفاهم المدرك المحب العارف المحرك للبدن الذي هو محل الخطاب والأمر والنهي هو شيء واحد له صفات متعددة بحسب متعلقاته فإنه يسمى نفسا مطمئنة ونفسا لوامة ونفسا أمارة وليس هو ثلاثة أنفس بالذات والحقيقة ولكن هو نفس واحدة لها صفات متعددة
و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 08:13]ـ
وأريد أن أسألكم - وفقكم الله -:
ألا ترون أن أثر الفلسفة اليونانية والأفكار الإغريقية واضحة في إجتهادتنا و أطروحاتنا إلى عصرنا
حكم الفلسفة الإلهية يختلف عن حكم الفلسفة الطبيعية(/)
هل صحيح: لا يوجد نصّ يحرّم الاختلاط بين الجنسين؟
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 11:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل صحيح: لا يوجد نصّ يحرّم الاختلاط بين الجنسين؟
[بقلم: عبد الحليم توميات / إمام خطيب مسجد عمر بن الخطاب - الجزائر العاصمة]
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فاعلم أيّها - القارئ الكريم - أنّ منهجنا في الردّ على ما يقال أو يكتب هنا أو هناك، قائم على الردّ على الأقوال بغضّ النّظر عن الأشخاص، ذلك لأنّ الشّخص لا ندري هل صحّ عنه ذلك فعلا؟ أو قاله بشروط ما ذكرها، أو لم تُنقل عنه .. إلى غير ذلك من الموانع الّتي تمنعنا من الحكم على الشّخص.
وهذا المقال يتضمّن بيانا لضعف القول بإباحة الاختلاط بين الجنسين في أماكن العمل وغيره.
وقد حاول بعضهم النّقل عن بعض الفضلاء بأنّه يقول إنّه ليس هناك دليل شرعيّ يمنع من ذلك!! ولو فرضنا أنّه قال ذلك:
فإنّه يقال له حينها: وهل هناك قائل بجوازه من العلماء السّابقين من الصّحابة والتّابعين، والفقهاء المجتهدين، والأئمة المتَّبَعين؟!
فإن قال: لا، فيقال له: فهم إمّا جهلوا ما ذكرت، أو كتموا ما أعلنت، أو لم يفهموا ما فهمت!! وفي كلّ هذه الأحوال نكون قد حكمنا أنّ الأمّة عاشت طوال هذه القرون في غيبوبة تامّة عن هذا الحكم الشّرعي الّذي تتوفّر الهمم والدّواعي إلى نقله، لأنّ الدّواعي إلى الاختلاط أمور يوميّة، ما يكون للفقهاء أن يُغفلوها أو يكتموها.
ولو قال قائل بهذه المقولة في ذلك الزّمان الّذي عرف بالنّور والهدى، والعلم والتّقى لساغ الأمر، أمّا أن يُثار هذا الموضوع في واقع مرّ مثل الّذي نعيشه، فهذا فيه نظر بيّن .. وما كان أحدٌ يظنّ أنّه سيصل الاختلاط إلى هذا الحدّ الّذي وصل إليه في بلاد المسلمين، وصاروا يتبجّحون ويجهرون وعلى اللاّفتات يكتبون: " المدرسة المختلطة " ..
حين نادى بنو علمان (العلمانيّون) بالاختلاط بين الجنسين قلنا: لا ينتظر منهم غير ذلك، فبعد أن كنّا نبكي على ذهاب دين هؤلاء ازددنا بُكاءً على ذهاب عقولهم، لأنّ عقولهم أصابها مخدّر الجنس، وهذا مصداق لما يذهب إليه الدّكتور ألكسيس كاريل إذ يقول: " عندما تتحرّك الغريزة الجنسيّة لدى الإنسان تُفرِز نوعا من المادّة الّتي تتسرّب في الدم إلى دماغه، وتخدّره، فلا يعود قادرا على التّفكير الصّافي ". وما أحسن قول المولى - تبارك وتعالى -: (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحجّ: 46].
فأولئك لا تسوقهم عقولهم، وإنّما تسوقهم شهواتهم، وهم يبتعدون عن الاعتبار بمصارع الأمم الّتي ينادي مفكّروها ورجالها وكتّابها وأدباؤها بضرورة الفصل بين الرّجال والنّساء.
تقول إحدى الباحثات من الصحفيّات المشهورات الأميريكيّات واسمها " هيليسون ستانسبري " بعد ما زارت البلدان الإسلاميّة:
" إنّ المجتمع العربيّ مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسّك بتقاليده الّتي تُقيِّد الفتاة والشّباب في حدود المعقول. فعندكم تقاليد تحتّم عدم الإباحيّة الغربيّة الّتي تهدّد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأميريكا. لهذا أنصح بأن تتمسّكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرّية الفتاة، وارجعوا إلى عصر الحجاب. لقد أصبح المجتمع الأميريكيّ مجتمعا معقَّدا، مليئا بكلّ صور الإباحيّة والخلاعة، وإنّ ضحايا الاختلاط والحرّية قبل سنّ العشرين تملأ السّجون والأرصفة والحانات والبيوت السرّية! ".
الأدلّة على تحريم الاختلاط بين الجنسين:
روى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ». والحمو: هو قريب الزّوج كأخيه وعمّه وابن عمّه الخ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشّريعة الإسلاميّة أغلقت منافذ الشّيطان حتّى لا يتسلّل إلى قلب المسلم فيثير فيه الشّهوة، فحرّم الله إطلاق البصر والدّخول على النّساء ولمسَهنّ، فكيف بالاختلاط!؟ ومن كان يريد الأدلّة المؤيّدة لذلك فما عليه إلاّ أن يُلْقِي نظرة سريعة خاطفة على أحكام المرأة عند الخروج من بيتها عموما، ثمّ أحكامها في أشرف البقاع، وهي المساجد خصوصا.
أوّلا: أحكام المرأة عند خروجها من بيتها:
الأصل الّذي اتّفق عليه العلماء هو أنّ المرأة مبناها على القرار في البيوت، قال - تعالى -: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ) [الأحزاب: 33]. حتّى إنّ الله - تعالى - جعل صلاة المرأة في بيتها أفضلَ من صلاتها في مسجد قومها، وصلاتها في مسجد قومها أفضل من صلاتها في مسجد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأنّه ما تقرّبت المرأة إلى الله بشيء كما تقرّبت بقرارها في بيتها.
فإن اضطرّت أو احتاجت إلى الخروج من بيتها لأيّ سبب ولو إلى المسجد فعليها أن تُراعِي الشّروط الّتي ذكرت في الكتاب والسنّة وأقوال علماء الأمّة. كلّ ذلك استجابة لقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه التّرمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ».
فأوّل الشّروط: تستّرها وألاّ تخرج متعطّرة، وإن وضعت في بيتها عطرا وطرأ عليها ما يوجب خروجها فعليها أن تُزيله، وإلاّ دخلت تحت الوعيد الشّديد الّذي جاء على لسان أشرف العبيد!
روى أبو داود والتّرمذي والنّسائي وأحمد عَنْ عبدِ الله بْنِ قَيس أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ».
ألاّ تخضع بالقول، قال - تعالى -: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) [الأحزاب: 32]، هذا الخطاب وُجِّه لأمّهات المؤمنين أطهر النّساء سيرة، وأصفاهنّ سريرة، والخضوع بالقول نوعان:
الأوّل: هو الكلام اللّيّن الّذي فيه تغنّج وتغنّ، فلا يحلّ للمرأة أن تخاطب الأجانب على الطّريقة الّتي تخاطب بها زوجها.
الثّاني: هو الكلام الزّائد عن الحاجة، وللأسف فإنّك ترى المرأة تحدّث البائع في المحلاّت وكأنّه محرما لها.
المشي بالسّكينة والوقار، وهذا أمر عامّ للرّجال والنّساء، قال - تعالى -: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) [لقمان: 19]، وهذا الأمر في حقّ المرأة آكد، فلا يحلّ لها أن تمشي وتتحدّث كما لو أنّها في بيت أهلها، ولتتذكّر قول قتادة - رحمه الله - في تفسير قوله - تعالى -: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب: 33] قال: كانت لهنّ مِشية تخنّث وتغنّج.
أمن الفتنة: وهو الاعتداء عليها بالقول والفعل.
ترك الاختلاط بالرّجال، في الأسواق، والحافلات، وفي الطّريق، وفي الدّراسة، بل وفي المسجد.
ثانيا: وأحكامها عند الخروج إلى المسجد:
فعليها أن تُراعي الشّروط الّتي سبق ذكرها، روى مسلم عَنْ زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةَ كَانَتْ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فَلَا تَطَيَّبْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ». وروى مسلم أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ».
ثمّ نلاحظ أنّ:
النبيّ - صلى الله عليه وسلم - جعل بابا خاصّا للنّساء بالمسجد لا يدخل منه الرّجال، روى أبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ». قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - حَتَّى مَاتَ. هذا في المسجد فلا تتحدّث عن غيره!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنّه جعل خير صفوف النّساء آخرها، مع أنّ هناك فاصلا بين الرّجال والنّساء ليجد المسبوق من الرّجال مكانا يُصلّي فيه. روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا».
إذا ناب الإمامَ شيء فعليها التّصفيق، والتّسبيح للرّجال، ففي الصّحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ».
على النّساء أن يخرجن قبل الرّجال، وعلى الرّجال أن يمكثوا قليلا بعد كلّ صلاة حتّى ينصرف النّساء لئلاّ يحدُث اختلاط بينهم، روى البخاري وأبو داود - واللّفظ له - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَلَّمَ، مَكَثَ قَلِيلًا، وَذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ».
كلّ هذا في المسجد، أطهر البقاع، وأفضل الأماكن، فما القول في الأسواق؟ وما الحكم في المدرسة؟ وما الرّأي في الحافلة والطّريق؟
شبهة والردّ عليها؟
وفي الحقيقة هذه ليست شبهة على من يجلس على مائدة العلم والفقه، وإنّما هي شبهة ترد على من يجلس إلى المستغرِبِين، فإنّهم أذاعوا في النّاس وأشاعوا دسيسة مفادها أنّ الاختلاط بين الجنسين يُهذّب الطّباع، ويصبح نظر كلّ منهما إلى الآخر عادةً، فيقلّل من التّفكير في قضايا الجنس!!
وهذا محض افتراء على الشّريعة الغرّاء، وقد ردّها علماء النّفس أنفسهم وعدّوها من الضّلالات الفكريّة، ويكذّبه الواقع من وجهين:
الأوّل: الاختلاط التّام بين الزّوجين لم يكن قط سببا لرغبة كلّ منهما عن الآخر، بل إنّ صاحب الفطرة السّليمة والشِّرعة القويمة يعلم جيّدا أنّ حبّ الزّوجين كليهما للآخر يكبر مع الأيّام ويزداد مع الأعوام.
الثّاني: إنّنا نرى الاختلاط على أشدّه في دول الغرب، ومع ذلك فإنّنا نرى الرّجال والنّساء يتسافدون كتسافد الحمير، ويعيشون عيشة القردة والخنازير، فيزدادون شبقا حتّى أضحت الأسرة إلى زوال.
وما عليك إلاّ أن تقرأ الإحصاءات الرّهيبة - وهي في ازدياد -، ففي إحدى المدارس الثّانويّة بأمريكا بلغت نسبة الفتيات الحُبالى 48 %!!
وما أحسن قول أحد الكُتّاب- وهو الأستاذ فتحي يكن -: " لا بدّ من الاعتراف بأنّ الغرائز - كلّ الغرائز - عُرضةٌ للانطلاق والانكماش والمدّ والجزر تَبَعًا للمثيرات أو المهدّئات .. فالّذي يجلس على مائدة تزدحم بأنواع التّوابل يكون إقباله على الطّعام أشدّ ممّن حُرِم منها، وهذا من شأنه أن يعمل يوما بعد يوم على مضاعفة حاجته الغذائيّة تَبَعًا لامتداد أمعائه، وصدق .. حيث قال:
فلا ترُم بالمعاصي كسر شهوتها * إنّ الطعام يقوّي شهوة النّهِمِ
والنّفس كالطّفل إن تهمله شبّ على * حبّ الرّضاع، وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن تولّيه * إنّ الهوى ما تولّى يُصمّ أو يصِمِ
والّذين يعيشون في أحضان المغريات والمفاتن يكونون عُرضةً للإرهاق والكبت الجنسيّ أكثر من غيرهم، لأنّ توابل الشّهوة ومقبّلاتها ستثِير غرائزهم الجنسيّة، وتدفعهم إلى تصريفها بمختلف الوسائل والطّرق دونما تفكير أو تقدير .. وهنا تدقّ إشارة الخطر ".
والله أعلم وأعزّ وأكرم.
المصدر: موقع " منار الجزائر "
http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=362&Itemid=6
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 04:02]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، وفيما نقلته لنا في هذا المنتدى المبارك،،
جزى الله الشيخ خير الجزاء ونفع بما قال،،
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 10:16]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل ...
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 10:33]ـ
بارك الله فيك
وهنا كلام مفيد للشيخ الفاضل الشريف حاتم العوني
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 46590
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 10:55]ـ
الرابط لايعمل أخي عبدالله
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 08:55]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله لكما مروركما ...
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 11:22]ـ
لا يمكن أن نفصل الإختلاط في الأسواق والطرق , فلا نستطيع أن نجعل أسواق للرجال وأخرى للنساء , أو أن نخصص طرق لمرور النساء وأخرى لمرور الرجال , هذا تكلف لم نأمر به شرعا , ولا نستطيع فعله قدراً , أما المساجد فلم يكن هناك حاجز بين الرجال والنساء كما هو حال المساجد اليوم , ولهذا كان خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها , لكن الآن اختلف الوضع.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 03:01]ـ
الرابط لايعمل أخي عبدالله
هذا هو نص ما في الرابط والجواب للشريف حاتم العوني:
السؤال
يحتج البعض على جواز الاختلاط بين الرجال والنساء بجواز طواف النساء حول الكعبة مع الرجال .. أفيدونا مأجورين.
الجواب
الحمد لله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على رسول الله وأزواجه والآل، أما بعد:
فجوابًا على السؤال أقول وبالله التوفيق:
لا شك أن الإسلام الذي هو الدين الحق الذي أنزله رب العالمين على المبعوث رحمة للعالمين قد كفل للبشرية ما يحقق سعادتها، إذا ما التزم الناسُ أحكامَه. وهو الدين الوحيد الذي بقي موافقًا للفطرة البشرية، فهو يلبّي للإنسان حاجاته الغريزية، ويوازن بينها وبين حاجاته الإيمانية (الروحانية). فلا هو بالذي ألغى جانب الجسد في الإنسان، كما في رهبانية النصارى، ولا هو بالذي ألغى جانب القلب وتعلّقه بإلهه، كما تفعل حضارة الغرب اليوم.
ومن أمثلة أحكامه المتعلّقة بذلك: نظام الإسلام المتكامل في تنظيم علاقة الرجل بالمرأة. وتفاصيل ذكر هذا النظام فوق ما يحتمله هذا الجواب، لكنه أمرٌ مبذولٌ في كتبٍ ودراسات عديدة.
ومن هذه الأحكام مجموعةُ تدابيرَ شرعها الله تعالى من أجل حماية المجتمع المسلم من إحدى أكبر الجرائم وأشدّ الفواحش فتكًا بالمجتمعات، وهي فاحشة الزنا، التي في شيوعها من الأضرار الظاهرة ما لا يخفى على عاقل، وقد تحدّث عنها العقلاء من جميع الأديان.
ويكفي أن تحريم الزنا في الإسلام تحريمٌ قطعي يقيني؛ لنعلم أنه خبيثٌ لا خير فيه؛ لأن الله تعالى لم يحرّم علينا إلا الخبائث: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ" [الأعراف:157]. ولذلك فقد كانت نصوص تحريم الزنا تتضمّن بيان خطورة هذه الفاحشة، كما في قوله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" [الإسراء:32]، فلم يقف التحذير من الزنا عند النهي عن الوقوع فيه، بل زاد على ذلك النهيَ عن عدم الاقتراب من الوقوع فيه. ثم جاء عليه من الوعيد الشديد، كما في مثل قوله تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا" [الفرقان:68 - 69]. كما أن الله تعالى قد شرع عقوبةً وحدًّا لهذه الفاحشة في الدنيا، وهي حدُّ الزنا المعروف في الفقه الإسلامي. مع قلّة العقوبات المحدّدة للمعاصي في الإسلام؛ مما يدل على غِلظ هذا الذنب، وشدة خطورته، وعدم السماح للاجتهادات الشيطانية أن تسوّل لأحدٍ أن يتهاون في شأنه.
وسأضرب هنا أمثلةً لبعض الأحكام التي شرعها الله تعالى تحقيقًا لمقصوده من عدم الاقتراب من الزنا:
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن ذلك ما جاء في قوله تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى" [الأحزاب:32–33]. فقد نهت هاتان الآيتان نهيًا صريحًا عن أمرين: وهما: الخضوع بالقول، وهو اللين في الكلام الذي يُطمع الرجل في المرأة، والتبرّجُ الذي هو عبارة عن كل ما تُظهره المرأة من محاسنها أمام الرجال الأجانب، من تكسُّرٍ في المشي، أو إظهارٍ لما أمر الله تعالى بستره. ومن المعلوم الواضح أن الخضوع بالقول وحده والتبرج وحده ليس فيهما مضرةٌ على المرأة أو الرجل؛ إلا أنهما داعيان قويان للوقوع في الزنا، وأنهما ذريعتان إليه. فجاء تحريمهما سدًّا للذريعة، وجاء سدُّ هذه الذريعة في كلام الله تعالى صريحًا؛ لكي لا يختلف فيهما المسلمون؛ ولكي يعلموا أن سدّ ذريعة الوقوع في الزنا أمرٌ قد أوجبه الله تعالى، وليس خاضعًا لاجتهاد عالم، ولا لإنكار منكر.
ومن ذلك أيضًا ما جاء في قوله تعالى: "وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ" [النور:31]. فقد جاء النهي في هذه الآية عن ضرب النساء أرجلهن بالأرض، لكي لا يظهر صوت الخلخال، الذي يلبسه بعضُ النساء في سيقانهن من حلق الذهب والفضة ونحوها. فإلى هذا الحدّ بلغ سدّ الإسلام لكل ما يمكن أن يكون ذريعةً للفاحشة، وهو وارد في النصّ الصريح من كلام الله عزّ وجلّ؛ فلا مجال لإنكاره ولا للنزاع فيه. ولكل عاقل أن يتفكّر في هذا التحريم الوارد في كتاب الله تعالى، وأن يسمح لخياله بأن يتصوّر الأثر الذي يُحدثه صوت خلخال المرأة المتحجبة الحجاب الكامل، إذا ما سمعه الرجل الأجنبي عنها. وأن يزن هذا الأثر بغيره من وسائل الإغراء والإغواء، فهل سيأتي صوت قرقعة الخلخال في أعلاها أثرًا أم في أدناها؟! مع ذلك حرّمه الله تعالى من فوق سبع سموات!!
ومن المعلوم أن الله تعالى لا يحرم شيئًا لسبب، ثم يبيح شيئًا آخر وُجدَ فيه سببُ التحريم نفسه؛ لأن هذا تناقضٌ وخَلَلٌ، لا تقبله القوانين الوضعية البشرية، فضلا عن التشريع الإلهي الكامل.
ومعنى ذلك: أن الله تعالى لا يمكن أن يكون قد حرّم الخضوع بالقول والتكسُّرَ في المشي وضَرْبَ الأرجل لإظهار صوت الخلخال؛ سدًّا لكل ذريعة تُوقع في فاحشة الزنا، ثم يبيح ذريعةً أقوى إليها!
كما أن جميع العقلاء يعلمون أن النهي عن شيءٍ يتضمّنُ النهي عن كل ما حقق مفسدته، فإن كان تحقُّقُ مفسدته بالأمر الآخر أظهر وأقوى، كان حظُّه من التحريم أكبر، وفيه يقول العقلاء: هو حرامٌ من باب أولى. إذ ما زال الناس يتندّرون بفهمِ من قال: إن قول الله تعالى: " فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ" [الإسراء:23]، لا يدل على تحريم ضرب الوالدين؛ لأن هذا الفهم بلغ من البعد عن الصواب حدَّ الطُّرَف والنوادر. فمازال العقلاء يرفضون ذلك الفهم البعيد الرفضَ كله، مع أن ضرب الوالدين لم يرد فعلا في نصّ الآية؛ فلماذا كان هذا هو موقفهم؟ ولماذا كان ذلك الفهم سقيماً عندهم غاية السقم؟! الجواب هو ما قدمت به هذا الكلام: وهو أن جميع العقلاء يعلمون أن النهي عن شيءٍ يتضمّنُ النهي عن كل ما حقق مفسدته، فإن كان تحقُّقُ مفسدته بالأمر الآخر أظهر وأقوى، كان حظُّه من التحريم أكبر، وفيه يقول العقلاء: هو حرامٌ من باب أولى.
وهذا المعنى وسابقه هو ما نريد أن نطبّقه على الاختلاط المحرّم، ولا يصحّ أن يخرج الكلام عن الاختلاط المحرّم عن قانون العقل الذي رأينا العقولَ كلَّها تأتلف عليه.
أقول ذلك لأقدِّمَ به الحديث عن موضوع الاختلاط بين الرجال والنساء، والذي وجدتُ بعضَ الناس فيه بين طرفي نقيض، وقليلٌ منهم من توسّط.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن الناس من أباح الاختلاط بكل صُوَرِه، أو بعامتها، حتى تلك الصور التي ما يشك عاقلٌ أنها أولى بالتحريم من الخضوع بالقول وإظهار صوت الخلخال؛ لأنها أقوى منهما في تيسير الوقوع في الفاحشة. بل ربما تجاوز في ذلك حتى أباح ما جاء النص بتحريمه من صُور الاختلاط، كالخلوة بالمرأة الأجنبية، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ؛ إلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ" [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَخْلُوَنَّ أحدكم بِامْرَأَةٍ؛ فإن الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا" [أخرجه الإمام أحمد رقم114، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم والضياء].
ومن الناس من أفرط في جانب منع الاختلاط، حتى منع أو حرّم ما أباح الله تعالى: مثل أن تخرج المرأة لحاجتها في سوق لبيع أو شراء، أو نحوه من حاجاتها، ولو كانت متحجّبة محتشمة. حتى ربما تجاوز بعضهم في ذلك فمنعها مما جاء النص يمنع من منعهن إياه، كالخروج إلى المسجد للعبادة، وفي حديث ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: كانت امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَالعِشَاءِ في الجَمَاعَةِ في المسْجِدِ، فَقِيلَ لها: لِمَ تَخْرُجِينَ وقد تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذلك، وَيَغَارُ؟ قالت: وما يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِي؟ قال: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ الله مَسَاجِدَ الله" [متفق عليه]، وجاء في رواية عند الإمام مسلم: أن ابنًا لعبد الله بن عمر قال: والله لَنَمْنَعُهُنَّ، فقال له عبد الله: أَقُولُ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَتَقُولُ أنت لَنَمْنَعُهُنَّ؟!!
وهذا يبين أن خروج النساء إلى مكانٍ فيه رجال (وهو المسمى بالاختلاط) ليس كله مباحًا ولا كله بالمحرّم، فلا يصح منع كل صوره؛ لأنه يخالف ما عرفناه يقينًا من حياة الصحابيات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من حضور المجامع العظيمة في المساجد وغيرها، ومن خروجهن لحاجاتهن من بيوتهن ومرورهن بالأماكن التي فيها رجال. كما لا يصح إباحته كله؛ لأن بعض صور الاختلاط تتعارض مع النصوص (كالخلوة)، وبعضها الآخر مفسدته أوضح من بعض ما جاءت النصوص بتحريمه، مما سبق ذكر أمثلة له: كالخضوع بالقول، والضرب بالأرجل ليظهر صوت الخلاخيل.
وقد جاءت السنة تبيّن هذه الحقيقة، وهي حقيقة أن الاختلاط منه ما يحرم ومنه ما لا يحرم: فمن المعلوم أن خروج المرأة إلى المسجد جائز (وسبق الحديث في ذلك)، مع أن المسجد مجمعٌ للرجال، فهذا نوعٌ من الاختلاط. لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نظّمَ هذا الاجتماع بيّنَ الرجال والنساء، لكي لا تحصل مفاسده: فأولا: جعل صفوف الرجال وحدها، وصفوف النساء وحدها؛ وهذه أول خطوة لمنع مفاسد الاختلاط. وثانيا: جعل صفوف الرجال هي الأولى، وصفوفَ النساء هي الأخيرة؛ لكي لا تقع عين الرجال على النساء أثناء الصلاة. وثالثًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُها وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُها" [أخرجه مسلم]؛ لكي يوضِّحَ المعنى المقصود من هذا الفصل بين الجنسين، ولكي يضع قاعدةً للاحتياطات التي ينبغي أن تُتّخذ لمنع مفاسد اجتماع الرجال والنساء في مكانٍ واحد، وهي الحرص على التباعد بينهما. ورابعًا: تأخُّر انصراف الرجال من المسجد، حتى يسبقهن النساء في الخروج منه؛ لكي يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تزاحم النساء مع الرجال على الأبواب عند الخروج. كما جاء في حديث أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ، قام النِّسَاءُ حين يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ هو في مَقَامِهِ يَسِيرًا، قبل أَنْ يَقُومَ. قال نَرَى (وَالله أَعْلَمُ) أَنَّ ذلك كان لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قبل أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ من الرِّجَالِ». [أخرجه البخاري في صحيحه].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد فَهِمَ الصحابةُ رضي الله عنهم فقهَ هذا الباب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا لمّا كثُرَ المسلمون في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وخشي عُمر من تزاحم الرجال والنساء على أبواب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الدخول، بعد أن نظّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج، كما سبق= خصّصَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابًا لدخول النساء وحدهن، ونهى الرجال من الدخول منه. كما في حديث عبد الله بن عمر عن أبيه، الذي أخرجه أبو داود في سننه [رقم463 - 465]. حتى إن ابن عمر لم يدخل من باب النساء قط بعد أن نهى عمر من دخول الرجال منه، حتى مات ابن عمر رضي الله عنهما.
وأُذكِّر هنا: بأن هذه الاحتياطات كلّها لمنع مفاسد الاختلاط قد وقع الاحتياطُ بها بين أطهر جيلٍ وأكرم ناسٍ خُلُقًا وأكملهم دينًا، وهو جيل الصحابة رضي الله عنهم وحوارِيُّو المصطفى صلى الله عليه وسلم. وليس هذا فقط، بل في حياة سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين محمدٍ صلى الله عليه وسلم. وليس هذا فقط، بل في حضرته صلى الله عليه وسلم، وأثناء وقوف أصحابه بين يديه؛ مع ما هم عليه رضي الله عنهم من إجلالٍ له صلى الله عليه وسلم، وهيبةٍ وعظيم توقير. وليس ذلك في أي حضرة للنبي صلى الله عليه وسلم، بل في مسجده الشريف الذي عظّمه الله تعالى وكرّمه وخصّه بالفضائل. وليس في مسجده صلى الله عليه وسلم فقط، بل أثناء أداء الصلاة التي هي مقام العبد أمام ربّه عز وجلّ، والتي كان الصحابة رضي الله عنهم أكثر الناس إدراكًا منها لهذه المعاني الجليلة وأعظمهم استحضارًا لها في قلوبهم. ومع ذلك كلِّه .. تُتّخَذُ تلك الاحتياطات كلُّها، خشيةً من وقوع الافتتان بين الرجال والنساء.
فينبغي على كل مسلم عند حديثه عن موضوع الاختلاط، أن يستحضر تلك الاحتياطات النبوية له، وأن يزن بها ما يريد أن يقول ويفعل، أين هو منها بُعدًا أو قُربًا.
أما أن يحتجّ أحدٌ بطواف النساء حول الكعبة مع الرجال، لتجويز صُوَرٍ من الاختلاط المحرّم، أو لإنكار تحريم الاختلاط جملةً وتفصيلا، دون استحضار تلك النصوص القرآنية والمعاني والاحتياطات النبوية، فهو مخطئ بذلك خطأً جسيمًا. ولا يقع أحدٌ في مثل هذا الخطأ الكبير؛ إلا لجهله الشديد بالنصوص القرآنية، وبتلك السنن النبوية، وبهاتيك الاحتياطاتِ المؤيَّدةِ بوحي الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. فإن لم يكن الجهل هو سبب ذلك الخطأ، فهو الهوى، الذي غيّبَ عنه تلك الحقائق الكبرى الواضحة، حتى أصبح لا يرى إلا ما يريد أن يرى، وإن كان فيما لا يريد أن يرى: الشمسُ في رابعة النهار!
هل يمكن أن يُلغي طوافُ النساء مع الرجال حول الكعبة تلك الأدلةَ كلها؟! وبأي حقٍّ أقدّمُ هذا الدليلَ الفريد (لو كان دليلا) على تلك الأدلة الكثيرة التي لم أذكر إلا طرفًا يسيرًا منها آنفًا. إذ من أراد الحقَّ: رجّح الأقوى على الأضعف من الأدلة، وقدّم الأكثر على الأقل منها؛ إن أراد الترجيح. أو إن أراد أن يفهم الأدلة التي الأصل فيها عدم التناقض (كأدلة الوحي)، فعليه أن يجمع بين الأدلة بما لا يجعلها متهاترةً متكاذبة. أما أن يأخذ بدليلٍ (يظنه دليلا) ويترك خلف ظهره أدلةً عديدة، ويحتجَّ بما تنقضه الحججُ الكثيرة = فهذا منهج أهل الجهالة (كما سبق)، أو منهج الذين أخبر الله تعالى عنهم، فقال تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ " [آل عمران: 7]، وقال تعالى: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" [البقرة:85].
وكيف يتصوّر عاقل أن الوحي الذي شرع تلك الاحتياطات كلها يُغفل موضوع تنظيم الطواف بالصورة التي تصوّرها هو منه؛ لأن ذلك يعني التناقض والخلل، والذي لا تقبل القوانينُ الوضعية البشرية أن يُنسَبَ إليها مثلُه، فضلا عن التشريع الإلهي الكامل، كما سبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو افترضنا أن طواف النساء مع الرجال لم يرد فيه ما يوضح حقيقته التي لا تتناقض مع بقية الأدلة، كان الواجب علينا أن نفهمه نحن بما لا يُوجب ذلك التناقض.
لكن الواقع أن طواف النساء مع الرجال قد ورد فيه ما يُوضّحُ صورته التي تأتلف مع بقية الأدلة الواردة في الموضوع، فلا تتناقض معه. بل سترى كيف أن طواف النساء مع الرجال بعد بيان صورته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبأمره صلى الله عليه وسلم سيصبح دليلا على تحريم ما أراد أن يبيحه ذلك الذي احتجّ به لتجويز الاختلاط، وأنه على النقيض مما أراد منه تماما!!
فقد جاء في صحيح الإمام البخاري، في كتاب الحج منه، وفي باب طَوَافِ النِّسَاءِ مع الرِّجَالِ، ما يلي:
"قال ابن جُرَيْجٍ: أخبرني عَطَاءٌ، إِذْ مَنَعَ بن هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مع الرِّجَالِ. قال: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ، وقد طَافَ نِسَاءُ النبي صلى الله عليه وسلم مع الرِّجَالِ. قلت أَبَعْدَ الْحِجَابِ، أو قَبْلُ؟ قال إِي لَعَمْرِي، لقد أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ. قلت: كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ؟ قال: لم يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كانت عَائِشَةُ رضي الله عنها تَطُوفُ حَجْرَةً من الرِّجَالِ لَا تُخَالِطُهُمْ. فقالت امْرَأَةٌ انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قالت: عَنْكِ، وَأَبَتْ. وكن يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ، فَيَطُفْنَ مع الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إذا دَخَلْنَ الْبَيْتَ قُمْنَ حتى يَدْخُلْنَ، وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ.
ثم أورد أيضًا حديثَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: شَكَوْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي. فقال: طُوفِي من وَرَاءِ الناس , وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ. فَطُفْتُ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ يُصَلِّي إلى جَنْبِ الْبَيْتِ وهو يَقْرَأُ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ".
والحديثان واضحان:
أما الأول: فيدل على أن النساء كنّ يطفن مع الرجال في وقت واحد، لكن كنَّ يطفن غير مخالطات للرجال، في دائرة أبعد عن الكعبة. ومعنى حَجرة: أي معتزلة في ناحية.
وأما الثاني فقد دل على أمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها بذلك، حيث قال لها: "طُوفِي من وَرَاءِ الناس".
وهذا ما فهمه شُراحُ صحيح الإمام البخاري، كعلي بن خلف الشهير بابن بطال المالكي المذهب في شرح صحيح البخاري (4/ 298 - 300)، وابن حجر الشافعي المذهب في شرحه فتح الباري (3/ 480 - 482 رقم1618 - 1619)، وبدر الدين العيني الحنفي المذهب في شرحه عمدة القاري (9/ 260 - 162).
وقد جاء في أخبار مكة للفاكهي (1/ 252): عن فقيه الكوفة الأكبر في زمن التابعين إبراهيم النخعي (ت96هـ)،وهو شيخُ شيخِ الإمام أبي حنيفة، أنه قال: "نهى عمر رضي الله عنه أن يطوف الرجال مع النساء".
وهذا تطبيقٌ عملي للسنة النبوية في طواف النساء، كان إبراهيم النخعي ينسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وبذلك يتبيّن أن طواف النساء مع الرجال حول الكعبة المشرفة لم يكن كهيئته اليوم، ليحتجّ به ذلك المحتج على ما أراد. بل ننتهي بأنه حجةٌ على عدم جواز الاختلاط، حتى في ذلك المكان الطاهر المقدس، وحتى في ذلك الجيل الطاهر المفضَّل، جيل الصحابة رضي الله عنهم، وفي حضرة أفضل الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم، وأثناء أداء عبادة من أشرف العبادات، تُغيِّبُ الشعورَ بالفتنة في استحضار جلال البيت وجلال ربّ البيت عز وجلّ.
فإذا انتهينا من هذا الجواب، والذي أجبت به عن سؤال السائل، أرى أن أتمّه بتلخيص فقه هذا الباب، بأن أحاول منع جانب الإفراط فيه والتفريط. وهذا إنما يتم بوضع ضابط للاختلاط المحرّم؛ لكي لا يتجاوزه بعضُ أصحاب الغلو إلى جانب تحريم ما أباح الله تعالى، ولا يتجاوزه بعضُ أصحاب التهاون والتفلّت من أحكام الشريعة إلى جانب تحليل ما حرم الله تعالى.
والذي أستطيع أن أضبط به ما يجوز مما لا يجوز من الاختلاط، هو أن الاختلاط المحرّم مرجعه إلى ثلاث صور:
الأولى: الذي يمسُّ فيه جسدُ المرأة جسدَ الرجل؛ إذ لا يشك عاقل أن المس أشد فتنة من مجرّد سماع صوت الخلخال. بل هو أقوى ذريعة إلى الفاحشة من أكثر الذرائع التي حرّمتها النصوص صراحة، كالنظر إلى ما لا يجوز النظر إليه من المرأة. ودلّ على حكم هذه الصورة بوضوح حديثا المسجد والطواف، بما حرص فيه النبي صلى الله عليه وسلم على عدم تزاحم الرجال والنساء.
فالاختلاط الذي يحصل فيه نوع مسٍّ والتصاقٍ لجسد الجنسين ببعضهما محرّمٌ.
الثانية: الاختلاط الذي يحقّق الخلوة بين المرأة والرجل، ولو أحيانا. لوضوح النصوص في تحريمه، وإطلاقها دون تقييد الخلوة بالطول أو القصر، كما سبق.
الثالثة: دوامُ مُكْثِ الرجل مع المرأة الأجنبية في مكانٍ واحد، ولو لم تتحقّق الخلوة، مثل مكاتب الموظفين في دوامها المستمرّ يوميًّا؛ إذ لا يشك عاقل أن خلوة المرأة مع الرجل خمس دقائق أو ربع ساعة (وهو محرّم) ليس أخطر عليهما من ذلك المكث الطويل المستمر، وما يسهّله هذا الاجتماعُ المستمر من تبادل الحديث بينهما، وما يحققه من الغفلة عن التحفّظ من أسباب الوقوع في شراك الفتنة، وما يؤدي إليه من توسيع مداخل الشيطان بينهما. لا يشك عاقلٌ منصف مبتغٍ للحق في أن هذا اللقاء الدائم، أخطر من خلوة قصيرة، ومن تزاحم لحظة على باب مسجد أو خلال الطواف بالبيت، ومن خضوع بالقول مرّة، ومن قرقعة صوت الخلخال في طريق من طرق المسلمين!!
هذا إن كان الاختلاط لم تصاحبه مخالفاتٌ شرعيةٌ أخرى، كتخفّفٍ من القدر الواجب من الحجاب، أو خضوع بالقول، أو تكسّرٍ في المشي، ونحو ذلك من المحرمات المنصوص عليها.
هذه هي ضوابط الاختلاط المحرّم، وما سواه فهو مباح.
فواجب المسلمين أن يتقيدوا بهذه الضوابط، فلا يخرجوا عنها، لا إلى جانب التفريط، ولا إلى جانب الإفراط.
قال تعالى: "وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ" [الأحزاب:4].
والحمد لله كل الحمد، والصلاة والسلام على محمد، وعلى أزواجه وآله ما تعاقبت شمسٌ وفرقد. والله أعلم.(/)
المذاهب الكلامية ,,, للشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 02:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأمّا المذاهب الكلامية فلم يكن أثرها بالقليل في تفرّق المسلمين وتمزّق شملهم , ولكنّها لمّا كان موضوعها البحث في وجود الله وإثبات صفاته وما يجب له من كمال وما يستحيل عليه من نقص – كل ذلك من طريق العقل – كانت دائرتها محدودة وكان التعمّق فيها من شأن الخواص , وقعد بالعامّة عن الدخول في معتركها وإحساسها بالتقصير في أدواته من جدل وعقليات يحتاج إليها في مقامات المناظرة والحجاج , فليس عِلم الكلام كعِلم التّصوف مطية ذلولاً يندفع لركوبها العاجز والحازم.
فالتّصوف شيئ غامض يسعى إليه بوسائل غامضة , ويسهل على كل واحد ادعائه والتّلبيس به , فإن خاف مُدّعيه الفضيحة لم يعدم سلاحاً من الجمجمة والرّمز وتسمية الأشياء بغير أسمائها , ثم الفزع إلى لزوم السّمت والتّدرّع بالصّمت والإعراض عن الخلق والانقطاع والهروب منهم ما دام هذا كله معدوداً في التّصوف وداخلاً في حدوده.
ولا كذلك علم الكلام الذي يفتقر إلى عقل نيّر , وقريحة وقّادة , وذكاء نافذ , ويحتاج منتحله إلى براعة ولسن ومران على المنطق ومقدماته ونتائجه وأقيسته وأشكاله.
ولِمَ كلّ هذا العدد؟
كل هذه العُدد للمناظرات وما تستلزمه من إيراد ودفع , وإفحام وإلزام , وأين العامّة من هذا كله؟!
لذلك لم يكن لها من حظ هذا العلم إلاّ معرفة أسماء بعض الفِرق والانتصار لها انتصاراً تقليدياً.
ولذلك كانت آثار التفريق الناشئة عن هذه المذاهب الكلامية قاصرة على طبقات مخصوصة , ولم تتغلغل في العامّة كما تغلغلت آثار التّصوف.
وقد انقرضت تلك الفرق , وانقرض بانقراضها سبب جوهري من أسباب التفرق بل مات بموتها شاغل طالما شغل طائفة من خيرة علماء المسلمين ببعضهم , وجعل بأسهم بينهم شديداً , وألهاهم بما يضر عمّا ينفع.
تلاشت تلك الفرق ولم تبق إلاّ أخبار معاركها الجدلية في كتب التاريخ , وإلاّ آراؤها المدونة في كتبها فتنة للضعفاء وتبصرة للحصفاء ,ولم يبق من تلك الأسماء التي كونت قاموساً في الأنساب إلاّ اسمان يدوران في أفواه العامّة وأشباه العامّة , ويستعملونهما في أغراض عاميّة وهما: (أهل السنة والمعتزلة).
ومن المحزن أن دراسة علوم التوحيد حتى في كلياتنا (الراقية) كالأزهر والزّيتونة لاتزال جارية على تلك الطرائق وفي تلك الكتب , ولا تزال تقرر فيها تلك الآراء , ولاتزال تذكر فيها أسماء تلك الفرق التي لم يبق لها وجود.
ويستعرض سيّدنا المدرس تلك الآراء ثم يدحضها ويقيمها ثم ينقضها , وتقتطع أوقات الطلبة المساكين في ذلك. . ويا ضيعة الأعمار.
أمّا الشبهات التي يوردها كل يوم ملاحدة العصر ومبشروا المسيحية على الإسلام ويفتنون بها العلماء فضلاً عن العوام , فإنّ كلياتنا (العلمية الدينية) ومدرسيها لا يعيرونها أدنى اهتمام , ولا يعمّرون بها وقت الطلبة.
فيا للفضيحة!!! ..
وإذا نحن وازنّا بين ما أجداه علينا عِلم الكلام وبين ما خسرناه بسببه وجدنا الخسارة تربو على الربح , فتوحيد الله مقرر في القرآن بأجلى بيان وأكمل برهان , وصفاته لا يطمع طامع أن يأتي في إثباتها بأكمل مما أتى به القرآن , وطريقة القرآن في التنزيه أقوم طريقة , وقد جرى عليها الصحابة فكانوا أكمل الناس توحيداً مع أنهم لا يعرفون الجوهر والعَرَض , وهل يبقى زمانين؟ ولا الكم ولا الكيف بمعانيها الفلسفية الدقيقة.
وعلى هذا فما معنى إضاعة الوقت , وإعنات النّفس في معرفة هذا العلم المسمّى بعِلم الكلام؟
ولوكان هذا العلم المستحدث ذا قواعد طبيعية لا تنقض كقواعد الحساب أو الهندسة مثلاً لخف ما يلقى الناس في تعلمه من عناء , ولكننا رأينا تلك القواعد تتهاوى في المناظرات القولية أو القلمية كفقاقيع الماء , فلا يكاد يبني الباني حتى ينبري له هادم ينقض ما بنى ويتبر ما علا.
فواأسفاه
على تلك الحملات العنيفة التي كانت جهاداً ولكن في غير عدو.
ووالهفاه على ذلك النقع المثار وقد انجلى عن غير فتح ولا غنيمة , وواحسرتاه على ذلك الذكاء الذي كانت تكاد تشف له حجب الغيب , ذكاء أبي بكر الباقلاني , وفخر الدين الرازي , وأبي الهذيل وابن المعلم , وقد ضاع فيما لا تعود على الإسلام منه عائدة , ولا تنحبر له منه فائدة.
وإنّك لتطالع تفسير الرازي مثلاً فتتلمّح من جملته ذكاء يشع , وقريحة تتقد , وألمعيّة تكاد تنتزع منك بنات صدرك , فتظنّ أن سينكشف لك عن الجهات المتّصلة بنفسك من القرآن , ويجلي لك سُنن الله في الأنفس والآفاق.
وإذا بالظّن يخيب , والفال يكذب , وإذ ترى تلك القوى مصروفة إلى جهة غير التي تريد , وترى الرجل وقد غُلِب على ذكائه , وجرفته العادة التي تملكه إلى الآراء والعقليات وإثارة الشبهات.
وترى ذلك الذهن العاتي يتخبّط في مضائق هي دون قدر القرآن ودون قيمة ذلك الذهن حتى ليسف فيزعم لك –مثلاً – أنّ أولى العلم في قوله تعالى: " شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط " هم أهل الأصول.
ونحن نعتقد أن الرّجل وأمثاله من الأذكياء ما أتوا إلا من غرامهم بهذه المباحث الكلامية واستهتارهم فيها.
ويميناً , لو أنّ تلك الجهود التي تفرقت على الكلام تألّفت على جهة عقلية أخرى لفتحت في العلم فتحاً أغر زاهراً , ولتعجّلت به الفخر بالإسلام وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 10:06]ـ
كلام عظيم ينبئ عن قيمة الإمام الإبراهيمي - رحمه الله تعالى - في تحليل و مناقشة الآراء بل حتى مصارعة العلوم الكلامية و القواعد الفلسفية العويصة و التي بنى أسسها الأذكياء أمثال الباقلاني و الرازي و الحفيد ابن رشد و غيرهم من أيمة الكلام و سلاطين الفلسفة و المنطق، و قد انطلق - رحمه الله نعالى - من متانة العقيدة السلفية الإسلامية الصافية، و الإيمان الراسخ كشوامخ الجبال في قلبه المطمئن، و تأسسه على التربية العلمية باللغة العربية العالية، إلى ما رزقه الله عز و جل من ذهن وقَّاد و فكر عميق و نظر بعيد و حلم واسع ...
فرحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى و رزق الله أمتنا أمثاله ممن صفت قلوبهم من حظوظ النفس و فرغت إلا من حب الخير للناس على سنن من الله تبارك و تعالى و على هدي محمد صلى الله عليه و سلم، اللهم آمين،،،
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[31 - Mar-2010, صباحاً 06:22]ـ
محاولة تقرير المعتقد من خلال تناوله من جانب فلسفي هو مسلك غير سديد وذلك لأمرين: الأول منهما أن هذا المسلك لم يؤثر عن القرون المفضلة بل ذمه عامة السلف وشنعوا على سالكيه وذاك لعلة ظاهرة وهي أن العقل لم يخلق لتقرير المغيبات من الأمور والفصل فيها, بل إن في ذلك مزلة عظيمة وباب لدخول الشبهات واستحكامها لا يعلم مداه إلا الله.
أما الثاني فإن المناظرة التي يغلب عليها المراء الفلسفي تكون الغلبة فيها ظاهريا للأجود قريحة والأحد ذكاءً , فقد يجادل المبطل الذكي صاحب الحق الأقل ذكاءً فيجير الانتصار للباطل في الظاهر وفي هذا ما فيه.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 12:36]ـ
شكرًا على اللطيفة يا زهرانيُّ!
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[01 - Apr-2010, مساء 10:53]ـ
جُزيتم خيرًا أيها الشرفاء، وفي نفائسكم بارك الله ..
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 01:10]ـ
اين الكتاب
ـ[الوليد مسلم]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 01:54]ـ
كلام طيب رحم الله قائله ومع الموافقة الكاملة له في المنهج والغاية لي رأي في جملة منه وهي مسألة صرف الوقت والجهد في درس مقالات هذه الفرق في غير طائل فأقول لولا دراسة الشيخ لهذه المقالات وتلك المناهج ودربته بأحوال من سماهم من المتكلمين السابقين لما كان لكلامه هنا هذه المكانة، فالأمر في هذا المقام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "كيف وقد قيل؟ " فلا بد من درس ماقيل ليكون النقد والتبيين على بصيرة كما يبدو من كلام صاحب المقال نفسه، ولشيء آخر وهو أن الشبه المعاصرة ما أشبهها بشبه الأمس فمعرفة الشبه السابقة توفر الجهد في دفع الشبه المعاصرة وبذلك لا يكون وقت الدارس قد ذهب هباء، كما أن دراسة المسائل العقلية تمرن الذهن لمن يتصدر للدفاع عن الشريعة وأختم بأن ذلك كله لمن تأسس على العقيدة الصحيحة وكان له عقل راجح فطر عليه وحسنت نيته وعرف أهل الحق وراجعهم ولم يكن معتدا برأيه فيغمط الكبار ويبطر الحق والله أعلم.
الوليد مسلم(/)
شهادات الأثبات بما عند الأسمري من انحرافات
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 05:31]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:-
فقد كتبت مقالا قبل ذلك في بيان حال صالح الأسمري هدانا الله وإياه وكان المقال إعلانا لرد الشيخ الطائفي على المذكور سماه "البيان الممتري في فساد عقيدة الجاهل المفتري صالح الأسمري " ناقش صالح الأسمري في جملة من انحرافاته العقدية مع ذكر الدليل من أقواله فلم يتجن عليه فسر بهذا المقال أهل السنة واستبشروا خيرا وأما المتعصبون للأسمري فردوا ما فيه من الحق بالسب والشتم ................. إلخ وقد اتهمنا البعض بالكذب والفسق والحمد لله على كل حال.
ياطلاب الشيخ الأسمري ويامحبيه فلتعلموا علم اليقين أننا لسنا أعداء لشيخكم الأسمري وليست القضية تصفية خلافات وإنما تكمن في سوء مذهب شيخكم وقد طالبناكم بعدة أمور:
1 - الرد من شيخكم على هذه الاتهامات الموجهة له
2 - أن يظهر الشيخ عقيدته السلفية ويكون الأمر علانية ويتبرأ مما صدر منه من سب للعلماء
3 - أن ينشر مذهبه وعقيدته ولو كانت مخالفة لنا بدل الخفاء والتستر ومرت أيام ولم نسمع أو نقرأ شيئا.
وقد راسلني الكثير من إخواني ظنا منهم بأخيهم الفقير الخير طالبين استكمال سلسلة الردود على صالح الأسمري وقد عن لي في هذا المقال أن أجمع شهادات الأثبات بما عند الأسمري من انحرافات ليعلم تلاميذه أن جمعا من أهل العلم وطلابه النبهاء تكلموا فيه:
1 - حدثني من أثق في علمه وديانته أنه قابل الشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود وسأله عن الأسمري فقال: أشعري مائة في المائة بناء على تأليفه مذكرته: ما لايسع المسلم جهله في باب الإعتقاد وعند سماعه لشريطه فقه الدعاء قال: هذا قمة الإغراق في الصوفية.
وهذا الأخ له معرفة جيدة بطلاب الأسمري خبير بمخططاتهم وقد طلبت منه أن يكتب لي حال تلاميذ الأسمري فكتب لي مشكورا بخطه وسوف أذكر ذلك في رد مستقل " كشف الحقائق بلسان طلاب الأسمري وماعنده من الانحرافات والبوائق " مع ذكر الأسماء والتفصيلات.
ومن خط الأخ الفاضل نقلت ما نصه:
وعند مكالمتي للشيخ عمر العيد وسألته عن الأسمري قال: هذا شيخ بدعة وقال إنه يرسل كبار طلابه لأخذ تزكيات من شيوخ الطرق الصوفية.
وقال أيضا أخونا ومن خطه نقلت:
وقد قرأت بعض مذكرته " ما لا يسع ........... "
على الشيخ البراك فقال: أعوذ بالله رجل صوفي
2 - وكتب أخونا الفاضل عبدالله خميس في ملتقى أهل الحديث قائلا:
لازال صالح الأسمري ينشر الصوفية والأشعرية في الرياض ويأتيه المريدون؟؟؟
طبعا هو أحقر من أن يأبه له أحد وهو يعرف هذا من نفسه! مشكلته يتعاون مع محمد آل رشيد ويحاول يصنع من نفسه شي بعد ما انكشفت حقيقته وانصرف عنه عامة الطلبة بل أصبحوا يحذرون منه أخذ في التقوقع على نفسه وعلى زمرة ممن حوله عله يستطيع تحويلهم إلى صوفية أشعرية#مسكين
3 - وكتب الأخ الفاضل المقدادي في ملتقى أهل الحديث وهو يكتب معنا في المجلس العلمي:
الآن هو ينصر مذهب التفويض و قد رأيت له فتاوى نُشرت في رمضان 1427 هـ في أحد المواقع
ينصر فيه هذا المذهب متسترا بكلام لبعض الحنابلة , و يدّعي أن هذه هي عقيدة السلف!!
4 - وكتب الأخ أبوريم مقالا طيبا عن الأسمري في ملتقى أهل الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد فهذه لمحةٌ مختصرةٌ عن منهج صالح بن عبدالله الأسمري وأتباعه، أكتبها بحكم تجربتي السابقة مع بعض تلاميذه، بياناً للحقّ، وتحذيراً من الباطل، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(المنهج العقدي):
يحاول الأسمري وطلابه تقرير عدة أمورٍ في باب العقيدة:
أولها: أن مصطلح أهل السنة والجماعة يشمل الأشاعرة والماتردية وأهل الحديث، ويعتمدون في هذا التقرير على عدة ركائز:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ما ذكره بعض متأخري الحنابلة في شمول مصطلح أهل السنة للأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث (ويقصدون بأهل الحديث: مفوّضة الحنابلة)، كالسفاريني، والكرمي، وعبد الباقي المواهبي وغيرهم، ويمكن معرفة نقولاتهم عن هؤلاء وغيرهم في مقال لعبد الفتاح اليافعي (أحد طلاب الأسمري) حول التعليق على فتوى الغنيمان الأولى في أن الأشاعرة من أهل السنة.
2 - أن شدة الخلاف الذي حصل بين الأشاعرة وغيرهم وتعدد مواطنه إنما حصل بسبب آراء ابن تيمية التي خالف بها الحنابلة وأهل الحديث، ونسبها لأهل السنة، وفارق بها الأشاعرة أيضاً.
في حين أنهم يحصرون الخلاف بين أهل الحديث أو الحنابلة وبين الأشاعرة في مسألة جواز التأويل، وإثبات الحرف والصوت، والعلو، وما عدا ذلك من مسائل الاعتقاد فهم متفقون معهم، على أن هذه الثلاث المسائل بعد تفصيل الكلام عنها؛ يؤول الخلاف إلى وفاقٍ أو خلاف شكليّ لا ينبني عليه تضليل ولا تبديع.
فمع نهي أهل الحديث عن التأويل إلا أنه يجوز للحاجة، ومقابلة إنما هو التفويض لا الإثبات. والحرف والصوت إنما هو إثبات صفة للكلام من جنس الصفات المتشابهة (كاليد والوجه ... ) لا يُعلم معناها، بل يجري فيها التفويض كما يجري في الصفات الأخرى.
وكذلك العلو يدخله التفويض، مع وجوب نفي الجهة، وعدم النفور من قول الأشاعرة أنه لا داخل ولا خارج؛ إذ أنهم يعنون بذلك نفي المكان فقط.
3 - أن مدرسة ابن تيمية أو السلفية أو الوهابية ليسوا من أهل السنة والجماعة، بل منهجهم هو منهج المجسّمة المتّفق على ضلالهم وخروجهم عن مسمى الطائفة الناجية،إلا أن تجسيمهم في الغالب غير صريح، ولذلك لا يحكم عليهم بالكفر، بل بالضلال والبدعة.
ثانيها: أن تقسيم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة بدعةٌ أدّت بالوهابية إلى تكفير المسلمين واستحلال دماء المستغيثين بالأنبياء والأولياء والصالحين، والعلم بحقيقة العبادة ومفهومها في الشرع وأنها التقرب إلى المعبود على جهة استحقاقه للعبادة لكونه إلهاً، هو المنطلق الصحيح لفهم هذا الباب، وينبني على هذا: جواز الاستغاثة بالنبي أو الولي إما على جهة التسبب والتشفع، أو حتى على جهة اعتقاد النفع والضر منه تبعاً بالكرامة لا استقلالاً، والمحظور هو اعتقاد استقلال الولي بالنفع والضر أو التصرف دون إذن الله تعالى له، وعلى هذا فإعطاء الله نبيَّه أو وليًّه ملك النفع والضر للعباد إما مطلقاً، وإما في جهة مخصوصة كالرزق، أو الشفاء أوإعطاء الولد، أو التصرف في الكون؛ كلّ هذا مما تدخله الكرامة، وبالتالي يجوز طلبه من الولي.
ومعرفة كون هذا الولي مكرماً من الله تعالى بتلك الكرامة المعيّنة المراد طلبها منها، يحصل إما بإخباره عن نفسه بذلك إن كان حيّاً، أو بالكشف بعد موته، أو حتى بالتجربة والاشتهار.
وكرامة الولي ساريةٌ في حياته، وبعد موته،فيجوز طلبها منه في حال حياته وبعد وفاته.
ويرون أن هذا مما اتفقت عليه كلمة المعتمَدين في المذاهب الأربعة، وأن مخالفة الوهابية في هذه المسائل شذوذٌ لا يعتد به.
ودعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة ضلال، وأتباعه أشبه شيءٍ بالخوارج، ولذلك لما أتى الأسمري الرياضَ بعد عودته من قطر، وأقام محاضرة بعنوان (مزايا دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب)، استنكر عليه تلامذته ذلك، فقال: أنا قلت: الإمام، وهو يطلق على إمام الهدى والضلال، فلما استنكروا تعداده لمزايا دعوته، قال ما معناه أنه لابد من التدرج معهم (أي السلفيين).
ثالثها: أن التصوف هو في حقيقته: الإحسان الذي يمثّل المرتبة العليا في الدين، وجرى اصطلاح العلماء على تسميته بالتصوف على مرّ القرون، فلا وجه لإنكاره من حيث التسمية، لأنه لا مشاحّة في الاصطلاح، كما أن ما استحدثه الصوفية من طرق ومناهج في السلوك، وهيئاتٍ في العبادة هي من باب البدع الإضافية التي دعت إليها الحاجة، تماماً كما استحدث العلماء طرقاً في التعليم والتأليف والتبويب والترتيب في مجال العلم، فلا إنكار على كلا الطريقين.
وعليه فالمولد، والذكر الجماعي، والذكر بالاسم المفرد، والمدائح النبوية، والطرق الصوفية، والأذكار المستحدثة، كلّها من البدع الإضافية الجائزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنهم يقفون مع الصوفية في مسائل التوسل بالجاه، والتبرك بالصالحين، وشد الرحل لزيارة القبور، والتبرك بها، وغير ذلك.
(المنهج الفقهي)
- يرون وجوب التقليد لأحد المذاهب الأربعة، وعدم الخروج عنها إلا بشروطٍ لا تتحقق في الغالب.
- لا يجيزون الاجتهاد في هذا العصر إلا بشروطٍ يعلمون أنه لا يحقّقها أحدٌ.
- يجيزون التنقل بين المذاهب للحاجة، أو حتى لمطلق الترخص، ما دام القول معتمداً في المذهب الذي انتقل إليه.
- يرون أن السلفية في مسلكها الفقهي ذات منهج فوضوي مخالف للفقهاء،خصوصاً في مسألة عدم التزام تدريس مذهب معيّن، وفي مسألة الترجيح بين المذاهب، وأخذ الأحكام من أدلتها لعدم أهليّة أحدٍ منهم، لا كبار العلماء ولا طلبة العلم.
- كثيرٌ من آرائهم في هذا الباب موجودةٌ في كتاب (أحكام التمذهب) لعبد الفتاح اليافعي، وهو مطبوعٌ الآن بتقديم مصطفى الخنّ، والعمراني!!.
يحاول الأسمري في كثيرٍ من فتاويه الفقهية مخالفة المشهور عند أهل العلم عن طريق تضخيم الخلاف في المسألة أو إبراز أو تقوية القول الآخر حيث يكون كلامه أو فتواه مشهورةٌ معلنة، وأما في مجالسة الخاصة، فيصرّح أكثر، ويضعّف مآخذ أهل العلم من أهل السنة في هذا العصر في المشهور من المسائل الفقهية، ومن أهمّ فتاويه في هذا الباب:
* قوله بأن تارك الصلاة لا يكفر في المذهب الحنبلي إلا إذا عرض على السيف من قبل وليّ الأمر فقط فلم يصلّ، وما سوى ذلك فليس بكافر.
* قوله بأن الوجه واليدين ليسا بعورة، وأن هذا معتمد المذاهب الأربعة.
* قوله بأنه لا يجري الربا في الأوراق النقدية، وليس فيها زكاة، وأن هذا معتمد المذاهب أيضاً.
* قوله بجواز خروج المرأة بالبنطال المعروف.
* أن الزنا لا يتحقق مع وجود عازل غليظٍ.
* أن النظر المحرم لا يكون إلا في الحقيقة أما الصورة غير الحقيقية كالتلفاز أو النت أو الجريدة ونحو ذلك، فلا يحرم إلا إذا أدى إلى الفتنة.
هذه نماذج يسيرة من فتاويه، ويمكن مراجعة فتاويه الأخرى، من موقعين في النت:
الأول: ####، وهو صاحب الموقع، ويكتب فيه اسمه الحقيقي. وهذا الرابط:
####
الثاني: ####، ويكتب فيه بأسماء مستعارة، الغالب على الظن منها اسمان:
(الأستاذ) و (كاتب)، واحتمال أن يكون أيضاً هو (الحريص) والله أعلم.
ومن خلال جمع مقالات ومداخلات وفتاوى الأسمري من هذين الموقعين، سوف تتضح الرؤية الكاملة لمنهجية الرجل وحقيقة دعوته. وهذا الرابط:
####
(الموقف من السلفية):
- لا يرونهم من أهل السنة.
- يصرّح الأسمري لطلابه أن التعامل معهم يقوم على ثلاث مراحل: المداهنة، المحايدة، المفاصلة. على الترتيب.
- يركزون جهودهم في الرد والتأليف والكتابة في النت لمواجهة السلفية، وهذا ظاهرٌ في موقع ملتقى النخبة التابع لهم.
- يبني طلاب الأسمري في اليمن مسجداً في صنعاء - شارع المطار على نفقة بعض أهل الخير من قطر، وهم في المراحل الأخيرة منه.
- يعتزمون إقامة مؤسسة علمية في صنعاء، يعملون من خلالها على نشر أفكارهم ودعوتهم، ويرأسها اليافعي.
- لعبد الفتاح اليافعي علاقة حميمة بعمر بن حفيظ، وتواصل كبير معه، وعن طريقه تمّ التواصل مع علي الجفري لدعم المؤسسة وتبنيها.
- يركزون في اليمن على طلاب جامعة الإيمان خاصةً لنشر أفكارهم، وعرض دعوتهم.
- يستخدمون التورية بشكلٍ كبيرٍ جداً عند الكلام مع الآخرين في هذه القضايا.
- يعملون على نشر كتب سعيد فودة التي يتناول فيها السلفية، وابن تيمية، خصوصاً كتابة الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية.
- يظهرون للناس في كثيرٍ من خطاباتهم الدعوة إلى التسامح والتعايش وفهم الآخر واحترام آراء المخالفين، ونشر الكتب والمقالات والفتاوى التي ترى أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، وغرضهم في ذلك تهوين أخطاء أهل البدع وضلالاتهم، وتوطين طلاب العلم السلفيين على قبول التصوف والتمشعر، أو حتى الإغضاء عن الكلام فيهم، في حين أنهم يتعاملون مع السلفية على النقيض من ذلك تماماً، فهم لا يقبلون أن يكون السلفيون من أهل السنة والجماعة، ويعملون ليل نهار على التحذير منهم، ونشر الكتب التي ترد عليهم، ويتكلمون على علمائهم في المجالس الخاصة بالتحقير والتنقيص، بل والتضليل والتبديع.
(يُتْبَعُ)
(/)
لهم منهجية في مواجهة السلفية تقوم على عدة ركائز:
الأولى: التركيز على المسائل الخلافية التي يتبنّى السلفيون أحد الأقوال فيها، ومن ثَمّ تقوية أقوال المخالفين، وسرد أدلتهم، وتضخيم المخالف، وأن السلفية في كثيرٍ من تلك المسائل مخالفة لجمهور العلماء والفقهاء، وغرضهم من ذلك مايعبرون عنه بـ: زعزعة المنهج السلفي، ومثال ذلك يجده المتتبع في كتاب: التبرك لعبد الفتاح اليافعي، والبدعة لسيف العصري، والتفويض له أيضاً، حيث يذكرون في مقدمة كتبهم أنهم جمعوا مئات الأقوال، أو مئات الآثار، أو مئات العلماء، وهكذا ..
ويستخدمون ما يدعونه من أنه قول (جمهور العلماء) في معظم المسائل التي يرونها وسيلةً لإرهاب بعض طلبة العلم، أو اقتناصاً لهم.
كما أنهم يصوّرون لصغار طلبة العلم أن الأشاعرة هم علماء الأمة، وأهل الحديث والتفسير والفقه ... الخ، وأن معظم الأمة على المذهب الأشعري، ونحو تلك الدعاوي التي يتخذونها تكأةً لبث أفكارهم.
الثانية: إسقاط الرموز، وهي المرحلة الثانية عندهم، وأهم الرموز: ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، فيهتمون بذكر الفتنة التي حصلت بين ابن تيمية وأشاعرة عصره، ويعدّدون من كفّره أو ضلّله، وينشرون الكتب التي تطعن فيه أو ترد عليه، ويصورون موقفه بأنه سبب الفتن والخلافات بين الفرق الإسلامية ... الخ.
كما أنهم يضربون على وتر الحروب التي قامت في عهد محمد بن عبد الوهاب، وآثارها، وكلام العلماء فيها، وينشرون الكتب المهتمة بالرد عليه، خصوصاً كتاب (داعية وليس نبياً) لحسن فرحان المالكي.
وللعلم فإنهم لا يقتصرون على الكلام في ابن تيمية، وابن عبد الوهاب ونحوهم، بل يتعدون إلى متقدمي السلف وأهل الحديث، أمثال الإمام الدارمي، وابن خزيمة، والسجزي، والهروي، وغيرهم، كما يشكّكون في كثيرٍ من النقولات الواردة عن السلف التي فيها رد صريح على معتقداتهم، كالنقول الواردة عن يزيد بن هارون، والإمام أحمد وككتاب الصفات للدار قطني، والنزول له، والرؤية , والرد على الجهمية للإمام أحمد وغير ذلك.
الثالثة: إقناع المستمع أن السلفية خلف المجسمة، وأن التجسيم لازمٌ لمذهبهم مهما تبرءوا منه، وأنهم ثلة قليلة انتشرت بالمال، في حين ضعف دعوة أهل الحق، وأن السلامة في مذهب جمهور الأمة الأشاعرة ويركزون على تبني التفويض لا التأويل، لنفور الكثير من التأويل في الوقت الذي هم يجيزون فيه التأويل، ويعترفون أنه أضبط وأحكم.
(بين الأسمري وطلابه):
يسلك الأسمري في تعامله مع طلابه مسالك جعلت الكثير منهم ينفر عنه، فهو ابتداءً شديد الحيطة في التعامل، وفي إظهار حقيقة ما يعتقده من هذه المسائل، ثم يماطل في التعاون معهم في أيّ عملٍ أو مشروع خيري أو علمي يخدم دعوتهم، ومع كون بعض طلبته أعطاه أموالاً كثيرةً إلا أنه لا يعتمد على أحد في مثل هذه الأعمال.
ثم إنه بعد أن أوصى الكثير منهم بالأخذ والسلوك على بعض مشايخ الصوفية، فسلك السعوديون منهم على يد طارق السعدي الذي في لبنان، واليافعي على يد عمر بن حفيظ وآخرون على مشايخ في الشام لا أعرفهم، تعلّق طلابه القدامى (السعوديون) بالسعدي تعليقاً شديداً، وصاروا أشاعرة خلصاً، وتبنوا القول بقول شيخهم في إمكان رؤية الولي لله - تعالى - في الدنيا يقظةً، الأمر الذي أدى إلى خلاف شديد بينهم وبين الأسمري الذي طلب منهم أن ينخلعوا من السلوك على يد السعدي، وضلّلهم في قولهم بجواز الرؤية، ولعله كفر شيخهم والله أعلم،لكنهم رفضوا، واشتد بينهم الخلاف، وحاول طلابه من اليمن الإصلاح بينهم في قطر، وفي السعودية فما نجحوا في ذلك فاضطر الأسمري أن يسافر إلى الرياض حيث انفض عنه أكثر طلابه في الطائف، وصار تواصله مع اليمنيين نادراً، وبدأ يهتم بموقعه منارة الشريعة، ودروسه في البالتوك.
ومن أبرز طلابه اليمنيين في قطر:
1 - سيف العصري (من خريجي جامعة الإيمان)، له كتاب في التفويض قدم له القرضاوي ولم يطبع بعد.
2 - عبد الفتاح اليافعي (كان مسئولاً في جمعية الإحسان فرع يافع قبل سفره إلى قطر، وتغيير منهجه) له رسائل عديدة، ومقالات كثيرة موجودةٌ أغلبها في موقع منارة الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - عبدالله الجنيد، يكتب في منارة الشريعة في أحكام التمذهب، وبعض المسائل الفقهية.
لذلك صار طلاب الأسمري لا يعتمدون عليه في كثيرٍ من أعمالهم ودعوتهم، لعدم تجاوبه في الغالب لهم، فيلجأون إلى الصوفية والأشاعرة في اليمن أو الحجاز.
مع العلم أن للأسمري تواصلاً مع بعض فقهاء الحجاز المتصوّفة والمقلّدة، وقد وعدوه بأن يتبنوا دعوته كما أخبرني بعض تلامذته.
تنبيه:
أكثر المعلومات الواردة أعلاه هي من خلال طلاب الأسمري المقربين منه في اليمن
5 - وكتب أخونا الفاضل أبوأسامة وجمانة في ملتقى أهل الحديث:
وقد التقيت بصالح الأسمري أريد أن أرتبط معه بدرس في الأصول ولم أستطع الإطاله معه - قرابة الأسبوعين - فقد ظهر لي من كلامه حسده لعلمائنا: منهم مفتي بلادنا وابن عثيمين رحمه الله وكذلك كلامه المقذع في شيخ الإسلام ابن تيميه حيث قال مرة: " ورد السبكي على شيخ الإسلام وسود وجهه في الشام "
وكذلك حبه إذا أراد أن يترجم لأحد الأعلام أن يمدحه ثم يقول: الأشعري أو الصوفي يسوقها بدون تروي.
وهناك مسائل فقهية يشدِد فيها وأن مشايخنا اعتمدوا أقوال فيها ليست صواباً مثل: الأسبال وغيره من المسائل ولكن لا أضعها نقطة اختلاف معه لانه مازال أهل العلم يرد بعضهم على بعض.
لكن في الحقيقة اتضح لي باقتناع أن الأسمري عنده شيء يخفيه وعنده افتخار بتحصيله فكثيرا مايدندن أن هذه الطريقة في الشرح الذي ينبغي أن تسلك ويذكر أن مشايخنا ما يتقنون فن شرح الكتب من ذلك شرح الشيخ عبدالله الفوزان لمتن الورقات فقال عنه: أنه شرح بحثي لايفيد، وغير ذلك ..... لكن أقول هداه الله ونور له بصيرته وأراه الحق حقا وأرضاه بالدخول فيه.
6 - وكتب الأخ عادل آل رشيد السعدي في ملتقى أهل الحديث:
لقد ثبت لدي أن أحد أكابر طلابه صرح بقوله نحن أشاعرة صوفية
7 - وكتب الأخ عبدالمصور السني في ملتقى أهل الحديث:
الأسمري ضال مضل وهذا معروف عندي منذ زمن كان يدعى إلى إلقاء الدروس في جامع ابن المديني وغيره!
8 - وكتب الأخ أبو عبدالله السبيعي في ملتقى أهل الحديث:
ويبدو أن الرجل (الأسمري) قد أوتي شيئا من العلم، وقد قرأت بعضا من فتاويه وبعض رسائله , ولا أدري في الحقيقة كيف ضل هذا الضلال المبين - نسأل الله أن يهديه للإيمان -
وهو عندي أحد رجلين: إما متأول زاغ به فهمه وعقله , وسبب ذلك والله أعلم اغتراره بعلمه وملكته , فهو حينئذ من جنس المبتدعة من أهل الإسلام.
وإما رجل خبيث دسيسة على المسلمين تم زرعه في بيئة أهل السنة لبث الشبه وزرع الفتنة وتفريق الكلمة , وهو بهذا التصنيف من جنس ابن سلول وأحفاده ولا يستبعد حينئذ أن يكون يهوديا أو ملحدا أو زنديقا!! وهذا بعيد إن شاء الله , فالأظهر أنه من الجنس الأول. وأرجوا ألا تلومونني على هذا التصنيف لأن ما يفعله في الحقيقة مع ما وصل إليه من العلم شيء غريب ومحير جدا ولكن سبحان مقلب القلوب وعلام الغيوب.
والمشكلة أيضا أن الرجل يعمل بجدية في نشر مدرسته , فأذكر أنني حينما كنت في مدينة تبوك – قبل سبع سنوات - قابلت بعضا من طلابه وطلبوا مني الانضمام إلى مدرسته وأن أكون أحد المسئولين في نشر المدرسة إلا أنني رفضت مع أنني في حينها لم أكن اعلم منهج الرجل, وكانت طريقتهم أن يجعلوا في كل منطقة من مناطق المملكة احد تلاميذ الأسمري الكبار ثم يعملون على استقطاب الشباب وعرض المنهج الدراسي عليهم - وهو منهج لا غبار عليه في الظاهر لموافقته لمنهج أهل السنة ومن ضمنه مثلا كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله - وهذا المنهج مكون من عدة مراحل ومستويات , فإذا أنهى منهج المستوى الأول تم امتحانه فيه ثم يعطى شهادة موقعة من الأسمري ثم ينتقل إلى المستوى الثاني وهكذا حتى يتم في الأخير – أي بعد إنهاء المستويات - انتقاء بعض البارزين من الطلاب وتنسيق موعد مع شيخهم للّقاء به , فمرة يلتقون في مكة او في الرياض وهكذا , والذي يظهر أن الأسمري ينتقي في هذا الاجتماع الصفوة منهم ممن يصلح له ويوافقه في أفكاره أو بالأصح تنطلي عليه الشبه, ثم من خلالهم يستطيع نشر الفكر الخاص والمنهج الفاسد من حيث يشعرون أو لا يشعرون , وهذا من سياسته الخبيثة فهو ذكي جدا وحذر بالمرة فهو لا يواجه الناس والعامة بما يعتقده , كعادة أهل الدسائس وأصحاب الفتنة.
فإذا كان الرجل يعمل على هذا منذ سنوات طويلة وبهذا الشكل فلا شك أنه قد كون قاعدة عريضة من طلابه على مستوى المملكة وبالتأكيد غالبهم على منهجه وتفكيره , ومن هنا تكمن الخطورة.
فنسأل الله العظيم أن يهديهم وأن يكفي المسلمين شرهم وأن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
9 - وكتب أبو عمر الدغيلبي في ملتقى أهل الحديث:
وقد قال عنه أحد العلماء هذا يفسد كتب العلماء بشرحه الذي يقرر فيه العقائد الباطله وقد سمعت له شريط فقه الدعاء: جعل التوحيد والشرك والبدع في مسائل من الدعاء من المسائل الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد.
نسأل الله السلامة والعافية
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد الهداية والإيمان
10 - وكتب فوزي الحربي في ملتقى أهل الحديث:
أما أنا فلا أعتقد أن هذا الرجل من أهل العلم بل هو صحفي صرف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 05:34]ـ
11 - وكتب عبدالسلام الخليفي:
ولعل من يتأمل حال الرجل والخطة التي يسير عليها والمنهج الذي ينتهجه
والدعم الذي يتلقاه يشعر كأن هناك أيدٍ خفية تحركه وتقف وراءه!!
اللهم احفظ المسلمين من شره ومكره.
اللهم إن لم ترد له هداية فخذه أخذ عزيز مقتدر.
آمين
12 - ووصلت رسالة إلى ملتقى أهل الحديث من أحد طلابه وهذه نص الرسالة
وصلتنا رسالة من أحد الإخوة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحبِه ومن والاه.
إلى المشايخِ الفضلاء المشرفين على (منتدى عقيدةِ أهل السنة والجماعة) بالموقعِ المباركِ (ملتقى أهل الحديث) ...... وفقهم الله لكلِّ خير.
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ..... أما بعد:
فمن الموضوعات النافعة التي طُرِحت بهذا المنتدى، ما يتعلَّق بأخطاءِ (الأسمري) ومنهجِه البدعي، وذلك من خلال موضوع (وا أسفاه يا صالح الأسمري)، وموضوع (الأسمري) من كتابة أبي ريم وفقه الله.
وقد كان لهذين الموضوعين حسناتٌ عظيمةٌ في التحذير مما عند (الأسمري) من بدعٍ وأخطاء، لا سيما تلك الكتابات التي تميزت بالإشارةِ إلى المسائل والأفكار التي يتبناها هذا الرجل، وبيانِ وجهِ الخطأ والخطرِ فيها. أسألُ الله أن يجزيَ كتبتَها خيرَ الجزاء.
إلا أنَّ الذي شاهدته في بعض الكتابات، وهي ذات عدد: تعميمَ الكلام حولَ طلابِ هذا الرجل ومَن درس عليه، مما أفهم في بعض الأحيان: تبني جميع الطلاب لهذه الأفكار، وتمسكهم بها، وحرصهم على نشرها.
والحق الذي أُشهد الله عليه، وعلمته عن عدد ممن طالت دراسته على هذا الرجل: أنهم يتبرؤون من هذه الأفكار، وقد قاطعوا دروس الأسمري كافة، ونفضوا أيديهم من العلاقة به، واتصلوا بأهل العلمِ الثقات للأخذ عنهم والاستفادةِ منهم، ومَنْ عثر منهم بالتأثر ببعض المسائلِ لجهلِه وللثقةِ المذمومة، ثاب عنها عندما ظهر وانكشف له منهج هذا الرجل كاملا.
كما أُأَكد للمشايخ الفضلاء ـ حفظهم الله ـ أن اجتماع عدد من الطلاب حول هذا الرجل للدراسة عليه، لم يكن ـ والله ـ طلبا للبدع، وخروجًا عن منهج علمائنا الأجلاء، وإنما كان في بداية الأمر: عن كبير تأثر بشروح هذا الرجل، ووجود برنامج شبه متكامل لطالب العلم، ورضا الساحة العلمية عن نتاجه ونشاطه.
واستمر هذا الوضع إلى عام (1425هـ) تقريبا، والدارسون يتلقون كتب شيخي الإسلام: ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ـ رحمهما الله ـ وغيرها من كتب أهل السنة، وتُشرف على هذه اللقاءات بعضُ المندوبيات، وينصح بها بعض أهل العلم.
ولكنه بعد ذلك ظهرت بعض الإشارات الواضحة وغير الواضحة تارة من الأسمري وتارة من طلابه القدامى: مما انقسم معه بعضُ الدارسين والمشرفين على اللقاءات إلى متأثر وعددٌ منهم رجع عن ذلك والحمد لله، وآخرين محايدين يستفيدون من البرنامج المنشور ودروس الأسمري في المساجد لارتباطهم بها من قديم دون الخوض في هذه الأفكار، وعدد كبير من الطلاب في معزل عن ذلك.
وفي آخر عام (1426 هـ) تفجر الوضع بين خواص طلابه، وظهر منهج الرجل في بعض مواقعه، وتكلم أهل العلم عن ذلك: مما حمل كثيرا من الإخوان على مقاطعة هذا الرجل، وحمل آخرين ـ بعد توفيق الله ـ على الرجوع عن منهجه لما تبينت تفاصيله، وهذا من لطف الله وكرمه. ولم يبق معه إلا ثلة يسيرة، وآخرون غلوا على منهجه.
وهذا الذي أثبته هنا ـ وقد أشهدت الله عليه ـ أريد أن أبين فيه للمشايخ الفضلاء بعض الحقائق عن بعض طلاب هذا الرجل، والتي معها تصبح بعض مشاركات الإخوان في منتداكم المبارك: قد تناولت من دَرَسَ على هذا الرجل بكثير من التعميم، حتى إني في بعض الأحيان أفهم منها: أن كل من كان من طلاب الأسمري فهو على منهجه، ويدعو إلى أفكاره، وإذا خالف شيئًا من ذلك فهو كاذب يستعمل التقية ويداهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حدثني بعض الإخوة الفضلاء ممن درسوا على هذا الرجل ولطف الله به، أنه بعد إثارة (ملتقى أهل الحديث) لهذا الموضوع: تناولته ألسنة طلاب العلم وغيرهم في حيه ومسجده ومدرسته، وما ذلك إلا أنه من طلاب الأسمري، حتى إنه ـ والله ـ لا ينام الليل من الهم العظيم الذي لحق أعز ما يملك وهو عقيدته، وأصبح يتخلف عن بعض دروس أهل العلم من شدة ما يجد من حديث الطلاب.
كما تناولت بعض المشاركات تعيين بعض طلاب هذا الرجل، بالإشارةِ إلى أماكنهم أو أعمالهم، وأُشهد الله الذي لا إله إلا هو أن هذا التعيين تناول بعضَ مَنْ يتبرأ من هذا المنهج، وله جهود في المناصحة والتحذير من الأسمري، وهو من كبار طلاب علمائنا الثقات، وليس ذلك إلا أنه درس على الأسمري.
وبعض المشاركات ـ مشايخنا الفضلاء ـ توهم القراء أن طلاب الأسمري تقوم لقاءاتُهم على تنظيم مشبوه، وتُدرس فيها كتب البدعة، وهي ذات قاعدة عريضة في المملكة. والذي أقطع به عن خبر يقين أن لقاءات المناطق كانت على البرنامج العام، وبعضها تحت إشراف المندوبيات، ولم يكن للأسمري نشاطٌ في نشر أفكاره بين صفوف المنتسبين إليها، إلا ما كان من اجتهاد خاص من بعض المشرفين المتأثرين بأفكار الأسمري، وإنما كان نشاطه في لقاءات كبار طلابه. وبعد ظهور أفكاره أغلق الغيورون هذه اللقاءات، وانصرف الطلاب، وقد عاينتُ هذا عند القائمين على لقاء طلاب مكة وفقهم الله، ولم يبق إلا من فتن بهذه الأفكار، فاتصل بالأسمري مباشرة، وتحلَّقوا حولَه.
ومثل هذه الحقيقة ـ مشايخنا الفضلاء ـ تنقذ شيئا كثيرا من أعراض إخواننا التي شملها عموم الوصف بـ (دراسة كتب المبتدعة)، و (القاعدة العريضة)، وغيرها.
وأخيرا: فإن التنبيه على هذه المشاركات، لا يُقلل من خطر دعوة هذا الرجل وأتباعه، بل يكشف عن وجهٍ آخر هو عضدٌ للتحذير منه، وذلك عندما ننصف إخوانا لنا هم برآء من أفكارِ الأسمري، أو ثائبون عنها. لا سيما وأن نشاط هذا الرجل انحسر في ثلة يسيرة ومجالات مفضوحة، وفي نفس الوقت تبصر طلابه وغيرهم بحقيقة ما هو عليه، وقد رأيت بعيني عددًا ممَّن درسوا عليه، يتلقون العلم ـ الآن ـ عن علماء ثقات، ويترددون على مجالسهم المباركة. والحمد لله الذي هدى لهذا.
وهذه المشاركات التي أشرت إليها أحسن الظن بمن كتبها، وأن داعي الغيرة والنصح هو الباعث عليها، ولكن بعضها فيه نقص أو زيادة، أو تعميم وإبهام، أو ما يقارب التعيين لأشخاص، أو جهلٌ ببعض التفاصيل.
والذي نعرفه عن هذا الملتقى المبارك، ومشايخه الفضلاء ـ ولا نزكي على الله أحدا ـ تتبع سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهج السلف الصالح في التثبت والإنصاف، والحرص على النصح والبيان في غير فضح وتشهير؛ لأنه ـ ويعلم الله ذلك ـ قد ظُلم وتأذى بعضُ إخواننا بنحو الأخطاء السابقة التي جاءت في بعض المشاركات، والتي يمكن أن تتكرر بنفسِ الضرر أو أزيد.
وفقكم الله لما يحبُّ ويرضى، ونصر بكم الحقَّ وأهلَه، والحمد للهِ ربِّ العالمين
13 - وكتب أبو محمد الحبشي في ملتقى أهل الحديث:
لقد جالست أحد طلابه، بل من أخصهم، عينه الأسمري رئيساً لمجموعه، وأطلعني على برنامج علمي مدته أربع سنوات قال عنه إن من ينتهي منه يكون مؤهلاً للفتوى!!، هذا ما قاله تلميذه لي.
وقد كان تلميذه هذا يشدد في مسألة التقليد، وأنه هو السبيل الصحيح وأن الخروج عن المذاهب الأربعة محرم وعزا هذا القول لابن تيمية، وأنه لا يجوز تقليد حتى الصحابة لأن مذاهبهم لم تحفظ.
وهو ممن يحضر حفلات المولد النبوي، بل قال لي إن ابن تيمية قال: أجمع أهل الصلاح أن الله تعالى يترك مكاناً لنبيه صلى الله عليه وسلم على العرش فيجلسه معه، أو قريباً من هذه العبارات وقال بأنه راجع هذا النقل بنفسه، وطلبت منه المصدر فقال لي: لا أذكر الآن
وأرجو من الإخوة من كان له علم بهذا النقل أن يتفضل به
ويبدو أن في الفترة الأخيرة خبت جذوة الشغف بالأسمري، حتى إن تلميذه هذا لم يعد يرغب أن يشاع عنه أن له علاقة بالأسمرى، وهذا أمر مستغرب
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدينا لما يحب ويرضى
14 - وكتب عبدالله بن سالم في ملتقى أهل الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا البرنامج وهذه المجموعات هي حبائلهم التي أوقعوا الأغرار من خلالها، ويقولون للمسكين الصغير -في عقله أو سنه-: هذا البرنامج للمتميزين فقط في هذه المدينة وأنت منهم، فيغتر وينتفخ رأسه، ويظن أنه وحيد دهره، وها أنذا فاعرفوني، ويتأبى على النقد والنصح .. وهذا أول الطريق فما الحال بعد ذلك ..
مفتي للأنام وشيخ للإسلام بعد أربع سنوات؟!؟! غنيمة باردة ..
وللفائدة هم يقولون لزبونهم: والشيخ له أعداء وحُسّاد .. ششششـ لا تخبر بالبرنامج أحدا .. انتبه .. أنت .. نحن .. الشيخ العلامة .. الوهابية .. احذر ..
وكتب أيضا:
المسألة لم تعد مجرد أخطاء ..
إنه منهج بدعي متكامل ..
ومشروع بدعي له واقعه وله ثمراته المرة، وآثاره السيئة ..
والرجل يتهرب من مناظرة غيره خصوصا المؤهلين لذلك ..
وإن نوصح نفى عن نفسه ما نوصح لأجله بطريقة موهمة ماكرة ..
أما الآن فإنها جريمة واضحة مع سبق الإصرار والترصد والتخطيط الواضح ..
وأما الأخ صخر بارك الله فيه فقد سد باب الفتنة بما جاءنا به ..
الفتنة كانت سابقا عندما لم يكن أحد يصدق ما كان يقال في الأسمري هداه الله، وهو كما يقال "آخذ راحته في نشر فتنه" ..
والله المستعان .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
15 - وكتب الشيخ سليمان الخراشي في المجلس العلمي:
الشيخ صالح الأسمري - وفقه الله لما يُحب ويرضى -، في ظني لايخرج عن هذه الأحوال الثلاثة:
الأول: أن يكون ما أشيع أو نُقل عنه من المخالفات مكذوبًا عليه؛ فيجمل به الصبر على الأذى، كما صبر من قبله من أهل العلم على ما نالهم، واحتساب الأجر من الله، مع الاستمرار في نشر العلم " السلفي "؛ بشرح كتب الأئمة، وتقريبها للطلبة. والله يوفقه. (وهذا ما أتمناه له).
الثاني: أن يكون الرجل على منهج " سني " " سلفي "، ولكن عرضت له بعض الشبهات التي أمالته عن الصراط يمنة ويسرة، إما إلى تأثر بالمتصوفة أو المتمشعرة. فيجمل به هنا، أن يجمع هذه الشبهات التي كدّرت صفوه، ويسارّ بها أهل العلم الراسخين؛ لعلهم يجلونها له، مع الاستمرار في تعليم العلم، دون خلطه بهذه الشبهات العارضة، والإلحاح في الدعاء أن يهديه إلى الحق، ويُثبته عليه.
الثالث: أن يكون الرجل يُظهر ما لا يُبطن، ويمارس التقية في مجتمع أهل السنة، فهذا هو " النفاق " - والعياذ بالله -، يجمل بصاحبه أن لا يصبر على هذا الهوان، والكرب العظيم، الذي لا يُطيقه إلا سفلة الناس، فيكون الدواء أن يجهر بمعتقده، ويُعلن أشعريته أو قبوريته أو .. ، دون خوف أو وجل؛ كما فعل غيره، لاسيما في زمان لا يُمكن التضييق فيه على أحد بسبب عقيدته؛ لأن الجهات الضاغطة كثيرة، وستتدخل لحمايته.
قد يُقال: يمنعه من هذا خوفه أن يُضيق عليه - إما في دعوته أو رزقه - مادام يعيش بين من يسميهم: " الحشوية " أو " الوهابية " أو ... ، ولن تستطيع تلك الجهات منع التضييق بالكلية.
فأقول: هناك حل لمن كان في مثل حالته، وهو الفرار بدينه، والهجرة إلى مجتمعات يأمن فيها على ما ذُكر، وسيجد من يدعمه - بسخاء - " ماليًا "، و " إعلاميًا " .. كما فُعل مع أشباهه.
فلا عُذر له في هذا العيش المهين، الذي قال عنه القائل:
ولا يُقيم على ذلٍ يراد به
إلا الأذلان عَير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوطٌ برمته
وذا يُشج فما يرثي له أحد
أسأل الله أن يحيينا " أعزة "، ويُميتنا كذلك .. (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).
وقال أيضا موجها كلامه لبعض تلاميذ الأسمري:
ماالذي يضير الأسمري - وفقه الله للحق -، وقد قيل فيه ما قيل، ونُشر عنه ما نُشر، أن يدفع تهمة البدعة عن نفسه بتكذيبها والتبرؤ منها؟
أما إن كان يدين الله بهذه البدعة (سواء أشعرية أو قبورية) - وهو يسميها سنة -؛ فالأحرى به أن يجهر بها، ويُنافح عنها؛ لأن الأمر دين، ويقبل النقاش من العلماء أو طلبة العلم - معه - عنها.
وأظنك قريبًا منه، فلعلك تنقل له هذا.
وفقك الله لما يُحب ويرضى
16 - وكتب أخونا أبوعبدالرحمن القطري في المجلس العلمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا على معرفة بهذا الرجل فقد عاش عندنا في قطر سنوات يلبس ويدلس على من حوله من الشباب بأسلوبه المعروف وأعرف طلابا له يرحلون الآن إلى الأردن في طلب الضلالة عند سعيد فودة ولايخفى عليكم أمره وانتشر عند بعض طلبة العلم عندنا في قطر القول بالتفويض وهو من نشر هذا القول ونظّر له وعددهم ليس بالقليل وأكثرهم أئمة مساجد واسأل من تعرف من طلبة العلم في قطر يأتيك بأخباره وستعرف الأثر الذي تركه في قطر ......
وعندي مذكرة له اسمها (ما لايسع المسلم جهله في الاعتقاد) قام عليها أحد طلابه من الجنوب وكانت تُباع في مركز الأنصاري في مكة ثم مُنعت من البيع والحمد لله , وهذه المذكرة فيها من البلايا الشيء الكثير ودائما مايُدندن حول تكفير شيخ الإسلام فتراه مثلا يقول: من قال بفناء النار فهو كافر بالإجماع ونقل الإجماع جماعات!!!
ومن قال بإمكانية وقوع حوادث لا أول لها فهو كافر بالإجماع .. !!!
ومن قال ...... ثم يأتي بالمسائل المشتهرة عن شيخ الإسلام ..
وقرر في هذه المذكرة أن أهل السنة ثلاث طوائف كما هو معلوم عنه وغير ذلك ..
وله في البث الإسلامي محاضرات عن الدعاء فيها تقرير الشرك الصريح!!
أصبح أمره واضحا ولله الحمد ...
17 - وكتب الشيخ خالد الأنصاري البحريني في المجلس: مخالفات صالح الأسمري العقدية معلومة , فلو أنك استمعت إلى أشرطته لتأكد لك ذلك يقيناً.
وأما عن طعنه في العلماء فهذا معلوم أيضاً , وإلى الله مرده فهو الذي يقضي بين العباد يوم تبيض وجوه وتسود وجوه , وإن كان هذا الأسمري لايعد من جملتهم أصلاً.
وأما قولك بأن دعوة التوحيد قد ذهبت , فأرجو أن تراجع كلامك جيداً , واتق الله في نفسك , فما زالت المملكة وستبقى بإذن الله تعالى مناراً للإسلام , فمن أرضها بعث النبي إلى الناس كافة ـ كما لا يخفاك ـ , وفي أرض مكة والمدينة اليهود والنصارى وعبدة الأوثان , فمنهما انبثق نور الإسلام والإيمان والتوحيد , وما زال باقياً إلى يومنا هذا , وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فأرجو أن تراجع نفسك جيداً في كل كلمة تنطقها أو تتفوه بها أخي الحبيب.
18 - وكتب أبو محمد الحبشي ناقلا عنه الليث ابن سراج في المجلس: أبو محمد الحبشي وقصته مع التصوف وصالح الأسمري
قال:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أعتذر للإخوة الكرام عن تأخر مشاركتي فلم أسجل بالملتقى إلا قريباً
لقد قرأت أكثر الردود وأود أن أحيط الإخوة الكرام علماً بأنني من أسرة هاشمية لها في التصوف باع طويل، ولم أكن أعرف حينها معنى التصوف، نشأت في أكنافهم، وربيت على أعينهم، وكانت مجالسنا واحتفالاتنا قلما تنقضي من غير مولد يقام أو بردة تقرأ، بل إن الحبيب علي الجفري وعمر بن حفيظ حضرا إلى بعض الاحتفالات التي كانت تقام بمنزلنا.والله شهيد على صدق ما أقول.
وكنت أجادل دفاعاً عن بعض القصص التي يرويها لنا كبارنا، بما فيها من النكارة الشديدة، وكنت أتحمس لها وأرويها، لكنني – علم الله – كنت أجد في نفسي نفوراً داخلياً عن تصديقها.
وكم سمعت من علية القوم قدحاً في المشايخ الكرام كالشيخين بن باز وابن عثيمين – رحمهما الله - واتهاماً لهم بالعمالة ومحاباة السلاطين، والركض وراء الدنيا وذلك في مجالسهم الخاصة التي كنت أحضرها، ناهيك عما يقولونه في ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب – رحمهما الله -
وقد جالست علماءهم وقرأت كتبهم وسافرت إلى اليمن،ورأت القباب على القبور، واطلعت على ما يفعلونه هناك وشاهدت فلماً لزيارة قبر نبي الله هود.
ومن الأمور التي كانت تلفت نظري هو أن بعضهم يميل إلى بعض علماء الشيعة من الإيرانيين!!.
بل صرح لي بعض كبار السن من القرابة – وهو من أهونهم – أن عدد الشباب من السادة الحضارم قد انتحلوا المذهب الشيعي؟! وكان يقول: إن من يحذر من الشيعة والتشيع في هذه الفترة له الأجر العظيم عند الله.
وقد من الله تعالى علي بأن جعلني من أهل العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا أخفيكم أنني عوديت من أقرب الناس إليَّ معاداة شديدة غير أني كنت مستعيناً بالله تعالى، رؤوفاً بمن لهم حق عليَّ، ناصحاً لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحاولت أن أكسب في صفي بعض أهلي ونجحت في بداية الأمر بتوفيق الله تعالى غير أن بعضهم أصبح من طلاب صالح الأسمري فعاد إلى التصوف والميل إلى عقائد الأشاعرة بعد أن درس كتب شيخ الإسلام!!.
وقد حدثني أحد إخواني ذات مرة أنه كان في مجلس بمكة فقام أحدهم وقال ((الله يلعن كل سيد ما يلعن معاوية))، إي والله، هكذا نقل لي أخي.
رضي الله عن معاوية وأرضاه ولعن كل من يلعنه أو يلعن أحداً من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى".
19 - وكتب أبو عمر بن حسن الكعبي في رده (تنبيه المسلم إلى حقيقة الأسمري) , قال - وفقه الله-:
ولما انتشرت هذه المكالمة بين الناس كان من تمام انتصار الله لدينه وتميزه بين الحق وأهله والباطل وأهله اعترافُ الأسمري بهذه المكالمة وإن حاول هو وغيره التخلص من عارها بما لا يُجدي عند العقلاء ولا يُرضي البلهاء، فقال في دروس "ما لا يسع المؤمن جهله من مسائل الاعتقاد" في الكلام على الإيمان بالقدر:
(اتصل عليَّ بعض الناس يقول أنا وأهلي نزور قبر الحسين في مصر، وكنا منذ فترة على هذا، وعلماء الأزهر لا يقولون لنا شيئا، أنكر علينا أنصار السنة المحمدية، كفرونا، وأنكر علينا الوهابية ويقولون فتوى للشيخ ابن باز بالتكفير، بمجرد أن المرأة تزور كافرة، وكل صلواتنا التي صليناها، كلها باطلة، لاتجوز) أهـ
وهذا الكلام من الأسمري عليه ملا حظات:
1 - إن السائلة لم تقل أن أحداً كفرهم بهذا العمل، وإنما قالت أنه قيل لهم هذا العمل شرك، وفرق بين الحكم على الفعل، والحكم على الفاعل، كما هو معروف.
2 - أن السائلة لم تقل أن من أنكر عليهم جهة كذا أو كذا، وإنما الأسمري هو الذي تبرع ببيان بعض الجهات التي تخالف في هذه المسائل على فهمه هو، والغرض من ذلك عند الأسمري أن تتبين السائلة من هم هؤلاء الذين يشوشون عليها وتميزهم فتحذرهم.
ثم قال أيضاً:
(يأتي بعضهم يتصل ويقول
- فلانُ، أنا فلان
= ماذا عندك
قال هل يجوز كذا وكذا. تعرف أنه يريد شيئا فتقول له ما يريدُ، فإذا قلت له ما يريدُ، أراد أن يغلق، تقول له: لحظة ماذا تريد، هذا الكلام الذي تريده، أم تريد تحقيق المسألة؟ تحقيق المسألة ليس هذا، إنما قلت هذا لك استمالة لك لأعرف نيتك ... ) إلى آخر كلامه.
والمراد أن الأسمري يريد التخلص مما قرره في هذه المكالمة بحجة أن هذا الكلام منه كان استدراجا للسائل، واستمالة له ليعرف قصده ونيته.
والجواب وبالله التوفيق:
(1) -أن هذه دعوى لا يؤيدها واقع الحال، ومجرى الكلام الذي دار في تلك المكالمة، ولا يخفى ذلك على كل عاقل يحترم عقله.
(2) -أنه لم يُعهد من طلاب العلم فضلا عمن يتصدر للفتوى -سواء كان أهلا لها أم غير أهل- أنه يستدرج السائلين ويستميلهم ليعرف نياتهم، إلا أن يقول: أعد السؤال، لم أفهم السؤال، ماذا تعني بكلمة كذا، ما مرادك بكذا. وذلك كي يَعلم أن ما فهمه من كلام السائل هو الذي قصد السائلُ السؤالَ عنه، فيقع الجوابُ موقعه، ولا يكون المفتي يقصد أمراً والسائلُ يريدُ أمراً آخر، والفرق بين هذا وبين حال الأسمري فرق كبير جداً، أوضح من أن يوضح.
(3) -أن استدراج المستفتين واستمالتهم ليست من صفات المفتين، ولا من أخلاق المعلمين، بل هو سوء ظن بالمسلم
(4) -إما أن يكون هذا هو حال الأسمري مع كل سائل وهذا ضرب من الوسواس، والسفه، أو أن يكون هذا حاله مع من يسجل عليه فقط، وهذا ضرب من الكهانة وادعاء علم الغيب.
(5) -أن استمالة السائل واستدراجه تكون بأخذ الكلام منه ليعرف أمره ويكشف، لا بأن يُفتى ويُجاب على سؤاله ويُعطى من الكلام ما يريد وأكثر مما يريد.
(6) -أن الأسمري كان يبتدأ السائلة بما لم تسأل عنه، ويتبرع من الكلام بما لم يطلب منه، فإن السائلة لم تسأل عن أنصار السنة المحمدية، ولكن الأسمري لما علم أنها من مصر تبرع ببيان ضلالهم وجهلهم بزعمه، ولم تسأل عن الوهابية، أو عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لكنه لفرط نصحه تبرع بالتحذير منهم وتضليلهم، ولم تسأله من الذي ضللهم وجهلهم، ولكنه تبرع بدعواه أن علماء المذاهب الأربعة والأزهر هم الذين ضللوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وجهَّلُوه. ولم تدع السائلة أنها شافعية، ولكنه تبرع لها بهذا المذهب لتتمذهب به، ومايدريه لعلها حنفية، ولم
(يُتْبَعُ)
(/)
تسأله عن التمذهب، ولكنه أمرها به، ولم تسأله عمن تأخذ منه العقيدة وعمن لا تأخذ، ولكنه تبرع وأمرها أن تختار الأشعرية أو الماتريدية أو أهل الحديث، ثم تبرع أيضا بإخراج الوهابية من أهل الحديث.
فهل هذا صنيع من يستميل المتكلم ويستدرجه ليعرف نيته؟
(7) -أن حقيقة الحال، أن الأسمري هو الذي كان مُستدرجا من قبل السائلة، ولم يكن مُستدرجا هو لها، فدعوى الأسمري أنه كان يستميل السائل هي من باب قلب الحقائق، ومن التشبع بما لم يعط.
(8) -هب أن الأسمري كان يستميل السائل ويستدرجه، فهل يستبيح لأجل ذلك الطعن في العلماء؟ واللمز بهم؟، والكذب في الاخبار؟ و الثناء على الاهل البدع؟ و فتح باب البدع؟ والافتاء بخلاف الشرع؟ والدعوه إلى ارتياد الاماكن التي يمارس فيها الشرك الأكبر؟ ثم التصريح بأن كل ذلك مما تبرأ به الذمه، وهل من يستدرج سائلا يقول له: (هذا الكلام اخصك به ولا تخبر به احدا)؟ وهل هذا إلا دعوة الى الأخذ بذلك بل والتمسك به والعض عليه.
(9) -إذا كان هذا الكلام ليس هو تحقيق المسأله ولا الحق فيها بل هو خطأ مخالف للحق، فلماذا تتوسع في الاستدلال له فإنه إن كان باطلا كان مِن طرح الشُّبه وإلقائها على الناس و ترويج الباطل.
(10) -أن هذا من قبيل العمل بالقاعدة اليهودية: (الغاية تبرر الوسيلة) فإن سلم حسن المقصد فإن الكذب وقلب الحقائق، وجميع ما تقدم لا يصلح ولا يجوز إرتكابه، ولا الدخول فيه قطعا، بل هو من أعظم المحرمات.
(11) -أن هذه الدعوى لو كانت صحيحه فهي خلاف الورع والحرص على الخير ونشر الهدى، والحق، فما يدريك أن تنقطع المكالمه لسبب طارئ، وما يدريك أن تبقى حتى تقررما تدعي أنك ستقرره، و تبطل ماقد قررته وأكدت عليه.
(12) -أنه لو سلم لك أن هناك من يتصل وله نية خبيثة قذرة فإنه لا يعطى ما يريد من الكلام بل يفتى بالحق ويبين له الحق بدليله، وليس له بعد ذلك على قائل الحق سلطان الا عند أهل الباطل، وليس فوق الأسمري مَن يخشى منه إن دعى إلى توحيد الله وأثنى على أوليائه، ونهى عن الابتداع في الدين بل الأمر على العكس من ذلك.
فإن قيل إن هذه المكالمة غير صحيحة بل مزورة فالجواب:
لقد أقر الأسمري بها ولم ينكرها وإن حاول التخلص بما لا يجدي كما تقدم بيانه.
ويقال أيضا من كان يريد أن يزوركلاماً لا يجعل فيه ما هو منقصة في حقه ومأخذ عليه، ولو كان ضعيفا فلا يأتي بمثل ما في المكالمة من قوله لها سائلا: (تسجلين؟ قالت: لا) فالذي يُزوِّر المكالمات هو في سَعَهٍ من أن يأتي بمثل ذلك.
وإن قيل السائلة كذبت وقالت إنها لا تسجل، فالجواب:
(1) -لا نسلم أنها كذبت فإنه يمكن أن يكون هناك من بجانبها وهو الذي كان يسجل، وهذا مقتضى حسن الظن بالمسلم.
(2) -وإن كانت كاذبة فيقال: فإن جاز للأسمري أن يكذب على الله فيفتي بالباطل و يثني على أهل البدع و يلمز أولياء الله، لأجل مقصد يدَّعيه، فلغيره أن يفعل كذلك.
(3) -وإن كانت هي كاذبه في أنها لاتسجل فهل الأسمري يعتقد أنه صادق أم يعتقد أنه كاذب في كلامه ذلك، فإن كان يعتقد نفسه صادقا في ما قال فقد ضل ضلالا بعيدا، وإن كان يرى إنه كاذب فإن لعنة الله على الكاذبين، ولا يُقبل من الكاذب شهادة، ولا يصدق فيما يقول.
(4) -لو سلمنا أنها كاذبة فليس الشأن، والخلاف في كلامها وصدقها فيه وإنما في كلام الأسمري و صوته.
هذا ما تيسر في هذه العجالة، وسنح به الخاطر مع مزاحمة الأشغال، ولعل الله بفضله ومنه ييسر رداً يرد الباطل، وجواباً يجيب عن الشبه.
ومما يجب أن يتنبه إليه القارئ أن ما دعا إليه الأسمري في هذه المكالمة أو ما أظهره فيها، من اعتقاداته الباطلة، وأفكاره السيئة الفاسدة، هو ما يدور في دروسه ومحاضراته، ويدعو إليها فيها، ولكن بحيلة مكشوفة لدى صاحب البصيرة، وبطريقة خبيثة تعينه على التخلص من تبعة ما يقول عند من لم يمعن وينتبه، وذلك تحت حيل منها: أنه يحكي النزاع في المسألة، ويعرض الخلاف فيها، أو دعوى اتفاق المذاهب، وغير ذلك.
وعلى هذه الطريقة لنا أن نقول ـ وليس للأسمري وحزبه أن يعترضوا بشيء ألبتة ـ: إن سجن الأسمري، وتعزيره، وتبديعه، وتضليله، وتفسيقه، وفصله من عمله، وتوقيفه عن الدروس والمحاضرات، وذلك بسبب جهله، وطول لسانه، وتطاوله على العلماء، وتنقصه للأئمة، وكذبه عليهم، ونسبته إليهم ما لم يقولوه، وتشويه عقائد الناس، وتلاعبه بالمستفتين، ورميه أهل السنة بالضلال والجهل، وترويجه لمذاهب أهل البدع، كالأشعرية والماتريدية والطرق الصوفية، و ... إلخ
مسألة فيها خلاف يُحكى:
فالقول الأول: أن ذلك واجب على ولي الأمر، بل وفرض لازم باتفاق المذاهب الأربعة، لأن هذا من أعمال أهل الزندقة وأهل البدع والمفسدين في الأرض، وتدل على ذلك دلائل كثيرة ... إلخ
وقيل: أنه مستحب أو مباح ويرد عليه أمور منها ... إلخ
فتنبه يا من يريد الحق ويبتغي وجه الله والدار الآخرة، ولا تشتري رياء الناس وقبولهم لك بما عند الله تعالى، ولا تغتر بزخرف القول من صالح الأسمري، وكن جريأً في الحق مقداما، بعيدا عن الباطل مجانبا، ولا تجامل في دينك أحداً، والحمد لله رب العالمين." اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 05:39]ـ
20 - وكتب الأخ العاملي في المجلس العلمي: الإخوة الأفاضل: تبني الأسمري لهذه المسائل واضحٌ من لسانه ولسانِ بعض طلابه، ولا ينبغي أن يكون هذا محل بحث، وقد سألت أحد طلاب العلم بجامعة أم القرى، ممن درس عليه ثم أعرض عنه، وله جهود في مناصحة بعض الطلاب: فأكد لي تبني الأسمري لهذه المسائل، وأن الواجب الانشغال بالرد والمناصحة
21 - وكتب مجاهد الحسين في ملتقى أهل الحديث: صالح الأسمري أخرجنا جميعاً من الفرقة الناجية!
لأنه نص أن الفرقة الناجية: الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث ..
وأهل الحديث لا يدخل فيهم الوهابية!!
وأهل العلم في عصر الإمام المجد قد أفتوا بضلاله وجهله!
وابن باز على العقيدة الوهابية!!
وهم ضُلال!
ليت الأسمري ترك جهاد السلفيين أهل السنة، واشتغل بجهاد المنافقين لما آتاه الله من منطق وتكلف في العبارات!!
ولا أراه - والله - إلا مخذول يزدري الآخرين - من أيام سلفيته -!
ألا استشعر هذا الرجل حديث رسول الله الذي لطالما ردده أهل التصوف، وأضافوا إليه ما ليس منه، وهو حديث (من عادى لي ولياً) .. ؟!!
وإذا لم يكن ابن بازٍ ولياً، فمن؟
اللهم اهد الأسمري، فإنه لا يعلم!
22 - وكتب أبو محمد في ملتقى أهل الحديث:
لا جديد عند الأسمري .. فهو معروف من قديم .. وما خفي من أمره أعظم .. والأيام حبلى .. عجل الله بفيئته، وكفى الله المسلمين فتنته وفتنة كل مفتون عليم اللسان.
استمعت الشريط وشاهدته كاملا .. وخلاصته: تزويق للكلام، وتفخيم وتضخيم، وطرحٌ له ما وراءه ..
ولو أقسمت لا أحنث أن مسألة التمذهب عنده ما هي إلا قنطرة إلى شيء آخر .. أطم وأعظم .. ولسنا -أهل الحديث- بحال الأسمري وطرحه وتلاميذه وثمرات دعوته بجاهلين.
يا إخوتاه .. احتساب الأجر في فضح هذا الرجل وأمثاله قربة إلى الله .. ولكن الحكمة الحكمة ..
نشر هذا الشريط على الملأ نشر لباطله وبث لشبهاته .. والشبه خطافة، وليس الدين لمن غلب .. وأنتم لا تعلمون من الذي سيستمع له ..
هبوا أنه استمع له غر جاهل ففُتن به .. فمن المسئول عن هذا حينئذ؟
فآمل حذف الرابط وعدم تكرار إنزاله، وفي المشايخ الكرام من عنده الأهلية لرد طرحه الذي شبّه فيه وخلّط.
ومن كان عنده حاجة ماسة إلى الشريط وهو من المتأهلين راسل أحد إخوانه على البريد الخاص .. أما نشر الباطل على الملأ فليس من الحكمة في شيء .. ولا أراه من منهج السلف.
ويا إخوتاه ..
اعتبروا من حال الرجل .. وسلوا الله الثبات ..
الأسمري خريج جامعة هي من أصفى جامعات العالم عقيدة ومنهجا (الجامعة الإسلامية بالمدينة) .. وهذه حاله اليوم ...
فيارب ثبتني وتوفني وإخواني على التوحيد والسنة غير مبدلين ولا مغيرين ...
وما أبلغ أبيات ابن القيم في نونيته:
لكنما أخشى انسلاخ القلب عن **** تحكيم هذا الوحي والقرآن
ورضا بآراء الرجال وخرصها **** لا كان ذاك بمنة الرحمن
23 - وكتب أبو عبدالله الذماري اليماني في ملتقى أهل الحديث:
لقد عانيينا منه إبان وجوده في قطر
واين كان يدرس
في مركز الدعوة والارشاد السعودي
يوزعون كتب شيخي الاسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب
والرجل اهل السنة وفيهما
وقد ضل بسببه كثير حتى خرج شريط الاخت المصرية ورد الى السعودية وله اتباع هنا يترددون على موقعه
بس بصراحة لا اعرف في اي موقع يكتب
حتى نحذر الشباب منها ولما جاء الشيخ عبد الله الزامل لين قطر اطلعته على كل شي حوله وحذر منه وقال هذا منهجه معروف ويراجع الشيخ وياحبدا يطلع المشايخ على كلامه ويحذر منه باسمه فاظن هذا الامر سيجعله يترك التقية ويظهر ماعنده
وشكرا
24 - وكتبت الأخت الفاضلة أم يزيد العلي في ملتقى أهل الحديث:
الشيخ الأسمري يقيم للنساء دورات سرية في البيوت على منهج معين تترأس تنظيم هذه الدورات أمرأة معينة من قبله. ولهم اختبارات فيها. وهذا مما وقفت عليه أنا ولم أسمعه من أحد. فالله المستعان.
25 - وكتب أبو محمد العتيبي في ملتقى أهل الحديث: فأنا اشكرهم لردهم على هذا الاشعري كما قال فضيلة الشيخ عبدالرحمن المحمود حفظه الله إنه أشعري يدعو لأشعريته
26 - وكتب الأخ نصر في ملتقى أهل الحديث:
عجبت عند تصفحي لموقع / صالح الأسمري
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث وجدت في موقعه مقالا لأحد مشايخة التصوف في السعودية
وهو / عمر عبدالله كامل
وقد لا يكون الأمر مشكلا إن كان المقال نافعا مفيدا.
لكن المقال كان لأجل تبني أحد معتقدات الصوفية والموضوع هو:
كلمة هادئة في التبرك ..
حيث يقول:
النصوص في إثبات التبرك كثيرة جداً وفهم منها السادة الفقهاء الحفاظ الأعلام جواز التبرك بالسادة الصالحين قدس الله سرهم.
وقد ذهب قوم لا تقوم بمذهبهم الحجة إلى أن التبرك خاص برسول الله r وخاص بحياته!.
وهذا التخصيص بنوعيه: باطل بدعة، لم يقل به أحد من السلف، ولا المعتبرون من الخلف، وذلك لأن نصوص التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم عامة ولا يجوز تخصيصها إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ومن زعم أنها مخصوصة ولم يأت بدليل مخصص فقد أخطأ ..................
أنني أدعو /صالح الأسمري لدري الشبة عنه وحذف تلك المقالة.
هذا ماأردت بيانه
27 - وكتب أبو إبراهيم السلفي:
لم يعد خافيا أن الرجل أشعري متصوف
28 - وكتب عبدالله بن سالم في ملتقى أهل الحديث: الأسمري حنبلي مفوض مقلد متعصب لذلك .. ويرى صحة اعتقاد الماتريدية والأشاعرة ..
وهو متعصب على شيخ الإسلام ابن تيمية لردوده على المؤولة والمفوضة ..
وعلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب لجهوده الحثيثة لرد الأمة إلى الجادة في توحيد العبادة ..
وعلى الشيخ عبد العزيز بن باز لكونه أهم من اعتنى باتباع الدليل في المعاصرين وقد أخرج الله به كثيرا من الناس عن التقليد ... إلخ
وقد بث هذا الرجل البحاثة تلامذته في البلاد لنشر هذا بين طلاب العلم بصورة تدريجية وتسلسل، كفعل الباطنية ..
على أنهم يدرسون كتب الأئمة المذكورة أسماؤهم في البداية ويظهرون إجلالهم، ومتى سنحت الفرصة لدغوا غافلا بليدا، أو ذكيا جاهلا وأوغروا صدره .. في بلاياً من أمثال هذا ..
ولأحد تلامذته من منطقة عسير ردود خبيثة على أئمة الدعوة وعلماء السلفية، وهو يكتب باسم غيث بن عبد الله الغالبي .. فهو مغلوب لا غالب بإذن الله فقد ابتدر بالظلم وادعى الغلبة ..
وقد كنت أحسن الظن في الأسمري، وأظن كل كلام فيه حملة من حملات الجامية، حتى رأيت ثماره المرة بعيني، وقال لي أحدهم بملء فيه: أنتم الوهابية على ضلال، أضلكم ابن تيمية وابن عبد الوهاب ..
وحتى رأيت كتابات بعضهم هاهنا تفوح أنتانها _كمن تسمى بالعسبلي وغيره_ وهم من رواد منتدى الأصلين والرياحين وغيرهما، ودوما يدسون السم في عسل بلا طعم، هنا، وفي منتدى أهل التفسير، وغيرها من منتديات أهل السنة يمرون مرور اللئام.
وهم _غالبا_ الذين يدافعون عن الأسمري باستماتة، ويؤولون ما ثبت عليه من كلام ولا عجب، فإنهم يرون من أول كلام الله عن مواضعه مصيبا، وقد سئمت من كثرة قراءة كلامهم وتتبع كذباتهم ونقولهم _تقليدا_، لأنهم كحمر موكفة بكتب أهل الشبهات القديمة والمعاصرة، وما أثار الشبهات مثلهم أحد قط، فهم سبكيون حصنيون كوثريون أحباش في هذا، مع مسحة باطنية في الأسلوب والطريقة.
ولا تغرنكم إخواني حلاوة كلماتهم، ونضارة ردودهم ومناظراتهم، فإن تحتها السم القاتل، وهم على صنفين:
- صنف هم حمقى في بداية الطلب _عندهم_ متهورون يبدون ما تعلموه للناس.
- وصنف متقدمون متقنون، أصحاب تقية ناجحة _عندهم_.
وقد رأيت الصنفين وخبرتهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ووالله ما يثقل عليهم وينغص حياتهم أحد مثل:
-طالب علم ..
-قوي الحجة ..
-متسع الفهم ..
-شجاع القلب ..
-حسن الفراسة ..
-ليس بغر ينخدع بالظواهر ..
وهؤلاء هم جنود السنة في كل زمان ومكان .. كثرهم الله وقواهم.
وأما أولئك فالله يفصل بيننا وبينهم.
29 - وكتب أبو أنس الشهري في ملتقى أهل الحديث:
قد تضرر المجتمع كثيرا بهم وأولهم قريتي أصبح المستقيمين قسمين من السنة و من المفوضة وهم يحقدون على ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب وبدون مبالغة (أشد من حقدهم على الشيعة) وهذا ما رأيته وسمعته فيصرحون تارة ويستعملون التقية تارة.
ولا نقول إلا هداهم الله للحق.
وللمعلومية:- منهم قضاة ومعيدون في الجامعات كجامعة الإمام و الملك خالد ويكثرون فيها ومنهم مدرسون في المعاهد في مثل جدة و المجاردة.
وبدؤوا بالإنتشار في تبوك والشرقية.
ولو سمحت لي إدارة الملتقى لكتبت أسمائهم و المسؤولين ورؤوسهم الكبار
30 - وكتب أبو سهل العتيبي في ملتقى أهل الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تناقشت مرة مع أحد طلابه ومن خلال المناقشة جاء بعظيمتين الأولى دفاعه عن المولدوعن شيخه والأخرى التلميح بعدم غزارة علم شيخ الأسلام والتصريح بأنه ليس مجتهدا وفهمت من خلالي المناقشة لومه على أعتماد علم هولاء يقصد وقدصرح بهم شيخ الأسلام محمد بن عبد الوهاب وابن باز وابن عيثيمين ووجدت أنه لايعنى بالدليل وأثر التقليد واضح عليه
كم تمنيت في نفسي أن يعرف حقيقة شيخه وقدحرصت أن أفهمه الحقيقة بدون تنفير وبالعقل ولكني قد وجدت أن شيخه أستحوذ عليه وعلى مجموعة من الشباب الذين نظم لهم دروس خاصة بهم التي حرصت منه أن أعرف مكانها منه ولكنه ابى أن يخبرني وقال غنها دروس على منتداه وكنت ياأخوان أسمع عن الأسمري ولاأبالي بل كنت أظن أنها من الأحاديث المنتشرة عن المشايخ فكنت أصد عنها مع عدم إغفالها حتى وجدت هذا الشخص المقرب منه فرأيت بنفسي فيه بعض ماقالوه في الاسمري وليس من رأى كمن سمع نسأل الله الهداية لنا ولجميع أخواننا واسألوا الله يأخوان الثبات على الحق فوالله إنه لأمر عزيز
31 - وكتب بشر بن ناصر الرشيد في ملتقى أهل الحديث:
الحمد لله حمداً هو لهُ أهلٌ، والصلاة والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى الصحب والأهل وبعدُ / فغيُر خافٍ على ذوي الحجى، وأولي النُهى أنَّ الرجلُ _ هداهُ اللهُ للهدى _ متشبعٌ بما لم يُعطَ، ومقتفٍ للبدعةٍ، ومُبتغٍ للفتنةِ، ويريدُ أن يُعيدها جذعةً على السنةِ وأهلها، تقليداً وضيق عطنٍ، وسوء فهمٍ واستيعابٍ لما يقرأهُ، وصدق الله القائل: ( ... َمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) "المائدة:41 " عياذاً باللهِ من الارتكاسِ في الضلالةِ، والتقلبِ في الفتنةِ، والرجلُ صاحبُ دعوى عريضةٍ في طلبِ العلمِ على الأكابرِ، والإحاطةِ بما في الطروسِ والدفاترِ، على ضعفٍ ظاهرٍ، وخلطٍ سافرٍ، ومن عرفهُ وخالطهُ أدركَ أنَّ التلونَ عادته، والتقيةَ جادته، فثناؤهُ على الدعوة السلفيةِ على رؤوسِ الأشهادِ، وتقريرهُ لكتبِ أئمتها، وتصويبهُ لاختياراتهم، ولهجهُ بذكرهم والترحمِ عليهم معلومٌ عند كلِ من يسمعُ لهُ ظاهراً، مع إيغالهِ الطعنِ عليهم، والقدح فيهم، وشن الغاراتِ على أنصارهم، ونسبتهم لمخالفة الأئمةِ، والتنصل من مذاهبِ الأمة، وكل ذلك بين خواصهِ والمتأثرينَ بهِ، وطريقتهُ في ذلك الاتيانُ بالمتشابهِ من القولِ، والواسعِ من اللفظِ، وكل ما يحتملُ أكثر من وجهٍ للحيدةِ عند المناقشةِ والمناظرةِ عن المعنى المتبادرِ إلى معانٍ أُخر ترفعُ الشبهةَ عنهُ وعن أنصارهِ، ولو أَنهُ أحسن إلى نفسهِ، واتقى الله فيها وفي سائر صحبهِ لما استحيى من ثني الرُكب للطلبِ على أولي العلمِ والفضلِ، والسؤالِ عما يستشكلهُ، وتركِ التصدرِ قبلَ أوانهِ، وصيانةِ اللسانِ عن الطعنِ والثلبِ، والانشغالِ والاقبال على حفظ كتابِ الله وسنة نبيهِ صلى الله عليه وآله وسلم وفهمهما بفهومِ الأئمة المتقدمين والسلفِ الصالحين، وضبطِ ما يستأهلُ الضبط من علوم الآلةِ، مع خلعِ ربقةِ التقليدِ، ووزنِ كل قولٍ بميزانِ الكتاب والسنةِ، وتركِ البدعةِ والفتنةِ، نسألُ الله له وللجميع الهداية، وأن يرزقنا الصدق والإخلاص فيما نقوله ونفعله وهو حسبنا ونعم الوكيل، والله من وراء القصدِ، والحمدُ لله
وعليه فالكثير من الأثبات يثبتون انحرافات الأسمري ومازلنا ننتظر من الشيخ الأسمري أن يعلن عقيدته ويتبرأ من هذه الاتهامات والله المستعان
كتبه أبو الحسن الأزهري
غفر الله ذنبه وستر عيبه
في 18/ 8 / 1429
برياض نجد
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 06:33]ـ
أكثرت من الدعاوي, و المجازفات و النقول التي لو أدركها البخاري أو ابن معين لحكما على صاحبها بأنه متروك ... لا يتابع على رواياته ... قال تعالى:" يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا .... " الآية .. فهات البينة .. أما قولك: سمعت عن الثقة .. و هذه العبارات,,, فمن تحسب نفسك الامام الشافعي, هات لنا كلام أهل العلم من كتبهم في الرد على الأسمري ... ودعك من قيل و قال ..... و الكل في الانتظار أما الجعجعة على الخاوي فهي من مذهب أصحاب {الجرح و التجريح} المحترقين وقانا الله منهم ...
و السلام.
و للعلم فلست من المتحزبين فإن ظهر لي خطأ الأسمري أو الفوزان أو عبد العزيز آل الشيخ أو أبي قتادة الفلسطيني أو أبي بصير, لاعترفت به, و تبعت الحق لكن بالدليل ....
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 06:39]ـ
الحق يقال: لابد من إثبات، على الأقل مكالمتك مع الشيخ البراك، وعمر العيد؛ فهل باستطاعتك أن تشير عليه بنشر رأيه في موقعه؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 09:19]ـ
أعتقد أن الشيخ صالح الاسمري محسود على علمه ونشره للعلم
فأنا قرات له منهجية لطلب العلم اكثرها على كتب أئمة الدعوة
فالاصل فيه العدالة .....
وكل ماسبق لايكفي لاتهام الشخ وفقه الله
فنريد ذكر الامور التي خالف فيه مذهب اهل السنة والجماعة ..
أما غيرها مما يسع فيها الخلاف فهذا لايسلم منه أحد ....
والله اعلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 11:53]ـ
كل رجل يتكلم فيه ويبين ما عنده من أخطاء
يكون محسودا ويبدأ الأغمار بترديد
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه @@@ فالقوم أعداء له وخصوم
في المقابل يصبح من تكلم في هذا الشخص جامي أو مدخلي وإن لم يسمع لهما شريطا أو يرهما في حياته!!
والعجيب في الموضوع أني لا أدري سبب طلب الأنصاف عند الحديث عن أي شخص انتحل بدعة معينة ومنهج سوى منهج النبي صلى الله عليه وسلم ولا يطلب الإنصاف عند الحديث عن غيرهم مثل الجماعة إياها (الجامية):)
على كل حال كل من تكلم في أحد فهو يحسده لأن كل من لبس لبوس العلم وتكلم به فهو معصوم هذه هي فكرة القوم وإن أبوا!!!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 03:25]ـ
سبحان الله
ألست تعلم ياأبا الحسن ان التهم بلادليل هي دعاوى ...
فهل ماسبق ذكره يصح دليلا؟!
كلمني من اثق به .... وهناك من اتصل على الشيخ الفلان وحذر منه .... وهكذا دواليك ....
فهل هذا كافي للتحذير من الشيخ الاسمري؟!
اتهم الاسمري بأنه يطعن في الدعوة السلفية, وانا أقول: هو وضع منهج لطلب العلم أكثرها من كتب أئمة الدعوة ... ينظر: (منهاج طلب العلم)
فهذا لايعدوا ان يكون دفاعا عن شخص لم تظهر مخالفته المزعومة من البعض .....
والشيخ لازال حيا .... يجب وقف الخوض في عرضه .. والتوجه إليه_ممن يتهمه_والتاكد من منهجه وسلوكه ..
وانتهى الامر ...
ولو فتح باب_التحذير من الاشخاص بغير ضوابط_لما بقي معنا أحد ...
والله اعلم
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 03:48]ـ
أنت فطِن يا ابن رشد أكثر إلى في طلبة العلم أمثالك؛ فلقد شاع الأخذ بالظنة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 04:00]ـ
وما ر أيك يا اأخي لو أن مكالمة الشيخ مع صاحب الموضوع صحيحة؟؟؟ فهل تظن أن عالما بحجمه يأخذ بالظنة؟؟
ثم ألم تتساءلوا ما سر صمت الأسمري تجاه هذه المقالات والاتهامات؟؟؟
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 04:13]ـ
كل رجل يتكلم فيه ويبين ما عنده من أخطاء
يكون محسودا ويبدأ الأغمار بترديد
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه @@@ فالقوم أعداء له وخصوم
في المقابل يصبح من تكلم في هذا الشخص جامي أو مدخلي وإن لم يسمع لهما شريطا أو يرهما في حياته!!
والعجيب في الموضوع أني لا أدري سبب طلب الأنصاف عند الحديث عن أي شخص انتحل بدعة معينة ومنهج سوى منهج النبي صلى الله عليه وسلم ولا يطلب الإنصاف عند الحديث عن غيرهم مثل الجماعة إياها (الجامية):)
على كل حال كل من تكلم في أحد فهو يحسده لأن كل من لبس لبوس العلم وتكلم به فهو معصوم هذه هي فكرة القوم وإن أبوا!!!
بارك الله فيك يا أبا الحسن والحال كما قال أبو الطيب المتنبي:
وليس يصحّ في الأفهام شيءٌ ... إذا احتاج النّهار إلى دليل
الأخت الكريمة الأمل الراحل:
اسأل الله أن يبصرك وأن يرزقنا وإياكِ العلم النافع والعمل الصالح .....
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 04:45]ـ
سبحان الله
ألست تعلم ياأبا الحسن ان التهم بلادليل هي دعاوى ...
فهل ماسبق ذكره يصح دليلا؟!
كلمني من اثق به .... وهناك من اتصل على الشيخ الفلان وحذر منه .... وهكذا دواليك ....
فهل هذا كافي للتحذير من الشيخ الاسمري؟!
اتهم الاسمري بأنه يطعن في الدعوة السلفية, وانا أقول: هو وضع منهج لطلب العلم أكثرها من كتب أئمة الدعوة ... ينظر: (منهاج طلب العلم)
فهذا لايعدوا ان يكون دفاعا عن شخص لم تظهر مخالفته المزعومة من البعض .....
والشيخ لازال حيا .... يجب وقف الخوض في عرضه .. والتوجه إليه_ممن يتهمه_والتاكد من منهجه وسلوكه ..
وانتهى الامر ...
ولو فتح باب_التحذير من الاشخاص بغير ضوابط_لما بقي معنا أحد ...
والله اعلم
منهاج طالب العلم كتبه من سنين في الطائف وقد كتبنا عن طريقته من قبل (التكتم والخفا والتلون والتستر) لاستدراج السلفيين الوهابية
ومن أرد التأكد فعليه بالاتصال بالمشايخ المحمود وعمر العيد.
واقرأ مذكرته ما لا يسع المسلم جهله في الاعتقاد.
وقد شهد على انحرافاته الأثبات من طلبة العلم وأنا في صدد جمع فتاوى العلماء فيه خطيا فانتظر واصبر وأمر الأسمري أصبح ظاهرا والمجال الآن ليس إلا نصيحته ونسف أباطيله.
ثم أليس من الواجب على شيخكم أن يرد هذه الاتهامات إن كانت عقيدته سلفية
فافهم هذا وانتظر المزيد بإذن رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 05:51]ـ
سبحان الله
ألست تعلم ياأبا الحسن ان التهم بلادليل هي دعاوى ...
فهل ماسبق ذكره يصح دليلا؟!
كلمني من اثق به .... وهناك من اتصل على الشيخ الفلان وحذر منه .... وهكذا دواليك ....
فهل هذا كافي للتحذير من الشيخ الاسمري؟!
اتهم الاسمري بأنه يطعن في الدعوة السلفية, وانا أقول: هو وضع منهج لطلب العلم أكثرها من كتب أئمة الدعوة ... ينظر: (منهاج طلب العلم)
فهذا لايعدوا ان يكون دفاعا عن شخص لم تظهر مخالفته المزعومة من البعض .....
والشيخ لازال حيا .... يجب وقف الخوض في عرضه .. والتوجه إليه_ممن يتهمه_والتاكد من منهجه وسلوكه ..
وانتهى الامر ...
ولو فتح باب_التحذير من الاشخاص بغير ضوابط_لما بقي معنا أحد ...
والله اعلم
لا والله بل أعلم أخي المبارك الحبيب ابن رشد وإني والله لأتمنى له ولغيره من المسلمين الهداية والرشاد ..
ولست هنا من يرجم بالظن ولله الحمد والمنة بل سمعت الأسمري هداه الله يقول أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد بدعه اتباع الأئمة الأربعة في تسجيل صوتي!!
فهل هذا يكفي!!
أمر آخر أن الأسمري وفقنا الله وإياه لم يجحد هذا الأمر بل أقره!!
أمر آخر يفتن به بعض الجهال هو سكوت بعض من تكلم فيه واتهم في دينه وأتي بالبينات!! على ما قيل به لا فقط رجما بالظنون!! ثم تجده لا يتكلم!! ولا يذب عن نفسه!!
فبالله عليكم لو كان صاحب حق أما كان يذب عن نفسه!! ألو كان المتهم له كاذباً أما كان من نصح المسلمين أن يبين سبيل المفترين!!!
لكن نحن للأسف أصبحنا ندافع عن جميع الناس ضد من!! ضد السنة الغراء والدليل الواضح فندفع في صدور الأدلة تعظيما لمن نحب و إجلالا له أن يخطأ أو يضل!!
حادثة من التاريخ:
قبل سنوات انتبذ أحد الإخوة ورد على السويدان ضلالاته نصحاً للمسلمين وللسويدان لعله يرجع أو يتوب فماذا كانت النتيجة!! أن من تكلم في السويدان إذ ذاك بعلم وبأدلة سمي (جامي / مدخلي) وقيل لنا ولغيرنا أنتم تلغون في أعراض الدعاة وتطعنون في طلبة العلم ونُزلت على المتكلمين إذ ذاك في السويدان آيات النفاق ..... ألخ والحال مع القرضاوي واحد وكذا مع غيره ممن خالف السبيل وأخطأ!!
ولست في هذا المقام مدافعا عن أحد بعينه إلا أني أحب أن انبه نفسي وإخواني على أن لا نعظم أحداً أكثر من تعظيمنا للكتاب والسنة وإن كنت لا بد مقلداً فعليك بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة!!
والله لقد لقي الإخوة في سبيل الدعوة السنية السلفية المشاق وآوذوا في أعراضهم فنسأل الله عز وجل أن لا يحرمهم الأجر وأن يكتب لهم القبول في الدارين وأن يوفق المخالف والموالف للسنة الغراء والتمسك بالعروة الوثقى حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ...
تنبيه: أنا أيضا ضد السلفية الحزبية فلينتبه لذلك!! وكيف يجمع بين النقيضين أقول جمع بينهم أنصاف المتعلمين والجهال وفق الله الجميع
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 03:20]ـ
تهويل كالعادة!!! ... وهذا رابط في الرد على الإتهامات:
http://alasmary.tripod.com/
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 03:28]ـ
وأضرب لك مثلاً يوضِّح ذلك بجلاء وهو ما قام به رجل يُدعى بأبي عمر بن حسن الكعبي من كتابة وريقات سماها بـ "طليعة القول الجلي في بيان أخطاء الأسمري" حيث اتهم الشيخ صالح بن محمد الأسمري بأنه من أهل البدع ودلَّل على تلك التهمة بأنه من تلامذة عبد الفتاح أبو غدة وزعم بأن الشيخ قد نصَّ على ذلك في كتابه "مباحث في الترقيم".
فقدَّم بمقدِّمة رتّب عليها نتيجة، فالمقدمة أنه تلميذ عبد الفتاح أبو غدة، والنتيجة أنه من أهل البدعة والهوى لأنه تتلمذ على مبتدع على حد قوله.
مع أن الإنسان لو تثبَّت وتوثَّق لوجد أن الشيخ صالح بن محمد الأسمري حفظه الله إنما حكى عن ابن عقيل الظاهري قوله في مجلة الفيصل عدد (269) قوله: "ثم أعاد تحقيقه ونشره شيخنا عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله سنة 1407هـ .. " فالقائل (شيخنا عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله) هو أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري لا الشيخ صالح الأسمري، وكتاب "مباحث في الترقيم" موجود في الأسواق فليُنظَر.
بل إن تلك المقدمة لا توصل إلى النتيجة بمجردها فربما اضطر المرء إلى الدراسة على بعض المبتدعة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ: "فإذا تعذَّر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ذلك الواجب، كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة خيراً من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل" ().
كيف والشيخ عبد الفتاح أبو غدة كان من مدرسي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل كل من درس عليه أصبحت عقيدته فاسدة !!
ففي المثال السابق اتُّهم الشيخ صالح الأسمري بأنه من أهل البدع لأنه نقل كلاماً عن رجل ينقل عن عبد الفتاح أبو غدة يصفه بأنه شيخه، فهل لو نَقَل الشيخ صالح الأسمري حفظه الله عن أحد المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية أو الإمام محمد بن عبد الوهاب أو الشيخ ابن باز وغيرهم كلاماً في معرض الرد والبيان: هل يوصف الشيخ صالح الأسمري بأنه من المناوئين ويُنْسَب الكلام المنقول له بأنه قائله، أم يُتثبَّت في ذلك؟
============
منقول من كتاب: (ذيل كشف التدليس)
كتبه:
أبو عبدالله آل مقبول العتيبي
ماجستير دراسات شرعية
منطقة مكة المكرمة
(15/ 5 / 1424 هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 04:03]ـ
تعقيب للشيخ صالح بن محمد الأسمري حفظه الله
الحمد لله، وبعد: فهذه نقولات عَنّا، هي صحيحة النسبة إلينا، تدل بجلاء على ما نُقَرِّره نَحْوَ تلك المسائل في: "كشف التدليس"، وليس عندنا دين باطل نُخْفيه، بل نُرَدِّد بيقين قولةَ الإمام داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ـ وهي مُثْبَتة في مجموعة مؤلفاته (5/ 36) الرسائل الشخصية ـ: "عقيدتي وديني الذي أَدين الله به: مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة" أ. هـ.
وكل بدعة في ذلك فضلالة، لحديث جابر? مرفوعاً: "وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" خَرّجه النسائي، وليس ثَمَّة بدعة حسنة أَلْبَتَّة. سالكين مع أصحاب البدعة مَسْلَكَ أهل الحديث والسنة، الذي بَيَّنه الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في: "عقيدة أصحاب الحديث" (ص/298) بقوله: "ويُبْغِضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يُحبونهم ولا يَصْحبونهم، ولا يَسْمعون كلامهم ولا يجالسونهم، ولا يُجَادلونهم في الدين ولا يُناظرونهم، ويَرَوْن صَوْن آذانهم عن سماع أباطيلهم، التي إذا مَرَّت بالآذان وقَرَّت في القلوب ضَرَّت، وجَرّت إليها من الوسواس والخطرات الفاسدة ما جَرَّت" أ. هـ.
ومن أولئك قطعاً أصحاب الطرق المُضِلَّة، والذين قال فيهم صاحب: "الإقناع" (3/ 298): "ومن اعتقد أن لأحد طريقاً إلى الله غير متابعة محمد ?، أو لا يجب عليه اتباعه، أو أن لغيره خروجاً عن اتباعه، أو قال: (أنا محتاج إليه في علم الظاهر دون علم الشريعة دون علم الحقيقة) أو قال: (إن من العلماء من يَسَعُه الخروج عن شريعته كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى) ـ كفر في هذا كله" أ. هـ. وكثيراً ما كان يَسْتَشهد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بقولة صاحب "الإقناع" السابقة في رَدّه على أصحاب الطرق الصوفية المضلة ـ ويُنْظَر "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (8/ 56) ـ.
وكذا إذا عُلِم الحق بدليله فلا يُتَّبعُ غيره ولو كانت المذاهب الأربعة كلها عليه، وفي ذلك يقول الإمام الشافعي رحمه الله ـ كما في:
"إعلام الموقعين" (2/ 361) ـ: "أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله ? لم يكن له أن يَدَعها لقول أحد" أ. هـ. وعليه جرى عمل أهل العلم والحِجَى، ومنهم: شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث قال: كما في: "تحفة الإخوان" (ص/46): "كل ما عُلِم من الدين بالأدلة الشرعية الصريحة من الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة: فليس للاجتهاد فيه مجال، بل الواجب الإيمان به والعمل به ونبذ ما خالفه بإجماع المسلمين، ليس في هذا الأصل العظيم خلاف بين أهل العلم، وإنما الاجتهاد يكون في مسائل الخلاف التيَ لم تَتَّضح أدلتها من الكتاب والسنة، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، إذا كان من أهل العلم المتأهلين للاجتهاد، وبَذَلَ وُسْعَه في طلب الحق عن صدق وإخلاص لله سبحانه وتعالى، ففي الصحيحين عن عمرو بن العاص? عن النبي ? أنه قال: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر"أ. هـ.
ذلك هو ديننا الذي نَدِيْنُ الله به لا غَيْرُ، ولو سَمَّاه بَعْضٌ بـ: (الوهابية) أو (السلفية) أو قيل: (هو دين محمد ابن عبد الوهاب النجدي الذي ضَلَّله أهل عَصْرِه)؛ إذ إن الحق ليس سواه، والطائفة الناجية واحدة قطعاً لا تَتَعَدَّد؛ لحديث النبي ?: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" خَرَّجه الإمام أحمد في: "المسند" (4/ 102) وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فَلْيُحْذَر من أُناس ـ هداهم الله ـ يَدَّعُون علينا دعاوي باطلة، مستشهدين بمقاطع صوتية تُنْسب لنا مبتوتة من سياقها، وربما كانت حكاية لا إنشاءً، أو استدراجاً لسفيه حُذِف التعقيب عليه ()، على نحو صَنِيع الإمام محمد بن منصور السمعاني مع محمد بن أبي الفرج المشهور بالذكي، حيث قال السيوطي في: "بغية الوعاة" (1/ 210): "وجرت له مخاصمات مع جماعة من الأئمة آلتْ إلى طعنه فيهم، وبسط لسانه بما لا يليق بهم، وحضر مَرَّة إملاء محمد بن منصور السمعاني، فَأَمْلئ المجلس، فأخذ عليه الذكي شيئاً، وقال: (ليس كما تقول. بل هو كذا) فقال السمعاني: (اكتبوا كما قال، فهو أعرف به) فغيّروا تلك الكلمة، وكتبوا كما قال الذكي، فبعد ساعة قال: (يا سيدي أنا سهوتُ، والصواب ما أَمْلَيْتَ) فقال: (غَيِّروه واجعلوا كما كان) ففعلوا. فلما فرغ من الإملاء وقام الذكي قال السمعاني: ظن المغربي أني أُنازعه في الكلام، حتى يبسط لسانه فيّ كما بسطه في غيري، فسكتُّ حتى عرف الحق ورجع"أ. هـ.
ولقد صدق أبوبكر الطرطوشي في قولته ـ كما في: "سراج الملوك"
ص 259 ـ: "وإذا رأيت إنساناً جُبِل على الخلاف، إن قلت: لا. قال: نعم. وإن قلت: نعم. قال: لا. فَأَلْحِقْه بِعَالَم الحمِير فإن دأب الحمار إن أَدْنَيْتَه بَعُد، وإن أبعدته قَرُب…" أ. هـ.
وأوصي نفسي واخواني بشيئين:
? أولهما: التَّثبُّت. يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله ـ كما في: "مجموع مؤلفاته" (7/ 44): "والتثبت في سماع الأخبار وتمحيصها ونقلها وإذاعتها، والبناء عليها، أصل كبير نافع أمر الله به ورسوله. قال تعالى:
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ? أ. هـ المراد.
? والثاني: ترك الفُرْقة امتثالاً لقوله سبحانه: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا? ولما لها من أَثَرٍ على جماعة الإسلام، ومن ذلك قول
الرسول ?: "الجماعة رحمة والفُرقة عذاب" خَرَّجه أحمد في: "المسند" (4/ 278).
ومع ذلك فلا نُبَرِّئ أنفسنا من جِنْس الخطأ العارض على بني آدم، بل جُبِل الإنسان على ذلك. ونَبْرَأ من كل باطل يُنْسَب إلينا، ونَرْجع إلى الحق آخذين بوصية سيدنا عبد الله بن مسعود? حيث قال: "ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً. ومن أتاك بباطل فاردده وإن كان حبيباً قريباً" خَرَّجه الطبراني في: "معجمه الكبير" (9/ 106) ولنا في رسولنا قدوة، حيث خَرَّج الإمام أحمد (3/ 371) والنسائي (7/ 6) من حديث قتيلة الجهنية أنها قالت:
"إن يهودياً أتى النبي ?، فقال: إنكم تشركون. تقولون: ما شاء الله وشئت. وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي ? إذا أرادوا أن يَحْلِفوا أن يقولوا: ورب الكعبة. وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت" قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله في: "فتح المجيد" (ص/419): "وفيه قبول الحق ممن جاء به كائناً من كان" أ. هـ.
سائلاً الله الثبات على الحق، وهداية الخلق، والسلامة من الهوى، واتباع الهدى. اللهم رب جبريل وميكال وإسرافيل فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تَحْكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تَهْدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وصلى الله وسلم على رسولنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله على كل حال.
* * * * * * *
كتبه
الفقير إلى عفو ربه
صالح بن محمد بن حسن الأسمري
(10/ 4/1424هـ)
مُسْتَهلّ شهر ربيع الثاني لعام أربع وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 05:23]ـ
الأخ الأزدي الحنبلي بارك الله فيك ووفقنا الله وإياك والشيخ صالح الأسمري للهدى والرشاد ..
الشريط أثبته الشيخ على نفسه وذكر الطلاب أنه من ناحية الإستدراج تأويلا لشيخهم ... عفواً لم أقتنع!
وذلك لأمور:
قال الأخ الذي ألف ذيل كشف التدليس كما أحلت له:
الشريط المسجَّل على الشيخ صالح بن محمد الأسمري حفظه الله لابد أن يوقف معه من جهتين:
جهة الثبوت:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: تسجيل شريط كدليل شرعي وحجة قطعية على الغير لا يثبت؛ بل لا تثبت أية تُهمة بمجرد شريط مسجَّل لا شرعاً ولا عرفاً ولا نظاماً حتى في القضاء لأنه يدخله التلفيق والتلاعب والاعتداء، والحدود تُدرأ بالشبهات.
فالشريط المسجَّل على الشيخ صالح الأسمري حفظه الله أولاً قائم على التجسس والاجتزاء، والله U نهى عن التجسس بقوله تعالى:] ولا تجسسوا [ونهى النبي r عن تتبع عورات المسلمين كيف بأهل العلم والفضل، فقال r: " لا تتبعوا عورات المسلمين، فإنه من تتبع عورة مسلم تتبَّع الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته فضحه ولو في جوف أهله"، وقد حرَّم العلماء ذلك في كتبهم، ومنهم: النووي وابن حجر وغيرهما.
أخي الفاضل هذا الكلام أعلاه ينقض بعضه بعضا،الشريط ليس بحجة قد أسلم لك ولكن متى؟؟ عندما ينكر الشيخ أن هذا الشريط له!! والشيخ أثبت فلا داعي لما نقله الأخ ...
/// أما قوله أن هذا من التجسس فالنقاش في موضوع التجسس ليس هذا محله!!
/// أما قوله تتبع العورات فهذا إقرار ضمني لو تأمل الكاتب أن الشيخ فعلا يعتقد مثل هذا!!
ثم قال الأخ الذي أحلت له:
ثم إن الشريط مُجتزأ، وأيضاً ما قيل فيه إنما هو على سبيل الاستدراج وكان ذلك في غير علم الشيخ
///الشريط مجتزأ دعوى ... فما فائدة تقصد الشيخ صالح (أرجوا أن لا تقول العلماء يحسدونه على مكانته العلمية)
/// أما كونه على سبيل الإستدراج فالمُستَدرِج لا يهمه إن كان المُسْتدرَجْ يسجل أم لا!!
/// أما قوله وذلك في غير علم الشيخ فما أدري ما فائدتها في السياق!
قال الأخ
ذكر الشيخ صالح الأسمري حفظه الله للمرأة التي كلَّمته بأن الوهابيه ضُللِّوا وجهلوا، وأن محمد بن عبد الوهاب ضلَّله أهل عصره، وأن الشيخ ابن باز على منهج خاطيء.
فقوله هنا من باب الاستدراج حتى قال بعدها ضمن الكلام المبتور: (هذا ما تريدين أن تصلي إليه اتق الله …)
.
والله يا أخي اسمح لي هذا الكلام ما هضمته!!
فلو كنت أنا المستدرج!! لقلت هل تقصدين ........ إلخ ثم قلت اتق الله ..
قال الأخ
وأما كونهم قد ضُلِّلوا وجُهِّلوا فهذا صحيح فقد ضلَّلهم أعداء دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في بلدان شتى وبقاع مختلفة
ما أدري ما هذا!!
نسأل الله عز وجل لنا وللشيخ صالح الأسمري وطلابه ومحبوه الهداية والتوفيق ..
سؤال أخير الأخ صاحب الرد
أبو عبدالله آل مقبول العتيبي
لماذا لم يصرح باسمه؟؟؟
ـ[محمد المسلمي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 12:41]ـ
ليتك يا صاحب الموضوع قد دللت على صحة كلامك بنقل الأثبات لا المجاهيل، والصدق منجاة والكذب مهواة، ولا تظن أن هذه الأمور ستلج منها مولجا إلى قلوب محبي الشيخ العلامة، وثق تمام الثقة أنك وشيخك (أبو ريان) تحرثان في ماء، فلم تأتوا بجديد والشيخ قد رد عليها سابقا وقد احالكم الأخ المفضال الأزدي على رابط لذلك!!
ـ[محمد المسلمي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 01:09]ـ
قال ابو الحسن الأثري:
الشريط مجتزأ دعوى ...
نعم مجتزأ، وإلا فأين تمام الشريط أيها الفاضل!
أعطنا مقطعا كاملا لكلام الشيخ مع المرأة، وحينها لكل حادث حديث.
ومادخله البتر في آخره لم يمنع ذلك دخوله في أثنائه.
واما قولك:
أما قوله أن هذا من التجسس فالنقاش في موضوع التجسس ليس هذا محله!!
أما قوله تتبع العورات فهذا إقرار ضمني لو تأمل الكاتب أن الشيخ فعلا يعتقد مثل هذا!!
ثم قال الأخ الذي أحلت له:
نعم، من سجل بلا إذن من المتكلم بل مخالفا لما أراده فقد تتبع عورته وهذا تجسس كما أن من نظر إلى بيتك بلا إذنك فقد تتبع عورتك، والشيخ رفض التسجيل وهذا حقه .. ولايدخل بعد هذا في نيته ويقال: لم رفض التسجيل!!!
والتجسس يلزم منه تتبع العورة فالكل منهي عنه ومافعلته المرأة هو تجسس في الحقيقة
يقول تعالى: "ولا تجسسوا " ففي تفسير الطبري ج26/ص135:
"وقوله: (ولا تجسسوا) يقول ولا يتتبع بعضكم عورة بعض ولا يبحث عن سرائره يبتغي بذلك الظهور على عيوبه ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره وبه فاحمدوا أو ذموا لا على ما لا تعلمونه من سرائره"ا. هـ، ومافعلته المرأة في الحقيقة تجسس فتأمل.
واما قولك:
تتبع العورات فهذا إقرار ضمني لو تأمل الكاتب أن الشيخ فعلا يعتقد مثل هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كان كلامك صحيحا لما كان في النظر إلى بيتك بلا إذنك بأسا، لأن للناظر أن يحتج ويقول:
منعه لي من النظر إلى بيته دليل أنه يفعل شيئا مع ان هذا ليس بلازم لمن تأمل فتنبه لكلامك ولا تدخل نفسك في نيات الناس.
واما قولك:
سؤال أخير الأخ صاحب الرد
أبو عبدالله آل مقبول العتيبي
لماذا لم يصرح باسمه؟؟؟
ونحن نسأل لم لم يصرح صاحب الرد (ابو ريان) باسمه وماستجيب عنه هو جوابنا فتأمل!
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 01:19]ـ
- وكتب الأخ نصر في ملتقى أهل الحديث:
عجبت عند تصفحي لموقع / صالح الأسمري
حيث وجدت في موقعه مقالا لأحد مشايخة التصوف في السعودية
وهو / عمر عبدالله كامل
وقد لا يكون الأمر مشكلا إن كان المقال نافعا مفيدا.
لكن المقال كان لأجل تبني أحد معتقدات الصوفية والموضوع هو:
كلمة هادئة في التبرك ..
حيث يقول:
النصوص في إثبات التبرك كثيرة جداً وفهم منها السادة الفقهاء الحفاظ الأعلام جواز التبرك بالسادة الصالحين قدس الله سرهم.
وقد ذهب قوم لا تقوم بمذهبهم الحجة إلى أن التبرك خاص برسول الله r وخاص بحياته!.
وهذا التخصيص بنوعيه: باطل بدعة، لم يقل به أحد من السلف، ولا المعتبرون من الخلف، وذلك لأن نصوص التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم عامة ولا يجوز تخصيصها إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ومن زعم أنها مخصوصة ولم يأت بدليل مخصص فقد أخطأ ..................
أنني أدعو /صالح الأسمري لدري الشبة عنه وحذف تلك المقالة.
هذا ماأردت بيانه
هذا افتراء وتدليس!!! ... فبحث ((كلمة هادئة في التبرك)) ... ذكر في الموقع ليمثل الرأي الآخر، ورد عليه ببحث لحمد بن عبدالمحسن التويجري ... وكتب في أول الصفحة:
[ COLOR="Red"] التبرك من المسائل التي وقع الخلاف فيها بين مجيزين ومانعين، وكما عودناكم في هذه الشبكة المباركة من عرض المسألة كما هي عند المجيزين من بعض كتبهم، ونعرضها كذلك عند المانعين من بعض كتبهم، ونذكر بأنه بالإمكان وضع التعليقات العلمية على الموضوع في خانة التعليقات في آخر الموضوع.
والله الموفق،
ـ[محمد المسلمي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 01:26]ـ
ياطلاب الشيخ الأسمري ويامحبيه فلتعلموا علم اليقين أننا لسنا أعداء لشيخكم الأسمري وليست القضية تصفية خلافات وإنما تكمن في سوء مذهب شيخكم وقد طالبناكم بعدة أمور:
1 - الرد من شيخكم على هذه الاتهامات الموجهة له
2 - أن يظهر الشيخ عقيدته السلفية ويكون الأمر علانية ويتبرأ مما صدر منه من سب للعلماء
3 - أن ينشر مذهبه وعقيدته ولو كانت مخالفة لنا بدل الخفاء والتستر ومرت أيام ولم نسمع أو نقرأ شيئا.
أما الأمر الاول: فلو تتبع الشيخ الردود على المجاهيل وغيرهم لذهب عمره في الأخذ والرد، وقد أحال الاخوة على رابط للردود وهو موجود على الشبكة وفيه كفاية.
وأما الثاني: فهل الشيخ على عقيدة غير سلفية حتى يظهر العقيدة السلفية! هذا عجيب
وأما الأمر الثالث: فانظر إلى موقعه (منارة الشريعة) واقرأ كتباه (مالايسع المسلم جهله) ففيه كفاية وليس هناك خفاء أوتستر كما تدعي ودع عن التهويل فللناس عقول!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 05:54]ـ
تعقيب للشيخ صالح بن محمد الأسمري حفظه الله
الحمد لله، وبعد: فهذه نقولات عَنّا، هي صحيحة النسبة إلينا، تدل بجلاء على ما نُقَرِّره نَحْوَ تلك المسائل في: "كشف التدليس"، وليس عندنا دين باطل نُخْفيه، بل نُرَدِّد بيقين قولةَ الإمام داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ـ وهي مُثْبَتة في مجموعة مؤلفاته (5/ 36) الرسائل الشخصية ـ: "عقيدتي وديني الذي أَدين الله به: مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة" أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل بدعة في ذلك فضلالة، لحديث جابر? مرفوعاً: "وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" خَرّجه النسائي، وليس ثَمَّة بدعة حسنة أَلْبَتَّة. سالكين مع أصحاب البدعة مَسْلَكَ أهل الحديث والسنة، الذي بَيَّنه الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في: "عقيدة أصحاب الحديث" (ص/298) بقوله: "ويُبْغِضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يُحبونهم ولا يَصْحبونهم، ولا يَسْمعون كلامهم ولا يجالسونهم، ولا يُجَادلونهم في الدين ولا يُناظرونهم، ويَرَوْن صَوْن آذانهم عن سماع أباطيلهم، التي إذا مَرَّت بالآذان وقَرَّت في القلوب ضَرَّت، وجَرّت إليها من الوسواس والخطرات الفاسدة ما جَرَّت" أ. هـ.
ومن أولئك قطعاً أصحاب الطرق المُضِلَّة، والذين قال فيهم صاحب: "الإقناع" (3/ 298): "ومن اعتقد أن لأحد طريقاً إلى الله غير متابعة محمد ?، أو لا يجب عليه اتباعه، أو أن لغيره خروجاً عن اتباعه، أو قال: (أنا محتاج إليه في علم الظاهر دون علم الشريعة دون علم الحقيقة) أو قال: (إن من العلماء من يَسَعُه الخروج عن شريعته كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى) ـ كفر في هذا كله" أ. هـ. وكثيراً ما كان يَسْتَشهد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بقولة صاحب "الإقناع" السابقة في رَدّه على أصحاب الطرق الصوفية المضلة ـ ويُنْظَر "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (8/ 56) ـ.
وكذا إذا عُلِم الحق بدليله فلا يُتَّبعُ غيره ولو كانت المذاهب الأربعة كلها عليه، وفي ذلك يقول الإمام الشافعي رحمه الله ـ كما في:
"إعلام الموقعين" (2/ 361) ـ: "أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله ? لم يكن له أن يَدَعها لقول أحد" أ. هـ. وعليه جرى عمل أهل العلم والحِجَى، ومنهم: شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث قال: كما في: "تحفة الإخوان" (ص/46): "كل ما عُلِم من الدين بالأدلة الشرعية الصريحة من الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة: فليس للاجتهاد فيه مجال، بل الواجب الإيمان به والعمل به ونبذ ما خالفه بإجماع المسلمين، ليس في هذا الأصل العظيم خلاف بين أهل العلم، وإنما الاجتهاد يكون في مسائل الخلاف التيَ لم تَتَّضح أدلتها من الكتاب والسنة، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، إذا كان من أهل العلم المتأهلين للاجتهاد، وبَذَلَ وُسْعَه في طلب الحق عن صدق وإخلاص لله سبحانه وتعالى، ففي الصحيحين عن عمرو بن العاص? عن النبي ? أنه قال: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر"أ. هـ.
ذلك هو ديننا الذي نَدِيْنُ الله به لا غَيْرُ، ولو سَمَّاه بَعْضٌ بـ: (الوهابية) أو (السلفية) أو قيل: (هو دين محمد ابن عبد الوهاب النجدي الذي ضَلَّله أهل عَصْرِه)؛ إذ إن الحق ليس سواه، والطائفة الناجية واحدة قطعاً لا تَتَعَدَّد؛ لحديث النبي ?: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" خَرَّجه الإمام أحمد في: "المسند" (4/ 102) وغيره.
وعليه فَلْيُحْذَر من أُناس ـ هداهم الله ـ يَدَّعُون علينا دعاوي باطلة، مستشهدين بمقاطع صوتية تُنْسب لنا مبتوتة من سياقها، وربما كانت حكاية لا إنشاءً، أو استدراجاً لسفيه حُذِف التعقيب عليه ()، على نحو صَنِيع الإمام محمد بن منصور السمعاني مع محمد بن أبي الفرج المشهور بالذكي، حيث قال السيوطي في: "بغية الوعاة" (1/ 210): "وجرت له مخاصمات مع جماعة من الأئمة آلتْ إلى طعنه فيهم، وبسط لسانه بما لا يليق بهم، وحضر مَرَّة إملاء محمد بن منصور السمعاني، فَأَمْلئ المجلس، فأخذ عليه الذكي شيئاً، وقال: (ليس كما تقول. بل هو كذا) فقال السمعاني: (اكتبوا كما قال، فهو أعرف به) فغيّروا تلك الكلمة، وكتبوا كما قال الذكي، فبعد ساعة قال: (يا سيدي أنا سهوتُ، والصواب ما أَمْلَيْتَ) فقال: (غَيِّروه واجعلوا كما كان) ففعلوا. فلما فرغ من الإملاء وقام الذكي قال السمعاني: ظن المغربي أني أُنازعه في الكلام، حتى يبسط لسانه فيّ كما بسطه في غيري، فسكتُّ حتى عرف الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ورجع"أ. هـ.
ولقد صدق أبوبكر الطرطوشي في قولته ـ كما في: "سراج الملوك"
ص 259 ـ: "وإذا رأيت إنساناً جُبِل على الخلاف، إن قلت: لا. قال: نعم. وإن قلت: نعم. قال: لا. فَأَلْحِقْه بِعَالَم الحمِير فإن دأب الحمار إن أَدْنَيْتَه بَعُد، وإن أبعدته قَرُب…" أ. هـ.
وأوصي نفسي واخواني بشيئين:
? أولهما: التَّثبُّت. يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله ـ كما في: "مجموع مؤلفاته" (7/ 44): "والتثبت في سماع الأخبار وتمحيصها ونقلها وإذاعتها، والبناء عليها، أصل كبير نافع أمر الله به ورسوله. قال تعالى:
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ? أ. هـ المراد.
? والثاني: ترك الفُرْقة امتثالاً لقوله سبحانه: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا? ولما لها من أَثَرٍ على جماعة الإسلام، ومن ذلك قول
الرسول ?: "الجماعة رحمة والفُرقة عذاب" خَرَّجه أحمد في: "المسند" (4/ 278).
ومع ذلك فلا نُبَرِّئ أنفسنا من جِنْس الخطأ العارض على بني آدم، بل جُبِل الإنسان على ذلك. ونَبْرَأ من كل باطل يُنْسَب إلينا، ونَرْجع إلى الحق آخذين بوصية سيدنا عبد الله بن مسعود? حيث قال: "ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً. ومن أتاك بباطل فاردده وإن كان حبيباً قريباً" خَرَّجه الطبراني في: "معجمه الكبير" (9/ 106) ولنا في رسولنا قدوة، حيث خَرَّج الإمام أحمد (3/ 371) والنسائي (7/ 6) من حديث قتيلة الجهنية أنها قالت:
"إن يهودياً أتى النبي ?، فقال: إنكم تشركون. تقولون: ما شاء الله وشئت. وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي ? إذا أرادوا أن يَحْلِفوا أن يقولوا: ورب الكعبة. وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت" قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله في: "فتح المجيد" (ص/419): "وفيه قبول الحق ممن جاء به كائناً من كان" أ. هـ.
سائلاً الله الثبات على الحق، وهداية الخلق، والسلامة من الهوى، واتباع الهدى. اللهم رب جبريل وميكال وإسرافيل فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تَحْكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تَهْدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وصلى الله وسلم على رسولنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله على كل حال.
* * * * * * *
كتبه
الفقير إلى عفو ربه
صالح بن محمد بن حسن الأسمري
(10/ 4/1424هـ)
مُسْتَهلّ شهر ربيع الثاني لعام أربع وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة.
دلس الأخ هدانا الله وإياه وأوهم أن هذا تعقيبا على ما نشر مؤخرا مع أن كلام الأسمري هذا كتبه منذ سنين عدة وهو مما قرأناه منذ سنين وكان الواجب بك أن تنقل تعقيبا لشيخك على الاتهامات الموجهة له الآن
على أن طريقة الأسمري كانت في هذه الفترة 1424 هي إظهار العقيدة السلفية وفي الخفاء يكيد بدعوة التوحيد.
فلماذا لا يظهر شيخك اليوم وبعد غد كلاما يرد فيه على هذه الاتهامات
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 05:58]ـ
ليتك يا صاحب الموضوع قد دللت على صحة كلامك بنقل الأثبات لا المجاهيل، والصدق منجاة والكذب مهواة، ولا تظن أن هذه الأمور ستلج منها مولجا إلى قلوب محبي الشيخ العلامة، وثق تمام الثقة أنك وشيخك (أبو ريان) تحرثان في ماء، فلم تأتوا بجديد والشيخ قد رد عليها سابقا وقد احالكم الأخ المفضال الأزدي على رابط لذلك!!
سامحك الله هل الشيخ العلامة البراك والمشايخ عبدالرحمن المحمود وعمر العيد وسليمان الخراشي وخالد الأنصاري وعبدالله بن خميس والمقدادي وعبدالله بن سالم وغيرهم من طلبة العلم النبهاء من المجاهيل عندك وأبشرك بأن فتاوى العلماء خطيا في الأسمري ستراها قريبا
والمجال الآن ليس في التثبت من أخطاء الأسمري فهذا ثابت منذ سنين وإنما المناصحة والرد ونسف أباطيله وانحرافاته
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 06:13]ـ
دلس الأخ هدانا الله وإياه وأوهم أن هذا تعقيبا على ما نشر مؤخرا مع أن كلام الأسمري هذا كتبه منذ سنين عدة
سبحان الله ... تدليس ... هكذا!!! ... مع كوني أثبت تاريخ التعقيب والرابط ... أطالب هذا الأزهري بالإعتذار هنا ... فأعراضنا ليست فاكهة ... ولاأدري أين الإدارة!!! ... لاحول ولاقوة إلا بالله ...
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 06:14]ـ
أما الأمر الاول: فلو تتبع الشيخ الردود على المجاهيل وغيرهم لذهب عمره في الأخذ والرد، وقد أحال الاخوة على رابط للردود وهو موجود على الشبكة وفيه كفاية.
وأما الثاني: فهل الشيخ على عقيدة غير سلفية حتى يظهر العقيدة السلفية! هذا عجيب
وأما الأمر الثالث: فانظر إلى موقعه (منارة الشريعة) واقرأ كتباه (مالايسع المسلم جهله) ففيه كفاية وليس هناك خفاء أوتستر كما تدعي ودع عن التهويل فللناس عقول!
ليسوا مجاهيل بل هم من خيرة المشايخ وطلبة العلم النبهاء وهذه الردود منذ سنين عدة فلا يعول عليها.
وأما موقعه منارة الشريعة فهو فاضح له
أيعقل يا أهل السنة أن الموقع الشخصي للأسمري يضع فيه هيئة استشارية ولك أن تسأل أيها السني:
من المشايخ في هذه الهيئة؟ هل هم مشايخنا (الفوزان والخضير وابن غديان واللحيدان)
الهيئة الاستشارية في موقع الأسمري هم القبورية وهذه أسماؤهم:
- محمد عوامة
- ناجي العربي البحريني
- يحيى الملا
- محمد الغرسي
- أحمد طه ريان
- عبدالإله بن حسين العرفج.
وهذا الرابط:
كلهم قبورية جهمية فهل يا أهل السنة وجدتم موقعا من مواقع أهل السنة يضع هيئة استشارية من القبوريين؟
وهل وجدتم موقعا من مواقع القبوريين يضع صفحة للشيخ الفوزان أو اللحيدان أو ابن غديان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 06:19]ـ
والعجيب والعجائب كثيرة أن القبوريين يضعون موقع الأسمري ضمن مواقع (أهل السنة والجماعة) ويقصدون بهم الأشاعرة والقبوريين.
وانظر هذا الرابط:
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?p=46181
فاعقلوا يا أهل السنة فهي حرب على التوحيد والأسمري انتهى وضعه وكشف أمره وليس له الآن إلا المناصحة ونسف أباطيله وترهاته
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 06:32]ـ
وأما المجلس العلمي لموقعه فهم من يحاربون أهل السنة:
عبدالفتاح اليافعي
سيف العصري
أحمد عبدالمنعم
عبدالله الجنيد
فهل من العقل أن يضع الأسمري مجلسا علميا في موقعه يتكون من القبوريين ومن يحارب أهل السنة وانظر مقالاتهم في أهل السنة على الشبكة ثم تقولون بعد ذلك بأن الأسمري ليس قبوريا
من كتم عنا بدعته لم تخف علينا مودته
فاعقل بهذا ياحنبلي
http://www.manarahnet.net/SubPage.aspx?CatID=441&Page=7gE0gBlkoHMgCx0Obxc56A==
ـ[محمد المسلمي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 06:57]ـ
أما قالوا وحدثني الثقة فهو ماتحسنون وانظر إلى المجهول الذي نقلتم عنه الموضوع برمته فهو مجهول العين والحال، ولايدرى من هو، ثم ينبى على ذلك أحكام التبديع والتفسيق.
ثانيا: من ذكرتم من العلماء أعطنا مسألة طرحوها في الموقع (منار الشريعة) مخالفة لأهل السنة والجماعة!
أو أنها شذوذ!
ثالثا: فهل من العقل أن يضع الأسمري مجلسا علميا في موقعه يتكون من القبوريين
القبوري: هو من كان عابدا للقبر من دون الله وعبادة القبور كفر بالإجماع، ومعنى كلامك أن جميع هؤلاء وقعوا في الكفر وربما أنك أرجأت امر تكفيرهم العيني باستعمالك لفظ (القبورية)
وعلى هذا فلا نستغرب تكفير الحكومات والتفجير وقتل الأبرياء كما حدث في بلادنا الحبييبة من بعض الجهلة فلا أشك طرفة عين، أن مارضعته يا أبا الحسن هو مارضعه هؤلا ء المكفرة ولا فرق بينكم سوى أنكم تجرؤون على تكفير من ليس حاكما لانه ضعيف بخلاف من كان حاكما، ومافعله المكفرون المفجرون كان صريحا لأنهم لا يرضون السكوت على المنكرات بزعمهم!
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 07:01]ـ
وفي قائمة المواقع المختارة التي نقلتها ياأزهري مايلي:
. موقع الشيخ/ يوسف زيدان ـ للتراث والمخطوطات ـ:
http://www.ziedan.com/map/map.asp
13. العلامة الشيخ/ عبدالله بن بيه:
http://www.binbayyah.net/
21. موقع الشيخ/ علي الطنطاوي (رحمه الله):
http://www.alitantawi.com/
27. موقع الإمام العلامة/ عبدالفتاح أبوغدة (رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته):
http://www.aboghodda.com
33. موقع الدكتور/ وهبة الزحيلي:
http://www.zuhayli.net/
6. جامعة الأزهر الشريف:
http://www.alazhr.com/index.htm
7. دائرة الشؤون الإسلامية ــ بدبي ــ:
http://www.dicd.ae/vArabic/default.jsp
فهل هؤلاء قبورية؟ .... اتق الله في ماتقول ...
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 07:13]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله ..
ما زلتم ترددون هذه التراهات التي لا دليل عليها, و تصفون أهل العلم بأنهم قبورية ... أين الدليل يا أدعياء السلفية ... {قلت أدعياء, فحاشا لله أن يكون الأزهري و أشياعه من السلفية}.
قرأت كلمات في الطعن في الأسمري و باقي المشايخ, كلمات لا لها عند الله عدد و لا مقدار, و الله اجتمع فيكم من البغي ما تفرق في غيركم ... تريدون قطف الأزهار عند سكوت المشايخ الأخيار ...
و من أعجب العجب و هو أعجب من صيام رجب, قولكم:" الدليل على صحة باطلكم, سكوت الأسمري عليه" ... فأقول كما قال الشاعر:
لو أن كلب عوى ألقمته حجرا ....... لأصبح الصخر مثقالا بدينار
و الله إنها لمحنة العلماء في زمن الرويبضة, ومن تكلم في غير فنه أتى بهذه المصائب.
و الله اقتحمت جل مسائل الجاهلية التي حذر منها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ... فتبنون المقدمات الباطلة التي هي تحتاج إلى دليل ثم تحاكمون الناس إليها ...
أثبتوا أن من مع الأسمري أنهم قبورية ثم استنكروا إدراجهم في موقعه ... ثبت العرش ثم انقش ... و إلا اسكت, فلو سكت الجاهل لقل الخلاف ...
و ما زلنا في انتظار الأدلة على هذا الهذيان و الباطل الذي جئتم به ... و العجيب أن أصحاب {الجرح و التجريح} لم يتركوا للأمة عالما, فيريدون إخراج كل من خالف أحبارهم من السنة و الجماعة و لو كان ذلك بالباطل و على حساب الحق .. نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ...
و في الانتظار ...(/)
(اليهودية والعصرانية العقلية)
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
وبعد ...
يقول الكاتب اليهودي (سارتر) في كتابه "تأملات في المشكلة اليهودية": إن اليهود متهمون بتهم ثلاث كبرى، هي عبادة الذهب، وتعرية الجسم البشري، ونشر العقلانية المضادة للإلهام الديني، ويقول: إن التهم كلها صحيحة؛ ثم يروح يقدم المعاذير عن اليهود في تلبسهم بهذه التهم. انظر مذاهب فكرية معاصرة (530).
وفي آراء الفيلسوف اليهودي المعاصر هربرت ماركوز (1898 - 1979م) الشاهد الواضح على هذا. ففي سنة (1964م) أصدر كتابا بعنوان "الإنسان ذو النظرة الواحدة" دعا فيه إلى قيام جمهورية القلة، التي تمارس العقلانية بواسطة الصفوة، ووجة هذه الصفوة لاستغلال الحركات الطلابية الثورية، واستغلال المنبوذين والخوارج، والمضطهدين من مختلف الأجناس والعناصر والألوان، والعاطلين عن العمل، للقيام بعمل ثوري جذري يحقق هذا الهدف، وتلتقي فيه أشد قوى الوعي الإنساني والمتمثلة بالصفوة، بأشد العناصر البشرية تعرضا للاستغلال، أو الاضطهاد.
وأنه لا سبيل أمام الصفوة لتأسيس مجتمع المستقبل القائم على العقلانية والتحرير والتسامح إلا بالثورة والاستيلاء على مقاليد الحكم وإعلان دكتاتورية الأقلية عن طريق الحركات الطلابية، ولهذا خصص (ماركوز) جزءا من فلسفته للثورة الطلابية ونوه بطابعها الجمالي الذي زعمه. انظر: كواشف زيوف ص (393).
ومن المتقرر أن الناس يشاكلون عصرهم في التصورات والأفكار، وذكر ابن خلدون أن المغلوب دائما مولع بتقليد الغالب، والرسول صلى الله عليه وسلم قال (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) فانظر إلى واقع الحركات الطلابية في الجامعات .... وقارن .... والإشارة تغني عن العبارة .... لأن الإنسان قد يكون من أعوان الكفار وهو لا يشعر، ومعه شيطان يسيره وهو لا يشعر، بل يظن أنه يكشف مخططات الكفار ويحاربهم وهو في الحقيقة ينفذ مخططاتهم دون شعور. يقول ابن تيمية في الفتاوى (10/ 612): ولهذا كثير من أهل الزهد والعبادة يكون من أعوان الكفار ويزعم أنه مأمور بذلك، ويخاطب به ويظن أن الله هو الذي أمره بذلك، والله منزه عن ذلك، وإنما الآمر له بذلك النفس والشيطان ومافي نفسه من الشرك، إذ لو كان مخلصا لله لما عرض له شيء من ذلك، فإن هذا لا يكون إلا لمن فيه شرك في عبادته، أو عنده بدعة، ولا يقع هذا لمخلص متمسك بالسنة البتة).
والله أعلم
والحمدلله رب العالمين ....
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 02:00]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 04:14]ـ
جزاك الله خير يا شيخ سليمان ....
الله يحفظك ويبارك بحياتك ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 04:23]ـ
جزاك الله خيرا ..(/)
هل أتاك حديث رويبضة الإعلام؟!
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 05:43]ـ
هل أتاك حديثُ رويبضةُ الإعلام؟!
يُعطيك من طرفِ اللسان حلاوةً ويروغُ منكَ كما يروغُ الثعلبُ
هاهو قد أقبلَ علينا رمضان .. ضيفاً عزيزاً .. وزائراً كريماً .. فطوبى لمن أحسن استقبالَه .. وعبَدَ الله في ليلهِ ونهارِه ..
لكنَّ هناك أناساً قد جعلوا من رمضان موسماً لنشر الرذيلة .. وموعداً لمحاربة دينِ الله وأوليائه .. وقد يظنُّ ظانَّ أنني أقصد اليهود أو النصارى أو غيرهم ممن لا يُستغرب منهم مثل هذا ..
ولكنني أقصد أناساً من بيننا .. ممن يزعمون أنهم ينتسبون إلى ديننا .. جعلوا بُغيةَ الحضارةً مطيَّة لنشر أفكارهم .. وحرية التعبير والمصداقية عذراً لنشر قُبحهم وفجورهم .. إنني أقصد حقيقةً: بعض أولئك الرويبضة التي استولت على إعلامنا .. وتبجَّحت في صحفنا .. تجدهم في كل مكانٍ يهيمون .. وعند كل حدثٍ يندِبون ويصرخون ..
يهرفون بما لا يعرفون .. ويقولون مالا يفعلون .. (إذا رأيتهم تُعجبُك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشُبٌ مسنَّدة يحسبون كل صيحةٍ عليهم همُ العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون).
حاربوا القيَم والمبادئ .. وهاجموا المنهج والثوابت .. وخدموا أعداء الدين .. من أذناب الكفَرَة والملحدين .. يكذبون ولا يُستغرب الكذبُ ممن رأس ماله الكذب ..
وليس بخافٍ عليكم تلك البرامج التلفزيونية الهابطة اللاتي قد سعوْا في إعدادها .. والأقلام النَّتِنة التي لم تترك خلُقاً شريفاً ولا منهجاً سليماً إلا وحاربته .. استهزاءٌ بالهيئات .. وإنقاصٌ للعلماء والدعاة .. وإسقاطٌ للرموز والقيَم .. واستخفاف بحدود الله سبحانه وتعالى .. {كبُرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً} .. {فسيُنفقونها ثم تكونُ عليهم حسرةً ثم يُغلًبون}.
إنني أذكِّر هؤلاء بقول الحق سبحانه وتعالى: (أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون .. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) ... وقوله تعالى: {ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً}.
أقول لهؤلاء: تذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِته). فالله يُمهِل ولا يُهمِل .. إن أخذه للظالمين أليمٌ شديد .. وبطشه بالملحدين حقٌ أكيد .. وبيننا وبينكم يوم الحساب .. في محمكة يقضي فيها الجبار
إلى ديَّان يوم الحشر نمضي وعند الله تجتمعُ الخصومُ
ثم إنني أهمس في أذن كل غيور .. بأن النصر مع الصبر .. وأن الفرج مع الكرب .. وأنَّ المحنة يعقبها منحة .. بإذن الله سبحانه وتعالى ..
فمهما طال الظلام فلابد للضياء أن يشرق .. ومهما اشتدَّ الخطْبُ فلا بد للفجور أن ينجلي .. إنَّ مع الشدة يُسرا .. ومع الصبر نَصْرا .. (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا) ولا يحيق المكر السيئ إلا بالماكرين .. ولا عدوان إلا على الظالمين .. والعاقبة للمتقين ..
بقلم: عبد الرحمن بن محمد السيد
المدير التنفيذي لمؤسسة ياله من دين(/)
خرافة السر "قراءة تحليلية لكتاب (السر) و (قانون الجذب) " بتقديم الشيخ محمد المنجد
ـ[عبدالله العجيري]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 10:10]ـ
فيطيب لي أن أتقدم إليكم بهذا البحث الذي قد كتبته حول كتاب (السر) ( the Secret) ، والذي ملأ الدنيا جعجعة، وحقق شهرة واسعة، وبيع منه ملايين النسخ، وتُرجم مؤخراً للعربية، وسُوّق له على مستوى عالٍ، فظهرت إعلاناته في الشوارع وعلى بعض القنوات، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفع به كاتبه وقارئه، إنه خير مسؤول، وأترككم مع الكتاب.
http://www.islamselect.com/themes/secret/banner/468222JUsd.gif (http://www.islamselect.com/secret)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 10:37]ـ
بارك الله فيك، ونفع بجهودك ..
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 10:55]ـ
أحسن الله إليكم وجزى الله الشيخ المنجد وإياكم خير جزاء
ـ[رائد]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 04:03]ـ
هذا الجهد المبارك
ليس فيه سرقة ولا اعتداء على كتب الاخرين كما يفعل البعض!!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 11:58]ـ
لمن لا تظهر له الصورة مثلي
http://www.islamselect.com/secret
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 12:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 07:09]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو فراس]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 09:47]ـ
شاهدت فلما عند أحد الإخوة حمله من النت عن نفس الموضوع حاول مترجمه الربط بينه وبين الإسلام بوضع نصوص من القرآن والسنة توافق كلام الأشخاص الذين يظهرون في الفلم
في الواقع لم أركز كثيرا في مشاهدته ولا أستطيع الحكم عليه لكن على كل حال لا تعجبني هذه القضايا وأجزم أن بها آثارا أو ارتباطا ما بديانات وثنية وعقائد باطنية خبيثة وأنصح بتجنبها والبعد عنها
شكرا للشيخ عبد الله على الكتاب القيم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 02:43]ـ
بارك الله فيكم شيخ عبد الله ترجمة مثل هذه الكتب و التطبيل لها تذكر بالترجمة القديمة لبعض الكتب الميثولوجية الاغريقية و استبدال العلامات الوثنية بعلامات قريبة لأهل الملل كتسمية الآلهة بالملائكة ثم اللعب على المشترك بين الوثني و الملي كجنس الدعاء و جنس التعبد و جنس التأمل و هو ما يؤيد وصف هؤلاء المطبلين اما بالسطحية او بالنفاق و الخبث و ان كان هناك بعض الصواب في كلامهم كمسألة تجديد الأسلوب اذ تجد بعض الكتاب الاسلاميين بعيدين عن الابتكار في الأساليب و يقلد بعضهم بعضا مع اغفالهم العمق و سعة الاطلاع و التبسيط في آن .. أعني كثيرون يكتفون بسرد التعارض مع ما اتى به الأنبياء ثم الوعظ و التحذير دون ان يصلوا الى اجثثات هذه القيم الدخيلة من جذورها و ابراز هيمنة و علو تعاليم الأنبياء عليها
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 05:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:01]ـ
بارك الله فيك
قراءة متميزة للكتاب
نفع الله بك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 12:28]ـ
شاهدت الفيلم التوثيقي الذي لخص الكتاب وعرض أفكاره بما فيها من كفريات! وقرأت بعدها بعض الكتاب وأتابع بإذن الله، ولكن جئت أقول للأستاذ الشيخ العجيري:
= الفكرة التي تضمنها الكتاب - كتاب السر وفكرته - قد تجد طريقا ممهدة إلى كثير من عقول المسلمين في غيبوبتهم هذه؛ فأجزل الله لك المثوبة، وكتب لكتابك الانتشار بين المسلمين وجعله سببا لعصمتهم من ذلك الشر.
= طريقة عرضكم في الكتاب - خرافة السر - مشوقة سهلة؛ أبدعتم فيها مع متانة الكلام ورصانته. فجزاك الله خيرا ونصرك وأكرمك.(/)
ولنا في امرأة الأولمبياد قدوة حسنة!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 07:48]ـ
ولنا في امرأة الأولمبياد قدوة حسنة!
لا إله إلا الله، كيف يحيط علمه بخلائق الأرض من أحقاب السنين ... سبحانه وبحمده ...
حينما تنظر إلى الأولمبياد هذا الذي اجتمع الناس فيه زرافات ووحدانا، من كل أصقاع الأرض، سهولها وجبالها وبحارها ودركاتها وقممها، من كل حدب وصوب، ألوان مختلفة وأشكال متباينة وألسن مستنكرة، تملك لبّكَ الحيرةُ والدهشة حين تتذكر يوم المحشر ... فكيف بعصور غابرة مضت .... لا إله إلا الله ...
إلا أن الله لا يخلق شرا محضا، فهذا الأولمبياد الذي يقام في بكين اليوم، بشتى أنواع الرياضة، لسباق دنيوي بحت ... فستُُذهلك هذه المسابقات وأنواعها وتقسيماتها ...
لا أريد أن أتحدث عن الشرور التي تطفو على ظهر الأولمبياد فقد نضح بها الإناء، إلا أن الداعي لكتابة هذه الأسطر شيء تأملته في هذا الأولمبياد من كثرة مسابقاته الرياضية وألعابه، لا تجد لعبة يتقابل فيها رجال ونساء أبدا، أقصد لا تجد المرأة ندا للرجل في أي لعبة أيا كانت، حتى في طاولة التنس، ناهيك عن الكرة بأنواعها والسباحة وغيرها، فأين الزاعمون لمساواة المرأة للرجل، لماذا لم يساوِ أهل قبلتهم بين النساء والرجال في الألعاب، أليس دليلا على تباين الأجساد واختلاف الحكمة من خلقة كل جسد؟!
لماذا لا تتقابل النساء كفريق والرجال كفريق؟!
هو أمر مضحك بلا شك، لكن لعقلياتهم نصف، وأين الناعقون من أبناء جلدتنا المطالبون بالمساواة؟ والذين أشبه ما يكونون بالمثل العامي الذي يقول (صقه الكلاب) فالكلب حين يكون أصما ويرى الكلاب تتثاءب يظنها تنبح فيعلوا نباحه، وما هو إلا التثاؤب، وما أشبه هؤلاء بأولئك، نباحون لكل هيعة وصيحة ... !
أليس في الأولمبياد دليل قاطع لكم أنه (وليس الذكر كالأنثى)، لكم دللنا بالأولمبياد، لأن أئمتكم أقاموه ولم يساووا بينها وبينه ...
لماذا لا تحمل المرأة أثقال الرجل في ألعاب الحديد؟! ولم لا تقاتل الرجل وتصارعه في منافسات الدفاع عن النفس؟! ولم لا تجاريه في كرة السلة والقدم، أفي هذا التفريق عدل وفي دين الله جور، قُبّحْتم ما أكثرَ نباحَكُم وعويلَكم ...
أيها الزاعمون أن الدين ظلم المرأة، أو أن العادات العربية أهانت المرأة حيث خصص لها وظائف خاصة، أليس لكم في الأولمبياد قدوة حسنة؟!
لم أتابع أولمبياد بكين ولم أشاهد عروضه، لكن المطلع لشيء من صحفنا يشهد لها بجدارة نقل الخزي والفجور من كل بقاع الأرض ...
ما أرحمَ دينَنا الطاهر وما أجلّه من دين، حين صان المرأة وحفظ لها هيبتها بإجلال واحترام، وكم هو مضحك مبكٍ أن تُقاد المرأةُ هناك لركْضٍ وجرْيٍ وسباحةٍ ومصارعةٍ وكرة، وشرُّ البلية ما يضحك ...
ـــــــــــ
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=10819&Itemid=25
مشاري محمد الكثيري
المدير التنفيذي للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي السويدي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 02:02]ـ
بارك الله فيكم ..
ودعاة " المساواة " شاءوا أو أبوا .. سيصطدمون بأمور فطرية تجبرهم على الاعتراف بالفروقات: (الحمل - الحيض .. الخ).
فديننا دين (العدل) - ولله الحمد، لا دين (المساواة).
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 10:55]ـ
جزاكم الله خيرا
سبحان الله ولا اله الا الله
لا شك ان هؤلاء سخر منهم اليهود واستعبدوهم رجالا و نساء فأصحبت المرأة التي تسير خلف هذه المساواة لعبة في ايدي من افسدوا في الارض و علوا علوا كبيرا لا هي نالت راحة المرأة و شرفها و سعدت بأنوثتها
ولا هي نالت قوة الرجال ودرجتهم
شقاء و تعب و معيشة ضنكى نسأل الله السلامة و العافية
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 02:14]ـ
بارك الله فيكم ..
ودعاة " المساواة " شاءوا أو أبوا .. سيصطدمون بأمور فطرية تجبرهم على الاعتراف بالفروقات: (الحمل - الحيض .. الخ).
فديننا دين (العدل) - ولله الحمد، لا دين (المساواة).
سرني مرورك شيخنا الكريم ....
هم يعرفون الفروقات الجسدية والنفسية وغيرها ولكن ... (جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا .. )
والعدل نريد .. لاالمساواة الظالمة(/)
صورة لليبرالية من الباب الأمامي
ـ[علي التمني]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 03:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الليبرالية: هي مذهب الحرية، وهي آتية من لفظ ليبرتي أي الحرية في الإنجليزية وبعض اللغات الأوربية، فاللفظ ليس عربيا كما يعلم القارئ، وقد بدأت في أوربا بالحرية الاقتصادية ثم توسع مفهومها حتى صارت تعني الحرية المطلقة في التفكير والتنظيم والدعوة لا يحدها شيء من دين أو من عرف أو سلطة، وبهذا فهي إطار عام للتفكير والتنظيم والاعتقاد أوسع من العلمانية، ومناقضتها للإسلام تأتي من قضية ربفض التسليم بأمر الله تعالى وحمه وتشريعه وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) الأحزاب، لأن الدين فرض من الله لا يقبل التعطيل أو القفز على أحكامه وهذا في رأيهم وعقيدتهم يناقض مبدأ الحرية، وحيث إن المسلم لا يكون مسلما حتى يسلم بما جاء من عند الله وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، اتضح أن الليبرالية تناقض الإسلام ولا تسايره، ومن ذلك على سبيل المثال أن الليبراليين يقولون بحرية الردة، وحرية الفرد في السلوك الذي يختاره، ومن ذلك حرية الزنا - فهو ليس جريمة في الفكر الليبرالي مطلقا إذا كان من رجل أو امرأة غير متزوجين، وهو جريمة فقط إذا كانا زوجين ووقع من أحدهما لأنه خيانة للزوجية فقط، فإذا تنازل أحد الطرفين عن حقه فلا جريمة حينئذ وفق الدساتير الليبرالية - مثلا وهذا ما تنص عليه الدساتير الوضعية، وحرية الشذوذ الجنسي وغير ذلك مما يحرمه الإسلام - وسائر الأديان السابقة قبل تحريفها ونسخها – باختصار حرية السلوك الذي لا يلحق الضرر بالغير، وهذا هو الضابط للحرية في الفكر الليبرالي، أما الإسلام وشريعته فلا تقيد بها، وهي من القيود التي ترى الليبرالية أنها لا تخلتف عن غيرها من القيود المرفوضة وأنه يستلزم إزالتها من طريق الحرية الإنسانية، ولا شك أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام هي أقسى ما يعانيه الليبراليون في العالم الإسلامي لأنها تحد من حرية الفجور أو الردة أو الدعوة إلى الأفكار والعقائد التي تنافي الإسلام، ولأنها في نظر الليبرالي تدخل في حريته، ولذا نلحظ الهجوم المستمر من الليبراليين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشتى الطرق والسبل التي تحاول تحقيق الغرض ولكن من خلال التعرض للجهاز المعني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعرض لأهل الحسبة والقول بأنهم ليسوا معصومين، وهذا حق ولكن أريد به باطل، وهم لا يهاجمون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مباشرة كيلا تنكشف حقيقتهم أمام الجميع فيسقط مخططهم ويفتضح أمرهم قبل الأوان، فهي أساليب مدروسة ولكنها تحقق الغرض ذاته وهو تعطيل هذه الفريضة وبالتالي تعطيل الإسلام كله، ورب قائل يقول فما تقول في قوله تعالى (لا إكراه في الدين) التي يزعم الليبراليون على؟ انه دليل على حرية الردة وحرية الاعتقاد وحرية التصرف بعيدا عن أي حدود أو أحكام مسبقة أو خارجة عن اختيار الشخص، والجواب أن معنى الآية كما قرر المفسرون وأهل العلم وكما هو معلوم بالضرورة أنه لا يكره شخص على الدخول في الإسلام، فإما الإسلام أو الجزية أو القتال، كما هو مقرر في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا لا خلاف عليه بين أهل الإسلام وهو ما سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم والفاتحون المسلمون في كل زمان ومكان، وهناك تفسير آخر وهو أنه لا يوجد في الإسلام ما يشق على النفس وما لا يحتمله المسلم، فأحكامه سهلة يسيرة ويفسر هذا قول الله تعالى (ما جعل عليكم في الدين من حرج)، وهذا لا يناقض أن من أسلم فقد وثق بينه وبين ربه عقدا وعهدا هو الإيمان بالله تعالى، فإذا نقضه بعد إسلامه فإن قانون الإسلام يطبق عليه، فلا حرية لنقض الإسلام بعد البيعة مع الله تعالى. وهذا ما يجب أن يعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فالليبراية في حقيقتها رفض للدين من أساسه لأنه تدخل في حرية الإنسان كما يقول الليبراليون، ولذا نفهم هذا العقيدة على ضوء وزمان ومكان ظهورها، فهي قد ظهرت في أوربا لمواجهة تسلط وجنون الكنيسة وتدخلها في كل شيء حتى صارت تبيع صكوك الغفران والحرمان، وهذا ليس من دين الله في شيء، ولا يتوب الشخص من معاصيه إلا وفق قانون الاعتراف بين يدي القسيس، ولا يجوز أن يطلق الرجل زوجته، فإذا أردا الانفصال فلا حق لهما في ذلك مدى الحياة، وهو حكم بالشقاء لم يعرفه الإسلام ولله الحمد ولا قال به عالم مسلم ولا يمكن، ومن ذلك ما كانت تقوم به الكنيسة من حرق العلماء الذين يقولون بنظريات الطبيعة والكون لأنها تناقض ما قررته الكنيسة، وقد أحرق الكثير من علماء الفلك، وقد نجا جاليليو العالم الفلكي الإيطالي من الحرق بعد أن أنكر كل نظرياته وتراجع عنها ومنها كروية الأرض - وهي نظريات سبقه إليها وغيره المسلمون قبل مئات السنين - ومن أبرز المفكرين الليبراليين الذين رفضوا الدين بالكلية روسو وهوبز ولوك وغيرهم من المفكرين الملحدين الذين مهدوا للثورة الفرنسية التي قضت على الملكية في فرنسا وعلى نفوذ الكنيسة وكان شعارها: اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس، فهل في الإسلام شيء من هذا الإرهاب الفكري والعقدي والجنون الكنسي؟؟ اللهم لا،،
والحمد الله الذي جعل لنا عقولا نعقل بها أن الليبراليين العرب ليسوا إلا نسخا شائهة لأسيادهم الأوربيين، وليسوا إلا طلاب سوء وفساد، وإلا فالإسلام يعلي من شأن العقل والحرية النزيهة البناءة، ويدعو إلى التفكير والعلم والبناء والابتكار، والإسلام جاء للناس بنظام خلقي واجتماعي واقتصادي يحقق السعادة للإنسان إذا تقيد به والتزمه، وهل أنقذت الليبرالية أوربا والغرب عموما - وكل مجتمع انتشر فيه وباؤها الخبيث - أم أن الضياع والفساد والتفكك والشقاء هي سيدة الموقف في الغرب عموما، وإن تحقق شيء من النجاح المادي الذي لا قيمة له إذا فقد الإنسان طمأنينته وسعادته وفقد الأمن الأسري والثقة في الإنسان وحل محلها الشقاء واليأس كما هو الحال في الغرب عموما اليوم؟
وربما يكون لليبرالي للأوربي عذر لأنه لم يعرف الإسلام، ولكن ما عذر الليبرالي العربي الذي عرف الإسلام ولكنه يصر على أنه مثل الكنيسة التي تحرم كل شيء وتبيع صكوك الغفران لدخول الجنة لمن يدفع أكثر؟.
علي التمني
أبها 20/ 8/1429
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:12]ـ
جزاك الله خيرا
واقترح أن يكون الموضوع
(صورة لليبرالية من الباب الخلفي) (ابتسامة)
لأنهم في الخلف ويبقون في الخلف.(/)
السموأل بن يحيى المغربي حياته وأثره فى انتقاد اليهود
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 04:32]ـ
السموأل بن يحيى المغربي
» الحبر شموائيل بن يهوذا بن آبوان «
بقلم: محمد عبد الله الشرقاوي
--------------------------------------------------------------------------------
اسمه العبراني:» شموائيل بن يهوذا بن آبون «، وبعد أن شرح الله صدره للإسلام، تخلى عن هذا الاسم وتمسك باسمه العربي:» السموأل بن يحيى المغربي «.
ويعدّ السموأل من علمائنا القلائل الذي كتبوا سيرتهم الذاتية، وكان من النادرين الذين كتبوها بدقة وشمول .. فأما عن شمولها، فسنذكر لمحات منها فيما بعد .. وعن دقتها، فإنا قد امتحنا ما جاء فيها، بما كتبه عنه المترجمون وكتّاب الأعلام، والطبقات، فلم نجد ما يستوقفنا من مخالفة أو اختلاف.
ويحسن بنا أن نسوق بعض ما جاء في كتاب الصاحب جمال الدين القفطي المتوفى سنة 646 هـ عن» تاريخ الحكماء «؛ قال عنه:
» السموأل بن يهوذا المغربي، الحكيم اليهودي، أظنه من الأندلس [1]، قدم هو وأبوه إلى المشرق، وكان أبوه يشدو شيئاً من علم الحكمة، وكان ولده السموأل هذا قد قرأ فنون الحكمة، وقام بالعلوم الرياضية وأحكم أصولها وفوائدها ونوادرها، وكان عددياً –أي مشتغلاً بالحساب- هندسياً، هيئيّاً، وله في ذلك مصنفات، منها:
-كتاب المثلث القائم الزاوية، وقد أحسن في تمثيله وتشكيله، وعدة صوره، ومبلغ مساحة كل صورة منها، صنّفه لرجل من أهل حلب ...
-وصنف منبراً في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها، وصنف كتباً في الطب.
وارتحل إلى آزربيجان، وخدم بيت البهلوان، وأمراء دولتهم، وأقام بمدينة» مراغة «وأولد أولاداً هناك، سلكوا طريقته في الطب.
وأسلم فحسن إسلامه، ... وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود، وكذب دعاويهم في التوراة، ومواضيع الدليل على تبديلها، وأحكم ما جمعه في ذلك. ومات بالمراغة قريباً من سبعين وخمسمائة «. [2]
أما صاحب كتاب:» عيون الأنباء في طبقات الأطباء «ابن أبي أصيبعة المتوفى سنة 668 هـ، فيقول:
هو السموأل بن يحيى بن عباس المغربي، كان فاضلاً في العلوم الرياضية، عالماً بصناعة الطب، وأصله من بلاد المغرب، وسكن مدة في بغداد، ثم انتقل إلى بلاد العجم، ولم يزل بها إلى آخر عمره.
» وكان أبو – أيضاً- يشدو شيئاً من علوم الحكمة ... وللسموأل بن يحيى بن عباس المغربي من الكتب:
- رسالة إلى أبي خدود: جبر ومقابلة
- كتاب: إعجاز المهندسين ... صنفه لنجم الدين أبي الفتح شاه غازي ملك شاه بن طغرل بك، وفرغ من تصنيفه في 570هـ.
- كتاب: الرد على اليهود.
- كتاب القوافي في الحساب الهندي، ألفه سنه 568 هـ «. [3]
ويذكر عنه موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، وهو معاصر له، تقريباً، توفي سنة 629هـ، يقول – فيما نقله لنا عنه ابن أبي أصيبعة:
» هذا السموأل، شاب بغدادي، كان يهودياً فأسلم، ومات شاباً بالمراغة، وبلغ في العدديات مبلغاً لم يصله أحد في زمانه، وكان حاد الذهن جداً، ... بلغ في الصناعة الجبرية الغاية القصوى، وأقام بديار بكر، وآذربيجان، وله رسائل في الجبر والمقابلة، يرد بها على ابن الخشاب النحوي، وذلك أن ابن الخشاب كان معاصره ... ، وله مشاركة في الحساب، ونظر في الجبر والمقابلة «ا. هـ.
وأشار الإمام ابن القيم، رحمه الله (ت 751 هـ)، إشارة ضمنية إليه، فقال:» قال بعض أكابرهم بعد إسلامه «، ثم نقل عنه صفحات وفصولاً كثيرة. [4]
ولو ذهبنا نتتبع ما ذكره عنه العلماء، من الإشادة والثناء الجميل، كالصفدي، صاحب الوافي بالوفيات، وابن العبري، صاحب: مختصر تاريخ الدول، والزركلي، صاحب الأعلام، وغيرهم، لطال الحيدث، وخرج عن حده المرسوم له ... لكننا نكتفي بما سقناه، [5] ففيه الغنية إن شاء الله.
ثقافته ونبوغه
ولد السموأل في بيت علم، فكان أبوه حبراً يهودياً، ومن ثم نشا ابنه ووحيده تنشئة علمية ممتازة، فتمكن من اللسان العبري، ودرس التوراة وفقهها وعلومها.
ثم درس الهندسة والرياضيات والهيئة وشيئاً من علوم اليونان، والطب على كبار المهندسين والأطباء المرموقين، والمشهود لهم من المفكرين أمثال الدسكري، وهبة الله من ملكا البغدادي، والشهرزوري، وغيرهم.
وقام برحلات وأجرى مقابلات ولقاءات مع العلماء والشيوخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان قد التفت قبل ذلك إلى دراسة الأساطير، فالتاريخ، والسيرة النبوية الطاهرة، ومما أعانه على النبوغ في كل فن من هذه الفنون، ذهن متوقد، وتفرغ، وحرص، وحب عظيم للعلم وتشاغل به.
ومما يؤكد ذلك –فضلاً عن الكلام الذي سقناه لابن القفطي وابن أبي أصيبعة ولمعاصره وزميله في الطلب موفق الدين البغدادي- قوله:» وكان بي من الشغف بهذه العلوم والعشق لها ما يلهيني عن المطعم والمشرب، إذا فكرت في بعضها، ... فخلوت بنفسي، في بيتٍ مدة، وحللت جميع تلك المسائل وشرحتها، ورددت على من أخطأ من واضعيها، وأظهرت أغلاط مصنفيها ... وأزريت على أقليدس في ترتيب أشكال كتابه، بحيث أمكنني إذا غيرت نظام أشكاله، أن أستغني عن عدة منها، لا يبقى إليها حاجة، بعد أن كان كتاب (إقليدس) معجزاً لسائر المهندسي، إذ لم يحدّثوا أنفسهم بتغيير نظام أشكاله، ولا بالاستغناء عن بعضها ... حصل على كل هذه العلوم وهو في السنة الثامنة عشرة من عمره.
ثم صنف، واتصلت تصانيفه منذ تلك السنة إلى أن وافاه الأجل،» وفتح الله علي كثيراً مما ارتج على من سبقني من الحكماء المبرّزين «.
وكان له حظ وافر في صناعة الطب والصيدلة.
ومما قرأه من كتب التاريخ:» تاريخ الطبري «وتاريخ أبي على ابن مسكويه المسمى:» تجارب الأمم «.
ومن قراءة التاريخ تعرّف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجهاده، وصبره، واحتماله، وعلمه، وحلمه، وسمو خلفه، وهجرته، وعرف سيرة صحابته، والغزوات، والانتصارات المعجزة، لقلة العدد والعُدد، من هنا انتبه حسه وقبله وعقله ووجدانه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ودرس من رسالته.
ثم كان له نصيب وافر من الفصاحة والبلاغة والتذوق الأدبي الرفيع ومن ثم التفت إلى معجزة القرآن الذي لا يباريه كتاب في هذا الباب، فعلم وتيقن من صحة إعجازه. ولقد انعكست ثقافته المتنوعة الواسعة في رصانته العلمية، وإحكام براهينه، وقوه جدله، وصحة لغته، وجزالة أسلوبه، وفخامة لفظه، يبرز هذا لو قارنّا كتابه:» إفحام اليهود «بما كتبه المهتهدي سعيد بن حسن الإسكندراني- الذي انتقل إلى الإسلام من اليهودية سنة 697 هـ، في كتابه المسمى:» مسالك النظر في نبوة سيد البشر «. [6]
كراهيته للتقليد والجمود
كان قد تجمع له فيض زاخر من المعرفة بالإسلام، وكان عقله وقلبه قد اطمأنا إلى صحة معجزة القرآن الكريم، ولأنه قد تربى حسه على المنطق، وتهذب خاطره على العلوم الرياضية والهندسية، وما تقتضيه من ضروب البرهنة، والتحقق من صحة الفروض تحققاً عقلياً، كان للعقل عنده دور عظيم جداً ... ولم يكن للتقليد والجمود إلا حظ النفور والكراهية والمقت.
فراجَع نفسه في اختلاف الناس في الأديان والمذاهب ... وفكر وتدبر، وكان قد رسخ يقينه قبل ذلك بأن العقل حاكم، يجب تحكيمه على كليات أمور عالمنا هذا، إذْ لولا أن العقل أرشدنا إلى اتباع الأنبياء والرسل وتصديق المشايخ والسلف، لما صدقناهم في سائر ما تقليناه عنهم، يقول في ذلك ما نصه:» ... وعلمت أنه إذا كان أصل التمسك بالمذاهب الموروثة عن السلف، وأصل اتباع الأنبياء، مما أدى إليه العقل، فإن تحكيم العقل على كليات جميع ذلك واجب.
وإذا نحن حكمنا العقل على ما نقلناه عن الآباء والأجداد، علمنا أن النقل عن السلف، ليس يوجب العقلُ قبوله من غير امتحان لصحته، بل بمجرد كونه مأخوذاً عن السلف، لكن من أجل أنه يكون أمراً ذا حقيقة في ذاته، والحجة موجودة بصحته.
فأما الأبوه والسلفية وحدهما: فليستا بحجة، إذ لو كانتا حجة، لكانتا –أيضاً- حجة لسائر الخصوم الكفار: كالنصارى، فإنهم نقلوا عن أسلافهم أن عيسى ابن الله، وأنه الرازق المانع الضار النافع. [7]
فإن كان تقليد الآباء والأسلاف، يدل على صحة ما نُقل عنهم، فإن ذلك يلزم منه الإقرار بصحة مقالة النصارى، ومقالة المجوس. [8]
ويوظف الإمام السموأل هذا الأصل العلمي المنهجي الثابت في مناقشة دعوى اليهود، وتفنيد مزاعمهم، ونقض تأسيسهم ويستخدمه بمهارة واقتدار يعكسان ثقافته الرياضية الهندسية والمنطقية.
دوره في مجادلة اليهود
لئن كان دور السموأل بارزاً في فضح يهود التلمود، لدى المسلمين وقراء العربية، كما سنذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى، فإنه ولا شك حلقة مهمة في سلسلة أخبار وحاخامات اليهود الذين خرجوا على اليهودية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من المفيد أن نذكر القارئ الكريم، ببعض من سبقوا أو لحق السموأل في هذا الباب، وهو الخروج على اليهودية سواء إلى النصرانية أو الإسلام، وكتب أو جادل وناظر في فضح اليهود وإفحامهم. من أهمهم:
- نيكولاس دونين Nicolas Donin، وبابلو كرستياني Pablo Cristiani. وقد عقدت مناظرة كبرى بين بابلو كرستياني والحاخام» موسى بن نجمان «في برشلونة سنة 661 هـ - 1263 م. وكرستياني هذا يهودي روّعته تعاليم اليهود الوحشية، فانتقل إلى النصرانية ... ، وأسهم بدور كبير في كشف حقائق اليهود، وعدائهم للنصرانية (وبقية الأمم «، واشترك في مناظرة برشلونة الشهيرة، واستطاع أن يقنع البابا كلمنت بأخطاء التعاليم التلمودية، فأصدر الأخير مرسوماً بتحريم قراءة التوراة وحيازته، ومصادرة نسخه، وأعاد تنفيذ قانون لويس الحادي عشر، الصادر في 531 هـ - 1136م بإلزام اليهود بوضع شارة على أكتافهم لتميزهم. [9]
وتخبرنا» دائرة المعارف اليهودية «عن طرف من هذه المناظرة، وتضيف بأن إحدى هذه المناظرات قد أقيمت بأمر من البابا» بنديكت «واستمرت سنة وتسعة أشره في طرسوسة. [10]
ومن الجدير ذكره – هنا- أن اليهود قد اضطروا إلى الاعتراف، ببعض عقائدهم السرية في بعض هذه المحاكمات ... ومنها مثلاً:
» أن يسوع الناصري موجود في لُجّات الجحيم، بين الزفت والنار! (قاتلهم الله) وأن أمه مريم قد أتت به من العسكري» بندارا «بمباشرة الزنا، وأن الكنائس النصرانية هي بمثابة قاذورات، وأن الواعظين بها أشبه بالكلاب النابحة، وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها ديناً، وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم به اليهودي ... وأن من الواجب أن يلعن ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني، وجميع الملوك الذي يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل «. [11]
- وفي القرن السادس عشر، كشف» جوهان فيفركورن Johan Pheffrekorn « وكان يهودياً، ثم خرج عليها إلى النصرانية – عن حقائق خطيرة من معتقدات اليهود.
- وقد تحول كثير من اليهود إلى الإسلام، لكن دور بعضهم كان بارزاً في إظهار تناقض اليهود، وتهافتهم، وتحريفهم ... وضمت هذه القافلة المباركة كثيراً من الرجال ... وكان من بينهم:
- هبة الله علي بن الحسين بن ملكا، صاحب كتاب:» المعتبر في الحكمة «والذي يلقبه الإمام ابن القيم بـ» فيلسوف الإسلام في وقته «. [12]
- وجاء السموأل –في القرن السادس- وصنف كتابه» إفحام اليهود «، وكان بالغ الأهمية في هذا الباب، ذا جهد متميز فاق من سبقوه ومن لحقوا به.
- ثم جاء سعيد بن الحسن الإسكندراني في القرن السابع والثامن الهجري، ووضع كتابه:» مسالك النظر في نبوة سيد البشر «سنة 720 هـ ... بعد أن شرح الله صدره للإسلام، وانتقل إليه من اليهودية. [13]
- وفي سنة 1256 هـ أشهر الحاخام موسى أبو العافية إسلامه، وأعلن أمام المحكمة بعض فضائح التلمود، وترجم منه مقاطع مطولة، صادَق على صحتها –مضطراً- يعقوب العينتابي، الحاخام الأكبر للشام –آنئذ-. [14]
صلته بابن ملكا البغدادي ووالد موفق الدين عبد اللطيف البغدادي
قد يُظن أن تلمذة السموأل على الفيلسوف (اليهودي الذي أسلم) هبة الله بن ملكا، صاحب:» المعتبر في الحكمة « ... ، وقد يظن كذلك أن زمالته ومعاصرته لموفق الدين البغدادي –في طلب العلم- وأن هذا الأخير قد كتب» رسالة في الرد على اليهود «[15]- جعلته يتأثر بهذا المناخ الجدلي الفكري! أقول: إن ذلك ليس ببعيد!
لكن ينبغي أن لا ننسى أن السموأل نفسه قد أخبرنا أنه انتقل من اليهودية إلى الإسلام، بعد أن نظر وفكر وتدبر، وأيقن بالبرهان القاطع بطلان ما عليه اليهود، بل إنه يصر على ذلك، لدرجة أنه لم يذع مناميه اللذين رأى فيهما شموائيل النبي، والمصطفى صلى الله عليه وسلم، إلا بعد أربع سنوات من إعلان إسلامه، حتى لا يظن أنه قد ترك دينه لأضغاث أحلام وهواجس غامضة!
وإنه في سيرته الذاتية التي كتبها بقلمه، قد كفانا مؤونة الافتراض والتخمين والاستنتاج، ولم تكن الرؤيا هي التي حملته على الانتقال إلى الإسلام، فهي كانت رادعة له وزاجرة عن التمادي في عدم إعلان أو إشهار ما آمن له، وأيقن بصحته ... فهو قد آمن بالإسلام بعد نظر وتمعن ومقارنة بين الأديان وعقائدهم وحججها.
مولده ووفاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر لنا السموأل – في سيرته الذاتية التي أسماها:» إسلام السموأل وقصة رؤياه المصطفى صلى الله عليه وسلم «- كثيراً من التفاصيل الدقيقة عن حياته، وأساتذته، وثقافته، ونشأته، وأسرته، ... وغير ذلك، لكنه لم يتعرض قط لتاريخ ميلاده. كما أن الذين ترجموا له لم يذكروا شيئاً عن تاريخ مولده.
وكذلك الحال بالنسبة لتاريخ وفاته، فإنهم لم يذكروه على وجه التحديد، اللهم إلا القفطي فإنه ذكر أنه توفي قريباً من سنة 570 هـ.
ويذكر ابن أبي أصيبعة أن ألف كتابه:» إعجاز المهندسين «سنة 570 هـ. بيد أن السموأل نفسه قد ذكر لنا تواريخ إنجاز بعض كتبه التي ألفها، وكان آخرها هو سنة 558 هـ.
كما أن ناسخ مخطوطة» إفحام اليهود «قد ذكر أنه نقلها عن نسخة بخط السموأل، كتبها المؤلف سنة 565 هـ.
والسموأل نفسه يذكر أنه لم يظهر قصة إسلامه ورؤياه المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا بعد أربع سنوان من إشهاره إسلامه، وتصنيفه كتابه في إفحام اليهود، أي أن ذلك كان في 562 هـ تقريباً.
ومهما يكن من أمر، فإن بعض من ترجم له، ذكر أنه توفي شاباً، وهذا يعني أنه توفي في القرن السادس الهجري يقيناً، أي أنه –رحمه الله- من أعيان هذا القرن، وكان حياً في سنة 569 هـ قطعاً. وقد عاش بعد ذلك ولعله قد عاش إلى سنة 570 هـ كما ذكر القفطي. وقد ألف في غضون هذه السنة كتابه الموسوم بـ» إعجازالمهندسين «كما ذكر ابن أبي أصيبعة.
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر: مقدمة كتاب» إفحام اليهود وقصة إسلام السموأل ورؤياه النبي صلى الله عليه وسلم، للسموأل بن يحيى المغربي
تحقيق: د. محمد عبد الله الشرقاوي
طبع: رئاسة البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية. الرياض، 1407 هـ.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] هذا مجرد ظن. ولقد كان السموأل معاصراً لأبي عمران موسى بن ميمون اليهودي المتوفى (601هـ)، وأسرة ابن ميمون هاجرت من الأندلس إلى إفريقية أثناء حكم الموحدين، وعاش فترة في فاس ثم رحل عنها إلى مصر [انظر: ديلاسي أولبيري: الفكر العربي ومكانه في التاريخ، ترجمة د. تمام حسان ص221]، ولا أعتقد أن السموأل كذلك لأنه لم يشر إلى ذلك، ولم يذكره المترجمون له اللهم إلا القفطي.
[2] انظر القفطي: إخبار العلماء بأخبار الحكماء، ص 209، طبعة ليبرت 1903م، ص 142 دار الآثار، لبنان.
[3] انظر: عبون الأنباء في طبفات الأطباء، الطبعة الأولى بيروت بتحقيق نزار رضا 1965م، وانظر ص31 جـ2 من نشرة ميلر 1884م.
[4] (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) ص 108، طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
[5] وقارن ما كتب عادل أنبونا في مجلة (الشرق) 1961م، ص61 وما بعدها.
[6] انظر ما نشره المستشرق ( S. A. Weston) لهذا الكتاب في ( JOAS. Vol. XXIV, 1953, pp.312-383) وهي نشرة مليئة بالأخطاء والتصحيفات.
[7] انظر شريعة إيمانهم في المصادر التالية:
- التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، للبطريرك سعيد بن البطريق
- النصيحة الإيمانية لفضيحة الملة النصرانية، للمهتدي نصر بن يحيى المتطبب.
- تثبيت دلائل النبوة، للقاضي عبد الجبار، والبداية والنهاية، والفصل لابن حزم.
[8] إسلام السموأل: المخطوط.
[9] ظفر الإسلام خان: التلمود تاريخه وتعاليمه، ص 42، ط2، نشر دار النفائس.
[10] السابق ص 43.
[11] الكنز المرصود في قواعد التلمود، ص 11، ترجمه عن الفرنسية د. يوسف حنا مسعد، نشر المكتب الإسلامي ببيروت، ط2، 1388 هـ، وفضح التلمود لبرانايتس، دار النفائس.
[12] ابن القيم» إغاثة اللهفان «جـ2 ص 257، بتحقيق محمد حامد الفقي، نشر دار المعرفة، بيروت.
[13] انظر بحث المستشرق Sidney Adams Weston في Journal of the American Oriental Society, vol.24, Part2, 1953.
[14] الدكتور محمد أسد: الأصول العربية لتاريخ سوريا في عهد محمد علي، ص20 جـ5، طبعة الكاثوليكية، بيروت 1933م.
[15] انظر ترجمته في (فوات الوفيات) جـ2، ص 384، بتحقيق د. إحسان عباس، ويبدو أن حجاب المعاصرة لم يدفع موفق الدين إلى الانتقاص من شأن السموأل، فهو قد أشاد به وامتدحه كما ذكر آنفاً.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 07:02]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 09:02]ـ
جزاك الله خيرا ... اخي الدكتور عبد الباقي على إحياء مثل هؤلاء الأعلام الذي نسيناهم،
ورحم الله هذا العلم الذي ترعرع بفاس وأسلم بها، ثم رحل إلى بغداد فطلب منه بعض مشايخه ان يكتب رسالة يفضح فيها اليهود .. ، على حد ما قرأت عنه قديما .. ،وقد اطلعت على كتابه "إفحام اليهود " وهو خطير الشأن،جليل القدر،في بابه.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:47]ـ
بارك الله فيك أخى الحميدى، السموأل رحمه الله ولد أبوه فى فاس كما ذكر هو بكتابه الخاص بإسلامه والذى نشر مع الإفحام، وقد انتقل أبوه إلى بغداد وتزوج من هناك، والسموأل أسلم فى عام 558هـ بمراغة من أعمال أذربيجان على ما ذكر هو نفسه وذكر الرؤيا التى رأى فيها النبى شمويل، ثم رؤياه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن عندى سؤال إن أسعفتنى به أخى الحبيب إن كنت من أهل المغرب هل من نصوص تستطيع أن تتحفنى بها بخصوص قضاء السموأل فترة من حياته بفاس أو تشير غلى ولادته فى فاس هذا ما أريده لأنتهى من بحث أعمل فيه حاليا وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:34]ـ
بارك الله فيك أخي الدكتور عبد الباقي .. ،إن قلته شئ علق في الذهن بخصوص ما قرأته عن هذا العلم رحمه الله من مقدمة كتابه في الردعلى اليهود، وأظنني أنني أخطات،واما ما سألت عنه فلا علم عندي إلا إذا بدا لي نبأ جديد وافيتك به إن شاء الله.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 05:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم وجزاكم خيرا. الحقيقة أنني بصدد القيام ببحث حول السموأل المغربي و كتابه بذل المجهود في إفحام اليهود، فإن كان لكم أي معلومة حول هذا الموضوع أفيدونا بها أفادكم الله بكل خير.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 01:09]ـ
السلام عليكم،للأسف انتظرت طويلا ولم يجبني احد على طلبي فما هو السبب يا ترى؟
ـ[العبيد]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 09:06]ـ
إفحام اليهود ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A8%D8%B0%D9%84_%D8%A7%D9%8 4%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D8%A F_%D9%81%D9%8A_%D8%A5%D9%81%D8 %AD%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D 9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF)
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 08:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،بارك الله فيك أخي الكريم وجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.(/)
كونداليزا رايس والاولبياد ونساء السعوديات والحقوق المضيعة
ـ[ابوجهاد]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 10:53]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله حمداً غير منحصر وسبحانه وتعالي عما يقوله اليهود المغضوب عليهم وافتراه النصاري الضالين والصلاة والسلام على النبي المجتبي (ص) وعلى ال بيته الاطهار وصحبه الابطال ومن اتبعه الى يوم الدين
لا يخفاء على اي مسلم الحملة التي يقوم بها اعداء الاسلام والمسلمين واعوانهم من الخونة والخائنيين منافقين هذا العصر المتطاولين على العلماء الربانيين وطلبة العلم المخلصين ومحاربين الاسلام بكل طرق واتهامه بالارهاب والتطرف وتضييق الخناق عليه فلا يكاد يمر يوم من ايام الله المباركة الا ونسمع ان هناك هجمة على الاسلام يقوم بها عباد الصلبان ومن وراهم احفاد القردة والخنازير بمساندت عباد القبور احفاد ابو لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثاني الخلفاء بعد ابو بكر الصديق خليل الرسول (ص) وبالاعتماد على منافيين الداخل ابناء راس الكفر والنفاق عبد الله بن سلون عليه من الله مايستحق
وقد قرات كما قراء غيري وتناقلته وسائل الاعلام المختلفة المشاهدة او المقرواء او المسموعة تصريح (كندليزا رائس) وزيرة خارجية دولة الكفر والالحاد دولة الدمقراطية المزيفة والمكذوبة لتصرح تصريح خطير لا تعرف معناه لانها تهذي كما يهذي السكران فى نشوة السكرة فلا ياخذ منه حق ولا باطل فهو قاقد العقل كالمجنون والمجنون مرفوع عنه القلم وهي كذالك والله فهي تطلق الكلمة تلوا الكلمة ولا تضع لها وزن او معني فما نطقة به عدوة الاسلام والمسلمين من اشتياقها من مشاهدة المرءة السعودية المسلمة فى الاولبياد الا حملة تقوم بها هذه المراءة المعتوهه على الاسلام والمسلمين وقد تباشر بهذا الكلام منافقين هذا الزمان العلمانيين والليبراليين واعتبروه مطالبة بحق من حقوق المراءة المسلمة المسلوب (كما يدعون) ولا اعلم اي حق فقدته المراءة السعودية عند منعها من المشاركة فى الاولبياد وهل خروج المراءة من بوتقة الدين وتعريها اما الرجال يعتبر حق وعند تحجبها عن الاغراب يكون ظلم اعلم كما يعلم الكثيرين من المسلمين الموحدين ان (فاقد الشي لا يعطئة) فهذا الكلام ينطبق على (كلندليزا رائس) فهي فاقدة للشرف والعفة وكما قال الخليفة الراشد (عثمان بن عفان) 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال (ودت الزانية لو زنت النساء كلهن 0 حتي يكن سواء) فهي تتمني بكل حرقة افساد المجتم السعودي المسلم واخراج النساء لانها تعلم انها اذا افسدت النساء ستفسد المجتمع كاملاً كما حدث لبني اسرائل من ضياع وانحرافهم عن سبيل ربهم كما اخبرنا الرسول (ص) (فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء) ولن تستطيع ذلك لان الله سيخزيها ويرد كيدها فى نحرها 0
يقول الله سبحانة وتعالي فى حادثة الافك {لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} فما نرا اتهام الكفار ومحاربت نسائنا الا خير والخيرة ماختاره الله ومانشاهده اليوم من عودت الناس الى ربهم فصلاة الفجر اكبر شاهد على ذلك فالصفوف وصلت الى الصف الرابع وهم فى تزايد وحلقات القرآن والحافضين والحافظات فى تزايد مستمر والتفاف المسلمين حول رجال دينهم واضح للعيان فالله ناصر دينه ومعلي كلمة ومورث الارض عبادة الموحدين قال سبحانه وتعالي فى سورة الانبياء آية رقم 105 {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} فالاسلام هو دين الحق ودين الرحمة ودين العدل والحجاب هو خير للنساء فالله لم يوجب الحجاب الا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالي فقد اثبتت دراسات غربية ان الحجاب يحمي تساقط الشعر بنسبة عالية وان المراء الغير محجبة معرضة بنسبة عالية للتساقط الشعر بعكس المحجبة فهذه الدراسة والكتشاف العلمي لم يعرفه الغرب الا فى وقتنا الحالي اما المسلمين فقد علموا وعملوا بها قبل الف واربعمائة سنه مضت فالرسول (ص) لم ينطق عن الهواء بل يتنزل عليه الوحي من الله سبحانه وتعالي كما اخبرنا الله فى سورة النجم آية رقم 3 {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}
(يُتْبَعُ)
(/)
وساتكلم عن حقوق المرأة المضيعة وساخاطب اصحاب العقول من بني جلدتنا ام من فقد عقله فى دهاليز وازقة الغرب فانني امتنع عن مخاطبته واطالب من يقري كلامي هذا ان يتفكر بعقله لا بقلبه فمن سار على طريق اختاره له قبلبة فقد ظل الطريق فمن اراد النجاة فليتفكر بعقله وليحاف الله (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل)
ماهي حقوق المرأة المضيعة؟
ساتكلم عن حقوق المرأة الشرعية المضيعة التي ضيعت وهي كثيرة ولكن للاسف لم نجد احد يطالب بها فهم مشغولين بسلب المرأة حق من حقوقها فالعفة والستر حق شرعه الله للمرأة ولكن اعدائنا لا يريدون للمرأة بالستر والعفة فحاربوا الحجاب واطلقوا عليه التهم انه سبب تحلف المرأة المسلمة وان الحجاب هو الذي منعنا من الوصول الى سطح القمر فلا بد من المرأة ان ترمي بحجابها جانباً وان تزاحم الرجال فى الوزرات والمؤسسات وان تسير فى الطروقات كاشفة راسها ليرها الرجال ويطيروا الى الفضاء فسبحان الله
الحق الاول
1 - الحجاب
مالحجاب حق للمرأة شرعه الله سبحانه وتعالي لها فهو من الحقوق المضيعة وللاسف نجد من هم من جلدتنا من يطالبون يومياً عبر اعلمنا المستاجر بنزع حجاب المرأة وهم اصحاب فكر ضال نسئل الله لنا ولهم الهداية
2 - الزواج المبكر
الزواج بشكل عام حق من حقوق المرأة وقد ضيع هذا الحق واصبحة المرأة تصل الى عمر الثلاثون والخمسة والثلاثون وقد تصل الى الاربعون والخمسون وهي لم تتزوج لانها ظلمت من ابوها او اخوها او المجتمع التي تعيش به فتجد انها معلمة تتقاضا راتباً لا باس به فيطمع بها ابوها ويظع فى طريقها العراقيل والشروط التعجيزية لكي لا تتزوج ويذهب راتبها الى زوجها
3 - الاختلاط فى المستشفيات
المستشفيات الحكومية او الاهلية المتخصصه للنساء فقد قليل جداً واندر من النادر ان تجد مستشفي جميع العاملين فيه من النساء حتي بعض مستشفيات النساء والولادة يكون الدكتور رجل وعندما تذهب المرأة له تظطر الى كشف وجهها بل قد تصل الامر الى كشف العورة المغلظة فهي مجبورة لانها لم تجد من يعطيها حقها المسلوب او يطالب به
4 - الاختلاط فى العمل
المرأة عندما تخرج الى سوق العمل يكون لحاجة فلا يوجد هناك مكان نظيف لا يوجد فيه اختلاط لا يوجد هناك اسواق نسائة جميع العاملات فيه ولا يدخله الرجال ولا يكون هناك مكان مخصص لعمل النساء لا يوجد به اختلاط وتطر الى عدم الخروج وانظر الى التعليم وعدم وجود اختلاط واقبال النساء عليه وانظر فى العمل فى المستشفيات الذي يوجد فيه اختلاط بين الجنسين وعزوف النساء عنه
رسالة اخيرة اهممسها فى اذنك اختي المسلمة لا عليكي من المنافقين فالله معك ولا تخافي فالله متم نوره ولو كره الكافرون وناصر جندة ومعلي كلمته ولكن المنافقين لا يعلمون فالله الله اخي بتقوي الله والتمسك بالحجاب فهو النجاة {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {89}} سورة الشعراء
كتبة الفقير الى ربه
ابوجهاد العتيبي
الخميس
20شعبان 1429هـ
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 11:37]ـ
وكما قال الخليفة الراشد (عثمان بن عفان) 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال (ودت الزانية لو زنت النساء كلهن 0 حتي يكن سواء) فهي تتمني بكل حرقة افساد المجتم السعودي المسلم واخراج النساء لانها تعلم انها اذا افسدت النساء ستفسد المجتمع كاملاً كما حدث لبني اسرائل من ضياع وانحرافهم عن سبيل ربهم كما اخبرنا الرسول (ص) (فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء) ولن تستطيع ذلك لان الله سيخزيها ويرد كيدها فى نحرها 0
صدقت بارك الله فيك
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 04:20]ـ
http://www.z-atr.com/wordpress/?p=443
ـ[ابوجهاد]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:00]ـ
وكما قال الخليفة الراشد (عثمان بن عفان) 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال (ودت الزانية لو زنت النساء كلهن 0 حتي يكن سواء) فهي تتمني بكل حرقة افساد المجتم السعودي المسلم واخراج النساء لانها تعلم انها اذا افسدت النساء ستفسد المجتمع كاملاً كما حدث لبني اسرائل من ضياع وانحرافهم عن سبيل ربهم كما اخبرنا الرسول (ص) (فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء) ولن تستطيع ذلك لان الله سيخزيها ويرد كيدها فى نحرها 0
صدقت بارك الله فيك
أشكرك اخي العزيز ابو حاتم على المرور وجعل الله ماكتبت فى موازين حسناتك
ـ[ابوجهاد]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:05]ـ
http://www.z-atr.com/wordpress/?p=443
مشكور اخوي أبو زهيرة على الرابط والاضافة وجعل مانقلته فى موازين حسناتك
ـ[اسعد]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 06:33]ـ
جزاك الله خيرا
لا فض فوك(/)
من بقايا الشرك
ـ[ابو البراء]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 12:19]ـ
من بقايا الشرك
للشيخ محمد الصالح رمضان رحمه الله
حدثني تاجر بالقبة القديمة، أن زوجته تتعسر عليها الولادة، فنذرت أن تبذل نصيبا من المال لضريح ولي في مسقط رأسها إذا سهلت عليها الولادة هذه المرة. وهذا في الحقيقة نوع من الشرك، وظاهرة من ظواهر التخلف العقلي، ودليل على عدم فهم الإسلام وحقيقته وروحه.
إن النذر فكرة حميدة، وعمل طيب، وسلوك حضاري، ولكن إذا بذل في وجه من وجوه الخير، كإعانة معوز، ومساعدة طالب علم، أو كشف كربة، أو تفريج غمة، أو قضاء دين، أما أن يكون النذر لولي صالح في رمسه، فهو نوع من الشرك الذي يحاربه الإسلام، ويرفضه العقل السليم.
وقد بلغ من حرص صحابة الرسول –صلى الله عليه وسلم- على ترسم حدود الشرع، والبعد عن مظان الشرك، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رأى قبة قد ضربت على قبر لبعض المسلمين فأمر بإزالتها فورا، وقال: دعوه يظله عمله، وما ذلك إلا خشية من أن يأتي بعده من يجعلها مثابة لدعائه وعبادته، ويقدم لها نذرا إذا نجح في عمل ما، أو نال مبتغى ما، كما فعلت هذه المرأة!
وقد زارتني في بيتي خلال هذا الأسبوع، مديرة إحدى الثانويات بالعاصمة، وذكرت لها في سياق الحديث عن بعض بقايا الشرك في البلدان الإسلامية، رغم انتشار العلم والمعرفة، قصة المرأة التي نذرت نذرها لضريح ولي، فذكرت لي ما ينسي قصة هذه المرأة، ذكرت أن امرأة باعت كل حليها وقدمت ثمنه نذرا إلى سبعة أضرحة لأولياء صالحين لأن ولدها شفي من مرضه، وأن امرأة أخرى قد رهنت قطعة أرض في سبيل نذر لأحد أدعياء الولاية، لأن بنتها قد تزوجت بعد عنوسة طويلة.
وهذا التصرف من هؤلاء الجهلة –وما أكثرهم في كل زمان ومكان- يعكس تقديرهم للأولياء، واعتقادهم بأنهم ينفعون ويضرون، ويملكون التصرف في أحوال الناس وأوضاعهم، وهذا تصرف باطل مناف للإسلام، يعيد إلى أذهاننا عصر الجاهلية المقيت، ويدل دلالة واضحة عميقة، على أن هناك رغم التقدم العلمي، ويقظة العقل، أناسا ما يزالون يعيشون في ظلام الجهل والشرك.
وقد يقول قائل: ولكن ماذا نصنع بقوله تعالى: (وليوفوا نذورهم)، فنقول له: علمت شيئا وغابت عنك أشياء، غاب عنك قوله -صلى الله عليه وسلم-:"من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه".
أي من نذر طاعة الله، كالإحسان إلى الفقير، والبر بالمخلوق، وقضاء دين، وبناء مسجد، وطبع كتاب مفيد، وجَبَ عليه الوفاء بنذره؛ ومن نذر معصية وهي ظاهرة معروفة، حرام عليه الوفاء به، لأن النذر مفهومه الشرعي إيجاب قربة، وهذا إنما يتحقق في الطاعة ويتصور نذر الواجب بأن يوقته وينقلب المندوب بالنذر واجبا!
ولا ريب أن ما يقدمه هؤلاء الجهلة من النذر على ذلك الوجه، وتلك الحالة، بعيد كل البعد عن الإسلام، ومقاصد الشريعة، شبهة بعمل الجاهلية، وفي حديث آخر:"لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله".
إن الذي لا ريب فيه –في الأخير – هو أن بقاء الشرك في العصر الذي بلغ فيه العقل البشري أوَجَه بالعلم والمعرفة، ليجعل المسلمين مثار السخرية، فليتق الناس ربهم، وليدعوا جانبا ما ألصقوه بالإسلام، فهو عنوان غليظ لا يدل إلا على التخلف في العقل والإيمان والسلوك!.
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1741
ـ[أم معاذة]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 12:36]ـ
إن النذر فكرة حميدة، وعمل طيب، وسلوك حضاري،،
هل يجوز أن ينذر الإنسان بأنه إذا حصل له ما هو كذا وكذا أن يصلي عشر أو عشرين ركعة أو أكثر أو أقل؟
النذر منهي عنه لا ينبغي النذر، ولكن متى رزقه الله خيراً شكره بطاعته في الصلاة وغيرها، أما النذر فمنهي عنه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل) متفق على صحته، فالمؤمن ينبغي له ترك النذر، لكن إن نذر طاعة وجب عليه الوفاء، إذا نذر طاعة وجب عليه الوفاء لأن الله أثنى على الموفين بالطاعات، فقال سبحانه: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه) خرجه البخاري في صحيحه رحمه الله، فإن نذر أن يصلي كذا وكذا، أو يصوم الاثنين والخميس أو إذا
(يُتْبَعُ)
(/)
رزقه الله ولداً تصدق بكذا وكذا، أو إذا تزوج يتصدق بكذا، يوفي بنذره، إذا كان طاعة لله مثلما ذكر، أما نذر المعاصي لا يجوز، لو قال نذر لله عليه أنه يشرب الخمر أو يسرق أو يزني فهذا نذرٌ منكر لا يجوز له فعله، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه) وعليه كفارة يمين في أصح قولي العلماء عن هذا النذر الخبيث، أما النذر المباح فهو مخير إن شاء فعله وإن شاء كفر عنه، إذا قال نذرٌ لله أني آكل من هذا الطعام، نذرٌ: لله أني أبيت في هذا البيت، أو أسافر اليوم، هو مخير إن شاء وفى وإن شاء كفر عن يمينه كفارة النذر لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كفارة النذر كفارة اليمين). جزاكم الله خيراً
http://www.binbaz.org.sa/mat/12172
السؤال: عندما كنت صغيرة -ولكن بالغة- وبالطبع غير عالمة بالدين كثيراً، وغير عالمة بعاقبة النذر، وبدافع حب الخير نذرت نذوراً ولا أدري أنذرت فعلها حتى أموت أم كانت هذه هي نيتي، والآن أريد الخروج منها وعدم العودة إلى أمثالها أبداً، فإن كان هناك مخرج مثل هذا فأتمنى بيانه. وجزاكم الله كل خير.
الجواب:
الحمد لله ...
إذا كان هناك شك في قصد استمرار النذر فالأصل براءة الذمّة، فتبرأ الذمّة بفعل المنذور مرّة واحدة، علما بأن النذر مكروه، وإنما يستخرج به من البخيل كما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو لا يأتي بخير لكن الوفاء إذا كان نذر طاعة واجب.
http://www.khudheir.com/ref/1153
السؤال: سؤاله الثاني يقول كنت أعتقد بأن النذور مسألة بعيدة عن الدين أو أنها من البدع فما هو أصلها وما موقف التشريع الإسلامي منها أو كيف يتوجب على المسلم أداؤها؟
الجواب
الشيخ: لست أعلم ما يريد بالنذور فأخشى أنه يريد بالنذور ما يُنذر للأموات فإن كان يريد ذلك فإن النذور للأموات من الشرك الأكبر لأن النذر خاص لله عز وجل فإذا قال قائل لصاحب هذا القبر عَلَّي نذر أن أذبح له أو لصاحب هذا القبر نذر أن أصلي له أو ما أشبه ذلك من العبادات التي تُنذر لأصحاب القبور فإن هذا بلا شك شرك مخرج عن الملة أما إن أراد بالنذر النذر لله عز وجل فهذا فيه تفصيل كثير إن كان النذر نذر طاعة وجب عليه الوفاء به سواء كان النذر مطلقاً أو معلقاً بشرط فإذا قال قائل مثلاً لله علي نذر أن أصوم غداً وجب عليه أن يصوم لله علي نذر أن أصلي ركعتين وجب عليه أن يصلي ركعتين لله علي نذر أن أحج وجب عليه أن يحج لله علي نذر أن أعتمر وجب عليه أن يعتمر لله علي نذر أن أصلي في المسجد النبوي وجب عليه أن يصلي في المسجد النبوي إلا أنه إذا نذر شيئاً فله أن ينتقل إلى ما هو خير منه لو نذر أن يصلي في المسجد النبوي فله أن يصلي بدلاً من ذلك في المسجد الحرام لأنه ثبت أن رجلاً قال يوم الفتح للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس فقال النبي صلى الله عليه وسلم (صلِ ها هنا) فأعاد عليه الرجل مرتين فقال له النبي عليه الصلاة والسلام (شأنك إذن) فهذا دليل على أنه إذا نذر شيئاً وفعل ما هو خير منه من جنسه فإنه يكون جائزاً وموفياً بنذره هذا في نذر الطاعة سواءً كان مطلقاً كما مثلنا أو كان معلقاً بشرط كما في هذا الحديث إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ومثل النذور المعلقة أيضاً ما يفعله كثير من الناس يكون عندهم المريض فيقول إن شفا الله هذا المريض فلله علي نذر أن أفعل كذا وكذا من أمور الخير فيجب عليه إذا شُفي هذا المريض أن يوفي بما نذر من طاعة الله ومثله أيضاً ما يفعله بعض الطلبة يقول إن نجحت فلله علي كذا من أمور الطاعة لله علي أن أصوم ثلاثة أيام أو عشرة أيام أو يوم الاثنين والخميس من هذا الشهر أو ما أشبه ذلك فكل هذا يجب الوفاء به لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نذر أن يطيع الله فليطعه) ومع هذا فإني أنصح إخواننا المسلمين أنصحهم ألا ينذروا على أنفسهم لأن النذر أقل أحواله الكراهة بل إن بعض العلماء حرمه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال (إن النذر لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل) ولأن الناذر ألزم نفسه بأمر هو في عافية منه ولأن الناذر قد يتراخى ويتساهل في الوفاء بالنذر وهذا أمر خطير واستمعوا إلى قول الله تعالى (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ) فإذا تساهل الإنسان فيما نذر لله على شرط فإنه يوشك أن يُعاقب بهذه العقوبة العظيمة يعقبه الله نفاقاً في قلبه إلى أن يموت نسأل الله السلامة والعافية ثم إن النذر في هذه الحال كأن الناذر يقول إن الله لا يعطيني ما أريد إلا إذا شرطتُ له وهذا في الحقيقة سوء ظن بالله عز وجل فالله تبارك وتعالى يتفضل على عباده بدون أن يشترطوا له شرطاً أو شيئاً فأنت إذا حصل لك مكروه أو أردت مرغوباً فسأل الله وادعه هذه طريقة الرسل كما قال الله تعالى عنهم عن الذين أُصيبوا ببلاء أنهم يناجون الله عز وجل ويدعونه فيستجيب لهم (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) وهل أيوب نذر لله نذراً إن عافاه الله لا بل دعا ربه وهكذا أيضاً سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفاءه الراشدين إذا أرادوا من الله ما يرغبون توجهوا إليه بالرغبة والدعاء أن يعطيهم ذلك وإذا أرادوا من الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنهم ما يكرهون دعوه سبحانه وتعالى ولجأوا إليه بأن يصرف عنهم ما يكرهون هذه سبيل المرسلين من الأولين والآخرين أخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يخرج الإنسان عن طريقتهم فالمهم أننا ننصح إخواننا عن هذا الأمر وكثيراً ما يسأل الناس الذين نذروا على أنفسهم نذوراً يسألون يريدون أن يجدوا من أهل العلم من يخلصهم منها فلا يجدون من يخلصهم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1727.shtml(/)
" فقه الإستضعاف؛ استمراء للإذلال، واستمالة للأعداء "
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 03:10]ـ
" فقه الإستضعاف؛ استمراء للإذلال، واستمالة للأعداء "
http://bawady.maktoobblog.com/1112735/%22_%D9%81%D9%82%D9%87_%D8%A7% D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B6% D8%B9%D8%A7%D9%81_%D8%9B_%D8%A 7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A 7%D8%A1_%D9%84%D9%84%D8%A5%D8% B0%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%8C_%D 9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D 8%A7%D9%84%D8%A9_%D9%84%D9%84% D8%A3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1_ %22
بقلم / أحمد بوادي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قد لا تختلف حقيقة المشعوذين والكهان عن حال كثير من دعاة السوء والبهتان إن كان الجامع لهما أمرا واحدا
استراق الحقائق وبث الدسائس، مع إشاعة الأكاذيب وتزيينها لتتوافق مع مطلبات الهوى والشهوات ليلق استحسانا وقبولا عند كثير من الجهلاء والسفهاء.
ونحن أمام معضلة كبيرة وعظيمة مع فئام من هؤلاء الناس جعلوا هواياتهم وأد مصطلحات الشريعة والتعدي عليها بتسييرها أو تسييسها بما يتلائم مع متطلباتهم وحاجياتهم التي يستباح فيها أمر دينهم وأعراضهم وتسلم لهم فيها أنفسهم وأموالهم
هذه المعضلة التي أذلتنا ونالت من عزائمنا، وجعلتنا عبيدا للكفار
بعد أن كنا أصحاب نصر واستعلاء، وقد ملكنا هذه الدنيا قرونا، وأخضعها جدود لنا خالدونا
بعد أن كنا أصحاب سبق في شتى الميادين والمجالات
بلغ الحال فينا أن يقال اليوم عنا أصحاب العالم الثالث؟؟!!!.
وكلما تذكرت هذه الكلمات _ أصحاب العالم الثالث _ التي مازال صداها يتردد في مسامعي كلما جاءت مناسبة الحديث عنها أتذكرها عندما عرفتها لأول مرة من معلمي وكنت آنذاك طالبا في المرحلة الإعدادية من متوسطة ابن الرومي في مدينة الرياض في بداية الثمانينات
لا أنس كلمات مدرس التاريخ وهو يقول:
أتدرون ما المقصود بالعالم الثالث؟؟!!! المراد منها العالم المتخلف
لكن حتى لا يحرجوا أنفسهم باستخدام تلك الألفاظ
أو حتى لا يجرحوا مشاعرنا لأن البعض قد يكون عنده نوع من الأدب
أو أنهم أرادوا الظهور بالوجه الأخلاقي اللائق أمام العباد قالوا العالم الثالث
فكلما تذكرتها عرفت حقيقة الذل والهوان الذي تعيشه أمة الإسلام تحت شعار فقه الإستضعاف
الذي ارتضاه المتخاذلون وهم يسلبون الأمة كرامتها وعزها وكبرياؤها
لتسلم لهم حياة الخنوع في نعيم الدنيا مع الرضا بالذل والهوان
حتى البغاث في أرضنا يستنسر
إني تذكرت والذكرى مؤرقة ... مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت للإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها ... وبات يحكمنا شعباً ملكناه
إن من أسباب هذا التخلف حقيقة مرة جعلت في الحلوق شجى وغصة
عندما رضينا بالذل والقعود وغرق الدعاة العصرانيون في سبات عميق واسترخاء مقيت
شعارهم يسعنا فقه الإستضعاف
فروا من حياة العز والكبرياء وقبلوا حياة الذل والخنوع
فما أقربهم للغدر وما أضيعهم للوفاء
فلا مانع من هذا وغيره ففقه الإستضعاف عذرا لنا في كل هذه الأشياء؟؟!!!.
وتحذيرا من هذا الفكر المهزوم الذي تربع دعاته في الفضائيات وأعطوا العنان لأقلامهم في الصحف والمجلات أحببت أن أسلط الضوء على مفهوم فقه الإستضاف حتى لا يجعله هؤلاء مرتكز خذلانه وقعودهم عن نصرة الإسلام وقضايا الأمة
فقه الإستضعاف
هذا المصطلح الذي شاع بين كثير من دعاة العصر ينبغي علينا أن نفهم أن المراد منه ليس على إطلاقه
وإنما له ضوابط وأصول
فلا يفهم منه أبدا
أن لا يحفظ المرء ماء وجهه
وأن لا يذب عن دينه وعرضه
وأنه ينبغي له التنازل للعدو عن تراب وطنه
وأن لا يدافع عمن سب وشتم دينه ونبيه
ففقه الإستضعاف لا بد وأن يكون عن ضرورة قائمة ومعلومة، خاضعا لضوابط وأصول العقيدة، ولا يعمل به إلا بعد سد الطرق واستنفاذ الوسائل المانعة لا أن نقحم فيه كل الأمة ونسترخي فيه ونستسلم له
قد ذكر الله عز وجل المستضعفين في أكثر من موضع
تارة بالثناء وأخرى بالتوبيخ والتنكيل
ومن صور التوبيخ والتنكيل للمستضعفين ما قاله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً}
وبين حال المتخاذلين عن لقاء العدو بحجة الضعف
{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ}
وقال تعالى:
{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}
وقد أنكر الله على الجد بن قس تخلفه عن اللحوق بركب الجهاد لتعذره بضعفه عن الصبر
أمام نساء بني الأصفر فأنزل الله تعالى فيه:
{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}
ولم يعذر الله المستضعفين باستكبار أسيادهم عليهم بأن أنجاهم من العذاب بل جعل مصير الجميع النار
قال تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
وقال تعالى:
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}
ومن خلال هذه الأيات يظهر لنا أن التعذر بالاستضعاف مرفوض مردود لا ينجي صاحبه من عذاب النار
فالاستضعاف لا يصلح أن يكون عذرا في الشرك بالله، ولا يصلح أن يكون عذرا في موالاة أعداء الله
ولا يصلح أن يكون عذرا في التجسس على المسلمين لصالح أعداء الدين
والاستضعاف ليس حجة يخلد إليها المتقاعسون لبث ونشر الأراجيف في الأمة والنيل من عزيمتها واضعاف قدراتها وتخذيلها لقبول الواقع المرير في ذل وهوان باسم فقه الإستضعاف
فحينئذ سيكون هذا عين التآمر على الإسلام والمسلمين من هؤلاء الدعاة الجدد الذين أرادوا للأمة الانسياق
والإنجرار بالإنجراف خلف أعدائها والإنقياد لها كما تقاد البهيمة
وكلما ناقشت شخصا أو حاورته للنهوض بكرامة الأمة وإعادة مجدها وكرماتها
قال لك أنت لا علم لك بفقه الواقع ولا دراية لك بفقه الإستضعاف
لقد أعطى هؤلاء ذريعة لأعدائنا باسترقاقنا واستذلالنا بسطوهم على المصطلحات
ونحن إذ نذكر الآيات والأحاديث الدالة على ذم الإستضعاف والمستضعفين
نجد أمامنا نصوصا أخرى تبين بعض حالات المستضعفين والتي لا تشملهم نصوص الوعيد
قال تعالى:
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}
قال تعالى:
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً}
وقال تعالى:
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}
إذا يفهم من ذلك أن فقه الإستضعاف غير مقبول بإطلاق
وتعميمه على الأمة بعبارات الذل والهوان مرفوض
والإسترخاء في ذله لا ينعم فيه إلا الأخساء والأذلاء.
إذا متى يكون الإستضعاف مقبولا ومتى يكون مرفوضا؟؟!!!.
من خلال الإطلاع على الآيات التي تذكر حال الصنفين يتبين لنا حقيقة الإستضعاف المعذور به صاحبه
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي حال العجز والشلل التام والذي لا يقدر المرء أمامها أن يفعل شيئا إلا الخضوع والإستسلام والإنقياد لعدوه بعد العجز عن بذل الجهد لمنعه مع كرهه والعمل على التخلص منه في أقدر وقته
ولننظر إلى قصة بني اسرائيل كيف وصل بهم القهر والذل من عدو الله
قال تعالى:
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}
وقال تعالى:
{وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
لقد كان بنوا اسرائيل في حال من الضعف والقهر ما لا يقدر المرء منهم على دفع أي أذى يلحق به حتى أن المولود فيهم يقتل ولا يقدر أحد منهم على منعه أو الوقوف في وجهه
ولو أردنا أن نتتبع الآيات والأحاديث وما يتعلق منها في السير لعرفنا الفقه الحقيقي للإستضعفاء متى يقبل ومتى يرد
ولو اطلعنا على الآيات التي لم يعذر الله فيها المستضعفين لوجدنا أن حالة الإستضعاف التي تذرع بها هؤلاء لا وجود لها وإنما كانت تلبية لأهوائهم ورغباتهم الدنيوية
فقد تعذر قوم بعدم الخروج إلى مكة فبوخهم الله وجعل عذرهم هذا ظلما لأنفسهم
لوجود الموانع الحقيقية لرفع أسباب هذا الاستضعاف
وكذلك الذين أشركوا بالله تبعا لكبرائهم وتعذروا بأنهم مستضعفون لا حيل لهم في ذلك
فلم يعذرهم الله وكان جزاؤهم النار كحال اسيادهم لأنهم رضوا بشركهم واستسلموا لهم طوعا
دون أن يدفعوه عنهم أو يبلغوا الجهد في مقارعة أعدائهم
وإذا ما أردنا أن ننظر إلى حال الأمة وهي تتعذر بالإستضعاف الآن وقهر الأعداء
مع الفريقين حال المستضعفين الذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا كحال بني اسرائيل مع فرعون
وحال المستضعفين الذين ركنوا إلى كبرائهم وقبلوا أن يكونوا عبيدا في ظلهم من دون أن يدفعوا عن أنفسهم القهر والظلم كالمتخلفين عن الهجرة أو ممن قبل الكفر والشرك بدافع الضعف
فأمتنا من أي الفريقين إذا علمنا أن لديها كل مقومات النصر والتمكين؟؟!!!.
أما الأموال فهي تمتلك منه التريليونات
وأما الموارد الإقتصادية فتمتلك
حقول النفط وجبال الذهب وآبار الغاز الخ
والأراضي الزراعية لديها من الأراضي الغصبة والزراعية
في بلد واحد منها كالسودان ما يكفي أمة الإسلام
وعندها من موارد الماء الأنهر من الماء العذب الزلال
النيل ودجلة والفرات الخ
أما الرجال فلا تقدر الأسود معهم على النزال
وأما العقول فالجامعات تشهد لها بالذهول
إن ما تمتلكه الأمة الإسلامية من مقومات عظيمة يجعل لها السبق
في شتى الميادين لا تستحق بأي حال أن يقال عنها أمة ضعيفة
يصدق عليها فقه الإستضعاف
وإن كنتم في ريب مما أقول
انظروا إلى أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين
وهم قلة قليلة ضعيفة لا تمتلك إلا القليل من الزاد والعتاد
لكنهم يملكون العقيدة والرجال
لو أردنا أن نحسب القوة المادية والعسكرية أبان حرب المجاهدين مع السوفييت
لوجدناها 1 % ومع ذلك انتصروا لأن واحدهم مفعم بالصبر والإيمان
والعزيمة والإصرار
لم يقبلوا أن يضرب فيهم المثل السيء بأنهم أذلاء ضعفاء بذريعة فقه الإستضعاف
ولو أن هناك ثغرة ما في واقع الأمة يجعلها ضعيفة فهل يلزم أن نستصحب عليها فقه الإستضعفاء
ليشمل حياة الأمة بأكملها حتى من هوانها وعجزها ورضوخها لعدوها لم تستطع أن تقتص لنبيها
ممن سبه وشتمه
ونجد من الدعاة من أخذ يقيس حال الأمة على المرحلة المكية
وللأسف هذا من أقبح الإستدلالات
لأن الأمة آنذاك كانت فعلا ضعيفة لا تمتلك اسباب النصر الدنيوية ومع ذلك
فهي لم تتنازل عن دينها ولا عن قيمها ومبادئها ولا عن دعوتها
وأخذت تعمل على أسباب النصر والتمكين وتستنصر بمن تعلم منه
القدرة على رفع الظلم عنها وإزالة حالة الإستضعاف
بدون أن تبقى خامدة خاملة فيه قابعة لذله وهوانه
وقد عانت تحمل المشاق لثلاث سنوات تحت الجوع والظلم والقهر
في شعب أبي طالب ولم تتنازل عن شيء من أمر دينها
فأين حال أمتنا الآن مع حال الصحابة نذاك في العصر المكي
فلننظر أموالهم في مكة والمدينة مع قلتها أين كانت تذهب
ولننظر على أموالنا واقتصادنا ومواردنا مع كثرتها أين تذهب
نعم ... لن تقوم لنا قائمة وسنبقى نرضخ تحت وطأة الأعداء
طالما أن مبتغانا ناطحات السحاب والقصور
والإستجمام على سواحل الأعداء
وأخيرا .........
إن أمتنا لديها من القدرات ما هو جدير بعلمائها ودعاتها أن يخاطبوها
بفقه القدرة والتمكين بدلا من تخديرهم بفقه الإستضعاف
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 11:18]ـ
مقال رائع جزاكم الله خيرا وسبحان الله الذي جعل لكل فرعون سحرة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 06:38]ـ
الأخ أحمد جزاك الله خيراً
العلة الفارقة بين الإستضعاف و التمكين عند العلماء هي (الطائفة الممتنعة على الحق، أن يكون لهم قوة و منعه) عند هذا ينتهي الإستضعاف و يبدأ التمكين و ينتهي ما يسميه بعض الناس المرحلة المكية و تبدأ المرحلة المدنية، و كثير من الجماعات أخطأت هذه العلة، فصارت تستمرأ الإستضعاف، أو صارت تستعجل التمكين
وفق الله الجميع(/)
بحث في مسألة .. هل يجوز أن يقال فلان شهيد.؟ للفائدة والمناقشة والمذاكرة إن شاء الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 03:30]ـ
...
من المسائل التي يُثيرها كثيرٌ من المنتسبين إلى العلم اليوم ما بوَّب عليه البخاري رحمه الله في صحيحه فقال: "بابٌ: لا يقولُ فلانٌ شهيدٌ".
وأكثر فتاوى المنتسبين إلى العلم في بلاد الحرمين، إن لم تكن كلُّها تحرّم تسمية من قُتل في معارك المجاهدين شهيدًا، وكثيرٌ منهم له فتوى بتجويز إطلاق: "المغفور له"، "المرحوم"، وهذا يقع كثيرًا في ألسنة الناس، ويكثُر في خطابات الحكومة وكتاباتها: "جلالة الملك المغفور له الملك عبد العزيز"، أو نحو ذلك.
والجمعُ بينَ تحريم إطلاق لفظة الشهيد، وتجويز إطلاق المغفور له والمرحوم، مع اجتماعها في الغرض المراد من التزكية على الله، والقطع بالجنة وما يستلزمُها، الجمعُ هذا من أبين التناقضِ وأظهرِه، فعلى من جوّزه على معنى الرجاء من الله والفأل أن يُجوِّز ذلك في اسم "الشهيد"، ومن منع إطلاق اسم الشهيد حذر التزكية فعليه أن يمنعه في المرحوم والمغفور له.
بل إنَّ منع لفظ المغفور له، والمرحوم أولى، من جهتين:
- النصّ واستعمال أهل العلم، ويأتي.
- المعنى، لأنَّ الشهيد إخبارٌ عن عمَلٍ عمِله، أمَّا المغفور له والمرحوم فإخبارٌ عن فعلِ الله فيه، والأوَّل كما يحتمل التزكية، يحتملُ الاسم الذي عُلِّقَت به الأحكام الدنيويَّة دون الحكم الأخرويّ، أمَّا الثاني فما يحتملُ غيرَ الحكم الأُخرويِّ.
وأمَّا تقريرُ جوازِ إطلاقِ اسم الشَّهيدِ فلا بدَّ قبلَه من تمهيد:
فإنَّ الشَّريعَة جاءت للأعيان والأفعال بأسماءٍ وأحكامٍ، وهي الأحكام الوضعيَّة والأحكام التَّكليفيَّةُ التَّعبُّديَّة.
والمراد بالأحكام الوضعيَّة والتكليفيَّة: الأحكام الفقهيَّة لا الأُصوليَّة، فإنَّ الحكمَ الأصوليَّ هو مُوجِبُ الحكمِ الفقهيِّ: من دليلٍ، وسببٍ ومانعٍ وشرطٍ ونحو ذلك.
والأحكام الوضعيَّة الفقهيَّة: منها الصِّحَّة والفساد، والرخصة والعزيمة، ولعدم التفريق بين الحكم الوضعي الفقهي والحكم الوضعيِّ الأُصوليِّ، اختلَفَ الأصوليُّون في الرخصة والعزيمة والصحة والفساد هل هي من الأحكام الوضعيَّة أم لا؟
ومن الأحكام على معنى الأحكام الفقهيَّة دون الأُصوليَّة: الأحكام العقديَّةُ المذكورة في مسائل الأسماء والأحكام، ومنها الكفر والإيمان والفسق والبدعة ونحوها.
إذا عُلمَ ما تقدَّم: فإنَّ الأسماء والأحكام على قسمين:
· أسماءٌ وأحكامٌ دُنيويَّة: تُبنى على الظَّواهِر، اعتمادًا على أنَّ الأصل مطابقة الظاهر للباطن، كإثباتِ اسمِ الإسلام لفلانٍ من الناس، وقد يكون في باطن الأمر كافرًا مشتملاً قلبُهُ على ناقضٍ من نواقض الإيمان.
ويترتّبُ الحُكم تبعًا لذلكَ بأحكام الإسلام الدنيويَّة له من:
- موالاةٍ ونصرةٍ وعصمةٍ للدم والمال والعرض، وكذا صحَّةُ إمامتِه في الصلاة، ونكاحه بمسلمةٍ وفيه من الأسماء إثباتُ اسمِ الزَّوجيَّة، ونحو ذلك من أحكام الحياة.
- وغسلٍ وتكفينٍ وصلاةٍ ودفنٍ مع المسلمين وما إليها عند الموت، وإرثٍ وترحُّمٍ عليه وما يلحقُ بذلك بعد الموت.
· وأسماءٌ وأحكامٌ أُخرويَّة: فأمَّا الأسماءُ الأُخرويَّة، فلا تعرف على اليقين في حقِّ الرَّجل المعيَّن إلاَّ في الآخرة، عدا من فيه نصٌّ أو إجماعٌ كالأنبياء ومن بُشِّر بالجنَّة أو بالنَّار، أو ثبتَ بيقينٍ موتُهُ على الكُفر.
أمَّا ثُبوتُ موتِهِ على الإيمان بيقينٍ فمتعذِّرٌ لاشتراط موافقة الباطِنِ في صحَّة الإيمان دون الكفر، وقد استثنى بعضُ أهل العلم من اجتمع الناس على الثَّناء عليه بالخير لحديث "وجبَت وجبَت"، وهي مسألةٌ مشهورةٌ.
وأمَّا الأحكَام الأُخرويَّة، فأحكامُ النَّعيمِ والعَذَاب المترتِّبةُ على أسماء الإيمان والكفر فيما فيه خلودٌ، وعلى ما دونهما من أسماءٍ وأفعالٍ فيما دون الخلود في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تبيَّنَ هذا؛ فإنَّ اسم الشَّهِيدِ يُطلقُ اسمًا دُنيويًّا، كما يُطلق اسمُ الإسلامِ، والأسماءُ المبنيَّةُ عليه دنيويًّا: فيكون فلانٌ زوجَ فلانةَ من المسلمين، وفلانةُ زوجَهُ، ويسمَّى إمام المصلّين إمامًا، وتُعلَّقُ به الأحكامُ، كما يُسمَّى الحاكم الَّذي لم يظهر منه كفرٌ بواحٌ: من عبادةِ غير الله، أو حكمٍ وتحاكمٍ بغير ما أنزل الله، أو تولٍّ لأعداء الله أو نحو ذلك؛ يُسمَّى هذا الحاكم وليَّ أمرِ من تحت يده من المسلمين.
وإطلاقُهُ اسمًا دنيويًّا: هو ما تواردَت عليه عبارات الفقهاء من جميعِ المذَاهِبِ في جميعِ العصورِ، دون اختلافٍ أو نكيرٍ، ورتَّبُوا عليه أحكامه الدنيويَّة: من ترك التغسيلِ باتّفاق الأربعة، وعدم وجوب الصلاةِ عند الثلاثةِ عدا الحنفيَّة.
ولا فرقَ بينَ أن تُسمِّيَ فلانًا مسلمًا، وتُرتّب على ذلك أحكام الدنيا، من تصحيح نكاحٍ وإمامةٍ، وصلاةٍ عليه ودفنٍ في مقابر المسلمين، وأن تسمِّيه شهيدًا، وتُرتِّب عليه أحكام الدنيا من ترك الغسل والصلاة عليه.
وتمامُ تحرير هذا البابِ، أن يُقالَ: إنَّ إثباتَ الاسمِ والحُكمِ في الظَّاهِرِ، إنَّما يكونُ حيثُ لا مُعارِضَ، فمن ثبتَ فيهِ بالوحيِ ونصِّ المعصومِ صلَّى الله عليه وسلَّم نفيُ الاسم الَّذي يَقتضِيهِ الظَّاهرُ نفيناهُ وأحكامَهُ، فإنَّ الظَّاهر ظنٌّ غالبٌ، ونصُّ المعصوم يقينٌ، ولا فرق في هذا بين: اسم الإسلام، واسم الشهادة، وغيرها.
ودليلُ ما ذَكَرنا من جواز إطلاق اسم الشَّهيدِ: السُّنَّةُ من تقرير النبي صلى الله عليه وسلَّم وقوله، والإجماعُ المأخوذُ من تسميةِ الصحابة والسلف والفقهاء على مرِّ العصور، وتلازُمُ الاسم والحكمِ مع صحَّةِ الأدلَّة في إثباتِ الحكم للشهيد دون معارِض.
فأمَّا تلازُمُ الاسم والحكم: فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم، فالصَّحابة، فمن بعدهم، عاملوا قتلى المسلمين في المعاركِ معاملةَ الشَّهيدِ، وحكموا لهم بكلِّ أحكامهم الدنيويَّةِ، ويلزمُ من هذا إثباتُ الاسم الدنيويِّ، لأنَّ الحكم فرعٌ عليه مُعلَّقٌ به.
وأمَّا الإجماعُ: فقد سمَّى المسلمونَ قتلى المعارك شهداء، فقالوا شهداءُ أحدٍ، وشهداءُ بدرٍ، وشهداءُ اليمامة، وشهداء اليرموك، وشهداءُ حطين، وسُمِّي بعض العلماء بالشهيد كأبي الفضل ابن عمَّارٍ الشهيد صاحب جزء العلل على صحيح مسلم وغيرِه.
وهكذا إلى اليوم: فيُقال: شُهداءُ القلعة وكابل وقندهار وغيرها في أفغانستان، وشهداءُ الشيشان، وشهداءُ فلسطين، وشهداءُ البوسنة، وشهداءُ العراق، ..... وغير ذلك، تقبَّلهم الله جميعًا.
وأمَّا السُّنَّة، فقد روى مسلمٌ في صحيحه من حديثِ عمرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه: "لمَّا كان يومُ خيبرَ أقبلَ نفرٌ من صحابةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلانٌ شهيدٌ وفلانٌ شهيدٌ، حتَّى مرُّوا على رجلٍ فقالوا: فلانٌ شهيدٌ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلاَّ؛ إنِّي رأيتُه في النَّار في بردةٍ غلَّها أو عباءةٍ" ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "يا ابن الخطَّاب اذهب فنادِ في النَّاسِ أنَّهُ لا يدخل الجنَّةَ إلاَّ المؤمنون" قال فخرجتُ فناديتُ: ألا إنَّه لا يدخل الجنَّة إلاَّ المُؤمنونَ.
فقد أقرَّهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم على تسميةِ من سمَّوا شهداءَ، وحين أنكرَ عليهِم أنكرَ في حقِّ المُعيَّنِ الَّذي علمَ النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم منه خلافَ ظاهِرِ حالِهِ، ولذا علَّقَ وعلَّل صلى الله عليه وسلَّم إنكارهُ بأمرٍ مختصٍّ بهذا الغالِّ، لا يشملُ غيرَهُ من المسلمين.
ولو قيلَ بعمومِهِ للنهي عن تسمية كل قتيلِ معركةٍ بالشهيدِ، كان المراد الجزم بذلك المتضمّن إثبات الاسم والحكم الأُخرويَّينِ، بدليلِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم لمَّا أنكر عليهم ذكر حال الرَّجل في النار.
ولعلّ هذا المعنى هو المقصود من ترجمة البخاري رحمه الله حين قال: باب لا يقول فلانٌ شهيد، قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله"، ثمَّ أسند حديث سهل بن سعدٍ في الرجل الذي كان لا يدع للمشركين شاذَّة ولا فاذَّة إلاَّ اتّبعها يضربها بسيفه، فقال فيه الصَّحابة: ما أجزأ منا اليوم أحدٌ كما أجزأ فلانٌ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "أما إنَّه من أهل النار" الحديث وفيه قتله نفسه، وفي آخره قول النبي صلى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار".
فما ذكره البخاريُّ في الترجمة وفي الباب، ليس في شيءٍ منه النهي عن إطلاق اسم الشهيد، وإنَّما النهي عن إطلاق أحكام الآخرة، وما يستلزمها كما ترى، وهذا كما يُقال في اسم الشَّهيد، يُقال في اسم المسلم.
فتلخَّص: أنَّ اسم الشهيد يجوز إطلاقُهُ اسمًا دنيويًّا، كما يُحكم له بجميع أحكام الدنيا، وأمَّا إطلاقُه اسمًا أخرويًّا فإن كان على وجه الجزم فهو المحرَّم الّذي جاءت فيه النصوص، وهو كالشهادة بالجنَّة له، وإن كان على وجه الفأل فالأولى تقييدهُ بالمشيئةِ احترازًا من توهُّم التزكيةِ الممنوعةِ.
..............................
وأسأل الله أن يرزقني الشهادة في سبيله مقبلاً غير مدبرٍ، ومن أمَّن على هذه الدعوة، ودعا للكاتبِ أخيهِ: عبد الله بن ناصر الرشيد، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين. تم ليلة الخامس من رجب الفرد 1424.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 03:52]ـ
بارك الله في الناقل و حفظ المنقول عنه .....
و للدكتور محمد خير هيكل,, بحث قيم في هذه المسألة في كتابه الرائع:" الجهاد و القتال في السياسة الشرعية" ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 04:15]ـ
انا أذك انه فى شرح مسلم للنووى قرأ الشيخ ياسر برهامى نقل النووى للاجماع بجواز قول فلان شهيد بنيه انه شهيد فى احكام الدنيا
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 08:33]ـ
فقهٌ أحسبه حسنًا؛ فبارك الله في صاحبه و (ناقله).
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 10:36]ـ
قال حبيبي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وأما المؤمن المجاهد؛ فهو كما قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} التوبة52.
فأخبر ن المؤمن لا ينتظر إلا إحدى الحسنيين: إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة، فالمؤمن المجاهد إن حيا حيى حياة طيبة، وإن قتل فما عند الله خير لأبرار.
وأيضا فإن الله قال في كتابه: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} البقرة154.
وقال في كتابه: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران169.
فنهى المؤمنين أن يقولوا للشهيد أنه ميت.
قال العلماء وخص الشهيد بذلك لئلا يظن الإنسان أن الشهيد يموت فيفر عن الجهاد خوفا من الموت.
وأخبر الله أنه حي مرزوق، وهذا الوصف يوجد أيضا لغير الشهيد من النبيين والصديقين وغيرهم ولكن خص الشهيد بالنهي لئلا ينكل عن الجهاد لفرار النفوس من الموت، فإذا كان هو سبحانه قد نهى عن تسميته ميتا واعتقاده ميتا؛ لئلا يكون ذلك منفرا عن الجهاد فكيف يسمي الشهادة تهلكة واسم الهلاك أعظم تنفيرا من اسم الموت.
فمن قال قوله: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة195يراد به الشهادة في سبيل الله فقد افترى على الله بهتانا عظيما!!! ..... ) قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح (65/ 66)
جزاك الله خيرا يا إمام الأندلس ونفع بك وأسعدك
آمين ....
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 11:54]ـ
حفظك الله يا إمام ... و جعلك محققا على الدوام ..
قل لي .. ؟!
.
.
متى سأراك لأنثر الورد على مخك!؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 12:02]ـ
بارك الله في الناقل و حفظ المنقول عنه .....
و للدكتور محمد خير هيكل,, بحث قيم في هذه المسألة في كتابه الرائع:" الجهاد و القتال في السياسة الشرعية" ...
وفيك بارك أخي الحبيب ..
لو كان الكتاب بقربك .. فحبذا لو تلخص لنا جماع قوله فيه ... حفظك الله .. أو أي شخص عنده هذا الكتاب بارك الله فيكم ..
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 04:42]ـ
وأخبر الله أنه حي مرزوق، وهذا الوصف يوجد أيضا لغير الشهيد من النبيين والصديقين وغيرهم ولكن خص الشهيد بالنهي لئلا ينكل عن الجهاد لفرار النفوس من الموت، فإذا كان هو سبحانه قد نهى عن تسميته ميتا واعتقاده ميتا؛ لئلا يكون ذلك منفرا عن الجهاد فكيف يسمي الشهادة تهلكة واسم الهلاك أعظم تنفيرا من اسم الموت.
رحم الله شيخ الإسلام وجزاك الله خيرا يا أخي
وأشنع من ذلك وأشد تنفيرا من يسمي الشهيد إرهابيا وانتحاريا وضالا وخارجيا!
وطبعا، كلامي هذا لا يحمل على المجرمين ممن يفجرون أنفسهم لقتل الأبرياء من عوام المسلمين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 05:59]ـ
انا أذك انه فى شرح مسلم للنووى قرأ الشيخ ياسر برهامى نقل النووى للاجماع بجواز قول فلان شهيد بنيه انه شهيد فى احكام الدنيا
حياك الله أخي الكريم الحبيب محب الشيخ العلامة اسماعيل المقدم ..
هلا اتحفتنا بكلام الشيخ برهامي ونقله للإجماع عن الإمام النووي .. حتى نرد على من يظن أن في المسألة قول واحد .. أو المسالة الصحيح والراجح فيها ماذكرناه .. وإن كنا لاندعي الإجماع .. لكن دعوى الإجماع على الاقل موحية بوجود خلاف في المسألة ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 01:45]ـ
فقهٌ أحسبه حسنًا؛ فبارك الله في صاحبه و (ناقله).
نعم .. حسنٌ بسنٌ
بوركت أخي الكريم .. وشكرا على التعليق ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 03:58]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا
كان عندى عطل فنى يمنعنى من الكتابة
هو الكملام فى شرح مسلم على كتاب الايمان للنووى فى نصفه الاول ولا أدرى أين فلعل من قرأه يحضره لنا
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 11:41]ـ
أرى أنها إن قيلت من باب التفائل كتجويز أهل العلم لإطلاق "المرحوم و " المغفور له " من ذلك الباب. فلا فرق بينها و بين هذه.
و الله أعلم و أحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: عن حكم قول فلان شهيد؟.
فقال: الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:
أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعنى بقولنا – جائز – أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقا لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول بعينه إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري – رحمه الله – لهذا بقوله: (باب لا يقال فلان شهيد) قال في الفتح (6/ 90): " أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي " وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال تقولون في مغازيكم فلان شهيد، ومات فلان شهيدا ولعله قد يكون قد أوقر رحالته، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مات في سبيل الله، أو قتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد ابن منصور وغيرهما من طريق محمد ابن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر) أ. هـ. كلامه.
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم له، وشرط كون الإنسان شهيدا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى ذلك: " مثل المجاهد في سيبل الله، والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ". وقال: " والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك ". رواهما البخاري من حديث أبى هريرة. ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولا في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفق الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى -. وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه – سبحانه وتعالى -.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 09:37]ـ
أخي .... الأندلس: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أرجو التوضيح لعبارتك هذه: (وأكثر فتاوى المنتسبين إلى العلم في بلاد الحرمين، إن لم تكن كلُّها تحرّم تسمية من قُتل في معارك المجاهدين شهيدًا).
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 10:20]ـ
جزى الله الاخ الفاضل امام الاندلس على بحثه المفيد .. وحبذا لو تكرم بالتعليق على هذا النقل مشكورا:
يقول الشيخ عبد المنعم مصطفى حفظه الله في كتابه "القواعد" ما يلي:
والذي يستدعي الإمساك عن الجزم للمعين بأنه شهيد ومن أهل الجنة، الأسباب التالية:
أولاً: أن الأعمال التي توجب لصاحبها الجنة يشترط لها سلامة النية والقصد والاعتقاد؛ فمن لم يأت بالإخلاص والاعتقاد الصحيح لا ينتفع بشيء من عمله، بل يكون عليه سبباً في الهلاك والعذاب.
وقد تقدم أن معرفة حقيقة ما في القلوب وما تنعقد عليه النوايا هو من خصوصيات الله وحده، فلا يعلم ما في القلوب غلا علام الغيوب.
فالله يعلم ونحن لا نعلم {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} النور:19. ومن كان لا يعمل لا يصح أن يكون شاهداً على ما لا علم له به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكم من معين يُشهد له بالجنة والصلاح، وهو في علم الله قد يكون من أهل الكفر والنفاق الذين يكونون في الدرك الأسفل من النار.
روى البخاري في صحيحه تحت عنوان:"باب لا يقول فلا ن شهيد" قال أبو هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:"والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله". إذ أن هناك من يجاهد سمعة ورياء، وغضباً لغير الله تعالى .. ولا يعلم ذلك عنه إلا الله تعالى.
وعن سهل بن سعد الساعدي، أن رسول -صلى الله عليه وسلم- التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد، كما أجزأ فلان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"أما إنه من أهل النار"، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحاً شديداً، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أشهد أنك رسول الله، قال:" وما ذاك؟ " قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحاً شديداً. فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك:" إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة " [1].
قال ابن حجر: قوله "باب لا يقال فلان شهيد"، أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي، وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم فلان شهيد، ومات فلان شهيداً، ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد " وهو حديث حسن أخرجه أحمد وغيره.
وعلى هذا فالمراد النهي عن تعيين وصف واحد بعينه بأنه شهيد، بل يجوز أن يقال ذلك على طريق الإجمال.
وقوله:"والله أعلم بمن يُكلم في سبيله" أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله، فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله [2] ا- هـ.
ونحو ذلك ما رواه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأُتي به، فعرَّفه نعمَهُ، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل تعلَّم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما فعلت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن يُنفق فيها، إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم ألقي في النار".
فتأمل هذه الأصناف الثلاثة ـ الشهيد، والعالم القارئ، والمتصدق المنفق في أوجه الخير ـ كيف أن الله تعالى أحبط أعمالهم لعلمه بفساد نيتهم وقصدهم، وهذا علم أنى لنا بمعرفته والإحاطة به، فالله يعلم ونحن لا نعلم، والله لا يقبل من العمل الصائب إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، كما في الحديث الذي يرويه مسلم في صحيح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركته".
وكذلك الذي يأمر الناس بالمعروف ولا يأتيه، وينهاهم عن المنكر ويأتيه، فهو في علم الناس وظنهم أنه من أهل الجنة لصلاحه، وأمره لهم بالمعروف ونهيه عن المنكر، بينما هو في علم الله -سبحانه وتعالى- من أهل النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما في الحديث، عن أسامة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" يُجاء بالرجل يوم القيامة، فيُلقى في النار فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان! ما شأنك؟! أليس كنت تأمرنا بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟! قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه "متفق عليه.
ثانياً: إن القطع "للمعين" ـ من غير نصٍّ ـ بأنه شهيد ومن أهل الجنة، فيه تزكية لهذا المعين على الله تعالى بغير علم، وهو نوع من التألي على الله .. وهذا أمر قد نهت عنه الشريعة.
قال تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} ا لنجم:32.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} النساء:49.
وفي الحديث، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم " مسلم. فإذا كان المرء لا يجوز أن يُزكي ـ وهي نفسه التي لا تخفى عليه ـ فكيف له أن يُزكي الآخرين!
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" إن كان أحدكم مادحاً لا محالة، فليقل: أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحداً " البخاري.
فقوله"لا محالة" يعني أن الأصل أن لا يمدح، ولكن إذا كان لا مناص منه ولا بد فليمدح بما يعلم ولا يقول ما لا علم له به، ثم هو بعد ذلك يُعلق مدحه بقوله " ولا يزكي على الله أحداً " فالله أعلم بأهل البر والتقوى.
وعن كعب بن عُجرة -رضي الله عنه- قال: فقد النبي -صلى الله عليه وسلم- كعباً، فسأل عنه؟ فقالوا: مريض، فخرج يمشي حتى أتاه، فلما دخل عليه قال:" أبشر يا كعبُ " فقالت أُمه: هنيئاً لك الجنة يا كعب! فقال -صلى الله عليه وسلم-:" من هذه المتأليَّةُ على الله؟! قال: هي أمي يا رسول الله. فقال:" وما يدريك يا أمَّ كعبٍ، لعلَّ كعباً قال مالا يعنيه، أو منع مالا يعنيه! " [3].
وفي صحيح البخاري، عن ابن مليكة أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
فإذا كان هذا شأن الصحابة مع أنفسهم، فإنه لحري بمن هم دونهم أن يتهموا أنفسهم وأن لا يزكوا أنفسهم ـ ولا غيرهم ـ على الله.
ثالثاً: الشهادة للمعين بالجنة ـ من غير دليل ـ يستلزم مساواته بالصحابة الذين شهد لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وهذا يعني أنه لم تعد للصحابة المشهود لهم بالجنة ميزة على غيرهم، كما لم تعد لشهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه بالجنة تلك الميزة والخاصية العظيمة ما دام لغير النبي -صلى الله عليه وسلم- يصح له أن يحكم على من يشاء بأنه من أهل الجنة .. !!
وهذا أمر مرفوض بالنقل والعقل .. لا يجوز القول به.
لأجل هذه الأسباب الثلاثة ـ الآنفة الذكر ـ أقول: لا يجوز أن يشهد لشخص معين بأنه شهيد، أو أنه يوم القيامة في الجنة مع الأبرار من الأنبياء والصديقين والشهداء إلا من ورد بحقه نص أو دليل.
والذي يمكن قوله: التعميم لا التعيين، كأن يقال من قاتل في سبيل الله فهو شهيد، قتلانا في الجنة، وقتلى الكفار في النار، شهداء المسلمين في أحد، ومؤته، واليرموك، وفلسطين، والشيشان، وأفغانستان في الجنة .. فهذا التعميم لا حرج فيه إن شاء الله لدلالة السنة عليه.
استدراك: توجد أحياناً قرائن وإمارات تدل على حسن خاتمة المرء، فتكون بشرى خير لصاحبها في الآخرة، تستدعي تحسين الظن به، وأن يرجى له الجنة يوم القيامة إن شاء الله.
من هذه القرائن والعلامات: ثناء المؤمنين عليه بالخير والصلاح، فإن الله تعالى إذا أحب عبداً وكان عنده من المقبولين، وضع له القبول في الأرض وأحبه العباد، وأجرى على ألسنة الناس الصالحين حسن الثناء عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما في الحديث، عن أنس -رضي الله عنه- قال: مر على النبي -صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأُثني عليها خيراً، وتتابعت الألسن بالخير، فقالوا: كان ـ ما علمنا ـ يحب الله ورسوله، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-:" وجبت وجبت وجبت"، ومُر بجنازة فأثني عليها شراً وتتابعت الألسن لها بالشر، فقالوا: بئس المرء كان في دين الله، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-:" وجبت وجبت وجبت"، فقال عمر: فدىً لك أبي وأمي، مُر بجنازة فأثني عليها خيراً، فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومر على جنازة فأثني عليها شراً، فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض "، وفي رواية:" والمؤمنون شهداء الله في الأرض، إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر" [4].
وعن أبي الأسود الديلي قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فمرت جنازة، فأثني خيراً، فقال: عمر: وجبت، فقلت: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، قلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، ثم لم نسأله في الواحد " [5].
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنيين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً، إلا قال الله تعالى وتبارك: قد قبلت قولكم، أو قال: بشهادتكم، وغفرت له ما لا تعلمون " [6].
وعن ابن مسعود قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" إذا أثنى عليك جيرانك أنك محسن، فأنت محسن، وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء، فأنت مسيء" [7].
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" إذا أتى الرجل القوم فقالوا له مرحباً، فمرحباً به يوم يلقى ربه، وإذا أتى الرجل القوم فقالوا له: قحطاً، فقحطاً له يوم القيامة " [8].
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيراً، وهو يسمع، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً وهو يسمع" [9].
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" إذا صلوا على جنازة فأثنوا خيراً، يقول الرب: أجزت شهادتهم فيما يعلمون، وأغفر له ما لا يعلمون " [10].
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلان فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فيبغضوه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض " مسلم.
وعنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإذا كان صيته في السماء حسناً وضع في الأرض حسناً، وإذا كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض سيئاً" [11].
فإن قيل: فما بال الطواغيت الظالمين عندما يموتون تهتف بأسمائهم آلاف الناس، وتتناول وسائل الإعلام ذكرهم، ويُعلن عليهم الحداد .. فكيف نوفق بين ذلك وبين ما تقدم من أن ثناء الناس قرينة دالة على حسن الخاتمة، وحسن المآل؟!
أقول: الأحاديث الآنفة الذكر محمولة على ثناء المؤمنين الموحدين الصالحين، ولا يجوز أن تُحمل على غير ذلك .. وبالتالي فإن ثناء الجماهير الضالة وعويلهم ـ مهما تكاثر عددهم ـ لا يعني شيئاً، ولا يدل على شيء، وهو في ميزان الحق ليس بشيء.
ويُقال كذلك: أن ثناء كثير من هؤلاء الجماهير الضالة على الظالمين يأتي نتاجاً لضغوط الترهيب والترغيب التي يتعرضون لها .. ونتاجاً لعوامل التضليل التي تقوم بها وسائل الإعلام المختلفة، فيضطرون للمجاملة، والكذب، والنفاق .. وما كان كذلك فإنه لا يُعتبر، وهو غير معني من الأحاديث الآنفة الذكر.
ويُقال كذلك: أن الثناء بالخير منه ما يكون لأمور دينية، ومنه ما يكون لأمور دنيوية بحتة، فمن أُثني عليه خيراً لدينه وعقيدته، وأخلاقه، واستقامته .. فهو الثناء المعتبر عند الله تعالى .. وما سوى ذلك من الثناء فهو غير معتبر والأحاديث الآنفة الذكر لا تشمله؛ كأن يُقال عن المرء: كان نجاراً ماهراً، أو كان طبيباً ومهندساً، أو كاتباً مميزاً، أو خطيباً مفوهاً، أو سياسياً محنكاً .. وغير ذلك من الأمور الدنيوية التي قد يشترك فيها الصالح والطالح .. فهذا كله غير معتبر!
ومن القرائن كذلك التي تدل على حسن الخاتمة قرائن ذكرها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه"أحكام الجنائز" وساق الأدلة عليها، منها: نطقه بالشهادة عند الموت، والموت برشح الجبين، والموت ليلة الجمعة أو نهارها، والاستشهاد في ساحة القتال، والموت غازياً في سبيل الله، والموت بالطاعون، والموت بداء البطن والموت بالغرق والهدم، وموت المرأة في نفاسها بسبب ولدها، والموت بالحرق، والموت بداء السِّل، والموت مرابطاً في سبيل الله، والموت على عمل صالح [12].
فهذه قرائن وعلامات تبشر بالخير لصاحبها، وتستدعي تحسين الظن به، وبحسن خاتمته، لكنها لا تعني أن يُجزم له بالجنة كما يُقطع ويُجزم للصحابة المبشرين بالجنة، لما تقدم من الأدلة التي تمنع ذلك، وهذا ما تقتضيه قاعدة العمل بجميع النصوص ذات العلاقة بالمسألة، والتوفيق فيما بينها، والله تعالى أعلم.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 12:22]ـ
هذا ليس بحثي .. إنما انا ناقل .. (بتصرف يسير) والمقال للشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 11:29]ـ
نقل الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه المناهي اللفظية التالي:
شهيد:
قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باب لا يقال فلان شهيد قال ابن حجر: أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر.
وفي كتاب (النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح) لمحمد الطاهر بن عاشور قال ص/118 عن ترجمة البخاري هذه:
(هذا تبويب غريب فإن إطلاق اسم الاشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعاً ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم وقد ورد في حديث الموطأ وفي الصحيحين: أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناداً وتعليقاً ما يقتضي منع القول بأن فلاناً شهيد ولا النهي عن ذلك.
فالظاهر أن المراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة إذ لا يدري ما نواه من جهاده وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد إنه شهيد و أن تجري عليه أحكام الشهداء إذ توفرت فيه فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلاناً شهيد إلا بإخبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله في عامر بن الأكوع (إنه لجاهد مجاهد).
ومن هذا القبيل زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم: أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون شهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال لها: وما يدريك أن الله أكرمه.
انتهى بنصه من معجم المناهي اللفظية ص319 عند كلمة شهيد.
للفائدة لمن لا يملك الكتاب أشار الشيخ لبعض المراجع:
رسالة لبعض المعاصرين (الرأي السديد في هل يقال فلان شهيد).
وانظر بذل الماعون لابن حجر.
والبحث جاري عن الرسالة الأولى وغيرها
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 11:40]ـ
حكم قول فلان شهيد .. يحوي كلام جمع من العلماء الأجلاء.
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
اغتال يهودُ – عليهم لعائنُ اللهِ إلى يومِ القيامةِ – الشيخَ أحمدَ ياسين بطريقةٍ بشعةٍ تدلُ بوضوحٍ مدى الحقد الذي في قلوبِ إخوان القردةِ والخنازير، والله أخبرنا في كتابهِ عما تكنهُ قلوبُ يهود على أهلِ الإسلامِ قال تعالى: " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا " [المائدة: 82].
قال ابنُ كثير عند تفسيرِ الآيةِ: " وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّ كُفْرَ الْيَهُودِ كُفْرُ عِنَادٍ وَجُحُودٍ، وَمُبَاهَتَة لِلْحَقِّ، وَغَمْط لِلنَّاسِ، وَتَنَقُّص بِحَمَلَةِ الْعِلْم، وَلِهَذَا قَتَلُوا كَثِيرًا مِنْ الْأَنْبِيَاء حَتَّى هَمُّوا بِقَتْلِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْر مَرَّة وَسَمُّوهُ وَسَحَرُوهُ وَأَلَّبُوا عَلَيْهِ أَشْبَاههمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه الْمُتَتَابِعَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ".ا. هـ.
وقد أخبر اللهُ جل وعلا عن صفةٍ سلوكيةٍ في اليهودِ وهي قتلهم للأنبياءِ والصالحين.
قال تعالى: " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ " [البقرة: 61].
عَنْ عَبْد اللَّه يَعْنِي اِبْن مَسْعُود أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَشَدّ النَّاس عَذَابًا يَوْم الْقِيَامَة رَجُل قَتَلَهُ نَبِيّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَام ضَلَالَة وَمُمَثِّل مِنْ الْمُمَثِّلِينَ ". رواهُ الإمامُ أحمدُ (1/ 407) بإسنادٍ حسنٍ.
هذهِ مقدمةٌ في بيانِ صفةٍ سلوكيةٍ واحدةٍ من صفاتِ يهود، ولهم صفاتٌ أخرى كثيرةٌ جداً ذكرها اللهُ في كتابهِ ليس هذا مقامها، ومن أجمعِ الكتبِ التي تكلمت على يهود " اليهودُ في السنةِ النبويةِ المطهرةِ " تأليف د. عبد الله بن ناصر بن محمد الشقاري، في مجلدين، والكتابُ رسالةٌ جامعيةٌ لنيلِ درجةِ الماجستير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كثرُ الكلامُ والأخذُ والردُ في مقتلِ الشيخِ أحمد ياسين من جهةِ أنهُ هل يقالُ في حقهِ: " شهيدٌ " بسببِ ما قامت به يهود من اغتيالهِ؟
وقد شرق بعضٌ وغرب آخر وبدأ الأخذُ والردُ، وأصبح النقاشُ في المسألةِ كما قال تعالى: " كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " [المؤمنون: 53]، ولكن كما قال الشاعر:
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملٌ **** ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبلُ
وفي هذا البحثِ المتواضعِ نقفُ مع مسألةِ إطلاقِ لفظِ " فلانٌ شهيدٌ " على من مات بسببٍ من أسبابِ الشهادةِ ليعلم المتجردُ للحقِ أن المسألةَ خلافيةٌ بين أهلِ العلمِ، وكلُ فريقٍ استدل بما يراهُ حقاً، وقد وجدتُ في كتابِ " أحكامِ الشهيدِ في الفقهِ الإسلامي " بحثاً جيداً في المسألةِ جمع فيه المؤلف أدلةَ كلِ قولٍ، ثم رجح بما وجده راجحاً.
وكذلك من المسائلِ التي بحثها صاحبُ الكتابِ المذكورِ وله علاقةٌ بالموضوعِ " المسلم المقتول ظلماً " سواءٌ كان القتلُ بيدِ كافرٍ حربي أو غيرِ حربي، أو بيدِ مسلمٍ هل يأخذُ حكمَ الشهداءِ أم لا؟
وسأحاولُ من خلالِ البحوثِ المذكورة في الكتابِ أن ألخصَ الأقوال بقدر المستطاعِ، مع ذكرِ أهمِ أدلةِ كلِ فريقٍ.
المسألةُ الأولى: في حكمِ قولِ: " فلانٌ شهيدٌ ":
اختلف أهلُ العلمِ في هذه المسألةِ على قولين:
القولِ الأولِ:
أنه لا يجوزُ أن نشهدَ لشخصٍ بعينهِ أنه شهيدٌ، حتى لو قُتل مظلوماً، أو قُتل وهو يدافعُ عن الحقِ، إلا من شهد له النبي صلى اللهُ عليه وسلم، أو اتفقت الأمةُ على الشهادةِ له بذلك.
ومن القائلين بهذا: الإمامُ البخاري، ورجحهُ الشيخُ محمدُ بنُ عثيمين كما في " المناهي االفظية " (ص 78 – 80)، و " فتاوى إسلامية " جمع المسند (1/ 91) و " القول السديد في أنه لا يقال: " فلانٌ شهيدٌ " لجزاع الشمري.
وهو رأي العلامةِ الألباني كما في " أحكامِ الجنائز " (ص 59) فقال: (تنبيه): بوب البخاري في " صحيحه " (6/ 89): (باب لا يقولُ: فلانٌ شهيدٌ) فهذا مما يتساهلُ فيه كثيرٌ من الناسِ فيقولون: الشهيدُ فلان ... والشهيدُ فلان.ا. هـ.
واستدل أصحابُ هذا القولِ بما يلي:
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ. رواهُ البخاري (2787).
وقد بوب البخاري على الحديث بقولهِ: " باب لا يقولُ: " فلانٌ شهيدٌ ".
2 - عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ " فَاشْتَكَى عُثْمَانُ عِنْدَنَا، فَمَرَّضْتُهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، وَجَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ؟ قَالَ: أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَمَا أَدْرِي وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّه مَا يُفْعَلُ بِي؟ قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ، قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَنِمْتُ، فأَرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " ذَلِكِ عَمَلُهُ ". رواهُ البخاري (1243).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – قال أصحابُ هذا القولِ: إننا لو شهدنا لأحدٍ بعينهِ أنه شهيدٌ لزم من تلك الشهادةِ أن نشهد له بالجنةِ، وهذا خلافُ ما كان عليه أهلُ السنةِ.
وهناك أدلةٌ أخرى، ولكن هذه أهمها.
ردُ العلماءِ على تبويبِ البخاري:
رد الحافظُ ابنُ حجر على تبويبِ البخاري في " الفتح " (6/ 106) فقال: " أي على سبيلِ القطعِ … وإن كان مع ذلك يُعطى حكم الشهداءِ في الأحكامِ الظاهرةِ، ولذلك أطبق السلفُ على تسميةِ المقتولين في بدرٍ وأحدٍ وغيرهما شهداء، والمرادُ بذلك الحكم الظاهرُ المبنيُّ على الظنِ الغالبِ، والله أعلم.ا. هـ.
ونقل الشيخُ بكرُ أبو زيد في " معجم المناهي الفظية " (ص 320) عن الطاهر بنِ عاشور عن ترجمةِ البخاري فقال: " هذا تبويبٌ غريبٌ، فإن إطلاقَ اسم الشهيدِ على المسلمِ المقتولِ في الجهادِ الإسلامي ثابتٌ شرعاً، ومطروقٌ على ألسنةِ السلفِ فمن بعدهم، وقد ورد في حديثِ الموطأِ، وفي الصحيحين: أن الشهداءَ خمسةٌ غير الشهيد في سبيل اللهِ، والوصف بمثلِ هذه الأعمالِ يعتمدُ على النظرِ إلى الظاهرِ الذي لم يتأكد غيرهُ، وليس فيما أخرجهُ البخاري هنا إسنادٌ وتعليقُ ما يقتضي منع القولِ بأن فلاناً شهيدٌ، ولا النهي عن ذلك.
فالظاهرُ أن مرادَ البخاري بذلك أن لا يجزم أحدٌ بكونِ أحدٍ قد نال عند اللهِ ثواب الشهادةِ؛ إذ لا يدري ما نواهُ من جهاده، وليس ذلك للمنعِ من أن يقال لأحدٍ: إنهُ شهيدٌ، وأن يُجرى عليهِ أحكامُ الشهداءِ، إذا توفرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكونَ: باب لا يجزمُ بأن فلاناً شهيدٌ إلا بإخبارٍِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله في عامر بن الأكوع: " إنه لجاهدُ مجاهدٌ ". ومن هذا القبيلِ زجرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أم العلاء الأنصاريةِ حين قالت في عثمانَ بنِ مظعون: " شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟ ".ا. هـ.
القولِ الثاني:
جوازُ تسميةِ المقتولِ في سبيلِ اللهِ وغيرهِ ممن مات بسببٍ من أسبابِ الشهادةِ بـ " شهيد " ولو بالتعيين، بناءً على الحكمِ الظاهرِ المبني على الظنِ الغالبِ، وذلك لمن اجتمعت فيه الشروطُ، وانتفت عنه الموانعُ في الأعمالِ البدنية الظاهرةِ دون الأعمالِ الباطنةِ كالإخلاصِ مثلاً.
واستدل أصحابُ هذا القولِ بما يلي:
1 - أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، وَكَانَ خَالَهُ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ: " فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ". رواه البخاري (4095).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " (7/ 449): " فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " أَيْ بِالشَّهَادَةِ ".ا. هـ.
وهذه شهادةٌ لنفسهِ ولم يُنكِر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأورد صاحبُ كتاب " أحكام الشهادة في الفقه الإسلامي " عبد الرحمن العمري آثاراً عن السلفِ حكم فيها بالشهادةِ لعددٍ من الصحابة منهم: هشام بن العاص، وقُثَم بن العباس، والبراء بن مالك، والنعمان بن مقرنٍ.
وجاء في " سير أعلام النبلاء " (11/ 167) للذهبي عند ترجمةِ أحمد بن نصر المروزي عندما قتل في فتنة القرآن: " قَالَ ابْنُ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: خَتَمَ اللهُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ عِنْدَهُ مُصَنَّفَاتُ هُشَيْمٍ كُلُّهَا، وَعَنْ مَالِكٍ أَحَادِيْثُ.ا. هـ.
وذهب بعضُ أهلِ العلمِ إلى هذا القول ومنهم:
1 - شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ:
سُئل شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في الفتاوى (24/ 293) ما نصه:
وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ رَكِبَ الْبَحْرَ لِلتِّجَارَةِ، فَغَرِقَ فَهَلْ مَاتَ شَهِيدًا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَجَابَ: نَعَمْ مَاتَ شَهِيدًا إذَا لَمْ يَكُنْ عَاصِيًا بِرُكُوبِهِ فَإِنَّهُ قَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْغَرِيقُ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْحَرِيقُ شَهِيدٌ وَالْمَيِّتُ بِالطَّاعُونِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ فِي نِفَاسِهَا شَهِيدَةٌ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ". وَجَاءَ ذِكْرُ غَيْرِ هَؤُلَاءِ.
وَرُكُوبُ الْبَحْرِ لِلتِّجَارَةِ جَائِزٌ إذَا غَلَبَ عَلَى الظَّنِّ السَّلَامَةُ. وَأَمَّا بِدُونِ ذَلِكَ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرْكَبَهُ لِلتِّجَارَةِ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ وَمِثْلُ هَذَا لَا يُقَالُ: إنَّهُ شَهِيدٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.ا. هـ.
2 – سماحةُ الشيخِ عبدُ العزيزِ بنُ باز – رحمه الله -:
وقد سُئل سماحةُ الشيخِ عبدُ العزيز بنُ باز ما نصه:
إلى سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز حرسه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأرجو من سماحتكم إفتائي في حكم إطلاق لفظة (الشهيد) على المعين، مثل أن أقول: الشهيد فلان، وهل يجوز كتابة ذلك في المجلات والكتب وجزاكم الله خيرا؟
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده كل من سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا فإنه يسمى شهيدا؛ كالمطعون والمبطون وصاحب الهدم والغرق والقتيل في سبيل الله والقتيل دون دينه أو دون ماله أو دون أهله أو دون دمه، لكن كلهم يغسلون ويصلي عليهم ما عدا الشهيد في المعركة فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات في المعركة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغسل شهداء أحد الذين ماتوا في المعركة ولم يصل عليهم كما رواه البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه.
وفق الله الجميع لما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والشيخُ عبدُ العزيزِ بن باز يجعلُ من قتل في مكافحةِ المخدراتِ شهيداً، وهذه نص الفتوى:
السؤال:
انتشرت في بلاد المسلمين المخدرات فهل يعتبر شهيدا من قتل من رجال مكافحة المخدرات المسلمين عند مداهمة أوكار متعاطي المخدرات ومروجيها؟ ثم ما حكم من يدلي بمعلومات تساعد رجال المكافحة للوصول إلى تلك الأوكار؟
الإجابة:
الحمد لله
لا ريب أن مكافحة المسكرات والمخدرات من أعظم الجهاد في سبيل الله، ومن أهم الواجبات التعاون بين أفراد المجتمع في مكافحة ذلك، لأن مكافحتها في مصلحة الجميع؛ ولأن فشوها ورواجها مضرة على الجميع ومن قتل في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية فهو من الشهداء، ومن أعان على فضح هذه الأوكار وبيانها للمسئولين فهو مأجور وبذلك يعتبر مجاهدا في سبيل الحق وفي مصلحة المسلمين وحماية مجتمعهم مما يضر بهم، فنسأل الله أن يهدي أولئك المروجين لهذا البلاء وأن يردهم إلى رشدهم وأن يعيذهم من شرور أنفسهم ومكائد عدوهم الشيطان، وأن يوفق المكافحين لهم لإصابة الحق وأن يعينهم على أداء واجبهم ويسدد خطاهم وينصرهم على حزب الشيطان إنه خير مسئول.
3 – اللجنةُ الدائمةُ لإدارات البحوث العلمية:
ورد إلى اللجنةِ الدائمةِ كما في " فتاويها " (12/ 23) سؤالٌ نصه:
9248 – هل يجوزُ إطلاقُ كلمة " الشهيد " على من استبان لنا منه أنه من أهل الصلاحِ والتقوى ثم قتل في سبيل اللهِ، هل يجوزُ لنا أن يقولَ عنه شهيد؟
ج. من قتل في سبيلِ الله في معركةٍ مع العدو وهو صابرٌ محتسبٌ فهو شهيدُ معركةٍ، لا يغسلُ ولا يكفنُ بل يدفنُ بملابسهِ.
أما غيرُ شهيدِ المعركةِ فهو كثيرٌ ويسمى شهيداً كمن قتل دون عرضهِ أو نفسهِ أو مالهِ، وكالمبطونِ والمطعونِ والغريقِ ونحوهم، وهذا يغسلُ ويكفنُ ويصلى عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآلهِ وصحبهِ وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية.
الترجيح:
والراجحُ فيما ظهر من الأدلةِ – واللهُ أعلمُ – أن يقالَ: إنهُ لا يشهدُ لشخص بعينه أنه شهيدٌ إلا إذا توفي بسبب من أسبابِ الشهادةِ التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد له المؤمنون بذلك، فلا مانع من إطلاقِ لفظ شهيد عليه، ولا محذور في ذلك، وإن كان فيه شهادةٌ بالجنةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ: " وَجَبَتْ "، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا أَوْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَالَ: " وَجَبَتْ "، فَقِيلَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ لِهَذَا: وَجَبَتْ " وَلِهَذَا " وَجَبَتْ " قَالَ: " شَهَادَةُ الْقَوْمِ الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ". رواه البخاري (1367).
قال الحافظُ ابنُ حجر في " الفتح " (3/ 273): " قَالَ الدَّاوُدِيّ: الْمُعْتَبَر فِي ذَلِكَ شَهَادَة أَهْل الْفَضْل وَالصِّدْق , لَا الْفَسَقَة لِأَنَّهُمْ قَدْ يُثْنُونَ عَلَى مَنْ يَكُون مِثْلهمْ , وَلَا مَنْ بَيْنه وَبَيْن الْمَيِّت عَدَاوَة لِأَنَّ شَهَادَة الْعَدُوّ لَا تُقْبَل. وَفِي الْحَدِيث فَضِيلَة هَذِهِ الْأُمَّة , وَإِعْمَال الْحُكْم بِالظَّاهِرِ.ا. هـ.
والشيخُ أحمدُ ياسين شهد لهُ الناسُ بالصلاحِ والاستقامةِ فيما ظهر لهم، بل وظهرت عليه علاماتُ حسنِ الخاتمةِ، فقد قُتل بعد أن أدى صلاةَ الفجرِ مع جماعةِ المسلمين.
وصدر من سماحةِ الشيخ عبدِ العزيزِ آل الشيخِ حفظهُ اللهُ بيانٌ استنكر فيه مقتل الشيخِ أحمد ياسين، وأثنى عليه وهذا نصُ البيان:
مفتى المملكة يستنكر اغتيال الشيخ احمد ياسين
الرياض 1 صفر 1425ه- الموافق 22 مارس 2004م
واس: عبر سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ عن بالغ حزنه باغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين على يد طغمة فاسدة ظالمة. جاء ذلك في كلمة وجهها سماحته فيما يلي نصها ..
الحمد لله رب العالمين وولي الصابرين وناصر عباده المؤمنين والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وقدوة العاملين المخلصين وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين أما بعد ..
فإناً قد تلقينا ببالغ الحزن نبأ اغتيال الشيخ الشهيد / أحمد ياسين غفر الله له ورحمه ورفع درجته في المهديين وخلفه في عقبه في الغابرين على يد طغمة فاسدة ظالمة عليها من الله ما تستحق ولما كان معروفاً عن الشيخ رحمه الله صبره وجهاده ووقوفه في وجه الظلم سني حياته فإني أرجو أن تكون خاتمته هذه خاتمة السعادة وأن يكون من الشهداء الأبرار الذين قال الله عنهم " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ. الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ. الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران: 169 - 173].
وإنا إذ نعزي أنفسنا وسائر إخواننا المسلمين والشعب الفلسطيني الشقيق وأهل الفقيد الذين نرجو من الله أن يكون شهيداً لنستنكر هذا الفعل الإجرامي الظالم وندعو كافة المنصفين في العالم قادة وشعوباً إلى الوقوف في وجه الظلم والظالمين وإلا فإن الله سوف يعمهم بعذاب من عنده وهذه سنة الله في كونه.
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يتقبل أخانا الشيخ أحمد ياسين شهيداً وأن يرفع درجته في عليين ويخلفه في عقبه في الغابرين وأن يدحر الظالمين وينصر عباده الموحدين إنه سبحانه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المفتي العالم للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكفى بشهادةِ الشيخِ عبدِ العزيزِ آل الشيخ لهذا الرجلِ بأن جعلهُ من عدادِ الشهداءِ.
وأكتفي بهذا القدرِ، وفيه كفايةٌ إن شاء اللهُ تعالى.
http://www.maroc-quran.com/vb/t5420.html
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 11:50]ـ
في حكم قول فلان شهيد
إن إطلاق لفظة "شهيد" على كل أحد لا تجوز، إلا لمن أثبت له الشارع هذا الوصف، أما تسمية الكفار من ملحدين ويهود ونصارى وغيرهم بشهداء فهذا قدح في عقيدة من قال ذلك، وجهل منه بأبسط مبادئ الإسلام وأصول الإيمان، قال تعالى: ?وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ? [آل عمران: 85].
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «وأما ما ينشر في الصحف وما أشبه ذلك من مثل هذه الألقاب التي قد تقال لمن يجزم الإنسان بأنه ليس من المؤمنين فضلاً عن الشهداء؛ فإن الواجب أن يتحرّى الإنسان فيما يقول، سواء كان صحفيًا أم غير صحفي لأنه سيُسأل عما قال، كما قال الله تعالى: ?مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ? [ق: 18].» ().
كما أدرج البعض أوصافًا لنيل الشهادة غير الأوصاف التي قيدتها النصوص الشرعية، كقول بعضهم: "شهيد البيئة" لمن قتل وهو يحافظ على نظافة بلدته، أو "شهيد الفن" لمن مات وهو يقوم بجهاد فني -على زعمهم- ولو كان بعمله الفني هذا يحارب الله ورسوله، أو "شهيد العروبة" ولو كان هذا مقتولاً في عصبية قومية جاهلية، أو "شهيد الحرية"، أو "شهيد العلم"، وغيرها من الأوصاف التي قد يكون في أكثرها مضادة لحكم الله ورسوله ?، وهذه كلها دعاوى باطلة وتسميات زائفة أرخصت بها منزلة الشهادة العظيمة التي جاء الإسلام برفع مكانتها وإعلاء شأنها، وأصحاب الأوصاف السابقة الذكر لا يجوز لأحد أن يطلق عليهم شهداء، لوجوب الوقوف عند الضوابط والأصول الشرعية.
أما «إطلاق الشهادة بالوصف، مثل أن يقال: كل من قُتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص؛ لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله ?، ونعني بقولنا: جائز أنه غير ممنوع، وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقًا لخبر رسول الله ?» ().
لكن من مات بسبب من أسباب الشهادة وقد توفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع الظاهرة، هل يجوز إطلاق لفظة شهيد عليه كأن يقال: فلان شهيد؟ هذه المسألة اختلف فيها على قولين:
القول الأول: أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد.
القول الثاني: أنه يجوز أن نشهد للمعين، بأنه شهيد إذا توافرت فيه الشروط، وإليك تفصيل هذه الأقوال:
القول الأول:
ذهب إلى أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد، حتى لو قتل مظلومًا، أو قتل وهو يدافع عن الحق، إلا من شهد له النبي ? أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك (). ومن القائلين بهذا: الإمام البخاري -رحمه الله-، ورجحه الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله _.
وهذا القول فرق بين الإطلاق والتعيين، فأجاز إطلاق الشهادة على من قتل في سبيل الله، أو على الغريق لكن ليس على تعيين شخص بعينه.
واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
1 - ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ? أنه قال: «الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله» ().
وجه الدلالة: أن قوله: "والله أعلم ... "، أي أن هذا الحكم ليس على الظاهر، أن من كان يقاتل في حيز المسلمين أنه ممن يقاتل في سبيله، ويكلم في سبيله؛ لأنه قد يكون في حيز المسلمين ويقاتل حمية، ويقاتل ليرى مكانه، ويقاتل للمغنم، ولا يكون لأحد من هؤلاء هذه الفضيلة حتى يقاتل في سبيل الله ()، ولا يطلع على ذلك إلا بالوحي، فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطي حكم الشهادة، ولا يعلم ذلك إلا من علمه الله، فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله ().
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقد استدل لهذا القول أيضًا بما روى سهل بن سعد ? «أن رسول الله ? التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله ? إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله ? رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة () إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله ?: «أما إنه من أهل النار». فقال رجل من القوم: أنا صاحبه ... قال: فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه () بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه ... إلى أن قال رسول الله ?: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» ().
وجه الدلالة: أن الصحابة رضي الله عنهم شهدوا رجحان هذا الرجل في أمر الجهاد، فلو كان قُتل لم يمتنع أن يشهدوا له بالشهادة، وقد ظهر منه أنه لم يقاتل لله وإنما قاتل غضبًا لقومه، فلا يطلق على كل مقتول في الجهاد أنه شهيد، لاحتمال أن يكون مثل هذا ().
وبهذين الحديثين السابقين استدل البخاري () -رحمه الله- على هذه المسألة، فترجم لهما بقوله: باب لا يقول: فلان شهيد ().
وقد يستدل لهذا القول بما يلي:
1 - روى أبو هريرة ? حديث الغلام الذي كان يحط رحل رسول الله ? فجاءه سهم عائر () فأصابه فقتله، فقال الناس: هنيئًا له الجنة. فقال رسول الله ?: «كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا ... » الحديث ().
وجه الدلالة: أن الناس قالوا: هنيئًا له الجنة على ما اعتقدوا من أنه شهيد، إذ قتل في خدمة النبي ? ()؛ فنفى النبي ? عنه ذلك لغلوله.
2 - أننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة، وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة، فإن من عقيدتهم أن لا ننزل أحدًا معينًا من أهل القبلة جنة أو نارًا إلا من أخبر الصادق ? أنه من أهل الجنة، كالعشرة رضي الله عنهم، وغيرهم؛ لأن حقيقتهم باطنة، وما ماتوا عليه لا نحيط به، لكن نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين (). ومن كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك -أي الجنة- ولا نشهد له به، ولا نسيء به الظن ().
3 - وفي حديث كعب بن عجرة ? عندما مرض وأتاه النبي ? فقال له: «أبشر يا كعب، فقالت: أمه: هنيئًا لك الجنة يا كعب. فقال النبي ?: من هذه المتألية على الله؟. قال: هي أمي يا رسول الله. قال: ما يدريك يا أم كعب؟ لعل كعبًا قال ما لا ينفعه، أو منع ما لا يغنيه» ().
4 - وعندما توفي عثمان بن مظعون رضي الله عنه في بيت أم العلاء الأنصارية -رضي الله عنها- قالت: «رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي ?: وما يدريك أن الله قد أكرمه؟ فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: أما هو فقد جاءه اليقين. والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري -وأنا رسول الله- ما يفعل بي. قلت فوالله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا، وأحزنني ذلك. قالت: فنمت فأريت لعثمان عيناً تجري، فجئت إلى رسول الله ? فأخبرته، فقال: ذلك عمله ().
5 - روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب فقال: «تقولون في مغازيكم: قتل فلان شهيدًا، ومات فلان شهيدًا، ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله ?: من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد» ().
وجه الدلالة: أنه نهى عن تعيين وصف واحد بعينه بأنه شهيد، وأن ذلك لا يجوز أن يقال إلا على سبيل الإجمال ()، وكانت خطبته هذه في جمع من الصحابة رضي الله عنهم ولم يُعلم له مخالف.
6 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إياكم أن تقولوا: مات فلان شهيدًا، أو: قتل فلان شهيدًا، فإن الرجل يقاتل ليغنم، ويقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه ... » ().
وعنه أيضًا رضي الله عنه قال: «إياكم والشهادات، فإن كنتم فاعلين فاشهدوا لسرية بعثهم رسول الله ? فأصيبوا، فنزل فيهم: أن بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا» ().
القول الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهب إلى جواز تسمية المقتول في سبيل الله وغيره ممن مات بسبب من أسباب الشهادة بـ "شهيد" ولو بالتعيين، بناء على الحكم الظاهر المبني على الظنّ الغالب ()، وذلك لمن اجتمعت فيه الشروط، وانتفت عنه الموانع في الأعمال البدنية الظاهرة دون الأعمال الباطنة كالإخلاص مثلاً، كما يُطلق الأطباء لفظ الصحة ومقصودهم سلامة الجسد، دون سلامة النفس من فساد العقائد والأخلاق، وهذه شهادة على ظاهر أمرهم من الإيمان، وإقام العبادات، والجهاد في سبيل الله، واستدامة ذلك إلى أن قتلوا في مجاهدة الكفار؛ فلا مانع من إطلاق لفظه "شهيد" لمن هذه حاله، ونكل سرائره إلى الله تعالى، مع أننا لا نجزم له بهذه الشهادة عند الله، «ولأننا قد أمرنا بالحكم الظاهر، ونهينا عن الظن واتباع ما ليس لنا به علم» ().
قال ابن عبد البر () -رحمه الله-: «إن الحكام إنما يقضون في التعديل والتجريح عند الشهادات بما يظهر ويغلب، ولا يقطعون على غيب فيما به من ذلك يقضون، ولم يكلفوا إلا العلم الظاهر، والباطن إلى الله عز وجل» ().
وقال ابن تيمية -رحمه الله-: «قد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه، ممن لا يعلم المسلمون حاله، إذا قاتلوا الكفار، فيقتلونه، ولا يغسل، ولا يصلى عليه، ويدفن مع المشركين، وهو في الآخرة مع المؤمنين أهل الجنة، كما أن المنافقين تجري عليهم في الدنيا أحكام المسلمين، وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، فحكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا» ().
ومما يستدل به على هذه المسألة: ما تواتر عن الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم من علماء الإسلام من إطلاق الشهادة على المعين، كقولهم: وقتل فلان شهيدًا، ومات فلان شهيدًا، وختم له بالشهادة، ورزق الشهادة، واستشهد. مما يدل على جواز إطلاق وصف الشهيد على المعين.
وسوف نعرض جملة مما نقل عنهم في هذا المعنى على سبيل التمثيل والاستشهاد، لا على سبيل الحصر، فهذا مما لا يدرك ولا يمكن الإحاطة به.
1 - في حديث أنس بن مالك ?: «أنه لما طعن حرام بن ملحان ? -وكان خاله- يوم بئر معونة ()، قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزت ورب الكعبة» ().
فقوله: "فزت ورب الكعبة" أي بالشهادة ()، وكان هذا شهادة لنفسه، ولم ينكر عليه النبي ?.
2 - وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: «قتل أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة يوم اليمامة شهيدًا» ().
3 - وفي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأنه مر بنفر من قريش، فذكروا هشامًا -أخاه- فقالوا: أيهما أفضل؟ فقال عمرو: إنا شهدنا اليرموك، فبات وبت في سبيل الله، وأسأله إياها -أي الشهادة- فلما أصبحنا رزقها وحرمتها ففي ذلك تبين لكم فضله علي ().
4 - وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه عندما سئل عن قثم بن العباس رضي الله عنه، ما فعل؟ قال: استشهد ().
5 - قول أنس بن مالك رضي الله عنه في أخيه البراء بن مالك رضي الله عنه: قتل شهيدًا ().
6 - وعندما قُتل النعمان بن مقرن رضي الله عنه في معركة نهاوند قال أخوه معقل: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح، وختم له بالشهادة ().
هذه بعض الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم، وروي مثلها عن التابعين ومن بعدهم، وبمثلها قال كثير من العلماء المُحققين ().
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز () -رحمه الله- عن حكم إطلاق لفظة "الشهيد" على المعين فأجاز ذلك، وقال: كل من سماه النبي ? شهيدًا فإنه يسمى شهيدًا ().
مناقشة الأدلة والأقوال:
أما تبويب البخاري -رحمه الله- بقوله: لا يقول: فلان شهيد، فقد قال ابن حجر معقبًا: «أي على سبيل القطع بذلك». ثم قال: «وإن كان مع ذلك يعطى حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة، ولذلك أطبق السلف على تسمية المقتولين في بدر وأحد وغيرهما شهداء، والمراد بذلك الحكم الظاهر المبني على الظن الغالب، والله أعلم» ().
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الطاهر بن عاشور () -رحمه الله- عن ترجمة البخاري هذه: «هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعًا، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم، وقد ورد في حديث الموطأ، وفي الصحيحين: أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد على النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناد وتعليق ما يقتضي منع القول بأن فلانًا شهيد، ولا النهي عن ذلك. فالظاهر أن مراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة؛ إذ لا يدري ما نواه من جهاده، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن يجرى عليه أحكام الشهداء، إذا توفرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلانًا شهيد إلا بإخبار من رسول الله ?، مثل قوله في عامر بن الأكوع: «إنه لجاهد مجاهد». ومن هذا القبيل زجر رسول الله ? أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون: فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال لها ?: «وما يدريك أن الله أكرمه؟» ().
ويجاب على أصحاب القول الأول بأن ما استدلوا به من أن السلف قد أجمعوا على تسمية أهل بدر وأحد بالشهداء، إن هذا الاستدلال في غير محله، لأنه قد زكاهم النبي ?، وشهد لهم، خلاف غيرهم مما لم يُعلم حقيقة حاله ().
وأما ما روي من آثار عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك، فإن هذه الروايات على التسليم بصحتها فإنها حكاية قول معارض لما هو أصرح وأصح، وهو ما رويناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكذلك ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه.
أما إطلاق بعض العلماء لهذه التسميات فإنهم على جلالة قدرهم لا يستدل بأقوالهم بل يستدل لها.
الترجيح:
والراجح فيما ظهر من الأدلة -والله أعلم- أن يقال: إنه لا يشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا إذا توفي بسبب من أسباب الشهادة التي ثبتت عن النبي ?، وشهد له المؤمنون بذلك، فلا مانع من إطلاق لفظ شهيد عليه، ولا محذور في ذلك، وإن كان فيه شهادة بالجنة. لما روى أنس بن مالك رضي الله عنه من أنهم «مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال النبي ?: وجبت. ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرًا، فقال: وجبت. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًا فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض» ().
وعن أبي الأسود () قال: «قدمت المدينة -وقد وقع بها مرض- فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثني على صاحبها خيرًا، فقال عمر رضي الله عنه: وجبت، ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرًا. فقال عمر رضي الله عنه: وجبت ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرًا، فقال: وجبت. فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي ?: أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان، ثم لم نسأله عن الواحد» ().
فقوله في الحديث الأول «أنتم شهداء الله في الأرض»، أي: المخاطبون بذلك من الصحابة ومن كان على صفتهم من الإيمان ().
فالمعتبر في ذلك: شهادة أهل الفضل والصدق، لا الفسقة، لأنهم قد يثنون على من يكون مثلهم، ولا من بينه وبين الميت عداوة، لأن شهادة العدو لا تقبل. وفي الحديث فضيلة هذه الأمة، وإعمال الحكم بالظاهر ().
وهذا قول صحيح للسلف في الشهادة بالجنة لمن شهد له المؤمنون ()، وقد رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ()، وقد كان أبو ثور () -رحمه الله- يشهد لأحمد بن حنبل بالجنة ().
من أراد البحث بالحواشي هذا الرابط:
http://www.abegs.org/sites/Research/DocLib/%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9/%D8%A3%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85 %20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9 %8A%D8%AF%20%D9%81%D9%8A%20%D8 %A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%20 %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85%D9%8A.doc
وهنا بحث آخر للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=58001
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 12:19]ـ
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
مسألة إطلاق لفظ الشهادة على المعين من المسائل التي تثار في أوساط الشباب الملتزم و اكثرهم يربط هذه المسألة بالأستاذ سيد قطب رحمه الله الذي قتل في سبيل دعوته كما قال الشيخ الألباني رحمه الله فما من مجلس تجلس فيه وتذكر السيد رحمه الله إلا و ابتدرك الطاعنون فيه بقول البخاري رحمه الله: باب لا يقال فلان شهيد وكأن الباب لديهم كله في السيد وهذا كله من التعسف والذي قاله الإمام البخاري رحمه الله هو رأيه والناظر في ما كتبه الإمام الذهبي في السير يجد أنه قال في ترجمة سعيد بن جبير: الشهيد السعيد وغير ذلك كثير.
وفي الأخير أقول لم أكتب هاته الكلمات من باب التشنيع أو الطعن في صاحب البحث فهو جزاه الله خيرا على ما قدم ونفع الله ببحثه و غفر الله للجميع.(/)
من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 05:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطاهرين ..
فهذا كلام شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ في إثبات كرامات الأولياء {إحياء الموتى} ... :
قال ابن تيمية رحمه الله:
((فآيات الأنبياء مستلزمة لصدقهم وصدق من صدقهم وشهد لهم بالنبوة والآيات التي يبعث الله بها أنبياء قد يكون مثلها لأنبياء أخر مثل إحياء الموتى فقد كان لغير واحد من الأنبياء وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الانبياء كما قد وقع لطائفة من هذه الامة ومن أتباع عيسى فإن هؤلاء يقولون نحن إنما أحيى الله الموتى على أيدينا لاتباع محمد أو المسيح فبايماننا بهم وتصديقنا لهم أحيى الله الموتى على أيدينا فكان إحياء الموتى مستلزما لتصديقه عيسى ومحمدا لم يكن قط مع تكذيبهما فصار آية لنبوتهم))
كتاب النبوات لابن تيمية ص213
وقال أيضاً:
((فانه لا ريب أن الله خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب أن من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر، فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الأنبياء، وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض، بخلاف إحياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الأنبياء بل ومن الصالحين)) النبوات ص 218
وقال ـ قدس الله روحه ـ:
((ولا يقدر أحد من مكذبي الأنبياء أن يأتي بمثل آيات الأنبياء، وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الأنبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم)).
النبوات ص232
وفي كتاب الفرقان لابن تيمية ذكر التالي في جملة كرامات الأولياء:
((وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو، فقال: اللهم لا تجعل لمخلوق علي منة، ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرج الفرس فإنه عارية، وأخذ سرجه فمات الفرس.))
وذكر أيضا ـ رضي الله عنه ـ:
((ورجل من النخع كان له حمار فمات في الطريق، فقال له أصحابه: هلم نتوزع متاعك على رحالنا، فقال لهم: أمهلوني هنيهة، ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين، ودعا الله تعالى فأحيا له حماره، فحمل عليه متاعه.))
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 09:59]ـ
وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الانبياء كما قد وقع لطائفة من هذه الامة ومن أتباع عيسى
هذه الجملة من كلام شيخ الاسلام لايعني بها المتصوفة الذين يخترعون الافكار ويتركون الاذكار والجهاد ويخالفون الشرعة والمنهاج
ولايعني بها ان هذا حاصل في الامة ليل نهار ولافي جميع الازمان من العلماء والزهاد والفقهاء
وانما كما ظهرت آيات خاصة في صحابة عيسي عليه السلام بعد موته من اجراء آيات علي ايديهم في احياءا الموتي وموجودة الاشارة اليها الي الان في العهد الجديد للنصاري بل والعهد القديم عن غير صحابة المسيح عليه السلام--وهي كتب محرفة الا ان فيها بعض بقايا صادقة-كما موجودة فيه البشارات بنبوة محمد بل وبصفة امته ومخرجه والمنطقة التي تظهر فيه وهي فاران اونسل قيدار او ابطال قيدار وهم الصحابة القرشيين الذين افنوا مجد قيدار اي مجد قريش العصبي وحلت بدله وحدة الجنس البشري في الدعوة العالمية الاسلامية التي تدين لله وحده بالعبودية
كل هذا موجود-في الكتب المحرفة والتاريخ- وان كان اضيف اليه من ليس منه سواء في نفس الاعداد او في تأويلها او في اضافات ونسبة احياء الموتي لمن لم تحصل له مثل بولس كما يمكن ان يضيف الصوفية امور كاذبة
ان شيخ الاسلام ضرب مثلين هنا-ساوردهما بعد قليل وهما في النص اعلاه ايضا- علي احياء الموتي في الامة والسبب الذي لاجله احيي الموتي والطريقة ولاحظ الطريقة التي تنفي عن البشر احياء الموتي وهو المعني الوارد علي الذهن عند قراءة عنوان الرابط هنا!
فالطريقة والولي الحقيقي ومن اجل ماذا كلها امور نادرة واسبابها تكون نادرة وورد امور شبيهة مثل شراب السم الذي فعله خالد ابن الوليد ولم يمت منه او رؤية عمر للعدو ومناداته-وهو بعيد جدا- علي سارية باخذ الحذر كل هذه امور لاتحدث الا في احداث جسام ومن اولياء لله عظام كما حدث في اشتراك الملائكة في معارك كبري خاضها اولياء الله حقا مثل معركة بدر ويوم حنين وغيرها او كما حدث لاخذ الملائكة لجسد صحابي فلم يدفن علي الارض ولم يعرف مكانه فيها!
كلها امور نادرة وتحدث لكن في امور لنصرة الامة او توكلا واثقا بالله يراه العدو والصديق كشرب السم من خالد رضي الله عنهولايعني هذا انها موجودة في كل مكان وزمان!
انظر -مما تقدم- المثالين
وفي كتاب الفرقان لابن تيمية ذكر التالي في جملة كرامات الأولياء:
((وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو، فقال: اللهم لا تجعل لمخلوق علي منة، ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرج الفرس فإنه عارية، وأخذ سرجه فمات الفرس.))
وذكر أيضا ـ رضي الله عنه ـ:
((ورجل من النخع كان له حمار فمات في الطريق، فقال له أصحابه: هلم نتوزع متاعك على رحالنا، فقال لهم: أمهلوني هنيهة، ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين، ودعا الله تعالى فأحيا له حماره، فحمل عليه متاعه.))
وقد دعا يوشع كما في الحديث لوقف الشمس حتي يتم غزوه ومعركته والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 10:05]ـ
اخي الكريم استسمحك في اثارة انتباهك الى ان عنوان موضوعك فيه نوع من الاساءة -على حد فهمي-لشيخ الاسلام رحمه الله ولاخوانك من طلبة العلم ذلك انه عنوان موهم يرسل رسائل سلبية وكانها منافحة خفية عن بعض المتلبسين بالبدع الشركية في زماننا وان كنت اربا باخي ان يكون كذلك وعليه فانااستسمحه في نقل هذا الرد الجميل من الشيخ عبد الغفار محمد في كتابه الماتع رد شبهات (النور) حول كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عسى ان يسهم في تصحيح الصورة ودفع الايهام:
يقول اثابه الله في معرض رده على شبهة بعنوان: الأولياء يدبرون العالم ويتصرفون فيه:
لم يسق المخالف سبب إيراده هذا الكلام، وما وجه إنكاره على السلفيين، ثم هذا الكلام قاله ابن تيمية في سياق كلام طويل لنقاش مسألة مشهورة بين الناس فى التفضيل بين الملائكة والناس ولا شأن للتصوف به، وهو قول صحيح لا شبهة فيه في الأولياء الصالحين الأحياء وليس الأموات، كما تعتقد الصوفية في نفع الأولياء الأموات.
كما لم يتعرض المخالف لصفات هؤلاء الذي رزقهم الله هذه الصفات من نفع الخلق وتدبير العالم؟
وما قاله ابن تيمية رحمه الله له لم يكن من عند نفسه أو لكونه صوفيا ذائقا، بل هو من الدين وصريح صحيح نصوص السنة، وفي ذلك أمور منها:
• مكانة الولي العظيمة عند ربه
كما في الحديث القدسي: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ). أخرجه البخاري في (الرقاق ح 6502) من حديث أبي هريرة. فإذا كان هذا حال الولي مع ربه سبحانه، أفيبخل عليه سبحانه بإستنزال النصر والغيث، وإبرار قسمه واستجابة دعائه في الحال وتحقيق شفاعته، وجعل حرمته أعظم من بيته الحرام، وأن يُتَوسل به إلى الله وهو حي وأن يخرق له العادات.
أمور أثبتها الشرع الحنيف للولي الحي الصادق، وخالف الصوفية فأثبتت ما سبق للولي الميت؟؟.
ومما أثبته الشرع الحنيف للولي الحي من تصريف في الكون ونحوه بقوة الله ومشيئته أمور:
أولا: تنزل النصر والرزق بسببه
(رَأَى سَعْدٌ رضي الله عنه أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلا بِضُعَفَائِكُمْ). أخرجه البخاري (الجهاد والسير ح 2896) من حديث سعد بن أبي وقاص ثاني: إبرار قسمه
عن أنس قال: (أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا الْأَرْشَ وَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا فَقَالَ يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ). أخرجه البخاري في (الصلح ح 2703). وفي رواية من حديث أبي هريرة ولفظه:
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ). أخرجه مسلم في (البر والصلة ح 2622) وممن أبر الله قسمه البراء بن مالك رضي الله عنه.
ثالثا: حرمة الولي أعظم من الكعبة
(يُتْبَعُ)
(/)
عن ابن عمر قال: (صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فإنه مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ). أخرجه الترمذي في (البر والصلة ح 2032). فهذا هو الإسلام وليس تصوفا، والأحاديث في هذا كثيرة تدل على القوة الخارقة التي وهبها الله عزوجل للولي المؤمن، بل وتدل على قدرته الخارقة المخالفة لأمور الطبيعة، ومن هذه القوى ما حصل من كرامات لبعض الخُلّص من المؤمنين من عهد الصحابة فمن بعدهم:
كما حصل مع العلاء بن الحضرمي ومَشْيه على الماء هو من معه، واستجابة دعاء العباس لاستنزال المطر وقبول توسل عمر به، ومثله حصل مع معاوية، وفضل أويس القرني، ومثله كثير في حياة الأولياء الأحياء.
أما عقيدة الصوفية التي ينافح عنها المخالف، فتجاوزت الأحياء إلى الأموات، وجعلت لهم من القدرات والخوارق في تدبير شؤون هذا الكون ما يرفضه الشرع المطهر، وهذا من البدع المحدثة في الأمة الإسلامية التي أورثت الناس التبرك بالأولياء الأموات والإعتقاد في تصريفهم الكون ونحوه مما هو مبسوط في كتبهم.
قال ابن تيمية رحمه الله: "بلغنى عن بعض السلف أنه قال ما ابتدع قوم بدعة إلا فى القرآن ما يردها ولكن لا يعلمون".
وقال أيضا: "حقيقة الملك والطبيعة الملكية أفضل، أم حقيقة البشر والطبيعة البشرية، وهذا كما أنا نعلم أن حقيقة الحى اذ هو حى أفضل من الميت، وحقيقة القوة والعلم من حيث هو كذلك أفضل من حقيقة الضعف والجهل، وحقيقة الذكر افضل من حيث الأنثى".
فانظر بارك الله فيك إلى إعتقاد القوم في أمواتهم، كالحلاج والسهروردي المقتول وابن عربي وابن سبعين وابن الفارض، وغيرهم من أرباب القول بوحدة الوجود والحلول والإتحاد.
أما قول المخالف ما نصه:
(هل يجوز الآن أن نقول أن للأولياء القّدرة على تدبير العالم؟! هل من الممكن الآن أن نغيّر فتوى التحريم لفتوى تحليل تتوافق مع ابن تيمية؟! هل آن لنا أن نعلم أن ابن تيمية صوفي ذائق؟!!).
فأقول: ومن منع ما وهبه الشرع المطهر للولي الحي، كما أنه لم يذكر فتوى التحريم التي زعم وما هي؟
وأما قوله أن ابن تيمية صوفي ذائق؟ فهذا ضرب من الخبال، فابن تيمية عالم رباني سائر على منهج سلف الأمة، زاهد عرف معنى الزهد فعاشه واقعا، فذاق من خلاله طعم العبودية لله، فسلك به طريق الجنة للحوق بركب الأنبياء والصديقين والأولياء، فضحى بكل شيء في سبيل ذلك وجاهد في سبيل الله ودينه باليراع واللسان والسنان، فلم يخشى في الله لومة لائم حتى مات في سبيل ذلك مسجونا رحمه الله؟
رابط الكتاب:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1854
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:10]ـ
بارك الله في الأخوين: ابن الشاطئ، والعاصمي ..
وهدى الله الأخ ابن الوزير عن هذا المقال والعنوان المستغرب من كاتب ((سني))، توقيعه: (إيثار الحق .. ).
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:45]ـ
هذه الجملة من كلام شيخ الاسلام لايعني بها المتصوفة الذين يخترعون الافكار ويتركون الاذكار والجهاد ويخالفون الشرعة والمنهاج
ولايعني بها ان هذا حاصل في الامة ليل نهار ولافي جميع الازمان من العلماء والزهاد والفقهاء
وهل الأخ ابن الوزير استدل لمايفعله الصوفية الخرافيون المبتدعة. بكلام شيخ الاسلاما بن تيمية؟
أم فقط أشار إلى كلامه ... حتى لايفهم من كلامك أخي الحبيب .. أن فيه اتهام للاخ بالترويج لمذهب هؤلاء ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:48]ـ
ان شيخ الاسلام ضرب مثلين هنا-ساوردهما بعد قليل وهما في النص اعلاه ايضا- علي احياء الموتي في الامة والسبب الذي لاجله احيي الموتي والطريقة ولاحظ الطريقة التي تنفي عن البشر احياء الموتي وهو المعني الوارد علي الذهن عند قراءة عنوان الرابط هنا!
فالطريقة والولي الحقيقي ومن اجل ماذا كلها امور نادرة واسبابها تكون نادرة وورد امور شبيهة مثل شراب السم الذي فعله خالد ابن الوليد ولم يمت منه او رؤية عمر للعدو ومناداته-وهو بعيد جدا- علي سارية باخذ الحذر كل هذه امور لاتحدث الا في احداث جسام ومن اولياء لله عظام كما حدث في اشتراك الملائكة في معارك كبري خاضها اولياء الله حقا مثل معركة بدر ويوم حنين وغيرها او كما حدث لاخذ الملائكة لجسد صحابي فلم يدفن علي الارض ولم يعرف مكانه فيها!
كلها امور نادرة وتحدث لكن في امور لنصرة الامة او توكلا واثقا بالله يراه العدو والصديق كشرب السم من خالد رضي الله عنهولايعني هذا انها موجودة في كل مكان وزمان!
انظر -مما تقدم- المثالين
وقد دعا يشوع كما في الحديث لوقف الشمس حتي يتم غزوه ومعركته والله اعلم
وهل أنكر الأخ ابن الوزير هذا الكلام ..
أما تراه فيه أخي الفاضل مزايدة لاداعي لها أصلا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:50]ـ
اخي الكريم استسمحك في اثارة انتباهك الى ان عنوان موضوعك فيه نوع من الاساءة -على حد فهمي-لشيخ الاسلام رحمه الله ولاخوانك من طلبة العلم ذلك انه عنوان موهم يرسل رسائل سلبية وكانها منافحة خفية عن بعض المتلبسين بالبدع الشركية في زماننا وان كنت اربا باخي ان يكون كذلك وعليه فانااستسمحه في نقل هذا الرد الجميل من الشيخ عبد الغفار محمد في كتابه الماتع رد شبهات (النور) حول كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عسى ان يسهم في تصحيح الصورة ودفع الايهام:
يقول اثابه الله في معرض رده على شبهة بعنوان: الأولياء يدبرون العالم ويتصرفون فيه:
لم يسق المخالف سبب إيراده هذا الكلام، وما وجه إنكاره على السلفيين، ثم هذا الكلام قاله ابن تيمية في سياق كلام طويل لنقاش مسألة مشهورة بين الناس فى التفضيل بين الملائكة والناس ولا شأن للتصوف به، وهو قول صحيح لا شبهة فيه في الأولياء الصالحين الأحياء وليس الأموات، كما تعتقد الصوفية في نفع الأولياء الأموات.
كما لم يتعرض المخالف لصفات هؤلاء الذي رزقهم الله هذه الصفات من نفع الخلق وتدبير العالم؟
وما قاله ابن تيمية رحمه الله له لم يكن من عند نفسه أو لكونه صوفيا ذائقا، بل هو من الدين وصريح صحيح نصوص السنة، وفي ذلك أمور منها:
• مكانة الولي العظيمة عند ربه
كما في الحديث القدسي: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ). أخرجه البخاري في (الرقاق ح 6502) من حديث أبي هريرة. فإذا كان هذا حال الولي مع ربه سبحانه، أفيبخل عليه سبحانه بإستنزال النصر والغيث، وإبرار قسمه واستجابة دعائه في الحال وتحقيق شفاعته، وجعل حرمته أعظم من بيته الحرام، وأن يُتَوسل به إلى الله وهو حي وأن يخرق له العادات.
أمور أثبتها الشرع الحنيف للولي الحي الصادق، وخالف الصوفية فأثبتت ما سبق للولي الميت؟؟.
ومما أثبته الشرع الحنيف للولي الحي من تصريف في الكون ونحوه بقوة الله ومشيئته أمور:
أولا: تنزل النصر والرزق بسببه
(رَأَى سَعْدٌ رضي الله عنه أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلا بِضُعَفَائِكُمْ). أخرجه البخاري (الجهاد والسير ح 2896) من حديث سعد بن أبي وقاص ثاني: إبرار قسمه
عن أنس قال: (أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا الْأَرْشَ وَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا فَقَالَ يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ). أخرجه البخاري في (الصلح ح 2703). وفي رواية من حديث أبي هريرة ولفظه:
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ). أخرجه مسلم في (البر والصلة ح 2622) وممن أبر الله قسمه البراء بن مالك رضي الله عنه.
ثالثا: حرمة الولي أعظم من الكعبة
(يُتْبَعُ)
(/)
عن ابن عمر قال: (صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فإنه مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ). أخرجه الترمذي في (البر والصلة ح 2032). فهذا هو الإسلام وليس تصوفا، والأحاديث في هذا كثيرة تدل على القوة الخارقة التي وهبها الله عزوجل للولي المؤمن، بل وتدل على قدرته الخارقة المخالفة لأمور الطبيعة، ومن هذه القوى ما حصل من كرامات لبعض الخُلّص من المؤمنين من عهد الصحابة فمن بعدهم:
كما حصل مع العلاء بن الحضرمي ومَشْيه على الماء هو من معه، واستجابة دعاء العباس لاستنزال المطر وقبول توسل عمر به، ومثله حصل مع معاوية، وفضل أويس القرني، ومثله كثير في حياة الأولياء الأحياء.
أما عقيدة الصوفية التي ينافح عنها المخالف، فتجاوزت الأحياء إلى الأموات، وجعلت لهم من القدرات والخوارق في تدبير شؤون هذا الكون ما يرفضه الشرع المطهر، وهذا من البدع المحدثة في الأمة الإسلامية التي أورثت الناس التبرك بالأولياء الأموات والإعتقاد في تصريفهم الكون ونحوه مما هو مبسوط في كتبهم.
قال ابن تيمية رحمه الله: "بلغنى عن بعض السلف أنه قال ما ابتدع قوم بدعة إلا فى القرآن ما يردها ولكن لا يعلمون".
وقال أيضا: "حقيقة الملك والطبيعة الملكية أفضل، أم حقيقة البشر والطبيعة البشرية، وهذا كما أنا نعلم أن حقيقة الحى اذ هو حى أفضل من الميت، وحقيقة القوة والعلم من حيث هو كذلك أفضل من حقيقة الضعف والجهل، وحقيقة الذكر افضل من حيث الأنثى".
فانظر بارك الله فيك إلى إعتقاد القوم في أمواتهم، كالحلاج والسهروردي المقتول وابن عربي وابن سبعين وابن الفارض، وغيرهم من أرباب القول بوحدة الوجود والحلول والإتحاد.
أما قول المخالف ما نصه:
(هل يجوز الآن أن نقول أن للأولياء القّدرة على تدبير العالم؟! هل من الممكن الآن أن نغيّر فتوى التحريم لفتوى تحليل تتوافق مع ابن تيمية؟! هل آن لنا أن نعلم أن ابن تيمية صوفي ذائق؟!!).
فأقول: ومن منع ما وهبه الشرع المطهر للولي الحي، كما أنه لم يذكر فتوى التحريم التي زعم وما هي؟
وأما قوله أن ابن تيمية صوفي ذائق؟ فهذا ضرب من الخبال، فابن تيمية عالم رباني سائر على منهج سلف الأمة، زاهد عرف معنى الزهد فعاشه واقعا، فذاق من خلاله طعم العبودية لله، فسلك به طريق الجنة للحوق بركب الأنبياء والصديقين والأولياء، فضحى بكل شيء في سبيل ذلك وجاهد في سبيل الله ودينه باليراع واللسان والسنان، فلم يخشى في الله لومة لائم حتى مات في سبيل ذلك مسجونا رحمه الله؟
رابط الكتاب:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1854 (http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1854)
لاعلاقة لهذا الكلام بأصل الموضوع .. والأخ لم يذكر لفظ الصوفية ولامذهبهم إنما أورد بعض النصوص من كلامه .. فلاداعي لقولك أن في هذه النقول إساءة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ....
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:53]ـ
الموضوع سهل لا يحتاج إلى كل هذا الإستغراب من أخونا الفاضل ابن الوزير فإن مسألة أحياء الموتى بأذن الله لم يشترك فيها الأنبياء ومن هو دونهم من الأولياء الأتقياء فقط بل حتى شرار الكفار من الطواغيت قد ثبت أنهم يستطيعون أحياء الموتى بأذن الله كما سوف يفعل المسيح الدجال فالأمر لا غرابة فيه لأنه يكون بأذن الله وليس استقلالاً والله أعلم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:57]ـ
الموضوع سهل لا يحتاج إلى كل هذا الإستغراب من أخونا الفاضل ابن الوزير فإن مسألة أحياء الموتى بأذن الله لم يشترك فيها الأنبياء ومن هو دونهم من الأولياء الأتقياء فقط بل حتى شرار الكفار من الطواغيت قد ثبت أنهم يستطيعون أحياء الموتى بأذن الله كما سوف يفعل المسيح الدجال فالأمر لا غرابة فيه لأنه يكون بأذن الله وليس استقلالاً والله أعلم.
نعم ... ومارأينا في موضوع الأخ استغرابا حفظك الله
ـ[الحُميدي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 03:06]ـ
وأضف إلى هذا قول شيخ الإسلام رحمه الله ان الله يرى في المنام .. ؟؟
اخي الإمام الدهلوي كلامك مجمل يحتاج للتفصيل ... ،فشتانى بين من قامت الحجة على انه يحيي الموتى بإذن الله، وبين من يُزعم له أنه يحيي الموتى بدون حجة ولا برهان، ..
إن ادعاء ان فلان يحيي الموتى بإذن الله يحتاج إلى برهان ... ،
ورغم هذا وذاك فشيخ الإسلام يكفيه مدحا وثناء هذا اللقب الذي إذا أطلق مجردا فلا يعنى أحد به إلا هو رحمه الله ... ،مع اننا لا ندعي العصمة لأحد ... ،
هذا حتى لا يظن أحد اننا نقلل من شأن هذا العلم الهمام .. ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 03:38]ـ
إذا أوردت كلام ابن تيمية رحمه الله بهذه الصورة وتحت هذا العنوان فلابد أن تفهم مقصده وتبينه للناس ومن رد المتشابه إلى المحكم من كلامه رحمه الله .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 3/ 156 (من أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات)
مراد ابن تيمية رحمه الله هنا هو الحديث عن كرامة الولي عند أهل السنة الذين يؤمنون بهذا الأصل كما ثبت من واقع الكتاب والسنة وقد رد ابن تيمية على من ادعى أن الأولياء يتصرفون في الوجود وبين هذا الاعتقاد شركا في الربوبية ويوضح ذلك آخر العبارة في كلامه السابق حيث قال (وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة) فالمقصود المتقرر مما سلف هو أن هذا الكلام لا ينزل إلا على ما صح به الدليل وثبت وقوعه من كرامات للصالحين من سلف هذه الأمة.
وإذا تأملت هذا النص عن ابن تيميه تجد أن فيه تقرير لمعتقد أهل السنة بأن الأولياء ليس لهم قدرة على إحداث الكرامة بل أنها منة من الله عز وجل عليهم بلا تطلب منهم ولا إرادة لذلك قال شيخ الإسلام (ما يجري الله على أيديهم ... ) ولم يقل ما أجراه الولي .....
وكل ما سبق يكون للولي الصالح في حال حياته لا بعد وفاته ليس كما يعتقده من خالف أهل السنة من الصوفية وغيرهم إذ الولي عندهم ميت غالبا!!
ولا بد من بيان الفارق في مثل هذا المقام بين الخوارق والكرامات فكل خارق بحق الولي هو كرامة وليس كل خارق بحق الشقي كرامة قال شيخ الإسلام في كتابه (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) ص 150 (كرامات الأولياء لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله فمن كانت خوارقه لا تحصل بالصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء وإنما تحصل عند الشرك مثل دعاء الميت والغائب أو بالفسق والعصيان وأكل المحرمات ومثل الغناء والرقص فهذه أحوال شيطانية كما قال تعالى {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} الزخرف36 ..
والله أعلم ....
والحمدلله رب العالمين .....
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 04:10]ـ
اخي امام الاندلس
لم اكن بتعليقي ارد علي الاخ صاحب العنوان -الاخ الوزير-اكرمه الله ونفعنا بماتنتج موضوعاته من تعليقات مهمة كما تفيدنا موضوعاتك
ووالله ماكتبت ماكتبت وفي نفسي ان اخونا مخالف لشيخ الاسلام وموافق للصوفية المخرفة المخرفة او مخالف لي اقوم بنقده! او لعقيدة السلف او او
وانما كتبته ارتجالا وتعليقا سريعا علي البديهة كما افعل غالبا وحتي بلااصلاح للاخطاء الناتجة عن السرعة
فان كنت اخطات في حقه فليغفر لي
وذكري للصوفية ليس تعليق عليه ولاقصدته به ولارود ذلك في ذهني وانما كتبته لما ورد وعلق بذهني عن الصوفية فهذا يرد غالبا علي ذهن قاريء الموضوع -يرد امر الصوفية - فالامر كان للتوضيح وليس للنقد
ومن حق اخونا ان يكتب عنوان للاثارة علي ان يكون حق وانا افعل احيانا هذا ولكن في منتديات اخري قصد اثارة الموضوعات العلمية او للمشاغبة مع بعض المبتدعة في مسائل بديهية ضرورية ويكون لهم نشاط واضح
لكن هنا ماقصدت اي شيء من هذا بتعليقي
وفقط وجدته موضوعا للتدريب علي سرعة الخاطرة والكتابة علي البديهة واستدعاء المعلومات بلامعاناة كثيرة والمشاركة بما ينفع بلاتقصير مع صحبة طيبة وحوار نستفيد منه جميعا قد يجلبه عنوان رابط مثير او استراحة نافعة من تعب يوم شاق او التركيز علي موضوع كبير او تحريض معين علي علماني مثلا او ماشابه-يعني الامر مفيد علي كل حال
بارك الله فيكم وزادكم حرصا
اخوك طارق منينة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 04:40]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// الكلام المنقول عن الإمام ابن تيمية رحمه الله لا جديد فيه ألبتَّة! بل الجديد الذي ينبغي أن يكون هو فهمه على مذهب أهل السنَّة، حتى لا يُزعم أنَّ فيه حُجَّة لغيرهم ممَّن يخالفونهم بنبذ الكتاب والسنة واتباع البدعة وسبل الغواية.
/// وذلك يتَّضح من فهم أمورٍ:
1 - إحياء الموتى أوغيره من الكرامات -بإذن الله- من فعل الله يجريه الله على يد بعض أوليائه، كرامةً له، لصلاحه واستقامته، لا لدجله وفسقه وزندقته.
2 - قد تشتبه الكرامة بالفتنة التي يجعلها الله تعالى لبعض الفسقة والكفرة، إمدادًا لهم في غيِّهم واستدراجًا لغيرهم ممَّن لا يعون نصوص الوحي في عدم اتِّباع من ضلَّ عنهما، كحال الدَّجَّال الذي أشار إليه أخونا الكريم.
/// فالدَّجَّال يحيي الموتى، ولن هل ذلك لصلاحه؟ وهل ذلك كرامة له؟ وهل ذلك قرينة لاتباعه في باطله بل كفره؟
/// وهذا موجود حتى عند النصارى أيضًا، وممَّا يزعمونه من كلام المسيح عليه الصلاة والسلام، أنَّ كثيرًا يدَعون الصلاح والهداية من أجل معجزات يأتون بها لو أمكنهم ... الخ
3 - هذه الكرامة أوغيرها قد تكون وقعت حقًّا، من جهة الإحياء، أوتكون متوهَّمةً، بظنِّ بعض الناس أنَّ فلانًا مات وهو لم يمت في الحقيقة، فيشتبه ذلك على العقول، فتظنَّ كرامة.
/// وقد تشتبه الكرامة بأنواعها بالسحر والمخرقة وإعانة الشياطين.
/// وقراءة سريعة في كتاب طبقات الشعراني ترى العجب العجاب ممَّا يسمَّى كرامةً -من الله- توزَّع على مجموعة من المهابيل والمجانين والفسقة والزنادقة!
4 - نردِّد دائمًا: أنَّ السلف وأتباعهم ليس همُّهم البحث عن الكرامة لإثبات صدق الدعوى، بل تلك طريقة أهل الزيغ والضلال، الكرامة ليست شرطًا لإثبات الصدق في الدعوى.
/// أخيرًا .. أعجب -كعجب غيري- من إيراد صاحب الموضوع موضوعًا بلا زمام ولا خطام، دون بيان فائدته أومغزاه منه ..
/// فعلى الأقل ينبغي لمن أراد أن يفيد إخوانه أن يبيِّن مقصوده من هذا النقل أوذاك.
/// فماذا كان لو كان ابن تيمية يقول إن من الكرامات إحياء الأموات؟!
/// لذا سأعدِّل في عنوان الموضوع حتى يوافقنا فيه صاحب الموضوع أويخالفنا في مراده منه.
وبالله التوفيق.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 04:41]ـ
لاعلاقة لهذا الكلام بأصل الموضوع .. والأخ لم يذكر لفظ الصوفية ولامذهبهم إنما أورد بعض النصوص من كلامه .. فلاداعي لقولك أن في هذه النقول إساءة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ليست إساءة الظن من شيم اخيك فلا تجزع ..
اما ما تفضلت به -من اعتراض- فلا يستقيم ذلك اني سبق وان بينت باني لا اقصد -اخي- بتعقيبي بل هو من باب الفائدة وتعديل ما قد يفهم -خطا- من مشاركة اخي دون قصد منه ... فلتتامل ولتلتمس العذر لاخوانك وفقني الله واياك للخير والتقوى
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 05:48]ـ
اعتذر للاخوة الأفاضل ..
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 06:31]ـ
أولا: أشكر الاخوة الأحبة على مشاركاتهم التي استفدت منها إلا مشاركة الأخ سليمان الخراشي ـ بارك الله فيه ـ فهو دائم يستحضر نظرية المؤامرة لكل من يظن منه مخالفته, و لا أقول مخالفة أهل السنة و الجماعة, وهذا واضح ... و أنا أوثر الحق الذي فهمه السلف و ليس الذي فهمه الأخ الخراشي ...
ثانيا: أشكر الأخ الفاضل عدنان البخاري على استبدال عنوان الموضوع بذلك العنوان الجميل الذي وضعه ... و لك يا أخي مطلق الصلاحية في تغيير أي عنوان لموضوعاتي و إن كان لا بأس بها فاختر لي الأفضل ... و جزاكم الله خيرا.
ثالثا: أنا لم أستوسق كلام شيخ الاسلام ـ رضي الله عنه ـ لنصرة مذهب الطرقية القائمة على الخرافة و الدجل و تلبيس إبليس عليهم في كثير من الأحيان .... فأنا لا يعنني الاسم بل من ادعى أنه صوفي نعرض أقواله و أفعاله على الكتاب و السنة و أقوال سلف الأمة فإن وافق ذلك رضيناه و إلا رددنا عليه و بينا زيف قوله و عمله بأدب السلف ...
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 06:33]ـ
و جزاكم الله خيرا إمام الأندلس ... على مداخلاتك القيمة ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 06:55]ـ
... ثالثا: أنا لم أستوسق كلام شيخ الاسلام ـ رضي الله عنه ـ لنصرة مذهب الطرقية القائمة على الخرافة و الدجل و تلبيس إبليس عليهم في كثير من الأحيان .... فأنا لا يعنني الاسم بل من ادعى أنه صوفي نعرض أقواله و أفعاله على الكتاب و السنة وأقوال سلف الأمة فإن وافق ذلك رضيناه و إلا رددنا عليه و بينا زيف قوله و عمله بأدب السلف ...
/// بارك الله فيك .. نرجو أن تكون كذلك .. ولكنَّك لم تبيِّن لنا ما مقصودك من هذا الموضوع؟ لم أوردَّته هكذا دون تعليق.
فما دامت الشكوك ونظريَّة المؤامرة حاضرة عند بعض الإخوة فلم لا تزيلها ببيان مقصودك من هذا الموضوع وفَّقك الله؟
/// وهذا ما ألمحتُ إليه في مشاركتي السابقة .. ينبغي لمن نقل نقلًا عن أحد الأعلام -في هذا الموضوع أوغيره- أن يبيِّن لنا مطلوبه منه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:21]ـ
أسأل الله لك التوفيق لما يُحب ويرضى، وأن يجعلك من أنصار دينه، وما استغربته هو ما استغربه الشيخ عدنان وغيره: " الهدف من المقال، والعنوان الغريب " ..
والظن بك أنك من دعاة أهل السنة - كما بينتَ -، ممن يُعلمون الناس ويرشدونهم إلى لزوم السنة، والحذر من البدعة والشرك، مبتدئين ذلك بتعليم " التوحيد "، والعقيدة الصحيحة، والعلم النافع.
فهذا هو التوفيق والفلاح ..
لا كحال من يُجهد نفسه، ويُضيع أيامه وسني عمره في ترويج الشرك والخرافة، وصرف القلوب إلى عبادة غير الله - عافاني الله وإياك -.
وهنا رابط مفيد:
http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=85
وهنا:
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 14582
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:55]ـ
جزاكم الله خيرا أخي سليمان ... على الروابط ..
و لست و لله الحمد أرضى بديلا عن الأخذ بالكتاب و السنة و أقوال سلف الأمة, دون الالتفات إلى من سواهم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 08:18]ـ
/// بارك الله فيك .. نرجو أن تكون كذلك .. ولكنَّك لم تبيِّن لنا ما مقصودك من هذا الموضوع؟ لم أوردَّته هكذا دون تعليق.
فما دامت الشكوك ونظريَّة المؤامرة حاضرة عند بعض الإخوة فلم لا تزيلها ببيان مقصودك من هذا الموضوع وفَّقك الله؟
-في هذا الموضوع أوغيره- أن يبيِّن لنا مطلوبه منه ..
/// بارك الله فيك يا أيها الشريف .. ولكنِّي أراك قد أهملت طلبي إليك!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 04:47]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال ابن تيمية رحمه الله:0000000000
((وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الأنبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم)). النبوات ص232
لي استفسار أريد له إجابة 00 في هذا النص قسم شيخ الاسلام المعجزات أو الكرامات أو خوارق العادات الى قسمين: قسم يشترك فيه الأنبياء وأتباعهم، وقسم آخر يخص الأنبياء وحدهم
وجعل - رحمه الله - من القسم الأول احياء الموتى وتكثير الطعام والشراب بينما جعل من القسم الثاني القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر، وقد سلم الجميع بذلك!
فهل من موضح لي الحد الفاصل بين ما يمكن أن يشترك فيه الأتباع مع رسلهم من خوارق العادات وبين ما يخص الأنبياء وحدهم ولا يجوز أن يشاركهم فيه أحد، وما الدليل على ذلك؟؟؟
ولماذا لا نجعل احياء الموتى من القسم الثاني الذي يخص الأنبياء وحدهم، حيث هو أشبه بالقرآن والعصا وانشقاق القمر من حيث كانت دلالة على النبوة بخلاف تكثير الطعام والشراب؟؟؟
وهل هذه الروايات التي رواها شيخ الاسلام تصلح دليلا على ما يقول؟؟؟
وهل لو حكي أن ولياً أو صالحاً ضرب بعصاه حجراً فانفجر الماء منه، وجب علينا أن نلحق هذه المعجزة او الكرامة بالقسم الأول؟؟؟؟
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 07:35]ـ
المقصود من هذه النقولات الرد على من ينكر مثل هذه الكرمات من بعض العقلانيين الذين انتسبوا للسلفية ... و كذلك لبيان أن كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 09:08]ـ
المقصود من هذه النقولات الرد على من ينكر مثل هذه الكرمات من بعض العقلانيين الذين انتسبوا للسلفية ... و كذلك لبيان أن كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ ...
اخي الشريف -جملك الله بالتقى- وان سلمت بشطر جوابك الاول ففي شطره الثاني كثير من "الايهام" فقولك -عفى الله عنك - "لبيان أن كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ" فيه نوع من التحامل فلا اظن عاميا -مثلي- ممن شرفه الله بحب السلفية واهلها -جعلني الله واياك منهم- ينكر كرامات الاولياء كما صحت بها النصوص فكيف بطالب علم .. !! الذي اعلمه ان طلبة العلم ممن تشرف بوصف "السلفية" من احرص الناس على تعلم وتعليم وتحقيق وتدقيق قضايا الاعتقاد بما فيها باب "الولاية والكرامة" ولا اظن احدا ممن كان هذا حاله يمكن ان يقال فيه "كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ." فليتامل -اخي- وفقني الله واياه لكل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 09:33]ـ
/// نعم .. جزاك الله خيرًا أخانا الكريم العاصمي ..
/// وأنا بدوري أسألك أخانا الكريم الشريف اليماني أن تسمِّي لنا بعض السلفيين ممَّن وصفتهم بـ (العقلانيين)، ممَّن قال بهذا القول؛ وذلك حتى تتمَّ مناقشة الملابسات -إن كانت- التي جعلت سلفيًّا يقول بذلك، وهو ينسب طريقته للسَّلف الصالح رضي الله عنهم وعنا أجمعين.
فهل من موضح لي الحد الفاصل بين ما يمكن أن يشترك فيه الأتباع مع رسلهم من خوارق العادات وبين ما يخص الأنبياء وحدهم ولا يجوز أن يشاركهم فيه أحد، وما الدليل على ذلك؟؟؟
ولماذا لا نجعل احياء الموتى من القسم الثاني الذي يخص الأنبياء وحدهم، حيث هو أشبه بالقرآن والعصا وانشقاق القمر من حيث كانت دلالة على النبوة بخلاف تكثير الطعام والشراب؟؟؟
وهل هذه الروايات التي رواها شيخ الاسلام تصلح دليلا على ما يقول؟؟؟
وهل لو حكي أن ولياً أو صالحاً ضرب بعصاه حجراً فانفجر الماء منه، وجب علينا أن نلحق هذه المعجزة او الكرامة بالقسم الأول؟؟؟؟
/// ملخَّص ما يُقال أنَّه لا إشكال في كلام شيخ الإسلام؛ إذ إنَّ المفهوم من كلامه أنَّه لم يمنع ولم يحصر شيئًا من شيءٍ عن أحدٍ أوعليه؛ بل حكى الواقع الذي وقع، ممَّا حكاه الله لنا، كانشقاق القمر، وفلق البحر، والقرآن .. وإن كان الأخير معلوم البداهة من نصوص الشرع كونه من اختصاص الأنبياء وعدم شراكة الأولياء لهم فيه؛ لأجل الوحي وانقطاعه دونهم.
/// ولم أرَ في كلامه رحمه الله أنَّ شيئًا من هذه -ممَّا سمَّيته قسمًا- فيه دلالة على النبوَّة، بل هذا من فهمك له، وهو غلطٌ. حاشا القرآن وهو معلوم البداهة من دين الله فلا يحتاج للتعريج عليه كما تقدَّم.
وبالله التوفيق.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:15]ـ
ولم أرَ في كلامه رحمه الله أنَّ شيئًا من هذه -ممَّا سمَّيته قسمًا- فيه دلالة على النبوَّة، بل هذا من فهمك له، وهو غلطٌ. حاشا القرآن وهو معلوم البداهة من دين الله فلا يحتاج للتعريج عليه كما تقدَّم. وبالله التوفيق.
أليست عصا موسى دليل نبوته " قال إن كنت جئت بآية فائت بها إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " هل فهمي للعصا أنه دليل نبوة فهم شخصي خاطئ؟؟؟؟؟؟؟
ثم إن كلام شيخ الاسلام واضح في جعل هذه الخوارق قسمين وأرجوك أن تعيد قراءة كلامه مرة أخرى؟
"وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الأنبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم "
والسؤال مرة اخرى ما الحد الفاصل بين القسمين المذكروين وما الدليل على ذلك؟
وسؤال آخر: هل يلزمني الايمان بأن إحياء الموتى يمكن أن يقع على يد ولي؟؟؟؟ وما موقف من ينكر ذلك حيث إحياء الموتى من شأن الخالق عز وجل، ولم يثبت بالنص عن أحد من خلقه سوى عيسى عليه السلام كآية من ربه على نبوته، والمسيح الدجال لمرة واحدة فقط فتنة للناس في آخر الزمان، في البخاري: فَيَقُولُ الدَّجَّالُ أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 05:36]ـ
أليست عصا موسى دليل نبوته " قال إن كنت جئت بآية فائت بها إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " هل فهمي للعصا أنه دليل نبوة فهم شخصي خاطئ؟؟؟؟؟؟؟
ثم إن كلام شيخ الاسلام واضح في جعل هذه الخوارق قسمين وأرجوك أن تعيد قراءة كلامه مرة أخرى؟
"وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الأنبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم "
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال مرة اخرى ما الحد الفاصل بين القسمين المذكروين وما الدليل على ذلك؟
وسؤال آخر: هل يلزمني الايمان بأن إحياء الموتى يمكن أن يقع على يد ولي؟؟؟؟ وما موقف من ينكر ذلك حيث إحياء الموتى من شأن الخالق عز وجل، ولم يثبت بالنص عن أحد من خلقه سوى عيسى عليه السلام كآية من ربه على نبوته، والمسيح الدجال لمرة واحدة فقط فتنة للناس في آخر الزمان، في البخاري: فَيَقُولُ الدَّجَّالُ أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ.
/// من الملاحظ في بعض الناس انهم قد انتهجوا منهجًا عقلانيًا مقدسًا للعقل المريض الضعيف! ثم يتعب نفسه بمحاولة تأويل أوتمرير النصوص المخالفة له! فالأصل هو العقل ثم ننظر في النص ونحاول تمريره بتأويل .. أونرده إن لم .. !
/// مادام أنك -يا أخانا- مصر على (التقسيم الذي لم أفهمه أنا من كلام الشيخ) =فالحد الفاصل بين المعجزة والكرامة هو أن الأولى مرتبطة بدعوى النبوة، والأخرى ليست كذلك. وأيضًا .. الثانية تابعة للتصديق بالأولى.
/// وخلينا نتناقش بالنظر العقلي يا أخانا ..
/// أولاً .. ما قال أحد حتى الآن إن الولي يحيى الموتى بإذنه هو، بل بإذن الله، حتى المسيح ابن مريم قيل له: ((بإذن الله))، فالله هو المحيي لكن على يد ذاك النبي أوالولي.
/// ثم أنت تثبته للدجال، وأضيف لك (المسيح ابن مريم) في الطير والإنس! فإذن ما جاز لمرة (واحدة) أوأكثر، من نبي أوشقي ما يمنعه أن يجوز مرات كثيرة من غيرهما؟ ما المانع العقلي منه؟
/// وثانيًا .. هل إحياء الموتى من اختصاص الله وشأنه! وطرح البركة في الطعام والشراب والرزق، أوشفاء الأكمه والأبرص، أوقلب العصا ثعبانًا =ليس كذلك، بل قد يشركه فيه غيره! ..
/// نعوذ بالله من الشرك، وحاشاك أن تقول بذلك .. لكنه إلزامٌ لو فهم ذاك كذاك.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:00]ـ
هذا جواب من شيخ الإسلام ابن تيمة لعلكم تستفيدوا منه فقد قال رحمه الله في الرسالة ”الأصفهانية" ( .. ثم قال المصنف: والدليل على نبوة الأنبياء المعجزات، والدليل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن المعجز نظمهُ ومعناه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذه الطريقة هي من أتم الطرق عند أهل الكلام والنظر ... ثم لهم في تقرير دلالة المعجزة على الصدق طرق متنوعة وفي بعضها من التنازع والاضطراب ما سننبه عليه، والتزم كثيرٌ من هؤلاء إنكار خرق العادات لغير الأنبياء حتي أنكروا كرامات الأولياء والسحر ونحو ذلك. وللنظار هنا طرق متعددة منهم من لا يجعل المعجزة دليلاً بل يجعل الدليل استواء ما يدعو إليه وصحته وسلامته من التناقض ... ومنهم من يوجب تصديقه بدون هذا وهذا، ومنهم من يجعل المعجزة دليلاً ويجعل أدلة أخري غير المعجزة وهذا أصحَّ الطرق ومن لم يجعل طريقها إلا المعجزة اضطر لتلك الأمور التي بها تكذيب لحق أو تصديق لباطل ولهذا كان السلف والأئمة يذمون الكلام المبتدع فإن أصحابه يخطئون إما في مسائلهم وإمَّا في دلائلهم ... وليس الأمر كما زعموا ـ أن لا طريقة إلا المعجزة ـ بل معرفتها بغير المعجزات ممكنة فإن المقصود إنما هو: معرفة صدق مدعي النبوة أو كذبه ... وإن شئت قلت هذا خبر. فإما أن يكون مطابقًا للمخبر، وإما أن يكون مخالفًا له سواءٌ كانت مخالفته له على وجه العمد أو الخطأ إذ قد يظن الرجل في نفسه أو غيره أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير متعمد للكذب بل خطأ وضلال مثل كثير ممن يتمثل له الشيطان ويقول أني ربُّك ويخاطبه بأشياء وقد يقول له أحللت لك ما حرَّمْتُه على غيرك، وأنت عبدي ورسولي، وأنت أفضل أهل الأرض وأمثال هذه الأكاذيب ... فإذا كان مدعي الرسالة لم يكن صادقًا فلابد أن يكون كاذبًا عمدًا أو ضلالاً فالتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما هو دون دعوي النبوة فكيف بدعوي النبوة، ومعلوم أن مدعي الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم، وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم، ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبيّ صلى الله عليه وسلم: واللهِ لا أقول لك كلمة واحدة إن
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت صادقًا فأنت أجلّ في عيني من أن أرد عليك، وإن كنت كاذبًا فأنتَ أحقر مِنْ أن أردَّ عليك، فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم وما أحسن قول حسَّان:
لو لم تكن فيه آياتٌ مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر
وما من أحد ادعي النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن له أدني تمييز، وما من أحد ادعي النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدني تمييز، فإن الرسول لابد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولابد أن يفعل أمورًا. والكذاب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة، والصادق يظهر في نفس ما يأمر به وما يخبر عنه ويفعله ما يظهر به صدقه من وجوه كثيرة ... إذ الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور كما في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عليكم بالصدق فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ ولا يزال الرجلُ يصدقُ ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صدِّيقًا، وإيَّاكم والكذب فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجور وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذبُ ويتحري الكذبَ حتي يُكتَبَ عندَ الله كذَّابًا» ولهذا قال تعالى: " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون والشعراء يتبعهم الغاون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولن ما لا يفعلون " إلى أن يقول: فمن عرف الرسول وصدقه ووفاءه ومطابقة قوله لعلمه عَلِمَ علمًا يقينيًا أنه ليس بشاعر ولا كاهن ولا كاذب. والنَّاسُ يميزون بين الصادق والكاذب بأنواع من الأدلة حتي في المدعين في الصناعات والمقالات كالفلاحة والنساجة والكتابة وعلم النحو والطب والفقه وغير ذلك، فما من أحد يدَّعي العلم بصناعة أو مقالة إلا والتفريق في ذلك بين الصادق والكاذب له وجوه كثيرة ... والنبوة مشتملة على علوم وأعمال وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب ولا يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب من وجوه كثيرة لاسيما والعالم لا يخلو من آثار نبي من لدن آدم إلى زماننا وقد علم جنس ما جاءت به الأنبياء والمرسلون وما كانوا يدعون إليه ويأمرون به، ولم تزل آثار المرسلين في الأرض ولم يزل عند الناس من آثار الرسل ما يعرفون جنس ما جاءت به الرسل ويفرقون به بين الرسل وغير الرسل، فلو قدر أن رجلاً جاء في زمان إمكان بعث الرسل وأمر بالشرك وعبادة الأوثان وإباحة الفواحش والظلم والكذب ولم يأمر بعبادة الله ولا بالإيمان باليوم الآخر هل كان مثل هذا يحتاج أن يُطالب بمعجزة أو يُشكُّ في كذبه أنه نبيٌّ. ولو قُدِّر أنه أتي بما يُظنُّ أنه معجزة لعُلِمَ أنه من جنس المخاريق أو الفتن والمحن ولهذا لما كان الدجال يدعي الألوهية لم يكن ما يأتي به دالاً على صدقه للعلم أن دعواه ممتنعة في نفسها وأنه كذَّاب. إلى أن يقول: ونحن لا ننكر أن الرجل قد يتغير ويصير متعمد الكذب بعد أن لم يكن كذلك لكن إذا استحال وتغير ظهر ذلك لمن يخبره ويطلع على أموره، ولهذا لما كانت خديجة رضى الله عنها تعلم من النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه الصادق البار قال لها لما جاءه الوحي «إني قد خشيتُ على عقلي» فقالت: كلا والله لا يخزيكَ الله إنَّك لتصلُ الرحِمَ وتَصْدُق الحديث وتحمل الكَلَّ وتُقْرِي الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق. فهو لم يخف من تعمد الكذب فإنه يعلم من نفسه صلى الله عليه وسلم أنه لم يكذب لكن خاف في أول الأمر أن يكون قد عرض له عارض سوء وهو المقام الثاني فذكرت له خديجة ما ينفي هذا وهو ما كان مجبولاً عليه من مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم والأعمال وهو الصدق المستلزم للعدل والإحسان إلى الخلق ومن جمع فيه الصدق والعدل والإحسان لم يكن ممن يخزيه الله ... وقد علم من سنَّةِ الله أن من جبله الله على الأخلاق المحمودة ونزَّهَهُ عن الأخلاق المذمومة فإنه لا يخزيه. وأيضًا فالنبوة في الآدميين من عهد آدم عليه السلام فإنه كان نبيًّا وكان قومه يعلمون نبوته وأحواله بالاضطرار وقد عُلِمَ جنس ما يدعو إليه الرسل وجنس أحوالهم فالمدعي للرسالة في زمن الإمكان إذا أتي بما ظهر به مخالفته للرسل عُلِمَ أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس منهم وإذا أتي بما هو من خصائص الرسل عُلِمَ أنه منهم لا سيما إذا علم أنه لابد من رسولٍ منتظر وعلم أن لذلك الرسول صفات متعددة تميزه عن سواه فهذا قد يبلغ بصاحبه إلى العلم الضروري بأن هذا هو الرسول المنتظر ولهذا قال تعالى: " الذين ءاتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم إن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ".
والمسلك الأول: النوعي: وهو مما استدل به النجاشي على نبوته، فإنه لما استخبرهم عما يخبر به واستقرأهم القرآن فقرءوه عليه قال إنَّ هذا والذي جاء به موسي ليخرج من مشكاة واحدة.
والمسلك الثاني: الشخصي: استدل به هرقل ملك الروم. ثم يشرع شيخ الإسلام في شرح أسئلة هرقل لأبي سفيان عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأحواله معهم للاستدلال بها على صدقه. إلى أن يقول: إن من تأمل ما جاءت به الرسل عليهم السلام فيما أخبرت به وما أمرت به علم بالضرورة أن مثل هذا لا يصدر إلا عن أعلم الناس وأصدقهم وأبرهم، وأن مثل هذا ممتنع صدوره عن كاذب متعمد للكذب مفتر على الله يخبر عنه بالكذب الصريح أو مخطئ ضال هناك يظن أن الله تعالى أرسله ولم يرسله وذلك لأن فيما أخبروا به وما أمروا به من الاحكام والإتقان وكشف الحقائق وهدي الخلائق وبيان ما يعلمه العقل جملة ويعجز عن معرفته تفصيلاً ما يبين أنهم من العلم والمعرفة والخبرة في الغاية التي باينوا بها أعلم الخلق من سواهم فيمتنع أن يصدر مثل ذلك عن جاهل ضال، وفيها من الرحمة والمصلحة والهدي والخير، ودلالة الخلق على ما ينفعهم ومنع ما يضرهم ما يبين أن ذلك صدر عن راحم بار يقصد غاية الخير والمنفعة بالخلق وإذا كان ذلك يدل على كمال علمهم وكمال حسن مقصدهم فمن تم علمه وتم حسن قصده امتنع أن يكون كاذبًا على الله يدعي عليه هذه الدعوي العظيمة التي لا يكون أفجر من صاحبها إذا كان كاذبًا متعمدًا ولا أجهل منه إن كان مخطئًا. وهذه الطريقة تُسلك جملة في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتفصيلاً في حق واحد واحد بعينه. ثم يستطرد. إلى أن يقول: ولا ريب أنه يُعلم من أمور الربِّ سبحانه بما نصبه من الأدلة المعاينة الحسية التي يعقل بها بنفسها وبالأمثال المضروبة وهي الأقيسة العقلية ما يمتنع معه خفاء كذب الكاذب بل يمتنع معه خفاء صدق الصادق فالدجال مثلاً قد عُلم بوجوه متعددة ضرورية أنه ليس هو الله وأنه كافر مفتر وإذا كانت دعواه معلومًا كذبها ضرورة لم يكن ما يأتي به من الشبهات مصدقًا لها إذ العلوم الضرورية لا تقدح فيها الطرق النظرية فإن الضروريات أصل النظريات فلو قدح بها فيها لزم إبطال الأصل بالفرع فيبطلان جميعًا.
فإنه يظهر أيضًا من عجزه ما ينفي دعواه، وكذلك من أباح الفواحش والمظالم والشرك والكذب مدعيًا للنبوة يُعلم بالاضطرار كذبه للعلم الضروري بأن الله سبحانه لا يأمر بهذا سواء قيل أن العقل يعلم به حسن الأفعال وقبحها أو لا يُعلم به. فليس كلما أمكن في العقل وقوعه وكان الله قادرًا عليه يُشك في وقوعه بل نحن نعلم بالضرورة أن البحار لم تنقلب دمًا وأن الجبال لم تنقلب يواقيت وإن لم يسند ذلك إلى دليل معين وإن كنا عالمين بأن الله قادر على قلب ذلك لكن العلم بالوقوع وعدمه شيء والعلم بإمكان ذلك من قدرة الله سبحانه شيء، وكل ذي فطرة سليمة يعلم بالاضطرار أن الله تعالى لا يأمر عباده بالكذب والظلم والشرك والفواحش وأمثال ذلك مما قد يأتي به كثير من الكذابين. بل يعلم بفطرته السليمة ما يناسب حال الربوبية) إهـ. الفتاوى الكبرى، طبعة دار المنار، ج5، ص 509 - 529.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:02]ـ
هناك تفريق مهم بين الكرامة والمعجزة يا اخوان أرجو ألا يخفاكم.
فالمعجزة هي ذاك الخارق الذي يجريه الرب سبحانه على يد نبي من أنبيائه بغرض اعجاز قومه، اقامة للحجة المعضدة للحجة الرسالية عليهم .. (وأقول المعضدة، لأن دعوة الرسل ليست الخوارق والمعجزات سبيل اثباتها بالأصالة، وانما حجة الحق ببرهان العقل والحس هي طريق ذلك .. ثم تكون المعجزات اضافة فوق ذلك .. )
بينما الكرامة هي كل خارق من سوى ذلك، لنبي أو تابع من أتباعه، يجريه الله باذنه سبحانه على يديه، بغير تطلب منه أو ارادة لذلك الخرق، تكريما له وابتلاءا للناس ..
وبما أن غاية الاعجاز - وهي تعجيز قوم النبي عن أن يأتوا بمثل ذلك الذي أجراه الله على يده - تتطلب أن يكون الخارق عظيما، فمن المتوقع أن تجد عند النظر في النصوص أن أعظم الخوارق هي ما اختص به الأنبياء والرسل دون غيرهم، اعجازا لأقوامهم بوصفهم مرسلين اليهم من رب العالمين .. والله أعلم.(/)
السؤال عن البدعة
ـ[خيرى عبدالله]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام اسمحوا لى أن أعرف نفسى أولا، أنا أخوكم فى الله خيرى عبد الله السَسَكى الإندونيسى مشارك جديد فى هذه المنتدى. أنا طويلب صغير عجمي لا أفصح النطق بالعربية و قليل البضائع فى ععلوم الدين، ولهذا أعتذر منكم قبل كل شيئ إن كان فى كتابتى بعض الألحان اللغوية أو الأفهام السيئة عن الدين.
كنت هنا أريد أن أوجه سؤالا او بالتحديد أطلب جوابا على شبهة. وهذا السؤال موجه إلى كل الإخوة طلبة العلم حملة الدين الدين. بما أننى أدرس فى جمهورية مصر العربية أجد فيه طريقات صوفية متعددة بعضها لا أرى فيها خيرا للإسلام والمسلمين بل إنى أرى فيها أشياء أعتبرها نيلا من الإسلام نفسه بل وجناية عليه.
لقد سمعت من بعض مشاييخ الطرق الصوفية أو بالضبط الطريقة البرهامية التى كانت زعيمها الشيخ مختار تعريفا أظنه غير صحيح و غير منسجم مع ما ينبغى أن يقال فيه. لأنى أرى أن هؤلاء يستخدمون هذا التعريف لأباطيلهم كالرقص والتمايل عند ذكر الله تعالى الذى ما أنزل الله بها من سلطان. وهذا التعريف للبدعة عندهم هو: " تقييد ما أطلقه الله و رسوله وإطلاق ما قيده الله ورسوله". فالذكر عندهم عبادة مطلقة فلا يجوز تقييده بطريقة دون طريقة أو كيفية دون كيفية. وعليه فيجوز الذكر أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي كيفية كانت سواء بالتمايل جلوسا أو قعودا أو بالتصفيق بل و بالآلات الموسيقية كما أنه يجوز فى أي وقت كان. فمن قيده بالقعود فقط أو بالأصابع فقط وحرم التمايل و السبحة فقد قيّد ما أطلقه الرسول عليه الصلاة والسلام. وهكذا فأصبحوا يتهموننا الذين نجلس فى الذكر بعد الصلوات بالسر وبالأصبع فقط اتباعا للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
ودليلهم فى ذلك هو أنه كما يجوز لأي شخص كان أن يذكر الله عز وجل وهو قائم أو قاعد أو مضطجع أو عند الرياضة البدنية كلعب الكرة ودفاع النفس والجري أو عند العمل وغير ذلك، فكذلك يجوز عندهم الذكر مع الرقص والتمايل والتصفيق فلا فرق بين هذا وذاك، كما فعلوا ذلك فيما يسمونه بالحضرة ويعتقدون أن الرسول عليه الصلاة والسلام حاضر معهم و يشاهدهم. وكما أنه يجوز أن يمدح السلطان بالرقص كرقصة الملوك أو العُرضة النجدية فالحضرة أولى بذلك حيث يمدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم. بل كما قالوا أن وزارة التعليم السعودية أقرت على وجوب تعليم رقصة العرضة فى المدارس هناك ضمن المناهج الرياضية الجديدة. و قالوا أنهم لم يسمعوا أن عالما من علماء السعودية من يجرح الملوك والأمراء بالبدعة والضلال كما اتهموا الصوفية بذلك. ويستدلون أيضا بحديث رواه الإمام الطبرانى— ولم أقف على معرفة صحته أو ضعفه — عن علي رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة عندما وصف أهل الحق قال: إنهم كانوا عندما ذكر الله وقوفا تمايلوا كما تتمايل الأشجار مع الريح العاصف.
وها أنا ذا سائل منكم الجواب أو الرد على هذه الفرية والشبهة وأسأل الله أن يجمعنا جميعا فى مستقر رحمته فبالله التوفيق و إليه الرجاء وعليه التكلان. وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله. أفيدونا مأجورين ...
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 01:28]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
أهلاً بأخينا خيري وسهلاً.
تفضل هذا الرابط عن الأثر المذكور:
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1280&page_id=0&page_size=15&links=False
وسيجيبك الإخوة عن بقية أسئلتك إن شاء الله.(/)
حوار مجلة أنا المسلم مع الكاتب الإسلامي محمد أبو الهيثم
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 05:39]ـ
حوار مجلة أنا المسلم مع الكاتب الإسلامي محمد أبو الهيثم
يسر مجلة أنا المسلم في عددها الخامس اللقاء مع الكاتب الإسلامي المعروف الشيخ محمد أبو الهيثم حفظه الله تعالى وذلك للتعرف عليه عن قرب،وحتى يعلم من يتابع مقالاته المتنوعة سواء في موقع طريق الإسلام أو لواء الشريعة وغيرها من الموقع أن يعرف عن كثب من هو «محمد أبو الهيثم».
محمد المصري.
رئيس تحرير مجلة أنا المسلم.
س - نبدأ معكم الحوار بطلب تعريف القارئ بالكاتب الإسلامي محمد أبو الهيثم؟؟
ج – أخوكم محمد أبو الهيثم كاتب إسلامي ومشرف الأعمال الكتابية بموقع إذاعة طريق الإسلام وكاتب بموقع لواء الشريعة ولي صفحات بعدة مواقع منها الحقيقة والمختار الإسلامي، أعمل مدير مشروعات في إحدى شركات البرمجيات بالخليج العربي، حاصل على بكالوريوس في تكنولوجيا التعليم، ودبلوم في الدعوة بتقدير جيد جداً بجانب الدراسة لعامين بمعهد القرآن والحديث بدار علمية متخصصة وكنت فيها الأول على أقراني ولله الحمد بجانب إجازة في قراءة حفص، وتعلمت على يد العديد من مشايخ الدعوة الفضلاء وفقهم الله وحفظهم.
س- تنوعت مقالاتك بين الدعوي والسياسي ويقول البعض أنك تتجه نحو السياسة أكثر في الفترات الأخيرة فما السبب؟؟
ج- الأصل دعوة الناس إلى التوحيد الخالص، والتركيز على مفهوم لا إله إلا الله وتوصيله للخلق وتعليم الناس تطبيق لا إله إلا الله وجعلها واقعاً معاشاً منظوراً، ودعوة الخلق إلى التعايش الحقيقي في ظل شريعة الخالق، التي تضمن لهم الأمن والأمان واكتمال السلامة والاهتداء، هذا هو الأصل الدعوة إلى الشريعة بشموليتها كتاباً وسنة، فرائض ومندوبات، عقائد وعبادات وأخلاق.
أما الكتابة عن السياسة فهي جزء لا يتجزأ من الدعوة فالدين لا ينفصل عن الدولة والدولة لابد حتماً ألا تنفصل عن الدين، فالحكم لله وحده سبحانه ولا مشرع غيره ولا حكم إلا هو، نزل الشرع للعالمين لصيانة حياتهم ومعاشهم على وجه الأرض حتى يلاقوه سالمين فالسلامة كل السلامة في إتباع شرعه ومنهج أنبياءه والندامة في مخالفتهم،ولا يتحقق كمال الأمن وتكتمل السلامة إلا باكتمال الإيمان وتطبيقه تطبيقاً واقعياً في حياة الأفراد ألم تسمع لقول الحق تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَ?ئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (82) الأنعام.
ومن هنا فالدعوة إلى الله لا تنفك عن ربط الدين بالحياة فالشريعة الإسلامية شريعة تنظم الحياة البشرية وترتقي بها وكلما ابتعد المسلمون عن تطبيقها كلما ابتعدوا عن الرقي والتحضر، فتكامل الدين مع الدنيا مقصد شرعي وتطبيق التوحيد لا يكون إلا من خلال دولة وسلطان وشعب يطبق الشريعة ويعتنقها وينشرها وهذه هي السياسة بمعناها التطبيقي.
وقد كان التوحيد الخالص هو أول منطلقات الدعوة الإسلامية، فلما بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً إلى اليمن قال له: {إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله} وفي رواية: {إلى توحيد الله} وفي رواية {إلى عبادة الله}.
لذا نجد أن الدعاة والمفكرين النابهين يتنوعوا في النصح والمقال بين الدعوة والواقع والتطبيق، والواقع والتطبيق يعني بكل بساطة السياسة كما أسلفت ولا يعني هذا الإغراق في أحوال الواقع وترك توصيل أصول الشريعة الإسلامية للناس وإنما الشمولية في الدعوة والتركيز على إصلاح العقائد ولتصورات والمفاهيم حتى نبني جيلاً رائداً قادراً على النهوض بالأمة من كبوتها.
س2 - ما هي نظرتكم للوسائل الحديثة كوسائل دعوية يمكن أن يستفاد منها لنشر الشريعة الإسلامية؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- الوسائل الحديثة مثلها مثل أي وسيلة يمكن أن تستخدم لخدمة الدين ونشر الشريعة كما أن يمكن أن تستخدم لهدم أخلاق الناس ومعتقداتهم، وقد أنشئت هذه الوسائل في الأصل لأغراض بعيدة تماماً عن الدين ونشر الإصلاح فالآلة الإعلامية أنشأها في الأصل أعداء الإسلام وأقل ما يمكن أن يقال أنها أنشئت لأغراض ترفيهية لنشر تجارتهم الفنية وثقافتهم الجنسية الداعرة على العالم، و بفضل الله تعالى ثم بجهود النابهين من أبناء الدعوة الإسلامية انقلب السحر على الساحر وبدأت الدعوة الإسلامية تغزو فضائيات الدنيا لتهدي العالم الحائر إلى صراط الله المستقيم وشرعه القويم وإن كانت تحتاج للكثير والكثير من الجهد لترقى للتمثيل العالمي.
وفي نفس الاتجاه كانت الشبكة العنكبوتية التي بدأت كغرض عسكري علمي ثم انتشرت كمجال إخباري ترفيهي ثم بدأت الدعوة الإسلامية تدلو بدلوها في مضمار الشبكة فكان لها عظيم الأثر ولله الحمد، وهذا مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى: {الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون}
لذا أرى أن اقتحام أبناء الدعوة للوسائل الحديثة واستغلالها لنشر دين الله هو من الجهاد في سبيل الله وهو من سبيل الأنبياء شريطة أن تكون الدعوة إلى الله على بصيرة سواء بصيرة بما يدعو إليه أو بصيرة بالواقع المحيط به وطبيعة المدعويين ومتطلبات الشعوب الإسلامية في الوقت الراهن مع عدم تقديم أي تنازلات في أصول الشريعة أو تمييع دين الله من أجل الاستمرار وإنما الصدع بالحق مهما كلف ونشر الدعوة على منهج الكتاب والسنة دون مداهنة أو تنازل أو تمييع.
س3 - مع انتشار الدعوة الإسلامية على الفضائيات والشبكة العنكبوتية أصبح العلم الشرعي سهل المنال!! هل هذه العبارة صحيحة؟؟؟
ج – الحقيقة أن معظم الأعمال المقدمة للآن في وسائل الإعلام الحديثة تفتقد للتأصيل العلمي فمعظم الفضائيات تركز جهدها في تقديم الوعظ الدعوي، والوعظ في ذاته لا يكفي وإنما هو من أجل تجديد الإيمان وتذكير المؤمنين، وتجديد النشاط، بينما بناء المسلم يحتاج لما هو أكبر من الوعظ، يحتاج إلى تلقي العقيدة الصحيحة وتثبيت مفاهيمها في قلوب الجماهير وتصحيح المفاهيم والتصورات، كذا تصحيح المسالك وفي مقدمتها العبادات، وتخليصها من شوائب الشرك والبدع التي نشبت في أرجاء الأمة، لذا أرى أن الخطوة القادمة في العمل الإعلامي الإسلامي سواء الفضائي أو الشبكي هي تأصيل العقائد وتطهيرها من الشركيات والشبهات حتى لا يفلح مع أبناء الأمة كيد أعداءها من المنصرين والعلمانيين والروافض وغيرهم كذا تطهير العبادات من البدع التي انتشرت في الأمة وتأصلت في سلوكيات أفرادها منذ قرون، حتى تقوم للمجتمعات الإسلامية قائمة ويسودوا العالم من جديد، وحتى يحمل أبناء الأمة مشاعل النور إلى العالم وينهضوا بأمتهم.
س4 - ما نصيحتكم للشباب؟؟
ج – نصيحتي للشباب هي نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل " اتق الله حيثما كنت " كما أنصحهم بالعقيدة التي هي أمانة في أعناقهم يجب أن يجتهدوا في تلقيها سليمة ليحملوها بحقها ويهدوها للأجيال القادمة ناصعة بيضاء كما وصلتهم، وليعلم كل شاب أن طلب العلم الشرعي وعلى رأسه العقيدة والتي من أخص خصائصها التوحيد إنما هو فرض عين عليه يأثم بالتكاسل في تعلمه، كذا تصحيح العبادات تعلمها فرض عليه وهو ما يتمثل في علم الفقه، وقد أجمع العلماء على أن من العلوم من هو فرض عين على المسلم أن يتعلمه ولخصوه بقولهم " ما لا يسع المسلم جهله " فيما يتعلق بالعقيدة والتوحيد حتى يعلم من يعبد وما هو حق الله على العبيد، وحتى يعلم أنواع الشرك والكفر فلا يقع فيها أو يلتبس إيمانه بظلم، وكذا تصحيح العبادات والمعاملات والتي في مجملها تصحيح المسلك وهي أيضاً فرض عليه يجب ألا يتهاون فيه، وليعلم الشباب أن العمل بما تعلم هو فرض عين أيضاً كما أن العلم فرض، لذا يجب أن يكتمل العلم والعمل في حياة أفراد الأمة وضمائرهم.
ثم أنصح الشباب بالابتعاد عن مواطن الشبهات والشهوات والحفاظ على نقاءهم من تلك السهام الموجهة إليهم سواء من شبهات يلقيها شياطين المنصرين وأعداء الدين، وكذا الابتعاد عن الشهوات المؤججة التي تقابلهم في الفضائيات وفي الجامعات، بل وفي الطرق والشوارع التي أضحت تكتظ بالعري والاختلاط وسعار الشهوات.
على الشاب أن يلجأ إلى دينه فهو الركن الركين ولن يضل أبداً ما تمسك به: قال صلى الله عليه وسلم: وفى صحيح مسلم عنه من حديث جابر أنه قال في خطبة الوداع: " وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله تعالى " (وللحاكم: " كتاب الله وسنتي " صححه الألباني في صحيح الجامع 2937)
وعلى الفتاة كذلك أن تعلم أنها نصف الأمة وحصنها الحصين فهي صانعة الرجال ومربية الأجيال وحاملة الأمانة في أحضانها، فهي الأم والأخت والزوجة الصالحة التي إن فسد فسد معها نصف المجتمع وأغوت النصف الآخر، لذا تنبه أعداء الإسلام لدورها فحاولوا الولوج من خلالها ولكن هيهات هيهات، فالله متم دينه ومعز أولياءه و رافع منهج رسله.
وفي نهاية لقاءنا مع الشيخ محمد أبو الهيثم نتوجه إليه بجزيل الشكر والعرفان على إتاحة هذه الفرصة للقاء معه وندعو له بالتوفيق في جميع أمره كله.(/)
أساليب المغاربة في مواجهة الدولة الفاطمية العبيدية
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 02:08]ـ
أساليب المغاربة في مواجهة الدولة الفاطمية العبيدية http://www.royalluxe.nl/vb/images/icons/icon1.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سلك علماء السنة المغاربة في مقاومة التشيع أساليب عديدة، منها المقاومة السلبية، والمقاومة الجدلية والمقاومة المسلحة، وكانت هناك أنواع أخرى من المقاومة، مثل التأليف ونظم الشعر .. إلخ.
أ -المقاومة السلبية: أولى الوسائل التي استعملها علماء المغرب السنة هي مقاطعة كل ماله صلة بالتشيع، أو بالحكم القائم، وتمثلت تلك المقاطعة في مقاطعة قضاة الدولة وعمالها، ورفض من استطاع منهم دفع الضرائب لها (1) ومن مظاهر هذه المقاومة مقاطعة حضور صلاة الجمعة التي كانت مناسبة للعن أصحاب رسول الله على المنابر، فتعطلت بذلك الجمعة دهراً بالقيروان (2)، ومنهم من اكتفى بالدعاء عليهم، كما فعل الواعظ عبد الصمد (3)، وكما كان يفعل أبو إسحاق السبائي الزاهد، إذا رقى رقية يقول بعد قراءة الفاتحة وسورة الإخلاص والمعوذتين: وببغضي في عبيد الله وذريته، وحبي في نبيك وأصحابه وأهل بيته أشف كل من رقيته (4
ومن مظاهر المقاومة السلبية أيضاً: مقاطعة كل من يسير في ركب السلطان واعتزاله، وكل من كانت له صلة بهذا السلطان، أو سعى إلى تبرير وجوده؛ عملاً بقوله تعالى: " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " (المجادلة، آية: 22
فهذا خلف بن أبي القاسم البراذعي (ت نحو 400ه) (5) قام عليه فقهاء القيروان بصلته بملوك بني عبيد وقبوله هداياهم، وتأليفه كتابا في تصحيح نسبهم، وزادت النقمة عليه عندما وجدوا بخطه الثناء على بني عبيد متمثلاً ببيت (6) الحطيئة:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ?? وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
لذلك كله أفتى فقهاء القيروان بطرح كتبه، وعدم قراءتها، وإزاء ذلك اضطر هو إلى الهجرة إلى الصقلية، حيث حصلت له حظوة كبيرة عند أميرها (7
ب -المقاومة الجدلية: كانت المقاومة الجدلية هي أقوى وأوسع أنواع المقاومة التي قام بها علماء السنة المغاربة ضد الشيعة الرافضة المنحرفين، وقد سطع في سماء هذه المساجلات العلمية والمناظرات العقدية عدد كبير من العلماء، وكانوا لسان أهل السنة الناطق والذاب عن بيضة هذا الدين، وممن لمع نجمه في ميدان المناظرة لبني عبيد حتى ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار المختلفة؛ لعلمه بالذب عن مذهب أهل السنة، وكان هذا الإمام - فضلاً عن براعته في الجدل والمناورة شجاعاً مقداماً لإيهاب الموت، من ذلك ما ذكره المالكي والدباغ من أن عبد الله المعروف بالمحتال (8)، صاحب القيروان قد شدد في طلب العلماء، فاجتمعوا بدار ابن أبي زيد القيرواني، فقال لهم ابن تبان: أنا أمضي إليه، أبيع روحي لله دونكم؛ لأنه إن أتى عليكم وقع على الإسلام وهن عظيم (9
وفعلاً ذهب إليه وأقام عليه الحجة هو وجماعته الذين جاء بهم ليناظروه، وبعد أن هزمهم في مجلس المناظرة لم يخجلوا أن يعرضوا عليه أن يدخل في نحلتهم، ولكنه أبى وقال: شيخ له ستون سنة يعرف حلال الله وحرامه، ويرد على اثنتين وسبعين فرقة، يقال له هذا؟ لو نشرتموني في اثنتين ما فارقت مذهبي (10
ولما خرج من عندهم بعد يأسهم منه تبعه أعوان الدولة الفاطمية العبيدية وسيوفهم مصلتة عليه؛ ليخاف من يراه من الناس على تلك الحال، فإذا به وهو تحت الضغط يهدي الناس ويقدم لهم النصيحة، ويقول لهم دون خوف ولا وجل: تشبثوا، ليس بينكم وبين الله إلا الإسلام، فإن فارقتموه هلكتم (11
وكان يخشى على العامّة من فتنة بني عبيد ويقول: والله ما أخشى عليهم الذنوب؛ لأن مولاهم كريم، وإنما أخشى عليهم أن يشكوا في كفر بني عبيد فيدخلوا النار (12
وممن اشتهروا بالذب عن الإسلام، وأشهروا حجج الحق وبراهين العدل، وإقامة الحجة على دعاة الدولة الفاطمية أبو عثمان سعيد بن الحداد (302ت) لسان أهل السنة وابن حنبل المغرب، قال عنه السلمي: كان فقيها صالحاً فصيحاً متعبداً، أوحد زمانه في المناظرة والرد على الفرق (13
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عنه الخشني: كان يرد على أهل البدع المخالفين للسنة، وله في ذلك مقامات مشهودة، وآثار محمودة ناب عن المسلمين فيها أحسن مناب، حتى مثله أهل القيروان بأحمد بن حنبل (14
قال عنه المالكي: وكانت له مقامات في الدين مع الكفرة المارقين، أبي عبدالله الشيعي، وأبي العباس أخيه، وعبيد الله، أبان فيها كفرهم وزندقتهم وتعطيلهم (15)، حاولت الدولة الفاطمية بالمغرب إجبار الناس على مذهبهم بطريقة المناظرة وإقامة الحجة مرة، والتهديد بالقتل مرة أخرى، فارتاع الناس من ذلك، ولجؤوا إلى أبي سعيد، وسألوه التقية فأبى وقال: قد أربيت على التسعين، ومالي في العيش حاجة، ولابد لي من المناظرة عن الدين أو أن أبلغ في ذلك غدراً، ففعل وصدق، وكان هو المعتمد عليه بعد الله في مناظرة الشيعة (16)، ومن أشهر هذه المناظرات.
- التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما: وأول هذه المناظرات كما يذكر صاحب المعالم حول التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما، فبعد الاجتماع بين ابن الحداد وأبي عبيد الله الشيعي؛ سأل أبو عبد الله الشيعي ابن الحداد: أنتم تفضلون على الخمسة أصحاب الكساء غيَرهم -؟ يعني بأصحاب الكساء: محمداً صلى الله عليه وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ويعني يغيرهم: أبا بكر رضي الله عنه - فقال أبو عثمان: أيما أفضل؟ خمسة سادسهم جبريل عليه السلام؟ أو اثنان الله ثالثهما (17)؟ فبهت الشيعي.
- موالاة علي رضي الله عنه: في هذه المناظرة أراد عبيد الله الشيعي أن يثبت أن الموالاة في قوله عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلى مولاه (18) بمعنى العبودية، فقال له: فما بال الناس لا يكونون عبيداً لنا؟ فقال ابن الحداد: لم يرد ولاية رق وإنما أراد ولاية الدين، ونزع بقوله تعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون " (آل عمران: آية 79 - 80) فما لم يجعله الله لنبي لم يجعله لغير نبي، وعلي رضي الله عنه لم يكن نبياً وإنما كان وزيراً للنبي صلى الله عليه وسلم (19
هذه إشارات عابرة، وهي جزء صغير من مجموع المناظرات التي دارت بين الفريقين.
ج- المقاومة المسلحة: لم يكتف علماء المغرب بالمقاومة السلبية والمقاومة الجدلية، بل منهم من حمل السلاح وخرج ليقاتلهم، فهذا جبلة بن حمود الصدفي ترك سكن الرباط ونزل القيروان، فلما كلم في ذلك قال: كنا نحرس عدواً بيننا وبينه البحر، والآن حل هذا العدو بساحتنا، وهو أشد علينا من ذلك، وقال: جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك (20
واستدل بقوله تعالى: " يا أيهّا الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " (التوبة: 123) ومنهم الإمام: أبو القاسم الحسن بن مفرج ت 309ه الذي كان من أوائل من خرج على الشيعة ومات شهيداً، قتله عبيد الله المهدي، وصلب هو ورجل يدعى أبا عبد الله السدري الذي كان من الصالحين، وكان قد بايع على جهاد عبيد الله، وجعل يحث الناس على جهاده فبلغ خبره عبيد الله فأمر بقتله (21
ثم إن العلماء خطوا خطوة أكبر بإصدار فتوى بوجوب قتال الدولة الفاطمية العبيدية، وكان ذلك بعد اجتماع وتشاور بين علماء السنة، وتحالفوا مع أهل القبلة ضد الفاطميين الذين حكموا عليهم بالكفر لمعتقداتهم الفاسدة، قال الشيخ الفقيه أبو بكر بن عبد الرحمن الخولاني: خرج الشيخ أبو إسحاق السبائي ـ رحمه الله - مع شيوخ إفريقية إلى حرب بني عبيد مع أبي يزيد، فكان أبو إسحاق يقول ويشير بيده إلى عسكر أبي يزيد: هؤلاء من أهل القبلة، وهؤلاء ليسوا من أهل القبلة - يريد عسكر ابن عبيد - فعلينا أن نخرج مع هذا الذي من أهل القبلة لقتال من "هو" على غير القبلة، فإن ظفرنا بهم لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد لأنه خارجي، والله عز وجل يسلط عليه إماماً عادلاً فيخرجه من بين أظهرنا، ويقطع أمره عنا
والذين خرجوا معه من الفقهاء والعباد أبو العرب ابن تميم، وأبو عبد الملك مروان نصروات، وأبو إسحاق السجائي، وأبو الفضل، وأبو سلمان ربيع بن القطان (22) وغيرهم كثير (23
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الموعد المحدد خرج العلماء ومن ورائهم وجوه القوم وعامتهم في أعداد غفيرة لا يحصيهم عد، ولم يتخلف من العلماء والصلحاء أحد إلا العجزة، ومن ليس عليهم خرج، وكان ربيع القطان في طليعة الصفوف راكباً فرسه، وعليه آلة الحرب متقلداً مصحفه وهو يقول: الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك وأعداء نبيك (24).
العلماء في تلك المواجهة بلاء حسناً، وقدموا صورا حقيقية للجهاد في سبيل الله لأعداء الإسلام، واستشهد منهم مالا يقل على الثمانين عالماً، منهم ربيع القطان والمميس وغيرهما، وأظهروا شجاعة نادرة وتفانياً لا مثيل له في قتال عدوهم، وحققوا انتصاراً باهراً، وكادوا يستولون على المهدية، لولا أن ساعة الغدر حلت ورجعت الكرة عليهم، حين خدعهم أبو يزيد، وأسفر عن وجهه القبيح المناوئ لأهل السنة، وأمر جنده أن ينكشفوا عنهم بقوله: أعداؤكم من قتلهم لا نحن فنستريح منهم (25
وكان غرضه من تلك الفعلة الشنيعة والخدعة المنكرة: الراحة منهم لأنه فيما ظن إذا قتل شيوخ القيروان وأئمة الدين تمكن من أتباعهم فيدعوهم إلى ما شاء الله فيتبعونه (26) فهزم شر هزيمة حيث انضم عدد غير قليل من جنده إلى صفوف عدوه، ولم يبق له من الجند إلا القليل، وقتل شر قتلة، وكانت نهايته يوم 30محرم سنة 336ه (27
وقد أثرت هذه المواجهة بين السنة والشيعة على الساحة المغربية فيما بعد، حيث استمرت المقاومة فيمن جاء بعدهم حتى بعد خروج بني عبيد من المغرب، فكانوا يبحثون عن مراكز وجود الشيعة، فإذا عثروا عليهم قتلوهم وأخذوا أموالهم، فقد ذكر ابن عذارى في البيان المغرب أنه: كان بمدينة القيروان قوم يتسترون بمذهب الشيعة من شرار الأمة، انصرفت العامة إليهم من فورهم، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً رجالاً ونساءً، وانبسطت أيدي العامة على الشيعة، وانتهبت دورهم وأموالهم (28
ويصف القاضي عياض هذه الحادثة بقوله: وكان ابتداء ذلك اليوم الجمعة منتصف المحرم، قتلت العامة الرافضة أبرح قتل بالقيروان، وحرقوهم وانتهبوا أموالهم، وهدموا دورهم، وقتلوا نساءهم وصبيانهم، وجروهم بالأرجل، وكانت صيحة من الله سلطها عليهم، وخرج الأمر من القيروان إلى سائر بلادهم، فقتلوا وأحرقوا بالنار، فلم يترك أحد منهم في إفريقية إلا من اختص (29
وهكذا كان هذا النوع من المقاومة هو أشد الأنواع وأنكاها، طهر الله به أرض المغرب من بدعة التشييع الباطني الرافضي.
ح- المقاومة عبر التأليف: وكانت المقاومة عبر التأليف من الوسائل المجدية والنافعة في مقاومة الشيعة، والتي كان لها أثر طيب في إقلاقهم وقض مضاجعهم، وإعلانهم الحرب على من يفعل ذلك، كما كان لها أثر في تبصير العامة بالحق وإرساء دعائم السنة، وكانت هذا المؤلفات تنقسم إلى نوعين
- المؤلفات التي تتناول مسائل العقيدة جملة وفق منهج أهل السنة والجماعة، ومن بين المسائل التي تناولتها مسألة الإمامة عند أهل السنة، وأفضلية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وشرعية خلافة الثلاثة خلافاً للشيعة الرافضة، والترضي عن أصحاب رسول جمعياً من غير تفريق بينهم، واعتبارهم جميعاً عدولاً خلافاً للشيعة الذين يكفرونهم ويفسقونهم، عدا نفر قليل منهم، فهذا النوع من التأليف كان له أثر عميق في تبصير الناس بدينهم، ونشر المذهب الحق فيهم، حتى أصبحوا يعتبرون كل من خالف هذه العقيدة مخالفاً للإسلام، وخارجاً عن جماعة المسلمين، يجب فيه كل ما يجب في الكافر من المعاداة والقتال والمقاطعة، وغير ذلك من المعاملة، لعله يرتدع ويرجع ويتوب (30
والنوع الثاني: المؤلفات التي ألفت للرد على الشيعة خاصة، وعلى عقائدهم الباطلة: وهذا النوع من التأليف - كما سبق الحديث عنه - جاء نتيجة ظروف خاصة أوجبت على أهل السنة الرد عليهم، وتفنيد شبههم، ودحض باطلهم، من هذا الصنف من المؤلفات نذكر كتابي "الإمامة" اللذين ألفهما الإمام محمد بن سحنون، وهما أعظم ما ألف في هذا الفن، يقول عيسى بن مسكين: وما ألف في هذا الفن مثلهما (31)، وكتاب الإمامة للإمام إبراهيم بن عبد الله الزبيدي، وكتاب الرد على الرافضة له أيضاً، واللذان كانا السبب في محنته وسجنه وضربه من قبل الدولة الفاطمية العبيدية، فهذا النوع كان له أثره في المقاومة (32).
خ- مقاومة شعراء أهل السنة: إلى جانب وسيلة التأليف كانت هناك وسيلة نظم الشعر لهجو بني عبيد وذمهم، وقد برز في هذا الميدان كثير من الشعراء منهم: أبو القاسم الفزاري.
المصدر: موقع التاريخ
http://www.royalluxe.nl/vb/showthread.php?t=1160
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 07:25]ـ
بارك الله فيك ... و للعلامة حسن الكتاني ـ فك الله أسره ـ كلام رائع حول هذه الحقبة في رسالة مخطوطة ... بين فيها جهود المالكية ـ رحمهم الله تعالى ـ في دحر الغزو الرافضي الباطني عن بلاد المسلمين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 02:03]ـ
بوركت أخي الحبيب .. وفك الله أسر شيخنا العلامة سيدي الشريف حسن الكتاني ..
ـ[في بحر التاريخ]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 01:49]ـ
جزاك االله خيرا ... تعقيبا على ماذكرت اقول ...
كانت هناك مقاومة لما فرض الفاطميون على اهل المغرب من فرض للمذهب الشيعي الا ان تيقن لهم ان المقام لهم في المغرب يهدد استمرار دولتهم فانتقلوا الى مصر و لكن لم يستطيعوا غرس المذهب هناك و انتهى الوجود الشيعي بانتهاء الدولة الفاطمية ...
تقبل مروري ...
اختك ...
في بحر التاريخ ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:46]ـ
بوركت اخي الفاضل ... ،وهم يعاودون الكرة من جديد للدخول إلى المغرب .. ،ولكن.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:48]ـ
و انتهى الوجود الشيعي بانتهاء الدولة الفاطمية ...
..
اين انتهى الوجود الشيعي بالمغرب ام بمصر او بالعالم ..... ؟؟؟؟
ـ[في بحر التاريخ]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 03:40]ـ
اين انتهى الوجود الشيعي بالمغرب ام بمصر او بالعالم ..... ؟؟؟؟
انا اقصد انتهي الوجود الشيعي بانتهاء الدولة الفاطميه في مصر لان التي خلفتها الدوله الايوبيه السنية و ايضا لان جذور المذهب لم تكن في مصر مثل غيرها من البلاد الاسلاميه الاخرى ...
اما بلاد المغرب الاسلامي فقد تأصلت فيه المذهب الخارجي و ليس الشيعي ...
و هذا على حد علمي ...
و الله اعلم ...
آسف لانني لم اوضح كلامي سابقا ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 10:36]ـ
المقصود انتهاء الحكم الشيعي في المنطقة ... وإلا فهناك بعض الرواسب ... تلقفها دعاة التصوف الخرافي .. وبعض المنحرفين .. ولاتزال بعض القبائل عندهم بعض الكلمات بالبربرية لو .. تعمقت في التاريخ لتبين لك أن لها علاقة بالتيارات المذهبية التي كانت تسود تلكم المناطق .. كما أن بعض اثار النصب لائحة للعيان في بعض العبارات الامازيغية .. كقولهم مثلا علي ايجان .. ومعناها علي كريه الرائحة .. وأيضا يقال للثعلب طالب علي ...
المغاربة ماقبلوا الفكر الشيعي ومااستساغوه أبدا .. لذلك تعددت أساليبهم فيي دحر المد الشيعي .. الرافضي أقصد .. وإن كانت للكثير من التيارات والدويلات التي قامت في المنطقة ميول خارجية ... فلذلك أسباب سياسية وأخرى متنوعة فرضها الواقع انذاك .. وأسهم فيها التوتر السياسي الذي شهدته الأمة الاسلامية في تلك الفترة ..
وتقبلي مني اختي في بحر التاريخ خالص الشكر والتقدير .. والشكر أيضا موصول لحبيبي الفاضل الحميدي ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:21]ـ
بوركت اخي الحبيب إمام الأندلس ... ،(/)
أجوبة الشيخ أحمد القاضى على أسئلتى بخصوص سيد قطب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 02:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والضلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الكرام
وهذا سؤالى واجابته من الشيخ أحمد القاضى فى لقاءات المجلس العلمى وهو
نص السؤال
3 - فى المنتديات يحدث حروب طاحنة بين طلبة العلم فى مواضيع معينة منها على سبيل المثال لا الحصر اذا نشر طالب علم كلام احد من علماء السنة المنصفين المشهورين بالعلم والعمل عن استاذ سيد قطب رحمه الله تعالى ومع ذلك لو غير واضح فى الكلام المنقول الاشارة لأخطائه رحمه الله تعالى (يشير هذا الطالب من باب تعليم من لا يعلم) نجد بعض الأخوة يبتدروا بكلام عالم أخر يجرح أستاذ سيد جرحا شديدا ويجحف به بشدة فينشره ويعترض به ويحارب عليه كأنها مسألة فقهية وقوله صواب وأقوال العلماء الآخرين باطلة أو يحاول تأويل كلامهم لينضبط مع كلام شيخه فيترك كلام أغلب علماء العصر لبعض العلماء (أشير لمدرسة معينة معروفة) فنرجو نصيحة أحسن الله اليكم
الاجابة
- لا يليق بطلبة العلم في المنتديات، ولا في غيرها، أن ينخرطوا في (حروب طاحنة) كما عبرت، فذلك ليس من العلم، بل من (زغل العلم). والواجب على طلبة العلم بذل العلم الصحيح، وبيان الخطأ بأسلوب عف جميل، والترفع عن المهاترات، والتصنيفات الظالمة، والاشتغال بالمحكم، ورد المتشابه إليه، واستصحاب النصيحة، وحسن الظن، والشفقة على المسلمين، والبعد عن الضراوة، والإثم، والعدوان، والسعي إلى إقامة الدين، والبعد عن التفرق والاختلاف. وكل ذلك لا يمنع من بيان الحق، وتنبيه الغافل، وتعليم الجاهل. أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن، وشرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا.
------------------------------------------------------
وسؤال أخر فى موقع فضيلته أيضا فى قسم البدع والمحدثات. التاريخ: 1429/ 7/29 هـ
السؤال: أحسن الله اليكم وجه العلماء كلام سيد قطب رحمه الله تعالى فى الظلال بأنه أسلوب أدبى وعادة الادباء الاسترسال مع مشاعرهم وسؤالى هو هل لكل فن لعته وليس لأحد أن يحاكم أهل فن معين وينزل كلامهم على المصطلحات الشرعية (طبعا فى غير تقرير العقيدة) ثم ان كانت الاجابة بنعم فيشكل على قول الله تعالى (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} البقرة205 وعلينا أن نحارب الفساد والمعاصى فالكلمة التى معناها فاسد شرعا يجب علينا النهى عن التفوه بها كقول احد العلماء فيما اذا طرق أحد على الباب أن لا أقل له (مين) لكن اقول (من) لأن مين اسم اله كان يعبد وفى الاية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} البقرة104 ونهى النبى صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة عن التفوه بكلمات ما مع أنهم لم يكونوا يقصدون بها تقرير العقيدة الاسلامية وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الواجب على أهل الإسلام استعمال الألفاظ والمصطلحات الشرعية، واجتناب ما يخالفها. ويتأكد الأمر في حق العلماء، والمصنفينفي علوم الشريعة؛ من توحيد، وتفسير، وفقه، وخلافه. والواجب التنبيه على الخطأ، والاعتذار لمن وقع منه ذلك، إن كان معروفاً بالنصح للأمة، وطلب الحق. ولا يمنعنا حبنا لأحد، من أن ننبه على خطئه، فإن الحق أحب إلينا منه. بل إن في التنبيه على خطئه إحسان إليه، ونص للأمة. وأما ما قيل عن كلمة (مين) فلم أسمع به، ولا أرى أن يشاع، فإنه نوع من لحن القول عند العامة، وحسب، فلا يضخم الأمر، ولا يبالغ في إنكاره. وفقك الله.
بقلم/ فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 03:05]ـ
بارك الله فيك
لكن: ألا تجد أنه كلام عام؟
ـ[أروع]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 03:07]ـ
ما غظب الله على قوم إلا آتاهم الجدل
ـ[القضاعي]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 03:51]ـ
يا أخي خالد بارك الله فيك
غاية ما نريد ان نقول عن الأستاذ سيد قطب رحمه الله , ما قاله أهل العلم بأنه جاهل بأصول الشريعة فلا يؤخذ عنه في الأحكام الشرعية.
واما في الأدب والشعر فلك ذلك ما لم يعارض الشرع هو أو غيره.
وفقنا الله وإياك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:09]ـ
يا فضاعى سأقول لك كلاما كان محله الموضوع السابق لكن لم ييسر الله تعالى وسأقوله لك هنا
ويحك يا القضاعى لقد نلت من #### سيد قطب
ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 11:38]ـ
/// المواضيع عن، وضد، وفي، ومع =سيد قطب -رحمه الله رحمةً واسعةً- أخذت كفايتها في هذا المنتدى، فضلًا عن غيره. فنرجو من الإخوة الاكتفاء بما تقدَّم وشغل الوقت بما هو أجد وأنفع .. وفقكم الله وإياي لكل خير(/)
من درر راغب السرجانى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 04:03]ـ
ما الحكمة من النهي عن القتال في مكة؟
أمام هذا الثبات وذاك الصبر، وأمام هذا التحمل العظيم للأذى الشديد يبرز سؤال هام جدا قد يدور في ذهن الكثيرين، وهو: لماذا أمر الله عز وجل المسلمين بالكف عن القتال في مكة؟
لماذا تحمل المسلمون هذا الألم ودون رد ودون تغيير؟ ولماذا لم يسمح لهم بالرد على الإيذاء وقد كان منهم من يستطيع ذلك؟
أليس في مثل هذا خنوع وسلبية؟!
وفي معرض الرد على هذا السؤال نذكر عدة أسباب، وقبل سردها نلفت الأنظار إلى حقيقتين مهمتين:
الحقيقة الأولى: أن هذا الكف كان أمرًا ربانيًا مباشرًا:
فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
[فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ] {الحجر:94}.
ومن هنا فمن المؤكد أن الخير كل الخير كان في هذا الإعراض، وأن الحكمة البالغة كانت تقتضيه، وحكمة الله عز وجل لا يحيط بها أحد، ولا يقدر على ذلك بشر، ونحن بطاقتنا المحدودة نبحث فيما نعتقد أنه الحكمة من وراء الكف عن القتال في مكة.
الحقيقة الثانية: أننا أُمرنا باتباع أوامر الله حتى مع عدم تبدي الحكمة لنا من وراء ذلك:
فليس معنى أننا لم نجد بعقولنا حكمة مقنعة تسوغ لنا فرض هذا الأمر أن نقوم بمخالفته، يقول تعالى: [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا] {الأحزاب:36}.
وبعد وضوح هاتين الحقيقتين فيمكننا البحث في حكمة الكف عن القتال في مكة على الوجه التالي:
الحكمة الأولى:
البعد التربوي الهام في هذا الوضع، فلا شك أن هذه الصورة الجديدة على أرض مكة، وهي صورة التعذيب الشديد لطائفة من الناس على أيدي غيرهم، وقبول هذا الطرف المعذَّب لهذا الأمر دون رد، هذه الصورة الجديدة تربي في المؤمنين أمورًا من الصعب أن تُربى في ظروف غيرها، ومن هذه الأمور الصبر من نوع خاص.
فأنواع الصبر كثيرة، والعربي بصفة عامة صبور؛ إذ إنه يستطيع الصبر على آلام الجوع والحر والفقر وطول السفر، والصبر على الحروب وغيرها، وكل هذا حسن وحميد.
لكن العربي لا يصبر على تحمل الظلم؛ إذ إن طبيعته الثائرة لا ترضى بالضيم ولا بالجور، فتراه يثور ولو كان الثمن هو حياته نفسه.
أما الآن فقد أصبح من أهداف المؤمن أن يقيم أمة ودولة، ومن متطلبات بناء الأمة أن يكون البناء متدرجًا وأن يمر بمراحل مختلفة، وألا ينظر الفرد إلى مصلحته الشخصية، بل يتعداها إلى مصلحة المجموع، وهذه كلها أمور ما كان للعربي أن يفكر فيها قبل ذلك.
فقد صار واجبا عليهم عدم الالتفات إلى حظ النفس، وأن يتركوا الانتصار لذواتهم وذلك لصالح الأمة وصالح الجماعة، وهذه تربية على شيء جديد، وتحتاج إلى وقت وإلى صبر؛ إذ ليس من الممكن أن تقوم أمة أفرادها يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالحها العامة.
ومن هنا فإن الكف عن القتال كان ضروريا من أجل أن يُربى المسلمون على هذا النوع الهام من الصبر، وهو الصبر على ضياع المصلحة الخاصة في مقابل إنجاح المصلحة العامة.
الحكمة الثانية:
التربية على مبدأ حُسن السمع والطاعة للقيادة، وهو أمر من الأهمية بمكان، ولا تكاد تقوم جماعة إلا به، ولا تكاد أمة تقوم إلا عليه، ذلك هو: التربية على الطاعة لقيادة هذه الأمة الناشئة.
وإن المقياس الحقيقي للطاعة هو أن تطيع (في غير معصية الله سبحانه وتعالى) دونما جدل أو ضجر أو اعتراض، خاصة فيما لا يوافق هواك، أما إذا كان الأمر قد وقع على هوى في نفسك فلا فضل إذن في الطاعة؛ لأنك ستطيع لأنك تهوى هذا الأمر.
وإن الطاعة الحقيقية للقائد تتطلب أن يعتقد الجندي بأن في طاعته لقائده طاعة لله عز وجل، وأنه مأجور عليها، يقول تعالى:
[مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا] {النساء:80}. فإذا تعامل الجندي مع قائده بهذا المنطلق فإنه سعيه إلى طاعة قائده هو تماما كسعيه إلى أي عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطاعة الحقيقة للقائد تتطلب من الجندي أن يعرض وجهة نظره على القائد؛ إذ ليس من مقصودنا ما يسميه البعض بالطاعة العمياء، فنحن إنما نريد الطاعة المبصرة، والتي تدفع الجندي إلى أن يفكر فيما يوجه إليه، فإن وجد ما هو أصوب - في رأيه - ذهب إلى قائده وعرض عليه رأيه، فإن قبل فبها ونعمت، وإن كانت الأخرى فليس إلا الطاعة ودون تأفف أو ضجر ما دام في غير معصية لله سبحانه وتعالى.
وهذا الأمر هو عين ما حدث من خباب رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد رأى خباب أن استعجال النصر مصلحة في ذلك الوقت، وكان هذا اجتهاد منه، وعليه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه ذلك بالدعاء، وكان أن أوضح له الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين له ضرورة الصبر، وهنا أيضا سمع خباب رضي الله عنه وأطاع، وقبل الأمر وكف اليد.
وقد تعلم خباب شيئا غاية في الأهمية وهو الطاعة لولي الأمر؛ إذ لا جماعة بغير إمرة ولا إمرة بغير طاعة، وهذه تربية راقية.
وإن هذه الجماعة التي يتعامل فيها قائدها مع جنوده بهذا الأسلوب التربوي، وتلك التي يتعامل فيها الجندي مع قائده بهذا الاحترام وهذه الطاعة، لجماعة منصورة بإذن الله.
الحكمة الثالثة:
أن الدعوة السلمية في هذه البيئة كانت أشد أثرًا وأعظم نتيجة.
وفي سبيل توضيح هذه الحكمة نود أن نسأل سؤالا: ما هو غرض المسلمين نهاية الأمر؟ هل هو حكم مكة، أم هو إسلام مكة؟!
والإجابة بالقطع أن الغرض هو إسلام مكة، وليس مهما من الذي يحكمها بعد ذلك، المهم أن يحكمها بكتاب الله سبحانه وتعالى وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المهم والمقصود.
وهذه البيئة المكية كانت قد ألفت العنجهية والشرف والعلو والعزة، فإن فُرض عليها رأي بالقوة فلن تتقبله، وكان سيحدث صراع مبكر بين المؤمنين والكافرين، وبسببه سيرفض الكافرون الدخول في هذا الدين استكبارا وعنادًا.
ومن هنا فلا بد للداعية من أن يدرس نفسيات من يدعو؛ فمن الناس من يتأثر بمظاهر الرحمة في الداعية، ومنهم من يتأثر بذكاء العقل عند الداعية، ومنهم من يتأثر بقوة البدن عند الداعية، ومنهم من يتأثر بلطف وأدب الداعية، وهكذا، فقد خلق الله عز وجل الناس مختلفين، ولا بد للداعية أن يتعامل مع كل هذه النوعيات، ولا بد أن يراعي ظروف المدعو وظروف البيئة التي يعيش فيها، وكذلك لا بد أن يكون ذكيًا ومرنًا حتى تنجح دعوته، وبعد ذلك فالموفق من وفقه الله عز وجل.
إذن كانت الدعوة السلمية تناسب ظروف مكة في ذلك الوقت.
الحكمة الرابعة:
كان أيضا من الحِكم في كف المؤمنين عن القتال في مكة هو تجنب الفتنة الخطيرة التي كانت ستحدث في مكة، وتلك المقتلة العظيمة التي ستحل في كل بيت، وأيضا تجنب السمعة السيئة التي كانت ستلتصق بالإسلام من وراء ذلك، والتي كانت سترمي إلى أن الإسلام يؤدي إلى فتن عظيمة.
والسبب في ذلك أنه لم يكن هناك في أرض مكة حكومة مركزية هي التي تتولى أمر تعذيب المؤمنين، بل كان قد تكفل كل زعيم بأتباعه، وتكفل كل والد بولده، وكل سيد بعبده، وكل شيخ قبيلة بأفراد قبيلته وهكذا، فكان يقوم بتعذيب مصعب بن عمير - مثلا - أمه، وكان الذي يعذب عثمان بن عفان عمه، وكان الذي يعذب خباب بن الأرت سيدته، والذي يعذب بلال بن رباح سيده وهكذا.
ومن هنا فلو قاتل المؤمنون دفاعا عن أنفسهم فإنهم - لا ريب - سيقاتلون آباءهم وأعمامهم وقبائلهم، وحينها ماذا سيقول الناس عن الإسلام؟
لقد كانت فرية الكافرين العظمى أن هذا الدين يفرق بين الولد ووالده، وبين الرجل عشيرته، وبين المرء زوجته، وهذه فريتهم ولم يكن قد نشب قتال بعد، فما البال وما الخطب لو كان قد حدث قتال؟!
فكان هذا عاملا مهما جدا لتجنب الفتنة الخطيرة التي كانت ستحدث داخل مكة، وأيضا للحفاظ على الصورة النقية الصافية للإسلام كما هي.
الحكمة الخامسة:
وهي علم الله عز وجل أن كثيرًا من أهل مكة سينتقلون بعد ذلك من معسكر الكفر إلى معسر الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد كانت الدعوة الإسلامية ما زالت في مهدها، ولم تكن بعد قد أخذت الفرصة الكافية للوصول إلى قلوب الناس، وكان من الطبيعي أن يعترض عليها منذ البداية كثير من الناس، وقد يتشددون في اعتراضهم، ثم ما يلبث الحق أن يتبدى في أعينهم، فإن كان الله يريد بهم هداية استجابوا وأسرعوا إلى تصحيح أخطائهم، وهؤلاء عندما يؤمنون يتحولون إلى عمالقة في الإيمان؛ وذلك لأنهم انتقلوا من الظلام الدامس إلى النور المبين، وأنهم ذاقوا مرارة الكفر فعلموا حلاوة الإيمان.
وكان من هذا الصنف - على سبيل المثال - عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم، وقد أصبح كل هؤلاء بعد ذلك قادة مخلصين يحملون الإسلام إلى كل ربوع الأرض.
فلو كان قد حدث قتال في أول فترة مكة لكان من الممكن أن يموت أناس كثيرون جدا من هؤلاء.
الحكمة السادسة:
أن النخوة التي كانت في قلوب كثير من العرب كانت تتأثر كثيرًا بصورة المظلوم الذي لا يستطيع رفع الظلم عن كاهله، فكان من طبيعة العربي أن تحركه النخوة والشهامة ليرفع الظلم عن المظلومين، وذلك غير من فسدت فطرته أو تزايدت مصالحه، فإنه قد لا يأبه لذلك.
وقد تحرك كثير من الناس في مكة نخوةً نتيجة الظلم الشديد الذي وقع على المسلمين، وقد تجسدت مثل هذه الصورة - كما سنرى بعد ذلك - في قصة إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
وكان من صور النخوة هذه في رفع الظلم عن المظلومين ذلك الجوار الذي عرضه ابن الدغنة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند هجرته إلى الحبشة، فقد شعر بأن الصديق ظُلم، فجاء وهو مشرك ليعرض الجوار عليه.
وكانت أيضا الصحيفة التي نقضها المشركون أنفسهم بعد ثلاث سنوات من المقاطعة والحصار في شعب أبي طالب - كما سيأتي - صورة من هذه النخوة.
الحكمة السابعة:
أن المسلمين لا يصطدمون بالنواميس الكونية، وهي حكمة غاية في الأهمية.
فمن النواميس الكونية - مثلا - أن النار تحرق، ولذلك فالمسلمون أو الناس بصفة عامة لا يلقون بأنفسهم فيها، كذلك من النواميس الكونية أن الذي يسقط في ماء عميق وهو لا يجيد السباحة فإنه لا محالة سيغرق، ولذلك فإن المسلمين لا يتهورون بنزول ماء عميق دون إجادة للسباحة.
كذلك فإن من النواميس الثابتة أن للباطل قوة لا بد أن تعتبر، ولا يستقيم للمؤمنين أن يقولوا إننا على الحق وأن الله معنا، ثم يلقون بأنفسهم في حرب خاسرة ظنًا منهم أنهم لا بد أن ينتصروا لأنهم جند الله وعباد الرحمن.
فالإسلام دين واقعي، والإسلام دين عملي، ومن أجل ذلك فإنه يقيس بدقة قوة الباطل ويقدّر لها حجمها، ثم على الجانب الآخر فإنه يقدر القوة الكافية للرد، ويضع الخطة المناسبة للنصر، ويهيئ الصف الكفء للقتال، ثم يأتي بعد ذلك التوكل على الله والقتال، أي أن الإسلام وببساطة شديدة دين يحترم ويقدر الأسباب.
ماذا لو قام المؤمنون بثورة مسلحة في مكة؟
لا شك أنهم كانوا سيقتلون رجلا أو رجلين أو عشرة أو حتى مائة رجل، لكنهم ولا شك أيضا كانوا سيبادون عن آخرهم. وإذا كان الموت في سبيل الله غاية، فإن المؤمن لا يموت بغير ثمن، فإذا لم يغلب على الظن التمكين أو إحداث النكاية في العدو فلا معنى للقتال.
ولقد كان المسلمون في مكة قلة مستضعفة، وكانت القياسات المادية والتي قدرتها قيادة المسلمين أن الوقت غير مناسب للقتال، وذلك ليس جبنًا أو ضعفًا، وإنما حكمة وتدبير، وسيأتي يوم تأخذ فيه قيادة المسلمين قرار القتال في بدر وما بعدها.
فالمسلمون لا يتسرعون النتائج، والمسلمون يدركون تماما حقيقة ما يسمى بـ فقه المرحلة، فهم يدرسون الظروف بإحكام ويضعون الخطط، ويطلبون المدد من الله عز وجل، ثم يقدمون ما يناسب المرحلة التي هم فيها، فقد يناسبها كف عن القتال، وقد يناسبها دعوة سرية، وقد يناسبها دعوة جهرية، وقد يناسبها معاهدات ومفاوضات، وقد يناسبها جهاد واستشهاد.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد مر بكل هذه المراحل، ووضع لنا منهجًا دقيقًا نتبعه فيه، ولم يترك لنا موقفًا إلا بَيّن كيف نتعامل معه طبقًا لنواميس الكون وطبقًا لشرائع الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يكن صلى الله عليه وسلم مجرد رجل عبقري حكيم، إنما كان رسول من عند رب العالمين، وناقل ما أراده الله منا في كل موقف، ومن هنا كانت أهمية دراسة سيرته ودراسة حياته صلى الله عليه وسلم.
الحكمة الثامنة:
أن القتال لم يكن ضرورة ملحة؛ فقد كانت الدعوة في مكة تسير وتتقدم، وهي وإن كانت تسير بصعوبة بالغة وبمشقة عظيمة إلا أنها كانت تتقدم يوما بعد يوم.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس ويدعوهم وهو تحت حماية سيوف بني هاشم، وكان أبو طالب قد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قضية حياته، وكرس جهده لرد الكيد عنه.
فكانت الحكمة تقتضي أن يستغل المسلمون هذه الظروف في القيام بأمر الدعوة، وحين يموت أبو طالب أو تنتهي حمايته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا شك ستختلف تلك المرحلة عن سابقتها، وسيكون لها فقه مختلف، سنرى تفاصيله - بمشيئة الله - في فصول قادمة.
الحكمة التاسعة:
أنه لو حدث قتال لاضطر المسلمون إلى كشف أوراقهم، وبهذا كان سيظهر كثير من المؤمنين الذين لم يكن يُشتهر إيمانهم بعد.
وهذه المرحلة لم تكن تتطلب أيا من ذلك، حيث كانت تتسم بجهرية الدعوة للرسول صلى الله عليه وسلم وللقليل فقط ممن لهم منعة ولو نسبية، أما عموم المسلمين فلم يكونوا يعلنون عن أنفسهم.
ولو حدث ذلك الأمر، ولو حدث قتال في أوائل فترة مكة لاكتُشف أمر درا الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه، ولما استطاع المسلمون أن يحادثوا الأفواج التي كانت تأتي إلى مكة وقت الحج، ولما استطاع المسلمون أن يغادروا مكة إلى غيرها أو يدخلوا إليها إذا كانوا على سفر.
فكان سيوضع عليهم قيود مشددة ستحد من حركتهم، وستؤخر أمر الدعوة لا محالة، ومن هنا كانت متطلبات هذه المرحلة أن يكف المسلمون اليد عن القتال؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى كشف كل أوراقهم في وقت يحتاجون فيه إلى التكتم الشديد.
الحكمة العاشرة:
وهي الأخيرة وهي إظهار قدرة الله عز وجل وقوته وعزته وحكمته.
لقد ظهر أمام الجميع في مكة وحولها في زمانهم وفي الأزمان التي جاءت بعد ذلك كيف كان المؤمنون ضعفاء، وكيف كانوا قلة لا يملكون مقومات الرد المادية فضلا عن مقومات الانتصار، ثم تظهر بعد ذلك آيات عجيبة، وتحدث أمور لا تخطر على عقول البشر.
فقد دبر الإله الحكيم لأوليائه، فإذا بالضعف يتحول إلى قوة، وإذا بالذل يصير عزة، وإذا بالخوف يتبدل أمنا، وإذا بالتشريد والتعذيب والإهانة والقتل، كل ذلك يتحول إلى سيادة وتمكين.
وسيكون هناك بعد ذلك بدر والأحزاب، وفتح مكة وتبوك، وغيرها من المواقع الفاصلة.
ثم بعد ذلك أيضا سيأتي فتح فارس والروم، وسنرى كيف انتشر الإسلام حتى عمّ الأرجاء، وكل هذا بهؤلاء الضعفاء القلة الذين كانوا يُعذَّبون في مكة [صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ] {النمل:88}.
ومن هنا ولهذه الأسباب أُمر المسلمون في هذه المرحلة بالكف عن القتال، وسيأتي زمان بعد ذلك يُسمح فيه ويُؤمر بالقتال، وكل مرحلة لها طبيعتها.
ولكي نستطيع أن نحاكي الرسول صلى الله عليه وسلم لا بد أن نعرف المرحلة التي نعيشها، وأي مرحلة تشبه من المراحل التي مر بها صلى الله عليه وسلم.
الكف عن القتال، وسلبيات وإيجابيات
إزاء هذا الأمر بالكف عن القتال كانت هناك مخاطر تربوية قد تظهر نتيجة قبول مثل هذا الظلم الذي وقع على المسلمين، ولا بد أن يدركها الدعاة ويحذروا منها، كما أدركها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجنبها بأسلوبه التربوي الراقي، وكان منها ما يلي:
أولا: إلف الذل
فالشعوب التي تقاد بالسياط تألف الذل، فإذا جاء وقت يصلح للتغيير فإنهم لا يستطيعون.
ومن هنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص دائما على تربية المؤمنين على الشعور بالعزة، ودائمًا ما كان يزرع في قلوبهم أن هذه مرحلة إعداد وتربية، ومن ثم فسيأتي زمان نتسلم فيه راية القيادة، ليس فقط قيادة مكة ولكن قيادة العالمين.
ولذلك لم تنكسر نفسيات الصحابة أبدا برغم هذا التعذيب وتلك الإهانة التي كانوا يتعرضون لها، فكانوا يستعلون على الكافرين بإيمانهم، ليس كبرا أو غطرسة، وإنما ثقة ويقينا بوعد الله بالتمكين.
ففي هذه المرحلة المبكرة وحين كانوا في قرية صغيرة لا ترى على خارطة العالم، قليلون مستضعفون ومعذبون يُطلعهم ربهم عز وجل على الأحداث الجارية بين أكبر قوتين في الأرض وهما فارس والروم.
ينقلهم ربهم نقلة واسعة وكأنه يخبرهم بأنهم عما قليل سيصبحون قادة هذا العالم، وكأنه يُعرّض لهم بأن فارس والروم هذه الممالك العظيمة عما قليل ستصبح مجرد أقاليم في مملكتكم الواسعة.
يقول تعالى: {الرُّوم1:5}.
فكان المسلمون يتابعون الأحداث السياسية والعسكرية في العالم، فضلًا عن أحداث الجزيرة العربية، وهي وسيلة تربوية هامة جدا ترفع من شأن المسلم المستضعف.
ثانيا: التربية على السلبية
كذلك أيضا كان من المخاطر التربوية في أمر كف المؤمنين عن القتال أن يتربى المسلمون على السلبية.
وفي سبيل عدم تسرب مثل هذه السلبية إلى المؤمنين فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القائد الفذ والمدير الناجح والمربي القدير - كان يربي المؤمنين على أقصى درجات الإيجابية حتى وهم يعذبون.
فلم يكن الواقع كما يراه الناظر إلى حال المسلمين في مكة وقد ظن أنهم في حالة انتظار، أو في حالة ركود في انتظار الوقت المناسب للتمكين، إنما كان الواقع أن المسلمين في عمل دائم ودءوب، وكانوا يمثلون الإيجابية في أعلى صورها ...
كيف تربى الصحابة على الإيجابية في هذا الجوّ المليء
من موقعه تاريخ قصة الاسلام ثم قصة الاسلام ثم قصة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قصة مكة ثم تربية الثبات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 03:09]ـ
جزاك الله خير.
ـ[ابو محمد الشمالي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 04:15]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[اسعد]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 08:12]ـ
جزاك الله خير
واحسنت حين اسميتها دررا
واعتقد ان ابناء المسلمين في الخارج احوج ما يكونون لمثل هذه الاشارت والحكم اللطيفة الهامة.
سلمت يداك
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 05:37]ـ
جزاك الله خيرا وإليك بعضا من درره
----------
يقول الدكتور راغب السرجاني
إذا سمعتم - يا إخواني - دعوة الجهاد فانظروا من ينادي بها .. فهذه العبادة هي ذروة سنام الإسلام .. ولا ينادي بها حقاً إلا أعاظم الرجال ..
-------
وأيضًا
------
يقول الدكتور راغب السرجاني
شتان بين من مات رافعاً رأسه، ومن يموت ذليلاً منكسراً مطأطئ الرأس ..
شتان بين من مات وهو ممسك بسيفه، ومن مات وهو رافع يده بالتسليم ..
شتان بين من مات بسهم في صدره وهو مقبل، ومن مات بسهم في ظهره وهو مدبر ..
ملاحظة:
هذه الكلمات مقتبسة من ثنايا محاضراته - وجزاكم الله خيرًا
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 02:27]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 08:44]ـ
وشرايط قصة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها درر حتى انى صرفت نظر عن نشر بعضها لآن كلها تريد ان تنشر
انصح بسماعها وخاصة انها مفرغة كلها
ـ[أنس السويلم]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 06:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
أشكرك على هذا الموضوع الرائع, ولكن عندي طلب ضروري:من هو راغب السرجاني؟ لأن كلامه في غاية الروعة. هل هو من السلف أم من المعاصرين, لأن اسمه يوحي بأنه من القرن السادس, كذلك ,هل له كتب تباع؟ أوأشرطة.أرجو الإجابة لا حرمناكم ...
ـ[من بجاية]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 09:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائع و من يستمع لسلسلته تاريخ الاندلس من الفتح الى السقوط سيجد اكثر و هي متوفرة على الشبكة الاسلامية.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 10:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
أشكرك على هذا الموضوع الرائع, ولكن عندي طلب ضروري:من هو راغب السرجاني؟ لأن كلامه في غاية الروعة. هل هو من السلف أم من المعاصرين, لأن اسمه يوحي بأنه من القرن السادس, كذلك ,هل له كتب تباع؟ أوأشرطة.أرجو الإجابة لا حرمناكم ...
جزاك الله خيرا
هذا رابط موقعه وفيه ما تسأل عنه
http://www.islamstory.com/
وله صوتيات فى طريق الاسلام وغيره(/)
السعوديات يقضين الصيف خلف مقود السيارة .. !! ماذا وراء هذا المقال.
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:58]ـ
الطائف - فهد سالم الثبيتي
شكلت السياحة الخارجية فرصة جيدة للسعوديات في تعلمهُن قيادة السيارات ومنهُن من حرصت على اقتناء سيارة بالإيجار طوال فترة بقائها في أي دولة قصدت السفر إليها وقيادتها كونها معتادة على هذا الأمر. فيما اعتبرن أن إجازة الصيف بالنسبة لهُن هي الفرصة الوحيدة لقيادة السيارة كونهُن خارج المملكة مُبدين توقعهُن بصدور قرار قد يسمح لهُن بالقيادة في داخل الوطن مما دفع الكثيرات منهُن الاستعانة ببعض النساء بتلك الدول في تعليمهُن القيادة ومرافقتهُن في ذلك حتى لو وصل الأمر لمكافأتهُن نظير تعليمهن هذه المُمارسة .. إلى ذلك شهدت وكالات تأجير السيارات في تلك الدول خصوصاً جمهورية مصر العربية وتحديداً القاهرة إقبالاً شديداً من السعوديات اللاتي يرافقهُن أبناؤهُن في بعض الأحوال استئجار السيارات ويُحددن أنواعها وموديلاتها بشرط أن تكون حديثة ومنها ينطلقن في قيادتها بشوارع القاهرة ويجدنها الفرصة الوحيدة التي من خلالها يقدن السيارة في تلك البلدان ويتنقلن بها دون الحاجة للسائق. [/ FONT][/SIZE][/COLOR]
======================
مقال مدفوع الأجر، ومقال له هدف بعيد نسأل الله أن يكون غير صحيح وإلا فلننتظر المصير المحتوم وفق سنن الله في خلقه .. !
صحفنا منذ عدة ايام وهي تضرب على اوتار القيادة وما ادراك ما القيادة، وقد صُرِّح بأن القيادة شأن إجتماعي .. ! وكأن الدين في حياتنا لعبة متى ما أردناها حملناها ومتى لم نردها رميناها .. !!
لن استبق الأحداث وأخمن ماذا سوف يجري لو تم ذلك .. ؟ ولكن أقول أن البلاد ستكون مسرحاً لجرائم عدة من كلا الجانبين .. علاوة على ذلك لو فرضت وفتح الباب .. فيعتبر أن ذلك تحدياً لأهل الخير والصلاح في هذه البلاد والذين يشكلون الأغلبية وتحدياً قبل كل شي للسلطة الشرعية والتي قامت على اساسها هذه البلاد والتي هي بيعة وعهد على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم غلى إلتزام الشرع في جميع مناحي الحياة ورفع لكلمة التوحيد ومحاربة الشرك والبدع وكل ما يمكن أن يمس الكيان الإجتماعي الإسلامي لهذه البلاد .. فهل تعي ذلك السلطة الحاكمة .. ؟! أم أن بينها وبين الله نسب أو عهد بألا يعذبهم أو يسلط عليهم من لا يخافه .. ! لقد تمادت الأوضاع السيئة والخارجة عن الدين في سيطرتها وخلخلتها لهذه المجتمع .. وللأسف العلماء وطلبة العلم والغيورين ساكتون .. !! لماذا فالتيار سيجرف الجميع والنار ستأكل الأخضر واليابس.
نسأل الله السلامة والعافية والحفظ لمجتمعنا ولبلادنا بدين الإسلام،،، [/ CENTER]
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 02:13]ـ
نسأل الله السلامة و العافية ....
لي عودة إن شاء الله.
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 02:43]ـ
نحن لسنا في مجالس ليبرالية، فهي ليست محتشمة عندنا.
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 04:50]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
مراد ما نشرته تلك الصحيفة واضح جداً، وفي الآونة الأخيرة من خلال قراءتي لبعض الصحف
رأيت أن الصحف تنشر مقالات تريد منها أن تقود المرأة السيارة في المملكة
فمن تلك المقالات ما نشرته إحدى الصحف: من امرأة في المملكة أنقذت أبناءها من حريق وركبت السيارة
وذهبت بهم إلى المستشفى، وأن الشباب لم يتعرضوا له بشيء، وأن أباها شكرها على هذا العمل النبيل
والإعلام كله سواء الصحف أو القنوات أو الإنترنت يسعون إلى هذا ولكن بأساليب وطرق مختلفة
فحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:08]ـ
فمن تلك المقالات ما نشرته إحدى الصحف: من امرأة في المملكة أنقذت أبناءها من حريق وركبت السيارة
وذهبت بهم إلى المستشفى، وأن الشباب لم يتعرضوا له بشيء، وأن أباها شكرها على هذا العمل النبيل
وهل هذه عندك معصية - أخي؟ أنها احتاجت إلى قيادة السيارة لإسعاف أبنائها؟
أم هو سوء فهم مني؟
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 06:20]ـ
وهل هذه عندك معصية - أخي؟ أنها احتاجت إلى قيادة السيارة لإسعاف أبنائها؟
أم هو سوء فهم مني؟
اعتقد انه سوء فهم منك، فالشيخ البطاطي يقول: " والإعلام كله سواء الصحف أو القنوات أو الإنترنت يسعون إلى هذا ولكن بأساليب وطرق مختلفة ".
ويقصد بـ " هذا " مافسره قبل بقوله: " مراد ما نشرته تلك الصحيفة واضح جداً، وفي الآونة الأخيرة من خلال قراءتي لبعض الصحف
رأيت أن الصحف تنشر مقالات تريد منها أن تقود المرأة السيارة في المملكة
فمن تلك المقالات ما نشرته إحدى الصحف: من امرأة في المملكة أنقذت أبناءها من حريق وركبت السيارة
وذهبت بهم إلى المستشفى، وأن الشباب لم يتعرضوا له بشيء، وأن أباها شكرها على هذا العمل النبيل. "
ويقصد بكلمة (واضح جدا) ماقاله: " رأيت أن الصحف تنشر مقالات تريد منها أن تقود المرأة السيارة في المملكة "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر المحيسن]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 06:26]ـ
تريد منها أن تقود المرأة السيارة في المملكة "
الموضوع غريب جدا؟؟؟!!!
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 05:07]ـ
وهل هذه عندك معصية - أخي؟ أنها احتاجت إلى قيادة السيارة لإسعاف أبنائها؟
أم هو سوء فهم مني؟
أجاب عن سؤالك أخي في الله " الجبل الشامخ "
اعتقد انه سوء فهم منك، فالـ (****) البطاطي يقول: " والإعلام كله سواء الصحف أو القنوات أو الإنترنت يسعون إلى هذا ولكن بأساليب وطرق مختلفة ".
ويقصد بـ " هذا " مافسره قبل بقوله: " مراد ما نشرته تلك الصحيفة واضح جداً، وفي الآونة الأخيرة من خلال قراءتي لبعض الصحف
رأيت أن الصحف تنشر مقالات تريد منها أن تقود المرأة السيارة في المملكة
فمن تلك المقالات ما نشرته إحدى الصحف: من امرأة في المملكة أنقذت أبناءها من حريق وركبت السيارة
وذهبت بهم إلى المستشفى، وأن الشباب لم يتعرضوا له بشيء، وأن أباها شكرها على هذا العمل النبيل. "
ويقصد بكلمة (واضح جدا) ماقاله: " رأيت أن الصحف تنشر مقالات تريد منها أن تقود المرأة السيارة في المملكة "
بارك الله فيك
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 07:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم أبو هيثم النجدي وفقه الله
إن ما ذكرته في مقالك هذا لا يخلوا من عدت محاذير شرعية
1ـ إن هذا ليس من منهج المناصحة الشرعية
2ـ إن دكرك لهذا القضية في منتدى عام ليس حلاً للمشكلة التي يندد بها أرباب السوء
3ـ علينا بنقل الأخبار الموثقة التي لانلام عليها فيما بعد
وسأل الله أن يكبت مخطط أهل الشر في بلاد الحرمين وأن يهديهم إلى جادة الصواب
محبكم: ممدوح السنعوسي الرياض العاصمة حرسها الله
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 02:54]ـ
بعد إصابة والدها وإخوتها بحادث حريق
رويدا أنقذت عائلتها بقيادتها السيارة إلى مستشفى وسط الرياض
الرياض - خالد العوفي:
أدت شجاعة فتاة عشرينية جامعية إلى إنقاذ أفراد عائلتها من حريق اندلع في منزلهم في حي اليرموك بالرياض نتيجة ماس كهربائي حيث أقلت أفراد عائلتها بسيارة والدها التي قادتها إلى المستشفى.
وفي التفاصيل أن حريقاً اندلع في منزل عائلة تتكون من ثمانية أفراد نتيجة ماس كهربائي أدى إلى إصابة والد الفتاة وأشقائها مما منعهم من قيادة السيارة مما دفع الفتاة الشجاعة أن تتولى قيادة السيارة وتنقذ أسرتها.
الجدير بالذكر أن أفراد الأسرة ما زالوا يتلقون العلاج في أحد المستشفيات بالرياض ووصف مصدر طبي حالة المصابين بالمستقرة.
وقالت رويدا (20عاماً) (الفتاة الشجاعة) أن الظروف حتمت عليها قيادة السيارة (لحسن الحظ إني اعرف قيادة السيارة مما أهلني لاتصرف في هذا الموقف العصيب والطارئ).
و لقيت شجاعة الفتاة إشادة كبيرة من الجيران ومنسوبي المستشفى.
و لدعم هذه القصة "الحلمنتيشية" نشرت الجريدة بعد ذلك صورة لأحدهِم و هو يكرِّم
ـ فيما زعموا ـ المرأة الخارقة وهي متنقِّبة.
============================== ===
هذا المقال للأسف نُشِر في جريدة الرياض و هو مليءٌُ بالتناقضات الفاضحة مِمَّا يدل على فبركة القصة و تلفيقها من قِبَل كاتب المقال.
فقد وقع مؤلف المقال في عِدَّة أخطاء منطقية:
1ـ أن الحريق علق في البيت المذكور و أصيب ثمانية اشخاص دون أن يهبَّ احد من الجيران او المارة لانقاذهم و كانما هم في صحراء مقفرة، مع أنه فيما ذكر المؤلف كانت قد (لقيت شجاعة الفتاة إشادة كبيرة من الجيران).
2ـ أن الفتاة الخارقة "رويدا" حملت أفراد عائلتها المصابين بنفسها و أقلتهم بسيارة والدها.
حيث صادف كونها تتقن قيادة السيارة؟؟؟.
3ـ اتوقع ان اسم "رويدا" لا ينتشر كثيراً في الحي المشار اليه.
4ـ لم يشِر "المؤلف" الى ايقاف احد من الشرطة او المرورلها اثناء قيادتها للسيارة الملفتة للانتباه بلا شك، اوعلى الاقل يسير بالقرب منها.
5ـ هل بالامكان حمل ثمانية اشخاص مصابين بالحروق في سيارة و احدة؟؟ ام ان ذلك سيؤدي الى تفاقم اصابتهم.
6ـ ذكر "المؤلف" أن أفراد الأسرة ما زالوا يتلقون العلاج في أحد المستشفيات بالرياض و أن مصدراً طبياً وصف حالة المصابين بالمستقرة.
أـ فما هو هذا المستشفى.
ب ـ و من هو المصدر الطبي.
ج ـ و لماذا لم يدعم "المؤلف" قصته بمقابلة او صور للعائلة المذكورة.
7ـ يتبين المغزى من هذه الحكاية في قول المؤلف: (ولقيت شجاعة الفتاة إشادة كبيرة من الجيران ومنسوبي المستشفى).
فيا جريدة الرياض و يا مؤلف المقال:
نحن نكره الكذب بلا شك.
و لكننا نتقزز من الكذب المفضوح الى هذه الدرجة.
و لذلك نقول لكم:
يا ناس استحيوا ........ شيئاً ما!
ـ[ابن خالد]ــــــــ[02 - Sep-2008, صباحاً 12:38]ـ
وراءهـ نباح العلمانيين ..... أخزاهم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 01:28]ـ
أخي محمد المبارك
رأيت صورا للفتاة " الخارقة " مع أبيها وأخيها في المستشفى، وفي بعض الصحف الأجنبية!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 02:29]ـ
أخي محمد المبارك
رأيت صورا للفتاة " الخارقة " مع أبيها وأخيها في المستشفى، وفي بعض الصحف الأجنبية!
اخي العزيز عبدالملك
أنا اشرتُ الى كونها تسلمت ايضا جائزة و كرَّمها احدهم في الصحيفة ذاتها.
و لكن هذا لا يُبرهِن على صدق المقال، فالممثلون كُثُر، وقلوب جُلِّهم خواء.
بارك الله فيك.(/)
العلامة البراك: الدعوة إلى وحدة الأديان من نواقض الإسلام
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:13]ـ
على موقوع الشيخ الفاضل:
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=10096
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:19]ـ
لاحول ولاقوة الا بالله
شكرا لك اخي الكريم
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 03:32]ـ
بيان في مناصرة فتوى العلامة عبدالرحمن البراك
بسم الله الرحمن الرحيم
((بَيان))
الحَمدُ لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله و آلِه و صَحبه و مَن والاه ,,
أمّا بعد,, فقد اطّلعنا على فتوى فضيلة شَيخنا العلاّّمة (عبد الرحمن بن ناصر البرّاك) حفِظه الله وسدّده وأيّده , تجاه من قال ما يلي:
1. إنّ مِن التشويه و التحريف لِكلمة (لا إله إلاّ الله) القولُ باقتضائها الكُفر بالطّاغوت , و نفي سائر الدِّيانات و التأويلات , أو أنّ معناها: لا مَعبود بِحقٍّ إلاّ الله.
2. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لم يُحارِب الإسلام مِن الكِتابيّين أو مِن العقائد الأخرى , بل عَدّهم مِن النّاجين.
3. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لا يَدِين به إلاّ إذا حال بين الناس و بين مُمارسة حُرّيّة العقيدة التي يَدينون بها. حيث أفتى- حفظه الله -بكفر قائل هذا القول وردته ووقوعه في ناقض من نواقض الإسلام فيجب أن يحاكم ليرجع عن ذلك فإن تاب ورجع وإلا وجب قتله مرتداً عن دين الإسلام.
و اطَّلعنا أيضاً على مَا حصَل مِن هجومٍ خبيث على شيخنا العلاّمة مِمّن تلوّثت عقائدهم و انحرفِت مناهجهم و شَرقت نفوسهم بهذه الفتوى الّتي كَشفَت ضَلالهم , و هَتَكَت أستارهم.
و مع عِلمنا بإمامة شَيخنا في الدِّين , و مكانته في الأُمّة , و ثِقة المُسلمين بعِلمه و فتاواه , و وُضوح ما أفتى به و ما استدلّ به مِن أدلّة , إلاّ أنّنا نُصحاً للأُمّة , و نُصرَةً للحقّ و أهله , و وفاءً لهذا العالِم الربّاني , نقول:
إنّ هذه الفتوى قد دلّ عليها كتاب الله و سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ; و قرّرها أهل السُّنّة والجماعة , و هي أمرٌ مجمعٌ عليه بين علماء المسلمين ومعلومٌ من الدين بالضرورة وليس لأحدٍ من الناس أن يشكك فيه.
وكلام شيخنا واضح بإيكال الأمر وإسناده إلى ولي الأمر استناداً إلى عبارته بوجوب محاكمته، ولما عرف وشاع واستفاض من منهجه وما ربّى عليه تلامذته.
ونؤكد على ما طالب به – حفظه الله- من محاكمة قائل هذا القول وأولئك الذين تعمدوا تحريف كلامه وتشويه سمعته واتهامه بما هو بريء منه.
و خِتاماً .. نسأل الله تعالى أن يَجزي شيخنا خير الجزاء , و يُبارك في عِلمه و عَمله و عُمره و جهاده و احتسابه و يَنصر به الحقَّ و أهله , و يَخذل به الباطل و أهله.
و صلّى الله على نبيّنا مُحمّد و آلِه و صَحبه أجمعين ,,
الموقعون
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله الراجحي
فضيلة الشيخ عبد المحسن بن عبدالله الزامل
الدكتور محمد بن سليمان البراك
الدكتور رياض بن محمد المسيميري
الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله المبدل
الدكتور إبراهيم بن عثمان الفارس
الدكتور عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد
الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند
الدكتور محمد بن عبدالله الخضير
الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي
الشيخ / فهد بن سليمان القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
الشيخ / محمد بن أحمد الفراج
المحدث / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
الشيخ / محمد بن عبدالمحسن المطلق
المحدث / عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
الشيخ / منصور بن عبدالرحمن القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن محمد السلطان
الشيخ / وليد بن علي المديفر
أيد ثلة من العلماء البارزين في المملكة العربية السعودية فتوى فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك بشأن الاجتراء على تفسير لكلمة التوحيد على نحو ينقض معناها ويفرغها من مضمونها ويخالف حقيقتها، وهو ما صدر عن بعض الكتاب الصحفيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصدر أصحاب الفضيلة الشيوخ عبد الله بن محمد الغنيمان وناصر بن سليمان العمر وعبد الله بن حمود التويجري وعبد الرحمن الصالح المحمود وسعد بن عبد الله الحميِّد، فتاوى تدعم ما ذهب إليه فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك
وقال فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان: "ما قاله الشيخ عبد الرحمن البراك وما أفتى به في هذه الورقة هو الحق الذي نص عليه الكتاب والسنة المعروف ضرورة من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته ولا يسع من يؤمن بالله واليوم الآخر مخالفة ذلك. والله أعلم". واعتبر المشرف العام على موقع المسلم الشيخ الدكتور ناصر العمر "فتوى الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك فتوى علمية محكمة أؤيد ما ورد فيها حول كفر من وقع في ناقض من نواقض الإسلام وردته ولو زعم أنه مسلم".
ورأى فضيلة الشيخ عبد الله بن حمود التويجري أن هذه الفتوى "هي الحق الذي يدين الله به كل من يلتزم بالكتاب والسنة وهدي سلف الأمة، وهذا بعض ما يجب على أهل العلم من أمثاله بيانه للناس لا سيما وقد تكلمت الرويبضة وتخوض في العلم والفتيا أئمة في الضلالة حذر منهم رسولنا صلى الله عليه وسلم وبهذه المناسبة فلعل أهل العلم يحذرون من أهل الزيغ والضلال من الزنادقة والمرتدين الذين يتكلمون بألسنتنا وهم حرب لنا ممن ينال من الدين أو شرائعه وأهله ممن هم أعظم جرماً من رسام الدنمرك وسلمان رشدي، ولعلهم يحتسبوا في المطالبة بمحاكمتهم وإقامة أحكام الله فيهم وفيمن يدافع عنهم. أعز الله الإسلام وأهله وخذل الكفر وأهله".
وأبدى فضيلة الشيخ عبد الرحمن الصالح المحمود تأييده لـ"ما قاله شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك في هذه الفتوى التي مضمونها إجماع الأئمة الأربعة".
ومن جهته اعتبر فضيلة الشيخ سعد بن عبد الله الحميِّد أن "ما ذكره شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ورعاه هو الحق الذي أدين الله به، وأوافق عليه جملة وتفصيلاً".
وكان بعض الكتاب الصحفيين قد قدموا تفسيراً يخالف القرآن والسنة لكلمة التوحيد في إحدى الصحف السعودية، وزعموا عدم كفر أهل الكتاب، ما دعا الشيخ البراك حفظه الله إلى إصدار فتوى تحكم بالكفر على من يفعل ذلك، وحث على محاكمة الجناة بحق الشريعة وكلمة التوحيد. هذا، وقد تساندت طائفة من العلمانيين دعماً لمواقف وأقوال الصحفيين المخالفين، ما أثار المسلمين على هؤلاء وأوجد فتنة ما زالت أصداها تستحوذ على اهتمام الرأي العام.
المصدر شبكة نور الاسلام
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 03:43]ـ
أحسن الله إلى علمائنا الأفاضل!(/)
فكر ((مشكل))
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ...
اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كماصليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد
في قول الله تعالى (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) سبأ
ونحن هنا للحديث عن فئة استفحل امرهم مع تناقضات فكرهم وتهافت كثير من الناس على بضاعتهم مع اختلاف طبيعة تصورهم لواجبات حياتنا مع تقدير المولى العظيم ربنا الله سبحانه وتعالى عما يصفون وهذا قد لايفطن له الكثيرون ممن غلبت عليهم اهوائهم وضاقت بهم صدورهم عن السكينة في هدي القرآن الكريم وعن جمال مقاصد سنة الهادي محمد صلى الله عليه وسلم.
واذا تأملنا حال امتنا اليوم سياسيا واقتصاديا وتعمقنا لنستشف الصراعات الاجتماعية ومدى سطحية معظم مسبباتها لتوصلنا الى نتيجه واحده هي نفسها نتيجة معصية ابليس لله العظيم سبحانه واذكركم بها هنا:-
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) الاسراء
وكأننا بعد كل هذا لازلنا متأزمين دينيا تأزم ينافي الواقع الذي يحبون فرضه اخلاقياته الخبيثه علينا فهم لايكفيهم من التهى بالقنوات المفسده عن ذكر ربه ولا من تعلق بالشهوات من عباد الله مثل المخدرات والزنا والمسكرات تخصيصا والانشغال بحب زينة الدنيا عن حب ماعند الله كل هذا بالنسبه لهم نتيجه حتميه لما قدموه لهؤلاء المسلمين ولكنهم لازالوا في عقيدتهم مستسلمين لله بالتوحيد ويمكن ان يهدموا كل مابناه الليبراليين ومن وراهم الصهيونيه - الماسونيه - اتحاد الاستعمار الفكري اختر ماشئت من التسميات.
ولكن عدونا في الخط الأمامي المقابل لنا هم الليبراليين الذين نعرفهم كلنا وهم المنفذ القائم بكل الأدوار:
1 - الخطير وهم متعهدي التغيير في قوانين الشريعه ممن تم حشرهم بين العلماء ليشاغلوا الناس عن حقيقة شريعتهم وقدرتهم على تطبيقها.
2 - ولاه سمحوا للباطل وحببوا الناس اليه بوسائلهم وشددوا الخناق على الحق وروجوا الاشاعات على أهله الصادقين وكمموا افواههم بنفس الوسائل +القوه والارهاب.
3 - اشباه علماء تم الترويج لهم واظهارهم بكثره في وسائل الاعلام ومنهم المستشارين والخبراء والدعاه ولهم دور مهم جدا في الترويج والتحليل والتبرير لفتاوى العلماء الافتراضيين وتقديم بديهية شرعيتها على ماسواها في اسلوب مميز.
4 - المثقفين وهم الأغلبيه منهم ونجدهم في الصحف والمنتديات وفي الاعلام يناظرون ويتهمون المجتمع رجالا ونساء بأنهم يحبون التحرر من قيود الدين ويوضحوا الايجابيات الداعيه الى الباطل _من وجهة نظر بعيده عن الايمان بالله_ ويغفلون عمدا ولايقبلون التطرق عن السلبيات التي يمهدون لها وعبارتهم المردده دائما ضد توضيح سلبياتهم (التخلف والرجعيه وسوء الظن ... والكثير من الوقاحات على المسلمين الملتزمين بمنهاج النبي صلى الله عليه وسلم.
الاشكال احبتي وفقكم الله بعد كل ماأسلفت عن بعض اساليبهم انهم اذا ذكر موضوع عن شخصيات كالرسول صلى الله عليه وسلم او احد الصحابه او التابعين او ذكرت مواضيع عن أركان الاسلام تجدهم يتهافتون للمباركه والتأييد وهم انفسهم الداعين الى تغيير المناهج وتمييع الدين وذلك انهم يحبون الترميز أي اعلام فيه بيان لرمز يجب عليهم التعلق فيه نفاقا ورياءا اما الطرح التفصيلي عن اقوال نفس الرموز والوارد في القرآن والسنه تجدهم يحاربونه أشد المحاربه ويفسرون هذا بضيق الأفق وان مقصد القرآن ليس هكذا ويوردون افتراءات وتفسيرات مختصره وسطحيه نستغفر الله من عملهم والسنه هناك دائما التشكيك في صحتها والتزوير عليها وتغليب الآراء من العلماء المتأخرين على ماجاء في صحيحها بالتعتيم او بدعوى الواقع.
هذا مااحببت ان اخرجه من صدري ولكم مني جزيل الشكر على المتابعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 06:20]ـ
يرفع لعل فيه نظر او خبر او غنيمة ضرر
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 06:30]ـ
يالها من خاطرة تنبئ عن حب صاحبها لهذا الدين وغيرته على تدنيسه بالشهوات والشبهات.
وفقك الله أخي للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 01:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الآجري]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 04:00]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 04:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
عواقب سكوت علماء الدين من الضلال في الدين - بقلم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:49]ـ
عواقب سكوت علماء الدين من الضلال في الدين
بقلم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي*
للقوة والسلطان أثر في الأبدان, وأثر في الأرواح؛ وأقوى الأثرين تأثيراً وأظهرهما وسما، وأبقاهما على المدى، ما كان في الأرواح؛ لأن التسلط على الأبدان يأتي من طريق الرهبة، والرهبة عارض سريع الزوال؛ أما التسلط على الأرواح فبابه الرغبة، والدافع إليه الاقتناع والاختيار.
ولعلماء الإسلام سلطان على الأرواح، مستمد من روحانية الدين الإسلامي وسهولة مدخله إلى النفوس: تخضع له العامة عن طواعية ورغبة، خضوعا فطرياًّ لا تكلف فيه، لشعورها بأنهم المرجع في بيان الدين، وبأنهم لسانه المعبر حقاًّ عن حقائقه، والمبين لشرائعه، وبأنهم حُراسه المؤتمنون على بقائه، وبأنهم الورثة الحقيقيون لمقام النبوة؛ وكان العلماء يجمعون بين وظيفة التبيين في التعبديات، وبين وظيفة التقنين في المعاملات؛ أما الخلفاء فلم تكن وظيفتهم ـ في الحقيقة ـ إلا التنفيذ لما يراه العلماء من مصلحة في المعاملات الفردية أو الاجتماعية.
كان هذا السلطان ظاهراً على أشده، متجلياً في سطوعه في صدرالإسلام يوم كان العلماء قوامين على الكتاب والسنة، جارين على صراطهما واقفين عند حدودهما، قائمين بفريضة الأمر بما عرفاه والنهي عما أنكراه، لا يهدون الأمة إلا بهديهما؛ فكان سلطانهم نافذاً حتى على الخلفاء، وألسنتهم مبسوطة بالنقد والتجريح لكل من زاغ عن صراط الدين كائناً من كان؛ وكان رأيهم هو المرجع في مصالح الدين والدنيا؛ لا جرم كان خلفاء الدنيا من معاوية وهلم جراً يعرفون لهم هذا السلطان الواسع، يتخذ منه الموفقون منهم عوناً على الخير والإصلاح فلا يقطعون دونهم رأيا ولا حكما؛ ولا يتبرم به المستبدون منهم، لأنهم يرون فيه سلطاناً على سلطانهم، فيأخذون في توهينه، تارة بالمصانعة المرائية والاستلاف المخادع، وتارة بالمنابذة المكشوفة والتجني المعاند.
بايع معاوية لابنه يزيد، وحمل الأمة على البيعة له بالترغيب والترهيب والمطاولة، فتم له ذلك؛ ولكنه كان يرى تلك البيعة كاللغو، ما لم يبايع العبادلة والحسن، لمكانتهم في العلم ومكانتهم من الأمة؛ فعمد إلى الحيلة المستظهرة بالسيف؛ وكذلك فعل بنو مروان كلما تخلف مثل سعيد بن المسيب عن البيعة؛ وكذلك فعل الخلفاء بعدهم في قضية البيعة أيام اشتداد سلطان العلماء وامتداده، حتى انتقل أمرها إلى طور آخر، وأصبحت في أيدي الأمراء والقواد والأجناد، وخرجتْ من يد الخلفاء والعلماء معا؛ وكأنما كان ذلك عقوبة من الله للخلفاء على تعاليهم، وللعلماء على تنازلهم؛ وما وقع في البيعة وقع في غيرها من مصالح الأمة التي يتنازعها السلطانان.
بقي العلماء ـ مع ذلك ـ ظاهرين على الحق، يتولون القيادة الحقيقية للأمة في غير ما يمس السلطان المادي الزائف، وكانوا أيقاظاً لكل حدث يحدث في الإسلام، وكانوا كلما رأوا شبحَ بدعة خفوا إلى إزالتها، وكلما أحسوا بضلالة ومنكر في الدين بادروا إلى تغييره بالفعل والقول: يُحسم لهم الاحتياط الصغائر فيعاملونها معاملة الكبائر؛ لا يتساهلون ولا يترخصون، سداً لذرائع الفتنة والضلال؛ وكانوا يصدرون في أعمالهم وأحكامهم عن الكتاب والسنة، فيصدرون عن الدليل الذي لا يضل، ويستندون إلى الحجة التي لا تدحض، وكانت الأمة ترجع إليهم، فترجع إلى وحدة متماسكة في الدين لا تتفرق بها السبل، ولا تتشعب الآراء؛ إلى أن فتنتهم المذاهب والخلافات الجدلية في أصول الدين وفروعه، وغطت عليهم العصبيات المذهبية وجه الحق، فرأت منهم العامة غير ما كانت ترى من وحدة في الدين، عاصمة لوحدتها في الدنيا، ووحدة في العلم، عاصمة من تفرقها في المصالح؛ وجروها إلى ما هم فيه من خلاف، فجرتهم إلى ما هي فيه من فساد؛ وضعف لذلك سلطانهم عليها، فتوزع أمرَها أمراء السوء الظالمون، وقادة السوء الجاهلون، واجتمع هؤلاء على قصد واحد وهو استغلال العامة فاصطلحوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يزلْ أمراءُ السوء يكيدون للعلماء حتى زحزحوهم ـ مع تطاول الزمن ـ عن مكان القيادة الروحية للأمة، وصرفوهم عنها واستبدلوا بهم في استمالة الدهماء، والعامة قادة لبسوا لبوس الدين ليغروا باسمه، وزهدوا في العلم إذ ليسوا من أهله، واستمدوا قوتهم من قوة الأمراء؛ وتقارض الفريقان الشهادات بالتزكية والتراضي على المنافع والسكوت عن المنكر؛ هؤلاءُ يُضلونها، وهؤلاء يُذلونها، والإضلال في الدين وسيلة الإذلال في الدنيا؛ واستنامت الأمة على الهدهدة باسم الدين، وعلى الاغترار بما يزينون لها من الجهل، وما يقبحون لها من العلم, وما يقربون لها من طرق الجنة, وهم في ذلك كله لا يقربونها إلى الله إلا بما يبعدها عنه من بدع ومحدثات؛ والعلماء في هذه المرحلة غافلون يغطون في نومة أرْبت في الطول عن نومة أصحاب الكهف والرقيم، إلى أن فتحوا أعينهم على دين غير الدين، فشبهَ لهم؛ وأصبحوا تابعين، بعد أن كانوا متبوعين، وأصبحوا يُزكون بعملهم ذلك الجهل ويشهدون لأولئك القادة الجاهلين بالكمال والفضل؛ ولأولئك المبتدعين بما انتحلوه لأنفسهم من الولاية والكرامة، على المعنى الذي اخترعوه، لا على المعنى الذي جاء به الدين، ثم لم يكتفوا منهم بذلك حتى نحلوهم خصائص الألوهية. وشعر أولئك المبتدعة بتهور العلماء للمطامع الخسيسة، وسقوطهم على المطاعم الخبيثة، فقادوهم بزمامها؛ ثم شعروا بإقرارهم للمهانة والذل في نفوسهم، فأمعنوا في تحقيرهم وإغراء العامة بهم، وأهان العلماء أنفسهم، فسهل الهوان عليهم، فأصبحوا أذلّ من يعشون عالة عليهم، ويتساقطون على فتات موائدهم، ويتطوعون لهم حتى باخس شهواتهم، ويشهدون لهم الزور على الله ودينه، ويحلون لهم من اللذائذ ما حرم الله، وعلى هذه الحالة أدركنا عصرنا وأهل عصرنا. والشرب مشوب من قديم، ولكن آخر الدنّ دُرْدى.
?ولقد رأيت بعينيّ معاً منذ سنين في طريق مناره من تونس، عالماً يُعدّ في الطبقة الممتازة في علماء جامع الزيتونة، يهوى بالتقبيل على يد مخرف مبتدع جاهل متعاظم، لو حُكمت لحكمتُ بأن يكون عبداً لذلك العالم، فرأيت يومئذ كيف تُعبد الأصنام، وعلمتُ كيف يكون العالم سبةَ للعلم، وخطر ببالي قول المتنبي:
وقد هام قوم بأصنامهم ... فأما بزق رياح فلا
وسقط ذلك العالم من حسابي، فما ذكرته بخير حيا، ولا ترحمت عليه ميتاً، ولا عددت موته ـ كموت العلماء ـ ثلمة في الإسلام! ...
ما ظلم الله العلماء، ولكن ظلموا أنفسهم؛ ولم يشكروا نعمة العلم، فسلبهم الله ثمراته من العزة والسيادة، والإمامة والقيادة؛ وكان لخلو ميدان السلطة والأمر منهم أثر فاتك في عقائد المسلمين وأخلاقهم؛ وكان من نتائجه إلقاء الأمة بالمقادة إلى مًن يُضلّ ولا يهدي من المشعوذين الدجالين. فأضلوها عن سواء السبيل، ومكنوا فيها للداء الوبيل، وأعضلُ أنواعه الاستعمار، الذي وجد منهم مطايا ذُللا سماحاً إلى غاياته الخبيثة في الإسلام والمسلمين؛ ولو كان العلماء هم القادة، وكانوا أحياء الضمائر والمشاعر، وكانوا ـ كما كانوا شداد العزائم والإرادات، لوجد منهم الاستعمار في مشارق الإسلام ومغاربه حصوناً تصدّ، ومعاقل ترد.
أما والله ـ ألية المسلم البر, وسريرة الضمير الحر ـ لا ترجع هيبة العلماء إلى مستقرها من نفوس الأمة حتى يقوموا بعهد الله في بيان الحق، ويتظافروا على حرب البدع والضلالات التي لابست الإسلام، ولبست عقائده ففسدت، وآدابه فكسدت، ولبستْ على المسلمين دينهم فأصبحتْ حقائقه في واد، وعقولهم في واد، وحتى يَجلوا على الأمة تلك الكنوز الدفينة في كتاب الله كتاب الإنسانية العليا، وفي سيرة محمد دستور الحق والخير والكمال؛ وإن ذلك في صميمه هو ما تقوم به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في دعوتها وعملها الإصلاحيين؛ وإنها لا تفتأ جاهدة في الإصلاح الديني حتى تؤدي أمانة الله منه، وتبلغُ الغاية من إقراره في النفوس، وتمكينه في الأفئدة؛ وقد بلغت دعوتها للمقصورات في خدورهن، وللرُّحل في قفارهم، وللبداة في بواديهم، وللحضر في نواديهم، حتى أصبحتْ آثارها بادية في العقول والأفكار والإرادات وقد رجع للقرآن بعض نفوذه وسلطانه، وحجته وبرهانه، وللسنة النبوية مكانها علماً وعملا، وللعلماء المصلحين قوتهم في التوجيه، ومكانتهم في التدبير، وقدرتهم على القيادة.
وإن هذه النتيجة لدعوة جمعية العلماء لمعجزة ادخرها الله لهذا القطر الجزائري، فلا يوجد قطر من أقطار الإسلام تأثر أهله بالفكرة الإصلاحية الدينية كما تأثر مسلمو الجزائر، ولا يوجد في علماء الإسلام جماعة قاموا بهذه الدعوة الجريئة، متساندين مجتمعين، يَجمعهم نظام وانسجام، كما قام رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، على كثرة اللدَد في الخصم وفرة اللجاج في المعارض؛ وكم وددنا لإخواننا علماء الأقطار الإسلامية، لو قاموا بمثل ما قمنا به من تطهير عقائد المسلمين وتوجيههم التوجيه الصحيح النافع في الدين والحياة، والرجوع بهم ـ في صراحة وجرأة ـ إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم، وإنقاذهم بذلك من عصبيات المذاهب والطرق التي فرقت شملهم، ومصائب التفرق والخلاف التي أذهبت ريحهم؛ ومع أن إخواننا علماء الإسلام يَملكون ما لا نملك من وسائل الاجتماع، وأسباب القوة ـ فإن جهودهم في الإصلاح الديني لم تزل فردية محدودة، وخطواتهم في السير به لم تزل بطئية متثاقلة.
أما والله ـ لو أنهم اجتمعوا وتذامروا, وشنوها ـ كما شنناها غارة شعواء على البدع والضلالات التي مهدت للانحلال وفساد الأخلاق بين المسلمين, ومكنت للضعف والخور في نفوسهم, وللوهن والفشل في عزائمهم, وللزيغ والاعوجاج في فطرتهم, وللرثاثة والنكث في روابطهم، ثم صيرتهم ـ لذلك ـ حمى مستباحاً، ونهباً مقسماً ـ لو فعلوا ذلك لأعادوا للإسلام قوته وكماله، ونضرته وجماله، وللمسلمين مكانهم في البشر ومكانتهم في التاريخ.
ــــــــــــ
* نشرت في العدد 36 من جريدة البصائر سنة 1948 (المصدر: كتاب عيون البصائر).(/)
التحذير هذه المرة من (الكوثري) من ذوي نحلته ومذهبه!!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 08:01]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن العلماء هم ورثة الأنبياء ولذا كان حقهم علينا كبيرا ومنزلتهم من الدين رفيعة لاسيما أهل الحديث والأثر ففضلهم مشهود ولم يزل أهل العلم في القديم والحديث إلا ويعظمهم.
قال الإمام أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد التميمي في مقدمة صحيحه (انظر الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان (1/ 20 - 23):
" .................... ثم اختار طائفة لصفوته وهداهم للزوم طاعته من اتباع سبل الأبرار في لزوم السنن والآثار فزين قلوبهم بالإيمان وأنطق ألسنتهم بالبيان من كشف أعلام دينه واتباع سنن نبيه بالدّؤُب في الرحل والأسفار وفراق الأهل والأوطار في جمع السنن ورفض الأهواء والتفقه فيها بترك الآراء فتجرد القوم للحديث وطلبوه ورحلوا فيه وكتبوه وسألوا عنه وذاكروا به ونشروه وتفقهوا فيه وأصلوه وفرعوا عليه وبذلوه وبينوا المرسل من المتصل والموقوف من المنفصل والناسخ من المنسوخ والمحكم من المفسوخ والمفسر من المجمل والمستعمل من المهمل والمختصر من المتقصىَّ والملزوق من المتفصىَّ والعموم من الخصوص والدليل من المنصوص والمباح من المزجور والغريب من المشهور والغرض من الإرشاد والحتم من الايعاد والعدول من المجروحين والضعفاء من المتروكين وكيفية المعمول من المجهول وما حرف عن المخزول وقلب من المنحول من مخايل التدليس وما فيه التلبيس حتى حفظ اللّه بهم الدين على المسلمين وصانه من ثلب القادحين، جعلهم عند التنازع أئمة الهدى وفي النوازل مصابيح الدجى، فهم ورثة الأنبياء ومأنس الأصفياء ".
وقال الإمام الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405 في مقدمة كتابه: (معرفة علوم الحديث)
" ................. أما بعد- فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت ومعرفة الناس بأصول السنن قلت مع إمعانهم في كتابة الأخبار وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث مما يحتاج إليه طلبة الأخبار المواظبون على كتابة الآثار.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر، حدثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة".
سمعت أبا عبد اللّه محمد بن علي بن عبد الحميد الآدمي بمكة يقول سمعت موسى ابن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث فقال: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث، فلا أدري من هم؟. قال أبو عبد اللّه: وفي مثل هذا قيل من أمَّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق. فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر إن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث.
ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف الماضين ودفعوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله أجمعين من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطان وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والإخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار قد تركوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ جعلوا المساجد بيوتهم وأساطينها تكاهم وبواريها فرشهم.
كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد اللّه ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال: أصحاب الحديث قوم سوء. فقام أبو عبد اللّه وهو ينفض ثوبه فقال: زنديق زنديق زنديق ودخل البيت.
(يُتْبَعُ)
(/)
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت جعفر بن سنان الو اسطي يقول: سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: "ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث" وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه. قال أبو عبد اللّه وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية ......... "
فمن وصف أهلَ الحديثِ والأثرِ الطائفة المنصورة والفرقة الناجية بأنهم مجسمة أو حشوية وبأنهم لا يساوون فلسا أوأنهم دسيسة على الإسلام أو ................. ونحو تلك العبارات الخبيثة، فإنه خبيث مخبث ضال مضل مبتدع زائغ حري وخليق وجدير وحقيق بالعيب والذم، والقدح.
وإن من جملة الطاعنين في أهل الحديث والأثر محمد زاهد الكوثري مريسي القرن بلا نزاع وجهمي العصر بلا دفاع الزاهد عن الكتاب والسنة وحامل لواء الطعن في الأئمة الذي لم يسلم من لسانه إمام ولا مصلح مجدد.
وقد حذر جمع من العلماء الفضلاء وطلبة العلم النبلاء من الكوثري الهالك - عامله الله عزوجل بما يستحقه - وردوا أباطيله وفندوا شبهاته ونسفوا ترهاته وحمل لواء التحذير من هذا الهالك المتهافت جمع من أهل السنة والجماعة، ومازالوا حاملين الراية في كل عصر ولا يخلو منهم مصر، يقومون بتفنيد شبه الكوثريين ودحض باطلهم فصارت بحمد الله وتوفيقه كأمس الذاهب.
وقد ظن الكثير من الكوثريين أن أهل السنة تجنوا على كوثريهم ولم يحذر منه إلا الوهابية - كما يقولون - وعليه فقد عن لي أن أجمع أقوال الموافقين للكوثري في كثير من اعتقاده وانحرافه ليعلم هؤلاء أن تلامذته وأقرانه بل شيوخه شهدوا له بالانحراف والزيغ والضلال.
وعليه فإن التحذير من الكوثري هذه المرة يختلف عن التحذيرات السابقة لأنه تحذير من ذوي نحلته ومذهبه ليعلم الكوثريون أنهم مرذولون، مغلوبون، مهزومون، مخذولون، مدحورون وإليكم الدليل بحول الملك الوهاب: -
1 - قال الشيخ مصطفى صبري (ويلقبونه بشيخ الإسلام) في كتابه "موقف العلم" (3/ 392): (الآن أجده- يعني الكوثري- قدرياً صريحاً… فهو معتزل أي قدري)
وذلك بعد أن حكى مناظرة بينه وبين الكوثري في مسألة القدر.
2 - وقال أحمد بن الصديق الغماري الحسني:
في رسالة أرسلها إلى صهره شيخنا العلامة الأثري محمد الأمين بوخبزة بتاريخ التاسع من صفر عام 1372 ونقلها الأستاذ الفاضل ذو الشهادة العالمية (الدكتوراة) صادق بن سليم بن صادق في كتابه " ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة " ص 34:
" وأما الشيخ زاهد الكوثري فإنه حقا عدو السنة والسلف الصالح والأئمة إلا الحنفية ومن وافقهم لفرط تعصبع للحنفية وللجنسية التركية أيضا حتى إنه متهم بالشعوبية ............................. "
وقال في مكتوب آخر أرسله لشيخنا الأثري وهو في المعتقل ب (آزمور) عن الكوثري ونقله الأستاذ صادق ص 35:
" .......... والكوثري خبيث مجرم لم يكن له دأب إلا الطعن بمثل ذلك الباطل على أهل السنة قبحه الله ............ "
وقال " ويكفيك طعنه في أنس بن مالك بأنه خرف ولم يبق يدر ما يقول وأن أبا هريرة متهم بالكذب وهكذا.
ثم إنه طعن في مالك واتهمه بأمور قبيحة منها: إباحة وطء الأدبار وفي الشافعي وأحمد بن حنبل وابن المبارك وابن مهدي والبخاري وسائر أئمة السلف تقريبا إلا من كان مسالما لأبي حنيفة إمامه ........ "
وفي مكتوب آخر أرسله إليه يقول واصفا إياه:
" ........... والكوثري حنفي متعصب خبيث مبتدع ضال يبغض العرب وأهل الحديث والشافعية .............. "
وقال أيضا في بيان تلبيس المفتري ص 50 في رده على اتهام الكوثري الصحابي أنس بن مالك بالخرف:
" .......... فقبحك الله ما أوقحك! وأقل حياءك وخوفك من الله! وما أفحش لسانك! وأخبث جنانك! وأجرأ قلمك على انتهاك حرمات الله! وتبا لمذهب هذا من قواعده وأصوله ............ "
يقول أبو الحسن الأزهري (عفا الله له وبلغه في الدارين أمله):-
ليت الكوثريين يتأملون كلام محدثهم الحافظ الشريف أحمد الغماري (هكذا يلقبونه) في كوثريهم حين وصفه بأنه:
- عدو السنة والسلف الصالح والأئمة
- متهم بالشعوبية
- خبيث
- مجرم
- لم يكن له دأب إلا الطعن بمثل ذلك الباطل
- قبحه الله
- طاعن في أنس بن مالك
- اتهم أبا هريرة بالكذب
(يُتْبَعُ)
(/)
- طعن في مالك واتهمه بأمور قبيحة
- طعن في الشافعي وأحمد بن حنبل وابن المبارك وابن مهدي والبخاري وسائر أئمة السلف تقريبا
- حنفي متعصب
- خبيث
- مبتدع
- ضال
- يبغض العرب وأهل الحديث والشافعية
- يصفه بالقبح
- يصفه بقلة الحياء
- يصفه بقلة الخوف من الله
- يصفه بفحش لسانه
فليس الوهابيون وحدهم هم الذين يصفون الكوثري بالإجرام والقدح فتأملوا!!!!
3 - قال تلميذه عبدالله بن الصديق الغماري الحسني عن شيخه الكوثري في كتابه " بدع التفاسير " (ص180 - 181): وكنَّا نُعجبُ بالكوثريِّ لعلمه وسَعةِ اطَّلاعه، كما كنَّا نكره منه تعصُّبَه الشديدَ للحنفيَّة تعصُّباً يفوق تعصُّبَ الزمخشريِّ لمذهبِ الاعتزال، حتى كان يقول عنه شقيقُنا الحافظ أبو الفيض: "مجنون أبي حنيفة"، ولمَّا أهداني رسالتَه "إحقاق الحق" في الردِّ على رسالة إمام الحرمين في ترجيح مذهب الشافعي! وجدتُه غَمَزَ نَسَبَ الإمامِ الشافعيِّ، وَنَقَلَ عبارةَ "الساجي" في ذلك، فلمْتُه على هذا الغمز، وقلتُ له: إنَّ الطعنَ في الأنساب ليس بردٍّ علمي، فقال لي: "متعصِّبٌ رَدَّ على متعصِّبٍ". هذه عبارته، فاعترف بتعصُّبِه ... وذكر - (أي: الكوثري) - أنه - (أي: الحافظ ابن حجر) - كان يَتْبَع النساءَ في الطريق، ويتغزَّل فيهن، وأنه تبِعَ امرأةً ظنَّها جميلةً، حتى وصلتْ إلى بيتِها وهو يمشي خلفها، وكشفتْ له البرقُعَ، فإذا هي سوداء دميمة، فرجع خائباً ... وأكبر من هذا أن "الكوثري" رمى أنس بن مالك - رضي الله عنه- بالخَرَف، لأنَّه روى حديثاً يخالفُ مذهبَ أبي حنيفة، وأقبحُ مِن هذا أنَّه حاول تصحيحَ حديثٍ موضوعٍ لأنه قد يفيدُ البشارة بأبي حنيفةَ، وهو حديث "لو كان العلم بالثريَّا لتناوله رجالٌ من فارس" ... فكتَبَ شقيقُنا ردّاً عليه -قال الأخ إحسان: وسمّاه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري"- جمع فيه سقطاته العلميَّةَ، وتناقضاته التي منشؤها التعصب البغيض، وقسا عليه بعضَ القسوة، وهو مع هذا معترفٌ بعلمه واطلاعه ... أ. ه
فهذا عبدالله بن الصديق الغماري تلميذ الكوثري وصفه بأنه:
1 - متعصب لأبي حنيفة رحمه الله عز وجل
2 - غمز نسب الإمام الشافعي رحمه الله عز وجل
3 - طعن في الحافظ ابن حجر حيث ادعى بأنه كان يَتْبَع النساءَ في الطريق، ويتغزَّل فيهن، وأنه تبِعَ امرأةً ظنَّها جميلةً، حتى وصلتْ إلى بيتِها وهو يمشي خلفها، وكشفتْ له البرقُعَ، فإذا هي سوداء دميمة، فرجع خائبا
4 - رمى أنس بن مالك رضي الله عنه بالخَرَف لأنَّه روى حديثاً يخالفُ مذهبَ أبي حنيفة
5 - حاول تصحيحَ حديثٍ موضوعٍ لأنه قد يفيدُ البشارة بأبي حنيفةَ، وهو حديث "لو كان العلم بالثريَّا لتناوله رجالٌ من فارس
ولا شك أنها شهادة من أحد طلابه وقد ذكره عبدالله الغماري ضمن شيوخه ومجيزيه في ترجمته " سبيل التوفيق في ترجمة عبدالله بن الصديق ".
4 - قال تلميذه محمد حسام الدين القدسي في مقدمة كتاب " الانتقاء " لابن عبد البر ونقله عنه الشيخ العلامة محمد بهجة البيطار في رسالته " الكوثري وتعليقاته ":
" ...................... وقد كان الشيخ محمد زاهد الكوثري يصحح الكتاب ويعلق عليه ثم أوقفت ذلك في الصفحة (88) لما اطلعت عليه من دخلة في علمه وعمله دفعتني إلى النظر في تعليقاته على النزر من مطبوعاتي بغير العين التي كانت لا تأخذ منه إلا عالما مخلصا، فرأيته في بعضها باحثا بمادة واسعة وتوجيه لم يسبق إليه وهو شطر السبب في إعجابي به بما تأتى إليه من عدم النفاذ إلى أغراضه وفي بعضها يحاول الارتجال في التاريخ تعصبا واجتراء والباقي تعليق ككل تعليق وكلام ككل كلام
وخيفة أن أشاركه في الإثم إذا سكت عن جهله بعد علمه سقت هذه الكلمة الموجزة معلنا براءتي مما كان من هذا القبيل.
وأنا ضارب له مثلاً ليقاس عليه، فإنه قال في "ذيول طبقات الحفاظ صفحة 300" عن الكلوتاني "شهدوا له بأنه أكثر معاصريه سماعاً، ملأ البلاد المصرية رواية" ويقول الأستاذ المحقق السيد أحمد رافع الطهطاوي "وهذه الشهادة إنما نقلت عن الأمير تغري برمش، وفيها مجازفة، فكم من كتاب أو جزء ومعجم ومشيخة قرأه أو سمعه الحافظ ابن حجر نقل الكلوتاني ما رآه".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الكوثري أيضاً في الذيول (ص137) –وهو يدافع عن مغلطاي في أمور، إن لم يكن ثابتاً أكثرها فبعضها لا تتماسك في دفعه حجة- "وليس هذا الكلام مما يحط من مقدار من تكون إمامته وعلو شأنه، كما أشرنا إليه، كما لم يحط من مقدار ابن الجزري كلام من تكلم فيه".
مع أنه قال في ترجمة ابن الجزري (ص377) "لما طلب منه الأمير الكبير أيتمش: رفع حساب أوقافه التي كان جعلها تحت نظره أيام قضائه بالشام: هرب إلى الروم، ولم يكن في قضائه محمود السيرة كما ذكره السخاوي وغيره" وسكت فلعله كان مبطلاً في النفاح عن مغلطاي، والوقيعة في الإمام ابن الجزري، فتناقض.
وهو يشد من عصبيته في الأكثر لكل من يحسب أنه يتصل بدم جركسي، سواءً كان حنفياً أم غير حنفي، فيخلق لهم من المحاسن والدفاع ما لا يكون على تصديقه التاريخ، ويعلن بمساوئ غيرهم، ولو قيلت للنيل منهم والوقيعة فيهم.
ولو أن ابن تيمية أو السيوطي وغيرهما كان في محل مغلطاي فيما قيل عنه: لا ستجمع ضروب القول ليثبت تناقضه ولو قالوا عن أحدهم ما قاله عن الكلوتاني "شهدوا له" لسعى لنقده.
ولابد هنا من التصريح بما هو له مما يعزى إليه في موطنه.
وإن كانت القرائن تنادي بأنه من قلمه ليس غير: مقدمة "الاختلاف في اللفظ" ومقدمة تعليقات "بيان زغل العلم" وترجمة السبكي في "الدرر المضيئة" وما يؤخذ به الخطيب البغدادي في ترجمة التطفيل، ولا أعرض له الآن كما عرض لهم، و {إنما يتذكر أولو الألباب}.
وهذه شهادة أحد من تتلمذ له فترة من الزمان وهي تثبت بكل وضوح عدة أمور:
- يحاول الارتجال في التاريخ تعصبا واجتراء
- جهل الرجل بعد علمه
- براءة التلميذ من شيخه الكوثري الهالك
- وصفه بالعصبية والشعوبية
- وصفه بالتناقض
5 - قال تلميذه عبدالعزيز بن الصديق الغماري في ترجمته للكوثري:
" .............................. . وقد قال لي أنه أراد أن يرد على عبد الحي الكتاني ويفضحه فيما سرقه منه في كتابه "فهرس الفهارس"حتى أنه يأخذ عبارته باللفظ بدون تغير ثم تركه لشرفه ونسبته النبوية .................. وقد أخبرني أنه كان إذا رأى المسألة في كتاب فلا يعزب عليه الصفحة والسطر المذكور فيه ,ولكنه حصل له حادث غرق في البحر الأسود فتغير ذهنه بعده ولم يعد لحافظته الأولى ................... وكان حنفياً بتعصب لمذهبه لاسيما على من ينقد مذهبه, وأغلب بحوثه وتأليفه في هذا الباب ........ "
وهذه ترجمة تلميذه عبدالعزيز الغماري وقد أثنى عليه فيها لكنه أثبت عدة أمور:
1 - كذب الكوثري حيث قال بأن عبدالحي الكتاني سرق منه في كتابه " فهرس الفهارس " فأخذ الكثير من عباراته بدون تغير وهذا كذب كما حققه بعض المهتمين بالفن لأن الكوثري ما طبع كتبه إلا بعد عام 1350و"فهرس الفهارس" لعبدالحي الكتاني طبع عام 1346 تقريبا وفي فترة صدور "فهرس الفهارس" كان الكوثري مشردا في البلاد متنقلا بين الشام ومصر.
2 - إثبات اختلاط الكوثري في آخر حياته
3 - تعصبه الشديد لحنفيته وأغلب بحوثه في ذلك.
فهذه شهادات بعض تلاميذ الكوثري تفيد تعصبه وطعوناته في الأئمة شهد بها من هم أقرب الناس إليه فليس السلفيون وحدهم هم من حذروا من هذا المتهافت كما يظن الكوثريون وتوجد شهادات أخرى لبعض تلاميذه وذوي نحلته ومذهبه ولعلي أجمعها في مقال آخر والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو الحسن الأزهري
غفر الله ذنبه وستر عيبه
21/ 8 / 1429
برياض نجد
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 10:23]ـ
ما شاء الله وتبارك الله، جزاك الله خيراً أخي الأزهري على هذا الجهد الظاهر، وبارك في أوقاتك ...
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 11:08]ـ
شكر الله للأخ أبي الحسن على هذا الرد المعزز بالحجج والبينات وأسأل الله أن لا يحرمنا وإياه الأجر والثواب
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 12:12]ـ
جزاكم الله خير الجزاء، مقال طيّب!!.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 08:34]ـ
وإليك نماذج من كلام الغماري في كتاب بيان تلبيس المفترى محمد زاهد الكوثري:
يقول الغماري: (وعلى هذا فمن المستحيل أن يثبت خطؤه ـ أي أبو حنيفة ـ في شيء من الأصول أو الفروع؛ لأن ما خالفه من القرآن فهو مؤول أو منسوخ، كما هي قاعدة أصول الحنفية، التي نص عليها الكرخي وغيره من أئمتهم، وما خالفه من الحديث فهو باطل مردود ... فهذا القرآن والسنة والإجماع، التي هي أدلة الإسلام، قد سد باب الاحتجاج بها على أبي حنيفة، واستراح غلاة المبتدعة من أمرها، وبقي التعارض قائما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي حنيفة، فأتوا إلى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفروا منها، وحذروا من العمل بها، وسمى هذا الأعجمي ـ يقصد الكوثري ـ الداعي إلى العمل بها متمجهدا، وقال عن اللامذهبية: إنها قنطرة اللادينية، حتى يبقى أبو حنيفة ربا معبودا، عزيز الجانب، موفور الحرمة، لا يهتدي أحد إلى وجه خطئه في الدين؛ كأنه هو الرسول الذي أرسله الله لهذه الأمة، وفرض عليهم طاعته، واتباع أمره، لا سيد النبيين، وإمام المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فإن شرعه نسخ برأي أبي حنيفة، ودينه رفع بمذهبه.
فمن اعترف بهذا فهو فقيه، ومن سكت والتزم الحياد فهو سني، ومن نظر في الدليل، واهتدى به إلى ما في رأي أبي حنيفة من التضليل، فهو حشوي متمجهد مبتدع، في طريقه إلى الإلحاد، عند هذا المجرم الأعجمي (يقصد الكوثري)، وإخوانه من غلاة المبتدعة الظالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 08:35]ـ
ويقول في موضع آخر: (وكذلك يعيب ـ الكوثري ـ العاملين بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسميهم المتمجهدين، ويدعي أن " اللامذهبية قنطرة اللادينية " فما قنطرة اللادينية وباب الإلحاد إلا رد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتلاعب بها، وإهانة أهلها والعاملين بها). .
وبعد أن بين الغماري اختلاف منهجه عن منهج الكوثري في موضوع الفروع بقلمه، راح يثبت تناقضه في الفقه وأصوله كصنيعه في الحديث وعلومه، ووطأ لذلك بكلمة قال فيها: (والمقصود إثبات تناقض الكوثري المفتري الزاعم أنه لا يتناقض والقائل في " ص 239 " من "نكته ": " إن أبا حنيفة لم تنخرم عنده الأصول والضوابط العامة، بخلاف غيره، مهما أطالوا الكلام "، وهانحن لم نطل الكلام، وأريناه كيف تنخرم على الحقيقة، وسيمر بنا قريبا من نفس تلاعبه، ما يعرف به أن الإنخرام والتناقض، والتلاعب ما خلقت إلا لأن تكون صفة للغلاة من المبتدعة المتمقلدين، والمتعصبة المتمذهبين بمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الله تعالى أجار من ذلك أهل السنة، والطائفة الظاهرة على الحق، العاملين بكتاب الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "، كهذه المذاهب التي ابتلى الله بها المسلمين).
ثم شرع الغماري يثبت تناقض الكوثري في القواعد الأصولية والأحكام الفقهية، فيضرب كلامه بكلامه، ويخطمه بخطامه كما قال، ويضرب أمثلة ونماذج لهذا التناقض:
والمطلق يحمل على المقيد ثم هو يبقى على إطلاقه في موضع آخر، والعام لا يخصص ثم هو يخصص، والحاظر مقدم على المبيح، ثم المبيح مقدم على الحاظر، والجمع بين الأحاديث أولى من الطرح والدفع، ثم الطرح والتوهين والدفع أولى، وحكاية الواقع لا تعم ثم هي تعم، وعمل الأمة ومواظبتها على الفعل دليل الوجوب، ثم هو لا يدل على الوجوب، والقول مقدم على الفعل ثم الفعل مقدم على القول، والتأويل الباطل قرمطي، ثم هو سني مقبول إذا كان في نصرة أبي حنيفة، وكراهية تخصيص ما لم يخصصه الشرع، ثم تخصيص ما لم يخصصه الشرع ليس بمكروه، ولا يزاد بالظني على القطعي، ثم يزاد بالظني على القطعي.
والغماري يضرب لكل هذه الفصول أمثلة ونماذج من تصرفات الكوثري في كتبه؛ التي تدل على تناقضه، ثم يعقب على ذلك كله بقوله على سبيل السخرية والاستهزاء: (وهكذا لا تنخرم ضوابط أبي حنيفة، ولا تتناقض أقوالهم، ولا تتضارب أصولهم، كما يدعي هذا المفتري)
ثم إن الغماري يرى أن هذا التناقض والتضارب في قواعد الأصول ـ عند الكوثري ـ نابع من منهج التقليد والتعصب للمذهب، فكل فرقة من فرق المقلدة تعرض كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على قول إمامها، فما وافقه آمنت به، وما خالفه لعبت به لعب الحواة، فأبرزته كل ساعة في لون غير لونه السابق؛ فما شئت من ادعاء نسخ آية، وهي محكمة عندهم في مسألة أخرى، وتخصيص عام، وتقييد مطلق، هو على عمومه وإطلاقه في موضع آخر، وتأويل سخيف مضحك، هو على سخافته حقيقة لا يحوم حولها مجاز.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:31]ـ
قال الأخ أبو الحسن الأزهري:
وقد حذر جمع من العلماء الفضلاء وطلبة العلم النبلاء من الكوثري الهالك - عامله الله عزوجل بما يستحقه -
قلت:
كلمات أقل ما يقال فيها أنها تعبر عن حقد دفين على علم من أعلام الأمة ... أبلى بلاء حسناً في خدمة دينه وأمته واشتغل بالعلم فإن كان أصاب فله أجر وإن كان أخطأ فله أجرين ..
ومهما يكن من أمر فهو بنظرك مسلم فيما أحسب .... وكان يجب أن تدعو الله له بالمغفرة والرحمة وقد أفضى إلى ربه عز وجل، ولن يضيق عليك الجنة فهي واسعة كما تعلم ...
ولا أدري ماذا استفاد الأخ صاحب المقال من هذا البحث؟ وما الذي قدمه لأمته إذا كشف للناس عن أن الكوثري قال كذا او أخطأ في كذا ولو ذهبنا نحقق ونتقصى هذه الاتهامات لوجدنا حولها عشرات الاحتمالات ...
أخي الكريم من من العلماء ليس له أخطاء .... لأن مسيرة الحياة طويلة، ومن الممكن أن يكون أي عالم قال أو تكلم أو صدر منه زلة او خطأ فجمع هذه الأخطاء وتصوير الأمر بهذا التهويل لا يعجر عنه أحد ولا يمكن ان يسلم منه أحد حاشا الأنبياء عليهم السلام، ولو ذهبنا نبحث عن العثرات لأي عالم من العلماء لجمعنا فيها كتاباً ....
إقرأ ما كتبه خصوم أبي حنيفة رحمه الله ....
والملاسنات التي كانت بين ابن حجر والعيني والسيوطي والسخاوي وغيرهم ...
فهل نرفض علماءنا أم نقبلهم ونستغفر الله عز وجل لهم فلم يكتب ربنا عز وجل العصمة لأحد إلا لأنبيائه عليهم السلام.
أخي الكريم: اشتغل فيما ينفع أمتك من البناء ودعك من الهدم فقد كفاكه اعداء هذه الأمة المتكالبين عليها من كل الجهات .. دعك من فلان وعلان، وسر على منهج القرآن، والنبي العدنان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الخليلي الحنفي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:47]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم أحمد إدريس، وأسأل الله تعالى أن يجري الخير على أيديكم.
ولا بأس بالتذكير بأن كف الألسن في العلماء والصالحين هو دأب الأئمة الأكابر.
وحتى لا أطيل، وأخرج عما أردته أقول:
الأخ صاحب الموضوع: هلا راجعت كثيراً مما كتبت دون اقتطاع واجتزاء، وخاصة فيما نقلته عن شيخ الإسلام مصطفى صبري في حق الإمام الكوثري.
وهل أنصفت الحكم بين الإمام الكوثري وخصومه (إن صح تسميتهم بالخصوم)
أليس من العدل السماع للطرفين ثم الحكم.
أسأل الله تعالى أن يغفر لك زلتك هذه.
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 06:15]ـ
لؤي الخليلي، ما دام كف الألسن عن العلماء هو دأب الصالحين فلماذا لا أقرأ لك مثل هذه النصائح المشرقة في منتدى الأصلين (الذي أنت أحد مشرفيه) حينما يذكر ابن تيمية بسوء، ويذكر ابن عبد الوهاب بسوء، وينعتان بأبشع النعوت، من قبل المشرفين والأعضاء على حد سواء، حتى إن مسألة تكفير ابن تيمية قال عنها كبيركم الذي علمكم السحر سعيد فودة: (هو قول للعلماء يقلدون فيه)؟
بل إنني أتذكر مشاركاتك على عكس ذلك، حينما يتعاطف أحدهم مع من تسميهم الوهابية ويقول هم إخواننا وإن أخطأوا فتقول له ساخراً: (هل كنت وهابياً ثم اهتديت)!!
لا أدري هل القضية منظورة لديك بعين الانصاف الذي تظهره هنا، أم أنها فئوية مذهبية، تطبقها على علماء مذهبك ومن يخالفك لا يستحق شيئاً منها؟!
والكوثري كما هو معروف يكثر الطعن في العلماء، وإن أردتم منع الطعن فيه فيلزمكم قبل ذلك أن تصرحوا أنه مخطئ بطعنه في شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى نعرف صدقكم إن كنتم صادقين، أما إن كنتم تعدون ذلك اجتهاداً منه فالطعن في الكوثري اجتهاد منا أيضاً، وليس الكوثري مخلوق من رخام أو صخر كريم!
أنتظر ردك أخي الفاضل!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 07:17]ـ
بارك الله فيك أخي أباالحسن ..
والكوثري علم من أعلام " القبورية " " الجهمية " في هذا العصر، قد نال قلمه من علماء الأمة (مالك والشافعي وأحمد وغيرهم .. )، بل تجاوز إلى بعض الصحابة - رضي الله عنهم -؛ (راجع التنكيل).
فلابد من تبيين حقيقته للجيل المسلم؛ حتى لا يغتر مغتر ببدعه وانحرافاته؛ فيقع فيها أو يُهون منها ..
وفقكم الله وزادكم من فضله ..
ـ[لؤي الخليلي الحنفي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 07:50]ـ
لؤي الخليلي، ما دام كف الألسن عن العلماء هو دأب الصالحين فلماذا لا أقرأ لك مثل هذه النصائح المشرقة في منتدى الأصلين (الذي أنت أحد مشرفيه) حينما يذكر ابن تيمية بسوء، ويذكر ابن عبد الوهاب بسوء، وينعتان بأبشع النعوت، من قبل المشرفين والأعضاء على حد سواء، حتى إن مسألة تكفير ابن تيمية قال عنها كبيركم الذي علمكم السحر سعيد فودة: (هو قول للعلماء يقلدون فيه)؟
بل إنني أتذكر مشاركاتك على عكس ذلك، حينما يتعاطف أحدهم مع من تسميهم الوهابية ويقول هم إخواننا وإن أخطأوا فتقول له ساخراً: (هل كنت وهابياً ثم اهتديت)!!
لا أدري هل القضية منظورة لديك بعين الانصاف الذي تظهره هنا، أم أنها فئوية مذهبية، تطبقها على علماء مذهبك ومن يخالفك لا يستحق شيئاً منها؟!
والكوثري كما هو معروف يكثر الطعن في العلماء، وإن أردتم منع الطعن فيه فيلزمكم قبل ذلك أن تصرحوا أنه مخطئ بطعنه في شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى نعرف صدقكم إن كنتم صادقين، أما إن كنتم تعدون ذلك اجتهاداً منه فالطعن في الكوثري اجتهاد منا أيضاً، وليس الكوثري مخلوق من رخام أو صخر كريم!
أنتظر ردك أخي الفاضل!
يكون الردّ أيها الفاضل عندما يرتقي مستوى الحوار لديك، وعندما أجد ما يستحق الردّ.
تقبل تحياتي وإعراضي.
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 08:10]ـ
لم أر إفلاساً كاليوم قط!
أما قولك: (حينما يرتقي مستوى الحوار لديك)
فلا أدري ما هو الهبوط فيه؟! ربما يكون ذكر اسمك مجرداً، لأنني قرأت لك ذات غضب تخاطب أحد محاوريك وتقول: لا تخاطبني باسمي مباشرة، وكأنك تريد منه أن يقول: استاذ أو شيخ ... الخ
على كل فلعله من الطرافة أن يتحدث لؤي عن ارتقاء مستوى الحوار، وهو - ولعله يتذكر ذلك جيداً - من يطالب بوءد الحوار في منتدى الأصلين، وعدم السماح للوهابية أن يشاركوا، بل وتثور ثائرته حينما يقرأ مشاركة لأحدهم يدعوا للإخاء مع الوهابية، وكان سعيد فودة وجلال أخف حدة منه، حينما جعلوا للوهابية فرصة في منتدى المناظرات فقط!
قولك: (وعندما أجد ما يستحق الرد)
فلو كان عندك شيء تدفع به ما رميتك به من الكيل بمكيالين - هنا مكيال وفي الأصلين آخر - لما قلت هذه العبارة، ولكنك وجدت كلاماً يصف حالك، ويكشف طريقتك فلم تزد عن أن أقرت به نفسك و استحت من إظهار إقرارها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الخليلي الحنفي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 08:17]ـ
أبا عبيدة:
كل يرى الناس بعين طبعه.
ها أنت تؤكد ما ذكرت لك
لا تستطيع إلا أن تنحدر بمستوى الحوار.
تقبل ثانية تحياتي وإعراضي.
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 08:25]ـ
وأنت لا تؤكد إلا إفلاسك، مرة بعد أخرى!
أما عني فقد شاركت معكم في الأصلين، وكنت صريحاً وواضحاً في طرح ما عندي، وكان مبدأي قائم على رفض التكفير من الطرفين، إلا أنني واجهت شيئاً من سخريتكم و شتيمتكم - وعلى رأسكم فودة - وحذفكم وآخراً: إيقافي لأنني لا أصلح للفهم أو الحوار!!
وتريدون مني أن أقول: أنا أشعري، حتى أصلح للفهم والحوار!!
العجيب أن أحدكم حاورني في أحد مواضيعي، وكان حواره قاسياً لا يخلوا من سباب - رغم إفلاسه - إلا أنني قرأت له حواراً مع ملحد ينكر النبوات و الديانات فتمنيت أن أجده يواجه الملحد بسباب يعدل نصف ما واجهني به!
ـ[أبوصخر]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:08]ـ
لا تستطيع إلا أن تنحدر بمستوى الحوار.
تقبل ثانية تحياتي وإعراضي.
أخي لؤي، مع احترامي لك فلا أراك إلا قد أجدت وصف أسلوبك الحواري بكلامك السابق، و الحقيقة أن المتابع لحواراتك و مواضيعك في منتدى الأصلين يلحظ هذا الأمر، و هو غلظتك و شدتك على مخالفيك و استخفافك بهم و شتمك إياهم و تحقيرك لشخصهم و علمهم .. إلخ، و أنا لا أتهم بلا بينة، و إليك بعض ما يشهد لكلامي من كتاباتك أنقلها بالنّص من منتدى الأصلين:
** (سبحان موزع العقول
انظروا ترهات هؤلاء القوم)
و أنت تتحدث عن هذا الموضوع بالتحديد، و لولا احترام قوانين هذا المنتدى لوضعت رابط كل صفحة أنقل منها.
** (لا أدري حقيقة، ولكن الملاحظ على معظم أعضائه من منتدى أهل الحديث والألوكة، والدعوة قائمة للترويج للمنتدى في كلا المنتديين.
فإن كان القائمون عليه من الوهابية فهذا مثار استغرابي باهتمامهم بفقه أئمتنا.
لماذا الآن؟ ولم؟)
و هذا في معرض حديثك عن ملتقى المذاهب الفقهية بعد أن أعلنت له في منتدى الأصلين.
** (أيهذا الأبله الغرّ:
ربما لو جعلت عبارتك هذه توقيعاً لكان أفضل لك من هذا الذي لم يتكلمه بمثل هذه الطريقة أحد قبلك.) و (أما تعلمت كيف تزيل الشعر عن لسانك.
إن لم تتعلمه بعد فأنا أعلمك إياه.) و (لا تستعجل فأنت من وصف نفسه بالسّعار، لا تنقل حالتك إلينا.) و (أراك كحكيم يفتح فمه كضفدعة ليغرق الناس بكلماته الكبيرة الغامضة والبلهاء
ربما تفتقد بنيّ في داخلك جوهر الإنسان.
وأراك تحسن إرسال كلمات موغلة في الكذب.)
و هذه الألفاظ التي يخجل الطفل من التلفّظ بها أوردتها مجتمعة في موضوع هرطقات المشاري.
** (وظهر أحد صبيانهم الجهال المسمى:،،،،،،،،،،،،، ليكتب على ردودي ... ) و تقول في نفس الموضوع: (حسين خالد ومصطفى سعد، أرجو عدم مخاطبتي باسمي لوحده، وأرجو منكما التأدب عند مخاطبتي، وعودا واقرأا ما كتبت ثم علقا، ولا تقتصرا على مواضع توافق هواكما)
و هذا في موضوع طردك من ملتقى أهل الحديث.
و هذه عينات عشوائية من بعض المواضيع التي شاركت فيها، و إلا فهناك مشاركات أخجل من ايرادها هنا، و كفى بما نقلتُ شاهدا على دنو مستواك الحواري، و ليتك اكتفيت بالمشاركات الفقهية فهي أنفع لك و لغيرك، و أسأل الله أن يعينك على حفظ لسانك و ان يرزقك حسن الخلق.
و الغريب أنكم تتحدثون عن الأخلاق و حسن التعامل و مراعاة قواعد الحوار و النقاش العلمي و أنتم و الله أبعد الناس عنه، و ما يثير العجب أنكم تدّعون أنكم من اهل التصوف و الزهد و العبادة و نراكم مجانبين لأبسط قواعد التعامل الأخلاقية، بل و تخرقون هذه القواعد بكثرة السباب و كيل الخصم بوابل من الشتائم و التجريحات الشخصية، ناهيك عن التكبّر و التبجّح في مشاركاتكم.
و لعمري ما هو دور مشايخكم المزعومين في تربتكم و توعيتكم، سيما محققكم سعيد فودة -هداه الله- الذي لا يقل عنك جرأة و سلاطة لسان مع تحقيره لجهابذة هذه الأمة و اعلامها و استخفافه بعقيدة السلف و لا حول و لاقوة إلا بالله.
أسأل الله لنا و لكم الهداية و التوفيق و الرشاد، و أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و ان يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه، و أن يجمّلنا بحسن الخلق، إنه ولي الصالحين.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 07:49]ـ
الإخوة الكرام كل من يطعن في العلماء بسخرية وقلة أدب فهو مخطئ ونعتبره خالف تعاليم دينه في الجدل بالحسنى، حتى ولو كان من العلماء الكبار فلا عصمة لأحد بعد الأنبياء لا فرق بين الكوثري وغيره ... وطبعاً هذا ينطبق على ابن تيمية أيضاً رحمه الله
وبيان الخطأ يكون بطريقة عادلة ومنصفة ورفيقة ودون سباب او شتائم أو اتهامات وتعريضات عامة وعشوائية ...
وأرجو من الأخ الكريم الدكتور سليمان الخراشي بيان نصوص الكوثري التي نال فيها من الصحابة والأئمة ... لتبين ذلك للناس حتى لا يبقى الكلام هكذا موهماً ...
الأمر الآخر أخي الكريم: وصف الأمة التي ينتمي إليها الكوثري بالقبورية لا يخدم ديننا أبداً، لأن الآخرين يقابلونكم بوصف الوهابية وهكذا تم تصنيف أهل السنة والجماعة إلى فرق متنابذة ... وهابي، قبوري ...
وهذه أوصاف عامة وفضفاضة وتعميمها بهذه الطريقة يشق الصف، ويوسع الشرخ ...
أنا أحب الكوثري وأحب مصطفى صبري وأحب ابن تيمية والذهبي والسبكي وابن الصلاح والغزالي والنووي، وابن حجر وابن حجر الهيثمي وابن أبي العز الحنفي .. والدكتور البوطي والشيخ وابن باز، وابن عثيمين وغيرهم ولعلك تسألني: كيف جمعت بين المتناقضات فأقول: والله وجدتهم نسيجاً واحداً يكمل بعضهم بعضاً وأرى أنهم أصابوا وأخطأوا ولا أقبل عالماً كله ولا أرفضه كله ... نأخذ ما صفى وندع ما كدر .. وكتاب الله عز وجل وسنة رسوله هما المأوى والمعتصم حين تدلهم الطرق ... وتتنابذ الآراء ..
ولا أدري: هل سيصنفني قوم على أنني وهابي، وآخرون على أنني قبوري،،،،!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:22]ـ
يتجه الى من يعترض على التحذير من الكوثري و أضرابه ـ بحجة عدم الوقيعة في العلماء ـ ملحظان:
1ـ ان يثبت ان الكوثري اصلاً من أعلام الأمة المتمسكين بما أجمعت عليه الأمة من الاحتجاج بالكتاب و السنة والاجماع.
2ـ ان الكوثري هو حامل راية الوقيعة في أهل العلم في هذا العصر، فبالتالي فإن الرد على الكوثري واضرابه انتصار لمن وقع في أعراضهم من أئمة اهل السنة و الجماعة قديما و حديثا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 12:32]ـ
الأخ الكريم: الدكتور: أحمد الطعان - وفقه الله -:
جزاكم الله خيرًا عن حبكم وحدة الأمة وعدم تفرقها، وهذا - رعاك الله - لايكون إلا باجتماعها على عقيدة واحدة، تعلمها الصحابة الكرام من نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ قال الله عنها: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا .. الآية). ونشر هذه العقيدة والتحذير ممن خالفها وأقام الحواجز دون انتشارها ..
أما بغير هذا، فلن تتوحد الأمة - لا شرعًا ولا عقلا وواقعًا -، بل ستكون كما قال تعالى: (تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى)، وكما قال القائل: فإن الجُرح ينفرُ بعد حينٍ * إذا كان البناءُ على فسادِ
- أما الكوثري وطعوناته في الأئمة (دعك من ابن تيمية وابن القيم!)، فلعلك تطالع هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4589
- بارك الله فيك ونفع بجهودك ..
(تنبيه: لستُ دكتورًا).
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 03:21]ـ
أشكر الأستاذين الكريمين الخراشي والطعان –وفقهما الله-؛ وأقول لأبي عبيدة وذويه –وفقكم الله-: إن انتصفتم فخففوا العبارة ولطفوا الأسلوب وافرحوا بإخوتكم الزائرين وكونوا –إن استطعتَ- خيراً منهم؛ فما أحسن مقابلة السيئةِ بالإحسان والعنفِ بالرفق "فما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه".
وائذنوا لي أيها الإخوة الكرام –رعاكم الله جميعاً- أن أقول:
يبدو أن العامة من طلبة العلم الشرعي من كافة المذاهب والمشارب قد تسرب إليهم منذ القدم داءُ الحدة في الردود والوثوب عن الآراء إلى الأشخاص؛ فالتمييزُ بين القول والقائل شبه في معدوم أو هو تمييزٌ نظري بحت سرعان ما يتبخر على وقع الترامي العنيف , ولعل من أسبابه غيابُ حصانة فكرية ونفسية كافية تمنع من الانزلاق في هذا النوع من التراشق الكلامي والذي تبقى آثاره بقاءَ الليالي والأيام تعملُ في المسلمين تفريقاً وتشتيتا , لقد زرتُ بعض المنتديات (الإسلامية) فرأيتُ عجباً؛ إن الأحقاد والحزازات تجللُ نفسها بلباسٍ علمي قشيب أي أن الإحن تبحث عن مبرراتٍ وتتكلمُ بلسانٍ فصيح وبأدلة شرعية؛ إنك لن تعدمَ ألفاظاً نابية وتعبيرات مسفة تتعدى حدود الأدب والعلم والمروءة؛ أبقلة الأدبِ تُنصر السنن وتقمع البدع.
يأيها الناس: اعلموا أن المغرض –مهما كان- لن يعجز التقاط نقلٍ هنا أو هناك فالتراث العلمي الهائل والاحتمالات الكثيرة والخطأ البشري تظمنُ الخدمة لكل؛ فعلى رسلكم ... ؛ وتذكروا -غير مأمورين- نقولات الأستاذ السقاف المبتورة عن الإمام ابن تيمية في مناظرات قناة المستقلة وفي السلفيين –أيضاً- من يلجُّ في الخصومة ويحاول أن يصور بعض الأئمة ممن هم على طريقة الإمام الأشعري وكأنهم خصومٌ للسنة مناصبين لها العداء؛ والحقُ أنك إن فحصت تلك المنقولات لوجدت (أكثرها) مجتزأً وما سوى ذلك حقٌ عند بعضٍ باطلٌ عند آخرين بمعنى أن مواطن الخلاف موجودة لكنها ليست بهذا الحجم الذي يتصوره أو يصوره بعض الأخوة –هداهم الله جميعاً-؛ إنني لا أنكر وجودَ الخلاف بل أذم الأمعانَ فيه والظلم والبغي الذي يرافقه.
أنصحُ إخواني طلبة العلم بأن ينتفعوا ما استطاعوا من جميع أهل العلم على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ويوسعوا مداركهم بتوسيع نطاق القراءة والبحث فتعدد مصادر التثقيف تكسب الطالب ثراءً معرفياً عظيماً ونضجاً سريعاً ومن عرفَ الخلاف وفهمَ المآخذ اتسع صدره؛ وما وجدتَ من خصومات وتلاسن فقل فيه كما قال الإمام الذهبي –كما في السير-: "كلامُ الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو (لمذهب) أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك، سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئتُ لسردت
(يُتْبَعُ)
(/)
من ذلك كراريس، اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " , وعلّق على قول البويطي: برئ الناس من دمي إلا ثلاثة: حرملة والمزني وآخر. قلت –أي الذهبي-: "استفق، ويحك، وسل ربك العافية، فكلام الأقران بعضهم في بعض أمر (عجيب)، وقع فيه سادة، فرحم الله الجميع" , وتأملوا كلام العلاّمة ابن حجر-كما في التدريب للسيوطي-: "التحقيق أنه لا يرد كل مكفر ببدعته, لأن كل طائفة تدعي أن مخالفتها مبتدعة, وقد تبالغ فتكفر مخالفيها, فلو أخذ ذلك على الإطلاق لاستلزم تكفير جميع الطوائف, والمعتمد: أن الذي ترد روايته من أنكر أمرا متواترا من الشرع, معلوما من الدين بالضرورة, أو اعتقد عكسه, وأما من لم يكن كذلك, وانضم إلى ذلك ضبطه لما يرويه مع ورعه وتقواه, فلا مانع من قبوله" وراجع النزهة بتحقيق الرحيلي ففيها نقول جيدة صـ122؛ ومقصودي بهذا النقل أنه يكشف عن فعل المذاهب والمشارب بالأتباع وأن الفجور في الخصومة سبب مشكلات. وحذوا هذا النقل عن أقوى من تصدى للرد على الشيخ الكوثري وهو العلاّمة السلفي المعلمي حيث وصفَ الكوثري –كما في مقدمة تحقيقه للجرح والتعديل لابن ابي حاتم- قائلاً: "وقد كان لفضيلة العلامة الكبير الأستاذ محمد زاهد الكوثري مد الله في أيامه فضلٌ كبير بتنبيهه على وجود نسخة التقدمة ... "؛ إخواني: دعوا قمم العلم يحلون مشكلاتهم فيما بينهم بهدوءٍ ورزانة وتفرغوا أنتم للطلب والاشتغال بما ينفعكم فالشطط في نُصرة المتبوع ربما أفضى إلى البغي والفتنة.
إنني استشكلُ كلام الأستاذ الخراشي الأخير؛ فهل المطلوب في سبيل الوحدة (التطابقُ) التام في (كل) مسائل المعتقد؛ كما يجب أن يُعلم أن فهم معتقد الصدر الأول محل خلاف أصلاً إذ من المعلوم أن الأشاعرة –مثلاً- لم يقولوا بالتأويل في بعض المواطن مناكفةً لقول الصحابة بل لاعتقادهم أنه لا قول للسلف فيها ولهم في تفسير سكوت السلف عن ذلك كلامٌ طويل معروف؛ كما أنهم لم يتفقوا في كل تأويل ومنهم من رجحّ السكوتَ حيثُ سكت السلف ولكلٍ حجة تراجع في مصادرها؛ هذا التباين داخل المدرسة الأشعرية أما السلفيون فيرون أن المسألة محسومة منذ الصدر الأول؛ فتصوير الأستاذ الكريم الخراشي للأمر بهذه الصورة المبسطة ليس صحيحاً إطلاقاً.
وفقك الله الجميع للاعتصام بالحق وحفظ حقوق الأخوة الإسلامية بالتعاذر فيما وسعه الدليل والتأويل ... والله تعالى أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:04]ـ
الأخ الكريم: فهد النميري: جزاكم الله خيرًا .. وشكرًا لمحبتكم وحدة الأمة وعدم تفرقها. وكما قلتُ سابقًا: هذا لن يكون إلا باتباعها ما كان عليه سلفها الصالح منذ الصحابة - رضي الله عنهم -، وإلا لتفرقت بها السبل والأهواء .. وأظنه - أي ماكان عليه السلف - واضحًا، لا كما أوهمتَ، وإلا لدخلنا في باب " نسبية الحقيقة "، وكلفنا الله بما لا يُستطاع، أو ما عمّاه عنا في أهم الأمور، وهو أمر " المعتقَد ".
وكما أنك لا ترى غضاضة في اتباع نهج الأشاعرة أو القبورية؛ سيأتي غيرك فلا يرى غضاضة في اتباع الرافضة والبهائية ... الخ الفِرق، فإن فرقت فهذا تحكم منك، فلابد لك من ضابط في النهاية؛ وخير ضابط هو نهج الرعيل الأول. (ما أنا عليه وأصحابي).
ولا تخلط - رعاك الله - بين رد " البدعة " وكشف أباطيل " دعاتها "، والمناوئين منهم لعقيدة السلف .. وبين " أخطاء " العلماء الذين لهم قدم صدق في الأمة، ممن يُرد خطأهم وتُحفظ مكانتهم. فكلامنا على أولئك لا هؤلاء .. فمن خلط بين الأمرين: أخذته الحمية لـ " هؤلاء "، فدافع ونافح عن " أولئك " ..
وفقك الله ونفع بك ..
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:11]ـ
الأخ الفاضل الحبيب الدكتور / أحمد بن إدريس الطعان.
وقفت لك من قبل على مقال ((المدخل المقاصدي والمقاربة العلمانية))
وهو موجود في المجلس العلمي على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2011&highlight=%C7%E1%E3%DE%C7%D5%C F%ED
ووقفت لك على كتاب ((العلمانيون والقرآن الكريم)) فوجدت فهمًا عاليًا في الرد على العلمانيين وقدرة عالية على فهم مداخلهم.
لكن حقيقة أجد في المشاركة السابقة كلامًا عاطفيًا - أرجو أن تغفر لي هذا التعبير - ولم أفهم الجمع الموجود في قولك:
أنا أحب الكوثري وأحب مصطفى صبري وأحب ابن تيمية والذهبي والسبكي وابن الصلاح والغزالي والنووي، وابن حجر وابن حجر الهيثمي وابن أبي العز الحنفي .. والدكتور البوطي والشيخ وابن باز، وابن عثيمين وغيرهم ولعلك تسألني: كيف جمعت بين المتناقضات فأقول: والله وجدتهم نسيجاً واحداً يكمل بعضهم بعضاً وأرى أنهم أصابوا وأخطأوا ولا أقبل عالماً كله ولا أرفضه كله ... نأخذ ما صفى وندع ما كدر .. وكتاب الله عز وجل وسنة رسوله هما المأوى والمعتصم حين تدلهم الطرق ... وتتنابذ الآراء ..
كيف يكون هذا وهل أفهم منه أنك لا تفرق بين السني المنتسب لأهل السنة والجماعة والأشعري والماتريدي ومن ينتسب للسنة وفيه أشعرية هل الكل عندك سواء؟!
هل سواء عندك الكوثري الذي طعن في جل علماء الأمة ونقلة الآثار - وراجع إن شئت ((تأنيب الخطيب)) للكوثري والرد عليه ((التنكيل)) للمعلمي - وابن تيمية الذي بذل حياته في الدفاع عن الكتاب والسنة بعيدًا عن التقليد قد استطاعته، بل أجدك لا تفرق بين الكوثري وابن حجر أو النووي.
هل سيان عندك من عرف بتحرقه في التعصب لمذهب الإمام أبي حنيفة وارتكب ما ارتكب من الأخطاء لأجل الدفاع عنه ومن وضع الكتاب والسنة بين عينيه حريصًا أن لا يحيد عنها؟
ولا يفهم من كلامي هذا أنني أدعي العصمة لابن تيمية أو أنني بصدد الحكم المطلق على الكوثري غفر الله له، لكن أرى أنهما لا يستويان في ميزان عادل. بارك الله فيك ونفع بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:12]ـ
الأخ الكريم: فهد النميري: جزاكم الله خيرًا .. وشكرًا لمحبتكم وحدة الأمة وعدم تفرقها. وكما قلتُ سابقًا: هذا لن يكون إلا باتباعها ما كان عليه سلفها الصالح منذ الصحابة - رضي الله عنهم -، وإلا لتفرقت بها السبل والأهواء .. وأظنه - أي ماكان عليه السلف - واضحًا، لا كما أوهمتَ، وإلا لدخلنا في باب " نسبية الحقيقة "، وكلفنا الله بما لا يُستطاع، أو ما عمّاه عنا في أهم الأمور، وهو أمر " المعتقَد ".
وكما أنك لا ترى غضاضة في اتباع نهج الأشاعرة أو القبورية؛ سيأتي غيرك فلا يرى غضاضة في اتباع الرافضة والبهائية ... الخ الفِرق، فإن فرقت فهذا تحكم منك، فلابد لك من ضابط في النهاية؛ وخير ضابط هو نهج الرعيل الأول. (ما أنا عليه وأصحابي).
ولا تخلط - رعاك الله - بين رد " البدعة " وكشف أباطيل " دعاتها "، والمناوئين منهم لعقيدة السلف .. وبين " أخطاء " العلماء الذين لهم قدم صدق في الأمة، ممن يُرد خطأهم وتُحفظ مكانتهم. فكلامنا على أولئك لا هؤلاء .. فمن خلط بين الأمرين: أخذته الحمية لـ " هؤلاء "، فدافع ونافح عن " أولئك " ..
وفقك الله ونفع بك ..
بارك الله فيك أبا مصعب ونفع بك!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:27]ـ
وبارك فيك أخي الشيخ علي ..
فاتني أن أقول:
- هل اعتراض من اعترض على مقال الأخ أبي الحسن، هو بسبب أنهم لا يرون الرد على من أخطأ من العلماء؛ مهما كانت شناعة الخطأ، بل لكل عالم الحرية أن يقول ويعتقد ما شاء، ولو خالف النصوص الشرعية (كما في مسألة البناء على القبور ومتعلقاتها مثلا) .. ؟ أو الاعتراض هو فقط على " الأسلوب " .. ؟
- هل يلتزم من اعترض على الأسلوب - إن كان هذا سبب اعتراضه - بأن يُنكر أسلوب " الكوثري " مع الأئمة؛ حيث اللغة السوقية، والشتم، والسب، بل التكفير .. ؟!
فهل نرى لهم إنكارًا واضحًا؟ لاسيما وقد نقل الأخ النميري أسلوب الشيخ المعلمي الراقي معه؛ رغم لغته العنيفة الواطية مع علماء الأمة؟
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى، وألف بين قلوبهم على الحق ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:35]ـ
بعض جهود الدكتور أحمد الطعان:
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%CF.+%C3%CD%E3%CF+%C5%CF%D1% ED%D3+%C7%E1%D8%DA%C7%E4
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 05:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزى الله الجميع خير الجزاء ...
والحقيقة أن من ينافح دون الكوثري وإيضاح حاله: أحسنُ الظن به أنه لا يعرفه أصلا!! أو لا يدري عظيم ما أحدث هذا الهالك في دين الله!! كأن الكلب لم يأكل له عجينا!! ولعلي من أكثر الأعضاء معرفة بجلية هذا الرجل جدا!! فقد شُغلتُ دهرا بالنظر في كتبه، وتعاليقه ومقالاته وكل شيئ أجده له هنا أو هناك!! حتى قوي العزم على أن أفردتُ جزءا ضخما بعنوان (الوساطة بين الكوثري وخصومه!!) قطعتُ فيه شوطا لا بأس به، وقد لخَّصتُ مباحثه في أوائل كتابي: (المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل) ولم يكمل بعد ...
والحاصل: أن سقوط الكوثري ليس مما يتناطح فيه كبشان!! فقد أضرّ بنفسه جدا، حتى أخرجها من زمرة هؤلاء العلماء الذين نلتمس لهم الأعذار عند مخالفتهم صرائح نصوص الكتاب والسنة!! أما هذا فلم يُبق ولم يذر!! فقد تجمّعت فيه أدواء لادواء لها!!
بين تجهم وقدر وتصوف واعتزال وخبث لسان وسوء طوية وعصبية ممقوتة وكل شر!! وما ذكره عنه الأخ أبو الحسن الأزهري: هو غيض من فيض!! بل نُغبة ماء ُ! أو قطرة ندى سقطت من السحاب!! وقد كان أبو الفيض الغماري - وهو مثله بل أشر!! - يلقِّبه بـ (مجنون أبي حنيفة!!) والحق: أنه مجنون نفسه! وبائع يومه بأمسه!! لا حيََاه الله ولا بيَّاه!! ومع كل ذلك: فقد كان لهذا الخاسر حسنات يُغبطُ عليها، وسعي مشكور في بعض الأمور، وأنا لا أعدم الاستفادة من كتبه دائما!! مع معرفتي بما فيها من الطمِّ والرمِّ!! تماما ككتب الغماريين تلاميذه وبني جلدته!! ومع هذا: فدعوتنا لأن يغفر الله لسائر المسلمين، تشمل هؤلاء الهلكى إن شاء الله، ونحن ما عاديناهم إلا في الله وحسب، لا انتصارا لشيخ ولا مسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
!! وثناء من أثنى عليهم من أهل السنة: محمول على كونهم لم يكونوا وقفوا على فضائحهم بعد!! فدع عنك ثناء المعلمي للكوثري، وثناء التقي الهلالي للغماري!! ونفسه أضر َّ: من يريد الانتصار لهذه الشرزمة المنحرفة عن الجادة!! وليجرِّب حظه من فرسان الإنصاف ما شاء ....
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 05:40]ـ
الأستاذ الكريم الخراشي بارك فيك وأحسن إليك ...
جميلةٌ إشاراتك عن نسبية الحقيقة؛ إذ إنني أعتقد أن كثيراً من المسائل من جزئيات أصول الدين وفروعه تغشاها هذه النسبية لغموض الدليل وتكافؤ الحجج إلى حدٍ بعيد فهي نسبية غير مطلقة وبهذا يجب تفضي تلك المباحث إلى ضرورة التعاذر؛ تأمل كيف قبل الأئمة مذاهب حادثة في باب الفقه كأهل الظاهر الذي انبنى مذهبهم على إنكار أصولٍ كبيرة في الشريعة أطبق أهل العلم على تخطئتهم فيها وأن الصدر الأول سار على القول بها كالقياس وغيره؛ ولا تسارع بالقول بأن باب المعتقد غير باب الفقه فالكلامُ هنا عن إنكار أصول تشريعية أطبق على العمل بها الصحابة فمن بعدهم؛ فالمعتصَمُ إذن في الأصول الكبار والأركان العظام وما سوى ذلك من الجزئيات فالأمر فيه يجب أن يكون متسعاً؛ وتأمل معي كيف تعايشت المذاهب في تاريخ الإسلام على تباين أصولها؛ فإن لم تسغ ذلك واعتبرتَه من التفرق المذموم (هكذا بإطلاق)؛ فكيف تفسر التفرق الذي ضرب المنتسبين إلى السلف أعني السلفيين فكلُ حزبٍ منهم بما لديهم فرحون ويستبطنُ كل تيار منهم اعتقاداً مزيفاً بامتلاك الحقيقة المطلقة لذا سارع كل طرف إلى التهجم على الآخر مدعياً احتكاره لفهم منهج السلف في قصصٍ لا تخفاك.
أستاذنا الكريم هذا هو طبع الفكر الإنساني فالاختلاف يستحيل القضاء عليه فالشأن الاجتماع على الكليات والأصول؛ والشأن في تنظيم الخلاف بين أهل الإسلام فافتراقهم فرصة للمتربصين بالإسلام في الداخل والخارج والتيارات العلمانية ومن ورائها قوى خارجية تنظرُ إلى تهارش الإسلاميين نظرة الضبع إلى الخراف؛ وأرجو ألا يُفهم مني أنني في صدد ترجيح مذهبٍ على آخر فأنا مقتنعٌ بمجمل ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وأرجحه على المنهج الكلامي في عمومه وأراه أقرب إلى الصواب وإلى ظواهر النصوص لكنني أرى بغياً عظيماً في هذا الباب بين بعض المنتسبين إلى الفريقين.
وأوافقك في ضرورة اتباع الصدر الأول في فهمهم لأصول الدين وأنه أهدى أما تشقيق الكلام الكثير الذي أعقبَ ذلك والتخريج عليه ونسبة كل ذلك في الصدر الأول فهذا ما لا أقتنع به؛ ولا أريد التوسع في ذلك.
بقي أن أقول إن النقاش أثارته مسألة جزئية عن شخصية محددة هي الشيخ الكوثري ولكن الكلام انجر إلى ظواهر الشطط التي نبغت بعد ذلك واللهج الذريع في الوصم بالبدع والتكفير والإقصاء في تفاصيل يسوء ذكرها.
بالمناسبة إن النقولات التي ذكرتُها عن أهل العلم أكثرهم أشاعرة ومعلومةٌ كثرتهم في أهل العلم والفضل فالتماسُ العذر أولى وأقرب إلى العدل والإنصاف وتحديد من هو العالم الذي له قدم صدق قد يختلف الناس فيها فكم من عالمٍ يراه أقوامٌ إمام هدى وآخرون يرونه شيطان ضلالة ولو تابعنا كلاً على هواه لما سلم لنا عالم قط؛ أما الشيخ الكوثري فلهجماته العنيفة مثيراتٌ يعرفها من يفتش الكتب بلا أي وسائط ولعلك تعرف أن ألسنةً جاهلةً استطالة على الإمام أبي حنيفة وأتباعه ولمزتهم بمقابح وخزايا موغلة في الانحطاط فرد الكوثريُ التطرف بتطرف مضاد (راجع -على سبيل المثال-كتاب "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الحنفاء" لابن عبدالبر بتحقيق أبي غدة)؛ والمقصود أنه لا يجوز عند أهل العقل والحكمة أن يتولى صياغة العلاقة بين المسلمين المتطرفون منهم.
والله تعالى أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 06:49]ـ
الأخ الكريم: فهد النميري: قلتم - سلمكم الله -: (وأوافقك في ضرورة اتباع الصدر الأول في فهمهم لأصول الدين وأنه أهدى أما تشقيق الكلام الكثير الذي أعقبَ ذلك والتخريج عليه ونسبة كل ذلك في الصدر الأول فهذا ما لا أقتنع به؛ ولا أريد التوسع في ذلك) .. وأقول: بارك الله فيكم .. وفي اختياركم الموفق.
مقال سابق لي عن " الاختلاف بين المسلمين ":
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/36.htm
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:03]ـ
أخوتي الأكارم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الشيخ سليمان الخراشي حفظك الله وبارك فيكم لا نختلف حول ضروة بيان الخطأ ولكن التودد والتلطف في النقد والتعليم خصوصاً مع إخواننا المسلمين ضرورة لا مناص عنها في هذا الوقت ومن قسا وأجحف وأساء فلا يضر إلا نفسه // ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك // ...
بالنسبة للرابط حول الكوثري لم أستطع تحميل الكتاب لبطء الإنترنت عندي ...
وبالنسبة لرابط بحوثي أرجو أن تضاف بعض البحوث الموجودة هنا إلى مكتبة صيد الفوائد:
وخصوصاً:
- الحجاب يتحدى
- العلاقة بين العلمانية والغنوصية
- تأملات في الرسالة والرسول
- العمامة والبراجماتزم وللبحث عنوان آخر // هل سقطت العمامة //
- كيف نواجه العلمنة؟
- انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني
- القرآن الكريم والتأويلية العلمانية
- حصاد العلمانية
- تأملات في العلمانية
وهذا الرابط
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=36
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 10:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أبشر، ولنا الشرف في وجودها في " صيد الفوائد " ..
وهنا رابطان عن الكوثري:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9911
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=1166
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 05:26]ـ
أما الشيخ الكوثري فلهجماته العنيفة مثيراتٌ يعرفها من يفتش الكتب بلا أي وسائط ولعلك تعرف أن ألسنةً جاهلةً استطالة على الإمام أبي حنيفة وأتباعه ولمزتهم بمقابح وخزايا موغلة في الانحطاط فرد الكوثريُ التطرف بتطرف مضاد (راجع -على سبيل المثال-كتاب "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الحنفاء" لابن عبدالبر بتحقيق أبي غدة)؛ والمقصود أنه لا يجوز عند أهل العقل والحكمة أن يتولى صياغة العلاقة بين المسلمين المتطرفون منهم.
والله تعالى أعلم
/// أرى لك أخي الكريم وفَّقك الله أن تراجع هذه الجمل من كلامك وتقف مليًّا للتأمُّل عندها ..
/// فهل الـ"متطرِّفون"! الذين بيَّنوا خطأ الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ورحمه وما أُخِذ عليه = وهم ثُلَّةٌ من أئمَّة السلف والحديث، فهل هؤلاء هم المتطرِّفون في نظرك، والذين وصفتهم بـ"الألسنة الجاهلة"، فمن المعتدلون في رأيك إذن؟
/// الذين يكذِّبون الخطيب البغدادي وابن عديٍّ وابن حبَّان وعبدالله بن الإمام أحمد فيما نقلوه، كفعل الكوثري تمامًا؟! وإلَّا فما الفرق؟!
/// ثمَّ شتَّان بين ما نقل عن هؤلاء فيما أُخِذ على أبي حنيفة رحمه الله، وبين سباب الكوثري وافترائه عليهم.
/// والكلام في النقول المتوافرة في كتب السنة والجرح والتعديل عن أبي حنيفة لم يوجَّه توجيهًا صحيحًا من بعض أتباع الحديث، فنفَّروا الناس منه وطعنوا فيه، ونحو ذلك من الأساليب الخاطئة.
/// ولعلَّك بارك الله فيك تتراجع عن هذا التطرُّف في الوصف بالجملة بما لا يليق بالأئمَّة الذين لا يقل قدرهم عن قدر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه!
/// والكلام في هذه الجزئية طويل الذيل.
/// والله المستعان.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 08:45]ـ
"ولعلَّك بارك الله فيك تتراجع عن هذا التطرُّف في الوصف بالجملة بما لا يليق بالأئمَّة الذين لا يقل قدرهم عن قدر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه! "
... قلت ولعله أن يتراجع كذلك عن الكلام المجمل الذي لا تفريق فيه بين أهل الحق والخير وأهل الباطل والزيغ والأهواء!!!
أما كلامه عن أنه يرى أن الحقيقة نسبية في بعض المسائل ومطلقة في غيرها، ويعلل اختلاف المختلفين فيما وقع فيه الخلاف بأن سببه "نسبية الحقيقة" فهذا اعتزال لا يخفى! ولو كانت الحقيقة نسبية في المسائل الخلافية كما يدعي، ما قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك مصيب في الاجتهاد يكون له أجران ومخطئ يكون له أجر واحد!! فكيف يصيب المجتهد ويخطئ، وكيف يسدد ويقارب، ان لم يكن الحق في ذات الأمر واحدا في علم الله، فاما يظهره الرب لكل من يطلبه من مظانه فيكون بينا متفقا عليه، واما أن يكون متشابها لا يعلم صوابه كثير من الناس؟؟
الحق واحد مطلق لا يتعدد، بينما أفهام الناس هي التي تحتلف ..
فالله نسأل أن ينير أفهامنا بالسنة وأن يطهرها من أدران الفلسفة والاعتزال ... والله المستعان
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:07]ـ
حيا الله الإخوة الكرام
الأخ الكريم عدنان البخاري -وفقك الله لكل خير ونفع بك- , فواضحٌ جداً أنني لم أتهم كل مخالفي الكوثري والرادِّين عليه بأنهم متطرفون؛ بل أقصدُ أن هذا الملف كغيره –مع الأسف- سقط بيد بعض الأتباع الصغار من الفريقين فعاثوا في الأعراض لمزاً وطعنا؛ -وعلى سبيل المثال فقط- أظنك تعلم أن قائمة المستهدفين بألسنة هؤلاء ليس الكوثري بل انظم إليها أقوامٌ كثر من الدعاة والعلماء المنتسبين إلى منهج السلف -دعك من غيرهم- وأن ثمتَ مواقع لم تُنشأ إلا لتأصيل الغيبة والشتم وإزالة أي حاجز نفسي لأكل لحوم البشر ... ومسلسل الشتائم مستمرٌ بلا حلقةٍ أخيرة -والله المستعان-. أما الذين نالوا من الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- فترى مطاعنهم فيما أحلتُ عليه وسترى فيه ما يسوء كل مؤمن فالرجاء المراجعة ((فقط)) ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأخ الكريم أبو الفداء -وفقك الله لكل خير ونفع بك- فالمسألة التي تسوق الكلامَ فيها بثقة هي محلُ نظرٍ واجتهاد بين أهل العلم؛ فمن العلماء من يرى أن الحقَ في المسائل الاجتهادية واحدٌ غيرُ متعدد؛ من هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية ويُعزى هذا الرأي إلى الجمهور؛ ومنهم من يرى أن الكل مصيبٌ وهو اختيار الإمام الغزالي وجمعٍ آخرين , و (محل الخلاف) هنا في المسائل الفرعية حينما تتعارض فيها الأدلة ويغمض وجه الصواب في المسألة فهي -عند الغزالي وقومه ويُسمون (المصوبة) - متكافئة الحجج قد فُقد الدليل الذي يعين مراد الشارع إذ كلُ دليل معارضٌ بغيره وربما تقول هنا: بل الحقُ واحد وهو معي والأدلة هي كذا ... والجواب عن أدلة الخصم كذا ... ؛ فسيعارضك خصمك ويقول بل معي ويسرد أدلته ويُتبعها بأجوبته عن أدلتك , ومراجعةٌ سريعة لكتب الفقه المقارن تزيلُ أية شبهة في صحة هذا الكلام بـ (شرط) فهم المآخذ المتعارضة جيداً والحرص على استقاء الأقوال من مصادرها الأصلية أي أن نضم فقه المقارن إلى أصول الفقه المقارن.
والحاصلُ أن أصحاب هذا القول فهموا أن الشارع لمّا لم يعيّن مرادَه في كل مسألة بدليلٍ ظاهر يقطع المعذرة كان هذا إذناً ضمنياً منه بأن يتبع كلُ مجتهدٍ ما انتهى إليه بعد استفراغ الوسع في طلب الحكم الشرعي وفق المناهج والقواعد المعتبرة عند كلٍ أي أن ما أداه إليه اجتهادُه هو حقٌ في حقِهِ , واستدلوا بأن الصحابة لم يكن ينكر بعضهم على بعض فهذا إقرارٌ منهم بالخلاف فلو كان الحق متعيناً لبادروا بالإنكار كما في المسائل والقضايا التي أنكر بعضهم فيها على بعضٍ؛ فتأمل معي أنهم –رضي الله عنهم- كانوا يتجادلون ويتناظرون كلٌ يعرض دليلَه ومأخذه ويجيبُ عن دليل صاحبه فربما اتفقوا وربما انفصلت المجالس وكلٌ مقتنعٌ برأيه بل إن أئمة أهل العلم والدين على توالي الأعصار كانوا كذلك فلو كان لكل مسألةٍ دليل ظاهرٌ لحُسم النزاع وانقطع الخلاف ألا تراهم يرددون "لا يحسم النزاع إلا دليل صحيح صريح"؛ فبقاء النزاع –رغم هذه القاعدة- دليلٌ على عدم الدليل الرافع للنزاع وهذا هو جوهر قول (المصوبة) -فيما أرى والله أعلم-؛ ولا تعجلْ بادعائك امتلاك الدليل الحاسم فإن خصمك سيجبُهك بنفس دعواك ولن تكون أتقى لله ولا أطلبَ للحق منه؛ فإما أن تُنكر عليه وإما أن تعذره وعذرك له تسليمٌ ظمني -غير مباشر-بأن دليلك غير ملزمٍ , لكن ربما قيل: إن في قول الله -عز وجل-: "فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول" ... الآية الكريمة قطعاً لكل خلاف فلو لم يكن الردُ إلى الله ورسوله قاطعاً للنزاع لمَا أُمرنا به عند ثوران النزاع؛ فربما قيل -جواباً على ذلك-: إن عدم انقطاع الخلاف -في المسائل الفرعية- بين الصحابة –رضي الله عنهم- دليلٌ على الإذن الرباني الظمني بأن يتبع كلُ أحدٍ منهم ما ظهر له وانتهى باجتهاده إليه وهو حقٌ في حقِهِ يحرم عليه تركه ما لم تظهر حجةٌ تزحزحه عنه. وربما قيل -أيضاً-: ثمتَ دليل فاصلٌ في المسألة وهو الحديث النبوي الشريف حيث قال عليه الصلاة والسلام: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد"؛ فالحديثُ هنا نصَّ على الصواب والخطأ في الاجتهاد؛ وأقول: الحقُ أن الحديث ظاهرُ الدلالة جداً في ذلك إلا أن الإشكال –بالنسبة لي- أن كلَ أحدٍ يظنُ نفسَه مصيباً حازَ الأجرين وأن مخالفَه مخطئٌ معذور مأجور؛ فالحديثُ لم يعين اجتهاداً معيناً أنه الصواب , وأيضاً ربما يُحمل الحديث على الخلاف الذي يبينُ خطأُ المجتهد فيه قطعاً كأن يفتي بخلافٍ نصٍ إجماعٍ لم يبلغه أو غير ذلك من الأعذار المعروفة فالخطأ هنا ظاهرٌ مقطوعٌ به معذورٌ مأجورٌ صاحبه -وإن فاتَه ثوابُ المصيبين-.
ولأهل القول الثاني ويُسمون (المخطئة) حججٌ قوية ظاهرة وأرى أن ظاهر النصوص تساعدهم لكني لا أزعمُ أن قولهم مقطوعٌ بصوابه؛ فالمسألة –بالنسبة لي- تحتاج لكثيرٍ من التأمل , وهي مسألة طويلة الذيول , وربما يُعين على تصورها (جيداً) فهم كثرة المدارك الشرعية بما يؤدي إلى تعارضها الظاهري في كثيرٍ من الأحيان , وأن الظنون واجبٌ العمل بها؛ فالمسألة ذات طبيعة تركيبية.
أخيراً: لا بد من ذكر أمرٍ مهمٍ جداً , وهو أن الخلاف المذكور شبه لفظي لأن الفريقين لا يأثمون المخالف ولاينكرون عليه. أما إشارة الأخ أبي الفداء إلى ذكر معتزلة وغير ذلك فما أدري ما حمله على ذلك إذ الخلاف في المسألة منقولٌ في دواوين العلم عن أهل العلم من أتباع المذاهب الأربعة وغيرهم. كما أن الخلاف المذكور ينصبُ على المسائل التي تتعارض في الأدلة ولا يتبين فيها الصواب بالقطع أو بقريبٍ منه فهذه التي أزعمُ أن فيها قدراً من النسبية؛ أما أصول الدين أو المسائل الأصول والأمهات المقررة في الشريعة فهذه لا يشملها الخلاف فهي مطلقة لا نسبية يُنكر على المخالف فيها.
والله جلّ جلاله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 07:34]ـ
مع أن في هذا خروج عن موضوع الصفحة ولكن لا مفر منه ..
فليعذرنا أخونا المفضال صاحب الموضوع ..
الأخ فهد وفقه الله .. هذا الخلاف الذي تدعي أنه خلاف قوي ما وقع الا بسبب كلام أهل الكلام وتأثرهم بفلاسفة اليونان، والا فأين في المنقول عن الصحابة والسلف الأول ما يدل على أنه قد وقع بينهم مثل هذا الخلاف الكلامي المذموم؟؟؟ وان كنا علمنا أنهم ما أنكر أحدهم على الآخر، فهل عندك أثارة من علم تدل على أنهم "صوب" بعضهم فعل الآخر وأقره عليه أو قال أن كلا الفعلين المختلفين حق وصواب في ذات الأمر وأن كليهما هو المراد من الخطاب؟؟؟؟
كل ما ذكرتَه فيما كتبتَ عن اعذار المخالف وعدم الانكار عليه وكذا، كل هذا لا يخالفك فيه أحد، ولكنه ليس فيه رائحة الدالالة على أنه ليس هناك حق واحد في المسألة الخلافية، يصيبه المصيب ويخطئه المخطئ! النبي عليه السلام لما قال "لا يصلين أحدكم العصر الا في بني قريظة" اختلف الصحابة في ذلك لما دخل العصر عليهم قبل القدوم على بني قريظة كما هو معلوم، فلما علم النبي بصنيع كل من الفريقين عملا بذلك الأمر لم ينكر على أي منهما، فهل تفهم أنت من ذلك أنه عليه السلام لم يكن له من هذا التكليف مراد واحد هو الصواب وما سواه خطأ؟؟؟ لا شك أنه كان له مراد واحد، فأحد الفريقين أصابه والآخر أخطأه .. ولكن لأن اجتهاد المخطئ قام على استدلال قد يكون له وجاهته، عفا الشارع عنه وقبل منه عمله رحمة بالناس من رب حكيم عليم ..
فالآن بأي دليل يفرق القائلون بنسبية الحقيقة في المسائل الخلافية بين مثل هذه المسألة التي في هذا الحديث آنف الذكر، وبين ما ذكرت أنت من مسائل يكون فيها دليلان ظاهرا التعارض، أو غيرها من أسباب الخلاف السائغ في استنباط الأحكام؟؟
الفقهاء لما جمعوا بين الأدلة ظاهرة التعارض - والجمع مقدم على الترك كما أحسبك تعلم - سعوا الى الجمع بكل طريق حتى اذا ما عدموه قالوا بالنسخ أو الضعف، ولم يكن هذا دأبهم الا لأن عقولهم لا تتصور أن يكون كلا الدليلين المتعارضين مقصودين في الخطاب الشرعي على سبيل التخيير، فمن عمل بهذا فهو على الحق ومن عمل بالآخر فهو على الحق كذلك! المسائل الخلافية ليس خطاب الشارع بها خطاب تخيير! التخيير يكون بالنص على التخيير، فمن شاء أخذ ومن شاء ترك! أما النصوص ظاهرة التعارض، والتي في أحدها أمر بشيء وفي الآخر أمر بخلافه .. بأي حجة يقول القائل أن الشارع حين كلف بالأول منها لم يكن يمنع من العمل بالثاني المخالف له والعكس؟؟
المسائل الخلافية ما أصبحت خلافية الا لأنه لا يمكن جمع الأقوال فيها على قول واحد، ولا يتصور العقلاء ذلك! وليس لمن عنده قدر من الفقه في دينه أن يأتي على خلاف وقع بين الصحابة على قولين ويقول فلنجعلهما قولا واحدا حاصله التخيير بين الدليلين، فمن أخذ بأيهما شاء فهو مصيب!! هذا كلام ساقط، وهو لازم القول بتصويب المتنازعين جميعا في مسائل الخلاف، وهو مردود حسا وعقلا وأثرا عن السلف وان ذهب اليه من ذهب من أهل العلم والفضل!
لطالما كان شعار المجتهدين من الصحابة ومن بعدهم: اتباع الدليل! فان علم أن المسألة خلافية يرجع الخلاف فيها الى زمان الصحابة، لم يكن لأحد أن ينكر على أحد، هذا مع كون كل فريق من المتنازعين يعتقد أن مذهبه هو الحق في المسألة ومذهب مخالفه باطل، والا فلو لم يكن يظن أن اختياره هو الحق لم يجز له أن يعمل به أصلا ولا أن يقدمه على غيره! هذا كلام بدهي واضح! أما أن يطالَب الناس بأن يعتقدوا أن ما هم عليه هو الحق، وما عليه مخالفهم هو الحق أيضا في ذات الأمر، فهذا كلام فاسد لا يقبله العقلاء، وما دخل علينا الا من كلام الفلاسفة!!
ولهذا أكرر: الحق واحد مطلق لا يتعدد ومراد المتكلم واحد من كل كلمة يقولها، وهو معلوم عنده على وجه التحديد، وهذا لا يماري فيه عاقل .. أما ما يصل الى أفهام الناس وما يترتب على ذلك الخطاب عندهم من العمل في المسائل التي يتقارب فيها القول (أيا كان سبب التأويل عندهم، دونما اقتصار في ذلك على المسائل التي يظهر فيها تعارض النصوص)، ويفرغ كل مجتهد فيها وسعه طلبا للحق، فهذا هو النسبي، وهو ما رفع الشارع عنه الحرج والمؤاخذة رحمة بالمسلمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ان الفرق كبير بين أن يقول القائل: افعل كذا، ثم يرفع الحرج عمن فهم التكليف على خلاف المراد لكون الكلام يحتمل ذلك الفهم عند المخاطبين به وان بعد، وبين أن يقول القائل: افعل كذا، حتى اذا ما اختلف الناس في تأويل "كذا" قال لبعضهم "هذا ما كنت أريد من الخطاب"، وقال لمخالفيهم أيضا "هذا هو ما كنت أقصد"!!
أما قولك:
"وربما قيل -أيضاً-: ثمتَ دليل فاصلٌ في المسألة وهو الحديث النبوي الشريف حيث قال عليه الصلاة والسلام: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد"؛ فالحديثُ هنا نصَّ على الصواب والخطأ في الاجتهاد؛ وأقول: الحقُ أن الحديث ظاهرُ الدلالة جداً في ذلك إلا أن الإشكال –بالنسبة لي- أن كلَ أحدٍ يظنُ نفسَه مصيباً حازَ الأجرين وأن مخالفَه مخطئٌ معذور مأجور؛ فالحديثُ لم يعين اجتهاداً معيناً أنه الصواب , وأيضاً ربما يُحمل الحديث على الخلاف الذي يبينُ خطأُ المجتهد فيه قطعاً كأن يفتي بخلافٍ نصٍ إجماعٍ لم يبلغه أو غير ذلك من الأعذار المعروفة فالخطأ هنا ظاهرٌ مقطوعٌ به معذورٌ مأجورٌ صاحبه -وإن فاتَه ثوابُ المصيبين-."
فأقول هذا تأويل شديد التكلف وهو لي لعنق النص كما لا يخفى، وتحميله حمولة لا دليل عليها! فأنت مقتنع بالنظرية "نسبية الحقيقة في بعض المسائل" وتحاول أن تطوع له ذلك النص الذي لا يماري عاقل في مخالفته الواضحة لهذه الفكرة جملة وتفصيلا!! فهو عام لا مخصص له، مطلق لا مقيد له، والبينة بالقيد أو التخصيص على من ادعى، ولو كان من كان من أهل العلم عليهم رحمة الله ورضوانه، والله أعلى وأعلم ..
وتأمل فساد قولك اذ تقول: "كلَ أحدٍ يظنُ نفسَه مصيباً حازَ الأجرين وأن مخالفَه مخطئٌ معذور مأجور "
فيا أخ الاسلام هل يتصور من عاقل يعي ما يقول أن يذهب مذهبا في مسألة فقهية وهو لا يظن نفسه مصيبا؟؟ أيدين الله بما يعتقد في نفسه أنه ليس هو الصواب؟؟ هذا كلام بين البطلان! كل قائل بقول وذاهب الى مذهب انما يذهب اليه لاعتقاد صوابه! فان كان هو الصواب حقا كان مصيبا والا كان مخطئا!
وقولك: "وأيضاً ربما يُحمل الحديث على الخلاف الذي يبينُ خطأُ المجتهد فيه قطعاً كأن يفتي بخلافٍ نصٍ إجماعٍ لم يبلغه أو غير ذلك من الأعذار المعروفة فالخطأ هنا ظاهرٌ مقطوعٌ به معذورٌ مأجورٌ صاحبه -وإن فاتَه ثوابُ المصيبين-.""
فنقول لا يجوز الاجتهاد أصلا بمصادمة النص أو الاجماع .. وكون المجتهد لم يبلغه ذلك النص أو ذلك الاجماع فهذا يعذر فيه ويرجى له أن يكون من أهل الأجر الواحد ما دام قد أفرغ وسعه في طلب الدليل ولوازمه .. أما قصرك لهذا الحديث على هذه الحالة دون غيرها فلا دليل عليه البتة! والله المستعان.
فالمرجو منك مراجعة مستندك في مذهبك هذا، فما علمته الا أثرا لكلام الفلاسفة عند من تأثر بهم من أهل العلم، فالله نسأل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 11:50]ـ
... مع أنني أشرتُ في التعليق السابق إلى أن قولَ المخطئة تساعده الظواهر وأن الخلاف في مؤداه العملي النهائي لفظي؛ فالخطبُ –في نظري- يسير , لكني رأيتُ أخي أبا الفداء –وفقه الله- حاول الدفاع عن القول الذي اقتنع به -ومن حقه ذلك- إلا أنني لحظت في بعض نقاشه تصوراً أو تصويراً غير دقيق لآراء (المصوبة) إذ أنهم لم يقولوا بنفي المدلول المعين للخطاب الشرعي في (كل) مسألة؛ أي أنهم لم يدّعوا أن الشارع لم يقصد في خطاباته شيئاً محدداً (دائماً) بل ذلك مقصورٌ –عندهم- على المسائل التي غمض فيها وجه الترجيح واقتربت أدلتها من التكافؤ المطلق وعلى هذا فذكرُ مسألة الصلاة في بني قريضة ليس دقيقاً إذ الترجيح ظاهر والعمومات والقرائن تكاد أن تُعيّن أن المقصود الإسراع , وهذا دليلٌ قاطع على عذر المخطئ إن عرضت له شبهةٌ منعته من اتباع مقتضى الدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمناط الخلاف إذن هو: هل للخطاب الشرعي –في بعض المسائل التي سبق وصفها- مدلولٌ (موضوعي معين) أم أن الواجبَ على كل مجتهدٍ بذلُ الوسع وما أداه إليه اجتهاده فهو المفروض عليه شرعاً أي أنه الحقُ في حقِهِ بدليل بقاء كثيرٍ من المسائل في ربقة الخلاف قرونَ متطاولة برغم استعراض الأدلة بين المختلفين وعقد المناظرات ومع كل ذلك لم ينحسم فيها الخلاف لعدم الدليل الشرعي الذي (يُعين) مراد الشارع على بتحديدٍ يزيل الشبهة؛ فإن كان موجوداً فأين هو وكيف خفي على الناس وإن وجد فلم بقي الخلاف؛ أكرر: المقصود هنا مسائلٌ بقي فيها الخلاف برغم استعراض الحجج وتداول النقاش والمناظرة فليس هذا ما ينطبق عليه حديث صلاة بني قريضة بدليل أن هذا الحادثة لو تكرر لها نظير لما ساغ أبداً تأخير الصلاة عن وقتها فهي من جنس المسائل التي يُعذر فيها المجتهد لخفاء دليلٍ معينٍ عليه؛ وما أقصده لا خفاءَ فيه فالاحتجاج والأدلة مستقصى في دواوين أهل العلم. ولعل هذا ما أشاع تعبيرات من نحو: الراجح , والمرجوح , والأقرب ... الخ مما يُشعر (بنسبية ما) في هذا النوع من المسائل , ولعل هذا أيضا ما وسّع دائرة التسامح بين المختلفين وتعايشت به الآراء المختلفة بلا أي تثريب وترتبت عليه آثار كثيرة على صعيد الفقه والقضاء فقاعدة (عدم نقض الاجتهاد بالاجتهاد) وبقيت اجتهاداتٌ كثيرة لم تنقض لعدم الحجة القاطعة مع أنه قد يُقضى بخلافها ... إلى غير ذلك من فروع كثيرة مع أنها في النهاية تتسق على المذهبين (المخطئة والمصوبة).
أرجو أن يُعلم أن هذا ليس ترجيحاً -في الحقيقة- إن هو إلا بيانٌ مختصرٌ جداً لوجهة نظر أصحاب هذا القول الذي ذهب إليه –كما سبق أن ذكرت- جمعٌ من أهل العلم وليس هو من آثار الاعتزال أو الفلسفة كما يدعي الأخ أبو الفداء فهو –هداه الله- تارةً يصفهم بأهل العلم والفضل وتارةً بأنهم أهل الكلام ومتأثرين بفلاسفة اليونان. وقد يكون غياب هذه النسبية أدى إلى ظهور مطلقيات حادة أحالت جنةَ التعايش وضلالها الوارفة إلى جحيم الصراعات والخصام الماحق لكل حقوق الأخوة الإسلامية , وتأمل كيف غابت لغة: (أرى –و الله أعلم- أن الراجح أو الأقرب أو ... ) فمن كانت هذه تعبيراته يستحضر عذرَ مخالفه؛ وتأمل كيف شاعت لغة: (الصحيح من القولين كذا ... ) ثم ترقى الحال إلى لغة: (الحق في المسألة كذا ... ) أو لغة: (مقتضى الأدلة كذا ... ) بل لغة: (الصواب الذي لا معدل عنه كذا ... ) مع المسائل المطروحة هي مما شاع الخلاف فيه وذاع , ففي مثل هذه المحاضن التعليمية ينشؤ التعصب وتتأسس عقلية الخصام والاحتراب.
والله تعالى أعلم ...
للفائدة العامة لقد اطلعتُ على رسالة بديعة ونفيسة جداً للعلاّمة المحدث الشيخ محمد عوامة –حفظه الله- بعنوان "أثر الحديث النبوي في اختلاف الفقهاء" أتمنى من الإخوة أن يقفوا عليها ففيها نفائس.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 01:18]ـ
... ومسلسل الشتائم مستمرٌ بلا حلقةٍ أخيرة -والله المستعان- ...
/// لا أرى علاقة بين الشتَّامين والطعَّانين والباحثين عن الأخطاء المتوهَّمة وما سطَّره الأئمَّة في الكتب السَّالف ذكرها عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه.
/// بل العلاقة بين هؤلاء المرضى الموسوسين وبين الكوثري أقرب من غيرهم ..
/// وأما قولك:
أما الذين نالوا من الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- فترى مطاعنهم فيما أحلتُ عليه وسترى فيه ما يسوء كل مؤمن فالرجاء المراجعة ((فقط)) ...
/// فلم أكتب ما كتبته إلا بعد مراجعة كل ما قيل في أبي حنيفة من بضع سنين خلت، ولا أدري حقيقة ما موقفك من كلام هؤلاء الأئمَّة في أبي حنيفة ممَّا وصفته بالأمر الذي يسوء كل مؤمن .. فهل نطعن فيهم مثلًا كما فعل الكوثري؟
أم نحاول توجيه كلامهم بما يحفظ قدرهم وقدر أبي حنيفة الإمام رحمهم الله جميعًا؟
أم نتغافل؟ فلم؟ وهو موجود بعشرات الصفحات ولم يستنكرها الأئمة الذين وقفوا على ما فيها ولم يفعلوا كفعل مجنون أبي حنيفة!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 04:54]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول: "نهم لم يقولوا بنفي المدلول المعين للخطاب الشرعي في (كل) مسألة؛ أي أنهم لم يدّعوا أن الشارع لم يقصد في خطاباته شيئاً محدداً (دائماً) بل ذلك مقصورٌ –عندهم- على المسائل التي غمض فيها وجه الترجيح واقتربت أدلتها من التكافؤ المطلق"
قلت فأين قلت أنا أنك تدعي أنهم ينفون الدليل الشرعي في "كل" مسألة، وأين في كلامي ما يظهر لك منه أن هذا هو تصوري لما تقول؟؟؟؟؟
ثم أنا أعجب والله كيف لا يظهر لك ولمن وافقتهم فساد هذا المعنى: أن الشارع لم يقصد شيئا محددا من كلامه في بعض المسائل!!!
أنزل أمرا وتكليفا وهو يريده ويريد خلافه كذلك في نفس الوقت؟؟؟ يا أخي أكرمك الله أرجو أن تفرق بين حقيقة أمر التكليف والقصد أو العمل المراد منه عند شارعه، وبين أحوال المكلفين ازاء ذلك الأمر وما لهم وما عليهم في الخطأ ان أرادوا الحق فأصابوه وان أرادوه فأخطأوه فيما هم عاملون بذلك النص!
لا يعقل أبدا أن آمرك - مثلا - بأن تذهب لتفتح الباب، وأنا أقصد أمرين معا في ذات الوقت: أن تفتحه فعلا و ألا تفتحه!! هذا لا يتصوره عقل صحيح! أما لو أمرتك بأن تفتح الباب، ثم جاءك من القرائن الأخرى والأوامر الأخرى المنقولة اليك عني ما فهمت منه - ظنا منك واجتهادا - أن هذا ليس هو مرادي على الحقيقة، فلم تفتح الباب في النهاية ظنا منك أنك بذلك تطيعني، فهذا شأن آخر، ولا تستوي فيه أبدا كمكلف بمن تعمد مخالفة الأمر وهو يعلم .. ولله المثل الأعلى! فان لم يكن هذا المعنى هو ما نفهمه - باطلاق لا دليل على تقييده - من حديث الأجر والأجرين، فما الذي نفهمه؟؟؟
سبحان الله.
أما قولك: "فليس هذا ما ينطبق عليه حديث صلاة بني قريضة بدليل أن هذا الحادثة لو تكرر لها نظير لما ساغ أبداً تأخير الصلاة عن وقتها فهي من جنس المسائل التي يُعذر فيها المجتهد لخفاء دليلٍ معينٍ عليه"
فأسألك بأي دليل وجهت هذا الحديث هذا التوجيه؟ وما أدراك أنها لو تكررت بنفس الظروف والأحوال لما ساغ فعل أحد الفريقين فيها؟؟ بل لو تكررت بنفس الظروف - وضع عدة خطوط ان شئت تحت كلمة بنفس الظروف - فلن يقع الا نفس الخلاف وعلى نفس الصورة! والذي يعنينا هو استقراء الأمر بسائر ظروفه وأحواله لنخرج منه بالفائدة!
نعم الذي يظهر لي عند التأمل أن النص يفيد أن مراد النبي عليه السلام ما كان الا استعجالهم لدخول بني قريظة قبل وقت العصر .. ولكن لما دخل عليهم وقت العصر ولم يكونوا قد بلغوا بني قريظة بعد، ساغ لبعضهم القول بأنهم لو صلوا العصر في غير بني قريظة فقد عصوا الأمر الصريح بألا يصلوا العصر الا فيها! فلو كنت أنت بينهم حينئذ، وكنت مخاطبا بالأمر كما خوطبوا، لما وجدت في يدك من الأدلة - مهما بلغ علمك - ما تجزم به بأنه ليس المراد تأجيل صلاة العصر الى حين دخول بني قريظة كما فعل بعضهم! وليس سبب ذلك أن بعضهم كان فاقدا لدليل قد بلغ من خالفه، وانما لأنه لم يكن ثم وجود حينئذ أصلا لذلك الدليل الذي يحسم مادة النزاع بين الفريقين! فهذه المسألة من هذا الوجه وعلى هذه الصورة، توافق جميع المسائل الخلافية التي ساغ فيها الخلاف من القرون الأولى، ولا أرى في شيء مما ذكرته أنت ما يقصرها على حالة يتخلف فيها علم المخالف بدليل قد علمه غيره!! فمن أين لك بهذا التوجيه؟
وها أنت تقرر أن مراد النبي عليه السلام في نظرك كان واحدا وهو استعجالهم، ولم يكن أن يؤجلوا صلاة العصر الى حين أن يدخلوا .. ولا كان مراده التشريعي أن يفعل بعض الناس هذا ويفعل بعضهم ما يخالفه في نفس الوقت! فالحديث حجة عليك لا لك كما هو واضح!
أما كون كلا الفريقين قد أدى واجبه، بما يرجى معه القبول عند الله منهم جميعا، فهذه نشهد بها كما لم ينكر النبي عليه السلام على أي من الفريقين ما فعل ولكنها لا تعني ولا يلزم منها أبدا أن يكون كلاهما على الحق والصواب في ظنه أن هذا الذي عمله هو مراد الشارع من التكليف! وهذا هو محل اللبس عندك فتأمل!
يا أخي الكريم، النسبية لا تقع في مراد المتكلم من كلامه بالأمر والنهي، وانما تنسب الى فهم السامعين لذلك الكلام! والفرق ينبغي ألا يخفى على مثلك!
أما قولك عني غفر الله لك: "تارةً يصفهم بأهل العلم والفضل وتارةً بأنهم أهل الكلام ومتأثرين بفلاسفة اليونان"
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو شئت أن أعدد لك أسماء عشرات من أكابر أهل العلم والفضل الذين وقع عندهم تاولات وتأثرات بكلام أهل الكلام والفلسفة لما وسعنا المقام، فكلامك المطلق المجمل هذا - وهو عهدي بك - يلزم منه لازم ما أظنك تقبله ولا تقول به، وهو أن كل من تلبس بموافقة اهل الكلام في بعض ما يذهب اليه من مسائل العلم فهو ليس من أهل العلم والفضل!!!
وأنا ما قلت الا أن هذا القول باطل وهو من أثر الفلسفة والكلام، حتى وان قال به بعض أهل العلم والفضل، وكلامي ولله الحمد واضح لا لبس فيه!
أما قولك: "ولعل هذا ما أشاع تعبيرات من نحو: الراجح , والمرجوح , والأقرب ... الخ مما يُشعر (بنسبية ما) في هذا النوع من المسائل , ولعل هذا أيضا ما وسّع دائرة التسامح بين المختلفين وتعايشت به الآراء المختلفة ... الخ"
فنقول يا أخي رعاك الله لا تخلط بين نسبية فهم المكلف وبين حقيقة الخطاب التكليفي!! هذه النسبية في أفهام الناس والتي من أجلها اتفق العلماء على وجوب عمل المكلف بما يغلب عليه الظن بأنه الصواب، (ما دام قد استفرغ الوسع في طلب الحق من مظانه) هذه نسبية لا ينكرها الا أعمً جاهل!! وليس هذا الكلام منك الا مصادرة عن محل النزاع أصلا! فنزاعنا هنا انما هو في محل هذه النسبية، هل هي واقعة في فهوم البشر للكلام الذي سمعوه ولمقتضى الأدلة التي بين أيديهم، أم أنها راجعة الى خطاب الشارع نفسه!!! فلا داعي لمثل هذا الاستطراد!
أما قولك هداك الله: "وقد يكون غياب هذه النسبية أدى إلى ظهور مطلقيات حادة أحالت جنةَ التعايش وضلالها الوارفة إلى جحيم الصراعات والخصام الماحق لكل حقوق الأخوة الإسلامية , وتأمل كيف غابت لغة: (أرى –و الله أعلم- أن الراجح أو الأقرب أو ... ) فمن كانت هذه تعبيراته يستحضر عذرَ مخالفه؛ وتأمل كيف شاعت لغة: (الصحيح من القولين كذا ... ) ثم ترقى الحال إلى لغة: (الحق في المسألة كذا ... ) أو لغة: (مقتضى الأدلة كذا ... ) بل لغة: (الصواب الذي لا معدل عنه كذا ... ) "
فأقول هذا كلام لا يطلق هكذا بلا تفصيل، وسأرد عليه مع أنه خروج عن محل النزاع أيضا كسابقه!
فأقول: أولا النسبية التي لا ننكرها ولا نذمها على اطلاقها هي نسبية فهم المكلفين وليس نسبية الخطاب الشرعي نفسه، وأكرر هذا المعنى مرارا وتكرارا لعله يلقى عند أخي الفاضل حظا من التأمل ولو لمرة واحدة! فنسبة النسبية الى مراد الشارع التكليفي من خطاب الأمر والنهي هذه باطلة لا دليل عليها وان قال بها من قال!! ونحن ولله الحمد على ما كان عليه سلفنا من اعذار المخالف فيما يسوغ الخلاف فيه، ونسبة الأجر الواحد الى المخطئ، مع تقرير أن كل صاحب مذهب يرى نفسه مصيبا وغيره مخطئا، ويرجو أن يكون له أجران ولمخالفه أجر واحد، لأن كليهما على الظن في مذهبه وليس القطع واليقين .. فالتسديد هو واجب المكلف فان لم يستطع الجزم بيقين فعليه بغلبة الظن والمقاربة .. ولا يكلف الله نفسا الا ما آتاها. فليس له الانكار على مخالفه في الظن والاجتهاد، ما دام لكل منهما مأخذ سائغ من النصوص، مبناه الظن عند كل منهما!!
كل هذا كلام واضح نقره ونعترف به وندين الله به ولا اشكال! ولكن كلامك أنت ومن تنتصر لهم بأن الخطاب الشرعي التكليفي نفسه لم يكن له عند المتكلم به مقصد واحد ولا مراد واحد يتكلفه المخاطبون به فهذا هو الباطل الذي لا مدخل له من عقل ولا نقل!!
نحن مكلفون بالسعي في معرفة ما كان عليه خطاب التشريع في آخر أمره، على ما فهم الصحابة وما عملوا به، فان اختلفنا في ذلك كما اختلف الذين من قبلنا، فليس هذا يعني أن الخطاب الذي عمل به الصحابة لم يكن المراد منه واحدا في علمهم ولا كان التكليف به واحدا!! وانما معناه أننا اجتهدنا في مسائل الخلاف وبحثنا فمنا من أصاب التكليف على حقيقته وعلى مراد الشارع منه، ومنا من أخطأ ذلك، ولأحدنا أجران وللآخر أجر واحد!
ثم ان اختلاف مآخذ القوم من الخطاب انما نقبله في المسائل التي ساغ فيها الخلاف من زمان الصحابة، أما أنك تريد أن تجعله يجري على سائر ما وقع فيه خلاف بين الخلف والمتأخرين من أهل العلم حتى وان كان الخلاف غير سائغ ولا مقبول، ولم يقع الا بسبب الاشتغال بعلم الكلام والمنطق فهذا لا يوافقك عليه من كان صادقا في طلب الحق ملتزما بحدود ما كان عليه الصحابة والسلف رضي الله عنهم!! ثم يا أخي حتى لو جئتني بمسألة يسوغ فيها الخلاف وقد وقع بين من هم أفضل مني ومنك في القرون الأولى، لما كان علي من حرج ان ذهب بي النظر الى أحد القولين فيها فنصرته بقولي أنه "الصواب" أو أنه "مقتضى الدليل" أو نحو ذلك مما كرهته أنت من العبارات!! وانما يكون الحرج علي ان أنا تنقصت من مخالفي أو أنكرت عليه وطالبته بقبول كلامي مع كونه قد حمله اجتهاده على خلافه كما حملني اجتهادي على ما ذهبت اليه! هذا فيما وقع فيه الخلاف بين الصحابة والسلف في القرون الفاضلة، فكيف اذا كانت المسألة كهذه التي بين أيدينا، الخلاف الأصولي فيها خلاف حادث سببه التأثر بالمناطقة والفلاسفة عند من قال بمثل قولك هذا؟
أما قضية تأثير الخلاف والتناظر والتنازع في المسائل الشرعية على صفو العلاقة بين المتنازعين فهذه قضية قلبية لا يفيدنا الزج بها في كل مناظرة على نحو ما تفعل! فظني أنك تعي كما أعي حدود النزاع وطبيعته، ومتى يكون النزاع مؤثرا في الولاء القلبي بين المتنازعين ومتى لا يكون كذلك .. فلا داعي لسوق مثل هذا الكلام عن جنة التعايش والسلام والوئام والمحبة ونحو ذلك!
هذا والله أعلم وهو الموفق الى جميع ما يحب ويرضى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 01:02]ـ
يقول الأخ عدنان البخاري –وفقه الله وسدده-: " لا أرى علاقة بين الشتَّامين والطعَّانين والباحثين عن الأخطاء المتوهَّمة وما سطَّره الأئمَّة في الكتب السَّالف ذكرها عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه" , ويقول: "ولا أدري حقيقة ما موقفك من كلام هؤلاء الأئمَّة في أبي حنيفة ممَّا وصفته بالأمر الذي يسوء كل مؤمن".
أقول: موقفي مما قالوه وسطروه في الإمام أبي حنيفة –رضي الله عنه- يتلخصُ فيما قاله الإمام أبو عمر بن عبدالبر –رضي الله عنه-: " وأفرطَ (أصحابُ الحديث) في ذم أبي حنيفة رحمه الله وتجاوزوا الحد في ذلك، والسبب الموجب لذلك –عندهم- إدخاله الرأي والقياس على الآثار واعتبارهما، وأكثر أهل العلم يقولون: إذا صح الأثر من جهة الإسناد بطل القياس والنظر، وكان رده لما رد من الأحاديث بتأويلٍ محتمل ... " , ومن صور هذا الإفراط ما تراه منقولاً عن بعض المحدثين في حاشية صفحة رقم (235) من كتاب "الانتقاء لابن عبد البر بتحقيق أبي غدة" , ولشناعة ما هنالك لم أنقله بنصه فأرجو من أخي عدنان أن يُراجعه ثم يبينُ موقفه بعد ذلك , وفي صفحة رقم (271) قال ابنُ عبدالبر: بابُ ذكرِ بعض ما ذُمَّ به أبو حنيفة وطُعنَ عليه فيه ... وذكرَ أشياء , ثم قال -في غضون ذلك-: " ونذكر في هذا الباب من ذمّه , والثناءَ عليه , ما يقف به الناظر على حاله , عصمنا الله وكفانا شرَّ (الحاسدين) , آمين ربَّ العالمين". وقال-أي ابن عبدالبر-في جامع بيان فضل العلم: "ليس أحد من علماء الأمة يثبت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرده دون ادعاء نسخ ذلك بأثرٍ مثله أو بإجماع أو بعمل يجب -على أصله- الانقياد إليه أو طعنٍ في سنده، ولو فعل ذلك أحد سقطت عدالته فضلا عن أن يتخذ إماما ولزمه اسم الفسق، ولقد ((عافاهم)) الله عز وجل من ذلك، ونقموا أيضا على أبي حنيفة الإرجاء، ومن أهل العلم من ينسب إلى الإرجاء كثير لم يعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته، وكان أيضا مع هذا يُحسد وينسب إليه ما ليس فيه ويختلق عليه ما لا يليق به وقد أثنى عليه جماعة من العلماء وفضلوه ولعلنا إن وجدنا نشطة نجمع من فضائله وفضائل مالك، والشافعي، والثوري، والأوزاعي رحمهم الله كتابا، أملنا جمعه قديما في أخبار أئمة الأمصار إن شاء الله تعالى " , واستفتحَ شيخُ الإسلام ابن تيمية –رضي الله عنه- رسالتَه البديعة "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" بقوله: "وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته؛ دقيق ولا جليل؛ فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه" ثم ذكر أعذارهم وباقي الرسالة هي شرحٌ وتفصيل لهذه الأعذار –فليَهنَكَ العلم والفقه أبا العباس رضي الله عنك-.
فإذا بدرت بوادر من أهل العلم بعضهم في بعض فالقولُ فيها ما قاله الإمام الذهبي –كما في السير-: "كلامُ الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو (لمذهب) أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك، سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئتُ لسردت من ذلك كراريس، اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " , كما أرجوا مراجعة ما أورده ثم علّق عليه أبوعمر ابن عبدالبر في جامع بيان فضل العلم تحت عنوان: "باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الأخ عدنان: بل العلاقة بين هؤلاء المرضى الموسوسين وبين الكوثري أقرب من غيرهم؛ أقول أحسنت –بارك الله فيك-: فلنعاملهم –إذن- بالسوية أما أن تشتغل آلية النقد والبحث والتنقيب والتشهير بأحد الطرفين دون الآخر فهذا هو ما أستنكره؛ فبيانُ الخطأ والتحذير منه الضلال مطلوب ولا يُستثنى أُناسٌ دون غيرهم والحظْ –غير مأمور- إشارةً سابقةً لابن عبدالبر في أن أباحنيفة نُقّرَ عليه ما لم يُنقّر على غيره مع مشاركته له في الخطأ , ولكل أحدٍ نصيبٌ من الخطأ والضلال فلننبه على الأخطاء بأسلوبٍ علمي ولنكف عما سوى ذلك؛ وتشييع أسماء بعض العلماء بالهلاك والزيغ ... فطيشٌ وصبيانية , وإن بدر من عالمٍ في حق غيره فلا يُقتدى به في ذلك وقد سبق نقلُ شذرةٍ من كلام أهل العلم في ذلك.
لا أنكرُ أن الكوثري أخطأ في مواضع من كتبه؛ فإن فُتح بابُ التوجيه لكلام من ذموا أبا حنيفة –رحم الله الجميع- فلِمَ لا نلتمس توجيهاً مماثلاً لكلام الكوثري أم أن التأويلات حرامٌ على قومٍ حلالٌ لآخرين.
أحرامٌ على بلابلِهِ الدوحُ ........ حلالٌ على الطير من كل جنس
أخيراً أشرتَ –أخي عدنان- إلى أن الأئمة بعد ذلك لم ينكروا التسلط على أبي حنيفة وأن الذي انفردَ بإعلان النكير في ذلك (مجنون أبي حنيفة)؛ أقول: مع أن هذا الكلام غير دقيق -بالمرة- يتضحُ ذلك بشذراتٍ مباركة نقلتُها؛ فهي منقبةٌ للكوثري يُحمدُ عليها –رحمه الله وعفا عنه-؛ إذ هل من عاقلٍ يُقرُّ ثلبَ الإمام أبي حنيفة –رحم الله الجميع وتغمدهم بواسع الحلم والمغفرة- آمين.
__________________
ادعى الأخ أبو الفداء –وفقه الله- أن مأخذ (المصوبة) فيما ذهبوا إليه هو تأثرهم بالكلام والفلسفة؛ فالمرجو منه أن يثبت هذه الدعوى ثم يلزمه بعد ذلك إلزاماً لا انفكاك عنه أن يُبدّع المخالف فيها؛ أي يثبت أصلَهم الفلسفي الكلامي ثم يُتعبه –بلا انتظار ولا تردد- بالتبديع والتضليل؛ فإن عذرهم؛ فالعذرُ لا يقبل التجزئة بل سينطلق من يده مبرِأً المتكلمين والفلاسفة في مآخذهم؛ وإن بدّعهم فبأصله التزم , ولنا معه كلامٌ آخر.
أقول: كنتُ قد كررتُ -لحد الإملال- أن الخطب في المسألة يسير بل يؤول عملياً إلى أن يكون خلافاً لفظياً؛ فلا بدعة ولا سنة , وقصارى الأمر الصواب والخطأ في أصل المسألة الدائرة على فلك التصويب والتخطئة –فسبحان العليم الحكيم-.
وكان دافعي كما قلته مراراً ليس ترجيح رأيٍ على رأي؛ بل بيان عمق البحث في المسألة وأنه لا كما يظن المتعجلون "على طرف الثمام" , أقول: في الحقيقة لو كنتُ أجزم بأحد القولين لأبنتُ موقفي بكل وضوح إلا أنني أعارضُ أحدَ القولين بالآخر لأستكشفَ أغواره وأتبينَ أصولَه أكثر فأكثر , ومعلومٌ أن طالب العلم ربما تحيّر في المسألة وتوقفَ فيها لتعارض أدلتها وتكافئها في نظره فكلما قلّبَ النظر فيها بانت أمام بصيرته طبيعتُها التركيبية ومقدار الاحتمالات التي تعتور المنقولات فيها فتُفقدها دلالتَها فتسقطُ بذلك حجتها وقد قرّروا أن (الاحتمال متى تطرق للدليل أبطلَه).
لمّا رأيت أخي أبا الفداء يخلط في كلامه بين المتفق عليه والمختلف فيه مخطأً بذلك مواقع الخلاف ونقاط البحث ضارباً من الأمثلة ما لا يصح التمثيلُ به أما الأحاديث الشريفة فهي تحتمل الأمرين فيسقطُ بها الاستدلال؛ فلذلك بدا لي أن أختصر ما أريد قوله في ذلك بهذا الحوار الخيالي الطريف بين الأخوين في الله تعالى زيد وعمرو –أرشدهما الله-:
- زيد: متى اختلف المجتهدان وغمض الدليل وتعسّر الترجيح مع طول المناظرة واستعراض الحجج واستمر ذلك وقتاً يُجزم فيه بعدم دليلٍ حاسم كان ذلك دليلاً على أن ما انتهى إليه كلٌ من المجتهدين هو مراد الشارع في خطابه؛ إذ لو كان للشارع مراداً معيناً وحيداً لأقام عليه حجةً ظاهرة.
- عمرو: لا يُعقل أن يصدر العاقلُ تكليفاً لغيره مريداً الأمر وضدَه في نفس الأمر , فكيف يقول العاقل: افتح الباب , وهو يريد الفتحَ والإغلاق! ..
- زيد: أنا لا أدعي ذلك في كل خطابٍ تكليفي؛ بل كلامي في بعض جزئيات خطاب التكليف , ثم مثالُك –ياعمرو- الذي ذكرتَ لا يصح في مسألتنا لأن الكلام هنا على ما يحصل الخلاف فيه ويدخله الاحتمال ويعسر إدراكه أما الواضحات فلا كلام فيها. وسأضربُ لك مثلاً أوضحَ للمراد: هبْ أن مجتهدَين اختلافا في فهم خطابٍ للشرع في مسألة جزئية فذهب أحدهم إلى حلِ شيءٍ وذهب الآخر إلى حرمته؛ فهما متعارضان متناقضان , ثم اندفع كلٌ منهما مجادلاً لصاحبه مبيناً أدلتَه؛ معضداً حجتَه؛ مجيباً عن أدلة خصمه؛ فما زادهم ذلك إلا قناعةً بوجاهة رأي كلٍ منهما عند نفسه؛ مع أنهما علماء قد استكملا أدوات الاجتهاد , فقل لي: ما الواجبُ عليهما بعد ذلك؟.
- عمرو: الواجب عليهما أن يتبع كلٌ منهما ما انتهى إليه اجتهاده.
- زيد: من الذي أوجب ذلك عليهما؟.
- عمرو: الشارعُ المخاطِبُ بالتكليف.
- زيد: انتبه؛ إنهما متناقضان؛ أيأمرهما باتّباع مدلولٍ قد تناقضا في فهمه ...
- عمرو: مراد المخاطِب بالتكليف واحد؛ والتعدد إنما هو في أفهام المخاطَبين.
- زيد: صحيح لكن ليس على إطلاقه؛ وتأمل أن المخاطِب يستهدف إفهامَ المخاطَبين فلما لم يكن ذلك في بعض خطابه بدخول الاحتمال فيه وغموض المراد منه كانت تلك أمارةٌ على أن الجميع مأذون فيه؛ إذ لو كان ثمت مدلول لأقام الدليل عليه؛ فـ (عدمُ الدليل المعين دليلٌ على عدم المدلول المعين).
- عمرو: أعطني مثالاً يتضح به المقام حتى لا نتيه في العمومات والمجملات.
- زيد: هل الأفضل التسوك باليمنى أو اليسرى؟. وتذكّر أن التفصيل قولٌ من أقوال متعددة في المسألة لا أنه احتيارٌ راحجٌ بإطلاق.
أخيراً: يجب أن يُعلم أن المسألة –في نظري- فرعية لا تأخذ بعداً عقائدياً.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 07:30]ـ
"ادعى الأخ أبو الفداء –وفقه الله- أن مأخذ (المصوبة) فيما ذهبوا إليه هو تأثرهم بالكلام والفلسفة؛ فالمرجو منه أن يثبت هذه الدعوى"
سبحان الله!! تأمل كيف يرد الأخ فهد على إلحاحي في مطالبته بتقديم الدليل الذي به خصص القوم عموم حديث الأجرين والأجر الواحد وأخرجوا منه بعض حالات الاجتهاد بعينها، بمطالبتي أنا بأن أقدم دليلا على أن القول بنسبية الحقيقة هو من كلام الفلاسفة وعلى أن تصور أصحاب القول الذي ينتصر له انما هو نابع من تأثرهم بمثل هذا الكلام!!!
ولا زلت أعجب من اصراره على كون الخلاف خلافا لفظيا، وعدم قدرته على ملاحظة الفرق بين كون الخطاب الشرعي له صواب واحد ومراد واحد لا يتعدد، مع كون العمل بالقطع في فهمه هو المتعين على المكلف فان لم يكن ذلك ممكنا له فبغلبة الظن على المجتهد، ويثاب حينئذ على بذله ما في وسعه - على تفاوت في المثوبة - أصاب في ذلك مراد الشارع أم أخطأه، وبين قول القائلين بأن صاحب التكليف الشرعي لم يكن المراد من كلامه عنده واحدا أصلا وانما كان متعددا، فلا صواب وخطأ ثم، وانما الكل صواب وعلى حق ولا فرق!!
يا أخ فهد أنا لست مُخَطئا ولا مصوبا، ولا يخلو أي اجتهاد بشري أيا كان من امكان الاصابة وامكان الخطأ، لأننا بشر، ولم نكن نحن المخاطبين مباشرة بهذا التكليف، فواجبنا افراغ وسعنا في تحري الصواب فيما وصل الينا من الأدلة، طلبا لمعرفة مراد الله من كلامه، فمن أصاب منا ذلك المراد وعمل به كما فهمه المخاطبون الأوائل رضي الله عنهم وعملوا به، فعمله مقبول وله أجران، ومن أخطأ مراد الشارع - بعد افراغ الوسع وعلى شرط الأهلية - دون شذوذ بما أداه اليه اجتهاده، فعمله مقبول أيضا وله أجر واحد .. وأقول بهذا وأطلقه ولا أقيده وأعممه ولا أخصصه، لأني أتبع هذا الحديث الذي لا يدخله الاحتمال ولا اللبس ولا الغموض، والذي لا مخصص ولا مقيد له بحال من الأحوال!
فأي احتمال هذا الذي تدعي أنت دخوله على أدلة المسألة؟؟؟ أنا أكلمك عن حديث لا يماري في معناه ودلالته عاقل!! فالذي يقول: "كلا بل من الممكن أن يجتهد قوم ويختلفوا في فهم مراد النص، ويكون الجميع مصيبا في ثمرة اجتهاده ولا يكون أي الفريقين مخطئا" هذا هو الذي يخالف هذا الحديث مخالفة لا يماري فيها رجل له عينان يبصران، وهو المطالب بتقديم الدليل على هذه المعارضة والتخصيص للنص الواضح الصريح!!
أنا باق على الأصل وأنت من تدعي الزيادة فالبينة عليك لا علينا!! وحتى تأتينا بها فلن أواصل الخوض في هذا المراء!!!
أما قولك على لسان زيد: "هبْ أن مجتهدَين اختلافا في فهم خطابٍ للشرع في مسألة جزئية فذهب أحدهم إلى حلِ شيءٍ وذهب الآخر إلى حرمته؛ فهما متعارضان متناقضان , ثم اندفع كلٌ منهما مجادلاً لصاحبه مبيناً أدلتَه؛ معضداً حجتَه؛ مجيباً عن أدلة خصمه؛ فما زادهم ذلك إلا قناعةً بوجاهة رأي كلٍ منهما عند نفسه؛ مع أنهما علماء قد استكملا أدوات الاجتهاد , فقل لي: ما الواجبُ عليهما بعد ذلك؟."
فلعل عمروا أن يرد عليك قائلا: "لا أماريك في وجوب عمل كل منهما بما أفضى اليه ظنه .. ولكن أسألك، لماذا وجب على كل منهما العمل بما أداه اليه اجتهاده وظنه وكان هذا هو واجبه التكليفي الذي يحاسبه الله به يوم القيامة؟؟ لأنه بكل بساطة يظن أن ما ذهب اليه هو الصواب والحق، وما ذهب اليه المخالف خطأ وباطل! فلولا أن كان ذلك كذلك في تصوره وظنه لما كان هناك حاجة الى الاجتهاد أو المناظرة أو البحث أصلا، ولقيل أن القول الوسط في مسألة كذا هو تخيير المكلف بين الحِل والحرمة لأن كليهما سواء وكليهما قد أرادهما الشارع بكلامه ولا فرق!!! فهل تعلم عاقلا من أهل العلم يفتي الناس بهذا؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولك يا زيد: " (عدمُ الدليل المعين دليلٌ على عدم المدلول المعين) " قول مردود بقاعدة: "عدم العلم لا يعني العدم" .. فنحن مكلفون بما انتهى اليه علمنا وظننا، بعد افراغ الوسع في طلب الدليل .. فان أخطأ من أخطأ منا فلا تثريب عليه، ما دام انه لم يأت في ذلك بدعا من القول وزورا، وانما اتبع المنهج الصحيح في الاستدلال والنظر! فكوننا مكلفين بما انتهى اليه ظننا بعد فراغ وسعنا = هذا لا يعني أبدا ولا يلزم منه عند العقلاء أن يكون هذا الظن هو الصواب والحق في ذات الأمر مهما اختلف وتعدد!!
أما مسألة التسوك باليمنى أم باليسرى فلم يصل الينا فيها نص واضح، ولكل فيها اجتهاده في القياس والتقريب الى القواعد الفقهية العامة، مع علم الجميع بأن الأمر لا يخلو من احتمالات ثلاث لا رابع لها:
اما أنه كان عليه السلام يتسوك باليمني دائما
واما أنه كان يتسوك باليسرى دائما
واما أنه كان يجعل هذه في أحوال وتلك في أحوال أخرى!
أحد هذه الاحتمالات هو الحق في فعله عليه السلام ولا يماري في ذلك عاقل! فمن أصاب باجتهاده وظنه ذلك الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ووافق عليه من علم به من الصحابة، فهذا مجتهد له أجران، ومن أخطأ فمجتهد مخطئ له أجر واحد! فلو أدخلنا كلامك - هداك الله - بالنسبية على هذه الاحتمالات الثلاثة، فهل يسعك أن تدعي أن القائل بأي واحد منها قد أصاب الحق فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على السواء؟؟؟؟
أنا أعجب والله من اصرارك على المماراة في "نسبيتك" هذه بحجة أن هناك من أهل العلم من قال بها!
أما قولك هداك الله: "ثم يلزمه بعد ذلك إلزاماً لا انفكاك عنه أن يُبدّع المخالف فيها؛ أي يثبت أصلَهم الفلسفي الكلامي ثم يُتعبه –بلا انتظار ولا تردد- بالتبديع والتضليل؛ فإن عذرهم؛ فالعذرُ لا يقبل التجزئة بل سينطلق من يده مبرِأً المتكلمين والفلاسفة في مآخذهم؛ وإن بدّعهم فبأصله التزم , ولنا معه كلامٌ آخر.""
فما هذا الكلام؟؟ أي الزام هذا الذي "لا انفكاك عنه" وما هذا الخبط المبين؟؟ ليس كل متورط في بدعة يقال عنه أنه مبتدع .. فليتك تراجع منهج أهل السنة في هذه المسألة قبل أن ترميني بمثل هذا الكلام، هداني الله واياك ..
لن أزيد في هذه المساجلة أكثر من ذلك، فقد تبين الحق لكل قارئ منصف ولله الحمد .. والى أن يأتينا الأخ فهد بدليل على هذا التفريق والتقييد الذي يتكلم به وينتصر له، فلن أواصل الخوض في هذا المراء ..
أقول ما كتبت وأستغفر الله لي ولك وللمسلمين.
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 06:49]ـ
سأحاول أن أركّز على أهم ما ذكره أخي أبو الفداء –وفقه الله- مع أنه لم يذكر شيئاً جديداً؛ فأقول:
الدليلُ على أن الخلاف لفظيٌ صِرف ليس له أي أثرٍ عملي إطلاقاً هو: أن الفريقين متفقان على وجوب اتباع ما انتهى إليه الاجتهاد -وإن تناقض مقتضاه- , وأن العذر مبسوطٌ للجميع فلا إنكار ولا تثريب , هذا في الشق العملي؛ فهل ترى عينُ المنصف إلا الوفاق العملي فإن لم يكن هذا خلافاً لفظياً فما يكون إذن.
أما الشق النظري فيتمثل بأن أحد الفريقين وهم (المخطئة) يضمرُ اعتقاداً غيبياً بأن الحق يكمنُ في أحد الأقوال لا على التعيين (جزماً) إذ يقول أمثلُهم طريقةً " إن نظنُ إلا ظناً وما نحن بمستيقنين"؛ أما الفريق الأخر فيرى أن المسألة إذا انتهت إلى هذا الحد فالكل مشمولٌ بالإطار الشرعي فلا صواب ولا خطأ؛ بل قصارى المجتهد أن يقول:"قولنا صوابٌ يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأٌ يحتمل الصواب" فانظرْ -رعاك الله- إلى اللغة الاحتمالية النسبية , ويشهدُ لهذا تطبيقاتٌ كثيرة جداً من مثل قاعدة: "لا يُنقض الاجتهاد بالاجتهاد" مع أنه قد يقضي بغيره و لا ينقضه وهذا عند الأئمة الأربعة بحجة التساوي في الحكم بالظن؛ إذ إنني أستشكلُ أن يعتقد الحاكم (خطأ) ذلك الحكم الاجتهادي ثم لا ينقضه –على افتراض أنه يقدر على ذلك- بل يمضيه ويقضي باجتهادٍ آخر مغاير "فتلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي" بل لا ضمان عليه إن تغير اجتهادُ نفسه –فضلاً عن غيره- فرأى المرجوحَ راجحاً , وهذا ينطبق أيضاً في الفتوى , أقول: هذا مشكلٌ على قول (المخطئة)؛ صحيح هم يجيبون عن هذا بأن النسبية في أفهام المجتهدين؛ أما مدلول الخطاب فواحدٌ لا يتعدد؛ فالمصيبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
–عندهم- واحدٌ (لا) على التعيين وما سواه معذور مأجور سائغ له بل واجبٌ عليه أن يعمل بمقتضى اجتهاده.
لكن -عند التأمل- نرى أن إحالة المصيب إلى حكم الغيب إحالةٌ على مجهول؛ كما أن تقاربَ الأقوال لدرجة التكافؤ وتلاشي أي دلالة موضوعية ظاهرة تعيّنُ مدلولَ الخطاب الوحيد –في زعم المخطئة- يدلُ على سقوط دلالة الخطاب (التعينية) أصلاً وتساوي الجميع في نظر الشارع , وتأمل –أيضاً- أن التراجيح في هذا النوع من الاجتهاد تكون بمثاقيل الذر وموازين الشَعْر فالحجج على سبيل التكافؤ وإن تعددت طرقها وتباينت مخارجها. وقولي (عدم الدليل المعيِّن –بالكسر , بصيغة اسم الفاعل-دليلٌ على عدم المدلول المعيَّن –بالفتح , بصيغة اسم المفعول-) على وجهه من الصحة؛ أما معارضته بقاعدة: (عدم العلم ليس علماً بالعدم) فليس بوجيه؛ فكلامنا عن نوعٍ من الخلاف الاجتهادي الخاص لا يفضلُ قولٌ فيها على غيره بحجة ظاهرة (حاسمة)؛ أو انك –أخي الكريم- لم تفهم صورة المسألة أصلاً.
وكلُ ذلك مشروطٌ باتّباع سَنَن الاجتهاد وفق القواعد التي استنبطها وقررها أو اقتنعَ بها كلُ مجتهدٍ أخذا من مصدر الشريعة الأول ومنبعه الأساس القرآن الكريم ومنه تقررت وثبتت حجية السنة الشريفة ومنهما تقرر الإجماع ومن هذه الثلاث توالت مصادرُ للتشريع تباينت أنظارُ الأئمة في اعتبار بعضها , ومع تعدد المصادر واتساع تطبيقات الفقه باتساع رقعة الإسلام وكثرةِ النوازل والقضايا وتلاحقِ الاجتهاد والتخريج وامتزجت المأخذُ وربما تعارضت أو تضاربت واتسع نطاق الترجيح , ويُضافُ إلى ذلك كله ما تقرر عند العلماء من وجوب الأخذ بالظن وبتعددِ المصادر وانبناءِ بعضها على بعض بشكلٍ تركيبي؛ فترادفت الظنونُ كل ذلك أتاحَ للنسبية أن تأخذ مكانها في واسطة مجلس الاجتهاد التركيبي -الذي سبقَ وصفه-. فهذا هو ما يفسر تلك النسبية التي شاعَ العمل بها عند فقهاء الإسلام –والله أعلم-.
يظن أخي أبو الفداء أن (العمومَ) في حديث الأجر والأجرين فاصلٌ في المسألة وهو مخطئٌ في ذلك؛ إذ دلالة العموم على أفراده ظنية –عند الجمهور- لا يبعد تخصيصها بالقرائن أو القواعد العامة.
لا ينبغي أن يُفهم أن منتهى قول (المصوبة) إنكار مدلول خطاب التكليف؛ بل هم ينكرون توحيدَ المدلول لا كلَ المدلول؛ فالمدلول –عندهم- شمولي لا جزئي.
مما يحتج به (المخطئة) أن انبعاث الجدال والمناظرة دليلٌ على طلب مدلولٍ معين , ولكن قد يقال: الجدال في مؤداه الأخير منصبٌ في تقويم الأدلة وتصحيح دلالات الخطابات بمقتضى اللغة ونحو ذلك مما هو اشتغالٌ بنفس الدليل فإذا انتهت عملية التصحيح والتنقيح يُنظر فإن لاحَ دليلٌ حاسم كان دليلاً على تعيّن مدلولِ الخطاب؛ وإن لم يوجد هذا (الدليل الحاسم الملزم) كانت أمارةً على تعدد الصواب أو قلْ: (اتساع الإطار الشرعي للجميع) أو أي تعبير آخر يقضي بعدم تعيّن الصواب في قولٍ بعينه.
أخيراً: أرجو من القارئ الكريم أن يُعيد النظر فيما سطّرته يدُ المتناقشين وفيما أُدليَ من حجج وعُرض من أدلة بعينٍ منصفة وعقلٍ واعٍ , وأحسبُ أنه سيضفرُ بفكرةٍ عامة مفيدة عن هذه المسألة الشائكة , ولا تنسَ –أخي القارئ- أن تدعو للجميع بالتوفيق والسداد والمغفرة.
وفق الله الجميع لكل خير , والله أعلم , وصلى الله على نبينا وسيدنا محمدٍ وآله وصحبه وسلّم ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 06:51]ـ
/// حبَّذا لو اختصرت التعقيب، لتذكر لنا رأيك بعبارة صريحة يا أخي فهد، في موقفك من كلام السلف والأقران عن أبي حنيفة، فهل كلامهم المبثوث المشار إليه يوجَّه إلى أنَّهم ((مجموعة)) من الحسدة مثلًا، أم كيف يوجَّه؟
فكلام ابن عبدالبر والذهبي وابن تيمية وغيرهم لا أخالفك فيه ولا أرى أحدًا من شمَّ رائحة العلم يخالف فيه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:55]ـ
الله المستعان! كنت قد عزمت على ألا أواصل الخوض في هذا الجدال، ولكن لا أجد من ذلك مناصا.
يقول الأخ فهد هداني الله واياه الى الحق:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الدليلُ على أن الخلاف لفظيٌ صِرف ليس له أي أثرٍ عملي إطلاقاً هو: أن الفريقين متفقان على وجوب اتباع ما انتهى إليه الاجتهاد -وإن تناقض مقتضاه- , وأن العذر مبسوطٌ للجميع فلا إنكار ولا تثريب , هذا في الشق العملي؛ فهل ترى عينُ المنصف إلا الوفاق العملي فإن لم يكن هذا خلافاً لفظياً فما يكون إذن."
قلت لا ليس دليلا!
يا أخ فهد نحن نوافقك على أن الفريقين يتفقان على ما ذكرت، ولكن هذا لا يدل على أنه خلاف لفظي!
بل ان المتأمل في كلام "المصوبة" يجد نفسه محمولا على ترك الترجيح أصلا، اذ ما دام كلا القولين صوابا، وكلاهما مراد الشارع من الخطاب، فما الحاجة الى قدح الذهن وافراغ الوسع في ترجيح أحد القولين على الآخر؟ يكفينا اذا ان نحن علمنا أن المسألة خلافية وأن الخلاف فيها قائم من القرون الأولى من لدن الصحابة الى يومنا هذا بلا حسم، أن نأتي فننتقي أي القولين شئنا وكأننا مخيرون في الأمر، بحجة أن لكل منهما دليله القوي عند صاحبه، وأن كليهما صواب وكليهما هو مراد الشارع ولا فرق، وبأيهما عملنا أجزأنا .. فما رأيك في مثل هذا الكلام؟ ألا تراه ثمرة هذا الخلاف الذي ما تراه الا لفظيا؟؟؟
عندما يأتي رجل يسأل مفتيا في مسألة فيقول له المفتي المسألة خلافية فهناك من قال كذا وهناك من قال كذا، فاختر أنت ما يحلو لك من القولين، لأن كليهما صواب عندي ولا فرق: هذا عمل يصح من ذلك المفتي في نظرك؟
كفى به فسادا يا عقلاء أن أعتقد أني مصيب، ومخالفي أيضا مصيب في مذهبه في نفس الأمر! فالذي يقول بتصويب الجميع، بأي عمل يدين ربه، وكلا المذهبين – وان تعارضا – صواب عنده؟؟؟؟ أيجب عليه الفعل أم الترك، وهو يرى كلا الأمرين صوابا؟؟؟
بل لعل من الثمرات الفادحة لهذا الخلاف والتي تدل على أنه ليس لفظيا وفقط كما يدعي أخونا فهد: فتحه الباب أمام أتباع الفلاسفة أن يقولوا أن الحق نسبي متعدد في جميع المسائل التي وقع فيها خلاف بين العلماء! وحينئ يدخل المخالفون والمبتدعة علينا في أبواب الاعتقاد التي يزعمون وجود الخلاف فيها، يقولون أن الجميع على صواب، وما كان هذا الخطاب من الشارع على هذا النحو الا خطابا للناس بما يفهمون، كل منهم بحسب فهمه النسبي، فمن فهم أن صفات الله – مثلا – ألفاظ لا معنى لها، فهو مصيب وعلى حق، ومن اعتقد أنها على حقيقتها المعنوية فهو مصيب أيضا وعلى حق، والكل مصيبون، لأن الحق نسبي، وكلنا مكلفون بما انتهى اليه ظننا واجتهادنا ... فما رأيك في هذا؟؟؟
كل هذا والخلاف ليس الا خلافا لفظيا؟؟؟
وتقول: "أما الشق النظري فيتمثل بأن أحد الفريقين وهم (المخطئة) يضمرُ اعتقاداً غيبياً بأن الحق يكمنُ في أحد الأقوال لا على التعيين (جزماً) إذ يقول أمثلُهم طريقةً " إن نظنُ إلا ظناً وما نحن بمستيقنين"؛"
وأقول لك ليس اعتقادا غيبيا، وانما هو أمر محسوس معلوم بدلالة الحس والعقل فضلا عن النص الواضح! فأمر التكليف اما أن يريد به الشارع فعلا أو يريد به تركا أو يساوي بين هذا وذاك، على نحو ما هو معلوم في الأحكام التكليفية الخمسة!
والخلاف لم يقع بين الصحابة في أي من مسائل العلم أصلا الا لعلم المتنازعين منهم بدلالة الحس والعقل معا، بأن الحق لا يمكن أن يكون في قول وضده معا في نفس الوقت، وأن مراد الشارع من الكلام لا يمكن أن يكون العمل بعملين مختلفين معا!! فمن من الصحابة بلغك عنه يا أخ فهد – هداك الله – أنه كان يقول لمن يسأله: ان كلامي صواب وكلام مخالفي أيضا صواب، فبأيهما شئت أن تأخذ فافعل؟؟؟!
نحن ان اجتهدنا فانما نصل الى أن نقول: هذا هو ما أدى اليه اجتهادنا وهو ما نظن أنه الصواب ونظن أنه هو الذي أراده الشارع، فنرجو في ذلك الأجرين .. فهذا القائل "بالتصويب"، الى أي شيء يؤديه اجتهاده، ولماذا يجتهد أصلا في أي قضية ثبت فيها وجود الخلاف؟؟؟
يا أخ فهد ان هذا المذهب له لوازم تهدم الفقه نفسه لو تصورته حق تصوره!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل لو أننا جئنا الى مسألة من المسائل، وأردنا أن نعرف هل كان مراد الشارع فيها الفعل أم الترك – مثلا – فوجدنا نصا واضحا على تخيير المكلف بينهما، هل تستوي صورة هذه المسألة – عقلا – مع مسألة فيها نصوص مؤداها الفعل، ونصوص أخرى تؤدي الى الترك، مما أدي الى وقع الخلاف بين العلماء فيما يؤدي اليه الجمع بين تلك النصوص عند امكان الجمع، أو الترجيح فيما بينها؟؟ هل يقال أن هذه الأخيرة أيضا يصار فيها الى تخيير المكلف بين الفعل والترك، كما يصار في الأولى؟؟ هذا هو لازم القول بتصويب الجميع .. فأي فقه هذا؟
ثم يقول الأخ فهد: "أما الفريق الأخر فيرى أن المسألة إذا انتهت إلى هذا الحد فالكل مشمولٌ بالإطار الشرعي فلا صواب ولا خطأ؛ بل قصارى المجتهد أن يقول:"قولنا صوابٌ يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأٌ يحتمل الصواب" فانظرْ -رعاك الله- إلى اللغة الاحتمالية النسبية"
قلت: هذا تكرار للكلام لا فائدة منه ولا حاجة للتعليق عليه. وان كان تقريره أن المجتهد غايته أن يصل الى ما يظن صوابه في مقابل كلام المخالفين له والذي يظن خطأه = هذا التقرير حجة عليه! لأن ظن الاصابة دليل على العلم بامكانها وبأن أحد الأقوال هو الصواب ولابد!! ونحن ما أنكرنا وجود النسبية في مأخذ كل مجتهد، فليته يراجع المشاركات الآنفة بتأن لعلك تحسن تصور الكلام!
أما قولك: "ويشهدُ لهذا تطبيقاتٌ كثيرة جداً من مثل قاعدة: "لا يُنقض الاجتهاد بالاجتهاد" مع أنه قد يقضي بغيره و لا ينقضه وهذا عند الأئمة الأربعة بحجة التساوي في الحكم بالظن؛ إذ إنني أستشكلُ أن يعتقد الحاكم (خطأ) ذلك الحكم الاجتهادي ثم لا ينقضه –على افتراض أنه يقدر على ذلك- بل يمضيه ويقضي باجتهادٍ آخر مغاير "فتلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي" بل لا ضمان عليه إن تغير اجتهادُ نفسه –فضلاً عن غيره- فرأى المرجوحَ راجحاً , وهذا ينطبق أيضاً في الفتوى , أقول: هذا مشكلٌ على قول (المخطئة)؛ صحيح هم يجيبون عن هذا بأن النسبية في أفهام المجتهدين؛ أما مدلول الخطاب فواحدٌ لا يتعدد؛ فالمصيبُ –عندهم- واحدٌ (لا) على التعيين وما سواه معذور مأجور سائغ له بل واجبٌ عليه أن يعمل بمقتضى اجتهاده." اهـ.
فلا أدري أين هذا الذي يُشكل على من تسميهم بالمخَطئة؟ قاعدة لا ينقض الاجتهاد بالاجتهاد معناها أن الظن لا يحسم فيه الخلاف الا بالقطع، لا بظن مثله .. وهذا أمر معلوم بضرورة العقل قبل أن يكون قاعدة فقهية! فالخلاف في حكم صلاة الجماعة – مثلا – سببه اختلاف ظن كل فريق من الفرق المتنازعة فيما يرى أنه هو الصواب في مراد الشارع! فعند بعضهم أن تاركها يأثم، وعند البعض الآخر أنه لا يأثم .. هذا ظن وذاك ظن مثله، فهل يستطيع أحد الفقهاء أن يزعم أنه سيأتي بدليل قطعي يحسم النزاع ويقضي عليه؟ كلا! لأنه لو وجد هذا الدليل أصلا لما غفل عنه الأولون، ولما وقع النزاع في المسألة ابتداءا، فالأمة لا تجمع على ضلالة كما هو معلوم! ولهذا بقي الخلاف ولا يزال باقيا ما شاء الله .. فهذا مفهوم قولهم أن الاجتهاد لا ينقض باجتهاد مثله: أن النزاع لا يحسم، وانما يكون على كل صاحب مذهب أن يعمل بمذهبه ومنتهى ظنه في الأمر .. فهل في شيء من ذلك ما يعارض علمنا – والذي حملنا على الاجتهاد والترجيح أصلا – بأن أحد الأقوال في المسألة هو الصواب، وهو ما نبتغي الوصول اليه لنبني عليه عملنا؟؟
أما قولك: "لكن -عند التأمل- نرى أن إحالة المصيب إلى حكم الغيب إحالةٌ على مجهول؛"
فأقول نعم هو مجهول، ولو كان معلوما عند الجميع لما وقع الخلاف ولا وجد في الأمة أصلا، فليتك تتأمل!! فتلمس السبل للوصول الى ذلك المجهول هو بغية الجميع، ولولاه ما اجتهدوا ولما قال كل منهم بما أفضى اليه ظنه أنه الصواب!!
وتقول: "كما أن تقاربَ الأقوال لدرجة التكافؤ وتلاشي أي دلالة موضوعية ظاهرة تعيّنُ مدلولَ الخطاب الوحيد –في زعم المخطئة- يدلُ على سقوط دلالة الخطاب (التعينية) أصلاً وتساوي الجميع في نظر الشارع"
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت لا يزال الأخ فهد مصرا على هذا الخلط الواضح بين حقيقة تساوي المختلفين في نظر الشارع من حيث كون كل منهم قد أدى ما عليه وبذل ما وسعه في طلب معرفة المراد التكليفي من مظانه، فيحاسب على هذا الأساس، وبين جعل حقيقة ذلك المبلغ الظني الذي به عمل هؤلاء المختلفون دليلا على أنه لا خطأ أصلا والكل مصيبون!
ثم يقول: "وتأمل –أيضاً- أن التراجيح في هذا النوع من الاجتهاد تكون بمثاقيل الذر وموازين الشَعْر فالحجج على سبيل التكافؤ وإن تعددت طرقها وتباينت مخارجها."
قلت: وأين أنكرنا نحن ذلك المعنى؟؟؟
ثم يقول: "وقولي (عدم الدليل المعيِّن –بالكسر , بصيغة اسم الفاعل-دليلٌ على عدم المدلول المعيَّن –بالفتح , بصيغة اسم المفعول-) على وجهه من الصحة؛ "
وأقول: سلمنا لك بصحة هذه القاعدة، فما هو المدلول الذي يبحث عنه الباحثون أصلا ان لم يكن مراد الشارع التكليفي في كل مسألة من مسائل الشرع؟؟ ثم ما هو المدلول أصلا ان لم يكن ظن كل مجتهد فيما يفضي اليه الدليل الواحد من الدلالة؟؟ ما الدليل الا الحجة المرشدة التي تقود المكلف الى معرفة مراد الشارع منه! فما رأيت مثل اليوم عجبا أن يقال أن عدم وجود دليل قطعي يحسم مادة النزاع في مسائل الخلاف، يدل على عدم وجود مراد أو مقصد شرعي تكليفي واحد في المسألة!! فما قيمة أفراد الأدلة أصلا في المسألة الخلافية حينئذ وما الدلالة التي تراد من كل منها مع كلام كهذا؟؟ وما سبب وجود الخلاف فيها بين الصحابة ومن تبعهم أصلا؟؟؟
لعلنا يراد منا في النهاية أن نقول: لو كان الصحابة على مثل رجاحة عقول أصحاب هذا القول الألمعي، لكفونا الخلاف في جميع ما وقع فيه الخلاف بينهم في مسائل الدين، ولما ظهرت لنا هذه المذاهب المتعددة عند الأئمة المتبوعين، ولكان عندنا في مكان كتب المذاهب هذه كتاب واحد جامع كبير فيه كل ما نقل الينا من نصوص في كل مسألة من المسائل، وما تؤدي اليه تلك النصوص - كل واحد منها على حدة - من الأحكام (وأقول على حدة لأنه لا داعي لتكلف الجمع بين نصوص الباب الواحد ما دمنا لا نريد الوصول الى ترجيح مراد شرعي واحد في المسألة الواحدة، والكل عندنا صواب!!)، وليأخذ المكلف ما يحلو له من ذلك ليجعله مذهبه في المسألة، لأنه أيا كان فهو صواب، والصواب نسبي، فبأي الأقوال عمل فهو مصيب!!
سبحانك ربي!
أما قوله: "أما معارضته بقاعدة: (عدم العلم ليس علماً بالعدم) فليس بوجيه؛ فكلامنا عن نوعٍ من الخلاف الاجتهادي الخاص لا يفضلُ قولٌ فيها على غيره بحجة ظاهرة (حاسمة)؛ أو انك –أخي الكريم- لم تفهم صورة المسألة أصلاً"
فهذا يرجعنا من جديد الى مطالبته بدليل ذلك التفريق عنده بين أنواع الخلاف الاجتهادي في نسبة بعض المختلفين الى الاصابة وبعضهم الا الخطأ، وليته يجيبنا الى ذلك لو كان يدري اليه سبيلا!
أما قوله: "وكلُ ذلك مشروطٌ باتّباع سَنَن الاجتهاد وفق القواعد التي استنبطها وقررها أو اقتنعَ بها كلُ مجتهدٍ أخذا من مصدر الشريعة الأول ومنبعه الأساس القرآن الكريم ومنه تقررت وثبتت حجية السنة الشريفة ومنهما تقرر الإجماع ومن هذه الثلاث توالت مصادرُ للتشريع تباينت أنظارُ الأئمة في اعتبار بعضها , ومع تعدد المصادر واتساع تطبيقات الفقه باتساع رقعة الإسلام وكثرةِ النوازل والقضايا وتلاحقِ الاجتهاد والتخريج وامتزجت المأخذُ وربما تعارضت أو تضاربت واتسع نطاق الترجيح , ويُضافُ إلى ذلك كله ما تقرر عند العلماء من وجوب الأخذ بالظن وبتعددِ المصادر وانبناءِ بعضها على بعض بشكلٍ تركيبي؛ فترادفت الظنونُ ..... "
فأقول كل هذا حشو لا داعي له لأني ما أحسبه يظن أني أخالفه في شيء منه أصلا!!
أما قوله هداه الله: "كل ذلك أتاحَ للنسبية أن تأخذ مكانها في واسطة مجلس الاجتهاد التركيبي -الذي سبقَ وصفه-. فهذا هو ما يفسر تلك النسبية التي شاعَ العمل بها عند فقهاء الإسلام –والله أعلم"
فهذا استدلال بمحل النزاع أصلا فتأمل!!
أما قوله: "يظن أخي أبو الفداء أن (العمومَ) في حديث الأجر والأجرين فاصلٌ في المسألة وهو مخطئٌ في ذلك؛ إذ دلالة العموم على أفراده ظنية –عند الجمهور- لا يبعد تخصيصها بالقرائن أو القواعد العامة."
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول، لا بأس، سلمنا لك بأنها دلالة ظنية، فأين الدلالة المقابلة التي بها أخرجت بعض أفراد هذا العموم منه، والتي هي في قوتها وترقى لتخصيص عمومها الواضح الصريح؟؟؟ أخوك أبو الفداء قد مل والله من تكرار مطالبتك بدليلك – أيا كان نوع ذلك الدليل طالما أنه يرقى للاستدلال – والذي تضعه في مقابل النص العام الواضح، لتخصص به بعض أنواع المسائل الخلافية دون البعض في مسألة التصويب والتخطئة على نحو ما أنت فاعل!!!
ويقول "لا ينبغي أن يُفهم أن منتهى قول (المصوبة) إنكار مدلول خطاب التكليف؛ بل هم ينكرون توحيدَ المدلول لا كلَ المدلول؛ فالمدلول –عندهم- شمولي لا جزئي."
قلت وهذا هو عين ما نطالبكم بالدليل عليه .. وقد أيسنا من ذلك ولله الحمد!
أما قوله: "مما يحتج به (المخطئة) أن انبعاث الجدال والمناظرة دليلٌ على طلب مدلولٍ معين , ولكن قد يقال: الجدال في مؤداه الأخير منصبٌ في تقويم الأدلة وتصحيح دلالات الخطابات بمقتضى اللغة ونحو ذلك مما هو اشتغالٌ بنفس الدليل ... "
فأقول هذا والله أعجب ما قرأت من كلام الأخ فهد من يوم أن ظهر بيننا عضوا في هذا المنتدى!! ووالله ما أراه الا آية على شدة حرصه على الانتصار لقوله حتى وقد تبين له عواره!
ما معنى أن الجدال ليس سببه الحرص على الوصول الى القول الواحد الصواب، وانما "هو منصب في مؤداه الأخير" في تقويم الأدلة وتصحيح دلالات الخطاب والاشتغال بنفس الدليل؟؟ لماذا اشتغل الفقهاء بالدليل أصلا ان لم يكن طلبا لمعرفة ما يفضي اليه من الدالالة التي ينبني عليها العمل، ثم ما فائدة جمعهم الأدلة في المسألة الواحدة وتنازعهم فيها ان لم يكن مرادهم معرفة الدلاالة الأخيرة التي يصار اليها ويؤخذ منها الحكم في المسألة؟؟؟ يا أخي اتق الله فكلامك هذا مراء بين لا يقيم لك حجة ولا دليلا!!
ويزيد قائلا: "فإذا انتهت عملية التصحيح والتنقيح يُنظر فإن لاحَ دليلٌ حاسم كان دليلاً على تعيّن مدلولِ الخطاب؛ وإن لم يوجد هذا (الدليل الحاسم الملزم) كانت أمارةً على تعدد الصواب أو قلْ: (اتساع الإطار الشرعي للجميع) أو أي تعبير آخر يقضي بعدم تعيّن الصواب في قولٍ بعينه. "
قلت فأنا الآن أطالبك بنقل عن واحد من أئمة الفقه المتبوعين فضلا عن الصحابة والتابعين، قد جمع جمعا من الأقوال المتنازعة في مسألة من المسائل أيا كانت ثم قرر أن هذه الأقوال على اختلافها كلها صواب عنده في نفس الوقت وأن هذا التقرير هو حاصل ما انتهى اليه اجتهاده!!!
أتريد اختراع منهج فقهي جديد يا أخ فهد؟؟؟
سبحان الله!
أخيراً: لن أزيد بعد هذا الرد شيئا، ولن أعاود المجادلة وقد انقلب الأمر الى سفسطة محضة وتكرار للكلام كما لا يخفى!! وان لم يأتنا أخونا فهد بما طالبناه به مرارا فلا عبرة عندنا بما هو قائل بعد .. فهو كما قرر بنفسه في سياق كلامه متوقف في المسألة فلا أدري لو لم يكن متوقفا كيف كان يقول؟؟!! الله المستعان!
هذا ورجاء المعذرة من أخينا أبي الحسن صاحب الموضوع حفظه الله موصول اليه، اذ خرجنا وبعدنا عنه أيما ابتعاد ..
أسأل الله أن يهدينا واياه الى سواء السبيل، وأن يعيذني واياه والمسلمين من شرور أنفسنا وأمراضها ..
آمين.
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:45]ـ
أخي عدنان –بارك الله فيك- مع أن تعقيبي السابق شافٍ كافٍ وقاطع لأدبار الظنون السيئة إلا أنني سأقول –إمعاناً في توضيح (الواضحات) -:
إن من ألمحَ إلى أن الحسدَ نحوه ربما كان من الدوافع الخفية وراء عنف الألفاظ ضد أبي حنيفة بل وغيره من العلماء هو: ابن عبدالبر والذهبي –لستُ أنا- بل وغيرهما -ممن لم أذكره- كما أنهما بينا الموقفَ الرشيد من مثل هذا التلاسن الذي قد يشتعل بين بعض الأكابر؛ وأقول: إن كان للتأويل مدخلٌ في الاعتذار عن بعض ما ورد وحمله على أحسن المحامل؛ فيجبُ أن تكون التأويلاتُ مقتسمةً بالسوية.
وعلى أية حال فالتنقيرُ عن ذلك ليس من العلم في شيء , ألا يسعُنا أن نبين الأخطاء ونحذّر من الضلال بلا شتائم ولعنات.
أما أن يكون ثلبُ أبي حنيفة –رضي الله عنه- قولاً للسلف –بالمفهوم العقائدي- يُحامى عنه فـ"ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين".
_______________
- (تنبيهات) -
(يُتْبَعُ)
(/)
- لا يصحُ ولا يجوز –عند أهل العلم والإيمان بل كافة أهل الإسلام- تعليلُ كل حقيقةٍ بالاختلاف فيها؛ فكم من الحقائق ما اختلف الناس فيه كاختلاف أهل الأديان مع أننا ((نقطع)) بكفرهم وضلالهم وشرودهم عن السبيل بمخالفتهم للإسلام , كما نقطع -بنفس الدرجة- بضلال أهل المذاهب الفكرية المنحرفة كالشيوعية والليبرالية –مثلاً-؛ فاختلافنا مع كل هؤلاء في الأصول القطعية والمقدمات الأولوية , وللنقاش معهم شكلٌ وأسلوبٌ وطبيعةٌ أخرى مغايرة عما نحنُ فيه الآن.
- نصَّ (المصوبة) على عدم جريان هذا الأصل في باب أصول الدين وتنادوا بالنكير على من قال بذلك كالعنبري وغيره , فنقلُ الخلافِ من الفروع إلى الأصول لا يلزمهم.
- ((من أسميهم –يعني أنا- بـ (المخطئة)! ... )) أضحك الله سنّك –أبا الفداء-؛ بل هي التسمية الدارجة في كتب أهل العلم.
- الذي يرفع النزاع " دليل صحيح صريح" أليس كذلك؟: فلماذا بقي النزاع؛ ولماذا ساغ الخلاف؛ ولماذا لم تُنقض القضايا؛ لماذا لم تشذّذ الفتاوى ... لعدم وجود مثل هذا الدليل وذلك لعدم وجود المدلول الجزئي المعَّين؛ فلم يبقَ إلا تراجيح احتمالية ظنية تتأثرُ بالطبيعة النفسية للمجتهد وبيئته ومحظنه التعليمي الذي نشأ فيه , وهذه هي النسبية بعينها؛ فمن الناس من تميلُ نفسه إلى الشدة ومنهم من تأخذه المساهلةُ ومنهم من يتردد بين الطرفين وما "رخصُ ابن عباس وشدائد ابن عمر" عنّا ببعيد. –رضي الله عنهم وأرضاهم-
أخشى أن يقول أبوالفداء: اتقْ الله يافهد؛ فإن الشذوذ في الفتاوى عمَّ وطمَّ , وسأقول: هونْ عليك –أخي الكريم- فكلامُنا عما ساغ الخلاف فيه دون غيره ...
- الاختلاف والمناظرة يجب أن تكون قائمة ومبرراتها ماثلة؛ لكنها –نظر في (المصوبة) - منصَبّةٌ على تقويم على الأدلة وتنقيح الدلالات ونحو ذلك مما هو اشتغالٌ بنفس الدليل؛ بدليل أن اعتراضات المتناظرين تتوجه إلى ذلك كأن يُقال –مثلاً-: هذا خلافٌ مسبوق بإجماع , أو هو قياس في محل النص , أو أن العلة منقوضةٌ بعدم الاطراد ... الخ.
- أرجو (التأمل) هاهنا: لو افترضنا أن عملية البحث والنظر تبدأ بشكل عمودي متصاعد طامحةً إلى إصابة الحق الأعلى (سواءً كان متعيناً "غيبياً" أم لا)؛ فتأمل أن العملية تبدؤ من الأسفل إلى الأعلى ومعلومٌ أن من يبدؤ من أسفل لا يعلمُ ما في الأعلى قبل أن يصل إليه لأن "الدليل يسبق المدلولَ ولا يتقدمه"؛ ففي أثناء عمليه بناء الدليل لا يعترّض المتجادلون لمسألة (هل الصواب واحد جزئي أو متعدد كلي)؛ حتى إذا انتهت أقدام الفريقين إلى السطح الأعلى تبين الأمر؛ فإن وُجد الدليل الحاسم فالحق متعين بمقتضاه وإلا فهو متعدد؛ وبهذا يسقط الاعتراض قبلَ الصعود إلى السطح على أكتاف الأدلة.
أكرر لمزيد توضيح: المجتهدُ حينما يشرع في عملية الاجتهاد -لا شك- أنه يبحث عن حقٍ معين وهذا قبل الانتهاء من عملية البحث والتقصي ولكن بعد الانتهاء تنكشف الحقيقة إما نسبية وإما مطلقة؛ وبهذا يتضح أن نقل حالةَ ما قبلَ الاجتهاد والبحث بعدَه خطأ –والله تعالى أعلم-.
- نسبية الحقيقة في هذا البحث أو القول بالتصويب لا يُخاطب به سائر المكلفين بل يطرقه العلماءُ وطلاّب العلم الباحثين أما سائر المكلفين فعليهم سؤال أهل الذكر فيما أشكل , ومتى اختلف المفتون فالمتعيّن الأخذ بفتوى أوثق الرجلين أو أحوط القولين أو ... والمسألة معروفة؛ وقد قرّر أهل العلم قاطبةً (المصوبة والمخطئة) على أن: (تتبّعَ الرخصِ حرامٌ).
- هل للسلف قولٌ في المسألة؟
الذي أعلمه أنه لم يُنقل عنهم شيءٌ (صريح) , ومن وقف على شيءٍ من ذلك فليبادرْ –مشكوراً- بالكشف عنه فما وراءَه مطلب , وقصارى أمر الباحث الاستقراء –ما استطاع- والفهم لمسالك المجتهدين وموقفهم من اجتهادات بعضهم والتأمل من دلالات النصوص وتقليبها والإجابة عما يُشكل ولو تعميم نص أو تخصيصه لقرائن يراها ويقتنع بها وليس ذلك ليّاً لأعناق النصوص بل هي تحتمله -وقد سبق بيان ذلك-.
- وصف أبوالفداء بعضَ كلامي بالحشو مع أنه–أي كلامي-كان استتماماً لبيان الدليل بذكر مبررات تراكم الظنون وانبناء بعضها على بعض , هو العمود الأساس في خيمة النسبية التي ظللت اجتهادات العلماء وفتاوى الفقهاء. في حين أنني أركّز على نقاط الخلاف والأفكار الرئيسية فيما يدلي به من تعليقاته الظافية ((كثيرة)) الكلام فأمخض زبدتَها وهي نزرٌ يسير وأُلقي ما سوى ذلك في سلة الإهمال "ومن كثرُ كلامه كثر سقطه".
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 03:58]ـ
الله المستعان!
لا يزال الأخ فهد يصر على المراوغة واللجج ولا يجيبني الى ما أطالبه به، ويتذرع بأن أكثر كلامي محله "سلة الاهمال" فيعقب على بعضه ويترك أكثره .. ثم يأتي في اشارة عابرة في آخر تعقيبه - بعد طول جدال - ليقرر أنه لم يقف على أثر سلفي واحد يستند اليه في مذهبه في المسألة .. !
وعلى أي حال فقد فرغت من هذا الجدال وأقمت حجتي ولله الحمد، ولن أعيد ولن أكرر، فالعمر أثمن من أن يضيع في مثل هذا المراء! وفيما كتبتُ في هذه الصفحة ما يكفي لمن كانت له عينان ..
والله أسأل أن يغفر لي وله وللمسلمين، ويهدينا واياه الى سواء السبيل ..
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:09]ـ
/// للأسف الشديد يا أخي الكريم فهد أنت تحيد في جوابك عن سؤالي بطريقةٍ (دبلوماسية)! وهذا ما لا يصلح في الموضوعيَّة والعلميَّة.
/// فلم تكن حاجتي منك استنباط جوابٍ من كلام الذهبي أوغيره، ولم أطلبه منك، طلبتُ رأيك أنت بصراحةٍ! والجواب يحصل بنعم أولا، وتنقطع به أدبار الظنون السَّيِّئة -إنْ وُجِدَت أصلًا- ولم تكن متوهَّمةً!
/// وكوننا نغض الطرف عن هذه الحوادث التي عفى عليها الزمن ولم يعد لها أثر =أمرٌ متَّفقٌ عليه، لكنَّنا بإشاعة إلماحتك غير الصَّريحة جدًّا بصدد غلق باب تهمةٍ عن إمامٍ واحدٍ وفتح عشراتٍ منها ضدَّ أئمَّةٍ آخرين، وهذا هو الجنون الذي أتحدَّث عنه ..
/// فمن أجل الدفاع ((الخاطيء)) عن الإمام أبي حنيفة نتَّهم جملةً من السَّلف بالحسد!
/// ثم يا أخي الكريم .. قليلًا من التأمَّل .. فأين ذهب الورع وترك حظِّ النَّفس من كل هذه المجموعة؟! وأين ذهب الورع والفهم والحياد ممَّن نقل أقوالهم ممَّن تقدَّم سرد أسمائهم في مؤلَّفاتهم!! أفاتهم هذا الذي تلمح إليه ولا تريد التَّصريح به؟!
/// ثمَّ لم وقع التَّحاسد ضدَّ إمام واحدٍ، تولَّد عنها أنواع من البهتان يفترونه عليه، كالجهميَّة، وكذا وكذا وكذا عن الإمام رضي الله عنه!
/// ولم صار كلام الذَّهبي وابن عبدالبر مقبولًا في هؤلاء الأئمة وكلامهم مردودا ابتداءًا؟!
......... ؟!
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:05]ـ
أقول لأخي الكريم أبي الفداء -أكرمه الله ووفقه-: رافقتك السلامةُ وصاحبَك التوفيقُ؛ فقد أدلى كلٌ منا بما رأه حجةً ودليلا؛ فما على القارئ إلا أن يردد النظر فيما كتبنا جميعاً؛ ولن يعدمَ الفائدة -إن شاء الله تعالى-.
____________
أما أخي عدنان -وفقه الله-؛ فأقول له: تاللهِ ما أدري ما تقول! ... وفيما مضى بيانٌ لمن أراد البيان؛ أما الكلام الزائد فلا خير فيه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:28]ـ
/// نعم .. فيه بيان لمن أراده عن طرق الحيدة في النقاش.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 08:55]ـ
سبحان الله
مع تباعد الأماكن .. رأيتُ أن أقول لأستاذي (الإمام الأعظم) - فهد بن محمد النميري - وفقه الله وسدد خطاه , ما قلتُه قبل هذا في مسألة جزئية وردت على ريشة الفنان أبي الفداء - أحبه الله -: مسألة غوص كثير من طلبة العلم في (النص) وإغفالهم (المقصد) و (المصلحة) .. فأصبحوا نصوصيون أكثر من النص!!
وسيبقى الإنصاف سيد الموقف!
وليفهم النبيه ما أقصد ولا يقف عند النص! فيصبح من (المعلطة)!
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 02:04]ـ
أسجل إعجابي بهذا الحوار الراقي من الطرفين الأخ الكريم فهد بن محمد والأخ الحليم أبو الفداء ... وقد أفدت منه أيما فائدة ..
وفقكم الله وأيدكم.(/)
شبهات الغلاة في التكفير (الحلقة الأولى) للشيخ محمد حاج عيسى
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 11:50]ـ
شبهات الغلاة في التكفير (الحلقة الأولى)
بقلم: محمد حاج عيسى الجزائري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد: فإن ظاهرة الغلو في التكفير من الظواهر الخطيرة التي ينبغي الاهتمام بعلاجها
وربما كانت أولى بالعناية من كثير من مظاهر الفساد الأخرى لما لها من آثار سيئة على المجتمع الإسلامي ومسيرة الدعوة إلى الله، لذلك رأيت أن أكتب مقالات موجزة أرد فيها بعض شبه الغلاة المضللة وأفكارهم الخاطئة وآراءهم الباطلة التي لا تزال تروج في العالم، وتستغل لإضلال الشباب وحمله على تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وقد سميت هذه المقالات بشبهات الغلاة في التكفير ليعلم أننا لسنا ننكر التكفير الذي هو حكم الشرعي خاضع للنصوص الشرعية والضوابط الفقهية، لأن تكفير من كفره الله ورسوله واجب كل موحد يبرأ من الشرك ومظاهره، ولكننا ننكر الغلو فيه بحيث يحكم على المسلمين بالكفر والردة ظلما وعدوانا، وهذا الغلو والتجاوز للحدود الشرعية له مظاهر في الواقع خلاصتها:
-التكفير بما ليس مكفر من المعاصي وكبائر الذنوب.
-تكفير من لم يتحقق تلبسه بأسباب الكفر التي دلت النصوص على أنها كفر.
-عدم مراعاة شروط إيقاع حكم الكفر على الأعيان وموانعه.
وسأقتصر في هذه المقالات على مناقشة جزئية مندرجة في الحالة الثالثة، وهي زعمهم أنه لا يشترط إقامة الحجة على المعين لتكفيره، وأنه لا أثر لعارض الجهل في ذلك، وذلك بدحض شبهات المخالفين التي كثر المرددون لها، وقد كتب كثير من أهل الإنصاف والاعتدال في هذه المسألة وحققوا الحق فيها من خلال النصوص الشرعية وبيان مواقف الأئمة الأعلام منها، ولا شك أن الجواب عن الشبهات مما يكمل المقصود ويزيد الحق جلاء ويحمي من عرضت له من الإذعان لها.
ومما لابد من التنبيه عليه هنا أن بعض المتحمسين للرد على الغلاة قد أخطأوا الوجهة في النصيحة للأمة في هذه القضية الخطيرة، وجعلوا كل همهم من التحذير من بعض الأفراد المخالفين ممن تبنى فكر الغلاة في التكفير، وليس ذلك مما ينصر الحق ويحفظ شباب الأمة من الوقوع في هذا المحذور، لأن الناصح لا يمكنه أن يحصي أسماء المخالفين أجمعين، لأجل لم أحرص على تسمية المخالفين إلا حيث رأيت المصلحة في ذلك، والناس إذا عرفوا الحق تمسكوا به وعظموا أهله وإذا عرفوا الباطل اجتنبوه وأهله، وكم رأينا من الشباب الملتزم بمنهج السلف إجمالا قد غرته شبهات المخالفين وجرته إلى الغلو في التكفير لعدم الحصانة العلمية التي تقيه من مهاوي الانحراف، وأكثر هؤلاء المتحمسين المشار إليهم قد أهملوا الجانب العلمي التأصيلي فتراهم يناقشون الكتابات الأدبية المستندة إلى العاطفة الدينية التي لا تؤثر غالبا إلا في العوام وأشباه العوام، ويتركون نقد كتب التنظير العقدي لهذا الفكر التي تصطبغ بالصبغة العلمية، ويستند أصحابها إلى الأدلة الشرعية!! وأقوال علماء السلف والخلف!! وما أكثر هذه الكتب وما أكثر القائلين بما فيها، فهذه المقالات إسهام بحسب الطاقة في بيان الحق وتكميل لجهود غيرنا من الناصحين لله ولدينه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، نسأل الله تعالى أن ينفع بها وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وهو حسبي ونعم الوكيل.
الشبهة الأولى: تحكيم العقل
من شبهات من يجنح إلى تكفير المسلمين الواقعين في الشرك من غير اشتراط إقامة الحجة وإزالة عارض الجهل والشبهة عنهم، أن حقيقة التوحيد مدركة بالعقل متوصل إليها بالنظر غير متوقفة على إرسال الرسول، وهذا مذهب المعتزلة والماتريدية، قال أبو منصور الماتريدي في تفسيره لقوله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء:165): «نفيه الحجة إنما هي في العبادات والشرائع التي سبل معرفتها الرسل أما معرفة الله فإن سبيل لزومها العقل فلا يكون لهم ذلك على الله حجة» (انظر الماتريدية دراسة وتقويما (147)). وقد اعتمد هذا الرأي كثير من الغلاة مع زعمهم الانتساب إلى السنة، ولما قال ابن تيمية في الدرء (8/ 492): «وهذا مذهب المعتزلة ومن وافقهم من
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحاب أبي حنيفة» ويعني بأصحاب أبي حنفية الماتريدية منهم، نقله بعض المعاصرين عن المعتزلة وجمهور الحنفية ([1])، ليكون قولا لبعض أهل السنة، ثم بعدها شكك في وجود من لم تبلغه دعوة التوحيد ليصير خلاف من نازع في تحكيم العقل -وهم جمهور أهل السنة عنده -خلافا لفظيا، لأن اشتراط بلوغ الحجة عن طريق الرسل يصبح أمرا لا معنى له لأنه شرط متحقق في كل عصر وفي كل مكان. وهذه طريقة من يحكم على من وقع بالكفر في أحكام الدنيا والآخرة، ويحمل قول الله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15) على العذاب الدنيوي العام.
ومن الغلاة من رام ربط عدم العذر بالجهل مع قضية تحكيم العقل من جهة التحسين والتقبيح العقلي على مذهب أهل السنة لا على مذهب المعتزلة، ذلك أن الفرق الإسلامية في هذه القضية طرفان ووسط، فالأشعري ومن تبعه نفوا الحسن والقبح العقليين مطلقا عن أفعال العباد قبل الشرع، وبالتالي لا يترتب على ذلك ولا حسن ولا قبح ولا تكليف إلا بورود الشرع، والمعتزلة ومن تبعهم أثبتوا الحسن والقبح لأفعال العباد بمجرد العقل وقبل ورود الشرع ورتب على ذلك الثواب والعقاب، وأهل السنة المحضة قالوا: إن أفعال العباد متصفة بصفات حسنة وسيئة تقتضي الحمد والذم، ولكن لا يعاقب أحد إلا بعد بلوغ الرسالة كما دل عليه القرآن في قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: 15)، وفي قوله: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) (الملك:8 - 9) ([2])، وقد استنتجوا من مذهب أهل السنة المذكور: «أن القوم قبل البعثة وإقامة الحجة معذورون في أحكام وغير معذورين في أحكام أخرى. معذورون في أنهم لا يعذبون في الدنيا والآخرة حتى تقام عليهم الحجة الرسالية وهذا من رحمه الله وفضله. وغير معذورين في اقترافهم الشرك وما ينبني عليه من أحكام مثل عدم دفنهم في مقابر المسلمين ولا الصلاة عليهم وعدم القيام على قبورهم والاستغفار لهم ولا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم ولا يدخلون الجنة وهو أعظمها «([3])). وهذه طريقة من ينفي العذاب الدنيوي والأخروي عمن وقع الشرك مع الحكم عليه بالشرك تعيينا من غير إقامة حجة. والذي يجمعهم جميعا هو الاعتماد على حجة العقل.
الجواب عن هذه الطريقة في الاستدلال أنها معلومة الفساد عند أهل السنة والجماعة، فمما هو متقرر عندهم أن العقل لا حكم له لا قبل الشرع ولا بعده، وأن مناط التكليف هو الشرع، وقد تواترت بذلك النصوص الشرعية وأجمع عليه السلف، وهو أمر لا يخفى على من كان له إلمام بقضايا التوحيد، قال تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (يوسف:40) وقال سبحانه: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21).
والمخالفون دفعهم هذا الاعتقاد الفاسد إلى تأويل النصوص التي تدل على معتقد أهل السنة بتأويلات متكلفة وتخرصات وظنون كاذبة، كتخصيص الحجة التي يقيمها الرسل بتفاصيل الشرائع دون أصل الدين وتوحيد رب العالمين، وحمل العذاب المنفي في قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: 15) على عذاب الاستئصال في الدنيا فقط، وأعجب من كل ذلك أن يتأول الرسول المبعوث بالعقل المبثوث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ثبوت الحسن والقبح للأفعال قبل الشرع عند أهل السنة فلا يستلزم التكفير ولا علاقة له بإثبات الأحكام الشرعية مطلقا، فما زين به ذلك المستدل قولَه آيل إلى قول المعتزلة وإن خالفهم في العذاب الأخروي، لأنه رتب على التحسين والتقبيح أحكاما شرعية وهذا قول المعتزلة لا قول أهل السنة، وإذا كانت الأحكام المذكورة صحيحة في حق من لم يعرف دين الإسلام ولم يلتزم به في الجاهلية أو بعدها، فليس مستندها هو التحسين والتقبيح، ولا يلزم أن تكون صحيحة في حق من عرف الإسلام والتزم التزاما مجملا ثم وقع في شيء من نواقضه جهلا.
الشبهة الثانية: الاستدلال بالفطرة
ومنهم من يستدل على قيام الحجة بالفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي الإسلام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه» رواه البخاري ومسلم.
والجواب: نعم المقصود بالفطرة في الحديث فطرة الإسلام كما فسرها أبو هريرة راوي الحديث وكما دل عليها الحديث القدسي: «خلقت عبادي حنفاء كلهم» رواه مسلم. لكن لا تلازم بين ثبوت خلق الإنسان على الفطرة وبين قيام الحجة عليه بحال، قال ابن تيمية: «وإذا قيل إنه ولد على فطرة الإسلام أو خلق حنيفا ونحو ذلك، فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده، فإن الله تعالى يقول: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) (النحل:78)، ولكن فطرته مقتضية موجبة لدين الإسلام لمعرفته ومحبته، فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له وموجبات الفطرة ومقتضاها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت عن المعارض، وليس المراد مجرد قبول الفطرة لذلك أكثر من غيره، كما أن كل مولود يولد فإنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة فيشتهي اللبن الذي يناسبه» ([4]). ثم قال: «إذا ثبت أن نفس الفطرة مقتضية لمعرفته ومحبته حصل المقصود بذلك وإن لم تكن فطرة كل أحد مستقلة بتحصيل ذلك، بل يحتاج كثير منهم في حصول ذلك إلى سبب معين للفطرة كالتعليم والتخصيص فإن الله قد بعث الرسل وأنزل الكتب ودعوا الناس إلى موجب الفطرة من معرفة الله وتوحيده فإذا لم يحصل مانع يمنع الفطرة وإلا استجابت لله ورسله لما فيها من المقتضي لذلك، ومعلوم أن قول كل مولود يولد على الفطرة ليس المراد به أنه حين ولدته أمه يكون عارفا بالله موحدا له بحيث يعقل ذلك فإن الله يقول: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) (النحل:78)، ونحن نعلم بالاضطرار أن الطفل ليس عنده معرفة بهذا الأمر، ولكن ولادته على الفطرة تقتضي أن الفطرة تقتضي ذلك وتستوجبه بحسبها، فكلما حصل فيه قوة العلم والإرادة حصل من معرفتها بربها ومحبتها له ما يناسب ذلك» ([5]).
الشبهة الثالثة: الاستدلال بآية الميثاق
وأشهر ما يلبس به الغلاة في نفي العذر بالجهل الاستدلال بقوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (الأعراف:172) ومع أن وجه الاحتجاج بها هو عين وجه الاحتجاج بالفطرة إلا أن الغلاة يعتمدون عليها ويطيلون في شرحها ونقل كلام العلماء فيها، لما في ألفاظها من عبارات متشابهة، ولما في كلام المفسرين فيها من إطلاقات موهمة.
وقبل الجواب نلخص مذاهب أهل السنة في تفسيرها، إذ لهم في قولان مشهوران:
أحدهما: أن معنى "الأخذ" فيها هو إيجادهم قرنا بعد قرن، ومعنى "الإشهاد" نصب الأدلة القاطعة على ربوبيته واستحقاقه للعبادة، ومعنى "قالوا بلى" هو إقرارهم بربوبيته وهو شهادتهم على أنفسهم بأنه ربهم في حياتهم بعد خلقهم، وهذا الإقرار خلقوا عليه وجبلوا لا يمكن لأحد حجده، وليس المراد أنه إشهاد لجميعهم في يوم واحد ولو كان ذلك مقصودا لما كان فيه حجة عليهم لأنه لا يذكره أحد عند وجوده في الدنيا وممن اختار هذا التفسير ابن تيمية وابن القيم (انظر الدرء (8/ 482 - 491)).
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول الثاني: أن الله أخرج جميع ذرية آدم من ظهور الآباء في صورة الذر وأشهدهم على أنفسهم وأجابوه بلسان المقال ولا بلسان الحال، ثم أرسل بعد ذلك الرسل مذكرة بذلك الميثاق الذي نسيه الكل، وإخبار الرسل به يحصل به اليقين بوجوده، وذهب إليه الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان (2/ 335 - 337)
وبعد هذا التوضيح يتبين أنه لا حجة في الآية مطلقا على عدم العذر بالجهل لا على القول الأول ولا على القول الثاني، لأن القول الأول راجع إلى معنى الفطرة وقد علم الجواب عنه، والقول الثاني اشترط فيه تذكير الرسل.
قال الشنقيطي: «فمن ذلك قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) فإنه قال فيها حتى نبعث رسولا ولم يقل حتى تخلق عقولا وتنصب أدلة وتركز فطرة، ومن ذلك قوله تعالى:] رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: 165) فصرح بأن الذي تقوم به الحجة على الناس وينقطع به عذرهم هو إنذار الرسل لا نصب الأدلة والخلق على الفطرة».
فإن قيل فكيف تفسرون الآية بعدها: (أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (الأعراف:173) قيل: ذكر لهم حجتين يدفعهما هذا الإشهاد، إحداهما دعوى الغفلة وهي حجة المعطلين الحاجدين للفطرة لوجود الخالق، والثانية اتباع الآباء وهي حجة المشركين، وهذا يقتضي أن الفطرة وحدها حجة في بطلان الشرك، ومع ذلك فليس في ذلك نفي للعذر بالجهل، قال ابن تيمية رحمه الله: «وهذا لا يناقض قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15) فإن الرسول يدعو إلى التوحيد لكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم، فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن إقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك وأن هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة إني كنت عن هذا غافلا، ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني لأنه عارف بأن الله ربه لا شريك له فلم يكن معذورا في التعطيل ولا الإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب، ثم إن الله بكمال رحمته وإحسانه لا يعذب أحدا (إلا) بعد إرسال رسول إليهم وإن كانوا فاعلين لما يستحقون به الذم والعقاب» ([6]).
تحريفات صاحب الجواب المفيد
بعد أن بينا أن آية الميثاق تدل على ثبوت الفطرة، وأنها على قول أهل السنة لا تكون حجة موجبة للعذاب في الدنيا أو الآخرة نأتي إلى كشف بعض تحريفات الغلاة لنصوص العلماء وتعمد البتر المغير للمعنى. نقل صاحب الجواب المفيد (330) مجموعة من النصوص المنتقاة من كلام ابن القيم ونحن نوردها في سياقها ليبين البتر وأثره.
قال ابن القيم في كتاب الروح (164 - 165): «وزاد الجرجاني بيانا لهذا القول فقال حاكيا عن أصحابه أن الله لما خلق الخلق ونفذ علمه فيهم بما هو كائن وما لم يكن بعد مما هو كائن كالكائن إذ علمه بكونه مانع من غير كونه شائع في مجاز العربية أن يوضع ما هو منتظر بعد مما لم يقع بعد موقع الواقع لسبق علمه بوقوعه كما قال عز وجل في مواضع من القرآن كقوله تعالى: ونادى أصحاب النار ونادى أصحاب الجنة ونادى أصحاب الأعراف، [قال فيكون تأويل قوله وإذ أخذ ربك وإذ يأخذ ربك وكذلك قوله: (وأشهدهم على أنفسهم) أي ويشهدهم مما ركبه فيهم من العقل الذي يكون به الفهم ويجب به الثواب والعقاب وكل من ولد وبلغ الحنث وعقل الضر والنفع وفهم الوعد والوعيد والثواب والعقاب صار كأن الله تعالى أخذ عليه الميثاق في التوحيد بما ركب فيه من العقل وأراه من الآيات والدلائل] على حدوثه وأنه لا يجوز أن يكون قد خلق نفسه وإذا لم يجز ذلك فلا بد له من خالق هو غيره ليس كمثله».
فهذا الكلام الذي بين معكوفين هو ما نقله منسوبا لابن القيم وهو من كلام الجرجاني المذكور، وإن فيه عقيدة اعتزالية حيث جعل العقل موجبا للثواب والعقاب، ومع كل ذلك فقد تكلم ابن القيم بما ينقض ما أراده الناقل من قيام الحجة بمجرد الميثاق والعقل، وسيأتي نقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم في الروح (167): «[ولما كانت آية الأعراف هذه في سورة مكية ذكر فيها الميثاق والإشهاد العام لجميع المكلفين ممن أقر بربوبيته ووحدانيته وبطلان الشرك وهو ميثاق وإشهاد تقوم به عليهم الحجة وينقطع به العذر وتحل به العقوبة ويستحق بمخالفته الإهلاك] فلابد أن يكونوا ذاكرين له عارفين به وذلك ما فطرهم عليه من الإقرار بربوبيته وأنه ربهم وفاطرهم وأنهم مخلوقين مربوبون، ثم أرسل إليهم رسله يذكرونهم مما في فطرهم وعقولهم ويعرفونهم حقه عليهم وأمره ونهيه ووعده ووعيده». نقل الكلام المنقول بيت معكوفين وترك قول ابن القيم بعده: «الخامس: أنه سبحانه أخبر أن حكمة هذا الإشهاد إقامة الحجة عليهم لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، والحجة إنما قامت عليهم بالرسل والفطرة التي فطروا عليها كما قال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء:165)». وقوله: «الثامن قوله تعالى: (أفتهلكنا بما فعل المبطلون) أي لو عذبهم بجحودهم وشركهم لقالوا ذلك وهو سبحانه إنما يهلكهم لمخالفة رسله وتكذيبهم فلو أهلكهم بتقليد آبائهم في شركهم من غير إقامة الحجة عليهم بالرسل لأهلكهم بما فعل المبطلون أو أهلكهم مع غفلتهم عن معرفة بطلان ما كانوا عليه وقد أخبر سبحانه أنه لم يكن ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون وإنما يهلكهم بعد الإعذار والإنذار».
تلبيس صاحب العذر بالجهل تحت المجهر
وأما صاحب العذر بالجهل تحت المجهر (42 - 43) فبعد أن قرر أن من وقع في الشرك فهو مشرك باتفاق لأن الخلاف واقع في العذاب لا في الاسم قال: «وهذا الموضع ضل فيه كثير من العقول والأفهام لظنها أن قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15) حجة في إعذار من يقع في الشرك بالله، وأنه ما زال مسلما موحدا مع انغماسه في الشرك وقطعوا بنجاته في الدارين إلا أن تقام عليه الحجة الرسالية، ويرد على الزعم الباطل هذا البحث الذي بين أيدينا الذي اتفق عليه العلماء: على أن من وقع في الشرك من أهل الفترات الذين هم في غياب عن الشرائع وفي طموس من السبل فهو مشرك لنقضه حجية الميثاق والفطرة وأن العقل حجة على هذا».
الجواب:
أولا: أن تسمية المشركين الذين ليسوا بمسلمين بالمشركين وملازمة وصف الشرك لهم فليست متوقفة على حجية الميثاق أو الفطرة والعقل، فنحن نسمي المشرك مشركا ونسمي اليهودي يهوديا والمجوسي مجوسيا لانتسابه لهذا الدين ولعدم اقراره بالتوحيد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: وإذا أثبت بالحجج واتفاق العلماء أن المشركين مشركون، فلا يلزم من ذلك أن يحكم على المسلمين بالمقرين بالشهادة والملتزمين بالإسلام وشعائره إذا جهلوا بعض صور العبادة فأشركوا فيها مع الله غيره.
وقال صاحب المجهر (43): «فلو لم تكن آية الميثاق حجة مستقلة في الإشراك فبأي حجة حكم العلماء بها عليهم بالشرك؟».
والجواب واضح يحكمون عليهم بالظاهر منهم، والذي يفهم من هذا التساؤل أنه لولا آية الميثاق لكان هؤلاء المشركين في عداد المسلمين!! لكن من يقول هذا، بل هو مشركون ونحن مستغنون عن الاستدلال على ذلك.
وقال أيضا: «وما الحال فيمن وقع في الشرك بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وكل تراثه محفوظ وآيات الله وأحاديث نبيه تتلى عليهم ليل نهار والموحدون في كل بيت من بيوتهم». ومعنى كلامه أنا إذا حكمنا بالشرك على أصحاب الفترات فالحكم على هؤلاء (المسلمين) أولى.
الجوابعنهذا، أن يقال: نعم من كان في بيته موحدون يدعونه ويبينون له التوحيد فقد قامت عليه الحجة أما مجرد تلاوة القرآن والحديث فلا تقوم بها حجة، لأنه يحتاج إلى تفسير وبيان وليس كل الناس يفهم القرآن.
قال ابن حزم في الإحكام (1/ 71): «وكل ما قلنا فيه إنه يفسق فاعله أو يكفر بعد قيام الحجة عليه، فهو ما لم تقم عليه الحجة معذور مأجور وإن كان مخطئا وصفة قيام الحجة عليه هو أن تبلغه فلا يكون عنده شيء يقاومها وبالله تعالى التوفيق».
--------------------------------------------------------------------------------
[1] / الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد (336) وما بعدها.
[2] / انظر درء تعارض العقل والنقل (8/ 492 - 493).
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] / العذر بالجهل تحت المجهر (53).
[4] / درء تعارض العقل والنقل (8/ 383 - 384).
[5] / درء تعارض العقل والنقل (8/ 460 - 461).
[6] / درء تعارض العقل والنقل (8/ 490 - 492) الكلام نفسه ورد في أحكام أهل الذمة لابن القيم (2/ 1011 - 1014).
المصدر
http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=80&Itemid=21
...
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 01:02]ـ
من الطرئف في هذا المقال أن محمد الجزائري يزعم أن من حكم على فاعل الشرك الأكبر جاهلاً بأنه مشرك ولا يدخل في مسمى المسلمين هو من الغلاة التكفيريين الذين يكفرون أهل الإسلام من غير برهان .. ومع أن هذه مجرد دعوى عريضة يطلقها كثير من الخصوم على مخالفيهم في كل زمان ومكان إلا أن ما لفت انتباهي في هذا المقال هو أن وصف الجزائري لمخالفيه في هذه المسالة بأنهم من الغلاة والتكفيريين سوف يوقعه في حرج شديد ذلك أن الخلاف بين أهل العلم في هذه المسالة معلوم مشهور عند القاصي والداني فلو ذهبنا نذكر للجزائري كثير من أسماء كبار العلماء قديماً وحديثاً الذين يرون أن فاعل الشرك الأكبر لا يعذر بالجهل لطال بنا المقام ويكفي الجزائري أن يطلع على بعض كتب ورسائل أئمة الدعوة النجدية حتى يرى بأم عينيه كيف يحكم على فاعل الشرك الأكبر جهلاً أنه مشرك ولا يدخل في مسمى المسلمين فهل هؤلاء الأئمة الأعلام هم عنده الجزائري من الغلاة والتكفيريين والخوارج أم أنها مجرد دعوى عريضة لا قيمة لها.
وعلى كل حال فإن مسألة العذر بالجهل هي من المسائل التي أعطيت حقها من الدراسة والبحث والتفصيل بما لا مزيد عليه .. فالجهل من حيث الجملة هو مانع من موانع التكفير ولا شك .. ولكن من حيث التفصيل فهناك جهل يعذر به صاحبه وهناك جهل لا يعذر به صاحبه فهو التأويل والخطأ ويمكن لك طالب حق أن ينظر تفصيل هذه المسائل في مواضعها.
وهذا رابط للإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله يفصل فيه مسألة العذر بالجهل ومتى يكون عذراً ومتى لا يكون كذلك والله أعلم.
تفضلوا: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17798&highlight=%E3%E6%DE%DD+%C7%E1% C5%E3%C7%E3
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 02:49]ـ
للمتابعة(/)
إستدراكات على الشيخ مشهور حسن سلمان بشأن ابن حزم للدكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 12:11]ـ
هذه استدراكات على الشيخ مشهور حسن بخصوص العلامة ابن حزم حيث انتقص من حقه ليعلى من شأن ابن عبدالبر وهو يرد على فتوى هذا نصها
من فتاوى الشيخ مشهور حسن سلمان:
السؤال 417: ما الفرق بين كتابي "التمهيد" و"الاستذكار" لابن عبد البر؟ وهل كتاب ابن رشد "بداية المجتهد" تلخيص للاستذكار؟
قال " وذكر الذهبي في ترجمة ابن عبد البر في "السير" لما ذكر "الموطأ" قال: له هيبة. وقال: من أجل شروحه "التمهيد"، وأورد مقولة العز بن عبد السلام: ما طابت نفسي بالفتوى حتى اقتنيت المغني والمحلى. فقال الذهبي على إثرهذه المقولة: قلت: من نظر في هذين الكتابين، "التمهيد" لابن عبد البر و"السنن الكبير" للبيهقي وأدمن النظر في هذه الكتب حتى يستحضر ما فيها فهو العالم حقاً. فهذه كتب مهمة. وعندي لولا ابن عبد البر لما ذهب ابن حزم وما جاء في إسناد مذاهب التابعين ومن بعدهم. فابن عبد البر هو صاحب الفضل وهو صاحب الإسناد , لأن عمر ابن حزم في العلم قصير، فوقعت له مصنفات بالإجازة لانه أمير. والذي تعب واجتهد ابن عبد البر. وكان في المضايق يقول ابن حزم: كتب الى ابن عبد البر , فيأتي بالأسانيد. فابن عبد البر اعتنى عناية رائعة بمذاهب الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأسند وتكلم على الرواة وتكلم على الأحاديث وفقهها. وبطبع "التمهيد" فرح طلاب العلم ومحبي الكتب و"التمهيد" النقل منه أشهر عند العلماء المتأخرين. وإن كنت وجدت ابن القيم في "إعلام الموقعين" لما يقول: قال ابن عبد البر , فغالباً ينقل من "الاستذكار" لأنه أسهل والله أعلم.
استدراكات على الشيخ مشهور حسن سلمان:
أولا: هذه ترجمة الحافظ ابن عبدالبر من سير أعلام النبلاء ج18 وليس فيها ما قاله الشيخ مشهور عن ابن عبدالبر ولا عن كتابه التمهيد وهذا كلام العلامة الذهبى رضى الله عنه "ابن عبدالبر الإمام العلامة حافظ المغرب شيخ الإسلام أبو عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر بن عاصم النمري الأندلسي القرطبي المالكي صاحب التصانيف الفائقة مولده في سنة ثمان وستين وثلاث مئة في شهر ربيع الآخر وقيل في جمادى الأولى فاختلفت الروايات في الشهر عنه وطلب العلم بعد التسعين وثلاث مئة وأدرك الكبار وطال عمره وعلا سنده وتكاثر عليه الطلبة وجمع وصنف ووثق وضعف وسارت بتصانيفه الركبان وخضع لعلمه علماء الزمان وفاته السماع من أبيه الإمام أبي محمد فإنه مات قديما في سنة ثمانين وثلاث مئة فكان فقيها عابدا متهجدا عاش خمسين سنة وكان قد تفقه على التجيبي وسمع من أحمد بن مطرف وأبي عمر بن حزم المؤرخ نعم وابنه صاحب الترجمة أبو عمر سمع من أبي محمد عبدالله ابن محمد بن عبدالمؤمن سنن أبي داود بروايته عن ابن داسة وحدثه أيضا عن إسماعيل بن محمد الصفار وحدثه ب الناسخ والمنسوخ لأبي داود عن أبي بكر النجاد وناوله مسند أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعي نعم وسمع من المعمر محمد بن عبدالملك ابن ضيفون أحاديث الزعفراني بسماعه من ابن الأعرابي عنه وقرأ عليه تفسير محمد بن سنجر في مجلدات وقرأ على أبي القاسم عبدالوارث ابن سفيان موطأ ابن وهب بروايته عن قاسم بن أصبغ عن ابن وضاح عن سحنون وغيره عنه وسمع من سعيد بن نصر مولى الناصر لدين الله الموطأ وأحاديث وكيع يرويها عن قاسم بن أصبغ عن القصار عنه وسمع منه في سنة تسعين وثلاث مئة كتاب المشكل لابن قتيبة وقرأ عليه مسند الحميدي وأشياء وسمع من أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن الجسور المدونة وسمع من خلف بن القاسم بن سهل الحافظ تصنيف عبدالله بن عبدالحكم وسمع من الحسين بن يعقوب البجاني وقرأ على عبدالرحمن بن عبدالله بن خالد الوهراني موطأ ابن القاسم وقرأ على أبي عمر الطلمنكي أشياء وقرأ على الحافظ أبي الوليد بن الفرضي مسند مالك وسمع من يحيى بن عبدالرحمن بن وجه الجنة ومحمد ابن رشيق المكتب وأبي المطرف عبدالرحمن بن مروان القنازعي وأحمد بن فتح بن الرسان وأبي عمر أحمد بن عبدالله بن محمد بن الباجي وأبي عمر أحمد بن عبدالملك بن المكوي وأحمد بن القاسم التاهرتي وعبدالله بن محمد بن أسد الجهني وأبي حفص عمر بن حسين بن نابل
(يُتْبَعُ)
(/)
ومحمد بن خليفة الإمام وعدة حدث عنه أبو محمد بن حزم وأبو العباس بن دلهاث الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة وأبو الحسن بن مفوز والحافظ أبو علي الغساني والحافظ أبو عبدالله الحميدي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن فتوح الأنصاري وأبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح وأبوعمران موسى بن أبي تليد وطائفة سواهم وقد أجاز له من ديار مصر أبو الفتح بن سيبخت صاحب البغوي وعبدالغني بن سعيد الحافظ وأجاز له من الحرم أبو الفتح عبيدالله السقطي وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن عبدالله بن موهب الجذامي قال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي وقال أبو علي الغساني لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب ثم قال أبو علي ولم يكن ابن عبدالبر بدونهما ولا متخلفا عنهما وكان من النمر بن قاسط طلب وتقدم ولزم أبا عمر أحمد بن عبدالملك الفقيه ولزم أبا الوليد بن الفرضي ودأب في طلب الحديث وافتن به وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار جلا عن وطنه فكان في الغرب مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس فسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفي وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي قضاء أشبونة مدة
قلت كان إماما دينا ثقة متقنا علامة متبحرا صاحب سنة واتباع وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ولا ينكر له ذلك فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المجتهدين ومن نظر في مصنفاته بأن له منزلته من سعة العلم وقوة الفهم وسيلان الذهن وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ونغطي معارفه بل نستغفر له ونعتذر عنه قال أبو القاسم بن بشكوال ابن عبدالبر إمام عصره وواحد دهره يكنى أبا عمر روى بقرطبة عن خلف بن القاسم وعبدالوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وأبي محمد بن عبدالمؤمن وأبي محمد بن أسد وجماعة يطول ذكرهم وكتب إليه من المشرق السقطي والحافظ عبدالغني وابن سيبخت وأحمد بن نصر الداوودي وأبو ذر الهروي وأبو محمد بن النحاس قال أبو علي بن سكرة سمعت أبا الوليد الباجي يقول لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبدالبر في الحديث وهو أحفظ أهل المغرب وقال أبو علي الغساني ألف أبو عمر في الموطأ كتبا مفيدة منها كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد فرتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله وهو سبعون جزءا قلت هي أجزاء ضخمة جدا قال ابن حزم لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ثم صنع كتاب الاستذكار لمذهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار شرح فيه الموطأ على وجهه وجمع كتابا جليلا مفيدا وهو الاستيعاب في أسماء الصحابة وله كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله وغير ذلك من تواليفه وكان موفقا في التأليف معانا عليه ونفع الله بتواليفه وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر وذكر جماعة أن أبا عمر ولي قضاء الأشبونة وشنترين في مدة المظفر ابن الأفطس ولأبي عمر كتاب الكافي في مذهب مالك خمسة عشر مجلدا وكتاب الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو وكتاب التقصي في اختصار الموطأ وكتاب الإنباه عن قبائل الرواة وكتاب الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي وكتاب البيان في تلاوة القرآن وكتاب الأجوبة الموعبة وكتاب الكنى وكتاب المغازي وكتاب القصد والأمم في نسب العرب والعجم وكتاب الشواهد في إثبات خبر الواحد وكتاب الإنصاف في أسماء الله وكتاب الفرائض وكتاب أشعار أبي العتاهية وعاش خمسة وتسعين عاما قال أبو داود المقرئ مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربع مئة واستكمل خمسا وتسعين سنة وخمسة أيام رحمه الله قلت كان حافظ المغرب في زمانه وفيها مات حافظ المشرق أبو بكر الخطيب ومسند نيسابور أبوحامد أحمد بن الحسن الأزهري الشروطي عن تسع وثمانين سنة وشاعر الأندلس الوزير أبو الوليد أحمد بن عبدالله بن أحمد بن غالب بن زيدون
(يُتْبَعُ)
(/)
المخزومي القرطبي ورئيس خراسان أبو علي حسان بن سعيد المخزومي المنيعي واقف الجامع المنيعي بنيسابور وشاعر القيروان أبو علي الحسن بن رشيق الأزدي ومسند هراة أبو عمر عبدالواحد بن أحمد المليحي ومسند بغداد أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي المحتسب ومسند مرو أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبدالصمد الترابي وله ست وتسعون سنة والمسند أبو علي محمد بن وشاح الزينبي مولاهم البغدادي وقيل إن أبا عمر كان ينبسط إلى أبي محمد بن حزم ويؤانسه وعنه أخذ ابن حزم فن الحديث قال شيخنا أبو عبدالله بن أبي الفتح كان أبو عمر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار قال وكان في أول زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ثم رجع إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد إلا أنه كان كثيرا ما يميل إلى مذهب الشافعي كذا قال وإنما المعروف أنه مالكي.
وقال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وعلوم الحديث والرجال قديم السماع لم يخرج من الأندلس وكان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي قلت وكان في أصول الديانة على مذهب السلف لم يدخل في علم الكلام بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الحافظ أخبرنا علي بن هبة الله الخطيب أخبرنا أبو القاسم الرعيني أخبرنا أبو الحسن بن هذيل أخبرنا أبو داود بن نجاح قال أخبرنا أبو عمر بن عبدالبر أخبرنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم وأخبرناه عاليا بدرجات إسماعيل بن عبدالرحمن أخبرنا عبدالله بن أحمد أخبرنا أبو الفضل المبارك بن المبارك السمسار بقراءتي سنة 561 أخبرنا أبو عبدالله بن طلحة أخبرنا عبدالواحد بن محمد حدثنا الحسين ابن إسماعيل حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثنا مالك فذكره أخرجه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك كتب إلي القاضي أبو المجد عبدالرحمن بن عمر العقيلي أخبرنا عمر بن علي بن قشام الحنفي بحلب أخبرنا الحافظ أبو محمد عبدالله بن محمد الأشيري أخبرنا أبو الحسن بن موهب أخبرنا يوسف بن عبدالله الحافظ أخبرنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا محمد بن عبدالأعلى حدثنا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الخير تفرد به الوليد وليس بمعتمد أنبأنا عدة عن أمثالهم عن أبي الفتح بن البطي عن محمد بن أبي نصر الحافظ عن ابن عبدالبر حدثنا محمد بن عبدالملك حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا إبراهيم العبسي عن وكيع عن الأعمش قال حدثنا أبو خالد الوالبي قال كنا نجالس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيتناشدون الأشعار ويتذاكرون أيام الجاهلية قال ابن الأبار في الأربعين له وفي التمهيد يقول مؤلفه
* سمير فؤادي مذ ثلاثون حجة * وصيقل ذهني والمفرج عن همي
* *
بسطت لكم فيه كلام نبيكم * بما في معانيه من الفقه والعلم
* *
وفيه من الآثار ما يقتدى به * إلى البر والتقوى وينهى عن الظلم *
ثانيا: أن قول العلامة العز بن عبدالسلام عن المحلى ليس كما ذكره الشيخ مشهور، وليس فى ترجمة ابن عبدالبر وإنما هو فى ترجمة العلامة ابن حزم وهذا قول عز الدين بن عبدالسلام كما ذكره الذهبى وعقب عليه " قال الشيخ عز الدين بن عبدالسلام وكان أحد المجتهدين ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المحلى لابن حزم وكتاب المغني للشيخ موفق الدين قلت " أى الذهبى "لقد صدق الشيخ عز الدين وثالثهما السنن الكبير للبيهقي ورابعها التمهيد لابن عبدالبر فمن حصل هذه الدواوين وكان من أذكياء المفتين وأدمن المطالعة فيها فهو العالم حقا
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: أما قول الشيخ مشهور "وعندي لولا ابن عبد البر لما ذهب ابن حزم وما جاء في إسناد مذاهب التابعين ومن بعدهم. فابن عبد البر هو صاحب الفضل وهو صاحب الإسناد " فلا حجة عليه بل هو قول ساقط لا دليل ولا برهان عليه وكفى على تهافته وتساقطه أن ينظر المرء فى كتاب المحلى ليرى ما فيه من الأسانيد والأقوال التى عزاها لأصحابها، وليست فى غيره، ثم إن ابن حزم يروى فيه بإسناده كما يتضح لكل من كان له مسكة عقل، والرجل كان معروفا ومشهورا بين العلماء فى الأندلس بأنه رجل إسناد ورواية، والعصر الذى نشأوا فيه كان عصر إسناد ورواية، ولا أدرى من أين جاء الشيخ مشهور بما جاء به.
رابعا: وأما قوله عن ابن حزم رضى الله عنه بأن عمره في العلم قصير، فهو قول هالك متساقط ويبدو أن الشيخ مشهور اعتمد فى ذلك على رواية ساقطة سندا ومتنا فيها أن ابن حزم بدا تعلم العلم وهو ابن ست وعشرين عاما، وهذه الرواية أثبت فسادها متنا وسندا فى أطروحتى للماجستير، وما صح عن العلامة ابن حزم أنه بدا تحصيل العلم وهو صغير فى السادسة من عمره، وبدأ سماعه للحديث من شيخه ابن الجسور قبل الاربعمائة، وكان سنه آنذاك أربعة عشر عاما، ثم تتابعت تحصيلاته بعد ذلك، وكان يتلقى بعض دروسه فى المساجد مثل مجلس أبى سعيد مولى الحاجب جعفر فى المسجد الجامع بقرطبة، ومجلس الهمذانى بمسجد القمرى بالجانب الغربى منها، والذى حضره وحدث عنه سنة 401هـ/1010م، كما ذكر ابن حزم فى كتابه طوق الحمامة.
خامسا: أما قول الشيخ مشهور عن ابن حزم "فوقعت له مصنفات بالإجازة لانه أمير والذي تعب واجتهد ابن عبد البر" فهو كلام فاسد لا دليل عليه بل لا أدرى كيف يخرج من رجل مثل الشيخ مشهور، هل قرأ كتب ابن حزم أم قرأ عنه أم من أين أتى بهذا الكلام المتهالك إن ابن حزم لما تناظر مع أبى الوليد الباجى قال له الباجى أنا أعظم منك همة فى طلب العلم، لأنك طلبته وأنت معان عليه تسهر بمشكاة الذهب، وطلبته وأنا أسهر بقنديل بائن فى السوق " فكان رد ابن حزم هذا الكلام عليك لا لك، لأنك إنما طلبت العلم وأنت فى تلك الحال رجاء تبديلها بمثل حالى، وأنا طلبته فى حين ما ذكرته فلم أرج به إلا علو القدر العلمى فى الدنيا والآخرة فأفحمه.
ثم أين هى المصنفات التى وقعت له بالإجازة لأنه كان وزيرا وأبوه وزير، وليس أميرا كما ذهب الشيخ الذى لم يضبط كلامه ونقله.
ثم هل اطلع الشيخ على ما ذكره كتاب التراجم بشأن ابن حزم هل علم كم أتعب ابن حزم نفسه قال عنه صاعد ابن أحمد فى طبقات الأمم " كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعة في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار أخبرني ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه أبي محمد من تواليفه أربع مئة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة "
,قال أبو عبدالله الحميدي كان ابن حزم حافظا للحديث وفقهه.
,و قال أبو حامد الغزالي وجدت في أسماء الله تعالى كتابا ألفه أبو محمد بن حزم الأندلسي يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه.
سادسا: أما قول الشيخ " وكان في المضايق يقول ابن حزم: كتب الى ابن عبد البر , فيأتي بالأسانيد. فابن عبد البر اعتنى عناية رائعة بمذاهب الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأسند وتكلم على الرواة وتكلم على الأحاديث وفقهها" فهذا اتهام لعلم من أعلام الغسلام وكبير من الكبار، وفيه رائحة اتهام ابن حزم بالتدليس وحاشاه من ذلك رحمه الله، فالرجل كان أمينا وثقة فى عرضه ونقله، ولم يعرف عنه الكذب ولا التدليس، ولم يروى عن ابن عبدالبر كتابة إلا فى القليل النادر وتحديدا لم يرو عنه فيما أعلم إلا فى كتاب الإحكام وبدأها بقوله " كتب إلى أبوعمر "، وليس هذا معناه أن ابن حزم إذا ما ضاقت به السبل لجا إلى ابن عبدالبر فقد كان ابن حزم حافظا من الحفاظ يحفظ مائة ألف حديث سندا ومتنا شانه شأن ابن عبدالبر.
نسأل الله السلامة والعافية وأن يسبل علينا ستره
ـ[الحُميدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:18]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ... ،
واسكنك الله فسيح جنانه .. ،
والله ضاع تاريخنا .. ، عفوا بل أهملناه
وكم للمشارقة في حق المغاربة من سقطات وهنات .. ،واللاحق ردف السابق في خطأه .. ،
حتى سمعت احد الأساتذة الأفاضل المصريين يقول أن الشمال الإفريقي كله فتح إلى مدينة سبتة حتى الآن لم تفتح ... ،
هل سمع هذا الأستاذ الفاضل بالقاضي عياض السبتي وابن دحية وأبي العباس السبتي وابن السبع وابن العزَفي ... ؟
ولعل الأول أشهر .. ، "فلولاه ما عرف المغرب " كما قال المشارقة،فمدينة تنجب مثل هذا العلم ا-الذي بسببه عرف المغرب-يقال عنها انها لم تفتح قط ....
وآخر يقول أن يوسف بن تاشفين أتى من بلاد السينغال للمغرب، ... و .. و .. و .. و .. و.
هذا في التاريخ .. ،
واما في علم الرجال -علم الجرح والتعديل -،والله لديهم أخطاء مستشنعة وقعت من الحفاظ الفطاحل،وذلك ظنا منهم ان سير هذا العلم في المغرب كسيره في المشرق، -و حتى محدثو العصر لا يعرفون عن علم الجرح والتعديل بالمغرب شيئا- .. ،والواقع خلاف ذلك .. ، ونحن نقيم لهم الاعذار رحمهم الله تعالى .. ،
وانا أعجب لمن يعتمد في الكلام على رجال وتاريخ المغرب على كتب المشارقة .... ،والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك اخى الحميدى ويسر الله لنا ولك وللمسلمين سبل الحق والهدى، وأن لا نتحدث فيما لا نعرف ورحم الله العلم البارز ابن حجر العسقلانى أمير المؤمنين فى الحديث حين قال " من تحدث فى غير فنه أتى بالعجائبط، ورحم القائل " من جهل شيئا عاداهط نسال الله أن يرزقنا الفهم والعلم وأن يسبل علينا ستره.
وإن شئت أخى الكريم تعاونا معا لنقدم للناس مشروعا متكاملا عن أعلام المغرب والأندلس فأنا تخصصى الدقيق فى الماجستير والدكتوراة " مدرسة المغرب والأندلسط هذا تخصصى الأكاديمى بالجامعة، فإن شئت تعاونا معا لتعديل بعض الخطا ونتفق على خطة لتوصيل معلومات صحيحة حول هذين القطرين العظيمين وحضارتهما الزاهرة من الفتح الإسلامى حتى أفول الحضارة باأندلس، وبالنسبة للمغرب نستمر معه حتى الآن
فمثلا نبدا بالتعريف بأهم المصادر الخاصة بالمغرب والأندلس ثم نطرح الموضوع ونشفعه بأهم المصادر ونترك القارىء يتوسع فى ذلك
وكتب التراجم كثيرة نعرض منها ما يفيد القارىء ويجلى علماء المغرب والأندلس فهناك ابن وضاح، وبقى بن مخلد، وابن زرب، والمنذر بن سعيد البلوطى، وابن حزم، وتلميذه الحميدى، والقاضى صاعد، والقاضى عياض، وأبى العباسى السبتى ترجم له ابن الزيات التادلى ترجمة وافية، وابن مضاء، والباجى، وابن دحية الكلبى الظاهرى، والضبى، وابن الخطيب، والتلمسانى، وابن بشكوال، وغيرهم كثير مما لو كشف النقاب عنه لكان فى ذلك فائدة كبيرة
والله نسأله التيسير
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 12:02]ـ
سمعت أحد الدعاة لما كان يتكلم عن فتح الأندلس .. والاتفاق الذي كان بين يوليان القوطي والي سبتة وبين طارق بن زياد ...
قال أن سبتة لم تفتح منذ ذلك الوقت .. وهذه مغالطة تاريخية كبيرة ... وفي الجعبة الكثير .. فكثير من الناس جاهلون بتاريخ المغرب وعلمائه وثقافته ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 12:40]ـ
ماذا تريد يا إمام هل تريد مناقشة ذلك تاريخيا وطرحه فى المجلس أم أنك تنبه فقط على ذلك
ولم الانقطاع فى التعرف على إخوانك والسؤال عنهم بارك الله فيك وبلغنا ما يرضيه
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 01:02]ـ
حياك الله أخي إنما من باب التنبيه فقط وذكر بعض الاخطاء التي يقع فيها المشتغلون بتراث المغاربة والأندلسيين ..
أما قولك أخي الحبيب الانقطاع فى التعرف على إخوانك والسؤال عنهم فلم أفهم قصدك حفظك الله ...
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 07:05]ـ
الله المستعان وعليه التكلان .... !! اللهم اشغلنا بما ينفعنا!!.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 11:10]ـ
بارك الله فيك أخى محمود الغزى ونسأل الله حقا أن يشغلنا بما ينفعنا،خاصة إذا نحن أوضحنا أمرا للناس فيه لبس أو تجنى أليس فى ذلك منفعة لنا ولإخواننا وفى ذلك نصح لإخوان لنا فى الدين أم ماذا
أما أنت يا أخى الإمام إمام الأندلس بارك الله جهودك وما قصدته من السؤال أنك لم ترد على بخصوص كتاب المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس، وكتاب عصر المنصور الموحدى
وجزاكم الله خيرا
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 11:39]ـ
السلام عليكم وحيالله الإخوة جميعاً أخوكم ممدوح السنعوسي عضو جديد في هذا المجلس الأكثر من رائع والذي يتميز بقوة الطرح العلمي والتأصيل المنهجي وكذلك من نخبة من الكتاب المبدعين وانتقاء المواضيع الهادفه ومناقشتها مناقشة علمية بحته بعيدة عن التعسف ورك الكلام وأشكر أخي الدكتور عبد الباقي على هذا الإستدراك والرد عليه ومناقشته. ومع هذا حتى لا نهضم حقوق الأخرين من الأئمة الأعلام كأمثال إبن حزم الظاهري وغيره من العلماء الأفذاذ أود أن أذكر إخواني أن إبن حزم أستدرك عليه فتاوى شاذة في بعض المسائل المسلم لها عند أهل السنة والجماعة لكننا نعتذر له كما أعتذر علماؤنا للأئمة من قبله ومن بعده من أمثال إبن حجر والنووي والبيهقي والهروي مع أن هؤلاء لهم شطحات لا يستهان بها في ميزان أهل السنة والجماعة بل ترد على من قالها وتحفظ كرامته ويعرف له فضله ووسعه لنفع الأمة لكن يقال للمخطئ اخطأت واللمصيب أصبت وهذا هوا من حماية هذا الدين من زلت الأعلام وهناك كتاب نافع ونفيس لشيخ الإسلام إبن تيمية بعنوان (رفع الملام عن الأئمة الأعلام فليراجع ففيه ما يغني الحيران, نفع الله بكم وسددنا وإياكم على الحق المبين. الرياض العاصمة حرسها الله(/)
خطط أمننا الغذائي تتطور في تقارير امريكيه
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 01:27]ـ
المملكة قد توقف زراعة القمح في الداخل بسبب "العجز المائي" .. تقارير تتحدث عن خطة سعودية لإنشاء شركات تقوم بشراء مزارع بالخارج
--------------------------------------------------------------------------------
الرياض (سبق) خاص:
ذكرت تقارير أمريكية أن السعودية، والتي تعاني من شح في مصادر المياه، قد وضعت خطة متكاملة للمستقبل في مجال الإنتاج الزراعي، خاصة فيما يتعلق بإنتاج القمح والأرز.
وقالت التقارير أن السعودية قد تنشئ شركات جديدة تقوم بشراء مزارع في بعض البلدان الفقيرة، بحيث يتم استثمارها في زراعة القمح والأرز.
وأضافت أن السلطات السعودية قررت أنه "مع النمو السريع للسكان وتزايد الاحتياجات الصناعية والزيادة في تكلفة المياه، فإنه من غير المنطقي أن يستمر هدر تلك الكميات الكبيرة من المياه في حقول القمح"، مشيرة إلى أنها تفكر في "التخلص" من إنتاجه بحلول عام 2016.
وأوضحت: " تفكر السعودية في شراء مزارع في تايلندا , والتي تعتبر أكبر مصدر للأرز في العالم، خاصة بعد أن قيدت العديد من البلدان التي تزرع الأرز تصديره خوفا من حصول نقص محلي".
وكشفت التقارير أن عدد من الدول الخليجية مثل قطر والإمارات "تفتش العالم بحثا عن مزارع غير مستغلة لشرائها، خاصة في باكستان والسودان، فيما تركز الكويت على ماينامار وكمبوديا ولوس".
ولكن التقارير حذرت من ان على العرب ان يحذروا من ان "يتكرر" فشل الاستثمارات الزراعية السابقة في السودان.
وقالت ان السعودية في حال امتلكت مزارع في الخارج، فانها ستكون واثقة أكثر من جهة أمن إمداداتها الغذائية، إضافة الى ان قدرتها على توفير الأسمدة الرخيصة المصنعة محليا سيساهم في نجاح الأمر.
يذكر أن بعض الدراسات قد المحت إلى أن زراعة القمح هي السبب الرئيس في العجز المائي بالمملكة، نظرا للكميات الكبيرة التي تستهلكها المزارع.
يعجز العقل عن استيعاب كيفية تقرير المصير لدى مسئولي البلاد الاسلاميه وهذه المملكه تسير بخطى ثابته لتلحق بالركب المدمر بعقليات تنمويه ناسخه لما يملى عليها.
الله اعلم اننا لاناقة لنا ولاجمل في ادارة تأمين امننا الغذائي في الوقت الحالي والحكم للعرض وعلينا الدفع بالتي هي أحسن بأسعار مضاعفه.
فكيف بعد ان نسلم الحسنه الوحيده الباقيه في بلدنا من ضمن كل البلدان العربيه وهو انتاج القمح والجميع يعلم ان الفائده الوحيده هي تحقيق الاكتفاء الذاتي ......... ؟!
والماء مصيره سري للغايه ولاعلم لي عن اخلال المزارع للمخزون المائي لدرجه تضطرنا الى التخلص من انتاج القمح الا من خلال التقرير الامريكي مع اني احمل قناعات اخرى من خلال تقارير اخرى تتحدث عن ان المصانع هي اكبر مستهلك مبذر للماء وعن جهات اخرى بديهيا تعتبر اكثر تبذيرا .....
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 03:46]ـ
أي اكتفاء ذاتي مع شروط بنك النقد الدولي و قوانين التجارة الحرة ... ؟؟ أنتج قمحا عالي الجودة بنسب منخفضة و قايضه معنا بقمح ردي معدل جينيا و نضرب معك عصفورين بحجر واحد هذا الأسبوع في برنامج بلا حدود استضافوا العضو السابق في برنامج التنمية و الأمن الغذائي في الأمم المتحدة و تكلم عن أثر السياسات الاقتصادية العربية المرتجلة في التخفيف من غلاء المعيشة و ارتفاع السعار مع كل الثروات التي تحوزها مع عدم فرض الدول العربية سياسات حمائية لحماية فلاحيها مع كل السلع الرديئة التي تنهال على أسواقها بكميات مدمرة و عن سياسة التجويع المتعمد التي تنهجها الدول الكبرى لمضاعفة أرباحها بينما تتسبب في موت طفل كل 6 ثواني من الجوع و الصلف التي تبرر به الأزمات التي تنشأ من جراء هذا العلو في الأرض التي تنتج من الغذاء ما يكفي 12 مليار نسمة اي ضعفي عدد سكانها ... فبينما يرجع الخبراء الاقتصاديين الأزمة العالمية التي تطال أسعار الغذاء الى المغالاة في المضاربات و انتاج وقود الايثانيل البديل فاجأتهم الدول المتقدمة بتصريحها أن الطبقة المتوسطة التي نشأت في الهند و الصين جراء الرخاء الاقتصادي و التي أصبحت تأكل وجبتين في اليوم بدل وجبة واحدة قبلا هي المسؤولة عن ارتفاع الأسعار!!! المهم حوار مفيد جدا لأي قارئ عادي غير متخصص في الاقتصاد لم يوضع بعد في الأرشيف و الا كنت وضعت رابطه
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:16]ـ
لا شك ان المخزون المائي للمملكة قد انكشف اخيرا عن كميات قليلة و مهدددة بالاستنزاف.
و لذلك فإن على السعودية ان تنظر بجدية الى اساليب تقنية السقيا بالمياه المالحة "زراعة البحر"
هذا من ناحية.
و من ناحية اخرى لا بد من عمل بحوث و دراسات جادة عن مدى امكانية استصلاح الصحارى الواسعة
لإقامة منظومة استراتيجية من الصناعات الغذائية المتكاملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:30]ـ
أي اكتفاء ذاتي مع شروط بنك النقد الدولي و قوانين التجارة الحرة ... ؟؟ أنتج قمحا عالي الجودة بنسب منخفضة و قايضه معنا بقمح ردي معدل جينيا و نضرب معك عصفورين بحجر واحد هذا الأسبوع في برنامج بلا حدود استضافوا العضو السابق في برنامج التنمية و الأمن الغذائي في الأمم المتحدة و تكلم عن أثر السياسات الاقتصادية العربية المرتجلة في التخفيف من غلاء المعيشة و ارتفاع السعار مع كل الثروات التي تحوزها مع عدم فرض الدول العربية سياسات حمائية لحماية فلاحيها مع كل السلع الرديئة التي تنهال على أسواقها بكميات مدمرة و عن سياسة التجويع المتعمد التي تنهجها الدول الكبرى لمضاعفة أرباحها بينما تتسبب في موت طفل كل 6 ثواني من الجوع و الصلف التي تبرر به الأزمات التي تنشأ من جراء هذا العلو في الأرض التي تنتج من الغذاء ما يكفي 12 مليار نسمة اي ضعفي عدد سكانها ... فبينما يرجع الخبراء الاقتصاديين الأزمة العالمية التي تطال أسعار الغذاء الى المغالاة في المضاربات و انتاج وقود الايثانيل البديل فاجأتهم الدول المتقدمة بتصريحها أن الطبقة المتوسطة التي نشأت في الهند و الصين جراء الرخاء الاقتصادي و التي أصبحت تأكل وجبتين في اليوم بدل وجبة واحدة قبلا هي المسؤولة عن ارتفاع الأسعار!!! المهم حوار مفيد جدا لأي قارئ عادي غير متخصص في الاقتصاد لم يوضع بعد في الأرشيف و الا كنت وضعت رابطه
شكرا على الاضافه والاكتفاء الذاتي ذكرته بناء على التقارير المطروحه خلال أزمة (العيش) في مصر والتي ظهر فيها ان المملكه هي الوحيده بين البلدان العربيه التي تصدر القمح مع اكتفائها الذاتي منه.
الموضوع الاقتصادي والأمن الغذائي مرتبط ارتباط وثيق بالاستعمار الحاصل من المؤسسات الصهيونيه بدولها المسيطره وبالتأكيد له أبعاد كثيره غير معلنه وهذه مهمة من علم
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:39]ـ
لا شك ان المخزون المائي للمملكة قد انكشف اخيرا عن كميات قليلة و مهدددة بالاستنزاف.
و لذلك فإن على السعودية ان تنظر بجدية الى اساليب تقنية السقيا بالمياه المالحة "زراعة البحر"
هذا من ناحية.
و من ناحية اخرى لا بد من عمل بحوث و دراسات جادة عن مدى امكانية استصلاح الصحارى الواسعة
لإقامة منظومة استراتيجية من الصناعات الغذائية المتكاملة.
جزاك الله خير هذا المفروض ولكن من يملك القدره على التنفيذ انا متيقن ان الحكومات العربيه جامعة وفرادى لاتملك تقرير مصيرها ومصير شعوبها والوقت يكشف لنا سراعا عن خلل عظيم من خلال تصرفات الدول المستعمره وبياناتها العلنيه بدون عمل اي اعتبار لحكومات الدول العربيه ويبدو ان احساسنا القوي للاستعمار أصبح من اهم المطالب لهم لفك الضغط عن الداخلي على الحكومات وامكانية تنفيذ متطلبات هذا الاستعمار تصبح فوريه او سريعه ولايجد المسئولين في الطرفين حرج من البوح بانجازات وانتكاسات كل طرف لفرض الفوقيه بكل مستوياتها والله اكبر(/)
للنقاش (5): مشكلة بمسألة في علم (الفرائض)؟!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 01:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة المجلس
قرأتُ قبل أيام هذا السؤال:
إذا تزوج الخنثى نفسَه , و ولد لهُ ولد
فهل يرث من جهة (الأب) أم من جهة (الأم)؟
هل من مجيب؟
تذييل:
هل الأمة عالجت جميع قضاياها؟
وحياكم الله
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:21]ـ
و هل زواجه لنفسه ممكن؟ و هل يمكن أن يولد له ولد؟
الخنثى ليس ذكر و أنثى مع بعض، و إنما يشتبه في حاله هل هو ذكر أو أنثى فيسمى خنثى مشكل، أو يكون معروفاً جنسه فيسمى خنثى غير مشكل
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:18]ـ
أستاذي الفاضل (من صاحب النقب)
أظن أنك لم تقرأ الشق الثاني من السؤال!
للفائدة:
ما معنى اسمكم الكريم؟!
وحياك الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 10:04]ـ
من (هو) صاحب النقب ..
قصة جميلة عن رجل كان في إحدى الجيوش الإسلامية .. وكان المجاهدون يحاصرون قلعة للكافرين .. فلم يستطيعوا اختراقها .. .. فقام قائد جيش المسلمين (مسلمة بن عبد الملك) مناديا .. من منكم سيدخل النقب (وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج) فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله.
فقام أحد المجاهدين بالعملية (عملية استشهادية) ثم فتح الباب للجيوش الإسلامية .. و اختفى هذا الاستشهادي من بين الجنود .. ولم يبرز نفسه ... فكان القائد يناديه .. من صاحب النقب؟؟ من صاحب النقب؟؟ .. فلم يخرج أحد .. فأقسم عليه أن يأتي عنده لخيمته في أي وقت شاء ...
ذات ليلة بينما القائد في خيمته جالسا إذ دخل عليه رجل ملثم .. فقال له محمد بن مسلمة .. هل أنت صاحب النقب .. فقال له أنا رسول منه وهو يشترط ثلاث شروط .. فقال القائد ماهي؟ .. فقال له .. أن لاتكافئه على فعله .. وأن لاتميزه عن غيره من الجند وأن لاترفع اسمه للخليفة .. فقال له .. القائد لك ماتطلب ..
ثم كشف اللثام.
فقال الرجل باستحياء: أنا صاحب النقب،
اتقِ الله-يامسلمة- أحرجتني فأخرجتني، ثم ولى وانصرف ولم يعلم له أثر ..
.فكان محمد بن مسلمة دائما يدعوا في صلاته ويقول .. اللهم احشرني مع صاحب النقب ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 08:32]ـ
الأخ طالب الإيمان أعرف أنك تسأل هذا السؤال استنكاراً على من ينشغل به
و إذا كنت تعني بالشق الثاني فهل يرث من جهة (الأب) أم من جهة (الأم)؟ فهو مبني على الأول
و إذا كنت تعني بالشق الثاني، هل الأمة عالجت جميع قضاياها؟
فالعلاج حسب الإستطاعة و لا شك أن تقديم المهم على الأهم لا يجوز، و لكن العاجز عن الأهم ليس له إلا تقديم المهم
أما معنى إسمي فجزى الله إمام الأندلس خيراً فقد ذكر قصة الاسم
و جزاك الله خيراً
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 08:46]ـ
أخي الفاضل (من صاحب النقب) - بارك الله فيك -
ما ردتُ أن أرمي إليه هوَ الإهتمام بسفاسف الأمور والقضايا , وإن مثل هذه الأسئلة ليست من (المفضول) .. بل هِيَ حماقة وقلةُ عقل.
ولستُ أعيبُ جوابك - معاذ الله - .. بل شكراً لك على (التفاعل) .. خاصةً أن إجابتك كان فيها نوعٌ من الإستنكار - وهذا طيّب -
ونحن لا نريد أن نُعيد قصة (الأرأيتيون)!
أتعرف من هم؟!
حياك الله وأحبك(/)
من عجائب فتاوى الرافضة
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 01:35]ـ
http://bl116w.blu116.mail.live.com/att/GetAttachment.aspx?tnail=0&messageId=437c0c9b-5139-4618-8ecd-92c93a786755&Aux=4|0|8CAD38095167E90|
جائتني بالبريد فأحببت أن يشاهدها أخواني.(/)
ما رأيكم في قول الشيخ الداعية: ويقف كالجبل يتحدى أوهام الموت الموهومة؟!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 08:22]ـ
قال بعض الدعاة -في معرض الكلام عن حياة شيخ الإسلام ابن تيمية-:
(ويقف كالجبل يتحدى أوهام الموت الموهومة!! التي بثها الناس في قلوب الناس!!) اهـ.
الحقيقة هذه الكلمة –في نظري القاصر- قبيحة جدا،
فمن الذي يستطيع أن يتحدى الموت من هذه المخلوقات الضعيفة؟!! قال تعالى ((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ))، وقال تعالى ((يود أحدهم لو يعمر ألف سنة .. )) وقال تعالى ((كل نفس ذائقة الموت))، وقال تعالى ((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام))، وسماه النبي – صلى الله عليه وسلم – (هاذم اللذات).
وقوله (أوهام الموت الموهومة)!! هل الموت أوهام؟!! وأيضا: موهومة؟!!
أظن أنّ التركيز على الأساليب الأدبية دون التأمل في مضمون ومعاني الكلمات يلقي صاحبها في مطبات ومهاوي لا تُحمد عقباها.
فهل توافقونني الرأي أيها الإخوة الكرام؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 11:34]ـ
أريها السها وتريني القمر!
شرَّقَ وغربتَ.
أأن كان عائضا؟
أرجو ألا يكون كذلك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 12:48]ـ
أريها السها وتريني القمر!
شرَّقَ وغربتَ.
أأن كان عائضا؟
أرجو ألا يكون كذلك.
بغض الطرفِ عن القائل! فهل هذه العبارة لا محظور فيها في رأيك أخي أبا المقداد؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 12:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم لعل الشيخ يقصد "التقليد" و"الرجعية" كما هو واضح من السياق اذ يقول مباشرة بعد ما تفضلت به: "يتحدى التقليد والرجعية البائسة، فهو يعيش الانفتاح بكل معانيه" وهو اسلوب ادبي رفيع وليس كلاما علميا دقيقا حيث يهدف الكاتب الى رسم صورة رائعة عن الامام وعصره .. صورة تسمح بتجلية الحقيقة وتعديل ما اصابها من تشوهات فهو يرسم صورة التحدي والتضحية والفداء في حياة الامام وجهاده في نصرة الحق رغم وقوفه ضد تيار جارف من الشبهات والردود وتكاتف اهل الباطل ورميهم له عن قوس واحدة هذا الباطل هو "الموت" وانتصاره على الحق هو "الوهم" وجهاد الشيخ هو "التحدي" والله اعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 12:52]ـ
لا أظن أنه يقصد الموت حقيقة وإنما الكلام عائد على تلك الأوهام التي يروجها الطغاة على قلوب المستضعفين بأنهم إن لم يسمعوا لهم ويطيعوا أمرهم سوف ينزلون بهم المصائب من السجن والضرب والقتل فمثل هذه التهديدات لا شك أنها أوهام لا حقيقة لها لأنه لا يكون إلا ما أراد الله كما جاء في الحديث " اعلم ان الأمه لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا كتبه الله عليك رفعت الأقلام و جفت الصحف " فالذي يهدد غيره بالموت لا شك أنه يهدده بشيئ موهوم وبمجرد وهم لا حقيقة له لأنه لا يملك الموت والحياة حقيقة إلا الله تبارك وتعالى فلعله يقصد هذا المعنى والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 05:51]ـ
بارك الله فيكم.
لكن ما زلت أظن أنه لو تجنب مثل هذه الألفاظ لكان خيرا له.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيكم.
لكن ما زلت أظن أنه لو تجنب مثل هذه الألفاظ لكان خيرا له.
راي سديد اسال الله ان يوفقنا جميعا للعمل به .. بارك الله فيك وجزيت عن اخوانك كل خير ..
ـ[أبو عاصم النبيل]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 02:52]ـ
وهذا رد رددته على ذات الموضوع في موقع ملتقى أهل الحديث أنقله حرفيه بطريقة النسخ واللصق لإبداء وجهة النظر
فهاكموه:
سلمت أخي عليا
وتنزلا مع قول من قال بصحة القول ولا غبار!!!!!! عليه والظاهر أن الإخوة كانوا في جو مغيم فلم يروا الغبار
نقول مع التنزل ألم يقل الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقوا انظرنا
فأمر الله تعالى بالعدول عن القول الموهم إلى القول الجلي الواضح في الخطاب الشرعي كما هو مقرر في كتب التفسير
فبدلا من قول عبارة موهمة قد تلتبس على الناس وقد يحمل منها العامة معنى مغلوطا وجب البيان وتحري العبارة القوية المؤدية للمعنى لا العبارة الرنانة الأدبية التي قد تودي بصاحبها في النار والعياذ بالله تعالى من النار
فكثير من كتاب العصر ممن أفضوا إلى الله تعالى ممن اشتهروا بين العامة وأنصاف المثقفين والمتعلمين بسلاسة الأسلوب وجزالة المعنى تجد عندهم من الطامات التي تكلف أتباعهم وتكلفوا وتكلفوا وتكلفوا ليظهروهم بمظهر حسن وعبارة جيدة وأنى لهم ذلك فالحق أبلج والباطل لجلج
تأمل في مقالات ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله وحفظ من بقي من الأحياء فلا تجد في عباراتهم الاهتمام بالتنميق والظهور بالمظهر الفني ولكن تجد الحرص على قوة المعنى الذي يكون سلسلا ميسر الفهم لدى العام والخاص خاصة إذا وعظوا الناس ففيهم العامي وطالب العلم
وأذكر أني لما سمعت خطبة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى لأول مرة استغربت من ضعف الاسلوب الوعظي كما بدا لي ولكن لما انتهت الخطبة أحسست بالاستفادة العلمية والوعظية لهذا الحبر.
فالعبرة رعاكم الله ليس بقوة العبارة فقط وإنما بموافقتها للشريعة أيضا حسب ما تقرر في الاصول العلمية
فالمعنى الموهم مرفوض شرعا قطعا
والبيان الواضح مطلوب شرعا قطعا
سلمتم أحبتي وجزاكم الله خيرا
وفقك الباري أخي عليا ودمت حبيبا محبوبا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 03:55]ـ
أيها الفضلي أدام الله فضلك:
إن السياق من المقيدات ... فلو سقت السياق أمكن الحكم .. أما هكذا فيحتمل وجوها.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 06:46]ـ
قول مع التنزل ألم يقل الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقوا انظرنا
فأمر الله تعالى بالعدول عن القول الموهم إلى القول الجلي الواضح في الخطاب الشرعي كما هو مقرر في كتب التفسير
فبدلا من قول عبارة موهمة قد تلتبس على الناس وقد يحمل منها العامة معنى مغلوطا وجب البيان وتحري العبارة القوية المؤدية للمعنى لا العبارة الرنانة الأدبية التي قد تودي بصاحبها في النار والعياذ بالله تعالى من النار
أرى أن العبارة واضحة لا ايهام فيها , و منذ قرأتها و أنا أستغرب ما فهمه الأخ الحبيب " علي " منها ..
فالمعنى الذي افترضه الشيخ " علي " بعيد جدا , و يصعب جدا أن يتبادر للذهن. بل أشعر أن فيه تكلف ظاهر و إخراج للعبارة عن سياقها ....
تأمل في مقالات ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله وحفظ من بقي من الأحياء فلا تجد في عباراتهم الاهتمام بالتنميق والظهور بالمظهر الفني ولكن تجد الحرص على قوة المعنى الذي يكون سلسلا ميسر الفهم لدى العام والخاص خاصة إذا وعظوا الناس ففيهم العامي وطالب العلم
وأذكر أني لما سمعت خطبة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى لأول مرة استغربت من ضعف الاسلوب الوعظي كما بدا لي ولكن لما انتهت الخطبة أحسست بالاستفادة العلمية والوعظية لهذا الحبر.
هذا عجيب جدا ... هب أن ابن باز و ابن عثيمين رحمهما الله لم يمتلكا الأسلوب الأدبي المؤثر فكان ماذا؟ أهما حجة الله على خلقه؟! أتصير البلاغة عندها خروجا عن المنهج السلفي , أو باطل من القول و زور؟!
و ماذا أنت فاعل إذن بكتب العلامة " ابن القيم " رحمه الله , أو مواعظ " ابن الجوزي " , أو شعر " حسان بن ثابت "؟!!
فالعبرة رعاكم الله ليس بقوة العبارة فقط وإنما بموافقتها للشريعة أيضا حسب ما تقرر في الاصول العلمية
لا علاقة لهذا بموطن النزاع , بل لا أخال مسلما ينازع فيه. و العبارة المذكورة - في سياقها - موافقة للشريعة مائة بالمائة.
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 06:47]ـ
سبحان الله كيف يعبر بعض الإخوة هدانا الله وإياهم أن هذه الكلمات لا يقصد قائلها ويلتمسون الأعذار. وهم لا يعرفون قصد قائليها. هذه الكلمات التي يظن البعض أنها كلمات آدبية وتنبئ عن قوت البلاغة الكلامية فهوا من الخطاء بمكان. يقول الإمام الشاطبي في كتابه الماتع الموافقات (إن الألفاظ التي لم تضبط بضابط الشرع ولدت البدع) وهذا شئ ملموس وما أضر الأشاعرة إلا تلكم العبارات التي اجتهدت بها عقولهم القاصرة وحادت عن جادة الصواب وغيرهم من الفرق بل ألف العلماء قديماً كتباً أسموها ذم الكلام لما في تلك العبارت من توليد البدع والمحداث بل وأحياناً تكون كفريات ولا يشعر اصحابها لإنهم اصبحوا لا يميزون بين الخطأ والصواب بل همهم أن يفتن الناس بإسلوبهم الأدبي والبلاغي ولو على حساب دين الله عز وجل. والله المستعان
ورحم الله الإمام القحطاني إذ يقول في النونية
يا معشر المتكلمين عدوتموا عدوان أهل السبت والحيتانيوأشكر الأخ الجزائري على رأيه المسدد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضا. وسدد الله أقولنا وأعمالنا
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 06:49]ـ
شكري كان للأخ الفاضل ابو عاصم النبيل على قوله المسدد نفع الله به
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 07:26]ـ
هذه الجملة ـ فيما أرى ـ لا غبار عليها
فالمقصود عدم الاستماع الى اقوال المثبِّطلين و المخذِّلين.
والتي تؤول الى أن تكون اوهاما.
وقد أكَّد القائل ذلك بوصفها بالمزعومة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 07:52]ـ
من تعذر لكاتب هذه العبارة -ولا أعرفه- بأنه لا يقصد الموت وإنما يقصد الرجعية وووالخ مما جاء في السياق، نقول له إن قبلتها لزمك أن تقبل مقولة تركي الحمد عندما قال أخزاه الله: (الله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة) -تعالى الله عما يقول السفهاء علوا كبيرا- فتركي الحمد يقول أنه لم يقصد المعنى المتبادر للذهن وأنه قصد الصراع بين الخير والشر؟ الله هو الخير الشيطان هو الشر،!!
طبعا تركي الحمد لا يسلم له ولا تقبل مقولته الفاجرة حتى على هذا التأويل!، لأن الخير والشر كله من عند الله تعالى وبتقديره هو جل في علاه، ولكنها حجة على من التمس العذر لقائل العبارة أعلاه!!
والذي أراه أن هذه المنهجية الدخيلة في حمل الكلام الفاسد المعنى ظاهرا سيفتح المجال لهل الزندقة والالحاد ليقولوا ما يشاءوا من الكفر والالحاد ثم يتعذروا بعدم ارادتهم لظاهر الكلام وصرفه لمعنى آخر يحتمله السياق!!!
ثم إن استعمال مصطلحات الرجعية والتقليد .. الخ لم نعرفه إلا من حثالة الحداثة والعلمانيين الداعين لنبذ التراث وطرح القيم والتمرد على السائد والمألوف!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 11:16]ـ
الا يمكن ان يكون احتمال ماعاصر الشيخ احمد بن عبد الحليم بن عبدالسلام بن تيميه من تحديات كادت ان تودي بحياته في سبيله لاعلاء الحق الا يمكن ان يكون القصد تحديه اوهام انه قد يموت في سبيل اصراره على انكار البدع واعلاء السنه.
وان يكون القصد من موهومه ان هذه الاوهام موجوده لدرجة ان الغالبيه يؤمنون بها وتعتبر قارعه وصاده لهم عن المواصله في الصدع بالحق.
وخاصة ان الحديث عن شيخ الاسلام وماهو تحدي شيخ الاسلام
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 05:28]ـ
من تعذر لكاتب هذه العبارة -ولا أعرفه- بأنه لا يقصد الموت وإنما يقصد الرجعية وووالخ مما جاء في السياق، نقول له إن قبلتها لزمك أن تقبل مقولة تركي الحمد عندما قال أخزاه الله: (الله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة) -تعالى الله عما يقول السفهاء علوا كبيرا- فتركي الحمد يقول أنه لم يقصد المعنى المتبادر للذهن وأنه قصد الصراع بين الخير والشر؟ الله هو الخير الشيطان هو الشر،!!
طبعا تركي الحمد لا يسلم له ولا تقبل مقولته الفاجرة حتى على هذا التأويل!، لأن الخير والشر كله من عند الله تعالى وبتقديره هو جل في علاه، ولكنها حجة على من التمس العذر لقائل العبارة أعلاه!!
والذي أراه أن هذه المنهجية الدخيلة في حمل الكلام الفاسد المعنى ظاهرا سيفتح المجال لهل الزندقة والالحاد ليقولوا ما يشاءوا من الكفر والالحاد ثم يتعذروا بعدم ارادتهم لظاهر الكلام وصرفه لمعنى آخر يحتمله السياق!!!
ثم إن استعمال مصطلحات الرجعية والتقليد .. الخ لم نعرفه إلا من حثالة الحداثة والعلمانيين الداعين لنبذ التراث وطرح القيم والتمرد على السائد والمألوف!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قياس مع الفارق والزام بما لا يلزم اخي "شذى الجنوب" فعبارة تركي الحمد صريحة لا تحتمل فهمين اما العبارة الاولى فمجملة غامضة فاحتيج لفهم مراد كاتبها منها الى قراءتها في سياقها ولا اظنك ممن يجهل اثر السياق في صحة الفهم فدلالةالسياق هي التي: تُرشد إلى تَبيين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم الدلالة مراد المتكلم، فمن أهمله غَلط في نظره، وغالط في مناظراته، وانظر إلى قول تعالى: ?ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ? [الدخان:49] كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير إن الكلمة الواحدة قد ترد في القرآن لعدة معان مختلفة، وإنما يتحدد المعنى المراد منها في كل موقع بالسياق، ونعني بالسياق: ما قبل الكلمة وما بعدها:
انظر مثلاً: إلى كلمة (الكتاب) في القرآن، فقد وردت دالة على معان عدة، لا يُميزها إلا السياق.
فقد وردت دالة على (القرآن) ووردت دالة على (التوراة)، ووردت دالة على (التوراة والإنجيل معاً) ووردت معنى (اللوح المحفوظ) ....
*
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله:
"صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبدٌ عطاء بعد الاسلام أفضل ولا أجل منهم، بل هما ساقا الاسلام، وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم، وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحرى الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته اتباع الهوى وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك التقوى".
ولعلمك-فقط- فلست من قراء الشيخ ولا من مريديه الا ان التحامل عليه ليس ابدا من سبيل المتقين كما احب تنبيه اخي الى ان التسوية بين حداثي فاجر وداعية ناصح هو عين "التحامل" وقد اتفقت وصاحب الموضوع قبلا على رد مثل هذه الاساليب ففسادها اكبر من صلاحها والفرق كبير بين تخطئة الكاتب مع الاعتذار له وبين تحميل كلامه ما لا يحتمل او موافقته في الصواب وفي الخطا .... تامل
.............................. ....
* عن أزمة الفهم في الصحوة الإسلامية (التشخيص والعلاج)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 06:53]ـ
لست من قراء الشيخ ولا من مريديه الا ان التحامل عليه ليس ابدا من سبيل المتقين كما احب تنبيه اخي الى ان التسوية بين حداثي فاجر وداعية ناصح هو عين "التحامل" وقد اتفقت وصاحب الموضوع قبلا على رد مثل هذه الاساليب ففسادها اكبر من صلاحها والفرق كبير بين تخطئة الكاتب مع الاعتذار له وبين تحميل كلامه ما لا يحتمل او موافقته في الصواب وفي الخطا .... تامل
هذه العبارة ينبغي أن ينظر لها من وجهين:
? الأول: باعتبار قائلها:
_____وبهذا الاعتبار يكون هذا الكلام -كلام أخينا العاصمي- مقبولاً جدًا؛ ولكن هذا باعتبار النظر إلى (قصد القائل) لا نفس العبارة؛ فتنبه.
فيستبعد جدًا؛ بل يستحيل! على (عاقل) (كافر) أن يزعم أنه يتحدي الموت؛ فكيف بإنكاره؟!. فذلك في حق المسلم أولى؛ وهو في حق الداعية آكد. فلا يجوز أن نحمل العبارة على ((قصد)) فاسد؛ وهذا هو الحق (في نظري).
• وفي مثل هذا يقول ابن القيم في «إعلام الموقعين» (3/ 53):
________ «فإياك أن تهمل قصد المتكلم ونيته وعرفه فتجنى عليه» اهـ.
• ويفصل ذلك شيخه ابن تيمية بقوله -كما في «الجواب الصحيح» (4/ 44) -:
________ «فإنه يجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعض، ويؤخذ كلامه هاهنا وهاهنا، وتعرف ما عادته يعينه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلم به، وتعرف المعاني التي عرف أنه أرادها في موضع آخر. فإذا عرف عرفه وعادته في معانيه وألفاظه؛ كان هذا مما يستعان به على معرفة مراده. وأما إذا استعمل لفظه في معنى لم تجر عادته باستعماله فيه، وترك استعماله في المعنى الذي جرت عادته باستعماله فيه، وحمل كلامة على خلاف المعنى الذي قد عرف أنه يريده بذلك اللفظ بجعل كلامه متناقضا وترك حمله على ما يناسب سائر كلامه كان ذلك تحريفا لكلامه عن موضعه وتبديلا لمقاصده وكذبا عليه فهذا أصل من ضل في تأويل كلام الأنبياء على غير مرادهم» اهـ.
? الثاني: باعتبار العبارة نفسها:
_____أما بخصوص العبارة نفسها بغض النظر عن قائلها؛ ((فقد)) تكون هذه العبارة - (في نظر البعض) - تحمل في طياتها أمورًا لا يحمد عليها قائلها، وقد لا تكون كذلك.
وعلى كل حال:
_____فينبغي العدول عن القول الموهم إلى القول الجلي الواضح في الخطاب -كما ذكر أخونا أبو عاصم النبيل-؛ وذلك لئلا يلتبس على الناس المعنى الذي قصده القائل.
وأحب أن أنبه على أن هذا الأمر لا يتنافى -حقيقة- مع صبغ الكلام بالصبغة الأدبية البليغة؛ فأنا أعجب صراحة من أناس يريدون أن يفرقوا بين الأسلوب العلمي، والبلاغة.
فهل كان نبيكم (ص) إلا سيد البلغاء والعلماء في آن واحد؟!
فقد أوتي جوامع الكلم (ص)؛ فأعجز العرب الأقحاح على بلاغتهم، وفصحاتهم!.
ولكنه (ص) كان يتكلم في كل مقام بما يناسبه؛ فلكل مقام مقال.
وينبغي أيضًا ألا يهتم الداعية بإبراز أسلوبه الأدبي (على حساب) الشرع -كما ذكر الأخ ممدوح السنعوسي-
وخلاصة رأيي في هذه العبارة -بغض النظر عن قائلها- هو ما قاله أخونا محمد بن المبارك؛ وهو أن المقصود المتبادر إلى الأذهان: أن شيخ الإسلام لم يكن كسائر الناس؛ من حيث أنه كان لا يستمع إلى أقوال المثبِّطلين والمخذِّلين، والتي تؤول أقوالهم هذه إلى أن تكون أوهاما يؤمن بها أغلب الناس؛ فتضعف إيمانهم بأن الموت بيد الله وحده؛ كما أنها تقرعهم وتصدهم عن الصدع بالحق لخوفهم مما يبثه الناس في نفوسهم؛ وآيات القرآن -التي تتحدث عن الجهاد والصبر على الأذى- تحمل هذا المعنى المذكور.
ومما يؤكد هذا المعنى؛ أنه وصف هذه الأوهام بالمزعومة، ثم أعقبها بقوله: «التي بثها الناس في قلوب الناس». هذا والله أعلم.
والخلاف في هذه الأشياء لا يفسد للود قضية؛ كما يقولون.
{إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}
محبكم في الله
أبو رقية الذهبي
عفا الله عنه(/)
نقاش يتعلق بالقائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 09:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام سوف أضع لكم كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله يتكلم فيه عن حال الأيوبيين ويذكر أن منهم من كان على عقيدة أهل الإثبات ومنهم من كان على عقيدة الأشاعرة النفاة في موضوع الأسماء والصفات.
وقصدي من هذا أن أعرف هل كان القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله من أهل الإثبات أو النفاة فقد حيرني هذا الموضوع لأن بعض الناس يقول أن صلاح الدين رحمه الله كان من الأشاعرة الذين ينفون الصفات ولم يكن على عقيدة أهل السنة والجماعة ونريد منكم التفصيل جزاكم الله خير الجزاء
وهاكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
فقد قال في رده على فخر الدين الرازي: ( ... وهذا الكتاب الذي صنفه الرازي على عادته وعادة أمثاله من المتفلسفة والمتكلمين في تصنيف الكتب لعظماء الدنيا من الملوك والوزراء والقضاة والأمراء وذويهم ليُنفقوا بجاه هؤلاء كلامهم حقاً كان أو باطلاً وسواء قصدوا به وجه الله أو قصدوا به العلو في الأرض أو الفساد وكان ملك الشام ومصر في زمانه الملك العادل أبو بكر بن أيوب فصنفه وأهداه له ظناً أنه بجاهه ينتشر واعتقاداً فيه أنه يختار مذهب أهل النفي ولم يكن الملك من هؤلاء النفاة كما أخبر بذلك عنه ابنه الأشرف وغيره بل ظهر من سيرته ما يدل على محبته وتعظيمه لأهل الإثبات والله أعلم بحقيقة ما له في الدقائق المشكلات والمعروف عنه وعن أهل بيته من تعظيم الحديث
وأهله والقيام بإحياء ذلك ينافي الطريقة التي نصرها الرازي في " تأسيس تقديسه " وإن كان في اهل بيته من يميل إلى النفي ومنهم من يميل إلى الإثبات فلعله كان في بعض حاشيته من يميل إلى النفي وكان للرازي من الشهرة ما أوجب استعانة النفاة به والله أعلم بأمثال هذه الأحوال) إهـ. بيان تلبيس الجهمية (1/ 12) للشيخ الإسلام ابن تيمية
فهذا كلام ابن تيمة رحمه الله ونريد منكم التعليق عليه وبالتحديد بيان حال صلاح الدين الأيوبي رحمه الله في هذا الموضوع.
ملاحظة صلاح الدين رحمه الله قد توفي قبل أن يؤلف الرازي كتابه وهذا لا يهم لأن سؤال عن حال صلاح الدين رحمه الله بالتحديد.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 10:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ..
من الادلة التي يستدل بها الاشاعرة في اثبات اشعرية صلاح الدين -رحمه الله- ما سانقله لك بعد حين عن مشاركة لاحد طلبة العلم من الاشاعرة لتقرير هذه الدعوى وان كنت احب تنبيه اخي الى ان الصراع حول نسبة القادة العظام بين المذاهب الفكرية والعقدية هو مسلك منحرف من الناحية المنهجية في اثبات صحت المعتقد ويكفي لالجام من كان هذا حاله بايراد النظير في هذا الباب وهم كثر من امثال ابن سبكتكين و ابن تاشفين وغيرهم ممن عرف بتعظيم اهل الحديث
والانتصار لهم على الاشعرية ولا يفوتني في هذا المقام شكرك على هذه الفائدة الجليلة فلك من اخيك بالغ الثناء.
والآن الى النقول يقول الاشعري:
قال العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي ["الفتوحات الرّبّانيّة على الأذكار النّواويّة" الجزء الثاني صفحة 113: و هو كتاب تخريج و شرح لتحفة الإمام النووي "الأذكار"]:
فلمّا ولي صلاح الدين بن أيّوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة. اهـ
قال عبد الوهاب السبكي عند ترجمة محمد بن هبة الله [انظر: طبقات الشافعية الكبرى]:
محمد بن هبة الله بن مكي الحموي الإمام تاج الدين كان فقيها فرضيا نحويا متكلما أشعري العقيدة إماما من أئمة المسلمين إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم وله نظم كثير منه أرجوزة سماها حدائق الفصول وجواهر الأصول صنفها للسلطان صلاح الدين وهي حسنة جدا نافعة عذبة النظم وفي خطبتها يقول:
(فهذه قواعد العقائد ... ذكرت فيها معظم المقاصد)
ومنها
(حكيت منها أعدل المذاهب ... لأنه أشهى مراد الطالب)
(جمعتها للملك الأمين ... الناصر الغازي صلاح الدين)
(عزيز مصر قيصر الشام ومن ... ملكه الله الحجاز واليمن)
(يُتْبَعُ)
(/)
(ذي العدل والجود معا والباس ... يوسف محيى دولة العباس)
(ابن الأجل السيد الكبير ... أيوب نجم الدين ذي التدبير)
ومن آخرها
(ثم انتهى تحريرها في شهر ... ربيع الأول بعد عشر)
(وقد مضى من هجرة النبي ... محمد ذي الشرف العلي)
(سبعون عاما قبلها خمسمائة ... فاعجب من اللفظ وفضل منشئه).اهـ
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 12:41]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم على هذه المعلومات الهامة ونريد مزيد من النقول والتفصيل حول هذا الأمر من باقي الأخوة الكرام.
وقد وجدت هذه الكلام للشيخ عبد الرحمن المحمود في كتابه الرائع " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " أنقله لكم بنصه
فقد قال حفظه الله ورعاه: (صلاح الدين الأيوبي: يقول المقريزي: " وأما العقائد فإن السلطان صلاح الدين حمل الكافة على عقيدة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي، وشرط ذلك في أوقافه التي بديار مصر كالمدرسة الناصرية بجوار قبر الإمام الشافعي من القرافة، والمدرسة الناصرية التي عرفت بالشريفية " ثم يقول عن المذهب الأشعري: «فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني على هذا المذهب قد نشأ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك وإذا كان قطب الدين مسعود قد ألف لصلاح الدين عقيدة فإن الفخر الرازي قد ألف كتابه المشهور «أساس التقديس» - الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية- للملك العادل محمد بن أيوب بن شادي أخو صلاح الدين. المتوفى سنة 615 هـ أما ابنه الأشرف بن العادل فقد مال إلى الحنابلة وأهل السنة في العقيدة، وجرت بينه وبي العز بن عبد السلام- وهو أشعري – مناقشة ومحنة طويلة) إهـ.
ـ[محمد عبد القادر]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 02:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ولا تسألون عما كانوا يعملون "
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 02:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ولا تسألون عما كانوا يعملون "
جزاك الله خيراً
ولكن ألا ترى أن العلماء وضعوا مصنفات كثيرة في تراجم الأعلام؟؟.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 04:27]ـ
أشعرية صلاح الدين مما لا ينبغي أن يكون فيه نزاع ...
وهي لا تنفع الأشاعرة في شيء فالنظير موجود كما ذكر أحد الإخوة ...
وهي لا تضر صلاح الدين ومكانته في شيء فهي من جنس المعاصي وقد يدخلها الاجتهاد فيعذر .. والباب الذي فيه شرفه غير الباب الذي فيه زلله ...
وعبارة أهل الإثبات المذكورة في كلام الشيخ = قد يدخل تحت حدها المذهب الأشعري القديم .. أما مذهب النفاة فهو الطريقة الاعتزالية الأشعرية التي كان عليها الرازي .. فلا تنفي تلك العبارة أشعرية الأيوبيين ..
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:31]ـ
السلام عليكم
الذي يبدو انه التبس على الاخ لوجود كملة (الاثبات) كما ذكر ابو فهر السلفي , لظنه ان معناها يعني اثبات الصفات على طريقة اهل السنة , وهذا لا يلزم , فالاشاعرة والكلابية والماتريدية يوصفون انهم من اهل الاثبات لكونهم يثبتون بعض الصفات وهم مع ذلك ليسوا من اهل السنة.
وعليه فإن لفظة الاثبات لفظة عامة تشمل كل من خالف المعطلة الجهمية ومن يماثلهم , وخالف المفوضة الذين يقولون بتفويض المعنى او من يقول منهم انه لا معنى للصفات اصلا.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:34]ـ
يقول المقريزي: " وأما العقائد فإن السلطان صلاح الدين حمل الكافة على عقيدة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي، وشرط ذلك في أوقافه التي بديار مصر كالمدرسة الناصرية بجوار قبر الإمام الشافعي من القرافة، والمدرسة الناصرية التي عرفت بالشريفية " ثم يقول عن المذهب الأشعري: «فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني على هذا المذهب قد نشأ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك وإذا كان قطب الدين مسعود قد ألف لصلاح الدين عقيدة فإن الفخر الرازي قد ألف كتابه المشهور «أساس التقديس» - الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية- للملك العادل محمد بن أيوب بن شادي أخو صلاح الدين. المتوفى سنة 615 هـ أما ابنه الأشرف بن العادل فقد مال إلى الحنابلة وأهل السنة في العقيدة، وجرت بينه وبي العز بن عبد السلام- وهو أشعري – مناقشة ومحنة طويلة) إهـ.
أوليست عقيدة أبي الحسن الأشعري هي عقيدة أهل السنة والجماعة، تلك العقيدة التي تبناها في كتابه الإبانة كما هو معلوم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:38]ـ
قال الشيخ الإمام:
حافظ بن أحمد بن علي الحكمي الجيزاني: {1377:ت}:
التنبيه إلى أن الأشعرية غير الأشعري:
وأقول و الحق يقال لا نشك أن ابن القيم هذا و شيخه ابن تيمية رحمهما الله تعالى من أعلم من صنف في المقالات و الملل و النحل و أدراهم بمواردها و مصادرها و أبصرهم برد الباطل منها و إدحاضه و أوفاهم تقريرا لمذهب السلف أهل السنة و الجماعة و أشدهم تمسكا به و نصرة له و أكملهم تحريرا لبراهينه عقلا و نقلا و أكثرهم اشتغالا بهذا الباب و تنقيبا عن عامل البدع فيه و اجتثاثا لأصولها و لكن هذا الذي ذكره رحمه الله تعالى عن الأشعري في مسألة القرآن هو الذي وجدناه عمن ينتسب إلى الأشعري و يسمون أنفسهم أهل الحق و يقرون ذلك و يكررونه في كتبهم و يناظرون عليه و أما أبو الحسن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى فالذي قرره في كتابه الإبانة الذي هو من آخر ما صنف هو قول أهل الحديث ساقه بحروفه و جاء به برمته و احتج فيه ببراهينهم العقلية و النقلية ثم نقل أقوال الأئمة في ذلك كأحمد بن حنبل و مالك بن أنس و الشافعي و أصحابه و الحمادين و السفيانين و عبد العزيز بن الماجشون و الليث بن سعد و هشام و عيسى بن يونس و حفص بن غياث و سعد بن عامر و عبد الرحمن بن مهدي و أبي بكر بن عياش ووكيع و أبي عاصم النبيل و يعلى بن عبيد و محمد بن يوسف و بشر بن المفضل و عبد الله بن داود و سلام بن أبي مطيع و ابن المبارك و علي بن عاصم و أحمد بن يونس و أبي نعيم و قبيصة بن عقبة و سليمان بن داود و أبي عبيد القاسم بن سلام و غيرهم و لولا خوف الإطالة لسقنا فصول كاملة بحروفه فإنه و إن أخطأ في تأويل بعض الآيات و أجمل في بعض المواضع فكلامه يدل على أنه مخالف للمنتسبين إليه من المتكلمين في مسألة القرآن كما هو مخالف لهم في إثباته الاستواء و النزول و الرؤية و الوجه و اليدين و الغضب و الرضا و غير ذلك و قد صرح في مقالاته بأنه قائل بما قال الإمام أحمد بن حنبل وأئمة الحديث معتقد ما هم عليه مثبت لما أثبتوه محرم ما أحدث المتكلمون من تحريف الكلم عن مواضعه و صرف اللفظ عن ظاهره و إخراجه عن حقيقته و بالجملة فبينه و بين المنتسبين إليه بون بعيد بل هو بريء منهم و هم منه برآء و الموعد الله و كفى بالله حسيبا وهو حسبنا و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله
وفي هوامش كتاب "شرح العقيدة السفارينية للشيخ محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهبي التميمي القصيمي: {1421:ت}:
الأشاعرة: هي فرقة تنسب إلى علي بن إسماعيل، المشهور بأبي الحسن الأشعري في طوره الثاني الذي سلك فيه طريقة ابن كلاب بعد أن رجع عن الإعتزال وقبل أن يستقر أمره على مذهب السلف، حيث صرح في كتابه الإبانة ـ وهو ثابت النسبة إليه ـ اتباعه لمذهب السلف، ولكنه لم يسلم من والوقوع في بعض الأخطاء، وقد سلك منهج الأشعري رحمه الله - قبل توبته - وقال بأقواله وحمل مذهبه جيلا بعد جيل جماعة، كالغزالي، والجويني، والشهرستاني، والرازي - قبل توبتهم - وغيرهم، الذين عرفوا بالأشاعرة، وقد اثبت الأشاعرة بعض صفات الله بالعقل مع تأويلهم لبعضها ونفوا باقي الصفات، وهم في الإيمان مرجئة، وفي القدر جبرية، وينكرون السببية في أفعال المخلوقات، وينكرون المعرفة الفطرية لله سبحانه ويشترطونها بالنظر، ويرون أنفسهم بأنهم أهل السنة والجماعة!
وفي كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان الدوسري: {حفظه الله}:
الأشاعرة [هم أتباع مذهب أبي الحسن الأشعري ـ قبل رجوعه إلى مذهب أهل السنة ـ ولم يرجعوا عما رجع عنه، فانتسابهم إليه غير صحيح.]
يقول الشيخ: حماد بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي: {1418:ت} في كتابه " أبو الحسن الأشعري وعقيدته:
رجوع أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى عقيدة السلف:
قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571ه في كتابه (التبيين):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحاق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة: إن أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً وأنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة، وكان لهم إماماً ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة، وقال: معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده، كما انخلعت من ثوبي هذا، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ودفع الكتب إلى الناس، فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريباً إن شاء الله: فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحلوه واعتقدوا تقدمه واتخذوه إماما حتى نسب مذهبهم إليه فصار عند المعتزلة ككتابيٍ أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة.
وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة، فهم يشنعون عليه وينسبون إليه الأباطيل وليس طول مقام أبي الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة، مما يفضي به إلى انحطاط المنزلة، بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة، لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر، وبتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر، فاستراحة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هارون بن موسى الأعور.
وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو، وناظره إنسان يوماً في مسألة فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت فقال له هارون فبئس ما صنعت فغلبه هارون في هذا. واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة - سيفاً مسلولاً ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف، فزاده حجة وبياناً، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به وليس له في المذهب أكثر من بسطه وشرحه كغيره من الأئمة.
وقال أبو بكر بن فورك: رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة 300ه.
وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوفى سنة 681ه قال في (وفيات الأعيان) الجزء الثاني صفحة 446: كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب.
ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774ه.
قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة 187:"إن الأشعري كان معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم ".
ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الشهير بالذهبي المتوفى سنة 748 قال في كتابه (العلو للعلي الغفار):
"كان أبو الحسن أولاً معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة، ووافق أئمة الحديث، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها - لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله".
وممن قال برجوعه تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة 771ه قال في طبقات الشافعية الكبرى، الجزء الثاني صفحة 246: أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار للمعتزلة إماماً فلما أراده الله لنصرة دينه وشرح صدره لاتباع الحق غاب عن الناس في بيته، وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 799ه قال في كتابه (الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب) صفحة 193: كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزلياً، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق، ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره، فكان ذلك والحمد لله تعالى.
ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى الحنفي المتوفى سنة 1145ه قال في كتابه (إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين) الجزء الثاني صفحة 3. قال: أبو الحسن الأشعري أخذ علم الكلام عن الشيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة. ثن فارقه لمنام رآه، ورجع عن الاعتزال، وأظهر ذلك إظهاراً. فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني، أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن، وإن الله لا يرى بالدار الآخرة بالأبصار وإن العباد يخلقون أفعالهم.
وها أنا تائب من الاعتزال معتقداً الرد على المعتزلة، ثم شرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم.
ثم قال: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:
أولها حال الانعزال التي رجع عنها لا محالة.
والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك [2].
والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً.
وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لا شك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم.
ويقول الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني البغدادي الطرابلسي الحسيني القاهري المصري: {1354:ت} في "تفسير المنار":
وَقَدْ رَجَعَ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ شَيْخُ الْمُتَكَلِّمِينَ وَالنُّظَّارِ إِلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ فِي نِهَايَةِ أَمْرِهِ، وَصَرَّحَ فِي آخِرِ كُتُبِهِ وَهُوَ (الْإِبَانَةُ) بِذَلِكَ، وَأَنَّهُ مُتَّبِعٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ شَيْخِ السُّنَّةِ وَالْمُدَافِعِ عَنْهَا رَحِمَهُمُ اللهُ أَجْمَعِينَ.
وفي تفسير الآية (7) من سورة آل عمران يقول:
وَالسَّلَفُ الْأَثَرِيُّونَ يَقُولُونَ: لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ صِفَاتِ اللهِ - تَعَالَى - الَّذِي أَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ. وَإِنَّمَا هَذَا خِلَافٌ فِي التَّنْزِيهِ وَفِي كَوْنِ كُلِّ مَا جَاءَ عَنِ اللهِ فِي ذَلِكَ حَقٌّ، وَلَوْلَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ انْقَسَمُوا إِلَى مَذَاهِبَ عَنَى أَهْلُ كُلِّ مَذْهَبٍ مِنْهَا بِإِثْبَاتِ مَذْهَبِهِمْ وَتَأْيِيدِهِ وَإِبْطَالِ مُخَالِفِهِ وَتَفْنِيدِهِ لَزَالَ هَذَا الْخِلَافُ وَعَرَفَ الْأَكْثَرُونَ الْحَقَّ صُورَةً وَمَعْنًى حَتَّى لَا يُشَنِّعَ أَشْعَرِيٌّ عَلَى حَنْبَلِيٍّ وَلَا أَثَرِيٌّ عَلَى نَظَرِيٍّ ; وَلِذَلِكَ تَرَى مُحَقِّقِي الْمُتَكَلِّمِينَ رَجَعُوا فِي آخِرِ عَهْدِهِمْ إِلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ. وَبِذَلِكَ صَرَّحَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ فِي (الْإِبَانَةِ) وَأَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ فِي (إِلْجَامِ الْعَوَامِّ عَنْ عِلْمِ الْكَلَامِ) وَغَيْرِهِ مِنْ كُتُبِهِ الَّتِي أَلَّفَهَا فِي آخِرِ حَيَاتِهِ.اهـ
ويقول شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن تيمية الحنبلي الدمشقي: {728:ت}:
وَأَنَا قَدْ أَحْضَرْت مَا يُبَيِّنُ اتِّفَاقَ الْمَذَاهِبِ فِيمَا ذَكَرْته وَأَحْضَرْت (كِتَابَ تَبْيِينِ كَذِبِ الْمُفْتَرِي فِيمَا يُنْسَبُ إلَى الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - تَأْلِيفُ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -. وَقُلْت: لَمْ يُصَنَّفْ فِي أَخْبَارِ الْأَشْعَرِيِّ الْمَحْمُودَةِ كِتَابٌ مِثْلُ هَذَا، وَقَدْ ذَكَرَ فِيهِ لَفْظَهُ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ " الْإِبَانَةِ ".
ويقول الشيخ ويقول الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا بن علي خليفة القلموني البغدادي الطرابلسي الحسيني القاهري المصري: {1354:ت} في "مجلة المنار": عن الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتابه نقلاً عن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني:ما نصه بحروفه: (فإن قال
قائل قد أنكرتم قول المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والحرورية، والرافضة،
والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون- قيل له: قولنا الذي
به نقول، وديانتنا التي بها ندين التمسك بكتاب الله، وسنة نبيه- صلى الله عليه
وسلم - وما روي عن الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث؛ فنحن بذلك معتصمون،
وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل - نضر الله وجهه - قائلون، ولمن خالف قوله
مجانبون؛ لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور
الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به المبتدعين؛ فرحمة الله عليه من إمام مقدم
وكبير مفهم وعلى جميع أئمة المسلمين) مجلة المنار ج 8 صـ 614
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 06:11]ـ
بار الله فيك أبا الفداء ..
والصواب بقاء أبي الحسن على الكثير من أصول مذهب الأشاعرة في طوره الأول ...
وغالب ما في الإبانة لا ينكره أشاعرة الطور الأول ...
وإنما أتي من ظن رجوع الأشعري رجوعاً تاماً من جهتين:
1 - الإجمال في عبارة الأشعري عن رجوعه.
2 - المباينة بين مذهب الأشاعرة في طوره الاعتزالي الأخير وبين مافي الإبانة .. ولو وضعت الإبانة في سياق المذهب الأشعري في طوره الأول لوجد أن الأمر قريب ..
وراجع لزوماً: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للمحمود.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 06:17]ـ
بار الله فيك أبا الفداء ..
والصواب بقاء أبي الحسن على الكثير من أصول مذهب الأشاعرة في طوره الأول ...
وغالب ما في الإبانة لا ينكره أشاعرة الطور الأول ...
وإنما أتي من ظن رجوع الأشعري رجوعاً تاماً من جهتين:
1 - الإجمال في عبارة الأشعري عن رجوعه.
2 - المباينة بين مذهب الأشاعرة في طوره الاعتزالي الأخير وبين مافي الإبانة .. ولو وضعت الإبانة في سياق المذهب الأشعري في طوره الأول لوجد أن الأمر قريب ..
وراجع لزوماً: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للمحمود.
أخي الجليل هل هذا الكتاب على الشبكة حتى نرى ما قد جعلته لزاماً علينا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 06:30]ـ
نعم تجده في صيد الفوائد ...
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 06:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهاكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
فقد قال في رده على فخر الدين الرازي: ( ... وهذا الكتاب الذي صنفه الرازي على عادته وعادة أمثاله من المتفلسفة والمتكلمين في تصنيف الكتب لعظماء الدنيا من الملوك والوزراء والقضاة والأمراء وذويهم ليُنفقوا بجاه هؤلاء كلامهم حقاً كان أو باطلاً وسواء قصدوا به وجه الله أو قصدوا به العلو في الأرض أو الفساد وكان ملك الشام ومصر في زمانه الملك العادل أبو بكر بن أيوب فصنفه وأهداه له ظناً أنه بجاهه ينتشر واعتقاداً فيه أنه يختار مذهب أهل النفي ولم يكن الملك من هؤلاء النفاة كما أخبر بذلك عنه ابنه الأشرف وغيره بل ظهر من سيرته ما يدل على محبته وتعظيمه لأهل الإثبات والله أعلم بحقيقة ما له في الدقائق المشكلات والمعروف عنه وعن أهل بيته من تعظيم الحديث
وأهله والقيام بإحياء ذلك ينافي الطريقة التي نصرها الرازي في " تأسيس تقديسه " وإن كان في اهل بيته من يميل إلى النفي ومنهم من يميل إلى الإثبات فلعله كان في بعض حاشيته من يميل إلى النفي وكان للرازي من الشهرة ما أوجب استعانة النفاة به والله أعلم بأمثال هذه الأحوال) إهـ. بيان تلبيس الجهمية (1/ 12) للشيخ الإسلام ابن تيمية
فهذا كلام ابن تيمة رحمه الله ونريد منكم التعليق عليه وبالتحديد بيان حال صلاح الدين الأيوبي رحمه الله في هذا الموضوع.
ملاحظة صلاح الدين رحمه الله قد توفي قبل أن يؤلف الرازي كتابه وهذا لا يهم لأن سؤال عن حال صلاح الدين رحمه الله بالتحديد.
أخي الفاضل لقد وقعت في وهم، فكلام شيخ الإسلام ليس عن صلاح الدين الأيوبي بل عن أخيه
قال في (وفيات الأعيان - (ج 5 / ص 74)
(لملك العادل ابن أيوب
أبو بكر محمد بن أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان، الملقب بالملك العادل سيف الدين، أخوه السلطان صلاح الدين، رحمهما الله تعالى)
وقال ابن خلكان في (وفيات الأعيان - (ج 5 / ص 76)
كان ملكاً عظيماً ذا رأي ومعرفة تامة قد حنكته التجارب، حسن السيرة جميل الطوية، وافر العقل، حازماً في الأمور صالحاً محافظاً على الصلوات في أوقاتها، متبعاً لأرباب السنة مائلاً إلى العلماء، حتى صنف له فخر الدين الرازي كتاب " تأسيس التقديس " وذكر اسمه في خطبته وسيره إليه من بلاد خراسان وبالجملة فإنه كان رجلاً مسعوداً)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 06:42]ـ
إخواني الكرام جزاكم الله خير أجمعين على هذه المشاركات الطيبة ونفع الله بكم
------------
أخي الكريم أبو عبد الرحمن بن ناصر وفقك الله تعالى:
وأنا أعرف أن كلام شيخ الإسلام رحمه الله ليس المقصود به صلاح الدين
لذلك قلت في كلامي: (إخواني الكرام سوف أضع لكم كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله يتكلم فيه عن حال الأيوبيين ويذكر أن منهم من كان على عقيدة أهل الإثبات ومنهم من كان على عقيدة الأشاعرة النفاة في موضوع الأسماء والصفات.
وقصدي من هذا أن أعرف هل كان القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله من أهل الإثبات أو النفاة فقد حيرني هذا الموضوع لأن بعض الناس يقول أن صلاح الدين رحمه الله كان من الأشاعرة الذين ينفون الصفات ولم يكن على عقيدة أهل السنة والجماعة ونريد منكم التفصيل جزاكم الله خير الجزاء) إهـ
وزيادة في التأكيد قلت في أخر سؤالي: (ملاحظة صلاح الدين رحمه الله قد توفي قبل أن يؤلف الرازي كتابه وهذا لا يهم لأن سؤال عن حال صلاح الدين رحمه الله بالتحديد) إهـ
وعلى كل حال جزاك الله خيراً على الفوائد التي وضعتها لنا نفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 02:48]ـ
بار الله فيك أبا الفداء ..
والصواب بقاء أبي الحسن على الكثير من أصول مذهب الأشاعرة في طوره الأول ...
وغالب ما في الإبانة لا ينكره أشاعرة الطور الأول ...
وإنما أتي من ظن رجوع الأشعري رجوعاً تاماً من جهتين:
1 - الإجمال في عبارة الأشعري عن رجوعه.
2 - المباينة بين مذهب الأشاعرة في طوره الاعتزالي الأخير وبين مافي الإبانة .. ولو وضعت الإبانة في سياق المذهب الأشعري في طوره الأول لوجد أن الأمر قريب ..
وراجع لزوماً: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للمحمود.
هل معنى ذلك أن أبي الحسن الأشعري لم يكن على نهج أهل السنة في كتاب الإبانة؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 08:01]ـ
طيب يااخوة دائماً نسمع من المشايخ عند الحديث عن بعض الاعلام الذين كانوا اشاعرة يقولون مجتهد و هي زلة.
اذن لماذا لانعذر الاشاعرة المعاصرين بأنهم مجتهدين وزلوا في الصفات أم ننتظر حتى يتوفاهم الله ثم نعذرهم بالاجتهاد؟
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 01:49]ـ
الاخ ابو ممدوح السلام عليكم
من قال ذلك من المشايخ , هل من الممكن ان تذكر لنا بعض الامثلة وجزاك الله خيرا.(/)
(( ... الصحوة وفقه الواقع .... عود على بدء ... ))
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 03:16]ـ
يتفق أهل الفقه والفكر على "ركنية فقه الواقع" لدى أي باحث أو فقيه أو مفكر للوصول لحكم موضوعي للمسألة أو القضية المراد بحثها، واتخاذ موقف شرعي أو فكري إزاءها، وفي الشأن الفقهي تبرز القاعدة الفقهية الشهيرة (الحكم على الشيء فرع عن تصوره)، وقد أوضح علماء الأصول في كتبهم أهمية هذا الأمر للفقيه والمفتي.
ومصطلح "فقه الواقع"، وإن كانت مضامينه أصيلة في كتب الفقهاء وفي عرف العلماء والمفكرين، إلا أنه برز في محيط الصحوة الإسلامية مع محاضرة (فقه الواقع) للشيخ د. ناصر العمر، والتي طبعت بعد ذلك في كتاب، وقد أجلب المخالفون على الشيخ بخيلهم ورجلهم عقب هذه المحاضرة، متهمين الشيخ العمر، بوصف كبار العلماء آنذاك بالبعد عن تصور الواقع السياسي والثقافي الذي تعيشه الأمة.
وبعيداً عن الغوص في أحداث تاريخية قد يكثر الجدل حولها دون طائل، فإن الملاحظ أن هذا الركن الركين في الحكم على أي قضية شرعية أو سياسية أو ثقافية، قد بدأ يعلوه الغبار بفعل الأحداث العاصفة فكرياً وثقافياً وأمنياً التي مرت بها البلاد خلال العقد الأخير، ويظهر لي أن الحاجة ماسة اليوم لنفض الغبار عن هذا المفهوم الأصيل، وهو "فقه الواقع"، فالمسيرة الدعوية والإصلاحية لا يمكن أن تحقق أهدافها الكبرى دون أن تأخذ باعتبارها ركنية فقه واقعها السياسي والاقتصادي والثقافي.
وعند التأمل ومحاولة تحليل أسباب هذا الخلل، ظهر لي أن ثمة عاملين مهمين أفرزا هذا الخلل في فقه واقع الأمة:
العامل الأول: التقصير في الأخذ بالأسباب المعينة على فقه واقع الأمة
ظل التيار السلفي المحلي يعاني ضموراً في فقه واقع الأمة السياسي والثقافي، فاتخاذ موقف شرعي من قضية الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، استند إلى "ظواهر" الحدث، مما أفرز تبسيطاً للموقف الشرعي، فالمسألة غير عويصة بالنسبة لكثير من الفضلاء، فالقضية واضحة وضوح الشمس ... دولة ملحدة كافرة تغزو دولة مسلمة، وبالرجوع لمصنفات الفقه الإسلامي، فالحكم الشرعي بدهي ولا يحتاج للكثير من التأمل، فتم اتخاذ قرار دعم الأفغان بالأموال وحث الشباب على الذهاب للجهاد، وهكذا اصطفت البنادق السلفية بأنواعها في صف واحد مع المعسكر الغربي ضد المعسكر الشرقي في أوج الحرب الباردة، ولا مجال للزعم هنا بأن ما حدث كان عبارة عن "تقاطع مصالح" بين السلفيين ومعسكر الغرب، فوتيرة الأحداث بعد ذلك أظهرت أن التيار السلفي برموزه العلمية والجهادية كان يدور في دائرة "المفعول به".
وليس ثمة إشكال في أصل نصرة أي بلد مسلم يستباح من الغزاة، فهذا أيضاً لا غبار عليه، بل إن هذا هو المتعين، ولكن الرؤية التبسيطية للحدث والغفلة عن فقه واقع صراع الدول العظمى آنذاك، والجهل بالخلفيات والبواعث التي كانت تحرك قادة الأحزاب الأفغانية، والنظر في جدوى ذهاب الشباب لجبهات القتال، أفرز توصيفاً خاطئاً للواقع، وأخطاء فادحة في صياغة الموقف الشرعي للحدث، ولهذا وقع التيار السلفي التقليدي في التناقض لدى العامة، عندما اختلفت مواقف رموزه تجاه الاحتلال الغربي لأفغانستان.
وفي المواقف الشرعية عموماً من النظم العربية المعاصرة، والهيئات الدولية، والأحزاب السياسية، ظل الضمور كامناً في الرؤية السلفية التقليدية لواقع الأمة السياسي والثقافي، فمتى يدرك فضلاؤنا أن اتخاذ أي موقف شرعي من نظام سياسي أو تيار فكري أو منظومة ثقافية، لا يكفي فيه قراءة العناوين الكبرى، والشعارات المرفوعة، وترحيل الفتاوى والأقوال الفقهية من أزمنة سالفة تختلف عن واقعنا اختلافاً جوهرياً.
متى يدرك السلفيون أنهم مع حاجتهم ـ ولا شك ـ لكتب السياسة الشرعية، فهم بحاجة كذلك للإطلاع على كتب فكرية وسياسية واقتصادية كتبها متخصصون في هذه العلوم، وليس المقصود جعل هذه الكتب مصدراً وحيداً للمعرفة أو التأثر بخلفيات كتّابها الفكرية ولكن المقصود أن الإطلاع على مصادر متنوعة في المعرفة سوف يكون ولاشك مغذيّا رئيساً لصياغة رؤية شرعية موضوعية للقضايا والأحداث مع التأكيد على ضرورة التسلح بالعلم الشرعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المناخ الثقافي المحلي، أفرز هذا الضمور تبسيطا وتسطيحاً لمفاصل الخلاف مع التيار الليبرالي، فأصبحت "قيادة المرأة للسيارة"، والقول بجواز "كشف المرأة لوجهها" معلماً من معالم العلمنة في العقل الجمعي السلفي، وأذكر أني استمعت لشرح أحد شيوخنا للعقيدة الطحاوية، فذكر فيها أن القول بجواز كشف المرأة لوجهها من علامات دعاة السفور، ولست أنكر هنا أن التيار الليبرالي حاول تنفيذ مخططاته التغريبية عبر بوابة (الخلاف الفقهي)، كما أني قد أعتذر لهذا الشيخ الفاضل، بأنه أراد بكلامه ظرفاً زمنياً محدداً، كانت الحناجر التي ترفع مثل هذه الأقوال، حناجر ليبرالية، كما أني أتفهم كذلك أن يكون ثمة مواقف ممانعة مشكورة ومطلوبة تجاه هذه القضايا، ولكن ثمة فرق جوهري بين أن أقف موقفاً شرعياً مصلحياً من قضايا فقهية معينة، كالقول بمنع قيادة المرأة للسيارة أو منع كشف الوجه، وبين أن أجعل هذه الأقوال الفقهية المعتبرة عند جمهور الفقهاء (مفصلاً عقدياً ومنهجياً) بيننا وبين القائلين بها، وأربّي شباب الصحوة في درس علمي خاص على هذا التصور الخاطئ، ولعل هذا الإشكال لا ينحصر في عدم فقه الواقع بل يتجاوزه إلى مشكل علمي منهجي.
ذكر لي أحد الشيوخ، أنه صلى في بعض المساجد التي شهدت خطباً رنانة، ودعوات من منبر الجمعة ضد أشخاص أكاديميين بأعيانهم، بوصفهم رموز التغريب والفساد عقب أحداث دمج رئاسة البنات مع وزارة التربية والتعليم، ومرة أخرى ليس الإشكال في مبدأ الاعتراض على قرار كهذا أو الاحتجاج عليه، ولكني أجزم أن الخصوم لو طالبونا ببرهان أو مستند أو إثبات لاتهام فلان من الناس بأنه علماني، لما وجدنا سوى تأييده لدمج الرئاسة مع الوزارة أو إدخال الموسيقى في محفل تربوي أو تأييده لقيادة المرأة للسيارة.
وقبل أن أغادر هذه النقطة أعيد التنبيه أنه لا يخفى على المطلع وجود تيار ليبرالي يسعى للتغريب، ولهذا التيار رموزه الذين أظهر الكثير منهم منطلقاتهم الفكرية عبر كتب ومقالات فهؤلاء لا شك في وجوب الوقوف في وجه مخططاتهم التي تستهدف دستور البلد المعلن، وهو الشريعة الإسلامية، ولكن الحديث هنا عن العجلة في رمي شرائح من المثقفين والأكاديميين والإداريين بالعلمنة والتغريب بسبب عدم استقامتهم ظاهرياً والميل لبعض القضايا والمسائل التي لا تُعد مفصلاً عقدياً وفكرياً، وهذا الموقف قد يولّد ردة فعل تجاه الإسلاميين، تقذف بهؤلاء إلى ضفة التيار الليبرالي.
ـ العامل الثاني: ضغوط الواقع تفرز خللاً في فهمه
يسر الله لي أن أحضر محاضرة، ألقاها أحد المشايخ في قاعة جامعية عن الحوار الوطني، وقد ذهب الشيخ في تحليله لأسباب النظرة السلفية السلبية تجاه مصطلح "الوطنية" إلى الصدام التاريخي السياسي والثقافي الملتهب الذي شاع في المنطقة العربية في الستينات بين القوميين والإسلاميين، ورأى الشيخ أنه ليس ثمة حرج في الدعوة إلى الوطنية مستدلاً بأحاديث الإحسان إلى الجار، وما نص عليه الفقهاء من أولوية فقراء البلد بأموال أغنيائه، كما في حديث معاذ عندما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن.
ومع قناعتي بأن محبة الأوطان التي ينشأ فيها الإنسان مركوز في فطرته، والسيرة تشهد بشواهد على ذلك، فقد أصابت الحمى المهاجرين بعد هجرتهم للمدينة، فكان بعضهم كأبي بكر وبلال رضي الله عنهما، ينشد الأشعار في جبال مكة وشعابها شوقاً إليها، كما أن مجرد الانتساب إلى بلد معين لا إشكال فيه، فقد كان هذا موجود عند السلف بلا نكير، بل سبق أن ذكرت في مقال سابق، أن ليس ثمة محذور شرعي من التعاون بين أهل السنة ومخالفيهم من أهل البلد، لتنمية بلدهم والسعي في تحقيق ما كفلته الشريعة للجميع من حفظ أمنهم ورقي اقتصادهم، سيما والجميع يعيش في ظل كيان دستوره المعلن هو الشريعة الإسلامية وهذه نعمة كبرى يختص بها الإسلاميون في بلاد الحرمين دون غيرهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن تحليل الشيخ المحاضر للموقف الإسلامي الحاد في الماضي والحاضر تجاهها، حوى كثيرا من التبسيط، فمصطلح "الوطنية"، حديث، وفد على المسلمين خلال القرن الماضي من الغرب، وله محدداته وقواعده، التي تتجاوز ما ذكره الشيخ عن إحسان المرء إلى جيرانه أو دفع الزكاة لفقرائها، وعندما يريد أي باحث متجرد أن يقيّم مصطلحاً وافداً عليه أن يراجع تاريخ هذا المصطلح ومحدداته وقواعده التي اتفق حولها المهتمون والمختصون، لئلا تدفعه ضغوط الواقع لـ"أسلمة"، مصطلح لا توجد صورته إلا في ذهن قائله، وأما المتخصصون في علوم السياسة والعلوم الإنسانية عموماً، وطبيعة الخطاب الإعلامي السائد في المجتمع فيطرحه بصورة مغايرة تماماً، وطبقاً لما جاء به سدنته من إعلاء الرابطة القطرية على كل الروابط الدينية، وعندها يتم تسيير الجماهير خلف الخطاب الإعلامي السائد بعيداً عن الفهم الخاص للمصطلح الذي يطرحه هذا الداعية أو ذاك، ومع تسليمنا بأثر الصراع السياسي بين القوميين والإسلاميين في الستينات في إذكاء الصراع، إلا أن قصر الموقف السلفي على هذا العامل حوى كثيرا من التبسيط، وفي ظني أن ضغوط الواقع وخصوم اليوم الذين يمعنون في اتهام الدعاة بعدم الإخلاص لأوطانهم ساهم في تشكيل هذه النظرة التبسيطية للموقف الإسلامي.
ومن صور تأثير ضغوط الواقع في فقهه، ما كتبه أحد الدعاة عن محاسن الدول الغربية، مثنياً على ما اسماه "تداول السلطة" عندهم، منكراً أحوال الكثير من البلاد العربية، التي ما أن تنام على نبأ انقلاب حتى تستيقظ على نبأ انقلاب آخر، وعند التأمل في خطاب هذا الداعية المرئي والمسموع إزاء الأوضاع السياسية في بلده العربي، تجد أن الرجل أبعد ما يكون عن هذه المحاسن التي غرد بها، بل إن مواقفه في كثير من الأحيان كانت تطبيلاً للوضع السائد، وتغريداً بمحاسنه، وعندها تظهر المفارقة بجلاء لكل متابع حصيف.
في بعض الأحوال، تلحظ نقاشاً محتدماً هنا أو هناك حول قضايا متنوعة في الفقه والثقافة والسياسة، وربما كانت المنطلقات الشرعية والفكرية واحدة أو متقاربة، ولكن الاختلاف بين المتحاورين في فهم الواقع، يفرز حالة مأساوية من الجدل العقيم "وحوار الطرشان"، ولهذا تصبح مهمة فقيه الواقع الحصيف أن يجلّي الواقع للبعيدين عن فهمه، بل إن هذا ينبغي أن يكون منهجاً عاماً في دروسه ومقالاته ومجالسه.
فإذا كانت المنطلقات الشرعية متقاربة، فعموم المتلقين سيلتقون معه في موقف موحد بلا توجيه مباشر وهذا أقوى في التأثير وغرس القناعات، أما إني لا أزعم عدم وجود إشكالية منهجية لدى فئات من طلبة العلم تشكل حجاباً ولو بحسن نية عن فقه واقع الأمة، وتفكيك هذه الإشكاليات يحتاج لوقفات طويلة.
والغرض من هذه الوقفات، إن يسر الله الكتابة عنها، ليس الخوض في جدال ونزال فقهي وفكري، قد يورث إحناً وبغضاء، فإني أحسب أن هذا الطوفان الإعلامي والثقافي، كفيل بتهميش تأثير هذه الفئة من طلبة العلم بعد سنوات قليلة والعلم عند الله، ولكننا نحتاج لهذه الوقفات والنقاشات لتدارك ردة فعل معاكسة في الاتجاه من قبل عموم المجتمع، قد يقذف بشعبية التيار الإسلامي إلى أسفل القائمة، ونحتاج أيضاً لهذه الوقفات والمراجعات لإضاءة الطريق لجيل سلفي فتيّ يجمع بين سلاح العلم الشرعي، وفقه واقع أمته.
عبدالرحيم التميمي _ مجلة العصر
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 03:28]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ....
و خال أن السبب في عدم اهتمام بعض العلماء و طلبة العلم بفقه الواقع, هو خطأ تصور معنى فقه الواقع أو أنهم يعيشون في غير زمانهم ... و الله الموفق
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:24]ـ
شكراً لك أخي الفاضل (عبد الرحيم التميمي)
لماذا لا تضع مقال (سفر الحوالي ... والمهمة المنتظرة داخل البيت السفلي) على طراريس المجلس
أظنّه مكمّلاً للقضية؟!
أحبكم الله
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 06:17]ـ
الفقه للواقع مبدأ مهم .... ولكن لما جاء من طرف غير مرضي عنه صار مرفوضا ...
ولكن أليس فقه الواقع مصطلح معاصر نحتاج لبيان معناه لكي نتمكن من الحكم عليه من الجهة الشرعية؟
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 10:47]ـ
الأخ الشريف اليماني:
ما تفضلت بذكره يأتي من ضمن أسباب قلة الاهتمام بفقه الواقع , وإن كنت أعتقد بوجود أسباب أخرى منهجية وتاريخية كانت سبباً لضعف الاهتمام به , وعموماً يكفينا أن نلفت الانتباه لأهمية فقه واقع الأمة , جزيت خيراً.
الأخ ريحانة المجلس العلمي طالب الإيمان:
مقال " الشيخ سفر الحوالي والمهمة المنتظرة في البيت السلفي" قد تدخلنا مع بعض الفضلاء هنا في نقاشات حول مواضيع جانبية في تقييم الدعاة والتيارات الدعوية , ومثله فعلت في مقال "عندما يرسخ الشيخ الفاضل الاستعباد" الذي نقله الأخ الكريم الخالدي , أما موضوعنا هذا فمن المفترض أن يكون أمراً مسلماً به في الجانب النظري على الأقل ابتداء عند الغالبية, ودائرة النقاش قد تتسع في بحث الآليات الموصله لفقه الواقع , سعيد بمرورك أخي الكريم.
لي عودة للأخ ابن رشد إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[26 - Aug-2008, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم. الأخ عبدالرحيم لك مني تحية ولجيمع الأخوة القراء وبعد, كتبتب بارك الله فيك موضوع فقه الواقع واشدت في هذا الموضوع واعتذت لكاتبه بعذر من عندك وأقول وبالله استعين إن مسألت فقه الواقع التي جاء بها بعض الدعاة سددهم الله مسألة تستوجب الوقوف عندها وفك تلك الأغلال المستعصية في داخلها لقد عاشت بلاد الحرمين حقبة من الزمن ولا زالت ولله الحمد تعرف لإهل العلم قدرهم وفضلهم ومكانتهم وتنزلهم منزلتهم لكن بعد احداث الخليخ المرة خرج دعاة بثوب جديد لم تعهد لبسه هذه البلاد ولم يعرف من أين جاء لكن تبين فيما بعد وهوا مسألة فقه الواقع والذي يعنون بفقه الواقع هوا (الواقع السياسي) ومصدر هذا الواقع هي المجلات والجرائد والصحف الغربية والكتاب الذي يعيشون في دول الكفر الذي لا شغل لهم إلا تسليط اقلامهم على كل نازله في بلاد المسليمن ولم يلتفتوا لقوله تعالى (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) لإن لا فقه لهم بشرع الله إلا ما رحم ربك وخرجت مسألة فقه الواقع كما أسلفت في وضع مضرب في بلاد الحرمين بعد الإستعانة التي اجمع عليها علماؤنا الأفذاذ لصد عدوان المعتدين. ومعنا فقه الواقع الذي خرج به بعض الدعاة هوا (أن علماؤنا في هذه البلاد لا يفقهون الواقع السياسي) ولهذا يفتون على حسب تصورهم وأنهم مغيبون كما زعموا ومن نتائج هذا الفقه المزعوم تجرء شباب أحداث على عمائهم والله المستعان وهذه المسألة اصبحت واضحه جلية لمن بصره الله بحال القوم وأنا أنصح بقرائة رسالة لشيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان بعنوان (فقه الواقع وتجديد الخطاب الديني) لقد بسطها شيخنا بسطاً يثلج صدور أهل السنة ويبصر المخالف إن أراد الله هدايته إلى جادة الصواب. واسأل الله أن يوفقنا وإخواننا لك خير وأن يجنبنا مسالك الفتن.(/)
للنقاش (6): ما الدليل على كروية (الأرض)؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة المجلس
أنا لم أقتنع بكروية الأرض.
فهلّا أتحفتمونا بالأدلة؟
وحياكم الله
ـ[أبو المحاسن الأندلسي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:28]ـ
أتريد الدليل من مصادر العلوم الكونية أم الشرعية.؟؟؟ (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) و حياكم الله.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:37]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=72769&highlight=%D3%CA%ED%DD%E4
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 09:09]ـ
وما الدليل على "أن السماء فوقنا والأرض تحتنا"؟
أردت فقط أن أشير إلى أن هذا الأمر أصبح من الأخبار المقطوع بصدقها، ولكثرة الشواهد المحسوسة ربما اقترب من التصديق الضروري والبديهيات.
دليل حسي:
في الخسوف الأخير للقمر مساء السبت منتصف شعبان الموافق لـ 16/ 08/2008 لفت انتباهي دليل حسي مهم على كروية الأرض، وهو ظلها المنعكس على القمر؛ ومعلوم أن الخسوف يحدث حينما يمر القمر في ظل الأرض فتحجب ضياءه كليا أو جزئيا. ويظهر جليا أن هذا الظل بشكل دائري، وهو جزء من الظل الكروي للأرض.(/)
شبهات الغلاة في التكفير (الحلقة الثانية) للشيخ محمد حاج عيسى
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:36]ـ
المصدر
http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=76&Itemid=21 (http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=76&Itemid=21)
شبهات الغلاة في التكفير (الحلقة الثانية)
بقلم: محمد حاج عيسى
الشبهة الرابعة: عدم التفريق بين المسلمين والمشركين الأصليين
ومن الشبه التي يتمسك بها المخالفون عدم التفريق بين
المسلمين الواقعين في الشرك والمشركين الأصليين، وقياسهم عليهم في عدم العذر بالجهل.
وخلاصة هذه الحجة عندهم أن الله تعالى وصف المشركين بالشرك قبل قيام الحجة الرسالية في نصوص كثيرة كقوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) [التوبة:6] فوصفه بالشرك قبل أن يسمع كلام الله تعالى الذي تقوم به الحجة، وقال: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) [البينة:1] فوصفهم بالشرك قبل أن تأتيهم البينة.
ويعللون عدم قيام الحجة عليهم بهذه الظواهر إضافة إلى ما هو متقرر معروف من أن النبي صلى الله عليه و سلم أرسله الله تعالى بعد فتور الرسالات قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [المائدة:19].
ثم انقسم هؤلاء الغلاة إلى فريقين منهم من قال بالتلازم بين الشرك والقتال إلا عذاب الآخرة فيحتاج إلى قيام الحجة، ومنهم من قال لا قتال في الدنيا ولا عذاب في الآخرة حتى تقام الحجة، إلا أنهم كفار لا يصلى عليهم ولا يصلى خلفهم ولا تناكح ولا توارث.
والجواب عن هذا من وجوه:
أولا: أن وصف الشرك الوارد في حق الكفار والمشركين الأصليين الذين لم يشهدوا لله تعالى بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه و سلم بالرسالة، لا يجوز إيقاعه على المسلمين عينا، والتسوية بين المشركين والمسلمين في الاسم (الكفر) فضلا عن الحكم (القتال والعذاب الأخروي) بين الفريقين ظلم وجور وخلاف الأدلة الشرعية، والصواب الذي تؤيدة النصوص الشرعية أن المشركين يستحقون هذا الاسم لعدم توحيدهم قبل قيام الحجة ولا يحكم عليهم بالنار إلا بعدم قيامها لصحة الحديث في امتحان أهل الفترة، وأن المسلمين الملتزمين بشريعة الإسلام إجمالا إذا وقعوا في الشرك جهلا، فهم معذورون وخطأهم مغفور لهم، ولا يصح أن يقال إنهم يمتحنون بدليل النصوص الكثيرة الواردة في العذر في حقهم، كحديث صاحب الوصية الجائرة الذي غفر الله له، ومن كان مغفورا له في الآخرة فهو مسلم في الدنيا، ولا يمكن وصفه بالشرك في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة.
والحديث خرجه البخاري ومسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِى ثُمَّ اسْحَقُونِى ثُمَّ اذْرُونِى فِى الرِّيحِ فِى الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَىَّ رَبِّى لَيُعَذِّبُنِى عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا. قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ لِلأَرْضِ أَدِّى مَا أَخَذْتِ. فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ - أَوْ قَالَ - مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ» واللفظ لمسلم.
واختلاف الحكم الأخروي من أبين الحجج على اختلاف الأحكام الدنيوية، إذ لا يدخل الجنة في الآخرة إلا مسلم في الدنيا، ولا يمتحن أحد يوم القيامة إلا لأنه لم يكن مسلما في الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: ثم إننا لا نوافق على ما يزعمه المخالفون من أن أهل الجاهلية الذي وصفوا في الشرك لم تكن الحجة قائمة عليهم وكانوا في حكم أهل الفترات، بل لم يكونوا منهم وكانت الحجة قائمة عليهم (انظر شرح مسلم للنووي 7/ 45)، وعلى ذلك دلائل منها: أن إقامة الحجة لا تحتاج إلى وجود رسول ضرورة، بل يكفى أن يوجد من يعلن بدعوته، قال الشوكاني في تفسير قوله: (وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [القصص:47]: «ومعنى الآية أنا لو عذبناهم لقالوا طال العهد بالرسل ولم يرسل الله إلينا رسولا، ويظنون أن ذلك عذر لهم، ولا عذر لهم بعد أن بلغتهم أخبار الرسل، ولكنا أكملنا الحجة وأزحنا العلة وأتممنا البيان بإرسالك يا محمد إليهم».
ومنها أنه قد كان في أهل الجاهلية من يعبد الله تعالى ولا يشرك به شيئا كزيد بن عمرو بن نفيل، فقد روى أحمد (2/ 89) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل (بلدح) وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منه وقال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه.» قال الألباني في صحيح السيرة (1/ 34) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري.
ومن الدلائل قول النبي صلى الله عليه و سلم: «أبي وأبوك في النار» وقوله: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّى أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّى فَلَمْ يَأْذَنْ لِى وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِى» وهما في صحيح مسلم، ومعنى هذا أن والديه في النار وهذا يدل على أهل الجاهلية ليسوا من أهل الفترات، لأنه قد ثبت أن أهل الفترة يمتحنون.
ومنها قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 103]. قال الطبري: وكنتم على طرف جهنم بكفركم الذي كنتم عليه قبل أن ينعم الله عليكم بالإسلام، فتصيروا بائتلافكم عليه إخوانا، ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا على ذلك من كفركم، فتكونوا من الخالدين فيها، فأنقذكم بالإيمان الذي هداكم له.
وفي الصحيح أيضاً، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: «لا ينفعه، إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين». وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة: 158.
ويلزم من يصر على قياس المسلم الذي عرضت له شبهة في مفهوم العبادة بالمشرك الأصلي ومشركي أهل الجاهلية أن يحكم على الجميع بالنار، وهذا ما التزمه بعضهم ممن لا يفرق بين أحكام الدنيا والآخرة، ولا يشترط إقامة الحجة بإطلاق، وهذا الرأي أقيس وإن كان أكثر بعدا عن الحق.
ثالثا: ولا يمنع أحد من الاستدلال بالآيات الواردة في الكفار الأصليين على فساد الشرك وبيان أسباب الكفر، فلا نزاع في إثبات كفر النوع (إلا نزاع القبوريين ولا عبرة به)، لكن النزاع في إيقاع اسم الشرك والكفر على المعين من المسلمين، لذلك فإن من لغو الكلام قول بعض الغلاة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "، ومن التلبيس التمسك بأنه استدل بها العالم الفلاني والفلاني، لأنهم استدلوا بها على فساد الكفر لا على تكفير المعين.
الشبهة الخامسة: التشكيك في إسلام الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
ولتأكيد عدم الفرق بين المشرك الأصلي وبين المسلم بحث كثير منهم حقيقة الإسلام وكيفية انتقال العبد من الشرك إلى التوحيد، فقرروا أنه لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين للدخول في الإسلام، بل لابد من تحقق شروطها وعلى رأس هذه الشروط العلم بمعناها وكذلك لابد من العمل بمقتضاها، وربما أوردوا كلاما لبعض أهل العلم يؤيدون به كلامهم كقول المودودي في المصطلحات الأربعة في القرآن (7): «إذا كان الإنسان لا يعرف ما الإله وما معنى الرب وما العبادة وما تطلق عليه كلمة الدين، فلا جرم أن القرآن يعود في نظره كلاما مهملا لا يفهم من معانيه شيئا، فلا يقدر أن يعرف حقيقة التوحيد أو يتفطن إلى ماهية الشرك، ولا يستطيع أن يخص عبادته بالله سبحانه أو يخلص دينه له». وقرروا أنه لابد من الكفر بالطاغوت لصحة الإيمان، وبناء على ذلك يقولون إن هؤلاء الذين تدافعون عنهم ولا تريدون تكفيرهم، ليسوا من المسلمين وأنه لا فرق بينهم وبين المشركين الأصليين واليهود والنصارى، لأن شهادتهم غير صحيحة لم تتوفر فيها شروط القبول.
والجواب عن هذا من وجوه:
أولا: أن اشتراط العلم بمدلول كلمة التوحيد أمر لا غبار عليه، لكن من قال إن المسلمين يجهلون معنى الشهادة جهلا تاما كما يجهلها الأعجمي الذي لا يفهم العربية، فإن فهم المعنى الإجمالي لهذه الكلمة موجود في المسلمين اليوم جميعا عربيهم وأعجميهم، من سلم من الوقوع في مظاهر الشرك ومن لم يسلم، كما أنهم ملتزمون الالتزام المجمل بالشريعة وهذا هو المطلوب للحكم عليهم بالإسلام.
ثانيا: إن جهل بعض المسلمين لبعض مظاهر الشرك أو بعض نواقض الإسلام لا يعني أنهم يجهلون مدلول كلمة التوحيد بإطلاق وأنها لا تنفعهم، كما أن عملهم بما يناقض الشريعة جهلا أو تأولا لا يعني أنهم غير ملتزمين بها، فشرط العلم متحقق في الجملة، لكن يقع التقصير في بعض جزئياته وقد تقع المخالفة العملية منهم دون شعور بمناقضة ذلك للتوحيد، لذلك يشترط أهل السنة إقامة الحجة على المعين قبل تكفيره.
ثالثا: ويقال لمن عاند في هذا ما هو حد العلم المطلوب؟ هل تقصدون أن يكون عالما بمعنى لا إله إلا الله معرفة مفصلة على نحو معرفة العلماء الربانيين، فهذا لا يقوله عاقل، ويلزم منه تكفير كثير من الغلاة في التكفير لأنهم يخطئون في تفسير كلمة التوحيد حيث يخصونها بالحاكمية، ويلزم منه تكفير جميع علماء الأشعرية الذين يفسرون كلمة التوحيد بالقدرة على الاختراع والوجود ونحو ذلك، وهذا لا يقوله أحد يدري ما يقول.
قال حافظ حكمي في شرحه لشروط لا إله إلا الله في معارج القبول (2/ 418): (ومعنى استكمالها اجتماعها في العبد والتزامه إياها بدون مناقضة منه لشيء منها، وليس المراد من ذلك عدّ ألفاظها وحفظها، فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها، ولو قيل له اعددها لم يحسن ذلك، وكم حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها والتوفيق بيد الله والله المستعان).
رابعا: لابد أن يتنبه من احتج بهذه الحجة (عدم فهم الناس لكلمة التوحيد وتحقيق شروطها) أن لازم كلامه ليس فقط تكفير من وقع في مظاهر الشرك جهلا، بل تكفير جميع المسلمين الذين لم يحققوا تلك الشروط على وفق ما يتخيله ونحو ما يتصوره، وهذا قد التزمه طوائف من الغلاة في التكفير كجماعة التكفير والهجرة وأهل التوقف والتبين، وهو لازم لغيرهم ممن قد يتبرأ منهم ويشاركهم في هذه الحجة.
خامسا: أن هؤلاء العلماء الذين أسندوا إليهم تلك المقدمات التي بنوا عليها التسوية بين المشركين والمسلمين الذين لم يحققوا العلم المفصل بمعنى الشهادتين، هل كانوا يقولون بأقوال الغلاة في التكفير على اختلاف مراتبهم في الغلو؟ الجواب:لا بلا مرية، فهذا المودودي يقول في الكتاب نفسه (11): «ومن الحق الذي لا مراء فيه أنه قد خفي على الناس معظم تعاليم القرآن، بل غابت عنهم روحه السامية وفكرته المركزية لمجرد ما غشي هذه المصطلحات الأربعة من حجب الجهل، وذلك من أكبر الأسباب التي تطرق لأجلها الوهن والضعف إلى عقائدهم وأعمالهم على رغم قبولهم دين الإسلام وكونهم في عداد المسلمين»، وقال في موضع آخر: «يجب ملاحظة قضية تكفير المسلم والاحتياط في هذه المسألة احتياطا كاملا يتساوى مع الاحتياط في إصدار فتوى بقتل شخص ما، وعلينا أن نلاحظ أن في
(يُتْبَعُ)
(/)
قلب كل مسلم يؤمن بالتوحيد ولا إله إلا الله إيمانا، فإذا صدر منه شائبة من شوائب الكفر فيجب أن نحسن الظن ونعتبر هذا مجرد جهل منه وعدم فهم وأنه يقصد بهذا التحول من الإيمان على الكفر، لأنه لا يجب أن نصدر ضده فتوى بالكفر بمجرد أن نستمع إلى قوله، بل يجب علينا أن نفهمه بطريقة طيبة ونشرح له ما أشكل عليه ونبين له الخطأ من الصواب» (نقلا عن ضوابط التكفير لعبد الله القرني 72).
سادسا: ومقصود كثير منهم من تقرير هذه المعاني اعتبار مناقشة شروط التكفير وموانعه لغوا لا معنى له لأنها بحثها إنما هو في حق المسلمين؛ وهؤلاء المختلف فيهم عندهم مشركون أصليون. ويصبح جوابهم عن قول ابن حزم مثلا في الفصل (3/ 138): «إن كل من ثبت له عقد الإسلام فإنه لا يزول عنه إلا بنص أو إجماع» هذا فيمن ثبت إسلامه وهؤلاء الذين تدافعون عنهم لم يثبت إسلامهم.
تطبيقات بعض الغلاة
بعد أن قرر صاحب المجهر (67 - 69) أن الكفر بالطاغوت شرط في الإيمان، وهذا لا خلاف فيه قال: «ويبقى سؤال أريد من أخي القارئ الإجابة عليه، وهو من لم يخلع الأنداد أو الأوثان أو عبادة الطواغيت أو ارتضى طاغوتا يسوس العباد ويحكم فيهم بما شاء من تشريعات وأحكام دون الله ورسوله صلى الله عليه و سلم فهل هذا كفر بالطاغوت أم آمن به؟».
وينبغي التنبه إلى أنه قال هذا في بحث كيفية انتقال العبد من الشرك إلى الإسلام، لا في بحث النواقض أو أسباب الردة، وأهل الغلو عموما يخلطون في هذا الباب خلطا عظيما بين الأمرين، وعلى قول صاحب المجهر فإننا إذا دعونا نصرانيا أو وثنيا إلى الإسلام فإنه لا يكون مسلما حتى يكفر بالأنظمة الحاكمة في البلاد الإسلامية جميعا، فإن أبى لم تنفعه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لست ألزمه هذا فقد صرح بنحوه في الصفحة (72). والذي يدفعهم إلى مثل هذا الخلط والتزام هذه اللوازم، هو ذاك السؤال الذي لم يجدوا له جوابا مقنعا، كيف تجعلون من أتى بالشهادة ومن لم يأت بها من اليهود والنصارى والمشركين سواء؟
وصاحب المجهر بحث في أحكام الردة وفاته من نصوص الفقهاء قولهم: «وَإِذَا صَلَّى الْكَافِرُ أَوْ أَذَّنَ حُكِمَ بِإِسْلَامِهِ أَصْلِيًّا كَانَ أَوْ مُرْتَدًّا وَسَوَاءٌ صَلَّى جَمَاعَةً أَوْ فُرَادَى بِدَارِ الْإِسْلَامِ أَوْ الْحَرْبِ».
وكذلك حقق مذهب ابن عبد الوهاب وفاته قول عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في مصباح الظلام (52 - 53): «وإنما تكلم الناس في بلاد المشركين الذين يعبدون الأنبياء والملائكة والصالحين، ويجعلونهم أندادا لله رب العالمين، أو يسندون إليهم التصرف والتدبير كغلاة القبوريين، فهؤلاء تكلم الناس في كفرهم وشركهم وضلالهم، والمعروف المتفق عليه: أن من فعل ذلك ممن أتى بالشهادتين يحكم عليه بعد بلوغ الحجة بالكفر والردة ولم يجعلوه كافرا أصليا».
الشبهة السادسة: عدم تأثير الجهل في أحكام الردة
من شبهات نفاة العذر بالجهل إيرادهم كلام بعض أهل العلم المتأخرين في باب الردة، حيث لم يذكروا إقامة الحجة، وذكروا الاستتابة بعد الحكم بالردة، ومن اعتمد الشبه السابقة مع هذه متناقض، إلا أن يقول إنما نذكر هذا جدلا أي إذا سلمنا لكم أن هؤلاء الواقعين في الشرك كانوا مسلمين فهم واقعون في أسباب الردة وهذه لا يعتبر فيها عارض الجهل، لأنه لا معنى للحديث عن ردة من لم يثبت إسلامه عنده، وإني أعلم علم اليقين أن بعضهم إنما يتصيد أي كلام فيه نفي العذر بالجهل ولا يشعر أن الكلام الذي ينقله يدفع بعضه بعضا.
الجواب وعن هذه الشبهة من وجوه:
أولا: لا حجة في كلام فقهاء المذاهب إلا إذا كانوا مجتهدين ثم اتفقوا على رأي لأنه يكون حينئذ إجماعا معتبرا، وأما نقل كلام أصحاب المتون والشراح من المقلدة المتأخرين وتكراره فلا يفيد حجية إلا على المقلدين لتلك المذاهب. وليس في ذلك اتفاق كما سيأتي إذ من الفقهاء المجتهدين من نص على اشتراط العلم في غير الأمور المشهورة كابن قدامة في الكافي الذي قال بعد أن ذكر أسباب الردة: «لأن أدلة هذه الأمور الظاهرة ظاهرة في كتاب الله و سنة رسوله فلا يصدر إنكارها إلا من مكذب لكتاب الله و سنة رسوله».
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: الكلام عن الردة في كتب الفقه إن كان كلاما في حكم الأفعال والأقوال وهو كفر النوع فهذا لا مدخل للعوارض فيه لا نفيا ولا إثباتا، لأن الذي يحتاج فيه إلى تفصيل هو الحكم على المعين، وإن كان تعدادا لأمور لا يقبل فيها دعوى الجهل كالقول بقدم العالم وتناسخ الأوراح أو الحلول أو ادعاء النبوة أو تجويز اكتسابها فهذا سواء سكتوا فيه عن نفي العذر أو صرحوا بنفيه أمر لا خلاف فيه.
ثالثا: من الفقهاء من يصرح بنفي العذر وهو يقصد نفي الاعتذار بالجهل في الأحكام القضائية، فمعنى كلامه نفي قبوله لنفي العقوبة وحكم الردة عند القاضي خاصة فيما يستوجب إقامة الحد دون استتابة، وليس المقصود نفي العذر مطلقا. ولهذا نعد من الخطأ نقل بعض الفقهاء: «ولا يجوز أن يعذر أحد بدعوى الجهل» في هذا الموضع، فالعذر بالجهل شيء والاعتذار عند القاضي بالجهل شيء آخر، وفي سب الله تعالى أو دينه أو رسوله نص كثير من العلماء على عدم قبول أي عذر ولو زعم أنه زل لسانه ففي المعيار المعرب (2/ 543): «سئل ابن أبي زيد القيرواني عن رجل لعن الله فقال إنما أردت أن ألعن الشيطان فزل لساني، فأجاب ابن أبي زيد:"يقتل بظاهر كفره ولا يقبل عذره وأما بينه وبين الله فمعذور». ولأجل هذا النظر القضائي المبني على الحكم بالظاهر منهم من نص على صحة ردة السكران مع أن السكران مغلق على عقله.
رابعا: ومع ذلك نقول إن اشتراط قيام الحجة موجود في كلام الفقهاء، فقد تكلم بعضهم عن حالات استثنوها كمن نشأ في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام، ونصهم على هاتين الحالتين دليل على اعتبار عارض الجهل، لأنه المعنى المشترك الموجود فيهما، ومن الكلام الذي أوردهم بعضهم في دلالة على هذا المعنى قول السيوطي في الأشباه والنظائر (176): «كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس اليوم لم يقبل منه إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة» وهو حجة عليه.
ومنهم من أورد قول ابن إبراهيم مفتي السعودية السابق: «قسم يجحد ما علم أن الرسول جاء به وخالف ما علم بالضرورة أن الرسول جاء به؛ فهذا يكفر بمجرد ذلك، [سواء في الأصول أو الفروع]، ولا يحتاج إلى تعريف ما لم يكن حديث عهد بالإسلام». وهذا كلام صحيح لا غبار عليه لأن الحجة قائمة عليه، وهذا نص كلامه كاملا من الفتاوى والرسائل (12/ 199): «تنقسم الأشياء التي يرتد بها إلى ثلاث أقسام:
القسم الأول: يجحد ما علم أن الرسول جاء به وخالف ما علم بالضرورة أن الرسول جاء به؛ فهذا يكفر بمجرد ذلك، سواء في الأصول أو الفروع، ولا يحتاج إلى تعريف ما لم يكن حديث عهد بالإسلام.
والقسم الثاني: ما يخفي دليله؛ فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة من حيث الثبوت ومن حيث الدلالة، وبعدما تقام عليه الحجة يكفر سواء فهم أو قال ما فهمت أو فهم ووضحت له الحجة بالبيان الكافي؛ ليس كفر الكفار كله عن عناد؛ بل العناد قسم من أقسامه ....
والقسم الثالث: أشياء تكون غامضة فهذه لا يكفر الشخص ولو بعد ما أقيمت عليه الدلالة، وسواء كانت في الفروع أو في الأصول، ..
فعرفنا من هذا أنه لا تكفير لأحد إلا بعد قيام الحجة عليه. فالقسم الأول ظاهر، والقسم الأوسط هو محل هذا في الغالب، لا الثالث».
ومن أسباب الردة المعلومة تعطيل صفات رب العالمين، ومع ذلك فالثابت عن العلماء عدم تكفير الجهمية بأعيانهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (12/ 488 - 489):" ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه. واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوا به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم، فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع ".
......
ـ[أبو المحاسن الأندلسي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 08:00]ـ
و كأني بك ترد على علماء نجد ـ رحمهم الله ـ و إمام الدعوة .... لأن أصل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ مبنية على عدم هذا التفريق ... و مع إجلالنا لدعوة الشيخ ـ رحمه الله ـ فلابد من القول بأن التفريق هو الصحيح, و أن القول بعدمه يجر إلى التكفير .... وهو الواقع في عصرنا لمن تتلمذ على كتب أئمة نجد ـ رحمهم الله ـ.
و تابع أخي وفقك الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
هذا كتاب (البلاغ المبين) للشيخ الفاضل عبد المجيد الشاذلي حفظه الله وسوف تجدوا فيه ردود قوية و مؤصلة على أخطاء وشبهات غلاة المرجئة والجهمية التي كتبها محمد حاج عيسى هداه الله في مقاله الموجود أعلاه.
تفضلوا الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=3535
ـ[أبو المحاسن الأندلسي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 08:36]ـ
هداك الله يا أخي, إن كنت تقصد صاحب " حد الاسلام و حقيقة الإيمان" فالرجل ليس على طريقة السلف .. و هو من جماعة التوقف و التبين, و راجع كتاب القرني:" ضوابط التكفير عند أهل السنة و الجماعة" ... بإشراف سفر الحوالي ـ بارك الله في عمره ـ.
و كتاب الدكتور ياسر برهامي"قراءة نقدية لبعض ما ورد في كتاب ظاهرة الارجاء للدكتور سفر الحوالي" الصفحة 6 الهامش رقم 1
و الله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 10:36]ـ
سبحان الله تتهمون أكبار العلماء بمجرد الأوهام والظنون التي لا حقيقة لها .. تقول أن الشيخ الفاضل عبد المجيد الشاذلي ليس على المنهج وهو من أهل التوقف والتبين ولا تتقي الله في كلامك ولو أنك قرأت شيئ من كتبه لرأيته يرد على هذه التهم الباطلة ويتبرأ منها علانية ولكن هذا شأن الأكبار يتهمونهم بالباطل حتى ينفروا الناس عنهم كما هي عادة الخصوم مع مخالفيهم
والشيخ عبد المجيد الشاذلي حفظه الله من كبار العلماء ولا ينكر هذا إلا رجل إمام جاهل بحاله أو جاحد لفضله .. ولله الحمد فالشيخ عبد المجيد قد رده في كتابه البلاغ المبين على كل شبهات المرجئة والجهمية وأبطلها بالحجة والبرهان فجزاه الله خير الجزاء
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 10:46]ـ
الأخ الدهلوي هل الشيخ عبدالمجيد هو الذي سجن مع سيد قطب رحمه الله؟
وهل هو الذي له موقع في النت؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:59]ـ
أخي أبو الحسن الأثري تفضل هذا رابط موقع الشيخ عبد المجيد الشاذلي حفظه الله
وسوف تجد فيه ما تريد
رابط الموقع: http://www.alshazly.org/
والشيخ عبد المجيد حفظه الله قد سجن مع سيد قطب رحمه الله
ـ[أبو المحاسن الأندلسي]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 02:30]ـ
لا أطيل عليك الكلام فلو رجعت للمصادر التي ذكرت لك لبان لك الأمر و كتابه " حد الاسلام و حقيقة الايمان" شاهد على ما أقول. و قد تكلم صاحب الضوابط و القراءة النقدية عن القيود المحدثة التي أتى بها لإثبات الاسلام للأعيان ...
و السلام ...
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 09:15]ـ
في كل مرة نكتشف أمراً جديداً مع أدعياء " الاعتدال في التكفير " ,هؤلاء الذين يقررون من طرف خفي, أن تكفير المعين قد ولى مع عباد الاصنام, أو على أبعد تقدير مع أصحاب وحدة الوجود, مع أن تكفير هؤلاء لا يتمشى مع ما أصلوه. يدرك هذا من فهم حقيقة معتقدهم.
ما اكتشفته اليوم بعد قراءة هذا المقال, أن عمدة "غلاة التكفير" في تقرير مذهبهم هو المودودي!
فمن تنقصه الشجاعة لنقد ابن عبد الوهاب صراحةً-مع أن الأمر لا يحتاج شجاعة- و يضع مكانه من لا بواكي له, ليس أهلاً للكلام في دين الله فيما أعتقد.
هذا بالنسبة لعدل الكاتب مع مخالفيه, أما خلوه من العلم فيما كتب, فهو أظهر من أن يشار إليه.
هدى الله الجميع.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 12:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام الشيخ حفظه الله من افاضل اهل (طلبة) العلم من اهل السنة عندنا في الجزائر لذا ارجوا من اخوتي جميعا لزوم سبيل العدل في "الحكم" و الادب في "الرد" عسى ان نستفيد جميعا فمن كان له اعتراض فليحدده بدقة ويستدل لرايه بما يراه صوابا اما القاء الاحكام جزافا فليس من سبيل "المتقين" جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع احسنه ..
ـ[أبو المحاسن الأندلسي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:09]ـ
هون عليك يا أبا عبد الرحمن المغربي ... فنقد الكلام و بيان زيفه لا يكون بكلمتين في الهواء .. بل بتحرير الأدلة و التنقيب عنها و بيان سقوط قول المخالف مع التمسك بأدب الخطاب مع طلبة العلم ...
ثانيا: ما يجب أن يوضح هو أن الأستاذ المودودي ـ رحمه الله ـ رأى مظاهر الشرك منتشرة و بعد الناس عن السنن النبوية مع اسنشراء التقليد المذموم من العلماء قبل العوام, فأطلق تلك العبارات التي يتمسك بها بعض الغلاة في التكفير, كما تمسكوا قبل بعبارات الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله ـ. و الواجب تقدير أهل العلم من الغيورين على الأمة من أمثال المودودي و سيد ـ رحمهما الله ـ و حمل كلامهما على أحسن المحامل.
ثالثا: لا مانع من انتقاد أي دعوة أو جماعة أو شخص خلا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم, لكن بالأدلة و ترك التعصب و الحمية الجاهلية التي شتتت الأمة الاسلامية, فإذا ظهر خطأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ أو شيخ الاسلام ابن تيمية
أو شيخ الاسلام السبكي أو شيخ الاسلام ابن حجر ... فالحق أحق أن يتبع ...
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 06:32]ـ
أبا المحاسن
من الأفضل أن تبين لي موضع سوء الأدب في كلامي حتى أعتذر منه إن وجد و الكلام موجه للعاصمي بنفس المناسبة.
وبما أنك تتكلم عن الأدب مع طلبة العلم فهل من الأدب رمي المخالف بالغلو في التكفير؟؟
و إذا جاز عندك هذا فهل يجوز رمي العلماء بذلك؟
لعلك تعلم أن الذي قدم لكتاب "العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي" هو ابن جبرين و قال عن الكتاب أنه"أحسن ما كُتب في الموضوع" فهل ابن جبرين من الغلاة؟؟
و لو سلمنا بذلك فلما لا يحذر صاحب المقال من ابن جبرين مثلا؟ إن كان يريد فعلاً النصح.أم أن صاحب كتاب العذر بالجهل أكثر شهرة و أكثر أتباعا ممن زكى كتابه؟
وهذا ليس من قبيل الترهيب بالأسماء فلا أحد فوق الدليل الشرعي لكنه إشارة لما تضمنه المقال من الالتواءو عدم الصراحة وهذا هو المقصود من تعليقي.
و أخيراً أذكرك بما كتبته يداك
قال أبو المحاسن:"و كأني بك ترد على علماء نجد ـ رحمهم الله ـ و إمام الدعوة .... لأن أصل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ مبنية على عدم هذا التفريق ... "
وهذا صحيح لكن الكاتب عوض أن يذكر ابن عبد الوهاب أو أبا بطين -رحمهم الله- مثلا ذكر المودودي.
فلما ياترى؟؟
إذهب و انظر كتاب العذر بالجهل مثلاً لعلك تجد كلمة فيه للمودودي أو لسيد قطب.
إذا كان صاحب المقال يرى أن الرد على علماء الدعوة النجدية مُكلِف أو يُسبب بعض المتاعب فاليُمسك قلمه.
أما الرد العلمي فيكون على من كتب بعلم وبعدل لا بالتواء. أما الكتابة بأسلوب الكاتب فلقد مملنا منها ففيها استغفال للقراء وتدريب لهم على التقية في غير موضعها و دون الحاجة إليها.
أما مناقشة موضوع العذر بالجهل فقد أرهق بحثاً و لعلك لا تحتاج لغير هذا المجلس حتى ترى تشريحاً للموضوع لو كلفت نفسك البحث.
و مما يجب ذكره أن غالب النقاش في هذا الموضوع هو من قبيل مناقشة الفرع قبل الأصل ولهذا ضل الموضوع مطروقاً لسنوات طويلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 07:47]ـ
أبا المحاسن
من الأفضل أن تبين لي موضع سوء الأدب في كلامي حتى أعتذر منه إن وجد و الكلام موجه للعاصمي بنفس المناسبة.
وبما أنك تتكلم عن الأدب مع طلبة العلم فهل من الأدب رمي المخالف بالغلو في التكفير؟؟
و إذا جاز عندك هذا فهل يجوز رمي العلماء بذلك؟
لعلك تعلم أن الذي قدم لكتاب "العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي" هو ابن جبرين و قال عن الكتاب أنه"أحسن ما كُتب في الموضوع" فهل ابن جبرين من الغلاة؟؟
و لو سلمنا بذلك فلما لا يحذر صاحب المقال من ابن جبرين مثلا؟ إن كان يريد فعلاً النصح.أم أن صاحب كتاب العذر بالجهل أكثر شهرة و أكثر أتباعا ممن زكى كتابه؟
وهذا ليس من قبيل الترهيب بالأسماء فلا أحد فوق الدليل الشرعي لكنه إشارة لما تضمنه المقال من الالتواءو عدم الصراحة وهذا هو المقصود من تعليقي.
و أخيراً أذكرك بما كتبته يداك
قال أبو المحاسن:"و كأني بك ترد على علماء نجد ـ رحمهم الله ـ و إمام الدعوة .... لأن أصل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ مبنية على عدم هذا التفريق ... "
وهذا صحيح لكن الكاتب عوض أن يذكر ابن عبد الوهاب أو أبا بطين -رحمهم الله- مثلا ذكر المودودي.
فلما ياترى؟؟
إذهب و انظر كتاب العذر بالجهل مثلاً لعلك تجد كلمة فيه للمودودي أو لسيد قطب.
إذا كان صاحب المقال يرى أن الرد على علماء الدعوة النجدية مُكلِف أو يُسبب بعض المتاعب فاليُمسك قلمه.
أما الرد العلمي فيكون على من كتب بعلم وبعدل لا بالتواء. أما الكتابة بأسلوب الكاتب فلقد مملنا منها ففيها استغفال للقراء وتدريب لهم على التقية في غير موضعها و دون الحاجة إليها.
أما مناقشة موضوع العذر بالجهل فقد أرهق بحثاً و لعلك لا تحتاج لغير هذا المجلس حتى ترى تشريحاً للموضوع لو كلفت نفسك البحث.
و مما يجب ذكره أن غالب النقاش في هذا الموضوع هو من قبيل مناقشة الفرع قبل الأصل ولهذا ضل الموضوع مطروقاً لسنوات طويلة.
الحمد لله رب العالمين ..
كلامك في محله يا أخي المغربي .. فكثير من الناس ترهبهم الألقاب العلمية, أو يخشون إن تكلموا في الدعوة النجدية أن تذهب دنياهم ... و الله المستعان ...
و الحق يقال, كل من كان لا يعذر الناس بالجهل .. و يسقط عليهم أحكام المشركين قبل بلوغ الدعوة و أحكام الكفار بعدها فعنده نوع غلو في التكفير و إن كان بعض من يقول بذلك لا يطرد قوله في كل المعيننين ....
و كتب الدعوة النجدية هي من أثرت في كل الدعاة في زمن المودودي و غيره ... لأنها كانت دعوة إلى التوحيد الذي صادف الفطر النقية لهؤلاء الدعاة, لكنهم أخذوا تلك الدعوة دون عرضها على أقوال السلف في مسائل الأسماء و الأحكام ... فوقع ما وقع من الغلو ...
و لاحظ معي أن تنظيم القاعدة في بلاد الحرمين, جل أدبياته من كتب الدعوة ... إقرأ إن شئت مجلة صوت الجهاد و غيرها من كتبهم ... فلست أدري كيف يتهمهم العلماء أنهم فئة ضالة مع أن استدلالاتهم من كتب الدعوة النجدية .. و لم يخالفوا أصولها ... و كتابات الشيخ يوسف العييري ـ رحمه الله ـ شاهدة على ذلك .. وقد استنكرت ما استنكرته كاتبة سعودية تقطن بريطانية اسمها:"مضاوي الرشيد" ... فقالت:" أدبيات القاعدة في الحرمين من كتب الدعوة .... " جريدة القدس العربي ...
المهم لمحاربة الغلو في التكفير و أقصد بالغلو التكفير الغير منضبط بالضوابط الشرعية من أهلية المكفر .... إلخ ما هو مذكور في باب القضاء ... يجب محاربة أصوله و مراجعه الأصلية ... و التحذير من أخطائها ... أما المتعصبون المتحزبون فينكرون على أهل الرأي و فيهم من هم أعلم من أصحاب الدعوة بمراحل كبيرة ... و يخطئون ابن حزم و ابن تيمية في مواضع أما الكلام على أخطاء الدعوة فلا
و لست أدري ما سبب هذه القداسة و الهالة المحيطة بالدعوة النجدية ..
و الله الموفق ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 08:06]ـ
و الكلام موجه للعاصمي بنفس المناسبة.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم: كلامي عام مجمل لا يتوجه لاحد بعينه بل هو من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين وقد قصدت به نفسي-اولا- من باب "التهذيب" وغيري- ثانيا- من باب "النصيحة" جعلني الله واياك من اهلها فللنقاش الهادف شروطا-كما تعلم- وللحوار الجاد اصولا-كما لا يخفى- لابد من مراعاتها لمن يريد الا ستفادة فعلا من اخوانه وقد لاحظ -اخوك- نبرة حادة وانفعالا واضحا في بعض المشاركات فسمت همته للنصيحة والتذكير مخافة ان ينحرف الموضوع الى حلقة مفرغة من الطعن والطعن المضاد فتتبخر الفائدة تبخر الماء في الصحراء ...
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
و لاحظ معي أن تنظيم القاعدة في بلاد الحرمين, جل أدبياته من كتب الدعوة ... إقرأ إن شئت مجلة صوت الجهاد و غيرها من كتبهم ... فلست أدري كيف يتهمهم العلماء أنهم فئة ضالة مع أن استدلالاتهم من كتب الدعوة النجدية .. و لم يخالفوا أصولها ... و كتابات الشيخ يوسف العييري ـ رحمه الله ـ شاهدة على ذلك .. وقد استنكرت ما استنكرته كاتبة سعودية تقطن بريطانية اسمها:"مضاوي الرشيد" ... فقالت:" أدبيات القاعدة في الحرمين من كتب الدعوة .... " جريدة القدس العربي ...
ما شاء الله على الاستدلال!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 08:15]ـ
أخي أسامة ... بغض النظر عن مقصود تلك الكاتبة .. وانتمائها الايديولجي ..
ألا تتفق معي أن التيار الجهادي بما فيه تنظيم القاعدة متأثر بكتابات أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله ...
قراءة بسيطة في كتب الشيخ أبي محمد المقدسي .. كافية في هذا الموضوع ...
والله أعلم ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 08:25]ـ
قال الشيخ أبا بطين: والفقهاء رحمهم الله: يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: وأنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه: نطقا, أو فعلا, أو شكا, أو اعتقادا. وسبب الشك: الجهل
قلت: فهل كل الفقهاء الذين ذكروا ذلك في المرتد غلاة في التكفير؟
وفق الله الجميع
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 08:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الشريف: جملني الله واياك بعز الاتباع وجنبنا بمنه سبيل الغواية والابتداع
لي اعتراض بسيط على ما تفضلت به من وجهة نظر هي اقرب ما تكون الى "دعوى" منها الى "تقرير" ذلك ان "الدعوى" المجردة المفتقرة الى "دليل" "معتبر" صحيح من حيث "السند" صريح من "الدلالة"
لا وزن لها ولا اعتبار في منهج البحث العلمي الصحيح
وعليه فاخوك بانتظار ادلتك على عدم اعتبار ائمة الدعوة لقواعد اهل السنة في الاسماء والاحكام
ولك من اخيك اذا سلم دليلك من المعارضة ان ينخلع من رايه لرايك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 08:32]ـ
قلت: فهل كل الفقهاء الذين ذكروا ذلك في المرتد غلاة في التكفير؟
وفق الله الجميع
ليس ذلك كذلك ... انما البحث في "اعتبار" قواعد اهل السنة في باب الاسماء والاحكام من عدمه ... تامل
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:05]ـ
الشبهة الرابعة: عدم التفريق بين المسلمين والمشركين الأصليين
سمعنا أن هناك كافر أصلي و كافر مرتد و أن هناك فرق بينهما
لكن هل سمعتم يوماً أن هناك شيء اسمه مشرك أصلي و مشرك مرتد؟ و أن هناك فرقاً بينهما؟ فأنا لأول مرة في حياتي أقرأ شيئاً اسمه مشرك أصلي!
هل أحد يبين لي ما هو المشرك الأصلي و ما هو المشرك المرتد
كيف يكون هناك مشرك أصلي و الناس ولدوا على الفطرة؟
لعل الكاتب لم ينتبه لهذا و لعل من يعرفه ينبهه لهذا
الأخ الفاضل العاصمي جزاك الله خيراً لكن يبقى السؤال هل الفقهاء الذين أخرجوا الشاك من الإسلام و الشاك جاهل لم يعتبروا قواعد أهل السنة في الأسماء و الأحكام؟
بل قال الشيخ أبا بطين أن الفقهاء ذكروا في باب المرتد أول من ذكروا المشرك بالله و لم يعذروه بالجهل، قلت: (أي حكموا بخروجه من الإسلام)
و فق الله الجميع
ـ[عبدالرحيم بن علي الجزائري]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:08]ـ
أخي العاصمي بارك الله فيك
لا عليك منهم فوالله لو رأوا الشيخ محمد حاج عيسى لتشرفوا بحمل حذائه.
ولكن ماذا عسانا أن نقول ونحن في زمان لا يُحتَرم فيه أهل العلم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:17]ـ
الأخ عبد الرحيم
إن كنت تعنيني فأنا لم أقدح في الكاتب و إنما أناقش كلامه و أنا محب لأهل الجزائر، و قد كان إشترك معي في موضوع سابق أخ جزائري و أردت أن أختم الموضوع بأبيات لكن الموضوع أقفل و لم أستطع
قلت في مطلع الأبيات مع جهلي باللغة
إن الجزيرة و الجزائر لم تزل ... من خير أرض الله عند الناس
... إلى آخر الأبيات
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:49]ـ
أخي أسامة ... بغض النظر عن مقصود تلك الكاتبة .. وانتمائها الايديولجي ..
ألا تتفق معي أن التيار الجهادي بما فيه تنظيم القاعدة متأثر بكتابات أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله ...
قراءة بسيطة في كتب الشيخ أبي محمد المقدسي .. كافية في هذا الموضوع ...
والله أعلم ..
هو سوء فهم لنصوص العلماء، أئمة الدعوة النجدية وغيرهم
بل هو سوء فهم للإسلام
ومن الظلم أن نقول أن التيار الجهادي تأثر بالدعوة النجدية، لأنه لو كان صحيحا لما رأيت هذه الجماعات تخالف ما قرره أئمة الدعوة - رحمهم الله - في مؤلفاتهم
ومقصود تلك الكاتبة معروف، ولا حاجة لتبيانه، إنما الغريب أن تجد من يستدل عليك في مسألة شرعية بهذه الكاتبة وبغيرها!
والله المستعان
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:59]ـ
ألا تتفق معي أن التيار الجهادي بما فيه تنظيم القاعدة متأثر بكتابات أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله
والله أعلم ..
أكبر منظر في تنظيم القاعدة يقول أن فقهنا من
أساسيات عمل الإخوان المسلمين + عقيدة أئمة الدعوة + فقه ابن تيمية
و إذا راجعت هذه الأشياء ستجد أنها متناقضة و هذا هو السبب في وقوع الأخطاء منهم
فالمصدر الأول فيه أشعرية و صوفية، و المصدران الآخران عقيدة سلفية و فقه صحيح
و الجمع بينها يسبب أخطاء، و أظنهم لو تخلوا عن المصدر الأول لأصبحوا مثل الشيشان الذين لم يرميهم معتبر بالغلو حسب علمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Aug-2008, صباحاً 12:12]ـ
هو سوء فهم لنصوص العلماء، أئمة الدعوة النجدية وغيرهم
بل هو سوء فهم للإسلام
ومن الظلم أن نقول أن التيار الجهادي تأثر بالدعوة النجدية، لأنه لو كان صحيحا لما رأيت هذه الجماعات تخالف ما قرره أئمة الدعوة - رحمهم الله - في مؤلفاتهم
ومقصود تلك الكاتبة معروف، ولا حاجة لتبيانه، إنما الغريب أن تجد من يستدل عليك في مسألة شرعية بهذه الكاتبة وبغيرها!
والله المستعان
هم أيضا يقولون أن التيار السلفي (غير الجهادي) أساء فهم كلام أئمة الدعوة النجدية ..
بل. .. لو تقرأ في أدبيات سلفيي الشام مثلا وشمال افريقيا .. خريجوا مدرسة الشيخ الألباني رحمه الله .. ومن تأثروا بكتاباته وكتابات الحلبي والعنبري وشكري .. يجد هذا الأمر ..
أما بالنسبة لمشايخ المملكة .. فلاأرى هناك فرقا بينهم وبين التيار الجهادي إلا أن القاعدة حولت ماتعتقده إلى واقع عملي ... فكفروا مبدلي الشريعة وكفروا لمطلق المظاهرة العملية ..
بخلاف الاخرين ..
أنا لست أقرر هذا وإنما أحاول تشخيص الأمر ..
فمثلا عندما أقرأ كلام السلفية الجهادية وفي نفس الوقت أقرأ كلام الشيخ الفوزان والشيخ الراجحي. والشيخ البراك والشيخ بن جبرين. بل قل اللجنة الدائمة التي ردت على مشايخ الشام .. يجد توافقا كبيرا .. في مسألة الحاكمية وتكفير مستبدل الشريعة ...
ألا ترى هذا واقعا أخي الكريم ..
أما بالنسبة للأخ الذي قال أن السلفية الجهادية متأثرة بالاخوان فهذا ليس بصحيح ... بل. هم يضللون الاخوان .. ولايوافقونهم على منهجهم وطريقتهم .. وهذا شيء معلوم ومشاهد .. اللهم ان قلت لي تأثرهم بفكر سيد قطب ... فلكونه من خيرة من تكلم في مباحث الحاكمية وأعاد غرسها في قلوب الشباب. لاغير ...
والله أعلم ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Aug-2008, صباحاً 12:14]ـ
وحتى لو افترضنا انهم أخذوا بأساسيات عمل الإخوان .. فقل لي بالله عليك .. هل أخذوا منهم تصوفهم واشعريتهم ...
ولو كان الأمر كماذكرت .. فأين تتجلى الاشعرية والتصوف عندك السلفية الجهادية ...
اخي الفاضل ...
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[26 - Aug-2008, صباحاً 12:48]ـ
أخي إمام الأندلس كلام موفق وصحيح فالقاعدة لم تزد شيئ جديد في أدبيات الدعوة النجدية إلا أنها أنتقلت من مسألة التنظير والتأصيل إلى العمل والتطبيق.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2008, صباحاً 11:03]ـ
الأخ إمام الأندلس
مادام أن القاعدة لم تقتصر على فقه أئمة الدعوة بل ضمت إليه غيره، ألا يعني هذا أنهم إذا كان عندهم أخطاء فلا يلزم نسبتها لأئمة الدعوة لأنهم لا يقتصرون على فقههم، بل يضمون له غيره
مثال على ذلك:
1 - عالمية التنظيم هل أخذوها من أئمة الدعوة أم من أساسيات الإخوان المسلمين؟
2 - بيعة غير الممكن هل أخذوها من أئمة الدعوة أو من أساسيات الإخوان المسلمين؟
فلماذا إذا حصل منهم خطأ ينسب لأئمة الدعوة؟
علماً أن عدم العذر بالجهل في الشرك ليس خطأ
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2008, صباحاً 11:16]ـ
والجواب عن هذا من وجوه:
... وأن المسلمين الملتزمين بشريعة الإسلام إجمالا إذا وقعوا في الشرك جهلا، فهم معذورون وخطأهم مغفور لهم، ولا يصح أن يقال إنهم يمتحنون بدليل النصوص الكثيرة الواردة في العذر في حقهم، كحديث صاحب الوصية الجائرة الذي غفر الله له، ومن كان مغفورا له في الآخرة فهو مسلم في الدنيا، ولا يمكن وصفه بالشرك في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة.
والحديث خرجه البخاري ومسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِى ثُمَّ اسْحَقُونِى ثُمَّ اذْرُونِى فِى الرِّيحِ فِى الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَىَّ رَبِّى لَيُعَذِّبُنِى عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا. قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ لِلأَرْضِ أَدِّى مَا أَخَذْتِ. فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ - أَوْ قَالَ - مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ» واللفظ لمسلم.
......
1 - أين قوله تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به "
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الحديث لا يخصص الآيات لأنه في الكفر و الآيات في الشرك
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 12:22]ـ
بوركتم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 07:13]ـ
للمتابعة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. الشيخ حاج عيسى لم يستقل بفهم هذه الجزئية كما هو واضح من كلامه ولو يرجع اخي-مشكورا- الى ما قرره الشيخ الامام محمد ابن عبد الوهاب لعلم من اين استقى الشيخ حاج عيسى فهمه ولاي مدرسة ينتمي وعلى اي نهج يسير والى اي غاية يرمي
يقول العلامة ابن القيم:
"صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبدٌ عطاء بعد الاسلام أفضل ولا أجل منهم، بل هما ساقا الاسلام، وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم، وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحرى الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته اتباع الهوى وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك التقوى".
والعجب منك اخي الكريم انك ترفع ما ينقض قولك وينصر قول الشيخ حاج عيسى على توقيعك اذ جاء فيه:
قال أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحمد بن ناصر آل معمّر
"إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله أو عدم من ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة ولكن لا نحكم بأنه مسلم" الدرر10/ 136
فلست ادري-والحال هذه- وجه انكار-اخي- على الشيخ ارجوا ان لا يكون موقفه هذا من "التحامل" على من يجهل "قدره" و"مكانته" عند اخوانه في العقيدة ولعل في النقول اسفله ما يغني عن كثير من الكلام فليتامله -اخي- مشكورا
جاء في رسالة للشيخ محمدابن عبد الوهاب رحمه الله التي بعث بها لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها:
"وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله"
وينفي الشيخ حسين بن غنام فرية تكفير المسلمين عن الشيخ الإمام، ويؤكد أن الخصوم هم الذين كفّروا الشيخ واستحلوا دمه، يقول رحمه الله في وصف الشيخ:
"إنه رحمه الله لما تظاهر ذلك الأمر والشأن، في تلك الأوقات والأزمان، والناس قد أشربت منهم القلوب بمحبة المعاصي والذنوب، وتولعوا بما كانوا عليه من العصيان، وقبائح الأهواء على كل إنسان، لم يسرع لها لسان، ولم يصمم منه لب أو جنان على تكفير هؤلاء العربان، بل توقف تورعاً عن الإقدام في ذلك الميدان، حتى نهض عليه جميع العدوان، وصاحوا وباحوا بتكفيره وجماعته في جميع البلدان، ولم يثبتوا فيما جاءوا به من الإفك والبهتان، بل كان لهم على شنيع ذلك المقال إقدام وإسراع وإقبال، ولم يأمر رحمه الله بسفك دم ولا قتال على أكثر الأهواء والضلال"
ويدل على براءتهم - أيضاً - من تلك الفرية ما يقوله الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في موضع آخر:
"إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يعلم هل تاب أم لا .. "
كما يوضح الشيخ عبد اللطيف تورع جده – الشيخ الإمام – عن التكفير فيقول:
"والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور، أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها"
.............................. .............
* جميع النقول مستفادة عن كتاب "براءة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله)
من
- تهمة غلو التكفير
- تهمة الخروج على الدولة العثمانية
- غلو حركة الإخوان – الخوين-"
للشيخ عبد الباسط بن يوسف الغريب
تحميل الكتاب:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3216(/)
ذات السويقتين تتمنى رؤية المرأة السعودية في الأولمبياد!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 02:43]ـ
ذات السويقتين تتمنى رؤية المرأة السعودية في الأولمبياد!
في حين يختلط العالم اليوم بحراك سياسي عاصف، واستعداد للحروب، ومناورات هناك وهناك – فليس شيء من المناورات هنا -!، ومع اشتداد حدة التوتر بين الدول العظمى، تشن (ذاتُ السويقتين) حربها الفكرية على المملكة العربية السعودية، بأمنية ترسلها عبر قناتها، للتتلقّفها الروابضُ من كتّاب صحفنا؛ لأكتب هنا، مستقرئا ما سيمليه هذا الحدث من تكاتب بعض الكتاب هنا لينفروا خفافا وثقالاً لتأييد مثل هذه الحروف الخرقاء، وليتكالبوا لدعم مسيرتهم الذنبية - إن صحت العبارة-؛ ليجعلوا من أمنية هذه الشمطاء، صرحا ثقافيا، ومطالبة سامية ديمقراطية نبيلة، ولينفخوا كيرهم في صحفهم، مناضلين للوصول للمرأة، فقدوتهم هنا كونداليزا رايس تعلنها كما يقول الخبر:
\" أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عن رغبتها في رؤية المرأة السعودية تشارك في دورة الألعاب الأولمبية مستقبلاً، معبرة عن تطلعها لهذا اليوم ب \"فارغ الصبر\".
وقالت رايس في حديث لتلفزيون \"ان بي سي\" الأمريكي: \"بالطبع أتطلع بفارغ الصبر إلى اليوم الذي سأرى فيه رياضية سعودية ضمني الوفد المشارك في حفل الافتتاح\".
فهذه المرأة التي طرحت الحياء عنها كما طرحت جلبابها، وداست حصانتها بتجوالها بدول العالم، تتمنى أن ترى المرأة السعودية، تشارك في أولمبياد قادم!
لا جرم، فكل قارورة مخدوشة تتمنى الخدش في كل القوارير ... !
ومع هذا فنحن نقول: لا عجب فليس بعد الكفر ذنب، ولا بأس أن تكون هذه الكلمات من امرأة اندرس حياؤها، وثمل عقلها، أن تتلفظ بهذا من دون حياء ...
لكن العجب الذي لا ينقضي، أن يتلقفها أذنابها هنا من كتّاب تلقف المتلهف المشتاق، ولتوضع في الصحف وبالخط العريض، كي يروا بناتنا يلبسن ما لم يلبسه رجالنا الأحرار بعد!! , ويأبون ذلك مبقين على مكارم وقيم أخلاقهم، ناهيك أن تلبسه نساء يسابقن ويجرين ويسبحن أمام كل كاميرات العالم ...
أيتها الشمطاء أحشفاً وسوءَ كيلة، إذا لم تحملي الحياءَ والعفاف في لباسك، فاحمليه في حديثك ...
لا خيل عندك تهديها ولا مالُ فليسعد النطق ما لم تسعد الحالُ!
إلا أننا ندرك أنها لم تقل تلك العبارة ولم تتجرأ بها، ولم ترسلها للفتاة السعودية بالذات دون الدول المجاورة إلا لعلمها أنها ستُقدَّسُ في إعلامنا الصحفي، فهاهو أحد الكتاب – كما تنبّأتُ - في عموده الأخير في صحيفة محلية يكتب ما نصه:
\" دولة كالسعودية، بحجمها، وقيمتها، وإمكاناتها، البشرية أولاً، ثم المادية، تخرج من أولمبياد كامل بلا ميدالية، لا ذهبية، ولا فضية، ولا برونزية، بل ولا حتى خشبية؟!.
لا يمكن وصف ذلك إلا بأنه مصيبة، ولأننا شاركنا بوفد ذكوري بالكامل، فمصيبة هذه لا تعني الإصابة لعدم وجود نساء، بل تعني كارثية ما حصل! \" أ. هـ.
لله در هذا الفهم المبني على دراسة تحليلية مرهقة، حتى خرج بهذه الصورة، وأن سبب إخفاق الذكور هو بقاء الإناث هنا!
أترك لكم فرصة للضحك .... قليلا ...
لأقول بعد:
هكذا يحنون لأمهم الحنون كندليزا رايس!
ولعلمها أنها لن تُواجَه بانتقادات مسئولة تناضل عن الدين والقيم ...
فهاهي ذات السويقتين تريد تخريب بلاد الحرمين فكريا، ولتحييَ فينا أن نتذكر حديث \" ذي السويقتين \" حيث يخرب الحرم ويهدم الكعبة، وهذه تهدم القيم في القلوب، والكعبة في النفوس كلها ...
ولـ \" تنتظر بفارغ الصبر أن تشارك المرأة السعودية في أولمبياد قادم! \"
أسأل الله أن يطول انتظارك، ولا تظفري بشيء تحلمين به، وأبقى الله ما يسوؤك ..
مشاري محمد الكثيري
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=10914&Itemid=28
ـ[المعتصم محمد]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطأ ليس خطئها فهي تتحرك بغل وحقد الكفر وتتقرب إلى الشيطان بسفك دماء المسلمين
الخطأ خطئنا فبلادنا مستباحة فكريا وثقافيا وإعلاميا وأهل العلم المدافعون أقل بكثير جدا من المهاجمين
وما كان لهذه الكافرة أن تتكلم بذلك إلا لما تكلم المنافقون قبلها مثل هذا الكلام ومر كلامهم بلا عقاب وناموا مطمئنين رغم طعنهم في ثوابت الدين(/)
من اقوى ما كتب عن (جماعة التبليغ)
ـ[هدهد الدعوه]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الى كل من يبحث عن الحق
(من اقوى ما كتب عن جماعة التبليغ)
وسيلة الخروج تحت ضابط القرآن والسنة
(1) هل لفظ الخروج له اصل في الدين؟
نعم, فقد قال الله سبحانه وتعالى: ((ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله .... )) , قال ابن العربي: " قسّم العلماء (رضي الله عنهم) الذهاب في الأرض الى قسمين: هربا وطلبا؛ فالأول ينقسم إلى ستة أقسام: الأول: الهجرة وهي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، وكانت فرضاً في أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذه الهجرة باقية مفروضة إلى يوم القيامة، والتي انقطعت بالفتح هي القصد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث كان؛ فإن بقي في دار الحرب عصى؛ ويختلف في حاله. الثاني: الخروج من أرض البدعة؛ قال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول: " لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسب فيها السلف ", قال ابن العربي: وهذا صحيح؛ فإن المنكر إذا لم تقدر أن تغيره فاعتزل عنه، قال الله تعالى: ((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم إلى قوله الظالمين)) [الأنعام: 68]. الثالث: الخروج من أرض غلب عليها الحرام, فإن طلب الحلال فرض على كل مسلم. الرابع: الفرار من الأذية في البدن؛ وذلك فضل من الله أرخص فيه، فإذا خشي على نفسه فقد أذن الله في الخروج عنه والفرار بنفسه ليخلصها من ذلك المحذور, وأول من فعله إبراهيم (عليه السلام)؛ فإنه لمّا خاف من قومه قال: ((إني مهاجر إلى ربي (([العنكبوت: 26]، وقال:)) إني ذاهب إلى ربي سيهدين (([الصافات: 99] , وقال مخبرا عن موسى: ((فخرج منها خائفا يترقب)) [القصص: 21]. الخامس: خوف المرض في البلاد الوخمة والخروج منها إلى الأرض النزهة, وقد أذن (صلى الله عليه وسلم) للرعاة حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المسرح فيكونوا فيه حتى يصحوا, وقد استثنى من ذلك الخروج من الطاعون؛ فمنع الله سبحانه منه بالحديث الصحيح عن نبيه (صلى الله عليه وسلم) وقد تقدم بيانه في "البقرة", بيد أن علماءنا قالوا: هو مكروه. السادس: الفرار خوف الأذية في المال؛ فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه، والأهل مثله وأوكد.
وأما قسم الطلب فينقسم قسمين: طلب دين, وطلب دنيا.
فأما طلب الدين: فيتعدد بتعدد أنواعه إلى تسعة أقسام: الأول: سفر العبرة؛ قال الله تعالى: ((أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم)) [الروم: 9] وهو كثير, ويقال: إن ذا القرنين إنما طاف الأرض ليرى عجائبها, وقيل: لينفذ الحق فيها. الثاني: سفر الحج, والأول وإن كان ندبا فهذا فرض. الثالث: سفر الجهاد, وله أحكامه. الرابع: سفر المعاش؛ فقد يتعذر على الرجل معاشه مع الإقامة فيخرج في طلبه لا يزيد عليه من صيد أو احتطاب أو احتشاش؛ فهو فرض عليه. الخامس: سفر التجارة والكسب الزائد على القوت، وذلك جائز بفضل الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ((ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم)) [البقرة: 198] يعني التجارة، وهي نعمة منّ الله بها في سفر الحج، فكيف إذا انفردت. السادس: في طلب العلم, وهو مشهور. السابع: قصد البقاع؛ قال (صلى الله عليه وسلم): " لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد ". الثامن: الثغور للرباط بها وتكثير سوادها للذب عنها. التاسع: زيارة الإخوان في الله تعالى, قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " زار رجل أخا له في قرية, فأرصد الله له مَلكا على مدرجته, فقال: أين تريد, فقال: أريد أخا لي في هذه القرية, قال: هل لك من نعمة تربها عليه, قال: لا غير أني أحببته في الله عز وجل, قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما احببته فيه " رواه مسلم ..... (تفسير القرطبي).
(2) لماذا الخروج يكون في المسجد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ من أسباب استقامة الانسان توفير البيئة الصالحة له, فقد حرص النبي (صلى الله عليه وسلم) في بداية دعوته على هذا الامر, وجعل دار الأرقم بن أبي الأرقم مكاناً لإجتماع أصحابه الذين أسلموا حتى يحافظوا على دينهم ويبتعدوا عن بيئة الشرك والمعاصي وخوفا من أذى قريش لهم ... وكذلك أول ما نزل بديار بني عوف بقباء بنى (مسجد قباء) , وكذلك ما إن وصل الى المدينة بنى مسجداً مكان ما بركت ناقته وسمي (بالمسجد النبوي) , وهذا توجيه لنا من أنه لا بد من وجود بيئة صالحة لإستقامة الناس ... وكما ورد في قصة الرجل الذي قتل مائة نفس فدله العالم ان يذهب الى القرية الصالحة حتى يستقيم فيها ... وهذا هو مقصود البيئة الصالحة ... ونحن في هذا الزمان قد فتحت علينا الدنيا وانتشرت المعاصي في كل مكان, فكان لا بد من إيجاد بيئة صالحة يمكث فيها الانسان فترة معينة من الزمن حتى يبتعد عن المعاصي ويتأثر من الاعمال الصالحة التي تقام في هذه البيئة, فالمسجد أفضل البقاع بدليل قوله (صلى الله عليه وسلم): " خير البقاع المساجد, وشر البقاع الأسواق " (حسنه الألباني)
(3) هل كان النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه يخرجون مثل خروج جماعة التبليغ بترتيبها المعروف؟
لا, لم يخرجوا بهذا الترتيب, ولكنه جائز، لأنّ هذا الترتيب وسيلة للغاية التي خرج من أجلها الصحابة مبنية على أصول ثابتة في الدين, ولو أعتبر غاية لكان بدعة ... والوسائل في الاسلام (أي وسائل العبادة) ليس لها حصر, ولم يأتي الشرع ليحدد الوسائل, ولكنه وضع قاعدة للوسائل تُضبط من خلالها, وهذه القاعدة هي:
(الوسائل تأخذ أحكام المقاصد) وفي لفظ (كل ما يؤدي الى المقصود فهو مقصود اذا لم يخالف الشرع) , قال ابن قيم الجوزية: " لمّا كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضى إليها, كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها, فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منا بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطاتها بها, ووسائل الطاعات والقربات في محبتها والإذن فيها بحسب إفضائها إلى غايتها, فوسيلة المقصود تابعة للمقصود وكلاهما مقصود, لكنه مقصود قصد الغايات وهي مقصودة قصد الوسائل, فإذا حرّم الرب تعالى شيئا وله طرق ووسائل تفضي اليه فإنه يحرمها ويمنع منها تحقيقا لتحريمه وتثبيتا له ومنعا أن يقرب حماه, ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية اليه لكان ذلك نقضا للتحريم وإغراء للنفوس به, وحكمته تعالى وعلمه يأبي ذلك كل الإباء ... ".
ولو حكمنا على خروج جماعة التبليغ بهذا الترتيب أنه بدعة, اذاً لقولنا أيضاً أن الجامعات والمعاهد الاسلامية (كالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة, وجامعة الأزهر .... ) وترتيبات هذه الجامعات والمعاهد من حيث عدد السنين والكتب المقررة ... هي أيضاً بدعة, بكونها لم تكن موجودة في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي زمن السلف الصالح بهذه الترتيبات ... وكذلك المؤسّساتُ الدعوية الرسمية وشبهُ الرسمية تنتدب الدعاة وترسلهم إلى شتّى المناطق بمددٍ معيّنة في المواسم وغير المواسم ويشرفُ عليها علماء ودعاة مشهورون وأفاضل, فهل نقول أنهم مبتدعون!!! لا, بل نقول انها من المصالح المرسلة, فالخروج هو مجرد تعليم وتدريب فقط، وليس أمرا واجباً ولا أمراً مسنوناً ولا أمراً مندوباً بهذا الترتيب، إنما هو بمثابة الدراسة في المدرسة، يدرس الإنسان ست سنوات في الابتدائية وأربع سنوات في الإعدادية وثلاث سنوات في الثانوية وأربع سنوات في الجامعة وأربع سنوات للماجستير وأربع سنوات للدكتوراة مثلا، كذلك هذا الخروج إنما هو تعويدٌ على التعليم مثل المناهج الجديدة في المدارس تماماً.
وقد أقرّ العلماء بأن خروج جماعة التبليغ بترتيبها المعروف من حيث: (ترتيبهم لثلاثة أيام أو أربعون يوماً أو أربعة شهور الأمر الذي يساعدهم على تهيئة الوقت وترتيب الأشغال والأعمال, وخروجهم في المساجد .... ) هو وسيلة مشروعة, أمثال (الشيخ ابن عثيمين, والشيخ ابن باز, والشيخ أبو بكر الجزائري, والشيخ ابن جبرين, والكثير الكثير ايضاً من العلماء والدعاة الربّانيين تم الاشارة اليهم ..... ) والحمد لله رب العالمين.
(4) ما هو الدليل على الأعمال التي تقوم بها جماعة التبيليغ أثناء الخروج؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ان الأعمال التي تقوم بها جماعة التبليغ أثناء الخروج هي: (الدعوة الى الله ... التعليم والتعلم ... العبادات ... الخدمة) , والله جل جلاله بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذه الاعمال لهداية الناس, وجعل الهداية مقرونة بهذه الاعمال, فالذي يقوم بهذه الاعمال يتحصل على الهداية والنصرة من الله سواء كان فرداً, او جماعة في أي زمان ومكان, والدليل عليها: قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)).
قوله تعالى: ((يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ)) أي يتلو عليهم القران, والتلاوة هنا ليست القراءة فقط, بل تشمل (الدعوة الى الله) بدليل قوله تعالى: ((وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين)) فالحجة تقوم بالدعوة الى الله.
قوله تعالى: ((وَيُزَكِّيهِمْ)) أي بأن يفصل لهم الأخلاق الفاضلة, ويحثهم عليها, ويزجرهم عن الأخلاق الرذيلة ... (تفسير السعدي) , وقوله تعالى: ((قد أفلح من تزكى)) أي طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة وتابع ما أنزل الله على الرسول ... (تفسير ابن كثير) , والانسان لا يتحصل على الاخلاق الحميدة الا من خلال العبادات, لأن من مقاصد العبادات كالصلاة والصوم والحج وغيرها أن يتحصل الانسان على الاخلاق ... فهذا هو العمل الثاني وهو (العبادات).
قوله تعالى: ((وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)) الكتاب: هو القرآن, والحكمة: هي السنة, فهذا هو العمل الثالث (التعليم والتعلم).
وورد في تفسير ((الحكمة)): كما قال مجاهد معناها القول السديد, قال تعالى: ((أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)) وهذه الحكمة هي عطاء من الله للانسان كما في قوله تعالى: ((ومن يؤتى الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً)).
وحتى يتحصل الانسان على هذه الحكمة لا بد من أن يقوم بالاعمال التي تجعل معية الله معه ومن أهمها خدمة المسلمين, بدليل ما رويَ عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".
(رواه أبو داود والترمذي بزيادة وقال حديث حسن صحيح)
وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
" المسلم أخو المسلم, لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة " (حديث صحيح)
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة, ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ... " (حديث صحيح)
وما ورد عن الصحابة من خدمتهم لبعضهم البعض, وخدمتهم للناس الذين يأتون مسلمين. كما ورد عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنّا الصائم ومنّا المفطر, قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار, أكثرنا ظلاً صاحب الكساء, فمنّا من يتقي الشمس بيده, قال: فسقط الصوام, وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب, فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ذهب المفطرون اليوم بالأجر" (حديث صحيح) فمن هنا جاء عمل (الخدمة).
وقد يقول قائل: لم يرد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا الصحابة نص بترتيب هذه الأعمال كما رتبتموها؟
فنقول: اذا نظرت الى أعمالهم تجدها مطابقة لهذه الآية الكريمة, فهم طبقوا هذه الأعمال في حياتهم, وتطبيقهم لها يعتبر أكبر دليل.
(5) ما هو الدليل على الخروج بشكل جماعي؟
(يُتْبَعُ)
(/)