1 - مراقب حقوق الإنسان Human Rights Watch ذكر في نشرة له بتاريخ 17 أكتوبر 2001: أن الدعم القوي الذي تقدمه الصين لواشنطون في حربها ضد الإرهاب، إنما هو محاولة منها لكسب الدعم العالمي أو على الأقل السكوت عما تمارسها ضد الأقلية الاويغورية في مقاطعة شنجانغ.
2 - منظمة العفو الدولية بتاريخ 19 ديسمبر 2003 قالت إن الحكومة الصينية لا تفرق بين المقاومة المسلحة والمطالبة السلمية بحق حرية العبادة والاجتماع والتعبير، فهي تعتبر أية مطالبة بحكم ذاتي أوسع أو استقلال حركة انفصال عرقية، وتصف النشاط السلمي للمعارضين بالإرهاب طلبا لدعم دولي لقمع كل أشكال المعارضة.
3 - كتب فيليب فان Philip P.Pan في جريدة واشنطون بوست بتاريخ 15 يوليه 2002 مقالا بعنوان: (في غرب الصين المقاومة العرقية تصبح إرهابا) بعد أحداث 11 سبتمبر 2001مباشرة بدأت الصين تنشر معلومات كثيرة عن الحركات الانفصالية في مقاطعة شنجانغ، وذلك كي تظهر أنها شريكة لأمريكا في حربها ضد الإرهاب و حتى تبرر حربها لقمع المعارضة الاويغورية.
4 - الدكتور جون ايسبسيتو John Espisito مدير مركز التفاهم الإسلامي – المسيحي في جامعة جورج تاون قال: من المفيد لحكومة الصين أن ترمي اللوم على الأجانب، وليس على الأحداث الداخلية، فالمشاكل الداخلية تفاقمت من الاستياء الناجم من تدفق المهاجرين الصينيين إلى البلاد و تخلف الاويغور وحرمانهم من ثروات بلادهم، كما جاء ذلك في مقال لمراسل نشرة أ. ب.س. الإخبارية ABCNEWS بار سيتز Barr Seitz بعنوان: (الصين تسحق الإسلام) عدد فيها الكاتب الأحداث التي أدت إلى انتفاضة الاويغور.
5 - الجنرال الأمريكي فرانسيس تايلر Francis Taylor المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب الذي زار الصين، في تصريح له من بكين بتاريخ 6/ 12/ 2001قال: لم تصنف الولايات المتحدة الأمريكية منظمات التحرير لتركستان الشرقية بالإرهاب، فالقضايا الاقتصادية والاجتماعية ليس من الضرورة أن توصف مقاومتها بالإرهاب، ولابد أن تعالج سياسيا.
6 - المفوضية الدولية لحقوق الإنسان السيدة ماري روبنسون في تصريح لها في بكين بتاريخ 8 نوفمبر 2001 حذرت الصين من استخدام الحملة الأمريكية لمحاربة الإرهاب ذريعة لقمع الأقليات العرقية، وأبدت عن مخاوفها بخاصة على الاويغور، وقالت: أن من الصعب الموازنة بين محاربة الإرهاب وممارسة سياسة التمييز العنصري،لأن الإرهاب نفسه لم يعرف بعد
7 - الباحث الصيني جين –بينغ جونغ Chien-Peng Chung كتب بعنوان: (حرب الصين على الإرهاب) في مجلة فورين افاريز Foreign Affairs الأمريكية في عددها الصادر في شهري يوليه/اوغسطس 2002، يقول: في الواقع أن عنف الانفصاليين في شنجانغ (تركستان الشرقية) ليس جديدا، ولا تحركه القوى الخارجية ... وما تحتاج إليه بكين هي أن تعترف أن سياستها نفسها هو سبب استياء الاويغور، وبدلا أن تستعمل القوة والقمع التي تأزم المشكلة، على حكومة الصين أن تعالج الظروف التي تغذي مشاعر الانفصاليين.
8 - أما الكاتب المسلم الأستاذ فهمي هويدي فقد كتب في مجلة المجلة العدد 1144 وتاريخ 13 - 19/ 1/ 2002 بعنوان: (أحلام ألأقليات المسلمة ضمن ضحايا سبتمبر): حين شنت سلطات بكين حملة القمع ضدهم وصفتهم في البداية بالانفصاليين، وحين أصبحت كلمة الإرهاب لاحقا صفة يتم بها الاغتيال المعنوي للفرد والجماعة، وتسوغ السحق والاغتيال،فأطلق الصينيون على الناشطين التركستانيين وصف (الإرهابيين).
تفاقم التهديد الشيوعي:
وقد تمادي الصينيون في ممارساتهم الجائرة ضد المسلمين الاويغور مستغلين الظروف الدولية التي أثارتها الصهيونية المسيحية ضد الإسلام والمسلمين، وشغلت أحداثها العالم الحر عن متابعة ما يحدث لهم، وكثفت السلطات الصينية من محاربتها للإسلام في تركستان الشرقية بصفة خاصة لأنها تميز المسلمين الصينيين الذين يتمتعون بحرية دينية اكبر عن إخوانهم التركستانيين في مقاطعة شنجانغ، وطبقت فيها مؤخرا الإجراءات الصارمة، التي تناولت بعضها الهيئات والشخصيات العالمية الإسلامية بالتفصيل ومن أهم ذلك النقاط التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - منع جميع منسوبي الأجهزة الحكومية والحزبية الشيوعية الصينية من ممارسة أي نشاط ديني، فالقانون يحرم على من ينتسب إلى الحزب الشيوعي أو إلى الأجهزة الحكومية أن يؤمن بالإله أو بالآخرة أو يمارس شعائر دينية لأن هذا يعتبر مخالفة صريحة لمبادىء المادية والشيوعية والاشتراكية (التوضيحات الخاصة بقضايا الدين والقومية في القانون = ميلله ت دين مه سليلري وه ئونكغا ئائت قانون- نيزام بيلملري ئوقوشلوقي – ئورومجي 1997، ص 133)
2 - منع الشباب الإسلامي ممن دون السن القانوني 18 عاما من التعليم الديني بأي شكل من الأشكال ومعاقبة الدارس والمدرس بالاعتقال والجزاءات المالية (التوضيحات الخاصة بقضايا الدين والقومية في القانون = ميلله ت دين مه سليلري وه ئونكغا ئائت قانون- نيزام بيلملري ئوقوشلوقي – ئورومجي 1997،ص151)
3 - منع الشباب والنساء المسلمات من ارتياد المساجد والجوامع لأداء الصلاة والتعلم وحفظ القران الكريم، مع ملاحظة أن ذلك مسموح للمسلمين الصينيين في غير تركستان الشرقية.فالسيدة محببت مثلا اعتقلت مع تلاميذتها اللاتي يدرسن مبادىء الإسلام في مدينة خوتن في 10 ديسمبر2001 وعوقب كل فتاة بمبلغ 300 يوان والمعلمة بمبلغ 7000 يوان
4 - إجبار الشباب وطلاب المدارس والمعاهد على عدم الصوم في شهر رمضان المبارك بتقديم الوجبات الغذائية لهم خلال النهار، وطرد وتغريم وحبس من يثبت صيامه وحرمانه من العمل أو الدراسة.كما فرض على الفلاحين الذين يضبطون صياما مبلغ 30 يوان، وإذا لم يتمكن من الدفع فيجبر على العمل في معسكرات السخرة لمدة شهر.
5 - هدم المساجد المجاورة للمدارس خشية من تردد الطلاب أو المدرسون إليها أو الالتقاء بمن يصلون فيها ويحتكون بهم وينتقل عدوى الصلاح و الإيمان إليهم، فمثلا في 5/ 4/2002 أغلقت السلطات الصينية ثلاثة مساجد لقربها من المدارس في بلدة ينكي باغ في محافظة خوتن , وفي بلدة قراقاش بمحافظة خوتن أغلق مسجد دونغ، وتم تحويله إلى مصنع سجاد بتاريخ 9 أكتوبر 2001، وفي 15 أكتوبر 2001 أوردت وكالة الأنباء الدولية رويترز تصريحا لمسئول الشؤون الدينية لمدينة خوتن يبرر إغلاق المسجد لقربه من مدرسة يخشى على طلابها من التأثير السيىء عليهم
6 - منع التعليم الإسلامي في غير المعاهد الحكومية التي يلتحق بها الطلاب الذين تختارهم السلطات الشيوعية بعد التخرج من المدارس الثانوية، ومعاقبة كل عالم أو طالب يدرس العلوم الإسلامية أو يحفظ القران الكريم في مسجد أو في منزل. فقد أعلن جيانغ جين Jiang Jien مساعد سكرتير الحزب الشيوعي في اجتماع في كاشغر بتاريخ 4/ 3/2002:هؤلاء الذين يدرسون طلاب المدارس التعاليم الدينية سيعاقبون عقابا شديدا، وإذا اشترك الطلاب في ممارسة الشعائر الدينية سيعاقبون هم وأولياء أمورهم وأساتذتهم.
7 - إلزام أئمة وخطباء المساجد بقراءة خطبة الجمعة من كتاب بعنوان: (الوعظ والتبليغ الجديد) قامت بوضعه الهيئة الصينية للإشراف على الشؤون الدينية الإسلامية برئاسة جين خونغشينغ وطبع ونشر في بكين بتاريخ 1/ 7/2001، ولا يسمح لأي إمام كان أن يخرج عن نصوصه. وقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية من بكين خبرا بتاريخ 24/ 1/2002: أن 253 من الأئمة انهوا دورات تأهيلية في السياسية الايدولوجية في عام 2001، كما اجبروا على الالتحاق في دورات تأهيلية لمدة ساعتين بعد عصر كل يوم جمعة في بعض المناطق.
8 - مصادرة الكتب الإسلامية الواردة من البلدان الإسلامية مهما كان نوعها وإتلافها وحرقها، منها ترجمة معاني القران الكريم باللغة الاويغورية التي طبعت في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في عام1415 هـ/1995م، وكان قد تم إرسال 200 ألف نسخة منها هدية من خادم الحرمين الشريفين إلى الجمعية الإسلامية لمقاطعة شنجانغ، ولكن السلطات الشيوعية صادرتها وأتلفتها بدون تقدير لعلاقتها مع المملكة العربية السعودية، ومما نشرتها أجهزة الشيوعية مؤخرا عن إتلاف الكتب الدينية كان في تاريخ 12/ 11/2003، حيث أذاعت أخبار شنجانع (شنجاك خه وه ر ليري): أن إدارة الأمن العام لمنطقة تومور يول في اورومجي أحرقت في محطة القطار الجنوبية ... (367) كتابا دينيا، ويمكن أن يشاهد في الخبر المنشور صفحات من القران الكريم وهي تحترق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلى جانب هذه الإجراءات الجائرة ضد المسلمين اتخذت الصين الأساليب القانونية التي تجيز لها اعتبار أي ممارسة دينية أو ثقافية أو اجتماعية مخالفة لسياستها العنصرية والفاشستية ضد الاويغور المسلمين جرما، وأدخلت مثلا تعديلات في المواد 114 - 115 - 120 - 125 - 127 - 191 - 291 من القانون الجزائي،وقد نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا عن ذلك بعنوان: التشريع والقمع الصيني لمناهضة الإرهاب في مقاطعة شنجانغ اويغور الذاتية الحكم China`s anti terrorism legislation and repression in the Xinjiang Uighur Autonomous Region . .
تهديد المهاجرين وملاحقتهم:
ولم تكتف السلطات الصينية الشيوعية بالأساليب الصارمة التي نفذتها ضد المسلمين وا ضطهادهم في كل مجالات الحياة في بلادهم، بل أخذت تمارس ضغوطها السياسية بالقوة على الدول المجاورة لمنع أي نشاط سياسي أو علمي أو اجتماعي، حتى المساكن الوقفية التي يلجاء إليها الفقراء والحجاج في روالبندي بباكستان قد أغلقت،وكذلك الجمعيات الاويغورية (التركستانية) وهي جمعيات ثقافية في قازاقستان وقيرغيزستان،واغتالت بعض رؤسائها مثل حاشرواحدي ونعمت بوساقوف و دلبر سماسقوفا، وطرد الطلاب الذين يدرسون فيها، بل تسلمت بعض الطلاب واللاجئين من باكستان ونيبال وقازاقستان وقيرغيزستان وأعدمتهم حال دخولهم إلى الصين بدون محاكمة أو قضاء، وقد أثبتتها الهيئات الدولية التي طالبت وقف مثل هذه الممارسات الغاشمة، ولكن إذا كانت دول الجوار باكستان وهي دولة أسلامية رضخت لمطالب الصين مع قازاقستان وقيرغيزستان وهما دولتان ذات وشائج وقربى في الدين والدم،كما لم يسلم من شرها التركستانيون في البلاد البعيدة،فمثلا في سوريا نشرت جريدة الحياة بتاريخ 13/ 1/2004:أن السلطات السورية أبعدت الشاعر الصيني احمد جان عثمان .. بسبب مجهول؛ والواقع إن هذا الشاعر لم يكن صينيا، بل هو اويغوري مسلم،وهذا هو السبب. ولكن وجدت الصين نفسها بعيدة عن الدول الأخرى التي يعيش فيها اللاجئون التركستانيون والمهاجرون فعملت على تشويه سمعتهم بالادعاء زورا أنهم إرهابيون، وفي يوم الاثنين 15/ 12/ 2003 أتهمت الحكومة الصينية أربعة منظمات تركستانية بالإرهاب كما اتهمت 11 اويغوريا (تركستانيا) مهاجرا بالإرهاب، وطالب زاو يونغ جن Zhao Yongchen المدير المساعد لمكتب محاربة الإرهاب في وزارة الأمن العام الصينية تعاون دول العالم وهيئاتها على إغلاق و وقف مناشط هذه المنظمات الأربعة، وقطع المساعدات المالية عنها، وتجميد أصولها، وإلغاء ما توفرها لها من تسهيلات، كما طالب بتسليم من أسمتهم بالإرهابيين إلى الصين؛ ولكن لم تتوانى الهيئات الدولية والباحثون المختصون بالتنديد بهذا الإعلان، ووكالة الأنباء الدولية رويترز بتاريخ 15/ 12/2003 التي نشرت الخبر قالت: أن بعض الدبلوماسيين الغربيين والعلماء يشكون أن يكون للأويغور حركة استقلالية متحدة، ويعتبرون أن معظم الاويغور يقاومون سياسات غير عادلة ثقافية واقتصادية، و انهم يعيشون تحت القمع العسكري، ولا يجدون تعاونا لممارسة مقاومة مدعومة، وهذا ماجعل منظمة العفو الدولية تطالب المجتمع الدولي ألا يسمح لحكومة الصين أن توصف وتعامل الفعاليات السياسية السلمية بالإرهاب كما جاء في نشرتها المؤرخة في 19/ 12/2003.
وأما المنظمات التركستانية الأربعة التي اتهمتها حكومة الصين بالإرهاب وطلبت إغلاقها وإيقاف مناشطها وتسليمها رؤسائها فهي:
1 - الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية ETIM وهي المنظمة التركستانية الوحيدة التي اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية إرهابية لاعتقال بعض أفرادها وزعيمها المطلوب الشيخ حسن مخصوم الذي قتل قبل هذا الإعلان في أفغانستان بتاريخ 2/ 10/2003، وكانت السلطات الصينية قد انتزعت أقوالا من بعض الشباب الاويغوري اعتبرتها اعترافا بصلتهم بالقاعدة والطالبان،ولعل شعبا مثل الاويغور الذي يواجه خطر الابادة وضراوة الظلم لا يعاب لو تعاون مع الشيطان أو غيره، مادام هدفه حول الخلاص من عدوه المستبد، لا من عدو غيره.ولم يثبت أن الاويغور استهدف أو اشترك في عملية في غير الصين، ومع ذلك فكل المسلمين الاويغور يرفضون الإرهاب والاعتداء على المدنيين في أي مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - مؤتمر شباب الاويغور الدولي WUYC تأسس في ميونيخ بألمانيا في 9/ 11/ 1996، و يرأسه حاليا الأستاذ دولقون عيسى هو احد المطلوبين في البيان الصيني الأخير وهو خريج قسم الكيمياء بجامعة شنجانغ في اورومجي في عهد الحكم الشيوعي وقد هاجر منذ عشرة أعوام من بلاده،وهذه منظمة شبابية أكثر أعضائها من الطلاب والشباب المهاجرين من تركستان الشرقية من بعد 1985
3 - المركز الإعلامي لتركستان الشرقية ETIC ومقره في ميونيخ بألمانيا ويديره الأستاذ عبد الجليل قراقاش، وهو من أوائل من التجأ إلى ألمانيا و فتح موقعا في الانترنت (شبكة الاتصالات الدولية) لتعريف العالم بالأحداث الفاجعة في بلاده بعنوان: WWW.UYGUR.COM وذلك باللغات الاويغورية والتركية والإنجليزية والعربية ,كما نشر جريدة أسبوعية باللغتين الاويغورية والتركية باسم أوجقون
4 - منظمة تحرير تركستان الشرقية ETLO أسسها بعض الشباب الاويغوري في عام 1999،وترأسها الأستاذ محمد أمين حضرت،وهو مؤلف ومخرج سينمائي معروف أشتهر في أوائل ثمانينات القرن العشرين في اورومجي والصين، ثم هاجر مع من هاجر إلى تركيا في عام 1995، والمعروف أن النظام الشيوعي يحرم تدريس الدين في المدارس والمعاهد ولم يكن لمثل هذا، وهوخريج معهد شيوعي صيني أن يقود حركة أصولية أو إرهابية تكون ذات صلة وثيقة بالحركات الإسلامية، ولكن الحكم الصيني يغالط نفسه ويتعامى عن سوء سياسته التي أثارت سخط المسلمين.
والعامل المشترك لهذه المنظمات الأربعة أن رؤسائها هم من الشبان الدارسين في مدارس الصين الشيوعية في تركستان الشرقية، و المهاجرين منها منذ عام 1985، وماعدا الأول، فالباقون لم تكن لهم دراسة إسلامية ومعرفتهم الدينية محددة، ولا تؤهلهم لقيادة جماعات دينية أصولية، ولم يمارس احد منهم الإمامة أو العمل الدعوي أو المشيخة الدينية، وحتى التهمة التي وجهت السلطات الصينية عليهم لم تكن واضحة ومحددة، بل وصفت هذه المنظمات كلها بالإرهابية (قامت بكل الأعمال الإرهابية التي مارستها المجموعات الانفصالية)، وهذا ما دعا منظمة العفو الدولية أن تقول عن مؤتمر شباب الاويغور الدولي والمركز الإعلامي لتركستان الشرقية: أنهما مجموعتان سياسيتان تعمل من ألمانيا على تعميم التقارير التي تفضح الانتهاكات الصينية لحقوق الإنسان ضد الاويغور وتطلبان بالحكم الذاتي أو الاستقلال للمقاطعة، وأن الحكومة الصينية لا تفرق بين المعارضة العنيفة والتعبير السلمي لممارسة حرية التعبير. (لندن، النشرة رقم 288، وتاريخ 19/ 12/2003).
واصبح المسلمون الاويغور تحت رقابة الاستخبارات والمباحث في كل مكان ليس في بلادهم تركستان الشرقية التي تعتبر معتقلا كبيرا، بل في الخارج حتى في موسم الحج الذى أتخذه الصينيون فرصة لمراقبة نشاط المسلمين الديني الذي يتعارض مع مبادئهم الشيوعية البالية، ثم هم يمنعون الحجاج الاويغور ويراقبون علاقاتهم بالمهاجرين التركستانيين المقيمين في الديار المقدسة أو القادمين إليها من مواطن هجرتهم ويتسقطون أخبارهم، فمثلا في حج عام 1424 قدم إلهام جان رئيس إدارة المباحث السرية لمقاطعة شنجانغ مع اكثر من عشرين ضابطا للمباحث الأمنية والاستخبارات، منهم دلمراد حسن نائب رئيس المباحث الأمنية لولاية خوتن،وشامان جوجانغ رئيس المباحث الأمنية لولاية كاشغر
وقد بات المسلمون اليوم لا يكترثون بما يعانيه إخوانهم إلا نادرا، ربما خوفا من وصفهم بالإرهاب، أو ربما لانشغالهم بمشاكلهم الخاصة، وهم يتفرجون على ما ينكل ببعضهم، بدون أن يثير في نفوسهم اشمئزازا أو امتعاضا،حتى ولو بالقول، أو بالإيماءة والإشارة، ويكفي أن يعرف المسلمون واقعهم المؤلم،وهم يرون رأي العين ما يحدث من قتل وتدمير في فلسطين في كل يوم، ولا يفعلون شيئا وهم خمس سكان العالم، فما بالك بما يحدث في تركستان الشرقية لشعب مسلم يباد خلف الستار الحديدي في جنح ظلام التعتيم الإعلامي،بدعاوى سياسية ودعائية ملفقة تنتهجها الحكومة الصينية؛للاستفادة من الظروف الدولية لممارسة إجراءاتها الرامية لاستئصال الشعب الاويغوري التركي، ومحو هويته الإسلامية، لولا بعض الهيئات الدولية والباحثين الذين يكتبون عن وضع الاويغور المسلمين بين وقت وآخر، ويثيرون بذلك مزاعم الصين بالتدخل في شئونها، لأنها تريد أن يتم ما تنفذه ضد المسلمين بصمت تام،لما عرف احد ما يحدث هناك، ولكن يأبى الله إلا أن يفضح ما تمارسه الصين من ظلم واضطهاد.
وفي الختام أشيد بما كتبه بعض الباحثين المسلمين أمثال الأستاذ فهمي هويدي والأستاذ محمد صلاح الدين والأستاذ هارون موغل عما يتعرض إليه المسلمون التركستانيون من ممارسات جائرة وكذلك على مرئياتهم القيمة لمعالجة هذه القضية الإسلامية، و أو كد معهم أن التركستانيين يتطلعون إلى حل سلمي يخفف عنهم ألآمهم و يرفع عنهم الظلم والاضطهاد، ويطالبون الدول المجاورة لبلادهم وبلدان العالم الإسلامي التي يهمها الاستقرار في هذا الجزء من العالم، وكذلك الهيئات الدولية والإسلامية وفي مقدمتها منظمة المؤتمر الإسلامي أن تعمل على الإنقاذ هذا الشعب من الضياع و الموت البطيء، و أن تتعاون معهم لا لدعم الإرهاب والعنف، بل بمطالبة حكومة الصين أن تتفاوض مع ممثلي هذا الشعب المنكوب لتسوية هذه القضية الإنسانية ويحفظ حقوقه الإنسانية ويصونه من الانصهار والذوبان، ومن مقدمات هذا الحل هو أن يعرف العالم حقيقة ما يجري في هذا الجزء المنعزل، وهي دعوة صادقة لأجهزة الإعلام إلا سلامي أن يمارس واجبه الإنساني الإسلامي الحق أمام ربه وأمام أمته، وعلى الأقل تكون النصرة لهم بالقول، وهو اضعف الايمان، وبالله التوفيق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 01:59]ـ
بارك الله فيك سباق دائما الى المواضيع الحديثة و القيمة ... البارحة شاهدت برنامجا على الجزيرة الوثائقية عن مجازر سربرينيتشا و المؤسف الذي لاحظته في نفسي قبل غيري تلاشيها في الذاكرة الجماعية المسلمة ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 10:05]ـ
لا شك ان الذاكرة العربية تشهد في العقدين الاخيرين جملة تداعيات كبيرة وسلسلة انهيارات خطيرة
فما نقع فيه بالامس لقريب نقع فيه اليوم. وهكذا.!!
بارك الله فيك اخي العزيز ابن الرومية.
فمن مشركاتكم لا زلنا نستفيد.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 02:24]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا محمد
استئذنك فى إضافة بعض المقالات عن أخوتنا فى تركستان الشرقية
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 02:27]ـ
أخبار تركستان الشرقية من مجلة البيان:
أخبار قديمة ولكن لا تختلف عما يحدث الآن إن لم يكن الحال أسوأ
* ويحدث مثل ذلك أيضاً في أقاليم غرب الصين؛ حيث الأغلبية المسلمة؛ إذ
بلغ عدد المسلمين في الصين 93 مليون مسلم يمثلون 10% من مجموع السكان،
ويُعتبرون أكبر أقلية مسلمة في العالم، وقامت الحكومة الصينية بتهجير المسلمين
من إقليم «نيتفشيا» ذي الأغلبية المسلمة وتوطين قرابة مليون شخص من غير
المسلمين هناك، كما قامت بنقل 1. 3 مليون شخص من غير المسلمين إلى
تركستان الشرقية؛ وهذا كله سيخل بالتركيبة السكانية، وسيجعل الأقلية المسلمة
تذوب وتندثر في أوساط غير المسلمين.
جمادى الأولى - 1421هـ
أغسطس - 2000م
============================== ==
المنسيون في تركستان الشرقية
مصدر معلوماتنا عما جرى في الصين هو السلطات الصينية ذاتها التي تعتبر
الناشطين المسلمين إما انفصاليين أو إرهابيين، وهم في كل الأحوال «مجرمون»
خارجون على القانون، لا حل لهم سوى القمع الذي يتراوح بين السجن والإعدام.
بهذه الخلفية ينبغي أن نقرأ التقارير التي خرجت من العاصمة الصينية حول
تفكيك ما يسمى بحزب الله الإسلامي، وهي تسمية لم يُسمع بها من قبل، ولا
يُستبعد أن يكون لها ظل من الحقيقة، كما لا يُستبعد أن تكون السلطات الصينية هي
التي أطلقت ذلك الاسم لأسباب إعلامية في الأغلب؛ فطيلة العقد الأخير والصحف
ووكالات الأنباء تنشر أخبار الإعدامات بين المسلمين. ويبدو أن عملية الإعدام
أصبحت سهلة لدرجة أن حكومة بكين ضغطت على الحكومة الباكستانية قبل أكثر
من عام لتسليمها بعض المسلمين من أبناء إقليم (سينكانج) الذين اتهمتهم بإثارة
الشغب هناك، وكان هؤلاء (عددهم 13 شخصاً) قد نجحوا في الهروب من
ملاحقة الشرطة الصينية، وعبور الحدود إلى باكستان، وإزاء استمرار الضغوط،
فإن حكومة إسلام آباد التي تربطها علاقات وثيقة مع الحكومة الصينية؛ ألقت
القبض على أولئك الشبان اللاجئين إليها، وقررت تسليمهم إلى السلطات الصينية.
وقد رتبت عملية التسليم في أحد مواقع منطقة الحدود المشتركة بين البلدين،
وحسبما ذُكر في العاصمة الباكستانية، فإنه جيء بالمسلمين الصينيين الهاربين،
وتم تسليمهم إلى مجموعة من العسكريين الصينيين الذين تم إيفادهم من قبل الحكومة
لهذا الغرض. غير أن القوة الصينية ما أن تسلمتهم عند الشريط الحدودي حتى
طلبت منهم الوقوف صفاً، ثم أطلقت عليهم النار واحداً تلو الآخر. وتم قتل الـ
13 شخصاً في موقع التسلم ذاته، على مرأى من العسكريين الباكستانيين الذين
فوجئوا بما حدث، ولم يكن بمقدورهم فعل أي شيء. هؤلاء لو قدر لهم أن يلجؤوا
إلى أي عاصمة غربية لاختلف مصيرهم، ولكان لهم شأن آخر.
صفر - 1422هـ
مايو - 2001م
============================== =======
لا تحتاج إلى تكأة!
لم تخرج الصين عن «قاعدة» الحرب على «الإرهاب»؛ حيث وظفت
منذ بداية الحملة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر مسوغات الولايات المتحدة
لتصفية حسابات قديمة مع مسلمي المقاطعات الغربية الشمالية للبلاد بدعوى
«ممارسة الإرهاب».
وقد اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها صدر مؤخراً الحكومة الصينية
باعتقال الآلاف من مسلمي الأيجور منذ الحادي عشر من سبتمبر، وكانت بعض
عناصر الأيجور قد شنت حملة تفجيرات على نطاق ضيق في المنطقة خلال
(يُتْبَعُ)
(/)
السنوات القليلة الماضية إلا أن منظمة العفو قالت: إن معظم المعتقلين لم يفعلوا
شيئاً على الأرجح خلافاً لممارسة شعائر دينهم أو الدفاع عن معتقداتهم. ومع نفي
بكين التهم الموجهة إليها إلا أنها تفادت إثارة حالات محددة ذكرتها المنظمة، ويقول
التقرير إنه على الرغم من أن إقليم شينجيانج الذي يتمتع بالحكم الذاتي، لم يشهد
أعمال عنف ملحوظة خلال السنوات الماضية إلا أن السلطات الصينية اعتقلت
الآلاف خلال الأشهر الستة الماضية، كما فرضت قيوداً على حرية العبادة والتعبير
عن المعتقدات الثقافية، وأكثر من ذلك اتهمت المنظمة قوات الأمن الصينية بإعدام
عدد من الأشخاص وحكم على آخرين بالسجن.
تقول الصين إن عدداً كبيراً من مسلمي الأيجور على علاقة بأسامة بن لادن،
وتلقوا تدريباً في أفغانستان التي تشترك في الحدود مع شينجيانج.
ومن بين ما أشارت إليه منظمة العفو الدولية قيام السلطات الصينية بممارسة
ضغوط على تلاميذ المدارس لمنعهم من صيام شهر رمضان. كما أشارت المنظمة
في تقريرها إلى أن منظمات أخرى لحقوق الإنسان وجهت الاتهامات نفسها للحكومة
الصينية، وتشن عناصر من الأيجور الذين كانت لهم جمهورية خاصة بهم قبل
استيلاء الشيوعيين على الحكم في بكين عام 1949م حملة ضد الحكومة الصينية في
محاولة لإعلان دولتهم المستقلة التي يعتزمون تسميتها تركستان الشرقية. صفر - 1423هـ
مايو - 2002م
============================== ===
ويتشكك بعض المحللين الغربيين في وجود حركة حقيقية لاستقلال اليوغور،
ويقولون إن الغالبية العظمى من اليوغور يكافحون في مواجهة الاضطهاد الديني
وعدم المساواة ثقافياً واقتصادياً.
وقالت منظمة العفو الدولية التي يقع مقرها في لندن إنها تشعر بالقلق من أن
بكين ربما تستخدم الحرب ضد الإرهاب في شن حملة صارمة ضد اليوغور.
شعبان - 1423هـ
نوفمبر - 2002م
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 02:31]ـ
أما الأسوأ .........
الروافض وصلوا لتركستان يا أهل السنة منذ عشرين عام!!! ((أسفرت لقاءات المسئولين الإيرانيين مع المسئولين الصينيين إلى سماح الأخيرين
لنشاط شيعي في منطقة تركستان الشرقية (سينك يانج) المحاذية لهذه الدولة
المزعومة، وبدأ عدد من الشباب الصيني السني القاطن في هذه المنطقة بالتوجه
للدراسة في طهران تمهيداً لتشيُّعه.))
مجلة البيان
ذو القعدة - 1410هـ
مايو - 1990م
يشير بعض المراقبين إلى وجود نية لدى عدة أطراف عالمية ومحلية في تهيئة
الأجواء لتشكيل أو تأسيس دولة إسماعيلية تجمع إسماعيلية باكستان في مناطق
جترال وهنزة وجليميشا وبلتستان مع الإسماعيلية الموجودين في ولاية بدخشان
خاصة بعد الطريق الذي أعيد ترميمه في محاولة لربط الطرفين ببعضهما. حيث
إمدادات إغاثية وغذائية لإسماعيلية باكستان من إيران ودولة باطنية أخرى، كما
أسفرت لقاءات المسئولين الإيرانيين مع المسئولين الصينيين إلى سماح الأخيرين
لنشاط شيعي في منطقة تركستان الشرقية (سينك يانج) المحاذية لهذه الدولة
المزعومة، وبدأ عدد من الشباب الصيني السني القاطن في هذه المنطقة بالتوجه
للدراسة في طهران تمهيداً لتشيُّعه.
ذو القعدة - 1410هـ
مايو - 1990م
مجلة البيان
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 02:34]ـ
) ولادة 20 الف طفل مشوه فى عام واحد
مسلمو تركستان الشرقية حقل تجارب للصين
تعمل الحكومة الصينية جاهدة على تقليل اعداد المسلمين فى تركستان الشرقية بقدر الامكان وتتخذ العديد من الاجراءات لتحقيق هذا الغرض ومن ابرز هذه الامور قيام الصين باجراء عدة تفجيرات نووية بتركستان الشرقية كان لها ابلغ الاثر فى افساد الاراضى الزراعية وسكان تركستان الشرقية , برغم التحذيرات الدولية التى حذرت الصين من الاقدام على هذا الاجراء.
35 تجربة نووية
بالرغم من الموقف الدولي لإيقاف تفجيرات النووية والنداءات المتكررة فإن الصين أصرت على تنفيذ تجربتها النووية التي قدرت قوتها ما بين 10 ـ 40 كيلو طن من مادة تى. إن. تى في موقع التجارب النووية بمنطقة لوب نور قي تركستان الشرقية في يوم الجمعة 10/ 6/1994 م.
فمنذ عام 1964 أجرت بكين 35 تجربة نووية في أراضي تركستان الشرقية دون اتخاذ أي تدبير من شأنه حماية المدنيين من أخطار التلوث النووي. وقد أثرت هذه التجارب تأثيراً سناً على المحاصيل الزراعية وعلى الإنجاب وفي عام 1990م مات عدد كبير من المسلمين فى تركستان الشرقية بأمراض غير معروفة.
20 الف طفل مشوه فى عام
وفي التقرير السري لرئيس حكومة مقاطعة شنجانج في أوائل عام 1988 م أكد ولادة عشرين ألف طفل مشوه. وفي نفس العام 1988 نسبت منظمة الصحة العالمية في تقريرها فوق 3961 شخص مصاب بمرض مجهول في منطقة خوتن فقط. وهكذا وردت التقارير عن تزايد حالات الإصابة بسرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الكبد وغير ذلك من الأمراض الخطيرة فمثال ذلك عدد الشباب المصابين بشلل الأطراف بلغ أكثر من 5000 شخص في كاشغر فقط فيما بين يوليو 1990.
الغريب فى الامر ان الاعلام الصينى يخفى بمهارة شديدة اى اخبار عن المسلمين فى تركستان الشرقية واطلق عليهم مسلمو سينجيانج , حتى يمحو هويتهم ولكن المسلمون فى تركستان الشرقية متيقظون تماما لما يحاك ضدهم , ولكن بقي ان نشير الى دور المسلمين فى انحاء العالم الاسلامى ان ينشروا استغاثات اخوانهم فى تركستان الشرقية ويتابعوا اخبارهم وينقلوها للمسلمين
كتبها هشام الهلالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 02:36]ـ
حتى العلماء ...............
داهمت السلطات الصينية في مدينة خوتن بمنطقة تركستان الشرقية
(ما يسمى الآن ب"شنجيانغ") يوم 2/ 1/2004م أحد البيوت الشعبية
في المدينة واعتقلت العالم الكبير و المجتهد الشيخ/ عبد الأحد
برات مخدوم 74عاما وهو يلقي دروسا لسبعة من طلابه في المدارس
السرية. واعتقل الطلاب وصاحب البيت معا وهم الآن مازالوا
يقبعون في السجن المركزي في المدينة. والشيخ/ عبدالأحد مخدوم
يعاني من متاعب في الكلى وحالته الصحية متدهورة وليس له ذنب
سوى أنه أدى واجبه تجاه ربه بتدريس العلوم الشرعية.
فحياة الشيخ / عبدالأحد برات مخدوم حافل بالمآسي والآلام في
سبيل تعليم الدين الإسلامي مع أنه من رواد الدعاة إلى الإسلام
بالطرق التعليمية ويعارض العنف بأي شكل من الأشكال.
ولد في مدينة "قارا قاش" عام 1 م (وهو إبن شقيقة الزعيم
التركستاني والمجاهد الكبير، صاحب كتاب " تاريخ تركستان
الشرقية" الشهير الشيخ/ محمد أمين بغرا رحمه الله الذي توفي في
المنفى في أنقرة عام 1965م) وتلقى تعليمه في مدارس كاشغر
العريقة بين عام 1950 - 1958م وبعد تخرجه عاد إلى مدينة خوتن
وبدأ بالتدريس. وبعد ستة أشهر فقط من عودته أعتقل من قبل
السلطات الشيوعية وحوكم عليه بالسجن لمدة خمسةعشر عاما مع
الأشغال الشاقة لكونه عالما وخرج الشيخ من السجن بعد قضاء
المدة سنة 1974م ومالبث أن بدأ مشواره الطويل ألا وهو تدريس
العلوم الشرعية تحت الأرض واستمر الحال بتخريج مئاة الطلبة في
العلوم الإسلامية (و أنا واحد منهم) واعتقل الشيخ مرة ثانية
عام 1979م بحملة مشهورة أعتقل فيها في ليلة واحدة آلاف
العلماء في كل أنحاء تركستان الشرقية وأطلق سراحه بعد سنة
تقريبا. وفي سنة 2001م أعتقل الشيخ للمرة الثالثة مع إبنه
الشيخ/ عبد الرؤوف عبد الأحد برات وأطلق سراحهما بعد شهرين
وكان ممنوعا من إلقاء كلمة في المجالس، والإمامة في المساجد
ويعيش في الإقامة الجبرية في بيته ولكنه عالم محبوب من كافة
الناس. وهذه هي المرة الرابعة يعتقل والأسباب واحدة. وله
مؤلفات عديدة وتراجم كثيرة بأسماء مستعارة.
و تدعي الصين الشيوعية بسماح النظام الأساسي للدولة حرية
الإعتقاد والإنتماء لأي دين وتحاول تحسين صورتها فى العالم
الإسلامي بهذ الشعار المزيف ولكن الواقع في تركستان الشرقية
مغاير تماما لما تدعيه الصين. فموظفوا الدولة ممنوعون من
الصلاة وإذا ثبت أي من الموظفين وهو يصلي يفصل من الخدمة
نهائيا بعد غرامات مالية كبيرة. ولايسمح للشباب تحت سن
العشرين الدخول في المساجد فعدد المسلمين في تركستان الشرقية
أكثر من عشرين مليونا ولا يوجد لديهم سوى معهد واحد في
العاصمة أرمجي لتدريب الأئمة وعدد طلابه لا يصل أربعون طالبا.
ففي عام 2002م قامت السلطات الصينية المحلية بما تسمى بحملة
تصفية المنشورات الممنوعة وأحرقت أكثر من أربعين ألف نسخة من
الكتب التراثية والسياسية والدينية والتفاسير والمخطوطات ومن
ضمنها ترجمة معاني القرأن الكريم لمجمع الملك فهد لطباعة
المصحف الشريف في المدينة المنورة.
هذا هو حال المسلمين في تركستان الشرقية والشعب التركستاني
المضطهد يستنجد بالعالم الإسلامي سواءا من الحكومات والهيئات
ومنظمات حقوق الإنسان في العالم للضغط على السلطات الصينية
بالإفراج عن عالمهم المحبوب والوحيد حتى لايتعرض حياته لخطر.
2/ 12/1424هـ
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 03:27]ـ
بارك الله فيك اخي ابا مالك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 04:43]ـ
للتذكير حتى لا ننسى!(/)
تعقيب الشيخ ابن باز على مقالة الشيخ جاد الحق بعنوان: علاقة الإسلام بالأديان الأخرى
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 12:46]ـ
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ سماحة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر وفقه الله للخير، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد اطلعت على مقالة لسماحتكم نشرتها صحيفة الجزيرة السعودية في عددها الصادر في يوم الجمعة 16/ 5/1415هـ بعنوان: “علاقة الإسلام بالأديان الأخرى” ورد في أولها من كلامكم ما نصه:
(الإسلام يحرص على أن يكون أساس علاقاته مع الأديان والشعوب الأخرى هو السلام العام والود والتعاون؛ لأن الإنسان عموماً في نظر الإسلام هو مخلوق عزيز كرمه الله تعالى وفضله على كثير من خلقه، يدل لهذا قول الله تعالى في سورة الإسراء: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [1]، والتكريم الإلهي للإنسان بخلقه وتفضيله على غيره يعد رباطاً سامياً يشد المسلمين إلى غيرهم من بني الإنسان، فإذا سمعوا بعد ذلك قول الله تعالى في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [2]، أصبح واجباً عليهم أن يقيموا علاقات المودة والمحبة مع غيرهم من أتباع الديانات الأخرى، والشعوب غير المسلمة، نزولاً عند هذه الأخوة الإنسانية، وهذا هو معنى التعارف الوارد في الآية .. ) الخ.
ولقد كدرني كثيراً ما تضمنته هذه الجمل من المعاني المخالفة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ورأيت من النصح لسماحتكم التنبيه على ذلك: فإنه لا يخفى على سماحتكم أن الله سبحانه قد أوجب على المؤمنين بغض الكفار، ومعاداتهم، وعدم مودتهم وموالاتهم، كما في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [3]، وقال سبحانه في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [4]، وقال سبحانه في سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [5] الآية، وقال سبحانه في سورة المجادلة: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [6] الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها من الآيات الأخرى كلها تدل على وجوب بغض الكفار، ومعاداتهم، وقطع المودة بينهم وبين المؤمنين حتى يؤمنوا بالله وحده، أما التعارف الذي دلت عليه آية الحجرات فلا يلزم منه المودة ولا المحبة للكفار، وإنما تدل الآية أن الله جعل بني آدم شعوباً وقبائل؛ ليتعارفوا، فيتمكنوا من المعاملات الجائزة بينهم شرعاً كالبيع والشراء، وتبادل السفراء، وأخذ الجزية من اليهود والنصارى والمجوس، وغير ذلك من العلاقات التي لا يترتب عليها مودة ولا محبة.
وهكذا تكريم الله سبحانه لبني آدم لا يدل على جواز إقامة علاقة المودة والمحبة بين المسلم والكافر، وإنما يدل ذلك على أن جنس بني آدم قد فضله الله على كثير من خلقه.
فلا يجوز أن يستنبط من الآيتين ما يخالف الآيات المحكمات المتقدمة وغيرها الدالة على وجوب بغض الكفار في الله ومعاداتهم، وتحريم مودتهم وموالاتهم؛ لما بينهم وبين المسلمين من البون العظيم في الدين.
والواجب على أهل العلم تفسير القرآن بما يصدق بعضه بعضاً، وتفسير المشتبه بالمحكم، كما قال الله جل وعلا: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [7] الآية، مع أن الحكم بحمد الله في الآيات المحكمات المذكورة وغيرها واضح لا شبهة فيه، والآيتان اللتان في التعارف والتكريم، ليس فيهما ما يخالف ذلك.
وقد ورد في المقال أيضاً ما نصه: (فنظرة المسلمين إذن إلى غيرهم من أتباع اليهودية والنصرانية هي نظرة الشريك إلى شركائه في الإيمان بالله والعمل بالرسالة الإلهية التي لا تختلف في أصولها العامة).
وهذا - كما لا يخفى على سماحتكم - حكم مخالف للنصوص الصريحة في دعوة أهل الكتاب وغيرهم إلى الإيمان بالله ورسوله، وتسمية من لم يستجب منهم لهذه الدعوة كفاراً.
ومن المعلوم أن جميع الشرائع التي جاءت بها الأنبياء قد نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لأحد من الناس أن يعمل بغير الشريعة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [8]، وقال تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [9]، وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [10]، وقال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [11]، وقال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ} [12] الآية، وقال عن اليهود والنصارى في سورة التوبة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [13] والآيتين بعدها.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، كلها تدل على كفر اليهود والنصارى باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، وقول اليهود: عزير ابن الله، وقول النصارى: المسيح ابن الله، وتكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، وعدم إيمانهم به إلا من هداه الله منهم للإسلام.
وقد روى مسلم في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، والأحاديث الدالة على كفر اليهود والنصارى، وأنهم أعداء لنا كثيرة.
وإباحة الله سبحانه للمسلمين طعام أهل الكتاب ونساءهم المحصنات منهن لا تدل على جواز مودتهم ومحبتهم، كما لا يخفى على كل من تدبر الآيات وأعطى المقام حقه من النظر والعناية.
وبذلك كله يتبين لسماحتكم خطأ ما ورد في المقال من:
1 - القول بأن الود والمحبة من أساسيات العلاقة في الإسلام بين الأديان والشعوب.
2 - الحكم لأتباع اليهودية والنصرانية بالإيمان بالله والعمل بالرسالة الإلهية التي لا تختلف في أصولها العامة.
وتواصياً بالحق كتبت لسماحتكم هذه الرسالة، راجياً من سماحتكم إعادة النظر في كلامكم في هذين الأمرين، وأن ترجعوا إلى ما دلت عليه النصوص، وتقوموا بتصحيح ما صدر منكم في الكلمة المذكورة براءة للذمة، ونصحاً للأمة، وذلك مما يحمد لكم إن شاء الله، وهو يدل على قوة الإيمان، وإيثار الحق على غيره متى ظهرت أدلته.
والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم وسائر علماء المسلمين لمعرفة الحق واتباعه، وأن يمن علينا جميعاً بالنصح له ولعباده، وأن يجعلنا جميعاً من الهداة المهتدين، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
——————————————————————————–
[1] سورة الإسراء الآية 70.
[2] سورة الحجرات الآية 13.
[3] سورة المائدة الآية 51.
[4] سورة آل عمران الآية 118.
[5] سورة الممتحنة الآيات 1 – 4.
[6] سورة المجادلة الآية 22.
[7] سورة آل عمران الآية 7.
[8] سورة النور الآية 54.
[9] سورة الأعراف الآية 157.
[10] سورة الأعراف الآية 158.
[11] سورة المائدة الآية 17.
[12] سورة المائدة الآية 73.
[13] سورة التوبة الآية 31.
http://www.salafihome.com/25/binbaz583.htm(/)
مناقشة هادئة .. لأبرز مسألتين أثيرت في نظام الهيئة
ـ[الباحث الحاسم]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 11:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن محاولة التجديد في الوسائل النوعية وآليات العمل الإسلامي بشقيه الفرضي والتطوعي مطلب ضروري تقتضيه الحاجة والمصلحة وإن إعادة النظر في مسائله ومحاولة دراستها الدراسة الجادة المثمرة الموصلة إلى الحل السليم والرأي المحكم ضالة منشودة مراعين الأجواء المتغيرة والاختلافات الزمانية والمكانية من أجل إقامة مجتمع إسلامي متكامل.
لقد اعتنى علماء الإسلام من قبل وإلى الآن بدراسة الكثير من الأنظمة والمؤسسات المدنية من تحديد لمسارها ومحيطها. وذلك من خلال التعريف بها ووضع أركانها وشروطها وكان من أبرز الأنظمة التي أوليت عناية واهتمام {نظام الحسبة}.
وإكمالاً لهذه المسيرة المباركة نقدم هذه المقالة محاولين فيه المساهمة في العمل الإصلاحي لأحد مواد هذا النظام. وبما أن طبيعة هذا البحث الجزئية فلن نتطرق إلى ذكر أركان أو شروطاً الحسبة وبقية المسائل المتعلقة بها ونكتفي بذكر التعريف فقط حتى يكون مدخلاً مناسباً للموضوع.
تعريف الحسبة لغة: اسم من الاحتساب ولها معاني كثيرة منها: الأجر، وحسن التدبير والنظر، وطلب الأجر وتحصيله ومن معانيها (الإنكار) يقال: احتسب عليه الأمر إذا أنكره عليه.
انظر: لسان العرب) و (القاموس المحيط) و (مختار الصحاح)
الحسبة في الاصطلاح: عرفها جمهور الفقهاء بأنها: الأمر بالمعروف إذا ظهر تكره، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله.
انظر: (الأحكام السلطانية للماوردي)
والحسبة من الولايات الإسلامية التي يقصد بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما ليس من اختصاص الولاة والقضاة وأهل الديون ونحوهم.
الموسوعة الفقهية ج (6)
ولقد قام العلماء أثناء دراستهم لأحد أركان الحسبة وهو (المحتسب فيه) المحاولة (لمعلمة المنكر) حتى يسهل على المحتسب القيام بواجبه، فمعرفة (المنكر) الذي يتطلب تغييره أمر مهم يحتل جزءاً كبيراً من خارطة النظام ولقد استوقف العلماء شرطان أساسيان في معرفة المنكر بعد اتفاقهم في كثير من الشروط الموضوعة لمعرفته وهما:
1) أن يكون المنكر معلوماً بغير اجتهاد.
2) أن يكون المنكر ظاهراً بغير تجسس.
المبحث الأول
مناقشة شرط كون المنكر معلوماً بغير اجتهاد
لو أردنا محاولة معرفة سبب مناقشة العلماء لهذا الشرط فسوف يرجع إلى ما كانت تمر به الأمة من اختلاف علماءها في كثير من مسائل الفروع التي يتناولها الشارع العام فإذا قام جهاز يعني بالمشاركة والاحتكاك مع الشارع العام فسوف يواجه بهذا التساؤل سواءً من المقلدة أو حتى من المجتهدين، وحتى لا يحصل الاصطدام بين هذه المؤسسة والجمهور فيعرف الناس ثمار أقامت هذا النظام كان من المتحتم القيام بفرض هذا الشرط ودراسته.
قال الماوردي (في الأحكام السلطانية): {واختلف الفقهاء من أصحاب الشافعي: هل يجوز له (المحتسب) أن يحمل الناس فما ينكره من الأمر التي اختلف الفقهاء فيها على رأيه واجتهاده أم لا؟ على وجهين:
أحدهما: وهو قول أبي سعيد الاصطخري: أن له أن يحمل ذلك على رأيه واجتهاده، فعلى هذا يجب على المحتسب أن يكون عالماً من أهل الاجتهاد في أحكام الدين ليجتهد رأيه فيما اختلف فيه.
والثاني: ليس له أن يحمل الناس على رأيه واجتهاده، ولا يقودهم إلى مذهبه لتسويغ الاجتهاد للكافة فيما اختلف فيه.
وقد شابه الحنابلة السادة الشافعية في الحكم على هذه المسألة حيث أنهم اختلفوا على وجهين:
الوجه الأول: الإنكار وحمل الناس على ما يرجحه. قال الإمام أحمد –في رواية الميموني-: في الرجل يمر بالقوم وهم يلعبون بالشطرنج ينهاهم ويعظهم، وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن رجل مر بقوم يلعبون بالشطرنج فنهاهم فلم ينتهوا فأخذ بالشطرنج فرمى به فقال: قد أحسن: وصلى أحمد يوماً إلى جنب رجل لا يتم ركوعه ولا سجوده فقال: أقم صلبك وأحسن صلاتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني: لا إنكار فيما يسوغ فيه خلاف من الفروع على من اجتهد فيه أو قلد مجتهداً فيه بل أنهم صرحوا بأنه لا يجوز (الإنكار) كذا قال القاضي ومثلوه بشرب النبيذ والتزوج بغير ولي. وذكر في المغني أنه لا يملك منع امرأته الذميمة من يسير الخمر على نص أحمد لاعتقادها إباحته وفي رواية المروذي (الصريحة) لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه.
ملاحظات على المسألة تفيدنا للترجيح:
1) من الملاحظ على طرفي المسألة أنه من الممكن أن نجمع بينهما.
حيث أن القول الذي يطالب بمحاولة المحتسب حمل الناس على رأيه يكون ذلك لعوام المذهب نفسه أو (اللامذهبيون).
2) ترجيح محرري المذهبين المذكورين (الشافعية والحنابلة) كالغزالي والنووي –عند الشافعية- وابن قدامة وشيخ الإسلام وابن القيم –عند الحنابلة-.
3) مدى منطقية القول بعدم الحمل وحجيته وتناسبه مع غايات وأهداف النظام.
4) عدم تصادم القول المعارض للحمل والإنكار مع التسامح الديني ودعوى التعددية.
5) حصول صورة كثيرة من الخلاف بين صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم- ولم يحصل هناك محاولة للإقصائية من أحد الأطراف في المسائل ذات الطابع الاجتهادي.
الترجيح:
من خلال ما سبق:
القول بأن ما ذهب إليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد لا يحكم على أحد المجتهدين المختلفين بأنه مرتكب منكراً هو الراجح.
ونختم هذا المبحث بكلام نفيس خارج من مشكاة ورثة الأنبياء الربانيين لشيخ الإسلام ابن تيميه حيث قال –رحمه الله- {ثم العلماء ينكرون ما أجمع عليه، أما المختلف فيه فلا إنكار فيه لأن على أحد المذهبيين: كل مجتهد مصيب، وهذا هو المختار عند كثير من المحققين، أو أكثرهم. وعلى المذهب الآخر: المصيب واحد وله المخطئ غيرنا والإثم مرفوع عنه. لكن أن ندبه على وجه النصيحة – إلى الخروج من الخلاف، فهو حسن محبوباً مندوب إلى فعله برفق فإن العلماء متفقون على الحث على الخروج من الخلاف، إذا لم يلزم منه إخلال بنية، أو وقوع في خلاف آخر}.
(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ص 139
ملحق:
قد يورد إشكال وهو عند الترافع إلى حاكم وقد يكون للحاكم قول يخالف رأي أحد الخصوم .. فما العمل؟
لقد نص العلماء كالسيوطي (الأشباه والنظائر) وغيره على أنه ليس للحاكم أن يحكم إلا بما يراه ويعتقده. وهذا هو رأي الجمهور.
المبحث الثاني
هل من شروط المنكر أن يكون ظاهراً من غير تجسس؟
أن مبدأ الستر وعدم التشهير مبدأ عززته الشريعة الإسلامية، بل جاءت بالأمر لفعله ومحرمة لكل ما يخالفه من تنصت وفضيحة بكل صورها وأي وسيلة توصل لذلك من التجسس، وغيره.
فمن الكتاب قال تعالى: { ... وَلَا تَجَسَّسُوا .. } () قال قتادة: هل تدرون ما التجسس أو التجسيس؟ هو أن تتبع أو تبتغي عيب أخيك التطلع على سره، ومن السنة قوله (صلى الله عليه وسلم) (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا .... ) () حامية بذلك حق الفرد من عدم المحاولة لكشف سره وأساءت الظن به حتى في التحاكم القضائي فنادت بأن (الأصل براءة الذمة) (وأن أحكام الدنيا مبنية على الظواهر) ولم تكن هذه الأنظمة والأصول (حبراً على ورق) بل كانت واقعاً مجسداً تعامل به المجتمع المسلم في أرقى عصوره (عصر الصحابة)، فعن زيد بن الصلت قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول لو أخذت شارباً لأحببت أن يستره الله، ولو أخذت سارقاً لأحببت أن يستره الله. فهذا كلام يصدر من أعلى ممثل للسلطة القضائية في ذلك الوقت. وعن عكرمة عن ابن عباس وعمار والزبير أخذوا سارقاً فخلوا سبيله، فقلت لابن عباس: بئسما صنعتم حيث خليتم سبيله فقال: لا أم لك ما لو كنت أنت لسرك أن يخلى سبيلك.
إن هذه الأمثلة تعطي ما نروم التوصل إليه قدسية وتعظيم فهذه المعادلة المكونة من رجل الحسبة والمنكر وفاعل له، وكانت النتيجة الستر بل لقد حصل تصرف صريح مشابه لمسألتنا هذه من الصحابي الجليل المشهود له بالعلم والإيمان عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه- كما ذكر الجصاص في تفسيره لقوله تعالى { ... وَلَا تَجَسَّسُوا .. } أن ابن مسعود قيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمراً، فقال: أنا قد نهينا عن التجسس، ولكن أن يظهر لنا شيء نأخذ به. مؤكداً على القاعدة المذكورة آنفاً أن أحكام الدنيا مبنية على الظواهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن المنطقية في الدراسة والمطالبة بالواقعية في دراسة هذه القضية تلزمنا أن نحسن قراءتنا لهذه المسألة وعدم اكتفاءنا بالنظر من زاوية واحدة وذلك لأمور:
أولها: أن كثيراً من القضايا للحالات (المنكرية) الخطيرة المهددة للاستقرار الأمني والاجتماعي لا تحصل إلا خلف الأضواء وفي مناطق الظل بعيداً عن الأعين.
ثانياً: أن هذه الوسيلة (التجسس) قد أثبتت مدى فعاليتها وأنه لو لم يتم استخدامها لم يتمكن الجهاز من أداء واجبه.
فمن أجل ذلك وغيره وضعت هذه المسألة على المائدة الفقهية ليحسن دراستها بحذر ودقة مراعين الضوابط الشرعية والثوابت الإسلامية ليهيئ المناخ المناسب ليتم استخدام هذه الوسيلة في تحقق الغاية. (والضرورة تبيح المحذورات) ولكن (الضرورة تقدر بقدرها).
لقد سمح الفقهاء (للمحتسب الموكل من قبل الحاكم) أن يتحسس إذا كان في ترك التجسس انتهاك حرمة يفوت استدراكها مثل أن يخبره –من يثق به- أن رجلاً خلا برجل ليقتله، فجوزوا في هذه الحالة أن يتجسس ويقدم على الكشف والبحث حذراً من فوات حالاً يستدرك من انتهاك المحارم وارتكاب المحذورات، فأما من كان دون ذلك في الريبة فلا يجوز التجسس عليه ولا كشف الأستار عنه وهذا القول محكي عن جمع الصحابة كإبن عباس وابن مسعود .. وغيرهم وروى ابن منصور وعبدالله من الإمام أحمد في المنكر يكون مغطى، مثل طنبور ومسكر وأمثاله فقال إذا كان مغطى لا يكسر.
إلا أن هناك حالات يغلب على الظن فيها أن هناك من يستتر بفعل منكر لأمارات دلت وآثار ظهرت وقرائن اجتمع عند رجل الحسبة انقدم في ذهن من خلالها أن هناك من يفعل منكراً مستتراً فذهب العلماء إلى أنه له أن يكشف ويتجسس مستوطين كون المنكر لا يمكن أن يستدرك.
صحة هذا القول وعدم تعارضه مع ما تقدم من أصل الأمر بإحسان الظن:
أولاً: بالنسبة لإساءة الظن فقد بوب البخاري في كتابه (باب ما يجوز من الظن) وذكر لهذه الترجمة حديث عائشة –رضي الله عنها- قالت: (دخل عليَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- يوماً وقال: (يا عائشة ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان ديننا الذي نحن عليه).
وعلق على ذلك ابن حجر حيث قال:
والنهي إنما هو عن الظن السوء بالمسلم السالم في دينه وعرضه، وقد قال ابن عمر: إنا كنا إذا فقدنا الرجل في عشاء الآخرة أساءنا به الظن ومعناه أنه لا يغيب إلا لأمر سيء أما في بدنه أما في دينه.
ثانياً: العمل على ضوء القاعدة الشرعية الظن الغالب حجة يعمل بها.
أن القاعدة الشرعية تبين أنه بالإمكان المصير إلى الظن الغالب بل أنه يصبح حجة يعمل لها لا سيما إذا تعذر الوصول إلى التعيين فكتب إذا كان ذلك فيه تحقيق مصلحة وسد مفسدة.
ونستخلص مما سبق:
1) إنه لا يجوز للمحتسب أن يتجسس ولا أن يهتك الأستار هذا في الأصل.
2) أنه يجوز له التجسس إذا ظهرت عنده إمارات وقرائن تغلب على الظن.
3) أن يكون المنكر لابد فيه التعجيل في الإنكار حذار فوات ما لا يستدرك من ارتكاب المحارم وفعل المحذورات. للقاعدة الشرعية إنكار المنكر واجب.
4) أن ما خرج عن هذا الحد وقصر من هذه الرتبة فلا يجوز التجسس عليه.(/)
فائدة نفيسة من كتاب القائد الى تصحيح العقائد للمعلمي رحمه الله
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 12:31]ـ
الدين على درجات: كف عما نهي عنه، و عمل ما أمر به، و اعتراف بالحق، و اعتقاد له و علم به. و مخالفة الهوى للحق في الكف واضحة، فان عامة ما نهي عنه شهوات و مستلذات، و قد لا يشتهي الإنسان الشيء من ذلك لذاته، و لكنه يشتهيه لعارض. و مخالفة الهوى للحق في الاعتراف بالحق من وجوه:
الأول: أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل، فالإنسان ينشأ على دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه و معلمه على أنه حق فيكون عليه مدة، ثم إذا تبين له أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك، و هكذا إذا كان آباؤه أو أجاده أو متبعوه على شيء، ثم تبين له بطلانه، و ذلك أنه يرى أن نقصهم مستلزم لنقصه، فاعترافه بضلالهم أو خطئهم اعتراف بنقصه، حتى أنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها خلاف على أم المؤمنين عائشة و غيرها من الصحابة أخذت تحامي عن قول عائشة، لا لشيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها، فتتوهم أنها إذا زعمت أن عائشة أصابت و أن من خالفها من الرجال أخطأوا، كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أولئك الرجال، فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقاً، فينا لها حظ من ذلك، و بهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي، و الفارسي للفارسي، و التركي للتركي، و غير ذلك. حتى لقد يتعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري!.
الوجه الثاني: أن يكون قد صار في الباطل جاه و شهرة و معيشة، فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد.
الوجه الثالث: الكبر، يكون الإنسان على جهالة أو باطل، فيجيء آخر فيبين له الحجة، فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص، و أن ذلك الرجل هو الذي هداه، و لهذا ترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الإعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين له ببحثه و نظره، و يشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له.
الوجه الرابع: الحسد و ذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافاً لذلك المبين بالفضل و العلم و الإصابة، فيعظم ذلك في عيون الناس، و لعله يتبعه كثير منهم، و إنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئه غيره من العلماء و لو بالباطل، حسداً منه لهم، و محاولة لحط منزلتهم عند الناس.
ومخالفة الهوى للحق في العلم و الإعتقاد قد تكون لمشقة تحصيلية، فإنه يحتاج إلى البحث و النظر، و في ذلك مشقة و يحتاج إلى سؤال العلماء و الإستفادة منهم و في ذلك ما مر في الاعتراف و يحتاج إلى لزوم التقوى طلباً للتوفيق و الهدى و في ذلك ما فيه من المشقة. و قد تكون لكراهية العلم و الإعتقاد نفسه و ذلك من جهات، الأول ما تقدم في الاعتراف فأنه كما يشق على الإنسان أن يعترف ببعض ما قد تبين له، فكذلك يشق عليه أن يتبين بطلان دينه، أو اعتقاده، أو مذهبه، أو رأيه الذي نشأ عليه، و اعتر به، و دعا إليه، و ذهب عنه، أو بطلان ما كان عليه آباؤه و أجداده و أشياخه، و لا سيما عندما يلاحظ أنه أن تبين له ذلك تبين أن الذين يطريهم و يعظمهم، و يثنى عليهم بأنهم أهل الحق و الإيمان و الهدى و العلم و التحقيق، هم على خلاف ذلك، و إن الذين يحقرهم و يذمهم و يسخر منهم و ينسبهم إلى الجهل و الضلال و الكفر هم المحقون، و حسبك ما قصه الله عز و جل من قول المشركين، قال تعالى: [وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ]
(الأنفال: 32) فتجد ذا الهوى كلما عرض عليه دليل لمخالفيه أو ما يوهن دليلاً لأصحابه شق عليه ذلك و أضطرب و أغتاظ و سارع إلى الشغب، فيقول في دليل مخالفيه: هذه شبهة باطلة مخالفة للقطعيات، و هذا المذهب مذهب باطل لم يذهب إليه إلا أهل الزيغ و الضلال….، و يؤكد ذلك بالثناء على مذهبه و أشياخه و يعدد المشاهير منهم و يطريهم بالألفاظ الفخمة، و الألفاظ الضخمة، و يذكر ما قيل في مناقبهم و مثالب مخالفيهم، و إن كان يعلم أنه لا يصح، أو أنه باطل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أوضح الأدلة على غلبة الهوى على الناس أنهم – كما تراهم – على أديان مختلفة، و مقالات متباينة، و مذاهب متفرقة، و آراء متدافعة ثم تراهم كما قال الله تبارك و تعالى: [كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ].
فلا تجد من ينشأ على شيء من ذلك و يثبت عليه يرجع عنه إلا القليل، و هؤلاء القليل يكثر أن يكون أول ما بعثهم على الخروج عما كانوا عليه أغراض دنيوية.
ومن جهات الهوى أن يتعلق الاعتقاد بعذاب الآخرة فتجد الإنسان يهوى أن لا يكون بعث لئلا يؤخذ بذنوبه، فإن علم أنه لا بد من البعث هوي أن لا يكون هناك عذاب، فإن علم أنه لا بد من العذاب هوي أن لا يكون على مثله عذاب كما هو قول المرجئة، فإن علم أن العصاة معذبون هوي التوسع في الشفاعة – و هكذا.
ومن الجهات أنه لا شق عليه عمل كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هوي عدم وجوبه، و إذا ابتلي بشيء يشق عليه أن يتركه كشرب المسكر هوي عدم حرمته. وكما يهوى ما يخفف عليه فكذلك يهوى ما يخفف على من يميل إليه، و ما يشتد على من يكرهه، فتجد القاضي و المفتي هذه حالهما. و من المنتسبين إلى العلم من يهوى ما يعجب الأغنياء و أهل الدنيا، أو ما يعجبه العامة ليكون له جاه عندهم و تقبل عليه الدنيا، فما ظهرت بدعة، و هويها الرؤساء و الأغنياء و أتباعهم إلا هويها و إنتصر لها جمع من المنتسبين إلى العلم، و لعل كثيراً ممن يخالفها إنما الباعث لهم عن مخالفتها هوى آخر وافق الحق، فأما من لا يكون له هوى إلا إتباع الحق فقليل، و لا سيما في الأزمنة المتأخرة، و هؤلاء القليل يقتصرون على أضعف الإيمان، و هو الإنكار بقلوبهم و المسارة به فيما بينهم، إلا من شاء الله.
فإن قيل: فلماذا لم يجعل الله عز و جل جميع حجج الحق مكشوفة قاهرة لا تشتبه على أحد، فلا يبقى إلا مطيع يعلم هو و غيره أنه مطيع، و إلا عاص يعلم هو و غيره أنه عاص، و لا يتأتى له إنكار و لا اعتذار؟ ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)) .
قلت: لو كان كذلك لكان الناس مجبورين على إعتقاد الحق فلا يستحقون عليه حمداً و لا كمالاً و لا ثواباً، و لكانوا مكرهين على الاعتراف كمن كان في مكان مظلم فزعم أن ذاك الوقت ليل وراهن على ذلك ففتحت الأبواب فإذا الشمس في كبد السماء، و لكانوا قريباً من المكرهين على الطاعة من عمل و كف، لفوات كثير من الشبهات التي يتعلل بها من يضعف حبه للحق فيغالط بها الناس و نفسه أيضاً.
فإن قيل: فإن المؤمن إذا كان موقناً كانت الحجة في معنى المكشوفة عنده أفلا يمون مثاباً على إيمانه و اعترافه و طاعته؟
قلت: ليس هذا من ذاك في شيء، أما الاعتقاد فمن وجهين:
الأول: أن الحجة لم تكن كلها مكشوفة للمؤمن من أول الأمر، و إنما بلغ تلك الدرجة بنظره و تدبره و رغبته في الحق و مخالفته الهوى، و بهذا ثبت صدق حبه للحق و ايثاره على الهوى فيستمر له حكم ذلك بعد انكشاف الحجة، و هو بمنزلة الظمآن الذي يطلب الماء حتى ظفر به، فأراد أن يشرب فقال له مصلط: أن لم تشرب ضربتك أو سجنتك. فمثل هذا لا يقال إذا شرب إنه إنما شرب مكرهاً.
الوجه الثاني: أن وضوح الحجة للمؤمن لا يستمر بدون جهاد، لأن الشبهات لا تزال تحوم حول المؤمن لتحجب عنه الحجة و تشككه فيها، و الشهوات تساعدها فثباته على الإيمان برهان على دوام صدق محبته للحق، و ايثاره على الهوى.
وأما الاعتراف فالأمر فبه واضح، فإن وضوح الحجة عند المؤمن لا يكون مكشوفاً لغيره، فليس في معنى المكره على الاعتراف، بل أنه إذا ذكرنا أن الحجة واضحة عنده وجد كثيراً من الناس يكذبونه أو يرتابون في دعواه.
وهكذا حاله في الطاعة من عمل و كف، فأن انكشاف الحجة في الإيمان الاعتقادي لا يستلزم إنكشاف الحجج الأخرى التي تترتب عليها الطاعات، وهب أن هذه انكشفت له أيضاً، فقد بقيت شبهات أخرى، لولا صدق حبه للحق و إيثاره على الهوى لأمكنه التشبث بها، كأن يقول: ينبغي أروح عن نفسي فإن لي حسنات كثيرة لعلها تغمر هذا التقصير، أرى لعلها تنالني من شفاعة الشافعين، أو لعل الله يغفر لي، أو أتمتع الآن ثم أتوب. و قال الله تبارك و تعالى: [هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً] الأنعام: 158 و في (الصحيحين) و غيرهما من حديث أبي هريرة قال: ((قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت و رآها الناس آمنوا أجمعون، و ذلك حين [ينفع نفساً أيمانها] ثم قرأ الآية)). و نحوه من حديث أبو ذر و ابن مسعود و أبي سعيد الخدري و صفوان بن عسال و عبد الرحمن بن عوف و عبد الله ابن عباس و عبد الله بن عمرو بن العاص و غيرهم.
والأخبار بأن الشمس سوف تطلع من مغربها متواترة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و معنى ذلك أن ما يشاهد الآن من سيرها ينعكس، فسكان هذا الوجه الذي كان فيه النبي صلى الله عليه و آله و سلم يرونها تغرب في مغربها على العادة ثم يرونها في اليوم الثاني طالعة من مغربها، و أما سكان الوجه الأخر فإنها تطلع عليهم من مشرقهم على عادتها، ثم يرونها تسير إلى مغربها ما شاء الله ثم ترجع القهقري حتى تغرب فلي مشرقهم. و على زعم ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)) أن الأرض هي التي تدور، فإن دورة الأرض تنعكس ما ذكر.
فأما إيمان الناس جميعاً فوجهه و الله أعلم أن النفوس مفطورة على اعتقاد وجود الله عز و جل و ربوبيته، و من شأن ذلك أن يسوق إلى بقية فروع الإيمان، وآيات الآفاق و الأنفس تؤكد ذلك، و لكن الشبهات و الأهواء تغلب على أكثر الناس حتى يرتابوا فيتبعوا اهوائهم، فإذا طلعت الشمس من مغربها لحقهم من الذعر و الرعب لشدة الهول ما يمحق أثر الشبهات و الأهواء و تفزع النفوس إلى مقتضى فطرتها، قال الله تعالى في ركاب البحر: [وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ] لقمان: 32.
فتلك الآية في حق من يكون قد بلغه أن محمداً صلى الله عليه و آله و سلم أخبر بها حجة مكشوفة قاهرة، و كذلك هي في حق من لم يبلغه لكن بمعونة الرعب و الفزع و شدة الهول.
وقد دلت الآية على أن من لم يكن آمن قبل تلك الآية لا ينفعه إيمانه عندها، و من لم يكن من المؤمنين قبل يكسب الخير لا ينفعه كسب الخير عندها و فهم من ذلك أن من كان مؤمنا قبلها ينفعه الإيمان عندها، و من كان من المؤمنين يكسب الخير قبلها ينفعه كسب الخير عندها، و النظر يقتضي أنه إنما ينفعه من كسب الخير عندها ما كان عادة له، و في (صحيح البخاري) و غيره من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال: ((إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)). و جاء نحوه من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص و أنس و عائشة و أبي هريرة، و أشار إليها ابن حجر في (الفتح).
فمن كان معتاداً للعمل من أعمال الخير مواظباً عليه ثم طرأ عليه بغير إختياره أو باختياره مأذوناً له عارض يعجز معه عن ذاك العمل، أو يشرع له تركه أو يدعه و هو نفل لإشتغاله عنه أو لزيادة المشقة فيه فقد ثبت باعتياده أنه لولا ذاك العارض – و هو غير مقصر فيه – لأستمر على عادته فلذلك يكتب له ثواب ذاك العمل، فأولا من هذا من كان معتاداً لعمل في عرض باعث آخر على ذاك العمل و استمر العامل على عادته.
وقال الله عز و جل في قصة نوح [فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ]. هود: 27 - 28 يريد و الله أعلم أن كراهيتكم للحق و هواكم أن لا يكون ما أدعوكم إليه حقاً يحول بينكم و بين أن يحصل لكم العلم و اليقيين بصحته، و في (تفسير ابن جرير) 12/ 17 عن قتادة قال: ((أما و الله لو استطاع نبي الله صلى الله عليه و سلم لألزمها قومه و لكن لم يملك ذلك، و لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يملكه)). و الرسول لا يحرص على ظان يكره قومه إكراهاً عادياً على إظهار قبول الدين، فإنه يعلم أن هذا لا ينفعهم بل لعله أن يكون أضر عليهم، و إنما يحرص على أن يقبلوه مختارين، و لذلك يحرص هو و أصحابه على أن يظهر الله تعالى الآيات على يده أملاً أن يحصل للكفار العلم إذا رأوها فيقبلوا الدين مختارين، و يزداد الحرص على هذا عندما يطالب الكفار بالآيات، و هذه كانت حال محمد صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه، فبين الله تعالى لهم في عدة آيات أنه ليس على الرسول إلا البلاغ، و أن الهداية بيد الله، و أن ما أوتيه من الآيات كاف لأن يؤمن من في قلبه خير، و أن الله لو شاء لهدى الناس جميعاً، لكن حكمته إنما إقتضت أن يهدي من أناب بأن كان يحب الهدى، و يؤثره على الهوى.
فأما من كره الحق و استسلم للهوى، فإنما يستحق أن يزيد الله تعالى ضلالاً، قال الله عز و جل [وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ] إلى أن قال: [وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً] الرعد – 31. ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)) و قال تعالى: [وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ]. الأنعام: 109 - 110 و قال تعالى: [اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ] الشورى – 13.
وقال سبحانه: [هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ] المؤمن: 13.
وقال تعالى: [وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرائيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً. ([4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً] ([5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)) الاسراء: 101 – 102.
وقال تعالى: [فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ. فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ. وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً]. النمل:12 – 14.
فلما تبين لموسى و هارون أن فرعون و قومه قد استحكم كفرهم انتهى مقتضى الحرص على أن يهتدوا، و اقتضى حبهما للحق أن يحبا أن لا يهديهما الله، قال الله تعالى: [وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ. قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ] يونس: 88 - 89.
وفي القرآن آيات كثيرة في أن الله تعالى لا يهدي الكافرين، و المراد بهم من استحكم كفرهم و ليس كل كافر كذلك، فقد روى هدى الله تعالى و يهدي من لا يحصى من الكفار، و إنما الحق أن لا يهدي الله تعالى من استكم كفره.
([1]) علق الأخ العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة على هذا الموضع ما لفظه ((يريد الشيخ بالسؤال و الجواب أن يبين حكمة الله تعالى في إبتلاء الناس بالهوى و الشبهات و الشهوات ليحصل الجهاد و الإبتلاء و يحمد المجاهد و يؤجر، و إلا فوضوح الحق و الباطل أمر لإخفاء به، ليهلك من هلك من بينه، و يحيى من حي عن بينه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلق على ما يأتي أو الفصل الثالث ما لفظه ((أن حجج الله تعالى التي سماها بينات هي مكشوفة واضحة لا خفاء بها و إنما تخفى على من في قلبه كن و في أذنيه وقر و على بصره غشاوة من هواه و أخلاقه و ما اعتاد)).
قال المؤلف: لا أراه يخفى أن مرادي بالقضية المكشوفة القاهرة هو أن تكون بحيث لا تخفى هي و لا إفادتها اليقين على عاقل حتى لو زعم زاعم أنه يجهلها، أو أنه يعتقد عدم دلالتها أو يرتاب فيها لقطع العقلاء بأنه إما مجنون الجنون المنافي للتكليف أو كاذب. و لا يخفى أنه ليس جميع حجج الحق هكذا، و لكنها بينات البيان الذي تحصل به الهداية و تقوم به الحجة، ثم هي على ضربين، الضرب الأول الحجج التي توصل الإنسان إلى أن يتبين له أنه يجب عليه أن يكون مسلماُ، الثاني ما بعد ذلك، فالأول حجج واضحة لكن من أتبع هوى قد بان أنه يصد عن الحق، أو قصر في القيام بما قد بان أن عليه أن يقوم به فقد يرتاب أو يجهل، و الضرب الثاني على درجات، منه ما هو في معنى الأول فيكفر المخطئ فيه، و منه ما لا يكفر و لكن يؤاخذ، و منه ما يعذر، و منه ما يؤجر أيضاً على إجتهاده. المؤلف
([2]) كذا قول المصنف رحمه الله، و لعله من باب التقية، و إلا فكون الأرض تدور في الفضاء أصبحت من الحقائق العلمية التي لا تقبل الجدل، و ليس في الكتاب و لا في السنة نص ينافي ذلك، خلافاً لبعضهم. ن
([3]) الأصل (27 – 31). وإنما هي آية واحدة. ن
([4]) مسحوراً. أي: ساحراً كقوله في الآية الأخرى (و قالوا يا أيه الساحر أدعو لنا ربك) الخ و الآية: (قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى) و غيرهما. م ع
([5]) و المثبور الهالك كقوله: (إذا رأتهم من كان بعيد سمعوا لها تغيضاً و زفيراً و إذا القوا فيها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبوراً. لا تدعوا اليو ثبوراً و ادعوا ثبوراً كثيراً).
محمد عبد الرزاق
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 05:58]ـ
و في (الصحيحين) و غيرهما من حديث أبي هريرة قال: ((قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت و رآها الناس آمنوا أجمعون، و ذلك حين [لا ينفع نفساً أيمانها] ثم قرأ الآية)) ...............
فأما من كره الحق و استسلم للهوى، فإنما يستحق أن يزيده الله تعالى ضلالاً .....................
وفي القرآن آيات كثيرة في أن الله تعالى لا يهدي الكافرين، و المراد بهم من استحكم كفرهم و ليس كل كافر كذلك، فقد روى هدى الله تعالى و يهدي من لا يحصى من الكفار، و إنما الحق أن لا يهدي الله تعالى من استكم كفره.
بارك الله فيكم أخي الكريم، أحسنت، فكلام العلامة المعلمي نفيس غاية.
سقط في الحديث من الآية لفظة (لا) فأفسدت المعنى.
وسقط الضمير المفعول من عبارة (أن يزيده الله تعالى ضلالا).
وفي قوله: (و المراد بهم من استحكم كفرهم و ليس كل كافر كذلك، فقد روى هدى الله تعالى و يهدي من لا يحصى من الكفار)
هذه اللفظة مقحمة، ولا معنى لها هنا!! وفي نسختي من ط. المكتب الإسلامي هذه اللفظة غير موجودة، وهذا هو الصواب قطعا، ولأن السياق يقتضيه.
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 04:40]ـ
جزاك الله خيرااا على التنبيه
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:36]ـ
جزاكما الله خيراً.(/)
قواعد في منهج أهل السنة والجماعة / للشيخ العبيلان
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 07:24]ـ
قواعد في منهج أهل السنة والجماعة
لفضيلة الشيخ عبد الله العبيلان - حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه قواعد في منهاج أهل السنة والجماعة تأليف فضيلة الشيخ عبد الله العبيلان حفظه الله تعالى، كان قد قرأها على فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى، فأقرها كلها ولله الحمد.
وقد جاءت هذه القواعد في ثلاثة أشرطة، أحببت نشرها لعل الله أن ينفعنا بها.
القاعدة الأولى: أن الدين مبني على أصلين عظيمين، الأول (الإخلاص) لقوله تعالى: {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} وقوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} وقوله: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين}، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) رواه البخاري ومسلم. الثاني (متابعة النبي صلى الله عليه وسلم) بأن يكون العمل موافقاً لما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم، وقوله تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} ولم يقل أيكم أكثر عملا؛ قال الفضيل بن عياض رحمه الله:" إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة ".
القاعدة الثانية: أن الدعوة والعبادة الصحيحتين لا تقومان ولا تؤخذان إلا من القرآن وصحيح السنة والأثر، لقوله تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء} وقوله: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} وقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} وقوله: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} وقوله: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} وقوله: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} الآية، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي) رواه الحاكم، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (أصحابي أمان لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما توعد) رواه مسلم.
القاعدة الثالثة: أن أهل السنة والجماعة لا يستقلون بفهم القرآن عن السنة، لقوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}، وقوله: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، وقوله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) الحديث، رواه أحمد وأبوداود وغيرهما. وعن العرباض بن سارية قال: " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلت: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا". فقال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " سيأتي أناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عز وجل ".
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة الرابعة: أنهم لا يستقلون بفهم الكتاب والسنة عن فهم السلف الصالح، لقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}، ولقوله: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان}، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم) الحديث، متفق عليه، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين كلهم في النار إلا ملة واحدة) قالوا: ما هي يا رسول الله. قال: (ما أنا عليه وأصحابي) رواه الترمذي، وفي روايةٍ عند أحمد وأبي داود عن معاوية، فسر الناجية بأنها الجماعة. وفي حديث العرباض المتقدم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)، وعن عائشة قالت:" تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم) رواه البخاري ومسلم واللفظ له، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:" الخوارج شرار الخلق عند الله، انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين ". وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:" من كان منكم متأسياً فليتأسَ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم". وقال الأوزاعي:" اصبر نفسك على السنة، و قِفْ حيث وَقَفَ القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسعك ما وسعهم".
القاعدة الخامسة: أنهم أول ما يدعون إليه التوحيد؛ فلا تصلح عبادة ولا دعوة إلا به، لقوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، وقوله: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}، وقوله: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) الحديث، رواه البخاري ومسلم. وكما بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعوته بالتوحيد فقد ختمها بالتوحيد أيضا، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:" لما نُزِلَ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طفِق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر مما صنعوا ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " رواه البخاري ومسلم.
القاعدة السادسة: أنهم أول ما يبدؤون دعوتهم، بدعوتهم بما بدأ به الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فيقدمون ما قدمه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويؤخرون ما أخره الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد لقوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. وعن يوسف بن ماهك قال:" إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك وما يضرك. قال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده" رواه البخاري، وفي صحيح مسلم من حديث جابر في صفة الحج: (أبدأ بما بدأ الله به).
القاعدة السابعة: أنهم يعظمون جميع أمور الدين، فيدعون إلى جميع ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قدر استطاعتهم، لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}، قال ابن كثير:" يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه, والعمل بجميع أوامره, وترك جميع زواجره, ما استطاعوا من ذلك. . . وقال مجاهد:" أي اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر". وقال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وعن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عباد الله، لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم) رواه الشيخان، وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين) رواه أحمد وابن ماجه، وعن الأزرق بن قيس قال: صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة. فقال صليت هذه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه، وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة فصلى نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم سلم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خديه ثم انفتل كانفتال أبي رمثة يعني نفسه، فقام الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع، فوثب إليه عمر فأخذ بمنكبه فهزه ثم قال اجلس؛ فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنهم لم يكن بين صلواتهم فصل، فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصره فقال: (أصاب الله بك يا ابن الخطاب) رواه أبو داود وأحمد. فانظر رحمك الله إلى ما يؤديه ترك مثل هذه السنن من الاختلاف والهلاك، وكيف حسدنا عليه اليهود، بالرغم أنها في نظر بعضهم صغيرة؛ ولما قيل لسلمان رضي الله عنه:"قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة. قال: أجل. ولم ينكر عليه ذلك" رواه مسلم.
القاعدة الثامنة: أنهم لا يعارضون النصوص بعقولهم ولا بآرائهم ولا بأذواقهم ولا بقول رجال مثلهم، لقوله تعالى: {فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب}، وقوله: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا}، وقوله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن الله لا ينزع هذا العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال يُسْتَفْتَوْن فيفتون برأيهم، فيَضلون ويُضلون) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري، وعن علي موقوفا:" لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه "رواه أبوداود، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أنه قال:" اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ. فَرَمَتْ إحْدَاهُمَا الأُخْرَىَ بِحَجَرٍ فَقَتَلَتْهَا، وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إلَىَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَقَضَى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بدية الْمَرْأَةِ عَلَىَ عَاقِلَتِهَا، وَوَرّثَهَا وَلَدَهَا وَمَنْ مَعَهُمْ، فَقَالَ حَمَلُ بْنُ النّابِغَةِ الْهُذَلِيّ: يَا رَسُولَ اللّهِ كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لاَ شَرِبَ وَلاَ أَكَلَ، وَلاَ نَطَقَ وَلاَ اسْتَهَلّ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يطَلّ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "إِنّمَا هَذَا مِنْ إخْوَانِ الْكُهّانِ" مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ الّذِي سَجَعَ."
القاعدة التاسعة: أن ظهور المسلمين وصلاح أحوالهم مربوط بأمرين: وهما العلم النافع والعمل الصالح، لقوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله} الآية، وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللّهُ بِهِ عَزّ وَجَلّ مِنَ الْهُدَىَ وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضاً. فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيّبةٌ. قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ. وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَاءَ. فَنَفَعَ اللّهُ بِهَا النّاسَ. فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا. وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَىَ. إِنّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً. فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللّهِ، وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِيَ اللّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلّمَ. وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً. وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللّهِ الّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)، وعن زياد بن لبيد قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال: (ذاك عند أوان ذهاب العلم). قلت: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونُقرئه، ويقرؤه أبناؤنا، ويُقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة. قال: (ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا يعلمون بشيء مما فيهما) رواه أحمد وابن ماجه، وفي حديث عدي بن حاتم: (إن المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى) الحديث رواه أحمد والترمذي وغيرهما، وقال ابن مسعود رضي الله عنه:" لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله، أما إني لا أعني أميراً خيراً من أمير، ولا عاما أخصب من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا، ويجيء قوم يفتون في الأمور برأيهم).
القاعدة العاشرة: أنهم يعتقدون أن الجماعة أصل من أصول دينهم، لقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، قال ابن مسعود في تفسير الآية:" حبل الله الجماعة " رواه ابن جرير، وفي حديث الافتراق لما سئل عن الفرقة الناجية قال: (الجماعة)، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا من ولاه الله أمركم؛ ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)، قال الشافعي رحمه الله:" فإن قلتَ: ما معنى أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في لزوم جماعته؟ قلتُ: لا معنى له إلا واحدة. فإن قلت: فكيف لا يحتمل إلا واحدة؟ قلتُ: إذا كانت جماعتهم متفرقة في البلدان فلا يقدر أحد أن يلزم أبدان أقوام متفرقين، وقد وجدت الأبدان تكون مجتمعة في المسلمين والكافرين الأتقياء والفجار، فلم يكن في لزوم جماعتهم معنى إلا ما عليه جماعتهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما، ومن قال بما تقول به جماعة المسلمين فقد لزم جماعتهم ومن خالف ما تقول به جماعتهم فقد خالف جماعتهم التي أُمر بلزومها"، فقال أبو شامة رحمه الله:" حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة المراد لزوم الحق واتباعه وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف كثيراً؛ لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولا ننظر إلى كثرة أهل الباطل مِن بعدهم).
القاعدة الحادية عشرة: أنهم يعتقدون أن أعظم أسباب الافتراق هو تشيع وتحزب المسلمين إلى طائفة أو جماعة أو شخص غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام، لقوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء} قال ابن كثير:" الظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفاً له؛ فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق"، وقال تعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون}، قال ابن كثير:" وهذه الأمة أيضاً اختلفوا فيما بينهم على نحل كلها ضلالة إلا واحدة، وهم أهل السنة والجماعة المتمسكون بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه، كما روى الحاكم في مستدركه أنه سئل عن الفرقة الناجية من هم فقال: (ما أنا عليه وأصحابي) اھ. وفي حديث الحارث الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة؛ فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية؛ فإنه من جثا جهنم). فقال رجل:" يا رسول الله،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن صلى وصام". قال: (وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله) رواه أحمد والترمذي والنسائي، وقال الترمذي حسن صحيح. وقيل لابن عباس: أنت على ملة علي أو على ملة عثمان. فقال:" بل أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
القاعدة الثانية عشرة: أنهم يعتقدون أن البيعة لا تكون إلا لإمام مسلم بايعه أهل الحل والعقد، لقوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله) رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر) قالوا: فما تأمرنا. قال: (فوا ببيعة الأول وأعطوهم حقهم؛ فإن الله سائلهم عما استرعاهم) رواه مسلم، وعن عدي بن حاتم قال: قلنا يا رسول الله، لا نسألك عن طاعة من اتقى ولكن من فعل وفعل – فذكر الشر – فقال: (اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد) رواه الترمذي، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (السمع والطاعة على المرء المسلم في ما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمِرَ بمعصية فلا سمع ولا طاعة) رواه البخاري.
القاعدة الثالثة عشرة: أنهم لا يَدْعُون إلى الخروج على الولاة الظلمة والفسقة، بل يَذمّون ذلك ويذمون على من خرج على الولاة ديناً ودنيا، لقوله تعالى: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع) قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف. قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة) رواه مسلم، وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يكون بعدي أئمة، لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس) قلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك. قال: (تسمع وتطيع للأمير وإن أخذ مالك فاسمع وأطع) رواه مسلم، وعن عرفجة الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [(إنها ستكون هناة وهناة، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائناً من كان) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية) رواه البخاري ومسلم] ?. وبالجملة العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمر يكون لطلب ما في ايديهم من المال والإمارة، وهذا قتال على الدنيا؛ ولهذا قال أبو بَرْزَة عن فتنة ابن الزبير وفتنة القراء مع الحجاج وفتنة مروان في الشام: هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء إنما يقاتلون على الدنيا، وأما أهل البدع كالخوارج فهم يريدون إفساد دين الناس فقتالهم قتال على الدين. والمقصود بقتالهم أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله؛ فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا ونهى عن ذاك.
______________________________ ___________________________
ملاحظة مهمة: ما بين المعكوفين [ ... ] اجتهاد مني في إكمال المسح الموجود في الشريط. ?
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة الرابعة عشرة: أنهم يسعون في النصح لولاة الأمر وفق ما جاء في السنة الصحيحة، فعن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدين النصيحة). قلنا: لمن يا رسول الله. قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) راوه مسلم. وعن أنس قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا؛ فإن الأمر قريب) رواه ابن أبي عاصم بسند صحيح، وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله: من عاد مريضا، أو خرج في جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم منه الناس) رواه أحمد وابن أبي عاصم وغيرهما، وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأمور، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم) رواه ابن ماجه وغيره بسند صحيح. قال ابن القيم في شرح هذا الحديث:" وقوله: (ومناصحة أئمة المسلمين) هذا أيضا مناف للغل والغش؛ فإن النصيحة لا تجامع الغل فهي ضده، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل. وقوله: (ولزوم جماعتهم) هذا أيضا مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم، وهذا بخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعيب والذم لهم كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلا وغشا، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشهم للأئمة والأمة، وأشدهم بعداً عن جماعة المسلمين " انتهى كلامه رحمه الله.
القاعدة الخامسة عشرة: أن دعوتهم ظاهرة للناس جميعا لا سرية فيها ولا تخصيص، عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أوصني. قال: (اعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة، وآت الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، واعتمر، واسمع وأطع، وعليك بالعلانية وإياك والسر) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بسند صحيح، وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) رواه مسلم، وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: " إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة " رواه الدارمي، وقول الله تعالى: {وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الآية، وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتُنصرون بضعفائكم) رواه البخاري ومسلم.
القاعدة السادسة عشرة: أنهم يعتقدون أن التمكين في الأرض منحة من الله سبحانه وتعالى يمنحها لمن قام بما أوجب الله عليه من العلم النافع والعمل الصالح، وقوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم} الآية، فاشترط للتمكين والأمن تحقيق التوحيد وموافقة الشرع، وقوله تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}، فالخلافة الراشدة لا يمكن وقوعها في المسلمين إلا بمنهج الخلافة الراشدة الأولى، القائم على المنهج النبوي، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون ملكاً جبرياً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت) رواه أحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة السابعة عشرة: أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالعلم والرفق والصبر بقصد الإصلاح، وقول الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم، وعن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) رواه أحمد، وقول الله تعالى: {وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله}، وقوله: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام}، وعن عبدالله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف) رواه أبوداود، وقول الله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}، وقوله: {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا}، وقوله: {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}، وقوله: {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله}، وقوله: {فاتقوا الله ما استطعتم}،وقوله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} الآية، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا} الآية، وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها من الحجر) رواه مسلم، وفي قصة المنافقين من حديث جابر لما قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ألا تقتلهم. قال: (لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه) رواه البخاري. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فيقتنع بالخير اليسير إذا لم يحصل الخير الكثير، ويدرء الشر الكبير بالشر اليسير، والشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد أو تقليلها"، وقال شيخ الإسلام: " وفي الحديث من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فينبغي أن يكون عليما بما يأمر به عليما بما ينهى عنه رفيقا فيما يأمر به رفيقا فيما ينهى عنه حليما فيما يأمر به حليما فيما ينهى عنه فالعلم قبل الأمر والرفق مع الأمر والحلم بعد الأمر فإن لم يكن عالما لم يكن له أن يقفو ما ليس له به علم وإن كان عالما ولم يكن رفيقا كان كالطبيب الذي لا رفق فيه فيغلظ على المريض فلا يقبل منه وكالمؤدب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد وقد قال تعالى لموسى وهارون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}، ثم إذا أمر ونهى فلا بد أن يؤذى في العادة فعليه أن يصبر ويحلم كما قال تعالى: {وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} وقد أمر الله نبيه بالصبر على أذى المشركين في غير موضع وهو إمام الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر فإن الإنسان عليه أولا أن يكون أمره لله وقصده طاعة الله فيما أمره به وهو يحب صلاح المأمور أو إقامة الحجة عليه فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه ولطائفته وتنقيص غيره كان ذلك حمية لا يقبله الله وكذلك إذا فعل ذلك لطلب السمعة والرياء كان عمله حابطا ثم إذا رد عليه ذلك وأوذي أو نسب إلى أنه مخطىء وغرضه فاسد طلبت نفسه الانتصار لنفسه وأتاه الشيطان فكان مبدأ عمله لله ثم صار له هوى يطلب به أن ينتصر على من آذاه وربما اعتدى على ذلك المؤذي وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه وأنه على السنة فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم ويقولون هذا صديقنا وهذا عدونا لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله ومعاداة الله ورسوله ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس قال الله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله سورة الأنفال فإذا لم يكن الدين كله لله وكانت فتنة وأصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله والإستعانة بالله والخوف من الله والرجاء لله والإعطاء لله والمنع لله وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وهو الحق وهو الدين فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن لله ولم يكن مجاهدا في سبيل الله فكيف إذا كان الذي يدعي الحق والسنة هو كنظيره معه حق وباطل وسنة وبدعة ومع خصمه حق وباطل وسنة وبدعة وهذا حال المختلفين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وكفر بعضهم بعضا وفسق بعضهم بعضا ولهذا قال تعالى فيهم: {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ".
انتهى
- المصدر: موقع الشيخ -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 05:21]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 10:34]ـ
رفع الله قدرك أخانا (ابن ابراهيم). آمين.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 10:20]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخين الكريمين
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 04:56]ـ
بارك الله فيك أخي وفي الشيخ العبيلان
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 08:17]ـ
مقال رائع .. أحسن الله إليك
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 11:31]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 07:09]ـ
http://www.alukah.net/Publications_Competitions/0/6201/(/)
حزب الله اللبناني والقضية الفلسطينية
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:19]ـ
حزب الله اللبناني والقضية الفلسطينية
رؤية كاشفة
بقلم: عطية الله
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإسلام والإيمان والسنة وجعلنا من أهل دعوته والمجاهدين في سبيله لإعلاء كلمته، نسأله تعالى أن يمن علينا بحسن الخاتمة شهادةً في سبيله يرضى بها عنا ويرفع بها درجاتنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأصلى وأسلم على عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ، الذين أقاموا الدين في أنفسهم وعلى العالَمين، أهل التوحيد واجتنابِ الطاغوت والإنابة إلى الله {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}. [الزمر:18]
وبعد: فقد كان الإخوة في مجلة طلائع خراسان طلبوا مني أن أكتب مقالاً يتناول موضوع حزب الله وعلاقته بالقضية الفلسطينية لكي ينشر في المجلة، على أن يكون جاهزاً قبل نهاية شهر صفر من سنة 1428هـ فاستعنتُ بالله وكتبته وأرسلته إلى المجلة في الموعد المحدد، فلما طالعه بعض الإخوة الأفاضل ورأوه طالَ قليلاً أشاروا عليّ بأن يُنشَرَ في كتاب، لأن نشره في المجلة بطوله غير ممكن، وتفريقه على حلقات يضعف فائدته للقراء من خلال فقْدِ الترابط، ولا سيما أن المجلة قد تتأخر عن الصدور في بعض الأشهر بسبب ظروف الحرب، فاستحسنتُ الفكرةَ، وركنتُه مدة لأعود إليه وأراجعه في وقت فراغ، وأرسلتُ نسخاً إلى بعض الأفاضل للمراجعة والتعليق، فحظيتُ فعلا بفوائد منهم جزاهم الله خيراً، وهذا أوان تقديمه للنشر بفضل الله تعالى، نسأل الله عز وجل أن يجعله نافعاً لقارئه وكاتبه مكتوباً في ميزان حسناتنا، وأن يفتح لما فيه من الخير والحق القلوبَ، وأن يعفو عما يمكن أن يكون وقع فيه من زلل، ويرزقنا السداد والتوفيق، {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}. [هود:88]
عطية الله
جمادى الآخرة 1429هـ
يونيو 2008م
بسم الله الرحمن الرحيم
{وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}.
الكتابة عن التنظيم الرافضي المسمى بحزب الله ليس بالأمر السهل، وهي تجربة مختلفة بالنسبة لكثير من الكتاب والباحثين، فلو أن الإنسان أراد أن يكتب مثلاً عن بعض الأحزاب والحركات الانفصالية أو التحررية في العالم قديمها وحديثها، أو عن التنافس الأمريكي الفرنسي الصيني على السوق الأفريقية لكان ذلك أسهل بكثير، والسبب أن حزب الله اللبناني هو حزب رافضي فيه حظ وافر من "الباطنية"، فهناك إذن ظاهرٌ وباطن، وهناك قدر كبير من الغموض والخداع والتمويه والكذب والدجل .. !
قد يقول القارئ إن هذا حكمٌ مسبق، ومعلومٌ أن الكاتب إذا كان عنده حكم مسبق فإن بحثه لن يحالفه التحقيق العلمي والدقة والإنصاف.
وهنا أسارع إلى القول، إنني لست بصدد البحث عن حقيقة هذا الحزب وملته، فهي عندنا معلومة مستيقنة لا تخفى، واضحة وضوح الشمس، فأنا لا أقف موقف الباحث عن شيء لا أعرفه وأريد استنكاهه والوقوف على حقيقته والتعرف عليه، فنحن نعرفه جيدا وفارغون من ذلك، فليكن هذا معلوما من أول الأمر، وإنما المقصود من الكتابة هو تجلية حقيقة هذا الحزب للناس بالطرق المنطقية والدلائل العقلية، التي تقنع المسلمين بخطره وفساده العظيم، فأنا هنا داعٍ إلى الله تعالى أسعى في دعوة الناس إلى الخير والحق على بصيرة إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والداعي إلى ذكر هذه المقدمة هو تنبيه القارئ ألا ينخدع بشعارات "شرط الحيادية" في التحقيق العلمي والبحث الأكاديمي، وإنما الشرط الحقُّ هو العدلُ والإنصافُ والقيامُ بالقسط، ونسأل الله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
الكتابة عن حزب الله اللبناني، لا يمكن أن تكون منفصلة عن الكتابة عن طائفته التي هي الطائفة الشيعية الرافضية، وعن الدولة الكبيرة التي هي كالعماد لهذه النحلة، وهي دولة إيران، وبالتالي فلابد من التكلم عن ثورة الخميني الشيعية، وامتدادها وحقيقة أهدافها، إذ لابد من وضع هذا الحزب في سياقه الحقيقي الواقعي ليتصوره القارئ كما هو، فحزب الله اللبناني ليس إلا صنيعة من صنائع الرافضة بقيادة دولتهم إيران، لا مرية في ذلك، وسيأتي توضيحه.
للقوم ظاهر وباطن:
فلو أن الشيعة الرافضة قالوا: نحن ديننا ومذهبنا هو كذا وكذا بشكل واضح بيّن، وأعلنوه بدون خداع ولا تقية، وتحمّلوا ما يكون من نتائج بشجاعة، فيعلنون مثلاً أنهم يعتقدون كفر أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، ماعدا فلاناً وفلاناً، نفراً معدودين على أصابع اليدين، ويستعلنون بالطعن في أم المؤمنين عائشة ورميها بما برأها الله منه وغيره، ويعلنون بقولهم إن القرآن هذا الموجود عندنا اليوم في مصاحف المسلمين هو محرّف لا يوثق به لأنه من رواية الصحابة وإن الصحابة زوروه وحرفوه، وإن القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم غير موجود اليوم إلا عند إمامهم المعصوم الغائب (المهدي السردابيّ) [1]، وهكذا في سائر عقائدهم يعلنونها بصراحة وصدق وشجاعة، لو أن الرافضة فعلوا ذلك، لكنا نحن المسلمين نتعامل معهم كما نتعامل مع سائر أهل الملل والنحل المنحرفة بما يستحقون من حكم نظري اعتقاديّ ومن تصرّف عمليّ سياسيّ يوجبه حكم الله في أمثالهم.
لكن المشكلة مع هؤلاء الرافضة أنهم لا يعلنون شيئاً، ولا يمكن أن تخرج بسؤالهم أو التحاور معهم بشيء يملء يدك أبداً، والطامع في ذلك واهمٌ والمعتمد على ظاهرِ جوابهم مغفَّل لا يصلح أن يكون للناس إماماً .. !
فالقوم عندهم ظاهرٌ يعلنونه للناس بأشكال مختلفة تتناسب مع كل نوع من أنواع مخاطبيهم، وباطنٌ هو حقيقة أمرهم، فلم يكن بدٌّ من الوصول إلى معرفة باطنهم بأنواع الدلائل التي يُستدَل بها على بواطن الأمور وحقائقها، عندما يختلف الظاهر والباطن.
معلومٌ أن الأصل في الإنسان أنه يؤخذ بظاهره ويحكم عليه به، إذ الظاهر هو المشاهَد لنا والمعلوم، والباطن لا يمكن معرفته، هذا في الجملة هو الأصل، لكن حين تدل الدلائل على باطنٍ يخالِف الظاهر فإن المعوّل عليه والمعتمد هو الباطن لأنه حقيقة الشيء وحقيقة الإنسان، وحينئذ يكون الظاهر كذباً وتصنّعناً، ويسمي في الشريعة نفاقا وزندقةً.
هؤلاء القوم عندهم قدر كبير جدا من "الباطنية" بهذا المعنى، لأن الباطنية لها معنيان: المعنى الأول: الاعتقاد بأن للشريعة ظاهراً وباطناً مختلفينِ؛ الظاهر للعامة والباطن لهذا الشخص المعتقِد لذلك مثلاً أو لغيره، والمعنى الثاني: هو استبطان خلاف الظاهر، وهو من جنس النفاق، وهو المقصود هنا.
إنهم يتسترون بمبدأ كبير من مبادئهم، جعلوه (جعله أوائل زنادقتهم من الأجيال الأولى لنحلتهم) من أهم وأعظم مبادئ دينهم وهو: التقية، وهذه التقية التي عندهم اسمها في شريعة الإسلام شيء واحد معروف هو: الكذب المبين والنفاق، لا غير، وفرقٌ عظيمٌ بينها وبين التقية الجائزة في شريعة الإسلام المذكورة في قوله تعالى: {لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومَن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تُقاةً ويحذركم الله نفسه} وهي أن يتقي المؤمن الضعيفُ -في موضعٍ لا يقدر فيه على إظهار دينه- الكافرَ الظاهر الذي يخاف سطوته، فيظهر له موافقته أو يسكت أو يداري ويظهر الولاء، حتى يخرج من تلك الحال إلى حال القوة، فهي إذن حالة إكراهٍ أو ما يقاربه. فهذه شريعة مختلفة تماماً عن تقية الرافضة، الفرق بينهما كالفرق بين الإيمان والنفاق، نسأل الله العافية.
ومن أجل ذلك فإن هؤلاء الشيعة الإمامية الرافضة هم في الحقيقة الآن باطنية .. !!
فهولاء القوم يستبطنون اعتقادات وأفهاماً وأهدافاً وأحاسيس ومشاعر ومحابّ ومباغض غير التي يظهرونها.
والمقصود هنا بالأساس طبقاتُهم الناطقة باسم المذهب ومَن قارَبهم، فتشمل رجالَ الدين منهم ورجال الدولة والسياسة والفكر والدعوة والثقافة والكثير من متديّنيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا شيء مقطوع به عندنا نحن أهل الإسلام أهل السنة النبوية أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا سيما عند مَن عرفهم ووقف على جلية أمرهم، ومَن شك في هذا الأصل وظن أن القوم صادقون فيما يقولون ويظهرون، فإنه واهم مخدوع، والكلام معه له نمط آخر، فينبغي أن يُوقَف على حقيقتهم من خلال الاطلاع على كتبهم الأصلية المعتمدة ومنها فتاوى معتمديهم وأئمتهم، ثم واقعهم الحقيقيّ في بلادهم وحيث تمكّنوا، وتاريخهم القديم والحديث، وما في ضمن ذلك كله من تناقضاتهم ومثالبهم وفسادهم العلمي والعملي مما يبصره كل صاحب بصر [2].
ومن أجل ذلك فإن ما يمارسه بعض المنتسبين إلى الإسلام والسنة من علماء ومفكرين من دعوة إلى التقريب، والقول بأن السنة والشيعة مذهبان في الإسلام ونحو ذلك، لهو تلبيس عظيم وإفساد في دين الله وإضلال لخلق الله، وهي شهادة سيُسأل أصحابها يوم الدين {ستكتَبُ شهادتهم ويُسألون}.
وهؤلاء ليس أنفع لهم من أن يوقفوا على واقع الرافضة وفظائعهم في أهل السنة.
وليس أفيد للمسلمين ولا سيما المجاهدين في سبيل الله من الإعراض عنهم.!
طريق الوقوف على أحوال الباطنية:
وإذا تقرر أن لهؤلاء الرافضة ظاهرا وباطنا، وكان معلوماً عند جميع العقلاء أن العبرة إنما هي بالباطن وحقيقة الأمر لا بظاهرٍ يخالفه في غير حال الإكراه ونحوها، فما هي طرق معرفة بواطن هؤالاء القوم والوقوف على حقيقتهم؟
فالجواب أن طرق معرفة بواطن الناس وحقيقة أحوالهم كثيرة منها: معاشرتهم والعيش معهم والوقوف زمنا طويلا في العادة على أحوالهم العادية الاختيارية وسيرهم ومعايشهم، فيعرف المعاشر لهم محابهم ومبغاضهم ومسارّهم وأحزانهم وما يعظمونه وما يكرهونه، وما يميلون إليه من اختيارات، وما ينطلقون منه من منطلقات في أحكامهم وتصرفاتهم، وما عندهم من تصورات ومعتقدات تتوالى على إثباتها الكلمات والأفعال والتصرفات مع تعدد المناسبات واختلاف المقامات.
فهذا أول طريق، وهو لشخصين: إما شخص من أهل الإسلام والسنة عاش بينهم وخالطهم لسبب من الأسباب كما في حال الكثير من البلاد التي وقع فيها اختلاط بين السنة والشيعة في أزمنة العافية والفساد، وإما شخص منهم وعلى نفس نحلتهم أدركته رحمة الله تعالى فمنّ عليه الله عز وجل بالهداية والتوفيق إلى الإسلام واتباع السنة، فتاب من نحلتهم الباطلة والتزم دين الإسلام الحق كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه عنه أصحابه رضوان الله عليهم.
وهذان السبيلان حاصلان في الواقع، وكلاهما له أمثلة كثيرة، والثاني منهما إن كان صاحبه من العلماء ممن درس علوم القوم وكتبهم وعرف دينهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وأفكارهم حق المعرفة ثم هداه الله إلى الحق، فهذا من أندره وأعزّه وهو أهمه وأقواه، ومن أمثلته في العصر الحديث: البرقعي الشيرازي رحمه الله، صاحب كتاب كسر الصنم، فإنه كان من علمائهم، وحسين الموسوي صاحب كتاب لله ثم للتاريخ، وجماعة آخرون غيرهما.
ومن الطرق كذلك لمعرفة حقيقة أمر الرافضة والباطنية والوقوف على بواطن أحوالهم: ما يقع بأسباب خاصة من التحفظ على بعض كتبهم ووثائقهم التي لا يذيعونها ولا يملكها سواهم، كما في بعض أحوال الحروب والغلبة للمسلمين عليهم، وقد وقع ذلك كثيراً، ومن أمثلته –وإن كان ذلك لعله في بعض فرق الباطنية الذين هم أشد فرق الشيعة ضلالاًـ ما ذكره الإمام ابن الوزير رحمه الله في كتابه العظيم إيثار الحق على الخلق ج1 ص126:
"وأما الأمر الثاني وهو النقص في الدين برد النصوص والظواهر ورد حقائقها إلى المجاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت الموجب للتأويل إلا مجرد التقليد لبعض أهل الكلام في قواعد لم يتفقوا عليها أيضا وأفحش ذلك وأشهره مذهب القرامطة الباطنية في تأويل الأسماء الحسنى كلها أو نفيها عن الله على سبيل التنزيه له عنها وتحقيق التوحيد بذلك ودعوى أن إطلاقها عليه يقتضي التشبيه وقد غلوا في ذلك وبالغوا حتى قالوا إنه لا يقال إنه موجود ولا معدوم بل قالوا إنه لا يعبر عنه بالحروف وقد جعلوا تأويلها أن المراد بها كلها إمام الزمان عندهم وهو عندهم المسمى الله والمراد بلا إله إلا الله، وقد تواتر هذا عنهم وأنا ممن وقف عليه فيما لا يحصى من كتبهم التي في أيديهم وخزائنهم ومعاقلهم التي دخلت عليهم عنوة أو فتحت بعد طول محاصرة وأخذ بعضها عليهم من
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الطرقات وقد هربوا به ووجد بعضها في مواضع خفية قد أخفوه فيها. اهـ
وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من ضمن رسالته في تهنئة الملك الناصر بفتح جبل كسروان، وهو في مجموع الفتاوى/مجلد 28: "من الداعي أحمد بن تيمية إلى سلطان المسلمين ومن أيد الله في دولته الدين وأعز بها عباده المؤمنين وقمع فيها الكفار والمنافقين والخوارج المارقين ... [إلى قوله]: ولما خرجت العساكر الإسلامية من الديار المصرية ظهر فيهم [أي في أهل الجبل المتكلم عنهم] من الخزي والنكال ما عرفه الناس منهم. ولما نصر الله الإسلام النصرة العظمى عند قدوم السلطان كان بينهم شبيه بالعزاء، كل هذا وأعظم منه عند هذه الطائفة التي كانت من أعظم الأسباب في خروج جنكسخان إلى بلاد الإسلام وفي استيلاء هولاكو على بغداد وفي قدومه إلى حلب وفي نهب الصالحية وفي غير ذلك من أنواع العداوة للإسلام وأهله، لأن عندهم أن كل من لم يوافقهم على ضلالهم فهو كافر مرتد، ومن استحل الفقاع فهو كافر، ومن مسح على الخفين فهو عندهم كافر، ومن حرم المتعة فهو عندهم كافر، ومن أحب أبا بكر أو عمر أو عثمان أو ترضى عنهم أو عن جماهير الصحابة فهو عندهم كافر، ومن لم يؤمن بمنتظرهم فهو عندهم كافر، وهذا المنتظر صبي عمره سنتان أو ثلاث أو خمس، يزعمون أنه دخل السرداب بسامرا من أكثر من أربعمائة سنة، وهو يعلم كل شيء، وهو حجة الله على أهل الأرض، فمن لم يؤمن به فهو عندهم كافر، وهو شيء لا حقيقة له ولم يكن هذا في الوجود قط، وعندهم من قال: إن الله يرى في الآخرة فهو كافر، ومن قال: إن الله تكلم بالقرآن حقيقة فهو كافر، ومن قال: إن الله فوق السموات فهو كافر، ومن آمن بالقضاء والقدر وقال: إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وإن الله يقلب قلوب عباده وإن الله خالق كل شيء فهو عندهم كافر، وعندهم أن من آمن بحقيقة أسماء الله وصفاته التي أخبر بها في كتابه وعلى لسان رسوله فهو عندهم كافر. هذا هو المذهب الذي تلقنه لهم أئمتهم، مثل بني العود؛ فإنهم شيوخ أهل هذا الجبل. وهم الذين كانوا يأمرونهم بقتال المسلمين ويفتونهم بهذه الأمور، وقد حصل بأيدي المسلمين طائفة من كتبهم تصنيف ابن العود وغيره، وفيها هذا وأعظم منه، وهم اعترفوا لنا بأنهم الذين علموهم وأمروهم لكنهم مع هذا يظهرون التقية والنفاق، ويتقربون ببذل الأموال إلى من يقبلها منهم، وهكذا كان عادة هؤلاء الجبلية؛ فإنما أقاموا بجبلهم لما كانوا يظهرونه من النفاق ويبذلونه من البرطيل لمن يقصدهم".اهـ
ومن الطرق كذلك لمعرفة حقيقة أمر الرافضة والوقوف على بواطن أحوالهم أيضاً: وهي أهم الطرق على الإطلاق وأبينها لعامة المسلمين وهي: نفس معرفة أقوالهم في كتبهم المعتمدة، ومعرفة مذهبهم ومنهجهم في مسائل الاعتقاد والتلقي والأحكام وغيرها، والوقوف على ما في ذلك من التبديل للدين والكذب الصريح ومناقضة التوحيد ومصادمة أحكام العقول السليمة والفطر المستقيمة، ومعرفة مواقفهم من المسائل الكبيرة الدينية والسياسية وما فيها من تناقضات وما لهم في ذلك من الدوافع والمقاصد، وسأذكر من ذلك أمثلة بسيطة يفهمها كل أحدٍ، وهي تنبّه على ما سواها:
فأول شيء من ذلك هو التوحيد الذي هو أساس دين الإسلام، فكل مسلم يعلم أن الله تعالى بعث محمداً بالتوحيد الخالص، وهو عبادة الله تعالى وحده لا يُشرَك به شيء، ونهى عن الشرك كله دقه وجله، وسدّ الذرائع المفضية إليه، حفظا لجناب التوحيد وتعظيما له وصيانة.
فانظر إلى الشيعة الرافضة في كل بلدٍ اليوم، هل تجد هذا التوحيد؟
في الواقع لن يجد الناظر إليهم إلا بعض الشعارات والعناوين، ككونهم يقولون لا إله إلا الله، ولكن الشرك ضاربٌ أطنابه فيهم؛ من دعاء غير الله والاستغاثة في الشدائد والكربات بالأئمة من آل البيت وغيرهم، وغير ذلك من الشرك المستبين.
جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالنهي عن تعظيم القبور والبناء عليها واتخاذها أعياداً والصلاة عندها وإليها، وهم يفعلون كل هذه المنهيات وأكثر منها.!
جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الصور والتماثيل وتعظيمها ورفعها، وهم يفعلون كل ذلك، بل ويعظمون التماثيل والصور وثقافتها وطقوسها.!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك: أن ينظر المسلم إلى مجمل عقائدهم، فإن أي مسلم عادي ولو كان أميّاً لم يدرس العلمَ، سيعرف أن عقائد هؤلاء القوم هي مجموعة من الخرافات والأكاذيب ومناقضة العقول والغلوّ المبين في أئمتهم، وتعظيم أنفسهم وبني نحلتهم لا على أساس تقوى الله تعالى وتوحيده، بل على أساس مجرد النسبة والانتماء .. !
وكل مسلم بسيط يعرف أن هذا شيء غير الذي جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك: أن كل مسلم يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالنهي عن النياحة على الأموات وعظم هذا النهي تعظيما بالغاً وسماه جاهلية ومن أعمال الجاهلية تنفيراً منه وتنكيلا به، وهؤلاء القوم دينهم النياحة وإقامة الأعزية وتعظيمها أبد الدهر، لهم مناسبات ومناسبات وأعياد دائرة على أيام السنة، ينوحون فيها ويظهرون الحزن –زعموا- ويتباكون ويتلفعون بالسواد، ويجعلون ذلك من أفضل أعمالهم، ويقولون ويفعلون فيها من المنكرات ما يعلمُ كل مسلم بسيط من غيرهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء بضدّه، وبالنهي عنه.!
ومن ذلك: أن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالواء والبراء على هذا الدين، وهو التوحيد لله رب العالمين، فالولاء والبراء هو مقتضى كلمة لا إله إلا الله ولازمها لا ينفك عنها، وهؤلاء القوم يوالون ويعادون لا على توحيد الله بل على أهوائهم وعلى مجرد الانتساب والنسبة إليهم، أو المقاربة لهم، لا غير، وهذا شيء يعرفه من سبر سيرهم وأحوالهم.
وانظر إلى تعظيمهم للزنادقة من الحلولية والاتحادية أو الفلاسفة الكافرين بدين الله المنحلين من شرائعه، ممن ينتسب إلى الإسلام وإلى أهل السنة، فإنهم يعظمون مثلاً: الحلاج، وابن عربي، وابن سينا والفارابي وأمثالهم، فالخميني مثلاً يعظم ابن عربي ويعتبره إماماً وقد ذكر هذا في أكثر من موضع من كتبه وخطبه، ومعلومٌ أن ابن عربي ليس شيعياً وإنما هو منتسب إلى السنة يوالي أبا بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، ولكنه لما كان حلوليا زنديقا نال تعظيم الخميني وأحبار نحلته.! والآن في واقعهم هم لا يفرقون بين زنديق منتسبٍ إلى السنة معروفٍ زندقتُهُ، وبين مسلم صالح مستقيم على دين الله، بل هم في الغالب يفضلون الزنديق ويوالونه ويحبونه، فحيثما كان الزنادقة فإن الرافضة تحبهم وتواليهم، وهذا معروفٌ مشاهدٌ.!
وأما علاقاتهم بالزنادقة الطواغيت المرتدين من الحكام وغيرهم فشيء مشتهر عند الناس، معروف عند كل أحدٍ، فانظر على سبيل المثال إلى ولائهم لبشار الأسد حاكم سوريا الآن، ولغيره من طواغيب الردة، وصداقاتهم ومودتهم لمن يكون في صداقته مصلحة عاجلة لهم من دون اعتبار ولا نظر إلى دين وتوحيد.!
ومن ذلك: ما يراه ويسمعه ويعلمه كل المسلمين من بغض هؤلاء الرافضة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظنهم السيء بهم وسبهم إياهم وطعنهم فيهم إما بالكفر والنفاق أو الفسوق والخيانة، إلا نفراً قليلا جدا من الصحابة واختلفوا فيهم: قيل أربعة وقيل غير ذلك إلى ثلاثة عشر صحابياً فقط .. !
ومعلومٌ لكل مسلم عرف الصحابة وقرأ سيرهم وتراجمهم المبثوثة في كتب السير والتاريخ والتراجم وفي كتب تفسر القرآن الكريم وشرح الحديث النبوي وغيرها أنهم من خيار خلق الله، كاملون في الصلاح والتقوى والعلم والفقه والجهاد في سبيل الله، وفي سائر الفضائل، فتحوا البلدان بلا إله إلا الله ونشروا دين الله وضحوا في سبيل الله وهاجروا وجاهدوا، وهم حملوا هذا الدين إلى سائرالبشرية، وهم تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم، معه عاشوا وهاجروا وجاهدوا وبين ظهرانيهم نزل الوحي، فكيف يقبل عقل عاقل أن يقال إنهم كلهم عن آخرهم إلا نفراً قليلا يُعدون على أصابع اليد الواحدة أو اليدين ارتدوا وخانوا وبدّلوا وغيروا بمجرد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل هذا إلا طعن صريح في النبيّ وفي الدين والقرآن الذي حملوه؟!
من أجل ذلك فالرافضة لا تثق بالقرآن ولا تؤمن به حقا، بل التحقيق عند جماعة كبيرة من أكابر علمائهم على مدى التاريخ أن القرآن محرّف مبدّل حرّفه الصحابة وبدّلوه وكتموه .. ! نبرأ إلى الله من هذا الاعتقاد الباطل، وحاشَ لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم اليوم مهما حاولوا التنصّّل من تبعة هذا الاعتقاد المقرر عند علمائهم الكبار، فلن يستطيعوا، وسيظهر لكل مسلم عاقل بسيط مدى تخبّطهم وكذبهم وتمويههم، وأنهم على الحقيقة لا يؤمنون بالقرآن وليس عندهم به وثوق .. !
ومن أجل ذلك فليس عندهم اهتمامٌ يذكر بالقرآن، وإن حاولوا إظهار الاهتمام به في عقودهم الأخيرة وصاروا يضعون البرامج والمسابقات لحفظ القرآن الكريم ونحو ذلك، فكل ذلك ناتج –عند من تتبع أمرهم- عن محاولة التنصّل من التهم التي يرميهم بها ويشنّع عليهم بها أهل السنة من أنهم لا يؤمنون بالقرآن ولا يهتمون به.!
وهكذا أيضا بل قد يكون أشد: طعنهم في عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وبقية أمهات المؤمنين، فإن كل مسلم بسيط لا يعرف من القراءة والكتابة والعلم شيئاً، يدرك بسذاجة فطرته وسلامة نفسه وصحة عقله أن هذا ما هو إلا طعن عظيم في النبي صلى الله عليه وسلم وعِرضه الشريف الطاهر، فضلا عن كونه تكذيباً للقرآن، ومناقضةً للمعلوم المستيقن من التاريخ والسير.
ومن ذلك: أن يتأمل المسلم في العلاقة بين عليّ وآل البيت وبين باقي الصحابة وعلى رأسهم الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع، فإنه يجدها مسطورة في كتب التاريخ والسير والتراجم مشهورة على الألسنة متناقلة بين أجيال الأمة أنها كانت علاقة الأخوة الكاملة والمحبة والولاء الإيمانيّ، ويجدُ المسلم أن عليّاً سمى أبناءه بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان، وهكذا فعل الحسين ابنه رضي الله عنهم جميعا، ويجد ما بين آل البيت وبين سائر الصحابة ولا سيما أبي بكر وعمر من المصاهرة والمراحمة، ثم يجد هؤلاء الرافضة يفرّقون بينهم ويزعمون أنهم يوالون عليا وآل بيته، ويلعنون ويبغضون سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويكذبون على عليّ وآل بيته زاعمين أن عليّاً كان مضطهدا مكرها مقهوراً من الصحابة منزوع الحق مغتصب المكانةِ، غافلين في غمرة هواهم وسكرة ضلالتهم عن أنه الأسدُ شجاعةً وأنه عنوان الرجولة والشرف والكمال.!
وهكذا يقال في مبايعة عليّ لأبي بكر ثم عمر رضي الله عنهم جميعا، ثم رضاه بحكم الشورى من المسلمين في اختيار عثمان رضي الله عنه إماماً عليه وعلى المسلمين، وهكذا أيضا في تزويج عليّ رضي الله عنه ابنته من عمر رضي الله عنه، الذي يعدّه هؤلاء الرافضة أكفرَ الكافرين، نعوذ بالله من مقالة السوء! فهل كان عليٌّ في كل ذلك مكرها مقهوراً خائفا مغلوباً؟! أليس ادعاءُ ذلك من السفهِ ومن الطعن في فضلِ عليّ بل في رجولتهِ لو كانوا يعقلون.!
نسأل الله العافية والسلامة ونعوذ بالله من الخذلان.
وكذا الأمرُ فيما يتعلق باختيار الحسن رضي الله عنه الصلحَ بين المسلمين ومبايعته لمعاوية رضي الله عنه، والحسنُ هو ثاني الأئمة المعصومين عندهم.
فهذه أمثلة لوقائع تاريخية لا تقبل الشك، وإنكارها سفسطةٌ، والقولُ بأن عليّاً وابنه وأهلَ بيته كانوا فيها مكرَهين مغلوبين قولٌ تمجّه عقولُ أولي الألباب وينادي على قائليه بالخذلان، ودون إثباته خرقُ الأرض ورقيّ السماء، وكل من قرأ التاريخ عرف أن تفاصيل تلك الوقائع وملابساتها وسياقها تنفي الإكراه المزعوم أشد النفي.
ومن ذلك: أن يتساءل المسلم البسيط العادي: أين السيرة النبوية وأين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيانه وتعليمه لنا وتفسيره للقرآن وأحاديثه التي هي كلها علم وحكمة وتشريع {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى}؟ لا يكاد يجد لها عند الشيعة ذكراً، وأين غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده وهجرته وأسفاره في سبيل الله؟ أين بدرٌ وأحدٌ والخندقُ والحديبة وخيبرُ وفتح مكة وحنينٌ وتبوك ومؤتة وغيرها؟ لا يكاد يوجد لها ذكرٌ عند الرافضة، وهذا تعليله واضحٌ لا يخفى على عاقلٍ سليم الفطرة يريد الحق، فإنهم إذا كان الصحابة عندهم كلهم خونة كفرة أو منافقون أو فسقة إلا نفراً قليلا، فكيف يمكنهم أن يذكروا الغزوات والسيرة النبوية، وهل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته إلا سيرته هو وأصحابه رضي الله عنهم؟! وهل هذه الغزوات والسيرة العطرة إلا سبائك من الفخر والشرف والعز والكمال البشري للصحابة رضي الله عنهم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك: أن ينظر المسلم إلى تناقضاتهم الواضحة على مستوى السياسية، ففي حين هم يرفعون شعارات الإسلام، والوحدة الإسلامية وعدم التفريق بين سنيّ وشيعي، تجدهم ينصرون الطواغيت المرتدين على أبناء الإسلام أهل التوحيد، إذا كان ذلك الطاغوت حليفا لهم أو كانوا يرون في قوته مصلحة لهم، ومثال ذلك سوريا وما حصل أيام حافظ الأسد من تنكيل بالمسلمين في حماة، وقد اشتهر خبرُ مشاركة جنود الخميني في أحداث حماة المفظعة، وكذا في لبنان، ونصرهم لحكومة أوليائهم روافض العراق، وسكوتهم المطبق على ما يجري على أهل السنة من المحن والمجازر في العراق على أيدي أوليائهم من جيش المهدي وغيره الآن، ومثل ذلك موقفهم من مجازر حركة أمل وحتى حزب الله اللبناني في لبنان ضد الفلسطينيين وأهل السنة في لبنان في أواسط وأواخر الثمانينات من القرن الميلادي الماضي وبعدها أيضا، والأمثلة كثيرة.
وما شذ عن ذلك مما ظاهره أنهم يؤيدون حركاتٍ إسلامية فتفسيره يكمن في معادلات سياسية معينة وفي أغراضهم السياسية التي سيأتي توضيحها.
ومن أعظم تناقضاتهم على المستوى السياسي فضيحتُهم العظمى في هذا العصر بتواطئهم مع الأمريكان على غزو أفغانستان والعراق بوجهٍ من الوجوه، وأنهم لم يفتِ مرجعٌ واحدٌ من مراجعهم بوجوب الجهاد ضد الأمريكان في أفغانستان أو العراق، واعترفوا بالحكومتين العميلتين فيهما، بل ولما وصف حكمتيار حكومة كرزاي بالعميلة طردوه من إيران، وتناقضُهم بين تأييدهم للجهاد في فلسطين ولبنان وإنكارهم له في أفغانستان والعراق، وكونُهم في العراق هم يد الأمريكان ومخلبهم بما شكلوه من أجهزة الأمن والشرطة والجيش والحرس الوطني.
ومن ذلك: أن ينظر المسلم إلى دولة الشيعة إيران وهي نموذج للرافضة إذا حكموا وكانت بيدهم مقاليد الأمور، فيرى ما عندهم من التحلل من الشرائع وفساد الدين؛ على مستوى العبادات والمعاملات، فالربا فاشٍ ضاربٌ أطنابه وفتاوى كبارهم متظافرة على تحليله والمسامحة فيه بأنواع الحيل، وأنواع البيوع والشركات والمعاملات التجارية والمكاسب، والجوائز والمسابقات والمقامرات، والرياضات رجالية ونسائية، والموسيقى والتمثيل والسينما وصناعة الأفلام، والصور والتماثيل التي هي عنصر محوريّ في ثقافتهم وحضارتهم يقدّسونها تقديساً عظيما، وغير ذلك كثير، فلا تجد أثراً للشريعة الإسلامية إلا فيما ندر من المناحي، فأين دين الله وأين الإسلام؟ وأين إرادة أن تكون كلمة الله هي العليا؟ يكاد يكون الدين انحصر عندهم في العزاءات والمناحات الموسمية والسواد والبكاء.!
والمقصود أن هذه نماذج وأمثلة من الأشياء التي يدركها عامة المسلمين ويفهمونها بسهولة، فمهما حاول الرافضة الخداع والتزويق والتلاعب فإن فساد دينهم وفساد أعمالهم المبنية عليه لا يمكن أن يغطيها الكلامُ.!
وهذا يذكرني بالغباء الأمريكي حين تريد أمريكا أن تحسّن صورتها عند المسلمين وفي "الشرق الأوسط" كما يسمونه، فتصرف ملايين الدولارات من أجل ذلك وتعقد مؤتمرات وتفتتح محطات تلفزيون فضائية لهذا الغرض وتشتري بعض الذمم من أهل الخسة ليساعدوها في ذلك ويكونوا لها أبواقا ... في حين هي مستمرّة في الواقع وعلى الأرض وفي ميدان العمل ـ مستمرة في عطرستها وظلمها، وفي اضطهاد المسلمين ومحاربتهم ودعم عدوّهم الأساسي وهم اليهود في فلسطين ودعم كل أعدائهم من الهند في كشمير إلى نصارى جنوب السودان مرورا بدعم كل أنظمة الاستبداد والفساد والطغيان في سائر بلاد المسلمين ... !
فهل يظنون أن تحسين الصورة يحصل بمجرد الكلام .. ؟! إن كان ذلك فهو من أشد أنواع الغباء.!
وكذلك الروافض فيهم شبه من هذا.
ظاهر القوم وباطنهم:
إذا تقرر أن للقوم ظاهراً وباطناً، فما هو ظاهرهم وما هو باطنهم:
أما ظاهرهم فهو المتحصل من دعاويهم وظواهر تعاملهم مع باقي المسلمين وأكثريتهم في الأمة وهم أهل السنة، ويمكن إجمال ذلك في خطوط عريضة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) الادعاء بأننا جميعا مسلمون (سنة وشيعة) ولا فرق بيننا إلا كما توجد الفروق بين مذاهب المسلمين ومدارسهم الفقهية، ولذلك فإنهم يركزون على جعل أنفسهم عند عوامّ المسلمين من أهل السنة مذهبا خامساً، وهو المذهب الجعفري زعموا، والمقصود بذلك خداع عوامّ المسلمين في أنحاء العالم ممن لا يعرف حقيقتهم بأنهم مذهبٌ كسائر المذاهب المعتبرة، وهو نوعٌ من الغش والكذب والتمويه جارٍ على أصولهم وأخلاقهم ودينهم الباطل المبني على الكذب.!
ولهذا تجدهم مثلاً عندما يعبّرون عن البلوش في إيران، يركزون على وصفهم بأنهم على المذهب الحنفي، وهكذا مع الأكراد في شمال غرب إيران إذا تحدثوا عنهم يحرصون على وصفهم أو وصف العالم من علمائهم مثلاً بأنه شافعيّ، وانظر إلى هذا المثال البسيط:
((سقز المنفى الأخير: في ظروف جوية صعبة وبرد شتوي قارص لتلك المنطقة، أمضي آية الله العظمي المنتظري أيام نفيه الأخير، وعلي الرغم من أن أهالي هذه المدينة كانوا علي غير مذهب سماحته (الشافعي) إلا أن محل إقامته أصبح مركزا للقائه بمختلف أبناء هذه المدينة، و من جهة أخري و إثر اعتقال العشرات من أصدقاء وتلامذة سماحته جراء مشاركتهم في مراسم تخليد ذكري انتفاضة الخامس عشر من خرداد في المدرسة الفيضية، كشف السافاك الصلات التي تربط هولاء بسماحة الشيخ المنتظري، ولذلك قرر اعتقال سماحته ونقله إلي طهران)) اهـ[من ترجمة آية الله منتظري، على موقعه على الانترنت باللغة العربية].
فانظر إلى قولهم إن مذهب أهالي المدينة المذكورة هو المذهب الشافعي، في مقابل مذهب المنتظري، وما هو مذهب المنتظري؟ إن مذهب المنتظري الذي يجب أن يُذكر في مقابل مذهب أهل تلك المدينة هو المذهب "الشيعي الاثنا عشري الإماميّ"، وعليه فيجب أن يذكر أن أهل المدينة مذهبهم (أهل سنة ـ شافعية) فتكون كلمة شافعي فرعاً عن كونهم أهل السنة، وهذا واضح لا يخفى، لكن هي طريقة القوم، وما هذا إلا مجرد مثال وحيد فقط مما وقع بين يدي الآن وأنا أكتب هذا المقال، وإلا فهذه سياستهم لا يحيدون عنها مكرا وكيدا وتلبيساً وخداعاً.!
ومن أجل خدمة هذا الغرض الاسترتيجي في سياستهم (الادعاء بأنه لا فرق بين سني وشيعي، وأننا جميعا مسلمون) أسسوا العديد من البرامج الدعوية والدعائية من مواسم ومناسبات ومؤتمرات وغيرها، واصطنعوا العديد من الشعارات وسخّروا لذلك العديد من القوى والوسائل الإعلامية والثقافية.
فقد أسسوا في عهد الخميني وبعد نجاح ثورته بقليل، وباقتراح من آية الله المنتظري -على ما يقول أصحابه في ترجمته- إعلان الأسبوع الواقع في شهر ربيع الأول بين تاريخي ولادة النبي صلى الله عليه وسلم على حسب تقويمي أهل السنة والشيعة أسبوعاً للوحدة الإسلامية، هكذا أسموه: أسبوع الوحدة الإسلامية، ويحتفلون بإحيائه بالمؤتمرات الدعائية والثقافية كل عام في مناطق السنة على وجه الخصوص، وفي عموم إيران أيضا، ويركزون فيه على دعوة التقريب بين المذاهب ويستدعون فيه علماء ومفكرين وكتابا ودعاة من أنحاء العالم الإسلامي يحيون أيامه.
جاء في موقع آية الله منتظري على الانترنت في سياق ذكر أعمال ومبادرات وإنجازات المنتظري: "الإعلان عن أسبوع الوحدة من أجل رص صفوف المسلمين واتحاد كلمتهم بعيداًعن كل ما يشتت جمعهم ويفرقهم، و يقع هذا الأسبوع من اليوم الثاني عشر من ربيع الأول حيث يري مورخو أهل السنة بأنه يصادف ميلاد النبي الأعظم (ص) واليوم السابع عشر من هذا الشهر حيث يعتبر علماء ومورخو الشيعة أن هذا اليوم هو يوم ميلاده (ص). و قد لقيت هذه المبادرة ترحيباً واسعا من قبل كبار العلماء والشخصيات العلمية منهم مراجع التقليد و الإمام الخميني ومؤسسات الثورة الإسلامية ورجال الدولة"اهـ
وأسسوا أيضا مؤتمر التقريب بين المذاهب، بالتعاون مع جهات سنية معروفة في العالم الإسلامي.
وغير ذلك من المساعي الكبيرة لخدمة هذا الغرض من أغراضهم الذي هو عمودٌ من أعمدة سياستهم، أعني التظاهر بأنه لا فرق بين سني وشيعي وأن الجميع مسلمون وإخوة وأن الخلاف هو مجرد خلاف بين المذاهب والمدارس الإسلامية كالفرق مثلاً بين الحنفيّ والمالكي والشافعي والحنبلي.!
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) احتضان وتبنّي قضايا المسلمين الكبرى والتي لها التأثير البالغ في أمة الإسلام جمعاء، والتي تكون محلّ اتفاق بين جميع الأمة، وهذه مثالها الواضح ويكاد يكون الوحيد هو: القضية الفلسطينية، وسيأتي مزيد كلام عليها إن شاء الله، لأنها في الأصل موضوع كلامنا.
ومعلومٌ أن قضية فلسطين واحتلال المسجد الأقصى، ووجوب تحريرها وتخليصها من اليهود الغاصبين لعنهم الله، هذه مسألة لا خلاف عليها بين جميع طوائف الملة الإسلامية وأهل القبلة المنتسبين إلى الإسلام، حتى العلمانيين والزنادقة، وجميعُ النحل مشتركون مع عموم المسلمين في ذلك، فهي قضية إذن ليست محكاً من حيث هي، وإنما النظر في معتقد الإنسان ومنطلقاته وصحة منهجه ... إلخ.
(3) التظاهر عموماً بحمل راية الإسلام، ومحاولة ملء الفراغ الحاصل في أمة الإسلام حيث لا دولة للإسلام على الحقيقة، والسعي لقيادة العالم الإسلامي بدعوى أنهم دولة إسلامية محضة (جمهورية إسلامية) و (ثورة إسلامية)، وهذا الغرض يستدعي تحقيقه استعمال لفظ "الإسلام" فقط والتظاهر الذكيّ بما مرّ في الفقرة رقم واحد، وعدم ذكر لفظ شيعة ومشتقاته.
ومن أجل خدمة هذا الغرض من أغراض سياستهم أيضا عملوا على تبنّي العديد من قضايا المسلمين، ودعم الكثير من شعوبهم الضعيفة وملء الفراغ الثقافي والإنساني في كثير من جهات العالم الإسلامي الممتحنة في أفريقيا وآسيا وغيرها، فأنشؤوا العديد من المؤسسات الثقافية الدعوية التي تنشر الكتب والرسائل الدعوية وتبذل بسخاء، وتوزّع ما لعله ملايين النسخ من الكتب والرسائل بالبريد وغيره في أنحاء العالم، ويتبعون في رسائلهم الدعوية (كتب صغيرة الحجم يسهل اقتناؤها وقراءتها) سياسة في غاية الذكاء والمكر تعتمد على ما ذكرته في الفقرتين رقم واحد واثنين أعلاه، وتركز على التاريخ بروايتهم هم المشوّهة طبعا، وعلى نقد الفكر والعقل الإسلامي، وشيء من الفلسفة الإنسانية والمنطقية، وإثارة التساؤلات والتنبيهات التي يريدون بها التوصل بالقارئ العادي العامّيّ إلى الميل إلى طريقهم ودينهم الباطل، ويجتنبون التصريح بشيء منفّر كسب الصحابة ونحوها من مسائل، غير أنهم يطعّمونها بشيء مما يقتضيه التدرّج في الاستقطاب من خلال الطعن في معاوية رضي الله عنه، ويزيد ابنه، وبني أمية عموماً ثم بني العباس، وذكرهم بالظلم وإبراز "مظلومية آل البيت" على أيديهم، كما يزعمون وينمّقون، ويُظهرون كتاباتهم في صورة الفكر الإسلامي المتحرر المستنير الناقد للذات، وفي ثناياه التوجيه إلى "روايات آل البيت" و"المفاخر والمبادئ العاشورائية والحُسيْنية" زعموا، وهكذا ... !
وكانت فكرة "تصدير الثورة" وخاصة بُعيد نجاح ثورتهم الخمينية في إيران التي هي إحدى الفتن والمحن الكبرى لأهل الإسلام في العصر الحديث، وكانوا حينها واقعين تحت طائلة نشوة الانتصار - كانت هي العنوان البارز لمعظم تلك المحاولات والمساعي، فحاولوا على المستوى السياسي تبني الكثير من القضايا، لكن أكثر ذلك فشل واصطدم بصخرة اكتشاف حقيقتهم من قِبَل الناس، ووقعوا ضحية طبيعية لحتميّة محدودية دينهم الوضعيّ المليّ الطائفيّ.! فإن الدين الذي عندهم والذي يحاولون الانطلاق منه دينٌ وضعيّ مبدل عن دين الله تعالى (الإسلام) ذو طبيعة مليّة (أي قومية) وهي الفارسية بالأساس (بالنسبة للإيرانيين) مخلوطة بدعاوى الانتساب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وطبيعة دين كهذا لا يناسبها العالمية مهما حاولوا، وهذا ما قصدته بالحتمية هنا.
وأما باطنهم الذي هو حقيقتهم بناء على ما تقدم ذكره من طرائق معرفة البواطن والحقائق حين يختلف الظاهر والباطن فيمكن أيضا إجماله في النقاط المختصرة الآتية:
(1) أنهم فرقة منتسبة إلى الإسلام، وهم ينسبون أنفسهم إلى الإسلام حقيقةً، بمعنى أنهم لا ينتسبون إلى الإسلام تمويهاً على الخلق وهم في الباطن كفرة عند أنفسهم يدينون في الباطن بدين آخر كالمجوسية أو اليهودية أو النصرانية أو البوذية مثلاً، بل انتسابهم إلى الإسلام عند أنفسهم هو انتساب صادق من هذه الجهة وبهذا المعنى، إلا أنهم يريدون الإسلام كما يريدونه هم، أي على وفق ما تهواه أنفسهم، لا كما أنزله الله تعالى على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.! وهذه نقطة هامة تحتاج إلى مزيد شرح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُستثنى من ذلك كبارُ زنادقتهم من "مطوّري المذهب" الذين يعلمون علم اليقين أن ما هم عليه ليس هو دين الإسلام كما جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ولكنهم ارتضوا السير في طريق الضلالة لأسبابٍ هي في أغلبها كأسباب كفرِ الرؤساء وأشراف الأقوام ونحوهم ممن حصلت لهم امتيازات دنيوية ومادية وشرفٌ وجاه اختاروه على الهدى، والعياذ بالله، وهؤلاء الزنادقة كثيرون فيهم، في طبقة علمائهم ومثقفيهم ومفكريهم وأهل الرياسة فيهم، قد نعرف بعضهم عيناً بالأدلة القوية الظاهرة.!
(2) وبالتالي فهم فرقة منتسبة إلى ملة الإسلام بحسب الدعوى وبحسب التظاهر، وبحسب الانتساب للاسم والعنوان (اسم الإسلام) لا بحسب الحقيقة ونفس الأمر، بل هم في الحقيقة مارقون من الإسلام مروقاً عظيماً، متلبّسون بأنواع يشق حصرُها من المبادئ المخالفة لدين الإسلام من أساسه، من أنواع الشرك والكفر المبين، وغيرها من الضلالات الاعتقادية والعملية والبدع والأهواء والفساد العريض .. !
(3) فهم إذن على "دينٍ مبدّل" عن دين الإسلام، دينٍ وضعيّ، بمعنى أنهم وضعوه وصاغوه وأسسوه لأنفسهم وصار -مع الزمن والتطوير!! - نحلة لهم متوارثاً مخدوماً بأنواع الخدمة الإنسانية: مذاهب ومدارس علمية وتراث عملي وثقافة وأدب وفنون وكتب وكتّاب وتآليف ... إلخ وصار له تاريخ ونشأت عليه دولٌ، ومرت عليه أجيال وأجيال وأجيال، فصار عند أهله ووارثيه شيئاً لا يمكن التنصّل عنه إلا لمن تداركته رحمة الله تعالى .. !
(4) وهم (كلامنا هنا عن الإيرانيين بالأساس كمثال واضح) ينطلقون –في الجملة- من هذا الدين المذكور ومبادئه، فهو من أهم المبادئ والأسس التي ينطلقون منها، مضافاً إليها أساساتٌ ومبادئ ومنطلقات أخرى مثل الدوافع القومية المليّة الفارسيّة والحضارية والتاريخية، والسياسية التوسّعية، وغيرها.
(5) وبالتالي فإنهم في الحقيقة لا يعتبرون أنفسهم جزءاً من أمة الإسلام بمعناها عندنا نحن أهل السنة، بل هم –عند أنفسهم- المسلمون الحقيقيون فقط، وهم بديل لأمة الإسلام، وشيء آخر غيرها، لأنهم يرون أن "الأمة الإسلامية" هي أمة سنّيّة (أمة أهل السنة) يسيطر عليها على مستوى القيادة وعلى مستوى القاعدة أهلُ السنة، وهم (الشيعة) يناضلون من أجل أن يصلوا إلى قيادة الأمة، فتكون لهم القيادة والريادة.!
ومعلومٌ أنهم يعتقدون كفرَ أهل السنة على العموم، وعندهم تفاصيل يُظهرونها والله أعلم ببواطنها تتعلق بعوامّ أهل السنة وجهلتهم، أما علماءُ أهل السنة وأهل التوحيد والتمسك بالسنة وما عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فهؤلاء عندهم كفارٌ قولا واحداً .. ! وهم يحبّون أن يطلقوا عليهم اليوم في عصرنا هذا أسماء مموّهة كعادتهم مثل: الوهابيين والتكفيريين ونحوها، فضلا عن الاسم القديم المستعمل منذ القدم وهو النواصب، ومرادهم من ذلك واضح لجميع أهل العلم والفهم من أهل السنة لا يخفى .. !
وهم يعتقدون أنهم لم يزالوا أقليّة مضطهدة في أمة الإسلام من قِبَل جمهور المسلمين الذين هم أهل السنة، وقيادات المسلمين عبر التاريخ التي هي دولُ أهل السنة، من لدن دولة الخلفاء الراشدين إلى دولة بني أمية إلى دولة بني العباس وما بعدها أو في أثنائها من دويلات إلى دولة العثمانيين وإلى اليوم أيضا، باعتبار الدعوى والانتساب على الأقل بالنسبة لأكثر الدول المعاصرة، وإنما قامت لهم هم دويلات صغيرة محدودة في بقاع قليلة من رقعة بلاد الإسلام، وآخرها دولتهم اليوم في إيران.
(6) وبالتالي فمن أجل تحقيق أغراضهم وغرضهم الأساسيّ والأصيل وهو الغلبة على أهل السنة والإمساك بقيادة الأمة الإسلامية فإنهم أنشؤوا العديد من الوسائل لذلك من أهمها: إنشاء أحزاب ومنظمات شيعية من أهل نحلتهم في كثير من بلاد المسلمين، ولا سيما من البلدان التي لأهل نحلتهم فيها وجود كبلدان الجزيرة العربية والخليج ومعظم بلاد العجم الشرقية وغيرها، والغالب أنهم يسمّونها "حزب الله"، فما الحزب المسمى حزب الله في لبنان إلا أحدها، ولكنه أكبرها وأهمّها بسبب الظروف والفرص الجيوسياسية وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالتالي أيضا فإن أي سياسات وأعمال جليلة يتظاهرون بها من مثل دعم وتبني القضية الفلسطينية وغيرها، فإنها منزّلة على هذا الأساس وعلى ما تقرر في النقاط السابقة، وما يتباهون به من ذكر قضية فلسطين والتركيز عليها في فكر وأعمال ومقالات إمامهم الخميني، كله لا يخرج عن كونه مثالا لسياستهم التي تحدثنا عنها، والخميني هو من أهم واضعي ومقرري هذه السياسة ومن أكبر أئمتها في العصر الحديث.!
ضرورة ووجوب الإنصاف والقيام بالقسط مع كل أحد عدوّ أو صديق:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة8
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} النساء135
وقال تعالى: {إنه لا يفلحُ الظالمون} في سورة الأنعام ويوسف وغيرهما.
وقال تعالى: {والله لا يهدي القومَ الظالمين} في سورتي البقرة وآل عمران، وفي التوبة وغيرها.
وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} يونس69
والآيات في هذا المعنى كثيرة معروفة.
وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الباب كثيرة جدا، ومن أعظمها حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا عبادي إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا ... "الحديث رواه مسلم.
وعليه فإن الواجب هو الصدق في القول والإنصاف والعدل في الأحكام وفي كل تصرّف، والقيام بالقسط، لا ظلم ولا وكس ولا شطط، بل نعطي كل شيء حقه ونضع كل شيء في موضعه على حسب ميزان العلم والعدل والحكمة كما علّمنا الله تعالى وفتح علينا من فقه دينه سبحانه وتعالى وله عز وجل المنة والفضل وحده.
وهؤلاء الرافضة من جملة من ابتليتْ بهم الأمة الإسلامية من فرق الضلالة والمروق من الدين وإفساد الملة المحمّدية، فالواجب فيهم هو كالواجب في التعامل مع سائر خلق الله من مسلم وكافر من العدل والقيام بالقسط، فلا نظلمهم ولا نكذب عليهم ولا نعتمد في مواجهتهم أسلوبَهم وأسلوب غيرهم من الكذب والبهتان والافتراء والإفك، معاذ الله وحاشَ لله، وحسبنا الله ونعم الوكيل .. !
فإن الكاذب والمفتري والظالم لا يهديه الله تعالى ولا يوفّقه ولا يعطيه النجاح في عمله الدنيوي ولا يبارك له في سعيه، وإن ظهر في بعض الأوقات أنه نجحَ، لكنه يكون نجاحاً ظاهرياً أبترَ مقطوعَ البركة. ثم لا يهديه في الآخرة بل يكون عند الله من الممقوتين المستحقين للعذاب، والعياذ بالله.
فما نقوله فيهم هو ما أرانا الله فيهم، ملتزمين الصدق والعدل والتحقيق والتدقيق، لا نبغي غير الحق والحقيقة، ونصر الحق وأن نكون أنصاراً لله كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كنوا أنصارَ الله} وقال تعالى: {ولينصرنّ اللهً من ينصرُهُ إن الله لقويّ عزيز} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكنوا مع الصادقين}.
ومن هنا حسُن في هذا المقام توضيح بعض المسائل ستأتي تحت العنوان التالي:
حقائق وأوهام وتصحيحات:
ـــ الرافضة إذن لهم دين كما تقدّم، ولكنه دينٌ مبدّلٌ عن دين الله، ومعنى كونه مبدّلا أنه ليس هو الدين الذي بعث الله به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، فهم قد بدّلوه وغيّروه وطوّروه عبر الأزمنة والعصور، وأدخلوا فيه من البدع العظيمة الاعتقادية والعملية الكثير، فالتبديل واقع على مستوى الدين وهو التوحيد ومجمل الاعتقاد، وعلى مستوى الشريعة وهي الأحكام العملية، فإنك إذا نظرت فيما عندهم من الدين اليوم وجدتَ شيئاً مختلفا اختلافا كبيراً -في كليات كثيرة وفي جزئيات غير منحصرة كثرةً- عن دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم ينطلقون من هذا الدين في وضع أجنداتهم السياسية واستراتيجياتهم كلها، بالإضافة إلى دوافع أخرى قومية وتاريخية حضارية وتوسعية، كما ذكرنا.
ونحن عندما نتحدث عن الرافضة هنا ونقول إن لهم دينا صفته كذا وكذا، نعني بطبيعة الحال الرافضة المتديّنين، الذين يملكون زمام الحكم في إيران، وفي حزب الله اللبناني وغيرهما، ولا نعني الرافضة العلمانيين والمنسلخين عن الأديان أصلا، وهم كثُر عندهم كما هو الشأن في المنتسبين لأهل السنة.
ـ البعد المليّ (القومي) الجاهلي التاريخي الفارسي عند شيعة إيران على وجه الخصوص -وعند غيرهم من شيعة العجم بنسبة أقل وعند بعض شيعة العرب بنسبة أقل تأثراً بالثقل الشيعي الفارسي- شيءٌ موجودٌ عليه دلائل لا تخفى على المتوسّمين.
فانظر إلى إحيائهم لتاريخهم الفارسي وعظيم اهتمامهم به، في مقابل انحصار تاريخ الإسلام عندهم في قصة الحسين وكربلاء وأمثالها، مع ما فيها عندهم من الكذب العظيم والافتراء والشطح والبهتان.!
وخذ هذه الأمثلة:
يحترم الرافضة الإيرانيون ويعظمون عددا من الشعراء الفرس الإسلاميين وهم من أهل السنة انتساباً، من أمثال مولوي، وحافظ، وخيام وغيرهم، لا لشيء إلا لأنهم فرسٌ، من دون ذكر شيء عن مذاهبهم؟
تحرص دولة إيران على تسمية الخليج العربي بخليج فارس، وعندهم قانون يجرّم تسميته بغير ذلك، ويعاقب من يسميه الخليج فقط، بدون نسبة، فضلا عمن يسميه الخليج العربي، وعندما يريدون التعبير عن دول الخليج العربية يقولون: دول خليج فارس العربية.! ويعقدون المؤتمرات سنويا بعنوان: الخليج فارسيّ أبداً.!
وهذه عندهم مسألة عظيمة ولها شأن كبير، وهي لا تعدو في الحقيقة أن تكون تسمية، فسمّه ما شئتَ، والأسماء تتغير عبر العصور والأزمان، ولها مناسبات تخصّ أحيانا وتعمّ أخرى، فأي ضيرٍ في تسمية لها مناسبة ووجاهة، ولا مانع منها لا شرعا ولا عقلا ولا أدباً ولا حتى بالجغرافيا والتاريخ؟! وهل تستحق مثل هذه المسألة كل هذا التعنّت، لولا قوة القومية الجاهلية وعقلية الشعارات التافهة، وهم يظنونها من السياسات الحكيمة.!!
سمّه ما شئتَ ما دمت ترى أن التسمية الفلانية أنسب وأصدق، ودع غيرك يسمّيه بحسب ما يرى أيضاً، وقل لا مشاحّة، وإنما أنت إذا كنت تريد أن تكون قوياً ناجحا في ميدان الواقع، فالعمل هو المحك.
ومن ذلك أيضا لو نظرت إلى شيعة إيران وهم دولة الشيعة في هذا الزمان، فانظر إلى قلة اعتنائهم باللغة العربية تعليماً واحتراماً، وهذا شيء مشاهد معروفٌ عند من عرفهم، وقد كان لهم فرصٌ في التاريخ أن يجعلوا العربية لغة رسمية أو شبه رسمية، لكن أنى لهم ذلك ونار القوة القومية تحرق أفئدتهم.!
وقد لوحظ أنهم في لغتهم يعبّرون عن العرب أحيانا على قلةٍ بلفظ "أعراب"، وظني والله أعلم أن ذلك من دسائسهم الخبيثة، فلعل بعض أحبارهم دسّها لهم في بعض مراحل تاريخهم، يغمزون بها في العرب ويتوصلون بها إلى رميهم بأنهم مجردُ أعرابٍ، ومعلوم الفرق في لغة العرب بين عربٍ وأعرابٍ، وأن الأعراب هم بادية العرب أهل الجفاء وقلة التمدّن، ولا أظنها من أصل لسانهم، فهي كلمة عربية فصيحة قديمة هم أخذوها من اللسان العربي، فهذا ظني فيما يتعلق باستعمالهم لهذه اللفظة في التعبير عن العرب، وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد تحقيق.
وقد تحدث عددٌ من الدارسين للشأن الشيعيّ عن مسألة كراهية الرافضة للعرب، وإطرائهم سلمانَ الفارسيّ رضي الله عنه لأصله الفارسي، وميلهم إلى تعظيم الحسين أكثر من غيره كذلك لمصاهرته الفرسَ، وأشياء من هذا القبيل، أضف إليها ما في العديد من رواياتهم –عن أئمة آل البيت زعموا- في كتبهم المعتمدة كالكافي للكليني وغيره من الكلام الجافي عن العرب، يمكن مراجعتها في مواضعها، ولا ريبَ أن كل ذلك موضوع مكذوبٌ على آل البيت رضي الله عنهم وأنه من دسائس زنادقتهم الكبار مطوّري المذهب ومبدّلي الدين قاتلهم الله.!
ـ العداء بين الرافضة وبين أمريكا وإسرائيل هو عداءٌ حقيقيّ، مبناه من جهة الرافضة على أشياء: منها الدين أي دينهم المبدل الذي هم عليه وما فيه من بقايا دين الحق، ومنها لزوم ذلك بطبيعة الأشياء حيث إن الرافضة يريدون أن يجعلوا أنفسهم أمة الإسلام الحقيقية ويريدون أن يمسكوا بزمام القيادة في الأمة الإسلامية، وهذا لابد وأن يلزم منه الاصطدام مع اليهود والنصارى، كما أشرنا في أول المقال، ومنها التاريخ والأطماع التوسعية والسيادية الإقليمية.
فمن ظنّ أنه لا عداء بين الرافضة وبين اليهود في دويلة إسرائل، ولا بينهم وبين أمريكا، فقد أخطأ، ويرجع جزء من ذلك عند بعض الناس إلى تأثير ما يُسمى عند المثقفين بـ "نظرية المؤامرة" على العقل العربي والإسلامي والشرقي عموماً، وهي من معاقد الخلل في ثقافتنا للأسف.! والله أعلم.
ولماذا يذهب الإنسان المسلم العاقل بعيداً عن آيات الله في الكون، وهو يرى العداء بين ملل الكفر أمام ناظريه وعلى مدار التاريخ، فالصراع والعداء يكون بين الحق والباطل، ويكون بين أهل الباطل المختلفين: أهل باطل يصارعون أهل باطل، فأين الإشكالُ؟ والباطل أشكال وأنواع وسبُلٌ.
وقد يستشكل بعض المسلمين هنا أشياء نضربُ لها أمثلة:
فمن ذلك: ما صدر عن بعض كبار قياداتهم ومسؤوليهم السياسيين من تصريحات بأنهم أعانوا أمريكا في احتلال أفغانستان والقضاء على طالبان وكذا في العراق، كما قال محمد أبطحي وكان ساعتها معاوناً لمحمد خاتمي رئيس الجمهورية في إيران حيث "وقف ـ بفخر يحسده عليه العلمانيون العرب المتأمركون ـ في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سنويا بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/ 1/2004م ليعلن أن بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق"، ومؤكدا أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة"اهـ[نقلا عن موقع مفكرة الإسلام، والخبر مشهور نقلته العديد من وسائل الإعلام] [3]
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:21]ـ
وهذا القول نفسه قاله قبله رافسنجاني الرئيس السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حالياً حين صرّح في خطبة الجمعة في جامعة طهران يوم 08/ 02/2002 بالقول: "إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها وإنه لو لم تساعد قوّاتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني، ويجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أمريكا أن تسقط طالبان"اهـ[نقلا عن جريدة الشرق الأوسط بتاريخ اليوم التالي لتلك الجمعة، نقلته بواسطة عدة أبحاث ومقالات نقلت عن الجريدة المذكورة].
وكرره على لاريجاني مسؤول الأمن القومي في مؤتمر عقد بمدينة بيرن السويسرية في النصف الأول من شهر فبراير من هذا العام الإفرنجي 2007م، ونقلته وسائل إعلام متعددة.
وكرره على أكبر ولايتي، وهو وزير خارجية سابق، ومستشار دبلماسي لمرشد الثورة علي خامينائي حالياً في فرنسا بتاريخ 21فبراير2007م كما نقلته إذاعى البي بي سي في تقرير مراسلها محمد منير سراج من باريس في برنامج عالم الصباح لليوم التالي 22فبراير.
فإذا أردنا تحليل هذه التصريحات، فيحسُن طرح بعض الأسئلة:
هل إيران فعلا ساعدت أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق؟
ولماذا وعلى أي أساس فعلت إيرانُ ذلك؟
هل هو دليل على أنهم أولياء أصدقاء متحابّون، وأنه لا عداء بينهما في الحقيقة؟ أي هل هذا دليل على انتفاء العداء بين الطرفين؟
فالجواب عن السؤال الأول أن إيران أعلنت ظاهرياً أنها لا ولن تساعد أمريكا في غزوها لأفغانستان وللعراق، وبالفعل لا يُعرَف أنها ساعدت بشيء ظاهرٍ كبير، وما يُقال من أنها غضت الطرف عن استخدام الأمريكان لمجالها الجويّ في غزوهم لأفغانستان، فلا أعرفُ صحته، وهو إن حصل فيمكن تأويله بأنه واقعٌ من الأمريكان بدون إذنهم (الإيرانيين) وهذا غيرُ مستغرب، وأما شيء آخر من المساعدة والمعونة فإيران ساعدت الأمريكان مساعدة أخفى قليلا وهي من نوعين:
من النوع السلبيّ، وهو عدم المدافعة، فإيران التي تزعم أنها دولة إسلامية وتزاحم وتنافس على قيادة العالم الإسلامي لم تبدِ أي مدافعة من أي نوعٍ للأمريكان النصارى الغازين لبلاد المسلمين في أفغانستان والعراق، بل قد أبدت الفرحَ بذلك بناءً على أن الأمريكان سيخلّصونها من عدوّيها اللدودين وهما: نظام طالبان (إمارة أفغانستان الإسلامية) ونظام صدام حسين.
ومن النوع الإيجابي وهي أنها ساعدت الأمريكان –في حالة أفغانستان على الأقل- بإغلاق الحدود والتضييق على طالبان، كما أن محاربة إيران السابقة لنظام طالبان وكيدها لهم واعتبارها إياهم عدوّا استراتيجيّاً، وتحالفها مع تحالف الشمال الأفغاني المخالف والمعادي لطالبان، ومساعدتها المستمرة لهذا التحالف وهو تحالف البنشيريين والطاجيك ومَن معهم بقيادة أحمد شاه مسعود عمليا، وبقيادة برهان الدين رباني نظريا، وهذا الأخير ذو علاقية جيدة مع الإيرانيين إلى حد اليوم، وقد كان يقيم لفترة طويلة في إيران ـ كل ذلك يمكن أن يُعتَبر بمعنىً من المعاني من المساعدة للإمريكان على غزو أفغانستان، وهو أوضح منه في شأن العراق، لأنهم فيما يتعلق بالعراق بإمكانهم أن يقولوا إن صدام ونظامه عدوّ لنا حاربنا سنينَ طويلة وأضرّ بنا كثيراً وفعل وفعل، أما طالبان فليس لهم حجة في حربهم إلا عداوة الدين لا غير، وهو مثال ينضاف إلى أمثلة تناقضات الرافضة، ودلالة مضافة إلى الدلالات الكثيرة على أجندتهم الطائفية الشيعية، كما سبق الحديث عنها.
كما جهزت إيران قوات محمد إسماعيل التي هاجمت هيرات ثم سلمتها للصليبيين.
وفي العراق ساعدت إيران أمريكا من خلال دعمها للأحزاب الشيعية الحليفة لها، التي دخلت إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية.
فهذه بعض أنواع المساعدة التي قدمتها إيران لأمريكا في هذين الحربين الصليبيّتين، مما عرفناه، فإن كان أولئك المتحدثون الشيعة يشيرون إلى مساعدات أخرى قدّموها في الخفاء، فهذا شيء آخر.!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما جواب السؤال الثاني، فإن إيران ساعدت أمريكا المساعدة المشار إليها، أو غيرها مما يمكن أن يكون في الخفاء، لظنها أن في ذلك مصلحة لها، فإنها كانت ترجو أن أمريكا ستخلّصها من عدوّيها المَخوفيْن: نظام طالبان، ونظام صدام، وقد تمّ ذلك إلى حد ما، ولكنها بطبيعة الحال ليست نهاية المطاف.
وهذا في الحقيقة مثالٌ للطبيعة الأنانية والانتهازية والظرفية في السياسة الرافضية، والأمثلة كثيرة جدا.
ثم هو مثال أيضا لما يفعله البغض والحقد بصاحبه من العمى والسكرة والزيغ عن الصواب في تحقيق مصالحه، وإلا فحتى الكافر العاقل لو أنصف لعرفَ أن بقاء نظام طالبان (إمارة أفغانستان الإسلامية) في أفغانستان خيرٌ لإيران من احتلال أميركا لها، سواء بمعيار الشرع أو السنن الكونية، فمبعيار الشرع فإن المسلم خيرٌ وجوارُه خيرٌ والإسلام رحمة للعالمين، وبمعيار السنن فإن التاريخ شاهدٌ برحمة أهل السنة للرافضة.
لكن هذا التصرف من الرافضة مبني على أصل أصيل عند الروافض لا يتزعزع مهما حاولوا إخفاءه، وهو أن العدوّ الأول والأعظم لهم على مدار وجودهم وتاريخهم هو: أهل السنة، وأما النصارى واليهود فإنهم عدو سهلٌ وأهل كتابٍ يمكن موادعتهم والتعايش معهم، وأمرهم أهون من ذلك، هذا أصل عند الشيعة الرافضة، انبنت عليه مثل هذه التصرفات، فهم بكل بساطة يرون الآتي:
نظام طالبان لو تمكن وقويَ فإنه سيكون دعما لأهل السنة في إيران ولاسيما في الإقليمين المجاورين له وهما: بلوشستان وخراسان، وسيكون ذلك خطرا دائما وكبيراً على دولتهم ونظامهم، لأنه سيجمع بين عناصر قوة متعددة: قوة العداء الديني والعقدي، وقوة الانطلاق من الداخل، وقوة العمق الاسترتيجي من خلال الجوار الأفغاني، أي دولة أفغانتسان المجاورة المستقرة في يد أهل السنة المتدينين أهل التوحيد والتقوى .. فمن أجل كل ذلك فإن الشيعة في دولة إيران يفضّلون بلا تردد أن يكونوا في صف أمريكا على أفغانستان، هذا لا يترددون فيه، لكنهم مع ذلك عندهم زوايا أخرى للنظر، فلا يمكنهم أن يظهروا في الصورة أمام الأمة الإسلامية بأنهم أولياء وأعوان لأمريكا، كما لا يمكنهم أن يقفوا مع أمريكا وقوفا كاملا لما تقدم من العداء بينهما للأسباب التي ذكرناها، فالموقف الإيراني إذن كان مبنيا على موازنة بين كل هذه التجاذبات.
والخلاصة أن الرافضة ينطلقون من مصالحهم الشخصية الطائفية، مصالحهم كشيعة وآمالهم وطموحاتهم، فهم في الحقيقة شيء، وأمة الإسلام (أهل السنة) شيء آخر، ومهما حاولوا التمويه على ذلك، فإن تناقضاتهم تفضحهم والأحداث الكبرى في الوجود تكشفهم بسرعة.
وأيضا فمن الجدير بالملاحظة أن من طرائق الدبلوماسية الإيرانية التلوّن في المجادلة بالباطل وكثرة الدعاوى، وإظهار المنة على الخصوم، فهم يقولون للأمريكان من باب المحاجة لهم وإظهار أنهم لهم منة عليهم: لولانا نحن لما استطعتم كذا، ولما قدرتم على كذا، وهو سبيل فاشل على كل حال أشبه بأحوال أهل الخسة والضعة.!
وبالتالي فإن السؤال الثالث يكون قد اتضحت الإجابة عليه.
ومما قد يستشكل أيضا: تصريحات لصبحي الطفيلي الزعيم السابق لحزب الله (1989 إلى 1991) بأن "إيران خطر على التشيع في العالم ورأس حربة المشروع الأميركي، والمقاومة في لبنان خطفت وأصبحت حرس حدود لإسرائيل" اهـ يعني بالمقاومة منظمة حزب الله. [صحيفة الشرق الأوسط/ العدد9067 الخميس25 سبتمبر2003]
ومثلها تصريحات لمحمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني قال فيها: "إن الحوار لم ينقطع بين إيران وأمريكا في بعض القضايا التفصيلية هنا وهناك ما يوحي أن الحوار في التفاصيل قد يجعل فكرة الحوار في المبادئ أكثر واقعية"اهـ[حوار له مع صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 21/ 12/2002، نقلاً عن موقعه على الانترنت].
ومثلها تصريحات مشابهة أخرى لمسؤولين إيرانيين أيضا، وهذه مجرد أمثلة حاضرة.
فكل هذا يجب أن يفهم في سياقه الصحيح، ومن الخطأ الاستدلال به على أن منظمة حزب الله عميلة لإسرائل رأساً وأنها حبيبٌ ووليّ لليهود، ولا أن إيران صديق لأمريكا وولي حميم، وأنه لا عداء بينهما، كما قد يستدل بذلك بعض الإخوة، هذا خطأ ينبغي أن يُصحّح.!
(يُتْبَعُ)
(/)
صبحي الطفيلي أولا هو الآن عدوّ لمنظمة حزب الله اللبناني، عداء شخصيا وطبيعياً، بسبب الانقلاب عليه وإبعاده عن قيادة الحزب سنة 1991م، فهو خصم لهم وعدوّ وبإمكانه أن يقول عنهم أي شيء مما تسمح العوائد بمثله، ثم كلامه يمكن فهمه على المبالغة وأن المقصود أن هذه المنظمة صارت بسبب أفعالها وسياساتها (تفاهمات يوليو (تموز) 1994 وتفاهم أبريل (نيسان) 1996) وغيرها من التصرفات صارت كأنها حارسة لحدود إسرائيل، بالإضافة إلى كونها حارسة لإسرائيل من جهة أن محاولتها الانفراد بتلك الجبهة وبالتالي سعيها للقضاء على كل فصيل مقاوم هناك من أهل السنة من الفلسطينيين أو اللبنانيين، يؤول إلى ذلك، أي إلى حراسة إسرائيل، فهذا استدلال باللازم، ولا يخفى أن مثل هذه الآراء والانتقادات يقولها حتى الوليّ لوليّه، وأما جريانها بين الخصوم فكثير جداً، فلا يُفرَح بها كثيراً.!
ثم هل هو مصيبٌ محق في هذا أو لا، هذا نحن نقرر الجواب عليه بأدلتنا المستقلة.
وأما الأقوال الصادرة عن أقطاب الرافضة سواء من السياسيين الإيرانيين أو غيرهم المصرّحة بوجود تحاور بين إيران وأمريكا، وحتى إسرائيل ربما، وأنها لم تنقطع، ونحو ذلك، فهي كذلك مما لا ينبغي للباحث أو للمناظر أن يعوّل عليه كثيراً، ولا حاجة بنا إليه، فنحن متقررٌ عندنا بكل وضوح معالم وطبيعة السياسة الإيرانية والرافضية عموماً من حيث: العقلانية المفرطة والبراغماتية والميكافيلية أحيانا، والأنانية والطائفية ... !
وبالتالي فوجود حوارات ولقاءات، ومحاولات من الطرفين لتحقيق بعض المصالح -وغالبها مصالح آنية- من ذلك، هذا شيء عادي جداً، والطرفان (أمريكا والرافضة) يفعلانه بنفس مستوى النشاط أو الفتور.
وكل ذلك لا ينافي ثبوت العداء بينهما، ولا ينقض ما قررناه أعلاه، والعدوّ يحاور عدوّه سرّا أو جهراً ويفاوضه، ويستغله ويمارس معه السياسة الانتهازية وغيرها، هذا غير مستغربٍ، لكن علينا أن نفهم ترتيب العداوات عند الإيرانيين والرافضة عموماً، كما أشرتُ إليه قبل قليل.
ــ البراغماتية عند الرافضة:
لفظ "البراغماتية" لفظ مستعمل في الاصطلاح السياسي المعاصر، ومعناه على وجه التقريب: العقلانية المفرطة التي تراعي مصالحها ولو المؤقتة والعاجلة السريعة، وتتخلى في سبيل ذلك عن المبادئ والقيم والشعارات المعلنة، مع أن هذا المصطلح أيضا أحيانا يُستعمل استعمالا أكثر قرباً من معنى "الميكافيلية" والتي هي الإباحية السياسية ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
والرافضة عموماً سواء تمثلوا في دولتهم إيران، أو في تنظيماتهم المعروفة كحزب الله، أو غيرها هم برغماتيون لدرجة شديدة.
فالإيرانيون شيعة رافضة اثنا عشرية إمامية، ومذهبهم معروف لنا جميعاً بكامل الوضوح، ومعتقدهم فينا معروف؛ معتقدهم في أهل السنة وخصوصاً فينا نحن السلفيين، واضح معروف، وطموحهم للسيطرة على العالم الإسلامي وتوقانهم إلى تولّي زمام القيادة للعالم الإسلامي، معروف كذلك، وكونهم أصحاب دينٍ طائفي قوميّ موضوع مخترع مصنوع بأهوائهم، كل ذلك معروف تمام المعرفة لدينا جميعا، وشعاراتهم التي يرفعونها معروفة ... !
ومع ذلك فإنهم مثلاً على أتم الاستعداد للتعاون مع أي عدوّ أو مخالفٍ لهم حتى مع أكثر الناس سلفية و"وهّابيّة" كما يسمّونهم، حيثما رأوا أن هذا التعاون والتعامل يحقق لهم مصلحة ولو مؤقتة، ثم ينبذونه في الوقت المناسب ويتنصّلون منه، ويدفعون بمختلف أنواع الجدل.
والرافضة دينهم مبنيّ على التقية والكذب، فالتمثيل والتلاعب وإظهار خلاف ما يبطنون، والبشاشة في وجوه ألدّ الأعداء والخصوم، والاستعداد للتعامل معهم بلطف وبكل إظهار للودّ، هو من أيسر الأمور عليهم، هم متعوّدون ومربّوْن عليه، وهو متوارث فيهم، عميق في طباعهم.!
ــ سمة التناقض والغموض، والتقية والكذب والتمويه والتلاعب بالكلام والتصريحات:
هذه أيضا من أظهر صفاتهم على المستوى السياسي والدبلوماسي، فهم متعوّدون على العيش في تناقض، ولا يكترثون كثيرا لظهور أبشع التناقضات في مواقفهم وسياساتهم وسائر أفكارهم وتصرفاتهم، فالواحدُ منا ربما تلوّن وجهه واحمرّ واخضرّ، إذا اضطرّ في بعض مواقف حياته لأن يكذب ولو كان مأذوناً له شرعا في الكذب، لكن لا تتوقع ذلك من الرافضة المتمرّسين بمذهبهم وسياستهم.!
(يُتْبَعُ)
(/)
والرافضي بإمكانه أن يجيبك على أي سؤال لكنه لا يعطيك شيئاً.
وطبيعة الغموض وعدم قدرة الآخرين على فهمهم هذه اشترك في إدراكها الشرق والغرب والكافر والمسلم.
ولا أظنني في حاجة إلى سرد الكثير من الأمثلة، فيكفي مثالا مواقفهم ما بين التحالف مع العدو الصليبي الأمريكي الغازي في العراق، وبين العداء له ومحاربته في لبنان، هذا عندهم شيء عاديّ جدا .. !! وابحث أنت أيها القارئ الكريم عن أجوبتهم لحل هذا الإشكال، وانظر بمَ تخرجُ.!
وأما ما يتعلق بمواقف أقطاب الرافضة في إيران وفي لبنان وفي سائر البلدان من فرق الموت وما تمارسه من مجازر في حق أهل السنة في العراق، فهذا من أوسط الأمثلة، فهل سمعتَ ولو مرةً عالماً كبيراَ شيعيّا يستنكرها وينكرُ على فاعليها ويقول كلمة حق في شأنها وشأن أمثالها مما يتعلق بمعاملة أهل السنة في أي مكان في العالم؟ لن تجد إلا الإطباق على السكوت أو تكذيب الدعوى والإصرار على أن شيئاً لم يكن، أو تأويل الوقائع المستيقنة .. !
أنت تجد عند أهل السنة عندما يخطئ أي تنظيم من التنظيمات الجهادية مثلاً فيرتكب أخطاءً من قتل دماء محرّمة أو نحو ذلك، ولو كان ذلك صادرا عن اجتهاد أو تأويل معيّن أخطأ فيه الفاعلُ، تجد أن علماء وقيادات متعددين من أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها ينكرون على المخطئ ويتبرّؤون من الخطأ إحقاقا للحق وقياماً بالقسط كما أمر الله ومحافظة على صفاء المنهج وسلامته من التحريف والدخيل، واقتداء بقول نبيهم وحبيبهم ومقتدَاهم الأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وهذا لما عندهم من الدين والتوحيد والتقوى لله تعالى، جزاهم الله خيراً.
لكن هل تجد هذا عند الروافض؟ ستتعب كثيراً قبل أن تجد لهم مثالا يمكن بتكلف وتعسّف أن تدخله تحت هذا الباب.!
ــ دولة إيران نموذج للشيعة إذا حكموا، ومن النماذج الأخرى حكومتهم في المنطقة الخضراء في بغداد اليوم، والنفوذ القوي لتنظيم حزب الله في أجزاء من لبنان.
وقد ظهر لكل من قاربهم أو ابتُليَ بهم وعرفهم، بل ولكل متابعٍ، كيف يعاملون أهل السنة على وجه الخصوص، وتذكر ما قلناه أن عدوّهم الطبيعي والحتمي هم أهل السنة، فهم يمكنهم أن يلاينوا وربما ينصفون أهل الأديان الأخرى من يهود ونصارى وغيرهم، لكنهم لا ينصفون أهل السنة.
وهذه بعض الأمثلة على سبيل الإشارة:
ـ معاملتهم لأهل السنة في إيران، فإن هذه المعاملة تتراوح بين صفات: الظلم والعدوان والقهر والإفقار والتجويع والإهمال والتهميش، بالإضافة إلى التجهيل والقضاء على كوادرهم وعلمائهم بالقتل والسجون والنفي وغيرها، وقتل العلماء على وجه الخصوص لم ينقطع أبداً ولايزال مستمراً، لكنه كان على أشده في السنين الأولى لانتصار ثورة الخميني وذلك في أثناء هيجان الثورة وفورتها وشِرَتها، وفي نشوة انتصارهم، وقد عملوا أيام الثورة وبعدها بقليل مجازر مفظعة في أبناء أهل السنة من البلوش والكرد والعرب وغيرهم، وقد آلوا بعدها في السنين الأخيرة إلى شيء أكثر من الواقعية!! وأدركتهم السنن، ولله والأمر من قبل ومن بعد.
وبالجملة فالنظام الرافضي الحاكم في إيران نظام مملوء بالظلم والفساد، ولا يريد وجه الله تعالى ولا أن تكون كلمة الله هي العليا، بل يريدون أن تكون كلمتهم هم هي العليا، هذا لا يشك فيه من عرفهم، ومن عرفَ تعسّفهم وتحيّزهم ونصرهم لأهل ملتهم وإن كانوا من أفسق الناس، على أهل السنة وإن كانوا من خيار الناس، أدرك ذلك، وما أكثر الأمثلة والقصص في هذا لمن اطلع.!
وانظر في ذلك أخبار أهل السنة في إيران في عدة مصادر، منها: موقع رابطة أهل السنة في إيران، على الانترنت، وعدة مواقع للمعارضة السنية البلوشية والأهوازية وغيرها، كما قد كتبَ في ذلك عدة كتابات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ معاملة تنظيم حزب الله للسنة في لبنان وبالأخص في ضاحية بيروت الجنوبية حيث معقلهم في العاصمة وفي جنوب لبنان حيث معقلهم الوطني، وهي لا تختلف كثيرا عن الصفات المذكورة في الفقرة السابقة إلا بحسب ما تختلف أحوال القدرة والتمكن، ومن صفات معاملتهم لأهل السنة: التهجير والتقتيل والتصفية حيث واتتهم الفرص التاريخية للقيام بذلك، كما حصل في أواسط الثمانينيات من القرن الإفرنجي الماضي، لأهل السنة من اللبنانيين والفلسطينيين، سواء على أيدي عناصر حركة أمل الشيعية أو على أيدي أفراد تنظيم حزب الله.
وأما في العراق فالرافضة لم يتمكنوا التمكن الكامل ولا حتى ما يقاربه ففعلوا الأفاعيل في أهل السنة مما هو صادر عن صفات الانتقام والغل والحقد وحب الثأر، فلم يستطيعوا التحكم في أنفسهم حتى يتمكنوا ويسيطروا، ولن يمكنهم ذلك، لأن نار الحقد والغل وطلب الثأر الذي تربّوا عليه أجيالا ضاربة في التاريخ، لا يمكن أن تسمح لهم بالاتزان ومِلك النفس، وقد انضاف إليها الغرور والتوهّمُ بأنهم قد واتتهم فرصتهم التاريخية، وأن أهل السنة ضعفاء ممزقون منهكون ولا بواكي لهم، فرأينا ماذا فعلوا ... !
ومن الأمثلة أيضا:
ــ عامة سياساتهم على مستوى حكوماتهم المؤقتة والثابتة، من زمن مجلس الحكم إلى حكومة نوري المالكي مرورا بحكومتي علاوي والجعفري، بدءاً بتحالفهم (أكثرهم) مع الأمريكان، إلى وشايتهم بأهل السنة لديهم، والعمل مع الأمريكان لتدمير دولة السنة بحجة أنها نظام صدام حسين، فهم شركاء أساسيّون للأمريكان في كل الأخطاء التاريخية التي ارتكبها الأمريكان بعد دخولهم بغداد، كخطأ حل وزارتي الدفاع والداخلية، أي الجيش والشرطة، وتدمير الدولة بصفة عامة ونهبها، ثم عملهم لتدمير مناطق أهل السنة وبناهم التحتية، ومحاصرتهم والتضييق عليهم وإهمالهم، تحت دعاوى محاربة الإرهاب.
ـ الإسراع بالسيطرة على جملة كبيرة من مساجد أهل السنة وأوقافهم .. يا قوم، انتظروا حتى تتمكنوا.! لم يستطيعوا الانتظار.!
ـ الاستعلان بكثير مما كانوا يستخفون به من الاعتقادات والأقوال، وقد صدرت عن كثير من أناس شبه رسميين منهم أقوال تعبّر عن كوامن ما يعتقدون، كذاك الذي قال: "أهل السنة يحكموننا منذ ألف وثلاثمائة سنة وقد جاءت فرصتنا لنحكم"، وهي مقولة كررها أكثر من ممثل لهم من شبه الرسميين.
ـ التقتيل والتنكيل والتهجير والتشريد الذي مارسوه على الفلسطينيين المستوطنين في العراق، ولا سيما بغداد، والدوافع لهذا التقتيل والتنكيل هي دينية بالأساس، ومعلومٌ أن الفلسطينيين كلهم من أهل السنة، والرافضة ينظرون إليهم كأولياء لأهل السنة العراقيين وللدولة العراقية السنية.
ـ فرق الموت، وما فعلته من تقتيل وإجرام وتهجير لأهل السنة الضعفاء، وهذه حكاياتها تحتاج إلى مجلدات لتأريخها، وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ـ تصفية كوادر أهل السنة بشكل منظّم مدروس، من قبل قوات مليشيات جيش المهدي وفيلق بدر، وهذا بدأ مع بدايات انهيار نظام صدام وهو مستمر إلى الآن، وهذا ثابتٌ شائعٌ العلمُ به عند أهل السنة بكافة اتجاهاتهم.
ـ ومن أخر ما يمكن أن يذكر من الأمثلة في ذلك تصرّفهم المشين والطائش الدال على سيطرة القوة الغضبية الانتقامية وقوة الحقد الدفين والغل العظيم على أهل السنة، وطلب الثأر المزعوم منهم، وهو إعدامهم لصدّام حسين بتلك الطريقة التي تسرّبت بمكر الله بهم، ورآها العالم، وشاهدها أهل السنة في كل مكان، في يوم عيد المسلمين الكبير عيد الأضحى المبارك .. !
وبغضّ النظر عن الكلام في صدام حسين والموقف منه، فإن ما جرى من الرافضة في ذلك هو أنموذج ناطق بما ذكرنا من الحقد والغل والطيش وقلة مِلك النفس، وسرعة استجابتها لدواعي الغضب، وأيضا لسيطرة الغرور عليهم، وقد ظنوا أنهم ملكوا، وأيضا هو مؤشر لما يمكن أن يفعلوه في أهل السنة لو ملكوا زمام الأمر، مع دلالته على ضيق عطنهم وصغر نفوسهم وحقارتها حيث كان بإمكانهم في مثل هذه المقامات أن يظهروا العدل الكامل والنزاهة، فإن لم يغلّبوا العفوَ فلا أقل من التجرد في تحقيق الحق، ويجتنبوا أي إشارة تفهمها نفوس الخلق إلى معاني الثأر والانتقام والسخرية والتحقير والإهانة لأهل السنة، وبإمكانهم أن يعطوا نموذجا أكثر رجولية وعقلانية وكمالَ أخلاق وفضائل، من خلال تعاملهم مع مثل قضية صدام
(يُتْبَعُ)
(/)
ومحاكمته والحكم عليه وتطبيق الحكم.
لكن كل ذلك ما كان ليحصل، لأنهم بعيدون كل البُعد عن أخلاق الملوك، إنما الأخلاق اللائقة بهم هي أخلاق السوقة وأهل الضعة والحقارة، من الجياع الذين يُخافُ منهم البطرُ والفساد إذا شبِعوا، والأنذال الذين يُخاف منهم الويلُ إذا مَلكوا .. !!
نسأل الله تعالى العافية والسلامة.
ـ جمهورية إيران الشيعية، والمقاومة الشيعية في لبنان:
نعم هكذا ينبغي أن تُسمى، فليست هذه جمهورية إسلام، ولا تلك مقاومة إسلامية.!
لكن هذا كله من مكر الرافضة ومن فنّ سياسة الكلمة والشعار التي يتقنونها وتمرّسوا فيها، والهدف دائما إظهار أنهم أهل الإسلام، وأنهم يمثلون دين الإسلام وأمة الإسلام، ليجدوا القبول من جماهير المسلمين الذين هم أهل السنة، وإلا فلو قالوا إنهم شيعة لوجدوا التوجّس والتحفظ على الأقل، وهذا يتماشى أيضا مع اعتقادهم بأنهم هم المسلمون الحقيقيّون أهل الحق، خابوا وخسروا .. !
وقد كانت لهم بعض التجارب أيضا تعلّموا منها أنهم يجب أن يستعملوا اسم الإسلام دون اسم الشيعة، فكان اسم "حركة أمل الشيعية" في لبنان مثلاً خطأ، عملوا هم فيما بعد على تفاديه بإنشاء "حزب الله"، ولهم تجارب أخرى مشابهة.
وهكذا يبنغي أن تسمّى ثورة الخميني: الثورة الشيعية في إيران، فإنها ثورة شيعية خالصة، لا تمثل الإسلام دينَ الله الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، كيف وهي ثورة جاءت لتنصر الشرك ودعاء الأئمة والاستغاثة بهم وتعظيم القبور والبناء عليها واتخاذها مساجد وأعياداً، والنواح الدائم على الموتى في جملة عظيمة من الابتداع في الدين، وسبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم الذين حملوا إلى البشرية الدين والقرآن، وتكذيبهم وتخوينهم وتفسيقهم أو تكفيرهم، والطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ورمي أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات بالبهتان المبين، والإيمان بجملة الاعتقادات الباطلة المصادمة لدين محمد صلى الله عليه وسلم من عصمة أئمتهم وعلمهم بالغيوب وإحيائهم للموتى وتدخلهم متى شاءوا في شؤون العالَم وتدبيره، وغير ذلك مما يعلم جميع أهل الأرض من مسلم وكافر أنه مناقض لدين الإسلام، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم بُعِثَ بخلافه.!
حزب الله اللبناني:
وهنا نكون قد وصلنا إلى الكلام عن تنظيم "حزب الله" اللبناني ووضعناه في سياقه الطبيعي، واختصرنا الطريق أيضا بالاستغناء عن كثير من التطويل في جمع الأبحاث والمقالات والوثائق والتصريحات وغيرها، فإن هذا الحزب ما هو إلا منظمة شيعية هي وسيلة وأداة لخدمة أجندة واستراتيجية الرافضة، وهي إيرانية خمينية قبل أن تكون لبنانية.
ولذلك كان الناطق باسم الحزب إبراهيم الأمين صادقا حينما قال في إحدى المناسبات اللبنانية في شهر مارس من سنة1987: "نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران"اهـ[صحيفة النهار اللبنانية/ بواسطة مصادر متعددة]
ومثل هذه العبارة التي قالها إبراهيم أمين تصدر منهم أحيانا في مواقف معينة تحت طائلة مشاعر من التحدّي والتعزز.!
ويقول حسن نصر الله: "إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب! وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا"
ويقول أيضا: "وفي وقت الاجتياح الاسرائيلي كادت الحرب تتسع وتطول سوريا وتصبح إقليمية، إذ أتت قوات إيرانية إلى سوريا ولبنان للمساعدة، وهذه القوات هي التي تولت تدريب مقاتلينا"اهـ[مجلة المقاومة/العدين27و31/ بواسطة رؤية مغايرة للأستاذ عبد المنعم شفيق].
وقد جاء في بيانٍ تعريفيّ صادر عن الحزب سنة 1985م بعنوان "مَن نحن وما هويتنا" ما يلي: "إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم ... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثل بالوليّ الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسد حاضرًا بالإمام المسدد آية الله العظمي روح الله الموسوي الخميني دام ظله، مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة". [نقلا عن مصادر متعددة، منها كتاب ماذا تعرف عن حزب الله/ تأليف علي الصادق، وموقع قناة الجزيرة].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلومٌ أن حسن نصر الله هو وكيل آية الله العظمى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنائي، كما هو منصوص عليه عندهم.
وقد كان التدخّل الإيران حسّيّاً وظاهراً في نشوء الحزب وتأسيسه وإلى زمنٍ غير بعيد من تاريخه، من خلال وجود أفراد من الحرس الثوري الإيراني أعضاء في مجلس شورى الحزب، إلى أن تغيّرت فكرة القوم ورأوا إبعاد اليد الإيرانية الظاهرة، بسبب ضغوط الرأي العام اللبناني والعربي والحرج الذي يلاقونه حين يُنعتون بعدم الوطنية، وبأنهم حزبُ إيران في لبنان وما شابه ذلك.
وعندي أنه لا يُستبعدُ أن يكون من الدوافع أيضا نوعٌ من الرغبة في الاستقلالية الشخصية عند حسن نصر الله وشيعة لبنان، لا سيما وأنه مع مرور الوقت وقسوة الواقع فترت عند القوم جذوة حماسة الثورة الإيرانية ووهج شعاراتها، وصاروا أقرب إلى التفكير العقلاني والواقعية، إن صحّ التعبير.!
والمصادر التي تدوّن لتاريخ نشوء الحزب على أيدٍ إيرانية، والوثائق في ذلك كثيرة معروفة.
يُراجع كتاب: حزب الله رؤية مغايرة لعبد المنعم شفيق، الجزء الرابع تحت عنوان: الغزو الإسرائلي للبنان والتحالف، ومما جاء فيه:
((كان لغزو 1982م تأثير عميق على وجود إيران في لبنان عن طريق توسيع دورها في الصراع العربي الإسرائيلي؛ فإن الغزو قد وفر الفرصة للمساهمة الإيرانية المباشرة الأولى في المجهود الحربي الداعم للحركة الشيعية في لبنان على شكل وحدة عسكرية صغيرة نسبياً مكونة من 1500 عنصر من الباسداران (الحرس الثوري الإيراني) الذين سُمح لهم بالدخول عن طريق سورية إلى البيئة الصديقة في وادي البقاع. وقبل ذلك الوقت كانت الجهود الإيرانية لإقامة وجود عسكري مستقل في لبنان قد صُدَّت من قِبَلِ الأسد نفسه، لكن الموقف السوري بعد الغزو الإسرائيلي ربما أضحى أقل مقاومة لعروض المساعدة الإيرانية من ذي قبل.
من وجهة نظر إيران فإن وجودها الجديد في لبنان أنتج نقطة التَّماسِّ المباشر الأول بين النظام الثوري وطائفة شيعية كبرى في العالم العربي، ومنذ ذلك الحين غدت إيران لاعباً قيادياً في شؤون هذه الطائفة التي تمثِّل قاعدة ممكنة لمدّ نفوذها إلى قلب الصراع العربي الإسرائيلي.
في ذلك الوقت بدأ تقاطع المصالح والتوجهات بين سورية وإيران بالاتساع؛ ففي حملتها لإخراج الإسرائيليين من لبنان كانت الدوافع المباشرة لسورية دوافع استراتيجية؛ فالوجود العسكري الإسرائيلي في النصف الجنوبي من لبنان -وعلى الأخص في وادي البقاع- قد وضع العمق السوري تحت تهديد مزدوج؛ فلأول مرة كانت دمشق معرضة لخطر مزدوج محتمل من الجولان والمواقع الإسرائيلية الأمامية في لبنان، إضافة إلى ذلك؛ فقد كان هناك التهديد الجيوسياسي النابع من وجود نظام موالٍ لـ "إسرائيل" وموال للغرب في لبنان. إن القلق السوري حول إمكانية العزلة الإقليمية ومخاطر الصفقات الثنائية العربية الإسرائيلية المستقلة كان آنذاك المحدد الأساس لسياستها الخارجية؛ فوجود لبنان في الفلك الإسرائيلي الأمريكي سوف يزيد من ترجيح كفة التوازن الإقليمي المائل أصلاً بشكل غير مرغوب فيه عن طريق إكمال التهديدات العراقية والإسرائيلية بتطويق محتمل من الغرب.
كما أن ارتداد لبنان سوف يضيف ثقله إلى خسارة مصر، ومع الأخذ بعين الاعتبار الموقف المشكوك فيه للأردن، وفي ظل هذه الظروف فإن رغبة سورية في تقوية روابطها مع إيران ليست مفاجئة. استطاعت سورية الاعتماد على إيران لتأمين المساعدة المادية على شكل معونة اقتصادية، وقوة بشرية على شكل جماهير محلية مهيأة، وتحريض يمثل وجهة نظر راديكالية معادية لـ "إسرائيل" وللغرب، ومصدر جديد للضغط والتهديد المحتمل لإلهاء كل خصوم سورية الإقليميين والدوليين تقريباً، مع الحفاظ في الوقت ذاته على مسافة مادية وتاريخية كافية لتفادي أن تصبح قوية أكثر مما يجب أو مستقلة أكثر مما يجب على الحلبة الداخلية لسورية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبين أغسطس 1988، وأغسطس 1990م كان هناك عدد من التطورات التي أثرت على العلاقة السورية ـ الإيرانية؛ فمع انتهاء الحرب الإيرانية ـ العراقية بدت قوة العراق بشكل ملحوظ في وجه كل من سورية وإيران؛ فالعراق لم ينجح فقط في فرض نهاية مذلة للحرب، بل كان في موقع جيد جداً لجني أفضل فائدة من التأييد الدولي والعربي الواسع للقيام بدور القوة العربية الكبرى المتربعة على الخليج والمشرق، لذلك فقد قويت دوافع إيران للتمسك بالتحالف مع سورية بفعل تضافر عدة عوامل، والتي منها: ضعفها مقابل القوة العراقية والانتشار العسكري الأمريكي في الخليج والعزلة الإقليمية والدولية.
وبالمثل فقد كانت سورية مدفوعة بمصلحتها التقليدية في احتواء العراق والحفاظ على دورها الفريد في لبنان، بيد أن عوامل أخرى كانت تفعل فعلها، أولها وأهمها: التغيرات في علاقات الشرق بالغرب، وإبعاد التنافس الأمريكي السوفييتي من المنطقة؛ فقد بدأت علاقات سورية السياسية والاستراتيجية الطويلة الأمد مع الاتحاد السوفييتي بالتآكل مع مجيء الرئيس غورباتشوف في منتصف الثمانينيات والامتناع السوفييتي المتزايد عن إمداد المجهود الحربي لسورية أو تدعيم اقتصادها المتوعك.
هذا الحلف الإيراني السوري كان له مركز هام لإظهار نتائجه، فكان لبنان هو مطبخ هذا الحلف الذي تشتم منه رائحة الصفقات والاتفاقيات، وبهذا فقد تم ربط لبنان بهذا الحلف شاء أم أبى.)) اهـ
وكتب ناجح عليّ الذي كان مراسلا لعدة وسائل إعلامية في إيران، في مقال نشرته وكالة الأنباء السويسرية وغيرها بعنوان: "حزب الله بين حسابات لبنانية وأجندة إيرانية":
"فقد مرّ حزب الله بمرحلة مهمة من حياته التأسيسية، كان ممثل الولي الفقيه الإمام الخميني جزءا فاعلا وقويا من مجلس شورى الحزب، الذي كان يحضر اجتماعاته مسؤولون إيرانيون، إلا أن آية الله علي خامنئي وافق على طلب من شورى الحزب بتأثير مباشر من نصر الله بالتخلي عن ممثله وإلغاء هذا الدور الإيراني، ليرتدي حزب الله خصوصيته اللبنانية بعيداً عن وصاية ممثل الولي الفقيه وعباءته، وعن تدخّل الحرس الثوري الذي كان أرسل في السابق وبُعيد الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان عددا من قيادييه ورجالاته لدعم مقاومة حزب الله وتنظيم دورات تدريبية لعناصره"اهـ
النشأة والظهور للوجود ـ ولادة حزب الله من رحم حركة أمل الشيعية:
أشير أولا إلى أن تسمية هذا التنظيم بـ "حزب الله" هي من الباطل، وأنه كان ينبغي أن ينسبوا ويضافوا إلى الشرك والضلال لا إلى الله تبارك وتعالى وتقدس عز وجل عن الشرك واتخاذ الشركاء.
الأسباب المعلنة لنشأة الحزب:
نستطيع العثور على كلام كثير لهم ولغيرهم في هذا.
وهذا مثال يُجمل قولهم في المسألة:
(( ... في عام 1982، انسحب [أي حسن نصر الله] مع مجموعة كبيرة من المسؤولين والكوادر من حركة أمل اثر خلافات جوهرية مع القيادة السياسية للحركة آنذاك حول سبل مواجهة التطورات السياسية والعسكرية الناتجة عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان.)) اهـ عن موقع مقاومة، على الانترنت، وهو موقع شبه رسمي لحزب الله/تحت تبويب السيرة الذاتية للأمين العام/نبذة عن حياة سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله.
مثال آخر: عن موقع الجزيرة نت/ المعرفة/ حزب الله النشأة والتطور:
((ظروف النشأة: سبق الوجود التنظيمي لحزب الله في لبنان والذي يؤرخ له بعام 1982 وجود فكري وعقائدي يسبق هذا التاريخ، هذه البيئة الفكرية كان للشيخ حسين فضل الله دور في تكوينها من خلال نشاطه العلمي في الجنوب. وكان قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة آية الله الخميني دافعا قويا لنمو حزب الله، وذلك للارتباط المذهبي والسياسي بين الطرفين. وقد جاء في بيان صادر عن الحزب في 16 فبراير/ شباط 1985 أن الحزب "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة".
(يُتْبَعُ)
(/)
معظم أفراد الحزب هم من اللبنانيين الشيعة المرتبطين مذهبياً بإيران، حيث يعتبرون آية الله علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية واحداً من أكبر المراجع الدينية العليا لهم، ويعتبر الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الوكيل الشرعي لآية الله علي خامنئي في لبنان. هذا الارتباط الأيدولوجي والفقهي بإيران سرعان ما وجد ترجمته المباشرة في الدعم السريع والمباشر من الجمهورية الإسلامية وعبر حرسها الثوري للحزب الناشئ.
تشكل الحزب في ظروف يغلب عليها طابع المقاومة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي الذي اجتاح لبنان عام 1982، ولذلك فالحزب يبني أيدولوجيته السياسية على أساس مقاومة الاحتلال. وكانت أولى العمليات الناجحة التي قام بها الحزب وأكسبته شهرة مبكرة في العالم العربي، قيامه بنسف مقر القوات الأميركية والفرنسية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1983، وقد أسفرت تلك العملية عن مقتل 300 جندي أميركي وفرنسي.)) اهـ
الأسباب الباطنة لنشأة الحزب، والتي يمكن أن نفهمها بدلائل كثيرة من أنواع الدلالات المشار إليها، وهو ما يقوله محققو كتّاب ومفكري المسلمين (أهل السنة):
وهي تتمثل باختصار في تصدير الثورة الشيعية، وخدمة الاستراتيجية الشيعية الكبرى التي تحدثنا عنها، بحيث يكون "حزب الله" أداة للحركة الشيعية الكبرى في لبنان وعلى مقربة من القدس أهم قضية إسلامية، وللتغلغل الشيعي في جسد الأمة الإسلامية، وبعبارة أخرى حرص إيران على أن يكون جنوب لبنان منطقة نفوذ لها وللشيعة، وهو ما أكدته سياسياً تفاهمات يوليو (تموز) 1994 وتفاهم أبريل (نيسان) 1996. والاستعاضة عن تنظيم حركة أمل الشيعية لأنها غير نافعة، لأسباب كثيرة منها: أنها شُوّهت صورتها بالجرائم الفظيعة التي ساهمت في ارتكابها بالتواطؤ مع حزب الكتائب اللبناني النصراني ومع اليهود في حق أهل السنة من الفلسطينيين في المخيمات، وفي حق بعض أهل السنة اللبنانيين أيضا، ومنها: أن حركة أمل علمانية الطابع إلى حد كبير منذ نشأتها أو هي خليط بين العلماني والديني الشيعيّ، فكان هذا خللا يوجب استبدالها بعد انتصار الثورة الشيعية في إيران وانتصار مبدأ ولاية الفقيه والتيار الديني الشيعي عموماً. ومنها: أن حركة أمل كان عندها نوعُ استقلالية، والمراد الآن إيجاد حزبٍ يكون تابعا ومواليا بشكل مطلق لإيران وثورتها، بالإضافة إلى أن انتصار الثورة الشيعية الخمينية في إيران قد ألهب مشاعر الشيعة في كل مكان، واستثار طموحاتهم بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث، فكانت أفكار جماعة كبيرة مؤثرة من رجالات الشيعة ممن كانوا في حركة أمل أو خارجها تتجه إلى الكون مع الثورة الإيرانية والتجنّد تحت رايتها والإيمان بنظرية "ولاية الفقيه" التي تقتضي فيما تقتصي مبايعة الوليّ الفقيه (وهو الخميني ساعتها) والصدور عن قوله وأمره، والعمل في نطاق مشروعيته لا غير، ومعروفٌ الجدل الفقي والفكري الكبير الذي ثار حول هذه النظرية بعد نجاح ثورة الخميني، والانقسامات التي حدثت في الوسط الشيعي بسببها وحولها.
فهذه إذن هي حقيقة الحزب الرافضي المسمّى بـ "حزب الله".
ولا يخفى أن التسمّي بهذا الاسم (حزب الله) دليل على قلة الفقه في الدين، وأنى لهم الفقه في الدين وهم أهل الشرك ودعاء غير الله والاعتقاد بالباطل المبين وتكذيب القرآن.! وإلا فكيف يسوغ لمسلم أن يسمّي تنظيمه الخاصّ الذي يؤسسه هو وينشئه؛ يسمّيه حزب الله، وهو يعلم أن "حزبَ الله" هو اسمٌ شرعيّ قرآنيّ للمؤمنين جميع المؤمنين أهل التوحيد والتقوى وطاعة الله تعالى والعمل الصالح في مقابل اسم "حزب الشيطان" الذي هو اسمُ الكفار أهل الشرك والتنديد والإلحاد والإفساد في الأرض بالكفر والعصيان.!
كما قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} المجادلة22
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عز وجل في سورة المائدة: {53} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {54} إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ {56} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {57}
فتسمية تنظيم بشريّ خاصّ وتشكيل سياسي خاص ومرحلي من وضع الإنسان وصياغته – تسميتُهُ باسم "حزب الله"، تسميةٌ أقلُ أحوالها الكراهة الشديدة، لما فيها من التحجير والتزوير والتغيير لمعاني الأسماء التي وضعها الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولما فيها من تعريض الدين للإفساد والتشويه حين تنسحِبُ أخطاء البشرِ وفسادهم هم على الأسماء الشرعية، هذا إذا كان صاحبها مسدداً من أهل الصلاح، فأما إذا كان صاحبها من أهل الشرك والابتداع والضلال والمروق من الدين، كما هو الحال هنا في موضوعنا، فوالله إن هذه التسمية لمِن أبطل الباطل وأعظم شهادة الزور، نسأل الله العافية والسلامة.!
وإذا تقرر لدينا كل ما تقدم، فإنه يسهل علينا معرفة لماذا يهتم هذا الحزب بالقضية الفلسطينية وبقضية مقاومة العدوّ الإسرائيلي، ويكون كل ذلك قد وُضِع في مكانه الصحيح من الفهم.
فلا يمكن لحزب الله اللبناني إلا أن يجعل القضية الفلسطينية وقضية مقاومة المحتل اليهودي من أولى اهتماماته، لأنها هي المدخل لخدمة استراتيجية الرافضة التي تحدثنا عنها، فهو يبني مجداً، وينشر دينه، ويتوسّع على مستوى الأمة الإسلامية، ويؤسس للقيادة الرافضية المأمولة عندهم وزعامة الأمة الإسلامية التي هي حُلُمهم الأبديّ.!
ولابد إذن من دعم المقاومة في فلسطين .. ! لكن من شرط ذلك أن تكون هذه المقاومة قابلة لذلك، وهو الذي كان.
فقد صادف –والأمر لله تعالى من قبل ومن بعد- أن المقاومة في فلسطين في العقدين الأخيرين من الزمان كانت في جزئها الأكبر مقاومة إسلامية من النوع الذي يسهل على الرافضة التعامل معه، وهم الإخوان المسلمون المتمثلون في حركة حماس، وأشباهٌ لهم وإن اختلفت أسماؤهم وهم حركة الجهاد الإسلامي، فسهل على الرافضة في دولة إيران وذراعها القريبة (حزب الله اللبناني) أن يشرعوا في برنامج قويّ للتعاون والتدخل والتغلغل عبر هاتين الحركتين، حتى صاروا بفضل هذا التعاون والتحالف، وفي ظل غياب دولة حقيقية للإسلام والسنة، وخيانة دول العرب والمسلمين الموجودة وتخلّيها عن فلسطين وجريانها وراء المشاريع الأمريكية والغربية ولهثها وراء التطبيع مع العدوّ اليهودي ـ صاروا (أعني الرافضة) هم الداعم "الإسلامي" الأول والراعي للقضية الفلسطينية، فهي إذن في جزء لا بأس به منها عملية ملء فراغ تاريخي.!
فمدخل حزب الله اللبناني إذن إلى فلسطين هو هاتان الحركتان: حماس، والجهاد الإسلامي.
وهما يتحمّلان وزر إدخال التشيّع ومذهب الرفض إلى فلسطين إن دخل، وهما يتحمّلان وزر دعم استراتيجية الرافضة التي تحدثنا عنها، ويتحمّلان وزر نصرة الرافضة ومعاونتهم ورفع رايتهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولا ينفع الاعتذار بالحاجة الشديدة أو الضرورة، فلا ضرورة تلجيء إلى أمثال هؤلاء، بل البدائل المشروعة متوافرة لمن صدق واتقى، ولله الحمد، ثم إن هناك فرقاً شاسعاً بين أن تتلقى دعماً ماليا أو عسكريا من أمثال هؤلاء في حال الشدة والاضرار، وبين أن يتنازل المرءُ عن ثوابت عقيدته ويسمح لأهل الشرك والضلال أن ينفذوا من خلاله إلى المسلمين وأجيالهم، فهذا ضلالٌ مبينٌ وتفريطٌ في الدين، مع أنه لو تمسك التنظيمان المذكوران بعقيدتهم لاضطرّ الشيعة الإيرانيون لمساعدتهم لحاجتهم لدخول الميدان الفلسطيني، ولكن يبدو أن التسابق بين التنظيمين على الاستحواذ على المساعدة كان هو المصيبة.!
معلوم أن لحزب الله أجندتين: محلية، وعالمية، وكلاهما يندرجان تحت الاستراتيجية الشيعية التي تحدثنا عنها، أما الأجندة المحلية فتطورت عبر السنين وبمساعدة عوامل الزمن من السعي إلى تقوية الوجود الطائفي الشيعي في لبنان، إلى المشاركة السياسية في الدولة اللبنانية إلى محاولة الاستيلاء على السلطة ربما، كما يجري الآن في هذه الأثناء ومنذ حوالي شهرين من اعتصامات ومظاهرات للمعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله وحلفاؤه: حركة أمل، والتيار العوني النصراني وآخرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:22]ـ
وقد جاء في النبذة عن الحزب في موقع الجزيرة نت: "يميز حزبُ الله في تحركاته السياسية على الساحة اللبنانية بين الفكر والبرنامج السياسي، فيرى أن الفكرة السياسية لا تسقط إذا كان الواقع السياسي غير مواتٍ لتطبيقها، كما هو الحال بالنسبة لفكرة إقامة دولة إسلامية في لبنان. يقول حسن نصر الله "نحن لا نطرح فكرة الدولة الإسلامية في لبنان على طريقة الطالبان في أفغانستان، ففكرة الدولة الإسلامية في لبنان حاضرة على مستوى الفكر السياسي، أما على مستوى البرنامج السياسي فإن خصوصيات الواقع اللبناني لا يساعد على تحقيق هذه الفكرة، فالدولة الإسلامية المنشودة ينبغي أن تكون نابعة من إرادة شعبية عارمة، ونحن لا نستطيع إقامتها الآن لحاجتها إلى حماية".اهـ
وأما الأجندة الإقليمية أو العالمية للحزب فهي ما تحدثنا عنه مراراً من الاستراتيجية الرافضية الخمينية لنشر التشيع والوصول إلى الغلبة على أهل السنة والإمساك بقيادة الأمة الإسلامية.!
وكلا الأجندتين المحلية والعالمية بحاجة شديدة إلى تبني خيار مقاومة العدو الإسرائيلي ودعم المقاومة الفلسطينية وتبني قضية فلسطين والسعي لتحريرها، لأنه السبيل إلى بناء مجد للشيعة في الأمة وكسب ثقة جماهير المسلمين (غالبهم أهل سنة)، ولأنه يعطي فرصة للتكوين الاجتماعي والسياسي والعسكري، ويسمح باستمرار تسلّح الرافضة وسيطرتهم على مقاطع مهمة من لبنان، واستمرار عملهم الدعوي (نشر التشيّع) لأنهم بدون قضية المقاومة وتحرير فلسطين سيفقدون الكثير من الفرصة.!
هناك دافع آخر خاصّ عند الرافضة أو عند بعضهم على الأقل وقد تحدث عنه جماعة من المطلعين وذكروا أن حسن نصر الله زعيم الحزب، وأحمدي نجاد الرئيس الإيراني الحالي ممن يؤمنون به، وهو الاعتقاد بأن تحرير فلسطين من أيدي اليهود الغاصبين هو مقدمة لازمة لخروج المهدي السردابي المنتظر الذي تؤمن به الرافضة، فالسعي إذن لتحرير فلسطين هو أيضا من أجل التعجيل بفرَجِ مهدّيهم كما يعتقدون.!
محاور ووسائل سياسة حزب الله اللبناني تجاه القضية الفلسطينية:
ومن أهم وسائل حزب الله اللبناني لتجسيد سياسته تجاه فلسطين النقاط التالية:
ــ تبني القضية والاهتمام بها ودعمها وجعلها –بحسب الدعوى والتظاهر على الأقل- من أهم أولوياتهم.
ــ العمل على احتواء حركتي حماس والجهاد، في لبنان، ثم في إيران وفي سوريا، وتقوية العلاقات بهم إلى درجة عالية جدا، والتأثير عليهم، وملء الفرغ العربي والإسلامي.
ــ السعي لربط الحركتين المذكورتين بدولة الرافضة (إيران) ومراجعها الدينية والسياسية والفكرية.
ــ وعن طريقهما محاولة التغلغل الديني المذهبي والفكري الشيعي إلى فلسطين، وقد يكون حصل لهم من ذلك بعضُ الغرض من خلال تشيّع بعض الأفراد من حركة الجهاد الإسلامي، على ما نُقل، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ــ اصطناع الأولياء وشراء الذمم، سواء في فلسطين أو في الشتات الفلسطيني في لبنان وسوريا وإيران على وجه الخصوص، وفي غيرها أيضا، ومسألة شراء الذمم واصطناع الأولياء هذه بارزة جدا في سياسة حزب الله اللبناني حتى فيما يتعلق بأهل السنة في لبنان، ومن أمثلتها المشهورة: ماهر حمود في صيدا بالجنوب اللبناني، وهو كان من مؤسسي حركة التوحيد، اصطنعه حزب الله اللبناني ويغدق عليه الأموال ويوفر له الحراسة والحماية وكل أنواع الدعم، ويستفيدون منه جدا في نشر مذهب التقارب والوحدة كما يسمونه وتحسين صورتهم والدعاية لهم.!
ــ تقديم المساعات السخية للفلسطينين الذين يرجون منهم خدمة سياسيتهم واستراتيجيتهم، كبعض قيادات حماس والجهاد الإسلامي في لبنان وسوريا، وأما في إيران فإيران هي أستاذتهم في ذلك، وأعمالها في هذا معروفة مشهورة، مع أن دعمها في أغلبه لا يعدو الفتات والوعود غير المنجزة والدعاية.!!
ــ مجموعة من الدعاوى والتمويه والكذب على عادتهم، والممارسات الإعلامية والدعائية عبر منابرهم الإعلامية كقناة المنار وغيرها، التي تجعل منهم الداعم الأساسي والحاضن للمقاومة الفلسطينية في لبنان وفي سوريا وإيران.
لكن تفاهمات تموز ونيسان وغيرها وقبول الحزب بالقرار (1701) تزيّف كل تلك الدعاوي.!
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال المطروح هنا هو: على أي أساس يتعاون مسؤولو حركتي حماس والجهاد الإسلامي مع الرافضة سواء في حزب الله اللبناني أو في دولة إيران، ويتخذون منهم أولياء وأعواناً لهم في نضالهم السياسي ومقاومتهم للعدو اليهودي؟
والمعروف أن جهاتٍ متعددة من المرجعيات الدينية والفكرية من أهل السنة؛ علماء ومفكرين وزعماء حركات إسلامية وغيرها، قد قدموا النصح لحركة حماس مراراً وتكراراً بالابتعداد عن الرافضة والحذر منهم وعدم إعطائهم فرصة للتقوّي على حساب أهل السنة على مستوى الأمة، وعدم إيجاد سبيل لهم للتغلغل إلى فلسطين، ونهوهم عن التعامل معهم والميل إليهم، فكان غالباً جواب المسؤولين في حماس والجهاد الإسلامي أو مَن يجادل عنهم هو الدفع بأنهم في حاجة شديدة لمن يساندهم ويدعمهم، وأن الدول العربية والإسلامية قد تخلت عنهم وحاربتهم فلم يجدوا مَن يساعدهم إلا إيران، كما يدفعون بالقول إن مساعدة إيران وحزب الله لهم هي في ظاهرها مساعدات بريئة لا يراد بها إلا وجه الله، وليست مشروطة بأي شرط مذهبي أو سياسيّ أو غيره!!
لكن من يعرف مناهج الحركتين وأفكارهما يدرك أن القناعة بخطر الرافضة وبحقيقة انحرافهم وضلالهم ضعيفة عند الحركتين، تبعا لأفكار الإخوان المسلمين الرسمية وأفكار الكثير من مرجعياتهم الفكرية مثل يوسف القرضاوي وغيره، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم اكتراثهم بالتحذيرات من خطر الرافضة، ويكفي أن نتذكر أن خالد مشعل في العام الماضي 2006م زار إيران وقدّم طقوس العزاء عند ضريح الخميني ثم قال في تصريح للإعلام "إن حركة حماس تعتبر نفسها الابن الروحي للإمام الخميني".! وأما حركة الجهاد الإسلامي فهي أكثر قربا وميلا إلى الرافضة منذ أيام مؤسسها فتحي الشقاقي، فهو كان من المعجبين إعجاباً شديدا بالخميني وثورته وأفكاره، وشديد المدح له والإكبار، ولازال بعض قيادات الحركة سائرين على نفس النهج .. !
فالمشكلة إذن هي مشكلة منهجية فكرية دينية قبل كل شيء، وليست مسألة ضرورة وحاجة سياسية.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.
خاتمة:
وإذا كنا قد اقتنعنا بأن حزب الله اللبناني ما هو إلا حزب شيعي طائفي متعصب يخدم الاستراتيجية الشيعية الخمينية الكبرى، فلا داعي للتطويل في مسائل من قبيل: هل بالفعل حزب الله اللبناني يقاوم المحتل الإسرائيلي؟ وهل فعلا سعى ويسعى حزب الله اللبناني لمنع وجود أي قوة سنية مقاومة لليهود في لبنان وعلى الحدود الشمالية لدولة اليهود؟ وهل كان ذلك ناتجا عن اتفاقات دولية أمريكية سورية، وبنداً من بنود اتفاق الطائف غير المعلنة؟ وما شابه ذلك من المسائل والأسئلة الكثيرة، فسواء كان ذلك أو لم يكن، فنحن لا نحتاج إليه كثيرا، إنما يُحتاج إلى مثل هذا على أقصى حدٍ لشيء من الاستئناس فقط، ثم –وهي الحاجة الأمسّ- قد يُحتاج إليه لإقناع بعض ضعفاء الدين والفهم الديني ممن لا يقتنعون إلا بالماديات والوثائق الرسمية وبادعاءات اكتشاف الأسرار ونحو ذلك مما يخدع الضعفاء، فهؤلاء قد يحسُن أن تذكر لهم تناقضات حزب الله اللبناني ومفاسده السياسية المحسوسة الظاهرة.
فمن تناقضات هذا الحزب ومفاسده السياسية الظاهرة المحسوسة:
ـ موقف الحزب من مجازر صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في أواسط الثمانينيات حين تولت حركة أمل الشيعية –بالتعاون مع حزب الكتائب الماروني، وبرعاية يهودية- كبر المجازر في حق المهاجرين الفلسطينيين اللاجئين، وأكثرهم كانوا من الضعفة أطفالاً ونساءً وشيوخاً، إذ إن معظم المقاتلين كانوا قد خرجوا من المخيمات أو قتلوا دفاعاً عنها، ووقف حزب الله اللبناني الذي كان يومها حديث النشأة منفصلاً عن حركة أمل ومنافراً لها ـ وقف متفرجاً على الأقل إن لم يكن قد شارك فعلاً، كما هي عادة الرافضة حين يتعلق الأمر بقتل أهل السنة، متعللاً بأن ظروفاً سياسية كانت تحول دون أن يفعل شيئاً، وهو مثال من الأمثلة غير المحصورة لقلة دين هؤلاء القوم وعدم غيرتهم على محارم الله وعدم تمعّر وجوههم في الله وحين تنتهك حرمات الله، بل إنما يغضبون للطائفة والعصبة لا غير.!
ـ ترشيح حزب الله للمجرم إيلي احبيقة النصراني الماروني أكثر من مرة على قوائمه للانتخابات البرلمانية، رغم أنه هو من أكابر مجرمي المجازر المذكورة أخزاه الله وأمثاله.!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكذلك تحالفهم مع نبيه برّي وهو من رؤوس مجرمي تلك المجازر أيضا، بالإضافة إلى كفره وعلمانيته وإجرامه الكثير، فهم لا يبالون بدين ولا كفر ولا إيمان، مادام الشخص منتمياً إلى طائفتهم أو حليفاً لهم أوكانوا يرون في قربه مصلحة لطائفتهم وأجندتها.
ـ كون الحزب كالآلة للدولتين الإيرانية والسورية، وتبعيته لهما، وخدمته لمصالحهما وسياساتهما، وهذا في غاية الوضوح، ومَن لا يبصر ذلك فلن يبصر شيئاً.! والمعلومات المنشورة والمعلنة عن تلقي الحزب للأموال الطائلة من إيران وللتسليح وغيره من الدعم، لا تخفى على أحد.
ـ الوثائق والأخبار والشهادات الكثيرة المفيدة لحقيقة منع الحزب أي وجود مقاوم ومجاهد، ولا سيما الوجود السنّي، على الحدود الشمالية لإسرائيل، أي في مناطق جنوب لبنان، وأن ذلك كله إنما هو نتيجة لاتفاقات معقودة مع سوريا ومع أمريكا وحتى إسرائيل، ترافقت مع مصلحة الحزب نفسه، لينفرد بالساحة وبلقب المقاومة وصناعة المجد وكسب الشعبية في الأمة.!
ـ ومن هنا إلقاؤهم القبض على كل مَن يحاون من أهل السنة الفلسطينيين أو اللبنانيين أن يجاهد العدو اليهودي من جهة جنوب لبنان، وقد قبضوا بالفعل على كثيرين وسلموهم إما لسوريا أو للأمن اللبناني، وممن ذكر ذلك صبحي الطفيلي [صحيفة الشرق الأوسط/العدد9067/ 25 سبتمبر 2003] وغيره، بالإضافة إلى شهادات خاصة عندنا في ذلك.
ـ قبول الحزب بالقرار الصادر عن الأمم المتحدة رقم (1701) وتعهده بالحفاظ على سلامة القوات الدولية واستنكاره لمهاجمتهم.! وهذا يكذب دعاويه بالحرص على تحرير فلسطين، إذ كيف يقبل بوجود قوة تَحُول بين المجاهدين في لبنان وفلسطين؟ وقد كان أشرف لهذا الحزب أن يتحول إلى حركة مقاومة سرية لو كان صادقاً، بدلاً من أن يقبل بهذا القرار ليحافظ على وجوده كقوة سياسية معترف بها رسمياً أو فعلياً.
ـ ما في تاريخ الحزب من نقاط سوداء وفظائع ولاسيما فيما يتعلق بعمليات التهجير للسنة من ضاحية بيروت الجنوبية في النصف الثاني من الثمانينات، وعمليات التقتيل والاغتيالات وغيرها.
ـ أما موقف الحزب من القضية العراقية فهي من الأمور الواضحة الدلالة التي ينبغي ألا تفوت على متأمل.
ـ وكذا مساعدته للمليشيات الشيعية في العراق مثل جيش المهدي وفيلق بدر وتدريبه لعناصرهما التي تتولى قتل أهل السنة وكوادرهم، وهما المنظمتان اللتان انبثقت منهما فرق الموت التي ارتكبت ما لا يحصى من المجازر في أهل السنة.!
ـ وفي مقابل ذلك موقف الحزب وزعيمه حسن نصر الله من المجاهدين والمقاومة من أهل السنة في العراق، وقد وصفهم في بعض المناسبات قريباً بأنهم وهّابية تكفيريّون، وبغير ذلك من الأوصاف التي يستعملها الشيعة في وصف أبطال وصناديد مجاهدي أهل السنة أهل الاستقامة وأهل المعرفة بضلال الشيعة وشركهم ومروقهم.!
ـ ثم ليسأل الإنسان نفسه: هل حزب الله اللبناني يريد وجه الله بحروبه ومقاومته ومساعيه؟! وليتأمل في الجواب ويبحث عنه.
ـ وليتأمل أيضا في حسن نصر الله وخطاباته الطويلة التي تستمر ما بين الساعة والساعتين وأكثر، لا يذكر الله فيها إلا قليلا، ما خلا الافتتاح بالبسملة التي تعوّدوا عليها ويجعلونها كالعنوان على انتمائهم الإسلاميّ زعموا، ونحوها من الكلمات، ولا يذكر آية من كتاب الله ولا حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يذكر الجهاد في سبيل الله كما شرعه الله وأحبه، رغم عشرات بل مئات الآيات في القرآن الواردة في الأمر بالجهاد في سبيل الله والترغيب فيه وبيان فضله، وفضل الشهادة في سبيل الله.! وأما أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك شيء لا يكاد يُحصى.! فهل هذا زعيم إسلاميّ؟ أم أنه زعيم المنافقين الذين لا يذكرون الله إلا قليلا؟!
ـ وانظر إلى تحالفهم الآن مع ميشيل عون وغيره من الكفرة والفاسدين في معارضتهم للحكومة اللبنانية، وانظر ما في أثناء اعتصاماتهم في الساحات وتظاهراتهم من الفساد واختلاط الرجال بالنساء والشباب بالفتيات ليل نهار وما في ضمن ذلك من مخازي يندى لها الجبين ويُستحيى من ذكرها، وكيف أن حزب الله اللبناني جزء من رعاتها والقائمين عليها والساكتين عنها، في سبيل مصلحتهم المتوهّمة، فهل ترى دينا عند هؤلاء ومراقبة لله تعالى ونظراً لليوم الآخر؟ كلا والله.!
(يُتْبَعُ)
(/)
والأمثلة كثيرة جدا لمن أراد أن يركز على فساد هذا الحزب وطائفته بالدلالات المحسوسة الظاهرة، ومَن لم يقنع بكل ذلك فلن يقنع بشيء.!
فتنة وابتلاء:
ولابد أن يعلم المسلم أن هذا الحزب (حزب الله اللبناني) ومقاومته وأعماله التي ظاهرها البطولة ومقاومة المحتل الغاصب والدفاع عن الأرض والدين والعرض .. أنها كلها فتنة وابتلاء عظيم يختبر الله به العباد، لينظر الله تعالى –وهو عالمُ الغيبِ والشهادة- كيف نعمل ومَن الذي يختارُ الله تعالى وما عنده ويكون مع الحق ويدور معه حيث دار، وينصر الله ودينه والتوحيد وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن الذي تستهويه البطولات الجوفاء، بطولات عنترة بن شداد وكليب والمهلهل وماوتسي تونج وجيفارا وكاسترو وأمثالهم.
وهكذا الفتنة بثورة الخميني، فإنها من أعظم الفتن على المسلمين في التاريخ الحديث، لعلها –بالنسبة إلى كثير من الناس- أشد من فتنة الاستعمار الغربي الذي احتل بلاد المسلمين في القرنين الماضيين، فإن ذلك كان عدواً صليبياً كافرا أصليا معلوما كفره لدى عموم جمهور المسلمين، لكن هؤلاء الخمينية منافقون زنادقة اشتبه أمرهم على جمهور الأمة وتلبّسوا بالإسلام وتزيّوا بزي الصلاح والإصلاح، ولبسوا مسوح النهضة الإسلامية وجهاد العدو الكافر ... !
وانظر ما كتبه الكثيرون من أهل السنة ممن انخدعوا بثورة الخميني في بادئ الأمر ثم بانت لهم حقيقتها فيما بعد، ومن أمثلتهم الشيخ أسعد بيوض التميمي الفلسطيني، وقد كتب عنه ابنه محمد، وغيره كثير.
((عندما انتصرت الثورة الإيرانية في نهاية عقد السبعينيات من القرن المنصرم استبشر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها خيراً، وظنوا أن فجر الإسلام قد بزغ من جديد، وأن تحرير فلسطين أصبح قاب قوسين أو أدنى، فالتفوا حولها يحفونها بعقولهم وأفئدتهم ومشاعرهم، حيث إن هذه الثورة كانت ترفع شعارات هي ضمير كل مسلم:
الأول: الإسلام.
الثاني: عرفت نفسها بأنها ثورة المسلمين المستضعفين في الأرض ضد الشيطان الأكبر أمريكا.
الثالث: تحرير فلسطين من اليهود.
حتى إن كثيراً من علماء أهل السنة وقفوا إلى جانبها وبعضهم من السلفيين أصحاب العقيدة الصحيحة التي تتطابق مع القرآن والسنة أي مع عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ظانين بها خيراً)).اهـ[مقال: هل الثورة الإيرانية إسلامية أم مذهبية قومية؟ لمحمد أسعد بيوض التميمي].
ولابد للمسلم أن يتفظن اليوم لخطر هؤلاء جميعا، ويعرف ما عندهم من الحقد على أهل الإسلام، لأنهم تربّوا على الحقد والبغض لأهل السنة، فهم يحقدون عليهم أكثر مما يحقدون على اليهود والنصارى، فاليهود والنصارى شأنهم سهل عندهم، هم كفارٌ معروفون، ويمكن موادعتهم ومصالحتهم والتعايش معهم، لكن أهل السنة هم العدوّ الأساسيّ والحقيقيّ للرافضة، والرافضة يتوارثون ذلك جيلا عن جيل ويتربّون عليه، بواسطة مجموعة كبيرة من الشعارات ومنظومة ثقافية فكرية وأدبية دينية متكاملة تدور حول محاور: أن أهل السنة هم قتلة الحسين وأنهم غاصبوا أهل البيت حقهم، وأنهم ظالمو أهل البيت وشيعتهم، وأن شيعة آل البيت كما يسمون أنفسهم سيثأرون منهم يوماً ما، وأنهم في انتظار مهديّهم الغائب في السرداب ليظهر وليقتلوا معه أهل السنة وينتقموا منهم شر انتقام.!!
وعندما يردد الشيعة: يا ثار الله، ويا ثار الحسين، ونحو ذلك من الشعارات، إنما يقصدون بها في الحقيقة أهل السنة، لا غير، مهما حاولوا أن يموّهوا ويكذبوا ويستعملوا التقية، فليس اليهود ولا النصارى هم الذين قتلوا الحسين، بل إنما قتله –عندهم وبحسب اعتقادهم أو بحسب تزويرهم وتخييلهم- أهلُ السنة، فهم ينتظرون اليوم الذي ينتقمون فيه منهم ويثأرون.!
وحاشَ لله أن يُحسَبَ قتل الحسين على أهل السنة، نبرأ إلى الله من ذلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما الحسين رضي الله عنه إلا صحابيّ جليل وإمام من أئمة المسلمين أهل السنة كسائر الصحابة وأئمة السلف الصالح، مع ما اختصّ به من البشارة بالجنة والبنوّة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان مقتله فتنة أراد الله بها تمحيص العباد، وفي ضمنها حكمٌ لله عز وجل بالغة، فالحسين من أئمة المسلمين أهل السنة ومقتلُهُ جرى في حوادث سياسية واقتتال بين المسلمين، كان فيه الحسينُ رضي الله عنه هو المحق المصيب المتقي لله تعالى، وقاتِلوه هم المبطلون الفجرة الطغاة الظلمة، وباؤوا بالخسران، فما شأن الشيعة الرافضة؟ فهم لا وجود لهم أصلا إلا فيما ابتدعه الزنادقةُ من الدين والانتساب إلى آل البيت زوراً وبهتاناً، والحمد لله على كل حال، له الأمرُ وحده.
الشيعة في لبنان والعراق: فرصة تاريخة وتقدم أم بداية النهاية:
يظن الشيعة أن هذه الفرصة التاريخية المتاحة لهم اليوم في العراق وإلى حد ما في لبنان وفي بعض البلاد الأخرى، أنها فرصتهم التاريخية لتحقيق حلمهم الكبير بتولي قيادة الأمة وتحقيق الغلبة على أهل السنة، ولكنهم غفلوا في غمرة غرورهم وسكرتهم ببعض الانتصارات الجزئية المؤقتة أنهم في نفس الوقت هم ينكشفون للأمة، ويظهرون أمامها على حقيقتهم التي طالما اجتهدوا في سترها والتكتم عليها، فالأمة اليوم -بفضل الله تعالى وحسن كيده تعالى للمسلمين ومكره بالكافرين والمنافقين، ثم بما أتاحته تقنيات العصر من فضائيات وإنترنت ووسائل معلومات- صارت تعرفهم جيداً وتتفطن لهم، وقد رأتَ ما عندهم من الدين المبدّل والنواح السرمديّ والشرك بالله تعالى، والمحادة لدين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.!
عندما ينادي حسن نصر الله الأمة الإسلامية:
عندما كان حسن نصر الله ينادي في خطاباته الملتهبةِ المسلمين والأمة الإسلامية قبل سنين، كان يخدع بندائه جماهير المسلمين من أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها، الذين ظنوا به الظن الحسن، وحسبوه مجاهداً يقاتل اليهود .. ! ولكن ذلك لم يعدْ يجدي يا حسن نصر الله، فقد انتهى زمن الخداع والتلبيس، وبانت الحقائق وظهرت المكنونات، فلو صدقتَ اللهجةَ فلا يسعك اليوم إلا أن تنادي شيعتك وأهل ملتك الاثني عشرية، فقد فطنت الأمة لك بحمد الله.!
وإنني أظن –والله أعلم- أن مرحلة الغفلة السنية قد بدأت تتلاشى، وأعقبتها بفضل الله تعالى ومنته مرحلة اليقظة والتفطن والنهوض.
وعلى وجه التقريب يمكن ترتيب المراحل التي مرت وستمرّ بها أمة الإسلام مع الشأن الرافضي في عصورها الأخيرة كالآتي:
مرحلة الغفلة السنية، وإن شئت فقل السُّبات، أو حتى الموت .. !
مرحلة التلبيس والغش والخداع والانخداع ..
مرحلة الاتضاح والافتضاح الرافضي ..
مرحلة الانتفاشة والغرور الرافضي، ولاسيما بعد سقوط نظام صدام حسين، وأيضا بسبب نجاحات حزب الله اللبناني الظاهرية المؤقتة.
مرحلة المفاصلة الكاملة والبيان الواضح.
مرحلة المواجهة، أو المتاركة والمعايشة على مفاصلةٍ في أحسن الأحوال.
مرحلة الغلبة للحق والتوحيد والسنة، بإذن الله تعالى.
وإن من خير البشرية جمعاء أن يكون الحق والتوحيد والسنة هو الغالب والظاهر، ففيه الرحمة والعدل والإحسان، ولا والله لن يكون حالٌ أحسن منه، وإن أهل التوحيد والسنة لهم أرحم بالرافضة وسائر أهل البدع والأهواء المنتسبين إلى القبلة من بعض هؤلاء لبعضٍ، وهذا كما شهدت به دلائل الشرع شهدت به أيضا دلائل الواقع والتاريخ.
وسأضرب هنا مثالا واحداً فقط خشية التطويل، واختم به هذا المقال، واخترت هذا المثال لأن صاحبه من أشد الناس على الرافضة وأعظم من فضحهم ونكّل بهم بالحجة والبرهان على مدار التاريخ الإسلامي، وهو من أبغض الناس عند الرافضة، وذلك هو شيخ الإسلام الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرانيّ رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله في منهاج السنة النبوية بعد كلامٍ عن مخازي الرافضة في التاريخ ووقوفهم دائما مع أعداء الله الغزاة من اليهود والنصارى والتتار وغيرهم ومعاونتهم لهم على المسلمين، قال: ((ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم، فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم، بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خيرٌ من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خيرٌ وأعدل من بعض الرافضة لبعض، وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضاً، وهذا لأن الأصل الذي اشتركوا فيه أصلٌ فاسد مبنى علي جهل وظلم، وهم مشتركون في ظلم سائر المسلمين، فصاروا بمنزلة قطاع الطريق المشتركين في ظلم الناس، ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض، والخوارج تكفر أهل الجماعة وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم وكذلك أكثر الرافضة ومن لم يكفر فسّق، وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه، وأهلُ السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول، ولا يكفرون مَن خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق، كما وصف الله به المسلمين بقوله {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس، وأهل السنة نقاوة المسلمين، فهم خير الناس للناس، وقد علم أنه كان بساحل الشام جبلٌ كبير فيه ألوف من الرافضة يسفكون دماء الناس ويأخذون أموالهم وقتلوا خلقا عظيما وأخذوا أموالهم، ولما انكسر المسلمون سنة غازان أخذوا الخيلَ والسلاح والأسرى، وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مرّ بهم من الجند، وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء، وحمل بعضُ أمرائهم راية النصارى وقالوا له أيما خيرٌ المسلمون أو النصارى؟ فقال بل النصارى، فقالوا له مع مَن تحشر يوم القيامة؟ فقال مع النصارى، وسلموا إليهم بعض بلاد المسلمين، ومع هذا فلما استشار بعضُ ولاة الأمر في غزوهم وكتبت جوابا مبسوطا في غزوهم وذهبنا إلى ناحيتهم وحضر عندي جماعة منهم وجرت بيني وبينهم مناظرات ومفاوضات يطول وصفها، فلما فتح المسلمون بلدهم وتمكن المسلمون منهم نهيتهم عن قتلهم وعن سبيهم، وأنزلناهم في بلاد المسلمين متفرقين لئلا يجتمعوا)) اهـ
والجبل الكبير الذي كان لهم في الشام هو على ما أظن جبل كسروان، وقد تقدم ذكره في أول مقالنا هذا.
ووليّ الأمر الذي أشار إليه لعله هو الملك الناصر بن قالوون، السلطان المملوكيّ المعروف، ولشيخ الإسلام رسالة كتبها له يهنئه فيها بفتح هذا الجبل ويذكر فيها قصتهم وشيئا من أحكامهم، مثبتة في مجموع فتاويه.
وقوله "سنة غازان"، السنة هي سنة ستمائة وتسعة وتسعين للهجرة. وغازان أو قازان، هو أحد ملوك التتار من ذرية جنكيزخان، وهو الذي قابله شيخ الإسلام ابن تيمية في سفارة مع وفد من أهل العلم وأعيان الشام وخاطبه تلك المخاطبة المشهورة، قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية في حوداث سنة أربع وتسعين وستمائة: "وفيها ملكَ التتارَ قازانُ بنُ أرغون بن أبغا بن تولى بن جنكيزخان فأسلم وأظهر الإسلام على يد الأمير توزون رحمه الله، ودخلت التتار أو أكثرهم في الإسلام ونثر الذهب والفضة واللؤلؤ على رؤوس الناس يوم إسلامه، وتسمى بمحمود، وشهد الجمعة والخطبة، وخرب كنائس كثيرة، وضرب عليهم الجزية ورد مظالم كثيرة ببغداد وغيرها من البلاد، وظهرت السبح والهياكل مع التتار والحمد لله وحده"اهـ وذكر وفاته في حوادث سنة ثلاثٍ وسبعمائة.
والحمد لله رب العالمين، ونسأله تعالى أن يفتح على المسلمين ويأخذ بأيديهم إلى كل خيرٍ، وينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان، إنه وليّ المؤمنين، نعم المولى ونعم النصير.
كتبه أبو عبد الرحمن عطية الله
صفر1428هـ
[1] فإن جادلوا بأن هذا قول متروك لبعض علمائهم، وأن ما عليه الشيعة منذ ألف سنة هو أن القرآن الموجود بأيدينا غير محرف ... إلخ فيقال لهم: فما قولكم في أولئك البعض من علمائكم (وهم من أكابر علماء الطائفة عبر القرون) الذين قالوا هذا القول وسطروه في بعض أهم كتب مذهبكم؟ هل تعتقدون كفرَهم؟ أو على الأقل أن هذا القولَ الذي صدر منهم كفرٌ مخرجٌ من الملة، أو هو عندكم قولٌ معتبرٌ له وجهٌ وإن لم يكن الراجحَ عندكم؟ أو لعله الراجح لكن تركتموه لملحظٍ سياسيّ اعتماداً على "العنوان الثاني" (المصلحة)؟ أو غير ذلك؟ فبذلك يظهر تناقضهم وتهافتهم.
وهكذا يقال في سائر المسائل.
[2] وليس من غرضي في هذا الكتيّب شرحُ كل ذلك من كتبهم وغيرها، فهذا له مجالٌ آخر وقد أشبعه تحريراً وتوضيحا كثيرون جزاهم الله خيرا ممن تصدّوا لبيان زيف دين الرافضة وبيان خطرهم، وإنما الغرض هنا الإشارة الإجمالية إلى أسس فهم حقيقة الرافضة.
[3] انظر تصريحات مماثلة له مصورة في شريط مؤسسة السحاب الإعلامية (قراءة للأحداث)، وهو اللقاء الثاني للسحاب مع الشيخ الدكتور أيمن الظواهري، عند الزمن (1:15:46) وما بعده، وراجع كلام الدكتورأيمن في الموضوع في نفس الشريط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:31]ـ
الذي لا أشك فيها أن اليهود لو خيروا بين أن يكون على حدودهم حزب الله الشيعي، أو تنظيمات جهادية سنية، فسيكون الحزب خيارهم المفضل، سواء كان عدواً أو حليفاً لهم.(/)
من وراء تحريض العمَّال - للشيخ حامد العلي
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 01:10]ـ
من وراء تحريض العمَّال في دول الخليج؟!
حامد بن عبدالله العلي
في كتابه عن نظريات الاستعمار الانجليزي، يقول كلاوس كونور: " إنَّ الانجلوسكسون هم أكثر القوى الاستعمارية تعمُّدا لممارسة الإبادة , حيث هدفهم النهائي إفراغ الأرض من أهلها، وتملُّكها".
"مشكلتنا مع العمالة (الضخمة العدد) كبيرة، وستؤدي نتائجها - إذا لم نواجهها - إلى تبديل وجه المنطقة خلال عشرة أعوام، قد لا نستطيع بعدها، أن نصف المنطقة بأنها 'خليجية' أو 'عربية.'وزير العمل البحريني في تصريح للوكالات بتاريخ 23/ 2/2008م
بحسب أرقام الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، يعيش في الخليج نحو 14 مليون من العمالة الوافدة، وفق إحصاء عام 2004، والرقم في تزايد ـ يتوقع أن يصل إلى 20 مليون ونصف المليون عام 2015 ـ أي حوالى 37% من السكان، وعدد السكان نحو 35 مليونا، وفق الأمانة.
وهذا الرقم يشكل 30% من السكان في السعودية، و80 % من السكان في الإمارات، وبقية دول الخليج تتراوح بين النسبتين.
لكن ما علاقة هذا كله بما ذكره كلاوس كونور؟
(إنَّ مراحل الإستيطان الإمبريالي تتدرج من الهجرات الفردية،والجماعية، إلى إقامة المؤسسات الإقتصادية، والسياسية، ثم السيطرة على الأرض، وإقامة السلطة، وفرض الإمر الواقع، وإصباغ الشرعية القانونية على وجوده عن طريق الإعتراف الدولي) الإستيطان الأجنبي في الوطن العربي للتميمي ص 302
من الملاحظ إلحاح الولايات المتحدة الأمريكية ـ في الوقت الذي تشدد أمريكا شروط الهجرة إليها! ـ في الآونة الأخيرة على دول الخليج، لفتح أبواب الهجرة إليها، وتخفيف القيود على العمالة المستوردة، وغيرها من المهاجرين، لتحويل هذه الأمواج البشريَّة، إلى وجود دائم له حقوق إستيطانية، على غرار النموذج (السينغافوري).
وآخر مثال لهذا، إدراج أمريكا للكويت على القائمة السوداء في الإتجار بالبشر، متهمةً الكويت بسوء معاملة العمالة الأجنبية، ثم لم تلبث العمالة البنغالية بعد هذا الإدراج بزمن يسير جداً، حتى أشعلت الكويت بثورة تخريبيّة، أثارت الرعب في البلاد،وتحدثت بعض الصحف عن وقوف (بعض السفارات) وراء هذا الشغب الخطير.
ولاريب أنَّ الظلم الذي يقع على هؤلاء المستضعفين المساكين، كبيرجدا، ومنتشر، ويتم الإتجار بهم بصورة بشعة، من قِبل من يطلق عليهم (تجار الإقامات).
غير أنَّ أمريكا التي تستغل مشكلاتنا الكبيرة، وتستثمر مشاريعها الإستعمارية في سوق تخلُّف أنظمتنا، وسوء إدارتها، وانتشار الفساد فيها، هي لايدفعها ـ بلا شك ـ فرط الحنان، ولا شفقتها على حقوق الإنسان، للدفاع عن هذه العمالة!
بل إنَّ وراء الأكمة ما وراءها.
وتعالوا نستذكر صورة كبيرة من الماضي، تعكس طريقة تفكير المستعمرين، ففي عام 1905م، شكل مجلس الوزراء البريطاني لجنة لترسيخ الإستعمار في آسيا، وأفريقيا، ووضعت اللجنة تقريرها وقدمته للحكومة البريطانية التي أخذت به، ويسمَّى تقرير (كامل بنرمن) ـ رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ـ وينص في إحدى فقراته على مايلي:
( .. ضرورة العمل على فصل الجزء الإفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الأسيوي، وتقترح اللجنة لذلك، إقامة حاجز بشري، قوي، وغريب، يحتلّ الجسر البري الذي يربط آسيا بأفريقيا، بحيث يشكل في هذه المنطقة على مقربة من قناة السويس، قوة صديقة للإستعمار، وعدوة لسكان المنطقة) العرب واليهود في التاريخ ص 110
فالهدف هو تحويل منطقة الخليج النفطية إلى منطقة مفتوحة، بلا إنتماء عربي وإسلامي، بغية تخريب هويَّتها، وتشتيت ثقافتها، فتغدو مستباحة بكلِّ شيء أجنبيّ عنها، تمهيداً لإستيطان أنجلوسكسوني منظَّم، يحتلَّ منطقة الخليج بالإستيطان المحمي بالقوانين الدولية، وبالتالي تُحلَّ جذريا مشكلة حاجة الغرب للطاقة الكامنة في هذه المنطقة، ويتمّ القضاء على أيِّ تهديد مستقبلي لمنابع النفط، قضاءً نهائيَّا، بإحتلال مباشر، سلس، وقانوني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الهدف ـ اعني احتلال البلاد التي فيها أكبر احتياطي النفط في العالم ـ كان، ولم يزل، هدفا استراتيجيا لدى الغرب، حتى لقد كشفت عام 2004م، وثائقٌ بريطانية ـ أفرج عنها وفق القوانين التي تسمح بنشر الوثاثق السرية بعد مضي 30 سنة ـ كشفت النقاب عن أن أمريكا، خططت للإستيلاء على حقول النفط في المنطقة أثناء حرب أكتوبر 1973، عندما تم حظر صادرات النفط العربية.
وتحدثت الوثائق، عن إن الاستيلاء على حقول النفط "كان الاحتمال الأول في وجهة النظر الأمريكية عندما يتحدثون عن استخدام القوة، تم التفكير فيه، ونعتقد أنه جزء من خطة الطوارئ الأمريكية."، وكانت الاحتمالات الأخرى مثل الإطاحة بالحكام العرب وتولي حكام "أكثر مرونة"
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_3360000/3360609.stm
وحسب الوثائق كانت الخطة أن تستولي القوات الأمريكية المحمولة جوا على منشآت النفط في السعودية، والكويت، وربما كانت واشنطن ستطلب من بريطانيا، أن تفعل المثل في أبو ظبي بالإمارات.
ولاريب أن احتلال العراق هو أحد مراحل هذا الهدف الغربي الدائم، وإذا كان النظام العراقي، قد سلك في السنوات القليلة التي سبقت احتلاله، مسارا يستفز الولايات المتحدة، ويهدد طموحاتها النفطية، كما عقد صفقات،واتفاقات نفطية مع روسيا والصين، وفرنسا، وعدل عن الدولار إلى اليورو، فعجَّل وتيرة التحرك بالإحتلال المباشر للإستيلاء على نفطه.
فإنَّ دول الخليج التي وعت الدرس، فلم تستفزَّ الغرب بقيادة أمريكا، بل أعطتها أكثر مما تريد، لن تنجو من مثل مصير العراق، ولكن بأسلوب آخر، وهو أسلوب تحويلها إلى مناطق (مدوَّلة) لاهوية لها، تتحكَّم فيها شركات غربية، تملكها أمريكا، والدول الغربية، متقاسمة الكعكة فيما بينها.
ذلك أن مشكلة أمريكا مع الطاقة النفطية، تتعاظم مع مرور الأيام، وهي في ضوء سعيها للسيطرة على العالم بأسره وأمركته، بحاجة إلى إقتصاد عملاق قادر على تحمل هذا المشروع الخيالي، بينما يتعرض الإقتصاد الأمريكي لركود خطير جدا، سيؤدي إذا ارتفعت نسبته عن المعدلات الحالية ـ 1إلى 5% ـ إلى كارثة عظيمة.
ولهذا فإنَّ نشر القواعد العسكرية على طول الشريط النفطي من زاخو إلى مضيق هرمز، وتحويل المنطقة بأسرها، مع مرور السنين، إلى ملكية دائمة للشركات الأمريكية العملاقة، وللسوق الغربي بشكل عام، هدف أمريكي وغربي حيوي، واستراتيجي.
وبمثل هذا الهدف تُشنّ الحملة الغربية بقيادة أمريكا على السودان ـ الذي فضل التعاقد مع الشركات الصينية واستبعد الأمريكية ـ لتمزيقه، ونهبه، وتحويله إلى مستعمرة من مستعمرات النفط الغربية.
فدارفور، واسلحة الدمار الشامل العراقية، والعمالة الأجنبية في الخليج، كلُّها لافتات تخفي وراءها مشاريع غربية إستيطانية، ولكن لكلّ بلد ما يناسبه، ولكلّ شعب ما يلائمه.
وأمريكا ترى أن العولمة، التي غدت الغول الذي يبتلع الخصوصيات القومية، والوطنية، هي أعظم سلاح فتّاك، يمكن به تشريع الإحتلال في هذا العصر، وبما أن شبكة المؤسسات الدولية هي بيد الغرب، فإنَّ تفويت الفرصة دون إلقاءها لصيد كل المكاسب الإستعمارية، ضرب من الحماقة في نظر أمريكا.
وأحمقٌ ذلك الذي يظنُّ أن الغرب قد تخلى عن عقليته الإبادية، ونزعته الإستعمارية، وجشعه المادي، وتعاليه على بقية شعوب العالم، بل استعداده لإلغاء وجودهم، ليس من أجل أن يبقى قويَّا، بل حتَّى من أجل أن يحافظ على رفاهه الطاغي.
تماما كما كان حكّام إنجلترا يعيشون حياة الرفاه في قصورهم، التي بنيت من عظام شعوب المستعمرات، في القرن الماضي، والذي قبله.
فالغرب الذي وضع مواثيق حقوق الإنسان منتصف القرن العشرين، ودباباته آنذاك تطحن غالب مستعمراته، هو نفسه هذا الغرب، لم يتغير منه شيء، وتلك المواثيق التي كان يتبجح بها، هي نفسها التي يتبجح بها الآن!
وختاما، فإننا لاندعو هنا، إلى تجاهل الخليج لإخوانه المسلمين الفقراء في الأرض، بل نحضُّ على استجلابهم، ومنحهم كامل حقوقهم العمالية، ومقومات الحياة الكريمة
وملاحقة مصاصي الدماء الجشعين من الشركات التي تتاجر بهؤلاء الضعفاء، من البنغال، وغيرهم.
كما نحثُّ على جلب العمالة العربية، وأن تفتح دول الخليج ذراعيها لكلِّ المسلمين،، وتمدُّ يد العون لفقراءهم، وتسدّ حاجتهم، فذلك فرضٌ عليهم، وليس منّة منهم.
فالمسلم أخو المسلم، لايظلمه، ولا يحقره، ولا يسلمه، والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، والمسلمون يدٌ واحدة على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم.
ولكن ندعو إلى الحذر من أيِّ مخطط غربي يهدِّد الدين والإسلام، و يستهدف الهوية، ويمزق الوحدة، ويفتت الثقافة، ويستلب ثروات الأمة.
ونذكّر أمّتنا بأنَّ مثل هذا المخطط كان الفرنسيون قد خطُّطوا له في الجزائر، وكانوا يهدفون إلى استيطان الفرنسيين الدائم للجزائر، فباء مشروعهم بالفشل، ورجعوا عنه خائبين، وكذلك سيحدث لكلِّ مستعمر بإذن الله تعالى، فأمُّتنا حية، قوية، أبيَّة، على الظالمين والمعتدين عصيَّة،
،
وكما لم يبق فيها سابقا محتلٌ، مهما طال احتلاله، فكذلك كلّ مشاريع الاحتلال الحالية، وا لمستقبلية، ستبوء بالفشل، مرتدَّة على أعقابها بإذن الله تعالى.
وهو سبحانه حسبنا، عليه توكلنا، فنعم المولى ونعم النصير
http://www.h-alali.net/m_open.php?id=4d72c26e-b2b3-102b-9f09-0010dce2d6ae
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 06:30]ـ
تمهيداً لإستيطان أنجلوسكسوني منظَّم، يحتلَّ منطقة الخليج بالإستيطان المحمي بالقوانين الدولية،
نقلاً عن هيئة الإذاعة البريطانية " BBC " يبلغ عدد أفراد الجالية البريطانية في دولة الإمارات العربية المتحدة
100,000 مئة الف نسمة فقط لا غير
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 07:26]ـ
ونقلاً عن " شبكة الإعلام العربية " يبلغ عدد الجالية البريطانية 120 ألف.
وأوضح ويلسون أن الجالية البريطانية في الإمارات تعد أكبر جالية بريطانية في دول المنطقة , ويعمل أفراد الجالية ويبلغ عددهم 120 ألف في القطاعات الإقتصادية المختلفة ....... .
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=132469&pg=3
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:35]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ حامد(/)
ارشاد العباد إلى أن الصحابة لم يختلفوا في مسائل الاعتقاد
ـ[عبدالله الحسام]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 04:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فهذا بحث علمي نافع مدعم بالأدلة في الرد على كل من حسن بن فرحان المالكي الصوفي، و مصطفى السليماني المصري، نزيل مأرب، وفوزي بن عبدالله الحميدي البحريني، وبيان بطلان قولهم في ان الصحابة اختلفوا في مسائل الاعتقاد http://www.ahl-athar.net/ftopic1593.html
قال العلامة حمد بن ناصر بن عثمان آل معمر – رحمه الله تعالى –:"أن الصحابة أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما .... وأنهم متفقون على عقيدة واحدة لم يختلفوا في ذلك ".
واسمع معالى الشيخ صالح آل الشيخ
http://www.ahl-athar.net/setopic_1754-.html%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 04:22]ـ
جزاك الله خيرا أخي
رحم الله ذلك الجيل .. ورضي الله عنهم(/)
كتب مالك بن نبي
ـ[مالك بن نبي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي أيها الأفاضل الكرماء بخصوص كتب مالك بن نبي
1 - ما أفضل دار طبعت هذه الكتب؟
2 - ما رأيكم في كتبه وفكره بشكل عام؟ الصالح منها والطالح
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 08:07]ـ
كل ما أعرفه له أخرجته دار الفكر بدمشق لصاحبها عمر مستقاوي
وافضل ترجمه لبعضها ترجمة عبدالصبور شاهين
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:10]ـ
كل ما أعرفه له أخرجته دار الفكر بدمشق لصاحبها عمر مستقاوي
وافضل ترجمه لبعضها ترجمة عبدالصبور شاهين
ما أشرت له أخي الفاضل صحيح، وعليه ملاحظتين:
- أن صاحب دار الفكر المشار إليه اسمه "عمر مسقاوي" وليس "مستقاوي"
- أن المذكور آنفا ليس صاحب دار الفكر بل هو باحث ومفكر لبناني مهتمّ بتراث مالك بن نبي رحمه الله، وهو دكتور ووزير ونائب سابق، وعضو حالي في المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في لبنان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 10:47]ـ
أخي الكريم: لعلك تطلع على دراسة الأستاذ غازي التوبة - وفقه الله - عنه في كتابه: (الفكر الإسلامي دراسة وتقويم) - بيروت 1977م.(/)
الشيخ الفوزان ليس كذلك
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفوزان ليس كذلك
بشار بن برد شاعر مكثر مبدع مجدد في عمود الشعر العربي , وهو مع كل هذه الصفات لا يرى النقاد أنه من طبقة جرير والفرزدق ولا قريب منها , وكان أعرف الناس بهذه الحقيقة هو بشار نفسه , ولذلك اجتهد كثيرا في هجاء جرير لا ليحط من شأنه كما قد يتبادر إلى الذهن بل ليرفع هو من قدر نفسه لو أن جريرا أجابه , لكن جريرا لم يفعل فقطع الطريق أمام بشار وطموحاته.
امتناع جرير عن إجابة بشار ناتج عن زهوه بذاته وتقديرها تقديرا يحول بينه وبين النزول إلى من هو أقل منه , وهذه النفسية تليق كثيرا بالشعراء , لكنها ليست حكرا عليهم , فقد ظل الزهو بالذات من أعظم الحواجز في سبيل التواصل بين الناس على مختلف انتماءاتهم المعرفية والعملية والاجتماعية.
وهذه الحواجز تزداد سماكة حين يقدر المرء نفسه تقديرا خاطئا لا يبني عليه ترفعه عمن هو دونه بل يترفع بتقديراته الخاطئة عمن هم فوقه فيصبح أسوأ حالا وأضر على فريقه من الأعمى الأصم حين يحمل بيده سلاحا يضرب به في كل اتجاه يظنه صحيحا.
وتصل سماكتها إلى مرحلة الخطر حين لا يستثني العلماء والمفكرون والمصلحون والدعاة أنفسهم من هذا الخلق فيجتنبون مناقشة مخالفيهم بحجة عدم المكافأة، أو أن مناقشة مثل هؤلاء إعلاء لقدرهم وأن ما يردده هؤلاء سفاهات لا ينبغي الاشتغال بها , وهم لا يحتجون لما يذهبون إليه بكتاب أو سنة وليس معهم عليه أكثر من قول الشاعر:
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
ولا يعلمون أنهم حين يترفعون – بزعمهم - عن أمثال هؤلاء يقعون فيما فروا منه بل في أعظم مما فروا منه إذ يتجرأ هؤلاء على الكتابة ويكثر مناصروهم من أمثالهم حتى يأتي يوم لا تسمع فيه إلا أصواتهم , وتعظم الطامة حين يصبح رأيهم لكثرة ما يتداوله الناس رأيا عاما يضطر الدعاة والعلماء إلى مسايرته أو التراجع من أجله , وما ذاك إلا لأن العلماء الأفذاذ تركوا الرد عليه في حينه علوّا بأنفسهم عن صاحبه وأوكلوا ذلك إلى تلاميذهم ومحبيهم حيث لا يزداد المجترئون بردودهم إلا جرأة.
ويفوتهم - عفا الله عنهم - أنهم إنما يردون على هذا الرأي لا على من جاء به , وأن وأد الآراء الدخيلة والأفكار الأهوائية أمر جلل لا ينبغي أن يتغاضى عنه أحد من أهل الكفاءة بحجة عدم المكافأة.
والشيخ صالح الفوزان - وفقه الله وجزاه عن المسلمين خيرا - ليس كذلك , بل هو المتميز من بين سائر علمائنا بالرد بقلمه المسدد بعون الله على كل مخالف في فكره وهو يعلم قبل غيره أنه أعلى قدرا وأرفع مكانة في نفوس الناس من كل من يتصدى للرد عليهم , ولكنه يعلو فوق ذاته فلا يقيس بها من ينبغي محاورته ومن لا ينبغي , بل تعيين ذلك موكول إلى ما يطرحونه من آراء ومدى اتفاقها مع الدين الذي هو مؤتمن على علمه , ولذلك ظن الكثير أنه تصدى لفلان وفلان وفلان وهم نكرات لم يعرفها إلا استقواء الباطل ونفوق أهله , والصحيح أن الشيخ لم يجر في خلده أنهم أكفاء له كما أن معرفته بقدر نفسه لم تزين له ترك أمرهم لمن هم دونه من تلاميذه ومن في حكمهم بحجة أن في تصديه لهم انتقاصا من قدره , بل سما فوق ذاته فلم يجعلها معيارا للصواب والخطأ من التصرفات، بل للصواب والخطأ في تصرفات العلماء وورثة الأنبياء معايير أخر لا تساوي عندها الذات شيئا.
والذي أعجب منه هو ترك أقران الشيخ صاحبهم في ساحة النضال هذه وحده ليس معه بعد الله تعالى إلا محبوه ممن هم دونه حتى رماه خصومه عن قوس واحدة ظنا منهم أن ليس في بني عمه رماح وأن الصف الأول غائب كله , وما عسى أن يغني مؤخر الجيش إذا غاب مقدموه ,, هكذا سولت لهم أنفسهم.
ومبعث عجب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كذلك أيضا , فلم يكن صلى الله عليه وسلم ليدير رأسه عن باطل لأن صاحبه ليس كفؤا له ولم يكن ليسكت عن خطأ ليقيم غيره مقامه في إنكاره , أليس هو من حك النخامة عن جدار المسجد بيده الشريفة , وقام للبائل في المسجد بنفسه ومشى للشفاعة لمغيث عند بريرة , ودعا إلى الله الصغير والكبير والرفيع والحقير فلم تكن أقدار الناس فيما بينهم تعني عنده شيئا في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن مهمة البشارة والنذارة أوكلت إليه دون تقييد بمكان أو مكانة.
وجرى على ذلك أصحابه رضي الله عنهم وتابعوهم بإحسان فأنكروا كل بدعة في القول والعمل على التعيين والإجمال لم يسألوا عن قائلها ومن يكون نسبة إليهم, وماذا عسى أن يكون؟
وختاما: فإن ما صنعه جرير ببشار خليق بجرير كما هو خليق ببشار ليس إلا.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 01:40]ـ
جزاك الله خيراً لقد استعرضت الموضوع استعراضاَ سريعاً
لكن أقرانه لن يتركوه إن شاء الله، و الشيخ صالح اللحيدان قد ذب عنه، و أدعوهم كما دعوتهم للمزيد من ذلك، خاصة و أقران الصحفيين لم يتركوهم وحدهم
انظر هنا بارك الله فيك
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18528
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 05:40]ـ
بارك الله فيكم دكتور محمد ..
وهو كما قلتَ: أحيانًا: ترك الرد وتوضيح الحق - في ظل سكوت غالب -، قد يكون مجرئًا لغير المردود عليه أن يكشف عن مخبوء نفسه، ظانًا أن الساحة قد خلت .. فإذا ما وجد المراغم انكف وارعوى ..
ـ[أحمد الأحمد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 01:51]ـ
جزاك الله خيرا،
والعجب من الكثير من الخيرين لم يدركوا أهمية الجهاد بالبيان
متعنا الله بعلمائنا(/)
ما هي الفلسفة؟
ـ[بن نعمان]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 02:44]ـ
إخواني الكرام
سلام الله عليكم جميعا
هل يتكرم أحد الإخوة ويشرح لي مذهب الفلاسفة وأنواع الفلسفة أو يدلني على كتاب يوضح لي ذلك؟
وهل الفلسفة كلها باطلة أم أن فيها ما يمكن قبوله؟
أريد أن أفهم يا إخواني فأعينونني جزاكم الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 08:11]ـ
قال الشيخ ياسر برهامى ان الفلسفة أشر من علم الكلام الذى قال فيه الشافعى ما هو معروف لكن من يدرسها ليرد على اهلها فيؤجر كبن تيميية فقد تبحر فيها ليرد على اهلها انتهى
والشيخ مصطفى حلمى درس الفلسفة بل انى قرأت فى ترجمة له بعنوا مجدد السلفية فلسفيا فى هذا العصر
واذهب الى موقع العقيدة والحياة فى قسم الدراسات او المقالات تجد كتابات عن الفلسفة للشيخ ابراهيم الحمد وغيره
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 10:11]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإن كلمة فلسفة تعريب كلمة ( Philosophia)
وهذه كلمتان: Philo بمعنى حب
وكلمة Sophia بمعنى الحكمة
فهي تعني بلسان الروم (حب الحكمة)
ولا تُبتغى الحكمة إلا من عند الله، لأن الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء، وأما طريقة الروم في ابتغاء الحكمة، فهي أول الطريق إلى الضلال الأبعد
أعاذنا الله تعالى وإياكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 08:24]ـ
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
/// توضيحٌ مختصرٌ أكتبه ارتجالًا ..
/// خلاصة معنى مصطلح الفلسفة "المذمومة" عند الإسلاميين هي: الوصول للحقائق في الإلهيَّات أوالنبوَّات والخلق والمعاد ... ونحوها بطرقٍ منطقيَّة قياسيَّة عقليَّة، وإن كان منافرًا لعلوم المرسلين.
/// والفلاسفة المتكلِّمون في هذا النوع متقاربون في البعد عن وحي الأنبياء وعلومهم، لكنَّهم يشتركون في قاسم كفريٍّ واحد في الآخر، وهو إخضاع الإلهيَّات لقياساتهم العقليَّة وطرقهم المنطقيَّة، التي كثيرٌ منها فاسدٌ غير مسلَّم به عند بعضهم. مع ما عند كثيرٍ منهم تعلُّقًا بالشرك ونسبةً للتدبير لغير الله تعالى.
/// وليس ثَمَّ فلسفة إسلاميَّةٌ على هذا المعنى المتقدِّم، فإمَّا فيلسوف وإمَّا مسلم، وما تشرَّب أحدٌ هذه العلوم عنهم إلَّا وقد نبا عن الإسلام وغاص في الكفر، كالفارابي وابن سينا في المشرق و"صاحب التهافت .. " في المغرب ... وغيرهم.
/// أمَّا الفلاسفة الذين بحثوا في الطبيعيَّات والحساب والجبر ونحوها من النَّظريَّات فكثيرٌ من كلامهم هم فيه مصيبون، والحضارة المعاصرة ينبغي أن تنسب كثيرًا من الفضل لنظريَّات أولئك الذين وضعوا أسسها. وهذا ما أثنى عليهم فيه الشيخ الإمام ابن تيميَّة رحمه الله وذمَّ عليهم خوضهم في الأوَّل.
/// وأول ما دخلت هذه الكفريَّات بإنشاء دار الحكمة في بغداد على يد خليفة العباسيين "هارون الرشيد" واستجلاب وترجمة تلك الكتب الموروثة عن أولئك الإغريق، كأرسطو وسقراط وغيرهما، على يد جمعٍ من المترجمين كحنين بن إسحاق وثابت بن قرة .. وكان ذلك قد بلغ أوج مبلغه في عصر المأمون.
/// كالحال الآن .. دخلت في تلك الأزمنة النظريات النافعة للمسلمين في الطبيعيات والحساب من الإغريق فنفعتهم في الحضارة المدنيَّة وتشييد المدن والتقدُّم في العلوم، هندسة وطبا وعمارة و .. الخ، ولكنَّهم مع ذلك سمحوا بدخول الزندقة والهرطقة الفلسفية معها فنشأت البدع الفلسفية، وظهر ما يُسمَّى بفلاسفة المسلمين كابن سينا "الشيخ الرئيس" والفارابي "المعلم الثاني". وغيرهما.
/// جاء مدٌّ مقابلٌ لهذا المدِّ (ردَّة الفعل)، وهم ما يُسَمَّون بالـ"متكلِّمين"، ليردُّوا على أولئك المتزندقة، فدرسوا المنطق والفلسفة ليردُّوا عليهم، فما عادوا سالمين، فنشأت بدعة الكلام والمتكلِّمين.
/// وهذه هي صلة الوصل والافتراق بين الفلاسفة والمتكلِّمين ..
/// الحاصل .. لا تلتقي فلسفة هؤلاء الفلاسفة الإلهيين مع علوم الأنبياء والمرسلين إلا كما يلتقي الحوت والضب، والماء والنار.
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً /// /// /// عمرك الله كَيفَ يَلتَقِيانِ؟
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَهَلَّت /// /// /// وَسُهَيلٌ إِذا اِستَهَلَّ يَماني
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 01:44]ـ
وأول ما دخلت هذه الكفريَّات بإنشاء دار الحكمة في بغداد على يد خليفة العباسيين "هارون الرشيد" واستجلاب وترجمة تلك الكتب الموروثة عن أولئك الإغريق، كأرسطو وسقراط وغيرهما، على يد جمعٍ من المترجمين كحنين بن إسحاق وثابت بن قرة .. وكان ذلك قد بلغ أوج مبلغه في عصر المأمون
ألا يكون ادق شيخنا لو قيل أن أول ما نظم دخول هذه الكفريات و سار رسميا تتبناه الدولة هو مع دار الحكمة ... لأن أولية دخولها كان قبل ذلك بكثير من أيام خالد بن يزيد و هو ما يفسر معرفة أوائل المتكلمين و قدماء الأئمة و المصنفين و المتصوةفة بجوانب منها و ظهور بعض الآثار الفلسفية في وضع الأحاديث و الآثار و النضج الفلسفي العميق في الصدر العباسي و الذي لا يمكن الا أن يكون نتاج تداول طويل الأمد للنتاج الهيليني -المانوي -البرهمي و ان كان على أساس فردي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 01:52]ـ
/// نعم .. خالد بن يزيد بن معاوية .. هو كذلك أخي الكريم .. الأولية الرسمية التي تتبناها الدولة! والله المستعان.
/// جزاكم الله خيرًا على إضافتكم المجلية.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 07:12]ـ
و فيكم بارك الله شيخنا على الفائدة ... و أمر آخر و ان كان ظنا لا يقينا ... أن هذه الأولية الرسمية قد تكون هي التي كان يقصدها الامام ابن المبارك بانشاده.: و ما افسد الدين الا الملوك .. و أحبار سوء و رهبانها ... فبما انه لم يعاصر فتنة خلق القرآن فلا يبقى الا معاصرته لبوادر تبني الدولة لهذه الخطوة الثقافية .. و كانه تفرس آثارها في تطور سرطان الفكر الجهمي الذي كان محاصراو مجمدا من الانتشار في جسم الأمة بفعالبة في أيام الأمويين حين كانوا يدا واحدة مع أئمة الدين و لم يكن صعبا عزل الفيروسات العقائدية و الأخلاقية ما دام تسريبها يقوم به أفراد معدودون ... حتى تبنته الدولة و اتسعت الهوة بينها و بين علمائها فعم الوباء وضعف العلاج و ظهر الضعف و اتسع الخرق على الراقع ... و هو ما يلخصه بيت الشعر المذكور فما اشبه الليلة بالبارحة:)
ـ[المستبصر]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 08:19]ـ
أظن دخول الفلسفة لم تكون أيام الرشيد بل كانت أيام المأمون فقد تعلق بحب العلم ولكن المبتدعة أثروا عليه وأصابوه ببعض بدعهم كالقول بخلق القرآن أم الرشيد فالمعروف عنه التمسك بالسنة
والفلسفة اليونانية كانت تهدف الى المعرفة و الحكمة ومعرفة أسرار الكون ولكن بسبب وجودهم في بيئة وثنية خالية من الحق والايمان وقعوا في الكفر والخرافات والضلالات، وإلا فالإسلام يدعو الى المعرفة والتفكر في الكون للوصول الى تعظيم الله تعالى وأيضا الاستفادة من العلوم لمختلفة في تعمير الارض وتطويرها والجوانب المادية التي اهتم بها الفلاسفة فيها نفع كثير للبشر، ولما كان الغالب على الفلاسفة الدخول في الغيبيات والوقوع في الكفر ودخول الفلاسفة المسلمين في نفس الطريق معهم تكلم أهل العلم عن الفلاسفة وحذروا من الفلسفة وخطرها على عقيدة المسلم ولم يفرقوا بين أقسام الفلسفة والعلوم التي تكلموا فيها.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 10:47]ـ
ما رأيكم شيخنا عدنان اذا قيل
أن المتكلمين أحسنوا لأنه كان يجب على الامة الرد على هؤلاء لكنهم وقعوا فيما وقعوا فيه
وليتكم تذكرون ماتيسر من المراجع التى ذكرت ان هارون الرشيد اول من ادخل كتب الفلاسفة والا فاننى ما سمعته انه المأمون
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 11:14]ـ
/// بارك الله في الإخوة جميعًا .. هارون الرشيد أسَّس دار الحكمة -وهي من تبنَّت بشكل رسمي ترجمة كتبها- ولم يدخل الفلسفة عمدًا وحبًّا لها فيما يظنُّ منه، عكسًا على ترجمته التي فيها حبُّه للدِّين ومحارته للزنادقة وغيرهم. والأمر لو أخذ ببساطة فإنَّ كثيرًا من الملوك والأمراء هم وإن تأدَّبوا وتثقَّفوا لكنَّهم عامَّةٌ في الغالب في القاضايا التفصيلية والوقوف عند الشبهات، فتشرب المأمون بهذه البدع جاء من قبل جهله وسوء تعليمه ...
/// أمَّا بالنسبة للمراجع فدونك كتب التاريخ والتراجم اقرأ فيها ذلك في ترجمة هارون الرشيد رحمه الله.
/// لا شكَّ أنَّ الإحسان من المتكلِّمين قضيَّةٌ نسبيٌّة، والإساءة منهم أيضًا نسبيَّةٌ في هذا الباب؛ إذ إنَّ تصدِّي المتكلِّمين بشقَّيهم -معتزلة وأشاعرة- للفلاسفة وردِّهم عليه خيرٌ وإحسانٌ لعلوم الإنبياء، ولكنَّه خطأٌ فادحٌ وانحراف خطيرٌ في نفس الوقت؛ إذ إنَّهم لم يوصلوا الناس من ردِّهم على هؤلاء إلى دين الأنبياء وأتباعهم، بل إلى مذهب هجين، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
/// كما يفعل بعض دعاة الجهل في هذا الزمان من نقل الجهلة من الكفر إلى البدع المغلَّضة والمنكرات الفاضحة، بحجة التوفيق والتيسير (إحسانًا وتوفيقًا).
/// وقد قال الذهبي في ترجمة أحد المترفِّضين من الكفَّار: انتقل من ركن من أر كان جهنَّم إلى ركن آخر. (ابتسامة)
ـ[بن نعمان]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:13]ـ
إخواني: جزاكم الله خير الجزاء
لقد عرفت الآن
بارك الله فيكم(/)
حين ينشب الصراع بين القلم والورقة .. تعجز الكلمات عن الخروج
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 10:55]ـ
أخذت قلما وورقة .. لأكتب عن أبيّ صامد .. قوي العزم شامخ .. كنهيم الأسد صادح
عن مقيد بالأغلال والسلال .. يمكث بين سود جدران ومتين قضبان
أردت أن أكتب عن أسد رابض في العرين .. عن مرابط على ثغر العراق والشيشان وفلسطين
كيف أصفه وبأي العبارات أذكره .. ماذا أكتب عنه .. كيف ومن أين أبدأ
هل بعزمه وصموده .. أم بشرفه وشموخه
ماذا أقول وأنا بين الأفكار أصول وأجول .. وكأن لسان حالي يقول: أشيروا علي أيها الناس
اجتررت الأفكار تلو الأفكار .. وأرسلت إشارات إغاثة توجب على الأحداث التكرار
لم يستطع حبره أن ينحدر على الورقة كاتبا
ربما كان عجزه لعظم ما سيكتب .. أو ربما هي يدي التي انتفضت لتآزر ذلك القلم
أو ربما حبر ذلك القلم قد جمد من شدة الأفكار
احتمالات متعددة قد تكون كلها مجتمعة وواحدة منها كفيلة بمنع كاتب عن كتابة مقاله .. أو منع أديب عن إكمال إبداعه .. أو تحول بين شاعر وشطر بيته
وبدلا من أن يكون النزاع بين طرفين تحول إلى الثالث
إذ الثالث لهما بمثابة الأعضاء من الجسد
فالأول – أي القلم – بمثابة القلب النابض الذي يمد الجسم بالدم والثاني - أي اليد – عقل مدبر ينقل الإبداع إلى العضو الثالث – وهو الورقة –
وحين يكون العقل والقلب والأعضاء من الرافضين لشيء معين فهذا يعني أن ذاك الأمر محال
حينها حاولت النفس أن تجبر اليد على الكتابة فكأنما وقف القلم حائلا بينهما
اشتد بينهما الخصام وبدأ النزاع يُجلب .. وكأن جمعهما من بعد سيتلبلب .. أو كأني على أعتاب صراع سينشب
إذ حدة الصراع تسقط حبرا أسودا على تلك الورقة
حين تنظر إليه تراه أشد من عتمة الليل
فتتذكر ذاك العرين شديد السواد .. وصاحبه في العتمة لا ينسى رب العباد .. ويقوم لله قانتا كما هم الزهاد .. فلما تراءى لي ذلك قلت: يا نفس أنت أقرب للحياد
فالقلم ليس أهلا لوصف الكرام .. وإن كتب لن ينصف فخشيت أن توصفي بين اللئام .. فيقال إنما أرادت أن تغرر بالأنام
فأبدلت العبارات بنقاط لتدل على كلام كثير تعجز النفس عن وصفه ..........
وكأنما هي الهدنة بين تلكم الأعضاء
ثم انتهى ذاك الأمر بأني قد عجزت عن وصفك أيها الرابض في العرين
لكم الله يا أسرى العزة(/)
حق المساواة في طلب العلم بين الجنسين.
ـ[أم فراس]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 02:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب العلم فريضة،والوسيلة لتحقيق المقصد لها حكم المقصد،
وحتى لا أطيل: هل وجد في طلب العلم تخصيص طلبه للرجل دون المرأة،؟
لا، ولكن لتحقيق هذه الغاية أو الإكمال في الدراسات العليا نجد أن الرجل فضل نفسه على المرأة بالاستئثار في كل شيء.
لا أقول الرجل العادي،وإنما الرجل الذي تعلم في جامعاتنا أو الجامعات الغربية التي نادت بالمساواة أو بتفضيل المرأة كما يقال،
تريدون الإثبات: انظروا: نظام التعليم العالي يساوي بين النساء والرجال في شروط استحقاق الدرجات العلمية.بمعنى لا بد أن تنال شهادة الماجستير أو الدكتوراة عن طريق الدراسة المنهجية ثم البحث العلمي،
هل رأيتم من يقول المرأة تنال الشهادة بالمنهجية فقط؟ لا نحن ننادي بالمساواة.
طيب تعالوا لنقدم البحث العلمي وقارنوا بين مكتبات قسم الطلاب بمكتبات قسم الطالبات،والله ستجدون فرق السما عن الأرض،
أليست مكتبات الجامعات تابعة للوزارة نفسها .... فكيف تكمل المرأة بحثها؟
في جدة مثلا يُتصدق علينا أو يسمح لنا بزيارة مكتبة الطلاب لمدة 4 - 8 أسابيع بالكثير للاستفادة منها، ومن الساعة 10 - 1ونصف فقط يعني 3أو 4 ساعات مضروبة في 4 مرات =12ساعة فقط طيلة الترم.
أو ضعفها.
تعالوا للخدمات: مسموح بالتصوير لعدد معين من الصفحات.وماذا عن قسم الدوريات: لا موظفة في المكان أصلا.ولا مكنة تصوير. ثم ماذا: الرسائل الجامعية مغلق عليها، المكتبات الخاصة المهداة للجامعة مغلق عليها .... الخ
تعالوا لجامعة أم القرى: مسموح للطالبات بزيارة مكتبة الطلاب من 8 - 12 ظهرا في العابدية وليس لطول الترم ...
إذن كيف تريدون للمرأة أن تكمل تعليمها؟ ثم نقول مستوى النساء ضعيف علميا.
لا بد من إعادة النظر في هذا الموضوع المأساوي،
صحيح أن الرجال يقولون ونحن نعاني من قلة المراجع،ولكن الواقع أن لا مقارنة بين المكتبات في شطري كل جامعة.
أظن أن الرجل نقل فكرة القوامة من منزله وطبقها على مثيلته من الموظفات أو الطالبات فأعطى لنفسه حقا أكبر في الاستئثار بالأفضل.
نقطة ثانية: معارض الكتب هل تحل إشكالاتنا.
بصفتي متخصصة في الفرق نعاني ولا أدري عن الآخرين، ممنوع بيع مايتعلق بكثير من الفرق، كلمت وكيل وزارة الثقافة د. السبيل قبل عامين، واقترحت حلا: لماذا لا يكون لدينا تصريح مثل تصريح المطارات لنستطيع الشراء مع إثبات الهوية الدراسية أفضل من بيع بعض الدور مايشاؤون من تحت الطاولة،لنصل إلى حل وسط بين من يحظر بيعها وبين من يبيح بيع كل شيء بحجة عدم الحجر على الفكر. فوعدني خيرا.
إن أحد الحلول أيضا: أن تحصل المرأة على الدرجة العلمية بنظام الدراسة ويترك البحث العلمي للرجل،لأنه حتى لو أرادت المرأة إحضار مراجع من الخارج فهي مقيدة بتفرغ ورضى المحرم أيا كان،وفق الضوابط الشرعية.
فهل من حلول أخرى لهذا الوضع؟
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:49]ـ
شكرا على المضوع و جازاك الله خير جزاء
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 05:09]ـ
للأسف حتى في الدروس العلمية للمشايخ في المساجد, لامكان للمرأة هناك, مع العلم أن هذا الأمر مشروع وسهل القيام به
لكن يضل طالب العلم يجتهد فيه, ويتعرض للمحن والإبتلاءات ...
فاللهم نسألك الأخلاص فيه وتيسير سبله على الوجه الذي يرضيك عنا
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 07:14]ـ
طبعا فالمساواة واجبة وخصوصا في طلب العلم .. كما للرجال حق للمرأة حق مثله ..
زيادة على ان هناك للخ في وسط التدريس النظامي وفيه تخبط نسال الله السلامة .. زيادة على أن حلق المساجد ودروسها لا تكفي في بلدان عربية أخرى حتى للرجل! فكيف بالمرأة .. من هناك يجب اعادة التكفير وصياغة مناهج جيدة متينة تفيد البنت والشاب ..
ونتمنى من كل طالب علم أن ينتقى طالبة علم أيضا ونتمنى منه ايضا سد الثغر الذي تشتكى منه البنت او الأخت المسلمة كتعليمها واصطحابها الى دروس المخصصة للنساء و الرجال .. الخ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ونسال الله أن يرزق اخواتنا المسلمات طالبات العلم رجالا صالحين من خيار طلبة العلم وان يجمع بينهم في خير ويبارك لهم وفيهم وينفع بكم الاسلام وأهله ويرزقهم ذرية نافعة طيبة صالحة مصلحة في أمتنا المكلومة ..
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 11:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ,
جزاكم الله خيرا أم فراس على طرح هذا الموضوع ,,,
كلامكم صحيح:في تفضيل الرجل على المرأة في الطلب وفي الدراسة , لكن هذا لا يمنع يا أخيتي أن تدرس المرأة وأن تبرع وتبدع ثمراتها , في طلب العلم أو في قرآة الكتب , أعني: أن هذا ليس بعذر ٍ على المرأة أن تطلب العلم أو، أن تبدع في مجالات أخر.
نقول أولا:
هل المرأة مستعدة لطلب العلم إذا فتح لها المجال ,؟؟؟
هل تسطيع المرأة ان تربي أولادها وأن تطبخ وهي حاملة مثلا: مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ,؟!
هذا غالب النساء الآن ’ وقلما ما تجد , إمرأة متفرغة للدراسة الشرعية التي تستطيع منه أن تدرّس أو تدرس ,
لكن هناك نساء عالمات جليلات
, أذكر بعضا منهن:
قال الإمام الحافظ ابن كثير في ترجمته لأم الدرداء الصغري التابعية
" إسمها هجيمة و يقال جهيمة تابعية عابدة عالمة فقيهة كان الرجال يقرؤن عليها و يتفقهون في الحائط الشمالي بجامع دمشق، وكان عبد الملك بن مروان يجلس في حلقتها مع المتفقهة يشتغل عليها وهو خليفة، رضي الله عنها .. توفيت سنة ثنتين و ثمانين هجريا" اهـ من كتاب البداية و النهاية صفحة 47 من المجلد التاسع.
الفضيل بن عياض يتعظ من كلام شعوانة العابدة الزاهدة حتي شهق ووقع مغشيا عليه
يقول الحافظ ابن كثير في ترجمته لشعوانة العابدة الزاهدة
" كانت أمة سوداء كثيرة العبادة، روى عنها كلمات حسان، وقد سألها الفضيل بن عياض الدعاء فقالت:- أما بينك وبينه ما إن دعوته استجاب لك؟ فشهق الفضيل ووقع مغشيا عليه) أهـ ص 166 المجلد العاشر
وكذالك العالمة حفصة بنت سيرين ’ أخت محمد بن سيرين المعروف , كذالك ابنت سعيد بن المسيب
ام الهذيل - رحمها الله -
ام الهذيل "لها روايات كثيرة وقد قرأت القرآن وعمرها اثنتى عشر سنة وكانت فقيهة عالمة من خيار النساء عاشت سبعين سنة" اهـ انظر البداية و النهاية للإمام ابن كثير سنة عشر و مئة.
الشيخة الصالحة ست المنعم بنت عبد الرحمن
" الشيخة الصالحة ست المنعم بنت عبد الرحمن بن علي بن عبدوس الحرانية والدة الشيخ تقي الدين بن تيمية عمرت فوق السبعين سنة ولم ترزق بنتا قط توفيت يوم الأربعاء العشرين من شوال ودفنت بالصوفية وحضر جنازتها خلق كثير وجم غفير رحمها الله " اهـ كتاب البداية و النهاية لابن كثير المجلد الرابع عشر سنة ست عشرة وسبعمائة
ومن شيوخ ابن القيم امرأة لا أذكرها.
أذكر موقفا ذكره أحد الدكاترة: أنه كان في جلسة مناقشة رسالة ماجستير , وكان المناقشون ثلاثة / رجلان وإمرأة فيقول:
لما تكلمت المراة لم أستحمل نفسي أن تخالف وتناقش وقمت من المجلس , وتذكرت كلمة ابن الصلاح: أن علم الحديث لا يصلح للنساء , إنما هو للرجال وفحولتهم ,
وكم من الدروس المسجلة التي هي فوق الآف , كم شريط سجل للشيخ ابن عثيمين؟ كم من شريط للشيخ ابن باز وللشنيقيطي , فقط هؤلاء!! كم شريط سجل لهم في شتى العلوم.؟؟!
في الفقه في الحديث في التفسير في الرقائق ’ فعدم الحضور للمجالس العلمية في المساجد ليس بعذر!!
وإن كان حقا انه عذر فلم لم تطلب النساء ذالك ,؟
وقالت الأخت: عالمة المستقبل /: للأسف حتى في الدروس العلمية للمشايخ في المساجد, لامكان للمرأة هناك, مع العلم أن هذا الأمر مشروع وسهل القيام به ,
ما دام أنه سهل الشروع به ,لم لم يبادر الرجال بوضع مجالس خاصة للنساء , أم أن النساء لم تطلب ذالك ,.؟!
كلامكم صحيح , في أن الرجال له مجالات كثيرة تنميه في طلب العلم , لكن كما قلت: أن هذا لا ينفع في أن يكون عذرا مستمتا للمرأة أن لا تدرس , فلننظر إلى مجال الطب! من أكثر الرجال أم النساء , وهلم جرا
هذا ما عندي ,
والسلام عليكم
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 02:11]ـ
أذكر موقفا ذكره أحد الدكاترة: أنه كان في جلسة مناقشة رسالة ماجستير , وكان المناقشون ثلاثة / رجلان وإمرأة فيقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لما تكلمت المراة لم أستحمل نفسي أن تخالف وتناقش وقمت من المجلس , وتذكرت كلمة ابن الصلاح: أن علم الحديث لا يصلح للنساء , إنما هو للرجال وفحولتهم ,
مسكين هذا الدكتور .. ألم يسمع كيف أخذ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم عن عائشة؟
إلا إن كان من أصحاب العمائم!! أستغفر الله وأتوب إليه ..
الكلام في هذا يطول ولا أقول إلا:
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون ..
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 02:20]ـ
جزاكم الله خيرا ولي تعليق يسير لما كتبتم
كلامكم صحيح:في تفضيل الرجل على المرأة في الطلب وفي الدراسة , لكن هذا لا يمنع يا أخيتي أن تدرس المرأة وأن تبرع وتبدع ثمراتها , في طلب العلم أو في قرآة الكتب , أعني: أن هذا ليس بعذر ٍ على المرأة أن تطلب العلم أو، أن تبدع في مجالات أخر.
صدقتم لااااااعذر لها
نقول أولا:
هل المرأة مستعدة لطلب العلم إذا فتح لها المجال ,؟؟؟
هل تسطيع المرأة ان تربي أولادها وأن تطبخ وهي حاملة مثلا: مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ,؟!
هذا غالب النساء الآن ’ وقلما ما تجد , إمرأة متفرغة للدراسة الشرعية التي تستطيع منه أن تدرّس أو تدرس ,
من كانت صاحبة همة فبالتأكيد نعم تستطيع, ليس فقط في الحظور والتدريس بل ستكون مبدعة فيه كحال المشايخ وطلبة العلم
لكن هناك نساء عالمات جليلات
, أذكر بعضا منهن:
قال الإمام الحافظ ابن كثير في ترجمته لأم الدرداء الصغري التابعية
" إسمها هجيمة و يقال جهيمة تابعية عابدة عالمة فقيهة كان الرجال يقرؤن عليها و يتفقهون في الحائط الشمالي بجامع دمشق، وكان عبد الملك بن مروان يجلس في حلقتها مع المتفقهة يشتغل عليها وهو خليفة، رضي الله عنها .. توفيت سنة ثنتين و ثمانين هجريا" اهـ من كتاب البداية و النهاية صفحة 47 من المجلد التاسع.
الفضيل بن عياض يتعظ من كلام شعوانة العابدة الزاهدة حتي شهق ووقع مغشيا عليه
يقول الحافظ ابن كثير في ترجمته لشعوانة العابدة الزاهدة
" كانت أمة سوداء كثيرة العبادة، روى عنها كلمات حسان، وقد سألها الفضيل بن عياض الدعاء فقالت:- أما بينك وبينه ما إن دعوته استجاب لك؟ فشهق الفضيل ووقع مغشيا عليه) أهـ ص 166 المجلد العاشر
وكذالك العالمة حفصة بنت سيرين ’ أخت محمد بن سيرين المعروف , كذالك ابنت سعيد بن المسيب
ام الهذيل - رحمها الله -
ام الهذيل "لها روايات كثيرة وقد قرأت القرآن وعمرها اثنتى عشر سنة وكانت فقيهة عالمة من خيار النساء عاشت سبعين سنة" اهـ انظر البداية و النهاية للإمام ابن كثير سنة عشر و مئة.
الشيخة الصالحة ست المنعم بنت عبد الرحمن
" الشيخة الصالحة ست المنعم بنت عبد الرحمن بن علي بن عبدوس الحرانية والدة الشيخ تقي الدين بن تيمية عمرت فوق السبعين سنة ولم ترزق بنتا قط توفيت يوم الأربعاء العشرين من شوال ودفنت بالصوفية وحضر جنازتها خلق كثير وجم غفير رحمها الله " اهـ كتاب البداية و النهاية لابن كثير المجلد الرابع عشر سنة ست عشرة وسبعمائة
وأذكر أيضا في عصرنا هذا
1/الدكتورة الفقيهة: رقية بنت محمد المحارب
فقد لازمتها -ولله الحمد- فلها دروس في تفسير القرآن وتفتي النساء, وتعبر الرؤى, ولها مؤلفات في الفقه والحديث والآداب, وموقع إلكتروني, وقريباً ستفتتح مركز النجاح للإستشارات.
2/ الدكتورة نوال بنت عبد العزيز العيد
شيختنا, لها دروس علمية متعددة في الحديث وعلومه, والعقيدة .. الخ, ومشرفة على دورات علميه
في درسها الأسبوعي في مؤسسة مكة في الرياض يحضر لها أكثر من أربع مئة طالبة علم.
ولها مؤلفات أيضاً
3/الداعية الأستاذة أسماء بنت راشد الرويشد
مديرة مؤسسة الأعمار, ومركزآسيا للإستشارات, وتشرف على موقع آسيا ..
أماعن أنشطتها الدعوية فعجيبة جداً تعمل في الدعوة ليل نهار, -لاأدري متى ترتاح- لها في كل مكان نشاط دعوي في الجامعات والمدارس ودور تحفيظ القرآن والمعاهد العلمية وووو
وبدأت من فترة قريبة بمشروع دعوي رائع أسمه "الحياة من جديد" في جامعة الملك سعود للطالبات.
وأخريات يطول بنا المقام لوذكرتهن.
أذكر موقفا ذكره أحد الدكاترة: أنه كان في جلسة مناقشة رسالة ماجستير , وكان المناقشون ثلاثة / رجلان وإمرأة فيقول:
لما تكلمت المراة لم أستحمل نفسي أن تخالف وتناقش وقمت من المجلس , وتذكرت كلمة ابن الصلاح: أن علم الحديث لا يصلح للنساء , إنما هو للرجال وفحولتهم ,
ليس صحيح!!! هذا يعبر عن موقف الدكتور وحده
ولقد رأيت الشيخ الجليل الدكتور علي الصياح يعطي أهتمام بالغ لطالبات الدرسات العليا كحال الطلاب وينشئهن تنشئة قوية فيه
وكم من الدروس المسجلة التي هي فوق الآف , كم شريط سجل للشيخ ابن عثيمين؟ كم من شريط للشيخ ابن باز وللشنيقيطي , فقط هؤلاء!! كم شريط سجل لهم في شتى العلوم.؟؟!
في الفقه في الحديث في التفسير في الرقائق ’ فعدم الحضور للمجالس العلمية في المساجد ليس بعذر!!
نعم ليس بعذر, ولكن ليس الخبر كالمعاينة, ولما نحرم من بكرة هذه المجالس, وسؤال المشايخ بعد الدرس كحال الرجال
ثم أن أغلب طالبات العلم يقتنين تلك الأشرطة والكتب, لكن لايمنع وجودها من التلقي مباشرة منهم
وإن كان حقا انه عذر فلم لم تطلب النساء ذالك ,؟
وقالت الأخت: عالمة المستقبل /: للأسف حتى في الدروس العلمية للمشايخ في المساجد, لامكان للمرأة هناك, مع العلم أن هذا الأمر مشروع وسهل القيام به ,
ما دام أنه سهل الشروع به ,لم لم يبادر الرجال بوضع مجالس خاصة للنساء , أم أن النساء لم تطلب ذالك ,.؟!
بل طلبنا ذلك, وفي إنتظار الرد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 03:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب ولا ألمّ بشيء من الوضع الذي تتناقشون حوله (بمعنى لا أكاد أتصور نوع المكتبات الملحقة بالجامعات)
ألا يمكن اقتناء الكتب من المكتبة على سبيل الإعارة؟
من الناحية الإدارية، إلى من تعود بالنظر هذه المسألة؟ ألا يمكن تقديم مطالب بخصوص هذا أو أحد المدرسين يتبنى هذه القضية أو مراسلة الوزارة المعنية بالأمر؟
ألم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يخصص يوما لتعليم النساء دينهن؟ إن صحّ ذلك، فلم لا يقوم بعض العلماء بتخصيص يوم للنساء متى فُقدت نساء عالمات أو طالبات علم
وما مدى جدوى الدراسة عبر الانترنت؟ كثير من العلماء والمشايخ تبث دروسهم حيّة في غرف صوتية فيمكن سؤالهم وما إلى ذاك، فما مدى نجاعة هذا لتحصيل العلم مقارنة بالجامعات؟ (من مختلف الجوانب)
أو لم لا تحدث أحد الأخوات من يدرسهم في المسجد مثلا تشرح له بالتفصيل أو توكل عنها أحد محارمها ليفعل نيابة عنها، وفي ظني أن وزارة الأوقاف هي المسؤولة، ألا يمكن مراسلتهم؟
ربما انعدام تصور حالكم يجعل كلامي كمن يتحدث في الهواء لكن قصدي أنه بإذن الله لن تعدموا حلولا مع المحاولات والإصرار إن شاء الله وطرق الباب المناسب
وفقكم الله
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 03:59]ـ
أختي شجرة الدرة ,
لا يجوز التلفظ بهذه الألفاظ للعلماء كمسكين كأظنه من العمائم ,,!! هذا الشيخ دكتور في الفقه والتفسير واللغة والحديث , هذا اولا
ثانيا: كيف يقارن بين الثرى والثريا ,, بين عائشة وهذه المراة
ثالثا: اللبيب من الإشارة يفهم /, فكيف بالكلام , المراة معروفة برزناتها , قال حسان , حصان رزان ما تزن بريبة ,,إلخ
فهل إذا قامت هذه المراة أمام طلبة العلم والعلماء وصارت تناقش وترفع صوتها وأنها مخالفة , أتعتبر هذه رزانة؟!
أما جواب أختي عالمة المستقبل /
قلتم: من كانت ذات همة فتسطيع ,,,,,,,,,,,,, أخبرني شيخ بلسانه , أن هناك إمرأة طالبة علم , لها أربع أولاد وقال: والله لا تترك دقيقة تذهب هدرا , تطبخ وهي حاملة كتاب أو واصعة مسجل أو أو , لكن أين تجد مثل هذه , قصدت الغالب لا العموم!!
وموقف الدكتور , أردت به أن النساء لا يصلحون للمناقشة والتدريس جهارا نهارا وهذا غير مخفي عليكم ,
وأما بالنسبة لسؤال الشيخ بعد الدرس , ,, فكل درس تجد فيه سؤالا من إمرأة وإن طلبتم التخصيص فالله المستعان
وقد قلت يا أخي ّ يحيى أن هذا ليس بعذر بأن لا تجتهد المراة فهناك أكثر من 100 وسيلة للدعوة أو لطلب العلم
وعذرا والسلام عليكم(/)
جناية الروائي السعودي على مجتمعه
ـ[أوان الشد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 02:31]ـ
(منقول)
يعتبر المفكر والأديب والمثقف مرآة لمجتمعه وبيئته التي يعيش فيها.
وكذلك الروائي عندما يقدم عملاً روائياً فغالباً ما يكون ذلك صورة كربونية لمجتمع هذا الروائي فالرواية تتأثر بأمرين مهمين:
1/ ثقافة الكاتب.
2/ البيئة التي يعيشها الكاتب.
وبالنظر إلى الأمرين نجد أن الكاتب لا يستطيع تصنع ثقافة لا يمتلكها لأن كتابته ستفضحه أمام القارئ المثقف،أما البيئة فبمقدور الروائي صناعتها حسب هواه.
وبغض النظر عن مصداقية البيئة التي تخيلها الكاتب في روايته فإننا نقول:
حين تجول بفكرك في الروايات الروسية والشيوعية ومن أشهرها (الجريمة والعقاب) لفيدور دوستويفسكي، و (كيف سقينا الفولاذ) لنيقولاي استروفسكي. وكذلك (الأعمال الكاملة لميخائيل شولخوف)، فإن أول ما سيتبادر إلى ذهنك عن الرجل الروسي والرجل الشيوعي أنه رجل ثوري يحب التغيير , وأنه رجل عملي ورجل مناضل , بل هم شعوب قادرة على التضحية بكل ما تملك من الأرواح في سبيل مبادئهم وأوطانهم وبلادهم ومعتقداتهم.
ثم حلق بفكرك قليلاً في روايات أجاثا كريستي على سبيل المثال لا الحصر (جريمة في قطار الشرق السريع) أو (اختفى كل شيء) أو (الموعد الدامي)، وكذلك روايات دان براون الشهيرة (شيفرة دافنشي) (ملائكة وشياطين) (حقيقة الخديعة، وروايات ستيفن كينغ (الهارب) (بؤس)،بل حتى روايات الأطفال كرواية جوان كاثلين (هاري بوتر).
فستخرج بانطباعات كثير وتصورات منها:
- الرجل الفرنسي رجل مهذب لبق أنيق في مظهره العام، رائحته زكية دائماً، رسام مبدع، مثال للأديب البارع الناجح.
- الرجل الألماني ذلك الفيلسوف المفكر الصارم , المتقن دائماً لعمله.
- الرجل الإنجليزي: هو الشخص الذي يعشق القراءة والاطلاع فلا ينام حتى يقرأ نصف ساعة على أقل تقدير، وهو رجل صاحب شخصية حادة منطقي التفكير، صاحب دقة في المواعيد يحترم الوقت ويحترم النظام.
الرجل الأمريكي: الأسطورة صاحب الإبداع والابتكار وهو القادر على قيادة العالم _ بزعمهم_ لا يتوقف عن العمل والإنتاج.
وبغض النظر عن مصداقية تلك الانطباعات فإن مثل هذه المشاعر سوف تنتابك قطعاً وأنت تقرأ ولو شيئاً يسيراً من هذه النماذج , التي استطاع كتابها أن يبدعوا في تصوير مجتمعاتهم بالصورة التي يريدونها والتي يريدون أن تعرف عنهم وقد نجوا في ذلك بلا شك.
لكن دعونا ننتقل إلى الروايات السعودية المشهورة والمتداولة بين يدي القراء بل المترجمة منها إلى بعض اللغات الأجنبية، ما هو الانطباع الذي سيتبادر لذهنك عن المجتمع لسعودي من خلال هذه الروايات؟
وأنا لا أتحدث عن جميع الروايات إنما عن الغالب منها، وكذلك ما أثير حوله ضجة إعلامية وتسويق غريب عن طريق المعارض السعودية!! ودور النشر.
فعلى سبيل المثال (مدن الملح) لعبد الرحمن المنيف.هذه الرواية التي عدت أفضل رواية عربية ترجمت في الثمانينات الميلادية يصور الكاتب في هذه الرواية مجتمع الجزيرة على أنه مجتمع جاهل تماماً بل ومجتمع مغفل وبسيط يستغله الأوربيون والأمريكان لسرقة ثروته، بل تجاوز ذلك إلى تشويه الجوانب الإيجابية والأخلاق الحميدة التي كانت آنذاك.
وبالنظر لغيرها من الروايات كروايات (عبده خال) (تركي الحمد) (عبد الله ثابت) وبعض الروايات التي سوقت بشكل غريب مثل (بنات الرياض) وما كان على نفس النهج. نستنتج من هذه الروايات مايلي:
- الرجل السعودي صاحب البطن المترهل الكبير لا يعرف من الحضارة شيئاً، يقضي يومه بين جلسات السمر والاستراحات.
- الرجل السعودي الموظف كسول عن العمل لا ينجز، سيء الخلق مع الناس، وإذا أنجز فذلك لرشوة أو مصالح شخصية.
- المرأة السعودية إما امرأة جاهلة ثرثارة همها الوحيد القيل والقال والتنقل بين المجالس،وإما امرأة متعلمة لكنها لا تفكر إلا في نفسها والأسواق والزينة والسهرات والمناسبات.
- أما الشاب السعودي فهو إما الشاب المتهور الطائش العاطل عن العمل المتسكع في الشوارع الباحث عن المعاصي أو الشاب الإرهابي المتشدد الحاقد على مجتمعه وبلاده.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أما الفتاة السعودية فحدث ولا حرج عن سوء الوصف وتصويرها على أنها الفتاة العابثة صاحبة المعاكسات والعلاقات الغرامية ..
والأسئلة التي أود طرحها:
أين الحديث عن الأم المسلمة المربية التي تضحي بحياتها من أجل تربية أبنائها التربية الإسلامية؟
أين تلك الأم التي مات عنها زوجها فعكفت على أبنائها وبناتها فأنشأت جيلاً صالحاً؟
أين الفتاة المسلمة المحافظة على حجابها وعقيدتها.؟
أين الشباب المسلم الذي نذر نفسه في الجمعيات الخيرية والتعاونية والمؤسسات الإغاثية لخدمة المسلمين داخل البلد وخارجه؟
أين الشباب الصغار الذين تعمر بهم المساجد ليل نهار لحفظ كتاب الله ومدارسة العلم؟
أين الشاب المبتكر الناجح في دراسته ووظيفته؟
أين ذلك الشاب المبدع المخترع في العلوم التطبيقية؟
كثيرة هي النماذج التي يجب علينا أن نفاخر بها الأمم ونبرزها لغيرنا من المجتمعات،ولكن أين ذلك الروائي الذي يأخذ على عاتقه تقديم رواية متميزة تحمل مضموناً إيجابياً ورسالة هادفة؟
وأود أن أشير إلى ملحوظات مهمة:
1/ ليس المقصود إغفال الجوانب السلبية وعدم الحديث عنها إنما المراد التوازن في الطرح وعدم وصف المجتمع بأسوأ مما هو عليه في الحقيقة.
2/ بعض الكتاب حينما يذكر السلبيات يذكرها على سبيل الثناء والتزكية لها وهذا خطره أعظم،وهو ما ينبغي التحذير منه كتحسين صورة الفتاة المتسكعة المعاكسة صاحبة العلاقات الغرامية وتصويرها بالبطلة، والثناء على بعض الصفات المحرمة أو ذكرها عرضاً وكأنها أمر غير مستنكر كشرب الخمر والزنا وغيرها.
3/ عند ذكر السلبيات فينبغي ذكرها على سبيل النقد لا الاستحسان والدعوة إليها.
4/ لا يصح أن نركز على جوانب الخطأ والسوء في المجتمع ونترك الجوانب المتميزة لأن في ذلك إحباطاً للعزيمة وتضعيفاً للهمم.
5/ كثرة ذكر الفواحش والمنكرات على سبيل الاستحسان يدخل صاحبه في الوعيد يقول الله تعالى: ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
ومضة:
قدم لنا هذا البلد الكثير فمن حقه علينا أن نرد له ولو شيئاً يسيراً مما قدم، وتشويه صورته هي من أعظم الإساءات بحقه، ولا أقل من العدل في النقد وإبراز الجوانب الحسنة والمتميزة فيه.
عبدالله بن معدي القرقاح
كاتب سعودي
Amsq.1403@hotmail.com
خاص بصحيفة (سبق) الإلكترونية
ـــــــــ
https://w8.info.tm/dmirror/http/www.lojainiat.com/?action=showMaqal&id=4776(/)
(بنات الرياض) .... (شباب الرياض) ..... (سعوديات) (أين أدباء الفضيلة؟!)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 03:53]ـ
أين أدباء الفضيلة؟!
مجلة البيان (كلمة قصيرة) العدد252 شعبان 1429هـ-أغسطس 2008م
(بنات الرياض) رواية تحكي بعض المغامرات العبثية الهابطة وتصوَّر الفتيات في أسوأ صورة، احتفى بها بعض الإعلاميين،وأصبحت مادة للإشادة والإطراء،ليس لمستواها الفني،وبلاغتها الأدبية،وجاذبيتها القصصية، بل لجُرأتها في التمرُّد والثورة على القِيّم ... !
ويبدو أن ذلك حفَّز بعض القُصَّاص للسير في طريق الأضواء،فظهرت لنا بعد ذلك رواية (شباب الرياض) لتكتمل صورة السقوط.
فالمجتمع بفتياته وشبابه مصابُ بحالة متشنّجة من السُّعار الجنسي، وغارق في مستنقعات الهوى والرذيلة، ولا يعرف إلا المغامرات الهابطة، وليس له همُّ إلا الجري وراء الشهوات!
وحتى لا يُختزل المجتمع في فتيات الرياض ظهرت رواية (نساء على خط الاستواء) لتتحدث عن عبثيات فتيات جدة،ولكي يكون المشهد أكثر اتَّساعاً جاءت رواية (سعوديات).
بريق الأضواء يزداد لمعاناً،وهو كالنار تتهافت حولها الجنادب والحشرات، ولهذا تكاثر أدعياء الإبداع والأدب،وازداد استمرار نزيف الروايات بصورة فجَّة وغير مسبوقة في مشهدنا الثقافي.
ويعبَّر عن فساد هذا النزيف عناوين ذلك الذي يسمونه إبداعاً ...
(فسوق)، (اختلاس)، (عرق بلدي)، (جاهلية)، (القارورة) ... إن ها أمارات صارخة لمحتواها الرخيص،فهي تجمع بين مشاهد الفحش الأخلاقي،وأنفاق التمرد الفكري.
إننا إزاء نوع من الأدب الرغبوي الذي يتطلع إلى صياغة المجتمع وَفق أهوائه وشهواته،ويلهث من أجل تلميع السقطات الفكرية وإبرازها.
إن هذا العبث يصرخ في وجوه أدباء الفضيلة،ويستحثهم لملء الساحة الأدبية بإبداعهم الرزين وحِسَّهم الراقي،فالمسألة ليست مجرد أعمال فنية،بل جهاد وذبُّ عن الدين والأخلاق،ودعوة إلى تماسك المجتمع.
نعم! لن يجد هؤلاء الأدباء الحفاوة والإشادة في كثر من المنابر الإعلامية،لكنهم سيجدون القراء.(/)
استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر؟
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو أن رجلاً ظلم ثم ابتلاه الله تعالى بالمرض نتيجة ظلمه , فهل يصح أن نعتقد أنه لولا ظلمه لما أصابه هذا المرض , أو بمثال آخر لو أن رجلاً قاد سيارته بسرعة جنونية ثم حصل له حادث , فهل يصح القول أنه لولا السرعة لما وقع له الحادث.
أم أن الصحيح أن نعتقد أن مرض الرجل كان حاصلاً حاصلاً بقدر الله تعالى سواء ظلم أم لم يظلم , وأن الحادث الذي وقع فيه الرجل كان واقعلاً واقعلاً حتى لو لم يسرع الرجل.
يعني هل يصح ربط الأقدار ببعضها , أم أن الأقدار منفصله عن بعضها والسبب مجرد سبب لا أكثر؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 10:15]ـ
إصابة الشخص بمرض مسبب له سبب بلا شك لكن لا يجزم أن السبب ذنب لأنه يحتمل أن السبب إبتلاء، و لهذا قد يبتلى الشخص و هو لم يذنب
و ترتب المسببات على الأسباب يحصل إذا شاء الله و قد لا يريد الله ذلك فلا يترتب المسبب على السبب مثل كون النار برداً و سلاماً على إبراهيم
و ذلك لأن السرعة و الذنب سببان أما المرض و الحادث فمسببان، و المسببات مرتبطة بأسباب و موانع و ترتب المسببات على الأسباب و امتناعها عند الموانع لا ينكر لكن مسبب الأسباب و المانع بالموانع هو الله و ليست الأسباب و الموانع تؤثر بذاتها، فلا يصح قول لولا السرعة لما وقع الحادث لأنها لا تؤثر بذاتها و إنما يقال قدر الله و ما شاء فعل و لا مانع من أن يقال أن السرعة كانت من أسباب الحادث
هذا مقتضى كلام العلماء و الله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 07:42]ـ
بارك الله فيك ولكن في كلامك عن العلاقة بين السبب والمسبب بعض الميل الى قول الأشعرية، والله أعلم. ولعل الأحسن أن يقال، أن المسبَب لكي يقع، فلابد له من اجتماع جملة من الأسباب والمقدمات، يظهر لنا بعضها ويخفى علينا أكثرها .. فان شاء الله وقوع المسبب، جمع الأسباب التي نحيط نحن بها والتي ربما أخذنا بها من باب الاعتياد والمشاهدة أو وقعنا فيها بغير عمد أو علم، الى الأسباب الأخرى التي لا نحيط بها علما ولا نراها، حتى لزم بذلك الجمع مضي السنة الكونية وهي وقوع المسبب الناتج عن اجتماع تلك الأسباب. ودعني أضرب على ذلك المعنى مثالا .. تأمل لو أن رجلا أراد أن يسافر، ما الأسباب التي يأخذ بها؟ يعد المتاع والزاد والراحلة، ثم ينتقي الطريق التي علم أنها بحكم الاعتياد والمشاهدة، هي الطريق المفضية الى حيث يريد .. ثم ماذا؟ ثم يتوكل على الله ويمضي في طريقه .. هذه من الأسباب المفضية الى وصوله ولكنها ليست هي كل الأسباب! فمنها مثلا أن يكون الطريق الذي اختاره خاليا من العوائق والموانع التي قد تعطله وتمنعه من المضي فيه! فلو أنه اذ وصل الى نقطة معينة من الطريق وجده قد انسد لانهيار جبل مثلا أو خلافه، وما كان يحيط علما بهذا، أفيسعه الوصول الى مراده اذ ذاك؟ كلا! فما السبب؟ السبب أن هناك أسباب تخفى عليه يلزم أن تجتمع بأمر الله جميعا حتى تؤدي تلك الأسباب التي أخذ بها صاحبنا هذا الى الغاية التي أرادها منها! وهكذا في كل عمل نعمله!
قد يذاكر المرء للامتحان ويجتهد لذلك أشد الاجتهاد، ثم اذا به في طريقه الى الامتحان تصدمه سيارة من حيث لا يدري ولا يحتسب - مثلا! فلعله فرط في الأخذ بأسباب السلامة في الطريق، ولعله أخذ بكل ما في وسعه من تلك الأسباب ولكن قضى الله أن يحرمه سببا ما كان يحيط بعلمه، بل وربما ما كان يمكنه الأخذ به حتى لو علم به، انما يقضيه الله ان شاء لمن يشاء، فامتنع المراد من تلك الأسباب التي بذل فيها ما بذل!! وهكذا.
وكمثال للأسباب التي لا يعلمها الا الله ولا يد للعبد فيها ولا تحكم فيها، أقول أن مجرد امساك الواحد منا بكوب المياه ليشرب، هذا يشتمل على أسباب لا يعلم عدها الا الله، لا يملك الواحد منا أن يسببها بنفسه أو حتى أن يدركها أو يحيط بها ابتداءا!! فتأمل كم الاشارات العصبية التي يقضي الله أن تتحرك من المخ الى الأنامل حتى تتحرك تلك الأنامل وتمتد لتقبض على كوب المياه! أنت ما فعلت الا أن أصدرت أمرا من عقلك الى يدك لتمتد! هذا هو غاية ما أخذت أنت به من الأسباب، ولكن وراء ذلك من الأسباب الخافية عليك ما الله به عليم! فلو قضى سبحانه
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يتم لك مرادك، عملت تلك الأسباب جميعا فيما قضت سنته الكونية أن يفضي اجتماعها اليه، والا قضى عز وجل أن يعطل واحدا منها، فتعجز أنت أو تتعثر يدك أو يفلت الكوب من يدك وينسكب الماء على الأرض وتظل أنت تتأمل في عجب، لماذا سقط الكوب مني وكيف سقط؟؟
سبحان الله العظيم!
ومن هنا فهل سرعة السيارة كانت سببا في الحادث؟ نعم ولا شك! ولكن كم من مسرع ينجو ولا يصيبه شيء، والعكس صحيح! فالله لما قدر على هذا المسرع بالذات أن يصاب بما أصيب به، منع عن عمله سببا من أسباب السلامة، سواءا كان ذلك السبب بوسعه أن يأخذ به ولا يفوته ولكنه كتب عليه أن يفرط فيه أو يهمل، أو كان ذلك السبب خارجا عن ارادته كلية، وما كان يسعه وهو على تلك الحال - مهما عمل - أن يأخذ به لينجو، كأن يتجنب - مثلا - انفجار اطار السيارة بسبب مسمار في الطريق ينغرس فيها لا يمكن أن يراه رجل يمشي على رجليه ويدقق النظر في الطريق فضلا عن أن يجتنبه قائد سيارة مسرعة! ينفجر الاطار فيختل توازن السيارة وينفلت زمامها فتنحرف في الطريق ثم ... يقع مراد رب العالمين تبارك وتعالى، ولا راد لقضائه!
فالسبب يفضي الى المسبب ولكنه لا يتحقق كونه سببا الا اذا أراد الله ذلك، فجمعه الى غيره من الأسباب التي باجتماعها يتحقق المسبب، وتفضي المقدمات الى النتيجة .. والله أعلم وأحكم.
أما قضية الابتلاء والعقوبة فهذه قضية أخرى .. ينزل الله بالناس النوازل فقد تكون في حق بعض الناس امتحانا وفي حق غيرهم عقوبة، وهناك علامات للتمييز في ذلك، فالعقوبة ان جلبت لصاحبها الأجر والمثوبة لا تكون عقوبة! وبالتالي فلو أن رجلا ابتلي بمرض فصبر عليه واحتسب وصدق في ذلك، فجزاؤه أجر ورفعة في الدرجة عند الله، فكيف تكون هذه عقوبة وقد رفعت درجته؟؟ وقد قال عليه السلام لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه ذنب، أو كما قال عليه السلام! فكفارة الذنب ليست عقوبة، ورفعة الدرجة عند الصبر والاحتساب ليست عقوبة، أما الذي يجزع ولا يصبر فهذا معاقب في الدنيا بهذا البلاء وفي الآخرة كذلك ..
ان الله اذا قضى شيئا سبب له أسبابه، فان أراد نزول البلاء بعبد - سواءا كان ذلك عقوبة أو امتحانا - جمع له الأسباب المفضية اليه عند اجتماعها، علم الانسان بها أو لم يعلم!
فهل كان سيصاب الانسان بنفس الحادث لو لم يمش في ذلك الطريق ولم يسرع؟ أقول والله أعلم، بل كان سيصاب به ولابد، وكان سيمشي في ذلك الطريق بالذات في تلك الساعة بالذات ولابد، لأن الذي كتب عليه وقوع الحادث هو الذي كتب عليه أيضا أن يأخذ بما أخذ به من أسباب وقوعه على نحو ما جرى، وبأن يترك أسباب درء ذلك على نحو ما جرى!!
فسؤالك هل يصح ربط الأقدار ببعضها؟ جوابه ببساطة: ومن الذي فصلها عن بعضها أصلا؟ الأسباب تفضي الى النتائج .. وكما كانت النتائج مقدرة، فان الأسباب كذلك مقدرة، كتبها الله وقدرها، علمنا بما علمنا منها وجهلنا بما جهلنا، والله أعلى وأعلم.
معذرة أخي الكريم قد أطلت واستطردت، أسأل الله ألا يكون في كلامي ابهام أو شطط .. فما أصبت فيه فمن الله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، والله الموفق المستعان.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 08:34]ـ
أقترح:ترك الكلام في القدر حتى يسلم لكم دينكم فالقدر سر لله في خلقه
ـ[مستور الحال]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 11:46]ـ
القدر هو قدرة الرحمن، فمن شك في القدر شك في قدرة الله على كل شيء، فالواجب هو التسليم، والتعبد لله بالرضا والصبر، والاطمئنان لما اختاره الله للمصاب وأنه خير من العافية التي لم تقدر له.
وإن الله عز وجل لما قدّر الأقدار وكتبها = كتب معها أسبابها، فلا يقال: لو أني لم أظلم لم تصبني أو لو أني لم أسق السيارة لم يحدث الحادث.
ولو هذه في هذا المقام لا تجوز لأن فيها عدة محاذير للسامع أو للمتكلم منها التحسر عدم الصبر والاعتراض على القدر أو التشكيك فيه.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم (لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سُقت الهدي ولجعلتها عمرة) فمراده التعليم.
س: هل نقول: لو أنك لم تسرع لم يحصل الحادث - للتعليم.
الجواب: نعم، بشرط التقييد في غير ما حصل من الماضي، وإلا فإنه يفيد التشكيك في القدر عند السامع، بل الأولى التركيز على أن ما حصل هو أمرٌ قُدِّر وانتهى فالواجب الصبر لأن واجب الوقت هو الصبر لا التفتيش عن القدر.
وأيضاً يقال: ليس كل تعليم لأمرٍ مضى يسلم من المؤاخذة لأنها على حسب السامعين فقد يكون قول الإنسان وقصده سليماً ولكنه فتنة للسامعين، فيجب التفطن لهذا وعدم استخدام لو إلا في مقام يجتنب فيه المحاذير، والحث على التسليم للقدر وأنه بلاء وتصحيح لسلوك الإنسان.
وسرّ المسألة: أن الله أخفى عنا المقدور فهو سر الله في خلقه فالواجب على الإنسان أن يعمل بما أوجبه الله عليه لا بما يفعله الله فيه.
ومن أسباب الضلال الخوض في أفعال الله (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)، فالواجب عدم الخوض في الغيب والقدر لأننا لم نكلف بذلك، ولو انشغلنا بما كُلِّفنا به لم ننتهي منه ولكان ذلك خيراً لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 02:26]ـ
الأخ أبو الفداء
قولي أن الأسباب لا تؤثر بذاتها أي بلا مشيئة الله و إنما الله جعلها مؤثرة، و قد يسلبها التأثير أحياناً مثل كون النار برداً و سلاماً على إيراهيم و لا أعني أن الله لم يجعلها مؤثرة دائماً كما هو قول الأشاعرة و إنما جعلها علامة على حصول المقدور فقط
و لعلي لو قلت لا تؤثر بغير مشيئة الله بدل قولي لا تؤثر بذاتها لم يحصل لبس لكن لم أوفق في التعبير عما أريد، فهي تؤثر لكن بمشيئة الله
علماً أني أخذت الكلام من الشيخ العز ابن عبد السلام في القواعد الكبرى! لكن مع شرح الشيخ ابن غديان و لم أوفق في التعبير كما أسلفت
و جزاك الله خيراً على التنبيه
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:22]ـ
فلا يصح قول لولا السرعة لما وقع الحادث لأنها لا تؤثر بذاتها و إنما يقال قدر الله و ما شاء فعل و لا مانع من أن يقال أن السرعة كانت من أسباب الحادث
وهل يمنع أن أقول " لولا أنك أسرعت ما قدر الله لك الحادث " , أو بمثال آخر قولهم لمن دعى عليه أحد والديه " لولا دعاء والدك عليك لما قدّر الله لك تلك العقوبه ".
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:28]ـ
أقترح:ترك الكلام في القدر حتى يسلم لكم دينكم فالقدر سر لله في خلقه
لا بد للمسلم أن يعرف كيف يؤمن بالقدر , فكثير من الناس تجهل الايمان الصحيح بالقدر , ويترتب على ذلك عقائد فاسدة وأعمال باطلة , أما الخوض في القدر وهو التوسع الغير مبرر في الكلام عن القدر فهذا لا شك أنه مذموم والأولى تركه.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:37]ـ
وإن الله عز وجل لما قدّر الأقدار وكتبها = كتب معها أسبابها، فلا يقال: لو أني لم أظلم لم تصبني أو لو أني لم أسق السيارة لم يحدث الحادث.
هل تريد أن تقول أن جميع الأقدار جبرية قهرية لا مجال للإنسان أن يختار فيها بمشيئة الله تعالى , مثال على ذلك:
" شاب لديه القدرة الكاملة على الزواج لكنه أعزب ويقول إن العزوبية قدر قهري لا يمكنني الخلاص منه ولو شاء الله لقدر لي أن أتزوج ولنفعني بالأسباب , ولكن لأن الله تعالى قدّر لي أن أبقى عازباً ولهذا قدّر لي ظروف تجعلني لا أفكر في الزواج "
هل يعتبر هذا الشاب مؤمن إيمان صحيح بالقدر أم أنه يعتقد بعقيدة الجبرية؟
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:51]ـ
وبالتالي فلو أن رجلا ابتلي بمرض فصبر عليه واحتسب وصدق في ذلك، فجزاؤه أجر ورفعة في الدرجة عند الله، فكيف تكون هذه عقوبة وقد رفعت درجته؟؟ وقد قال عليه السلام لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه ذنب، أو كما قال عليه السلام! فكفارة الذنب ليست عقوبة، ورفعة الدرجة عند الصبر والاحتساب ليست عقوبة، أما الذي يجزع ولا يصبر فهذا معاقب في الدنيا بهذا البلاء وفي الآخرة كذلك ..
ان الله اذا قضى شيئا سبب له أسبابه، فان أراد نزول البلاء بعبد - سواءا كان ذلك عقوبة أو امتحانا - جمع له الأسباب المفضية اليه عند اجتماعها، علم الانسان بها أو لم يعلم!
وماذا لو جزع عند اول البلاء ثم صبر بعذ ذلك؟
على هذا قد يحتج من عصى الله تعالى ثم عاقبه الله تعالى - قدر يحتج بالقدر- فيقول قدّر الله لي أن أعصيه حتى يعاقبني فماذا أفعل لا مشيئة لي في فعل المعصية.
لا أدري كلامك يا أخ أبو الفداء قريب من كلام الجبرية! وربما أكون قد أسئت فهمك أعذرني.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:51]ـ
بل عقيدته في القدر غير صحيحة ولا شك، وجوابه أن يقال له خذ بأسباب الزواج ان كانت في مقدورك، وتوكل على الله، فان شاء الله يسرها لك وتزوجت، والا لم تزل تحاول حتى يقضي الله فيك أمره، ولا يمكنك الجزم بأن الله قد كتب عليك أن تموت بلا زواج - مثلا!! ونحن لا نعلم ما كتب علينا وقدر لنا الا بعد وقوعه، والا فلا زلنا نملك الاختيار فيما نحن فاعلون ولا ندري ما الله فاعل بنا، ولا يجوز لنا الاحتجاج بالقدر على ترك الأخذ بالأسباب أو على الوقوع في المعاصي، لأننا كنا نملك الاختيار فيها ولم يجبرنا أحد على التفريط فيها! والله المستعان.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 04:02]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
"وماذا لو جزع عند اول البلاء ثم صبر بعذ ذلك؟ على هذا قد يحتج من عصى الله تعالى ثم عاقبه الله تعالى , قدر يحتج بالقدر فيقول قدّر الله لي أن أعصيه حتى يعاقبني فماذا لا مشيئة لي في فعل المعصية. لا أدري كلامك يا أخ أبو الفداء قريب من كلام الجبرية! وربما أكون قد أسئت فهمك أعذرني."
بارك الله فيك، نحن في جميع الأحوال لا ندري اذا ما نزل البلاء بنا هل هو عقوبة أم امتحان، والذي ذكرته من كون الأمر قد يكون في موقف العبد منه اشارة له، لعله لم يكن دقيق العبارة .. والقصد أنك اذا ما صبرت واحتسبت، فانك ترجو أن يكون لك على ذلك الأجر والثواب عند الله، أو تكفير الذنوب، وهذا ان كتبه الله لك - ولا تملك الا أن ترجوه من الله بعد الصبر والاحتساب - فانه يكون خيرا لك ولا شك، في ذات موقفك وتعاملك مع النازلة نفسها .. هذا ان صبرت وشكرت واحتسبت، أما ان جزعت ولم تصبر، كان ذلك علامة على أن الله لم يرد لك التوفيق في ذلك البلاء حال نزوله، اذ بلاك كذلك حياله بسوء العمل وسوء الظن بالله، فلو بقيت على ذلك حتى الموت كان نزوله عليك عقوبة لك في الدنيا والآخرة! فالقول بأنه سبحانه أراد بك سوءا من تلك البلية مطلقا، هذا يتحقق ان لم تتب وتستغفر ولم تؤب الى الله جل وعلا وبقيت على موقف السوء من تلك البلية حتى الغرغرة .. ولكن لا يزال باب الانابة مفتوحا ما دام في العمر بقية .. ولازلت تملك الرجوع والتوبة ما دام في الصدر أنفاس. ولعل تائبا عن سوء ظن وعمل وقع منه حيال بلية نزلت به في سابق أمره أن تكون توبته تلك أعظم أجرا وأحب الى الله من صبر مؤمن صابر أو محتسب صبر عند الصدمة الأولى حال نزول البلاء!
أما أن يقول العبد المبتلى لقد جزعت ولم أصبر وقضي الأمر في حقي فأنا معاقب في الدنيا والآخرة مقضي علي بالهلكة فهذا قول الجبرية وهو قول باطل ولا شك، وأستغفر الله ان كانت عبارتي في المشاركة التي عقبت عليها قاصرة أو ينقصها تفصيل ضروري، أو تؤدي الى بهذا المعنى، بارك الله فيك وجزاك عني خيرا.
وفي جميع الأحوال فالله أعلم بالفتنة أو البلاء هل يكون نزوله كفارة أو رفع درجة أو عقوبة، هذه لا يعلمها الا الذي أحاط بأمر العبد في ماضيه ومستقبل أمره، والذي يعلم ظاهر الخلق جميعا وباطنهم وحده لا شريك له .. وما دامت فينا حياة فعلينا بالأخذ بأسباب السلامة والنجاة، ومن ذلك التوبة عما وقع فيه الواحد منا من قبل من سوء عمل وتصرف أو سوء ظن بالله - والعياذ بالله - من جراء فتنة أو بلاء أو محنة نزلت به .. والله أعلى وأعلم.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 05:09]ـ
بل عقيدته في القدر غير صحيحة ولا شك، وجوابه أن يقال له خذ بأسباب الزواج ان كانت في مقدورك، وتوكل على الله، فان شاء الله يسرها لك وتزوجت، والا لم تزل تحاول حتى يقضي الله فيك أمره، ولا يمكنك الجزم بأن الله قد كتب عليك أن تموت بلا زواج - مثلا!!.
هو يملك الأسباب ولكن لديه " ظروف تمنعه " فهو إذاً يحتج بالموانع بأنها قهرية , أما الجزم فهو مقيد بالموانع بمعنى أي أنه يقول طلما هناك موانع فلا نفع بالأسباب وهذا قدر الله ولا مفر منه فأبقى عازباً حتى يرفع الله الموانع وينفع بالأسباب.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 05:25]ـ
بارك الله فيك، نحن في جميع الأحوال لا ندري اذا ما نزل البلاء بنا هل هو عقوبة أم امتحان
بل نعلم علم اليقين إن كان عقوبة أم بلاء , يقول الله تعالى {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره} القيامة 14
فمن كان حاله الصلاح والتقى فما أصابه إنما هو بلاء من الله تعالى , ومن كان حاله خلاف ذلك فما أصابه إنما هو عقوبة من الله تعالى ببعض ما قدمة يداه , ويعفو الله عزّ وجل عن كثير.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 05:34]ـ
بارك الله فيك، ليس هذا لازما، فقد يعاقب العبد الصالح كذلك على ذنب اقترفه فيصبح البلاء نقمة عليه لشيء في نفسه لا يعلمه الا الله، وقد يسري عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم "حتى اذا ما كان بينه وبين الجنة الا ذراع عمل بعمل أهل النار فدخلها" نسأل الله حسن الخاتمة .. وقد يثمر البلاء في العبد الفاسق بل والمشرك في مقابل ذلك توبة ترفعه الى أعلى من منزلة ذلك العبد الصالح، في عاقبة أمره، وهذا هو مرادي في أن الجزم بهذه المسألة - أعني هل كان نزول البلاء بالعبد خيرا له أم شرا له، عقوبة له أم كفارة أم رفعا للدرجات - ليس لنا القول به بيقين، ولكننا قد يغلب على ظننا كونه عقوبة لظاهر الحال، ونجزم بأنه عقوبة فقط لو أن المجرم المبتلى به مات عليه، كما كان مع فرعون وقارون وغيرهما .. أما لو بقي له بقية من العمر ونجا من البلاء فالله أعلم بعاقبة أمره بعد ذلك، وعلمه عند الله وحده، فالاسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها، ولو تسبب ذاك البلاء للعبد الفاجر في توبة صادقة قبل موته، فاننا نقول حينئذ أنه كان بلاءا جلب على صاحبه الخير الكثير، ولا نجزم بأنه كان في نفس الوقت عقوبة بالضرورة.
ومع ذلك فالله يقول: ((مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً)) [النساء: 79]
فقضاء الله على عباده قضاء عادل على كل حال، ولكنه لا ينفك كذلك عن صفة الرحمة حتى عند انزال العقوبة على المستحقين، ولا يصيبنا السوء الا من كسب أيدينا، ولكننا أجهل من أن نقرر بأن بلاءا بعينه هو من السوء! وما دمنا نملك الطاعة والاخبات والتوبة وحسن العمل ازاء البلاء النازل، فاننا نرجو أن ندخل في قوله صلى الله عليه وسلم "عجبت لأمر المؤمن، فان أمره كله له خير، ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" .. فحتى وان كان ما يصيبنا في ظاهره من السوء، فانه يكون خيرا لنا ان أخذنا بأسباب العاقبة الحسنة وبموجبات رحمة ربنا، والعاقبة للمتقين، نسأل الله أن نكون من أهل العاقبة الحسنة والخاتمة الحسنة، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 05:35]ـ
الأخ شرياس قولك: وهل يمنع أن أقول " لولا أنك أسرعت ما قدر الله لك الحادث " , أو بمثال آخر قولهم لمن دعى عليه أحد والديه " لولا دعاء والدك عليك لما قدّر الله لك تلك العقوبه ".
إجابة هذا السؤال أظن أننا سنجدها في شروح كتاب التوحيد في باب ما جاء في لو، فلعلك أو أحد الإخوة يبحث في ذلك أما أنا فاعتذر لأني مشغول، و لعلي إذا وجدت وقتاً أنقلها
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 05:52]ـ
للفائدة:
من صحيح السنة
1 - (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله. وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان)
2 - (اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب).
و لمن يتدبر القرآن:
- عقاب الظالم:
(لَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار)
- الابتلاء:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
والله المستعان
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 05:58]ـ
شكر الله لك يا أخ كفتة نقل الفائدة، وغفر لك قولك "بعيدا عن التنطع والجدل" .. وغفر لنا تنطع من وقع منا في التنطع. ولعله لا يخفى عليك أن تعميمك بهذا القول قد أصاب سائر المتحاورين في هذا الموضوع، سامحك الله .. فأذكرك - من صحيح السنة أيضا - بقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"!
ولعلي لا أرجع الى التعقيب على هذا الموضوع حتى لا أتهم "بالتنطع" والله المستعان!
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 06:30]ـ
قد حذفت ما ساءك، رغم أنه وصف لمشاركتي، ووصف المشاركة لايلزمه إثبات خلافه لباقي المشاركات .. وقد روي عن عمر رضي الله عنه (لا تظنن بكلمة خرجت من في أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 07:33]ـ
بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم، وغفر لي حملي للكلام على محمل السوء .. وشكر لك ما أضفته من فوائد.
أخوك المذنب المبتلى أبو الفداء
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:01]ـ
الأخ شرياس قولك: وهل يمنع أن أقول " لولا أنك أسرعت ما قدر الله لك الحادث " , أو بمثال آخر قولهم لمن دعى عليه أحد والديه " لولا دعاء والدك عليك لما قدّر الله لك تلك العقوبه ".
إجابة هذا السؤال أظن أننا سنجدها في شروح كتاب التوحيد في باب ما جاء في لو، فلعلك أو أحد الإخوة يبحث في ذلك أما أنا فاعتذر لأني مشغول، و لعلي إذا وجدت وقتاً أنقلها
بعد الرجوع لكتاب " القول المفيد على كتاب التوحيد " للشيخ ابن عثمين رحمه الله تعالى , يتضح لنا أن لو ليست محرمة بإطلاق وكيف يكون ذلك وفي القرآن {قال لو أن لي بكم قوة ... } هود 80
وفيه أيضاً {ولولا إذا دخلت جنتك ... } الكهف 39
وفيه أيضاً {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تُسَبِحون} القلم 28.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:12]ـ
لو تستعمل على عدّة أوجه كما ذكر الشيخ في الكتاب وقدر ذكر الأمثلة على ذلك , ولكن إختصاراً لن أكتب الأمثلة.
الوجه الأول: أن تستعمل في الإعتراض على الشرع , وهذا محرم.
الوجه الثاني: أن تستعمل في الإعتراض على القدر , وهذا محرم أيضاً.
الوجه الثالث: أن تستعمل للندم والتحسر , وهذا محرم أيضاً.
الوجه الرابع: أن تستعمل في الاحتجاج بالقدر على المعصية , وهذا باطل.
الوجه الخامس: أن تستعمل في التمني , وحكمه حسب التمني إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر.
الوجه السادس: أن تستخدم في الخبر المحض , وهذا جائز.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:24]ـ
باب ما جاء في الـ (لو)
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=365&CID=63#s1
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:31]ـ
تصويب لخطأ كتابي وقع من أخي الكريم شرياس وفقه الله:
آية الكهف صوابها: ((وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ)) الآية [الكهف: 39] وليس ((ولولا اذا دخلت))
ونعم صدقت فالمنهي عنه تحديدا هو قولك "لو كان كذا لكان كذا" اذا ما أصابك شيء ما كنت ترجوه، سدا لذريعة التسخط على ما قدره الله، ولهذا أعقبه بالوصية بأن يقول هذا المصاب "قدر الله وما شاء فعل". والا فلو أننا تدارسنا مثلا أسباب فشلنا في عمل ما، فقلنا فيما نقول "لو كنا فعلنا كذا، لربما سلمنا الله من كذا وكذا .. أو لو فعلنا كذا لما ترتب عليه كذا وكذا، فهذا هو ما أخطأنا فيه" من باب مدارسة الخطأ والتعلم منه، وليس التحسر والندم، فهذه مصلحة راجحة، والقاعدة أن ما يحرم سدا للذريعة، يباح للمصلحة الراجحة كما هو معلوم، هذا على فرض كون تلك الصورة تدخل في هذا النهي ابتداءا .. ولا أظنه يدخل، لأنه من تحري الخير والاستفادة من الأخطاء السابقة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 12:52]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل أبو الفداء على التصحيح , وحبذا لو قام الإخوة في الإشراف بتصحيح الخطأ المشار إليه في المشاركة.(/)
حوار مع الباحث والمفكر الإسلامي / محمد جلال القصاص
ـ[كمال ابوري]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 07:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوار مع الباحث والمفكر الإسلامي / محمد جلال القصاص
حواره. رئيس التحرير / محمد المصري.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
يسر إدارة مجلة أنا المسلم الإلكترونية إجراء حوار مع الكاتب والباحث الإسلامي /محمد جلال القصاص، لا نملك الكثير عن شخص الداعية محمد جلال القصاص، رغم أنه من أوسع الأسماء انتشاراً في الشبكة العنكبوتية، وحضوراً في القضايا المثارة بين أفراد الصحوة الإسلامية.
محمد جلال القصاص، أديب ينظم الشعر، ويكتب القصة، والمقال، له عدد من الأبحاث منها ما طُبع ومنها ما لم يطبع بعد، وعدد من الصوتيات على موقع طريق الإسلام والمواقع المختصة بالتنصير. ولا تخطئ عينُ قارئ أو سامع عذوبة اللفظ وعمق الفكرة فيما تكتب يد محمد جلال القصاص.
مجلة (أنا المسلم) الإلكترونية في عددها الثاني تبدأ سلسلة من الحوارات مع الكاتب والمفكر الإسلامي محمد جلال القصاص، تحاول أن تقترب أكثر من شخصيته، وتعرف عن قرب رأيه فيما يثار على الساحة. أملا في جديد قد يفيد أمتنا وشبابنا.
* من محمد جلال القصاص؟
عبد من عباد الله، قروي، من ريف مصر، أحفظ القرآن الكريم منذ التاسعة من عمري ولله الحمد، ولازمت الكِتابَ منذ تعلمت القراءة، وأذكر أنني انتهيت من قراءة البداية والنهاية وسيرة بن هشام، ورجال حول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيرهم في نفس موضوعهم قبل السادسة عشر من عمري، وكنت أقرأ فيما طرح ضد الصوفية، ذلك أنها كانت القضية الثائرة في قريتي يومها، وكانت القضية الثائرة في رأس من أرشدني للمطالعة في الكتب الإسلامية، وهو مدرس مادة الإنجليزي في قريتنا الأستاذ محمد مصطفى ياسين. ولم يكن في القرية قضايا مثارة أكثر من الصوفية، ثم بعد الذهاب للقاهرة لدراسة الصيدلة في جامعة الأزهر، حدث انفتاح شديد على العالم، فقد كانت القرية بعيدة عن الأحداث. أُعجبت كغيري بفكر الإخوان المسلمين لانتشاره في الجامعة حينها، ثم التحقت بمسجد التوحيد في غمرة ومكثت هناك أربع سنوات في دروس الشيخ فوزي السعيد حفظه الله. وحضرت للدكتور سيد العربي، وأتيت على عدد من مكاتب بعض أهل العلم .. درست كتب نفر غير قليل من شيوخنا أقرأ كل ما كتبوا. ثم اتجهت للكتابة في فترة متأخرة منذ أربع سنوات فقط. ونشر لي عدد قليل من المقالات قبل ذلك في مجلة البيان.
* من الذي ساهم في انتشارك؟
صيد الفوائد.ثم طريق الإسلام؛ لم ألقَ أكرم ولا أفضلَ من أبي حمزة صاحب موقع صيد الفوائد، والكل بخير، وربما تكلمت عن ذلك لاحقاً إن شاء الله.
* دكتور جلال لك انتشار واسع .. نُشر لك في صحيفة المحايد (37) مادة علمية بين مقال وقصة، ونشر لك أكثر منها في موقع المسلم (موقع الشيخ ناصر العمر) و (طريق الإسلام) و (صيد الفوائد) و (المختار الإسلامي) وغيرهم، وأعرف أنك تعمل متطوعاً في بعض الأنشطة الدعوية. ولك عدد من الأطروحات لترتيب الصف الدعوي وترشيده، وأعرف أنك لك علاقة شخصية بعدد غير قليل من شيوخنا الكرام في مصر والخليج، وأعتقد أن هذا يكفي لأن أفتح معكم محوراً كاملاً عن العمل الدعوي وخاصة الإعلامي، أريد أن أسأل حضرتك بداية عن تقيمك للعمل الدعوي .. الإعلامي منه خاصة؟
العمل الدعوي الإعلامي، وهو الآن مقروء (مجلات ومواقع) ومسموع (شرائط كاسيت ومحاضرات صوتية في الشبكة العنكبوتية) ومرئي في شكل عدد من القنوات الفضائية والدروس المسجلة من المساجد أو من البيوت وبدأت تنتشر الآن، إذا نظرنا إلى الإمكانات المتاحة والأثر الذي يحدث بموجب هذه الإمكانات نجد أن العمل دون دون دون المطلوب.
وحتى تعرف ذلك أسألك: أين نحن الآن؟
* أجب أنت!
خلف الحدث. نحكيه ونحلله. أما أن نوجهه فلا ... أن نصنع الحدث فلا. حتى مشكلة سبِّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي اجتمع من يُرجى اجتماعهم ومن لا يرجى، لم نؤثر في الحدث إلا قليلاً جداً ثم ذهب أثرنا وعدنا كما كنا.
* لماذا دكتور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لمعرفة السبب يمكن تقسيم العمل الدعوي ـ الذي يرفع شعار الدعوة إلى الله ـ إلى فريقين، فريق متبع وفريق مبتدع، وأعني بالمبتدعين العقلانيين والإصلاحيين وما يسمى بالدعاة الجدد و غير ذلك ممن لا يلتزم بهدي السلف، ويرى أن الزمان غير ما كان، وأنها لن تعود كما كانت، أو من يسلك طريقاً غير طريق السلف ليعود بها كما كانت.
المبتدعون هؤلاء هم سبب رئيس في تأخر العمل الدعوي.
لا تعجب.
هؤلاء عقبة حقيقية في طريق الدعوة الإسلامية، والأمر يطول شرحه. ورأي الشخصي أن هؤلاء مَكَّنَ لهم من يريد أن يعرقل مسيرة العمل الدعوي.
أعطي حضرتك مثال.
التنصير مثلا، حين يذهب أحدهم للنصارى ويقول لهم كلنا مؤمنون، وكلنا نعبد الله، وحين يقف أحدهم في برنامج عام شهير (القاهرة اليوم) وفي حلقة تناقش أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس ويقول النصرانية والإسلام لا يتعارضان، يسيران في خطين متوازيين. ونأتي نحن ونقول أن النصارى كفار كما قال الله {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (73) سورة المائدة، هنا تحدث بلبلة، ويضيع الجهد.وقد حدث بالفعل.
الخبثاء من النصارى يستدلون بهولاء الإعلاميين علينا، ويفتنون بهم قومهم، وفي أحسن الأحوال نظهر نحن كمتشددين وهم كمعتدلين. وتدور معركة إعلامية داخلية وخارجية كلها في أرضنا وكلها من جَهدنا، تأخرنا ولا تقدم لنا شيئا، والسبب هو هؤلاء. إنهم عقبة حقيقية على الطريق.
وعلَّك تذكر ما حدث إبان حرب حزب حسن نصر مع إسرائيل، وخرج نفر من هؤلاء ينفسون عن ما في صدورهم على علماء الأمة، ويدعون أن الرؤية العقدية للأحداث خدعة. تركنا إسرائيل وأخذنا نرد هؤلاء عنا، انشغلنا بهم، أشغلونا وضيعوا جهدنا.
* هل تربط بين هؤلاء وبين (الآخر) أعني الغرب، أو بتعبير آخر هل تسيطر عليك فكرة المؤامرة وأنت تقرأ الساحة الإعلامية؟
شوف أخي الفاضل، هناك حقيقة شرعية يقرها نص صريح، ويشهد لها الواقع والتاريخ، وهي أن الكافرين يجادلون ويقاتلون .. كل الكافرين في كل العصور قال تعالى {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر: من الآية 5]، قريش كانت تجادل وتقاتل، كانت شديدة الجدال وشديدة القتال وحاولت قتل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عدة مرات، وخرجت لاستئصال الإسلام في بدر وفي أحد ويوم الأحزاب، والعلمانية ـ وهي دين ـ تجادل وتقاتل، والنصرانية تجادل وتقاتل، فالجدال والقتال حقيقة شرعية، وواقع نعيش وتاريخ نحكيه.
وجدال الكافرين يأخذ صوراً منها (الكيد) و (الخديعة) , ومحاولة تفريق الصف، والله يخبرنا عنهم بقوله سبحانه {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} (15) سورة الطارق، والكيد يشي بشيء يدبر في الخفاء، وهو ما تسميه أنت المؤامرة، والمقصود أن الكافرين (الآخر) لا ينفكون عن الكيد عن المؤامرة. ولا ينفكون عن الجدال والقتال أبداً.
هم الذين يكرمون الشاذين فكرياً، ويعطونهم الألقاب التي ينخدع بها العوام، من محمد عبده، ومروراً بـ على عبد الرازق، وطه حسين ونجيب محفوظ و ... وانتهاءً بما هم بين أظهرنا اليوم جابر عصفور، ونصر أبو زيد وغيرهم. هم أو أوليائهم من المنافقين المسيطرين على الإعلام في عالمنا الإسلامي.
فمكر الكافرين من صوره مد ومساعدة من يثير بلبلة في صفوفنا، ولا يمكن قراءة الصورة مجتزئة أبداً.
ومكر هؤلاء يصل الطيبين أيضا، حين تنظر لمن يتكلم للناس من شيوخنا الكرام، تجد من الوعاظ فقط، ولا أعيب الوعظ ولا الوعاظ أبداً، فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتخول الصحابة ـ وهم الصحابة ـ بالموعظة مخافة السائمة كما يقول بن مسعود، ولكن هم يسمحون لفريق وفريق لا يسمحون له، ومن يسمحون له ممن لا ينغص عليهم عيشهم إلا قليلا. لا أريد الاسترسال هنا حتى لا يساء فهمي. دعني أكمل ما تبقى.
* تفضل
أما الفريق المتبع فهناك خلل في طبيعة العمل، وخلل فيمن يعملون.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا نظرنا لطبيعة العمل تجد أن العمل الدعوي كله أو يكاد فردي، كلما استأنس أحدهم من نفسه قوة استقل، فتجد كثيراً من المواقع الإسلامية لا تفرق بينها ـ من حيث الطرح وآلية الطرح ـ إلا من خلال المشرفين عليها. وكثير من المشاريع تتكرر، وكثير من الأفكار تتكرر، ينجح مشروع ما فتجد مشاريع كثيرة بخلفية الفردية في العمل تنشئ نسخة أخرى من هذا المشروع، والأفكار الجديدة قليلة ولكنها مكرورة.
وأسأل: بم نستطيع أن نفرق بين الفضائيات الإسلامية غير الشيوخ؟ وبم نستطيع أن نميز بين كثير من المواقع الإسلامية؟
وللأسف يحدث الآن تجديد في العمل الدعوي ككل .. يدخل العمل الدعوي مرحلة جديدة بذات المرض، هذه المرحلة هي مرحلة مراكز الأبحاث والمحاضن التربوية، هكذا اسميها من خلال رصدي للعمل الدعوي، وقد كتبت مقالاً عن ذلك بعنوان (على أبواب مرحلة جديدة من العمل الإسلامي)، وبدأت مراكز الأبحاث تنتشر بسرعة، وكلها في مستوى محدود. لا يمكن أن ينهض بالأمة من التبعية للريادة.
* وما الخلل الذي فيمن يعملون؟
لا أقصد هنا التشكيك في النوايا أو التطاول على أحد، وإنما أصف ما أرى، وأنا جزء مما أصف، هذا الجيل لم يتخلص بعد من الثقافة العلمانية، ويظهر ذلك في السمت الخارجي عند كثيرٍ من المنتسبين للعمل الدعوي، وإن كان هذا الخلل بدأ يتراجع، ويظهر أيضاً تأثر هذا الجيل بالعلمانية، وغيرها من المذاهب الفكرية التي سادت في الأيام الماضية في آلية التفكير وهذا هو الأخطر وهو ما أريد أن أشير إليه حقيقة إذ أن كثيراً من (الإسلاميين) الفاعلين في الساحة الدعوية الإعلامية يفكرون بقوالب غربية. يسمونها إسلامية، والإسلام له خصوصية شاملة، وقد تكلمت في هذا كثيراً، وانتهيت الآن من كتابة الجزء الأول من السيرة النبوية وهو خاص بفترة الجاهلية وإن شاء أستفيض في شرح هذا الأمر (خصوصية الشريعة الإسلامية) في الجزء الثاني، ويمكن الرجوع لمقال (مهلا أيها الاستراتيجون).
* عفوا ماذا تريد؟ لو وضحت أكثر؟
والله أخي دعني أكون صريحاً معك، لابد من الاستقلالية التامة للعمل الدعوي، ودعني أأصل لهذا الأمر حتى لا يلتبس على أحد.
في يوم العسرة كانت الحاجة ماسّة للرجال وللأموال، فالسفر بعيد والزاد قليل، والعدو هو الروم ذات القرون، وكان المنافقون يعجبُ الرائي أموالَهم وأولادَهم، ومن ينظر إليهم، فتطلعت نفوسٌ لمشاركتهم بأموالهم وأولادهم وأنفسهم، فأنزل الله قوله: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة: 47].
فهم خبال، وهم أهل الفتنة، وهم يغررون ببعض المتقين.
ولذا فإن للشريعة الإسلامية خصوصية كاملة في طلب التمكين في الأرض، وما يعنينا هنا هو أن الصف الإسلامي لا يحمل الخبث، أو بالأحرى لا يرضى به، ولا يقال أن الشريعة سكتت عن المنافقين ورضيت بهم، هي سكتت عن عقوبتهم ولكنها وقفت لهم من أول موقف وقفوه تكشف أمرهم وتفضحهم، تصف أفعالهم، وتروي أقوالهم، وتكشف عما يدور في نفوسهم ... ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. حتى كادت تسميهم بأسمائهم، وكان سكوتها عن استئصالهم لأمر آخر يتعلق بمن يقف بعيداً يرى الصورة على غير حقيقتها، ويتكلم دون أن يتدبر.
واليوم لم نتعظ بما وعظنا الله به. ولم نتدبر السيرة، وراحنا تستكثر ممن لا يسمن ولا يغني من جوع.في المجال الإعلامي وغير الإعلامي، فكان الحال كما قال الكبير المتعال (ما زادوكم إلا خبالاً، ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة، وفيكم سماعون لهم).
فرحنا بالخارجين من وَحْل العلمانية، ورحبنا بهم، وقلنا خطوة تتبعها خطوات، فنبشوا عن المعتزلة، ومدوا الجسور مع الكافرين (الحوار بين الأديان)، وشقوا طريقاً وسطاً أقل آثاره أنه شتت الناس.
وفرحنا بالفضائيات العلمانية حين عرضت على (الكِبار) التحدث لجمهورها العريض، فقلنا نحدثهم، فسُرِقْنا ولم ندر، فها نحن نرى نفراً منهم على خطى محمد عبده، يدعون للحوار بين الأديان، وينادون بأن الولاء للآخر أمر فطري، وأحدهم يغازل نوبل، ويرى أننا جفاة غلاظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قد كان حكيما ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين حرّم مخالطة الكافرين، وأمر بأن لا يتراءى نارهما. وأضرب مثالاً بالتنصير .. بما يحدث في التنصير.
أحد القائمين على التنصير تكلم أكثر من واحد من الثقات بأنه (يسب بالدين) وأنه (لص يأخذ الأموال في جيبه .. وقدموا أدلة على ذلك، وتكلم غير واحد أنه (يكذب أكثر من مرة في المجلس الواحد) ومع ذلك يلقون زمام التصدي للتنصير في يده. والرجل يعرف أنهم يعرفون حاله، ويعرف أنهم يداهنونه ويرضى بذلك. أين تصل ومثل هذا قائدها؟!
إلى غير بعيد.ثم تلقي بمن على ظهرها و (تدوس) عليه بقدمها.إنها تحقق فقط أهدافاً يرتضيها (الآخر) .. ضد النصارى.
ثم يتوجه إليه (الآخر) ويزجره فينزجر، ويسترشده عن الجادين فيرشده، ويأمره فيمتثل. ومن ثم يضللها ويسير بها في طريق آخر، أو في أحسن الأحوال يقف بها مكانها. ونعود من جديد إلى دوامة الخلاف، وإلى زنازين المجرمين. والعياذ بالله، نسأله العافية.
وكذا الإخوان في مصر .. أصبح الصف الثاني في الجماعة الآن .. أو قل الأول .. من العلمانيين أصحاب المسحة الدينية .. الجذور الدينية .. وهم الآن يؤدبونهم، وبعد قليل يَعرضون عليهم الثوابت ومن ثم يفكرون ويراجعون ... ويتراجعون. وينشق عليهم مَن ورائهم، ويدور جدال داخلي. يوقف المسير، ويهوي بالصحوة إلى كبوة بلا قرارٍ ولا معين.
كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منتهى الحزم مع أصحابه كي لا يشربوا من وعاءٍ آخر، وكان في منتهى الحزم ـ هو وأصحابه رضوان الله عليهم ـ أن يكون هناك دورٌ للمنافقين في الكيان الإسلامي.
غضب حين رأى عمراً ممسكاً بصحيفتهم وعدّ ذلك تهوكاً فيها، وعمر بعد ذلك فهم الدرس جيداً، فحين عثر جند الله بعد القادسية على مكتبة كبيرة في أرض الفرس أمرهم بحرقها قائلاً قولته الشهيرة: إن كان فيها خير فقد أبدلنا الله خيراً منها، وإن كان فيها شر فقد أراحنا الله منه. ولك أن تتخيل الحال لو ترجمت هذه الكتب بدعوى ما فيها من علوم.
وبرزت العلوم وازدهرت، وفتحت البلاد واستضاءت بنور الله بالأعراب، بل بعبيدِ الأعراب (بلال وعمار وزيد وصهيب وياسر وسمية وأم أيمن الحبشية). فمن لي بتقي أستحث به خطى السماء؟
وأمر آخر يزيد الموضوع بياناً، وهو حين تنظر في الخلافات الموجودة داخل الصف الإسلامي منذ بدأ الخلاف في هذه الأمة لا تجد إشكالاً في الدليل وإنما فيما يتعاملون مع الدليل، وأن قضيتنا اليوم تنقية الصف مع تنقية القضايا، ولم تُطل الشريعة جدال المخالفين في حين أنها أطالت جهادهم (كما الخوارج) وأطالت كشف عوارهم (كما المرجئة والمبتدعة)، وقد دفعني كل هذا لإعادة قراءة السيرة النبوية من جديد، لبيان حركة الدعوة الإسلامية وهي تدافع الكافرين وهي تتعامل مع المنافقين، أبين خصوصيتها المطلقة في منازلة النوازل، وخصوصيتها المطلقة في تغير الحركة لمقاومة حركات التغيير
يكفي هذا، فالمقام حوار وليس محاضرة.
الحديث شيق، ولكن يكفي دكتور جلال حتى لا يخرج عن إطار الحوار.
* أسأل ما الحل؟
الحل هو في بناء الكوادر والعمل على نشر الحق بقدر المستطاع، وتقديم .. الفقهاء .. الذين يعرفون واقع أمتهم، والحل في أن نكون صرحاء، وأن نواجه الناس بدعوتنا على حقيقتها لا داعي للمواربة، ولا داعي لمد الجسور فنحن الأضعف، وفي كل مرة نغلب. ثم العمل يولد أسباب النجاة، بمعنى لا تستطيع وضع خطة متكاملة تفضي إلى وجود الشريعة الإسلامية في حياة الناس، لا تستطيع، وليس من طبيعة هذا الدين، ولكن أنت تعمل ثم بعد ذلك ـ وأنت تعمل ـ ترى وتبصر، ومن ثم تمكن وتتمكن، وينتشر الخير.
* هل نظرتك هذه هي السبب في هجومك على عدد من المشاهير، يعني الطرح الهجومي يحتل جزء غير قليل في كتاباتك؟
مثل؟
* عمرو خالد مرتين، و (الإخوان المسلمون) ثلاث مرات أو أكثر، ورددت على عدد ممن تحبهم أنت وتصرح بمحبتهم كالشيخ عائض القرني فيما أذكر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
في الكلام تعدي، وقراءة عجولة، لستُ منشغلاً بعمرو خالد، ولم أسمعه في حياتي كلها أكثر من ساعتين، كانت على الإفطار من بضع سنين عند أحد الزملاء، لست منشغلا به ولا بمن هم مثله، أقرأ عن أفعالهم وأقوالهم ولكنني لا أتتبعهم أبداً، ولست منشغلاً بتتبع سقطات الشيوخ، والكمال عزيز بل مفقود، ولكني مهتم بالتنصير ومقاومة التنصير، ورددت على عمرو خالد حين تكلم في هذا الباب بلا علم ولا عدل، وردد على غيره أعرض وجهة نظري أرجو الخير، أما الاحتجاج والتتبع فلا. وهي بضاعة سوء نسأل الله لنا ولكم العافية.
وشيء آخر، النصارى ضلوا لأنهم يعتقدون العصمة في سادتهم، ولا يردون عليهم، وإن رأوا منهم ما ينكرون قولاً أو فعلاً، اتهموا أنفسهم وتأولوا لهم، ولذا ضلوا، فالإنسان يحمل بطبعة النقص والخطأ، أنا ارد اليوم على فلان، وغدا يُرد علي من فلان، وهكذا، بهذا حفظ الله هذا الدين. فتأمل.!!
لذا نرد ويسمع من نرد عليه، ويمتثل فنحمد فعله، أو يردنا بعلم وعدل فنمثل ويحمد الناس فعالنا ويكتب ربنا الأجر، ومن يتكبر ويتعالى فالخزي في الدنيا وفي الآخر عذاب النار إن لم تشمله رحمة العزيز الغفار، عاملنا الله جميعاً برحمته.
* والتنصير؟
ماذا عن التنصير؟
* الحديث عن التنصير في هذه الأيام اشتد لماذا؟
لأمرين: أمر عام وأمر خاص؟
* ما الأمر العام؟
الصراع بين الناس بدأ يتجدد على خلفيات دينية، بوش يعلنها حرباً صليبية، ودبابات الأمريكان ترفع الصليب في العراق، ونشرت صوراً لذلك، وكذا في الشيشان، وقطعان التنصير تسير خلف آلة الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق والصومال. وأكبر أمارة على أن الصراع على خلفيات دينية هو الأرض التي عليها الصراع .. أعني الشام، هذه الأرض مقدسة عند المسلمين وعند اليهود وعند النصارى، وكون الصراع عليها أمارة أخرى على أن الصراع دينياً وليس صراعاً سياسياً أو اقتصادياً كما يقولون. وقد فصل الشيخ عبد العزيز كامل في هذا الأمر كثيراً في كتاباته.
* ولِمَ تجدد الصراع على خلفيات دينية؟
عودة الناس للدين ... أو وَجَدَ الخطاب الديني قبولاً .. رواجاً عند الناس بسبب فشل العلمانية. نعم فشل العلمانية وما قاربها هو الذي أعاد الخطاب الديني من جديد في عالمنا الإسلامي وفي غيره من بقاع الأرض.
* وما الأمر الخاص الذي بسببه اشتد أمر التنصير؟
الأمر الخاص هو ظهور الأرثوذكس، والأقباط منهم خاصة على الساحة.
في الماضي حين كانت المواجهة الفكرية مع الكاثوليك (كنيسة روما)، كانوا خبثاء جداً،أنشئوا ما يسمى بالاستشراق، ومد أيديهم للنصارى الحاقدين في البلاد الإسلام، ويشتهر هنا كمثال نصارى الشام لويس شيخو وجوذيف قذى وغيرهم، وعن طريق المستشرقين قاموا بإعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد، وخرجوا بمفاهيم مغلوطة أغلبها من كتب الأدب والمتكلمين والرافضة، ونشرت هذه المفاهيم المغلوطة في هيئة كتابات لأشخاص وفي هيئة موسوعات كبيرة (كما دائرة المعارف الإسلامية)، وفي خطوة ثانية سربوا تلك المفاهيم إلى الشاذين فكرياً من قومنا، ويشتهر هنا كمثال الصالونات التي وجدت في مصر في بداية القرن الماضي، واحتضنوا عددا من هؤلاء الشاذين فكرياً، فأوجدوا دوامة فكرية استقطبت جهدنا، وجعلت معركتنا داخلية، وهم خاطبوا قومهم بما يتكلم به الشاذين فكرياً، يقولون لهم هذا هو الإسلام، ولذا لم نستطع التأثير في عامة الناس عندهم. لم تصل دعوتنا إليهم. لأنهم يقرءون عن الإسلام من أفواه هؤلاء الشاذين فكرياً، وعلك تذكر الحلقة التي تكلمت فيها أم لهب (وفاء سلطان) ـ كما يسميها الشيخ الدكتور عبد العزيز كامل ـ في الجزيرة، كانت الحلقة مترجمة للإنجليزية، ينقلونها للشعوب هناك، ويقولون لهم هكذا يتكلم (المسلمون) عن دينهم ونبيهم، وهكذا يتكلمون عن اليهود والنصارى (أهل الكتاب) وهذا الكلام في قناة ترعى (الإرهاب) والتي هي قناة الجزيرة.!!، هكذا يتكلمون لقومهم .. هذا هو مكرهم .. وهكذا حالوا بيننا وبين تلك الشعوب.
وفي ذات الوقت ومع بداية الاشتشراق تقريبا بدأ ما يسمى بـ (الحوار بين الأديان) وكان الغرض منه في جملة واحدة تعديل ثوابت الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ذات الوقت كانوا قد انتشروا في أطراف العالم الإسلامي في أفريقيا وجنوب شرق أسيا، حيث الجهل والفقر، كانت حملاتهم التنصيرية تنتشر كالجراد في هذه الأماكن، وكان انتشارهم داخل العالم الإسلام محدوداً وفي أطر مدروسة، ولم يكن هنا استفزاز للمسلمين. إلا ما يحدث من فلتات اللسان أو ما يعثر عليه المتتبعين للنشاطهم.
أما الآن فقد دخل الأرثوذكس ساحة الصراع وأحدثوا مواجهة فكرية مباشرة بينهم وبين المسلمين. لم يتكلم القوم بعلم وعدل، وإنما قدموا سفائهم، وأمروا غليظهم، واستشاروا حاقدهم، وخاطبوا عامتهم بخطابٍ حماسي فأثاروهم يَعِدُونَهم ويمنونهم، وهو ما جعل كثيراً من المراقبين يقول أنها حالة نفسية وليست حالة فكرية. فلا تخطئ عين مراقب هذا الكم الكبير من الحقد الذي يملأ هذه الصدور.
* تقول مواجهة مباشرة. وما خبر المواجهة؟
كيوم حنين، كَمَنُوا لنا، فأصابوا منا في بداية الأمر، كانت مفاجئة كبيرة، والآن تم استيعاب الصدمة ولله الحمد، وقد بدأت الدائرة تدور عليهم.
* كيف؟
الآن الكتاب (المقدس) يُعْرَض على الناس، أو نعرضه على الناس، نبين للناس ما فيه من تطاول على الله ورسله، ونبين للناس ما فيه من ألفاظ منحطة يستحي من الحديث بها الأراذل من الناس، ونبين للناس أن الذين كتبوا الكتاب (المقدس) لا يعرفهم أحد، وأن صفة القداسة لحقت الكتاب بعد قرون طويلة من رفع المسيح ـ عليه السلام ـ، ومن البشر، البشر هم الذين قدسوه.
ونبين للناس أن المسيح عليه السلام ـ لم يتكلم للناس بأنه إله من دون الله، أو أنه هو الله، أو ابن الله، ولم يتكلم بشيء عن عقيدة الفداء والصلب، أبداً لم يتكلم بشيء من هذا، وإنما ظهر ذلك كله بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ على يد أحد اليهود، وهو شاول اليهودي المعروف باسم (بولس).
والمقصود أن العقيدة النصرانية الآن تعرض على الناس، وهي عوراء عرجاء سوداء دميمة بلا خلق ولا نسب .. لا يرضى بها عاقل.
والآن التف الناس حول نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبدأ البحث والمقارنة من جديد، فكله خير. وإن بدى أنه شر.
* لماذا على صوت الأقباط في الفترة الماضية، المعروف أن الكنيسة المصرية لم تكن مشغولة بالسياسية من قبل، لماذا الآن صار لهم جلبة وصياح في الداخل والخارج .. لم كل هذا الهيجان من الأقباط؟
بسبب جماعة الأمة القبطية.
* كيف؟
بعد احتلال الإنجليز مصر وبدء الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانتية إلى مصر، وكنوع من المحافظة على الهوية القبطية أنشأ بعض القساوسة الأقباط جماعة (تنظيم) يهدف للحفاظ على الهوية القبطة في مواجهة المد الكاثوليكي والبروتستانتي، ثم تطور هذا الأمر وأصبح يهدف إلى استقلال الأقباط ككل عن العالم المسيحي، وهو ما كان بالفعل، ثم تطور هذا الأمر وأصبح يهدف إلى إقامة كيان نصراني قبطي على أرض مصر وما جاورها. وفي سبيل تحقيق ذلك أقاموا ما يعرف بأقباط المهجر، في أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا، كذراع خارجي يضغطون به على مصر.وبدأت الكنيسة بالفعل تشارك في الحياة السياسية في الداخل.
* تعني أن الأقباط يريدون الاستيلاء على مصر؟
هذا ما يصرحون به في غرف البالتوك، وفي المنتديات، وفي المواقع. وهم لا يخفون هذا الأمر وخاصة أقباط المهجر.
* هل ترى أن هذا الامر معقول؟ علم يستندون؟ لا بد أن هناك مبررات يقدمونها لقومهم، كيف يفكرون؟ وكيف يبررون؟ .. علم يستندون؟
هم يستندون على الغرب .. أمريكا تحديداً، أمريكا تعدهم وتمنيهم، ويطمعون أن يحدث لمصر ما حدث للعراق .. يأملون الدخول على ظهر الدبابات الأمريكية. أو يصرحون بأنهم سيدخلون على ظهر الدبابات الأمريكية.
* من الذي يخطط لهذا الأمر ويديره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تعد هناك جهة معينة تسيطر على الوضع، بمعنى أن الذي بدأ هو جماعة الأمة القبطية، وأقباط المهجر علمانيين وملحدين، والمتدين منهم تحول لبروتستانتي تبعاً لوطنه الجديد أمريكا، وأصبحت لهم مكاسب مالية وإعلامية من وراء الجعجعة وإثارة الشغب داخل البلد، فلو حاولت الكنيسة فرضاً تهدئة الوضع فإنهم لن يستجيبوا، ونسمع ونرى من وقت لآخر مشدات بين الداخل والخارج، آخرها أنهم لم يهتموا .. لم يتفاعلوا مع الإهانة التي تلقاها شنودة الثالث في مطار أحد الدول الأوروبية.
* والداخل لم يتفاعل بهذه الحماسة مع الخارج ومع الخطاب التحريضي للكنيسة؟
الداخل فيه منتفعون، أصبحت لهم وجاهة سياسية، ومكاسب مالية، وأغلب الأسماء المشهورة في عالم الاقتصاد لها ارتباط مباشر بالكنيسة ظاهر كما ثروت باسيلي وغيره، وهؤلاء مع التصعيد، وعامة الناس ـ كما قدمت ـ ينجذبون للخطاب الحماسي.ولذا هم يتفاعلون بقوة مع خطاب الكنيسة.
* ماذا تتوقع من الأقباط وللأقباط؟
ما أراه أن القوم يستدرجون، أراهم يتعرضون لسنة من سنن الله الربانية، أراهم مقدمون على قاصمة ظهر قد تعيد عليهم أيام الرومان ثانية.
* كيف؟
قلة أدبهم في التعامل مع الشريعة الإسلامية، وكثرة منابرهم التي يتكلمون منها، واستدعاء العامة للصراع، جعل الكل يشهد ما يحدث ويشارك فيه، والمواجهة الفكرية المباشرة ستفضي بحول الله وقوته إلى إسلام كثير من الأقباط، وهذا يحدث بالفعل وعلك تذكر حديث (مكسيموس) لقناة الجزيرة وشكواه من كثرة إسلام الأقباط.، وأيضاً الكنيسة الآن (كنيسة شنودة) شديدة في أحكامها .. وخاصة ما يتعلق بالأسرة .. الزواج والطلاق تحديداً، وهذا جعل كثيرين يتضجرون من شنودة ومن معه، ويكاد يوجد بيت قبطي الآن إلا وبه مصيبة من شرائع الكنيسة، وبالتالي سيحدث انقلابات داخلية بدعوى الرحمة والتفسير الصحيح للكتاب وكلام الآباء، وقد بدأت بوادر هذا بماكسيموس الأول، وكذا الأمريكان الذين يستند إليهم الأقباط إن نزل هؤلاء أرض مصر فسيبشرون بدينهم (البروتوستانت) في مصر، هذا إن نصروهم .. إن، وتبشيرهم في الغالب سيكون داخل الأقباط، لصعوبة (التبشير) بالنصرانية داخل المسلمين وخاصة مع ما نشهده من صحوة داخل مصر. ويجب هنا أن نشير أن الأمريكان هم الذين نصبوا ما كسيموس الأول المنشق على الكنيسة.
وأقل ما سنحصل عليه من نتائج من الحوار المباشر بين الإسلام والنصرانية الذي يحدث اليوم هو انهزام الأقباط نفسياً، أقل آثار الحوار والنقاش هو هزيمة من تحاور نفسياً. ونلمس هذا بالفعل الآن، ففي البداية كانوا متحمسين يدعون للمناظرات ويلبون الدعوة سريعاً،والآن خنسوا أو يكاد ولم يعد أحد منهم يخرج للمناظرة إلا مضطراً.
* هم يتحدثون عن انتصار ومعنوياتهم عالية جداً، هذا ما يظهر لي على الأقل؟
تكلموا للعامة في البداية، وكل من يتكلم للعامة يجد نتيجة إيجابية، ذلك أن العامة لا تحمل ثقافة مضادة، وتستجيب أو تقف حائرة لا تستطيع الرد، وهذا يحدث نشوة عند من يتكلم، ويفسره على أنه انتصار!!
وبطرس والنصارى لم ينازلوا الصحوة الإسلامية بعد، لا شيوخها ولا أفرادها، من قريب بدأت الصحوة الإسلامية السلفية في مصر تتحرك إليهم، وهم لا يواجهون، والعامة الآن في الصورة يسمعون ويستنفرون من الجانبين، وإن ثار العامة على الأقباط فهي مصيبة وخاصة أنهم موزعون على الجمهورية بأكملها. لا أريد التفصيل أكثر من هذا. تكفي الإشارة.
* من الذي يقف في وجه النصارى اليوم؟
متحمسون في الجملة، وتعجب أن هؤلاء المتحمسين امتصوا الصدمة وأثخنوا فيهم، ولا أعيبهم أبدا، بل هم رجال، كتب الله أجرهم ورفع الله ذكرهم.
أما العلماء والشيوخ فلا أعرف من المشاهير أحد يتصدى للنصارى مع أن الكل يسمع بهم،ولا أدري لم يسكتون عنهم.
* من المسئول عن النشاط الزائد للأقباط؟
أهل العلم، والدولة.
* لو وضحت حتى لا يساء فهمك؟
أهل العلم سكتوا عنهم بدعوى عدم إثارة الفتنة، وعدم تخطي الخطوط الحمراء، والاستفادة بالمتاح، وهذا الأمر ليس له أساس من الصحة، يمكن معالجة القضية بدون تعاطي الأمور السياسية، فقط بيان الحق للناس. وهذا ضمن المسموح الآن.
* وبم تفسر عودة الدعوة للحوار بين الأديان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الدعوة للحوار عادت كنتيجة مباشرة لبوادر الهزيمة من المواجهة المباشرة بين النصرانية والإسلام والتي أحدثها الأرثوذكس.
تكلم محمد سليم العوا في برنامج القاهرة اليوم في الحلقة التي عقدت لمناقشة أمر زكريا بطرس بأن الفاتيكان (الكاثوليك) كان قد رفض عقد جولة جديدة من الحوار بين الأديان والتي طالب بها العوا ومن على معه حتى يتبرأ المسلمون من القرآن، وهو تعليق على المستحيل، ثم اليوم الفاتيكان يدعو للحوار بين الأديان، هذه أولى بشريات الهزيمة الفكرية التي تلقاها النصارى في المواجهة الفكرية.
* كيف التعامل مع الأقباط أو مع هذا الهيجان؟
الآن فرصة سانحة جدا لأن نبلغ ديننا، فعلينا بضبط النفس، وعد تعاطي أمور السياسة في القضية، أو بالأحرى عدم خلط السياسة بالدين، علينا أن نجعل جهدنا في دعوة الأقباط لديننا.الكل الآن يتكلم عن محمد صلى الله عليه وسلم.ومعنا الآن فرصة قوية لدعوة النصارى ودعوة الغافلين المفرطين من المسلمين.
الوقت ليس وقت صدام، ولمن يستعجل أو يتحمس وتشجع سيأتي وقت الصدام ولا بد، ولكن المقام الآن بيان، جهاد باللسان. وجهاد اللسان لا يطيقه كل أحد، والمؤمن ينضبط بواجب المرحلة. ثم إن تقدم الصدامُ البيانَ وقعنا في شر طويل، لا نتحمل السؤال عنه غداً بين يدي الله .. عامة النصارى الذين ليس في قلوبهم ذات الأحقاد الموجودة عند الملأ، نعم هم يتكلمون بكلام زعمائهم الآن كونهم لم يسمعوا لنا، وإن سمعوا رجى منهم الخير.
والواجب علينا البيان، وبعد البيان يفعل الله ما يشاء. لا بد من البيان.
وعقلاً البيان يريحنا من كثير، بالبيان ينحاز كثيرون قبل الصدام أو مع بدايات الصدام، فلا بد من البيان. الوقتُ ليس وقت إثارة الشغب.
* دكتور جلال أنت لست فقط متابع أو ناشط ضد النصارى، أنت تكتب وتحاضر، لك كتاب مطبوع وعدد آخر تحت الطبع، ولك عدد من المحاضرات منشورة في النت، ما الذي يغيظ النصارى في محاورتهم. أو ما الذي يفيد من يحاورهم؟
الحقيقة لا بد من نوعين من الطرح، طرح في مواجهة الملأ .. أكابر مجرميها .. النصارى، وهذا الطرح غالباً ما يكون مناظرة أو مقابلة لما يتكلمون بهم، هم يحصرون على أن لا يتكلموا في النصرانيات (ما يتعلق بالدين النصراني)، وإنما فقط يتكلمون في الإسلاميات، ويحرصون خلال مناظرتهم على الخروج بجملة مفادها أن الإسلام عنده مشاكل كما النصرانية، وهذا يفهم منه السامع النصراني أن ابق على دينك فعندهم مشاكل كما عندك، ولذا على المناظر المسلم أن يكون فطناً أن لا لا يتحملون الحديث عن دينهم، بمعنى أن تظهر عيوب الكتاب (المقدس) وتتكلم عن خرافة الصلب من أجل الفداء، واستحالة تجسد الله، وغير ذلك، لذا لا يتحملون أن يعرف الناس ما ورائهم في كتابهم (المقدس)، لا يتحملون حديثاً عن استحالة تجسد الإله، ولا يتحملون حديثاً عن قلة الأدب التي على صفحات كتباهم (المقدس)، ولا يتحملون حديثاً عن (بولس) الكذاب مؤسس دينهم الحقيقي.
والطرح الثاني هو عرض هذا الدين الإسلامي على الكافرين.
سؤال أخير: ماذا ترى في الأفق؟
نحن الآن قبل الفجر بساعة، وهي ساعة تستجاب فيها الدعوات .. ساعة اشتدت فيها الظلام، ولكن الفجر قريب جداً،ولكن يحتاج الأمر إلى جهد .. يحتاج إلى جهد أصحاب الأقلام وأصحاب الأموال وأصحاب المنابر الإعلامية، يحتاج الأمر إلى أن يتقي الناس ربهم في أوقاتهم وما من الله به عليهم، وأن يسارعوا لعدوهم.
جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 07:34]ـ
الخط متعب جدا للعين يا ليت لو تكرمت تعدله لنتمكن من قراءة الموضوع. . جزاك الله خيرا.
ـ[كمال ابوري]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 07:52]ـ
لك ما اردت اختي، قد عدلت فان لم يك واضحا اعدله من جديد
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:38]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز موضوع مميز
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:11]ـ
روابط الحوار في المجلة
الجزء الأول من الحوار
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=2621
الجزء الثاني
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=2661(/)
كلنا صالح الفوزان،، العدوان عليه عدوان علينا جميعا وتهديد لأسس الدولة
ـ[علي التمني]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 10:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي المتقين أما بعد
فإن العدوان الذي تعرض له الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء من قبل صحيفتي الجزيرة والوطن الصادرتين في السعودية وبإذن ومؤازرة من وزارة الثقافة والإعلام بقلم كل من محمد عبداللطيف آل الشيخ في الجزيرة والمدعو محمد حسن علوان في الوطن لم يكن له سابقة في تاريخ الدولة السعودية، ولا يصدق احد لو لم يقرأ العدوان المتكرر أن هذا يحدث في البلاد السعودية التي أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى، حيث إن هذا يعني الكثير والكثير للعلماء وطلبة العلم، وحيث التقدير والتبجيل والإحساس بمكانة العلماء في هذا البلد، وحيث لا يوجد له نظير في هذا الصدد في العالم اجمع، كيف لا وهذه الدولة قامت منذ أكثر ما اثنتين وسبعين ومائتي سنة على اتحاد العلم والسيف وتلاحم الشريعة والإمارة و تعاون الحكام والعلماء بين الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب والإمام الأمير محمد بن سعود رحمهما الله، ولم يحدث أي تغيير في هذا العقد العظيم في تاريخ الدولة السعودية إلا في هذه المرحلة حين ترك للمستهزئين ولوزارة الثقافة والإعلام وللصحف التي ليست في أيد أمينة إحداث هذا الشر في تاريخ البلاد، فما الذي حدث وما الذي تغير؟.
وإن حدوث هذا الأمر نذير شر مستطير وفتنة عريضة، وإن هذا الأمر له ما بعده، وإن آثاره الخطيرة – إذا لم تتكاتف الجهود لقطعه – سوف تصل إلى مداها البعيد من ازرع الفساد وجلب الفتن، لأن العدوان على العلماء الذين هم ورثة الأنبياء وحراس الدين وحفاظ الشريعة عدوان شامل يلحق الضرر العظيم بالأمن والاستقرار، لأن الشعب إذا رأى السفهاء يعتدون على دين الله وعلى علماء الدين فإنه يرى أن هذا العدوان عليه جميعا، وعليه ومن منطلق الحرص على البلاد وعلى ولاة الأمر يجب على كل فرد في هذه البلاد أن يقوم بدوره في التصدي لهذا الفساد العريض والعدوان الغاشم الكبير ولا يعذر من بلغه عن القيام بما يجب عليه قياما بواجب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبكل وسيلة تجنب البلاد فتنة هاتين الصحيفتين وما على شاكلتها من صحيفة الفتنة والعدوان ومن ذلك:
1 - الإبراق أو الإرسال للملك.
2 - الإبراق أو الإرسال لولي العهد
3 - الإبراق أو الإرسال لوزير الداخلية
4 - الإبراق أو الإرسال للمفتي
5 - الإبراق أو الإرسال لهيئة كبار العلماء
6 - الإبراق أو الإرسال للعلماء
7 - مكاتبة الصحف
8 - الحديث أو الإرسال إلى القنوات
9 - الحديث أو الإرسال إلى إذاعة القرآن الكريم
10 - الكتابة في الإنترنت وبالاسم الصريح وهذا أفضل ألف مرة من الاسم المستعار
وكل وسيلة يراها الفرد جالبة للخير دافعة للشر عن هذه البلاد التي يراد بها الشر والفتن من وراء هذه المقالات وما في حكمها من مقالات الهجوم على أحكام الله في شأن المرأة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفتوى وغيرها،،
إن الدفاع عن العلماء دفاع عن الدين والبلاد والأمن والاستقرار، وإن التهاون في هذا من الخيانة والرضا بالفساد والضلال المبين والشرور لهذا البلد الآمن المطمئن الذي غاظ أهل الشر أن يرفل في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى وأعظمها نعمة تحكيم شريعة الله ثم نعمة الأمن والاستقرار وتبجيل العلماء والعلم وأهله.
علي التمني
أبها / الجمعة 7/ 8/1429
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 11:33]ـ
استغفر الله يا رب. .
كتبتُ ردا؛ فتراجعتُ عنه. .
والله المستعان وإليه المشتكى.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 12:34]ـ
أعتقد أن كثرة الإجلاب بما ذكرته من أمور قد جرب في عدد من المواقف ولم يثمر شيئا
الشيخ الفوزان حفظه الله لا يطالب برد الإساءة عنه بقدر ما يطالب بإنكار المنكر من قبل أكفائه من العلماء لو أن أصحاب الفضيلة العلماء كتبوا ردودا حازمة وحاسمة وعلمية لأخزو كل من كتب وكل من يكتب لكن أصحاب الفضيلة جزاهم الله خيرا مازال أكثرهم يرون أن الشيخ الفوزان هو المخطئ بنزوله إلى مستوى هؤلاء أرجو الكتابة إلى أصحاب الفضيلة كبار العلماء أن يكتبوا في الصحف ردودا على كل من يخالف الحق
ـ[علي التمني]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 10:30]ـ
بسم الله
إن شخص الشيخ الفوزان ليس هو هدف الإفساديين الذين استعلنوا بفسادهم في هذه المرحلة؟؟ وإما الهدف هو رأس الإسلام في هذه البلاد وبالتالي فالهدف بالتبع هو هذا الكيان برمته؟؟ وما ذكرت بخصوص العلماء صحيح، وأخالفك الرأي في أن الاتصال بولاة الأمر لم ينفع، فالحق أنه لا يوجد اتصال بولاة الأمر، واسأل مجرب ولا تسأل طبيب، أكثر طلبة العلم الذين يكتبون في المنتديات ويتحدثون في المجالس عن استقواء الإفساديين في هذه المرحلة لا يكتبون لولاة الأمر ولا يقومون بشيء سوى الاستعراض في المجالس او المنتتديات ولو أنهم يكاتبون اهل القرار في البلاد من ولاة الأمر لتغير الحال ولأعيد النظر في تمكن الفكر الإفسادي من منابر الإعلام التي جيرت لصالح الفكر التغييري الرافض لكل شيء في هذه البلاد والذي يريد تغيير كل شيء في هذه البلاد وكيف لا يطمعون وقد مكنوا من الإعلام والثقافة التي هي أهم وأقوى وانجع الوسائل لتغيير الرأي العام إلى الجهة التي تريد؟؟؟؟؟.
السبت 8/ 8/1429
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:17]ـ
الهجوم ياأخ علي بارك الله فيك ليس من الشخصين كرأي خاص او انتقاد فكري المسأله شرحت في سبق اليوم من قبل الشيخ سليمان الدويش والكاتب عبد الله زقيل وبينوا مالايخفى عليك وعلى الكثيرين وهو ان هؤلاء اسماء يتخفى وراءها مؤسسة تغيير فكري للمجتمع وأهم شيء لدى هذه المؤسسة ان يكون الصوت العالي لهم فالحديث في اذاعة القرآن او البرقيات لايهمهم بقدر مايؤذيهم بيان من عالم في حجم الشيخ صالح تتناقله المنتديات والمجالس لهذا كان المقال الأخير من النهاق محمد العبداللطيف متبجح متمنيا ان يترفع الشيخ عن الرد عليه وايضا في مقال اليوم واكبر هدف تريد هذه المؤسسه الليبراليه هو فرق تسد والتفرقه هي بين كبار العلماء وبين الحكومه ولاننسى ان لهذه المؤسسة فرع رئيسي كمستشارين للملك وفقه الله للتعزير بهم وازاحتهم عن مقامه.
ـ[علي التمني]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 01:22]ـ
بسم الله
يا ليت قومي يستيقظون،،
أخي علي الغامدي
وهل يخفى هذا الأمر على أحد،،،،،،،،،،،،
اللهم عليك بالمفسدين في هذه البلاد الذين يبغونها عوجا فإنهم لا يعجزونك
شكر الله لك
في 5/ 9/1429(/)
د. سعد بن ناصر أبو حبيب الشثري -ورد علمي علي القدح العلماني ورد علماني مرة اخري
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 10:31]ـ
رفعة منزلة علماء الشريعة
د. سعد بن ناصر أبو حبيب الشثري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد: فقد أفزعتني عدد من اللهجات التطاولية في عدد من الكتابات الصحفية التي تنبثق من خلط الأوراق واستعمال المصطلحات المعهودة في غير محلها ووضع أحكام جازمة بناء على تصور غير صحيح ولا مطابق للواقع ولا للحقائق مما يظن المرء معه أنها صدرت من سوء فهم لا سوء قصد،
ومن تلك الكتابات ما نُشر في جريدة الجزيرة بعددها الصادر في أول شعبان من عام تسع وعشرين وألف بعنوان {وماذا بعد أفول السلطة الدينية؟}، فإني لما قرأت هذا المقال أشفقت على قارئه واستغفرت لكاتبه لما فيه من تخبطات عديدة واتهامات للآخرين شنيعة بدون شهود ولا بينات. فإن الكاتب - وفقه الله - لخيري الدنيا والآخرة أجاد في وصفه لبعض الكتاب بأنهم قد تجاوزوا الحدود المعقولة في نقد الفكر الديني {حسب تعبيره}، وفي انتقاده للمواقف الإقصائية ضد الفكر الديني، كما أجاد في انتقاد بعض الكتاب الذين يرون أن لا فرق بين علماء الشريعة وبين الإرهابيين والجهاديين، ومع ذلك فقد وجد لدى الكاتب العديد من الهفوات. ورغبة في تجلية ذلك فإني أبين عدداً من المصطلحات التي غمض فهمها على كاتب المقال على جهة التمثيل لا على جهة الاستقصاء.
أولها: مصطلح السلطة الدينية حيث أراد الكاتب به علماء الشريعة، وهذا فهم خاطئ؛ لأن هذا المصطلح يطلق بمعنيين:
أولهما: سلطة التشريع، وهذه لله - عز وجل - وحده، ولا يجوز لأحد أن ينازع رب العزة والجلال في ذلك كما قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ}، وقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}، وقال سبحانه: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، ومن هنا نعرف خطأ الكاتب في قوله: {كرسي المشرع الفكري}.
والمعنى الثاني: سلطة حماية الدين والذود عن حياضه، وهذه السلطة بأيدي ولاة الأمر، قال الماوردي في المهام المناطة بالإمام: {والذي يلزمه من الأمور العامة عشرة أشياء أحدها حفظ الدين على أصوله المستقرة وما أجمع عليه سلف الأمة فإن نجم مبتدع أو زاغ ذو شبهة أوضح له الحجة وبين له الصواب وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود ليكون الدين محروساً من خلل، والأمة ممنوعة من زلل} {الأحكام السلطانية 1 - 16} وانظر {كشاف القناع 6 - 160}، وشاهد هذا في كتاب الله قوله سبحانه: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}، وشاهده من السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته} وقوله: {الإمام جُنَّة يُتقى به ويقاتل من خلفه}.
وعلى هذا المنطلق سارت الدولة السعودية الموفقة من أول أيامها من عهد الإمام محمد بن سعود عندما بايعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب والمسلمون من ورائهم، على نصرته في حماية العقيدة ونشر الإسلام ونبذ الخرافات. وكان أول بيان سياسي من الإمام الصالح والقائد الهمام الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هو قوله: {الملك لله ثم لعبدالعزيز}؛ ولذلك أيده كل ذي دين في إقامة هذه الدولة التي ننعم بخيراتها، وعلى خطى ذلك الإمام الموفق سار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث احتوى أول بيان له التأكيد على التزامه بالإسلام وجعل دستوره القرآن؛ مما أبهج النفوس المؤمنة في مشارق الأرض ومغاربها، وجعل ألسنتهم تلهج له بالدعاء والثناء، واستمر نهجه - وفقه الله - على ذلك؛ فقد كرر هذا المعنى مراراً، ومن ذلك كلمته الموفقة - أيده الله - في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى؛ حيث قال: {لقد أعز الله تعالى هذه الدولة؛ لأنها أعزت دين الله، وسارت على نهج ثابت يتوارثه خلف عن سلف، وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها ما دامت ترفع راية التوحيد وتحكم شرع الله}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أكد على ذلك سمو ولي العهد وعدد من المسؤولين في مناسبات مختلفة، وهذا المعنى قد أكد عليه النظام الأساسي للحكم في المملكة في عدد من مواده؛ ففي المادة الأولى: {المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم} وفي المادة السادسة: {يبايع المواطنون الملك على كتاب الله وسنة رسوله وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره}، وفي المادة السابعة: {يُستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله .. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة}، وفي المادة الخامسة والخمسين: {يقوم الملك بسياسة الأمة سياسة شرعية طبقاً لأحكام الإسلام ويشرف على تطبيق الشريعة الإسلامية}، وولي الأمر يجعل له أعواناً يعينونه على القيام بهذه المهمة الشريفة من القضاة والولاة ورجال الحسبة وغيرهم ممن لا يستمد سلطته إلا من سلطة ولي الأمر.
ومما سبق نعرف خطأ الكاتب حين قال: {في دولة تأسست على ثنائية الإمام والشيخ أو السلطة والشريعة}؛ لأن هذه الدولة قامت على وحدة واحدة، وعلى تكامل وتعاضد، لا على منازعة ومواجهة، كما ذكر الكاتب بعد ذلك حين قال: {وأصبحت المواجهة في عقر دارهما}.
ثانيها: مصطلح الفكر الديني. أبدى الكاتب وأعاد في استعمال هذا اللفظ ولم يوضح مقصوده بهذه الكلمة بل يفهم من كلام الكاتب أنه يدخل في ذلك جميع العقائد المنحرفة حيث قال: {خرجت المواقف الإقصائية ضد الفكر الديني باتجاهاته التقليدية والصحوية والجهادية}، ومنشأ هذا عدم التمييز بين المعاني التي يطلق عليها هذا اللفظ، وذلك أن هذا اللفظ يستعمل عند المتكلمين بمعنيين:
أحدهما: الأحكام الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، ومثل هذا لا يجوز الاعتراض عليه ولا نقده ولا الضجر والانزعاج منه؛ قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}، ولقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}.
والمعنى الثاني: الاجتهادات الفقهية التي يمكن أن تكون محلاً للاختلاف، وإن كان هذا الاختلاف لا يسوغ الشقاق، وإنما الواجب في مثل هذا هو الرد إلى النصوص الشرعية كما قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}، وقال: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}؛ وذلك لأن الحق في المسائل الاختلافية ينحصر في أحد الأقوال وما عداه يكون مخالفاً للصواب لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد}.
فبين أن المجتهدين يصيبون ويخطئون؛ مما يدل على أن الحق في أحد الأقوال ومن عداه يكون مخطئاً، وقد فصلت في أدلة ذلك في كتابي {القطع والظن} في أكثر من خمسين صفحة، والنصوص الشرعية لا تدل إلا على صواب أحد الأقوال؛ ومن هنا نعلم أن الكاتب - وفقه الله - قد أخطأ حين قال: {ومما يزيد من شدة الخلاف بين كافة الأطراف أن الدين الإسلامي كيان مقدس يحمل في داخله شتى المواقف المحتملة في نظريات الصراع الفكري والسياسي؛ فالمعارضة والموالاة تجدان لهما ما يعزز مواقفهم في الإرث الإسلامي}؛ فخطأ هذه الطوائف في فهم النصوص لا يصح أن ينسب إلى دين الإسلام.
وهناك مصطلحات عديدة استخدمها الكاتب ورتب عليها تصورات وأحكاماً مع أن استخدامه لها في غير المعهود الشرعي واللغوي والعرفي منها؛ فيصعب عليَّ استيعاب هذه المصطلحات؛ لكثرتها مع أن مقالة الكاتب ليست بذاك الطول. وفي هذا المقام أنبه إلى ثلاث قضايا تطرق إليها الباحث تعتبر قضايا جوهرية ولها آثارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولى هذه القضايا محاولة بعض الكتاب تفريق المجتمع وجعله طوائف متناحرة، ومن ذلك قول الكاتب: {وأصبحت المواجهة في عقر دارهما بين مثقفيها وعلمائها}، وقوله: {وهو ما يجعل الصدام بينهما متوقعاً}، وقوله: {تصاعد وتيرة الخلاف بين الهيئات الدينية وبعض فئات المجتمع}، وقوله: {فالعلماء والمثقفون دأبوا على لعبة التنافس .. }، وقوله: {ويمكن أن نقول إن حالة الوفاق المؤقتة بين التيار الديني التقليدي وبين بعض رموز التيار الثقافي الليبرالي - إن صح التعبير - ضد الإرهاب الديني سقطت}، وهذا التوجه يخالف مقاصد الشريعة التي تسعى إلى جعل المجتمع لُحمة واحدة؛ قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، وفي الحديث: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً}، و {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد}.
ولئن كان بعض الكتاب ممن ينتسب إلى الثقافة يظن ظناً خاطئاً أن هناك عداوة بينهم وبين علماء الشريعة، فإن العلماء إنما يرون هؤلاء الكتاب بمثابة الأبناء الذين يشفقون عليهم، ويرون أنهم بحاجة إلى التوجيه؛ لما يظنون أنه يحقق مصلحتهم في الدنيا والآخرة. وبعض الأبناء ينفر من النصائح التي يسديها إليه والده، ويظن أن في ذلك تنقيصاً من منزلته؛ لأنه يظن أنه قد كبُر، ووصل إلى مرحلة يستقل فيها برأيه لا يحتاج معها إلى نصح والده وتوجيهه. والقضية الثانية تتعلق بالمصالح حيث يظن بعض الكتاب أن المصالح الشخصية تتعارض مع المصالح العامة أو المصالح الوطنية مع خطئهم في طُرق تحصيل المصالح وظن بعضهم أن بعض الأحكام الشرعية تتعارض مع المصلحة، وهو ما عبر عنه الكاتب بقوله: {قد يكون التفسير غير البريء لما يحدث أن المجتمع ظهرت فيه تيارات تبحث عن مصالحها بصورة مباشرة وبلا قناع، ولم تعد المصالح تختزل فقط في مصلحة الدين أو الدولة التي ترفع راية الإسلام الحنيف}، وقوله: {خرج في عصر الثورة الحديث تيارات تهتم بمصالحها الخاصة، وتدافع عن مكتسباتها تحت شعارات مختلفة، وقد يرميها بعضهم بالانتهازية؛ لأنها تبحث عن مصالحها الخاصة، ولكن الطبيعي أن يبحث الإنسان عن مصالحه، وأن لا يتجمد داخل جهله وتخلفه التاريخي}، وهذه النظرة القاصرة التي تفترض التعارض بين المصالح الخاصة والعامة تخالف واقع الحال؛ فهي بمثابة مَن ظن أن أخذ الرشوة يحقق مصلحة خاصة تعارض المصلحة العامة؛ فلما أخذ الرشوة انتشر هذا المرض في المجتمع؛ فأصبح ما يعطيه بطريق الرشوة أكثر مما يأخذه، ومثله كمثل أولئك الذين حاولوا أن يقفوا في وجه توحيد البلاد على عهد الملك عبدالعزيز لظنهم أن ذلك يخالف مصالحهم الشخصية، لكنهم من فضل الله لم يتمكنوا من ذلك؛ فكان ما حصلوه من توحيد البلاد واستقرارها أعظم مما فات عليهم؛ مما يدل على أن الدعوة إلى تحصيل المصالح الخاصة بتفويت المصالح العامة التي يدعو إليها البعض تفوت بها المصالح الخاصة والعامة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا بدَّ أن يُعلم أن المصالح الحقيقية إنما تحصل بالعمل على وفق الشرع الذي جاء بجلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها؛ ولذلك نجد جلياً أن من عمل بالشرع تتابعت عليه الخيرات وتحققت له المصالح الدنيوية والأخروية، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، وقوله سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}، ومن هنا قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}؛ فإتمام النعمة يحصل بالتمسك بهذا الدين الكامل، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وشواهد هذه في تاريخ الأمة كثيرة متعددة؛ فقد كان العرب قبل الإسلام في أحوال ضعيفة من فقر
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمراض وتفرق وحروب في زمن لا يلتفت العالم إليهم زهداً في أحوالهم؛ فلما دخلوا في دين الله تتابعت عليهم النعمة وتغيرت أحوالهم تغيراً جذرياً، وأصبح لهم حضارة عظيمة ودولة رائدة، وكلما ابتعدت عن دينها ضعفت وتمكن منهم أعداؤهم، فإذا جاء المصلحون عادوا بالأمة إلى تعاليم رب العالمين؛ فعادت إليهم تلك المكتسبات، ومن أقرب تلك الشواهد ما قام به القائد الهمام الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حيث كانت البلاد تعيش حالة من الاقتتال والبغضاء والفقر المدقع، حتى لا يجد الإنسان ما يملأ به بطنه، ولا ما يستر بدنه، ولا ما يتمكن به من الانتقال من بلد إلى آخر من الركوبات، فأبدل الله أحوالنا وأصبحنا أمة واحدة لها مكانتها على كافة الأصعدة، وننعم بالخيرات العظيمة في ملابسنا ومراكبنا ومآكلنا ومساكننا وكافة أمورنا، كأننا قد عنينا بقول الله عز وجل: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، وبقوله: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، ومع تتابع قوى مختلفة على النيل من هذه البلاد إلا أن الله يسلمنا من شرورهم كأننا عُنينا بقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ}، وما ذاك إلا لتمسك هذه البلاد بتعاليم الإسلام الحنيف الذي لا يُخشى علينا من أي محاولات عدائية ما دمنا متمسكين به.
والقضية الثالثة: تتعلق بمكانة علماء الشريعة، والتي تعرض لها الكاتب في مواطن مختلفة في بحثه حيث يقول: {إننا دخلنا في مرحلة جديدة تتميز بالضجر والانزعاج من سلطة الفكر الديني التقليدي}، وقوله: {لكن ما يحدث في الوقت الحاضر من أفول للسلطة الدينية لا يمكن التنبؤ بما سيحدث من ورائه من تبعات؛ فالأمر تجاوز بالتأكيد حدوداً لا يمكن على الإطلاق الرجوع إليها. والسلطة الدينية الحالية - إن صح التعبير - لم تعد سلطة، وأصبحت في موقف أضعف بكثير مما كانت عليه من قوة وتأثير على الدولة والمجتمع في العقود الماضية}، بل قال الكاتب: {لا بدَّ من التفكير في إيجاد بديل لهذا الفراغ السلطوي التشريعي}، واتهم العلماء بتجاوز المصالح العامة إلى المصالح الخاصة بقوله: {دائماً ما يظهر الحرص على المصالح والمنافع الخاصة بين سطور المثقف أو فتاوى الفقيه}، وإقرار الكاتب على نفسه وزملائه يخالف دعواه على العلماء؛ لأن الإقرار مقبول بلا حاجة إلى دليل بينما الدعوى لا تقبل إلا بالبينات والبراهين.
ولا شك أن من مقاصد الشرع رفع مكانة العلماء كما قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فكل محاولة لإنقاص درجتهم فإنها تُجعل من مصادمة مقاصد الشرع. ثم إن الناظر إلى واقع الناس وأحوال المجتمع يجد أنهم يثقون بعلماء الشرع ويرجعون إليهم استجابة لأمر الله تعالى في قوله: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، وقوله: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}، وقوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}. وعلماء الشرع بشر كغيرهم تضعف نفوسهم في بعض المواطن ولكن إذا قورن ذلك لديهم بما لدى غيرهم وجدنا أن النسبة في ذلك متفاوتة ومختلفة الدرجة اختلافاً شديداً؛ ولذلك وصفهم الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}، ثم إن الناظر إلى الجهود العظيمة التي يبذلها علماء الشرع لا يمكن أن يبخسهم مكانتهم أو يقلل من درجتهم؛ فإليهم المرجع في تنظيم علاقة العبد بربه إذا أشكل عليه شيء من أحكام صلاته أو دعائه أو صيامه أو حجه أو غير ذلك، ويفزع إليهم الناس في السؤال عن أحكام بيعهم وشرائهم بما يضمن سلامتهم من الوقوع في الحرام، وجهودهم مشهودة وملحوظة في إبعاد الأسر عن المشاكل والخلافات وإبعاد المجتمع عن الشقاق والنزاعات وفي تحذير الأمة من الخمور والمخدرات، وما أعظم أثرهم في نفسيات كثير من أفراد المجتمع في إبعاد الوساوس عنهم والاضطرابات. وأما وقفتهم الشجاعة في محاربة التطرف والإرهاب ومواجهة أفكار أصحابه بفكر نير وخطاب مقنع فمما لا يمكن إنكاره إلا على جهة العناد، ومن قارن بين طريقة هذه البلاد في محاربة ذلك من خلال تضافر عطاء العلماء مع الجهود الأمنية وبين بقية البلدان الأخرى من جهة إبعاد البلاد عن آثار الفكر التفكيري فإنه لا بدَّ أن يُقر بأثر كل من الأجهزة الأمنية وجهود العلماء؛ ولهذا جاءت النصوص النبوية بالرفع من شأن العلماء {لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد}، {فضل العالِم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وكفضلي على أدناكم}.ومع محاولات بعضهم التنقيص من منزلة العلماء إلا أن جهودهم باءت بالإحباط، ومحاولاتهم مُنيت بالفشل، وأسأل الله - عز وجل - للجميع التوفيق والهداية .. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عضو هيئة كبار العلماء
وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
http://www.al-jazirah.com/277650/ar6d.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 10:32]ـ
الإسلام والسلطة
عبد العزيز السماري
كانت ردود بعض القراء غير راضية تماماً عن مقالة الأسبوع الماضي، (وماذا بعد أفول السلطة الدينية؟)، برغم من أن الموضوع تناول أفول سلطة دينية، وليس الدين الإسلامي الخالد؛ فالدين لا يمكن أن يأفل .. والتاريخ علمنا أن الإسلام انتشر أكثر.
في العصور التي لم تحكمها سلطة سياسية أو دينية تقليدية؛ فالدرزي شكيب أرسلان كان عالماً مسلماً لا يُشق له غبار في مهام الدفاع عن الإسلام والعروبة، وكان له مراسلات مع الشيخ عبدالرحمن السعدي، ودفاع عن حركة التصحيح للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وعن جهودها في تنقية التوحيد من الشرك والخزعبلات. كتب أرسلان أكثر من خمسين كتاباً يدافع فيه عن الإسلام والعروبة بأكثر من لغة عالمية .. كان توهجه في مرحلة وهن وهزال سياسي عربي وإسلامي غير مسبوق، وفي ظل غياب تام لخطاب سلطوي يحتكر الإسلام .... دخل أيضاً الماروني أحمد فارس الشدياق الإسلام، وكان ولا يزال يعتبر من رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر؛ فقد انتصر لهذا الدين، وألف أعمالاً جبارة في خدمة لغة الضاد، وما بدأه يعتبر اللبنة الأولى في طريق إحياء اللغة العربية التي كادت تندثر بسبب سياسة التتريك للسلطة التقليدية في الدولة العثمانية في زمنها المريض .. أيضاً في ذلك الزمن الخالي من تأثيرات السلطة، اعتنق اليهودي ( Leopold (Weiss) الإسلام، واتخذ اسماً عربياً هو محمد أسد، وعاش جزءاً كبيراً من بقية حياته في جزيرة العرب، وفي خدمة قضايا المسلمين في الشرق.
هذا يدل على أن تأثير القوة الناعمة للإسلام أقوى من خطاب الكراهية السلطوي؛ فهذا الدين يحمل قوة جذب غير عادية للناس أجمعين، وهؤلاء العقول المبدعة جذبتهم قوة الإسلام الخفية إليه، ولم يحتاجوا إلى مغريات مادية لاعتناقه، ولا تأليف لقلوبهم؛ ليعلنوا إسلامهم في مهرجان احتفالي .. لكن ما جمعهم هو أن زمنهم خلا من دعوات الكراهية ومشاعر البغضاء لغير المسلمين، والذي ازدادت نبرته وحدته كثيراً في العقود الأخيرة .. قوة الإسلام الجاذبة لم تتوقف عن الانتشار في جنوب شرق آسيا، وفي أدغال إفريقيا على الرغم من جهود حركات التبشير المضادة ..
ولن تتوقف هذه الجاذبية مهما خططت القوة المضادة .. تكمن قوة هذا الدين في مبادئه الراشدة في زمن الرسول، عليه الصلاة والسلام؛ فدعوة الإسلام الفطري خلت من السب والشتم أو القدح في عقائد الشعوب المجاورة؛ فقال الفرس ولم يذكر المجوس في دعوتهم للإسلام، وخاطب دولة الروم وخاض الحروب ضدهم، ولم يخاطبهم بالصليبيين.
الإسلام يصبح أكثر تأثيراً عندما يكون نقياً من سلطة مصالح البشر، والسلطة هي العلاقة التي يسعى من خلالها كل فرد أو مؤسسة إلى تسخير الأفراد والمؤسسات الأخرى للعمل طبقاً لإرادتهم أو سيطرتهم، وقيل كذلك إن السلطة هي الفرصة المتاحة أمام الفرد أو الجماعة لتنفيذ مطالبهم في مجتمع ما في مواجهة من يقفون حائلاً أمام تحقيقها، وإذا استخدم الإسلام كسلطة يفقد رسالته النقية، ويصبح وسيلة للبشر، إما للسيطرة على مصالح الناس أو لمعارضة هذه السلطة .. أفول السلطة التقليدية الحالية له علاقة بصعود قوي أو سلطات اجتماعية أخرى مثل تيارات الاقتصاد والثروة والفكر وحرية الرأي من جانب، وأيضاً بسبب انشقاق السلطة التقليدية من جانب آخر؛ فقد شهدت الساحة السعودية خلال العقد الأخير اختلافات في الرأي والمواقف بين العلماء في شتى المواضيع.
كان أيضاً للصحوة تأثير كبير في تصدع سلطة الفتوى الموحدة سلفاً من قبل المفتي العام؛ فقد انتشرت الفتاوي، وصار لكل عالم وشيخ رأي وفتوى .. أيضاً توقفت هذه السلطة من إنتاج المعرفة؛ مما أدى إلى انحسار تأثيرها على الناس، وهذا - حسب رأيي - هو العامل الأهم .. كذلك لا يمكن على الإطلاق أن نغفل سبباً آخر، وهو انحسار الدعم المالي للسلطة الدينية، ومحاصرة طرق تحصيلها للمال من خلال الاتحاد العالمي لمحاربة الإرهاب.
يقول أحد المفكرين الغربيين: (يجب أن نقبل بأن السلطة تنتج المعرفة، وبأن السلطة والمعرفة تحتوي بعضهما بعضاً، وبأنّه ليس هناك علاقة سلطة بدون أن يكون هناك أساس توافقي مع حقل المعرفة) .. هذه المقولة الفكرية قد تتفق مع مبدأ التجديد في أمر الدين (إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لأمتي أمر دينها، ينفون عنه انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين).
http://www.al-jazirah.com/277650/ar5d.htm
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 10:46]ـ
وقصدي من ايراد المقال الاول هو ايراد طريقة الرد العلمي علي العلمانيين عموما ثم علي من يتأثر ببعض مصطلحاتهم وافكارهم
وعلي كل فانا استفيد من هذا الامر معرفة مايدور في المملكة من التطورات ذلك ان اغلب الكتابات في نقد العلمانيين العرب انصبت علي علمانيين من دول اخري غير السعودية ويبدو ان البلاء وصل الي السعودية بتاثير الخبث العلماني الذي يزحف علي بطنه متسللا الي المكتبات والعقول والجرائد والمؤسسات والاعلام بل والسلطة!
فمن وقت غير طويل قرات ان الادارة تفكر او تستعين الان بالسيد يسين رجل الكونية الذي رفضت الاسلام منهجا للحية وعقيدة للانسان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 02:22]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي ابن الشاطئ لكن آمل التأني في إطلاق لقب علماني على معين كما قد يفهم من عنوانك فعبدالعزيز السماري لا يمكن أن نستشف من مقاله مع خلافنا معه كونه علمانيا العلمانية شئ قذر وخطير ولك تحياتي
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 06:40]ـ
جزاكم الله خيرا
عندك حق اخي بارك الله فيك-خصوصا اني قلت في العنوان ان التعقيب علماني!
الا اني قلت في غير العنوان
ثم علي من يتأثر ببعض مصطلحاتهم وافكارهم
ولكن علي كل الاحوال انا التزم نصيحتكم وبارك الله فيكم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 09:31]ـ
الحمد لله يا أخ محمد السعيدي فقد حصل ما كنت تتمنى و لم يعد الشيخ صالح الفوزان وحده في الميدان
و جزى الله ابن الشاطئ خيراً
و أعود للأخ محمد السعيدي و أقول بما أنك تمتلك الدال التي يقدرها الصحفيون فلماذا لا تدخل في الميدان أيضاً في صف المشايخ جزاك الله خيراً
أعتذر عن عدم تسميتك دكتور لأني سمعت أن معناها كبير التوراة! و ينسب هذا التفسير للشيخ بكر أبو زيد، لذلك سميتك أخ
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 12:40]ـ
تعقيبا علي المسألة المتقدمة اقول بعد حمد الله علي نعمة الاسلام
لاشك ان محاولة خلخلة مفاهيم معينة في الاسلام او مصطلحات او اسماء معينة لاغبار عليها اصطلح عليها اهل الاسلام ولم يستعيروها من الخارج هو ديدن طائفة من العلمانيين تقوم بهذه المحاولات الواعية لفك هذه الاطر الصلبة التي تحمي هذا الدين وتحفظ معانيه ورموزه التي يلتف حولها اهل الاسلام باعتبارها هي مصدر التأسي ومنارة الطريق ومنبع الاخذ في وقت بدأت الامة تفقد علماء كبار ويحاصر فيها علماء اخرون بحرب اعلامية غير نظيفة
ولاشك ان بعض الكتاب العرب يحوم حول بعض هذه المعاني والمصطلحات التي اصطلح عليها اهل الاسلام لحماية مكتسباتهم الفكرية والعلمية والاجتهادية لظنهم -اي ظن هؤلاء الكتاب-انهم الان قادرين علي القيام بدور بديل لعلماء الامة بعد انتشار العولمة في بلادنا-وهي تغطي علي تلاعباتهم في غفلة من اغلب اهلنا وشعوبنا- وقيامها باحتكار كل قيمة وكل مقدس لمصلحة القوي الخفية التي تلعب-وتمسك- بماكينة العولمة وتصنع بها ومنها ظروف جديدة واحوال ضاغطة علي اهل الاسلام وحصار قيمهم وحقائق دينهم
وبعض هؤلاء الكتاب لايلزم من كونهم يقومون بهذه الاعمال المخربة ان يكونوا علمانيين صرف وملاحدة محض ولكنهم لاشك تأثروا بالنظام الفكري العام للفكرة العلمانية واقتنعوا ببعض الافكار ا-التي يروجها العلمانيين -لتي قد يظن بعضهم انها فعلا نافعة في انقاذ الامة من كهنوت مسيطر او وعي مكبل او تحجر وتصلب في الوعي الاسلامي وهي الفاظ لها وقعها المثير في اوساط الكتاب والصحفيين
الفكرة نفسها مغرية خصوصا عند اثارة مسائل معينة كموضوع السلطة الدينية ومايتعلق بها من موضوعات ومصطلحات والالقات الفخمة الغنية بالمعاني التي لاحاجة اليها في زعم هؤلاء الكتاب
ومقصد العلماني طبعا من هدم السلطة الدينية -كمثال-هو هدم سلطة النص الديني بحسب طبعا اقوال العلمانيين انفسهم فالامر عندهم يبدأ من سلطة الرسول مخترع النص بزعمهم ويجب تفكيك النص باعتباره منتج بشري بحسب تعبير ابو زيد وغيره!
يمكنني ان اقدم نصين وردا اليوم فقط في صحيفتين مختلفتين في السياق الذي نتكلم فيه يحومان حول مفاهيم اسلامية ومصطلحات معينة واصول علمية وعملية في الاسلام بغية كسر الاطر الاسلامية المتينة لتحريك الفكرة العلمانية للامام وفرض مصطلحاتها هي علي الامة
--
شيء من
خرافة الألقاب
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ
كان علماؤنا الأوائل إذا كتبوا أو أملوا على أحد طلابهم أو كتابهم قولاً اكتفوا بعبارة: (قاله ممليه أو كاتبه الفقير إلى عفوه تعالى) ثم يذكر اسمه مجرداً. الآن اختلف الوضع، أصبح هناك تنافس على الألقاب، حتى أن بعض مواقع صغار طلبة العلم على الإنترنت، تزخر بالتبجيل والتفخيم والإطراء لذات الشخص صاحب الموقع. قد أفهم وأتفهم إذا كان اللقب يتعلق بدرجة علمية جدّ طالب العلم للحصول عليها، أما ما سوى ذلك من الألقاب والصفات فهي عادة سيئة، تنم عن زهو وإعجاب بالذات، كان الأحرى بطالب العلم الديني التنزه عنها. وأمام
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكم الهائل من الألقاب التفخيمية للمشايخ -التي ما أنزل الله بها من سلطان- أتساءل: هل هذه مسميات سلفية، أم أنها (بدعة) ينطبق عليها ما ينطبق على البدع الأخرى حسب الخطاب السلفي؟، رسولنا -صلى الله عليه وسلم- الذي هو قدوتنا ومُعلمنا الأول، كانت الصفة التي أعطاها لنفسه هي (محمد عبدالله ورسوله). وعندما سمع بعض أصحابه يناديه قائلاً: يا محمد، يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا، نهاه عن هذا القول، وعلمه ماذا يقول، وقال: (أنا محمد بن عبدالله، عبدالله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل). والصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يدعون بأسمائهم، إلا من تولى منهم منصب الخلافة. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه مُعلماً ومَعَلماً في التواضع والبعد عن الزهو وهو الذي وصلت دولته إلى ما وصلت إليه، يقول: (ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه). وقال: (لا تتعلم العلم لثلاث، ولا تتركه لثلاث، لا تتعلمه لتماري به، ولا لتباهي به، ولا لترائي به. ولا تتركه حياء في طلبه، ولا زهادة فيه، ولا رضا بالجهل به). وكان السلف إذا تحدثوا عن رأي لواحد من الأئمة الأعلام يذكرونه باسمه مجرداً، فيقولون قال مالك، أو قال أبو حنيفة، أو قال الشافعي، أو قال أحمد، هكذا دونما ألقاب أو مُسميات تبجيلية، ولم يقل أحدٌ إن في ذلك (انتقاصاً) لهم كما يردد بعض الأغيلمة السذج في بعض مداخلاتهم. ويربط أبو حامد الغزالي بين التعنيف والزهو بالنفس حينما يقول: (ومن العلماء من يستفزه الزهو والعجب، فإن وَعَظ عنَّف وإن وُعِظ أنف).
وقد قيل لحكيم -كما يروي الغزالي-: ما الصدق القبيح؟ قال: (ثناء المرء على نفسه)، والسؤال: هل أدرك حكمة هذه المقولة طلبة العلم من أصحاب المواقع على الإنترنت الذين أغدقوا على أنفسهم الألقاب والمسميات المصطنعة؟.
وقد تسربت هذه الألقاب والمسميات المصطنعة -فيما أرجح- من دولة بني عثمان إلى الثقافة العربية، فقد كانوا يهتمون بتفخيم وتبجيل وتقديس وإطراء مشايخهم مثلما كان يفعل رجال الكنيسة في أوروبا مع كهانهم وأحبارهم. ومازلت أتساءل ولا أجد جواباً: لماذا قبل علماء السلف المعاصرون مثل هذه الألقاب رغم أنها خروج عن نهج السلف؟.
ولعل في هذه العجالة (المؤصلة) ما يكفي لإثبات أننا عندما ننزع عن فقهائنا في حواراتنا معهم بعض هذه الألقاب والصفات (الكهنوتية) المصطنعة، أو لا نهتم بها كثيراً، فإننا نمارس ما كان يمارسه آباؤنا قبل أن يصبح اللقب (مظهراً) اجتماعياً خداعاً في حد ذاته.
إلى اللقاء.
http://www.al-jazirah.com/250008/ar5d.htm
هوامش للكتابة - مرفأ للذاكرة
جابر عصفور الحياة - 10/ 08/08//
طالعتني صحيفة «المصري اليوم» في صفحتها الأولى بتاريخ 27/ 7/2008 بعنوان كبير على يسار الصفحة يؤكد ما أعلنته دار الإفتاء المصرية من أن توريث الحكم في مصر غير جائز شرعاً، وأن انتخاب الرئيس يكون بالاقتراع السري العام المباشر، وأن ولاية العهد غير ملزمة وكان ذلك رداً على طلب فتوى تقدم به أحد المواطنين لمجمع البحوث الإسلامية، وتمت إحالته إلى دار الإفتاء للاختصاص وتولت دار الإفتاء دراسة الموضوع وأصدرت الفتوى التي يرد فيها «أن الشرع لا يمنع ولا يفرض نظاماً معيناً لصورة الحكم، سواء كانت هذه الصورة ملكية أو جمهورية أو أي نظام آخر يتفق عليه الناس، ويحقق مصالحهم العليا، كما أنه لا يمنع من الانتقال من نظام إلى آخر إذا ارتضى الشعب ذلك، واجتمعت عليه كلمتهم، وأن انتخاب الشعب أي شخص توافرت فيه الشروط الدستورية التي تم الإجماع عليها سابقاً جائز شرعاً ووضعاً» واختتمت دار الإفتاء فتواها بالقول إن من أراد أن يغير النظام والدستور الذي اتفق عليه الناس فعليه أن يسلك الطرق المشروعة للوصول إلى اتفاق آخر، يتحول إليه المصريون باتفاق مشروع تترتب عليه آثاره، والشرع لا يمنع تغيير الدستور، إذا ارتأت الجماعة المصرية ذلك، واتخذت الإجراءات والخطوات المرعية في سبيل تحقيق هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأت هذه الفتوى، ولم أتوقف طويلاً عند أهدافها الخفية والمعلنة، في سياق ما يتردد عن توريث الحكم في مصر، والإعداد لذلك بوسائل عدة، واضحة وغير واضحة، يتحدث عنها السياسيون المعارضون في مصر، صباح مساء، وإنما سرح خاطري إلى شيء آخر، وعادت بي الذاكرة إلى أول نيسان (أبريل) عام 1925، حين أصدر الشيخ علي عبدالرازق قاضي محكمة المنصورة كتابه «الإسلام وأصول الحكم» الذي يعلن فيه، منذ صفحته الأولى، تحديه كل سلطة بشرية، تنطوي على التسلط، مؤكداً أن لا إله إلا الله لا يعبد إلا إياه، ولا يخشى أحداً سواه، فلله وحده القوة والعزة، وما سواه من الملوك ويمكن أن نضيف والرؤساء والأمراء والشيوخ ضعيف ذليل ويمضي الشيخ علي عبدالرازق ليهدم فكرة الخلافة ومعها الاستخلاف ويقرنها بفكرة «الحكم المقدس» في الغرب، مؤكداً أن من جعلوا الخلافة ركناً من أركان الإسلام إنما بنوا ما ذهبوا إليه على اجتهاد خاطئ في فهم الإسلام، فالخلافة ليست ركناً ولا أصلاً من أصوله.
ويؤكد الشيخ الجسور، كما سبق أن أوضحت في مقالات سابقة في هذه الجريدة، أن الفهم الخاطئ لمفهوم الخلافة ومن ثم الاستخلاف، ومعه توريث الحكم قد اقترن، ولا يزال، بالمحاولات الاستبدادية المتصلة لدعم الحكم المطلق وتبريره وتثبيته في وجدان الرعية وعقولها، دعماً للخلفاء والحكام الظلمة، وذلك بدعوى أن الخليفة يستمد سلطانه من سلطان الله تعالى، وأنه ظل الله تعالى، أو سلطان الله على أرضه على نحو ما زعم الخليفة أبو جعفر المنصور ولا خلاف كيفياً، في التحليل الأخير، بين هذه الدعوى التي ينسبها أصحابها إلى الإسلام ودعوى «الحق المقدس» التي نسبها أصحابها إلى المسيحية وما لم يقله الشيخ صراحة، لكن ينطقه كتابه ضمناً، هو أنه إذا كان دعاة «الحكم المدني» في أوروبا قد انتصروا على دعاة الدولة الدينية الثيوقراطية واستبدلوا بملكية الحق المقدس الملكية المقيدة بكل أطيافها والجمهورية بكل أنواعها، فإن دعاة الحكم المدني في الشرق المتخلف، المتطلعين إلى التقدم، لا بد من أن ينتصروا نهائياً على الثيوقراطيين الجدد، وعلى أشباههم من الذين يسعون إلى أن يستبدلوا بالمجتمع المدني بمعناه الحديث مجتمعاً تسلطياً، بطريركياً، يستبقي آليات الدولة الدينية أو العسكرية، لكن مع تغطيتها بأزياء حديثة، تخادع الناس عن جوهرها التسلطي، أو تلهيهم عن الخدع والحيل الكثيرة للإبقاء على مبدأ التوريث الذي قامت عليه «الخلافة» في أسوأ صورها.
ولا أريد أن أكرر ما سبق أن كتبته عن كتاب الشيخ على عبدالرازق الذي أراد أن يثبت، في النهاية، أن الدين الإسلامي بريء من تلك الخلافة التي يتعارفها المسلمون، وبريء من كل ما هيأوا حولها من رغبة ورهبة، فهي ليست في شيء من الخطط الدينية، وإنما من الخطط السياسية الصرفة، فالإسلام لم يحدد نظاماً للحكم، وإنما ترك أمره لنا، لنرجع فيه إلى أحكام العقل، وتجارب الأمم وقواعد السياسة وكانت غاية الشيخ علي عبدالرازق من الدعوى القنبلة التي فجرها بكتابه مهاجمة الحكم الاستبدادي للملك فؤاد (1868 – 1936) الذي أغواه بعض مشايخ السوء بالدعوة لنفسه خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية، فهمّ بذلك بعد أن استهواه لقب «خليفة المسلمين» ليكسو استبداده مهابة الدين، ويؤكد القاعدة التي تقول إن الدين بالملك يقوى والملك بالدين يبقى ولكن جاء كتاب الشيخ الجسور على عبدالرازق لينسف أماني الملك وغوايات مستشاري السوء الذين أحاطوا به.
ولم يكن من الممكن والأمر كذلك، أن يمضي كتاب الشيخ الجسور من دون عتاب، فبدأت مجلة «المنار» لصاحبها الشيخ محمد رشيد رضا بالهجوم العاصف على الكتاب وصاحبه، مستخدمة مفردات التكفير التي ما زالت تتكرر في وجه دعاوى التجديد وكان من الطبيعي أن تدفع المجلة الأزهر إلى الحركة، فيجتمع كبار شيوخه، ويقررون تكفير الكتاب وصاحبه، ومن ثم سحب شهادة العالمية منه وإسقاطها عنه ويترتب على ذلك فصله من وظيفة القضاء في مدينة المنصورة ويحاول ممثلو حزب «الأحرار الدستوريين» الذي ينتسب إليه الشيخ الدفاع عنه، فيكون الفشل مصيرهم، فينتهي بهم الأمر بالاستقالة من الوزارة التي تحالفوا فيها حلفاً غير مقدس مع زيور باشا رجل الملك فؤاد الذي ألف حزباً لنصرة سيده الملك، والدفاع عنه في مواجهة الرفض الشعبي الذي لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يكن يرضى سوى بحكم الوفد وزعيمه سعد زغلول.
ويخرج الشيخ على عبدالرازق من الوظيفة، وتنحل الوزارة التي دافع عنه اثنان من أعضائها، وتظل الاتهامات التكفيرية تطارد الرجل الذي اجتهد اجتهاداً فأعلنه للناس، هادفاً إلى صلاح أمرهم، وتحويلهم من رعية ورعايا إلى مواطنين متساوين، لهم الحقوق الكاملة التي يكفلها كل دستور عادل، يحقق أمن المواطنين بلا تفرقة على أساس من جنس أو دين أو عقيدة، ويؤسس للعدل بينهم، فضلاً عن حرية الرأي والتعبير التي هي اللازمة الطبيعية للحرية السياسية والاجتماعية وظل الكتاب وصاحبه محصورين في مدار مغلق من النبذ الذي لا يفارقه سيف مشرع من التكفير، قابل لأن يقطع الرقاب في أي وقت.
ولكن العدالة سرعان ما تداركت هذا السيف، فطاحت وزارة حزب الاتحاد، وأعقبتها وزارة ائتلاف وطني، تولى فيها رئاسة الحكومة عدلي يكن رئيس حزب الأحرار الدستوريين، وسعد زغلول رئاسة البرلمان وأخذت الضجة حول كتاب الشيخ الجسور تهدأ مع الوقت، لكن ظلت تهمة التكفير ملازمة له ومن حسن الحظ، كما يقول الراوي في «أولاد حارتنا»، أن آفة حارتنا النسيان، فنسى الناس تهمة الكفر مع تقادم العهد بالكتاب وسقوط الملكية نفسها وأخذنا ندخل في زمن جديد، يتمسح فيه الجميع بالدستور، وتعلو شعارات «الدولة المدنية»، في مواجهة مخاطر الدعوة إلى «الدولة الدينية» التي تتسع مع اتساع حركات الإسلام السياسي وانتشارها التدميري الذي حمل معه كوارث كثيرة.
هكذا، أصبح الحكام وأنظمة الحكم ترفع شعار «الدولة المدنية» وتحتكم إلى الدستور المدني الذي يستلهم روحه القانون المدني، بدوره، ومعه كل الأنظمة والمؤسسات التي تؤكد، في تبعيتها للدولة أو المجتمع، أن نظام الحكم رهن بإرادة الجماهير التي تضعه على أعينها، وترتضيه ما ظلت تؤمن أنه يحقق مصالحها على أساس من الحرية والعدل والمساواة وحتى عندما تنطوي أقنعة الدولة المدنية على جوهر تسلطي، أو تخفي الدولة الاستبدادية براثنها في قفازات الديموقراطية والدستور، فإن مبدأ أن المسلمين بخاصة، والمواطنين بعامة، أحرار في اختيار نظام الحكم الصالح، يظل قائماً، معلناً، حتى لو كان شعاراً بلا مضمون، أو شكلاً بلا جوهر أما فكرة الخلافة فقد تحولت إلى اجتهاد تاريخي، فرضته ظروف تاريخية، تختلف عن ظروفنا كل الاختلاف أعني تلك الظروف التي لم تعد تتقبل فكرة الخلافة والنتيجة هي فتوى دار الإفتاء برئاسة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الذي يعلن، صراحة، أن الشرع لا يمنع ولا يفرض نظاماً معيناً لصورة الحكم، سواء أكانت هذه ملكية أم جمهورية أم أي نظام آخر يتفق عليه الناس، ويحقق مصالحهم العليا وهي فتوى تعني، صراحة، أن الإسلام لم يفرض نظاماً سياسياً بعينه على المسلمين وتعني، ضمناً، أن فكرة الخلافة كانت اجتهاداً لا يمنع غيره من الاجتهادات، وأنها ليست ركناً من أركان الدين.
أعترف أنني عندما قرأت فتوى الدكتور علي جمعة قلت في نفسي ها هو الشيخ الجسور علي عبدالرازق يحقق انتصاره في النهاية، وأن ما قاله وما طبعه في كتابه الصادر عام 1925 يتحقق في عام 2008، أي بعد خمس وسبعين سنة بالتمام والكمال، ولذلك فمن حقنا أن نعيد الاعتبار إلى كتاب الشيخ الجسور، الذي يظل طليعياً، خصوصاً في مواجهة بعض جماعات الإسلام السياسي التي لا تزال تحلم بإقامة خلافة إسلامية، تتحد فيها جماعات المسلمين التي يقودها أئمة يملأون الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وحتى لو قال قائل إن التوريث يمكن أن يتم بطرائق ملتوية، مع وجود المادة 76 المعدلة في الدستور المصري، مثلاً، فإن الإجابة لن تخرج عن ما يمكن أن نقرأه، ضمناً، في كتاب «الإسلام وأصول الحكم» حيث الأصل هو العدل والحرية والمساواة، فوجود هذه الأعمدة الثلاثة هو شرع الله الذي منح مخلوقاته حرية الإرادة وأمرهم بالعدل والمساواة، ولم يمنعهم من تدبير شؤون حياتهم الدنيا التي هم أدرى بها بالكيفية التي يرون فيها صلاحهم، خصوصاً في هذه السنوات التي يتقلص فيها العدل والحرية والمساواة، وتشيع الحكومات الاستبدادية التي لا ينتج عنها سوى الكوارث التي أصبحت تحيط بنا، وتجعلنا أحوج ما نكون إلى شجاعة أمثال على عبدالرازق من علماء الدين والدنيا.
http://www.daralhayat.com/culture/08-2008/Item-20080809-a7ee21be-c0a8-10ed-01bf-ee33a712d87b/story.html
---
تعليق طارق منينة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 10:35]ـ
بارك الله فيكم(/)
هل تعتقد أن التصوف تحريف لدين الاسلام؟
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 02:49]ـ
هل تعتقد أن التصوف تحريف لدين الاسلام؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 09:02]ـ
أخي الحبيب أكرمك الله، ما معنى "الاستفتاء" على قضية شرعية وما قيمته العلمية؟؟؟
هل مسائل الشرع تجمع لها "الأصوات" بالاستفتاءات؟
أولا ليس أكثرنا أهلا للفتيا، وثانيا فليست هذه قضية فتيا هذه قضية علمية فصل فيها أهل العلم تفصيلا سود صفحات المجلدات المطولة! فالذي من الله عليه بعلم في التصوف ومشاربه وبدعه على اختلاف مراتبها وطبقاتها، فلن تجده أبدا يجيبك هكذا بنعم أو لا جوابا مجملا عن مطلق التصوف بهذه الصورة، ولن يضع مثل هذا الجواب الا جاهل أصلا!!
ثم ان وقع بالفعل ما تريد ووجدت الناس تتفاعل مع هذا "الاستفتاء" ثم خرجت منه بأن نسبة كذا من المصوتين تقول بنعم ونسبة كذا تقول بلا، وقلة أجابت بأنها لا علم لها - ولا أظن هذا يقع في العادة الا قليلا - ونسبة ضئيلة أخرى قالت "ليس عندي من العلم ما يمكنني .. الخ"! فما قيمة تلك النتيجة أصلا عندك وما دلالتها العلمية؟؟؟ أن أكثر أهل الألوكة يقولون بأن التصوف تحريف لدين الاسلام (أو العكس)؟؟ هذا هو الذي يعنيني ويهمني أن أستفهم منك بشأنه! ماذا أنت فاعل بتلك النتيجة وما الحكم الذي ستخرج به منها؟؟
هداني الله واياك الى العلم النافع.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اعلم إذا كان يجب علي الرد على مشاركتك أم لا، ولكن أقول: هذا الاستفتاء هو مقدمة لموضوع مهم جدا هو مقارنة بين الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبين التصوف الذي اختلف به الناس فمنهم من يجعله سني ومنهم من يجعله بدعي ومنهم من يقول أنه زندقة والحاد .... الخ
فأحببت معرفة مدى معلومات طلبة العلم وغيرهم عن التصوف.
((فالذي من الله عليه بعلم في التصوف ومشاربه وبدعه على اختلاف مراتبها وطبقاتها، فلن تجده أبدا يجيبك هكذا بنعم أو لا جوابا مجملا عن مطلق التصوف بهذه الصورة،))
بارك الله فيك كلامك هذا يدل على عدم معرفة تامة بالتصوف وانتظر الموضوع المرتقب إن شاء الله تعالى سوف ترى أن الذي على دراية بالتصوف يقول التصوف تحريف للاسلام.
((ولن يضع مثل هذا الجواب الا جاهل أصلا!!))
التصوت ليس جبرا يا استاذي.
((فما قيمة تلك النتيجة أصلا عندك وما دلالتها العلمية؟؟؟ أن أكثر أهل الألوكة يقولون بأن التصوف تحريف لدين الاسلام (أو العكس)؟؟ هذا هو الذي يعنيني ويهمني أن أستفهم منك بشأنه! ماذا أنت فاعل بتلك النتيجة وما الحكم الذي ستخرج به منها؟؟))
بارك الله فيك اخبرتك أن هذا الاستفتاء هو مقدمة لموضوع مهم في تصوري هو مقارنة بين الاسلام والتصوف، فهذا الاستفتاء يهمني لمعرفة مدى معرفة طلبة بالتصوف.
وأخيرا أقول: يا أخي الكريم اربع على نفسك فإن لم يعجبك الموضوع يمكنك اهماله وعدم النظر فيه، فلست بحاجة للتنظير.
============
أبو عثمان
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:55]ـ
جزاك الله خيرا شيخ أبا عثمان
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 05:01]ـ
لاأعتقد ذلك ...
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 04:48]ـ
موضوع يستحق النقاش ... وفقكم الله أبا عثمان ...
و دعك يا أبا الفداء من السب فهو أسلوب .. غير سلفي ... و انتظر الموضوع ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:18]ـ
لاأعتقد ذلك ...
عش رجبا ترى عجبًا. .!!
أصلا الإجابة تحتاج لتفصيل وكذلك السؤال.
موضوع يستحق النقاش ... وفقكم الله أبا عثمان ...
و دعك يا أبا الفداء من السب فهو أسلوب .. غير سلفي ... و انتظر الموضوع ...
ممكن توضح لنا (السب) الذي جاء في رد أبي الفداء؟!
...
غريب والله صمت الإدارة تجاه بعض الأعضاء ذوي التوجهات المريبة!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:30]ـ
المهم النتيجة متعادلة لحد الآن:) مما يقوي كلام الشيخ أبي الفداء:)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:36]ـ
عش رجبا ترى عجبًا. .!!
أصلا الإجابة تحتاج لتفصيل وكذلك السؤال.
!!
لذلك قلت .. لاأعتقد ذلك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:36]ـ
أضحك الله سنك أخي الحبيب ابن الرومية ..
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:38]ـ
دعك من الشنشنة و الدندنة و ناقش بعلم, فهل المنتدى ليس حكرا على أمثالك من أهل التقليد ...
فهذا الأسلوب لا يجدي نفعا ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:39]ـ
المهم النتيجة متعادلة لحد الآن:) مما يقوي كلام الشيخ أبي الفداء:)
وأيضا يدل على أن هناك فعلا جهلة، وكذلك يدل على أن بيننا صوفيين متخفين يدعون أنهم على منهج السلف!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:44]ـ
أختي الأمل الراحل ...
مارأيك لو قلت لك أنا صوفي سلفي ...
وأبرأ إلى الله من أدعياء التصوف ...
وأبرأ إلى الله من أدعياء السلفية ...
فهل أنا جاهل ... حفظك الله ... أو أنا متستر أدعي السلفية؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:05]ـ
نعم و جمهور اهل السنة الذين لم يقولوا بأن التصوف كله نحلة باطلة هم جهلة أيضا و متخفون ... ألا يمكن الكلام و المذاكرة بروح مبتسمة؟؟؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:16]ـ
والله كم أحب النقاش بروح مرحة:)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:42]ـ
الله المستعان .. أخي أبا العباس، لماذا كل هذا التحامل؟ شنشنة ودندنة وسب وتقليد و ... ما الأمر يا أخي الكريم؟؟
أربأ بك عن هذا الأسلوب في الكلام، وأرجو منك ان كنت تريد نقاشا علميا مثمرا أن تخرج لي من كلامي ما ترى فيه الشنشنة والتقليد فضلا عن السب وما تدعي!!
أما أخونا الكريم صاحب الموضوع وفقه الله
تقول:"لا اعلم إذا كان يجب علي الرد على مشاركتك أم لا"
فأقول، ان كان ظنك بي أني أحسن الظن بك وأريد مدارستك مدارسة علمية في حقيقة الاستفتاء هذا ومدى جدواه وما يخرج به طالب العلم منه من نفع وفائدة، فأنت مدعو الى الجواب على مشاركتي - غير مأمور - والا فأعوذ بالله من ظن سوء ينبني عليه حكم جائر.
وأنا يا أخي الكريم أحسن الظن بك، ولولا هذا ما دارستك، فهلا أحسنت الظن بي؟
أما قولك وفقك الله "هذا الاستفتاء هو مقدمة لموضوع مهم جدا هو مقارنة بين الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبين التصوف الذي اختلف به الناس فمنهم من يجعله سني ومنهم من يجعله بدعي ومنهم من يقول أنه زندقة والحاد .... الخ"
فأقول بارك الله فيك لتأتنا اذا بهذا الموضوع وأنا على ثقة من أن تقرير وتحرير ما عندك فيه من كلام أئمة العلم المتقدمين والمتأخرين لا يحتاج الى استفتاء أهل الألوكة ولا غيرهم حتى يتبين لك ولهم ما لا يماري فيه أكثرهم من أنهم - وأنا منهم - ليسوا من أهل العلم ولا حتى من صغار طلبته!
فلا زلت أوجه اليك السؤال عن الفائدة العلمية الحقيقة من اجراء ذلك الاستفتاء في تقرير ما عندك من مسائل في ذات الأمر! فحتى لو فرضنا أن له نفع علمي ومردود بحثي، فأنت لاتدري أصلا من الذين يجيبون عليه حتى تقرر ما اذا كان الخلل واقعا في ظنون طلبة علم أم في ظنون عوام أم في عبث قوم يعبثون بالتصويت لعبا ولهوا أصلا، فتأمل!!!! فلو صبرت على محاورك لوجد في كلامه ما قد يكون - على الأقل - جديرا بأن تناقشه فيه، لا أن تصده وتقول له اما أعجبك الموضوع والا فلا حاجة بنا الى "تنظيرك"!
وفوق ذلك فقد ناقشتك في الأسئلة العامة التي وضعتها في ذلك الاستفتاء على فرض قبولنا لمبدأ الاستفتاء نفسه، فما فعلت الا أن نسبتني من جراء ذلك الى الجهل، سامحك الله وغفر لك.
فقولك: "كلامك هذا يدل على عدم معرفة تامة بالتصوف وانتظر الموضوع المرتقب إن شاء الله تعالى سوف ترى أن الذي على دراية بالتصوف يقول التصوف تحريف للاسلام."
فهل تزعم يا أخي الكريم أنه ليس فيما اصطلح عليه بعض أصحابه من اهل العلم بأنه "تصوف" ما لا يزيد عن كونه زيادة في الزهد والورع والتقشف فقط، دون ابتداع في قول أو عمل؟ أنا لا أقول أن التصوف باطلاقه ليس انحرافا عن الهدي القويم، او أنه يخلو بجملته من غلو أو مبالغة في بابة أو في أخرى، وانما أقول أن كلمة "تحريف للدين" هذه التي أطلقتموها هي كلمة مجملة يحترز من عنده ضبط لهذه المسألة الكبيرة من أن يطلقها على كل من نسبه العلماء الى التصوف، ومن أن يلصقها بكافة صور التصوف وصنوفه ودرجاته .. ولنا في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الباب سلف قويم منضبط فيه تفصيل في مشارب التصوف فاق به أقرانه رحمه الله في الانصاف وحسن التقعيد ووضع كل شيء في منزله الصحيح بالحجة والبرهان، رحمه الله ورضي عنه!
أما قولكم: "يا أخي الكريم اربع على نفسك فإن لم يعجبك الموضوع يمكنك اهماله وعدم النظر فيه، فلست بحاجة للتنظير."
فلا أحمله والله الا على ضيق منكم بمحاوركم هذا، أسأل الله ألا يكون مبناه سوء ظن مسبق بدوافعه، والله المستعان.
أخي الكريم أرجو ألا يضيق صدركم بكلامي هذا والا فأنا تارك لكم هذه الساحة غير مشاحن ولا ممارٍ، وفقني الله واياكم الا ما يحب ويرضى، والسلام
============
أخوكم الظالم لنفسه أبو الفداء
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:44]ـ
اخي العزيز التصوف هو السمو بالنفس البشرية عن الماديات الى عالم الروح الذي يتجسد في محبة الله المطلقة
ومنه نستنتج ان التصوف ليس تحريفا لدين الاسلام ...
وشكرا.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:06]ـ
بارك الله فيكم ...
لقد كنت بالأمس القريب في تطوان -حمامة الشمال- مهاجرا لطلب العلم، ...
فرمتني الخطوب بسهامها في تلك الديار،في وحدة وغربة،بلا خلة ولا صحبة،فما آواني إلا ثلة من الإخوة الأفارقة - من السيغال-،وكانوا على سَنن آبائهم من التمسك بالتصوف والغلو فيه بين تجاني ومُريدي،والمُريدية طريقة صوفية سينغالية وهي منتشرة في السينغال والدول التي حواليها-ولي مقال حولها-، ..
ولكنهم أخفوا عني ذلك تقيةً لما رأوا تسنني، وما فتئوا ان أبدوا ما ستروه لما رأوا شدة معادتي للتصوف،وجرت بيني وبينهم جولات كانت الحجة فيها ظاهرة والبرهان قائم،و لكنهم ما اذعنوا للدليل لما لاح،ولا للناصح لما صاح، فما كان منهم إلا طردي فعاودتني سهام التشريد، ..
وأرى الحيدة عن هذا الاصطلاح (التصوف أو الصوفية) لأنه محدث ولا يعرف له أصل اشتقاقٍ في اللغة،وحتى القوم اختلفوا فيه إلى ما فوق خمسين قولا، ورجح شيخ الاسلام انه مشتق من الصوف، ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:09]ـ
اخي العزيز التصوف هو السمو بالنفس البشرية عن الماديات الى عالم الروح الذي يتجسد في محبة الله المطلقة
ومنه نستنتج ان التصوف ليس تحريفا لدين الاسلام ...
وشكرا.
لعلك تتكلم وانت في مقام الكشف، ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 11:42]ـ
حياك الله أخي الحبيب الحميدي ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 12:03]ـ
السلام عليكم
لابد أولا من التفريق بين التصوف والصوفية والمتصوفة وهل التصوف هو الزهد أم قريب منه أم أنه لا علاقة بينهما، ولماذا كان كلا من الإمام الربانى عبدالله بن المبارك، والحارث المحاسبى، والإمام الجنيد من أكابر الزهاد ومن أئمة التصوف، وماذا كان حال أهل الصفة فى عهد النبى، وهل كان فى عهد النبى أحد من الصحابة من أهل التصوف أو أهل الزهد أم أن التصوف اختراع ظهر لاحقا بعد عصر النبى لو أجبنا على هذه التساؤلات أظن أن التصويت بنعم أو لا سيكون واضحا لكل من كانت لديه مسكة عقل
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 04:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا اخوان
تباين وجهات النظر لا يعني العداوة الشخصية، والنقاش الذي دار بينكم يا اخوان مع احترامي لكم يدل على عدم معرفة تامة بالتصوف فكان المتعين أن يكون اختياركم هو الاجابة الثالثة: ((معلوماتي عن التصوف لا تمكنني بمثل هذا الحكم))
تعليق على مداخلات الاخوان
أبومالك المصرى وإياكم أخي الكريم
أبو العباس المالكي
نعم يستحق، ولكن يحتاج إلى عدم تعصب للمورثات، فعلى سبيل المثال غالب الناس يقول تصوف سني وتصوف بدعي، ولما تناقشه بالتصوف السني تجده يعني به شيء آخر غير الذي انفرد به المتصوفة.
الأمل الراحل
((أصلا الإجابة تحتاج لتفصيل وكذلك السؤال))
لا باس يمكن فصل كما تشاء ولكن لا تقول لي التصوف = الزهد لأن هذا القول لم يقل به أحد حتى المتصوفة أنفسهم قال السهروردي (( ... فالتصوف أسم جامع لمعاني الفقر ومعاني الزهد مع مزيد أوصاف وإضافات لا يكون بدونها الرجل صوفيا وإن كان زاهدا فقيرا)) [عوارف المعارف - الباب الخامس في ماهية التصوف ص 139/ 1]، وقال ابن الجوزي في تلبيس ابليس: (( ... فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره ... الخ)) [ص 160]
وتعاريف الصوفية للتصوف تزيد على 1000 تعريف فلو كان التصوف = الزهد لما اختلفوا به كل هذا الاختلاف.
ابن الرومية
((المهم النتيجة متعادلة لحد الآن مما يقوي كلام الشيخ أبي الفداء))
بارك الله فيك لا يهمني أي النتجية أكبر المقصدون بارك الله فيك هو معرفة الجو الذي سوف يطرح به الموضوع لأنه هو الذي يحدد أسلوب الطرح.
صديقنا أبو الفداء
((فأقول، ان كان ظنك بي أني أحسن الظن بك وأريد مدارستك مدارسة علمية في حقيقة الاستفتاء هذا ومدى جدواه وما يخرج به طالب العلم منه من نفع وفائدة، فأنت مدعو الى الجواب على مشاركتي - غير مأمور - والا فأعوذ بالله من ظن سوء ينبني عليه حكم جائر.
وأنا يا أخي الكريم أحسن الظن بك، ولولا هذا ما دارستك، فهلا أحسنت الظن بي؟))
نقول جزاك الله خيرا والله أسأل أن يجعل حسن ظنك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
((فأقول بارك الله فيك لتأتنا اذا بهذا الموضوع وأنا على ثقة من أن تقرير وتحرير ما عندك فيه من كلام أئمة العلم المتقدمين والمتأخرين لا يحتاج الى استفتاء أهل الألوكة ولا غيرهم حتى يتبين لك ولهم ما لا يماري فيه أكثرهم من أنهم - وأنا منهم - ليسوا من أهل العلم ولا حتى من صغار طلبته!))
بارك الله فيك لا تستعجل العلمية مقالة تكتب فقط لا بعد من معرفة مدى ادراك المخاطبين للتصوف وعلى ضوئه سوف يتحدد أسلوب الطرح، فالمسألة مسألة وقت إن كان في العمر بقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
((فلا زلت أوجه اليك السؤال عن الفائدة العلمية الحقيقة من اجراء ذلك الاستفتاء في تقرير ما عندك من مسائل في ذات الأمر! فحتى لو فرضنا أن له نفع علمي ومردود بحثي، فأنت لاتدري أصلا من الذين يجيبون عليه حتى تقرر ما اذا كان الخلل واقعا في ظنون طلبة علم أم في ظنون عوام أم في عبث قوم يعبثون بالتصويت لعبا ولهوا أصلا، فتأمل!!!! فلو صبرت على محاورك لوجد في كلامه ما قد يكون - على الأقل - جديرا بأن تناقشه فيه، لا أن تصده وتقول له اما أعجبك الموضوع والا فلا حاجة بنا الى "تنظيرك"!))
بارك الله فيك أحترك رأيك أنت لا ترى فائدة من هذا الاستبيان أو الاستفتاء فأبو عثمان يرى فائدة فلماذا تلزمني بأريك، فلذلك قلت لك فإن لم يعجبك يمكنك تركه، فأرجو أن لا تكون المسألة فرض آراء.
((فما فعلت الا أن نسبتني من جراء ذلك الى الجهل، سامحك الله وغفر لك))
بارك الله فيك أبو عثمان مسئول عما قاله فعدم معرفتك بالتصوف هذا لا يعني أنك انسان جاهل نحن بارك الله فيك نتناقشك في مسألة محددة وهي التصوف فمعرفتك بها أو عدم معرفتك لا يحدد مستواك العلمي، فكم أكاديمي يدرس في الجامعات يظن أن ابن عربي يقول بالحلول والاتحاد، ولو سمع به أي صوفي لحاجة بنصوص ابن عربي التي تنفي الحلول والاتحاد.
فارجو أن تكون الصورة واضح بارك الله فيك.
((فهل تزعم يا أخي الكريم أنه ليس فيما اصطلح عليه بعض أصحابه من اهل العلم بأنه "تصوف" ما لا يزيد عن كونه زيادة في الزهد والورع والتقشف فقط، دون ابتداع في قول أو عمل؟))
بارك الله فيك أين هذا الاصطلاح من قال به من الصوفية؟؟!!
وقد قدمت لك أخي الحبيب قول السهروري الصوفي الشهير وكلام العلامة ابن الجوزي بأن التصوف يزيد على ماهية الزهد.
((أنا لا أقول أن التصوف باطلاقه ليس انحرافا عن الهدي القويم، او أنه يخلو بجملته من غلو أو مبالغة في بابة أو في أخرى، وانما أقول أن كلمة "تحريف للدين" هذه التي أطلقتموها هي كلمة مجملة يحترز من عنده ضبط لهذه المسألة الكبيرة من أن يطلقها على كل من نسبه العلماء الى التصوف،))
بارك الله فيك نحن نتكلم عن التصوف كمنهج ولم نتكلم على الاشخاص ولو كنا نتكلم عن الاشخاص لقنا الصوفية، وليس التصوف، فتأمل بارك الله فيك.
وأصبر يا أخي الحبيب وسوف ترى العجب كيف أن هذا المنهج قلب الموازين.
((ولنا في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الباب سلف قويم منضبط فيه تفصيل في مشارب التصوف فاق به أقرانه رحمه الله في الانصاف وحسن التقعيد ووضع كل شيء في منزله الصحيح بالحجة والبرهان، رحمه الله ورضي عنه!))
بارك الله فيك تريد أن تجعل كلام ابن تيمية المرجع فقط وأن كل من تكلم بالتصوف ولم يوافق ابن تيمية لا يفقه شيئا فهذا الامر راجع لك يا أخي الحبيب.
وسأضرب لك مثالا: السحر سل أي عامي من عوام المسلمين عنه يقول لك حكمه فضلا عن طلبة العلم فضلا عن العلماء.
هذا السحر الذي ذمته الشريعة الاسلامية وعدوه من الكفر وبعض العلماء قال حده ضربة بسيف، هو أحد علوم الأولياء عند الصوفية كما صرح ابن عربي وغيره.
أرجو أن تكون الصورة اتضحت بارك الله فيك
وأخيرا أخي الحبيب ادعوك لزيارة هذا الموقع وسوف تجد فيه معلومات أكثر عن الصوفية
http://almjhol.com/vb
----------------------
الاخ إمام الأندلس
قلت أخي الحبيب: ((وأبرأ إلى الله من أدعياء التصوف ... ))
كثير من الصوفية الذين ناقشناهم قاله يقولون نفسه هذه العبارة، فنطرح عليه هذه السؤال:
هل تسمي لنا 10 من هؤلاء الادعياء؟؟
===============
أبو عثمان
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 05:36]ـ
ليس شرطا أن أسمي لك بعضا منهم ..
يكفي أن تقبل أن لكل فن أهله .. وغير أهله .. من الأدعياء ...
أخي الفاضل
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 06:11]ـ
دع عنك التشعب في الكلام .... ،و ذر التقسيمات- او التدليسات- فالتصوف برمته لا خير فيه،
فالذين يدّعون التصوف السني او التصوف المعتدل،نقول لهم إن أغلب من يدخل تحت هذا المسمى -أي الصوفية أو التصوف -ذوو عقائد منحرفة و أهواء زائغة .. ،
و قد تفرقوا إلى طرق لها مشارب كدرة وموارد عكرة ونتنة-لا تعد ولا تحصى-، ..
يحثون اموال الناس،ويستحلون الفروج المحرمة، ولا تسل عن السحر والشعبذة واللواط ...
والحكم للغالب ..
وأما الذين سلكوا نهج الصحابة في الزهد والصلاح،فنسميهم اهل زهد .. -أو ما دخل تحت هذا المعنى- ... ،
و قد قال لي أحدهم إن الصحابة ومن جاء بعدهم كانوا صوفية .. ،قلت له:فبفهمك كانوا أصحاب طرائق و زوايا، و تواجد وتغن،و رقص وشطح،فأردفت كلامي هذا قائلا: هذا ما سيخطر ببال كل امرئ مسلم،قلت له أن الصحابة كانوا صوفية، ... لأن صوفية زماننا هذا هو نهجهمومسلكهم .. ،ولكن قل كانوا أهل زهد و ورع وتقى وصلاح ... الحقنا الله بهم.آمين.
حياك الله اخي الحبيب إمام الأندلس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخيار]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 08:54]ـ
و الصواب أنهم مجتهدون في طاعة اللّه، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة اللّه، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب. ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه. وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم
ـ[الخيار]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 08:56]ـ
كلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 09:42]ـ
ليس شرطا أن أسمي لك بعضا منهم ..
يكفي أن تقبل أن لكل فن أهله .. وغير أهله .. من الأدعياء ...
أخي الفاضل
لا يا أخي الدعاوى لا يوجد أسهل منها تدعون أن هناك ادعياء بالتصوف تتبرؤون منهم فلما نطالبكم بتسمية طائفة منهم لا نجد جوابا، وهذا يكفينا لنعلم أن هذا القول مجرد دعوى لذر الرماد في العيون!!
على كل حال
هل ابن عربي والتلمساني والحلاج وعلي وفا والشعراني والتجاني واضرابهم من أدعياء التصوف الذين تتبرء منهم أم لا؟؟
---------------
الاخ الخيار
كلام شيخ الاسلام ابن تيمية لا يخفى علينا بارك الله فيك وهذا رايه واجتهاده، ومع هذا أنتم تحملون كلامه على غير مراده، فأبن تيمية كان يتكلم عن نشأة التصوف وكان يتكلم خصوصا على العباد من الصوفية وليس كل الصوفية، وهذا موضوع كتبته قديما نقلت به كلام ابن تيمية كلاما
http://almjhol.com/vb/showthread.php?p=176#post176
--------------
الاخ الحُميدي
لو عرضنا أفعال قدماء الصوفية على الكتاب والسنة لوجدنا خطأهم فاين الدليل من الكتاب والسنة السياحية في الباراري القفار حتى يصحح نية التوكل هذا مثال فقط.
أما الصوفي اليوم لا يكون صوفي حتى يبايع شيخح صوفي مجاز بالطريقة يبايعه على السمع والطاعة وعدم الانكار، ثم يلقنه الشيخ الذكر الذي ألفه الشيخ أو شيخ الطريقة ويلزمه به فهذا أول الطريق، أما نهايته فالقول بوحدة الوجود أو ساحر كبير أو داعية للبدعة، أقل أحواله يقال عنه مبتدع.
فأين الاعتدال في تصوف أوله بدعة وآخر زندقة؟؟!!
يا أخوان دعوا عنكم الاعتراض دون دليل.
=============
أبو عثمان
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 09:50]ـ
أخي الحبيب. أباعثمان .. مارأيك لو قلبت لك الدعوى .. وسألتك أو سألت غيرك عن أدعياء السلفية .... لو ماأجابني أحد .. هل هذا دليل على انعدامهم؟
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 09:55]ـ
أخي الحبيب. أباعثمان .. مارأيك لو قلبت لك الدعوى .. وسألتك أو سألت غيرك عن أدعياء السلفية .... لو ماأجابني أحد .. هل هذا دليل على انعدامهم؟
بارك الله فيك هذه حيدة غير مقبولة.
ثم أبو عثمان لم يدع أن هناك ادعياء في السلفية، أنت الذي ادعى دعوة بأن في الصوفية أدعياء يتبرأ منهم فلذلك نطالبك بأن تسمي لنا بعض منهم.
وأرجو أن تكون مشاركتك القادمة على طريقة الحيدة
==========
أبو عثمان
ـ[الخيار]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 10:04]ـ
كلام شيخ الاسلام ابن تيمية لا يخفى علينا بارك الله فيك وهذا رايه واجتهاده
وأنا مقلد وأقلد ابن تيمية رحمه الله في اجتهاده وأتبنى رأيه.
وإذا فرق رحمه الله بين الصوفية والمدعين الإنتساب لهم فلا نطلب من الذين يضعون الحلوليين والإتحاديين وأصحاب الرقص والشطحات, مع طلاب الاخرة والحريصين على صفاء القلوب والتحقق بالمحبة والتخلق بالأخلاق النبوية والتقرب من الله تعالى بالفرض والنفل في قفة واحدة, لانطلب منهم إلا التحلي بإنصاف الشيخ ابن تيمية رحمه الله.
ـ[الخيار]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 10:06]ـ
تأمل حفظك الله تعالى قوله رحمه الله: وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 11:03]ـ
بارك الله فيك
هذا رأيك ابن تيمية رحمه الله تعالى
ولكن الصوفية رأيهم غير ذلك فالذين اخرجهم ابن تيمية من أولئك هم مشايخ التصوف وأوليائهم ولا تجد كتاب لتراجم الصوفية إلا تجده يترجم للحلاج بل الصوفية في زمن الحلاج يصححون حاله.
(يُتْبَعُ)
(/)
((وإذا فرق رحمه الله بين الصوفية والمدعين الإنتساب لهم فلا نطلب من الذين يضعون الحلوليين والإتحاديين وأصحاب الرقص والشطحات))
بارك الله فيك هل قرأت كلام ابن تيمية جيدا تدبر قوله: ((وَإِذَا عُرِفَ أَنَّ مَنْشَأَ " التَّصَوُّفِ " كَانَ مِنْ الْبَصْرَةِ وَأَنَّهُ كَانَ فِيهَا مَنْ يَسْلُكُ طَرِيقَ الْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ مِمَّا لَهُ فِيهِ اجْتِهَادٌ كَمَا كَانَ فِي الْكُوفَةِ مَنْ يَسْلُكُ مِنْ طَرِيقِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ مَا لَهُ فِيهِ اجْتِهَادٌ .... الخ))
وقوله: ((فَإِذَا قِيلَ عَنْ أُولَئِكَ الزُّهَّادِ وَالْعُبَّادِ مِنْ الْبَصْرِيِّينَ: إنَّهُمْ صِدِّيقُونَ فَهُوَ كَمَا يُقَالُ عَنْ أَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إنَّهُمْ صِدِّيقُونَ أَيْضًا .... الخ))
وقوله: ((فَإِذَا قِيلَ عَنْ أُولَئِكَ الزُّهَّادِ وَالْعُبَّادِ مِنْ الْبَصْرِيِّينَ: إنَّهُمْ صِدِّيقُونَ فَهُوَ كَمَا يُقَالُ عَنْ أَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إنَّهُمْ صِدِّيقُونَ أَيْضًا ... الخ))
فابن تيمية كان يتكلم عن نشأة التصوف وأنه نشأة من عباد البصرة وليس يتكلم عن الصوفية بشكل عام فتبدروا قوله بارك الله فيك، بعد هذه النشأة التي اختلف الناس بها كما حكى ابن تيمية صار للتصوف هيئة وشكل ومعين قسمه إلى ثلاثة أصناف حيث قال: ((فَهَذَا أَصْلُ التَّصَوُّفِ. ثُمَّ إنَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَشَعَّبَ وَتَنَوَّعَ وَصَارَتْ الصُّوفِيَّةُ " ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ " صُوفِيَّةُ الْحَقَائِقِ وَصُوفِيَّةُ الْأَرْزَاقِ وَصُوفِيَّةُ الرَّسْمِ .... الخ))
وعلى كل حال يا اخوان نقول انتم تدعون أن هناك تصوف صحيح فهل تعرفون لنا هذا التصوف؟؟
((لانطلب منهم إلا التحلي بإنصاف الشيخ ابن تيمية رحمه الله))
يا اخوان الله يهديكم يعني إما نوافق ابن تيمية على اجتهاده أو نكون غير منصفين؟؟!!
نحن نفهم كلام ابن تيمية على غير ما فهمتموه ابن تيمية يتكلم عن طائفة كانت هي نواة التصوف وهم ومن وضع أساس، التصوف الذي صار مرتعا لأهل البدع والزندقة والسحر.
((تأمل حفظك الله تعالى قوله رحمه الله: وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم))
والله يا أخي قرأته وتدبرته، فابن تيمية يتكلم عباد الصوفية وليس الصوفية بشكل عام، وهذا أمر طبيعى اذا حققت علمت ان الزنديق ليس من طائفة المسلمين ولا شك أن عباد الصوفية من المسلمين.
وأخيرا نقول كما قلنا من قبل الذين اخرجهم ابن تيمية من التصوف مثل الحلاج واضرابه اليوم هم من كبار أولياء الصوفية وكما قال الاخ الكريم الحُميدي الحكم للاغلب.
والله تعالى أعلم.
=============
أبو عثمان
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيك هذه حيدة غير مقبولة.
ثم أبو عثمان لم يدع أن هناك ادعياء في السلفية، أنت الذي ادعى دعوة بأن في الصوفية أدعياء يتبرأ منهم فلذلك نطالبك بأن تسمي لنا بعض منهم.
وأرجو أن تكون مشاركتك القادمة على طريقة الحيدة
==========
أبو عثمان
أخي الكريم .. ليست حيدة .. ولست أتهرب من الاجابة .. لإن في ذهني الكثير من الامثلة عن الادعياء أنت تريد عشرة وأنا ساتيك باكثر من ذلك ...
إنما قصدي اخي الفاضل .. أنه ماينبغي لنا ان نتكلم على طائفة معينة بسبب انحراف بعض المنتسبين إليها .. وانت تعترف أن الصوفية انفسهم اختلفوا في تعريفهم التصوف .. فهل من المعقول أن تحاكم الجميع بشيء غير محدد عندك أنت ولا أيضا عندهم ..
كلامي كان عن الذين انتسبوا للتصوف وكانوا على الجادة .. كماهو الحال بالنسبة للإمام الجيلاني والإمام الجنيد مثلا .. واللائحة تطول ... ولايعني أنه ليس لدى بعضهم هنات ... أبى الله العصمة إلا للأنبياء ..
عموما ..
من أدعياء التصوف مثلا .. من ينسب نفسه إليهم وهو على عقيدة الحلول والاتحاد ... والدعوة إلى القبورية والانسلاخ عن الشرائع ودين الاسلام ..
هذا من حيث التصور أما من حيث الاسقاط على ارض الواقع فدونك واقعنا نحن في ارض المغرب من تيجانية ودرقاوية وبوتشيشية وغيرها ..
للإشارة من العلماء السلفيين (عقيدة) الذين يفرقون بين التصوف السني السلفي وبين التصوف البدعي الخرافي الفلسفي ... الشيخ العلامة فريد الأنصاري المالكي الأثري .. له كتب ومقالات تدل على انه على عقيدة السلف
من مقالاته جمالية الاسلام في جمالية التوحيد نشره في مجلة البيان-وقد علق عليه فضيلة الدكتور العلامة محمد إسماعيل المقدم ...
ـ[الخيار]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:34]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك
الشيخ ابن تيمية رحمه الله تكلم بعد ذلك على صوفية الحقائق فقال: وأكثر أهل الحقائق لا يتصفون بلزوم الخوانك؛ ولكن يشترط فيهم ثلاثة شروط:
(أحدها): العدالة الشرعية بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم.
و (الثاني): التأدب بآداب أهل الطريق، وهي الآداب الشرعية في غالب الأوقات، وأما الآداب البدعية الوضعية فلا يلتفت إليها.
و (الثالث): أن لا يكون أحدهم متمسكًا بفضول الدنيا، فأما من كان جماعا للمال، أو كان غير متخلق بالأخلاق المحمودة، ولا يتأدب بالآداب الشرعية، أو كان فاسقا فإنه لا يستحق ذلك.
فهذا الصنف تكلم عليه رحمه الله في معرض المدح لا الذم عكس ما يفهم من سياق كلامك أن تقسيمه الثلاثي ذم به الجميع وبهذا يكون احتجاجك على أنه قصد بكلامه:" و الصواب أنهم مجتهدون في طاعة اللّه .... الخ" الصدر الأول من الصوفية لاوجه له.
أسألكم الدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 08:50]ـ
الله المستعان ..
أخي الكريم أبا عثمان، كنت قد آثرت بعد قراءة تعقيبك على تعقيبي الأخير ألا أعاود المشاركة في هذا الموضوع .. أو على الأقل أنتظر حتى تأتينا بما وعدت به من بحث مفصل. ولكن لما رأيت أنك تضع كل من خالفك في شيء مما تقول في كفة المتصوفة، وتلزمهم بأن يأتوك بأسماء من انتسبوا الى التصوف وتبرأوا هم منه - وكأنهم هم أنفسهم ينتسبون الى التصوف! -، وجدت أنه لابد من مناقشتك في كلامك هذا للضرورة، والله المستعان!
يا أخي الكريم أنا لا أخالفك في كون التصوف اليوم في زماننا هذا لم يعد الا ستارا فضفاضا يختفي وراءه قوم مبدؤهم البدعة ومنتهاهم الزندقة والكفر كما تقول! ولم يعد في زماننا من ينتسب الى التصوف مع كونه بريئا من البدع قلت أو كثرت، هذه والله لا أخالفك فيها، سيما وقد أصبح التنظير والتقعيد للفلسفة الصوفية وطبقات "الأولياء" فيها هو الأصل في عامة المنتسبين اليها في زماننا هذا، وهكذا كان منذ قرون بعيدة .. واني لأشهد الله أني أبرأ من كل من يتبنى قولا أو عملا مخالفا لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين، ومن كل من يشرع من الدين ما لم يأذن به الله قل ذلك أو كثر ..
ولكن يا أخي الكريم لما نناقشك في كلام شيخ الاسلام، - بغية التعقب عليك في كلمة مجملة قلتها أنت، لا أكثر - لا نقصد بذلك أنه رحمه الله أقر الصوفية - بمختلف مراتبهم - على الابتداع في دين الله في قليل أو كثير! ليس كذلك أبدا! وانما المراد أننا فهمنا من كلام شيخ الاسلام أن المنتسبين الى التصوف ليسوا - أو على الأقل لم يكونوا في زمانه والزمان السابق عليه - جميعا مبتدعة محرفين للدين (وان كان المصطلح نفسه حادثا كما هو معلوم)! فقد يفهم من كلامه أن منهم من كان - في زمانه رحمه الله - من يطلق كلمة تصوف على بعض الأعمال والأحوال التي يكون فيها مبالغة في الزهد والخلوة للعبادة والانقطاع عن الناس ونحو ذلك، وهذه أعمال في أصلها مشروعة، وان كان الغلو فيها مذموما كما لا يخفى، ولكن هل هو "تحريف للدين"؟؟!
فلماذا تصر على الباسنا جميعا ثوب المدافعين عن "التصوف" - هكذا - ثم تزيد وتحشرنا فيهم وتحاورنا جميعا على أننا من المتصوفة الذين يقولون أن هناك ما يسمى بالتصوف السني أو التصوف السلفي أو نحو ذلك من مصطلحات حادثة ما أنزل الله بها من سلطان؟؟؟ ألأني قد ناقشتك في أول الأمر في كون استفتائك هذا ألفاظه عامة مبهمة تحتاج الا تفصيل وبيان؟؟
يا سيدي لا علينا بهذا الاستفتاء، اصنع به ما شئت، لن نجادلك فيه، وفقنا الله واياك لما فيه مرضاته .. ولكن لا تتهمنا بما نبرأ الى الله منه، لمجرد أن دعوناك الى مراجعة عبارة عامة مجملة تكلمت بها، قد يعوزها من التفصيل ما يعوزها!
شيخ الاسلام رحمه الله ميز - هكذا فهمنا من كلامه، وليس لكوننا متصوفة مدسوسين!! - بين العابد الناسك المنقطع للعبادة والذي ينتسب - أو ينسبه أقرانه في زمانه - الى التصوف، وبين صاحب الخرافات والبدع والطرق الصوفية والكشف وخرق مصادر التلقي والكذب الصراح على دين الله وصولا الى الزندقة! فان كنت تريد أن يثمر هذا النقاش معك الى نتيجة، فلنتفق على اصطلاح جامع للصوفية أولا، ثم ستجد بعد ذلك ان شاء الله تعالى أننا نوافقك على كلامك فيه! فان كنت تقصد بالصوفية الطرق الصوفية ومشايخ الطرق فلن تجد من يخالفك في هذا الملتقى المبارك في بدعية وضلال هؤلاء! وان كنت تقصد بها كلام الحلاج وابن عربي وغيرهما في الحلول والاتحاد وكذا، فكفر وزندقة ونشهد! وان كنت تقصد الطبقات للشعراني وأضرابه فتخبط شياطين وخوارق سحرة وصولا الى شرك ربوبية لا مرية فيه تحت ستار الولاية والكرامة والله ورسوله من ذلك كله براء!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لو أن جاهلا من العباد في زماننا هذا، نسب نفسه الى التصوف اذ بالغ في التزهد في أمر الدنيا، واعتزل الناس للعبادة، ولم تجد في تعبده أي صورة من صور الابتداع أو التعبد بغير ما شرعه الله بالنص المعتبر، اللهم الا ما غلا فيه من التشديد على نفسه وتحميلها ما لا تطيقه، وراح ذلك العابد المنقطع ينسب نفسه الى التصوف، وهو يظن أن في التعريفات التي جاوزت الألف تعريف لماهية التصوف ما يجعله بعمله هذا من جملة المتصوفة، فهل تدخله هذا أيضا في قولك أن التصوف تحريف للدين، وأنه بذلك قد تلبس بتحريف الدين؟؟؟
هذا هو أصل تعقبي لك ولا مزيد!
ولتتأمل قولك أنت بلسانك: "والله يا أخي قرأته وتدبرته، فابن تيمية يتكلم عن عباد الصوفية وليس الصوفية بشكل عام "
يا أخانا الكريم مبدأ هذا النزاع في هذه الصفحة هو طلبي لك بمراجعة عبارة مجملة بنيت أنت عليها استفتاءا رأيت أنا أنه لن يكون له كثير فائدة أو قيمة علمية بل وينتج منه تلبيس لسبب أردت أن أحاورك فيه، فقطعت الطريق علي وقلت لي بأن هذه وجهة نظرك ولا يلزمك أنت كلام من خالفك فيها! ومع أن هذا ليس أسلوب من يريد الحق في المدارسة العلمية مع اخوانه ويحسن الظن بهم، الا أنني آثرت ألا أواصل مناقشتك في أمر هذا الاستفتاء مجددا، ما دمت لا تقبل مبدأ المناقشة فيه .. وفقني الله واياك للرشاد
ولكن الذي جرى بعد ذلك أن أفاض الاخوة فيما شيدوه بناءا على هذا الكلام، وبدأوا في نقل كلام شيخ الاسلام وانصافه والذي أشرت اليه في كلامي، فجرى الجدال حول ذلك في مسار يفتقر الى التدقيق والتحرير، حتى وصل الأمر الى وضعك ايانا جميعا في كفة المتصوفة الذين يزعمون أن هناك ممن ينتسبون الى التصوف من نبرأ نحن منه لأنه مخالف لنا في "التصوف" الذي نقبله ونقول به بزعمك!!!
فيا أخي هداك الله لا نحن متصوفة ولا نقر أهل التصوف على قليل مما بدعوه في دين الله ولا على كثر، بداية من مصطلح التصوف نفسه، - وحسبك ما أحدثه ذلك المصطلح في الأمة من شر - ونبرأ الى الله منهم ومن خرافاتهم وكذبهم، والله المستعان!
فأرجو ألا ترميني مرة أخرى بفرض الآراء عليك، وأزيد الرجاء بألا تتهم من خالفك في فهم كلام شيخ الاسلام أو نسبك الى قلة ذلك الفهم بسبب أطروحة الاستفتاء هذا أو غيرها، بأنه يريد منك تقليده رحمه الله وبنهاك عن مخالفته، والأهم من ذلك ألا تضعنا في خانة المدافعين عن الصوفية والتصوف، فهي عندنا في عمومها كما هي عندك: ابتداع نكد وغلو يفضي الى زندقة والعياذ بالله، نسأل الله السلامة!
تنبيه: أرجو ألا يواصل الاخوة الكرام منازعة أخينا أبا عثمان في هذا المكان فيما فهمه من كلام شيخ الاسلام ولا في جملة مصطلح التصوف، حتى لا يكثر المراء والجدل بلا طائل وحتى لا يشطط أحد المتحاورين ولا يفهم بعض الاخوة هداهم الله أننا "صوفية" أو أننا ندافع عن التصوف، ولا يحمل كلام بعضنا ما لا يحتمله، فضلا عن كلام شيخ الاسلام رحمه الله! ولنصبر حتى يخرج لنا أبو عثمان بنتيجة الاستفتاء وبما وعدنا به من مباحث في أصول التصوف، نسأل الله أن ينفعنا بها والمسلمين، وأن يعيذنا واياه من همزات الشياطين، آمين.
ـ[الخيار]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 10:28]ـ
بارك الله فيك أبا الفداء, أجدت وأفدت
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 02:46]ـ
شكرا أخي أبا الفداء ..
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 03:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا اخوان
الاخ إمام الأندلس
((أخي الكريم .. ليست حيدة .. ولست أتهرب من الاجابة .. لإن في ذهني الكثير من الامثلة عن الادعياء أنت تريد عشرة وأنا ساتيك باكثر من ذلك))
بارك الله فيك نريد 10 فقط من هذه الامثلة الكثيرة.
((إنما قصدي اخي الفاضل .. أنه ماينبغي لنا ان نتكلم على طائفة معينة بسبب انحراف بعض المنتسبين إليها))
بارك الله فيك الذي فهمته من كلامك أن الانحراف عند منتسبي التصوف قليلا لقولك ((بعض)) وهذه يحتاج إلى الدليل واعلم أن هذا الكلام سوف تسئل عن يوم القيامة، كما أن ابا عثمان سوف يسئل عما يقوله.
((وانت تعترف أن الصوفية انفسهم اختلفوا في تعريفهم التصوف .. فهل من المعقول أن تحاكم الجميع بشيء غير محدد عندك أنت ولا أيضا عندهم))
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم اختلفوا ولكن قواعدهم واحدة، وسبب الاختلاف لا انهم لا يعلمون ماهية التصوف، اختلفوا في تعريف التصوف بحسب الحال الذي يكون فيه المعرف الصوفي فإذا كان في مجتمع سني عرف التصوف بالزهد والروع .... الخ وإذا كان في مجلس سماع عرف التصوف بالوجد والتواجد ... الخ
وصدقني أخي الحبيب انتم تحتاجون إلى اطلاع أكثر على التصوف.
((كلامي كان عن الذين انتسبوا للتصوف وكانوا على الجادة .. كماهو الحال بالنسبة للإمام الجيلاني والإمام الجنيد مثلا .. واللائحة تطول ... ولايعني أنه ليس لدى بعضهم هنات ... أبى الله العصمة إلا للأنبياء))
بارك الله فيك لا ننكرأن في الصوفية أناس صالحين أو ظاهرهم الصلاح، هذا أمر لا ننكره، والمسألة الخلاف هذا الصلاح أو الجادة المستقيمة من أين اتوا بها هل من التصوف أم من الاسلام؟؟
فإن قلت صلاحهم جاء من التصوف طالبناك بالدليل وإن قلت صلاحهم جاء من تمسكهم بالسنة قلنا لك إذن الصالح جاء من خارج التصوف، وليس من التصوف.
((من أدعياء التصوف مثلا .. من ينسب نفسه إليهم وهو على عقيدة الحلول والاتحاد ... والدعوة إلى القبورية والانسلاخ عن الشرائع ودين الاسلام))
بارك الله فيك ليس هذا طلبي؛ طلبي اسماء، ومع ذلك أقول: ابن عربي الحاتمي الطائي صاحب وحدة الوجود ينفي الحلول والاتحاد بنصوص عديدة وليس هذا مجال ذكرها، وعلى قاعدتك يكون ابن عربي ممن يحارب أدعياء التصوف!!
بارك الله فيك لا نريد كلاما عاطفيا إن كنتم جادين في الحوار.
((هذا من حيث التصور أما من حيث الاسقاط على ارض الواقع فدونك واقعنا نحن في ارض المغرب من تيجانية ودرقاوية وبوتشيشية وغيرها .. ))
بارك الله فيك التجانية والدرقاوية الشاذلية ينفون الحلول والاتحاد لنهم يقولون بوحدة الوجود سواء علم المريد أم لم يعلم.
أوقولها لك لك الحق ان تنطلب الدليل على كلامي، ولك الحق أن لا تأخذ بكلامي، ولكن ليس لك الحق أن تكذبني دون أن تسمع حجتي.
((للإشارة من العلماء السلفيين (عقيدة) الذين يفرقون بين التصوف السني السلفي وبين التصوف البدعي الخرافي الفلسفي))
بارك الله فيك يكون الذي يكون سواء سلفيا اشعريا ما تريدينا معتزليا ... الخ عندما يقول أن هناك تصوف سني لابد أن يحدد ماهية هذا التصوف السني فإن قلت هي الاخلاق الحميدة من زهد وورع وكرم وصدق ... الخ هذه أخلاق جاء بها الاسلام وليس التصوف، والتصوف شيء يزيد على ذلك كما قال السهروري الصوفي الكبير حيث قال: (( ... فالتصوف أسم جامع لمعاني الفقر ومعاني الزهد مع مزيد أوصاف وإضافات لا يكون بدونها الرجل صوفيا وإن كان زاهدا فقيرا)) [عوارف المعارف - الباب الخامس في ماهية التصوف ص 139/ 1].
ونظيره ما قاله ابن الجوزي في تلبيس ابليس قال: (( ... فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره ... الخ)) [ص 160]
وإلى هذا أشار ابن تيمية حيث قال: ((ثُمَّ " التَّصَوُّفُ " عِنْدَهُمْ لَهُ حَقَائِقُ وَأَحْوَالٌ مَعْرُوفَةٌ قَدْ تَكَلَّمُوا فِي حُدُودِهِ وَسِيرَتِهِ وَأَخْلَاقِهِ كَقَوْلِ بَعْضِهِمْ: " الصُّوفِيُّ " مَنْ صَفَا مِنْ الْكَدَرِ وَامْتَلَأَ مِنْ الْفِكْرِ وَاسْتَوَى عِنْدَهُ الذَّهَبُ وَالْحَجَرُ. التَّصَوُّفُ كِتْمَانُ الْمَعَانِي وَتَرْكُ الدَّعَاوَى. وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ))
((شكرا أخي أبا الفداء .. ))
شكرا على ايش بالضبط ألست انت القائل
أختي الأمل الراحل ...
مارأيك لو قلت لك أنا صوفي سلفي ...
وأبرأ إلى الله من أدعياء التصوف ...
وأبرأ إلى الله من أدعياء السلفية ...
فهل أنا جاهل ... حفظك الله ... أو أنا متستر أدعي السلفية؟
فأبو عثمان لم يرميك بشيء لم تقله.
-----------------------
الاخ الخيار
((فهذا الصنف تكلم عليه رحمه الله في معرض المدح لا الذم عكس ما يفهم من سياق كلامك أن تقسيمه الثلاثي ذم به الجميع وبهذا يكون احتجاجك على أنه قصد بكلامه:" و الصواب أنهم مجتهدون في طاعة اللّه .... الخ" الصدر الأول من الصوفية لاوجه له))
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الحبيب يبدو أني لم احسن العبارة فلذلك أقول ابن تيمية الذين قال عنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم هم عباد البصرة فلذلك قال عقب ذلك الكلام: ((فَهَذَا أَصْلُ التَّصَوُّفِ. ثُمَّ إنَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَشَعَّبَ وَتَنَوَّعَ وَصَارَتْ الصُّوفِيَّةُ " ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ " صُوفِيَّةُ الْحَقَائِقِ وَصُوفِيَّةُ الْأَرْزَاقِ وَصُوفِيَّةُ الرَّسْمِ))
فهذا التقسيم الثلاثي الذي هو نتاج التتبع والاستقراء يعني به ابن تيمية مرحلة ما بعد العباد فتأمل قوله: ((فَهَذَا أَصْلُ التَّصَوُّفِ. ثُمَّ .. )) ولا يخفى على امثالكم دلالة ((ثم))
ولكن تبقى مسألة هذا منهج المتقدمين من الصوفية بقي واستمر إلى يومنا هذا أم اسبصح من التاريخ؟؟!!
فالذي أراه أنه اصبح من التاريخ لان بعد صدور الطرق الصوفية لا يكون الصوفي صوفيا حتى يسلك أحدى تلك الطرق فيبايع الشيخ على السمع والطاعة، والذي يسلك الطريق من غير شيخ يسمى ((لقيط)) أي لا أب له في الطريق.
((بارك الله فيك أبا الفداء, أجدت وأفدت))
بارك الله فيك أجيد على ايش على أن رامني بما لك أقله؟؟!!
يا ليتكم تنصوفي مثل ما تنصفون الصوفية!!
-----------------
الاخ أبو الفداء حياك الله
((ولكن لما رأيت أنك تضع كل من خالفك في شيء مما تقول في كفة المتصوفة، وتلزمهم بأن يأتوك بأسماء من انتسبوا الى التصوف وتبرأوا هم منه - وكأنهم هم أنفسهم ينتسبون الى التصوف! -،))
بارك الله فيك انت ظلمتني بقولك هذا فمن الذي طلبت منه أن يسمي المدعين غير إمام الاندلس لأنه ادعى ذلك وقال أنه يتبرأ من مدعي التصوف، فلذلك طالبناه بتمسية 10 منهم
وجدت أنه لابد من مناقشتك في كلامك هذا للضرورة، والله المستعان
((ولكن يا أخي الكريم لما نناقشك في كلام شيخ الاسلام، - بغية التعقب عليك في كلمة مجملة قلتها أنت، لا أكثر - لا نقصد بذلك أنه رحمه الله أقر الصوفية - بمختلف مراتبهم - على الابتداع في دين الله في قليل أو كثير! ليس كذلك أبدا))
صدقني أخي الحبيب اعرف ان هذا قصد واعرف ان قصدكم الانصاف وعدم التعميم، ولكن هل تعلم أين الخلل، الخلل بارك الله فيك أنكم تحملون كلام ابن تيمية الذي كان يتكلم به على مرحلة زمنية معينة على العموم فالتصوف منذ نشأته خروج عن الجادة المستقيمة كما قال ابن الجوزي التصوف شيء زائد على الزهد بدليل الزهد لم يذمه أحد ولكن ذموا التصوف.
واضلا لك مثالا مشابه تمام لموضوع مسألة الشيعة بدأ بالقول بتفضيل الامام علي بن أبي طالب على الامام عثمان بن عفان رضي الله عنهما، فكان هذا أول الخروج عن الجادة وهذا الذي يعنيه المتقدون بالشيعي، ثم تطور هذا الخروج وبعد عن الجادة فصار القول بتفضل الامام علي بن أبي طالب على الشيخين فصار من التشيع إلى الرفض واستمر الغلو حتى صار الشيعة كما هم عليه اليوم ومسألة كفر عقائد الامامية والاسماعيلة لا يماري فيها إلا مجادل عن الباطل، فلو قارنت الشيعي بالرافضي لوجدت الفرق البون بينهما، والان اذا اطلقت كلمة شيعي لا يتبادر إلى ذهنك الذين يفضلون عليا على عثمان، بل الذين يكفرون الصحابة ويحرفون القرآن ..... الخ.
فكذلك التصوف بداية ظهوره بالاسلام ولا نقول نشأة لأن التصوف موجود قبل ظهور الاسلام وهذه حقيقة قد يجهلها كثير من الناس؛ ظهر التصوف بالمبالغ والاجتهاد بالعبادة أي فوق سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ثم زاد هذا الغلو وتطور حتى أصبح التصوف عبارة عن بدع وكفريات ... الخ فعندما نقول التصوف لا يتبادل إلى الذهن إلا ما آل إليه التصوف وليس النشأة.
فالحاصل نحن نتكلم التصوف الحالي المشاهدة وانتم تتكلمون عن النشأة او بداية ظهوره في الاسلام، وصدقني ما بني على باطل فهو باطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
((وانما المراد أننا فهمنا من كلام شيخ الاسلام أن المنتسبين الى التصوف ليسوا - أو على الأقل لم يكونوا في زمانه والزمان السابق عليه - جميعا مبتدعة محرفين للدين (وان كان المصطلح نفسه حادثا كما هو معلوم)! فقد يفهم من كلامه أن منهم من كان - في زمانه رحمه الله - من يطلق كلمة تصوف على بعض الأعمال والأحوال التي يكون فيها مبالغة في الزهد والخلوة للعبادة والانقطاع عن الناس ونحو ذلك، وهذه أعمال في أصلها مشروعة، وان كان الغلو فيها مذموما كما لا يخفى، ولكن هل هو "تحريف للدين"؟؟!))
بارك الله فيك ونحن نقول ذلك الصوفية ليسو سواء فمن القريب للسنة ومن المجانب للاسلام، ولكن نقول الذي هو قريب للسنة هل هو قريب لأنه صوفي أو أنه التزم بعض ما جاء في السنة فإن كان قريب لأنه التزم السنة، فصلاحه ليس نابع من التصوف إنما بقدر اتباعه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعكس صحيح.
هذا اذا كان كلامنا على السلوكيات، أما العقائد فحدث ولا حرج، لا تتصور إن الذي يقول بوحدة الوجود لا يظهر الزهد بالدنيا أمام اتباعه فقط اقرا كتب التراجم سوف ترى كيف كان مشايخهم الذين كفروهم العلماء يظهرون الزهد، وهذا رابط لأحد الاقطاب الصوفية التائبين كيف أنه كان يظنه الناس انه من الصالحين الزهاد وفي حقيقة امره انه ساحر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16250
(( فلماذا تصر على الباسنا جميعا ثوب المدافعين عن "التصوف" - هكذا - ثم تزيد وتحشرنا فيهم وتحاورنا جميعا على أننا من المتصوفة الذين يقولون أن هناك ما يسمى بالتصوف السني أو التصوف السلفي أو نحو ذلك من مصطلحات حادثة ما أنزل الله بها من سلطان؟؟؟))
بارك الله فيك انت تظلمني بارك الله فيك ولم يكن كلامي موجه لك ولكن موجه للذي يدعي أنه يوجد تصوف سني عليه أن يحدد ماهية هذا التصوف السني، لا أن ينظر ويقسم ويعدد وهو حتى لا يعرف ماهية الامر الذي ينظر له.
ثم بارك الله فيك انتم قلت آراكم عن التصوف وأبو عثمان قال رأيه فلم الزم احدا برأيي كما أنه لا يلزمني أن آخذ برأيكم بعد الذي عرفته عن التصوف والصوفية.
((ألأني قد ناقشتك في أول الأمر في كون استفتائك هذا ألفاظه عامة مبهمة تحتاج الا تفصيل وبيان؟؟))
بارك الله فيك موضوع الاستفتاء انتهيت منه واستغرب من عادة طرحك له، يا أخي الكريم هذه الاستفتاء لشيء اريد معرفته فكونك تجهل الحكمة منه لا يعني أنه باطل وأن أبا عثمان ارتكب جريمة كبرى!!
((ولكن لا تتهمنا بما نبرأ الى الله منه، لمجرد أن دعوناك الى مراجعة عبارة عامة مجملة تكلمت بها، قد يعوزها من التفصيل ما يعوزها!))
لاحظ انك تتهمني فراجع نفسك لأنك مسئول يوم القيامة.
((فلنتفق على اصطلاح جامع للصوفية أولا))
ايوا هذا هو مربط الفرس، نحن نتكلم عن المنهج وانت تتكلم عن الاشخاص.
((ولكن لو أن جاهلا من العباد في زماننا هذا، نسب نفسه الى التصوف اذ بالغ في التزهد في أمر الدنيا، واعتزل الناس للعبادة، ولم تجد في تعبده أي صورة من صور الابتداع أو التعبد بغير ما شرعه الله بالنص المعتبر، اللهم الا ما غلا فيه من التشديد على نفسه وتحميلها ما لا تطيقه، وراح ذلك العابد المنقطع ينسب نفسه الى التصوف، وهو يظن أن في التعريفات التي جاوزت الألف تعريف لماهية التصوف ما يجعله بعمله هذا من جملة المتصوفة، فهل تدخله هذا أيضا في قولك أن التصوف تحريف للدين، وأنه بذلك قد تلبس بتحريف الدين؟؟؟))
بارك الله فيك لا تفترض افتراضات ربما ليس لها وجود أصلا التصوف مسلك معروفة، يخالف الشريعة الاسلام منذ أول يوم يتصوف به الانسان عندما يباع شيخ معين يترك أوراد النبي صلى الله عليه وسلم ويلتزم بالاوراد التي ألفها الشيخ فهذه هي البداية، ونهاية التسوية بين الخالق والمخلوق فيقول الوالي العبد رب والرب عبد، وبين المنزلين يتقلب بالبدع، وهذا المسلك له مصادره واصطلاحاته الخاص به.
فهذا الرجل الذي نسب نفسه للتصوف في مثالك لا يعتبر صوفي عند الصوفية أنفسهم بل يسمى ((لقيط)) على حد اصطلاحهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
((يا أخانا الكريم مبدأ هذا النزاع في هذه الصفحة هو طلبي لك بمراجعة عبارة مجملة بنيت أنت عليها استفتاءا رأيت أنا أنه لن يكون له كثير فائدة أو قيمة علمية بل وينتج منه تلبيس لسبب أردت أن أحاورك فيه،))
بارك الله فيك هذا الموضوع لم افتح لحوار أصلا ولكنك والمنظرين افتتحتم الحوار بالنقد ومع ذلك لم اعترض على نقدكم بل ناقشتكم بما عندي من علم عن التصوف ولكن للاسف لكم اجد عندكم إلا الكلام العاطفي والافتراض الغير الواقعية، غير كلام ابن تيمية الذي يتكلم فيه عن نشأة التصوف.
((ومع أن هذا ليس أسلوب من يريد الحق في المدارسة العلمية مع اخوانه ويحسن الظن بهم،))
الحكمة ضالة المؤمن، ولكن عندما يكون نقاش علمي مجردا عن العاطفة نرحب به أما الكلام من غير دليل فلا عبرة له وحالكم يقول إما يا عثمان تتبعنا في رأينا وإلا أنت لا تريد الحق وتسيء الظن بالمسلمين وغيرها من الاتهامات.
وأقول: مرحب بالحق الذي تدعيته فهل تخبرني أولا ما هو هذا الحق الذي لا اريده؟؟!!
((حتى وصل الأمر الى وضعك ايانا جميعا في كفة المتصوفة الذين يزعمون أن هناك ممن ينتسبون الى التصوف من نبرأ نحن منه لأنه مخالف لنا في "التصوف" الذي نقبله ونقول به بزعمك!!!))
أين وضعت في كفة المتصوف بارك الله فيك فهل تعين لي نص عبارتي؟؟
وأكرر الذي يقولون أن هناك تصوف سني فليبينوا لي ماهية هذا التصوف؟؟
((فيا أخي هداك الله لا نحن متصوفة ولا نقر أهل التصوف على قليل مما بدعوه في دين الله ولا على كثر، بداية من مصطلح التصوف نفسه، - وحسبك ما أحدثه ذلك المصطلح في الأمة من شر - ونبرأ الى الله منهم ومن خرافاتهم وكذبهم، والله المستعان))
يا أخي الكريم انت تعلم أنه لم يكن حوار في التسمية إنما عن ماهية الشيء فتأمل بارك الله فيك.
((فأرجو ألا ترميني مرة أخرى بفرض الآراء عليك، وأزيد الرجاء بألا تتهم من خالفك في فهم كلام شيخ الاسلام أو نسبك الى قلة ذلك الفهم بسبب أطروحة الاستفتاء هذا أو غيرها،))
أين؟؟
((بأنه يريد منك تقليده رحمه الله وبنهاك عن مخالفته،))
بارك الله فيك هذا ما فتهمه من مشاركة الاخ الخيار، فللاخ الحق بأن يبين لي إذا كان فهمي خطأ أم لا.
((والأهم من ذلك ألا تضعنا في خانة المدافعين عن الصوفية والتصوف،))
أين بارك الله فيك
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
=============
أبو عثمان
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 06:44]ـ
بارك الله فيك يا أبا عثمان، وأعوذ بالله من ظلمك أو ظلم أي عبد من عباد الله المسلمين أو غير المسلمين ..
وأرجو منك العفو عن تلك الجفوة غير المقصودة وشدة العبارة في مشاركتي السابقة، ويعلم الله أن سببها ليس كلامك أنت وحدك، بارك الله فيك ونفع بك، ولكنه المنحى الذي نحا اليه الحوار بجملته .. والله المستعان.
يا أخانا الحبيب، تقول أنني ظلمتك، ولكن ألست أنت من قال ردا على أحد الاخوة: " لا يا أخي الدعاوى لا يوجد أسهل منها تدعون أن هناك ادعياء بالتصوف تتبرؤون منهم فلما نطالبكم بتسمية طائفة منهم لا نجد جوابا"
فمع أنك لم تكن تخاطبني بعيني بذلك الكلام، الا أنك عممت وقلت "أنتم تدعون"! فحملت أنا ذلك – بفهمي القاصر، غفر الله لي – على أنك تعم به كل من خالفوك في هذه الصفحة وتدخلهم فيه! وقولك "أدعياء للتصوف تتبرؤون منهم" فهمت منه أنك تعدني واياهم من المتصوفة الذين يدعون سنية وسلفية مشربهم في التصوف!
وقلت كذلك: " ومع هذا أنتم تحملون كلامه على غير مراده، فأبن تيمية كان يتكلم عن نشأة التصوف"
وقلت " فأين الاعتدال في تصوف أوله بدعة وآخر زندقة؟؟!!
يا أخوان دعوا عنكم الاعتراض دون دليل."
وقلت: " وعلى كل حال يا اخوان نقول انتم تدعون أن هناك تصوف صحيح فهل تعرفون لنا هذا التصوف؟؟ "
وقلت: "يا اخوان الله يهديكم يعني إما نوافق ابن تيمية على اجتهاده أو نكون غير منصفين؟؟!! "
ففهمت أنا، وان لم أكن المخاطب، أنك تعمم الكلام في الرد علينا جميعا وكأننا على قول واحد، وكأننا جميعا نريد أن نجد "للتصوف" مسوغا وصبغة "سنية" يقرها ابن تيمية رحمه الله!!
كان جل كلامك في التعقيبات الأخيرة موجها على صيغة جمع المخاطبين كما ترى .. ففهمت منه ما فهمت،
وهذا أتهم فيه فهمي، ولا أتكلم الا عن نفسي، وأستغفر الله على ظلم لك لم أقصده.
وأعتذر اليك مجددا عن مضايقتي لك وتشغيبي عليك - ويعلم الله أني ما قصدت ذلك - مع كوني أوافقك في حقيقة مرادك، وأسأل الله ألا يفسد هذا الكلام للود بيننا قضية، وألا يصدك ذلك عن خير كنت أنت أو أحد الاخوة تعتزمونه لنفع المسلمين.
أخوك المحب الظالم لنفسه المعترف بجهله
أبو الفداء.
ولازلت على نصيحتي لاخواني الكرام وفقهم الله بالكف عن هذه الصفحة حتى يقدم لنا أخونا المبارك ما وعدنا به من الفوائد، نفع الله به المسلمين، وأعاذني واياكم من مراء وجدل لا طائل منه، سيما ولا أظن أن من الاخوة الذين شاركوا بالكلام في هذه الصفحة من يخالف أخانا أبا عثمان على قوله فيما آل اليه التصوف في زماننا، وفيما حاق بالأمة من مفاسد من جراء احداث المصطلح نفسه في أول الأمر وتسمي الناس به، ومنذ ان اختلف المختلفون عليه بعد نشاته الأولى على مئات الفلسفات الواهية والأقوال الساقطة .. حتى أصبح مرادفا للبدعة والزندقة والخرافة، فما دمنا نتفق في هذا فلم النزاع ولم الجدال؟؟
فليكن الانسان زاهدا متنسكا منقطعا للعبادة - بلا غلو -، ولكن ليحذر من أن يتسمى بالتصوف أو من أن ينسبه الناس الى التصوف، - ولا حاجة به الى ذلك ما دام على هدي السنة - صيانة لنفسه من الشبهات ومما أصبح المصطلح يتوجه اليه من المعنى (تماما كما هو حال مصطلح التشيع ولوازمه في زماننا كما أشار أخونا الكريم)، هذا على فرض امكان أن يقع مثل هذا الحال في واحد من الناس - أن ينسب رجل الى التصوف مع كونه خاليا من الدخن في دينه - ولم أكن فيه واهما لحالة لا وقوع لها لا في الماضي ولا في الحاضر كما صرح أخونا أبو عثمان،
بارك الله فيكم وهدانا واياكم لما يحب ويرضى.
آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 07:38]ـ
قلت في مشاركتي الآنفة: " (تماما كما هو حال مصطلح التشيع ولوازمه في زماننا كما أشار أخونا الكريم) "
وأضيف: وان كان التشيع في أصله مخالفة لما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم من ترتيب الصحابة المقربين اليه في الأفضلية، والذي كان حجة القوم في تنصيبهم الخلافة والامامة من بعده عليه السلام .. أما التصوف فلم يكن أصل النشأة فيه مخالفا لنص بعينه، خلا ما وقع فيه أصحابه من غلو وافراط يخالف الهدي القويم، ومع هذا فقد تغير مدلول المصطلح تغيرا جذريا عبر القرون، وهذا ما جرى أيضا على مصطلح التصوف والمنهج الذي أصبح المنتسبون اليه يتمثلونه في دينهم بدءا من مصادر التلقي نفسها ووصولا الى فروع الدين وفضائل الأعمال، والله المستعان.
هذا استدراك وجدته مهما اذ ذكرت في كلامي اصطلاح التشيع وما آل اليه حملته في زماننا، والله أعلى وأعلم.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:40]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 04:08]ـ
التصوف شر كله.
ـ[وليد مسعود]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 07:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخونا أبو عثمان بارك الله فيك هلا أسرعت الينا بذلك الموضوع حتى تعم الفائدة و نعرف المزيد من المعلومات عن التصوف
فالعلم يجلو العمى عن قلب ...... صاحبه كما يجلي سواد الظلمة القمر
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 05:02]ـ
كنت وضعت مقطعا من ندوة علمية وفيها كلمة للعلامة فريد الأنصاري .. شفاه الله .. حول التصوف .. لكن حذفتها الإدارة .. ثم أعلموني بالسبب فجزاهم الله خيرا .. فقمت بتفريغها .. وهي كالتالي .. وانبه أن الكلام مرتجل ... من الشيخ .. فأرجوا الانتباه لبعض التكرار او الاستطراد الذي قد يحصل في كلام الشيخ ...
بالنسبة للتصوف أيضا ..
التصوف هذا ممن المعضلات ولعلنا في ان شاء الله نفرده في جلسة حواريه كهاته مع هذا المصطلح نحلله ندرسه .. بل يجب علينا ان ندرسه يجب ان نفكر كما قلنا في البداية بصوت عال
عندنا عبر التاريخ في المغرب ببعده الحضاري القديم أي بعمقه الاندلسي وامتداده الافريقي
التصوف الذي قبله العلماء ومارسه العلماء وقبلته الأمة والشعب إنما هو التصوف السني .. ظهر متصوفة فلاسفة في الاندلس لكنهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا .. بل طردوا وخرجوا لإن مذهبهم لم ينتشر ,لم يجد من يقبله ,
وذهبوا إلى المشرق إلى بعض الجهات حيث هنالك القابلية للفتن .. إلى بلاد ماوراء النهرين إلى المناطق المعروفة وانتشر مذهبهم وانتشرت أفكارهم .. بينما المغاربة بقوا على التصوف العملي .. الذي هو ضرب من الزهد
وضرب من العمل بالكتاب والسنة .. ولانقول إنه لم تعتره الخرافات والبدع .. شيء عادي اقول كما اعترى ذلك الفقه .. كما حدث في الفقه بدع وكما حدث في كل المجالات التي يمارس فيها الإنسان لإن الإنسان ولابد أن يخطئ
شيء طبيعي كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون .. وإنما العبرة بالمنهج يعني الأصل .. فلذلك انتقاد هذه الاشياء شيء ضروري أقول .. ولكن من غير نقض .. كما فعل الشاطبي نفسه.
إذا كنا نتحدث عن الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام باعتباره كتابا اختص في نقد التصوف .. فالشاطبي كان من المتصوفة الكبار .. هنالك من لايقبل هذه اللفظة .. هذه لفظة صارت كمصطلح النحو وكمصطلح الأصول وكمصطلح الفقه ..
ألفاظ فعلا لم تكن زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وليس التصوف وحده بماهو عبارة .. ولكن هي اصطلاحات احتاج الناس إليها لتمييز ضرب من التفكير أو ضرب من المنهجية .. أو غير ذلك من الأمور ..
والعبرة بالمعنى .. أعطني مافي مضمون هذا التصوف الذي انت تمارسه آنئذٍ نتفاهم ... هل هو على منهاج الكتاب والسنة أم انه يخالفه افي الاصول .. أم انه لامخالفة في الاصول وإنما في الخلاف في الفروع ..
.وذلك مستويات .... وقد اشار الدكتور العلمي إلى هذا الإشكال .. وهي أننا لانميز بين المشكلات العقدية والمشكلات الفقهية والمشكلات احيانا الجزئية .. والجزئيات حاضرة .. لإن هناك ايضا من ينكر الجزئيات ... وإنما الكليات لاتكتمل إلا بالجزئيات ..
ولما كانت أركان الإسلام .. أركان الإسلام ليس فيها كل الواجبات .. هنالك واجبات كثيرة في الدين .. ليست أركانا .. مع أن الأركان أساسية .. والواجبات أساسية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هنالك كليات كبرى .. الإيمان مثلا بالجن .. لم يرد في أركان الإيمان .. معروفة أركان الإيمان الستة .. لكن من كفر بالجن كفر .. لإنه ضمن الإيمان بالقران ومتواتر ..
قد يقال ان الملائكة ضمن الإيمان بالقران .. لإنك أن تؤمن بالقران يعني انك تؤمن بالملائكة .. ولكن أفرد الإيمان بالملائكة لإنه ركن ولإنه مرتبط بالجانب العملي
الانسان إذا فقد لااقول الإيمان بالملائكة ولكن شعوره بهذا الإيمان .. يغفل عن الإيمان بالملائكة .. يسهل عليه الانزلاق والانزياح لإنه ينسى. إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد
مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .. الشاهد عندنا إذن في الدين أولويات وهنالك نظام وهنالك علم. وهنالك رتب .. وهنالك فقه .. وهنالك يعني ترتيب في الإصلاح ..
الأدنى فالأدنى والأعلى فالأعلى .. فهذا الأمر مارسه علماء المسلمين عبر التاريخ ومارسوه من الداخل ولذلك من أجود من مارس النقد والحسبة في مجال التصوف
الشيخ أحمد زروق الفاسي المغربي المشهور الذي انتقد التصوف في كتابه المشهور عدة المريد الصادق وقد طبعته وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالمغرب وهذا الكتاب
الذي جاء بعد الإمام الشاطبي بقرنين من الزمان كان غربلة لهذا المجال من أجل إعادة تأصليه وتأسيسه على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانتقد جميع الخرافات الرائجة فيه وانتقد جميع الاشياء التي ليست من العبادات في شيء أو ليس لها أصل في الكتاب والسنة .. وإنما هذه بيانات وتمثيلات إلى أن علماء المسلمين .. المغاربة أقول .. عبر تاريخهم
كانوا على موعد مع التاريخ دائما في ممارسة النقد الذاتي وهذا شيء إيجابي لدى المغاربة ومهم أن يستمر .. لإنه يحفظ لنا شخصيتنا من الدواخل بجميع أصنافها
في المجال العقدي والمجال السياسي وجميع المجالات .. لإنه حينما تكون شخصيتنا حاضرة وقوية وواعية بذاتها فإننا نأمن من الغوائل ...
..
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا اخوان
الاخ إمام الأندلس
ما زلت انتظر أسماء العشرة من مدعي التصوف؟؟
===========
أبو عثمان
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:49]ـ
لست ملزما بالاجابة .. اعرف الباطل تعرف أهله ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 05:58]ـ
ابن عربي ابن سبعين القونوي جلال الدين الرومي ابن الفارض ابن سينا السهروردي الحلاج الجيلي الششتري
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 11:34]ـ
شكرا أخي ابن الرومية ...
وهلا أتحفتنا بعشرة من المتسننين .. (ابتسامة)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 12:49]ـ
بارك الله فيك يا إمام الأندلس .....
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 05:21]ـ
هل أنت معي أم ضدي يا امام؟؟:)
الفضيل بن عياض و الجنيد بن محمد و ابو سليمان الداراني و ابو عثمان النيسابوري وإبراهيم بن أدهم والسرى السقطى و يوسف بن أسباط و سهل بن عبد الله و أبي عبد الله بن خفيف و عمر بن عثمان المكي
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 05:42]ـ
معك ياظاهري سلفي صوفي (ابتسامة):)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 05:55]ـ
الزهد مطلوب، و أول تحريف للدين قام به الصوفية هو تسمية الزهد تصوف و كبر التحريف إلى أن انتهى الدين عندهم و أخف التصوف الذي هو إتخاذ الصوف شعاراً للزهد حرام عند العلماء
لذلك قال الشيخ صالح الفوزان التصوف كله غير معتدل
و قال الشيخ ابن جبرين في ابن خفيف أنه من الصوفية المعتدلة
هل هذا خلاف، لا
إنما المقصود أن معتدلي الصوفية أخف من باقي الصوفية لكن كلهم غير معتدلين و غلاتهم ملحدين
و ليس من الزهد عند العلماء أن تجعل لك لباس شهرة و تخالف النبي صلى الله عليه و سلم، و تتقرب بما لم يشرعه الله
ـ[كمنج كنهو]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التصوف بمعنى التقرب من الله شىء حسن اما ان يقود التصوف جهلاء او نفعيون لا يخدمون الإسلام فشىء لا يرضى مسلم
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 10:58]ـ
التصوف روح الإسلام وفلسفته، وعلماء النفس في الإسلام هم علماء التصوف، وهو يقابل مفهوم الإحسان // أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك // ,,,
كما ان هناك فقهاء اعتنوا بعلوم الجسد، والعبادة الظاهرة وشروطها وبينوا أصول ذلك فكذلك هناك علماء اعتنوا بعلوم الروح والنفس، وروح العبادة، من خشوع ويقين وتوكل ورضا ووووو .. وكلهم فقهاء في داخل السياج القرآني يسنبطون منه ويأخذون من معينه ...
لماذا نرفض الفقهاء الذين يتعمقون في بيان آفات النفس وأمراض العبادة .... وغيرها
ولا نرفض الفقهاء الذين يقفون عند ظواهر العبادات وأشكالها ...
ولا أدري ماذا ننقم من التصوف إذا كان هو كذلك باختصار ... ؟ إذا كانت هناك أخطاء أو ادعاءات أو خرافات أو أوهام تلتبس بالتصوف .... فلنعد إلى أهله الأوائل الذين قعدوا أصوله واعتنوا بعلومه ...
أما مصطلح التصوف فمثله مثل مصطلح الفقه أو أصول الفقه، أو علوم العقيدة، وحين نقول: علماء العقيدة
علماء الفقه ...
الفقهاء
الصوفية ...
ما الفرق؟ ...
لا تعرف الحق بالرجال ... اعرف الحق تعرف أهله ..
اخرج من أسر البيئة وقال فلان وفلان، واسجد في محراب السنة والقرآن، تجد نفسك في باب الريان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو لؤي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 08:51]ـ
الإسلام دين كامل ونعمة تامة، فمن زعم أن التصوف منه فقد افترى على الله الكذب، ومن قال أنه زائد عليه فقد اتهم الإسلام بالنقص، وفي رقائق الكتاب والسنة والزهد الشرعي كفاية وغنية لمن أراد طريق الله، أما المتصوفة فهم قوم سوء وادعاء على الله ورسوله، وأنا اتعجب ممن يذكرهم بخير أو يجادل عنهم أو يقسمهم إلى سنيين وغير سنيين، فوالله ثم الله ثم الله إنه لجاهل وضال، وأما كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عنهم فيراعى الظرف الذي خاطبهم فيه، والحكمة من لين الكلام معهم لتحصل الهداية لهم في زمن كان فيه بلاء التصوف عظيماً (فقولا له قولا لينا) وقد أشار ابن تيمية لهذه المرونة التي تعامل بها معهم في كثير من كتبه، وهو ـ رحمه الله ـ من أشد الناس دعوة للاتباع وترك الابتداع، وأما رموز الصوفية الكبار مثل الجنيد والسري السقطي واضرابهما فمتقول عليهم، وعلى تقدير صحة نسبة الكلام إليهم فهم ليسوا بحجة في دين الله، فلم نر لهم أحاديث تروى، ولا تفاسير تقرأ، ولا فقه ولا أصول ولا شيء البتة، بل رأينا شطحات وأقوالاً مخالفة للسنة ظاهراً وباطنا ً، ولو أن هؤلاء الصوفية لم تلدهم أمهاتهم أصلاً لما نقص من شرع الله شيئاً .. اللهم إني أتقرب إليك ببغض الصوفية تحت أي تسمية لهم، ولا تحشرني معهم يوم القيامة لما بدلوا من دينك وأقاموا مكانه ديناً ضراراً متنازعاً حتى في اسمه، واحشرني مع سلف الأمة الصالح من الزهاد والعباد والمحدثين والفقهاء .. آمين
ـ[المتمكن]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 10:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
التصوف هو لب الدين واساسه
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[سالم ناظر]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 06:26]ـ
بارك الله فيك أخي إمام الأندلس
كلام جميل جدا للعلامة فريد الأنصاري
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 06:43]ـ
تجده صوتيا في موقع اليوتوب ... اكتب التصوف فريد الأنصاري
ـ[سالم ناظر]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 06:50]ـ
وجدته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
حزب الله .....
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:03]ـ
أصدر فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ محمد المختار محمد المهدي حفظه الله بيانا شافيا حول الحزب المشبوه المسمى بحزب الله، أوضح فضيلته خبث هذا الحزب وسبه لأكابر الصحابة ومجموعهم، ومبدأ التقية لديهم، وخرافة التقريب بين المذاهب
http://www.alshareyah.org/Data/TebianMagazine/Subjects/20080803_160842_75.pdf(/)
موقف الشيخ أبي الحسن المأربي من هيئة الفضيلة و الرد على شبهات المعترضين
ـ[ولد برق]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:44]ـ
موقف الشيخ أبي الحسن المأربي من هيئة الفضيلة و الرد على شبهات المعترضين
قال السائل:
ما موقفكم حفظكم الله تعالى من إنشاء هيئة الفضيلة ومحاربة الرذيلة التي نادى بها عدد من علماء اليمن، وما هو ردكم على المانعين والمعترضين على إنشائها؟؟!
فأجاب شيخنا أبو الحسن المأربي قائلا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فقد كثر الكلام حول " هيئة الفضيلة " التي نادى بها عدد من علماء اليمن، وطالبوا الأخ رئيس الجمهورية باعتمادها، فحصل بسبب ذلك انفجار كلامي هائل في الصحف، وسالت أقلام وصرخت أفواه بالتحذير منها، وائتدموا بالنيل من العلماء، والتدخل في النيات، وقابل ذلك ردود بعض طلبة العلم، وفي بعضها تجاوزات في الحكم على المعين، ومن خلال وقوفي على أقوال المانعين ظهرت لي منهم عدة اتجاهات، سأذكرها ـ إن شاء الله تعالى ـ وأبيِّن وجه الحق في ذلك، إلا أنه قبل الخوض في هذا الأمر أذكر عدة أمور، هي من الثوابت في هذا المقام:
الأول: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول ديننا الحنيف، وشعيرة من شعائر الله، وهو قوام الدين، وعروته الوثقى التي يُحَافَظُ بها على بقاء الإسلام وقوته، والتي تحفظ المجتمع المسلم من الأمراض الداخلية: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأخلاقية، والفكرية، وبإجماع الفقهاء المعتد بهم فإنه من واجبات الدين العظمى، فمجتمع لا يقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو لا يقوم على النصيحة بالتي هي أحسن بين أفراده؛ مجتمع معرَّض لغضب الله ولعنته، كما قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} المائدة78ـ79، وقد صح من حديث ابن مسعود مرفوعًا ـ خلافًا لمن ضعّفه ـ في تفسير هذه الآية: أن الرجل من بني إسرائيل كان يلقى أخاه وهو على المعصية، فيأمره وينهاه، ثم يلقاه من الغد وهو باق على معصيته، فلا يمنعه ذلك من أن يكون جليسه، وأكيله، وشريبه، فلُعنوا من أجل ذلك وغيره، فتأمل هذه اللعنة التي على لسان الأنبياء الذين لا ينطقون إلا بوحي من عند الله عز وجل، فماذا ينتظر من يصرخ بالتحذير من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد هذا التهديد السماوي؟.
وقد جعل الله عز و جل خيرية هذه الأمة منوطة بهذا الأمر، فقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} آل عمران110، فإذا تركت الأمة سبب خيريتها كانت أمة ملعونة، شريرة، مغضوبًا عليها.
ولم يقتصر هذا التكليف على الأفراد فيما بينهم فقط، بل جعل الله عز و جل هذا الأمر من مهمة الدولة المهيمنة المتمكنة في الأرض أيضاً؛ لأن حاجتها إلى الأمر والنهي بعد التمكين أعظم، للحفاظ على أمنها واستقرارها وهيبتها، وإلا تصدّعت، واستحكمت بها الأهواء، وذهب ريحها، فقال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} الحج41،ولعظمة هذا الأمر وكريم آثاره ومآله فقد جعل الله عز وجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعار المؤمنين، كما جعل عكسه من شعار المنافقين، فقال تعالى في حق المنافقين: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} التوبة67، وقال تعالى في حق المؤمنين: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة71، وهكذا النصيحة التي هي من أعظم أمور الدين ـ كما في حديث "الدين النصيحة .. " ـ هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وأيضًا فمهمة الأنبياء جميعاً ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـ هي أمر ونهي، فالآمر والناهي اليوم متبع وليس بمبتدع، ووجود هذا الصنف في الناس جالب لأمنهم وسلامتهم ـ وإن أبغضهم من لا يعرف مصلحته الدينية والدنيوية ـ ورافع لسخط الله وغضبه بقدر ما يحققه من مراد الله عز و جل، فما لهؤلاء القوم المثيرين لهذا الضجيج بدون رحمة لا يراجعون أنفسهم؟!.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حذّر من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحذر من التهاون في الأخذ على أيدي المفسدين، وإن كان فاعل المنكر حسن القصد، فكيف إذا كان هناك من يفعل المنكر جرأة على الله؟ واستهتارًا بالذنوب؟ فكيف إذا كانت بعض المنكرات من ورائها مؤسسات ومنظمات تنظم هذه المنكرات، وتطورها، حتى تستحكم الرذيلة في المجتمعات؟!
جاء في "صحيح البخاري" من حديث النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:"مثل القائم على حدود الله والواقع فيها: كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذ من فوقنا؟! فإن يتركوهم وما أرادوا؛ هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم؛ نجوا ونجوا جميعًا" فهؤلاء أرادوا أن يخرقوا في نصيبهم خرقًا حتى لا يؤذوا إخوانهم، فتأمل نيتهم الحسنة في ذلك، ومع ذلك لم يتهاون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أمرهم، وعدّ نجاة الجميع بالأمر والنهي، وهلكتهم بالمجاملة في ترك الأمر والنهي، أو الإعراض عن ذلك، فماذا نقول عما في زماننا من منكرات وجرأة، بل يصحب ذلك التشنيع والتجديع لكل من يسعى في علاجها؟! ألا يعلم هؤلاء أن كثرة الخبث سبب في الهلكة؟ كما في الحديث المتفق عليه من حديث زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ قالت: يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:"نعم إذا كثر الخَبَث"، ومعلوم أن الأمر والنهي يقلِّل الخبث، ويُسلم الناس من الهلكة، فلماذا هذه الحملة الشعواء؟!
الثاني: الأصل أن الأمر والنهي عام للمكلفين، كل في سلطانه، وحسب قدرته، وصلاحياته، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث أبي سعيد الخدري: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" أخرجه مسلم.
ولكل طائفة قدرة على صورة من صور التغيير هذه أو أكثر، فولي الأمر يستطيع التغيير بيده وبلسانه ـ في الجملة ـ والوالد مع ولده، والزوج مع زوجته، والمدرس في مدرسته , .... وهكذا، فكل منهم يستطيع التغيير باليد واللسان ـ في الجملة ـ وإن كان ولي الأمر صلاحياته أوسع من غيره في التغيير باليد، وأما من كان عاجزاً عن التغيير باليد، أو اللسان ـ وهو حال كثير من الناس عند شيوع المنكرات وقوة أهلها ـ فيجزئ في حقه أن يغير بقلبه، وهو أن يكره ما يرى أو يسمع من المنكرات، ويفارق المكان ـ إلا إذا ترجحت المفسدة ـ فالواجب على الأمة جميعها أن تحمل هذا الحمل على عاتقها ـ كل بحسبه ـ إن أرادت عزة وأمانا في الدنيا، ورفعة ونجاة في الآخرة، ولا محيص لها عن ذلك،وإلا كان الذل والصغار على من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والتاريخ خير دليل وشاهد على ذلك، فما قوي أهل الحسبة والأمر والنهي في زمن إلا عز فيه المسلمون، وهابهم عدوهم وهم في عقر دارهم، وعكسه عكسه، وهل أطاح بالأمم والدول إلا معاصي الليل والنهار، ومنكرات الشوارع والأسواق، كما قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} الإسراء16، وقال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} النحل112، فتأمل آثار الأمر والنهي وآثار المعرضين عن ذلك لتعرف مصير كل طائفة وأثرها على الأمة، فالواجب على الجميع الحذر من الدعوات المضلّة، وصدق الله القائل: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} النساء27، والقائل سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} البروج10.
الثالث: أن الآمر والناهي لا بد أن يتحلى بأمور وآداب، منها:
أ- العلم بالحكم الشرعي فيما يأمر وينهى، حتى لا يأمر بمنكر، أو ينهى عن معروف، وهو يظن أنه يحسن صُنعًا.
ب- الحلم والرفق في الأمر والنهي، وإلا كان فظًّا غليظ القلب، وآل به الأمر إلى عكس المقصود.
ج- الأمر والنهي ليس وصاية ولا هيمنة على الخلق، ولا انتقاماً منهم، ولا تصفية للحسابات الشخصية أو الحزبية معهم، إنما هو شفقة ورحمة بهم، وحرص على الخير للمأمور والمنهي، وقد وصف الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك، فقال: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} التوبة128، فمن تجرد من هذه الصفات في الأمر والنهي فليس بمقتد برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن تأمل قول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} آل عمران110، وتأمل السر في ذكر الإيمان بالله بعد ذكر الأمر والنهي؛ علم أن الأمر والنهي حتى يكونا شرعيين ويثاب عليهما فاعلهما لا بد أن يكونا صادرين عن إيمان بالله، فلا حظَّ فيهما للنفس، ولا مجال فيهما لتصفية حسابات شخصية أو حزبية، وهذا السياق يدل أيضًا على أن الأمر والنهي سبب في بقاء الإيمان وثباته، إذ ذُكر الإيمان بعد الأمر والنهي.
د- أن يأمر وينهى في حدود المتفق عليه، أما المختلف فيه اختلافاً سائغاً أو شائعاً بين العلماء والمذاهب، فلا يفرض المرء فيه رأيه ويصادر رأي أو اجتهاد الآخرين، إلا إذا صدر اجتهاد من ولي الأمر ـ إن كان أهلا لذلك، أو بواسطة لجنة علمية موثوق بها مختارة من قِبله ـ باعتماد رأي دون غيره؛ فلا بأس بالأخذ بذلك في الفتوى العامة توحيداً للكلمة.
هـ- ألا ينطلق الآمر والناهي في أمره ونهيه من مجرد الشبهات أو الأخبار الخاطئة، بل لا بد من التيقن أو العمل بالراجح ـ على تفاصيل في ذلك ليس هذا موضعها ـ.
و- ألا يعتدي على الحريات المكفولة شرعًا للآخرين، أو يهجم على حرمتهم وأسرارهم إلا بما يوجب ذلك، وإلا كان مخالفًا لقوله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} الحجرات12، ولحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند مسلم: "من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة" وفي قصة عمر في دخوله على من كان يشرب الخمر في بيته ما يدل على ذلك، وألا يقدم على ذلك إلا عند الضرورة التي يخشى معها استفحال الشر وتعديه على الآخرين، وأن يكون مأذونا له في ذلك من الجهات المختصة، حتى لا يكون الأمر فوضى، ولا يحصل افتئات على ولي الأمر.
ز- ألا يفضي أمره ونهيه إلى ما هو أشد ضررا، كأن يفوّت بأمره معروفًا أكبر، أو يجلب بنهيه منكرًا أكبر، فإن هذا مصادم لمقاصد الشريعة.
الرابع: إذا تم اعتماد الهيئة ـ وإن كان في ذلك صعوبة بالغة إلا أن يشاء ربي ـ فهذا من فضل الله، ونسأل الله أن تكون مفتاح خير، مغلاق شر، ويجزي من سعى فيها واعتمدها خيرًا، وإذا لم يتم اعتماد الهيئة؛ فلا يسقط ذلك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الاستطاعة، ومراعاة الآداب السابقة، والله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن16، وحسب العلماء أن قاموا بما أوجبه الله عليهم: من النصيحة لولي الأمر في ذلك، ومن الحرص على خير الأمة في العاجل والآجل، والعباد محشورون إلى ربهم فـ {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} فصلت46.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد ذكر هذه الأمور، أشرع في الجواب عما يثار في هذا الوقت حول هذه الهيئة، فأقول مستعيناً بالله تعالى:
لقد تأملت وجهات نظر المانعين، فرأيتها مختلفة الطرق، مجتمعة الغاية والهدف، مما يدل على أن كلاً منهم صاح بما عنده، ومع اختلافهم الواسع فيما بينهم؛ إلا أنهم اجتمعوا على المطالبة بالمنع من وجود هيئة الفضيلة، يستوي في ذلك من ينادي بالعلمانية، أو من يرفع الشعارات الإسلامية، فيا لله العجب!!
وقد كان بودِّي أن يتأنى المانعون قليلاً، وأن يتمهلوا في استنكارهم هذا الأمر، وأن تجري لقاءات بين عقلائهم وكبارهم، وأهل الخبرة والرأي فيهم مع أهل العلم المطالبين بالهيئة للتشارور في المصلحة العامة، وليبدي كل منهم للآخر ما يظن أنه قد غاب عن الآخر، أما هذه الثورة الكلامية، كأنّك هيّجت "عش الدبابير أو الزنانير" فما كان الظن بمثقفي وساسة وإعلامي اليمن أن يصل بهم الأمر إلى هذا الحد، لاسيما وقد نشرت بعض الصحف كلامًا قد يظهر منه الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأراد صاحب هذا الكلام أن يمنع من هيئة الفضيلة، فنال قلمه من صاحب الأخلاق النبيلة ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فكسر الله هذا القلم، وأصلح قلب صاحبه، ويا أسفاه، أن ينشر هذا الكلام في بلد الإيمان والحكمة، بلد الشهامة والأصالة، فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
ولاشك عندي بأن هذه الهيئة التي يطالب بها أهل العلم ـ إن اعتمدت، وأعطي لها صلاحيات تناسب حال المجتمع، ووضع لها قيود شرعية ـ فإنها من العمل الصالح الذي إن لم يكن خيرا خالصاً، فهو خير راجح، لما سبق من أدلة وبراهين، ولما يشهد به التاريخ الغابر والمعاصر، وإن وجدت أخطاء ومخالفات في سبيل ذلك ـ وهذا أمر مردود ـ فالواجب أن يتعاون الجميع في علاجها وتقويمها، بدلا من إنكار الشيء كله: خيره وشره، حلوه ومرِّه!! وليس هناك أحد منا معصومًا، ويكفينا أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "سدِّدوا وقاربوا".
وخلاصة ما وقفت عليه من حجج المانعين أمور، منها:
1 - أن اعتماد هيئة الفضيلة يلزم منه أنه لا فضيلة في اليمن!!
والجواب: الهيئة لحماية الفضيلة، وحماية الشيء تدل في الأصل على وجوده لا على عدمه، والمراد الحفاظ عليه من الضياع أو النقص، كحارس البستان ـ مثلاً ـ لا يكون حارساً للبستان إلا بوجود بستان ابتداءً، وكيف يقال: يلزم من ذلك أن المجتمع ليس فيه فضيلة؟ فإنه لو كان كذلك لانتظرنا الساعة صباحاً أو مساءً، ومعاذ الله من ذلك، لاسيما في المجتمع اليمني الذي فيه من بقايا المكارم والشيم والمعادن ما لا ينكره إلا جاحد أو جاهل، لكن كثرة الطَّرْق على الحديد تغير من شكله وقوته وصلابته، ومعلوم أن اليمن كغيره من البلدان يتعرض لكثير من المؤامرات الداخلية والخارجية، حتى يتغير من شكله الحسن إلى شكل آخر قبيح، وليس أهله معصومين، والشيطان حريص على إفساد من بقي فيه خير أكثر ممن لانَتْ قناته، وضعفت همّته، فقيام طائفة متخصصة بهذا الواجب لا يخلو من خير كثير.
ونحن عندما نطالب بوزارة أوقاف ووعظ وإرشاد وشؤون إسلامية ـ مثلاً ـ هل يدل هذا على أن المجتمع ليس فيه وعظ ولا إرشاد ولا اهتمام بالشؤون الإسلامية؟ لا، ولكن من المعلوم أن التخصص نافع ومفيد، لاسيما مع كثرة الأعمال، وتزاحم الأشغال، فلو لم يخصص أناس لكل جهة من الأمور التي يحتاج إليها المجتمع: وزارة، أو إدارة، أو هيئة، أو مؤسسة ... الخ، لأدى ذلك إلى فساد عريض، وقُلْ مثل ذلك في وزارة التربية والتعليم، والثقافة، ورعاية الشباب، ... الخ، فالقول بأن طلب هذه الهيئة يدل على عدم وجود الفضيلة في المجتمع قول فيه تحامل وإسراف، آمل أن يراجع صاحبه نفسه.
2 - وهناك من يرى أن هذه الهيئة ستتدخل في حريات الناس، وستوقف الرجل وهو ماش مع زوجته، وتطلب منه ما يثبت أنها زوجته، وستهجم عليهم في بيوتهم وهم نائمون أو هم قائلون، وربما أدى ذلك إلى فتح باب المشاكل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أن هذا ليس من اختصاص رجل الهيئة ابتداءً، ولا يقدم على ذلك إلا إذا توافرت معلومات يقينية أو راجحة عنده على أن هذا الرجل يسير مع امرأة ليست من محارمه ولا تحل له، وأن ذلك سيفضي إلى شر عظيم، فيرفع رجل الهيئة هذه المعلومات إلى الجهات الأمنية المختصة بذلك، فإما أن تقوم بإنكار المنكر، أو تخول الهيئة بذلك، ولا شك أن مثل هذا المقام قد يحصل فيه خطأ في تجميع المعلومات، ومن ثم في التعامل مع هذا الموقف، لكن هذا الخطأ أقل ضررا بكثير مما لو تُرك الحبل على الغارب، فيفضي ذلك إلى الزنا والفواحش، وتعدِّي بعض الرجال والنساء حدود الله عز وجل.
وقد سبق في آداب الآمر والناهي ما يدل على المنع من التجسس ـ في الجملة ـ وقد قال مجاهد في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا}: خذ ما ظهر لك، ودع ما غاب عنك.
ثم إن جهاز الأمن، والشرطة، والنجدة، والمرور ـ مثلاً ـ كل ذلك معرَّض للخطأ في التعامل مع موقف من المواقف، فهل يسوّغ هذا أن ننادي بهدم هذه المؤسسات التي لا غنى للمجتمع عنها؟!
ولنبتعد قليلاًً عن هذا التوتر النفسي ونتساءل: ما موقفنا جميعًا إذا كان هذا الرجل يمشي مع إحدى بناتنا أو أخواتنا أو نسائنا، سواءً كان ذلك بعد اختطاف أو تغرير أو إغراء أو غيره؟ أفلا سنفزع إلى الجهات المختصة لتحفظ لنا عرضنا وشرفنا من ذئاب البشر؟ فما المانع أن تكون الهيئة هي هذه الجهة المخولة من ولي الأمر بحفظ هذه الأعراض؟! ولنفترض أن بجوار بيت أحدنا فندقًا فيه صالة خمور، وبعض أبنائنا يذهب إليه لذلك، ألا يسرنا أن تكون هناك هيئة لها هيبتها حتى يسلم أبناؤنا من هذا البلاء؟ وكذا لو كان فيه صالة أو غرفة أو أكثر للفواحش الأخرى، فمن منا جميعًا ـ المانعين والمطالبين ـ يرضى بأن تذهب إحدى بناته أو أخواته لذلك؟ ثم أليس وجود الهيئة يوجد نوع هيبة من تعدّي حدود الله عند أبنائنا وبناتنا، فيتركون الحوم حول مواطن الشبهات رهبة، ثم يكون ذلك منهم عادة وسجية، ثم يصير ديانة وطاعة لله عز وجل؟ نعم، لا يجوز لنا أن ننكر احتمال وقوع خطأ في تصرف الهيئة أو بعض رجالها، لكن العاقل ينظر للأمور من جميع جوانبها، وينظر خير الخيرين فيتبعه، وشر الشرين فيجتنبه.
3 - وهناك من يقول: ستكون هذه الهيئة مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية!!
ولا أدري ما وجه العيب بذلك؟! وهذا من الجهل المركب؛ فإن المصالح التي جرت على أيدي الهيئة في السعودية لا ينكرها منصف، والأخطاء التي وقعت من بعض رجالها؛ لم ينكر وقوعها أهل العلم ولا المسؤولون المنصفون هناك، ويسعى الصادقون في علاجها ما أمكن، لكن الحكم على الشيء كله من خلال بعض الشواذ أو الأخطاء ليس عمل المنصفين، إنما هو بضاعة المفلسين أهل التشويه والتنفير فقط، والواجب على المرء قبل أن يحسِّن أويقبِّح أن ينظر إلى جوابه إذا وقف بين يدي ربه، لا مجرد أن المرء ينافح بقضه وقضيضه عن رأيه وإن جانب العقل الصحيح!!
وأكثر من يتبرم من الهيئة في السعودية إما أقوام تلوثت مشاربهم وعقولهم، أو آخرون غرقوا في الشهوات، وقد يشكو منها رجل صالح تعرّض لجفاء أو أسلوب مشين، لكن "الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث"، وقد قيل:
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلاً أن تُعد معايبه
4 - وهناك من يقول: الهيئة ستفتح باب البطالة، وتزيد الطين بلة!!.
والجواب: خلاصة عمل الهيئة: أن ترفع ما تلخص إليها من معلومات إلى من هو فوقها من الجهات المختصة، ثم هي التي تقوم بإبطال المنكر، أو تخوِّل الهيئة في ذلك، وإذا كان هناك من يأكل ويطعم أهله من عمل حرام متفق على حرمته؛ فلا يجوز أن يبقى على ذلك، ولا يجوز أن نتظاهر برحمته والعطف عليه، ومأكله حرام، ومشربه حرام، وغُذِي بالحرام، فالله أرحم به منا، وهو الذي حرم عليه أكل الحرام والسحت، وسيجعل الله له فرجاً ومخرجًا إذا صدق مع الله، كما قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} الطلاق2 - 3، وقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند ابن حبان والحاكم:"إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل، إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه" صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن روح القدس نفث في روعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن ما عند الله لا ينال بمعصيته" صحيح أخرجه أحمد، ولو أننا أصلحنا ما في المجتمع من الفساد و المفسدين، لفاضت الأموال حتى لا يبقى في الناس عاطل عن العمل، فلو نادى أصحاب هذا العذر بإصلاح الأوضاع وإنهاء الفساد والمفسدين، وكانوا جادين في ذلك، وأصلحوا من أنفسهم وذويهم، وكل منا أصلح من نفسه وذويه؛ لكان خيرًا لنا ولهم في محاربة البطالة، بدل أن يقفوا بهذا العذر أمام من ينادي بهيئة لها لوائحها، وضوابطها، وصلاحياتها من ولي الأمر، بزعم أن هذا سيزيد من البطالة!!
5 - وهناك من يقول: الهيئة ستكون عصا في يد حزب الإصلاح ليضرب بها بقية الأحزاب، ويصفِّي خصومه السياسيين.
والجواب: أن الواجب على ولي الأمر أن يجعلها هيئة دينية غير خاضعة للعمل الحزبي، إنما يكون فيها المخلصون من جميع الطوائف، أو يجتمع فيها العقلاء الذين يجتمعون على هذا الأمر دون مزايدات حزبية، حتى يبارك الله في أثرها، وتجتمع عليها القلوب، ولو سلمنا بأنها ستكون تابعة لحزب الإصلاح، فنحن لا ندعي أن جميع من في الإصلاح يقدمون مصلحة الحزب على الدين والوطن، ولا يبالون بمراد الله عز وجل، فهناك في الحزب عقلاء ومخلصون همهم الدين والمصلحة العامة لا مجرد المصلحة الحزبية الضيقة، فننصحهم بتقوى الله والعمل من أجل المصالح العامة، لا للحزب فقط، وعليهم أن يراعوا آداب وشروط الآمر والناهي، فإذا استخدمها الحزب في غير مسارها ومقصودها فلكل حادثة حديث، أقول هذا مع اختلافي مع الحزب في عدة نقاط، وهذا أمر مشهور، لكن الحق أحق أن يُتَّبع، والخلاف في شيء ما لا يلزم منه الخلاف فيما هو حق ورضى لله عز وجل، فإن هذا من الحمية الجاهلية، التي يقبل بها المرء كل ما قاله صاحب له بعجره وبجره، ويرد ما قاله مخالفه!! فلا حاجة لأن نجمع جرامزنا وننادي بالمنع من اعتماد الهيئة لأمر ظني أو وهمي، لأن هذا فيه ما فيه، والمؤمن هو الذي تسره الحسنة وإن كانت من غيره، لأنها ترضي الله تعالى، فيرضى بما رضي الله به، كما أن المؤمن تسوؤه السيئة ولو كانت منه أو من أقرب الناس إليه، لأن المؤمن يجب عليه أن يحب ما يحبه الله، وإن كان قد صدر من عدوه ـ فضلاً عن رجل من أهل السنة وإن خالف في بعض الأمور ـ ويبغض ما يبغضه الله وإن صدر من صديقه، أو ممن هو في حزبه أو مذهبه، وإلا كان الحب في غير الله، وهذا وبالٌ على أهله في الدارين.
وهؤلاء المخالفون لحزب الإصلاح لم يمتنعوا من الاجتماع معه في المعارضة، إذ جمعهم هدف مشترك ـ وسواء أصابوا في ذلك أم لا، هذا أمر آخر، ليس هذا موضع تفصيله ـ ولم يقولوا: حزب الإصلاح أقوى أحزاب المعارضة، ونخشى أن يتخذنا وسيلة لمآربه، ثم ينقض علينا!! فلماذا خافوا من حزب الإصلاح في الهيئة ـ لو سلمنا بأن الهيئة كذلك ـ ولم يخافوا منه فيما هو أعظم؟!
وأيضًا فالموقف الرسمي الظاهر من حزب الإصلاح المنع من الهيئة، كما في بيان اللقاء المشترك، بل بعضهم يرى أن الهيئة دسيسة مؤتمرية لإحراج حزب الإصلاح، ووضعه بين أمرين كليهما مُرّ!! فليس الأمر على إطلاق صاحب هذا الدليل في المنع من الهيئة، والله أعلم.
6 - وهناك من لا يرى فكرة الهيئة لأنه لا يرى أصلاً فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل يريد الانفلات والضياع!!.
والجواب: إن كان هذا صادرًا من مسلم يؤمن بالقرآن والسنة، فيكفيه التأمل في الأدلة السابقة، ففيها الكفاية والهداية، والله تعالى يقول: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} الجاثية6، وإن صدر هذا من غير مسلم أصلاً، فقدوة المسلمين في نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعزهم في التمسك بدينهم، لا في التبعية للشرق أو الغرب، والله أعلم بمصلحتنا من أنفسنا ومن الآخرين، ونعوذ بالله أن نكون ببغاوات نردد ما يقال دون تدبر للحال والمآل، ونحن أمة غنية بقرآنها وسنة نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقبيح بالغني أن يمد يده إلى غيره، وفاقد الشيء لا يعطيه، وجوابنا على غير المسلمين هو قول الله عز وجل: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران64.
7 - وهناك من يقول: الهيئة ضد المرأة وعفتها، وتقلل من حريتها في جسدها!!
والجواب: أن الهيئة يُفترض فيها أنها أُنشئت للحفاظ على المرأة وطهرها وعفتها وغير ذلك من أمور ترضي الله عز وجل، كما سبق بيانه، فكيف تُقلب الحقائق إلى هذا الحد؟! وليس إنشاء الهيئة دالاً على أن النساء لم يعد عندهن طهر أو عفاف ـ كما يدعي بعض النساء ـ بل معناه الحفاظ على هذا الطهر والعفاف الحاصليْن ممن ضعفت نفوسهم من الجنسين، وإذا كان مجرد الخضوع في القول يثير طمع مرضى القلوب، كما قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} الأحزاب32، فما ظنكم بالتي تسير وهي كاسية عارية؟ وهل أطلق الشرع أو العرف أو العقل للمرأة الحرية في جسدها إلا حيث أحل الله لها ذلك؟ ولتعتبر المرأة المسلمة في اليمن بما جرى لنساء مسلمات في بلاد أخرى مسلمة وغير مسلمة لمَّا سلكن مسلك التمرد على حدود الله عز و جل، ونظرن إلى الحجاب على أنه رجعية وتخلف، وأنه لا بد من التحرر من قيوده وأغلاله، أين رست السفينة بهن وبمن اتبعهن من بنات جنسهن، والسعيد من وُعظ بغيره، وإن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر.
والواجب على النساء اللاتي يطالبن بفتح الباب لحرياتهن أن يُذكِّرن أنفسهن بقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من سن سنة حسنة؛، فله أجرها وأجر من علم بها إلى يوم القيامة، دون أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة؛ فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، دون أن ينقص من أوزارهم شيء" رواه مسلم، فرُّبَّ امرأة تنادي بعدم التقيد بالشريعة في هذا الباب، وما بقي من عمرها إلا القليل، فتلقى الله على سوء الخاتمة، وتتحمل أوزار من ضللن بسببها، وطوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه، ومعلوم أن كثيرًا من النساء لا يعرفن الحكم الشرعي من جميع جوانبه، ولا يعرفن المؤامرات عليهن، فعليهن أن يسألن العلماء لقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل43، والواجب عليهن أن ينظرن للعلماء على أنهم آباء لهن وليسوا بأعداء!!
8 - وهناك من يقول: هذا الأمر راجع إلى الدولة، أو إلى المجتمع بجميع منظماته، لا إلى هيئة معينة.
والجواب: نعم، هذا راجع إلى الدولة، والعلماء يصرحون بأنهم راجعون في ذلك إلى السلطة الحاكمة للبلاد، ولذلك يطلبون اعتماد الهيئة من قبل ولي الأمر، ولم يفتئتوا على الدولة، بل صرح العلماء بأن عملهم قائم على النصيحة بالتي هي أحسن، وأما التغيير باليد فراجع إلى الدولة، وهذا الضجيج الإعلامي ضد العلماء والهيئة لمجرد لقاء العلماء بولي الأمر، وطلبهم الترخيص للهيئة، وقبل أن يعرف كثير من الناس لوائح الهيئة مفصلة، فشنوا عليها وعلى العلماء الغارات التي تنبئ عن أمر خطير ـ والله المستعان ـ ووضع كل منهم تصورًا للهيئة من عند نفسه، ثم أخذ يهاجمه، دون وجود عدو حقيقي، بل هو عدو وهمي، فكان كمن يضارب الجن، كما قال بعض أهل العلم ـ حفظه الله ـ.
وكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر راجعًا إلى جميع طوائف المجتمع؛ أمر صحيح، للأدلة الدالة على عموم صلاحية التغيير لمن رأى منكرًا، وهو متأهل لذلك، لكن لا يلزم من ذلك عدم اتخاذ هيئة مخصصة لذلك، كما سبق في اتخاذ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة التربية والتعليم، والثقافة، والشباب، وغير ذلك، فلا مانع إذًا من تخصيص فئة لهذا الأمر، كما قال تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آل عمران104، وهذا للتبعيض كما هو ظاهر، مع أن الأمة بعمومها مخاطبة بذلك، لحديث: "من رأى منكم منكرًا فليغيره .... " الحديث.
9 - وهناك من يقول: هذا الأمر مخالف للدستور والقانون.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أن هذا ليس مخالفًا للدستور والقانون، لأن الدستور اليمني ينص على أن جميع القوانين مرجعها الشريعة الإسلامية، وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم شعائر الدين، ولو سلمنا بأن القانون يخالف الشريعة السمحة في كثير أو قليل؛ فالشريعة هي المقدمة عليه وعلى غيره، والله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36، ويقول سبحانه: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} النساء65.
10 - وهناك من يقول: إن اعتماد الهيئة انتزاع لأعظم موهبة وهبها الله للإنسان ذكرًا كان أو أنثى، وهي الحرية.
والجواب: أن أعظم هبة وهبها الله للإنسان هي العقل الصحيح، والهداية، وتقوى الله، وإلا فلا يضر العبدَ التقيَّ أنه ليس حرًّا، ولا تنفع الحريةُ حرًّا فاجرًا غافلاً عن الله عز وجل، وإن كانت الحرية نعمة عظيمة جدًّا، إلا أنه لا بد من وضع كل شيء في موضعه، بل إن الحرية الحقيقية هي تمام العبودية لله عز وجل، وإلا فكما قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
هربوا من الرق الذي خُلقوا له ... فبُلُوا برق النفس والشيطان!!
ثم إنه قد سبق بأن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تنافي الحريات المكفولة بالشرع، لأن الحرية للشخص ليست حرية بلا حدود، فكل ما يفضي إلى انتهاك حقوق الآخرين فهو ممنوع شرعًا، ثم إن الذي وهب الحرية لنا هو الذي أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا تعارض ولا تناقض عند المنصفين الذين يبحثون عن الحق، وينطلقون من قناعات شريفة لا من تعبئة مريبة، والله أعلم.
11 - وهناك من يرفض إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أن هذا نكوص وعودة إلى الوراء، وأن هذا يشبه الحركة الدينية في أوربا قبل عصر النهضة في محاربتها للعلوم الدنيوية النافعة!!.
والجواب: أن هذا مبالغة في التشاؤم تجاه الهيئة، وهو قياس مع الفارق أيضًا، فالرهبان في العصور الوسطى كانوا يحكمون الناس في أوربا بصكوك الغفران، والخرافات التي لم ينزل الله بها من سلطان، ويقفون ضد أي جديد وإن كان نافعًا، وكانوا يحكمون على العلماء وأهل الاختراعات والاكتشافات النافعة بالقتل والحرق، حتى يبقى الناس عبيدًا للرهبان، ويستمروا في جهالاتهم التي تمكن لتسلط الرهبان، أما علماء الإسلام فبريئون من ذلك، وماضيهم وحاضرهم يدل على أنهم لا يأمرون ولا ينهون إلا ببرهان من عند الله، وأنهم يشجعون كل جديد نافع يفضي إلى عمارة الدين والدنيا، فكيف يقيس منصف هذا بذاك؟! أم أن المراد أن يرمي المرء مخالفه بكل حَجَرٍ ومَدَرٍ وبَعْرٍ وبدون معرفة لما يخرج من رأسه؟!
12 - ومنهم من يرفض الهيئة، لأنها تؤدي إلى تدخل الدين في الدولة!!
والجواب: الدين هو الذي يحكم كل شيء في حياة المسلم ـ سواء كان فردًا أو دولة ـ ولا يجوز لمسلم أن يعتقد أن دينه لا يمثل في حياته إلا جزءًا يسيرًا من تصرفاته، ودقائق معلومات من أوقاته، فإن هذا ظلم للدين، واتهام له بالنقص والقصور وعدم الشمولية، والله تعالى يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة3، فكيف يمتنُّ الله علينا بكمال الدين وتمام النعمة وهو لا يمثّل في حياتنا إلا شيئًا يسيرا، وبقية أعمارنا تحكمنا فيها آراء الرجال؟!.
ونحن نقرأ كثيرًا لبعض الإعلاميين إذا أراد أن يرد على فتوى أحد العلماء أو طلاب العلم، وقد ضيقت ـ في نظره ـ واسعًا، فنجده يقول: هذا تضييق لواسع، والدين الإسلامي دين واسع بسعة الكون والإنسان والزمان والمكان، ودين شامل لجميع نواحي الحياة، وهذه كلمة حق، ثم نرى بعض الناس ينكصون ويرجعون القهقرى، فيقولون: الدين لا يتدخل في الدولة، ولا يُسمح له بذلك!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا أدري هل نسي هؤلاء أن الدولة الإسلامية فيما مضى لما كان الدين يحكمها حقًا قد فتح المسلمون بها الفتوحات ومصّروا الأمصار، ودان لهم العرب والعجم عن طواعية ورغبة وقناعة بما يدعو إليه الإسلام؟ وأسألهم: هل انتشر الإسلام إلى أقصى الشرق والغرب بالديمقراطية، أو بالقومية، أو الرأسمالية أو غيرها من الأنظمة؟ أم بالدولة التي يحكمها الدين؟ هل زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم كان الدين لا يتدخل في الدولة، أم أنه كان الموجِّه الوحيد لها؟!! وهل عزَّ المسلمون وأمنوا تحت ظلال الدين أم لا؟
أليس الله عز وجل يقول في القرآن الكريم: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} الحج41، أليس هذا إخبارًا عن حال أهل التمكين، ومنهم الدول الممكنة المهيمنة؟!
أيها المانعون: أنتم الآن بعملكم هذا تجعلون الدين الإسلامي الشامل الكامل ـ علمتم أم جهلتم ـ كخرافات وشهوات رهبان أوربا في القرون الوسطى، حيث استقر الأمر في أوربا ـ وحُقّ لهم ذلك ـ على فصل الدين المخترع المبتدع عند الرهبان الجهلة عن الدولة، وتريدون أن يكون الإسلام كذلك!! فهل تساوون في الإقصاء عن الدولة دين الإسلام الذي قال الله فيه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة3 وبين خرافات وضلالات رهبان أوربا؟! {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} الصافات154؟! وما هو جوابكم إذا وقفتم بين يدي الله عز وجل ليس بينكم وبينه ترجمان، وسألكم: هل ديني الذي رضيته لخلقى أجمعين لم يكن صالحًا في زمنكم، ولا قادرًا على حل مشاكلكم العامة والخاصة؟ وهل أنتم أعلم أم الله؟ {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة216.
ثم إن دستور الدولة يصرِّح ـ ولله الحمد ـ بأن جميع القوانين مرجعها الشريعة الإسلامية، فجعل الدين حاكمًا للفرد والدولة، فمن الذي خالف الشرع والدستور والقانون؟! يا أخا الإسلام، أنت رجل مسلم لا يمكن أن تتخلى عن توجيهات دينك سواء كنت فردًا، أو هيئة، أو مؤسسة، أو دولة، فلا تغتر بالزخارف، ولا تلهث وراء السراب، ولا تكن ريشة في مهب الريح!!
وقد رأينا كثيرًا من غير المسلمين ممن ينادون بفصل الدين عن الدولة، ويرفعون شعار عدم التأثر بالأديان في القضايا الدولية والسياسية، رأيناهم ينصرون ما يعتقدونه دينا، فيتصلبون في مواقفهم العدوانية في فلسطين وغيرها، ويوالي بعضهم بعضًا ضد كثير من حقوق المسلمين دولاً وشعوبًا، فلماذا يكون المسلمون فقط هم الضحية لهذه الأفكار المحدثة، وأما سدنتها فيتخلون عنها، ويتمسكون بعقائدهم؟!
13 - ومنهم من يرفض الهيئة لأنها تخالف النظام الديمقراطي القائم على التعددية، والرأي والرأي الآخر، قائلاً: إذا قامت الهيئة فعلى الديمقراطية السلام، لأن الهيئة ستمارس الوصاية الفكرية الدينية، وإطلاق التهم على الآخرين الذين يخالفونها في الرأي!!.
والجواب: أن العلماء صرحوا بأن عملهم ـ حسب اللوائح ـ لا يعدو عن كونه نصيحة بالتي هي أحسن، أو إخبار الجهات المختصة بأمور تخل بالمجتمع وتغضب الله، لتتخذ هذه الجهات تجاهها اللازم شرعًا، إذ أن الهيئة ليست جهة قضائية أو تنفيذية خارج الدستور المعمول به في البلاد، فلماذا هذا التهويل؟!
ثم إن دستور البلاد ينص على عدم مخالفة الشريعة في شيء من القوانين، والشريعة حاكمة للديمقراطية وليس العكس.
وأقول للديمقراطيين: هل الديمقراطية في نظركم تفتح مجال الحريات للناس بلا قيود ولا حدود؟ أليست هناك قضايا لا يجوز المساس بها حتى في النظام الديمقراطي؟: كأمن البلاد، ووحدتها، وثوابتها، وغير ذلك؟ ألا تعلمون أن للديمقراطية مخالب قد تكون أشد ضراوة من مخالب الديكتاتورية في بعض الحالات؟ فلماذا تخافون من الهيئة وهي تحافظ على أمن البلاد وثوابتها ووحدتها؟ إذ أن رجال الهيئة يتعاونون مع الجهات المختصة في منع تجارات الهروين والمخدرات، وفي منع حالات السطو واختطاف الأعراض، وفي إغلاق المحلات المشبوهة بما يخل بشرف البلاد وأصالتها، فهل هذا كله مما يحقق الأمن أم لا؟ وهل الديمقراطية عند أهلها تمنع من الأمن والاستقرار؟ وهل إذا كانت
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك ننافح عنها وإن أودت بأمننا وسلامتنا؟! أم أننا نأخذ من كل مذهب ـ على ما فيه ـ أردأه؟.
14 - ومنهم من يرفض الهيئة لأن اليمن مليء بالمشاكل والمآسي: مثل الخلافات الطائفية، والفساد المالي والإداري، والمنكرات السياسية الكبرى، وتجارة الأطفال، والثأر، والحروب، والفقر، وليس اليمن ـ في نظره ـ مهددًا بنقص الفضيلة والوازع الديني والأخلاقي، إنما هو مهدد بضعف التنمية والفقر، ونحو ذلك، فلا حاجة إلى طلب إنشاء هيئة الفضيلة، ولكن اليمن بحاجة إلى علاج هذه المزمنات!!
والجواب: نحن لا ننكر حاجة اليمن إلى علاج الأزمات المذكورة وغيرها، وعندها سنكون من جملة من يسعدون بالرخاء والاستقرار، لكن لا يلزم من الحاجة إلى علاج هذه الأمراض إهمال العلاج الديني لجميع هذه الأزمات والمنكرات الأخرى، وإلا فهذا كلام من لا يدرك سُنَّة الله عز وجل في آثار المنكرات والذنوب وغوائلها وعواقبها على الأمم والشعوب، ولو تدبرنا ما في القرآن الكريم من عَرْضٍ للأمم التي أصابها العذاب؛ نجد أن الله عز وجل قد ذكر عن كل أمة ذنبًا اشتهرت به، وحَمَلَتْها شهواتها على معارضة أنبيائهم ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـ فأرسل الله عليهم عذابه، فالذنوب والمنكرات هي ميراث الأمم الهالكة، والشيطان حريص على أن يظل بالمرء المسلم أو المجتمع المسلم حتى تستحكم به الشهوات والغفلات فيقع في الإعراض عن الله، وفي الصد عن سبيل الله، فينزل عليه عذاب الله وعقابه.
فسنة الله في أهل الذنوب: الفقر، والذل، والصغار، ونزع الهيبة من قلوب الأعداء، وتفشي الأمراض الخطيرة، ومحق البركة، ووقوع البأس الشديد بين الناس، وغير ذلك، {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} فاطر43، فإذا أردنا علاج الفقر، وضعف التنمية، والفساد الإداري والمالي، والمنكرات السياسية وغيرها، فعلينا بطاعة الله والإنابة إليه، وتعظيم شعائره، ومعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جملة الأسباب العظيمة لعز الدنيا والآخرة، كما سبق من أدلة وبراهين، فمن كان يؤمن بها ففيها الكفاية والهداية، ومن أعرض عنها، فالله الموعد.
يتبع
رابط الجواب
http://www.sulaymani.net/play.php?catsmktba=676
ـ[ولد برق]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:51]ـ
[ COLOR="Blue"]15- ومنهم من يرفض الهيئة بحجة أنها ستقتل الاستثمار والموارد التي تحصل عليها الدولة من السياحة.
والجواب: أولاً: أننا يجب علينا أن ننظر أولاً إلى الهيئة ولوائحها ووسائلها وغاياتها، هل هي موافقة لرضى الله عز وجل أم لا؟ فإن كانت موافقة لرضى الله عز وجل، فلا نخاف ظلمًا ولا هضما، لأن الله عز وجل هو الذي بيده الرخاء والشقاء، والعافية والبلاء، وهو القادر على أن يبارك لنا في القليل فيصير كثيرا، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} الطلاق2 - 3، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول:"إنك لن تدع شيئًا لله إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه" وقد تدخل البلاد كثير من الموارد، ولا يبارك الله فيها، وذلك بحدوث كوارث عامة، أو فتن تأكل الأخضر واليابس، فخير سبيل للحفاظ على بركة الاستثمار طاعة الله أولاً، حتى نسلم من الجوائح والمهلكات.
وإذا كانت لوائح الهيئة مخالفة لرضى الله عز وجل فلنطالب جميعًا بتقيدها بما يرضي الله، ولو فعلنا ذلك لكان خيرًا وأقوم قيلا وأهدى سبيلا من هذه المهاترات والحملات التي تسيء إلى أهلها.
وثانيًا: نحن لا نسلِّم بأن الهيئة ضد الاستثمار، فالسعودية تجربتها في ذلك حجة على كل من يتعلل بهذه العلة العليلة، فلا يخفى على يمني ـ فضلاً عن غيره من سكان العالم ـ ما يتمتع به الفرد في المملكة العربية السعودية من أمن، ورخاء، وسعة في الرزق، واستفادة من أعلى درجات التقنية العصرية والحياة المدنية، كل هذا مع امتداد فروع الهيئة في طول البلاد وعرضها، فهل كانت الهيئة في المملكة حجر عثرة أمام الاستثمار والتقدم والرقي؟ إن الإسلام لا يحرم بإطلاق الاستثمار والتقدم والرقي، والاستفادة من اكتشافات العصر، إنما يضع
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك ضوابط من الكتاب والسنة، فترشِّد المسيرة، ولا تعثرها، فلا حجة لأحد بعد تجربة نافعة تدفع قوله.
والمنكرات التي تصاحب المشروع السياحي فموقف رجال الهيئة تجاهها: مخاطبة أهل الشأن في وزارة السياحة، والجميع يتعاون على تكثير الخير وتقليل الشر ما أمكن، فكان ماذا؟!
16 - ومنهم من يرفض الهيئة، لأنها ـ في نظره ـ تذكي نار التعصب، والشعور بأن الدين حق طائفة معينة، وتحتكره على نفسها، وما يتبع ذلك من الفتاوى التمييزية التي تفضي إلى فتن طويلة الذيل.
والجواب: في هذا إيغال في التشاؤم وإرخاء لعنان الهواجس والأوهام، لأن الله عز وجل قال: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آل عمران104، ولم يلزم من ذلك إشعال نار العنصرية والشعور التمييزي ... الخ ما جاء في هذا الاعتذار!! والمرء الذي يأمر وينهى يجب أن يشعر بأنه مبلّغ عن الله، وأن المرء المأمور والمنهي رجل له حرمته وحشمته، وعصمة دمه وماله وعرضه، وأن له حقوقًا كما أن عليه واجبات، فلا يلزم من الأمر والنهي التعالي والتطاول، بل هذا نفسه ـ إن وقع ـ فهو من المنكر العظيم، وقد سبق في آداب الآمر والناهي ما يغني عن إعادته هنا، هذا مع عمل دورات إرشادية، توجيهية، تربوية لرجال الهيئة، حتى يكون أداؤهم مُرْضيًا، وحتى يتفادوا مواطن العثرات والزلات.
وهاهي الهيئة في السعودية يتعرض بعض رجالها للمساءلة إذا تجاوز الحد، فأين العنصرية والشعور التمييزي؟!
17 - ومنهم من يرى أن الهيئة ستفتح باب التطرف والانحراف، وتُلفت أنظار العالم إلى اليمن، فيصَنِّفونه في جملة الدول التي تؤوي الإرهاب!!.
والجواب: إذا روعيت آداب الآمر والناهي فلا خوف من هذا الباب ـ إن شاء الله تعالى ـ وأي عمل صالح متفق على صلاحه إذا أُهملتْ فيه الآداب والضوابط؛ فإنه ينقلب شرًّا محضًا أو راجحًا، فلماذا لا يتعاون الجميع لإصلاح ما قد يفسد، وتقويم ما قد يعوج، حتى تؤتي الهيئة أُكُلها، وتطيب ثمارها، بدل هذا الهجوم العشوائي، والافتراضات الوهمية؟!
ثم قد يقال: إذا وجدت هيئة قائمة بدور فعّال، وأشرف عليها رجال من أهل الحكمة والتؤدة والخبرة والتجربة للحال والمآل؛ فإن وجودها يمتص غضب الشباب الذين يفجرون ويغتالون السياح، أو يفجرون مشاريع حيوية وتنموية في البلاد، فيضعف الاستثمار لقلة الأمن، وتهاجر رؤوس الأموال بلا رجعة، فتكون الهيئة بذلك سببًا في الاعتدال والوسطية، لا العكس.
وأيضًا فهذه السعودية التي تدور سيارات الهيئة فيها الشوارع العامة، والأسواق، والزقاق: ما هو التطرف أو الإرهاب الذي حصل بسبب الهيئة؟ إن الشباب الذين وقعوا في هذا الأمر بعيدون عن الهيئة ولوائحها.
ثم إذا كان هذا الأمر نافعًا لنا في ديننا ودنيانا، فلا يضيرنا ظلم الغير لنا، فإن الله تعالى يقول: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} الزمر36، ويقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} الحج38.
وهل يترك الناس العمل بدينهم فيما ينفعهم في دنياهم حتى لا يُصَنّفوا؟ وهل هذا يغني عنهم من التصنيف شيئًا؟ وهل ترك الهيئة هو آخر قائمة التنازلات المطلوبة؟ وصدق الله القائل سبحانه: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} النساء113.
18 - ومنهم من يرى أن الهيئة ستكون سببًا في إثارة الجدل العقدي والفكري، والوقت الذي تمر به البلاد لا يحتاج لذلك.
والجواب: لماذا هذه المبالغة؟ فالعلماء يصرحون بمجال عمل الهيئة، وأنه قائم على النصح بالتي هي أحسن، أو إخبار أهل الشأن بما قد يكون خافيًا عليهم ليبادروا بعلاجه، مع مراعاة أن هذا في مجال المجمع عليه بين الفقهاء لا المختلف فيه اختلافًا سائغًا، فأين الجدل العقدي والفكري في ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أليست الصحافة، ووسائل الإعلام، والمنظمات الأخرى، والأدبيات الثقافية، والندوات التي تُعقد في ذلك هي التي تثير الجدل العقدي والفكري ليلاً ونهارًا، ومن فوق أعظم منبر ـ وهو الإعلام ـ؟ أم أن الأمر كما قيل قديمًا: رمتني بدائها وانسلّت؟!.
ثم إن الجدل الفكري والعقدي ليس مذمومًا مطلقًا، فقد قال الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} العنكبوت46، وقال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} النحل125.
فالحوار العقدي والفكري جائز ـ وقد يجب ـ إذا روعيت فيه آداب منها: البحث عن الحق، والجدال بالتي هي أحسن، والحذر من الجدال العقيم المفضي إلى التنافر والتدابر، وأن تكون مرجعية الحوار نقلية صحيحة أو عقلية صريحة ... إلى غير ذلك من آداب وضوابط.
19 - وهناك من يرى منع إنشاء الهيئة، لأنها ستكون واجهة دينية لجهاز القمع السياسي الحاكم.
والجواب: هذا سوء ظن بالعلماء، واتهام لهم بأنهم سَيُضْفُون على المخالفات السياسية الصبغة الشرعية، وهذا رمي للأبرياء بما ليس فيهم، والله تعالى يقول: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} النساء112.
والعلماء هم أصدق من ينكر المنكرات العامة والخاصة، ويفعلون ذلك طاعة لله تعالى، وبالأسلوب الذي ينفع ولا يضر، وبالطريقة الشرعية، لكن من أُعجب بشيء، يريد من الناس أن يسيروا بسيره حذو القُذّة بالقُذّة، وإلا كانوا واجهة دينية للمنكرات السياسية!! {سَاء مَا يَحْكُمُونَ} الأنعام136.
20 - وذهب بعضهم إلى أن هدف إنشاء الهيئة سياسي، لتصفية الخصوم السياسيين، وأن الصحافيين والكُتَّاب مستهدفون بذلك بالدرجة الأولى من إنشاء الهيئة.
والجواب: ولعلّه لهذا الشعور الوهمي هاج الصحفيون، والسياسيون، والأدباء وغيرهم عندما سمعوا بخبر الهيئة كما يهيج "عش الدبابير أو الزنانير"، وحالهم هذا ـ حسب فهمهم ـ مأخوذ من المثل القائل: "تغدَّى به قبل أن يتعشى بك" إذًا فليس هذا الضجيج من أجل الله عز وجل، أو من أجل الدين، أو مصلحة الوطن، إنما هو للحفاظ على المكانة، والصلاحيات العامة والخاصة للصحفيين وغيرهم!!
ثم لماذا هذا الإغراق في سوء الظن؟ هل نسينا قول القائل: "من ساءت أفعاله، ساءت ظنونه وأوهامه؟! ".
فلا حاجة إلى هذه الهواجس، والعلماء يصرحون بمجال الهيئة، وأنها هيئة تربوية بالمقام الأول، ومعلوم أن العلماء الربانيين لا يحملون أحقادًا على أحد، ولهم أسوة حسنة في ذاك النبي ـ عليه السلام ـ الذي شجه قومه، فكان يمسح الدم عن وجهه ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" كما في صحيح البخاري.
فإذا كان ولا بد من كلام وكتابة: فليطالب هؤلاء بنشر لوائح الهيئة لينظروا مجالاتها وصلاحياتها، بَدَل الخوض في النيات، وتقحّم السرائر والخفيات!!
ثم لماذا تجعلون العلماء وطلابهم وأنصارهم أعداءً لكم، هل نسيتم قول الله عز وجل في الحديث القدسي عند البخاري: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب"؟
وإذا كان المراد أن حزب الإصلاح هو الذي سيصفي خصومه السياسيين، فقد سبق الجواب عن ذلك، مع أن بعض الإصلاحيين يرى أن حزبه هو المستهدف بهذه الهيئة، ليقع حزبه بين أمرين كليهما مُرّ، إما أنه يخسر ثقة تحالفه مع المشترك، والانجازات التي حققها بذلك ـ في نظره ـ وإما أن يتصدع كيانه، بالاختلاف من بعض كبار قادته وعلمائه، والمستفيد من ذلك كله الحزب الحاكم.
ثم لو كان بعض الساسة له مقصد غير شرعي من هذه الهيئة، فما ذنب العلماء الذين يسعون إليها من منطلق أداء الواجب الشرعي؟ وقد تتفق مجموعة على فعل خير ما، ولكل منهم قصده، {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يس40، المهم الوصول إلى الخير بما لا يخالف الشرع، وهؤلاء المطالبون بمنع إنشاء الهيئة لكثير منهم مقاصد متفاوتة واستدلالات مختلفة، وصراعات حادة، وإن كانوا جميعًا متفقين على محاربتها، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} الحشر14، ولا يلزم أن يُحاسَب شخص منهم بخطأ آخر، هذا مقتضى الإنصاف، وترك الجور والاعتساف، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
21 - ويقول بعضهم: لماذا لا تنكر الهيئة المنكرات السياسية الكبرى؟
والجواب: الهيئة لم تُعتمد بعد، والعلماء ينكرون كل ما يُغضب الله في حدود استطاعتهم، سواء اعتمدت الهيئة أم لا، لكن لا يلزمهم أن يسلكوا مسلككم حذو القُذّة بالقُذّة.
22 - ومنهم من يرى منع الهيئة، قائلاً: إنها ستشغلنا بمراقبة ذواتنا، والتشكيك في ثقتنا الذاتية على مقاومة إغراءات الذات والشيطان، وأن هذا عمل خطير.
والجواب: أن ثقتنا بذواتنا لا يلزم منها أننا معصومون من الخطأ، أو أننا في مأمن وحرز مكين من الشيطان الرجيم وحزبه وزخارفهم، وإذا كان إبراهيم الخليل، الذي أُلقي به في النار فصبر، ووصفه الله عز وجل بقوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} النجم37، وبقوله سبحانه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} النحل120 - 121، ومع ذلك كله فقد كان ـ عليه السلام ـ يدعو ربه قائلاً: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} إبراهيم35، فمن بعد إبراهيم يأمن على نفسه عبادة الأصنام، فضلاً عما دون ذلك من المنكرات؟ وإذا كنتم أيها الكُتّاب أصحاب ثقة ذاتية تمنعكم من اتباع شهواتكم مطلقًا!! فليس كل الناس كذلك، ولو طردنا فهمكم هذا في عدّة مسائل؛ لرأينا عدم حاجتنا لوزارة أوقاف ووعظ وإرشاد، لأن ثقتنا بذواتنا تجعلنا في غنى عن الوعظ والإرشاد، ونحن أمة مسلمة قبل هذه الوزارة!! وقد يقال من باب قلْب الدليل: ولسنا بحاجة إلى صحافة، ولا إعلام، ولا كُتَّاب، ولا مثقفين، لأننا نثق في ذواتنا، ونعلم ما لنا وما علينا، وندرك مصالحنا وأعداءنا وأصدقاءنا، فلماذا وزارة الإعلام وما يتبعها من هيئات ودوائر؟! فهل تقبلون هذا؟ فإن قلتم: المجتمع بحاجة إلى الإعلام بجميع مجالاته؛ قلنا: نعم ـ بما لا يخالف الحق ـوالمجتمع بحاجة إلى من يذكّره بالله، وبأيامه في الأمم الخالية، وينصحه بالتي هي أحسن، فكان ماذا؟!
23 - وهناك من لا يحارب فكرة الهيئة أصلاً، ولكن يرى أن العلماء قد أضاعوا فرصًا ذهبية من قبل، كانت ملائمة لهذا الأمر، وأيضًا: فإن بعض أجهزة الدولة التي سترفع لها الهيئة عن وجود منكرات لتزيلها؛ هي التي تحمي هذه المنكرات، أو على الأقل أن بعض المنكرات تتم على مرأى ومسمع منهم، فليسوا بحاجة إلى إخبار الهيئة لهم بذلك، فإنه تحصيل حاصل، أو أن بعض المنكرات مرخَّص لها من جهات رسمية.
وأيضًا: فإن ضغوط هيئة الفضيلة على الدولة لن تكون أكثر نجاحًا من ضغوط الدول المانحة والدول الغربية.
وأيضًا: فاليمن دولة منفتحة على العالم وحضارته وثقافته، وتؤكد قناعتها بالعولمة من فوق المنابر الدولية، وتسعى للانضمام إلى "منظمة التجارة العالمية" مما يعني أن اليمن سيكون سوقًا مفتوحة لكل ما تنتجه أسواق العالم، ومنها سلع لا ترغب في وجودها هيئة الفضيلة، فاليمن لن يقدم طلبات هيئة الفضيلة على طلباته وطموحاته الدولية، فستبقى الفنادق الراقية مليئة بالخمور، وستظل الليالي الحمراء والماجنة يعجُّ روادها في الفنادق الفاخرة، ولو أغلقت الفضيلة ألف مرقص فسينفتح غيرها، ولو صودر ألف قرص ماجن؛ فسيُنسخ غيرها ... الخ.
والجواب: أن كل ما جاء في هذا التعليل ـ وإن كانت المؤشرات تشير إلى ما يؤيده في الواقع ـ لا يلزم منه عدم قيام العلماء بشيء من الواجب الذي أوجبه الله تعالى عليهم في هذا الباب الذي نحن بصدده، لأن العلماء لو استسلموا لما ذُكر آنفًا؛ لما أمروا بمعروف ولا نهوا عن منكر أصلاً.
والصحفيون، والإعلاميون، والساسة، والأحزاب المعارضة مع تصريحهم بأن الأمور تسير في البلاد على خلاف ما يريدون، وأن معارضتهم تبوء بالفشل مع الحزب الحاكم في كثير من الأمور، ومع ذلك لم ييأسوا من الكلام، والانتقاد، بل التشهير، فلماذا يطالبون العلماء أن يتركوا واجبًا يستطيعون أن يقوموا من خلاله بشيء من الواجب الشرعي؟ ولو لم يكن إلا من باب: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الأعراف164.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لو نظرنا في سير المصلحين عبر التاريخ ـ وعلى رأسهم الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـ لرأينا كثيرًا منهم ربما يوجد في زمن ليس معه أحد يناصره، ومع توفيق الله عز وجل ثم الصبر، والهمة العالية، والطموحات السامية، والبصيرة النافذة، والقريحة المتوقدة، وعدم الضجر والفشل والانهزام النفسي، كل ذلك يؤول بهم إلى خير عظيم ونفع عميم، فتتغير الموازين، وينقلب بعد فترة يسيرة وجه الكون المغْبَر القبيح، إلى وجه مُسْفِر مليح، هذا مع عدم وجود النصير في البداية، فكيف والأنصار في اليمن كثر، والمحبون للفضيلة أكثر الشعب، والغيورون على المحارم والأخلاق والأصالة والشيم من القبائل، والمسؤولين، والطوائف، والأفراد من تقرُّ بهم العين؟!.
وإن كان من المسؤولين من يرخص لبعض المنكرات، فما المانع أن يؤثر فيه النصح مرة بعد أخرى، ويأخذ الله بناصيته نحو طاعته ورضاه؟ لاسيما وكثير من الناس فطرته سليمة، وإن كدّر صفوها شيء من زخارف الدنيا، فهو تربة خصبة لمناصرة الحق إذا نُصح بلين وحكمة، ولو فرضنا أن النصح لم يغيّر منه شيئًا، فماذا خسر العلماء؟ هل أدوا الذي عليهم أم لا؟ وهل لو سكتوا بزعم أن كلامهم مع هذا الصنف من المسؤولين لا فائدة منه؛ هل تبرأ ذمتهم بذلك؟
وكون الوقت جاء متأخرًا: فلا بأس باستدراك ما أمكن مما فات، وهذا أفضل من التمادي في السكوت، ولعل الله عز وجل يرحم أحد العلماء بصدقه وصبره، وتحمله الأذى في سبيله، فيهيئ أسبابًا، ويفتح أبوابًا لا تدور بخلد أحد، وهكذا يدخل العمالقة التاريخ من أوسع أبوابه، أا وقلوب العباد ونواصيهم بيده سبحانه وتعالى القائل: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} محمد7، والقائل عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً} النور55، وما ذلك على الله بعزيز.
24 - وهناك من يقول: هيئة الفضيلة إعادة إلى تجربة طالبان، والمحاكم الإسلامية بالصومال، وستعيد إلى الذاكرة محاكم التفتيش!!
والجواب: هيئة الفضيلة، وطالبان، والمحاكم الإسلامية بالصومال وغيرهم: الكل محكوم بالشرع وليس حاكمًا عليه، فما كان من تصرفاتهم موافقًا للشرع ففوق الرأس والعين، وإلا فما خالف الشرع منهم أو من غيرهم فارم به وراء النجم، وهيئة الفضيلة في اليمن ينادي بها علماء من ذوي العلم والحلم والفهم والتجربة ـ ولا نزكيهم على الله تعالى ـ وكل ذلك يجعلهم يتفادون ـ إن شاء الله تعالى ـ أخطاء الغير، ويبدأون من حيث انتهى غيرهم، لا من حيث بدأ الآخرون.
والمانعون من الهيئة أنفسهم يصرحون بفشل التجربة الديمقراطية في البلاد العربية، وأنها لا تعدو هامشًا ديمقراطيًّا ضيقًا، ومع ذلك لم يقولوا: لا حاجة للمطالبة بنظام ديمقراطي لثبوت فشله في عدّة بلدان عربية، بل نراهم يصرخون صراخًا بالاختراقات التي تقع في الجسد الديمقراطي، ولم ييأسوا من الإلحاح في المطالبة، فلماذا يطالبون بمنع هيئة الفضيلة بحجة أن مثيلاتها في دول أخرى قد ثبت فشله؟ ألم يكن الأولى أن يقولوا: نريد من علمائنا في الهيئة ـ وفقهم الله ـ أن يتجنبوا أخطاء طالبان، أو غيرها، بدل هذا الهجوم "اللامسؤول"؟!.
25 - ومنهم من يرفض الهيئة لأن رجال الهيئة سيجعلون أنفسهم وكلاء في الأرض للبحث عن المنكر، والخروج أحيانًا من طور الستر وإقالة العثرة إلى ساحات التشهير، وهتك ستر الرحمن على من سترهم الله بستره.
والجواب: أنهم إن فعلوا ذلك فقد تجاوزوا الحد الشرعي، ولا يجوز لهم هذا، وقد سبقت الأدلة في ذلك، لكن يرد على هذا الإيراد إيرادان:
1 - أنه يلزم من وجود أخطاء لبعض رجال الهيئة رفض الهيئة برمّتها، وهذا غير سديد.
2 - أن كبار المطالبين بالهيئة يصرحون برفض هذا الأسلوب، فلا اعتداد بعد ذلك بفهم رجل قاصر أو متهور، والواجب التعاون مع الكبار في تقويم الاعوجاج، لا المناداة بإطفاء السراج.
26 - ومنهم من يرفض فكرة الهيئة لأنها ركزت في إعلانها على جوانب الرذيلة الأخلاقية فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: الأصل أن العلماء ينكرون المنكر بجميع صوره بالطريقة التي يرونها موافقة للشرع، ولا يلزم من ذلك التشهير والتهييج، ولو سلمنا بأنه لم يُسْمح لهم إلا بإنكار بعض المنكرات، كالرذيلة الأخلاقية، فالتعاون في إنكار ذلك خير من بقائه، وما لا يُدرك كله لا يُترك جُلُّه، وحنانيك بعض الشر أهون من بعض، ولعله بإنكار المنكرات الأخلاقية يشرح الله الصدور، وتتضافر الجهود لإنكار غيرها، أما القول: إما أن تنكر الجميع وتغيره في الواقع، أو اترك الجميع تعجُّ به الأرض فسادًا!! هذا كلام لا يرضى به عاقل من جميع الطوائف، والله سبحانه وتعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن16، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "ما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه" متفق عليه.
فما أحوجنا إلى النظر إلى هيئة الفضيلة بتجرد، بعيدين عن التأثر الحزبي، أو المذهبي، أو الطائفي، أو التعبئة الداخلية أو الخارجية، فإن يسّر الله بها، ونفع بها؛ أُجرْنا، وإلا فعلى الأقل نسلم من الإثم.
هذا مع أنني لست بمفرط في التفاؤل بتحقيق اعتماد الهيئة، وإن اعتمدت فلست متفائلاً جدًّا بأداء مهمتها المناطة بها كما يتمناها المتمنون من المحبين للخير، إلا أن الأمر وقد بدتْ طلائعه؛ فلنقف موقفًا شرعيًّا وعلى الأقل متعقلاً، فنقول الحق أو نصمت، وإذا عجزنا عن قول الحق؛ فلا ننطق بالباطل، وفي صحف إبراهيم ـ عليه السلام ـ: "من عدَّ كلامه من عمله؛ قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه" بل عند البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً من سخط الله؛ يهوي بها في نار جهنم"، وعند مسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب". والله المستعان.
هذا، وفي النهاية أنصح بعدم إشعال فتيل المهاترات والملاسنة والاتهامات ـ ما أمكن ـ بين المطالبين بالهيئة والمانعين منها، لأن ذلك وإن كان لبعضه مسوغ إلا أنه ربما أدى إلى غير المقصود، وإذا لم يحلم العلماء على من يجهل عليهم؛ فمن هم الذين يحلمون على الناس؟! والواجب على العلماء أن يبذلوا وسعهم عند ولاة الأمور لاعتماد الهيئة، فإن يسر الله بها فالحمد لله، وإلا فقد أعذروا إلى ربهم، وعليهم أن يصبروا على الأذى، فهذه سنة الله بين أهل الحق وأهل الباطل، ولعله بسعة صدورهم وحلمهم عمن أساء إليهم يكونون سببًا في صلاحه ومراجعته نفسه.
وأنصح طلاب العلم المتحمسين للعلماء بضبط ألسنتهم وعباراتهم، فلا حاجة إلى رمي بعض الأشخاص بأعيانهم بالنفاق والكفر والزندقة ـ وإن كان في كلام بعضهم وللأسف ما يسوِّغ الحكم العام بذلك ـ فإن المجادلة بالتي هي أحسن هي أقرب طريق إلى القلوب، والعبرة بكسب القلوب لا بكسب المواقف، ولأن الحكم على المعين بأحكام الذم له ضوابط عند العلماء، ولا بأس ببيان الحكم الشرعي العام في المقالات ـ مع التفرقة بين القول والقائل، والفعل والفاعل ـ حتى لا يتجرأ آخرون، ولتبقى معالم الأحكام الشرعية واضحة جلية، لكن يُخْشى من إنكار متحمِّس مقالة أحد الكُتّاب؛ فيقع المنِكر في منكر أكبر أحيانًا، والله المستعان.
ونصيحتي للمانعين أن ينظروا للأمور من جميع جوانبها، وإن كان ولا بد فليطالبوا بنشر لوائح الهيئة، فإن كانت حقاً نصروها، وإن كانت غير ذلك أدلوا بدلوهم في تقويم الخطأ، وطالبوا مع العلماء بالهيئة، فإن خيرها للمجتمع أجمع، وللأجيال القادمة الذين هم أبناء وأحفاد الجميع، ولينظروا إلى العلماء على أنهم آباء لهم، وليسوا بخصوم وأعداء، وأمة تتجرأ على علمائها بهذا القدر أمة على حافة الهاوية، وليحذروا من الاستهزاء بشعيرة دينية، فإن ذلك وخيم العاقبة، وقد كان بعض المنافقين يهزأ بالصحابة، ويقول: ما رأينا أرغب من قرائنا بطونًا، ولا أكذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء، فلما سألهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك، قالوا: إنما كنا نقطع عناء الطريق، أي ما قصدنا الاستهزاء، فنزل قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِيمَانِكُمْ} التوبة65 - 66، فكيف بمن يستهزئ بشعائر الدين المجمع عليها؟ فكيف بمن استهزأ بالشريعة وأهلها؟! فكيف بمن يُشم من كلامه الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} الأحزاب58.
كما أني أنصح الصحفيين والإعلاميين والكُتاب أن يتكلموا فيما يحسنون فقط، أما أن يكون الصحفي مفتيًا شيخًا للإسلام في أمور الدين، خبيرًا بالاقتصاد، سياسيًا محنكًا، وعسكريًّا مغوارًا، ويطيش قلمه في كل فن؛ فإن هذا يجرّه إلى ما لا تُحمد عقباه، ومن تكلم في غير فنّه أتى بالعجائب، وبحسب الصحفي أن يجري حوارات نافعة مع ذوي الاختصاص ليفيد ويستفيد، والموفق من وفقه الله.
ونصيحتي لولي الأمر أن يشكل لجنة علمية منصفة موثوقًا بها للنظر في لوائح الهيئة، فإن كانت حقاً اعتمدها، وكانت منجزًا عظيمًا له، ونقطة بيضاء في تاريخه، حيث لم يسبقه أحد إلى ذلك، فإن استمرت بعده فهي من حسناته، وإن جاء من بعده وألغاها فلا يُحْرَم هو من أجرها، لأنه أدى الذي عليه، وعليه أن يضع الضوابط والتدابير ـ بالتشاور مع العلماء الموثوق بهم ـ التي تضمن عدم تجاوز الهيئة عن المقصود الشرعي، أو التدخل في صلاحيات جهات أخرى، كما أن عليه أن يعطي الهيئة من الصلاحيات والدعم الصادقين ما يجعلها تقوم بعملها على خير حال، ويكون لها في المجتمع دور فعّال، فتكون في ميزان حسناته حقًّا، أما إذا اعتمدت الهيئة، ثم قُصْقِصَتْ أجنحتها، أو نُتفَ ريشها، وحُجِّمت صلاحياتها، أو تولاها من ليس من الغيورين غيرة منضبطة، أومن تهمه المصلحة الشخصية فقط، أو من يريد بتصرفاته الإساءة إلى الهيئة لينفر عن هذا المشروع وما كان على شاكلته، أو نحو ذلك مما يقبح صورتها في المدن والقرى والبوادي؛ فلا حاجة إليها من البداية، لأنها ستؤول إلى شر أكبر، وتكون أسوة سيئة، ومثلاً للسوء، والله تعالى يقول: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} البقرة 235.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يدفع عن البلاد كيد الكائدين، وعبث العابثين، وأن يرزقنا جميعًا الهدى والسداد، ويجنبنا الفتن والفساد، ويجمع قلوبنا على كلمة سواء، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
15/رجب/1429هـ
رابط التتمة
http://www.sulaymani.net/play.php?catsmktba=675
ـ[ولد برق]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 10:43]ـ
للفائدة
ـ[أبو رزان]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 11:01]ـ
جزاكم الله خيرا على النقل، وبارك الله في فضيلة الشيخ المأربي حامل لواء شعار:أهل السنة أعلم بالخلق وأرحم بالخلق.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 02:18]ـ
لله دره
ـ[ولد برق]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 11:53]ـ
جزاكم الله خيرا على النقل، وبارك الله في فضيلة الشيخ المأربي حامل لواء شعار:أهل السنة أعلم بالخلق وأرحم بالخلق.
بارك الله فيك على المرور
و جزاك الله خيرا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:20]ـ
جزاه الله خيرا.
الشيخ أبو الحسن أحسبه من أعقل علماء اليمن .. وفقهم الله ..
ـ[ولد برق]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 10:59]ـ
جزاه الله خيرا.
الشيخ أبو الحسن أحسبه من أعقل علماء اليمن .. وفقهم الله ..
بارك الله فيك
مرور كريم
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 02:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ولد برق]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 10:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
شكرالله لك و بارك فيك
دمت على ثبات من رب العالمين
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 01:40]ـ
جميل كلام أبي الحسن المأربي، ولا غرابة في ذلك بعد أن تحرر من فكر "خوارج المرجئة" أو "مرجئة الخوارج" ..
إيجاد هيئة الفضيلة فضيلة، حتى لو قامت ناقصة كسيحة، فالعالم الإسلامي يئن من الفساد المستشري، والمشاركة بالقليل خير من ترك الكثير، وما لا يدرك كله،، لا يترك جله ..
ـ[ولد برق]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 11:00]ـ
بارك الله فيك وشكرا على مرورك و لو إنك رميت الشيخ بكلام مجمل محتمل ليس فيه
ـ[أبوعبد العزيز]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 02:46]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم على النقل الموثق والتحقيق الموفق
وبارك الله في الشيخ الفاضل أبي الحسن على كلماته النافعة الدالة على علم عميق بالشرع، ووعي دقيق للواقع.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:06]ـ
جميل كلام أبي الحسن المأربي، ولا غرابة في ذلك بعد أن تحرر من فكر "خوارج المرجئة" أو "مرجئة الخوارج" ..
..
الذي أعرفه ان الارجاء يكون في مقابل الخروج على الأئمة.
و أهل السنة بين ذلك.
يرون طاعة أئمة الجور في المعروف(/)
"أهل السنة و الجماعة" من هم؟ وإشكالٌ في بعض كلام البربهاري في كتابه.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:36]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله
الكل يدعي أنه من أهل السنة و الجماعة, حتى الفرق الضالة, لكن السؤال الذي يطرح نفسه:" من هم أهل السنة", إذن فيجب تحقيق من هم أهل السنة ثم نرى ذلك المدعي , هل هو فعلا منهم؟ , نثبت العرش ثم ننقشه, و إلا وقع الخطأ و البغي و الباطل
و لتحديد من هم أهل السنة لابد من الرجوع للكتاب و السنة, فالله تعالى قال:"ما فرطنا في الكتاب من شيء"
وكذلك النبي صلى الله عليه وآله و سلم قد أكمل الله به الدين.
قال تعالى:" و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المومنين نوله ما تولى ... " الآية
و قال النبي صلى الله عليه و سلم:" ... و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة, قيل:"يا رسول الله من هم؟ قال:"الجماعة" أخرجه ابن ماجه وأحمد و أبو داود و في رواية:"إلا السواد الأعظم"رواه الطبراني في الكبيرو في رواية:"ما أنا عليه اليوم و أصحابي" أخرجه الترمذي
وقد تكلم جمع من المحققين في صحة هذا الحديث منهم: الشوكاني و الصنعاني و ابن الوزيراليماني و ابن حزم} فبعضهم طعن في الحديث عامة كابن الوزيرـ عليه السلام ـ و بعضهم في زيادة "كلها في النار".
و الذي يهمنا هنا صفات هذه الفرقة التي مدحها النبي صلى الله عليه و سلم بأنها على مثل ماهو عليه و أصحابه.
إذن هذا هو الميزان و ليس الميزان هو الادعاء و الانتساب لبعض الطوائف, فهذا سلفي مغراوي و هذا سلفي ألباني و هذا سلفي جهادي .... سلفي إخواني .... سلفي حركي ... سلفي إصلاحي .... إلخ فالكل يزعم أنهم من أهل السنة و لكن المقياس هو هل هم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه
ولاشك أن من ذكرنا لهم نصيب من المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه
فمن ادعى أنه من أهل السنة, نعرض أقوالهم و أفعالهم على الكتاب و السنة و عمل السلف , فما وافقه قبلناه و ما خالفه رددناه بالحجة مع التزام الأدب
أما أن نأخذ أقوال بعض العلماء و نجعلها هي الميزان فليس من العدل في شيء, فكل يؤخذ من قوله و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
فلا يعني إذا لم أوافق أحدا ما على اتباع عالم يرى أنه من أهل السنة في مسألة معينة, فالحجة في الدليل لا في اجتهادات العلماء إلا للمقلدين.
فأهل السنة هم أهل الحق و لكن ليس كل من انتسب إليهم هو كذلك. فيجب التفريق.
فلا وجه لكلام المشرف المحترم السيد علي عبد الباقي
أما كلام البربهاري السابق فهو خطأ طبعا, لأنه لا يحق لأحد أن يضع كتابا و يحاكم إسلام الناس له, فالحكم هو الشرع لا غير. وله كلام غير هذا تقشعر له الأبدان.
إذا فلا داعي للتزين بالمباني دون المعاني
و الله ولي التوفيق
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:20]ـ
الأخ الفاضل الكريم / أبو العباس المالكي.
أنا أقرك على ما جاء في مشاركتك أن السنة والجماعة هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنه ليس في فهم أحد بعدهم حجة على الناس يكن من يكون، لكن هناك أعلام اعتبر الناس أقوالهم وتتابعوا على درسه ونقده فوجدوهم بعد الدرس والفحص لا يخرجون عن السنة ولا يتلبسون ببدعة فرضيهم الناس واحتذوا قولهم ودعوا الناس لاقتفاء سبيلهم وطريقتهم التي هي - في الجملة - طريقة النبي وأصحابه، وكان من هؤلاء مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله جميعًا وخلف من بعدهم خلف صالح سنوا سنتهم واقتفوا أثرهم من هؤلاء الخلف ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وابن رجب وغيرهم، وما يوجد في كلام هؤلاء المتأخرين مما لا يوجد صريحًا في كلام السلف ونازعهم فيه غيرهم من أهل السنة والجماعة لا نعيب عليه صنيعه ولا نبدعه بخلافه لهم ولا ندعي لأحد العصمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا أخفيك أن عبارة أبي محمد البربهاري وقعت في نفسي وقلت: لو ترك هذا لكان أفضل حتى لا يتصيد له متصيد أو يتربص به ناكب عن السنة وأهلها، لكن واجبنا أن نعتذر عن أصحاب الفضل، وأبو محمد من العلماء الأجلاء، فليتك تراجع ترجمته في سير النبلاء (15/ 90) إن كنت ممن يقنع بكلام حافظ كبير كالإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله.
لكن الكلام الآن أيها الفاضل أن أبا محمد رحمه الله ادعى هذه المقولة فعليك بنقضها أخرج لنا من كتاب البربهاري رحمه الله ما يخالف الكتاب أو يخالف السنة أو يخالف ما عليه سلف هذه الأمة في أي مسألة من مسائل الاعتقاد ونكون لك من الشاكرين ولصنيعك من الحامدين وبظهر الغيب لك من الداعين. بارك الله فيك.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:31]ـ
عندي سؤال:" هل كتاب البربهاري ـ رحمه الله ـ معصوم؟ إن كان كذلك فبدوم تعليق
و إن كان بلا فهو الجواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 03:15]ـ
الحكم المنصوص عليه في القرآن و السنة و المجمع عليه معصوم بلا شك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 03:25]ـ
هل فهم الإمام البربهاري رحمه الله للكتاب والسنة والمجمع عليه معصوم ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 03:36]ـ
عندي سؤال:" هل كتاب البربهاري ـ رحمه الله ـ معصوم؟ إن كان كذلك فبدوم تعليق
و إن كان بلا فهو الجواب.
يا أخي الحبيب هل أنا حكمت على البربهاري أو على كتابه بأنه معصوم؟!
الرجل ذكر أن في كتابه عقيدة أهل السنة والجماعة - حسب فهمه وعلمه - فإن كان عندك إيراد على هذا فتفضل بشرحه وإن لم يكن عندك إيراد عليه فلم التشغيب؟، بارك الله فيك.
هذا كل ما في الأمر.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 03:38]ـ
الأخ إمام الأندلس
هل البربهاري ألف الكتاب في فهمه أو في الفهم الذي أجمع عليه السلف
لو كان ألفه في فهمه ما سمي شرح السنة و إنما سمي فقه البربهاري
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 03:49]ـ
يقول الشيخ صالح الفوزان في شرحه لكتاب البربهاري 1/ 91:
" جميع ما ذُكر في هذا الكتاب من أصول الاعتقاد فإنه مأخوذ من الكتاب والسنة ما أتى المؤلف بشيء من عنده رحمه الله بل بما كان عليه سلف هذه الأمة ولا أحدث قولا من عنده .. ".
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 04:00]ـ
يقول الشيخ صالح الفوزان في شرحه لكتاب البربهاري 1/ 91:
" جميع ما ذُكر في هذا الكتاب من أصول الاعتقاد فإنه مأخوذ من الكتاب والسنة ما أتى المؤلف بشيء من عنده رحمه الله بل بما كان عليه سلف هذه الأمة ولا أحدث قولا من عنده .. ".
أحسن الله إليك أبا عبد الرحمن.
ومع ذلك أقول لك يا أبا العباس: الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - ليس معصومًا، ودونك كتاب البربهاري فاكشف لنا عما جاء فيه مخالفًا للكتاب والسنة؟!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 04:20]ـ
في قول الإمام البربهاري رحمه الله:
(فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد اكتملت فيه السنة، ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أوشك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى).
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله معلقًا:
(بما في هذا الكتاب) كتابه شرح السنة.
(صاحب هوى) صاحب بدعة.
وهذا ليس بصحيح فكتابه هذا ليس تنزيل من حكيم حميد إنما هذا في كلام الله فمن أقر به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا منه هذا هو المسلم، ومن جحد حرفا مما فيه أو شك في حرف منه هذا كافر.
أما ماكتبه البشر فهم مخطئون أو مصيبون. والإمام البربهاري مر أشياء في الكتاب أخطأ فيها، وأتى بأحاديث ضعيفة، ونحن نشك في الأحاديث الضعيفة التي ذكر، وفي الأشياء الموهمة؛ فقد مر أشياء بينا أن الصواب خلاف ماقرر رحمه الله.
ولاينبغي للمصنف أن يقول هذا، وأن يلزم الناس بكتابه هذا ليس بسديد، ولايُلزم أحد إلا بالكتاب والسنة. وهناك بعض الحروف والجمل والكلمات خلاف الصواب رحمه الله لكن الكتاب في الجملة يتمشى مع مذهب أهل السنة والجماعة.
هذا مما يؤخذ عليه رحمه الله. ولكن عذره في هذا كثرة أهل البدع في زمانه يريد أن يحذر منهم.* أهـ
*سلسلة ميراث الأنبياء، البرنامج العاشر
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=2800
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 04:26]ـ
بارك الله فيك أخي زين العابدين ..
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 04:28]ـ
في قول الإمام البربهاري رحمه الله:
(فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد اكتملت فيه السنة، ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أوشك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى).
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله معلقًا:
(بما في هذا الكتاب) كتابه شرح السنة.
(صاحب هوى) صاحب بدعة.
وهذا ليس بصحيح فكتابه هذا ليس تنزيل من حكيم حميد إنما هذا في كلام الله فمن أقر به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا منه هذا هو المسلم، ومن جحد حرفا مما فيه أو شك في حرف منه هذا كافر.
أما ماكتبه البشر فهم مخطئون أو مصيبون. والإمام البربهاري مر أشياء في الكتاب أخطأ فيها، وأتى بأحاديث ضعيفة، ونحن نشك في الأحاديث الضعيفة التي ذكر، وفي الأشياء الموهمة؛ فقد مر أشياء بينا أن الصواب خلاف ماقرر رحمه الله.
ولاينبغي للمصنف أن يقول هذا، وأن يلزم الناس بكتابه هذا ليس بسديد، ولايُلزم أحد إلا بالكتاب والسنة. وهناك بعض الحروف والجمل والكلمات خلاف الصواب رحمه الله لكن الكتاب في الجملة يتمشى مع مذهب أهل السنة والجماعة.
هذا مما يؤخذ عليه رحمه الله. ولكن عذره في هذا كثرة أهل البدع في زمانه يريد أن يحذر منهم.* أهـ
*سلسلة ميراث الأنبياء، البرنامج العاشر
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=2800
أذكر أن الشيخ الفوزان وجه كلام البربهاري وخطأ من خطأه في هذه العبارة والمشكلة أن نسختي من الشرح ليست معي الآن فلو تكرم أحد الإخوة ووضع كلام الشيخ , أقول هذا ليس تعصبا للشيخ الفوزان ولا لغيره لكن للاستفادة لأن مثل هذه العبارة بصراحة فيها نظر .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 05:56]ـ
من كلام البربهاري في كتابه "السنة!!! " طبعة دار الغرباء:" من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله!! وأخرج نور الإسلام من قلبه.
و قال:" آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع!!.
- إذا علم الله من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له!!.
- ومن أعرض عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيماناً!!
- ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر!!
- ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة!!.إ. هـ {ص:"138ـ139ـ140}
فهل هذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصحابة ...
و الكتاب مليء بالأحاديث الموضوعة ة الأثار التالفة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:39]ـ
الإخوة الأفاضل
إن ما نقلتموه عن الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي لهو عين الإنصاف حيث بين ما في كلام الشيخ من الخطأ والمبالغة ثم أعقب ذلك ببيان عذر الرجل والدفاع عنه، وهذا لعمر الله إنصاف أهل السنة غفر الله لحيهم وميتهم.
أما أهل الأهواء فلا يعرفون لعالم حرمة، ولا لمجاهد مكانة، ميزانهم خاسر، وبضاعتهم كاسدة، رزقنا الله وإياكم العلم النافع.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:51]ـ
و الكتاب مليء بالأحاديث الموضوعة ة الأثار التالفة.
المحدث العلامة، المدقق الفهامة، هلا أخرجت لإخوانك الدراسة التي أعددتها حول كتاب البربهاري، حتى حكمت أنه مليء بالأحاديث الموضوعة
لأنه هذا الحكم لا يصدر إلا عن دراسة وبحث، فإن كان العكس، فنسأل الله السلامة والعافية
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 02:21]ـ
قال البربهاري ـ رحمه الله ـ عند كلامه عن سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ:" و يتزوج .... " {ص51} أخرجه نعيم بن حماد في الفتن موقوفا على سليمان بن عيسى السجزي, و هو كذاب كما في الميزان.
أما من المرفوع فأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" و قال:"هذا حديث لا يصح" و قال الذهبي في الميزان:" هذه مناكير غير محتملة" في ترجمة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الذي جاء الحديث من طريقه.
قال البربهاري:" لكل نبي حوض إلا صالح النبي عليه السلام فإن حوضه ضرع ناقته" أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" و ابن الجوزي" في العلل" من طريق ابن كيسان و هو عبد الكريم قال عنه العقيلي:"مجهول بالنقل" و قال الحافظ عن الحديث في " اللسان":"موضوع" و قال ابن الجوزي:"موضوع لا أصل له".
قال في ص {56}:"قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أصحابي كالنجوم ... "الحديث
أنكره جماعة من الحفاظ منهم البزار و ابن حزم و ابن كثير و قال الألباني:"موضوع!! "
فهذه الموضوعات إذا أنكرنا منها حرفا كفرنا!!!!!!!!!!! كما قال هو ـ غفر الله له ـ
يتبع
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 02:02]ـ
الأخ الفاضل / أبو العباس المالكي.
لا شك أن في كتاب أبي محمد البربهاري أحاديث ضعيفة كما مر في كلام الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي، وفيها شديد الضعف والموضوع أو لا أصل له كما في مشاركتك السابقة، وهذا أيضًا لا شك أنه من عيوب هذا الكتاب، لكن الأمر الذي نتكلم فيه: هل بنى البربهاري موقفًا عقديًا أو رأيًا عقديًا - خالف فيه أهل السنة - على تلك الأحاديث.
هل استدل على مسألة في القدر أو في الصفات أو في باب الإيمان أو الموقف من الصحابة على تلك الأحاديث.
إن كان في الكتاب من ذلك شيء فتفضل بشرحه ولك الشكر الجزيل والأجر النافع إن شاء الله لنصحك لإخوانك؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 02:10]ـ
قال البربهاري ـ رحمه الله ـ عند كلامه عن سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ:" و يتزوج .... " {ص51} أخرجه نعيم بن حماد في الفتن موقوفا على سليمان بن عيسى السجزي, و هو كذاب كما في الميزان.
أما من المرفوع فأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" و قال:"هذا حديث لا يصح" و قال الذهبي في الميزان:" هذه مناكير غير محتملة" في ترجمة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الذي جاء الحديث من طريقه.
قال البربهاري:" لكل نبي حوض إلا صالح النبي عليه السلام فإن حوضه ضرع ناقته" أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" و ابن الجوزي" في العلل" من طريق ابن كيسان و هو عبد الكريم قال عنه العقيلي:"مجهول بالنقل" و قال الحافظ عن الحديث في " اللسان":"موضوع" و قال ابن الجوزي:"موضوع لا أصل له".
قال في ص {56}:"قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أصحابي كالنجوم ... "الحديث
أنكره جماعة من الحفاظ منهم البزار و ابن حزم و ابن كثير و قال الألباني:"موضوع!! "
فهذه الموضوعات إذا أنكرنا منها حرفا كفرنا!!!!!!!!!!! كما قال هو ـ غفر الله له ـ
يتبع
لا شك أنه لم يرد ما ألزمته به وإلا لكفَّر معظم أصحابه، إذ ما جاء في هذه الأحاديث الموضوعة والضعيفة ليس مذهبا لأحد من أهل العلم الكبار، ولم يرد عنه تكفير أحد منهم ولا تبديعه، فعلم من ذلك أنه أراد غير ما ألزمته به غفر الله لك.
وإنما قصد التهويل والتشديد على من خالف مذهب أهل السنة والجماعة من المبتدعة وأصحاب الأهواء، وإن كان أهل العلم لا يقرون هذا وينتقدونه كما تقدم في كلام الشيخ عبد العزيز حفظه الله، لكن لا نبالغ أيضًا ونلزم الرجل بما لم يقل به وصنيعه العملي على خلافه إذا لم يرد ألبتة عنه ولا عن أحد من أهل السنة بل من أهل العلم تكفير أحد خالف في هذه الأمور الواردة في تلك الأحاديث الموضوعة أو أنكرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 06:15]ـ
أهل السنة والجماعة هم الطائفة المنصورة .. ؟ (ابتسامة)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم يسعدني ان ازف اليك هذه الباقة من النقول المستفادة عن كتاب:
تبصير الخلف بشرعية الانتساب إلى السلف
أولاً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الفتاوى ج {4/ 149} في رده على قول العز بن عبدالسلام: \". . و. الآخر يتستر بمذهب السلف \"، قال: \"لاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق. فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم \".
وقال في الفتوى الحموية ص {34}: \"واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شئ من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلاً. . \"
ثانياً: كثيراً ما يذكر الذهبي ـ رحمه الله ـ هذه النسبة عند ترجمة العلماء، فمن ذلك أنه لما ترجم لأبي طاهر السِّلفي كما في السير {21/ 6} قال: \". . . فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف \".
وقال لما ترجم لابن لصلاح ـ رحمه الله ـ في التذكرة {4/ 1431} قال: \"قلت ـ أي الذهبي ـ وكان سلفياً حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمناً بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق. . . \".
وقال في السير {13/ 380} عند كلامه على ما يحتاج إليه الحافظ: \" قلت ـ أي الذهبي ـ: “الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً ذكياً. . .، زكياً حيياً، سلفياً ... \".
وقال في السير أيضاً {16/ 457} عند ترجمة الدارقطني: \"وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شئ أبغض إلي من علم الكلام. سمع هذا القول منه أبو عبدالرحمن السلمي. قال الذهبي: \"قلت: لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً ... \".
وقال في معجم الشيوخ عند ترجمة محمد بن محمد بن المفضل البهراني ترجمة رقم {843}: \". . . وكان ديناً خيراً سلفياً مهيباً تام الشكل. . .\".
وقال في معجم الشيوخ أيضاً عند ترجمة يحيى بن إسحاق بن خليل الشيباني رقم {957}: “وكان عارفاً بالمذاهب خيراً متواضعاً سلفياً حميد الأحكام. . . \".
وقال في السير {13/ 183} في ترجمة يعقوب بن سفيان الفسوي رقم {106}: \". . . وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفياً. . .\".
ثالثاً: كثيراً ما ينسب بعض الأئمة نفسه أو غيره إلى الأثر، فيقول: {الأثري} وهي نسبة تساوي السلفي من ذلك أن الإمام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ لما ترجم للإمام أبي إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي كما في السير {18/ 506} قال:
\". . . وكان شيخ الإسلام أثرياً قُحَّاً ينال من المتكلمة \".
وقد انتسب إليه كثير من الأئمة العلماء رحمهم الله.
رابعاً: قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ \" فنحن والحمد لله متبعون غير مبتدعين، مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة على مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو أمر الله ورسوله \".
[عقيدة الشيخ محمد عبدالوهاب السلفية للشيخ صالح العبود ص 220]
ويقول الشيخ عبدالله ابن الشيخ محمد عبدالوهاب: \"مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة، وطريقتنا طريقة السلف التي هي الطريق الأسلم بل والأعلم والأحكم خلافاً لمن قال: طريق الخلف أعلم \" [الدرر السنية 1/ 126]
وقال ابناه الشيخ حسين والشيخ عبدالله لما سئلا عن عقيدته:
\"عقيدة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ الذي يدين الله بها هي عقيدتنا وديننا الذي ندين الله به وهو عقيدة سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهو اتباع ما دل عليه الدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم \" [الدرر السنية 1/ 122ـ123]
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: \"وليست الوهابية مذهباً خامساً كما يزعمه الجاهلون والمغرضون وإنما هي دعوة إلى العقيدة السلفية وتجديد لما درس من معالم الإسلام والتوحيد \" [فتاواه 3/ 1306]
وقال في وصيته لبعض طلاب العلم: \"ونوصيك بالالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فهي جامعة سلفية تعلم طلابها عقيدة أهل السنة والجماعة \".
[فتاواه 1/ 98]
سادساً: جاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم {6149} {2/ 164}:
\"س / أريد تفسيراً لكلمة السلف ومن هم السلفيون. . .؟
ج / السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة، ولما سئل صلى الله عن الفرقة الناجية قال: \"هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي. . . .\".
وجاء في الفتوى رقم {1361} {1/ 165}:
\"س / ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج / السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم \".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن قعودعبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن باز
سابعاً: قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة الواسطية {1/ 53ـ54} ما نصه: \". . .يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! فماذا بعد الحق إلا الضلال، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين. فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة. فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ أم السلفية؟ نقول: من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعتبر بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول: عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي \".
وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه: \"من هم أهل الأثر؟ هم الذين اتبعوا الأثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف. . . \".
ثامناً: قال العلامة المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني - رحمه الله - في جوابه على سؤال نصه:
\"لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب. قال: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: \"فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك \".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي} وكأنه يقول: {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك}.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: \"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم \".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه. . . ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: {أنا سلفي} \". [مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87]
تاسعاً: قال الشيخ صالح الفوزان في كتابه البيان {ص 130} ما نصه:
\". . . فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.
والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، ويسمونهم أهل السنة والجماعة، وأتباع السلف الصالح، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف \".
وقال أيضاً {ص 156}: \". . . كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة؟! وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة، وحق وهدى؟!
قال تعالى:
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم. .}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. .}.
فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم\".
وقال في المصدر السابق ص {133} في رده على قول البوطي: \"إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية \".
قال: \"ونقول: هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟! هذا لم يقل به أحد من البشر، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم} الحديث، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية، ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: {إنها في النار إلا واحدة}.
ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف، وتسير عليه، فقال: {هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي. . .} فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار. . . \".
وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان {التحذير من البدع} الشريط الثاني، وذلك جواباً على سؤال نصه:
\"فضيلة الشيخ. هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: {لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم}، وقال صلى الله عليه وسلم: {وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}.
فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم \".
عاشراً: قال الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ في الصفات الإلهية ص {64 ـ65}: \"ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه. فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين. بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وسلم: {لاتزال طائفة من أمتى منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم} \".
حادي عشر: قال الشيخ صالح بن عبدالله العبود في كتابه عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية ص {1/ 254ـ255}: \"إن المراد من التعبير بالسلفية هو اتباع طريقة السلف الصالح من هذه الأمة المسلمة الذين هم أهل السنة والجماعة ومعنى ذلك هو الإجماع والاجتماع على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره باطناً وظاهراً واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان. . . \"الخ.
ثاني عشر: قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في حكم الانتماء ص {90}:
\"وإذا قيل {السلف} أو {السلفيون} أو لجادتهم {السلفية}، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فمن تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم، ومن هنا قيل لهم {الخلف} والنسبة {خلفي} والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك فقيل لهم {السلف، والسلفيون} والنسبة إليهم {سلفي} \".
وقال في حلية طالب العلم ص {12}: \"كن سلفياً على الجادة، على طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين؛ من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع\".
ثالث عشر: وقال الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي في كتابه {موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع} ـ رسالة دكتوراه ـ بإشراف الأستاذ الدكتور الشيخ: أحمد عطية الغامدي {1/ 63}، قال: \"وليس من الابتداع في شئ أن يتسمى أهل السنة بـ {السلفي}؛ بل إن مصطلح السلف يساوي تماماً مصطلح أهل السنة والجماعة، ويدرك ذلك بتأمل اجتماع كل من المصطلحين في حق الصحابة فهم السلف، وهم أهل السنة والجماعة\".
وقال صلاح الدين مقبول في كتابه دعوة شيخ الإسلام {1/ 57}: \"إن السلفية هي العودة بالأمة إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، في العقيدة والعمل، والسياسة والاجتماع، والمعيشة والاقتصاد، وغيرها من نواحي الحياة.
وهي تمثل تعاليم الإسلام النقية من أكدار الجمود والركود، والشرك والوثنية، والبدع والأهواء، والخرافات والأوهام، والعادات والتقاليد.
وهي تعبير دقيق عن الإسلام الخالص، الخالي من الشوائب كلها.
ولم يخل أي عصر من عصور التأريخ من القرون المشهود لها بالخير حتى الآن من حملة المذهب السلفي، الذي هو التعبير الأدق عن الاعتصام بالكتاب والسنة عقيدة وعملاً، ومنهجاً وسلوكاً \".
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 09:46]ـ
الأخ أحمد عبد الباقي .... أنا هنا لا أنتقد أهل السنة لأني بكل سهولة أنتمي إليهم ... لكن ما نتكلم عنه هو ضابط من ينتمي إليهم ...
ثم كذلك تحديد معنى السلف الصالخ الذين يرجع إليهم لفهم الكتاب و السنة .... لأن السلف مثلا اختلفوا في مسائل علمية خبرية ...
كاختلاف الصحابة في رؤية النبي صلى الله عليه و سلم ربه عز وجل بعينه الشريفة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 09:47]ـ
اخي الحبيب العاصمي من الجزائر ... ماهو الضابط في فهم السلف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 11:23]ـ
قال البربهاري:"و اعلم أن أول من ينظر إلى الله في الجنة الأضراء ... " {ص/86} ... لا دليل على هذا من الكتاب أو السنة إلا ما ورد عن الحسن البصري كما في كتاب اللالكائي و سنده فيه جهالة.
قال اللالكائي:"ذكره عبد الرحمن قال ثنا أبي قال نا محمد بن حاتم المؤدب قال حدثت عن أبي الأشهب عن الحسن قال أول من ينظر إلى وجه الرب تبارك وتعالى الأعمى". و الجهالة في الراوي عن أبي الأشهب.
وقال في {ص/100}:"قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إياكم و التعمق و إياكم و التنطع ..... " لم يرد من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بل من كلام ابن مسعود رضي الله عنه كما في شرح الأصول للالكائي و شنن الدارمي من رواية أبي قلابة عن ابن مسعود رضي الله عنه.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 11:35]ـ
قال البربهاري:" فرحم الله عبدا و رحم والديه قرأ هذا الكتاب و بثه و عمل به و دعا إليه و احتج به, فإنه دين الله و دين رسوله صلى الله عليه و سلم فإنه من انتحل شيئا خلافما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين لله بدين و قد رده كله, كما لو أن عبدا آمن بجميع ما قال الله تبارك و تعالى إلا أنه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله تعالى و هو كافر ... إلخ" {ص/103}
فهل كتاب البربهاري قرآن أو سنة حتى يعتبر من شك في حرف فيه كافر!!!!!!!!!
و العمل يكون بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و الدعوة لهما و الاحتجاج بهما,,,,دون غيرهما ...
فهذه عبارات فيها نوع غلو ... في هذا الكتاب!!!!!!!!!
ـ[توبة]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:37]ـ
قال البربهاري:" فرحم الله عبدا و رحم والديه قرأ هذا الكتاب و بثه و عمل به و دعا إليه و احتج به, فإنه دين الله و دين رسوله صلى الله عليه و سلم فإنه من انتحل شيئا خلافما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين لله بدين و قد رده كله, كما لو أن عبدا آمن بجميع ما قال الله تبارك و تعالى إلا أنه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله تعالى و هو كافر ... إلخ" {ص/103}
فهل كتاب البربهاري قرآن أو سنة حتى يعتبر من شك في حرف فيه كافر!!!!!!!!!
و العمل يكون بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و الدعوة لهما و الاحتجاج بهما,,,,دون غيرهما ...
فهذه عبارات فيها نوع غلو ... في هذا الكتاب!!!!!!!!!
ليس "نوع غلو" بل هو الغلو عينه.
قال الله عز و جل:
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 04:01]ـ
الحق أن الفكر المتشنج الضيق الأفق موجودٌ عند بعض من ينتسب إلى السلف من قديم، واسألوا البخاري ماذا صنع به المنتسبين إلى السنة والسلف المتشددين في انكار البدع الغافلين عن حقوق المسلمين فضلا عن العلماء الذين يعتبرون اجتهادهم نصاً قاطعاً واجتهاد غيرهم ضلالاً بيناً، اسألوه: كيف طردوه من بلده وضيقوا عليه حتى مات شريداً طريداً، واسألوا كتب التراجم لتعلموا أن حجتهم كانت أنه خطرٌ على السنة، وعلى مذهب السلف!
البخاري إمام السنة!!!
ومن فعل به ذلك؟! تلاميذٌ من تلاميذ أحمد!!
ويرسل إلى البلدان بأن يحذروا من مذهبه! ويشوهوا سمعته!
رحمك الله يا محمد بن اسماعيل، ورحم إخوانك من أهل العلم والفضل الذين لايزالون في مرمى هذه السهام الطائشة التي لم تجد من يكف أيدي رماتها عن بررة أبناء هذه الأمة.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 04:11]ـ
لا فض الله فاك ..... (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 10:59]ـ
الحق أن الفكر المتشنج الضيق الأفق موجودٌ عند بعض من ينتسب إلى السلف من قديم، واسألوا البخاري ماذا صنع به المنتسبين إلى السنة والسلف المتشددين في انكار البدع الغافلين عن حقوق المسلمين فضلا عن العلماء الذين يعتبرون اجتهادهم نصاً قاطعاً واجتهاد غيرهم ضلالاً بيناً، اسألوه: كيف طردوه من بلده وضيقوا عليه حتى مات شريداً طريداً، واسألوا كتب التراجم لتعلموا أن حجتهم كانت أنه خطرٌ على السنة، وعلى مذهب السلف!
البخاري إمام السنة!!!
ومن فعل به ذلك؟! تلاميذٌ من تلاميذ أحمد!!
ويرسل إلى البلدان بأن يحذروا من مذهبه! ويشوهوا سمعته!
رحمك الله يا محمد بن اسماعيل، ورحم إخوانك من أهل العلم والفضل الذين لايزالون في مرمى هذه السهام الطائشة التي لم تجد من يكف أيدي رماتها عن بررة أبناء هذه الأمة.
/// لم تكن محنة الإمام البخاري رحمه الله بسبب التشنُّج والفكر الضيِّق من المنتسبين إلى السُّنَّة والانكار على البدع!! بل الأمر غايته سوء فهم وسوء نقل لكلامه .. وبس.
/// ولو كانت القضيَّة كما صوَّرتها يا أخي فإنَِّه في الحقيقة لم يخالف خصومه في عقيدتهم، ولم اقتصر الأمر عليه، لمَ لم تكن النكارة على أمثاله ممَّن كانوا يملؤن الساحة حينئذٍ؟!
/// التشدد في الإنكار على البدع ليست مشكلة، بل المشكلة في توصيف البدعة ما هي، وفهمها، تمامًا كالمشكلة في فهم التشدد ما هو!
/// وتعقيبًا على الموضوع الأصلي فنحن لا ندَّعي العصمة لكتاب ورأي البربهاري ولا غيره من دعاة السُّنَّة وأئمَّتها، ومن المعلوم أنَّه ما من كتاب إلا وعليه مآخذ، من جهة الاستدلال، أوالفهم لذاك الدليل المستدل به، أو غير ذلك. وإذا كان أهل السنة "السلفية" لا يدعون إلى التعصُّب لمن هم أشهر وأكبر شأنًا من البربهاري كمالك وأحمد وغيرهما فكيف يدعون ذلك لمن هم مثل البربهاري.
/// وإيجاد مثل هذه الملاحظ على كتابه لا يسقط الكتاب، ولا يسقط الانتفاع به، ولا يضع من قدر مؤلِّفه، وإن تشدَّد في عبارته المنقولة فوق. وهذه بدهيَّاتٌ علميَّةٌ ينبغي التنبُّه لها عند قراءة مثل هذه المواضيع النقديَّة التي يراد بها -إن شاء الله- هذا المسلك دون غيره. أمَّا إرادة الإسقاط أوالتَّهوين أوالتَّشكيك في كتب أهل السُّنَّة بدعوى وجود أخطاء فيها فهذه مسالك لأهل البدع معروفة للمتابع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 11:19]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ عدنان .....
كلامكم كلام من يعرف قدر أئمته ويحترمهم .......
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 05:10]ـ
الأخ الفاضل المشرف عدنان البخاري وفقك الله.
المسألة التي أوذي فيها البخاري هي مسألة اللفظ بالقرآن وأصوات القراء هل هي مخلوقة أم لا، وقد ألف لأجلها كتابه الشهير خلق أفعال العباد، وهي من مسائل العقيدة وكان الحق فيها معه.
أنا لا أختلف معك في أنهم أساؤا فهم قوله، وأظن أن دقة المسألة لم تبلغها مداركهم، ومع ذلك هب أن البخاري أخطأ في اجتهاده، فهل يستحق سوء فهم عبارته كل تلك الأذية؟!!!
إذا كان سوء فهمهم لعبارات البخاري أوصلهم لكل ذلك الظلم له، فكيف بعبارات غيره ممن ليس له قدم البخاري في خدمة الملة!
المشكلة حقيقية في ضيق التصور، واستيلاء سوء الظن على النفس، بعضهم بإخلاص وحسن نية وبعضهم بهوى المنافسة والغيرة.
ولا أريد أن أطيل عليك بذكر تكفير بعضهم لأبي حنيفة رحمه الله!
ولا تخفى عليك فتنة الكلام في الدعاة وأهل العلم التي لانزال نرى آثارها.
ـ[القضاعي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 06:49]ـ
وأظن أن دقة المسألة لم تبلغها مداركهم، ........................ إذا كان سوء فهمهم لعبارات البخاري.
هل تدري أنك تعني بـ (لم تبلغها مداركهم) و (سوء فهمهم) محمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم وأمثالهم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 09:15]ـ
بارك الله في الأخ عدنان بخاري وغيره من الإخوة الكرام عن حُسن فهمهم لكلام أئمة السنة.
وأما من يتخفى خلف المعرفات، متظاهرًا بالسنة وهو ليس من أهلها، فأذكره بقوله صلى الله عليه وسلم: " تجدون شر الناس: ذا الوجهين .. ".
فعلى الإخوة المشرفين - وفقهم الله - التنبه له.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:10]ـ
التخفي خلف المعرفات: سنة متبعة!
والموقع سمح بها ويقرها!
والسنة ليست ملكاً لأحدٍ حتى يقف حاجباً عليها!
ولم تبلغها مداركهم ذكر معناها عنهم الحافظ ابن القيم رحمه الله، والسبب أن المقالة كانت في أولها وكذلك تكون الفتن، وإلا فكيف توجهون أنتم عذرهم وعذر غيرهم ممن وقع في البدع من علماء السلف كقتادة في وقوعه في القول بالقدر، وهل يصح أن يقول أحدٌ اليوم بقول الذهلي رحمه الله؟ بعد أن انكشفت المقالة عن لوازمها.
ثم هل مجرد تنبيهي على أن الانتساب لمنهج السلف قد يوقع الإنسان إلى الحماسة في غير موطنها يقتضي كل هذه الردود؟
أنا أقول بعض المنتسبين إلى مذهب السلف عندهم ضيق عطن بالخلاف، تجرهم الحماسة إلى التشدد ضد كل خلاف لم يعهدوه، حتى وإن كان محكياً عن بعض السلف.
والفرح بإخراج الناس عن السنة ليس من السنة.
والله يهدينا وإياكم إلى السنة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:58]ـ
آمين ..
الحديث كان عامًا.
والتخفي (في الأسماء) لا حرج منه. الكلام عن (التخفي في العقائد)؛ لأنه لا يليق بالمسلم.
إن كان سنيًا فالحمد لله. ليُفد وليستفد.
وإن كان مبتدعًا ففي مواقع أهل البدعة سعة عن " الهوان " الذي يعيشه. وإن كنا نأمل منه الأفضل؛ بأن يتوب من بدعته، ويحمد الله أن قرّب الحق له ويسّره.
وفقك الله ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:09]ـ
من الفوائد في قصة الإمامين البخاري والذهلي
أن أهل السنة كانوا يعظمون السنة أكثر من تعظيمهم للرجال , فهذا الإمام الجبل محمد بن إسماعيل البخاري عندما تبنى قولا موهما يمس عقيدة عظيمة - القرآن منزل غير مخلوق - اُمتحن بسببها أئمة السنة بالقتل والتعذيب , أعلنوا أهل السنة عليه النكير وإن كان لقوله وجه صحيح ولكن تركه كان هو الأولى لئلا يتسلل منه المبتدعة فينفذوا من خلاله بعقائدهم الباطلة.
وأما اليوم فتجد بعض المنتسبين للسنة يتبنون أقوالا ومذاهب باطلة , يفتح بها الباب للصوفية والرافضة والخوارج والمرجئة لنشر عقائدهم المنحرفة , محتجين بقول فلان وعلان وإن كبر شأنه من المنتسبين للسنة وعقيدتها الناصعة.
وسبب هذا كله التزهيد في طريقة السلف في شدة النكير على كل من ذهب مذهبا موهما ولا أقول باطلا ولو كان من أمثال البخاري جبل الحفظ في وقته؟!!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:15]ـ
هذا هو المشكل شيخ سليمان .. الحكم على الناس قبل التصور والاستيعاب لفكرهم وارائهم وأقوالهم ...
أراك قد حكمت على من خالفك بكونه متظاهر بالسنة ... متسم بها وهو ليس من أهلها .. لمجرد نقاش حول كلمة انتقدت على الإمام البربهاري رحمة الله عليه ...
هل كان في الانتقاد طعن في السنة نفسها أو في مصادر الفهم والتلقي
أوليس مجرد نقاش حول كلمة اعترف الشيخ الراجحي أنه ماينبغي ان تصدر من الإمام رحمه الله .. لإن فيها إلزاما بما لايلزم .. سواء المؤالف أو المخالف ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:30]ـ
كتاب البربهاري عظيم في بابه ...
وما قيل عنه صحيح ثابت .. ولكن لا يقلل من شأنه ..
# حرر باقيه المشرف #
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 06:30]ـ
بغض النظر عن كلام البربهاري،فالحديث كله كان حديث علم، وكنا تستمتع بالمناقشات، فلم يا اخانا سليمان تحول النقاش، وتعد وتتوعد، وتوقف وتنبه، وتغمز وتلمز، وكأننا في معركة.
فلم التسرع في الاحكام والحكم على النوايا؟
أما تخشى الوقوف بين يدي الجبار لتجد أن ذلك الذي تغمزه ماكان يطلب إلا الحق ولا يريد إلا نصرة الله ورسوله.؟
أنتم أعلى أيها الحبيب من ان تنزلوا هذه المنازل التي لا تليق بأمثالكم، واتركوا الناس يناقشون بعلم مالم يتجاوزوا حدود الأدب.
نصرة الله ورسوله أعظم من البربهاري وغير البربهاري،فليكن تعصبنا لهما لا لغيرهما، مع معرفة منازل أئمة الدين، والاستغفار لهم، والترحم عليهم، والذب عن حياضهم، و إعلاء ذكرهم، وستر مثالبهم.
وفقكم الباري ورعاكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:14]ـ
أخي أباعائشة ":
تقول: (اتركوا الناس يناقشون بعلم مالم يتجاوزوا حدود الأدب).
أقول: هذا ما يفعله الإخوة المشرفون الفضلاء.
لكنهم - لتمرسهم في مسالك أهل البدع وأساليبهم في التشغيب على الدعوة السلفية -، يُدركون الفرق بين " السني " المتحاور بعلم، وغيره من المتخفين - إما متصوفة أو متعصرنة أو متمشعرة أو نحوهم من أهل البدع -، ممن همه مجرد التشكيك والتشويش. (ولتعرفنهم في لحن القول) .. ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ * وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
وفقكم الله ..
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:24]ـ
الأخ سليمان الخراشي ـ بارك الله فيه ـ الأصل هو بيان البدعة التي وقع فيها المشارك مع التدليل من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و العمل القديم .... أما أن المشارك خالف مسألة تعتقدها أنت من السنة فليس دليلا كما تعلمون. فالحجة في كلام الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و إجماع العلماء القطعي الذي من خالفه عامدا صار كافرا ...
بارك الله فيكم ....
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:03]ـ
الأخ سليمان الخراشي ـ بارك الله فيه ـ الأصل هو بيان البدعة التي وقع فيها المشارك مع التدليل من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و العمل القديم .... أما أن المشارك خالف مسألة تعتقدها أنت من السنة فليس دليلا كما تعلمون. فالحجة في كلام الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و إجماع العلماء القطعي الذي من خالفه عامدا صار كافرا ...
بارك الله فيكم ....
الأخ الفاضل الشريف، شرفنا الله وإياك بالانتساب الصادق للسنة، وحبب الله إلينا وإياك أهلها والمنافحين عنها الذابين عن حياضها.
من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة، وأبو محمد البربهاري يرحمه الله من أهل السنة المنتسبين إليها المدافعين عنها، وأخطاؤه كما سبق أن ذكرتُ ليست في تأويل الصفات ولا في باب عظيم كباب الإيمان فإنه لم يوافق الخوارج في تكفير أهل القبلة ولا هو على مذهب أهل الإرجاء في التسوية بين إيمان أهل الكبائر وإيمان جبريل عليه السلام، ولا هو من الروافض الطاعنين في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإنما أتي - رحمه الله - من قبل غيرته على السنة وعقيدة أهل السنة في وقت كثرت فيه البدع وتبوأ أهلها المناصب وأصبحت لهم دولة وسطوة.
فمثل هذا ينبه على أخطائه بأرق عبارة مع التماس العذر وذكر المبرر وتقديم الحسنات ومواضع الإصابات بين يدي بيان الخطأ، ولو جاز للمسلم أن يستر من الباطل شيئًا ستر أخطاء هؤلاء المشايخ لكن الأمر دين ولا يسع أحدًا أن يكتم شيئًا من الحق له من الكتاب والسنة عليه دليل، لكن يكون ذلك مع وافر الأدب والتزام السنة في الستر على المسلم - الذي هو واجب في حق عوام المسلمين وأوجب في حق علمائهم - والأدب وإظهار الأسف والألم والحزن لوقوع هذا الشيخ المعدود في أهل السنة في مثل هذا الخطأ أو تلك المجازفة، وإن وسعه أن يقدم بين يدي بيانه للحق تأويلا سائغًا يخرج ذاك الشيخ من قصد الخطأ بادر إليه وأبرزه.
أما أهل الأهواء والبدع فيطيرون فرحًا بأخطاء أهل السنة ويبادرون إلى إشهارها وتفخيمها وتعظيمها والعمل على إذاعتها ويحسبون ذلك هينًا وهو عند الله عظيم، إذ هو فتنة لعوام الناس وصغار طلبة العلم.
هدانا الله وإياكم إلى السنة ورزقنا حبها وحب أهلها.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 02:48]ـ
الأخ الفاضل المشرف علي أحمد عبدالباقي تحية طيبة.
قرأت في مقال الأخ أبو العباس المالكي فلم أرَ ما يدعوا لوصفه بالبدعة، وإيقافه عن المشاركة، لأجل ما كتب في هذا المقال.
وإن كان ذنبه أنه نقب في كتاب أبي محمد وأخرج أخطاءه، فقد كان بناءً على طلبك في قولك:"لكن الكلام الآن أيها الفاضل أن أبا محمد رحمه الله ادعى هذه المقولة فعليك بنقضها أخرج لنا من كتاب البربهاري رحمه الله ما يخالف الكتاب أو يخالف السنة أو يخالف ما عليه سلف هذه الأمة في أي مسألة من مسائل الاعتقاد ونكون لك من الشاكرين ولصنيعك من الحامدين وبظهر الغيب لك من الداعين. بارك الله فيك.
والحق لن يبقى إلا إذا تعاملنا مع الحوار بموضوعية وهدوء، وأهل السنة أرحم الناس بالخلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 02:58]ـ
أخي الفاضل .. عبد الباقي هل في كلام أخينا الحبيب أبي العباس إساءة للإمام البربهاري قدس الله سره ..
أو فرحا بأخطائه وزلاته رحمة الله عليه.؟ حتى يتم إيقافه ..
قل لي بالله عليك .. إذا لم نقبل النصح والتصحيح والتوجيه ممن هم معنا في الدائرة .. ويوافقوننا في منهج التلقي والاستدلال .. وقد نختلف معهم في بعض التفريعات .. فكيف نقبله ممن هم خارج الدائرة؟
والحكمة ضالة المؤمن .. وحبيبنا المصطفى قال في الشيطان اللعين صدقك وهو كذوب ...
والله تعالى أعلم ...
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 04:15]ـ
منذ مدة بعيدة لا حظت أمرا ... جعلني أقف معه ... و ذلك أن الجماعات الاسلامية المعاصرة باختلاف أطيافها تكاد تجمع على مسألة خطيرة و هي أن الخطأ إذا صدر من المنتسبين إلى إحدى هذه الجماعات فإن جماعته تدافع عنه بكل قوة و تسرد للعالمين أحاديث ستر المؤمن و حقوق المسلم و نتكلم عن غرس الخطأ في الصواب .... فعندما رد الشيخ أبو محمد المقدسي ـ فك الله أسره ـ على تلميذه الشيخ الشهيد ـ نحسبه و الله حسيبه ـ أبي مصعب الزرقاوي ـ رحمه الله ـ في مسائل الجهاد, انتفض محبو الزرقاوي و أمطروا أبا محمد وابلا من السب و الشتم ... و إذا جاء أحدهم و بين خطأ بعض المنتسبين إلى السنة من أجل السنة و الذب عنها و ما علق بها من شوائب نسب له أنه يسب العلماء و يطعن في الدين و عدو التوحيد ... و قس على هذا كثيرا من الناس ....
و إذا سكتنا عن هذه الأخطاء بحجة الانتساب للسنة ... فالسكوت عن أمثال النووي و ابن حجر و غيرهم من علماء السنة كذلك من هذا الباب لكن الحق أحب إلينا من الناس أجمعين ... و المقول التي لطالما نرددها إعرف الحق تعرف أهله ... فإذا اختلف ابن تيمية مثلا و تقي الدين السبكي فلن نقول أن ابن تيمية على الحق دون النظر في كلامه و أدلته و كذلك السبكي ....
ملاحظة: أنا أنتسب لأهل الحديث لا إلى غيرهم ... و أنتسب لمنهجهم .... و لا أقصد بأهل الحديث جماعة معينة ...
و الله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 05:20]ـ
لكنهم - لتمرسهم في مسالك أهل البدع وأساليبهم في التشغيب على الدعوة السلفية -، يُدركون الفرق بين " السني " المتحاور بعلم، وغيره من المتخفين - إما متصوفة أو متعصرنة أو متمشعرة أو نحوهم من أهل البدع -، ممن همه مجرد التشكيك والتشويش. (ولتعرفنهم في لحن القول) .. ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ * وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
شكر الله لك وللمشرفين غيرتهم على السنة، لكن من باب النصح _علم الله_ لا بد من بيان الآتي:
أولا: الحذر في التوسع في إطلاق مصطلح "البدعي"،فالبدعة مهلكة وضلالة وطريق إلى النار، فلا يحكم على الرجل بذلك إلا إذا خالف إجماعا قطعيا يكفر مخالفه، أما مخالفة ما قد يكون مشى عليه أغلب المتأخرين، أو حتى بعض ما سطر في كتب العقائد، لكن ثبت الخلاف فيه منذ العصر الأول، أو حتى اختيار بعض الأقوال غير المشهورة في بعض فروع العقائد، أو نقد بعض العلماء أو الرموز مع الأدب ومعرفة الفضل والإنصاف فهذا كله لا يطعن في سنية الرجل في شيء. وإنما الذي يطعن فيها نيله من السنة نفسها، بالتلاعب بأسانيدها، وتحريف دلالاتها بالهوى.
ثانيا: ما ذكرته _حفظك الله_ من كون المشرفين لهم تمرس في اكتشاف السني من البدعي عن طريق لحن القول أو غيره مزلة أقدام، والورع والاحتياط للدين يقتضي البعد عن هذه المهام، القائمة على ظنون وشكوك و ما سميته تمرسا، فليس في رمي الناس بالبدعة والضلال، فذاك ليس له سبيل إلا عين اليقين، أما الرمي لمجرد فلتة من اللسان سميتها لحن قول،أو لريبة بسبب مشاكسة شخص معين، وإثارته للخلاف، فهذا لا أراه لكم حجة عند الله،فلعله ما يريد إلا العلم والإستفادة، ولعله يرى ذلك الحق الذي يقابل به ربه، ولعله ......... ولعله ....... .......... ،فلم تضعون أنفسكم في هذه المواضع الضيقة،وتقتحمون بابا الخطأ فيه عظيم،والخرص فيه غير مضمون، فأحسنوا الظن بإخوانكم، والأصل في المسلم السنة والسلامة حتى يرد اليقين.
ثالثا: الحق أحق ان يتبع، والحق أبلج، والباطل لجلج، فإذا كان كلامي باطلا أو كلام الخراشي أو كلام ابي العباس المالكي فإن أنوار الحق ستدمغه، وصواعق العلم ستزهقه، والمجلس فيه علماء وفضلاء،فلم الخوف إذن؟ وعلام التوقيف؟
لوكنت مشرفا لما اوقفت أحدا إلا من أساء الأدب.
رابعا: العبرة في الحكم على الأشخاص مدى نصرته لله ورسوله، قربا وبعدا، حرارة وبرودة، التزاما وإلزاما، أما ما يجري بعد ذلك من المنازعات والخلافات فبابه العلم مع الأدب، وليس التضليل أو التبديع أو الإشارة إلى ذلك، فعلى سبيل المثال، لا أشك في أن ظنكم كان في غير محله حين اوقفتم أبا العباس المالكي، وانا من أعلم الناس به، وتربى على يدي، وربيته على السنة، وعلى إيثار الحق على الخلق، وما علمته إلا معظما للسنة، وقافا عند الدليل، طلابا للحق، نهما في التحصيل، ولعل الله يهيئه لأمر عظيم هو أعلم به، وشغبه ما له دافع إلا الحماسة للحق، والغيرة للدين، ولهذا نبهته إلى التلطف في الخطاب، وتليين القول، مع تشديدي الدائم على التحلي بحسن الأدب.
فلست أرى باي وجه ولا حجة ولا برهان توقفونه وتمنعونه؟
فلعلكم تعيدون النظر.
وعموما أثابكم الله على جهودكم، ووفقكم لنصرة الله ورسوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:12]ـ
قد أشار شيخ الاسلام و قبله كثير من الأئمة كابن عقيل و غيره الى بعض ما أشار اليه المالكي من بعض غلو كان في بعض المحدثين و الحنابلة و بين أخطاءهم و رد عليها احيانا ردا قاسيا كما في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه و سلم لربه يقظة الا انه نبه رحمه الله غير ما مرة الى أن الغلو و الجمود و التقليد و ان سلم وقوعه في أهل السنة الا أنه لا يقارن بحال بالغلو و التقليد و الجمود الموجود في من خاصمهم من الطوائف و بين ان معيار مدحهم و ذمهم للشخص هو بمقدار متابعته للسنة و مخالفته لها لا كباقي الطوائف الذين يعظمون المرء على قدر منافحته عن طائفته أو عشيرته ثم بين بعد ذلك في عامة كتبه كيف تطوى الأخطاء و لا ينبه عليها الا عند الحاجة كصنيع السلف مع الصحابة و تابعيهم و تابعي التابعين .. كنت اتابع الموضوع و لم يكن يعجبني مبالغة المالكي في تضخيم خطأ الامام البربهاري و قد أقر له الجميع به الا أني فوجئت حقا بايقافه .. فحتى المنافقين قد أعرض عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم سدا لباب التفرق و الاختلاف و من تالفهم صلى الله عليه و سلم معروفون فكيف بمن عرفنا اسلامه وو انتسابه للسنة؟؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 10:28]ـ
الإخوة الأفاضل
أخونا أبو العباس لم يتم إيقافه لأجل هذا الموضوع وإنما تم إيقافه بقرار من مجلس المشرفين
لعدة أسباب بنوا عليها موقفهم، وليس هذا قرارا فرديا لواحد من المشرفين.
وأنا في مشاركاتي لم أحكم على الرجل بالبدعة ولا بغيرها.
إنما قلت كلامًا عامًا تحذيرًا لأبي العباس ولغيره
أن يكون ممن يتخذ علماء السنة غرضًا.
وأحببت أن أبين له منهج أهل
السنة في الرد على العلماء
بارك الله فيكم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 10:48]ـ
أخي الفاضل .. عبد الباقي هل في كلام أخينا الحبيب أبي العباس إساءة للإمام البربهاري قدس الله سره ..
أو فرحا بأخطائه وزلاته رحمة الله عليه.؟ حتى يتم إيقافه ..
قل لي بالله عليك .. إذا لم نقبل النصح والتصحيح والتوجيه ممن هم معنا في الدائرة .. ويوافقوننا في منهج التلقي والاستدلال .. وقد نختلف معهم في بعض التفريعات .. فكيف نقبله ممن هم خارج الدائرة؟
والحكمة ضالة المؤمن .. وحبيبنا المصطفى قال في الشيطان اللعين صدقك وهو كذوب ...
والله تعالى أعلم ...
الأخ الفاضل / إمام الأندلس
الموضوع بدأ من هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18572
بارك الله فيك.
وواضح من السياق أنه لا يريد التنبيه على خطأ وقع فيه عالم من علماء المسلمين،
إنما أراد شيئًا آخر.
والنصح والتصحيح له طرق أخرى ومسالك أخرى لمن أراد النصح والتصحيح!
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:29]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ علي أنت والمشايخ المشرفين الأفاضل ....
والله ماقمتم به لهو عين الصواب ..
فهؤلاء مشوشة ومشككة لايطلبون الحق وإنما لهم أغراض أخرى ظهرت من مشاركاتهم ومداخلاتهم ....
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 03:20]ـ
نظرية المؤامرة حاضرة بقوة .... قرأت كلام أبي العباس في عدة مواضيع رأيته معظما للسنة, بل لم أره يطلب من المشاركين إلا الاستدلال بالكتاب و السنة و العمل القديم .... أما فتح باب الظنون دون لجام و لا عنان, لمجرد أن فلانا خالف ما نعتقده من عقيدة السلف ... و لو طبقنا هذه القاعدة لأخذنا بكلام أبي قتادة الفلسطيني و أبي بصير الطرطوسي و أبي محمد المقدسي و غيرهم في علماء المملكة ـ بارك الله فيهم ـ و هؤلاء المشايخ يستدلون بكلام الأيمة .... هدانا الله و إياكم ... و إذا كان المنتدى لا يستطيع بيان بطلان ـ إن صح ذلك ـ ما عليه أبو العباس المالكي و هو مليء و لا شك بطلبة العلم ...... فالسلام على العلم ..
و فقنا الله و إياكم ...
ـ[أبوصهيب الأثري]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 11:07]ـ
الحق أن الفكر المتشنج الضيق الأفق موجودٌ عند بعض من ينتسب إلى السلف من قديم، واسألوا البخاري ماذا صنع به المنتسبين إلى السنة والسلف المتشددين في انكار البدع الغافلين عن حقوق المسلمين فضلا عن العلماء الذين يعتبرون اجتهادهم نصاً قاطعاً واجتهاد غيرهم ضلالاً بيناً، اسألوه: كيف طردوه من بلده وضيقوا عليه حتى مات شريداً طريداً، واسألوا كتب التراجم لتعلموا أن حجتهم كانت أنه خطرٌ على السنة، وعلى مذهب السلف!
البخاري إمام السنة!!!
ومن فعل به ذلك؟! تلاميذٌ من تلاميذ أحمد!!
ويرسل إلى البلدان بأن يحذروا من مذهبه! ويشوهوا سمعته!
رحمك الله يا محمد بن اسماعيل، ورحم إخوانك من أهل العلم والفضل الذين لايزالون في مرمى هذه السهام الطائشة التي لم تجد من يكف أيدي رماتها عن بررة أبناء هذه الأمة.
ــــــــــــــــــــــ
اللهم ارزقنا الأدب وإلي الله المشتكى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الوفائى]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 07:27]ـ
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 05:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، ثم أما بعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحية طيبة ملؤها الود والمحبة للجميع.
حقيقة الآن فقط يعلم الله رأيت هذا الموضوع وقرأت ما فيه، وقد هالني ما رأيت من تعصب في الفهم من البعض قد يكون بقصد أو من غير قصد، لكنه حقيقة يحمل في طياته إما تسرعا لم يسعف قائله، وإما غاية وهدفا الله أعلم بنيته، وإن كان المكتوب بائن من عنوانه كما يقال.
قبل كل شيء وكلمة صدق يحاسبني الله عليها الله عليها تعالى: جزى الله المشرفين الكرام الغيارى القائمين على هذا المنتدى المبارك خير الجزاءن ونفع بهم آمين آمين آمين.
وإن كنت في الواقع أعتبر كتابتي هنا بعد الهدوء قد يسبب فتح باب جديد، لكن أسأل الله أن يلطف وأن يلهمنا الفهم السليم وأن يبعد عنا التعصب الممقوت، والأغراض الشخصية النفسية.
لكن لما أن كان لي وقفات قديمة مع الكتاب (تحقيقا) و (تخريجا) و (شرحا لبعض ألفاظه) أحببت أن أتقدم ببيان بعض الأمور التي طرحت من بعض الإخوة هداهم الله في التقليل من شان الكتاب وكأنه وصمة عار أو خلل شنيع يجب الحذر منه والعياذ بالله. فأقول وبالله التوفيق:
لا يشك أحد منصف عاقل عادل في منزلة الإمام الكبيرة، ومكانته العظيمة، وسيرته الحميده، في مقام الذب والدفاع عن كتاب الله وعن سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الطريقة الصحيحة التى مشى عليها السلف الصالح، وعليه فكتابنا هذا حقيقة لا مداهنة؛ شرفه من شرف صاحبه، وتميزه من تميز مواضيعه، فهو كتاب حوى جواهر ملتقطة، ومعادن مستخرجة، فلا أكون مبالغا إذا قلت: أنه يعد من جملة المصنفات التي تعتبر من أجمع ما صنف في باب الذب والدفاع والإنتصار وعرض العقيدة الصحيحة للمسلمين، وعلى كلٍ عندما تقرأ هذ الكتاب بعين التعقل والإنصاف ستعرف بنفسك قوة هذا العمل، واستيعابه إلى حد كبير كل ما يمكن أن يدور في صدرك وذهنك من أمور عقدية قد تحتاج إلى إرادة بيان فيها.
ومع ذلك كله إلا أنه لا يكمل إلا كلام الله سبحانه وتعالى، فإنه قد وجدت بعض المآخذ على كتاب الإمام رحمه الله تعالى؛ منها:
1) التكرار لبعض المسائل المطروحة، وهي وإن كانت لا ترد بنفس النص تقريبا.
2) عدم اعتماد المصنف على آلية منهجية للكتاب نوعا ما، حيث كانت مسائل الكتاب غير مرتبة، بل هي مبثوثة على ما يراه المصنف رحمه الله ويخطر بباله.
3) يذكر أحاديث ضعيفة، بل موضوعة في بعض الأحيان ولا يقوم بتبيينها أو تخريجها.
4) مدحه الزائد رحمه الله تعالى لكتابه.
هذا بإختصار عرض مجمل قمت به حول الكتاب من خلال معايشة له عن كثبت، وحقيقة لي هنا وقفات مع بعض الأمرو التي طرحها أحد الإخوة متنقصا بها على المصنف وكتابه، وإن كنت أعتقد أنه قد بالغ جدا في تصيد مثل هذه الأمور جاعلا منها سببا لطرح الكتاب والإعراض عنه، وهذا غير صحيح أبدا ولا يستقيم، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
قال المعترض: (فيتزوج).
أقول: هذا قد أتى مسندا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أخرجه ابن الجوزي في (الوفاء) له؛ وفي (العلل المتناهية)، كما أخرجه ابن أبي الدنيا؛ ولم أقف عليه عنده، وبعض رجال السند مختلف فيهم.
وأتى موقوفا بلاغا على سليمان بن عيسى رحمه الله، أخرجه نعيم بن حماد في (الفتن).
والحديث ضعيف، لا يرقى عنه ولا ينزل عنه. وراجع (عمدة القاري ج16/ص40).
قال المعترض: (حوض صالح).
أقول: هذا الحديث لا أصل له، إنما أخرجه العقيلي في (الضعفاء)، ومن طريقه ابن الجوزي في (الموضوعات)، وأخرجه حميد بن زنجويه؛ وعنه ابن عساكر في (تاريخه) كما حكاه السيوطي في (اللآليء) ولم أره في (التاريخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
فائدة: قال شيخنا الشيخ محمد الصالح العثيمين بعد ذكره حديث أن لكل نبي حوض: لكن هذا يؤيده المعنى؛ وهو أن الله عز وجل بحكمته وعدله كما جعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حوضا يرده المؤمنون من أمته؛ كذلك جعل لكل نبي حوضا حتى ينتفع المؤمنون بالأنبياء السابقين، لكن الحوض الأعظم هو حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال المعترض: (أصحابي كالنجوم).
أقول: هذا الحديث لا يصل إلى درجة الحكم عليه بالوضع، بل غايته أنه ضعيف. وقد وقفت له على شواهد كثيرة تفيد معناه، ولولا خشية الإطالة لذكرتها وذكرت أقوال أهل العلم فيه وفيها، والذين ممن لا يصل كلامهم إلى حد الحكم عليه بالوضع أبدا، بل هو ضعيف لا أقل ولا أكثر، وإن كنت أرى أنه يرتقي بمجموع طرقه عن حد الضعف.
ومن حكم على الحديث من طريق واحد فقد أبعد النجعة وفارق الحق والإنصاف.
وقد تكلم الحافظ ابن عبد البر عنه بما يشفي الصدر في (جامع بيان العلم وفضله برقم 1760) فر اجعه.
قال المعترض: (فهذه الموضوعات).
أقول: هذا تعسف في الحكم واستعجال فيه، وقد بينت لك الصواب بإذن الله تعالى في الحكم على هذه الأحاديث، فلم يصدق عليه هذا الوصف إلا واحد فقط. فتنبه
وما أجمل التثبت والتروي رعاكم الله تعالى، فليس من الحسن أن تعمي العصبية العقل.
قال المعترض: (أول من ينظر الأضراء).
أقول: هذا قدر روي مرفوعا وروي موقوفا.
أما رواية الرفع فهي من رواية سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: "أول من ينظر إلى الله عز وجل يوم القيامة من كان ضريرا". أخرجه الديلمي في (الفردوس)، وراجع (محاضرة الأوائل ص146)، و (تسديد القوس ص132).
وأما رواية الوقف فقد أتت من طريقين:
الأول: من طريق يحيى بن الحصين المكي (إعتقاد أهل السنة رقم 922).
الثاني: من طريق الحسن البصري (إعتقاد أهل السنة رقم 924)، وأبو الشيخ كما في (الدر المنثور).
ومثل هذا لا يتصور أن يقال بلا مستند منهم رحمهم الله تعالى، بل كان يحيى رحمه الله يفسر الآية به.
قال المعترض: (إياكم والتعمق).
أقول: هذا الحديث قد روي مرفوعا وموقوفا.
أما رواية الرفع فهي من رواية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أخرجها ابن بشران في (أماليه رقم 67) بنحوه؛ وسنده فيه ضعف.
أما الرواية الموقوفة في من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخرجها الديلمي في (السنن)، وعبد الرزاق في (المصنف)، والطبراني في (الكبير)، وابن عساكر في (التاريخ)، والبيهقي في (المدخل) وغيرهم.
وحكم المعترض حقيقة حكم مستعجل كالعادة هداه الله تعالى، وكأنها محاولات مستميتة منه لهدم أركان الكتاب. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم لنفرض أن الإمام أخطأ في رفع الحديث، فهل تعتقد أن معناه خطأ أيضا؟!! إذا أين الإنصاف؟!! وهل يسوغ لك أن تجعل هذا قادحا في كتاب الإمام؟!!
قال المعترض: (فهل كتاب البربهاري قرآن أو سنة حتى يعتبر من شك في حرف فيه كافر).
أقول: ما أقبح هذا الكلام والذي هو في حقيقته الغلو من المعترض، ومن ثم يأتي من يحسن له كلامه ويؤيده عليه.
لتعلم رحمني الله تعالى وإياك أن الحكم للأغلب هنا، فمن شك في شيء مما ذكره الإمام في كتابه وهو مما يكفر صاحبه بالشك به؛ فنعم هو كافر، وإن لم يكن كل مسائل الكتاب الشك فيها أو إنكارها كفر. فتنبه
أليس من شك بالله ورسوله وملائكته وكتبه وقدره واليوم الآخر؛ كافر؟!
أليس من خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شيء من أمر الدين؛ كافر؟!
أليس من زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يتم أو لم يكفيه؛ كافر؟!
أليس، أليس، أليس ...
فهل مثل هذه الإنتقائية العشوائية الغير متثبت بنقلها تعتبر داعي في أن يطعن ويشنع على الإمام البربهاري وكتابه؟!! لا تعليق
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يرينا الحق حقا فيرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه. آمين
آخره؛ وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وآله وصحبه.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 11:01]ـ
نظرة نقدية في كتاب ” شرح السنة ” للبربهاري
سلطان العميري
يعد كتاب ” شرح السنة ” للإمام البربهاري من أشهر الكتب التي شرحت عقيدة أهل السنة والجماعة , وقد أوعده مؤلفه مسائل هامة , وضمنه قضايا متنوعة مما يدخل فيه عقيدة أهل السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن القارئ للكتاب يجد أن مؤلفه: الإمام البربهاري يصف كتابه بأوصاف كبيرة , ويحذر من مخالفة أي حرف فيه , بل إنه حذر من مجرد التردد أو التوقف , فقد قال مطالبا بلزوم الأخذ بما في كتابه ومحذرا من مخالفة شيء مما فيه:” وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه و سلم وعن التابعين وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع , فاتق الله يا عبد الله وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضى بما في هذا الكتاب ولا تكتم هذا الكتاب أحدا من أهل القبلة فعسى الله أن يرد به حيرانا من حيرته أو صاحب بدعة من بدعته أو ضالا عن ضلالته فينجو به , فاتق الله وعليك بالأمر الأول العتيق , وهو ما وصفت لك في هذا الكتاب , فرحم الله عبدا ورحم والديه قرأ هذا الكتاب وبثه وعمل به ودعا إليه واحتج به , فإنه دين الله ودين رسوله , وأنه من استحل شيئا خلافا لما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين وقد رده كله” (شرح السنة 106).
ويرى الإمام البربهاري بأن ما ذكره في كتابه يحقق السنة والنجاة من النار , فإنه لم ذكر الفرق الهالكة والفرقة الناجية قال:” فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل , قد كملت فيه الجماعة , ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أوشك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى” (شرح السنة 131).
فهذه النصوص تدل على أن الإمام البربهاري يرى أن ما جمعه في كتابه يحقق السنة ويحقق النجاة يوم القيامة , وأن من خالفه في شيء مما ذكره في كتابه فهو صاحب هوى.
وقد أيد الشيخ: صالح الفوزان الإمام البربهاري على تقريراته تلك , فقال معلقا على بعضها:” ما ذكر في هذا الكتاب هو اعتقاد أهل السنة والجماعة , فلم يقل: من لم يعتقد ما قلت وإنما قال: من لم يعتقد ما في هذا الكتاب , وهو أصول مذهب أهل السنة والجماعة , فلا مأخذ عليه في هذا الكلام كما ظنه بعض القراء , لأنه دون في هذا الكتاب أصول أهل السنة والجماعة , فمن أنكر شيئا منها أو أنكرها فهو ضال لا شك ” (إتحاف القارئ بالتعليقات على شرح السنة 2/ 238).
ونحن إذا اعتبرنا نصوص الشريعة وتأملنا في واقع كتاب ” شرح السنة ” ندرك أن تلك الأوصاف التي أطلقها البربهاري على كتابه غير صحيحة , لأنه لم يجيء الأمر بإلزام الناس بكل ما يذكر في الكتب والمؤلفات إلا بكتاب الله وصحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم , وما ذكره المؤلف في كتابه لا يدخل في ذلك؛ لأنه اشتمل على تقريراته وفهمه.
وقد أبدى عدد من المعاصرين تحفظه على ما ذكره المؤلف , ومنهم: محقق الكتاب: خالد الردادي , ومنهم: د/ عبدالرحمن العثيمين , فإنه قال معلقا على المؤلف:” هذا مبالغة مردودة غير مقبولة من المؤلف – عفا الله عنه – , ومثل هذا الكلام لا يقال إلا لكتاب الله عز وجل ,أو الصحيح الثابت من سنة محمد صلى الله عليه سلم , وأما كلام البربهاري فمثل كلام غيره , يأخذ منه ويترك , وما كان ينبغي له – رحمه الله – أن يزكي نفسه إلى هذا القد المرفوض” (طبقات الحنابلة –حاشية- 3/ 60).
ثم إنا إذا تأملنا في الكتاب ” شرح السنة ” نجده ليس شاملا لكل مسائل الاعتقاد التي يترتب عليها النجاة يوم القيامة , ثم إنه قد اشتمل أيضا على مسائل عديدة تعد من مسائل الاجتهاد الخلافية بين علماء الإسلام , بل إنه ذكر مسائل ليس عليها دليل أصلا.
* المسائل الاجتهادية:
ومن المسائل الاجتهادية التي اشتمل عليها كتاب البربهاري:
1 - أن الجنة التي أدخلها آدم عليه السلام وأخرج منها هي جنة الخلد.
2 - أن الجمعة يصلى بعدها ست ركعات , بفصل بين كل ركتين.
3 - حكم قصر الصلاة في السفر.
4 - حكم الصيام في السفر.
5 - حكم الصلاة في السراويل.
6 - حكم النكاح بغير ولي ولا شاهدين.
7 - عدد التكبيرات في صلاة الجنازة.
8 - سماع الأموات لكلام الأحياء.
9 - حكم إفراد أحد بالصلاة عليه غير الرسول صلى الله عليه وسلم وآله.
فكل هذه المسائل وقع فيها الخلاف بين فقهاء الإسلام وأئمته , وهي مما لا يصح ان يحكم على المخالف فيها بأنه صاحب هوى أو أنه من الهالكين يوم القيامة.
* المسائل التي ليس عليها دليل أو دليلها ضعيف:
ومن المسائل التي ليس عليها دليل أو أن دليلها ضعيف:
1 - أن حوض بني الله صالح عليه السلام هو ضرع ناقته , فالحديث الوارد في ذلك حكم عليه عدد من العلماء – كابن الجوزي والذهبي- بالوضع والنكارة.
2 - أن أرواح الكفار في بئر برهوت في حضرموت , وليس فيها حديث مرفوع , وإنما آثار موقوفة , وقد ضعفها عدد من العلماء كابن رجب وغيره , ولم يأخذ بها الإمام أحمد نفسه.
3 - أن أول من ينظر إلى الله الأضراء ثم الرجال ثم النساء , وهذا التحديد لا دليل عليه , وممن نص على ذلك الشيخ صالح الفوزان في شرحه (1/ 317).
4 - أن كل قطرة تنزل من السماء معها ملك يوصلها إلى مكانها , وليس فيها حديث مرفوع صحيح , وإنما ورد فيها أثار موقوفة.
وقد اشتمل الكتاب على عبارات مجملة غير محررة , وعبارة وقعت فيها المبالغة كمثل قول المؤلف:” واعلم رحمك الله أنه ما كانت زندقة فقط ولا كفر ولا شك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدال والمراء والخصومة ” (شرح السنة 92) , ولا شك أن هذه مبالغة , فإن من البين جدا بطلان علم الكلام وخطئه , ولكن ليس من العدل القول بأنه لم يحصل كفر ولا زندقة إلا من طريق علم الكلام أو من طريق أهله , فكثير من الزنادقة والكفرة لم يكونوا من المتكلمين ولا من أتباعهم.
وبعد هذا العرض يتبين لنا أن تلك العبارات التي أثنى بها الإمام البربهاري على كتابه غير صحيحة , وهي مخالفة لدلالات الكتاب والسنة , ومخالفة لأصول أهل السنة في الاجتهاد في المسائل الفرعية.
فهي مما يجب إنكاره وبيان خطئه , ولكن هذا لا يعني اتهام الإمام البربهاري أو القدح في عمله أو دينه , ولا يبرر لأحد أن يتطاول عليه أو لا يلتزم الأدب معه.
وإنما غاية ما يدل بيان الخطأ ولزوم إظهار مخالفته لمقتضيات النصوص الشرعية , مع حفظ حقوق الإمام البربهاري ومراعاة مكانته وقدره وجهوده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 10:45]ـ
وإنما قصد التهويل والتشديد على من خالف مذهب أهل السنة والجماعة من المبتدعة وأصحاب الأهواء، وإن كان أهل العلم لا يقرون هذا وينتقدونه كما تقدم في كلام الشيخ عبد العزيز حفظه الله، لكن لا نبالغ أيضًا ونلزم الرجل بما لم يقل به وصنيعه العملي على خلافه إذا لم يرد ألبتة عنه ولا عن أحد من أهل السنة بل من أهل العلم تكفير أحد خالف في هذه الأمور الواردة في تلك الأحاديث الموضوعة أو أنكرها.
جزاك الله خيرًا
يجب على المسلم أن يحمل كلام أئمة السنة على أحسن المحامل وليس على أسوئها.
وأعجب من بعض الناس أنهم يهولون من الموضوع ويفسرون كلام الإمام بأبشع تفسير وكأن في أنفسهم شيء من الإمام رحمه الله.
ولا يبغض أئمة السنة إلا مبتدع.
ويُمكن أن نضيف إليه الجاهل الذي لا يعرفهم ولا يعرف قدرهم، وليس هناك عالم سلِم من زلة، فالله يغفر له زلته.
فنبين الخطأ دون تهويل.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 10:54]ـ
من الفوائد في قصة الإمامين البخاري والذهلي
أن أهل السنة كانوا يعظمون السنة أكثر من تعظيمهم للرجال , فهذا الإمام الجبل محمد بن إسماعيل البخاري عندما تبنى قولا موهما يمس عقيدة عظيمة - القرآن منزل غير مخلوق - اُمتحن بسببها أئمة السنة بالقتل والتعذيب , أعلنوا أهل السنة عليه النكير وإن كان لقوله وجه صحيح ولكن تركه كان هو الأولى لئلا يتسلل منه المبتدعة فينفذوا من خلاله بعقائدهم الباطلة
كان فيما حصل خير، فبسببه ألف كتابه "خلق أفعال العباد"، كتاب عظيم النفع، فيه حقيقة مذهبه الموافق لعقيدة السلف الصالح، رحمه الله ورحم جميع أئمة السلف.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.alukah.net/Sharia/0/21860/1/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A %D8%AA%D9%84%D9%8A/
من هم أهل السنة والجماعة؟
http://www.alukah.net/Publications_Competitions/0/6201/
منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال على مسائل العقيدة
أسأل الله أن يكون ذلك نافعا في بابه.(/)
لماذا عذر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالجهل من يمارسون سحر الصرف و العطف؟؟؟؟
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 07:43]ـ
من المعلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر, و له رسالة النواقض العشر المشهورة, وقد صرخ فيها أن هذه النواقض لا يعذر فيها إلا المكره. و من ضمن هذه النواقض:" السحر". الفتاوي النجدية 3/ 188
ثم نجد أن الشيخ ـ رحمه الله ـ يعذر بالجهل من آتى سخر "الصرف و العطف". كما في الدرر السنية و غيرها من مؤلفات الشيخ و مؤلفات أبتائه و أحفاده نقلا عنه.
فلم جعل الشيخ " الصرف و العطف " من الخفي مع أن الله ذكره في كتابه:"في سورة البقرة".
و السخر شرك بالله تعالى.
فلماذا لا نقول " الاستغاثة بغير الله من المسائل الخفية" أو "ما هو ضايط الخفي من الظاهر"؟
و الله ولي التوفيق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 12:08]ـ
أخي الكريم:
قبل الجواب: أفهم من كلامك أن (الاستغاثة) بغير الله شرك أكبر مُخرج من الملة. فهل مافهمته صحيح؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 02:22]ـ
اذا صح النقل عنه فهو لايتعدى الرأي الخطأ غفر الله له ولا ننسى ان زمانه كثرت فيه التهاويل من الشركيات
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 02:39]ـ
نعم هذا من المواضع المشكلة في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهو قد عد مسألة الصرف والعطف الذي هو نوع من السحر يقصد به صرف المرأة عن زوجها وعطف الرجل على زوجته أنه داخل في نواقض الإسلام العشر التي لا يعذر في ارتكابها إلا المكره كما قال الشيخ رحمه الله، لكنه في موضع أخر أعتبر مسألة الصرف والعطف من جملة المسائل الخفية التي يعذر بها الجاهل فلعل الشيخ يقصد بهذا التعبير نوع من السحر لا يوجد فيه شركيات صريحة ولا أظن الشيخ يقصد السحر المتضمن كفريات صريحة لأن هذه المسألة حتى الذين يعذرون بالجهل في بعض أنواع الشركيات لا يعتبر مسألة السحر الذي فيه كفريات صريحة من جملة المسائل التي يعذر بها الجاهل لأنهم يقول أن الحجة قائمة على الساحر بقوله تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ... الآية) فالحجة قائمة بهذا النص كما يقولون.
والقاعدة العامة أن كلام العلماء يستدل له ولا يستدل به والله أعلم.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 04:19]ـ
الأخ سليمان الخراشي ... الاستغاثة بغير الله شرك أكبر .... فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ....
ـ[مستور الحال]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:33]ـ
إذاً يُرجع إلى عصر الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب هل كان العطف والصرف عندهم خفياً أي يخفى أن يكون سحراً واستعانة بالشياطين.
وهذا مما يؤيد أن المسائل الظاهرة والخفية مما يختلف فيه بين عالم وعالم، وزمان وزمان ومكان ومكان.
ولهذا فتجد في النقاشات كثيراً ما يقال: فيكيف لو كان فلان حياً؟ أي لفعل كذا وكذا.
ثم لا يسلم له المناقش.
وقرأت بحثين عن العذر بالجهل:
الأول:للشيخ مدحت بن الحسن آل فراج حفظه الله، ويرى عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر - وكتابه (العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي) من أفضل وأجمع ما أُلِّف في هذه المسألة.
والثاني: للشيخ محمد بن عبد الله الوهيبي حفظه الله في (نواقض الإيمان الإعتقادية)، ويرى أن الجهل عذر مطلقاً.
ثم تبين لي أن الخلاف ليس في أصل المسألة بل في بعض جوانبها ومنها اعتبار هل هذا الأمر من المسائل الظاهرة أم لا:-
فقال الشيخ الوهيبي في التنبيهات ص 292: العذر بالجهل لا يشمل من يقع في أمور فيها نقض مجمل لأصول الأسلام، مثل أن يسجد لصنم أو للشمس والقمر، أو ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ... ،
فالعذر يكون لمن وقع في بعض الإنحرافات العقدية، أو بعض آحاد الشرك وصوره ولم تقم عليه الحجة، فمحل العذر ما يتعلق بتفاصيل التوحيد لا بأصله والله أعلم ...
أ. هـ.
إذا فالاتفاق أنه لا عذر في المسائل الظاهرة ثم الاختلاف في التطبيق.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:46]ـ
من المعلوم أن مدحت الفراج, ممن لا يعذرون بالجهل في الشرك الأكبر سواء كان من باب نقض الاسلام الاجمالي أو تفاصيل التوحيد.
و هذا خلاف ما كان عليه السلف و الأيمة و قد بين شيخ الاسلام ابن تيمية الحق في المسألة هو العذر سواء في المسائل العلمية و العملية. أما السؤال هنا ما ضابط الخفاء و الظهور؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر لا يلزم منه التكفير، لأنه قد يكون الشخص مشركاً شركاً أكبر لكنه ليس بكافر لأنه جاهل لكنه أيضاً ليس بمسلم بل هو متوقف فيه مثل أهل الفترة
إقرأ قوله تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " فسماه تعالى مشركاً قبل أن تقوم عليه الحجة و يسمع كلام الله، و مع هذا ما سماه كافراً لأن التكفير يشترط له قيام الحجة، أما التسمية بالمشرك فلا يشترط لها قيام الحجة، و بهذا إن شاء الله يزول اللبس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مستور الحال]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:39]ـ
و هذا خلاف ما كان عليه السلف و الأيمة و قد بين شيخ الاسلام ابن تيمية الحق في المسألة هو العذر سواء في المسائل العلمية و العملية.
1 - لو تنقل لنا نص الشيخ مدحت أنه لا يعذر في تفاصيل التوحيد التي ليست من المسائل الظاهرة.
2 - الشيخ مدحت حفظه الله ركّز في بحثه على الأدلة الشرعية، ثم أيّد ما قال بكلام العلماء من شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ ابن باز رحم الله الجميع.
3 - ما ذكره العاذرون بالجهل في أصول الدين من نصوص شيخ الإسلام هي تفاصيل في التطبيق، هل هذه المسائل التي لم يكفّر بها شيخ الإسلام هي من الظاهرة أم من الخفية بحسب عصر شيخ الإسلام.
هذه النقاط التي كتبتها ليست لإظهار خلافك، وإنما للإسهام في تحديد معنى الظاهرة والخفية عند العلماء، لأن هذا التقرير الذي قررتُه آنفاً من أن المسألة متأثرة بحسب الظروف والأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص يشكل عليه أنهم من لا يعذر بالجهل لا يحكم بإسلام من وقع في الشرك الأكبر أصلاً ولم يقيده بحال أو وقت أو مكان.
فمثلاً: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عندما ذكر هذه المسألة وأنه لا يعذر بالجهل استثنى ثلاثة: وهم من كان حديث عهد بإسلام، ومن نشأ ببادية ومن عاش في بلاد الكفر. وهذا الإعذار لهؤلاء الثلاثة إنما هو في لحوق العذاب وليس في لحوق اسم الشرك فهم - الثلاثة - عندما يقعون في الشرك الأكبر ليسوا بمسلمين ولكن لا تنزل بهم العقوبة الدنيوية أو الاخروية إلا بعد حجة البلاغ.
والله أعلم.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:45]ـ
عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر لا يلزم منه التكفير، لأنه قد يكون الشخص مشركاً شركاً أكبر لكنه ليس بكافر لأنه جاهل لكنه أيضاً ليس بمسلم بل هو متوقف فيه مثل أهل الفترة
إقرأ قوله تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " فسماه تعالى مشركاً قبل أن تقوم عليه الحجة و يسمع كلام الله، و مع هذا ما سماه كافراً لأن التكفير يشترط له قيام الحجة، أما التسمية بالمشرك فلا يشترط لها قيام الحجة، و بهذا إن شاء الله يزول اللبس
يا أخي .... ومن أين أتيت بهذا القول المحدث .... فأهل السنة لا يتوقفون .... فإما كافر أو مسلم .... ولعل هذا القول فيه نوع تأثر بالمعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين .... فالقول بأن من فعل الشرك مشرك و له أحكام المشركين ... فإذا بلغته الدعوة صار كافرا {أي عند أيمة الدعوة: يقتل .. يعامل معاملة الكافر المعاند} لم يقل به من السلف الصالح أحد ... و حتى من كتبوا في بيان قول الشيخ في هذه المسألة نفوا هذا الأمر كالدكتور العبد اللطيف ـ حفظه الله ـ.
أما التفريق بين الشرك و الكفر فلم يرد عن السلف , بل بينهما عموم و خصوص من وجه, فكل مشرك كافر و ليس كل كافر مشرك/ قال تعالى:" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" الأية, فالنصارى كفروا بالشرك. أما التفريق بالشكل المذكور آنفا فلا دليل عليه من الأخبار و الآثار وقد حاول الشيخ علي الخضير ـ فك الله أسره ـ في مؤلفاته عن العذر بالجهل أن يثبت هذا الفرق لكن ما ساقه من الأدلة لا يحتمله. و المسألة تحتاج إلى بحث .... وهو ليس بهذه السهولة يا أخي ..
و السلام ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:35]ـ
هذا الكلام سبق به ابن تيمية أئمة الدعوة
أن اسم الشرك يثبت قبل الرسالة، أما اسم الكفر فلا يثبت إلا بعد الرسالة و ليس من أقوال المعتزلة
و هل السلف لم يتكلموا في أهل الفترة! و هل القول بأن هناك أهل فترة يتوقف فيهم محدث!
ـ[مستور الحال]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 12:27]ـ
بدأ الموضوع يخرج عن مساره إلى نقاشات أخرى إنما هي اجترار وتكرار لما سبق.
وأرجوا من الأخوة الفضلاء وطلاب العلم النجباء تصحيح ما أقع فيه من أخطاء، فقد فاتنا الوقت الذي نمثل فيه أمام العلماء، ونعوذ بالله أن نكون متعالمين أو مفتاتين على الشرع.
وسبب عودتي إلى الموضوع مرة أخرى هو أني أريد تصحيح خطأ وقعت فيه، وهو اقتراح أحببت مناقشته ثم تبين لي الآن أنه ليس مراداً لمن لا يعذر بالجهل في أصل الدين إلا ببعض القيود.
وهو:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مما يؤيد أن المسائل الظاهرة والخفية مما يختلف فيه بين عالم وعالم، وزمان وزمان ومكان ومكان،
وأن المسألة متأثرة بحسب الظروف والأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص.
فسبب قوة هذا الاحتمال هو أن تقييد المسألة بالظهور من عدمها يجعل مناطها الظهور وهو يختلف بحسب ما ذكرت من الظروف والأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص.
ويؤيده قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لمَّا وقعت محتنتهم: أنا لو وافقتكم كنت كافراًن لأني أعلم أن قولكم كفر. وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهّال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وشيوخهم وأمرائهم).
وسبب الخطأ فيه أن التعميم في ذلك يلزم عليه القول بالعذر بالجهل مطلقاً حتى في المسائل الظاهرة المتفق عليها، حتى فيمن سجد لصنم أو أنكر المعاد أو نسب إلى الله الولد - تعالى الله عن ذلك عز.
لأن المسائل إذا قُيدت بالشخص؛ فمن جهل أي مسألة ظاهرة باتفاق العلماء وأصبحت المسائل عنده غير ظاهرة فيعذر بجهله، ويلزم منه اللوازم الباطلة من القول بصحة إسلام من سجد للشمس والقمر وأنكر المعاد وغير ذلك.
إذاً فالاتفاق أنه لا عذر في المسائل الظاهرة ثم الاختلاف في التطبيق.
نعم هذا هو المحك فتقرير هذه المسألة أن من جهل ما يصحح أصل دينه وكلمة التوحيد لا يسمى مسلماً هذا أولاً.
ثانياً: أن هناك بعض المسائل الحكم عليها بالخفاء أو الظهور تخلف فيها أنظار العلماء، ولا ينقدح في ذهنك أن الأمر خرج عن الضبط، بل إن العلماء اتفقوا على مسائل كثيره هي من المسائل الظاهرة كالإيمان بأسماء الله وصفاته اللازمة لصحة الإيمان - كالقدرة والعلم والكلام وغيرها، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مبلغ معصوم، وأن القرآن حق والمعاد والجنة والنار وغيرها.
وهناك مسائل خفية يعذر فيها الجاهل، كصفة العَجَب والضحك وتفاصيل القدرة، وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه، وغيرها مما سماه العلماء فروع العقيدة.
تنبيه حول مسألة العذر بالجهل:
وهو أن من لا يعذر بالجهل في أصل الدين يقصد عدم الحكم بإسلام الجاهل لا إيقاع العقوبة، فلا يقتل ولا يقاتل ولا يعذب إلا بعد حجة البلاغ.
وأما من يعمم العذر بالجهل فتكون المسألة عنده متشابكة.
مثال:
فإذا قال الأول من وقع في الشرك فلا يعذر بالجهل
فيعترض الثاني كيف تستبيح دماء الناس وأموالهم وهم جهال، فيحكم بإسلامه حتى تقوم عليهم الحجة.
وأما الأول فلا يقر بإسلامه ولكن لا يستبيح الدم والمال حتى تقام عليه الحجة التي يكفر من خالفها.
تنبيه آخر:
وهو أن الخلاف في المسألة أكثر ما يكون في التنظير، وأما في التطبيق فيلتقي الخصمان في إقامة الحجة.
مثال:
فلان وقع في الشرك!!
كلاهما يقصدانه وينصحانه ويقيمان عليه الحجة
فإن عاد سلم عليه إسلامه، بل وأسلم على ما كان من الخير.
وإن لم يرجع كلاهما يكفرانه فيستباح الدم والمال.
ويقول الشيخ محمد الوهيبي: أن وجود السلطة الشرعية لتقيم الحجة وليستتيب من يقع في الشرك جهلاً، هو الذي يحسم النزاع ومن الناحية العملية.
سؤال:
هل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يخصص عدم العذر بالجهل بالشرك الأكبر، أم يطرد القاعدة فيمن جهل أصول الدين الأخرى التي لا يصح الإيمان إلا بها؟
لأني أرى أكثر من تكلم في المسألة يركز على الشرك.
والله أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 02:35]ـ
سؤال:
هل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يخصص عدم العذر بالجهل بالشرك الأكبر، أم يطرد القاعدة فيمن جهل أصول الدين الأخرى التي لا يصح الإيمان إلا بها؟
لأني أرى أكثر من تكلم في المسألة يركز على الشرك.
والله أعلم.
التوحيد ضده الشرك، و الإسلام ضده الكفر، و الإيمان ضده النفاق
و الذي لا يعذر فيه الشيخ بالجهل هو التوحيد فقط و ضده الشرك، لأن التوحيد فطري أصلاً و لا يجهله أحد، و عدم العذر هو في الإسم و ليس في الحكم أي يسمى مشركاً لكن لا يحكم عليه بالقتل ما دام جاهلاً
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 06:02]ـ
ملاحظة للإخوة
الخفي و الظاهر و كونه لا يجهله مثله و كونه في دار الإسلام أو في بادية أو حديث عهد بكفر أو ما هو معلوم من الدين بالضرورة
(يُتْبَعُ)
(/)
كل هذا يقال فيمن عمل كفراً
أما من عمل شركاً فلو كان في مغارة في أقصى الأرض لم يسمع عن بشر لا نبي و لا غيره إلا أمه التي و لدته و ماتت فهو مشرك لأنه يعلم التوحيد بالفطرة
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 07:11]ـ
ملاحظة للإخوة
الخفي و الظاهر و كونه لا يجهله مثله و كونه في دار الإسلام أو في بادية أو حديث عهد بكفر أو ما هو معلوم من الدين بالضرورة
كل هذا يقال فيمن عمل كفراً
أما من عمل شركاً فلو كان في مغارة في أقصى الأرض لم يسمع عن بشر لا نبي و لا غيره إلا أمه التي و لدته و ماتت فهو مشرك لأنه يعلم التوحيد بالفطرة
إن علماء الأصول قد ذكروا الأدلة الشرعية المجمع عليها والمختلف فيها ولم يذكروا دليل الفطرة أبدا فليست الفطرة من الأدلة لا المجمع عليها ولا المختلف فيها.
, وقد يستدل من يقول بأن الفطرة حجة ودليل يعتمد عليه بما يلي:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
في صحيح البخاري 1/ 465 ومسلم 4/ 2047: (عن أبي هريرة أنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) اهـ
زاد مسلم: (ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله الآية}) اهـ
2 - حديث عياض بن حمار رضي الله عنه:
في صحيح مسلم 4/ 2197: (عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يوميي هذا كل مال نحلته عبدا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ... ) اهـ ورواه النسائي 5/ 26 وابن حبان 2/ 425
وليس في هذين الحديثين ما يدل على أن الفطرة دليل وذلك من وجهين:
الوجه الأول:
أن تفسير الفطرة بالإسلام غير صحيح والتفسير الصحيح هو: أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ ويدل على ذلك أدلة ومنها:
من القرآن:
قول الله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ... ) وشيئا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم , قال ابن جرير 7/ 625: (يقول تعالى ذكره: والله تعالى أعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من بعد ما أخرجكم من بطون أمهاتكم، لا تعقلون شيئاً ولا تعلمون، فرزقكم عقولاً تفقهون بها، وتميزون بها الخير من الشر وبصركم بها ما لم تكونوا تبصرون، وجعل لكم السمع الذي تسمعون به الأصوات، فيفقه بعضكم عن بعض ما تتحاورون به بينكم، والأبصار التي تبصرون بها الأشخاص، فتتعارفوا (1) بها، وتميزون بها بعضاً من بعض) اهـ
وقال القرطبي 10/ 132: (قوله تعالى: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا , ذكر أن من نعمه أن أخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالا لا علم لكم بشيء. وفيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: لا تعلمون شيئا مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم.
الثاني: لا تعلمون شيئا مما قضى عليكم من السعادة والشقاء.
الثالث: لا تعلمون شيئا من منافعكم) اهـ
وقال ابن عبد البر في التمهيد 18/ 59: (ويستحيل في المعقول أن يكون الطفل في حين ولادته يعقل كفراً أو إيماناً، لأن الله أخرجهم في حال لا يفقهون معها شيئاً، قال الله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) فمن لا يعلم شيئاً استحال منه كفر أو إيمان، أو معرفة أو إنكار) اهـ
ومن الأحاديث:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
في صحيح مسلم 4/ 2048: (عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل إنسان تلده أمه على الفطرة وأبواه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه فإن كانا مسلمين فمسلم كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها) اهـ
ففي هذا الحديث جعل الإسلام بالنسبة للفطرة كغيره من الأديان مما يدل على أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النووي في شرح مسلم 16/ 207: (الأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا وهذا معنى يهودانه وينصرانه ويمجسانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر ودينهما فان كانت سبقت له سعادة أسلم وإلا مات على كفره) اهـ
وقال ابن الأثير في النهاية 1/ 247: (ومعنى الحديث: أن المولود يولد على نوع من الجبلة , وهي فطرة الله تعالى وكونه متهيئا لقبول الحق طبعا وطوعا ,لو خلته شياطين الإنس والجن وما يختار لم يختر غيرها, فضرب لذلك الجمعاء و الجدعاء مثلا. يعني أن البهيمة تولد مجتمعة الخلق , سوية الأطراف , سليمة من الجدع ,لولا تعرض الناس إليها لبقية كما ولدت سليمة.) اهـ
- حديث أبي سعيد رضي الله عنه:
في سنن ا لترمذي 4/ 483: (عن أبي سعيد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر بنهار ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ...
فكان فيما حفظنا يومئذ ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا ... ) الحديث قال الترمذي: حسن صحيح
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي 6/ 357: (فمنهم من يولد مؤمنا) أي من أبويه المؤمنين أو في بلاد المؤمنين فإنه حين يولد قبل التمييز لا ينسب إليه الايمان إلا باعتبار ما علم الله فيه من الأزل أو باعتبار ما يؤول إليه أمره في الاستقبال (يحيى) أي يعيش في جميع عمره من حين تمييزه إلى انتهاء عمره (مؤمنا) أي كاملا أو ناقصا (ويموت مؤمنا) أي وكذلك جعلنا الله منهم (ومنهم من يولد كافرا) أي بخلاف ما سبق وهو لا ينافي ما ورد/// كل مولود يولد على الفطرة فإن المراد بها قابلية قبول الهداية ///لولا مانع من بواعث الضلالة كما يشهد له قوله فأبواه يهودانه الحديث) اهـ
- حديث أبي بن كعب رضي الله عنه:
في سنن الترمذي 5/ 312: (عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا , قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب) اهـ
ورواه أبو داود 4/ 227والنسائي في الكبرى 3/ 427وابن حبان 14/ 108
قال المباركفوري 8/ 473: (قوله (طبع يوم طبع كافرا) أي خلق يوم خلق كافرا يعني خلق على أنه يختار الكفر فلا ينافي خبر كل مولود يولد على الفطرة إذ المراد بالفطرة استعداد قبول الإسلام وهو لا ينافي كونه شقيا في جبلته) اهـ
وقال ابن القيم في شفاء العليل ص 443: (فإن قيل: فالغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا، وقال نوح عن قومه: ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي مرفوعا: إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا ... الحديث
قيل: هذا لا يناقض كونه مولودا على الفطرة، فإنه طبع وولد مقدرا كفره إذا عقل، وإلا ففي حال ولادته لا يعرف كفرا ولا إيمانا، فهي حال مقدرة لا مقارنة للعامل، فهو مولود على الفطرة ومولود كافرا باعتبارين صحيحين ثابتين له، هذا بالقبول وإيثار الإسلام لو خلي، وهذا بالفعل والإرادة إذا عقل.) اهـ
- حديث أبي ذر رضي الله عنه:
في صحيح مسلم 4/ 1994: (عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه: قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم ... )
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم 1/ 225: (قوله كلكم ضال إلا من هديته قد ظن بعضهم أنه معارض لحديث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل خلقت عبادي حنفاء وفي رواية مسلمين فاجتالتهم الشياطين وليس كذلك فإن الله خلق بني آدم وفطرهم على قبول الإسلام والميل إليه دون غيره والتهيؤ والاستعداد له بالقوة لكن لا بد للعبد من تعليم الإسلام بالفعل فإنه قبل التعلم جاهل لا يعلم كما قال عز وجل والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) اهـ
و على التسليم بأن الفطرة في الحديث هي الإسلام - وهو ما ذهب إليه طائفة من أهل العلم وهو قول الأكثر في معنى قول الله (فطرة الله التي فطر الناس عليها) فليس في ذلك ما يدل على أن الفطرة دليل يعتمد عليه في تقرير العقائد أو غيرها لأن من قال الفطرة هي الإسلام لم يقصد الشرائع أو تفاصيل العقيدة وإنما يريد بالفطرة الإقرار بالخالق.
و نحن نتكلم عن أناس ثيت لهم عقد الالتزام بالاسلام ثم طرأ عليهم الكفر.
ثم ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لم يكفر بعض الحلولية ـ الأشاعرة ـ و قال لهم أنا إن قلت بقولكم كفرت و لكنكم عندي جهال" فزمن فيه ابن تيمية و ابن القيم و المزي و الذهبي و ابن كثير و السبكي ...... إلخ أولئك الأعلام خفت فيه الحجة فإلم تقم الحجة بهؤلاء فبمن تقوم .. ؟؟؟!!!!
و شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يعذر بالجهل سواء في الشرك الأكبر أو غيره و لا يفرق بين النواقض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 10:08]ـ
قال الامام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:" فهذا رجل شك في قدرة الله, و في إعادته إذا ذري, بل اعتقد أنه لا يعاد, وهذا كفر باتفاق المسلمين, لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك, و كان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه, فغفر له بذلك."إ. هـ {الفتاوي/ {11/ 409 ط الأولى}
و يقول أيضا:" إن التكفير له شروط و موانع, قد تنتفي في حق المعين, و إن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين, إلا إذا وجدت الشروط و انتفت الموانع."إ. هـ {الفتاوي/ {12/ 487ـ488}.
و قال العلامة ناصر بن سعدي:
و لا يتم الحكم حتى تجتمع ....... كل الشروط و الموانع ترتفع.
و الحكم سواء كان بالشرك أو الكفر يدخل في عموم الحكم ... و لم يرد عن السلف التفريق بين الشرك و الكفر من حيث إلحاقه بالمعين ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:54]ـ
الأخ أبو العباس وفقه الله
أنت في أول مشاركة كنت تتكلم عن أناس طرأ عليهم الشرك و في الأخير تتكلم عن أناس طرأ عليهم الكفر و من طرأ عليه الشرك يختلف عمن طرأ عليه الكفر و نقولاتك الأخيرة في الكفر و ليست في الشرك
ثانياً علماء أصول الفقه لم يتكلموا عن دليل الفطرة لأنه دليل في التوحيد و ليس في الفقه فابحث عنه في كتب الإعتقاد و انظره في كتاب رسالة في أصل العلم الإلهي و رسالة رسالة في الفرق بين المنهاج النبوي والمنهاج الفلسفي في مجموع الفتاوى و في كتاب النبوات لابن تيمية
و انظر كلام ابن تيمية هنا
فصل
وقد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام وجمع بينهما في أسماء وأحكام وذلك حجة على الطائفتين على من قال ان الافعال ليس فيها حسن وقبيح ومن قال انهم يستحقون العذاب على القولين، اما الاول فانه سماهم ظالمين وطاغين ومفسدين لقوله (إذهب إلى فرعون إنه طغى) وقوله) وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون (وقوله) إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين (فاخبر انه ظالما وطاغيا ومفسدا هو وقومه وهذه اسماء ذم الافعال والذم انما يكون في الافعال السيئة القبيحة فدل ذلك على ان الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول اليهم لا يستحقون العذاب الا بعد اتيان الرسول اليهم لقوله) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (وكذلك أخبر عن هود انه قال لقومه (اعبدوا الله ما لكم من
-------------- صفحة رقم 38 - -------------
اله غيره إن أنتم إلا مفترون) فجعلهم مفترين قبل أن يحكم بحكم يخالفونه لكونهم جعلوا مع الله الها آخر فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة فانه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهه أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول ويثبت أن هذه الاسماء مقدم عليها وكذلك اسم الجهل والجاهلية يقال جاهلية وجاهلا قبل مجيء الرسول واما التعذيب فلا
مجموع الفتاوى ج 20
و جزاكم الله خيراً و جميع الإخوة
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 01:56]ـ
هل الفطرة دليل مستقل لقيام الحجة على المتلبس بالشرك أو الكفر, و لا زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح بين الشرك و الكفر من حيث لحوقه بالمعين ....
و راجع رسالة الشيخ أبي بصير عبد المنعم حليمة ـ حفظه الله ـ" العذر بالجهل و قيام الحجة".
أما ذكر الأصوليون لدليل الفطرة, فقد تطرقوا له, في مبحث "التحسين و التقبيح العقلي", و أما أنك لا تعلم ذلك فلقصور الاطلاع لا غير ..
أما كلام ابن تيمية في الكفار الأصليين لا المسلمين الذين ثبت لهم عقد الالتزام بالاسلام ...
و عليك بالتفريق بين الحقيقة الشرعية و الحقيقة اللغوية, فمثلا من أكل في نهار رمضان ناسيا فهو آكل هذا في الحقيقة اللغوية أما في الحقيقة الشرعية فهو لم يأكل لأنه لو أكل وثبت ذلك بالحقيقة الشرعية للزمته الكفارة على مذهب جماهير العلماء ..
و الأمثلة على هذا كثيرة.
ثم فلا يمكن أن يستدل بالفطرة لأن المراد بها عند من يقول بأنها الإسلام هو الإقرار بالربوبية وهذه ليست من خصائص المسلمين فاليهود والنصارى مقرون بأن الله هو الخالق فيمكن أن يستدل اليهود والنصارى على عقائدهم بالفطرة ويمكن أن يستدل أهل العقائد الباطلة عليها بالفطرة فكل يقول فطرتي تدل على كذا , فسقط بذلك اعتبار كون الفطرة دليلا شرعيا وذلك لا يخفى على ذي لب.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 03:54]ـ
الأخ أبو العباس
قولك: أما ذكر الأصوليون لدليل الفطرة, فقد تطرقوا له, في مبحث "التحسين و التقبيح العقلي", و أما أنك لا تعلم ذلك فلقصور الاطلاع لا غير ..
أنت الذي نفيت أنهم تكلموا عنه في الأدلة و ليس أنا، حيث قلت: إن علماء الأصول قد ذكروا الأدلة الشرعية المجمع عليها والمختلف فيها ولم يذكروا دليل الفطرة أبدا فليست الفطرة من الأدلة لا المجمع عليها ولا المختلف فيها.
ثم أنا وافقتك أنهم لم يتكلموا عنه في الأدلة ثم رديت علي بأن هذا من قلة الإطلاع، أليس أنت الذي بدأت به
ثم يا كثير الإطلاع مسألة التحسين و التقبيح من التوحيد لكنه أدخلت في أصول الفقه
أما في غير الأدلة فقد تكلموا عليه حتى في التكليف في أقسام العقول لأن العقل الضروري فطري
و قولك: أما كلام ابن تيمية في الكفار الأصليين لا المسلمين الذين ثبت لهم عقد الالتزام بالاسلام ...
إذا كان ابن تيمية أثبت اسم المشرك لمن لم تبلغه الرسالة، أليس الذي بلغته الرسالة أولى!!! و كيف يكون يتكلم عن كفار أصليين و لم تبلغهم الرسالة بعد فهو يتكلم عنهم قبل الرسالة!
فهذا ابن تيمية فرق بين الشرك و الكفر في تسمية المعين به و قال الشرك يسمى به المشرك و لو لم تبلغه الدعوة بخلاف الكفر
و إذا كانت الفطرة ليست دليلاً فأجبني كيف عرفت ربك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 04:26]ـ
المقصود بلم يذكروه أي لم يجعلوه من الأدلة المستقلة .... إلا ما كان من المعتزلة ومن وافقهم من الأشاعرة لا محققيهم ..
إذن أنت في نظرك أن بالفطرة نعرف أن الذبح لله و الاستغاثة لله ... آحاد العبادات!!!!!!!! هذا لم يقل به أحد من السلف ..
و ما زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح؟؟؟؟ ودعك من أسلوب الحيدة ... و ابن تيمية مذهبه واضح لأن هؤلاء الذين لم تبلغهم الرسالة كفار في الأصل غير مؤمنين بالله و رسوله صلى الله عليه و سلم و البعث .... أما المسلمون المتلبسون ببعض الشركيات فهم معهم هذا الايمان ... إذن فيجب إعمال الموانع قبل إلحاق الحكم بهم ...
و عليك بالتفريق بين الحقائق كما ذكرت لك ...
و الشرائع لا تلزم إلا ببلوغها ....
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 05:59]ـ
قولك: إذن أنت في نظرك أن بالفطرة نعرف أن الذبح لله و الاستغاثة لله ... آحاد العبادات!!!!!!!! هذا لم يقل به أحد من السلف ..
أنا لا أقول آحاد العبادات بل أقول كما قال ابن تيمية: فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة فانه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهه أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول
كل من عدل بالله أحداً فقد أشرك به بغض النظر عن آحاد ذلك العدل
و أنت تناقض نفسك تقول: و ما زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح؟؟؟؟
ثم تقول: و ابن تيمية مذهبه واضح لأن هؤلاء الذين لم تبلغهم الرسالة كفار في الأصل غير مؤمنين بالله و رسوله صلى الله عليه و سلم و البعث
فأنت أردت أن تنكر أن ابن تيمية يثبت الشرك قبل الرسالة فأثبت أنت الكفر قبل الرسالة بتفسيرك الخاطئ لكلامه! و هذا أشد من قولي فأنا أثبت الشرك فقط قبل الرسالة!
فكيف صاروا عندك كفاراً في الأصل قبل أن تبلغهم الرسالة، و هل الذي لم تبلغه الرسالة كافر أصلي أو لم يصبح كافراً أصلياً إلا بعد رده للرسالة، هذا هو الذي لم يقل به أهل السنة! وهذا الذي كتبت مقالتك أصلاً لكي تنفيه و الآن تثبته لأنك لم تفهم كلام ابن تيمية على حقيقته، و لو فهمت كلام ابن تيمية لما قلت: ما زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح؟؟؟؟ لأن ابن تيمية فرق فتأمل كلامه و لا تحمله ما لا يحتمل فهو يتكلم عنهم قبل أن يصبحوا كفاراً أصليين و يشمل كلامه كل أحد وقع في الشرك قبل أن تبلغه الحجة وقبل أن يصبح كافر أصلي
ـ[عبد فقير]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:38]ـ
هؤلاء المشركون قبل الرسالة كانوا يعلمون أنهم يعبدون غير الله أما المسلم الذى يقع فى الشرك لا يعلم أنه يعبد غير الله.
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 02:39]ـ
كي نحصر الكلام و لا يتشعب كثيرا ... السؤال: ّ من فرق من السلف من أهل القرون المفضلة بين الشرك و الكفر"؟؟؟؟؟؟
نرجو الاجابة ....
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 04:20]ـ
هؤلاء المشركون قبل الرسالة كانوا يعلمون أنهم يعبدون غير الله أما المسلم الذى يقع فى الشرك لا يعلم أنه يعبد غير الله.
المسلم يعرف أن الله ليس له ند، فإذا جعل لله نداً فسيعلم أنه أشرك، ثم نحن نتكلم عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب و هو قال بأن المرء قد يقع في الشرك و هو لا يعلم، و أظنه ذكر مثل هذا في كشف الشبهات
الأخ ابن الوزير
راجع أقوال العلماء في مشركي العرب قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم، فإن بعض العلماء توقف في كفرهم و قال هم من أهل الفترة، و مع هذا يسميهم مشركي العرب
فهذا قد فرق سماهم مشركين و لم يسمهم كافرين
حتى أبوي الرسول صلى الله عليه و سلم ربما قال البعض فيهم ذلك
ثم الموضوع عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب
و جزاكم الله خيراً
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 04:32]ـ
يا أخي دون حيدة ... من من السلف فرق؟؟؟؟؟؟؟
أما أن المسلمين المتلبسون بالشرك يعلمون أنهم أشركوا فمن أعجب ما رأيت؟؟؟ فهل سمعت الغلاة في القبور يقولون أنهم مشركزن؟؟!!! كلام عجيب!!!!!!!!
و لحوق الشرك و الكفر بالمعين من المسلمين لا يكون إلا بعد تحقق الشروط و انتفاء الموانع ... ومن فرق فعليه الدليل ....
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 05:05]ـ
أيها الأخ الفاضل: أي حيدة تتكلم عنها و الموضوع عن محمد بن عبد الوهاب أصلاً و ليس عن أهل القرون المفضلة، و إنما أنت الذي طلبت قول أهل القرون المفضلة، إذا أردت افتح موضوعاً عن قول أهل القرون المفضلة في لحوق اسم الشرك و الكفر بالمعين
انظر إلى رأس الموضوع فهو يتكلم عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ثم هل الذي فرق عليه الدليل و الذي لم يفرق ما عليه دليل، و هل الأدلة التي ذكرها ابن تيمية فيما نقلت ليست بأدلة
و قولك: فهل سمعت الغلاة في القبور يقولون أنهم مشركزن؟؟!!! كلام عجيب!!!!!!!!
أليس الغلاة الذين يدعون أهل القبور يعلمون أن الدعاء عبادة!! و تارة يدعون الله و تارة يدعون أهل القبور فكيف لم يعرفوا أنهم عبدوا غير الله
حتى أهل الجاهلية يقولون ما عبدناهم إلا ليقربونا إلى الله، و هؤلاء مثلهم، فهم يعرفون أنهم يعبدون غير الله و لكن يدعون أنهم شفعاء
و ما دام الموضوع عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد نقلنا قوله و قول سلفه الذي كثيراً ما ينقل عنه ابن تيمية
أما إذا أردت أقوال أهل العلم عموماً فافتح موضوعاً جديداً غير مأمور بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 05:42]ـ
الدعاء على أقسام:
القسم الأول: دعاء عبادة فيطلق الدعاء والمراد به عموم العبادة وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة، وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. [سورة النمل الآية: 87]. وقوله تعالى {ولاتدع مع الله إلهاً أخر}
النوع الثاني: دعاء المسألة: وهذا يأتي على ثلاثة صور:
الصورة الأولى: إذا اعتقد أن ما يدعوه متصرف في الكون. فهذا كفر والعياذ بالله فلا متصرف في أمور الكون قليلها وكثيرها دقها وجليلها إلا الله وحده لاشريك له.
الصورة الثانية:إذا سأل بقصد (أي بنية) القربة والعبادة فلا يصح هذا الدعاء إلا لله وحده لا شريك له فمن صرفه لغيره فهو كافر.
الصورة الثالثة: دعاء الداعي غير الله عزوجل فيجوز بشروط وهي:
1ـ أن لايتصور ولا يعتقد فيه إلا أنه سبب فقط لامتصرف ولا موجد ولا مستقل بشيء من الأمور ولا شريك لله في شيء منها.
2ـ أن لا يكون بقصد عبادته لأن العبادة لا تصح ولا تصرف إلا لله تعالى وحده لا شريك له ولما كان دعاء المسألة هو عمل من الأعمال الظاهرة فإن مرده إلى القصد والنية لحديث ((إنما الأعمال بالنيات)).
3ـ أن لا يسأله شيئاً مما لايجوز شرعاً كأن يسأله أن يخلق المعدوم،ونحو ذلك مما لايتصور في مخلوق ولا يكون إلا لله وحده،كذلك لا يسأله ماحرمه الله تعالى كقطيعة الرحم ونحوها مما جاء في الشرع بالنهي عنه.
فالناس يدعو بعضهم بعضاً دعاء الطلب لاالعبادة وذلك إما طلب بين متماثلين، أوطلب من الأضعف إلى الأقوى أوطلب من الأعلى للأدنى كالوالد مع ولده. وهذا لا مدخلية للشرك فيه بحال لأنهم لايعتقدون فيهم الندية والشراكة لله تعالى في أفعاله ولا في عبادته.وسبق أن بينت أن الأعمال الظاهرة مردها إلى النية أو القرينة الظاهرة على وجود الكفر {انظر رقم 2 أعلاه}. والناس لا يسألون الأنبياء والأولياء إلا على أن المعطي هو الله وحده والأنبياء والأولياء شفعاء في ذلك فقط وليس لهم من الإيجاد أو الملك شيئا.
أما كونهم يستطيعون أن يشفعوا لهم، أولا يستطيعون كأسباب فقط فهذا أمر أخر لا مدخل للشرك فيه لأنهم لا يتصورون أنهم يملكون الشفاعة استقلالاً أو شراكة وإنما هم يرجون أن يستجيب الله لهم فضلاً منه وتكرماً على أنبياءه وأولياءه.هذا كل مافي الأمر.فلماذا يطول التناحر بين الأمة على تصورات خاطئة؟!!
و راجع كتاب:" ضوابط التكفير عند أهل السنة و الجماعة" للشيخ القرني ط مؤسسة الرسالة / مبحث " شرك الشفاعة" و فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية {1/ 331ـ330}.
و أصلا هل الشيخ محمد بن عبد الوهاب صائب في ما ذهب إلبه من ذلك التقسيم ... و لا تقل يا أخي كلام ابن تيمية دليل .. فابن تيمية نحاكم كلامه للسلف فإن وافقه أخذنا به و إلا فلا ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 06:46]ـ
أخي الفاضل
قلت: و لا تقل يا أخي كلام ابن تيمية دليل .. فابن تيمية نحاكم كلامه للسلف فإن وافقه أخذنا به و إلا فلا ...
لا أجعل كلام ابن تيمية دليل بل ما استدل به ابن تيمية من القرآن هو الدليل
و قولك: و أصلا هل الشيخ محمد بن عبد الوهاب صائب في ما ذهب إلبه من ذلك التقسيم
حسناً الموضوع هنا ليس هل أصاب، بل الموضوع في الأول يقول ما هو رأيه و كيف كفر حيناً و لم يكفر حيناً آخر فبينت حجته و لم أجعل قوله حجة
أما هل أصاب أو لا فلتفتح لها موضوعاً آخر لو تكرمت حتى لا يلتبس الموضوعين
أما قولك: 1ـ أن لايتصور ولا يعتقد فيه إلا أنه سبب فقط لامتصرف ولا موجد ولا مستقل بشيء من الأمور ولا شريك لله في شيء منها.
هل تعني الحي أو الميت، و إن كنت تعني الميت فكيف يكون الميت سبب
لذلك أرجوك رجاء ما دمت تتكلم في العذر بالجهل عموماً و ليس عند الشيخ فقط فافتح موضوعاً جديداً حتى لا يتشعب الموضوع كما قلت أنت يا أخي لأنه فعلاً تشعب بهذه الطريقة و أصبح موضوعين في موضوع، بداية الموضوع في تحرير قول ابن عبد الوهاب فانتهينا من ذلك، ثم صرنا نناقش في موضوع آخر و هو هل أصاب أو لا، ثم اعلم أن أئمة الدعوة نقلوا عن ابن تيمية أن عدم عذر المشرك بالجهل مجمع عليه و ليس فقط قال به بعض السلف و هو الذي يسمى الكافر الجاهل و أنه بذلك يفارق الكافر الجاحد و المعاند فلا يقع هذا مع الجهل، لكن لا أريد أن أخرج عن الموضوع الذي في الأول و هو رأي الشيخ ابن عبد الوهاب، فإذا أردت أن تناقش أصاب أو لا فليكن في موضوع خاص بارك الله فيك
انظر ما نقله الشيخ عبد الله أبا بطين عن ابن تيمية:
(فقد جزم رحمه الله في مواضع كثيرة: بكفر من فعل ما ذكره من أنواع الشرك, وحكى إجماع المسلمين على ذلك , ولم يستثن الجاهل ونحوه. وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}.وقال عن المسيح إنه قال: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}.فمن خص ذلك الوعيد بالمعاند فقط, وأخرج الجاهل والمتأول والمقلد: فقد شاقَّ الله ورسوله، وخرج عن سبيل المؤمنين. والفقهاء يصدِّرون باب حكم المرتد: بمن أشرك بالله. ولم يقيِّدوا ذلك بالمعاند. وهذا أمر واضح ولله الحمد)
(واختيار الشيخ تقي الدين في الصفات: أنه لا يكفر الجاهل، وأما في الشرك ونحوه: فلا)
و قال الشيخ عبد الله: والفقهاء رحمهم الله: يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: وأنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه /: نطقا, أو فعلا, أو شكا, أو اعتقادا. وسبب الشك: الجهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:16]ـ
عندي سؤال ... ما الضابط في تحديد الخفي من الظاهر ... و ما حد الأصول التي يكفر بتركها و الفروع التي لا يكفر بتركها ....
أما أبا بطين فذاك فهمه لكلام ابن تيمية و هو لا شك فهم خاطئ لأن من هم أعلم من أبا بطين لم يحكوا ذلك عن ابن تيمية ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 12:27]ـ
أخونا الفاضل ابن الوزير
أئمة الدعوة يفرقون بين الخفي و الظاهر لكن في الكفر و ليس في الشرك، لكن هذا أيضاً موضوع آخر و لعلنا لا نطيل فيه
و هناك تعبيرات أخرى يستعملونها قد تحدد الخفي من الظاهر
فقد قال الشيخ عبد الله بن جبرين من المعاصرين، إن المعلوم من الدين بالضرورة يختلف من بلد إلى بلد
قلت: فإذا أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة كفر عندهم
و أحياناً يقولون يكفر إذا كان لا يجهله مثله، أما إذا كان يجهله مثله فهو معذور
و أحياناً يقولون يعذر إذا كان في بادية بعيدة، أو حديث عهد بكفر
و ما إلى ذلك لكن هذا كله في الكفر و ليس في الشرك
و جزاك الله خيراً
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:10]ـ
يا أخي أنا أسألك من فرق من السلف لأن شيخ مشايخنا الجبرين ـ أطال الله عمره ـ قوله ليس حجة ...
و أنا لا أريد شرحا لمذهب أيمة الدعوة, فأنا أعرفه جيدا فقد وفقني الله و نخلت كتبهم نخلا و حتى كتب من تصدى لشرح مذهبهم ..
كالشيخ علي الخضير و ناصر الفهد و أحمد الخالدي ـ فك الله أسرهم ـ, لكن السؤال ما الدليل على ما ذهب إليه علماء نجد؟؟؟؟؟ أجب يا أخي ....
و الشيخ عذر الساحر و هو مشرك ... كيف تخرج ذلك على مذهبه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 02:24]ـ
قولك: لكن السؤال ما الدليل على ما ذهب إليه علماء نجد؟؟؟؟؟ أجب يا أخي
ماذا كنا نقول من الصبح ألم نذكر أدلة ابن تيمية و أبابطين!
و أنا إذا نقلت لك قول عالم فلا أريد أنه حجة، فلا داعي كلما نقلت لك كلام عالم أن تقول هو ليس بحجة فنحن نعرف
أما قول الشيخ في الساحر فهو الذي كل موضوعنا عنه و كل ما قلت هو عنه، فعذر الساحر بالجهل يكون من التعذيب و ليس من التسمية بالمشرك، و لو أنك قرأت المداخلات السابقة و فهمتها لما كان هنا داعي للسؤال
و إذا أردت أنقل نصه الذي عذر فيه الساحر من التسمية بالمشرك
و الله سبحانه يقول " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " و لم يقل و ما كنا مسمين، بل الله سبحانه سمى المشرك مشركاً قبل قيام الحجة قال تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله "
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 02:35]ـ
الظاهر أنك أخي الفاضل لم تطلع على أقوال أيمة الدعوة .... و أنا أتكلم عن دليل التفريق من الشرع و أقوال السلف الصالح من أهل القرون المفضلة ....
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 04:05]ـ
قولك: أقوال السلف الصالح من أهل القرون المفضلة
باب ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق
4636 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن بن جريج وقال عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود كانت لكلب بدومة الجندل وأما سواع كانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت
صحيح البخاري ج 4 ص 1398
لماذا سماهم ابن عباس عباد أوثان أي مشركين مع عدم العلم؟!
و إذا كان أبا بطين لم يفهم ابن تيمية و أنا لم أفهم أبابطين و لا أئمة الدعوة فلماذا المذاكرة معي و لماذا نخل كتب أئمة الدعوة إذا كانوا لم يفهموا ابن تيمية؟
و بالنسبة لقولي هذا: و الله سبحانه يقول " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " و لم يقل و ما كنا مسمين، بل الله سبحانه سمى المشرك مشركاً قبل قيام الحجة قال تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله "
قلت بعده: و أنا أتكلم عن دليل التفريق من الشرع
أليس الآيتين من الشرع
وفقك الله
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 04:49]ـ
و الله هذه من الفلسفة في فهم كتاب الله تعالى ....
هل نفى الله العذاب عنهم في الدنيا أو الأخرة؟؟؟؟
و على هذا المذهب الحكومات التي تتحاكم إلى الأمم المتحدة كلها مشركة ـ أقصد الأنظمة دون الشعوب ـ فإذا أقمنا عليها الحجة كفرت بالله تعالى .... أيمكن أن تقول هذا .... و لا تنكر أنهم لا يتحاكمون ... فهذه حقيقة ...
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 05:28]ـ
يقول الشيخ أبو بصير:" ليس كل ما قيل في الكافر الجاهل يصح أن يقال في المسلم الجاهل، لاختلاف صفة وحال كل منهما عن الآخر؛ فالأول كافر جاهل بالتوحيد ولم يسمع بدين الرسل قط، والآخر موحد ناطق لشهادة التوحيد مؤمن بما جاءت به الرسل ولو على وجه الإجمال.
وعليه لا يصح أن نحمل أحاديث أهل الفترة التي قيلت بخصوص الكافر الجاهل الذي لم يسمع بدعوة الرسل قط، على المسلم الذي أقر بالتوحيد وبالرسالة، وسمع بدعوة الأنبياء والرسل"
و البقية في الطريق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 05:56]ـ
نفي العذاب في الدنيا و الآخرة ما لم تقم الحجة
و باقي الكلام يدخلنا في موضوع ثالث و ليس ثان فقط
و هل تريد أن تجعل كل المواضيع في موضوع واحد و تريدني أتابع معك مواضيعاً لا تنتهي؟!
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:01]ـ
السلام عليكم
من اعجب ما وقع في مسالة حجية الفطرة ما احتج به احد الافاضل بقوله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم
واشهدهم على انفسهم الاية فقيل له:لكنا لا نذكر هذا العهد فقال: لا , انا اذكره
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 12:53]ـ
يا أبا العباس من قال لك أن مدحت الفراج خالف السلف أثبت كلامك بالدليل والكلام دون دليل كل يجيده حتى الخبازين
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 04:11]ـ
لي هنا وجهة نظر ألاوهي:
أن العبرة بحصول البلاغ ... فهي اللفظة الشرعية الواردة في النصوص الشرعية
فإن كان هناك بلاغ فقد قامت عليه الحجة
وإن لم يحصل بلاغ لم تقم الخجة
وكفى
ولانحتاج تعمقات في هذه المسألة التي أشغلت كثير من طلاب العلم
والله أعلم
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 06:59]ـ
التفريق بين من يباشر السحر وبين من يذهب لرجل لأجل العطف أو الصرف
وكثير منهم لا يعلم أنه ساحر كأن يظن أنه يقرأ
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 02:50]ـ
اخي صاحب النقب لاخلاف في وصف غير المسلم بالكفر او الشرك .. ممن لم تبلغهم الرسالة أو الحجة .. ولكن في دخولهم النار لقول الله (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا) ..
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 02:50]ـ
1 التفريق الذي ذكره ائمة الدعوة النجدية فيمن يعمل الشرك من امة الاسلام ولم تقم عليه الحجة يسمى مشركا ولايكفر لم يسبقهم احد من السلف اليه.
2 ابن تيمية له كلام واضح في العذر بالجهل ومن اراد ان يثبت العكس عليه ان يأتي بأقوال ابن تيمية لا اقوال ائمة الدعوة النجدية عن ابن تيمية.
3 لم اجد كلام لمحمد بن عبد الوهاب يقول فيه بهذا التفريق لكني وجدت كلاما لابناء الشيخ وحمد بن ناصر تلميذه يقول بهذا لكن طلبي ممن ينسبون هذا القول للشيخ محمد رحمه الله ان ينقلوا لنا كلام الشيخ محمد في التفريق.(/)
إخوتي الكرام سؤال هام عن السلفية وأهل الس*
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 10:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - هل صحيح ان مصطلح السلفية اخص من مصطلح اهل السنة والجماعة
2 - هل صحيح ان نقول بان الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من اهل السنة والجماعة الا ان الحديث عن انتمائه للسلفيين لا بد فيه من التفصيل ... افيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 04:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - هل صحيح ان مصطلح السلفية اخص من مصطلح اهل السنة والجماعة
2 - هل صحيح ان نقول بان الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من اهل السنة والجماعة الا ان الحديث عن انتمائه للسلفيين لا بد فيه من التفصيل ... افيدونا جزاكم الله خيرا
السلفية وأهل الأثر وأهل الحديث والطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأهل السنة والجماعة كلها أسماء لمسمى واحد ......
والغريب كما ذكرت أن الكثير يقر بذلك نظريا لكن عند الكلام على الأشخاص يفرقون فيقول فلان ليس بسلفي , فتسأله: ليس من أهل السنة والجماعة؟ فيتغير الجواب ....
وبصراحة وقع بعضهم فيما أنكره على غيره من التفريق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ....
قد أكون مخطئا وننتظر مشاركة المشايخ ...
ملاحظة:
في العنوان: سؤال هام وهو خطأ شائع وصوابه مهم فنعوذ بالله من كل شيطان وهامة (ابتسامة)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 04:34]ـ
هناك فقط فرق بين الطائفة المنصورة و الفرقة الناجية ..... لأنه يمكن أن تكون طائفة مجاهدة و هي على مذهب المعتزلة مثلا ...
أما السلفية ... إلخ ... فالعبرة بالمعاني ... و إلم يكن الحافظ ابن حجر سلفيا فمن السلفي إذن ..
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 04:50]ـ
حمل واستمع:
ابن عثيمين:
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/oth_ahlassnah1.rm
صالح آل الشيخ:
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/sal_salafyah.rm
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم {6149} {2/ 164}:
"س: أريد تفسيراً لكلمة السلف ومن هم السلفيون. . .؟
ج: السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة، ولما سئل صلى الله عن الفرقة الناجية قال: "هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ... ".
وجاء في الفتوى رقم {1361} {1/ 165}:
"س: ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج: السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو: عبدالله بن قعود، عضو: عبدالله بن غديان، نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي،
الرئيس: عبدالعزيز بن باز
السؤال
هل هناك فرق بين " الفرق الناجية " و " الطائفة المنصورة "؟.
الجواب
أبدًا، " الفرقة الناجية " هي " المنصورة ". لا تكونُ " ناجيةً " إلا إذا كانت " منصورةً "، ولا تكون " منصورةً " إلا إذا كانتْ " ناجيةً "، هذه أوصافُهم: " أهلُ السنةِ والجماعة "، " الفرقة الناجية "، " الطائفة المنصورة ".
ومن أراد أن يفرق بين هذه الصفات، ويجعل هذه لبعضهم وهذه لبعضهم الآخر؛ فهو يريد أن يفرق أهل السنة والجماعة، فيجعل بعضهم فرقة ناجية، وبعضهم طائفة منصورة.
وهذا خطأ؛ لأنهم جماعة واحدة، تجتمع فيها كل صفات الكمال والمدح، فهم " أهل السنة والجماعة "، وهم " الفرقة الناجية "، وهم " الطائفة المنصورة "، وهم " الباقون على الحق إلى قيام الساعة "، وهم " الغرباء في آخر الزمان ".
(يُتْبَعُ)
(/)
محاضرة ألقاها الشيخ صالح الفوزان بمدينة الطائف يوم الاثنين الموافق 3/ 3/1415هـ في مسجد الملك فهد بالطائف.
وهذه فتوى للشيخ البراك:
http://islamlight.net/albarrak/sounds/save/fawaid/a9.rm
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:58]ـ
السلفية وأهل الأثر وأهل الحديث والطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأهل السنة والجماعة كلها أسماء لمسمى واحد ......
والغريب كما ذكرت أن الكثير يقر بذلك نظريا لكن عند الكلام على الأشخاص يفرقون فيقول فلان ليس بسلفي , فتسأله: ليس من أهل السنة والجماعة؟ فيتغير الجواب ....
وبصراحة وقع بعضهم فيما أنكره على غيره من التفريق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ....
قد أكون مخطئا وننتظر مشاركة المشايخ ...
ملاحظة:
في العنوان: سؤال هام وهو خطأ شائع وصوابه مهم فنعوذ بالله من كل شيطان وهامة (ابتسامة)
بورك فيك اخي ابا عبد الرحمن
فاخوك لم يقف على قول لاحد اهل العلم يطلق القول في مثل الحافظ رحمه الله بالسلفية بل اغلب من وقفت على اقوالهم يذهبون الى التفصيل عند الجواب على مثل هذا السؤال مع انهم يجزمون بان الحافظ رحمه الله من اهل السنة والجماعة وهذا هو سر الاشكال فاخوك صار متهيبا من اطلاق وصف السلفية -هكذا- دون تفصيل فاذا وقفت على ما يزيل هذا "الاشكال" فلك من اخيك خالص الدعاء ولك شكر مثله على تنبيهك القيم بورك فيك
والتفصيل المقصود هو:
ما جاء في جواب على السؤال الأول من الفتوى رقم (5082):
رابعا: موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها - أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود.
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي.
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 07:04]ـ
هناك فقط فرق بين الطائفة المنصورة و الفرقة الناجية ..... لأنه يمكن أن تكون طائفة مجاهدة و هي على مذهب المعتزلة مثلا ...
أما السلفية ... إلخ ... فالعبرة بالمعاني ... و إلم يكن الحافظ ابن حجر سلفيا فمن السلفي إذن ..
اخي المالكي ارجوا ان لا تظن باخيك سوءا فقصده من السؤال الاستفادة لا غير ... فارجوا ان تفيده في حكم اطلاق وصف "سلفي" في حق الحافظ رحمه الله على ان تكون ادلتك مزينة باقوال لاهل العلم المعتبرين وهل يصح تفريقنا بين من هو سلفي "حقا" ومن هو سلفي"حكما" ام ان كل كلامي من الباطل المنهي عنه .. جزيت الجنة
ـ[المستبصر]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 09:55]ـ
اطلاق مصطلح السلفي لم يكن معروفا بهذه الصورة في القرون الماضية ولا أيام السلف ولو كان معروفا لنقل لنا ولعرفناه لكن بعض أهل العلم تسموا به وقصدوا به ما قصدوا بمصطلح أهل السنة والجماعة واستحبوا التلقب به.
والذي أذكره من كلام الشيخ ابن عثيمين هو أنه يجوز التلقب بهذا اللقب ما لم يؤدي الى فتنة وتحزب.
هناك بعض من يدعي السلفية أخرجوا كثيرا من علماء السنة المعاصرين عن السلفية وصفوهم عن بكرة أبهم وجعلوهم من أهل البدع وقالوا السلفية أخص من أهل السنة ويجب التسمي بالسلفي أو تكون من أهل البدع وحرفوا كلام العلماء كابن باز والالباني. وكل من وجدوا عنده هفوة أخرجوه من سلفيتهم وهذا الذي أظن أن الشيخ ابن عثيمين قد حذر منه والله تعالى أعلم
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 10:18]ـ
وقالوا السلفية أخص من أهل السنة ويجب التسمي بالسلفي أو تكون من أهل البدع وحرفوا كلام العلماء كابن باز والالباني.
أرجو منك أخي الكريم أن تذكر البينة على هذه الدعوى من كتاب أو شريط ....
وأنا معك أن كثيرا من الشباب وقع في الغلو وصنفوا كثيرا من المشايخ بغير حق لكننا نناقش هذه المسألة من حيث التأصيل وكلام أهل العلم فالانتساب للسلف مشروع يقول شيخ الإسلام كما في مجموع فتاويه:
لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا. اهـ
والإساءة من بعض أفراد السلفية لايسوغ لنا منع الانتساب للسلف وإلقاء اللوم على الجميع والله أعلم وجزاك الله خيرا .....
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 03:02]ـ
التسمى بالسلفية فيها خلاف طويل عريض بين العلماء وأحسن ما قرأت هو كلام للشيخ ناصر العقل يرى التفصيل بأنه ثم أناس فى منطقة ما يحتاجون لهذا الاسم وأناس أخرين لا يحتاجونه فلا يجوز التسمى به الا لمن يحتاج له
والشيخ سعيد عبد العظيم يقول افرض انا اتيحت لى الفرصة فى قناة فضائية وسالونى ما منهجك الذى تدعو اليه فسأقول السلفية (فى دقيقة) وبهذ اكن قلت ما اريده فى الوقت المحدد اما أن قلت الاسلام فثم صوفية واشاعرة ووو يقولون انهم الاسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 02:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محاورة لطيفة جرت بين الشيخ الألباني وبين رجل يرفض التسمي بالسلفيّة وهي في شريط اسمه "لماذا ننتسب إلى السلفيّة؟ ".
قال الشيخ: إن قيل لك ما مذهبك فما أنت قائل؟
قال الرجل: مسلم، قال الشيخ: هذا لا يكفي!!!
قال الرجل: لقد سمّانا الله المسلمين وتلا قوله تعالى: "هو سمّاكم المسلمين".
قال الشيخ: هذا جواب صحيح لو كنا في العهد الأول قبل انتشار الفرق الضالة، فلو سألنا أي مسلم من هذه الفرق التي تختلف معها جذريّاً في العقيدة لما اختلف جوابه عن هذه الكلمة، فكلّهم يقول الشيعي الرافضي والخارجي والدرزي والنصيري العلوي أنا مسلم، إذاً هذا لا يكفي في هذه الأيام.
قال الرجل: إذاً أقول أنا مسلم على الكتاب والسنّة
قال الشيخ: أيضا هذا لا يكفي!!! قال الرجل: لماذا؟!!
قال الشيخ: هل تجد واحداً من الفرق الضالة يقول أنا مسلم لست على الكتاب والسنّة .. فمن الذي يقول أنا لست على الكتاب والسنّة!!! ثم أخذ الشيخ يبيّن له أهميّة التقيّد بالكتاب والسنّة بفهم السلف الصالح لهما، وأن هذا هو الخلاف بيننا وبين الفرق الضالة فهم يقدّمون فهمهم للكتاب والسنّة على فهم سلفنا الصالح لهما.
قال الرجل: إذاً أنا مسلم على الكتاب والسنّة بفهم السلف الصالح، قال الشيخ: إذا سألك سائل عن مذهبك فهل تقول له ذلك؟ قال الرجل: نعم،
فقال الشيخ رحمه الله: فما رأيك أن تختصرها لغة لأن خير الكلام ما قلّ ودلّ فتقول: أنا سلفي!!!
ـــــــــــــــــــــ
والحافظ ابن حجر رحمه الله لم يكن سلفيا في الإعتقاد فهو أشعري وأصوله أشعرية, مع اعترافنا بعلمه وفضله وخدمته للسنة, ونحبه على ما بذل من علم وتأليف ... إلخ, لكن هذا لا يجعلنا أن نقول بأنه سلفي العقيدة, وهناك كتاب للشيخ علي الشبل -حفظه الله- يبين عقيدة الحافظ -رحمه الله-.
وفرق بين من أوَّل وأصله التأويل, وبين من أوَّل وأصله الإثبات لكن لم يثبت عنده الحديث وما أشبه ..
وهذا القول وسط بين من يجعل الحافظ رحمه الله سلفيا وبين من يجافيه ويسبه بل بعض الحمقى لا يترحم عليه.
وأما ما نقلته من فتوى اللجنة -وفقها الله وسدد خطاها- ففيه أن ابن حجر والنووي وغيرهم هم من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة ... إلخ
وهذا القول يقوله بعض أهل العلم, فمنهم من يقول الأشاعرة هم أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة, وبعضهم لا يقول بذلك في الطائفة بل ينزلها على الأفراد, فيقول فلان من أهل السنة فيما وافق فيه أهل السنة ..
لكن في التحقيق, الصحيح المنع من ذلك, لأنه لو فتح الباب لقيل المعتزلة من أهل السنة فيما وافقوا أهل السنة, والرافضة والإباضية وو ... إلخ
فتصبح لفظة أهل السنة لا مدح فيها, وأيضا ليس كل من وافق أهل الدار صار من أهل الدار.
والكلام في هذه المسألة يطول.
والموضع تحت النقاش للفائدة
وبالله التوفيق
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 10:26]ـ
عقيدة ابن حجر والنووي
أجاب عنها: د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
أضيف في: 6 - 8 - 2008
السؤال:
سمعت بعض طلاب العلم يصف ابن حجر والنووي بأنهما أشاعرة، ونحن نعلم أن لديهم تأويل في بعض الأسماء والصفات، لكن هل يستقيم بأن ينسبون إلى الأشاعرة على الإطلاق، أفيدونا أحسن الله إليكم؟
الجواب:
فإن الإمام النووي - رحمه الله - من الأئمة الكبار والعلماء الربانيين، وقد كتب الله لمؤلفاته القبول والانتشار، ولم يكن الإمام النووي - رحمه الله - أشعرياً محضاً، فإنه وإن وافق الأشاعرة في تأويل جملة من صفات الله - تعالى - أو تفويضها، إلا أن اشتغاله بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفظه عن الوقوع في كثير من مزالق الأشاعرة.
وكذا الحافظ ابن حجر، فإنه من الأئمة الأعلام، والجهابذة المحققين، وقد وافق الأشاعرة في تأويل صفات ٍ لله - تعالى - أو تفويضها، لكن نقد الأشاعرة في جملة من عقائدهم كمسألة الإيمان وأول واجب على المكلف.
ونوصي السائل وسائر إخواننا بالاشتغال بما ينفع، والاهتمام بكتب هذين الإمامين لاسيما (رياض الصالحين) و (الأذكار) و (شرح صحيح مسلم للنووي)، (وفتح الباري) لابن حجر، وأن لا يحكم على الأشخاص إلا بعلم وعدل، وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.soutulhaq.com/Show_archiv.php?cat=fatawa&id=204
ـ[الرابية]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 11:22]ـ
كتب صاحب لقب (الليث بن سراج)
والحافظ ابن حجر رحمه الله لم يكن سلفيا في الإعتقاد فهو أشعري وأصوله أشعرية, مع اعترافنا بعلمه وفضله وخدمته للسنة, ونحبه على ما بذل من علم وتأليف ... إلخ, لكن هذا لا يجعلنا أن نقول بأنه سلفي العقيدة, وهناك كتاب للشيخ علي الشبل -حفظه الله- يبين عقيدة الحافظ -رحمه الله-.
كلام ابن عثيمين عنه في شرح الأربعين وكذا سفر الحوالي في كتابه منهج الأشاعرة في الأعتقاد
عن أبن حجر رحمه الله
قال الشيخ سفر حفظه الله
موقف ابن حجر من الأشاعرة
إن الحافظ في الفتح قد نقد الاشاعرة باسمهم الصريح وخالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم فمثلا خالفهم في الإيمان وإن كان تقريره لمذهب السلف فيه يحتاج لتحرير ونقدهم في مسألة المعرفة وأول واجب على المكلف في أول كتابه وآخره {الفتح1\ 46 (3\ 357ـ361 (13\ 347ـ350
كما انه نقد شيخهم في التأويل (ابن فورك) في تأويلاته التي نقلها عنه في شرح كتاب التوحيد من الفتح وذم التأويل والمنطق ومرجحا منهج الثلاثة القرون الأولى كما أنه يخالفهم في الاحتجاج بحديث الآحاد في العقيدة (نفس المواضع في الإحالة) وغيرها من الأمور التي لا مجال لتفصيلها هنا
والذي أراه أن الحافظ -رحمه الله-أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الإسلام في درء تعارض العقل و النقل ووصفهم بمحبة الآثار و التمسك بها لكونهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ضانين صحتها عن حسن نية ............. )
المرجع (منهج الأشاعرة في العقيدة)
ويقول ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين289
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وامثالهما للأشاعرة ونقول هما من الأشاعرة
الجواب لا لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة
وما أحسن ماكتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم ............ )
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 11:32]ـ
يا سلفيون ..... إياكم والتعصب ..... إياكم والتحزب
______________________________ __________
من المهم أن نعرف أن الشيوخ ليسوا معيارا للحق و أن أبعد الناس من التعصب المذموم هم السلفيون.
و أنا أعجب من الشباب السلفي أن يوجد عندهم أعراض التعصب المذموم و بعض تصرفات الحمية الجاهلية حتى ممن ينتسبون إلى السلفية هنا في نلاحظ و نسمع أشياء كل الشيوخ يتبرأون منها.
من ذلك:
- المسالك الحزبية أو العصبية.
- التمحور حول شيخ بعينه فمن خالفه فهو على باطل.
(هذا انحراف عن المنهج)
فالشيوخ ليسوا هم معيارا للحق بل المنهج حاكم على الجميع.
فعبارة " من لم يكن معنا فهو علينا " هذه تساوي " الحلف الجاهلي " الذي أبطله رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله " لا حلف في الإسلام " فهذه جاهلية."
اللي مش معانا يبقى علينا " هذا منطق جاهلي ليس من الإسلام في شيئ.
لكن قدر الولاء للشخص يتحدد بقدر التزامه بالمنهج و خدمته لهذا المنهج.
هذه هي الموازين التي نقيس بها الناس.
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 02:34]ـ
أخي أبو الخطاب فؤاد السنحاني .. وفقك الله
أنا لا أدري ما سبب هذا الغضب, ثم من أين لك بأن تصفني بالتعصب, أخرج لي من كلامي ما يفيد بأني أتعصب لأحد بعينه .. !!
أم أنه الهوى وحب الوقيعة .. ثم قولك يا سلفيون أيا كم والتعصب .. من تعصب لأحد فاذهب إليه وخاطبه وناصحه.
أما أن يتكلم البعض عن السلفية والسنة والبدع ثم يُتهم بالتعصب, فهذا والله من الظلم والبغي.
وأنا قلت الموضوع تحت النقاش للفائدة, حتى يأتي الإخوة بنقول ومشاركات لنستفيد منها, ونعرف من خلالها الصواب, فإن استطعت أن تشاركنا بالمفيد فحيهلاً بك, وإن لم تستطع فنصيحتي لك بأن تشتغل بما ينفعك, وانقلع عنا.
شارك بأدب أو انقلع بلا عتب.
ـــــــــــــــــــــــ
ثم الإخوة الذين نقلوا عن المشائخ, الشيخ سفر والشيخ اللعبداللطيف حفظهم الله, أقول جزاكم الله خيرا على هذه النقولات المفيدة.
لكن هل هم من أهل السنة في الجملة, أم مطلقا؟ إذ هم في التحقيق نقول عنهم إما مفوضة أو معطلة, لأنه يستحيل أن يكون صاحب عقيدة سنية في الأسماء والصفات ثم يعطل أو يؤول.
لأنه إن قلنا فلان عقيدته في الأسماء والصفات على طريقة السلف, وإذا هو يعطل أو يؤول, فالتعطيل يناقض الإثبات وكذلك التفويض.
والحافظ -رحمه الله- نقض قول الأشاعرة في الإيمان, لكنه في الحقيقة قال بقول طائفة منهم, وهو القول بأن الأعمال شرط في كمال الإيمان, وهذا قول بعض الأشاعرة.
والسؤال: أن الحافظ -رحمه الله رحمة واسعة- وقع في التفويض والتأويل في كثير من الصفات, فهل المفوض أو المؤول هو عين المثبت على طريقة السلف ... ؟
أرجو من الإخوة المشاركة حتى نستفيد, فربما علم أحدهم شيئا وخفي علينا ..
وهذا لا يعني أننا نقدح في الإمام ابن حجر ولا النووي ولا غيرهم بل هم مجتهدون فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد.
وغيرهم كثير ممن نحبهم ونجلهم كالباقلاني وابن الجوزي والبيهقي وغيرهم من أئمة الإسلام.؟
ووقوع الحافظ وغيره من العلماء من الذين خدموا هذا الدين, هذا لاينفي كونهم من أئمة الإسلام .. فلننتبه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرابية]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 05:34]ـ
أخي الليث بارك الله فيك أنصحك بمرجعة موضوع (تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله الى الأشاعرة) كتبه المسيطير
وقد كتبت قبل ذلك عن نسبة ابن حجر والنووي للأشاعرة
لكن موضوع المسيطير أكثر فائدة لكثرة النقاش فيه
ومما فيه
في كتاب العلم للشيخ: محمد العثيمين رحمه الله:
98ـ سئل الشيخ ـ غفر الله له ـ: ما قولكم فيما يحصل من البعض من قدح في الحافظين النووي وابن حجر وأنهما من أهل البدع؟
وهل الخطأ من العلماء في العقيدة ولو كان عن اجتهاد وتأويل يلحق صاحبه بالطوائف المبتدعة؟
وهل هناك فرق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية؟
فأجاب فضيلته بقوله:
إن الشيخين الحافظين (النووي ابن حجر) لهما قدم صدق ونفع كبير في الأمة الإسلامية ولئن وقع منهما خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما لهما من الفضائل والمنافع الجمة ولا نظن أن ما وقع منهما إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ ـ ولو في رأيهما وأرجو الله تعالى أن يكون من الخطأ المغفور وأن يكون ما قدماه من الخير والنفع من السعي المشكور وأن يصدق عليهما قول الله تعالى) ِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (هود: من الآية114).
والذي نرى أنهما من أهل السنة والجماعة، ويشهد لذلك خدمتهما لسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم وحرصهما على تنقيتها مما ينسب إليها من الشوائب، وعلى تحقيق ما دلت عليه من أحكام ولكنهما خالفا في آيات الصفات وأحاديثها أو بعض ذلك عن جادة أهل السنة عن اجتهاد أخطئا فيه، فنرجو الله تعالى أن يعاملهما بعفوه.
وأما الخطأ في العقيدة: فإن كان خطأ مخالفاً لطريق السلف، فهو ضلال بلا شك ولكن لا يحكم على صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة، وأصر على خطئه وضلاله، كان مبتدعاً فيما خالف فيه الحق، وإن كان سلفيًّا فيما سواه، فلا يوصف بأنه مبتدع على وجه الإطلاق، ولا بأنه سلفي على وجه الإطلاق، بل يوصف بأنه سلفي فيما وافق السلف، مبتدع فيما خالفهم، كا قال أهل السنة في الفاسق: إنه مؤمن بما معه من الإيمان، فاسق بما معه م العصيان، فلا يعطي الوصف المطلق ولا ينفى عنه مطلق الوصف، وهذا هو العدل الذي أمر الله به، إلا أن يصل المبتدع إلى حد يخرجه من الملة فإنه لا كرامة له في هذه الحال.
وأما الفرق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية: فلا أعلم أصلاً للتفريق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية لكن لما كان السلف مجمعين فيما نعلم على الإيمان في الأمور العلمية الحيوية والخلاف فيها إنما هو في فروع من أصولها لا في أصولها كان المخالف فيها أقل عدداً وأعظم لوماً. وقد اختلف السلف في شيء من فروع أصولها كاختلافهم، هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في اليقظة واختلافهم في اسم الملكين اللذين يسألان الميت في قبره، واختلافهم في الذي يوضع في الميزان أهو الأعمال أم صحائف الأعمال أم العامل؟ واختلافهم هل يكون عذاب القبر على البدن وحده دون الروح؟ واختلافهم هل يسأل الأطفال وغير المكلفين في قبورهم؟ واختلافهم هل الأمم السابقة يسألون في قبورهم كما تسأل هذه الأمة؟ واختلافهم في صفة الصراط المنصوب على جهنم؟ واختلافهم هل النار تفنى أو مؤبدة، وأشياء أخرى وإن كان الحق مع الجمهور في هذه المسائل، والخلاف فيها ضعيف.
وكذلك يكون في الأمور العملية خلاف يكون قويًّا تارة وضعيفاً تارة.
وبهذا تعرف أهمية الدعاء المأثور: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال:
سائل يقول: هناك من يحذر من كتب الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى، ويقول: إنهما ليسا من أهل السنة والجماعة، فما الصحيح في ذلك؟
الجواب:
لهم أشياء غلطوا فيها في الصفات، ابن حجر والنووي وجماعة آخرون، لهم أشياء غلطوا فيها، ليسوا فيها من أهل السنة، وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يحرفوه هم وأمثالهم ممن غلط.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون.
لعل هذا يكفي بارك الله فيك فيما نقل عن هذين العلمين
الكبيرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 07:15]ـ
إلى من يبلغه من شباب وشيوخ وكهول المسلمين،
إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إن هذه الألفاظ (المهاجرون، الأنصار، الصحابة، التابعون) ليست نسبة عرقية أوفرقية أوطائفية أو حزبية بل هي أعمال صالحة قام بها أولئك القوم الكرام ولم يتسموا هم بها، ولكن سماهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بها خصوصاً لهم هم دون سواهم تزكية لهم و تفضيلاً لهم كما قال تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة100.
لكنها ليست تزكية لمن جاء من بعدهم من أبنائهم ولم يصحب النبي صلى الله عليه آله وصحبه وسلم، لكنها توجب له حقوقاً زائدة علينا وعلى المسلمين فبسندنا إلى الإمام مسلم في الصحيح قال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "
و حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ
، ثم سماهم المسلمون بها ولم يسموا بها غيرهم من المسلمين الذين هاجروا بعد ذلك، ولا الذين نصروا الدين، كما قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الأنفال72. وقال:
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} الأنفال74.وقال:
{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} التوبة117.
ولاشك في أن الذين اتبعوهم بإحسان فيهم من هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام لكن لايقال له مهاجر بذلك الاعتبار، ولاشك في أن فيهم من نصر الدين ولكن لايقال له أيضاً أنصاري بذلك الاعتبار، فإن جاز لغةً أن يقال لغيرهم مهاجر أو ناصر للدين لم يجز أن يقال له ذلك شرعاً ولذلك سمى الله ورسوله من جاء بعدهم: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان)، ومما يدل على خصوصيتهم بذلك قول الله تعالى:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الأحزاب35.
فهل يسمى أحد من المسلمين نفسه بـ (صائم، أو مصلي أو مزكي، ... إلخ) أو طائفة من المسلمين تخص نفسها بهذه الأسامي دون الآخرين؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يقل سبحانه في الآية والمهاجرون والمهاجرات والناصرين والناصرات أو والأنصاريين والأنصاريات مما يدل على خصوصهم رضي الله عنهم بهذا الاسم دون غيرهم، ومع ذلك فقد روينا بسندنا إلى الإمام الترمذي في السنن قال:
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول كنا في غزاة قال سفيان يرون أنها غزوة بني المصطلق فكسع (ضربه برجله على إليتيه) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال المهاجري: ياللمهاجرين وقال الأنصاري: ياللأنصار فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما بال دعوى الجاهلية؟! قالوا: رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوها فإنها منتنة " فسمع ذلك عبد الله بن أبي ابن سلول فقال أوقد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " وقال غير عمرو فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله والله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز ففعل قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
والسؤال الهام ... هل سمانا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بهذه الأسماء الجديدة الحادثة: السلفي و السلفيون أم الإخواني والإخوانيون، ام التبليغي والتبليغيون أم التحريري والتحريريون، أم الجهادي والجهاديون. أفلا تعقلون؟!! .. و تتركون التعصب لأسماءٍ سميتموها وأحزابٍ اخترعتموها يا أحبتنا في الله، وهو الذي لايفيدكم في الدنيا ولافي الدين بل يضركم والمسلمين فيفرق صفكم، ويزلزل موقفكم، ويذهب ريحكم، ويمزق جماعتكم، ويطمع فيكم أعداءكم؟! حتى يكفر بعضكم بعضا ويفسق بعضكم بعضا ويقتل بعضكم بعضا وياللعجب: ليدخل الجنة بقتل أخيه. وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قتل المنافقين حتى لا يقول الناس إن محمداً صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقتل أصحابه فيصدهم ذلك عن الدخول في الإسلام خوف القتل .. أخارجية عصرية!! وقد وصانا نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في حجة الوداع: " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " .. يا أحبتنا: لو سألنا أي واحد فيكم هذا السؤال: هل يجوز بقاء هذه الدول الإسلامية المتفرقة أم يجب عليها أن تتحد وتأتلف في دولة واحدة؟ .. فما الجواب؟ ..
الجواب لايجوز هذا التفرق إلى دول كثيرة وكيانات صغيرة بل يجب أن تكون دولةً واحدة؟ ...
فهل ياترى لا يجوز قيام دول كثيرة للمسلمين تبلغ كل دولة منها ملايين البشر أو عشرات الملايين أومئات الملايين مثل أندونيسيا، و لها جيوشها ولها قوتها الاقتصادية والسياسية وغيرها وفي الوقت نفسه يجوزقيام فرق وأحزاب وجماعات و .. و .. و .. إلخ بأسماء مخترعة، وأعمال مصطنعة تنشأعنها العداوات والتقاتلات والنزاعات الحزبية والفرقية المنتنة في الدولة الواحدة تحت شعار: (هذا منا وهذا ليس منا، ومن ليس معنا فهو ضدنا)، وما يقوله إخواننا الإخوان المسلمون كما يسمون أنفسهم أنهم هم الجماعة الأم وعلى جميع الجماعات الإسلامية أن تتبعهم نقول لهم:
يا إخواننا بارك الله فيكم إن جماعتكم الأم كما تزعمون لها أم كبرى ألا وهي الجماعة، جماعة النبي وأصحابة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن تبعهم من المسلمين إلى يومنا هذا فلترجع الجماعة الأم الصغيرة وجميع بناتها وحفيداتها من الجماعات والأحزاب الإسلامية كما تسمي نفسها إلى الأمة الأم الكبرى (ما أنا عليه وأصحابي) فالله سمانا أمة واحدة ونحن جميعا ً من هذه الأمة , وإن تفرق بعضنا فالإسلام والحق قبل وجودجماعتكم وقدافترقتم ببيعتكم الحزبية وشعاراتكم الإخوانية عن أخوانكم في الإسلام فلتدعوا ذلك ولتعودوا إلى الجماعة، السواد الأعظم، .. وهذا نقوله لباقي الحركات والفرق والأحزاب والجماعات مهما تسمت به من أسامي لاتسمن ولا تغني من جوع .. وإلا فقل لي بربك:
هل لهذه الأحزاب المتفرقة دينيا والجماعات المتجمعة سياسياً بدعواها أنها إسلامية هل لها إله واحد أم آلهة؟ .. وهل لها رسول واحد أم رسل؟ .. وهل لها كتاب واحد أم كتب؟ .. وهل لها سنة واحدة أم سنن؟ .. وهل لها كعبة قبلة واحدة أم كعبات؟ .. إذن فلم الاختلاف؟!! ولم التنازع؟!! .. ولم التفرق ونحن حزب واحد وأمة واحدة نصلي جميعاً، ونحج جمبعاً ونصوم جميعاً!! .. اللهم رحماك!! .. اللهم لطفك!!
اللهم ألف بين قلوب عبادك المسلمين أجمعين ليُعْلُوا كلمتك ويَنْصُرُوا دينك!!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 11:48]ـ
أخي الرببية جزاك الله خيرا على هذا النقل المفيد, ورحم الله الإمام والحافظ ابن حجر والإمام النووي وأئمة المسلمين وغفر لهم ورضي عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك في جميع الاخوة على افادتهم الا ان "الاشكال" لم يحل .. !!
ولا باس بالتذكير به:
جمع كبير من طلبة العلم لا يتحرج في وصف امثال الحافظ ابن حجر رحمه الله بكونه من "اهل السنة والجماعة" مع تحرجه الواضح من وصفه بال"سلفية" هكذا باطلاق فاذا علمنا بان اخواننا هؤلاء لا يفرقون بين مصطلحي "السلفية" و"اهل السنة والجماعة" صار "الاشكال" كبيرا بل قد يصل الحال الى وصف هذا القول ب"التناقض" .... فهل من مجيب؟
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 12:49]ـ
الشيخ ياسين الأسطل وفقني الله وإياك لكل ما يحبه ويرضاه
لا شك أن الإنتساب للأسماء والتحزب سبيل إلى تفرقة الأمة, وأن الأمة لاتجتمع حتى تجتمع جميع الطوائف تحتلواء واحد, وليس هذا فقط لا حتى ترجع إلى الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
لكن هذا الإجتماع المذكور تحت اللواء الحق, ماهي صفاتهم وما الإسم الذي أطلق عليهم.؟
لاشك بأنهم أهل السنة والجماعة, لكن هل ورد لفظ أهل السنة والجماعة في القرآن وفي سنة النبي (ص)؟ الجواب لا.
وهل سماهم الله أو سماهم النبي (ص) بأهل السنة والجماعة.؟ الجواب لا.
وهنا كلام يوضح المراد, قال الشيخ بكر ابو زيد -رحمه الله- (كان السلف الاوائل وهم الصحابة (رضي الله عنهم) قبل بزوغ بذرة التفرق والانشقاق ليس لهم اسم يتميزون به لانهم يمثلون الاسلام والامتداد الطبيعي له لكن لما حصلت تلك الفرق الضالة التي يشملها لفظ اهل الاهواء لغلبة اتباع الهوى عليهم ولفظ اهل البدع لاتباعهم ماهو خارج عن الدين واجنبي عنه واهل الشبهات لانهم يلبسون الحق بالباطل فيشبهون به علىالعامة لبناء خروجهم عن السنة على مرض الشبهة الفاسدة لما حصلت تلك الفرق منتسبة الى الاسلام وهي منشقة عن العمود الفقري للمسلمين ظهرة القابهم-أي السلفيون-الشرعية المميزة بجماعة المسلمين لنفي الفرق والاهواء عنهم سواء ما كان من الاسماء ثابتا لهم باصل الشرع مثل: الجماعة-جماعة المسلمين-الفرقة الناجية الطائفة المنصورةاو بواسطة التزامهم بالسنن امام اهل البدع ولهذا حصل الربط لهم بالصدر الاول فقيل لهم-السلف-اهل الحديث-اهل الاثر-اهل السنة-وهذه الالقاب الشرعية تخالف أي لقب كان لاي فرقة كانت) اهـ
ثم في النسبة إلى أهل السنة والجماعة إذا نظرنا في واقعنا الآن, تجد الصوفي يقول أنا من أهل السنة والجماعة والأشعري كذلك والماتريدي كذلك والسني الحق يقول أنا من أهل السنة والجماعة, فكان لابد وقتها أن يميز السني الحق نفسه من هذه الطوائف ويقول أنا سلفي, نسبة إلى السلف في الفهم والتلقي والوقوف على ما وقفوا.
وحول هذا كان كلام العلامة الألباني الذي ذكرته في إحدى المشاركات السابقة.
ثم ذكرتم -حفظكم الله- أن الله ورسوله لم يرد عنهم تسميتنا بالسلفيين ولابالإخوانيين ولابالتبليغيين وو .. إلخ من أنهم أحزاب ..
أقول ذكر السلفيين مع الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ يجعلهم إحدى الأحزاب, وهذا خطأ, والجواب عنه من وجهين: الوجه الأول هل السلفية حزب؟ والوجه الثاني هل الدعوة السلفية مثل الدعوة الإخوانية والتبليغية وغيرهم؟
/// أما الوجه الأول: هل السلفية حزب؟
/// سئل الشيخ الالباني-رحمه الله-:لماذا التسمي بالسلفية؟ اهي دعوة حزبية ام طائفية ام مذهبية ام هي فرقة جديدة في الاسلام؟
الجواب:-ان كلمة السلف معرفة في لغة العرب وفي لغة الشرع وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية فقد صح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه قال في مرض موته للسيدة فاطمة (رضي الله عنها) - (فاتقي الله واصبري ونعم السلف انا لك) ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف وهدا اكثر من ان يعد ويحصى وحسبنا مثالا واحدا وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هناك من يدعي العلم ينكر هده النسبة زاعما ان لا اصل لها فيقول: لا يجوز للمسلم ان يقول: انا سلفي وكانه يقول لايجوز ان يقول المسلم انا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك لاشك ان مثل هدا الانكار لو كان يعنيه يلزم منه التبرؤ من الاسلام الصحيح الدي كان عليه سلفنا الصالح وعلى راسهم النبي (ص) كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه (ص): (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) فلا يجوز لمسلم ان يتبرا من الانتساب الى السلف الصالح بينما لو تبرا من اية نسبة اخرى لم يمكن لاحد من اهل العلم ان ينسبه الى كفر او فسوق0 0واما الذي ينسب الى السلف الصالح فانه ينسب الى العصمة على وجه العموم وقد ذكر النبي (ص) من علامات الفرقة الناجية انها تتمسك بما كان عليه رسول الله وما كان عليه اصحابه فمن تمسك بهم يقينا على هدى من ربه000ولاشك ان التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي ان نقول (انا مسلم على منهج السلف الصالح) وهي ان تقول باختصار (انا سلفي) 0
/// وسئل الشيخ الفوزان-حفظه الله-هل السلفية حزب من الاحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟
فاجاب: السلفية هي الفرقة الناجية هم اهل السنة والجماعة ليست حزبا من الاحزاب التي تسمى الان احزابا وانما هم جماعة على السنة وعلى الدين هم اهل السنة والجماعة قال (ص) (لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم) وقال ايضا (وستفترق هذه الامة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة –قالوا من هي يارسول الله؟ -قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي) فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ما كان عليه الرسول (ص) واصحابه فهي ليست حزبا من الاحزاب العصرية الان وانما هي جماعة قديمة من عهد الرسول (ص) متوارثة مستمرة لاتزال على الحق ظاهرة الى قيام الساعة كما اخبر (ص) 00 وقال ايضا: كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة ضلالة وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة وحق وهدى قال تعالى (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم) وقال النبي (ص) (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين 000) فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة وانما البدعة التمذهب بغير مذهبهم0
/// والوجه الثاني هل الدعوة السلفية مثل الدعوة الإخوانية والتبليغية وغيرهم؟
أقول نعرف هذا بالمقارنة بين هذه الدعواة ومن خلالها يتضح لنا من هم أهل الحق, وذلك من وجوه.
الدعوة السلفية: دعوة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه سلف الأمة فهي دعوة إلى منهج معصوم، وهو منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأهل القرون المفضلة.
الدعوة الإخوانية: دعوة إلى أشخاص فهي تنسب إلى (حسن البنا)، فهي إذن دعوة محدثة فعمرها لا يزيد عن سبعين سنة.
الدعوة التبليغية: دعوة إلى أشخاص فهي تنسب إلى محمد إلياس الكاندهلوي الذي جمع أربع طرق صوفية (النقشبندية – السهروردية – الجشتية – القادرية) فهي إذاً محدثة لا تزيد عن تسعين سنة.
الوجه الثاني: فكرها؟
الدعوة السلفية: يأخذون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقدمون عليها أي رأي كائنا من كان وكتبهم شاهدة بذلك، فانظر مثلا: السنة للخلال والسنة لعبد الله بن أحمد، والسنة لابن أبي عاصم وغيرها وهم الجماعة لأنهم مجتمعون على السنة.
الدعوة الإخوانية: دعوتهم: مخلطة فهي دعوة سلفية (زعموا)، وطريقة سنية (زعموا)، وحقيقة صوفية (صدقوا).
الدعوة التبليغية: في الأصول على معتقد الأشاعرة والماتريدية وفي السلوك على الأربع الطرق المذكورة في الوجه الأول.
الوجه الثالث: مؤسسها؟
الدعوة السلفية: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الدعوة الإخوانية: حسن البنا الصوفي.
الدعوة التبليغية: محمد إلياس الكاندهلوي الصوفي.
الوجه الرابع: أعلامها؟
الدعوة السلفية: أبو بكر الصديق، وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد وعائشة وحفصة وأنس وأبو هريرة وأبو موسى وعبد الله ابن مسعود وغيرهم ثم الحسن البصري وابن سيرين وسعيد ابن جبير وابن المسيب وغيرهم ثم مالك والأوزاعي والشافعي والقطان والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن تيميّة وابن القيم وابن عبد الوهاب وغيرهم وفي عصرنا هذا ابن باز والألباني والفوزان وابن عثيمين والوادعي وغيرهم ممن سلك دربهم.
الدعوة الإخوانية: حسن البنا، التلمساني الذي يهون من شأن دعاء القبور, والهضيبي صاحب التقريب ببين السنة والشيعة, وحامد أبو النصر, والغزالي المعتزلي, وفتحي يكن الذي يطعن في السلفيين, ومصطفى السباعي الذي أنشد قصيدة أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الشفاء، وصاحب دعوة التقريب أيضا.
الدعوة التبليغية: محمد إلياس الكاندهلوي الصوفي. وإنعام الحسن الديوبندي. وغيرهم من المتصوفة.
الوجه الخامس: معنى حزبية هذه الدعوات؟؟
الدعوة السلفية: الدعوة السلفية ليست حزبا بالمعنى العصري من كونها قامت وله عضوية ومجلس وأعضاء مؤسسون ويعقد الولاء والبراء في بنود الحزب وما شابه ذلك وإنما المقصود أنه حزب بالمعنى اللغوي أي أنهم جماعة اجتمعوا على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، فهم يمثلون حقيقة حزب الله، قال تعالى: ((ألا إن حزب الله هم المفلحون)) ويعقد الحب والبغض عندهم في ذات الله لا غير.
الدعوة الإخوانية: أي أنهم حزب بالمعنى الإصطلاحي المذموم التي وردت النصوص بالتحذير من إقامتها فهم لهم مؤسسون وعضوية ومجلس وأعضاء وتنظيم سري وما شابه ذلك من عقد الولاء والبراء في بنود الحزب وفي ذوات أشخاصهم.
الدعوة التبليغية: يقال فيهم ما قيل في الدعوة الإخوانية.
هذه بعض الفروق بين هذه الدعوات ...
وأقتصر على هذا لانشغالي
وبالله التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك في جميع الاخوة على افادتهم الا ان "الاشكال" لم يحل .. !!
ولا باس بالتذكير به:
جمع كبير من طلبة العلم لا يتحرج في وصف امثال الحافظ ابن حجر رحمه الله بكونه من "اهل السنة والجماعة" مع تحرجه الواضح من وصفه بال"سلفية" هكذا باطلاق فاذا علمنا بان اخواننا هؤلاء لا يفرقون بين مصطلحي "السلفية" و"اهل السنة والجماعة" صار "الاشكال" كبيرا بل قد يصل الحال الى وصف هذا القول ب"التناقض" .... فهل من مجيب؟
من قال بـ (لا فرق بين أهل السنة والسلفية) وقال ما قال فلا شك بأن هذا تناقض وخطأ فاحش.
وإن كان يفرق بين السلفية وأهل السنة, وهذا لا يخرج من كونه إما أنه لا يدري, أو نظر إلى مفهوم أهل السنة بمفهوم عام وهو في مقابلة الشيعة.
فكلامه لا يعول عليه, ولا يلتفت إليه.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:58]ـ
من قال بـ (لا فرق بين أهل السنة والسلفية) وقال ما قال فلا شك بأن هذا تناقض وخطأ فاحش.
وإن كان يفرق بين السلفية وأهل السنة, وهذا لا يخرج من كونه إما أنه لا يدري, أو نظر إلى مفهوم أهل السنة بمفهوم عام وهو في مقابلة الشيعة.
فكلامه لا يعول عليه, ولا يلتفت إليه.
اخي الكريم نحن نتحدث عن مصطلح "السلفية" وليس على مصطلح "غيره" فليس في غيره من الصطلحات خلاف وجميع من تحدث عن هذا المفهوم انما يتحدث عن المعنى "الخاص" لاهل السنة والجماعة وليس المعنى "العام" الذي اشرت اليه وحتى هذا التفريق هو تفريق "مشكل"عند بعض اهل العلم ... في الانتظار
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 02:10]ـ
قال العلامة الفقيه ... صاحب القلم البليغ بكر بن عبدالله أبو زيد- رحمه الله -
في حكم الانتماء ص {90}: \"وإذا قيل {السلف} أو {السلفيون} أو لجادتهم {السلفية}، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فمن تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم، ومن هنا قيل لهم {الخلف} والنسبة {خلفي} والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك فقيل لهم {السلف، والسلفيون} والنسبة إليهم {سلفي} \". وقال في حلية طالب العلم ص {12}: \"كن سلفياً على الجادة، على طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين؛ من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع\".
ـ[التبريزي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 02:42]ـ
هناك فقط فرق بين الطائفة المنصورة و الفرقة الناجية ..... لأنه يمكن أن تكون طائفة مجاهدة و هي على مذهب المعتزلة مثلا ...
أما السلفية ... إلخ ... فالعبرة بالمعاني ... و إلم يكن الحافظ ابن حجر سلفيا فمن السلفي إذن ..
وهل هناك فارق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟!!
كلام غريب وعجيب .. !!
أما قولك (السلفية فالعبرة بالمعاني) فكلام صحيح، الصفة الصحيحة التي تطلق على المسلم الحقيقي هي صفة الإسلام، "هو سماكم المسلمين من قبل" .. والسلفية كغيرها من الجماعات المتعددة فيهم السابق بالخيرات وفيهم المقتصد وفيهم الظالم لنفسه ...
هناك من يدعي السلفية وهو إلى الفكر الخارجي أقرب إن لم يكن خارجيا بالفعل!!
وهناك من يدعي السلفية واتباع الأثر وهو مرجيء إلى أخمص قدميه!!
وهناك من يتشدق بتفرده باتباع السلف وهو خارجي على عباد الله الصالحين ومرجيء مع عباد الله الطالحين فانتسب إلى أغرب فرقة جمعت بين نقيضين مع ادعائها الإنتساب إلى السلف ..
وهناك من يدعي السلف وهو لا يعرف من السلفية إلا مظاهرها الخارجية، فإذا سبرت غوره رأيته لا ينتسب إلا السلف، ولا يصلح أن يكون من الخلف!! فلا إلى العير ولا إلى النفير ..
السلفية اتباع واقتداء وعمل وورع وإخلاص وتواضع في غير كبر ...
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 02:52]ـ
السلفية اتباع واقتداء وعمل وورع وإخلاص وتواضع في غير كبر ...
بارك الله فيك
والمشكلة الآن كما ذكرت أخي, كثير ممن ينتسبون إلى السلفية وهم واقعون في الإرجاء أو على النقيض من ذلك وهو التكفير ... إلخ
نسأل الله الثبات على التوحيد والسنة وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 02:59]ـ
اخي الكريم نحن نتحدث عن مصطلح "السلفية" وليس على مصطلح "غيره" فليس في غيره من الصطلحات خلاف وجميع من تحدث عن هذا المفهوم انما يتحدث عن المعنى "الخاص" لاهل السنة والجماعة وليس المعنى "العام" الذي اشرت اليه وحتى هذا التفريق هو تفريق "مشكل"عند بعض اهل العلم ... في الانتظار
ذكرت لك أنه إذا أراد أن السلفية هم أهل السنة وفرق في الحكم على الشخص فإنه وقع في التناقض.
وهذا أصلا لا يدري ما يخرج من رأسه ..
وفقك الله وسددك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 04:00]ـ
ذكرت لك أنه إذا أراد أن السلفية هم أهل السنة وفرق في الحكم على الشخص فإنه وقع في التناقض.
وهذا أصلا لا يدري ما يخرج من رأسه ..
وفقك الله وسددك
هل افهم من قولك ان وصف الحافظ رحمه الله بالاشعرية هو المخرج من "الاشكال"؟
بتعبير آخر: هل يمكن وصف احد ما بانه من الاشاعرة ومع هذا فهو من اهل السنة والجماعة؟
اذا كان الجواب نعم فهذا يقودنا الى اعتبار الاشاعرة من اهل السنة والجماعة وهذا "اشكال" آخر لمن لا يراهم كذلك!!
اذا كان الجواب لا فيبقى "الاشكال" الاول قائما والا للزم القائل به تبديع كبار ائمة الاسلام عفى الله عنا جميعا ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 04:16]ـ
هل افهم من قولك ان وصف الحافظ رحمه الله بالاشعرية هو المخرج من "الاشكال"؟
بتعبير آخر: هل يمكن وصف احد ما بانه من الاشاعرة ومع هذا فهو من اهل السنة والجماعة؟
اذا كان الجواب نعم فهذا يقودنا الى اعتبار الاشاعرة من اهل السنة والجماعة وهذا "اشكال" آخر لمن لا يراهم كذلك!!
اذا كان الجواب لا فيبقى "الاشكال" الاول قائما والا للزم القائل به تبديع كبار ائمة الاسلام عفى الله عنا جميعا ..
الأشاعرة هم من أهل السنة والجماعة وإن أخطأوا في باب الصفات، وهم من قام بالإسلام ودافع عنه، وابن حجر صاحب الفتح والنووي صاحب شرح مسلم علمان من أعلام السنة، فإذا لم يكونا من أهل السنة والجماعة وبقية السلف فمن هم أهل السنة؟
لا يغرنك يا أخانا طائفة خرجت بمنهج شاذ في الجرح والتعديل فغالت في التعديل حد الإفراط، وغالت في الجرح حد التفريط، فلما طبقوا منهجهم أخرجوا ابن حجر والنووي من طائفة أهل السنة، وتجرأوا على كتابي "الفتح لابن حجر بمقدمة الشيخ ابن باز وشرح مسلم للنووي" ومزقوهما قربة إلى الله كما ظنوا، و لما فرغوا من أعلام الإسلام طبقوا المنهج على أنفسهم فمن عدلوه بالأمس جرحوه اليوم،،،،،،،
ذلك أنه لا يجنى من الشوك العنب ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:07]ـ
الأشاعرة هم من أهل السنة والجماعة وإن أخطأوا في باب الصفات، وهم من قام بالإسلام ودافع عنه، وابن حجر صاحب الفتح والنووي صاحب شرح مسلم علمان من أعلام السنة، فإذا لم يكونا من أهل السنة والجماعة وبقية السلف فمن هم أهل السنة؟
لا يغرنك يا أخانا طائفة خرجت بمنهج شاذ في الجرح والتعديل فغالت في التعديل حد الإفراط، وغالت في الجرح حد التفريط، فلما طبقوا منهجهم أخرجوا ابن حجر والنووي من طائفة أهل السنة، وتجرأوا على كتابي "الفتح لابن حجر بمقدمة الشيخ ابن باز وشرح مسلم للنووي" ومزقوهما قربة إلى الله كما ظنوا، و لما فرغوا من أعلام الإسلام طبقوا المنهج على أنفسهم فمن عدلوه بالأمس جرحوه اليوم،،،،،،،
ذلك أنه لا يجنى من الشوك العنب ..
اخي الكريم .. لسنا بصدد عقد محاكمة جائرة لاي طائفة او فكرة او شخص ..
بل الهدف هو الاستفادة من اجوبة اخواننا من طلبة العلم في رفع ما "اشكل" من مسائل اثرها بين فيما يجري من نقاش على العديد من المنتديات فان كانت لك اضافة في هذا السياق فلتتفضل مشكورا واسال الله ان يوفقني واخوتي جميعا الى "العدل" في الحكم و"الادب" في الرد .. جزيت الجنة
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 10:29]ـ
[ SIZE="5"] هل افهم من قولك ان وصف الحافظ رحمه الله بالاشعرية هو المخرج من "الاشكال"؟]
كيف مخرج من الإشكال؟
هو أصلا فرق بين السلفية وأهل السنة (أي من تنقل عنه) وجعل الحافظ سنيا ولم يجعله سلفيا؟ السؤال يوجه إليه, بأن هل هناك فرق بين السلفية وأهل السنة؟
أما ما يظهر لي أنه وقع في الخلط, لأنه لو قال أهل السنة والسلفية جماعة واحدة وفرق في الحكم على الشخص بأحدهما دون الآخر, لكان خلط منه, ولو فرق, فنسأله ما الفارق بينهما؟ فإن قال السلفية أخص. فنسأله ماذا تقصد بالأخص؟ لأن فيه إجمال.
فهل تقصد أن لفظة أهل السنة والجماعة عامة تشمل الأشعرية والماتريدية وكل من نسب نفسه إليها, وأن السلفية هي من أهل السنة والجماعة لكنهم ممن يثبتون الصفات؟
فإن قال نعم, فقد علمنا مراده.
وعلى ضوء هذا يكون الجواب بأنه أخطأ إذ أقر لهم نسبتهم لأهل السنة والجماعة وسيأتي التفصيل في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم نقول أم أنك تقصد بأن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق ولا يدخل فيهم الأشاعرة, وقد يدخل فيهم من كثر غلطه في أبواب العقيدة, وأن السلفية أخص منهم وأتبع للحق منهم, وهذا الكلام فعلا قد قيل به, فنقول هذا التفريق غريب, ولم يقل به أحد من أهل العلم, وعلى فرض وجود عالم أخطأ في مسائل في العقيدة, هذا لا يخرجه من دائرة أهل السنة أو السلفية, لكن إذا كانت أصوله أصول اهل السنة, ولكنه وقع في جزئية أو في مسائل في العقيدة لسبب حديث لم يصح عنده مثلا, أو لم يصله وهكذا.
بخلاف من كانت أصوله أشعرية أو غيرها وأصاب في بعض المسائل وأخطاء في البعض أساسا على مذهبه, فهذا لا يلحق بأهل السنة.
لذلك لما أثبتت الأشاعرة الصفات السبعة, ما أثنوا عليهم أهل السنة, لماذا؟ لأنهم أصلا عندما أثبتوها أثبتوها بموجب العقل, فرجعوا إلى أصلهم ولم يرجعوا إلى الكتاب والسنة.
بتعبير آخر: هل يمكن وصف احد ما بانه من الاشاعرة ومع هذا فهو من اهل السنة والجماعة؟
اذا كان الجواب نعم فهذا يقودنا الى اعتبار الاشاعرة من اهل السنة والجماعة وهذا "اشكال" آخر لمن لا يراهم كذلك!!
لا, لا يمكن وصف أحد بأنه أشعري وأنه سني في نفس الوقت, لأنه تناقض.
اذا كان الجواب لا فيبقى "الاشكال" الاول قائما والا للزم القائل به تبديع كبار ائمة الاسلام عفى الله عنا جميعا .. [/ SIZE
الجواب لا .. ولا إشكال ..
ومن كان سنيا فهو من أهل السنة بلا شك.
ومن كان مبتدعا فهو من أهل البدع ولا شك.
والكلام في العلماء الأولى فيه الإمساك إلا للتبين ومخافة التلبيس, وحبهم واجب على المسلم, ماداموا أنهم من أهل الإجتهاد وممن خدموا الدين.
ففرق بين أشعري وأشعري, فرق بين من يتبع الدليل قدر المستطاع ويجتهد, وبين من يتعصب ويبدع أهل السنة ويشتمهم.
حتى أنك تجد بعض أهل العلم في القديم من يترحم على فلان أشعري ويثني عليه بالعلم, وبينما تجد في آخر يغلظ القول فيه وربما قال فلان خبيث.
وهذا لا يعرفه إلا أهل العدل والإنصاف, ومن ينزلون الناس منازلهم.
أرجو أن يكون الكلام واضحا .. ولست بالمعصوم .. وقد يكون الحق على لسان الغير فنتبعه.
وفقني الله وإياك لكل ما يحبه ويرضاه
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 10:40]ـ
الأشاعرة هم من أهل السنة والجماعة وإن أخطأوا في باب الصفات، وهم من قام بالإسلام ودافع عنه، وابن حجر صاحب الفتح والنووي صاحب شرح مسلم علمان من أعلام السنة، فإذا لم يكونا من أهل السنة والجماعة وبقية السلف فمن هم أهل السنة؟
لا يغرنك يا أخانا طائفة خرجت بمنهج شاذ في الجرح والتعديل فغالت في التعديل حد الإفراط، وغالت في الجرح حد التفريط، فلما طبقوا منهجهم أخرجوا ابن حجر والنووي من طائفة أهل السنة، وتجرأوا على كتابي "الفتح لابن حجر بمقدمة الشيخ ابن باز وشرح مسلم للنووي" ومزقوهما قربة إلى الله كما ظنوا، و لما فرغوا من أعلام الإسلام طبقوا المنهج على أنفسهم فمن عدلوه بالأمس جرحوه اليوم،،،،،،،
ذلك أنه لا يجنى من الشوك العنب ..
أخي التبريزي وفقك الله لكل ما يحبه ويرضاه .. الرد عليك طويل وأنا الآن مشغول, فلعلي أرد عليك فيما بعد.
وعلى عجالة أقول بخصوص من يمزقوا كتب الحافظ والنووي, هؤلاء (أي من يقوم بهذه الأعمال) جهال وأضل من البهائم, والحمد لله نعرفهم وهم قليل, ورد عليهم العلماء من نجد والمدينة وغيرها, ولا أثر لهم الآن إلا ما ندر, وغالبهم عوام لا علم عندهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Feb-2009, صباحاً 11:24]ـ
اعتبار الأشاعرة من أهل السنة والجماعة فيه نظر ..
وهو غير صحيح إلا بمقابلتهم مع الرافضة أو المعتزلة
أما مطلقا فلا .. لأن خلافهم ولاسيّما المتأخرين (من بعد الرازي)
في أصول مهمة تعد من الكليّات المتفق عليه عند السلف
وليس في جزئيات يسيرة .. واقرأ أخي التبريزي كتاب الأشاعرة
الكبير للعلامة سفر الحوالي, فإن لم تنشط لذلك فاقرأ الصغير(/)
حقيقة الطعن في شيخنا المجاهد صالح الفوزان!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:-
فإن الواجب على المسلم توقير العلماء والنظر إليهم بعين الإجلال والتواضع وخفض الجناح لهم ومراعاة حرمتهم والحذر من الإساءة إليهم أو انتقاص قدرهم أو الوقوع بما يخل بالأدب معهم أو يؤذيهم.
وفي كل عصر ولا يخلو منهم مصر علماء جهابذة نحارير ينصر الله بهم الدين، يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وإن من أولئك العلماءِ، الأعلامِ، الناقدين، البصراءِ، النجباءِ، الجهابذةِ، الناصِحينَ، المحققين الراسخين شيخنا العلامة المجاهد الصابر والناقد البصير شيخ الدعوة السلفية في زماننا بلا نزاع وحامل لواء التوحيد بلا دفاع الصالح " كذا نحسبه والله حسيبه " صالح بن فوزان الفوزان حفظه المولى من كل سوء
أذاع السنن والآثار ونشرها وأمات البدع وأهانها، سلك سبيل الأنبياء والمرسلين في الدعوة إلى رب العالمين.
مجالسه عامرة بقراءة كتب التوحيد والسنة و لا أعلم أحدا في عصرنا أكثر اعتناء منه بكتب التوحيد والعقيدة.
بين الأصول في شرحه على ثلاثة الأصول وأصل القواعد في تعليقاته على القواعد وفند الشبهات في شرحه على كشف الشبهات وأبان التوحيد في شرحه على كتاب التوحيد وهدم نواقض الإسلام في شرحه على النواقض وأتى بالتعليقات الزكية في شرحه لرسائل إمام الدعوة النجدية وأظهر الاعتقاد في شرحه على لمعة الاعتقاد وبين المعية في الواسطية وأبان طريق الجنة في تعليقاته على شرح السنة وأتى بالتعليقات البهية من النونية.
فمن أبغضه أو أساء الأدب معه أو لمزه فإنه خبيث مخبث مبتدع زائغ حري وجدير وحقيق بالعيب والجرح والقدح والذم والشين.
(حقيقة الطعن في شيخنا المجاهد الفوزان)
والحق أقول: إن حقيقة الطعن في الشيخ المجاهد الفوزان تكمن في دعوته إلى التوحيد ورده على الزائغين ومن على شاكلتهم من المناوئين.
وهذه الهجمات والتهم من أهل الباطل الزائغين للشيخ المجاهد صالح الفوزان إنما هي في الأصل هجمات شيطانية على دعوة التوحيد ويتخذون الشيخ تكئة للهجوم على الدعوة الإصلاحية السلفية التي قام بها الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب.
وفي الآونة الأخيرة تعددت الهجمات وتحالفت الجبهات على دعوة التوحيد والسنة ويمثل هذه الجبهات وهذه التحالفات فئات مارقة:
الفئة الأولى: القبورية والجهمية والمرتزقة من المناوئين والمعارضين للتوحيد والسنة وهذه عداوتهم قديمة لأهل الدعوة المحمدية ويدخل في هذه الفئة عدة أسماء لن ينسى التاريخ فظائعهم وتشويههم لدعوة التوحيد منهم على سبيل المثال لا الحصر:
محمد بن فيروز وعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عدوان ومربد الوهيبي وصالح بن عبدالله الصائغ وسيف بن أحمد العتيقي ومحمد بن عبدالرحمن بن عفالق ومحمد بن سليمان الكردي وأحمد بن علي البصري الشهير بالقباني وعبدالله بن داود الزبيري وعلوي بن أحمد الحداد ومحمد بن محمد القادري وعمر المحجوب ومحمد بن عبدالمجيد بن عبدالسلام بن كيران وعثمان بن سند البصري وداود بن سليمان بن جرجيس ويوسف النبهاني والدجوي وسلامة العزامي وفي عصرنا محمد زكي إبراهيم وعلي جمعة المصري في آخرين
وهذه بضاعتهم الكذب والتدليس والتلبيس بل الظلم والغي والعدوان ومنهاجهم: إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ.
الفئة الثانية: التيار العلماني الخبيث ويتخذ من الطعن في العلماء وسيلة للطعن في التوحيد والسنة فالطعن في الشيخ المجاهد الفوزان مقصود لغيره وهذا التيار في الحقيقة تيار حاقد على الإسلام والمسلمين ويتسترون ويتلونون ولهم جمعيات ومؤسسات ويجمعهم هدف واحد وهو القضاء على دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب وهذا التيار قد أظهر عدائه ولابد من وقفة جادة معه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفئة الثالثة: أناس درسوا في المعاهد الشرعية وحفظوا كتب التوحيد لكن تلقفتهم بعض الدعوات الوافدة على بلاد الحرمين فصاروا يطعنون في الدعوة السلفية ويتهمونها بالتكفير.
(حقيقة دعوة الشيخ صالح الفوزان)
الشيخ حفظه الله عزوجل يسير في دعوته على منهج الأنبياء والمرسلين حيث اعتنى حفظه الله (ومازال) بالتوحيد والدعوة إليه إيمانا منه بأن التوحيد هو الأصل والأساس الذي ينبني عليه الدين كله فلا عز للأمة ولا تمكين ولا نصر وتأييد إلا إذا بدأت بالأهم قبل المهم وذلك بأن تنطلق من دعوتها على عقيدة التوحيد تبني عليها سياستها واجتماعياتها واقتصادها وآدابها وأخلاقها وقد وضح حفظه الله هذا المنهج الفريد في كثير من كتبه منها شرحه على نواقض الإسلام حيث قال ص 55:
...... فالواجب علينا أن نتنبه لهذا الأمر وأن ندعو إلى الله على بصيرة ونبدأ بما بدأت به الأنبياء والرسل وهو تصحيح العقيدة ثم البناء عليها لأنها هي الأساس وما عداها مبني عليها فإذا كان الأساس صحيحا كان البناء صحيحا وإذا كان الأساس فاسدا انهار البناء ولا ينفع صاحبه
" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
هذا مثال واضح لمن أسس دينه على عقيدة صحيحة ونية صالحة ومن أسس بنيانه على شرك وعلى؟ أمور أخرى مخالفة لدين الله ".
(حب شيخنا الفوزان إيمان وبغضه نفاق)
أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
(آية الإيمان حبُّ الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)
وروى الإمام مسلم من رواية أنس رضي الله عنه– قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(آية المنافق بغضُ الأنصار وآيةُ المؤمن حبُّ الأنصار)
وقد سمعت بعض مشايخي الفضلاء يقول:
كما أن علامةَ الإيمانِ وعلامةَ المؤمنِ حبُّ أنصار الرسولِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن علامةَ الإيمانِ وعلامةَ المؤمنِ حبُّ أنصارِ سنةِ الرسولِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وكما أن علامةَ النفاقِ وعلامةَ المنافقِ بغضُ أنصارِ الرسولِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن علامةَ النفاقِ وعلامةَ المنافقِ بغضُ أنصارِ سنةِ الرسولِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وعليه:
فإن حب الشيخ الفوزان من الإيمان وبغضه من النفاق فصار حبه علامة على السني السلفي وبغضه علامة علي البدعي الخلفي والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو الحسن الأزهري
في الرياض
10/ 8 / 1429
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:21]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
"وهل يمكن الرجل حتى يبتلى " ....... !!.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:55]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
"وهل يمكن الرجل حتى يبتلى " ....... !!.
وفيكم بارك ونسأل الله لنا ولكم الثبات على التوحيد والسنة
ـ[بن قاسم]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 03:06]ـ
جزاكـ الله خيراً ... وحفظ الله سماحة الشيخ صالح الفوزان ونصر به الدين وجعله سيفاً مسلولاً على أعداء الدين ..
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 03:12]ـ
جزاكـ الله خيراً ... وحفظ الله سماحة الشيخ صالح الفوزان ونصر به الدين وجعله سيفاً مسلولاً على أعداء الدين ..
وفيكم بارك أخي الكريم ولعلكم من ذرية الشيخ عبدالرحمن بن قاسم فإن كنت فمرحبا ببيت التوحيد والعلم ولكم على كل طالب علم فضل
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 10:31]ـ
جزاك الله خيرا أخي الأزهري وبارك فيك وفي الشيخ المجاهد
قال أبو حاتم الرازي: "علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر".
وقال أحمد بن سنان القطان: "ليس في الدنيا مبتدع إلاَّ وهو يبغض أهل الحديث".
وأهل الحديث والأثر هم أهل التوحيد والسنة.(/)
خمس اسئلة تقابلها خمسة اجوبة في خمس مسائل فقية معاصرة
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ايها المومنون اليكم موضوعي
السؤال: ما حكم الشرع في الموسيقى والغناء؟
الجواب:
الأغاني والموسيقى منها ما هو مباحٌ سماعُه ومنها ما هو محرم؛ وذلك لأن الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح.
فالموسيقى والغناء المباح: ما كان دينيًّا أو وطنيُّا أو كان إظهارًا للسرور والفرح في الأعياد والمناسبات، مع مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساء، وأن تكون الأغاني خالية من الفحش والفجور وألا تشمل على محرم كالخمر والخلاعة، وألا يكون محركًا للغرائز أو مثيرًا للشهوات، وأن تكون المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفة وشريفة.
أما الموسيقى و الأغاني المحرمة: فهي التي تلهي عن ذكر الله تعالى وتتضمن أشياء منكرة ومحظورة مثل أن تكون باعثة على تحريك الغرائز والشهوات ويختلط فيها الرجال بالنساء أو يكون صوت المغني فيه تخنث وتكسر وإثارة للفتن وتسعى إلى تدمير الحياء والأخلاق.
ومما ذكر علم الجواب.
والله سبحانه وتعالى أعلم
السؤال: هل التجارة في بيع أجهزة الدش حلال أم حرام؟
الجواب:
أجهزة استقبال الأقمار الصناعية ومستلزماتها من ريسيفر وأطباق استقبال وغيرها عبارة عن أدوات تعين المشاهد على متابعة ما يدور حوله في مختلف البلاد القريبة والبعيدة والتعرف على أخبارها وكذلك متابعة ما تبثه القنوات الفضائية في هذه البلاد من برامج مختلفة وكذلك مواد تليفزيونية متباينة منها ما هو جيد ومنها ما هو رديء.
والمشاهد هو الذي يقوم باختيار ما يراه على هذه القنوات وهو أمين على نفسه في أمر الاختيار بين الطيب والخبيث.
وقد تقرر شرعاً أن الحرمة إذا لم تتعين حلت، وعليه فكل ما كان ذا استعمالين جاز بيعه والاتجار فيه وتكون مسئوليته على المستعمل فإن استعمله في الحلال فحلال وإن استعمله في الحرام فعليه الحرمة.
ومما ذكر يعلم الجواب عما جاء بالسؤال إذا كان الحال كما ورد به.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السؤال: حكم موازاة مصلى النساء في المسجد لمكان الرجال.
الجواب:
من المعلوم شرعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم أباح للنساء الخروج إلى المساجد لحضور الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيتهن خير لهن " وقال صلى الله عليه وسلم: " خير صفوف الرجال أولها وشرها أخرها وخير صفوف النساء أخرها وشرها أولها " فبين صلى الله عليه وسلم موقف الرجال والنساء في الجماعة وقال فقهائنا رضوان الله عليهم أجمعين يقف خلف الإمام الرجال ثم بعدهم الصبيان ثم بعدهم النساء.
فالنساء يكن في آخر الصفوف اتقاءً للفتنة وإذا ضاق المصلى عليهن اتُخذ لهن مصلى أخر توسعة للأول وموازياً لصفوف الرجال فإنه يجوز للحاجة تنزيلاً لها منزلة الضرورة كما نص على ذلك الفقهاء رضوان الله عليهم أجمعين ويكون ذلك بضوابطه التي تمنع تقدم النساء على الرجال وعدم رؤية بعضهم البعض الآخر أثناء الصلاة فلابد من وجود الفواصل الثابتة بين مصلى الرجال ومصلى النساء.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السؤال: أقل مدة الحمل في الشريعة الإسلامية؟
الجواب:
لا خلاف بين أحد من فقهاء الشريعة الإسلامية على أن أقلَّ مدة للحمل ستةُ أشهر وقد أخذوا ذلك من آيتين من القرآن الكريم الأولى قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (الآية: 15، الأحقاف). والثانية قوله تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) (الآية: 233، البقرة:).
ووجه الاستدلال أن الله سبحانه وتعالى جعل مدة الفطام (الرضاع) حولين كاملين كما في الآية الثانية، أي أربعة وعشرين شهراً وجعل مدة الحمل والرضاع ثلاثين شهراً، وذلك كما في الآية الأولى، فدل الجمع بين الآيتين على أن أقل مدة الحمل ستة اشهر.
ومما ذكر يُعلم الجواب عما جاء بالسؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السؤال: حكم وجود التماثيل في المنزل.
الجواب:
روى البخاري ومسلم عن مسروق، قال دخلنا مع عبد الله بيتاً فيه تماثيل فقال لتمثال منها. تمثال من هذا قالوا تمثال مريم قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون ". وفي رواية الذين يصنعون هذه الصور بعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم فهذا النص صريح في أن صنع التماثيل معصية وعليه فلا يجوز تزيين المنزل بالتماثيل.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 05:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي سفيان لكنك لم تذكر من المجيب على هذه الأسئلة؟
هل هي دار الإفتاء المصرية؟ هذا لتشابه أو تطابق جواب الأسئلة بجواب قرأته لهم من سنوات.
والموسيقى بإجماع الآئمة الأربعة حرام سواء كان وطنية أو غيرها، وللشيخ الألباني رحمه الله كتاب مستفيض في هذا.
وما كان ذا استعمالين في الخير والشر المعلوم من جواب آئمة الهدى أنه ينظر إلى الغالب فيه فإن كان الغالب هو الاستخدام في الشر أو تساوى فيه الشر مع الخير كان حرامًا، كما بين ذلك الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله في كتابه "الجواب المفيد في حكم التصوير".
فنصيحتي لأخي في الله التثبت والتحري عند نقل الفتاوى أن تكون من أهل العلم الراسخين المشهود لهم وعاشوا وماتوا على ذلك رحمهم الله تعالى أحياء وأمواتًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 10:26]ـ
والموسيقى بإجماع الآئمة الأربعة حرام سواء كان وطنية أو غيرها، وللشيخ الألباني رحمه الله كتاب مستفيض في هذا.
غفر الله لك أخي
تقصد بإجماع العلماء في جميع الامصار والاعصار بلا خلاف يذكر
وأنا أنصح بضم رسالة الغناء في الميزان للشيخ عبدالعزيز الطريفي فقد نقل عن اكثر من 40 عالماً من مختلف المذاهب الإجماع على حرمة الغناء وهي رسالة تأصيلية فيها نفع عظيم ...
وهناك رسالة " النور الكاشف في بيان حكم الغناء و المعازف" للفاضل خالد الأزهري ..
فإذا ضممتها لبعضها تربت يداك (ابتسامة)(/)
حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه وحده والصلاة والسلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه أما بعد. .
قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا، وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة، واللّه سبحانه لم يُبِح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيبا نافعا، أما ما كان ضارا لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيرا لعقولهم فإن اللّه سبحانه قد حرمه عليهم. وهو عزَّ وجلَّ أرحم بهم من أنفسهم، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره، فلا يحرم شيئا عبثا ولا يخلق شيئا باطلا ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة؛ لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل.
كما قال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.
وقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}، وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}. . .). الآية.
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يُتَّخذ مثله إماما، بل المشروع أن يُختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين والاستقامة؛ لأن الإمامة شأنها عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللّه، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما». الحديث رواه مسلم في صحيحه.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم».
تقرير هام عن التدخين، يتضمن ما يلي:
* هناك سعي حثيث من منظمات الأغذية والدواء في أمريكا لجعل الدخان ضمن قائمة المخدرات المحرمة.
فقد أثبتت التقارير الطبية بأدلة قاطعة أن مادة النيكوتين هي مادة مخدِّرة، وتسبب الإدمان.
* مادة النيكوتين الموجودة في السجائر، مادة مخدِّرة، وزيادة نسبتها تجعل المدخن يتعود عليها ويدمنها.
والتقارير أثبتت أن الشركات تحرص على زيادتها ليكثر المدخنون وتزيد المبيعات والأرباح.
* ضمن المحاربة الجادة للدخان في الغرب تم منعه في البنايات، والأماكن العامة، والمطارات والطائرات، بل منعته بعض الولايات في المطاعم وكل مكان يقدم فيه الطعام، كما منعت الدعاية له داخل أمريكا في كل وسائل الإعلام وحرمت شركات التدخين من رعاية أي نشاط اجتماعي أو ثقافي أو رياضي، وتم إلزامها بوضع ملصق تحذيري يذكّر بأنه سبب رئيس للأمراض المميتة.
صناعة التبغ تقدر بـ (50) بليون دولار سنويا، معظمها يستهلك في دول العالم الثالث.
_________
(1) المصدر: تقرير منشور في 30/ 9 / 1994م، في مجلة باحث الكونجرس الفصلية
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 09:59]ـ
هل يدخل شاربه في حكم المقدم على الانتحار؟
خصوصا لو ابتُلي شاربه بمرض السرطان ومات منه.(/)
حسرة على لسان طفلة بريئة .. بعد تجربتها مع المسلسلات الأجنبية
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 04:29]ـ
حسرة على لسان طفلة بريئة .. بعد تجربتها مع المسلسلات الأجنبية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين ثم أما بعد ..
قد ابتليت الأمة بمرض عضال خدر معظم أعضائها وألهى أغلب أبنائها
وأضل كثيرا من نسائها .. وضيع عقول فئة من أطفالها
حتى كادت المجالس لا تخلو من ذكر هذا المرض الذي خدر عقولهم قبل أجسادهم
فلا تكاد تسمع سوى حديث ذلك المرض العضال الذي طعن في ظهر أمة الإسلام
كخنجر مسموم أحضر من ديار أهل الكفر والإلحاد ثم تم تزيينه في عيون أبناء أمة الإسلام
فكأنما أصبح بضاعة مزجاة تباع بلا ثمن ولا مقابل
وأمة الإسلام قد غفلت عن السم المدسوس فتجرعته ثم وقعت في سكرتها
فنامت في سباتها العميق في شهوات الدنيا ومغرياتها
فهل ستبقى أمتي على حالها أم أن فارسا جوادا سيفيقها من غفوتها ...
حسرة على لسان طفلة تجرعت مر هذا الكأس ولم تكد تسيغه
فمن كان قلبه متحجرا لن يعتبر بحسرتها
ومن كان له قلب فسيتفطر قلبه حرقة على كلماتها
طفلة في السابعة من عمرها ولا تعجب يا ابن آدم عندما ترى كلماتها
فوالله إنها لصادقة .. وإنا لله وإنا إليه راجعون
********************
قالت – وكنت أتمنى لو لم تقل -: كنت طفلة صغيرة في سن السابعة - أي ما يقارب الصف الثاني الابتدائي وربما في الثالث ولا يزيد -
كنت في ذاك الوقت لا أدري من أمري شيئا
وكنت كدأب بقية الأطفال بين لعب ومرح ومشاهدة البرامج الكرتونية
ببراءة الأطفال وحبهم للعب وعدم وعيهم عما يدور في الدنيا
وكان والدَيّ - غفر الله لي ولهما - في تلك الفترة يشاهدان مسلسلا أجنبيا
وكنت أنا معهما فلا مكان لي سوى الجلوس بجوارهما
فكان قد كتب علي أن أشاهد ذاك العار الأجنبي
وتمنيت لو أنني لم أفعل
رغم صغر سني آنذاك لكنني والله على ما أقول شهيد
تأثرت به تأثرا شديدا وكنت أتابعه حلقة بحلقة
ولا يخفى على أحد ما بتلك المسلسلات
حتى هداني الله بمنه وفضله وكرمه لتركها وهذه منة أحمد الله تعالى عليها
وما كنت أعلم من حرمة هذا الشيء حتى عقلت وأدركت ما في هذه الحياة وأدركت شريعة رب العالمين
فكنت كلما تذكرت ماضيّ انبعثت في قلبي حسرة على ذاك الماضي الأليم
الذي دفعت فيه ابنة السبعة أعوام ثمن خطأ والديها وغفلتهم عن شر ما تحمله تلك المسلسلات
فأسأل الله أن يهدي أمة الإسلام ويهدي بكلماتي كل من سار على ذات الطريق
ويدرك نفسه وأهله قبل أن يقعوا في الوحل والطين
وإن كان الله تعالى قد نجاني بمنه وكرمه فقد يمكث الحال مع غيري أعوام مديدة
فهي رسالة موجهة لكل عاقل من هذه الأمة اتق الله في ابنك
اتق الله في نفسك وطفلك فإنك عنه مسؤول
****************
فيا دعاة التحرر والانفتاح ما قولكم
أين صوتكم أيها الناعقون حين تسمعون صرخات المتألمين
صرخات الغارقين في هذه الطريق
هل هذا هو ما تدعون إليه
ضلال وتضليل .. تنعقون كما ينعق الغراب
ويا أيها المنجرفون في تيار الرذيلة
أين ما وُعدتم؟
هل وجدتم ما وعدكم الغرب حقا!
أم هل سقطتم في وادي الوحل والرذيلة
ثم ندمتم ولات ساعة مندم
فأين الوعي أم أنكم لازلتم في اللاوعي
أفيقوا يا إخوة الإسلام .. استيقظوا من سباتكم
أنقذوا أطفالكم .. انتشلوهم من وحل القنوات الفضائية
فأنتم عنهم مسؤولون
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} التحريم 6
قوا أنفسكم وأهليكم نارا
دعوا دسائس الغرب وألقوها في نحورهم .. فوالله ما نالكم منها إلا كل شر
تلك المسلسلات التي ترخص معها العفة والكرامة
ولعل القارئ يفهم ما أرمي إليه من تلك المسلسلات التركية
التي ضجت بها بيوت المسلمين وكأنها قرآن يتلى في البيوت!!
حتى أصبحت حالات الطلاق والزواج متعلقة بهذا المسلسل
حالات طلاق كثيرة حصلت بسبب خلافات عليها
والوالدان كل يسمي ابنه باسم بطله المفضل
أوااااه أواااااه من نار أحس بحرها
لما أرى قومي بالفجور يتلذذون
عذرا .. يا رمضان فقومنا عنك منشغلون
أطللت على الأبواب وهم عنك مبعدون
شغلهم سفور الغرب وسمومهم والمجون
لسان حال المؤمنين يقول قاصدا رمضان: صبرت عاما أمني قرب عودتكم نفسي فهل يدنو لكم بها سرب
ولسان حال الغارقين يقول قاصدا مسلسلات العهر: صبرت ساعات أمني قرب مشاهدتك فمتى يحين موعد رؤيتك
رمضان .. يا فارسا جوادا ينتشل المسلمين من ذنوبهم بأمر ربهم
من أدركك وتاب فيك واستغفر لذنبه فقد فاز فوزا عظيما
ومن غفل عنك وبقي في ذنوبهم غارقا فقد خسر خسرانا مبينا
ففيكم يرتقي الأبرار منزلةً والخاملون كسالى زرعهم جدب
عذرا .. عذرا يا رمضان
>> أمتي يا ويح قلبي ما دهاك <<
( http://media.islamway.com/several/al2seef/01.rm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 04:38]ـ
أخبرني شاب بمثل ما حصل لهذه الطفلة عندما كان في الصف الثالث الابتدائي.
كثير من الآباء والأمهات يحسبون أنّ مهمتهم في هذه الدنيا هي إطعام أولادهم وإلباسهم أحسن اللباس.
ولا يعلمون أنّ البنين أمانة ائتمنهم الله عليها.
وأعظم الأمانة: هي العمل بدين الله وإخلافه في الذرّيات.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 12:36]ـ
الله المستعان
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 01:01]ـ
شكرا لكِ ... بارك الله فيكِ ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 03:10]ـ
[عذرا .. يا رمضان فقومنا عنك منشغلون
أطللت على الأبواب وهم عنك مبعدون
شغلهم سفور الغرب وسمومهم والمجون [/ COLOR]
لسان حال المؤمنين يقول قاصدا رمضان: صبرت عاما أمني قرب عودتكم نفسي فهل يدنو لكم بها سرب
ولسان حال الغارقين يقول قاصدا مسلسلات العهر: صبرت ساعات أمني قرب مشاهدتك فمتى يحين موعد رؤيتك
رمضان .. يا فارسا جوادا ينتشل المسلمين من ذنوبهم بأمر ربهم
من أدركك وتاب فيك واستغفر لذنبه فقد فاز فوزا عظيما
ومن غفل عنك وبقي في ذنوبهم غارقا فقد خسر خسرانا مبينا
ففيكم يرتقي الأبرار منزلةً والخاملون كسالى زرعهم جدب
عذرا .. عذرا يا رمضان
>> أمتي يا ويح قلبي ما دهاك <<
( http://media.islamway.com/several/al2seef/01.rm)
إحدى قريباتي هداها الله تقول قبل كم يوم: إني سهرانة أحمّل من النت مجموعة مسلسلات حتى أوسع صدري بها في رمضان؟!!!!. (لأن ما عندهم طبق فضائي). . والحمدلله (على قول المثل) إن ربي ما حط للدجاج قرون. . فلو كان عندها دش ما أدري وش يصير للبنت. . الله لا يبلانا.
ولا تعليق. .
فمقالك يكفي أختي العزيزة ويستحق النشر وخاصة الجزء الأخير منه.
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 09:14]ـ
أظن الجزء الذي تم حذفه هو أصل الموضوع
ثم أنا لم أجهر باسمها بل أعطيتها لمحة
ثم إن هذا مقام دعوة والواجب أن نبين الحق ولا حرج في العلم
ولو لم نبينه لغرق فيه الكثير ولم أذكر القصة عبثا ولعبا
ولا أظنني أخطأت في الدعوة وإلا ما حذر العلماء منها
وما حرموها وما نشروا فيها المقالات والبرامج للمساعدة على التخلص منها
عموما بوركت جهودكم .. أرجو حذف الموضوع لأنه أصبح لا قيمة له
لأن القارئ سيقرأ دون أن يفهم لحذفكم أصل الموضوع
لكم احترامي ..(/)
البيان للممتري في فساد عقيدة (صالح الأسمري)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:49]ـ
سينزل قريباً
البيان للممتري
في فساد عقيدة الجاهل المفتري
صالح الأسمري
تأليف
أبي ريان
الحنبلي السلفي الطائفي
غفر الله له ولوالديه ومشايخه والمسلمين
&&&&&&&&
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، أما بعد:
فقد سعدت هذه الليلة -ليلة الأحد تاسع شهر شعبان سنة 1429 - أن التقيت بالشيخ أبي ريان الطائفي الحنبلي السلفي، واستأنست به، ثم أطلعني على كتابه "البيان للممتري في فساد عقيدة الجاهل المفتري صالح الأسمري" وهو كبير الحجم، نخل فيه صالح الأسمري نخلاً، وأظهر عدة جوانب من انحرافاته وضلالاته، وألقمه حجراً نثرا وشعرا، وقد تصفحته ورأيت فيه:
= دعوة الأسمري الماكرة إلى التصوف.
= دعوة الأسمري الماكرة إلى الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا بعد مماته.
= دعوة الأسمري الماكرة مشروعية التوسل وأنه مذهب جمهور العلماء!.
= دعوة الأسمري الماكرة إلى عقيدة الأشاعرة والماتريدية، ومخالفته لأهل السنة في مسائل عدة من مسائل الصفات.
= ميل الأسمري إلى مذهب المرجئة.
= غمز الأسمري في الإمام محمد بن عبدالوهاب علانية، والطعن فيه في الخفاء.
= جمود الأسمري المذهبي، وتحريمه الخروج عن المذاهب الأربعة، ودعوته إلى إرجاع المقامات المذهبية في الحرمين الشريفين، ودور القضاء والإفتاء!!.
= كشف العديد من كذب الأسمري في نقولاته.
= بين العديد من سقطات الأسمري وجهالاته.
= وقف عند جوانب عدة من نفخ الأسمري لنفسه وتعالمه.
= كما بين بعض حقيقة الأسمري لما كان في الطائف وحقيقة بعض طلابه، وشيخنا أبو ريان طائفي المولد والإقامة.
= وقال بأن الرجل تميز بثلاثة أمور شابه فيها سلفه المنحرف عثمان بن منصور، وهي: فساد العقيدة، و الكذب الصريح، و المكر والخديعة.
= وقال بأنه لم يقصد تتبع كل ما قاله الأسمري، وسماع كل أشرطته وشروحاته، وإنما اعتمد على بعض كلامه في بضع أشرطة ألقاها الأسمري.
= وجاء الكتاب في أربعمائة صفحة تقريباً، واعتذر الشيخ لأهل النظر بضيق الوقت، وشح المراجع، وبعده مكتبته حال كتابته للكتاب، ومع ذلك فقد كشف كثيراً من أباطيل الأسمري بما يجدر الوقوف عليه.
= والكتاب مليء بالعديد من التحقيقات النافعة والنقول المفيدة، والله يجزل له الأجر، ويعظم له الثواب، وينصره بالتوحيد والسنة، وينصر التوحيد والسنة به.
((((((((نظرة سريعة لفصول الكتاب)))))))
= قدم شيخنا بمقدمة بين فيها أن الأسمري كان يتبنى هذا المذهب منذ أن كان معلماً في محافظة بيشة، وأن انحرافه جاء عن قلبٍ مليء بالتعالم وتضخيم الذات.
= وأنه لما انتقل إلى الطائف –وشيخنا طائفي- لم يُعرف بحضور مجالس العلماء، وبين كذبه في زعمه أنه أخذ عن الشيخ ابن باز أخذ التلميذ عن الأشياخ، وإنما غايته حضور بعض المجالس.
= وأن في الطائف من كبار العلماء أهل التوحيد والسنة ممن لم يعرف أخذ الأسمري عنهم كمثل محدث الطائف ومفتيها أكثر من ثلاثين سنة الشيخ عبدالرحمن سعد العياف حفظه الله، وكأمثال الشيخ العلامة المجاهد عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي، والشيخ الأديب محمد الطيب بن محمد اليوسف رحمهما الله، ومع ذلك حُرم الأسمري من الأخذ عنهم.
= وكشف أن تدريسه لكتب الإمام محمد بن عبدالوهاب ما هو إلا لاصطياد السذاج، وضرب أمثلة ببعض طلابه المنحرفين في الطائف، وذكر ما رواه الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" عن فضل بن مهلهل قال: (لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته لحذرته وفررت منه ولكنّه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك؟!).
ونقل عن أحد طلابه أن الأسمري كان يدرسهم في الخفاء "العقيدة النسفية" و "جوهرة التوحيد"!!!.
= وذكر أن من الآخذين عنه:
[1] من وثِّقَت عليه صورة مع محمد علوي المالكي في بيته!، أظنه رجلاً من آل الحبْشي – أصله مصري - ومعه متعب الجعيد وهو من خاصة الأسمري.
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] ومتعب الجعيد من غرس الأسمري، وقد عَمِل مدة في الشؤون الدينية بالحرس الوطني في محافظة الطائف، وأحدث في الناس من غرائب الأمور الشيء الكثير حتى استقال أو أقيل من عمله، ثم توالت عليه الأيام والليالي من سوء إلى سوء حتى أخذ يصرح في مجالسه بإنكار علو الله تعالى، والاستدلال بكروية الأرض على ذلك!، وإنكار نزول الله تعالى، وهذا ثابت عليه بشهادة العدول.
[3] ومنهم تركي العتيبي المعتني بشرح شيخه لكشف الشبهات، فقد سجلت عليه مقالاتٍ فاسدة من الطعن في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وأنه لا مانع أن يكون مبتدعاً!!، و الدعوة إلى التفويض في الصفات، ورد حديث الجارية في "صحيح مسلم" مع بعض الأخذ بشواذ الأقوال الفقهية كالجهر بالنية ونحوها، زيادة على هلاكه في أكل أموال الناس بالباطل بالضحك على عقول السذج والبسطاء تحت شعار الدين والصلاح، تعاوناً مع الرابع:
[4] محمد العصلاني، = وبين بعض أخطاء كتبه المطبوعة كقوله في شرح كشف الشبهات معتذراً للأشاعرة في تأويلاتهم: (في أول شرحه في تقريره لأنواع الشبه، وقال في النوع الأول: (أن تكون شبهته لها مأخذ في لسان العرب، أو في العلم دليلاً ودلالة، وقد نص على كون العذر في هذه الشُّبْهَة صائباً غير واحد، ومنهم شيخ الإسلام -يرحمه الله-كما في "المجموع" .... فهؤلاء يعذرون إن اعتمدوا على هذا النوع من الشبه، مثال ذلك: ما يحتج به الأشاعرة في بعض أبواب الاعتقاد كالقدر وكلام الله، فإنه من جنس تلك الشُّبْهَة، كما ذكره شيخ الإسلام في "نقض التأسيس" ... ).
وتأويله رحمة الله تعالى بقوله: (والرحمة حقيقتها هنا غفران ذنب العبد الماضي).
= وأن شروحاته مليئة بالاعتراضات على كلام الإمام ثم (تضعيف) الحجة في كشفها ليمرض قلوب أتباعه.
= ونخل مكالمة الأسمري الهاتفية بعد فصول، وأنشد في أحدها في ذم الأسمري قوله:
خلالكِ جوُ الجاهلين فصفّري **** وبيضي كما شئتِ –بويمة- وانقري
إذا كان للدين الحنيف مخاصماً **** كأمثال فدمٍ أغلف القلب ممتري
عنيتُ به فدماً جهولاً وليتهُ **** مع الجهل لم يبلّ بخبثٍ ومنكرِ
من الغلِّ والمكر الشديد فيرتقي **** إلى النيل من كلّ الهداة ويجتري
هوَ صالحٌ لا أصلح الله سعيه **** تربى على أرض الجزيرة: أسمري
ولم يستفدْ من عَيْشِهِ بين أهْلِهَا **** ومَنْ بَيْنَهُمْ من كلِّ شيخٍ معمّرِ
فأظهرت الأيام عنه بأنه ***** عدوٌ لدودٌ في العقيدة أشعري
يخادعُ أهلَ الخيرِ بالخيرِ بينما ***** يبيع بسوقِ المارقين ويشتري
فيطعن في دين الإمامِ محمدٍ ***** إمامِ الهداة المتقين المقدّرِ
ويطعن في أهلِ الحديث وحزبِهِ **** وأكرمْ بذاكَ الحزبِ أفضلَ معشرِ
وينصر أهل السوء من كلّ نحلةٍ **** ويبهت أهل الحق جهراً ويفتري
ويتبع خطو الأسمريِّ جماعةٌ **** وهم خلفه ما بين أعمى وأعورِ
فصاروا كأبقار الربيع تجمعت **** لنطحِ جبال العلم يا عين فانظري
وما ضرّت الأبقار غير قرونها **** فجودي على تلك القرون وغبّري
أيا أيها الفدم الجهول ألا ترى **** بعينك ما قد حلّ في كلّ مفتري
وباء بسُخْطِ اللهِ مِنْ بعدِ ذلةٍ **** عليهِ وذا دون العذابِ المؤخرِ
فأين دعاة السوء من كلّ ملحدٍ **** وكلّ مريدٍ فاجرٍ متكبرِ
أذاب إله العرش بالعدل ذكرَهم **** ولو عُمِّرُوا بين الأنامِ لأدهرِ
فهذا سبيل الله مع كلّ ظالمٍ **** فيبتر ذكر القوم مع كلّ أبتري
= وكشف جوانب حقد الأسمري على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وذم الأسمري بقصيدة قال في مطلعها:
يا من يريد مذمتي وعتابي **** من كل فدمٍ ملحدٍ كذابِ
إن كان توحيد الإله توهباً **** فأنا المقرُّ بأنني: وهابي
= ومما أنشد فيه شيخنا أبو ريان الطائفي الحنبلي: قصيدة بائية طويلة يقول في بعض أبياتها:
كالأسمريّ الماذق الفدم الذي **** قربت مكائده من الأطنابِ
فبدى بوجهٍ كالحٍ متقلّبٍ **** ويَحُكُّ للتوحيدِ بالأنيابِ
فيريد كيداً بالإمام وحزبِهِ **** من كلّ شيخٍ ناسكٍ أوّابِ
ومناصرٍ للهِ ثم رسولِهِ **** في سالفِ الأزمان والأحقابِ
وجهان للفدم الخبيث: حمامة **** أحد الوجوه وآخرٌ كغرابِ
فيذم كلّ موحدٍ متنسكٍ **** ويُجلّ كلّ مخرفٍ ويحابي
تباً لذي الوجهين حقاً إنه **** من غيظه متقطع الأقتابِ
قد أظهر اللهُ الكريمُ بعدلِهِ **** ما كان خلف الصدرِ والأثوابِ
(يُتْبَعُ)
(/)
من حقده المدفون في أحشائهِ **** للدينِ والأشياخِ والأحبابِ
فاخسأ عدوَ الله بؤت بصفعةٍ ***** من كفّ ليثٍ من ليوث الغابِ
قد ساقه المولى عليكَ بحولِهِ **** حتى يمزق حزبكم مخلابي
شعري رجوماً بالبيان لجمعكِم **** فيدكُّ زمرتَكم بكلّ شهاب
وبحول ربي لن أملّ نكايةً **** في حزبكم في روحةٍ وإيابِ
والله يبقيني لفلّ لميمكم **** حتى أبدد قولكم بجوابي
وأصول فيكم صولةً أثريةً **** والله يُعلى حجتي وجنابي
إلى آخر القصيدة.
= دافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وكشف كذب الأسمري عليه عندما قال: (نعم، شيخ الإسلام لم يحرم المولد مطلقاً، ولم يمنعه مطلقاً في اقتضاء الصراط، بل فرق بين المؤمن المسدد الرشيد وبين عامة الناس)، وبين أن هذا كلام كثير من المفترين الصوفية، والأسمري تبع لهم.
= ونخل شريطه "فقه الدعاء" نخلاً، وبين فيه مكر الأسمري في سرد أدلة الخصوم، وتقريره الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بتفصيل ماكر، ثم تضعيف حجة أهل السنة مقابل أدلتهم على طريقة ابن جرجيس وعثمان بن منصور وغيرهم من أهل الضلالة.
= ونقض دعوى الأسمري أن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم هو قول الجمهور ومذهب الأئمة الأربعة، وذلك لأن الأسمري قال في شريطه "فقه الدعاء": (الاستغاثة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، والمسألة فيها قولان مشهور ذكرهما: أما القول الأول: فهو جواز ذلك وأنه صحيح، وهذا هو ما عليه أصحاب المذاهب الأربعة من المتأخرين على المعتمد في مذاهبهم، من الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم).
= وبين أن الأسمري قدم بمقدمات قال بأنها تصحح القول بجواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه المقدمات، فقال شيخنا أبو ريان الطائفي في رده: (هنيئاً للصوفية بمولودها الجديد الأسمري! الذي غرّه تخلل لسانه، وساقه فساد جنانه إلى أن جاء بما يظنه يصحح مذهب القبوريين على طريقة أهل الحيل!.
إذ إن الأسمري شأنه شأن أصحاب السبت الذين ذمهم الله تعالى لمكرهم وتحايلهم لارتكاب الحرام، وقال فيهم: (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (الأعراف:163)، وها هو الأسمري شمّر عن ساعد الخيبة ليبرر مذهب الذين يضاهئون الله تعالى بخلقه، ويصرفون حقوق ألوهيته إلى غيره، ويسندون أمورهم على غير خالقهم، فجاءهم الأسمري الماكر بهذه المقدمات وكأنه أول من جاء بها!، وقد سبقه إلى ذلك فئام هم اليوم حطام تحت حطام، أذابهم الله تعالى وأركسهم، وأعمى بصائرهم.
فلست بأولِ ذي همةٍ دعته لما ليس بالنائلِ
فللوصول إلى جواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم جاء الأسمري ومن سبقه بثلاث مقدمات، تجيز ذلك وتصححه فيما يزعم، وتوضيح ذلك أنه أراد أن يلزم الغرّ الجاهل بموافقته على:
[1] أن الأنبياء أحياء في قبورهم ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فإن أقرّ، ألزمه بـ:
[2] أن أهل القبور يسمعون من يخاطبهم أو يناديهم!! عند قبورهم!!.
فإن أقرّ له بذلك، ألزمه بأن:
[3] أعمال الأمة تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يستغفر لأمته في قبره!.
فإن أقرّ المخالف له بذلك كله، قال: جاز لك الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم لأنه حي غير ميت، والميت يسمع الدعاء، وقد ثبت أنه يستغفر لأمته فإنه سوف يدعو الله تعالى لك لتلبية حاجتك!!.
هذه هي خلاصة شبه الأسمري الماكر وحزبه في جميع المقدمات الثلاث مما سيأتي تفنيدها جميعاً إن شاء الله تعالى .. ).
= وكشف كذب الأسمري الواضح على الإمام ابن القيم في زعمه بأنه يقول أن موت الأنبياء هو مجرد حجبهم عن الناس كالملائكة، وإلا فهم أحياء!!، وهذا زيف وزور لم يقله ابن القيم.
= وبحث مسألة التوسل، وكشف كذب الأسمري على الحنابلة، وعلى شيخ الإسلام ابن تيمية وزعمه بأنه رجع عن القول بمنعه.
= ثم ناقش الأسمري في محاضراته "ما لا يسع المسلم جهله في الاعتقاد" وقال بأن الأجدر أن يقال في مسماها "ما يجب على المسلم جهله في الاعتقاد" لما فيه من المباحث الكلامية، والمباحث المبتدعة.
= وناقشه شيخنا في العديد من المسائل يضيق حصرها الآن، جاوزت مائة صفحة من كتابه المذكور.
= ثم ناقش شيخنا شريط وجوب التمذهب المصور الذي خرج بصوت الأسمري وصورته، وكشف كذب الأسمري وجهله، وتجنيه على أهل السنة، ومغالطاته في الفقه والتاريخ.
&&&&&&
والكتاب مفيد للغاية، وقد سألته عن حين نشره متى يكون، فقال قريباً، ولولا عهدي معه بعدم النشر لنشرت الكتاب كاملاًَ، والله ولي التوفيق.
كتبه
أبو الحسن الأزهري
غفر الله ذنبه وستر عيبه
في
رياض نجد
10/ 8 / 1429
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 06:40]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الحسن وجزى الله الشيخ بندرا خير الجزاء ....
واصل في فضح أهل البدع وفقك الله حتى يظهر الخبث ونعرف من حولنا .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 08:49]ـ
نتمنى أن نرى الكتاب عاجلا في فضح هؤلاء الذين تزببوا قبل أن يحصرموا. وتصدروا قبل أن يتأهلوا.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 07:54]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الحسن وجزى الله الشيخ بندرا خير الجزاء ....
واصل في فضح أهل البدع وفقك الله حتى يظهر الخبث ونعرف من حولنا .....
وبارك فيكم وأبشر أخي الفاضل بجنود التوحيد وعسكر القرآن.
وقد راسلني أحد الإخوان على الخاص سائلا عن الكتاب فأقول له:
جزاك الله الخيرات وأراك المسرات والكتاب سوف ينزل على منتديات أهل السنة بعد أيام فصبرا
وهناك ردود أخرى من أهل العلم سوف نجمعها وننزلها أيضا والرجاء ممن اطلع على خطأ من أخطاء الأسمري أن يزودنا به لعرضه على المشايخ لنسف أباطيل هذا القبوري الجهمي
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 10:04]ـ
جزاك الله خيرا أخي الأزهري
وهل الشيخ الطائفي المذكور هو الشيخ بدر العتيبي -حفظه الله -؟؟
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:38]ـ
جزاكم الله خيراً
والله وتالله وبالله إن الرد على أهل البدع لهو من أعظم الجهاد في سبيل الله!!
فعل من معتبر؟!!.
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 06:12]ـ
خلت و كأني في ساحة من ساحات الجهاد ... و كأن الشيخ الأسمري هو أمريكا ... و أفضل الجهاد قتال أعداء الله من الصليبيين و اليهود و المرتدين ... كما قال ابن تيمية:" ليس بعد الايمان بالله أوجب من دفع العدو الصائل الذي يفسد الدين و الدنيا".
و الأفضل الشرع هو من يحدده لا أقوال الرجال ... التي قيلت في زمان و مكان مختلفين ....
و الأفضل بيان مخالفات الرجل للكتاب و السنة ... لا لأفهامكم .. هداكم الله .. و إني في شوق لها ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 06:38]ـ
خلت و كأني في ساحة من ساحات الجهاد ...
نعم أنت في ساحة جهاد لكن لعلك لاتعرف هذا الجهاد ....
و كأن الشيخ الأسمري هو أمريكا ... و أفضل الجهاد قتال أعداء الله من الصليبيين و اليهود و المرتدين ... كما قال ابن تيمية:" ليس بعد الايمان بالله أوجب من دفع العدو الصائل الذي يفسد الدين و الدنيا".
الجهاد ليس محصورا بالقتال .... !!!
وشيخ الإسلام ابن تيمية من أعظم المجاهدين في هذا الباب وقد قال رحمه الله::الرَّادُّ على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحي بن يحي يقول: الذَّبُّ عن السنة أفضل الجهاد " (نقض المنطق ص 12).
و الأفضل الشرع هو من يحدده لا أقوال الرجال ... التي قيلت في زمان و مكان مختلفين ....
و الأفضل بيان مخالفات الرجل للكتاب و السنة ... لا لأفهامكم ..
تتكلم وكأنك قد قرأت الرد؟؟!!!
حال الرجل أصبح لايخفى إلا على أحد رجلين .... !!!
هداكم الله ..
وإياك
و إني في شوق لها ...
ومن العجائب والعجائب جمة أن ابن الوزير اليماني قد ناله شيء من لسان الأسمري في مقطع مرئي مشهور وهو عندي وأيضا قال في هذا المقطع نقلا عن شيخه الكوثري أن الشوكاني دسيسة رافضية على الإسلام ............ !!!
نعوذ بالله من الخذلان ...
تنبيه: قلت في مشاركتي الأولى (بندرا) والصواب: ( ..... ) والمعذرة يا أبا الحسن ولعلك تعرف من ماذا أعتذر ...
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 12:37]ـ
///الشيخ الأسمري له كتب وأشرطة ... تدل على تمكنه في علوم الشريعة ... وإلا لما تحلق حوله طلاب العلم، ولاطلب منه التدريس في الجوامع والدورات العلمية في مدن عديدة!
///لنناقش أخطاءه الشرعية بعلم وعدل ... بعيدا عن السباب والشتم نظما ونثرا!! ... وفي الحديث: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء"
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:28]ـ
بارك الله فيك السيد الحنبلي ....
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 04:16]ـ
///الشيخ الأسمري له كتب وأشرطة ... تدل على تمكنه في علوم الشريعة ... وإلا لما تحلق حوله طلاب العلم، ولاطلب منه التدريس في الجوامع والدورات العلمية في مدن عديدة!
///لنناقش أخطاءه الشرعية بعلم وعدل ... بعيدا عن السباب والشتم نظما ونثرا!! ... وفي الحديث: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء"
وقد ناقشناه في كتبه وأشرطته ولم نتجن عليه وأما تمكنه في العلوم الشرعية فسوف نظهر لك بالدليل أنه دعي للعلم وأما تحلق الطلاب فليس دليلا على تمكنه
وهو الذي بدأ في السب فسب العلماء كابن تيمية والشوكاني وابن عبدالوهاب
إن كان رفضًا ذمُّ كُلِ مُبَدَّع
فليشهدِ الثقلانِ أني رافضي
وقد تبين لنا أنه قبوري جهمي فكيف تدافع عن القبورية والجهمية؟
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 04:42]ـ
هات ما عندك يا أزهري و لا تكثر الكلام على الخاوي ... فالكل يدعي ... فالبينة على المدعي .... أما السب و الشتم للتخويف و الترهيب من الدفاع عن أهل العلم ... أسلوب أنصاف المتعلمين و لا يليق بطلبة العلم ... و هات مخالفات الرجل ... وضعها في ميزان الكتاب و السنة لنرى .. """""ضلاله"""""""""""!!!!!!!!!!!!!!!!!! و تجهمه و قبوريته ...
فيلزمك إثبات هذا و إلا كنت .... و أعيذك من ذلك. (ابتسامة)
و ابدأ على بركت الله .... أما الجهاد فإذا أطلق فلا ينصرف إلا إلى قتال أعداء الله .. و أقوال العلماء طافحة بذلك ... و إن شئت نقلت لك ما يثلجك ...
أما تضخيم و بيان عظم الرد على "المبتدعة" بزعمك ... فهذا أسلوب القاعدين عن أداء ما افترض الله عليهم .... فالأفضل الرد على أعداء الله من العلمانيين و الكفرة الملحدين و المبدلين لشرع الله تعالى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 05:05]ـ
هات ما عندك يا أزهري و لا تكثر الكلام على الخاوي ... فالكل يدعي ... فالبينة على المدعي .... أما السب و الشتم للتخويف و الترهيب من الدفاع عن أهل العلم ... أسلوب أنصاف المتعلمين و لا يليق بطلبة العلم ... و هات مخالفات الرجل ... وضعها في ميزان الكتاب و السنة لنرى .. """""ضلاله"""""""""""!!!!!!!!!!!!!!!!!! و تجهمه و قبوريته ...
فيلزمك إثبات هذا و إلا كنت .... و أعيذك من ذلك. (ابتسامة)
و ابدأ على بركت الله .... أما الجهاد فإذا أطلق فلا ينصرف إلا إلى قتال أعداء الله .. و أقوال العلماء طافحة بذلك ... و إن شئت نقلت لك ما يثلجك ...
أما تضخيم و بيان عظم الرد على "المبتدعة" بزعمك ... فهذا أسلوب القاعدين عن أداء ما افترض الله عليهم .... فالأفضل الرد على أعداء الله من العلمانيين و الكفرة الملحدين و المبدلين لشرع الله تعالى ...
أخي أرجو تخفيف اللهجة وإياك والتعصب , والأسمري قد بان أمره عند جميع الناس وهذا الرد جاء متأخرا وإلا فهو مما يكيد لدعوة التوحيد منذ سنين وسوف نظهر لك قبوريته وجهميته بالدليل
والرد على العلمانيين .................. إلخ هناك من أهل السنة ولله الحمد من هو قائم به.
فهناك من أهل السنة من هو قائم بالرد على العلمانيين وبعضهم قائم بالرد على الملحدين وبعضهم قائم بالرد على القبورريين وبعضه قائم بالرد على الجهمية
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 05:47]ـ
يا أخي أنا أطالبك ببيان حال الرجل بالدليل .... أما الحجة هي أن أمره قد ذاع و انتشر ... فليس بدليل ... بدليل أن شيخ الاسلام ابن تيمية لو قرأت لجل معاصريه لاعتقدت أن الرجل مبتدع ضال ... وهذا ما حصل لكثير من الناس لأنهم للأسف مقلدة يتأثرون بما حولهم أما المنصفون فكانوا أشدا فرحا بكتبه رحمه الله تعالى .... مع ترك ما خالف فيه الدليل ... وهذا مع كل أهل العلم ....
إذن ... فهات لنا المخالفات ....
و قلت أنه يكيد لدعوة التوحيد ... هذا اتهام حاصله أن الأسمري عدو لله و رسوله صلى الله عليه و سلم ... فتنبه لعباراتك يا أخي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 06:08]ـ
الشيخ صالح الأسمري - وفقه الله لما يُحب ويرضى -، في ظني لايخرج عن هذه الأحوال الثلاثة:
الأول: أن يكون ما أشيع أو نُقل عنه من المخالفات مكذوبًا عليه؛ فيجمل به الصبر على الأذى، كما صبر من قبله من أهل العلم على ما نالهم، واحتساب الأجر من الله، مع الاستمرار في نشر العلم " السلفي "؛ بشرح كتب الأئمة، وتقريبها للطلبة. والله يوفقه. (وهذا ما أتمناه له).
الثاني: أن يكون الرجل على منهج " سني " " سلفي "، ولكن عرضت له بعض الشبهات التي أمالته عن الصراط يمنة ويسرة، إما إلى تأثر بالمتصوفة أو المتمشعرة. فيجمل به هنا، أن يجمع هذه الشبهات التي كدّرت صفوه، ويسارّ بها أهل العلم الراسخين؛ لعلهم يجلونها له، مع الاستمرار في تعليم العلم، دون خلطه بهذه الشبهات العارضة، والإلحاح في الدعاء أن يهديه إلى الحق، ويُثبته عليه.
الثالث: أن يكون الرجل يُظهر ما لا يُبطن، ويمارس التقية في مجتمع أهل السنة، فهذا هو " النفاق " - والعياذ بالله -، يجمل بصاحبه أن لا يصبر على هذا الهوان، والكرب العظيم، الذي لا يُطيقه إلا سفلة الناس، فيكون الدواء أن يجهر بمعتقده، ويُعلن أشعريته أو قبوريته أو .. ، دون خوف أو وجل؛ كما فعل غيره، لاسيما في زمان لا يُمكن التضييق فيه على أحد بسبب عقيدته؛ لأن الجهات الضاغطة كثيرة، وستتدخل لحمايته.
قد يُقال: يمنعه من هذا خوفه أن يُضيق عليه - إما في دعوته أو رزقه - مادام يعيش بين من يسميهم: " الحشوية " أو " الوهابية " أو ... ، ولن تستطيع تلك الجهات منع التضييق بالكلية.
فأقول: هناك حل لمن كان في مثل حالته، وهو الفرار بدينه، والهجرة إلى مجتمعات يأمن فيها على ما ذُكر، وسيجد من يدعمه - بسخاء - " ماليًا "، و " إعلاميًا " .. كما فُعل مع أشباهه.
فلا عُذر له في هذا العيش المهين، الذي قال عنه القائل:
ولا يُقيم على ذلٍ يراد به
إلا الأذلان عَير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوطٌ برمته
وذا يُشج فما يرثي له أحد
أسأل الله أن يحيينا " أعزة "، ويُميتنا كذلك .. (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 06:38]ـ
الرجل منذ سنين وهو ينشر عقيدته في الخفاء ويدرسها للطلبة لاستدراج الوهابية على حد زعمه.
وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو أني قابلت أحد تلامذته في معرض الكتاب في القاهرة منذ أربع سنوات وهو يحضر ماجستير في جامعة أم القرى ............ العتيبي وسألته عن الأسمري وظننته سلفيا على عقيدة التوحيد وما ظن في أزهري أنه سلفي لذا باح بما عنده لي فقال بأن الشيخ ليس وهابيا وإنما هو من أهل السنة يقصد أنه من الأشعرية وأنه شرح لهم في مكة السنوسية وجوهرة التوحيد في الخفاء فسألته ولم أصرح له بسلفيتي حتى يأتي بماعنده لماذا؟
قال لكى يتمكن ويستدرج طلبة العلم الصغار من الوهابية
والأخري وهي مفاجأة كبرى أن الأسمري متزوج ببنت ............... منذ سنتين وهو من كبار القبوريين في مصر
وأخرى أن مواقع القبوريين لم ينشروا شيئا عن الأسمري ومن المحال أنهم لم يسمعوا شيئا ومثله يفرحون به وقد طاروا بكلام الشريف وفرحوا به ونشروه يمنة ويسرة مما يدل على اتفاق بينهم فانتبهوا يا أهل التوحيد فهو مخطط أسمري لنشر القبورية والجهمية في بلاد التوحيد والسنة
فماذا بعد؟
لابد من وقفة جيدة معه ونسف أباطيله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 06:38]ـ
إن الكلام و الحكم على النيات من قبيل الرجم بالغيب .... و الأولى و الأحرى الاتيان بما خالف فيه الشيخ شرع الله تعالى .. و التناقش فيه ... أما قيل و قال ... و سمعت و يحكى فلا مجال لها بين أهل السنة و الجماعة ...
و ما زلنا في الانتظار ...
و العزة أخي سليمان ـ بارك الله فيك ـ هي في الدفاع عن حياض الأمة من أعدائها المتربصين بها و بخيراتها ... العزة هي الكينونة بين فرسان النهار ... لا بين ممن عذر الله تعالى أو القاعدين ... و المخلفين ..
و بارك الله فيكم.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 06:48]ـ
إن الكلام و الحكم على النيات من قبيل الرجم بالغيب .... و الأولى و الأحرى الاتيان بما خالف فيه الشيخ شرع الله تعالى .. و التناقش فيه ... أما قيل و قال ... و سمعت و يحكى فلا مجال لها بين أهل السنة و الجماعة ...
و ما زلنا في الانتظار ...
و العزة أخي سليمان ـ بارك الله فيك ـ هي في الدفاع عن حياض الأمة من أعدائها المتربصين بها و بخيراتها ... العزة هي الكينونة بين فرسان النهار ... لا بين ممن عذر الله تعالى أو القاعدين ... و المخلفين ..
و بارك الله فيكم.
دع عنك تعصبك للجهمي وفي هذا الرابط فيديو للأسمري وهو في المغرب طعن فيه في أئمة العلم كابن تيمية وابن القيم والشاطبي وابن عبدالوهاب واتهم الشوكاني بأنه دسيسة على الإسلام وهو نفس اتهام الكوثري الهالك تشابهت قلوبهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126645&highlight=%E6%C3%D3%DD%C7%E5
وعليك بمطالعة مذكرته مالا يسع المسلم جهله في الاعتقاد وستعلم انحراف الرجل العقدي وانتظر ولا تستعجل ونبشرك بنسف الأسمريين إن شاء رب العالمين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:02]ـ
العزة هي الكينونة بين فرسان النهار ... لا بين ممن عذر الله تعالى أو القاعدين ... و المخلفين ..
و بارك الله فيكم.
ردك هذا ذكرني بـ حمزة الكتاني!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:08]ـ
أخي الشريف: وبارك ربي فيك، ووفقك لما يُحب ويرضى .. وجعلني وإياك والإخوة ممن ذكرتهم من أهل العزة.
الأخت الكريمة: الأمل الراحل: (حمزة) هداه الله، نوصح - كثيرًا - فلم ينتصح، وأخذته العزة بالإثم، وأسرّ ولم يُظهر، .. إلى أن آل به الحال إلى الطعن في السلفية - يسميهم الوهابية! -، في منتدى " الأشاعرة والقبورية "، متباكيًا معهم على البنايات التي على القبور! غير آبه بأمر " جده " صلى الله عليه وسلم بهدمها ... أسأل الله العافية، وأن يرده إلى الحق ردًا جميلا ..
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:19]ـ
[ COLOR="blue"] الثالث: أن يكون الرجل يُظهر ما لا يُبطن، ويمارس التقية في مجتمع أهل السنة، فهذا هو " النفاق " - والعياذ بالله -، يجمل بصاحبه أن لا يصبر على هذا الهوان، والكرب العظيم، الذي لا يُطيقه إلا سفلة الناس، فيكون الدواء أن يجهر بمعتقده، ويُعلن أشعريته أو قبوريته أو .. ، دون خوف أو وجل؛ كما فعل غيره، لاسيما في زمان لا يُمكن التضييق فيه على أحد بسبب عقيدته؛ لأن الجهات الضاغطة كثيرة، وستتدخل لحمايته.
قد يُقال: يمنعه من هذا خوفه أن يُضيق عليه - إما في دعوته أو رزقه - مادام يعيش بين من يسميهم: " الحشوية " أو " الوهابية " أو ... ، ولن تستطيع تلك الجهات منع التضييق بالكلية.
فأقول: هناك حل لمن كان في مثل حالته، وهو الفرار بدينه، والهجرة إلى مجتمعات يأمن فيها على ما ذُكر، وسيجد من يدعمه - بسخاء - " ماليًا "، و " إعلاميًا " .. كما فُعل مع أشباهه.
فلا عُذر له في هذا العيش المهين، الذي قال عنه القائل:
ولا يُقيم على ذلٍ يراد به
إلا الأذلان عَير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوطٌ برمته
وذا يُشج فما يرثي له أحد
أسأل الله أن يحيينا " أعزة "، ويُميتنا كذلك .. (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).
أكاد أجزم ياشيخ سليمان أنه من هذا القسم وأقول هذا وأنا على معرفة بهذا الرجل فقد عاش عندنا في قطر سنوات يلبس ويدلس على من حوله من الشباب بأسلوبه المعروف وأعرف طلابا له يرحلون الآن إلى الأردن في طلب الضلالة عند سعيد فودة ولايخفى عليكم أمره وانتشر عند بعض طلبة العلم عندنا في قطر القول بالتفويض وهو من نشر هذا القول ونظّر له وعددهم ليس بالقليل وأكثرهم أئمة مساجد واسأل من تعرف من طلبة العلم في قطر يأتيك بأخباره وستعرف الأثر الذي تركه في قطر ......
وعندي مذكرة له إسمها (ما لايسع المسلم جهله في الاعتقاد) قام عليها أحد طلابه من الجنوب وكانت تُباع في مركز الأنصاري في مكة ثم مُنعت من البيع والحمد لله , وهذه المذكرة فيها من البلايا الشيء الكثير ودائما مايُدندن حول تكفير شيخ الإسلام فتراه مثلا يقول: من قال بفناء النار فهو كافر بالإجماع ونقل الإجماع جماعات!!!
ومن قال بإمكانية وقوع حوادث لا أول لها فهو كافر بالإجماع .. !!!
ومن قال ...... ثم يأتي بالمسائل المشتهرة عن شيخ الإسلام ..
وقرر في هذه المذكرة أن أهل السنة ثلاث طوائف كما هو معلوم عنه وغير ذلك ..
وله في البث الإسلامي محاضرات عن الدعاء فيها تقرير الشرك الصريح!!
أصبح أمره واضحا ولله الحمد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:28]ـ
أكاد أجزم ياشيخ سليمان أنه من هذا القسم وأقول هذا وأنا على معرفة بهذا الرجل فقد عاش عندنا في قطر سنوات يلبس ويدلس على من حوله من الشباب بأسلوبه المعروف وأعرف طلابا له يرحلون الآن إلى الأردن في طلب الضلالة عند سعيد فودة ولايخفى عليكم أمره وانتشر عند بعض طلبة العلم عندنا في قطر القول بالتفويض وهو من نشر هذا القول ونظّر له وعددهم ليس بالقليل وأكثرهم أئمة مساجد واسأل من تعرف من طلبة العلم في قطر يأتيك بأخباره وستعرف الأثر الذي تركه في قطر ......
وعندي مذكرة له إسمها (ما لايسع المسلم جهله في الاعتقاد) قام عليها أحد طلابه من الجنوب وكانت تُباع في مركز الأنصاري في مكة ثم مُنعت من البيع والحمد لله , وهذه المذكرة فيها من البلايا الشيء الكثير ودائما مايُدندن حول تكفير شيخ الإسلام فتراه مثلا يقول: من قال بفناء النار فهو كافر بالإجماع ونقل الإجماع جماعات!!!
ومن قال بإمكانية وقوع حوادث لا أول لها فهو كافر بالإجماع .. !!!
ومن قال ...... ثم يأتي بالمسائل المشتهرة عن شيخ الإسلام ..
وقرر في هذه المذكرة أن أهل السنة ثلاث طوائف كما هو معلوم عنه وغير ذلك ..
وله في البث الإسلامي محاضرات عن الدعاء فيها تقرير الشرك الصريح!!
أصبح أمره واضحا ولله الحمد ...
أخي الفاضل: مذكرته هذه هي محور رد الشيخ أبي ريان الطائفي وقد نسفها وقد أطلعت عليها جمعا من الفضلاء ووعدوني بالرد.
وفي قطر تلميذه المنظر له عبدالفتاح اليافعي وهو من النشيطين لنشر عقيدة التمشعر في قطر.
وأما نقله لإجماعات العلماء فقد بان كذب الأسمري وقد راجعنا ما ينقله من الإجماعات فبان كذبه وتدليسه وستأتيك الأخبار فصبرا
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:30]ـ
والعجيب أن هذه المذكرة تباع في الرياض ويقررها الأسمري لطلبة العلم عنده وهي أول ما يبدأ بها
وقد شرحها لطلبته مرارا
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:31]ـ
هذا مقطع صوتي يقول فيه الأسمري أن عقوبة شيخ الإسلام بسبب فتواه في شد الرحل موافقة لقواعد الفقهاء!!!!!!!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=15 502&d=1122060665
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:54]ـ
بلغني أن لهذا الضال دروساً في الرياض يقيمها في بيته لصغار الطلبة .. ولذا فينبغي كشف باطله وتحذير الناس من بدعته لئلا يأتي يومٌ تنمحي فيه آثار عقيدة السلف وأهل الحديث من نجد وتصبح وكراً من أوكار المبتدعة الضلاِّل .. وهذا غير مستبعد بعد أزمانٍ متطاولة في ظل تقاعس أهل التوحيد والإيمان عن كشف زيف عقائد هؤلاء الضلاِّل .. وجهاد هؤلاء المخذولين من أعظم الجهاد لمن قدر عليه وأطاقه ..
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
بلغني أن لهذا الضال دروساً في الرياض يقيمها في بيته لصغار الطلبة .. ولذا فينبغي كشف باطله وتحذير الناس من بدعته لئلا يأتي يومٌ تنمحي فيه آثار عقيدة السلف وأهل الحديث من نجد وتصبح وكراً من أوكار المبتدعة الضلاِّل .. وهذا غير مستبعد بعد أزمانٍ متطاولة في ظل تقاعس أهل التوحيد والإيمان عن كشف زيف عقائد هؤلاء الضلاِّل .. وجهاد هؤلاء المخذولين من أعظم الجهاد لمن قدر عليه وأطاقه ..
جزاك الله الخيرات وأراك المسرات وأدخلك الجنات
ورحم الله زمانا ياأخي كان التوحيد سائدا والمجالس عامرة به.
رحم الله زمانا في نجد كان الإمام يسمع لعوام نجد الأصول الثلاثة والقواعد الأربع بعد صلاة العصر والفجر
حتى قال شيخ بعض مشايخنا العنقري:
إن من أعظم المنكرات في نجد عزوفهم عن الأصول الثلاثة
هذا في زمانه فماذا نقول نحن؟
نحتاج في هذا الوقت لابن سحمان وحمد بن عتيق وسعد بن عتيق وعبداللطيف ووالده عبدالرحمن
والله المستعان.
والأسمري أخي لا يكتفي بدروسه في بيته من السبت للثلاثاء.
بل يخرج للاستراحات باقي الأسبوع لنشر مذهبه وله طالبات ينشرن مذهبه الردئ بين الأخوات
وأخيرا أخي أقول لك: أحسن الله عزاءكم في التوحيد
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 09:43]ـ
الاخوة الكرام .... أنا لا أدافع عن الجهمية ... بل أدافع عن صالح الأسمري الذي إلى الآن لم تبينوا ولا مخالفة واحدة له لمعتقد أهل السنة .. اما أنه يفعل كذا ... و يقوم بكذا .... فهذا كلام فارغ لا أثارة عليه من الحق .. هاتوا هذه المخالفات ...
أما دعوة التوحيد التي تتكلمون عنها ... فقد ذهبت مذ بدأ الصليبيون يصولون و يجولون في جزيرة العرب ... و الله المستعان ..
و لا تلقوا باللوم على عالم خالفكم في شيء لم تستطيعوا إثبات بطلانه بالدليل ...
في انتظار بيان هذا الباطل ... و الله الموفق
أخي سليمان ـ بارك الله فيكم ـ وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 02:35]ـ
الاخوة الكرام .... أنا لا أدافع عن الجهمية ... بل أدافع عن صالح الأسمري الذي إلى الآن لم تبينوا ولا مخالفة واحدة له لمعتقد أهل السنة .. اما أنه يفعل كذا ... و يقوم بكذا .... فهذا كلام فارغ لا أثارة عليه من الحق .. هاتوا هذه المخالفات ...
أما دعوة التوحيد التي تتكلمون عنها ... فقد ذهبت مذ بدأ الصليبيون يصولون و يجولون في جزيرة العرب ... و الله المستعان ..
و لا تلقوا باللوم على عالم خالفكم في شيء لم تستطيعوا إثبات بطلانه بالدليل ...
في انتظار بيان هذا الباطل ... و الله الموفق
أخي سليمان ـ بارك الله فيكم ـ وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه.
أخي الفاضل:
مخالفات صالح الأسمري العقدية معلومة , فلو أنك استمعت إلى أشرطته لتأكد لك ذلك يقيناً.
وأما عن طعنه في العلماء فهذا معلوم أيضاً , وإلى الله مرده فهو الذي يقضي بين العباد يوم تبيض وجوه وتسود وجوه , وإن كان هذا الأسمري لايعد من جملتهم أصلاً.
وأما قولك بأن دعوة التوحيد قد ذهبت , فأرجو أن تراجع كلامك جيداً , واتق الله في نفسك , فما زالت المملكة وستبقى بإذن الله تعالى مناراً للإسلام , فمن أرضها بعث النبي (ص) إلى الناس كافة ـ كما لا يخفاك ـ , وفي أرض مكة والمدينة اليهود والنصارى وعبدة الأوثان , فمنهما انبثق نور الإسلام والإيمان والتوحيد , وما زال باقياً إلى يومنا هذا , وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فأرجو أن تراجع نفسك جيداً في كل كلمة تنطقها أو تتفوه بها أخي الحبيب.
محبكم والداعي لكم / أبومحمد.
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 05:13]ـ
....
أما دعوة التوحيد التي تتكلمون عنها ... فقد ذهبت مذ بدأ الصليبيون يصولون و يجولون في جزيرة العرب ... و الله المستعان ..
.
نعوذ بالله .. نعوذ بالله ..
دعوة التوحيد ولله الحمد قائمة في بلاد التوحيد المملكة وإن رغمت أنوف .. !!
ونسأل الله أن يديم علينا ذلك ..
وإن ذهبت .. فقد ذهبت من أنظار من أصمهم الله وأعمى أبصارهم ..
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:02]ـ
التحلي بالأدب في النقاش و رونق العلم في العرض من أهم ميزات طالب العلم ... للذكرى.
ثانيا: الحقائق هي الحقائق و لو أراد أحدنا أن يغطي الشمس فلن يجد إلى ذلك سبيلا ... فهل دولة التوحيد ترابض في ثغورها جحافل العلوج من الصليبيين, على مرأى و مسمع من العالم ... و إن أردت أن أذكر لك المناطق فعلت ...
ثالثا: الرافضة ـ قبحهم الله ـ يفعلون الشرك الصراح في المدينة الشريفة ـ على صاحبها أفضل الصلاة و أزكى التسليم ـ.
ثالثا: أنا لا أقصد الناس و أهل العلم فهم و لله الحمد مجتهدون في نشر التوحيد ... جزاهم الله خيرا ...
و الآن نود من الاخوة الكرام ... طرح المسائل التي خالف فيها الأسمري شرع الله تعالى .... أما أنه انتقد ابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ أو غيره .. ـ. مع بيانه لوجه انتقاده. ـ لا يجعلنا نطعن فيه هذا الطعن اللاذع .. فما زال العلماء يخطئ بعضهم بعضا و لم ينقص ذلك من قدرهم و لا حط من علمهم.
و لا شك أن نظرية المؤامرة جاثمة على صدورنا لا تدع للإنصاف طريقا و لا لطالب الحق رفيقا .. و الله المستعان.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:14]ـ
أما دعوة التوحيد التي تتكلمون عنها ... فقد ذهبت مذ بدأ الصليبيون يصولون و يجولون في جزيرة العرب.
هل هذا أدب المناقشة التي تدعونا إليه؟
أو الأدب واجب علينا و غيرنا سقطت عنه التكاليف؟!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:37]ـ
التحلي بالأدب في النقاش و رونق العلم في العرض من أهم ميزات طالب العلم ... للذكرى.
أي أدب مع من يريد إسقاط دولة بأكملها في أسطر .. !!.
من الأدب ياصديقي أن لا تحشر نفسك في أمور أكبر منك .. !!
ثانيا: الحقائق هي الحقائق و لو أراد أحدنا أن يغطي الشمس فلن يجد إلى ذلك سبيلا ... فهل دولة التوحيد ترابض في ثغورها جحافل العلوج من الصليبيين, على مرأى و مسمع من العالم ... و إن أردت أن أذكر لك المناطق فعلت ...
الحقيقة هي أن يترك الرويبضة هذه الأمور الشائكة, والتي أوقعت الكثير من الجهال وسفهاء الأحلام في التكفير والتفجير والعياذ بالله.
فعلمائنا ولله الحمد موجودون فلندع هذه الأمور لهم, لكن من حشر أنفه في هذه الأمور ماذا كانت نتيجته .. الجهاد في سبيل الله في المملكة زعموا .... !!
ثالثا: الرافضة ـ قبحهم الله ـ يفعلون الشرك الصراح في المدينة الشريفة ـ على صاحبها أفضل الصلاة و أزكى التسليم ـ.
الرافضة على مر الأزمان يشركون وفي كل البلدان, ويبدو أنه لم تقم دولة التوحيد أبدا من بعد الخلافة الراشدة .. !!!
بل المنافقون كانوا في المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..
ثالثا: أنا لا أقصد الناس و أهل العلم فهم و لله الحمد مجتهدون في نشر التوحيد ... جزاهم الله خيرا ...
إذا كنت لا تقصد أهل العلم فلا داعي من هذا الجرح المبطن ..
وأرجو عدم التطرق لمواضيع أخرى في هذه المشاركة لكي لا نخرج عن الموضوع الأصل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:46]ـ
اتصال صوتي يبين حال الأسمري
وقد كنت قبل سنتين عند الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ-حفظه الله- وسألته عن هذا الإتصال فقال: طلبنا منه إن لم تكن هذه المكالمة له أن يتبرأ منها وأن يبين عقيدته للناس .. قال: ولم يرد علينا ..
أقول هل يعلم أحد أن الأسمري تبرأ من هذه المكالمة ورد ما فيها؟؟
# حرر بعضها المشرف .. لا تسمح الإحالة لمواقع الفجور #
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:59]ـ
أسئلة للشريف اليماني:
ما رأيك فيمن يقول بجواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته؟
وما رأيك فيمن يقول بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن ذلك مذهب الجمهور؟
وما رأيك في التفويض؟
وما رأيك فيمن يقول بأن أهل السنة ثلاث طوائف: الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث وأما الوهابية فهي فرقة ضالة؟
وما رأيك فيمن يقول أن الشوكاني دسيسة رافضية ويطعن في غيره من الأئمة؟
تنبيه: (أنا أسألك عن القول ولاأسألك عن ثبوته عن الأسمري من عدم ثبوته)
وسؤال أخير لك هل حكام المملكة مسلمين؟
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 07:04]ـ
وقد تبين لنا أنه قبوري جهمي فكيف تدافع عن القبورية والجهمية؟
ياأخي أنا لم أدافع عنه!! ... ولكني ذكرت ما لابد أن يذكر مع رجل مشهور بالعلم ... ثم مامعنى قولك: قبوري جهمي؟؟؟
أقول هل يعلم أحد أن الأسمري تبرأ من هذه المكالمة ورد ما فيها؟؟
هنا رابط:
http://alasmary.tripod.com/
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 07:11]ـ
أي أدب مع من يريد إسقاط دولة بأكملها في أسطر .. !!.
من الأدب ياصديقي أن لا تحشر نفسك في أمور أكبر منك .. !!
الحقيقة هي أن يترك الرويبضة هذه الأمور الشائكة, والتي أوقعت الكثير من الجهال وسفهاء الأحلام في التكفير والتفجير والعياذ بالله.
فعلمائنا ولله الحمد موجودون فلندع هذه الأمور لهم, لكن من حشر أنفه في هذه الأمور ماذا كانت نتيجته .. الجهاد في سبيل الله في المملكة زعموا .... !!
الرافضة على مر الأزمان يشركون وفي كل البلدان, ويبدو أنه لم تقم دولة التوحيد أبدا من بعد الخلافة الراشدة .. !!!
بل المنافقون كانوا في المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..
إذا كنت لا تقصد أهل العلم فلا داعي من هذا الجرح المبطن ..
وأرجو عدم التطرق لمواضيع أخرى في هذه المشاركة لكي لا نخرج عن الموضوع الأصل ...
أولا: أنا لا أوافق على التكفير و التفجير في بلاد المسلمين بله بلاد الحرمين و هذا ما أدين الله به و علماء الأمة الصادقون لا يرون الخروج على الحاكم للمفاسد الحاصلة ...
أما التكفير فينشره أولئك الذين تدعي أنهم من يتبرأون منه, و كتابتهم طافحة بتكفير المسلمين الموحدين و لا أخفيك سرا أن بعض جماعات التكفير تستند إلى مؤلفات هؤلاء العلماء الذين يتبرأون من التكفير, فبعد أن ضاقوا مرارته بدأوا في التحذير منه ... لكن بعد أن أشربته قلوب هؤلاء الشباب هداهم الله.
ثانيا: الشرك الذي تمارسه الرافضة على مرأى و مسمع من السلطة بل هم من ينظمون لهم الطريق للطواف حول المسجد النبوي الشريف.
ثالثا: لست ملزما برأي أحد من هؤلاء الشيوخ بل إن من يتصدر للإفتاء منهم لو خرج عن المذهب الحنبلي لتاه و احتار ... وقد خالفهم آخرون في سكوتهم على دخول العلوج ...
رابعا: المرض العضال الذي انتشر في الجماعات الاسلامية الانكار على المخالف لها بشدة {الأسمري مثالا} و الاعتذار أو الدفاع بقوة و لو كان بباطل على من ينتمي لهم و إن خالف الشرع جهارا نهارا ... فعندما يكون الدليل معكم لا تأبهون للعلماء ... و عندما يكون في صف مخالفكم تجدون التقليد هو المخرج الوحيد ...
ملاحظة أخيرة: انتم الذين تحشرون أنفسكم في مسائل أكبر منكم ... فلا في العير و لا في النفير ...
المهم .. هاتوا لنا مخالفات الأسمري .... كي نعرفها ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 07:31]ـ
حتى يعرف الإخوة هذا الشريف اليماني جيدا فإنه قد قال في مشاركة له في موضوع آخر:
و العلامة الحافظ أحمد بن الصديق الغماري ـ رحمه الله ـ بحث هذه النقطة في كتابه " توجيه الأنظار".
ولمعرفة هذا الغماري (والشيخ الفاضل خالد الأنصاري يعرفه جيدا):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=723064
وبالقرائن والأحوال يُعرف حال الرجال
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 07:32]ـ
المفترض أن تثبتوا أخطاء الأسمري بالأدلة من مؤلفاته. يعني مكتوبة وموثقة، أما الاتصالات الهاتفية أو التسجيلات الصوتية؛ فأظنها لا تعد دليلا قاطعا على أن صاحبها هو الأسمري.
ويكفينا الافتراءات في تبديع خلق الله اعتمادا على التسجيلات الصوتية، وما فيها من سهولة التحكم وتزويرها وفبركتها
.............
...........
فارحمونا الله يرحمكم.
# حرر بعضها المشرف #
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 07:45]ـ
و الله أمرك عجيب يا قطري تحكم على أحدهم لمجرد أنه ذكر عالما تخالفه في شيء .... مع أني أخالف الحافظ الغماري ـ رحمه الله ـ في كثير من المسائل خصوصا العقائدية منها ... فليس كل من نقل عن عالم فهو يوافقه .... لقد هزلت و الله ....
و قد أحلتنا على رجل آخر ليبين لنا حال الغماري و الله عجيب هذا التقليد .... إذا كان معكم الدليل صلتم و جلتم و رددتم و إذا انفرط عقده من بين يديكم ... لجأتم للتقليد و العويل و الصياح و السب و الشتم ...
المهم هاتوا لنا مخالفات الرجل ... في الانتظار.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 07:55]ـ
دع عنك الحيدة وأجب عن الأسئلة التي وجهتها لك ....
ملاحظة: قلت في السؤال الأخير: مسلمين , وصوابه: مسلمون ...
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 08:05]ـ
أولا: أنا لا أوافق على التكفير و التفجير في بلاد المسلمين بله بلاد الحرمين و هذا ما أدين الله به و علماء الأمة الصادقون لا يرون الخروج على الحاكم للمفاسد الحاصلة ...
الحمد لله على هذا الخير ...
أما التكفير فينشره أولئك الذين تدعي أنهم من يتبرأون منه, و كتابتهم طافحة بتكفير المسلمين الموحدين و لا أخفيك سرا أن بعض جماعات التكفير تستند إلى مؤلفات هؤلاء العلماء الذين يتبرأون من التكفير, فبعد أن ضاقوا مرارته بدأوا في التحذير منه ... لكن بعد أن أشربته قلوب هؤلاء الشباب هداهم الله.
من هم أولئك الذين أدعي أنهم يتبرأون من التكفير وهم واقعون فيه؟؟!!
أنا لم أذكر اسم أحد حتى الآن .. !!
وإن كنت تتهمني بأحد أذكره لي حتى تختبرني فيه, ونتناقش بشأنه .. لأن أمره خطير, فأنت تقول بأنهم يكفرون الموحدين ..
ثانيا: الشرك الذي تمارسه الرافضة على مرأى و مسمع من السلطة بل هم من ينظمون لهم الطريق للطواف حول المسجد النبوي الشريف.
هذه دعوى على السلطة بلا برهان, وأنا أحد أبناء هذه البلاد ولم أعلم أبدا أن السلطة تنظم لهم ما تقول .. بل الذي أعلمه والذي رأيته بأم عيني أن الحكومة وهيئة الحرم يمنعون الناس من الوقوع في كثير من البدع في المسجد النبوي ..
ثالثا: لست ملزما برأي أحد من هؤلاء الشيوخ بل إن من يتصدر للإفتاء منهم لو خرج عن المذهب الحنبلي لتاه و احتار ... وقد خالفهم آخرون في سكوتهم على دخول العلوج ...
ولم يلزمك أحد بقولهم, لكنك ملزم بالكف عن هذه الأمور وتركها لمن هو أعلم منك إذا كنت تراعي مسألة المصالح والمفاسد.
وفي كلامك دعوى أخرى على العلماء وتجريحهم بلا تعيين ولا برهان, ومن هم الذين يتصدرون للإفتاء في البلاد ولو خرج أحد منهم عن المذهب لتاه وو ... عليك أن تعينه أو تخرج من يتوهم دخوله في .. حتى لا يكون كلامك مجمل يوهم القارئ دخول أشخاص هم بريئون من تهمتك ..
والخلاف وقع في هذه المسألة ولن ينكر أحد ذلك, لكن من أصاب ومن أخطأ ومع من الدليل, هنا محل النظر ..
رابعا: المرض العضال الذي انتشر في الجماعات الاسلامية الانكار على المخالف لها بشدة {الأسمري مثالا} و الاعتذار أو الدفاع بقوة و لو كان بباطل على من ينتمي لهم و إن خالف الشرع جهارا نهارا ... فعندما يكون الدليل معكم لا تأبهون للعلماء ... و عندما يكون في صف مخالفكم تجدون التقليد هو المخرج الوحيد ...
أنا أوافقك بأنه مرض عضال, لكن يحتاج الأمر لتوضيح أكثر, الأمر ليس متعلق بفلان ولاعلان, الأمر متعلق بالتمسك بالأصلين الكاتب والسنة بفهم سلف الأمة, ثم من خالف هذين الأصلين بعدها يناقش على ضوئهما.
ثم بعدها إن وجد التعصب تستطيع القول بما قلت ..
ملاحظة أخيرة: انتم الذين تحشرون أنفسكم في مسائل أكبر منكم ... فلا في العير و لا في النفير ...
فرق بين من يحشر نفسه في مسائل شائكة تؤدي إلى الفتن والشقاق, وبين من يحذير الناس من أصحاب الفتن والبدع.
ولا أدري ما علاقة قولك:"لا في العير ولا في النفير" بما قبله.
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 09:14]ـ
كلام الأسمري في ابن تيمية:
"فالقواعد الخمس مهمة جداً في فهم النص و التحقيق، فمن أحدث قولاً خرج به عن المذاهب المتبوعة أو قول الفقهاء وأئمة الإسلام لا يجوز له أن يأتي بقول ذلك.
قرر الفقهاء أن من أحدث قولاً يخرج به عن المذاهب المتبوعة فإنه يُعزر ويحجر عليه هذا الذي قرره من؟ الفقهاء .. ..
هذا مقرر في الفروع لابن مفلح في كتب المذاهب الأربعة، ليه؟ لأن أصحاب المذاهب الأربعة وعامة الفقهاء يقولون لا يجوز الخروج عن، عن الأربعة، هذا له علم ـ (علة) ـ أنه لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة.
ولذلك لما أفتى شيخ الإسلام أن زيارة القبر بشد الرحل لا تجوز ماذا فُعِل به؟ ماذا فُعِل به؟ الجواب: عزر .. .. لماذا؟ لأنه خرج عن المذاهب الأربعة، والمذاهب الأربعة بإتفاق أن شد الرحال إلى القبور جائز، وليس محرماً ...... فكيف يكون فوق ذلك.
فتعزيرهم لشيخ الإسلام على هذه القاعدة صحيح أم لا، الجواب: صحيح
وحجرهم عليه بسجنه صحيح أم لا، صحيح.
هذه قواعد يعرف بها الإنسان أثر، أثر هذه القواعد الخمسة السابقة ..... "
المادة الصوتية ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=15 502&d=1122060665
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 09:16]ـ
و الله أمرك عجيب يا قطري تحكم على أحدهم لمجرد أنه ذكر عالما تخالفه في شيء .... كلا لا أحكم على رجل بمجرد ذلك والكلمة لو خرجت من سني سلفي لعذرته لكن من كان كلامه مريبا فهي تعتبر قرينة على أمور أخرى .. !!
مع أني أخالف الحافظ الغماري ـ رحمه الله ـ في كثير من المسائل خصوصا العقائدية منها ... حبذا لو تذكرها لنا إجمالا ..
و قد أحلتنا على رجل آخر ليبين لنا حال الغماري و الله عجيب هذا التقليد .... إذا كان معكم الدليل صلتم و جلتم و رددتم و إذا انفرط عقده من بين يديكم ... لجأتم للتقليد و العويل و الصياح و السب و الشتم ...
وضعت الرابط للاختصار ولعدم الخروج عن الموضوع وإلا فحاله عندي معروف ثم أين العويل والصراخ هذا ولله الحمد ليس عند أهل السنة إنما هو عند أهل البدع من المتصوفة والأشاعرة ومن هو على شاكلتهم .. !!
المهم هاتوا لنا مخالفات الرجل ... في الانتظار.
ستظل تكرر هذا الطلب حتى لو جئنا بالأدلة والبراهين لأنك تحب التشويش وأظن أن تخمين الأمل الراحل في محله ...
هداك الله وأصلحك ...
بانتظار جوابك على الأسئلة ...
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 09:35]ـ
أبو محمد الحبشي وقصته مع التصوف وصالح الأسمري
قال:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: اعتذر للإخوة الكرام عن تأخر مشاركتي فلم أسجل بالملتقى إلا قريباً
لقد قرأت أكثر الردود وأود أن أحيط الإخوة الكرام علماً بأنني من أسرة هاشمية لها في التصوف باع طويل، ولم أكن أعرف حينها معنى التصوف، نشأت في أكنافهم، وربيت على أعينهم، وكانت مجالسنا واحتفالاتنا قلما تنقضي من غير مولد يقام أو بردة تقرأ، بل إن الحبيب علي الجفري وعمر بن حفيظ حضرا إلى بعض الاحتفالات التي كانت تقام بمنزلنا.والله شهيد على صدق ما أقول.
وكنت أجادل دفاعاً عن بعض القصص التي يرويها لنا كبارنا، بما فيها من النكارة الشديدة، وكنت أتحمس لها وأرويها، لكنني – علم الله – كنت أجد في نفسي نفوراً داخلياً عن تصديقها.
وكم سمعت من علية القوم قدحاً في المشايخ الكرام كالشيخين بن باز وابن عثيمين – رحمهما الله - واتهاماً لهم بالعمالة ومحاباة السلاطين، والركض وراء الدنيا وذلك في مجالسهم الخاصة التي كنت أحضرها، ناهيك عما يقولونه في ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب – رحمهما الله -
وقد جالست علماءهم وقرأت كتبهم وسافرت إلى اليمن،ورأت القباب على القبور، واطلعت على ما يفعلونه هناك وشاهدت فلماً لزيارة قبر نبي الله هود.
ومن الأمور التي كانت تلفت نظري هو أن بعضهم يميل إلى بعض علماء الشيعة من الإيرانيين!!.
بل صرح لي بعض كبار السن من القرابة – وهو من أهونهم – أن عدد الشباب من السادة الحضارم قد انتحلوا المذهب الشيعي؟! وكان يقول: إن من يحذر من الشيعة والتشيع في هذه الفترة له الأجر العظيم عند الله.
وقد من الله تعالى علي بأن جعلني من أهل العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا أخفيكم أنني عوديت من أقرب الناس إليَّ معاداة شديدة غير أني كنت مستعيناً بالله تعالى، رؤوفاً بمن لهم حق عليَّ، ناصحاً لهم.
وحاولت أن أكسب في صفي بعض أهلي ونجحت في بداية الأمر بتوفيق الله تعالى غير أن بعضهم أصبح من طلاب صالح الأسمري فعاد إلى التصوف والميل إلى عقائد الأشاعرة بعد أن درس كتب شيخ الإسلام!!.
وقد حدثني أحد إخواني ذات مرة أنه كان في مجلس بمكة فقام أحدهم وقال ((الله يلعن كل سيد ما يلعن معاوية))، إي والله، هكذا نقل لي أخي.
رضي الله عن معاوية وأرضاه ولعن كل من يلعنه أو يلعن أحداً من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى".
المصدر ....
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=810117&postcount=56
ملاحظة: العهدة على أبو محمد الحبشي ..
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:03]ـ
التشكيك أمر وارد حتى لو جيئ بكتابات موثقة, فكم من أهل البدع من رُد عليه ووثق النقل فيه, ومع ذلك يوجد من يشكك ... !!!!
وإن شاء الله سوف يخرج الكتاب المشار إليه في الموضوع ونرى التوثيقات ..
والتسجيلات الصوتية -في الحقيقة- لا تقل أهمية عن المكتوب ....................... .............................. ....
.................
........
بعد إذن المشرف هنا كلام لابد من ذكره, فإن رأيتم حذفه فسمعا وطاعة ..
وأما الدعوى التحكم في الصوتيات والتزوير والفبركة, هذا كلام ضعيف, فأهل الباطل كم يكيدون للعلماء السلفيين كأمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم, فلماذا لم يستطع أحد من المبطلين أن يفبرك أو يزور عليهم شيئا .. ؟؟!!
فتأملي ..
وبالله التوفيق.
# حرر بعضه المشرف .. !!!! #
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:19]ـ
لافض فوك أخي الحبيب الليث ...
وأقول للأخت الكريمة (الأمل الراحل) الأسمري ليس ساذجا حتى يكتب معتقده في تلك المسائل وفي الشيخ محمد بن عبدالوهاب وشيخ الإسلام ابن تيمية وموقفه منهما ومن غيرهما من علماء السنة وهو يعيش في بلاد الحرمين ....
وعندما كان في قطر كان يعمل في قسم الدعوة والإرشاد السعودي فمن الصعب أن يصرح بذلك .. فتأملي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:30]ـ
/// تنبيه من الإدارة: نرجو التزام الحوار في ذات الموضوع المتحاور فيه، بلغة علمية وتركيز في الموضوع .. بارك الله فيكم.
/// والإدارة تأسف لحذف أوتحرير أي مشاركة تخرج عن هذا الإطار.
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:31]ـ
بارك الله فيك أخي القطري ونفع بك
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:36]ـ
جزاك الله خيرا أخي المشرف على التبيه ...
وقرأت التحذير وكنتَ مصيبا في الملاحظة واستغفر الله ..
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 12:55]ـ
اتصال صوتي يبين حال الأسمري
وقد كنت قبل سنتين عند الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ-حفظه الله- وسألته عن هذا الإتصال فقال: طلبنا منه إن لم تكن هذه المكالمة له أن يتبرأ منها وأن يبين عقيدته للناس .. قال: ولم يرد علينا ..
أقول هل يعلم أحد أن الأسمري تبرأ من هذه المكالمة ورد ما فيها؟؟
# حرر بعضها المشرف .. لا تسمح الإحالة لمواقع الفجور #
كنت قد أخطأت في وضع رابط للمكالمة من موقع غير جيد, وقد حذفه المشرف جزاه الله خيرا, وها هو الإتصال في رابط مستقل:
http://www.islamup.com/extension/ram.gif (http://www.islamup.com/view.php?file=c6248e5ec9)
وأنقل كلام أحد الإخوة للتوضيح بخصوص هذه المكالمة: وهو أبو عمر بن حسن الكعبي في رده (تنبيه المسلم إلى حقيقة الأسمري) , قال -وفقه الله-:
ولما انتشرت هذه المكالمة بين الناس كان من تمام انتصار الله لدينه وتميزه بين الحق وأهله والباطل وأهله اعترافُ الأسمري بهذه المكالمة وإن حاول هو وغيره التخلص من عارها بما لا يُجدي عند العقلاء ولا يُرضي البلهاء، فقال في دروس "ما لا يسع المؤمن جهله من مسائل الاعتقاد" في الكلام على الإيمان بالقدر:
(اتصل عليَّ بعض الناس يقول أنا وأهلي نزور قبر الحسين في مصر، وكنا منذ فترة على هذا، وعلماء الأزهر لا يقولون لنا شيئا، أنكر علينا أنصار السنة المحمدية، كفرونا، وأنكر علينا الوهابية ويقولون فتوى للشيخ ابن باز بالتكفير، بمجرد أن المرأة تزور كافرة، وكل صلواتنا التي صليناها، كلها باطلة، لاتجوز) أهـ
وهذا الكلام من الأسمري عليه ملا حظات:
1 - إن السائلة لم تقل أن أحداً كفرهم بهذا العمل، وإنما قالت أنه قيل لهم هذا العمل شرك، وفرق بين الحكم على الفعل، والحكم على الفاعل، كما هو معروف.
2 - أن السائلة لم تقل أن من أنكر عليهم جهة كذا أو كذا، وإنما الأسمري هو الذي تبرع ببيان بعض الجهات التي تخالف في هذه المسائل على فهمه هو، والغرض من ذلك عند الأسمري أن تتبين السائلة من هم هؤلاء الذين يشوشون عليها وتميزهم فتحذرهم.
ثم قال أيضاً:
(يأتي بعضهم يتصل ويقول
- فلانُ، أنا فلان
= ماذا عندك
قال هل يجوز كذا وكذا. تعرف أنه يريد شيئا فتقول له ما يريدُ، فإذا قلت له ما يريدُ، أراد أن يغلق، تقول له: لحظة ماذا تريد، هذا الكلام الذي تريده، أم تريد تحقيق المسألة؟ تحقيق المسألة ليس هذا، إنما قلت هذا لك استمالة لك لأعرف نيتك ... ) إلى آخر كلامه.
والمراد أن الأسمري يريد التخلص مما قرره في هذه المكالمة بحجة أن هذا الكلام منه كان استدراجا للسائل، واستمالة له ليعرف قصده ونيته.
والجواب وبالله التوفيق:
(1) -أن هذه دعوى لا يؤيدها واقع الحال، ومجرى الكلام الذي دار في تلك المكالمة، ولا يخفى ذلك على كل عاقل يحترم عقله.
(2) -أنه لم يُعهد من طلاب العلم فضلا عمن يتصدر للفتوى -سواء كان أهلا لها أم غير أهل- أنه يستدرج السائلين ويستميلهم ليعرف نياتهم، إلا أن يقول: أعد السؤال، لم أفهم السؤال، ماذا تعني بكلمة كذا، ما مرادك بكذا. وذلك كي يَعلم أن ما فهمه من كلام السائل هو الذي قصد السائلُ السؤالَ عنه، فيقع الجوابُ موقعه، ولا يكون المفتي يقصد أمراً والسائلُ يريدُ أمراً آخر، والفرق بين هذا وبين حال الأسمري فرق كبير جداً، أوضح من أن يوضح.
(3) -أن استدراج المستفتين واستمالتهم ليست من صفات المفتين، ولا من أخلاق المعلمين، بل هو سوء ظن بالمسلم
(4) -إما أن يكون هذا هو حال الأسمري مع كل سائل وهذا ضرب من الوسواس، والسفه، أو أن يكون هذا حاله مع من يسجل عليه فقط، وهذا ضرب من الكهانة وادعاء علم الغيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) -أن استمالة السائل واستدراجه تكون بأخذ الكلام منه ليعرف أمره ويكشف، لا بأن يُفتى ويُجاب على سؤاله ويُعطى من الكلام ما يريد وأكثر مما يريد.
(6) -أن الأسمري كان يبتدأ السائلة بما لم تسأل عنه، ويتبرع من الكلام بما لم يطلب منه، فإن السائلة لم تسأل عن أنصار السنة المحمدية، ولكن الأسمري لما علم أنها من مصر تبرع ببيان ضلالهم وجهلهم بزعمه، ولم تسأل عن الوهابية، أو عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لكنه لفرط نصحه تبرع بالتحذير منهم وتضليلهم، ولم تسأله من الذي ضللهم وجهلهم، ولكنه تبرع بدعواه أن علماء المذاهب الأربعة والأزهر هم الذين ضللوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وجهَّلُوه. ولم تدع السائلة أنها شافعية، ولكنه تبرع لها بهذا المذهب لتتمذهب به، ومايدريه لعلها حنفية، ولم تسأله عن التمذهب، ولكنه أمرها به، ولم تسأله عمن تأخذ منه العقيدة وعمن لا تأخذ، ولكنه تبرع وأمرها أن تختار الأشعرية أو الماتريدية أو أهل الحديث، ثم تبرع أيضا بإخراج الوهابية من أهل الحديث.
فهل هذا صنيع من يستميل المتكلم ويستدرجه ليعرف نيته؟
(7) -أن حقيقة الحال، أن الأسمري هو الذي كان مُستدرجا من قبل السائلة، ولم يكن مُستدرجا هو لها، فدعوى الأسمري أنه كان يستميل السائل هي من باب قلب الحقائق، ومن التشبع بما لم يعط.
(8) -هب أن الأسمري كان يستميل السائل ويستدرجه، فهل يستبيح لأجل ذلك الطعن في العلماء؟ واللمز بهم؟، والكذب في الاخبار؟ و الثناء على الاهل البدع؟ و فتح باب البدع؟ والافتاء بخلاف الشرع؟ والدعوه إلى ارتياد الاماكن التي يمارس فيها الشرك الأكبر؟ ثم التصريح بأن كل ذلك مما تبرأ به الذمه، وهل من يستدرج سائلا يقول له: (هذا الكلام اخصك به ولا تخبر به احدا)؟ وهل هذا إلا دعوة الى الأخذ بذلك بل والتمسك به والعض عليه.
(9) -إذا كان هذا الكلام ليس هو تحقيق المسأله ولا الحق فيها بل هو خطأ مخالف للحق، فلماذا تتوسع في الاستدلال له فإنه إن كان باطلا كان مِن طرح الشُّبه وإلقائها على الناس و ترويج الباطل.
(10) -أن هذا من قبيل العمل بالقاعدة اليهودية: (الغاية تبرر الوسيلة) فإن سلم حسن المقصد فإن الكذب وقلب الحقائق، وجميع ما تقدم لا يصلح ولا يجوز إرتكابه، ولا الدخول فيه قطعا، بل هو من أعظم المحرمات.
(11) -أن هذه الدعوى لو كانت صحيحه فهي خلاف الورع والحرص على الخير ونشر الهدى، والحق، فما يدريك أن تنقطع المكالمه لسبب طارئ، وما يدريك أن تبقى حتى تقررما تدعي أنك ستقرره، و تبطل ماقد قررته وأكدت عليه.
(12) -أنه لو سلم لك أن هناك من يتصل وله نية خبيثة قذرة فإنه لا يعطى ما يريد من الكلام بل يفتى بالحق ويبين له الحق بدليله، وليس له بعد ذلك على قائل الحق سلطان الا عند أهل الباطل، وليس فوق الأسمري مَن يخشى منه إن دعى إلى توحيد الله وأثنى على أوليائه، ونهى عن الابتداع في الدين بل الأمر على العكس من ذلك.
فإن قيل إن هذه المكالمة غير صحيحة بل مزورة فالجواب:
لقد أقر الأسمري بها ولم ينكرها وإن حاول التخلص بما لا يجدي كما تقدم بيانه.
ويقال أيضا من كان يريد أن يزوركلاماً لا يجعل فيه ما هو منقصة في حقه ومأخذ عليه، ولو كان ضعيفا فلا يأتي بمثل ما في المكالمة من قوله لها سائلا: (تسجلين؟ قالت: لا) فالذي يُزوِّر المكالمات هو في سَعَهٍ من أن يأتي بمثل ذلك.
وإن قيل السائلة كذبت وقالت إنها لا تسجل، فالجواب:
(1) -لا نسلم أنها كذبت فإنه يمكن أن يكون هناك من بجانبها وهو الذي كان يسجل، وهذا مقتضى حسن الظن بالمسلم.
(2) -وإن كانت كاذبة فيقال: فإن جاز للأسمري أن يكذب على الله فيفتي بالباطل و يثني على أهل البدع و يلمز أولياء الله، لأجل مقصد يدَّعيه، فلغيره أن يفعل كذلك.
(3) -وإن كانت هي كاذبه في أنها لاتسجل فهل الأسمري يعتقد أنه صادق أم يعتقد أنه كاذب في كلامه ذلك، فإن كان يعتقد نفسه صادقا في ما قال فقد ضل ضلالا بعيدا، وإن كان يرى إنه كاذب فإن لعنة الله على الكاذبين، ولا يُقبل من الكاذب شهادة، ولا يصدق فيما يقول.
(4) -لو سلمنا أنها كاذبة فليس الشأن، والخلاف في كلامها وصدقها فيه وإنما في كلام الأسمري و صوته.
هذا ما تيسر في هذه العجالة، وسنح به الخاطر مع مزاحمة الأشغال، ولعل الله بفضله ومنه ييسر رداً يرد الباطل، وجواباً يجيب عن الشبه.
ومما يجب أن يتنبه إليه القارئ أن ما دعا إليه الأسمري في هذه المكالمة أو ما أظهره فيها، من اعتقاداته الباطلة، وأفكاره السيئة الفاسدة، هو ما يدور في دروسه ومحاضراته، ويدعو إليها فيها، ولكن بحيلة مكشوفة لدى صاحب البصيرة، وبطريقة خبيثة تعينه على التخلص من تبعة ما يقول عند من لم يمعن وينتبه، وذلك تحت حيل منها: أنه يحكي النزاع في المسألة، ويعرض الخلاف فيها، أو دعوى اتفاق المذاهب، وغير ذلك.
وعلى هذه الطريقة لنا أن نقول ـ وليس للأسمري وحزبه أن يعترضوا بشيء ألبتة ـ: إن سجن الأسمري، وتعزيره، وتبديعه، وتضليله، وتفسيقه، وفصله من عمله، وتوقيفه عن الدروس والمحاضرات، وذلك بسبب جهله، وطول لسانه، وتطاوله على العلماء، وتنقصه للأئمة، وكذبه عليهم، ونسبته إليهم ما لم يقولوه، وتشويه عقائد الناس، وتلاعبه بالمستفتين، ورميه أهل السنة بالضلال والجهل، وترويجه لمذاهب أهل البدع، كالأشعرية والماتريدية والطرق الصوفية، و ... إلخ
مسألة فيها خلاف يُحكى:
فالقول الأول: ان ذلك واجب على ولي الأمر، بل وفرض لازم باتفاق المذاهب الأربعة، لأن هذا من أعمال أهل الزندقة وأهل البدع والمفسدين في الأرض، وتدل على ذلك دلائل كثيرة ... إلخ
وقيل: أنه مستحب أومباح ويرد عليه أمور منها ... إلخ
فتنبه يا من يريد الحق ويبتغي وجه الله والدار الآخرة، ولا تشتري رياء الناس وقبولهم لك بما عند الله تعالى، ولا تغتر بزخرف القول من صالح الأسمري، وكن جريأً في الحق مقداما، بعيدا عن الباطل مجانبا، ولا تجامل في دينك أحداً، والحمد لله رب العالمين." اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 01:08]ـ
وهذا كتاب له أيضا (أي أبو عمر بن حسن الكعبي)
اسمه (طليعة القول الجلي في بيان أخطاء الأسمري)
للفائدة ...
http://samuderailmu.googlepages.com/ThaliiatulQaululJaliy.rtf
ـ[العاملي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 01:23]ـ
الإخوة الأفاضل: تبني الأسمري لهذه المسائل واضحٌ من لسانه ولسانِ بعض طلابه، ولا ينبغي أن يكون هذا محل بحث، وقد سألت أحد طلاب العلم بجامعة أم القرى، ممن درس عليه ثم أعرض عنه، وله جهود في مناصحة بعض الطلاب: فأكد لي تبني الأسمري لهذه المسائل، وأن الواجب الانشغال بالرد والمناصحة.
ـ[محمد المسلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بالنسبة للأخ أبو الحسن الأزهري فقد حاول التلميع لشيخه صاحب الرد وأوهم الكثير من الأخوة وأبهم اسمه مع أنه يعرفه ولما سئل هل هو: بدر العتيبي فلم يجب!
أما صاحب الكتاب لمن لم يعرفه فهو: بدر بن طامي العتيبي ويكتب في موقع سحاب وغيره بالكنية التي ذكرها أبو الحسن الأزهري (أبو ريان)، والرجل بذيء اللسان، ساقط الاخلاق وترى هذا واضحا في رده المذكور وقضاياه مع مشايخنا والدعاة في الطائف مشهور وقد قذف بعض المشايخ في الطائف ورفعت دعواه للمحكمة وصدق الحكم بحد القذف ولا أدري هل طبق الحكم في حقه أم لا؟!
ولذا لاتراه جريئا في بيان اسمه الصريح لأنه منبوذ من قبل مشايخنا في الطائف والتصريح باسمه ليس في صالحه لأن الحق لم يعد مقبولا منه.
فاحذروا من صاحب الكتاب ولاتغتروا بما يلمعه له أبو الحسن الأزهري هداه الله ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بالنسبة للأخ أبو الحسن الأزهري فقد حاول التلميع لشيخه صاحب الرد وأوهم الكثير من الأخوة وأبهم اسمه مع أنه يعرفه ولما سئل هل هو: بدر العتيبي فلم يجب!
أما صاحب الكتاب لمن لم يعرفه فهو: بدر بن طامي العتيبي ويكتب في موقع سحاب وغيره بالكنية التي ذكرها أبو الحسن الأزهري (أبو ريان)، والرجل بذيء اللسان، ساقط الاخلاق وترى هذا واضحا في رده المذكور وقضاياه مع مشايخنا والدعاة في الطائف مشهور وقد قذف بعض المشايخ في الطائف ورفعت دعواه للمحكمة وصدق الحكم بحد القذف ولا أدري هل طبق الحكم في حقه أم لا؟!
ولذا لاتراه جريئا في بيان اسمه الصريح لأنه منبوذ من قبل مشايخنا في الطائف والتصريح باسمه ليس في صالحه لأن الحق لم يعد مقبولا منه.
فاحذروا من صاحب الكتاب ولاتغتروا بما يلمعه له أبو الحسن الأزهري هداه الله ..
/// بارك الله فيك .. الآن نحن في قضيَّةٍ علميَّةٍ بحتة، والحكمة ضالة المؤمن، وما علينا من صحَّة ما تذكره عن ذاك الرجل، ولا عن سوء أدبه، ولا غير ذلك، ما دام أنَّه رد على الأسمري من كلامه وصوته، وليس من كلامٍ لا ندري ثقته في نقله عنه.
/// ثم ما ذكرته عن هذا الرجل يجب عليك إثباته بالحجة، كما يفعل الإخوة مع الأسمري، وإلا لعد كلامك فيه بلا قيمة.
/// وهل ترضى أن يُقال إنَّ ما تفعله الآن تلميع لشيخك الأسمري .. !
/// ليتك تتحلَّى بالموضوعية والمنهجية العلمية وتترك الكلام في بنيات الطريق.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 03:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بالنسبة للأخ أبو الحسن الأزهري فقد حاول التلميع لشيخه صاحب الرد وأوهم الكثير من الأخوة وأبهم اسمه مع أنه يعرفه ولما سئل هل هو: بدر العتيبي فلم يجب!
أما صاحب الكتاب لمن لم يعرفه فهو: بدر بن طامي العتيبي ويكتب في موقع سحاب وغيره بالكنية التي ذكرها أبو الحسن الأزهري (أبو ريان)، والرجل بذيء اللسان، ساقط الاخلاق وترى هذا واضحا في رده المذكور وقضاياه مع مشايخنا والدعاة في الطائف مشهور وقد قذف بعض المشايخ في الطائف ورفعت دعواه للمحكمة وصدق الحكم بحد القذف ولا أدري هل طبق الحكم في حقه أم لا؟!
ولذا لاتراه جريئا في بيان اسمه الصريح لأنه منبوذ من قبل مشايخنا في الطائف والتصريح باسمه ليس في صالحه لأن الحق لم يعد مقبولا منه.
فاحذروا من صاحب الكتاب ولاتغتروا بما يلمعه له أبو الحسن الأزهري هداه الله ..
يا أخي هذه أولى مشاركاتك وكأنك لم تدخل المجلس إلا لهذا الأمر ولا أستبعد أن تكون من تلاميذ الأسمري الطائفيين فتنتصر لشيخك القبوري
قال السلف " من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر "
والشيخ أبو ريان يزكيه علمه ودفاعه عن السنة وأهلها ويكفي شهادة أهل العلم له وأنت من الطائف وعندكم الآن المشايخ الكبار فلو ذهبت لشيخنا المجاهد الفوزان وسألت عن حال الرجل مع أن الفوزان قد قدم له الكثير من كتبه وهذا يكفينا
وحدد لنا مشايخك فالشيخ معروف عند المشايخ السلفيين من أهل الطائف:
- الشيخ العلامة المجاهد عبدالله بن سعدي العبدلي
- شيخنا العلامة الفقيه عبدالرحمن بن سعد العياف
- شيخنا العلامة الفقيه محمد الطيب بن محمد اليوسف رحمه الله
هؤلاء خيرة مشايخ الطائف يعرفونه ويزكونه
كان الأولى بك أن تحذر ممن هو على عقيدة جهم والمريسي ومن يطعن في أهل العلم كالأسمري وأبوريان سواء اختلفت معه أم اتفقت فليس صوفيا مخرفا ولا أشعريا ولا مفوضا فوجه عنايتك أخي في الرد على القبوريين
ولم تذكر لنا حال الأسمري وموقفك منه بغض النظر عن أبي ريان فالقضية الآن دين , الأسمري عنده انحراف عقدي فما موقفك منه؟ لا تبتعد عن القضية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 03:27]ـ
وهذه بعض الروابط في الرد على الجاهل المفتري صالح الأسمري:-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34698
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?p=1352
http://a4s.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?p=854195
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:00]ـ
الرجل كتبه موجودة و رسائله مطبوعة ... فهاتوا لنا منها ما يثيت ذلك ...
و الحافظ ابن حجر أنكر على ابن تيمية مسائل منها ... إنكاره شد الرحال فهل ابن حجر يطعن في السنة .....
إذا جئتم بالدليل فأنا مع الدليل .... و لا داعي للدخول في الكلام حول المملكة و بعض العلماء هناك ... فكتابات أبي قتادة و المقدسي و الطرطوسي طافحة بذلك ... و لا نحب أن نجعل مجلسنا لنهش أعراض العلماء بحق أو باطل ....
فلحد الآن لم تأتوا بشيء .... أما المكالمات فليست بحجة حتى عند الكفار من المبدلين لشرع الله في محاكمهم الوضعية ....
فأنا لا أتعصب للأسمري و لا لابن حجر و لا لابن تيمية أو الامام مالك أو الامام أحمد ـ رضي الله عنهما ـ .... إلخ بل تعصبنا للحق.
و جزاكم الله خيرا أحي عدنان البخاري على حسن التنبيه, وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير ...
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:11]ـ
الرجل كتبه موجودة و رسائله مطبوعة ... فهاتوا لنا منها ما يثيت ذلك ...
و الحافظ ابن حجر أنكر على ابن تيمية مسائل منها ... إنكاره شد الرحال فهل ابن حجر يطعن في السنة .....
إذا جئتم بالدليل فأنا مع الدليل .... و لا داعي للدخول في الكلام حول المملكة و بعض العلماء هناك ... فكتابات أبي قتادة و المقدسي و الطرطوسي طافحة بذلك ... و لا نحب أن نجعل مجلسنا لنهش أعراض العلماء بحق أو باطل ....
فلحد الآن لم تأتوا بشيء .... أما المكالمات فليست بحجة حتى عند الكفار من المبدلين لشرع الله في محاكمهم الوضعية ....
فأنا لا أتعصب للأسمري و لا لابن حجر و لا لابن تيمية أو الامام مالك أو الامام أحمد ـ رضي الله عنهما ـ .... إلخ بل تعصبنا للحق.
و جزاكم الله خيرا أحي عدنان البخاري على حسن التنبيه, وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير ...
ليس هناك مجال لذكر ابن حجر وهل ما أنكره على ابن تيمية صحيح أم أنه مخالف للقول الصحيح مع الاعتراف بعلمه وفضله
وإذا أردت الدليل فاقرأ مذكرة الأسمري " ما لا يسع المسلم جهله في الاعتقاد "
وكلام تلميذه عبدالفتاح اليافعي المنظر له في قطر وكلامه موجود على الشبكة ولا تتعصب فأمر الأسمري أصبح واضحا والمجال الآن في نسف أباطيله وإلا أباطيله وتلونه منذ سنين نعرفها
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:41]ـ
ولو قلنا إن الرجل أخذ بقول الأشاعرة في مسائل ... فالأشاعرة أقرب الناس لأهل السنة، مع أن هناك علماء جعلوهم من أهل السنة، انظر هذه الفتوى:
http://www.islamtoday.net/questions/abdulaziz-q.htm
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:50]ـ
ولو قلنا إن الرجل أخذ بقول الأشاعرة في مسائل ... فالأشاعرة أقرب الناس لأهل السنة، مع أن هناك علماء جعلوهم من أهل السنة، انظر هذه الفتوى:
http://www.islamtoday.net/questions/abdulaziz-q.htm
أظهر ما عندك من نفس الأسمري مع العلم أن الشيخ الغنيمان قد وضح هذه الفتوى فمن الأمانة ذكر ذلك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:19]ـ
/// ينظر كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة للشيخ سفر الحوالي حفظه الله لبيان مباينة الأشاعرة لأهل السنة في كثيرٍ من أبواب العقيدة -كالإيمان والقدر والصفات .. الخ- وليس في باب الصفات فقط، بالحجة من كتب أئمتهم:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=50&book=3211
/// وكون الأشاعرة أقرب من غيرهم ليس معناه أنَّهم من أهل "السنة" و"الجماعة". بل هم مخالفون لهما.
/// ويصح لقائل أن يقول: المعتزلة أقرب من الزنادقة، والرافضة أقرب من البهائية؟! فكان ماذا؟!
/// وما دام أنَّ الأمر بالحجة والبرهان فلم تتعلق بفتوى من عزوت إليهم يا حنبلي! أم أنَّ الحجة تكون انتقائية وبحسب القدرة والحاجة؟! هل ترضى بكلام الشيخ الغنيمان مثلًا في الأسمري لو تكلَّم فيه؟ أو بكلام غيره ممَّن هو مثله في العلم والفضل؟
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:25]ـ
و الله يا أزهري تتكلم دون قواعد ... فتقول القول و تنقضه بعد ذلك ... إنكار ابن حجر موجود و السلام ,صواب أو خطأ أمر آخر ...
و العجيب هو أنكم تجعلون نقدكم و علماءكم من الطعن في أهل الأثر, ثبت العرش و انقش .. و كل يدعي و صلا بالسلف و أهل الأثر .. لكن الادعاء سهل .... حتى المعتزلة يدعون ذلك , و الطرقية ينسبون طرقهم للسلف بل للنبي صلى الله عليه و سلم ـ افتراء ـ فهل كلما ادعى أحد أمرا أخذناه .... فالحق في الحجة ... فمن وافق الحق قبلناه ....
أثبتوا تجهم و قبورية الأسمري ...
و انقلوا من كتيه .... أما ما ذكره المسلمي عن هذه الفرقة فمما تشمئز منه النفوس ... لم يتركوا عالما إلا و تكلموا فيه نسأل الله العافية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:36]ـ
و الله يا أزهري تتكلم دون قواعد ... فتقول القول و تنقضه بعد ذلك ... إنكار ابن حجر موجود و السلام ,صواب أو خطأ أمر آخر ...
و العجيب هو أنكم تجعلون نقدكم و علماءكم من الطعن في أهل الأثر, ثبت العرش و انقش .. و كل يدعي و صلا بالسلف و أهل الأثر .. لكن الادعاء سهل .... حتى المعتزلة يدعون ذلك , و الطرقية ينسبون طرقهم للسلف بل للنبي صلى الله عليه و سلم ـ افتراء ـ فهل كلما ادعى أحد أمرا أخذناه .... فالحق في الحجة ... فمن وافق الحق قبلناه ....
أثبتوا تجهم و قبورية الأسمري ...
و انقلوا من كتيه .... أما ما ذكره المسلمي عن هذه الفرقة فمما تشمئز منه النفوس ... لم يتركوا عالما إلا و تكلموا فيه نسأل الله العافية ...
أي قول نقضه؟ فمن قلة فهمك أوتيت.
وأي عرش ثبتناه ثم نقشناه وما الذي يغيظك في الكلام في أسمريكم القبوري؟
اللهم إلا تبني مذهبه الردئ وقلنا لك راجع مذكرته وستجد البلايا والانحرافات العقدية
وأي فرقة تقصد يامسكين وهل الأسمري المنحرف عندك عالم؟
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:38]ـ
الأخ أبو عبدالرحمن القطري: تكلم الشيخ الطائفي عن الشريط الذي ذكرته، ونقضه حرفاً بحرف، وفيه بيّن جهل هذا المنفوخ عندما قال ذكر ابن الوزير اليماني ثم قال: (أتى تلميذه من بعده وأخذ فكرته وهو المقبلي، صاحب كتاب "العلم الشامخ على أرواح المشايخ" ثم أتى بعده تلميذه ابن الأمير الصنعاني، صاحب "سبل السلام" إلى آخره، ثم أتى بعده تلميذه الشوكاني، صاحب "نيل الأوطار" و "فتح القدير").
وقال شيخنا أبو ريان (ص:379): هذا كلام غبي جاهل، ومن ليس لديه دراية لا بالمذكورين ولا بطبقات العلماء، فصالح بن مهدي المقبلي (1047 - 1108هـ)، لم يدرك ابن الوزير المتوفى عام 840هـ، وبين مولده وموت ابن الوزير أكثر من مائتي سنة، كما لم يذكر أحدٌ ترجم له عناية بكتب ابن الوزير ولا بكتب ابن تيمية ولا بكتب الظاهرية أصلاً.
ومحمد ابن الأمير الصنعاني (1099 - 1182هـ) لم يدرك من عُمُرِ المقبلي إلا بضع سنوات،
ولم يلتقِ به، ولا أخذ عنه، كما لم يذكر أحدٌ ترجم له عكوفاً على كتب ابن تيمية أو الشاطبي أو ابن حزم الظاهري!.
ومحمد بن علي الشوكاني (1173هـ- 1250هـ) لم يدرك من حياة الأمير الصنعاني إلا بضع سنوات، ولم يأخذ عنه شيئاً.
فاقنع بهذا يا (الشريف ابن الوزير اليماني).
وأما تخصيص معنى الجهاد بقتال الأعداء فيكفيني في رد هذا ما رواه الإمام مسلم في "صحيحه": (مَا مِنْ نبيٍّ بعثَهُ اللهُ في أمَّةٍ قَبْلي، إلا كانَ له من أمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وأصحابٌ يأخذون بسُنَّتِه، ويقتدون بأمره، ثم إنَّها تَخْلُفُ من بعدهم خُلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جَاهَدَهُم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، لَيس وراءَ ذلك
لَيس وراءَ ذلك من الإيمان حَبَّةُ خَرْدَل).
ولا تستعجل في طلب بيان حال الرجل، فسوف يظهر ذلك بإذن الله تعالى مع الكتاب!.
وقضية المحاكم، والحكم المصدق الذي ذكره المسلمي كلها كذب وزور.
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:08]ـ
///سبحان الله ... لماذا هذه اللهجة في الخطاب يابخاري ... !!!
وما دام أنَّ الأمر بالحجة والبرهان فلم تتعلق بفتوى من عزوت إليهم يا حنبلي! أم أنَّ الحجة تكون انتقائية وبحسب القدرة والحاجة؟! هل ترضى بكلام الغنيمان مثلًا في الأسمري لو تكلَّم فيه؟ أو بكلام غيره ممَّن هو مثله في العلم والفضل؟
///أما مسألة كون فلان تلميذا لفلان مما ذكره الأزهري ... فلايشترط في اطلاقها لغة مباشرة التلقي عن فلان وفلان ... فالعلامة القنوجي الهندي مثلا تلميذ الشوكاني عبر كتبه ومنهجه ... والتوسع في ذلك وارد بكثرة ... والمبتديء في العلم يفرق بين وفيات المذكورين كابن والوزير وغيره!!! ... ولاشك أن مسلك أولئك العلماء ((المقبلي و ابن الوزير والصنعاني والشوكاني)) واحد ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:14]ـ
/// سبحان الله ... لماذا هذه اللهجة في الخطاب يابخاري ... !!!
/// أي لهجة يا أخي؟! هل تراني حين أكتب أو تقرأ بين السطور؟ سبحان الله!
سألتك أسئلة، أود منك الإجابة عليها .. وفقك الله لهداه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 07:30]ـ
أخي: الأزدي الحنبلي:
ماالذي يضير الأسمري - وفقه الله للحق -، وقد قيل فيه ما قيل، ونُشر عنه ما نُشر، أن يدفع تهمة البدعة عن نفسه بتكذيبها والتبرؤ منها؟
أما إن كان يدين الله بهذه البدعة (سواء أشعرية أو قبورية) - وهو يسميها سنة -؛ فالأحرى به أن يجهر بها، ويُنافح عنها؛ لأن الأمر دين، ويقبل النقاش من العلماء أو طلبة العلم - معه - عنها.
وأظنك قريبًا منه، فلعلك تنقل له هذا.
وفقك الله لما يُحب ويرضى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 07:40]ـ
أخي: الأزدي الحنبلي:
ماالذي يضير الأسمري - وفقه الله للحق -، وقد قيل فيه ما قيل، ونُشر عنه ما نُشر، أن يدفع تهمة البدعة عن نفسه بتكذيبها والتبرؤ منها؟
أما إن كان يدين الله بهذه البدعة (سواء أشعرية أو قبورية) - وهو يسميها سنة -؛ فالأحرى به أن يجهر بها، ويُنافح عنها؛ لأن الأمر دين، ويقبل النقاش من العلماء أو طلبة العلم - معه - عنها.
وأظنك قريبًا منه، فلعلك تنقل له هذا.
وفقك الله لما يُحب ويرضى ...
هذا عين الصواب شيخنا الخراشي.
نطالب الأسمري وتلامذته أن يظهروا عقيدتهم الأشعرية القبورية ويجهروا بها بدل الإخفاء والتلون
والحنبلي مشاركاته قليلة مما يدل أنه دخل بعد كتابة موضوعي فهو لا شك قريب منه.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 07:44]ـ
هل كل أشعري قبوري .. ؟
(لست أدافع عن الاشاعرة) لكن أرى الكثير يزايد في العبارات والاطلاقات والتهم من أجل التشغيب فقط لاغير ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 07:46]ـ
هل كل أشعري قبوري .. ؟
(لست أدافع عن الاشاعرة) لكن أرى الكثير يزايد في العبارات والاطلاقات والتهم من أجل التشغيب فقط لاغير ..
/// لا يلزم الاجتماع ... لكن الإخوة يتكلمون عمن جمع بينهما، وليست هناك مزايدة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:11]ـ
طيب .. فهل ثبتت عنه القبورية بشكل صريح بارك الله فيكم؟؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:11]ـ
شكرا على التوضيح شيخ عدنان ....
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 09:22]ـ
أخي الأزهري ... قلت:
واتهم الشوكاني بأنه دسيسة على الإسلام وهو نفس اتهام الكوثري الهالك تشابهت قلوبهم
رجعت للشريط فوجدت الشيخ الأسمري حكى عن الكوثري ذلك ... ولم يقله هو ... أي: أنه من منقوله لا من مقوله ... فلماذا هذا التحريف والكذب ... اتق الله ياأزهري فوالله لتسألن عن ذلك ... ولقد صدق الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عندما قال: (ومن خان في نقل كلام عالم، وقوَّله ما لم يَقُل، أو لَبَّس فيه ببتر ونحوه: فهذا ضرب من التحريف والخيانة وهكذا من ضروب قصد التحريف حاشا الغلط والوَهْم. وإذا كان السطو على كلام عالم، وانتحاله بدون عزو "قرصنة فكرية" تُعَدُّ من "نواقض الأمانة العلمية" فكيف بمن حرَّف ولبَّس) "الردود" (ص115) ..
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 09:29]ـ
///سبحان الله ... لماذا هذه اللهجة في الخطاب يابخاري ... !!!
///أما مسألة كون فلان تلميذا لفلان مما ذكره الأزهري ... فلايشترط في اطلاقها لغة مباشرة التلقي عن فلان وفلان ... فالعلامة القنوجي الهندي مثلا تلميذ الشوكاني عبر كتبه ومنهجه ... والتوسع في ذلك وارد بكثرة ... والمبتديء في العلم يفرق بين وفيات المذكورين كابن والوزير وغيره!!! ... ولاشك أن مسلك أولئك العلماء ((المقبلي و ابن الوزير والصنعاني والشوكاني)) واحد ...
لا فض الله فاك ... بل الراد على الأسمري هو الذي أتي من جهله ... فصديق حسن خان في كتبه {الجامع لأحكام أصول الفقه مثلا} يقول قال شيخنا الشوكاني ... فإما صديق خان جاهل و إما الراد على الأسمري جاهل و كلاهما مر للمتعصبة ...
ثانيا: أنا لم أحصر الجهاد في القتال بل إذا ذكر الجهاد لا ينصرف إلا إلى القتال و ذلك نص الحديث ,فبدأ النبي (ص) باليد أولا .... أما أنتم فتحصرونه في الرد على المبتدع ـ بزعمكم ـ وذلك قعودا منكم عن فريضة الوقت ...
المهم هاتوا المخالفات ....
و فقك الله اخي الأزدي الحنبلي ....
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:59]ـ
أخي الأزهري ... قلت:
رجعت للشريط فوجدت الشيخ الأسمري حكى عن الكوثري ذلك ... ولم يقله هو ... أي: أنه من منقوله لا من مقوله ... فلماذا هذا التحريف والكذب ... اتق الله ياأزهري فوالله لتسألن عن ذلك ... ولقد صدق الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عندما قال: (ومن خان في نقل كلام عالم، وقوَّله ما لم يَقُل، أو لَبَّس فيه ببتر ونحوه: فهذا ضرب من التحريف والخيانة وهكذا من ضروب قصد التحريف حاشا الغلط والوَهْم. وإذا كان السطو على كلام عالم، وانتحاله بدون عزو "قرصنة فكرية" تُعَدُّ من "نواقض الأمانة العلمية" فكيف بمن حرَّف ولبَّس) "الردود" (ص115) ..
نقل كلام الكوثري الهالك ولم يتعقبه وكلامه كله في معرض ذم العلماء فلم يجد الأسمري إلا نقولات بني نحلته ومذهبه لينقل عنهم وهذا يدينه أكثر باعترافك.
فالأسمري ينقل كلام الهالك الكوثري في معرض ذمه ونيله من العلماء (ابن تيمية وابن القيم والشوكاني والشاطبي والصنعاني وابن عبدالوهاب) ولا يتعقبه ويرد كيده عن أهل السنة فماذا تفهمون؟
وقد طلبنا منك أن يبين الأسمري عقيدته ويفصح بها وهو في الرياض فلماذا لا يعلن عقيدته بدل أن يخفيها؟
ألم يسمع ياحنبلي بأن أهل السنة يتهموه في عقيدته فلماذا لا يرد ويعلن أنه على عقيدة السلف؟
لكن لتعلم أن طريقة الأسمريين:
هي الخفا والتلون والتستر والتكتم فيتظاهرون بتوقير العلماء ومحبتهم وأن عقيدتهم سلفية نقية وفي الخفاء وعبر الإستراحات ومن خلال دروس الأسمري الخفية في البيوت يعلن لتلاميذه التمشعر والتصوف لاستدراج طلبة العلم الصغار من الوهابية.
ألم نسمع من تلاميذ الأسمري قوله بأن من أراد من الوهابية أن يناقشني فليأت إلي خداعا منه ومكرا لطلبة العلم الصغار أن الوهابية لا يستطيعون مناقشته ولتخبر شيخك بأن طلبة العلم من الوهابية يريدون مناقشته فليظهر نفسه وليمت عزيزا حتى ولو كان على الباطل.
ياحنبلي فلتقق الله أنت وشيخك القبوري لقد جربنا التمشعر والتصوف في بلادنا فما عرفنا فيه إلا الشر.
الأولى بشيخك أن يخرج إلى القبوريين وأهل التمشعر ويقيم بينهم وهو أشرف له وليعلن مذهبه صراحة إن كان يعتقد أنه على الحق.
والعجيب والعجائب كثيرة أنك تستدل بكلام الشيخ العلامة قامع الكوثريين بكر أبوزيد.
أتوافق الشيخ بكرا في عقيدته وسلوكه؟ أتمنى أن تجيب دون خروج عن الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:02]ـ
لا فض الله فاك ... بل الراد على الأسمري هو الذي أتي من جهله ... فصديق حسن خان في كتبه {الجامع لأحكام أصول الفقه مثلا} يقول قال شيخنا الشوكاني ... فإما صديق خان جاهل و إما الراد على الأسمري جاهل و كلاهما مر للمتعصبة ...
ثانيا: أنا لم أحصر الجهاد في القتال بل إذا ذكر الجهاد لا ينصرف إلا إلى القتال و ذلك نص الحديث ,فبدأ النبي (ص) باليد أولا .... أما أنتم فتحصرونه في الرد على المبتدع ـ بزعمكم ـ وذلك قعودا منكم عن فريضة الوقت ...
المهم هاتوا المخالفات ....
و فقك الله اخي الأزدي الحنبلي ....
لا تستعجل وأبشرك بمفاجآت عن الأسمري وبني نحلته وقديما قالوا:
آفة العلم الاستعجال.
وأما ثناؤك على صاحبك الحنبلي فتشابهت قلوبكم ونسأل الله لنا ولكم الهداية
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:07]ـ
ثم أين ادارة الملتقى عن قذف الناس بأنهم لصوص وحرامية، وأنهم يتاجرون بأموال الناس في الربا ....
وما دخل ذلك في النقاش العلمي؟؟؟؟!!!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:12]ـ
ثم أين ادارة الملتقى عن قذف الناس بأنهم لصوص وحرامية، وأنهم يتاجرون بأموال الناس في الربا ...
وما دخل ذلك في النقاش العلمي؟؟؟؟!!!!
/// حذف المراد .. إنصافًا.
/// وليستمر الحوار الآن.
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:16]ـ
# حرره المشرف لسوء ألفاظه #
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:21]ـ
أي كذب كذبته وقد طلبنا منك عدة أسئلة وما أجبت عن واحدة منها:
لماذا لا يرد الأسمري على التهم الموجهة له؟
لماذا لا يبين الأسمري عقيدته؟
إذا كان يخالفنا في العقيدة فلماذا لا يظهر عقيدته؟
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:39]ـ
///ياأخي أحلناك على رابط فيه تبري الشيخ الأسمري مما نسب إليه ... فماذا تريد بعد ذلك؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:44]ـ
ثم وجدت صاحب " كشف التدليس " ينقل عن الشيخ الأسمري - وفقه الله للحق وثبتنا وإياه عليه - قوله:
(والأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في كتابه: "منهاج السنة النبوية"، وإنما يدخل الماتريدية والأشاعرة ونحوهم مع أهل السنة عندما تُقَابَل لفظة أهل السنة بالتشيع والرفض، فإذا قيل أولئك الرافضة وأولئك الشيعة فيقابلهم أهل السنة، ويدخل في جملة أهل السنة: أهل الحديث الذين هم على معتقد الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وهو معتقد الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة، ويدخل في ذلك: الأشعرية، ويدخل في ذلك: الماتريدية ونحوهم، فهم داخلون مع أهل السنة عندما يقابلون بالروافض الشيعة، ويخرجون عن دائرة أهل السنة والجماعة عندما تُذْكَر مطلق الطوائف؛ إذ إن دائرة أهل السنة والجماعة دائرة ضيقة لا يدخل فيها إلا من اعتقد المعتقد الصحيح.
وليعلم أن الأشاعرة لا يوافقون أهل السنة والجماعة في كثير من الأبواب فمخالفتهم لأهل السنة والجماعة ليست في باب الأسماء والصفات كما يظن الظان، وإنما يخالفونهم في كثير من الأبواب الاعتقادية، ولا يسلم لهم مع أهل السنة والجماعة إلا أبواب معدودة).
فلعل الأخ الأزدي يرجع عن مقولته السابقة - وفقه الله -.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:48]ـ
///ياأخي أحلناك على رابط فيه تبري الشيخ الأسمري مما نسب إليه ... فماذا تريد بعد ذلك؟
أخي الحنبلي كلام الأسمري منذ زمن وقد وضحت لك طريقته ولا بأس أن أعيدها:
التلون والخفا والتستر والتكتم فهو مما يكيد للدعوة السلفية منذ زمن في الخفاء ألم أقل لك قبل ذلك عن تلميذه الذي أخبرني منذ سنين أن الأسمري درسهم في مكة متن السنوسية وجوهرة التوحيد.
نحن نتهم الأسمري الآن بانحراف عقيدته ومذهبه وأنه طاعن في العلماء فالواجب عليك وأنت تلميذه أن تخبره ليتبرأ من هذه الاتهامات الموجهة له.
لمذا لا يبين الأسمري الآن عقيدته؟
لماذا لا يأتي للعلماء وطلبة العلم النبهاء ليناقشوه إن كان عنده شبهات.
لماذا لا يظهر عقيدته ولو كانت مخالفة لنا؟
أسئلة نتمنى أن تجيب عنها دون لف ودوران وإن لم تجب فالأولى أن تخرج نفسك من الموضوع حتى لا تضيع وقتنا ووقتك بدون فائدة.
أصلح الله حالنا وحالكم
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:13]ـ
أما قولك ياأزهري:
قدم شيخنا بمقدمة بين فيها أن الأسمري كان يتبنى هذا المذهب منذ أن كان معلماً في محافظة بيشة، وأن انحرافه جاء عن قلبٍ مليء بالتعالم وتضخيم الذات.
= وأنه لما انتقل إلى الطائف –وشيخنا طائفي- لم يُعرف بحضور مجالس العلماء، وبين كذبه في زعمه أنه أخذ عن الشيخ ابن باز أخذ التلميذ عن الأشياخ، وإنما غايته حضور بعض المجالس.
= وأن في الطائف من كبار العلماء أهل التوحيد والسنة ممن لم يعرف أخذ الأسمري عنهم كمثل محدث الطائف ومفتيها أكثر من ثلاثين سنة الشيخ عبدالرحمن سعد العياف حفظه الله، وكأمثال الشيخ العلامة المجاهد عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي، والشيخ الأديب محمد الطيب بن محمد اليوسف رحمهما الله، ومع ذلك حُرم الأسمري من الأخذ عنهم.
= وكشف أن تدريسه لكتب الإمام محمد بن عبدالوهاب ما هو إلا لاصطياد السذاج،
ففيه مايستغرب من التهم، ومنها:
/// أن قلب الشيخ الأسمري مليء بالتعالم وتضخيم الذات ... وسبحان الله كيف اطلع صاحبك على القلوب فبدأ يحكم على فلان وفلان ... أهكذا علمنا الدين أن نحكم على البواطن!!!
///أن عدم أخذ الشيخ الأسمري عن بعض كبار العلماء في الطائف مطعن في علمه ... وهذا من أغرب التجريح ...
ياأخي اتق الله ... فما هكذا ينقد أهل العلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:20]ـ
أخي الخراشي ... لم أقل إن الأشاعرة من أهل السنة في معناه الخاص ... بل قلت:
فالأشاعرة أقرب الناس لأهل السنة، مع أن هناك علماء جعلوهم من أهل السنة، انظر هذه الفتوى:
http://www.islamtoday.net/questions/abdulaziz-q.htm
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:25]ـ
أما قولك ياأزهري:
ففيه مايستغرب من التهم، ومنها:
/// أن قلب الشيخ الأسمري مليء بالتعالم وتضخيم الذات ... وسبحان الله كيف اطلع صاحبك على القلوب فبدأ يحكم على فلان وفلان ... أهكذا علمنا الدين أن نحكم على البواطن!!!
///أن عدم أخذ الشيخ الأسمري عن بعض كبار العلماء في الطائف مطعن في علمه ... وهذا من أغرب التجريح ...
ياأخي اتق الله ... فما هكذا ينقد أهل العلم ...
الله المستعان خرجت عن الموضوع ياصاحبي وقد سألتك أسئلة وفي كل مرة تتجاهلها فإلى متى وأزيدك سؤالا:
بين لنا عقيدتك قبل بيان عقيدة شيخك وما موقفك من ابن تيمية وابن عبدالوهاب ومن على عقيدة السلف؟
أخي سوف نبين لك بالدليل تعالم الأسمري وتدليسه وكذبه فانتظر ولا تستعجل فآفة العلم الإستعجال كما قلت قبل ذلك.
وشيخك الأسمري لما كان نزيل الطائف أين كان عن مجالس أهل السنة؟
لا يعرف له مجالس مع أهل السنة فلم يأخذ عن هيئة كبار العلماء ولا علماء الطائف أمثال مشايخنا الأعلام الطيب والعياف.
فمن كان يجالسه الأسمري فلا يعرفه علماؤنا من أهل السنة ولا يعرف له طلب للعلم عن أهل السنة.
نتمنى أن تجيب على الأسئلة ولا تخرج عن الموضوع وإلا فلسنا مطالبين بعد ذلك للرد عليك لأنك تضيع الوقت بلا فائدة وانتظر ردود المشايخ على شيخك.
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:28]ـ
قال الأزهري:
نحن نتهم الأسمري الآن بانحراف عقيدته ومذهبه وأنه طاعن في العلماء
مع كونه يزكي كتاب شيخه ومما حكاه عنه:
قدم شيخنا بمقدمة بين فيها أن الأسمري كان يتبنى هذا المذهب منذ أن كان معلماً في محافظة بيشة،
فلاأدري بماذا نأخذ؟؟؟!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:37]ـ
قال الأزهري:
مع كونه يزكي كتاب شيخه ومما حكاه عنه:
فلاأدري بماذا نأخذ؟؟؟!!!
ظهر لنا تعصبك لشيخك المفتري الأسمري ولا تريد صراحة أن تجيب عن الأسئلة التي طرحناها عليك.
ولا أعلم أخي أتفهم ما تكتبه وسامحني أم لا.
الرجل منحرف منذ زمن وذلك بالأدلة عندنا لكن اليوم يتهم علانية بسوء عقيدته فلماذا لا يتبرئ من التمشعر والقبورية علانية؟
كثر الكلام عن شيخك واتهام الكثير له من أهل السنة بسوء مذهبه فلماذا لا يرد على هذه الإتهامات الموجهة له؟
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:40]ـ
قبل أن تكتب ردا ياحنبلي نتمنى أن تجيب على الأسئلة التي طرحناها عليك ولا تخرج عنها ولا تتبع طريقة اللف والدوران ونتمنى أن تعقل ما تكتبه
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:50]ـ
يقول الأزهري:
وشيخك الأسمري لما كان نزيل الطائف أين كان عن مجالس أهل السنة؟
لا يعرف له مجالس مع أهل السنة فلم يأخذ عن هيئة كبار العلماء ولا علماء الطائف أمثال مشايخنا الأعلام الطيب والعياف.
فمن كان يجالسه الأسمري فلا يعرفه علماؤنا من أهل السنة ولا يعرف له طلب للعلم عن أهل السنة.
سبحان الله ... كان الشيخ يدرس كتاب التوحيد والواسطية والحموية .... في جامع ابن عباس على مرأى ومسمع من الناس .... وهاهي شروحه مطبوعة بين يدي طلاب العلم ... ثم تأتي لتفهم القراء .... أن الشيخ الأسمري غير معروف .... وأنه يتصيد السذج من الطلاب .... اتق الله ياأزهري ....
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:57]ـ
سبحان الله .... أصبحت متهما بأنني ... متعصب لشيخي ... وأنني لاأعقل ماأكتب ... فقط لأني نقدت كتاباتك هنا ... حنانيك ياأزهري ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:05]ـ
أسئلة للشريف اليماني:
ما رأيك فيمن يقول بجواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته؟
وما رأيك فيمن يقول بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن ذلك مذهب الجمهور؟
وما رأيك في التفويض؟
وما رأيك فيمن يقول بأن أهل السنة ثلاث طوائف: الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث وأما الوهابية فهي فرقة ضالة؟
وما رأيك فيمن يقول أن الشوكاني دسيسة رافضية ويطعن في غيره من الأئمة؟
تنبيه: (أنا أسألك عن القول ولاأسألك عن ثبوته عن الأسمري من عدم ثبوته)
الشريف اليماني أراك تتغافل عن الأسئلة لماذا؟؟؟!!!!
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:11]ـ
الشيخ عدنان والشيخ سليمان بارك الله فيكما ...
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:15]ـ
و الله يا أزهري أمرك عجيب ... حينما أثبتنا جهلك و من نقلت عنه في مسألة قول الأسمري عن المقبلي تلميذ ابن الوزير ... سكت و لم تعترف .. و الآن تطالب الحنبلي يأن يجيبك عن أسئلة لا معنى لها .... هل أنت على عقيدة الشيخ بكر ـ رضي الله عنه ـ!!!!!!؟؟؟؟ أ الناس ملزمون باتباع عقيدة الشيخ بكر كي يرضى عنا الأزهري .. و الله "إنها مصيبة لا لعا لها و معضلة لا أبا الحسن لها" كلام لو وزن بالفحم كان كثيرا في حقه.
هات ما عند الرجل من قبورية و أشعرية ... فأنت تركب قصبة تحسبها فرسا و تلوح بخشية تحسبها سيفا مهندا ...
تكلم عن المخالفات و لا تبعد النجعة أسرع الله بك الرجعة ..
و لا يضير الأسمري أنه لم يرد فأصحاب الباطل في هذا الزمان كثيرون و لو أراد الرد على كل أحد منهم لم تكفه السنون ...
و أنا أسألك ما بال العلماء و طلبة العلم ... لم يذهبوا عنده ليزيلوا شبهاته ـ كما توعمون ـ؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:36]ـ
أخي الفاضل اليماني هدانا الله وإياه.
أرجو أن تراعي بعض الأمور الشرعية في أقوالك التي تطلقها , فقد كثر جدالك فيما لا فائدة منه ولا طائل من ورائه.
وأنت تطالب بالدليل على ما نسب إلى الأسمري من سيء الأقوال والأفعال، مع أن الإخوة جهدوا جزاهم الله خيراً في نقل الأدلة الدامغة الثابتة في سوء معتقده وطويته , فعلى أي شيء تدافع عنه؟!
وصدقني أخي الحبيب إن قلت لك , بأننا جميعاً ندعوا الله عز وجل أن يهدي هذا الرجل , فهو أخٌ لنا نحب له ما نحب لأنفسنا , ونرجو له الهداية , ونسأل الله أن يختم له بخير.
محبكم / أبومحمد.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:38]ـ
و أنا أسألك ما بال العلماء و طلبة العلم ... لم يذهبوا عنده ليزيلوا شبهاته ـ كما توعمون ـ؟؟؟؟
من قال لك أنه لم يُناصح بل نُصح كثيرا فلم يقبل خاصة من مشايخ الرياض ...
واترك عنك أسلوب التهويل والمبالغات يا طالب الحق!!!
لاتنس أن تجيب على الأسئلة؟؟
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:51]ـ
وصدقني أخي الحبيب إن قلت لك , بأننا جميعاً ندعوا الله عز وجل أن يهدي هذا الرجل , فهو أخٌ لنا نحب له ما نحب لأنفسنا , ونرجو له الهداية , ونسأل الله أن يختم له بخير.
.
آمين
نسأل الله أن يرد الأسمري إلى السنة ردا جميلا ...
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:58]ـ
/// مقطع صوتي: الأسمري وهو يؤصل ليتوصل إلى جواز الإستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام - من شريط فقه الدعاء الشريط الأول ..
http://ia311302.us.archive.org/3/items/InhirafatAlasmari/1.rm
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:17]ـ
أخي القطري أنت من جماعة التبين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أثبت أن الأسمري يقول بذلك , فكتبه موجودة إلى الآن لم تحيلونا على مصدر واحد من كتبه و رسائله ... إنما كلام ما له هِلَع و لا هِلعَة
لا أشم منه رائحة العلم و الانصاف إنما الادعاءات ...
أحي الأنصاري. وفقك الله لم يعطي الاخوة ـ هداهم الله ـ أدلة و مناقات علمية لحد الساعة ... و أنا في الانتظار ...
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:44]ـ
/// تجويز الأسمري التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته - من شريط فقه الدعاء - نهاية الشريط الأول
http://ia311243.us.archive.org/1/items/allaith11/rm
من واجه مشكلة في الصيغة فليشغله بواسطة الريل بلير
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:54]ـ
ثم محاولة الأزهري نفخ الكتاب وصاحبه هداه الله بقوله:
= وقال بأنه لم يقصد تتبع كل ما قاله الأسمري، وسماع كل أشرطته وشروحاته، وإنما اعتمد على بعض كلامه في بضع أشرطة ألقاها الأسمري.
= وجاء الكتاب في أربعمائة صفحة تقريباً، واعتذر الشيخ لأهل النظر بضيق الوقت، وشح المراجع، وبعده مكتبته حال كتابته للكتاب، ومع ذلك فقد كشف كثيراً من أباطيل الأسمري بما يجدر الوقوف عليه.
= والكتاب مليء بالعديد من التحقيقات النافعة والنقول المفيدة، والله يجزل له الأجر، ويعظم له الثواب، وينصره بالتوحيد والسنة، وينصر التوحيد والسنة به.
فيه مايتعجب منه العاقل حقا!!! ... لأنه بين أن مؤلف الكتاب لم يستوف البحث ... بل اقتصر على بعض أشرطة للشيخ الأسمري!!! ... ثم أصدر حكمه القاطع فيه!!!
أخي السلمي ... أشكرك على تعريفنا بمؤلف الكتاب بقولك:
أما صاحب الكتاب لمن لم يعرفه فهو: بدر بن طامي العتيبي ويكتب في موقع سحاب وغيره بالكنية التي ذكرها أبو الحسن الأزهري (أبو ريان)، والرجل بذيء اللسان، ساقط الاخلاق وترى هذا واضحا في رده المذكور وقضاياه مع مشايخنا والدعاة في الطائف مشهور وقد قذف بعض المشايخ في الطائف ورفعت دعواه للمحكمة وصدق الحكم بحد القذف ولا أدري هل طبق الحكم في حقه أم لا؟!
ولذا لاتراه جريئا في بيان اسمه الصريح لأنه منبوذ من قبل مشايخنا في الطائف والتصريح باسمه ليس في صالحه لأن الحق لم يعد مقبولا منه.
فاحذروا من صاحب الكتاب ولاتغتروا بما يلمعه له أبو الحسن الأزهري هداه الله ..
وما أظن رجلا أصيلا يعلم بذلك السب والقذف في دينه وعرضه ويسكت لابن طامي وأمثاله!!! ... فالذب عن العرض جهاد ولو تلفت فيه نفوس ...
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:59]ـ
استمعت لكلام الشيخ الأسمري في الاستغاثة فلم أجد ما يدعيه المدعون و من أراد التناقش حوله فبسم الله ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:01]ـ
أخي القطري أنت من جماعة التبين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أثبت أن الأسمري يقول بذلك , فكتبه موجودة إلى الآن لم تحيلونا على مصدر واحد من كتبه و رسائله ... إنما كلام ما له هِلَع و لا هِلعَة
وضح تلبيسك وحيدتك عن الأسئلة وخوفك من الإجابة فلماذا تخاف وتتهرب!!
فأنا قد قلت في نهاية الأسئلة:
تنبيه: (أنا أسألك عن القول ولاأسألك عن ثبوته عن الأسمري من عدم ثبوته)
فأنا أريد معرفة معتقدك في هذه الأمور لا معتقد الأسمري فلماذا الهروب والخوف ياشجاع؟؟؟؟!!!!
تكلم وبين ما تدين الله به .....
ولاتخف فلن تطرد بإذن الله فهنا في المنتدى ولله الحمد ثلة من المشايخ الأفاضل وسيناقشونك بالحجة والبرهان ولا يخافون منك ولامِن مَن هو على شاكلتك ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:11]ـ
هل أنت يا قطري من جماعة التبين ... أعيذك منها ... فالتبين من عقائد الناس بدعة ضلالة ...
ولست أدري أ الادارة سمحت لك بالكلام نيابة عنها .... و نحن كذلك لا نخاف أحدا ... فالحجة بالحجة و الدليل بالدليل و ما سوى ذلك ليس فيه شفاء للعليل ... شفاكم الله و عافاكم ....
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:13]ـ
هل أنت يا قطري من جماعة التبين ... أعيذك منها ... فالتبين من عقائد الناس بدعة ضلالة ...
ولست أدري أ الادارة سمحت لك بالكلام نيابة عنها .... و نحن كذلك لا نخاف أحدا ... فالحجة بالحجة و الدليل بالدليل و ما سوى ذلك ليس فيه شفاء للعليل ... شفاكم الله و عافاكم ....
و نحن نتكلم عن " المخالفات الخطيرة" للأسمري ـ بزعمكم ـ فلا تحول الموضوع للكشف على معتقدي .... فهات لنا المخالفات ..
و إلم تأت بها فسلاما ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:32]ـ
هل أنت يا قطري من جماعة التبين ... أعيذك منها ... فالتبين من عقائد الناس بدعة ضلالة ...
من قال أن ذلك بدعة بإطلاق ...
ألم يمتحن النبي صلى الله عليه وسلم الجارية؟؟؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
كما أن المعروفين بالإيمان من الصحابة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحدهم أين الله وإنما قال ذلك لمن شك في إيمانه كالجارية .... (الاستقامة)
وارجع إلى كتاب (امتحان السني من البدعي) لأبي الفرج الشيرازي الحنبلي رحمه الله لعلك تنتفع به ....
وأنا أسألك لأعرف هل تلتقي معنا على عقيدة واحدة حتى يكون النقاش على أمور متفق عليها أما مع خلافك لنا فلن يثمر النقاش ...
وأنا لم أمتحنك بفلان وعلان وإنما بأمور لايشك فيها سني سلفي والغريب أنك تصر على عدم الإجابة؟؟؟؟!!!
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 06:01]ـ
سلاما(/)
تحرير رأي ابن تيمية في حكم المستغيثين بالقبور (القسم الأول)
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 03:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين ............ وبعد:
فإن من المسائل التي وقع فيها الخلاف والاختلاف بين كثير من المعاصرين مسألة: حكم المعين الذي يستغيث بالقبور جاهلاً , هل يعذر بجهله أم لا , بحيث يحكم عليه بالكفر الأكبر بمجرد فعله؟ , وقد كثر الخلاف في هذه المسألة وطال , وأخذ كل فريق يستدل على قوله , وينقل النصوص من أقوال العلماء التي يراها تؤيد ما ذهب إليه.
وكان من الأمور الغريبة في هذا الخلاف أن كل فريق ينقل عن ابن تيمية ما يراه مؤيداً لقوله , ويجعل ابن تيمية ممن يذهب مذهبه , فمنهم من ينقل من كلامه ما يدل على أنه يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور , ومنهم من ينقل من كلامه ما يراه دليلا على أنه لا يعذر بالجهل في هذه المسألة , بل يحكم بالكفر على كل من استغاث بالقبور , ولا يستثنى إلا حديث العهد بالإسلام أو من كان يعيش في بلد بعيد عن العلم فقط , ومنهم من ينسب إليه أنه لا يكفر أحداً بالاستغاثة بالقبور أصلا , وينقل من كلامه ما يرى أنه يدل على ما يقول كما فعل ابن جرجيس , وسيأتي نقد كلامه.
ولما كان الأمر كذلك احتاج مذهب ابن تيمية في هذه المسألة إلى تحرير يبين حقيقته ويزيل اللبس عما أحيط به , فكان هذا البحث.
وحتى يتحقق ما رام البحث تحقيقه , وتظهر حقيقة قول ابن تيمية في هذه المسألة , وجهوده فيها , فإنه سيكون مكوناً من تمهيد وثلاث مسائل.
أما التمهيد ففيه بيان حكم الاستغاثة بالقبور من كلام ابن تيمية.
أما المسائل الثلاث فهي:
المسالة الأولى: أقول ابن تيمية التي تدل على أنه يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور.
المسألة الثانية: أقواله التي فُهم منها عدم الإعذار بالجهل في الاستغاثة بالقبور , ومناقشة دلك.
المسألة الثالثة: نقد ما فهمه ابن جرجيس.
التمهيد
تقرير حكم الاستغاثة بالقبور من كلام ابن تيمية.
لقد أكثر ابن تيمية من تقرير حكم الاستغاثة بالقبور وبيان أنها شرك أكبر مخرج من الملة , بل وحكى على ذلك الإجماع , وكلامه في هذه المسألة واضح جدا لا يحتاج إلى شرح أو بيان , ومن كلامه في ذلك قوله:" ومن الشرك أن يدعو العبد غير الله , كمن يستغيث في المخاوف والأمراض والفاقات بالأموات والغائبين , فيقول: يا سيدي الشيخ فلان , لشيخ ميت أو غائب , فيستغيث به ويستوصيه ويطلب منه ما يطلب من الله من النصر والعافية , فإن هذا من الشرك الذي حرمه الله ورسوله باتفاق المسلمين" ().
ومن ذلك قوله:" فكل من غلا في حي أو في رجل صالح , كمثل علي رضي الله عنه أو عدي أو نحوه , أو في من يعتقد فيه الصلاح كالحلاج أو الحاكم الذي كان بمصر أو يونس القتي ونحوهم , وجعل فيه نوعا من الإلهية , مثل أن يقول كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريده , أو يقول إذا ذبح شاة باسم سيدي أو يعبده بالسجود له أو لغيره , أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني , أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أجرني أو توكلت عليك , أو أنت حسبي أو أنا في حسبك , أو نحو هذه الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى , فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل , فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر" ().
ومن كلامه في هذه المسألة قوله:" و أما زيارة قبور الأنبياء و الصالحين لأجل طلب الحاجات منهم أو دعائهم و الإسقام بهم على الله أو ظن أن الدعاء أو الصلاة عند قبورهم أفضل منه في المساجد و البيوت فهذا ضلال و شرك و بدعة باتفاق أئمة المسلمين" ().
ومن ذلك قوله:" فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار , مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات , فهو كافر بإجماع المسلمين" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلام ابن تيمية في هذه المسألة كثير جداً , وهو صريح في أن حكم الاستغاثة بالقبور شرك أكبر يوجب أن يستتاب فاعله فإن تاب وإلا قتل , وهذا كله يرد على من زعم أن ابن تيمية لا يكفر بالاستغاثة بالقبور أو أنه يراها كفرا أصغر كما زعم ذلك ابن جرجيس وغيره كما سيأتي بيانه.
المسألة الأولى
أقول ابن تيمية التي تدل على أنه يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور.
عند التأمل في كلام ابن تيمية وفي أصوله الكلية التي بنى عليها أقواله , وفي تعامله مع المخالفين له في أصول الدين لا يجد المرء شكاً في أن ابن تيمية يعذر بالجهل في مسألة الاستغاثة بالقبور , فالرجل الذي يستغيث بالقبر ويسأل منه الحاجات وجلب النفع ودفع الضر وتنفيس الكربات لا يُحكم عليه بالكفر عند ابن تيمية إلا إذا كان عالماً , أما إذا فعل ما فعل وهو جاهل بحكم فعله هذا , فإنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة التي يرتفع بمثلها وصف الجهل , فيبقى له حكم الإسلام حتى يُتحقق من حاله ووضعه , ولا فرق في ذلك عنده بين من كان حديث عهد بكفر أو أنه نشأ على الإسلام مند نعومة أظفاره , فالمعتبر عنده هو تحقق وصف الجهالة , فكل من تحقق فيه وصف الجهالة حين استغاث بالقبر فإنه لا يكفر حتى يرتفع عنه هذا الوصف المانع من تكفيره.
وهذا الوصف – الجهل بحكم الاستغاثة بالقبر – عند ابن تيمية يمكن أن يقوم بكل مسلم ضعيف العلم بدينه , فمناط قيام هذا الوصف بالمعين هو حصول العلم أو عدمه , وليس كونه مسلما يعيش في ديار المسلمين أو أنه حديث عهد بكفر كما قرره بعض الناظرين في كلام ابن تيمية.
وهذا التقرير تدل عليه نصوص كثيرة من كلامه رحمه الله تعالى وبطرق متعددة , وهي:
الطريق الأول: تنصيصه على أن من استغاث بالقبور جاهلا لا يكفر , فقد نص في مواطن كثيرة على هذا الحكم , ومن تلك المواطن:
الموطن الأول: أنه سئل عمن استغاث بالقبر , فقرر أنه إذا كان جاهلا لا يكفر , وفي ما يلي نص السؤال والجواب " ما تقول السادة العلماء أئمة الدين – رضي الله عنهم أجمعين – في قوم يعظمون المشايخ , بكون أنهم يستغيثون بهم في الشدائد , ويتضرعون إليهم , ويزورون قبورهم ويقبلونها وتبركون بترابها , ويوقدون المصابيح طول الليل , ويتخذون لها مواسم يقدمون عليها من البعد يسمونها ليلة المحيا , فيجعلونها كالعيد عندهم , وينذرون لها النذور , ويصلون عندها.
فهل يحل لهؤلاء القوم هذا الفعل أم يحرم عليهم أم يكره؟ , وهل يجوز للمشايخ تقريرهم على ذلك أم يجب عليهم منعهم من ذلك وزجرهم عنه؟ , وما يجب على المشايخ من تعليم المريدين , وما يوصَون به؟ , وهل يجوز تقريرهم على أخذ الحيات والنار وغير ذلك أم لا؟ , وماذا يجب على أئمة مساجد يحضرون سماعهم ويوافقونه هذه الأشياء؟ , وما يجب على ولي الأمر في أمرهم هذا؟ , أفتونا مأجورين".
فهذا السؤال بنصه وجه إلى ابن تيمية رحمه الله , وهو سؤال مهم في مسألة الاستغاثة؛ لأنه سئل عن نفس الأفعال التي يفعلها القبوريون في زمننا المتأخر , من تلك الأفعال الاستغاثة القبور ودعائها عند الشدائد كما في نص السؤال.
وقد أجاب ابن تيمية بجواب طويل قال فيه:" الحمد لله رب العالمين , من استغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد والكربات , ويطاب منه قضاء الحوائج , فيقول: يا سيدي الشيخ فلان أنا في حسبك وجوارك , أو يقول عند هجوم العدو: يا سيدي فلان يستوحيه ويستغيث به , أو يقول ذلك عند مرضه وفقره وغير ذلك من حاجاته: فإن هذا ضال جاهل مشرك عاص لله تعالى باتفاق المسلمين , فإنهم متفقون على أن الميت لا يدعى ولا يطاب منه شيء , سواء كان نبيا أو شيخا أو غير ذلك".
فقرر هنا حكم الاستغاثة بالقبور وبين أنها شرك أكبر , ثم أخذ ابن تيمية يذكر الأحوال التي يجوز فيها السؤال من المخلوق والأحوال التي لا يجوز فيها توجيه السؤال إليه , ثم بين أحكام زيارة القبور وبين أنواعها , وبين بعض البدع التي تفعل عند القبور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بين حقيقة الشرك الذي كان مشركوا العرب يفعلونه عند قبورهم , وأنه إنما كان باستغاثتهم وجعلهم وسائل بينهم وبين الله تعالى , فلما قرر ذلك قال:" وهذا الشرك إذا قامت على الإنسان الحجة فيه ولم ينته , وجب قتله كقتل أمثاله من المشركين , ولم يدفن في مقابر المسلمين , ولم يصل عليه , وأما إذا كان جاهلا لم يبلغه العلم , ولم يعرف حقيقة الشرك الذي قاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين , فإنه لا يحكم بكفره , ولا سيما وقد كثير هذا الشرك في المنتسبين إلى الإسلام , ومن اعتقد مثل هذا قربة وطاعة فإنه ضال باتفاق المسلمين , وهو بعد قيام الحجة كافر ".
فهذه الفتوى مهمة جداً في بيان حقيقة رأي ابن تيمية في حكم المستغيثين بالقبور وذلك لأمور:
1 – أنها فتوى جاءت على سؤال مخصوص وجه إليه في المسألة عينها , فهي ليست في معرض كلام عام له أو غير ذلك , وإنما قيلت في جواب عن سؤال يريد صاحبه منه أن يَعرف حقيقة الحكم في هؤلاء المستغيثين , وفتوى بهذه الحالة لا بد أن تكون من أوضح ما يبين حقيقة قول المجيب , فكيف يحق لنا أن نترك هذه الكلام الصريح ونذهب إلى غيره؟!.
2 – أنها فتوى مفصلة في حكم المستغيثين , وفيها تفريق ظاهر بين حالة الجاهل وغير الجاهل.
3 - أن السؤال كان عن حال قوم من المستغيثين من المسلمين الذين يعيشون في بلد يوجد فيه مشايخ وعلماء يفتونهم في مسائل الدين , فليست متعلقة بحديث العهد بالإسلام أو بمن كان يعيش في مكان بعيد عن حاضرة المسلمين , بل هي عامة في كل ما يمكن أن يتصور منه الجهل ولو كان في بلد يوجد فيه مشايخ , وهذا التقرير له أهمية بالغة في تحرير رأي ابن تيمية كما سيأتي.
الموطن الثاني: ومن المواطن التي نص فيها ابن تيمية على الإعذار بالجهل في مسألة الاستغاثة قوله في معرض رده على البكري , فقد قال:" فإن بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم , لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها , ولا بلفظ الاستعاذة ولا يغيرها , كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت , ونحو ذلك , بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور , وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله , لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه؛ ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال هذا أصل دين الإسلام "
فهذا الكلام من ابن تيمية فيه أن الاستغاثة بالقبور كفر أكبر , ولكن لا يحكم على كل من استغاث بها بالكفر حتى تقوم عليه الحجة , وقرر أن هذا الإعذار يكون لكل من لم يبلغه العلم ولو لم يكن حديث حديث بالكفر كما يدل عليه نص كلامه السابق.
الموطن الثالث: قوله حين سئل عن حكم الاستغاثة بالرسول فبين أن من استغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة , فقد سأله السائل فقال:" ما تقول السادة العلماء أئمة الدين وفقهم الله لطاعته فيمن يقول: لا يستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم هل يحرم عليه هذا القول وهل هو كفر أم لا؟ , وإن استدل بآيات من كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم هل ينفعه دليله أم لا؟ , وإذا قام الدليل من الكتاب والسنة فما يجب على من يخالف ذلك؟ , أفتونا مأجورين " فأجاب بجواب طويل بين في أوله ثبوت شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة , وفصل القول في ذلك , ثم بين بعض أنواع الاستغاثة الجائزة , ثم قال:" والاستغاثة بمعنى أن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم , ومن نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به , وإما مخطئ ضال.
وأما بالمعنى الذي نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أيضا مما يجب نفيها , ومن أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو أيضا كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها"
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه النصوص في كلام ابن تيمية صريحة في أن الجهل عذر في مسائل الاستغاثة بالقبور , وصريحة في أن من استغاث بالقبور وهو جاهل بأن فعله هذا مما حرمه الله تعالى إما لشبهة أو لعدم بلوغ العلم الصحيح إليه أنه لا يكفر بذلك , ولا فرق في ذلك من حيث التأصيل الشرعي بين حديث العهد بالكفر وبين من نشأ في بلاد الكفر وبين من نشأ في بلاد المسلمين , فالأصل في هؤلاء كلهم أن من استغاث بالقبور وهو جاهل لا يحكم عليه بالكفر حتى تقام عليه الحجة , وكل من لم تقم عليه الحجة التي يرتفع بها وصف الجهالة عنه فإنه لا يكفر , ثم يبقى البحث بعد ذلك في تحديد الحال التي يقبل فيها ادعاء الجهل أو لا يقبل؛ لأن هناك فرقا بين القول بأن الجهل عذر معتبر لمن استغاث بالقبور , وبين القول بأن كل من ادعى الجهل في الاستغاثة بالقبور لا بد أن يقبل قوله؛ وذلك أن التقرير الأول في بيان الحكم الشرعي , والتقرير الثاني في بيان الموقف من المدعي للجهل , وهناك فرق بين الأمرين , وبيان ذلك: أن قولنا إن الجهل عذر في الاستغاثة في القبور لا يعني هذا أنه يقبل قول كل من ادعى الجهل في هذه المسألة , وهذا التفريق سيأتي له مزيد بسط.
والغريب حقا أن بعض الباحثين ممن قصد تحرير رأي ابن تيمية في هذه المسألة أغفلوا أكثر هذه النصوص التي نُقلت هنا , ولم يذكروها , ومن هؤلاء الباحث / أبو العلا الراشد في كتابيه " عارض الجهل , وضوابط تكفير المعين " , فإنه نسب إلى ابن تيمية القول بأن الجهل لا يعذر به في مسائل الشرك الظاهرة كالاستغاثة بالقبور وغيرها , وذكر نصوصا من كلام ابن تيمية ظن أنها تدل على قوله , ولم يذكر شيئا من النصوص الأخرى التي فيها التصريح بالعذر بالجهل في مسألة الاستغاثة , حتى ولو للجواب عنها!!.
وكان الواجب عليه أن يذكر هذه النصوص المذكورة في كتب ابن تيمية , ثم يبين موقفه منها وكيف يجمع بينها وبين ما نسبه إلى ابن تيمية , ولكنه لم يفعل شيئا من ذلك! , وهذا نقص كبير في البحوث العلمية التي يراد بها تحرير أقوال الأئمة , لأن القراء سيتوهمون بفعله هذا أن ابن تيمية ليس له إلا تلك النصوص التي فهم منها أنه لا يعذر بالجهل في المسائل الظاهرة كالاستغاثة بالقبور , وأنه ليس له نصوص أخرى تدل على نقيض ما نسب إليه , هذا فضلا عن أن النصوص التي نقلها لا تدل على ما نسب إلى ابن تيمية أصلا كما سيأتي تفصيل ذلك.
الطريق الثاني من الطرق التي تدل على أن ابن تيمية يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور: إطلاقه القول بأن كل من فعل ما هو كفر أو شرك لا يحكم عليه بالكفر إذا كان جاهلا , ومن كلامه في هذا المعنى قوله:" كل عبادة غير مأمور بها فلا بد أن ينهى عنها , ثم إن عَلِم أنها منهي عنها وفعلها استحق العقاب؛ فان لم يعلم لم يستحق العقاب , وإن اعتقد أنها مأمور بها وكانت من جنس المشروع , فانه يثاب عليها , وإن كانت من جنس الشرك فهذا الجنس ليس فيه شيء مأمور به , لكن قد يحسب بعض الناس في بعض أنواعه أنه مأمور به , وهذا لا يكون مجتهدا؛ لأن المجتهد لابد أن يتبع دليلا شرعيا وهذه لا يكون عليها دليل شرعي , لكن قد يفعلها باجتهادِ مِثلِه , وهو تقليده لمن فعل ذلك من الشيوخ والعلماء , والذين فعلوا ذلك قد فعلوه لأنهم رأوه ينفع أو لحديث كذب سمعوه , فهؤلاء إذا لم تقم عليهم الحجة بالنهي لا يعذبون , وأما الثواب فانه قد يكون ثوابهم أنهم أرجح من أهل جنسهم , وأما الثواب بالتقرب إلى الله فلا يكون بمثل هذه الأعمال".
ومن ذلك قوله:" وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان في المسائل النظرية أو العملية هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجماهير أئمة الإسلام" الفتاوى (23/ 346).
فهذا النص وغيره من نصوص ابن تيمية يفيد أن من فعل ما هو كفر أو شرك جهلا منه فإنه لا يكفر حتى يرتفع عنه ذلك الوصف المانع من تعلق حكم الفعل الشركي به , وهذا ينطبق على كل ما هو شرك كالاستغاثة بالقبور والذبح لها والنذر وغير ذلك كما هو ظاهر إطلاق النص.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطريق الثالث: نصه على أن الجهل عذر في مسائل الدين كلها, سواء مسائل الاعتقاد أو العمل , وسواء أصول الدين أو فروعه , من كلامه في هذا المعنى: قوله:" هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى , وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية .. "
فابن تيمية في هذا النص يقرر أن الجهل عذر في كل المسائل على اختلاف أنواعها , سواء كانت من المسائل العملية أو الاعتقادية , ولم يستثن من ذلك شيئا , فلو كان يستثني من العذر بالجهل المسائل الظاهرة كالاستغاثة بالقبور لاستثنى ذلك , وذلك لأنه ذكر هذا القول في معرض بيانه لحقيقة موفقه من المخالفين له وبيان أصوله في الحكم عليهم , وجاء بصيغة فيها التنصيص على العموم , وهذا المقام يقتضي تفصيل القول وذكر حكم كل ما يتعلق بالمسألة , ولكن ابن تيمية لم يفعل شيئا من ذلك هنا , فدل هذا على أنه لا يرى أن المسائل الظاهرة تخرج من هذا الحكم الذي قرره.
الطريق الرابع: أنه لم يكفر أعيان الطوائف التي كانت تستغيث بالقبور , كالرافضة مثلا , ولا أعيان العلماء الذين كانوا يرون أن الاستغاثة بالقبور ليست كفرا أكبر , كالبكري وغيره , فلو كانت الاستغاثة بالقبور من المسائل التي لا يعذر فيها بالجهل أو بالتأويل لكفر ابن تيمية هؤلاء الناس بأعيانهم , ولكنه لم يفعل , فدل هذا على أنه يعذر بالجهل في مثل هذه المسألة.
وبيان هذا الطريق: أن ابن تيمية لم يكن يحكم على أعيان الرافضة بالكفر , بل نص على أن منهم من هو مؤمن ظاهرا وباطنا , وثمة نصوص كثيرة لابن تيمية فيها الدلالة على أنه كان يرى أن الرافضة لا يكفرون بأعيانهم حتى تقوم عليهم الحجة الرسالية , وقد فصلتُ ذلك في بحث مستقل منشور في بعض المواقع.
هذا مع أنه يسنب إليهم الاستغاثة بالقبور , بل يذكر أن الرافضة هم أول من ابتدع تلك المشاهد التي يشرك فيها بالله العظيم , وفي هذا يقول:" وأول من وضع هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور أهل البدع من الروافض ونحوهم الذين يعطلون المساجد , ويعظمون المشاهد التي يشرك فيها ويكذب فيها ويبتدع فيها دين لم ينزل الله به سلطانا "
وكذلك فإنه لم يكن يكفر أعيان العلماء الذين كانوا يحثون الناس على الاستغاثة بالقبور ويستدلون لهم بما يؤيد فعلهم هذا , ومن أشهر الأمثلة على ذلك تعامل ابن تيمية مع البكري , فإنه كان يدعوا الناس إلى الاستغاثة بالقبور , وكفر ابن تيمية , ومع هذا فإنه لم يكفره , بل قال:" لم نقابل جهله – البكري – وافتراءه بالتكفير بمثله , كما لو شهد شخص بالزور على شخص آخر أو قذفه بالفاحشة كذبا عليه , لم يكن له أن يشهد عليه بالزور ولا أن يقذفه بالفاحشة " () , فلو كان لا يعذر بالجهل أو بالتأويل في مثل هذه المسألة لكفر البكري؛ لأنه قد خالف في مسألة ظاهرة من مسائل الشرك.
الطريق الخامس: أنه لم يحكم على من اعتقد في إمامه أنه يخلق ويتصرف في الكون , ولا من كان يقول بقول الزنادقة من الحلولية الصوفية إذا كان جاهلا بحقيقة هذا القول , وكلامه في هذا كثير , ومن ذلك:
1 - أنه لما سئل عما فصوص الحكم , قرر أن ما في فصوص الحكم يعتبر من الكفر الظاهر والباطن , وقال عن أقوال الحلولية:" فأقوال هؤلاء ونحوها: باطنها أعظم كفرا وإلحادا من ظاهرها , فإنه قد يظن أن ظاهرها من جنس كلام الشيوخ العارفين أهل التحقيق والتوحيد , وأما باطنها فإنه أعظم كفرا وكذبا وجهلا من كلام اليهود والنصارى وعباد الأصنام.
ولهذا فإن كل من كان منهم أعرف بباطن المذهب وحقيقته - كان أعظم كفرا وفسقا كالتلمساني؛ فإنه كان من أعرف هؤلاء بهذا المذهب وأخبرهم بحقيقته فأخرجه ذلك إلى الفعل , فكان يعظم اليهود والنصارى والمشركين , ويستحل المحرمات ويصنف للنصيرية كتبا على مذهبهم , يقرهم فيها على عقيدتهم الشركية , وكذلك ابن سبعين كان من أئمة هؤلاء , وكان له من الكفر والسحر الذي يسمى السيمياء - والموافقة للنصارى والقرامطة والرافضة: ما يناسب أصوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل من كان أُخبر بباطن هذا المذهب ووافقهم عليه كان أظهر كفرا وإلحادا , وأما الجهال الذين يحسنون الظن بقول هؤلاء ولا يفهمونه ويعتقدون أنه من جنس كلام المشايخ العارفين الذين يتكلمون بكلام صحيح لا يفهمه كثير من الناس فهؤلاء تجد فيهم إسلاما وإيمانا ومتابعة للكتاب والسنة بحسب إيمانهم التقليدي , وتجد فيهم إقرارا لهؤلاء وإحسانا للظن بهم وتسليما لهم بحسب جهلهم وضلالهم؛ ولا يتصور أن يثني على هؤلاء إلا كافر ملحد أو جاهل ضال " ().
2 - ومن ذلك جوابه لما سئل عما عمن يعتقد في شيخه أنه يخلص من سوء الحساب يوم القيامة , وينجي من عذاب الله تعالى , قرر أن من اتبعه وهو جاهل بحقيقة قوله أنه لا يحكم بكفره , فقد سأله السائل:" عن جماعة اجتمعوا على أمور متنوعة في الفساد وتعلق كل منهم بسبب , ومنهم من قال: إن يونس القتات يخلص أتباعه ومريديه من سوء الحساب وأليم العقاب , ومنهم من يزعم أن عليا الحريري كان قد أعطي من الحال ما إنه إذا خلا بالنساء والمردان يصير فرجه فرج امرأة. ومنهم من يدعي النبوة ويدعي أنه لا بد له من الظهور في وقت فيعلو دينه وشريعته؛ وأن من شريعته السوداء تحريم النساء وتحليل الفاحشة اللوطية وتحريم شيء من الأطعمة وغيرها؛ كالتين واللوز والليمون. وتبعه طائفة: منهم من كان يصلي فترك الصلاة ويجتمع به نفر مخصوصون في كثير من الأيام إلخ ".
فأجاب ابن تيمية بجواب طويل قال فيه:" أما قول القائل: إن يونس القتاتي يخلص أتباعه ومريديه من سوء الحساب وأليم العذاب يوم القيامة , فيقال جوابا عاما: من ادعى أن شيخا من المشايخ يخلص مريديه يوم القيامة من العذاب: فقد ادعى أن شيخه أفضل من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ومن قال هذا فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل "
ثم قال في بيان حكم أتباع الشيخ يونس:" وأما المنتسبون إلى الشيخ يونس: فكثير منهم كافر بالله ورسوله , لا يقرون بوجوب الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت العتيق , ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله؛ بل لهم من الكلام في سب الله ورسوله والقرآن والإسلام ما يعرفه من عرفهم , وأما من كان فيهم من عامتهم - لا يعرف أسرارهم وحقائقهم - فهذا يكون معه إسلام عامة المسلمين الذي استفاده من سائر المسلمين لا منهم؛ فإن خواصهم مثل الشيخ سلول وجهلان والصهباني وغيرهم: فهؤلاء لم يكونوا يوجبون الصلاة؛ بل ولا يشهدون للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة" ().
3 - ومن ذلك أنه عذر من تشبث ببعض أقوال الفلاسفة الذين لا يشك في كفر أقوالهم من له أدنى علم من المسلمين كما يقول ابن تيمية , وفي هذا يقول:" ثم الفلاسفة الباطنية هم كفار , كفرهم ظاهر عند المسلمين .... , وكفرهم ظاهر عند أقل من له علم وإيمان من المسلمين , إذا عرف حقيقة قولهم ,لكن لا يعرف كفرهم من لم يعرق حقيقة قولهم , وقد يكون قد تشبث ببعض أقوالهم من لم يعلم أنه كفر , فيكون معذورا لجهله " ().
فإذا كان ابن تيمية لا يكفر الجاهل في مثل هذه الأمور العظيمة التي لا يشك مسلم في إنها من أعظم ما يناقض الإسلام , فهي لا تقل ظهورا في البطلان والمناقضة لشرع الله عن الاستغاثة بالقبور إن لم تكن أعظم منها في بعض الصور , فكيف يقال مع ذلك إنه لا يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبور وهو قد عذر فيما هو مثلها أو أعظم منها؟!.
معنى العذر بالجهل في هذه المسألة:
ومما ينبغي أن ينبه عليه هنا هو معنى العذر بالجهل في هذه المسألة , وذلك أن بعضهم قد فهم أن العذر بالجهل في مسألة الاستغاثة يعني أنه لا يكفر أحد بهذا الفعل أو أنه يُقبل قول كل من ادعى أنه جاهل بحكم الاستغاثة بالقبور , وهذا غير صحيح , وإنما الصحيح في معنى العذر بالجهل هو: أن كل من فعل فعلا فإنه لا ينطبق عليه حكمه إلا إذا كان عالما بحكمه , فمن فعل فعلا وهو لا يعلم بحكمه فإنه لا ينطبق عليه ذلك الحكم حتى يتحصل له العلم به , وأما إذا لم يكن عنده علم بحكم فعله فإنه لا ينطبق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فمعنى العذر بالجهل في مسألة الاستغاثة وغيرها إذن هو: أنه لا يصح لنا أن نحكم على المسلم المستغيث بالقبر بالكفر حتى نعلم أنه حين استغاث بالقبر كان يعلم حكم فعله هذا , وأما إذا لم نكن نعلم فإنه لا يجوز لنا أن نحكم عليه بما يقتضيه فعله , فالمناط في الحكم على المعين بما يقتضيه فعله إنما يكون بعد علمنا بحاله وأنه كان يعلم بحكم الفعل , وهذا بخلاف من لم يعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر فإن المناط عنده في الحكم على المعين هو الفعل فقط , وهذا هو الفرق الجوهري بين القولين , وحاصله: الاختلاف في تحديد مناط الحكم على المعين بالكفر , فعلى القول الأول – الإعذار بالجهل – فالمناط هو علمنا بحال الفاعل , فلا يحكم على المعين حتى نعلم أنه فعل ما فعل وهو يعلم حكم ما فعل , وعلى القول الثاني – عدم الإعذار – فالمناط هو مجرد الفعل فالحكم ينطبق على المعين بمجرد الفعل.
وهذا القول الثاني غير صحيح , وبيان ذلك: هو أن من المعلوم بالضرورة أنه لا يصح أن نحكم على الناس بالجهل , بل لا بد في الحكم – وهو انتفاء الإيمان هنا - من العلم بحال المحكوم عليه , والعلم بحاله لا يتحصل بمجرد الفعل فقط , فإنه لو كان يتحصل بمجرد الفعل فقط لما اشترط السلف في الحكم على المعين شروطا معينة وانتفاء موانع معينة , فاشتراط السلف لهذه الأمور إنما كان لأنهم أدركوا أن الحكم على المعين بالكفر لا يمكن أن يتحصل بمجرد فعله للكفر.
وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا بد لنا من العلم بحال المستغيث بالقبر بحيث يصح لنا أن ننفي علمنا بإسلامه , والعلم بإسلام المعين لا يصح أن يدفع إلا بعلم يساويه في الدرجة كما هو معلوم بالضرورة.
وعلى هذا فمن كان عندنا علم يقيني بإسلامه , فإنه لا يصح لنا أن ننفي هذا العلم إلا بيقين مثله يحكم بانتفاء ما ثبت له أولا , للقاعدة الشهيرة " أن ما ثبت بيقين لا يزول بالشك " , ومجرد الفعل لا يحصّل عندنا اليقين بانتفاء الإيمان من قلبه دائما ولا غالبا , فلا بد من التحقق من حاله وأنه حين فعل ما فعل كان يعلم بحكم فعله , فإذا علمنا ذلك حينها نحكم بكفره وانتفاء الإيمان من قلبه , وهذا المعنى ذكره ابن تيمية حين قال:" وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة , ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك , بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة" الفتاوى (12/ 466).
فتحصل إذن: أن غاية ما يقتضيه القول بالعذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر هو: أنه لا يصح أن يُحكم على المعين بما يقتضيه فعله إلا إذا كان عالما بحكم فعله , وأما إذا لم يكن عالما فإنه لا يصح أن يُحكم عليه بالكفر , بل يبقى على إسلامه الذي تيقنا ثبوته.
وبهذا التقرير يُعلم أن العذر بالجهل لا يعني أن كل من استغاث بالقبر لا بد أن يكون جاهلا , حتى يقول من يقول: إذا عُذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر فإنه لا يتصور أن يكفر أحد.
ولا يعني أيضا أن كل من ادعى الجهل في هذه المسألة لا بد أن يكون قوله صحيحا ويسلم له ما ادعاه , حتى يقول من يقول: إن هذه مسألة ظاهرة فكيف يقبل فيها قول كل أحد.
ولا يعني أيضا أن حكم الاستغاثة في الشرع قد ارتفع , حتى يقول من يقول: إذا لم نكفر بالاستغاثة بالقبر فقد خالفنا النصوص التي فيها الحكم على المستغيث بغير الله تعالى بالكفر.
ولا يعنى أيضا أنه لا يمكن لأحد أن يتحقق من بعض أحوال المستغيثين بالقبر فيعلم بحقيقة حاله , حتى يقول من يقول: إن العذر بالجهل في هذه المسألة يعني إغلاق باب التكفير.
كل هذه المعاني غير داخلة في معنى العذر بالجهل في الاستغاثة بالقبر , وذلك أن الإعذار في الاستغاثة لا يعنى إلا أنا لا نحكم على المعين إلا إذا علمنا أنه فعل ما فعل وهو يعلم بحكم فعله فقط , فمن تحصل عنده علم بحال رجل ما استغاث بالقبر بأنه حين استغاث يعلم حكم الاستغاثة بغير الله تعالى فإنه في هذه الحالة يصح أن يحكم عليه بالكفر.
ولكن السؤال المهم هنا هو: من يستطيع أن يعلم بحال الملايين من المسلمين الذين يستغيثون بالقبور في أنحاء العالم الإسلامي حتى يحكم عليهم بالكفر بأعيانهم؟!.
ولا يصح أن يقال هنا إن العلم الصحيح قد بلغ كل من كان يعيش في بلاد المسلمين؛ لأنه قد وجدت وسائل الاتصال من الإذاعات وغيرها , وذلك أنه لا يستطيع أحد أن يجزم بأن صوته قد بلغ كل هؤلاء الناس , ولا يستطيع أن يجزم بأن الحجة قد بلغت على الوجه الصحيح الذي يرتفع به العذر , وهذا الكلام سيأتي له مزيد شرح في المسألة الثانية.
وهذا التقرير السابق إنما هو شرح وبسط للقاعدة الشهيرة التي تفرق بين حكم الفعل وحكم الفاعل , وأكثر الإشكالات في هذه المسائل حصل بسبب الغفلة عن حقيقة هذه القاعدة , ولهذا فقد أكثر ابن تيمية من شرح هذه القاعدة تدليلا وتأصيلا وتطبيقا وتمثيلا.
وبيان حقيقتها هو أن يقال: إن الحكم على الفعل المعين بكونه كفرا لا يلزم منه أن كل من فعله فهو كافر , وعدم تكفير المعين الذي وقع في الفعل المكفر لا يلزم منه أن ما وقع فيه ليس كفرا , فانطباق حكم الفعل المعين على فاعله لا بد فيه من توفر شروط معينة , وانتفاء موانع معينة , فإذا لم تتوفر الشروط وتنتفي الموانع , فإنه لا يحكم بانطباق حكم هذا الفعل المعين على فاعله , وإذا لم ننزل حكم الفعل على فاعله , فإن هذا لا يلزم منه أن حكم الفعل في نفسه قد ارتفع.
فتحصل من هذا: أن هناك فرق بين حكم الفعل في نفسه , وبين تحقق حكم هذا الفعل في فاعله , فرفع الحكم الثاني لا يلزم منه رفع الحكم الأول , فإذا قلنا: إن فاعل هذا الفعل ليس كافرا لا يعني هذا أن الفعل لا يمكن أن يكفر به أحد , بل قد يفعله رجل آخر فنحكم بكفره , لأنه قد توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع.
فالمعتبر في انطباق حكم الفعل على فاعله ليس حكم الفعل فقط , بل لا بد مع حكم الفعل من توفر شروط أخرى وانتفاء موانع , وعلى هذا فإذا حكمنا على فعل ما بأنه كفر , لا يلزم منه أن يكون هذا حكم منا على كل فاعل له بأنه كافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 03:53]ـ
بارك الله فيك أخي سلطان .... و للفائدة فللعلامة الحسن الكتاني ـ فرج الله عنه ـ تحقيقا جيدا في هذه المسألة في كتابه المخطوط و سيطبع قريبا .. "التعليقات السلفية".
ـ[مستور الحال]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 08:52]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد،
جزى الله خيراً الشيخ سلطان على ما يقوم به من جهد لبيان أراء شيخ الإسلام في المسائل العقيدة المثيرة للجدل في هذا العصر، ويا ليته يشفع بحوثه بمذهب شيخ الإسلام في التفريق بين الشرك والكفر، وحالات إطلاقهما على الأنواع والأعيان.
ومسألة العذر بالجهل في الشرك الأكبر أخذت حيزاً كبيراً في الجدل بين أهل السنة في هذا العصر المتأخر - ومحل البحث فيمن أظهر الإسلام-، ولا بد من التذكير على أن الخطأ والخلاف في هذه المسألة لا يخرج الإنسان إلى الضلال ولا أن يشنّع عليه أو يتنكّر لفضائله.
وبما أن البحث في بدايته ويبقى جزءه الثاني فإني أريد أن أنبه إلى أمور في البحث لعل الشيخ سلطان وفقه الله يعيرها انتباهاً ونقداً في استكماله للبحث.
وذكري لهذه الأمور ليس معناه أني اتصدّى للنقاش والأخذ والرد، فلا أحب النقاشات والدخول في الجد وأنما أذكر ما عندي من باب النصيحة فقط.
- 1 -
غاية البحث
وبعد التسليم بصحة ما انتهى إليه (من أن الاستغاثة بالأموات يعذر الجاهل فيها)، أن يكون العذر في تفاصيل التوحيد وتفاريع الشرك، ولا يصح الاستدلال به على العذر بالجهل في الشرك الأكبر، فهذه المسألة تكون من اختلاف رأي العالم في التطبيق لا في التأصيل.
فتقرير أن هذه المسألة من المسائل الظاهرة التي لا يحكم بإسلام من جهلها أو خالفها؛ يختلف في بعض المسائل بحسب العصر واجتهاد العالم وحال الواقع فيها.
- 2 -
معنى العذر بالجهل
قولك:
أن كل من فعل فعلا فإنه لا ينطبق عليه حكمه إلا إذا كان عالما بحكمه , فمن فعل فعلا وهو لا يعلم بحكمه فإنه لا ينطبق عليه ذلك الحكم حتى يتحصل له العلم به , وأما إذا لم يكن عنده علم بحكم فعله فإنه لا ينطبق عليه.
هذا صحيح من معاني العذر بالجهل، فمن فعل محرماً يحد به ولا يدري أنه محرم فإن الجهل يدرأ عنه الحد، ولكن لو علم أنه محرم ولكن لا يعلم أن عليه حداً فإن يحد بفعله للمحرم، وكذا لو سرق وهو جاهل تحريم السرقة فيدرأ عنه حد السرقة ولكن لا يعفى عن إرجاع المال إلى صاحبه، فتتجزأ الأحكام على حسب حالة الجاهل.
ومثله من ارتد عن الإسلام - كمن سجد لصنم أو سب الله - جهلاً فإنه يحكم بكفره ويستتاب، ولكن لا يقتل قبل قيام الحجة لأنه جاهل.
فقد يقال حينئذٍ أن الجهل عذر في الأحكام، ولكن يسمى الجاهل بما ينطبق عليه حاله وفعله أثناء الجهل، فيسمى ظالماً أو باغياً أو مشركاً.
فالجهل لا يصح عذراً مطلقاً، فقد يدل على عدم صحة إسلام من أظهر الإسلام.
وأما قول شيخ الإسلام ابن تيمية:" وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان في المسائل النظرية أو العملية هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجماهير أئمة الإسلام" الفتاوى (23/ 346).
وقوله: هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى , وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية ..
فهذا يتفق عليه الجميع، وهو لا يرِدُ في المسائل الظاهرة - سواء كانت اعتقادية أم عملية - التي يكفر من جهلها أو خالفها والتي لا يصح إسلام المرء إلا بها.
فتقرير هذه المسألة أن من جهل ما يصحح أصل دينه وكلمة التوحيد لا يسمى مسلماً هذا أولاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أن هناك بعض المسائل الحكم عليها بالخفاء أو الظهور تخلف فيها أنظار العلماء، ولا ينقدح في ذهنك أن الأمر خرج عن الضبط، بل إن العلماء اتفقوا على مسائل كثيره هي من المسائل الظاهرة كالإيمان بأسماء الله وصفاته اللازمة لصحة الإيمان - كالقدرة والعلم والكلام وغيرها، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مبلغ معصوم، وأن القرآن حق والمعاد والجنة والنار وغيرها.
وهناك مسائل خفية يعذر فيها الجاهل، كصفة العَجَب والضحك وتفاصيل القدرة، وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه، وغيرها مما سماه العلماء فروع العقيدة.
- 3 -
أيضاً عن العذر بالجهل:
ما هو محل العذر بالجهل في الشرك الأكبر
هنا فريقان لا يعذر بالجهل والآخر يعذر فما هو مقصود كلٍ منهما:
1 - من لا يعذر بالجهل في أصل الدين يقصد عدم الحكم بإسلام الجاهل لا إيقاع العقوبة، فلا يقتل ولا يقاتل ولا يعذب إلا بعد حجة البلاغ.
2 - وأما الآخر وهو من يعمم العذر بالجهل فتكون المسألة عنده متشابكة، وهذا الالتباس في الفهم هو الذي أدى إلى عدم فهم كلام العلماء وعلماء الدعوة النجدية خصوصاً.
مثال:
فإذا قال الأول من وقع في الشرك فلا يعذر بالجهل، فيعترض الثاني كيف تستبيح دماء الناس وأموالهم وهم جهال، فيحكم بإسلامه حتى تقوم عليهم الحجة، وهذا هو سبب التهويل ونسبة القول إلى من لا يعذر بالتشديد.
وأما الأول فلا يقر بإسلامه ولكن لا يستبيح الدم والمال حتى تقام عليه الحجة التي يكفر من خالفها. والذي يظهر من كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن العذر عنده في لحوق العذاب لا في ثبوت اسم الإسلام.
وهذا معنى قول شيخ الإسلام الذي نقلته:
وهذا الشرك إذا قامت على الإنسان الحجة فيه ولم ينته , وجب قتله كقتل أمثاله من المشركين , ولم يدفن في مقابر المسلمين , ولم يصل عليه , وأما إذا كان جاهلا لم يبلغه العلم , ولم يعرف حقيقة الشرك الذي قاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين , فإنه لا يحكم بكفره , ولا سيما وقد كثير هذا الشرك في المنتسبين إلى الإسلام , ومن اعتقد مثل هذا قربة وطاعة فإنه ضال باتفاق المسلمين , وهو بعد قيام الحجة كافر.
فكلامه عن قيام الحجة وعليه فالنفي للعذاب، والكفر المثبت أو المنفي في كلامه هو الكفر المستلزم للتعذيب، فقد يطلق الكفر على الشرك والشرك على الكفر، ويفرق بينهما على حسب السياق، فالشرك من أعمال الكافرين، وليس كل مشرك كافر، لأن الكفر الأكبر أنواع وكلها - غير الشرك - لا ترِدُ من جاهل مثل كفر التكذيب والجحود والاستكبار والإعراض.
- 4 -
هل حكم بإسلامهم
لم أجد من النصوص التي نقلتها عن شيخ الإسلام - وترى أنها تدل على العذر بالجهل - لم أجد فيها أنه حكم بإسلام من استغاث بغير الله، بل نفى عنه الكفر ونفى عنه وقوع العذاب.
- 5 -
ليست كل النصوص تدل على المقصود
فيجد الناظر في النصوص التي نقلتها ما يدل على أنه ينفي الإسلام عنهم أو يتوقف في إسلامهم ومنها:
فإن هذا ضال جاهل مشرك عاص لله تعالى باتفاق المسلمين
فوصفه بالشرك مع جهله وهذا على الجادة.
وقوله:
وأما من كان فيهم من عامتهم - لا يعرف أسرارهم وحقائقهم - فهذا يكون معه إسلام عامة المسلمين الذي استفاده من سائر المسلمين لا منهم
لا يدل على إسلامهم لأن الشخص قد يجتمع فيه خصال إسلام وخصال شرك وكفر، ثم لا يحكم بإسلامه، كمن عمل بشرائع الإسلام ولكن كفّر الصحابة.
وقوله عمن قلّد بعض أقوال الفلاسفة الكفار:
وقد يكون قد تشبث ببعض أقوالهم من لم يعلم أنه كفر , فيكون معذورا لجهله.
نسأل: ما هو القول الذي تشبّث به المقلد؟ فليست كل أقوالهم في درجة واحدة في الكفر وفي الظهور، ثم هو يعذره بجهله في عدم إنزال العقوبة لا في الحكم بالإسلام.
هذه أمور إنما ذكرتها للتذكير لا للتطويل، فنسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 07:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(17565) سؤال: نشر بحث بعنوان: (تحرير رأي ابن تيمية في حكم المستغيثين بالقبور) في أحد المواقع الإسلامية، قرر فيه الباحث أن رأي ابن تيمية أن من وقع في الشرك جاهلاً يبقى له حكم الإسلام حتى يُتحقق من حاله ووضعه، فهل هذا رأي ابن تيمية؟ أم رأي مخالفيه الأشاعرة الذين لا يرون التحسين والتقبيح لأفعال العباد إلا بعد قيام الحجة؟ وما حكم نشر هذا البحث؟ وجزاك الله خيراً.
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد ... نرى أن هذا الكاتب عنده قدرة على البحث والتتبع، وأن ما ذكره قد يكون صحيحًا في أن الجاهل لا يحكم بكفره ولو عمل ما هو شرك أو كفر، حتى يُعلَّم ويبين له أن ما فعله محرم، وإذا أصر على ذلك وعاند حكم بكفره، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل، وعومل بعد قتله معاملة الكفار، وأما إذا لم تبلغه الدعوة، ولم يُبين له الحكم، فلا يحكم بكفره، ولكن لا يحكم بإسلامه، حيث يعمل ما ينافي تعاليم الإسلام، ومن مات وهو على هذه الأفعال، إما تقليدًا لمشايخ جهلة، وإما عن جهل رآه وعمل عليه، ومات وهو على ذلك، فحكمه حكم أهل الفترات، وحكم من لم تبلغه الدعوة المتواجدين في أطراف الأرض. وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يوصي كل سرية أو جيش بقوله: "وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال: ادعهم إلى الإسلام، فإن هم قبلوه فاقبل منهم وكف عنهم"، فكان لا يقاتل قومًا إلا إذا بلغتهم الدعوة، وقد أغار على بني المصطلق وهم غارّون، ولكن قد قامت عليهم الحجة وبلغتهم الدعوة. وعلى كل حال فإن كلام ابن تيمية ظاهر في أن من يستغيث بالقبور ويدعوهم مع الله ويصر على ذلك وتقوم عليه الحجة فإنه يحكم بكفره، وأما من يفعل ذلك عن جهل أو تقليد فلا يحكم بإسلامه ولا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة ويزول العذر، ويصر على فعله. ونرى في هذه الأزمنة أن الحجة قد قامت على الجميع، حيث طبع القرآن وانتشر في أرجاء البلاد، وترجمت معانيه إلى عدة لغات، وترجمت التفاسير وانتشرت كتب التوحيد التي تعتمد الاستدلال بالآيات والأحاديث، ووجدت الإذاعات الفضائيات ومواقع الشبكة العنكبوتية، وفي الإمكان معرفة الحق والصواب، ومن اتبع الباطل تقليدًا للرؤساء ودعاة الضلال فإنهم يقولون يوم القيامة: (رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ) الأعراف:38، ويقولون: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ) الأحزاب:67، وأمرهم إلى الله تعالى. والله أعلم.
قاله وأملاه عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين 11/ 11/1429هـ
و هذا البحث المذكور
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-14007.htm
ـ[جذيل]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 11:39]ـ
وأما إذا لم تبلغه الدعوة، ولم يُبين له الحكم، فلا يحكم بكفره، ولكن لا يحكم بإسلامه
وهذا قول ابن القيم رحمه الله في احكام اهل الذمة , وقد رد به على ابن عبدالبر رحمه الله , في احكام اهل الذمة 2/ 656
يقول رحمه الله (بتصرف) عن قول ابن عبدالبر: ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافرا أو غير كافر ..
قال: جوابه من وجوه:
احدها: أن يقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان فإن الكفر هو: جحود ما جاء به الرسول , فشرط تحققه بلوغ الرسالة .. فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفارا ولا مؤمنين كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين ,
فإن قيل: فأنتم تحكمون لهم بأحكام الكفار في الدنيا من التوارث والولاية والمناكحة , قيل: إنما نحكم لهم بذلك في أحكام الدنيا , لا في الثواب والعقاب كما تقدم بيانه.
الوجه الثاني: سلمنا أنهم كفار , لكن انتفاء العذاب عنهم لانتفاء شرطه وهو قيام الحجة عليهم , فإن الله تعالى لا يعذب إلا من قامت عليه الحجة الخ.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 04:22]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
كلام من نور للعلامة ابن قعود رحمه الله
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 06:38]ـ
السؤال: كثيراً ما نسمع عن بعض طلبة العلم التحذير من أشخاص معينين؛ من أهل العلم والدعوة بحجة فساد في عقيدتهم- كما يزعمون- أو بحجة أنهم من فئة كذا، (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله) أو أنهم يخوضون في السياسة (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله) ويستغلون منابرهم من أجل السياسة (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله)، فما رأي فضيلتكم في هذا ونرجو النصح والإرشاد في هذه المسألة؟
فأجاب فضيلة الشيخ: عبد الله بن قعود رحمه الله:
أعوذ بالله! (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)، (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) هذه دعوة المسلم – يا إخوان- يسأل الله جل وعلا ألاَّ يجعل في قلبه غل، وأن يجعل فيه محبة لأولياء الله، وبغضاً لأعداء الله، لا أن تنعكس القضية فيكون في قلبه بغض لأولياء الله، ومحبة لأعداء الله، أكرر القول والتذكير بقول الله: (ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا)
فهؤلاء النوع الذين حُذِّر منهم أليسوا مؤمنين؟ أليسوا دعاة؟ أليسوا أئمة مساجد؟ ونتحفّظ عن الأسماء، أليسوا أصحاب حِلَق وما إلى ذلكم؟! متى وُجد من المسلمين بعضهم يحذّر من بعض؟!
يا جماعة! حذِّرونا من المبتدعة بابتداع واضح، حذِّرونا من نفس الطغاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله! حذِّرونا من الذين ظلموا عباد الله في كل مكان لكن تحذرون شباب الإسلام من أن يستمعوا لدعاة الإسلام؟! على كل حال مثل هذا المقال ما يجوز أن يصدر من مؤمن مهما كان مستواه العلمي، ما يجوز أن يصدر من داعية، وإن صدر منه فلا شك أنه أحد رجلين، أو من أحد القسمين الذين ذكرت: إما أن يكون اشتبه الأمر عليه وتسلّط شيطانه عليه وجاءه باجتهادات، وبآراء أيضاً خاطئة، ولا صلة له بالأمور الأخرى، أو أن يكون- أيضاً- بوقاً من الأبواق التي تخدم في الباطل باسم الدين وباسم التحذير،
وليس هذا غريب يا إخوة أنا أذكر (كلمة غير واضحة) قد قرأت تقرير، يعينني إخواني الذين يحفظونه نقلَتْهُ أظن (الندوة) أو (المدينة) قبل عشرين سنة، (المدينة)؟، التقرير هذا أيام فتنة تسلط جمال عبد الناصر على (الإخوان)، المدينة نقلت تقريراً قالت إنه اختص منها، حظيت به، سري معد من رئيس استخبارات مصرية مع الأسف (كلمة غير واضحة) معادي لليهودية واستخبارات أمريكية واستخبارات يهودية، التقرير استعرض وضع (الإخوان)، ومن النقط التي علقت بذهني نقطتان: نقطة العرض منه ونقطة في الحلول التي وضعوها، التي في العرض: قالوا إن – وهم يستعرضون الإخوان – إن المتدينين من الناس – يعني من غيرهم – رصيد لهم. طبعاً هذا صحيح! يعني نعم مهما كان في المسلم من نقص فأخوه المسلم يحس بإحساسه، المسلم أخو المسلم، بقطع النظر عن انتظامه وعدم انتظامه، هم منتظمين بـ (إنما المؤمنون إخوة)، فقال: إن البقية أرصدة لهم، معناه إذا وُجِد شيء فيكون المتدينون أرصدة لهم، النقطة في الحل الثاني قالوا: يجب أن يسلَّط عليهم من بينهم من يشكك بعضهم في بعض! أنتم ملتحون، لو جاء غيركم فعثر في لحية، حليق أو (كلمة غير واضحة) ممكن تتيحون له الفرصة؟!! لا، يبي [يعني يريد] واحد من النوع، من بينهم من يشكك بعضهم في بعض، هذا التقرير معمول قبل عشرين أو اثنين وعشرين سنة، من خصوم مسلمين بقطع النظر عن مستواهم، لكن ما خرجوا من الملة، الآن نكاد نجد آثاره وإن لم نقرأ ونحدد أن فيه تسلط على المسلمين بعضهم من بعض.
[إلى أن قال]: فعلى كل حال أنا أعتقد أن مثل هذا يعتبر تسلط من الدعاة على الدعاة، ومن المتعلمين على المتعلمين، وممن ينتمي-أنا ما أقطع بسلفية بعض الناس، نقول: هم منتمين للسلفية- على من لم ينتم لها، ولا شك أن مما يجعلنا نقسوا ونقول هذا القول أنني سمعت شريطاً لأحدهم يقول: (فلان سلفي الظاهر مبتدع الباطن!) أنا سمعت هذا بأذني، وكلكم قد يكون سمعه، فبالله – يا إخواني- هل الأنبياء ادعوا مثل هذا؟ هل فيه نبي ادعى أنه يعلم الغيب، أو حَكَم على الناس على بواطنهم؟!! عمر رضي الله تعالى عنه يقول: [الناس يؤاخذون في وقت الوحي بالوحي، أما الآن فيؤاخذون بما
(يُتْبَعُ)
(/)
يظهر لنا منهم] يعني فلان سلفي الظاهر مبتدع الباطن! هل هذا من العدل؟ أليس هذا والله أعلم منبعث من سوء نية؟ ومن تسلط؟! إن قلنا: أنه ما فيه سوء نية ولا تسلط، معناه اجتهاد أعمى، أقل أحواله، أحد يدعي أنه يعلم الباطن! هذا الكلام تعرفونه كثيراً ودار عندكم هنا في أشرطة، وفي كلمات وفي أخرى، فلا شك أن مثل هذا الكلام أن القول به أو التحذير من طالب علم معروف بالخير، أو التحذير من داعية أو التحذير من كونه سياسي، أنتم تفصلون السياسة عن الدين؟! الذي يفصل الدين عن السياسة هذا هو محل الإبعاد، ومحل التهمة، ومحل - أيضاً- تعطيل جزء كبير من دين الله، وإذا تكلم إنسان في أمر ما! قيل: هذا سياسي! الحباب بن المنذر لما قال للرسول عليه الصلاة والسلام: (أهذا منزل أنزلك الله إياه، أم هو الحرب والمكيدة، قال له: بل الحرب والمكيدة) فهل هذا تدخل في السياسة أم غير تدخل؟ هذا تدخل في السياسة. [إلى أن قال رحمه الله]: [إذا رجل نقد أمر ما- أقسم بالله وأباهل- أن بعض من يعترض على هذا الأمر، لو خلا له الجو نفسه، ولم يكن هناك مؤثرات، لقال: هذا هو الحق! وأصفه بأنه سياسي! .. ومن يقول بفصل الدين عن السياسة؟! ومن يقول: إن الحكومات لا تُنتقد؟! ومن يقول: إن الوضع العام ما يُنتقد؟!! معنى هذا إخراس الألسن، وإماتة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحمد لله أنه لا يزال في الزوايا بقايا، يعني عموم الأمة لو [كلمة غير واضحة] على أمر ما، يمكن أن يعترضها ضلال أو شبه أو غير هذا، لكن يبقى منها من بقي .. على كل حال نرجو الله أن يرحم إخواننا جميعاً الناقدين والمنقودين، المتسلطين والمتسلَّط عليهم، وأن يجمع كلمتهم، وأن ينور قلوبنا وقلوبهم، وأن يجعلنا وإياهم جميعاً ممن يتحقق فيهم الدعاء: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)].
المرجع: شريط (وصايا للدعاة– الجزء الثاني) للشيخ العلامة عبد الله بن قعود.
وتجد ذلك أيضاً في شريط (كبار العلماء يتكلمون عن الدعاة)
للاستماع:
http://audio.islam ... .net/islam ... /index.cfm?fuseaction=Read***** **&AudioID=15434
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 11:37]ـ
ماشاء الله
بارك الله فيك اختيار جميل من عالم جليل
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 06:08]ـ
وفيك بارك الله يا حبيبي في الله ...
ولنتأمل نصيحة الشيخ العظيمة: (حذِّرونا من نفس الطغاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله! حذِّرونا من الذين ظلموا عباد الله في كل مكان لكن تحذرون شباب الإسلام من أن يستمعوا لدعاة الإسلام؟!) وقوله: (ومن يقول بفصل الدين عن السياسة؟! ومن يقول: إن الحكومات لا تُنتقد؟! ومن يقول: إن الوضع العام ما يُنتقد؟!! معنى هذا إخراس الألسن، وإماتة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحمد لله أنه لا يزال في الزوايا بقايا)
والحمد لله العظيم المنان الذي جعل لنا من كلمات العلماء الربانيين حججا ندافع بها عن ديننا ونحفظ بها جهودنا من أن تحذف من المنتديات!(/)
إلى المتباكين على محمود درويش!!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 06:34]ـ
منذ أُعلن عن وفاة الشاعر الحداثي الشيوعي ربيب الاتحاد السوفيتي وعضو الحزب الشيوعي الإسرائيلي "محمود درويش" ونحن نرى أشكالا من التباكي والانتحاب في كثير من وسائل الإعلام والمنتديات، تمجيدا له وإحياء لتراثه وتدوينا لنضاله بزعمهم، حتى قيل فيه من الأقوال ما لا يجوز فيما لو كان صالحا مناضلا بحق، كيف وحقيقة أمره أنه كان رأسا في الزندقة والإلحاد ونشر الرذيلة، فهذه دواوينه ومقالاته وأطروحاته تشهد على ما يحمله من حقد وكراهية للإسلام، أين عقيدة الولاء والبراء في قلوب المسلمين، أليست حقيقتها التي تعلمناها منذ نعومة أظفارنا الحب في الله .. والبغض في الله، فنحب كل من أحب الله تعالى وأحبه اللهُ، ونبغض كل من أبغض الله تعالى وأبغضه الله؟؟
يقول تعالى:
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ .. الآية)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم فال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" قال ابن القيم في شفاء العليل: (وقد جعل صلى الله عليه وسلم البغض في الله من أوثق عرى الإيمان وهو أصل الترك وجعل المنع لله من كمال الإيمان وهو أصل الترك فقال من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله وقال من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان وجعل إنكار المنكر بالقلب من مراتب الإيمان) ا. هـ
وعن ابن عباس قال: "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا" رواه ابن جرير
قال الشيخ سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد: شارحا قول ابن عباس: (وعَادَى في الله) هذا بيان للازم البغض في الله وهو المعاداة فيه أي إظهار العداوة بالفعل كالجهاد لأعداء الله والبراءة منهم والبعد عنهم باطناً وظاهراً إشارة إلى أنه لا يكفي مجرد بغض القلب بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه كما قال: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ ..... الآية)
وروى الإمام أحمد والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية لله وفي حديث آخر أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله عز وجل"
وروى أحمد في مسنده عن البراء ابن عازب قال: " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وآله فقال أي عرى الإسلام أوثق قالوا الصلاة قال حسنة وما هي بها قالوا الزكاة قال حسنة وما هي بها قالوا صيام رمضان قال حسن وما هو به قالوا الحج قال حسن وما هو به قالوا الجهاد قال حسن وما هو به قال إن أوثق عرى الإسلام أن تحب في الله وتبغض في الله عز وجل"
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل قائلا يقول إن درويش مسلما فكيف يعادى ويتبرأ منه فنقول ارجعوا لشعره وتراهاته التي سطرها مختارا لا مكرها، وعودوا لأقوال العلماء فيها، إنها الزندقة والالحاد بعينه، ولم نسمع أنه تاب أو تراجع أو ندم على ما وقع منه من أوقال كفرية!!
والبعض للاسف الشديد يقول نحن لا نحبه ولا نحبه وإنما نعجب بشعره فقط وبما أوتي من فصاحة وبلاعة!! ولعمري إن هذا لهو خداع النفس قبل خداع الآخرين، فلازم البغض في الله أن نبغض أهل الزندقة من كل وجه،
فهل يصح عند أصحاب العقول السوية أن يبغض المرء لشيء ويعجب به لذات الشيء؟؟
ثم إن صح ما يدعونه فلم الأسى والحزن لفقده؟؟
يعض الحاديات وزندقة درويش –نقلا عن موثق نور الإسلام بتصرف يسير-:
استهزاءه بالله تعالى:
* وصفه لله تعالى بالتعرِّي:
قال في ديوانه ص398 في مقطوعة بعنوان: مزامير: (نرسم القدس: إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة).
* وصفه لله تعالى بالإله الصغير:
قال في مقطوعة بعنوان: موت آخر وأحبك: (وأكمل هذا العناق البدائي, أصعد هذا الإله الصغير .. يسدُّ طريقي إلى شفتيك , فأصعد هذا الإله الصغير) ديوان محمود درويش ص512.
*وصفه الله عز وجل بالنوم:
قال في ديوانه ص24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة: (نامي فعينُ الله نائمة عنا).*استهزاءه بالله والتحدث عنه كأنه من المخلوقين:
ويقول في ص389: (طوبى لمن يعرف حدود سعادتي, طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي, طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي).ويقول في مقطوعة بعنوان: تلك صورتها ص554: (يومُكِ خارج الأيام والموتى, وخارج ذكريات الله والفرح البديل).
*ينسب الزوجة والولد لله على طريقة النصارى – تعالى الله عما يقوله السفهاء علوا كبيرا-:
وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان: (إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها: (إلهي إلهي, لماذا تخلَّيت عني , لماذا تزوجتَ مريم؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي , عدوِّي من المقصلة, أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني, لماذا تزوجتني ياإلهي , لماذا ... لماذا تزوجت مريم).
يقول تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا -لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا - وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا - إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا - لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)
* دعوته لقتل الله تعالى:
قال: (أقل احتفالاً على شاشة السينما, فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله ... ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا, ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق, نعرف أن الزمان تغير, منذ تغير نوع السلاح, فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم) أحد عشر كوكباً ص42 - 43
* جحد حق العبودية لله تعالى والسخرية بالعبادة ومظاهرها:
حيث تحدَّث في مقطوعة بعنوان: (أبي) عن أبيه رمز القديم ورمز الجيل المؤمن بالله , ويتهكم به وبصلاته وعبادته ويتسخط على القدر فيقول: (غضَّ طرفاً عن القمر, وانحنى يحضن التراب, وصلَّى , لسماء بلا مطر, ونهاني عن السفر! ... وأبي قال مرَّة حين صلَّى على حجر: غض طرفاً عن القمر, واحذر البحر , والسفر! يوم كان الإله يجلد عبده, قلت: يا ناس! نكفر, فروى لي أبي , وطأطأ زنده: في حوار مع العذاب, كان أيوبُ يشكر خالق الدود , والسحاب, خلق الجرح لي أنا لا لميت, ولا صنم) ديوان محمود درويش ص144 - 145.
* العبودية لغير الله تعالى:
قال في مقطوعة بعنوان: عاشق من فلسطين: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني, وأعبُدُها وأحميها من الريح) ديوان محمود درويش ص79.
ويقول في ص320 - 324 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها: (عيناكِ, يا معبودتي, هجرة بين ليالي المجد والانكسار … وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ , يا معبودتي, منفى, نفيت أحلامي وأعيادي … معبودتي! ماذا يقول الصدى, ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان .. ).
وفي ص608 في مقطوعة بعنوان: أحمد الزعتر: (أخي أحمد! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد, متى تشهد).
ومن أراد الاطلاع على المزيد من الحاديات درويش فليرجع لهذا الرابط:
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2654&Itemid=34
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 06:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك.
والمصيبة انني قرات ان السلطة الفلسطينية برئاسة عباس ستقيم مراسيم عزاء لهذا الزنديق الهالك
وبعض الجهلة في بعض المواقع يترحم عليه نعوذ بالله من الضلال ومن كل مايسخطه سبحانه ووا اسفاه على ماوصل اليه بعض من ينتسب الى الاسلام من الجهل بدينه والا فاين عقيدة الولاء والبراء؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 08:49]ـ
والمصيبة الأكبر بل والأعظم:
أن يعزي وينعي الأستاذ (خالد مشعل) الهالك (محمود درويش)!!.
منقول:
خالد مشعل (ينعي) الشيوعي الهالك (محمود درويش)!
ـــــــــــــــ
دمشق ـ المركز الفلسطيني للإعلام
10/ 8 / 2008 م
نعى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " الشاعر الفلسطيني " الكبير " محمود درويش، " الذي يعدّ أحد أعلام الأدب الفلسطيني والعربي والدولي " والذي وافته المنية مساء السبت (9/ 8) في الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر مشعل في نعيه، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحركة " حماس "، أن " الأدب الفلسطيني فقد بوفاة درويش أحد ركائزه الأساسية "، مشيراً إلى الدور الذي لعبه الشاعر الفقيد في التعريف بالنضال الفلسطيني خلال مسيرته الأدبية المعاصرة.
وأضاف مشعل أن " الشعب الفلسطيني الذي أنجب درويش قادر على إنجاب غيره ". ووجّه خالص التعازي إلى عائلة الفقيد، وذويه والشعب الفلسطيني.
التعليق: (منقول)
هكذا وسمته جريدة اليوم في عددها 4762 تاريخ 22/ 10 / 1406هـ (وقد كان درويش وما زال واحداً من أعظم الشعراء العرب، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق) ا. هـ.
محمود درويش عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح (يُنظر كتاب دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي ص 360 لحسين مروة، وجريدة الرياض بتاريخ 14/ 1 / 1422 هـ).
وخصَّصت جريدة الجزيرة: مجلَّتها الثقافية في عددها رقم 143 تاريخ 6/ 2 / 1427هـ عن محمود درويش، وَوَصَفَه رئيس تحريرها ص2 بأنه: (شاعرٌ عملاق ... وكان هو لا غيره: الشاعر والفنان الكبير الذي اسمه محمود درويش).
وقال مدير التحرير للشؤون الثقافية ومُعدّ المجلة الثقافية: إبراهيم التركي: (أمَّا لماذا محمود درويش؟ فلأنه محمود درويش! ولا مكان لمن يسأل الصباح عن موقع الشمس ... محمود درويش: شكراً أن أدركنا زمنك).
وقال غازي القصيبي ص3 من المجلة المذكورة: (وعندما يُكتبُ تاريخ الشعر في هذه الحقبة سيبرزُ محمود درويش أعلى من كلِّ المقامات، أطول من كلِّ العمالقة، أبقى من كلِّ الفحول، سيبقى والريح تحته يكتب كلاماً جميلاً على سفوح الزوابع).
وقال عنه عبد الله الغذامي في المجلة المذكورة ص5: (رجلٌ نُجمع على تبجيله .. وصاحب صيت هو الأكبر في ثقافتنا اليوم).
وقال عبد الله الجفري في المجلة المذكورة ص6: (الشاعر الكبير محمود درويش) وقال عن شعره: (ما كُتب هذا الشعر ليُقرأ, وإنما ليُغمس في الدم).
وقال سعد البازعي في المجلة المذكور ص7: (ودرويش كما يعرف قراؤه من أقدر الشعراء على إيقاظ الشعر ولَهاً ممضاً في نفس القارئ)، وقد أوصانا رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك ص2 بقوله: (اقرؤوا شعره جيداً) وهانحن نقرأه فنجد الآتي:
عقيدته في توحيد الربوبية:
ـــ قوله بأنَّ الله خلق الإنسان عبثاً:
قال في مقطوعة بعنوان: عن الصمود: (إنا خُلقنا غلطة, في غفلةٍ من الزمان) ديوان محمود درويش ص42 دار العودة ببيروت، الطبعة الثانية عشر 1987 م.
الله أكبر: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات: 56.
ـــ نسبة الخلق إلى غير الله، وتسميته غيرَ الله خالقاً:
قال: (خريف جديد لامرأة النار: كوني كما خلقتكِ الأساطير والشهوات، كوني ملائكتي أو خطيئة ساقين حولي) ورد أقل ص87 دار توبقال للنشر بالمغرب، الطبعة الثانية 1990م.
ويقول في مقطوعة بعنوان: سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا: (وسرحان يرسم شكلاً ويحذفه: طائرات وربّ قديم) ديوان محمود درويش ص451.
ـــ وصفه لله تعالى بالتعرِّي:
قال في ديوانه ص 398 في مقطوعة بعنوان: مزامير: (نرسم القدس: إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة).
ـــ وصفه لله تعالى بالإله الصغير:
قال في مقطوعة بعنوان: موت آخر وأحبك: (وأكمل هذا العناق البدائي، أصعد هذا الإله الصغير .. يسدُّ طريقي إلى شفتيك، فأصعد هذا الإله الصغير) ديوان محمود درويش ص512
ـــ السخرية والاستهزاء والاستخفاف بالله تعالى:
قال في ديوانه ص 24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة: (نامي فعينُ الله نائمة عنا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول في ص389: (طوبى لمن يعرف حدود سعادتي، طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي، طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي).
ويقول في مقطوعة بعنوان: تلك صورتها ص554: (يومُكِ خارج الأيام والموتى، وخارج ذكريات الله والفرح البديل).
الله أكبر: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ، وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ) التوبة: 65.
ـــ نسبته الزوجة والولد إلى الله تعالى:
قال في ديوانه ص265 تحت عنوان: آه عبد الله: (إنَّ هذا اللحن لغمٌ في الأساطير التي نعبدها، قال عبد الله: جسمي كلمات، ودويّ، هكذا الدنيا، وأنت الآن يا جلاد أقوى وُلد الله، وكان شرطي).
وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان: (إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها: (إلهي إلهي، لماذا تخلَّيت عني، لماذا تزوجتَ مريم؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي، عدوِّي من المقصلة، أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني، لماذا تزوجتني ياإلهي، لماذا ... لماذا تزوجت مريم).
الله أكبر: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا، لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا، أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا، وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا، إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) مريم: 88 ـ 95.
ــ عقيدته في توحيد الألوهية:
ـــ دعوته لقتل الله تعالى:
قال: (أقل احتفالاً على شاشة السينما، فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله ... ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا، ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق، نعرف أن الزمان تغير، منذ تغير نوع السلاح، فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم) أحد عشر كوكباً ص 42 ـ 43.
ـــ جحد حق العبودية لله تعالى والسخرية بالعبادة ومظاهرها:
حيث تحدَّث في مقطوعة بعنوان: (أبي) عن أبيه رمز القديم ورمز الجيل المؤمن بالله، ويتهكم به وبصلاته وعبادته فيقول: (غضَّ طرفاً عن القمر، وانحنى يحضن التراب، وصلَّى، لسماء بلا مطر، ونهاني عن السفر! ... وأبي قال مرَّة حين صلَّى على حجر: غض طرفاً عن القمر، واحذر البحر، والسفر! يوم كان الإله يجلد عبده، قلت: يا ناس! نكفر، فروى لي أبي، وطأطأ زنده: في حوار مع العذاب، كان أيوبُ يشكر خالق الدود، والسحاب، خلق الجرح لي أنا لا لميت، ولا صنم) ديوان محمود درويش ص 144 ـ 145.
ـــ العبودية لغير الله تعالى:
قال في مقطوعة بعنوان: عاشق من فلسطين: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني , وأعبُدُها وأحميها من الريح) ديوان محمود درويش ص 79.
ويقول في ص 320 - 324 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها: (عيناكِ , يا معبودتي , هجرة بين ليالي المجد والانكسار … وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ , يا معبودتي , منفى , نفيت أحلامي وأعيادي … معبودتي! ماذا يقول الصدى , ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان .. ).
وفي ص 608 في مقطوعة بعنوان: أحمد الزعتر: (أخي أحمد! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد , متى تشهد).
ـــ دعوته لعبودية الأرض وتأليهها ومِن أجلها يكون الصوم والصلاة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في مقطوعة بعنوان: (أهديها غزالاً) على لسان مَن سمَّاها الحلوة: (تعال غداً لنزرعه , مكان الشوك في الأرض! أبي من أجلها صلَّى وصام , وجاب أرض الهند والإغريق إلهاً راكعاً لغبار رجليها وجاع لأجلها في البيد , أجيالاً يشد النوق وأقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق! تنام , فتحلم اليقظة في عيني مع السهر , فدائي الربيع أنا , وعبد نعاس عينيها وصوفي الحصى , والرمل , والحجر , سأعبدهم , لتلعب كالملاك , وظل رجليها على الدنيا, صلاة الأرض للمطر .. ) ديوان محمود درويش ص 100 ـ 101.
ـــ دعوته لعبودية معشوقته ريتا اليهودية:
فيقول: (بين ريتا وعيوني بندقية , والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية) ديوان محمود درويش ص192.
ـــ تأليهه لغير الله تعالى , ووصف غير الله بالألوهية:
قال في مقطوعة بعنوان (لوركا) مادحاً الشيوعي الأسباني لوركا: (هكذا الشاعر , موسيقى , وترتيل صلاة , ونسيم إن همس , يأخذ الحسناء في لين إله) ديوان محمود درويش ص68 ـ 69
وقال في ص 222 في مقطوعة بعنوان: السجين والقمر: (والموت والميلاد في وطني المؤلَّه توأمان).
ويقول في ص 279 ـ 280 في مقطوعة بعنوان معشوقته اليهودية: ريتا أحبِّيني: (وإن الآلهة في البرلمان … وأراك تبتعدين عني , آه , تقتربين مني نحو آلهة جديدة).
وقال في ص 300 في مقطوعة بعنوان: المطر الأول: (كانت الحلوة تعويضاً عن القبر الذي ضمَّ إلهاً).
ويقول في ص 343 في مقطوعة بعنوان: يوميات جرح فلسطيني: (ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله).
ويقول: (ونحن نودع نيراننا لا نرد التحية لا تكتبوا علينا وصايا الإله الجديد , إله الحديد) أحد عشر كوكباً ص46 دار الجديد ببيروت , الطبعة الأولى 1992 م.
ويقول فيه ص67: (نحب الطبيعة عاشقة في تقاليد آلهة ولدت بيننا).
ويقول فيه ص71: (نخفف طقس العبادة , نترك آلهة للشعوب على الشياطئين).
ويقول فيه ص73: (ونحن الذين نسجناعباءة أيامنا , لم يكن للآلهة دور سوى أنها سامرتنا وصبَّت لنا خمرها).
ـــ معاداته للسماء ومَن فيها:
قال: (ونحن الذين ندق نحاس السماء , ندق السماء لتحفر من بعدنا طرقات) ورد أقل ص57.
ـــ عقيدته في توحيد الأسماء والصفات:
ـــ وصفه لله تعالى وتسميته سبحانه بأسماء وأوصاف النقص تهكماً به جلَّ وعلا:
فمن تهكُّمه إضافة الشرفة لله تعالى حيث قال في مقطوعة بعنوان: كان موتي بطيئاً: (كأن القدر يتكسَّر في صوتها: هل رأيت المدينة تذهب , أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله قافلة من سبايا؟) ديوان محمود درويش ص498.
ويتهكَّم بالله تعالى حين يصفه أنه لا يأتي إلى الفقراء ويأتي بلا سبب , وذلك في قوله في مقطوعة له بعنوان: تلك صورتها: (والله لا يأتي إلى الفقراء إذ يأتي , بلا سبب , وتأتي الأبجدية معولاً أو تسليه عادوا إلى يافا , وما عدنا لأنَّ الله يأتي بلا سبب) ديوان محمود درويش ص 563.
ويقول: (سترفع قشتالة تاجها فوق مئذنة الله , أسمع خشخشة للمفاتيح) أحد عشر كوكباً ص16,
ويخاطب اليهود قائلاً: (فلا تدفنوا الله في كتب وعدتكم بأرض على أرضنا) أحد عشر كوكباً ص40.
وعلى طريقة الحداثيين في تأليه الإنسان وأنسنة الله حسب قولهم يقول: (صحراء للصوت , صحراء للصمت , صحراء للعبث الأبدي , للوح الشرائع صحراء , للكتب المدرسية , للأنبياء وللعلماء , لشكسبير صحراء , للباحثين عن الله في الكائن الآدمي) أحد عشر كوكباً ص98.
ـــ وصفه غير الله بأسماء الله وصفاته:
حيث سبَّح محمود درويش للتي أسرت بأوردته في مقطوعة بعنوان: الخروج من ساحل المتوسط: (وغزة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلَّب كنت أهرب من أزقتها , وأكتب باسمها موتي على جميزة , فتصير سيدة وتحمل بي فتىً حراً , فسبحانَ التي أسرت بأوردتي إلى يدها) ديوان محمود درويش ص475.
ـــ السخرية بأسماء الله تعالى وصفاته:
حيث جعل من علامات القحط والجدب كثرة أسماء الله , ومن ذلك قوله في ديوانه ص422 في مقطوعة بعنوان: قتلوك في الوادي: (في الزمن البخيل يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن سخريته بصفات الله تعالى: قوله في ديوانه ص469 في مقطوعة بعنوان: النزول من الكرمل: (وها أنا أُعلن أنَّ الزمان تغيَّر: كانت صنوبرة تجعل الله أقرب , وكانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب , وكانت صنوبرة تُنجب الأنبياء).
ـــ بغضه للإسلام وأهله:
لقد تواضعَ أهلُ النفاق على بغض الإسلام وأهله ويرمزون لذلك بالرمل والمرايا والنخل , وهي رموز تواضعوا على استخدامها في معرض هجاء الإسلام والقرون المفضلة: يقول درويش في ديوانه ص 610 في مقطوعة بعنوان: قصيدة الرمل: (والرمل جسم الشجر الآتي , غيوم تشبه البلدان , لون واحد للبحر والنوم , وللعشاق وجه واحد , وسنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري , سنرمي ألف نهر في مجاري الماء , والماضي هو الماضي , سيأتي في انتخابات المرايا , سيد الأيام , والنخلة أم اللغة الفصحى , أرى , فيما أرى , مملكة الرمل على الرمل , ولن يبتسم القتلى لأعياد الطبول , ووداعاً للمسافات .. البدايات أنا والنهايات أنا .. ).
ـــ استعماله للرموز والمعاني النصرانية:
قال في ديوانه ص 40 في مقطوعة بعنوان: عن الصمود: (وإلام نحملُ عارنا وصليبنا).
ويقول في ص64 في مقطوعة: رباعيات: (وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي).
ويقول ص104 مستلهماً خرافة صلب عيسى عليه السلام مستمداً منها القوة في مقطوعة بعنوان: شهيد الأغنية: (ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول: ابكي! فعسى صليبي صهوة , والشوك فوق جبيني المنقوش بالدم والندى إكليل غار).
ويقول ص 172 ـ 174 في مقطوعة بعنوان: أغنية حب على الطيب: (أحبكِ كُوني صليبي , وكوني , كما شئتِ , برج حمام ... أحبك كوني صليبي وما شئت كوني).
ويجعلُ للصليب أوصافاً فاعلة هائلة , ويُعلِّق عليه كثيراً من الآمال فيقول في ديوانه ص 228 - 229 في مقطوعة بعنوان: إلى ضائعة: (سأحملُ كلَّ ما في الأرض من حزن , صليباً يكبر الشهداء , عليه وتصغر الدنيا , ويسقي دمع عينيك , رمال قصائد الأطفال والشعراء).
ـــ توجُّهُه بالعبادة للصليب:
قال في ديوانه ص 240 في مقطوعة بعنوان: رد فعل: (فإذا احترقتُ على صليب عبادتي أصبحتُ قدِّيساً, بزي مقاتل).
ـــ شكره للصليب:
قال في مقطوعة بعنوان: قاع المدينة: (شكراً صليب مدينتي شكراً , لقد علَّمتنا لون القرنفل والبطولة , يا جسرنا الممتد من فرح الطفولة , يا صليب إلى الكهولة , الآن , نكتشف المدينة فيك , آه , يا مدينتنا الجميلة) ديوان محمود درويش ص257.
ويقول في ص 270 في وصف فكره ومن أين خرج في مقطوعة بعنوان: كتابة بالفحم المحترق: (ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق , وشكل جديد لوجه الحبيب).
ـــ قوله بأنَّ الصليب مصدر النور:
قال في ديوانه ص 322 ـ 323 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها: (كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور؟ لم نتكلم , نحن لم نعترف إلاَّ بألفاظ المسامير).
ـــ قوله بصلب عيسى عليه السلام:
قال في ديوانه ص349 في مقطوعة بعنوان: يوميات جرح فلسطيني: (ولو أنَّ السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب , ظل طفلاً ضائع الجرح , جبان).
ـــ ترديده لعبارات النصارى الكفرية:
قال في مقطوعة بعنوان: عائد إلى يافا: (لا تقولوا: أبانا الذي في السموات , قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا وعاد , هو الآن يعدم) ديوان محمود درويش ص 403.
ـــ سخريته من الملائكة عليهم السلام:
حيث جعل الملَك أنثى مثل عشيقته , ويصفه بأنه يُمارس الجنس , وذلك في قوله في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (ذهبتُ إلى الباب , مفتاحها في حقيبتها , وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب) ديوان محمود درويش ص641.
ـــ سخريته بالقرآن الكريم:
قال في ديوانه ص 480 في مقطوعة بعنوان: الخروج من ساحل المتوسط: (أنا الحجر الذي مسته زلزلة , رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم , واستأجرتني آية الكرسي دهراً , ثم صرتُ بطاقة للتهنئات تغير الشهداء والدنيا).
ويقول في ص 448 في مقطوعة بعنوان: سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا: (وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة , دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عمَّ وقبعة الشرطي , وخادمه الآسيوي , وكان يقيس الزمان بأغلاله).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـــ سخريته بأنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام:
حيث جعلَ نبيَّ الله نوح عليه السلام رمزاً للهروب والجبن , وطلَبَ منه ألاَّ يرحل فقال في مقطوعة بعنوان: مطر: (يا نوح! هبني غصن زيتون ووالدتي حمامة , إنا صنعنا جنة كانت نهايتها صناديق القمامة , يا نوح! لا ترحل بنا إنَّ الممات هنا سلامة , إنا جذور لا تعيش بغير أرض , ولتكن أرضي, قيامة) ديوان محمود درويش ص 116 ـ 117.
ويقول في ص 121 في مقطوعة بعنوان: خواطر في شارع: (يا نبيَّاً ما ابتسم من أي قبر جئتني , ولبست قمبازاً بلون دم عتيق).
ويقول في ص 591 في مقطوعة بعنوان: كان ما سوف يكون: (من أي نبيٍّ كافرٍ قد جاءك البعد النهائي).
ويقول في ص 634 في مقطوعة بعنوان: نشيد إلى الأخضر: (ولتحاول أيها الأخضر أن تأتي من اليأس إلى اليأس وحيداً يائساً كالأنبياء).
الله أكبر قال تعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) الأنبياء: 41.
ـــ قوله بأنَّ الشاعر يُوجد الأنبياء:
قال في مقطوعة بعنوان: عن الشعر: (نحن في دنيا جديدة , مات ما فات , فمن يكتب قصيده في زمان الريح والذرة يخلق أنبياء) ديوان محمود درويش ص 55.
ـــ ادِّعاؤه بأنه هو نبيُ الله يوسف عليه السلام:
قال: (قلتُ إني: رأيتُ أحد عشر كوكباً , والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ديوان ورد أقل ص 77.
ـــ سخريته بالإيمان بالقضاء والقدر:
قال في مقطوعة بعنوان: قال المغني: (قال للريح في ضجر: دمِّريني ما دمتِ أنتِ حياتي مثلما يدَّعي القدر) ديوان محمود درويش ص 86.
ويقول في ص 275 في مقطوعة بعنوان: ريتا أحبِّيني: (الحبُّ ممنوع , هنا الشرطي والقدر العتيق تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك للعيون السود).
ـــ استخفافه بأجلِّ أنواع ذكر الله وهو تسبيحه جلَّ وعلا:
قال في مقطوعة بعنوان: لا مفر: (وطني! عيونك أم غيوم ذوَّبت أوتار قلبي في جراح إله! هل تأخذن يدي؟ فسبحانَ الذي يحمي غريباً من مذلَّة آه) ديوان محمود درويش ص237.
ـــ سخريته بدعاء الله تعالى: قال في مقطوعة بعنوان:
رسالة من المنفى: (سمعتُ في المذياع قال الجميع: كلنا بخير , لا أحد حزين , فكيف حال والدي؟ ألم يزل كعهده , يُحبُّ ذكر الله , والأبناء , والتراب , والزيتون؟ ... وكيف حال جدتي ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟ تدعو لنا بالخير , والشباب , والثواب!) ديوان محمود درويش ص 36 ـ 37.
ـــ سخريته بالسجود لله تعالى:
قال في ديوانه ص 103 في مقطوعة بعنوان: شهد الأغنية!! يقول فيها: (يا أنت! قال نباحُ وحشٍ: أُعطيك دربك لو سجدت أمام عرشي سجدتين! ولثمت كفي , في حياء , مرتين أو , تعتلي خشب الصليب شهيد أغنية , وشمس .. يا من أحبك مثل إيماني)
ـــ سخريته بالشهيد في سبيل الله, وجعله مَن مات من العُشَّاق شهيد:
قال واصفاً حُبَّه لمعشوقته ريتا في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (وتسأل للمرة الألف عن حُبِّنا , وأُجيب: بأني شهيدُ اليدين اللتين تعدان لي قهوتي في الصباح) ديوان محمود درويش ص 643.
ـــ تدنيسه للركن الثاني من أركان الإسلام:
قال في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين , صلَّيتُ من أجل ساقين معجزتين) ديوان محمود درويش ص 640.
هذا غيض من فيض من كفريات الشيوعي محمود درويش .. .. فاللهم سلم سلم.
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:52]ـ
ليتك أخي تكمل الصنيع وتجد لنا ديوانه الذي تقتبس منه على النت حتى نتأكد قبل هذه الأحكام الكبيرة، ومشكور.
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 01:29]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله الرجل مات دعك من هذا الأخ الكريم إهتم بما يفيدك وينفعك
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 02:27]ـ
إذا كان هذا حاله فعلام التباكي عليه؟
والى متى الأمة ستبقى تمشي وراء حصان طروادة
وأخيرا أقول:
إنا لله وإنا اليه راجعون
اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
لا أعزي بها هذا الميت ولكن أعزي من يعزون هذا الميت
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:36]ـ
في الواقع ان مواقف درويش من الاحتلال لم تكن تتوافق ـ في الاصل ـ مع روح النضال الوطني فضلا عن روح الجهاد الاسلامي.
فالرجل كان عضوا غي الحزب الاسرائيلي الشيوعي.
كما أنه كان كثيرا ما يحمل معه العلم الاسرائيلي في المؤتمرات التي كان يحضرها باسم التعايش الفلسطبني الاسرائيلي.
كما أثار كتاب غادا فؤاد السمان ـ و هي غير الكاتبة غادة السمان المعروفة ـ «إسرائيليات بأقلام عربية» زوبعة أدبية وإعلامية وفكرية، كونه أنزل بعض رموز الشعر الفلسطيني المقاوم في الداخل، من محمود درويش الى فدوى طوقان وغيرهما، الى مستوى «التخوين» في مسايرة الإسرائيلي، ومهادنته، مستبعدة بشراسة ان يكون هذا الأمر «مجرد خطأ» فتتساءل الكاتبة: هل ينبغي على المثقف الذهاب الى اوروبا او أميركا للبحث عن اليهود المثاليين؟ وهل يجب عليه ايضا دخول اسرائيل للتعرف الى الإسرائيليين الممتازين والإنسانيين؟ وهل يجب ان يتمتع كل مثقف بصداقة يهودي ويأخذ على عاتقه بالتالي الترويج لسمعته وخصاله الحميدة؟ هل هذا هو دور المثقف الان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 06:24]ـ
المؤسف أن منتديات (الإسلام اليوم) تتباكى عليه من مشرفين وأعضاء!! ويصرون على الترحم عليه عجبي!!
ـ[الوليد مسلم]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 07:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وبعد: فإن الغالب على الناس الإجمال لا التفصيل فغالب الذين يسمعون عن درويش لا يعرفون أكثر من كون اسمه محمود إذا فهو مسلم وشعره يقدم على أنه يقاوم الاحتلال اليهودي فهو مناضل، لكن إذا عرفوا أنه شيوعي فلن يحتاج سامع هذا إلى أن تقنعه بسوء درويش، وإذا سمع أو قرأ شيئا مما عرض هنا من شعره فلن يحتاج إلى شرح أو تخبيب.
الميت أفضي إلى ما قدم وبقي وسيبقى ما ينفع الناسبحمد رب الناس.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:12]ـ
وأقد أورد شيء من (زُمْبركياته) و (شطحاته) الشعرية الكفرية
الشيخ الفاضل / ممدوح بن عليان السهيلي الحربي _حفظه الله _
في كتابه الماتع الرائع " السيف البتَّار في نحر نزار ومن خلفه من المرتدين الفجار"
بتقديم جماعة من أهل العلم، ونصح وأشرف على نشره سماحه الإمام عبد العزيز ابن باز _رحمه الله _
فراجعوه، غير مأمورين!!.
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 12:52]ـ
المؤسف أن منتديات (الإسلام اليوم) تتباكى عليه من مشرفين وأعضاء!! ويصرون على الترحم عليه عجبي!!
اعوذ بالله
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 01:40]ـ
في الواقع ان مواقف درويش من الاحتلال لم تكن تتوافق ـ في الاصل ـ مع روح النضال الوطني فضلا عن روح الجهاد الاسلامي.
................
كما أثار كتاب غادا فؤاد السمان ـ و هي غير الكاتبة غادة السمان المعروفة ـ «إسرائيليات بأقلام عربية» زوبعة أدبية وإعلامية وفكرية، كونه أنزل بعض رموز الشعر الفلسطيني المقاوم في الداخل، من محمود درويش الى فدوى طوقان وغيرهما، الى مستوى «التخوين» في مسايرة الإسرائيلي،
غادا فؤاد السمان في / إسرائيليات بأقلام عربية / تفتح حوارا مشروعا وبعد قراءتي للكتاب / إسرائيليات / أستطيع القول بمسؤولية أن غادا لم يكن في نيتها أي نوع من أنواع الإثارة، وهي تسعى إلى طرح أسئلة واستفسارات حول بديهيات ومسلّمات وأسماء ورموز مكرسة، استسلمنا وركنّا إليها ردحا من الزمن دون أن نتجرّأ على مساءلتها أو حتى على مساءلة أنفسنا حولها ..
لاشك أن غادا فؤاد السمان أرادت أن تفتح حوارا مبررا مع أشخاص أحببناهم، وأكبرناهم طويلا، وكتابها يطرح رأيا ووجهة نظر، والفسحة لذلك لامحدودة، فليس في الثقافة تهمة أو إدانة، بل هناك رأي نتفق معه وقد نختلف، في السياسة ثمّة من يتهمون بعضهم البعض، ولكن ليس في نية أي مثقّف أ، يتهم لمجرّد أن يعلن عن مواقفه وآرائه. غادا استطاعت أن تميط اللثام عن قضايا كبيره لم نعتد أن نناقشها، وأي مثقّف لا يفحص بديهياته باستمرار، سوف تتجمّد ثقافته دون ريب ..
الروائي علاء نعمه
"إذاعة بيروت ولبنان الموحّد"، 23/ 8/2002
------------------------
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 01:45]ـ
جريدة الرياض الخميس 16 ربيع الثاني 1423العدد 12424 السنة 38
الغواية في أحشاء الثقافة العربية
محمد علي شمس الدين
لن يكون للثقافة، والشعر منها بامتياز، أن تكون هامشية، أو مجانية، حيال موضوع ملتهب هو موضوع فلسطين والصراع الدائر فيها وحولها من أكثر من نصف قرن من الزمان حتى اليوم ولأمد قادم غير منظور التفاصيل وغير مؤكد النهايات.
وبمقدار ما يحتمل الموضوع من اختلاف هو أساس الحيوية الثقافية، فإنه ينطوي على سطوح وأعماق. فالصراع الفلسطيني (العربي) /الإسرائيلي (الأمريكي ... إلى آخر القائمة) شديد التعقيد، والمنخرطون فيه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، فرقاء متداخلون بمصالح متداخلة وأفكار متباينة وانحيازات واضحة في الكثير من الأحيان، ومربكة في أحيان أخرى .. لقد تأسست إسرائيل بوعد من بلفور، وكانت أمها في القرن المنصرم، إنكترا وأخواتها الأوروبيات، فصارت أمها اليوم الولايات المتحدة الأميركية، والأمم المتحدة بين شاهد إثبات وشاهد زور. لكن ماذا عن شقيقاتها العربيات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال هنا شائك بل فاضح. فالوثائق الدبلوماسية التي يتم الكشف عنها يوماً بعد يوم، سواء في وزارات الخارجية أو الحربية في أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية .. أو حتى تلك التي سربها للإعلام صحافي كمحمد حسنين هيكل نقلاً عن الصحافة الأميركية، تشير إلى أن عدداً من السياسيين والحكام العرب، فضلاً عن اليهود العرب، في المغرب أو اليمن أو العراق على سبيل المثال لا الحصر، هم من مؤسسي "إسرائيل" الأولى، بالسياسة أو بالمادة الشعبية أو بالتواطؤات الإقليمية والعالمية ..
حسناً .. كل ذلك قد يكون مبرراً لكي تكتب كاتبة، تحمل، عن طريق المصادفة، اسم الكاتبة والروائية المعروفة غادة السمان، إنما على صورة "غادا السمان"، سورية أيضاً، وتقيم في بيروت، وتكتب الشعر والبحث .. تكتب كتاباً بعنوان .. "إسرائيليات بأقلام عربية" (الدس الصهيوني) وتصدره عن دار الهادي العام 2001/ليتدحرج على سطح الإعلام العربي ككرة ثلج وفضيحة ثقافية وسياسية معاً .. فقد استعملت الكاتبة فيه لغة جارحة، فاضحة، اتهامية، استفزازية، تناولت من خلالها رموزاً شعرية وثقافية فلسطينية وعربية من أبرزهم فدوى طوقان في سيرتها الصادرة بجزءين عن دار الشروق بعنوان "رحلة جبلية .. رحلة صعبة" الجزء الأول عمان 88والرحلة الأصعب الجزء الثاني عمان 93، ومحمود درويش في قصيدته "عندما يبتعد" من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيداً" .. أضيف لها أحلام مستغانمي في روايتها "ذاكرة الجسد"، تناولتهم المؤلفة وسواهم بعملية نقد مبضعية (لوصح التعبير) .. بل بعملية نقد، جرح، وتعرية .. أثارت ردود فعل كثيرة في حينه، وربما وصل بعضها إلى المحاكم الجزائية، بسبب خروجها عن إطار النقد الهادئ، في اتجاه الاتهام بالعمالة للعدو، أو بالسقوط في الشرك الإسرائيلي .. ما جعل للكتاب المذكور حافزاً خاصاً لقراءته .. من حيث إنه أحيط بجميع عناصر الإثارة، وصولاً لحد الفضيحة. إن في المسألة اسمين من الأسماء الواصلة لحد التقديس الفلسطيني والعربي، هما فدوى طوقان ومحمود درويش، يتعرضان للجلد الوطني القاسي وصولاً لحد التخوين، على يد كاتبة من عامة الناس. هذا أولاً .. وهذا يتم بمثل هذه النبرة، لأول مرة، في تاريخ النقد العربي المعاصر، كما أن اسم أحلام مستغانمي، كاف وحده، نظراً لما أثير حول روايتها من جدال خرج عن حدود الموضوع للذات والتشهير، ووصل بدوره إلى محاكم الجزاء، وصدرت أحكام بشأنه .. هذا الاسم أيضاً، كاف لإحداث زوبعة السمان المركبة. ناهيك عن تطابق الاسمين: غادة السمان وغادا السمان. فما الذي جرى؟
وكيف يمكن تخليص الليل من النهار في مثل هذه الزوبعة؟
إن ميلنا العربي للتكريس والتقديس يجعل من مثل هذا الكتاب ظاهرة. وربما كان الغرب أكثر ألفة في التعامل مع مثله، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية، لأسباب قد تعود بجزء ضئيل منها للديمقراطية، إنما جزؤها الوافر يعود للإثارة والرغبة العامة في الشعرية وكسر المألوف. ثقافتنا العربية الراهنة لا تقبل هذا الموضوع ببساطة فدائرة المحرمات فيها واسعة وضاغطة.
تقول السمان، في فدوى طوقان (متناولة بكلامها سيرتها الذاتية المشار إليها آنفاً): "نصها أشبه بمحاولات بهلوانية تائهة ومضطربة ومتلاعبة بأكثر من رغبة وهاجس ومطمع .. تنحو هذا المنحى من البوح الذي لا يغترف من الجرأة بقدر ما يستجر من الغرور، فقد أصبحت السيرة الذاتية بكل ما فيها من تأريخ وتوثيق ومخيلة تعتمد فكرة واحدة تتموضع بشراسة بلغت في بعض الصفحات حد الحماقة. إذا استثنينا من أعطافها وقاحة تذكر وتستشيط ..
وهي، قبل أن تسترسل في مثل هذا النقد، تعرج على سميح القاسم كاتب مقدمة السيرة، فتصفه بأنه "تهاوى وانجرف في تيار التبعية والتواطؤ" .. فضلاً عن "الرتابة والانصياعية"، يضاف لذلك .. النرجسية والذاتية والمطامح الغائية" وصولاً إلى اتهامه .. بإدمان التلفيق الإعلامي".
مثل هذا القاموس النقدي للكاتبة يتكرر، ويتطاول على امتداد الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتصف صياغة طوقان لمذكراتها بأنها تحتمل الفهم الملتبس للنص، وأنها تكتب بلغة مسذجة ومتشاوفة ومتسامقة، وأن لقاءها بموشي دايان بعد حرب العام 1967، كان تملقاً مزدوجاً بين الطرفين، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا .. هل التجميل الفني بوسعه أن يخفي قبح مقاصد البوح؟ .. و"هل لعقل سليم ألا تستثيره مثل هذه الانفعالات (المتشاوقة) (ربما من الشوق المزدوج بين دايان وطوقان) باستشباقات ذاتية نرجسية هائلة لمصادرة ذهن المتلقي مثل غيره، ومن ثم هندسته وبنائيته وفق مفاهيم استرضائية لمراحل مقبلة تتلاءم ومصلحة الشعب التوراتي لا سواه؟ " (ص36) ... وهكذا:
إن العبارات المذكورة آنفاً جزء معبر عن كل، في اتهام الكاتبة للشاعرة الفلسطينية المقيمة في الأرض المحتلة (نابلس) فدوى طوقان، بالضبابية والعاطفية والغيبوبة الوطنية الواصلة لحد التواطؤ مع العدو، فكيف لشاعرة مهما كان وزنها الشعري، أن تتباهى بلقاء موشي دايان بعد هزيمة العرب المدوية في الخامس من حزيران 67، وتتباهى بمديحه لها، وكيف لها أن تقبل سفارته لدى جمال عبدالناصر عارضاً من خلالها الاجتماع به، وسفارة ثانية لها لدى ياسر عرفات، عارضاً أيضاً الاجتماع به ..
وقد قامت فدوى طوقان بالفعل بهاتين المهمتين، تقول طوقان في مذكراتها: "قال دايان: كيف ننسحب وهناك لاءات عبدالناصر، الفلسطينيون وحدهم هم القادرون على أن يؤثروا على عبدالناصر.
هنا التفت إلى رئيس البلدية وإلى ابن عمي قدري متسائلة: ومن يفعل ذلك؟
قال دايان: أفعلي أنت هذا".
وكلفها دايان باللقاء بياسر عرفات في بيروت ففعلت أيضاً.
وقامت خلال لقائها بناصر في القاهرة بعرض لقائه مع دايان، فرفض. وقامت أيضاً في بيروت بعرض هذا اللقاء على عرفات فرفض بدوره.
هذا اللقاء بين طوقان ودايان، يؤكده ببعض تفاصيله، موشي دايان بالذات من خلال مذكراته التي نشرت ونقلت للعربية، بعنوان "يوميات قادة العدو -3 - الفاشية - موشي دايان، دار المسيرة، بيروت (ص 144و145)، كما يؤكد تكليفه لها بمسعى لدى ناصر وعرفات. هو يذكر أيضاً أنه عاد فالتقاها ثانية بعد شهرين، في فندق الملك داوود في القدس. وسمع منها نقد عبدالناصر القاسي لها "فقد أخذ عليها التقاءها مع دايان" .. فكأن فدوى طوقان بذلك كانت من التجارب الخطيرة الممهدة لكامب ديفيد، أو لأوسلو. والسؤال كيف؟ ولماذا؟ ..
"هل هذه المذكرات بمثابة ورقة تفاوضية مبكرة، في ظل الهزائم العربية والفلسطينية؟ ... ولماذا يتم تجميل صورة اليهودي والإسرائيلي ممثلين بموشي دايان (الرهيب) في مذكرات فدوى طوقان، إلى حدود الإثارة؟
ففي زمن المذابح الكبرى المتتالية للفلسطينيين والعرب، على يد قادة إسرائيل، أمن الجائز مديح اليهودي بمثل ما فعلته طوقان، ونفض الغبار عن سترة المحارب القاتل دايان، بيد الشعر الناعمة؟ بيد الإنسان .. وأي إنسان؟
تأخذ السمان على طوقان أنها تتحدث يجيشان عاطفي ونرجسية شعرية وأوهام إنسانية عن اليهودي الملتبس بالصهيوني، وتهمل فلسطين والفلسطيني والعربي .. تهمل ذاتها، بل تنسى ذاتها.
تلتفت إلى عشق دايان لجمع الآثار (كصاحب هواية فنية أو ثقافية) وتنسى أنه سارق كبير لأرض بكاملها هي فلسطين .. يجتمع بشاعرة ويقتل الأطفال. يطلب منها الوساطة لدى رموز عظيمة من التاريخ العربي المعاصر كجمال عبدالناصر في وقت هزيمته وانكساره. لذا تسأل السمان "كيف باستطاعة فدوى طوقان أن تسفح ماء وجهها حتى هذا الرمق؟ (ص72).
وهذا النقد القاسي يصل بمبضعه في الفصل الثاني من الكتاب إلى محمود درويش .. من خلال قراءة نصية لقصيدته .. عندما يبتعد" من مجموعة "لماذا تركت الحصان وحيداً". وهي اتجاه درويش، أكثر هدوءاً وشفافية، منها تجاه طوقان فتحلل القصيدة مقطعاً ومقطعاً، وتورد مقارنات جيدة بينها وبين نصوص لشعراء إسرائيليين، تصل أحياناً لحد التطابق، مثل قصيدة للشاعر يهودا عميجابي عن سارة "سارة تخط الرسائل دون رحمة في بريد البحر/ عن عينيها الجميلتين .. " ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فسارة رمز التيه اليهودي والسف الدائم. ولدى درويش رمز مشابه للتشرد الفلسطيني. كما ثمة مقاربات بين درويش وبنحاس سديه وبينه وبين أوري بير نشتاني. وهي في غمرة اشارتها إلى توافقات إنسانية بين هؤلاء الشعراء (الأخوة بعيداً عن عداوة السياسة)، تنقلب فجأة لتسأل درويش، عن معنى "هناك" في مقطعه من القصيدة، حيث يخاطب العدو الضيف قائلاً:
"تلمع أزرار سترته عندما يبتعد/ عم مساء" وسلم على بئرنا/ وعلى جهة التين/ وامش الهوينى على ظلنا في حقول الشعير/ وسلم على سرونا في الأعالي/ ولا تنس بوابة البيت مفتوحة/ في الليالي/ ولا تنس خوف الحصان من الطائرات/ وسلم علينا هناك إذا اتسع الوقت ... ".
تجاه هذا الهدوء الشعري العجيب لمقطع درويش، تسأل السمان:
"هل كانت هناك أوسلو أم كامب ديفيد أم مدريد أم القدس المهودة؟ " (ص178). من الواضح، في النتيجة، أن السؤال سياسي وليس شعرياً، سواء كان حول طوقان في سيرتها الذاتية أو حول درويش في شعره. بل الكتاب بكامله سياسي إن لم يكن أيديولوجياً. بكاملها تقع في هذا الباب. تستطيع، على سبيل الافتراض، أن نستولد من هذا الكتاب كتاباً آخر بمعادلة موضوعية مؤسسة على الأسئلة التالية:
- هل الصراع في فلسطين وعليها، بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن ينتهي بمصالحات إنسانية تميز بين اليهودي والصهيوني، وبين المدني العسكري .. هل في الإمكان هذا الفرز الصعب بل المستحيل في ظل مجتمع مسلح بكامله، هو المجتمع الإسرائيلي، يواجه شعباً مكشوفاً وأعزل بكامله هو الشعب الفلسطيني؟
- أين منطق التاريخ في مراحل الصراع؟ سيما أن العنف الصهيوني يزداد ويستشرس عاماً بعد عام، وملكاً لإسرائيل بعد ملك؟ وقد توج بشارون. فأين السلم وأين يطير حمام الشعراء؟.
- أين الشعر في حومة الحروب ومشاريع السلام؟ أية رؤيا له وأية توترات؟. أحقاً هو محرج لهذا الحد؟ ملتبس لهذا الحد؟ غائم ورخو في كثير من الأحيان؟.
يقول محمود درويش "لو لا المسدس لاختلط الناي بالناي".
ولكن المسدس كائن في الناي نفسه. فما العمل؟ لدى درويش ارتباك وجودي في شعره على الرغم من أنه فلسطيني اللحظة المعاصرة بكل احباطاتها وهدرها الدامي. يقول في ديوان جدارية "حبة القمح الصغيرة سوف تكفيني أنا وأخي العدو/ لعل شيئاً فيّ ينبذني/ لعلي واحد غيري/ من أنت يا أنا في الطريق اثنان .. خذني إلى ضوء الثلاثي كي أرى صيرورتي في صورتي الأخرى ... ".
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك.
والمصيبة انني قرات ان السلطة الفلسطينية برئاسة عباس ستقيم مراسيم عزاء لهذا الزنديق الهالك
وبعض الجهلة في بعض المواقع يترحم عليه نعوذ بالله من الضلال ومن كل مايسخطه سبحانه ووا اسفاه على ماوصل اليه بعض من ينتسب الى الاسلام من الجهل بدينه والا فاين عقيدة الولاء والبراء؟؟؟؟
والبعض يقول لم تطلعوا على سره ربما تاب وأناب!!
وكأننا مكلفين بالاطلاع على السرائر!!
شكر الله مرورك واضافتك أخي الكريم ..
ـ[الدرة]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 07:31]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 11:44]ـ
الأخ محمود الغزي
شاكرة اثراءك
اسماعيل سعد
دواوين وليس ديوان واحد ملآ بما تقشعر منه جلود الذين آمنوا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 03:43]ـ
غادا السمان لوكالة معا: لا يخجلني ان اعتذر لدرويش ولكن من يعتذر عما فعل؟ وهل تحوّل الفلسطيني إلى عدو نفسه، عدو أخيه؟
التاريخ: 17/ 08 / 2007 الساعة: 13:40
بيروت - خاص وكالة معا - في حوار جميل مع الشاعرة السورية غادا السمان كانت وكالة معا فخورة بمحاورتها ولكنها وبكل فن وروعة ردت تقول (الفخر لي كما ان انجاز هذا اللقاء لوكالة تصفّحتها ولفتني ثراؤها وجديتها وجدواها لهذا اخترت أن نكون حقّا معا، ونواصل فعلا معا، ونؤمن بضرورة أن نكون معا).
س: كتابك اسرائيليات بأقلام عربية اثار الكثير من ردود الفعل - من أية زاوية يجب ان نقرأ هذا الكتاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
غادا: تعددت الزوايا وتناقضت الأطراف وتداخلت التقديرات في ذلك كلّه لهذا وبعد خمسة أعوام من الحصيد المتراكم وبعد كلّ المطبّات التي تعرّضت لها والأحكام التعسفية الجائرة التي صدرت عن خفافيش المرحلة وصقور المنابر بحثا عن طريقة لإرضاء الكبير مقاما وقواف وغلالا وأرصدة وأوسمة على مدار الشعر وأضوائه وأزلامه وزبانيته وبعدما صار الممنوع حقّا مشروعا والآخر حقيقة قائمة لها من يدافع عنها بشراسة وبعدما خيّبتني رجالات المرحلة ونساؤها وغلمانها الموجودين في كافة مفارق خياراتنا لقطع جماح طموحاتنا والتنكيل برؤانا والقضاء على قناعاتنا المستتبّة ربما أجنح مع الجانحين يوما، وأنا أجدني وحدي أطبق على جمرة اليقين، حتى بلغت ما لا يُطاق، وأنا أُحارَب بضراوة في كياني وحرفي وحرفتي ولقمة عيشي وكافة مصادرها. من أيّ زاوية ينبغي أن تقرأ إسرائيليات بأقلام عربية؟!!! ربما من زاوية من "سيعتذر عمّا فعل".
س: تلك المطبات التي تعرضت لها اثرت على مسيرة غادا ام كانت دافعا باتجاه مزيد من الابداع؟
غادا: الإبداع في راهننا العربي عموما كلمة كبيرة بمنتهى المبالغة، ويخجلني جدا أن أتحدّث عن معوّقات مسيرتي الخاصة ومطباتها في غمرة ما ينتاب عالمنا العربي وما يتربّص به، ولطالما كنت أتحدّث وأشير وأعرب عن مخاوفي وهواجسي حتى اتّهمت بأنني مريضة هلوسات بها من الدرجة الأولى، عندما أنجزت إسرائيليات بأقلام عربية كان الجنوب اللبناني قيد التحرير، ولم يكن العراق قد دخل مرحلة الاغتصاب بعد، ولم تكن فلسطين بلغت هذا التشرذم والانشقاق والوهم. كنتُ أستشعر الخطر كما أشار عني الناقد الكبير "حنّا عبود " عندما أطلق عليّ لقبا لي في مقالة نقدية شاسعة عَنونها بالخطّ العريض "غادة الجبل الأسود "، وفي حمّى اشتغالي على الإصدار كنت أراني "جان دارك " العصر، لكن يبدو أنّ الحماسة لا تنتاب شعوبنا ومثقفوها بغير النعر والتحفيز والمصالح، شعوب فقدت لهفتها وانفعالات، بعدما برمجتها الأنظمة على أكمل تقدير.
ولا شكّ أنّ كلّ ما كان أعطاني مزيدا من القناعة أنّ الجهد الذي تكبّدته لإصداري ذاك لم يذهب هباء، رغم كل التجاهل والتجهيل الذي تعمّدته وسائل الإعلام والإعدام الثقافيّة بحقي.
حيث أنّ الحرب التي شنّت لأجلي وإيقافي التعسفي عن الكتابة في معظم المنابر
دليل ساطع على أهمية ما أقدمت عليه، وأنّ كلمة الحق ترهب من بوسعه أن يكون الأشد هيبة وترهيبا، كائنا من كان.
س: لنعتبر جدلا بان كتاب اسرائيليات باقلام عربية لم يصدر هل ستتعرض غادة لتلك المطبات والاحكام التعسفية كما سميت من خافيش المرحله؟
غادا: بالتأكيد لا، والدليل على ذلك أنني كنت الأكثر حضورا في جلّ المنابر العربية عموما واللبنانية خصوصا، كان لي أسبوعياتي وآرائي وتنظيراتي التي تُنشر جميعا دون قيد أو شرط، وكانت مقالاتي تقدّر على أحسن تقدير مادي ومعنوي، بل كان يُحتفى بها أيّما احتفاء.
بعد الإصدار أغلقت كل منافذ الحبر فجأة، هل هي الصدفة؟، أن تتوحد جميع المنابر على قرار واحد؟ علما بأنّني أُواجَهُ علنا بما اقترفته يميني والمواجهة تتلخّص على الشكل التالي: "أصدرتِ كتابك، وأعلنتِ موفقك، دعِ الأشاوس تفيدك، ويبدو أنّ الأشاوس قد دخلت مرحلة المزايدات السياسية لأبقى وحدي في ميدان بلا منطق، وبلا رادع، وبلا ضمير.
س: اذا الفئة التي عملت ضدك واضحة المعالم والحدود فما سرّ قوتها بمحاصرتك والعمل على ايقافك عن الكتابة في معظم المنابر كما اشرت؟
غادا: يبدو أن صندوق الدعم اليهودي للكاتب العربي، ليس هناك ما يوازيه لدى الفئات العربية الداعية للصمود سوى شعاراتها المهترئة، وأسسها البالية، لهذا نرى المثقفين كيف يتهاوى واحدهم تلو الآخر في أحضان الثقافة البديلة ثقافة الشللية، والدولار، والتطبيع ودائرة الضوء المغلقة على الأفراد وبعض المستزلمين لديهم، العاملين على إرضائهم، جملة وتفصيلا، تزميرا وتطبيلا.
س: هل يساورك الندم على اصدار اسرائيليات باقلام عربية؟
أعلنت عن ندمي في قناة الحرّة، وكانت الحصيلة مزيدا من الرجم برؤوس الأقلام المدببة، أندم لأمر واحد فقط، عندما أرى أن الفلسطيني الذي آمنت به وبقضيته وبوجوده، يمكن أن يتحوّل إلى عدو نفسه، عدو أخيه، عدو قضيّته، عدو وطنه
(يُتْبَعُ)
(/)
وبجملة هذه العداوت التي تنهال علينا بتفصيلات سياسة المهازل، وفي غمرة وضوح درويش وخياراته المُعلنه التي أحترم فيها تلكَ العلنية، وتلكَ المصالحة مع الذات، تسقط عني صفة الكشف أو الإكتشاف، فدرويش نفسه أعلن قبوله للآخر، وأعلن تصالحه مع الآخر، وأعلن ارتمائه وانتمائه لأحضان الآخر، ونلاحظ بريق نجمه الذي يتصاعد ويكرّس على امتداد الخارطة الترويجية، للنجومية أيضا بعلنية، ومباركة تسليمية من عمّال الثقافة الحالية، وهم يدءبون على تمهيد الطريق الذي شقّه درويش بصبر وجلادة حتى أصبح عرّاب المرحلة بامتياز.
س: هل ندمت؟
غادا: ندمت لا أعلم، أعلم أنني خارج كل الإعتبارات، وأعلم أنّ المنطق خارج زمننا الراهن.
كان من الواجب أن أنتظر تصدير كتابي لوقت يتوفّر فيه المنطق والمثقّف الحقيقي وأصحاب القضايا الكبيرة الجديرة باكتراثنا جميعا.
س: من قصدت غادة بخفافيش المرحلة وصقور المنابر؟
غادا:صقور المنابر هم هؤلاء المتمترسين في سدّة القرار في الهياكل السريّة للثقافة العربية، والخفافيش هم جملة من الأتباع والأشباه والمريدين والمستزلمين.
لو أنّ التوضيح يضمن خجلهم لأوضحتُهم اسما اسما. ولكن ماذا تفعل المواجهة في اللا حياء واللا حياة لمن تُنادي؟.
تلك الخارطة لاجل الترويج وصولا للنجومية من يرسمها لدرويش؟ وما انتج درويش للحظة الا يؤهله ليكون نجما؟ درويش نجم حقيقي، ونجم ساطع، ونجم مختلف ومغاير، لكنّ تكريس النجومية الإبداعية في زمن الجهل، والإسفاف، والرخص، والخلاعة، خدعة للجميع وخدعة لدرويش نفسه لجمهور العريض كان أكثر صدقا، يوم كان درويش معادلا ثوريا للقضية وقضيّة موازية لوطن سليب تستعيده القصيدة درويش اليوم، على إبداعه، وأناقة حضورة، وجمال نصّه ونفسه، َقَدَ ميزة الحشد العفوي الحضور الهائل، أمور تترتّب سلفا، تشتغل عليها كوادر، حزبية، وشخصانيات ثقافية بكل ما لها من مصالح، وكل ما عليها من التزامات وكل ما لديها من محسوبيات واعتبارات وترتيبات أبعد وأكبر مما نتصوّر بكثير، أجزم أنّ درويش هو المفاوض السرّي الأول لبعض الأنظمة التي تدّعي عفتها عن قبول التطبيع والتفاوض مع إسرائيل، كيف تفسّر إذن أن يُستقبل مثلا شاعر كدرويش على أكتاف نائب رئيس لجمهورية الصمود وعاصمة التصدّي والتي لا تكترث أصلا حتى بمبدعيها؟، يوم كان نائبها المعني نائبا يرزق ويسترزق ويستبدّ، قبل أن يتحوّل إلى المهجر كمُعارض خصم؟
س: كيف كانت علاقتك بدرويش قبل صدور اسرائيليات باقلام عربية؟
غادا: أذكر في سنتي الجامعية الأولى في جامعة دمشق، سمعت عن أمسية لدرويش لفتني وقتها كيف يتهامس الرفاق فيما بينهم لتجميع أكبر حشد ممكن لبيت الدعوة في حينه لم أعد أذكر الوجهة أين كانت بالتحديد وعندما شعرت أنني مجرد رقم زائد في غمرة نشوة الرفاق وما لديهم من "تحشيد" كبير، انسحبت على الفور. لأترك مكاني لسؤال كبير تفتقده مصداقية تظاهراتنا الثقافية، لو أنّ درويش اليوم جاء متأبّطا قصائده وإبداعه الحميم بمعزل عن انتمائه الأممي الغابر وبمعزل عن المواكبات الإعلاميّة الراهنة الجبّارة وبمعزل عن قضيّة اسمها فلسطين جرح الخاصرة الذي لم يلتئم، هل كان من المتوفّر أن نشهد لدرويش جمهورا بذات الكثافة؟
س: ولكن في حينه كان درويش في ذلك الزمن وبناء على رأيك معادلا ثوريا للقضية والجمهور بعواطفه يحشد ولا اظن بانه حشد عفوي؟ فلا مبرر لانسحابك؟
غادا: معادلا ثوريا لثورة صامتة، وثورة مؤجّلة، وثورة أشبه بفورة، لا تسفر عن غير عاصفة عابرة من التصفيق الحار، انسحبت في حينه ربما لكوني مجرد رقم زائد، أو ربما عاجزة من جملة العاجزين في عالم لا يملك سوى هزائمه وخيباته وانكساراته.
فمثلا الكاتب حسن عجمي قد تناول درويش في معرض بحثه الفلسفي المتواصل منذ أول إصدار له والذي فتح سلسلة من الإصدارات الجادة في البحث والحقيقة لراهننا العربي حيث فقال في كتابه الاخير السوبر تخلف أن بعض الجمل الشعرية عند محمود درويش خالية من المعنى، وأضاف أن بعضا من شعر محمود يقع في خانة الشعر الغرائبي مثل عندما يقول: البرتقالة فكرة تضيء في الليل" و" التين انفرج الشفتين" و " المانجو لعاب يسيل على لذة مرئيّة".
س: علاقتك المستقبلية بدرويش وهل من محبين لرأب الصدع بينكما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
غادا: المسألة بيني وبين شاعر كمحمود درويش ليست مسألة شخصية وإن حجموها إلى النمط المذكور، إعجابي بمحمود درويش هو الذي قادني للبحث والتدقيق، وربما الشاعر الحر يأبى المجهر بكل أشكاله، ومجهري جريء لا أنكر ذلك، وتستهويني المجازفة أحيانا، ومجازفتي مع محمود درويش بدأت من باب المغامرة ليقيني أن للحقيقة والزنزانة باب واحد دخلته بقليل من الشكّ وخرجتُ بمزيد من القناعة، قناعتي أنّ درويش ظاهرة، ستظل مكانها بكتابي أو بدونه، وقناعتي أني متلقية صعبة أرضى ذلك الشاعر أم لم يرضيه، وأن تتفاءل بالمحبين ليرأبوا الصدع فهذا مطلب أكبر من مستحيل فالجميع أصبح لهوفا على رضى الشاعر أكثر من الشاعر نفسه، فهي مناسبة خصبة للغاية علّمت الجميع كيف يصطاد في الماء ويعكّر كلّ ما فيه.
فرصة جاءت لتضيف إلى كلّ ذي وجه متلّون، وجها أبيضا مستعارا ومستعرضا بامتياز
لهذا أجزم أن لا سواه محمود درويش الشاعر الشاعر، وحده القادر على رأب الصدع،
وكفّ أيادي التملّق عن زرع الغلّ في طريقي، يقيني أنّ درويش ذاته وفي قرارة نفسه يعلم جيدا أنّ ما ورد في إصداري إسرائيليات بأقلام عربية لم يكن من باب الإساءة، ولو لم يكن درويش بهذه القامة الشعرية الباهظة لما تكبّدت لأجله كامل
أرصدتي لهذا أشكر سؤالك الذي أيقظني إلى ما أتمنى، كأن يجمعني الحرف بدرويش على متن صفحة من البياض الخالص كالذي سكبته من حبر الروح على مسرح مسيرته الطويلة اللافتة الجديرة ويكفي إصداري ذاك أن يكون له فضيلة المزايدات التي دخلها كل أزلام وأشباه وأتباع الثقافة العربية إكراما لعيني درويش الرائعتين دون أدنى شك.
س: قلب الشاعر كما معروف كبير وأشعر بوضوح بإجابتك استاذه غادا فمن خلال وكالة معا غادا السمان ماذا تقول لمحمود درويش وهل تعتذري عن إصدارك إسرائيليات بأقلام عربية؟
غادا: قبل كل شيء أنا أدين بالإعتذار لغادا فؤاد السمان معكم وأمامكم
ولا أخفي أنني ككل المخلوقات العربية الصابرة على مضض، أتساءل ترى هل ينبغي أن نواصل عنادنا من أجل العناد فقط أم ينبغي أن نتحوّل مع من تحوّل لنخرج من عنق الزجاجة وزجاجتنا غير قابلة للكسر، لكنها قادرة على تحطيمنا إن أرادت،
المشكلة أنّ النضال الحقيقي لم يفقد مشروعيته لكنه بكل تأكيد قد فقد "شرفه "، وشرف الفكرة أهم من الحفاظ على الفكرة ذاتها برأي، لأن النضال لم يعد مبنيا على أسس ومُثُل عليا، بل صار رديف الشوارع، كل من يحلم بزعامة يتحول إلى مناضل، يلتقي في يوم من أيام سعده بمموّل كبير يضمن له جاذبية خارقة تلملم كل من هبّ ودبّ مرّة باسم الوطن ومرّة باسم الدين ومرّة باسمنا ومرّات عديدة بلا اسم وبلا مبرر.
أن اعتذر للشاعر محمود درويش يشرّفني أن أعلنها، ولكن أخشى أن يعتبرها تحديّا جديدا وهو القائل" لا تعتذر عما فعلت".
س: وكالة معا الاخبارية الفلسطينية المستقلة فخورة بعمل هذا اللقاء معك - ماذا تقولين للصحافيين طالما هم الذين يصيغون الرأي العام؟ ماذا تقولين للقارئ الفلسطيني - حول الادب وليس حول السياسة؟
غادا: الفخر لي وانجاز هذا اللقاء لوكالة تصفّحتها ولفتني ثراؤها وجديتها وجدواها لهذا اخترت أن نكون حقّا معا، ونواصل فعلا معا، ونؤمن بضرورة أن نكون معا.
الصحافة اليوم دخلت مرحلة من مراحل الالتباس وكثر العاملون في حقولها
والرأي العام يعاني من تصحّر مزمن إن على صعيد الإنتاج أو التطوير أو التركيز أو الحضور أو الفاعلية ولعلّ الإضطراب القائم مردّه لتقلّب المنطق وتخبّط المعقول، لذلك أعتقد أن الصحافيين هم هؤلاء الأنبياء وكما أقول دائما الذين لا يأتون إلا في الأزمنة المُتهالكة، وما أشدّ التهالك في زمننا هذا، طبعا ما يبذله الصحافيون هام جدا بأيّ إطار كان، فهم الناقل الحراري الفوري للحدث وما أفدح الأحداث في منطقتنا العربية، وما أفضحها أحيانا أخرى.
القارىء الفلسطيني مميز بكل تأكيد، شأنه شأن المبدع، لكن بتقديري الاستقرار الأمني أولا والسياسي تاليا هو الأهم لاكتمال الدورة الحيوية بين المبدع والمتلقي
وينبغي على كامل الفصائل الفلسطينية عدم الإنجرار إلى الدرك الذي أفقد الكثير من الأطراف أرصدتها لدى الشعوب العربية وزعزع مكانتها دون ريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاشات أصبحت نافذة مفتوحة على الأحداث، ومايقع في العين من مشاهد وفظائع مخجلة فعلا لن يمحوها لا اللقاءات الدبلوماسية الباهتة ولا العلاقات المتينة المحتضرة ولكي لا أذهب بعيدا في الاسترسال، أكتفي بالشكر لكَ وبالتقدير لوكالة معا الإخبارية على إتاحة هذا الحوار الذي أعتزّ حقا بإضافته إلى رصيدي.
نبذة عن الشاعرة السمان:
غادا فؤاد السمان دمشقية مقيمة في لبنان منذ عام 1992 من مواليد 1964 وعضو اتحاد الكتاب العرب, عملت سكرتير تحرير القسم الثقافي جريدة الديار اللبنانية1993 - 1995 , عملت سكرتير تحرير القسم الثقافي جريدة اللواء اللبنانية / 1995 - 1996 تابعت النشر في النهار اللبنانية - السفير - الحياة / 1996 - 2001 زاوية إسبوعية ثابته - الكفاح العربي اللبنانية / 1998 - 1999مديرة تحرير مجلة وفاء اللبنانية 1999 - 2000.
عملت في الصحافة الثقافية منذ عام 1987، حيث نشرت في الصحف الرسمية الثورية: تشرين، الثورة، البعث حتى أواخر 1991حاليا مسؤولة الصفحة الثقافية جريدة "صوت بيروت" الإسبوعية، مستشار ثقافي في مجلة الموقف اللبنانية.
معدّة ومقدمة برنامج " اختلاف مع غادة فؤاد السمان " عبر إذاعة صوت بيروت ولبنان الواحد.
صدر لها في دمشق 1989 / وهكذا أتكلم أنا صدر لها في دمشق 1991 / الترياق
صدر لها 1995 في بيروت / بعض التفاصيل صدر لها عن دار الهادي 2001 / كتاب نقدي - إسرائيليات بأقلام عربية الدس الصهيوني كما صدرت من الكتاب نفسه الطبعة الثانية 2002, شاركت في مهرجان الشعر العالمي، ومهرجان الشعر العربي، ومهرجان الربيع شاركت في عشرات الاْمسيات والمهرجانات التي تقام في كل من لبنان وسورية عضو لجنة تحكيم جائزة / سعاد الصباح / عام 1998و 2000 ترجم شعرها إلى الاسبانية والانكليزية.
قدمت أطروحة دكتوراه في شعرها / جامعة البعث السورية و جامعة زحلة اللبنانية
نالت العديد من الدروع وشهادات التقدير من عدة دول عربية وكرّمت في ملتقى الشعراء في مدينة صفاقس - تونس بدرع الصنف الاْول وبإسم وزارة الثقافة التونسية على هامش معرض الكتاب صفاقس2002 تحت الطبع / ماقبل القيامة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 05:19]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله الرجل مات دعك من هذا الأخ الكريم إهتم بما يفيدك وينفعك
عجيب!! أليس مما ينفع المرء في دنياه واخراه النصح للغافلين؟؟
(الدين النصيحة)
ـ[الازور]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 05:44]ـ
بارك الله فيك ورزقك الجنة على غيرتك والحمدلله اني لا اعرفه ولم اسمع به من قبل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 06:50]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله الرجل مات دعك من هذا الأخ الكريم إهتم بما يفيدك وينفعك
بل: إنا لله وإنا إليه راجعون!! على شخص لا يعرف أن الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد لا إله إلا الله.
وأشكر أخي صاحب الموضوع على غيرته.(/)
(المرابطون على ثغورنا الفكرية)
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 09:44]ـ
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله, وبعدُ:
فلا شك أن الهيمنة الفكرية أمضى أثراً في الأمم من الاحتلال العسكري المباشر وهما أي احتلال (الأرض أو العقل) من وسائل الهيمنة وبسط النفوذ من ضمن وسائل وأدوات عديدة تتفاوت في مقدار النكاية والتأثير, وقد دل التاريخ أن مصير الاعتداءات العسكرية إلى زوال؛ لأن الشعوب تنظر إلى الجيوش المعتدية وكأنها جراثيمُ غريبة حلت بجسمٍ صحيح فلا يفتؤ يلفظها ويأباها, وهذا (ربما) يدل على أن الحروبَ المباشرة دوافعُها إما اقتصادية صِرفة أو أنه لمّا أعيت وسائل الاختراق الثقافي كانت البندقية والجندي آخر بديلٍ عن القلم والكتاب والصحيفة والقناة, ولا جرمَ بعد ذاك أن تحمي الأمم الحية أبناءَها من مخاطر الغزو الفكري بتحصينهم عقولَهم وتثقفَيها ومنعِ أي تسربٍ فكريٍ أجنبي أن يؤثر عليها؛ بل يُنظرُ إلى مثل هذه التسربات على أنها مخاطر تهدد الأمن القومي وصدقوا في ذلك؛ فهل تعلمون أن الصين -مثلاً- تفرض على شعبها طوقاً إعلامياً لتحميه من غائلة الإعلام الأجنبي؛ وفرقٌ كبير بين الانغلاق على الذات وبين حمايتها من الاقتحام, وكما أن حماية الثغور (الحدود) مسألة أمنٍ قومي تُستنفرُ لها قوى الدول, وأيُ اختراقٍ لها ولو بمقدار شبرٍ يُعتبرُ تعدياً صارخاً على هيبة الدولة مما قد يُؤذن بحروبٍ ماحقة تُسترخص فيها النفوس والأموال, وعندنا -معشر المسلمين- أن الرباط على الثغور عبادةٌ ورد فيها من الثواب والأجر ما تهشُ له النفوس المؤمنة ومن ذلك -مثلاً- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " رباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها " (رواه البخاري وغيره) وارجعوا – إن شئتم- إلى كتب الحديث حتى تروا فضلَ الرباط في سبيل الله فضلاً عما ورد له في إشاراتٍ في كتاب الله, ومعلومٌ –أيضاً- أن شأن الثغور الفكرية أعظم لأن اختراقها أخطر؛ وهذا يعني أنها أولى بالعناية؛ وأن الأجر للمرابطين عليها –من باب أولى-أعظم؛ فقد يهون الخطب لاحتلال جزءٍ يسيرٍ من الأرض إن سلم دينُ أهلها ودنياهم؛ ولكن أي بقاءٍ لأناسٍ هُددت عقيدتهم وانتُقصت من أطرافها؛ وأيُ معنى للدنيا بأسرها إن فُقدَ الدينُ والإيمان, ووالله إن سُكنى القبور -عند ذاك- خيرٌ من سُكنى فاخر القصور, وتاللهِ إن مجاورة رمم الموتى أكرم من مساكنة عبيد الأعدى (الأعداء).
والمقصود أن وسائل وأدوات وأساليب هذا الاحتلال الفكري الخبيث كثيرة يبدعُها المكر الكُبّار والعداءُ المستحكم -سيما- لأمةٍ أعظمُ ذنوبها أنها رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد "؛ ومنها –أي من تلك الوسائل المشار إليها- (الابتعاث) الذي نراه يقذفُ بأبنائنا -وهم في غرارة الصبا وضعف الإدراك- إلى الأعداء, وهم –طبعاً- قد أَعدو للأمر عدتَه وجهزوا برامجَ متقنَة لإعادة صياغة هؤلاء الوافدين الجُدد وإن شئتَ قلت: الصيد السهل؛ حتى يعودوا إلباً على أُمتهم وخنجراً بيد أعدائهم, ولقد قام على إعداد تلك البرامج أعتى شيوخ الكفر وأذكى دهاة الفكر؛ كلٌ حسبَ تخصصه؛ فيتسللوا خفيةً ليسرقوا إيمانَ الواحد منهم ثم يلقوا مكانه بذرةَ الزندقة, وتعلمون-رعاكم الله- أن أساطين الكفر والتبعية من بني جلدتنا أكثرهم من أبناء البعثات إلى الغرب؛ لذلك فأنا أرى أن من ساق نعاجه إلى أودية الضباع ليس بأغبى ممن أخذ ثمرة فؤاده وأذكى ابنائه حتى وضع زمامهم في كف عدوه ثم راحَ ليغط في مراقد البلاهة ويحلم بالتنمية الشاملة والنهضة المرتقبة.
والحاصلُ أن سُعارَ الابتعاث شبَ عندنا ونشطت أياديه في رمي أبنائنا في أفواه الأفاعي الشقر لا لتبتلعهم فحسب بل لتعيد انتاجهم أفاعيَ مثلها تنهشُ في جسد أُمتنا المنهك, وإني على قناعة راسخة بأننا نستطيع –بإذن الله-مقاومة هذه الفتنة أو التخفيف من شرها وثمتَ اقتراحاتٌ لعلها تنير الطريق لمن أراد أن يبذل جهده, وتذكروا –أيها الإخوة- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ولا تحقرن من المعروف شيئاً " (رواه مسلمٌ وغيره) ,كما أنني لا اعترض على أصل فكرة الابتعاث لأننا بحاجةٍ ملحةٍ إلى كثيرٍ من العلوم التي برعَ فيها القوم؛ ولكن أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يكون ذلك على حساب الفكر والمعتقد أو ذريعةً إلى ذلك؛ فلا بد إذن من ضبطٍ لذلك وأن يُنظر إلى الأمر بأنها ضرورةٌ تقدّرُ بقدرها؛ أما أن تندفع (أو تُدفع) الجموعُ من أبنائنا زرافاتٍ ووحدان لتخصصاتٍ لا نحتاجها -في الوقت الحالي- أو هي موجودةٌ عندنا في حين أن الأموال المبذولة في ذلك تكفي لإنشاء جامعاتٍ على أحدث طراز وبأعلى مستوى وأن تُستقطبَ لها أعيان العلماء بكافة التخصصات فنقي الأجيال مخاطر الإغتراب, والمال متوفرٌ –بحمد الله- وكلكم يعلم أن عائدات النفط قد طفحت بها البنوك العالمية, وأحقُ ما بُذلت فيه الأموال هو التعليم الراقي وصون عقول وقلوب الأجيال, وبما أن المعركة فكرية بامتياز فلا ينبغي أن نعجز عن مقارعة الفكر بالفكر وبحمد الله فكثيرٌ من ميادين الصراع مفتوحة لمن أراد؛ ومنها الكتابة في الصحف وعلى (النت) والخطب والكلمات في المساجد وفي الأماكن العامة, ومعلومٌ أن خوض هذا المعترك يوجب استعداداً وتمكناً وما لا يتمُ الواجب إلا به فهو واجب وكذا ما لا يتم المستحب إلا به فهو مستحب, ولابد من التحذير العام وتنبيه الناس لهذه المخاطر وحشدهم -مثلاً- لمطالبة ولاة الأمر-وفقهم الله- لإيقاف هذه الفتنة فإن للمطالبات (المكثفة) والإلحاح ضغوطاً طالما أثمرت؛ ومعلومٌ أن حشد الناس هو ثمرةُ توعيتهم بالمخاطر وتبصيرهم بآثارها, ومن ابتلي إما بابتعاثه أو ابتعاث قريبٍ أو صديقٍ له فلا أقلَ من أن يدله وينصحه بأن يكون على صلةٍ بمشارع الخير من قنوات فضائية إلى مواقع جيدة إلى كتب مفيدة تسهمُ كلها في حمايتهم وتساعدهم على أن يُكوّنوا لأنفسهم سدوداً ذاتية تمنع أي اختراقٍ محتملٍ؛ فإن دواء الشبهة العلم والوعي الجيد وما أشرت إليه من تلك المشارع هي مظنة العلم والهدى.
وفي الخاتم فأنا انتظر من الإخوة –وفقهم الله- أن يضيفوا مزيداً من الاقتراحات ويبدعوا حلولاً لنجَابِه هذه الفتنة ونقوم بواجبنا أمام الله تعالى كلٌ حسب إمكانه؛ وتذكروا أن مشاركاتكم سيستفيد منها كثيرٌ من الناس إما لتصور أصل المشكلة أو لمزيد معرفة لأبعادها أو الوقوف على حلولٍ يستفيد منها, فرحم الله من نصر الحق ولو بشطر كلمة ولن يضيع ربنا أجر من أحسن عمل.
- بالمناسبة للدكتور عبدالكريم بكار كتابٌ مفيد بعنوان (الحصانة الفكرية).
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:07]ـ
بارك الله فيكم على هذا الطرح الهام ..
و حسب خبرتي الطويلة - و لا فخر - في هذه الميادين فإن الفائدة المدهشة العظمى هي عندما تستطيع مخاطبة اللطائف البشرية كلها معاً .... و هذا باب عريض إلى آفاق واسعة ..... فللحديث بقيات!؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 02:56]ـ
جزاك الله خير وهي دعوه دائمه للمخلصين وفقهم الله للايضاح ورد الفتن بما تيسر وحسبنا الله ونعم الوكيل
وأرجو من الأخ خلوصي ان يتفضل علينا بكيفية مخاطبة اللطائف البشريه كلها معا اسأل الله ان يبارك له فيماعلم وعلم والله اعلم
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 07:56]ـ
نعم .. جميل , أخي (فهد النميري).
مسألة (المقاومة) و (الاستثمار) .. بالنسبة لأطروحات الغربيين وموقفنا منها .. تحتاج إلى تنويه!
وأيضاً:
المنازلة في الساحة (الفكرية) و (الدعوية) .. وطرح الحلول و محاسن النظريات السياسية الإسلامية.
وهنا تكمن أهمية (المقاصد) ... التي كنّا نتحدث عنها!
كذلك , أهمية (ظاهرة التدين) .. وقوتها وضعفها في التعامل مع الشؤون الإنسانية كافة!
يعني: ليكن لإسلامنا وتديننا ومفاصلتنا (لكل ما هوَ " مخالف ") وضوح على الساحة!
و قضية: (تكلف المغايرة) التي هيَ في عقولنا .. تأتي في (اللاشعور) من (العقل الباطن) مباشرةً , في تعاملنا مع الأطروحات!
ولنضرب ذلك مثالاً: إذا وافق اجتهاد أحد الفقهاء في مسألة (مالية) مع نتاج (الفكر الغربي) .. نحاول التبرير أو التراجع!
باختصار: ليكن لنا (الثقل) في (الساحة) , بمفاصلة واضحة و أطروحات مقنعة!
أنت الآن: لا تستطيع أن تجبر الناس على الأخلاق بل ... يجب إقناعهم.
لأن زمن (الترهيب) و (الترغيب) قد ذهب , لأن التسليم للنصوص قد طار من (أذهاننا)!!
وحياكم الله(/)
لماذا النهي عن البدعة؟
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:21]ـ
يتسائل كثير من المسلمين اليوم: لماذا هذا التشديد في النهي عن البدع؟
خاصة البدع التي يُطلِق عليها أهل العلم: البدع الإضافية. كالتعبد ليلة المولد أو الاحتفال به، أو تخصيص زمان أو مكان لطاعة لم يرد تخصيصها في القرآن ولا في السنة.
والجواب أن من أهم مقاصد الشريعة بقاءُ بناء الإسلام ومعالمه على ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، دون أن يزاد فيه أو ينقص. وهي حكمة بالغة، ولولا متابعة أهل السنة ورصدهم للبدع وتحذير الناس منها لوصل إلينا اليوم بعد ألف سنة واربع مئة سنة: دين آخر غير الدين الذي تركه محمد عليه الصلاة والسلام.
ولأجل خطورة البدعة في تحريف الإسلام وتشويهه: كرر النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة كل أسبوع في يوم الجمعة قوله الشهير: "كل بدعة ضلالة". وكل من ألفاظ العموم عند العرب.
إذا ما عرفنا هذه الحكمة البالغة فإنه يطيب لنا أن نبقى في بناء الإسلام الذي تركنا عليه نبينا صلى عليه ربنا وسلم.
وقد أُمرنا بإنكار البدع وسائر المنكرات بالحكمة التي تمنع من الوقوع في محذور آخر نهت عنه الشريعة.
وسوف يلحق بهذا الموضوع مواضيع أخرى ذات علاقة، تقبلها الله، ووفقنا للقول الصواب.(/)
فوائد تتعلق بوجوب قبول الناس فى اى عصر كانوا (بالوحى المطهر)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وآله الكرام ثم أما بعد
انقل لكم من مقال معايير العقلاء للدكتور جعفر شيخ ادريس
كما أن هنالك خصائص بدنية تميز الناس باعتبارهم بشراً رغم اختلاف أزمانهم وأماكنهم وبيئاتهم، فهنالك أيضاً خصائص روحية تميزهم باعتبارهم بشراً رغم كل تلك الاختلافات الزمانية والمكانية والبيئية. فالناس ليسوا إذن كما تصورهم بعض النظريات الغربية سجناء في خلايا ثقافية هي التي تحتم عليهم كيف يفكرون وما ذا يختارون. كلاَّ؛ بل إن ثقافات الناس المختلفة التي تشمل بالمعنى الحديث عقائدهم وتصوراتهم وقيمهم أشبه ما تكون بالمدن الحديثة. فكل مدينة لها خصائصها وطابعها، لكنها مرتبطة بالمدن الأخرى بشوارع معبدة وهواتف وغير ذلك من وسائل المواصلات والاتصالات. لو أن الناس كانوا كما تُصَوِّرهم أمثال هذه النظريات لما استطاعوا أن يتفاهموا ولا أن يغيروا من عقائدهم أو تصوراتهم التي أورثتهم إياها ثقافاتهم.
إن هذا ما كان ليمكن لولا وجود تلك الخصائص الروحية المشتركة والتي من أهمها ما يمكن تسميته بـ (المعايير العقلانية) التي يقر بها كل الناس باعتبارها معايير صحيحة وإن لم يلتزموا باستعمالها أو قبول نتائجها في كل وقت.
ثم قال
نذكر فيما يلي على وجه الاختصار شيئاً من هذه المعايير، ونبين أنها كلها مما افترض القرآن في الناس معرفته، ولذلك حاكمهم إليه. وهذا من أقوى الأدلة على أن هذا الدين هو بلا شك دين الفطرة التي تخاطب الناس باعتبارهم بشراً لا باعتبارهم أصحاب ثقافة محدودة بزمان أو مكان معين انتهى
يتبع بفائدة أخرى من مقالات الدكتور عبد الكريم بكار ان شاء الله(/)
بيان سلفية عقيدة الشيخ العلامة محمد رشيد رضا عموما وفي الصفات خصوصا
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:36]ـ
قرأت سابقا موضوعا في المجلس العلمي، يتساءل فيه صاحبه إن كان الشيخ رشيد رضا رحمه الله تحول من التصوف إلى السلفية أم أنه كان إماما مجتهدا يغيّر نظره وفقا للإجتهاد ... ففي ما يلي محاولة لإلقاء الضوء على هذا الموضوع من خلال نقل شيء مما نشره الشيخ رحمه الله في مجلته المنار:
نشر الشيخ رشيد رضا رحمه الله في مجلة المنار، المجلد السابع عشر، مقالة من جزأين، الجزأ الأول في عدد رمضان - 1332هـ، الموافق أغسطس - 1914م والجزء الثاني في عدد شوال - 1332هـ، الموافق سبتمبر - 1914م، والمقالة بعنوان:
أقوال علماء القرن الثالث الأثبات في عقيدة السلف وإثبات الصفات
نقل فيها عقيدة أئمة أهل السنة في باب الصفات من كتاب العلو للإمام الذهبي، وبدأ المقالة الأولى بقوله:
لما ظهرت بدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل، وتأويل ما ورد منها في الكتاب والسنة - هَبَّ حفظة الدين وحملته من التابعين ومن بعدهم للرد عليهم، وتفنيد تأويلاتهم، والاستمساك بعروة النقل، حذرًا من تحريفها بنظريات العقل، التي ينخدع بها بعض القاصرين، توهمًا أنها من قطعيات البراهين، وإننا ننقل من كتاب العلو للذهبي (الذي يُطبع في مطبعة المنار) بعض أقوال الأئمة المتبوعين، الذين جهل أقوالهم من يجلهم من المعاصرين، ولكن الذهبي ينقل في هذا الكتاب ما صح وما لم يصح، ويشير إلى ضعف الرواية الضعيفة أو نكارتها غالبًا على أن من غلاة الأثريين من يقبل كل ما روي في ذلك.
وختم المقالة الثانية بالتعليق على قول الذهبي في نهاية المقالة: (وكان ابن أبي زيد من العلماء العاملين بالمغرب، وكان يلقب بمالك الصغير، وكان غاية في علم الأصول وقد ذكره الحافظ ابن عساكر في كتاب (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري)، ولم يذكر له وفاة. توفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وقيل سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وقد نقموا عليه في قوله (بذاته) فليته تركها). بقوله:
لله در المؤلف ما ألطف نقده وإنكاره لهذه الكلمة وإنما تلطف هذا التلطف لأن الهفوة من بعض علماء الأثر وأنصار مذهب السلف، ولو قالها أحد المعتزلة لشنع عليه بأنه قال في أصول العقيدة ما لم يقله أحد من السلف ولا ورد به أثر، ولا هو مما ثبت بالبرهان العقلي أيضًا ولكثير من الأثريين مثل هذه الهفوات والشذوذ، يحشرون آراءهم في النصوص ويفسرونها بها مع ادعائهم اتباع مذهب السلف وأنه التفويض والإمساك عن تعيين المراد من آيات الصفات وأحاديثها ونرى كثيرًا من الناس يقبل منهم ذلك ويقول به ويعده اتباعًا للسلف ولو بمعنى مخالفة الجهمية ولا يستغرب مع هذا تسليمهم وقبولهم بعض الروايات المنكرة المخالفة للأحاديث الصحيحة كقول مجاهد: إن الله تعالى يُقعد النبي معه على العرش، كأن مَن قبله اكتفى بأن يخالف الجهمية في عدم قبول مثله وإن صح إلا بالتأويل، وقد تقدم بيان المصنف لنكارته ومخالفته للأحاديث الصحيحة مع ذكر من قبله، ونقل آنفًا عن الدارقطني أنه لا يجحده!! على أن العقائد يطلب فيها القطع وهذا لم يصل إلى مرتبة الظن وهنالك مخالفة أخرى لطريقة السلف بينها الغزالي في (إلجام العوام عن علم الكلام) وهي جمع معاني الآيات والأحاديث الواردة في الصفات بترتيب لم يرد في الكتاب والسنة بحيث يفيد الجمع معنى غير معنى الإيمان بكل منها مع التنزيه عن الكيفية: كأن تلقن العامي عقيدته بمثل قولك: يجب أن تؤمن بأن لله تعالى وجهًا وعينين ويدين وقدمين وأنه ينزل ويمشي ويهرول ويضحك، فإن هذا يُحدث في خيال العامي صورة حسية لعله لا يزيلها منه قولك: وإنه لا يشبه في ذلك البشر ولا غيرهم من الخلق، ومذهب السلف أن يذكر ما ورد في السياق الذي ورد فيه، مع اعتقاد التنزيه ونفي التشبيه، وترك التأويل، والقال والقيل.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:44]ـ
ورد للشيخ رشيد رحمه الله السؤال التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
رأيتكم قد أَبَّنْتُمْ الشيخ محمود خطاب السبكي حتى ذكرتم من فضله أنه كان من أنصار السنة، وأنه شرح سنن أبي داود فلا أدري أقلتم هذا بعد أن اطلعتم على كتابه (إتحاف الكائنات) الذي ألفه في آخر عمره فقد أفعمه بتكفير من يعتقد أن إلهه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله، وأنه في سمائه دون أرضه، وأنه موصوف بصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم في صحيح سننه كاليدين والعينين، والساق والقدم، والنزول والضحك، والتعجب والفرح والرضا والسخط، والغضب والغيرة، إلى غير ذلك من الصفات المذكورة في القرآن وصحيح السنة، فحكم على كل من يعتقد شيئًا من ذلك أنه كافر حلال الدم والمال ونساؤه طوالق، وأولاده أولاد زنا وسفاح، ولا يخفاكم أن هذا كان معتقد السلف حتى ظهر المتكلمون نفاة الصفات وحقائق الأسماء، فهل كانوا كما قال الشيخ كفارًا أولاد زنا؟ فإذا لم يكونوا كذلك فما حكم من يؤلف كتابًا كهذا؟ أيستحق التأبين ونشر فضائله؟
الجواب
اشتهر الشيخ محمود خطاب السبكي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا سيما البدع الفاشية والحث على السنن الصحيحة قولاً وخطابة وتدريسًا وكتابة مع العمل في زمن يقل فيه من يقوم بهذه الفريضة من العلماء، واشتهر أنه قد تاب على يديه وانتفع به خلق كثيرون حتى صار إمامًا يتبعه ألوف من الناس ينسبون إليه فيسمون السبكية، وأعرف أفرادًا منهم من الأزهريين وغير الأزهريين هم سلفيون بقدر ما يعلمون من مذهب السلف، ومنهم من له عناية بنشر مذهب السلف وكتبه كالأستاذ الشيخ منير الدمشقي الكتبي المشهور. وقد اجتمعت به مرارًا قليلة على تواد وتعارف وتآلف، ورأيت له بعض الكتب الصغيرة في الحث على العبادات واتباع السنة اكتفيت من النظر فيها بمعرفة موضوعها، وقد اتُّهِمَ في أثناء الحرب الكبرى بتهمة سياسية كادت تفضي إلى إيذائه وإهانته فلجأ إليَّ فسعيت سعيًا صالحًا لإنقاذه من الشر، وكان الذين تولوا التحقيق في أمره قد جمعوا كتبه وكلفوا من يثقون بهم بمطالعتها للوقوف على خطته فقال لهم المشرف عليهم في إدارة الأمن العام: إن السيد رشيد رضا شهد له بأنه نافع للناس مأمون الضرر فأطلعوه في بعضها على مسائل مخالفة لخطة المنار في إنكار البدع والخرافات ذكرها لي ولكنها لم تمنع قبول شفاعتي أو شهادتي له.
وقد بلغني في أول هذا العام أنه ألف كتابًا في علم الكلام وطبعه خالف فيه مذهب السلف في مسألة الصفات وغيرها استاء منه كل من اطلع عليه من السلفيين، وكان بعضهم يجله ويحسن الظن في اعتقاده وعلمه فتحولوا عنه ورد بعضهم عليه، ولم أر هذا الكتاب ولكنني سألت عنه بعض تلاميذه فمنهم من وافق المنكرين ومنهم من حاول الدفاع عنه فكان ضعيفًا. وكنت علمت أنه منذ سنين يشرح سنن أبي داود، وعلمت في العام الماضي أنه صدر الجزء الأول منه، ولم أره ولا كتاب الكلام الذي قبله؛ إذ لم يهدهما إليَّ وما كنت لأشتري أمثال هذه الكتب الحديثة ولا أجد وقتًا للنظر فيها، إلا إذا حدث باعث أرى فيه مصلحة راجحة في ذلك، وقد انتقد لي رجل ذكي سلفي هذا الشرح ولكنه ليس عالمًا يوثق بانتقاده.
لأجل هذا كله اقتصرت في ذكر وفاته على أفضل ما علمته من سيرته وهو دعوة الناس إلى العبادة وترك المعاصي والبدع العملية، وهذا هو الواجب على كل عالم أعني أن يكون عاملاً بعلمه معلمًا له داعيًا إليه بقدر استطاعته، فالعلم مع العمل وتعليم التفقيه الوعظي الباعث على العمل هو هدي السلف ومذهبهم وطريقتهم وقليله خير من كثيره بالطريقة الجدلية الكلامية والمماحكات اللفظية، لهذا ساءني أن يبتلى بتأليف كتاب في العقائد الكلامية؛ لأنه يتعذر عليه أن يجمع فيه بين السنة التي يحبها ويعمل بها ويدعو إليها ويعتقد أنه متبع فيها للسلف، وبين نظريات المتكلمين وتأويلاتهم الجدلية التي تروج وتقبل عند كل من لم يكن واسع الاطلاع على آثار السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا قد قصرت في تأبينه لأجل هذا الكتاب، ولم أقل فيه: إنه من أنصار السنة كما ذكرتم، وكان والحق يقال من أنصارها المشددين قولاً وعملاً، ليس له ند في هذا القطر، وقلما يوجد في غيره، وأما تأويلات المتكلمين المخالفة للسلف فلا يسلم منها أحد اعتمد في طلبه لعلوم الدين على كتب العقائد الرائجة في مصر وأكثر الأمصار وكذا أكثر كتب التفسير وشروح الأحاديث التي ألفت بعد خير القرون، ويظهر مما نقل لي منه ومما قرظ به أنه لم يطلع على ما كتبه حفاظ السنة وأقوال الصحابة والتابعين وأقوال أئمة الحديث والفقه المتفق على جلالتهم حتى عند المعتزلة لا عند الأشاعرة وحدهم كأئمة الفقه الأربعة على أن تأويلاتهم للنصوص قلما يدحضها إلا كتب المحققين الذين جمعوا بين المعقول والمنقول، وكان أقواهم حجةً: شيخا الإسلام ابن تيمية و ابن القيم.
فأنا أشهد على نفسي أنني لم يطمئن قلبي لمذهب السلف إلا بقراءة كتبهما، وأشهد أن ما يقوله بعض المقلدين للسلف من غير فهم ولا عقل قد يكون مثارًا للتشبيه وعذرًا لأهل التأويل، كجمع بعضهم لجميع ما ورد في القرآن والأحاديث حتى غير الصحيحة أو أكثره، وقولهم لمن يلقنونه إياها: يجب أن تؤمن بأن لله تعالى وجهًا وعينين ويدين وأصابع وساقًا وقدمين وأنه مستو على عرشه بذاته، وأنه ينزل ويمشي ويهرول وينادي بصوت ويضحك ويرى كما يرى البدر إلخ وأن كل هذه صفات له لا يجوز تفسير شيء منها بطريق مجاز لغوي ولا عقلي ولا كناية؛ لأن هذا من التأويل الذي منعه السلف، وتكذيب لكلام الله وكلام رسوله.
وتجاه هؤلاء: أهل التأويل يشوهون نقل هذا عنهم بضم لوازمه إليه أو نقله بمعناه عند المشوهين له، فقل لي: ما يفهم جمهور العوام والخواص من هذا الكلام؟ أليس التشبيه المحض، المنافي للتنزيه المحض، الذي يجزم به العقل، وقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى: 11)؟ ولو نقلوا كل ما ورد بلفظه في سياقه لما أثار ما يثيره سرد مفرداتها مجموعة من التشبيه [1] ولو قالوا: يجب الإيمان به كما ورد مع تنزيه الرب تعالى واتقاء التحكم في معناها بالرأي اتباعًا للسلف لما كان لأحد من القائلين بالتأويل شبهة يُخَطِّئهم بها - دع تكفيره لهم- إلا بعض أشرار المنافقين، ولكن سوء التعبير من الجانبين وجعل لوازم المذهب مذهبًا، وإن كان لازمًا غير بين وغير مراد هو الذي ينفخ روح الشقاق والتفرق. السلف لم يجمعوها ويلقنوها للناس ولم يقولوا بمنع المجاز والكناية في عباراتها وإن كانت متبادرة من العبارة، ويقتضيها أسلوب البلاغة، فإن هذا من التحكم فيها بالرأي الممنوع عندهم، وإنما خلاصة هديهم فيها أن نُمِرَّهَا كما وردت بغير تعطيل ولا تمثل ولا تأويل، فالمعطلة جعلوا الخالق رب العالمين في حكم العدم بإنكارهم الصفات كلها والعلو المطلق، والممثلة أو المشبهة جعلوه كعباده، صفاته كصفاتهم، والمؤولة تحكموا في صفاته برأيهم وأهوائهم، ويلزم من تأويلهم أن بيانهم لها أصح من بيان كتابه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بل صرح بعضهم بأن من اعتقد بعض ظواهر القرآن كان كافرًا، ومنهم الشيخ يوسف الدجوي.
هذا وإن التفرق في أصول الدين بين سلفيين وخلفيين أو مفوضين ومؤولين أو سنيين ومبتدعين، بحيث ينتهي بهم الخلاف إلى التكفير والحكم بالمروق من الدين، مما يتبرأ منه أئمة السلف الأولين، الذين يُِقرُّ بفضلهم وإمامتهم الفريقان.
فاختلاف الفهم للصفات والأفعال بين السلف والخلف لا يصح أن يفضي إلى التكفير فإن الله تعالى لم يجعل صفاته فتنة لعباده المؤمنين به وبكتابه ورسوله المهتدين بدينه فيجعل المخطئ بفهمه لضعفه كالمشرك به المكذب لرسوله، وللمحقق ابن عقيل الحنبلي كلام نفيس في عذر العلماء بالخطأ في مثله يراجع في كتاب (الآداب الشرعية) لابن مفلح فإن كان الشيخ محمود السبكي قد صرح في كتابه الأخير بما نقله عنه من التكفير بنصه، فإنه من هذه الناحية لقرين عدو القرآن والسنة، أعمى البصر والبصيرة المنكوس على رأسه، الذي صرح بتكفير من يؤمن بظاهر القرآن، وأرجو أن يكون عزو هذا إليه كعزو السائل إليَّ أنني جعلته من أنصار السنة، مأخوذًا من لازم الكلام بفهمه، لا صريح نصه.
المنار، المجلد 33، عدد ذو القعدة - 1352هـ الموافق فبراير - 1933م
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 11:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
المنار، المجلد 15، عدد ذو الحجة - 1330هـ الموافق ديسمبر - 1912م (تأمّل تاريخ الجواب جيّدا)
السؤال:
من صاحب الإمضاء في الشرقية:
سيدي العلامة المفضال السيد الرشيد
سلام عليك ورحمة الله. وبعد فأرجو التكرم بالإجابة على المسائل الآتية على صفحات منار
الإسلام ولك الفضل والشكر وهي:
ما رأيكم فيما زعمه العلامة ابن تيمية في رسالته العقيدة الحموية من أن الله فوق العرش، وما رأيكم في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي استدل بها على ذلك نرجو الجواب بإسهاب
...
هذا واقبلوا فائق تحياتنا
أبو هاشم قريط
الجواب
صفات الله وتنزيهه ومذهب السلف في ذلك
أما الجواب عن السؤال الأول فرأينا وقولنا واعتقادنا هو ما كان عليه سلفنا الصالح من وصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما أَوَّلَ أكثر الخلف الآيات والأحاديث في مثل هذه المسألة هربًا من لوازمها التي هي لوازم الأجسام فقالوا:
إذا قلنا:
إنه تعالى مستوٍ على العرش، أو فوق عباده أو في السماء كما ورد، لزم من ذلك أنه جسم محدود له طول وعرض، وأنه متحيز تحصره الجهات، وكل هذا محال على الله تعالى بالبرهان العقلي. وظنوا أن وصفه بالعلم والإرادة والقدرة وغيرها من صفات المعاني التي يذكرونها في كتبهم الكلامية لا يستلزم شيئًا من لوازم المخلوقات.
والصواب:
أن جميع الألفاظ التي يوصف بها الخالق عز وجل قد وضعت للمخلوقات وعقيدة التنزيه تنفي مشابهته تعالى لشيء من خلقه، فالمسلم المؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يجمع بين آيات التنزيه وآيات الصفات فيؤمن بالمعنى الشريف الذي وصف الله به نفسه وبالآيات التي نزه بها نفسه عن مشابهة خلقه. قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى: 11) وكل من لفظ السميع والبصير قد وُضع لمعنى له مثل، فنقول: إنه سميع بصير ولكن سمعه وبصره ليس كسمع أحدنا وبصره، بل هو أعلى من ذلك كما يليق بكمال ربنا وتنزيهه وقال تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُواًّ كَبِيراً} (الإسراء: 43) فكلمة (سبحانه) تدل على التنزيه، وكلمة (علوًّا) يلزم منها التشبيه، فنؤمن بكل منهما على أن التنزيه، ينفي اللازم لكلمة التشبيه، فنقول: إن علوه تعالى ليس كعلو سقف البيت على أرضه، بل هو علوّ يليق بكمال ربنا وتنزيهه، ولو لم يطلق عليه سبحانه الكلم الذي استعمله الناس الذين بعث الله رسله لهدايتهم لما أمكن التعبير عن مقام الألوهية بشيء، إذ لا يخاطب الرسل الناس إلا بما يعرفون، ولهذا ذهب بعض المدققين كالغزالي إلى أن لفظ القدرة إذا أطلق على صفة الله تعالى التي بها يوجد ويعدم يكون استعارة إذ لا يوجد في اللغة كلمة تدل على كنه تلك الصفة؛ لأنه معنى لم تلمحه عين أحد من واضعي اللغات فيضعوا له لفظًا يدل على كنهه. ومثل هذا يقال في جميع صفات الله تعالى. فعليك بعقيدة السلف، ولا يصدنك عنها شقشقة مقلدة الخلف، وإن غالى بعضهم فتجرأ على تكفير كل مؤمن بالقرآن، ويدعي أنه ينصر بذلك الإسلام ويقيم دعائم الإيمان، الذي اعتمد فيه على نظريات فلسفة اليونان، على أنه يذكر اسم الجلالة فيقرنه بكلمة (تعالى) وهي من الكلمات الموهمة فما له يجيز بعض هذا الكلم ويحرم بعضه بالهوى؟(/)
دورة علمية منهجية في التيسير وتطبيق النصوص للشيخ المنجد
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 10:15]ـ
منهاج السلف
دورة علمية للشيخ
محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى
قواعد في: (التيسير، اختلاف العلماء، تطبيق النصوص، الاستنباط والاستدلال) من خلال
www.islammedia.ws و www.liveislam.net
ابتداء من الاثنين 10شعبان 1429هـ ولمدة 9 أيام - الزمان: 9:30 وحتى 10:30 مساء بتوقيت مكة المكرمة
مع إتاحة وقت للأسئلة
ملاحظة: الدورة تبث عبر الانترنت فقط من خلال الموقعين المذكورين، وغرفة الشيخ الخاصة في البالتوك
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 10:34]ـ
سبق الإعلان عنها؛ فبارك الله فيك، وجزاك خيرًا على مشاركتك الطيبة التي لم تخلو من فائدة
وجائت في البث الإسلامي بعنوان:
منهج السلف في الاستدلال والتلقي
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=134748#post13 4748
أو
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=9347&action=listen&sid=
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 10:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ما وراء الحرب الروسية الجورجية - حامد عبدالله العلي
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 11:10]ـ
ما وراء الحرب الروسية الجورجية
حامد عبدالله العلي
،
"هذا عدوان روسي مكشوف جداً .. ونحن في وضع الدفاع عن النفس ضد جار كبير وقوي، ونحن بلد يقل عدد سكانه عن خمسة ملايين وطبعاً قواتنا لا تقارن” (بالقوات الروسية)، واعتبر ساكاشفيلي انه “إذا لم يعاقبوا (الروس) على ما يحصل في جورجيا، فإن العالم أجمع سيواجه مشاكل "
هكذا صرخ الرئيس الجورجي ساكاشفيلي على قناة أمريكية يستنجد، وبالمقابل جاءه الرد الأمريكي بأن أعلن مسؤولون كبار في البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية)، أن القوات العسكرية الأمريكية المنتشرة في جورجيا، لا دخل لها إطلاقا في النزاع الجاري بين جورجيا وروسيا!
ولاريب أنَّ أمريكا لم تعد في حالة قادرة على الدفاع عن جورجيا، وهي غارقة في مستنقع أطماعها في بحيرة النفط الخليجية.
الحرب التي تدور اليوم رحاها بعنف بين روسيا وجورجيا، هي في الحقيقة، حرب بين الغرب وروسيا، وبهذا تردّ روسيا على أطماع أمريكا التي وصلت إلى حدودها، وحطّت رحالها في جمهوريات تكتسب أهميتها في نظر الغرب بكونها تحتوي على النفط، أو واقعة في طريق أنابيبه، فحسب.
كما أن روسيا أيضا تنتقم بسبب ما فعله الغرب في تركتها في وسط أوربا، عندما كَنَس الغرب بقيادة أمريكا، ما تبقى من مخلفات الإتحاد السوفيتي فيما كان يسمى يوغسلافيا السابقة، واتخذت أمريكا من القرارات الدولية غطاء لتحجيم صربيا الأرثوذكسية، والقضاء على النفوذ الروسي.
ولهذا السبب فقط، دافع الغرب عن مسلمي البوسنة والهرسك تلك الأيام، وغض الغرب بقيادة أمريكا الطرف، عن الجهاد الإسلامي هناك، فقد كان المجاهدون المواجهون لأطماع صربيا الموالية لروسيا في التسعينات، كالمستكلمين لدور الجهاد الإسلامي الذي واجه أطماع الإتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان في الثمانيات.
فأولئك استطاعوا بعون الله إنزال هزيمة ساحقة بالإتحاد السوفيتي فيما أدى إلى تفكّكه، وهؤلاء قاتلوا ما تبقى من نفوذ روسيا في وسط أوربا، ذلك النفوذ الذي بقى شوكة في خاصرة حلف الناتو، فقرر إنهاء كل ما له علاقة بروسيا في أوربا كله.
ولاريب أنه لو كان ثمة مسلمون في جورجيا يقاتلون روسيا هذه الساعة، لأصبح جهادهم مشروعا، ولغدا التبرع لهم عملا صالحا، ونصرتهم قربة إلى الله تعالى!
كانت جورجيا عبر التاريخ، مملكة نصرانية يتنازعها الصفيون، والعثمانيون، حتى ضمتها روسيا عام 1801، وبعد إعلان استقلالها عام 1918، احتل الجيش الأحمر جورجيا عام 1921 ثم باتت جزءا من الاتحاد السوفيتي.
ومنذ الاستقلال في 1991، انشقت عنها منطقتا أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا، وطالبتا بالانضمام إلى روسيا وباتتا دولتين مستقلتين بحكم الامر الواقع، وتتهم جورجيا القوات الروسية بدعمهما.
،
وفي تموز/يوليو 2006 تم تدشين أنبوب النفط "بي تي سي"، باكو تبيليسي جيهان، الذي يربط اذربيجان بتركيا عبر جورجيا.
،
ومع أن جورجيا أصبحت عضوا في مجلس أوروبا منذ اغسطس 1999، وتتطلع للإنضمام للاتحاد الاوروبي، ولحلف شمال الاطلسي، وثمة اتفاقات شراكة وتعاون وقعت مع الاتحاد الاوروبي عام،1996 ودخلت حيز التطبيق في تموز/يوليو 1999
،
غير أنها لاتزال نسبة الفقر كبيرة، والعدالة الإجتماعية معدومة، ولهذا أصيب الناس الذي ظنوا أن اندفاعهم نحو الغرب سيفتح لهم أبواب النعيم، أصيبوا بخيبة أمل كبيرة.
،
في مايو عام 2006م، كتبت "نيويورك تايمز" مقالا جاء فيه: "إن طعن روسيا ومغازلة جيرانها اللاديمقراطيين في الوقت ذاته، يربك رسالة أمريكا، خاصة وأن ذلك يتم على يد نائب رئيس عُرف بارتباطاته بمصالح النفط".
،
وكان هذا تعليقها على زيارة لتشيني إلى ليتوانيا، ألقى فيها كلمة أمام مؤتمر لقادة من دول البلطيق، والبحر الأسود، تحرش في تلك الكلمة بروسيا، وأشار إلى أن الغرب يهمين على ما حولها، فعدَّه العديدون تأريخاً لحرب باردة جديدة بين روسيا وأمريكا.
،
ولاشك أن الحرب عادت من جديد، ولكنها حرب نفطية بإمتياز.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سجلت فيها أمريكا أكبر جولة نصر على روسيا، في ديسمبر 2001،بإحتلالها أفغانستان، ولهذا أعلن الرئيس بوش انسحاب أمريكا بشكل مُنفرد من معاهدة حظر الدفاع ضد الصواريخ (أي. بي. ام)، فور إحتلاله أفغانستان.
،
وقد بدا بوتين حزينا، ومصدوما، بعد هذا الإعلان، ولم يكن يدرك بعد، أن ما سيصيبه من الغمّ، والخوف أكبر بكثير، عندما يعلم أن سبب الألغاء هو أن الدرع الدفاعي الصاروخي، الذي يتطلب بناؤه إلغاء تلك المعاهدة، سيكون أكبر تهديد لروسيا، فهو برنامج هجومي بطبيعته، وسيسمح لأمريكا بتوجيه الضربة الأولى لروسيا، والصين، وهي في أمن تام من ضربة مضادة، كما اعترف بذلك البروفسور الأمريكي كير ليبر.
،
وفي أوائل 2002، أعلن بوش أنه سيرسل فرقة القبعات الخضر الأمريكية الشهيرة إلى جمهورية جورجيا لمقاتلة عناصر القاعدة في مقاطعة بانكيسي جورج، غير أن الهدف الحقيقي لهذه الفرقة، كان تدريب جيش جورجي قوي موال لواشنطن لضمان أمن خط أنابيب نفط، مقرر إنشاؤه في بحر قزوين يمر عبر جنوب جورجيا في طريقه إلى تركيا، وذلك بهدف تجنب المرور من روسيا.
،
كان تشيني وهو يضع اللّمسات الأخيرة على إستراتيجية السيطرة الأمريكية على كل نفط العالم، والتي وضعت ملامحها الأولى في أوائل التسعينات، قد أعلن عام 1998، حين كان مديراً في شركة هاليبورتون: "ليس هناك منطقة أصبحت فجأة مهمة في عصرنا كما الأمر مع منطقة بحر قزوين".
،
إنها إذن الحرب النفطية الباردة، انقلبت فجأة إلى ساخنة، واشتعلت في صراع جديد في منطقة نفطية حساسة، سيكون له تداعيات خطيرة على منطقة القوقاز بأسرها.
،
ولسنا كارهين لهذه الحرب، ولا لكلّ قوة تمنع تفرد أمريكا بالسيطرة على العالم، فدعوها تلقى جزاء بغيها، وذروها ترى عاقبة عدوانها.
،
غير أننا نسأل الله تعالى أن يجعل عاقبة كلّ حرب، خيرا على مسلمي تلك البقاع، وعلى أمتنا الإسلامية في العالم بأسره، وأن يورث هذه الأمّة أمراً رشيداً، يعزُّ الله في شأنها، ويعلي رايتها، ويوحد كلمتها آمين.
ـ[الوليد مسلم]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الكريم بارك الله فيك لا مشاحة في التحليل الذي ذهبت إليه فالواقع يحتمله ويحتمل تحليلات إضافية معه.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 03:27]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ حامد العلي
ـ[ولد برق]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 01:39]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ حامد العلي
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 03:25]ـ
ولاريب أنه لو كان ثمة مسلمون في جورجيا يقاتلون روسيا هذه الساعة، لأصبح جهادهم مشروعا، ولغدا التبرع لهم عملا صالحا، ونصرتهم قربة إلى الله تعالى!
.
كلام من ذهب، وأزيد:
ولكانت أمريكا والغرب ومن يدور في فلكهم قد أسموهم بالمقاومة المشروعة ضد الهيمنة الإستعمارية الروسية ...
ـ[شيشاني]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 04:34]ـ
ولاريب أنه لو كان ثمة مسلمون في جورجيا يقاتلون روسيا هذه الساعة، لأصبح جهادهم مشروعا، ولغدا التبرع لهم عملا صالحا، ونصرتهم قربة إلى الله تعالى!
السلام عليكم ورحمة الله!
هل هذه الجملة المقتبسة تقرير إنشائي لحكم المسألة لو وقعت، أم أنه عطف على الفتاوى المتغيرة؟
بمعنى هل الشيخ يقرر ذلك أم يريد بهذا الكلام غير معناه الظاهر؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 05:12]ـ
ولاريب أنه لو كان ثمة مسلمون في جورجيا يقاتلون روسيا هذه الساعة، لأصبح جهادهم مشروعا، ولغدا التبرع لهم عملا صالحا، ونصرتهم قربة إلى الله تعالى!
السلام عليكم ورحمة الله!
هل هذه الجملة المقتبسة تقرير إنشائي لحكم المسألة لو وقعت، أم أنه عطف على الفتاوى المتغيرة؟
بمعنى هل الشيخ يقرر ذلك أم يريد بهذا الكلام غير معناه الظاهر؟
أخي الكريم:
المعنى واضح، فالشيخ يقرر حالة عالمية وليس حكما، فقتال الأفغان ضد الروس كان يقال عنه مقاومة وجهاد، فلما سقط الإتحاد السوفييتي وتصالح الغرب صار الجهاد والمقاومة تمردا وإرهابا، فلو كان في جورجيا مسلمون يقاتلون الروس لأطلق عليهم الإعلام مجاهدين مقاومتهم مشروعة، فإذا اصطلح الروس مع الغرب حولوا المقاومة إلى إرهابيين ومفسدين في الأرض، وفي هذا إشارة إلى أن أمريكا بيدها حق إطلاق المسميات على من تريد حسب مصالحها ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 06:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
.وبارك الله في الشيخ حامد العلي(/)
من أراد التحاكم إلى غير حكم الله ورسوله
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 12:29]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
من أراد التحاكم إلى غير حكم الله ورسوله فإنه مشرك غير مسلم ولا مؤمن
قال تعالى:"ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا"
وبهذه الآية يعرف الموحد المتبع كثيرا من نواقض الإسلام والإيمان, لأن الله نبه بالأدنى على الأعلى وذلك من حكمة الله في شرحه وتبيانه, فالذي أراد التحاكم إلى غير حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد آمن بالطاغوت وكفر بالله, فكيف بمن حكم غير كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وكيف بمن رضي بحكم الطاغوت, وكيف بمن أثنى عليه, وكيف بمن وصفه بالعدل والصلاح, وكيف بمن سب الله ورسوله, وكيف بمن استهزأ بالدين وكيف بمن أقسم بالله على احترام حكم الطاغوت, وكيف بمن عبد غير الله, وكيف بمن تحاكم إلى الطاغوت وغير ذلك مما هو أولى من كفر من أراد مجرد التحاكم إلى الطاغوت ولم يتحاكم إليه, فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 05:25]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على ما تفضلت به .. ولكن هذه الآية فيها تفصيل طويل ذكرته في مباحثي في التحاكم.
ولكنني أسألك سؤالاً حتى تعلم المقصود من كل ذلك.
هل طاعة الطاغوت عبادة له؟ .. وإن كان كذلك، هل ترى أن كل طاعة له كفر؟ .. وإن لم يكن كذلك، فلماذا جعلت الطاعة نوعين، منها ما يكون كفراً ومنها ما لا يكون كذلك، وجعلت التحاكم نوعاً واحداً؟ مع أن الله - تعالى - جعل التحاكم فرعاً عن الطاعة .. والطاعة هي الأصل، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].
يُفهم من هذه الآية أن طاعة الله ورسوله هي الأصل، وأن التحاكم لا يُلجأ إليه إلا عند الاختلاف في الطاعة، وهو فرع. لذلك قال السعدي في تفسيره:
ومثل ذلك قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} يفهم منها أن ما لم يتنازعوا فيه بل اتفقوا عليه أنهم غير مأمورين برده إلى الكتاب والسنة، وذلك لا يكون إلا موافقاً للكتاب والسنة، فلا يكون مخالفاً.
فالتحاكم فرع عن الطاعة ..
والصواب في ذلك كله، أنه كما أن الطاعة تشتمل على نوعي العبادة، الصغرى والكبرى .. فكذلك التحاكم ..
هذا، والله أعلم
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 12:16]ـ
الصراط المستقيم جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم
كلام قليل و لكنه كاف لمن يسر الله له الخير و ابعد عنه الشرك
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 12:24]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على ما تفضلت به .. ولكن هذه الآية فيها تفصيل طويل ذكرته في مباحثي في التحاكم.
ولكنني أسألك سؤالاً حتى تعلم المقصود من كل ذلك.
هل طاعة الطاغوت عبادة له؟ .. وإن كان كذلك، هل ترى أن كل طاعة له كفر؟ .. وإن لم يكن كذلك، فلماذا جعلت الطاعة نوعين، منها ما يكون كفراً ومنها ما لا يكون كذلك، وجعلت التحاكم نوعاً واحداً؟ مع أن الله - تعالى - جعل التحاكم فرعاً عن الطاعة .. والطاعة هي الأصل، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].
يُفهم من هذه الآية أن طاعة الله ورسوله هي الأصل، وأن التحاكم لا يُلجأ إليه إلا عند الاختلاف في الطاعة، وهو فرع. لذلك قال السعدي في تفسيره:
فالتحاكم فرع عن الطاعة ..
والصواب في ذلك كله، أنه كما أن الطاعة تشتمل على نوعي العبادة، الصغرى والكبرى .. فكذلك التحاكم ..
هذا، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
اخونا ابو شعيب جزاك الله خيرا و لكن ان كان التحاكم فرعا عن الطاعة و الطاعة نوعان منها ما هو كفر و منها دون ذلك فبأي دليل جعلتم التحاكم الذي هو فرع عن الطاعة أيضا نوعان؟
فلما لا يكون هذا الفرع يندرج تحت النوع الاول فقط دون الثاني كما تدل على ذلك اية التحاكم؟
بمعنى اوضح
طاعة الطاغوت في المعصية منها ماهو كفر و منها ماليس كفر وقد جعل الله عز وجل من بين الصنف الاول ((يعني الذي هو كفر)) التحاكم لغير شرع الله
الا يمكن بهذا ان يكون التحاكم فرع عن الطاعة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 03:24]ـ
وإياك أخي الكريم.
الجواب هو في كلامك .. لو كان التحاكم فرعاً عن الطاعة .. فإن الفرع يأخذ حكم الأصل .. فالقاعدة الشرعية تقول: (الفرع تابع لأصله).
وقد ذكرت أيضاً أن التحاكم هو ذريعة إلى الطاعة .. ليس مطلوباً لذاته، بل لغايته، وهو الطاعة .. والقاعدة الشرعية في ذلك تقول: (الوسائل تأخذ حكم المقاصد).
والتصور الذي نشأ في عقول العلماء وحدا بهم إلى عدم القول بتكفير من أطاع غير الله في معصيته، هو نفسه الذي يُقال في التحاكم إلى الطاغوت .. سواء بسواء.
فكما أنهم تصوروا أن الرجل الذي يطيع غير الله في معصيته إنما هو كالذي يطيع هواه .. وقد دلت النصوص على أنه لا يكفر .. فهذا التصور قائم أيضاً في الذي يتحاكم إلى غير كتاب الله تعالى، وهو يعلم أنه على باطل، وأن حكم الله أعدل.
وأسألك سؤالاً في هذا المقام .. لماذا كان التحاكم إلى الطاغوت كفراً؟؟ ما العلة في ذلك؟ وما وجه العبادة فيه؟
وعندي في هذا المقام أدلة .. منها فعل يوسف - عليه السلام - وهو في السجن .. حيث سعى في إظهار براءته أمام الطاغوت حتى يخرج من السجن بموجب هذه البراءة ..
وفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما دعا اليهود إلى التوراة عندما ادعوا أن إبراهيم - عليه السلام - يهودي .. فقال لهم: (التوراة بيني وبينكم) ..
لعلك تقرأ هذا الحوار بيني وبين أحد الإخوة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16140
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:08]ـ
قبل ان اجيب على اسئلتك واقرا الحوار اريد مثالا واقعيا يكون فيه التحاكم الى الطاغوت ليس كفرا
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:59]ـ
اجيب عن اسئلتك لاحقا و اسمح لي ان اسالك و انت اجب عن السؤال متى شئت
السجود لغير الله طاعة للشيطان و عبادة له (في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم) فالسجود في شريعة احمد فرع عن العبادة فهو فرع عن الطاعة
فهل هناك في شرعنا سجود يكون دون الكفر و الشرك؟
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 07:28]ـ
وأنتم من أهل الجزاء إخوتي الكرام وأشكر لكم مروركم وردودكم حول هذا الموضوع وبعد:
التحاكم إلى الطاغوت أي طلب حكم الطاغوت شرك أكبر, ليس فيه أصغر و أكبر لأن طلب حكم الطاغوت هو جعل الطاغوت يستحق أن يكون حكما بين الناس, و هذه هي حقيقة الشرك الأكبر فالحكم لا يكون إلا لله تعالى, فمن جعل أحد غير الله يستحق أن يكون حكما بين الناس وقع في الشرك الأكبر {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء60
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} الكهف26
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يوسف40
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} يوسف67
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن جعل لله شريك في الحكم القدري كأن يجعل غير الله يتصرف في هذا الكون مشرك كذلك, و من جعل لله شريك في حكمه الشرعي فجعل حكم غير الله كحكمه مشرك, و من نصب نفسه متصرفا مع الله في التدبير و الرزق طاغوت كذلك, من جعل نفسه مشرعا مع الله في الحكم و التشريع طاغوت, لأن صفات الربوبية الخلق و الرزق و التدبير و الأمر و النهي {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} الأعراف54
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} الأنعام114
عند التنازع وجب التحاكم إلى حكم الله فمن طلب التحاكم إلى غير حكم الله فقد طلب حكم الطاغوت فهذا لم يكفر بالطاغوت بل عبده من دون الله فلا يكون مؤمنا بالله و لا باليوم الآخر
والطاعة الطاغوت على قسمين: شركية و محرمة فجعل لله ند في العبادة و الطاعة و الحكم شرك ,فمن طلب معبود او حكم او مطاع غير الله فهو مشرك, و من كان مطيعا لله تعالى و لم يقع في الشرك لكنه وقع في الحرام لا يكون مشركأ.
لذا هناك حكم بغير ما أنزل فرع عن المحرم ,و هو من كان أصله الحكم بما أنزل الله لكنه حكم بغير ما أنزل الله في الأحكام المعينة, فهذا كفره دون كفر أما من يجعل أصل الحكم لغير الله فهذا مشرك, و الذي لا يكفر الذي لا يغير حكم الله لكنه جاءته قضية معينة فطعن في الشهود مثلا ليغير الحكم الشرعي المطابق لهذا الحكم إلى حكم آخر شرعي كمن يطعن في الشهود في الزنا بعد إحصان فهذا لا يكفر, لكن لو ثبت عنده الزنا بعد إحصان و أقر بصحة هذا لكنه قال أنا سأحكم عليه بالسجن فهذا مبدل لحكم الله و هذا هو طاغوت الحكم ,و التحاكم ليست ذرائع إنما هي صور للطاعة و ليست فروع له به هي نفسها الطاعة, لأن أصل الحكم هو الأمر و النهي, و الطاعة هي الأمر و النهي و لكن الصورة تحتلف من حال إلى حال بل لو قلنا أن الحكم هو أصل الطاعة لكان صحيحا, لأن كل من اعتقد أمرا أو قاله فهو حكم في هذه المسألة فالحكم تدخل فيه الطاعة, فالقاضي و المفتي و السلطان و كل من حكم في أمر فهو حاكم.
فالتحاكم نوعين نوع مخرج من الملة و هو جعل الحكم لغير الله, و نوع غير مخرج من الملة و هو جعل الحكم لله تعالى و لكن الحكم على قضية معينة بحكم شرعي خلاف الحكم الشرعي الذي يجب أن ينزل على هذه القضية, لكن لو جعل الحكم فيها حكم مبدل كأن يجعل حد السارق الذي ثبت عنده سرقته من غير حرز ما يستحق به قطع اليد جعل حكمه السجن أو الغرامة فهذا طاغوت, لأنه نصب نفسه مشرع من دون الله و لو كان تبديله في حكم واحد.
و هذه المسألة هي التي يجهلها أكثر الناس اليوم فإنهم يجعلون من بدل جميع حكم الله مسلم, و من بدل حكم واحد مسلم, و من حكم بالقضية المعينة مسلم و الفرق واضح لمن علم أصل دين الإسلام ,و هذه الحالات تختلف فمن بدل جميع حكم الله و جعل الحكم كله لغير الله فهذا كفره من جنس كفر فرعون و هذا أعظم الكفر.
و من كان يحكم بما أنزل الله لكنه بدل حكم واحد فإن كان الحكم المبدل من المعلوم ضرورة من دين الله, و هذا الحاكم مثله لا يجهل هذا الحكم فهو كافر, فإن كانت المسألة خفية لا يكفر إلا بعد قيام الحجة و كشف الشبهة ,أما إن كان تبديله يناقض أصل دين الإسلام كمن يجيز الشرك و عبادة غير الله فهذا لم يحقق الإسلام فهو ليس بمسلم, آما إن كان تبديله في القضية المعينة و إنما جعل هذه القضية المعينة لها حكم شرعي آخر فهذا كفره دون كفر.
?
و أصل هذه المسألة معرفة ربوبية الله تعالى و أن الأمر و النهي و هو الحكم لا يكون إلا لله تعالى فمن لم يعرف هذه الحقيقة تجده يحكم على من جعل الأمر و النهي بغير الله مسلم, أما من علم هذه الحقيقة فإنه لا يتوقف في الحكم على كل من نازع الله في حكمه بأنه طاغوت و أن من رضي بحكمه مشرك.
فالحكم من خصائص الله كما أن الرزق و الخلق و التدبير من خصائص الله, فمن جعل الرزق و التدبير و الخلق لغير الله مشرك و من نازع الله في خلقه أو رزقه أو تصرفه و تدبيره للكون طاغوت.
فلو أن احدهم قال أن الله لا يملك هذا الكون و أن هناك مخلوق آخر يملك هذا الكون لكان مشركا ,و من قال بأنه يملك بعض هذا الكون مع الله لكان طاغوتا ,كذلك من جعل الأمر و النهي في هذا الكون لغير الله للدساتير و القوانين و التحاكم إليها و الحكم بها مشرك, لأنه جعل لله شريك في الحكم و من نصب نفسه حكما بين الناس من غير رجوع لحكم الله تعالى طاغوت.
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} سبأ22 فمن لا يملك ذرة في السموات و لا في الأرض و ليس له شركة مع الله و الله تعالى غني عنه, فلم يريد أن يشارك الله في ملكه فيطلب منهم أن يعبدوه من دون الله أو يطيعونه و يتحاكمون إليه من دون الله فخلق الله و ملكه لا يؤخذون الأمر و النهي إلا منه لأن الطاعة له دون الناس, بل المخلوقات جميعا يجب عليهم أن يطيعوا الله فمن نازع الله تعالى فأمر الناس بطاعته من غير رجوع إلى حكم الله فقد نازع الله في ملكه, فنقول له هل أنتم خلقتهم و تملكهم؟ فإن قال لا أملكهم و لم أخلقهم قيل إذا هل الأمر و النهي منك أم من الله فإن قال مني قيل هل الله تعالى ترك خلقه و ملكه و لم يامرهم بما ينفعهم في دنياهم و آخرتهم فإن قالوا لم ينزل عليهم شئ ظهر لنا حقيقة أمره و إن قال أن الله أنزل الكتاب قيل إذا لم تترك كتب الله الذي خلقهم و ملكهم و تحكم بحكمك أنت و أنت لم تخلقهم و تملكهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:24]ـ
السلام عليكم،
الأخ (البحث العلمي)،
مثاله: رجل سرق مالاً لك، أو اغتصب أرضك .. ذهبت إلى المحكمة تثبت للقاضي أن هذه الأرض أرضك، أو المال مالك .. بالأوراق الثبوتية وبالشهود .. فاستدعى القاضي السارق وتأكد من صحة كلامك وزيف كلامه، فردّ أرضك عليك.
--------
أما عن السجود لغير الله .. فهو يتضمن الشركين، الأكبر والأصغر .. بحسب حال الساجد لغير الله.
========
الأخ (الصراط المستقيم)،
تقول:
التحاكم إلى الطاغوت أي طلب حكم الطاغوت شرك أكبر, ليس فيه أصغر و أكبر لأن طلب حكم الطاغوت هو جعل الطاغوت يستحق أن يكون حكما بين الناس, و هذه هي حقيقة الشرك الأكبر فالحكم لا يكون إلا لله تعالى, فمن جعل أحد غير الله يستحق أن يكون حكما بين الناس وقع في الشرك الأكبر
ومن أطاع الطاغوت؟ .. أليس هو يجعل الطاغوت مستحقاً للطاعة؟ وهذه هي حقيقة الشرك الأكبر .. يقول الله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} .. وهذا أطاع أمر الطاغوت ..
ويقول الله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} .. نزلت في شرك الطاعة.
ويقول الله تعال
ويقول الله تعالى: {قل أطيعو الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} .. والمطيع للطاغوت متول عن حكم الله.
ويقول الله تعالى: {واتبعوا أمر كل جبار عنيد} .. وقال: {فاتبعوا أمر فرعون، وما أمر فرعون برشيد} ..
كل آية في التحاكم يقابلها مثلها في الطاعة ..
فمن أطاع غير الله وتولى عن حكم الله .. كافر .. ولكن في المسألة تفصيل.
وكذا هو الحال في أكثر أحوال الشرك الأكبر.
انظر مثلاً في قول الله تعالى: {إن الحكم إلا لله} .. وقوله: {ولا يشرك في حكمه أحداً} .. ونعلم أنه من حكم في واقعة ما وفق هواه بغير استحلال، مع إقراره أنه على الباطل، فهذا قد وقع في الكفر أو الشرك الأصغر.
وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} .. ونعلم أنه من حكم بهواه في واقعة ما دون استحلال، فقد وقع في الكفر الأصغر.
فهذه النصوص تتضمن الكفر الأكبر والأصغر، بحسب حال المرء.
هذا، والله أعلم
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 07:43]ـ
و التحاكم ليست ذرائع إنما هي صور للطاعة و ليست فروع له به هي نفسها الطاعة, لأن أصل الحكم هو الأمر و النهي, و الطاعة هي الأمر و النهي و لكن الصورة تحتلف من حال إلى حال بل لو قلنا أن الحكم هو أصل الطاعة لكان صحيحا, لأن كل من اعتقد أمرا أو قاله فهو حكم في هذه المسألة فالحكم تدخل فيه الطاعة, فالقاضي و المفتي و السلطان و كل من حكم في أمر فهو حاكم.
الصراط المستقيم جزاكم الله خيرا على التوضيح المهم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 06:23]ـ
لو أن التحاكم صورة من صور الطاعة، لما قرنه الله تعالى بالطاعة كعارض لأصل الأمر وليس أصلاً في حد ذاته.
فقال: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} .. قال ذلك بعد أمره بالطاعة .. فدل هذا على ما قررته سابقاً أن التحاكم إنما هو طارئ وليس أصلاً .. وهذا مفهوم من سياق الآية.
ودليله .. أننا لا يلزمنا التحاكم إن وضح حكم الله تعالى .. إنما التحاكم يكون عند خفاء حكم الله تعالى .. وهذا مفهوم عقلاً ونقلاً ..
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 04/ 409]:
وَأَيْضًا فَالْقَضَاءُ نَوْعَانِ: أَحَدُهُمَا: الْحُكْمُ عِنْدَ تجاحد الْخَصْمَيْنِ، مِثْلُ أَنْ يَدَّعِيَ أَحَدُهُمَا أَمْرًا يُكَذِّبُهُ الْآخَرُ فِيهِ، فَيَحْكُمُ فِيهِ بِالْبَيِّنَةِ وَنَحْوِهَا. وَالثَّانِي: مَا لَا يتجاحدان فِيهِ - يَتَصَادَقَانِ - وَلَكِنْ لَا يَعْلَمَانِ مَا يَسْتَحِقُّ كُلٌّ مِنْهُمَا، كَتَنَازُعِهِمَا فِي قَسْمِ فَرِيضَةٍ، أَوْ فِيمَا يَجِبُ لِكُلِّ مِنْ الزَّوْجَيْنِ عَلَى الْآخَرِ، أَوْ فِيمَا يَسْتَحِقُّهُ كُلٌّ مِنْ الشَّرِيكَيْنِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذَا الْبَابُ هُوَ مِنْ أَبْوَابِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ. فَإِذَا أَفْتَاهُمَا مَنْ يَرْضَيَانِ بِقَوْلِهِ كَفَاهُمَا ذَلِكَ، وَلَمْ يَحْتَاجَا إلَى مَنْ يَحْكُمُ بَيْنَهُمَا، وَإِنَّمَا يَحْتَاجَانِ إلَى حَاكِمٍ عِنْدَ التجاحد، وَذَاكَ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَغْلَبِ مَعَ الْفُجُورِ.
هذا هو التحاكم المكفّر .. أن يتحاكما إلى الطاغوت راضين بشريعته في الحلال والحرام .. ولذلك كان التحاكم كفراً، لأن فيه اتباعاً لشريعة غير الله تعالى.
وأرجو من (الصراط المستقيم) أن يجيب عن أسئلتي المتعلقة بالطاعة .. فكيف يكون أصل العبادة (وهو الطاعة) نوعين، عبادة صغرى وكبرى .. ويكون أحد صوره (على حسب كلام الأخ) نوعاً واحداً؟؟
فإن كان طاعة حكم الطاغوت أو أمره ليس كفراً إلا باستحلال .. فكيف يكون طلب حكم الطاغوت دون استحلال كفراً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 02:07]ـ
أخي"أبو شعيب" بإمكانك الرجوع إلى المشاركة أعلاه فقد حررت الموضوع وحاولت الإجابة على ما تساءلت حوله وأعتقد أن فيها ما يكفي والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:27]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك .. لقد قرأت ما قلت، وكان تحريرك لها غير منضبط.
غاية ما تقوله هو أنه من جعل الحكم لغير الله فهو كافر .. لذلك كان التحاكم إلى غير الله كفراً.
وهذا نفسه يقال فيمن يطيع غير الله .. نقول: من جعل الأمر لغير الله فهو كافر .. لأن الله تعالى يقول: {ألا له الخلق والأمر} .. ولكن العلماء عندهم في ذلك تفصيل معروف، وهو من أطاع غير الله في معصيته وهو يعتقد أنه على باطل، فهو فاسق .. وإن كان يعتقد أنه على الحق فهو كافر.
وقد وقعتم في تناقض لا أدري ما المخرج منه ..
تقول:
التحاكم إلى الطاغوت أي طلب حكم الطاغوت شرك أكبر, ليس فيه أصغر و أكبر لأن طلب حكم الطاغوت هو جعل الطاغوت يستحق أن يكون حكما بين الناس, و هذه هي حقيقة الشرك الأكبر فالحكم لا يكون إلا لله تعالى, فمن جعل أحد غير الله يستحق أن يكون حكما بين الناس وقع في الشرك الأكبر
ثم تقول:
فالتحاكم نوعين نوع مخرج من الملة و هو جعل الحكم لغير الله, و نوع غير مخرج من الملة و هو جعل الحكم لله تعالى و لكن الحكم على قضية معينة بحكم شرعي خلاف الحكم الشرعي الذي يجب أن ينزل على هذه القضية,
وبالمناسبة أخي .. أنا أرى أن الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله وفق القوانين والدساتير الوضعية هو كافر (ولا يعذر بالتأويل) ..
ومن يتحاكم إلى الطاغوت في المسائل التي حددتها الشريعة، كمسائل الميراث والمرابحات التجارية وغيرها، فهو كافر كذلك (ويصح عذره بالتأويل إن كان يتحاكم إلى قانون مستمد أصلاً من شريعة الله تعالى).
ومن يتحاكم إليهم في المسائل المعلومة بالفطرة، والغير مستندة إلى شريعة الله .. كمن يتحاكم إليهم في رد مظلمة اتفقت الفطر والطبائع البشرية عليها .. كمن اشترى منزلاً فاغتصبه غيره منه ظلماً وعدواناً .. فهذا لا يكفر، مع وقوعه في المعصية لجعله للكافرين على المسلمين سبيلاً .. ولا يلجأ إلى ذلك إلا عند الضرورة.
هذا،والله أعلم.
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 06:13]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك .. لقد قرأت ما قلت، وكان تحريرك لها غير منضبط.
غاية ما تقوله هو أنه من جعل الحكم لغير الله فهو كافر .. لذلك كان التحاكم إلى غير الله كفراً.
وهذا نفسه يقال فيمن يطيع غير الله .. نقول: من جعل الأمر لغير الله فهو كافر .. لأن الله تعالى يقول: {ألا له الخلق والأمر} .. ولكن العلماء عندهم في ذلك تفصيل معروف، وهو من أطاع غير الله في معصيته وهو يعتقد أنه على باطل، فهو فاسق .. وإن كان يعتقد أنه على الحق فهو كافر.
وقد وقعتم في تناقض لا أدري ما المخرج منه ..
تقول:
ثم تقول:
وبالمناسبة أخي .. أنا أرى أن الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله وفق القوانين والدساتير الوضعية هو كافر (ولا يعذر بالتأويل) ..
ومن يتحاكم إلى الطاغوت في المسائل التي حددتها الشريعة، كمسائل الميراث والمرابحات التجارية وغيرها، فهو كافر كذلك (ويصح عذره بالتأويل إن كان يتحاكم إلى قانون مستمد أصلاً من شريعة الله تعالى).
ومن يتحاكم إليهم في المسائل المعلومة بالفطرة، والغير مستندة إلى شريعة الله .. كمن يتحاكم إليهم في رد مظلمة اتفقت الفطر والطبائع البشرية عليها .. كمن اشترى منزلاً فاغتصبه غيره منه ظلماً وعدواناً .. فهذا لا يكفر، مع وقوعه في المعصية لجعله للكافرين على المسلمين سبيلاً .. ولا يلجأ إلى ذلك إلا عند الضرورة.
هذا،والله أعلم.
بارك الله فيك أخي "أبو شعيب"
فالتفصيل أخي في جنس التحاكم لا في التحاكم إلى الطاغوت
فالتحاكم ينقسم إلى تحاكم إلى الطاغوت و تحاكم إلى ما أنزل الله و التحاكم إلى ما أنزل الله على قسمين قسم محرم و هو من يظهر التحاكم إلى ما أنزل الله و لكن يريد من القاضي أن يسقط عنه حكم الله في القضية المعينة فهذا محرم و المتحاكم إلى ما أنزل الله يريد حكم الله فهذا واجب
وإظهار التحاكم إلى ما أنزل الله على قسمين من يريد ان يحكم له بما أنزل الله بما يوافق هواه و فيه ظلم لخصمه فهذا محرم و إذا كان يريد أن يحق الحق بينهما و يفصل بينهما بكتاب الله فهذا واجب في صحيح البخاري عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض , وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع منكم , فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه , فإنما أقطع له قطعة من نار يأتي بها يوم القيامة "
الخصمان في هذا الحديث يريدون حكم الله ظاهرا و لكن أحدهم يريد أن يحكم له القاضي حتى لو كان من حق صاحبه و هذا هو التحاكم المحرم كما أن القاضي لو حكم لأحد الخصوم بخلاف الحق و لم يبدل حكم الله فهذا حكم محرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 12:05]ـ
وفيكم بارك الله أخي ..
توضح لي منهجك في ذلك .. وهو التمييز بين التحاكم إلى القانون الوضعي .. والتحاكم إلى الهوى والرغبات.
فسؤالي يكون عندئذ .. هل طاعة القانون الوضعي في الحرام (الذي هو تشريع مناهض لشريعة الله) يعادل الطاعة في الهوى؟ أم في ذلك تفصيل؟
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 03:39]ـ
وفيكم بارك الله أخي ..
توضح لي منهجك في ذلك .. وهو التمييز بين التحاكم إلى القانون الوضعي .. والتحاكم إلى الهوى والرغبات.
فسؤالي يكون عندئذ .. هل طاعة القانون الوضعي في الحرام (الذي هو تشريع مناهض لشريعة الله) يعادل الطاعة في الهوى؟ أم في ذلك تفصيل؟
أخي الكريم "أبو شعيب"
طاعة القانون على قسمين: طاعة شركية و طاعة محرمة
فالطاعة الشركية كذلك على قسمين الأول الطاعة في عبادة غير الله فيما يناقض أصل دين الإسلام, و هو صرف حق الله تعالى لغيره كالسجود و النذر و الذبح لغير الله و الحكم و التحاكم, فهذا من صرفه لغير الله يكون مشركا خارجا من الإسلام. والقسم الثاني لا يكون شركا أكبر إلا باعتقاد صحة قانون ما, و هو الطاعة في الحرام كحرمة الخمر و الربا و الزنا مثلا, فهذا لا يكون شركا أكبر إلا بقبول حكم الطاغوت و العلم بحرمة المحرمات أو بوجوب الواجب, فمن قبل حكم الطاغوت و مثله يجهل هذا لا يكفر إلا بعد قيام الحجة
{وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} الأنعام121
أما الطاعة المحرمة فتكون في فعل المحرمات و ترك الواجبات دون أصل دين الإسلام كحرمة الربا و الزنا و الخمر, فمن اطاع الطاغوت في فعل الحرام أو ترك الواجب مع اعتقاده بخطأه و التزامه لشرع الله و بتحريم الحرام و تحليل الحرام و انقياده لشرع الله فهذا لا يكفر, و هذا يسمى عن أهل السنة و الجماعة الفاسق الملي لأنه وقع في الكبيرة لكنه لم يقع في الشرك و كان على ملة الإسلام.
والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:19]ـ
بارك الله فيك أخي.
أرى أنك جعلت التحاكم للقانون عبادة كالسجود والركوع .. بينما جعلت الطاعة لنفس القانون معصية دون كفر إلا باستحلال.
على هذا يكون المفهوم من ذلك نحو ما يلي:
إن أطعنا الطاغوت وحكمه فلا نكفر إلا باستحلال .. ولكن إن تنازعنا في شيء مما أمرنا به هذا الطاغوت، وتحاكمنا إليه في هذا الأمر .. كفرنا، سواء باستحلال أم بغيره.
مثاله: أمر الطاغوت بعض فسقة المسلمين بشرب الخمر .. وهم أطاعوه للدنيا .. ولكنهم تنازعوا أي نوع من الخمر يأمرهم بشربه، فردّوا المسألة إليه حتى توضح لهم أمره، فشربوا الخمر الذي يريده.
فعليه، يكون طاعتهم له في شرب الخمر ابتداءً معصية لا ترقى إلى الكفر إلا باستحلال .. ولكنهم عندما تحاكموا إليه في نوع الخمر، يكفرون دون استحلال؟
على أي حال .. سؤالي إليك هو .. التحاكم إلى الطاغوت عبادة لمن؟ .. هل هو عبادة للقانون؟ أم عبادة للحاكم الكافر؟
ـ[أبو عمر]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 09:46]ـ
-قال تعالى:- " ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون "
-قال تعالى:- " اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله "
-عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم و في عنقي صليب من ذهب فقال: (يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك) فطرحته فانتهيت اليه و هو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية {اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله} حتى فرغ منها فقلت انا لسنا نعبدهم فقال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه؟) قلت بلى قال: (فتلك عبادتهم).
- قال تعالى:- " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا"
الطاعة في التشريع عبادة ... هذا ما دلت عليه الأدلة ... وأي عبادة لغير الله التي لا تسمى شركا ً .. !!!!!!!
وقد أجمع العلماء سلفاً على كفر الحاكم إذا بدل شرع الله
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:- (والإنسان متى حَلّل الحرام ــ المُجمع عليه ــ أو حرَّم الحلال ــ المجمع عليه ــ أو بدّل الشرع ــ المجمع عليه ــ كان كافراً باتفاق الفقهاء) (مجموع الفتاوى) 3/ 267.
وقال ابن كثير رحمه الله:- (فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كَفَر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كَفَر بإجماع المسلمين. قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) وقال تعالى (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم) (البداية والنهاية) 13/ 119، ضمن أحداث عام 624هـ، عند ترجمته لجنكيز خان.
الياسا:- هو الدستور الذي ووضعه جنكيز خان ويحكم به
-فإذا علمت أن التحاكم عبادة لا تصرف إلا الله
-وإذا علمت أن الحاكم المبدل لشرع الله طاغوت ...
ألا تعلم حينها بأن من تحاكم للطاغوت كفر بالله؟
وأختم كلامي بقول الشيخ سليمان بن سمحان:
" فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها ولو اضطرك وخيرك بين أن تتحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك، لوجب عليك البذل ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:00]ـ
-قال تعالى:- " ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون "
-قال تعالى:- " اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله "
-عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم و في عنقي صليب من ذهب فقال: (يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك) فطرحته فانتهيت اليه و هو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية {اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله} حتى فرغ منها فقلت انا لسنا نعبدهم فقال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه؟) قلت بلى قال: (فتلك عبادتهم).
- قال تعالى:- " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا"
الطاعة في التشريع عبادة ... هذا ما دلت عليه الأدلة ... وأي عبادة لغير الله التي لا تسمى شركا ً .. !!!!!!!
وقد أجمع العلماء سلفاً على كفر الحاكم إذا بدل شرع الله
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:- (والإنسان متى حَلّل الحرام ــ المُجمع عليه ــ أو حرَّم الحلال ــ المجمع عليه ــ أو بدّل الشرع ــ المجمع عليه ــ كان كافراً باتفاق الفقهاء) (مجموع الفتاوى) 3/ 267.
وقال ابن كثير رحمه الله:- (فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كَفَر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كَفَر بإجماع المسلمين. قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) وقال تعالى (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم) (البداية والنهاية) 13/ 119، ضمن أحداث عام 624هـ، عند ترجمته لجنكيز خان.
الياسا:- هو الدستور الذي ووضعه جنكيز خان ويحكم به
-فإذا علمت أن التحاكم عبادة لا تصرف إلا الله
-وإذا علمت أن الحاكم المبدل لشرع الله طاغوت ...
ألا تعلم حينها بأن من تحاكم للطاغوت كفر بالله؟
وأختم كلامي بقول الشيخ سليمان بن سمحان:
" فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها ولو اضطرك وخيرك بين أن تتحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك، لوجب عليك البذل ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت".
بارك الله فيك أخي"أبو عمر" على هذه المشاركة الطيبة
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:43]ـ
وأختم كلامي بقول الشيخ سليمان بن سمحان:
" فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها ولو اضطرك وخيرك بين أن تتحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك، لوجب عليك البذل ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت".
بارك االله فيكم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:43]ـ
السلام عليكم،
وهل نحن نجادل في كفر الحاكم بغير ما أنزل الله؟ .. نحن متفقون على ذلك ..
لكن العجب فيمن يقول: إن طاعة القوانين الوضعية ليست بكفر إلا إن نجمت عن استحلال .. ولكن التنازع والتخاصم إليها كفر دون استحلال ..
يقول الله تعالى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تبعدوا إلا إياه} .. ومقابلها يقول: {ألا له الخلق والأمر}.
ويقول الله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} .. ومقابلها يقول: {واتبعوا أمر كل جبار عنيد}
ويقول الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} .. ومقابلها يقول: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} ..
كل آية تدل على كفر المتحاكم إلى الطاغوت يقابلها آية في كفر المطيع للطاغوت.
ولكن نرى تناقضاً عند الإخوة إذ يقولون: طاعة الطاغوت ليست بكفر إلا باستحلال .. والتحاكم إليه بجميع أحواله كفر، باستحلال أو غيره.
وهذا ما فهمه ابن تيمية - رحمه الله -، فقال في الفتاوى:
والمطاع في معصية اللّه، والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق، سواء كان مقبولاً خبره المخالف لكتاب اللّه، أو مطاعاً أمره المخالف لأمر اللّه؛ هو طاغوت؛ ولهذا سمي من تحوكم إليه، من حاكم بغير كتاب اللّه: طاغوت.
جعل
-فإذا علمت أن التحاكم عبادة لا تصرف إلا الله
-وإذا علمت أن الحاكم المبدل لشرع الله طاغوت ...
ألا تعلم حينها بأن من تحاكم للطاغوت كفر بالله؟
وأعلم أن الطاعة عبادة لا تصرف إلا لله.
وأعلم أنه من ادعى الأمر المطلق لنفسه فهو طاغوت.
وأعلم أنه من أطاع الطاغوت فقد كفر بالله.
ولكن في هذه المسائل تفصيل ..
وما زلت أنتظر الأخ (الصراط المستقيم) ليجيب عن سؤالي.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:45]ـ
والذين يستدلون بكلام الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - .. أريد منهم أن يشرحوا لي فعل يوسف - عليه السلام - مع ملك مصر الطاغوت، وكيف أنه سعى في إظهار براءته أمامه حتى يخرج من السجن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:49]ـ
أخونا ابو شعيب بارك الله فيك هل كان السجود لغير الله في عهد يوسف كفر؟
فكذلك فعل يوسف مع الملك لا يمكن الاستدلال به لان يوسف عليه السلام لم يكن ملزم بشريعة نبينا محمد عليه الصلاة و السلام فلا يمكن اتخاذ فعله دليلا يناقض الادلة الصريحة الصحيحة المحكمة
فلكل جعل الله شرعة و منهاجا
ـ[أبو عمر]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 11:36]ـ
والذين يستدلون بكلام الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - .. أريد منهم أن يشرحوا لي فعل يوسف - عليه السلام - مع ملك مصر الطاغوت، وكيف أنه سعى في إظهار براءته أمامه حتى يخرج من السجن ..
ما العجيب بالاستدلال بقول الشيخ سليمان بن سمحان ..
وعن اي فعل تقصد؟
لكن العجب فيمن يقول: إن طاعة القوانين الوضعية ليست بكفر إلا إن نجمت عن استحلال .. ولكن التنازع والتخاصم إليها كفر دون استحلال ..
دعني أعجب مثلك ممن اشترط الاستحلال بطاعة القوانين الوضعية ..
هناك فرق بين الطاعة في الكفر والطاعة في غيرها
وهناك فرق بين الفعل الذي في أصله كفر
والفعل الذي في أصله حرام
فمن فعل الفعل الذي في أصله كفر .. يكفر بمجرد الفعل ولا يُشترط الاستحلال
والفعل الذي في أصله حرام فاعله لا يكفر الا باستحلاله .. وإن استحله وإن لم يفعله يكفر ..
والتحاكم للقوانين الوضعيه فعل في أصله كفر من فعله استحل أو لم يستحل فهو كافر
أما الطاعة ... يكفر فاعلها إذا كانت في أمر كفري كالتشريع من دون الله كما في حديث عدي ابن حاتم الطائي ..
وإذا كانت في ظلم فهي ظلم
وإذا كانت في محرم فهي حرام
والله أعلم .. فقد قرأت هذه المسألة منذ وان شاء الله إذا وجدت البحث سأطرحه هنا
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 12:17]ـ
بارك الله فيك أخي.
أرى أنك جعلت التحاكم للقانون عبادة كالسجود والركوع .. بينما جعلت الطاعة لنفس القانون معصية دون كفر إلا باستحلال.
على هذا يكون المفهوم من ذلك نحو ما يلي:
إن أطعنا الطاغوت وحكمه فلا نكفر إلا باستحلال .. ولكن إن تنازعنا في شيء مما أمرنا به هذا الطاغوت، وتحاكمنا إليه في هذا الأمر .. كفرنا، سواء باستحلال أم بغيره.
مثاله: أمر الطاغوت بعض فسقة المسلمين بشرب الخمر .. وهم أطاعوه للدنيا .. ولكنهم تنازعوا أي نوع من الخمر يأمرهم بشربه، فردّوا المسألة إليه حتى توضح لهم أمره، فشربوا الخمر الذي يريده.
فعليه، يكون طاعتهم له في شرب الخمر ابتداءً معصية لا ترقى إلى الكفر إلا باستحلال .. ولكنهم عندما تحاكموا إليه في نوع الخمر، يكفرون دون استحلال؟
على أي حال .. سؤالي إليك هو .. التحاكم إلى الطاغوت عبادة لمن؟ .. هل هو عبادة للقانون؟ أم عبادة للحاكم الكافر؟
سأجيبك أخي على سؤالك
الحكم خصوصية من خصوصيات الله تعالى, كالخلق و الرزق و التدبير فمن صرفها لغير الله فهو مشرك, فالذي يطلب حكم الطاغوت هو عابد لمن وضع هذه القوانين, كما أن من تحاكم إلى القرآن إنما هو عابد لله تعالى لا عابد لمن تحاكم إليه, لكن الذي يحكم بما أنزل الله مخبر عن حكم الله كذلك القاضي الذي يحكم بالطاغوت مخبر عن حكم الطاغوت.
فالحكم بما أنزل الله عبادة مأمور بها فلا يجوز للمسلم أن يحكم بغير ما أنزل الله, و لا يجوز له الإعراض عن حكم الله إذا طولب بالتحاكم إليه, و لا يجوز له أن يطلب حكم غير الله.
والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 05:34]ـ
السلام عليكم،
الأخ (البحث العلمي)،
قال الله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}.
وقال تعالى: {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين}.
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد، وأمهاتهم شتى}.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [كتاب النبوات ص 127]:
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من الأمم، كما أخبر الله بنحو ذلك في غير موضع من كتابه، فأخبر عن نوح وإبراهيم وإسرائيل - عليهم السلام - أنهم كانوا مسلمين، وكذلك أتباع موسى وعيسى - عليهما السلام – وغيرهم. والإسلام هو أن يستسلم لله لا لغيره، فيعبد الله ولا يشرك به شيئاً، ويتوكل عليه وحده، ويرجوه ويخافه وحده، ويحب الله المحبة التامة لا يحب مخلوقاً كحبه لله .... فمن استكبر عن عبادة الله لم يكن مسلماً، ومن عبد مع الله غيره لم يكن مسلماً
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى 14/ 470 – 471]:
إن المحرمات منها ما يُقطع بأن الشرع لم يُبح منه شيئاً، لا لضرورة ولا غير ضرورة، كالشرك والفواحش والقول على الله بغير علم والظلم المحض، وهي الأربعة المذكورة في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، فهذه الأشياء محرمة في جميع الشرائع، وبتحريمها بعث الله جميع الرسل، ولم يُبح منها شيئاً قط، ولا في حال من الأحوال، ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية. بل جلس رسول الله يدعو إلى التوحيد في مكة عشر سنين بإجماع أهل السير وغيرهم. وأيضاً كل السور المكية مذكور فيها أصل الإسلام.
وقال أيضاً في [كتاب النبوات ص 430]:
واتفقت الأنبياء على أنهم لا يأمرون بالفواحش، ولا الظلم، ولا الشرك، ولا القول على الله بغير علم
فمسائل الإيمان والكفر اتفقت عليها جميع الأنبياء والرسل .. فلا يمكن أن يقال إن ما كان جائزاً عند من قبلنا هو كفر في ديننا .. هذا باطل، لأن أصل دين الإسلام هو واحد في جميع أديان الله تعالى.
ويكفي رداً عليك أن يوسف - عليه السلام - قال في السجن: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه} .. ثم هو بعدها يجعل الحكم لغير الله؟؟ .. هذا من أفحش القول وأبطله.
فإما أن تقول إنه فعل التحاكم المكفّر الذي يكفر فاعله في شريعتنا .. وإما أن تقول إن هناك نوعاً من التحاكم ليس بكفر في شريعتنا، بغض النظر إن كان حراماً أو مكروهاً .. فنحن ما نتكلم فيه هو الكفر الآن.
------------------
الأخ (ابو عمر) .. تقول:
ما العجيب بالاستدلال بقول الشيخ سليمان بن سمحان ..
وعن اي فعل تقصد؟
نحن نتكلم عن مسألة طلب يوسف - عليه السلام - من الطاغوت استدعاء النسوة وسؤالهن عمّا بدر منهن تجاهه .. وقد أراد أن يتضح الحق للملك وتتبين براءته أمامه، فيخرج من السجن بموجب هذه البراءة .. وهذا ما دلّت عليه الآثار، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: {لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر}، وغير هذا الحديث مما روي عن السلف بمعناه.
فيوسف - عليه السلام - سعى في إظهار براءته (وهو العذر في خروجه) أمام الطاغوت، حتى يخرج بموجب ذلك من السجن.
فهل من يذهب إلى الطاغوت ويثبت بالأدلة والشواهد أن المال ماله، حتى يتبيّن الحق أمام الطاغوت، فيرجع له ماله .. هل من يفعل ذلك يكفر؟ .. فإن كان نعم، فما الحال في قصة يوسف - عليه السلام - وعدم إرادته الخروج من السجن حتى يظهر للطاغوت براءته، فيخرج بموجبها؟
فمن فعل الفعل الذي في أصله كفر .. يكفر بمجرد الفعل ولا يُشترط الاستحلال
والفعل الذي في أصله حرام فاعله لا يكفر الا باستحلاله .. وإن استحله وإن لم يفعله يكفر ..
والتحاكم للقوانين الوضعيه فعل في أصله كفر من فعله استحل أو لم يستحل فهو كافر
أما الطاعة ... يكفر فاعلها إذا كانت في أمر كفري كالتشريع من دون الله كما في حديث عدي ابن حاتم الطائي ..
وإذا كانت في ظلم فهي ظلم
وإذا كانت في محرم فهي حرام
يبدو أنك لم تع سؤالي جيداً .. ولكنني سأضرب لك مثالاً حتى يتوضح الأمر.
في قانون الطاغوت يجب على المرء الدخول في التأمين الاجتماعي، وإلا فإنهم سيضيقون عليه في حياته .. وكما هو معلوم، فالتأمين الاجتماعي حرام .. فطاعة هذا القانون حرام.
ولكن صاحبنا هذا اختلف مع المسؤولين عن التأمين الاجتماعي، فقالوا له إن عليه مستحقات إضافية، فقال لهم لكن القانون نفى هذه المستحقات عليّ .. فاختلفوا، فرجعوا إلى القانون وإلى فقراته، فوجدوا الحق مع الرجل، فدفع لهم المستحقات التي حددها القانون الوضعي.
الآن .. إن هو أطاع الطاغوت ابتداء في قانونه الوضعي لا يكفر عندك .. ما دام أطاعه في الحرام دون استحلال .. ولكنه إن اختلف مع المسؤولين في حقيقة هذا الأمر، ورجع إلى قانون الطاغوت حتى يتبيّن له حقيقة أمره في هذه المسألة (وهذا هو التحاكم) .. هنا يكفر عندك؟؟
أرجو أن تكون إجابتك صريحة.
------------------
الأخ (الصراط المستقيم)،
شكر الله لك أخي.
تقول:
فالذي يطلب حكم الطاغوت هو عابد لمن وضع هذه القوانين, كما أن من تحاكم إلى القرآن إنما هو عابد لله تعالى لا عابد لمن تحاكم إليه, لكن الذي يحكم بما أنزل الله مخبر عن حكم الله كذلك القاضي الذي يحكم بالطاغوت مخبر عن حكم الطاغوت
كلام جميل وسديد .. عندي سؤال أود التأكد من جوابك فيه قبل الشروع في الحوار معك في هذه النقطة.
أفهم من كلامك أنك ترى أن الاعتبار هو في الكتاب الذي يُتحاكم إليه .. وليس في القاضي؟
فلو كان القاضي طاغوتاً (قل أحد رؤوس الصوفية القبورية، أو أحد النواب المشرعين في البرلمان) ويحكم بين الناس بالقرآن والسنة في بعض المسائل، بل ويذكر لك الدليل من القرآن والسنة في المسائل التي نختلف فيها، ثم يبني عليها حكمه .. فالتحاكم إليه ليس بعبادة له، ما دام هو يردّ الحكم في المسألة إلى شريعة الله؟؟
فعليه أفهم ما يلي .. عمل القاضي هو استنباط الحكم من الكتاب الذي يحكم به .. والتحاكم إليه إنما هو عبادة لصاحب هذا الكتاب أو الدستور .. صح؟
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 05:20]ـ
بارك الله فيكم إخوتي "أبو عمر" و"البحث العلمي" و"أبوشعيب"
أجيبك على أسئلتك
أفهم من كلامك أنك ترى أن الاعتبار هو في الكتاب الذي يُتحاكم إليه .. وليس في القاضي؟
كل قاضي لا بد أن يكون عنده حكم يحكم به, فهو إما أن يحكم بما أنزل الله أو لا يحكم بما أنزل الله ليس هناك حكم ثالث, فإن كان القاضي يحكم بحكم الطاغوت فهو رأس من رؤوس الكفر, و يكون طاغوت من جهة أنه من الدعاة إلى الكفر, و الذي شرع حكم الطاغوت طاغوت و القانون كذلك طاغوت, فالطاعة و الإستسلام لحكم القاضي عبادة كطاعة الشيطان في الشرك و كذلك طلب حكم الطاغوتز
فلو كان القاضي طاغوتاً (قل أحد رؤوس الصوفية القبورية، أو أحد النواب المشرعين في البرلمان) ويحكم بين الناس بالقرآن والسنة في بعض المسائل، بل ويذكر لك الدليل من القرآن والسنة في المسائل التي نختلف فيها، ثم يبني عليها حكمه .. فالتحاكم إليه ليس بعبادة له، ما دام هو يردّ الحكم في المسألة إلى شريعة الله؟؟
إذا كان يتحاكم إلى حكم الله و القاضي يحكم بما أنزل الله, و هو يطلب منه حكم الله فهذا ليس تحاكم إلى الطاغوت و ليس طاعة في الشرك, فإن الطاعة المحرمة هي الطاعة في الشرك أو في الحرام ,و إن كان أهل العلم يحرمون التحاكم إلى الكفار لأن من شرط القاضي أن يكون مسلما.
وهناك فرق بين الحكم بما أنزل الله و بين الحكم بالطاغوت, و هناك من ضمن حكم الطاغوت مواد توافق حكم الله, فالحكم بما أنزل الله هو الحكم بين الناس بحكم الله لا بحكم القانون ,أما الحكم بالقانون و من ضمن القانون أحكام توافق شرع الله فهذا حكم الطاغوت لا حكم الله, لأن المهيمن هو حكم الطاغوت و هذه الأحكام تبع لحكم الطاغوت, و لا يحكم بها لأنها من الله و لكن لأن القانون أقرها و وافق عليها.
والله أعلم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 09:03]ـ
للمتابعة(/)
منهج أهل السنة والجماعة 4
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أستكمل ذكر بعض الفوائد حول موضوع منهج أهل السنة والجماعة، حيث ذكرت في مواضيع سابقة:-لماذا ندرس منهج أهل السنة والجماعة؟
-تعريفات مهمة.
-مميزات المنهج الحق.
-الثمرات المترتبة على دراسة العقيدة.
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة.
وبإذن الله سيكون الحديث في هذا الموضوع عن:
-أصول المعرفة والتلقي والإستدلال عند أهل السنة والجماعة.
-النتائج والثمرات الناتجة من هذه الأصول.
_أصول المعرفة والتلقي والإستدلال عند أهل السنة والجماعة:
1.أعظم ميزان عندهم هو تعظيم القرآن والسنة ونصوص الشرع الواردة فيهما، فهذا هو مقتضى الإسلام الذي هو الإستسلام والتسليم لما جاء فيهما والرجوع إليهما،وهذا يكون في جوانب الحياة كلها فأهل السنة إذا: كل ماوافق الكتاب والسنة أثبتوه وكل ماخالفهما أبطلوه، ولايردون شيئا من الأدلة لأهوائهم ومطامعهم.
2.إعتمادهم على السنة الصحيحة متواترة كانت أم آحادا في العقائد والأحكام.
3 - صحة فهم النصوص، والإعتناء بذلك ومن أجل ذلك كان من مميزاتهم في هذا الباب:-الإعتماد على منهج الصحابة في الأخذ من القرآن والسنة لأن الله عز وجل زكاهم في كتابه ولأنهم شهدوا التنزيل وعاصروا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
-معرفة لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
-الإعتناء بعلم أصول الفقه وغيره من العلوم النافعة في هذا الباب.
4.الحرص على جمع النصوص في المسألة الواحدة ومعرفة الحكم الشرعي فيها، وإذا وقع التعارض فإنهم يرجحون ترجيحا صحيحا وفق قواعده،وإن لم يمكن الترجيح ولاالجمع فإنهم يتوقفون ولايقولون على الله بغير علم.
5.يعتنون بمعرفة وفهم ومراعاة مقاصد الشريعة.
6.الكتاب والسنة عندهم اشتملت على أصول الدين، فلامجال لأخذ شيء من أصول الدين من غير الكتاب والسنة، لعدم النقص فيهما. ولامجال للإجتهاد في ذلك.
7.لايقع عندهم نسخ في الأخبار لافي القرآن ولافي السنة، فالأحبار شيء مضى وانتهى لايمكن نسخه.
8.لاتعارض عنده بين القرآن والسنة، وإن حصل تعارض فالخلل من فهم الشخص لامن النصوص. وكذلك لاتعارض عندهم بين النص والعقل والعلم الصحيح.
9.يؤمنون بالمتشابه ويعملون بالمحكم. وظواهر النصوص عندهم مفهومة لدى المخاطبين.
10.إجماع السلف عنده حجة شرعية ملزمة لمن بعدهم.
11.لايقرون قولا ولايقبلون اجتهادا إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة والرد عند التنازع في ذلك إليهما.
12.يبتعدون عن المراء في الدين ويجادلون بالحسنى،وماصح النهي عن الخوض فيه فإنهم يمتثلون ولايخوضون، وهم في ردودهم يمتثلون منهج الوحي في الرد، ولايقابلون البدعة ببدعة، ولاالتفريط بالغلو ولا العكس.
13.لايعارضون الكتاب والسنة بعقل أو رأي أو قياس مبني على هوى نفس لااجتهاد شرعي.
14.الجماعة عندهم هي مناط النجاة في الدنيا والآخرة.
15.يجب الإلتزام بالألفاظ الشرعية والإبتعاد عن الألفاظ الحادثة والمجملة والمحتملة، فما كان حقا أثبتوه بلفظه الشرعي وماكان باطلا ردوه.
16.لايوجبون على العاجز مايجب على القادر في العلم وغيره.
17.الرؤى والفراسة وإن كانت صوابا إلا أنها ليست مصدرا للتلقي والتشريع بل هي مجرد مبشرات.
-النتائج التي تنتج من الإستدلال الصحيح عند أهل السنة والجماعة:
1.تحقيق كمال الدين وتمام النعمة وقيام الحجة.
2.بيان ثبوت العصمة للشارع.
3.التصديق والتعظيم والتسليم والإفتقار لنصوص الكتاب والسنة وعدم رد شيء منها.
4.عصمة علوم أهل السنة والجماعة، فهي بالدليل معصومة.
5.السكوت عما سكت عنه السلف الصالح رحمهم الله.
6.النجاة المحضة موقوفة على متابعة المنهج الحق.
7.شرف الإنتساب للسلف الصالح.
8.تكثير الصواب وتقليل الخطأ.
9.الإستغناء بالكتاب والسنة عما سواهما.
10.الإستدلال هو الطريقة الأعلم والأسلم والأحكم.
11.مخالفة مسائل الأمم الضالة ومناهجهم، بل واجتماع محاسنهم عند أهل الحق
.
12.اليقين والثبات لأهل الحق والإضطراب والشك والضياع لأهل الباطل.
13.عمق العلم وسداد العقل ورجاحة الرأي.
14.قيام المدنية وازدهار الحضارات.
(يُتْبَعُ)
(/)
15.توحيد الصفوف وجمع الكلمة على الكتاب والسنة.
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم،
وسيكون الموضوع القادم حول:-الأصول المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة.
-الأمور التي يقبل فيها الخلاف عندهم.
-مسائل الإجتهاد وموقفهم منها.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:09]ـ
هذه المواضيع السابقة للفائدة والترتيب
منهج أهل السنة والجماعة 1
لماذ ندرس منهج أهل السنة والجماعة؟
1.لأن الله عز وجل لايقبل من العمل إلا ماكان خالصا صوابا ولايتأتى ذلك إلا بالسير على المنهج الحق.
2.كثرة اللبس والتضليل على المنهج الحق من أهل الأهواء والبدع وغيرهم.
3.تخاذل وضعف كثير من أهل الحق عن تطبيقه.
4.لاسبيل إلى الدعوة إلا بهذا المنهج بل تتأكد دراسته حين تعظم الغربة وتكبر البدعة.
5.احتجاج أهل الباطل وشبهاتهم التي تحتاج إلى بيان.
6.كثرة الأخطاء الواقعة في فهم المنهج وتطبيقه ومن أبرزها:
1.اعتبار أقوال الرجال مقياسا للحق، وإنما المقياس الحق هو الكتاب والسنة وماكان عليه الصحابة، وليس قول أحد حجة على الحق وأقوال الرجال يحتج لها لابها، ويتبع ذلك: تقويم الأشخاص والجماعات فنقول هذا ضال وهذا مبتدع أو هذه جماعة ضالة لأن فلان قال فيها كذا دون النظر إلى حجة ودليل القائل، قال شيخ الإسلام رحمه الله:"والمقصود أن من نصب إماما فأوجب إمامته مطلقا إعتقادا أو حالا فقد ضل في ذلك" وقال كذلك:"فقد شابه الرافضة".
2.الخلط في المصطلحات الشرعية مثل: المصلحة فيفعل الحرام ويترك الحلال بحجة المصلحة، ومثلها المفسدة والفتنة والوسطية والعدل والمساواة وغيرها من المصطلحات التي تفسر وفق الأهواء ويترك التفسير الشرعي لها.
3.اعتبار حال بلد أو مجتمع هو الحق وماعداه فهو الباطل ومن ذلك نفي كل فكرة وافدة حتى لو كانت نافعة ولاتخالف المنهج واعتبار أن رفضها من المنهج لأنها وافدة.
4.تعميم اجتهادات آحاد السلف بل وتنزيلها على غير مرادها.
5.جعل المقياس في صحة المنهج كثرة الأتباع،وهذا خطأ بل لم يكن في يوم من الأيام دليلا.
6.الخلط بين المسائل التي يسوغ فيها الخلاف والتي لايسوغ فيها الخلاف والجدل العقيم والتعصب الناتج عن مناقشتها.
منهج أهل السنة والجماعة 2
-تعريفات مهمة:
.معنى أهل السنة والجماعة:
السنة هنا ضد البدعة بينما الجماعة ضد الفرقة وعلى هذا فأهل السنة والجماعة: هم من سار على الطريقة التي سار عليها الصحابة من اتباع السنة والحرص على جماعة المسلمين والحرص على الإتباع وترك الإبتداع، وسموا أهل السنة لتميزهم عن الروافض اللذين طعنوا في الصحابة. وسموا أهل الجماعة لتميزهم عن الخوارج اللذين هم أهل الفرقة.
ومن أسمائهم الثابتة:
(أهل الأثر-أهل الحديث-السلف-الطائفة المنصورة-الفرقة الناجية) فيرجع إلى تعاريفها.
ومنهج أهل السنة والجماعة: هوطريقهم الواضح المستقيم في العقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق والعمل.
وما أكثر من يدعي لنفسه هذا اللقب لكن الميزان الذي نعرف به أهل السنة والجماعة هو الكتاب والسنة ومدى تقيد من يدعي هذا اللقب بهما.
-مميزات المنهج الحق:
1.الربانية فهو من عند الله عز وجل.
2.أنه منهج منجي من النار بدليل حديث الإفتراق.
3.أنه منهج وسطي بين الغلو والجفاء (يرجع إلى الواسطية لابن تيمية)
4.أنه منهج مجمع عليه من القرون المفضلة.
5.أنه منهج سهل ميسر لمن أراد الحق والهدى.
6.أنه منهج عادل لأنه من عند الله.
-الثمرات المترتبة على دراسة العقيدة:
1.ابتعاد المسلم عن الشكوك والأوهام والتضارب.
2.تعظيم نصوص الكتاب والسنة.
3.الإرتباط بالسلف الصالح من القرون المفضلة والإعتزاز بما كانوا عليه من الهدى.
4.إتباع أمر الله بلزوم ماكان عليه السلف الصالح والنجاة من الوعيد الذي ينتج عن ترك منهاجهم.
5.توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم على الحق.
6.تحقق الإخلاص والسلامة في القول والعمل.
7.سلامة الصدر.
8.الإستغناء عن الناس.
9.الحزم والجد وعدم المداهنة في الحق.
منهج أهل السنة والجماعة 3
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج:
1.الإنطلاق من التوحيد: توحيد الله في كل شيء، فهو الذي يقتضي الإيمان بالخالق وماسواه مخلوق، الكامل وماسواه ناقص، المعبود وماسواه عابد خاضع، وأي خلل في هذا يخلط الأمر ومالرافضة والصوفية والعلمانية والإلحادية بخافية علينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
2.لاتعارض عندهم بين العقل والنقل، ولاصراع بين الدين الحق وبين العلم الحديث النافع، ولايمكن تعارض خبر غيبي أو تشريعي مع نظرية علمية صحيحة.
3.الدعوة إلى العلم النافع، وهو قسمان:
-علم شرعي لابد من تعلمه بدليله.
-علم مادي تجريبي وشروط تعلمه (لايعارض الدين وأصوله كالعلم الذي يقود إلى الإلحاد والإباحية فهذا علم مرفوض-النفع للأمة-النية الصالحة في تعلمه)
4.التلازم بين العقيدة والشريعة، وقد انقسم من ضل في هذا الباب إلى قسمين:
-الخوارج: فجعلوا التلازم بينهما يخرج مرتكب الكبيرة من الإيمان، ففساد تعاملهم مع النصوص أدى إلى فساد تعاملهم مع الخلق.
-المرجئة: فصلوا العمل عن الإيمان، وتسلل عن طريقهم العلمانيون الذين يفصلون الدين عن الحياة.
5.التطبيق العملي للعقيدة، فليسوا أصحاب كثرة كلام ولاتنظير وإنما يبينون الحق ويعملون به ويدعون إليه ويصبرون عليه، وأيما علم أو عقيدة لاتؤدي بصاحبها إلى عمل صحيح فإنها عقيدة خلل وزيف:
.ومن أهم ما يميزهم في هذا الباب:
-الربط بين العقيدة والعمل: وارجع إلى مسألة الإيمان وتعريفه عندهم.
-الكفر بالطاغوت: فالكفر به عقيدة إيجابية تؤسس للتوحيد وتدعو إلى الله وتميز بين الحق والباطل، فالكفر بالطاغوت لبيان الحق وهو بداية الدعوة إلى الله.
-قيام المجتمع المسلم على الأخوة والنصرة والموالاة.
-الدعوة بالقدوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6.الوسطية والشمول: فهو منهج وسط كما يققره الشرع وأهله لاكما يقرره الناس بقولهم: كن صاحب طاعة وصاحب معصية، وهو كذلك منهج شامل لكافة جوانب الحياة من عقيدة وشريعة وسلوك وتعامل ودعوة وغيرها، فهومنهج إيجابي والشمول وصف له.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة:
قد مر في النقطة السابقة طرف منها، ومن ملامحهم كذلك:
1.يجمعون الدين علما وعملا ظاهرا وباطنا.
2.هم أهل الجمل الثابتة بالقرآن والسنة والإجماع الملتزمون بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لادين أهل الأهواء والبدع.
3.لايأخذون إلا ماكان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم متبعون لامبتدعون.
4.هم أعلم الناس بكتاب الله تدبرا وعملا به وحفظا له وتفسيرا، وكذلك هم أعلم الناس بالسنة.
5.تختلف اجتهاداتهم تبعا لتفاوت علمهم بالسنة ولكنهم يضبطون ذلك بالحرص على تحري الصواب والوحدة والإئتلاف.
6.ليس لهم إمام يقتدى به إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
7.سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
8.منصفون عادلون يراعون حق الله لاحق النفس أو الحزب أو الطائفة.
9.ليس لهم اسم سوى السنة والإسلام فلا يجتمعون إلا عليها.
10.التوافق في الأفهام والتشابه في المواقف رغم تباعد الأمصار والأعصار وماذلك إلا لأن مصدر التلقي عندهم واحد وهو الكتاب والسنة.
11.البعد عن الخصومات والجدل والمراء في الدين.
12.الصبر على الأذى واحتساب الأجر: وهم بذلك أعظم الناس ثباتا أمام الفتن.
13.البركة في علومهم وأقوالهم وأفعالهم وجهودهم: ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال مالا يناله غيرهم في مدة طويلة.
14.تعظيمهم لعلمائهم وأئمتهم والإعتراف بفضلهم وجهادهم فهم الذين تحيا بهم الأمم في الأزمات.
15.بعدهم عن المطامع الدنيوية فهم أقرب الناس إلى معرفة حقيقة الدنيا.
16.ورعهم في الفتوى والحلال والحرام والقضاء، واجتناب الشبهات،وورعهم عن الوقوع في أعراض الناس إلاماكان نافعا مثل الكلام عن الرجال في علم الحديث وهو أمر انتهى ليس له وجود الآن
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:12]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل ذكر بعض المراجع التي بحثت النقاط السابقة لتتم الفائدة لمن أراد البحث.(/)
للنقاش: هل فتح باب الإجتهاد يضخم (الأنا)؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة المجلس
هذا السؤال طالماً تحرك في عقلي!!
فأحببت أن أطرحه عليكم , لقدحِ الذهن وتشغيل (التلافيف)!
ثم
أكتب لكم ما خرجتُ به.
(هل فتح باب الإجتهاد يضخم " الأنا "؟)
حياكم الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:43]ـ
بالطبع لا ....
بالمقلوب .. "هل غلق باب الاجتهاد يورث التواضع"؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:50]ـ
اخواني بارك الله فيكم ..
أكره عبارة "فتح باب الاجتهاد" هذه، لأنها من اصطناع العقلانيين والعلمانيين من معتزلة زمانن هذا، فالأصل في الدين حرمة التقليد كما هو معلوم! و"باب" الاجتهاد في دين الله لم ولن يغلق ولله الحمد والمنة، ولا يزال في الأمة من هم على العلم بالصواب والحق، وعلى سبيل تحصيل ذلك الحق "سبيل المؤمنين" مهما مر بها من سقطات وعصور اضمحلال علمي وتقليد ذميم وكذا، لأنها لا تجمع على ضلالة أبدا!
بل ان حفظ الاجتهاد هو ضرورة من ضرورات حفظ الدين نفسه، لأنه لو جاء على الأمة زمان - من باب الافتراض والتنزل - عدم فيه المجتهدون وصار جميع المسلمين من أعلمهم الى أجهلهم بدين الله مقلدين عميان، فان الحق سيضيع حتما، وسيتحول دين الله الذي نزل على محمد بن عبد الله وحفظه الصحابة الكرام والتابعون من بعده، الى دين فلان أو فلان من الذين قلدهم المقلدون، وحينئذ يؤول حال الأمة الى ما آل اليه حال اليهود والنصارى من قبلهم! ولهذا كان من حفظ الله للدين الخاتم ألا يزال في أمة محمد طائفة قائمة على الحق - ومنه الاجتهاد بضوابطه - لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم الى يوم القيامة! ولا يضرهم أن تأتي عصور على الأمة يظهر فيها التقليد وأهله الى حد أن تتقاتل طوائف من المسلمين على مذاهب الأئمة رحمهم الله!! كل هذا لا يدل أبدا على أن الاجتهاد زال من الأمة، كلا والله أبدا، ولا يدل على أن له بابا قد أغلقه من أغلقه!!
فالذي يقول "فتح باب الاجتهاد" أنا ألزمه وأقول له: أتدعي أن للاجتهاد بابا قد أغلق في هذه الأمة؟ فان قال نعم، وقد أغلقه العلماء في وجهي، قلت له نعم لأنك أنت لست أهلا للاجتهاد، فادرس وتعلم وحقق في نفسك شروط الأهلية للاجتهاد، تجد أنه يحرم على مثلك حينئذ أن يقلد أصلا، ويجب عليه الاجتهاد!!
ويكثر سماعنا لهذه العبارة في زماننا هذا وهي المطالبة "بفتح باب الاجتهاد" من أولئك الذين لا خلاق لهم لا بكتاب ولا سنة ولا علم ولا يريدون الا توجيه النصوص على هواهم وآرائهم!
فهذه مسألة دقيقة تتعلق بهذه العبارة أحببت أن أنبه اليها، والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:38]ـ
أما سؤال الأخ الكريم:
هل "فتح باب الاجتهاد" يضخم الأنا
فبما أننا قد بينا أنه ليس هناك باب مغلق اسمه باب الاجتهاد حتى ننظر ماذا سيحدث ان فتحناه، يصبح السؤال فاسدا من أساسه!
أما ان كنت تتكلم بقولك "تضخيم الأنا" عن الكبر ووقوعه في النفس، فهو ولا شك مرض ذميم نسأل الله العافية والصيانة منه، وهو يقع في قلوب العلماء والعوام على حد سواء، غير أن وقوعه في قلب عالم هو ولا شك أذم وأخطر بكثير، ويعرضه الى هلكة أشد من العامي، ولا حول ولا قوة الا بالله .. ولكن لا علاقة له بكون العالم مقلدا أو مجتهدا، فتأمل.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:58]ـ
من تسور الاجتهاد وليس من أهله فقد ضخم ذاته وخالجه الغرور.
ومن ترك الاجتهاد وهو من أهله فهو كمن تيمم مع وجود الماء.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 07:02]ـ
اخواني بارك الله فيكم ..
أكره عبارة "فتح باب الاجتهاد" هذه، لأنها من اصطناع العقلانيين والعلمانيين من معتزلة زمانن هذا، فالأصل في الدين حرمة التقليد كما هو معلوم! و"باب" الاجتهاد في دين الله لم ولن يغلق ولله الحمد والمنة.
للأسف أخي الكريم هذا حالهم، يسمون تبديل الدين تجديداً، والابتداع اجتهاداً.
فعلى هذا أنبه - وقد لا يكون هذا من صلب الموضوع - أن الاجتهاد هو في أحكام النوازل أو في التخير والترجيح بين أقوال السلف في غير النوازل.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
من أغلق الإجتهاد حتى يحتاج إلى فتح مرّة أخرى!!
إذا أغلقه متعصبة المذاهب فلا عبرة بهم.
ومن هنا نفهم ما معنى فتح باب الاجتهاد - أي لمن هبّ ودبّ، للمفكرين، والعرانيين، وسفهاء الأحلام.
ففتح باب الاجتهاد للزغاليل يسبب الغرور، وعدم الإعجاب بكلام العلماء، فتجده لا يقنع بكلام واجتهاد السلف، ثم يتشدق باتباع الدليل، والتشكيك في حجية فهم السلف، وهو لمّا يبلغ منزلة (طالب علم) بل تجده يطير حول الحمى، ولا ينشب أن يتركه، فيتتبع المسائل الطبوليات، التي لها شنّة ورنة، فمثل هذا الدّعيّ أحوج إلى التأديب منه إلى طلب العلم.
فبعض المعلِّمين هداهم الله لما يأتي طالب العلم ليتعلم منهم فيبدأ مثلاً في مختصر في الفقه، فيجمع له المعلم الخلاف في المسائل، وكل مسألة يقول "وهذه اختلف فيها العلماء" إلى أن يرسخ في ذهن الطالب أنه ليس شيء هناك متفق عليه، وله الحق في النقاش وإبداء الرأي ومطالعة الآراء الأخرى لأنه هكذا رباه معلمه والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 10:23]ـ
الإجتهاد له شروط يا أخ طالب الإيمان
إذا تحققت في شخص جاز له و إذا لم تتحقق في شخص لم يجز له
راجع شروط الإجتهاد في كتب أصول الفقه
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 07:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل:
رأيتُ ما كُتِبَ في هذه (الجادة).
فلم أستغرب من (الظاهرية الفكرية) عند بعض الإخوة , لذلك أظنهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل - كما يقال عندنا في الطب - أو (التأهيل الفكري)!!
لأن: تاريخ العلوم الإسلامية .. من (علوم القرآن) .. إلى (جزئيات اللغة) لها قصة مؤلمة .. المطالعة في (أبجد العلوم) و (كشاف الظنون).
أقول: هيَ:
ارتبطت بتخلف الأمة الحضاري , الإجتهاد أغلق ... لاشك , أو حتى يفهم (الظاهريون) الذي هم أسوأ من (التفكيكيون) ... : أنّ الأمة أعلنت (استقالة العقل)!!
الإجتهاد ليس فقط في المسائل الفقهية , بل الفقهية والفكرية والحديثية والإيمانية والسلوكية ... حتى السياسية!!
على أنه إلى الآن يوجد من: يفرق بين (الشورى) و (البرلمان) .. مثلاً!!
ونحن: من طبيعتنا الخوف من التفكير في: لماذ؟ و كيف؟ .. , لأننا نخشى النتائج , حتى في (المسلمات) التي تصل إلى درجة التقديس!!
الإجتهاد أغلق ضمناً في عقولنا! , في تفكيرنا!
والسؤال: ليس فاسداً لا من حيث المقدمة ولا من حيث النتائج!
لأن العلماء إلى الآن يبحثون في (التقنين و الإلزام) ... مثلاً!!
كنتُ أتمنى من يقول:
الإجتهاد ماهيّة! و (الأنا) ماهيّة! ولا علاقة بينهما إلا في نفوس (المتكبرين)!!
وإن أردنا: فَهمَ السلف: قلنا: أليس الله - تقدست أسمائه وتعالت صفاته: قال (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) .. أي يتنافسون في (العلم).
يتنافسون في (الإيمان).
يتنافسون في (الأخلاق).
(في السلوك)
(في العبادة)
طيب: جائنا رجل وقال: هذا يستلزم (الحسد) ..
ماذا نقول؟: نقول: لنعلن (انتحار العقل)!!
أليس إلى الآن: علماء الحديث يدورون في (مقدمة ابن الصلاح) شرحاً وتحشيةً وتحشية على الحواشي و و .. حتى قيل هذه (شركة ابن الصلاح).
مع أنه يوجد بوادر خير: الشيخ المحدث: عبد الله السعد - حفظه الله - أرى أنه من المجددين في هذه المسألة .. عندما يتكلم عن (منهج المتقدمين والمتأخرين) و (مسألة العلّة)!!
أليس إلى الآن يوجد من يرى: أن لا (أولويات) و لا (مقاصد) و لا (مصالح) .. ضمناً , وإن لم يعلن بذلك!!
عامة القول:
الخلط ضمناً بين الوحي والتاريخ في المرجعية .. يعتبر مسألة فكرية عويصة , تحتاج إلى حل!!
وحياكم الله
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 01:41]ـ
لا مزيد على كلام الأخ أبي الفداء، فقد أجاد وأفاد-على عادته- بارك الله فيه.
الإجتهاد له شروط يا أخ طالب الإيمان
إذا تحققت في شخص جاز له و إذا لم تتحقق في شخص لم يجز له
راجع شروط الإجتهاد في كتب أصول الفقه
أخي الكريم، شروط الاجتهاد -بذلك التفصيل التعجيزي - لو طبقتها على الأئمة الأعلام المجتهدين كالإمام مالك والإمام أحمد وغيرهم لما صفا لك مجتهد ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 07:35]ـ
الحمد لله وحده
أما بعد، فأخي صاحب الموضوع، قد قرأت تعقيبك الأخير والحق أقول أنه قد راعني فيه خلط كثير كثير ورجم بمصطلحات يحتاج الواحد منها الى كثير من الأخذ والرد والاستفصال منك، بل لو قلنا يحتاج الى مجلد مستقل لكشف شبهته وضبط معناه لما بالغنا، والله المستعان!
كنت أظن أنك استعملت عبارة "اغلاق باب الاجتهاد" في عنوان الموضوع تجوزا، مع كونك لا تدين الله بظلم سلفك الصالح رحمهم الله ورضي عنهم، ولا ترمي الأمة كلها بما غرق فيه فئام منها ولا يزالون غارقين (وان كثروا)!! فتوقعت أن تأتي مشاكرتك التالية ببيان هذا المعنى لنا، ولكن جئت – وا أسفاه - بما هو أبعد عن السبيل وأغرب!
تقول: "فلم أستغرب من (الظاهرية الفكرية) عند بعض الإخوة , لذلك أظنهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل - كما يقال عندنا في الطب - أو (التأهيل الفكري)! "
(يُتْبَعُ)
(/)
فما أشدها وأقذعها من عبارة!! والعجب كل العجب في تلبيسك ثوبها لسائر من ردوا عليك في هذه الصفحة هكذا دون بيان ولا تمييز لوجهها الكذي يمسك في يده بمدفع رشاش لا يدري كيف يعمل، يصوربه في كل اتجاه فلا يدري من يصيب به!! ولو أنك قلت لنا أنتم جهلة، تحتاجون الى تعليم – مثلا – لاحتملنا منك الكلام، ولكن "اعادة التأهيل" الفكري هذه لا يخفى على عليم بلسان العرب أنها تنضوي على تعريض يشبهنا جميعا بالمرضى البلداء المصابين في عقولهم المشلولين الذين يحتاجون الى اعادة تأهيل! ولولا أني احتسبت لله تعالى نية دفع شبهات كلامك الفاسد في مشاركتك هذه، لما التفت الى كلمة مما تقول ولما رددت عليك والله بعد لفظ كهذا، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
أولا قولك "الظاهرية الفكرية" هذا لا أدري من أي كتب "المفكريين الاسلاميين" والمعتزلة الجدد التقطته لترمينا به، ولكنه ليس اصطلاحا لأهل صنعة العلم أصلا ان كنت قد جالستهم وتلقيت عنهم، وحتى وان تكلم به من تكلم من متأخريهم بهذا اللفظ، فأنا أطالبك بحده وتعريفه – عندهم لا عندك، لأنه لا عبرة بشاذ يشذ في استعمال مصطلح اتفق عليه أهله - بصورة واضحة لا مواربة فيها حتى نتبين من أي المشارب أنت وكيف يكون الرد الصحيح عليك!! فأول ما يجب أن يتفق عليه العقلاء – فضلا عمن ينتسبون الى طلب العلم - ان أرادوا تواصلا بالكلام أن يتفقوا على معاني الكلمات والمصطلحات فيما بينهم، ويبينوا مرادهم بتنزيلها على ما نزلوها عليه، والا فان كنت تحسب أنك برميك الكلام هكذا عهنا منفوشا بلا بيان ستلقي الرعب في قلوب اخوانك وتوهمهم بأنهم مساكين "ظاهريون" لا يفقهون بواطن الكلام ودواخله، فأعيذك بالله من كبر نفسك يا أخي الكريم! فالله يقول:
((إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) [غافر: 56]
فان كنت تتصور أننا سنقبل أن تكلمنا بمصطلحات الطب في سياق مدارسة شرعية عن أصول الفقه والاجتهاد وكذا، فلا أظنك ترضى كطبيب أن نناقشك في صنعة الطب بمصطلحات الهندسة!!! فيا أخانا ان كنت ممن لهم علم واطلاع على كتب أصول الفقه فعلى الرحب والسعة وعلى شرط أهل الصنعة في الكلام والاصطلاح! والا فلك في منتديات الأطباء متسع، كلمهم عن اعادة التأهيل هناك ما بدا لك، فلكل صنعة أهلها وعلمها واصطلاحها والمختصون والدارسون فيها، ولا يأتي ظلم الناس لأنفسهم وافسادهم للحق الذي كان معهم الا من كلامهم في غير فنهم وفيما لا يحسنون!! ولو سكت الذين لا يعلمون لسقط نصف الخلاف، والعلم نقطة كثرها الجهلاء!!
أما قولك: "لأن: تاريخ العلوم الإسلامية .. من (علوم القرآن) .. إلى (جزئيات اللغة) لها قصة مؤلمة .. المطالعة في (أبجد العلوم) و (كشاف الظنون)."
فأقول لك اصبر يا أخي على تعلم أصول الصنعة كما تعلمت صنعة الطب، يهدك الله الى أن ترى في تاريخ العلوم الاسلامية نورا وافرا وخيرا كثيرا وأعلاما في كل قرن من قرون الأمة أعطوا ما أعطوا وبذلوا ما بذلوا وجددوا للأمة دينها، فكان ولا يزال يمشي ذلك النور الى جوار التقليد والجهل والابتداع والافساد جنبا الى جنب، من القرون الأولى الى يوم الناس هذا!!
أما ان كنت لا تريد الا أن تتأمل "تاريخ العلوم الاسلامية" على نحو ما وجدته حيث قرأت عنه، فهذا شأنك ولا يعنينا، وليس لك أن تخرج منه بحكم عام لازمه تضليل قرون كاملة من تاريخ الأمة، وبكلام لم يقل به من قبلك أحد من أهل العلم – المختصون في تلك الصنعة حقا والذين هم أولى بها مني ومنك!
أما قولك: "ارتبطت بتخلف الأمة الحضاري , الإجتهاد أغلق ... لاشك , أو حتى يفهم (الظاهريون) الذين هم أسوأ من (التفكيكيون) ... : أنّ الأمة أعلنت (استقالة العقل) "
(يُتْبَعُ)
(/)
فما هذا الا كلام صحافيين والله!! كلام نقرأ مثله في صحف القوم الذين لا يريدون – على جهلهم الفاضح - الا ايهام المسلمين بأن الحق قد ضاع والعلوم كلها قد فسدت في سائر الأمة منذ قرون طويلة، وأنه لا نهضة لها – أي تلك الأمة المسكينة – الا باتباع تلك العقول المستنيرة التي جائت بعد أربعة عشر قرنا من "الضلال" حتى تقدم للأمة مشعل نهضة واعادة فهم للدين كما لم يفهمه أحد من الناس من قبل!!
يا اخي أنت تظلم بتعميمك الأعمى هذا آلوفا مألفة من أهل العلم والفضل والدعوة في هذه الأمة في شتى أقطار الأرض في سائر قرونها من حيث لا تدري، فاتق الله فأنت مسؤول عن كل كلمة تكتبها يمينك!!
أما قولك: "الإجتهاد ليس فقط في المسائل الفقهية , بل الفقهية والفكرية والحديثية والإيمانية والسلوكية ... حتى السياسية!! "
قلت ومن الذي قال أن الاجتهاد ليس الا في "المسائل الفقهية" وفقط؟؟ بل كل مختص في صنعته، محقق لشروط الاجتهاد والبحث والنظر فيها وفي مادتها بمقاييس أهلها وبشهادتهم – هم وحدهم دون غيرهم -، له أن يجتهد – بل هو فرض عين عليه أن يجتهد فيها ولا شك!! فهل يرضيك أن يجتهد أحد اخوانك الذين رميتهم ها هنا ظلما وعدوانا بما أسميته أنت "بالظاهرية الفكرية" في تطوير ومراجعة نظريات الطب – مثلا – دون أن يكون لهم سابق تأهل في ذلك الا مطالعة كتاب أو اثنين مما تعدهم أنت من كتب المبتدئين في صنعتكم؟؟؟
أما قولك: "على أنه إلى الآن يوجد من: يفرق بين (الشورى) و (البرلمان) .. مثلاً!! "
فدليل واضح على جهلك – وأخوك من نصحك ولولا أنك جهرت بهذا الكلام لناصحتك به سرا! - بفقه النوازل أيها الطبيب المحترم، وليس على سوء مسلك من آتاهم الله من الفقه والعلم ما به ميزوا الفرق الدقيق بين أصل نظري فاسد تقوم عليه تلك النظم التي تتبنى مفهوم البرلمان وبين نظام الشورى في الاسلام!!
أما قولك: "ونحن: من طبيعتنا الخوف من التفكير في: لماذ؟ و كيف؟ .. , لأننا نخشى النتائج , حتى في (المسلمات) التي تصل إلى درجة التقديس"
فمزيد من الكلام الصحافي العري من التحقيق ومزيد من الشنشنة الفارغة! من تقصد بالذين يخافون من التفكير؟؟ أهل العلم والاجتهاد والنظر لا يزالون يفكرون ويتأملون ويحققون المسائل ويتنازعون موارد الأدلة واستدلالاتها فيما بينهم تماما كما لا يزال عندكم في صنعتكم من يتفكرون في نظريات العلاج والتشخيص ويتنازعون فيها فيما بينهم!! فمن الذي يخاف من التفكير؟؟ وأي نتائج تلك التي يخشونها؟؟؟ أما المسلمات فان كانت مما أجمع عليه أهل الصنعة فلا قبل لك ولا لغيرك من الأجانب عليها بأن يذموا أو يتنقصوا من "تقديس" أهل تلك الصنعة لمسلماتهم تلك!!!
"الإجتهاد أغلق ضمناً في عقولنا! , في تفكيرنا! "
قلت تعميمك هذا هو الذي أفسد كلامك في أول الأمر أيها الفاضل فتأمل! وسببه سوء تصورك لما تتكلم عنه ابتداءا!! الأمة لا يزال فيها الاجتهاد في الدين الى يوم الدين، لأنه محفوظ من رب العالمين، ولا يزال فيها المجتهدون المحققون مهما قل عددهم وقل ظهورهم وغلب عليهم أهل البدع والتقليد!! فلا تساوي بين الاجتهاد في دين الله بالاجتهاد في غيره من الصناعات والفنون، لأن الله وان كان قد تكفل بحفظ الدين لنا انه لم يتكفل بحفظ الطب والهندسة!! فهل أدركت أيها الطبيب الفاضل مورد الخلل المبين في اجمالاتك واطلاقاتك العنترية هذه؟؟؟ وهل أدركت لماذا قلنا لك أن سؤالك فاسد من أساسه؟؟
أما قولك: "لأن العلماء إلى الآن يبحثون في (التقنين و الإلزام) ... مثلاً!! "
فلا أدري حقيقة ما مشكلتك في هذا!! أليس شرع الله كله تقنين والزام لسائر بني آدم بما أمر ربهم؟؟؟ الا أن يكون كلامك هذا على اصطلاح أهل الطب، وحينئذ فأعتذر اليك عن المواصلة لأني لا أفهم اصطلاحهم!!!
أما قولك "كنتُ أتمنى من يقول:
الإجتهاد ماهيّة! و (الأنا) ماهيّة! ولا علاقة بينهما إلا في نفوس (المتكبرين)!! "
قلت فسبحان الله! لو راجعت ما كتبت أنا لك فيما تقدم من تعقيباتي لوجدتني أبين لك هذا المعنى! ولكن يبدو أننا مهما تكلمنا فنحن في نظر أخينا الطبيب ظاهريين مساكين نحتاج الى اعادة "غسيل مخ"!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كلامك عن فهم السلف، ثم كلامك عن قوله تعالى ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)) فمعذرة يا دكتور من الواضح أنك لا تدري حقيقة ما يراد بفهم السلف ولا تدري في أي شيء تتكلم تلك الآية الكريمة، فهل لي أن أحيلك الى كتب المفسرين في فهم الآية، والى كلام أئمة الفقه وأصوله في "مسألة فهم السلف" هذه؟؟ أم أنهم عندك أيضا ظاهريون مساكين، كلهم يحتاجون الى اعادة تأهيل ولا يلزمك شيء مما يقولون جميعا؟؟؟
التنافس المراد بالآية كما لا يخفى هو تنافس في سائر فضائل الأعمال .. ولكن بأي شيء وعلى أي معيار وضابط يا مولانا يا طبيب الأبدان؟؟ على معيار أهل الطب؟ أم على ضابط فهم أولئك الذين تلقوا الدين طاهرا صافيا كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وتعلموه منه مباشرة وعملوا به كما أراده رب العالمين؟؟؟
أما قولك: "أليس إلى الآن: علماء الحديث يدورون في (مقدمة ابن الصلاح) شرحاً وتحشيةً وتحشية على الحواشي و و .. حتى قيل هذه (شركة ابن الصلاح) "
قلت وا عجباه!! وما الذي يضيرك يا دكتورنا الفاضل في أن يكثر العلماء من الحواشي على كتب المتقدمين؟ هل قرأت هذه الحواشي أصلأ؟؟ فان منها ما يخالف فيه صاحب الحاشية الامام صاحب الكتاب في بعض ما يذهب اليه، ومنها ما يضيف له فائدة جديدة، ومنها ما يوضح ما قد يلتبس على الطالب ومنها ومنها ... ما مشكلتك مع الحواشي يا دكتور؟؟؟
أما قولك: "مع أنه يوجد بوادر خير: الشيخ المحدث: عبد الله السعد - حفظه الله - أرى أنه من المجددين في هذه المسألة .. عندما يتكلم عن (منهج المتقدمين والمتأخرين) و (مسألة العلّة)!! "
فمعذرة لست يا طبيبنا الفاضل – بما رأيناه من كلامك المتقدم – مؤهلا لأن تحكم على واحد من العلماء بأنه مجدد في فنه، ما لم تكن محيظا بهذا الفن احاطة المتبحرين المختصين فيه!! ويعلم الله أني لست – ولا أكثر أعضاء هذا المنتدى المبارك – ممن يزعمون أنهم علماء أصلا، فضلا عن أن يجتهدوا من رؤوسهم في تقرير من من متأخري أهل صنعة الحديث يمكن أن يطلق عليه أنه مجدد فيها!! فأعيذك بالله من كبر يصيبك بقليل من العلم حصلته، فيعميك عن حقيقة منزلتك بين أهل تلك الصنعة، ولا حول ولا قوة الا بالله!
اما قولك: "أليس إلى الآن يوجد من يرى: أن لا (أولويات) و لا (مقاصد) و لا (مصالح) .. ضمناً , وإن لم يعلن بذلك"!!
فأقول لك أننا لا نراه الا جاهلا مغرقا في الجهل هذا الذي يقول بأنه لا أولويات ولا مقاصد ولا مصالح في الفقه، فمثل هذا قطعا لم يكن له حظ من مطالعة كتب العلماء!! فهل تدعي أن وجود الجهلة في الأمة يعني أنه لم يعد فيها مجتهدون مأصلون يصنفون الكتب الكبار في هذه القضايا التي تذكرها أنت، يبحثونها في القديم والحديث ويتنازعون فيها الكلام والنظر نزاعا كبيرا؟؟؟ قد قلت هجرا اذا يا أخي والله المستعان!
أما قولك: "الخلط ضمناً بين الوحي والتاريخ في المرجعية .. يعتبر مسألة فكرية عويصة , تحتاج إلى حل!! "
فلا أدري هل لها حل عندكم في صنعة الطب يا ترى؟؟
يا أخي الكريم، اتق الله والزم جادة العلماء في الطلب، فوالله لو فتح "باب الاجتهاد" لأمثالي وأمثالك من الأجانب على صنعة العلم، لهلكت الأمة ولضاع الدين، ولا حول ولا قوة الا بالله!
هداني الله واياك الى ما فيه خيرنا وصلاح المسلمين.
آمين
أخوك الظالم لنفسه المفرط في حق ربه، والمحب لك الحريص عليك
أبو الفداء
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 07:17]ـ
الأخ الحميدي لعل الذي أسميته الشروط التعجيزية إنما تشترط في المجتهد المطلق
الذي يفتي و لا يلزمه الإئتمام بأحد غير الرسول صلى الله عليه و سلم
أما ما دونه من المجتهدين فالشروط فيهم أخف من شروطه
فالفقهاء مراتبهم سبعة و بعضهم جعلها خمسة و ليسوا سواء في الشروط و الحقوق
فكلما زادت الشروط زادت الحقوق
وفق الله الجميع
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 02:17]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كنتُ قد فهمتُ ما يرمي إليه الأخ الكريم (طالب الإيمان) , و-أيضاً- في ضوء ما ذكره الإخوة الكرام -وفقهم الله تعالى جميعاً-؛ فأرى أن الإشكال ليس في مشروعية (الاجتهاد) من حيث هو؛ ولكن في ((الوعي)) بالمستجدات نفسها نظماً وفكراً بل إن الأخير هو الذي ينتج الأول؛ فأرى -والله تعالى أعلم-أن الشأن في الفكر الذي يشكل الأُسسَ النظرية ومنها تنبثق كافة النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... الخ, وكثيرٌ ممن يتحدث عن الاجتهاد –فيما أرى-هو يركّز أو يحصر وظيفته في معالجة النظم دون النظر إلى المنشأ الحقيقي وهو الفكر؛ ولمّا كان الحكم على الشئ فرعاً عن تصوره فلا يمكن لأحدٍ أن يفهم هذا الفكر حتى يقرأه بتمعن وعلى مَهْل ومن جدَّ في ذلك نالَ مرادَه (ولا أدعي ذلك لكني ماضٍ في الطريق أتعثر وأسير حتى يبلغ الكتابُ أجلَه) , ومشكلةُ من أعرض عن الأصل واشتغلَ بالفروع قائساً بعضها على بعض؛ أنه سيعاني من حالة (عدم الوعي) فهو لا يدري (ولا يدري أنه لا يدري) أي حالة جهل مركب, والفكر الساذج البسيط (هذا ليس شتماً , وارجعوا للقواميس -إن شئتم-) لا يمكن أن يتناول المركب, ومثلاً لن يستطيع فنانٌ مهما كان أن يرسم ذيل الطاؤوس كما هو بمجرد قلمٍ رصاص فلا يمكن للقلم الرصاص أن يحاكي الألوانَ الزاهية؛ فهكذا الفكر البسيط محالٌ عليه أن يتعاطى بإيجابيه مع القضايا المعقدة, لذلك ما إن ترى بعض الإخوة الذين يؤكدون (بعفوية) على أن السلف قد قتلوا أصول المسائل ولم يتركوا لمن إلا التخريج على الأقوال -وهو حق في مجمله- مع الإغفال الكبير لمفهوم التغير ذاته ولا أزعم أنه يغفلون التغير رأساً ولكن هم يتهمون بجانبٍ منه ويعتقدون أن الكل وليس وراءه مطلب مع أنه ثمت جوانبُ أُخر لم يفطنوا إليها (وقد سبق ذكر عذرهم) , وهذا لا يضرُ أئمة السلف لأنهم فهموا الاجتهاد وعملوا بمقتضاه على شرطه ولحظوا مفهومَ التغير في اجتهاداتهم, ثم دار الزمن وتتابعت قرون وحدثت متغيرات بل ثورات على صعيد الأفكار والنظم مما يعني أن الاجتهاد هو الأداة الوحيدة التي توفق بين الثابت والمتغير بحيث لا يعني هذا تغييراً في الثابت (وإلا لم يعد ثابتاً) ولا تثبيتاً للمتغير (وهذا سيعني الجمود أو عم المسايرة المناسبة).
وبعض الإخوة السلفيين -رعاهم الله تعالى ووفقهم- يغلبُ عليهم هاجس نقاء المعتقد على حساب العمق في الفكرة فمتى اشتبهوا في فكرة (ما) أسقطوها رأساً فيحصل الاختلال في أنهم لا يملكون أداة فحص الأفكار (بمنهجية فكرية) أصلاً وهنا تكمن المشكلة. (وهذا مسألة ربما أبحثها لاحقاً إن شاء الله تعالى)
أخيراً: هذه ليست إلا محاولة لتحليل معضلة محدودية فهم الاجتهاد في ظل التغيرات؛ أما الحديث عن طبيعة تلك التغيرات وكيفية تنزيل أحكام الشرع فيها فلست أهلاً لذلك , وهو –لعمر الله- لبُّ الاجتهاد ولن يقوم به بحقه إلا من قرأ الفكر بعمق مع تضلعٍ بعلوم الشرع ليعرف العلل وطبائعها والأدوية وآثارها فيعالج هذه بتلك. "ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين" ... والله تعالى أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 05:13]ـ
الأخ النميري الأصوليون ذكروا في شروط الإجتهاد معرفة عادات الناس و أحوالهم و أظن أغليهم يعدها آخر شرط من شروط الإجتهاد فمعرفة واقع الناس هذا شرط لم يغفله الأصوليون، و لم يغفله المجتهدون المعاصرون
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 06:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبي الفداء - بارك الله فيك وشكراً على حسن ظنك بأخيك -
علمتُ من الإخوة الكرام أنني قد قسوت بكلامي عليكم , وضغطتُ على قلمي حتى كاد أن ينكسر , لكن من حسرتي على إخوتي , وعلى حالنا مع تراثنا المنكوب , وحاولنا - أي الأمّة - لمّ شتات الصحوة العلمية والدعوية لإعادة صياغة المفاهيم من (الكتاب والسنة) حجةُ الله على عباده , ثم على ما قرره علماء الأصول الممتدين عبر التاريخ من (قياس ٍ) و (مصالح) و (مقاصد) .. ما كنتُ أرمي إلا إلى إحياءها في أذهاننا - طلبة العلم - وإلا فأنا لم أتكلم على العلماء لا من قريبٍ ولا من بعيد .. وهذا أثر التشنج!
أما ما ألزمتني إياه من معاني للألفاظ فلستُ ألتزمها ... إلا إن ألزمتها لنفسك فهذا أمرٌ يرجع لك - بارك الله في عقلك -!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم أقل أنكم: (بلداء , جهّال , تحتاجون إلى غسيل دماغ , مشلولي الأدمغة). فلا تحملني ما لا أحتمل بارك الله فيك. كلّ ما قلته أننا نريد إعادة النظر في تفكيرنا و طريقة فهمنا للنصوص .. كما فهم السلف طبعاً , ولكن يظهر أن هناك فرقاً بين فهمنا وفهمهم ... فتنبّه!!
أما مصطلح (الظاهرية الفكرية) فلا أظن أن فيه إشكالاً إذ أن معناه: التفكير السطحي بكل بساطة .. وهذه نتيجة الموقف المسبق!!
وأما أنا فقد لاحظتُ أنك لا تفرق بين (المفكرين الإسلاميين) و (المعتزلة الجدد) أو أنكم - بارك الله في ذهنكم - تأخذون موقفاً من كل من يعطي للعقل مجال .. كما موقف الثور من اللون الأحمر.
أما اتهامك لي أنني أقدح في علمائنا ودعاتنا
هذا إتهام يحتاج إلى دليل أو تعليل .. وإلا فأنا حجيجك به!
واعلم أنني لم أتهم التاريخ الإسلامي .. كل ما هنالك أننا نجتزء من تاريخنا ما نجعله منهجاً ينبني على تاريخ نحنُ شوهناه وليس مشوهاً من نفسه وإذا أردت أن تقرأ فهذا كتاب عمر عبيد حسنة الموسوم (مراجعات في الحركة والفكر والدعوة) , وفتنة الصحابة ليست ببعيدةٍ عنّا ... ولم يرق لنا من كل الأفكار إلا منهج ابن العربي في (العواصم والقواصم)!!
طيب
ولماذا يا أخي الكريم الدخول في النوايا واتهامي بكبر النفس ... سامحك الله و غفر لي ولك.
أما عن (الشورى) و (البرلمان) فهما لفظان مترادفان من لغتين مختلفتين ... دعنا من استخدامتهما الحاضرة , وأنت يا - أستاذي الكريم - تستسذج نفسك هنا لهذا التلحيظ.
أما عن أننا إلى الآن نفكر ونخرج بنتائج رائعة لمشاكلنا العويصة فهذا دعوى بلا دليل , والواقع شاهد , كثيرٌ من النوزال وقليل من الإجتهادات التي ... غالباً ما تكون مسيّسة أو (لا تفي بمتطلبات العصر)!!
وأنصحك بقراءة مقال للأستاذ (إبراهيم السكران) بعنوان (أزمة الهدر الفقهي).
و أنا لم أذم أهل الفضل والدعوة ... فليتي أعلم من أين أتيت بهذه الدعوة! .. أعَلَّقَ على مقالي أحدٌ منهم - هداك الله -؟!
أما إن كنت تعدُ نفسك منهم .. ما كنتَ كتبت كلامك المليء بالإتهامات الباطلة وكأني أرى شفتيك حمراوتان من كثر الضغط عليهما من الشّنَق!
أما بالنسبة لابن الصلاح فأظنك يا دعيّ لم تقرأ مصطلح الحديث حتى تعرف أن ابن الصلاح أغلق باب الإجتهاد في علم المصطلح ... ثم أتى من لا يرى ما يراه .. فوقعت تآليف أمثال (قواعد التحديث) و (منهج النقد) و (رسائل اللكنوي) ... وحتى (نخبة الفكر التي لا تعد إلا اختصاراً لاختصار علوم الحديث المختصر من مقدمة ابن الصلاح) ... !!
أما بالنسة للشيخ عبد الله السعد فشئت أم أبيت .. أنني أعتبره مجدداً!! .. لأنه أرجَعَ الاهتمام بمنهج المتقدمين هوَ وصاحب (منهج المتقدمين في التدليس) و الدكتور حمزة المليباري - وفقهم الله - بعد ما اتخذنا ضوابط ابن حجر دهراً من الزمن .. كما التزمه (الألباني) - إن كنت لا تعلم - ... وإلا فاذهب إلعب بالحمام في سوق المدينة!!
وأظن أننا إن لم نطرح الإشكاليات لم نجد لها حلولاً .. لأننا حينئذ لم نعتبرها مشكلات!
وأقول لك: ولِمَ كل هذا من هضم حقك .. وإن لم نفكر أنا وأنت بمحاولة امتلاك أدوات الإجتهاد فمن يمتلك؟! .. وأنا أعتبر هذا تطرفاً في الورع لم نستفد منه إلا بتنحيتنا عن الساحة العلمية والدعوية .. بدعوى الإخلاص والورع والزهد!
وأراك - أخي الكريم - تعيبُ عليّ أنني قد درستُ الطب بشكل غير مباشر بالنداء والتعجب!! .. ولستُ بفرح بذلك لكنه القلم أبى إلا يعلمك أنني أدرس الطب!
خلق القلب أديبا ... لم يكن يوماً طبيبا
وهل في ذلك إشكال أنني لا أستطيع دراسة العلم الشرعي .. أو هوَ محصور لك ولإقليمك - الذي تعتبرونه الإسلام كله والدين كله والرحمات لا تتنزل إلا عليه و و و وغيرها من الخصوصية التي لا دليل عليها -
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي النهاية لعلي آتيك بنص يحلّ لك مشكلتك العويصة ... وهيَ من العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - في كتابه (ابن قيم الجوزية) ... والذي يقول فيه (والتجديد يكون بكسر سلطان التقليد الأعمى والجمود الأصم والطائفية الذائبة بفتح باب الإجتهاد والاعتماد على الأدلة وتمحيصها من الدخيل , وكفّ ما لا تحتمله من علوم الإشارة والظاهر والباطن , وبالجملة إحياء الرد إلى الله ورسوله في جميع الأحكام والنوازل والوقائع)
مع أنني لا أرى الإحتجاج بالرجال , وستظل الأمة لا تقبل إلا بأقوال الرجال حتى تهلك!!
وهذه هيَ المذهبية التي نقول , و العصبية التي يرفضها ديننا الحنيف - حماه الله من كل دخيل -
و الله أعلم
وحياكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 07:50]ـ
الحمد لله وحده ..
الأخ الكريم صاحب النقب، قد كفيتنا بكمات مختصرات فيما كتبت والله كثيرا من الكتابة .. بارك الله فيك، فقلة العبارة مع قوة البيان فن لا يجيده الكثيرون ..
الا أن بعض اخواننا هداهم الله وأصلحهم، تحلو لهم الدعاوى المطاطة والتعبيرات الموهمة التي تتحصل عندهم - في الحقيقة - من أثر قراءات كثيرة لطوائف من الناس شتى، أكثرهم من الفلاسفة أصحاب الألفاظ الكثيرة المنمقة والمعاني القليلة ان لم تكن الذاهبة الهابطة عند أقل تأمل ونظر وتحقيق!!
يعني لم يزل أخونا فهد هداه الله يكثر من استعمال كلمة "فكر" بابهام وهو يتهم المشتغلين بالفقه في زماننا هذا - ولا يميز ان كان يطلق ذلك فيهم كلهم أو في بعضهم -
وقد خبرت في مناظرتي معه في موضوع طويل اتهمنا فيه رجلا جاهلا جهلا مخزيا، بخرق اجماعات الأمة والعدوان على ثوابتها، مع استوائه في ذلك الى التنظير والتقعيد من عند نفسه لأتباعه المضللين، أنه هداه الله يطلق العبارات الواسعة الفضفاضة التي قد يختبئ تحتها من الآفات والمصائب ما الله به عليم!! فتجد أمثال تلك العبارات يكتبها هنا، فان أردت أن تتبع كلامه لتفهم أين الخلل فيه، فارجع الى هذا الموضوع والى مساجلتي معه هناك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11666
وأنا أقول لأخينا فهد، يا أخي أربع على نفسك، فمن ادعى لنفسه منزلة الاجتهاد دون أن يكون محيطا بالواقع ومستجداته وما أفرزه تراكم عقول السفهاء والحكماء - على السواء - في زمانه من "فكر" فليس أهلا لأن يقال أنه مجتهد أصلا!!! لأن ذلك داخل بالفعل في شروط المجتهد التي تكلم فيها السلف لو كنت تفهمها على وجهها!!!
فلماذا هذا السعي العجيب لايهام الناس بأن معنى الاجتهاد نفسه يحتاج الى اعادة نظر وبأن بابه قد أغلق - هكذا باطلاق؟؟؟
وها هو يقول من جملة ما يقول: "؛ فأرى أن الإشكال ليس في مشروعية (الاجتهاد) من حيث هو؛ ولكن في ((الوعي)) بالمستجدات نفسها نظماً وفكراً بل إن الأخير هو الذي ينتج الأول؛ فأرى -والله تعالى أعلم-أن الشأن في الفكر الذي يشكل الأُسسَ النظرية ومنها تنبثق كافة النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... الخ"
فأقول له ومن الذي رأيته في هذه الصفحة - على الأقل - يقول أن هناك اشكالا في مشروعية الاجتهاد؟
أما "الوعي" فمن ذا الذي كان له أدنى فهم لشروط المجتهد وحقيقة الاجتهاد تتوقع يا أخي - أصلحك الله - أن تجده مخالفا لك في هذا المعنى؟؟؟
أما كلامك عن أن الفكر تنبثق منه النظم فبداهة لا تحتاج الى أن تعدها رأيا لك وكأن من العقلاء من يخالف فيها!!
الانسان يفكر، فاكما كان على هداية ووحي من السماء، تنبثق منه منطلقاته وتتشكل على أساسه أفكاره وتوجهاته، وبالتالي تنتبي على ذلك كله نظمه في كل تلك الأمور التي ذكرت، واما كان أساس فكره غير ذلك، وفي كل حال فهو يفكر، وكل بني آدم يفكرون .. فهل تقصد باطلاقك لكلمة فكر مرادا آخر هو أخفى وأعمق على "السذج" "الظاهريين" من أن يفهموه؟
سبحان الله!
يا أخي أولا الاجتهاد أداة لها شروطها ووسائلها، فاما تحققت في المجتهد واما لم يكن له أن يصف نفسه بالمجتهد أصلا!
هذا أولا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ثانيا، فكما لا يخفى على كل ذي بصر أن عقول الخلق تتفاوت، فمنهم من يملك القدرة على حسن التأمل لمجريات الواقع - ضابطا ذلك كله على ذات الأداة التي نظر بها السلف في واقعهم - فيخرج بتصور صحيح يؤدي به الى بناء حكم يرجى له اصابة الأجرين، واما كان دون ذلك فأصاب الأجر الواحد، وذلك في سائر نوازل العصر!
فمن حقق الأهلية للاجتهاد والنظر، وشهد له أهل الصنعة بذلك، فليقدم ما عنده فيها، وليجري النقاش والأخذ والرد على كلامه في مجراه بين أهله ولن تعدم الأمة وجود نوابغ في التفقه والاجتهاد والنظر، يحسنون تطبيق تلك "المعادلة" - وأعلم أن هناك من سيلزمني بقبول كلامه بمصطلحات الطب لأني تجوزت واستخدمت هنا مصطلحا رياضيا ولكن لا بأس، فغايتي في هذا المقام توضيح الاصطلاح نفسه - التي أجمعت الأمة على أنها هي ما يعبر عنه بالاجتهاد وهي سبيل الاستنباط عند الأولين، دون الحاجة الى اطلاق عبارات رنانة براقة تخلط بين طبيعة وشروط المعادلة نفسها - والتي هي محل اتفاق عند أهل الصنعة - وبين طبيعة المتغيرات التي تدخل اليها بتقلب الأزمان والأعصار، فتطالب بتغيير المعادلة نفسها عما جرت به عقول السلف واجتهاداتهم رضي الله عنهم، بدعوى التنوير والتجديد والوعي وكذا ... !!
الأخ فهد - هداك الله وأصلحك - ان كنت ترى أن من الوعي بالمتغيرات ومعظيات الواقع - مثلا - أن نسكت على رجل جاهر بكبيرة من الكبائر مع كونه قدوة ومثالا يحتذى به في ذلك بل ولا يتعلم منه أتباعه - أصلا - الا أساليب الاختلاط بما يسميه هو اجمالا "بالآخر" والاندماج معه تحت مسمى "التعايش" مع كون حاله من العلم والنظر لا يخفى على بليد جاهل، - ولعلك تفهم عن أي رجل وعن أي موضوع أتكلم، والحر تكفيه الاشارة - ان كنت ترى في قبول مثل هذا والسكوت عليه، تطبيقا وتحقيقا لكلامك الفضفاض هذا، وترى في طعننا على مثل هذا وتحذير الناس منه على نحو ما فعلنا في هذا المنتدى المبارك، سذاجة فكرية وظاهرية وكذا، فأنا أرجوك وألح في الرجاء عليك بل أستحلفك بالله الذي لا اله الا هو، أن تراجع معنى الاجتهاد وشروطه وضوابطه من جديد، وأن تحرص في ذلك على امعان النظر - بالذات - في فقه القرن الأول، رأس الأمر، صحابة نبيك رضي الله عنهم وتابعيهم، عسى الله أن يلهمنا حسن التأسي بهم، فما وسعهم فليسعنا، وما لم يسعهم فلا سعة فيه لمسلم مهما بلغ عقله، وليقل بعد ذلك من يشاء من منمق الكلام وزخرف الألفاظ ما يحلو له ... والله المستعان!
ولما أتأمل في قولك هذا: "لذلك ما إن ترى بعض الإخوة الذين يؤكدون (بعفوية) على أن السلف قد قتلوا أصول المسائل ولم يتركوا لمن إلا التخريج على الأقوال -وهو حق في مجمله- مع الإغفال الكبير لمفهوم التغير ذاته ولا أزعم أنه يغفلون التغير رأساً ولكن هم يتهمون بجانبٍ منه ويعتقدون أن الكل وليس وراءه مطلب مع أنه ثمت جوانبُ أُخر لم يفطنوا إليها (وقد سبق ذكر عذرهم) , وهذا لا يضرُ أئمة السلف لأنهم فهموا الاجتهاد وعملوا بمقتضاه على شرطه ولحظوا مفهومَ التغير في اجتهاداتهم, ثم دار الزمن وتتابعت قرون وحدثت متغيرات بل ثورات على صعيد الأفكار والنظم مما يعني أن الاجتهاد هو الأداة الوحيدة التي توفق بين الثابت والمتغير بحيث لا يعني هذا تغييراً في الثابت (وإلا لم يعد ثابتاً) ولا تثبيتاً للمتغير (وهذا سيعني الجمود أو عم المسايرة المناسبة). "
لا يسعني والله الا أن أتساءل: ما هو حجم تلك المتغيرات وما طبيعتها عندك يا أستاذنا وما ضابط تحديدها وتمييزها عن الثوابت؟؟؟؟ وما مرجعيتك أصلا في ذلك كله؟؟ ذلك أنني عندما أتأمل أول مشاركاتك في هذا المنتدى في الموضوع المذكور آنفا، أجد أن التوسع عندك يبلغ حدا لا يمكن قبوله!! فلما ناقشتك في ثابت الولاء والبراء وضوابطه رأيتك تتهمني بالتشدد فيه، وتحيلني على كتاب لواحد من علمائنا الكبار - حفظه الله - بدعوى أن فيه ما يتبين معه للقارئ أن الأمر فيما كنت بصدد انكاره في ذاك الموضوع المذكور، أوسع مما تصورت أنا والاخوة الفضلاء هناك!!!
ولهذا يا أخي الفاضل فاعذرني، لا عبرة عندي باطلاقات جوفاء منك ما لم تأت عليها بأمثلة وشواهد من الواقع ليتجلى للقراء بكل وضوح حقيقة ما تعده أنت ثابتا وما تعده متغيرا، والله المستعان!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولك: "وبعض الإخوة السلفيين -رعاهم الله تعالى ووفقهم- يغلبُ عليهم هاجس نقاء المعتقد على حساب العمق في الفكرة فمتى اشتبهوا في فكرة (ما) أسقطوها رأساً فيحصل الاختلال في أنهم لا يملكون أداة فحص الأفكار (بمنهجية فكرية) أصلاً وهنا تكمن المشكلة. (وهذا مسألة ربما أبحثها لاحقاً إن شاء الله تعالى) "
ففيه خير برهان على ما أعنيه بكل ما ذكرته آنفا، فليتأمل كل ذي لب!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 10:03]ـ
الأخ الكريم طالب الايمان .. حياك الله ..
قد كنت أتوقع أن يأتي ردك ساخنا شديد اللهجة ولا عجب ..
ولكن كنت أتوقع أن يكون فيه مزيد من الفهم لكلامي قبل الهجوم عليه على هذا النحو، ولكن هذا هو شاهد ما ذكرته - أيضا - في ردي المتقدم على الأخ فهد!
"الأخ أبي الفداء - بارك الله فيك وشكراً على حسن ظنك بأخيك"
أخي .. أنا كما لا يخفاك ليس لي سابق عهد بك أصلا، ولا أدري من أنت، ولا أبحث فيما وراء المعرفات قبل أن أكتب الرد على كلام اخواني في هذا المجلسأو في غيره! وظني في الناس انما أبنيه على ظاهر أقوالهم وأفعالهم، لا على غير ذلك ..
تقول "علمتُ من الإخوة الكرام أنني قد قسوت بكلامي عليكم , وضغطتُ على قلمي حتى كاد أن ينكسر ,"
قلت معذرة ولكن ما وجدته في كلامك الذي رددت عليه في ردي السابق لم يكن قسوة يا أخي الكريم، وانما – واعذرني – كان تلبيسا وخلطا مبينا، ولا حول ولا قوة الا بالله!
وتقول: "لكن من حسرتي على إخوتي , وعلى حالنا مع تراثنا المنكوب , وحاولنا - أي الأمّة - لمّ شتات الصحوة العلمية والدعوية لإعادة صياغة المفاهيم من (الكتاب والسنة) حجةُ الله على عباده , ثم على ما قرره علماء الأصول الممتدين عبر التاريخ من (قياس ٍ) و (مصالح) و (مقاصد) .. ما كنتُ أرمي إلا إلى إحياءها في أذهاننا - طلبة العلم - وإلا فأنا لم أتكلم على العلماء لا من قريبٍ ولا من بعيد .. وهذا أثر التشنج! "
قلت لا يكون احياء القياس والمصالح والمقاصد يا أخانا بهذه المزاعم العريضة المفلطحة المطلقة غير المنضبطة والتي لا تمييز فيها بين سلف وخلف، ولا تفريق فيها بين مجتهد مؤصل متأهل وبين دعي جاهل!! وسؤالك الذي قدمت به الموضوع غارق في هذا الاطلاق المبهم!
بل مجرد دعواك بأن باب الاجتهاد قد أغلق – هكذا – يقع منها هذا الذي أقول! فان كنت ترى أن في تفنيدي لهذا الاطلاق المبهم وشدة عبارتي فيه تشنجا، فنعم التشنج هذا، والحمد لله الذي هداني اليه!!!
أما القياس فوجود من ينكره في الأمة ليس حجة على فقه السلف واجتهادهم لأن القياس ثابت في فقههم ونظرهم ومعلوم أدلة ذلك! أما المصالح فعبارة لا ينكرها من له ادنى فقه لمعنى الاجتهاد، ولكن يا ترى على أي شيء يضبط فهمها المجتهد؟؟ على فهم السلف لأبعاد وضوابط تلك المصالح أم على كلام المتأخرين؟ وان كان هذا فهم وذاك فهم، وهؤلاء وهؤلاء كلهم رجال ففي أي الأفلاك ندور؟؟ أما المقاصد فما أكثر ما ارتكب في زماننا من جرائم في الفقه تحت ستارها .. فهل يعني ذلك أن المستنكرين المستقبحين لتلك الجرائم يمنعون من التأمل والنظر في المقاصد واعتبارها عند مدارسة الأحكام – هكذا جملة؟؟؟ يا سيدي أرجوك أن تفهم مأخذي على كلامك قبل أن ترميني بمخالفة أمور لا يسع من يعي ما يقول أن يخالف في ضرورة العناية بها ضمن جملة ما يقوم عليه معنى الاجتهاد!!
وتقول "أما ما ألزمتني إياه من معاني للألفاظ فلستُ ألتزمها ... إلا إن ألزمتها لنفسك فهذا أمرٌ يرجع لك - بارك الله في عقلك -!! "
وأقول آمين وفي عقلك بارك ربك وهداني واياك الى جميع ما يحب ويرضى، وأعاذني واياك من الافتتان برؤوسنا وما فيها، آمين!
وتقول "فلم أقل أنكم: (بلداء , جهّال , تحتاجون إلى غسيل دماغ , مشلولي الأدمغة). فلا تحملني ما لا أحتمل بارك الله فيك. كلّ ما قلته أننا نريد إعادة النظر في تفكيرنا و طريقة فهمنا للنصوص .. كما فهم السلف طبعاً , ولكن يظهر أن هناك فرقاً بين فهمنا وفهمهم ... فتنبّه "!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت نعم لم تقل هذا .. ولو قلتها لما تكلفت الرد عليك أصلا! ولكن على أي محمل تريدني أن أضع عبارتك هذه: "اعادة تأهيل فكري" وكأن صاحبنا الحبر العلامة يكلمنا جميعا نحن المرضى المعلولين من علياء عرش العلم والعقل وعمق النظر الذي انقطع في الأرض نظيره فيه، ويمن علينا بفتات فكره المستنير لعلنا معاشر الظاهريين السذج المساكين تتسع عقولنا بعض الشيء لتجاريه على ما يقول؟؟؟؟؟!!!!
سبحان الله!
ان لم تجد ما يستثقل في هذه العبارة وسياق الخطاب فيها في مخاطبة اخوانك يا أخي الكريم، فالى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة الا بالله!
وشكر الله لك تنبيهي الى أن هناك فرقا بين فهمنا وفهمهم، رضي الله عنهم، ولكن ليتك تشرح لنا كيفية علاج هذه الفجوة – التي نقر بأنها واقعة في أكثرنا، وليس فينا جميعا والفرق دقيق كنت أحسب أنه لا يفوت من برز للكلام في مثل هذه المسألة الدقيقة!!
وتقول: "أما مصطلح (الظاهرية الفكرية) فلا أظن أن فيه إشكالاً إذ أن معناه: التفكير السطحي بكل بساطة .. وهذه نتيجة الموقف المسبق"!!
قلت كنت أظن أن المتكلم بهذا الاصطلاح لا يخفى عليه استعمالاته عند أهله، والتي منها (مثلا) انكار القياس والمقاصد كما هو مذهب الظاهرية، وكذا ما يلصقه بعض متفذلكة المتكلمين بعموم فقهاء أهل السنة من كونهم "نصيين" لا يعتنون بما هو أبعد من كل نص على حدة!!! ولهذا أكدت في كلامي على أن الاصطلاح لا يكون اصطلاحا يصلح الرمي به في وجه المجادل ما لم يكن مصطلحا معك على معناه!! ولا عبرة بشذوذك أنت بمعنً تختاره لواحد من المصطلحات تخصه به ما لم تنبه على ذلك من قبل!!
أما وقد رميت كلامنا في صفحتك هذه من قبل ردك ذاك بالطاهرية الفكرية تريد "السطحية" ووصفتنا فيه بأننا نحتاج الى اعادة تأهيل، فالحمد لله أن آل الأمر بكلامك وعباراتك الثخينة تلك الى نفس هذه السطحية التي رمت اتهامنا بها، هداك الله وأصلحك! فمن الأولى بأن يرمى بالسطحية في التناول بالله عليكم يا اخوان .. الذي يدقق في توجيه العبارات حتى لا تكون حرجا يرمي به بريئا دون التفات، فيقول أن "باب الاجتهاد قد أغلق" هكذا باطلاق وأنه لم يبق في الأمة كلها مجتهد يوافق ما كان عليه السلف من فهم لمعنى الاجتهاد وتحقيق لشروطه وضوابطه؟؟ أم الذي يحاول تقييد تلك العبارة المبهمة منكرة الاطلاق، حتى يخرجها – على الأقل – من شبهة الاختلاط بدعاوى أهل الاعتزال و"العقلانيين" و"العصرانيين" وأضرابهم اذ يقولون أنه لم يعد في الأمة "مجتهد" مع كونهم لا يفهمون كتابا ولا سنة ولا فقها ولا شيء من ذلك؟؟؟ الله المستعان!
وتقول: "وأما أنا فقد لاحظتُ أنك لا تفرق بين (المفكرين الإسلاميين) و (المعتزلة الجدد) أو أنكم - بارك الله في ذهنكم - تأخذون موقفاً من كل من يعطي للعقل مجال .. كما موقف الثور من اللون الأحمر".
قلت أنظر أيها القارئ الكريم الى البغي بل السب والتنقص في التشبيه!! شكر الله لك حسن أدبك في الخطاب يا أخانا المفضال!
وتأمل قوله "تأخذون موقفا من كل من يعطي للعقل مجال"!! فبأي شيء يرد على مثل هذا الكلام؟؟؟
ان كنت لا تجد في الاسلام ضابطا لعقلك – سوى دعوى الانتساب العام الى الكتاب والسنة والأخذ عنهما بلا تقيد بفهم السلف رضي الله عنهم - فلا كلام معك! وان كنت تجد فلتراجع ذلك الضابط من مظانه، هداني الله واياك!
أما اصطلاح المفكر الاسلامي وما فيه من تلبيس وفتح الباب لكل رويبضة جهول أن يبث في الناس ما في رأسه تحت ستار "الفكر الاسلامي"، وتعلق جهلة الصحافيين ممن تشمموا مشارب المعتزلة وافتتنوا بها، بذلك الاصطلاح، فدونك الموضوع الذي فصلت فيه الكلام في ذلك وبسطته، ولتأتني هناك بما عندك في ذلك ان شئت، والا فلا عبرة بالشنشنة الجوفاء!!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=893
وتقول: "أما اتهامك لي أنني أقدح في علمائنا ودعاتنا
هذا إتهام يحتاج إلى دليل أو تعليل .. وإلا فأنا حجيجك به! "
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت لست حجيجي ولا شيء! وأكرر أنك لم تفهم كلامي أصلا قبل أن تنتصب للتهكم والتنقص والرد بما تقول، وليتك تأتي في تعقيبك على الكلام بنص العبارات التي كتبها مجادلك – كما أفعل أنا وأكثر الاخوة في هذا الملتقى المبارك – حتى يتبين للناس أي العبارات بالضبط تقصد وما يصح فهمه من تلك العبارة، أما التعميمات الجوفاء فقد خبرنا التعامل مع أصحابها ولله الحمد والمنة!!!
لما قلت أنا – أبو الفداء - أنك بالابهام والاطلاق في قولك بأن "باب الاجتهاد قد أغلق" قد بغيت على علماء فضلاء من أهل الاجتهاد كانوا ولا يزالون يظهرون في تلك الأمة في كل قرن من قرونها المتأخرة .. فالسبب في ذلك هو تعميمك واطلاقك المبهم القاصر هذا لمسألة "غلق باب الاجتهاد في تاريخ الأمة"، والذي لا يخرج ممن خبر كلام العلماء وأساليبهم وتدقيقهم واحترازهم في العبارات والألفاظ! فان كنت لا تجد في ذلك الابهام تنقصا لازما لعدد لا يعلمه الا الله من أهل الاجتهاد والنظر المنضبط الصحيح في أمتنا في تلك القرون المتأخرة، فالى الله المشتكى!
فيا أخي هلا استثنيت؟؟؟ هداك الله وأصلحك!
اذا كان المتكلم في أمثال تلك القضايا الكبرى ممن يفوته مثل هذا التدقيق والتحقيق في العبارات والاطلاقات قبل أن يكتبها .. فبأي بضاعة صدر نفسه لمناقشتها أصلا، فضلا عن رمي اخوانه فيها بالظاهرية والسطحية؟؟؟
الله المستعان!
يا سيدنا أدعوك الى اعادة قراءة جميع مشاركاتي في هذه الصفحة – وخصوصا المشاركة الأولى!!
والتأمل في مورد الكلام برفق وروية ...
والا ...
فكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم!!
وتقول: "وفتنة الصحابة ليست ببعيدةٍ عنّا ... ولم يرق لنا من كل الأفكار إلا منهج ابن العربي في (العواصم والقواصم)!! "
قلت أما كلامك عن فتنة الصحابة فلا أدري الى أي شيء ترمي به حقيقة .. أسأل الله أن تكون عقيدتك راسخة في أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا مجتهدين فيما فعلوا، وأنهم مغفور لهم بغي من بغى منهم، ومأجور منهم من كان مجتهدا اما أجرا واحدا واما أجران ..
وهذا هو حاصل ما أجد – على فهمي القاصر السطحي – في كتاب العواصم وعند مراجعتي لتاريخ تلك الحقبة (من المصادر المحققة غير الملوثة ولا المسومة)!!!
فيا ترى ما هي الأفكار الأخرى التي ترى أنت أنه يلزمنا مراجعتها في نقد"التاريخ" الآن وقد ذكرت لنا فتنة الصحابة، لعلنا نرى فيها ما يغني عن مدخل ومعالجة أمثال ابن العربي رحمه الله لتلك الفتنة في "العواصم والقواصم"؟؟؟
ليتك تفصح عما في بالك حتى يتبين لنا أبعاد ما ترمي اليه!
وبالمناسبة فلعلك لا ترى مدى ما من الله على الأمة به من خير وعلم وفقه من جراء تلك الفتنة بالذات! فعلي رضي الله عنه ما فاته أن يقول فيما أثر عنه: "أنا أول من علم الناس قتال أهل القبلة"!! وما كنا لنحسن فهم قوله تعالى: ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) [الحجرات: 9] لولا أن تابعنا فقه الصحابة رضي الله عنهم في مواقف وصل فيها الخلاف في الاجتهاد الى حد القتال وحمل السلاح، والحمد لله الذي جعلنا أتباعا لهؤلاء العظماء رضي الله عنهم وأرضاهم ...
فأنا ادعوك لتخلع عنك رداء الاجمال والاطلاق المبهم وبتتقي الله فيمن يقرأون كلامك، ولتجب عن هذا السؤال:
هل ترى أن فتنة الصحابة هذه دليل على أنهم – بجملتهم – لا يلزمنا التقيد بمعالجتهم للواقع وبمدخلهم لتناول النوازل والاجتهاد فيها؟؟؟ أرجو جوابا واضحا لا مماطلة ولا مواربة فيه!
"أما عن (الشورى) و (البرلمان) فهما لفظان مترادفان من لغتين مختلفتين ... دعنا من استخدامتهما الحاضرة , وأنت يا - أستاذي الكريم - تستسذج نفسك هنا لهذا التلحيظ."
لا تكرر الدندنة برمي أخيك بالسذاجة والسطحية وغير ذلك من كلامك فعند فحصنا لدعواك يتبين لنا تلبسك أنت بهذا الذي تقول! بل غرقك فيه!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ان كان غاية فهمك للفرق بين "الشورى" و"البرلمان" هو تساويهما في المعنى اللغوي (وليس كذلك أصلا عند التحقيق، وليس هذا مكانه)، فلا أدري أي شيء بعد ذلك يدل على سطحية وسذاجة قائله والمتكلم به!!! هل تطالبني بالتساهل في التمييز بين اللفظتين عند المتكلم بهما، وفي (استخداماتها الحاضرة) بدعوى أن اللفظتين من حيث اللغة مترادفتان؟؟؟ هل تريد مني ألا أجد بأسا في وصف الواصفين للبرلمان في زماننا هذا بأنه هو نظير الشورى التي هي أصل من أصول الفقه في الاسلام؟؟؟ فمن المتهم بالسطحية و – على اصطلاحك – الظاهرية الفكرية اذا؟؟؟
وتقول: "أما عن أننا إلى الآن نفكر ونخرج بنتائج رائعة لمشاكلنا العويصة فهذا دعوى بلا دليل , والواقع شاهد , كثيرٌ من النوزال وقليل من الإجتهادات التي ... غالباً ما تكون مسيّسة أو (لا تفي بمتطلبات العصر) "!!
قلت وها هي الدعاوى المطلقة العارية من التحقيق تتكرر من جديد!!! من تقصد بالضمير في (أننا)؟؟؟؟ ان كنت تقصد جميع المسلمين فقد بغيت وظلمت وهذا واضح!! فالأمة مملوءة ولله الحمد والمنة بالأبحاث والدراسات القيمة النافعة المستنيرة في سائر ضروب البحث والنظر والعلم، علم ذلك من علم وجهله من جهل .. وكون القائمين على الأمور في الانتفاع بتلك الأبحاث فيهم ما فيهم من الفساد – نسأل الله لنا ولهم الهداية – بما كسبت أيدي الناس، فهذا ليس دليلا بحال من الأحوال على خلو الأمة من مثل ذلك!!! عدم العلم بالشيء لا يعني العدم يا أخي الفاضل!!!
وتقول: "أما إن كنت تعدُ نفسك منهم .. ما كنتَ كتبت كلامك المليء بالإتهامات الباطلة وكأني أرى شفتيك حمراوتان من كثر الضغط عليهما من الشّنَق! "
قلت كلا والله لا أعد نفسي من أهل العلم ولا حتى من صغار طلبته، وقد بينت ذلك وذكرته في تلك المشاركات الأولى لي والتي مررت أنت بها مرور الكرام، وقد ألحقت نفسي بالذين هم دون منزلة المجتهدين في هذه الأمة كما أرجو من الله ألا يكون قد مر عليك بلا تامل!!!! ولكن أنت تقرأ ما تريد من الكلام وتتغافل عما سواه!!
وحسبي أن أكون داعيا الى اتباع درب الفضلاء واقتفاء آثارهم والذب عنهم وان لم أكن منهم، وكفى بها قربة الى ربي والله المستعان. وأنا ولله الحمد ليست شفتاي كما تقول ولا شيء من ذلك، غير أني لا أرمي مخالفي بالسطحية والظاهرية بغير رامٍ، ولا أشتمه ولا أتنقص منه ولله الحمد!!! أسأل الله حسن الخاتمة.
وتقول: "أما بالنسبة لابن الصلاح فأظنك يا دعيّ لم تقرأ مصطلح الحديث حتى تعرف أن ابن الصلاح أغلق باب الإجتهاد في علم المصطلح ... ثم أتى من لا يرى ما يراه .. فوقعت تآليف أمثال (قواعد التحديث) و (منهج النقد) و (رسائل اللكنوي) ... وحتى (نخبة الفكر التي لا تعد إلا اختصاراً لاختصار علوم الحديث المختصر من مقدمة ابن الصلاح) ... !! "
قلت ألم أقل لك أنك عجول ترد بلا تأمل ولا فهم للكلام!!! أنت رأيت أن كثرة الحواشي على هذا الكتاب – وكنت تضرب به مثلا – تدل على أن الأمة غرقت في التقليد وكذا مما تدعي!! فبينت لك أن الامر ليس كذلك! والآن أنت تهدم دعواك تلك بيديك!! فلولا أن الرجل وقع فيما خولف فيه، ما تكاثر الرد عليه!!! فأيا كان ما قاله ابن الصلاح في كتابه، فقد رد عليه من رد فيما أخطأ فيه، وقد تكاثرت عليه الحواشي والتصانيف ما بين شارح وراد ومخالف وموافق، وهكذا هي الأمة ولله الحمد .. لا يزال الخير فيها الى يوم القيامة!!! أمة وفرة وكثرة وان غلب فيها الفساد والتقليد والابتداع!! ولا يزال فيها في كل عصر من عصورها من يجدد فيها الدعوة ويحفظ فيها الحق ويقوم به بحقه!!!
فتأمل يا من ترمينا بالسحطية مأخذنا على الكلام ومأخذك أنت، هداك الله!!!
وتقول: "أما بالنسة للشيخ عبد الله السعد فشئت أم أبيت .. أنني أعتبره مجدداً!! .. "
قلت لم تفهم كلامي هنا أيضا، وترد بما يزينه لك وهمك! يا أخي وهل ترى في كلامي انتقاص من الشيخ؟؟؟ سبحان الملك! بل أنا أرميك أنت بأنك لست أهلا لأن "ترى" أن فلانا مجدد! فهذه لا يجرؤ عليها الا عالم نحرير محقق!!! والذي تكون هذه صفته ومنزلته، فانه لا يقول بمثل هذا الخلط والتخليط المبين في الفهم والعبارة، والذي أتحفتنا به في هذه الصفحة بداية من عنوانها!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والا فالشيخ مكانته على العين والرأس .. واعتبر أنت ما يحلو لك فلا شأن لنا بك!
وقولك "وأظن أننا إن لم نطرح الإشكاليات لم نجد لها حلولاً .. لأننا حينئذ لم نعتبرها مشكلات! "
قلت العجيب أن ترى هؤلاء السذج أمثالي يوافقونك على هذا، ويعدونه أصلا من أصول العقلاء فضلا عن طلبة العلم!! سبحان الله!
وتقول: وأقول لك: ولِمَ كل هذا من هضم حقك .. وإن لم نفكر أنا وأنت بمحاولة امتلاك أدوات الإجتهاد فمن يمتلك؟!
وأنا أقول لك، ان كنت تكلمني عن شخصي، فأنا أدرى بنفسي منك: وأقول بل يمتلك أدوات الاجتهاد أصحابه المتبحرون فيه المشهود لهم بالمكانة فيه بين أقرانهم، والذين لا زلت أنا أعد نفسي تلميذا صغيرا يلهو على شاطئ بحر علومهم!! فان كنت أنت تعد نفسك في مصافهم، فهذا أمر آخر!
وتقول: " .. وأنا أعتبر هذا تطرفاً في الورع لم نستفد منه إلا بتنحيتنا عن الساحة العلمية والدعوية .. بدعوى الإخلاص والورع والزهد! "
قلت هذا كلام عائم لا زمام له ولا خطام! الذي يملك مكنة الاجتهاد ويتخلف عنه فهو كاتم للعلم يدخل في الوعيد، أما المتكلم بغير علم فنسأل الله العافية!
وتقول: "وأراك - أخي الكريم - تعيبُ عليّ أنني قد درستُ الطب بشكل غير مباشر بالنداء والتعجب!! .. ولستُ بفرح بذلك لكنه القلم أبى إلا يعلمك أنني أدرس الطب "!
قلت أهلا بك وسهلا أيها الطبيب بين اخوانك .. ولم أقل بأن دراستك للطب تعيبك .. وهل يقول بهذا عاقل يعي ما يقول؟؟ ولكنك مجدد ترد بلا روية ولا فهم لوجه الكلام!! فهجمتك الهزلية – واعذرني – على اخوانك ورميك اياهم بالسطحية، هي التي حملتني على الزامك بالكلام فيما تجيد! ولو لم يكن هذا واضحا مما كتبته لك في ردي السابق عليك، ولا تفهم من الكلام الا أني أعيب عليك كونك دارسا للطب .. فالى الله المشتكى ممن يرمينا بالسطحية والظاهرية في الفكر!!!
وتقول: "وفي النهاية لعلي آتيك بنص يحلّ لك مشكلتك العويصة ... وهيَ من العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - في كتابه (ابن قيم الجوزية) ... والذي يقول فيه (والتجديد يكون بكسر سلطان التقليد الأعمى والجمود الأصم والطائفية الذائبة بفتح باب الإجتهاد والاعتماد على الأدلة وتمحيصها من الدخيل , وكفّ ما لا تحتمله من علوم الإشارة والظاهر والباطن , وبالجملة إحياء الرد إلى الله ورسوله في جميع الأحكام والنوازل والوقائع) "
قلت أما هذا النص الذي نقلته فحجة عليك لا لك والله لو تأملته!! فالشيخ لا يرمي بكلامه هذا رمية عمياء كتلك التي قلت بها أنت .. ولا يدعي أن عصورا بأكملها خلت من المجتهدين – وان لم يكن لهم ظهور ولم يكتب الرب لهم التمكين في زمانهم!! فكلامه في فتح باب الاجتهاد، اذاما وضع في سياقه، فهم منه مراده رحمه الله على النحو الصحيح!! لا أن تأتينا بها معلقة في الهواء هكذا تعليق الصحافيين بلا زمام ولا خطام، فاذا ما قلنا لك فصل وبين حتى لا يقع الخلط والتلبيس، رحت ترمينا بالسطحية والظاهرية و ... والله المستعان!!
أخي الكريم .. أرجوك ألا تعاود الرد على الكلام حتى تفهمه جيدا .. ولا تشنع ولا تسب ولا تشتم، فليست قوة الحجة بكثرة السباب والتنقص من مخالفك .. هداني الله واياك وأصلحك والمسلمين، والله المستعان.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 09:04]ـ
قال النبي - عليه الصلاة والسلام -
(أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً)
كفى ما مضى ... ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم اغفر لي ولأخي (أبي الفداء) وتجاوز عنا سيئاتنا .... ومن قال (آمين)!!
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 03:46]ـ
إيذن لي أخي الحبيب الأريب (طالب الإيمان) –سلمت يمينك-؛ فلم تزل عندي كُليمةٌ تَلجلجُ في صدري لم أستطع معها صبرا ...
وستكون تلك الكُليمة على قسمين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول/ يتعلق بأهمية المناقشة والمباحثة واستعراض وجهات النظر ومستنداتها تجاه القضايا المطروحة سيّما مع إخوانٍ أتقياء بررة وأذكياء نَبَغَة يجيدون الأخذ والردَّ ويحسنون الإنصاتَ والفهم عن الآخرين ثم المناقشة والإفادة , وبهذا تتلاقح الأفهام ويتعمق الوعي وتتبلور الأفكار ونزدادُ استبصاراً في واقعنا وما تعانيه أُمتنا , ومعلومٌ أن رشادَ الحركة منوطٌ برشاد التصور والفكر ومن لم يحسن الفهم والتصور خبطَ في التطبيق ولابدَّ , ولا أُخفيكم أن أني أتعطشُ إلى أمثال هؤلاء النبلاء ولن نعدمهم في الإخوة الكرام–بارك الله فيهم جميعاً- , وهذا هو المبرر الأكبر لانضمامي في هذا المنتدى –بثَّ الله الخيرَ في أرجائه- , وهي –فيما أرى- فائدةٌ عظيمة جليلة. ومتى لم أجد ما أصبو إليه؛ فسأنصرفُ راشداً ناعمَ البال؛ والوقت -والله- أغلى من إقناع الحصى أو مخاطبة الموتى. ومعلومٌ –أيضاً- أن الهدفَ من إدارة المناقشات ليس مجرد الإقناع بل التنبيه إلى المأخذ المختلفة والنظر إلى القضايا من زوايا متعددة وبهذا تميّز النقاشُ المفيد عن الهذر المكروه. ومُحالٌ أن يتمَ ذلك قبل فهم مناط الاختلاف أو أصل التباين بين الأراء. وإن تعجبْ فعجبٌ فهم أو وهم بعض الناس بأننا في حلبة مصارعة بين الخلف والسلف أو أننا في ميدان صراعٍ بين السنن والمبتدعات "كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا", ومعلومٌ أن استشكال الكلام المجمل أو المحتمل -على فرض كونه كذلك- ليس عيباً وحينها يجب الاستفصال من القائل؛ ولكن المعيبَ -حقاً- هو أن بعض الناس بعدَ أن يصف الأقوال بأنها مشكلة وعامة وفضفاضة و (مفلطحة -أيضاً-) يَعمدُ إلى الاحتمالات فينتقي منها (المتردية والنطيحة وما أكل السبع) ثم يفغر فاه بخطلٍ من القول والرأي مع ثرثرةٍ سمجةٍ لا طائلَ من ورائها ... ألا ما أقبح الحمق , وسبحان الله لم تزل الثراثراتُ تكشفُ ثوبَ الستر عن أصحابها حتى أضحوا على رؤوس الأشهاد سذّجاً ليس معهم إلا نواياً حسنة فقط؛ أما الفهمُ فـ (رسومٌ تلوحُ كباقي الوشم في ظاهر اليد)؛ وأما العلم فما هنالك شئ ألبته؛ وإن كان للثرثرة من فضلٍ فما فهو إلا أنها أبانت لنا هذه حقيقة الأدعياء.
جهلتَ ولا تدري بأنك جاهلٌ .......... ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري فأسأل الباري عزّ اسمُه وتجلت عظمتُه أن يكفينا وإخواننا أجمعين فتنةَ القول والعمل وأن يرزقنا (الإخلاص) في الأمر كلِه ...
__________
القسم الثاني / يتعلق بالموضوع المطروح , ذلك لأنني رأيتُ بعضَهم لم يحسن الفهم لكلامي فظن –وإن بعض الظن إثم- أنني أُشكك في شرعية الاجتهاد أو أزعمُ -ضمناً-أن الأمة كانت و لا تزال تخبطُ في جهالةٍ ظلماء قرونَ عددا حينما فارقت (كلها وعلى الإطلاق) سبيلَ الاجتهاد أو أنني أُحاول ابتداعَ مفهومٍ جديدٍ لمعنى الاجتهاد خفي على أهل القرون المفضلة فمن بعدهم؛ واكتشفته أنا اليوم. هذه هي خلاصةُ ما تمخضت عنه تعليقاتٌ كثيرة الكلام قليلة الفائدة , وأسفي على هؤلاء أنهم يجاهدون في غير عدو ويناضلون في غير حربٍ ويَضربُون في غير مَضرب؛ فسهامهم طائشة وأقوالهم فارغة لاغية –هداهم الله وإيانا وعجّل بالفيئة إلى الصواب بمحض المنِّ والكرم-.
وقد أحسن الأخ (من صاحب النقب) حينما أشار إلى أن الأصوليين قد بينوا اشتراط العلم بالعادات والأحوال وصدقَ وبرَّ؛ لذا كان كلامي (ليس محاولة اكتشاف أو إضافة شرط جديد) بل هو محاولة تفسير مفهوم هذا الشرط؛ وهل هو مقصورٌ على معرفة العادات المتباينة أم أنه أشمل من ذلك؛ فالكلام -إذن- ليس في تخطئة الأُصوليين بقدر ما هو استجلاءٌ لمرادهم. و لا يخفاكم –رضي الله عنكم- أن الاختلاف في فهم كلام السلف قائمٌ موجود؛ فكم اختلفَ الناس في فهم كلام من مضى من الأئمة وطالعْ –غير مأمورٍ- كتبَ الفقه المذهبي -مثلاً- وسترى كيف يتناظر الأصحاب في فهم كلام الإمام؛ وتراه أيضاً في فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكذا كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب فطالما اختلف العلماء في فهم أصل كلامهم أو في تنزيله على الواقعة المعينة أي أنه إما اختلافٌ في تعيين المناط نفسه أو في تنزيله بعد الاتفاق النظري عليه ولا غبارَ في هذا ... بالمناسبة فإن هذين الإمامين الجليلين قد وُصفا –كما وُصف غيرهما- بالتجديد لِمَ اندرس من
(يُتْبَعُ)
(/)
معالم للدين؛ ومعلومٌ أن هذا لقبٌ لا يُبذل لكل أحدٍ وفيه حديثٌ شريف معروف مشهور؛ وكأن الإشادة النبوية الكريمة بالتجديد تتضمن إشارةً بشيوع التقليد والجهل في الأمة وأيضاً فإن من تُوصف جهودهم بأنها إحيائية فلعموم المَوات الذي عمَّ وطم وأقفرت به العقولُ والقلوب , وبهذا يسقط زعمُ من قال -ضمناً- بأن الأمة (لم تزل ولا تزال) بخيرٍ وعافيةٍ علمياً وعقلياً (وتوضيح الواضحات يُصيّرها مشكلات)
وهبني قلتُ: هذا الصبح ليلٌ ........ أيَعمى العَالمون عن الضياء! ... ولطالما اشتكى النابهون من أنباء الأمة من ضمور الفقه وعقمِ الحلول عن معالجة القضايا الكبرى ولا يعني هذا أن الضلال قد أطبق كليةً لدرجة ضياع الحق بإطلاق كلا ... كلا ... ؛ وتأملوا حديثَ الطائفة المنصورة لتعلموا أنه شبه تصريحٍ بغربة الحق وقلة أهله وفي ضوئه يُفهم حديث التجديد وانتعاش الحق بعد أن كاد؛ فعندما يعمُ الضلال كالليل البهيم إذا بفجر التجديد يُبددُ ظلامه.
وفي الحقِ أني مهتمٌ كثيراً بإشكالٍ أراه كبيراً؛ وهو غياب المفاهيم المحركة للعقول وإن شئتَ قلتَ: عدم تفعيلها عند التسليم بوجودها , فأنا أدعوكم للتأمل معي:
لماذا نجح الغرب في بناء حضارة سادت الدنيا وفرضت نفسها لا عسكرياً فحسب بل فكرياً حتى صارت الأمم الأخرى عَوَانٍ (أسيرة) بأيديهم؛ وكيف استطاعوا أن يبنوا أُساساً محكمةً للحكم وأن سلطة القضاء علت (واقعاً) حتى نقضت قرارات الرؤساء بل أقالت حكومات؛ واحتُرمت حقوق الناس مع الرفاه الاقتصادي؛ وإن قارنتها بالعالم الإسلامي رجع الطرفُ إليك خاسئاً وهو حسير؛ فالرؤساء فراعنة والشعوبُ عبيد بل أذل , والقضاء منتهك حتى النهاية , والاقتصاد صفْر؛ فانتهى أمر الأمة إلى أنها خلاءٌ يتدخل أعداؤها في أدق تفاصيل حياتها من تعليم إلى إعلام إلى اقتصاد .... يشكّلونها كما يشتهون؛ وغدا أبناؤها إما أقوام اعتنقوا الكفر وراموا إذابةَ الأمة في أعدائها أو علماء أشغلَهم التنابزُ بالألقاب أو الجمود؛ وبقي قلةٌ قليلة أحيا الله بهم صفوَ الدين ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ولا كان ذلك على التمام حتى استقرؤا الأحوالَ حولَهم وهضموا تيارات الفكر المحركة للأمم والتي تسربت إلى الأمة فاغتالت الإيمان في القلوب وأشاعت شُبهاً ماحقة؛ فمحظها الأئمةُ وكشفوا باطلَها وما وجدوا من فيها صواب لم يستنفكوا عن قبوله؛ واقرؤوا (درء التعارض) فهل هذا صنيع رجلٍ عامّي في مجال الأفكار أو أنه لا يزال يتسأل هل ثمة فكرٌ إسلامي أصلاً , والمقصود أن الاجتهاد لا بد منه في تمييز المبتدعات (التي الأصل فيها المنع) عن العادات (التي الأصل فيها الحل) وبه -أيضاً- ينكشفُ حال ما هو عادة تشوبها عبادة؛ وما هي عبادة تشوبها عادة فهي برزخٌ بينهما فتأخذ حقها ولا يُستطالُ على المخالف فيها؛ وكما أن الاجتهاد ضروري في تخليص السنن من لوثة البدع؛ فكذا هو في تلخيص الفكر من درن الضلال ولا يعني هذا هدم الفكر نفسه بل إنقاذه من الغرق في بحار الظلمات ولا يكون ذلك إلا بالتوغل في الفكر ذاته لنَميز الخبيثَ من الطيب بميزان المعقول والمنقول ....
لذا فالأسئلة قائمة: ماذا دهانا حتى صرنا كذلك , ولماذا لم تعمل فينا قيمُ الدين؛ وما الذي منعها عن أن تفعل فعلها فينا كما نهضت بأول هذه الأمة فسادوا الدنيا علماً وحلماً ورحمةً وعدلاً؛ وهل ظهور التيارات العلمانية هو تعبيرُ عن مَوات علماء الدين –إلا من رحم الله وقليلٌ ما هم- وعجزِهم عن استيعاب عصرهم وابتداع الحلول أو تأصيل النقل عن الآخرين.
هذه شجونٌ هاجها الحديثُ عن الاجتهاد لأنني أرى –والله تعالى أعلم- أنه الأداة الهائلة للتغيير الإيجابي (الشرعي) الذي نبتغيه. فهو إحياء الدين حتى نحيا به –والله تعالى أعلم-
ولا بدَّ من شكوى إلى ذي مروءةٍ ............ يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ
________
أما هذه فاستدراك:-
نظراً لأن تعليقي الأول نقصت منه حروفٌ (ربما) أبهمت شيئاً ما؛ ولكنها لا تنال من أصل الفكرة؛ فها هو ذا كما أردتُ نشره:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كنتُ قد فهمتُ ما يرمي إليه الأخ الكريم (طالب الإيمان) , و-أيضاً- في ضوء ما ذكره الإخوة الكرام -وفقهم الله تعالى جميعاً-؛ فأرى أن الإشكال ليس في مشروعية (الاجتهاد) من حيث هو؛ ولكن في ((الوعي)) بالمستجدات نفسها نظماً وفكراً بل إن الأخير هو الذي ينتج الأول؛ فأرى -والله تعالى أعلم-أن الشأن في الفكر الذي يشكل الأُسسَ النظرية ومنها تنبثق كافة النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... الخ, وكثيرٌ ممن يتحدث عن الاجتهاد –فيما أرى-هو يركّزون أو يحصرون وظيفتَه في معالجة النظم دون النظر إلى المنشأ الحقيقي وهو الفكر؛ ولمّا كان الحكم على الشئ فرعاً عن تصوره فلا يمكن لأحدٍ أن يفهم هذا الفكر حتى يقرأه بتمعن وعلى مَهْل ومن جدَّ في ذلك نالَ مرادَه (ولا أدعي ذلك لكني ماضٍ في الطريق أتعثر وأسير حتى يبلغ الكتابُ أجلَه) , ومشكلةُ من أعرض عن الأصل واشتغلَ بالفروع قائساً بعضها على بعض؛ أنه سيعاني من حالة (عدم الوعي) فهو لا يدري (ولا يدري أنه لا يدري) أي حالة جهل مركب, والفكر الساذج البسيط (هذا ليس شتماً , وارجعوا للقواميس -إن شئتم-) لا يمكن أن يتناول المركب, ومثلاً لن يستطيع فنانٌ مهما كان أن يرسم ذيل الطاؤوس كما هو بمجرد قلمٍ رصاص فلا يمكن للقلم الرصاص أن يحاكي الألوانَ الزاهية؛ فهكذا الفكر البسيط محالٌ عليه أن يتعاطى بإيجابيه مع القضايا المعقدة, لذلك ما إن ترى بعض الإخوة الذين يؤكدون (بعفوية) على أن السلف قد قتلوا أصول المسائل ولم يتركوا لمن إلا التخريج على الأقوال -وهو حقٌ في مجمله- مع الإغفال الكبير لمفهوم التغير ذاته ولا أزعم أنه يغفلون التغير رأساً ولكن هم يهتمون بجانبٍ منه ويعتقدون أنه الكل وليس وراءه مطلب مع أنه ثمت جوانبُ أُخر لم يفطنوا إليها (وقد سبق ذكر عذرهم) , وهذا لا يضرُ أئمة السلف لأنهم فهموا الاجتهاد وعملوا بمقتضاه على شرطه ولحظوا مفهومَ التغير في اجتهاداتهم, ثم دار الزمن وتتابعت قرون وحدثت متغيرات بل ثورات على صعيد الأفكار والنظم مما يعني أن الاجتهاد هو الأداة الوحيدة التي توفق بين الثابت والمتغير بحيث لا يعني هذا تغييراً في الثابت (وإلا لم يعد ثابتاً) ولا تثبيتاً للمتغير (وهذا سيعني الجمود أو عم المسايرة المناسبة)
وبعض الإخوة السلفيين -رعاهم الله تعالى ووفقهم- يغلبُ عليهم هاجس نقاء المعتقد على حساب العمق في الفكرة فمتى اشتبهوا في فكرة (ما) أسقطوها رأساً فيحصل الاختلال في أنهم لا يملكون أداة فحص الأفكار (بمنهجية فكرية) أصلاً وهنا تكمن المشكلة. (وهذا مسألة ربما أبحثها لاحقاً إن شاء الله تعالى)
أخيراً: هذه ليست إلا محاولة لتحليل معضلة محدودية فهم الاجتهاد في ظل التغيرات؛ أما الحديث عن طبيعة تلك التغيرات وكيفية تنزيل أحكام الشرع فيها فلست أهلاً لذلك , وهو –لعمر الله- لبُّ الاجتهاد ولن يقوم به بحقه إلا من قرأ الفكر بعمق مع تضلعٍ بعلوم الشرع ليعرف العلل وطبائعها والأدوية وآثارها فيعالج هذه بتلك. "ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين" ... والله تعالى أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 08:39]ـ
الأخ صاحب الموضوع،
آمين .. أمين .. أمين.
الأخ فهد .. لا أدري من أين أبدأ بالرد عليك والله ..
ووالله ما من شيء أكره الي وأبغض من الجدل وكثرة الأخذ والرد، ولكن هكذا هي الدنيا، دار بلاء، نسأل الله العافية!!
سأغض الطرف عن كثير مما قلته في القسم الأول من تعقيبك الأخير، والذي وجهته للنيل مني بالتعريض بقولك "بعض الناس"، فاتهامك من راجعوك في كلامك بالجهل المركب والسطحية والكلام الساذج و .. هذا لا يجدي ولا ينفع ولا يوصل الى نتيجة يا أخ فهد ... هداني الله واياك الى ما يحب ويرضى! وصناعة الكلام ليس يوجد ما هو أسهل منها على أصحابها ومنتحليها، والعبرة بفهم الكلام وتطبيقه وليس ببنائه وتشييده!!! وأنت تراوغ مراوغة واضحة في كل جواب لك، وذلك عهدي بك من أول مشاركة لك وضعتها في موضوع "عمرو خالد" الذي وقع فيه ما وقع بيننا من مساجلة والذي أعده أنا حجة عليك في سوء تنزيل الكلام على الواقع، بل ولو قلت "سطحية التناول والتنزيل على الواقع" ما بالغت!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما كنت هناك تكلمنا عن اتساع الفقه للخلاف وعن تشابك مدخلات الواقع المعاصر وكثرتها وتعقيدها وحاجة ذلك كله الى عين واعية متبصرة ترى سائر أبعاد الأمر "الاجتماعية والسياسية والفكرية وكذا ... " الى آخر ذلك الكلام العام الجميل المنمق الذي لا يخالفك على جملته وعمومه عاقل منا ... لما جئتنا بهذا الكلام الطيب هناك، والذي بدأت ردي عليه بوصفه بأنه طيب، أنزلته أنت - وفي أول مشاركة لك في هذا المنتدى كله - على من؟؟؟ أنزلته على مواقف وآراء رجل جهول متعالم لا حظ له من دراسة ولا تأصيل، وعوار وفساد أفكاره ودعواه ومواقفه ظاهر للعامة قبل الخاصة، فجعلته أنت في دفاعك عنه وعن كلامه المتخبط الخالي من ضوابط الشرع الحكيم، موافقا بمصائبه وطوامه تلك، لما سيذهب اليه المجتهد النابغة الفهيم المحيط بظروف العصر ومدخلات الواقع المتشعبة وما الى ذلك، اذا ما وضع في ذات الظروف!!! ورحت تصفنا - أنا أبو الفداء بالتحديد - بالغلو في باب الولاء والبراء وتشكو من زج مجادليك بمسائل الأصول في كل مرة فيما تعده أنت بأنه خلاف في الفروع وكذا!!! وقد استغرب منك الاخوة هناك كلامك هذا وأنكروه عليك، ومع ذلك تعده أنت من نفسك ثمرة كثرة مطالعتك لكتب أهل العلم والنظر فيها، حتى رحت تحيلنا على كلام واحد من أهل العلم المعاصرين، أكاد أجزم بأنه حفظه الله لو قرأ كلامك والوجهة التي وجهته اليها في ذاك الموضوع لما أقرك عليه أبدا ... والله المستعان!!
لقد ضربت أنت مثالا هناك - في كلامك العام - يحلو لي ان أعقب عليه هنا، يكشف عن ظلمك لنفسك وعن سوء فهمك .. فقلت أنه مما يضيرك أنك كلما ناقشت بعض اخوانك في حدود وضوابط الحجاب، راحوا يكلمونك في أصل مشروعيته والنصوص الدالة على ذلك .. فاذا بهم يخرجون من الكلام الفرعي الى الأصول التي لا خلاف فيها، وأنا أكره ذلك منهم ولا شك، فالذي لا يحسن تحرير محل النزاع ليس له أن يدخل فيه ابتداءا، وليبرأ بدينه من ذلك يكن أسلم له!!! فأنا بالجملة أوافقك على تجهيل هؤلاء، وما أظن أحدا من اخواننا الذين جادلوك هناك كرهوا منك هذا المعنى أو اعترضوا عليه! ولكني ومع ذلك لا يسعني الا أن أتساءل: فما دخل هذا كله بمناقشتك لنا هناك فيما نعده - ونتفق على كونه - تضييعا للأصول - بناءا على سيرة طويلة متراكمة وليس على موقف واحد بعينه - من أحد الدعاة الأدعياء الجهلاء، اذ رحت تكلمنا وكأننا وقعنا في مجتهد ممن أحاطوا بأمور لم يحط بها الذين أنكروا عليه من أهل العلم، تريد أن ترفع عنه تبعة جهله واصراره على الجهل وتصديه وانتصابه لما ليس له بأهل؟؟؟ نعم أنت تأتينا بقواعد عامة لا نخالفك في صحتها بالجملة، ولكن على أي شيء تنزل بتلك القواعد يا سيدنا، وما حقيقة فهمك لها؟؟؟؟
ما حقيقة فهمك للعلاقة بين الأصول والفروع، والثوابت والمتغيرات يا من تكثر من الكلام عن المقاصد والكليات؟؟؟
ولما طالبتك هناك - في صفحة ذلك الموضوع تحديدا - بالرد المفصل بالحجة والدليل بدلا من التنطع على اخوانك بالكلام المرسل بأنهم يحملون الكلام ما لا يحتمل ويعتصرون الكلام تعسفا ويتأولونه تأولا، وما الى ذلك، أهملتني ولم تعقب!!! فهل فهمت الآن من أين يأتي محملي الذي أحمل عليه كلامك المجمل يا أخ فهد؟؟؟ لأني وبكل بساطة أصمك - ومن واقع كلامك ومواقفك وليس افتراءا عليك ولا ظلما لك - بالتوسع فيما ليس فيه سعة، وبسوء الربط بين القضايا الكلية والفرعية وبسطحية ذلك التناول عندك!
وكلامك في الموضوع المذكور يشهد عليك، والله المستعان!!
قلتها لك من قبل وأكررها الآن: أن الاتيان بكلام عام وقواعد صحيحة لا ينكرها عاقل، وليس فقط طالب علم، هو من السهولة على أكثر رواد هذا المنتدى المبارك ولله الحمد بمكان! ولكن العبرة بتنزيل ذلك الكلام على الواقع وتطبيقه! هذا هو ما ينكشف معه الفرق بين طالب العلم المؤصل ومن هو دون ذلك!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما هذا الموضوع في هذه الصفحة، فبدأ بكلمة مجملة اجمالا موهما من صاحبه، فبدأت التعقيب فيه بحسن ظن تام، ورحت أبين أنني أكره اطلاق هذه الكلمة "فتح باب الاجتهاد" بلا تفصيل بسبب كذا وكذا، وجاء من الاخوة من يتكلم في ذلك السلك نفسه من بعدي، يوافقونني على استنكار الاطلاق والاجمال هكذا بلا بيان "يعني في السؤال الذي بدأ به الموضوع" .. فاذا بالأخ صاحب الموضوع هداه الله وغفر لي وله، ينزل علينا بوابل من الرصاص يرمينا بالسذاجة والسطحية و"الظاهرية" والحاجة الى "اعادة التأهيل الفكري" ويشرق ويغرب بالكلام بطريقة فجة ممجوجة، أبهتتني وأذهلتني حقيقة والله!! فبدلا من أن يتكرم علينا بالتفصيل وبالاقرار بأن الاجمال في هذه الكلمة على هذا النحو هو مما قد يكون فيه ولو على الأقل مأخذ اشتباه وايهام، راح يصب علينا الكلام صبا من علياء، ويسفهنا جميعا!!! وقد ناقشته في كثير من اطلاقاته التي اتهمنا في تعقيب له بالسذاجة في فهمها، فأبى واكتفى وآثر السلامة من المراء لي وله، وأنا على كل حال أشكره على هذا وأسأل الله أن يصرف عني وعنه السوء والكبر والجدال المذموم ..
وعلى عادتي، ولأني أكره أن أترك اجمالا موهما بلا بيان وتفصيل، فسأقوم بما كنت ولا زلت أطالبك به يا أخ فهد في كل مرة تعقب فيها على كلام اخوانك: أن تأتي بالعبارة من كلامهم منقولة بحرفها ثم تعلق عليها تحتها، حتى يتبين صاحب الكلام سبب فهمك لما فهمت فيحسن دفع الشبهة عنك ويصلح لك فهمك لكلامه، أو يتراجع عما قال!
بدأت يا سيدي بكلام جميل، فقلت: " الأول/ يتعلق بأهمية المناقشة والمباحثة واستعراض وجهات النظر ومستنداتها تجاه القضايا المطروحة سيّما مع إخوانٍ أتقياء بررة وأذكياء نَبَغَة يجيدون الأخذ والردَّ ويحسنون الإنصاتَ والفهم عن الآخرين ثم المناقشة والإفادة , وبهذا تتلاقح الأفهام ويتعمق الوعي وتتبلور الأفكار ونزدادُ استبصاراً في واقعنا وما تعانيه أُمتنا , ومعلومٌ أن رشادَ الحركة منوطٌ برشاد التصور والفكر ومن لم يحسن الفهم والتصور خبطَ في التطبيق ولابدَّ , ولا أُخفيكم أن أني أتعطشُ إلى أمثال هؤلاء النبلاء ولن نعدمهم في الإخوة الكرام–بارك الله فيهم جميعاً- , وهذا هو المبرر الأكبر لانضمامي في هذا المنتدى –بثَّ الله الخيرَ في أرجائه- , وهي –فيما أرى- فائدةٌ عظيمة جليلة" اهـ.
فأولا أسأل الله أن نكون أنا وأنت وسائر أهل هذا المكان المبارك من الاخوان الأتقياء الأذكياء النبغة الذين يجيدون الأخذ والرد والمناقشة. كل هذا الكلام والله على العين والرأس، ولست أنا بأقل تعطشا منك الى أمثال هؤلاء النبلاء، وأرى الكثيرين من أهل هذا المنتدى ينطبق عليهم ذلك ولله الحمد والمنة ..
وتقول: " والوقت -والله- أغلى من إقناع الحصى أو مخاطبة الموتى."
وأقول صدقت والله، وليس وقتك بأغلى عندك من أوقات اخوانك عندهم ..
أما اقناع الحصى والموتى فأنا ظني أني لم أخاطب الى الآن في هذا المكان حصاة ولا ميتا ولله الحمد .. بل اخوان لي في الله أحسن الظن بهم جملة، وأعامل كل واحد منهم بحسب أقواله ومواقفه!
أما هذه: " ومعلومٌ –أيضاً- أن الهدفَ من إدارة المناقشات ليس مجرد الإقناع بل التنبيه إلى المأخذ المختلفة والنظر إلى القضايا من زوايا متعددة وبهذا تميّز النقاشُ المفيد عن الهذر المكروه. ومُحالٌ أن يتمَ ذلك قبل فهم مناط الاختلاف أو أصل التباين بين الأراء."
فجميلة أخرى من جميلات كلامك الطيب البليغ الذي يعلم الله أننا لا نماريك فيه طرفة عين .. ولكن كيف تنزل أنت هذا الكلام على آحاد المسائل والقضايا .. هذا هو ما رأيت منك فيه عجبا، وانطلاقا من ذلك أخاطبك!!
أما ما خضت فيه بعد ذلك من تنقص وتسفيه وتجهيل فلن أرد عليه ... !
وأما القسم الثاني من كلامك ... فأنا أعجب والله من كونك تتكلم فيه على لسان صاحب الموضوع مدافعا عن كلامه، وكأنك هو!! فهل أنت رجل واحد بمعرفين؟؟ (وأنا لا أكره ذلك بالمناسبة الا ان كان لقصد خبيث أو من مرض في قلب صاحبه، وان كنت أرى أن فيه بعمومه نوعا من التدليس!)
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول: "ذلك لأنني رأيتُ بعضَهم لم يحسن الفهم لكلامي فظن – وإن بعض الظن إثم- أنني أُشكك في شرعية الاجتهاد أو أزعمُ – ضمناً - أن الأمة كانت و لا تزال تخبطُ في جهالةٍ ظلماء قرونَ عددا حينما فارقت (كلها وعلى الإطلاق) سبيلَ الاجتهاد أو أنني أُحاول ابتداعَ مفهومٍ جديدٍ لمعنى الاجتهاد خفي على أهل القرون المفضلة فمن بعدهم؛ واكتشفته أنا اليوم."
فهل كنت أنت يا نميري الذي كتب هذا الكلام اذ تصف ما ذكرت بأنه "كلامك" أم أنه كلام صاحب الموضوع، أم أنكما واحد؟؟ ذلك أنه لم يكن أنت من رددنا عليه بأن كلامه يوهم ويحتمل تجهيل قرون من المسلمين، وانما كان الأخ صاحب الموضوع وفقه الله ... فهل أنتما واحد؟؟
لا يعنيني هذا على أي حال ولن أخوض فيه، وانما هو أمر استرعاني وأثار تساؤلا في نفسي!
وسواء كنتما رجلا واحدا او اثنان، فلا فرق عندي .. والعبرة بما تقولان وتكتبان، وهذا ما يعنيني!
وتقول: " هذه هي خلاصةُ ما تمخضت عنه تعليقاتٌ كثيرة الكلام قليلة الفائدة , وأسفي على هؤلاء أنهم يجاهدون في غير عدو ويناضلون في غير حربٍ ويَضربُون في غير مَضرب؛ فسهامهم طائشة وأقوالهم فارغة لاغية –هداهم الله وإيانا وعجّل بالفيئة إلى الصواب بمحض المنِّ والكرم-."
فأنا ألحق هذا الكلام بنظيره مما قال في القسم الأول في حقي، وأقول لذلك كله: حسبي الله ونعم الوكيل.
أما قولك " ليس محاولة اكتشاف أو إضافة شرط جديد"
فليتك تأتي من كلامي باقتباس واحد واضح يكشف أن هذا هو ما أتهمك به فيما تقول!! كلا والله وانما أتهمك بقلة فهم ما هو متفق عليه من الشروط التي أتحفتنا بكثير منها فيما أجملته من الكلام .. ودليلي: سوء تنزيلك وتطبيقك لها وقد تقدم بيان ذلك بما يغني عن الاعادة!
أما ما نقلته من أمثلة في تناظر الأصحاب في فهم السلف وفي فقه الامام أحمد وفي المدارس الفقهية والمذاهب وكذا، فكلام أكرر أنني أوافقك على جملته ولا أنكره، ولا ينكره من له أدنى حظ من علم أو نظر!!! ولكن هل هذا ما أخالفك فيه أصلا؟ هل هذا ما فهمت أنني أخالفك فيه، بعد كل هذا الذي كتبته اليك؟؟ سبحان الله!
اللهم ارفع عن أعين اخواننا الغبش والرعونة وسوء الظن وقلة الروية في القراءة!
أما قولك: " بالمناسبة فإن هذين الإمامين الجليلين قد وُصفا –كما وُصف غيرهما- بالتجديد لِمَ اندرس من معالم للدين؛ ومعلومٌ أن هذا لقبٌ لا يُبذل لكل أحدٍ وفيه حديثٌ شريف معروف مشهور؛ وكأن الإشادة النبوية الكريمة بالتجديد تتضمن إشارةً بشيوع التقليد والجهل في الأمة وأيضاً فإن من تُوصف جهودهم بأنها إحيائية فلعموم المَوات الذي عمَّ وطم وأقفرت به العقولُ والقلوب , وبهذا يسقط زعمُ من قال -ضمناً- بأن الأمة (لم تزل ولا تزال) بخيرٍ وعافيةٍ علمياً وعقلياً (وتوضيح الواضحات يُصيّرها مشكلات) "
فأقول وهل رأيت في كلامي ما يفهم منه عاقل أنني أنكر أو أكذب كون التقليد قد فشى في عصور كثيرة من تاريخ الأمة حتى صارت له شوكة وظهور وقامت بسببه حروب ومعارك في بلاد المسلمين؟؟ يا أيها الفاضل، سواء كنت أنت صاحب الموضوع أو لم تكن، أقول لك أنت لم تفهم مورد مأخذي على كلامك ولا زلت لا تفهم!! أنا لم أدع أن عموم الأمة بخير وعافية علميا وعقليا و ... !! أين تجد هذا من كلامي؟ هلا أتيتني باقتباس ونقل يدل على هذا المعنى حتى أصلح لك فهمك فيه؟؟
الذي أقوله هو أن غلبة التقليد الأعمى والابتداع في عصر من العصور، وظهور الشوكة في يد أصحاب ذلك الجهل، لا يعني أبدا أن الأمة قد خلت في ذلك العصر من مجتهدين أفذاذ .. وقد قلت ذلك لأني أكره ما وجدته في كلام صاحب الموضوع من تعميم موهم فيما يقوله من "فتح وغلق باب الاجتهاد"!! ولما ناقشته في ذلك وجدته يرجعني الى الخلاف الذي وقع بين الصحابة رضي الله عنهم ويتكلم كلاما أشد ايهاما وتلبيسا!!! فما دخل ذلك بغلبة المقلدين في أكثر عصور الأمة وظهورهم على أهل الاجتهاد المنضبط الذي فيه نهضة الأمة وشفاء عللها؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخانا ان ظهور الأئمة المجددين وتمكين الله لهم لا يعني أنهم في العصور التي لم يكن لهم فيها ظهور، قد خلت الأرض من المجتهدين جملة حتى ... "أغلق باب الاجتهاد" - هكذا -!!! هذا هو حاصل ما أردته بكلامي ولم تفهمه أنت، وليس عندي ما أوضح به الكلام أكثر من ذلك، فالى الله المشتكى ممن يفهمون الكلام على هواهم!!!
ثم يأتي أخونا فهد – هداه الله وأصلحه - بعد ذلك بكلام لا أدري لماذا يتصور أن مجادليه ومخالفيه يخالفونه في جملته وعمومه!! ومع ذلك فسأناقشه فيه، راجيا اندفاع الخلط، سائلا رب البريات جل وعلى ألا يعتدي علي بالتجهيل والتسفيه في الرد مرة أخرى وألا يبهم الكلام مجددا وأن يجيب كل سؤال بجواب واضح وصريح ...
فيقول: " لماذا نجح الغرب في بناء حضارة سادت الدنيا وفرضت نفسها لا عسكرياً فحسب بل فكرياً حتى صارت الأمم الأخرى عَوَانٍ (أسيرة) بأيديهم؛ .... "
وأنا أجيبه على سؤاله بحول الله، وأقول يا أخي الكريم وفقك الله الجواب ببساطة وفي كلمة واحدة أن الدنيا دار أسباب! لكل شيء فيها أسبابه، فمن أخذ بها بحقها، توقع نيل النتائج! هذه سنة كونية! ان أخذ بها الكافر وقعت، وان أخذ بها الموحد وقعت .. والابتلاء لهؤلاء ولهؤلاء بذلك كله واحد: العقيدة والغاية والنية والمراد من ذلك العمل كله .. كيف تتوجه؟ أفي خير وحق واقامة للصلاة في الأرض وللخير كما أراد رب العالمين، أم في غير ذلك؟؟ أما قولك بأنها فرضت نفسها بسبب "الفكر" فليس دقيقا، وفيه من التعميم الموهم ما فيه. فلا أظنك – مثلا – تخرج كفرهم ونظرياتهم الملحدة من عموم اصطلاح "الفكر"!! بل هي عندهم ما يصطلحون هم عليه فيما بينهم على أنه "الفكر"! فهل هذا "الفكر" هو ما كان سببا في سيادتهم العالم وفي خضوع الأمم الأخرى لهم؟ لو كان كذلك، فلا عجب من تقليد امة كفر لأمة كفر فيما خرج منهم من الكفر! ولكن لا شأن لنا بهذا النوع من الفكر، ومن واجبنا كدعاة الى الله ان تصدينا لمجادلتهم أن نبين لهم ولعامة المسلمين من باب أولى، أن هذا لم يكن هو سبب نجاحهم أبدا بحال من الأحوال! ولأني أحسبك أعلم وأنبه من أن يكون مرادك بالفكر يدخل فيه هذا الذي أقول، الا أنني وجدت أن التنبيه عليه يفيد من يقرأ ممن هم دونك في العلم والفهم، منعا للخلط والتلبيس! فلا داعي لأن تكتب في الرد على هذا الكلام مني، مرثاة طويلة في حال فهم الاخوة "السطحيين الظاهريين" لما يقوله اخوانهم على نحو ما تفعل في كل مرة!
ثم يواصل: " وكيف استطاعوا أن يبنوا أُساساً محكمةً للحكم وأن سلطة القضاء علت (واقعاً) حتى نقضت قرارات الرؤساء بل أقالت حكومات؛ واحتُرمت حقوق الناس مع الرفاه الاقتصادي؛ وإن قارنتها بالعالم الإسلامي رجع الطرفُ إليك خاسئاً وهو حسير؛ فالرؤساء فراعنة والشعوبُ عبيد بل أذل , والقضاء منتهك حتى النهاية , والاقتصاد صفْر؛ فانتهى أمر الأمة إلى أنها خلاءٌ يتدخل أعداؤها في أدق تفاصيل حياتها من تعليم إلى إعلام إلى اقتصاد .... يشكّلونها كما يشتهون؛ .... "
فأقول له والله الموفق: أما هذا فخلط وتلبيس من جديد!! فمع أني كنت أحسبك تميز وتفرق في كلامك المتقدم في العبارة السابقة ما بين الفكر الذي ينبع من ملل الكفر وفلسفاتها، وذاك الذي يأتي في المقابل من النظر السببي العقلي الراجح في أمور الدنيا التي سكت عنها الشارع وأوكلها الى خبرات الناس ومعارفهم المكتسبة، الا أنني أجد في هذا الكلام انصهارا وذوبانا لهذا الفاصل الحساس الخطير بين الموردين!!! انصهار لا يعجبني أن يخرج ممن يعتب على اخوانه "سطحيتهم" في تناول قضايا الفكر الحديث!
الآن تتكلم عن المحكمة التي بناها الكفار وعن سلطة القضاء عندهم وعلوها ونقضها لقرارات الرؤساء واقالة الحكومات وكذا .. فيا أخي مهلا! فما هكذا تورد الابل! هل تزعم أننا يلزمنا كمسلمين – بل يلزم أهل الاجتهاد منا – أن نأخذ عن الكفار ما به نحسن تشكيل العلاقت بين السلطات المختلفة في أمة المسلمين، وما به يتحقق للقضاء سلطانه الذي أراده الله له في الأرض وضمنته نصوص السنة المباركة وأحكامها وحدوها وأمرت به؟؟؟ ليس هذا مما جاء به الفكر الحديث في زماننا ووجدنا نحن معاشر المسلمين أن منظومة فقه الولاية والسلطان عندنا تفتقر الى مثله والى فهمه واستيعابه، فما وجدنا الا أن نأخذه عن قوم كفار لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يفقهون!!! وما وافق هؤلاء فيه الحق في العلاقة بين الحاكم والمحكوم فيلزمنا قبلوه ليس لأنه من بدع فكرهم الذي نقبله على أنه من عندهم، وانما لأنه مؤدى الفهم والتطبيق الصحيح لنصوص ديننا في مثل زماننا! نعم الأمر كما ذكرت أنت، أنه لابد أن يكون المجتهد ملما بالفرق الدقيق بين الأمر من أمور العادات والأمور التنظيمية وكذا، مما يسوغ التغيير فيه دون خروج على الأصول الشرعية العامة، وبين ما هو منصوص عليه ولا محيص من تطبيقه كما هو، كما طبقه السلف رضي الله عنهم! ولكن لما تأتينا وتقول: "واحتُرمت حقوق الناس مع الرفاه الاقتصادي؛ وإن قارنتها بالعالم الإسلامي رجع الطرفُ إليك خاسئاً وهو حسير؛ فالرؤساء فراعنة والشعوبُ عبيد بل أذل , والقضاء منتهك حتى النهاية , والاقتصاد صفْر ... "
فاننا يجب أن نستوقفك ونقول أن تطبيق القوم لنظام في حياتهم، يشيدونه على ظنونهم وفهومهم الخربة لحدود الانسان وسبب خلقه في الدنيا وما عليه وما له، حتى راحوا يبيحون له الحق في كل شيء ما لم يكن فيه أذ جسدي لغيره من الناس، هذا ليس مما يحمدون عليه!! حرصهم على الالتزام بالنظام أيا كان هذا حسن ونقول اننا نحن المسلمون به أولى ولا شك، وهم يريدونه لحصاد الدنيا، ولطلب العاجلة وقد عجلها الله لهم .. لا نماري في هذا! ولكن ما "ألفكر" الذي بسببه وضعوا تلك النظم وما أساسها، وهل نمدحهم على ذلك؟؟؟ أي حقوق تلك التي يتكلمون عنها وقد ضيعوا أعظم حق لأي انسان في الدنيا وأول حق له وواجب عليه وهو معرفة الغاية التي خلق من أجلها والآمر المشرع الحاكم الأوحد الذي عليهم طاعته في كل شيء وحده لا شريك له، حتى يخرجوا من دنياهم سالمين؟
باختصار وحتى لا أطيل وتعاود أنت اتهامي "بالهذر" و"السماجة" و"قلة الفائدة" – سامحك الله - فأقول يجب التفريق بين استلهامنا لجدية المجتهد من الكفار وشدة حرصه على النظام والعمل وعلى حفظ ما يظنه حقوقا ملزمة، وتصحيحنا لتلك الهمة فيهم، مع انتفاعنا بما صح ولم يخالف شرعنا وأصولنا العامة من أفكارهم التي ابتدعوها في الأمور التي سكت عنها الشرع، وبين الكلام في طبيعة وتفصيل ذلك النظام وتلك الحقوق ومصادرها التي خرجت منها! فهل نحن في ظل سيادتهم على سائر الأمم "بالفكر" كما تقول، نرى الخير في متابعتهم على الأولى أم على الثانية؟ العالم الفقيه الذي صحت نسبته الى العلم والاجتهاد وتحققت فيه شروطه، في أي زمان كان، وسواء كان لفقهه واجتهاده ظهور وسلطان يسنده أم لم يكن له ذلك، فانك أبدا لن تراه يختلط عليه هذا التمييز أو يتخلف عن هذا الفهم الدقيق والتفريق الضروري، كما كان من شيخ الاسلام رضي الله عنه وغيره من الأئمة الأعلام، كل في زمانه وفي قومه ..
أرجو أن تستشكل ان كان هناك ما لا تفهمه مما قلت - ان كنت تريد المناقشة النافعة كما تقول - قبل أن تنطلق بالقذف والتسفيه والرمي من مكان بعيد!
وكون الرؤساء فراعنة والرعية لهم عبيد، فكلا، نحن وان وجبت علينا طاعة ولي الأمر الفاجر الظالم، وحرم علينا شق عصا الجماعة، الا أننا لسنا عبيدا له وانما نحن عبيد لله الذي أنزل علينا ما أنزل من ضوابط التعامل مع ولي الأمر الجائر الظالم .. وليس مما أنزله سبحانه وتعالى في ذلك أن يكون للعامة والدهماء من الناس أن يحولوا ما في رؤوسهم من سفاهة حلم الى تشريعات تحكم بها البلاد ويتقرر بها مصيرها! انما الأمر في الاسلام مداره شورى العلماء، في الحكم والسياسة كما في غيره من أمور الدنيا! فهل فقه هؤلاء الذين يعجبك فيهم ديمقراطيتهم الطاغوتية، هذا المعنى طرفة عين؟
أما قولك: "فانتهى أمر الأمة إلى أنها خلاءٌ يتدخل أعداؤها في أدق تفاصيل حياتها من تعليم إلى إعلام إلى اقتصاد .... يشكّلونها كما يشتهون؛ وغدا أبناؤها إما أقوام اعتنقوا الكفر وراموا إذابةَ الأمة في أعدائها أو علماء أشغلَهم التنابزُ بالألقاب أو الجمود؛ وبقي قلةٌ قليلة أحيا الله بهم صفوَ الدين ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ولا كان ذلك على التمام حتى استقرؤا الأحوالَ حولَهم وهضموا تيارات الفكر المحركة للأمم والتي تسربت إلى الأمة فاغتالت الإيمان في القلوب وأشاعت شُبهاً ماحقة؛ فمحظها الأئمةُ وكشفوا باطلَها وما وجدوا من فيها صواب لم يستنفكوا عن قبوله؛ واقرؤوا (درء التعارض) فهل
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا صنيع رجلٍ عامّي في مجال الأفكار أو أنه لا يزال يتسأل هل ثمة فكرٌ إسلامي أصلاً , والمقصود أن الاجتهاد لا بد منه في تمييز المبتدعات (التي الأصل فيها المنع) عن العادات (التي الأصل فيها الحل) وبه -أيضاً- ينكشفُ حال ما هو عادة تشوبها عبادة؛ وما هي عبادة تشوبها عادة فهي برزخٌ بينهما فتأخذ حقها ولا يُستطالُ على المخالف فيها؛ وكما أن الاجتهاد ضروري في تخليص السنن من لوثة البدع؛ فكذا هو في تلخيص الفكر من درن الضلال ولا يعني هذا هدم الفكر نفسه بل إنقاذه من الغرق في بحار الظلمات ولا يكون ذلك إلا بالتوغل في الفكر ذاته لنَميز الخبيثَ من الطيب بميزان المعقول والمنقول .... "
فلو أنصفت وتأملت في كل ما قدمت كتابته في هذه الصفحة لوجدتني لا أخالفك في شيء من هذا أبدا!
وان كنت أتعقب عليك عبارتك: بميزان المعقول والمنقول، فأجعلها: "بميزان المنقول والمعقول" .. وهذا الترتيب ضرورة من ضرورات الدين أيها الأخ الكريم، لا أظنك تخالف فيها ان شاء الله.
وعموما فهون عليك يا مولانا، لا أحد في هذه الصفحة ولله الحمد يدعو الى هدم مطلق الفكر من حيث عمومه، ولا محاربة مطلق العقل من حيث كونه عقلا وأداة للتفكر والابداع، ولا يقول بهذا المعنى عاقل أصلا!
واما قولك: "لذا فالأسئلة قائمة: ماذا دهانا حتى صرنا كذلك , ولماذا لم تعمل فينا قيمُ الدين؛ وما الذي منعها عن أن تفعل فعلها فينا كما نهضت بأول هذه الأمة فسادوا الدنيا علماً وحلماً ورحمةً وعدلاً؛"
فهذا هو بيت القصيد والله! لنربي أنفسنا وأولادنا على ما تربى عليه سلفنا الكرام رضي الله عنهم، على الخضوع والتسليم لدين ربهم، وعلى التوحيد المحض .. فان سلمت قلوبهم وتلقوا الحق، استنارت بصائرهم وسهل عليهم بعد ذلك رد كل شبهة ودحض كل فرية وبدعة وكل فكر فاسد مفسد، وهذه هي دعوانا جميعا في هذا المكان ولله الحمد والمنة.
أما هذا السؤال: "وهل ظهور التيارات العلمانية هو تعبيرُ عن مَوات علماء الدين –إلا من رحم الله وقليلٌ ما هم- وعجزِهم عن استيعاب عصرهم وابتداع الحلول أو تأصيل النقل عن الآخرين."
فالجواب: كلا ليس كذلك!! بل ظهور العلمانية تاريخيا انما سببه ظلم وبغي كنيسة العصور الوسطى كما أظنك تعلم .. وما دخل الى هذه الأمة مثل هذه الكفر والزندقة في فهم مكان الدين من حياة الناس الا لما شاع الجهل الفاحش بينهم، وصار لهؤلاء العامة المفتونين بزبالة فكر الكفار مكانة وسلطة وتمكين على البلاد!! لماذا افتتن القوم بالشيوعية في أوجها وفشت في بلادنا أيما انتشار لما بزغ ظهورها؟ لأن أكثر أهل العلم في زمانها لم يكونوا يفهمونها ولا يفهمون أصولها ومنابعها، ولأنهم عجزوا عن "استيعاب عصرهم"؟؟ أبدا ليس كذلك! فالذي وفق في استيعاب عصره منهم لم يقدمه ولاة الأمر ولا سمعوا بكلامه ولا قبلوا بفتواه أصلا!! وما زال هؤلاء الحكام الا ما رحم الله يقدمون من يوافق هواهم ونحلتهم أيا كانت!! فما العلاقة بين حال اهل العلم من الاجتهاد والفهم وبين شيوع وظهور تلك التيارات التي تذكر؟؟؟
كلا والله ما ظهرت الا لغلبة الدهماء على السلطان وعلى منابر البث الفكري في العامة، وتغييبهم لأصوات أهل الحل والعقد والاجتهاد الصحيح عن ساحة العامة! هذا عصر آخر من عصور غلبة البدعة والضلالة قد شهدت الأمة في تاريخها مثله كثيرا، حتى في زمان الامام أحمد رحمه الله! فالمسألة مسألة من الذي بيده مقاليد الحكم والسلطان وبث الأفكار في الناس واظهارها ونشرها وتزيينها! والا فلو خضع ولي الأمر لأهل الحل والعقد والاجتهاد في أمر البلاد لما رأيت لتلك الحثالة من الأفكار الوبائية أي انتشار ولا ظهور في بلادنا! وهذه بلية ابتلينا بها بمعاصينا وبما كسبت أيدينا، وأهل الفضل والعلم من تبعتها براء ما استفرغوا وسعهم في نصح الناس، ولا حول ولا قوة الا بالله!(/)
المرأة الحرة التى دافعت عن الأندلس وسلمها ابنها للنصارى
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:35]ـ
موضوع بسيط للتعريف بعلم من الأعلام التي أضاءت ببلاد الأندلس في وقت كانت فيه الأنوار تخبو بتلك البلاد السليبة.
إنها عائشة الحرة والدة أخر ملوك الأاندلس أبو عبد الله الذي اشتهر بكونه أخر ملم مسلم ببلاد الأندلس.
لقد لعبت هذه المرأة دورا مهما في إنقاد عرش غرناطة من مؤامرات الثريا الرومية وثبات الغرناطيين أمام النصارى و خاصة في بعث روح المقاومة لدى ابنها الملك أبو عبد الله الصغير.
ولقد احتفظ الإسبان إلى يومنا هذا باحترام و تقدير لهذه المرأة و ألفوا حولها القصص و الأساطير و حافظوا على منزلها في حي البيازين الشهير بغرناطة المعروف اليوم ب"دار الحرة".
يقول مؤرخ الأندلس المعاصرالأستاذ عبد الله عنان رحمه الله في كتابه "نهاية الأندلس" ص184و186 عن عائشة الحرة:
"و تحتل شخصية عائشة الحرة في حوادث سقوط غرناطة مكانة بارزة. و ليس ثمة في تاريخ تلك الفترة الأخيرة من المأساة الأندلسية شخصية تثير من الإعجاب و الإحترام, و من الأسى و الشجن, قدر ما يثير ذكر هذه الأميرة النبيلة الساحرة, التي تذكرنا خلالها البديعة, و مواقفها الباهرة, وشجاعتها المثلى إبان الخطوب المدلهمة, بما تقرأه في أساطير البطولة القديمة من روائع السير و المواقف.
و الواقع أن حياة السلطانة "الحرة" , تبدو لنا خلال الحوادث و الخطوب, كأنها صفحة من القصص المشجى, أكثر مما تبدو كصفحة من التاريخ الحق, وهذا اللون القصصي لا يرجع فقط إلى كونها أميرة أو امرأة, تشترك في تدبير الملك, وتدبير الشؤون و الحوادث, و لكن يرجع بالأخص إلى شخصيتها القوية, وإلى سمو روحها و رفيع مثلها, وإلى جنانها الجرئ يواجه كل خطر, و يسمو فوق كل خطب و مصاب. و الواية القشتالية ذاتها – و هي تسميها عائشة حسبما قدمنا- لا تضن عليها بالتنويه و التقدير, و هي التي تسبغ على شخصيتها و حياتها كثيرا من هذا اللون القصصي المشجي.
كانت عائشة "الحرة" ملكة غرناطة في ظل ملك يحتضر, و مجد يشع بضوئه الأخير ليخبو و يغيض. و قد رزقت من زوجها الأمير أبي الحسن بولدين هما: أبو عبد الله محمد و أبو الحجاج يوسف. وكانت روح العزم و التفاؤل, التي سرت في بداية هذا العهد إلى غرناطة, تذكي بقية من الأمل في إنقاذ هذا الملك التالد. و كانت عائشة ترى من الطبيعي أن يؤول الملك إلى ولدها, و لكن حدث بعد ذلك ما يهدد هذا الأمل المشروع. ذلك أن الأمير أبا الحسن ركن في أواخر أيامه إلى حياة الدعة, و استرسل في أهوائه و ملاذه, و اقترن للمرة الثانية بفتاة نصرانية رائعة الحسن, تعرفها الرواية الإسلامية باسم "الثريا" الرومية. و تقول الرواية الإسبانية إن ثريا هذه و اسمها النصراني إيسابيلا, وتعرفها الرواية أيضا باسم "زريدة", كانت ابنة عظيم من عظماء إسبانيا و هو القائد "سانشو خمنيس دي سوليس" و أنهاأخذت أسيرة في بعض المعارك, وهي صبية فتية, وألحقت وصيفة بقصر الحمراء, فاعتنقت الإسلام, وتسمت باسم ثريا أو كوكب الصباح, فهام بها الأمير أبو الحسن, ولم يلبث أن تزوجها, و اصطفاها على زوجه الأميرة عائشة, التي عرفت عندئذ "بالحرة" تمييزا لها من الجارية الرومية, أو إشادة بطهرها و رفيع خلالها. و يقول لنا المؤرخ المعاصر هرناندو دي بياثا, إن السلطان أبا الحسن كان يقيم يومئذ مع زوجه الفتية الحسناء في جناح الحمراء الكبير أو قصر قمارش, وذلك بينما كانت تقيم الحرة و أولادها في جناح بهو السباع.
...
"و كان الأميرأبو الحسن قد شاخ يومئذ و أثقلته السنون, و غدا أداة سهلة في يد زوجه الفتية الحسناء. وكانت ثريا فضلا عن حسنها الرائع فتاة كثيرة الدهاء و الأطماع, و كان وجود هذه الأميرة الأجنبية في قصر غرناطة, واستئثارها بالسلطان و النفوذ في هذه الظروف العصيبة, التي تجوزها المملكة الإسلامية, عاملا جديدا في إذكاءعوامل الخصومة والتنافس الخطرة. و كانت ثريا في الواقع تتطلع إلى أبعد من السيطرة على الملك الشيخ. ذلك أنها أنجبت من الأمير أبي الحسن كخصيمتها عائشة ولدين, هما سعد و نصر, ومانت ترجو أن يكون الملك لأحدهما. و قد بذلت كل ما استطاعت من صنوف الدس و الإغراء لإبعاد خصيمتها الأميرة عائشة عن كل نفوذ و
(يُتْبَعُ)
(/)
حظوة, وحرمان ولديها محمد و يوسف من كل حق في الملك, وكان أكبرهما محمد أبو عبد الله ولي العهد المرشح للعرش, و كان أشراف غرناطة يؤثرون ترشيح سليل بيت الملك, على عقب الجارية النصرانية. و لكن ثريا لم تيأس و لم تفتر همتها, فما زالت بأبي الحسن حتى نزل عند تحريضها و رغبتها. و أقصى عائشة وولديها عن كل عطف و رعاية, ثم ضاعفت ثريا سعيها و دسها حتى أمر السلطان باعتقالها, وزجت عائشة مع ولديها إلى برج قمارش, أمنع أبراج الحمراء, وشدد في الحجر عليهم, وعوملوا بمنتهى الشدة و القسوة .... و ذهبت ثريا في طغيانها إلى أبعد حد فحرضت الملك الشيخ على إزهاق ولده أبي عبد الله عثرة أمالها.
"و كانت الأميرة عائشةامرأة وافرة العزم و الشجاعة, فلم تستسلم إلى قدرها الجائر, بل عمدت إلى الإتصال بعصبتها و أنصارها, وفي مقدمتهم بنو سراج أقوى أسر غرناطة, وأخذت تدبر معهم و سائل الفرارو المقاومة. و لما وقفت الأميرة عائشة من أصدقائها على نية أبي الحسن قررت أن تبادر بالعمل, وأن تغادر قصر الحمراء مع ولديها بأية وسيلة. و في ليلة من ليالي جمادى الثانية سنة 887 هجرية (1482م) استطاعت الأميرة أن تفر مع ولديها محمد و يوسف بمعاونة بعض الأصدقاء المخلصين. و الرواية الإسلامية تشير إلى فرار الأميرين فقط دون أمهما"
و هكذا ظهر ابن عائشة أبو عبد الله الصغيرفي وادي أش و ثار على أبيه و خلعه عن الحكم. و قامت حرب أهلية بين الإبن و الأب الذي التجأ إلى أخيه الزغل حاكم مالقة.
و بعد و فاة أبي الحسن اشتدت الحرب بين أبي عبد الله الصغير و عمه الزغل و قسموا المملكة المسلمة إلى شطرين. و قد استغل العدو النصراني الفرصة وانقض أولا على ما بيد الزغل من أراضي فاستسلم هذا الأخير ودخل تحت لواء فرديناند و أيسابيلا. وبقي ما بيد ابي عبد الله الصغير و قد اعتقد النصارى أنه سيسلم لهم مفاتيح البلاد دون مقاومة. لكن هنا ظهر الدور الكبير لعائشة الحرة التي حرّضت ابنها على المقاومة و ساعدها على إذكاء روح المقاومة رجل قلّما ذكره التاريخ و هو موسى بن أبي الغسان الذي أسكت كل الأصوات الداعية إلى الإستسلام. و فعلا استجاب أبو عبد الله الصغيرللتحريض و ظهرت منه بطولات محترمة في جهاد الصليبيين لكن هذا لم يمنع من الإستسلام أخيرا للقوة الصليبية.
بعد هذا الإستسلام وخروج أبي عبد الله متحسرا باكيا من غرناطة و حمرائها قالت عائشة الحرة جملتها الشهيرة:
" أجل فلتبك كالنساء, ملكا لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال".
و هذه صورة لدار الحرة بحي البيازين و هو المنزل الذي سكنت به بعد خروجها من قصر الحمراء مع ولديها.
و هذه صورة أخرى تظهر فيها "دار الحرة" في أول الصورة إلى اليسار وخلفهاالقصرالضخم لأيسابيلا الكاثوليكية الذي أنشأته الملكة الكاثوليكية بعد سقوط غرناطة بيدها. و قد تم ترميم "دار الحرة" في بدايات القرن العشرين.
تلك أثارنا تدل علينا****فانظروا بعدنا إلى الأثار
__________________(/)
مسلمو أسبانيا وعودتهم حاليا لجذورهم الإسلامية
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:39]ـ
الأدلة على التجمع الإسلامى فى أسبانيا منقول عن أبى تاشفين المغربى
1 - فقد ذكر الدكتور علي الكتاني رحمه الله –وهومغربي من مؤسسي الجماعة الإسلامية بالأندلس اليوم- أن عجوزا مسيحية إسبانية تنحذر من أسرة حاكم نصراني سابق لمنطقة الأندلس و كانت هذه العجوز تملك قصرا يعود إلى ايام جدها الحاكم.
يقول علي الكتاني في محاضرة عن "الوجود الإسلامي بالأمريكيتين" عن هذه الحالة:
"دوق مدينة سيدونيا، والذي كان الحاكم باسم ملك إسبانيا على منطقة الأندلس. فكيف دوق مدينة سيدونيا الذي يمثل السلطة النصرانية (المسيحية) على الأندلس يقوم بمؤامرة من أجل تحرير الأندلس؟. لم أفهم ذلك!!!.
فلما التقيت الدوقة الحالية لمدينة سيدونيا استدعتني في شاطوها (قصرها) قرب مدينة سان لوقا دو باراميدا، قرب مصب الوادي الكبير، فقلت لها: "ما سبب ذلك؟! ". وإذا بجوابها كان أغرب مما كنت أتوقع، حيث أجابتني: "بديهي؛ لأن أصلنا – عائلة دوق مدينة سيدونيا – مسلمون، بل أكثر من ذلك أننا كنا مسلمين سرا". وقالت لي: "تعال أريك في قصرنا؛ كنت أدق حائطا وعندما أسقطته وجدت أسفله مسجدا داخل القصر"، وفعلا صليت – أنا المحاضر – في ذلك المسجد داخل القصر. فإذن؛ هذا الدوق - رحمه الله - قام بمجهود كبير لتحرير الأندلس.
والأهمية في دوقة مدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها وثائق مسلمي أميركا الجنوبية!، والبرهان على الوجود الإسلامي في أميريكا قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب. وأخبرتني أنها خائفة من أنها إذا ماتت – وهي تبلغ حوالي سبعين عاما – من أن تسرق وثائقها وتعدم، لأنها تقول بأنه: "لا ثقة في نصارى إسبانيا إلى يومنا هذا"، وهي تقول بأنه: "إلى يومنا هذا يعدمون الوثائق التاريخية المضادة لخرافاتهم التاريخية التي يحبون إقناع الناس بها".
2 - و هذه شهادات و روايات اقتطفتها من مقدمة للشيخ إبراهيم بن أحمد الكتاني رحمه الله لكتاب انبعاث الإسلام بالأندلس للدكتور علي المنتصر الكتاني رحمه الله. حيث يحكي:
"و حدّثني صديقنا الأديب الكبير خير الدين الزركلي رحمه الله أنه كان مرة في زيارة للأشبونة و استدعاه أحد و جهائها, و اثناء الحديث قال له: ’’إننا ما نزال مسلمين نتوارثه عن جدودنا منذ العهد الإسلامي’’.
و اخبرني الدكتور محمد الناصري, أستاذ الجغرافيا بكلية الأداب بجامعة حمد الخامس بالرباط, أن شابين سلاويين أخبراه أنّهما كانا في إسبانيا, فلقيهما رجل في إحدى المدن فسلم عليهما و سألهما عن بلدهما. فلما عرف أنهما مغربيان استدعاهما لتناول طعام الفطور عنده و أعطاهما عنوانه. فلما ذهبا وجدا دارا نظيفة مثل دور المسلمين, و رحبت بهما العائلة المحتشمة, و قالوا لهما: {إننا مسلمون نخفي إسلامنا}. و لم يفهم الشابان معنى لهذا ...
و أخبرتني الدكتورة أمنة اللوه أنها كانت في الأندلس صحبة زوجها, صديقنا الأستاذ إبراهيم الألغي رحمه الله, فالتقيا في الطريق بأسرة أندلسية لاحظا أن نساءها يرتدين ثيابا محتشمة, فتعارفا, و أخبرتهما أنهم مسلمون يخفون إسلامهم.
.و قرأت في جريدة النور الإسلامية التي تصدر بتطوان مقالا بقلم مديرها صديقنا الدكتور إسماعيل الخطيب يتحدّث فيه عن حظوره أول صلاة للعيد أقامها المسلمون بمدينة غرناطة بعد إعلان الحرية الدينية بإسبانيا, و ذكر أن من بين الذين حظروا الصلاة شخص كان يحمل حقيبة أخرج منها ثوبا إسلاميا لبسه بعد أن نزع ثوبه النصراني, و أنه من المسلمين الذين كانوا يخفون إسلامهم. و قد اهتز كياني و اقشعرّ جلدي و أنا أقرأ هذا الخبر, و أسفت أسفا شديدا أن الدكتور لم يتصل بهذا الرجل و يسأله عن شعوره في هذه المناسبة , و عن تجاربه الإسلامية في المرحلة السابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و بهذه المناسبة أشيرإلى ان المكتبة الأندلسية, و الإسلامية على العموم, في حاجة أكيدة إلى معلومات وافية يُدلي بها هؤلاء الذين عاشوا هذه الحياة المزدوجة بين النصرانية في العلن والإسلام في السر. لإإن استمرار جماعة من المسلمين الأندلسيين, يعيشون مدة خمسة قرون حياة مزدوجة , يتظاهرون فيها بالنصرانية و يسرون الإسلام, متعرضين في ذلك لمختلف الأخطار و الأهوال التي تحدث عنها الكتاب ليعتبرظاهرة فريدة في المجتمع البشري, و خارقة للعادة بكل المقاييس, تبين بكل وضوح أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها, كما قال الله سبحانه, و هو أصدق القائلين, و أنه استطاع أن يمتزج بأرواح و شغاف قلوب أفراد هذا الشعب الأندلسي النبيل, رجالا و نساءا و أطفالا , بدوا و حضرا , و يكون منهم أمة إسلامية حقيقية استطاعت أن تحقق للإسلام هذه المعجزة العظمى , فتصمد في ميدان التحدي خمسة قرون, لا سلام لها إلا إيمانها الذي يغلب.
لقد تبيّن بما لم يبق معه شك و لا لبس و لا إبهام , أن جماعة من مسلمي الأندلس الذين لم يغادروا الأندلس عندما استولى الصليبيون عليها, قد تنصروا ظاهرامرغمين, و استمروا مسلمين مختفين , إلى أن انبعث الإسلام بالأندلس من جديد, فأظهروا ما كانوا يخفون. و تمثلت هذه الظاهرة الخارقة في ذلك المؤمن الأندلسي المجهول الذي شاهده الدكتور إسماعيل الخطيب يحضر صلاة العيد في غرناطة حاملا حقيبته التي فيها ثوبه الذي يصلي به. و استمر المسلمون الأندلسين يخفون إسلامهم 500 عام إلى أن عادت الحرية الدينية لإسبانيا, و اعترفت حكومتها بالدين الإسلامي و بالقومية الأندلسية المتميزة التي جذورها الإسلام و العربية حسبما قرربطلها في العصر الحديث الشهيد –بإذن الله- بلاس انفانتي تغمده الله بواسع رحمته. فنؤكد أن التعرف على هؤلاء و التعريف بهم أمر شديد الأهمية لدرجة قصوى سواء من لا يزال حيا لحد الان أو من أدركه أجله منذ انبعاث الإسلام بالأندلس و كذلك كل من عرف أنه كان مسلما أيام "" التقية"".
ص 10 - 11 - 12 كتاب انبعاث الإسلام بالأندلس
كما رأيت أخي الحبيب فهم لازالوا يعيشون كابوس محاكم التفتيش النصرانية و لا يثقون في أي محاولات للتقرب منهم حيث يعتبرون تلك المحاولات وسيلة للتجسس عليهم. رغم ذلك فإذا اطمأنوا للشخص و تيقنوا من أنه مسلم ففي هذه الحالة يعترفون له بإسلامهم و يستأمنونه على ذلك.
و هؤلاء الإخوة في حاجة ماسة لدعم العالم الإسلامي لهم و تحسيسهم بتضامنهم معهم على أساس الأخوة الإسلامية ووحدة المصير و أنهم لن يتم تسليمهم في أي حال من الأحوال لمحاكم التفتيش إن هي عادت و حاولت محاسبتهم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 10:24]ـ
جزاكم الله خيرا ..
و قد سمعت كذلك قصصا من هذا القبيل من مسلمين جدد!!
...(/)
التنصير فى تشاد المسلمة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:47]ـ
تقع تشاد في قلب القارة الأفريقيّة في المنطقة الفاصلة بين أفريقيا الشمالية وأفريقيا جنوب الصحراء
. تحُدّها شمالاً ليبيا، وشرقاً السودان، وغرباً كلّ من النيجر ونيجريا والكاميرون، وجنوباً أفريقيا الوسطى. (1)
الحالة الاجتماعية في تشاديوجد في تشاد أكثر من مائة وخمسين قبيلة ولكل قبيلة لغتها الخاصة وتقاليدها وعاداتها ولكن لا تمنعها من مصاهرة غيرها ماعدا غير المسلمين.
أما من حيث الديانة فإن سكان تشاد ينقسمون على ثلاثة أقسام:
ـ المسلمون ونسبتهم 85%.
ـ المسيحيون ونسبتهم5%.
ـ الوثنيون أو اللادينيون ونسبتهم10%.
وتعتبر تشاد هي البوابة الأولى لنشر الإسلام والثقافة العربية في وسط أفريقيا، وهذا ما حمل المنصّرين على بذل جهودهم لتنصير تشاد قبل الدول المجاورة لها، لتكون بوابة للتنصير كما كانت بوابة لنشر الثقافة الإسلامية والعربية. (2)
تاريخ دخول الإسلام في تشاد
وصل الإسلام إلى تشاد في القرن الأول الهجري عام (46هـ666م) (3)
بوصول طلائع الفتح الإسلامي إلى منطقة كوار شمال شرق بحيرة تشاد بقيادة فاتح أفريقيا عقبة بن نافع، ومن ذلك التاريخ وحتى دخول الاستعمار لم تعرف تشاد دينا غير الإسلام، كما لم يعرف سكان تشاد شيئا عن المسيحية إلا من خلال قراءاتهم للقرآن الكريم، فلذلك لم توجد بها آثار مسيحية. وقد دخل الإسلام في تشاد طواعية ولم يذكر التاريخ وقوع معارك بين طلائع الفتح وبين الوثنيين في أفريقيا، وقد قامت في تشاد ثلاث مماليك، وأول مملكة اعتنقت الإسلام هي مملكة السيفيين التي تعرف الآن بمملكة كانم التي حكمت تشاد وما جاورها لمدة تزيد عن الألف سنة، وأول ملك اعتنق الإسلام هو ألمي دونمه الذي أسس دولة كانم الإسلامية ومازال أحفاده يحتفظون ببقاياها في الشمال.
وثانيها: مملكة باقرمي الإسلامية. والثالثة: مملكة ودّاي الإسلامية (4)
____________________
(1) الإنترنت موقع الدراسات الإسلامية http://www. Souforum.net
(2) منتديات تشاد http://www.11c11.com/vb/showthread.php?t=7077
(3) الإنترنت موقع الدراسات الإسلامية http://www. Souforum.net
(4) منتديات تشاد http://www.11c11.com/vb/showthread.php?t=7077
بداية التنصير في تشاد
وتعتبر تشاد من الدول الأفريقية التي نالت اهتماما تنصيريا كبيرا، فالاستراتيجية الجديدة لتنصير القارة عام
2010 أو 2015م، تضمنت خطّطا جديدة لتنصير المسلمين في تشاد لكونهم أهل شوكة في هذه المنطقة.
وتاريخ الارساليات التنصيرية في تشاد تعود الى وقت مبكر، فقد كانت أول بدايات التنصير عام
1820م، و كان المنصرون يعملون تحت ستار الاستكشاف، وأخفي المنصرون أهدافهم، لأن الحكومة آنذاك كانت حكومة إسلامية، وهي مملكة ودّاي في شرق تشاد، وبعد بقاء المنصرين مدة طويلة في البلاد، دون أن يعرف الناس هويتهم وأهدافهم قرّروا الذهاب إلى جنوب البلاد.
وفي عام 1894م، عندما وصلت القوات الفرنسية بكثافة كبيرة الى تشاد، انتشرت فرق تنصيرية تابعة للكنيسة الكاثوليكية، وكان لوجود القوات الفرنسية دور كبير في تنصير مجموعة كبيرة من السكان. ومن ذلك التاريخ إلى يومنا هذا والتنصير يعمل بجميع إرسالياته، وقدراته، وأساليبه لإخراج المسلمين في تشاد من دينهم، وتنصير الوثنيين الذين لا دين لهم (1).
وقد بدا الاهتمام التنصيري الكبير بتشاد واضحا في الميزانية المخصصة لها من قبل المخطط التنصيري والتي بلغت عام 1993 م ثلاثة مليارات دولار، فعندما أجمع الكرادلة في روما لوضع خطّة شاملة لتنصير أفريقيا كلّها عام 1993م، أشاروا إلى تنصير الجزء المسلم من تشاد، فقالوا: "إنّ تشاد منطقة هامة وإنّ أيّة فكرة تظهر فيها تلقى سرعة انتشار كبيرة لوقوعها في مفترق الطرق في قلب أفريقيا، وهي مقبلة على مرحلة جديدة من الحياة الاقتصادية، وربّما تُصبح ثالث أهمّ منطقة اقتصادية في إفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية الأمريكية" (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
دخلت تشاد الآن عصر البترول والذهب، وهي الآن أمام طفرة اقتصادية كبيرة، وهذه الطفرة تُشكّل تحدّياً أمام المسلمين، لأنّ القوى التنصيرية تُراهن على استغلالها لدفع عجلة التنصير إلى الأمام، ولذلك عندما رفع كبير النصارى " البابا " الحالي شعار " تنصير أفريقيا في عام 2000" (في عام 1413هـ 1993م). كانت الميزانية الأولية المخصّصة للانطلاقة (3،5) مليار دولار، وكان نصيب تشاد منها ثلاثة مليار دولار نظراً للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لها، وفي هذا الصّدد يقول القس "الأب أشو غيري " ـ وزير خارجية الفاتيكان ـ: " إنّ ما ننفقه في تشاد الآن لكونها من أفقر دول العالم، نستردّه بكلّ يسر خلال السنوات الأربع القادمة، لأنَ أراضي تشاد من أغنى الأراضي في أفريقيا و الموظفين التشاديين كلّهم أو 90% منهم من مدارسنا …".
____________________
(1) تشاد واحة إفريقيا المنسية - الشبكة الإسلامية - 16/ 12/2002م.
(2) الغارة الصليبية على تشاد - محمد البشير أحمد موسى - موقع المختار الإسلامي – 5/ 1/2005م.
وحسب الاستراتيجية الجديدة لتنصير أفريقيا عام
(2010أو2015) هناك خطّط جديدة لتنصير المسلمين في تشاد لكونهم أهل شوكة في هذه المنطقة.فعندما أجمع الكرادلة في روما لوضع خطّة شاملة لتنصير أفريقيا كلّها، أشاروا إلى تنصير الجزء المسلم من تشاد بتاريخ (28/ 10/1413هـ 20/ 4/1993م) فقالوا: " إنّ تشاد منطقة هامة وإنّ أيّة فكرة تظهر فيها تلقى سرعة انتشار كبيرة لوقوعها في مفترق الطرق في قلب أفريقيا، وهي مقبلة على مرحلة جديدة من الحياة الاقتصادية، وربّما تُصبح في عام (1427هـ 2006م) ثالث أهمّ منطقة اقتصادية في إفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية الأمريكية وإن كانت الجمهورية الفرنسية غير مشجّعة لهذا الاتجاه. (1)
كما بدا التنصيرواضحا في عدد المنظمات التنصيرية العاملة هناك والتي بلغت عام 2002م: (2160) منظمة كنسية من أهمّها: أوكسفام و الإغاثة الكاثوليكية، وورد فيزيون وهذه بلغت ميزانيتها عام 2002م: (40) مليون دولار أمريكي. أما عدد المنصّرين فقد بلغ في نفس العام (6534) منصّر، بينهم (260) منصر يتقنون اللغات المحليّة، و (15) يتقنون اللغة العربية الفصحى، و (7) يحفظون للقرآن الكريم، و (3) علماء في الحديث وأصول الفقه، و (30) منصر من أبناء المسلمين الذين تعلّموا في مدارسهم وتنصّروا بعد ان ارتدوا عن الاسلام. وهؤلاء جميعا يحصلون على رواتب عالية، ومزودين بوسائل المواصلات الحديثة من طائرات خفيفة وطائرات شحن، وسيارات وقوارب ودراجات نارية عادية أو صحراوية.
يُضاف إلى هذه الغارة الصليبية الهائلة، الصراع الفرنسي الأمريكي للهيمنة على ثروات تشاد، وسعي أمريكا الحثيث لنشر الثقافة الأمريكية والعلمانية وسط المسلمين
. (2) أنشطة المبشرين في تشاد والتي تقوم بها حتى الآن
: (3)
1 ـ بناء الكنائس في كل المحافظات والمراكز والمقاطعات وحتى في المناطق التي لم يوجد بها مسيحي واحد، آملين من وراء ذلك تنصير أهالي تلك المناطق في المستقبل القريب أو البعيد.
2ـ بناء أكبر مجمع لتعليم اللغات الوطنية المحلية، فقد وصل عدد اللغات التي درسوها دراسة جيدة وأتقنوها مايزيد على سبعين لغة محلية.
3ـ توزيع الأشرطة والمسجلات مجانا بمختلف اللغات التي درسوها.
4 ـ تأسيس الجمعيات والمنظمات التبشيرية بدعم من الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانية.
5 ـ التستر تحت غطاء الجمعيات والمنظمات الخيرية مثل حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية مستغلة في ذلك الجهل والمرض والفقر.
______________________
(1) الإنترنت موقع الدراسات الإسلامية http://www. Souforum.net
(2) د. حقار محمد أحمد: التنصير في تشاد , ص:12
(3) الإنترنت: موقع http://www.11c11.com/vb/showthreadp.
6 ـ توزيع الكتيبات والجرائد والمجلات باللغتين العربية وباللهجات المحلية.
7ـ الدخول في كل بيت بغير استئذان لدعوة أهله إلى التنصير أو النصرانية.
8ـ تكثيف الجهود في تقديم المعونات المادية والمعنوية للذين اعتنقوا النصرانية مثل الأدوية والأغذية والملابس ورواتب عالية للمعلمين.
9 ـ تأسيس مدارس لمحو الأمية يدرسون فيها القرآن الكريم واللغة العربية للإيناس بهم، ثم يزرعون التشكيك في قلوبهم ولو على المدى البعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
10ـ بناء العديد من المراكز للتدريب المهني.
11ـ إنشاء العديد من المشاريع الزراعية وتخزين المحاصيل والمنتوجات إلى وقت المجاعة فيوزعونه للبائسين بغية جعل الناس يعتقدون بأن المبشرين محسنون.
وعلى كل حال فإن الحملة التنصيرية أخذت تزداد يوما بعد يوم مستغلة فرص المجاعة والفقر والجهل، ففي أوقات المجاعة تقدم الكنائس بشتى أشكالها المواد الغذائية للمنكوبين مجانا بغية أن يعتقد المنكوبون: إن النصرانية أحسن الأديان بما تقدمه لهم من مساعدات إنسانية وإذا نظرنا بعين الاعتبار نجد أن الغرب والمنصرين هم السبب في حصول المجاعة.
الجهات التي تدعم المنصرين في تشاد
: (1) هناك العديد من الجهات التي تدعم المنصرين في تشاد ونذكر منها مايلي
:
1ـ منظمة الآحاد التوراتية التشادية فقد أنفقت مايزيد عن 803066090 فرنك سيفا في مجال تطوير اللهجات المحلية.
2 ـ حركة ضد المجاعة فقد أنفقت مايزيد عن 114779071 فرنك سيفا في مجالات الصحة ورعاية الأمومة والطفل وإنشاء المشاريع التنموية لصالح الحركة، وقد آوت مايزيد عن 2401 من الأطفال بغية تنصيرهم في المستقبل.
3 ـ حركة التعاون من أجل التنمية وهي متسترة تحت غطاء: مساعدة السكان المضطهدين لرفع مستواهم المعيشي ومكافحة مرض فقد المناعة الإيدز بتوزيع كميات كبيرة من أكياس الوقاية وتنظيم ندوات ثقافية لتوعية السكان تهدف إلى تنصيرهم في المستقبل ولتحقيق هذا الهدف أنفقت 207776355 فرنك سيفا.
4 ـ منظمة اتفاق الكنائس والبعثات التنصيرية في تشاد وهي متسترة بغطاء الاهتمام بالجوانب الصحية والاجتماعية والتعليمية والتنموية ولأجل تحقيق هدفها أنفقت 56 مليار فرنك سيفا.
______________________
(1) موقع الإنترنت: منتديات تشاد
5ـ المعهد الأفريقى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية Innades هدفه تطويع اقتصاد الدولة لصالح المؤسسات الكنسية وتعمل في مجالات مختلفة منها البحوث العلمية والتنمية الزراعية وتوعية سكان الريف ولتحقيق هدفها أنفقت 354422245 فرنك سيفا.
6ـ أطباء بلا حدود وهي منظمة بلجيكية تابعة للكنيسة البروتستانتية وهي تهدف إلى الدعم في مجال الصحة ومساعدة المشاريع الوطنية الهادفة وفي سبيل ذلك أنفقت 1359432315 فرنك سيفا.
7ـ أطباء بلا حدود ـ لكسمبورج وهي تعمل في مجال الصحة ولتحقيق هدفها أنفقت 429114400 فرنك سيفا.
8ـ البعثة الكنسية ضد مرض الجذام وهي منظمة بروتستانتية تعمل في مكافحة مرض الجذام، وتقدم الأحذية التي تناسب المصابين بهذا المرض ولتحقيق هدفها أنفقت مايعادل 23131177 فرنك سيفا.
9ـ منظمة الإغاثة الكاثوليكية للتنمية وهي تقوم بإنشاء مراكز مهنية للمسيحيين فقط وتساعد المسلمين بهدف تنصيرهم وقت المجاعات والكوارث الطبيعية. وتقدر نفقة مشاريعها بـ1419717198 فرنك سيفا.
10 ـ النظرة العالمية البروتستانتية ومهمتها رعاية الأطفال وتخزين الغلال وحماية البيئة من التلوث وبناء المستشفيات وقد أنفقت في سبيل ذلك 102955800 فرنك سيفا.
11ـ منظمة بلاك الكنسية وهي منظمة مكونة من خمس اسقفيات تعمل في جنوب تشاد هدفها الهيمنة على مجال الزراعة والتعليم وتكوين كوادر مسيحيين تحت غطاء التنمية الريفية والثقافية والاجتماعية، ولها ميزانية أكبر من ميزانية الدولة ففي عام 1999م وحده أنفقت ما يزيد عن 1198281500 فرنك سيفا.
12ـ منظمة التعاون العالمي التي مقرها إيطاليا وهي تعمل تحت ستار الصليب الأحمر الدولي وإغاثة المنكوبين وتقديم المعونات للدول النامية وقد أنفقت 124000000 فرنك سيفا لتحقيق أهدافها.
13ـ الصليب الأحمر السويسري الذي يعمل في مجال دعم مجال الصحة وبناء مراكز للصحة وترميمها وفي ذلك أنفقت 245272000 فرنك سيفا.
14ـ جمعية بتسال البروتستانتية وهي تقدم الدعم في مجال رعاية الأيتام بإنشاء مدارس خاصة للأيتام وفي مجال تعليم رجال الكنيسة في القرى وإنشاء مراكز لحضانة الأطفال بلغت نفقاتها 45464000 فرنك سيفا.(/)
لنْ أتَرَحَّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش)!!
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:22]ـ
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللهِ
لنْ أتَرَحَّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش)!!
...
بَدَهياتٌ
...
ـ لا فِكَاكَ بينَ الأدبِ وَ الاعتِقادِ ..
ـ الإِبداعُ وَالإدْهاشُ ليسَ حَكْرًا عَلى المُسلمِ فَالمشركُ والكَافرُ وَالملحدُ وَغيرهُم قَادرونَ عَلى ذَلكَ ..
ـ النَّصُ المُضيءُ وإنْ تَفَوهَ بِه الشَّيطانُ فَقَبولهُ والاستفادةُ مِنهُ مَنهجٌ نَبَويٌّ ..
ـ فرقٌ بينَ أنْ أُعجبَ بنصٍ، وبينَ أنْ أتبنّى صَاحبَ النّصِ ..
...
لنْ أتَرَحَّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش)
...
لنْ أَترحّم عَليكَ يَا (محمود درويش) .. وَقد استهنتَ بَأقدسِ مُقدساتِنَا .. وَنبذْتَ هُويتنَا وصَادمتَ عَقيدتنََا .. !
...
لنْ أَترحّم عَليكَ يَا (محمود درويش) ..
وَأنتَ تَقولُ عَن رَبناـ تَعالى وَتَقدس عَمّا تقولُ ـ:
(نرسم القدس: إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة / طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي/أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني, لماذا تزوجتني ياإلهي , لماذا ... لماذا تزوجت مريم/ فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله/ فلا تدفنوا الله في كتب وعدتكم بأرض على أرضنا/ نامي فعينُ الله نائمة عنا).
يَا (محمود درويش)!
واللهِ الذي لا إِلهَ إِلا هُو، بَأنّكَ الآنَ وَأنتَ وَحِيدٌ فِي قَبْركَ، قَدْ عَلمتَ أنَّه ـ سُبحانَهُ وَتعَالى ـ لا تأخذهُ سِنةٌ وَ لا نومٌ!
...
لنْ أَترحّم عَليكَ يَا (محمود درويش) ..
بلْ سَأترحّمُ عَلى أبناءِ المُسلمينَ الّذين أَدْمنَ الإِعلامُ خِيانتَهم .. وَنَصبكَ رَمزًا طَاهرًا أَمامَ أَعْينِهم وفِي صدورِهم .. واستطاعَ أنْ يُدافعَ عَنْكَ، وَأنْ يُضخمكَ، وأنْ يَجعلَ نُصوصكَ وإنِ استغلقتَ عَليهم وَدَاستْ عَلى ذائقتِهم الأدبيةِ، وزلزلتْ ثوابتَ لغتِهم، تُدهِشهم وتخلبُ ألبابَهم!
...
لنْ أَترحّم عَليكَ يَا (محمود درويش) ..
بلْ سَأترحّمُ عَلى أَبناءِ المُسلمينَ الذين لمْ يَروا الكَمالَ النَّفسيّ وَالأدبِيَ إلاّ فِي الدِّفاعِ عَن حِماكَ وَالجِهادِ فِي سَبيلكَ .. !
لا أَدْرِي؟!
مَا لهمْ وَلكَ؟!
أَ هانتْ عَليهم عَقيدتَهمْ بهذهِ السُّهولةِ؟!
أينَ حُبهمْ للهِ وَلرسولهِ ـ صَلى اللهُ عَليهِ وَسلمَ ـ؟!
هَلْ يرونَ ثَقافتَهم وَضيعةً لا تَسمو إلا بتِمجيدكَ؟!
أينَ اسْتقلاليتُهمْ؟!
أينَ ثِقتُهم بِأنْفُسِهم؟!
لماذَا هَذا الانهِزامُ؟!
الإسلامُ أمرهُم أنْ يكونَ وَلاؤُهم للهِ، وَبراؤُهم للهِ، لا عَلى أساسٍ آخرَ مَهْما يكنْ .. !
هذا أمرٌ لا مجُاملةَ فِيهِ .. !
وهمْ وكلُّ مُسلمٍ لا يحتكمُ إلا لشرعِ اللهِ ..
هلْ نَسوا قولَ رَبهمْ جلّ وَعلا:
((لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (المجادلة:22).
...
لنْ أترحّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش) ..
بلْ سأترحّمُ عَلى أبناءِ المُسلمينَ الذينَ يُطالبونَنَا أنْ نُقصِي عَقِيدتَنَا وَلا يُطالبونكَ أنْ تُقصي عَقيدتكَ!
...
بقلم: حُسين العفنان / مملكة التوحيد
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:29]ـ
لنْ أترحّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش) ..
بلْ سأترحّمُ عَلى أبناءِ المُسلمينَ الذينَ يُطالبونَنَا أنْ نُقصِي عَقِيدتَنَا وَلا يُطالبونكَ أنْ تُقصي عَقيدتكَ!
...
ما شاء الله. . تبارك الله
هذه الكلمات بالذات رائعة جدا
بوركت ووفقت أستاذنا القدير.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:32]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيرا .. أخي الفاضل .. أما محمود درويش فهو ثورة فكرية عملاقة .. لابارك الله فيها ولا فيه انتاجها ... فله الجحيم يمرح فيه كمايشاء ... تبا له ولأمثاله من أرباب الكفر والفساد ..
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:21]ـ
جزاك الله خيرا، وهذا مقال مهم يتعلق بالموضوع:
أعظم الشعراء العرب في الميزان
هكذا وسمته جريدة اليوم في عددها 4762 تاريخ 22/ 10/1406هـ (وقد كان درويش وما زال واحداً من أعظم الشعراء العرب, إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق) ا. هـ.
محمود درويش عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح (يُنظر كتاب دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي ص360 لحسين مروة , وجريدة الرياض بتاريخ 14/ 1/1422هـ).
وخصَّصت جريدة الجزيرة: مجلَّتها الثقافية في عددها رقم 143 تاريخ 6/ 2/1427هـ عن محمود درويش, وَوَصَفَه رئيس تحريرها ص2 بأنه: (شاعرٌ عملاق ... وكان هو لا غيره: الشاعر والفنان الكبير الذي اسمه محمود درويش).
وقال مدير التحرير للشؤون الثقافية ومُعدّ المجلة الثقافية: إبراهيم التركي: (أمَّا لماذا محمود درويش؟ فلأنه محمود درويش! ولا مكان لمن يسأل الصباح عن موقع الشمس ... محمود درويش: شكراً أن أدركنا زمنك).
وقال غازي القصيبي ص3 من المجلة المذكورة: (وعندما يُكتبُ تاريخ الشعر في هذه الحقبة سيبرزُ محمود درويش أعلى من كلِّ المقامات, أطول من كلِّ العمالقة, أبقى من كلِّ الفحول, سيبقى والريح تحته يكتب كلاماً جميلاً على سفوح الزوابع).
وقال عنه عبد الله الغذامي في المجلة المذكورة ص5: (رجلٌ نُجمع على تبجيله .. وصاحب صيت هو الأكبر في ثقافتنا اليوم).
وقال عبد الله الجفري في المجلة المذكورة ص6: (الشاعر الكبير محمود درويش) وقال عن شعره: (ما كُتب هذا الشعر ليُقرأ, وإنما ليُغمس في الدم).
وقال سعد البازعي في المجلة المذكور ص7: (ودرويش كما يعرف قراؤه من أقدر الشعراء على إيقاظ الشعر ولَهاً ممضاً في نفس القارئ) , وقد أوصانا رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك ص2 بقوله: (اقرؤوا شعره جيداً) وهانحن نقرأه فنجد الآتي:
عقيدته في توحيد الربوبية:
* قوله بأنَّ الله خلق الإنسان عبثاً:
قال في مقطوعة بعنوان: عن الصمود: (إنا خُلقنا غلطة, في غفلةٍ من الزمان) ديوان محمود درويش ص42 دار العودة ببيروت , الطبعة الثانية عشر 1987م.
الله أكبر: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات: 56).
* نسبة الخلق إلى غير الله, وتسميته غيرَ الله خالقاً:
قال: (خريف جديد لامرأة النار: كوني كما خلقتكِ الأساطير والشهوات, كوني ملائكتي أو خطيئة ساقين حولي) ورد أقل ص87 دار توبقال للنشر بالمغرب, الطبعة الثانية 1990م.
ويقول في مقطوعة بعنوان: سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا: (وسرحان يرسم شكلاً ويحذفه: طائرات وربّ قديم) ديوان محمود درويش ص451.
* وصفه لله تعالى بالتعرِّي:
قال في ديوانه ص398 في مقطوعة بعنوان: مزامير: (نرسم القدس: إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة).
* وصفه لله تعالى بالإله الصغير:
قال في مقطوعة بعنوان: موت آخر وأحبك: (وأكمل هذا العناق البدائي, أصعد هذا الإله الصغير .. يسدُّ طريقي إلى شفتيك , فأصعد هذا الإله الصغير) ديوان محمود درويش ص512.
* السخرية والاستهزاء والاستخفاف بالله تعالى:
قال في ديوانه ص24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة: (نامي فعينُ الله نائمة عنا).
ويقول في ص389: (طوبى لمن يعرف حدود سعادتي, طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي, طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي).
ويقول في مقطوعة بعنوان: تلك صورتها ص554: (يومُكِ خارج الأيام والموتى, وخارج ذكريات الله والفرح البديل).
الله أكبر: ((يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ -وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ)) (التوبة: 65).
* نسبته الزوجة والولد إلى الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في ديوانه ص265 تحت عنوان: آه عبد الله: (إنَّ هذا اللحن لغمٌ في الأساطير التي نعبدها, قال عبد الله: جسمي كلمات, ودويّ, هكذا الدنيا, وأنت الآن يا جلاد أقوى وُلد الله, وكان شرطي).
وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان: (إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها: (إلهي إلهي, لماذا تخلَّيت عني , لماذا تزوجتَ مريم؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي , عدوِّي من المقصلة, أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني, لماذا تزوجتني ياإلهي , لماذا ... لماذا تزوجت مريم).
الله أكبر: ((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا -لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا - وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا - إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا - لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)) (مريم: 88 - 95).
عقيدته في توحيد الألوهية:
* دعوته لقتل الله تعالى:
قال: (أقل احتفالاً على شاشة السينما, فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله ... ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا, ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق, نعرف أن الزمان تغير, منذ تغير نوع السلاح, فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم) أحد عشر كوكباً ص42 - 43.
* جحد حق العبودية لله تعالى والسخرية بالعبادة ومظاهرها:
حيث تحدَّث في مقطوعة بعنوان: (أبي) عن أبيه رمز القديم ورمز الجيل المؤمن بالله , ويتهكم به وبصلاته وعبادته فيقول: (غضَّ طرفاً عن القمر, وانحنى يحضن التراب, وصلَّى , لسماء بلا مطر, ونهاني عن السفر! ... وأبي قال مرَّة حين صلَّى على حجر: غض طرفاً عن القمر, واحذر البحر , والسفر! يوم كان الإله يجلد عبده, قلت: يا ناس! نكفر, فروى لي أبي , وطأطأ زنده: في حوار مع العذاب, كان أيوبُ يشكر خالق الدود , والسحاب, خلق الجرح لي أنا لا لميت, ولا صنم) ديوان محمود درويش ص144 - 145.
* العبودية لغير الله تعالى:
قال في مقطوعة بعنوان: عاشق من فلسطين: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني, وأعبُدُها وأحميها من الريح) ديوان محمود درويش ص79.
ويقول في ص320 - 324 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها: (عيناكِ, يا معبودتي, هجرة بين ليالي المجد والانكسار … وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ , يا معبودتي, منفى, نفيت أحلامي وأعيادي … معبودتي! ماذا يقول الصدى, ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان .. ).
وفي ص608 في مقطوعة بعنوان: أحمد الزعتر: (أخي أحمد! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد, متى تشهد).
* دعوته لعبودية الأرض وتأليهها ومِن أجلها يكون الصوم والصلاة:
قال في مقطوعة بعنوان: (أهديها غزالاً) على لسان مَن سمَّاها الحلوة: (تعال غداً لنزرعه, مكان الشوك في الأرض! أبي من أجلها صلَّى وصام, وجاب أرض الهند والإغريق إلهاً راكعاً لغبار رجليها وجاع لأجلها في البيد, أجيالاً يشد النوق وأقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق! تنام , فتحلم اليقظة في عيني مع السهر, فدائي الربيع أنا, وعبد نعاس عينيهاوصوفي الحصى, والرمل, والحجر, سأعبدهم, لتلعب كالملاك , وظل رجليها على الدنيا, صلاة الأرض للمطر .. ) ديوان محمود درويش ص100 - 101.
* دعوته لعبودية معشوقته ريتا اليهودية:
فيقول: (بين ريتا وعيوني بندقية, والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية) ديوان محمود درويش ص192.
* تأليهه لغير الله تعالى , ووصف غير الله بالألوهية:
قال في مقطوعة بعنوان (لوركا) مادحاً الشيوعي الأسباني لوركا: (هكذا الشاعر, موسيقى, وترتيل صلاة, ونسيم إن همس , يأخذ الحسناء في لين إله) ديوان محمود درويش ص68 - 69.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في ص222 في مقطوعة بعنوان: السجين والقمر: (والموت والميلاد في وطني المؤلَّه توأمان).
ويقول في ص279 - 280 في مقطوعة بعنوان معشوقته اليهودية: ريتا أحبِّيني: (وإن الآلهة في البرلمان … وأراك تبتعدين عني, آه, تقتربين مني نحو آلهة جديدة).
وقال في ص300 في مقطوعة بعنوان: المطر الأول: (كانت الحلوة تعويضاً عن القبر الذي ضمَّ إلهاً).
ويقول في ص343 في مقطوعة بعنوان: يوميات جرح فلسطيني: (ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله).
ويقول: (ونحن نودع نيراننا لا نرد التحية لا تكتبوا علينا وصايا الإله الجديد, إله الحديد) أحد عشر كوكباً ص46 دار الجديد ببيروت, الطبعة الأولى 1992م.
ويقول فيه ص67: (نحب الطبيعة عاشقة في تقاليد آلهة ولدت بيننا) , ويقول فيه ص71: (نخفف طقس العبادة, نترك آلهة للشعوب على الشياطئين) , ويقول فيه ص73: (ونحن الذين نسجناعباءة أيامنا, لم يكن للآلهة دور سوى أنها سامرتنا وصبَّت لنا خمرها).
* معاداته للسماء ومَن فيها:
قال: (ونحن الذين ندق نحاس السماء , ندق السماء لتحفر من بعدنا طرقات) ورد أقل ص57.
عقيدته في توحيد الأسماء والصفات:
* وصفه لله تعالى وتسميته سبحانه بأسماء وأوصاف النقص تهكماً به جلَّ وعلا:
فمن تهكُّمه إضافة الشرفة لله تعالى حيث قال في مقطوعة بعنوان: كان موتي بطيئاً: (كأن القدر يتكسَّر في صوتها: هل رأيت المدينة تذهب, أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله قافلة من سبايا؟) ديوان محمود درويش ص498.
ويتهكَّم بالله تعالى حين يصفه أنه لا يأتي إلى الفقراء ويأتي بلا سبب , وذلك في قوله في مقطوعة له بعنوان: تلك صورتها: (والله لا يأتي إلى الفقراء إذ يأتي, بلا سبب, وتأتي الأبجدية معولاً أو تسليه عادوا إلى يافا, وما عدنا لأنَّ الله يأتي بلا سبب) ديوان محمود درويش ص563.
ويقول: (سترفع قشتالة تاجها فوق مئذنة الله, أسمع خشخشة للمفاتيح) أحد عشر كوكباً ص16, ويخاطب اليهود قائلاً: (فلا تدفنوا الله في كتب وعدتكم بأرض على أرضنا) أحد عشر كوكباً ص40.
وعلى طريقة الحداثيين في تأليه الإنسان وأنسنة الله حسب قولهم يقول: (صحراء للصوت , صحراء للصمت, صحراء للعبث الأبدي, للوح الشرائع صحراء, للكتب المدرسية , للأنبياء وللعلماء , لشكسبير صحراء, للباحثين عن الله في الكائن الآدمي) أحد عشر كوكباً ص98.
* وصفه غير الله بأسماء الله وصفاته:
حيث سبَّح محمود درويش للتي أسرت بأوردته في مقطوعة بعنوان: الخروج من ساحل المتوسط: (وغزة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلَّب كنت أهرب من أزقتها, وأكتب باسمها موتي على جميزة, فتصير سيدة وتحمل بي فتىً حراً, فسبحانَ التي أسرت بأوردتي إلى يدها) ديوان محمود درويش ص475.
* السخرية بأسماء الله تعالى وصفاته:
حيث جعل من علامات القحط والجدب كثرة أسماء الله , ومن ذلك قوله في ديوانه ص422 في مقطوعة بعنوان: قتلوك في الوادي: (في الزمن البخيل يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله).
ومن سخريته بصفات الله تعالى: قوله في ديوانه ص469 في مقطوعة بعنوان: النزول من الكرمل: (وها أنا أُعلن أنَّ الزمان تغيَّر: كانت صنوبرة تجعل الله أقرب, وكانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب, وكانت صنوبرة تُنجب الأنبياء).
* بغضه للإسلام وأهله:
لقد تواضعَ أهلُ النفاق على بغض الإسلام وأهله ويرمزون لذلك بالرمل والمرايا والنخل, وهي رموز تواضعوا على استخدامها في معرض هجاء الإسلام والقرون المفضلة: يقول درويش في ديوانه ص610 في مقطوعة بعنوان: قصيدة الرمل: (والرمل جسم الشجر الآتي, غيوم تشبه البلدان, لون واحد للبحر والنوم, وللعشاق وجه واحد, وسنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري, سنرمي ألف نهر في مجاري الماء, والماضي هو الماضي, سيأتي في انتخابات المرايا, سيد الأيام, والنخلة أم اللغة الفصحى, أرى, فيما أرى, مملكة الرمل على الرمل, ولن يبتسم القتلى لأعياد الطبول, ووداعاً للمسافات .. البدايات أنا والنهايات أنا .. ).
* استعماله للرموز والمعاني النصرانية:
قال في ديوانه ص40 في مقطوعة بعنوان: عن الصمود: (وإلام نحملُ عارنا وصليبنا) , ويقول في ص64 في مقطوعة: رباعيات: (وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ص104 مستلهماً خرافة صلب عيسى عليه السلام مستمداً منها القوة في مقطوعة بعنوان: شهيد الأغنية: (ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول: ابكي! فعسى صليبي صهوة , والشوك فوق جبيني المنقوش بالدم والندى إكليل غار).
ويقول ص172 - 174 في مقطوعة بعنوان: أغنية حب على الطيب: (أحبكِ كُوني صليبي, وكوني , كما شئتِ, برج حمام ... أحبك كوني صليبي وما شئت كوني).
ويجعلُ للصليب أوصافاً فاعلة هائلة , ويُعلِّق عليه كثيراً من الآمال فيقول في ديوانه ص228 - 229 في مقطوعة بعنوان: إلى ضائعة: (سأحملُ كلَّ ما في الأرض من حزن, صليباً يكبر الشهداء, عليه وتصغر الدنيا , ويسقي دمع عينيك, رمال قصائد الأطفال والشعراء).
* توجُّهُه بالعبادة للصليب:
قال في ديوانه ص240 في مقطوعة بعنوان: رد فعل: (فإذا احترقتُ على صليب عبادتي أصبحتُ قدِّيساً, بزي مقاتل).
* شكره للصليب:
قال في مقطوعة بعنوان: قاع المدينة: (شكراً صليب مدينتي شكراً, لقد علَّمتنا لون القرنفل والبطولة, يا جسرنا الممتد من فرح الطفولة, يا صليب إلى الكهولة, الآن, نكتشف المدينة فيك, آه, يا مدينتنا الجميلة) ديوان محمود درويش ص257.
ويقول في ص270 في وصف فكره ومن أين خرج في مقطوعة بعنوان: كتابة بالفحم المحترق: (ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق, وشكل جديد لوجه الحبيب).
* قوله بأنَّ الصليب مصدر النور:
قال في ديوانه ص322 - 323 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها: (كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور؟ لم نتكلم, نحن لم نعترف إلاَّ بألفاظ المسامير).
* قوله بصلب عيسى عليه السلام:
قال في ديوانه ص349 في مقطوعة بعنوان: يوميات جرح فلسطيني: (ولو أنَّ السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب , ظل طفلاً ضائع الجرح , جبان).
* ترديده لعبارات النصارى الكفرية:
قال في مقطوعة بعنوان: عائد إلى يافا: (لا تقولوا: أبانا الذي في السموات , قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا وعاد , هو الآن يعدم) ديوان محمود درويش ص403.
* سخريته من الملائكة عليهم السلام:
حيث جعل الملَك أنثى مثل عشيقته, ويصفه بأنه يُمارس الجنس, وذلك في قوله في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (ذهبتُ إلى الباب, مفتاحها في حقيبتها, وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب) ديوان محمود درويش ص641.
* سخريته بالقرآن الكريم:
قال في ديوانه ص480 في مقطوعة بعنوان: الخروج من ساحل المتوسط: (أنا الحجر الذي مسته زلزلة, رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم , واستأجرتني آية الكرسي دهراً, ثم صرتُ بطاقة للتهنئات تغير الشهداء والدنيا).
ويقول في ص448 في مقطوعة بعنوان: سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا: (وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة, دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عمَّ وقبعة الشرطي , وخادمه الآسيوي, وكان يقيس الزمان بأغلاله).
* سخريته بأنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام:
حيث جعلَ نبيَّ الله نوح عليه السلام رمزاً للهروب والجبن, وطلَبَ منه ألاَّ يرحل فقال في مقطوعة بعنوان: مطر: (يا نوح! هبني غصن زيتون ووالدتي حمامة , إنا صنعنا جنة كانت نهايتها صناديق القمامة, يا نوح! لا ترحل بنا إنَّ الممات هنا سلامة, إنا جذور لا تعيش بغير أرض, ولتكن أرضي, قيامة) ديوان محمود درويش ص116 - 117.
ويقول في ص121 في مقطوعة بعنوان: خواطر في شارع: (يا نبيَّاً ما ابتسم من أي قبر جئتني , ولبست قمبازاً بلون دم عتيق).
ويقول في ص591 في مقطوعة بعنوان: كان ما سوف يكون: (من أي نبيٍّ كافرٍ قد جاءك البعد النهائي).
ويقول في ص634 في مقطوعة بعنوان: نشيد إلى الأخضر: (ولتحاول أيها الأخضر أن تأتي من اليأس إلى اليأس وحيداً يائساً كالأنبياء).
الله أكبر قال تعالى: ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)) (الأنبياء: 41).
* قوله بأنَّ الشاعر يُوجد الأنبياء:
قال في مقطوعة بعنوان: عن الشعر: (نحن في دنيا جديدة, مات ما فات, فمن يكتب قصيده في زمان الريح والذرة يخلق أنبياء) ديوان محمود درويش ص55.
* ادِّعاؤه بأنه هو نبيُ الله يوسف عليه السلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: (قلتُ إني: رأيتُ أحد عشر كوكباً, والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ديوان ورد أقل ص77.
* سخريته بالإيمان بالقضاء والقدر:
قال في مقطوعة بعنوان: قال المغني: (قال للريح في ضجر: دمِّريني ما دمتِ أنتِ حياتي مثلما يدَّعي القدر) ديوان محمود درويش ص86.
ويقول في ص275 في مقطوعة بعنوان: ريتا أحبِّيني: (الحبُّ ممنوع , هنا الشرطي والقدر العتيق تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك للعيون السود).
* استخفافه بأجلِّ أنواع ذكر الله وهو تسبيحه جلَّ وعلا:
قال في مقطوعة بعنوان: لا مفر: (وطني! عيونك أم غيوم ذوَّبت أوتار قلبي في جراح إله! هل تأخذن يدي؟ فسبحانَ الذي يحمي غريباً من مذلَّة آه) ديوان محمود درويش ص237.
* سخريته بدعاء الله تعالى: قال في مقطوعة بعنوان:
رسالة من المنفى: (سمعتُ في المذياع قال الجميع: كلنا بخير, لا أحد حزين, فكيف حال والدي؟ ألم يزل كعهده , يُحبُّ ذكر الله, والأبناء, والتراب, والزيتون؟ ... وكيف حال جدتي ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟ تدعو لنا بالخير , والشباب , والثواب!) ديوان محمود درويش ص36 - 37.
* سخريته بالسجود لله تعالى:
قال في ديوانه ص103 في مقطوعة بعنوان: شهد الأغنية!! يقول فيها: (يا أنت! قال نباحُ وحشٍ: أُعطيك دربك لو سجدت أمام عرشي سجدتين! ولثمت كفي, في حياء, مرتين أو, تعتلي خشب الصليب شهيد أغنية, وشمس .. يا من أحبك مثل إيماني)
* سخريته بالشهيد في سبيل الله, وجعله مَن مات من العُشَّاق شهيد:
قال واصفاً حُبَّه لمعشوقته ريتا في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (وتسأل للمرة الألف عن حُبِّنا, وأُجيب: بأني شهيدُ اليدين اللتين تعدان لي قهوتي في الصباح) ديوان محمود درويش ص643.
* تدنيسه للركن الثاني من أركان الإسلام:
قال في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين, صلَّيتُ من أجل ساقين معجزتين) ديوان محمود درويش ص640.
هذا غيض من فيض من ضلالات محمود درويش, فأين الإبداع الممتع الفني المجرَّد, والجذور التاريخية, والمقامات الأدبية, ووحدة الصف في كلام هذا المنكوس يا جريدة الجزيرة, إنَّ ثناؤكم المنطوي على تبجيل هذا المنكوس الذي امتطى كلَّ ما يُخالف الدين لهو أمرٌ بالغ الخطورة, وفيه جلُّ الأمراض والعلل والأسقام الاعتقادية التي قد تنطلي على المسلمين من خلل رماد التهوين فضلاً عن الإشادة والامتداح, وكأنكم لم تطَّلعوا على قول الله تعالى: ((لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (المجادلة:22).
وقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)) (الأحزاب: 57).
إنَّ من خيانة الإسلام وأهله امتداح المستهزئين بالله والساخرين من دينه جلَّ وعلا, فإذا أنكرَ مؤمنٌ قلتم: نثني على جماليات أدبية, وتراكيب إبداعية, وغنائيات فنية, وثقافة واسعة, إلى غير ذلك من العبارات التي تُسوِّق النفاق وتمتدح أهله, حتى قال قائلهم في المجلة المذكورة ص13 نزيه أبو عفش: (أمام كل عمل جديد لدرويش أشعر أنني واقفٌ منذهلاً ومذعوراً في مواجهة الكمال).
((هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)) (النساء: 109).
((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) (المائدة: 51).
وعلى الرغم من هذه المجاهرة بعداوة محمود درويش للإسلام إلاَّ أننا نجدُ زملائه وغيرهم في المجلة المذكورة ممن مرَّ ذكرهم في بداية هذه الرسالة, يمتدحونه ويشيدون به, ويدافعون عن مواقفه, ويحق لنا أن نتساءل: هل هذا يتضمن إقراراً ضمنياً بما يعتقده ويقوله محمود درويش؟
((وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً)) (النساء: 107).
((وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) (الشعراء: 224 - 228).
نسأل الله تعالى أن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين, وألاَّ يُشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين, إنه سميعٌ مجيب: ((وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)) (البقرة: 251).
وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
رابط المقال:
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2654&Itemid=34
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 10:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=2824(/)
التحذير من خرافات و شركيات الكوثريّ ... هذه المرة من بلاد (الأفغان) ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 09:35]ـ
التحذير من خرافات و شركيات الكوثريّ ... هذه المرة من بلاد (الأفغان)
لفضيلة الشيخ الشمس السلفي الأفغاني – رحمه الله تعالى -
بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ الشمس السلفي الأفغاني – رحمه الله تعالى - كما في مجلة (الأصالة):
الكوثرية تعرفُ بعرض عقيدة إِمامها الكوثري (1371هـ) و ذِكر نماذج من خرافاته و شركياته، وبذلك يعرف مناقضته لأُصول التوحيد عامَّة و ((توحيد الألوهيَّة)).
فأَقول و بالله أَصول و أَجول:
إِنَّ للكوثريّ مقالتين شنيعتين مسمومتين فتَّاكتين لإِثبات خرافاته و شركياته:
المقالة الأُولى: بعنوان: ((بناء المساجد على القبور، والصلاة إليها)) [1].
و المقالة الثانية: بعنوان: ((محق التَّقول في مسألة التوسل)) [2].
كما أَنَّ له تعليقات علت ((السيف الصقيل)) المنسوب إِلى التقي السبكي (756هـ)، وله تعليقات أُخرى و مقدمات لعديد من الكتب يبثُّ في غضونها سموماً فتَّاكة ضدّ ((توحيد الألوهيّة)) لدعم مزاعمه الشركيّة [3].
ومن هنا نعرف أَنَّ هذا الكوثري و الكوثريَّة ومن سايره من بعض الديوبنديّة كاينّوري (1397هـ) [4] حاولا جهارًا رفع أَلوية الجهميّة و أَلوية القبوريّة في آن واحد، ولا يزالون يحاولون ذلك إِلى يومنا هذا.
وينحل ما في هاتين المقالتين و غيرهما من تعليقات من الخرافات الشركيّة إِلى ما يلي من الفقرات:
1 - جواز بناء القبب و المساجد على القبور و أنَّه أَمرٍ متوارث [5].
2 - عدم جواز هدم القباب و المساجد المبنيّة على القبور، و أَنه أَمر توارثته الأُمَّة الإسلاميَّة.
فمِن نصّ الكوثري في ذلك ردًّا على بعض مَنْ [6] يرى هدمها منكراً عليه متعجبًا منه:
((فعلى هذا الرأي من صاحب التوقيع يجب على أَولياء الأُمور في بلاد الإِسلام أَن يمسكوا بمعاول الهدم ليُعْمِلوا في هدم قباب الصحابة و أَئمّة الدين و صالحي الأُمة في مشارق الأَرض و مغاربها، والمساجد المضافة إليهم، و قباب ملوك الإِسلام و أُمراء الإسلام و غيرهم من كلِّ قطر؛ مع توارثت الأُمّة من خلاف ذلك خالفًا عن سالف)) [7].
قلتُ: تدبّر في استنكار الخرافي و تعجبه!!
ومن المعلوم أَنَّ من واجب الأمراء و الولاة المبادرة إِلى هدمها، وعلى ذلك سلف هذه الأمّة، وهو مذهب أَئمّة السنّة.
وأَنْ لا حجّة في توارث الجهّال العوام الطغام.
3 - يجوز الصلاة في المقبرة، و يجوز الصلاة في مسجد اتُخذ قرب رجل صالح بقصد التبرُّك بآثاره، و إِجابة دعائه هناك، وقصد الاستظهار بوجه من الوجوه أَو وصول أَثر من آثار عبادة ذلك الولي إِليه [8].
قلت: وزيارة القبور و شدّ الرحال إِلى تلك المساجد المبنيّة لهذه الأَغراض من أَسباب الشرك.
4 - يجوز إِيقاد السرج والشموع على القبور؛ تعظيماً لروح الميت المُشرقة على تراب جسده كإِشراق الشمس على الأَرض؛ إِعلامًا للنّاس أنه ولي ليتبرّكوا به, ويدْعوا عنده, فيستجاب لهم, وهذا أَمر جائز لا منع فيه, والأعمال بالنيّات [9].
قلت: تدبر أَيُّها المسلم في خرافات هذا الرَّجل كيف يدعو جهارًا إلى الوثنيّة المجوسيّة دون حياء ولا وازع.
5 - إن النبي –صلى الله عليه وسلم-يشفع في البرزخ, ويعلم بسؤال السائل.
ثم استدلَّ الكوثري بالمنام الذي هو من حجج العوام [10].
6 - إنَّ النبيّ-صلى الله عليه وسلم-يعلم علم اللوح والقلم, وليس الغيب, ولا العلم كلّه ما في اللوح فقط [11].
قلت: قد تبيّن للناس أنّ الكوثريّ والكوثريّة خُرافيُّون جدًّا في هذا [12].
ولا شكَّ أَنَّ ممَّا في اللوح حركات هذا العالم كلّه, وما بعد الكون, قال سبحانه وتعالى:"وكل صغير وكبير مستطر" [13].
ومن ذلك الأُمور الخمسة التي نصَّ اللهُ تعالى على أَنّها لا يعلمها أَحد غير الله تعالى:
قال جلّ وعلا:"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
كما تبيّن للناس أنَّ الكوثريّ والكوثريّة من المشبِّهة الأَقداح.
ولكن لا من جهة واحدة, بل من جهتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
-الأولى: أنهم عطّلوا كثيرًا من صفات الله تعالى, وحرَّفوا نصوصها إلى أَن شبَّهوا الله تعالى في صفات النقص بالإِنسان الأَبكم والحيوانات العجماوات والجمادات الصامتات بل المعدومات والممتنعات.
-الثانية: أنهم شبّهوا المخلوق في صفات الكمال بالله تعالى, كما ترى ههنا, فالطريقةُ الأُولى طريقةٌ يهوديّةٌ, والثانيةُ طريقةٌ نصرانيّةٌ [14].
والكوثري والكوثريّة قد جمعوا بين هاتين الاثنتين.
7 - يجوز زيارة القبور للبركة بها والدعاء عندها فيستجاب لهم, كما يجوزُ زيارةُ القبور للاستعانة بنفوس من الأَخيار من الأَموات في استنزال الخيرات ودفع الملمَّات [15].
قلت: تدبّر أَيُّها المسلم الموحّد إِلى قلّة حياء هذا الرَّجل القبوري، كيف يصرّح جهارًا بما هو من صميم عقيدة مشركي العرب الوثنيّة.
بل كان مشركو العرب يدعون الله تعالى و حده لدفع الملمات كما أَخبر الله عنهم.
ومصدر الكوثري في هذا الشرك الأَكبر الأَظهر هو فيلسوف الماتريديّة التفتزاني (792هـ) الذي تابع القرامطة االباطنيّة.
والذي ادعى أَنّه رأى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-يقظةً لا منامًا، فتفل في فيه فتضلّع علمًا و نورا!!
8 - يعتقد الكوثري أَنَّ أَرواح الأَولياء تظهر منها آثار في أحوال هذا العالم، فأَرواح الأَولياء هي المدبّرات لهذا العالم [16].
وعلى هذا الكفر البواح و الشرك الصراح حمل قوله تعالى " و المدبرات أمرا ".
وسلف الكوثري في هذا الكفر هو الفخر الرازي فيلسوف الأَشاعرة (606هـ).
وقد كنّا نظنُّ أَنَّ هؤلاء الغلاة وقعوا فيما يضاد توحيد الألوهيّة.
ولكن تبيّن الآن أَنَّ أَنّهم ارتكبوا الشرك حتّى في الربوبيّة و تدبير هذا العالم.
والله تعالى وفَّق العلامة الألوسيّ مفتي الحنفية ببغداد (المتوفى سنة 1270هـ) فوقف لهم بمرصاد وردَّ كيدهم في نحرهم، كفانا الله شرّهم.
9 - يقول الكوثريُّ: إِنَّ مواقد الأَولياء معدّة لفيضان أَنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده أَهل البصائر [17].
قلت: سلفه في هذه الخرافات هو الجرجاني الحنفي (816هـ) الذي أَوصلته عقليته الفاسدة إِلى عقيدة وحدة الوجود حتّى باعتراف أَهل مذهبه و شهادة ذوي مشربه [18].
10 - إِنَّ تلك النفوس لمّا فارقت أَبدانها فقد زال الغطاء، وانكشف لها عالم الغيب.
فثبت انتفاع الزائرين بزيارة الموتى و القبور [19].
قلت: قصده بهذا إِثبات التصرّف و علم الغيب لأَرواح الأَولياء، ليدعو النّاس إِلى الاستعانة بهم في الكربات بحجة أنهم يسمعون ويعلمون ويتصرفون.
وتعامى عما قال أئمة الحنفية:
((إنْ ظنَّ الميت يتصرّف في الأُمور دون الله تعالى واعتقاده ذلك كفر)) [20].
وما قالوا: ((مَنْ قال: أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر)) [21].
11 - يجوز النداء للرسول صلى الله عليه و سلم بعد وفاته لتفريج الكربات، وأَنَّه عمل متوارث بين الصحابة رضي الله عنهم [22].
كما يجوز النداء له صلى الله عليه وسلم في غيبته [23].
قلت: هذه بعينها عقائد الوثنيّة.
12 - حرّف الكوثريُّ ما ورد من نصوص التوسل و الوسيلة في الكتاب و السنّة إِلى ما يلي:
أَنَّ ((التوسُّل)) لغةً و شرعًا هو التوسل بذات الولي و شخصه في حضوره و غيبته، وبعد موته، و بذلك جرت الأمّة طبقة فطبقة رغم كلّ مفتر أَفَاك [24]!
قلت: الكوثري هو الأَفاك المفتري المقوِّل المتقوّل.
13 - أّنَّ ((التوسل)) بدعاء الحيّ، وطلب الدعاء من المتوسّل به – ليس من ((التوسّل)) لا لغة ولا شرعا [25].
14 - أن الفرق بين التوسل به -صلى اله عليه و سلم- في حياته و بين التوسل به -صلى الله عليه و سلم- بعد مماته – بجعل الأَوّل جائزٌ دون الثاني – مأخوذ من اليهود [26]، بل أَحدثه غلاة المنافقين من اليهود [27].
15 - يجوز استعمال لفظي الاستعانة و الاستغاثة في صدد التوسُّل [28].
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - حرّف الكوثري قصّة توسّل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما [29] فقال: ((عدول عمر رضي الله عنه عن التوسل به صلى الله عليه و سلم إلى التوسّل بالعباس رضي الله عنه لم يكن لأَجل أَنَّ الرسول صلى الله عليه و سلم ميت لا يسمع النداء، أو أَنَّ التوسّل بالأنبياء بعد موتهم لا يجوز؛ بل من حمل صنيع عمر رضي الله عنه هذا على قصر التوسّل به صلى الله عليه و سلم في حياته – فقد حرّف الحديث، وحاول المحال، ونسب إِلى عمر ما لم يخطر له على بال، و أَبطل السنتّة الصحيحة بالرأي)) [30].
قلت: ظهْر الأَرض لم يخل عن أهل العلم و طالبي الحقّ و الإِنصاف حتّى ممّن يعظِّمهم الكوثريّ أَو يُعَظِّمونَه!! فليتدبّروا في تلبيس الكوثري وتدليسه، وتحريفه، و تزويره و قلبه للحقائق، وكونه آية فيما يقال: ((رمتني بدائها و انسلّت)).
هل صنيع عمر ري الله عنه حجّة للكوثري أَم عليه و على ذويه من القبوريّة الخرافيّة و الجهميّة الصوفيّة؟ وهل توسّل الخلف كتوسّل السلف؟
معاذ الله سبحانه الله عمّا يصفون.
فقد قال العلامة المحدّث أَنور شاه الكشميري اليدوبندي الملقب (عندهم) بإِمام العصر (1352هـ) في شرح توسّل عمر بالعباس رضي الله عنهما: ((ليس في التوسّل المعهود الذي يكون بالغائب حتّى قد لا يكون به شعور أَصلاً، بل فيه توسّل السلف: وهو أَنْ يقدّم رجلاً ذا وجاهة عند الله تعالى، و يأمره أَن يدعو لهم ثمّ يحيل عليه في دعائه.
كما فعل بعباس رضي الله عنه عمِّ النبيِّ صلى الله عليه و سلم.
ولو كان فيه توسّل المتأخرين لم احتاجوا بإِذهاب عباس رضي الله عنه معهم، و لكفى لهم التوسّل بنبيهم بعد وفاته أَيضًا)) [31].
وقال أَيضًا: ((واعلم أَنَّ التوسُّل بين السلف لم يكن كما هو المعهود بيننا, فإِنَّهم إِذا كانوا يريدون أن يتوسَّلوا بأحد كانوا يذهبون بمن يتوسلون به أَيضًا معهم, ليدعوا لهم, ثمّ يستعينون بالله ويدعونه ...
أَمَّا التوسُّل بأَسماء الصالحين-كما هو المتعارف عليه في زماننا- بحيث لا يكون للمتوسلين بهم علم بتوسلنا, بل لا يشترط فيه حياتهم أَيضًا, وإنّما يتوسل بذكر أسمائهم فحسب, زعمًا منهم أَنَّ لهم وجاهةً عند الله وقَبولاً فلا يضيّعهم بذكر أسمائهم فذلك أمر لا أُحبُ أَنْ أَقتحم فيه ...
وأمَّا قوله تعالى:"وابتغوا إليه الوسيلة", فذلك وإِنْ اقتضى ابتغاء واسطة, لكن لا حجّة فيه على التوسُّل المعروف بالأَسماء فقط.
وذهب ابن تيميّة إِلى تحريمه، و أَجازه صاحب ((الدر المختار))، ولكن لم يأت بنقل عن السلف)) [32].
قلت: كلام العلامة أَنور شاه هذا – مع ما فيه من بعض الملاحظات – يردُّ كيدَ الكوثريّ و أَمثاله في نحورهم من كلِّ ثرثريّ، وأَنَّ تمسكهم بنصوص الكتاب و السنّة و حملها على التوسّل المبتدع الخَلفيّ باطلٌ و تحريف و تحميل لها ما لا يحتمل.
وتبين للناس من هو المفتري الأَفاك؟ ومَنْ هو المحرّف؟ ومن الذي تباع اليهود؟ ومن حاول المحال؟ هل هو العلامة أًَنور شاه، أم الكوثريّ؟
ولا تخفى على النّاس أَنَّ منزلة العلامة أَنوره شاه عند الكوثري رفيعة جدًّا، وقد بالغ فيِ إِجلاله و إكباره [33].
امَّا مبالغات الكوثريّة في إجلال العلامة أَنور شاه، وما نسجوه غُلوًّا فيه، فشيء لا يخطرُ بالبال.
ولكنَّ الكوثري في مسألة التوسّل قد رماه بأنه مفتر أَفّاك من حيث لا يشعر.
وقد صرَّح شرّاح قصّة توسل عمر بالعباس – بما فيهم كبار أَئمّة الحنفيّة – بأنَّ هذا من باب التوسّل إِلى الله تعالى بدعاء الحيّ بمعنى أَنَّ ذلك الحيّ يدعو للتوسل [34]، وليس ذلك من قبيل توسّل أهل البدع الماتريديّة أو الكوثريّة و غيرهم من القبوريّة كالبريوليّة.
وللعلامة الآلوسي المفسّر مفتي الحنفيّة ببغداد (1270هـ) مبحث علمي دقيق في تفسير آية الوسيلة، ومعنى توسّل عمر بالعباس رضي الله عنه، و الفرق بين توسّل السلف و بين توسّل الخلف من أهل البدع، فهو كافٍ شافٍ لقلع نسج الكوثريّ و الكوثريّة و غيرهم من أهل البدع فراجعه [35].
وإِذا عرف القرّاء الكرام أَنَّ توسُّل الخلف غير توسّل السلف، وأن توسُّل الخلف بعيد عن مقصود نصوص التوسُّل في الكتاب و السنة، فنقلب على الكوثريّ الآن ما قاله هو بلسانه و كتبه ببنانه، قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((إِنَّ حمل النصوص و الآثار على المصطلحات التي ظهرت بعد عهد التنزيل بدورها بعيد عن تخاطب العرب و تفاهم السلف بهذا اللسان العربيّ، ومن زعمَ ذلك فقد زاغَ عن منهج الكتاب و السنة، و تنكّب سبيل السلف الصالح، ومسلك أَئمّة أُصول الدين، و نابذ لغة التخاطب، وهجر طريقة أَهل النقد في الجرح و التعديل و التقويم و التعليل)) [36].
قلت: هكذا أَخزى الله هذا الكوثريّ حتّى ار فريسة للتناقض الواضح الفاضح، وانتحر بشفرته التي سطّر، بحيث صارت حجته منقلبة عليه، وحمل نصوص الشرع على المصطلحات البدعيّة، ومنها التوسّل القبوريّ.
17 - طّعّن الكوثريُّ- لغلوّه في الخرافات القبوريّة-في حديثين صحيحين، رواهما مسلم و غيره:
- الأَوَّل: حديث جابر رضي الله عنه في النهي عن تجصيص القبور.
- الثاني: حديث علي رضي الله عنه في الأَمر بتسوية القبور المشرفة [37].
18 - تشبث الكوثري لدعم خرافاته القبوريّة حتّى بالمنامات [38] و لكن لا بمنامات سلف هذه الأمّة و أَئمَة السنّة؛ بل بمنام الفخر الرّازي (606هـ)، ومنام ((الفردوسي)) الذي تشبث بمشورة روح ((رستم)) الكافر الفاجر، فوقع في خزي مبين [39].
19 - يدعو الكوثري إِلى التحاكم و الفزَع إِلى أساطين الكلام و التفلسف؛ أمثال الرازي (606هـ) و التفتزاني (792هـ) والجرجاني (816هـ) وغيرهم لحلِّ المسائل المتعلقة بتوحيد الأُلوهية و ما يضادّه من الشرك أَو ما يوصل إليه [40].
وقد عرف أَلبَّاء القرّاء حقيقة توحيد المتكلمين و حقيقة معرفتهم له، وما يضادّه فالتحاكم إِلى أَمثالهم، و التعامي عن طريقة سلف هذه الأُمّة و أَئمّة السنّة عين الضلال و الإضلال.
هذه كانت نبذة عن عقيدة الكوثري، ومناقضته لتوحيد الألوهيّة.
تبيّن بها لطالبي الحقّ و الإِنصاف – ولا دواء لأَدواء أَهل الاعتساف – أنَّ الكوثري عريق في قبوريته، كما هو غريق في جهميته.
وفي هذا القدر كفاية.
يتبع في حلقة قادمة - إن شاء الله تعالى - التحذير من (الكوثرية) وهم أتباعه الضلال ..
---------------
ـ الحواشي:
[1]: ((مقالات الكوثري)) (156 - 159).
[2]: ((مقالاته)) (378 - 397).
[3]: مقدمة الكوثري لكتاب ((البراهين الساطعة)) لسلامة القضاعء الهندي (7 - 8).
[4]: [في الأصل فراغ].
[5]: ((مقالات الكوثري)) (156 - 157).
[6]: لم أعرف من هو؟
[7]: ((مقالات الكوثري)) (156 - 157).
[8]: ((مقالات الكوثري)) (157).
[9]: ((مقالات الكوثري)) (158)، نقلاً [عن] عبد الغني النابلسي الصوفي الخرافي الحنفي.
[10]: ((مقالات الكوثري)) (379).
[11]: ((مقالات الكوثري)) (373).
[12]:قارن هذا بما في ((البريلويّة)) (97 - 88) للعلامة إِحسان إلاهي. و البريلويّة: فرقة ضالة قائمة فكرها على الغلوّ و الخرافة و الانحراف.
[13]: القمر: 53.
[14]:انظر ((درء التعارض)) (7/ 86 - 88،95،260 - 261) و ((الوصيّة الكبرى)) (49 - 50) , ((مجموع الفتاوى)) (3/ 371 - 372) كلُّها لشيخ الإسلام ابن تيمية و ((شرح الطحاوية)) (237) للعلامة ابن أبي العزّ الحنفي.
[15]: ((مقالات الكوثري)) (385) , و ((تبديد الظلام)) (162) , عن التفتازاني الحنفي الماتريدي الخرافي وقارنه بـ"عقيدة البريلوية",انظر البريلوية (56 - 61) , تجد العجب العجاب, وتحكم على الكوثريّة أنهم خرافيّون بدون ارتياب.
[16]: ((مقالات الكوثرية)) (ص382) , و ((تبديد الظلام)) (ص61).
[17]: ((مقالات الكوثرية)) (ص386) ,و ((تبديد الظلام)) (ص162).
[18]:انظر خرافاته في معنى"الظل"و"ظل الإله"و"الغوث"و"القطب"و"الأوتاد" في "تعريفاته" (ص 85، 186، 209، 227 - 228).
[19]: ((مقالات الكوثري)) (ص383).
[20]: ((البحر الرائق)) (2/ 298) , ((ردّ المختار)) (2/ 439) , قبيل باب الاعتكاف.
[21]: "الفتاوى البزازية" المسمّاه "الجامع الوجيز" على هامش "الفتاوى الهندية" (6/ 326). و"البحر الرائق شرح كنز الحقائق" (5/ 124) وفي ط (5/ 134).
[22]:"مقالات الكوثري" (391).
[23]:"مقالات" (ص389).
[24]:"مقالات الكوثرية" (ص378 - 380،386).
[25]:"مقالات" (ص387).
[26]:"تبديد الظلام" (ص155 - 156) ومصدره "دفع الحصنى" (64).
[27]:انظر"مقدمة الكوثري لـ"البراهين الساطعة" لسلامة القضاعي الهندي الصوفي النقشبندي.
[28]:"مقالاته" (ص395 - 396).
(يُتْبَعُ)
(/)
[29]:ونصّ القصة على ما روي عن أنس رضي الله عنه:" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب, فقال: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا, وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) قال: ((فيسقون)).
رواه البخاري في ((الاستسقاء)) باب سؤال الناس الإمام ... )) (1/ 342 - 343) و ((فضائل الصحابة)) , باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه (3/ 1360).
[30]:"مقالات الكوثري" (ص380).
[31]:"فيض الباري" (2/ 379)
[32]:"فيض الباري" (3/ 434 - 435).
[33]:انظر"مقالات الكوثري" (359 - 360) , ومقدمة أبي غدّة الكوثري لكتاب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" (ص6، 26).
[34]: انظر ((بهجة النفوس)) بشرح مختصر ((صحيح البخاري)) المسمّى ((جمع النهاية في بدء الخبر و الغاية)) (2/ 60) لأبي محمد عبد الله بن الأزدي الأندلسي (699هـ) و ((عمدة القارئ)) للبدر العيني الحنفي (7/ 32 - 33)، و ((شرح الطحاويّة)) لابن العزّ الحنفي (ص263)، و ((البدور البازغة)) للإمام ولي الله الدّهلويّ إمام الحنفيّة في وقته (ص204)، على ما نقله شيخنا العلامة محمد طاهر بن آصف الحنفي الملقب بشيخ القرآن في كتاب ((البصائر)) (ص17) و أَقرَّه، ولم أَجده في ((البدور)).
[35]: ((روح المعاني)) (1/ 125 - 129)، ولا تنس أَيضًا ما كتبه أَئمة السنّة من الكتب القيّمة ومن أهمّها ((التوسل و الوسيلة)) لشيخ الإسلام، و ((التوسُّل)) لشيخنا الألبانيّ.
[36]: تعليقات الكوثري على ((الأسماء و الصفات)) للبيهقي (ص455).
[37]: انظر بيان خيانته في تضعيفها، وكشف كذبه و زوره في كتابينا ((الماتريديّة)) (3/ 244 - 245).
[38]: انظر ((مقالات الكوثري)) (382 - 383).
[39]: الفردوسي: هو أبو القاسم حسن بن محمد الطوسي الشاعر الفارسي مؤلف ((شاه نامه)) ألأفه للسلطان محمود سبكتكين المتوفي بعد (384هـ) ((كشف الظنون)) (2/ 1025 - 1026)، وأمّا ((رستم)) فهو الن ((فرخ زاد))؛ كان كافرا مجوسيًّا، وثنيًّا، قائدًا للفُرس، ملكا لهم نيابة عن ((بوران)) بنت كسرى.
وهو الذي قد فعل الأفاعيل ضدَّ المسلمين حتّى قتله الله تعالى يوم ((القادسيّة))، راجع للتفصيل ((البداية و النهاية)) (7/ 26 - 27، 44).
[40]: ((مقالات الكوثري)) (381 - 382) و ((تبديد الظلام)) (160 - 162).
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ورحم الله الشيخ شمس الدين الأفغاني هل هو نفسه صاحب كتاب عداء الماتريدية الذي كان في الجامعة الإسلامية؟ ...
ونحن بانتظار الحلقة القادمة ...
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:38]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وزادك حرصا وواصل رحمنا الله وإياك في كشف أباطيل مريسي القرن وجهمي العصر الكوثري عامله الله بما يستحقه.
وهذه ترجمة العلامة الشيخ الأفغاني السلفي:
الشيخ المجاهد أبو عبدالله شمس الدين بن محمد أشرف بن قيصر بن أمير جمال بن شاه أفضل بن شاه غريب بن شاه سلطان البشتوني الأفغاني.
ولد في بلاد الأفغان عام (1372هـ) ..
درس على يد والده القرآن ومبادئ النحو والصرف وشيئاً من الفقه الحنفي .. ثم واصل دراسته الثانوية والعالية حتى أكمل "الدرس النظامي" الذي وضعه الشيخ نظام الدين السهالوي الهندي الحنفي الماتردي الصوفي ..
وحصل على شهادة "المولوي" وشهادة "الفاصل العربي" وشهادة "المنشئ الفاضل الفارسي" من جامعة بشاور
وقد درس على أيدي علماء الماتريدية النقشبندية منهم محمد طاهر بن آصف الفنجفيري الحنفي الماتردي النقشبندي الديوبندي .. والشيخ عبدالرحيم الشترالي الحنفي المارتدي .. والعلامة نقيب الرباطي الحنفي والذي سار سلفياً ..
ثم وفقه الله إلى الهداية على يد الشيخ عبدالظاهر الأفغاني ..
(يُتْبَعُ)
(/)