للنقاش حول مناهج التعليم في مصر!
ـ[عبد العزيز الشنقيطي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 12:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين ....
ثم أما بعد .....
لقد تصفحت مؤخرا بعض الكتب المدرسية في مصر ولقد تعجبت كثيراً مما فيها من أمور تتعلق بالفراعنة ونعتهم بالأجداد وما فيها من المساواة بين الإسلام والنصرانية وغير ذلك من مدح الدستور الفرنسي وإعلان العمل به دون شرع الله، وغير ذلك مما يغرس في أذهان الأطفال في المراحل الإبتدائية من خرافات وسحر وتعلق بغير الله ....
والذي جعلني أفكر كثيرا في أمر تلك المناهج! وكيف نترك من تحت أيدينا ممن استرعانا الله إياهم في أخطر مراحل الطفولة والتي تغرس فيها المبادئ والقيم. وما واجبنا تجاه أبناءنا وما واجبنا تجاه تلك المناهج ....
آملاً أن أجد في مجلسكم هذا ما يشفي الصدور ولكن ليكن النقاش على المنهاج الصحيح من إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وجزاكم الله خيراً
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 03:16]ـ
تكلم عنه الدكتور مصطفى حلمى فى كتاب المخاطر التى تواجه الشباب المسلم فى فصصل المشاكل الداخلية فى باب نظام التعليم ونتائجه على عقول الشباب حوالى ثلاث صفحات ص37
وفيه مقال فى موقع صوت السلف أظن اسمه التغريب او نحو ذلك
ـ[المديني]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 05:41]ـ
شيء طبيعي طالما ان النظام علماني لا ديني
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 12:51]ـ
التغريب فى نظم التعليم
كتبه/ علاء بكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما بعد،
سعى الغرب إلى تغريب نظم التعليم فى بلادنا فى شتى صوره وأشكاله وبث أفكاره الغربية وقيمه فى مناهجنا التعليمية بعد إضفاء ثوب التجرد العلمى عليها زوراً وبهتاناً، لتتربى عليها الأجيال من أبناء المسلمين، ولقد نجح الغرب فى تحقيق أهدافه بدرجة كبيرة.
فمع الاحتلال العسكرى سارع الغرب إلى وضع مناهج جديدة للتعليم عن طريق رجاله، وساهم عملاؤه فى تنفيذها لخدمة أغراضه القريبة والبعيدة، ولتحقيق ذلك عيّن اللورد كرومر- المندوب السامى البريطانى فى مصر أثناء الإحتلال - القسيس دنلوب المتخرج من كلية اللاهوت البريطانية مستشاراً لوزارة المعارف، وجعل فى يده السلطة الفعلية فيها، ليرسم سياسة التعليم فى مصر وفق ما يريده الغرب، فوضع مناهج كفيلة بقطع صلة الأجيال المسلمة بإسلامها، فأهمل تدريس الدين إلا من نتف يسيرة، وشوّه التاريخ الإسلامى بعرضه لصور منفرة، مع إخفاء بطولاته وأمجاده، حتى صارت الصفة الغالبة على التلاميذ هى جهلهم بهذا التاريخ وأمجاده واستخفافهم به.
فى الوقت الذى يُدرّس فيه تاريخ أوروبا بصورة لامعة جذابة، تتضمن الإشادة بعلمائها وأبطالها وتنصيبهم مُثُل عليا أمام أجيال المتعلمين، مع عرض ما عليه الحضارة الأوروبية الحديثة ومذاهبها الفلسفية إلى جانب إحياء النعرات الإقليمية الجاهلية، والتعريف بها فى مناهج الدراسة بصورة برّاقة مغرية للاعتزاز بها. كما جعل تدريس اللغة الأجنبية للمحتل فى التعليم. وما زالت آثار هذا التوجه باقية فى مناهجنا التعليمية إلى الآن، وما زال هناك من يُنفذ للغرب سياساته.
وفى عهد الاحتلال أعطى الاهتمام لمن درس هذه المناهج فى المدارس العلمية الجديدة، وقُصرت الوظائف والأعمال المرموقة على طلابها، لتحظى هذه المدارس ـ وتدريس تلك المناهج - باهتمام من الآباء، لضمان المستقبل الكريم لأبنائهم. وعلى النقيض من ذلك تقلص الاهتمام بالتعليم فى الأزهر وبطلابه، فانصرفت الهمم عن الإقبال على التعليم الدينى، والعمل بوظائفه، لينحصر عمل خريجى التعليم الدينى فى دائرة ضيقة من العمل ليست لها المكانة المرموقة والمرتبات المجزية، فبعد أن كان لعلماء الأزهر وشيوخه وخريجيه المنزلة العالية عند الحكام والمحكومين، ويُتخذ منهم الأعوان والمستشارون، ويتصدرون المكانة العالية بين الناس، صاروا فى دائرة محددة لا تتعدى الوعظ وإمامة المساجد. ثم نقلت الأوقاف التى كانت مخصصة لطلاب الأزهر وحفظة القرآن فيه إلى وزارة الخزانة، وأنُشئت وزارة للأوقاف بميزانية مستقلة، ليتحول رجال الأزهر إلى موظفين بالدولة يأتمرون بأمرها ويعملون وفق سياستها إلا من رحم ربك.
ثم نودى بالإصلاح والتطوير فى نظام الأزهر التعليمى، وحُول الأزهر إلى جامعة، وأدُخلت فيه العلوم الدنيوية لتزاحم العلوم الإسلامية، حتى صارت القوانين الوضعية تُدرّس إلى جانب الشريعة الإسلامية، وآل الأمر بخريجى الأزهر أن صاروا أقل كفاءة من غيرهم، ولا يقومون بالأعباء المطلوبة منهم كما كان عليه علماء الأزهر ورجاله عبر تاريخه. فأثمر التطوير فى الأزهر قبول أكثر أبنائه للأوضاع الوافدة ودعاوى الوطنية والقومية، ولم يعد هناك الرفض لكل ما هو غير لإسلامى، بل كان التعايش مع العلمانية والتغريب بدلاً من المواجهة والتصدى لها. فقلّ الوازع الدينى فى الأمة، وتفشت الأمية الدينية، وظهر الاستخفاف بأداء العبادات المفروضة، وابتعدت الأمة ـ ومازالت تبتعد ـ عن إسلامها علماً وعملاً شيئاً فشيئاً. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
من صوت السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 12:54]ـ
يقول الدكتور عبد الكريم بكار فى رسالته الاسبوعية أذكياء ولكن ...
4 - التعليم له تأثير كبير في هذا الشأن فالدراسة في جامعة ضعيفة كثيراً ما تفسد تصورات الطالب عن الآفاق الممتدة, وعن الفرص العظيمة, وعدم إكمال التعليم مشكلة أكبر, ولهذا فإن الحرص على نيل أعلى شهادة ممكنة ومن أفضل مكان ممكن يعد شيئاً في غاية الأهمية.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 11:18]ـ
وفى العدد 219 من مجلة البيان تجد فى ملف عن الليبرالية
فى أحد مقالاته تجد بابا عن الليبرالية فى مصر أظنه تكلم على التعليم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 11:45]ـ
وللفائدة
الشيخ محمد عبده يقول
اعترف اننى الى الان لم أستطع تنظيف عقلى من كل النجاسات التى تعلمتها من الازهر انتهى (الشريف) مع ان الشيخ يعلق على صفة الشريف انه زعم يزعمونه!
ابتسامة
ـ[عبد العزيز الشنقيطي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:05]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً على ردكم ..............
ولكني أسأل من له معرفة بهذا التعليم خاصة من أهل مصر ..............
ما حقيقة مصطلح العلمانية، ماذا يعني؟
هل هو حقا ينطبق على التعليم في مصر؟
وإذا كان التعليم علماني فكيف نسلم له عقول أبناءنا وهم في سن التربية؟
أرجو من الإخوة الكرام التوضيح وجزاكم الله خيراً ....
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 12:12]ـ
هل تريدون حقاً إصلاح التعليم؟
- المؤلف: د. حامد طاهر
- الصفحات: 348
ـ الناشر: دار الهاني، القاهرة
- الطبعة: الأولى/2008
سوف يظل موضوع التعليم في الوطن العربي على رأس القضايا التي تحتاج إلى جهود فكرية وعملية وميدانية، لما له من تأثير كبير على حاضر الأمة ومستقبلها.
والمؤلف هو واحد من رجالات التربية والتعليم في مصر، حيث كان عميدا لكلية دار العلوم (1995) ونائبا لرئيس جامعة القاهرة (1999)، ومن هنا تأتي أهمية الأفكار التي يطرحها الكتاب الذي بين أيدينا، سواء عن واقع العملية التعليمية أو الطريق الأفضل نحو المستقبل.
http://www.almanaraljadeed.com/show.asp?newid=32671&pageid=1
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:12]ـ
وفى حوار الشيخ عبد الرحمن المحمود مع مجلة البيان عدد 254 شوال 1429 بعنوا لم يتم حوار حضارات حقيقى
قال فى اجابة السؤال قبل السؤالين الاخيرين
وأنظمة التعليم العالمى تحت مظلة اليونسكو تدار بنظم غربية علمانية ويرغم المسلمون على تطبيقها فى تعليمهم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:18]ـ
وسألت سائلة الشيخ عبد العظيم بدوى فى موقعه بما فحواه
أنها تخاف ادخال ابنها الازهر لعقيدته الاشعريه فأجابها الشيخ وضمن الاجابة قال لها
ان الازهر الان دخله رجال سنيين ولا تخشى على ابنها
لكن للاسف الفتاوى ليست مفهرسة لذا يصعب على نقل الفتوى
ـ[عمر و مصطفى]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 07:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع للنقاش فى منتدى شقيق لا استطيع تلخيصه ولكنك ستجد فبه بغيتك
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=86107
ارجو مطالعته والرد بعدها ولك منى التحيه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 05:04]ـ
السطوة الأمنية على التعليم (3) ـ د. سعيد إسماعيل على
د. سعيد إسماعيل على: بتاريخ 5 - 11 - 2008
وزاد الطين بله، ما تم إنشاؤه مما سمى بالتنظيم الطليعى، حيث كان طابعه سريا، على الرغم من أن الدولة نفسها، وعلى رأسها زعيم الثورة، هى التى أنشأته، وكانت له فروعه بين الطلاب وبين أساتذة الجامعات، وهو لسريته، زرع الحذر والخوف وزالشك فى قلوب كثيرين، حيث لا يعرف هذا أن ذاك عضو فى التنظيم أم لا؟
وفتح هذا الباب للأسف الشديد على مصراعيه لبعض ذوى النفوس المريضة فى استغلال هذا لمحاربة المنافسين والقضاء على الأعداء الشخصيين، والفوز برضا اصحاب السلطة والنفوذ، والحصول على مغانم متعددة فى مقدمتها المواقع والمناصب، خاصة وقد رفع شعار أهل الثقة أولى من أهل الخبرة 0
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في عهدنا المعاصر الميمون، فقد كتبنا الكثير من المقالات من هذه الزاوية بصفة خاصة، ربما لا يمر عام منذ الثمانينيات إلا ويكون لنا أكثر من مقال عن اشتداد السطوة الأمنية على التعليم والتى تتصاغر أمامها كل الروايات التي رويناها عن فترة الخمسينيات والستينيات، مع الاعتراف بأن فترة السبعينيات كانت أخف بعض الشىء، وخاصة في أوائلها حيث كان النظام جديدا يريد أن يبرهن للناس أنه يقدر الديمقراطية، ودليله على ذلك، وقوف السادات أمام الناس والكاميرات حارقا لأشرطة تسجيلات كانت تسجلها الجهات الأمنية للناس،وإعلان أن دولة المخابرات قد سقطت 0
والحق أن هذا الأمر كان " مؤقتا " لأن دولة الأمن الآن هى التي تحكم وتوجه وتختار، ويكفى ما نشاهده هذه الأيام بالنسبة للاتحادات الطلابية 00لقد نزع " برقع الحياء " الذى كان يدفع الأمن لشطب بعض الطلاب ممن لا يرضى عنهم، وأصبح الشطب جماعيا، وتعلم الطلاب الدرس، فإذا بازورار لهم عن الانتخابات لتفوز – هكذا – معظم القوائم بالتزكية، هو الأمر نفسه في انتخابات المحليات والتجديد لمجلس الشورى، وأية دائرة تخلو بانتخابات مجلس الشعب، حيث لابد أن يفوز مرشح الدولة، هكذا جهارا نهارا، والذى لا يعجبه يروح يشتكى لوزارة الداخلية!!
وعلى الرغم من أن غالب الروايات التي شهدناها منذ الثمانينيات قد كتبنا عنها من قبل، لكن يبدو أن اكتمال الصورة يفرض علينا العودة إليها مرة أخرى حتى يتأكد لنا أن التعليم في مصر يكاد يختنق بفعل اليد الغليظة للقوى الأمنية، حيث تُوجع، وربما تشل في بعض الأحيان، فضلا عن ضربها المثل والقدوة لمن لم يتلقى ضرباتها أن دوره بالضرورة سوف يأتى إن حدثته نفسه وتحدث، فضلا عن أن يفعل، ما يرضى السلطة 0
في جلسة سهر ودية، في أواخر الثمانينيات، مع بعض الأساتذة في مكتب عميد راحل لإحدى الكليات الساحلية حكى لنا أنه كان يحضر مرة مجلس الجامعة التي ينتمى إليها، ولاحظ أن عاملا يأتى لعميد آخر ويُسر إليه بأمر ما، فيقوم العميد خارج الجلسة ويغيب ربع ساعة تقريبا، ليتكرر الأمر مع عميد ثان، وثالث، حتى جاء الدور على صاحبنا، فلما خرج وجد أنه مدعو لمقابلة ضابط كبير من الأمن يجلس في مكتب ملحق، ويأخذ في الدردشة معه في موضوعات شتى، وعرف أن منصب نائب لرئيس الجامعة قد خلا أو سوف يخلو، وهم يريدون تعيين واحد آخر، فانتهز الضابط الكبير فرصة انعقاد مجلس الجامعة، وأخذ على عاتقه – بتكليف من لا ندرى طبعا – أن يقوم بمعملية مقابلة لكل عميد حتى يرى من هو الأصلح لتولى هذا الموقع!!
صدمنى الأمر بطبيعة الحال، ورحت أتساءل بينى وبين نفسى، هل أصبح القائم باختيار القيادات الجامعية العليا،مثل هذا الضابط، مع تسجيل الاحترام والتقدير له ولغيره، في دائرة عمله واختصاصه، مئات الأساتذة في كل كليات الجامعة، الذين حصلوا على أعلى المراتب والدرجات في العلم والمعرفة، وسهر الليالى وتكبد كم مهول من المشاق والكد والعمل، لا رأى لهم في اختيار من يتولى قيادتهم، ويصبح ذلك من مهام أمن الدولة؟! ترى، كم من مشاعر القهر سوف تخنق رقاب هذه الصفوة من العلماء؟
ترى، كم منم مشاعر الإحباط واليأس سوف تدمى قلوب هذه الصفوة من الأساتذة؟
وعندما كنت رئيسا لرابطة التربية الحديثة، حيث تضم في أعضائها عادة، الكثير من أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية، كنت أقيم ندوات شهرية فيها يُدعى إليها كبار المفكرين والمثقفين للحديث، على اعتبار أن تقوم الرابطة بدور مساند لكليات التربية، باعتبارها هيئة مدنية أهلية، تملك حرية حركة، وبعيدا عن النظام التربوى الرسمى بتقاليده ورتابته المعروفة، وبعد ندوة كان ضيوفها مفكرين إسلاميين، دعوت في الشهر التالى، في أول التسعينيات على وجه التقريب، ثلاثة من العلماء الأقباط، الدكاترة وليم سليمان، المفكر القبطى المرموق في هذه الفترة، وسليمان نسيم، أستاذ التربية بجامعة حلوان، وعادل عازر الأستاذ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، ليتحدثوا عن دور الكنيسة القبطية في التعليم المصرى 0
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت ندوة ناجحة بكل المقاييس، لكننى فوجئت مرة بتليفون يخطرنى بأن ضابطا من أمن الدولة يريد أن يقابلنى، ومن حسن الحظ أنه لم يستدعنى إلى مقرهم وجاء بنفسه إلى مقر الرابطة بميدان التحرير، فماذا كان الموضوع؟
فاجأنى الرجل بأن جاء للتحقيق " الشفوى " معى حول الندوة المشار إليها، متسائلا: ما لنا نحن والأقباط والكنيسة؟
اضطررت لأن أشرح له درسا في علوم التربية، بأننا لا نعتمد فقط على المؤسسات النظامية مثل المدارس والمعاهد والكليات، وإنما من الضرورى أن نهتم بمؤسسات أخرى موازية مثل دور العبادة وأجهزة الإعلام، حيث لا أحد ينكر دورها في التربية والتنشئة 0
وراح أيضا يسال: كم قبطى عضو في الرابطة؟ فأجيب بأننا لا نسأل أحد عن دينه، و من ثم فلم نحصهم ونعدهم؟
وسأل كم قبطى في مجلس الإدارة؟ فقلت: لا أحد تقدم للانتخابات هذا العام 00
كان أمرا مؤسفا حقا، أن نردد ونكثر الكلام عن أهمية العمل التطوعى الأهلى المدنى في التنمية الاجتماعية والتنشئة، فإذا ما اجتهدنا، لم تغب عنا عيون الأمن لتلاحقنا، حتى خارج الجامعات آلتي يقولون لنا أن دعوة آخرين للمحاضرة العامة فيها محظور، فإلى اين نذهب إذن؟!!
أما الواقعة التالية فقد كنا نحن أطرافا فيها بحيث نؤكد أنها لا تنبنى على مجرد السماع والرواية، بل، الشهادة والرؤية والمعاناة 000
فقد تلقت زوجتى الأستاذة ببنات عين شمس – منذ عدة سنوات – تليفونا، قال المتحدث ساعتها أنه من أمن الدولة وأنه يدعوها إلى شرب فنجان شاى في المقر بلاظوغلى!
ساعتها انتابنى غضب عارم، وخوف شديد، فقد تصورت وقتها أنهم ربما سيستخدمون وسائلهم المعتادة في الضغط علىّ حيث كنت أكتب بغزارة في مختلف الصحف، ناقدا للنظام 0
ولم يكن أمامها إلا الذهاب إلى المقر المذكور، فإذا بها تلقى ترحيبا وتقديرا، والحق يقال، ثم إذا بمسئول يقول لها أنهم يرشحونها لعمادة إحدى كليات التربية بالقاهرة، لما عرفوه وسمعوه عن شخصيتها ال كذا وكذا، من حميد الصفات، وحسن الخصائص، وأنهم يرشحونها – هكذا قيل لها – رغم أنها محجبة، وكأن الحجاب هو عكس هذه الصفات والسمات الحميدة آلتي أشاروا إليها!! واستأذنتهم في أن تكلمنى تليفونيا لأخذ رأيى، ولما كلمتنى، نصحتها، بغير تفكير، بضرورة الرفض، وأن أسبابى في ذلك سوف أشرحها لها بعد عودتها 0
وأراحتنى كثيرا عندما وجدتها ترد بأنها هى الأخرى لا ترغب في ذلك، ربما تأثرا بزوجها، كاتب هذه السطور، في اعتذاره طوال عمره عن تولى أى منصب تنفيذى 0
كانت صدمة عنيفة حقا، فنحن نعرف أن التقاليد تقضى بأن يستدعى رئيس الجامعة المرشح للعمادة، بعد أن يكون قد عرف تحريات الأمن والجهات المسئولة عنه، أما أن يبدأ الترشيح، هكذا من خلال أمن الدولة، فهذه هى المفاجأة، وما دور رئيس الجامعة إذن؟
كانت أبرز حججى في الرفض، هو المحافظة على كرامة الموقع الجامعى المرموق، فإما أن يتم الحصول عليه بالطرق الجامعية المحترمة المعروفة في كل الدول المحترمة، وإما فليذهب إلى الجحيم، فهو، عن الطريق هذا الذى يقولون، لا يمكن أن يكون هناك خير فيه، فما دام أمن الدولة هو الذى يختار، فهذا يعنى أن العميدة سوف تكون عميلة له، فمن هذا الذى تسمح له كرامته بأن يكون بهذا الوضع المزرى حقا؟
من أجل هذا، فبعد سنوات عديدة، من مشاعر تقدير بالغة نحو مثل هذه المواقع، إذا بى في السنوات الأخيرة أنظر إلى من يشغلونها بقدر عال من الإشفاق والرثاء أن يُطَاوع ضمير إنسان له أن يكون عميلا لأمن الدولة، بعد أن وصل إلى أعلى المراتب والمستويات العلمية كأستاذ!!
إن القيادى الجامعى الذى يسلك هذا المسلك، لابد أن مشاعر مذلة واستعباد سوف تمسك بخناق ضميره الداخلى، لكنه يحاول أن يعوض ذلك، بأن " يتفرعن " على من هم دونه، ويسعى إلى أن يبدو وكأنه " أسد "، خاصة وأن الجمهرة الكبرى ممن يعملون في المؤسسة، لم يروه وقد لبس " جبرا " ثوب النعامة من قبل!!
أقول هذا مع التأكيد على أن " التعميم " غير وارد هنا، إذ لا أنكر أن هناك شرفاء يقبلون هذا الموقع، سعيا منهم إلى الإصلاح، من خلال النظام، لكن الغالبية، هى مع الأسف الشديد من هذا اللون الذى نرثى لصحابه حقا 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 05:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع للنقاش فى منتدى شقيق لا استطيع تلخيصه ولكنك ستجد فبه بغيتك
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=86107
ارجو مطالعته والرد بعدها ولك منى التحيه
الموضوع هناك طويل والوقت لايتسع لقراءته
أنا أسف أخى الفاضل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 05:23]ـ
السطوة الأمنية على التعليم (1) ـ د. سعيد إسماعيل على
د. سعيد إسماعيل على: بتاريخ 22 - 10 - 2008
سبق لنا أن نشرنا تسع مقالات عما جرى للتعليم فى مصر، ثم توقفنا لبعض الظروف، واليوم نستأنف الحديث فى الموضوع، من زاوية أخرى تتعلق بما نسميه السطوة الأمنية على التعليم، وكيف أن لها دورها المؤسف حقا فى " تأخير " التعليم، وربما يمكن القول بما هو أكثر من ذلك من حيث الإفساد والتخريب 0
ولعل أول ضربة تلقاها التعليم فى مصر كانت عقب حسم أزمة مارس عام 1954 لصالح جمال عبد الناصر، وكان عدد من أساتذة الجامعة قد أعلنوا رأيهم بصراحة، عندما وثقوا بما كان قد أُعلن من انفراج ديمقراطى وقرب عودة العسكر إلى ثكناتهم، وكان رأى هؤلاء يسير فى هذا الطريق، فلما انتصر عبد الناصر وتأكد استمرار سطوة العسكر، إذا بقرار يصدر بفصل نيف وخمسين عضو هيئة تدريس بكليات جامعية مختلفة 0
كان هذا طعنة حقيقية فى جسم الجامعة بصفة خاصة وجسم التعليم بصفة عامة لا لمجرد فصل هذه المجموعة، ذلك لأن هذه الخطوة كانت إعلانا بأن الرأى المخالف غير مرحب به، وأن المطلوب هو " المسايرة " لحكم العسكر 0 صحيح أننا ممن لا يشك لحظة فى أنه كان حكما وطنيا مخلصا، لكنه أخطأ خطأ فاحشا بتصور أن الديمقراطية يمكن أن تكون خطرا عليه، ذلك لأن التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعى بصفة خاصة لا يحيا وينتعش ويبدع إلا فى جو حر وممارسات ديمقراطية، ولا ينبغى أن يفترض أهل الحكم فى أنفسهم وحدهم الصحة والصواب، والخطأ والخيانة فى رأى مخالفيهم!
ويكفى أن من ضمن المفصولين من صاروا قمما فكرية لا تجد أمامك إلا أن تحنى لها الرأس إعجابا وتقديرا، مهما كانت هناك من مساحات اختلاف معها، مثل الدكتور عبد العظيم أنيس، والدكتور لويس عوض، والأستاذ محمود أمين العالم،وغيرهم!
لقد كان لهذه الخطوة آثارها التى تتابعت بعد ذلك، خاصة وأن الكثير من الإجراءات التى شهدتها الجامعات فى السنوات اللاحقة سارت على نفس الطريق، فإذا بالجمهرة الكبرى من الأساتذة يجدون أنفسهم تحت مراقبات أمنية وسياسية تحكم على الرأى المخالف بالعمالة والرجعية والعداء للثورة، فزُرع الخوف، وشاع القلق، وافتقد كثيرون الطمأنينية 0
ومما يستوقف المرء هنا، أن مثل هذه الممارسات إذا كانت من خصائص ما يسمى بالنظم الشمولية،ومنها الدول الرافعة لشعار الاشتراكية، فقد استمرت كذلك، حتى بعد أن تغيرت بوصلة النظام وأصبحت تتوجه توجها ليبراليا رأسماليا، فكأن المسألة ليس مجرد مبادئ وسياسات، اشتراكية أو رأسمالية، وإنما هى نزعة إلى الاستبداد، وتعود على الطغيان، له دواعيه لدى أصحاب النظام، حيث يمكن أن يفسر " اشتراكيا "، كما يمكن أن تفسر " رأسماليا " 00
ولعلنى أتوقف عند بعض الشواهد التى تعمدت أن تكون من خبرتى الشخصية كصورة من صور " الشهادة على العصر "، وهى لا تعد جانبا فرديا بحتا، ذلك أن من المستحيل أن يكون لشخص مثلى، في هذا الوقت المبكر الذى أشير إليه من الحيثية بحيث يُختص بهذا وذاك من وقائع وسياسات، وإنما هى وقائع إذ يكون شكلها فرديا، لكنها في الأساس " علامات " و" مؤشرات " عن توجه عام كلى للنظام القائم بصدد زاوية الرؤية ألا وهى السطوة الأمنية، آلتي تظلل الحياة المجتمعية، وبصفة خاصة " التعليم "، منم حيث ما يؤدى إليه هذا من " غسيل مخ " للمواطنين وهم ما زالوا بعد في مرحلة التنشئة والتكوين، فيضمن النظام القائم رعية من النعاج، مجتمعا من الأحرار!!
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت أول خبرة لى بالجانب الأمنى في صيف عام 1954، فقد كنت قد تقدمت لامتحان ما كان يسمى بشهادة الثقافة العامة، والتى كانت تأتى بعد دراسة أربع سنوات في التعليم الثانوى (كان خمس سنوات) من المنازل، وامتُحنت في مقررات هذه السنوات الأربع ونجحت، وكانت هذه خطوة ضخمة، نشرت سيرتى بين أهل قريتنا، ودفعت من يعرفوننى في تلك الفترة أن يأتوا منزلنا للتهنئة " وشرب الشربات " 0
كان من المهنئين مرة، مجموعة طلاب ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وكانت العلاقة بين الجماعة والدولة متوترة في تلك الفترة، لكننى كنت أحب هذه المجموعة من الأصدقاء بصفة خاصة لما كانوا يتميزون به من حسن الخلق، والتفوق الدراسى، وهذا أمر كنت حريصا عليه في هذه المرحلة القلقة من العمر التي كانت سياط المراهقة تلهب ظهورنا، ويصبح " الصديق " عاملا مساعدا مهما، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا 00
التقيت بهم في طريق بالقرب من منزلنا، وأبدوا رغبتهم هم كذلك أن يأتوا معى إلى المنزل مهنئين، وكان منزلنا في حارة داخل حارة، وإذا بى ألاحظ عندما اقتربنا بأن شخصا غريبا ينظر إلينا نظرات غريبة، وكان يسير في اتجاه معاكس، ثم حانت التفاتة منى إلى الخلف فلاحظت أنه توقف عن السير وبدأ يغير اتجاهه ليسير وراءنا، فشككت في أمره، حيث صح بعد ذلك أن تيقنت أنه كان مخبرا سريا 0
وما أن دخلنا البيت، وطلبت من أمى أن " تعمل الشربات "، إذا بدقات عنيفة متلاحقة على باب الباب الخارجى للبيت، وسيدة من البسطاء الذين يجلسون على الطريق عادة، على باب الله، تصيح " يا أم محمد (حيث شقيقى الراحل الدكتور محمد إسماعيل) 00اخرجى الإخوان اللى عندكم، أحسن المباحث جايين "!
ارتبكت كثيرا وشعرت بحرج شديد، فالصوت كان عاليا بحيث سمعه الضيوف الذين أعفونى من الحرج فإذا بهم يطلبون الإذن بالخروج، وخرجوا بالفعل، دون أن يشربوا " الشربات "!!
عرفت أن منافذ الحارات آلتي كان البيت بها (ثلاثة) يقف على رأس كل منها عسكرى!!
لا أكتم القارئ أننى شعرت بخوف شديد، وتساءلت في نفسى: ما الجرم الذى ارتكبناه حتى يحيطنا الأمن بهذا الطوق، ونحن أسرة بسيطة فقيرة، لا حول لنا ولا قوة، والحالة القائمة حالة طالب تفوق تفوقا ملحوظا بنجاحه في مقررات أربع سنوات مرة واحدة، وزملاء له يريدون تهنئته؟ هل لمجرد أن الأصدقاء من الإخوان؟ وما ذنبى وأنا لست عضوا بالجماعة، وفى القرية عادة يكون كل شئ معروفا للجميع، وخاصة التوجه الفكرى أو المذهبى؟ يبدو أن وجود بيتنا في حارة داخل حارة قد صورّ للمخبر أن هناك خلية سرية تريد أن تجتمع في هذا المكان البعيد عن الأنظار، وبالتالى يكون قد وضع يده على صيد ثمين!!
لا أستطيع أن أنسى هذه الليلة أبدا 00فالأسرة كلها ظلت فرائصها ترتعد، ننتظر في كل لحظة القبض علينا، وكان أكثرنا سخطا: أبى، الذى انهال – مع الأسف – بصب اللعنات على الإخوان المسلمين واللى جاب الإخوان، واليوم الأسود اللى طلعت فيه!! مع إطلاق التهديدات للعبد الفقير بأنه إذا اقترب منهم مرة أخرى سوف ينال عقابا لا يخطر له على بال، حتى لو أدى ذلك على مسحه من على " وش الدنيا "!!
صحيح أن الأمر بعد ذلك قد بيّن للمخبر أن القبة من غير شيخ يرقد تحتها، لكن ما تركه هذا الموقف من آثار في نفسى، لم ينمح أبدا، من حيث كراهية القهر، والإيمان بأن النظام الحاكم، مهما أنجز من عظائم الأمور يظل مدانا عندما يزرع الخوف في قلوب المواطنين، والرعب من أن يتحدثوا بما لا يحب 0
ومثلما هو المعروف عن المناخ العام في قرانا المصرية، فقد شاع الأمر في كل أرجاء القرية، مع عادة إضفاء المزيد من " التوابل " في الحديث ونقل الأخبار، بحيث يصبح الخبر في النهاية ذا شأن مثير، وعرف الجميع أن " ابن اسماعيل السيد على " كان يخبىء مجموعة من الإخوان في منزلهم، لولا المباحث أخرجتهم وطاردتهم!
لا أقصد أن أدعى الثورية والشجاعة عندما أؤكد على هذا الأثر العكسى الذى تركه الحادث في قلبى وعقلى لكن مثل هذا الموقف وما ماثله من شأنه أن يُعَلِّم التلاميذ الخوف من إبداء الرأى عندما يكون مخالفا، وأن المطلوب هو " الصمت " لتزرع بذلك بذور ما يعرف " بثقافة الصمت "،والتى هى مقبرة العقول، وسكين الألسنة!
وعندما التحقت بآداب القاهرة عام 55/ 1956 أُعلن عن تطبيق نظام " جديد " وهو تقسيم العام إلى فصلين دراسيين 00
لم تكن المسألة تجديدا في التعليم الجامعى، وإنما هى " النظرة الأمنية " الحاكمة للتعليم في مصر: اقتطاع جزء من نظم التعليم المتقدمة للإيحاء بأننا " نطور "، بينما يكون المقصود هو استغلال مثل هذا النظام في إحكام القبضة الأمنية و " تسكيت " الطلاب وشغلهم بالامتحانات والتحصيل،وبالتالى الازورار عن الانشغال بالمسائل السياسية!!
أقول الحق، لم أكن مدركا لهذا إلا عندما أعيد تطبيق هذا النظام في أواسط التسعينيات على وجه التقريب حيث كان قد ألغى منذ فترة تلت الخمسينيات، وهو الأمر اللافت للانتباه عندما يعيد النظام القائم الموغل في الرأسمالية المتوحشة ما سبق لنظام يوليو المعادى له أن فعله، وذلك لسبب بسيط وهو اتحاد المقصد، وتوافق الغايات، مع الاختلاف البين بين طبيعة نظام يوليو الذى لابد أن أكرر ثقتى بأنه كان وطنيا "، أخطأ الوسيلة، مهما وجهت إليه من صور نقد، بينما النظام الحالى " ذيل " لقوى الهيمنة الأمريكية والصهيونية!
انتهى
اخر سطور للدكتور حفظه الله ان كان يقصد بها حكم جمال عبد الناصر عليه من الله ما يستحق فأنا قرأت للشيخ سفر الحوالى ان جمال كان عميل لامريكا وعدو صريح للاسلام(/)
الوضع الشيعي في السعودية (رؤية وحوار)!!
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 05:01]ـ
الوضع الشيعي في السعودية (رؤية وحوار)!!
لم يكن الوجود الشيعي في السعودية وخاصة في المنطقة الشرقية حادثا، بل هو يغرق في التاريخ، فمنذ القرن الثالث الهجري تقريبا وهم يوجدون في هذا المكان، وكان وضعهم في المنطقة يتراوح بين الهزيمة والانتصار، حيث قامت في المنطقة الشرقية دول للشيعة من أيام القرامطة، وكانت تهدم من بعض الحكومات السنية كما حديث في عهد السلاجقة، وكما هدمت على يد العيوني من بني عبد القيس، مرورا بالدولة الأخيضرية الشيعية، وكان لقيام هذه الدويلات أثرا في الوجود الشيعي في المنطقة الشرقية بالذات، حتى جاء عهد الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، فلم يكن منهجه مع الشيعة منهجا استئصاليا اباديا، بل أحال دراسة الموقف من الشيعة إلى العلماء في ذلك الوقت، والذين افتوا بألزامهم بالإسلام " الصحيح "، ومنعهم من إظهار شعائر دينهم الباطل، ومنعهم من المراسم المخالفة للشريعة، ومنعهم من زيارة كربلاء والنجف، وغيرها من القضايا التي يرى العلماء السلفيون في السعودية بانها تخالف الكتاب والسنة، ومن لم يقبل بهذا فإنه ينفى من جزيرة العرب ..
ولقد كان موقف " الشيعة " منذ قيام الدولة السعودية الثالثة موقفا يغلب عليه الضعف والمسالمة مع الحكومة،وإن كانت العلاقة مع الشيعة يشوبها نوع من عدم الارتياح من الاطراف باعتبار ان الشيعة يرون إلى السنة على انهم ناصبة يجب عداؤهم،ويعارضون في الأصل قيام دولة ملكية وهذا من تداعيات الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما،وإفرازا لنظرية الإمامة عند الشيعة، والسنة يرون ان الشيعة منهج خارج عن إطار سبيل المؤمنين، إلا انهم لم يبدوا المعارضة السياسية الظاهرة، ولعل هذا من ثمرات مبدأ " التقية " عند الشيعة الذي يتيح لهم التاقلم مع الأوضاع من إخفاء الاعتقادات إلى ابدائها، وقد قامت في المنطقة عدت محاولات للثورة كثورة القطيف في سنة 1925 التي قادها محمد بن حسين الهراج، مطالبين بالانفصال عن السعودية، ثم قامت هناك مصادمات بين الحكومة والشيعة متفرقة حتى عام 1978 م، حتى جاءت ثورة الخميني في سنة 1979 م فنفخت فيهم الروح، وتلا ذلك أحداث كثيرة، منها المظاهرات التي جرت في القطيف وسيهات استجابة لنداء الخميني بالثورة على الحكومة السعودية.وقد عاملتها الحكومة السعودية معاملة شديدة، وقضي عليها، وكانت العلاقة بين السعودية والشيعة علاقة متوترة بسبب الثورة الايرانية.
لقد كانت العلاقات مع " إيران " مؤشر قوي في العلاقة بين السعودية وشيعتها، فهي تتوتر في ظل التوتر السياسي الايراني السعودي، وتخف في ظل الخفوت التوتري بين البلدين، ولذا نجد ان العلاقة هدأت مع الشيعة حين صلحت العلاقة مع إيران بعد وفاة الخميني وانتهاء الحرب العراقية الايرانية، جعل السعودية تتسامح مع الشيعة في الداخل أكثر، ورجوع المعارضة الشيعية السعودية من الخارج ..
إن هذا يعطينا دلالة على الارتباط - الشعوري - وربما السياسي للشيعة داخل السعودية بالوضع السياسي الخارجي في المنطقة، وخاصة وضع إيران وموقف الغرب منها بشكل واضح، استقواء بالاوضاع السياسية، ولذا تجد ان " المطالبات " الشيعية تسير وفقا للوضع السياسي، فدخول امريكا في العراق جعل الشيعة يتقدمون بلوائح المطالب بناء على موقف السعودية السياسي من الوضع العراقي، وتوجه أصابع الاتهام لها بعد الحادي عشر من سبتمبر، والضرب على وتر الحريات للأقليات الدينية، وغيرها من الاوضاع التي تعطي الشيعة مزيدا من الجرأة ليتقدموا بما يريدون، والمتابع لهذه المطالب يجد ان الشيعة يبالغون في مطالبهم حتى يحققوا القدر الذي رسموه من هذه المطالب، فهم لا يسيرون وفق قاعدة " خذ وطالب "، بل يسوقون مطالبهم كامله في سلة واحدة، ولربما يتمنون أحيانا صدور قرارات تعسفية بحقهم حتى يكون لهم المبرر الكامل بالتصعيد، وهذا واضح في طريقة صياغة " المعاريض " للمطالبات، فهي تركز على بعد " استفزازي "، وكأنها تقول: لا حيلة لك .. استجب وإلا!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا الامر إن كان يبدو من وجهة نظر تحليلية في الماضي، فهو يظهر بشكل منصوص في البيانات اللاحقة، وخاصة في قائمة المطالب التي توجه بها نمر النمر لنائب امير المنطقة الشرقية والتي لو نفذ منها ربعها لرأوا انهم قفزوا إلى الأمام قفزات كبيرة، وهي سائرة على مبدا (اضربه بالموت يقنع بالحمى)، وخاصة حين تقدم بطريقة وثوقية وجريئة، ولم تنطلق فقط من بعد " وطني " للمطالبة بالحقوق الوطنية، بل يقررون الحق في الاستعانة حتى بالخارج في سبيل تحقيقها .. كما يلاحظ عليها كذلك التفصيل والبعد عن الإجمال، وهذا كذلك دلالة على ان الأمر " مشروع " متكامل لحسم الوضع الشيعي في السعودية من وجهة نظر شيعية!
والان .. ماهو الموقف الشرعي الصحيح لمثل هذا الوضع الذي يتمثل في " شيعة السعودية "،وماهو الموقف " السني " بغض النظر عن البعد السياسي والامتداد الخارجي للشيعة، والانتماء العلمي الذي يتجاوز الحدود السعودية عند بعض الشيعة ليقفز إلى المرجعيات في إيران والعراق وغيرها، هل مطالبهم مشروعة؟ ام انها ليست كذلك؟ وهل يحق لهم ان يطالبوا او لا يحق؟ وكيف نتصورصياغة رؤية لمثل هذه " الأقلية " في دولة تتخذ من الكتاب والسنة مرجعية؟ وهل يمكن ان يطرح احد طرح " الإقصاء " و " الاستئصال " دون أن يدرك خطورة هذا من النظر الشرعي والمصلحي السياسي؟ وهل فعلا الشيعة في السعودية يشكلون خطرا سياسيا وعقديا كبيرا على البلد من خلال استجرار الصراع التاريخي بين السنة والشيعة، وتربية الابناء على البعد العاطفي الطافح الذي يوغر الصدور ويربي على الأحقاد، وهل يمكن أن يتجاهل هذا الوضع في وقت يشكل فيه هؤلاء ما يقارب الـ 5% من مجموع السكان، ويتمايزون عنهم عقائديا بشكل كبير، وهل التعامل معهم ينطلق من رؤية سياسية مجردة عن أي بعد آخر، ام ان منحى الإصلاح والدعوة والحوار يجدي مع من يتحفز لتحسين وضعه بهذه الطريقة، وهل يصح ان نبني منهج التعامل مع الشيعة في السعودية بناء على أوضاع اجنبية كوضع العراق، ولبنان وإيران، ام ان المسألة تحتاج لبناء استراتيجيات اصلاحية من قبل أهل السنة باعتبار هؤلاء مواطنون كاملوا المواطنة؟!
لقد كان من الرؤى الجديدة والجميلة ما تقدم به الشيخ سفربن عبدالرحمن الحوالي حفظه الله في مقال انتشر انتشارا واسعا اسماه (الأقلية حين تتحكم بالأكثرية)، وهو موجود في مظانه لمن اراد الرجوع إليه، ولكني سأذكر رؤية خاصة في هذا الموضوع تحتاج لنقاش الإخوة، آملا ان يتسع صدورالقراء لها، محاولا الإسهام في علاج هذه الظواهر، وحرصا على هذا البلد الأمين، ومشاركة ثقافية تحتاج إلى تسديد ونقاش!
أزمة دستورية:
ينص دستور المملكة العربية السعودية على أن " القرآن والسنة " (على منهج السلف الصالح) هو المرجع لكل نظام في البلد، وهذا الدستورلم يكن مفصلا لأهل " نجد " مثلا، او لاهل " مكة "، بل هو دستور شامل لدولة تتمتع بحدود سياسية واضحة، ويضم جنباتها مواطنون لهذه الدولة هم " مسلمون " على اختلاف في مذاهبهم الفقهية والعقدية، ولكنهم منتظمون تحت راية هذا البلد الدستورية (الشريعة الإسلامية)، ولكن المشكلة تكمن في طريقة " الرجوع إلى الدستور " لحسم التنازعات التي تطرأ في الجانب الحقوقي مثلا، فالشيعة مثلا لهم موقف مبدئي مثلا من (السنة)، ولهم موقف مبدئي كذلك من (السلف) ابتداء بالصحابة وانتهاء بعامة اهل السنة ومذاهبها، ومن ثم فكيف ستكون مرجعيتهم وقناعتهم أصلا بهذا الدستور، وكيف يتم إقرارهم ومنعهم بناء على " موافقة " الدستور، و " مخالفته "، والمعروف في كل دول العالم ان " الدستور " هو المرجعية حين الاختلاف، وعليه فلا تجوز مخالفة الدستور بأي حال من الأحوال، على ان الدستور يعطي مبادئ وأحكاما عامة يحتاج معها لشرح مفصل وهو ما يسمونه بـ " المدونات " الدستورية والحقوقية التي تشرح مبادئ الدستور ..
ولو اخذنا الحالة " الشيعية مثلا " بناء على المطالب التي تقدم بها الشيخ نمر النمر، فكيف نستطيع ان نجعل " الدستور " هو الذي يمنحه او يمنعه الحق في الممارسة وعدم الممارسة لأي مطلب من هذه المطالب، وخاصة حين نفرز هذه المطالب من حيث القرب والبعد عن الدستور نجد انها كالآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - هناك مطالب يتضح مخالفتها للدستور (الكتاب والسنة على فهم السلف)، فلا يمكن أن يقر التدوين والاقرار للمذهب الشيعي باعتبار ان أصوله تخالف " الكتاب والسنة والإجماع " مثل قضية الإمامة، والغيبة، والرجعة، والبداء، وغيرها، فهي ليس مذهبا (فقهيا) مثلا حتى يقال بانه يلحق بالمذاهب السنية المعتبرة، بل هو مذهب (عقدي) له اصوله وتصوراته الخاصة التي تمايز اهل السنة في مجمل تصوراتهم واعتقادهم، وعليه فالمطالبة بالتدوين للمذهب الشيعي تصرف غير دستوري ويدخل في هذا المطالبة ببناء القبور والأضرحة وشعائر الزيارة وغيرها، ولذا لا يصح ان يطالب بعدهم الهادوية والحنابلة والشافعية والأحناف والمالكية بإقرار مذاهبهم بالدستور - من حيث التمذهب الفقهي - ولا يصح كذلك ان ياتي الزيدية والاسماعيلية والصوفية وغيرهم ليطالبوا بنفس المطالب، فبدلا من أن يصبح الامر دستورا يصبح كتابا للفرق والمذاهب، فمرجعية الانسان المسلم (الكتاب والسنة) ولا شي غيرها.
2 - هناك مطالب تتعلق بجانب " الحرية " في اعتناق المذهب الذي يراه الإنسان حقا، وكذلك طريقة التعبد التي يختارها، فهذا له جانبان
- جانب يتعلق باعتقاد الانسان الخاص، وهذا لا شك لا يستطيع أحد ان يفرض على احد رأي بالقوة والإكراه، ولم يحصل هذا أبدا ان فرضت السعودية مذهبا على الناس بالقوة، وكل إنسان له حرية ان يختار شريطة أن لا يعلنه إن كان يخالف الدستور (الكتاب والسنة).
- جانب يتعلق بـ (الممارسات الشعائرية للمذهب الذي يختاره الإنسان)، فإن كانت تخالف " الدستور " فلا شك في منعها، سواء صدرت من سني او شيعي او صوفي او غيرها، وعليه فلا يصح أن يصاغ أي منهج رسمي او قضية تربوية بناء على عقيدة او مذهب تخالف الدستور، وعليه فالمطالبة بترك إكراه الناس على مذهب معين مطالبة غير واقعية لان هذا السلوك غير موجود أصلا.
البعد الحقوقي:
3 - مطالب علمية مدنية، مثل بناء الجامعات والمعاهد والحوزات وغيرها لتدريس المذهب، وهذه مطالب مدنية وعلمية لابد أن تكون خاضة في الأساس للوزارت المعنية بالتعليم في السعودية وهي التي تحدد موافقة مناهجها ومخالفته للدستور بناء على فحص المناهج ومراجعتها.
4 - هناك مطالب مدنية صرفة تتعلق بمسألة المال العام وحصص العمل وغيرها، وهي مطالب مشروعة، وكان منهج أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع " الخوارج " يشكل دستورا في حفظ حقوقهم واعطائهم مطالبهم فقد قرر ان لا يمنعهم من بيت مال المسلمين، وعليه فجميع المطالب المدنية للشيعة محفوظة بقدر نسبتهم في المجتمع، فلا يجوز ان تظلم الأكثرية على حساب الأقلية، ولا يجوز ان تنتهك حرمة الأقلية بناء على مذهب الأكثرية، والعدل والإنصاف مطلب شرعي في مثل هذا الحال.
5 - هناك مطالب يتداخل فيها الديني بالمدني، مثل المطالبات بإنشاء هيئات ومؤسسات تتعلق بالمذهب الشيعي، وهذه إن كانت من مؤسسات العمل الخيري التي تقوم على اعانة الضعيف والمحتاج، وتزويج الشباب وحفظ اوقاتهم بما يفيد، فلا شك ان هذا مطلب للجميع وهو من اوجه " التعاون على البر والتقوى "، وإن كانت هيئات او مؤسسات تحدث " التمايز " المذهبي وتشكل انشقاقا داخل المجتمع من خلال إشعار الآخرين بالاستقلال الشعوري والفكري والسياسي فهي لا شك تخالف منطلق الوحدة الوطنية، والذي هو مطلب دستوري بلا شك، وعليه فالتمايز في مسائل " القضاء " او " الفتيا " او غيرها بشكل رسمي يؤدي إلى ضرب للوحدة الوطنية، وقد كان النبي يقضي بين (اليهود في المدينة)، (فإن جاءوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم، وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا، وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين)، فان كان هؤلاء يهود ويحكم بينهم، فما بالك باناس من المسلمين؟؟ فلا شك ان هذا التمايز لا مبرر له.
هناك سؤال ملح، قد يطرأ على أذهان الكثير وهو:
من الذي يحدد موافقة التصرفات ومخالفتها للدستور؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب على هذا سهل، فإن العلماء الذين يختارهم الحاكم هم الذين يحددون الموافقة والمخالفة للدستور، وباعتقادي ان هذا هو دور " هيئة كبار العلماء " في المملكة العربية السعودية، فهي التي يوكل إليها تفسير مواد الدستور فيما يتعلق بقضايا العلم والعمل الشرعي، وهذا يحتاج إلى تطوير الأداء والعلاقة بين (الهيئة ومجلس الشورى) لبيان ما يخالف وما يوافق من الممارسات للدستور سواء للشيعة او للسنة، فالناس امام الدستور سواء، فكما ان المخالفة لا تقبل من الشيعي إذا خالف الدستور فكذلك لا تقبل من السني، سواء كان شيخا او كاتبا او داعية او مثقفا، وعليه فالقضايا من حيث الموافقة والمخالفة للدستور على مستويات:
المستوى الأول: المخالفة القطعية للدستور، وهي قضايا الإجماعات في باب العقائد والعبادات، والتي يتفق المسلمون على إنكارها، وهذا لا يجوز مخالفته بأي حال من الاحوال.
المستوى الثاني: موارد الظن والاجتهاد، والتي تعتمد على الاراء الفقهية الخلافية والاجتهادية، وهذه يحق للناس اتباع الاقوال التي يرونها إلا ان يكون نظاما او حكما عاما يحتاج إلى فصل من الولاية والالزام، فهي تكون قطعية من حيث الالزام العام، وليس من حيث الاختيار الفقهي والعلمي. (مسائل الحسبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المسائل الاختلافية والاجتهادية)!
المستوى الثالث: مستوى العفو والاباحة الأصلية، وهي التي تدخل فيها شؤون الحياة البحتة، والتي تفعل بناء على تحقيق المصالح الكبرى للامة، ولا شك أن هذه متروكة لاهل الاختصاص كل في محل اختصاصه ومجاله.
هذا الرأي الذي كتبته ليس له تعلق بالمنطلق السياسي الذي ينطلق منه بعض الشيعة في تحقيق مكاسبهم، لاني باختصار لا أرى أن السنة والشيعة في السعودية سيتفانيان، والأحداث السياسية تتغير وتزيد وتنقص، ولكن الوضع الوطني لمثل هذه الأقليات هو مستمر، فلا بد من أيجاد حلول تناقش بهدوء حتى يسهم المثقف في حل المشكلات الاجتماعية.
ارجو من الاخوة ابداء رأيهم موافقة ومخالفة، وقلبي متسع لهذا، فهو رأي اجتهادي خاص، إن اصبت فيه فمن الله وحده، وان اخطات فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 02:00]ـ
- حياك الله أخي الحبيب: دكتور استفهام .. بيننا.
- مداخلتي في هذا الموضوع المهم ذكرتها في مقال سابق، صغته على شكل نصيحة للشيعة في السعودية؛ وذكرتهم (بعدل) الدولة والعلماء معهم (والعدل لا يعني التفريط في السيادة أو عون الباطل). وقارنت بين وضعهم في ظل الدولة العثمانية ووضعهم في ظل هذه الدولة.
وتجده على هذا الرابط، بعنوان: (النصيحة الذهبية للشيعة في السعودية .. ):
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/25.htm
وأضيف هنا من الحلول والوصايا:
1 - تكثيف الدولة للدعوة الجادة بينهم - خاصة الجيل القادم منهم -، الدعوة التي تقوم على الرفق والحكمة. وتأمين ما يلزمها من الكوادر المؤهلة والمادة.
ب - عدم التهاون في تمكينهم من المناصب الحساسة. فالنار من مستصغر الشرر، وهم في مرحلة كمون الآن، وتسلل خفي. (ولنا في تجربة سوريا معتبر. حيث تسللت الأقلية النصيرية المنبوذة إلى الحكم، فسامت السنة سوء العذاب، ولهم حوالي 40 سنة لم يستطع أحد زحزحتهم. ولا تنس الدعم الغربي الذي سيصلهم في حال التمكن، كما دعموا أشباههم).
ج - إشغال السند الرئيس للغوغائيين منهم (إيران) بمجتمعه، عبر التواصل مع أهل السنة في إيران، ودعمهم، وإعلاء صوتهم في العالم.
ج - من الحلول (الخيالية! وربما تنجح!): مبادلة شيعة السعودية بسنة إيران، فيُتفق مع إيران على ذلك، ويُطرح بين الشيعة في السعودية كخيار لمن رغب. خاصة ممن يحن منهم إلى لثم القبور والأضرحة، فله في بلاد فارس متسع.
ورأيي الخاص جدًا: أن الأقلية الشيعة لابد أن تعامل بطريقتين:
1 - عدل، يؤمنها على نفسها ومالها وعرضها.
2 - عين حمراء، توقفها عند حدها. لأنهم من النوع الذي - كما يقال: (ما ينعطى وجه). ولن يعي هذا أصحاب المثاليات، حتى يكتووا بنارهم.
هداهم الله، وكفانا شرهم ..
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 04:48]ـ
يا أخ دكتور استفهام لا طائل من محاولة استمالة الرافضة في جزيرة العرب , فالقوم حسموا أمرهم مع أسيادهم النصارى واتفقوا على إقامة دولة جديدة لهم وفق ما يسمى بـ " الشرق الأوسط الجديد ".
تبدأ الدولة الرافضية الجديدة من جنوب بغداد إلى الإحساء وتشمل كذلك أغلب الساحل الإيراني.
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 05:10]ـ
اقرأ المزيد عن ما يسمى بـ " الدولة الشيعية العربية "
http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=12593
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 06:26]ـ
اخي الشيخ سليمان الخراشي ..
شكرا على مرورك وتعليقك ..
وفقك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 06:27]ـ
يا أخ دكتور استفهام لا طائل من محاولة استمالة الرافضة في جزيرة العرب , فالقوم حسموا أمرهم مع أسيادهم النصارى واتفقوا على إقامة دولة جديدة لهم وفق ما يسمى بـ " الشرق الأوسط الجديد ".
تبدأ الدولة الرافضية الجديدة من جنوب بغداد إلى الإحساء وتشمل كذلك أغلب الساحل الإيراني.
اخي الكريم ..
القضية ليست قضية " استمالة "، هي وضع قائم يحتاج لنظرة شرعية سياسية في طريقة التعامل مع فرقة مثل الشيعة في بلد سني مثل المملكة ..
شكرا لك .. وفقك الله!
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:23]ـ
اخي الكريم ..
القضية ليست قضية " استمالة "، هي وضع قائم يحتاج لنظرة شرعية سياسية في طريقة التعامل مع فرقة مثل الشيعة في بلد سني مثل المملكة ..
شكرا لك .. وفقك الله!
كل ما يدور من كلام سواء في النت أو غيره عن الرافضة في "السعودية" من قبيل ما ذكرته في موضوعك هو داخل في محاولة الاستماله.
على كل حال الروافض كفّار مشركون لا يجوز بقاؤهم في جزيرة العرب , أما ما يعرف بنظام " التابعية" أو ما يسمى " قانون الجنسية" فهذا كله نقيض للعقيدة الإسلامية كما هو معلوم , فالولاء والبراء يقوم على أساس الإسلام , والتَبَعِيَّة هي تبعيَّة الإسلام فقط.
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:41]ـ
كل ما يدور من كلام سواء في النت أو غيره عن الرافضة في "السعودية" من قبيل ما ذكرته في موضوعك هو داخل في محاولة الاستماله.
على كل حال الروافض كفّار مشركون لا يجوز بقاؤهم في جزيرة العرب , أما ما يعرف بنظام " التابعية" أو ما يسمى " قانون الجنسية" فهذا كله نقيض للعقيدة الإسلامية كما هو معلوم , فالولاء والبراء يقوم على أساس الإسلام , والتَبَعِيَّة هي تبعيَّة الإسلام فقط.
يعني حسم القضايا الشائكة والمعقدة بهذه الطريقة أراه خطا كبير، فإن كنت ترى ان الرافضة كفار مشركون يجب إخراجهم من جزيرة العرب، فغيرك يراهم أهل ضلالة وليسوا كفارا، وهم باقون على أصل الإسلام، وعليه فلهم حقوق المسلمين، فيعاملون على ظاهرهم، ويمنعون - كما يمنع غيرهم - من ممارسة ما يخالف الكتاب والسنة. وهذا امر يمضي على الرافضة وغيرهم ...
هذا الحسم بهذه الطريقة يقوله الإنسان الذي يطرح الطرح العصي على تطبيقه في أرض الواقع دون ان يفكر في مآلاته وما يترتب عليه، والذي يناقش قضية الشيعة في " السعودية " ينطلق من إشكالات الواقع وتقديم الحلول ..
الرافضة هم الرافضة في اليوم والامس، فلماذا الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يطردهم من جزيرة العرب، ولم يقتلهم لشركهم وكفرهم؟؟
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 06:35]ـ
يعني حسم القضايا الشائكة والمعقدة بهذه الطريقة أراه خطا كبير، فإن كنت ترى ان الرافضة كفار مشركون يجب إخراجهم من جزيرة العرب، فغيرك يراهم أهل ضلالة وليسوا كفارا، وهم باقون على أصل الإسلام
أريد منك في البداية الجواب على السؤال التالي:
لو لقيت رجلاً يزعم أنه مسلم , ثم سألته عن كتب النصارى المليئة بالكفر والشرك , فقال لك: هذه الكتب حق وأؤمن بما فيها , ثم سألته عن قساوسة النصارى فقال لك: هؤلاء أئمتي وأنا مقلدٌ لهم , هل بعد ذلك كله تقول أن الرجل" ظاهره الاسلام" فهو مسلم؟
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 10:06]ـ
حياك الله أخي الفاضل الدكتور استفهام بين إخوانك ومحبيك
ونأمل أن تكون مشاركتك هذه أصول شجرة مثمرة بإذنه تعالى
وموضوع الشيعة ووجودهم في المملكة مقلق حقًّا، وعلى وجه الخصوص في ظل النظام العالمي الذي استثمرهم لحرب القلب النابض: (تيار أهل السنة)
ولابد أن ينشط أهل السنة في دراسة أوضاع الشيعة، وكيفية دعوتهم، والتأثير عليهم، فهذا هو السلاح الأمضى، ولن نستفيد من التفنن في استخدام أساليب الشتم والتنقص والتعيير لهم، ونحن نراهم يعملون ليلاً ونهارًا في تشييع جهلة وفقراء أهل السنة، فنكون كما قيل: (أوسعتهم شتمًا وأخذوا الإبل)
زادك الله نشاطًا ورفعة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 11:30]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكر أن حكومة طالبان لما حكمت أفغانستان و طبقت الشرع، و كان الشيعة ممن رفض تطبيق الشرع، اتبعت الخبرة السعودية السياسية في إلزامهم بالشعائر الظاهرة و إيكال الشعائر الباطنة إلى الله، و سقطت الدولة كاملة بفتح الشيعة الأبواب مشرعة لمن هب و دب ليغزو البلد من النصارى و اليهود و المشركين و الملحدين و معطلي الشرائع
و بالنسبة للذي يحدد المخالفات الدستورية، كما تسميها، و اسمها الحقيقي مخالفات شرعية لأننا لسنا نستورد من مذاهب الفلاسفة أسماء و أحكاماً شرعية، كما يفعل متكلموا المعاصرين سلالة المتكلمين الأوائل من ألفاظ الدستور و التعددية و المجتمع المدني، و غيرها مما هو مستورد من فلاسفة الديموقراطية
فكل الشعائر الظاهرة يجب أن تكون في دار الإسلام مأخوذة من الإسلام أي منصوصة أو مستنبطة من القرآن و السنة باستدلال صحيح جامع لشروط الإجتهاد، وليس هناك مرجعية بشرية تحدده، وهذه من أهم الميزات التي تميز أهل السنة أنهم ليس عندهم مرجعيات دينية بشرية كالبابوات و ما يسمى الآيات، و إنما مرجعية سياسية فقط سواء كانت سياسة شرعية أو عقلية في المصالح المرسلة
و أما الذي لا تتدخل فيه الدولة فهي الشعائر الباطنة، و هذا معنى عدم الإكراه في الدين
و لو أن الدولة اتبعت مذهب الديموقراطيين الإسلاميين في الحرية و التعددية التي لا تخالف الدستور كما قالوا لكانت طائفة ممتنعة عن رفع الشعائر و لم تعد دار إسلام
و العجب أن بعض المتكلمين المعاصرين أتباع الفلسفة الديموقراطية، كان ممن ينكر على الدولة أشياء و أشياء بدعوى أنها فتحت باب الحرية للمنكرات و المعاصي، و أن الربا الموجود في البلد هو امتناع عن رفع الشعائر، أو التعاون مع قوات غربية
و اليوم يطالب بالحرية و التعددية للطوائف و الأقليات و المرأة على مذهب فلاسفة راند في تقريرهم الذي سموه الإسلام المدني الديموقراطي، أي بترك أهم الشعائر الظاهرة من إظهار السنة و منع البدعة، فربما كان يغار على الغرب من الذين تعاملوا معه لأنه من عشاقه و لا يحق التعاون مع الغرب إلا له
و كان بعض الديمقراطيين الإسلاميين يتهم كبار العلماء بالتزلف للدولة، و إذا هو يتزلف لما يسمى الدول العظمى، فهل يظن أنها ستقطع له إقطاعاً يحكمه على مذهب الإسلام الديموقراطي المدني، أو ستسخدمه كالمنديل ثم ترميه، كما استخدمت بعض الجماعات لإسقاط بعض البشوات، ثم إغتالت بعضهم و علقت بعضهم على المشانق و أوصلت بعضهم بالتيار الكهربائي
لهذا سمى ابن تيمية المتكلمين مخانيث الفلاسفة، لأن بينهم سفاح فكري في الأسماء و الأحكام، فهم يأخذون أسماء الفلاسفة من الجوهر و العرض سابقاً و اليوم التعددية و مؤسسات المجتمع المدني، ثم ينسبونها للفراش، الولد للفراش و للعاهر الحجر، و أنها أسماء و أحكام شرعية و هي متولدة من سفاح فكري بين فلاسفة الديموقراطيين و بين متكلمي المسلمين و المنتسبين للمسلمين
فجمعوا بين السفاح و تغيير النسب
فالمتكلمين المعاصرين أخطر من الشيعة من جانب أنهم هم المطالبون بما يسمى حقوقهم و حقوق جميع الكفار و المنافقين و المبتدعة
فهنيئاً لمن كان يتهم العلماء أنهم ذنب لحاكم المسلمين أنه أصبح ذنباً للطواغيت الملاحدة أطغى طواغيت في أرض الله
و لينظر ماذا ما سيعطونه إذا استعملوه للتغيير الديموقراطي، و لا أريد أن أقول كما كان يقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري (يستجمرون به)
و أخيراً ملاحظة: أني لا أعرفك و لا يضرك أن لا أعرفك و لكن أردت أن أوضح أني لا أعنيك عندما قلت المتكلمون المعاصرون
و جزاك الله خيراً على أن أعطيتنا الفرصة لنقول رأينا
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 11:30]ـ
الشيخ سعد الحُميِّد تحياتي لك.
الشيخ صالح الخراشي لي استفهام بارك الله فيك.
في مقالتك التي أشرتَ إليها في صيد الفوايد كيف حولتَ الخنجر الشيعي المسموم الذي طعنتْ به الدولة الصفوية ظهر الدولة العثمانية السُّنيًّة الظافرة المنتصرة لتعوق تقدمها في أوروبا مما استدعى أن يقاتلَ آل عثمان بن أرطغرل على جبهتين كما تقول بعبارتك:
"مما اضطر الدولة العثمانية أن تقاتل على جبهتين: جبهة الكفار، وجبهة الشيعة الخونة الذين آذوها وشعبها بالتقتيل والتشريد؛ مما اضطرها للانتقام الشرس منهم"
كيف حولتَ هذا الخنجر الشيعي المسموم إلى اضطهاد للشيعة إبان الحكم العثماني على جزيرة العرب؟ كيف تجعلته خنجراً في يدك أنتَ لتطعن به العثمانيين وتسعى لتشويه صورتهم بادعائك أنهم استباحوا دماءهم (ظلما واضطهاداً)؟
ألم يستبيحوها لخيانتهم العظمى جزاءا وفاقا؟
ولنضرب مثلا تتضح به الأمور, لو حدث أن طعن شيعة المنطقة الشرقية أهل السنة في بلاد الحرمين من الخلف واستجلبوا الحرس الثوري الإيراني ليهلك الحرث والنسل وقامت إيران بهجوم عسكري على الساحل الشرقي لبلاد الحرمين بمساعدة وغطاء الأميركان, ماذا تتوقع أن يفعل علماء بلاد الحرمين تجاه المجوس الخونة؟ أتراهم يربتون على أكتافهم ويقبلون وجناتهم؟ أم أن الفتوى ستكون باستنفار العالم الإسلامي كله لمحو إيران من الوجود؟
ثم يا شيخ سُليمان مالذي يجعلك تقبل شهادة "الشيعي" محمد سعيد المسلم وترفض شهادة "الشيعي" حمزة الحسن؟ ألأن الأول مدح الحكم السعودي والأخر ذمّه؟ أم لأن الأول وصم عهد العثمانيين بالفوضى والثاني تحسّر على زمن الأتراك؟
أهكذا يكتُب المؤرّخ المنصِف رواية التاريخ؟ نقبل شهادة هذا لأنه يمدح من نوالي ونرفضها ممن يذم من نوالي؟! والإثنان شيعة محترقان.
اسمحلي يا شيخ سليمان أن اتهمك بالتحامل على الدولة العثمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 02:42]ـ
فنكون كما قيل: (أوسعتهم شتمًا وأخذوا الإبل)
تأكد أنك لو أوسعتهم قتلاً فلن يذهبوا بالإبل
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 04:28]ـ
حياك الله أخي الفاضل الدكتور استفهام بين إخوانك ومحبيك
ونأمل أن تكون مشاركتك هذه أصول شجرة مثمرة بإذنه تعالى
وموضوع الشيعة ووجودهم في المملكة مقلق حقًّا، وعلى وجه الخصوص في ظل النظام العالمي الذي استثمرهم لحرب القلب النابض: (تيار أهل السنة)
ولابد أن ينشط أهل السنة في دراسة أوضاع الشيعة، وكيفية دعوتهم، والتأثير عليهم، فهذا هو السلاح الأمضى، ولن نستفيد من التفنن في استخدام أساليب الشتم والتنقص والتعيير لهم، ونحن نراهم يعملون ليلاً ونهارًا في تشييع جهلة وفقراء أهل السنة، فنكون كما قيل: (أوسعتهم شتمًا وأخذوا الإبل)
زادك الله نشاطًا ورفعة
كلا يكتب بماء الذهب .. ونصيحة غالية .. بارك الله فيك يا شيخ وبيض الله وجهك.
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 10:11]ـ
أريد منك في البداية الجواب على السؤال التالي:
لو لقيت رجلاً يزعم أنه مسلم , ثم سألته عن كتب النصارى المليئة بالكفر والشرك , فقال لك: هذه الكتب حق وأؤمن بما فيها , ثم سألته عن قساوسة النصارى فقال لك: هؤلاء أئمتي وأنا مقلدٌ لهم , هل بعد ذلك كله تقول أن الرجل" ظاهره الاسلام" فهو مسلم؟
هذا سؤال عجيب .. لم يمر علي من قبل!
فلا يمكن ان يوجد رجل مسلم يزعم ان كتب النصارى التي فيها شرك " حق "،وان قساوسة النصارى أئمته .. فحتى على المستوى الافتراضي السؤال خطأ إن كنت تريد أن تطبق هذا على " الشيعة "، إلا إن كان هذا المسلم للتو أسلم ولم يعرف مسائل الاعتقاد، ولم يعرف الإسلام أصوله وفروعه .. أو أنه يقصد بكتب النصارى التوراة والإنجيل .. فكلنا نؤمن بها!
شكرا لك!
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 10:27]ـ
حياك الله أخي الفاضل الدكتور استفهام بين إخوانك ومحبيك
ونأمل أن تكون مشاركتك هذه أصول شجرة مثمرة بإذنه تعالى
وموضوع الشيعة ووجودهم في المملكة مقلق حقًّا، وعلى وجه الخصوص في ظل النظام العالمي الذي استثمرهم لحرب القلب النابض: (تيار أهل السنة)
ولابد أن ينشط أهل السنة في دراسة أوضاع الشيعة، وكيفية دعوتهم، والتأثير عليهم، فهذا هو السلاح الأمضى، ولن نستفيد من التفنن في استخدام أساليب الشتم والتنقص والتعيير لهم، ونحن نراهم يعملون ليلاً ونهارًا في تشييع جهلة وفقراء أهل السنة، فنكون كما قيل: (أوسعتهم شتمًا وأخذوا الإبل)
زادك الله نشاطًا ورفعة
حياك الله فضيلة الشيخ سعد، وقد شرفني مرورك وتعليقك المفيد النافع ..
حقيقة ألحظ تعاليا على الواقع عندما نرى طروحات بعض الإخوة في التعامل مع مجمل القضايا المعاصرة بما فيها قضية " الشيعة "، دون النظر إلى أن القضايا الخاصة في الدول ليس كالماضي، فليست كل دولة في قراراتها منعزلة عن دول العالم، والنظر من زاوية (الوضع الداخلي) فقط، دون النظر إلى (الوضع الخارجي) اعتبره ضعفا في فقه النوازل والمتغيرات، وهو بلا شك يؤثر في النتيجة الفقهية والتصور الشرعي لمثل هذه الأحوال المستجدة ..
كنت في مجلس مع أحد الدعاة المشاهير وكان النقاش حول قضية " الشيعة " في السعودية وكيفية التعامل معهم، ولاحظت ان كثيرا من الدعاة ينطلق من تصوره للشيعة بناء على ماهو مسطور في الكتب فقط دون النظر في قضية (الترحل التاريخي) للفرق والتغيرات التي طرات على هذه الفرق، وان الشيعة الآن ليسوا على مستوى واحد، لا في الصور العقدي، ولا في الرؤية السياسية، ولا في الولاءات للمراجع، وإعطاء الأحكام بالجملة لهؤلاء لا يعطينا الحلول الناضجة لكيفية التعامل معهم ... وكنت قد ركزت على المنهج (الاستراتيجي) لدعوة هؤلاء وهدايتهم بدلا من تصعيد الموقف معهم في كل حدث سياسي، لان في هذا ظلم للكثير منهم الذين لم يدخلوا اصلا في معادلة الصراع السياسي، والحل يكمن في بناء رؤية دعوية مستمرة بعيدة عن التأثر بالاحداث السياسية، إذا لا يتصور ان يتم التأثير على طائفة بالدعوة، ثم يخطب عنهم نفس الداعية خطبة عصماء يملؤها بالتخوين والتكفير والدعوة للبطش .. بناء على حدث في العراق او في لبنان او في افغانستان او في إيران او في غيرها، وخاصة ان الحدث السياسي يتغير والأوضاع الاجتماعية باقية، ولذا ربما تلحظ ان نبرة الحدة مع الرافضة متسقة مع الحدث السياسي، والسكوت عنهم متسق مع العلاقة الحميمية مع دولهم، فيظل الداعية مرتهن بالموقف السياسي الذي يشتت جهده الدعوي.
كنت في الزمن الماضي لا اعرف عن " الرافضة " إلا ما اطالعه في الكتب بعيدا عن المخالطة، ثم يسر الله فناقشتهم في النت ما يقارب السبع سنوات، فوجدت تباينات كبيره بينهم في الغلو والعقيدة وحمل المنهج، وأيقنت ان الأحكام المجملة عليهم خطأ كبير، وان عندهم حركة تصحيح تحتاج لدعم أهل السنة لينفذوا من خلالها إلى التأثير فيهم، وهذا يحتاج حقيقة إلى حركة " فرز " كبيرة وواعية وهادئة بعيدة عن نبرة التشنج التي تصاحب عادة من يقوم بمجادلتهم حتى نستطيع ان نرتب أولوية الدعوة والاصلاح في صفوفهم .. وتراجع الكثير منهم إلى اهل السنة دليل على انهم اناس لا يستعصون عن الهداية والاصلاح ..
ولا بأس حتى من " استمالتهم " بالمال والخلق، فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤلف قلوب كفار حتى يسلموا، فاستمالة من هم دونهم من باب أولى .. واما قضية الهجر والتبكيت والإقصاء فهي قضية مصلحية وليست حكما نهائيا، فإن كان " التعايش " معهم بالحسنى يؤثر بدعوتهم فهو واجب، ومالا يتم الواجب به فهو واجب ...
حقيقة مداخلتك فضيلة الشيخ أثرت الموضوع، وهي التي حفزتني لان ازيد .. زادك الله علما وهداية ... ونفع بك الاسلام والمسلمين!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 11:10]ـ
هذا سؤال عجيب .. لم يمر علي من قبل!
فلا يمكن ان يوجد رجل مسلم يزعم ان كتب النصارى التي فيها شرك " حق "،وان قساوسة النصارى أئمته .. فحتى على المستوى الافتراضي السؤال خطأ إن كنت تريد أن تطبق هذا على " الشيعة "، إلا إن كان هذا المسلم للتو أسلم ولم يعرف مسائل الاعتقاد، ولم يعرف الإسلام أصوله وفروعه .. أو أنه يقصد بكتب النصارى التوراة والإنجيل .. فكلنا نؤمن بها!
شكرا لك!
ها أنت قلتها لا يمكن أن يوجد رجل مسلم يزعم أن كتب النصارى التي فيها الشرك " حق " , فكذلك لا يوجد مسلم يزعم أن كتب الرافضة التي فيها الشرك " حق " , وكما أنه لا يمكن أن تجد مسلم يقول أن القساوسة أئمته , فكذلك لا يمكن أن تجد مسلم يقول أن أئمة الرفض هم أئمته.
بالمناسبة يجوز أكل ذبائح القساوسه ولا يجوز أكل ذبائح الرافضة , كما يحل الزواج من الكتابية ويحرم الزواج من الرافضية , والخميني الملعون أشد كفراً من بابا الفاتكان.
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 11:50]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الرافضة هل تزوج .. فأجاب:
(الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال، ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي.
وإن تزوج هو رافضية صح النكاح، إن كان يرجو أن تتوب، وإلا فترك نكاحها أفضل لئلا تفسد عليه ولده)
مجموع الفتاوى: 32/ 61
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 02:22]ـ
الأخ استفهام أعرف أن كلامك في الرد على تكفير الرافضة لم يوجه لي لذلك لم أتعب نفسي ذكر رقم الصفحة و إنما أكتب من الذاكرة
و لكن عندي ملاحظة
روي في كتاب الإبانة عن البخاري أنه قال: ما عذرت أحداً لا يكفر الرافضة إلا من يجهل حالهم
هل تعلم ما معنى قول البخاري، ليس أن الرافضة كفار فقط، بل أن من لم يكفرهم فهو كافر، إلا إن كان لا يعلم بحالهم كما قال البخاري
و قول شيخ الإسلام: أنهم أهل بدع فليس كل أهل بدع مسلمون لأن هناك بدعاً مكفرة
و بالنسبة للزواج، فأسألك هل يجوز الزواج من متهمة بالنفاق إذا رجي توبتها؟ أو لا يجوز
و انظر تكفيره لبعض طوائف الشيعة في مواضع أخرى حيث ذكر أن من قال كذا من الشيعة كافر و من قال كذا فليس بكافر، و هو يعني الطوائف، و فهمه بعض الجهلة أنه يريد الأفراد و صاروا يقولون أن ابن تيمية يفصل في عوام الرافضة، و هو إنما فصل في الطوائف و ليس في الأفراد، فالفرد له حكم إمامه
لكني أؤيد الكلام الذي نقلته عن أئمة الدعوة مع الملك عبد العزيز حيث أفتوا له أن يلزمهم بالشعائر الظاهرة و يكل سرائرهم إلى الله، هل تعلم لماذا، لأنهم بايعوا على التوحيد و وافقوا على الإلتزام بشعائر الإسلام، و لا يدرى عن بواطنهم، فقاسهم أئمة الدعوة على المنافقين، و المنافقين يتركون في دار الإسلام
و ربما هذا القياس هو الذي جعل ابن تيمية كما نقلت يقول يتزوج منها إن رجي توبتها، لأن المنافق ظاهره الاسلام
هذه مجرد ملاحظة في كلام ابن تيمية و ليست في صلب الموضوع، و اعلم أن الموضوع ليس هذا، و لو أن المحاورين لم يخوضوا فيه لم أخض فيه
و جزاك الله خيرا
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 03:20]ـ
يذكر أن حكومة طالبان لما حكمت أفغانستان و طبقت الشرع، و كان الشيعة ممن رفض تطبيق الشرع، اتبعت الخبرة السعودية السياسية في إلزامهم بالشعائر الظاهرة و إيكال الشعائر الباطنة إلى الله، و سقطت الدولة كاملة بفتح الشيعة الأبواب مشرعة لمن هب و دب ليغزو البلد من النصارى و اليهود و المشركين و الملحدين و معطلي الشرائع
و بالنسبة للذي يحدد المخالفات الدستورية، كما تسميها، و اسمها الحقيقي مخالفات شرعية لأننا لسنا نستورد من مذاهب الفلاسفة أسماء و أحكاماً شرعية، كما يفعل متكلموا المعاصرين سلالة المتكلمين الأوائل من ألفاظ الدستور و التعددية و المجتمع المدني، و غيرها مما هو مستورد من فلاسفة الديموقراطية
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل الشعائر الظاهرة يجب أن تكون في دار الإسلام مأخوذة من الإسلام أي منصوصة أو مستنبطة من القرآن و السنة باستدلال صحيح جامع لشروط الإجتهاد، وليس هناك مرجعية بشرية تحدده، وهذه من أهم الميزات التي تميز أهل السنة أنهم ليس عندهم مرجعيات دينية بشرية كالبابوات و ما يسمى الآيات، و إنما مرجعية سياسية فقط سواء كانت سياسة شرعية أو عقلية في المصالح المرسلة
و أما الذي لا تتدخل فيه الدولة فهي الشعائر الباطنة، و هذا معنى عدم الإكراه في الدين
و لو أن الدولة اتبعت مذهب الديموقراطيين الإسلاميين في الحرية و التعددية التي لا تخالف الدستور كما قالوا لكانت طائفة ممتنعة عن رفع الشعائر و لم تعد دار إسلام
و العجب أن بعض المتكلمين المعاصرين أتباع الفلسفة الديموقراطية، كان ممن ينكر على الدولة أشياء و أشياء بدعوى أنها فتحت باب الحرية للمنكرات و المعاصي، و أن الربا الموجود في البلد هو امتناع عن رفع الشعائر، أو التعاون مع قوات غربية
و اليوم يطالب بالحرية و التعددية للطوائف و الأقليات و المرأة على مذهب فلاسفة راند في تقريرهم الذي سموه الإسلام المدني الديموقراطي، أي بترك أهم الشعائر الظاهرة من إظهار السنة و منع البدعة، فربما كان يغار على الغرب من الذين تعاملوا معه لأنه من عشاقه و لا يحق التعاون مع الغرب إلا له
و كان بعض الديمقراطيين الإسلاميين يتهم كبار العلماء بالتزلف للدولة، و إذا هو يتزلف لما يسمى الدول العظمى، فهل يظن أنها ستقطع له إقطاعاً يحكمه على مذهب الإسلام الديموقراطي المدني، أو ستسخدمه كالمنديل ثم ترميه، كما استخدمت بعض الجماعات لإسقاط بعض البشوات، ثم إغتالت بعضهم و علقت بعضهم على المشانق و أوصلت بعضهم بالتيار الكهربائي
لهذا سمى ابن تيمية المتكلمين مخانيث الفلاسفة، لأن بينهم سفاح فكري في الأسماء و الأحكام، فهم يأخذون أسماء الفلاسفة من الجوهر و العرض سابقاً و اليوم التعددية و مؤسسات المجتمع المدني، ثم ينسبونها للفراش، الولد للفراش و للعاهر الحجر، و أنها أسماء و أحكام شرعية و هي متولدة من سفاح فكري بين فلاسفة الديموقراطيين و بين متكلمي المسلمين و المنتسبين للمسلمين
فجمعوا بين السفاح و تغيير النسب
فالمتكلمين المعاصرين أخطر من الشيعة من جانب أنهم هم المطالبون بما يسمى حقوقهم و حقوق جميع الكفار و المنافقين و المبتدعة
فهنيئاً لمن كان يتهم العلماء أنهم ذنب لحاكم المسلمين أنه أصبح ذنباً للطواغيت الملاحدة أطغى طواغيت في أرض الله
و لينظر ماذا ما سيعطونه إذا استعملوه للتغيير الديموقراطي، و لا أريد أن أقول كما كان يقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري (يستجمرون به)
و أخيراً ملاحظة: أني لا أعرفك و لا يضرك أن لا أعرفك و لكن أردت أن أوضح أني لا أعنيك عندما قلت المتكلمون المعاصرون
و جزاك الله خيراً على أن أعطيتنا الفرصة لنقول رأينا
أخي الكريم صاحب النقب ..
أشكر لك مداخلتك أولا ..
ثم .. يا اخي الكريم فإن كلمة " دستور " وإن كانت غير موجودة في القاموس العربي، فهي تعني الأصل والأساس، وهي بهذا تدل على معنى صحيح، وهي من الألفاظ المجملة التي يكون قبولها ورفضها بناء على صحة المعنى، فمن يقصد بكلمة دستور (القانون الوضعي) الذي لا دخل للأديان فيه فلا شك أن هذا معنى باطل، ومن يقصد بـ (الدستور) المرجعية الشرعية المتمثلة بالكتاب والسنة، فلا شك أن هذا معنى صحيح، ولا بأس به ..
ثم إن إعلان الكتاب والسنة مرجعا للحكم والتحاكم في أي دولة يحتاج إلى شرح وتفصيل، فالحياة المدنية الحديثة تعقدت، وظهرت فيها قيما جديدة، والناس تكاثرت وتنوعت مشكلاتهم، ففي الزمن الماضي كان القاضي يجلس في المسجد ويقضي بين الناس، ثم يذهب إلى بيته دون ان يفكر الناس بسلطات تنفذ أحكامه لأن احتياجات الناس كانت بسيطة، بينما تغيرت الان الامور، وتنوعت، فأصبحت بحاجة إلى صياغات لما يجوز ومالا يجوز بناء على تنوع مؤسسات المجتمع االقضائية والحياتية المتنوعة ..
يا اخي الكريم ..
القرآن والسنة لا تنطق بلسان، بل تفهم بناء على اجتهادات العلماء الراسخين، والله تعالى يقول: (وإذا جاءهم امر من الامن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم .. )، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع الصحابة ليشاورهم في أمر يستطيع حسمه بأمر واجب التنفيذ، ولكنه يشق للامة طريقا في " الشورى " إذا حدث فيها طارئ جديد لم تكن تعرفه، او احتاجت إلى اجتهاد في نازلة معينة ..
والحاكم إن كان " أهلا للاجتهاد " فهو الذي يفهم الكتاب والسنة ويلزم بها، وإذا لم يبلغ مرتبة الاجتهاد الشرعي فلا بد من الرجوع إلى اهل الحل والعقد الذين تناط بهم مهمة بيان الأحكام الشرعية سواء على الأعيان او على الأحوال، وهم الذين يقررون موافقة هذا للدستور او ان شئت فقل للمرجع والأصل (الكتاب والسنة) او مخالفته له ..
أما كلامك عن الديمقراطية والديمقراطيين وأهل الكلام فلا أرى ان له تعلق مباشر بما كتبته انا في هذا المقال .. ولذا سأتجاوزه ..
شكرا لك وفقك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 05:55]ـ
الأخ دكتور استفهام، بارك الله فيك فقد قلت:
(ثم .. يا اخي الكريم فإن كلمة " دستور " وإن كانت غير موجودة في القاموس العربي، فهي تعني الأصل والأساس، وهي بهذا تدل على معنى صحيح، وهي من الألفاظ المجملة التي يكون قبولها ورفضها بناء على صحة المعنى، فمن يقصد بكلمة دستور (القانون الوضعي) الذي لا دخل للأديان فيه فلا شك أن هذا معنى باطل، ومن يقصد بـ (الدستور) المرجعية الشرعية المتمثلة بالكتاب والسنة، فلا شك أن هذا معنى صحيح، ولا بأس به ..
ثم إن إعلان الكتاب والسنة مرجعا للحكم والتحاكم في أي دولة يحتاج إلى شرح وتفصيل، فالحياة المدنية الحديثة تعقدت، وظهرت فيها قيما جديدة، والناس تكاثرت وتنوعت مشكلاتهم، ففي الزمن الماضي كان القاضي يجلس في المسجد ويقضي بين الناس، ثم يذهب إلى بيته دون ان يفكر الناس بسلطات تنفذ أحكامه لأن احتياجات الناس كانت بسيطة، بينما تغيرت الان الامور، وتنوعت، فأصبحت بحاجة إلى صياغات لما يجوز ومالا يجوز بناء على تنوع مؤسسات المجتمع االقضائية والحياتية المتنوعة)
جزاك الله خيراً أخانا الكريم
و أرجو ألا تفهم أني أنكر على من جعل القرآن و السنة دستوراً فأنا لم أنكر على من فسر الدستور بأنه هو القرآن و السنة و لكن على من يعتبر النظام الأساسي للحكم هو الدستور، و الفرق أن القرآن قاله الله أما النظام الأساسي للحكم فقد وضعه الخبراء
ثم لا أظن أنها تصح تسميته دستور بالمعنى الذي ذكرت لأنه يحيل على القرآن و السنة، و هل يوجد دستور لدولة يحيل لمرجع، أليس الدستور هو مرجع الأحكام عند الدول، حتى أن الملك لما تولى قال: أعاهدكم على أن أجعل القرآن دستوري، و لم يقل أن أجعل النظام الأساسي للحكم دستوري
و قولك أن المرجع يحتاج شرح، هذا الشرح يسمى يا أخانا المصالح المرسلة، و هو الذي وضعت له الأنظمة، و هي في التنظيم فقط كما قال واضعوا النظام أما التشريع فهو لله المستوي على عرشه، ألم تلاحظ أن النظام الأساسي للحكم، لم يجعل في الدولة سلطة تشريعية لأن السلطة التشريعية ليست في الدولة ولا في الأرض كلها، هل تعرف دستوراً في العالم لا ينص على سلطة تشريعية، التي هم أهم سلطة عند الديموقراطيين
إنما قال سلطة تنظيمية! و هذا تقيد بالكتاب و السنة و لله الحمد، و المسؤول عن صياغة الأنظمة هم العلماء في السياسة الشرعية و الخبراء في السياسة العقلية، و هي مربوطة بهيئتين (هيئة كبار العلماء و هيئة الخبراء في مجلس الوزراء) لكن كل هؤلاء ليس لهم دخل في أي تشريع، إنما في التنظيم فقط، أي في المصالح المرسلة
أتمنى تكون فهمت ما أعني، و ألا تظن أني أتعسف في فهم الواقع، و قد أحسنت إلى حيث كنت أريد أن أناقش في هذا الموضوع
و جزاك الله خيراً
ـ[شرياس]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 10:02]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الرافضة هل تزوج .. فأجاب:
(الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال، ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي.
وإن تزوج هو رافضية صح النكاح، إن كان يرجو أن تتوب، وإلا فترك نكاحها أفضل لئلا تفسد عليه ولده)
مجموع الفتاوى: 32/ 61
من العلماء من يفرق بين عوام الرافضة وخواصهم - والصحيح لا فرق - على اعتبار أن الخواص هم وحدهم من يعتقد العقيدة الرافضية , وأن العوام مجرد أتباع بالإسم - وهذا أيضاً غير صحيح - , وبعض العلماء يعتبر أن العقيدة الرافضية لا يعتقدها إلا غلاة الرافضة من العوام والخواص - وهذا أيضاً غير صحيح - , وحتى تتضح لك الصورة أريدك أن تجيب بشكل صريح ومياشر , هل تنصح بالزواج من رافضية تدعو غير الله تعالى , وتعتقد بأن القرآن " محرّف " , وتطعن في عرض أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - , وتكفِّر الصحابة - رضي الله عنهم - , وتنذر لغير الله الواحد الأحد , وتستغيث بغير الله عزّ وجل , وتذبح لغير الله تعالى؟
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 11:40]ـ
الشيخ سعد الحُميِّد تحياتي لك.
الشيخ صالح الخراشي لي استفهام بارك الله فيك.
في مقالتك التي أشرتَ إليها في صيد الفوايد كيف حولتَ الخنجر الشيعي المسموم الذي طعنتْ به الدولة الصفوية ظهر الدولة العثمانية السُّنيًّة الظافرة المنتصرة لتعوق تقدمها في أوروبا مما استدعى أن يقاتلَ آل عثمان بن أرطغرل على جبهتين كما تقول بعبارتك:
"مما اضطر الدولة العثمانية أن تقاتل على جبهتين: جبهة الكفار، وجبهة الشيعة الخونة الذين آذوها وشعبها بالتقتيل والتشريد؛ مما اضطرها للانتقام الشرس منهم"
كيف حولتَ هذا الخنجر الشيعي المسموم إلى اضطهاد للشيعة إبان الحكم العثماني على جزيرة العرب؟ كيف تجعلته خنجراً في يدك أنتَ لتطعن به العثمانيين وتسعى لتشويه صورتهم بادعائك أنهم استباحوا دماءهم (ظلما واضطهاداً)؟
ألم يستبيحوها لخيانتهم العظمى جزاءا وفاقا؟
ولنضرب مثلا تتضح به الأمور, لو حدث أن طعن شيعة المنطقة الشرقية أهل السنة في بلاد الحرمين من الخلف واستجلبوا الحرس الثوري الإيراني ليهلك الحرث والنسل وقامت إيران بهجوم عسكري على الساحل الشرقي لبلاد الحرمين بمساعدة وغطاء الأميركان, ماذا تتوقع أن يفعل علماء بلاد الحرمين تجاه المجوس الخونة؟ أتراهم يربتون على أكتافهم ويقبلون وجناتهم؟ أم أن الفتوى ستكون باستنفار العالم الإسلامي كله لمحو إيران من الوجود؟
ثم يا شيخ سُليمان مالذي يجعلك تقبل شهادة "الشيعي" محمد سعيد المسلم وترفض شهادة "الشيعي" حمزة الحسن؟ ألأن الأول مدح الحكم السعودي والأخر ذمّه؟ أم لأن الأول وصم عهد العثمانيين بالفوضى والثاني تحسّر على زمن الأتراك؟
أهكذا يكتُب المؤرّخ المنصِف رواية التاريخ؟ نقبل شهادة هذا لأنه يمدح من نوالي ونرفضها ممن يذم من نوالي؟! والإثنان شيعة محترقان.
اسمحلي يا شيخ سليمان أن اتهمك بالتحامل على الدولة العثمانية.
أخي الكريم جولدن تروبان ..
شكرا لمرورك وتعليقك ..
وفقك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 01:35]ـ
تصحيح صياغة السؤال؛
هل تعتقد بجواز الزواج من رافضية تدعو غير الله تعالى , وتعتقد بأن القرآن " محرّف " , وتطعن في عرض أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - , وتكفِّر الصحابة - رضي الله عنهم - , وتنذر لغير الله الواحد الأحد , وتستغيث بغير الله عزّ وجل , وتذبح لغير الله تعالى؟
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:29]ـ
الأمر لا يحتاج كل هذا المط .. هي مجرد أسئلة يجاب عليها وانتهى الأمر ..
هل الرافضة لديكم مشركون أم أهل كتاب؟ ثم كيف يعاملون بناء على ذلك؟.
ولقد فرق الشرع الحنيف بين المشركين و أهل الكتاب في المعاملة والدعوة .. أهل الكتاب تقبل منهم الجزية أما المشركون فإما أن يقبلوا الإسلام أو القتال، لا ثالث لهما.
بناء عليه يعامل الرافضة هكذا، وكان من آخر ماقاله النبي صلى الله عليه وسلم (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) و (المشركين) في الحديث تعم كل من عبد غير الله، سواء عبد قبرا أو صليبا، فينبغي التنبه.
وأعيد .. ما هو حكم الروافض لديكم؟ حتى يتم معاملتهم بناء على ذلك ..
وصلى الله على محمد
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 06:19]ـ
الأخ الكريم: جولدن توربان:
المزيد من التوضيح عن " الدولة العثمانية "، والموقف منها، وأسباب سقوطها، تجده هنا:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k28.rar
وفقكم الله ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:56]ـ
الأخ دكتور استفهام، عندي طرفة تلطف من جو المذاكرة
ما رأيك في فتح بار!
نعم بار و لكن ينص في نظامه أن يمنع فيه الزنا، و إنما يباح فيه المتعة!
أليس البار من مؤسسات المجتمع المدني! و عندنا طائفة تبيح المتعة، فلماذا لا يكون عندنا تعددية و نسمح لهذه الطائفة بارتياد هذا البار!
ما رأيك أن تسأل المتكلمين في هذا الموضوع، خاصة أن بعض المتكلمين صرح أنه لا يمانع من إنشاء مدارس للمذهب الجعفري - ربما لأن الإمام الأشعري! عدهم من الإسلاميين لأن كل مجتهد مصيب عنده و عند أتباعه في العقيدة و الفقه - و كان هذا قبل أن يفطن لذلك النمر و يطالب به، و للأمانة فقد اشترط أن يحذف منها الشرك
فماذا يقول في البار الجعفري؟ فليس فيه شرك
و هل فتح هذا البار يخالف النظام الأساسي للحكم! و هل النظام الأساسي في الحكم مثل الدسائير العربية و قد قرأنا (قراءة في الدساتير العربية)
أما إذا أردت فتوى السلف و ليس المتكلمين في من يضع هذا البار، و البار مؤسسة إجتماعية من مؤسسات المجتمع المدني
فراجع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم و انظر قيها تقريراً عنه
البلاد التي تجعل إباحية هل هم كفار؟
قال لا لكن يقاتلون و إن استحلوه كفروا
هذه فتوى في مؤسسة مهمة من مؤسسات المجتمع المدني المتعدد الحر، و ليس المجتمع الكنسي الملكي المنغلق
لكننا إن شاء الله (لسنا أغبياء بدرجة كافية) حتى نقبل بمؤسسات لمجتمع مدني متعدد فيه إمتناع عن رفع الشعائر، يبيح للمسلمين أن يقاتلوا طائفتنا إذا أصبحت طائفة ممتنعة و ليست دار إسلام، و إنما دار ديموقراطية و حرب لله و رسوله
ف (من يحمل هم الإسلام) على حد قول البعض
أتمنى نقل
نسخة إلى مكتب الإرشاد في القاهرة
نسخة إلى مركز دراسات السنة في برمنجهام
انتهت الطرفة
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 01:44]ـ
كلمة أخيرة ما الفرق عند ذلك الداعية المعروف الذي أباح المدارس الجعفرية و لم يبح البار الجعفري؟ فكلها ليس فيها شرك
أما إذا أردت أن تعرف ما هو المشروع من مطالبات الشيعة و ما هو الممنوع
فانظر هل هو من الشعائر الظاهرة أو من أعمال القلوب، فإن كان من الشعائر الظاهرة و هو يخالف الإسلام فقل على الدولة التي تقر هذا السلام، و إن كان من أعمال القلوب فليفعلوا ما يشاؤون فلن نشق عن قلوبهم، فالعلة فيما يمنع من الشرك و الكفر و النفاق و البدع هو الظهور، و ليس العلة كونه دينياً أو مدنياً أو غيره كما عند الديموقراطيين و أتباعهم المتكلمين قبل أن تتعب نفسك في تقسيم مطالبهم هل هي دينية أو مدنية أو علمية أو غيرها
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:44]ـ
توضيح (فكلها ليس فيها شرك على حد قوله)
ـ[هم وهمم]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:14]ـ
نصيحتي يا دكتور استفهام أن ترجع نفسك إلى الشرع ولا تحكمك العواطف ..
المقدمة رائعة جدا فلما خظت في الحلول بدأت الطوام تنهال الله المستعان، لعل الفكر أثر عليك في خطابك في الحلول، وألفاظ لابد تكون حذر منها وهي أزمة دستورية، كيف يكون لدينا أزمة دستورية ونحن فيينا الخلل في نهضتنا بالأمة، لماذا رمينا الأزمة في الدستور وهي القرآن والسنة.
أعلم أنك لم تقصد هذا ولكن لابد الحذر في هذا المقولات.
الحلول التي تنادي بها لايتم حوارها على الملأ في مسائل حساسة كهذه فهي موكولة إلى أهل الحل والعقد من أولي الفضل في هذه الأمة السعودية.
أما الدكتور الخراشي .. لا أدري عند سياقك في مقالك (النصيحة الذهبية للشيعة في السعودية .. ) هل تقرر وأنت لا تشعر أنك أفضل من الدولة العثمانية حالاً وتعاملاً في الأزمة الشيعية؟ ... المسألة إجتهادية موكولة لولي الأمر إذا كان يرى تفكيرهم فهو يقتلوهم.
يا دكتور الخراشي لم توفق في موضوعك لحل أزمة الشيعة في موضوعك الآنف الذكر وذكرت في ردودك حلولاً لا تعدوا أنها حلول ذات جدوى مؤقتة ولن تكون أفضل من أن تقول لعبدك:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أججت ناري ودعوت قنبرا
مع أني أرى قتلهم لا إحراقهم كما هو قول الرسول (ص): ((من بدل دينه فاقتلوه)) بدون استتابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 06:03]ـ
الشيخ سُليمان الخراشي,
شكراً للردّ.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 09:37]ـ
بعضنا لو يسلم من الاعتداد بالنفس والرأي سيرتاح ويريح كثيراً.
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 10:51]ـ
يادكتور استفهام
العضو شرياس يسألك ويقول لك:
أريد منك في البداية الجواب على السؤال التالي:
لو لقيت رجلاً يزعم أنه مسلم , ثم سألته عن كتب النصارى المليئة بالكفر والشرك , فقال لك: هذه الكتب حق وأؤمن بما فيها , ثم سألته عن قساوسة النصارى فقال لك: هؤلاء أئمتي وأنا مقلدٌ لهم , هل بعد ذلك كله تقول أن الرجل" ظاهره الاسلام" فهو مسلم؟
وأنت تجيبه وتقول:
هذا سؤال عجيب .. لم يمر علي من قبل!
فلا يمكن ان يوجد رجل مسلم يزعم ان كتب النصارى التي فيها شرك " حق "،وان قساوسة النصارى أئمته .. فحتى على المستوى الافتراضي السؤال خطأ إن كنت تريد أن تطبق هذا على " الشيعة "، إلا إن كان هذا المسلم للتو أسلم ولم يعرف مسائل الاعتقاد، ولم يعرف الإسلام أصوله وفروعه .. أو أنه يقصد بكتب النصارى التوراة والإنجيل .. فكلنا نؤمن بها!
شكرا لك!
جوابك غريب جدا ..
هو لم يقلْ لك: إنه رجل مسلم
وإنما رجل يزعم أنه مسلم ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 02:16]ـ
الإخوة المجازفين، سواءً بالتفريط أو الإفراط في إصدار الأحكام، أنصحكم بإعادة قراءة "منهاج السنة" قراءة متأنية، ولكن مع التركيز على قضية محددة، وهي طريقة ابن تيمية في التفصيل عند تصنيف المخالف، وأنا أقول "إعادة قراءة" لأني افترض أن أكثركم قرأ الكتاب من قبل!
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 05:55]ـ
مقالة أخينا (دكتور استفهام) تنطلق مِن مُنطلقٍ صحيح، وأما تفاصيل الحلول فمما لايجزم الكاتب بصوابها ولهذا طلب المشورة فيها، وأما المبدأ الذي أقام عليه المقالة فهو مبدأ سديد، وإلا سنكون مثل النعمامة التي تخفي رأسها في التراب لتشعر براحة الضمير وأنها أدَّتْ الواجب على أكمل وجه!
وقد ازدان المقال بمشاركة الشيخ سعد الحميد، وليستْ غريبةً عليه هذه الحكمة.
وفَّق الله الجميع،،
ـ[السليماني]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 09:49]ـ
فلماذا الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يطردهم من جزيرة العرب
ولم يقتلهم لشركهم وكفرهم؟؟
وصل أهل التوحيد إلى عاصمة الرفض كربلاء قديما وهدموا أوثانهم التي يعبدونها من دون الله وسماهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب الرافضة الملعونة
وقدجمع الرافضة بين الشرك والرفض والتجهم وقد كفرهم علماء الإسلام
الإمام أحمد:
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم ..
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال:
سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟
قال: ما أراه على الإسلام.
البخاري:
قال رحمه الله: (ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم).
خلق أفعال العباد ص 125.
عبد الرحمن بن مهدي:
قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي: هما ملتان الجهمية والرافضية.
خلق أفعال العباد ص 125.
أحمد بن يونس:
الذي قال فيه أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلاً: (اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام).
قال: (لو أن يهودياً ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام). الصارم المسلول ص 570.
ولاأظن أن احدا من علماء السنة يعرف عقائد الرافضة القائمة على الشرك الأكبر والبداء والتعطيل المحض والعقيدة الباطنية القرمطية وتكفير الصحابة وتحريف القرآن ثم يقول بإسلامهم وكل واحدة من هذه العقائد كفر بواح وردة عن الإسلام.
نسأل الله العافية.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 01:12]ـ
جزاك الله خيرًا دكتور استفهام على هذه النظرة الواقعية.
المشكلة أنك تريد جذب المشاركين للتفكير في الواقع، ويأبى بعضهم إلا أن يعيدك قرونًا للوراء ليخبرك بقول أو رأي فلان وعلان!
هذه مشكلة بعض طلاب العلم الشرعي والمشايخ؛ مأسورين بالتاريخ ومتعلقين به تعلقًا شديدًا، وأما التفكير في الحاضر والمستقبل والاتيان بالجديد فهو من باب العبث والخروج على أقوال السلف!
وفقكم الله
ـ[السليماني]ــــــــ[16 - Mar-2010, مساء 02:47]ـ
التعامل مع الرافضة ومع غيرهم من الباطنية يجب أن يتم بحذر شديد
ومنهج السلف الصالح مع هؤلاء واضح لاإشكال فيه.
وموقف أمير المؤمنين على ابن أبي طالب من السبئية وقتلهم على الردة ينطبق على الروافض فهم على عقيدة ابن سبأ وقومه.
وموقف الرافضة من أهل السنة في إيران يبين حجم الخطر الذي تتعرض له بلاد الإسلام من قبل الباطنية القرامطة.
فلماذا يكون موقف أهل الحق وهم اهل السنة ضعيفاً مع الروافض وهم اخبث الملل.؟؟؟
لإن عقيدة أهل السنة لم يعرفها هؤلاء حق المعرفة
ولم يعرفوا خطر الشرك والرفض الذي هو أساس الزندقة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 09:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أقول: يجب أن يخرج هؤلاء الأنجاس الروافض من بلاد التوحيد، حتى لا يكثر شرهم قاتلهم الله.
نسأل الله أن يطهر بلاد المسلمين منهم.
ينتشرون كانتشار النار في الهشيم، والناس غافلون لا يدرون ماذا يدور حولهم، خاصة في دول الخليج واليمن.(/)
ولنا كلمة ..... في ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 07:58]ـ
ولنا كلمة ..... في ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , إلى يوم الدين.
- أحبتي في الله: سأتحدث لكم هذه المرة حول الخلافة الراشدة وسقوطها وبعض الأمور المتعلقة بها , وسأعتمد في هذه المرة طريقة السؤال والجواب , سائلا المولى - سبحانه وتعالى - المعونة والتوفيق.
- لماذا نتحدث عن سقوط الخلافة الإسلامية؟ والجواب إننا نتحدث حول الخلافة الإسلامية , لأن سقوطها أحدث جرحا عميقا في جسد الأمة الإسلامية , لم يندمل حتى الآن , ولن يندمل حتى تقوم الخلافة الراشدة من جديد , حقا: إن يوما سقطت فيه الخلافة لهو يوم من أيام الله , الذي لابد علينا أن نتذكره ونذكر الناس به ونستخلص ما فيه من عظات وعبر , قال الله تعالى آمرا نبيه موسى - عليه السلام -:" وذكرهم بأيام الله " , إن قصة سقوط الخلافة , قصة لا بد أن يرويها الجيل للجيل , مع ضرورة التذكير , بمواطن الخلل التي أتينا بسببها , وأساليب العلاج للنهوض مجددا لاستكمال مشروعنا العالمي والحضاري والإلهي على حد سواء , قال الله تعالى:"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (يوسف111) , ولقد سقطت الخلافة الإسلامية في 27 من رجب لعام 1342هجري الموافق ل3من مارس لعام 1924ميلادي , قال أحمد شوقي يوم سقطت الخلافة: ضجت عليك مآذن ومنابر ... وبكت عليك ممالك ونواح ... الهند والهة ومصر حزينة ... تبكي عليك بمدمع سحاح ... والشام تسأل والعراق وفارس ... أمحا من الأرض الخلافة ماح , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- بماذا تختلف دولة الخلافة عن بقية الدول في عالمنا المعاصر؟ دولة الخلافة قائمة على المنهج الإلهي الذي أوحاه الرب الكريم إلى سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما " (النساء 105) , بينما دول العالم المعاصر تحكم بالقوانين الوضعية , الضالة والمضلة , الفاسدة والمفسدة , دولة الخلافة تحكم بين الناس (كل الناس) بالعدل , قال الله تعالى:"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا" (النساء:58) , بينما دول العالم المعاصر تقوم على الظلم والازواجية في الحكم , تقوم على سياسة الكيل بمكيالين والوزن بميزانين , دولة الخلافة تدعوا إلى كرامة الإنسان , أي إنسان ولأنه إنسان , قال الله تعالى:"ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " (الإسراء70) , بينما دول العالم المعاصر: تقوم على تكريم إنسان دون إنسان , وتكريمهم قائم على مصالح خاصة , وليس قائما من أجل الإنسان كإنسان , دولة الخلافة دولة ترى في إيصال الخير للناس مقصدا من مقاصدها وترى في إيصالها الخيرللناس , سببا من أسباب التقرب إلى الله , ونيل الدرجات العلى في الجنة , قال الله تعالى:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " (107الأنبياء) , وفي نفس المضمار , يقول ربعي بن عامر:"نحن قوم ابتعثنا الله تعالى , لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام , ومن ضيق الدنيا , إلى سعة الدنيا والآخرة " , فهل دول العالم المعاصر تحمل هذا المنهج؟ أم إنها تتعامل مع الناس على أساس المثل القائل:"أنا ومن بعدي الطوفان"؟!!! , حقا: شتان بين دولة قامت أسسها على منهج الله - جل جلاله - وبين دولة قامت أسسها على منهج وضعي منتن , قال الله تعالى:"أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين " (التوبة:109).
(يُتْبَعُ)
(/)
- ما هو حكم العمل لبناء دولة الخلافة من جديد؟ إخوتي في الله: لقد أجمعت الأمة , على وجوب العمل لبناء دولة الخلافة من جديد , إذ إن الخلافة هي القوة التي نحمي بها ديننا ومقدساتنا وأنفسنا وعقولنا وأعراضنا وأموالنا ونسلنا , وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , قال الله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} (البقرة:251) , وقال جل شأنه:"الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" (الحج:40) , وإن تجارب التاريخ علمتنا , ولا زالت تعلمنا أن حقا بدون قوة , هو حق ضائع ولا محالة , قال الله تعالى على لسان لوط عليه السلام:" قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " (هود:8) , قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه:" إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " قوام هذا الدين بكتاب يهدي وبسيف ينصر " , والله تعالى يوم أنزل الكتاب , أنزل معه الحديد , ليذود الحديد دون حرمة الكتاب وحرمة حملته ومتبعيه , قال الله تعالى:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز" (الحديدٌ:25) , قال أبو تمام: السيف أصدق إنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب , ومنذ طفولتي وأنا أسمع قومي يقولون: "بالإسلام والبندقية ستحل القضية " , أسأل الله تعالى أن يعجل بحلها , وحل قضايا المسلمين على وجه العموم.
- ما هي العلاقة بين الاستخلاف وبين الأرض التي نحيا عليها؟ أحبتي في الله: إن مما لا شك فيه أن الله استخلف جنس البشر وبشكل عام , على هذه الأرض , بمعنى:أنه سخر لهم ما خلق على وجه الأرض , وهذا الاستخلاف من لوازمه أن يستخدم الآدمي ما استخلفه الله فيه , وسخره له في طاعة الله ونصرة الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم - , وإلا فسوف تحل العقوبات الدنيوية والأخروية على من يخالف ذلك , وأدلتي على هذا الفهم الآيات التالية: قال الله تعالى:" وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (الأنعام: 165) , وقال سبحانه وتعالى:" ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَكَيْفَ تَعْمَلُونَ" (يونس:14) , وقال ذو الملكوت والعظمة:" هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا" (فاطر:29) , وقال الكريم الرحيم:" آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ" (الحديد:7) , وقال الرحيم الرحمن:" ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" (التكاثر:8).
كيف سقطت الخلافة؟ أحبتي في الله: كلكم يعلم أن دول الكفر اجتمعت وفكرت وعملت ولسنين متتالية لإسقاط الخلافة الإسلامية , وعدم السماح لقيام أي دولة تقوم على أساس ديني في المستقبل , وقاموا بتجزئة العالم الإسلامي , وزرع كتل من العداوة والبغضاء بين الدول الإسلامية المتجاورة , وبلغ من مكرهم ودهائهم: أنهم يذكون هذه العداوات , ويفعلونها كلما اقتضت مصالحهم ذلك , مستغلين في ذلك كله بلهنا وخفة عقولنا وسعينا وراء التافه من الأمور , وإهمال عظيم الأمور وشريفها , ومما لا بد أن نعرفه أن دول الاستخراب (ولا أقول الاستعمار) , ما خرجت من بلادنا إلا يوم ربت أفراخا من أبنائنا على منهجها , لخدمة مصالحها , والذود عن أهدافها وغاياتها في المنطقة , وقطع كل الأيدي الرامية إلى تدمير هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
المشروع الغربي الذي يحظى بحراسة طواغيت العرب , وإن هذا النوع من الخيانات ليس جديدا علينا , فهو جديد قديم , وإلا فقد حدثنا آباؤنا أن الوضيع حسين تعاون مع الدول الكافرة , ووالاها على حساب موالاته للدولة العثمانية المسلمة , فساهم في القضاء على الخلافة مع أسياده من الكافرين , ومقابل فتات من الملك حصل عليه بعد خيانته لهذه الأمة , ألا فلعنة الله على الظالمين , نعم: ولا زلنا نرى الولاء للكافرين على حساب الموحدين عند طواغيت العرب , الذين سماهم الله "منافقين" , وتوعدهم بالعذاب الأليم فقال:" بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ... الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " (النساء: 138,139) , وجعل الله تعالى من يوالي اليهود والنصارى منهم وتجري عليه احكامهم , قال ذو الجبروت والملكوت: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة:51) , وإذا سألت عن سبب البلاءات والمآسي والمصائب والكربات التي أصابت الأمة؟ قلت لك: هي بسبب ولائنا لليهود والنصارى والروافض ومن والاهم , قال سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا " (النساء:144) , ولا بد أن نعلم: أنه لا يتصور من رجل يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يوالي الكافرين بتاتا , قال الله تعالى:" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" , فهذه هي قصتنا الحزينة مع طواغيت باعوا أبناء أمتهم إلى اليهود والنصارى بمتاع زائل , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- ما هي العلاقة بين الخلافة والوحدة؟ أحبتي في الله: إن الخلافة هي المؤسسة التي توحد بين كل من تلفظ يكلمة التوحيد حقا وصدقا , مهما كان لونه او جنسه او مكانه , لأننا معاشر المسلمين أمة واحدة , ربنا واحد , ديننا واحد , رسولنا واحد , إذن فلنتوحد على التوحيد , وعبر المؤسسة التي ستعود واقعا من جديد عما قريب - بإذن الله - , قال الله تعالى:" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " (الأنبياء:92) , وإن مصيبتنا اليوم في التفرق والاختلاف , مع أننا نملك كل مقومات الوحدة وعلى رأسها "الدين" , حقا إن ذنبنا اعظم من ذنب من تفرق وهو لا يملك مقومات الاجتماع , فالأخير معذور لو ادعى العذر , ولكن هل نحن معذورون؟!!! لاأظن ذلك , قال الله تعالى:" وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (آل عمران:105) , وبالمناسبة , ومن باب النصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين , أذكركم بذلكم الحيث الذي أخرجه ابن ماجه في سننه وصححه الألباني من حديث جابر بن عبد الله: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم قال:": كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم} , قال الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا ... وإذا افترقن تكسرت آحادا , ومثل ما كان يقول أهل الفضل:" التوحد قوة والتفرق ضعف ".
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 07:59]ـ
لمن أراد المزيد: الجزء الثاني من المقال
*
*
*
*
*
*
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 08:00]ـ
ولنا كلمة ..... في ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية (2)
أبو يونس العباسي
(يُتْبَعُ)
(/)
- كيف نصل إلى الخلافة وكيف نحافظ عليها؟ أحبتي في الله: أما عن كيفية الوصول للخلافة فنقول وبالله التوفيق: بأنها تحتاج إلى نوعين من أنواع الإعداد: الأول وهو الأهم: الإعداد الإيماني , والذي يتمثل في اعتقاد العقيدة الصحيحة والجهر بها ومن ثم تحويلها إلى سلوك عملي , إذا فعلنا ذلك فسوف يمكن لنا الملك - سبحانه وتعالى - , قال الله تعالى:" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (النور:55) , ويذكر أن هرقلا واجه مرة من المرات جيشا كان فيه الكثير من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - , فسأل عنهم؟ فقيل له: إنهم يقومون الليل , ويصومون النهار , ويوفون بالعهد , ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر , ويتناصفون فيما بينهم " , فقال هرقل: والله إن كان الأمر كما تقول , ليملكون موضع قدمي هاتين , أما الإعداد الثاني: فهو يتعلق بالعدة المادية , وليس مطلوبا منا في العدة المادية أن نساوي الكافرين ونسامتهم في عدتهم , بل لا بد من إعداد المستطاع منها , فإذا أعددنا العدة الإيمانية وأعددنا ما استطعنا من العدة المادية , حصل النصر المؤكد - إن شاء الله - تحقيق لا تعليقا , قال الله تعالى:" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " (الأنفال60) , والعزيز الحكيم يقول:" لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ" (آل عمران111) , قال الله تعالى:" فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" (البقرة:249) , قال عبد الله بن رواحة: " وإننا لا نقاتل أعداءنا بعدد ولا عدة , إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به , فإنما هي إحدى الحسنيين , نصر أو شهادة " , ولقد قال أحد الدعاة يوما لأتباعه وصدق: " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم , تقم لكم على ارضكم " , وأما عن سبيل المحافظة عليها , فالسبيل موجود في قوله تعالى:" الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور" (الحجِ 41) , ويا ليتنا نتدبر خاتمة الآية عندما يقول مولانا "ولله عاقبة الأمور" , لقد تعلمنا في الزمان السابق: بأنه ليس من الصعب صعود الجبل , ولكن الصعوبة تكمن في الثبات على رأس هذا الجبل , أسأل الله الثبات لي ولكم على العروة الوثقى إلى أن نلقاه.
- هل هناك في هذا العالم من يحارب قيام الخلافة الإسلامية؟ أحبتي في الله: إن مما لا يخفى عليكم , ان الكافرين وكما ورد في اتفاقية (سايكس بيكوا) يحاربون مشروع الخلافة , ويحاربه كذلك من لف لفيفهم من طواغيت العرب وحكوماتهم ومؤسساتهم العلمانية المنتنة , ولا بد ان نعلم بل يجب علينا أن نعتقد أن عداوة الطواغيت عربا وعجما لنا , هي عداوة عقدية دينية بالدرجة الأولى , وهذا هو السر المركزي في الحيلولة دوننا ودون إقامة الخلافة , ويدل على هذا الفهم قول الله تعالى:"وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى
(يُتْبَعُ)
(/)
يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون" (البقرة:217) , ويقول المولى - سبحانه وتعالى -:" وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة:109) , ويقول ذو الجبروت والعظمة: " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" (التوبة32) , ويقول ربنا الرحمن الرحيم:" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" , وفي مقابل هذه الجهود الضخمة للحيلولة بيننا وبين الخلافة فإننا نصرخ في أرجاء المعمورة قائلين ومرددين قول الرحمن الرحيم:" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " , وحسبنا الله ونعم الوكيل.
- ما هي صفات الخليفة الذي يرضى الله عنه؟ أحبتي في الله: وهنا نقف عند صفات الخليفة الذي يرتضيه الله تعالى , وأول صفة من صفات الخليفة , ان يكون مسلما حقا وصدقا , قولا وعملا , أن يكون رجلا قد تربى على موائد الكتاب والسنة , ويحكم الكتاب والسنة على نفسه وعلى من تحته ممن استرعاهم الله عنده , قال الله تعالى:"وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا" (النساء:141) , ثم تعالو أيها الإخوة الكرام لنعرف من هو الخليفة؟ الخليفة هو الإمام الموضوع لخلافة النبوة , وحراسة الدين وسياسة الدنيا , إذن فمن مقاصد الأمامة الحفاظ على الضروريات الخمسة للشريعة , وعلى رأسها الدين , ولا بد على الخليفة أن يسوس الدولة بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - , كما هو حال كل الأنبياء الذين حكموا الدنيا بالدين , أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة:أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء , كلما هلك نبي خلفه نبي " , ولا بد على الخليفة ان يبتعد في أحكامه عن الهوى , وأحكام الهوى: هي تلكم الأحكام التي تخالف الكتاب والسنة , والمقاصد التي يدعوا إليها كتاب الله وسنة رسوله , أو تلكم الأحكام التي تكون فيها جهة الإلزام من جهة بشرية لا من جهة ربانية , كما هو الحال في القوانين الوضعية الموافقة للشريعة , قال الله تعالى:" يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ" (ص:26) , ومن وظائف الخليفة إصلاح أحوال الناس بالمنهج الرباني , ومحاربة الفساد والمفسدين , قال الله تعالى:"وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِين" (الأعراف:142) , والخليفة يبني علاقته مع شعبه على أساس من التواضع وعدم التكبر , ويسعى لترسيخ منظومة الأخلاق الإسلامية في شعبه , ويقيم نظام الحكم على أساس من العدل والعدالة , ويرسخ في قلوب الناس أن طاعته تابعة لطاعة الله ورسوله , ويبين لشعبه حقهم في تعديل اعوجاجاته إن صدرمنه مثل هذه الأشياء , ويبين لهم كذلك حق التعاون معه طالما أنه ملتزم بطريقة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - , وكل هذه الأمور تفهم من خطبة أبي بكر الصديق يوم تولى الخلافة , ففي ذلكم اليوم قال - رضي الله عنه وأرضاه -: "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم" , ولا ننسى أن نذكر بأن الإمارة عندنا توضع في دائرة التكليف لا التشريف , قال الله تعالى:" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ... لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " , أخرج مسلم في صحيحه عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال فضرب بيده على منكبي ثم قال:" يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها. وفي رواية قال له يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم ".
- هل ستقوم خلافة على منهاج النبوة مجددا بعد هذا الواقع المرير؟ أحبتي في الله: أنا لن أجيب على هذا السؤال , بل سيجيبكم عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث عند أحمد وصححه الألباني من حديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله ان يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت" , وإن أمر الإسلام سيصل إلى كل شبر من هذه الأرض , أخرج أحمد في مسنده من حديث تميم الداري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بغز عزيز أو بذل ذليل عزا يعر الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفرفكان تميم الدارمي يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان كافرا منهم الذل والصغار والجزية"
إخوة التوحيد: سننتصر بإذن الله , ستكون العاقبة لنا , سنرفع راية العقاب على الأقصى , وفوق الجامع الأزهر , وفوق الجامع الأموي , وسنرفعها بحق وحقيقة في جزيرة العرب , سنعليها في سماء إيران , وفوق قباب الأندلس و سنرفعها فوق البيت الأبيض بإذن الله , ويومها سنحوله لمسجد يركع ويسجد فيه لرب العالمين , إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وإننا لصادقون.
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن بثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم:ابو يونس العباسي
مدينة العزة غزة(/)
أخطاء بعض المنتسبين إلى السنة ج1
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 05:33]ـ
وقد كان الباعث على كتابة هذه الرسالة المتواضعة تصحيح أخطاء بعض المنتسبين الى السنة،لاعتقادنا أن تصحيح أخطائهم والتنبيه عليها أوجب من تصحيح أخطاء غيرهم والتنبيه عليها،لأن الاغترار بهم أكثر والثقة فيهم أشد لانتسابهم الى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخطاءهذا الصنف من الناس أمكن في النفوس من أخطاء غيرهم، لأنه لا نسبة لما أخطؤوا فيه بما أصابوا فيه،فلاتظهرأخطاؤهم اليسيرة في بحار محاسنهم، وهذا نفسه يجعل الناس تتق فيهم أكثر،وتعتقد الحق في كل أقوالهم فلا ترى ذلك النزر اليسير الى جانب تلك البحار من المحاسن.
ومن هنا اشتد نكبر الشريعة على اتباع زلة العالم وزيغة الحكيم لأن المفاسد المترتبة على زلة العالم السني أكثر من المفاسد المترتبة على زلة المنتسبين الى العلم من المبتدعة المارقين.
وأيضا فان أخطاء غير المنتسبين الى السنة سهلة المسالك واضحة المدارك، يعلمها الناس على جهة الاجمال ثم يتفاضلون في العلم بتفاصيلها،فالعامي مثلا من أهل السنة يدرك تماما أن الرافضة ضلال وأنه يجب الاحتراز مما يقول أئمتهم، وهذا الادراك منه على وجه الاجمال،وقد يعلم فساد بعض التفاصيل و قد لايعلمها، فيعلم مثلا أن قولهم بجواز اتيان النساء في الحشوش منكر من القول،وأن زواج المتعة أخو الزنا، وأن قولهم في القرآن والصحابة والعصمة والرجعة من أعظم الكذب على الله،وقد لايعلم بعض التفاصيل، لذلك قد يرد بعض عوام أهل السنة بعض الحق الذي عند اهل الأهواء،لا من جهة رد الحق ولكن من جهة الاحتراز والتحفظ منهم،لأن مذهبهم مؤسس على ضلالة، مبني على شفا جرف هار.
وأيضا لنؤكد أن المنهج السلفي الشريف لايحابي أحدا في دين الله تعالى فيقبل الحق مهما كان قائله ويرد الباطل مهما كان قائله، لأن من مسلماتهأن كل أحد يؤخد من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا المنهج يصوب ويخطيء ولكن لا يعصم ولا يؤثم،وهذانفسه يعد من محاسن هذا المنهج وأنه أولى بتمثيل الاسلام الذي كان عليه البدريون، فلا تعصب فيه لا للجماعة و لاللفكرة ولا للمقالة ولا للنحلة، وأن أهله لا يجتمعون على ضلالة،فان أخطأ بعضهم لم يكن ذلك القول منسوبا الى جملتهم بل من رحمة الله بهم وفضله عليهم أن ينبه بعضهم على أخطأ بعض.وهذا اعلان صريح بأن متبوعهم هو صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم دون غيره،فلا يتعصبون الا لما جاء به من عند الله،ويردون الخطأ ولو القائل به من المعظمين عندهم، وبهذا امتازوا عن سائر الفرق،ولولا هذه الفضيلة لما كان بينهم وبين غيرهم كبير فرق،بل انهم ما صح انتسابهم الى السنة الا بايثار اتباعها على اتباع الأغيار.
ولست بحاجة الى التذكير بأن السلفية التي نقصدها بالتصحيح ليست تلك التي كان عليها خيار عباد الله من سلف هذه الأمة وساداتها وأفاضلها من الصحابة والتابعين عليهم رضوان الله تعالى،فان تلك لاتقبل النقد والتصحيح ولا التقويم ولا التمحيص لأنها هي الميزان كل ذلك،وبقدر الانتساب اليها ينال السناء والتمكين والرفعة والاستقامة، لأنها الحق الصراح الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما عليه أصحابه رضوان الله عليهم، وضمن لهم عز الدارين ما تمسكوا به ...
وليست كذلك تلك التي دعا اليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلامذته الأفاضل كابن قيم الجوزية وابن كثير والذهبي وغيرهم من العلماء الربانيين ...
وليست كذلك تلك السلفية التي جدد معالمها وأحيا ما اندرس منها شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وأولاده وأحفاده والمتقدمون من أتباعه ...
ان سلفية هؤلاء واحدة لصدورها من مشكاة واحدة فهي متحدة مشربا ومذهبا وكل ما بدا منها مختلفا فاطراحه أولى و الاعتراض بهاعتراض بأوصاف عديمة التأثير.
وانما السلفية التي نقصدها بالتصحيح هي تلك التي عليها طائفة معينة من المعاصرين والتي تميزت عن السلفية الأولى بأصول اعتقادية وقواعد علمية ومناهج عملية ثم عملت جاهدة على جعل أخطائها تلك منهجا للسلفية الصحيحة تحاكم اليه الأفراد والجماعات ثم تحكم عليهم تبعا لذلك بما يستحقونه من المدح والذم.
انها سلفية تحمل في بعض أصولها الاعتقادية وقواعدها العلمية ومناهجها العملية ما يخالف تماما السلفية العتيقة بل ما يعاكسها في بعض المواطن،ومع كل ذلك لا يزال أهلها يصرون على أن محدثاتهم تلك هي السنة والسلفية وأن الخارج عنها خارج عما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. [يتبع >(/)
أخطاء بعض المنتسبين إلى السنة ج 2
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 05:35]ـ
ولقد كان لانتساب هؤلاء الى السلفية مع مخالفتهم لأصولها العلمية والعملية آثار سيئة ومفاسد عريضة،اذ ظن الناس أن السلفية هي ما فهمه هؤلاء منها،فظنوها بتلك الأخطاء سلفية عتيقة فكان هذا أكبر صاد عن اتباعها والانتساب اليها، حيث لم يفرق الناس بين السلفية الحقيقية التي كان عليها البدريون وبين ما فهمه بعض المعاصرين من السلفية، فعدوهما شيئا واحدا بل عدوا أخطاء تلك الطائفة المعاصرة المنتسبة الى السلفية من أخطاء السلفية الأولى، فصدهم ذلك عن اتباعها.
وليس التصحيح الذي نقصده ذاك الذي يشذ فيه فرد من طائفة معينة عما يعلمه أهل الاسلام،فان هذا لايخلو منه بشر، ولكن التصحيح الذي نقصده يتعلق بأخطاء الشيوخ اذا لم تقابل بالانكار من الأصحاب والأتباع فتصير مناهج لاينتمى الى الجماعة الا بقبولها،ويصير القول بخلافها خروجا عن الجماعة.
ونقصد من الأخطاء أيضا ما خالف الكتاب والسنة مخالفة صريحة، أو ما خالف ما كان عليه سلف هذه الأمة، أو ما أجمع عليه العلماء من الأصول والقواعد والأقوال، أما ما تنازعوا فيه من مسائل الاجتهاد فهذا لانعنيه لأن بابه واسع، ولعلنا نبدي فيه رأيا نراه راجحا.
من أجل ذلك،فان الناس قد تساهلوا في شأن الدعوة وتتابعوا في ذلك من غير مراعاة للضوابط ولا تقيد بالشروط، فانفتح بذلك باب من الفساد عريض فكثرت الانحرافات وتفشت المخالفات،فقابلها قوم آخرون بالرد والتفنيد فأحسنوا في ذلك لولا أنهم ردوا معها كثيرا من الحق،وهذا يخالف دين الله الذي رضيه لعباده وجعله بين الغالي فيه والجافي ..(/)
شيخ الإسلام ابن تيمية ونسبته إلى مذهب الكرامية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 06:13]ـ
شيخ الإسلام ابن تيمية ونسبته إلى مذهب الكرامية
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إلى إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
حاول بعض المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ربطه بمذهب الكرامية , وهذه التهمة دندن حولها بعض خصومه المأخرين.
قال الشيخ عبد الله الغصن في كتابه " دعاوي المناوئين لشيخ الإسلام": ومنهم من يرى أن ابن تيمية رحمه الله حمل لواء المذهب الكرامي، نصيراً ومؤيداً حيث ذكر ذلك أحدهم بقوله: (لم تمت الكرامية .. لقد عاشت الكرامية بعد موت مؤسسها ... ثم احتضنها عالم سلفي متأخر، ومفكر من أكبر مفكري الإسلام وهو (تقي الدين بن تيمية)، أو بمعنى أدق: سار الحشو في طريقه يدعم فكرة التشبيه والتجسيم، ويجتذب إليه مجموعة من أذكى رجال الفكر الإسلامي) ()!
وللوقوف على أظهر أسباب هذه التهمة نقول:
الصراع بين الكرامية والأشاعرة
الأشاعرة والكرامية يعدهم أهل السنة من مثبتة الصفات في الجملة بإزاء الفلاسفة والجهمية والمعتزلة ,وكلا الطائفتين وافقت مذهب السلف في بعض المسائل وخالفته في أخرى.
فالكرامية مثلا وافقوا السلف في إثبات بعض الصفات الخبرية , وإثبات علو الله على عرشه , وفي قيام الصفات الاختيارية بالله تعالى على ما سيأتي ذكره.
وقد وقع الصراع بين الطائفتين الكرامية والأشاعرة في فترة من الزمان ,ووقعت بينهم منازعات ومناظرات؛ وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أكثر من موضع في كتبه.
قال رحمه الله:وأظهر السلطان محمود بن سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابر وأظهر السنة , وتناظر عنده ابن الهيصم وابن فورك في مسألة العلو فرأى قوة كلام ابن الهيصم فرجح ذلك.
ويقال إنه قال لابن فورك: فلو أردت تصف المعدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا؟ أو قال: فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم؟
وأن ابن فورك كتب إلى أبي إسحق الأسفراييني يطلب الجواب عن ذلك فلم يكن الجواب إلا أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسما ().
وعلى ذلك كانت الردود بينهم في كثير من المسائل والآراء.
وقد تعرض شيخ الإسلام في كتبه لهذه المسائل وتناول بعضا ما بين الطائفتين من خلاف في مسائل عدة , وأشهر هذه المسائل:
1 - إثبات العلو لله تعالى ,وبعض الصفات الخبرية لله تعالى.
2 - مسألة قيام الصفات الاختيارية بالله.
3 - مسألة إثبات كلام الله تعالى بمشيئته واختياره.
4 - إثبات الحكمة والتعليل التي تنفيها الأشاعرة
5 - مسألة الجسمية وبيان معنى التجسيم المنسوب إلى الكرامية وحقيقة قولهم , وهذه المسألة أكثر ما دندن بها خصوم شيخ الإسلام رحمه الله.
وقد بين شيخ الإسلام أن قول الكرامية في بعض هذه المسائل أقرب من قول الأشاعرة.
ولعل بيان شيخ الإسلام لهذه الأقوال التي كانت فيه الكرامية أقرب إلى مذهب السلف؛ حمل بعض أولئك الخصوم على تهمة شيخ الإسلام بأنه الذي رفع مذهب الكرامية بعد اندثاره.
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن مذهب السلف قبل مذهب الكرامية وإنما تحمد الأقوال والآراء بموافقتها لمذهب السلف أو بمخالفتها.
قال رحمه الله: وكذلك من قبل هؤلاء كأبي المعالي وذويه؛إنما عمدتهم أن الكرامية قالوا ذلك ,وتناقضوا فيبينون تناقض الكرامية , ويظنون أنهم إذا بينوا تناقض الكرامية وهم منازعوهم فقد فلجوا , ولم يعلموا أن السلف وأئمة السنة والحديث بل من قبل الكرامية من الطوائف لم تكن تلتفت إلى الكرامية وأمثالهم؛ بل تكلموا بذلك قبل أن تخلق الكرامية؛ فإن ابن كرام كان متأخرا بعد أحمد بن حنبل في زمن مسلم بن الحجاج وطبقته , وأئمة السنة والمتكلمون تكلموا بهذه قبل هؤلاء وما زال السلف يقولون بموجب ذلك ().
وسوف اقتصر في النقل في بيان مذهبهم على هذه المسائل السالفة الذكر , مع بيان عقيدتهم في الإيمان الذي اشتد نكير السلف عليهم فيه.
التعريف بمحمد بن كرام
قال الذهبي في ترجمته من الميزان: محمد بن كرام السجستاني العابد المتكلم، شيخ الكرامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ساقط الحديث على بدعته، أكثر عن أحمد الجو يبارى، ومحمد بن تميم السعدي، وكانا كذابين.
قال ابن حبان: خذل حتى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها.
وقال أبو العباس السراج: شهدت البخاري، ودفع إليه كتاب من ابن كرام يسأله عن أحاديث، منها: الزهري، عن سالم، عن أبيه - مرفوعا: الإيمان لا يزيد ولا ينقص - فكتب أبو عبد الله على ظهر كتابه: من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد، والحبس الطويل.
وقال ابن حبان: جعل ابن كرام الإيمان قولا بلا معرفة.
وقال ابن حزم: قال ابن كرام، الإيمان قول باللسان، وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن.
قال الذهبي: هذا منافق محض، في الدرك الأسفل من النار قطعا، فإيش ينفع ابن كرام أن يسميه مؤمنا.
ومن بدع الكرامية قولهم في المعبود تعالى: إنه جسم لا كالأجسام.
وقد سقت أخبار ابن كرام في تاريخي الكبير.
وله أتباع ومريدون، وقد سجن بنيسابور لأجل بدعته ثمانية أعوام، ثم أخرج وسار إلى بيت المقدس، ومات بالشام في سنة خمس وخمسين ومائتين، وعكف أصحابه على قبره مدة.
وكرام - مثقل - قيده ابن ماكولا، وابن السمعاني، وغير واحد، وهو الجاري على الألسنة.
وقد أنكر ذلك متكلمهم محمد بن الهيصم وغيره من الكرامية، فحكى فيه ابن الهيصم وجهين: أحدهما كرام - بالتخفيف والفتح - وذكر أنه المعروف في ألسنة مشايخهم وزعم أنه بمعنى كرم أو بمعنى كرامة.
والثاني أنه كرام بالكسر، على لفظ جمع كريم، وحكى هذا عن أهل سجستان وأطال في ذلك.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: ولا يعدل عن الأول، وهو الذى أورده ابن السمعاني في الأنساب، وقال: كان والده يحفظ الكرم فقيل له الكرام.
قلت: هذا قاله ابن السمعاني بلا إسناد، وفيه نظر، فإن كلمة كرام علم على والد محمد سواء عمل في الكرم أو لم يعمل ().
وقال ابن حجر عقب ذلك: وقرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي ابن ابن الوكيل اختلف مع جماعة في ضبط بن كرام فصمم ابن الوكيل على أنه بكسر أوله والتخفيف واتفق الآخرون على المشهور فأنشدهم بن الوكيل مستشهدا على صحة دعواه قول الشاعر ...
الفقه فقه أبي حنيفة وحده ... والدين دين محمد بن كرام
قال: وظنوا كلهم أنه اخترعه في الحال وأن البيت من نظمه.
قال: ولما كان بعد دهر طويل رأيت الشعر لأبي الفتح البستي الشاعر المشهور الذي مكثر التولع بالجناس
وقبله:
إن الذين لجهلهم لم يقتدوا ... في الدين بابن كرام غير كرام
قال: فعرفت جودة استحضار بن الوكيل.
وقال ابن عساكر: كان للكرامية رباط ببيت المقدس ,وكان هناك رجل يقال له هجام تحسن الظن به فنهاه الفقيه نصر.
فقال: إنما لي الظاهر فرأى هجام بعد ذلك أن في رباطهم حائطا فيه نبات النرجس فاستحسنه؛فمد يده فأخذ منه شيئا فوجد أصوله في العذرة.
فقال له الفقيه نصر: الذي قلت لك تعبير رؤياك ظاهرهم حسن وباطنهم خبيث.
وقال الإمام محمد بن أسلم الطوسي: لم تعرج كلمة إلى السماء أعظم ولا أخبث من ثلاث أولهن فرعون حيث قال أنا ربكم الأعلى.
والثانية: قول بشر المريسي القرآن مخلوق.
والثالثة: قول ابن كرام المعرفة ليست من الإيمان ().
بيان اطلاع شيخ الإسلام على كتب الكرامية
قال رحمه الله: و أقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف كما وقفنا على كتب المعتزلة والرافضة والزيدية والكرامية والأشعرية والسالمية وأهل المذاهب الأربعة والظاهرية ,ومذاهب أهل الحديث والفلاسفة والصوفية ونحو هؤلاء ().
الكرامية من أهل الإثبات
قال: وكذلك متكلمة أهل الإثبات مثل الكلابية والكرامية والأشعرية إنما قبلوا واتبعوا واستحمدوا إلى عموم الأمة بما أثبتوه من أصول الإيمان من إثبات الصانع وصفاته وإثبات النبوة والرد على الكفار من المشركين وأهل الكتاب , وبيان تناقض حججهم , وكذلك استحمدوا بما ردوه على الجهمية والمعتزلة والرافضة والقدرية من أنواع المقالات التي يخالفون فيها أهل السنة والجماعة ().
وقال: وأما متكلمة أهل الإثبات من الكلابية والكرامية والأشعرية مع الفقهاء والصوفية وأهل الحديث فهؤلاء في الجملة لا يطعنون في السلف بل قد يوافقونهم في أكثر جمل مقالاتهم لكن كل من كان بالحديث من هؤلاء أعلم كان بمذهب السلف أعلم وله أتبع , وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استنانها وقلة ابتداعها ().
(يُتْبَعُ)
(/)
الكرامية من أقرب الطوائف إلى السنة
قال: وإذا تأمل العاقل الذي يرجو لقاء الله هذا المثال وتأمل سائر الطوائف من الخوارج ثم المعتزلة ثم الجهمية والرافضة ومن أقرب منهم إلى السنة من أهل الكلام مثل الكرامية والكلابية والأشعرية وغيرهم ().
قولهم في الصفات
قال: ولكن الجهمية المعتزلة وغيرهم لما أثبتوا ذاتا مجردة عن الصفات صار مناظرهم يقول أنا أثبت الصفات زائدة على ما أثبتموه من الذات أي لا أقتصر على مجرد إثبات ذات بلا صفات , ولم يعن بذلك أنه في الخارج ذات ثابتة بنفسها ولا مع ذلك صفات هي زائدة على هذه الذات متميزة عن الذات , ولهذا كان من الناس من يقول الصفات غير الذات كما يقوله المعتزلة ,والكرامية ثم المعتزلة تنفيها والكرامية تثبتها ().
إثبات صفتي الوجه واليد ()
الأسماء والصفات تثبت لله على الحقيقة ()
إثبات العلو لله سبحانه وتعالى ()
وقال: قال الرافضي المصنف: وقالت الكرامية إن الله في جهة فوق ,ولم يعلموا أن كل ما هو في جهة فهو محدث ومحتاج إلى تلك الجهة.
فيقال له أولا: لا الكرامية ولا غيرهم يقولون إنه في جهة موجودة تحيط به أو يحتاج إليها بل كلهم متفقون على أن الله تعالى غني عن كل ما سواه سمى جهة أو لم يسم.
نعم قد يقولون هو في جهة ويعنون بذلك أنه فوق العالم فهذا مذهب الكرامية وغيرهم.
منهاج السنة (2|641)
إثبات رؤية الله ().
إثبات الاستواء على العرش
قال: وأما الإستواء على العرش فهو من الصفات الخبرية وهذا قول كثير من أصحاب الأئمة الأربعة وأكثر أهل الحديث ,وهو آخر قولى القاضي أبي يعلى وقول أبي الحسن بن الزاغوني وهو قول كثير من أهل الكلام من الكرامية وغيرهم.
منهاج السنة (2|328)
وقال: ولا يقول أحد إن الله محتاج إلى العرش مع أنه خالق العرش والمخلوق مفتقر إلى الخالق لا يفتقر الخالق إلى المخلوق وبقدرته قام العرش وسائر المخلوقات ,وهو الغنى عن العرش ,وكل ما سواه فقير إليه.
فمن فهم عن الكرامية وغيرهم من طوائف الإثبات أنهم يقولون إن الله محتاج إلى العرش؛ فقد افترى عليهم كيف , وهم يقولون إنه كان موجودا قبل العرش؛ فإذا كان موجودا قائما بنفسه قبل العرش لا يكون إلا مستغنيا عن العرش.
منهاج السنة (2|646)
تفريقهم بين المشيئة الكونية والإرادة الشرعية
وقال: فذكر أبو المعالي الجويني أن أبا الحسن أول من خالف السلف في هذه المسألة و لم يفرق بين المشيئة و المحبة و الرضا.
و أما سلف الأمة و أئمتها و أكابر أهل الفقه و الحديث و التصوف و كثير من طوائف النظار كالكلابية و الكرامية و غيرهم؛فيفرقون بين هذا وهذا ويقولو ن إن الله يحب الإيمان و العمل الصالح و يرضى به كما لا يأمر و لا يرضى بالكفر و الفسوق و العصيان و لا يحبه كما لا يأمر به ,وإن كان قد شاءه , و لهذا كان حملة الشريعة من الخلف و السلف متفقين على أنه لو حلف ليفعلن واجبا أو مستحبا كقضاء دين يضيق وقته أو عبادة يضيق وقتها , وقال إن شاء الله ثم لم يفعله لم يحنث و هذا يبطل قول القدرية , ولو قال إن كان الله يحب ذلك و يرضاه فإنه يحنث كما لو قال إن كان يندب إلى ذلك و يرغب فيه أو يأمر به أمر إيجاب أو استحباب ,وهذا يرد على الجهمية و من أتبعهم كأبى الحسن الأشعري و من و افقه من المتأخرين و بسط هذه الأمور له موضع آخر.
مجموع الفتاوى (8|475)
وقال: وهذا الفرق بين المحبة والمشيئة هو مذهب السلف وأهل الحديث والفقهاء وأكثر متكلمي أهل السنة كالحنفية والكرامية والمتقدمين من الحنبلية والمالكية والشافعية كما ذكر ذلك أبو بكر عبد العزيز في كتاب المقنع ,وهو أحد قولي الأشعري وعليه اعتمد أبو الفرج بن الجوزي ورجحه على قول من قال لا يحب الفساد للمؤمن أو لا يحبه دينا.
منهاج السنة (5|412)
إثبات الصفات الاختيارية لله تعالى
وقال: نزاع الناس في معنى حديث النزول وما أشبهه في الكتاب والسنة من الأفعال اللازمة المضافة إلى الرب سبحانه وتعالى مثل المجيء والإتيان والاستواء إلى السماء وعلى العرش بل وفى الأفعال المتعدية مثل الخلق والإحسان والعدل وغير ذلك هو ناشئ عن نزاعهم في أصلين.
أحدهما: أن الرب تعالى هل يقوم به فعل من الأفعال فيكون خلقه للسموات والأرض فعلا فعله غير المخلوق أو أن فعله هو المفعول والخلق هو المخلوق
على قولين معروفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأول: هو المأثور عن السلف وهو الذي ذكره البخاري في كتاب خلق أفعال العباد عن العلماء مطلقا , ولم يذكر فيه نزاعا وكذلك ذكره البغوى وغيره مذهب أهل السنة ,وكذلك ذكره أبو على الثقفى والضبعى وغيرهما من أصحاب ابن خزيمة فى العقيدة التي اتفقوا هم وابن خزيمة على أنها مذهب أهل السنة ,وكذلك ذكره الكلاباذى فى كتاب التعرف لمذهب التصوف أنه مذهب الصوفية ,وهو مذهب الحنفية وهو مشهور عندهم وبعض المصنفين في الكلام كالرازي ونحوه ينصب الخلاف في ذلك معهم فيظن الظان أن هذا مما انفردوا به ,وهو قول السلف قاطبة وجماهير الطوائف ,وهو قول جمهور أصحاب أحمد متقدموهم كلهم وأكثر المتأخرين منهم وهو أحد قولى القاضى أبى يعلى ,وكذلك هو قول أئمة المالكية والشافعية وأهل الحديث وأكثر أهل الكلام كالهشامية أو كثير منهم والكرامية كلهم وبعض المعتزلة , وكثير من أساطين الفلاسفة متقدميهم ومتأخريهم ().
وقال: والمقصود هنا أن الناس متنازعون في جنس الحركة العامة التى تتناول ما يقوم بذات الموصوف من الأمور الاختيارية كالغضب والرضا والفرح وكالدنو والقرب والاستواء والنزول بل والأفعال المتعدية كالخلق والإحسان وغير ذلك على ثلاثة أقوال.
أحدها: قول من ينفى ذلك مطلقا وبكل معنى فلا يجوز أن يقوم بالرب شيء من الأمور الاختيارية فلا يرضى على أحد بعد أن لم يكن راضيا عنه ولا يغضب عليه بعد أن لم يكن غضبان ولا يفرح بالتوبة بعد التوبة ولا يتكلم بمشيئته وقدرته إذا قيل إن ذلك قائم بذاته.
وهذا القول أول من عرف به هم الجهمية والمعتزلة وانتقل عنهم إلى الكلابية والأشعرية والسالمية ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة كأبى الحسن التميمى ...
والقول الثاني: إثبات ذلك وهو قول الهشامية والكرامية وغيرهم من طوائف أهل الكلام الذين صرحوا بلفظ الحركة.
وأما الذين أثبتوها بالمعنى العام حتى يدخل في ذلك قيام الأمور والأفعال الاختيارية بذاته؛فهذا قول طوائف غير هؤلاء كأبى الحسين البصرى وهو اختيار أبى عبدالله بن الخطيب الرازى وغيره من النظار وذكر طائفة أن هذا القول لازم لجميع الطوائف.
وذكر عثمان بن سعيد الدارمى إثبات لفظ الحركة في كتاب نقضه على بشر المريسى ونصره على أنه قول أهل السنة والحديث ,وذكره حرب بن إسماعيل الكرمانى لما ذكر مذهب أهل السنة والأثر عن أهل السنة والحديث قاطبة ,وذكر ممن لقي منهم على ذلك أحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وعبدالله بن الزبير الحميدى وسعيد بن منصور وهو قول أبى عبدالله بن حامد وغيره.
وكثير من أهل الحديث والسنة يقول المعنى صحيح لكن لا يطلق هذا اللفظ لعدم مجيء الأثر به كما ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر وغيره في كلامهم على حديث النزول.
والقول المشهور عن السلف عند أهل السنة والحديث هو الإقرار بما ورد به الكتاب والسنة من أنه يأتي وينزل وغير ذلك من الأفعال اللازمة ().
إثبات كلام الله بمشيئته واختياره
وقال: والإطلاقات قد توهم خلاف المقصود فيقال: إن أردت بقولك محدث إنه مخلوق منفصل عن الله كما يقوله الجهمية والمعتزلة والنجارية فهذا باطل لا نقوله وان أردت بقولك أنه كلام تكلم الله به بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك مع أنه لم يزل متكلما إذا شاء؛فإنا نقول بذلك وهو الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو قول السلف وأهل الحديث ,وإنما ابتدع القول الآخر الكلابية والأشعرية ولكن أهل هذا القول لهم قولان:
أحدهما: أنه تكلم بعد أن لم يكن متكلما وإن كان قادرا على الكلام كما أنه خلق السموات والأرض بعد أن لم يكن خلقهما وإن كان قادرا على الخلق وهذا قول الكرامية وغيرهم ممن يقول أنه تحله الحوادث بعد أن لم تكن تحله وقول من قال أنه محدث يحتمل هذا القول وإنكار أحمد يتوجه إليه.
والثانى: أنه لم يزل متكلما يتكلم إذا شاء وهذا هو الذي يقوله من يقوله من أهل الحديث.
وأصحاب هذا القول قد يقولون إن كلامه قديم وأنه ليس بحادث ولا محدث فيريدون نوع الكلام إذ لم يزل يتكلم إذا شاء ,وإن كان الكلام العينى يتكلم به إذا شاء ومن قال ليست تحل ذاته الحوادث فقد يريد به هذا المعنى بناء على أنه لم يحدث نوع الكلام في كيفية ذاته
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو عبدالله بن حامد في أصوله ومما يجب الإيمان به والتصديق أن الله يتكلم وأن كلامه قديم وأنه لم يزل متكلما في كل أوقاته بذلك موصوفا وكلامه قديم غير محدث كالعلم والقدرة وقد يجىء على المذهب أن يكون الكلام صفة متكلم لم يزل موصوفا بذلك ومتكلما كلما شاء وإذا شاء ولا نقول أنه ساكت في حال ومتكلم في حال من حين حدوث الكلام ().
وقال: وأما السلف وأئمة السنة وكثير من أهل الكلام كالهشامية والكرامية وأصحاب أبى معاذ التومنى وزهير اليامى وطوائف غير هؤلاء يقولون أنه صفة ذات وفعل هو يتلكم بمشيئته وقدرته كلاما قائما بذاته وهذا هو المعقول من صفة الكلام لكل متكلم فكل من وصف بالكلام كالملائكة والبشر والجن وغيرهم فكلامهم لابد أن يقوم بأنفسهم وهم يتكلمون بمشيئتهم وقدرتهم ().
وقال: و المقصود هنا أنه يمكن إبطال كونه خلقه في نفسه من غير التزام قول الكلابية ولا الكرامية؛فإنه قد تبين أن ما قام بذاته يمتنع أن يكون مخلوقا إذ كان حاصلا بمشيئته وقدرته والمخلوق لابد له من خلق ونفس تكلمه بمشيئته وقدرته ليس خلقا له بل بذلك التكلم يخلق غيره والخلق لا يكون خلقا لنفسه.
ويدل على بطلان قول الكلابية أن الكلام لا يكون إلا بمشيئته وقدرته وهم يقولون يتكلم بلا مشيئته ولا قدرته.
وأما الكرامية فيقولون صار متكلما بعد أن لم يكن فيلزم انتفاء صفة الكمال عنه ويلزم حدوث الحادث بلا سبب ويلزم أن ذاته صارت محلا لنوع الحوادث بعد أن لم تكن كذلك كما تقوله الكرامية وهذا باطل وهو الذي أبطله السلف بأن ما يقوم به من نوع الكلام والإرادة والفعل إما أن يكون صفة كمال أو صفة نقص فان كان كمالا فلم يزل ناقصا حتى تجدد له ذلك الكمال وان كان نقصا فقد نقص بعد الكمال ().
وقال: وأما الكرامية فتقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق وهو متكلم به بحرف وصوت ويقولون مع ذلك أنه حادث قائم به وهم ليسوا من الجهمية بل يردون عليهم أعظم الرد وهم أعظم مباينة لهم من الأشعرية ويقولون مع ذلك أن القرآن حادث في ذات الله.
مجموع الفتاوى (12|177)
الرد على الكرامية في مسألة أن الله اتصف بالصفات بعد أن كان غير متصف بها
وقال: إذا عرفت هذا فنقول أما وقوع التغير في الإضافات فلا خلاص عنه وأما وقوع التغير في الصفات الحقيقية فالكرامية يثبتونه وسائر الطوائف ينكرونه فبهذا يظهر الفرق فى هذا الباب بين مذهب الكرامية ومذهب غيرهم.
قال:والذي يدل على فساد قول الكرامية وجوه:
الأول: إن كل ما كان من صفات الله فلابد أن يكون من صفات الكمال ونعوت الجلال فلو كانت صفة من صفاته محدثة لكانت ذاته قبل حدوث تلك الصفة خالية عن صفة الكمال والجلال والخالى عن صفة الكمال ناقص فيلزم أن ذاته كانت ناقصة قبل حدوث تلك الصفة فيها وذلك محال فثبت أن حدوث الصفة في ذات الله محال.
قلت: ولقائل أن يقول ما ذكرته لا يدل على محل النزاع وبيان ذلك من وجوه
أحدها: أن الدليل مبنى على مقدمات لم يقرروا واحدة منها لا بحجة عقلية ولا سمعية وهو أن كل ما كان من صفات الله لابد أن يكون من صفات الكمال وان الذات قبل تلك الصفة تكون ناقصة وان ذلك النقص محال.
الثاني: أن وجوب اتصافه بهذا الكمال وتنزيهه عن النقص لم تذكر في كتبك عليه حجة عقلية بل أنت وشيوخك كأبى المعالى وغيره تقولون إن هذا لم يعلم بالعقل بل بالسمع وإذا كنتم معترفين بأن هذه المقدمة لم تعرفوها بالعقل فالسمع إما نص وإما إجماع وأنتم لم تحتجوا بنص بل في القرآن أكثر من مائة نص حجة عليكم والأحاديث المتواترة حجة عليكم ودعوى الإجماع إذا كانت أزلية وجب أن يكون المقبول صحيح الوجود في الأزل
والدليل عليه أن كون الشيء قابلا لغيره نسبة بين القابل والمقبول والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقق كل واحد من المنتسبين وصحة النسبة تعتمد وجود المنتسبين
فلما كانت صحة اتصاف الباري بالحوادث حاصلة في الأزل لزم أن تكون صحة وجود الحوادث حاصلة في الأزل ().
قولهم في إثبات الحكمة لله تعالى أقرب من قول
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وهؤلاء المعتزلة و من وافقهم من الشيعة يوجبون على الله سبحانه أن يفعل بكل عبد ما هو الأصلح له فى دينه و تنازعوا فى و جوب الأصلح فى دنياه و مذهبهم أنه لا يقدر أن يفعل مع مخلوق من المصلحة الدينية غير ما فعل و لا يقدر أن يهدي ضالا و لا يضل مهتديا.
وأما سائر الطوائف الذين يقولون بالتعليل من الفقهاء و أهل الحديث و الصوفية و أهل الكلام كالكرامية و غيرهم و المتفلسفة أيضا فلا يوافقونهم على هذا بل يقولون أنه يفعل ما يفعل سبحانه لحكمة يعلمها سبحانه و تعالى و قد يعلم العباد أو بعض العباد من حكمته ما يطلعهم عليه و قد لا يعلمون ذلك.
مجموع الفتاوى (8|98)
وقال: وأما السؤال عن تعليل أفعال الله
فالذي عليه جمهور المسلمين من السلف و الخلف أن الله تعالى يخلق لحكمة و يأمر لحكمة و هذا مذهب أئمة الفقه و العلم و وافقهم على ذلك أكثر أهل الكلام من المعتزلة و الكرامية و غيرهم.
و ذهب طائفة من أهل الكلام و نفاة القياس إلى نفي التعليل في خلقه و أمره و هو قول الأشعري ومن وافقه ,و قالوا ليس في القرآن لام تعليل في فعل الله و أمره و لا يأمر الله بشيء لحصول مصلحة ولا دفع مفسدة بل ما يحصل من مصالح العباد و مفاسدهم بسبب من الأسباب فإنما خلق ذلك عندها لا أنه يخلق هذا لهذا و لا هذا لهذا و إعتقدوا أن التعليل يستلزم الحاجة و الاستكمال بالغير و أنه يفضي إلى التسلسل.
مجموع الفتاوى (8|377)
مسألة التحسين والتقبيح العقلي ()
قال: والقول الثاني أن العقل قد يعلم به حسن كثير من الأفعال وقبحها في حق الله وحق عباده وهذا مع أنه قول المعتزلة فهو قول الكرامية وغيرهم من الطوائف وهو قول جمهور الحنفية وكثير من أصحاب مالك والشافعي وأحمد كأبي بكر الأبهري وغيره من أصحاب مالك وأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب الكلوذاني من أصحاب أحمد وذكر أن هذا القول قول أكثر أهل العلم وهو قول أبي علي بن أبي هريرة وأبي بكر القفال وغيرهما من أصحاب الشافعي وهو قول طوائف من أئمة أهل الحديث.
وعدو القول الأول من أقوال أهل البدع كما ذكر ذلك أبو نصر السجزى في رسالته المعروفة في السنة وذكره صاحبه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في شرح قصيدته المعروفة في السنة.
منهاج السنة (1|450)
وقال: فإن الناس لهم في العقل: هل يعلم به حسن الأشياء وقبحها؟ والوجوب والتحريم قولان مشهوران: أحدهما: أنه لا يعلم به ذلك وهو قول الأشعري وأصحابه و ابن حامد و القاضي أبي يعلى و القاضي يعقوب و ابن عقيل و ابن الزاغوني وغيرهم من أصحاب أحمد وكثير من أصحاب مالك و الشافعي وغيرهما.
والثاني: أنه يعلم به ذلك وهذا قول المعتزلة والكرامية وغيرهم وهو قول أبي الحسن التميمي و أبي الخطاب وغيرهما من أصحاب أحمد وذكر أبو الخطاب أنه قول جمهور العلماء وهو قول كثير من أئمة الحديث من أصحاب أحمد وغيرهم كأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني و أبي نصر السجزي وقول كثير من أصحاب مالك و الشافعي وهو الذي ذكره أصحاب أبي حنيفة وذكروه عن أبي حنيفة نفسه.
مجموع (4|98)
بيان معنى التجسيم المنسوب إليهم
قال شيخ الإسلام: ومن قال هو جسم فالمشهور عن نظار الكرامية وغيرهم ممن يقول هو جسم أنه يفسر ذلك بأنه الموجود أو القائم بنفسه لا بمعنى المركب.
وقد اتفق الناس على أن من قال إنه جسم , وأراد هذا المعنى فقد أصاب في المعنى لكن إنما يخطئه من يخطئه في اللفظ.
أما من يقول الجسم هو المركب فيقول أخطأت حيث استعملت لفظ الجسم في القائم بنفسه أو الموجود.
وأما من لا يقول بأن كل جسم مركب فيقول تسميتك لكل موجود أو قائم بنفسه جسما ليس هو موافقا للغة العرب المعروفة ولا تكلم بهذا اللفظ أحد من السلف والأئمة ولا قالوا إن الله جسم فأنت مخطئ في اللغة والشرع وإن كان المعنى الذي أردته صحيحا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقول أنا تكلمت بالاصطلاح الكلامي؛ فإن الجسم عند النظار من المتكلمين والفلاسفة هو ما يشار إليه ثم ادعى طائفة منهم أن كل ما كان كذلك فهو مركب من الجواهر المنفردة أو من المادة والصورة ونازعهم طائفة أخرى في هذا المعنى وقالوا ليس كل ما يشار إليه هو مركب لا من هذا ولا من هذا فإذا أقام صاحب هذا القول دليلا عقليا على نفى تركيب المشار إليه خصم منازعيه إلا من يقول إن أسماء الله تعالى توقيفية فيقول له ليس لك أن تسميه بذلك.
منهاج السنة (2|549) وبيان تلبيس الجهمية (1|510)
قال: وكذلك إذا قيل هو جسم بمعنى أنه مركب من الجواهر المنفردة أو المادة والصورة فهذا باطل بل هو أيضا باطل في المخلوقات فكيف فى الخالق سبحانه وتعالى , وهذا مما يمكن أن يكون قد قاله بعض المجسمة الهشامية والكرامية وغيرهم ممن يحكى عنهم التجسيم إذ من هؤلاء من يقول أن كل جسم فإنه مركب من الجواهر المنفردة , ويقولون مع ذلك أن الرب جسم وأظن هذا قول بعض الكرامية فإنهم يختلفون في إثبات الجوهر الفرد وهم متفقون على انه سبحانه جسم
لكن يحكى عنهم نزاع فى المراد بالجسم هل المراد به أنه موجود قائم بنفسه أو المراد به أنه مركب فالمشهور عن أبى الهيصم وغيره من نظارهم أنه يفسر مراده بأنه موجود قائم بنفسه مشار إليه لا بمعنى أنه مؤلف مركب ,وهؤلاء ممن اعترف نفاة الجسم بأنهم لا يكفرون فإنهم لم يثبتوا معنى فاسدا فى حق الله تعالى
لكن قالوا إنهم اخطئوا فى تسمية كل ما هو قائم بنفسه أو ما هو قائم موجود جسما من جهة اللغة .. .
مجموع الفتاوى (5|429)
بيان مذهبهم في الإيمان
قال شيخ الإسلام: والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان ,وإن كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا لكنه يخلد فى النار فخالفوا الجماعة فى الاسم دون الحكم , وأما فى الصفات والقدر والوعيد فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.
مجموع الفتاوى (3|103)
وقال: وقوله الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله إلى آخره حقيقة وهذا عمدة المرجئة والجهمية والكرامية وكل من لم يدخل الأعمال في اسم الإيمان.
مجموع الفتاوى (7|87)
وقال: و الكرامية توافق المرجئة والجهمية فى أن إيمان الناس كلهم سواء ولا يستثنون فى الإيمان بل يقولون هو مؤمن حقا لمن أظهر الإيمان وإذا كان منافقا فهو مخلد فى النار عندهم؛فإنه إنما يدخل الجنة من آمن باطنا وظاهرا ,ومن حكى عنهم أنهم يقولون المنافق يدخل الجنة فقد كذب عليهم بل يقولون المنافق مؤمن لا أن الإيمان هو القول الظاهر كما يسميه غيرهم مسلما إذ الإسلام هو الاستسلام الظاهر ,ولا ريب أن قول الجهمية أفسد من قولهم من وجوه متعددة شرعا ولغة وعقلا.
مجموع الفتاوى (7|141)
وقال: حتى الكرامية الذين يسمون المنافق مؤمنا ويقولون الإيمان هو الكلمة يقولون إنه لا ينفع فى الآخرة إلا الإيمان الباطن.
وقد حكى بعضهم عنهم أنهم يجعلون المنافقين من أهل الجنة وهو غلط عليهم إنما نازعوا فى الاسم لا في الحكم بسبب شبهة المرجئة في أن الإيمان لا يتبعض ولا يتفاضل.
مجموع الفتاوى (7|216)
وقال: وقال أن من جحد المعرفة والتصديق فقد قال قولا عظيما؛فإن فساد هذا القول معلوم من دين الإسلام ,ولهذا لم يذهب إليه أحد قبل الكرامية مع أن الكرامية لا تنكر وجوب المعرفة والتصديق ولكن تقول لا يدخل فى اسم الإيمان حذرا من تبعضه وتعدده.
مجموع الفتاوى (7|394)
وقال: وأما الكافر المنافق فى الباطن فإنه خارج عن المؤمنين المستحقين للثواب باتفاق المسلمين.
ولا يسمون بمؤمنين عند أحد من سلف الأمة وأئمتها ولا عند احد من طوائف المسلمين إلا عند طائفة من المرجئة وهم الكرامية الذين قالوا أن الإيمان هو مجرد التصديق فى الظاهر فإذا فعل ذلك كان مؤمنا وإن كان مكذبا في الباطن وسلموا أنه معذب مخلد فى الآخرة فنازعوا في اسمه لا في حكمه ومن الناس من يحكي عنهم أنهم جعلوهم من أهل الجنة وهو غلط عليهم ومع هذا فتسميتهم له مؤمنا بدعة ابتدعوها مخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وهذه البدعة الشنعاء هى التى انفرد بها الكرامية دون سائر مقالاتهم.
مجموع (7|476)
والحمد لله رب العالمين.
وهذه الحواشي بالترتيب لأنها لم تظهر
() دعاوي المناوئين (139) والمقولة هذه علي النشار في كتابه "نشأة الفكرالفلسفي" , وهذا الكتاب قد اغتر به كثير من الباحثين وقد كشف ما فيه الشيخ محمد بن سعيد القحطاني في كتابه " الإعلام بنقد كتاب نشأة الفكر" وبين تحامله على مذهب السلف وتطاوله على أعلامه بل إلى أصحاب الني صلى الله عليه وسلم.
وممن نسب هذه التهمة لشيخ الإسلام الكوثري , وآخر هؤلاء سعيد فودة في كتابه "الكاشف الصغير".
() درء التعارض (3|229)
() مجموع الفتاوى (6|222)
() ميزان الاعتدال (4|22) وسير أعلام النبلاء (11|524) والبداية والنهاية (11|20)
() اللسان (5|402)
() مجموع الفتاوى (13|49)
() مجموع الفتاوى (4|12)
() مجموع الفتاوى (4|156)
() مجموع الفتاوى (2|7)
() مجموع الفتاوى (3|336)
() مجموع الفتاوى (4|174) ومجموع الفتاوى (6|15)
() مجموع الفتاوى (5|197)
() مجموع الفتاوى (5|272)
() مجموع الفتاوى (5|282)
() مجموع الفتاوى (5|529)
() مجموع الفتاوى (5|577)
() مجموع الفتاوى (6|162)
() مجموع الفتاوى (6|219)
() مجموع الفتاوى (6|325)
() مجموع الفتاوى (6|275)
() وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن العقل قد يدرك حسن وقبح الأشياء لكن ورود الثواب والعقاب لا يكون إلا بعد ورود الشرع , فقول أهل السنة وسط بين المثبتين والنافين.(/)
مع أنك " ميكانيكي " إلا أنك خير ...... (مؤدب)
ـ[المديني]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 05:53]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال تعالى:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف: 179
مررتُ على عامل ميكانيكي هندي الجنسية بالأمس " الجمعة " بعد صلاة العصر لكي يصلح لسيارتي (الفحمات) وبدأ عمله ثم بدأتُ الحديث معه عن الهند ... لأن هذا مما يُدخل السرور إلي قلبه فهو في غربة والحديث له عن بلده مما يُدخل السرور على نفسه ويجعله سعيداً ..
وبينما نحن نتحدث عن الهند وأحوالها , قال لي " فيه زلزال في اليابان "
يوجد زلزال قد ضرب اليابان .. فقلتُ له لا إشكال في ضرب الزلزال لليابان وقصدي أنهم قوم قد تعودوا على الأمر .. ثم قلتُ له:
هل تعلم أين تكثر الزلازل؟
إنها تكثر في " إيران " .. هل تعلم لماذا تكثر في " إيران "؟
لأنهم تَكثرُ فيهم الفاحشة ..
ثم قلتُ له عن المتعة .. وأن بعض النساء يُتمتع بها " ساعة " قلتُ له هذا زواج.
فنظر إلي وقال" إيش هذ زواج " ما هذا الزواج .. أو يقصد .. كيف يكون هذا زواجا.
فابتسمتُ , فقال ," هذا ما في سوي حمار " يعني هذا لا يعمله الحمار ..
سبحان الله , الفطرة.
قلتُ له: لماذا؟
قال: في معنى كلامه .. لماذا أتعب واتزوج وأربي بنتي وفي آخر المطاف , تخرج بنت جميلة رقيقة ويأتي فاسد ويأخذ بنتي ويعاقرها ساعة ويرميها لي .. لماذا أنا اتزوج أصلا وأنجب البنات إذا كان هذا مصيرهنَ ..
ثم قال كلمة أعجبتني .. " هذا والله ما في سوي غنم "
هذا والله لا تفعله الأغنام ..
قلتُ له: يُعطونها فلوس مال كثير ..
قال: ما الفائدة من هذا المال ولو كان كثيرا إذا هذه الطريقة التي وصل بها لي؟
لماذا أنا اتعب واتغرب في بلادكم .. أليس من أجل المال؟
هذا العمل سهل لكن هذا عمل لا يفعله العقلاء .. " في معنى كلامه "
قلتُ أنا مؤدب:صدقتَ أيها العفيف ولو أنك بسيط " وكلنا بسطاء " فوالله أن هذا لا تفعله الأغنام ولا البهائم .. ولا يرضى مرتضى أن تكون ابنته كل ساعة او ساعتين يعاقرها رجل غريب ..
ومع بساطتك , إلا أنك والله خيرٌ بعقلك وفهمك وقلبك من " لصوص الأعراض والأغراض " المعمعمين.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج: 46)
مؤدب
منقول(/)
عجيب أمره!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 06:46]ـ
عجيب أمره
د. محمد بن عبد الله السحيم 20/ 7/1429
إنه أمر لا مثيل له، حاربه من يعلم أنه حق، وسخر به من يؤمن أنه صدق، ورفضه من يشهد له كتابه، ويعاديه من يرى انتصاراته، ويكيد له من يرى فعله فيمن مضى من الأقوام والشعوب ...
أتعلم من هو؟ ليس بشراً من البشر، ولا هو من عمل البشر، شهد له الله أنه الحق، وأرسل الرسل من أجله، وأنزل من أجله الكتب، وأقام به العدل، ورفع به الظلم، وساوى فيه بين البشر.
إنه دين الله، إنه الإسلام، إنه الدين الذي رضيه الله لنا دينا، وأتم به النعمة علينا، وأكمله لنا، وحكم على أن من جاء بغيره فلن يقبله منه: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [آل عمران:85]. شهد الله أنه الحق فقال جل ثناؤه: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ" [آل عمران:18 - 19]. وكفى بالله شهيدا، فمن أعظم شهادة من الله: "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ" [الأنعام:19].
حاربه من يعلم أنه حق، وكفر به من يعلم أنه صدق، هذا فرعون يحكم على نفسه بالكفر قائلا كما أخبر الله: "قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ. وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ" [الشعراء:18 - 19]. فحكم أنهم كانوا كافرين، وأنكر الرسالة وهو يعلم صدقها. "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" [النمل:14]، ويستكثر بالأنهار "وهذه الأنهار تجري من تحتي" ويكفر بخالقها، "ما علمت لكم من إله غيري" [القصص:38]، وعندما أدركه الغرق جعل نفسه تابعا ذليلا لمن كان يحتقرهم ويزدريهم لعلمه أنما كانوا عليه هو الحق: "آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل" [يونس:90]، فأغرقه الله بالماء الذي كان يستكثر به.
وهذا أبو جهل يكفر بالرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم حسداً وبغياً، ففي السير أن الأخنس بن شريق ذهب إلى أبي جهل فدخل عليه بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال ماذا سمعت؟! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجارينا على الركب وكنا كفرسي رهان، قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه! والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه. فقام عنه الأخنس وتركه. حقا إن أمره عجيب.
ينتقل الإسلام في سنواته الأولى من عاصمته (المدينة) إلى عواصم النصرانية في الشام ومصر، وإلى عاصمة الفرس في إيران، فيظلل أهلها بعدله وسمو رسالته ورحمة أهله، فإذا أبناء هؤلاء الأقوام ورجالاتها هم حملة هذا الدين، يحملونه لمن خلفهم وينافحون عنه، بل كان الشباب من أبناء النصارى الذين دخلوا في الإسلام يهاجمون الكنائس في أعياد النصارى، فكانت تُحمى هذه الكنائس من قبل جيش الخلافة الإسلامية، يا للعدل، حماية للعهد بينهم وبين المسلمين، ثم يستعظم غلاة النصرانية هذه السيطرة من الإسلام على ديارهم، في الشام ومصر وسواحل البحر الأبيض المتوسط، ويريدون أن يستعيدوا هذه الديار، لأنهم يرون أن الإسلام يمثل طوقا عظيما يمنع النصرانية من الانتشار، يقول المنصر (جاير دنر) في خطابه الذي ألقاه في مؤتمر القاهرة التنصيري عام 1910م: (إن مشكلة الإسلام هذه مسألة لا يمكن أن نتغافلها ببساطة، ليست في مواجهة الأوضاع العاجلة بطريقة لا يمكن وصفها، والتي تواجهنا في الشرق الأقصى، وهذه أولا؛ لأن الإسلام على أبوابنا، فمن أقصى الساحل الشمالي الإفريقي يواجه أوروبا، إنه فعلا يلمسها، ويكمن القول إنه يمسكها عمليا من طرفي البحر المتوسط، فكروا في تلك
(يُتْبَعُ)
(/)
الكتلة المركزية للعالم الإسلامي الصلب من شمال أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، إنه كإسفين ثابت يحجب الغرب المسيحي عن الشرق الوثني، إلى أن يقول عن العالم الإسلامي: يقطع العالم النصراني الشرقي والغربي كلية إلى نصفين) فيحاولون أن يستردوه من خلال حروب صليبية امتدت من 490 - 691 هـ فيرجعون خاسرين، ثم ما يلبث الإسلام أن يلاحقهم ويهاجم القلعة الحصينة والعاصمة المستغلقة على أعدائها (القسطنطينية) ويحولها إلى عاصمة من عواصم الإسلام، ويتحول أبناؤها إلى حماة بررة على مدى أربعة قرون، ثم يريدون أن يستردوا الجميع من خلال حروب الاستعمار في القرن الماضي، وتظل الشعوب المتوضئة تحاربهم حتى أخرجتهم خاسرين أيضا، ثم ما يلبث الإسلام أن لاحقهم في عقر ديارهم فإذا في كل عاصمة مسجد، وفي كل مدينة مركز، وفي كل دولة جالية مسلمة لها يحسب لها حسابها. حقا إن أمره عجيب.
يرسلون جنودهم لحربه والقضاء عليه، فيسْلِم من الجنود أعداد كثيرة، يثير إسلامها القادة الذين أرسلوا هؤلاء الجنود، ففي الحروب الصليبية كان من بين الجنود الصليبيين من رجع مسلما، وفي حروب البرتغال للمنطقة الإسلامية في الخليج العربي، وفي الهند في القرن السادس عشر الميلادي بقيادة نائب حاكم البرتغال أفنسو دلبو كيرك - يسلم مجموعة من جنوده ويهربون إلى خصومه المسلمين ويصنعون لهم المدافع ويشاركونهم في الدفاع عن ديار المسلمين، ثم يظفر بهم ويعذبهم أشد العذاب لماذا يسلمون. وفي حرب الخليج الثانية أسلم من الجنود الأمريكيين قرابة خمسة آلاف، حقا إن أمره عجيب.
يمكرون به ويكيدون الكيد العظيم للقضاء عليه من خلال خطط إستراتيجية بعيدة المدى عميقة الغور، ويستخدمون الحملات التنصيرية والإعلامية والبعثات والمساعدات الإغاثية وغيرها، فتفشل ويزداد تمسك المسلمون بدينهم، ويأتمرون في مؤتمر عظيم في (كلورادو) في أمريكا عام 1979م ويقدمون فيه نتائج جهودهم وخططهم المستقبلية، ثم يعلن أحدهم في نهاية المؤتمر: (إنني أميل إلى الاتفاق مع فاندر وزويمر ومزيتاك وآخرون فيما ذهبوا إليه من أن الإسلام حركة دينية " ليس الإسلام حركة دينية" معادية للنصرانية، ومخططا تخطيطا يفوق قدرة البشر لمقاومة إنجيل ربنا يسوع المسيح، إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية، وترفض بكل وضوح صحة الإنجيل والثقة بما فيه ... إلى أن يقول: فالنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيا وسياسيا، ويفوق في ذلك النظام الشيوعي، ولكن هذه هي الحقيقة) وأقول ولكن هذه الحقيقة. حقا إن أمره عجيب.
يتآمرون على القضاء على دولته في بلد الخلافة لأنهم ظنوا أنهم إذا قضوا عليها قُضي على الإسلام. فتسقط الراية في أستانبول لترتفع مجددا في الرياض، وتحمل الراية سواعد مؤمنة داعية لربها ليزدهر الإسلام من جديد تطبيقا ودعوة وتعليما، ثم يطير صوابهم ويضيقون بها ذرعا ويحفظها الله من كيدهم. حقا إن أمره عجيب.
يصنفون المصنفات التي تنال من الإسلام وتسيء إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم ترغمهم الحقيقة وينطقهم الله الذي أنطق كل شيء، على الاعتراف بعظمته وسموه، هذا جورج بوش الجد يؤلف كتابا عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ويسميه في كتابه (الدعي) ويطلق على المسلمين لقب سارسين، ثم يشرح مصطلحات كتابه في أوله فيقول: (سارسين saracens سرسري: أصلها اللغوي مشكوك فيه، وربما كانت من الفعل سرق، وتعني كلمة السارسين: اللصوص، والسراقين، والنهابين) وقد أجريت بحثا إلكترونيا من خلال الحاسب في الكتاب المقدس، وطلبت منه أن يستعرض كلمة (نهب) وما تصرف منها؛ فتبين أن هذه الكلمة (نهب) وما تصرف منها تكررت في الكتاب المقدس أكثر من إحدى وثمانين مرة، فأقول كما في المثل العربي: (رمتني بدائها وانسلت). وأعود إلى كتاب جورج بوش الذي ملأه سبا وتجريحا، فقد ورد فيه قوله: (لقد وضع "أي محمد صلى الله عليه وسلم " أساس إمبراطورية استطاعت في ظرف ثمانين سنة فقط أن تبسط سلطانها على ممالك وبلاد أكثر وأوسع مما استطاعته روما في ثمان مئة سنة، وتزداد دهشتنا أكثر وأكثر إذا تركنا نجاحه السياسي وتحدثنا عن صعود دينه وانتشاره السريع واستمراره ورسوخه الدائم. والحقيقة أن ما حققه نبي الإسلام والإسلام لا يمكن تفسيره إلا بأن الله كان يخصهما
(يُتْبَعُ)
(/)
برعاية خاصة، فالنجاح الذي حققه محمد صلى الله عليه وسلم لا يتناسب مع إمكاناته، ولا يمكن تفسيره بحسابات بشرية معقولة. لا مناص إذن من القول إنه كان يعمل في ظل حماية الله ورعايته، لا تفسير غير هذا لتفسيرِ هذه الإنجازات ذات النتائج الباهرة).
وهذا مصنف آخر وهو (ول ديورانت) في كتابه قصة الحضارة، وقد نال من شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وتطاول عليه في مقام النبوة يقول: (وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانه فيه أي مصلح آخر عبر التاريخ كله.
إلى أن قال: وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم دينا سهلا واضحا قويا وصرحا خلقيا. واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة،"لم تبلغ الغزوات التي شارك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نصف هذا العدد" وفي قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة، وأن يبقى إلى يوم الناس هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم). حقا إن أمره عجيب.
ظنوا أن الشعوب الإسلامية تتطلع إلى الحرية المزعومة لتتفلت من الإسلام فنادوا بالديمقراطية وطالبوا بها في المنطقة ليخلع المسلمون ربقة الإسلام من أعناقهم؛ وتمت الانتخابات في أكثر من بلد فأفرزت صناديق الاقتراع من كانت برامجهم الانتخابية هي تطبيق الإسلام، وعاقبوا الشعب الذي رشح هؤلاء (سكان غزة) بالتجويع لماذا يسير على البرنامج الديمقراطي، وقرروا أن يؤجلوا فرض الديمقراطية إلى أن تنضج شعوب المنطقة، أي أن تتخلى عن دينها. كلما سلك الغرب سبيلا للقضاء على الإسلام من خلالها سلكها الإسلام وتقدم من خلالها فسبحان الله. حقا إن أمره عجيب.
يخبر عما سيفعلون، وما تكنه صدورهم نحونا، ثم يعلنونه، وإعلانهم له تصديق لهذا الكتاب العظيم وشاهد على رغم أنوفهم أنه الحق، كم في القرآن الكريم من عبارة: (سيقولون) ثم يقولون ويتكرر القول في كل عصر ومصر.
وما خبر إعلان عضو البرلمان الهولندي رئيس حزب الحرية اليميني المتطرف جريت فيلدرز، عنا ببعيد، فقد أعلن عن إطلاقه اسم "الفتنة" على الفيلم المهين للقرآن الكريم الذي سبق أن روج له خلال الأشهر المنصرمة والذي ينتقد فيه آيات القرآن الكريم ويصفها بالفاشية والتحريض على العنف والإرهاب ضد غير المسلمين. ثم يضيف الخبر أنه أضاف في تصريحاته الجديدة - التي قد تحدث غضبا في الأوساط الإسلامية في هولندا وخارجها - إن "الإسلام والقرآن هما بلائي والضرر الأكبر الذي أواجهه، فالإسلام من وجهة نظري فتنة".
وصدق الله فإن القرآن الكريم لا يزيد الكافر المعرض عنه إلا فتنة وبلاء، قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا " [الإسراء:82]، وقال جل ثناؤه: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" [المائدة:68].
وقال عز من قائل: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" [المائدة:64].
(يُتْبَعُ)
(/)
أرأيت كيف يكون القرآن شفاءً للمؤمنين، وخسارة للكافرين؟ وفي الآية الثانية بين أنه لا يزيد بعض أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى إلا طغيانا وكفرا، وفي الآية الثالثة بين مقالة اليهود وتطاولهم على مقام الربوبية، وأوضحت الآية أن القرآن ليزيدن كثيرا من اليهود طغيانا وكفرا، فهذا السفيه المتطرف عضو البرلمان يخبر عن حقيقة قرآنية متكررة ما تكرر الليل والنهار، وهي أن القرآن يزيد بعض أهل الكتاب طغيانا وكفرا، وهذا من إعجاز القرآن وعظمته أن يخبر عن هذه الحقائق المغيبة في صدورهم ثم يعلنونها، وإعلانها من قبلهم شهادة بصدق القرآن، فلا إله إلا الله ما أعظم هذا القرآن؛ إنه تنزيل من حكيم حميد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وتأمل أن الفعل المستخدم في كل هذه الآيات هو الفعل المضارع الذي يدل على الحال والاستقبال وهو قوله (يزيد).
إنه مشهد يتكرر في كل عصر، وفي عصر الرسالة عندما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتحول في صلاته من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، أخبره الله جل شأنه أن اليهود ستقول ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأخبر الحق عن القول قبل أن يقال، قال تعالى: "سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" [البقرة:142]، وختم الآية بقوله: "قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ" [البقرة:142]، فله سبحانه المغرب والمشرق، ولكنهم لا يفقهون، ووصفهم سبحانه بالسفه؛ لأنهم يعلمون أن تحويل القبلة على يد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مما ورد في كتابهم ولكنهم يتعامون عنه سفهاً، قال تعالى: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" [البقرة:144]، فهم يعلمونه ويجحدونه، وقوله سبحانه: "وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ" [البقرة:144]، فاليهود والنصارى يقرؤون في كتابهم خبر تحويل القبلة، ويجادلون فيه وهم يعلمونه، وفي الإنجيل (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ) فقد أخبرهم المسيح عن هذا التحول. حقا إن أمره عجيب.
يقيمون مؤتمرات للحوار لتجسير الفجوة بين المسلمين والنصارى حتى يتقبل المسلمون النصرانية، وتعقد المؤتمرات وينتهي بعضها بإسلام المحاور النصراني، ثم يعيدون النظر في هذه المؤتمرات لئلا يخسروا مزيدا من المحاورين. حقا إن أمره عجيب.
من أبنائه من يعجز عن وصوله إلى المكانة التي يريد، فيبدأ في نقد مرتكزات الإسلام ونقد ثوابته وإثارة الشبه؛ ليبلغ من الشهرة ما عجز عن تحقيقه بالطريق السوي، كمن أراد أن يشتهر فبال في بئر زمزم في موسم الحج لينال الشهرة، حتى في مخاصمته يحقق الشهرة لخصومه. حقا إن أمره عجيب.
كل يدعي الوصاية عليه، إلا من رحم الله، وكل يدعي أنه على منهاجه، وكل صاحب جنوح أو مخالفة يتلبس به ليأخذ منه جواز مرور إلى الناس فهذه موسيقى إسلامية وفن إسلامي وووو، وكل نحلة تنتسب إلى الإسلام تدعي أنها على الحق، ولكنه لا يقرهم كلهم فله ميزانه ومعياره، فلا بد من شرطين، موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعته، والإخلاص لله رب العالمين، فمن جاء بهما فاز وقبل وأفلح، ومن فقدهما أو أحدهما فقد خسر وضل سعيه، كل يريد التقرب إليه، وأخذ شهادة تزكية منه. حقا إن أمره عجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
من أراد العز في الدنيا والفوز في الأخرى فليتخذه منهجا وطريقا، هؤلاء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ساروا عليه فكانت حياتهم فلاحا، ونهايتهم نجاحا، ولا يزال ذكرهم إلى الأبد، قال تعالى: "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الأَخْيَارِ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ" [ص:45 - 49]، وتأمل قوله تعالى (هَذَا ذِكْرٌ) فلهم الذكر الحسن إلى قيام الساعة وبعد قيامها، وكم نال أئمة الإسلام من ذكر حسن فالخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم وعلماء الإسلام كالإمام مالك والشافعي وأحمد وأبو حنيفة ... لا يزال ذكرهم إلى يوم الناس هذا، وهكذا من سار على نهجهم من بقية علماء الإسلام، وكذلك من سار عليه واتخذه منهجا في سياسته وحكمه حقق من خلاله الاستقرار والأمن ودوام الملك، خذ على سبيل المثال المملكة العربية السعودية بنيت دولتها على منهج النبوة ودعوة التوحيد؛ فتحقق لها الاستقرار والأمن، ولم تكن تملك من مقومات بناء الدولة - في نظر البشر القاصر- في بداية عهدها ما يؤهلها لقيام الدولة، ولكنها سارت على التوحيد وأعلنت تطبيق الشريعة فتحقق لها الاستقرار، في حين قلبت الانقلابات الدول المجاورة، وهذه الدولة تنعم بمرور مئة عام على تأسيسها وهي في عفو وعافية من الانقلابات، حفظها الله، وهذا كله بفضل الله ثم ببركة الأخذ بهذا الدين العظيم. حقا إن أمره عجيب.
إنه أمر عجيب، وما ذلك إلا لأنه أمر الله! فالخلق خلقه، والأمر أمره، والشرع شرعه، فكما لا يماثل خلق الله أي خلق، فكذلك شرعه وأمره لا يماثله أمر أو شرع. فلا إله إلا الله، الأمر أمره، والخلق خلقه، ولا إله غيره.
وهل انتهى أمره العجيب، لا والله! ففي جعبة التاريخ، ومضامين النصوص ما تعجز الأقلام عن رصده، وفي المشاعر ما لا تحتمله الأوراق، وفي الصدور من محبته ما تعجز النفوس عن حمله، ولكن نختم بحديث عجيب عن أمره من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول مخبرا عن شيء من مستقبله كما روى ذلك تميم الداري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر". وكان تميم الداري رضي الله عنه يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز. ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية. رواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير.
وهذا مندرج تحت قوله تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" [الصف:8]. حقا إن أمره عجيب.
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=2 4&catid=202&artid=13371
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:45]ـ
ترفع .. للفائدة.
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 09:23]ـ
[ COLOR="Navy"][SIZE="5"]
( سارسين saracens سرسري: أصلها اللغوي مشكوك فيه، وربما كانت من الفعل سرق، وتعني كلمة السارسين: اللصوص، والسراقين، والنهابين)
غريب! لكن لا غرابة ...
وهذه العبارة ثبت استعمالها قبل ظهور الإسلام.
واللغويون يرجعونها إلى عبارة "شرقيين" العربية ( oriental)؛ أو " sarakenoi" اليونانية التي تحوّلت إلى " Sarraceni" نسبة إلى "سارة".
وحتى في العصور الوسيطة: كانت تطلَق على غير المسيحيين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.(/)
[مؤسسة راند تطالب الحكومة الأمريكية بدعم الأحباش] عبد الرحمن دمشقية
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 09:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مقالات الشيخ عبد الرحمن دمشقية -حفظه الله-
كشفت مؤسسة راند الأمريكية لغزا مهما حول دعم الأحباش ومصادر تمويلهم وذلك من خلال هذا الكتاب الذي نسج غزل السياسة الأمريكية كما في هذا الكتاب (العالم الإسلامي بعد سنة حادثة سبتمبر11/ 9)
وقد بقيت مسألة دعم الأحباش وقيام مؤسساتهم التعليمية لغزا يصعب حله. ولم يقتنع احد بزعم الأحباش أن مصادر تمويلهم من أساور وخواتم الذهب التي تلقيها نساؤهم.
فإن ملايين الدورلات التي جعلتهم يشيدون القلاع الضخمة لمدارسهم ومراكزهم في العالم فجأة يصعب معها الاقتناع أن يكون مصدرها بضعة خواتم وأساور. اللهم إلا أن تكون هذه الأساور من الماس النادر المتناسل المتكاثر كتناسل وتكاثر الأولاد.
فما سر نشأة فرقة الأحباش؟
ومن وراء تمويلهم؟
كيف انتشروا في كل أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا والدانمارك وألمانيا بهذه القوة التي تتطلب مئات الملايين من الدولارات بينما نحن نعلم تمام العلم أن أفراد هذه الفرقة المؤسسون لها معروفون بفقرهم عادة وقد ازداد فقرهم لا سيما في ظروف الحرب اللبنانية؟
بعد سنوات من التقصي عن السر وراء نشر هذه الفرقة فرقة الأحباش. وبعد التساؤلات المحيرة عن الجهة التي تقف وراء تمويل هذه الفرقة بالأموال الكبيرة بينما نشأت فجأة في وسط الحرب الأهلية اللبنانية التي أنهكت لبنان وتسبب في الفقر المدقع والدمار المفجع.
يأتي تقرير (مؤسسة راند الأمريكية) ليكشف السر ويحل اللغز.
فمن هي مؤسسة راند وما أهدافها؟
لنتعرف على هذه المؤسسة التي تعتبر أعظم مستشار ومرجع للحكومة الأمريكية في سياستها ضد العالم الإسلامي.
تعتبر مؤسسة (راند) منتجة القرارات الأمريكية كما وصفتها شبكة النبأ المعلوماتية وإحدى المؤسسات الفكرية المؤثرة بشكل كبير على المؤسسة الحاكمة في أميركا.
وهى تدعم توجهات التيار اليميني الصهيوني المتشدد في وزارة الدفاع وتتولى الوزارة دعم كثير من مشروعاتها وتمويلها، وهو أمر مهم في معرفة السر وراء تمويل فرقة الأحباش. فإن مؤسسة راند أوصت الحكومة المريكية بدعم هذه الفرقة ومن هنا نجد سر التمويل الحبشي.
كما ترتبط مؤسسة راند بعلاقات ومشروعات بحثية مع وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالى وتصب كثير من الدراسات والبحوث الصادرة عن هذه المؤسسة في خانة أنصار مواجهة الإسلام والمسلمين. كما أنها ساهمت مؤسسة راند في رسم خطة الحرب الأخيرة على ما تسمية أميركا الإرهاب.
وفرع المؤسسة في قطر تعمل فيه الباحثة شيريل بيرنارد زوجة مهندس الحرب على أفغانستان (زلماى خليل زاده) وهى التي قامت بكتابة مشروع الإسلام الديموقراطي. وهو ما عُرف لاحقاً باسم تقرير راند.
ويعتبر فرع راند في المنطقة العربية بقطر مركزاً مهماً للمساهمة في إعادة تشكيل المنطقة وفق الرؤية التي تطرحها الإدارة الأميركية.
أنظر الروابط التالية في التعريف بهذه المؤسسة الخطيرة:
http://www.annabaa.org/nbanews/53/028.htm
http://www.islam ... .net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=139138
http://www.7eati.com/vb/showthread.php?t=9412
ومن أهم أهدافها دعم رموز ما يسمونه بالاعتدال ضد التطرف في العالم الاسلامي. ومن هنا لاحظنا محاولة الأحباش تعميم وصف أنفسهم بخط الاعتدال الهادف إلى إقامة الحرب على التطرف.
وضابط الاعتدال عند مؤسسة راند هو العداء للاسلام. فكلما قوي عداء هذه الفرق للاسلام من داخل الاسلام كلما كلما زاد اعتقاد اعتدالهم.
تؤكد الدراسة التي أعدتها مؤسسة راند أنّ الحرب مع العالم الإسلامي هي حرب أفكار، فيأتي في المقدمة: "أنّ الحرب التي تدور رحاها في كثير من مناطق العالم الإسلامي هي حرب الأفكار، وستُحدّد نتائجها الاتجاه المستقبلي للعالم الإسلامي".
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحرب هي حرب أفكار، والإسلام المعتدل المطلوب هو إسلام بمواصفات أمريكية، وإذا كانت البروستوريكا خطوة لتطويع الاتحاد السوفيتي بما يخدم المصلحة الأمريكية، فإن "بناء شبكات مسلمة معتدلة" هو الخطوة إلى "المساعدة في إعادة بناء الديانة الإسلامية من جديد"، كما صرح بذلك تقرير "راند" الصادر في عام 2004 بعنوان: "الإسلام الديمقراطي المدني، الشركاء والمصادر والاستراتيجيات".
ولكن: هل تحقق هدف مؤسسة راند حول الأحباش؟
بالطبع لا. فإن هؤلاء ساسة لا يعرفون النمط السلبي لهذه الفرقة التي نشأت على التعصب والوسوسة والتقليد الأعمى. ولكن خفي عليهم أن هذه الفرقة لم تلق قبولا في أوساط الناس، فإن وسوستهم وعماهم لم يخف على أبسط الناس وأجهلهم فلذلك حاولوا بسط نفوذهم عن طريق المخابرات ومنظمة الصاعقة السورية فلم يفلحوا ثم دخلوا في ثنايا المؤسسات المخابراتية اللبنانية بينما هم يرددون كلمة الاعتدال والتحذير من التطرف حتى فضحهم الله تعالى وكشف تورطهم مع المخابرات السورية في أبشع جريمة ارتكبت وهي تفجير موكب الرئيس الحريري.
هذا وتدعو مؤسسة (راند) إلى دعم مشايخ الدعوة إلى العصرنة والموضة كوجه جديد للإسلام. وهذا ما كان يصرح به نزار الحلبي وهو لبس المرأة للبنطلون الضيق جمعا بين الاسلام وبين الموضة الحديثة. وإلى دعم مشايخ العصرنة الذين ينسون الناس مجدهم وتاريخهم القديم.
بل وتدعو المؤسسة إلى دعم التصوف ورموزه واعتبار الإسلام المطلوب هو إسلام التعلق بالقبور والتضرع إليها لكشف الضر وجلب النفع.
وبهذا تصير هذه المؤسسة ذات أهمية كبرى لاعتمادها علي معلومات دقيقة ووجود فرع نشط للمؤسسة بالمنطقة العربية إلي جانب ارتباطها بعلاقات ومشروعات بحثية مع وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وكذا مساندة بعض المراكز الفكرية اليمينية لمثل هذه الدراسات، تساعد الإدارة الأمريكية في المنطقة على خروجها من المأزق الحالي وهو الفشل العسكري في المنطقة.
ومدير المركز هو " دافيد آرون" الذي كان يشغل منصب نائب مستشار الأمن القومي للرئيس جيمي كارتر، والذي سبق أن عمل كمبعوث من قبل البيت الأبيض إلي أجزاء متعددة في العالم. كما يعمل كل من: " بول بريمر" القائد السابق لقوات التحالف المؤقتة في العراق.
" وهي أحد أقوى مراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية، والتي أُسست في عام 1948 كمؤسسة تابعة لسلاح الجو الأمريكي، غير أنها ومنذ ذلك الحين تصدر تقاريرها ودراساتها لصالح وزارة الدفاع الأمريكية، كما أنّ الإدارات الأمريكية المختلفة لا تجد غضاضةً في الأخذ بتوصياتها، حيث تتميز تقاريرها بأنها تلقى اهتمامًا لدى المؤسسة الأمريكية.
يزيد من أهمية هذه الدراسة أنّ المُشرف على إعدادها "أنجيل سبارا" سبق له العمل بوزارتَيْ الخارجية والدفاع الأمريكية، بينما أحد الباحثين الأربعة "شيرلي برنارد" كانت قد أعدت تقريرا سابقا عن الإسلام صدر في عام 2004، وهي زوجة "زلماي خليل زاده" الذي يشغل منصب المساعد الخاص للرئيس "بوش"، وأحد المقرّبين منه، وواحد من وجوه المحافظين الجدد الذي بات من المتوقع أن تراه في أية قضية متعلقة بالمسلمين، حيث ظهر أولاً في أفغانستان، ثم ظهر في العراق، وفي الأيام الماضية توجّه إلى إقليم كوسوفا المسلم".
(مأخوذ من الشبكة الاسلامية http://www.islam ... .net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=139138
تسعى هذه المؤسسة (مؤسسة راند) إلى إحداث تغييرات في صميم العقيدة الإسلامية وجعل الإسلام ومسجده وكتابه راضخين تحت السيادة الأمريكية بل وجعل الإسلام إسلاما أمريكيا عن طريق تبديله وتحريفه وإنشاء أعداء للإسلام في داخله لتدمير العقيدة الإسلامية باسم الإسلام ضمن ما تسميه المؤسسة بتنشئة رموز الاعتدال في مواجهة التطرف.
وقد وضعت هذه المؤسسة ذات الأهداف الخبيثة تصوراتها واقتراحاتها الخطيرة وقدمتها إلى الحكومة الأمريكية بغية إفساد الإسلام من الداخل بما يوفر على أمريكا خسائر وأعباء التغيير العسكري.
ويعني ذلك بالمختصر: بناء شبكات وأنظمة تقوم على النفاق والزندقة لضرب الإسلام من الداخل.
(يُتْبَعُ)
(/)
يؤكد التقرير الذي يحمل عنوان بناء شبكات مسلمة معتدلة ويقع في 217 صفحة من القطع المتوسط , أن الصراع القادم , ليس صراعا عسكريا أو أمنيا بل صراع فكري .. له أدوات وأسلحة جديدة!
يبدأ الفصل الأول بمقدمة تمهيدية يصف فيها واقع العالم الإسلامي من ناحية دور المسجد في المعارضة السياسية وعدم تمكن التيار العلماني من استخدام هذا المنبر من أجل التعريف ببرامجه، ويؤكد أن احتواء المد الإسلامي لايكون إلا بإدارة صراع فكري يقوم علي ايجاد فريق من أعداء التيار الإسلامي داخل العالم الإسلامي ليقوم بهذه المهمة!
والهدف الأهم والأخطر في تقرير هذه المؤسسة يأتي في الفصل الخامس والذي يحوي خريطة لبناء شبكات مسلمة (معتدلة!!) تكون في الحقيقة العدو الأول للإسلام وتحمل معاول لهدم الإسلام بالرغم من ادعائها الإسلام.
ولا شك أن الأحباش هم الفائز الأول المتميز بهذه الصفة.
فإنهم لا يعنيهم أي عداء للأمة الإسلامية.
لم يظهر أي رد فعل من الأحباش ضد ما يجري من مواقف العداء.
فلم نسمع منهم كلمة واحدة ضد ما جرى في الدانمارك ولا ضد تصريحات البابا.
ولم يسمع أهل السنة في لبنان أي موقف استنكار لما يفعله الرافضة في لبنان. وكأنهم غير معنيين بهذه المواقف أبدا.
ولم يتحرك لهم قلم فيما يتعلق بمجريات الأحداث في العراق.
ولم نجد منهم موقفا واحدا ضد ما تفعله أمريكا. وكيف يطعنون في امريكا وأمريكا مصدر تمويلهم؟
صمت عجيب من الأحباش يشكك فيهم ويرفع علامات الاستفهام حول العلاقات المريبة بين الأحباش وبين الكيان الرافضي في لبنان.
هذا بالرغم من أنهم قد أهلكوا أنفسهم بإقامة جبهات ضد كل المسلمين وضد كل الجماعات الإسلامية إلا جماعات الرفض كحزب الله وحركة امل خصوصا.
ولذك أوصت هذه المؤسسة الحكومة الأمريكية بالعناية بفرقة الأحباش ودعمها وقد أسمتها باسمها تحديدا هكذا:
جمعية المشاريع الخيرية (الأحباش) وكذلك الطرق الصوفية.
ويقول أسامة شحادة في مقالته بعنوان زمارون جدد ما نصه:
«ويعود مركز راند من جديد للبحث عن "زمارين جدد"، لتمرير السياسات والمخططات الأمريكية، ويرشح لذلك التيار الصوفي وجماعة الأحباش ومجموعات الإسلام المدني والعلماني والليبرالي!!!.
ويورد التقرير أن هدف دعم هذه التيارات هو الوقوف في وجه التيار السلفي وحركات الإسلام السياسي، والتي تسيطر على الشارع الإسلامي، ولا تقبل بالثقافة العلمانية ولا السياسات الغربية المنحازة لمصالحها ومصالح إسرائيل».
راجع رابط المقال:
http://qawim.net/index.php?option=com_*******&task=view&id=1438&Itemid=57
وكذلك:
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?status=newsonliness&aid=447
ويمكنك الرجوع إلى نص كلام مؤسسة راند في تقريرها حول الأحباش في هذا الموقع:
1. Building Moderate Muslim Networks [new window][preview][close preview][clusters]
Excerpt:... moderate; for instance, the Jam’iyyat al- Mashari’ al-Khayriyya al-Islamiyya Ahbash [Society of Islamic Philanthropic Projects] of Lebanon emphasizes moderation and tolerance andopposes ...
www.rand.org/pubs/monographs/2007/RAND_MG574.pdf
2. The Muslim World After 9/11 [new window][preview][close preview][clusters]
Excerpt:... a Sufi movement,the Jam’iyyat al-Mashari’ al-Khayriyya al-Islamiyya Ahbash or Society of Islamic Philanthropic Projects, hastaken the ideological offensive against radical ... Mawdudi, and FathiYakan of Lebanon’s al-Jama’a al-Islamiyya. The Ahbash ideology emphasizes moderation and toleration, along with opposition to political activism and ...
www.rand.org/pubs/monographs/2004/RAND_MG246.pdf
وهذا هو الرابط:
http://vivisimo.rand.org/vivisimo/cgi-bin/query-****?input-form=simple&v%3Asources=All&query=AHBASH
وقد أثنت مؤسسة راند الأمريكية على الأحباش لتصديهم للحركات السياسية الاسلامية. ولأنها تواجه أفكارا مثل فكر فتحي يكن والمودودي وسائر الحركات السياسية.
وهذا ما يفعله الأحباش تماما غير عابئين أبدا بالهجوم السياسي على الاسلام وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبعد أن أشار معدو التقرير إلي استراتيجية التعامل مع العالم الإسلامي من خلال ما تم في الحرب الباردة , وتأكيد أن أعداء التيار الإسلامي هم الذين يحاربون المد الإسلامي!
جاءت الاستراتيجية في هذا الفصل لتحدد من هم المحاربون الجدد فصاغت مصطلحا جديدا , سوف يلوح في الأفق قريبا , بعد أن حررته .. أي حددت معناه.
ويقول الدكتور فهمي هويدي في مقالته بعنوان (حملة تفكيك الإسلام في أمريكا:
«وتأتي مقالة أخرى يكتبها يكتبها دانيال بايبس والتي نشرتها «ذي نيويورك صن» وهي مقالة ذات أهمية خاصة، لأنها تكشف عن جهود الاحتشاد المبذولة للتبشير «بالإسلام الأمريكي» من خلال تفكيك الإسلام، عبر استخدام اسماء تنتسب إلى الدين، وتنشط في المجال الأكاديمي أو في أوساط المنظمات الأهلية، وقد أورد قائمة باسماء الأشخاص والمنظمات، التي برزت في الساحة مؤخراً.
ومن استعراض تلك الاسماء يلاحظ المرء أنها تضم خليطاً من غلاة العلمانيين المسلمين، وغلاة ممثلي الفرق والمجموعات المشتبكة مع الإسلام الوسطي (الشيعة ـ الصوفية ـ الأحمدية ـ الأحباش).
أنظر الرابط:
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39777
قلت: ولا تعجب بعد هذا تلك الحملة الفاشلة التي قام بها الأحباش في تحويل القبلة من جهتها المعرفة إلى جهة أخرى تسببت في فتنة كبيرة وكان لها الفضل بحمد الله في تنفير الناس منهم وانزوائهم عنهم بعد صارت صلاتهم نحو جهة أخرى لعلها تكون أقرب إلى الكرملين منها إلى مكة.
كل هذا يكشف الغباء الأمريكي في التعامل مع العالم الإسلامي والذي يخطط له زمرة من الحاقدين المأجورين بدعم من التوجه اليميني المتشدد المتصهين في البيت الأبيض الأمريكي.
في نهاية المطاف أود أن أتوجه بالخطاب إلى مؤسسة راند الأمريكية:
بكل فخر أقول:
لقد سلطني الله على هذه الفرقة فأفشل مشروعكم وبقيت هذه الفرقة بكل ما أوتيت من قوة مادية ودعم مخابراتي معنوي وحماية رافضية: بقيت متقوقعة على نفسها، لفظها الناس وكرهوها ولم يغتروا بصيحات الاعتدال الزائفة التي أطلقتها فرقة الأحباش من حين لآخر.
وبعد هذا لا تصدقوا ما يقوله الأحباش عن مخالفيهم بأنهم يتقاضون ملايين الدولارات. فإن وصاية مؤسسة راند الأمريكية بالأحباش تجعلهم هم أنفسهم موضع هذه التهمة، وكما يقول القائل (رمتني بدائها وانسلت).
وكان نشر الكتاب حول التخطيط للسياسة الأمريكية يعتبر إما غباء سياسيا أو مجاهرة بالمكر مع عدم المبالاة. وفي كلا الأمرين كان فيه خير لنا إذ كشف لنا أن أمريكا هي الممول الرئيسي لجماعة الأحباش.
لقد صار أمر تمويل هذه الفرقة الضالة القائمة على مصالح أمريكا مكشوفا وغير خاف على أحد.
والحمد لله أن ما ظهرت به هذه الفرقة من الوسوسة والغطرسة في السلوك حال بينها وبين اغترار الناس بها. حبذا لو فهمت المؤسسة هذه الحقيقة لعلها تنفق أموالها في المرة المقبلة على فرقة لا تظهر فيها صفات الوسوسة والغطرسة وحتى لا يكون إنفاقها هباء منثورا.
ولكن أود تذكير مؤسسة راند بهذه الآية القرآنية:
) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ 36 لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ((الأنفال37).
رابط المقال: http://www.dimashqiah.com/articles.aspx?id=21&page_id=0&page_size=5&links=False
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 09:07]ـ
للرفع بمناسبة نفوق الضال الحبشي عليه من الله ما يستحق.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 08:00]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بجهود الشيخ دمشقية(/)
حمل شرح الأصول الثلاثة للشيخ حسن عبد الستير النعماني
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 04:14]ـ
الدرس الأول
الرابط: http://ia360937.us.archive.org/1/items/asolel3/1.mp3
الدرس الثاني
الرابط: http://ia360942.us.archive.org/2/items/osoool3/2.mp3
الرس الثالث
http://ia311320.us.archive.org/2/items/oosol3/3.mp3
الرس الرابع
http://ia311320.us.archive.org/2/items/oosol3/4.mp3
الخامس
http://ia311320.us.archive.org/2/items/oosol3/5.mp3
السادس
http://ia311320.us.archive.org/2/items/oosol3/6.mp3
السابع
http://ia311320.us.archive.org/2/items/oosol3/7.mp3
درس الثامن
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/8-a.mp3
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/8-b.mp3
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/8-c.mp3
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/8-d.mp3
التاسع
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/9.mp3
العاشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/10.mp3
الحادي عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/11.mp3
الثاني عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/12.mp3
الثالث عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/13.mp3
الرابع عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/14.mp3
الخامس عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/15.mp3
السادس عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/16.mp3
السابع عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/17.mp3
الثامن عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/18.mp3
التاسع عشر
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/19.mp3
العشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/20.mp3
الحادي والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/21.mp3
الثاني والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/22.mp3
الثالث والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/23.mp3
الرابع والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/24.mp3
الخامس والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/25.mp3
السادس والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/26.mp3
السابع والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/27.mp3
الثامن والعشرون
http://ia360933.us.archive.org/3/items/ossooll3/28.mp3
إخواني بهذا قد تم رفع شرح الأصول الثلاثة إلى آخرها(/)
من آداب المعلمين والمتعلمين ... !!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 04:42]ـ
من آداب المعلمين والمتعلمين ...
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
إخلاص النية:
يتعين على أهل العلم من المتعلمين والمعلمين أن يجعلوا أساس أمرهم الذي يبنون عليه حركاتهم وسكناتهم الإخلاص الكامل والتقرب إلى الله تعالي بهذه العبادة التى هي أجل العبادات وأكملها وأنفعها وأعمها نفعاً ويتفقدوا هذا الأصل النافع في كل دقيقٍ من أمورهم وجليل، فإن درسوا، أو بحثوا أو ناظروا أو سمعوا أو استمعوا، أو كتبوا أو حفظوا، أو كرروا دروسهم الخاصة، أو راجعوا عليها أو على غيرها الكتب الأخرى، أو جلسوا مجلس علم، أو نقلوا أقدامهم لمجالس العلم، أو اشتروا كتاباً، أو ما يعين على العلم، كان الإخلاص لله، واحتساب أجره وثوابه ملازماً لهم، ليصير اشتغالهم كله قوة وطاعة، وسيراً إلى الله وإلى كرامته، وليتحققوا بقوله ص: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة)) أخرجه مسلم (4/ 2074) عن أبي هريرة.
فكل طريق حسي أو معنوي يسلكه أهل العلم يعين على العلم أو يحصله، فإنه داخل في هذا.
طريقة الطلب:
ثم بعد هذا يتعين البداءة بالأهم فالأهم من العلوم الشرعية، وما يعين عليها من علوم العربية. وتفصيل هذه الجملة كثير معروف يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص.
وينبغي أن يسلك أقرب طريق يوصل إلى المقصود الذي يطلبه.
وأن ينتقي من مصنفات الفن الذي يشتغل فيه أحسنها وأوضحها، وأكثرها فائدة، ويجعل جل همه واشتغاله بذلك الكتاب حفاظاً عند الإمكان أو دراسة تكرير بحيث تصير معانيه معقولة في ذهنه محفوظة، ثم لا يزال يكرر ما مر عليه ويعيده.
ما ينبغي علي العالم لتلميذه:
وعلي المعلم أن ينظر إلى ذهب المتعلم، وقوة استعداده أو ضعفه، فلا يدعه يشتغل بكتاب لا يناسب حاله، فإن هذا من عدم النصح، فإن القليل الذي يفهمه ويعقله خير من الكثير الذي هو عرضة لعدم الفهم وللنسيان.
وكذلك يلقي عليه من التوضيح والتقرير لدرسه بقدر ما يتسع فهمه لإدراكه، ولا يخلط المسائل بعضها ببعض.
وينبغي أن لا ينتقل من نوع من أنواع المسائل إلى نوع أخر حتى يتصور، ويحقق السابق، فإنه درك للسابق وبه يتوفر الفهم على اللاحق.
فأما إذا أدخل المسائل والأنواع بعضها ببعض قبل فهم المتعلم، فإنه سبب لإضاعة الأول، وعدم فهم اللاحق، ثم تتزاحم المسائل التي لم يحققها على ذهنه فيملها، ويضيق عطنه عن العود إليها، فلا ينبغي أن يهمل هذا الأمر.
وعلي المعلم النصح للمتعلم بكل ما يقدر عليه من التعليم، والصبر على عدم إدراكه، وعلى عدم أدبه، وجفائه، مع شدة حرصه وملاحظته لكل ما يقومه ويهذبه ويحسن أدبه.
لأن المتعلم له حق علي المعلم، حيث أقبل على الاشتغال بالعلم الذي ينفعه وينفع الناس، وحيث توجه للمعلم دون غيره، وحيث ما كان يحمله من العلم عن المعلم هو عين بضاعة المعلم، فيحفظها وينميها، ويتطلب بها المكاسب الرابحة، فهو الولد الحقيقي للمعلم الوارث له، قال تعالى:
(فهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً (5) رِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) (مريم: الآية6)
والمراد: وراثة العلم والحكمة.
فالمعلم مأجور على نفس تعليمه، سواء أفهم المتعلم أو لم يفهم، فإذا فهم ما علمه، وانتفع به بنفسه، ونفع غيره، كان أجراً جارياً للمعلم ما دام ذلك النفع متسلسلاً متصلاً. وهذه تجارة بمثلها يتنافس المتنافسون.
فعلى المعلم أن يسعى سعياً شديداً في إيجاد هذه التجارة وتنميتها، فهي من عمله، وآثار عمله.
قال تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) (يّس: من الآية12)
فما قدموا: ما باشروا عمله، وآثارهم: ما ترتب على أعمالهم من المصالح والمنافع، أو ضدها في حياتهم وبعد مماتهم.
وينبغي أن يرغب المتعلم بكل طريق، وينشطه ولا يمله بإشغاله بما يعسر على فهمه من أنواع العلم ومفرداته.
آداب الطالب:
وعلى المعلم أن يوقر معلمه، ويتأدب معه غاية ما يقدر عليه، لما له من الحق العام والخاص.
حق العالم العام:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما العام: فإن معلم الخير قد استعد لنفع الخلق بتعليمه وفتواه، فحقه على الناس حق المحسنين، ولا إحسان أعظم وأنفع من إحسان من يرشد الناس لأمر دينهم ويعلمهم ما جهلوا، وينبههم لما عنه غفلوا، ويحصل من الخير وانقماع الشر، ونشر الدين والمعارف النافعة ما هو من أنفع شيء للموحدين، ولمن أتى من بعدهم من ذريتهم وغيرهم، فلولا العلم كان الناس كالبهائم في ظلمة يتخبطون فهو النور الذي يهتدي به في الظلمات، والحياة للقلوب والأرواح والدين والدنيا، والبلد الذي ليس فيه ما يبين للناس أمور دينهم ويرشدهم لما ينتابهم مما هم في غاية الضرورة إليه، فقد أهله من ضروراتهم ومصالحهم ما يضر فقده بدينهم ودنياهم.
فمن كان هذا إحسانه، وأثره علي الخلق كيف لا يجب على كل مسلم محبته وتوقيره، والقيام بحقوقه؟!
حق العالم الخاص:
أما حقه الخاص على المتعلم، فلما بذله من تعليمه، الحرص علي ما يرشده ويوصله إلى أعلى الدرجات، فليس نفع الآباء والأمهات نظيراً لنفع المعلمين المربيين للناس بصغار العلم قبل كباره، الباذلين نفائس أوقاتهم، وصفوة أفكارهم في تفهيم المسترشدين بكل طريق ووسيلة يقدرون عليها.
وإذا كان من أحسن إلي الإنسان بهديةٍ مالية ينتفع بها ثم تزول وتذهب له حق كبير على المحسن إليه، فما الظن بهدايا العلم النافع الكثيرة المتنوعة الباقي نفعها ما دام حياً وبعد مماته، المتسلسل بحسب حال تلك الهدايا، فحينئذ يعرف أن له ممن الحق والتوقير وحسن الأدب والوقوف مع إشارته، وعدم الخروج عما أشار إليه مما ينفعه من الأمور التي قد جربها وهو أعرف بها منه من كيفيات التعليم ونحوها ما ليس لغيره.
احترام العالم:
وليجلس بين يديه متأدباً، ويظهر غاية حاجته إلى علمه،ويدعوا له حاضراً وغائباً، وإذا أتحفه بفائدة أو توضيح لمشكل، فلا يظهر أنه قد عرفه قبله، وإن كان عارفاً له، بل يصغي غليه إصغاء المتطلب المتطلب بشدة إلى الفائدة. هذا فيما يعرفه، فكيف بما لم يعرفه، ولهذا كان هذا الأدب مستحسناً مع كل أحد في العلوم والمخاطبات في الأمور الدينية والدنيوية.
العمل إذا أخطأ المعلم:
وإذا أخطأ المعلم في شيء فلينبهه برفق ولطف بحسب المقام، ولا يقول له: أخطأت، أو ليس الأمر كما تقول، بل يأتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأه من دون أن يتشوش قلبه، فإن هذا من الحقوق اللازمة وهو أدعى إلى الوصول إلى الصواب، فإن الرد الذي يصحبه سوء الأدب وإزعاج القلب يمنع من تصور الصواب ومن قصده.
الرجوع عن الخطأ:
وكما أن هذا لازم على المتعلم، فعلي المعلم إذا أخطأ أن يرجع إلى الحق، ولا يمنعه قول قاله ثم رأى الصواب في خلافه من مراجعة الحق والرجوع إليه، فإن هذا علامة الإنصاف والتواضع للحق فالواجب اتباع الصواب، سواء جاء علي يد الصغير أو الكبير.
ومن نعمة الله علي المعلم أن يجد من تلاميذه من ينبهه على خطئه، ويرشده إلى الصواب، ليزول استمراره على جهله فهذا يحتاج إلى شكر الله تعالى، ثم على شكر من أجري الله الهدى على يديه متعلماً كان أو غيره.
قول العالم: الله أعلم فيما لا يعلم:
ومن أعظم ما يجب علي المعلمين أن يقولوا لما لا يعلمونه: الله أعلم، وليس هذا بناقص لأقدارهم، بل هذا مما يزيد قدرهم، ويستدل به على كمال دينهم،وتحريهم للصواب.
فوائد التوقف عما لا يعلم:
وفي توقفه عما لا يعلم فوائد كثيرة.
منها: أن هذا هو الواجب عليه.
ومنها أنها إذا توقف وقال: الله أعلم فما أسرع ما يأتيه علم ذلك من مراجعته غيره فإن المتعلم إذا رأي معلمه قد توقف جد واجتهد في تحصيل علمها، والتحاف المعلم بها، فما أحسن هذا الأثر.
ومنها أنه إذا توقف فيما لا يعرف، كان دليلاً على ثقته وأمانته وإتقانه فيما يجزم به المسائل، كما أن من عرف منه الإقدام على الكلام فيما لا يعلم كان ذلك داعياً للريب في كل ما يتكلم به، حتى في الأمر الواضحة.
ومنها: أن المعلم إذا رأي منه المتعلمون التوقف فيما لا يعلم كان ذلك تعليماً لهم وإرشاداً لهذه الطريقة الحسنة، والإقتداء بالأحوال والأعمال ابلغ من الإقتداء بالأقوال.
المناظرة بين المتعلمين:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يعين على هذا المطلوب أنه يفتح المعلم للمتعلمين باب المناظرة في المسائل والاحتجاج، وأن يكون القصد واحداً، وهو إتباع ما رجحته الأدلة، فإنه إذا جعل هذا الأمر نصب عينيه وأعينهم تنورت الأفكار وعرفت المآخذ والبراهين، واتبعت الحقائق وكان القصد الأصلي معرفة الحق وإتباعه.
ذم التعصب:
فالحذر الحذر من التعصب للأقوال والقائلين، وهو أن يجعل القصد من المناظرة والمباحثة نصر القول الذي قاله، أو قاله من يعظمه، فإن التعصب مذهب للإخلاص، مزيل لبهجة العلم، معم للحقائق، فاتح باب الحقد والخصام الضار،كما أن الإنصاف هو زينة العلم وعنوان الإخلاص والنصح والفلاح.
التحذير من طلب العلم للدنيا:
ثم الحذر الحذر من طلب العلم للأغراض الفاسدة والمقاصد السيئة من المباهاة، والمماراة، والرياء،والسمعة، وأن يجعله وسيلة للأمور الدنيوية والرياسة، فليست هذه حال أهل العلم الذين هم أهله في الحقيقة ومن طلب العلم أو استعمله في أغراضه السيئة فليس له في الآخرة من خلاق.
العمل بالعلم:
ومن أعظم ما يتعين على أهل العلم الاتصاف بما يدعوا إليه العلم من الأخلاق، والأعمال، والتعليم، فهو أحق الناس بالاتصاف بالأخلاق الجميلة، والتخلي من كل خلق رزيل،وهم أولى الناس بالقيام بالواجبات الظاهرة والباطنة وترك المحرمات لما تميزوا به من العلم والمعارف التي لم تحصل لغيرهم،ولأنهم قدوة للناس،والناس مجبولون على الإقتداء بعلمائهم شاءوا أم أبوا في كثير من أمورهم، ولأنهم يتطرق إليهم من الاعتراضات والقوادح عندما يتركون ما يدعوا إليه العلم أعظم مما يتطرق على غيرهم.
وأيضاً فكان السلف يستعينون بالعمل بالعلم علي العلم فإن عمل به استقر ودام ونما وكثرت بركته،وإن ترك العمل به ذهب أو عدمت بركته، فروح العلم وحياته وقيامه إنما هو بالقيام به عملاً وتخلقاً، وتعليماً ونصحاً ولا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم.
طريقة التعليم:
وينبغي سلوك الطريق النافع عند البحث تعلماً وتعليماً، فإذا شرع المعلم في مسألة وضحها، وأوصلها إلي أفهام المتعلمين بكل ما يقدر عليه من التعبير، وضرب الأمثال، والتصوير والتحرير.
ثم لا ينتقل منها إلى غيرها قبل تفهيمها للمتعلمين، ولا يدع المتعلمين يخرجون من الموضوع الذي لم يتم تعليمه وتقريره إلى موضوع آخر حتى يحكموه ويفهموه، فإن الخروج من الموضوع إلى غيره قبل الانتهاء منه يحرم الفائدة كما تقدم.
تعاهد محفوظات المتعلمين:
وينبغي تعاهد محفوظات المتعلمين ومعلوماتهم بالإعادة والامتحان، والحث علي المذاكرة والمراجعة،وتكرار الدرس فإن التعلم بمنزلة الغرس للأشجار، الدرس والمذاكرة والإعادة بمثابة السقي لها وإزالة الأشياء الضارة عنها، لتنموا وتزداد على الدوام.
أدب الزمالة:
وكما أن على المعلم توقير معلمه، والأدب معه، فكذلك أقرانه، والمتعلمون معه عليه من مراعاة حقوقهم، والأدب معهم أعظم من حقوق الأصحاب بعضهم على بعض فالصحبة في طلب العلم تجمع حقوقاً كثيرة، لان لهم حق الأخوة والصحبة، وحقوق الانتماء إلى معلمهم وأنهم بمنزلة أولاده، وحقاً لنفع بعضهم بعضاً
ولهذا ينبغي أن لا يدع ممكنناً من نفع من يقدر علي نفعه منه بتعليمه ما يجهل، والبحث معه للتعاون على الخير وإرشاده لما فيه نفعه.
وينبغي أن يكون اجتماعهم في كل وقت غنيمة يتعلم فيها القاصر ممن هو اعلي منه ويعلم العارف غير العارف ويتطارحون من المسائل النافعة وليجعلوا همهم معقوداً علي ما هم بصدده.
مضار الاشتغال بالناس:
وليحذر من الاشتغال بالناس، والتفتيش عن أحوالهم، والعيب لهم، فإن ذلك إثم حاضر، والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم، ولأن غيرهم يقتدى بهم، ومن كان طبعه الشر من غيرهم جعلهم حجة له، ولأن الانشغال بالناس يضيع المصالح النافعة، والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره.
القناعة باليسير:
واعلم أن القناعة باليسير والاقتصاد في أمر المعيشة مطلوب من كل أحد، ولا سيما المشتغلون بالعلم، فإنه كالمتعين عليهم، لأن العلم وظيفة العمل كله أو معظمه، فمتى زاحمته الأشغال الدنيوية والضروريات حصل النقص بحسب ذلك، والاقتصاد والقناعة من أكبر العوامل لحصر الأشغال الدنيوية، وإقبال المتعلم على ما هو بصدده.
بث العلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن آداب العالم والمتعلم النصح وبث العلوم النافعة بحسب الإمكان حتى ولو تعلم الإنسان مسألة واحدة، ثم بثها كان من بركة علمه، ولأن ثمرات العلم أن يأخذه الناس عنك فمن شح بعلمه، مات علمه بموته وربما نسيه وهو حي، كما أن من بث علمه كان حياة ثانية، وحفظاً لما علمه، وجازاه الله من جنس عمله
تأليف القلوب:
ومن أهم ما يتعين على أهل العلم معلمين أو متعلمين، السعي في جمع كلمتهم، وتأليف القلوب على ذلك وحسم أسباب الشر والعداوة والبغضاء بينهم وأن يجعلوا هذا الأمر نصب أعينهم، ويسعون له بكل طريق، لأن المطلوب واحد والقصد واحد، والمصلحة مشتركة فيحققوا هذا الأمر بمحبة كل من كان من أهل العلم، ومن له قدم فيه واشتغال أو نفع، ولا يدعون الأغراض الضارة تملكهم وتمنعهم من هذا المقصود الجليل، فيحب بعضهم بعضاً ويذب بعضهم عن بعض، ويبذلون النصيحة لمن رأوه منحرفاً عن الآخر، ويبرهنون على أن النزاع في الأمور الجزئية التي تدعوا إلى ضد المحبة والاتلاف لا تقدم على الأمور الكلية التي فيها جمع الكلمة.
ولا يدعون أعداء العلم من العوام وغيرهم يتمكنون من إفساد ذات بينهم، وتفريق كلمتهم.
من فوائد الائتلاف
فإن في تحقيق هذا المقصد الجليل والقيام به من المنافع ما لا يعد ولا يحصى، ولو لم يكن فيه إلا أن هذا هو الدين الذى حث عليه الشارع بكل طريق وأعظم من يلزم القيام به أهله، وأنه من أعظم الأدلة علي الإخلاص والتضحية اللذين هما روح الدين، وقطب دائرته، وأن بهذا الأمر يتصف العلبد أن يكون من أهل العلم الذين هم أهله الذين ورد في الكتاب والسنة في مدحهم والثناء عليهم ما لا يتسع هذا الموضع لذكره.
وفيه أيضاً من تكثير العلم، وتوسعة الوصول إليه، وتنوع طرقه ما هو ظاهر فإن أهل العلم إذا كانت طريقتهم واحدة تمكن أن يتعلم بعضهم من بعض، وأن يعلم بعضهم بعضاً،وإذا كان كل طائفة منهم منزوية عن الأخرى، منحرفة عنها، انقطعت الفائدة وحل محلها ضدها، من حصول البغضاء والتعصب والتفتيش من كل منهما عن عيوب الطائفة الأخرى، وأغلاطها والتوسل به للقدح، وكل هذا مناف للدين والعقل، ولما عليه السلف الصالح حيث يظنه الجاهل من الدين.
فالموفق تجده ناصحاً لله بتوحيده،والقيام بعبوديته ظاهراً وباطناً، وبإخلاص واحتساب، وتكميلاتها بحسب وسعه.وناصحاً لكتاب الله بالإيمان بما أشتمل عليه، والإقبال على تعلمه وتعلم ما يتعلق به ويتفرع عنه من علوم الشريعة.
وناصحاً لرسوله ص بالإيمان بكل ما جاء به من أصول الدين وفروعه، وتقديم محبته على كل محبة بعد محبة الله، وتحقيق متابعته في شرائع الدين الظاهرة والباطنة.
وناصحاً لأئمة المسلمين من ولاتهم وعلمائهم ورؤسائهم في محبة الخير لهم والسعي في إعانتهم عليه قولاً وفعلاً ومحبة اجتماع الرعية على طاعتهم وعدم مخالفتهم الضارة.
وناصحاً لعامة المسلمين، ويحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ويسعى في إيصال النفع إليهم بكل ممكن، ويصدق ظاهره باطنه،وأقواله أفعاله، ويدعوا إلى هذا الأصل العظيم والصراط المستقيم فنسأله تعالى أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب العمل الذي يقربنا إلي حبه، ويهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.
وصلى الله علي محمد وسلم
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 08:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيك بارك الله ...........
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 06:15]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(/)
شرح كتاب الفتوى الحمويّة، لسماحة شيخِنا الحبيب العلامة ابن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 06:57]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شَرحُ كتاب الفَتوى الحمويّة لشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ،
شَرْح
سَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ جِبْرِينٍ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ»
[الدرس الأول]:
http://www.archive.org/download/hamawyah/hamaweeyah01.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 07:15]ـ
[الدرس الثاني]:
http://www.archive.org/download/hamawyah/hamaweeyah02.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 07:18]ـ
[الدرس الثالث]:
http://www.archive.org/download/hamawyah/hamaweeyah03.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 07:20]ـ
[الدرس الرابع]:
http://www.archive.org/download/hamawyah/hamaweeyah04.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 07:25]ـ
[الدرس الخامس]:
http://www.archive.org/download/hamawyah/hamaweeyah05.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 07:28]ـ
[الدرس السادس]:
http://www.archive.org/download/hamawyah/hamaweeyah06.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:52]ـ
أخي الكريم سلمان. هل هناك فكرة لإخراج شروح الشيخ عبدالله بن جبرين في كتب .. ؟(/)
أين أخطأ الشيخ الشريف حاتم العوني (في موضوعه عن الوهابية)؟
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 08:05]ـ
أين أخطأ الشيخ الشريف حاتم العوني؟
قبل حوالي أربع سنوات أبدعَ الشيخُ الشريفُ د. حاتم بن عارف العَوني وأحسنَ أيما إحسانٍ في مقالته المعنونة بـ "الحجاز والتسامح الديني". تلك المقالةُ التي جاءت رداً على ما سوَّدته (مي يماني) داعيةً لحلِّ ما سمَّته مشكلة ضياع هوية الحجاز الدينية، من خلال الدعوة لما دعته (تنوعاً مذهبياً).
في تلك المقالة كان الشيخ حاتم يكتبُ بطريقةٍ علميةٍ منهجيةٍ، ويطالب (مي يماني) بتحديد حقيقة هذا التنوُّع المطلوب و حدوده المقترَحة. كان يقولُ لها: "لكي يكونَ نقاشي لهذا الحلِّ علمياً موضوعياً، وعميقاً بعيداً عن السطحية الصحفية ـ التي تعوَّدنا في العالم الثالث أن نعالج بها الأمور ـ أودُّ أن أفهم المقصودَ من ذلك الحلِّ، أو بصورةٍ أوضح: ما هو التنوُّع الدينيُّ الذي تطالب الكاتبةُ به؟ وتعدُّه الحلَّ الأمثلَ لمنطقة الحجاز؟ وما هي صورة هذا التنوع؟ ومتى سيصل هذا التنوع الحدَّ المرضي عندها؟ ".
كانَ هذا قبل أربع سنواتٍ، واليومَ رأينا الشيخ حاتماً ـ غفر الله له ـ يفارق النقاشَ الموضوعيَّ، ويبتعد عن الطرح العلميِّ العميق، ويلجأ للبحث السطحيِّ الصحفيِّ المعتاد في العالم الثالث. وذلك في إجابته لسؤالٍ عن التكفير الموجود في تاريخ ابن غنام وتاريخ ابن بشر، وعلاقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب به.
أما أن التاريخين تضمنا تكفيراً فذاك واقعٌ معروف.
بل إن التكفير موجودٌ في كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب نفسه.
لكن هل (التكفير) مما يعابُ بإطلاقٍ كما هو شائعٌ في الكتابة الصحفية الرائجة اليوم؟
أو أن الذي يعابُ (الغلو) في التكفير على طريقة الخوارج البدعية؟
ثم التكفير الموجود في كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى أيِّ النوعين ينتمي؟
هنا موضع البحث الذي كان ينبغي تحريره.
لا أحد يستطيع منعَ البحث العلمي، أو يحولُ دون نقد رأي لفلانٍ أو فلانٍ من لدن الصحابة وإلى اليوم. بشرط أن يكون منهجُ النقدِ علمياً يعتمد الحجةَ و البرهان، ولا يلجأ لإرسال الدعاوى مجرَّدةً غير محرَّرة. وبخاصةٍ حين يتعلَّق الأمر بأحدِ رموز أهل السنة والجماعة كالشيخ محمد –رحمه الله-.
ولتوضيح الفرق بين المنهج السَّطحيِّ الشائع في الكتابة الإعلامية، و بين منهج النقد العلميِّ الصادق في نتائجه، دعونا نتأمل الفرق بين هاتين العبارتين:
(محمد بن عبدالوهاب كفَّر أهل البلد الفلاني).
(محمد بن عبدالوهاب كفَّر من يدعو غير الله).
العبارة الأولى إذا جاءت في مقام النقد، فهي مثالٌ للطرح الإعلامي الفارغ الذي يهدف للتهويل والشناعة. وأما العبارة الثانية، فهي عبارة العالم والباحث الذي يفتش عن علة التكفير ليحكم بصحته أو خطئه حسب ميزان الكتاب والسنة.
الشيخ محمد - رحمه الله - كسائر الأئمة من أهل العلم، لم يكن يكفِّر بالتشهي، ولا بناءً على انتماءاتٍ قبليةٍ، أو تقسيماتٍ إقليميةٍ. بل كان كلامه كلُّه يدور مع مسائل التوحيد والشرك. فحيث وجدت علة التكفير بشروطه المعروفة أنزل الحكم الشرعي على مستحقه حسب ما يؤديه إليه اجتهاده.
والجزيرة العربية في ذلك الوقت لم تكن تحت سلطان حاكمٍ واحدٍ، بحيث يتم معالجة الواقع من خلال مطالبته بإزالة مظاهر الشرك. بل كانت ولاياتٍ متفرِّقة، ففي حال ممانعة طائفةٍ ما من قبول ما يدعو له الشيخ من إخلاص التوحيد لله –سبحانه- ونبذ الشرك، فإن الطريق الوحيد المتبقي هو الجهاد.
والذي يريدُ الاعتراضَ العلميَّ على شيءٍ من منهج الشيخِ، إما أن يجادل بالدليل في أصل الحكمِ من جهة التنظير، أو ينازع في تحقُّق مناط الحكم على أرض الواقع. أما التهويل بأن الشيخ كفَّر فلاناً، أو أهل البلدِ الفلاني، أو أن في كلامه تكفيراً للمخالفين، مع الإعراضِ عن النظر في علة هذا التكفير وسببه، فهذا خطاب من يريد الشناعة ولا شيءَ غيرها. ومثلُ هذا يجب ألا ينتظر من الآخرين أن يبحثوا معه بحثاً علمياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
لستُ أعني بكلامي هذا أن الشيخ حاتماً أراد بكلامه مجرَّد الشناعة. لكن مقصودي أنه استخدم خطاباً ليس له، وإنما هو خطاب يشبه خطابَ خصوم الدعوة الإصلاحية من القدماء والمحدثين، الذين ظلوا يردِّدونَ أن الشيخ يكفر مخالفيه ويستبيح دماء المسلمين مع إقرارهم بالشهادتين.
أصحابُ هذا الخطاب لو كانوا في الصَّدر الأول، لرفعوا أصواتهم بأن الصِّديق وسائر الصحابة -رضي الله عنهم- كفَّروا بني حنيفةَ وسفكوا دماءهم، مع أنهم يشهدون ألا إله إلله، وأن محمداً رسول الله! وأن عليَّاً -رضي الله عنه- قتل وحرَّقَ أناساً من أصحابه مقرِّين بالشهادتين. وأن علماءَ الإسلام أفتوا بكفر حكام مصر العبيديين وأوجبوا قتالهم مع أنهم مقرِّون بالشهادتين! ونحو ذلك من الخطابات الإعلامية الفارغة من العلم والتحقيق.
الشيخُ حاتم -رعاه الله- ورد إليه سؤالٌ مجمَلٌ. وصاحبُ السؤال لم يذكر مسألةً معينةً استشكلها من كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، بل كان يسأل عن التكفير الموجود في تاريخين من تواريخ الدعوة الإصلاحية. فجاء الشيخ حاتم ليجاري السائل، وليعطي جواباً مجملاً حمل في طياته تخطئةً للشيخ في تقريرهِ لمسائل التكفير، ثم طالب (أتباع الشيخ!) بكتابة نقدٍ لتلك الأخطاء، التي لم يذكُر منها شيئاً.
ومن الطبعي أن يثير مثلُ هذا الجوابٍ العائم انتقادَ أهل الاختصاصِ الذين يدركونَ ما يُشنِّع به خصومُ الدعوة الإصلاحية، ويفترونه على إمامها، من وصمه برأي الخوارج، وأنه يكفِّر أهلَ الإسلام، ويستبيح دماءهم بغير وجه حقٍ.
و زاد الأمر سوءاً تصرُّف مشرفي موقع (الإسلام اليوم)، حين وضعوا للفتوى أولَ الأمر عنواناً غريباً مستفِزاً لم يرد في كلام السائل ولا في كلام المجيب: (الوهابية بين الغلاة فيها والغلاة عنها)!
(الوهابية) في الأصل عبارة نبزٍ وانتقاصٍ. وأكثر ما ترِد على ألسنة الروافض والخرافيين من خصوم دعوة التوحيد. و مقصودهم بها تصنيف دعوة الشيخ على أنها فرقةٌ عقديةٌ حادثة لها أصولٌ خاصةٌ تتميز بها عن أصول أهل السنة.
فهل كان الشيخ محمد - رحمه الله - مجدِّداً للدعوة السُّنية السَّلفية؟
أو أنه كان منشِئاً لطريقةٍ جديدةٍ مخترعةٍ اسمها: (الوهابية)؟
هذه النقطة كانت ولا زالت من أكبر مواضع النزاع مع خصوم تلك الدعوة المباركة -على صاحبها الرحمة و الرضوان-. والعنوان الذي وُضع لفتوى الشيخ حاتم جعلها تصب في سياق الخيار الثاني، وهو ما أجلُّ الشيخ حاتماً عنه. وإن كنتُ لمست في كلامه نبرة التبرِّي والتنصُّل من دعوة الشيخ، حيث تكرَّرت في فتواه عبارة: (أتباع الشيخ محمد!)، وهو يطالب أولئك الأتباع بانتقاد أخطاء الشيخ.
هذه الكلمة يمكن فهم المقصود منها حين يكون البحث مع صوفي مخرِّف أو رافضي ممخرق، أو مع شخصٍ يعيش خارج النطاق الجغرافي لتلك الدعوة. أما حين يكون الكلام مع مثل الشيخ حاتم بمشربه السَّلفي، فمن العسير فهم مراده بكلمة (أتباع الشيخ محمد).
فمن هم هؤلاء الأتباع؟ .. وما مذهبهم؟ .. وما الأصل الجامع لهم؟
الموفَّقون من محبي الطريقة السلفية، كانوا ولا زالوا لا يعرفون لدعوة الشيخ محمد نسباً إلا نسبَ الطريقةِ السَّلفية. فكانت تلك الدعوة في نظرهم ثمرةً من ثمار طريقة السلف ومنهجهم. فأصلها معروفٌ، ونهجها واضحٌ. و مذ شاعت تلك الدعوة في جزيرة العرب، وعرف أهلها حقيقتها، لم يوجد في تلك الجزيرة صاحبُ سنةٍ يتحدث عن شيءٍ اسمه: (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، كما تكرَّر ذلك على لسان الشيخ حاتم -غفر الله له-، وكما فعلَ مشرفو موقع الإسلام اليوم حين أثبتوا شيئاً اسمه (الوهابية).
مشرفو الموقع تفضلوا –مشكورين- بتصحيحِ خطئهم، وغيروا لاحقاً عنوان الفتيا، فأزالوا منه لفظة (الوهابية). و لو كنتُ أتحدثُ عن موقعٍ ينتمي لبقعةٍ أخرى من بقاعِ العالم الإسلامي، لقلتُ خطأٌ يسيرٌ، مشى فيه كاتبه على اصطلاحٍ شائعٍ لا يعرفُ دلالته. لكن حين يكونُ الحديث عن موقعٍ نشأ القائمون عليه في قلب تلك الدعوة الإصلاحية، فنحن أمام خللٍ يستدعي وقفةَ مراجعةٍ و تأملٍ. وبخاصةٍ أن العنوان بقي مثبتاً قرابة الأسبوعين وسط تعجب القراء واستنكارهم.
لندع هذا، ولنرجع لجوابِ الشيخ حاتم، وسنجد فتواه تضمَّنت قسمين:
القسم الأول: تضمن مقدمة في بيان (غلبة الخير) في دعوة الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقسم الثاني: تضمن كلاماً كثيراً في ذمِّ الغلاة من أتباعِ الشيخ -رحمه الله-.
تخلل ذلك سطران في ذم المنافرين لدعوة لشيخ أحال فيهما على مقالةٍ له سابقة.
وقد استغرق القسم الثاني الجزءَ الأكبر و (الأشدَّ حرارة) في الفتوى. أما القسم الأول فقد ظهرَ فيه حرص الشيخ حاتم على التحرُّز في عباراته، والتزام الثناء (النسبي) على دعوة الشيخ محمد -رحمه الله-. فتلك الدعوة في رأي الشيخ حاتم:
خيرها أكثر من شرِّها، عند محاكمتها لزمن ظهورها.
وهي أقرب للحقِّ بمراحل من الواقع الإسلامي في زمنها.
وأتباعها في ((باب المعتقد)) أولى بالسلف من غيرهم (وإن أخطؤوا).
هذه عبارات الشيخ حاتم -وفقه الله-. وهي عبارات المعتذر الموافق على التهمة. فإن لم يكن التعبيرُ خانه، فلست أفهم من كلامه إلا أن هناك خللاً جلياً في دعوة الشيخ محمد-رحمه الله-، يستدعي الاعتذار والتصحيح. لكن دعوته تبقى هي الأولى والأقرب إذا ما قورنت بغيرها، وبالواقع الإسلامي في زمنها.
فكل ما حصَّله الشيخ -رحمه الله- أنه (الأقرب للحق مقارنةً بغيره)، و أن (أتباعه أولى بالسلف من غيرهم)، وأن (خير دعوته أكثر من شرها).
هذا كله (إذا حُوكمت الدعوة لزمن ظهورها)!
هذا الكلام لو قاله رجلٌ من أطراف بلاد الإسلام، ممن لا يعرفون حقيقة دعوة الشيخ محمد -رحمه الله-، لعددنا كلامه هذا من مناقبه وفضائله وإنصافه. لكن أن يصدر من مثل الشيخ حاتم، في فضله وعلمه وقربه مشربه الأثري، فهنا يكون الإشكال.
وقد رأيتُ بعض ذوي الجهالةِ فرحوا بكلام الشيخ حاتم، وشرعوا في سرد الشواهد لكلامه بالطريقة التهويلية البعيدة عن التحرير العلميِّ للمسائل التي كان الشيخُ يكفِّر بها. فنقلوا كلاماً في تكفير فلان، أو تكفير أهل البلد الفلاني، لكن لم يبحثوا في علةِ هذا التكفير، ولم ينقلوا مسألةً واحدةً كفَّر بها الشيخ، تستوجب الاعتراضَ والرَّد. فهم بهذا سلكوا الطريقةِ الإعلامية التي تجعلُ كلَّ تكفيرٍ غلواً وتطرُّفاً.
الذي يريد الحديث عن دعوة الشيخ محمد -رحمه الله- يحتاج أن يكون لديه تصورٌ تامٌ لحقيقة المسائل التي كان الشيخ يتحدث عنها، ويبني أحكامه عليها. فالشيخ لم يكن صاحب كلامٍ وتنظير مجرَّدين. بل كان صاحبَ دعوةٍ وشجاعةٍ وجهادٍ و جرأةٍ في الحق. و التنظيرات التي يذكرها الفقهاء في أبواب الردة، وجدت طريقها لأرض الواقع على يديه بعدما تهيأت له دولةٌ ترفع لواء دعوته.
وفي ظني أن كلَّ عالمٍ سلفيٍّ مصلحٍ لو واجه مثل الواقع الذي واجهه الشيخ، وتهيأ له مثل ما تهيأ للشيخ، فستكون النتيجة واحدةٌ: إصلاحٌ وتجديد، يصاحبه تكفيرٌ وقتالٌ لأناسٍ مقرِّين بالشهادتين، لكن تلبَّسوا بما يناقضها. تماماً كما وقع ذلك للصحابة تحت قيادة رأس المجدِّدين أبي بكرٍ الصديق -رضوان الله عليهم أجمعين-.
وليس هناك فرقٌ بين الإيمان بنبوة مسيلمة، وبين العكوف على الأضرحة بالدعاء والاستغاثة والنذر والذبح في نقضِ أصل الإيمانِ وإثبات حكم الكفر والردة، حتى مع الإقرار بالشهادتين.
هذا ابن تيميةُ ـ رحمه الله ـ لست أشك أن الشيخ حاتماً يعدُّه من الأئمة المصلحين المجدِّدين. والمطَّلع على كلامه يرى فيه كثيراً عباراتٍ من مثل: (من قال كذا فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل)، (ومن فعل كذا، فإنه يستتاب وإلا قتل)، و (من قال بكذا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه). و (الطائفة الممتنعة عن شيءٍ من شعائر الدين يتعين على قتالها). وكثيراً ما يحكي الإجماع على مثل هذه الأحكام.
فلو وُجدت في عصر ابن تيمية طائفةٌ ممتنعةٌ تأخذُ بشيءٍ من هذه المكفِّرات، ثم تهيأ للشيخ سيفٌ ودولةٌ تعتمد فتياه، وأنزل هذه الأحكام النظرية على أرض الواقع، فترتب على ذلك تكفيرٌ ودماءٌ. فهل سيتحدث الشيخ حاتم عن شيءٍ اسمه (أتباع ابن تيمية)؟!
سؤالنا للشيخ حاتم -غفر الله له-:
مَن عبد غير الله بدعاءٍ أو ذبحٍ أو نذرٍ. ما حكمه؟
وإذا دُعي هذا لإخلاص التوحيد لله فأبى وكابر؟ كيف يكون التعاملُ معه؟
وإذا اجتمع على ذلك أهلُ بلدٍ. أو تعصَّب بعضهم لبعضٍ. فهل يسوغ قتالهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أحكامٌ شرعيةٌ هي محلُّ اتفاقٍ من جهة التنظير. لكن غيابُ التطبيقِ العمليِّ جعل بعضَ الناس يستنكرها وينفر منها. أما الشيخ محمد -رحمه الله-، فلما تيسر له تنزيل هذه الأحكام، أقدمَ على ذلك بشجاعةٍ، فنجحَ في تأسيس دعوةٍ واضحة في نهجها وتصوراتها، تجاوبت معها أرجاء الجزيرة في وقته، ثم شاعت من بعده في أرجاء العالم الإسلامي.
مما توقفت عنده في كلام الشيخ حاتم حماسته و نبرته الخطابية في إثبات شيوع الغلو في (أتباع الشيخ محمد) -على حد تعبيره-، فهو يقول:
((كم هم من أتباع الشيخ (رحمه الله) قديماً وحديثاً الذين خطَّؤوا الشيخ أو مدرسته في بعض الأقوال؟! ومن منهم كان قد علا صوته مطالباً بضرورةِ إعادة النَّظر في بعض الآراء؟! هل يمكن أن تكون بعضُ آراء شيخ الإسلام ابن تيمية قابلةً للنقد (كتسلسل الحوادث وفناء النار وغيرهما)، وكذلك لا يخلو عالمٌ من خطأ، خاصةً في العلم الذي أكثر من الخوض فيه، ثم لا يكون للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخطاء أسوةً بغيره؟! إن كان له أخطاء، فلماذا لا تدرس؟ ولماذا لا ينبَّه عليها. والأهم: لماذا يصمت أكثر الأتباع عن نقد الشيخ باحترامٍ كغيره من أهل العلم)). اه.
مثلُ هذا الكلام (الإنشائي) مما يستكثر صدوره ممن هو في مثل مقام الشيخ حاتم. فحاصل هذا التقرير (الخطابي) أن الشيخ محمداً بما أنه أكثر من الخوض في مسائل التوحيد والشرك، فلابدَّ أن يكون قد أخطأ فيها!! وبالتالي يجب أن يعلو صوت (أتباعه) بالمطالبة بإعادة النظر في بعض آرائه!!
لا أدري من أين جاء الشيخ حاتم -سامحه الله- بمثل هذا المنطق الذي يوجبُ وقوعَ الخطأ من كلِّ عالمٍ يكثر الخوضَ في مسائل التوحيد والشرك، والكفر والإيمان!
لن أتوقف كثيراً عند التمثيل غير الموفَّق بمسألتي (تسلسل الحوادث، أو فناء النار)، فليس هذا موضعه. لكن ما أريد التنبيهَ عليه أن الشيخ محمداً -رحمه الله- لم يدخل في مضايق المباحث الكلامية والفلسفية؛ إذ لم تكن هذه معركته مع مخالفيه. بل كانت خصومته معهم حول قضية الإيمان الكبرى (توحيد العبادة)، فلأيِّ شيءٍ يفترض الشيخ حاتم ضرورة وقوع أخطاء من الشيخ في هذا الباب بخصوصه. مع ملاحظة أن الحديث هنا عن خطأٍ محضٍ يستدعي رفع الصوت بالنكير، وليس عن خطأٍ يحتمل الصواب.
الأغربُ في هذا كلِّه أنه الشيخ حاتماً بعدما طالب (أتباع الشيخ محمد!) برفع أصواتهم ببيان أخطاء شيخهم، ثم كُتبت بعض التعقيبات من أهل الاختصاص، مطالبةً بإبراز أمثلة للأخطاء التي يطلب مراجعتها ونقدها. اعتذر الشيخ حاتم بأنه (ليس من المصلحة تطويل الجواب وذكر شواهده)، ثم أحالَ على تاريخ ابن بشر وابن غنام الذين كان السؤال عنهما. وكأن المعترضين على كلامه ينكرون وجود التكفير في هذين الكتابين!!
التكفير موجودٌ في تاريخ ابن بشر، وفي تاريخ ابن غنام، بل في رسائل الشيخ محمد نفسه. لكن موضع البحث: أين المسألة التي أخطأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التكفير بها؟ هذا ما يُفترض أن يبرزه الشيخ حاتم إن أراد الطرح العلميَّ؟
وأخشى ما أخشاه أن يكونَ الخللُ لدى الشيخ حاتم نفسِه في تصوُّر مسائل الإيمان، كما هي عادة الكثير ممن يعترضون على الشيخ محمد انطلاقاً من تصوراتٍ خاطئةٍ لديهم. أقولُ هذا لأني رأيتُه في رسالته عن (الولاء والبراء) جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)! بل إنه حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-! وهذه لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية الذين يجعلون الإيمان بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – تصديقاً مجرَّداً من التوقير والتعظيم والإذعان. وهذا ما نزَّه الله عنه الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله-. فمثلُ هذا الكلام هو الحريُّ بالمراجعة والتصحيح.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 09:39]ـ
بارك الله في الشيخين الفاضلين حاتم وبندر وفقهما لكل خير.
بغض النظر عن إصابة الشيخ حاتم في إجابته من عدمها، فإنني أسأل الشيخ حاتم وكل محبيه هل يرضون بأن نقول:
((كم هم من أتباع الشيخ حاتم (حفظه الله) الذين خطَّؤوا الشيخ أو مدرسته في بعض آرائه الحديثية؟! ومن منهم كان قد علا صوته مطالباً بضرورةِ إعادة النَّظر في بعض الآراء؟! هل يمكن أن تكون بعضُ آراء شيخ الإسلام ابن تيمية قابلةً للنقد (كتسلسل الحوادث وفناء النار وغيرهما)، وكذلك لا يخلو عالمٌ من خطأ، خاصةً في العلم الذي أكثر من الخوض فيه، ثم لا يكون للشيخ حاتم أخطاء أسوةً بغيره؟! إن كان له أخطاء، فلماذا لا تدرس؟ ولماذا لا ينبَّه عليها. والأهم: لماذا يصمت أكثر الأتباع عن نقد الشيخ باحترامٍ كغيره من أهل العلم)). اه.
فإنني أرى المتعصبين للشيخ حاتم لا يقلون بحال عن المتعصبين للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 10:02]ـ
[ center] جزاك لله خيرًا يا شيخ بندر ....
وقد شَرُفَ المجلس بإطلالتكم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 10:59]ـ
لا فوض فوك ياشيخ بندر , مقال في القمة. جزاك الله خيرا فقد اجدت وافدت
وانطلاقا من مبدأ الشيخ حاتم وفقه الله في نبذ التعصب , واهمية التنبيه على الاخطاء بل تدريسها , وان احدا من البشر ليس بمعصوم , فليس من الحكمة حذف هذا المقال او نحوه , لأن كلام الشيخ حاتم اما ان يكون خطأ او صوابا , وليس الا الأول فوجب التنبيه عليه سيما وقد وافق الشيخ حاتم على هذا الاصل , وعلى فرض انه صواب فمن حق أحد ان يبدي رأيه فيه ليعلم أصواب هو أم خطأ , وهذا ايضا يتماشى مع تأصيل الشيخ , فثبت انه ليس من العدل اقصاء المناقشة وتهميش التصحيح وحجب النقد العلمي!
وحتى يكتمل العقد فليسمح لي الشيخ بندر جزاه الله خيرا بأن انقل مقال الشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف حفظه الله في نقد كلام الشيخ حاتم حفظه الله وهدانا واياه الى الصواب.
يقول الشيخ عبدالعزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
كم هي الأكاذيب والمفتريات التي ألصقت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وكم هي الشبهات والأراجيف التي وُصمت بها هذه الدعوة المباركة، وما أكثر المؤلفات التي سوّدها الخصوم في الشناءة بالدعوة وعلمائها، لا سيما الرافضة والصوفية، فلا تكاد تحصى هذه المؤلفات إلا بكلفة، بل إن جملة من المنتسبين للعلم في نجد قد رموا الشيخ الإمام ودعوته عن قوس واحدة، ألم تعلم أن أحد المشتغلين بالعلم ومن قرابة الشيخ المعاصرين له قد تفوّه بأقبح القذف وأشنع الإفك! إذ يقول هذا المخذول (1): "فإني أذكر في هذه الأوراق شيئاً من نشأة الطاغية المرتاب، المحيي ما اندرس من أباطيل مسيلمة الكذاب، أي المنسوب إلى المرحوم الشيخ (2)، وأرجو أنه ليس له، بل لعل الشيخ (3) غفل عن مواقعة أمه، فسبقه الشيطان إليها فكان أباً لهذا المارد؛ إذ هو لعدو الله إبليس أشد الخلق شبهاً له في إبراز الباطل في قالب الحق بأعظم تلبيس ... "!!
لقد افتروا على الشيخ الإمام، فزعموا أنه متنبئ كذّاب، وأنه ينتقص الرسول صلى الله عليه وسلم، واتهموا الشيخ وأتباعه بالتشبيه والتجسيم في صفات الله تعالى، وأنهم لا يعترفون بالأولياء وكراماتهم! وأثاروا شبهة التكفير وتحريم التوسل ونحوها من الشبهات المكرورة.
ثم جاء الطاغية إبراهيم باشا –رسول الحضارة الغربية– فأهلك الحرث والنسل في جزيرة العرب، وخرب الدرعية، وحمل الأسرى من أشراف القوم إلى مصر والأستانة في رقابهم الحديد، يطاف بهم في البلاد ثم يقتلون، ونكّل بالعلماء، فمنهم من كان يربط بأفواه المدافع ثم تطلق فتتناثر لحوم جثثهم في الفضاء، ومنهم من كانت تخلع جميع أسنانه قبل قتله، إضافة إلى وقائع السلب والنهب وهتك الأعراض -كما وصفه الجبرتي في تاريخه-.
ومع تكالب الأعداء على هذه الدعوة ومن كل حدب وصوب، إلا أن الله تعالى نَصَر دينه وأيّد جنده وهزم الأحزاب وحده؛ إذ صار هذا اللمز المكشوف إلى زوال، وحاق بأهله سوء المآل، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين، ومن وجد اللهَ فما فقد شيئاً، ومن ضيّع الله فما وجد شيئاً.
وأكثر هذه المؤلفات المناوئة للدعوة -من خلال بحث واستقراء (4) - هي أشبه ما تكون الآن بالقطع القديمة، أو الآلات التالفة! وعمّ مذهب أهل السنة بيوت المدَر والوبَر، وصار ملء السمع والبصر، فالحمد لله على الإسلام والسنة.
وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر جاء مسلسل القهقرى والانهزامية والتراجعات فتعددت حلقاته وتنوّعت أدواته، ومن ذلك هذه الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر والذين يلمزون من طرف خفي هذه الدعوة، ويعرِّضون بها، متدثرين بالنقد والموضوعية وعدم العصمة، وأجج هذا الطرح سكوتُ فئام من أهل العلم وطلابه؛ إذ لاذوا بالصمت وآثروا التواري والانكفاء عن المدافعة والاحتساب، واستملحوا الملاينة في كل الخطوب والأحوال.
نُبئت أن النار بعدك أُوقدت واستبَ بعدك يا كليب المجلس
وتحدّثوا في أمر كل عظيمة لو كنتَ حاضرهم بها لم ينبسوا
(يُتْبَعُ)
(/)
وها هو الشيخ الفاضل/ د. حاتم بن عارف العوني، يُسأل في موقع الإسلام اليوم بتاريخ 19/ 5/1429هـ "عن التكفير الذي في تاريخ ابن غنام وابن بشر وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ... لكن فضيلته أعرض عن الإشكال، وحاد عن السؤال "والحيدة ضرب من الانقطاع"، وكان يسعه السكوت أو الاعتذار، فقيمة المرء ما يحسنه، ولو أن الشيخ الشريف اشتغل بما يجيده من الحديث وعلومه، لكان أولى وأجدى.
استهل د. حاتم جوابه أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب "ليست معصومة، فالخطأ يقع عند دعاتها في تقرير المسائل، وفي الممارسة العملية أيضاً كغيرها من الدعوات الإصلاحية، لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرها بكثير .. والثناء عليها لا يعني عصمتها من الخطأ، ولا أن نجمد على آرائها ومواقفها ..
ثم ثنّى قائلاً: "ومشكلتنا من طائفتين في الدعوة النجدية: غلاة فيها (وهم كثيرون في أتباعها) وغلاة عنها (وهم كثيرون في منافريها) وطالب الشريفُ بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب! ثم فسّر الشريف العصمة بعدم قبول النقد فيمن يعظمه!!
والجواب: دعوى أن الشيخ الإمام ليس معصوماً تحصيل حاصل، فهل قال أحد بعصمتها، حتى ينهمك الشريف بالإنكار والنفي لعصمة هذه الدعوة؟! وهل سُبق الشريف إلى هذه الدعوى! فإن كنتَ ناقلاً فالصحة أو مدّعياً فالدليل.
إن العصمة للأنبياء عليهم السلام فحسب، ولقد افترى الأفّاكون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب واتّهموه بدعوى النبوة بلسان الحال، وزعموا أن الشيخ بين أتباعه كالنبي لا يتركون شيئاً مما يقول، لكن هذا الكذب الصراح صار نسياً منسياً؛ إذ اندرست تلك المقالات، وانقرض أولئك الأشخاص.
ثم يقال للدكتور حاتم: ومَن هؤلاء الغلاة الكثيرون من أتباعها حتى جعلتَهم قسيماً للغلاة عنها؟!
وثالثة الأثافي عندما يتأوّل الشريفُ العصمةَ بتأويل متكلف مستكره؛ إذ يتفوّه قائلاً: "إن كان لا يقبل تَخطيء الذي يعظمه فقد وصل حدّ ادعاء العصمة"!
وإن كان الخصوم الأوائل قد اتّهموا الشيخ الإمام بادّعاء النبوية بلسان الحال، فليُحذر من محاكاتهم بادّعاء العصمة بلسان الحال و"المآل"!
وأما دعوى الخطأ في تقرير المسائل، فكان على الدكتور حاتم أن يبيّن ذلك دون هذا الكلام المجمل العائم، فكم هي هذه الأخطاء على حدّ دعواه؟ وما نوعها؟ وما حجمها؟ والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، وكفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه.
وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً، فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا.
كان على الشريف أن يسعه ما وسع "أهل الإنصاف" من أمثال أ. د. محمد محمد حسين – رحمه الله – إذ يقول – عن هذه الدعوة المباركة-: "ما من دعوة إلا وقد ابتليت بمن يسيء فهمها وتطبيقها، والإسلام نفسه لا يخلو من ذلك، ولكن لا نحكم على الإسلام بسوء فهم بعض المسلمين أو سوء تصرفهم.
أما لبّ الدعوة وحقيقتها فهي ثابتة واضحة فيما تركه صاحب الدعوة من كتب ومن رسائل، وهذه الكتب والرسائل هي التي يحتكم إليها ولا يحتكم إلى سواها في معرفة حقيقة الدعوة مجردة من المبالغات ومن ردود الأفعال" (5).
ومن العجب أن يُطالب الدكتور حاتم –وهو من أهل الشورى– بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟! ومتى كان تدريس "الزلات" مسلكاً رشيداً وطريقاً سديداً؟!
وأما مسألة تسلسل الحوادث والقول بفناء النار، فليستا مجرد رأي لابن تيمية كما يُفهم من كلام الدكتور حاتم، فالقول بدوام جنس الحوادث هو قول السلف الصالح، وقد دلّ عليه النقل والعقل كما هو مبسوط في موضعه، وأما القول بفناء النار -أعاذنا الله منها- فهو قول معتبر له حظه من الأثر والنظر، وقال به صحابة كرام وأئمة أعلام قبل أن يخلق ابن تيمية بمئات السنين! مع أن نسبته إلى ابن تيمية محل بحث ونظر؛ إذ قرر في المنهاج -وغيره- أن النار لا تفنى ولا تبيد .. وليس هذا موضع تفصيل هاتين المسألتين، والمقصود أن يتجنب التعجل والاندفاع، لا سيما وأن الكاتب قد طالب "بالإنصاف والنقد العلمي البناء"، والعلم إما نقل مصدّق، وإما قول محقق.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنظرة الموضوعية لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لا تتحقق إلا بعلم وعدل، والانعتاق من ردود الأفعال والمقررات السابقة، ومجانبة التوتر والانفعال، والانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية وتداعياتها والتي وقعتْ في أرض الحجاز ونحوها، كما يتعيّن مجاوزة الإقليمية الضيّقة .. حجازيون "وشروق"! فعلماء الحجاز من أمثال الشيخ محمد حياة سندي -رحمه الله- ونحوه لهم الفضل والسبق في هذه الدعوة السلفية الإصلاحية، وللشيخ محمد بن عبدالوهاب الظهور والانتشار.
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (الأزهري) -رحمه الله- عن جده الشيخ محمد: "وسمع الحديثَ عن أشياخ الحرمين في وقته، وأجازه الكثير منهم، ومن أعلامهم محدِّث الحرمين الشيخ محمد حياة السندي، وكان له أكبر الأثر في توجيهه إلى إخلاص توحيد عبادة الله، والتخلص من رق التقليد الأعمى والاشتغال بالكتاب والسنة" (6).
وأخيراً كان على الدكتور حاتم أن يتسع صدره لهذه الدعوة السلفية -وهو من أهلها ودعاتها- وأن ينظر إليها بعلم وعدل، كما اتسع صدره لأهل البدع في رسالة "التعامل مع المبتدع"، فأفرط في الرحمة والملاينة، فجزم أن "البدعة وحدها لا تستوجب عقوبة صاحبها مطلقاً" (7)، "وأن أهل البدع مقبولو الشهادة والرواية" (8)، "وأن المبتدع لا يفسّق بمجرد البدعة" (9)، "والبدعة لا تنافي الاتصاف بالإيمان ومتين الديانة وعظم الورع" (10) ... إلى آخر كلامه وما فيه من المغالطة والتخليط.
وأحسب أن للشيخ حاتم من العلم والديانة والدعوة ما يجعله أوّاباً للحق رحيماً بأهل السنة قبل أهل القبلة، وبالله التوفيق.
________________
(1) القائل: محمد بن فيروز، كما في مطلع مخطوط الصواعق والرعود، لعبد الله بن داود الزبيري.
(2) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(3) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(4) انظر: دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقض للكاتب.
(5) بحث محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة ص3.
(6) مصباح الظلام ص139.
(7) التعامل مع المبتدع ص13.
(8) التعامل مع المبتدع ص14.
(9) التعامل مع المبتدع ص38.
(10) التعامل مع المبتدع ص61.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:50]ـ
أرى انك وعبدالعزيز آل عبداللطيف تحاملتم على الشيخ المحدث حاتم العوني القرشي وهو أستاذ للحديث النبوي في جامعة أم القرى وعضو في مجلس الشورى .... ولا أدري ما سبب سوء الظن والبغي والتسلط وتقويل الرجل مالم يقله وهذا التحامل أهو لأنه من الحجاز (التي ولد وعاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم)؟ أم لأن ناشر الفتوى موقع (الإسلام اليوم)؟
والشيخ حاتم معروف أنه من أهل الحديث ومن السلفيين المشهود لهم بالفضل والعلم .... فليتكم تركتم العلماء أمثاله ليعقبوا على كلامه.
فهو لم يقل إلا أن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ليس بمعصوم .. وأن البشر الذي جاؤ من بعده غلو فيه غلواً لا يرضاه هو ومن أبرز الدلاءل على الغلو فيه هو ردك ورد العبدالطيف والخراشي ... ورحم الله الشيخ فهو بين مجافيله وغالي فيه وهذا والله سبب عدم الإنتشار المطلوب لدعوته التوحيدية السلفيه.
والله من وراء القصد.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 02:44]ـ
والشيخ حاتم معروف أنه من أهل الحديث ومن السلفيين المشهود لهم بالفضل والعلم .... فليتكم تركتم العلماء أمثاله ليعقبوا على كلامه.
.
سرعان ما جاء مثال على ما قلته لكم من تعصب المتعصبين للشيخ حاتم
الشيخان بندر وعبد العزيز لا يسمح لهما بنقد الشيخ حاتم لأنهما ليا بمثله.
والشيخ حاتم يسمح له بنقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع أنه ليس بمثله.
انتقاد الشيخ حاتم للشيخ محمد بن عبد الوهاب هو من باب التصحيح ولا نشكك في نيته.
أما انتقاد الشيخين بندر و عبد العزيز فهو لأنه من الحجاز وهؤلاء يكرهون الحجاز أو لأنه نشر في الإسلام اليوم وهم لهذا الموقع مبغضون.
أعتذر لك أخي هشيم لكن لم يسعني السكوت على ردك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو رددت ببيان ما تراه من ظلم وبغي وتقويل للشيخ حاتم مالم يقله لكان أجدى.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 03:17]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ بندر، ونفع الله بك، وأجزل لك المثوبة والعطاء، فوالله لقد أحسنت وأصبت، نسأل الله الهداية والتسديد.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 04:43]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل بندر الشويقي، وبارك في الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف، ولاشك أن ماكتباه دافعه الغيرة والمحبة للدعوة المباركة للإمام المجدد محمد بن عبالوهاب أسكنه الله فسيح جنته.
ويجب أن تبقى صدورنا مفتوحة وقابلة للنقد الهادف، وأن نكون سريعين في الأوبة إلى الحق متى ماظهر لنا.
وحتى يكتمل أيضا عقد هذه النقاشات فإني أنقل تعقيب أحد الإخوة لمقال الشيخ آل عبداللطيف، (وللمعلومية فهذا الكاتب ليس بيني وبينه أي معرفة).
بقلم / راشد بن عبدالله العلي / كاتب سعودي
وجدت في مقال الدكتور الفاضل عدة ملاحظات أتمنى أن يتسع صدره لها؛ وأتمنى ـ كذلك ـ أن لا تُقرأ هذه الملاحظات على أنها نوع من التعصب لرأي الدكتور الشريف، أو جزء من (الاستمرار في القهقرى والانهزامية التي أصابت متسننة هذا العصر)، كما أني لا أعتبر هذه الملاحظات رداً على الدكتور الكريم، وإنما إيضاحات قد يكون من شأنها أن تزيل كثيراً من مواطن الخلاف بين الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف والدكتور حاتم الشريف.
اشتهر المفكر الكبير مالك بن نبي بعبارته الشهيرة: "قابلية الاستعمار"، والتي كان يقصد فيها أن كثيراً من بلاد المسلمين كان عند أهلها نوعاً من الاستعداد النفسي لأن يقبل الاستعمار في ذاك الوقت، وبغض النظر عن تفاصيل مقولته، فلعلي استعير الطابع العام لهذه الفكرة منه لأقول: إن واقع الدعوة الإسلامية ـ بل والسلفية كذلك ـ يعاني عند كثير من أبنائه من "قابلية الاختلاف"، أي أن أنفس كثيرٍ منهم مهيأة نفسياً لاشتعال الخلاف حتى عندما لا يكون ثمة مبرراً حقيقياً لذلك.
أحسب أن الضجة التي أحدثتها فتوى الدكتور حاتم الشريف حول "الدعوة الإصلاحية"، والتي نشرت في موقع "الإسلام اليوم" هي من هذا الجنس، فقد جاءت عليه بعض التعقيبات والردود التي أحدثت بين التيار السلفي الواحد ما لا ينبغي أن يحدث، ولم أجد من حاول أن يُحلل تلك التعقيبات ليرى كيف أننا نعاني من إشكالية لا تكمن في المقولات التنظيرية حول الخلاف وكيفية التعامل معه، بل إننا نعاني من إشكالية في تنزيل تلك المقولات وتطبيقها على أرض الواقع.
وحتى يجد القارئ الكريم عمق هذه الإشكالية، فإني سأتناول بالتحليل والتعقيب مقالاً من تلك المقالات التي تعقبت تلك الفتوى، وهو مقال للدكتور الفاضل عبدالعزيز العبداللطيف بعنوان: (اللمز الخفي والجلي لدعوة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله)، نشر في موقع "الإسلام اليوم" و"المسلم" وغيره من المواقع.
وقد وجدت في مقال الدكتور الفاضل عدة ملاحظات أتمنى أن يتسع صدره لها؛ وأتمنى ـ كذلك ـ أن لا تُقرأ هذه الملاحظات على أنها نوع من التعصب لرأي الدكتور الشريف، أو جزء من (الاستمرار في القهقرى والانهزامية التي أصابت متسننة هذا العصر)، كما أني لا أعتبر هذه الملاحظات رداً على الدكتور الكريم، وإنما إيضاحات قد يكون من شأنها أن تزيل كثيراً من مواطن الخلاف بين الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف والدكتور حاتم الشريف.
وهي إيضاحات ـ كذلك ـ تبين تلك الإشكالية الخلافية التي أشرت إليها.
أتمنى أن تُقرأ كذلك؛ وأسأل الله أن يوفقني لإيضاح لتلك الإيضاحات، وأسأله أن يجمع كلمة العلماء والمصلحين على الحق.
لا أريد أن أطيل في المقدمات سأبدأ تلك الإيضاحات من حيث بدأ الدكتور الفاضل مقاله، وسأنهيها بما انتهى به.
* الإيضاح الأول: كيف يقرأ الدكتور الشريف تاريخ المناوئين للدعوة؟
ابتدأ الدكتور العبداللطيف تعقيبه على الفتوى بذكر شيء من تاريخ المناوئين للدعوة في القديم، حتى وصل الأمر إلى ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما جاء بعض متسننة هذا العصر ليمزوا الدعوة من طرف خفي، ليكون الدكتور الشريف واحداً من هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا أريد أن أسأل الدكتور العبداللطيف والقارئ المنصف هل كان الدكتور الشريف يختلف معه حول وجود هذا التيار المنافر لدعوة الشيخ؛ لقد ذكر الدكتور الشريف في فتواه تلك أن ثمة طرفاً مجافياً لدعوة الشيخ (وهم كثيرون) كما يُعبر.
وإذا لم يكن هذا التعريض بهم كافياً في بيان منافرة الدكتور الشريف للمناوئين لدعوة الشيخ في الأمر الجلي والخفي ـ ويبدو أن الأمر كذلك ـ لأنه حُشر من ضمن (أهل اللمز الخفي)، فإني أستأذن دكتورنا الفاضل وقارئنا الكريم في نص واحد مما قاله الدكتور الشريف في هذا الفريق المنافر وقد أحالنا إليه أثناء جوابه و لعل الكثير لم يسعفهم الوقت لقراءته، ولذلك سأضطر لا إلى الإحالة إليه بل إلى ذكر شيء من نصوصه حتى أريح القارئ من عناء البحث ومشقة التنقل بين المقالات.
يقول الدكتور الشريف في مقاله (الحجاز والتسامح الديني): (وأنا إذ أتكلم عن الحجاز وتاريخها، فأنا ابن تاريخها، وأقولها كلمة حق عن تاريخها: إن الحجاز ـ كغيرها من مناطق العالم الإسلامي ـ قد مرّت بمراحل مختلفة، بالنسبة لتحقق التسامح الديني والمذهبي فيها، بحسب الظروف الدينية والسياسية والعلمية التي تمر بها. فمثلاً: في الفترة التي كانت فيها الحجاز تُعدُّ ولاية من ولايات الدولة العثمانية، وبما أن الدولة العثمانية كانت تتبنى مذهبًا صوفيًا متطرّفا في الغالب، كانت الدعوة السلفيّة في الحجاز وغيرها من ولايات الدولة العثمانية محارَبةً بقوّة وبغير تسامح).
(فأين التسامح الديني في هذا الحادث التاريخي، الذي يدلّ على الواقع الذي كان يعيشه الحجاز في تلك الفترة، ومناهضته وعداوته للدعوة السلفيّة، وعدم تعايشه معها بأي وجه من وجوه التعايش، والتي وصلت إلى درجة الطرد والإبعاد من الحجاز.
وفي آخر حكم الأشراف كانت الدعوة السلفية محاربةً بكل قوّة؛ لتعلّق ذلك بالصراعات السياسية بين الحجاز ونجد).
(وكل من عرف الحجاز وتاريخها الأخير، يعرف مقدار ما كانت تواجه به الدعوة السلفية من العداء، وعدم السماح لصوتها بالظهور، بل للقلوب أن تنطوي عليها، لو كان ذلك في قدرتهم).
أعتذر للقارئ الكريم إن طال عليه هذا الشاهد لكن للضرورة أحكام ولاشك، أتمنى تُقْرَأ هذه النصوص بشيء من التأمل لأني بعد هذه القراءة المتأنية سأتساءل مع الدكتور العبداللطيف عدة تساؤلات:
التساؤل الأول: أليس من قرأ كلام الدكتور الشريف يظهر له أنه لا يَشُك طرفة عين في تلك الاضطهادات التي تعرضت لها الدعوة السلفية، والتي هي دعوة الشيخ محمد كما يتبين من خلال قراءة المقال؟ بل إنه لا يَشُك فيها لا باعتبارها واقعاً تاريخياً وحسب بل باعتبارها تطرفاً وظلماً وعدواناً ومحاربةً كما هي عبارات الدكتور الشريف؟
* والتساؤل الثاني: لقد قال الدكتور الشريف هذا الكلام القاسي والصريح والواضح الذي لا تجد فيه مكاناً للمجاملة ـ لا عن عالمٍ بعيدٍ عنه لا يربطه به أي يصله، بل قاله عن دياره التي تربى فيها، وعن فترة أجداده (آخر حكم الأشراف) ـ فهل يحق أن يُعَرّض بالدكتور الشريف على أنه محتاج إلى (الانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية وتداعياتها والتي وقعتْ في أرض الحجاز ونحوها)، (كما يتعيّن مجاوزة الإقليمية الضيّقة .. حجازيون "وشروق"!)؟!!
إذا كان من قال مثل هذا الكلام لم ينفك عن تلك العقدة فلا أدري من الذي سيحالفه التوفيق حتى ينفك منها؟!
ثم للقارئ أن يتساءل كذلك، من أين جاء استدعاء هذه القضية والدكتور الشريف لم يتحدث لا من قريب ولا بعيد في مقاله عن شيء من تلك الإقليمية؟
للقارئ الكريم أن يعيد النظر في الفتوى محل التعقيب ليرى هل فيها ما يؤجج هذه النزعة الإقليمية؟
ولا أحسب الدكتور العبداللطيف فهم ذلك من عنوان المقالة التي أحال إليها الدكتور الشريف (الحجاز والتسامح الديني) ليحسب أن هذا نوع من التزكية للحجاز، لأن الدكتور العبداللطيف ـ كما ذكر في تعقيبه ـ واعي تماماً بأن النقد حتى يكون موضوعياً لابد أن (يتجنب التعجل والاندفاع) فإن المقال الدكتور الشريف المُحال إليه جاء لنقض هذه الدعوى التي كانت الكاتبة تدعيها عن الحجاز، لا لإثباتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان واحداً من ردود الدكتور الشريف على الكاتبة التي ادعت أن نجداً استولت على الزعامة الدينية التي كانت في الحجاز أن قال لها: (وهو عرض لا شك أنه يساعد على تأجيج نار الإقليمية والعنصرية، المؤدية إلى إثارة الفتن، وإلى المطالبة بتفكيك هذه الوحدة التي تنعم بها المنطقة، والتي هي (أعني الوحدة) مما تتفق عليها جميع التيارات الإسلامية والمشاريع الدينية بل والقومية الصادقة مع مبادئ القومية: على المطالبة لا بالحفاظ عليها كإنجاز وقد تم فقط، بل على توسيع دائرتها، ليشمل العالم الإسلامي كله).
وحتى يُعرف أن الدكتور الشريف لا يختلف معه حول هذه القضية، فقد تصادف أن ينقل الدكتور العبداللطيف نقلاً عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت1293هـ)، يستشهد به على نقض ذلك التفريق بين الحجاز ونجد، ثم يجد القارئ أن النص ذاته قد اسشتهد به الدكتور الشريف في مقاله عن الحجاز للغرض نفسه.
ألا يدل ذلك على أن الدكتور الشريف لا يخالف الدكتور العبداللطيف في ذلك فمن أين جاء هذا الاختلاف؟
فالدكتور العبداللطيف مطالبٌ ـ إذاً ـ بالقاعدة التي أرشدنا إليها: (إن كان ناقلاً فالصحة أو مدعياً فالدليل).
التساؤل الثالث: حُشِرَ الدكتور الشريف في زاوية اللمز الخفي أو الجلي لدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله.
فليسمح لي الدكتور العبداللطيف بهذه التساؤلات الثلاثة التي أُوردها للإيضاح وهي تساؤلات سبق أن عرضتها في مقال سابق لكني أعيدها هنا حتى لا أتعب الدكتور الفاضل والقارئ الكريم بالرجوع إليها؛ وأعيدها ـ أيضاً ـ لأنه استجد أمر آخر يصدق هذه التساؤلات، فأقول:
هل من جعل الدعوة الإصلاحية أقرب الدعوات إلى الحق، يصبح من الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر التي تلمز وتُعرض وتُشغب على الدعوة من طرف خفي أو جلي؟
وثاني هذه التساؤلات: هل من يجعل أتباعها (مع التنصيص على العقيدة) أقرب للسلف من غيرهم وإن أخطئوا، يصبح من الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر التي (تلمز) و (تُعَرّض) و (تُشَغْب) على الدعوة من طرف خفي أو جلي؟
وثالثها: هل من جعل الصواب الذي هو أكثر بكثير (ولاحظ بكثير كما يعبر الدكتور الشريف) من الخطأ في هذه الدعوة؛ هل من جعل ذلك محلاً للفخر، يُصبح من الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر التي (تلمز) و (تُعَرّض) و (تُشَغْب) على الدعوة من طرف خفي أو جلي؟
إنني أزعم أن هذا الوصف الذي أطلقه الدكتور الشريف لن يقبله المشككون فيها بل إنهم سيجعلون هذا نوعاً من التعصب لها.
أنني أدعو الدكتور الفاضل ـ باعتباره واحداً من المتخصصين في المناوئين لدعوة الشيخ ـ أن يأتيني بواحد من خصوم دعوة الشيخ يُقر بهذه الأوصاف الثلاثة، وعندها سأعترف أن الدكتور الشريف وقع في اللمز الخفي أو الجلي لدعوة الشيخ محمد رحمه الله؟
لقد تساءلت هذا التساؤل في مقال سابق، ووجدت بعد ذلك مصداق هذا التساؤل، فهاهم المناوئون الحقيقيون لدعوة الشيخ محمد رحمه الله يصفون جواب الدكتور الشريف بأنه نوع من التعصب لهذه الدعوة؟
أدعو الدكتور العبداللطيف والقارئ الكريم أن يدخل ـ غير مأمور ـ لموقع (ملتقى النخبة)، ليجد ماذا قال بعض هؤلاء عن مقال الدكتور الشريف؟ وكيف وصفوه بالتعصب لها؟
أرأيتم كيف أن الدكتور الشريف لم يكن مشككاً في دعوة الشيخ محمد رحمه الله بل كان واحداً من المناصرين لها وصادقاً معها كذلك، فمن أين جاء هذا كل الاختلاف؟
ثم إني أتساءل أخيراً هل العالم العراقي السلفي محمود شكري الآلوسي في تاريخ نجد (ص 183) بعد أن أثنى الثناء العاطر على هذه الدعوة الإصلاحية، وقال: (وغالى في تكفير من خالفهم وشدّد في بعض الأحكام وحملوا أكثر الأمور على ظواهرها كما غالى الناس في قدحهم، والإنصاف الطريقة الوسطى لا التشديد الذي ذهب إليه علماء نجد ... ولا التساهل الذي عليه عامة أهل العراق والشامات وغيرهما من الحلف بغير الله وبناء الأبنية المزخرفة بالذهب والفضة والألوان المختلفة على قبور الصالحين والنذر لهم، وغير ذلك من الأمور التي نهى عنها الشرع)، هل حُشِرَ في زاوية اللمز الخفي أو الجلي لدعوة الشيخ محمد رحمه الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن نقده كان محل تعقب ورَدِّ من بعض علماء الدعوة الإصلاحية فإن الشيخ سليمان بن سحمان مع رده عليه يقول عن هذا الخطأ: (وهذا يخالف ما بلغنا عنه وتحققناه، فلعله وقع في حال ذهول وغفلة والله يغفر له) (184 تاريخ نجد)، ثم أخذ الشيخ سليمان يبرأ الدعوة من ذلك، ولازال الألوسي في نظر الشيخ يوصف بـ (العلامة) (163 تاريخ نجد).
ولا زلت كتبه في الرد على القبوريين وغيرهم محل تقدير وإشادة من علماء الدعوة الإصلاحية وغيرهم.
* الإيضاح الثاني: توافق في النتيجة واختلاف في الطريق إليها:
استنكر الدكتور العبداللطيف على الدكتور الشريف أن ذكر أن للدعوة الإصلاحية أخطاء في تقرير المسائل وفي الممارسات العلمية، وجعل ذلك نوعاً من اللمز والتعريض والتشغيب على الدعوة، وتساءل على إثر ذلك إن كان ماقاله الدكتور الشريف صحيحاً فما هي هذه الأخطاء؟ وما عددها؟ وحجمها؟
وحيث أن الدكتورالشريف لم يتعرض لذلك فقد (وقع في التعريض والشغب على الدعوة بنحو هذا).
لكن الدكتور العبداللطيف وفي ذات الاعتراض قال بعد أن تساءل عن أخطاء الدعوة وحجمها وعددها: (والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، وكفى بالمرء نبلاً أن تعدّ معايبه).
فإن كان الدكتور العبداللطيف يريد حقيقة هذا الاستدلال فقد وصل إلى كل ما يريده الدكتور الشريف؛ ثمة أخطاء لكنها لا تعكر صفو هذه الدعوة ولذلك كانت أقرب الدعوات إلى الحق، وأتباعها أقرب الأتباع إلى السلف، وصوابها أكثر من خطئها (والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه).
أدعو الدكتور العبداللطيف، والقارئ الكريم أن يتأمل هذا الاستدلال ويعود بكل هدوء إلى كلام الدكتور الشريف سيجد حقيقة هذا المعنى، هذا بالنسبة للأخطاء العلمية.
أما بالنسبة للأخطاء في الممارسة العملية، فقد قال الدكتور العبداللطيف وبالحرف الواحد: (وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً، فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا).
وهذا كل ما يريده الدكتور الشريف؛ أن نعترف بأن ثمة أخطاء في الممارسة العلمية لأنها ليست معصومة ولا يسلم منها أحد؛ ولذلك كانت هذه الدعوة أقرب الدعوات إلى الحق، وأتباعها أقرب الأتباع إلى السلف، وصوابها أكثر من خطئها، (فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا).
أرأيت أيها الدكتور الفاضل والقارئ الكريم أنه ليس ثمة خلاف حقيقي بين القولين؟!!
أرأيتم كم تستنزفنا بعض الخلافات والحقائق واحدة؟
* الإيضاح الرابع: لماذا غاب ذِكْرُ الأخطاء:
وجه الدكتور الفاضل للدكتور الشريف تساؤلاً يقول فيه: (فكم هي هذه الأخطاء على حدّ دعواه؟ وما نوعها؟ وما حجمها؟).
ولأن الدكتور الشريف لم يذكر ذلك فقد وقع في (التعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا).
ليأذن لي الدكتور العبداللطيف أن أناقش معه هذه المسألة في ثلاثة أمور بعضها ذكرته في مقال سابق لكني سأستدعي منه ما يناسب في هذا التعقيب حتى لا أشتت ذهن القارئ هنا وهناك، ولأنه وقع بعد ذلك ما يشهد لصدق تلك الأمور:
1ـ هذا السؤال المركزي الذي يريد الدكتور العبداللطيف من الدكتور الشريف أن يجيب عليه، وبمجرد عدم إجابته على هذا التساؤل يتحول قول القائل إلى (مجرد تعريض وشغب حول هذه الدعوة)؛ أي أنك عندما تذكر أن ثمة أخطاء في الدعوة الإصلاحية فلابد أن تعدد لنا هذه الأخطاء حتى لا يصبح الكلام مجرد تشغيب وتعريض، فعدم ذكرها عندما يطلب منك ذلك يعني أنها دعوى يقصد منها (التعريض والتشغيب واللمز الخفي لدعوة الشيخ محمد رحمه الله).
ولو أخذنا نحاكم فكرة الدكتور العبداللطيف لبعض ما يُدَرِّسه لطلابه في معتقد السلف الصالح حول الصحابة لوقعنا في إشكالٍ كبير، أليس مما يقرره السلف في معتقدهم: (أن الصحابة كلهم عدول ولا يعني هذا أنهم معصومون من الخطأ والذنب بل هم بشر؛ وهذا الخطأ والذنب لا يُقلل من شأنهم و لا يُنقص من عدالتهم فهم أفضل وأعدل جيل)؛ وهم مع ذلك: (يكفون عما شجر بين الصحابة).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التقرير السني ليس من باب التسليم المحض والتقديس الذي لا أساس له؛ أنه منطلق من أساس عقلي صحيح يخدم مصلحة الإسلام ويصح تطبيقه على كل ما هو كذلك، فالدخول في تلك الأحداث التفصيلية مما قد يُضعف قدر الصحابة في قلوب النفوس الضعيفة والمتربصين للطعن فيهم، والمنع من الدخول التفصيلي إنما كان لما فيه من مصلحة الدين وحفظ رواته.
أننا لم نسمع أن أحداً ادعى أن هذا التقرير المجمل السابق كان تشغيباً وتعريضاً بقدر الصحابة، وحتى نخرج من ذلك فلابد أن نعدد تلك الأخطاء للصحابة.
هذا ما لم يقله أحد من أهل السنة، والدكتور الفاضل واحد ممن يقرر ذلك.
قارن هذا التقرير السابق بالتقرير التالي للدكتور الشريف: (الدعوة الإصلاحية ليست معصومة، فهي تخطئ لكن صوابها أكثر من خطئها ولذلك هي أقرب الدعوات للحق وأتباعها أقرب الإتباع إلى السلف الصالح).
لا أقصد هنا أن أرفع الدعوة الإصلاحية إلى رتبة عهد الصحابة، ولكني أريد أن ألفت الانتباه إلى أن التقرير السني لمعتقد الصحابة ليس ناشئ من مبدأ التسليم فقط، بل هو موقف يمليه العقل والمصلحة العظمى للدين.
وهذا المنطق ذاته هو الذي يجعل الدكتور الشريف لا يدخل في مثل هذه التفاصيل التي طولب بها.
وحتى تتضح الصورة فلك أن تقارن بين جوابين:
جواب يُكتفي فيه بوصف الدعوة الإصلاحية بأن فيها أخطاء لكن صوابها أكثر من خطئها بكثير، وأنها أقرب الدعوات إلى الحق، وأن أتباعها أقرب إلى السلف من غيرهم.
إن هذا الجواب: لن يُفرح الخصوم والأعداء لأنهم لا يقبلون بهذه الأوصاف، إنه يُلقم المخالفين حجراً، ويقول لهم نحن أتباع الدعوة لا ننزهها من الخطأ لكنها أقرب من غيرها إلى الحق.
إن الذي يستفيد من هذا الجواب هو الطرف المحايد، فسيجد في هذا الجواب ما قد يقوده إلى الاستفادة من هذه الدعوة التي أتباعها أقرب إلى السلف من غيرهم.
أما الجواب الآخر والذي يريده الدكتور العبداللطيف من الدكتور الشريف هو أن ينساق في تعداد أخطاء الدعوة الإصلاحية.
فماذا سيكون بعد ذلك؟
سيدخل أتباع الدعوة الإصلاحية (الدكتور العبداللطيف والدكتور الشريف) في جدال كبير بعضهم مع بعض حول صحة هذا الرأي أو ذاك لننتقل الآن إلى معركة جديدة بين أتباع الدعوة الإصلاحية.
ليفرح بهذه المعركة المناوئون الحقيقيون، ويقتات عليها المتربصون.
لكن قل لي بالله عليك، ماذا سيقتات هؤلاء المتربصون من خطاب يقول: ثمة أخطاء في هذه الدعوة ولكنها أقرب الدعوات إلى الحق وأتباعها أقرب الأتباع إلى السلف.
لقد قلت ذلك أيضاً في مقال سابق، ووجدت بعد ذلك ما يصدقه، فهاهم المناوئون الحقيقيون للدعوة يطالبون الدكتور الشريف بعدم التكتيم على تلك الأخطاء، وأن عدم ذكرها ليس إلا نوعاً من التعصب لها؟
فليقرأ ذلك من أراد في الموقع المشار إليه سابقاً.
وحتى يجد الدكتور العبداللطيف وغيره من القراء مصداق ذلك، وهو أن الدكتور الشريف ليس ممن ينشغل باللمز والتعريض والتشغيب على الدعوة، فدونه كتابه في (الولاء والبراء) وهو يقرر فيه تقريراً يخالف بعض أئمة الدعوة، في (ضابط المظاهرة المكفرة) لماذا غاب في هذا الكتاب الرد على المخالفين له من أئمة الدعوة؟
وهو تساؤل أظن أن بعض الأخوة لم يلحظه.
لو كان الدكتور الشريف يريد (التشغيب والتعريض واللمز الخفي للدعوة)، لكن قصده الأول أن يرد ويناقش أقوال من يخالفهم من أئمة الدعوة؛ لكنه تصرف حكيم قدر ماذا يقول؟ وكيف يقول؟
أرأيتم أن الدكتور الشريف لم يكن مخالفاً لمبدأ الدفاع عن الدعوة الإصلاحية؟! فمن أين جاء هذا الاختلاف؟
2 ـ فإن كان الدكتور العبداللطيف لا زال على طلبه السابق وهو أنك إن لم تذكر تلك الأخطاء فكلامك مجرد دعوى يراد منها (التشغيب والتعريض واللمز الخفي للدعوة) فليأذن لي بهذا التساؤل:
لقد قال الدكتور العبداللطيف: (وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً).
فقد أقرّ كما أقرَ الدكتور الشريف بوجود أخطاء؛ فهل يحق أن يُعَدّ واحداً من المشغبين والمعرضين بالدعوة لأنه لم يبين هذه الأخطاء في الممارسة العلمية؟
إنني ـ وكل منصف ـ لا نستحل أن نصفه بذلك، فلماذا لا يعامل أقرار الدكتور الشريف الجملي بمثل هذا التعامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ فإن كان كل ذلك لم يكف أن نحسن الظن بكلام الدكتور الشريف ونحمله على المحمل الصحيح، فماذا سيقول الدكتور العبداللطيف عن تلك الاختلافات الحقيقة بين أئمة الدعوة في تقرير بعض مسائل العقيدة والتكفير؟ ألا يلزم من هذا الاختلاف أن يكون من قرر مسألة قد خالفه فيها غيره، كان قد اعتقد خطأ مخالفه في تلك المسألة؟ وتأمل أننا هنا نتحدث عن مسائل الاعتقاد والتكفير، وهذا يعني بالضرورة أن يعتقد بعض علماء الدعوة أنهم بعضهم قد أخطأ في تقرير بعض المسائل.
فإن كان واقع علماء الدعوة كذلك؛ فلماذا نجعل كل تخطيء لعلماء الدعوة نوعاً من التشغيب والتعريض واللمز الخفي للدعوة؟
ألم يخالف الشيخ عبداللطيف الشيخ حمد بن عتيق وغيره في ضابط المظاهرة المكفرة؟
ألم يخالف الشيخ عبدالعزيز بن باز شيخه ابن إبراهيم وغيره من بعض أئمة الدعوة في مسألة الحكم بغير ما أنزل فيما يختص بالقوانين الوضعية؟
ألم يخالف الشيخ حمود التويجري وغيره بعض تقريرات أئمة الدعوة في مسألة حكم من سأل الميت أن يدعو الله له؟
قد يخالفني البعض في بعض هذه الأمثلة لكني أزعم أن مثالاً واحداً يكفي لإثبات القضية.
هل يمكن أن يُعد هذا التخطيء في مسائل التكفير نوعاً من التشغيب والتعريض بالدعوة؟
4 ـ اعترض الدكتور العبداللطيف على تمثيل الدكتور الشريف عندما استشهد ببعض المسائل التي خولف فيها ابن تيمية؛ وهي أمثلة قد سُبق الدكتور الشريف إلى الاستشهاد بها وإلى فَهْمِهَا كما فَهِمَها فلم يُشكك أحد في علمهم ولم يُفَسّر ذلك على أنهم تكلموا فيما لا يحسنوا، بل أصبح اجتهاد في الفهم يخالفه اجتهاد آخر، والعبرة بالدليل.
ومع ذلك فإن الاعتراض على تلك الأمثلة لا يلغي القضية التي يريد إثباتها، فلن نعدم أن نجد أمثلة أخطأ فيها بعض أئمة السلف ولم يُعد ذلك نقصاً من مكانتهم ولا فُسِّر من أحد من العلماء على أنه تشكيك في دعوة السلف، فهل عُدَّ تخطيء العلماء للإمام بن خزيمة في حديث الصورة تشغيباً منهم على كتبه وعلى إمامته أو أنه تعريض بكتب السلف؟
بل إنني أدعو الدكتور اللعبداللطيف والقارئ الكريم أن يتأمل معي هذا النص أنقله بطوله ـ أعان الله القارئ الكريم على مشقته ـ يقول صاحبه: (وَهَؤُلَاءِ الغالطون الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَمَّا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الدَّلَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ وَالْبَرَاهِينِ الْيَقِينِيَّةِ صَارُوا إذَا صُنِّفُوا فِي أُصُولِ الدِّينِ أَحْزَابًا: ... وَالْحِزْبُ الثَّانِي: عَرَفُوا أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ مُبْتَدَعٌ وَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ مُخَالَفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَعَنْهُ يَنْشَأُ الْقَوْلُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَرَى فِي الْآخِرَةِ وَلَيْسَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ بِدَعِ الجهمية فَصَنَّفُوا كُتُبًا قَدَّمُوا فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَكَلَامِ السَّلَفِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ صَحِيحَةً لَكِنَّهُمْ قَدْ يَخْلِطُونَ الْآثَارَ صَحِيحَهَا بِضَعِيفِهَا وَقَدْ يَسْتَدِلُّونَ بِمَا لَا يَدُلُّ عَلَى الْمَطْلُوبِ. وَأَيْضًا فَهُمْ إنَّمَا يَسْتَدِلُّونَ بِالْقُرْآنِ مِنْ جِهَةِ إخْبَارِهِ لَا مِنْ جِهَةِ دَلَالَتِهِ فَلَا يَذْكُرُونَ مَا فِيهِ مِنْ الْأَدِلَّةِ عَلَى إثْبَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ والوحدانية وَالنُّبُوَّةِ وَالْمُعَادِ؛ وَأَنَّهُ قَدْ بَيَّنَ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الدَّالَّةَ عَلَى ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا سَمَّوْا كُتُبَهُمْ أُصُولَ السُّنَّةِ وَالشَّرِيعَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَجَعَلُوا الْإِيمَانَ بِالرَّسُولِ قَدْ اسْتَقَرَّ فَلَا يَحْتَاجُ أَنْ يُبَيِّنَ الْأَدِلَّةَ الدَّالَّةَ عَلَيْهِ فَذَمَّهُمْ أُولَئِكَ وَنَسَبُوهُمْ إلَى الْجَهْلِ؛ إذْ لَمْ يَذْكُرُوا الْأُصُولَ الدَّالَّةَ عَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ؛ وَهَؤُلَاءِ يَنْسُبُونَ أُولَئِكَ إلَى الْبِدْعَةِ بَلْ إلَى الْكُفْرِ لِكَوْنِهِمْ أَصَّلُوا أُصُولًا تُخَالِفُ مَا قَالَهُ الرَّسُولُ. وَالطَّائِفَتَانِ يَلْحَقُهُمَا الْمَلَامُ؛ لِكَوْنِهِمَا أَعْرَضَتَا عَنْ الْأُصُولِ الَّتِي بَيَّنَهَا اللَّهُ بِكِتَابِهِ فَإِنَّهَا أُصُولُ الدِّينِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَدِلَّتُهُ وَآيَاتُهُ فَلَمَّا أَعْرَضَ عَنْهَا الطَّائِفَتَانِ وَقَعَ بَيْنَهُمَا الْعَدَاوَةُ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ... ). مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 4 / ص 204).
أتدري أيها القارئ الكريم من قائل هذا النص؟
أنه إمام من أعظم من ناصر كتب السنة وعقيدة السلف؛ إنه ابن تيمية.
هل يستطيع أحدٌ أن يقول عن ابن تيمية أن شكك في كتب السنة والشريعة أو أنه صاحب لمز خفي أو جلي لكتب السلف بمجرد أن نقد شيئاً منها؟
إنني إذ استشهد بذلك لا أدعو أن نرفع الدكتور الشريف إلى منزلة ابن خزيمة وابن تيمية لكنني أدعو أن نتعامل التعامل المنصف مع كلامه كما نتعامل مع كلام العلماء الإجلاء لأن الإنصاف والعدل لا يتغير بتغير الأشخاص بل هي قيمة مطلقه أظن أنها تشمل الدكتور الشريف وغيره.
* الإيضاح الخامس: "قيمة المرء ما يحسن":
قال الدكتور العبداللطيف: (ولو أن الشيخ الشريف اشتغل بما يجيده من الحديث وعلومه، لكان أولى وأجدى).
ليسمح لي الدكتور الفاضل بهذا التساؤل، لقد كان الدكتور الشريف في مقاله: (الحجاز والتسامح الديني) محل إعجاب وتقدير، ويشهد لذلك تناقل الصحف (عكاظ، الرياض) والمواقع الإسلامية، وخاصة المتخصصة في الرد على الصوفية لهذا المقال، ولم نقرأ هنا أوهناك لأحد من أهل السنة من يأمره أن يشتغل بما يحسنه من الحديث وعلومه، فهل لأنه وافق ما نريد هناك صمتنا فلما خالفنا الرأي هنا أردنا منه أن لا يتحدث، إن حقيقة هذا التعامل أننا لا نأمره بالسكوت ـ هكذا مطلقاً ـ في غير الحديث بل نأمره: بأن يتكلم عندما يوافق ما نريد، فإن خالف ذلك ـ ولو كان حقاً في نظره ونظر من يوافقه ـ نأمره بالاشتغال بالحديث وعلومه.
والذي يؤكد ذلك أننا وجدنا من يأمره بالرد على الصوفية وفي ذات الأمر يأمره بالاشتغال بالحديث وعلومه؟
فلماذا يُؤمر بالرد على الصوفية ـ وقد فعل ذلك ـ إن كان لا يُحسن إلا الاشتغال بالحديث وعلومه.
وهل من المنطق الصحيح أن نطالبه وقد أحسن في الحديث وعلومه أن لا يُحسن في غيره؟
ثم إنني أتسائل تساؤلاً آخر:
ألم تُعتبر مناظرات الشيخ الفاضل المحدث سعد الحميد مع الإباضية محل إشادة وافتخار؟
ألم يَنْشُر ويَشْرَح الشيخ الفاضل المحدث عبدالله السعد بعض رسائل التوحيد؟
ألم يؤلف الشيخ الفاضل المحدث سليمان العلوان شرح نواقض الإسلام؟
ألم يؤلف الشيخ الفاضل المحدث عبدالعزيز الطريفي في شرح نواقض الإسلام؟
إننا لم نسمع ـ ولا ينبغي أن نسمع ـ من يأمرهم بالسكوت والاشتغال في العلم الذي أبدعوا فيه.
فلماذا كان من نصيب الدكتور الشريف أن يؤمر بالاشتغال بالعلم الذي يحسنه ولا يؤمر غيره بذلك.
إنني لا أدعو إلى ذلك معاذ الله؟ لكنني أدعو إلى نوع من الإنصاف مع الدكتور الشريف وغيره.
* الإيضاح السادس: حول تدريس أخطاء الدعوة الإصلاحية:
يقول الدكتور العبداللطيف أن الدكتور الشريف ـ وهو من أهل الشورى ـ طالب: (بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟! ومتى كان تدريس "الزلات" مسلكاً رشيداً وطريقاً سديداً؟!).
قد كان من إرشادات الدكتور الفاضل: (مجانبة التوتر والانفعال)، إنني أدعو نفسي والدكتور العبداللطيف والقارئ الكريم ـ غير مأمور ـ لإعادة قراءة تلك الجملة التي فُهِمَ منها هذا الفهم، ليجدها تعني (دراسة) لا (تدريس)، فإنه قال: (فإن كان له أخطاء فلماذا لا تدرس؟ ولماذا لا ينبه عليها؟).
فقرأ الدكتور العبداللطيف (تُدْرَس) على أنها (تُدَرّس)، ومشكلة الدكتور الشريف أنه لم يضبط تلك الجملة، وقد كان يَحْسُن بنا أن نُحسن به الظن وهو من أهل الشورى، وأن نتأمل في سياق كلامه قبل أن نحكم عليه بالخطأ.
وعندئذ، فلا داعي أن نقول إن الدكتور الشريف يطلب تدريسها، بل إنه يطلب بدراستها، وهذا مالا أظن أن الدكتور العبداللطيف يخالف فيه في حين سلم بوجود تلك الأخطاء، وقد سبق أن بيّنت أنه أقرّ بأن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.
أريتم ـ هنا ـ أنه ليس ثمة اختلاف حقيقي بين الدكتورين الفاضلين؟ فمن أين جاء كل هذا الاختلاف؟
الإيضاح الأخير: الموقف من المبتدع ومشكلة المقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
مشكلة بعض طلبة العلم اليوم ـ عند الدكتور العبداللطيف ـ أنهم: (لاذوا بالصمت وآثروا التواري والانكفاء عن المدافعة والاحتساب، واستملحوا الملاينة في كل الخطوب والأحوال).
أتمنى أن لا يكون الدكتور الشريف واحداً من هؤلاء، فهو قد جاهر بكل قوة في الرد على المشككين في الدعوة السلفية والتي هي دعوة الشيخ محمد رحمه الله في مقاله عن (الحجاز والتسامح الديني)، وقد كان مما قال فيه: (وأما موقف الصوفية من غيرهم، فكتبهم ومقالاتهم في ذلك معروفة، من اتهام السلفية ببغض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وانتهاك حرمة الصالحين، بل إنهم دسيسة على الإسلام والمسلمين، إلى درجة التكفير الصريح، وما يستتبعه ذلك من استباحة الدماء والأعراض. وها هي السلفية محاربة في كثير من بقاع العالم الإسلامي، من قبل الصوفية والشيعة، ولا دعوة فيهم إلى المطالبة بالتنوع الديني.
وأما موقف الشيعة من بقية المسلمين (سلفية وصوفية)، فمعروف لا في بطون الكتب فقط، ولا على منابر الخطب فقط، ولا في الدروس اليومية فقط؛ بل في واقع تعاملهم معهم في عدد من بلاد العالم الإسلامي، التي يكون لهم فيها سلطة. فأين التنوع الديني عند هؤلاء؟
فلا داعي بعد ذلك كله أن نغالط أنفسنا، لنصف هذا الاختلاف بالتنوع.
ولا داعي لأن ندعي وبكل سذاجة أن مجرد وصف هذا الاختلاف بالتنوع، أن الواقع سيتغير، وأن الأمور ستنقلب رأساً على عقب، فيصبح الاختلاف ائتلافاً والافتراق اتفاقاً) ا. هـ
وبهذا الرد الواضح والصريح يُعرف أن الدكتور الشريف لم يكن يريد في كتابه (التعامل مع المبتدع التلاين مع البدعة، بل كرّر مراراً في كتابه ذاك أنه لابد من ردّ البدع وبكل وضوح وصراحة، وطبق هذا هنا كما في نصه، لكن كل الذي أراده أن لا يدفعنا هذا الرد للبدعة بأن نسعى إلى نسيان حقوقه كمسلم.
أما المسائل التي عرضها الدكتور العبداللطيف من كتاب (التعامل مع المبتدع) للدكتور الشريف، فهي مسائل بحث بينكم أيها الشيوخ الكرام، أنضجوها بالبحث والمناقشة، ولكن بعيداً عن (التعجل والاندفاع)، والاتهام بـ (المغالطة والتخليط) وناقشوها (بعلم وعدل، والانعتاق من ردود الأفعال والمقررات السابقة، ومجانبة التوتر والانفعال، والانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية).
وعندما تختلفون فليكن حادي كل واحدٍ منكم أن يكون (رحيماً بأهل السنة قبل أهل القبلة، وبالله التوفيق).
هكذا بدأت من حيث ابتدأ الدكتور الفاضل وانتهيت بما انتهى به.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع قلوب أهل السنة على الحق، وأن يجنبهم الفرقة والاختلاف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 05:51]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ بندر على المقالة القيمة ...
فإنني أرى المتعصبين للشيخ حاتم لا يقلون بحال عن المتعصبين للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
صدقت جزاك الله خيرا ....
لكن عندي سؤال (للاستفادة وليس للاختبار) أريد أمثلة عن التعصب للشيخ محمد بن عبدالوهاب وهل هو في المشايخ أو الأتباع؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 06:02]ـ
لا أدري ما فائدة إقحام هذا الرد الطويل هنا؟! وهو لا يتعلق بالموضوع!!
وقد رأيت من تعقب رد العلي هذا بما يكفي ولكن ليس هذا محل نقاش هذا وإنما إن كانت ثمة مناقشة للشيخ بندر فلتعلق!
وبعد فأقول للشيخ بندر أحسنت بارك الله فيك.
لكن إن ثبت وجود تكفير مذموم في تاريخ ابن بشر أو ابن غنام، فهل يستدعي هذا الإزراء بدعوة التوحيد؟ أم أن غايته اجتهاد شخص منتسب إليها عبر عنه بما رأى ولاينبغي بحال أن يسحب تكفيره المذموم -المزعوم- على الدعوة التي عرف منهج منظرها وانضبط في قضية التكفير بما لم يخرج فيه عن آراء أهل العلم قبله؟
ـ[ابن القصيم]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 08:51]ـ
السلام عليكم
قد نُشر في هذا المنتدى مقالٌ في التعقيب على تعقيب الأخ الكريم سليمان الخراشي، ورأى المجلس العلمي حذفه من حين نزوله لأن الدخول في هذا الموضوع قد يكون فيه نوع من المفاسد، وكان هذا الرأي محل قبول وتقدير من كاتب المقال، في تلك المراسلات الخفية بين الأعضاء والمشرفين.
و اليوم يُنشر مقال للأخ الفاضل بندر الشوقي حول الموضوع نفسه وفي ذات السياق، والكاتب الكريم يستحق أن ينشر له بلا شك، ولذا فإني لا أدعو إلى حذفه، لكني لم أستطع أن أفهم أن ثمة فرقاً بين هذا المقال والمقال المحذوف، فهل لأن هذا المقال موافق لبعض الآراء يبقى، وذاك لأنه مخالف يحذف.
أتمنى أن نحدث نوعاً من العدل حتى في النشر والتعقيب، وأتمنى أن لا نقع فيما كنا ننهى عنه عندما سيطر أولئك على منابر الكلمة فنشروا مالهم وأما ما كان يخالفهم من مقالات أهل الغيرة والدين فلم تكن تجد طريقها للنشر.
هذا تساؤل أضعه بين أيدي الأخوة القراء والمشرفين والذين أحسبهم والله حسيبهم لا يريدون إلا الإصلاح.
والتساؤل الذي وضعه الأخ حارث همام تساؤل صحيح، لكن ليته جعل هذا التساؤل شاملاً له وللمقال الذي قبله (مقال العبداللطيف) فهو ليس له علاقة بمقال الأخ بندر الشويقي على حسب اعتراضه.
فلماذا يتسائل عن ذكر هذا المقال، ولا يتسائل عن المقال الذي قبله.
وأما مقال الأخ الكريم فثمة تعليق حوله قد ينشر هنا أو هناك.
أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من القول، وأن يجعلنا هداة مهتدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 09:28]ـ
إضافة موفقة –أخي- ابن سفران.
- - - - - - -
أخوي الأفاضل: عبدالله المزروع، وأبو عبدالله السبيعي، و وليد الدلبحي.
الشكر موصولٌ لكم على المشاركة ههنا، وأثابكم الكريم على دعواتكم لأخيكم.
- - - - - - -
هشيم بن بشير.
أصلح الله قلبك ... هذا كل ما أستطيع قوله لك.
- - - - - - -
الفاضل/ عبدالله العلي ..
شكر الله لك إضافتك.
وهذا النقل الطويل فيه ما فيه. لكن مناقشته تحتاج لمقالة أخرى.
- - - - - - -
المكرم/ أبو عبدالرحمن القطري.
كل شخصية علمية أو دعوية بارزة، لا بد أن تجد غالياً فيها وجافياً عنها. فهذه سنة مطردة، مردها لتفاوت عقول البشر ومداركهم.
لكن هذا شيءٌ، والحديث عن الشيخ محمد نفسه شيءٌ آخر.
- - - - - - -
الفاضل/ حارث الهمام.
تقول –رعاك الله-: (إن ثبت وجود تكفير مذموم في تاريخ ابن بشر أو ابن غنام، فهل يستدعي هذا الإزراء بدعوة التوحيد؟).
وجواب هذا السؤال يتوقف على تصنيف دعوة الشيخ –رحمه الله-:
فالذي يعدها فرقة (وهابية) سيحمل إمامها أخطاء (أتباعه).
أما من يعده مصلحاً مجدداً على طريقة السلف، فلن يحمله خطأ غيره (لو وجد).
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 09:49]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ بندر على المقالة القيمة ...
صدقت جزاك الله خيرا ....
لكن عندي سؤال (للاستفادة وليس للاختبار) أريد أمثلة عن التعصب للشيخ محمد بن عبدالوهاب وهل هو في المشايخ أو الأتباع؟
لم أقصد أخي الكريم تضخيم ظاهرة التعصب للشيخ محمد في الواقع - ولعلك فهمت هذا فطلبت الأمثلة - والشيخ محمد مثل كل رجل عظيم لا بد أن يغلو فيه أناس وما قصدت أن التعصب فاش في أتباعه، بل أنا أتشرف بأني من أتباعه.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 10:09]ـ
لم أقصد أخي الكريم تضخيم ظاهرة التعصب للشيخ محمد في الواقع - ولعلك فهمت هذا فطلبت الأمثلة - والشيخ محمد مثل كل رجل عظيم لا بد أن يغلو فيه أناس وما قصدت أن التعصب فاش في أتباعه، بل أنا أتشرف بأني من أتباعه.
جزاك الله خيرا أخي الكريم وأصبت في تخمينك لسؤالي لأني ألاحظ العكس فالكثير بدأ يتنكر لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ولم يكتفوا بعدم نصرتها بل صاروا ينالون منها بثوب الإنصاف والتجرد زعموا ونسوا أو تناسوا أن النعمة التي ينعمون بها الآن من الخير والدعوة هي بفضل الله ثم بفضل جهاد هذا الإمام المجدد رحمه الله ...
والخطأ من بعض أفراد أئمة الدعوة وارد ولانقاش في ذلك لكن المشكلة في من يتهم الدعوة برمتها .....
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 11:41]ـ
الاخ الكريم الشيخ بندر الشويقي حفظه الله ..
كنت أفكر في عنوان لمثل هذا المقال الذي كتبته عن الشيخ حاتم، وكتبه قبلك الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف، فلم أجد إلا هذا العنوان التالي: (تجديد فنون الخلاف)، لأني في السابق كنت أقرأ في كتب الردود العلمية فوجدت ان الردود تتمحور حول قضية (علمية) و (منهجية) يسوق كل إنسان دليله على صحة قوله وخطا قول مقابله، ولكني حقيقة لم أعد أفهم هذه الطريقة في الخلاف، ولا أدري ماهي المحصلة التي يخرج بها من يريد أن يستفيد من هذه الموضوعات ... ولذلك سطرت عدة ملحوظات:
الاولى: عندما يتفق شخصان في نقد ظاهرة او فكرة تجاه شخص او تيار اوحركة او عالم فلا يعني هذا انهما يشتركان في " التوجه " نفسه، فتوجيه الانتقاد إلى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لا يعني ان المنتقد ق دخل في زمرة الناكئين بالدعوة والواقفين في طريقها، او أنهم مصابون بانهزامية وتراجع، إلى غير ذلك من التهم التي توجه إلى (كل) من ينتقد دعوة الشيخ رحمه الله، بل تختلف الصورة باختلاف منطلقات المنتقدين، فالأول ينتقد الدعوة من منطلق خلاف كلي أصولي مبدئي، ويقصد بذلك " النكاية بها واسقاطها " والثاني يقصد بنقده " التقويم " والتسديد مع احترام الدعوة والاشادة بجهودها، وإنصافها .. فلماذا يوضع هؤلاء كلهم بسلة واحدة، ويعاملون بطريقة واحدة؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: اعجب حقيقة من القدرة الفائقة على " صناعة معركة كبرى " من خلال أسطر قليلة يقولها شخص يعرف الجميع حرصه على السنة وموقفه المبدئي من السلفية ومنهجها، وكأن " السلفية " و " الوهابية " هي ملك لأشخاص قد عينوا انفسهم بوابين على حماها، إذ لا يجوز عندهم ان يقال فيها أي كلمة، وحتى لو أثنيت عليها فلا بد ان تثن عليها بطريقتهم هم، وباسلوبهم هم .. وهذا الاحتكار الفكري يذكرني بمن يحتكر السلفية الآن، وكانها ملك لأبيه وجده، حتى لربما غضب منك لو استخدمتها، أو حتى دافعت عنها، ولذا فدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ليست ملكا لأحد، بل هي ملك للامة كلها، وليست هناك شروط صارمة لمن يتبناها، وليس من شروط القناعة بها ان يقبلها كلها او يرفضها كلها، فقد تأثر بها اناس يخالفونها في أشياء كثيرة، بل أشاد بها حتى بعض العقلانيين الذين راوا فيها تنقية للعقل العربي من الخرافة والأسطورة والشعوذات .. وتحريرا للعقل من الجهل!
الثالثة: الحساسية المفرطة من كلمة " الوهابية "، فمجرد وصف فرقة باسم مؤسسها لا يعني ان الكلمة قبيحة او تدل على معنى سلبي، ولا يعني ان وصف خصومها بهذا اللفظ ان يكون اللفظ قبيحا، فمجرد الانتساب إلى شخص لا مانع منه، والعلة ليست بهذه الانتسابات بل بحقيقة الانتساب وشرعيته وموافقته للحق، ولذا لا ينبغي ان نقيم خصاما مع من يقول " وهابية " إن كان يوافقها بالمنطلقات والفكر. وقد قرر ابن تيمية رحمه الله جواز هذه الانتسابات ..
الرابعة:ان هناك خلطا بين " دعوة الشيخ محمد رحمه الله "، وبي " منهج الشيخ وتصرفاته " فدعوة الشيخ بعمومها هي عن عبارة (أفكار) و (عمل) و (أتباع)، وتوجيه الانتقاد إلى دعوة الشيخ أحيانا ينصرف إلى أفكار الشيخ نفسه، واحيانا ينصرف إلى اتباعه، واحيانا يوافق في " التنظير " و يخالف في " التطبيق "، وأحيانا يشوه الأتباع سيرة الشيخ ببعض التصرفات، او بالذهاب بعيدا عن مرادات الشيخ وطريقته، ولذا حصل خلاف كبير بين أتباع الشيخ وتلاميذه حول قضية (العذر بالجهل) وتحرير موقف الشيخ منها، وإلى الآن تصدر الكتب التي تناقش هذه القضية،ولذلك يحصل " الغلو " في الاتباع حيانا بسوء فهم كلام الشيخ ومنهجه، وأتوقع ان السبب يكمن في الآتي:
الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ليس عالما تنظيريا فقط، يكتب الكتاب ثم يذهب ينام في بيته، بل هو عالم ينظر ويطبق أفكاره على الواقع، ويجتهد في انطباق الفكرة على الواقع، ويختلف اجتهاده من حالة دون حالة، والمشكلة ان بعض من تبعه لم يفرق بي (التنظير) و (التطبيق)، فهم يأخذون تطبيقه لقضية مثل (تكفير اعيان محددين) على انه رأي فقهي، ثم يطرد هذا على أعيان في واقع مختلف ومناطات متغيره .. وهذا هو الذي جعل بعض غلاة التكفيريين يتكئون على فتاوى الشيخ وتصرفاته في تقرير مسائل الغلو في التكفير عندهم، ومذكراتهم وكتبهم ورسائلهم مليئة بالنقل والاعتماد على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب واتباعها .. ولذلك فالشيخ حاتم يتكلم عن (دعوة) الشيخ، ولا يتكلم عن (الشيخ نفسه) فيتامل!
الخامسة: أرى من الخطأ ترسيخ التمحور حول " الأشخاص " حتى لو كان الشيخ محمد،لأن المنهج الشرعي ان يتمحور الناس حول " الحق "، ويكون الاشخاص والمناهج والدعوات هي " الحواشي " والمكملات له، وأرى ان هناك طغيانا كبيرا في الاهتمام بالاشخاص على حساب الموضوعات، ولو توجهت البحوث إلى تحرير قضايا التكفير ومناقشتها بوعي وجلد، أولى من إثارة المعارك حول الأشخاص.
اخيرا ..
اذكر مرة انني كنت مسؤولا عن محاضرات مسجد الخيف في المشاعر، وجاء أحد الدعاة وتحدث عن قضايا التوحيد بشكل جميل ورائع، ووقف وقفات رائعات في تقرير مسائله، وكان المسجد مكتظا بأنواع مختلطة من الناس، عرب وعجم، سنة وشيعة، صوفية وقبورية، وكل طائفة تقريبا، وكلهم قد اشرأبت انظارهم إلى الشيخ المتحدث، وفجاة حرف الموضوع إلى الدفاع عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب،وأن الناس تتهم الشيخ ودعوته واتباعه انهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، وكانه بهذه الانحرافه استثار عقولهم الباطنة، ونبههم إلى " الوهابية " التي رضعوا كرهها وشوهت في ضمائرهم، فانصرفت الأنظارعنه، وبدأ التذمر بمجرد ان تكلم عن " الوهابية " التي نشأوا على الموقف السلبي منها، ولو استمر في حديثه عن (التوحيد) من الكتاب والسنة دون الدخول في أي شي آخر لاستفادوا أكثر، لانه صرفهم بإرادته عنه .. وقد نبهته إلى ذلك بعد المحاضرة، وان الموقف لا يحتمل مثل هذه الاستطرادات التي تضر بالموضوع الأصلي وهو (التوحيد).
هناك ملحوظات أخرى .. لعلي اعود إليها ان شاء الله!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:10]ـ
سددك الله يادكتور .. رؤية متزنة ومعالجة موضوعية رائعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:39]ـ
اتفق مع دكتور استفهام في إطلالته الجميلة.
وأثني بتأييدي له حول عدم افتعال معركة حول اسم (وهابية) وأن لا نجعل هذا الاسم مجالا للخصومة بين أتباع المنهج الواحد،
فإني أرى أن هذا الاسم يُعبر عن حركة قامت في فترة زمنية وكان لها تأثيرها الكبير في الواقع الإسلامي.
وإني أجد أن كل اعتراض يمكن إيراده على هذا الاسم فهو وارد على اسم (الدعوة النجدية).
فإن قيل: الاسم الأول قد يُحمل على أنها دعوة جديدة جاءت بمنهج مبتدع، فلنمنع الإسم الآخر لأنه قد يُفسر بنفس التفسير.
ولذا فلا يلزم على وصف (الوهابية) أن تكون قد أتت بمنهج مبتدع جديد.
وهذه التسميات شأن شائع في كثير من الدعوات.
فلنجعل معركتنا مع المخالفين للدعوة في غير هذه المضايق.
وإن قيل: إن هذا الاسم يعني أن الدعوة مرتبطة بالأشخاص، قيل واسم (الدعوة النجدية) اسم مرتبط بالمنطقة، وهي ليست محصورة في منطقه محددة.
الذي أقصده من ذلك: أن لا يكون هذا الاسم علامة فارقة للموافق والمخالف، ومحل جدل وخصام عندما يعبر به.
لاسيما وأنك تجد من أئمة الدعوة من استعمله، فهذا الشيخ محمد بن عبداللطيف يقول في إحدى رسائله: (من الشيخ محمد بن عبداللطيف إلى أهل القرى ورؤساء القبائل من أهل اليمن وعسير وتهامة وشهران وبني شهر وقحطان، وغامد وزهران، وكافة أهل الحجاز، وغيرهم ... ) ثم أخذ في بيان منهج هذه الدعوة حتى قال: (وصار بعض الناس يسمع بنا معاشر الوهابية، ولا يعرف حقيقة ما نحن عليه، وينسب إلينا ويضيف على ديننا ما لا ندعوا إليه ... ). الدرر 1/ 564
فأنت ترى أن الشيخ استعمل هذا اللفظ في سياق تعريفه بمنهج هذه الدعوة في خطاب يرسله لبلاد شتى قد يكون بعضهم لم يسمع بهذه الدعوة أو هذه التسمية، ولو كانت هذه التسمية قدحاً محضاً، لا يليق إطلاقه لما استعمله، أو لنبه على أنه تهمه ينبغي دحضها وردها.
وعليه فإطلاق هذا اللفظ هو بحسب قصد القائل:
فإن قصد بها: أنها ابتدعت منهجاً جديداً يختص بها دون غيرها، كان الجواب المناسب له ليس بيان بطلان التسمية بل بيان بطلان الدعوى التي أطلاقها صاحبها.
وإن قصد بها حركة تجديدية قام بها إمام معين حتى عرفت به، ونسبت إليه، فهو مضمون صحيح لا ينبغي أن نفتعل حوله معركة.
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 08:07]ـ
مرحباً بأخينا المفضال (دكتور استفهام).
وكم تمنيتُ لو أنك ربطت تعقيبك بمقالتي، كي أعرف موضع اعتراضك ونقدك، فأنت سلكت مسلك التعميم، وانتقدتَ أشياء لا وجودَ لها في كلامي. ومن ذلك أول نقطة في كلامك حين اعترضت على حشر الشيخ حاتم في جملة الناكئين بالدعوة، والواقفين في طريقها، و القاصدين إسقاطها.
فهل رأيتَ شيئاً من هذا في مقالتي؟
ألم ترني أتحدث مشربَ الشيخ حاتم الأثري؟
ألم ترني أخاطبه خطاب المعاتب الذي يُستكثر من مثله ما قد يقبل من غيره؟
أنت –أيها الفاضل- بهذه الطريقة وقعتَ فيما تنهى عنه. فحشرت أخاك مع من لا يرتضي نهجه. فإذا كان هناك من يجعل كلَّ انتقاد أو اعتراضٍ على الإمام محمد بن عبدالوهاب مساوياً للنكاية به وبدعوته، فهناك –أيضاً- من يعتبر كلَّ دفاعٍ عنه عصبيةً وانغلاقاً وتعلقاً بالأسماء والأشخاص ... و هو ما أراك تمارسه ههنا من حيث لا تشعر.
أن يتحدَّث الشيخ حاتم عن خللٍ في دعوة الشيخ محمد –رحمه الله-.
خلل يستدعي أن ترتفع الأصوات بضرورة مراجعته وتصحيحه.
وهذا الخلل يتعلق بقضية خطيرة ذات حساسية؛ قضية (التكفير).
ثم أكتب لألومه على الإجمال في كلامه، وأطالبه بإبراز مثالٍ على هذا الخلل لننظر فيه.
فيأتي –بعد هذا- فاضلٌ مثلك ليتحدث عن عصبيتنا، وتمحورنا حول الأشخاص، وظلمنا للشيخ حاتم!!
فهل يليق بك –أيها العزيز- مثل هذا النهج؟
طريقتك هذه هي الظلم بعينه. ولو قلتُ إنها الأقرب للعصبية لما أبعدتُ.
ثم إننا –أيها الفاضل- مهما تحدثنا عن ضرورة التمحور حول الأفكار، وتجنب التعلق بالأسماء والأشخاص، فيجب أن يبقى للرموز والأئمة مكانتهم التي توجب أن يكون نقدهم بحذرٍ، وبمنهجيةٍ علميةٍ مبرهنةٍ. وليس بطريقةٍ مرتجلةٍ مرسلةٍ خاليةٍ من أي برهانٍ ودليلٍ، كما وقع ذلك في جواب الشيخ حاتم الذي انبريتَ للدفاع عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يتأكد هذا حين يرتبط اسم الرمز بخصومة عقدية معينة.
فاسم محمد بن عبدالوهاب يرتبط عند خصومه بالمغالاة في التكفير.
تماماً كما أن اسم ابن تيمية يرتبط عن خصومه بالتجسيم.
فما رأيك لو سأل سائل: عن التجسيم الموجود في كلام ابن تيمية. فجاء الجواب هكذا:
ابن تيمية كان عالماً مصلحاً. لكن ما هو بالمعصوم. وخير منهجه في الصفات أكثر من شره، إذا حوكم منهجه لزمن ظهوره، وأتباعه ((في باب الصفات)) أقرب للحق من غيرهم. وقد وقعت له أخطاء يجب أن ترتفع أصوات أتباعه بإنكارها، لكن مشكلتنا في المتعصبين له الذين يعدون كل نقدٍ له خروجاً عن دائرة أهل السنة ... إلخ.
هل تعتبر هذا جواباً علمياً لائقاً بصاحب مشربٍ سلفي؟
ألا تفهم من هذا الكلام الموافقة على وجود التجسيم في كلام ابن تيمية؟
إن كنتَ –أخي- تعجب مما تقول إنه "قدرة على صناعة معركة كبرى من خلال أسطرٍ قليلةٍ يقولها شخصٌ يعرف الجميعُ حرصَه على السنة وموقفه المبدئي من السَّلفية ومنهجها". إن كنت تقول هذا، فأخوك يعجب من الإصرار على المغالطة وتسطيح الفهوم، من خلال تصوير جواب الشيخ حاتم وكأنه لم يقرِّر شيئاً زائداً على بشرية محمد بن عبدالوهاب ونفي عصمته. وأن ما كتبه الآخرون رداً عليه، لا يعدو أن يكون رفضاً لمبدأ نقد الشيخ.
أما حديثك –رعاك الله- عن "الحساسية المفرطة من كلمة (الوهابية)، وقولك: "إن مجرد وصف (((فرقة))) باسم مؤسِّسها لا يعني أنها قبيحة، أو تدل على معنى سلبي .... ".هذا المقطع من كلامك -وخصوصاً العبارة الملونة بالأحمر- كفيلٌ بشرح موضع الخلاف بيننا.
أنت والشيخ حاتم –رعاكما الله- تتحدثان عن (فرقة) أسَّسها محمد بن عبدالوهاب.
ونحن نتحدث عن دعوة سلفية، محمد بن عبدالوهاب أحد رموزها و مجدِّديها.
فلعله لهذا السبب لا يوجد لديك حساسية من كلمة (وهابية)، كما أن الشيخ حاتم لا يوجد لديه مشكلة في التحدث عن (أتباع محمد بن عبدالوهاب).
فهل أدركتَ موضع النزاع هنا؟
سأضرب لك مثالاً يوضح ما نختلف فيه.
ومثالي هذا –قد يزعجك-، لكني أراه أقصر طريقٍ لتقريب الفكرة.
أنت –بالتأكيد- تملك حساسية شديدة من حديث بعض الناس في المنتديات عن فرقة اسمها (سلمانية)، وقد رأيتهم ينسبونك أنتَ بالذات إليها. ولا أحسبك ترضى بهذا، كما أني –أيضا- لا أرتضيه لك.
تفكر في حساسيتك هذه، وستعرف سبب حساسيتنا من لفظة (وهابية).
- - - - - - - -
أخي الكريم (ابن أبيه).
حين يكون كلامي مع خصمٍ أو مخالفٍ للدعوة السلفية، فلن أقيم خصومةً على اسم (الوهابية)، تماماً كما فعل الشيخ محمد بن عبداللطيف –رحمه الله- في رسالته التي نقلت طرفاً منها.
أما حين يكون الكلام مع أخي الذي ألتقي معه على التوحيد و السنة والمشرب السلفي، فإني أستكثر منه الحديث عن شيء اسمه (الوهابية)، أو (أتباع محمد بن عبدالوهاب).
و إن قدر لك المتابعة أو الدخول في الجدل والخصومة العقدية مع الروافض و الخرافيين -بل حتى مع العلمانيين، وأهل الكفر الصراح- فستدرك البعد المنهجي المقصود من الإصرار على إثبات فرقة اسمها (الوهابية).
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور استفهام
بارك الله فيك وسدد الله خطاك
والإنصاف عزيز، وكلما رامه احد قيل له (بعض الذين يلبسون لباس التجرد والإنصاف)،كأن الإنصاف صار سبة، أوكأننا مستشرقون أو روافض لنا نية مبيتة في هدم عرى الإسلام، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:59]ـ
والإنصاف عزيز، وكلما رامه احد قيل له (بعض الذين يلبسون لباس التجرد والإنصاف)،كأن الإنصاف صار سبة، أوكأننا مستشرقون أو روافض لنا نية مبيتة في هدم عرى الإسلام، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ليس هكذا أخي الكريم ..
يجب أن تتسع صدورنا للمباحثة والمدارسة، وأن يحمل كل منا كلام أخيه على محمل محبة النصح والخير والوصول إلى الحق ..
والحق هو مبتغانا جميعا .. عصمنا الله جميعا من الزلل.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:43]ـ
ليس هكذا أخي الكريم ..
يجب أن تتسع صدورنا للمباحثة والمدارسة، وأن يحمل كل منا كلام أخيه على محمل محبة النصح والخير والوصول إلى الحق ..
والحق هو مبتغانا جميعا .. عصمنا الله جميعا من الزلل.
أعلم ذلك ايها الفاضل، بل أحب ذلك وادعو إليه، ويا ليت صدور إخواننا تتسع لنا، وانا أحدث حديث مكلوم مجروح، وأعي ما اقول، فعلم الله كم من وقت لم نقصد الا الإنصاف وبلوغ الحق، فقيل فينا مالم يقله مالك في الخمر، فتارة نريد هدم الدعوة السلفية المباركة، وتارة نسير في سياق مشروع راند، وتارة لنا حقد على الدعوة النجدية، مع أننا والله ثمرة من ثمراتها، فلهذا قلت ما قلت، مع أني سليم الصدر والله لإخواني، وإن بغوا فعفا الله عنهم.
أخي عبد الله العلي، أتابع دائما مشاركاتك واشهد الله على محبتك فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 09:06]ـ
اخي الكريم الشيخ بندر .. وفقه الله
لست هنا للدفاع عن الشيخ حاتم ولا عن غيره، ولكني رأيت ان أنبه الإخوة في مقالك هذا إلى أن هذا " الجدل " حول مسألة نتفق على أصولها يزيد الطين بلة، ويعمق من الخلاف والشقاق - حتى لو كان دافعنا الحرص على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -، ولذلك ركزت في ملحوظاتي على جوانب منهجية أكثر من الدخول في تصحيح موقف الشيخ حاتم او موقف معارضيه! ولذا أشرت إلى رد الشيخ الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف في ثنايا مداخلتي هذه.
الشيخ حاتم قال كلامك عاما او مجملا عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والمفترض دائما ان " المجمل " يرجع بفهمه إلى المفصل، والتفصيل كان عند الشيخ حاتم في موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مقاله " السابق " في الرد على مي يماني، وعلى هذا فلا بد أن يستصحب كلام الشيخ السابق في فهم كلامه اللاحق .. وهذا هو مقياس العدل والإنصال الذي امرنا به شرعا .. وما وقع الشقاق والخلاف بين " الدعاة " و " العلماء " إلا بهذا المنهج (التنقيبي) في الكلمات مجردة عن سياقاتها او ما يعرف من قائليها من أصول متقرره، ولذا ربما يحكم على شيخ بانه " خارجي " بناء على كلمة قالها في محاضرة عابرة، ويترك تأصيله في مواطن كثيرة في الرد على الخوارج - حين يراد اسقاطه - ومن هنا ينشأ التظالم الذي نهى الله عنه.
لتعلم أخي الفاضل أنني لا أدعي لأحد العصمة، ولا أقف ضدا ممن ينتقد أي عالم او طالب علم، ولكن تقدير الامور بقدرها مطلب، فهب ان الشيخ حاتم " أجمل "، - وهذا ما وقع منه - فلماذا تستدعى مع الاعتراض على هذا الإجمال مسائل كثيرة مثل:
- التناقض بين ما قاله هنا، وما قاله في رده على مي يماني!
- إقحام " الإسلام اليوم " في الموضوع.
- الكلام عن استعمال لفظ " الوهابية ".
- الحديث في أثناء الكلام عن خصوم دعوة الشيخ مثل الرافضة وغيرهم وانهم يقصدون نبز الدعوة بكلمة " الوهابية "، وهذا يؤدي إلى اقتران شرطي بين الشيخ وبين هؤلاء حتى لو لم يقصد الكاتب هذا!
- الاسئلة الاستنكارية عن (اتباع دعوة الشيخ) و (وأصولهم الجامعة ومشربهم) يشعر بأن هناك شك أصلا في توجه الشيخ حاتم وموقفه من دعوة الشيخ!
- ثم ختم الكلام بأشارة تدل على أن القضية عند الشيخ حاتم ليست قضية " إجمال "، وإنما لأنه يتأصل بأصل يخالف فيه دعوة الشيخ محمد رحمه الله في باب الأسماء والأحكام، لانه قرر في كتابه (الولاء والبراء) مسائل تدل على مفارقة الشيخ لدعوة الشيخ محمد في هذا الباب كله .. والنتيجة الطبيعية هي: ان الشيخ يعتبر خارج إطار دعوة الشيخ في هذه المسألة التي انتقدها على الشيخ وليست قضية اجتهاد خاص او إجمال غير موفق .. !!
أنا حقيقة لا أفهم من هذا كله إلا أن هناك موقف منهجي كبير من الشيخ ومن يوافقه على رأيه، ولو كانت المسألة مقتصرة على (إجمال) الشيخ في رده على السؤال لما انبرى احد للرد عليه .. فموقف الشيخ حاتم من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو لانه: (جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)! بل إنه حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-! وهذه لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية الذين يجعلون الإيمان بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – تصديقاً مجرَّداً من التوقير والتعظيم والإذعان. وهذا ما نزَّه الله عنه الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله-. فمثلُ هذا الكلام هو الحريُّ بالمراجعة والتصحيح.). فلا شك ان من عنده (لوثة إرجاء) لابد ان يكون موقفه من الشيخ موقف المناهض المناقض لها .. وخاصة ان هذه القضية من القضايا الكبرى التي قامت عليها دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب!
طبعا .. من التجارب السابقة في متابعة (فقه الانشقاق) في الدعوة والدعاة ان الكلام في بدايته يبدا بلين جميل، وإحسان ظن، مع ضرب من تحت الحزام، ثم نفاجا ان المعركة قد اسفرت عن وجهها، وان هناك تحفزا من كل طرف لبدء معركة ضد الآخر، وهذا يذكرني ما وقع بعد بيان التعايش من افتراق كبير أدى إلى خصومة نعيش إلى الآن في تضاعيفها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فإني ارى الحاجة إلى المصارحة في مثل هذه الامور، والمكاشفة بكلام لا يقبل التأويل، وليتنا بدلا من هذا كله نقول: يا شيخ حاتم ... انت تقف في طريق دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، لانك تحمل لوثة إرجائية قد بينتها في كتاب الولاء والبراء، وهذا أمر لا يجوز، وعليه فلا بد من مجادلتك فيه .. بلا لف ولا دوران ولا مواربة ولا مراوغة! وبعد ذلك: اعتقد ان الشيخ سوف يدافع عن نفسه وعن رأيه بالادلة، سواء وافقه الناس أو خالفوه!
آتي هنا إلى بعض النقاط التي ذكرتها في ردك علي الأخير ..
تقول:
فما رأيك لو سأل سائل: عن التجسيم الموجود في كلام ابن تيمية. فجاء الجواب هكذا:
ابن تيمية كان عالماً مصلحاً. لكن ما هو بالمعصوم. وخير منهجه في الصفات أكثر من شره، إذا حوكم منهجه لزمن ظهوره، وأتباعه ((في باب الصفات)) أقرب للحق من غيرهم. وقد وقعت له أخطاء يجب أن ترتفع أصوات أتباعه بإنكارها، لكن مشكلتنا في المتعصبين له الذين يعدون كل نقدٍ له خروجاً عن دائرة أهل السنة ... إلخ.
هل تعتبر هذا جواباً علمياً لائقاً بصاحب مشربٍ سلفي؟
ألا تفهم من هذا الكلام الموافقة على وجود التجسيم في كلام ابن تيمية؟
وانا أقول: من كان يرى ان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقع في " التجسيم "، فرده صحيح بلا شك، بل يفهم من رده موافقة السائل على ان ابن تيمية رحمه الله وقع في " التجسيم "، وعليه فيفهم من رد الشيخ حاتم وقوع بعض أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في " التكفير " الغالي، بناء على سياق السؤال .. ولكن السؤال:
هل إقرار عالم وطالب علم بأن هناك " مشكلة " في التكفير عند أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (وخاصة ان السؤال كان عن التكفير الواقع في الكتابين)، يدل على فساد تأصيل " التكفير " في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟؟ ام يدل أن هناك (توسعا) في التكفير في المدرسة، والقضية ليست فقط في " تكفير " من يدعو غير الله كما كان الشيخ محمد يقاتل خصومه عليها، بل هناك " تكفير " لاعيان وبلدان لانهم فقط لم يتبرؤا من فلان، ولم ينخلعوا من تبعية فلان .. فالخطأ هنا في (التطبيق) وليس في (التنظير)، مثل تكفير بعض البلاد لموالاتها للدولة التركية، لكنك من أسطرك الأخيرة ترى ان الشيخ حاتم ليس هذا هو منطلقه، بل منطلقه من رؤية عقدية إرجائية جعلته يقف موقفا مخالفا لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب!
قولك وفقك الله:
أما حديثك –رعاك الله- عن "الحساسية المفرطة من كلمة (الوهابية)، وقولك: "إن مجرد وصف (((فرقة))) باسم مؤسِّسها لا يعني أنها قبيحة، أو تدل على معنى سلبي .... ".هذا المقطع من كلامك -وخصوصاً العبارة الملونة بالأحمر- كفيلٌ بشرح موضع الخلاف بيننا.
أنت والشيخ حاتم –رعاكما الله- تتحدثان عن (فرقة) أسَّسها محمد بن عبدالوهاب.
ونحن نتحدث عن دعوة سلفية، محمد بن عبدالوهاب أحد رموزها و مجدِّديها.
هذا يرسخ قضية " الاحتكار " فانا إن وصفتها بانها فرقة، او دعوة، او دعوة نجدية، أو وهابية، فهذا لا يغير من حقيقتها شيئا، فهي دعوة سلفية قامت في زمن معين، وظروف معينة، ولها اتباع معينون، ووصفها بأنها " وهابية " او " فرقة " لا يعني انزياحها عن الحق او انحرافها عن طريق السلف، الم تر كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة) ثم قال (إلا واحدة)، أي إلا فرقة واحدة، فوصف الفرقة لا يدل على مخالفة الحق، فسواء اسميتها فرقة او (طائفة) فهذا لا يدل على نبز ولا عن عيب ولا عن إضلال، فـ (الطائفة المنصورة) هي فرقة قائمة على الحق، ولا يعني وجود السلفية الحقة أن لا يوجد لها زمان ومكان معين وتتحيز إلى جهة معينة .. ولذا يسميها حتى أتباعها بـ (الدعوة النجدية) ولا يعارض هذا كونها دعوة سلفية تجديدة إلا عند من يقاتل ليثبت الموقف السلبي لمن يخالف من الدعوة الوهابية!
قلت:
سأضرب لك مثالاً يوضح ما نختلف فيه.
ومثالي هذا –قد يزعجك-، لكني أراه أقصر طريقٍ لتقريب الفكرة.
أنت –بالتأكيد- تملك حساسية شديدة من حديث بعض الناس في المنتديات عن فرقة اسمها (سلمانية)، وقد رأيتهم ينسبونك أنتَ بالذات إليها. ولا أحسبك ترضى بهذا، كما أني –أيضا- لا أرتضيه لك.
تفكر في حساسيتك هذه، وستعرف سبب حساسيتنا من لفظة (وهابية).
وهذا مثال عجيب ... فانت قلت (وأحسبك لا ترضى بهذا)، طيب .. إذا رضيته هل أغضب إذا وصفت بانني (سلماني)؟
طبعا .. القياس بين " الوهابية " و " السلمانية " قياس مع الفارق، فالشيخ محمد بن عبدالوهاب له مدرسة واضحة الأصول والمعالم، يؤصل وينافح ويقرر ويقاتل، وأقام دولة وسياسة، فيصدق عليه انه صاحب " مدرسة " و أتباع، وهناك من يصرج بأنه تبع لهذه المدرسة .. ولذلك فأنا لا أغضب حين يصفني شخص بانني " وهابي "، ولا ضير عندي البتة في ذلك، لأني نشات في ظل هذه المدرسة، ومعتز بهذا .. ولكن لا أرضى بان اوصف باني " سلماني "، لأن سلمان العودة ليس له مدرسة قائمة بذاتها، وليس له أصول يرجع إليها، ولم يكن له أتباع بالمعنى المدرسي، ولست اوافقه في توجهه كله، وعليه فمن وصفني بانني سلماني فقد أخطا في وصفي .. فلا تتحسس أخي الشيخ بندر من كلمة " وهابية " فالمسألة سهلة وسهلة جدا!
الحوار معك ممتع، لأنك تملك طريقة جميلة وهي طريقة بانورامية تنظر إلى كلام خصمك من زوايا مختلفة، فهي جميلة من باب الحجاج والجدل، ولكنها ضعيفة من باب الفائدة والعلم .. وشكرا لك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 10:20]ـ
اخي الكريم الشيخ بندر .. وفقه الله
الشيخ حاتم قال كلامك عاما او مجملا عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والمفترض دائما ان " المجمل " يرجع بفهمه إلى المفصل، والتفصيل كان عند الشيخ حاتم في موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مقاله " السابق " في الرد على مي يماني، وعلى هذا فلا بد أن يستصحب كلام الشيخ السابق في فهم كلامه اللاحق ..
المشكلة يا دكتور ليس في عقيدة الشيخ حاتم حتى نفسر مجمله، المشكلة هي في استخدامه كلاماً مجملاً في موضوع يحتاج التفصيل، فما فائدة مقال الشيخ ما دام ليس في فتواه إشارة له؟
وهل سيرجع كل قارئ للفتوى إلى مقاله؟
وما الذي يمنع أعداء الدعوة من الاستفادة من هذا الإجمال فينشرون الفتوى دون نشر المقال السابق؟
الحوار معك ممتع، لأنك تملك طريقة جميلة وهي طريقة بانورامية تنظر إلى كلام خصمك من زوايا مختلفة، فهي جميلة من باب الحجاج والجدل، ولكنها ضعيفة من باب الفائدة والعلم .. وشكرا لك!
وهل العلم إلا ما قامت عليه الحجج والبراهين؟ عموما هذا اعتراف منك بقوة الحجج التي يذكرها الشيخ بندر و تقابل الحجج القوية إلا بالتسليم أو حجج أقوى، أما استخدام قلم المعلمين الأحمر وإعطاء درجة ضعيف فليس من الحوار في شيء.
وما رأيك في من تخلو مناقشاته من الحجاج والجدل والفائدة والعلم، فلا نجد فيها غير اجترار المصطلحات البراقة وتكرار العموميات المتفق عليها من دون تبيين كيف تم تجاوزها.
يا دكتور استفهام أنت عندي أكبر من هذا الرد.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 12:09]ـ
يجب أن نستصحب أن مانريده هو إدراك الصواب والوصل إليه، وهذا بتأمل مايقال، وليس النظر إلى من يقول، فليس المهم عندي المصيب بندر أو بدر مثلا ..
المهم أن أصل إلى الصواب، ولذلك قبل أن أتحمس لأحدهما، يجب أن أمعن النظر في قوله كثيرا ..
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 12:10]ـ
أخي د. استفهام.
تقول: إنك لم تأتِ للدفاع عن الشيخ حاتم ولا غيره!!
ولا أدري لو أردتَ الدفاع كيف ستتحدث!
عموماً: هاهي مشكلتي معك تتكرَّر من جديدٍ، فأنت تنهى عن شيء، وتقع في مثله.
أنا عبتُ على الشيخ حاتم كلامه المجمل غير المبرهن.
وأنت تقول: إني سلكت مع الشيخ حاتم المنهج (التنقيبي).
ثم تسألني وتقول: لماذا حشرت في مقالتي مسألة كذا، ولماذا أوردت مسألة كذا، ولأي سبب أقحمت قضية كذا، ولماذا، ولماذا، ولماذا ...
ثم انتهيتَ -بعد هذا الأسئلة- إلى أنك تفهم من طريقتي في الرد أن لديَّ موقفاً منهجياً كبيراً تجاه الشيخ حاتم، ومن يوافقه.
أوليس هذا منهجاً تنقيبياً؟
أولا يندرج كلامك هذا تحت ما تسميه (فقه الانشقاق)؟!
ومع ذلك –أيها الأخ الكريم- فليس لديَّ مانع أن أمضي معك في (تنقيبك)، وفي (فقهك الانشقاقي). وأنا على أتم الاستعداد للجواب عن جميع النقاط التي ذكرتها. لكن ليس بالطريقة السردية التي تكتب بها، فهات مسائلك واحدةً واحدةً، وسأجيبك عما تشاء.
أما أن تسرد مطولة، وأقابلها بمطولة، فسوف يضيع و وقتك دون ثمرة.
علاوةً على أن منهج المطولات -في مقام الجدل-، من أكبر مقومات (فقه الانشقاق)، لأنه يترك القضايا معلقة غير محسومة.
والبحث الموضوعي وحده، هو الكفيل بإقفال المسائل، وإزالة سوء الفهم.
و حتى تبدأ بطرح مسائلك، دعني أبدأ بأهم ما لدينا:
فهل توافق على أن الشيخ حاتماً أخطأ حين أجمل الكلام في مسألةٍ تتعلق بتهمةٍ لم يزل الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرمى بها من قبل خصومه؟
سؤال واضح ومحدد، لا يحتاج الجواب عنه إلى مطولات.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 12:20]ـ
يجب ان نستصحب أن مانريده هو إدراك الصواب والوصل إليه، وهذا بتأمل مايقال، وليس النظر إلى من يقول، فليس المهم عندي المصيب بندر أو بدر مثلا ..
المهم أن أصل إلى الصواب، ولذلك قبل أن اتحمس لأحدهما، يجب أن أمعن النظر في قوله كثيرا ..
وهذا ما حاولته أخي الكريم
وإذا وصلت إل تخطئة الشيخ بدر وتصويب الشيخ بندر في هذه المسألة، فلا يعني ذلك أنني لم أطبق ما قلته، ولا ينبغي لك أن تفترض ذلك بدون سبب، وأرجو أن لا يكون السبب هو كون المردود عليه هو الشيخ بدر.
وثق تماماً أن اهتمامي في هذه المسألة بصواب كلام الشيخ حاتم من عدمه هو اهتمامي الثاني، أما الأول فهو التنبيه على ترك الازدواجية في المعايير، فأكثر من أسمعه يدندن على احترام الرأي المخالف ووجوب تقبل النقد يرفض ذلك عملياً إذا وجه له أو لأصحابه.
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 12:28]ـ
لا بأس يا شيخ بندر وفقك الله ..
هلا تتكرم علي بإعطائي الطريقة التي ترتاح إليها في الرد، وعدد الأسطر التي لا يمكن ان اتجاوزها في ردي عليك .. ولستة مواصفات مهمة لمنهجية الرد حتى ترتاح معي في النقاش .. لانني لا أريد مضايقتك ولا التنكيد عليك!
ثم إني لم أدخل معك في مقالك هذا حتى كون محاميا عن الشيخ حاتم، او شارحا لطريقته، او مصححا لفتواه، إنما فقط أحببت أن انبه إلى ان تضخيم القضايا بهذه الطريقة يسهم في زيادة الانشقاق،وتوقع بالتظالم وهي نصيحة إن تقبلتها فبها ونعمت، وإن رأيت أنني مخطئ فيها فلك أن تردها على قائلها ..
أما موافقتي لك بان الشيخ أخطأ أو أصاب .. ثم ماهي المحصلة من هذا كله؟
من قال إنه أخطأ له رأيه الذي يدلل عليه، ومن قال بأنه أصاب فله قوله الذي يدلل عليه ..
أما مسألة ان يكون الشيخ أخطأ أو أصاب فبالنسبة لي هي مسألة لا يترتب عليها لا علم ولا عمل.
أنا قلت لك في أثناءالرد .. أن هذه الطريقة تتجاوز مسألة " تخطئة الشيخ " في طريقه فتواه إلى امور أخرى اقحمت في الرد .. ولذا فأنا أنصحك ان تبدا بالأهم .. فرجل يقول بقول لا يقوله حتى " الجهمية " في مسألة مثل مسألة " الإيمان "، اولى أن يبدأ معه بمثل هذه القضية التي هي أخطر من القول بوجود خطأ في مسألة التكفير عند مدرسة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رحمة واسعة ..
اتصلت عليك قبل فترة وطنشتني .. كنت ارغب السلام والاطمئنان.
وفقك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 12:38]ـ
وهذا ما حاولته أخي الكريم
وإذا وصلت إل تخطئة الشيخ بدر وتصويب الشيخ بندر في هذه المسألة، فلا يعني ذلك أنني لم أطبق ما قلته، ولا ينبغي لك أن تفترض ذلك بدون سبب، وأرجو أن لا يكون السبب هو كون المردود عليه هو الشيخ بدر.
وثق تماماً أن اهتمامي في هذه المسألة بصواب كلام الشيخ حاتم من عدمه هو اهتمامي الثاني، أما الأول فهو التنبيه على ترك الازدواجية في المعايير، فأكثر من أسمعه يدندن على احترام الرأي المخالف ووجوب تقبل النقد يرفض ذلك عملياً إذا وجه له أو لأصحابه.
كلامي أخي الكريم عام
وأنا بحاجة إليه أكثر منك .. وفقك الله
وأريد ألا نكثر من المناقشة بيننا، فلنترك المساحة للشيخين الكريمين
لأن كلامنا أصبح فواصل بينهما .. (فاصل ونواصل)
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 03:47]ـ
آتي هنا إلى بعض النقاط التي ذكرتها في ردك علي الأخير ..
تقول:
فما رأيك لو سأل سائل: عن التجسيم الموجود في كلام ابن تيمية. فجاء الجواب هكذا:
ابن تيمية كان عالماً مصلحاً. لكن ما هو بالمعصوم. وخير منهجه في الصفات أكثر من شره، إذا حوكم منهجه لزمن ظهوره، وأتباعه ((في باب الصفات)) أقرب للحق من غيرهم. وقد وقعت له أخطاء يجب أن ترتفع أصوات أتباعه بإنكارها، لكن مشكلتنا في المتعصبين له الذين يعدون كل نقدٍ له خروجاً عن دائرة أهل السنة ... إلخ.
هل تعتبر هذا جواباً علمياً لائقاً بصاحب مشربٍ سلفي؟
ألا تفهم من هذا الكلام الموافقة على وجود التجسيم في كلام ابن تيمية؟
وانا أقول: من كان يرى ان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقع في " التجسيم "، فرده صحيح بلا شك
أولا: أشكر الشيخ بندر الشويقي على مقاله الرائع، وأقول له: استمر في مثل هذه الردود والمناقشات الصريحة الرائعة.
ثانيا: يقول دكتور استفهام في الكلام المقتبس أعلاه: " من كان يرى ان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقع في " التجسيم "، فرده صحيح بلا شك ".
وذلك جوابا عن افتراض افترضه الشيخ بندر كما هو موجود فيما اقتبستُه.
أفهم من رد دكتور استفهام أن من يرى بأن ابن تيمية لم يقع في " التجسيم " وأجاب بنفس الجواب الذي افترضه الشيخ بندر وهو لايرى بذلك
أفهم أن دكتور استفهام يجعل رده خطأ وغير صحيح وأنه أجاب إجابة عامة قد يستغلها المعارضون لابن تيمية، وقد ينبري دكتور استفهام للرد على المجيب إن أحسن فيه الظن، للعمومية في كلامه مع وجود الخصوم لابن تيمية
ولذلك يقول دكتور استفهام: "" من كان يرى ان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقع في " التجسيم "، فرده صحيح بلا شك ". أي: مَن رد بذلك وهو لايرى بوقوع ابن تيمية في التجسيم فردّه خاطىء وغير صحيح ..
وأما قول الشيخ بندر: " ألا تفهم من هذا الكلام الموافقة على وجود التجسيم في كلام ابن تيمية؟ "
فلايدل على اتهام د. حاتم بأنه موافق للسائل، وإنما هذا الذي يُفهَم من جوابه هذا (أي الموافقة) حتى ولو المجيب لايرى بذلك.
ولذلك جاء الرد عليه من الشيخين الفاضلين عبدالعزيز آل عبداللطيف والشيخ بندر الشويقي والاستفسار عن سر التعميم.
ولذلك بدأ الشيخ بندر في مناقشة دكتور استفهام حول هذا الأصل الذي لم يستوعبه بعد دكتور استفهام
فقال الشيخ بندر الشويقي مناقشا دكتور استفهام: " هل توافق على أن الشيخ حاتماً أخطأ حين أجمل الكلام في مسألةٍ تتعلق بتهمةٍ لم يزل الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرمى بها من قبل خصومه؟
سؤال واضح ومحدد، لا يحتاج الجواب عنه إلى مطولات. "
ونحن في انتظار الإجابة من دكتور استفهام ..
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 04:25]ـ
من قال إنه أخطأ له رأيه الذي يدلل عليه، ومن قال بأنه أصاب فله قوله الذي يدلل عليه ..
أما مسألة ان يكون الشيخ أخطأ أو أصاب فبالنسبة لي هي مسألة لا يترتب عليها لا علم ولا عمل.
لك يادكتور استفهام ثلاث مشاركات مطوّلة في هذا الموضوع ..
ألم تعلم بأن هذه المسألة لايترتب عليها - كماتقول - لاعلم ولاعمل منذ المشاركة الأولى؟!
أنت تخطّىء مَن يرد بالرد العام لمن يُسأل عن وقوع ابن تيمية في التجسيم والمجيب لايرى بوقوعه، ولذلك تجيب دون تردد بأن مَن يرى بوقوعه فردّه صحيح بلا شك بناء على سؤال الشيخ بندر الافتراضي
أي: مَن يرد بنفس الرد وهو لايرى بوقوعه فهو مخطىء
ثم نفس السؤال يوجهه لك الشيخ بندر ويقول لك: " هل توافق على أن الشيخ حاتماً أخطأ حين أجمل الكلام في مسألةٍ تتعلق بتهمةٍ لم يزل الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرمى بها من قبل خصومه؟
سؤال واضح ومحدد، لا يحتاج الجواب عنه إلى مطولات."
وتجيبه بقولك: " من قال إنه أخطأ له رأيه الذي يدلل عليه، ومن قال بأنه أصاب فله قوله الذي يدلل عليه ..
أما مسألة ان يكون الشيخ أخطأ أو أصاب فبالنسبة لي هي مسألة لا يترتب عليها لا علم ولا عمل. "
هلاّ كانت هذه الاجابة هي نفسها عند سؤال الشيخ بندر الافتراضي؟
لماذا تجيب على سؤاله الافتراضي وتترك الواقعي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 06:20]ـ
د. استفهام!
صدقني .. بطريقتك هذه ستضيع وقتي و وقتك.
وضوح الموقف، ونصاعة الفكرة، هو ما نحتاجه للوصول إلى نتيجة.
كلٌ يستطيع تدبيج المقالات في فضيلة الائتلاف، وذم الاختلاف.
لكن الشأن كله في تحويل هذه التنظيرات إلى واقعٍ عملي.
كنتُ أتمنى منك –وأنت الحريص على الائتلاف- أنت يتحرَّك قلمك، لتبين خطورة استسهال نقد الأئمة بالكلام المرسل دون حجةٍ أو برهان.
و لو وفِّقت للإنصاف، فستجد أن هذا المسلك من أعظم أسباب الفرقة ومن أكبر مقدمات (فقه الانشقاق).
الشيخ محمد –رحمه الله- رأسٌ من رؤوس أهل السنة. ومقامه لديهم عالٍ رفيع. فالكلام عنه –بالتالي- يجب أن يكون برويةٍ، وبمنهج موضوعي متزنٍ، مدعَّمٍ بالحجةِ والدليل. ومخالفة هذا المسلك، ستؤدي –بديهةً- إلى ردود فعلٍ و (انشقاق). و هذا ما وقع من الشيخ حاتم –عفا الله عنه-.
وأنت -أيها المبارك- لم توفَّق للإنصاف في معالجتك للمسألة.
أنت –إلى الآن- تتحاشى وضع يدك على أصل الإشكال، ومبدأ الاختلاف.
تكتب كلاماً طويلاً عريضاً في تخطئه الرادين على الشيخ حاتم. وحين يوجه إليك سؤال مختصر: (هل أخطأ الشيخ حاتم، أو لم يخطئ). تتحاشى إعطاء إجابة مباشرة، بحجةٍ أن هذه مسألة لا يترتب عليها عملٌ!! وأن ما ذكره حاتم (اجتهاد و رأيٌ رآه).
فاعلم –أخي- أن ردي على الشيخ حاتم: هو –أيضاً- (اجتهادٌ و رأيٌ رأيته).
وردود غيري: هي –أيضاً- (اجتهادٌ و رأي رأوه).
فلا تشغل نفسك بالاعتراض، وتعميق الانشقاق.
بهذه الطريقة في الكلام -أيها الفاضل-سوف تكتشف أن كلامك كله لا ثمرةَ له.
فمهما شرحتَ وبينتَ، فسأجيبك بجملة واحدة: (لا تعمِّق الانشقاق .. فما كتبته أنا رأيٌ رأيته .. والسلام).
و إذا كانت تخطئة حاتم، أو تصويبه، لا يترتب عليها عمل.
فتخطئة الرادين عليه، أو تصويبهم، لن يترتب عليها عمل.
فأرحنا، وأرح نفسك من العناء، فمن الواضح أنك تصر على تجاوز أصل المسألة، وتفضل تحوير القصة، لترمي المسؤولية على الطرف الآخر، الذي لا يملك سوى الذَّب عن إمامٍ من أئمة الدين، مما يرونه تجنياً وظلماً وقع عليه.
وإياك أن تسألني: أين التجني والظلم الذي وقع من الشيخ حاتم؟
فهذا –أيضاً- رأيٌ رأيته، وسواءٌ وافقتني أو لم توافقني، فلن يترتب على ذلك عمل!!
ومنازعتك لي في هذا مما يعمق (الانشقاق).
بل هو تمحور حول الأشخاص، فالشيخ حاتم -كما تعلم- ليس بالمعصوم.
هذه طريقتك في الكلام -أيها الفاضل-!
وهي طريقةٌ تنتهي إلى لا شيء.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 06:54]ـ
بارك الله في الجميع ..
أظن أن الراد والمردود ومن بينهما .. يلتقون على عقيدة " سلفية " هي عقيدة أهل السنة، وهي الإسلام الصحيح، المقابل للفرق المنحرفة الضالة.
والأمة الإسلامية - في نظري - قد أشرعت اليوم أبوابها للالتزام بهذه العقيدة - ولله الحمد -، في ظل فضاء مفتوح، رغم تحسر وكيد المنحرفين ... و " إذا أراد الله شيئًا أتمه ".
فلنجتهد - جميعًا -، وكلٌ عبر موقعه وقلمه ومن يرتاح لهم .. في المساهمة في استغلال الفرصة، بالدعوة للتوحيد والعلم الشرعي المعتمد على الكتاب والسنة الصحيحة، والإصلاح " الديني والدنيوي النافع "، ولنكافح - كل بطريقته -: المحدثات والمنكرات.
بارك الله في الجهود .. وألّف على الحق القلوب ..
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 10:44]ـ
تحية للفاضلين الكريمين .....
كل يدعي وصلا بليلى!!
يظهر أن النقاش بدأ يتحول إلى جدل محض تضيع في ثناياه الحقيقة
ولعل سبب ذلك عدم تحرير محل النزاع أو عدم الالتزام به، أو انفكاك في الجهة كما يعبر الاصوليون.
فمنشأ البحث عند الدكتور استفهام يتعلق بإنكار المغالاة في هذه المسألة واستجرار إثارتها بانتظام خلالا الشهرين الماضيين، مع كونه كلاما مجملا، يكفي ماتعرض له سابقا ثم يودع أرشيف الذاكرة حتى يخف وطأه أو ينتهي أمره!
لكن ما يظهر للدكتور إستفهام أن هذا الاستجرار- في نفس الامر -
ليس هدفه المنافحة فقط! بل لعله مناسبة لكشف الحساب القديم، وتفنيده لا بالمناقشة في أصل المسائل المثارة سابقا، بل لهدم هذه الشخصية المزعجة وإسقاطها، والتي أكثرت علينا بما لم نعهده!!!
هذا ما أثار مداخلات د. استفهام، حيث يريدنا ان تجاوز الموضوع إلى ماهو أهم منه.
أما مايطلبه الأخ الشويقي هو المناقشة التفصيلية في مرادات وملاحظات الشيخ حاتم، مع غلبة ظني ان الاخ الشويقي يعلم ان الشيخ حاتم أعرض- عمدا - عن التفصيل والتمثيل، مع قدرته المعروفة والفائقة على البحث والتفنيد وإثبات رأيه بالأدلة.
وقد أحسن الشيخ حاتم- في تقديري- أيما إحسان حين تجاهل الاستفزازات المتكررة وخاصة في الردود السابقة حتى نربئ بأنفسنا عن المهاترات المتوقعة، والتي حصل شيئ منها مع كلامه المجمل، فكيف لو فصله!!!
ولعل الأولى -بعد هذا الشوط- أن نعطي أنفسنا فرصة للنظر والتأمل والتوسع في الاطلاع: تنير العقل بالعلم، وتكبح جماح العاطفة الموتورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:10]ـ
وقد أحسن الشيخ حاتم- في تقديري- أيما إحسان حين تجاهل الاستفزازات المتكررة وخاصة في الردود السابقة حتى نربئ بأنفسنا عن المهاترات المتوقعة، والتي حصل شيئ منها مع كلامه المجمل، فكيف لو فصله!!!
صدقت، وهذا ذكاء من الشيخ حاتم، وحرص على عدم توسع الخلاف، وانتقال الخلاف إلى رمي للتهم، ولو واصل الشيخ حاتم في بيان المفصل من الملحوظات، لقال بعض قليلي الاستيعاب: أنت الآن تمارس ما مارسه (حسن المالكي) أكرم الله الشيخ حاتم وأكرم الجميع.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:52]ـ
كلامي أخي الكريم عام
وأنا بحاجة إليه أكثر منك .. وفقك الله
وأريد ألا نكثر من المناقشة بيننا، فلنترك المساحة للشيخين الكريمين
لأن كلامنا أصبح فواصل بينهما .. (فاصل ونواصل)
رغم أنه لا داعي لاستثناء الدكتور استفهام من المعلقين على الموضوع في حق مناقشة آرائه، إلا أن طلبك أمر أخي الكريم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:57]ـ
رغم أنه لا داعي لاستثناء الدكتور استفهام من المعلقين على الموضوع في حق مناقشة آرائه، إلا أن طلبك أمر أخي الكريم.
بارك الله فيك أخي عبدالله وجعلك من المسددين.
اخي أنا لم استثني دكتور استفهام، بل ذكرت الشيخين (بدر وبندر سويا) وطلبت إفساح المجال لهما سويا .. فلعلك تراجع كلامي.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:08]ـ
بل لعله مناسبة لكشف الحساب القديم، وتفنيده لا بالمناقشة في أصل المسائل المثارة سابقا، بل لهدم هذه الشخصية المزعجة وإسقاطها، والتي أكثرت علينا بما لم نعهده!!!
لماذا يكون نقد الشويقي للعوني محاولة لهدم العوني، و نقد العوني لمحمد بن عبد الوهاب غرضه التصحيح؟
أليس هذا من الازدواج أخي ابن أبيه؟
أما مايطلبه الأخ الشويقي هو المناقشة التفصيلية في مرادات وملاحظات الشيخ حاتم، مع غلبة ظني ان الاخ الشويقي يعلم ان الشيخ حاتم أعرض- عمدا - عن التفصيل والتمثيل، مع قدرته المعروفة والفائقة على البحث والتفنيد وإثبات رأيه بالأدلة.
وقد أحسن الشيخ حاتم- في تقديري- أيما إحسان حين تجاهل الاستفزازات المتكررة وخاصة في الردود السابقة حتى نربئ بأنفسنا عن المهاترات المتوقعة، والتي حصل شيئ منها مع كلامه المجمل، فكيف لو فصله!!!
ولعل الأولى -بعد هذا الشوط- أن نعطي أنفسنا فرصة للنظر والتأمل والتوسع في الاطلاع: تنير العقل بالعلم، وتكبح جماح العاطفة الموتورة.
ما انتقده الشيخ بندر هو الإجمال في الفتوى وضرره، ولم يتهم الشيخ حاتم بأنه لا يستطيع التفصيل، بل هو يطلبه منه، فإذا رأي أن الشيخ محمد وقع في مخالفات كبيرة حتى ولو وصلت إلى الكفر فليذكرها مع دليله وإذا كان دليله صحيحاً تابعناه.
أما مجرد تبجيل الشيخ حاتم بأنه يستطيع ويستطيع ولكنه ترفع عن ذلك، وأن منتقديه محتاجون للعلم ذوي عاطفة موتورة، فهذا رفض لنقد الشيخ حاتم لا يجتمع مع تسويغ نقد الشيخ محمد.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:15]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله وجعلك من المسددين.
اخي أنا لم استثني دكتور استفهام، بل ذكرت الشيخين (بدر وبندر سويا) وطلبت إفساح المجال لهما سويا .. فلعلك تراجع كلامي.
أراك عدت لتواصل بعد الفاصل (ابتسامة محب) هذا وقد أجبت طلبك!
الشيخ بندر انتقد الشيخ حاتم، والشيخ بدر انتقد انتقاده ولم يتركهما معاً، فطلبك عدم الدخول بينهما هو استثناء في رأيي، وكما تعلق على ردودي فإن لي الحق في التعليق على ردود الدكتور.
وفقك الله لكل خير.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:22]ـ
أعلم ذلك ايها الفاضل، بل أحب ذلك وادعو إليه، ويا ليت صدور إخواننا تتسع لنا، وانا أحدث حديث مكلوم مجروح، وأعي ما اقول، فعلم الله كم من وقت لم نقصد الا الإنصاف وبلوغ الحق، فقيل فينا مالم يقله مالك في الخمر، فتارة نريد هدم الدعوة السلفية المباركة، وتارة نسير في سياق مشروع راند، وتارة لنا حقد على الدعوة النجدية، مع أننا والله ثمرة من ثمراتها، فلهذا قلت ما قلت، مع أني سليم الصدر والله لإخواني، وإن بغوا فعفا الله عنهم.
أخي عبد الله العلي، أتابع دائما مشاركاتك واشهد الله على محبتك فيه.
معك حق أخي أبا عائشة، هناك من يتهجم على الشيخ حاتم بسبب وبدون سبب، وهناك من يفجر معه في الخصومه.
وكم آلمني موقف مقدم اللقاء مع الشيخ حاتم في قناة المجد في قضية رفع المقاطعة عن شركة آرلا.
وآلمني أكثر أن وجدت أحد القراء المعلقين في موقع ضياء الإسلام حول نفس الموضوع يقول عن الشيخ (هذا الذي يزعم أنه من نسل رسول الله) وأعوذ بالله من الطعن في أنساب عامة الناس فضلاً عن أشرافهم.
ولكن ينبغي أن نكبح عاطفة الغضب من هذه التصرفات فلا ننظر باشمئزاز لكل نقد للشيخ حاتم، فحينئذ سنتحول إلى التعصب للشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:38]ـ
صدقت، وهذا ذكاء من الشيخ حاتم، وحرص على عدم توسع الخلاف، وانتقال الخلاف إلى رمي للتهم، ولو واصل الشيخ حاتم في بيان المفصل من الملحوظات، لقال بعض قليلي الاستيعاب: أنت الآن تمارس ما مارسه (حسن المالكي) أكرم الله الشيخ حاتم وأكرم الجميع.
ولكن ذكاء الشيخ - وهو مما لانقاش فيه - لم يمنعه من صياغة الجواب بطريقة تفهم أكثر من يقرأ أن الأصل في دعوة الشيخ هو الغلو في التكفير والحسنات الباقية إنما هي استثناء.
ولا أظن الشيخ أراد إيصال هذه الرسالة.
ثم يا أخي عبد الله وأنت ممن يظهر الإنصاف عليه ولا نزكيك على الله، إذا سألني شخص فقال: (ما رأيك في موافقة الشيخ حاتم لحسن المالكي في ممارساته) فهل تقبل أن أجيب بقولي: (الشيخ رجل من أهل العلم وهو من أقرب الناس الحق ولكن يحصل منه الخطأ كغيره ويجب أن تبين أخطاؤه). هل ستقبل بهذا الكلام وأنت قد قلت: (ولو واصل الشيخ حاتم في بيان المفصل من الملحوظات، لقال بعض قليلي الاستيعاب: أنت الآن تمارس ما مارسه (حسن المالكي) أكرم الله الشيخ حاتم وأكرم الجميع).
وثق تماماً أني كنت أدافع عن الشيخ حاتم في قضية شركة آرلا بنفس هذه الطريقة، فما يؤزني في هذا الموضوع هو كسر المبادئ لا خطأ الشيخين محمد وحاتم ولا صوابهما، فعندما يكون الداعي إلى التسامح غير متسامحاً فهذا نذير شؤم على المجتمع.
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:45]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ بندر وقد تحدثت مع شيخنا عبدالعزيز بن باز عام 1416هـ فقلت له ياشيخ كثر الكلام على كتاب (الدررالسنية في الأجوبة النجدية) ويقول بعض من يتصف بالعلم أن هذا الكتاب فيه شبهات ومسائل تكفير!! فغضب الشيخ وقال: (هذا الكتاب ليس فيه تكفير وقل لمن يقول هذا الكلام أعطونا هذه الشبهات وابن باز يعرف كيف يرد عليها ويبطل ما زعمتم) أنتهى كلام الشيخ.
أقول: ثقل على أعداء أئمة الدعوة ومن يلمز أتباعهم فهم حقيقة التوحيد ومسائل الولاء والبراء لذلك الحاذق ممن يلمزهم تلتبس عليه مسائل التكفير ومتى يكون بحق وبغير حق؛ وفي هذا يقول الإمام عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ: لاتغتر بمعرفة وتفنن خالد الأزهري باللغة فإنه لايعرف حقيقة التوحيد، وراسل بعض أعداء التوحيد الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بداية دعوته وقال له في رسالته طالباً منه متحدياً: اذكر لي مافي سورة العاديات من علوم البلاغة ....... وهذا مبلغه من العلم،وهذا المبتدع من كبار العلماء في زمنه ولكن مصيبته في عدم فهم حقيقة التوحيد.
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:03]ـ
لو أقر الناظر بفضل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسيرها على الأصول العامة للدعوة السلفية من لدن الصحابة إلى زمن السلف بعدهم إلى زمن الإمام المجدد مروراً بشيخ الإسلام ..
ثم نبه على أنه يرى أن محرار (ترمومتر) التكفير وضوابطه وأحكامه قد ارتفع عندهم (الشيخ وأتباعه بدرجات ونسب متفاوتة) نوعاً .. فكفروا بما لم يكفر به السلف (في نظره) وأهدروا شروطاً للتكفير اعتبرها السلف (في نظره) وولغوا في تكفير المعين بصورة لم يبلغها السلف (في نظره) وألزموا الناس فهوماً عن السلف وعن ابن تيمية لا يلزم الناس التسليم بها (في نظره) واضطربت أقوالهم في مسائل وأحكام وضوابط اضطراباً وإن أمكن الجمع والترجيح بينه إلا إنه لا يمنع توجيه سهام النقد لهذا الاضطراب.
من يرى كل ذلك هل بإمكان الشيخ الشويقي وغيره أن يتعاملوا معه على أنه رجل سلفي اجتهد فأصاب الأجر (واحداً أو اثنين) وأنه غير مناوئ لدعوة الشيخ بل محب يسعى للتقويم ولأن يتعامل مع كلام غير المعصوم بما يستحقه كلام غير المعصومين؟
أم سيرون أنه مادام لم يكفر بما كفر به الشيخ وأتباعه كله جملة واحدة ومادام لم يوافق الشيخ وأتباعه في أحكام التكفير كلها جملة واحدة فقد لحقته لوثة الإرجاء؟
أرى أن من أعظم أسباب الخلاف هو جعل الشيخ محمد ودعوته هي نفسها عقيدة أهل السنة والجماعة ضرورة أن الشيخ موافق لأهل السنة في كل القضايا.
والحق: أن قيام المنازعة في بعض ما عليه الشيخ هل هوهو عقيدة أهل السنة أم لا؟ جائز غير ممنوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما الممنوع: أن يسلم الباحث أن هذه هي عقيدة السلف ثم ينازع في صحتها
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:26]ـ
مرحباً بأبي مصعب.
وأسأل الله أن يبارك لك في قلمك وعلمك.
- - - - - - -
أخي الفاضل (ابن أبيه).
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت)
قاله نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
إن كانت لك رغبة في بحث المسألة موضع البحث، وإلا فدع عنك الحديث عن الاستجرار، وكشف حساب قديم، والرغبة في هدم شخصية فلان ... إلخ.
ليس هناك حساب قديم، و لا جديد.
وإن من أعظم أماني أخيك أن يرفع الله الشيخ حاتماً بالتوحيد والسنة، وأن يستعمله في المنافحة عن الطريقة السنية السلفية.
فدع عنك التحريش، وأكرم نفسك وقلمك عن وظيفة من يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب.
- - - - - - -
الأخ الفاضل المحب عبدالله بن سفران.
إن كان البحث ثنائياً، فهو أحب إلي.
أما إن كان الجميع يرغب في المشاركة، فقلمك المسدد يتعين أن يكون في الطليعة.
- - - - - - -
الأخ الكريم عبدالله العلي.
الله سبحانه لا يحاسب العبد على ذكائه أو غبائه.
ولكن على عدله وإنصافه.
أنا وأنت وحاتم ومحمد بن عبدالوهاب سنقف جميعاً بين يدي الحكم العدل.
وإن من أقبح الظلم، أن يخط طالب العلم كلاماً مرتجلاً في حق إمامٍ من أئمة المسلمين، في مسألةٍ لم تزل تهمةً توجه إليه من أهل الخرافة والضلال.
تقول -رعاك الله-: "لو واصل الشيخ حاتم بيان المفصل من الملحوظات، لقال بعض قليلي الاستيعاب: أنت تمارس ما مارسه (حسن المالكي) ".
هذا عن قليلي الاستيعاب .. لكن ماذا عن أهل العلم والعدل وطالبي الحق؟!
بل ماذا عن السائل الذي توجه بسؤاله للشيخ حاتم طالباً الاسترشاد؟!
فهل كان السائل يريد أن يعرف إن كان محمد بن عبدالوهاب معصوماً أو غير معصوم؟!
- - - - - - -
الشيخ الفاضل رياض السعيد.
رحم الله الشيخ ابن بازٍ وأسكنه فردوسه الأعلى.
فأما اللهمز واللمز، فهو ما أتمنى أن الشيخ حاتماً لم يقصده.
كل ما أقوله: إنه ظلم الشيخ محمداً في كلامه.
ولا أدري كيف تكون دعوته دعوةً إصلاحية، ثم تكون غايتها أن "خيرها أكثر من شرها"!!
- - - - -
الأخ الفاضل/خالد بن مهاجر.
ارفع اسم محمد بن عبدالوهاب من كلامك، وضع مكانه أي اسمٍ من أسماء أئمة الإسلام الذين تراهم ساروا على الأصول العامة للدعوة السلفية. وما كان جوابك فهو جوابنا.
الإشكال ليس في تخطئة الشيخ –رحمه الله-، أو تصويبه.
وإنما في المسألة التي تتم تخطئته فيها.
فهذا هو الذي يحدد السَّلفي من غيره.
ومن هنا جاء الاعتراض على كلام الشيخ حاتم.
فهو أرسل تخطئة مجملة، لم يذكر فيها أيَّ مسألة.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:47]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ بندر وقد تحدثت مع شيخنا عبدالعزيز بن باز عام 1416هـ فقلت له ياشيخ كثر الكلام على كتاب (الدررالسنية في الأجوبة النجدية) ويقول بعض من يتصف بالعلم أن هذا الكتاب فيه شبهات ومسائل تكفير!! فغضب الشيخ وقال: (هذا الكتاب ليس فيه تكفير وقل لمن يقول هذا الكلام أعطونا هذه الشبهات وابن باز يعرف كيف يرد عليها ويبطل ما زعمتم) أنتهى كلام الشيخ.
أقول: ثقل على أعداء أئمة الدعوة ومن يلمز أتباعهم فهم حقيقة التوحيد ومسائل الولاء والبراء لذلك الحاذق ممن يلمزهم تلتبس عليه مسائل التكفير ومتى يكون بحق وبغير حق؛ وفي هذا يقول الإمام عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ: لاتغتر بمعرفة وتفنن خالد الأزهري باللغة فإنه لايعرف حقيقة التوحيد، وراسل بعض أعداء التوحيد الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بداية دعوته وقال له في رسالته طالباً منه متحدياً: اذكر لي مافي سورة العاديات من علوم البلاغة ....... وهذا مبلغه من العلم،وهذا المبتدع من كبار العلماء في زمنه ولكن مصيبته في عدم فهم حقيقة التوحيد.
بارك الله فيكم شيخنا.
وإن كنت أنسى فلا أنسى مجلسا جمعني بأحد أساتذة الجامعة في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم حيث زعم هذا المسكين أن فكر التكفير أتى من الدرر السنية وما علم أن الدرر كانت تدرس منذ سنين وما عرف الشباب من خلالها إلا التوحيد والسنة ثم لما تركوها واكتفوا بالكتب الفكرية هكذا يقولون أتاهم فكر التكفير.
ويكفي فخرا لأهل التوحيد أن هذه الدعوة وهذا المنهج أقام دولة إسلامية في بضع سنين على أسأس التوحيد فأقاموا كلمة التوحيد أولا قبل توحيد الكلمة لا لقوة عسكرية ولا قوة اقتصادية ولا لتحزبات سرية.
ثم لما تخلى الشباب عن هذا المنهج حصل ما حصل فصار همهم توحيد الكلمة قبل كلمة التوحيد فحدث التخبط.
فياشباب التوحيد والسنة هلا عدنا إلى هذا المنهج (كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة) ولنحذر كل الحذر من الدعوات الوافدة على بلاد الحرمين من هنا وهنالك والتي أسأس دعوتهم تجميع كل من هب ودب دون أدنى اهتمام بالعقيدة والتوحيد وإنما اعتمادهم على التحزبات السرية والفقه الساسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:38]ـ
أخي الفاضل الكريم الشيخ عبدالله بن سفران.
لا أحسبك إلا مداعباً ممازحاً.
وحاشاك من أن تطرد.
بل أنت من أولى الناس وأحقهم بالمشاركة هنا.
- - - - - -
تعليق ختامي.
((الشيخ محمد –رحمه الله- رأسٌ من رؤوس أهل السنة. ومقامه لديهم عالٍ رفيع. فالكلام عنه –بالتالي- يجب أن يكون برويةٍ، وبمنهج موضوعي متزنٍ، مدعَّمٍ بالحجةِ والدليل. ومخالفة هذا المسلك، ستؤدي –بديهةً- إلى ردود فعلٍ و انشقاقات)).
هذه الكلمة وردت في إحدى تعقيباتي أعلاه. و هي خلاصة مقالتي و لبها.
فالحريص على وحدة الصف، والمشفق من التفرق، عليه ألا يغفل مثل هذا الأصل البدهي الكبير. و أما التنقيب في القلوب، وتشتيت البحث يمنةً ويسرة، مع الإصرار على تحاشي مناقشة أصل المسألة، فهذا مسلك مرغوبٌ عنه، و الأعمار أنفس من أن تضيع في مثل هذا، بل العقول أغلى من أن تهدر في هذا الميدان.
وأظن الفكرة المقصودة باتت واضحةً إن شاء الله.
ولقد سعدت كثيراً بمشاركات الأحبة ومطارحتهم.
وأنا أكتب الآن في غربةٍ، وسفرٍ، وضيق وقتٍ.
وقد ظللت -بمشقة- أتابع هذا الموضوع لثلاثة أيام حرصاً على إزالة أي لبسٍ أو سوء فهم.
فأسأل الله التوفيق للجميع لما يحبه ويرضاه.
و هاهو الموضوع مفتوحٌ للمعارض والموافق.
وأما أخوكم فيستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، ويطلب منكم العفو والصفح عن أي زللٍ.
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:50]ـ
الاخ الكريم الشيخ بندر حفظه الله
لم يكن بودي أن انتقل من كوني " منتقدا " هذا التضخيم للمسائل إلى كوني ناطقا باسم الشيخ حاتم الشريف، ولم انطلق كذلك من كوني متحيزا لجهة دون جهة، قصارى ما كنت أود قوله أن هذه الإطالة في مثل هذا الموضوع خوض في امر أسهل من ان نقيم عليه " معركة "، والتي تريد أن تستجرني إليها عنوة، وكنت أزمعت أن أكتب ردا على الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف ثم قدرت في نفسي ان الشيخ حتى لو كان عنده اعتراض على كلامي فلن يدخل معي في نقاش لاني لا اعرف ان له معرفا يناقش فيه، ولذلك فإني سأذكر فهمي لطريقة جواب الشيخ حاتم على سؤال السائل:
المنتقدون للشيخ حاتم يرون انه وقع في عدم الروية في الرد لأنه أثبت وجود خطأ في مسألة التكفير في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولم يذكر الحجج على ذلك، والذين انتقدوا الشيخ حاتم ألزموه بإلزامين:
الاول: ضرورة ان ينزه دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من وجود اخطاء في مسائل التكفير،وحينئذ لا يكون جوابه بروية وعلم إلا حين ينزه دعوة الشيخ محمد رحمه الله من التكفير وهذا استباق للنتيجة محل النقاش ومصادرة على المطلوب وإلزام برأي من غير دليل.
الثاني: أنه إن كان يرى فيها أخطاء في مسائل التكفير فعليه ان يبين هذه المسائل بالتفصيل من دون إجمال.
السائل للشيخ حاتم استغرب وجود أخطاء في التكفير في الكتابين وهل لهذا علاقة بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولما كان الشيخ حاتم يرى أنه يوجد " أخطاء " في مسائل التكفير في الكتابين وفي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أجابه الجواب الذي يحتاجه السائل مبينا ان وجود هذه الأخطاء لا يعني ان لا ننصف دعوة الشيخ، ثم اثنى عليها بالعبارات التي ذكرها.
فلماذا بعد هذا يصر البعض على ان عدم الإطالة في بذكر الأدلة والشواهد على الخطا يجعل الجواب غير علمي؟؟
اعتقد أن الشيخ حاتم هو الذي الف كتاب " الولاء والبراء "، ومضمون هذا الكتاب يخالف ما عليه أتباع مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من زمن الشيخ رحمه الله إلى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، وساق الأدلة التي تؤيد كلامه، فهل يكفي منتقدي الشيخ ان يضرب مثلا بقضية (الولاء والبراء)، والذي ألف فيه كتابا كاملا وليس كلاما مجملا .. فهل سيكون حينئذ جوابه علميا؟
الذي جعل الشيخ حاتم يعرض عن ذكر الأدلة لا يدل على " فقدانه " للادلة، ولكنه رأى الحكمة تقتضي ان هذا الجواب المختصر يبين الموقف المنصف من الشيخ ودعوته ..
هذا هو تصوري عن طبيعة السؤال والمسؤول وطريقة الجواب الذي ذكره الشيخ حاتم وفقه الله.
ولذلك، فإني لا أنصح ان يستمر الموضوع إلى امد أبعد من هذا، لان الإنسان إذا طعن في علميته او تصوره عن بعض الامور فإن هذا يدفعه إلى التأليف حتى يبين للناس مكنته من الموضوع، وعليه فلا يصح ان نسهم في إيجاد خرق جديد حين يؤلف طالب علم كتابا في " أخطاء التكفير " في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فإن هذا أمر مضر سواء وافقه البعض او خالفوه!
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 07:39]ـ
فإني لا أنصح ان يستمر الموضوع إلى امد أبعد من هذا، لان الإنسان إذا طعن في علميته او تصوره عن بعض الامور فإن هذا يدفعه إلى التأليف حتى يبين للناس مكنته من الموضوع، وعليه فلا يصح ان نسهم في إيجاد خرق جديد حين يؤلف طالب علم كتابا في " أخطاء التكفير " في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فإن هذا أمر مضر سواء وافقه البعض او خالفوه!
في الحقيقة أن هذا المأخذ جدير بالاهتمام والنظر الممعن.
لكن أحب التفريق بين الطعن في علمية الشيخ حاتم وعلمية جوابه هذا، فلا أشك أن الشيخ بندر لا يشك في الأولى، وظني بك أنك تقول هذا لكن أحببت التنبيه لأن المفهوم من عبارتك الأول.
كما أحب الإضافة أن من حق الشيخ حاتم أن يرى أن الشيخ محمد وقع في مجرد أخطاء في التكفير، ولو كان كلامه لا يفهم إلا بهذه الصورة لم يحتج - في نظري - إلى البيان والتفصيل، ولكن كلامه بهذه الصورة يأنس له ويطرب من يرمي الشيخ محمد بأنه منحرف في باب التكفير عن منهج السلف أي كالخوارج كما يحلو لهم وصفه، وسيقول شهد شاهد من أهله وأتباعه، ولا شك أن الشيخ حاتم مفارق لهؤلاء مباين في تقييمه للتكفير عند الشيخ محمد.
وهنا أختتم مشاركتي في الموضوع، شاكراً لمن أثقلت عليه بقراءة ما كتبت، وبارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 08:22]ـ
أتابع ما يكتبه الشيخ بندر باستمرار، ويزداد اعجابي به مرة بعد مرة فشكر الله له سعيه وحرصه ومنافحته عن هذه الدعوة السلفية المباركة التي نتفيأ ضلالها وننعم بعلمها
قد أشطح عن الموضوع كثيراً
ولكن في كلام له صلة أقول:
إنّ المبالغة في الثناء له أثر بارز في ردة الفعل.
أصبح البعض يتحدث عن الشيخ محمد -رحمه الله-وكأنه عالم في كل الفنون والبحر الذي لا ساحل له في شتى العلوم، مما شجع أعدائه -لا كثرهم الله-بأن يجدوا ما يلمزوه به وزادوا على ذلك
لقد أراد محبوه الثناء عليه بحسن مقصد ولكنهم أخطأوا الطريق
وأرى-إن كان لي رأي-بأن من أبرز الأمثلة الجديدة في ذلك ما ذكره الأخ السعيد بأن لديه بحث دكتوراه بعنوان: (جهود أئمة الدعوة في الحديث وعلومه).
إن المطلع على جهود أئمة الدعوة-رحمهم الله-يعلم بأن أثرهم الحديثي لم يكن بذي بال عدا العلاّمة سليمان بن عبدالله-رحمه الله-،فمثل هذا إقحام لامبرر له.
ولا أدري كيف تمت الموافقة على مثل هذا الموضوع إن كان في جامعة معتبرة
والسلام
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 08:50]ـ
من يرى كل ذلك هل بإمكان الشيخ الشويقي وغيره أن يتعاملوا معه على أنه رجل سلفي اجتهد فأصاب الأجر (واحداً أو اثنين) وأنه غير مناوئ لدعوة الشيخ بل محب يسعى للتقويم ولأن يتعامل مع كلام غير المعصوم بما يستحقه كلام غير المعصومين؟
أم سيرون أنه مادام لم يكفر بما كفر به الشيخ وأتباعه كله جملة واحدة ومادام لم يوافق الشيخ وأتباعه في أحكام التكفير كلها جملة واحدة فقد لحقته لوثة الإرجاء؟
الأخ الفاضل/خالد بن مهاجر.
ارفع اسم محمد بن عبدالوهاب من كلامك، وضع مكانه أي اسمٍ من أسماء أئمة الإسلام الذين تراهم ساروا على الأصول العامة للدعوة السلفية. وما كان جوابك فهو جوابنا.
الأخ الفاضل بندر الشويقي:
وضعت أحمد وابن تيمية وابن باز،فوجدت أنه يسعني ويسع العقلاء جميعاً إنصاف هذا الناظر في آراء غير المعصومين والحكم على كلامه من منطلق كونه سلفي يحرص على السلفية وعلى ألا تربط بعلماء بعينهم، فاستقام أمري واستقامت سلفيتي، ووجدته أصاب أجراً، ووجدت أن توسيع الصدر في البحث من غير قوانين إقصائية جائز مادمنا على محجة بيضاء واحدة.
فهذا جوابي فإن كان هو جوابك فإرجو أن تحذف مقالك أو تعدله ففيه من مخالفة هذا وعدم رعايته الشئ الكثير.
سلمك الله ووقاك.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 10:08]ـ
هذا تعقيب من الأخ وائل الحارثي رغب إليَّ أن أضعه بين أيديكم لتأخر تفعيل اشتراكه في المنتدى:
ــــــــــــــ
قرأت مقالة الأخ الفاضل بندر الشويقي، ووجدت مقاله قد تميّز عن المقالات التي تعقبت الدكتور حاتم الشريف بثلاثة مميزات، يشكر على كل واحدة منها:
أولها: أشكره على الهدوء التي ساد في لغة حواره، وأتمنى أن تسود هذه اللغة حينما يُحاور بعضنا بعضاً , حتى لا تتحول حواراتنا إلى معارك قد يضيع فيها الحق، ويفرح بها الخصوم.
ثانياً: غاب في حديثه لغة الأمر بالصمت والسكوت التي كانت تأمر الدكتور الشريف بالسكوت في غير تخصصه، شريطة أن يكون هذا النقد نقداً علمياً يعتمد الحجة والبرهان، وأتمنى أن لا يخرج أحد ليأمر الأخ بندر الشويقي بالسكوت لأنه يتكلم في غير تخصصه، لأني أعتبره نقداً في غير محله، وفي ذلك يقول الكاتب الكريم: (لا أحد يستطيع منعَ البحث العلمي، أو يحولُ دون نقد رأي لفلانٍ أو فلانٍ من لدن الصحابة وإلى اليوم. بشرط أن يكون منهجُ النقدِ علمياً يعتمد الحجةَ و البرهان).
ثالثاً: أن الأخ الفاضل قد برَّأ الشيخ حاتم الشريف من أن يكون قصده من كلامه الشناعة على الدعوة، وإن كان يرى أن الشيخ الشريف قد أخطأ في كلامه، وهو بذلك يخالف القول بأن كلامه يُقصد منه التشنيع والتشويش والتشكيك في الدعوة , كما كنا قد وجدناه في بعض التعقيبات السابقة على الشيخ حاتم , أو كما حشر بعض الفضلاء الشيخ حاتم الشريف ضمن أصحاب اللمز الظاهر أو الخفي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. فأشكر الأخ بندر على مخالفته لتلك التعقيبات بدفاعه هذا عن الشيخ , مع أن مقتضى الإنصاف أن الشيخ حاتم مستغن عنه لما عُرف من حاله ومشربه وعلمه وفضله من المحكمات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثمة ملاحظات أضعها بين يدي أخينا الفاضل بندر الشويقي، وقبل أن أوردها أتمنى أن يرتفع خطابنا عن حشر كل من ناقش موضوع الدعوة الإصلاحية في زاوية المشككين فيها أو الذين يُشَم منهم رائحة التبري والتنصل من هذه الدعوة، لأن في المناقشين لها من يريد الخير لهذه الدعوة والنصح لها _حتى وإن اختلفنا معه_ ولن يعدم القارئ أن يجد في خطاب هؤلاء وحالهم ومشربهم ما يبين له مِن أي الصنفين هو؟
أقول هذا:
حتى لا يتطور هذا الخطاب في بيان خطأ من انتقد الدعوة في بعض جوانبها، إلى أن نصنع بأنفسنا وبخطابنا أعداء جُدد هم في حقيقة الأمر من أتباع الدعوة السلفية وممن ينافحون عنها، ولعل أخي بندر لم تعدم عينه من أن ترى تلك الاتهامات التي طالت الشيخ حاتم الشريف , وأراد بعضها أن يصوره عدواً جديداً لهذه الدعوة، أو يُصوِّر المدافعين عن فكرته بأنها عصبة جديدة أرادت أن تنخر في هذه الدعوة من داخلها.
ولست أرى أن كل من قال بأن ثمة أخطاء حصلت في الدعوة أصبح يتهمها بأنها فعلت تلك الأخطاء عن (هوى وتشهي وبناء على انتماءاتٍ قبليةٍ، أو تقسيماتٍ إقليميةٍ). إذ قد يعتقد القائل أن هذا الخطأ كان عن اجتهاد يؤجر صاحبه فيه. وهذا ما دل عليه كلام الشيخ حاتم , عندما قال ((فإن اضطرتنا الدراسة إلى ذكر صاحب فضل ببيان الخطأ الذي وقع منه فلا نحاول النيل منه، بل يجب أن نزن خطأه بصوابه؛ لكي لا نظلم فضله)) , وعندما قال: ((لماذا يصمت أكثر الأتباع عن نقد الشيخ باحترام كغيره من أهل العلم)) , فهل يستحق هذه الحرمة وعدم الإسقاط إلا من كان عند الشيخ حاتم صاحب اجتهاد يؤجر عليه؟
ولو لم يقل الشيخ حاتم تلك العبارات , فأظن أن الأخ الكريم يشترك معي في أن الشيخ الشريف بمشربه السلفي الأثري لم يقل _ ولا يُظَنُّ به أن يقول _ أن الأخطاء التي حصلت من الدعوة في نظره كانت بنوع من (التشهي وبناء على انتماءات قبلية أو تقسيمات إقليمية)، أظن أننا جميعاً نُجِلُّ الشيخ حاتم عن ذلك، لاسيما ونحن نعرف مشربه السلفي الأثري.
وقد كنت أتمنى من الأخ المبارك أن ينأى بخطابه عن مقالته التي قال فيها: (وإن كنتُ لمست في كلامه نبرة التبرِّي والتنصُّل من دعوة الشيخ، حيث تكرَّرت في فتواه عبارة: (أتباع الشيخ محمد) وهو يطالب أولئك الأتباع بانتقاد أخطاء الشيخ).
فالشيخ الشريف قد بين في نهاية خطابه أن مقصوده بهذا النقد وهو إحياء هذه الدعوة وليس التبري والتنصل منها حين قال: (والحق الذي نفخر به في دعوة الشيخ سيموت إن لم نحيه بالنقد العلمي البناء). فهل من يفخر بالحق الذي في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يصح أن يُوصَف بأن لديه نبرة تبري منها؟! وهل مجرد تكراره لعبارة (أتباع الشيخ محمد) مما يجوّز لأنفسنا بالتلمّس والدخول في الظنون , وأن نترك ما يملأ السمع والبصر من الكلام الواضح , الذي لا يحتاج إلا إلى فتح العين والقلب للفهم , والتي سبق نقلها من فتوى الشيخ حاتم؟!
لك أن تختلف معه في طريقة هذا الإحياء، ولكن لا يصح لك _إن اختلفت معه أن تعتبر ذلك_ نبرة تنصل وتبري من هذه الدعوة.
وأخشاه ما أخشاه أن يأتي بعدك من لا يجعلها (نبرة) ليجعلها (حقيقة) , وقد حصل ذلك بكل أسف.
أما الدليل الذي ذكره الأخ الفاضل ومن خلاله لمس منه التنصل والتبري، وهو تكرار لفظة (أتباع الدعوة).
فأظن أن هذه العبارة ليست كافية لإشادة مثل هذا التصريح: (نبرة التبري والتنصل).
وأشد ما استغربه من كلام الأخ الفاضل، نفيه لشيء اسمه (أتباع الشيخ) حين قال: (و مذ شاعت تلك الدعوة في جزيرة العرب، وعرف أهلها حقيقتها، لم يوجد في تلك الجزيرة صاحبُ سنةٍ يتحدث عن شيءٍ اسمه: (أتباع محمد بن عبد الوهاب)، كما تكرَّر ذلك على لسان الشيخ حاتم -غفر الله له-).
وبهذا النفي استطاع الأخ الفاضل أن يصل إلى أن تكرارها يدل على (نبرة من التنصل والتبري)، حتى لو كانت ممن مشربه سلفي أثري، وعُرف بمناصرته للدعوة السلفية , وجاء في صريح فتواه أنه يفتخر بالحق الذي في دعوة الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولك أن تتأمل كلام هذا العالم الجليل عبدالعزيز بن باز في حديثه عن الدعوة الإصلاحية: (لا يخفى على كل عاقل درس سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أنهم براء من هذا القول ... ومن هنا يعلم أن الشيخ رحمة الله عليه وأتباعه ... وبهذا يتضح لكم أن ما نقل عن الشيخ وأتباعه .... وإنما أنكر الشيخ رحمه الله وأتباعه طلبها من الأموات ونحوهم) ().فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز - (ج 1 / ص 399).
وغير ذلك من النصوص كثير استخدم فيها العلماء هذا الاستخدام في معرض الحديث عن هذه الدعوة، والمناقشة حولها، ولذلك أرى أنه يحق لي أن أنتقد هذا الأسلوب من الأخ الكريم , وأقول له: كان يمكن أن نناقش الشيخ حاتم الشريف بغير هذه الطريقة.
وأما العبارات التي أثنى بها الشيخ حاتم الشريف على هذه الدعوة: (من كون خيرها أكثر من شرها، وأنها أقرب الدعوات إلى الحق، وأن اتباعها أقرب الاتباع إلى السلف ... ).
فلم يكن الأخ بندر مرتاحاً للتقييد الشيخ حاتم الشريف كلامه بـ (زمن ظهورها).
وأظن هذا التقييد قد استعمله الشيخ الشريف والكاتب الكريم في ذات السياق وهو سياق الطريق إلى الرؤية المنصفة وأن من أراد ذلك لابد أن ينظر إلى واقع الدعوة في ذاك الوقت، كما قال الأخ الفاضل: (وفي ظني أن كلَّ عالمٍ سلفيٍّ مصلحٍ لو واجه مثل الواقع الذي واجهه الشيخ، وتهيأ له مثل ما تهيأ للشيخ، فستكون النتيجة واحدةٌ: إصلاحٌ وتجديد، يصاحبه تكفيرٌ وقتالٌ لأناسٍ مقرِّين بالشهادتين، لكن تلبَّسوا بما يناقضها).
فالأخ الفاضل استحضر الواقع الذي واجهه الشيخ محمد عند النظر في حال الدعوة، وأرى أن السياق نفسه هو سياق الشيخ حاتم الشريف حينما قال: (لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرَها بكثير، وأنها أقرب للحق بمراحل من الواقع الإسلامي في زمنها، وأن أتباعها في باب المعتقد أولى بالسلف من غيرهم (وإن أخطؤوا)).
فمن أراد محاكمتها فلينظر إلى زمن ظهورها، فالعامل الزمني مهم في كلا الخطابين عند الحكم على هذه الدعوة، قد تختلف النتيجة بعد ذلك، لكن المقصود أنه لا يصح اعتبار هذا الثناء وكأنه أمرٌلم يكن , لمجرّد أن الشيخ الشريف أدخل العامل الزمني. إلا إذا كان الثناء على العمل البشري عند الأخ الفاضل لا يكون ثناء إلا إذا كان ثناء بغير قيد ولا شرط.
ولا أظن أن استخدام هذا القيد في العبارتين كافٍ لتفريغه من مضمونه، هذا إن اتفق الأخ الكريم على أنه ثناء، لأنه بعد أن اعتبره ثناء نسبياً، بيَّن أنه محل إشكال.
وهو يعتبره ثناء في معرض الاعتذار، فأتمنى منه أن يعيد النظر في سياقه_مع استحضار حسن الظن_ ليجده في سياق الدفاع عن الدعوة، أي: إن حصل أخطاء فإنها تبقى أقرب الدعوات إلى الحق ... وكما قال أحد المعلقين: (أن السائل رأى وجود تكفير استغربه في التاريخين ولذلك سأل عن علاقته بدعوة الشيخ، ولما كان المفتي يرى وجود أخطاء في بعض مسائل التكفير في دعوة الشيخ أجابه الجواب الذي يحتاجه السائل مبيناً أن وجود بعض الأخطاء لا يعني أن لا ننصف الشيخ ودعوته، ولذلك دافع عن الشيخ ودعوته بعبارات الثناء التي ذكرها).
يحق لك أن تختلف مع الشيخ حاتم في تقدير اجتهاده الذي يراه مناسباً لحال السائل، وأن تعتبره اجتهاد خاطئ، ولكن لا يصح _ إن أردنا أن نتعامل مع كلام أهل العلم بإنصاف وروية مقدمين فيه حسن الظن على غيره _ أن لا نجد له تفسيراً إلا أنه جواباً سطحياً بعيداً كل البعد عن الجواب العلمي.
والخلاصة من فتوى الشيخ حاتم: أنه لا يصح اعتبار الخطأ الذي وقعت فيه الدعوة مجالاً للطعن فيها أو في الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وإني أتساءل: لماذا تم التعامل مع عبارات الشيخ حاتم على أسوء محاملها؟
فجوابه عند البعض داخل ضمن التشكيك والتشغيب على الدعوة.
وثناؤه جاء في معرض الاعتذار الذي يُفرَّغ من مضمونه.
واستخدامه (أتباع الدعوة) تدل على شيء من التبري والتنصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يكن من الممكن أن يناقش جواب الشيخ حاتم بعيداً عن تلك العبارات التي إن سُلَّم بأنها مشتبهة فإنها لن تعدم أن تجد لها تفسيراً صحيحاً، مقدمين فيها حُسن الظن به على خلافه؟ ثم بعد ذلك يُناقش ما تضمنه الجواب من مقولاتٍ أساسية صرح بها الشيخ حاتم في جوابه، كقوله: أن الدعوة فيها أخطاء، وأن فيها غلاة، أو غيره من المضامين الأساسية التي يجدها الناقد صريحة في جوابه.
أقول هذا حتى لا يتشعب النقاش ويطول الكلام، ونهتم بالمضامين المحكمة دون الأمور المشتبهة.
أنتقل بعد ذلك إلى مسألتين أثارهما الأخ الفاضل في نهاية خطابه ونسبهما للشيخ حاتم الشريف:
الأولى: أنه (جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!).
الثانية: أنه (حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-!).
وخرج بالنتيجة التالية: أنها: (لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية الذين يجعلون الإيمان بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – تصديقاً مجرَّداً من التوقير والتعظيم والإذعان.).
و يكفي اليوم عند بعض طلبة العلم حتى تسقط الشخص أن تتهمه بلوثة الإرجاء وعدم إحكامه لمسائله.
لقد خشي الأخ الكريم أن يكون ما وقع من الشيخ حاتم الشريف بسبب قصور تصوره لمسائل الإيمان، وأظن أن الذي خشي من وقوع الشيخ فيه قد وقع فيه الأخ الفاضل.
لاسيما وقد عقد الشيخ حاتم الشريف مبحثاً كاملاً للفرق بين القول بالإرجاء وبين رأيه الذي ذهب إليه، وقد سبقه إليه غيره، ومن جميل ما قال: (وقد كنتُ بيّنْتُ مأخذَ المسألة في صُلبِ الكتاب في طبعته الأولى , بما يبيّنُ أنه لا علاقة للقول الذي ذهبتُ إليه بمقالة الإرجاء , حتى لو كنتُ مخطئًا فيه. كما أني تورّعتُ عن وصف المخالفين بأنهم خوارج , لتكفيرهم بالمعصية , مع اعتقادي أنهم مخطئون , لأني لا أراهم هكذا , وإن خالفتُهم! فإني قد حفظتُ قولَ الأول: إنك لن تُكافئ من عصى الله فيك بأفضلَ من أن تُطيعَ اللهَ فيه) ().الولاء والبراء ص 151.
وسأذكر المسألتين اللتين تعرض لهما الأخ الفاضل، وننظر في تقرير الشيخ حاتم لهما على أي وجه كان تقريره:
المسألة الأولى: (جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!).
لقد كنت أتمنى من الأخ الكريم أن ينقل تلك العبارة التي فهم منها هذا حتى يشترك معه القارئ في فهمه ولا يسارع في الاتهام، ولأنه لم يفعل ذلك فسأنقل عبارته حتى ينظر القارئ ماذا عند الشيخ حاتم في هذه المسألة، يقول الشيخ حاتم (): (ومادام مناط التكفير في (الولاء والبراء) هو عمل القلب، وعمل القلب لا يعلمه إلا الله؛ فإنه لا يمكن أن يُكفَّر بدعوى انعدام هذا المعتقد في القلب بمجرّد المظاهرة العملية. أمّا إذا صرَّح الشخص بحبّه لدين الكفار، أو بتمنّيه نصرة دينهم على دين المسلمين، فتصريحُه هذا كُفْرٌ يُكَفَّرُ به , وإن كان باطنُه (مع ذلك) قد يخالف ظاهره، لكنّنا إنما نحكم بالظاهر، والله تعالى يتولَّى السرائر). الولاء والبراء ص 70.
وحتى يتضح هذا الكلام، وإن كان واضحاً عند من تصور تلك المسائل أقول:
إن الشيخ الشريف يجعل مناط التكفير في مظاهرة المشركين هو محبة دينهم، والمحبة عمل قلبي، فالمناط إذاً (عمل القلب)، فهل يعتبر الأخ الكريم القول بهذا المناط له علاقة بالإرجاء؟ ولا أظنه كذلك لأنه تقريرٌ قد قاله علماء آخرون غير الشيخ حاتم، لا أظن الأخ بندر يجرؤ على اتهامهم بالإرجاء. لأن المظاهرة العملية عندهم معصيةٌ , لم تقم الأدلة عندهم على أنها وحدها تدل على كفر الباطن.
إذا سلمنا أن تعليق الحكم في المسألة بعمل القلب لا علاقة له بالإرجاء _حتى وإن اختلفنا مع قائله فيه_ فإن صرّح الشخص بأنه يحب دين الكفار فهو كافر عند الشيخ حاتم الشريف وغيره حتى ممن يختلف معه في الرأي لأنها ستكون عنده من باب الأولى , وسيكفّره الشيخ حاتم , كما صرح بذلك.
فإن جاء واعتذر بأنه إنما قال ذلك من أجل الحصول على عرض من الدنيا (غير مكره)، فهو كافر عند الشيخ حاتم حتى مع هذا التصريح، ولا يُقبل منه هذا الاعتذار، حتى مع احتمال صدقه في الباطن لأن مناط التكفير قد تحقق لنا في الظاهر، والله سبحانه يتولى سريرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا وقع الإشكال عند الأخ بندر الشويقي، وأساء فهم العبارة الواضحة , والتي فيها قول الشيخ حاتم ((فتصريحُه هذا كُفْرٌ يُكَفَّرُ به)).
وعليه فإني أسأل الأخ الكريم هذا السؤال:
ألا يُتصور وقوع حالة يكون القائل فيها صادقاً في دعواه , أنه إنما قال ما قال لعرض من الدنيا وإن كان يعتقد بغض دين الكفار.
فإن قال: الأخ بندر يتصور ذلك: فقد جوَّز أن يكون الباطن مخالفاً للظاهر، كما يقول الشريف، حتى مع الحكم بكفره في الدنيا , وتطبيق أحكام من صدر الكفر منه فيها كاملة.
وإن قال: لا يتصور حصول هذا الأمر , فقد وقع في مغالطة لا تحتاج إلى تكلّف جواب.
في نهاية المسألة: أرجع وأقول أن نص الشيخ حاتم واضح في تكفير من صرح بحب دين الكفار وأنه لا يقبل منه أي عذر يدعيه مع تصريحه السابق عدا الإكراه فهذا شأن آخر (). الولاء والبراء ص152.
فأين هذا التقرير من لوثة الإرجاء؟
فإن كان هذا الموطن محل اشتباه عند الأخ الكريم، مع وضوحه كما سبق تقريره؛ فلماذا لم يُفسِّر هذا النص الذي اشتبهت عليه حقيقته بقول الشيخ حاتم: (فلا يكفر إنسان بعمل أو قول إلا وقد كفر قلبه) (). الولاء والبراء ص154.
وقوله: (أن من كفر ظاهراً بترك الصلاة فقد كفر باطناً) ().الولاء والبراء ص152.
هل هذا هو قول أحد من المرجئة، فضلاة عن غلاة الجهمية؟
أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً، وتحط من قدر عالم!
أما المسألة التي ذكرها: أنه (حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-!).
فقبل أن أنقاش هذه المسألة، أدعو القارئ الكريم أن يقلب كتاب الشيخ حاتم من أوله إلى آخره هل يجد فيه مسألة تحت هذا النص: (رجل خارج يقاتل النبي ?، ومع ذلك حُكِمَ بإيمانه)؟.
لقد أورد الأخ الكريم المسألة على هذه الصورة، (حارب النبي ?)، وهو سياق غير السياق الذي جاء في كتاب الشيخ الشريف، وسياقه هو: في الأسير الذي يدّعي الإسلام بعد أن أُسر وهو في صفوف المشركين يقاتل المسلمين، مستدلاً بعدم حكم العلماء بكفره على أن مناط التكفير ليس مجرد المظاهرة العملية مالم يقترن معها محبة الدين، واستدل بحديث سهل ابن بيضاء والذي فيه أنه خرج في جيش المشركين في بدر ضد المسلمين، ومع ذلك استثناه النبي ? من حكم الكفار لشهادة ابن مسعود له بالإسلام، فجعل الأخ بندر الاستدلال بهذا الحديث على مسألته استدلالاً_بالقوة_ على عدم تكفير الشيخ حاتم لمن خرج يريد قاتل النبي ?، وهذا الذي ألزم به الشيخ حاتم يلزم الأخ بندر أن يجعله لازم لجميع الفقهاء الذين استدلوا بالحديث نفسه على نفس استدلال الشيخ حاتم، فهل الأخ بندر سيجعل جميع الفقهاء الذين استدلوا بنفس استدلال الشيخ حاتم تحت طائلة لوثة الإرجاء كما سيأتي توضحيه، فإلى نص كلام الشيخ حاتم الشريف الذي يقول فيه مشيراً لحديث حاطب: (فدلَّ هذا الحديث وفهمُ العلماء له أن النصرة العملية ذنب، وأنَّها ليست كفراً وحدها؛ لأن ما وقع من حاطب نُصْرةٌ (وليس حُبًّا)، ومع ذلك لم يكن ذلك منه كفرًا؛ لأنه لم يكن عن تَمَنٍّ لنصرة دين الكفار على الإسلام.
ويدل على ذلك أيضاً حديث سَهْل بن بيضاء، وهو أنه كان مسلماً بمكّة يُخْفِي إسلامه، ثم إنه خرج مع المشركين ببدر، ووقع في الأسر. فقال النبي ?: «لا ينفلتنّ منهم أحدٌ إلا بفداء أو ضربة عنق». فقال ابن مسعود: يا رسول الله، إلا سَهْل بن بيضاء، فإني قد سمعتُه يذكر الإسلام، فقال ? - بعد سكتةٍ-: «إلا سهل بن بيضاء» (). (راجع تخريجه في كتاب الشيخ).
ولذلك فانظر ماذا بنى الفقهاءُ على ذلك، حيث قالوا: «وَمَنْ أَسَر أسيراً، فادَّعى أنه كان مسلماً، لم يُقبل قوله إلا ببيّنة؛ لأنه يدَّعي أمراً الظاهر خلافُه، يتعلقُ به إسقاطُ حقٍّ تعلّق برقبته. فإن شهد له واحد، حلف معه، وخُلّي سبيله. وقال الشافعي: لا تُقبل إلا شهادة عدلين .. » (). (المغني للموفق ابن قدامة) (واحتج أصحابُ القول الأول بحديث سهل بن بيضاء، السابق ذكره.
وقد بوّبَ مجدُ الدين ابن تيمية لهذا الحديث بقوله «باب: الأسير يدّعي الإسلام قبل الأسر وله شاهد» , وأورده تحت هذا الباب في كتابه (منتقى الأخبار))) ثم نقل الشيخ حاتم كلام الشوكاني حوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر كيف أورد الأخ بندر سياق المسألة، وكيف كان سياقها في كلام الشيخ حاتم الشريف.
أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً، وتحط من قدر عالم!
وثم إني أسأل الأخ بندر، على ماذا يدل هذا الحديث؟
وماذا عن الفقهاء الذين قالوا بفقهه، هل وقعوا تحت طائلة لوثة الإرجاء؟
وكم كنت أتمنى من الأخوة الذين استغربوا كلام الأخ الكريم أن يعودوا بأنفسهم إلى الكتاب حتى يتثبتوا من صحة هذا الفهم بدلاً من استعجال الحكم على أهل العلم بمجرد فهم ينقله صاحبه بدون أن ينقل شاهده عليه.
وقد رأيت قبل أن أضع مقالي كلاماً للأخ بندر يودع فيه قراءه عن إكمال هذا الحوار، لأنه في مكان غربه، أسأل الله أن يريده سالماً لأهله وأحبابه، فأصبح ما سأطلبه منه لاغي المفعول، لكني أضعها تساؤلات، إن أحب الأخ الكريم أن يجيب عنها عندما يتسع له الوقت، أو لتكن تساؤلات في أذهان الناظرين في هذا الموضوع، يمكن أن تكون محل حوار هادئ إن جاءت مصلحة لذلك، وهذه التساؤلات هي:
هل وقع في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (الشيخ أو أئمة الدعوة) أخطاء في تقرير بعض مسائل التكفير العقدية؟
هل وقع فيها شيء من الأخطاء في الممارسات العملية؟
هل هناك مسائل خلافية بين أئمة الدعوة في مسائل التكفير، وإن وُجِدَت فكيف تُفسر ذلك؟ أم أنهم لم يختلفوا في مسائل التكفير اختلافا حقيقيا أبدا؟
هل ثمة غلاة في دعوة الشيخ محمد رحمه الله ممن كتب أو ألَّف كما قد حصل مثل ذلك في بعض أتباع الإمام أحمد أو غيره؟ وإن وجد ذلك فليعطينا أمثلة لذلك، وأن يذكر لنا مظاهر هذا الغلو؟
و بماذا يُصنف الأخ بندر أقوال العلماء المناصرين للدعوة الذين خطئوا الدعوة في بعض الأمور وقالوا بأنه قد وقع فيها نوع من الغلو، كما قاله محمد صديق حسن خان كما في أبجد العلوم للقنوجي (3/ 194 - 201). () , والألوسي في تاريخ نجد (ص 183). ()، والشيخ محمد رشيد رضا في فتاواه (111_112). ()، والشيخ الألباني ()، هل سيصنف كلامهم على أنه نوع من التبري والتنصل من الدعوة؟ أم أن هؤلاء العلماء كانوا يجهلون الواقع الذي كانت تعيشه الدعوة، أو أنهم يجهلون حقيقة التوحيد التي كانت تدعو إليه الدعوة؟
وإن أراد الأخ الكريم أن يدخل في نقاش علمي حول بعض تلك المسائل: فأطرح عليه هذا السؤال حتى نتناقش حوله: ما موقف الشيخ محمد عبد الوهاب من المظاهرة العملية للكفار إذا كانت من أجل مصلحة دنيويه وإن قارنها بغض دينهم؟
وفق الله الجميع لما فيه النصح والصلاح لهذه الدعوة وأبنائها.
أخوك: وائل الحارثي.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 03:18]ـ
بارك الله فيكم
أرجو الافادة من مؤلفات الشيخ حاتم بموقفه من تكفير من يأتي بالفعل الذي لا خلاف في كفر فاعله ما لم يكن مكرها، كشتم الله أو الرسول عليه السلام أو امتهان المصحف أو السخرية والهزء بالدين أو السجود للصنم أو تعليق الصليب أو نحو ذلك مما ذكره أهل العلم: هل يطرد قاعدة "الفعل لا يكفر به صاحبه ما لم تظهر موافقة القلب له" على هذه الأفعال كذلك، بحيث يتوقف في تكفير فاعل تلك الأفعال حتى ينظر فيما يبطن؟
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 06:29]ـ
جواباً على الأخ أبي الفداء وفقه الله:
هناك خلل في نفس السؤال، فهناك فرق بين المعاصي والمكفِّرات العملية.
فالمعاصي لا تكون كفراً إلا بعمل القلب، هذا هو قول أهل السنة قاطبة، والمظاهرة العملية (كالتجسس) كبيرة من الكبائر عند الأئمة الأربعة وابن تيمية وابن القيم وغيرهم، وهي بذلك معصية كباقي المعاصي.
فالشيخ حاتم لم يعدّ المظاهرة كفراً حتى نسأله عن بقية المكفِّرات وكأنه يساوي بينهما!
ولو قلنا لمن يكفِّر بالمظاهرة مطلقاً: نَوَدُّ أن نسأله عن بقية المعاصي هل هي كفرٌ عنده؟ لقال لنا: هذا سؤال في غير محله؛ لأن المظاهرة عندي كفر فكيف تسألني عن المعاصي؟!
وكذلك الشيخ حاتم لو سألتَه (سؤالَ أبي الفداء) لقال: المظاهرة العملية ليستْ كفراً بل هي عندي معصية فكيف تسألني عن المكفرات؟!
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 07:02]ـ
جواب الأخ الشويقي الأخير في (الساحات) فيه انتقال عن أن للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخطاء في العقيدة إلى إثبات أن الأتباع لم يسكتوا عنها.
فظاهر كلامه أنه يرى الشيخَ محمد بن عبد الوهاب قد أخطأ في مسألة مِن مسائل العقيدة، لكنه لا يرى الأتباع قد سكتوا.
فإن كان يخالف الشيخ حاتماً و مَن وافقه في حكم المظاهرة العملية فهي مسألة صالحة للنقاش فيها، لأننا لا نسأله إلا عن رأيه هو.
أمّا أنه ليس عند الشيخ حاتم إلا تكرار ما سُبِق إليه فهو في ذلك كالشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس عنده إلا تكرار ما سبقه إليه ابن تيمية وابن القيم!
ليس هذا من الإنصاف، بل هو كلام مَن لم يقرأ للشيخ حاتم، ففي كتاب الشيخ حاتم (الولاء والبراء) من التحليل والاستدلال و الضوابط ودفع الشُبَه ما ليس عند غيره، و ليس الشيخ حاتم ممن يكتب مُكَرَّرات الآخرين بل كتبه مليئة بالإضافة و التجديد كما يعرف ذلك كلُّ مَن قرأ له.
و المهم أن الأخ بندر يعترف بخطأ الشيخ محمد وابن عتيق وابن إبراهيم و ابن باز - رحمهم الله - وعامة علماء الدعوة في هذه المسألة.
ويعترف أنه قد ردَّ عليهم عشرات .. فما المشكلة مع الشيخ حاتم الشريف؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 10:30]ـ
الاخ الكريم الشيخ بندر حفظه الله
اعتقد أن الشيخ حاتم هو الذي الف كتاب " الولاء والبراء "، ومضمون هذا الكتاب يخالف ما عليه أتباع مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من زمن الشيخ رحمه الله إلى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، وساق الأدلة التي تؤيد كلامه، فهل يكفي منتقدي الشيخ ان يضرب مثلا بقضية (الولاء والبراء)، والذي ألف فيه كتابا كاملا وليس كلاما مجملا .. فهل سيكون حينئذ جوابه علميا؟
الذي جعل الشيخ حاتم يعرض عن ذكر الأدلة لا يدل على " فقدانه " للادلة، ولكنه رأى الحكمة تقتضي ان هذا الجواب المختصر يبين الموقف المنصف من الشيخ ودعوته ..
ولماذا تلوم الشيخ بندر وتقول له:
" فلماذا تستدعى مع الاعتراض على هذا الإجمال مسائل كثيرة مثل:
- التناقض بين ما قاله هنا، وما قاله في رده على مي يماني!
- إقحام " الإسلام اليوم " في الموضوع.
- الكلام عن استعمال لفظ " الوهابية ".
- الحديث في أثناء الكلام عن خصوم دعوة الشيخ مثل الرافضة وغيرهم وانهم يقصدون نبز الدعوة بكلمة " الوهابية "، وهذا يؤدي إلى اقتران شرطي بين الشيخ وبين هؤلاء حتى لو لم يقصد الكاتب هذا!
- الاسئلة الاستنكارية عن (اتباع دعوة الشيخ) و (وأصولهم الجامعة ومشربهم) يشعر بأن هناك شك أصلا في توجه الشيخ حاتم وموقفه من دعوة الشيخ!
- ثم ختم الكلام بأشارة تدل على أن القضية عند الشيخ حاتم ليست قضية " إجمال "، وإنما لأنه يتأصل بأصل يخالف فيه دعوة الشيخ محمد رحمه الله في باب الأسماء والأحكام، لانه قرر في كتابه (الولاء والبراء) مسائل تدل على مفارقة الشيخ لدعوة الشيخ محمد في هذا الباب كله .. والنتيجة الطبيعية هي: ان الشيخ يعتبر خارج إطار دعوة الشيخ في هذه المسألة التي انتقدها على الشيخ وليست قضية اجتهاد خاص او إجمال غير موفق .. !! "
وتسمي هذا إقحام!!
ثم إن الشيخ حاتم مفارق لدعوة الشيخ محمد عبدالوهاب في مسألة الولاء والبراء وليس مخالفا لأتباعه فقط.
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 12:50]ـ
شكر الله للأخ الكريم: رجل من أقصى المدينة
وأقول تعليقاً على تلك المداخلة:
الجديد اليوم في تعقيب الأخ الفاضل بندر.
أن ثمة خطأ واحد حصل في تقرير مسائل التكفير، وليس أخطاء.
أن هذا الخطأ لم يصمت عنه الأتباع.
وتأمل معي أن الحديث عن مسألة المظاهرة العملية، وهي مسألة مركزية في الدعوة قال بها كثير من علماء الدعوة، وإذا تقرر أن بعض علماء الدعوة لم يصمت عن هذا الخطأ وبينه، فلك أن تتأمل كم سيحصل على هذا الخطأ في نظر البعض من الأحكام العملية، التي سينتج عنه أخطاء في الحكم على الآخرين بالكفر، وبهذا تعرف أن هذا خطأ، ولّد أخطاء، ولو كان خطأ يؤجر عليه صاحبه.
كل هذا في نظر البعض الآخر من أتباع الدعوة.
أتوقع أن خطاب المعارضين لفتوى الشيخ حاتم الشريف قد تطور الآن، ليثبت بعض الأخطاء، لا كما قال بعض الفضلاء: ليس لها أخطاء في العقيدة وإنما في الفقه.
هذا تطور جميل.
أما أن كتاب الشيخ حاتم ليس فيه جديد، فلا أظن أن تقرير الحق يلزم أن يكون فيه جديد، بل لولم من حسنات هذا الكتاب إلا أنه حلقة متواصلة من دفاعه عن العقيدة لكان هذا يكفي.
ولا أظن أن الأخ بندر لا يعد الكتاب جديداً حتى يخرج بقول آخر لم يسبقه إليه أحد في هذه المسألة العقيدة، لأنه يقول: أن هذا التقرير قد سبقه إليه كثير.
وأظن أن الجديد لا يلزم أن يكون في النتائج، فثمة جديد في الاستدلال، ودفع الشبه، وذكر الأقوال.
ومع ذلك فأتمنى أن لا ينساق القارئ الكريم مع تقييم أخيينا الفاضل، حتى يرجع بنفسه ويتأكد من صحة هذا التقييم، لأني أخشى أن كتاب الشيخ حاتم لم يكن محل عناية منه، ولا أدل على ذلك من تلك السقطة الكبيرة التي اتهم بها الشيخ حاتم بلوثة الإرجاء.
ونقل عنه مالم يقصده إطلاقاً من كلامه، كما في المسألة الأولى.
ونقل عنه مالم يرد في كلامه إطلاقاً، كما في المسألة الثانية.
وقد بين خطأ ذلك الأخ وائل الحارثي في المقال المنقول، وأتمنى من أخي الفاضل بندر_وهو صاحب ورع ودين نحسبه والله حسيبه_، أن يُبادر بدفع ذلك عن الشيخ حاتم حتى لا يلحقه إثم ذلك في كل من نقلها عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخوك المحب.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 02:39]ـ
هذا تعقيب من الأخ وائل الحارثي رغب إليَّ أن أضعه بين أيديكم لتأخر تفعيل اشتراكه في المنتدى:
ــــــــــــــ
قرأت مقالة الأخ الفاضل بندر الشويقي، ووجدت مقاله قد تميّز عن المقالات التي تعقبت الدكتور حاتم الشريف بثلاثة مميزات، يشكر على كل واحدة منها:
أولها: أشكره على الهدوء التي ساد في لغة حواره، وأتمنى أن تسود هذه اللغة حينما يُحاور بعضنا بعضاً , حتى لا تتحول حواراتنا إلى معارك قد يضيع فيها الحق، ويفرح بها الخصوم.
ثانياً: غاب في حديثه لغة الأمر بالصمت والسكوت التي كانت تأمر الدكتور الشريف بالسكوت في غير تخصصه، شريطة أن يكون هذا النقد نقداً علمياً يعتمد الحجة والبرهان، وأتمنى أن لا يخرج أحد ليأمر الأخ بندر الشويقي بالسكوت لأنه يتكلم في غير تخصصه، لأني أعتبره نقداً في غير محله، وفي ذلك يقول الكاتب الكريم: (لا أحد يستطيع منعَ البحث العلمي، أو يحولُ دون نقد رأي لفلانٍ أو فلانٍ من لدن الصحابة وإلى اليوم. بشرط أن يكون منهجُ النقدِ علمياً يعتمد الحجةَ و البرهان).
ثالثاً: أن الأخ الفاضل قد برَّأ الشيخ حاتم الشريف من أن يكون قصده من كلامه الشناعة على الدعوة، وإن كان يرى أن الشيخ الشريف قد أخطأ في كلامه، وهو بذلك يخالف القول بأن كلامه يُقصد منه التشنيع والتشويش والتشكيك في الدعوة , كما كنا قد وجدناه في بعض التعقيبات السابقة على الشيخ حاتم , أو كما حشر بعض الفضلاء الشيخ حاتم الشريف ضمن أصحاب اللمز الظاهر أو الخفي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. فأشكر الأخ بندر على مخالفته لتلك التعقيبات بدفاعه هذا عن الشيخ , مع أن مقتضى الإنصاف أن الشيخ حاتم مستغن عنه لما عُرف من حاله ومشربه وعلمه وفضله من المحكمات.
وثمة ملاحظات أضعها بين يدي أخينا الفاضل بندر الشويقي، وقبل أن أوردها أتمنى أن يرتفع خطابنا عن حشر كل من ناقش موضوع الدعوة الإصلاحية في زاوية المشككين فيها أو الذين يُشَم منهم رائحة التبري والتنصل من هذه الدعوة، لأن في المناقشين لها من يريد الخير لهذه الدعوة والنصح لها _حتى وإن اختلفنا معه_ ولن يعدم القارئ أن يجد في خطاب هؤلاء وحالهم ومشربهم ما يبين له مِن أي الصنفين هو؟
أقول هذا:
حتى لا يتطور هذا الخطاب في بيان خطأ من انتقد الدعوة في بعض جوانبها، إلى أن نصنع بأنفسنا وبخطابنا أعداء جُدد هم في حقيقة الأمر من أتباع الدعوة السلفية وممن ينافحون عنها، ولعل أخي بندر لم تعدم عينه من أن ترى تلك الاتهامات التي طالت الشيخ حاتم الشريف , وأراد بعضها أن يصوره عدواً جديداً لهذه الدعوة، أو يُصوِّر المدافعين عن فكرته بأنها عصبة جديدة أرادت أن تنخر في هذه الدعوة من داخلها.
ولست أرى أن كل من قال بأن ثمة أخطاء حصلت في الدعوة أصبح يتهمها بأنها فعلت تلك الأخطاء عن (هوى وتشهي وبناء على انتماءاتٍ قبليةٍ، أو تقسيماتٍ إقليميةٍ). إذ قد يعتقد القائل أن هذا الخطأ كان عن اجتهاد يؤجر صاحبه فيه. وهذا ما دل عليه كلام الشيخ حاتم , عندما قال ((فإن اضطرتنا الدراسة إلى ذكر صاحب فضل ببيان الخطأ الذي وقع منه فلا نحاول النيل منه، بل يجب أن نزن خطأه بصوابه؛ لكي لا نظلم فضله)) , وعندما قال: ((لماذا يصمت أكثر الأتباع عن نقد الشيخ باحترام كغيره من أهل العلم)) , فهل يستحق هذه الحرمة وعدم الإسقاط إلا من كان عند الشيخ حاتم صاحب اجتهاد يؤجر عليه؟
ولو لم يقل الشيخ حاتم تلك العبارات , فأظن أن الأخ الكريم يشترك معي في أن الشيخ الشريف بمشربه السلفي الأثري لم يقل _ ولا يُظَنُّ به أن يقول _ أن الأخطاء التي حصلت من الدعوة في نظره كانت بنوع من (التشهي وبناء على انتماءات قبلية أو تقسيمات إقليمية)، أظن أننا جميعاً نُجِلُّ الشيخ حاتم عن ذلك، لاسيما ونحن نعرف مشربه السلفي الأثري.
وقد كنت أتمنى من الأخ المبارك أن ينأى بخطابه عن مقالته التي قال فيها: (وإن كنتُ لمست في كلامه نبرة التبرِّي والتنصُّل من دعوة الشيخ، حيث تكرَّرت في فتواه عبارة: (أتباع الشيخ محمد) وهو يطالب أولئك الأتباع بانتقاد أخطاء الشيخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشيخ الشريف قد بين في نهاية خطابه أن مقصوده بهذا النقد وهو إحياء هذه الدعوة وليس التبري والتنصل منها حين قال: (والحق الذي نفخر به في دعوة الشيخ سيموت إن لم نحيه بالنقد العلمي البناء). فهل من يفخر بالحق الذي في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يصح أن يُوصَف بأن لديه نبرة تبري منها؟! وهل مجرد تكراره لعبارة (أتباع الشيخ محمد) مما يجوّز لأنفسنا بالتلمّس والدخول في الظنون , وأن نترك ما يملأ السمع والبصر من الكلام الواضح , الذي لا يحتاج إلا إلى فتح العين والقلب للفهم , والتي سبق نقلها من فتوى الشيخ حاتم؟!
لك أن تختلف معه في طريقة هذا الإحياء، ولكن لا يصح لك _إن اختلفت معه أن تعتبر ذلك_ نبرة تنصل وتبري من هذه الدعوة.
وأخشاه ما أخشاه أن يأتي بعدك من لا يجعلها (نبرة) ليجعلها (حقيقة) , وقد حصل ذلك بكل أسف.
أما الدليل الذي ذكره الأخ الفاضل ومن خلاله لمس منه التنصل والتبري، وهو تكرار لفظة (أتباع الدعوة).
فأظن أن هذه العبارة ليست كافية لإشادة مثل هذا التصريح: (نبرة التبري والتنصل).
وأشد ما استغربه من كلام الأخ الفاضل، نفيه لشيء اسمه (أتباع الشيخ) حين قال: (و مذ شاعت تلك الدعوة في جزيرة العرب، وعرف أهلها حقيقتها، لم يوجد في تلك الجزيرة صاحبُ سنةٍ يتحدث عن شيءٍ اسمه: (أتباع محمد بن عبد الوهاب)، كما تكرَّر ذلك على لسان الشيخ حاتم -غفر الله له-).
وبهذا النفي استطاع الأخ الفاضل أن يصل إلى أن تكرارها يدل على (نبرة من التنصل والتبري)، حتى لو كانت ممن مشربه سلفي أثري، وعُرف بمناصرته للدعوة السلفية , وجاء في صريح فتواه أنه يفتخر بالحق الذي في دعوة الشيخ.
ولك أن تتأمل كلام هذا العالم الجليل عبدالعزيز بن باز في حديثه عن الدعوة الإصلاحية: (لا يخفى على كل عاقل درس سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أنهم براء من هذا القول ... ومن هنا يعلم أن الشيخ رحمة الله عليه وأتباعه ... وبهذا يتضح لكم أن ما نقل عن الشيخ وأتباعه .... وإنما أنكر الشيخ رحمه الله وأتباعه طلبها من الأموات ونحوهم) ().فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز - (ج 1 / ص 399).
وغير ذلك من النصوص كثير استخدم فيها العلماء هذا الاستخدام في معرض الحديث عن هذه الدعوة، والمناقشة حولها، ولذلك أرى أنه يحق لي أن أنتقد هذا الأسلوب من الأخ الكريم , وأقول له: كان يمكن أن نناقش الشيخ حاتم الشريف بغير هذه الطريقة.
وأما العبارات التي أثنى بها الشيخ حاتم الشريف على هذه الدعوة: (من كون خيرها أكثر من شرها، وأنها أقرب الدعوات إلى الحق، وأن اتباعها أقرب الاتباع إلى السلف ... ).
فلم يكن الأخ بندر مرتاحاً للتقييد الشيخ حاتم الشريف كلامه بـ (زمن ظهورها).
وأظن هذا التقييد قد استعمله الشيخ الشريف والكاتب الكريم في ذات السياق وهو سياق الطريق إلى الرؤية المنصفة وأن من أراد ذلك لابد أن ينظر إلى واقع الدعوة في ذاك الوقت، كما قال الأخ الفاضل: (وفي ظني أن كلَّ عالمٍ سلفيٍّ مصلحٍ لو واجه مثل الواقع الذي واجهه الشيخ، وتهيأ له مثل ما تهيأ للشيخ، فستكون النتيجة واحدةٌ: إصلاحٌ وتجديد، يصاحبه تكفيرٌ وقتالٌ لأناسٍ مقرِّين بالشهادتين، لكن تلبَّسوا بما يناقضها).
فالأخ الفاضل استحضر الواقع الذي واجهه الشيخ محمد عند النظر في حال الدعوة، وأرى أن السياق نفسه هو سياق الشيخ حاتم الشريف حينما قال: (لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرَها بكثير، وأنها أقرب للحق بمراحل من الواقع الإسلامي في زمنها، وأن أتباعها في باب المعتقد أولى بالسلف من غيرهم (وإن أخطؤوا)).
فمن أراد محاكمتها فلينظر إلى زمن ظهورها، فالعامل الزمني مهم في كلا الخطابين عند الحكم على هذه الدعوة، قد تختلف النتيجة بعد ذلك، لكن المقصود أنه لا يصح اعتبار هذا الثناء وكأنه أمرٌلم يكن , لمجرّد أن الشيخ الشريف أدخل العامل الزمني. إلا إذا كان الثناء على العمل البشري عند الأخ الفاضل لا يكون ثناء إلا إذا كان ثناء بغير قيد ولا شرط.
ولا أظن أن استخدام هذا القيد في العبارتين كافٍ لتفريغه من مضمونه، هذا إن اتفق الأخ الكريم على أنه ثناء، لأنه بعد أن اعتبره ثناء نسبياً، بيَّن أنه محل إشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو يعتبره ثناء في معرض الاعتذار، فأتمنى منه أن يعيد النظر في سياقه_مع استحضار حسن الظن_ ليجده في سياق الدفاع عن الدعوة، أي: إن حصل أخطاء فإنها تبقى أقرب الدعوات إلى الحق ... وكما قال أحد المعلقين: (أن السائل رأى وجود تكفير استغربه في التاريخين ولذلك سأل عن علاقته بدعوة الشيخ، ولما كان المفتي يرى وجود أخطاء في بعض مسائل التكفير في دعوة الشيخ أجابه الجواب الذي يحتاجه السائل مبيناً أن وجود بعض الأخطاء لا يعني أن لا ننصف الشيخ ودعوته، ولذلك دافع عن الشيخ ودعوته بعبارات الثناء التي ذكرها).
يحق لك أن تختلف مع الشيخ حاتم في تقدير اجتهاده الذي يراه مناسباً لحال السائل، وأن تعتبره اجتهاد خاطئ، ولكن لا يصح _ إن أردنا أن نتعامل مع كلام أهل العلم بإنصاف وروية مقدمين فيه حسن الظن على غيره _ أن لا نجد له تفسيراً إلا أنه جواباً سطحياً بعيداً كل البعد عن الجواب العلمي.
والخلاصة من فتوى الشيخ حاتم: أنه لا يصح اعتبار الخطأ الذي وقعت فيه الدعوة مجالاً للطعن فيها أو في الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وإني أتساءل: لماذا تم التعامل مع عبارات الشيخ حاتم على أسوء محاملها؟
فجوابه عند البعض داخل ضمن التشكيك والتشغيب على الدعوة.
وثناؤه جاء في معرض الاعتذار الذي يُفرَّغ من مضمونه.
واستخدامه (أتباع الدعوة) تدل على شيء من التبري والتنصل.
ألم يكن من الممكن أن يناقش جواب الشيخ حاتم بعيداً عن تلك العبارات التي إن سُلَّم بأنها مشتبهة فإنها لن تعدم أن تجد لها تفسيراً صحيحاً، مقدمين فيها حُسن الظن به على خلافه؟ ثم بعد ذلك يُناقش ما تضمنه الجواب من مقولاتٍ أساسية صرح بها الشيخ حاتم في جوابه، كقوله: أن الدعوة فيها أخطاء، وأن فيها غلاة، أو غيره من المضامين الأساسية التي يجدها الناقد صريحة في جوابه.
أقول هذا حتى لا يتشعب النقاش ويطول الكلام، ونهتم بالمضامين المحكمة دون الأمور المشتبهة.
أنتقل بعد ذلك إلى مسألتين أثارهما الأخ الفاضل في نهاية خطابه ونسبهما للشيخ حاتم الشريف:
الأولى: أنه (جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!).
الثانية: أنه (حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-!).
وخرج بالنتيجة التالية: أنها: (لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية الذين يجعلون الإيمان بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – تصديقاً مجرَّداً من التوقير والتعظيم والإذعان.).
و يكفي اليوم عند بعض طلبة العلم حتى تسقط الشخص أن تتهمه بلوثة الإرجاء وعدم إحكامه لمسائله.
لقد خشي الأخ الكريم أن يكون ما وقع من الشيخ حاتم الشريف بسبب قصور تصوره لمسائل الإيمان، وأظن أن الذي خشي من وقوع الشيخ فيه قد وقع فيه الأخ الفاضل.
لاسيما وقد عقد الشيخ حاتم الشريف مبحثاً كاملاً للفرق بين القول بالإرجاء وبين رأيه الذي ذهب إليه، وقد سبقه إليه غيره، ومن جميل ما قال: (وقد كنتُ بيّنْتُ مأخذَ المسألة في صُلبِ الكتاب في طبعته الأولى , بما يبيّنُ أنه لا علاقة للقول الذي ذهبتُ إليه بمقالة الإرجاء , حتى لو كنتُ مخطئًا فيه. كما أني تورّعتُ عن وصف المخالفين بأنهم خوارج , لتكفيرهم بالمعصية , مع اعتقادي أنهم مخطئون , لأني لا أراهم هكذا , وإن خالفتُهم! فإني قد حفظتُ قولَ الأول: إنك لن تُكافئ من عصى الله فيك بأفضلَ من أن تُطيعَ اللهَ فيه) ().الولاء والبراء ص 151.
وسأذكر المسألتين اللتين تعرض لهما الأخ الفاضل، وننظر في تقرير الشيخ حاتم لهما على أي وجه كان تقريره:
المسألة الأولى: (جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كنت أتمنى من الأخ الكريم أن ينقل تلك العبارة التي فهم منها هذا حتى يشترك معه القارئ في فهمه ولا يسارع في الاتهام، ولأنه لم يفعل ذلك فسأنقل عبارته حتى ينظر القارئ ماذا عند الشيخ حاتم في هذه المسألة، يقول الشيخ حاتم (): (ومادام مناط التكفير في (الولاء والبراء) هو عمل القلب، وعمل القلب لا يعلمه إلا الله؛ فإنه لا يمكن أن يُكفَّر بدعوى انعدام هذا المعتقد في القلب بمجرّد المظاهرة العملية. أمّا إذا صرَّح الشخص بحبّه لدين الكفار، أو بتمنّيه نصرة دينهم على دين المسلمين، فتصريحُه هذا كُفْرٌ يُكَفَّرُ به , وإن كان باطنُه (مع ذلك) قد يخالف ظاهره، لكنّنا إنما نحكم بالظاهر، والله تعالى يتولَّى السرائر). الولاء والبراء ص 70.
وحتى يتضح هذا الكلام، وإن كان واضحاً عند من تصور تلك المسائل أقول:
إن الشيخ الشريف يجعل مناط التكفير في مظاهرة المشركين هو محبة دينهم، والمحبة عمل قلبي، فالمناط إذاً (عمل القلب)، فهل يعتبر الأخ الكريم القول بهذا المناط له علاقة بالإرجاء؟ ولا أظنه كذلك لأنه تقريرٌ قد قاله علماء آخرون غير الشيخ حاتم، لا أظن الأخ بندر يجرؤ على اتهامهم بالإرجاء. لأن المظاهرة العملية عندهم معصيةٌ , لم تقم الأدلة عندهم على أنها وحدها تدل على كفر الباطن.
إذا سلمنا أن تعليق الحكم في المسألة بعمل القلب لا علاقة له بالإرجاء _حتى وإن اختلفنا مع قائله فيه_ فإن صرّح الشخص بأنه يحب دين الكفار فهو كافر عند الشيخ حاتم الشريف وغيره حتى ممن يختلف معه في الرأي لأنها ستكون عنده من باب الأولى , وسيكفّره الشيخ حاتم , كما صرح بذلك.
فإن جاء واعتذر بأنه إنما قال ذلك من أجل الحصول على عرض من الدنيا (غير مكره)، فهو كافر عند الشيخ حاتم حتى مع هذا التصريح، ولا يُقبل منه هذا الاعتذار، حتى مع احتمال صدقه في الباطن لأن مناط التكفير قد تحقق لنا في الظاهر، والله سبحانه يتولى سريرته.
وهنا وقع الإشكال عند الأخ بندر الشويقي، وأساء فهم العبارة الواضحة , والتي فيها قول الشيخ حاتم ((فتصريحُه هذا كُفْرٌ يُكَفَّرُ به)).
وعليه فإني أسأل الأخ الكريم هذا السؤال:
ألا يُتصور وقوع حالة يكون القائل فيها صادقاً في دعواه , أنه إنما قال ما قال لعرض من الدنيا وإن كان يعتقد بغض دين الكفار.
فإن قال: الأخ بندر يتصور ذلك: فقد جوَّز أن يكون الباطن مخالفاً للظاهر، كما يقول الشريف، حتى مع الحكم بكفره في الدنيا , وتطبيق أحكام من صدر الكفر منه فيها كاملة.
وإن قال: لا يتصور حصول هذا الأمر , فقد وقع في مغالطة لا تحتاج إلى تكلّف جواب.
في نهاية المسألة: أرجع وأقول أن نص الشيخ حاتم واضح في تكفير من صرح بحب دين الكفار وأنه لا يقبل منه أي عذر يدعيه مع تصريحه السابق عدا الإكراه فهذا شأن آخر (). الولاء والبراء ص152.
فأين هذا التقرير من لوثة الإرجاء؟
فإن كان هذا الموطن محل اشتباه عند الأخ الكريم، مع وضوحه كما سبق تقريره؛ فلماذا لم يُفسِّر هذا النص الذي اشتبهت عليه حقيقته بقول الشيخ حاتم: (فلا يكفر إنسان بعمل أو قول إلا وقد كفر قلبه) (). الولاء والبراء ص154.
وقوله: (أن من كفر ظاهراً بترك الصلاة فقد كفر باطناً) ().الولاء والبراء ص152.
هل هذا هو قول أحد من المرجئة، فضلاة عن غلاة الجهمية؟
أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً، وتحط من قدر عالم!
أما المسألة التي ذكرها: أنه (حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-!).
فقبل أن أنقاش هذه المسألة، أدعو القارئ الكريم أن يقلب كتاب الشيخ حاتم من أوله إلى آخره هل يجد فيه مسألة تحت هذا النص: (رجل خارج يقاتل النبي ?، ومع ذلك حُكِمَ بإيمانه)؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أورد الأخ الكريم المسألة على هذه الصورة، (حارب النبي ?)، وهو سياق غير السياق الذي جاء في كتاب الشيخ الشريف، وسياقه هو: في الأسير الذي يدّعي الإسلام بعد أن أُسر وهو في صفوف المشركين يقاتل المسلمين، مستدلاً بعدم حكم العلماء بكفره على أن مناط التكفير ليس مجرد المظاهرة العملية مالم يقترن معها محبة الدين، واستدل بحديث سهل ابن بيضاء والذي فيه أنه خرج في جيش المشركين في بدر ضد المسلمين، ومع ذلك استثناه النبي ? من حكم الكفار لشهادة ابن مسعود له بالإسلام، فجعل الأخ بندر الاستدلال بهذا الحديث على مسألته استدلالاً_بالقوة_ على عدم تكفير الشيخ حاتم لمن خرج يريد قاتل النبي ?، وهذا الذي ألزم به الشيخ حاتم يلزم الأخ بندر أن يجعله لازم لجميع الفقهاء الذين استدلوا بالحديث نفسه على نفس استدلال الشيخ حاتم، فهل الأخ بندر سيجعل جميع الفقهاء الذين استدلوا بنفس استدلال الشيخ حاتم تحت طائلة لوثة الإرجاء كما سيأتي توضحيه، فإلى نص كلام الشيخ حاتم الشريف الذي يقول فيه مشيراً لحديث حاطب: (فدلَّ هذا الحديث وفهمُ العلماء له أن النصرة العملية ذنب، وأنَّها ليست كفراً وحدها؛ لأن ما وقع من حاطب نُصْرةٌ (وليس حُبًّا)، ومع ذلك لم يكن ذلك منه كفرًا؛ لأنه لم يكن عن تَمَنٍّ لنصرة دين الكفار على الإسلام.
ويدل على ذلك أيضاً حديث سَهْل بن بيضاء، وهو أنه كان مسلماً بمكّة يُخْفِي إسلامه، ثم إنه خرج مع المشركين ببدر، ووقع في الأسر. فقال النبي ?: «لا ينفلتنّ منهم أحدٌ إلا بفداء أو ضربة عنق». فقال ابن مسعود: يا رسول الله، إلا سَهْل بن بيضاء، فإني قد سمعتُه يذكر الإسلام، فقال ? - بعد سكتةٍ-: «إلا سهل بن بيضاء» (). (راجع تخريجه في كتاب الشيخ).
ولذلك فانظر ماذا بنى الفقهاءُ على ذلك، حيث قالوا: «وَمَنْ أَسَر أسيراً، فادَّعى أنه كان مسلماً، لم يُقبل قوله إلا ببيّنة؛ لأنه يدَّعي أمراً الظاهر خلافُه، يتعلقُ به إسقاطُ حقٍّ تعلّق برقبته. فإن شهد له واحد، حلف معه، وخُلّي سبيله. وقال الشافعي: لا تُقبل إلا شهادة عدلين .. » (). (المغني للموفق ابن قدامة) (واحتج أصحابُ القول الأول بحديث سهل بن بيضاء، السابق ذكره.
وقد بوّبَ مجدُ الدين ابن تيمية لهذا الحديث بقوله «باب: الأسير يدّعي الإسلام قبل الأسر وله شاهد» , وأورده تحت هذا الباب في كتابه (منتقى الأخبار))) ثم نقل الشيخ حاتم كلام الشوكاني حوله.
فانظر كيف أورد الأخ بندر سياق المسألة، وكيف كان سياقها في كلام الشيخ حاتم الشريف.
أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً، وتحط من قدر عالم!
وثم إني أسأل الأخ بندر، على ماذا يدل هذا الحديث؟
وماذا عن الفقهاء الذين قالوا بفقهه، هل وقعوا تحت طائلة لوثة الإرجاء؟
وكم كنت أتمنى من الأخوة الذين استغربوا كلام الأخ الكريم أن يعودوا بأنفسهم إلى الكتاب حتى يتثبتوا من صحة هذا الفهم بدلاً من استعجال الحكم على أهل العلم بمجرد فهم ينقله صاحبه بدون أن ينقل شاهده عليه.
وقد رأيت قبل أن أضع مقالي كلاماً للأخ بندر يودع فيه قراءه عن إكمال هذا الحوار، لأنه في مكان غربه، أسأل الله أن يريده سالماً لأهله وأحبابه، فأصبح ما سأطلبه منه لاغي المفعول، لكني أضعها تساؤلات، إن أحب الأخ الكريم أن يجيب عنها عندما يتسع له الوقت، أو لتكن تساؤلات في أذهان الناظرين في هذا الموضوع، يمكن أن تكون محل حوار هادئ إن جاءت مصلحة لذلك، وهذه التساؤلات هي:
هل وقع في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (الشيخ أو أئمة الدعوة) أخطاء في تقرير بعض مسائل التكفير العقدية؟
هل وقع فيها شيء من الأخطاء في الممارسات العملية؟
هل هناك مسائل خلافية بين أئمة الدعوة في مسائل التكفير، وإن وُجِدَت فكيف تُفسر ذلك؟ أم أنهم لم يختلفوا في مسائل التكفير اختلافا حقيقيا أبدا؟
هل ثمة غلاة في دعوة الشيخ محمد رحمه الله ممن كتب أو ألَّف كما قد حصل مثل ذلك في بعض أتباع الإمام أحمد أو غيره؟ وإن وجد ذلك فليعطينا أمثلة لذلك، وأن يذكر لنا مظاهر هذا الغلو؟
و بماذا يُصنف الأخ بندر أقوال العلماء المناصرين للدعوة الذين خطئوا الدعوة في بعض الأمور وقالوا بأنه قد وقع فيها نوع من الغلو، كما قاله محمد صديق حسن خان كما في أبجد العلوم للقنوجي (3/ 194 - 201). () , والألوسي في تاريخ نجد (ص 183). ()، والشيخ محمد رشيد رضا في فتاواه (111_112). ()، والشيخ الألباني ()، هل سيصنف كلامهم على أنه نوع من التبري والتنصل من الدعوة؟ أم أن هؤلاء العلماء كانوا يجهلون الواقع الذي كانت تعيشه الدعوة، أو أنهم يجهلون حقيقة التوحيد التي كانت تدعو إليه الدعوة؟
وإن أراد الأخ الكريم أن يدخل في نقاش علمي حول بعض تلك المسائل: فأطرح عليه هذا السؤال حتى نتناقش حوله: ما موقف الشيخ محمد عبد الوهاب من المظاهرة العملية للكفار إذا كانت من أجل مصلحة دنيويه وإن قارنها بغض دينهم؟
وفق الله الجميع لما فيه النصح والصلاح لهذه الدعوة وأبنائها.
أخوك: وائل الحارثي.
لقد أنصفت وأوضحت ..
نطلب من الأخ بندر التعليق على ما ذكره الأخ وائل الحارثي (حفظ الله الجميع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 05:37]ـ
صدق من قال:
((الإنصاف عزيز))
إلى الإخوة الذين طالبوني بإثبات وجود ما زعمتُ أنه لوثة إرجاء في كلام الشيخ حاتم في كتابه (الولاء و البراء) أقول:
لوثة الإرجاء موجودة في كتاب الشيخ حاتم، ولا أرى المصلحة في سياق الشواهد والأمثلة، والشيخ حاتم ليس معصوماً، و خيره أكثر من شره، ومع خطئه في هذه المسألة فإنه أقرب لطريقة السلف من غيره، وخطؤه هنا لا يمنع من كونه باحثاً متميزاً، لكن يجب أن ترتفع أصوات أتباعه بتوضيح أخطائه ... إلخ.
ما رأيكم أحبتي؟؟
هل أكون منصفاً بهذه الطريقة؟؟
أو أني أكون ظالماً للشيخ حاتم؟؟
للتأمل.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 05:57]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ بندر، ولا فضَّ فوكم ...
وشرف المجلس العلمي بقلمكم المميز، وكم سعدنا بإطلالتكم ثانيةً ...
ونحن متابعون معكم، ومع كل منصفٍ يبتغي وجه الله في كلامه وكتابته ...
ولي رجاءٌ من أخٍ محبٍ لكم أن لا تنقطع عن مجلسنا هذا، ولو كنتم على سفر، ولتحاول أن تدخل حسب ما يتيسر لكم ...
{قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} الزمر46
اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:32]ـ
للأخوة المشرفين: لماذا لا تعرض هذه النقاشات بعجرها وبجرها على الدكتور حاتم العوني الشريف، وينشر جوابه ها هنا، فأظنه لن يبخل بهذا.
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 07:51]ـ
صدق من قال:
[ COLOR="DarkRed"](( الإنصاف عزيز))
إلى الإخوة الذين طالبوني بإثبات وجود ما زعمتُ أنه لوثة إرجاء في كلام الشيخ حاتم في كتابه (الولاء و البراء) أقول:
لوثة الإرجاء موجودة في كتاب الشيخ حاتم، ولا أرى المصلحة في سياق الشواهد والأمثلة، والشيخ حاتم ليس معصوماً، و خيره أكثر من شره، ومع خطئه في هذه المسألة فإنه أقرب لطريقة السلف من غيره، وخطؤه هنا لا يمنع من كونه باحثاً متميزاً، لكن يجب أن ترتفع أصوات أتباعه بتوضيح أخطائه ... إلخ.
ما رأيكم أحبتي؟؟
هل أكون منصفاً بهذه الطريقة؟؟
أو أني أكون ظالماً للشيخ حاتم؟؟
للتأمل.
بارك الله فيك
لست مخطئاً في هذا بمجرده. ولست به ظالماً. وأنت به تسلك مسلكا في الرد مجملاً لك فيه رأيك. ولا ننكر عليك هذا فنخطئ خطأك وخطأ غيرك لما أنكروا على الشيخ حاتم.
لكن جاءنا من يثبت أنك أخطأت النقل عن الشيخ حاتم فنسبت له مالم يقله.وجعلت واقعاً ماهو خلاف الواقع؛ فالآن وبهذا-إن صح- دخلت في نطاق الظلم وشئ آخر قبيح لا أرى أن أنسبه لك فأنت عندي مخطئ غير متعمد في نسبتك للشيخ مالم يقله وليس المخطئ كالعامد وعن هذا كان ينبغي أن يكون جوابك
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 08:16]ـ
لا، لم أخطئ في النقل. بل المخطئ في الفهم هو الشيخ وائل الحارثي.
ولست أرى المصلحة في مناقشة تفاصيل ما ذكره الشيخ وائل.
فراجع الكتاب، وستجد لوثة الإرجاء موجودةً فيه، غير أني لا أرى المصلحة في سياق الشواهد والأمثلة، والشيخ حاتم ليس معصوماً، و خيره أكثر من شره، ومع خطئه في هذه المسألة فإنه أقرب لطريقة السلف من غيره، وخطؤه هنا لا يمنع من كونه باحثاً متميزاً، لكن يجب أن ترتفع أصوات أتباعه بتوضيح أخطائه ... إلخ.
ما رأيك في هذه الطريقة في البحث؟؟
أوليست ظلماً؟؟
- - - - - - - - - - - - - -
عموماً -أخي الفاضل- ليست هذه طريقةً لي.
لكني أردت التنبيه على ما تعبت في شرحه وبيانه لبعض الأحبة.
الإجمال في الكلام يؤدي -ضرورةً- إلى اللبس، وبخاصة حين يتعلق بالأسماء والأشخاص.
مع ملاحظة الفرق بين المقامين.
فالشيخ حاتم لم يحدد المسألة التي أخطأ فيها الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وأنا حددت المسألة التي أخطأ فيها الشيخ حاتم، لكن لم أذكر نص كلامه، لأن كتابه لم يكن تحت يدي حين كتابة المقالة.
عموماً: أنا كتبتُ ما سميته (تعليقاً ختامياً)، ولم يكن لي نية في العودة.
لكن حين ذهبت للساحات السياسية لكتابة تعليقي الختامي هناك أيضاً، رأيت تعقيب أخي الشيخ وائل -وفقه الله- منشوراً هناك، فلم يكن من الأدب الإعراض وترك الجواب. وبخاصةٍ أن كلام الشيخ وائل متميزٌ عن كلام غيره.
الليلة، أو غداً -إن شاء الله- سأكتب تعليقاً مفصلاً عن البيان الذي كتبه الشيخ وائل.
لكن سيكون هذا في موضوعٍ مستقلٍ. وأما هذا الموضوع، فقد وصل لنهايته بالنسة لي.
سأكتب مقالتي، وسأجتهد -بإذن الله- أن تكونَ مفصلةً ما أمكن. لأني لن أشارك في التعقيبات و المداخلات، للسبب الذي سبق شرحه.
ويبقى الكلام كله موجهاً أصالةً للشيخ حاتم -رعاه الله-، وهو المعني به قبل غيره.
و موضع اعتراضي الرئيس عليه (إجمال الكلام).
والإجمال لا يفصله سوى صاحبه.
فإذا اتضح موضع النقد، فتطويل البحث بعد هذا لا جدوى من ورائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 08:51]ـ
[ COLOR="DarkRed"]
ويبقى الكلام كله موجهاً أصالةً للشيخ حاتم -رعاه الله-، وهو المعني به قبل غيره.
كان يمكنك إذاً أن تراسل به الشيخ. أما وقد كتبته هنا وفي الساحات أيضاً؛ فقد استهدفت. فلا عليك أن تُكمل،وإن كنت لا تقوى على المتابعة؛ لظروف خاصة .. فهذا حقك ولاشك. وحقنا أيضاً متابعة بيان ما نراه غير حسن من كلامك.
وحتى لا أتعبك يا أستاذ بندر أقول:
الذي أراه ويراه غيري من العقلاء:أن جواب الشيخ حاتم والرد على كلامه كان ينبغي أن يكون بعبارة واحدة هي:
يا شيخ حاتم جوابك هذا مجمل،والذي فيه من عدم عصمة الشيخ لا نخالفك فيه، ونشاركك وجوب توكيد هذه الروح، ولكنا لا يتضح لنا الآن أن باب التكفير هو من أمثلة خطأ الشيخ فهلا بينت؟
فإن أجاب، وإلا بقي كلامه غير مكتمل بصورة تسمح بنقده ولا حاجة إلا التعرض لكلام مخدوج. (وهذا رأي خالد بن مهاجر في كلام الشيخ)
أما كلامك وكلام الشيخ الخراشي وحديثه هو عن أعداء الدعوة وحديثك أنت عن لوثة الإرجاء؛فهذا يدل على أنكم لاتردون على المقال فحسب وإنما تردون عليه مقروناً بأشياء وتصورات عن الشيخ وقرت في نفوسكم.ولا عيب في هذا مادام مقروناً بحجته وإنما العيب أن تحاولوا تصوير كلامكم وكأنه رد على المقال فحسب.
وإلا فليس في المقال أصلاً بياناً تاماً يمكن الرد عليه من غير استفصال. ومجرد الإجمال من مثل الشيخ حاتم ليس بسبب يدعوا إلى داحس والغبراء هذه.
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 09:05]ـ
غفر الله لك.
وأنت في حل من سوء ظنك بأخيك.
الليلة، أو غداً -إن شاء الله- سأكتب مقالاً مفصلاً عن البيان الذي كتبه الشيخ وائل.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 09:30]ـ
الأخ الكريم: خالد بن مهاجر: أحسنتم في قولكم:
(الذي أراه ويراه غيري من العقلاء:أن جواب الشيخ حاتم والرد على كلامه كان ينبغي أن يكون بعبارة واحدة هي:
يا شيخ حاتم جوابك هذا مجمل،والذي فيه من عدم عصمة الشيخ لا نخالفك فيه، ونشاركك وجوب توكيد هذه الروح، ولكنا لا يتضح لنا الآن أن باب التكفير هو من أمثلة خطأ الشيخ فهلا بينت؟
فإن أجاب، وإلا بقي كلامه غير مكتمل بصورة تسمح بنقده ولا حاجة إلا التعرض لكلام مخدوج).
وهذا ملخص تعقيبي عليه.
ولكني أخالفك في: ( .. وإلا بقي كلامه غير مكتمل بصورة تسمح بنقده ولا حاجة إلى التعرض لكلام مخدوج).
كيف .. وكلامه عبارة عن (فتوى) لسائل جاهل، منشورة في (موقع) يرتاده المئات؟!
فالسكوت عن هذا لا يليق بأي طالب علم يطلع عليه؛ لأنه إن فعل هذا فقد شارك في " التلبيس "، أو لم ينصح لإخوانه: (الدكتور و الموقع و السائل والقراء .. ).
وفقكم الله ..
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 10:18]ـ
ياشيخ سليمان أنا لم أنكر مجرد التعقيب وإنما طلبتُ أن يكون التعقيب بطلب البيان من غير تسور فوق هذا، فإن لم يبين الشيخ كان الإجمال والخداج هو عيبه الذي يكتفى بالإشارة إليه.
لكن الردود تعدت مجرد هذا.
وجهدكم وجهد الجميع مشكور بإذن الله.
----------------
يا شيخ بندر:
ليس ما ذكر من باب سوء الظن،وإنما هو واقع لائح لكل ذي عينين.
في انتظار تعقيبك الذي يؤكد أن المسألة ليست هي المقال الأخير فقط.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 10:37]ـ
ــ لجميع الفضلاء الذين يزمعون الرد على بعضهم البعض: اتقوا الله في أنفسكم، وفي إخوانكم المسلمين، الأحياء منهم والأموات.
لا يجرُّ أحدكم الخوف من ظهور فساد رأيه، أو بعضه، إلى تكلّف الرد لكي يبقى الفاسد صحيحاً.
أسأل الله أن يصلح أحوال الجميع ــ
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 11:36]ـ
نسأل الله لك الإعانة ياشيخ بندر، كما نسأله تعالى أن يبارك في وقتك وعمرك وعلمك، وأن ينفع بك ويجعلك سيفًا من سيوف الله.
ونصيحتي لك أن لاتشوِّش على نفسك بالرد على كل أحد، وبخاصة من أصحاب المعرفات غير الصريحة؛ لأنك تكتب باسمك الصريح، وهذه شجاعة نقدرها لك حفظك الباري.
وأنا أضم صوتي مع صوت من يطالب الشيخ حاتمًا الشريف بأن يدخل في الحوار معك، ويختصر الطريق، ولسنا بحاجة لمن يفسر كلامه وماذا أراد.
وأما اقتراح بعض الإخوة بأن تراسل الشيخ حاتمًا بينك وبينك، أو تكون ملزمًا بالجواب على كل مداخلة، فهذا لايلزمك، بل إن كانوا جادين فليكثروا من الإلحاح على الشيخ حاتم بالدخول فهو المعني بهذه المسألة، وليست فتواه سرية حتى تذهب لمراسلته خفية، بل هي معلنة، وهو الذي بدأ هذا المسلك الوعر الذي لاندري أين يبلغ به، نسأل الله أن يرده لجادة الصواب.
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 01:05]ـ
صدقت أيها المبارك: (الإنصاف عزيز)
ليت الأخ بندر وجميع الذين كتبوا تعقباتهم على الشيخ ذكروا أن إشكال الجواب (الإجمال) لهان الأمر.
لكن الأمر تعدى ذلك أخي بندر؛ تعداه إلى أبعد من ذلك.
أصبح الشيخ في نظر البعض واحداً من المشككين، والمشغبين، و من أصحاب اللمز الخفي أوالجلي، كما نبه على ذلك بعض الأخوة.
وأصبح الإجمال عند الأخ بندر، فيه نبرة تبري وتنصل من دعوة الشيخ محمد رحمه الله.
وأصبح الإجمال محلاً لاتهام الشيخ بتهم لا ندري إلى أين ستصل؟
وإذا كان الأمر أمر أجمال فلم يكن هذا الإجمال الذي وقع فيه الشيخ حاتم الشريف محتاجاً لتلك الصفحات التي سطرتها، كان يمكن بيانه في أٌقل من ذلك.
الأخ سليمان الخراشي حفظه الله
لازلت قصة التلبيس مصيطرة على خطابك، أتمنى أن تستفيد من طريقة أخينا بندر في النقاش مع الشيخ حاتم.
(فالسكوت عن هذا لا يليق بأي طالب علم)
هكذا يقول الشيخ سليمان حفظه الله (أي طالب علم)؟
أتمنى منك بارك الله فيك أن لا تجيش جميع طلبة العلم لمناقشة الشيخ حاتم، فما هكذا يناقش أهل العلم؟
ولا يخفاك أن ليس كل طلبة العلم يعرف كيف يناقش، فضلاً عن أن يحسن ذلك.
أخي المتقفر بارك الله فيك
لايلزم الرد عليك لأنك تكتب باسم مستعار، ولست شجاعاً مثل الأخ بندر لأنه يكتب باسمه الصريح (أهكذا يكون التعامل؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 03:00]ـ
رد الشيخ وائل الحارثي حفظه الله .. يبدو انه لم يتضح في الرد السابق في رد الأخ أبو حاتم الأنصاري ... فقد نسخته من التعقيب السابق للأخ أبو حاتم الأنصاري وهاهو بدون علامة اقتباس:
قرأت مقالة الأخ الفاضل بندر الشويقي، ووجدت مقاله قد تميّز عن المقالات التي تعقبت الدكتور حاتم الشريف بثلاثة مميزات، يشكر على كل واحدة منها:
أولها: أشكره على الهدوء التي ساد في لغة حواره، وأتمنى أن تسود هذه اللغة حينما يُحاور بعضنا بعضاً , حتى لا تتحول حواراتنا إلى معارك قد يضيع فيها الحق، ويفرح بها الخصوم.
ثانياً: غاب في حديثه لغة الأمر بالصمت والسكوت التي كانت تأمر الدكتور الشريف بالسكوت في غير تخصصه، شريطة أن يكون هذا النقد نقداً علمياً يعتمد الحجة والبرهان، وأتمنى أن لا يخرج أحد ليأمر الأخ بندر الشويقي بالسكوت لأنه يتكلم في غير تخصصه، لأني أعتبره نقداً في غير محله، وفي ذلك يقول الكاتب الكريم: (لا أحد يستطيع منعَ البحث العلمي، أو يحولُ دون نقد رأي لفلانٍ أو فلانٍ من لدن الصحابة وإلى اليوم. بشرط أن يكون منهجُ النقدِ علمياً يعتمد الحجةَ و البرهان).
ثالثاً: أن الأخ الفاضل قد برَّأ الشيخ حاتم الشريف من أن يكون قصده من كلامه الشناعة على الدعوة، وإن كان يرى أن الشيخ الشريف قد أخطأ في كلامه، وهو بذلك يخالف القول بأن كلامه يُقصد منه التشنيع والتشويش والتشكيك في الدعوة , كما كنا قد وجدناه في بعض التعقيبات السابقة على الشيخ حاتم , أو كما حشر بعض الفضلاء الشيخ حاتم الشريف ضمن أصحاب اللمز الظاهر أو الخفي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. فأشكر الأخ بندر على مخالفته لتلك التعقيبات بدفاعه هذا عن الشيخ , مع أن مقتضى الإنصاف أن الشيخ حاتم مستغن عنه لما عُرف من حاله ومشربه وعلمه وفضله من المحكمات.
وثمة ملاحظات أضعها بين يدي أخينا الفاضل بندر الشويقي، وقبل أن أوردها أتمنى أن يرتفع خطابنا عن حشر كل من ناقش موضوع الدعوة الإصلاحية في زاوية المشككين فيها أو الذين يُشَم منهم رائحة التبري والتنصل من هذه الدعوة، لأن في المناقشين لها من يريد الخير لهذه الدعوة والنصح لها _حتى وإن اختلفنا معه_ ولن يعدم القارئ أن يجد في خطاب هؤلاء وحالهم ومشربهم ما يبين له مِن أي الصنفين هو؟
أقول هذا:
حتى لا يتطور هذا الخطاب في بيان خطأ من انتقد الدعوة في بعض جوانبها، إلى أن نصنع بأنفسنا وبخطابنا أعداء جُدد هم في حقيقة الأمر من أتباع الدعوة السلفية وممن ينافحون عنها، ولعل أخي بندر لم تعدم عينه من أن ترى تلك الاتهامات التي طالت الشيخ حاتم الشريف , وأراد بعضها أن يصوره عدواً جديداً لهذه الدعوة، أو يُصوِّر المدافعين عن فكرته بأنها عصبة جديدة أرادت أن تنخر في هذه الدعوة من داخلها.
ولست أرى أن كل من قال بأن ثمة أخطاء حصلت في الدعوة أصبح يتهمها بأنها فعلت تلك الأخطاء عن (هوى وتشهي وبناء على انتماءاتٍ قبليةٍ، أو تقسيماتٍ إقليميةٍ). إذ قد يعتقد القائل أن هذا الخطأ كان عن اجتهاد يؤجر صاحبه فيه. وهذا ما دل عليه كلام الشيخ حاتم , عندما قال ((فإن اضطرتنا الدراسة إلى ذكر صاحب فضل ببيان الخطأ الذي وقع منه فلا نحاول النيل منه، بل يجب أن نزن خطأه بصوابه؛ لكي لا نظلم فضله)) , وعندما قال: ((لماذا يصمت أكثر الأتباع عن نقد الشيخ باحترام كغيره من أهل العلم)) , فهل يستحق هذه الحرمة وعدم الإسقاط إلا من كان عند الشيخ حاتم صاحب اجتهاد يؤجر عليه؟
ولو لم يقل الشيخ حاتم تلك العبارات , فأظن أن الأخ الكريم يشترك معي في أن الشيخ الشريف بمشربه السلفي الأثري لم يقل _ ولا يُظَنُّ به أن يقول _ أن الأخطاء التي حصلت من الدعوة في نظره كانت بنوع من (التشهي وبناء على انتماءات قبلية أو تقسيمات إقليمية)، أظن أننا جميعاً نُجِلُّ الشيخ حاتم عن ذلك، لاسيما ونحن نعرف مشربه السلفي الأثري.
وقد كنت أتمنى من الأخ المبارك أن ينأى بخطابه عن مقالته التي قال فيها: (وإن كنتُ لمست في كلامه نبرة التبرِّي والتنصُّل من دعوة الشيخ، حيث تكرَّرت في فتواه عبارة: (أتباع الشيخ محمد) وهو يطالب أولئك الأتباع بانتقاد أخطاء الشيخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشيخ الشريف قد بين في نهاية خطابه أن مقصوده بهذا النقد وهو إحياء هذه الدعوة وليس التبري والتنصل منها حين قال: (والحق الذي نفخر به في دعوة الشيخ سيموت إن لم نحيه بالنقد العلمي البناء). فهل من يفخر بالحق الذي في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يصح أن يُوصَف بأن لديه نبرة تبري منها؟! وهل مجرد تكراره لعبارة (أتباع الشيخ محمد) مما يجوّز لأنفسنا بالتلمّس والدخول في الظنون , وأن نترك ما يملأ السمع والبصر من الكلام الواضح , الذي لا يحتاج إلا إلى فتح العين والقلب للفهم , والتي سبق نقلها من فتوى الشيخ حاتم؟!
لك أن تختلف معه في طريقة هذا الإحياء، ولكن لا يصح لك _إن اختلفت معه أن تعتبر ذلك_ نبرة تنصل وتبري من هذه الدعوة.
وأخشاه ما أخشاه أن يأتي بعدك من لا يجعلها (نبرة) ليجعلها (حقيقة) , وقد حصل ذلك بكل أسف.
أما الدليل الذي ذكره الأخ الفاضل ومن خلاله لمس منه التنصل والتبري، وهو تكرار لفظة (أتباع الدعوة).
فأظن أن هذه العبارة ليست كافية لإشادة مثل هذا التصريح: (نبرة التبري والتنصل).
وأشد ما استغربه من كلام الأخ الفاضل، نفيه لشيء اسمه (أتباع الشيخ) حين قال: (و مذ شاعت تلك الدعوة في جزيرة العرب، وعرف أهلها حقيقتها، لم يوجد في تلك الجزيرة صاحبُ سنةٍ يتحدث عن شيءٍ اسمه: (أتباع محمد بن عبد الوهاب)، كما تكرَّر ذلك على لسان الشيخ حاتم -غفر الله له-).
وبهذا النفي استطاع الأخ الفاضل أن يصل إلى أن تكرارها يدل على (نبرة من التنصل والتبري)، حتى لو كانت ممن مشربه سلفي أثري، وعُرف بمناصرته للدعوة السلفية , وجاء في صريح فتواه أنه يفتخر بالحق الذي في دعوة الشيخ.
ولك أن تتأمل كلام هذا العالم الجليل عبدالعزيز بن باز في حديثه عن الدعوة الإصلاحية: (لا يخفى على كل عاقل درس سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أنهم براء من هذا القول ... ومن هنا يعلم أن الشيخ رحمة الله عليه وأتباعه ... وبهذا يتضح لكم أن ما نقل عن الشيخ وأتباعه .... وإنما أنكر الشيخ رحمه الله وأتباعه طلبها من الأموات ونحوهم) ().فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز - (ج 1 / ص 399).
وغير ذلك من النصوص كثير استخدم فيها العلماء هذا الاستخدام في معرض الحديث عن هذه الدعوة، والمناقشة حولها، ولذلك أرى أنه يحق لي أن أنتقد هذا الأسلوب من الأخ الكريم , وأقول له: كان يمكن أن نناقش الشيخ حاتم الشريف بغير هذه الطريقة.
وأما العبارات التي أثنى بها الشيخ حاتم الشريف على هذه الدعوة: (من كون خيرها أكثر من شرها، وأنها أقرب الدعوات إلى الحق، وأن اتباعها أقرب الاتباع إلى السلف ... ).
فلم يكن الأخ بندر مرتاحاً للتقييد الشيخ حاتم الشريف كلامه بـ (زمن ظهورها).
وأظن هذا التقييد قد استعمله الشيخ الشريف والكاتب الكريم في ذات السياق وهو سياق الطريق إلى الرؤية المنصفة وأن من أراد ذلك لابد أن ينظر إلى واقع الدعوة في ذاك الوقت، كما قال الأخ الفاضل: (وفي ظني أن كلَّ عالمٍ سلفيٍّ مصلحٍ لو واجه مثل الواقع الذي واجهه الشيخ، وتهيأ له مثل ما تهيأ للشيخ، فستكون النتيجة واحدةٌ: إصلاحٌ وتجديد، يصاحبه تكفيرٌ وقتالٌ لأناسٍ مقرِّين بالشهادتين، لكن تلبَّسوا بما يناقضها).
فالأخ الفاضل استحضر الواقع الذي واجهه الشيخ محمد عند النظر في حال الدعوة، وأرى أن السياق نفسه هو سياق الشيخ حاتم الشريف حينما قال: (لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرَها بكثير، وأنها أقرب للحق بمراحل من الواقع الإسلامي في زمنها، وأن أتباعها في باب المعتقد أولى بالسلف من غيرهم (وإن أخطؤوا)).
فمن أراد محاكمتها فلينظر إلى زمن ظهورها، فالعامل الزمني مهم في كلا الخطابين عند الحكم على هذه الدعوة، قد تختلف النتيجة بعد ذلك، لكن المقصود أنه لا يصح اعتبار هذا الثناء وكأنه أمرٌلم يكن , لمجرّد أن الشيخ الشريف أدخل العامل الزمني. إلا إذا كان الثناء على العمل البشري عند الأخ الفاضل لا يكون ثناء إلا إذا كان ثناء بغير قيد ولا شرط.
ولا أظن أن استخدام هذا القيد في العبارتين كافٍ لتفريغه من مضمونه، هذا إن اتفق الأخ الكريم على أنه ثناء، لأنه بعد أن اعتبره ثناء نسبياً، بيَّن أنه محل إشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو يعتبره ثناء في معرض الاعتذار، فأتمنى منه أن يعيد النظر في سياقه_مع استحضار حسن الظن_ ليجده في سياق الدفاع عن الدعوة، أي: إن حصل أخطاء فإنها تبقى أقرب الدعوات إلى الحق ... وكما قال أحد المعلقين: (أن السائل رأى وجود تكفير استغربه في التاريخين ولذلك سأل عن علاقته بدعوة الشيخ، ولما كان المفتي يرى وجود أخطاء في بعض مسائل التكفير في دعوة الشيخ أجابه الجواب الذي يحتاجه السائل مبيناً أن وجود بعض الأخطاء لا يعني أن لا ننصف الشيخ ودعوته، ولذلك دافع عن الشيخ ودعوته بعبارات الثناء التي ذكرها).
يحق لك أن تختلف مع الشيخ حاتم في تقدير اجتهاده الذي يراه مناسباً لحال السائل، وأن تعتبره اجتهاد خاطئ، ولكن لا يصح _ إن أردنا أن نتعامل مع كلام أهل العلم بإنصاف وروية مقدمين فيه حسن الظن على غيره _ أن لا نجد له تفسيراً إلا أنه جواباً سطحياً بعيداً كل البعد عن الجواب العلمي.
والخلاصة من فتوى الشيخ حاتم: أنه لا يصح اعتبار الخطأ الذي وقعت فيه الدعوة مجالاً للطعن فيها أو في الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وإني أتساءل: لماذا تم التعامل مع عبارات الشيخ حاتم على أسوء محاملها؟
فجوابه عند البعض داخل ضمن التشكيك والتشغيب على الدعوة.
وثناؤه جاء في معرض الاعتذار الذي يُفرَّغ من مضمونه.
واستخدامه (أتباع الدعوة) تدل على شيء من التبري والتنصل.
ألم يكن من الممكن أن يناقش جواب الشيخ حاتم بعيداً عن تلك العبارات التي إن سُلَّم بأنها مشتبهة فإنها لن تعدم أن تجد لها تفسيراً صحيحاً، مقدمين فيها حُسن الظن به على خلافه؟ ثم بعد ذلك يُناقش ما تضمنه الجواب من مقولاتٍ أساسية صرح بها الشيخ حاتم في جوابه، كقوله: أن الدعوة فيها أخطاء، وأن فيها غلاة، أو غيره من المضامين الأساسية التي يجدها الناقد صريحة في جوابه.
أقول هذا حتى لا يتشعب النقاش ويطول الكلام، ونهتم بالمضامين المحكمة دون الأمور المشتبهة.
أنتقل بعد ذلك إلى مسألتين أثارهما الأخ الفاضل في نهاية خطابه ونسبهما للشيخ حاتم الشريف:
الأولى: أنه (جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!).
الثانية: أنه (حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-!).
وخرج بالنتيجة التالية: أنها: (لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية الذين يجعلون الإيمان بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – تصديقاً مجرَّداً من التوقير والتعظيم والإذعان.).
و يكفي اليوم عند بعض طلبة العلم حتى تسقط الشخص أن تتهمه بلوثة الإرجاء وعدم إحكامه لمسائله.
لقد خشي الأخ الكريم أن يكون ما وقع من الشيخ حاتم الشريف بسبب قصور تصوره لمسائل الإيمان، وأظن أن الذي خشي من وقوع الشيخ فيه قد وقع فيه الأخ الفاضل.
لاسيما وقد عقد الشيخ حاتم الشريف مبحثاً كاملاً للفرق بين القول بالإرجاء وبين رأيه الذي ذهب إليه، وقد سبقه إليه غيره، ومن جميل ما قال: (وقد كنتُ بيّنْتُ مأخذَ المسألة في صُلبِ الكتاب في طبعته الأولى , بما يبيّنُ أنه لا علاقة للقول الذي ذهبتُ إليه بمقالة الإرجاء , حتى لو كنتُ مخطئًا فيه. كما أني تورّعتُ عن وصف المخالفين بأنهم خوارج , لتكفيرهم بالمعصية , مع اعتقادي أنهم مخطئون , لأني لا أراهم هكذا , وإن خالفتُهم! فإني قد حفظتُ قولَ الأول: إنك لن تُكافئ من عصى الله فيك بأفضلَ من أن تُطيعَ اللهَ فيه) ().الولاء والبراء ص 151.
وسأذكر المسألتين اللتين تعرض لهما الأخ الفاضل، وننظر في تقرير الشيخ حاتم لهما على أي وجه كان تقريره:
المسألة الأولى: (جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كنت أتمنى من الأخ الكريم أن ينقل تلك العبارة التي فهم منها هذا حتى يشترك معه القارئ في فهمه ولا يسارع في الاتهام، ولأنه لم يفعل ذلك فسأنقل عبارته حتى ينظر القارئ ماذا عند الشيخ حاتم في هذه المسألة، يقول الشيخ حاتم (): (ومادام مناط التكفير في (الولاء والبراء) هو عمل القلب، وعمل القلب لا يعلمه إلا الله؛ فإنه لا يمكن أن يُكفَّر بدعوى انعدام هذا المعتقد في القلب بمجرّد المظاهرة العملية. أمّا إذا صرَّح الشخص بحبّه لدين الكفار، أو بتمنّيه نصرة دينهم على دين المسلمين، فتصريحُه هذا كُفْرٌ يُكَفَّرُ به , وإن كان باطنُه (مع ذلك) قد يخالف ظاهره، لكنّنا إنما نحكم بالظاهر، والله تعالى يتولَّى السرائر). الولاء والبراء ص 70.
وحتى يتضح هذا الكلام، وإن كان واضحاً عند من تصور تلك المسائل أقول:
إن الشيخ الشريف يجعل مناط التكفير في مظاهرة المشركين هو محبة دينهم، والمحبة عمل قلبي، فالمناط إذاً (عمل القلب)، فهل يعتبر الأخ الكريم القول بهذا المناط له علاقة بالإرجاء؟ ولا أظنه كذلك لأنه تقريرٌ قد قاله علماء آخرون غير الشيخ حاتم، لا أظن الأخ بندر يجرؤ على اتهامهم بالإرجاء. لأن المظاهرة العملية عندهم معصيةٌ , لم تقم الأدلة عندهم على أنها وحدها تدل على كفر الباطن.
إذا سلمنا أن تعليق الحكم في المسألة بعمل القلب لا علاقة له بالإرجاء _حتى وإن اختلفنا مع قائله فيه_ فإن صرّح الشخص بأنه يحب دين الكفار فهو كافر عند الشيخ حاتم الشريف وغيره حتى ممن يختلف معه في الرأي لأنها ستكون عنده من باب الأولى , وسيكفّره الشيخ حاتم , كما صرح بذلك.
فإن جاء واعتذر بأنه إنما قال ذلك من أجل الحصول على عرض من الدنيا (غير مكره)، فهو كافر عند الشيخ حاتم حتى مع هذا التصريح، ولا يُقبل منه هذا الاعتذار، حتى مع احتمال صدقه في الباطن لأن مناط التكفير قد تحقق لنا في الظاهر، والله سبحانه يتولى سريرته.
وهنا وقع الإشكال عند الأخ بندر الشويقي، وأساء فهم العبارة الواضحة , والتي فيها قول الشيخ حاتم ((فتصريحُه هذا كُفْرٌ يُكَفَّرُ به)).
وعليه فإني أسأل الأخ الكريم هذا السؤال:
ألا يُتصور وقوع حالة يكون القائل فيها صادقاً في دعواه , أنه إنما قال ما قال لعرض من الدنيا وإن كان يعتقد بغض دين الكفار.
فإن قال: الأخ بندر يتصور ذلك: فقد جوَّز أن يكون الباطن مخالفاً للظاهر، كما يقول الشريف، حتى مع الحكم بكفره في الدنيا , وتطبيق أحكام من صدر الكفر منه فيها كاملة.
وإن قال: لا يتصور حصول هذا الأمر , فقد وقع في مغالطة لا تحتاج إلى تكلّف جواب.
في نهاية المسألة: أرجع وأقول أن نص الشيخ حاتم واضح في تكفير من صرح بحب دين الكفار وأنه لا يقبل منه أي عذر يدعيه مع تصريحه السابق عدا الإكراه فهذا شأن آخر (). الولاء والبراء ص152.
فأين هذا التقرير من لوثة الإرجاء؟
فإن كان هذا الموطن محل اشتباه عند الأخ الكريم، مع وضوحه كما سبق تقريره؛ فلماذا لم يُفسِّر هذا النص الذي اشتبهت عليه حقيقته بقول الشيخ حاتم: (فلا يكفر إنسان بعمل أو قول إلا وقد كفر قلبه) (). الولاء والبراء ص154.
وقوله: (أن من كفر ظاهراً بترك الصلاة فقد كفر باطناً) ().الولاء والبراء ص152.
هل هذا هو قول أحد من المرجئة، فضلاة عن غلاة الجهمية؟
أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً، وتحط من قدر عالم!
أما المسألة التي ذكرها: أنه (حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-!).
فقبل أن أنقاش هذه المسألة، أدعو القارئ الكريم أن يقلب كتاب الشيخ حاتم من أوله إلى آخره هل يجد فيه مسألة تحت هذا النص: (رجل خارج يقاتل النبي ?، ومع ذلك حُكِمَ بإيمانه)؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أورد الأخ الكريم المسألة على هذه الصورة، (حارب النبي ?)، وهو سياق غير السياق الذي جاء في كتاب الشيخ الشريف، وسياقه هو: في الأسير الذي يدّعي الإسلام بعد أن أُسر وهو في صفوف المشركين يقاتل المسلمين، مستدلاً بعدم حكم العلماء بكفره على أن مناط التكفير ليس مجرد المظاهرة العملية مالم يقترن معها محبة الدين، واستدل بحديث سهل ابن بيضاء والذي فيه أنه خرج في جيش المشركين في بدر ضد المسلمين، ومع ذلك استثناه النبي ? من حكم الكفار لشهادة ابن مسعود له بالإسلام، فجعل الأخ بندر الاستدلال بهذا الحديث على مسألته استدلالاً_بالقوة_ على عدم تكفير الشيخ حاتم لمن خرج يريد قاتل النبي ?، وهذا الذي ألزم به الشيخ حاتم يلزم الأخ بندر أن يجعله لازم لجميع الفقهاء الذين استدلوا بالحديث نفسه على نفس استدلال الشيخ حاتم، فهل الأخ بندر سيجعل جميع الفقهاء الذين استدلوا بنفس استدلال الشيخ حاتم تحت طائلة لوثة الإرجاء كما سيأتي توضحيه، فإلى نص كلام الشيخ حاتم الشريف الذي يقول فيه مشيراً لحديث حاطب: (فدلَّ هذا الحديث وفهمُ العلماء له أن النصرة العملية ذنب، وأنَّها ليست كفراً وحدها؛ لأن ما وقع من حاطب نُصْرةٌ (وليس حُبًّا)، ومع ذلك لم يكن ذلك منه كفرًا؛ لأنه لم يكن عن تَمَنٍّ لنصرة دين الكفار على الإسلام.
ويدل على ذلك أيضاً حديث سَهْل بن بيضاء، وهو أنه كان مسلماً بمكّة يُخْفِي إسلامه، ثم إنه خرج مع المشركين ببدر، ووقع في الأسر. فقال النبي ?: «لا ينفلتنّ منهم أحدٌ إلا بفداء أو ضربة عنق». فقال ابن مسعود: يا رسول الله، إلا سَهْل بن بيضاء، فإني قد سمعتُه يذكر الإسلام، فقال ? - بعد سكتةٍ-: «إلا سهل بن بيضاء» (). (راجع تخريجه في كتاب الشيخ).
ولذلك فانظر ماذا بنى الفقهاءُ على ذلك، حيث قالوا: «وَمَنْ أَسَر أسيراً، فادَّعى أنه كان مسلماً، لم يُقبل قوله إلا ببيّنة؛ لأنه يدَّعي أمراً الظاهر خلافُه، يتعلقُ به إسقاطُ حقٍّ تعلّق برقبته. فإن شهد له واحد، حلف معه، وخُلّي سبيله. وقال الشافعي: لا تُقبل إلا شهادة عدلين .. » (). (المغني للموفق ابن قدامة) (واحتج أصحابُ القول الأول بحديث سهل بن بيضاء، السابق ذكره.
وقد بوّبَ مجدُ الدين ابن تيمية لهذا الحديث بقوله «باب: الأسير يدّعي الإسلام قبل الأسر وله شاهد» , وأورده تحت هذا الباب في كتابه (منتقى الأخبار))) ثم نقل الشيخ حاتم كلام الشوكاني حوله.
فانظر كيف أورد الأخ بندر سياق المسألة، وكيف كان سياقها في كلام الشيخ حاتم الشريف.
أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً، وتحط من قدر عالم!
وثم إني أسأل الأخ بندر، على ماذا يدل هذا الحديث؟
وماذا عن الفقهاء الذين قالوا بفقهه، هل وقعوا تحت طائلة لوثة الإرجاء؟
وكم كنت أتمنى من الأخوة الذين استغربوا كلام الأخ الكريم أن يعودوا بأنفسهم إلى الكتاب حتى يتثبتوا من صحة هذا الفهم بدلاً من استعجال الحكم على أهل العلم بمجرد فهم ينقله صاحبه بدون أن ينقل شاهده عليه.
وقد رأيت قبل أن أضع مقالي كلاماً للأخ بندر يودع فيه قراءه عن إكمال هذا الحوار، لأنه في مكان غربه، أسأل الله أن يريده سالماً لأهله وأحبابه، فأصبح ما سأطلبه منه لاغي المفعول، لكني أضعها تساؤلات، إن أحب الأخ الكريم أن يجيب عنها عندما يتسع له الوقت، أو لتكن تساؤلات في أذهان الناظرين في هذا الموضوع، يمكن أن تكون محل حوار هادئ إن جاءت مصلحة لذلك، وهذه التساؤلات هي:
هل وقع في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (الشيخ أو أئمة الدعوة) أخطاء في تقرير بعض مسائل التكفير العقدية؟
هل وقع فيها شيء من الأخطاء في الممارسات العملية؟
هل هناك مسائل خلافية بين أئمة الدعوة في مسائل التكفير، وإن وُجِدَت فكيف تُفسر ذلك؟ أم أنهم لم يختلفوا في مسائل التكفير اختلافا حقيقيا أبدا؟
هل ثمة غلاة في دعوة الشيخ محمد رحمه الله ممن كتب أو ألَّف كما قد حصل مثل ذلك في بعض أتباع الإمام أحمد أو غيره؟ وإن وجد ذلك فليعطينا أمثلة لذلك، وأن يذكر لنا مظاهر هذا الغلو؟
و بماذا يُصنف الأخ بندر أقوال العلماء المناصرين للدعوة الذين خطئوا الدعوة في بعض الأمور وقالوا بأنه قد وقع فيها نوع من الغلو، كما قاله محمد صديق حسن خان كما في أبجد العلوم للقنوجي (3/ 194 - 201). () , والألوسي في تاريخ نجد (ص 183). ()، والشيخ محمد رشيد رضا في فتاواه (111_112). ()، والشيخ الألباني ()، هل سيصنف كلامهم على أنه نوع من التبري والتنصل من الدعوة؟ أم أن هؤلاء العلماء كانوا يجهلون الواقع الذي كانت تعيشه الدعوة، أو أنهم يجهلون حقيقة التوحيد التي كانت تدعو إليه الدعوة؟
وإن أراد الأخ الكريم أن يدخل في نقاش علمي حول بعض تلك المسائل: فأطرح عليه هذا السؤال حتى نتناقش حوله: ما موقف الشيخ محمد عبد الوهاب من المظاهرة العملية للكفار إذا كانت من أجل مصلحة دنيويه وإن قارنها بغض دينهم؟
وفق الله الجميع لما فيه النصح والصلاح لهذه الدعوة وأبنائها.
أخوك: وائل الحارثي
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 03:07]ـ
الأخ الكريم: خالد بن مهاجر: أحسنتم في قولكم:
(الذي أراه ويراه غيري من العقلاء:أن جواب الشيخ حاتم والرد على كلامه كان ينبغي أن يكون بعبارة واحدة هي:
يا شيخ حاتم جوابك هذا مجمل،والذي فيه من عدم عصمة الشيخ لا نخالفك فيه، ونشاركك وجوب توكيد هذه الروح، ولكنا لا يتضح لنا الآن أن باب التكفير هو من أمثلة خطأ الشيخ فهلا بينت؟
فإن أجاب، وإلا بقي كلامه غير مكتمل بصورة تسمح بنقده ولا حاجة إلا التعرض لكلام مخدوج).
وهذا ملخص تعقيبي عليه.
ولكني أخالفك في: ( .. وإلا بقي كلامه غير مكتمل بصورة تسمح بنقده ولا حاجة إلى التعرض لكلام مخدوج).
كيف .. وكلامه عبارة عن (فتوى) لسائل جاهل، منشورة في (موقع) يرتاده المئات؟!
فالسكوت عن هذا لا يليق بأي طالب علم يطلع عليه؛ لأنه إن فعل هذا فقد شارك في " التلبيس "، أو لم ينصح لإخوانه: (الدكتور و الموقع و السائل والقراء .. ).
وفقكم الله ..
يا اخ سليمان .. اراك متحاملاً ومتربصاً بالموقع الذي ذكرته .. فتب إلى الله يا اخي الكريم فالموقع الذي تطعن فيه يقوم عليه علماء كبار معروفين بالعلم ومن تلاميذهم من هو عضو في هيئة كبار العلماء وعضو في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى.
فالشيخ العلامة يوسف الغفيص حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء و عضو اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى يكتب فيه وهو من تلاميذ العلامة د. سلمان بن فهد العودة حفظه الله المشرف العام على الموقع.
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 03:49]ـ
لا زلنا ننتظر من الأخ بندر الشويقي، أن يسارع بدفع تلك السقطة الكبيرة عن الشيخ حاتم وهي تهمة الإرجاء لا بل غلاة الجهمية، نعوذ بالله من أقوالهم.
وأرى أن بعض الأخوة استروح كلام الأخ الفاضل عندما ادعى أن هذه هي نفس طريقة الشيخ حاتم في جوابه المذكور، وأن على من يدافع عنه الإنصاف، لأن الأسلوب في المقامين واحد.
وليعذرني أخي المبارك أن هذا نوع من المغالطة في النقاش وحتى يتضح الفرق لبعض الإخوة أقول:
_ أن سياق الكلامين مختلف.
فلو ورد على الأخ بندر سؤال يقول فيه القائل:
أرى أن ثمة أوهام تقع في كتب الشيخ حاتم الشريف، فنرجو منكم التوضيح؟
وكان الأخ بندر يعتقد أن هناك بعض الأوهام الحقيقية فيها، فأجاب:
أن كتب الشيخ حاتم نافعة، ولكنه ليس معصوماً، فقد وقع عنده خطأ في تقرير بعض المسائل، وتطبيقها، ولكن صوابه كتبه أكثر من خطأها، وهو أقرب الكتاب في الحديث إلى الحق، و .... إلى آخر الجواب.
لكن جواباً معتدلاً لا إشكال فيه.
فإن جاءه معترض وقال: لماذا لم تذكر أخطاء الشيخ؟
فقال: لا أرى مصلحة من ذكرها، حفظاً لقدر الشيخ حاتم، وحتى لا ندخل في جدالات لا مصلحة منها.
لكان عدم ذكره لها أقل ما يمكن أن يقال فيه، أنه اجتهاد قاده إليه احترام الشيخ وتقديره.
ولو أن الشيخ حاتم الشريف كتب رداً على بعض أئمة الدعوة و نسب إليهم كلاماً لمن يقولوه، وادعى بعد ذلك أن هذا الخطأ الذي لم يذكر فيه نصاً، لوثة من لوثات الخوارج عند بعض أئمة الدعوة.
لاسيما وقد اتضح، أنه كلامه بخلاف هذا الادعاء.
لكان كلام ظلماً وجوراً من الشيخ حاتم.
وأمر آخر في أن الأخ بندر نسب قول الشيخ حاتم إلى فرقة ضالة بل غلاة الفرق.
والشيخ حاتم أقصى ما قاله، أن ثمة أخطاء، ولو اختلف معه فيها، فلا يستحل معها أن ينسب الشيخ محمد أو أحد أتباعه إلى رأي الخوارج كما نقل الأخ وائل نص كلام الشيخ حاتم في ذلك.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 03:50]ـ
.
وحقيقة فإن الظن يذهب بنا في كل اتجاه حيال هذه الأسماء، فحماس (ابن أبيه)، وغيره في موضوع الشيخ حاتم يجعلنا نشك أن أحدهم هو الشيخ حاتم، وعلى وجه الخصوص (رجل من أقصى المدينة) الذي كانت له مثل هذه السابقة في موضوع (نقض كتاب إجماع المحدثين) وذكره لاستشهادات من كتب الشيخ حاتم يصعب على أحد استحضارها إلا من صاحب الشأن نفسه!!!
أبعدت النجعة أخي الفاضل .. وأخطأت في ظنك ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 06:31]ـ
الأخ الكريم: هشيم: أين التحامل - أصلحك الله -؟
أصبحت النصيحة والتعقب العلمي تحاملا!
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني ما الطريقة الشرعية لتعقب من أخطأ من أهل العلم؛ كالشيخ حاتم أو غيره، إذا ما نشر رأيه على رؤوس الأشهاد؟
ولا تنس أن صاحب الموقع د سلمان يفرح بهذا، وهو القائل: (لماذا نخاف من النقد؟).
ويبقى د حاتم من علماء أهل السنة، ومن المبرزين في علم الحديث.
وفقك الله
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 01:38]ـ
أحب أن أعلق بتعليقين على الأخ الكريم (الْمُتَقَفِّر):
أولاً: أعجبني فيك تذاكيك، بحيث تركتَك نقاش المسائل العلمية و أتعبتَ نفسك في تفحُّص المقالات المخالفة لك، فظهر لك: (التكالب على الشويقي) و (أن حاتم الشريف يكتب بأحد هذه المعرفات) و بلغتَ غاية التذاكي حين افترضتَ أن حاتم الشريف هو (رجل من أقصى المدينة)! ويكون دليك على ذلك مقالتي في نقض نقض إجماع المحدثين!
ولستُ أعترض عليك أن تُخَمِّن أن فلاناً هو فلان، وأن تستدل على ذلك بما تظنه دليلاً.
لكني وكل عاقلٍ معي نعترض على أن تستدل على تخمينك بدليل ينقض عليك نتيجتك التي تريدها: وهذا مِن أعجب العجب!!
وإذا أردتَ أن تعرف من هو (رجل من أقصى المدينة) فارجع إلى مقالتي تلك واقرأها بنَفْسٍ هادئة لتجد أني وَقَّعتُها باسمي الثلاثي الصريح!!
فراجعها، و أنا بعد ذلك على أتم الاستعداد لآتي لك بكل أوراقي ومستنداتي و جهازي المحمول و رقم جوالي و رقم سجلي المدني لتتأكد أن (رجل مِن أقصى المدينة) ليس هو الشيخ حاتم الشريف!!
ثانياً: كان الأولى بك أن تُسَرَّ بهذا التوارد (الذي تسميه تكالب) على النزوع لتصحيح المواقف من الأشخاص و الأفكار، فكل الذي طرحه الشيخ حاتم هو الاعتدال في التعامل مع علماء الدعوة من الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى علمائنا المعاصرين، (لا أقل ولا أكثر).
وهذا أمرٌ يَسُرُّ العاقلين و يشرح صدورهم، وليس سبب إقرارهم له ورضاهم عنه هو التكالب بينهم، بل لأنه المنطق الذي يتفق مع الشرع والعقل.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 07:31]ـ
هذه تعليقات على مقال الشويقي
أولاً – تقول: لكن موضع البحث: أين المسألة التي أخطأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التكفير بها؟ هذا ما يُفترض أن يبرزه الشيخ حاتم إن أراد الطرح العلميَّ؟
وقد جاء لك الإخوة بمسألة الموالاة العملية، فإما أن تُقِرَّ بخطأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - فيها، و حينها لن يكون لهذا السؤال قيمة، و إما أن ترى عكس ذلك فبيِّنه لنا.
ـــــــــــ
ثانياً - تحاول أحياناً تخفيف موقفك من الشيخ حاتم فتجعل الإشكال في فتواه هو الإجمال و أن الشيخ حاتم في صَفِّ الدعوة، ثم تأتي أنت والعبد اللطيف لتجعلوا جواب الشيخ حاتم (لمزاً للدعوة) و (تنصلاً منها)، و (لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية).
فحدَّد موقفك بجلاء من الشيخ حاتم: هل تعتبره (بكتابه الولاء والبراء و فتواه هذه) خارجاً الدائرة السلفية؟ أم أنه عندك سلفي؟ ولا أدري حينها كيف يكون سلفياً مَن عنده لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية!!
ـــــــــــ
ثالثاً – ماهي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندك؟ هل هي السلفية نفسها؟ أم هي محاولةُ فهمِ السلفية وتطبيقها على هذا الفهم؟
فإذا كُنَّا لا نعرف للسلفية تعريفاً سوى الإسلام كما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم، فهل دعوة الشيخ محمد هي الإسلام نفسُه أم هي اجتهاد الشيخ محمد وأتباعه في فهم الإسلام؟
ولاشك أن أي عاقل يعلم أن دعوة الشيخ محمد تُمَثِّل اجتهاده في فهم منهج السلف الصالح، و اجتهاد الشيخ كأي اجتهادٍ يُصِيبه الخطأ والصواب، فليس مِن الجور بحالٍ مِن الأحوال أن نصف دعوة الشيخ بأن صوابها أكثر مِن خطئها، لأن ذلك حقيقة كونِها اجتهاداً بشرياً.
وعليه فلا أدري لماذا ينزعج الشويقي ليقول: (فكل ما حصَّله الشيخ -رحمه الله- أنه (الأقرب للحق مقارنةً بغيره)، و أن (أتباعه أولى بالسلف من غيرهم)، وأن (خير دعوته أكثر من شرها).
فََلْيَقترِح لنا الشويقي نصاً مِن عنده يراه هو الأفضل في توصيف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مِن جهة وقوع الصواب أو الخطأ فيها، ونحن في انتظار ذلك.
ـــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً – في مقال الشويقي دعوى أن الناس إنما أنكروا هذه الأحكام لما طبَّقها الشيخ محمد على الواقع، فقال: (سؤالنا للشيخ حاتم -غفر الله له-:
مَن عبد غير الله بدعاءٍ أو ذبحٍ أو نذرٍ. ما حكمه؟
وإذا دُعي هذا لإخلاص التوحيد لله فأبى وكابر؟ كيف يكون التعاملُ معه؟
وإذا اجتمع على ذلك أهلُ بلدٍ. أو تعصَّب بعضهم لبعضٍ. فهل يسوغ قتالهم؟
أحكامٌ شرعيةٌ هي محلُّ اتفاقٍ من جهة التنظير. لكن غيابُ التطبيقِ العمليِّ جعل بعضَ الناس يستنكرها وينفر منها. أما الشيخ محمد -رحمه الله-، فلما تيسر له تنزيل هذه الأحكام، أقدمَ على ذلك بشجاعةٍ).
والحقيقة أن الإنكار حصل لسببٍ أهمَّ من هذا السبب وهو: هل تحققتْ في هؤلاء الناس شروط التكفير وانتفتْ عنهم موانعه؟
وهل كُلّ القتل الذي وقع في تاريخ ابن غنام وابن بشر كان بعد قيام الحجة وزوال الموانع؟
ومَن كان صحيح التصَوُّر لمسألة قيام الحجة وانتفاء الشبهة والتأويل عن المعيَّن حقَّ التصوُّر، فإنه يعسُر عليه أن يتصور أن كلَّ هذه القرى والمدن التي حُكِم على أهلها بالكفر قد تحقق عند الشيخ محمد وأتباعه قيامُ الحجة القيامَ الصحيح وانتفاءُ كلِّ الشُبَه المؤثِّرة عن كلِّ مُعَيَّنٍ مِن أهل هذه البلاد.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله , أو عرف معنى الإسلام , قبل هذا الوقت , أو زعم أن من مشايخه أن أحدا عرف ذلك , فقد كذب وافترى ولبس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه). الدرر السنية 13/ 48
ولا أظن أحداً سيقبل بأن الشيخ محمد كَفَّر هؤلاء لتوفر شروط التكفير فيهم وانتفاء موانعه عنهم، ولا أجد لهذا تفسيراً إلا أنه خطأ من الشيخ في التكفير، ولا أظنني بهذا القول تبرأتُ مِن الشيخ ولو أخطأتُ في هذا الحكم.
ــــــــــ
خامساً – مما يُنتقد على الشويقي وُقُوفه عند الشكليات إلى درجة أنْ تَشْغَله عن بحث المسائل العلمية، فكلمة (الوهابية) و (أتباع الشيخ محمد) أخذتْ مِن جهد الشويقي الكثير، وكأنها مصطلحات بدعية، وكأن قائليها لا يريدون بها إلا معنى واحداً هو ما يفهمه الشويقي!
وصنيعه هنا مثلُ صنيعِ أحدِهم حين شنَّع على الشيخ حاتم استعمال (الدعوة النجدية) ناسياً أن الدرر السنية هي: الدرر السنية في الأجوبة النجدية!
فالوقوف عند الشكليات مما يكرِّس الفُرقة، ويشغلنا عن مشرع الإصلاح الذي ينبغي أن نشغل به أنفسنا.
ــــــــــ
سادساً – عدم فهم الشويقي لكلام الشيخ حاتم جعله يصوِّر الشيخ حاتم وكأنه ممن يخالف في البدهيات التي لا يختلف فيها أهل السنة!
فيقول: (وفي ظني أن كلَّ عالمٍ سلفيٍّ مصلحٍ لو واجه مثل الواقع الذي واجهه الشيخ، وتهيأ له مثل ما تهيأ للشيخ، فستكون النتيجة واحدةٌ: إصلاحٌ وتجديد، يصاحبه تكفيرٌ وقتالٌ لأناسٍ مقرِّين بالشهادتين، لكن تلبَّسوا بما يناقضها. تماماً كما وقع ذلك للصحابة تحت قيادة رأس المجدِّدين أبي بكرٍ الصديق -رضوان الله عليهم أجمعين-.
وليس هناك فرقٌ بين الإيمان بنبوة مسيلمة، وبين العكوف على الأضرحة بالدعاء والاستغاثة والنذر والذبح في نقضِ أصل الإيمانِ وإثبات حكم الكفر والردة، حتى مع الإقرار بالشهادتين.
هذا ابن تيميةُ ـ رحمه الله ـ لست أشك أن الشيخ حاتماً يعدُّه من الأئمة المصلحين المجدِّدين. والمطَّلع على كلامه يرى فيه كثيراً عباراتٍ من مثل: (من قال كذا فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل)، (ومن فعل كذا، فإنه يستتاب وإلا قتل)، و (من قال بكذا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه). و (الطائفة الممتنعة عن شيءٍ من شعائر الدين يتعين على قتالها). وكثيراً ما يحكي الإجماع على مثل هذه الأحكام.
فلو وُجدت في عصر ابن تيمية طائفةٌ ممتنعةٌ تأخذُ بشيءٍ من هذه المكفِّرات، ثم تهيأ للشيخ سيفٌ ودولةٌ تعتمد فتياه، وأنزل هذه الأحكام النظرية على أرض الواقع، فترتب على ذلك تكفيرٌ ودماءٌ. فهل سيتحدث الشيخ حاتم عن شيءٍ اسمه (أتباع ابن تيمية)؟!
أقول: فَرْقٌ أخي الكريم بين أن نقول في باب التقرير العلمي: (مَن فعل كذا فقد كفر) وأن نقول عن مُعَيَّنٍ وقع في هذا الأمر لكن لم تُقَم عليه الحجة ولم ترتفع عنه الموانع: (فلانٌ كافر).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعبارة الأولى لم يخالف فيها الشيخ حاتم لأنها صواب بالإجماع، والعبارة الثانية خطأٌ لأنها وَقَعتْ في غير محلِّها.
والخطأ المنسوب لدعوة الشيخ محمد في التطبيق كان في تكفير أهلِ قرى بأكملها بأعيانهم مع غلبة الظن بعدم تمكُّن الشيخ ولا أتباعه مِن إقامة الحجة على أهل تلك القرى بأعيانهم فرداً فردا كأهل العارض.
فلا داعي لتصوير الشيخ حاتم و كأنه يخالف في تكفير مَن وَقَع في مُكفِّر و توفرتْ فيه الشروط وانتفتْ في حقِّه الموانع!
ـــــــــــ
سابعاً (وهو الأَهَمّ): الجناية على الشيخ حاتم بتحريف كَلِمِه عن مواضعه! وهذه سقطة تشبه سقطة من زعم أن الشيخ حاتم يدعو (لتدريس) أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تعليمنا!
و لا أجد تفسيراً لهذه السقطات (مع وضوح سياقات كلام الشيخ حاتم في تلك المسائل) إلا أن القارئ لم يكن يقرأ بنَفْسٍ حيادية (فضلاً عن أن تكون مُقَدِّرة لعلمية الشيخ حاتم) ولهذا لم يكن على استعداد لحُسْن الفهم، فجاءت منه هذه السقطات إشارةً يَفْهَمها مَن توقَّف عندها.
وانظر أخي القارئ إلى هذين النصين المتباينين:
يقول الشويقي عن الشيخ حاتم: (رأيتُه في رسالته عن (الولاء والبراء) جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار!).
وإذا رجعنا لكتاب (الولاء والبراء) نجد الشيخ حاتم يقول: (أمّا إذا صرَّح الشخص بحبّه لدين الكفار، أو بتمنّيه نصرة دينهم على دين المسلمين، فتصريحُه هذا كُفْرٌ يُكَفَّرُ به , وإن كان باطنُه (مع ذلك) قد يخالف ظاهره، لكنّنا إنما نحكم بالظاهر، والله تعالى يتولَّى السرائر).
ومع هذا التباين بين النقلين يأتي الشويقي مستغفلاً عقولَ قرائه ليقول: (لا، لم أخطئ في النقل. بل المخطئ في الفهم هو الشيخ وائل الحارثي)
ولو كُنتَ ممن لا ينسب نفسَه إلى الفهم في العقيدة لقلنا الخلاف بيننا في الفهم، لكن إن كنتَ ممن ينسب نفسَه للفهم في التكفير فالخلاف بيننا في النقل وليس في الفهم، لأن النص مُحْكَمٌ في تكفير مَن أعلن بلسانه حُبَّ دين الكفار!
ومعنى تكفيرنا له أننا حكمنا عليه بالكفر ظاهراً وباطناً، و هذا الحُكم اجتهاد منا، وما وراء هذا الاجتهاد فأمره إلى الله، فقد يُخطِئ اجتهادنا فلا يكون ممن كَفَر باطناً، كأن يكون مُكْرَهاً ونحن لا نعلم، وعليه فمَن أعلن بلسانه حب دين الكفار وهو مُكْرَه ونحن نجهل إكراهه فلا يسعنا إلا أن نحكم عليه بالكفر ظاهراً وباطناً، مع تجويزنا أن يكون حُكمنا خطأ فيكون مؤمنٌ باطناً في علم الله تعالى.
وهذا التقرير في المسألة لا يخفى عليك، ولهذا كان خطؤك في حق الشيخ حاتم في النقل وليس في الفهم، لأن هذا التقرير لا يخالف فيه أحد ممن ينسب نفسه للفهم في العقيدة.
والخطأ في النقل أشنع من الخطأ في الفهم، لأن باب العذر فيه أضيق .. فتنَبَّه!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
وثاني جناياتك العلمية على الشيخ حاتم كانت دعواك أن الشيخ يحكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ صلى الله عليه وسلم!
وكان الأَوْلى بك أن تقف أَلْفَ وَقْفةٍ قبل أن تنسبَ هذه التهمة الشنيعة إلى مَن أَلَّف كتاباً يُعلن فيه على رؤوس الأشهاد براءتَه مِن الإرجاء (فضلاً عن الغلو في التجهم!!!).
لا أدري ما الذي يدعوك لهذا الغلو في الجناية لِحَدِّ أن تنسِبه لأقبح المذاهب وأشنعها!
ولو شاء الشيخ حاتم أن يجاريك في هذا الأسلوب لنَسَب الشيخَ محمد بن عبد الوهاب لأشنع المذاهب الخارجية، لكنه يعلم (ما تُحاوِل تجاهلَه) مِن الفَرْق الكبير بين مأخذِ قولِ الشيخ محمد ومأخذِ قول الخوارج، فالشيخ محمد مأخذه هو فهمٌ في الدليل، ومأخذ الخوارج هو أصلٌ أصَّلوه يخالفون به أصول أهل السنة.
فهل ستَطَّرِد في هذا الأسلوب لتنسب الأئمة الذين لم يكفِّروا تارك الصلاة إلى (لوثة الإرجاء)؟!
وهل ستنسب علماء الدعوة النجدية الذين لم يكفروا بالموالاة العملية إلى (لوثة الإرجاء)؟!
وهل ستنسب الشيخ عبد العزيز بن باز إلى (لوثة الإرجاء) لأنه لم يحكم بكفر الحاكم بغير ما أنزل الله؟!
فهؤلاء جميعاً إما أنهم لم يكفِّروا مَن وَقَع في هذه الأعمال لِما أصابهم مِن لوثة الإرجاء، و إما لأن الدليل دَلَّهم أن هذه الأعمال ليستْ كفراً، فإما أن تَطَّرِد فتصِفَهم بلوثة الإرجاء، وإما أن تُنصِف الشيخ حاتم مِن نفسك، فتنسبه إلى الخطأ في فهم الدليل - على فرض أنه أخطأ - كما صنعتَ مع الآخرين.
ثم لماذا تُصوِّر المسألة بهذه الشناعة: (محارباً النبي صلى الله عليه وسلم)؟!!
أما دَعَتْك شناعة هذا القول إلى قليلٍ من التأمل لتعلَمَ أن الشيخ حاتم كان يتكلم عمن قاتل المسلمين مع المشركين، ولم يتكلَّم عمن جاء مع المشركين يريد حربَ النبي صلى الله عليه وسلم، لأن هذا لا خلاف في كفره.
والفَرْق بين الصورتين كبير، فمَن جاء من المسلمين يحارب في صف المشركين يحتمل أنه جاء لحرب النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أنه جاء لقتل أحد المسلمين، وحرب النبي صلى الله عليه وسلم كفر لاشك فيه، وقتل أحد المسلمين كبيرة لا تخرج مِن الملة، فإذا لم يتبين لنا أنه جاء لحرب النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحكم بكفره لأننا سنكون حكمنا بكفره على الاحتمال مع أن عندنا يقين سابق وهو إسلامه قبل مشاركته للمشركين، فلا ننتقل عن هذا اليقين لمجرد الاحتمال.
وإذا أَسَأْنا لأنفُسِنا فتَنَزَّلنا معك في فهمك: فهل نسيتَ أن الشيخ حاتم قال هذا الذي تَنْسِبه إليه بناء على حديث سهل بن بيضاء؟ فهل تَجِد مأخذَه هو نفس مأخذِ غالية الجهمية الذين بَنَوا قولَهم على أصولٍ ابتدعوها خالفوا بها أصول أهل السنة؟
فهل مأخذُه مأخذَهم لتقولَ عن قوله – الذي تنسبه له -: (لوثة إرجاءٍ لا تأتي على مذهب غالية الجهمية)؟!!
سبحانك يا الله هذا بهتانٌ عظيم!
وهذه التُّهَم هي ما نزَّه الله عنها الشيخ حاتم الشريف – حفظه الله - فمثلُ هذه التُّهَم هي الحريّة بالمراجعة والتصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 01:11]ـ
أخي الكريم: رجل من أقصى المدينة: قلتم: (ماهي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندك؟ هل هي السلفية نفسها؟ أم هي محاولةُ فهمِ السلفية وتطبيقها على هذا الفهم؟ فإذا كُنَّا لا نعرف للسلفية تعريفاً سوى الإسلام كما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم، فهل دعوة الشيخ محمد هي الإسلام نفسُه أم هي اجتهاد الشيخ محمد وأتباعه في فهم الإسلام؟)!
هذا الكلام التهويلي لا يُقال في هذا الموضع؛ لسببين:
الأول: أن محور دعوة الشيخ هو إفراد العبادة لله وحده، والتحذير من الشرك. (وهو صرف العبادة لغير الله). فهل هذا هو الإسلام الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه .. أو لك رأي آخر؟ فليست المسألة مجرد فهوم. يوضح هذا:
الثاني: لنفترض - تنزلا معك - أن الدعوة اجتهاد من الشيخ محمد في فهم الإسلام، فهي لا تمثله 100%! فأسألك: ماهي الدعوة التي تُمثل الإسلام في زمنه؟
أنت بين أمرين:
1 - أن تقول: لا توجد دعوة تمثل الإسلام 100%. فمعنى هذا أن الإسلام لم يكتمل أو أنه دين مثالي لا يُمكن لأحد تطبيقه بالكامل، فهو من تكليف ما لا يُستطاع. وتذكر (ادخلوا في السلم كافة).
2 - أو تحدد دعوة تمثل الإسلام، فيُقال فيها ما قلتَ في دعوة الشيخ. وعندها تكون من دعاة " نسبية الحقيقة "، وهي دعوة خطيرة، تجد توضيحها هنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/58.htm
الخلاصة: أن قولك السابق تكرار لما ذكره د حاتم - هداه الله - بأن الشيخ محمد غير معصوم .. الخ!
ولا جديد في هذا، ولم يدعه أحد .. فالإنس والجن متفقون عليه. لكنه لا يُقال في دعوته للتوحيد، وتحذيره من الشرك والبدع؛ لأنه وافق الحق في ذلك.
فمَثلك والدكتور كمَثل من يرى من يقول: عباد الله اتقوا الله، وحافظوا على الصلاة، واعملوا الصالحات، وتجنبوا المعاصي والسيئات ...
فيقول: انتبهوا فالرجل غير معصوم! أو أن هذا مجرد فهمه للإسلام!
أخيرً: (لعل الشيخ بندر يناقش تجنيك على الدعوة وادعائك تسرعها في التكفير! وكأنك شاهد عليها. وكأن القتال يستلزم التكفير. وكأنها البادئة .. ).
رابط مفيد لمن أراد الخوض في هذه المسائل، مع تذكيره بما هو أولى من هذا؛ وهو دعوة المسلمين إلى التوحيد (المتفق عليه، وبفهمك إن أردت)، والانشغال بنقد أهل الغلو في التكفير من الرافضة (مكفري الصحابة)، ودعاة جاهلية المجتمعات، وغيرهم من المنحرفين في هذا الباب.
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/127.htm
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 08:48]ـ
الأخ العرب حفظه الله.
من السهل أن تتهمني أو أتهمك بالتعصب.
فلندع ذلك جانباً ونناقش القضايا مناقشة علمية.
دكتور استفهام حفظه الله:
أحسنت في تنبيهك أن لا يتحول خطابنا إلى مجرد تصفيق.
الأخ سلمان الخراشي حفظه الله:
أتمنى أن لا يخرج الحوار عن أصل المسألة.
لأن النقاش ليس حول محور الدعوة وهو هذه الكلمات المجملة: (إفرادة الله بالعبادة الله، ونبذ الشرك والخرافة).
وإنما النقاش في تفاصيل هذا المحور، ولا أظنك ترى أن من خطأ الذي يكفر بمطلق المظاهرة العملية أو العكس، فقد اعترض على إفرادة الله بالعبادة ونبذ الشرك.
ولا أظنك تقول أن من خطأ الذي يحكم بتكفير الحاكم بالقوانين من غير استحلال أو العكس فقد اعترض على إفراد الله بالعبادة ونبذ الشرك.
والخلاصة أن القول بأن في الدعوة أخطاء في بعض هذه المسائل لا يعني أنه حكم بأن الدعوة أخطأت في الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة هكذا.
إذا اتضح ذلك _ وأتمنى أن يكون كذلك _ فالمثل الذي صوَّرت به كلام الشيخ حاتم والأخ رجل من أقصى المدينة ليس صحيحاً، فلم يكن الاعتراض على أصل الدعوة، وإنما النقاش في تفاصيل وتطبيقات تقع أثناء ذلك.
وقد ألزم الأخ سليمان الخراشي رجل من أقصى المدينة إلزاماً مفاده إن لم تذكر لنا دعوة حققت الإسلام 100% فهذا يعني أن الاسلام لم يكتمل وأنه دين مثالي لا يمكن تطبيقه.
وإن كان الأخ سليمان يرى أن هذا الإلزام صحيحاً فليجبني عن هذا السؤال:
الفترة التي كانت قبل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله _ كلنا نُقِرُّ أنها فترة انتشار للشرك والخرافات_ فما هي الدعوة التي كانت قائمة بالحق 100% في ذاك الوقت، سمها لنا؟
فإن لم يكن هناك دعوة قائمة بذلك، فمعنى هذا على حسب إلزامك أن تلك الفترة كان الإسلام غير مطبق على الواقع 100% وهذا ينافي حديث (الطائفة المنصورة) أنه لن تزال هناك طائفة منصورة في كل وقت وزمن.
فأنت بين خيارين إذا:
أنت تسمي دعوة قبل ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتجعلها تمثل الإسلام 100%.
وإما أن تقول أن بعدم وجودها فيلزمك هنا إنكار الحقيقة لا القول بنسبيتها.
ولا يخفاك أن عدم اجتماع الحق (في العقائد أو الفروع) في شخص واحد، لا يعني نسبية الحقيقة، إذ قد يكون عند غيره حق كذلك.
أتمنى أن أجد جواباً واضحاً حول هذه المسألة.
وهذا يعني أن لا يلزم حتى تكون الدعوة دعوة حق، أن توافق الإسلام في كل التفاصيل.
والخلاصة: ماهي الدعوة التي حققت الإسلام قبل دعوة الشيخ محمد 100% حتى لا يلزمنا القول بخلو الزمن من مظهر للحق؟
وشكر الله قولك في خاتمة حديثك:
(مع تذكيره بما هو أولى من هذا؛ وهو دعوة المسلمين إلى التوحيد (المتفق عليه، وبفهمك إن أردت)، والانشغال بنقد أهل الغلو في التكفير من الرافضة (مكفري الصحابة)، ودعاة جاهلية المجتمعات، وغيرهم من المنحرفين في هذا الباب).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 03:29]ـ
الأخ الخراشي – هداك الله -:
ليس غريباً عليك ألا تفهم مقالي مادُمْتَ مُصِرَّاً على اعتقادك القديم وهو: عِصمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في مسائل العقيدة، والذي ألمحتَ إليه في (الإسلام اليوم) وصرَّحتَ به هنا!
تقول:
(الخلاصة: أن قولك السابق تكرار لما ذكره د حاتم - هداه الله - بأن الشيخ محمد غير معصوم .. الخ!
ولا جديد في هذا، ولم يدعه أحد .. فالإنس والجن متفقون عليه. لكنه لا يُقال في دعوته للتوحيد، وتحذيره من الشرك والبدع؛ لأنه وافق الحق في ذلك).
يعني: في دعوته للتوحيد وتحذيره من الشرك والبدع يجوز لنا – وللجن - أن نقول: الشيخ محمد معصوم!!
وأجدني مضطرَّاً لإعادة كلامي السابق! فأقول:
أما أنّ إفرادَ العبادة لله وحده، والتحذير من الشرك (وهو صرف العبادة لغير الله) هو الإسلام = فهذا القدر لا خلاف فيه بين الجن والإنس.
وأما الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – فعبدٌ مِن عباد الله ما كان يدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولم يأته وحي يُوحى، ولكنه – مع صدق نِيَّته - اجتهد في طلب العلم، وتحصيله مِن الكتاب والسنة، فكانت نتيجة هذا التحصيل أقوالاً للشيخ في مسائل الفقه والعقيدة، يرجو هو أنْ تكون موافقةً للكتاب والسنة، فإذا جوَّزنا وقوعَ الخطأ مِن الشيخ في الفقه، فينبغي أن نجوِّزه كذلك في مسائل العقيدة، لأن طريق تحصيله لهما واحدٌ، فينبغي أن يكون موقفنا منهما واحداً لا اثنين!
فما أصاب فيه الشيخ مِن مسائل العقيدة- وهو كثير بحمد الله - فهو توفيقٌ مِن الله تعالى يرفع به شأن الشيخ، وما أخطأ فيه – وهو قليلٌ بحمد الله - فهو نتيجة طبيعيةٌ تلازمُ الاجتهادَ البشري، ولا ينقص ذلك مِن قدر الشيخ لأنه يغلب على ظننا أنّ خَطأَه لمن يكن عن هوى، وإنما كان بعد بذل الجهد في البحث عن الحق في هذه المسألة أو تلك.
لا أدري ماهو (الإشكال العلمي) في هذا التقرير؟
ــــــــــــــ
وأما (نسبية الحقيقة) فليستْ كلمةً ليس لها إلا معنى واحد هو ما تفهمه أنت حتى تحاكمني إليه، وقد نَبَّهك الإخوة إلى أن لها معنيان: الأول: أن يراد بها أن الحقَّ في نفسه نسبي، والثاني: أن يراد بها أنّ امتلاك الناس للحقَّ نسبي.
فالأول باطل، لأن الحقَّ في نفسه واحد لا يتغير بتَغَيُّر الزمان والمكان و الأحوال. والثاني صواب لأن فلاناً مِن الناس قد يصيب من الحق ما لا يصيبه الآخر، والجماعة مِن الناس في زمنٍ ما قد تُصيب مِن الحق ما لا تُصيبه جماعة أخرى، ولن يوجد في البشر أحدٌ أصاب الحقَّ كله إلا النبي صلى الله عليه وسلم، أو جماعة المسلمين الذين ينعقد بهم الإجماع الشرعي.
وليس في دعوة الشيخ محمد فرد معصوم (في الفقه ولا العقيدة)، ولا يُعتبر اتفاق علمائها إجماعاً شرعياً = والنتيجة أَلّا عصمةَ للشيخ محمد ولا لأتباعه في (الفقه والعقيدة).
ــــــــــــــ
تقول:
(فمَثلك والدكتور كمَثل من يرى من يقول: عباد الله اتقوا الله، وحافظوا على الصلاة، واعملوا الصالحات، وتجنبوا المعاصي والسيئات ...
فيقول: انتبهوا فالرجل غير معصوم! أو أن هذا مجرد فهمه للإسلام!)
وأقول لك: لو قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (عباد الله مَن وقع في موالاةٍ عملية للكفار فهو كافر) وأنا أعتقد خطأه، و أعلم أنَّ مِن قرَّاء كلامه مَنْهم غلاة فيه مقلِّدة له فماذا أقول؟
( ............................. ) أرجو أن تملأ الفراغ بالنص المناسب.
ـــــــــــــــــ
تقول:
(لعل الشيخ بندر يناقش تجنيك على الدعوة وادعائك تسرعها في التكفير! وكأنك شاهد عليها. وكأن القتال يستلزم التكفير. وكأنها البادئة .. )
وأقول:
أما أن في الدعوة تسرُّعاً في التكفير: فهذا محل النزاع بيننا! فلا تستدل على خطأي به.
وأما أني لستُ شاهداً على الدعوة: فأنت كذلك لستَ شاهداً على الدعوة حتى تزعم أنّ كلَّ تكفير وقع منها لمعَيَّنٍ كان بعد توفر الشروط وقيام الحجة وانتفاء الموانع!
ولا أظنك تلتزم بعدم الحكم على شخصٍ أو دعوة حتى تكون شاهداً لها، بل مِن الأخطاء العلمية والعملية ما يمكن الحكم عليه ولو لم نكن شاهدين له.
وأما أن (القتال يستلزم التكفير. وكأنها البادئة): فلا أدري أين وجدتَه في كلامي صراحةً أو تلميحاً؟؟
ــــــــــــــــ
أضحكتني جداً بروابطك التي تكرَّمتَ بها علينا، وأثقلتنا بها منذ ردودك الأُولى!
وأُبَشِّرك – بما يثلج صدرك - فإنَّ عندنا مِن دلائل الكتاب والسنة، ونصوص الصحابة وأئمة السلف، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومِن العقل والفهم = ما لا نحتاج معه إلى (شفرتك السحرية) التي ستفتح لنا مغاليق الدرر السنية!
فلا داعي لممارسة (الوصاية العلمية) على قراء كتب الدعوة، ولا داعي للإساءة لعلماء الدعوة بتصوير كُتُبهم وكأنها طلاسم وألغاز، مع أن كثيراً مِن كتبهم كانت رسائل لأهل القرى والأمراء وغيرهم مِن عوام الناس، فلماذا أصبحت اليوم عَسِرةً على طلبة العلم حتى يحصِّنوا أنفسهم بـ (حِزب الخراشي) يستعيذون به مِن الضلالة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 05:57]ـ
يقول الأخ من أقصى المدينة - أصلحه الله -
(والحقيقة أن الإنكار حصل لسببٍ أهمَّ من هذا السبب وهو: هل تحققتْ في هؤلاء الناس شروط التكفير وانتفتْ عنهم موانعه؟
وهل كُلّ القتل الذي وقع في تاريخ ابن غنام وابن بشر كان بعد قيام الحجة وزوال الموانع؟)!!
ويقول الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود - رحمه الله -:
(وأما الجيوش والأجناد الذين نجهزهم من الوادي، وأتباعهم، فنأمرهم بقتال كل من بلغته الدعوة، وأبى الدخول في الإسلام، والانقياد لتوحيد الله، وأوامره وفرائضه، واستمسك بما هو عليه من الشرك بالله، وترك الفرائض والأحكام الجاهلية، المخالفة لحكم الله ورسوله، ومثل هؤلاء لا يحتاجون إلى الدعوة، إذا كانت الدعوة قد بلغتهم قبل ذلك بسنين، وأبوا وأعرضوا عن دين الإسلام، وإخلاص العبادة لله). (الدرر 9ص245).
ويقول أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله -:
(كل من قاتلناه فقد بلغته دعوتنا). (الدرر 9ص253).
فمن نُصدق؟!
أصحاب الشأن الذين هم أدرى منك بقيام الحجة وعدم قيامها .. أو أنت البعيد؟
فلعلك تحذر من أن يُصيبك قوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا).
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:49]ـ
الحمد لله وحده
أما بعد، اخواني ومشايخي الكرام،
هل لي أن أطلب منكم وألح في الرجاء بأن ينتهي الجدال حول فتوى الشيخ حاتم عند هذا الحد، - فقد أصبح لا طائل منه والله سوى ايغار الصدور وتكرار الكلام بلا فائدة - وأن يطرح موضوع جديد في هذا المجلس المبارك، يكون بعنوان - مثلا -: "مناقشة لمآخذ الشيخ حاتم على بعض مسائل الشيخ بن عبد الوهاب"
أو
"هل أخطأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بعض مسائل التكفير؟ "
لينفتح الباب لتلك المناقشة العلمية الهادئة التي تابعت الحوار طويلا في انتظار أن يستوي اليها الاخوة وفقهم الله ولكن لم أر الى ذلك بادرة .. ؟
ما زلنا عالقين في دائرة الرد والرد المقابل والرد المطول والرد المفصل والرد المجمل وفلان يرد على فلان، ولا يزال الاخوة المتناقشون على اختلاف آرائهم لم يحرروا محل النزاع الى الآن!!
ومن الواضح لكل ذي عينين أن محل النزاع هو في آراء الشيخ حاتم والتي يخالف فيها الشيخ بن عبد الوهاب رحمه الله .. فهلا حررنا هذا الأمر وتفرغنا له بنقاش علمي مثمر؟؟
فليفتح الموضوع - استقلالا عن هذا الموضوع الذي بلغ به التشعب والتراشق بالتهم حدا يصد النفوس عن متابعته - وليقدم كل فريق حجته وآراءه، ولتجلى الشبهات - ان صح وصفها بالشبهات - ولتناقش المسائل نقاشا علميا مثمرا كما هو دأب طلبة العلم، بعيدا عن التهويل والتلويح بالتهم!
فمسألة الفرق بين قتال قرية متلبسة بالشرك أو بمنع اقامة الشعائر وبين قتل المعين من المسلمين بعد قيام الحجة، - مثلا - هذه مسألة دقيقة لم يظهر من كلام الاخوة أي تمييز فيها .. فقبل أن ننسب الخطأ الى من خرج يقاتل قرية من القرى - وليس قتل كل واحد من أهل القرية صبرا - يجب ان ندقق في هذا التمييز ليزول الللبس، ولنتناول بالنقل والتحليل روايات التاريخ المذكورة في الكتابين المذكورين، ولنمحصها من جهة تحقيق الروايات ولنناقشها من جهة الدراية فيتبين لنا حينئذ هل ما فعله الامام رحمه الله كان موافقا لما فعله أبو بكر رضي الله عنه لما خرج لقتال مانعي الزكاة، أم أنه أتى على أهل القرية وقتلهم جميعهم بنسائهم وأطفالهم بدعوى اقامة حد الردة على القرية بأكملها!!
فالقتال شيء والقتل حدا شيء آخر يجب التفريق بينهما!
وأما الكلام في الموالاة العملية وحكمها عند الامام رحمه الله، فليأت الاخوة بما عندهم من النصوص التي أخذوا منها على الشيخ غلوه فيها وعدم تمييزه بين من قامت عليه الحجة ومن لم تقم، لنتناقش في دلالة ذلك أيضا ..
فلنترك هذا الموضوع ولنفتح ساحة جديدة لحوار علمي بناء، لعل الله أن يقيم بنا الحق وأن يهدينا سواء السبيل ..
فهل من مجيب الى هذه الدعوة، بارك الله فيكم؟
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 04:05]ـ
أخي أبو أنس المكي وفقه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أتفق مع رأي من يرى أنه ليس من مصلحة الدعوة ولا من مصلحتنا الدخول في تفاصيل تعداد أخطأ الدعوة، وهو ما أحسبه رأي الشيخ حاتم الشريف، سواء قيل بوجودها عند من يرى ذلك أو بنفيها عن الرأي الآخر.
ولعل واحداً من مظاهر ذلك، هذه المعركة (وليس الحوار) الذي نراه اليوم بين أتباع الدعوة السلفية، حتى أصبح من يناقش في هذا الموضوع، يحتاج إلى أن يُذكر بفضل كتاب التوحيد والأصول الثلاثة وغير من كتب الشيخ محمد رحمه مما لا يختلف في فضله، كما ذكرنا بعض الأخوة مشكوراً.
بل وحتى داخل بعض الإخوة مشكوراً ليدعوا الله لنا: أن يؤلف بين قلوبنا.
وحتى لا يُفسر ذلك بنوع من الخروج من النقاش فإن لم يكن ذلك الرأي مقبولاً، فإني أتقدم بهذا الاقتراح، وأرفعه إلى الشيخ سليمان الخراشي باعتباره واحداً ممن يُكِنِّ له الجميع التقدير والاحترام:
إما أن نعتبر عدم الدخول الأخطاء هو من مصلحة الدعوة حتى لا يتخذه البعض ذريعة لتشكيك فيها أو لاتهام إخوانهم بأنهم يتتبعون أخطاء الدعوة، ويريدون التشكيك فيها.
ومن مصلحتنا أن نتجه لما هو أنفع وأصلح من ذلك.
وإما أن يُعتبر الدخول في التفاصيل هو من مصلحتها الآن، وذلك إما لدفع ذلك عنها عند من ينفي ذلك، أو ببيان الخطأ مع بيان أن الخطأ فيها لا يعني التقليل من قدرها، ولا التشكيك فيها ولا التبري منها عند من يرى وجود بعض الأخطاء فيها.
فإن كان الثاني: فليبدأ المناقش بالجواب حول مسألتين اثنتين نحرر فيهما القول، شريطة أن يكون هذا النقاش بعيداً عن كيل التهم لكل من ناقش حول هذه المسألة.
المسألة الأولى: ما هو قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في المظاهرة العملية؟ وهل أصاب في ذلك أم أخطأ؟
وحتى لا يُظن أن تحرير القول في ذلك لا يكون إلا ممن يقصد القدح أو التقليل من قدر الشيخ محمد رحمه الله سواء قيل بصوابه أم خطأه، فإننا نعرض رأي غيره للمناقشة كذلك، فإني أشفعه بالمسألة الثانية:
المسألة الثانية: هل صحيح أن الشيخ حاتم الشريف قال بقول غلاة الجهمية؟
أقول ذلك: لأنني سأكون أول من يبين غلطه إن كان ثبت أنه يقول بقول غلاة الجهمية.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 06:21]ـ
الأخ أبو الفداء إقتراح موفق، بارك الله فيك.(/)
شرح عبارة شيخ الإسلام: "القرمطة في السمعيات والسفسطة في العقليات".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 08:53]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في المجموع:
((وَلَكِنَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسِ يُلْجِئُ أَصْحَابَهُ إلَى " الْقَرْمَطَةِ " فِي السَّمْعِيَّاتِ وَ " السَّفْسَطَةِ " فِي الْعَقْلِيَّاتِ)).
قال العلامة السعدي:
[قول الشيخ: القرمطة في السمعيات، والسفسطة في العقليات، يجمعهما أنهما المكابرة في إنكار ما لا ينكر، وما يخالف الضرورة والبداهة.
والأدلة نوعان: سمعية وعقلية، فالدليل السمعي إذا كان صحيحا صريح الدلالة، فمن حرّف دلالته الصريحة عن مدلولها فقد قرمط، نسبة للقرامطة الباطنية الذين يفسرون النصوص المعلومة بالضرورة لكل أحد بتحريفات، يعلم العالم والجاهل أنها تحريف، كتحريفهم للصلاة أنها معرفة أسرارهم، والصيام كتمان أسرارهم، والحج زيارة شيوخهم، وما أشبه ذلك مما يعلم أنه مكابرة، وإنكار للمعلوم من النصوص، فعلم أن أعظم تحريف للنصوص مذهب القرامطة، وكثير من أهل العلم يشاركونهم في نصوص الصفات ونحوها.
أما السفسطة فهي إنكار المحسوسات أو الشك فيها، قيل إنه مذهب طائفة من الناس في كل شيء.
وقال الشيخ في كلام له: إنه ليس مذهب طائفة معينة، لأنه لا يمكن استقرار طائفة معينة على إنكار المحسوسات، وإنما يعرض لكثير من الناس في إنكار بعض المحسوسات، أظن ذكر هذا الكلام في المنهاج.
مثال ذلك: أن يقول: هذه السماء أو الأرض أو ما أشبهها من المشاهدات الواضحة يقول: ليست السماء وليست الأرض، أو لا أدري هل السماء أو الأرض، ومن وصل به عقله إلى هذه الخيالات فقد أشبه المجانين، ومع ذلك فكثير من أهل الكلام إذا تكلموا في المعقولات أنكروا الأشياء الواضحة، فلهذا من سلك هذا المسلك في المعقولات، قيل: سفسط، أي أنكر المحسوس.
فالقرمطة والسفسطة نسبة للقرامطة والسوفسطائية، يعني أن أغلط غلط في تأويل السمعيات يصل بصاحبه إلى القرمطة، وأغلظ غلط في نفي العقليات يبلغ بصاحبه إلى مذهب السوفسطائية.
والله أعلم] اهـ.
من (الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة).ص291 - 294
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[31 - Jul-2009, صباحاً 10:10]ـ
بارك الله فيكم.
ليت الإخوة يتحفوننا بشرح عبارات مماثلة كالتي نقلها أخونا الفضلي.
ـ[أبو إسحاق السبيعي]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 11:08]ـ
قال الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى في شرح هذه العبارة: ((يسفسطون في العقليات) السفسطة الخداع والتمويه والثرثرة التي لا ثمرة لها، إذا جاءوا في العقليات سفسطوا، أكثروا الكلام وموهوا على الناس وخدعوا الناس بكثرة الكلام، لذلك سمي علم الكلام علم الكلام لكثرة الكلام مع قلة النتيجة.
(ويقرمطون في السمعيات) القرمطة في الأصل تقارب الخطى أو تقارب الخط القرامطة نسبة إلى حمدان القرمطي، والقرامطة مجوس أظهروا الإسلام كيدا ومكرا للمسلمين، في المائة الثانية، هؤلاء تأويلاتهم يؤولون الشريعة كما يؤول علماء الكلام الصفات، الزكاة مؤولة عندهم، الصلاة مؤولة والصيام، جميع العبادات مؤولة عند القرامطة الباطنية، الشيخ يقول (ويقرمطون في السمعيات) أي علماء الكلام يشبه تأويلهم للسمعيات كتأويل القرامطة للشريعة كلها هذا تشبيه
ـ[أبو إسحاق السبيعي]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 11:09]ـ
من شرح التدمرية(/)
الجدال في آيات الله
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 11:02]ـ
الجدال في آيات الله
للشيخ
عبدالرحمن بن صالح الحجي
صوتي
http://www.sohari.com/muhadarat/listen/al7aggy-gedal.ram
...
الوصية العاشرة: عدم الجدل، الوصية العاشرة لطالب العلم ولطالبة العلم عدم الجدل، يا طالب العلم إذا فتحت على نفسك هذه المسألة الجدال مع الزملاء وإظهار العضلات وأنك أنت صاحب العلم وصاحب الباع الطويل فقد فتحت على نفسك باب مرضٍ وباب فتنة، وكذلك أنتِ يا أيتها الطالبة إذا لم يَترك الطالب الجدل وإلا فهو على خطر، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا اُتوا الجدل، ثم قرأ: ((ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قومٌ خصِمون))) رواه الترمذي وغيره من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وأذكر زميلاً من زملائي في بداية الدراسة قبل تقريباً أربعة أو خمس وعشرين سنة ونحن في مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان كثير الجدل، وربما جادل من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل ثم كانت النتيجة أنه انتكس، نتيجة الجدل وعدم حفظ الوقت وعدم الإكثار من الاستغفار والتسبيح والتهليل وقيام الليل وعدم التأسي بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، الرسول ما كان يُجادل صلوات الله وسلامه عليه، كانت النتيجة أنه انتكس، لما ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيت فاطمة وعلي رضي الله عنهما يُقضهما لصلاة الليل طرق الباب عليهما وقال: (ألا تصليان) أي صلاة الليل فقال علي رضي الله عنه من الداخل: يا رسول الله إنما نفوسنا بيد الله يطلبها متى شاء، رجع النبي عليه الصلاة والسلام وهو يضرب فخذيه ويقول: (وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً، وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً) ورجع، ما قال: يا علي أيش أنا ما أعرف هذا الكلام الذي أنت تقوله أنت تعلمني وإلا أنا الذي علمتك رجع ويقرأ الآية، واعتبر أن هذا الرد من علي جدالاً وقرأ عليه الآية وهو ماشي سمعه علي من الداخل وهو يضرب فخذيه ويقول ويقرأ: ((وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً))، فيا طالب العلم إياك والجدل ابتعد عنه فإنه يُوغر الصدور ويجلب الأحقاد والبغضاء في القلوب تقول بما تعرف وتقول لزميلك بما تعرف، فإن قال لا تقول: الشيخ موجود أسأله أنا وإلا أنت إن شاء الله وقت الظهر إذا خرج أو العصر والفائدة لنا جميعاً واقطع باب الجدال، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا اختلفتم بالقرآن فقوموا) متفق عليه، يعني أنتم تقرءون في حلقة وقال واحد: الآية هذه كذا والثاني قال لا هي كذا، قال: (اقرءوا القرآن فإذا اختلفتم عنه فقوموا) لا تجلسوا اقطع باب الجدال، فانتبه يا طالب العلم لا جدال، تحفظ وقتك وتبقى المودة بينك وبين زميلك والحمد لله أنتم بين يدي عالم من علماء المسلمين ومن الراسخين في العلم إن شاء الله تسألونه والفائدة للجميع.
عشرون نصيحة لطالب العلم
للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله
لا تفن عمرك بالجدال مخاصماً ... إن الجدال يخل بالأديان
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 02:23]ـ
جزاك الله خيراا
أخي
ابن براهيم
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 02:47]ـ
جزاك الله خيرا ....
وله شريطان جميلان بعنوان " الدين الصافي " هما من أروع أشرطة الشيخ جزاه الله خيرا ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 01:17]ـ
موضوع مهم، ولعل الشيخ يلقي موضوعا في عدم الوقيعة في أهل العلم والدعاة فهذا موضوع مهم جدا.
.
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 01:51]ـ
موضوع مهم، ولعل الشيخ يلقي موضوعا في عدم الوقيعة في أهل العلم والدعاة فهذا موضوع مهم جدا.
.
سبحان الله
وماذا تسمي فعلك هذا!
-----------------------
شرح الشيخ صالح السحيمي لرسالة الحافظ ابن رجب (الفرق بين النصيحة والتعيير) مفرغا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18299
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 01:45]ـ
جنبوا أنفسكم الجدال
الشيخ الفاضل محمد سعيد رسلان
http://www.rslan.info/rm//262_01.rm
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 03:20]ـ
تبارك الله ... درر ما لها وصف ولا خبر!!
جزاك الله عنَّا خير الجزاء أخا الوفاء!!
ولكن أنا استمعت للمادة الصوتية من رابط مباشر؛ فهلا دللتنا على رابط تحميل المادة؟؟!
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 08:05]ـ
حياك الله أخي ...
يمكنك تحميلها بالضغط على الرابط بالزر الأيمن للفأرة ثم حفظ الهدف باسم
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 11:36]ـ
جزاك الله خيراً، فعلت!!.(/)
الحدث وبناء الوعي للشيخ يوسف الغفيص مع تعليق شيخه د. سلمان العودة.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:12]ـ
الحدث وبناء الوعي
الشيخ يوسف بن محمد الغفيص
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
حينما تكون أمام حدث ما ... قد يبدو معقداً؛ فليس بالضرورة أنك تواجه أزمة بنفس مقدار الحدث، هذا الإدراك مؤهل من حيث المبدأ لتجاوز الحدث بأقل مقدار ممكن من الخسارة، ورفع مستوى الاستثمار والتصحيح، والخروج بمصالح مناسبة.
قد تكون البدايات لحدث ما تصطدم بهذا المفهوم التأسيسي للتعامل، فحينما تكون البداية أزمة لا تتجه في مسار الخير والفضيلة؛ يتحول الحدث عند كثيرين إلى حركة من الشر والفساد، ويعطي هذا المفهومُ الإذنَ لمحركات الفساد أن تمارس تطوير البداية وتوسيع دائرتها إلى فصول ومراحل الحدث.
هذه الرؤية التي يستعملها كثيرون تفتقد الإدراك لطبيعة السنن والحوادث الكونية التي تجري في هذا العالم بقدر الله ومشيئته، وتفتقد الوعي بقانون الأشياء المركبة المعبِّر عن كون البداية لا تمثل إلا نفسها , وليست حاكماً على كل تسلسلات ونتائج الحدث.
لما رمى قوم من المنافقين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالإفك؛ ظن قوم من المسلمين أن هذا شر محض في مبداه و منتهاه؛ فجاء قوله تعالى: (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم) ولما هُزم المسلمون في أحد - وهذا شر من حيث هو -لم يمتد ليتحولَ إلى هزيمة في المبادئ والأخلاق؛ بل تحصلّ بفضل الله خيرٌ كثير بعد ذلك , ومن أخص ذلك تثبيت المبادئ في نفوس أهل الإيمان، وبناء الوعي الذاتي في التعامل مع السنن الشرعية و الكونية، ولما حاول بعض المشركين في آخر المعركة تطوير هزيمة المسلمين فصار أبو سفيان - وكان وقتها مشركاً زعيم قريش - يعلو صوته: (لنا العُزّى ولا عُزّى لكم) كان من جوابات المسلمين بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام: (الله مولانا ولا مولى لكم) " أخرجه البخاري وغيره ". إن شكلاً واحداً من الهزيمة لا تعني شمولية الهزيمة، وأهلُ الإسلام يُقدّر تجازهم لهزيمة الوعي، فإن من أوثق الوعيِ الوعيُ بما هو من أصل العبودية (الله مولانا ولا مولى لكم) إن هذا الحرف النبوي بناء للنفوس المؤمنة، وحديث عن انتصار المبادئ والأخلاق، وقدسية الرسالة والعمل.
وهنا من المهم أن نفقه مفهوم النصر، والعاقبة التي وُعدت به هذه الأمة فهي بإذن الله منصورة مرحومة، والعاقبة لها في الدنيا والآخرة.
من هذا المفهوم في تصور الحدث – ولا سيما إذا كان شمولياً يقدم كحركة من الصراعات أو المطالبات و التحولات في مسارات مختلفة، ويتجاوز دائرة المثال والخصوصية – يجب أن ندرك أن الأحداث تُعدّ مرحلة خصبة لبناء الوعي والتصحيح.
إن المصالح الخيرية التي تتكون من حدث ما ليس فاضل البداية؛ بعضُها محضُ فضل إلهي يتجرد عن السببية الآدمية؛ ولهذا جاء قوله: (وما كان الله ليطلعكم على الغيب).
والبعض الآخر فضل من الله يجازي به العباد , أي: أنه مرتبط بالسببية والعمل الآدمي. ومن هنا يُقَدّر أن ندرك في التعامل مع الأحداث التي تعرض للأمة أياً كان مسارها أننا أمام تكليف شرعيٍّ بتطويق حركة الفساد والشر التي قد تتمثل واضحة في مرحلة ما من تسلسلات الحدث , وفي الغالب تكون في مرحلة البداية.
إن ثمّت مقاصد شرعية لا تتحقق في نفوس المؤمنين إلا في دائرة من الصراع، وحركة من المتقابلات؛ وهنا يتكون التوازن الذي هو مقصود الشريعة في ثبات المبادئ، وصدق التعامل، وترسيم العدل، وتجاوز سلطة الذات، وفرضيتها المثالية.
من هذا المعنى يُفْتَرض أن يكون لدينا سعة في التفكير والإدراك, وأن نتجاوز عقلية البُعد الواحد في التعامل مع الأحداث.
إن الأزمة تتطور يوم نفترض أن الأزمة ضرورةً تصنع أزمة في نفس المسار، وهنا فإن توليد الأزمات في الأحداث الشمولية يقع كثيراً نتيجةً لهذا الافتراض والتسليم بهذا القانون.
إن هذا القانون ليس عادلاً , وهو تعبير عن هزيمة الوعي في الأزمات والأحداث، ومن المهم أن ندرك أنه ليس يصنع شيئاً لصالحنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا يُفترض أن ندرك ضرورة المحافظة على أمن الوعي والتفكير، وألا نتحول إلى استجابة لحركة ارتباك؛ يرسمها الطرف الآخر في الصراع وصناعة الحدث؛ فحينما نفتقد التوازن , وربما يلحُّ البعض في رسم صورة النهاية , استقراءً ومراقبة من مقدمات تكوّن بداية الحدث؛ فهنا ندرك أننا لم نحسن تقدير الأمور , وكأننا نستعجل رسم خيارات غيرنا في التعامل معنا.
إن المشكل الأكبر في الحدث يوم ينتج عنه هزيمة في الوعي. ربما يكون التعبير الأدقُّ هنا أن نقول: يوم نُنْتج من الحدث هزيمةَ الوعي،إن أي حدث - أياً كانت بدايته - لا يمكن أن يؤهل لهذا الإنتاج؛ بل طبيعة الأحداث أنها: تصنع الوعي والإدراك؛ ولهذا ذكر الله قصص وأحداث الأمم في القرآن وقال: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ... ).
أحياناً قد يكون هذا المُشكل يتولد من النظر إلى الحدث , فحينما يكون الحدث في دائرة الصراع أي: يتكون منه صراع: اقتصادي أو عسكري أو حضاري، أو ثقافي أو نمط آخر؛ فهنا يتحصل لدي كثيرين سيطرة عقلية الصراع في سائر تسلسلات المرحلة. وربما تشكّل عن هذا مفهوم متواصل كنتيجة لهذه السيطرة. وهنا ندرك أن الخطأ لم يتكوّن من مجرد طبيعة الصراع , فهذا أمر تحتّمه طبيعة الحدث. والصراعُ ليس أزمة في سائر المواقع؛ بل هو قانونُ فضيلةٍ يومَ يقع في المحل المناسب له؛ لكنّ تكوّن الخطأ فرع عن سيطرة مفهوم واحد، هو في هذه الفرضية (الصراع). وهنا يمكن أن نقول: إن نفس المشكل والخطأ سيتكوّن بدرجة ما لو فرض سيطرة عقلية (اللاصراع)، فليست الأزمة ضرورةً نتيجة قبول الصراع أو رفضه.
إن عقلية البعد الواحد في التعامل مع الحدث من أخص أزمات فقدان التوازن والوعي؛ ولهذا قد يتولد من هذا المفهوم ظاهرة اليأس والإحباط , وربما فوضى التفكير والإنتاجِ، أمام الأحداث الشمولية التي تحمل خسارة في بعض مراحلها , ومن المقدر أن عقلية البعد الواحد في التعامل مؤهلة لصناعة المواقف المتناقضة، وحركة صراع المتقابلات داخل الأمة.
إن ثمت مجالات من العمل والتفكير تُعَد الأحداث الشمولية رائدة في بناء مفاهيمها الصحيحة , أي: أنها تساعد في تكوين الفكرة، واختبارها، وتأهيلها للعمل.
وحينما نلتفت إلى المفهوم الشمولي التعددي في التعامل مع الأحداث؛ فمجرد تجاوزنا لعقلية البعد الواحد؛ يعد قاعدة من الفضيلة التأسيسية لبناء الوعي. وهنا يُقّدر أن ندرك أن الأحداث الشمولية وإن كانت تفرض بطبيعتها ردود أفعال فمن المهم أن نتصور أن ردود الفعل تعتبر من حيث الأصل حالة طبيعية من الصعب معاندتها , وفرض تجاوز الحدث الشمولي دون مشاهدة هذه الحركة؛ لكن مع هذا التقدير لواقعية ردود الأفعال باعتبارها قاعدة تقابلية قائمة في الأشياء؛ يجب ألا نسمح لردود الفعل أن تتحول إلى مفهوم شمولي يحكم تعاملنا مع الحدث باستبداد وأُحادية.
ومن هنا يجب ألا تتحول ردود الفعل إلى تطوير للأزمة وتعقيد للمشكلة القائمة.
إن ردود الفعل طبيعة ذاتية في الإنسان؛ وهنا من الصعب أن نفترض إلغاءها , فهنا لسنا نصنع شيئاً يُذكر؛ بل هذه الطبيعة إذا وقعت في دائرة الاعتدال مؤهلة للمشاركة في بناء اعتدال النفس واستلابها غضبها الذي قد يعميها في مرحلة قادمة قد تكون أصعب بكثير من البداية، من المهم أن تحتفظ النفس فيها باعتدالها ومصداقيتها.
لكن حين ندرك أن ردود الفعل في الأصل قاعدة في الطبيعة البشرية؛ فمن الضروري الوعيُ بأن هذه الطبيعة ليست مؤهلة لتكون سلطة، ولئن كانت قد تساهم في اعتدال النفس؛ فقد تكون مسؤولة عن خلل في حركة النفس ونظام التفكير.
إن الاستسلام لهذه الطبيعة يعني كثيراً حاكمية الذّات، وتجاوز قواعد العدل والإحسان وهذه حال لا تناسب أهل الإسلام فإنهم محكومون بقضاء الله ورسوله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ... ).
وحين ندرك هذا الرفض لهذا النوع من الحاكمية الذي ذكره الباري في التنزيل:
(أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً) فضمن هذا تصور آخر , هو: أنه يتكون عن حاكمية الذات؛ فقدان الوعي وصوابِ التفكير؛ ولهذا جاء قوله بعد الآية الآنفة (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً).
(يُتْبَعُ)
(/)
حين نتحدث عن تجاوز عقلية البعد الواحد؛ فهنا نتطلع إلى تحويل مسار الحدث إلى الأفضل , وأن نصنع شيئاً لصالحنا، وأن نتجاوز اليأس والقعود.
إن البلاء يؤهِّل للعاقبة , وفي قول هرقل في الحديث المخرج في الصحيحين: (وكذلك الرسل تُبتلى ثم تكون لهم العاقبة).
إن من فضل الله على هذه الأمة: أن جعل لها مخرجا من كل عارض يعرض لها , سواء كان مبتداه منها أم من غيرها, وسواء كان مبتداه منها صوابا أم خطأً؛ لكن هذا يستدعي لتحقيقه صدق الديانة , وفقه الشريعة والسنن.
إن الأحداث يجب أن تؤهِّل لتخليص الأمة من سذاجة الرأي , ومحدودية التفكير والجهل بالمبادىء والثوابت , وفساد الأخلاق والتربية.
وهنا يُقدّر أن تعمل سائرُ دوائر العمل في الأمة انطلاقا من التربية الذاتية الخاصة على الإيمان والصدق والفقه , وتواصلاً مع صناعة مشاريع خيرية تعالج الواقع الذي قد يكونُ الحدث ليس صانعا له؛ لكنه كشف عن بعض مظاهره التي كانت في مرحلة ما في دائرة اللاوعي.
ومن عناية الشريعة بهذا المعنى: جاء تأكيد العمل في مرحلة الأزمات العامة؛ ففي صحيح مسلم من حديث معقِل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العبادة في الهرْج كهجرة إليّ) وهذا التعبير النبوي (العبادة) شمولي المدلول، يدخل فيه العلم وبذله والعمل والدعوة والتواصي بالحق وغير ذلك من العبادة اللازمة والمتعدية. ومن هنا فإن هذا الحديث قاعدة في تدارك وعي الأمة أيام الهرج (القتل , وقيل: الفتن العامة) والأزمات؛ لتحقيق عبودية الله؛ فإن للعبادة اختصاصاًَ في هذه المواقع.
ومن فقه الإسلام: أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال , والأعمال الظاهرة , والباطنة، اللازمة والمتعدية.
إن الأمة يوم تخرج من أحداث شمولية وهي تحمل مفاهيم في العلم، و العمل، والدعوة، والتصحيح مهتدية بهدي الشريعة؛ فهي هنا تسير في مسار رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وفي صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعي في سياق طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: (( ... وإنما بعثتُك لأبتليك وأبتلي بك)).
إن حركة الصراع التي تتكون منها مادة حدث ما، أو تقع مقارنة له؛ يجب ألا تُنسي الأمة مفهوم رسالة الإسلام وشموليتها.
وهنا وإن كانت بعض صور التشريع معلقة بالسّعة، واعتبار المصلحة المقدرة؛ فثمت ثوابت من التشريع يجب المحافظة عليها , وألا تتحول شعيرة إلى إلغاء شعيرة , فهذا التزاحم بين الشرائع هو نقص في المفهوم والفقه الشرعي؛ ولهذا لم يكن الجهاد و الصف موجباً لإسقاط الصلاة؛ بل شُرعت صلاة الخوف، وهكذا قواعد الشريعة ومقاصدها الثبوتية لا يمكن أن تتزاحم مع آحاد التشريع فيتجاوز ما هو من الثوابت لغرض خاص من الاجتهاد.
ويُقّدر في التعامل مع الأحداث الشمولية أن يكون أهل الإسلام متمتعين بمسؤولية، وأن تكون هناك قدرة في قراءة الأمور بشرعية وعدل تحافظ على سياج الأمة وثوابتها. وحين تخرج الأمة من حدث ما , وقد تجاوزت أزمة فقدان الوعي , ومحدودية الفقه وانفصام عروة الولاء الإسلامي، وتقنين الانشقاق والصراع بين الإسلاميين، وأمثال ذلك من الأزمات التي يجب أن يقف رموز الأمة والقائمون على مسيرتها لمعالجتها وتحقيق هدي الله ورسوله في الأمة؛ فهذه المصالح التي قد تكون مرحلة الحدث أكثر تأهيلاً لمعالجتها تُعدُّ انتصاراً يُفترض أن لا يسمح بتفويته.
إن الأمة قد تكون فيها أزمة ما؛ لكنها في عقول كثيرين في دائرة الكمون أو اللاإدراك فحين يقع حدث ما تتحول لظاهرة مشاهدة؛ فهنا يغلط الكثير ممن يظن أنها صناعة الحدث , ويغلط آخرون حينما يصنعون فكر اليأس في تجاوز هذه الأزمة أو تلك.
إن الأمة لا يمكن أن تقف أمام أزمة غير قابلة للتجاوز والمعالجة، وهنا يجب أن ندرك ضرورة بناء الفأل بقدر معتدل يؤهل للعمل والمبادرة؛ لكنه لا يعطي مثالية في تقدير الأشياء؛ فإن الأمة حين تُحرَم الواقعية؛ تقع في أزمات معقدة بالغة التأثير.
ومن الحكمة: أن نقدر في الأحداث الشمولية أنها ذات طبيعة مركبة متسلسلة , وهذا التصور يجعلنا أكثر فقهاً لمواقفنا وتأثرها بحركة التطور داخل الحدث؛ فإن هذا من اعتبار قاعدة: (تحصيل المصلحة ودرء المفسدة) كما أنه يعطي فقهاً لتنوع الموقف وربما اختلافه أحياناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والغالب في الأحداث الشمولية أنها: مركبة - من حيث الحكم- من أوجه محكمة لابد أن يتشكل فيها لأهل الإسلام موقف واحد , وألا يتنازعوا فيه؛ فإن هذا ضرورة لتجاوز الحدث , والتعامل معه برسالة شمولية حضارية قادرة على استيعاب الأحداث والمحافظة على الثوابت، وهذا الموقف بالغ الأهمية والعناية , ثم بعد ذلك يقع في الحدث - حسب اقتضاء الشريعة - أوجه تقبل التنوع والاختلاف في الموقف , وهذه مساحة واسعة.
ويُقدّر أن يكون أهل الإسلام يمتلكون وقتاً مناسباً في أثناء الحدث , ليتحدثوا معاً في موقفهم الخاص، ويصحح بعضهم لبعض تحت مظلة الرحمة، وحسن القصد، والفقه، وأن يكون هناك سَعة في قبول الاجتهاد الذي أذنت به الشريعة، وألاّ تضيق النفوس به، وألاّ يتحول ما يقبل الخلاف في حكم الشريعة وقضائها إلى مفهوم للصراع والملاسنة , والانكفاء على الذات , والتصرف بفرضية مثالية لتجاوز الآخرين ممن لهم علم وصدق وديانة.
إن تراحم هذه الأمة أخص ما يكون قدره يوم تبتلي ببلاء عام , ويظهر تسلط أعدائها عليها، وهذا التراحم يعطي مساحة لصدق الحديث والإنصاف، ومراجعة التصورات، ومنهج التعامل والعمل، واستقراء شرعية المواقف، وصوابية الرأي.
والمؤمن لا يفرك المؤمن وهذه من قواعد النبوة، وهنا فإن تحقيق الأخوة بين أهل الإسلام - التي هي من أخص عصم الديانة - يكون ضرورة للتعامل مع الحدث بفقه واعتدال؛ حتى لا تتكون المواقف لدى الإسلاميين تحت مظلة الصراع الداخلي بينهم، وفي ظروف نفسية غير هادئة؛ فإن فقدان التوازن في تأسيس الموقف قد يكون مسؤولاً عن تداعيات متسلسلة , ومن هنا يجب أن تقدر المواقف حسب اقتضاء الشريعة ومقاصدها , ويجب هنا تجاوز تمامية الرأي والاجتهاد، فمن المشكل – كثيراً – أن يتحول الموقف الاجتهادي إلى موقف ثبوتي يكون التحول عنه تحولاً عن مبدأ وأصل.
إن أهمية موقف ما لا يمكن أن تمنحه حكماً ليس مقدراً في حكم الشريعة، فإن الاجتهاد غالباً لا يكون مستوعباً لسائر المقاصد والمقتضيات، وهنا يقع للبعض أحد تصورين:
1 - تحول كل أوجه الحكم والتعامل إلى مواقف ثبوتية؛ نتيجة ظهور وجه محكم ثبوتي بحق في تكوين الحدث والتعامل معه، مع أن ثمت أوجهاً أخرى منفكة عنه، ليس بالضرورة أنها تتمتع بنفس الدرجة من الحكم.
2 - تحويل الموقف الشمولي إلى رؤية اجتهادية في سائر أوجهها , دون تحقيق الوجه المحكم الثبوتي.
إن الفاضل أن ندرك تعددية الأوجه في تكوين الحدث , وما قد يترتب على ذلك من تعددية النظر وأوجه الحكم؛ فالرؤية الشمولية الشرعية يمكن بها تجاوز الحدث مع تحقيق مصالح أساسية في الاعتبار.
إن الغرب مع الحدث القائم اليوم يحاول؛ بل واستطاع -إلى حد ما- توظيف دوائره وآلياته المتعددة؛ لخدمة و ترسيم الرؤية الغربية في التعامل مع الحدث. ومن المعروف أن الغرب لا يتحرك الآن في البعد العسكري فقط؛ بل يعمل في تشغيل كل الآليات المتاحة والممكنة له.
وهذه الشمولية الغربية في الآلية والتوظيف , وإن كان الغرب قد يحقق بها سبقاً؛ إلا أننا ندرك أن الغرب وإن تمتع بشمولية في الآلية؛ لكنه يتمتع برؤية أحادية ضيقة في مفهوم التعامل مع الحدث. فهذه الأحادية المتطرفة في الرؤية الغربية؛ جعلت هذا الكم من آليات التوظيف لترسيم هذه الرؤية تبدو غير منسجمة وواقعية؛ لكن مع هذا فهو يعمل على تجاوز هذه العقبة؛ لكنا ندرك أنها عقبة غير عادية , ومن الصعب عليه تجاوزها إلا في حالة ركود المجتمع الإسلامي عن تبني الشمولية الشرعية في الرؤية وآلية العمل.
وهنا يُفترض أن نقدّر ضرورة بناء الشمولية الإسلامية في الرؤية ووسائل التطبيق , معتبرين هدي الله ورسوله. ولئن كان الغرب قد يحقق سبقاً من حيث توافر وسائل التطبيق والتعامل، بحكم السبق المؤسسي الغربي؛ فمع هذا يُقدَّر أن ندرك أننا نتملك مجموعة معقولة من الوسائل قابلة للتطوير، بل نتمتع بوسائل لا يتمتع بها الغرب لأنها مكونة من العلاقة الإيمانية بين المسلمين، وأن ندرك امتيازنا الأساس في هذا الموقف وهو: شمولية الرؤية (التي هي حكم الشريعة) , وهذه لا يتمتع بها الغرب الذي يفتقد سماوية المنهج، وحضارية التعامل، بل يتحرك بمفاهيم مفرطة في الأنانية، وعبودية الذات، وفقدان التوازن والإنصاف، وكأن هذا السطح
(يُتْبَعُ)
(/)
المشاهد يصور الأفكار التي هي نتاج الأصوليةِ النصرانية واليهودية المتطرفة التي لا تزال تتحرك في دوائر غربية، وفلسفاتِ ما بعد عصر الكنيسة، والتي صورها الغرب كأنموذج حضاري في الاعتدال و الوعي و الإنسانية، لكن الواقع يرسم صورة أخرى لهذه الفلسفات، ويكشف الفشل الذريع في النظرية الغربية كرسالة حضارية غير قادرة على استيعاب الذات، و هذا من أخص صور هزيمة الغرب، الذي يحاول محاسبة الدول والمجتمعات الإسلامية عن أزماته الخاصة!!!
وهنا يُقدّر أننا لو أحسنّا التعامل مع هذه الرؤية الغربية الأحادية المتطرفة التي لا يعرفها الكثير منا إلا كمشكلة تواجه المسلمين , والحق أنها مشكلة تواجه الغرب نفسه بالدرجة الأولى , وإن كان بعض المسلمين قد يتأثر بها؛ لكنها مؤهلة لأن تكون سبباً في انقلاب السحر على الساحر.
والله مولانا ولا مولى لهم والعاقبة لأهل الإسلام.
وصلى الله على خاتم الرسل.
كتبه / يوسف بن محمد الغفيص
موقع الإسلام اليوم:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=1 72&catid=173&artid=2458
______________________________ _______
تعليق الشيخ العلامة د. سلمان بن فهد العودة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت نفسي محتاجاً إلى إعادة قراءة هذه المقالة الفذة التي سطرتها يراعة الأستاذ السلفي الفلسفي لكي أعلق عليها مداخلات هي كالهوامش الكاشفة لبعض مضموناتها، متمنياً على الشيوخ والأستاذة أن يفيضوا من علومهم ما تمس إليه حاجة ناشئتنا في مثل هذه الظروف العصيبة.
ومنطلقي في هذه التعليقة من الآية الكريمة في سورة النساء " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلهم الذين يستنبطونه منهم ".
فإن أمر الأمن أو الخوف يكون مدعاة للإذاعة والانتشار والتحادث والمحاورة لدى كثير ممن يطلقون لألسنتهم عنان الحديث دون روية، ومن يتلقونه بألسنتهم ويقولون بأفواههم .. دون وعي قلوبهم.والتوجيه الإلهي هو أن يردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، وأولو الأمر لفظ يشمل فيما يشمل أهل العلم، العلم بالشريعة الحاكمة المحكمة، والعلم بالوقائع والأحوال والحوادث.
ومع هذا لم يقل في النص (لعلموه)، وإنما قال " لعلمه الذين يستنبطونه منهم"، فإن في تداخل المسائل وتشابكها ما يخفى على كثير من العامة، وربما على بعض الخاصة أيضاً، فليس كلهم ممن يستنبطونه، وإنما القادرون على الاستنباط هم (منهم)، أي: بعضهم ممن لديه الملكة والعلم والخبرة وسعة الإدراك.
ومثل هؤلاء مؤهلون للقيام على تنمية وعي الأمة بشريعتها، وبواقعها وبالمخارج من أزماتها وفتنها.
إن من يعيش أزمة قد يعجبه أن يعيش الناس في أزمات، ويظن ذلك سبيلاً إلى الخروج من المحنة، على قاعدة (اشتدي أزمة تنفرجي)، دون أن يتمكن من روية الفكر في حساب الأسباب وبناء النتائج عليها (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) وربما يبدو لأول وهلة أن أزمة جديدة تؤهل لاستدراك ما سبقها، أو تمهد لإصلاح ما تلاها، مع أن ظاهر السنة أنها قد تزيد الأمر تعقيداً وشدة.
والعصمة هنا فيما هو من فعل الإنسان هو بتحكيم الشرع وتأكيد مرجعيته المطلقة، وفيما هو من قدر الله بالتسليم لأمره، والرضا بحكمة، والثقة بوعده، ومعرفة أنما يجري هو ضمن قانون ... التدافع الرباني " ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ".
وحين تكون الصورة معتمة يقع الظن بالمؤمن أن ما دفع الله من الشر والبلاء والفتن أعظم وأهول وأطول "لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ".
ولقد قيل هذا التأديب والعتب لأفضل جيل قادة أفضل نبي، محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه.
إن من الواجب إلجام الخيال عن الاسترسال وراء الظن المحض، والالتزام بالانخراط في تأسيس الوعي، وبناء الذات، وألا يوقف حدث ما مهما كان حجمه مشروعنا الإصلاحي البنائي المستمر، ولا يربك مسيرتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من جوانب الحدث الخيرة الكشف عن مواطن العلة في نفوسنا وعقولنا وأخلاقنا، والعباس رضي الله عنه كان يقول: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة)، وفي محكم التنزيل قيل لأهل أحد " هو من عند أنفسكم " ومن مواطن العلة الظاهرة اليوم أن نتصور أن الأزمة مطبقة على الأمة، ونستثني أنفسنا من هذا العموم، وأن نوزع الأدوار والمسؤوليات على هؤلاء وهؤلاء ونمنح أنفسنا إعفاء من هذا التكليف.
وربما لم يكن من تمام الحكمة أن أكون في كل الأحوال ملحاً على موقف محدّد، بينما نجد من مثل عمر الفاروق سنة الفرار من قدر الله إلى قدر الله، وهكذا في الشرع الفرار من شرع الله إلى شرع الله، وفي التنزيل (أن لا ملجأ من الله إلا إليه) (ففرو إلى الله) وهناك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله تعالى يقول: " اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ".
والأحسن يختلف من حال إلى حال، ومن طائفة إلى طائفة، وبهذا يتحقق التنوع في الأمة، وتسلم من إلحاحية الصدامية مع غيرها.
والانشقاقية مع نفسها.
إن ثمت انهيارات في الأمة متسترة تنتظر الفرصة المواتية لتطل وتكشف عن ذاتها، ولا يلزم من ذلك أن تكون الأزمات هي التي صنعتها، لكنها منحتها فرصة الظهور، والسنة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والوعي بالذات هو أول درجات البصيرة.
فلا بّد إذاً من وعي بأنفسنا، ندرك به جوانب النقص والخلل، وجوانب القوة والزكاء، في الفرد، وفي الأمة، ولماذا يمنع الإنسان نفسه من المقارنة مع شعوب ما ذاقت طعم العبودية لله، وما استنارت بعقيدة التوحيد، ومع ذلك ساهمت بوضوح في بناء حاضرها واستشراف مستقبلها ودفع المعرة عنها بسواعدها وعقولها.
ثم الوعي بخصمنا وجوانب قوته وضعفه و تركيبته وطريقة تفكيره، وليس من الوعي أن أقرأ قصاصة في جريدة عادية و اعتبرها تلخصياً أميناً لواقع الخصم أو رؤيته المستقبلية.
ثم تحديد طبيعة المواجهة التي يفرضها علينا الخصم ومواضع الأهمية فيها، سواء تعلقت بالنظم السياسية أو المناهج التعليمية أو المحاور الإعلامية أو الأنشطة الاقتصادية أو غيرها.
وأخيراً تحديد الموقف الشرعي المتوافق مع المطالب الأصلية في البناء والإصلاح والتدارك، ومع المطالب الطارئة في ردود الفعل المتوازنة مع المستجدات والأحداث.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر إنك سميع الدعاء.
وشكر الله لفضيلة الشيخ أطروحته المتميزة ورؤيته الثاقبة.
والحمد لله رب العاملين،،،
سلمان بن فهد العودة
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 04:58]ـ
للفائدة.
ـ[ولد برق]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:50]ـ
جزاك الله خيرا
جزا الله الشيخ العلامة يوسف على الموضوع و الشيخ سلمان على التعليق
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:12]ـ
للفائدة: هذا المقال كتبه الشيخ يوسف بعد حادث 11 سبتمر بأيام قليلة
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 01:49]ـ
جميل جدا ... بارك الله فيك.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 02:36]ـ
بصراحة كاملة
لم أفهم شيئاً، إنما هو حديث في البدهيات,,
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:47]ـ
سبحان من رزقهم العقول الراسخة , والفهم الثاقب.(/)
"معالم الهيمنة الامريكية على محاور السياسة الأوربية"!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:13]ـ
لا يخفى على كثير من المتابعين للحالة السياسية العالمية تزايد النفوذ الأمريكي العالمي وظهور قطب أوحد يهيمن على مفاتح اللعب العالميَّة، لا سيما بعد تفكك ما كان يسمَّى بدولة الاتحاد السوفيتي العظمى.
هذا هو الحال في حقبة "العالم الجديد" الذي أعلنت أمريكا قيامه و انفردت بالتحكم به.
و قد زادت احداث سبتمبر و ما تلاها من احتلال لافغانستان ثم العراق من تلك الحالة السياسية.
ليبدأ بعد ذلك تدريجيا ملامح التحول السياسي نحو القطب الأوحد من كثير من الدول الكبرى.
و سنستعرض في هذا المقال بعض ملامح ذلك التغير السياسي و معالم الاستخذاء السيادي لبعض تلك الدول التي كانت في السابق تعدُّ ضمن موازين القوى العالمية.
و التي اكتفت مؤخرا ـ في حقبة العالم الجديد ـ بكونها مجرد دولة حليفة ضمن سلسلة حلفاء استراتيجيين أو منفذ من منافذ العبور السياسي للولايات المتحدة الامريكية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
في بريطانيا:
توني بلير
يعد توني بلير رئيس الحكومة البريطانية الأسبق أشهر الرؤساء الاوربيين الذين اشتهر عنهم اعتمادهم لسياسات امريكية صريحة خلال تعامله مع استرايجيات ومجريات السياسة البريطانية الخارجية لاسيما في منطقة الشرق الوسط.
بل و اتهم داخلياً بتبعيته المطلقة للسياسة الامريكية، بينما عمد مغنٍ بريطاني شهير إلى السخرية من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير و تبعيته للرئيس الأميركي جورج بوش في أغنية شهيرة بعنوان " شوت ذي دوغ" (أطلق النار على الكلب).أخرِجت على شكل رسوم متحركة وكانت شعارا لمعارضي سياسات بلير الخارجية.
و قد تولى بلير رئاسة الحكومة لثلاث فترات رئاسية متتالية بدأت بعام 1997 وإنتهت بعام 2007 ورئيس حزب العمال البريطاني منذ عام 1994 ولغاية 2007.
حيثُ واصل بلير السياسة البريطانية المطابقة للسياسة الأميركية، و التي كانت كالظل لها في كثير من المواقف السياسية المصيرية.
كما كان في ما يتعلق بقضية الحصار على العراق، ثم التفتيش على أسلحته، والإبقاء على منطقتي الحظر الجوي شمالي العراق وجنوبه.
ومن الطريف أن المشاركة البريطانية في الغارات الأخيرة على العراق لقيت معارضة في الحكومة وفي صفوف حزب العمال الذي يرأسه بلير نفسه بينما أيدها حزب المحافظين المعارض بقوة و حماس شديدين.
و ظل بلير يتابع سلسلة سياساته الانضوائية الى أن إستقال من رئاسة الوزراء في 27 يونيو 2007 وذلك بعد أن استقال من زعامة الحزب العمالي، وخلفه في رئاسة الحزب ورئاسة الوزراء وزير المالية في حكومته و خليفته فيما بعد الرئيس البريطاني الحالي جوردون براون.
وفي نفس يوم إستقالته عين توني بلير مبعوثاً دولياً للجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام بالشرق الأوسط. ولذلك قدم استقالته من البرلمان البريطاني أيضا.
و يعتبر مجيء بلير الى ساحة الشرق الأوسط كمبعوث دولي لللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام بالشرق الأوسط، بعد رحيله عن رئاسة الحكومة البريطانية قرارا أميركيا مدروسا لدعم السياسات الامريكية في منطقة الشرق الوسط، حيث عملت الإدارة الامريكية الجمهورية بنصيحة وزيرة خارجيتها، كوندوليزا رايس، في «فرض» هذا التعيين «المفاجئ» لبلير.
جوردون براون.
و بالنسبة لخليفة بلير في رئاسة الوزراء البريطانية الرئيس البريطاني الحالي الأسكتلندي الاصل جوردون براون. و الذي كان ـ كسابقه ـ يشغل منصب وزير المالية البريطاني في حكومة بلير ليستلم منصب رئيس وزراء بريطانيا بتاريخ 27 يونيو 2007 خلفاً لطوني بلير
فهو ابن قس بروتستانتي بأحد كنائس اسكتلندا، و قد كان من أشد مؤيدي حرب العراق في 2003.
وان كان قد يستخدم أسلوبا لبقا لإبداء معارضته لأداء قوات التحالف عامة في الحرب.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:27]ـ
في فرنسا:
(يُتْبَعُ)
(/)
بالرغم من أن فرنسا كانت من المؤسسين لمنظمة حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة الدول الأوربية الغربية الأخرى سنة 1949 إثرَ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ لمواجهة خطر الاتحاد السوفيتي آنذاك، فإن مؤسس الجمهورية الفرنسية الرابعة شارل ديجول قرر عام 1966 الخروج من الهياكل العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، والاكتفاء بالانتماء السياسي للناتو، وهو ما فسره الجنرال ديجول آنذاك "بالمحافظة على استقلالية القرار الفرنسي أمام الهيمنة الأمريكية".
و عندما تولى الرئيس السابق "جاك شيراك" الحكم لمدة ولايتين رئاسيتين سكن فيها شيراك قصر الإليزية كان خلالهما يناهض فيها السياسات الامريكية العالمية، ويجسِّد الحلم الفرنسي بالعودة الى مقدمة صفوف موازين القوى العالمية المؤثرة أعاد الى الاذهان ـ حبنذاك ـ ذلك المثال الديغولي و ذلكم الحلم الفرنسي القديم.
و في خطبة توديع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك التي ألقاها "شيراك" نفسه يوم 11 - 3 - 2007 والتي دامت عشر دقائق؛ معلنا فيها اعتزامه عدم الترشح للانتخابات الفرنسية المقبلة، اعلن فيها نهاية حقبة كاملة من تاريخ فرنسا عُرفت باسم "الشيراكية"، لِيلوحَ عند ذلك اسم نيكولا ساركوزي في أفق رئاسة الجمهورية الفرنسية، فمن هو ساركوزي هذا؟؟
نيكولا ساركوزي:
يجب أن نعود إلى المجر في شرق أوروبا عندما قررت عائلة ساركوزي المكونة من:
والد نيكولا و هو المغامر السياسي "بول ساركوزي".
وأندري الملاح ابنة تاجر يهودي مجري.
حيثُ قرَّرا مغادرة البلاد سنة 1944 إلى وجهة مجهولة، بعد أن خشوا من تأميم أموالهم من قبل الشيوعيين الروس الذين أصبحت لهم اليد الطولى في"بودابست" عاصمة المجر.
ليحطوا رحالهم في اليونان، ومنها إلى فرنسا حيث سكنت عائلة "ساركوزي" في العاصمة باريس، وهناك أنجبوا وريثهم الأول "نيكولا" يوم (28 - 1 - 1955) وفيها بدأ حياته.
و في الحقيقة ان نيكولا ساركوزي هو آخر شخص ممكن تصوره رئيساً للجمهورية الفرنسية، و ذلك لعدة أسباب:
1ـ فهو مهاجر مجري، و لا يخفى العداء الشعبي المتصاعد في فرنسا تجاه "المهاجرين"، و لذلك فإن انحدار نيكولا من بنت تاجر من أوروبا الشرقية نقطة لا يُتحدث عنها كثيرا في الإعلام الفرنسي.
2ـ وهو من اصل يهودي "من ناحية الأم"، و لا ننسى دور فرنسا التاريخي في قيادة العالم الكاثوليكي المعادي لليهود،، إذن لم تأت مساندة يهود فرنسا لساركوزي من فراغ.
.
3ـ كما أن والد "نيكولا" له دور كبير ومشهور في العمالة لصالح الولايات المتحدة لوأد الثورة الشيوعية في المجر،و لذلك فقد فرَّ بثروته ـ بعد اخفاقه ـ الى باريس.
4ـ كما أنَّ "نيكولا" نفسه يُصنف ضمن عُتاة اعضاء الماسونية العالمية.
5ـ هذا عدا نرجسيته الزائده و تباهيه الواضح و اللذين لا يتناسبان مع اصله الاجنبي عن البلاد.
6ـ وكذلك مغامراته العاطفية المكشوفة و التي لا تتناسب مع تمثيله السياسي للدولة الفرنسية.
و لكن الأيدي الخفية صنعت من ذلك المهاجر الرجل القوي في اليمين الحاكم الفرنسي.
. ليكون من الداعين إلى القطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث 'تغيير عميق' في البلاد
ثم ليصبحَ وزير داخلية فرنسي ورئيس حزب التجمع من أجل الحركة الشعبية.
ثم استطاع بعد ذلك أن يربح في الإنتخابات الفرنسية بنسبة 53.2 % من أصوات الناخبين الفرنسيين وذلك بتاريخ 6 مايو 2007 ليصبح رئيسا للجمهورية الفرنسية خلفا للرئيس السابق جاك شيراك. و استلم مهامه رسميا بتاريخ 16 مايو 2007.
ليعلن عبر كثيرٍ من تصرفاته السياسية دورانه في فَلَك السياسة الامريكية و انقياده لها قلبا و قالباً، كما ان الرجل لا يخفي إعجابه بالنظام الليبرالي الأمريكي كلما حانت الفرصة، هذا مع مواقفه المساندة لإسرائيل واعتباره صديقا لها.
.
ـ و فيما اعتبره مراقبون إثباتا جديدا لتوجهاته القريبة من الولايات المتحدة أبدى الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" الرغبة في عودة مشروطة لفرنسا إلى حظيرة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وبهذه العودة المرتقبة إلى المؤسسة السياسية والعسكرية التي تقودها الولايات المتحدة، سيقوم ساركوزي بخطوة غير مسبوقة منذ عهد الرئيس الفرنسي "شارل ديجول".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا السبب بالذات لم ينس نيكولا ساركوزي في تقديمه "للكتاب الأبيض" الثلاثاء 17 - 6 - 2008، والخاص بإعادة تنظيم قوات الدفاع الفرنسية أن يذكِّر الجمهور بالثوابت الفرنسية التي خطها الرئيس الراحل ديجول".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 01:36]ـ
في ايطاليا:
يُعتبر الرئيس الايطالي الحالي سيلفيو برلسكوني من أقوى حلفاء الرئيس الأميركي جورج بوش.
وقد بعث برلسكوني بقوات إيطالية إلى العراق تتألف من 3000 رجل عقب احتلالها كنوع من التأييد لسياسات امريكا في المنطقة.
.، فمن هو برلسكوني هذا؟
سيلفيو برلسكوني:
رئيس وزراء ايطايا لثلاث فترات رئاسية، كان أبرزها الفترة الثانية التي قضاها من عام 2001 حتى 2006 م.
وكان والد سيلفيو برلسكوني مدير بنك، أما ابنه فهو رجل أعمال معروف مشهور بل مُغرِقٌ في الشهرة و الثراء.
إذ تصنف مجلة فوربس الإقتصادية سيلفيو برلسكوني كأغنى رجل في إيطاليا. فهو يرأس إمبراطورية مالية تضم العديد من المؤسسات الإعلامية والإعلانية وشركات التأمين والأغذية والبناء، بالإضافة إلى ملكيته لنادي إيه سي ميلان.
و تحيط ببرلسكوني كثير من الاتهامات حول علاقته بمافيا المخدرات، ممَّا يفسِّر لدى كثير من المحلِّلين الاقتصاديين سر صعود نجم برلسكوني و تنامي ثروته بتلكم السرعة الفلكية.
و لعل هذا يفسِّر مثول الرئيس الايطالي سلفيو برلسكوني امام القضاء لتبرير علاقته برئيس المافيا منذ سبعينات القرن الماضي، وتورط بعض مساعديه في عمليات مخدرات و تهريب وغسيل اموال، مما اضطر برلسكوني أن يمنح نفسه حق الحصانة العليا
امريكا في ايطاليا:
و لا ريب ان هناك حلفاً شبه معلن بين كل من "مافيا" و المخابرات الامريكية السي آي اي.
إذ تعود بداية الحلف الامريكي المافي الى الحرب العالمية الثانية، فأثناء تلك الحرب استخدمت أمريكا الاتصالات الايطالية بالفرع الامريكي لمنظمة "مافيا" الاجرامية خلال اجتياح إيطاليا وصقلية في الحرب العالمية الثانية وخلال عملية الإنزال الأميركي في جزيرة صقلية عام 1943.
فقد قام لاكي لوتشيانو وأعضاء آخرين في المافيا ـ الذين اعتقلوا خلال هذا الوقت بأمريكا بموجب صفقة مع الاستخبارات الأمريكية ـ بتزويد الاستخبارات الأمريكية ـ التي استخدمت نفوذ لوتشيانو لتسهيل الطريق أمام القوات الأمريكية المتقدمة ـ بخرائط وجداول المد والجزر ومواقع وأرصفة الموانئ والمعلومات الاستخبارية والطبوغرافية ذات الصلة بذلك
و خلال صفقة المقايضة التي جرت بين الطرفين تتحصَّل عصابات المافيا في المقابل على اختلاف أسرها على الآتي:
1ـ تحصل عصابات المافيا مقدماً على 25 مليون دولار
2ـ تكون للمافيا (حقوق حماية) بعد تحرير إيطاليا، لا تقتصر على مجرد التغاضي عن نشاط هذه العصابات في أميركا وحدها، وإنما تضمن فوق ذلك وزيادة عليه مشاركة فاعلة في النشاط الإيطالي.
3ـ تتشاور الجهات الأميركية المعنية مع زعماء عائلات المافيا في ترتيب "علاقة عمل" مع أجهزة الأمن الأميركية، تكفل كذلك تغطية نشاط عصاباتها في الولايات المتحدة ذاتها، بما في ذلك أن يكف مكتب التحقيقات الفيدرالية ( FBI) عن الوقيعة بين عائلاتها وتحريض بعضها على بعض.
وطبقاً لدكتور ألفرد. و. ماكوي، خبير تجارة المخدرات، فقد سمح للوتشيانو بإدارة شبكته من زنزانته جزاء مساعداته.
ـ وبعد الحرب تمت مكافأة لوتشيانو بترحيله إلى إيطاليا عام و تحديدا إلى صقلية 1946 حيث عاد هناك لاستئناف نشاطاته و بتوسع اكبر.
و لكن يبدو ان لوتشيانو كان قد رجع الى ايطاليا بأجندة عمل امريكية حيث تحدثت كثير من المصادر الرئيسية خلال تلك الفترة عن علاقات جديدة بين وكالة الاستخبارات الأمريكية و المافيا الكورسيكية ذات التاريخ العريق في عالم المخدرات.
برلسكوني رجل الاعمال:
ـ أنشأ برلسكوني أول قناة خاصة في إيطاليا في بلاده، كما قام بعد ذلك بانشاء إمبراطورية إعلامية تضم أكبر ثلاث شبكات تلفزيونية في ايطاليا ..
كما رأس نادي إيه سي ميلان الرياضي لكرة القدم في سنة 1980، ليشتري النادي بعد ذلك في عام 1986.
برلسكوني و السياسة:
قرر برلسكوني دخول السياسة سنة 1994 و أنشأ حزب Forza Italia الذي فاز معه في الإنتخابات التشريعية وتولى منصب رئيس الوزراء. اضطر لإستقالة من منصبه بعد بضعة أشهر بعد انتقل حليفه Lega Nord) إلى المعارضة.
ـ عاد برلسكوني إلى منصب رئيس وزراء إيطاليا عام 2001 بعد فوزه بالإنتخابات.
في 22 أبريل 2005 طلب منه رئيس إيطاليا تشكيل حكومة جديدة. و التي قدمها برلسكوني في 23 أبريل.
ـ و في 13 أبريل 2008 أجريت الانتخابات العامة في إيطاليا وشارك فيها 158 حزباً
وكانت نتيجة الانتخابات فوز حزب برلسكوني بنسبة 47 بالمائة من مقاعد مجلس الشيوخ وبنسبة 46 بالمائة من مقاعد مجلس النواب وهكذا انتصر بيرلسكوني في الانتخابات العامة وحصل علي رئاسة الحكومة الإيطالية للمرة الثالثة.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:11]ـ
.............
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 01:09]ـ
>>>>>>>>>>(/)
التوحيد أولاً وآخراً للشيخ عبدالله بن صالح العبيلان
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 06:14]ـ
التوحيد أولاً وآخراً
للشيخ عبدالله بن صالح العبيلان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له واشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله.
أما بعد:
فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
في هذه الليلة المباركة ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر ذي القعدة من العام ألف وأربعمائة وستة وعشرون من الهجرة النبوية.
حديثي هذه الليلة إنما هو في أمر عظيم أمر فرق الله عز وجل بسببه ولأجله بين العباد (ولذلك خلقهم) ألا وهو التوحيد كما سيأتي بيانه هو اعظم أمر أمر الله به العباد فإذا صلح توحيد الإنسان فان مادون التوحيد أمره هين ولم يميزنا الله تبارك وتعالى عن غيرنا من الأمم اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين وغيرهم من الوثنيين إلا بالتوحيد.
ومحور هذه المحاضرة يتضمن أموراً ثلاثة:
1 - ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما يدل على عظم أمر التوحيد وأهميته وانه الغاية في كل ما
يفعله المسلم وما يدعه.
2 - الكلام عن الشرك ومضار الشرك.
3 - الكلام على طريقة الشارع في حمايته لحمى التوحيد.
فأقول وبالله التوفيق:
الوجه الأول: التوحيد هو غاية الخلق فان الله تبارك وتعالى إنما خلق الجن والأنس ليوحدوه , ولذا قال تبارك وتعالى
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فقوله يعبدون أي يوحدون فان المرء لاتنفعه صلاة ولا صيام ولا حج ولا إحسان ولا بر مالم يكن موحدا
وماهو التوحيد؟
التوحيد هو إفراد الله بالعبادة؛ إفراده بالتعلق ولذلك غاية التوحيد من حيث المعنى انه إفراد الله بالتعلق بالعبادة وأما الشرك فغايته التعلق بغير الله.
والتوحيد يقوم على ركنين أساسيين قل من يجمع بينهما من الخلق وهذان الركنان دلت عليها كلمة التوحيد لا اله إلا الله ودل عليهما قوله تبارك وتعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) ما معنى يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله؟
هو معنى لا اله إلا الله فإنها جمعت بين أمرين:
الأول: نفي العبادة عما سوى الله.
الثاني: إثبات العبادة لله.
ولذا كان معنى لا اله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله تبارك وتعالى , ومن هنا فانه يخطئ من يظن أن معنى لا اله إلا الله أي لا خالق ولا رازق ولا مالك ولا مدبر إلا الله فهذا وان كان حق وهو نوع من أنواع التوحيد لكنه ليس التوحيد الذي ينجوا به العبد من عذاب الله ولذا لما قيل لكفار قريش (وإذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا ألهتنا لشاعر مجنون) ويقولون (اجعل الآلهة إله واحد) وهم في نفس الوقت يقول الله عنهم (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) ولذلك إذا أردت أن تعرف أن هذا ليس هو التوحيد الذي دعا إليه أنبياء الله أقوامهم من نوح إلى محمد فلو سئلت يهودي أو نصراني من خلق السموات؟ ليقول لك الله , بل إن هذا الأمر لا يكاد ينكره إلا مستكبر وإلا فقد قال الله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) .. (إن في صدورهم إلا كبرا ماهم ببالغيه).
إذن لتعلم أخي المسلم أن العبادة إذا لم تكن خالصة لله فإنها لا تنفع صاحبها كما سيأتي بيانه إن شاء الله ,
ولذا قال تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فسرها ابن عباس وغيره إن الإيمان المذكور في الآية هو الإيمان بربوبية الله أي توحيد الربوبية. فهم يؤمنون بان الله هو الخالق الرازق ومع ذلك يشركون مع الله غيره في العبادة. إذن الوجه الأول الذي يدل على عظم أمر التوحيد انه الغاية من خلق الجن والإنس.
الوجه الثاني: أن توحيد العبادة هو الغاية من إنزال الكتب السماوية ولذا قال تعالى (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير).
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثالث: أن توحيد الألوهية هو الغاية من إرسال الرسل قال سبحانه وتعالى (ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
الوجه الرابع: أن توحيد الألوهية هو الغاية من تطهير بيت الله كما قال تعالى (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
الوجه الخامس: أن توحيد العبادة غاية الجهاد وقتال الكفار فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها).
الوجه السادس: أن توحيد الألوهية هو دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام فكانوا يدعون أقوامهم إلى عبادة الله تعالى وحده ويقولون لأقوامهم (اعبدوا الله مالكم من اله غيره).
الوجه السابع: أن توحيد العبادة أول دعوة الرسل كما يظهر ذلك من آيات القران الكريم وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا اله إلا الله).
الوجه الثامن: أن توحيد العبادة كما أنه أول دعوة الرسل وكذلك هو آخر دعوة الرسل أيضا , فهو أول الأمر وآخر الأمر فقد وصى بها يعقوب عليه الصلاة والسلام بنيه فقال (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك واله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إله واحد ونحن له مسلمون) وقالت عائشة كما في الصحيحين لما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة جعل يطرح طرف خميصة على وجهة وكل ما اغتم كشفها وهو يقول (لعنت الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فهذه كانت آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لمن لقدوة الناس بعده لأصحابه رضي الله عنهم.
الوجه التاسع: أن توحيد الألوهية أول واجب وأخر واجب وأول ما يدخل به المرء في الإسلام أما بالنسبة للأولية فقد تقدم وأما بالنسبة لكونه أخر واجب وأنه يجب خروج المرء به من الدنيا قول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان أخر كلامه من الدنيا لا اله إلا الله دخل الجنة) وقال أيضا في الصحيح (من مات وهو يعلم أن لا اله إلا الله دخل الجنة).
الوجه العاشر: أن المرء لا يدخل في الإسلام ولا يصير موحد بمجرد إيمانه واعترافه بتوحيد الربوبية ولو أفنا عمره في ذلك حتى يؤمن ويقر بتوحيد الألوهية ولذا قال تبارك وتعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).
الوجه الحادي عشر: أن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى عمل احد ولا يقبله إلا بعد أن يأتي بالتوحيد ولذا بوب البخاري من قوله تعالى: (فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) بوب قال: باب العلم قبل القول والعمل وأعظم العلم وأشرفه هو العلم بالتوحيد بما دلت عليه كلمة التوحيد ولذا قال تبارك وتعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم)
*انتقل إلى نقطة أخرى وهي ما يضاد التوحيد ألا وهو الشرك ,
فالشرك كما لا يخفى عليكم هو تسوية المخلوق بالخالق في ماهو من خصائص الله أي ما لا يجوز صرفه لغير الله ولذا قال تبارك وتعالى عن بعض المشركين قال تبارك وتعالى عنهم (قالوا تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) إذن الشرك وأعني الشرك الأكبر هذا كما سيأتي ضرره أعظم من ضرر أي معصية أخرى من المعاصي كما سيأتي بيانه وتفصيله.
- الثاني بيان أضرار الشرك بالله:
أولا: أن الله لا يغفر الشرك إلا بالتوبة النصوح قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)
- ما الفرق بينه وبين بقية المعاصي؟
بقية المعاصي إذا مات الإنسان مصر عليها فان عقيدة أهل السنة والجماعة أن أمره إلى الله إن شاء عذبه وان شاء غفر له , أما من مات على الشرك فإنه لا يغفر ذنبه ومآله إلى النار عياذ بالله من النار.
الثاني: انه لا يجوز الاستغفار للمشرك بعد موته قال سبحانه (ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ماتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) وقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم (استأذنت ربي أن ازور قبر أمي فأذن لي واستأذنته أن استغفر لها فلم يأذن لي).
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: أن الشرك سبب دخول النار ابد الآبدين وعدم دخول الجنة قال تعالى (انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)
الرابع: أن الشرك يحبط العمل قال تعالى (ولوا أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون).
الخامس: أن الله ضرب للمشرك مثلا موبقا هادما فقال تعالى (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله كأنما خر من السماء فتخطفه الطيراو تهوي به الريح في مكان سحيق)
السادس: أن الشرك رجس وان المشرك نجس قال سبحانه وتعالى (يأيها الذين امنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا).
السابع: أن الشرك ظلم عظيم قال الله عز وجل عن عبده لقمان وهو يوصي ابنه: (يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم).
الثامن: أن الشرك اكبر ذنب على الإطلاق فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه أبو بكرة رضي الله عنه (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالها ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين .... الحديث).
انتقل إلى المسالة الثالثة وهي المهمة التي يحتاج إلى معرفتها كل وحد منا ألا وهي ,
طريقة الشارع في حماية حمى التوحيد:
المسالة الأولى: أن الشارع حذر من الغلو فقال تبارك وتعالى (يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إياكم والغلو في الدين فان الغلو في الدين اهلك من كان قبلكم).
المسالة الثانية: النهي الشديد عن صورة ذي الروح ولا سيما صور المعظمين وقد ورد التغليظ في المصورين فيما لا يخفى عليكم وانه يؤمر يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ.
المسألة الثالثة: التحذير البالغ من بناء القبب والمساجد على القبور وأنها هذا سبب مباشر للإشراك بالله تعالى فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصور فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله).
المسألة الرابعة: المنع الشديد والنهي البالغ عن تعظيم القبور بما لم يأذن به الشرع كالصلاة إليها أو عليها أو بينها أو فيها وتجصيصها وتزيينها والكتابة عليها أو مضاهاتها فعن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها).
المسالة الخامسة: الأمر بهدم بناء القبب والمساجد على القبور والأمر بتسويتها فقد قال ثمامة بن شفي كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأمر بتسويتها يعني تسوية القبور).
المسألة السادسة: التحذير الشديد من زيارة القبور للصلاة في المساجد عليها أو الدعاء عندها على ظن أن هذا أسرع إجابة أو للتبرك بها أو جعلها عيدا أو للحج إليها يشد إليها الرحال أو زيارتها لعبادة الله عندها في أي نوع كان من أنواع العبادة من ذبح أو نذر أو إعتكاف أو قراءة القران أو غير ذلك فان كل هذا من اعظم أسباب الوثنية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ...... الحديث).
المسألة السابعة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور مطلقا ثم إذنه بالزيارة وذلك للتزهيد بالدنيا وتذكير الآخرة والدعاء لأهل القبور بالمغفرة فقط هذا هو الغرض من الأذن في زيارة القبور لا لغرض أخر وبدون شد الرحال والحج والسعي إليها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) إذن العلة في نهيه عن زيارة القبور هو سد لباب من الأبواب التي قد تفضي إلى الشرك فلما تمكن العلم من قلوب الصحابة وعرفوا التوحيد وعرفوا الشرك علما وعرفوه معرفة تامة أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور.
المسألة الثامنة: الوعيد الشديد في تعظيم الإنسان في مالم يأذن به الشرع فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من سره أن يتمثل له الرجال قياما فلتبؤ مقعده من النار).
المسألة التاسعة: التحذير من طاعة المخلوق في معصية الخالق لأن عواقبها وخيمة ومنها التقليد الأعمى والتعصب الحزبي المذهبي ورد النصوص لأجل أقوال الأئمة فهذا من عبادة غير الله قال تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة العاشرة: الاحتراز عن التمائم والاحتياط في الرقى لتأكد من الرقية الشركية من الرقية السنية ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (من تعلق تميمة فلا أتم الله له) وإنما كان النهي عن تعليق التمائم لأن هذا من تعلق القلب بغير الله وقد سمعتم قبل قليل أن غاية الشرك هو التعلق بغير الله.
المسألة الحادية عشر: النهي عن الذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله أو في معبد للمشركين أو وثن لهم أو عيد من أعيادهم فقد قال ثابت بن الضحاك نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر ابل ببوانه فأت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني نذرت أن انحر ابل ببوانه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هل كان فيها وثن من أوثانهم فقالوا لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك فانه لا وفاء بنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم).
المسألة الثانية عشر: التحذير الشديد من كل مافيه وسيلة إلى الشرك بحجر أو شجر سد لذريعة الشرك فقد قال عمر بن الخطاب الفاروق حين قبل الحجر الأسود (إني اعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)
المسألة الثالثة عشر: المنع عن تتبع أثار الأنبياء والمرسلين فضلا عن الأولياء والصالحين لتقبلها واستلامها والالتزام بها وإجلالها أو التبرك بها أو الصلاة فيها أو الدعاء فيها وعندها من مساجدهم أو بيوتهم أو مجالسهم أو مقاماتهم ونحوها فيما لم يرد في الشرع الترغيب في تتبعها ولذا قال روى المعرور بن سويط قال خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في صلاة الفجر (الم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) (ولإيلاف قريش) فلما قضى حجه ورجع والناس يبتدرون فقال ما هذا فقالوا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر (هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا أثار أنبيائهم بيعا من عرضت له منكم صلاة فيه فليصل ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة فلا يصلي) ولذا قال الصنعاني في الثناء على دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
سلام على نجد ومن حل في نجد وان كان تسليمي على البعد لا يجدي
إلى أن قال في الثناء عليه:
ويعمر أركان الشريعة هادما مشاهد ضل الناس فيها عن الرشدي
أعادوا إليها معنى سواع ومثله يغوث وودا وبئس ذلك من ودي
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها كما يهتف المضطر بالصمد الفردي
وكم عقروا في سواحها من عقيدة أهلت لغير الله جهلا على عمدي
وكم طائف حول القبور مقبلا وملتمس الأركان منهن بالأيدي
أقف إلى هذا الحد وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن وفقه الله إلى تحقيق التوحيد فإن تحقيق التوحيد هو أعظم عمل يتقرب بها المسلم إلى ربه ولذا جاء في الصحيح من حديث سعيد بن جبير يرويه عن ابن عباس انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن سبعين ألف من هذه الأمة يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب) قال فخاض الناس في هؤلاء السبعين ألف منهم فقيل هم الذين صحبوا النبي وقيل هم الذين ولدوا في الإسلام فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال (هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون) يعني أنهم متعلقون بالله لم ينظروا إلى غيره تبارك وتعالى وهذا تحقيق التوحيد وتحقيق التوحيد هو أمر فوق ماهية التوحيد وإنما يكون تحقيق التوحيد بأمور ثلاث:
الأمر الأول: تحقيقه يعني تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدعة والمعصية فالشرك ينافي التوحيد بالكلية والبدعة تنافي كماله الواجب والمعصية تقدح فيه وتنقص ثوابه فمن أراد أن يحقق التوحيد فعليه أن يسلم توحيده من هذه الأمور الثلاثة , والمعصية لا يراد بها صغائر الذنوب فإن صغائر الذنوب تكفرها الصلاة والصيام وإنما المراد بالمعصية هي كبائر الذنوب وإلا قد قضى الله تبارك وتعالى أن من ترك واجتنب كبائر الذنوب فإن الله يكفر عنه سيئاته في قوله تبارك و تعالى
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) وبالله التوفيق وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ورسولنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
المصدر
http://islamancient.com/articles,item,45.html
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 04:38]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يضاف له مقال (التوحيد أولا ولكن) للشيخ ابراهيم عسعس
ويضاف هذا السؤال واجابته من برنامج الحياة كلمة حلقة الفن (2)
مقدم البرنامج:
طيب شكراً لك
إبراهيم تفضل من السعودية تفضل أخي إبراهيم وعليكم السلام ورحمة الله
المداخلة:
مساكم الله بالخير
الشيخ سلمان:
يمسيك بالخير
المداخلة:
سؤالي للشيخ سلمان وغيره من المشايخ والدعاة حفظهم الله
الشيخ سلمان:
الله يحفظك
المداخلة:
عن التوحيد والدعوة إليه خصوصاً الآن قد أتيحت لكم الفرصة عبر هذه القنوات الفضائية أن تنشر هذه الدعوة السلفية في أرجاء المعمورة خصوصاً ولا يخفى عليكم أهمية التوحيد وتعلمون حاجة المستمعين إليه في عصر عمت فيه البلوى بل وطمت فأصبح داعية التوحيد في الدعاء والعبادة متخلفاً وأنتم الآن قد أتيحت لكم الفرصة عبر هذه الفضائيات كما قلنا فيا ليت تركزون على هذه الموضوعات وخصوصاً أن البرنامج مشاهد من قبل شريحة كبيرة من الناس وخصوصاً عند هذه الدولة المباركة أصبحوا يلمزونها بالأحادية و ....... وما إلى ذلك حتى أن أبناؤها أصبحوا لا يتورعون عن وصف هذه الدعوة السلفية بالدعوة الوهابية خصوصاً وأنا نعلم أن الدعوة الوهابية ما وصفت بهذا الوصف إلا للنبذ والتشويه فلما نكرر هذا الوصف ولا نبين للناس ما معنى دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوة التوحيد أن نكون قد ساهمنا بذلك.
الشيخ سلمان:
هو صحيح كلام الأخ إبراهيم التوحيد من أعظم بل أقول التوحيد هو أعظم القيم التي جاء بها الإسلام يعني قضية وحدانية الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة حتى النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً كان يقول (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) وحتى كان صلى الله عليه وسلم مثلاً لما كسفت الشمس وقال الناس كسفت لموت إبراهيم قال (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده ولا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته) نحن نجد قبل أمس جاء المطر في بعض البلاد وكان أحد الشباب نازل ضيف على مجموعة فقالوا المطر جاء ما شاء الله على وجهك وقدومك فابتسم ابتسامة المعجب بهذه الكلمة بينما النبي صلى الله عليه وسلم ما تركها تفوت لما قال الصاحبة كسفت الشمس لموت إبراهيم وهذا كله من تعظيم جانب توحيد الله سبحانه وتعالى هذه أعظم القيم الإسلامية على الإطلاق وينبغي أن تكون حاضرة ولو لم تكن حاضرة بعبارات لأني أود أن أقول أنه نحن أحياناً قد نكون تعودت أسماعنا على كلمات نريد أن نسمعها نحن حتى نطمئن إلى أن الخطاب سليم والخطاب جيد وقد لا تكون هذه العبارات تؤدي الهدف عند المقصودين فهنا التوحيد مفهوم شامل قد يتسلل من خلال حديث عام في موضوع ليس شديد اللصوق بموضوع التوحيد ولكنه في النهاية يؤدي إليه ويعطي ثمرته فينبغي أنه يكون في نوع من الاهتمام بهذا الجانب أولاً والتنويع في طريقة كما قال الله سبحانه وتعالى (وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون).
مقدم البرنامج:
وهذه حقيقة التوحيد هو منطلق ومستهدف بنفس الوقت في كل جزئية يتحدث عنها عن الإسلام.
الشيخ سلمان:
هو الأخ إبراهيم تكلم أيضاً عن نقطة مهمة مسألة الوهابية وأن البعض يتحدثون عن الوهابية فأقول الوهابية ليست الحقيقة صفة ذم حتى أصدقاء الدعوة الوهابية يذكرون هذا نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولكن هذه الدعوة هي أحد الحركات التجديدية في العالم الإسلامي كما هو معروف.
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 06:39]ـ
التوحيد أولا ولكن
ولكن ماذا؟!
هو صحيح ...
انظروا التمريض والتهوين ... لدعوة الرسل
اتركوا عنكم هذه القنوات الممرضة ...
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 07:12]ـ
دعوة المرسلين لا دعوة الزائغين
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1266
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 07:29]ـ
يا أخى مفيش زيغ ولا حاجة
المسالة عبارة عن زيادات مقبولة فقط لا أكثر
ولما العلماء يتكلوا عن التوحيد اولا لايشترط أن يحشدوا ويتكلموا عن كل ما يتعلق بالموضوع
يعنى هم لا ينكروا ما أضافه غيرهم
أرجو أن تكون فهمت
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 08:46]ـ
جزاك الله خيراً، أخي (ابن ابراهيم)؛ وحفظ الله الشيخ (العبيلان). آمين
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 09:28]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ العبيلان ..(/)
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري: دراسة نقدية
ـ[نصر]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 12:21]ـ
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري: دراسة نقدية تحليلية هادفة
د. خالد كبير علال -الجزائر-
للتحميل
http://www.fustat.com/books/allal_5_8.doc
مع الشكر للدكتور خالد علال
والشكر موصول لمجلة الفسطاط http://www.fustat.com
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:39]ـ
ولك نصيب من الشكر، جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:50]ـ
شكر الله لك أخي نصر
وسلامي لأخي الحبيب أبي ضياء
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:54]ـ
الملف بعد تحميله لايفتح معي
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:13]ـ
شكر الله لك أخي نصر
وسلامي لأخي الحبيب أبي ضياء
سلّمك الله ومن تحب. أسأل الله لك دوام الصحة، والعافية في الدنيا والآخرة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:47]ـ
هل كان محمد أركون قرأت فى احد المواقع عنه؟(/)
يهودي من الدونمة يفضح منظمة أركين كون السرية .. !!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:04]ـ
فوجئت إحدى دوريات الشركة التركية بالعثور على عدد هائل من الوثائق السرية المهمة التي تكشف عن منظمة سرية إرهابية سميت Ergenekon نسبة إلى مؤسسها أحد قادة البحرية التركية المتقاعدين برتبة فريق بحري والتف حوله عدد من زملائه المتقاعدين من باشوات الجيش التركي وتسعى هذه المنظمة لتركيز العلمانية بالقوة ولها توجهات يسارية حيث كشفت هذه الوثائق السرية عن تعاون مشترك مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي وعقد صفقات مشبوهة لتهريب المخدرات عبر تركيا إلى أوروبا لتمويل نشاطات منظمتهم الإرهابية السرية.
وسيتم تقديم أعضائها للقضاء في محكمة اسطنبول العليا في الأيام القليلة القادمة بعد استكمال مرافعة الادعاء العام بناءً على الكم الكثير من الوثائق المهمة جداً التي تكشف أسراراً خطيرة على الأمن الوطني التركي!
وقد جرت محاولة لاغتيال النائب أكين بروال تم الاتفاق لتنفيذها بين أعضاء المنظمة السرية وحزب العمال التركي إثر مطالبة النائب بردال عرض قضية تهريب كبرى جرت في أسطنبول وتستر على أشخاصها قائد شرطة أسطنبول، كما أن تفجير المحكمة العليا في إحدى ضواحي أسطنبول كانت عملية إرهابية مشتركة بين منظمة أركن كون وحزب العمال التركي. وصرح المدعي العام في ولاية أسطنبول اتهام السيد دوغو برينشك زعيم حزب العمال التركي ورجل الأعمال محمود يلديرم وهو من أبرز رؤوس المافيا التركيا. كما اعترف أحد أعضائها في مدينة سيناس عن مسؤولية منظمتهم السرية في تفجير فندق مديماك الذي راح ضيحته أكثر من 37 من رجال الأعمال الأتراك.
واستدلت الشركة التركية على الرأس المدبر لهذه العصابة السرية وجاءت المفاجأة المذهلة بأن الصحفي (تونجاي أككون) وهو من أقرب الصحفيين إلى الجمعيات الإسلامية وعمل سكرتيراً خاصاً لشخصية إسلامية كبيرة في أسطنبول وأثناء التحقيق معه أطلعهم على مستودع كبير أسفل منزله يحتوي على كميات متعددة لأسلحة يدوية مختلفة وملفات سرية تحتوي على أسرار سياسية مذهلة لرؤساء تحرير صحف وقادة عسكريين وقياديي أحزاب سياسية.
وهدد رجال الشرطة في اسطنبول بكشف ملفاتهم السرية والمودعة في إحدى خزانات البنوك الكندية وتم تهريبه خارج تركيا على إحدى رحلات الخطوط التركية إلى لندن ومن ثم استقر في كنيست يهودي في العاصمة الكندية أتاوة وأعلن شخصيته الحقيقية من خلال مناظرة تلفزيونية في إحدى الفضائيات التركية بأنه عاش ثلاثين عاماً بغطاء الصحافة وقريبا جداً مع زعماء التيار الإسلامي في اسطنبول كمسلم ملتزم واستطاع أن ينظم لهذه المنظمة السرية الإرهابية بواسطة أحد أصدقائه من ضباط البحرية في قاعدة اسطنبول والذي أمنه على ملفات خطرة وسرية تتعلق بالحياة السياسية دون مسؤولية جزائية إلا أنه أعلن خشيته من عودة عمليات التعذيب التي تعرض لها قبل هروبه من اسطنبول وأنه سعيد بإعلان وضعه الحالي كمساعد لخاخام أتاوة وتحت حماية تشكيلات الموساد العالمية!
ويتزامن الكشف عن أسرار هذه العصابة الخطرة مرافعة الدفاع عن حزب العدالة والتنمية وقادته الواحد والستين ورد التهم عنهم بمعاداة العلمانية والعمل على تحويل تركيا نحو النظام الإسلامي والعودة للخلافة العثمانية وسيتم إصدار الحكم النهائي من قبل المحكمة الدستورية في منتصف الأسبوع القادم ويرجح المحللون السياسيون في أنقرة أن يتوجه قرار المحكمة بحرمان حزب العدالة والتنمية من المساعدة المالية الحكومية وتوجيه تنبيه نهائي لقادة الحزب بالتمسك بالعلمانية الكمالية وإيقاف العمل بالقوانين الصادرة عن الحكومة الحالية برئاسة أردوغان والمعارض للنهج العلماني والقريب للتيار الإسلامي.
وتسربت معلومات هامة جداً عن المجتمع الإعلامي التركي وبالذات صحافة وفضائيات مدينة اسطنبول لانتماء معظم أجهزتها التنفيذية لمنظمات وأجهزة استخباراتية أجنبية ابتداء من الاستخبارات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلية وانتهاء بالمافيا العالمية! ويمثل كشف أسماء بعض الصحفيين المنتمين لدور إعلام علمانية مشهورة وانتماءاتهم لجهات أجنبية خسارتهم لمصداقية شرف المهنة الصحفية وانتصارا معنويا للصحافة الوطنية والإسلامية والتي تعتمد على أقلام شريفة ونزيهة لا تعتمد صفقات الابتزاز السياسي والاجتماعي التي كان يمارسها أعضاء منظمة أركين كون الإرهابية.
وقد تكشف محاكمة أعضاء هذه العصابة الإرهابية عن أسرار ومواقف سياسية تؤثر على الحياة العامة في تركيا ولأكثر من عشرين عاماً مضت كعمر هذه المنظمة السرية وبالذات في أروقة المؤسسة العسكرية لانتماء العديد من القادة السابقين في القوات المسلحة التركية، فالجنرال خورشيد تولون قائد القوات البرية السابق والجنرال شنير أري قائد فرقة الجندرمة التركية والجنرال ولي كجك والعديد من الصحفيين المشهورين وبعض المنظمات العلمانية الكمالية (جمعية أفكار أتاتورك)، وسفكي أرين رول الناطق باسم البطرياركية الأرثوذوكس في اسطنبول والبروفسور أوميت صايق عضو مشارك في جامعة أسطنبول ومعمر كارابلوت المشرف العام على مجمع أيا صوفيا والمكتب الكنسي المسيحي وهذه المجموعة غير المتجانسة فكرياً وجامعها المشترك العمل الانقلابي لتغيير الحياة السياسية في تركيا وبأي وسيلة كانت دون الأخذ بالمصلحة العليا للأمن القومي التركي وقد تكون الأيام القليلة القادمة حبلى بأسرار وأحداث تؤثر كثيراً على استقرار وأمن الشعب التركي الشقيق!(/)
التقليد في الاعتقاد
ـ[المرضي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:51]ـ
الإخوة الكرام،
هل التقليد جائز مسائل الاعتقاد؟(/)
السنن الإلهية فيمن ترك تحكيم الشريعة الربانية
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 05:58]ـ
السنن الإلهية فيمن ترك تحكيم الشريعة الربانية
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
- في يوما ما , قريب عهده بنا , أذن المؤذن يعلمنا دخول وقت العشاء , فذهبت إلى المسجد وصليت ثم رجعت , فرأيت سيارات تقف أمام جمعية من الجمعيات , ورأيت هذه السيارات مليئة بأجهزة الحاسوب والأوراق وغيرها من الحاجيات , تخطيت هذه السيارات , وقلت في نفسي: ماذا يفعلون؟ ثم تذكرت .... إنهم يعاقبون هذه الجمعيات وأصحابها على خلفية التفجيرات الأخيرة , وصلت إلى البيت , وصعدت إلى السطح , ونظرت إلى السماء , أتفكر في مخلوقات الله تعالى , ثم خطرت لي خاطرة ملحة , تحمل سؤالا وجيها , ألا وهو: لماذا هذه التفجيرات؟ لماذا لا يستقر الوضع (للحكومة الراشدة)؟ , لماذا لا يكف العلمانيون وغيرهم عن مضايقتها؟ , ماذا فعلوا حتى يحدث لهم هذا كله؟ تاملت في هذه التساؤلات , وأتبعت التأمل تأملا , ثم هداني ربي إلى السر الذي سبب كل ما حدث من مصائب وكوارث , إنها السنن الربانية في معاقبة من ترك تحكيم شريعة رب البرية - سبحانه وتعالى -.
- أحبتي في الله: إن الله تعالى خلق هذا الكون , وخلق فيه قوانين ونواميس وسننا , هذه السنن لا تحابي أحدا على حساب أحد وبالمطلق , هذه السنن لا تعرف ما يسمى عندنا " بفيتامين واو " , هذه السنن لا تتبدل ولا تتغير ولا تتحول , بل إنك تراها دوما ما إن حصلت أسبابها تحصل , وما إن تتخلف أسبابها تتخلف , وحول هذا المعنى يقول مولانا العظيم:" فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" (فاطر:43) , ويقول الجليل الكبير:" سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " (الفتح:23) , ويقول الحكيم العليم:" وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا " (الكهف:27) , وبعد ما أسلفنا قوله , هلا تولدت عندنا الحاجة الملحة لفقه هذه السنن , وهلا جاريناها وسرنا في تيارها , فإن السعيد من ضبط حياته بهذه السنن , والتعيس من عارض وكابر وخالف هذه السنن , ومن أجل ذلك كان مقالي هذا والذي عنونته ب"السنن الإلهية فيمن ترك تحكيم الشريعة الربانية "
- أحبتي في الله: من سنن الله تبارك وتعالى فيمن ترك تحيم الشريعة الربانية أن يبتليه الله بالجوع والفقر والحرمان , قال الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ" (المائدة:66) , فإذا كان الله سيكب عليهم نعمه إذا أقاموا شرعه , فماذا سيفعل بهم إن انحرفوا وزاغوا عنه؟ , وحتى ولو لم يبتليهم بما تقدم , فإن نهاية نعيمهم إلى هلاك , ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون , قال الله تعالى:" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ" (الأنعام:44) , قال مولاي الحليم الرحيم:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (الأعراف:96) , وإن من مظاهر تنحية شريعة الرحمن: منع الزكاة عن مستحقيها وعدم مطالبة السلطان ممن كانوا من أهلها بما يجب عليهم فيها , فنتج عن ذلك من القحط وقلة المطر وضيق الرزق ما الله به عليم , أخرج الحاكم في مستدركه وصححه الألباني من حديث ابن عمر: أن الرسول -
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم - قال: ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا " , وهنا لا بد أن نعلم أن الفقر وما سببه الحصار الظالم الباغي لن يزول بالتبرؤ من النوايا بإقامة إمارة إسلامية , بل ستنتهي بطاعة الله واجتناب ما عنه نهى , وتطبيق ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عند مولاه , والثبات عليه إلى يوم نلقاه - سبحانه وتعالى - , ولنعلم أن مقاليد الكون بيد الله , فيا لسعادة من احتمى بحماه , ولجأ إلى مولاه , وثبت على منهجه وهداه , قال الله تعالى:" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" (القصص 57).
- أحبتي في الله: ومن سنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير فيمن ترك تحكيم الشريعة , أن تسود بينهم العداوة والبغضاء والشحناء , والتي وصفها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثه الصحيحة بالحالقة وقال:" لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " , فهل تنبهتم إلى هذا يا من تركتم تحكيم الشريعة الغراء؟!!! , قال الله تعالى:" وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" (المائدة14) , بل إنني أقول: إن الأمر لن يقف عند مجرد العداوة والبغضاء , بل سيتعداها إلى تبادل الإضرار المادي بين أبناء تلكم الجماعة التي تركت تحكيم الشريعة , ودليلي على هذا الفهم ما أخرجه البيهقي في سننه وقال الألباني صحيح لغيره من حديث ابن عمر: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "وما عطلوا كتاب الله وسنة رسوله , إلا جعل الله بأسهم بينهم ".
- أحبتي في الله: وإذا حصلت العداوة والبغضاء , وحصل البأس بين أفراد الجماعة الواحدة التي نحت الشريعة عن الحكم والتحاكم , فسينتج بعد ذلك مباشرة النزاع والخلاف والتفرق , لأن تطبيق شريعة السماء على نطاق الفرد والأسرة والمؤسسة والجماعة هو الضمان الوحيد لاستمرار الوحدة والتوحد بين المسلمين وإلا فلا , قال الله تعالى:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (آل عمران:103) , والألفة بين أبناء الجماعة الواحدة إرادة ربانية , لا يأذن الله بها إلا لمن توحدوا على دينه وحكموا وتحاكموا إلى شرعه ومنهجه , قال الله تعالى:" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (الأنفال:63) , وإن من أروع ما استفدته من أحد مشائخي قوله:"العرب جنس فريد , جنس أصيل لا يعز إلا بدين " , نعم: قد يتوحد غيرنا على غير الدين , وقد يبنون حضارة وعزة وسؤددا على غير الدين كذلك , ولكننا لن نتوحد ولن نعز ولن نحصل على الكرامة والسؤؤد إلا بالدين الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - , أخرج أحمد في مسنده وصححه الألباني من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:"يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وكنتم عالة فأغناكم الله بي أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها الأنصار شعار والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" , قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله " , ولكن: يا حسرة على العباد , أين من يسمع هذا الكلام , ويقرأه بموضوعية , ويرجع عن باطله إذا ما تبين له الحق؟!!! , ولا يسعني هنا إلا أن أذكرك بقوله تعالى:" وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (آل عمران:105) , وبقوله سبحانه:" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الأنفال:46) , وأقول: إن أهل النزاع والفرقة هم من انحرفوا عن تطبيق شريعة السماء , لا من يدعون لتطبيقها , فلنتفهم هذا يا رحمكم الله ورعاكم.
أحبتي في الله: وإن من سنن الله فيمن ترك تطبيق شرعه , ان يسلط عليه عدوه , ليهينه وينتهك عرضه ويسلبه ماله ويسلب خيراته ويستولي على مقدراته ومقدساته , فهل عقلت (حكومتنا الراشدة) وغيرها من حكومات طواغيت العرب ذلك؟!!! , هاأنذا أذكر , عساهم يكونون من أهل الذكرى , أخرج البيهقي في سننه وقال الألباني صحيح لغيره من حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال -:" ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط الله عليهم عدوهم , فاستنقذوا بعضا مما في أيديهم " , إخوتاه: سمعت هذا الحديث , وعقلته , ثم نظرت إلى واقع المسلمين اليوم وقلت: حقا , صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم , قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله -: " لاتحسبن أن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 05:59]ـ
لمن يريد: الجزء الثاني من المقال
*
*
*
*
*
*
*
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 06:00]ـ
السنن الإلهية فيمن ترك تحكيم الشريعة الربانية (2)
أبو يونس العباسي
أحبتي في الله: أترانا عندما يؤخذ علينا الميثاق أن نتعلم الشريعة ونلتزمها ونعلمها ونلزم بها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا , فنتنكب ونتنكص عن هذا الميثاق , ونبيع ديننا بدنيانا , ونحكم ونتحاكم ونتعلم ونعلم ونلتزم ونلزم بالقوانين الوضعية , ما هي سنة الله تعالى في أمثالنا؟!!! .... طبعا لن أجيبكم أنا , بل سيجيبكم مولاى ومولاكم , قال الله تعالى: " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (المائدة:13) , وإن تعجب فعجبك من مشائخ الأحزاب , وعلماء الطواغيت , الذين خانوا وضيعوا ودلسوا ولبسوا الحق بالباطل , على مثل هؤلاء ينطبق قول رب الأرض والسماء:" وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " (آل عمران:187).
- أحبتي في الله: وأنا أتفكر فيما أعلم وتعلمون , أغفت عيني إغفاءة , ورأيتني أتوجه إلى رجال يقال عنهم: أنهم من أهل العلم , ولكني ما رأيت ذلك باديا عليهم , وكانوا يمسكون في أيديهم كتابا رقم عليه:"القانون الأساسي الفلسطيني " , فما وجدتني إلا وانا أصرخ في وجوههم قائلا: "يا هؤلاء: لاأمن ولاأمان وأنتم تحكمون وتتحاكمون إلى شريعة الشيطان؟ .... انتبهت عند ذلك وظللت أردد: لا أمن ولا أمان ونحن نطبق شريعة الشيطان , ثم لاحت على خاطري تلك الآية التي يقول الله فيها:" الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" (الأنعام:82) , وما إن انتهيت من تذكر هذه الآية حتى لاح على خاطري قوله تعالى:" وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون" (المائدة:45) , ثم قلت: الأمن والأمان فقط لمن لم يلبس إيمانه بظلم , هو فقط لمن لم يلبس إيمانه بترك تحكيم شريعة الرحمن والالتزام والإلزام بتحكيم شريعة الشيطان.
- أحبتي في الله: وقمن بمن ترك تحكيم الشريعة , بل وحكم القوانين الوضعية أن يعاقب في الحياة الدنيا وقبل الآخرة , ولنعي هذه القضية تعالوا لنستمع إلى خطاب الله لرسوله وحبيبه محمد - صلى الله عليه وسلم:" وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ... وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ... إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ... " (الإسراء:,75,74,73) , فانظر يا رحمك الله كيف سمى الله التفريط في الدين فتنة , والله يقول عن الفتنة:"والفتنة أكبر من القتل " , وجعل الله من أنواع هذه الفتنة: إبدال أوامر الله بأوامر غيره , وإبدال دينه وشرعه , بدين غيره وبشرع من سواه , ثم أتبع ذلك بذكر الجزاء على هذه الجريمة , والجزاء هو: مضاعفة العقوبة لفاعلي هذه الجريمة في الدنيا والآخرة , انتبهو يا اتباع البرلمانيين الإسلاميين , فضلا عن العلمانيين "عقوبة مضاعفة في الدنيا والآخرة" , ثم رد ربنا على من يتحجج بتركه للشريعة بالخوف من العدو الكافر فقال:" وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ... سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا َحْوِيلًا " (الإسراء:77,76) , والمعنى: لا تخافوا ما دام الله معكم , فإن من كان الله معه فمن ضده , ومن كان الله ضده فمن معه , وهنا لا بد من وقفة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ليعلم كل من اقترف جرم ترك تحكيم الشريعة وتحكيم القوانين الوضعية , أن من سنن الله فيمن يدخل الواسطة في حكمه على الناس , وقضاءه في مشاكلهم أنه هالك ولا محالة , فكيف بمن ترك تحكيم الشريعة بالكلية , أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها -:" أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" , ولتضح الصورة أكثر نذكرك بقوله تعالى:" فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" (البقرة:59) , ولعل أحدا يقول: وهل من ترك تحكيم الشريعة ظالم؟ أقول هو ظالم وليس بمؤمن كذلك , قال ذو الجبروت والملكوت:" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " (الائدة:45) , وقال جل جلاله:" وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ " (المائدة:43) , وقال جلت قدرته:" وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ" (المائدة:49) , والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقول علماء القواعد.
أحبتي في الله: وأنا أكتب هذا الكلام أتخيل أحدهم يقول لي: يا هذا , اتعلم عمن تتكلم , انت تتكلم عن أناس فعلوا وفعلوا , وعملوا وعملوا , وذهبوا وأتو , وكروا وفروا , فأقول أعمالهم هذه لا تغني عنهم شيئا يوم يتركون تحكيم الشريعة , ويلتزمون تحكيم القوانين الوضعية , فالصورة باتت واضحة بما لا يدع مجالا للترقيع , حقا: لقد انفرط العقد وصعب الرقع على الراقع , قال الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " (المائدة:68) , قال ابن كثير: "لستم على شيئ" يعني: لستم على شيئ من الدين , حقا: إن من فعل مثل هذا الجرم لهو ضال ضائع تائه , لا يعرف لنفسه هدفا , أقواله متضاربة , عقيدته مذبذبه , أفعاله عشوائية ملخبطة , أخرج مالك في موطأه مرسلا ووصله الحاكم وصححه الألباني من حديث أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال:"ركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم (ما تمسكتم بهما) كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض " وأما بالنسبة للتمكين , فسوف يسحب بساطه من تحت أرجلكم , إن لم تتوبوا إلى الله وتحكموا وتتحاكموا إلى شرعه , قال الله تعالى:" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (النور:55) , إذن: فشرط التمكين عبادة غير مصحوبة بشرك ولا بكفر , والله تعالى يقول:" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " (المائدة44) , ولنتأمل في قول الله تعالى عندما قال:" الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" (الحج:41) ,
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أقام الصلاة وآتى الزكاة وامر بالمعروف ونهى عن المنكر سيديم الله تمكينه , ويزيده تمكينا إلى تمكين , وإلا فلا , وإن العرب قالت: بضدها تتميز الأشياء , والضد يظهر حسنه الضد , فتأمل في الآية وخاصة في قول المولى: "ولله عاقبة الأمور" , وأذكركم أيها الكرماء بقول رب الأرض والسماء:" قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة:100).
-أحبتي في الله: أتخيل بعض ردود الأفعال تخاطبني وتقول لي: يكفي .... , اسكت , لا تتكلم , أصابنا الملل والضجر من كتاباتك , فأقول لهم: قال الله لأهل أحد وهم من هم:" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران:165) , قالوا: يكفي , قلت:إني أعظكم لا من أجلكم فحسب , بل من أجل مصلحتي الشرعية ومصلحة من معي من الرعية , قال الله تعالى:" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ... كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" (المائدة:79,78) , وقال سبحانه:" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الأنفال:25) , قال جل في علاه:" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" (الأعراف165) , وعند الطبراني وصححه الألباني من حديث ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أيما رجل آتاه الله علما فكتمه , ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " , قالوا: يكفي , قلت: اكتفيت , والحمد لله رب العالمين , ولا حول ولا قوة إلا بالله , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوة التوحيد: سننتصر بإذن الله , ستكون العاقبة لنا , سنرفع راية العقاب على الأقصى , وفوق الجامع الأزهر , وفوق الجامع الأموي , وسنرفعها بحق وحقيقة في جزيرة العرب , سنعليها في سماء إيران , وفوق قباب الأندلس و سنرفعها فوق البيت الأبيض بإذن الله , ويومها سنحوله لمسجد يركع ويسجد فيه لرب العالمين , إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وإننا لصادقون.
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 06:45]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 08:44]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
حياكم وبياكم وجعل الجنة مثولنا ومثواكم وبارك الله مسعاكم
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 03:18]ـ
جزاك الله خيرا أبا يونس العباسي على ما تفضلت به ..
الذي يميع عقيدته فيكون أخا للعلمانيين تارة .. وللنصارى تارة أخرى، إيش يخلص له من إيمانه سوى دوار البحر، والولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان، ومن لم يوالي في الله ويعادي في الله فلا يستحق أن يكون عبدا لله، قال تعالى: (قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .. ). وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق .. ) وهؤلاء العلمانيون والنصارى هم أعداء الإسلام ومع ذلك اتخذوهم أولياء فيتقربون إليهم ويتوددون، بل جعلوهم شركاء في الحكم، فهم على سنة العلمانيين لا على الكتاب والسنة.
الإسلام هو الإستسلام لله تعالى والإنقياد له بالطاعة وموالاة أولياءه ومعاداة أعداءه، هذه هي عقيدة التوحيد، لا موالاة العلمانيين و النصارى والتودد لهم واعتبارهم أخوة في الوطن، بل إن هذه أخوة في الوثن، لأن هذه الأوثان اتخذت دساتير وضعية يتحاكمون إليها عند التنازع، مضاهاة لقوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) يشترك في ذلك العلمانيون والنصارى والبرلمانيون، فالرابط بينهم هو الدستور عند التنازع، لا كتاب الله تعالى وسنة نبيه، ألا تراهم يقسمون على احترامه وتقديسه فيقولون (أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور)، أي يحترم الطاغوت المطاع من دون الله، ومن كان يحترم الطاغوت فلا تتأسى عليه بل تبرأ منه وهذا هو الواجب ولك في إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة.
وهذه سنة الله تعالى فيمن زاغ عن سبيل الحق واتبع سبيل الباطل، قال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين) قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به أزاغ الله قلوبهم عن الهدى وأسكنها الشك والحيرة والخذلان (4/ 460).
فلا زالوا في شك من أمرهم هل يجعلونها دولة أم دولتان ..
وما زالوا في حيرة من أمرهم هل يطلقون الصواريخ أم يوقفونها ..
ولم يحصلوا من ذلك إلا .. الخذلان
ختاما .. كيف تستقيم إرادة تغيير الباطل مع القسم على الإيمان به واحترامه؟! سوال هل له من مجاوب.
وصلى الله على محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 05:53]ـ
[ quote= أبو عمر الماردي;132005] ومن لم يوالي في الله ويعادي
المعذرة .. جل من لا يسهو .. الصواب حذف حرف العلة في يوالي ويعادي ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 09:04]ـ
جزاك الله خيرا أبا يونس العباسي على ما تفضلت به ..
الذي يميع عقيدته فيكون أخا للعلمانيين تارة .. وللنصارى تارة أخرى، إيش يخلص له من إيمانه سوى دوار البحر، والولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان، ومن لم يوالي في الله ويعادي في الله فلا يستحق أن يكون عبدا لله، قال تعالى: (قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .. ). وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق .. ) وهؤلاء العلمانيون والنصارى هم أعداء الإسلام ومع ذلك اتخذوهم أولياء فيتقربون إليهم ويتوددون، بل جعلوهم شركاء في الحكم، فهم على سنة العلمانيين لا على الكتاب والسنة.
الإسلام هو الإستسلام لله تعالى والإنقياد له بالطاعة وموالاة أولياءه ومعاداة أعداءه، هذه هي عقيدة التوحيد، لا موالاة العلمانيين و النصارى والتودد لهم واعتبارهم أخوة في الوطن، بل إن هذه أخوة في الوثن، لأن هذه الأوثان اتخذت دساتير وضعية يتحاكمون إليها عند التنازع، مضاهاة لقوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) يشترك في ذلك العلمانيون والنصارى والبرلمانيون، فالرابط بينهم هو الدستور عند التنازع، لا كتاب الله تعالى وسنة نبيه، ألا تراهم يقسمون على احترامه وتقديسه فيقولون (أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور)، أي يحترم الطاغوت المطاع من دون الله، ومن كان يحترم الطاغوت فلا تتأسى عليه بل تبرأ منه وهذا هو الواجب ولك في إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة.
وهذه سنة الله تعالى فيمن زاغ عن سبيل الحق واتبع سبيل الباطل، قال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين) قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به أزاغ الله قلوبهم عن الهدى وأسكنها الشك والحيرة والخذلان (4/ 460).
فلا زالوا في شك من أمرهم هل يجعلونها دولة أم دولتان ..
وما زالوا في حيرة من أمرهم هل يطلقون الصواريخ أم يوقفونها ..
ولم يحصلوا من ذلك إلا .. الخذلان
ختاما .. كيف تستقيم إرادة تغيير الباطل مع القسم على الإيمان به واحترامه؟! سوال هل له من مجاوب.
وصلى الله على محمد
بارك الله فيك أخي على مرورك الكريم وردك القويم , وأسأله تعالى أن يجمعنا على ما يحب ويرضى(/)
الأمة و السلطة باتجاه الوعي و التغيير
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 07:59]ـ
مقدمة
يدورُ في العالم الإسلامي اليوم جدال حار حول تكفير"الحاكم" إذا لم يحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى. والناس في ذلك مُنقسمون بين مكفرٍ لأنّ الله سبحانه أطلقَ الكفرَ على من لم يحكم بما أنزل الله، وبين مُمتنعٍ عن التكفير إلاَّ إنْ تحقَّقَ مِن جحود مَن لم يحكم بشرع الله عزّ َو جل، وهؤلاء ينتظرون ــ نوَّر َاللهُ أبصارَهُم، وَوَسَّعَ آفاقهُم، وَرَسَّخَ ورعهم ــ أنْ يُصرَّح الحاكم بالجحود!
ولّما كنّا من أمّةٍ ذَرِّية، أُحادَّية النّظرة، إذا علقت بشيءٍ فإنّها تبقى تلف وتدور حوله مُهمِلة الجوانب الأخرى، التي قد تكون أهم َّوألصق بالمقصد، فقد حصرنا البحث في هذه المسألة الخطيرة في شخص الحاكم، وأهملنا دراستها من الناحية الإنسانية الحقوقية، ومن ناحية واجبات الحاكم المناطة به، والتي يؤدي التقصيرُ بأدائها إلى عَزله، ومن ناحية عدالةِ الحاكم وأهليته لتولي الحكم، حتى لقد أصبحت غاية بعض المسلمين إثباتَ عدم الكفر، فإنْ تم له ذلك ارتاحَّ وتوقف، وكأنَّ القضايا السابقة التي أشرتُ إليها ليست ذات بال، مع أنَّ العلماء بحثوا كثيراً من هذه المسائل تحت عنوان مُسْقِطات ولاية الخليفة (الحاكم).
لقد كانت هذه الملاحظة الدافع الأول إلى كتابة هذا البحث.
ثم لاحظتُ أنَّ البحثَ في موضوع الحاكم فقد غايته، فأصبح هو الغاية. من أن َّأصل الموضوع والدافع إليه هو مدى شرعية حكم المُلَتَبِّس بالكفر! وكانت هذه الملاحظةُ الدافع الثاني.
أما الدافع الثالث ــ وهو أهمها ــ فقد لاحظت أنَّ الحوار تَرَكَّزَ بين المسلمين حول مشروعية الخروج على الحكّام، وما يتعلّق بذلك من مسائل، مع إغفال تام لمسألةٍ ينبغي أن تُعالَجَ قبل ذلك وهي مشروعية الحكم القائم، أو مشروعية السلطةِ التي ُيبحث في مشروعية تغيرها!
لم ينل موضوعُ السلطة وعلاقةُ الأُمَّة بها، وحقُّ الأخيرة بتولية الحاكم وعزله ما يستحقه من اهتمام وبحث ونشر. فقد انغلق العلماء على بعض القضايا يُخاطبون بها الأُمة بتكرارٍ مملٍّ. والأبحاثُ التي أُنجزت في هذا الموضوع أبحاثٌ أكاديميَّة بحتة، قُدِّم أغلبها على شكل رسائل علمية، لذلك فهي بعيدة عن متناول مجموع الأمة.
ويبدو لي أنّ التحدث في هذا الموضوع مُكْلِفٌ لذلك فإنَّ الكثيرين قد اجتنبوه، وفي أحسن الحالات بحثوه بحثاً مجرداً عن الواقع. ومن هنا فإن من ألزم الواجبات على طلاب العلم تجلية مسائل هذا الموضوع، خاصة في هذا الزمن الذي عاد فيه الكثيرون إلى ربهم، وصاروا يعملون لعودة الإسلام إلى الحياة.
والحقيقة أنّنا بحاجة ــ في هذا الباب ــ لدراساتٍ تكشف الواقع، وتُنظِّر للتغير، ولكن بتأصيل شرعي، يدور مع الدليل حيث دار. فالكتب التي تتحدَّثُ عن الواقع كثيرة لكن ينقصُ أكثرها التأصيلُ الشرعيُّ، وعلى هذا المنهج حاولت أنْ أُقيم هذه الدراسة.
إنّنا نعيشُ في أزمة .... لا خلاف على ذلك. ولهذه الأزمة عدَّة مظاهر، ليس أهمُها ــ خلافاً لما يتعقد كثيرٌ من الناس ــ سوءَ الحكام، وإنْ كانوا من أبرز مظاهر الأزمة، فأنا لا أُحمِّل الحكومات ــ وحدها ــ تبعة حالنا الأسود، ولكنيِّ أُحمِّل الأمة وزر هذا الوضع البائس، لا لسلامة الأنظمة، بل لأن الأمة هي التي أفرزت هذه الأنظمة، وهي التي رضيت باستعبادها، وكلُّ الذي فعلته الأنظمةُ أنّها وجدت شعوبا ًقابلة للاستعباد فاستعبدتها.
وهذا يعني أنَّ مفاتيح الأزمة في يد الأمَّة، وعلى وجه الخصوص في يد علماء الأمة. والأمة بوعيها تُنهي أزمتها، لكن الأمَّة لا تعرف أَنّها في أزمة، فهي تجهل حقيقة عقيدتها، ومن ثَمَّ تجهل حقوقها، وتجهل بأنها بلا حياة، إذ العبدُ ميت! وتجهل بأنّها بلا انتماء، لأن العبودية تسلب المواطن انتماءه، فهي لذلك بلا وطن!
وتجهل بأنّها بلا كرامة، لأنها مقموعةٌ، مسلوبةُ الإرادة!
إذن، لابُدّ َمن التغيير، ولا تغير دون إصلاح، ولا إصلاح بلا وعي.
فالوعي هو المطلوب، وواجب العلماء بَثُّ الوعي في الأمة. ومن أهمِّ القضايا التي على الأمة أن تعَيها:
الوعي على واقعها
الوعي على دينها
الوعي على ضوابط علاقة ِالأمة بالسلطة.
وهذا ما يهدف إليه الكتاب .....
(يُتْبَعُ)
(/)
.... أقصد من هذا الكتاب وصف الواقع ــ كما هو ــ للمسلم دون تجميل وتهذيب، فأنا يقتلني تزوير الحقائق، وتجميل القبائح.
وأريد لفت الانتباه إلى بعض مبادئ الإسلام في الحكم.
وأقصد تعريف المسلم ــ بعد أنْ يعرف حقَّه في الشريعة لتسهُل المقارنة عليه ــ بأنّه عبد لغير الله تعالى كي يسعى إلى تحرره. فإنّ كون الإنسان عبداً ــ دون أن يشعر بذلك ــ لا يعني أن يطالب بتحرره، فلابد من إفهامه بأنه عبد، وأن عليه أن يسير باتجاه الحرية الحقيقية.
إنّ بلالاً المسلم لم يختلف عن بلا ل المشرك إلاّ بهذه، بإدراكه بأنه كان عبدا ًلغير الله، وأنّ هذا اغتصاب لحقِّه، وكونه صار مسلما ًيعني أنّه صار حُرّاً حقيقةً.
ولهذا عُذّب، فالذين عذبوه لم يعذبوه لأنّ هُبلاً خسر ساجداً، بل لأنّ سيِِّدَه خسر عبداً. وهما قضيتان في المآل تلتقيان، فإنّ رفضك السجودَ للصنم، لا معنى له إلاّ أنك أصبحت حرَّاً من العبودية لغير الله سبحانه.
إنني أطالب في هذا الكتاب بالحياة الأفضل، يعني بالحياة الإسلامية، وأُنادي بأنْ لا مخرج من هذا البلاء الذي نحن فيه إلاّ بإعادة الخلافة:
أُنادي والجراحُ مُسوَّماتٌ ///وهمِّي حول قلبي كالنِّطاق
فإعادة الخلافة هي الطريق لهذه الحياة الكريمة. والخلافة الحقيقية الكاملة هي التي تكون على منهاج النبوة، وقد تحقَّقت هذه الخلافة على أكمل صورها زمن الراشدين رضوان الله عليهم.
حاولت في هذا الكتاب أن أكشف الواقع، فإنّ المعرفة التي لا تكشف الواقع، وإنما تكتفي بتبريره وتزييفه، معرفة لا تصبُّ في مصلحة الجماهير.
ومن أجل ذلك فقد ركّزتُ على الإدراك أكثر من تركيزي على تكثيف المعلومات، لأنّني أكتب ونُصْب عينيَّ حرية المسلم من العبودية لغير الله تعالى، وهذه الحرية لا تُنال إلاّ بتنمية الإدراك.
ثم إنّني أكتب للتغيير، لا لرفوف المكتبات، وشأن هذه الكتابة التركيز على المفاهيم وتكرارها، ولذلك سيجد القارئ تكراراً لمجموعةٍ من المفاهيم، ولي في منهج القرآن العظيم القائم على تركيز أصول العقيدة من خلال تكرارها الأسوة الحسنة. وهكذا كان رسول الله eمع صحابته رضي الله عنهم، فلقد كان عليه الصلاة والسلام يؤكد على الحقائق والمبادئ فيشربها قلوب أصحابه رضي الله عنهم حتى تجري في عروقهم.
إنّ التغيير الحقيقيَّ يقوم على إجراء تحوُّل حقيقيِّ في الذات:
) إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ([الرعد:13]،وهذا لا يتم إلا عن طريق التربية على المفاهيم التي تُنشئ الوعيَ، وتؤدي إلى رفض الباطل، والتربيةُ تقتضي تكراراً، خاصةً إذا كانت المفاهيمُ ــ كمفاهيم بحثنا ــ مجهولةً أَو منسيةً.
جعلت بحثي هذا ــ إضافة لهذه المقدمة وكلمة لا بُد ّمنها ــ في خمسة فصول:
ذكرت في الفصل الأول مجموعةً من الحقائق العلميِّة والتاريخيَّة المهمَّة.
وتكلمتُ في الفصل الثاني عن المنهج الصحيح في تناول هذا الموضوع.
وشرحتُ في الفصل الثالث حديث عبادة بن الصامت ــ رضي الله عنه ــ.
وفي الفصل الرابع وصفتُ حال الأمّة والحكم في العالم الإسلامي.
وذكرتُ في الفصل الخامس بعضَ المبادئ من النظام السياسيِّ الإسلاميِّ.
هذا ......
وإنّي على يقين بأنَّ ما في هذا البحث من الطرح المباشر، والصراحة في الأسلوب ــ خاصة في فصل واقع الأمة ــ سينجم عنه ردود أفعال سلبية من بعض من تمرَّس بدور طبيب التخدير، و بالتربيت على الأكتاف ليوهم أنّ كلَّ شيء على ما يرام.
إنّ في هذا البحث من نقد لا يُشَكِّلُ غير نسبةٍ ضئيلةٍ من النقد الذي نحتاج إليه، فنحن نفتقر لأطنان من النقد في مقابل هذا الشَّلل العام، وتزوير الحقائق المتفشي.
وما كتبته لا يزيد عما تظهره المرآة حين ينطبع عليه الواقع كما هو، فلن أستطيع إذن إلاّ أنْ أكتب الذي كتبت، لأنّه مرآةُ هذا الواقع، فليتغير الواقع كيما تعطي المرآةُ صورةً أُخرى.
ولا شكَّ في أنَّ الكتابة في هذا الموضوع شائكةٌ مُكَلِفة، لكنّه الميثاقُ الذي أخذه اللهُ سبحانه على أَهل العلمِ وطلابه) لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ([آل عمران:187] فماذا نفعل بهذا الميثاق؟
إنّما الصعبُ أن تُكبِّر و الأصـ ــــنامُ تُرْعَى وأمرُها مأتيُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
أسألُ الله العلي القدير أنْ يكون هذا البحثُ مِعولاً يهدم الأصنام، ويُعلي شأن التكبير، وأسأله سبحانه أن ينفع به، وأن يدَّخره لي في ميزان حسناتي، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
أبو الهدى المقدسي
عمان في 15/ 1/1996م
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 08:22]ـ
" كلمة لابد منها "
هذا هو الكتاب الثاني من سِلْسِلَةِ " إحياء فقه السَّلف " أقدِّمه في إطار السلسلة تحقيقاً لإحياء المنهج، وتصويب مسيرته.
وقد يتساءل بعض القرَّء عن علاقة هذا البحث بفقه السَّلف!
وقد أعذر كثيراً من الناس على هذا التساؤل، بسبب ما يرونه من ممارسات قزَّمت فقه السلف في قضايا محددة. فصاروا ما إن يسمعوا بفقه السلف حتى يَسْرحَ بهم الخيال إلى فقه دورات المياه وفقه الملابس وقياسها، وتحقيق المخطوطات ــ المحقَّقة! ــ التي ــ غالباً ــ علمها لا ينفع وجهلها لا يضرّ.
وكان من أثار هذا الفهم أن تركز في الأذهان انعدام العلاقة بين فقه السلف وبين الواقع، خاصة أنّ بعض مُقدَّميهم يُصرِّحون ــ بافتخار ــ بهذا الفهم.
ولذلك فقد رأيتُ ورأى من أطلعتهم على البحث، أنه من الضروري التنبيه على العلاقة المتينة بين هذا البحث وبين فقه السَّلف، إزالةً للإشكال المتوقع.
أن هذا البحث تحقيق لهدف من أهداف هذه " السلسلة ":وهو إخراج منهج السلف من دائرة البحث في قضايا محدّدة، ومن الإصرار على إعادة إنتاج الكتب القديمة واجترار المعلومات دون وعي، إلى البحث في كل القضايا والمسائل.
وقضية هذا البحث من أهم القضايا التي يجب بحثها وإنضاجها، وبيان موقف منهج السلف منها، خاصةً وأن الجهود تنصبُّ لتحميل فقه السلف في هذه المسألة، أي موقفهم من السلطة، ودورهم في الواقع، ما هو بريءٌ منه.
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يكون هذا البحث بياناً لمنهج السلف، ولبنة تسد ثغرة في الطريق لإحيائه.
" حقائق "
الحقيقة الأولى:
يُسيطر على المسلمين العاملين ورعٌ ليس في مكانه، ناتج عن خلطهم بين الدوائر، فهم يتورعون عن الكلام في الحكام كورعهم عن الكلام في بقية الناس! ولكن الحقيقةَ التي يجب أن تكون معلومةً هي أنّ البحث في أفراد المسلمين وتصنيفهم غير البحث فيمن تولى للمسلمين ولاية.
إنّ دائرة الإسلام دائرةٌ واسعةُ، تَسَعُ المؤمن المُقرَّب الورع، كما تَسَعُ المسلم المقتصد (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn1)1) ، كما تسع المسلم المقصِّر، كما تَسَعُ المسلم الفاسق العاصي، و للتعامل مع هذه الأصناف فقهٌ يراعي جانب السِتر، والدِّقَّة في تصنيفهم قرباً أو بعداً من مركز الدائرة، مع المحافظة على إبقائهم داخل الدائرة.
لكنَّ منصب الولاية، وكرسيَّ الحكم دائرةٌ ضيقةٌ لا تحتمل غير المسلم العدل (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn2)2)، الذي تتوفر فيه شروط أهلية تولى الحكم فلا ينبغي إذن الخلط بين أفراد المسلمين، وبين من تولى للمسلمين ولاية.
وثمرة هذا التفريق تظهر فيما يلي: أنّ الورع الذي نمارسه مع أفراد المسلمين في مسألة التكفير والتفسيق لا علاقة له بالتعامل مع "الحاكم" لأنّ البحث هنا لا يتعلق بشخص الحاكم كما هو الحال مع أفراد المسلمين، وإنَّما يتعلق بصلاحيته لتولي الحكم، وهذه الصلاحية منضبطة،فقد ربطها الشرع بصفات ظاهرة.
ثم إنّنا بهذه الحقيقة نُخرج البحث من الدائرة الضيقة التي وضعه فيها المسلمون، وهي تكفير الحاكم، إلى آفاق أرحب، وهي: مدى تحقق شروط الصلاحية التي يجب أن تتوفر في الحاكم. لقد ضيَّق الباحثون واسعاً بحصرهم القضية في تكفير الحاكم، فأضاعوا أوقاتهم في ما لا طائل تحته، وكان بإمكانهم الانطلاق بالقضية من ضيق البحث في الشخص، إلى سعة البحث في السلطة. والبحثُ في كفر الحاكم أحد أبحاثها وليس كل أبحاثها، فهناك: البحث في تحقق شروط أهلية الولاية في الحاكم، واستمرار هذه الشروط، وهناك تطبيق الأحكام الشرعية، والالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة ..... إلى غير ذلك كما سيأتي لاحقاً. ولك أن تتصور ــ أيها القارئ ــ سعة الموضوع إذا علمت أنّ من العلماء من قال: إنّ الحاكم إذا أصابه العمى أو أدركه الهرم، فإنّ ولايته تسقط ويُعزل!
الحقيقة الثانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
تقودنا الحقيقة السابقة إلى الحقيقة التالية وهي: أنّ البحث في تصنيف "الحاكم" ليس بحثاً نظريا ينتهي عند إطلاق الوصف المناسب في الحاكم ويُكتفى به، ولكنّه يؤدي إلى نتيجةٍ مهمّةٍ وهي: مشروعية عزل الحاكم وتغييره.
بمعنى أنّ البحث في موضوع السلطة عملي،وليس بحثاً ترفياً، والذي أراه أنّه أصبح عند كثير من الناس بحثاً نظرياً، وذلك لأنّه يبدأ عند الحاكم وينتهي عنده، ولهذا فإنه لا يشحن نَفْساً، ولا يوقد ذهناً.
إنّ البحث في هذه القضية أي السلطة ومشروعيتها والخروج عنها وعلاقتها بالأمة، بحث في مصير الأمة، ومستقبل أجيالها، وعلى الأمة أن تفقه أحكامها وتربطها بالواقع وتجاهد من أجل ممارسة حقوقها. إنّ فقه هذه المسألة من أوجب الواجبات التي يجب على المسلم التعب وبذل الوسع في سبيل تحقيقها، وإنّ أيَّ حصر للقضية في الإطار النظري تميعٌ للحقائق، وتشويه للشريعة.
الحقيقة الثالثة:
ما الذي جاء الإسلام لتحقيقه؟
إنّ الهدف الأسمى الذي أرسل اللهُ سبحانه وتعالى رسولَه من أجله هو تعبيد الناس لربهم سبحانه، قال الله عزّ وجلّ:) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ([الذاريات:56] والعبادة في حقيقتها تجريدُ خضوعِ الإنسان لربه سبحانه وتعالى، وتحرير له من الخضوع والخنوع لسيطرة كل ما عدا الله تعالى، وهذه هي حقيقة " لا إله إلا الله " فهي تُخلِّص الإنسان بإيمانه بها من أسباب الذل والعبودية، عبودية الإنسان للإنسان.
وإنّ الصراع بين الإيمان والكفر، بين الأنبياء وقوى الجاهلية، هو في حقيقته صراع على حقِّ الله سبحانه وتعالى في أن يكون آمراً ناهياً في الأرض) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ([الزخرف:84]،و لا شك في أن حقيقة العبودية لله تعالى و حقيقة دعوة الأنبياء لن تتحقق إلا بسلب البشر المُتسلِّطين سيادتهم على الناس، و تجُّبرَهم بهم، وردِّ السيادة لله وحده.
لذلك فقد أمر الشرع بإقامة دولةٍ لتحقيق هذه الغاية العظيمة. لأن مثل هذه الغاية لا تتحقق في الحياة من خلال السلوك الفرديِّ، بل تحتاج لسلطة تحمي التوحيد و تنشره، وتطبق الحدود بقوة السلطان.
قال ابن تيمية رحمه الله: " جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله، و أن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله سبحانه و تعالى إنما خلق الخلق لذلك و به أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل، وعليه جاهد الرسول و المؤمنون " (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn3)1) .
فإذا كانت الدولة قائمة على أحكام الكفر، تحارب التوحيد، وتُعطِّل تطبيق الأحكام، انهدم البناء، وفقد الهدفُ ضمانه، ولم يبْق هناك أيُّ معنىً لأوامر الشرع، ولما جاء لتحقيقه.
وفائدة هذه الحقيقة أن يُعلم أن أيّ نظامٍ لا يقوم على أساس الإسلام، فلا قيمة له ولا حرمة له في حكم الشرع، حتى لو كان يقبع على قِمَّة هَرَمِه أتقى الخلق وأعلمهم وأعدلهم.
الحقيقة الرابعة:
ليكن معلوماً أنّ هذا الواقع المُتمثِّل بتحييدِ شرع الله تبارك وتعالى، واستبداله بشرع غيره، أمرٌ لم تعهده الأمةُ من قبل، ولم يتصوره الأئمة في العصور السَّالفة، ولذلك لم يرد في كلامهم. لقد عرف تاريخنا حكاما مُتسلِّطين، فجرة، فسقة، ظالمين، لك نه لم يعرف حكومة نّحت الشريعة جانباً، واستبدلتها بشريعة أخرى.
ولعل الحالة التي مرّت بها الأمة زمن التتار الذين فرضوا على الأمة شريعة " الياسق " (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn4)2) هي أقرب ما يكون إلى حالة الأمُة الآن لذلك فإنّ ابن تيمية ــ رحمه الله ــ أول من تكلم في مثل هذا الواقع. فقد سُئل رحمه الله عن مدينة اسمها "ماردين " أهلها مسلمون، والأحكام التي تعلوها أحكام كفر، فأفتى رحمه الله بأنّها دارٌ مركّبة، ليست دار حرب ولا دار سلم، وقرر حرمة إعانة من يقوم على مثل هذه الدار، قال:"وإعانة الخارجين عن دين الإسلام محرمة" (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn5)1).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن كيفية التعامل مع مثل هذه الدار التي تعلوها أحكام الكفر، فقد أفتى رحمه الله بقتالها حتى ترجع إلى أحكام الشريعة، قال ــ رحمه الله ــ:"كل طائفة ممتنعة عن التزام شريعةٍ من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم وغيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة، وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم، بعد سابقة مناظرة عمر لأبي بكر رضي الله عنهما، فاتفق الصحابة رضي الله عنهم على القتال على حقوق الإسلام عملاً بالكتاب والسنّة" (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn6)2).
فما هي ثمرة هذه الحقيقة؟ هذا ما تبينه الحقيقتان التاليتان. ولكن قبل أن ننتقل إليهما فلنؤكد القاعدة التالية، ولتكن مستحضرة عند البحث، فأقول إنّ الكلام في هذه الحقيقة وما يليها مبني على أصلين:
الأول: المعرفة بحال السلطة ــ اليوم ــ و واقعها.
الثاني: معرفة حكم الله سبحانه في مثل هذا الحال.
فإذا عرفنا هذين الأصلين، فلنفهم الحقيقة التالية:
الحقيقة الخامسة:
النُّصوص التي تأمر بالسمع والطاعة، وتدعو الأمة إلى الصبر على الحُكَّام إذا لا حظت بعض المخالفات، وفيما أحبَّت أو كرهت، مثل قوله e :" على المرء السمعُ والطاعةُ فيما أحبَّ أو كره،إلا أن يؤمرَ بمعصية." (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn7)1) وقوله e:" إنكم ستلقون بعدي أثرة (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn8)2)، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn9)3).
هذه النُّصوص وأمثالها لا تتحدث عن حكومةٍ تحتكم إلى الطاغوت من دون الله، وإنما تتحدث عن حكومة تحكم بشرع الله، وتُحقِّق الواجبات الملقاة على عاتقها، لكنَّ الحاكمَ في هذه الحكومة يظلم، أو يقع في بعض المخالفات، أو يُؤْثِر نفسَهُ على الأمة، أو يُقدِّم مصالحه على مصالحها. وفي مثل هذه الحالات تأمر الأحاديثُ الأمةَ بالصبر، وعدمِ المبادرة إلى خلع الحاكم دون ضوابط وقيود وإجراءات معينة.
فهل واقع الحكومات اليوم معنيٌّ.بمثل هذه الأحاديث؟
الحقيقة السادسة:
وهذه حقيقةُ أُخرى تتعلّقُ بما سبق، وهي أنّ واقعنا مختلف عن الواقع الذي وصفه علماءنا السابقون، وأفتَوْا فيه. ومشكلة بعض العلماء وبعض طلاب العلم أنّهم يُلحقون ذاك الواقع بواقعنا، ويتعاملون مع حكام هذه الأيام كما تعامل السّلف مع حكام زمانهم، ويُسقطون فتواهم التي وَصَفَت زمانِهم على زمانِنا.
إنّ علماء السَّلف عندما اختلفوا في مشروعية الخروج على حكام زمانهم إنّما اختلفوا في حكام مُتلِّبسين بانحراف أو ظلم أو فسق، لكنهم على رأس حكومة تحكم بالإسلام (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn10)1)، وتخضع لأحكام الشريعة، ولا ترى أفضلية أيِّ شريعة على شريعة أخرى كما هو الحال هذه الأيام.
فرع: وبهذا يظهرُ خطأُ من ادّعى أنَّ عقيدة السَّلف عدمُ جواز الخروج! وقد بالغ البعض في الإدعاء فنقل الإجماع!
وهذا الإدعاء منقوضٌ من وجهين، الأول: دعوى الإجماع باطلةٌ، بل إنها تخالف ما عليه جمهور السَّلف.وإليك ما نقله ابنُ حزم ــ رحمه الله تعالى ــ عن جمهور السَّلف القائلين بوجوب الخروج على غير العدل إنْ كان أهلُ الحق في عصابة يمكنهم الدفع،ولم ييأسوا من الظفر، أمّا إذا كانوا لا يرجون لقلتهم وضعفهم بظفر، كانوا في سعةٍ من ترك التغير باليد. والقائلون بهذا المذهب هم: عليُّ بن أبي طالب وكلُّ مَن معه مِن الصحابة، وأمُّ المؤمنين عائشة، وطلحة، والزبير، وكلُّ من كان معهم مِن الصحابة، ومعاوية، وعمرو، وال نعمان بن بشير، وغيرهم ممن معهم من الصحابة، وعبد الله بن الزبير، ومحمد، والحسين ابنا علي، وبقية الصحابة من المهاجرين والأنصار، ومن قام على الفاسق الحجاج ومن والاه من الصحابة كأنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن التابعين: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جبير، وأبو البختري الطائي، وعطاء السلمي الأزدي، والحسن البصري، ومالك بن دينار، ومسلم بن يسار، وأبو الجوزاء، والشَّعبي، وعبد الله بن غالب ...... وغيرهم. وقال ابن حزم:"وهو الذي تدل عليه أقوال الفقهاء كأبي حنيفة، والحسن بن حيّ، وشريك، ومالك، والشافعي، وداو د وأصحابه. فإنّ كل من ذكرنا من قديم وحديث إمّا ناطق بذلك في فتواه، وإما فاعل لذلك بسلِّ سيفه في إنكار ما رأوه منكراً" (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn11)1).
ولقد علقت على هذا النقل في حاشية كتابي"السَّلف والسَّلفيون" فقلت:"هذا في الحاكم الفاسق أو الظالم،ومع ذلك فأنا لست بصدد ترجيح قولٍ على قول. وإنّما أقرر قاعدة أصولية مهمة: وهي أنه ــ وبعد هذا السرد للسَّلف القائلين بجواز الخروج على الفاسق ــ لا يجوز لأحدٍ أن يدَّعيَ بأنَّ عقيدة (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn12)2) السَّلف في هذه المسألة عدم جواز الخروج. ومن ادّعى هذا فإنه مزوِّرٌ، مشوِّهٌ لعقيدة السَّلف، و"يُسِر ُّحسواً في ارتغائه" وأمّا ما قاله الطحاوي رحمه الله:"ولا نرى جواز الخروج .... " فإن هذه رؤيته هو، وترجيحه هو، ورؤيته وترجيحه ليسا مُلزمَين للأمة. وعقيدة (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn13)2) الطحاوي، هي عقيدة (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn14)2) الطحاوي، يؤخذ منها ويُردُّ عليها. وخلاصة الأمر: أن الإجماع منقوض، فليخضع للبحث ــ إذن ــ للنقاش والترجيح من دون دعاوى واتِّهامات" (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn15)3)
أما الوجه الثاني لنقض هذه الدعوى، فهو ما سبق وقررناه في هذه الحقيقة. وزيادةً في البيان أقول: على فرَض صحة دعوى الإجماع، فإنّ الاستدلال به ليس في محلَّه، لأنّ المناط غير متحقّق، فإجماعهم ــ المدّعى ــ تَمَّ على واقعٍ مختلفٍ عن واقعنا تماماً، وهذا مبنيٌ على الأصلين اللذَيْنِ ذكرتهما آنفاً
إنَّ حكم الله سبحانه وتعالى في مثل الحال الذي نعيشه يختلف عن حكم الله سبحانه في حال "المُجمعين" الذي عاصروه. فالاستدلال بما يُسمُّونه إجماعاً ــ إذن ــ ليس صحيحاً لأنه لم يراع اختلاف الواقع.
وجملة القول إنّ النصوص النبوية، والفتاوى العلمية أمرت بالصبر على تجاوزاتٍ ومخالفاتٍ، وليس على الحكم بغير ما أنزل الله سبحانه******!
الحقيقة السابعة:
وهي حقيقة تاريخية مهمة في بيانها تجليةٌ لهذا الموضوع الخطير.
إنّ فتاوى كثير من العلماء بالرضا بولاية الحكام الظلمة أو الفسقة، أو ولاية المتغلِّب أو ولاية من تولّى بعهد (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn16)1)، لم يكن قبولاً منهم لولاية هؤلاء، ولا بياناً لحكمٍ شرعي مضطرد. ولكن الذي دفعهم لمثل هذه الفتوى،خوف الفتنة، وانتشار القتل في الأمة. فالمنع طارئ وليس بناءاً على النُّصوص.
وحاشا الشرع الحنيف، الذي جاء ليقومَ الناسُ بالعدل، أن يرضى بولاية الفاسق أو الظالم أو المتغلِّب.
ونحن في الحقيقة لا نستبعد أن بعض هؤلاء العلماء قد آثر السلامة فأفتى بما أفتى به. على أنّ الفتوى تظلُّ رأياً لعالم،وليست نصاً من الله ورسوله e لذا فإنه لا حجة فيها إلا بمقدار قوة دليلها من الكتاب والسنّة.
لقد أخذ بعض العلماء على عاتقهم مهمة التنسيق بين الحياة السياسية السائدة في عصرهم وبين الشريعة. والذي كتبه بعض العلماء عن شرعية بعض الانحرافات مثل ولاية التغلّب وولاية العهد لم يكن إلا وصفاً للواقع، ومجاراةً له وماذا كانوا يملكون غير ذلكّ؟! وهم يعيشون في ظلِّ حكام تحكَّموا في الأمة، إما عن طريق الغلبة والقهر،وإمّا عن طريق الوراثة،فاضطروا لتسويغ واقعهم السياسي السيء هروباً من المواجهة مع السلطة،وتجنُّباً للفتنة،"وما علموا أنّهم في الفتنة سقطوا بما رضوا من الخروج على أمر الله، وبما سكتوا عن إقامة أمر الله" (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn17)1).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن ما كان ينبغي أن تتحول الفتاوى المعلّقة بظروف، والمقترنة بزمن معَّين إلى أصل شرعي يقاس عليه. وما كان ينبغي أن تتحول فتاوى الضرورة إلى نصوص مُلزمة، تُستعمل لتسكين المسلمين عن المطالبة بالتغيير، وبحقهم في الحياة الكريمة كما صورها القرآن العظيم، ونفذها رسول الله e .
لقد أدى كل ذلك إلى انطباع الفقه السياسي السُّنِّي بطابع التسويغ للواقع،والرضى به، من خلال تحميل النصوص مالا تحتمل. وإلا فما هو معنى كلام الحسن البصري رحمه الله ــ إن صحَّ عنه بالطبع ــ: "إن الحجاج عذاب الله، فلا تُدافعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع!!!،فإن الله يقول:) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ("! ألا يرسِّخ هذا الكلام الجبر في الأمة؟ ألا يعمِّق معاني القبول بالذلِّ والظلم؟!
إنه الخوف من الفتنة، وسفك دماء المسلمين وهتك الحرمات!
فكم من الدماء سُفكت، وكم من الحرمات هُتكت، منذ أن تحول الحكم الشوري إلى الوراثة، ومنذ أن رضي جمهور المسلمين بحكم الظالمين!؟ نعم ... لقد كانت الدماء ستُسفك، ولكنها كانت ستُسفك لمرة واحدة وينتهي الأمر. أما هذا النهر المتدفق من الدماء منذ قرون فلا ندري متى سيكف عن الجريان.
أما هذه الكرامة المسحوقة المهدورة، فدون إعادتها أهوال وقد استمرأت الأمة الذل! فما هي ثمرة هذه الحقيقة؟.
ثمرتها أنّ هذه الفتاوى غير مُلزِمة لنا، لأنها ليست نصوصاً ولا تعبيراً عن النصوص بمجموعها،ولا تحقيقاً للأحكام المتعلقة بشروط تولي الحكم وبأحكام عزل الحكام، وغيرها. فهي لذلك ليست مطردة فلا نتفق مع من يسحبها على كل الأوقات، وعلى كل الظروف، فهي من الفتاوى التي تدور مع أسبابها وجوداً وعدماً.على أننا نرى أنّ هذه الأسباب التي أدّت إلى هذه الفتاوى بحاجة إلى تحقيق وتحرير، فخوف الفتنة قضية مطاطة يمكن أن توظَّف في الحق، ويمكن أن توظف في الباطل، كما يمكن أن تستخدم لتسويغ السلبية والجبن، أو لتخدير الأمة من قبل علماء السلطة.
يرى الجبناءُ أنَّ العجزَ حِلْمٌ وتلك خديعةُ الطبعِ اللئيمِ
وقد مرَّ معنا فيما نقلناه عن ابن حزم ــ رحمه الله ــ ما يؤكد أنّ مذهب جمهور السَّلف هو الخروج، وهو المذهب المتفق مع الأدلة، المنسجم مع كليات الشريعة. ثمَّ إنّه مع تكرار فشل محاولات الخروج (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn18)1) وما ترتب عليها من دماء آثر بعض العلماء الإفتاء بعدم مشروعية الخروج. قال ابن حجر ــ رحمه الله ــ في ترجمة الحسن بن صالح (100ــ169 هـ) رداً على من ضعّفه لأنه كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجَوْر!:"وهذا مذهب للسلف قديم، لكن استقرَّ الأمر على ترك ذلك لمّا رأوه قد أفضى إلى أشد منه، ففي وقعة الحَرَّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عِظَةٌ لمن تدبرّ" (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn19)1).
والعجب بعد هذا البيان ممن يُلقِّب القائلين بجواز الخروج بالخوارج، تشويهاً لسمعتهم، وتنفيراً عنهم. وهو فعلٌ باطل،وقياسٌ فاسدٌ، يدلُّ إمّا على جهل، وإما على فساد طويَّة، فليختر القائل بهذا أحلاهما إليه!!
أمّا الخوارج في التاريخ فَهُمُ الذين خرجوا على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه،فأين هو عليّ؟! وهذا يعني أنّهم الذين يرَوْن الخروج على الإمام الحقِّ الذي اختارته الجماعة،فأين هو هذا الإمام؟! وهم في العقيدة الذين يكفرون بالمعصية، وليس من قيل عنهم "خوارج" كذلك.أمَّا إنْ كانوا خوارج لأنّهم يَرَوْنَ الخروج على الحاكم المتسلِّط الفاسق الظالم، فأكْرِمْ بها من تهمة، وما الضّيْر في تَبَنِّي قول الخوارج إذا كان قولهم موافقاً للدليل؟ فكيف إذا كان قولهم موافقاً لقول جمهور السَّلف أيضاً؟! ,.
الحقيقة الثامنة:
علينا أن نُفرِّق بين نظام الدولة في الإسلام كما حدّده رسول الله e، وبين الذي جرى في تاريخنا.فينبغي ألاّ نُحمِّل الإسلام تَبِعة ما جرى، كما ينبغي ألاّ تدْفعنا رغبتُنا في تخليص الإسلام من اللَّوم إلى الدفاع عن تاريخٍ سياسي منكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّنا نؤكد على أنّ التاريخ ليس مصدراً للتشريع لأنّنا نرفض أنْ تُوظَّف المخالفات الدستورية، والتجاوزات السياسية، التي حصلت في التاريخ، لتسويغ الانحراف، وتحويله إلى تنظير فقهيٍّ قانوني، بحيث يتحول الانحراف إلى تشريع.
إنّ المرجعيَّة التي نخضع لها، ونَّتبِعها في هذا الباب، هي نفسها المرجعية التي نخضع لها في أبواب الدين جميعها ألا وهي الكتاب والسنة.
لذلك فإنّنا نرفض أن يحتجَّ علينا أحدٌ بشرعية ولاية الحكم عن طريق الوراثة ــ مثلاً ــ بأنّها وقعت في التاريخ وسَكَتَ عنها العلماء، بل ومَرّرها بعضهم!
فلا في وقوعها في التاريخ دليل، ولا في سكوت العلماء عنها،أو تمرير بعضهم لها، دليلٌ على شرعيتها. وهذا ما سيأتي بيانه بإذنه تعالى.
وقد يفاجأ بعض القراء من بعض الحقائق المبثوثة في ثنايا هذا البحث، وقد يعدها جرأة على الإسلام، وتشنيعاً على التاريخ. ولكنّ الحقيقة غير هذا،لأنّني أومن بأننا امتداد لما حصل في التاريخ وأثر من آثاره،وأنّنا إذا أردنا إصلاح واقعنا فلابدّ أن ندرك الحقائق كما هي دون تزويقٍ وتلفيق،ومبدأ العلاج الناجح تشخيصٌ دقيق.
ولأنّني أومن بأنه لا خلاص ولا نهضة لنا إلا بالإسلام،لذا كان لابُدَّ من هذا الطرح الذي أريد به تخليصَ الإسلام مما التصَقَ به من الممارسات الخطيرة، والانحرافات الشنيعة.
وبما أقدمه في هذه الحقيقة هو الفصل بين فقه الإسلام السياسي الذي شرعه الله تعالى وبين ما أُلْبِسَ للإسلام من ممارسات في التاريخ السياسي للأمة.
إنّ ما أكتبه ليس ترفاً!، بل هو نتيجة الإحساس بالواقع، والتفاعل معه، وهو تصويبٌ لمفهومات باتت تنتشر بين طلاب العلم فضلاً عن العوام. فكيف لن أن نسكت عن بيان الحقائق، وقد سمعنا أنّ بعض من ينتسب إلى العلم في إحدى عواصم هذا العالم الإسلامي يُفضِّل حال بعض الأنظمة على حال الدولة العباسيةّ!.
يقول ذلك إقناعاً للناس كي يَرْضَوْا بالواقع.
وأنا أقول: فليكن، فليكن حال بعض الأنظمة أفضل من حال الدولة العباسية! فماذا إذن؟ وكان ماذا؟ وما علاقة ذلك بالإسلام الذي يطالِب به المسلمون؟ وهل إذا كانت الدولة العباسية، أو الدولة الأموية ظالمتَيْن،فهل يعني هذا أنّ الظلم مقبول أو شرعيّ؟ وهل يعني هذا ألاّ يسعى المسلمون لإعادة دولة الإسلام كما رسمها رسول الله e وسار عليها الخلفاء الراشدون؟ **! ثم لماذا تكون المقارنة على هذا النحو؟ ولماذا لا تكون هكذا:إنّ الانحراف الموجود في أنظمة العصر مرفوضٌ في الإسلام،كما أنّ انحراف الدولتين الأموية والعباسية مرفوض.
أرأيتم ..... أنني بهذه الحقيقة، وبما سيأتي أحافظ على جناب الفقه السياسي الإسلامي من تحريف المبطلين،وتزوير الغاوين.
إننا لا نتعصب إلاّ للإسلام كما جاء به محمد e ، أما التاريخ الإسلامي فهو سلوك البشر باتجاه الإسلام أو بعكس اتجاهه.لهذا فإنّنا نرفض أيّ محاولة لتزوير الإسلام عن طريق التاريخ لأنّ التاريخ غير معصوم ولا مُقدَّس.
إنّنا نطالب بالإسلام، فإن وافق التاريخُ الإسلامَ فَبِها ونعمت لأنه سيُشكِّل عندها لنا تجربة ثريَّة ومرجعاً تطبيقياً.وإنْ نُبَرِّرْه، وأقْبَلْنا على الإسلام نأخذ منه دون أدنى اعتبارٍ للتاريخ (( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftn20)1).
الحقيقة التاسعة:
وآخر هذه الحقائق،هي أنّ كلامنا في هذا البحث عن مشروعية الخروج، وعن بعض الأحكام المتعلِّقة بالسلطة،لا عن إمكانية الخروج فإنّ الحكم بمشروعية عَزْلِ الحاكم إنْ فَقَد بعضَ شروطِ أهليَّته لِتولِّي الحكم، لا يعني الحكم بمباشرة الخروج فوراً، فهذا بحثٌ آخر يتعلق بإمكانية الخروج، من حيث ُ الاستطاعة والاستعداد، ومن حيثُ مراعاة التوقيت المناسب.
يتبع بإذن الله
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref1) المقتصد: هو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، قال تعالى:) ... فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات ([فاطر:32]
(2) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref2) العَدْلُ: هو المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة. والعدالة ترجع إلى هيئة راسخة في النفس تحمل ملازمة التقوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref3) الفتاوى 28/ 61.
(2) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref4) هو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها ــ يعني جنكيز خان ــ عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعاً متبعاً، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله e " تفسير ابن كثير عند تفسير قوله تعالى) أفحكم الجاهلية يبغون .... ([المائدة:50]
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref5) انظر الفتاوى28/ 240.
(2) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref6) الفتاوى28/ 502.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref7) رواه أحمد 2/ 142عن ابن عمر بسند صحيح.
(2) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref8) الأَثََرَة: أن يفضِّل الإنسان نفسه على الآخرين، فينفرد بما يشترك به معهم.
(3) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref9) متفق عليه، رواه البخاري في المغازي /باب 56ح4330،والفتن/باب2/ح7057 وغيرهما، ورواه مسلم/الزكاة/ح 132ورواه غيرهما.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref10) لا أُهَوَّنُ من شأن هذه المخالفات، ولا أحكم بجواز بقاء الظالم المنحرف الفاسق حاكماً على المسلمين، بل أسوق هذا الكلام على سبيل التنزُّل للمخالف الذي يقيس حالاً بحال مع افتراق الحالين ليُلزمنا بفتوى السابقين مع أنها لا تلزمنا. كما أننا لا نتفق مع فتاوى السابقين من غير تفصيل، ولا نرى شرعيتها حتى لو قلنا بمشابهة حالنا مع حال السابقين. وسيأتي بيان ذلك.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref11) " الفصل في الملل والأهواء والنحل"للإمام محمد ابن حزم رحمه الله (ت 456هـ):5/ 19 - 28.
(2) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref12) كذا قلت، وهذا الموضوع ليس من العقائد،بل من الأحكام الشرعية.فالتعبير عنه "بالعقيدة" خطأ.
(3) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref13) " السلف والسَّلفيون رؤية من الداخل" الحاشية/50.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref16) المقصود بهذا الذي يحكم بتوصية،ملزمة طبعاً، من الحاكم السابق، ولا شكل لها في هذه الأعصار في بلاد المسلمين إلا الوراثة.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref17) الإسلام وأوضاعنا السياسية: 170.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref18) لا بأس من التأكيد على أنّ هذا الخلاف محصورٌ في الخروج على الحكام الظلمة الفسقة، أما الخروج على الكفرة فمتفق على وجوبه.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref19) تهذيب التهذيب 2/ 250.
(1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=130961#_ftnref20) ومع ذلك فإننا نقول إنّ التاريخ الإسلامي اشتمل على أرقى حضارة عرفها الناس.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 11:50]ـ
أحسن الله إليك أخي
هل من رابط للكتاب كاملا ...
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:19]ـ
أحسن الله إليك أخي
هل من رابط للكتاب كاملا ...
لا أعلم رابطا للكتاب لكن عموما لو ترسل لي بريدك الالكتروني على الخاص أرسل لك الكتاب.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:29]ـ
" المنهج الصحيح في تناول المسألة "
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - تناول المسلمون، ولا زالوا، المسألة تناولاً خاطئاً، أدّى إلى ترسيخ مفهومات خطيرة في وجدان الأمة، وإلى جهلها بحقوقها، وموقفها من السلطة. ولقد تمثّل هذا التناول الخاطئ في جوانب متعددة. والسبب في ذلك أننا نُغلَّب أثناء درستنا للأمور قضيةً على حساب قضايا أخرى. وفي ظنِّي أنّ المسألة لو دُرِست بشمول مراعيةً جميع القضايا لَما وقع اللّبس في إدراكها، ولما كثر النزاع حولها.
أما الجوانب التي تمثّل فيها التناول الخاطئ فهي:
أولاً: حصر المسألة في شخص الحاكم، والبحث في إسلامه وكفره.
ثانيا: حصر المسألة في طبيعة الأنظمة، هل هي إسلامية، أم كفرية.
ثالثاً: إغفال ثمرة البحث في التكفير، سواء تكفير الأنظمة أم تكفير الحاكم
مما جعل البحث بلا غاية. وصار النقاش ينتهي عند اقتناع أحد الطرفين برأي الآخر، وإلاّ فقاموس الشتائم، وجدول الألقاب جاهزان، فهذا خوارج وذاك مرجئة. وبهذا تحولت المعركة إلى صراع بين المسلمين أنفسهم، ونسو الهدف الأساس للبحث، وهو البحث في شرعيَّة السلطة، وما يترتب عليه من كفٍّ ليد الطاعة، وخروج على السلطة.
هذه بعض الجوانب، وسيلحق التعليق عليها بعد قليل، وهناك جوانب أخرى سأشير إليها في ثنايا البحث.
أما الجانب الأهم، والذي كان أحد أهم الدوافع لهذه الدراسة، وهو أحد فكرتين رئيستين في الدراسة فهو:
أنّ بحث هذه المسألة ما كان ينبغي أن يبدأ بمشروعية الخروج على السلطة وعزلها، بل كان ينبغي أن يبدأ بمشروعية هذه السلطة، بمعنى: هل وصلت هذه السلطة إلى الحكم بالطريق الصحيح؟ ولا طريق صحيح إلاّ الاختيار والبيعة، وهل كانت البيعة على تحكيم الشرع .... ،فإن كان كذلك فالسلطة شرعيّة، والبحث في علاقة الأمة معها، من طاعة ونصرة، ومشروعية الخروج وعدمه، بحث شرعيّ صحيح.
أمّا إنْ كان غير ذلك، كأن تأتي السلطة بالقهر والغصب ــ أي عن طريق الانقلابات ــ،أو بالوراثة، فالنقاش عندها في مشروعية الخروج، ونزع يد الطاعة،نقاش فارغ.
إنّ النقاش الحادّ الذي يدور بين المسلمين حول شرعية الخروج، نقاش لا داعي له، ولو استحضر المسلمون هذا المبدأ المهم لأراحوا واستراحوا، ولبدؤوا من حيث يجب أن يبدؤوا، ولتحولت دراستهم من البحث في مشروعية الخروج إلى البحث عن إمكانية الخروج والتغيير، وطرقها ووسائلها.
إنّ النظام الذي جاء على ظهر دبابة لا حرمة له، وإن النظام الذي يستمر من على ظهر دبابة لا شرعية له. وإنّ من السخف أن نتناقش، ونتحدَّ من أجل هكذا أنظمة. ولو دُرست المسألة بصورة صحيحة من هذه الزاوية لَوَفّرنا على أنفسنا كثيراً من الجهد والوقت، ولَفَهِمْنا الماضي، ولأدركنا الواقع، ولَخَطَّطْنا للمستقبل الذي نُريد.
2 - ثمّ إنّ حصر القضية في شخص الحاكم خطأٌ فاحش، أدّى إلى تقزيم المهمّات بل وإهمالها.
ولقد فهم الحكام اللعبة، فصاروا يُظهرون التقوى،أو على الأصح صاروا لا يجاهرون بالكفر (( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftn1) 1)، فضحكوا بذلك على "ذقن" الأمة واستخفوا بها،ولقد كانت الأمة عند حُسن ظنِّ الحكام بها!!! فلازالت منذ قرون تنتظر إعلان الحاكم كفرَه بالمِلَّة والدين،والنُّبوةِ واليومِ الآخر،معترفاً أنّ إعلانه هذا خارج من قلبه (( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftn2) 2)، مشهداً الله ــ الذي لا يؤمن به ــ على ذلك!
3 - ومن الخطأ أيضاً حصر المسألة في كفر الأنظمة،أي القوانين، وإن كان هذا المعيار من المعايير الصحيحة القوية التي بنينا عليها هذه الدراسة كما سيأتي في شرح حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
ولكننا نرفض تضييق البحث في معيار واحد بحيث نُغفل المعايير الأخرى ومن المعايير الأخرى التي ينبغي أن تُبحث، والتي قلما رأيتُ من أشار إليها،حقوقنا التي كفلتها لنا الشريعة:
فمن حقنا أنْ يَحْكُمَ الإسلام حياتنا.
ومن حقِّنا أنْ نحيا حياة كريمة عزيزة.
ومن حقِّنا أنْ نُحاسِب حكامَنا.
ومن حقِّنا أنْ نُغيِّرهم إذا طَغَوْا وظَلَمُوا.
ومن حقِّنا أنْ نُغيِّرهم إذا قصَّروا أو بدّلوا.
ويجب على الأمة أن تراقب الحاكم، ويجب على الحاكم أنْ يقبل الرقابة، فلا ينبغي في شرع الله أن يكون الحاكمُ فوق المسألة.
وحقوق الأمة يجب أن تكون في يد أمينة، لا أن تخضع لرغبة الحاكم، إنْ شاء مَنَحَها،وإنْ شاء مَنَعَها،وإنْ شاء قنَّنها!
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد آن لنا أن ننظر للمسألة من خلال حقوقنا،وشعورنا بالآدمية، فلا أدري كيف ترضى الأمة أن تعيش مسلوبة الحقوق بلا قيمة ولا كرامة، فالإسلام كرّمنا،وحرّرنا بالتوحيد من ربقة العبودية، فإنّه"ما انتشر التوحيد في أمّة قط إلا وتكسرت فيها قيود الأسر" (( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftn3) 1).
ويجب على الأمة أن تدرك"أنّ المستكبرين في الأرض يمنعون الناس من التعرف على الله تعالى، وعبادته لأنّهم بذلك يُبصرون الحقّ والباطلَ،وتتفتح عقولهم على ظلم الاستكبار ومخازيه، ويتولد عندهم الوعي بالحقوق الإنسانية التي وهبها الله تعالى لعباده،فيرفضون الظلم والطغيان والعدوان على حقوق الإنسان" (( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftn4) 2).
وخلاصة البحث: أنّ المنهج الصحيح في بحث المسألة يبدأ بعرض التساؤل التالي: هل السلطة التي يُبحث في شرعية الخروج عليها وعزلها شرعيّة؟.
هل اختارتها الأمة، وبايعتها على العمل بالكتاب والسنة، وعلى القيام بالواجبات المنوطة بها على أكمل وجه؟
فإن لم تكن كذلك فإنّها ليست قانونية، ولا داعي للبحث في مشروعية الخروج عليها، لأنها في هذه الحالة كأنّها غير موجودة.
وإنّني أقرر هنا ــ قبل أنْ أُنهي هذا الفصل ــ بأنّ الحاكمَ لو كان أبا بكر الصديق رضي الله عنه، لكنه لا يحكم بالإسلام لوجب عزْلُه وتغيره!
وليس هذا فحسب،بل لو كان أبو بكر رضي الله عنه حاكماً، وبالإسلام،لكنه ظالم متجبِّر، يسلب الأمة حقوقها، لكان حكمه باطلاً، ولوجب عزله!
وأكثر من ذلك، فلو كان أبو بكر رضي الله عنه حاكماً، وبالإسلام، وبالعدل والقسط، والرفق بالرعية، لكنه مقصِّر بواجباته من قدرة على حماية الأمّة والدولة،إلى غير ذلك من الواجبات ــ التي سنعرفها في فصل لاحق ــ لوجب عزله!
هذا هو حكم الله سبحانه، وهذه هي شريعة الإسلام، فدع عنك ما يقوله طابور التسويغ والترقيع! والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftnre f1) لا بد من التنبيه على ما يلي: أنّ قضايا الكفر انحسرت في وجدان الأمة في قضايا محددة،ومع أنّ كثيراً من الكفريات تصدر عن بعض الحكام،إلاّ أنّ الأمة لا ترى كفراً إلاّ أنْ يصرح الحاكم بإنكار اليوم الآخر ــ مثلاً ــ أو بأن يهين المصحف على أعين الملأ!
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftnre f2) لأنّ بعضَهم يشترط أن يكون هذا الإعلان جحوداً من أعماق قلبه!
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftnre f3)1) " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" ص:55.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=131136#_ftnre f4) " قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي " 1/ 87.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 11:54]ـ
" شرح حديث عبادة بن الصامت"
"رضي الله عنه"
1 - حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أصل في هذا الباب، فهو من أهم الأحاديث التي اعتُمد عليها في توضيح العلاقة بين الأمة والسلطة.
وقد ذكرت سابقاً أنّ الخطأ الذي وقع فيه كثير من الباحثين تعليقهم طاعة الأمة للحاكم على كفره، وكان ممّا اعتمدوا عليه في هذا القول هذا الحديث.
من هنا كان من اللازم دراسة الحديث دراسة حديثية فقهية، وأعني بالحديثية جمع كل ما يتعلق بمحلِّ الشاهد من روايات الحديث، فقد يكون في روايةٍ ما بيان زائد يُزيل إشكالات كثيرة،وهذا هو المنهج السليم في دراسة الأحاديث حتى تكون الأحكام شاملة ودقيقة.
أمّا الدراسة الفقهية، فأعني بها فهم الحديث فهماً سليماً من خلال ما يفيده النَّصُّ المدروس لا من خلال المقررات السابقة.
وقبل كلِّ شيء نذكر روايات الحديث، ثم نتكلم عن فقهه.
سنعتمد على رواية نجعلها الرواية الأُمّ، ثم سنقتصر على ذكر محلِّ الشاهد الزائد على الرواية الأُمّ من الروايات الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعن جنادة بن أبي أمية قال:" دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا:أصلحك الله، حدِّث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي e ، قال: دعانا النبي e فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا أنْ بايعنا على السمع والطاعة في منشطِنا ومكرهِنا،وعُسرنا ويُسرنا وأَثَرة علينا،وأنْ لا ننازع الأمر أهله إلا أنْ تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان " (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn1)1 ).
تشترك الروايات الأخرى مع هذه الرواية في أغلب ألفاظ الحديث، ولا خلاف يُذكر بينها إلا بألفاظ لا أثر لها في الحكم. والمقطع الأخير من الحديث هو الذي اشتمل على زيادات مهمّة في الروايات الأخرى وفيه محلُّ الشاهد.
فعند أحمد قال: "ما لم يأمرك بإثم بواحاً " (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn2)2 ).
وعند ابن حبان: "إلاّ أن يكون معصية" (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn3)3 ).
وعنده أيضا:" إلا أن تكون معصيةً لله بواحا" (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn4)4 ).
هذه هي الزيادة المهمّة للروايات الأخرى.
فإذا أتينا إلى فقه الحديث، فالكلام عنه من وجهين:
الأول: معرفة المقصود من الحديث.
الثاني: مدى انطباق الحديث على واقعنا.
2 - "معرفة المقصود من الحديث"
أ - موضوع الحديث: يُحدِّد الحديث ضوابط طاعة الأمّة للسلطة، متى تلتزم الطاعة، ومتى يحق لها، بل يجب عليها منازعة السلطة، أي تغيرها.
فالأمة مُلزَمة بالطاعة في كلِّ الأحوال ــ مادامت الطاعة بالمعروف ـــ والطاعة هنا تعبير عن التزام الأمة بقرارات السلطة وتنظيماتها المختلفة لشؤون الحياة جميعها،وهذا الالتزام ليس متروكاً لأمزجة الناس، يطيعون في السراء ويعصون في الضراء، يلتزمون النظام إذا وافق مصالحهم، فإذا خالفها حاصوا وخالفوا.وهذا هو معنى " وأَثَرة علينا "إذ ليس المقصود وجوبَ طاعتهم للسلطة حتى لو منعهم حقهم ــ أي استأثرت عليهم بالحقوق ظلماً لهم ــ وحَسْب، بل أرى ــ والله أعلم ــ أنّ المعنى الأدق هنا ــ المنسجم مع أوامر الإسلام بعدم الرضى بالظلم ــ هو وجوب الطاعة والالتزام بالنظام حتى لو رأينا بأنّ هذه الطاعة ستكون على حسب حقوقنا، فإنّ الذي يُقدِّر ذلك السلطة، ولو تُرك الأمر للرعية لحاك كل واحد منها النظامَ على قياسه، ولعدَّ كلَّ ما يخالف "قياسه" ظلماً وتعدياً، وعندئذ يصبح الأمر فوضى. وهذا الفهم متفق مع قوله e " في منشطِنا ومكرهِنا وعسرنا ويسرنا ...... " فالنبي e يُعدِّد حالات الإنسان عند استقباله الأوامر، فقد يكون نشِطاً، كما يمكن أن يكون كسولاً، وقد يكون راضياً، كما يمكن أن يكون كارهاً، وهو في كلِّ هذه الحالات عليه أن يسمع ويطيع. ثمَّ هناك حالة أخرى "وأَثَرة علينا" أي فيما يَعتقد أنّه على حساب حقوقه من الأوامر.
خلاصة هذه الحالة: وجوب طاعة السلطة، حتى مع اختلافنا معها في الاجتهاد "وأثرة علينا" أو في التوقيت "منشطِنا ومكرهِنا".وهذا هو الأصل في علاقة الأمة مع السلطة.
3 - الكلام على بعض ألفاظ الحديث:
- "أن لا ننازع الأمر أهله" فسرَّ العلماء "الأمر" هنا بالإمارة، فيكون المعنى: أن لا ننازع الحاكمَ الحُكمْ. وهذا ــ في نظري تفسير ضيِّق "للأمر".والصواب أن نقول ــ والله أعلم ــ إنّ "الأمر" هو السلطة، بمفهومها الشامل، أي المؤسسة الحاكمة، والحاكم جزء من هذه المؤسسة.
- "إلا أن ترو كفراً بواحاً"أو"ما لم يأمروك بإثم بواحاً"أو"إلا أن يكون معصية"أو"إلاّ أن تكون معصية لله بواحاً".
"تروا"وليس تسمعوا،أو تعلموا، أو تتيقنوا!
وكيف يُرى الكفر؟
إذا كان الكفر جحود القلب،فإنّه لا يُرى، فهل أمرنا رسول الله e برؤية شيء لا يُرى؟! فلا شك ــ إذن ــ أنه علّق الأمر على رؤية آثار الكفر من أقوالٍ أو أفعال. فإذا طَلب منا " رؤية" آثار الكفر،ولم يطَلب منا "علم" الكفر، علمنا أنّه يقصد المعاصي بغض النظر عن المقاصد، ومادام لم يطلب منا أن "نتيقن" بل طلب منا"رؤية" علمنا أنّ "رؤية"المعصية"بواحاً" أي ظاهرةً باديةً تُوجِب علينا منازعةَ الأمرِ أهلَه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل هذا نقوله استنباطاً، فإذا كانت الروايات الأخرى قد نصَّت على وجوب المنازعة عند المعصية، أو عند الأمر بالإثم، قطعنا بأنّ المقصود بالكفر الوارد في الرواية الأولى: المعصية، فما بقي لقائل قول، ولينقطع الجدال.
-قول الرسول e " وأن لا ننازع الأمرَ أهلَه، إلا أن تروا .... " معناه: في حالة عدم رؤيتكم للمعصية الظاهرة، تحرُم عليكم المنازعة، فإذا رأيتموها وجبت عليكم المنازعة. فهذا أمر من الرسولeبالمنازعة عند رؤية المعصية الظاهرة.
- قوله e:" عندكم من الله فيه برهان" يعني: أنْ تكون المعصية ثابتةً بآيةٍ أو خبرٍ صحيح، ولا تحتمل التأويل، أما إنْ كان قولُ السلطة أو فعلُها يحتمل التأويل فلا يجوز ــ عندها ــ الخروج عليها.
4 - تحليل الحديث:
أ-لا نشك بأن ّالنبيeيتكلم في هذا الحديث عن كيفية علاقة الأمّة بالحاكم الذي وصل إلى الحكم بطريق شرعيًّ، فالذي وصل بغيره ليس محلاً للبحث.
ونحن عندما نقول:حاكم، فلا نعني شخص الحاكم، بل نعني مؤسسة الحكم والتي تتكوَّن من:1 - الحاكم بذاته 2 - من دونه من أركان النظام 3 - الأنظمة، وهي مجموعة المبادئ والقوانين والقيم التي تحكُم الأمة. وهنا ما نعتقد أنّ الرسولeعناه في هذا الحديث.
إذن، مقصود الحديث سلطة قانونية أولاً، ومؤسسة حاكمة وليس حاكمًا، ثانياً.
ب-ومن حقِّ هذه السلطة " القانونية " على الأمة الطاعة حتى لو اختلف معها الأمّةُ بالاجتهادات، أو برغبتها وموافقتها. وحتى لو استأثر الحاكم على الأمة بشي من حقوقها، عند من يقول بأن معنى"وأثرة علينا"هنا امتناع الحاكم عن إيصال حقوقها إليها، وتقدميه نفسه عليها (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn5)1 ).
ومن الطبيعي أن الشريعة تقدِّر أنّ الحاكم الشرعيَّ الذي وصل إلى الحكم بعقد صحيح مُنتدباً من الأمة، بشر وليس ملاكاً،قد يعتريه ما يعتري البشر مّمن هم في مثل موقعه، من ضعفٍ أمام المنصب قد يؤدي إلى بعض التجاوزات في حقِّ البيعة ولذلك فإنها لا تُطالَب بالمبادرة إلى تنحيته سراعاً، بل تُطالِب بنصحه وأمره ونهيه، مع بقاء الطاعة على ما هي عليه. وهذا أمر معلوم من النصوص الأخرى،ومن طبيعة الحياة، ومفهومٌ من النَّصِّ الذي بين أيدينا.
جـ - أمّا إنْ رأت الأمة المعصية البواح التي لا يختلف اثنان على أنّها معصية، فلا سمع ولا طاعة. وهذا هو المقطع الأخير من الحديث الذي يتضمن أمر الرسولeفي منازعة الأمرِ أهلَه عند رؤية المعصية، وهو موطنٌ يحتاج بياناً،خاصةً أنّه فُهم بشكل خاطئ استُخدم في تسكين المسلمين، وتشويه مفهوماتهم.وهذا نتيجة اتباع المنهج "الذَّرِيِّ" في دراسة النُّصوص، وتناول المسائل. فقد تمَّ التركيز على رواية "إلاّ أن ترو كفراً بواحاً"وأُهمِلت الروايات الأخرى.إضافةً إلى حصر مصدر " الكفر" في شخص الحاكم! وكأنّ الحُكم في أذهاننا لا يعني غير الحاكم! وهذا ــ في الحقيقة ــ هو واقعنا منذ قرون، فلا مؤسسة للحكم ولا دستورية، وإنّما حاكم بأمره مُتنفِّذ، والأمة تدور في فلكه، وتخضع لهواه!
أمّا إذا اعتمدنا المنهج الشموليَّ في دراسة النصوص،فسنجد أنّ "الكفر" أحد القيود التي يترتب على وجودها وجوب المنازعة، وسنجد" المعصية" قيداً،"والأمر بالإثم" قيداً ثالثاً. فهل هناك تعارض بينها؟
كذا ظنّ البعض فحاول الجمع بحمل رواية الكفر على ما إذا كانت المنازعة في الولاية،فلا يُنازع بما يَقْدحُ في الولاية، إلاّ إذا ارتكب َ الكفرَ، وبحمل رواية "المعصية" على ما إذا كانت المنازعة فيما عدا الولاية، فإذا لم يقدح في الولاية نازعه (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn6)1 ). ولا أجد داعياً لهذا التفصيل الذي لا دليل عليه من الحديث، والذي لا يخلو من تكلُّف في الجمع.
والحقيقة أنّ الأمر لا يخلو من أحد احتمالين: أولهما: أنّ الصحابي روى الحديث أكثر من مرة، وذكر ما فهمه عن رسول الله e بأكثر من لفظ: "الكفر"و"المعصية"و"الإثم".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيهما: أنْ يكون الرواة عن الصحابي تصرفوا بالمقصود فرووا النَّصَّ بالمعنى الذي فهموهُ عن الصحابي، وكلا الاحتمالين يؤدي إلى نفس النتيجة، وهي أنّ الكفر هو المعصية والإثم.ويؤيد هذا أن الكفر ورد في بعض النصوص وأريد به المعصية. ويؤيد هذا ــ أيضاً ــ ما قاله عبادة لأبي هريرة رضي الله عنهما ــ في حضرة معاوية على ما يبدو ــ مُستدلاً بالحديث بما يدعم ما ذهبنا إليه،فقد روى الإمامُ أحمد رحمه الله من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري فذكر الحديث (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn7)2 )، فقال عبادةُ لأبي هريرة:"يا أبا هريرة إنّك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله e إنّ بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في اليُسر والعسر، وعلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وعلى أنْ نقول في الله تبارك وتعالى ولا نخاف لومة لائم فيه، وعلى أن ننصر النبي e إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا،ولنا الجنة، فهذه بيعة رسول الله e التي بايعنا عليها، فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه، ومن أوفْى بما بايع عليه رسول الله e ، وفّى الله تبارك وتعالى بما بايع عليه نبيه e .
فكتب معاوية إلى عثمان بن عفان أنَّ عبادة بن الصامت قد أفسد (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn8)1 ) عليَّ الشام وأهله،فإمّا تَكُنَّ إليك عبادة وإمّا أُخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه أن رَحِّل عبادة حتى ترجعه إلى داره في المدينة. فبعث بعبادة حتى قَدِم المدينة، فدخل على عثمان في الدار وليس في الدار غير رجل من السابقين، أو من التابعين قد أدرك القوم.فلم يفجأ عثمان إلا وهو قاعد في جنب الدار، فالتفت إليه، فقال: يا عبادة بن الصامت مالنا ولك؟ فقام عبادة بين ظَهْرَي الناس، فقال: سمعت رسولَ الله e أبا القاسم محمداً e يقول:"إنه سيلي أمورَكم بعدي رجالٌ يُعرِّفُونكم ما تُنكِرون،ويُنكرون عليكم ما تَعرِفون،فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى،فلا تَعْتلُّوا (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn9)2 ) بربكم" (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn10) 3).
وقفات مع الحديث:
1 - فكرتُ مليَّاً بالذي قاله أبو هريرة رضي الله عنه، حتى قال له عبادة رضي الله عنه ما قاله.
فالحديث لم يُبيِّن لنا السبب، فقد اختُصر من القصة قولُ أبي هريرة رضي الله عنه.
ثُمَّ إنّي وجدتُ بعد البحث أنّ أبا هريرة رضي الله عنه كان يروي الحديث هكذا:"عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأَثَرة عليك" (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn11) 1). أي أنّه كان يروي المقطع الذي يتعلق بالطاعة المطلقة، دون ذكر للمقطع الثاني الذي يُقيِّد هذه الطاعة: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالقول في الله تبارك وتعالى دون خوفٍ من لومة لائم، وعدم طاعة من يُعرِّفُوننا ما نُنْكِر، ويُنْكِرون علينا ما نَعرِفْ.
2 - يظهر من النَّصِّ أنّ عبادة رضي الله عنه اعترض على رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
3 - يبدوا أن المناقشة بين عبادة وأبي هريرة رضي الله عنهما تمّت في حضرة معاوية (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn12) 2).
4- فإذا جئنا بعد هذه المقدمات لتمثيل ما حصل من خلال تعبئة الفراغات، لَخَرجَتِ الصور كما يلي:
كان عبادة بن الصامت رضي الله عنه يعيش في الشام أثناء إمارة معاوية عليها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. بدأ عبادة رضي الله عنه يلاحظ وقوع مخالفات شرعية من معاوية، فقام بما بايع عليه رسولَ الله e من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وقول الحق، والامتناع عن الطاعة.
وفي ذلك الأثناء كان أبو هريرة رضي الله عنه يروي حديث البيعة ــ التي حضرها عبادة ــ ناقصاً! لماذا؟ لا أعرف، قد يكون هكذا سمعه، وقد يكون قصد ذكرَه ناقصا لغاية في نفسه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنّه اجتمع عبادة وأبو هريرة رضي الله عنهما في مجلس معاوية، يبدو أنّ معاوية جمعهما،ويبدو أنّ معاوية كان مستاءاً من إنكار عبادة رضي الله عنه عليه، فحاول إقناعه بالكفِّ عن الإنكار، ويبدو أنّ من ضمن الوسائل التي استخدمها للإقناع،حديث البيعة كما يرويه أبو هريرة، مستعينا بأبي هريرة نفسه حيث حاول أبو هريرة رضي الله عنه ــ كما يبدو ــ إقناع عبادة بالكفِّ، وروى له الحديث. وبما أنّ عبادة رضي الله عنه كان حاضراً البيعة، فهو أدرى بالرواية كلِّها،وأدرى بفقهها. لذلك كان ردُّه على أبي هريرة رضي الله عنه حاسماً مسكتاً:"يا أبا هريرة إنّك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله e ...".
ولما لم يُجْدِ الإقناع مع عبادة، أرسل معاويةُ إلى عثمان رضي الله عنه لِيَكُنَّ إليه عبادة .... وهكذا كان.
5 - ما مضى استطراد اقتضاه الحال ونعود إلى محلِّ الشاهد من إيراد هذا الحديث.
فقد استدلَّ عبادة رضي الله عنه بحديث البيعة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،الذي قد يقتضي مواجهة مع السُّلْطة أو شيئاً منها، إضافة إلى أنّ فعل عبادة في الشام،وكلامه لعثمان رضي الله عنه تطبيق عملي للحديث يؤيد ما ذهبنا إليه.
6 - الحديث الذي ذكره عبادة بين ظَهْرَي الناس بعد أنْ عاتبه عثمان ابن عفان رضي الله عنهما وهو قوله e :" إنّه سيلي أموركم بعدي رجال يُعرِّفُونكم ما تُنْكِرون،ويُنكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة بمن عصى الله تبارك وتعالى،فلا تَعتَلُّوا بربكم ". (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn13) 1)
هذا الحديث صريح في بيان المراد بالكفر في حديث البيعة من راوِ حديث البيعة،فعبادة رضي الله عنه يرى وجوب عدم طاعة من عَرَّفَنَا ما نُنكر،وأنكر علينا ما نَعرِف،وسمَّى ذلك معصيةً لله تبارك وتعالى.وهذا دليل على أنّ المراد بالكفر: المعصية. ولا يخفى على ذي لُبٍّ أنّ الكفر داخل دخولاً أوليَّاً في مقصود الحديث.
وهذا الفهم موافق لطبائع البشر، ولعلاقاتهم بعضهم مع بعض، منسجم مع وقائع الحياة، لأنّه يربط الطاعة وعدمها بقرينةٍ ظاهرة منضبطة، لا يمكن الاختلاف عليها، بعكس الكفر الذي قد يحتاج لحفريات للتنقيب عنه (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn14) 1)!
ولعلِّي لا أتجنّى على الحقِّ إذا قلت: إنّ النبي e إدراكاً منه لأساليب المنافقين،جعل المعصية والأمر بالإثم مَناط الخروج على الحاكم،وليس الكفر،لأنه e يعرف أنه ليس من المعقول أن يُصرِّح حاكم ما في بيئةٍ إسلاميةِ بالكفر، ويعرف e أنّ قوماً سيشاغبون فيشترطون التصريح بالكفر من الحاكم!
وأمّا بالنسبة لمصدر المعصية،فهذا خطأ شنيع آخر وقع فيه بعضُ العلماء،وبعضُ الحركات الإسلامية، حيث قَصَرُوا مصدر المعصية بشخص الحاكم، مع أنَّ الحديث لا دلالة فيه على هذا التحديد بل هو عام " إلا أنْ ترو كفراً بواحًا "،" إلاّ أن يكون معصيةً"،"إلا أن تكون معصية لله بواحاً"،" ما لم يأمروك بإثم بواحاً"،هكذا مطلقاً،معصيةً بواحاً، في الدستور، في الأنظمة، في الممارسات، في السياسة الخارجية، في علاقة السلطة مع الأمة، في حال الحكم، باختصار"معصية بواحاً" تعني أيَّ مخالفةٍ لأحكام الإسلام.
وبناءً عليه، يكون الضابط واضحاً منضبطاً، لا ينبغي أن يكون محلَّ خلاف فإذا رأى المسلمون المعصية وإذا أُمِروا بالإثم وجب عليهم منازعة الأمرِ أهلَه.
وفي الحديث فائدة نفيسة،لا بأس من التنبيه عليها زيادة في البيان: ــ إنّ الأمة لا تنزِع يدَ الطاعة عند صدور أيِّ معصيةٍ من الحاكم، أو وجودها في الأنظمة،فهذا أمرٌ متوقَّع من البشر.
ولكن الشرط في المعصية:
أولا: أنْ تظهرَ المعصيةُ وتنتشر ويُجاهَرَ بها، بمعنى أنْ تصبحَ ظاهرةً اجتماعية لا أمراً استثنائياً متوقَّعاً محتَملاً من البشر ....... وهذا هو معنى "المعصية البواح".
ثانيا: أن يكون الانتشار والمجاهرة نتيجةَ سياسةٍ مقصودة، تتبنى المنكرَ وَتَسْعَى لنشره. وليس هذا فحسب،بل أنْ تسعى السلطة من خلال أجهزتها المختلفة إلى قلب المعايير ونَكْسِ الموازين،فتدلِّس على الأمة، وتريها المعروف منكراً والمنكر معروفاً. وهذا هو معنى "يُعرِّفونكم ما تُنكرون، ويُنكرون عليكم ما تعرفون".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استنبط النوويُّ رحمه الله من حديث قتال مانعي الزكاة فائدةٌ مهمّة موافِقة للفهم السابق،فترجم للحديث بقوله:"فيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرها من واجبات الإسلام قليلاً كان أو كثيراً (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftn15) 1).
و هذا واضح في التدليل إلى ما ذهبنا إليه،لأنّ هؤلاء الممتنعين مغيرون لحكم الله سبحانه، مُظهِرون للمعصية، فما بالك بمن يمتنع عن حكم الله جملةً وتفصيلاً، ويُروِّج للمعاصي والكفر الصريح؟!
هذا بالنسبة للوجه الأول وهو: معرفة المقصود من الحديث، أمّا بالنسبة للوجه الثاني والمتعلِّق بمدى انطباق الحديث على واقعنا، فأقول:
كما سبق وذكرتُ فإنّ هذا الحديث، وغيره من الأحاديث، يتكلّم عن حاكم مسلمٍ شرعيٍّ وصل إلى الحكم بطريق شرعيٍّ صحيح، أي باختيار وعقد صحيح من الأمة، ثم وقع في الكفر، أو حكم بأنظمة الكفر، أو فَسَقَ وظَلَمَ ووقع في المعاصي، ولا شكَّ بأنَّ واقعنا لا علاقة له بهذا، ومع ذلك، وتنزُّلاً في الحوار مع ذوي الورع البارد، فإنّنا لو افترضنا أنّ واقعنا محلٌّ لخطاب هذا الحديث، فإنّ شرط منازعة الأمر أهله مُتحقِّقٌ واقعٌ على أيِّ معنى حَمَلْتَ الكفر البواح، سواء حملته على ظهور الكفر، أو على ظهور المعاصي.
إن المعاصي رائجة و منتشرة و مُجاهر بها، و هي تُروج بسياسة مرسومة مقصودة. و إنَّ الأنظمة التي تحكم المسلمين اليوم أنظمة جاهلية، و هذا لا يشك فيه عاقل، فلا أظنه يحتاج لجدال أو شغب.
و عليه فإنه من حيث الوجوب النَّظري، يجب على المسلمين أن ينازعوا الأمر أهله، لأن النبيeعلّق وجوب المنازعة على وجود المعصية بالشروط التي ذكرتُها، و قد تحققت، و تحقق ما هو أكثر منها، ألا و هو الكفر و لا يعنينا بعد ذلك ذوات الحكام. فليكن الحاكم أتقى عباد الله، و ليكن سكنُه الفردوس الأعلى من الجنة، ولكنَّ ذلك لا يؤهله لتبوُّء
منصب الحكم إن لم يكن حاكماً بالإسلام، عادلا عادلاً محافظاً على الأمة .... الخ.
و بهذا تُضبط المسألة بعلامات مُنضبطة ظاهرة، و يسلم الناس من الكلام في خفايا الصدور، و سويداء القلوب، ويأمنون من القدح في المقامات العليا التي تتبعها مساءلة " العيون الساهرة " التي لا تغفل و لا تنام في حراسة الأنظمة، ورصد ما يقوله الشعب و ما لا يقوله.
إن حقيقة الحاكم من الداخل، لا قيمة لها كثيراً في هذا المقام، فلا يُعقل أن يربط الإسلام هذه القضية الخطيرة بحقيقة حال شخصِ،قد يتلاعب بالأمة بتزويق حاله، و تسويق نفسه على الناس و هذا ما حصل و يحصل. و من هنا فقد رُبطت القضية بحاله الظاهر، وبواقع الأنظمة و القوانين الحاكمة، وبوجود المعاصي، وهذه كلها ضوابط ظاهرة.
و الحال هذه الأيام في شرق العالم الإسلامي و غربه ظاهر لذي عينين لا يُجادل فيه إلا كل مُماحك ٍمُشاغبٍ أرمدِ سقيم،و لم يبق إلا أن نُردد مع المتنبي:
قد تُنكر العينُ ضوء الشمسِ من رَمَدٍ
و يُنكرُ الفمُ طعمَ الماء من سقمِ
نسأل الله السلامة و الهداية، وعليه نتوكل وبه نستعين.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 1) البخاري /الفتن/باب (2) قول النبي e :" سترون بعدي أموراً تنكرونها ......... " حديث 7056 أنظر الفتح 13/ 7.ورواه مسلم /الإمارة/باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية / حديث 42.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 2) مسند الإمام أحمد 5/ 321.
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 3) " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" 10/ 425،ح4562، بإسناد حسن.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 4) السابق،10/ 428، ح 4566، بإسناد حسن.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 5) ولكنّا نعتقد أن الأثرة عند من يقول بهذا القول معناها: تقديمه نفسه في بعض سلوكا ته الشخصية، لا أن تكون هذه الأثرة القاعدة العامة المستمرة، فإن كانت كذلك فإنها تصبح عندئذ معصية بواحاً، لا يرضاها الإسلام ويأمر برفضها.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 6) أنظر فتح الباري 13/ 11.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 7) كذا في الرواية لم يبين لنا الراوي ما هو الحديث،بل بدأ مباشرة: فقال عبادة .... وسياق الرواية يقتضي أن عبادة قال ما قال بعد كلام لأبي هريرة.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 8) لأنه كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر!!!
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 9) فلا تحتجُّوا بربكم، والمعنى كما يبدوا لي والله أعلم فلا تحتجوا على سوءِ أوضاعكم،وتحكُّم الحكام بكم،وتغييرهم لأحكام الشريعة، بقدر الله سبحانه وتعالى فتُسوِّغوا جلوسكم عن إنكار المنكر.
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 10) المسند 5/ 325.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 11) المسند 2/ 501.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 12) فإن قول الراوي: " ...... فكتب معاوية إلى عثمان .... " بعد كلام عبادة لأبي هريرة رضي الله عنهما يدلُ على تَرتِّيب ما بعد الفاء على ما قبلها. إذ لما رأى معاوية تمسُّكَ عبادة برأيه بعد المناقشة كتب إلى عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 13) سبق تخريجه، انظر صفحة: 39.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 14) هذا عند من يُعَقِّد المسألة لدرجة الحاجة للحفريات!
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18420#_ftnref 15) " شرح النووي على صحيح مسلم " 1/ 212.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيك أخي المغربي
و هذا رابط للكتاب
http://www.altaghyeer.com/books/book_01.zip(/)
مقال جديد للشيخ حامد العلي {التصدِّي للزحف الأسود}
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 09:30]ـ
التصدِّي للزحف الأسود
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله الذي بعث محمداً في أصحابه الكرام البررة، وفيه، وفيهم، أنزل: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
اللهم صلِّ، وسلِّم، وبارك عليه، وعلى أهل بيته، وأصحابه أجمعين.
(ومن نظر في سيرة القوم بعلم، وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل، علم يقينا، أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان، ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله). من كلام ابن تيمية رحمه الله
وقد امتلأ الكتاب العزيز بمدح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما قد ورد في تفضيلهم، ورفع قدرهم، من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وعلماء أمته بعده، نصوصٌ كثيرةٌ جدا:
فمن ذلك:
قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.)
فأخبرالله عز وجل أنه رضي عنهم، وأعدَّ لهم جنات الخلد، ورضى الله عن العبد أعلى المقامات، وأشرف الدرجات.
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.)
قال ابن القيم: (قال غير واحد من السلف: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، و لا ريب أنهم أئمة الصادقين، وكلُّ صادق بعدهم فبهم يأتمُّ في صدقه، بل حقيقة صدقه أتباعه لهم و كونه معهم).
ومما ورد من كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) رواه مسلم.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: (وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) معناه من ظهور البدع، والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان، وظهور الروم، وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لاتسبوا أصحابى، فلوأن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً مابلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه " رواه البخاري
وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولايستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون وتظهر فيهم السمن " متفق عليه
وعن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) رواه أحمد والترمذي
قال المناوي رحمه الله تعالى: (الله الله في حق أصحابي) أي اتقوا الله فيهم، ولا تلمزوهم بسوء، أو اذكرواالله فيهم، وفي تعظيمهم، وتوقيرهم، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقّص، (لا تتخذوهم غرضا) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هوتشبيه بليغ (بعدي) أي بعد وفاتي " ا. هـ من فيض القدير شرح الجامع الصغير 2/ 98
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن على رضي الله عنه قال: (لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كان بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى ابتل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء للثواب).
ومن المشهور قول ابن مسعود رضي الله عنه: "من كان مستنا فليستنن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، ولحمل دينه، فاعرفوا لهم حقهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" رواه احمد وغيره
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أيضا: (إنَّ اللهَ نظرَ في قلوبِ العباد، فوجدَ قلبَ محمدٍ خير قلوب العباد، فبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبة نبيه و نصرة دينه، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، و ما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح)
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عُمره) رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام) شرح أصول الاعتقاد للالكائي 7/ 1252 الصارم المسلول 3/ 1058
وقال رحمه الله تعالى: " لا يجوزلأحد أن يذكر شيئا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب، ولا نقص، فمن فعل ذلك فقدوجب على السلطان تأديبه، وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه، ويستتيبه، فان تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده الحبس، حتى يموت، أو يراجع " الصارم المسلول 3/ 1057
وقال أبو زرعة رحمه الله تعالى: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن، والسنة أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب، والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة) تاريخ بغداد 38/ 132
وقال الإمام السرخي الحنفي رحمه الله: " فمن طعن فيهم فهو ملحد منابد للإسلام، دواؤه السيف إن لم يتب " أصول السرخسي 2/ 134
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ومن أصول أهل السنة والجماعة، سلامة قلوبهم، وألسنتهم، لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه)،
وقال ايضا: (ولا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل لقد رضي الله عنهم، ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة ... ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها، أبوبكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعلي رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة، ويؤمنون أنَّ الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان.
ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليهوسلم، حيث قال يوم غدير خُم: (أذكركم الله في أهل بيتي .. )
وقال (والذي نفسي بيده لايؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)، وقال (إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني اسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن نظر في سيرة القوم بعلم، وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل، علم يقينا، أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان، ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله). أ. هـ
فهؤلاء الصحابة الكرام هم صفوة الخلق بعد النبيين، وهم من شيَّد الله بهم أركان الدين، ونشر دين المسلمين، بحفظ الوحيين وتبليغهما، ونشر الرسالة المحمدية، في أقاصي الأرض، فلولاهم بعد الله، لأندرست معالم الإسلام، فلهم الفضل بعد الله على جميع الأنام.
وليس تولِّيهم، ومحبّتهم من أصل دين المسلمين فحسب، بل إنَّ ذلك هو أساس حفظ الشريعة الإلهيِّة، والرسالة المحمدية، لأن الطعن فيهم، يعني عدم الثقة بما نقلوه عن النبي صلى الله عليه و سلم، وذلك يشمل القرآن، والسنة كلها.
ولهذا السرِّ، دأب الزنادقة، وأعداء الدين، على الطعن في الصحابة، وغرضهم هو إسقاط الثقة بكل مارووه، ليتهاوى الدين كلُّه.
وفي هذا الزمن الذي احتلت فيه الجيوش الصليبية بلاد الإسلام، وهيمنت على مقدارت الأمُّة، وخضع لها الحكام.
ظهر قرن فئة ضالة، تدّعي حبَّ أهلِ البيت، وأهل بيت النبوة منهم براء، وقد اجتمعت في هذه الفئة كلُّ الضلالات، واقترنت بها كلُّ الجهالات، فأخذت تزحف على أمَّة الإسلام، تنشر ضلالاتها الصفراء، وأحقاد نفوسها المريضة الشوهاء، بما ورثوه عن الملعون ابن السوداء.
وهذه الفئة تركِّز على ترويج الطعن في الصحابة، ونشر التشكيك في الوثوق بنقلهم الدين.
فهذا هو شعارهم الأكبر، ودينهم الأخطر، ولهذا لما زار الشيخ موسى جار الله بلاد الرافضة في إيران، والعراق، وحضر مجالسها، وحلقات دروسها، في كلِّ محافلها، لاحظ بوضوح قيام دعوتهم على هذا الناحية، أعني هدم، وإلغاء، وإسقاط، كلَّ من كان حول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رحمه الله:
«كان أول شيء سمعته، وأنكرته هو لعن الصديق، والفاروق، وأمهات المؤمنين، السيدة عائشة، والسيدة حفصة، ولعن العصر الأول كافة، وكنت أسمع هذا في كل خطبة، وفي كل حفلة، ومجلس، في البداية والنهاية، وأقرأه في ديابيج الكتب والرسائل، وفي أوعية الزيارات كلها .. إلخ». الوشيعة في نقد عقائد الشيعة (ص:27).
ومن الملاحظ أن في نفوس هؤلاء حقدا لايوصف على قريش خاصّة، نسب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال قائل منهم: إنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم ـ حاشاه عليه الصلاة والسلام، ولعن الله من لمز مقام النبوة ـ (كزهرة وسط مزبلة)!!
وهو يقصد بذلك قريش كلَّها، وعلى رأسهم خيرة الصحابة، ثم حقدهم بعد قريش ينصب على العرب أيضا!
ولا ريب أنَّ هدفهم طمس معالم الإسلام، تمهيدا لغزو صفوي، سوَّلت لهم عقولهم المأفونة أنه قد أزف وقته، ودنا زمنه، وغرتهم شياطينهم أنَّ مهديهم سيظهر وشيكا، فيكون خاصة أتباعه من العجم، ويكون أكثر من يصطلي حر سيفه، من العرب، كما يروون في كتبهم المليئة بالافتراءات و الأكاذيب!
حتى حُدثت عن رجل صالح أفغاني، أنه استمع لمتحدثين من هذه الفئة، جالسيْن في ساحة الحرم في حضرة بيت الله المعظم، يتحدَّثان بالفارسية، ويظنُّان هذا السامع منهم، وهو يتكلَّم لسانهم، لكنَّه من أهل التوحيد والسنة، فسمع أحدهم يقول للآخر: ألم تر كيف أخذت إيران جنوب العراق، فعادت إلينا، وسنأخذ العراق كلَّه، فردَّ على الآخر: لن يوقفنا شيء حتى نأخذ ما تحت قدميك.
وهيهات لهم، ولكنهم تلاعب الشيطان بعقولهم، (يعدُهم ويمنِّيهم وما يعدهم الشيطان إلاَّ غرورا).
غير أنهم يسعون في كثير من البلاد، لاسيما في سوريا، وفلسطين، والأردن، والخليج، ومصر، والسودان، والمغرب العربي، لترويج زندقتهم.
وهم يشترون الفقراء بالمال ليلبسوا شعار الرفض، كما يستأجرون بعض الإعلاميين الذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا، ليروجوا ـ بإسم السنة وأهل السنة بريئون من كل من يطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ التشنيع على سيرة الصحابة الكرام.
وينفقون على هذا المشروع الخبيث أموال طائلة:
حتى إنَّ الحكومة الإيرانية رصدت ميزانية ضخمة جداً، لتبليغ التشيع وإرسال مبلغين والفعاليات المذهبية لعام 1387هـ ـ التقويم الإيراني يبدأ من مقتل علي بن أبي طالب ـ بلغت قيمتها 215.620 مليار تومان إيراني (حوالي 2.3 مليار دولار)، بزيادة قدرها سبعة أضعاف ميزانية العام الماضي 1386هـ ش.
بل إن خمس عائدات النفط الإيرانية، تنفق على نشر الرفض في العالم.
ولاريب أن هذا الخطر الأسود الزاحف، أعظم من كلِّ خطر، وشره أعظم من كلِّ شر، ذلك أن مذهبهم قائم على:
1ـ تحريف القرآن لإبطاله.
2ـ الطعن في الصحابة لإسقاط السنّة، وطيِّ بساط الشريعة المحمدية.
3ـ الطعن في بيت النبوة بالإفتراء على أمهات المؤمنين كما افترت اليهود على مريم عليها السلام، وقصدهم الطعن الخفي في النبي صلى الله عليه وسلم.
4ـ نشر الشرك والخرافة في أمِّة التوحيد.
5ـ تشويه كلِّ التاريخ الإسلامي، وإلغاءه، وتحريفه، وإسقاط ثقة المسلمين بتاريخهم وحضارتهم، تمهيدا لمحوها من الوجود.
ولاريب أنَّه من أعظم الفرائض الدينية، على أمة الإسلام، بقيادة العلماء، فضح هذه المؤامرة، والتصدِّي لها، وردِّها على أعقابها، وإطفاء نار بغيها.
حماية للملَّة، وحفظا للشريعة.
ونقترح ـ فضلا عن تكثيف النشاط الدعوي للرد على الرافضة ـ تأسيس وسائل إعلامية عامة، مختصة بمتابعة نشاطهم في نشر ضلالاتهم في بلاد الإسلام، أولاً بأوَّل، لتفضح كلِّ التفاصيل، من أقصى شرق العالم الإسلام، إلى أزقة فقراء الجزائر.
ليطلع علماء المسلمين على هذا الزحف الأسود، وليهبُّوا هبَّة رجل واحد، لقطع رأس الحية قبل أن تبيض وتفرخ، فتنها، في أمِّة محمد صلى الله عليه وسلم.
والله وحده هو حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:53]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:57]ـ
و إياك أخي الكريم(/)
لقاء مفيد مع الشيخ سليمان الخراشي.
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 04:44]ـ
هذه مقالات ومشاركات صحفية للشيخ سليمان
أحببتُ نقلها
وهي على هذا الرابط: http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/index.htm(/)
مداخلة من الدكتور النجيمي في حوار الشيخ الفوزان وآل الشيخ .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:24]ـ
قرأت مقالين لمحمد بن عبداللطيف آل الشيخ أحدهما لأحد عشر رجب 1429هـ بعنوان: (دعاة التحريض)، والثاني بتاريخ 19 رجب 1429هـ بعنوان: (أريد جواباً واضحاً يا شيخ الفوزان).
ملخص المقال الأول: أن محمد بن عبداللطيف يعيب على الشيخين صالح الفوزان، وعبدالرحمن البراك ما أسماه بالمناصحة العلنية .. وقال: إن الأصل في النصيحة لولاة الأمر أن تكون سرية، وشن هجوماً على من أسماهم بالصحويين، وقال إنه لا يريد تكميم الأفواه ولا يقف ضد النقد غير أنه يرى أن النقد العلني من أصحاب الفضيلة العلماء توقيع عن رب العالمين وليس مجرد نصيحة إنسانية كما زعم الكاتب، وقال إنها تهيئ الأجواء للإرهاب.
وملخص الثاني: أنه يريد جواباً من الشيخ الفوزان على سؤال مهم هل النصيحة لولي الأمر سرية أم علنية؟ وطلب من الشيخ جواباً مباشراً على هذا السؤال، كما أنه يتساءل عن سبب استخدام الشيخ الأوراق الرسمية للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وقال إنه لا تخلو جريدة إلا وللشيخ فيها رد أو هجوم على أحد الكتّاب، وتساءل هل الشيخ متحدث رسمي باسم الهيئة أم لا؟ أم أنها آراء شخصية .. ؟!
الجواب: قلت في مناسبات كثيرة بأن الإرهاب الديني والإرهاب التغريبي الليبرالي يتفقان في ثلاث نقاط رئيسة:
الأولى: التهوين من قدر العلماء، وهذا أس الفتنة ومنبع الشر؛ لأن العلماء إذا هانوا في أعين العامة أصبحوا يتقون فتواهم من كل حدب وصوب. وهنا يبدأ الناس بتلقي فتاوى المتشددين والغلاة وعلماء السوء والرؤوس الجهال من القنوات والمواقع الإلكترونية، فيقع الضلال والفتنة وهذا واضح في المقالين الذين كتبهما محمد بن عبداللطيف، وهو بهذا يتفق مع القاعدة اتفاقاً كاملاً، فالقاعدة قد نالت من الشخصين في مواقعهما ومؤلفاتهما كما فعل محمد بن عبداللطيف وزيادة، وهذا منهج الناصريين والبعثيين والقوميين العرب وفلول اليسار في الأربعينيات والخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي. فقد كتبوا ضد العلماء في المجلات والجرائد واستهانوا بهم حتى في الأفلام ودور السينما وحرضوا الحكام الظالمين على قتلهم وشنقهم، كما فعل سلفهم من الخوارج الذين كفروا وقتلوا أئمتهم كما قتلوا عثمان وعلياً وخباب وغيرهم.
النقطة الثانية: يؤلبون الناس على العلماء وينسبونهم إلى التنقيص، فالقاعديون يصفونهم بأنهم علماء سلطة وأنهم مرتشون وأصحاب رواتب من الدولة، وكذا التغريبيون الليبراليون يصفونهم بالصحويين والتحريضيين وبعلماء الحيض والنفاس، كما قال أحدهم في حوار معي في قناة (اقرأ) ومحمد بن عبداللطيف وابن بخيت من هذا القبيل، فمن قرأ المقالين الذين كتبهما محمد بن عبداللطيف يخيل له أننا أمام إرهابيين ولسنا أمام عالمين جليلين من علماء المسلمين شهد لهما القاصي والداني، عملا أستاذين في كليات الشريعة وأصول الدين والمعهد العالي لأكثر من ثلاثين عاماً، وحصلا على أعلى الدرجات العلمية، فكلاهما بدرجة أستاذ وليس مدرساً كما يقول محمد بن عبداللطيف جهلاً وتحريضاً منه وكأن الدولة بأجهزتها الأمنية لم تكتشف هذين التحريضيين. وقد وفق محمد بن عبداللطيف إلى هذا الاكتشاف الذي يشبه اكتشاف محمد داود في أفغانستان، وما أدراك ما محمد داود!! وسأفرد له مقالاً فيما بعد لأبين وجه الشبه بين المحمدين.
والشيخ الفوزان الذي يتهكم به محمد بن عبداللطيف من الموقعين على قرار هيئة كبار العلماء عام 1411هـ الذي أجاز استخدام القوات الأجنبية في تحرير الكويت. كما أن الشيخ الفوزان قد وقع على ستة قرارات لهيئة كبار العلماء في حكم التفجيرات والتخريب التي جرت في المملكة وغيرها من البلدان الإسلامية، وإذا أردت المزيد فراجع: فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة، وتبرئة دعوة وأتباع دعوة محمد بن عبدالوهاب من تهمة التطرف والإرهاب تأليف الشيخ محمد بن حسين القحطاني، وتقديم سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، والشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء. كما أن لشيخنا الشيخ عبدالرحمن البراك فتاوى كثيرة تحرم الخروج على ولاة الأمر، كما أن له تقديماً جميلاً لكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ضوابط تكفير المعين للدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين.
النقطة الثالثة: محاولة إقصاء العلماء عن الحديث في الشأن العام وإنكار المنكرات بدعوى أنهم يثيرون الفتن؛ لأنهم موقعون عن رب العالمين، أو أنهم لا يفهمون الواقع فكأنهم يقولون ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وفي ذلك يقول محمد بن عبداللطيف: (وأنا هنا لا أقف ضد النقد ولا أقول بتكميم الأفواه، غير أن هناك فرقاً بين أن تنتقد وأنت تنطلق من أنك أحد الموقعين عن رب العالمين وتسمي نفسك في موقعك على شبكة الإنترنت سماحة الشيخ الدكتور، وبين أن تقول هذا مجرد رأي إنساني قابل للصواب والخطأ). فانظر أيها القارئ إلى هذه العلنية المكشوفة والإقصائية وهذا ليس مستغرباً ممن رضعوا من ثدي البعثية والناصرية واليسار والقوميين العرب.
وفي الجانب الآخر، القاعدة تقول: العلماء لا يفهمون الواقع لهذا نستفتيهم في العبادات والأمور المالية أما قضايا الجهاد والولاء والبراء والتكفير والتفجير، فإنا نلجأ للعلماء العارفين بالواقع كأبي محمد المقدسي، وابن لادن، والظواهري، وأبي قتادة وأشباههم من الرؤوس الجاهلة. فانظر أيها القارئ يا رحمك الله كيف يتقن الإرهاب على تشويه سمعة العلماء لكن أحدهما في أقصى اليمين والآخر في أقصى درجات اليسار، كالخوارج والمعتزلة والجهمية والحشاشين وغلاة الشيعة.
ثم نقول ما هو الأمر الذي أنكره الشيخان على ولي الأمر بذاته أي الملك وولي عهده - حفظهما الله - أو غيرهما من أهل الحل والعقد. والذي أعرفه أن الشيخين أصدرا بيانات حول ممارسات خاطئة في بعض الصحف ومن بعض الكتاب، فثارت ثائرتكم لأنهم اقتربوا من عشكم فاعتبرتم أن انتقاد بعض وسائل الإعلام هو انتقاد لولي الأمر علماً أن العالمين وغيرهما إذا انتقدا بعض الممارسات في بعض الأجهزة الإعلامية فإنما يؤكدان على الطاعة لولي الأمر وأن ذلك التقصير عدم التزام بأوامر ولي الأمر، والملك قد انتقد بعض الصحف التي تنشر صوراً عارية للنساء، كما أن الأمير نايف قد انتقد بعض الكتاب والصحفيين الذين ينالون من أجهزة الدولة الشرعية كالهيئات.
ثم هنا وقفة، لماذا أنكرتم على الهيئات والمراكز الصيفية وبعض الوزارات وأبحتم لأنفسكم الإنكار بل التشهير في كافة وسائل الإعلام؟! أليس هذا خروجاً وإنكاراً على ولي الأمر، ثم اتهمتم التعليم الذي يشرف عليه ولي الأمر بنفسه وهو رئيس مجلس التعليم العالي، وولي العهد هو رئيس تطوير المناهج وفيهم صفوة من الأمراء والعلماء والأكاديميين؟! فلماذا لم تتحرك عقيرتك لما نقدت هذه الأجهزة التي يشرف عليها الملك بنفسه وولي عهده، أليس هذا خروجاً وتشهيراً بولي الأمر بل واستعداء العالم على بلدكم وولي أمرها خاصة المناهج التي زعمتم أنها تخرج إرهابيين وحلقات تحفيظ القرآن التي يحظر احتفالاتها أمراء المناطق؟! أليس هذا نيلاً وتشهيراً لولي الأمر؟! ثم دع عنك موضوع القضاء الذي يكون ولي الأمر قمته ورأسه وهو الذي يختار رئيس المجلس الأعلى للقضاء ويعينه بل وزير العدل يعين بأمر ملكي، فلماذا سلطتم ألسنتكم الحداد على هذا الصرح؟! أليس هذا خروجاً على ولي الأمر، بل شجعتم كتاباً يتكلمون في قضايا ما زالت مطروحة أمام القضاء لم يفصل فيها وهذا جريمة عالمية في كل العالم أن يتكلم في قضية لم يفصل فيها القضاء، فكيف تسوغ لأنفسكم الكلام في هذا أعلى تأويلكم أجران وعلى كلامنا وزران!!. ولم نر لك عقيرة ولا لساناً كأن لك أذناً من طين وأخرى من عجين، أليس هؤلاء تحريضيين على بلدك وولي أمرك:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس .. ؟!
ثم نقول لك في سؤالك الذي تلقفته وكأنك فزت بذيل الذئب الذي لم يجبك عليه الشيخ صالح، نقول تعال نذكر المسألة على فرض أنها وقعت على أنها لم تقع من الشيخين، فالإنكار على ولي الأمر يكون سراً كما هو معلوم بينه وبين الوالي كما دلّ عليه حديث أسامة بن زيد لما سألوه ألا تنكر على هذا - يعني عثمان - قال أأنكر عليه أمامكم إنما أعظم سراً بيني وبينه. واتفق أهل السنة أن الإنكار باليد لا يكون مع ولي الأمر إنما بالوعظ والتبيين إلا في حالات ضيقة وهي إذا ترتب عليها ضياع حق أو تلبس باطل أو كتمان حق يعتبر به العامة ويقلل به العامة، كما ورد عن الإمام أحمد وموقفه من الحاكم الذي أراد أن يقرر عقيدة الجهمية
(يُتْبَعُ)
(/)
في خلق القرآن، فلم يسكن أحمد بل أعلن القول الحق في القرآن ولم يكتف بالإنكار في مجلس المناظرة أمام ولي الأمر بل رويت عنه روايات كثيرة بتصريحه بخطأ قائل ذلك. وأيضاً كثير من أئمة السلف في بيان الحق كابن تيمية لما أنكر على السلطان الناصر أمام الناس عندما فر من حربه ضد التتار وأمره بنصرة المسلمين أو تركهم لمن يتولى أمرهم ويرفع لواءهم .. بل لا يبعد عنك وأظنك تجهله ولا تعلمه ما أخرجه مسلم في صحيحه أن أحد الصحابة قال للأمير في مجلس الناس: أيها الأمير أريد أن أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ما هو (وكان الأمير هو ابن زياد) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (شر الرعاء الحطمة)، فقال: اسكت إنما أنت من نخالة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لم يكن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نخالة إنما النخالة فيمن جاء بعدهم. وهذا ما أظنك تعرف معناه وهو شر الرعاء الحطمة يعني يأمره بإحسان رعاية العامة ولا يأخذهم بالقوة والقهر. ثم حديث أبي بكرة في المسند لما دخل على معاوية بن أبي سفيان على مرأى ومسمع من الحضور، قال له: أحدثك أيها الأمير بحديث رسول الله ثم ساق له حديث الرؤية (أن النبي وزن بأمته ثم أبو بكر ثم عمر ثم جاء قوم من بعدهم يكونون ملوكاً أو ملكهم عضوضاً)، يقصد بذلك معاوية على مرأى ومسمع. أليس هذا إنكاراً وكذلك حديث أبي سعيد الخدري لما أنكر على عبدالملك ابن مروان تقديم الخطبة على الصلاة في العيد، بل في بعض الروايات جذبه من ردائه فقام رجل فقال: إنما الخطبة بعد الصلاة .. فقال أبو سعيد أما هذا فقد أدى ما عليه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره) الحديث، و هذا في مصلى العيد أمام الناس كلهم .. وغيرها الكثير من النصوص في مواقف السلف التي تجهلها قطعاً، فالمرء إن تكلم فيما لا يحسن أساء.
ثم إنك تجعل تدخل ولي المرأة في سفرها وأن الدولة تسأل عن ذلك تجعله كهتك لكرامة المرأة لم لا تجعله من باب إكرامها والخوف عليها وحفظ رعايتها وحوطها مما قد يسوؤها. ثم أليس هذا تدخلاً في شؤون ولي الأمر الذي أوقع هذا القانون؟! ثم إن تاريخ الإسلام يعمل بالحديث الذي لا تجهله (لا تسافر امرأة إلا بمحرم من أهلها) فهذا تاريخ الإسلام الذي زعمت جهلاً أو تجاهلاً أنه ليس فيه ذلك.
ألم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل بالذهاب للحج مع امرأته وترك الجهاد حتى لا تسافر بلا محرم؟!. عجيب ألم تسمع بهذا أم أنه ذر في الرماد في العيون والتجاهل عن الحق الواضح، ثم متى كان التاريخ حجة على شرع الله وهذا إجماع من علماء المسلمين على أن المرأة ينبغي أن تسافر بمحرم من أهلها، ثم هذه جرأة وتشكيك في الشرع وتحكيم لقانون وضعه قدوتك الغربيون وتفضيل حقوق الإنسان المزعومة على شرع الله.
أليس الشرع أمر بسفرها بمحرم أليس هذا تحريضاً على ثوابت الأمة وإرهاب لفكر الأمة وتحطيم لرموزها وخروجاً عليها.
فأيها أشد ما تفعله أنت أم ما قاله الشيخان؟!. لقد أسفر الصبح لذي عينين. ثم احتجاجك بمنظمات حقوق الإنسان وخوفك منها أليس هذا تحريضاً على بلدك وولي أمرها الذي سن هذا القانون وكأنك تستعدي المنظمات على المملكة، ثم إن هذه المنظمات هل هي معصومة قولها حجة، عجباً لذي البهتان وهذه المنظمات تسمح باتخاذ الخليل، دافعت عنهم في مؤتمر السكان في القاهرة وبعضها يدعو للزواج المثلي وأكثرها ينكر على المملكة تطبيق الحدود، فهل أنت توافقهم في كل هذا أم هي حجة تتذرع بها. ثم متى كانت هذه المنظمات محايدة وشعوب المسلمين تنتهك حقوقهم في كل بلد تقريباً وأعراضهم ودماؤهم حلال لغيرهم، ونحن نحتكم لشرع الله ونرقب الله ونخاف الله عز وجل ولا نرضى بديننا بدلا ولا نخاف من هذه المنظمات، فاختر لنفسك طريقاً فإما أن تكون منهم أو ممن يرضى شرع الله كاملاً، وصدق المثل: رمتني بدائها وانسلت ..
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
ووداعاً لمن رهن نفسه لمنظمات حقوق الإنسان، ثم إن العجب لا ينقضي عندما قلت لماذا الشيخ يكتب على ورق رسمي للهيئة؟ فما هو المانع من ذلك؟ وما هو مثار العجب هنا؟
إننا نعلم أن الشيخ يقوم بدوره العلمي والشرعي المكلف به من قبل ولي الأمر وهو الإفتاء في المسائل العلمية والرد على من يخالف الثوابت الشرعية التي تعاقد عليها أبناء هذا البلد مع ولاة أمرهم منذ أن تأسس هذا الكيان المبارك على يد الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب الذي يفترض أنك تنافح عن منهجه وتتصدى لمن يتعرض له بالذم والقدح، ولكن المصيبة أنك في الصف المضاد لمنهجه فيا للمصيبة ويا للحسرة ..
أ. د محمد بن يحيى النجيمي
========================
وإن كنت لا أتفق مع الدكتور النجيمي في بعض الجزئيات من مقاله، ولكني أقول بارك الله فيه وسدد خطاه وجعله شوكة في حلوق أهل الفساد والعملنة ومن سار في ركبهم من أهل البدع والخرافيين فقد أبدع وأجاد ودافع عن عرض الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وحجَّم هذا " الدعي " المسمى بـ (ناب) فهو كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 07:03]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو الوليد الخالدي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 10:20]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وكذلك ردّ عليه الشيخ صالح الفوزان بنفسه وقال: اطلعت على ما كتبه الأستاذ / محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في جريدة الجزيرة في يوم 19 - 7 - 1429هـ في اتهامي مع أحد المشائخ بأننا خالفنا منهج المناصحة مع ولي الأمر وأقول:
1 - أنا لن أتعامل معه بنفس الأسلوب الذي وجهه إلي عملا بقوله تعالى {ادفع بالتي هي أحسن}
ولما لأسرته من الفضل ونظرا لما لوالده الشيخ / عبداللطيف بن إبراهيم رحمه الله من الفضل علي وعلى عموم طلبة العلم. فقد انتفعنا بتوجيهاته القيمة وعشنا تحت إدارته الحكيمة يوم أن كان مديرا للمعاهد والكليات وندين له بالفضل وندعو له بالمغفرة والرضوان وندعو الله أن يصلح عقبه ويجزيه عنا خير الجزاء - إنه سميع مجيب - وله علي خاصة يد أدعو الله أن يثيبه عليها.
2 - أما عن قضية مناصحة ولي الأمر فنحن. ولله الحمد. لم نخالف منهجها وندين لله بطاعة ولي الأمر بالمعروف وبوجوب مناصحته ومناصحة عامة المسلمين وإنما نرد على مقالات وشبهات وأخطاء تنشر وتعلن في الصحف فيكون الرد عليها بنفس الأسلوب الذي تنشر به وهي من البيان العام للناس فلا حاجة بالكاتب إلى استعداء ولي الأمر علينا في هذا الشأن الذي هو من صالح الجميع. وولي الأمر حفظه الله يشجع عليه.
3 - أما قضية أنني أكتب على أوراق المكتب الرسمية فأوراق المكتب أعدت للصالح العام وهذا منه فأنا لم اكتب عليها شيئا خاصا بي حتى يعاتبني على ذلك.
4 - أما قضية أنني جعلت نفسي بمثابة المتحدث الرسمي باسم غيري فأنا إنما أبدي رأيي الخاص ولا أنوب عن غيري وأرى أن هذا واجب علي كما أن الكاتب المذكور حينما يكتب إنما يعبر عن نفسه وكل كاتب آخر كذلك.
لا سيما والمسألة مسألة حوار كما يقولون و كل يبدي رأيه فيه إذا كان القصد الوصول إلى الحق.
وأخيرا أسأل الله لي ولإخواني المسلمين التوفيق لما يحب ويرضى وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه صوابا على سنة نبيه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء http://www.alfawzan.ws/Alfawzan/Portals/0/111rad-aalalshaik.jpg
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 12:56]ـ
لا فض فوك يا الشيخ النجيمي، لقد أحسنت أيما إحسان بهذا المقال الرصين القوي، الذي وضع الأمور في نصابها.
فجزاك الله خيرا.
وحفظ الله العلامة الفوزان سدا منيعا أمام المبتدعة والحزبيين والخوارج، ونصر الله تعالى الحق وأهله.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:00]ـ
ثم إن هذه المنظمات هل هي معصومة قولها حجة، عجباً لذي البهتان وهذه المنظمات تسمح باتخاذ الخليل، دافعت عنهم في مؤتمر السكان في القاهرة وبعضها يدعو للزواج المثلي وأكثرها ينكر على المملكة تطبيق الحدود، فهل أنت توافقهم في كل هذا أم هي حجة تتذرع بها. ثم متى كانت هذه المنظمات محايدة وشعوب المسلمين تنتهك حقوقهم في كل بلد تقريباً وأعراضهم ودماؤهم حلال لغيرهم، ونحن نحتكم لشرع الله ونرقب الله ونخاف الله عز وجل ولا نرضى بديننا بدلا ولا نخاف من هذه المنظمات، فاختر لنفسك طريقاً فإما أن تكون منهم أو ممن يرضى شرع الله كاملاً، وصدق المثل: رمتني بدائها وانسلت ..
جزي الله الدكتور النجيمي خير الخزاء وجزي اخونا ناقل الخطاب والرسالة وعارض الكتاب والرواية الاخ ابو الهيثم النجدي
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:33]ـ
أما النجيمي فقد أحسن.
وأما الشيخ الفوزان، فله الشكر والدعاء على حميته ومتابعته.
وإن كنت أتمنى لو يقتصر على إصدار الفتاوى في أولئك المفسدين، ولا ينزل نفسه لمناقشتهم، فهم أقل من ذلك.(/)
الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم .... فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟؟!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 03:00]ـ
الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم .. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟؟
للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم
أطروحات مرئية ومسموعة ومقروءة تتناول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - باتهامات كبيرة. انها تحاول جاهدة إلقاء التبعة في نشوء التطرف والغلو والعنف عليها.
لم يكن هذا بجديد في وسائل النيل من هذه الدعوة والقدح فيها، فقد سبقت جنود حربية وفكرية ومذهبية للقضاء عليها، فتكسرت سهامهم على أسوارها المنيعة، وبقيت ليرى العالم انها دعوة صدق تفي بحاجات أهلها، وتواكب العصر الذي تعيش فيه.
ولا أراني بحاجة إلى سرد نصوص كتبها المنصفون في الثناء على الدعوة باعتبارات متعددة من أهمها: يدها الكبرى على الأمة الإسلامية في انقاذها من التخلف المتمثل في الشرك بالله والاعتقاد في الجمادات والقبور، وفتحها باب الاجتهاد والتحقيق في المسائل الشرعية، والوفاء بحاجات المجتمعات الاسلامية في النوازل المعاصرة في سائر أبواب الفقه، فتلك نصوص سطرها علماء وأدباء ومؤرخون من المسلمين وغير المسلمين، اشتهر أمرها، وذاع صيتها، ككتاب الجبرتي في "تاريخ مصر" وليس الجبرتي وهابيا ولا نجديا ولا حنبليا، وانما كان حنفيا مصريا، وككتابة طه حسين في مجلة "الهلال المصرية" عدد مارس سنة 1933م بعنوان "الحياة الأدبية في جزيرة العرب" ومحمد كرد علي في مجلة "المقتطف" سنة 1901بعنوان "أصل الوهابية" وغيرهم كثير.
لكني اجدني بحاجة ماسة إلى مخاطبة بعض أبناء هذا البلد الذي رعى هذه الدعوة وقام على اساسها، ممن كتبت أقلامهم في صحفنا اليومية مقالات تضم صوتها إلى أعداء هذه الدعوة سواء من الفرق الضالة في الإسلام، أو من الصهيونية المتميزة غيظًا على الوجود الصحيح للإسلام والوجه الحقيقي له، فتلك الكتابات فيها خبط وخلط عجيب، تنم عن مكر أو جهل يشقى به أصحابها: فالذين يصرخون بأن كتب محمد بن عبدالوهاب وتلامذته هي منشأ هذه الأفكار العنيفة، لا يخفى عليهم ان اعتماد الجماعات الاسلامية المنحرفة في باب التكفير والجهاد على كلام عالم لا يعني ان هذا العالم يوافقهم، كما انهم عندما يحتجون على ضلالهم بكتاب الله عز وجل لا يعني ذلك ان كتاب الله يؤيدهم. وبيان ذلك: ان هذه الجماعات انتقت من كلام الشيخ وأبنائه وتلامذته ما يظنون انه يوافقهم، وعندما نورد عليهم كلام الشيخ ومدرسته فيما ينقض ما فهموه يردونه ولا يقبلونه. وعندي مثالان تاريخيان يفصحان عن ذلك:
أ - قدم فارسيان من "إيران" إلى بلد "الأحساء فأقاما بها وفي سنة 1264ه اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفروا المسلمين في "الاحساء" وحجتهم: ان الشيخ ابن فيروز كافر، وأهل الاحساء يخالطونه ولا يكفرونه، فهم كفار. فرفع أمرهم إلى قاضي الاحساء الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، قال الشيخ: "فأحضرتهم وتهددتهم، واغلظت لهم القول. فزعموا أولا انهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وان رسائله عندهم" 1ه فانظر - رعاك الله - إلى هذين الدخيلين على الدعوة وأهلها، لقد نسبوا باطلهم إلى دعوة الشيخ مستغلين الخلاف بينه وبين ابن فيروز. لكن ما هو موقف علماء الدعوة من هذه الجناية، استمع إلى الشيخ عبداللطيف وهو يواصل الحديث عن المذكورين، قال: " فكشفت شبهتهم، وادحضت حجة ضلالتهم بما حضرني في المجلس.
وأخبرتهم ببراءة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من هذا المعتقد والمذهب، وانه لا يكفر إلا بما اجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسوله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر" ا ه
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا نص قاطع إذا وقف عليه من يرجو الله واليوم الآخر علم علما جازما ان ابن عبدالوهاب ومدرسته براء مما يفتري المفترون، وان تعلق أهل الغلو بكلمات للشيخ دون فهمها الفهم الصحيح لخدمة آرائهم، وتأييد باطلهم جناية وتهمة قديمتان، وجد علماء الدعوة أذى وبلاء منهما، يقول الشيخ عبداللطيف مواصلا حديثه عن هذه البلية وعن هذا الجسم الغريب على الدعوة وأهلها: "وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما ان الحق ظهر لهما. ثم لحقا بالساحل - أي عمان - بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشائخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور" ا ه
فتأمل - أيها المنصف - فيما جرى لإمام المسلمين فيصل بن تركي آل سعود، آنذاك من تكفير، وما جرى لعلماء الدعوة - أيضا - من تكفير، فكيف يقول من عرف هذا: ان دعوة الشيخ محمد، ومدرسته هي التي افرزت الأفكار المنحرفة في التكفير والجهاد "هذا - والله - بهتان عظيم".
ثم يستمر الشيخ عبداللطيف في تقريع رجل اسمه: عبدالعزيز الخطيب وجماعته عندما سلكوا مسلك الفارسيين السابقين، فيقول: "وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة" ثم قال الشيخ عن هذه القضايا الكبيرة، الواجب ان "لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب" ا ه
فهذا هو المثل الأول، لم نسمع أحدا من أصحاب تلك الأقلام المجموعة يذكره. فهم انما يرددون كلام الأعداء القديم، دون تحرير أو انصاف {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
ب - "الاخوان" في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله تعالى - ظهر منهم انحرافات في مسائل التكفير والتفسيق والتبديع والهجر، ونسبوا ذلك إلى كتابات للشيخ محمد بن عبدالوهاب، فانتصب العلماء آنذاك إلى الرد عليهم، وبراءة الشيخ محمد بن عبدالوهاب منهم ومن دعواهم.
من هؤلاء العلماء الشيخ سليمان بن سحمان في عدة مؤلفات من أبرزها: "منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع" وهو كتاب حافل بتقرير ما نحن فيه من نماذج ما ذكره في شأن بعض أهل البادية الذين جاءهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام حتى اسمه، فدعاهم وعلمهم وبيّن لهم ان ماهم فيه من قبل كفر.
فقام "الاخوان" واخذوا كلام الشيخ محمد في هؤلاء قبل اسلامهم وجعلوه في البادية الذين هم من المسلمين على عهد الملك عبدالعزيز.
فيقول الشيخ ابن سحمان: "ان كلام الشيخ الذي تقرؤونه على الناس في قوم كفار ليس معهم من الاسلام شيء، وذلك قبل ان يدخلوا في الاسلام، ويلتزموا شرائعه .. واما بعد دخولهم في الاسلام فلا يقول ذلك فيهم إلا من هو أضل من حمار أهله، وأقلهم دينا وورعا، ومقالته هذه أخبث من مقالة الخوارج الذين يكفرون بالذنوب وهؤلاء - أي الاخوان - يكفرونهم بمحض الاسلام" ا ه.
فهذه جماعات سالفة وضعت كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب في غير موضعه، وقام علماء الدعوة في مراحل زمنية متفاوتة بالرد عليهم، وبيان ضلالهم في فهم كلام الشيخ، وكذبهم عليه، فهل يبقى بعد ذلك أدنى شبهة في براءة الشيخ منهم، ومباينته لهم، فلم هذه المخادعة - أيها الكتاب - أهذا حق العلماء عندكم؟ أهذا حق الأمانة عندكم؟ أهذا جزاء الفضل؟ اللهم اهدهم إلى سواء السبيل. جريدة الرياض: الجمعة 29 ربيع الأول 1424العدد 12761 السنة 39.(/)
ماهي نظرة الإسلام إلى الأنتروبولوجيا؟
ـ[هجرس الجزائر]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل يمكن إعتبار الأنتروبولوجيا علم قائم بذاته يمكن الإستفادة منه، أم أنها مجرد وافد من الغرب مثلها مثل المشاريع النهضوية كما يسميها أصحابها، وهل نحن بحاجة الى مثل هذه العلوم التي كثيرا ماتستغل كغطاء للوصول إلى أهداف غير معلنة وقد تكون معلنة في صورة أولية؟(/)
ماذا ورد عن الأئمة في شأن الواقفة في خلق القرآن .. ؟
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 12:03]ـ
لإخوة والمشايخ الكرام ....
أسأل عن أقوال الأئمة في شأن .... الواقفة في خلق القرآن ...
فمن استطاع ان يرشدنا .. فليرشدنا
أرشدكم الله للخير وجزاكم الله خيرا ...(/)
من أين أتيتم بدينكم؟!!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 12:43]ـ
لم يكن هناك في عصر الرسول روافض!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم هذه القصة التي حصلت في عصر الشاه في ايران
استدعى الشاه علماء من السنه وعلماء من الرافضة
حتى يقرب بينهم وينظر الى وجه الاختلاف بينهم
علماء الرافضة جاؤوا كلهم
أما علماء السنه لم يأت منهم الا واحد بعد تأخرعليهم!!
فلما دخل عليهم كان حاملا حذائه تحت إبطه:
نظر إليه علماء الرافضة فقالوا:
لماذا تدخل على الشاه وانت حاملا حذائك؟؟؟
قال لهم: لقد سمعت أن الرافضة في عصر
الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا
يسرقون الأحذية!!
فقالوا: لم يكن هناك في عصر الرسول روافض!!!
فقال: إذن انتهت المناظرة من أين أتيتم بدينكم؟!!
بصرف النظر عن مدى صحة القصة أو بطلانها،فالشاهد هو السؤال الأخير
من أين أتيتم بدينكم؟!!
وأترك الإجابة للإخوة الراوفض لعلهم يجيبونى
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 09:13]ـ
- لن يجيبك أحد منهم ... فهم بين صراعين " إقرار الروايات " و " نفي الروايات " ذاتها و التي تدلُّ على حقيقة مذهبهم المحدث.أو بالأحرى الذي تجاوز العقل والنقل ليتخبّط بين الحقيقة والسّراب .. الله المستعان
ولكن سأجيبك عن السؤال: بكل بساطة ... من عبد الله بن سبأ اليهودي ... و لابدَّ
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 10:46]ـ
وأترك الإجابة للإخوة الراوفض لعلهم يجيبونى
عجيب! روافض إخوة! بالله قل لي كيف يجتمعان!
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 10:54]ـ
وأترك الإجابة للإخوة الراوفض
لعلك نقلت القصة بأكملها دون تمحيص آخرها لحلاوة أولها.
فبارك الله فيك على هذا النقل والمشاركة الجيدة.
وأعيذك الله أن يكون لك أخوة اتخذوا الأوثان آلهة من دون الله ... أو أخوة يسبوا الله ورسوله ...
أو أخوة يعبدوا بعض أهل البيت من دون الله.
عليهم من الله ما يستحقون.
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 10:56]ـ
عجيب! روافض إخوة! بالله قل لي كيف يجتمعان!
شيخنا الحبيب ...
ما رأيت مشاركتك إلا بعد ارسال المداخلة ...
جعلك الله من السباقين لجنة النعيم ... اللهم آمين.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 10:58]ـ
شيخنا الحبيب ...
ما رأيت مشاركتك إلا بعد ارسال المداخلة ...
جعلك الله من السباقين لجنة النعيم ... اللهم آمين.
آمين وإياكم، ولا عليك يا شيخنا ...
كلٌّ سبق إلى الخير ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 02:40]ـ
بارك الله فيكم
الموضوع قديم (رجب 1429) ويمكن اعتبارها زلة قلم
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 03:34]ـ
حفظك الله وأحسن إليك(/)
هل صحّ وما الدليل وهل هناك ضوابط!؟؟
ـ[المعتز بالله الفلسطيني]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 12:06]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله؛:
لقد وقعت على جملة في العقيدة هي لو صحت كانت بحق جدّ خطيرة ويترتب عليها أمور عظيمة فأحببت أن أسأل أهل الدليل ليسوقوه لى فمحدثكم ما لديه كثير دراية نسأل الله من فضله وهي:
_ • اعتقاد مساواتهم بالمسلمين، وأن المسلمين لا ميزة لهم _
فقد نقل الكاتب أن من الأعمال والأقوال المخرجة من الملة اعتقاد مساواة الكافر بالمسلم وأن المسلم كغيره من البشر فهل أوضحتموها لى أيها الأحبة وحبذا لو كان الكلام بالدليل يبارك فيكم الرب القدير ونسأل الله أن يهدينا لم اختلف فيه من الحق 000
أخيكم الصغير
المعتز بالله الفلسطيني(/)
بديع الزمان النورسي .. تساؤل حيرني!
ـ[الورد الندي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 03:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بديع الزمان النورسي (1298ـ1379)
قراءة سيرة هذا الفذ، فوجدته سيرة تستحق التأمل، وتُستخرج منه العبر والفائدة؛وعلى الرغم من قربه من زمننا إلااني لم أجد لهذا الرجل في موقع معتبر (على النطاق المحلي الذي أعرفه) يتكلم عنه باستفاضةأو على الأقل باختصار
،فرجائي للأخوة ممن عنده علم عن منهجه ومذهبه وعقيدته أفادتنا .. وله جزيل الشكر والمثوبة
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 12:21]ـ
في أي كتاب قرأت سيرته يا أخي؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 12:46]ـ
ترجم له الشيخ عبد الفتاح أبو غدة فيماأذكر في كتاب العلماء العزاب الذين اثروا العلم على الزواج .. ترجمة حافلة ..
ـ[الورد الندي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 03:02]ـ
في أي كتاب قرأت سيرته يا أخي؟
ماقرأتها في كتاب لكن عن طريق المكتبة الشاملة بدايةً، ثم بحثت عنه في بقية المواقع ..
شكر الله لك
ـ[الورد الندي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 03:04]ـ
ترجم له الشيخ عبد الفتاح أبو غدة فيماأذكر في كتاب العلماء العزاب الذين اثروا العلم على الزواج .. ترجمة حافلة ..
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 09:58]ـ
ترجم له الشيخ البوطي في كتابه التأملي البديع "شخصيات استوقفتني". راجع ما كتب عنه ستجد ما يسرك, وفيه ذكر شيئٍ من كتبه-رحمه الله تعالى-. أما إن كنتَ ممن يكره الصوفية بإطلاق فلا أظنك ستنتفع به لأن مثل هذه التعميمات تحرم أصحابها كثيرا من الخير. -والله تعالى أعلم-
ـ[حازم_59]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 09:43]ـ
اخواني الافاضل
تجدون في مدونتي: http://hazimnazim.maktoobblog.com/
تفاصيل عن بديع الزمان سعيد النورسي ورسائل النور
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 01:07]ـ
لللشيخ محمد موسى الشريف فى طريق الاسلام شريط عن النورسى يترجم له
وابحث فى المواقع الاتية موقع زغلول النجار وموقع قصة الاسلام قسم علماء وعظماء الاسلام
وايضا موقع التاريخ باشراف محمد موسى الشريف
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:58]ـ
من باب الفائدة
الى من يريد معرفة شخصية النورسي الصوفي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20077(/)
أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب / للشيخ الإمام
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 10:33]ـ
أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب
للشيخ محمد الإمام - حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب كثيرة وسأذكر بعضا منها:
السبب الأول: الجهل بشرع الله:
وهو عدو رسالات الرسل فلهذا جعل الله الجهال شر الدواب فقال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22]، وجعلهم سبحانه أضل من الأنعام فقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44]، فانظر رحمك الله إلى بالغ الذم للجهال من قبل الله فقد جعلهم شر الدواب على اختلاف أصنافها وأنواعها من حمُر وسباع وكلاب وحشرات وضفادع.
وجهل المسلمين بدينهم أعظم سبب لانحرافهم عنه، وهو داء المنحرفين قال ابن عيينة: (الجهل بمنزلة الكفر، والعلم بمنزلة الإسلام). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب "الإيمان": (إذا تدبرت حجج أهل الباطل رأيتها دعاوى لا يقوم عليها دليل). وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: (أما شجرة الجهل فتثمر كل ثمرة قبيحة من الكفر والفساد والشرك والظلم والبغي والعدوان والجزع والهلع والكنود والعجلة والطيش والحدة والفحش والبذاء والشح والبخل ومن ثمرته الغش للخلق والكبر عليهم والفخر والخيلاء والعجب والرياء والسمعة والنفاق والكذب وإخلاف الوعد والغلظة على الناس والانتقام ومقابلة الحسنة بالسيئة والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف وترك القبول من الناصحين وحب غير الله ورجاؤه والتوكل عليه وإيثار رضاه على رضاء الله وتقديم أمره على أمر الله والتماوت عند حق الله والوثوق بما عند حق نفسه والغضب لها والانتصار لها فإذا انتهكت حقوق نفسه لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم بأكثر من حقه وإذا انتهكت محارم الله لم ينبض له عرق غضبا لله فلا قوة في أمره ولا بصيرة في دينه، ومن ثمرتها الدعوة إلى سبيل الشيطان وإلى سلوك طريق الغي واتباع الهوى وإيثار الشهوات على الطاعات وقيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ووأد البنات وعقوق الأمهات وقطيعة الأرحام وإساءات الجوار وركوب مراكب الخزي والعار والشر بمجموعه شوك يجتنى من شجرة الجهل ... وكل شر وفساد حصل في العالم ويحصل إلى قيام الساعة وبعدها في القيامة فسببه مخالفة ما جاءت به الرسل في العلم والعمل)
وذهاب الإسلام إنما جاء عن طريق الجهل فهو جسر الشر كله قال محمد بن الفضل: (وذهاب الإسلام على أيدي أربعة أصناف من الناس: صنف لا يعملون بما يعلمون، وصنف يعملون بما لا يعلمون، وصنف لا يعملون ولا يعلمون، وصنف يمنعون الناس من التعلم). فانظر كيف أظهر هذا العالم أن الشر بحذافيره هو بسبب الجهل فكل الأصناف الأربعة مردودة إلى الجهل أعاذنا الله منه، أما الصنف الأول والثاني فقد قال فيهم السلف: (احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فهما فتنة لكل مفتون)، وأما الصنف الثالث فهم كالأنعام، وأما الصنف الرابع وهم الذين يثبطون الناس عن التفقه في الدين فهم نواب إبليس في الأرض وهم أضر على الناس من شياطين الجن.
وجهل أهل البدع نجملها في الآتي:
1 - الجهل بمنهج الأنبياء وما أنزل الله إليهم من الهدى والنبوة.
2 - الجهل بنصوص الشرع.
3 - الجهل بآثار السلف وعقيدتهم ومنهجهم ومنزلتهم.
4 - الجهل بقواعد الشرع ومقاصده.
5 - الجهل بمنهج الاستدلال والتلقي فهم مبتلون بهذه الأنواع وإن كانوا متفاوتين في ذلك.
السبب الثاني: البغي والظلم:
إن من موجب الاختلاف بين المسلمين البغي وهو الذي وقع فيه أهل الكتاب قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} [آل عمران: 19]، وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [البقرة: 213]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والبغي إما تضييع للحق وإما تعد للحد، فهو إما ترك واجب وإما فعل محرم، فعلم أن موجب التفرق هو ذلك)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال وهو يتحدث عن الاختلاف الناجم عن البغي: (وهذا حال أهل الاختلاف المذموم من أهل الأهواء كلهم لا يختلفون إلا من بعد أن يظهر لهم الحق ويجيئهم العلم فيبغي بعضهم على بعض ثم المختلفون المذمومون كل منهم يبغي على الآخر فيكذب بما معه من الحق مع علمه أنه حق، ويصدق بما مع نفسه من الباطل مع العلم أنه باطل، وهؤلاء كلهم مذمومون، ولهذا كان أهل الاختلاف المطلق كلهم مذمومين في الكتاب والسنة، فإنه ما منهم إلا من خالف حقا واتبع باطلا)
وقال أيضا في "مجموع الفتاوى" 1/ 14 - 15: (وهذا كما قال تعالى عن أهل الكتاب {وَمِنْ الَّذِينَ قالوا إنا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 14] فأخبر أن نسيانهم حظا مما ذكروا به – وهو ترك العمل ببعض ما أمروا به – كان سببا لإغراء العداوة والبغضاء بينهم، وهكذا هو الواقع في أهل ملتنا مثلما نجده بين الطوائف المتنازعة في أصول دينها وكثير من فروعه من أهل الأصول والفروع). وقال: (وقد ظهر بذلك أن المفترقين المختلفين من الأمة إنما ذلك بتركهم بعض الحق الذي بعث الله به نبيه، وأخذهم باطلا يخالفه واشتراكهم في باطل يخالف ما جاء به الرسول وهو من جنس مخالفة الكفار للمؤمنين ... فإذا اشتركوا في باطل خالفوا به المؤمنين المتبعين للرسل نسوا حظا مما ذكروا به فألقى بينهم العداوة والبغضاء واختلفوا فيما بينهم في حق آخر جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فآمن هؤلاء ببعضه وكفروا ببعضه والآخرون يؤمنون بما كفر به هؤلاء ويكفرون بما يؤمن به هؤلاء وهنا كلا الطائفتين المختلفتين المتفرقتين مذمومة وهذا شأن عامة الافتراق والاختلاف في هذه الأمة وغيرها)
وقال أيضا: (وكذلك جعل الله مصدره أي: الاختلاف البغي ... لأن البغي مجاوزة الحد وذكر هذا في غير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الأمة ... )
وقال أيضا: (وجماع الشر الجهل والظلم قال تعالى: {و َحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب: 72])
السبب الثالث: الغلو في الدين:
إن من أعظم أسباب الوقوع في الابتداع الغلو في الدين قال شيخ الإسلام شيخ الإسلام ابن تيمية: (فيعلم أن المنتسب إلى الإسلام أو السنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضا من الإسلام والسنة حتى يدعي السنة من ليس من أهلها ... وذلك بأسباب منها الغلو الذي ذمه الله في كتابه)
وهو على أقسام:
1 - الغلو في الأشخاص كالأنبياء والصالحين والأئمة وسبب هذا الغلو ضلت طوائف وعلى وجه الخصوص الروافض والصوفية والقبورية قال شيخ الإسلام: (قد وقع في الغلو طوائف من المتعبدة والمتصوفة حتى خالط كثير منهم مذهب الحلول والاتحاد ما هو أقبح من قول النصارى أو مثله أو دونه)
2 - الغلو في الدين قال تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} المائدة (77) وقال تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} النساء.
وروى الإمام البخاري برقم (6830) عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) وروى أبو داود برقم (4806) عن مطرف قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا فقال: ((السيد الله تبارك وتعالى)) قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا فقال: ((قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان)) وروى الإمام مسلم برقم (2670) عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هلك المتنطعون)) قالها ثلاثا أي: المتجاوزون الحدود المتعمقون في أحوالهم. فالغلو مذموم في الشرع الحنيف ولو كان مقصورا على الشخص نفسه فكيف إذا تعدى إلى غيره وصار أهل الغلو دعاة إلى غلوهم وكيف إذا كان الغلو في العقيدة كحال الرافضة والصوفية والخوارج. فالغلو يؤدي بأصحابه إلى الخروج عن السنة كحال من ذكرنا، وكل متجاوز للحق لابد أن يكون غاليا من جهة الإفراط جافيا من جهة التفريط، والسلامة بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كل: الغلو مدركة الهلاك كما سبق في حديث ابن مسعود، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (هات إلقط لي فلقطت له حصيات هن حصى الخذف فوضعهن في يده فقال: ((بأمثال هؤلاء مرتين وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))
وليس المتمسك بدين الله على طريقة السلف من أهل الغلو كما تصوره الفرق المميعة للإسلام وكما تصوره الجهات الكافرة تارة باسم الأصوليين وتارة باسم المتطرفين وتارة إرهابيين، والحقيقة أن هذه الجهات ترى أن الإسلام نفسه دين تطرف، بل أعلنت أنه دين إرهابي وليس هذا بغريب من هؤلاء لأن دين الإسلام هو عدوهم الأكبر، فعليك بالتمسك بدينك الذي ارتضاه الله لك من غير إفراط ولا تفريط وليقولوا ما شاءوا.
السبب الرابع: التكالب على الدنيا:
تكالب أهل البدع على الدنيا أمر ظاهر وإن غطى بعضهم ذلك باسم نشر الدين ودعوى فعل الخير من بناء مساجد وكفالة أيتام وحفر آبار ونحو ذلك.
والتكالب على الدنيا بلية علماء أهل الكتاب قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [التوبة: 34]. وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ)} فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [الأعراف: 169]
وهي بلية علماء السوء في هذه الأمة وهو ما كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وقد روى البخاري ومسلم عن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبشروا وأملوا فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم)) وقد كان الإقبال على الدنيا من أسباب الوقوع في الفتن الأولى فقد جاء في مسائل الإمام أحمد رواية ابن هاني 2/ 171 بسند صحيح أن عبد الله بن عمر قال: (جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان يكلمني فإذا هو يأمرني في كلامه بأن أعيب على عثمان وإنَّ والله ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حق ولا جاء من الكبائر شيئا ولكن هو هذا المال فإن أعطاكموه رضيتم وإن أعطاه أولي قرابته سخطتم).
قال شيخ الإسلام شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن أسباب الفتنة والأهواء في نشأتها الأولى في آخر عهد عثمان التنافس في الدنيا من ذلك الجيل الناشئ من الأمم الحديثة العهد والأعراب ونحوهم)
ولو سيرت طرفك في أوساط المسلمين في الزمن الماضي والحاضر لرأيت كثيرا ممن تعثر في الطريق بسبب الطمع في المال أو الجاه، فمن فتح على نفسه هذا الباب كثر تقلبه وتلونه وهان عليه أمر دينه قال العلامة ابن القيم: (كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلابد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه وفي خبره وإلزامه لأن أحكام الرب سبحانه كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس ولاسيما أهل الرياسة والذين يتبعون الشهوات فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا فإذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة متبعين للشهوات لم يتم لهم ذلك إلا بدفع ما يضادّه من الحق ... وهؤلاء لابد أن يبتدعوا في الدين مع الفجور في العمل فيجتمع لهم الأمران فإن إتباع الهوى يعمي عين القلب فلا يميز بين السنة والبدعة، أو ينكسه فيرى البدعة سنة والسنة بدعة، فهذه آفة العلماء إذا آثروا الدنيا واتبعوا الرياسات والشهوات ... ) ا. هـ
السبب الخامس: الإعجاب بالنفس والاغترار بها:
إن العجب والغرور ليدبان في بعض الناس فيبلغان فيهم مبلغا لا يتصور ويكون ذلك من أسباب وقوع الشخص في الابتداع في الدين وإليك ما علم من حال هؤلاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" 2/ 436 بإسناد حسن عن أبي عوانة قال: (ما رأيت عمرو بن عبيد وجالسته قط إلا مرة واحدة قال: فتكلم وطول ثم قال حين فرغ: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 3/ 184: (وقد روي أن واصلا تكلم مرة بكلام فقال عمرو بن عبيد: لو بعث نبي ما كان يتكلم بأحسن من هذا).
ومن ذلك قول الزمخشري في مدحه لكشافه:
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد ... وليس فيها لعمري مثل كشافي
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته ... فالجهل كالداء والكشاف كالشافي
ولا يخفاك أن الزمخشري قد شحن كتابه "الكشاف" بالعقيدة الاعتزالية إلى جانب ما فيه من أحاديث ضعيفة ومكذوبة وأقوال شاذة فاحذر الاغترار بمادة هذا الكتاب.
ومن اغترار أهل البدع تسميتهم كتبهم بأسماء توحي بأن مضمون الكتاب على منهج النبوة والحقيقة خلاف ذلك لما فيه ما يفسد العقول ويزيغ القلوب ومن ذلك تسمية الرازي تفسيره بمفاتيح الغيب ومن ذا الذي عنده مفاتيح الغيب سوى الله قال تعالى {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} الأنعام، ولقد قال أبو حيان في تفسير الفخر الرازي: (فيه كل شيء إلا التفسير).
وأيضا تسمية ابن سيناء كتابه "القانون في الطب" بـ "الشفاء" وما أدراك ما الشفاء؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كان يقال أبو حامد – أي الغزالي - أمرضه الشفاء). قلت: لما فيه من مفاسد عظيمة في المباحث الفلسفية.
ومن ذلك أيضا "الأنوار القدسية" للشعراني، وإنما هي ظلمات بعضها فوق بعض وكيف لا وقد احتوى على الشرك والخرافة بأنتن صورها.
ومن ذلك "معارج القدس" لأبي حامد الغزالي مُلئ بالزندقة والحلول والاتحاد، وكتابه "إحياء علوم الدين" هو في الحقيقة هدم لعلوم الدين، وقد شحنه بالأحاديث الموضوعة ناهيك عن الضعيفة ودبجه بالعقائد الصوفية والشطحات الخرافية ودس فيه الفلسفة فلا خير فيه للإسلام وأهله، ولقد أفتى بإحراقه كثير من العلماء، ولا يصلح له إلا ذلك.
وبسبب هذا التيه والعُجب في علماء البدع يكابرون ويصرون على ما هم عليه من تناقض وانحراف قال العلامة القاسمي وهو يتحدث عمن أصيب بهذا الداء: (ولكن إذا أصيب بداء المكابرة في الحق الصراح صعب إقناعه مهما قوي الدليل وعظمت الحجة)
ولفساد حالهم هذا عظم احتقارهم لعلماء الحديث بل حتى وللأدلة الشرعية بحيث صاروا يرون أن استدلالهم بالآيات والأحاديث للاعتضاد كما ذكرنا هذا في هذا السفر، فتيه أئمة البدع علامة واضحة على جهلهم فإن علماء الإسلام يعرفون بالتواضع والاعتراف بالنقص في العلم والعمل، ويتأسفون لما فاتهم من خير، ولا يغيب عن ذهنك أن العجب والغرور من موجب الهلاك إلا أن يتدارك الله برحمته من يشاء قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لو لم تكونوا تذنبون لخشيت عليكم ما هو أكبر منه: العجب))
السبب السادس: الأخذ ببعض الحق وترك بعضه:
متى أخذ المسلمون ببعض الحق وتركوا البعض الآخر ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء قال الله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [المائدة: 14]، ومعنى نسوا: تركوا العمل عمدا. وقال الله في اليهود بعد أن ذكر أنه حرم عليهم سفك دماء بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم فلم يلتزموا بذلك قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة:85 - 86]، وقد حذرنا الله من هذا الذي وقع فيه اليهود والنصارى فقال: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ} [آل عمران: 105].
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولا تقع الفتنة إلا من ترك ما أمر الله به فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر)
وقال أيضا: (فإن اتباع الإنسان لما يهواه هو أخذ القول والفعل الذي يحبه ورد القول والفعل الذي يبغضه بلا هدى من الله ... ولهذا كان السلف يسمون أهل البدع والتفرق المخالفين للكتاب والسنة أهل أهواء حيث قبلوا ما أحبوه وردوا ما أبغضوه بأهوائهم بغير هدى من الله)
وقال أيضا: (وإنما جماع الشر تفريط في حق أو تعد إلى باطل وهو تقصير في السنة أو دخول في البدعة كترك بعض المأمور وفعل بعض المحظور أو تكذيب الحق وتصديق بباطل، ولهذا عامة ما يؤتى الناس من هذين الوجهين، فالمنتسبون إلى أهل الحديث والسنة والجماعة يحصل من بعضهم كما ذكرت تفريط في معرفة النصوص أو فهم معناها أو القيام بما تستحقه من الحجة ودفع معارضها فهذا عجز وتفريط في الحق وقد يحصل منهم دخول في باطل إما في بدعة ابتدعها أهل البدع وافقوهم عليها واحتاجوا إلى إثبات لوازمها وإما في بدعة ابتدعوها هم لظنهم أنها من تمام السنة كما أصاب الناس في مسألة كلام الله وغير ذلك من صفاته)
وقال العلامة ابن الوزير رحمه الله تعالى: (فإن قيل فمن أين جاء الاختلاف الشديد؟ فاعلم أن منشأ معظم البدع يرجع إلى أمرين واضح بطلانهما فتأمل ذلك بإنصاف وشد عليه يديك، وهذان الأمران الباطلان هما: الزيادة في الدين بإثبات ما لم يذكره الله تعالى ورسله عليهم السلام من مهمات الدين الواجبة. والنقص منه بنفي بعض ما ذكره الله تعالى ورسله من ذلك بالتأويل الباطل)
السبب السابع: تعظيم كلام أعداء الإسلام:
الذي ينظر بدقة إلى حال دعاة الباطل مع كلام أعداء الإسلام يرى أن عندهم حسن ظن بهم من جهة وجهل بحال أولئك ونوازعهم وتناقضاتهم ومقاصدهم من جهة أخرى أما حسن ظنهم بهم فقد أورثهم: التغطية لعيوب أولئك الأعداء وجعلهم فوق منزلتهم ولما فعلوا ذلك استبعدوا غاية الاستبعاد أن يكون أعداؤهم هؤلاء قد جانبوا الحكمة والصواب. وأما الجهل بحقيقة ما هم عليه فقد جرهم إلى حمل كلام أعدائهم على صورة توافق ما هم عليه، وهي على غير ذلك، فكانوا مخطئين من الجهتين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولكن دخلت الشبهة في ذلك بأن قوما كان لهم ذكاء تميزوا به في أنواع من العلوم إما طبيعية كالحساب والطب وإما شرعية كالفقه مثلا وأما الأمور الإلهية فلم يكن لهم بها خبرة كخبرتهم بذلك وهي أعظم المطالب وأجل المقاصد فخاضوا فيها بحسب أحوالهم وقالوا فيها مقالات بعبارات طويلة مشتبهة لعل كثيرا من أئمة المتكلمين بها لا يحصلون حقائق تلك الكلمات ولو طالبتهم بتحقيقها لم يكن عندهم إلا الرجوع إلى تقليد أسلافهم فيها وهذا موجود في منطق اليونان وإلهياتهم وكلام أهل الكلام من هذه الأمة وغيرهم يتكلم رأس الطائفة كأرسطو مثلا بكلام وأمثاله من اليونان بكلام وأبي الهذيل والنظام وأمثالهما من متكلمة أهل الإسلام بكلام ويبقى ذلك الكلام دائرا في الأتباع يدرسونه كما يدرس المؤمنون كلام الله، وأكثر من يتكلم به لا يفهمه وكلما كانت العبارة أبعد عن الفهم كانوا لها أشد تعظيما وهذا حال الأمم الضالة كلما كان الشيء مجهولا كانوا أشد له تعظيما كما يعظم الرافضة المنتظر الذي ليس لهم منه حس ولا خبر ولا وقعوا له على عين ولا أثر، وكذلك تعظيم الجهال من المتصوفة ونحوهم للغوث وخاتم الأولياء ونحو ذلك مما لا يعرفون له حقيقة ... ويسمونها عقليات وإنما هي عندهم تقليديات قلدوا فيها أناسا يعلمون أنهم ليسوا معصومين وإذا بين لأحدهم فسادها لم يكن عنده ما يدفع ذلك بل ينفي تعظيمه المطلق لرؤوس تلك المقالة ثم يعارض ما تبين لعقله فيقول كيف يظن بأرسطو وابن سيناء وأبي الهذيل أو أبي علي الجبائي ونحو هؤلاء أن يخفى عليهم مثل هذا أو أن يقول مثل هذا ... وهذا القدر قد تبينته من الطوائف المخالفين للكتاب والسنة ولو في أدنى شيء ممن رأيت كتبهم وممن خاطبتهم وممن بلغني أخبارهم إذا أقيمت على أحد هم الحجة العقلية التي يجب على طريقته قبولها ولم يجد له ما يدفعها به فر إلى التقليد ولجأ إلى قول شيوخه وقد كان في أول الأمر يدعو إلى النظر والمناظرة والاعتصام بالعقليات والإعراض عن الشرعيات ثم إنه في آخر الأمر لا حصل له علم من الشرعيات ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
من العقليات بل هو كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} [الحج: 3]، وكما قال الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} [الحج: 8]، وكما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110]، وكما قال: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44] الفرقان، وكما قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 27 - 28]، وكما قال تعالى: {يوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 67].
وهذه النصوص فيها نصيب لكل من اتبع أحدا من الرؤوس فيما يخالف الكتاب والسنة سواء كانوا من رؤوس أهل النظر والكلام والمعقول والفلسفة، أو رؤوس أهل الفقه والكلام في الأحكام الشرعية أو من رؤوس أهل العبادة والزهادات والتأله والتصوف أو من رؤوس أهل الملك والإمارة والحكم والولاية والقضاء)
قلت: و مما نشاهده في عصرنا أن دعاة التحزب يأخذون كلام الأعداء ويسلمون به على ظاهره وأولئك الأعداء قد أعدوا ما ينقضه تارة وتارة يأتون بكلام له أكثر من احتمال وينقله المثقفون على المعنى الذي يقرب من الإسلام في نظرهم وأولئك الأعداء يقولون لهم لا نريد كذا وكذا يعني مما يخالف الإسلام فيظهر للمناظرين أنه يخالف الإسلام فيقومون بتأويل كلام الأعداء حتى يظهروا للأعداء أنهم قد حرصوا على مرادهم ويظهروا للمسلمين أنهم أذكياء يقدرون على التوفيق بين الحق وبين الباطل والحق أنها طريقة المنافقين قال الله فيهم: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً} [النساء: 62]. وأضرب لذلك مثالا واحدا: بدأ دعاة التحزب قائلين إن الديمقراطية نظام كفري وثني وهي كذلك ثم قالوا بعد ذلك هي على قسمين صحيح وفاسد فنظرنا الصحيح على حد زعمهم فإذا هو الفاسد الذي قالوا فيه أنه وثني. وبلية دعاة الباطل أنهم لا يثبتون على شيء فهم في تقلب ماداموا على هذا الطريق.
السبب الثامن: الإهمال لمقاصد الشريعة:
من أسباب وقوع المبتدعين في البدع جهلهم بمقاصد الشريعة الإسلامية ولا بد من معرفة ذلك لما لها من أهمية عظيمة.
قال العلامة السعدي في "مجموع الفوائد واقتناص الأوابد" ص (231): (من أعظم الطرق التي يعرف بها كمال الشريعة وأنها مشتملة على مصالح العباد في دينهم ودنياهم ومعاشهم ومعادهم معرفة مقاصد الشارع والصفات التي رتب عليها الأحكام الكلية والجزئية ومعرفة الحكم والأسرار في العبادات والمعاملات والحقوق وتوابع ذلك فكلما كان العبد بذلك أعرف عرف بذلك من جلالة الشريعة الإسلامية وهيمنتها وشمولها للخيرات والبركات والعدل والإحسان ونهيها عن كل ما ينافي ذلك ويضاده).
وقال العلامة ابن القيم في "روضة المحبين" ص (24 - 25): (فما حرم الله على عباده شيئا إلا عوضهم خيرا منه كما حرم عليهم الاستقسام بالأزلام وعوضهم منه دعاء الاستخارة وحرم عليهم الربا وعوضهم منه بالتجارة الرابحة وحرم القمار عليهم وأعاضهم عنه بالمسابقة النافعة في الدين بالخيل والإبل والسهام وحرم عليهم الحرير وأعاضهم منه أنواع الملابس الفاخرة من والصوف والكتان والقطن، وحرم عليهم الزنا واللواط وأعاضهم منهما بالنكاح والتسري بصنوف النساء الحسان، وحرم عليهم شرب المسكر وأعاضهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن،
(يُتْبَعُ)
(/)
وحرم عليهم سماع آلات اللهو من المعازف والمثاني وأعاضهم عنها بسماع القرآن والسبع المثاني، وحرم عليهم الخبائث من المطعومات وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات، ومن تلمح هذا وتأمله هان عليه ترك الهوى المردي واعتاض عنه بالنافع المجدي وعرف حكمة الله ورحمته وتمام نعمته على عباده في ما أمرهم به ونهاهم عنه ... ).
وقال في كتابه "شفاء العليل" ص (414): (ومن أعجب العجب أن تسمح نفس بإنكار الحكم والعلل الغائية والمصالح التي تضمنتها هذه الشريعة الكاملة التي من أدل الدليل على صدق من جاء بها ... ولو لم يأت بمعجزة سواها لكانت كافية شافية فإن ما تضمنته من الحكم والمصالح والغايات الحميدة والعواقب السديدة شاهدة بأن الذي شرعها وأنزلها أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ... ).
وقال في المصدر نفسه ص (483): (ثم تأمل أبواب الشريعة ووسائلها وغاياتها كيف تجدها مشحونة بالحكم المقصودة والغايات الحميدة التي شرعت لأجلها التي لولاها لكان الناس كالبهائم بل أسوأ حالا ... ).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( ... لكن العلم بصحيح القياس وفاسدة من أجل العلوم وإنما يعرف ذلك من كان خبيرا بأسرار الشرع ومقاصده وما اشتملت عليه شريعة الإسلام من المحاسن التي تفوق التعداد وما تضمنته من مصالح العباد في المعاش والمعاد وما فيها من الحكمة البالغة والرحمة السابغة والعدل التام والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب)
وقال أيضا: (ومن أنكر أن يكون للفعل صفات ذاتية لم يحسن إلا لتعلق الأمر به وأن الأحكام بمجرد نسبة الخطاب إلى الفعل فقط فقد أنكر ما جاءت به الشرائع من المصالح والمفاسد والمعروف والمنكر وما في الشريعة من المناسبات بين الأحكام وعللها وأنكر خاصة الفقه في الدين الذي فيه معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها)
وقال العلامة ابن القيم رحمة الله عليه: (بناء الشريعة على مصالح العباد في المعاش والمعاد هذا فصل عظيم النفع جدا وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة أوجب من الحرج والمشقة وتكليف مالا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي إلا به فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل.
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله: ( ... وبالجملة فالمصالح التي عليها مدار الشرائع ثلاث: الأولى: درء المفاسد المعروف عند أهل الأصول بالضروريات. والثانية: جلب المصالح المعروف عند أهل الأصول بالحاجيات. والثالثة: الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات ... وكل هذه المصالح الثلاث هدى فيها القرآن العظيم إلى الطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها ... )
وقال العز بن عبد السلام في "قواعد الأحكام" 1/ 7: (ومعظم مقاصد القرآن الأمر باكتساب المصالح وأسبابها والزجر عن اكتساب المفاسد وأسبابها).
وخلاصة الكلام: أن الشريعة الإسلامية جاءت بكل خير فلا خير إلا فيها وبدونها فلا خير، وحذرت من كل شر فلا شر على حقيقته إلا فيما كان ضدها ومخالفا لها فما أمر الله بأمر إلا لمصلحة محضة للعبد المأمور أو غالبة راجحة، ولا نهى عن شيء إلا وهو مفسدة محضة أو غالبة راجحة قال تعالى: {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} [البقرة: 138].
وقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، فأهل البدع والضلالات والتحزبات أجهل الناس بمقاصد الشريعة إذ لو علموا ذلك لما وقعوا فيما وقعوا فيه ولما صرح بعضهم بإنكار حكمة الله في شرعه ونفى التعليل لأحكامه فهي مكابرة منهم أساسها الجهل وهو العدو الأكبر.
السبب التاسع: العجمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن البقاء على العجمة لمن كان مسلما له آثار سيئة فكيف بمن سار مدعيا للعلم الشرعي ويتكلم عن الإسلام وباسم الإسلام فالبقاء على هذا محذور له عواقب وخيمة وقد حذر من ذلك العلماء قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله أو لأهل الدار للرجل مع أصحابه أو لأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما، ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدور فيظهر شعار الإسلام وأهله ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق، وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)
وقال الشافعي رحمه الله: (ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا بتركهم لسان العربية وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس). وقال الحسن البصري: (أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله)
قلت: ومن المعلوم أن بدعة القدر كانت بسبب العجمة وقد كان السلف يحذرون من رطانة الأعاجم أشد التحذير ويرون أن هذا يورث النفاق لمن كان يقدر على التكلم بالعربية
وقد ابتلي كثير من أبناء المسلمين في عصرنا بتعلم اللغات اليهودية والنصرانية مع جهلهم باللغة العربية فأدى هذا إلى عواقب وخيمة وسيرة ذميمة فالجهل اللغة العربية يؤدي إلى الجهل بالألفاظ الشرعية وأحكام الشريعة وإلى الفهم المحرف للنصوص، ولا يفهم أننا نكره العجم لذاتهم فإن الله يقول: {إإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وقد نفع الله بهم الإسلام نفعا عظيما كما هو معلوم.
السبب العاشر: التلقي من مصادر غير موثوقة:
اعلم أخي القارئ الكريم أن كثيرا من البدع التي أحدثت في الدين إنما أخذت من الكفار على اختلاف مشاربهم من يهود ونصارى ومجوس إما من كتبهم أو منهم مشافهة لكثرة الاختلاط بهم وسنذكر ما يدل على ما قلنا:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كل مبتدع خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتبع إلا دينا مبدلا أو منسوخا)
وقال أيضا وهو يتكلم عن أهل التعطيل وأصولهم: (مأخوذ عن المشركين والصابئة من البراهمة والمتفلسفة ومبتدعة أهل الكتاب الذين يزعمون أن الرب ليس له صفة ثبوتية أصلا ... )
وقال أيضا: (ودخل بعض أهل الكلام والجدل من المنتسبين إلى الإسلام من المعتزلة ونحوهم إلى بعض مقالة الصابئة والمشركين متابعة للجعد والجهم ... )
وقال أيضا: (فنقل أرباب المقالات الناقلون لاختلاف الفلاسفة في الباري ما هو قالوا: قال سقراط وأفلاطون وأرسطو: إن الباري لا يعبر عنه إلا به فقط وهو الهوية المحضة غير المتكثرة ... وهو الأيس الذي لا يحيط به الذهن ولا العقل ولا يجوز عليه التغير ولا الصفة ولا العد ... ولا الوقت ولا المكان ولا الحدود ولا يدرك بالحواس ولا بالعقول من جهة غاية الكنه ... ) وهذه الشقشقة الفلسفية صارت أصولا عند أهل الكلام كالمعتزلة وغيرهم.
وقال الرازي: (ونختم هذا الباب بما روي عن أرسطاطاليس أنه كتب في أول كتابه في الإلهيات: من أراد أن يشرع في المعارف الإلهية فليستحدث لنفسه فطرة أخرى) قال الرازي: (وهذا كلام موافق للوحي والنبوة)
كذا قال الرازي ولا صلة لهذا الكلام بالوحي والنبوة، وحال الرازي المتحير ينبئك عما وصل إليه بسبب قبوله لكلام هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صاحب كتاب "التصوف المنشأ والمصدر": (إن التصوف وليد الأفكار المختلفة من الإسلام واليهودية والمسيحية والمانوية والمجوسية والمزدكية وكذلك الهندوكية والبوذية وقبل ذلك من الفلسفة اليونانية).
وهذا إبراهيم بن أدهم لما أتى راهبا وسمع منه ورأى حاله تأثر به فقال: (فوقر في قلبي المعرفة) مصادر التلقي عند الصوفية ص (30)
وأخرج ابن عساكر 48/ 192 عن الأوزاعي قال: (أول من نطق بالقدر رجل من أهل العراق يقال له سوسن كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد) وقال ابن حبان في مقاتل ابن سليمان الذي كان يشبه الله بخلقه: (كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان مشبها يشبه الرب بالمخلوقين وكان مع ذلك يكذب في الحديث).
قلت: تشبيه ربنا بالمخلوق البشري طريقة اليهود فإنهم قالوا: (إن الله فقير) وقالوا: (يد الله مغلولة) قبحهم الله، وقال أبو طالب المكي: (روينا عن عيسى بن مريم أنه قال: أجيعوا أكبادكم وعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله) فهذا النص يبين أنما تدعيه الصوفية من حضور الحضرة القدسية الإلهية إنما هو مأخوذ من هذه الرواية وأمثالها مما لا خطام له ولا زمام وإنما هو من دين النصارى المحرفين.
ومثله ما قال أبو طالب أيضا: (إن عيسى مر على قوم يعبدون الله خوفا من ناره وآخرين يعبدون الله شوقا إلى الجنة وفريقا ثالثا يعبدون الله حباً له فقال للأول والثاني: مخلوقا خفتم ومخلوقا أحببتم، وقال للفريق الثالث: أنتم المقربون)
ولما ظهرت هذه الزندقة قال علماء السنة: (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبد الله بالرجاء فهو مرجئ ومن عبد الله بالخوف فهو حروري ومن عبد الله بالحب والرجاء والخوف فهو موحد)
وقد ذكر صاحب كتاب "مصادر التلقي عند الصوفية" ص (41): (إن التمايل والتصفيق والضرب بالدف والمزامير والرقص الموجود عند الصوفية مأخوذ من التوراة).
وذكر صاحب الكتاب المذكور أن الغناء الصوفي مأخوذ من النرفانا الهندية. وقال أيضا: (يكاد الباحثون أن يجمعوا على عد المسيحية واليهودية والهندية واليونانية ... أنها من مصادر التلقي لدى الصوفية). وذكر صاحب كتاب "لله ثم للتاريخ" (ص/13) الدكتور حسين الموسوي من علماء النجف قائلا: (إن عبد الله بن سبأ هو أول من قال إن علي بن أبي طالب وصي النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نقل هذا القول عن اليهودية، وأنه ما قال هذا إلا محبة لأهل البيت ودعوة لولايتهم والتبرؤ من أعدائهم – وهم الصحابة ومن والاهم بزعمه - ودعا آل البيت إلى التبرؤ من أعدائهم وهم الصحابة، وادعى رجعة علي).
وذكر الموسوي في نفس الكتاب ص (81 - 82): (إن ادعاء الرافضة أن القرآن محرف مأخوذ من اليهود والنصارى حيث كان اليهود يتواجدون في طبرستان).
ومراد الموسوي أن يهود طبرستان تواطئوا على اختلاق روايات تتحدث عن تحريف القرآن فتلقَّت الرافضة ذلك عنهم.
وذكر اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" 3/ 421 - 425 قائلا: (أن أول من قال بخلق القرآن الجهم بن صفوان وكان دهريا وقد قتل من أجل القول بخلق القرآن).
وقال في نفس المصدر (3/ 425 - 426): (إن بشر بن غياث المريسي كان صباغا يهوديا في العراق وهو خليفة الجعد بن درهم في القول بخلق القرآن).
وذكر الموسوي أيضا في كتابه "لله ثم للتاريخ" (61 - 67) عدة كتب تدعي الرافضة أنها من عند الله وهي:
1 - الجامعة صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإملائه ... فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش.
2 - صحيفة الناموس وفيها أسماء الشيعة إلى يوم القيامة وأسماء أعدائهم إلى يوم القيامة.
3 - صحيفة العبيطة وفيها أسماء قبائل العرب.
4 - صحيفة ذؤابة السيف.
5 - صحيفة علي وفيها الكلام على قتلته وعلى أعدائه.
6 - الجفر وهو نوعان: الجفر الأبيض والجفر الأحمر وفيه زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والأحمر فيه السلاح يعني قتل العرب وهلاكهم.
7 - مصحف فاطمة عليها السلام أنزله الله عليها وهو مثل قرآننا ثلاث مرات.
8 - التوراة والإنجيل والزبور بالسريانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن تكلم الموسوي على هذه الصحف والكتب قال: (فالقول بأن أمير المؤمنين حاز كتبا متعددة وأن هذه الكتب كلها من عند الله وأنها كتب حوت قضايا شرعية هو قول باطل أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع). قلت: كونها من دسائس اليهود واضح جدا خصوصا عند ذكر كتب اليهود والنصارى من التوراة والإنجيل وغير ذلك.
ولله در ابن عيينة حيث قال: (من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى).
واعتبر أيضا بما جرى في عصرنا هذا فقد تلقى المبتدعون والمتحزبون من الملة اليهودية والنصرانية كثيرا وأرسوها حتى صارت تدرس في كتب بعض الجامعات في بلاد المسلمين ومن ذلك النظام الديمقراطي والديمقراطية معناها حكم الشعب بالشعب وحقيقتها الحكم للأغلبية في مجلس التشريع والديمقراطية تقوم على أربع حريات كل واحدة منهن تؤدي إلى هدم الإسلام:
أ- حرية الاعتقاد ومعناها كن مسلما أو يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا فأنت حر في ذلك كله في النظام الديمقراطي بلا نكير والله يقول: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] مع أن المشاهد يثبت أن مراد أعدائنا من هذا النظام إخراج المسلم من دينه.
ب- حرية الرأي وهي تعني أن الشخص يعبر عما يريد دون أن يتقيد بالأحكام الشرعية باعتبار أنه ديمقراطي ولو حصل منه سب لله أو رسوله أو دينه.
ج- الحرية الشخصية وهي أن الشخص مطلق له أن يلبي غريزته كيف شاء حلالا أو حراما.
د- الحرية الاقتصادية: وحقيقتها أن ينطلق المسلم في اكتساب الأموال من كل باب فلا يراعي حراما ولا حلالا.
وخلاصة ما تلقاه أهل البدع والضلالات من قبل الكفار جملة الأشياء الآتية:
1 - التعطيل لأسماء الله.
2 - التشبيه للخالق بالمخلوق.
3 - القول بالقدر وهو القول بأن الله لم يقدر الخير والشر وبعضهم يقول لم يقدر الشر فقط.
4 - القول بخلق القرآن.
5 - القول بالحلول والاتحاد.
6 - القول بالغناء والحضرة القدسية.
7 - القول بأن العباد المقربين عند الله هم الذين لا يخافونه ولا يرجونه وإنما يحبونه.
8 - القول بأن الله في كل مكان.
9 - القول برجعة الأموات إلى الدنيا قبل قيام الساعة.
10 - القول بأن عليا رضي الله عنه وصي الرسول ? وخاتم الأوصياء.
11 - القول بأن النبوة حلت في علي رضي الله عنه وذريته.
12 - القول بأن عليا هو الله تعالى الله عما يقول الزنادقة علوا كبيرا.
13 - القول بأن أهل البيت نزلت عليهم كتب من السماء.
14 - الرقص والغناء والموالد والحضرات.
15 - بناء القباب والضرائح على بعض الموتى.
16 - الغلو في الأنبياء والغلو في الأولياء والأئمة وجعلهم في مرتبة الأنبياء بل حقيقة الأمر أنهم جعلوهم يزاحمون الله في ربوبيته وألوهيته.
17 - التسمية للأولياء بالأقطاب والأوتاد والنجباء والطيارين.
18 - قبول الحزبية التي جاءت من قبل أمريكا.
19 - قبول الديمقراطية.
20 - قبول النظريات التي مبناها على التجارب والتخمين وبعضها على الاختراع المكذوب.
21 - تلقي بعض الكُتّاب الإسلاميين للطعن في الإسلام من قبل المستشرقين والتسليم بأنها بحوث علمية.
السبب الحادي عشر: اقتراف الذنوب:
إن الذنوب لها عواقب وخيمة فمن الذي أخرج أبانا آدم من الجنة إلا لقمة نهي عنها وما سبب طرد إبليس من رحمة الله إلا سجدة أمر بها فامتنع عنها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما تودّ اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه)) فكم للذنوب من رزايا وبلايا لا يعلمها إلا الله.
وقد ذكر العلامة ابن القيم في كتابه "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" عواقب وخيمة كثيرة للذنوب فانظره فإنه مهم جدا، وكفى بيانا لخطر الذنب قوله تعالى: {َلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]، اللهم سلم سلم وهي من أسباب الوقوع في البدع قال الله تعالى: {إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29]، فمفهوم الآية أن من لم يتق الله لم يجعل له نور ولا فرقان يميز به بين الحق والباطل والسنة والبدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فإذا كان الكفر والفسوق والعصيان سبب الشر والعدوان فقد يذنب الرجل أو الطائفة ويسكت آخرون عن الأمر والنهي فيكون ذلك من ذنوبهم وينكر عليهم آخرون إنكارا منهيا عنه فيكون ذلك من ذنوبهم فيحصل التفرق والاختلاف والشر وهذا من أعظم الفتن والشرور قديما وحديثا إذ الإنسان ظلوم جهول والظلم والجهل أنواع فيكون ظلم الأول وجهله من نوع وظلم كل من الثاني والثالث وجهلهما من نوع آخر وآخر ومن تدبر الفتن الواقعة رأى سببها ذلك ورأى أنما وقع بين أمراء الأمة وعلمائها ومن دخل في ذلك من ملوكها ومشائخها ومن تبعهم من العامة من الفتن هذا أصلها يدخل في ذلك أسباب الضلال والغي التي هي الأهواء الدينية والشهوانية وهي البدع في الدين والفجور في الدنيا ... وهي مشتركة تعم بني آدم لما فيهم من الظلم والجهل)
السبب الثاني عشر: وجود دسيسة في قلب العبد:
روى البخاري 11/ 607رقم (4202) ومسلم 16/ 163 برقم (112) من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) وفي البخاري ((وإنما الأعمال بالخواتيم)).
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ... ومن هنا كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق ويشتد قلقهم وجزعهم منه فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر كما تقدم أن دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة)
فدسيسة النفاق لا يكاد ينتبه لها إلا أهل الصدق والإخلاص، ولما كان السلف كذلك خافوا على أنفسهم منها وهذا لعظيم فقههم بأمراض القلوب وشدة خوفهم من استقرارها فيها.
ومن الدسائس الكبر قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يد خل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ... الكبر بطر الحق وغمط الناس)) وقال أبو عثمان النيسابوري: (ما ترك أحد السنة إلا لكبر في نفسه).
ومن الدسائس الحسد قال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسد من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.
ومن الدسائس حب الدنيا عياذا بالله قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال)) وروى ابن ماجة 1/ 5 رقم (5) من حديث أبي الدرداء أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((آلفقر تخافون والذي نفسي بيده لتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه ... )) والذي ينظر في تاريخ الأمة الإسلامية قديما وحديثا يرى كيف تعصف الدنيا ببعض العلماء، وقد ذكر العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "النظائر" مجموعة من العلماء الذين تحولوا من السنة إلى البدعة لأجل الدنيا ..
والحمد لله رب العالمين
- عن طريق موقع الشيخ -
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 11:47]ـ
جزاك الله خيراً، وحفظ الله الشيخ الهمام (أبو النصر) محمد الإمام.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 10:16]ـ
شكرا لك ... وبارك الله فيك
حبذا تعريف موجز عن المتحزبين الذين ورد ذكرهم في المقال ..
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 03:56]ـ
جزاك الله خيراً، وحفظ الله الشيخ الهمام (أبو النصر) محمد الإمام.
من الشيخ أبو النصر؟(/)
فتاوي العلماء / فتاوى مهمة ومتنوعة ....
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 11:33]ـ
http://www.sohari.com/nawader_v/fatawe/fatawe_new.htm(/)
هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 11:28]ـ
سؤال: اخوتي الكرام هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
ذلك اني وقفت على مقال يستدل فيه بعض الصوفية المتمشعرة بالرواية التي يرويها عنه المروذي رحمه الله في منسكه لاجازة التوسل بالذات
وقد استفاض شيخ الاسلام رحمه الله في مناقشة هذه الرواية في القاعدة الجليلة وقد جاء في ثنايا كلامه ان هذه الرواية تخالف رواية اخرى عنه يوافق فيها راي الجمهور فانا اتسائل عن هذه الرواية ما هي ومن رواها واين اجدها وجزاكم الله كل خير
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 09:19]ـ
هذا الرابط يؤصل المسألة:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/114142
----
ونتمنى من الأخوة من يفيدنا حول سؤال الأخ العاصمي
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 02:08]ـ
قال الذهبي (ت748هـ) في السير (11/ 212): قال عبدالله بن أحمد: رأيت أبي أخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها , وأحسب أني رأيته يضعها على عينه , ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به.
ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حُب الماء , ثم شرب فيها , ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
قلت (الذهبي): أين المتنطع المنكر على أحمد , وقد ثبت أن عبدالله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم , ويمس الحجرة النبوية , فقال: لاأرى بذلك بأساً , أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع.
وقال المرداوي (ت885هـ) في الإنصاف (2/ 430): قال الإمام أحمد للمروزي: يتوسل بالنبي في دعائه , وجزم به في المستوعب وغيره.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 07:35]ـ
التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم معناه: أن يدعو الداعي ربه سبحانه وتعالى، لكنه في أثناء دعائه يذكر ذات النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة لإجابة دعائه، أو تعجيل حاجته، فيقول: أسألك بحق النبي، أو: بجاه النبي، أو نحو ذلك.
أظن أن العاصمي يريد هذا التوسل لا التوسل بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كما بين الأخوة:
قلب سليم و الشريف باسم الكتبي!! ولا أدري ماذا فهم التوسل أخونا أبو عبد الله عادل السلفي
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 11:45]ـ
وقال المرداوي (ت885هـ) في الإنصاف (2/ 430): قال الإمام أحمد للمروزي: يتوسل بالنبي في دعائه , وجزم به في المستوعب وغيره.
الأخ أنس ع ح بارك الله فيك , لقد ذكرت قول المرداوي , وهو التوسل بذات النبي في دعائه , وأظن هذا ما يريده السائل , لكني زدت عليه قول الذهبي وهو نفيس , والله العالم.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 12:50]ـ
سؤال رقم 10083 - التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم
هناك من يرى جواز التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم مستدلاً بما ثبت من تبرك الصحابة - رضي الله عنهم - بالنبي صلى الله عليه وسلم. فما حكم ذلك؟ ثم أليس فيه تشبيه لغير النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل يمكن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؟ وما حكم التوسل إلى الله تعالى ببركة النبي صلى الله عليه وسلم؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بوضوئه ولا بشعره ولا بعرقه ولا بشيء من جسده، بل كل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة.
ولهذا لم يتبرك الصحابة - رضي الله عنهم - بأحد منهم لا في حياته ولا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم فدل ذلك على أنهم قد عرفوا أن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه، وهكذا لا يجوز التوسل إلى الله سبحانه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو ذاته أو صفته أو بركته لعدم الدليل على ذلك؛ ولأن ذلك من وسائل الشرك به والغلو فيه عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأن ذلك أيضاً لم يفعله أصحابه - رضي الله عنهم - ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولأن ذلك خلاف الأدلة الشرعية. فقد قال الله عز وجل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) الأعراف/180، ولم يأمر بدعائه سبحانه بجاه أحد أو حق أحد أو بركة أحد.
ويلحق بأسمائه سبحانه التوسل بصفاته كعزته، ورحمته، وكلامه وغير ذلك، ومن ذلك ماجاء في الأحاديث الصحيحة من التعوذ بكلمات الله التامات، والتعوذ بعزة الله وقدرته.
ويلحق بذلك أيضاً: التوسل بمحبة الله سبحانه، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالإيمان بالله وبرسوله والتوسل بالأعمال الصالحات كما في قصة أصحاب الغار الذين آواهم المبيت والمطر إلى غار فدخلوا فيه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا دفعها، فتذاكروا بينهم في وسيلة الخلاص منها. .
واتفقوا بينهم على أنه لن ينجيهم منها إلا أن يدعوا الله بصالح أعمالهم، فتوسل أحدهم إلى الله سبحانه في ذلك: ببر والديه .. فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج منه .. ثم توسل الثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء لكنهم لا يستطيعون الخروج من ذلك .. ثم توسل الثالث بأداء الأمانة فانفرجت الصخرة وخرجوا.
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار من قبلنا لما فيه من العظة لنا والتذكير.
وقد صرح العلماء - رحمهم الله - بما ذكرته في هذا الجواب .. كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، والشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وغيرهم، وأما حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته فشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له فرد الله عليه بصره .. فهذا توسل بدعاء النبي وشفاعته وليس ذلك بجاهه وحقه كما هو واضح في الحديث .. وكما يتشفع الناس به يوم القيامة في القضاء بينهم. وكما يتشفع به يوم القيامة أهل الجنة في دخولهم الجنة، وكل هذا توسل به في حياته الدنيوية والأخروية. . وهو توسل بدعائه وشفاعته لا بذاته وحقه كما صرح بذلك أهل العلم، ومنهم من ذكرنا آنفاً.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/7، ص/65.
عن (فتاوى الإسلام سؤال وجواب)
السؤال الأول من الفتوى رقم (1711):
س1: مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقول في دعائه: اللهم اعطني كذا وكذا من خيري الدنيا والآخرة بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو ببركة الرسول، أو بحرمة المصطفى، أو بجاه الشيخ التيجاني، أو ببركة الشيخ عبد القادر، أو بحرمة الشيخ السنوسي فما الحكم؟
ج1: من توسل إلى الله في دعائه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو بركته فقال: (اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالا وولدا أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار) مثلا فليس بمشرك شركا يخرج عن الإسلام، لكنه ممنوع؛ سدا لذريعة الشرك، وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام، على ما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع، وقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعه على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوانا، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب، وتحريم خروجها من بيتها متعطرة، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء، وأمر النساء أن يغضضن من أبصارهن؛ لأن ذلك كله ذريعة إلى الافتتان بها ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة، قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (1) {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (2) الآية. وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (3)؛ ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء عبادة، والعبادة توقيفية، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل، فعلم أنه بدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (1).
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 04:30]ـ
هل اجاز الامام احمد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
أظن في السؤال خللاً، لأن التوسل بالذات يقتضي وجود صاحب الذات وحياته
ولا أعتقد أن الذين يتوسلون بحق النبي صلى الله عليه وسلم يقال عنهم أنهم يتوسلون بذاته
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 07:57]ـ
قال ابن عثيمين في الفتاوى:
أما التوسل الممنوع فهو: أن يتوسل الإنسان بالمخلوق فإن هذا لا يجوز فإن التوسل بالمخلوق حرام, يعني لا بدعائه ولكن بذاته مثل أن تقول ((اللهم إني أسألك بمحمد, صلى الله عليه و سلم , كذا و كذا)) فإن هذا لا يجوز.
و كذلك لو سألت بجاه الرسول , صلى الله عليه و سلم, فإن هذا لا يجوز لأن هذا السبب لم يجعله الله ولا رسوله سببا.
[فتوى ابن عثيمين فتوى رقم 381 جزء الثاني ص 355]
و قال ابن باز في فتاويه:
ما حكم التوسل بسيد الأنبياء؟ وهل هناك أدلة على تحريمه؟
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه تفصيل، فإن كان ذلك باتباعه ومحبته وطاعة أوامره وترك نواهيه والإخلاص لله في العبادة فهذا هو الإسلام، وهو دين الله الذي بعث به أنبياءه، وهو الواجب على كل مكلف .. وهو الوسيلة للسعادة في الدنيا والآخرة، أما التوسل بدعائه والاستغاثة به وطلبه النصر على الأعداء والشفاء للمرضى - فهذا هو الشرك الأكبر، وهو دين أبي جهل وأشباهه من عبدة الأوثان، وهكذا فُعل ذلك مع غيره من الأنبياء والأولياء أو الجن أو الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام. وهناك نوع ثالث يسمى التوسل وهو التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بحقه أو بذاته مثل أن يقول الإنسان: أسألك يا الله بنبيك أو جاه نبيك أو حق نبيك أو جاه الأنبياء أو حق الأنبياء أو جاه الأولياء والصالحين وأمثال ذلك فهذا بدعة ومن وسائل الشرك، ولا يجوز فعله معه صلى الله عليه وسلم ولا مع غيره؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع ذلك، والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر، وأما توسل الأعمى به في حياته صلى الله عليه وسلم فهو توسل به صلى الله عليه وسلم ليدعو له ويشفع له إلى الله في إعادة بصره إليه، وليس توسلا بالذات أو الجاه أو الحق كما يعلم ذلك من سياق الحديث وكما أوضح ذلك علماء السنة في شرح الحديث.
وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في كتبه الكثيرة المفيدة، ومنها كتابه المسمى: القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة، وهو كتاب مفيد جدير بالاطلاع عليه والاستفادة منه.
وهذا الحكم جائز مع غيره صلى الله عليه وسلم من الأحياء كأن تقول لأخيك أو أبيك أو من تظن فيه الخير: ادع الله لي أن يشفيني من مرضي، أو يرد علي بصري، أو يرزقني الذرية الصالحة أو نحو ذلك بإجماع أهل العلم. والله ولي التوفيق.
[فتاوى ابن باز الجزء الخامس الصفحة 322 - 323]
قال الذهبي (ت748هـ) في السير (11/ 212): قال عبدالله بن أحمد: رأيت أبي أخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها , وأحسب أني رأيته يضعها على عينه , ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به.
ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حُب الماء , ثم شرب فيها , ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
قلت (الذهبي): أين المتنطع المنكر على أحمد , وقد ثبت أن عبدالله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم , ويمس الحجرة النبوية , فقال: لاأرى بذلك بأساً , أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع.
.
نقل كلام الذهبي في هذا الموضع لا يليق, لأن هناك فرق بين التبرك بآثار النبي صلى الله عليه و سلم و التوسل بذاته أو جاهه ... فتأمل!!
قال ابن باز في رسالته للشيخ محمد الخرساني:
فأما التبرك بما مس جسده عليه الصلاة والسلام من وضو ء أو عرق أو شعر ونحو ذلك، فهذا أمر معروف وجائز عند الصحابة رضي الله عنهم، وأتباعهم بإحسان لما في ذلك من الخير والبركة، وهذا أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
http://www.binbaz.org.sa/mat/8634
و السؤال هل أجاز الرسول صلى الله عليه و سلم أن يتوسل به و هل فعله أصحابه؟ مع العلم أن العبادات توقيفية؟!
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 12:52]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو عادل عبدالله السلفي غفر الله لي ولك.
لاشك أخي الكريم أن الموضوع في باب التوسل , وكما ذكرت أنت أن هناك فرق بين التوسل بالذات والتوسل والتبرك بالأثار , لكنها جمعيها تدخل في باب التوسل , وكان سؤال السائل هو قول الإمام أحمد في التوسل بذات النبي , فذكرت له قول الإمام أحمد في التوسل بذات النبي في الدعاء , الذي ذكره المرداوي في الإنصاف , لكني اسبقته بقول عبدالله بن الإمام أحمد عن قول وفعل والده في التوسل بأثار النبي , ثم نقلت قول الذهبي في المسألة في التوسل بأثار النبي , وهو نفيس.
وقد ذكرت أخي أبو عبدالله سامحك الباري أن نقلي ليس في محله.
قلت: أليس نقلي كله في باب التوسل , أوليس كل ما ذكرته يخص الإمام أحمد .. !
ثم سؤالي من أفضل الأثر أم الذات؟
ثم قمت بنقل أقوال المتأخرين عن التوسل الجائز والممنوع , وأظن نقلك بعيد عن مراد السائل.
قلت: فإذا كما ذكرت أنت أن الصحابة أجازوا التبرك بما مس جسده عليه الصلاة والسلام من وضو ء أو عرق أو شعر ونحو ذلك.
قلت: فما بالك بذاته الشريفة صلوات ربي وسلامه عليه , فقد قال عنه الصديق رضي الله عنه: طبت حياً وميتا.
ثم تسألت أنت: و السؤال هل أجاز الرسول صلى الله عليه و سلم أن يتوسل به و هل فعله أصحابه؟ معالعلم أن العبادات توقيفية؟!
قلت: نعم لقد أجاز النبي التوسل بذاته , وعلمهم الدعاء بذاته وحديث الرجل الأعمى حجة في ذلك , فقد علمه النبي الدعاء بذاته ,والحديث صحيح لايخفى على طالب علم صحته
وقد روى الحديث الصحابي الشهير عثمان بن حنيف بن واهب الأوسي الأنصاري , وهو من مشاهيرالصحابة , أخرج له أحمد (17240, 17241, 17242) , وعبد بن حميد (379) , والبخاري في الأدب (1024) في باب التسليم على الأمير , وابن ماجه (1385) , والترمذي (3895) , والنسائي في الكبرى (10419, 10420).
قلت: وقد وقع خلاف بين أهل العلم في العمل بهذا الحديث بعد مماته صلوات ربي وسلامه عليه.
قلت: لقد أخرج هذا الحديث جمع من الحفاظ المتقدمين وروه دون التنبيه على أن يكون العمل بهذا الحديث في حال حياته , ولم يصرحوا بعدم الجواز بالدعاء بذاته بعد مماته , وحتى الصحابي الجليل عثمان بن حنيف , ولا غيره من الصحابة تكلموا على منع التوسل بذاته بعد مماته صلى الله عليه وسلم؛ وقد رأيت المتأخرين هم من خاضوا في هذا الباب , والله العالم.
ـ[جذيل]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 04:41]ـ
بالرواية التي يرويها عنه المروذي رحمه الله في منسكه لاجازة التوسل بالذات
ظاهر كلام الاخ العاصمي ان التوسل المقصود هو السؤال بالجاه ..
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 05:09]ـ
التوسل الذي ذكر عن الإمام أحمد هو بمحبة النبي وهذا صرف للفظ خاص إلى كلية عامة، وإلا فإن التوسل لم يرد بالطريقة التي تفعل اليوم عن السلف، وهب أن الإمام فعله فهو ليس بمعصوم.
لكن التوسل ليس شركا كما يتوهم كثير من الشباب اليوم ويستعجل في الحكم بل التوسل هو بدعة مفضية إلى الشرك، وقد يكون فاعلها مشركا بحسب ما يعتقده.
وأقول من يباحث شيعيا أو صوفيا فلا يفتح معه موضوع التوسل لأنهم يفتحون موضوع التوسل ليلجون به إلى سؤال الشخص ذاته، لذا موضوع التوسل فرعي والأصل هو الشرك (الطلب منه مباشرة) لأنهم سيحجونكم بتجويز بعض العلماء للتوسل ولا تجد عالما يجيز سؤال المرء لذاته والطلب منه استقلالا وهم يفعلون فيقولون (مدد) و (أدركني) وكلها ألفاظ شركية ولكنهم يدرجونها بالتوسل.
وثمة فرق بين سؤال الشخص أو السؤال به أو عنده كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية.
ولمن يتوسل ولا يشارك نقول: لو كان خيرا لسبقونا إليه أي السلف.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 05:10]ـ
وثمة أمر آخر مهم أن من أجاز التوسل أجازه فحسب ولم يستحبه فهو جائز لذلك لا ينبغي توسيع الخلاف فيه مع هؤلاء فهو مدخلهم (اي التبرك والتوسل) مدخلا للإستغاثة الشركية.
أقول ذلك لأنني من أهل العراق وعاشرت الصوفية والشيعة وأعرف ما يريد هؤلاء ومقاصدهم وفن المحاججة مطلوب (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم)
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 05:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
التوسل الذي ذكر عن الإمام أحمد هو بمحبة النبي وهذا صرف للفظ خاص إلى كلية عامة، وإلا فإن التوسل لم يرد بالطريقة التي تفعل اليوم عن السلف، وهب أن الإمام فعله فهو ليس بمعصوم.
أين نص كلام الإمام أحمد؟
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 05:28]ـ
أخي هذا تفسير مني وليس نص الإمام أحمد وهو تفسير بعض أهل العلم لأنه محمل جيد يخرج من الخلاف، أما ما ذكره الحنابلة هو أن الإمام أجاز التوسل، وإلا لو كان هناك نص من الإمام أحمد لما كان هناك إشكال.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 06:45]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ إياد القيسي
وتنبيه مهم للإخوة في قولكم:
(من يُباحث شيعيًا أو صوفيًا فلا يفتح معه موضوع التوسل لأنهم يفتحون موضوع التوسل ليلجوا به إلى سؤال الشخص ذاته، لذا موضوع التوسل فرعي والأصل هو الشرك: الطلب منه مباشرة)
وهذا مقطع من بحثٍ سابق يتعلق بهذا الخلط من عُباد القبور
تمهيد (5):
الخلط بين " التوسل " البدعي والشركي!
إن المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب يخلطون بين " التوسل " البدعي المختلف فيه، وبين " الاستغاثة " أو " الشفاعة " الشركية؛ تلبيسًا على المسلمين؛ فيسمون الثاني باسم الأول؛ ثم يضيفون لهذا الخلط والتلبيس افتراء وبهتانًا على الشيخ أنه يُكفر " المتوسل "! فيظن المسلمون ويصدقون أنه يُكفر من وقع في التوسل المختلف فيه، وهذا ما يريده الخصوم! – وقد تابعهم المالكي في هذا البهتان للأسف رغم ادعائه العقيدة السلفية!!
- يقول الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف في رسالته " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ": " لقد استغل الخصوم هذا الإجمال والاشتراك في لفظ التوسل، فقبلوا الحقائق، وأجازوا دعاء الموتى، والاستغاثة بهم باسم التوسل، ثم زعموا أن الشيخ الإمام يكفّر من توسل بالأنبياء والصالحين!!
إن الشيخ الإمام كفّر من استغاث بالأموات سواء كانوا أنبياء أو أولياء ولو سميت تلك الاستغاثة توسلاً، فالعبرة بالحقائق والمعاني وليست بالأسماء والمباني، فالتوسل عند عبّاد القبور يطلقونه على الاستغاثة بالموتى وطلب الحاجات منهم –كما تقدم-. وأما دعوى أن الشيخ كفّر من توسل بالصالحين، بمعنى سؤال الله بجاه هؤلاء الصالحين فقد أجاب الشيخ الإمام على تلك الدعوى –رداً على ابن سحيم- فقال: "فالمسائل التي شنع بها، منها ما هو من البهتان الظاهر وذكر الشيخ الإمام منها- قوله: أني أكفر من توسل بالصالحين، وجوابي أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم".
ووضح حفيده الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب الفرق بينهما بقوله: " اعلم أن التوسل بذات المخلوق أو بجاهه غير سؤاله ودعائه، فالتوسل بذاته أو بجاهه أن يقول: اللهم اغفر لي وارحمني، وادخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، أو بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك فهذا بدعة ليس شرك، وسؤاله ودعاؤه هو أن يقول: يا رسول الله أسألك الشفاعة وأنا في كرب شديد، فرّج عني، واستجرت بك من فلان فأجرني ونحو ذلك، فهذا كفر وشرك أكبر ينقل صاحبه من الملة؛ لأنه صرف حق الله لغيره؛ لأن الدعاء عبادة لا يصلح إلا لله، فمن دعاه فقد عبده، ومن عبد غير الله فقد أشرك، والأدلة على هذا أكثر من أن تحصر، وكثير من الناس لا يميز ولا يفرق بين التوسل بالمخلوق أو بجاهه، وبين دعائه وسؤاله فافهم ذلك ".
وقال الشيخ عبدالله أبابطين – رحمه الله –: " فإذا علم الانسان وتحقق معنى الإله وأنه المعبود، وعرف حقيقة العبادة، تبين له أن من جعل شيئًا من العبادة لغير الله فقد عبده واتخذه إلهًا، وإن فر من تسميته معبودًا أو إلهًا، وسمى ذلك توسلا وتشفعًا أو التجاءً ونحو ذلك. فالمشرك مشرك شاء أم أبى، كما أن المرابي مرابٍ شاء أم أبى، وإن لم يُسمّ ما فعله ربًا، وشارب الخمر شاربٌ للخمر وإن سماها بغير اسمها، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " يأتي ناسٌ من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها "، فتغيير الاسم لايُغير حقيقة المسمى ولايُزيل حكمه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن – رحمه الله -: " تلطف الشيطان في كيد هؤلاء الغلاة في قبور الصالحين، بأن دس عليهم تغيير الأسماء والحدود الشرعية، والألفاظ اللغوية؛ فسموا الشرك وعبادة الصالحين توسلا ونداء وحُسن اعتقاد في الأولياء وتشفعًا بهم واستظهارًا بأرواحهم الشريفة؛ فاستجاب له صبيان العقول وخفافيش البصائر، وداروا مع الأسماء ولم يقفوا مع الحقائق ".
وقال - أيضًا -: " اعلم أن مسألة الله بجاه الخلق نوع، ومسألة الخلق ما لا يقدر عليه إلا الله نوع آخر، فمسألة الله بجاه عباده منعها أهل العلم، ولم يجزها أحد ممن يعتد به، ويقتدى به كالأئمة الأربعة، وأمثالهم من أهل العلم والحديث، إلا أن ابن عبد السلام أجاز ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقيّده بثبوت صحة الحديث الذي جاء في ذلك وهو حديث الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ادع يا محمد الحديث قال ابن عبدالسلام إن صح الحديث فيجوز بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، والحديث في سنده من لا يحتج به عند أهل العلم كما لا يخفى على أهل الصناعة. إلى أن قال الشيخ عبداللطيف: وبالجملة فهذه المسألة نوع، ولا يخرج بها الإنسان عن مسئلة الله، وإنما الكلام في سؤال العباد وقصدهم من دون الله ... فسؤال العباد والاستعانة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك جلي، ولو قال يا ولي الله اشفع لي فإن نفس السؤال محرم، وطلب الشفاعة منهم بشبه قول النصارى يا والدة الإله اشفعي لنا إلى الإله وقد أجمع المسلمون على أن هذا شرك.
وقال الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله -: " المسألة الثالثة؛ وهي مسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو أن يقول القائل: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهي مسألة مشهورة، والكلام فيها معروف .. – إلى أن يقول – ونحن وإن قلنا بالمنع من التوسل به صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ أو نحوه لما نعتقده من أصحية المنع، فنحن مع ذلك لا نشدد في ذلك على من فعله مستدلا بالحديث؛ فضلا عن أن نكفره، كما ينسبه إلينا من لم يعرف حقيقة ما نحن عليه ".
وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله – رادًا على أحد الشانئين ممن شابههم المالكي في الافتراء: " قد كان من المعلوم أن الوهابية لا يقولون إن التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه وحقه وزيارة قبره الشريف شركٌ بالله، بل هذا من الكذب الموضوع على الوهابية، وهم – ولله الحمد – فيما يقولون وينتحلون على صراط مستقيم، ولايقولون بجهل الجاهلين وانتحال المبطلين الزائغين عن الدين القويم، بل يقولون إن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المحرمة المحدثة في الإسلام؛ لأنه لم يرد نصٌ عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا من بعدهم من سلف الأمة وأئمتها المهتدين ... " ثم وضح – رحمه الله – الفرق بين التوسل البدعي والاستغاثة الشركية.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: " التوسل بالأموات قسمان: قسم محرم لا يجوز؛ كأن تقول: اللهم إني أتوسل إليك بفلان، وقسم شرك لا يُغفر؛ كأن يقول القائل: يا سيدي يا بدوي أنا في حسبك، أنا في عرضك، اشفع لي، يا سيدي الحسين اشفع لي، فهذا شرك؛ لأن الشفاعة ملك لله، ولا تُطلب إلا منه ".
وأختم بجواب رائع للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ – حفظه الله – يجلي هذا الأمر الذي حاول المخالفون الخلط فيه:
" سؤال: ما الفرق بين التوسل والشفاعة، نرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً.
الجواب: التوسل هو اتخاذ الوسيلة، والوسيلة: هي الحاجة نفسها، أو ما يوصل إلى الحاجة وقد يكون ذلك التوسل باستشفاع، يعني: بطلب شفاعة؛ بمعنى أنه يريد أن يصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بالاستشفاع، وقد يروم التوصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بغير الاستشفاع؛ فيتوسل مثلاً بالذوات فيسأل الله بذات فلان، أو بجاهه، أو بحرمته، مثل أن يقول: اللهم إني أسألك بنبيك محمد –بعد وفاته عليه الصلاة والسلام- أو يقول: اللهم إني أسألك بأبي بكر، أو بعمر، أو بالإمام أحمد، أو بابن تيمية، أو بالولي الفلاني، أو بأهل بدر، أو بأهل بيعة الرضوان، أو بغيرهم. فهذا هو الذي يسمونه توسلاً، وهذا التوسل معناه: أنه جعل أولئك وسيلة، وأحياناً يستعمل في التوسل لفظ: الحرمة، والجاه، فيقول: أسألك بحرمتهم، أو أسألك بجاههم، ونحو ذلك.
أما الاستشفاع: فهو أن يسألهم الشفاعة أي: يطلب منهم أن يشفعوا له.
فتحصل من ذلك: أن التوسل يختلف عن الاستشفاع، في أنَّ المستشْفِع: طالب للشفاعة، وقد علم أن الشفاعة إذا طلبها من العبد يكون قد سأل غير الله، وأما المتوسل –بحسب عُرْف الاستعمال- فإنه يسأل الله، لكن يجعل ذلك بوسيلة أحدٍ.
فالاستشفاع: سؤال لغير الله، وأما الوسيلة فهي سؤال الله بفلان، أو بحرمته، أو بجاهه: وكل هذا لا يجوز؛ لأنه اعتداء في الدعاء؛ ولأنه بدعة محدثة ووسيلة إلى الشرك، وأما الاستشفاع بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء، كالميت، أو الغائب، أو نحوهما: فهو شرك أكبر؛ لأنه طلب ودعاء لغير الله.
فالتوسل –بحسب العرف- هو من البدع المحدثة، ومن وسائل الشرك، وأما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله، وهو شرك أكبر.
لكن الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون جميع عباداتهم الشركية –من طلب الشفاعة، والذبح، والنذر، والاستغاثة بالموتى، ودعائهم- توسلاً وهذا غلط في اللغة، والشرع معا، فالكلام في أصله لا يصح؛ فإن بين التوسل والشفاعة فرقاً من حيث مدلول المعنى اللغوي، فكيف يسوى بينهما في المعنى؟! أما إذا أخطأ الناس وسموا العبادات المختلفة توسلاً فهذا غلط من عندهم، لا يتحمله الشرع، ولا تتحمله اللغة ".
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/127.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 11:43]ـ
...... وقد تابعهم المالكي في هذا البهتان للأسف رغم ادعائه العقيدة السلفية!!
.....
أظن أن المالكي المذكور هو محمد بن علوي المالكي الحسني المشهور بالتصوف والموقوف عن التدريس في بلاد الحرمين بسبب أخطائه العقدية والمتوفي من أعوام قليلة .. أليس كذلك؟
وهو ابن الشيخ علوي المالكي الحسني أحد من كانوا يدرسون في الحرم ومن أعضاء اللجنة التى حددت حدود المسعى القديم.
****************************** ...
(من يُباحث شيعيًا أو صوفيًا فلا يفتح معه موضوع التوسل لأنهم يفتحون موضوع التوسل ليلجوا به إلى سؤال الشخص ذاته، لذا موضوع التوسل فرعي والأصل هو الشرك: الطلب منه مباشرة)
بارك الله فيكم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 01:53]ـ
أظن في السؤال خللاً، لأن التوسل بالذات يقتضي وجود صاحب الذات وحياته
ولا أعتقد أن الذين يتوسلون بحق النبي صلى الله عليه وسلم يقال عنهم أنهم يتوسلون بذاته
أخي خزانة الأدب زاده الله من فضله ومتعنا بعلمه وأدبه:
كلامك مبني على تصوّر هو غير تصوّر مخالفيك ذلك أنّهم ينطلقون من أدلة صحيحة ليصلوا إلى نتائج خاطئة بطريقة معوجّة في الإستدلال إذ المعلوم من حالهم إعتقاد حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يصرحوا بذلك أمام العامة وما ذكر (الحضرة) عن (حضرتك) ببعيد وعليه فأنا أقصد قولي (بذات) فهم يسألون الله بذات النبي صلى الله عليه وسلم لاعتقادهم قداستها وشرفها وأنها وسيلة شرعية وسبب قوي في إجابة الدعاء وهو غير السؤال بالمكانة (الجاه) أو ب (حقّ) النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 02:00]ـ
التوسل الذي ذكر عن الإمام أحمد هو بمحبة النبي وهذا صرف للفظ خاص إلى كلية عامة، وإلا فإن التوسل لم يرد بالطريقة التي تفعل اليوم عن السلف
.
أخي الفاضل ولمخالفك أن يطالبك بالدليل فالرواية لا تخدم هذا القول(/)
رئيس مجلس القضاء الأعلى: لا يتهم أحد الشيخ الفوزان إلا وفي دينه خلل.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 11:04]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ الوالد [صالح اللحيدان]
مدافعاً عن أخيه بقية السلف [صالح بن فوزان آل الفوزان]
ضد الحملة الجائرة الظالمة التي يشنها عليه أهل الضلال في الصحف
كان الله تعالى للشيخ الوالد [صالح بن فوزان آل الفوزان]
--------------
السائل: يقول سماحة الشيخ يلاحظ هذه الأيام حملة إعلامية في الصحافة السعودية على هيئة كبار العلماء والعلماء،خاصة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان فما واجب طلاب العلم تجاه هذه الحملة الجائرة التي تسعى للتقليل من مكانة العلماء؟
----------------
الشيخ اللحيدان:
لا شك أن هذا نذير سوء،و لا يتقصد أهل العلم بالوقيعة،و التشنيع إلا من في دينه خلل هذا من حيث الجملة.
و ما يتعلق بالشيخ صالح الفوزان لا أعتقد أن أحدا يتهمه إلا و هذا المُتَهِم في دينه خلل،و لا يذمه أحد، و لا يذمه أحد إلا وهو مختل،إما العقيدة أو السلوك،و مثل هذه التنقصات هي في الحقيقة شهادة للشيخ صالح و أمثاله.
ومن أجل مجرد فائدة أدبية كان المعري عند الشريف المرتضي من علماء أهل البيت وهو المتشيعين وكان عالما بالأدب فتكلم في حق المتنبي فرد المعري عليه بقوله:
لولم يكن من أبي الطيب إلا قصيدته: لك يا منازلُ في القلوب منازل، لكفاه
فغضب الشريف وأخرجه بسرعة، ثم قال لما أخرجه: أتدرون ما أراد؟ قالوا:لا، قال أراد قول أبي الطيب:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ******** فهي الشهادة لي بأني كامل
فالذي يتنقص الشيخ صالح وأمثاله هي شهادة للشيخ صالح وأمثاله بالزكاء.
أما الشيخ صالح وأمثاله فالذي أعرف عنهم أنهم ولله الحمد أهل علم،وتقى وغيرة على هذا الدين وهذه الدولة،ولا يتنقص هؤلاء إلا من هو عرضة لأن يهتك ستره عاجلا أو آجل، كما يقول ذاك:
و إذا رأيت لأحمد متنقصا. ********* فاعلم بأن ستوره ستُهتك
يعني بذلك الإمام أحمد بن حنبل.
يقول: إذا رأيت أحدا يتنقص الإمام أحمد فاعلم أن هذا سوف يَنفضح ويُفضَح و يهتك ستره.
أسأل الله أن يهدي كتَّاب الصحافة أن يهدي طلبة العلم قبل كل شيء و كتاب الصحافة و كل أفراد هذه الأمة ... طلبة العلم أولى من غيرهم فيجب على كل طالب علم أن يلتمس لأخيه العذر فيما يراه إذا كان ما يراه مما للإختلاف فيه مجال و هناك خلافات يستنكر بعض الرعاع على أمثال الشيخ صالح مواقفهم إما لحقد على الخير الذي نعيشه أو لجهل و يحبون أن يبرزوا بانتقاد الآخرين و لكن يأبى الله إلا أن يُعلِيَ الحق و يذل الباطل فنسأله أن يذل كل من أراد إذلال أهل الخير.
تفريغ لسؤال طرح على سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان يوم الجمعة 22/ 07/1429 بعد صلاة المغرب ضمن الدروس والتوجيهات التي يقوم بها أيده الله في الحرم المكي الشريف لإجازة هذا العام.
منقول بتصرف يسير.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 07:54]ـ
و ما يتعلق بالشيخ صالح الفوزان لا أعتقد أن أحدا يتهمه إلا و هذا المُتَهِم في دينه خلل،و لا يذمه أحد، و لا يذمه أحد إلا وهو مختل،إما العقيدة أو السلوك،و مثل هذه التنقصات هي في الحقيقة شهادة للشيخ صالح و أمثاله.
صدق والله ..
جزاك الله خيرا ياصدى الذكريات ...
وحفظ الله العالمين الجليلين ....
ـ[أبو عبد الله النجدي2]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 08:06]ـ
وإن وجدت معارضة لكن أليس الكلام فيه نوع غلو أليس الشيخ قابل للنقد فالعلماء منذ القديم يخطئون بعضهم ربما يقول البعض هؤلاء - المنتقدون - من أهل العلمنة والفسق فأقول قد يكون الخلل من فسقه وعلمنته لا نقده بذاته ثم أن المقال لم يحدد أحدا بل أطلق وكذا العنوان
وجهة نظر ... قابلة للنقد لا للتجريح
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 09:21]ـ
وإن وجدت معارضة لكن أليس الكلام فيه نوع غلو أليس الشيخ قابل للنقد فالعلماء منذ القديم يخطئون بعضهم ربما يقول البعض هؤلاء - المنتقدون - من أهل العلمنة والفسق فأقول قد يكون الخلل من فسقه وعلمنته لا نقده بذاته ثم أن المقال لم يحدد أحدا بل أطلق وكذا العنوان
وجهة نظر ... قابلة للنقد لا للتجريح
يا أخي الكريم:
من قال أن الشيخ لايقبل في حقه النقد؟ هذا لم يقله الشيخ اللحيدان وكلامه لايدل عليه لا من قريب ولامن بعيد ..
الشيخ يتكلم عمن يتهم الشيخ في دينه ويتنقص من مكانته فهذا حاله كما قال الشيخ وليس هذا خاصا بالشيخ الفوزان بل مع كل عالم من علماء السنة الأكابر ..
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 09:30]ـ
ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله في "مناقب الإمام أحمد"، (عن الربيع بن سليمان رحمه الله يقول: قال الشافعي: " من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر، فقلت: تطلق عليه اسم الكافر، فقال: نعم؛ من أبغض أحمد بن حنبل عَاند السُّنة، ومن عاند السُّنة قصد الصحابة، ومن قصد الصحابة أبغض النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغض النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالله") اهـ.
وأخرج الهروي في "ذم الكلام" (أن رجل قال: للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- من السُّني؟!، فقال له: من أين أنت؟ قال: من أهل البصرة، فقال له: أتحبُّ أيوب السختياني؟ قال: نعم، قال فأنت سُني) اهـ.
- منقول -
وهكذا قل في أئمة السنة في كل زمان ... فعلى من وقع منه شيء أن يتوب إلى الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 11:54]ـ
وإن وجدت معارضة لكن أليس الكلام فيه نوع غلو أليس الشيخ قابل للنقد فالعلماء منذ القديم يخطئون بعضهم ربما يقول البعض هؤلاء - المنتقدون - من أهل العلمنة والفسق فأقول قد يكون الخلل من فسقه وعلمنته لا نقده بذاته ثم أن المقال لم يحدد أحدا بل أطلق وكذا العنوان
وجهة نظر ... قابلة للنقد لا للتجريح
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
الأخ الفاضل [أبو عبد الله النجدي] وفقه الله تعالى لكل خير.
من الواجب على المسلم قبل أن يكتب رداً، أن يعلم ما هي المفسدة أو المصلحة المترتبة على هذا الرد؟
فلكم أثلج سماحة الشيخ الوالد " صالح بن فوزان آل الفوزان " صدور المسلمين بكتاباته وردوده على أهل البدع والأهواء، رغم أعبائه وقلة وقته، والتي تجلت الحقيقة الوضاءة في سطورها، فانقشعت بسببها حيرة العوام من المسلمين.
ولكم دحضت حجته القوية المبنية على الكتاب والسنة، شبهات أهل الضلال، فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
لو برز لنا في الرد على سماحة الشيخ الفوزان أحد كبار العلماء أو أحد الفقهاء لكان الأمر مقبولاً لأن الرد يكون بين عالم وعالم وفقيه وفقيه، وعندئذ تشد الرحال إلى الكتاب والسنة، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، لمعرفة الحق من أقوال المختلفين.
ولكن صورة المسألة هي: عالم من أكابر علماء أهل السنة، مطعون فيه من أهل الضلال في الصحف.
أحدهم يقول: [لا نحكم بالكفر على غير المسلمين]!!
وآخر: [يقترح إيقاف الدعوة لله عز وجل]!!
وآخر: [كل همه: خروج المرأة واختلاطها بالرجال]!!
إلى آخر هذه الضلالات .....
فهل هؤلاء في نظرك يا أخي، لهم الحق في نقد: عالم من أكابر علماء أهل السنة، وهو سماحة الشيخ العلامة، بقية السلف: صالح بن فوزان آل الفوزان!!
وحتى إن لم يكونوا من أهل البدع والأهواء، لا يحق لهم انتقاد عالم من علماء أهل السنة.
قال الله عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
ما هي ثقافتهم، ومنزلتهم في علوم الشريعة؟، حتى يكون لهم حق النقد لعالم من أكابر علماء أهل السنة ـ بل هي كما قال فضيلة الشيخ الدكتور: " إبراهيم المطلق " [تعلموا أحكام الطهارة قبل أن تخطئوا الشيخ صالح الفوزان] فهم ليسوا من علماء الشريعة، ولا يعرفون مآخذ العلماء، ولا أوجه الاستدلال، يتبين هذا من المقالات التي كشفوا بها عن أنفسهم، ونادت عليهم بأنه ادعاء للعلم، فأين علمهم من علم الشيخ؟ وأين فهمهم من فهم الشيخ، حتى يكون لهم حق النقد لهذا العالم الرباني، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
ولأن اعتراضات هؤلاء على سماحة الشيخ ليست مبنية على منطق علمي متجرد للوصول إلى ما يهدف إليه النقاش العلمي المبني على القواعد الصحيحة، كما أنهم يفتقرون إلى معرفة محل النقد على وجهه حتى يميز الخطأ من الصواب، ويعرف الحق من الباطل.
فهل يصح عندك يا أخي سلمك الله تعالى، أن الرجل الذي منتهى علمه يكون في الأدب، أو الفن، أو الزراعة أو الطب أو الإعلام أن يتكلم في مسائل الشرع، ويتعقب أو ينتقد عالم من اكابر علماء أهل السنة!!!
بل هو كما قال أحد الكتاب: [نقاش " جدال " العالم فيما ليس لنا به علم يعد من الجهل]
قال الله عز وجل: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ}.
ولو تتبعت أخي حفظك الله تعالى، هذا المقال المنتشر ولله الحمد على الشبكة العالمية، لانشرح صدرك من جميع الردود الطافحة بالثناء والدعاء للشيخ اللحيدان، والشيخ الفوزان.
وفي الحقيقة: لم أجد احداً رد بمثل ردك، فأعد النظر في ردك، لعلك تجد أن من المصلحة حذف ردك السابق، وإعلان البراءة منه.
قال الله عز وجل: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}
ولعلك أخي الفاضل تجد الردود على وجهة نظرك التي تحتمل النقد، ولا تحتمل التجريح في هذه المقالات.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ د. نهار بن عبد الرحمن العتيبي: اعرفوا قدر العلماء فهم كالنجوم
ـ خالد صالح السيف: أنا أحب صالح الفوزان
ـ محمد بن سند الفهيدي: كلمات بحق الشيخ صالح الفوزان
ـ د. هشام آل الشيخ: الافتراء على علماء الدين
ـ د. نهار بن عبد الرحمن العتيبي: التأدب مع العلماء من شيم النبلاء
ـ خالد بن سعود البليهد: توقير العلماء من سمات أهل السنة
ـ منى سعيد آل قانع: نقاش العالم فيما ليس لنا به علم يعد من الجهل
ـ جميل حمدان الحربي: مناقشة العلماء تعد استخفافا بما وصلوا إليه من علم عبر سنين طويلة
ـ البندري عبدالله المطلق: أين احترام العلماء يا إعلامنا و يا صحفنا
ـ فوزية الخليوى: الشهداء من العلماء
ـ د. عبد العزيز بن محمد السعيد: مناوئوه أدعياء للعلم لا يميِّزون بين التوحيد والفقه
ـ مشاعة غزاي أبو خشيم: علماؤنا .. ما بين قدح ومدح!!
ـ عبد الكريم بن صالح المقرن: فضيلة العلامة الفوزان ومواقف لا تنسى
ـ د. نهار بن عبد الرحمن العتيبي: الأخذ عن العلماء أمان من الفتن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:37]ـ
للرفع، رفع الله تعالى قدر علماء أهل السنة.
وجزاهم الله خيراً على ما قدموه من خدمة الإسلام والمسلمين.
" الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى , ويصبرون منهم على الأذى , ويحيون بكتاب الله تعالى الموتى , ويبصرون بنور الله أهل العمى , فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه , وكم من ضال تائه قد هدوه , فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم , ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين , الذين عقدوا ألوية البدعة , وأطلقوا عنان الفتنة , فهم مختلفون في الكتاب , مخالفون للكتاب , مجمعون على مفارقة الكتاب , يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم , يتكلمون بالمتشابه من الكلام , ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ; فنعوذ بالله من فتنة المضلين "
الإمام [أحمد بن حنبل]
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 06:51]ـ
قول الشيخ اللحيدان:
و ما يتعلق بالشيخ صالح الفوزان لا أعتقد أن أحدا يتهمه إلا و هذا المُتَهِم في دينه خلل،و لا يذمه أحد، و لا يذمه أحد إلا وهو مختل،إما العقيدة أو السلوك.
هذا الكلام فيه إجمال، وقد يوقع بعضَ طلبة العلم المبتدئين في الغلو في الشيخ حفظه الله.
وبإمكاننا الدفاع عن الشيخ بدون هذه الإطلاقات.
وأقول كما قال الأخ أبو عبد الله النجدي 2:
وجهة نظر ... قابلة للنقد لا للتجريح
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 10:12]ـ
قول الشيخ اللحيدان:
و ما يتعلق بالشيخ صالح الفوزان لا أعتقد أن أحدا يتهمه إلا و هذا المُتَهِم في دينه خلل،و لا يذمه أحد، و لا يذمه أحد إلا وهو مختل،إما العقيدة أو السلوك.
هذا الكلام فيه إجمال، وقد يوقع بعضَ طلبة العلم المبتدئين في الغلو في الشيخ حفظه الله.
وبإمكاننا الدفاع عن الشيخ بدون هذه الإطلاقات.
وأقول كما قال الأخ أبو عبد الله النجدي 2:
وجهة نظر ... قابلة للنقد لا للتجريح
قلت: ليس فيه اجمال لان الموضوع واضح ورد على من اتهم الشيخ او ذمه!
ثم لماذا دافع العلامة اللحيدان عن الامام الفوزان؟
هل تعرف السبب؟! اعتقد ان الاخ الفاضل بارك الله فيه صدى الذكريات قد بين ذلك!؟
هل تعرف معنى الذم او التهمة التي قصدها الشيخ اللحيدان في كلامه؟!
ليس في كلامك ما يبين بانه وجهة نظر, بل فيه تجريح بطريق غير مباشر والله المستعان!
فان كنت لاتدري فتلك مصيبة! وان كنت تدري فالله المستعان!؟
لان المقام مقام الدفاع عن الدين و اهله وحملته والامام الفوزان ضد المنحرفين!
وكلام الائمة معروف في هذا الباب كما ذكره الاخوة, فتنبه لان لحوم العلماء مسمومة!
لعلي اختم بالمشاركة التي وضعها الاخ ابن ابراهيم حفظه الله وغيره ممن دافع عن الامام:
ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله في "مناقب الإمام أحمد"، (عن الربيع بن سليمان رحمه الله يقول: قال الشافعي: " من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر، فقلت: تطلق عليه اسم الكافر، فقال: نعم؛ من أبغض أحمد بن حنبل عَاند السُّنة، ومن عاند السُّنة قصد الصحابة، ومن قصد الصحابة أبغض النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغض النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالله") اهـ.
وأخرج الهروي في "ذم الكلام" (أن رجل قال: للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- من السُّني؟!، فقال له: من أين أنت؟ قال: من أهل البصرة، فقال له: أتحبُّ أيوب السختياني؟ قال: نعم، قال فأنت سُني) اهـ.
- منقول -
وهكذا قل في أئمة السنة في كل زمان ... فعلى من وقع منه شيء أن يتوب إلى الله ...
فهل يعد كلام الشافعي غلوا؟! وهل هي وجهة نظر قابلة للنقد؟!
ارجو ان تناقش الامام الشافعي وغيره من ائمة الاسلام قبل ان تناقش كلام العلامة اللحيدان في ماذكره عن الامام الفوزان!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:24]ـ
و ما يتعلق بالشيخ صالح الفوزان لا أعتقد أن أحدا يتهمه إلا و هذا المُتَهِم في دينه خلل،و لا يذمه أحد، و لا يذمه أحد إلا وهو مختل،إما العقيدة أو السلوك.
من لا يعي معنى:
" الاتهام " & " الذم "
ويراهما يمنعان النقد العلمي
أو يوهمان العصمة للشيخ
فليراجع صلاحية عقله الذي يستعمله للفهم!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 12:23]ـ
أخي عبدالملك ممكن توضح كلامك لوسمحت؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 07:48]ـ
الشيخ اللحيدان حفظه الله يتكلم عن " اتهام " الشيخ الفوزان أو " ذمه "، وهذان - كما هما واضحان - أمران يختلفان عن " المناقشة العلمية " أو " النقد المؤدب " لبعض أقوال سماحة الشيخ الفوزان.
فيفهم من لا أدري كيف يفهم أن في عبارة الشيخ اللحيدان " نوع غلو "، مع أن العامي فضلا عن طالب العلم يفهم جيدا معنى " الاتهام " و " الذم "!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دكتور وليد]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 03:20]ـ
بل كلامه غلو، وتربية على الغلو،,,
وقد تُبغض عالما لسوء خلقه، أو تبغضه لتزلفه للأمراء، وقد تبغضه لقصور فهمه، وأسباب لا تنتهي،،،
وقد تتهمه كذلك لبعض هذه الأسباب،،،
وكلمة الأمام الشافعي إن صحت عنه؛ فهي مردودة، وكل أحد يؤخذ من قوله ويُترك،،،
ولو أطلقنا هذا اللفظ للزم تكفير كل من أبغض صحابيا، أو تقاتل معه، وربما من اختصم معه، وهذا ما لم نجده عند العلماء المحققين.
وما فُتحت البدع إلا لردود الأفعال هذه،.
ثم ألم يكن اللحيدان قفل فترة تحت هذه الهجمة الشرسة؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 06:42]ـ
الأخ وليد .. تقول: (بل كلامه غلو، وتربية على الغلو،,,)
لا يكفي رميك كلام الشيخ بالغلو، بل يجب عليك أن تبين وجه الغلو في كلامه؛ صريحا بعيد عن الاتهام الباطني في باقي كلامك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 07:09]ـ
بل كلامه غلو، وتربية على الغلو،,,
وقد تُبغض عالما لسوء خلقه، أو تبغضه لتزلفه للأمراء، وقد تبغضه لقصور فهمه، وأسباب لا تنتهي،،،
وقد تتهمه كذلك لبعض هذه الأسباب،،،
/// تعقيبك ههنا لا معنى له .. إذ أين وجه الغلو في منع اتهام العلماء بالباطل؟!
/// ثم كيف يتوافق قولك عن بغض العالم عمومًا لسوء خلقه، مع كلام الشيخ عن عالمٍ بعينه، وهو الشيخ الفوزان؟!! فكأنَّ الشيخ يتكلَّم في وادٍ وأنت في واد؟!
إلَّا إن كنتَ تقصد بتهمة التزلُّف وسوء الخلق الشيخ الفوزان فيكون كلام الشيخ اللِّحيدان موجَّهًا لمثلك هداك الله.
ـ[دكتور وليد]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 04:41]ـ
.
إذا لم يكن هذا غلو؛ فلا أدري ما هو الغلو!!
لا يتهم أحد الفوزان إلا وفي دينه خلل!!!
ولا يذمه إلا مختل في العقيدة أو السلوك!!!
الإتهام، والذم لا يخلوان من منطلقين:
أولهما: أن يكون بباطل؛ وهذا مُحرَّم في الشرع.
ثانيهما: أن يكون بوجه حق، فهذا جائز بضوابطه.
لنتكلم عن الأول فقط،،
اتهام وذم رجلا بالباطل لا يُعد نفاقًا، ولا فسادٌ في العقيدة إلا على اعتبار أن المعصية خلل في الدين، فيصبح من ذم أي مسلم بباطل؛ فهو مختل العقيدة والسلوك، ومتهم في دينه,,
وليس هذا هو مقصد الكلام،،،
وإنما مقصده: أن الشيخ الفوزان عالم سلفي، ولا يذم ويطعن في عالم سلفي إلا مختل العقيدة والسلوك، ومتهم في دينه.
فهل هذا الإطلاق صحيح؟؟
هل من ذم وطعن عالما فهو قد طعن في الدين؟
إن صرح بأنه يذمه ويطعن فيه من جهة كونه مسلمًا، أو عالمًا بالإسلام؛ فهنا يُعتبر الكلام صحيحًا في الجملة.
أما من لم يربط بين الذم والطعن وبين الدِّين فكيف يُقال إنه متهم في دينه وعقيدته؟؟
غلوٌ، وتقديس للأشخاص الذين لا تؤمن عليهم الفتنة، وكأنهم أنبياء!!
وصدق ابن مسعود رضي الله عنه:"لا يقلدن أحدكم دينه رجلا؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة".
ولو كان الكلام عامًا؛ بأن من طعن في علماء الشرع ففي دينه خلل؛ لقيل إن الكلام صواب، أما تخصيصه بشخص بعينه، فهو مجانب للصواب.
وهذه السلفية الجديدة التي تَحظر الغلو في كل شيء - حتى في المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم- وتطلقها في حق أتباعها؛ ليست السلفية الحقة، بل هي مجانبة لها.
ولولا أن هذا الأمر أصبح ظاهرة؛ لما قلت هذا الكلام.
() () () () () ()
ومن الطرائف أرسل أحدهم لي رسالة خاصة يقول:
"انت اول مشاركة وبتطعن بالشيخ!!
مرة تانية حتعمل ايه؟!
حتسب اللجنة الدائمة يعني؟!
يا اخي انت دكتور في ايه؟
اعمل معروف ما تجيش وتتكلم مرة تانية!؟
دنتة خربتها قوي!!! ".
فهكذا تنقلب الآية!!
ولذلك رددت عليه بقولي:
" لا أجي مرة ثانية؟؟
سلفي لا ألومك ... ".
رحم الله عبدا خلع ربقة التعصب للناس وعليهم،،،
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 11:29]ـ
إذا لم يكن هذا غلو؛ فلا أدري ما هو الغلو!!
لا يتهم أحد الفوزان إلا وفي دينه خلل!!!
ولا يذمه إلا مختل في العقيدة أو السلوك!!!
الإتهام، والذم لا يخلوان من منطلقين:
أولهما: أن يكون بباطل؛ وهذا مُحرَّم في الشرع.
ثانيهما: أن يكون بوجه حق، فهذا جائز بضوابطه.
لنتكلم عن الأول فقط،،
(يُتْبَعُ)
(/)
اتهام وذم رجلا بالباطل لا يُعد نفاقًا، ولا فسادٌ في العقيدة إلا على اعتبار أن المعصية خلل في الدين، فيصبح من ذم أي مسلم بباطل؛ فهو مختل العقيدة والسلوك، ومتهم في دينه,,
وليس هذا هو مقصد الكلام،،،
وإنما مقصده: أن الشيخ الفوزان عالم سلفي، ولا يذم ويطعن في عالم سلفي إلا مختل العقيدة والسلوك، ومتهم في دينه.
فهل هذا الإطلاق صحيح؟؟
هل من ذم وطعن عالما فهو قد طعن في الدين؟
إن صرح بأنه يذمه ويطعن فيه من جهة كونه مسلمًا، أو عالمًا بالإسلام؛ فهنا يُعتبر الكلام صحيحًا في الجملة.
أما من لم يربط بين الذم والطعن وبين الدِّين فكيف يُقال إنه متهم في دينه وعقيدته؟؟
غلوٌ، وتقديس للأشخاص الذين لا تؤمن عليهم الفتنة، وكأنهم أنبياء!!
وصدق ابن مسعود رضي الله عنه:"لا يقلدن أحدكم دينه رجلا؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة".
ولو كان الكلام عامًا؛ بأن من طعن في علماء الشرع ففي دينه خلل؛ لقيل إن الكلام صواب، أما تخصيصه بشخص بعينه، فهو مجانب للصواب.
وهذه السلفية الجديدة التي تَحظر الغلو في كل شيء - حتى في المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم- وتطلقها في حق أتباعها؛ ليست السلفية الحقة، بل هي مجانبة لها.
ولولا أن هذا الأمر أصبح ظاهرة؛ لما قلت هذا الكلام.
/// بارك الله فيك .. لا داعي للمغالطة أوالاستعجال في فهم كلام الناس.
/// لن تجد مقال الشيخ اللحيدان أوغيره في الدفاع عن الشيخ الفوزان أو غيره منصبًّا ضدَّ من يخالف أهل العلم في أخذ ما يخالف ترجيحهم، ولا في انتقاد بعض تصرُّفهم، ولا في نحو ذلك ممَّا ليس محل الكلام والسياق ههنا.
/// السياق في هذا الكلام ههنا معلومٌ، والمقصود بهم طائفة أرادت إسقاط قدر أهل العلم ومنزلتهم عند الناس، والتهجُّم عليهم لدوافع معلوم لا تخفى إلَّا على المتغابي المتصنِّع لحسن النيَّة، لا القداسة المتوهَّمة التي تخطب لمحاربتها ولا يخالفك فيها أحد.
/// وتساؤلك عن أنَّ من ذمَّ عالمًا هل يعتبر طعنًا في الدِّين، ثم تفصيلك في ذلك بتفصيل يعوز إلى تفصيل.
/// والغلو الذي تنعى به غيرك قد يكون في تعقيبك نصيبٌ منه، من جهة إلزام المتكلِّم "اللحيدان" ما لا يلزمه ممَّا فرَّعت به وشرحت، وحشَّيت عليه وهمَّشت، ثم محاكمته إلى إلزاماتك! وكأنَّك تخطب خارج السِّرب أوهكذا تتصنَّع وما درى مخاطَبك بل لم يدر بخلده ما خطبت به.
والإنصاف في الحكم على كلام المتكلم فرع عن الإنصاف في "تفُّهم" كلامه. هداك الله
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 04:18]ـ
هذا غلو غير مبرر.!
أصبحنا مثل الشيعة عندنا امام معصوم؟
لكننا نمتاز عندهم بكثرة الأئمة!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 04:28]ـ
تفسرون كلام اللحيدان بعيدا عن سياقه كي تتهموه بالغلو!!
لإن كان جهلا منكم بمقصود الشيخ ومن المعني به وسياقه فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإن كنتم تتعمدون تجاهل السياق وحمل الكلام على غير المراد،
فما أرى فعلكم هذا إلا فعل المغرضين المتربصين .. (لا كثرهم الله)!!
وعليه ومن باب الإيضاح - وقد سبقني من هو خير مني فضلا وعلما كشيخنا عدنان بخاري وغيره من الفضلاء-
الشيخ اللحيدان عنى بكلامه من يتربص بالفوزان وغيره من العلماء تربصا بالدين وارصادا للمؤمنين؛ من أمثال محمد آل الشيخ وابن بخيت والغنامي،
فهل ترون لنقدهم واعتراضاتهم حظ من النظر العلمي؟؟
وهل للرويبضة من التافهين حقا في نقد كلام العلماء، وهم لا يملكون ابسط أدوات النقد والتمحيص العلمي؟
ننتظر منكم إجابة صريحة وواضحة سواء د. وليد أو غيره ممن اتهم العلامة اللحيدان بالغلو.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 05:15]ـ
/// بارك الله فيك أختي الكريمة ..
/// صارت التهمة بالغلو شريطًا فارغًا يردِّده كلُّ متصنِّع للفهم والتعقُّل والتَّحرُّر، دون فهمٍ لسياق الكلام، أين الغلو ههنا؟! لا يوجد إلا في أوهامكم ووساوسكم القهرية التي أورثتكم "فوبيا الغلو"!!
/// كأنِّي بغبيٍّ صاح: الصلاة قد نهى الله عنها" لمَ؟ قال: لأنَّ الله قال: ((لا تقربوا الصلاة))؟! قطع الكلام وتجزءته والتعنُّت في الفهم والإعراض عن السِّياق محاولة يائسة لا تنطلي على من عنده مسكة عقل.
/// والحوار مع من يتصامم ويتعامى عن الإيراد والنِّقاش ويردِّد كلامًا كالببَّغاء حوار مع مخلوق لا يفهم الخطاب .. فهو ضربٌ من اللغو الواجب تركه ..
/// والموضة صارت الآن عند بعض المتحذلقين تصنُّع النَّقد البنَّاء لكلام العلماء، ومحاولة تسلُّق دكَّة الأضواء الرخيصة ولو بالتعلُّق بفضل ذيول إزارهم ...
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 09:02]ـ
لله درّ العلامة اللحيدان ... وقد صَعُب على البعض استساغة كلامه فعلق في حلقه فتجشأ ولو كظم غله وغيظه ومات به خيرٌ من أن يبدي جهله ويفضح نفسه ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 09:40]ـ
سبحان الله ...
الشيخ يتكلم عن حادثة عين بأسلوب نبوي إجمالي , يريد به لفت الناس إلى سوء طوية هؤلاء اللبرالين المنافقين ليس إلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[13 - Mar-2010, صباحاً 01:24]ـ
بارك الله في الشيخ اللحيدان والفوزان ونفع بهما الأمة ووالله إني أحبهما في الله ولله ولاأرى لأي منهما العصمة ولكني أستصغر رأي لرأيهم كيف لا؟؟ وهم أئمة الدين وحماة الشريعة وإن رغمت أنوف المبتدعة؟؟ ولايفوتني أن أقول للبعض هنا مشاركتك مليئة بالأخطاء النحوية فياليتك تتفرغ لطلب العلم ثم تكتب بأدب المتعلمين لأن العلم إذا لم يورث صاحبه أدبا صار وبالا عليه أسأل الله تعالى أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين , وذكرتني بعض المشاركات هنا بالحكمة القائلة:
((أن تصمت فيظن الناس أنك جاهل خير لك من أن تتكلم فيوقنوا بذلك))
أسأل الله تعالى أن يقصم ظهور أهل البدع ويكفينا شرهم آمين.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 01:58]ـ
ماذا لو انتقدت الشيخ صالح الفوزان بأنه بعيد عن فهم الواقع عندما قال: " ... فالناس بحاجة الى العلوم الشرعية أكثر من حاجتهم إلى الطب والعلوم، وغيرها لأنهم بحاجة الى المفتي والإمام والخطيب والقاضي والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطبيب ونحوه ... " في مقالة بعنوان: (لماذا تفتح في الجامعات الإسلامية كليات مدنية ولا تفتح في الجامعات المدنية كليات شرعية؟ ( http://www.alriyadh.com/2008/07/10/article357917.html))، هل يكون في ديني خلل؟!
وفقكم الله
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 02:12]ـ
ماذا لو انتقدت الشيخ صالح الفوزان بأنه بعيد عن فهم الواقع عندما قال: " ... فالناس بحاجة الى العلوم الشرعية أكثر من حاجتهم إلى الطب والعلوم، وغيرها لأنهم بحاجة الى المفتي والإمام والخطيب والقاضي والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطبيب ونحوه ... " في مقالة بعنوان: (لماذا تفتح في الجامعات الإسلامية كليات مدنية ولا تفتح في الجامعات المدنية كليات شرعية؟ ( http://www.alriyadh.com/2008/07/10/article357917.html))، هل يكون في ديني خلل؟!
وفقكم الله
برأي هو أخلاقي أقرب منه إلى ديني , وفقك الله.
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 02:32]ـ
ماذا لو انتقدت الشيخ صالح الفوزان بأنه بعيد عن فهم الواقع عندما قال: " ... فالناس بحاجة الى العلوم الشرعية أكثر من حاجتهم إلى الطب والعلوم، وغيرها لأنهم بحاجة الى المفتي والإمام والخطيب والقاضي والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطبيب ونحوه ... " في مقالة بعنوان: (لماذا تفتح في الجامعات الإسلامية كليات مدنية ولا تفتح في الجامعات المدنية كليات شرعية؟ ( http://www.alriyadh.com/2008/07/10/article357917.html))، هل يكون في ديني خلل؟!
وفقكم الله
نقد حاجة الناس إلى العلوم الشرعية أكثر من العلوم الحياتية ... يفيد وجود خلل في دينك.
وأما معرفة الواقع، فخفاء بعض مسائله ليس بقادح في الشخص مهما زاد علمه ووسع، إذا قال الهدهد:
{فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}
فإن علمتَ ذلك، كان أقرب لك فهم أن فهم الواقع دون فهم الشرع إنما هو من قلة العقل.
وأما حكمة الأنبياء ومن سار على منهجهم هي العليا، فلا الهدهد بأكثر معرفة ولا حكمة من نبي الله سليمان -عليه السلام-.
وأن الهدهد لم ينتقد سليمان ولم يعلو صوته بالادعاءات أن سليمان -عليه السلام- بعيد عن فهم الواقع، بل يعرف قدره.
فرحم الله امرء عرف قدر نفسه.
والله المستعان على ما تصفون.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 04:35]ـ
نقد حاجة الناس إلى العلوم الشرعية أكثر من العلوم الحياتية ... يفيد وجود خلل في دينك.
وأما معرفة الواقع، فخفاء بعض مسائله ليس بقادح في الشخص مهما زاد علمه ووسع، إذا قال الهدهد:
{فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}
فإن علمتَ ذلك، كان أقرب لك فهم أن فهم الواقع دون فهم الشرع إنما هو من قلة العقل.
وأما حكمة الأنبياء ومن سار على منهجهم هي العليا، فلا الهدهد بأكثر معرفة ولا حكمة من نبي الله سليمان -عليه السلام-.
وأن الهدهد لم ينتقد سليمان ولم يعلو صوته بالادعاءات أن سليمان -عليه السلام- بعيد عن فهم الواقع، بل يعرف قدره.
فرحم الله امرء عرف قدر نفسه.
والله المستعان على ما تصفون.
(يُتْبَعُ)
(/)
حبيبي أسامة، أنا أعرف أن قدري (عامي)، ولكن اعتبرني هدهدًا ذهب للشيخ صالح الفوزان وقال له: ياشيخ أحطت بما لم تحط به! فلدينا ألوف يتخرجون سنويًا من كليات الشريعة؛ يقابلهم أعداد قليلة من الأطباء والمهندسين ... فكيف تكون حاجتنا للكليات الشرعية أشد حاجة من الكليات العلمية؟!
مارأيك، هل في ديني خلل؟!
وفقك الله
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 05:42]ـ
وفقني الله وإياك لما فيه الخير بإذنه ... آمين.
تقدم نقلك لكلام الشيخ:
قال: " ... فالناس بحاجة الى العلوم الشرعية أكثر من حاجتهم إلى الطب والعلوم، وغيرها لأنهم بحاجة الى المفتي والإمام والخطيب والقاضي والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطبيب ونحوه ... " في مقالة بعنوان: (لماذا تفتح في الجامعات الإسلامية كليات مدنية ولا تفتح في الجامعات المدنية كليات شرعية؟ ( http://www.alriyadh.com/2008/07/10/article357917.html))
الشيخ أوضح هذه المسألة أيما بيان، بأن العلوم الشرعية أهم من العلوم الحياتية، ولا أظن أن هناك خلاف على ذلك.
لدينا ألوف يتخرجون سنويًا من كليات الشريعة؛ يقابلهم أعداد قليلة من الأطباء والمهندسين ... فكيف تكون حاجتنا للكليات الشرعية أشد حاجة من الكليات العلمية؟!
كلام الشيخ ليس فيه دلالة على الحث إلى تعلم العلوم الشرعية وهجر العلوم الحياتية.
فأفضلية العلوم لشرف ما تعرفك به، فإن كانت تُعرفك بربك وما يرضيه -عز وجل-، فهي خير العلوم بلا نزاع.
ثم تأتي العلوم الحياتية بما تقوم به مصلحة العبد في دنياه.
والواقع يقول بأن الناس تتجه إلى العلوم التي ترى في أنفسها الميل إليها، فإن كان شباب المملكة يتجه إلى العلوم الشرعية بشكل أكثر -لفت نظرك- فهذا خير إن شاء الله -رغم أني لم ألحظ ذلك-.
أخي رائد ... أود أن أضيف شىء "من واقع معرفتي بالمملكة على مدار 22 عامًا"
منذ 22 عامًا يكان يصعب جدًا أن تقابل أحد الأطباء أو المهندسين أو نحو هذه المهن في المملكة، وإن كان كثير منهم آنذاك في أعمال إدارية، من إدارة العاهد والجامعات والبنوك والصرفات ونحو ذلك.
والآن تجد كثير من الأطباء والمهندسين، ولي علاقات كثيرة جدًا مع أصحاب مثل هذه التخصصات في المملكة، وإن كان يكثر وجودهم في مدينتي الرياض والخبر "حسب علمي".
ربما يكون هناك نقص ... ولكن بالمقارنة مع الماض القريب، فشتان بين هذا وذاك.
ولا يمكن أن تكون خطوات تغطية التخصصات بهذه السرعة، على الرغم من الجهود المبذولة من الدولة.
وأختم
أن كلام الشيخ -حفظه الله- سليم تمامًا، ولا يتعارض مع تعلم العلوم الحياتية، والتنظيم الدراسي وتغطية التخصصات تعمل عليه الدولة بجهود طيبة ولها نتائج طيبة على أرض الواقع.
فصبر جميل.
بارك الله فيك.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Mar-2010, مساء 05:04]ـ
حبيبي أسامة، أنا أعرف أن قدري (عامي)، ولكن اعتبرني هدهدًا ذهب للشيخ صالح الفوزان وقال له: ياشيخ أحطت بما لم تحط به! فلدينا ألوف يتخرجون سنويًا من كليات الشريعة؛ يقابلهم أعداد قليلة من الأطباء والمهندسين ... فكيف تكون حاجتنا للكليات الشرعية أشد حاجة من الكليات العلمية؟!
مارأيك، هل في ديني خلل؟!
وفقك الله
الدين غاية والطب وغيره من علوم الدنيا وسيلة ومعين لتحقيق الغاية.
((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))
ـ[مرثد]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:34]ـ
أخي حفظ الله الشيخ الفوزان
لكن راعني موضوعك!!
فمتى أصبح الكلام في أحد بعينه والإمساك عن أحد معياراً لدين الشخص؟
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 11:53]ـ
ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله في "مناقب الإمام أحمد"، (عن الربيع بن سليمان رحمه الله يقول: قال الشافعي: " من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر، فقلت: تطلق عليه اسم الكافر، فقال: نعم؛ من أبغض أحمد بن حنبل عَاند السُّنة، ومن عاند السُّنة قصد الصحابة، ومن قصد الصحابة أبغض النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغض النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالله") اهـ.
هل هذا الاثر ثابت عن الامام الشافعي- رحمه الله- بالاسناد الصحيح, أرجو الافادة.
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 10:04]ـ
### للاستفسار عن مشاركة أو الشكوى في هذا المجلس فقط (مجلس الشكاوى والاقتراحات ( http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=7)) ### الإشراف
ـ[ابوسعيد الذرحاني]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 11:54]ـ
بل كلامه غلو، وتربية على الغلو،,,
وقد تُبغض عالما لسوء خلقه، أو تبغضه لتزلفه للأمراء، وقد تبغضه لقصور فهمه، وأسباب لا تنتهي،،،
وقد تتهمه كذلك لبعض هذه الأسباب،،،
وكلمة الأمام الشافعي إن صحت عنه؛ فهي مردودة، وكل أحد يؤخذ من قوله ويُترك،،،
ولو أطلقنا هذا اللفظ للزم تكفير كل من أبغض صحابيا، أو تقاتل معه، وربما من اختصم معه، وهذا ما لم نجده عند العلماء المحققين.
وما فُتحت البدع إلا لردود الأفعال هذه،.
ثم ألم يكن اللحيدان قفل فترة تحت هذه الهجمة الشرسة؟
أن القدح في العلماء , والطعن فيهم من سبل أهل الزيغ والضلال , ذالك ان الطعن في العلماء ليس طعنا في ذواتهم , وانما هوطعن في الدين والدعوه التي يحملونها.
قال الامام احمد - رحمه الله تعالى: إذا رايت الرجل يتكلم في حماد بن سلمه فاتهمه على الاسلام , فأنه كان شديد على المبتدعه
ونحن نقول اذا رأيت الرجل يطعن في صالح الفوزان حفظه الله فاتهمه على الاسلام , فأنه كان شديد على المبتدعه.
وقال يحيى بن معين: إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمه فاتهمه على الاسلام.
وهذا محمول على الكلام في العالم بظلم وهوى , أما أذا كان المتكلم في العلم عالم مثله منصف فنعم.
وان اعتقد ان الدكتور وليد يعلم ان الذي يطعن في شيخي الشيخ صالح هم العلمانيين واهل الزيغ والضلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 09:07]ـ
ونحن نقول اذا رأيت الرجل يطعن في صالح الفوزان حفظه الله فاتهمه على الاسلام , فأنه كان شديد على المبتدعه. ونحن .. ماشاء الله ياكثرك .. !!!!
هذا ماخشي منه المعارضون لكلام الشيخ اللحيدان ...
فأصبح الذي يطعن في الفوزان متهما في إسلامه .....
المشرف .. ألا ترى إنك (مسختها) بزيادة ...
اليس لديك عمل تقوم به إلا متابعتي وحذف مشاركاتي ..
ياأخي قل لي لماذا تحذفها .. عندما أقول لاأحبك أيه المشرف هل في كلامي طعن وتشويه لك ....
#ألا ترى أنك لا تكتب كلاما علميا حتى يبقى عليه؟!! # الإشراف#(/)
رد على صوفي (مقال للشيخ النجمي - رحمه الله -)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 10:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فهذا مقال نفيس للشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء -، رأيتُ نقله في هذا المنتدى المبارك تعميماً للفائدة، وأسأل الله أن ينفع به كل من يطلع عليه، وأن يجعله وسائر ما قدمه الشيخ من علم وتعليم في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والحمد لله رب العالمين.
(فريد المرادي: 30 رجب 1429هـ)
’’ ردٌّ على صوفي ‘‘
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فقد اطلعت على كتابٍ سمَّاه صاحبه " التعلق الصوري، والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي - صلى الله عليه وسلم - "، اسم مؤلف الكتاب الأستاذ الدكتور / عاطف بن قاسم أمين المليجي، في آخر الكتاب عباراتٌ سيئة يظهر أنَّها مقتبسةٌ من عبارات الغارقين في التصوف من أصحاب وحدة الوجود؛ الذين يزعمون أنَّ النبيَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - هو أصل الوجود؛ بل ويجعلون له صفات الخالق. وقد كتب صاحب " الكشف عن الصوفية لأول مرة " تأليف محمود عبد الرؤوف القاسم كتب تسعة عشر صفحة تحت عنوان (الحقيقة المحمدية) كتب فيها عدة صلوات عن الصوفية يصفون فيها النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بأوصاف الألوهية كقول الحلاَّج في (ص 263): " هو الأول في الوصلة؛ وهو الآخر في النبوة، والباطن في الحقيقة، والظاهر بالمعرفة ... الحق ما أسلمه إلى خلقه؛ لأنَّه هو وإنِّي هو وهو هو " انتهى، وانظر أيضاً الملاحظات من كتاب " الكشف عن الصوفية " في (ص 164 / رقم 2) حيث يجعلون محمداً هو الله، وله جميع صفاته الحسنى.
اللهمَّ إنَّا نبرأ إليك من هذا الباطل الموغل في البطلان؛ الذي تردُّه السنَّة، والقرآن، فالله - تعالى - يقول: (قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد) [الكهف: 110]، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ إنَّما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله)) رواه البخاري.
واسمع أيضاً لما يقوله أحمد التيجاني في " الصلاة الغيبية في الحقيقة الأحمدية " (ص 275): " فإنَّها برزت من الغيب من غير إنشاء أحد؛ اللهمَّ صلِّ وسلم على عين ذاتك العلية بأنواع كمالاتك البهية في حضرة ذاتك الأبدية على عبدك القائم بك منك لك إليك بأتمَّ الصلوات الزكية المصلِّي في محراب عين هاء الهوية التالي السبع المثاني بصفاتك النفسية؛ الداعي بك بإذنك لكافة الشؤون العلية؛ المفيض على كافة من أوجدته بقيومية سرك المدد الساري في كلية أجزاء موهية فضلك المتجلي عليه في محراب قدسك، وأنسك بكمال ألوهيتك في عوالمك في برِّك وبحرك " اهـ.
ومن صلوات أحمد بن إدريس الإدريسي " الصلاة الخامسة؛ اللهمَّ صلِّ على الذات الكنه قِبْلة وجوه تجليات الكنه؛ عين الكنه في الكنه؛ الجامع لحقائق كنه الكنه ".
وقال أيضاً: " الصلاة السادسة؛ اللهمَّ صلِّ على أمِّ الكتاب كمالات كنه الذات عين الوجود المطلق الجامع لسائر التقييدات صورة ناسوت الخلق معاني لاهوت الحق .. " إلى آخر المصدر نفسه (ص 275 – 276).
إنَّني والحمد لله لم أكتب هذه العبارات الكفرية السيئة؛ التي لايصح أن توصف إلاَّ بأنَّها هلوسة وجنون ممن يدَّعون بأنَّهم وصلوا إلى ما لم يصل إليه غيرهم، وما وصلوا إلاَّ إلى الكفر الأفضع حيث وصفوا المخلوق البشري بصفات الرب الجليل والإله العظيم؛ الذي وصف نفسه بقوله: (وما قدروا الله حقَّ قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمَّا يشركون) [الزمر: 67]، وقال جلَّ من قائل: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أوَّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنَّا كنَّا فاعلين) [الأنبياء: 104]، وقال عن جميع خلقه: (إن كلُّ من في السماوات والأرض إلاَّ آتي الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدَّهم عدَّا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) [مريم: 93 - 95]، وأخبر عن الرسل أنَّهم قالوا لأممهم: (إن نحن إلاَّ بشرٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلكم، ولكنَّ الله يمنُّ على من يشاء من عباده، وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلاَّ بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) [إبراهيم: 11]، وقال عن عبده ورسوله محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - معلماً له، وموجهاً له: (قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويلٌ للمشركين) [فصلت: 6]، وقال عنه: (وما محمدٌ إلاَّ رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ الله شيئا) [آل عمران: 144]، وقال: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنَّهم ظالمون) [آل عمران: 128].
إنَّ من يعتقد عقيدة الصوفية المارقة أصحاب وحدة الوجود الذين يجعلون للمخلوق صفات الخالق فإنَّه يعتبر قد أشرك بالله شركاً أكبر، وخرج من الإسلام بإعطائه للمخلوق صفات الخالق جلَّ شأنه وعزَّ سلطانه، وتعالت صفاته.
واسمع إلى مؤلف كتاب " التعلق الصوري والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي - صلى الله عليه وسلم - " في الفصل الرابع (ص 39): " يقول العارف بالله الإمام عبد الكريم الجيلي: (اعلم وفقنا الله وإيَّاك للوقوف ببابه، والعكوف بجنابه؛ أنَّ الله - تعالى - لمَّا أحبَّ نبيه الخاتم - صلى الله عليه وسلم - جعله شفيعاً لخلقه إليه يوم القيامة، وليس لأحدٍ من الخلق عموم الشفاعة سواه) "؛ وأقول: نعم هذه الشفاعة في فصل القضاء التي يعتذر عنها آدم، فمن دونه من الرسل أولي العزم، فإذا وصلت إليه كما في البخاري ومسلم قال: ((فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب))، فيأمر الله بفصل القضاء، وتكون أمته أوَّل أمة يقضى بينها؛ لهذا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنَّهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأعطيناه من بعدهم)) رواه مسلم.
لهذا يقول الجيلي: " وسرُّ ذلك أنَّ الأنبياء لم يبعثوا إلى كافة الخلق، وإنَّما بعث إلى كافَّة الخلق محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - فهو مقدمهم وراعيهم، وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيته، فأوجب الله - تعالى - عليه الشفاعة لهم والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى "؛ وأقول: لقد أخطأ في هذا المقطع ثلاثة أخطاء، وذلك بسبب المبالغة والغلو الممقوت فقوله: " فهو مقدمهم وراعيهم " أمَّا كونه مقدمهم فلاشك في ذلك فإنَّ له لواء تحشر تحته جميع الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وهو أفضل الرسل، وأعلاهم عند الله منزلة، وأكرمهم عنده مقاما، وأفضلهم عنده جاهاً.
وأمَّا كونه: " راعيهم وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيته، فأوجب الله تعالى عليه الشفاعة لهم والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى "؛ فأقول: أنَّ الشفاعة لم تكن واجبةً عليه، وإنَّما محبته لنفع الآخرين وما رآه من حاجة الناس إلى ذلك هو الذي دفعه إلى فعل الشفاعة؛ مع ما أعطاه الله من الفضل الذي جعله يكون أهلاً لذلك.
ثانياً: أمَّا كونه مسؤولاً عن رعيته؛ فهذا قولٌ غير صحيح، فالله - تعالى - قال لنبيه: (فذكر إنَّما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر) [الغاشية: 21 – 22]، وقال تعالى: (فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلاَّ البلاغ) [الشورى: 48].
ثالثاً: في قوله: " والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى " هذا أيضاً باطلٌ فلم يوجب الله عليه القيام بمصالحهم الدنيوية والأخروية، ولكن بيَّن لهم، وعلَّمهم ما يجب لله عليهم، وما يجب لبعضهم على بعض من الأحكام والشرائع؛ أمَّا أمور الدنيا فكلُّ واحدٍِ مكلَّف أن ينظر في مصلحة نفسه، وأهل بيته، ويعمل الأسباب المؤدية إلى ذلك، وقد ورد: ((أنَّ رجلا من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله فقال: أما في بيتك شيء؟، قال: بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء، قال: ائتني بهما، فأتاه بهما فأخذهما - رسول الله صلى الله عليه وسلم - بيده، وقال: من يشتري هذين؟، قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا؟، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين؛
(يُتْبَعُ)
(/)
فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عودا بيده ثم قال له: اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما، فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا خير لك من أن تجىء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع)) رواه ابن ماجة وأبو داود في سننه واللفظ له، وهكذا كان - صلى الله عليه وسلم - يوجِّه الذي لا يحسن أن يتصرف.
أمَّا كونه - صلى الله عليه وسلم - يكون كما قال الجيلي: " فأوجب الله - تعالى - عليه الشفاعة لهم والقيام بمصالحهم دنيا وأخرى " فهذا لم يقله أحدٌ من أهل العلم المعتبرين.
ثمَّ قال عبد الكريم الجيلي: " فلمَّا كان واسطة الجميع في البداية لأجل الظهور كان واسطتهم في النهاية لأجل النعيم المقيم، فليس في الأزل والأبد وسيلةٌ ولا واسطةٌ، ولاعلةٌ لوجودك ووجود كلِّ خيرٍ لك، ولكل موجود أحدٌ سواه "؛ وأقول: هذا تعبيرٌ من تعبيرات أصحاب وحدة الوجود عليهم من الله ما يستحقون؛ كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أصل الخليقة، وعلتها، وسبب وجودها؛ وهو مولودٌ بين أبوين من قريش في وقتٍ محدد، ومكانٍ محدد، وبيئةٍ محددة؛ أرسله الله جلَّ شأنه إلى العباد ليدلهم على توحيد الله، ويأمرهم بأن يفردوا ربهم بالعبادة، ويبيِّن لهم كيفية العبادة التي أوجبها عليهم أنزل عليه القرآن كتاباً مهيمناً على الكتب كلَّها، وأوحى إليه السنة، فجَّرها على لسانه، وبيَّنها بعمله، فقال جلَّ من قائل: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين) [الجمعة: 3]، وقال - تعالى -: (قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه أحدا)، وقال - سبحانه -: (الله خالق كلِّ شيءٍ وهو على كلِّ شيءٍ وكيل) [الزمر: 63]، وقال: (أغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولايطعم قل إني أمرت أن أكون أوَّل من أسلم ولاتكوننَّ من المشركين) [الأنعام: 14]، وقال - سبحانه -: (وما خلقت الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون، ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون، إنَّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين) [الذاريات: 56 – 59].
وأخيراً يا عبد الله: سمعت آيات الله، فافتح المصحف، واقرأ ودع هلوسة المجانين، وإن شئت فدع هراء الكفرة المهوسين؛ الذين يريدون أن يردوا النَّاس إلى الكفر، ويدخلوهم في العقائد المنحرفة الضالة.
إنَّ الصوفية انتكاسٌ، وارتكاسٌ في الكفر الأكبر، والشرك الأفضع، واسمع إلى ربك وهو يقول: (ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) [الأحزاب: 40]، إياك يا أخي أن تسمع لكلام الصوفية الفجار، وخلطهم، ومرجهم، وكذبهم، وإلاَّ فإنَّهم سيلقون بك في نار جهنم.
ثمَّ قال الجيلي في (ص 39): " فمن الأولى أن تتعلق بجنابه، وتعتكف على بابه؛ ليحصل الميل من الجهتين، فيسرع الوصول إلى المقصود " اهـ.
وأقول: إنَّ الله لم يأمر عباده بالإعتكاف على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا السجود له، وإنَّما أمرهم باتباعه، والإهتداء بهديه كما قال - تعالى -: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء عبادنا وإنَّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور)، وقال - تعالى -: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) [آل عمران: 31]، إنَّ العكوف على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو العكوف الحسي؛ الذي يراد به العبادة؛ فهو شيءٌ محرَّمٌ؛ ولايجوز لأحدٍ أن يسجد لبشرٍ سواءً كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غيره، ولمَّا جاء معاذ بن جبل فقال يا رسول الله: ((قدمت
(يُتْبَعُ)
(/)
الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك بك، قال: فلا تفعل فإني لو أمرت شيئاً أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه)) رواه ابن حبان في صحيحه.
واسمع إلى هذا المفتون وهو الأستاذ الدكتور / عاطف قاسم المليجي في كتابه " التعلق الصوري والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي " في (ص 40) والذي يقول فيه:
" ولهذا كان دأب الكمَّل من الأولياء - رضوان الله عليهم - أن يتعلقوا بجنابه، ويحطُّوا جباههم على بابه - صلى الله عليه وسلم - ولم يزل ذلك دأبهم ودأب كلِّ من أراد الله تكميله "؛ وأقول: ألا ترى أنَّه يقول: " ويحطُّوا جباههم على بابه - صلى الله عليه وسلم - " فهل طلب الله منَّا السجود لنبيه أو طلب الله منَّا متابعته كما قال - تعالى -: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إنَّ الله شديد العقاب) [الحشر: 7]، وكما قال - تعالى -: (وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [الأحزاب: 36]، وكما قال - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنَّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنَّه إليه تحشرون) [الأنفال: 24]، إنَّ المطلوب منَّا الإستقامة على ما شرعه الله لنا في كتابه، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ أمَّا السجود له أو لغيره، ووضع الجباه على بابه أو باب غيره، فقد حارب الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا العمل محاربةً شديدة، وأنكر على من أعطاه ما هو دون ذلك لمَّا قيل له - صلى الله عليه وسلم -: ((يا خيرنا، وابن خيرنا، وسيدنا، وابن سيدنا فقال: يا أيها الناس؛ قولوا بقولكم، ولايستهوينَّكم الشيطان؛ أنا محمد عبد الله ورسوله؛ ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - عز وجل -)) رواه النسائي بسندٍ جيد، وفي حديث ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -في " كتاب التوحيد " عن الطبراني بإسنادٍ فيه ضعف: أنَّه كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المنافق، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّه لايستغاث بي، وإنَّما يستغاث بالله عز وجل)).
فقول المؤلف: " ولهذا كان دأب الكمَّل من الأولياء - رضوان الله عليهم - أن يتعلقوا بجنابه، ويحطُّوا جباههم على بابه - صلى الله عليه وسلم - ولم يزل ذلك دأبهم ودأب كلِّ من أراد الله تكميله "؛ أقول أيضاً: أنَّ مشايخ الصوفية ليسوا بكمَّل، وإنَّما هم متخبطون وضلاَّل، وقادة شر، ودعاةٌ على أبواب النار من أجابهم إليها قذفوا به فيها، وإنَّ من يعتقد أنَّ هؤلاء كمَّل، وأنَّهم أولياء، بل ويترضى عنهم فهو ضالٌّ مثلهم، ومن رضي بالكفر فهو كافرٌ.
أترضى يا عبد الله: يا من تتلوا كتاب الله أترضى طريقة الصوفية أصحاب وحدة الوجود؛ الذين يجعلون العبد ربَّاً، والربَّ عبداً؛ ارجع إلى الكتب التي تنتقد أصحاب هذا المنهج، وأصحاب هذا الفكر الضال اقرأ " مصرع التصوف " لبرهان الدين البقاعي، واقرأ " هذه هي الصوفية " لعبد الرحمن الوكيل، واقرأ كتاب " الكشف عن الصوفية لأول مرة " لمحمود عبد الرؤوف القاسم؛ اقرأ هذه الكتب ليتبيَّن لك أنَّ كتب الصوفية مليئةٌ بالكفر، والشرك، والضلال، والزندقة، واقرأ عباراتهم؛ التي فيها الشطح عن الحق إنَّ من يزكي الصوفية المارقة فهو ضالٌّ أو جاهلٌ لايعرف التمييز بين الحق والباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنَّ هذا الكاتب؛ وهو عاطف المليجي نجد من كلامه ما يدعو فيه إلى الاستقامة، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنَّه يخلط بين الحق والباطل، واسمع إليه وهو يقول في النوع الثاني وهو التعلق المعنوي بالجناب المحمدي (ص 43): " القسم الأول: " وهو دوام استحضار صورته - صلى الله عليه وسلم -؛ التي سبق حليتها في الذهن "، إلى أن قال: " وكن في حال ذكرك له كأنَّك بين يديه في حياته؛ متأدباً بالإجلال والتعظيم، والهيبة والحياء؛ فإنَّه يراك ويسمعك كلَّما ذكرته؛ لأنَّه متصفٌ بصفات الله - تعالى -، والله جليس من ذكره، فللنبي - صلى الله عليه وسلم - نصيبٌ وافرٌ من هذه الصفة " اهـ؛ وأقول: ألا تتق الله يا هذا؛ تقول: " لأنَّه متصفٌ بصفات الله - تعالى - " هذا دجلٌ، وكفرٌ، وضلالٌ؛ أيصح أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يتصف بصفات الله؟ أتدعوا إلى الكفر مع أنَّك تسمي نفسك دكتوراً؛ إنَّ من حقِّ من يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بصفات الله أن يوقف، ويستتاب فإن تاب وإلاَّ ضربت عنقه؛ كافراً مرتداً.
واسمع إليه وهو يقول في (ص 44): " القسم الثاني من التعلق المعنوي: هو استحضار حقيقته الكاملة الموصوفة بأوصاف الكمال، الجامعة بين الجلال والجمال، والمتحلية بأوصاف الله الكبير المتعال؛ المشرَّفة بنور الذات الإلهية في الآباد والآزال؛ المحيطة بكل كمالٍ حقي وخلقي المستوعبة لكل فضيلةٍ في الوجود صورة ومعنى حكماً وعيناً وغيباً، وشهادةً ظاهراً وباطناً، ولن نستطيع أن نستحضر كلُّ ذلك له حتى تعلم أنَّه - صلى الله عليه وسلم - هو البرزخ الكلي القائم بطرفي حقائق الوجود القديم والحديث؛ فهو حقيقة كلٍّ من الجهتين ذاتاً وصفاتاً؛ لأنَّه مخلوقٌ من نور الذات، والذات جامعةٌ لأوصافها، وأفعالها، وآثارها، ومؤثراتها حكماً وعينا.
إشارةً: أوصيك يا أخي بدوام ملاحظة صورته ومعناه - صلى الله عليه وسلم - ولو كنت متكلفاً مستحضراً، فعن قريبٍ تتآلف روحك به، فيحضر لك - صلى الله عليه وسلم - عياناً تجده، وتحدثه، وتخاطبه، فيجيبك، ويخاطبك، فتفوز بدرجة الصحابة - رضي الله عنهم -، وتلحق بهم إن شاء الله في ثمرة ملازمة تلك الحضرة الشريفة، والدوام على مشاهدة تلك الصورة اللطيفة بمعانيها العزيزة المنيفة، وملاحظة ذلك ولو بالتصور والتخيل، والتفكر " اهـ.
أقول: هذه العبارات هي عبارات أصحاب وحدة الوجود، وهذا الزعم زعمٌ باطل؛ وهو القول بأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مخلوقٌ من نور الذات الإلهية؛ إنَّ هذه الإفتراءات لم يقلها أحدٌ غير أصحاب الحلول والإتحاد؛ أهل وحدة الوجود؛ أصحاب الكفر الفضيع، والزندقة، والمروق من الدين؛ بل هذه افتراءات ليس لها مستندٌ لامن الشرائع السماوية، ولامن العقول الصحيحة.
وأقول يا معشر الموحدين: إنَّ دينكم يغزا، وإنَّ التوحيد سيهدم إذا ترك الحبل على الغارب لهؤلاء المارقين سيحولون من قدروا عليه من العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة؛ سيحولون من قدروا عليه عنها إلى تخريف الصوفية، وهلوستهم، وضلالهم، فهل من غَضْبةٍ لله - عزَّ وجل - تمنعون بها إدخال هذه الكتب المضلة إلى بلادنا، وتقيمون بها نصاب الحق؛ عبوديةً لله، ودفاعاً عن كتاب الله، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ودفاعاً عن الشريعة الغرَّاء؛ التي كلَّف الله بها عباده؛ بعيداً عن ضلال المضلين، وهوس المهوسين؛ هذا ما أرجوه من دولتنا والقائمين عليها، ومن علماءنا الأبرار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
أخوكم في الله ومحبكم فيه
أحمد بن يحيى بن محمد النَّجمي
20/ 5 / 1427 هـ
المصدر: موقع الدعوة السلفية بصامطة ( http://www.njza.net/ ... /articles.php?art_id=9)
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 10:20]ـ
جزاك الله خيرا يافريد ...
والخط صغير جدا يُتعب العين ....
ورحم الله الشيخ النجمي وأسكنه فسيح جناته ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 10:32]ـ
الأخ الكريم أبا عبد الرحمن القطري: لقد تم تعديل الخط، سلامة عينيك، حفظك الله وحفظ لك جوارحك ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 10:48]ـ
الأخ الكريم أبا عبد الرحمن القطري: لقد تم تعديل الخط، سلامة عينيك، حفظك الله وحفظ لك جوارحك ...
آمين ... جزاك الله خيرا ووفقك لما يحبه ويرضاه ...
الصوفية بدأت تنتشر عندنا لابارك الله فيهم ولاكثرهم ...
وللفائدة فقد سألت أحد المشايخ عن أفضل الكتب في كشف شبهات الصوفية وأباطيلهم فدلني على ثلاثة كتب:
غاية الأماني في الرد على النبهاني وطُبع محققا في الرشد في مجلدين
وصيانة الإنسان عن وسوسة دحلان للسهسواني الهندي وطبعته قديمة ولم أجدها إلا بعد عناء في المكتبات المستعملة
وهذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ وظهر في هذا الكتاب علو قدر الشيخ في العلم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 08:48]ـ
رحم الله فضيلة الشيخ العلامة / أحمد بن يحيى النجمي، آمين.
وجزاك الله خيراً أخي (فريد).
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18487
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 08:48]ـ
وإياك أخي (محمود)، بوركت ...(/)
إلجام الأقلام عن الخوض في علم الكلام
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد
قبل الحكم على علم الكلام لا بد أن نعرف ما المراد به حتى يصح الحكم عليه
- يقول العضد الإيجي في كتابه المواقف (1/ 31) في تعريف علم الكلام: (علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبهة.
والمراد بالعقائد ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد فإن الخصم وإن خطأناه لا نخرجه من علماء الكلام)
وعرفه ابن خلدون في مقدمته (ص 458) بقوله: (علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية و الرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف و أهل السنة)
وهذان التعريفان يتفقان في كون الكلام علم يقوم على غثبات العقائد عن طريق الأدلة العقلية إلا أنهما يختلفان في هذه العقائد فالإيجي يدخل في ذلك جميع العقائد التي ينسبها اصحابها إلى الإسلام حتى وإن كانت باطلة وابن خلدون يقصر ذلك على العقائد الصحيحة.
والأظهر في تعريفه ما ذهب غليه الإيجي؛ لأن أهل هذا العلم منه الصحيح ومنه الباطل وأتباعهم منهم المتبع ومنهم المبتدع المنحرف عن سبيل السلف.
سؤال: لماذا سمي علم الكلام بهذا الاسم؟
الجواب: اختلف في سبب ذلك على اسباب كثيرة أشهرها:
1 - أنهم كانوا يدرون الكلام على كل مسألة بقولهم: الكلام في كذا وكذا.
2 - أن يكسب صاحبه القدرة على الكلام في المناظرات والجدال وإلزام الخصم كما هو الحال في المنطق و الفلسفة.
3 - أن اول مسألة تكلم فيها مسألة كلام الله واستبعد هذا شيخ افسلام ابن تيمية؛ لن علم الكلام ظهر وذمه السلف قبل ظهور مسألة الكلام كما هو معروف.
4 - أنه اكثر العلوم نزاعاً واختلافا وخصومة وكلاماً بخلاف غيره.
وقيل غير ذلك من الأسباب.
نأتي الآن للجواب عن السؤال وهو هل علم الكلام مذموم مطلقاً؟
والجواب أن الكلام في المور الشرعية على نوعين:
1 - كلام بحق يوافق الشرع والعقل.
2 - كلام بباطل يخالف الشرع والعقل والجدال والخوض فيما لا يجوز الخوض فيه من العقائد بالطرق العقلية والإعراض عن كلام الله وكلام رسوله وهو حال أهل الأهواء والبدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والسلف لم يذموا جنس الكلام فان كل آدمى يتكلم ولا ذموا الاستدلال والنظر والجدل الذى أمر الله به رسوله والاستدلال بما بينه الله ورسوله بل ولا ذموا كلاما هو حق بل ذموا الكلام الباطل وهو المخالف للكتاب والسنة وهو المخالف للعقل أيضا وهو الباطل فالكلام الذى ذمه السلف هو الكلام الباطل وهو المخالف للشرع والعقل) مجموع الفتاوى (13/ 147) " الفرقان بين الحق والباطل "
وقال رحمه الله: (والسلف إذا ذموا أهل الكلام وقالوا علماء زنادقة وما ارتدى احد بالكلام فافلح فلم يريدوا به مطلق الكلام وإنما هو حقيقة عرفية فيمن يتكلم في الدين بغير طريقة المرسلين ... ) مجموع الفتاوى (12/ 460)
وقال أيضاً: (فالسلف ذموا أهل الكلام الذين هم أهل الشبهات والأهواء لم يذموا أهل الكلام الذين هم أهل كلام صادق يتضمن الدليل على معرفة الله تعالى وبيان ما يستحقه وما يمتنع عليه ولكن قد يورث شبهة وهوى) درء تعارض العقل والنقل (3/ 374)
وقال أيضاً: (هذه الطرق المبتدعة في الإسلام في إثبات الصانع التي أحدثها المعتزلة والجهمية وتبعهم عليها من وافقهم من الأشعرية وغيرهم من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم قد طعن فيها جمهور العقلاء فكما طعن فيها السلف والأئمة وأتباعهم وذموا أهل الكلام بها .. ) درء تعارض العقل والنقل (4/ 3)
وينبغي أن يعلم أن هذا عام في جميع مسائل العقيدة لا كما ظنه بعضهم أنه خاص بالقدر:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والسلف والأئمة ذموا أهل الكلام المبتدعين الذين خالفوا الكتاب والسنة ومن خالف الكتاب والسنة لم يكن كلامه الا باطلا فالكلام الذي ذمه السلف يذم لانه باطل ولأنه يخالف الشرع ولكن لفظ الكلام لما كان مجملا لم يعرف كثير من الناس الفرق بين الكلام الذي ذموه وغيره فمن الناس من يظن أنهم إنما أنكروا كلام القدرية فقط كما ذكره البيهقي وابن عساكر في تفسير كلام الشافعي ونحوه ليخرجوا أصحابهم عن الذم وليس كذلك بل الشافعي أنكر كلام الجهمية كلام حفص الفرد وأمثاله وهؤلاء كانت منازعتهم في الصفات والقرآن والرؤية لا في القدر وكذلك أحمد بن حنبل خصومه من أهل الكلام هم الجهمية الذين ناظروه في القرآن مثل أبي عيسى محمد بن عيسى برغوث صاحب حسين النجار وأمثاله ولم يكونوا قدرية ولا كان النزاع في مسائل القدر ... ) النبوات (ص 156)
كما ينبغي أن يعلم أن هذا النوع من الكلام لا يصح تسميته علماً كما قال الشافعي وغيره فضلاً أن يسمى علم العقيدة والتوحيد بعلم الكلام ومما يدل على بطلان تسمية علم التوحيد بعلم الكلام أمور:
1 - أن علم التوحيد مصدره الوحي والكلام مصدره عقول البشر وقول على الله بلا علم.
2 - أن علم التوحيد علم محمود جاءت به النصوص ودعا إليه العلماء وصنفوا فيه وأما علم الكلام فذمه السلف وحذروا منه.
3 - أن علم التوحيد نور وهداية وطمأنينة وأمن والكلام شك وحيرة واضطراب و ضلال.
4 - أن علم التوحيد اصوله صحيحة وقواعدهم سليمة موافقة للنقل الصحيح والعقل الصريح واما الكلام فجل أصوله فاسدة مخالفة للنقل والعقل.
5 - أن علم التوحيد يقدم كلام الله وكلام رسوله ويعظمهما واما الكلام فالحاكم فيه العقل فإذا عارضه النقل قدم العقل عليه ولذا فهم يردون أخبار الآحاد في العقيدة ويحرفون النصوص المتواترة من القرآن والسنة.
6 - أن علم التوحيد يشمل أنواع التوحيد الثلاثة توحيد الألوهية والربوبية والسماء والصفات واما الكلام فركزوا جهودهم كلها على توحيد الربوبية مع أنه أمر فطري ولا يكفي صاحبه للدخول في الإسلام والنجاة من النار.
7 - أن علم التوحيد يسير عليه السلف وهم أعلم بدين الله ممن جاء بعدهم وأما الكلام فهو مخالف لما كان عليه السلف.
ولذا لا نجد من أئمة أهل السنة من انتسب إلى الكلام أو ألف فيه أو سمى كتبه بذلك بل سموها بالسنة والإيمان والعقيدة والتوحيد والشريعة واقتصروا فيها على نصوص القرآن والسنة وما يؤيده من كلام السلف.
وأما كتب المتكلمين كغاية المرام في علم الكلام للآمدي ونهاية الإقدام للشهرستاني والمطالب العالية للرازي ونحوها فهي مليئة بالكلام والجدل بعيدة عن نصوص القرآن والسنة.
و الله أعلم
يتبع إن شاء الله(/)
ترجمات المستشرقين للقرآن
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 02:27]ـ
ترجمات المستشرقين للقرآن الكريم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
فلقد منّ الله عليّ بالانتهاء من جرد موسوعة المستشرقين , لعبد الرحمن بدوي , منذ زمن قريب , وقد كان من منهجه أن يذكر في كل ترجمة النتاج العلمي لكل واحد منهم , وقد لفت نظري في ذلك النتاج عدة أمور , منها: كثرة تأليف المستشرفين في السيرة النبوية , وتنوع طرائقهم في بيانها , ومنها: كثيرة تأليفهم في ترجمة القرآن وكثرة تنوعهم فيها أيضا , وهذه الكثرة دعت بدوي أن يفرد القرآن بمادة خاصة في هذه الموسوعة يذكر فيها جهود المستشرقين حول القرآن.
وحرصا مني على جمع ما تفرق في هذه الموسوعة عن ترجمات المستشرقين للقرآن , فقد قصدت أن جمعها في موطن واحد , وألخص فيه ما ذكره من معلومات عن كل ترجمة , والترجمات التي ذكرها بدوي في موسوعته إما أن تكون مفرقة في كل ترجمات الأعلام , وإما أن تكون في المادة التي جعلها للقرآن , وسأجمع أولا ما تفرق , ثم ألخص ثانيا ما ذكره في تلك المادة.
أولا: سرد ترجمات القرآن.
1 – آربري (1969) , بدأ في أوائل الخمسينيات بترجمة جديدة للقرآن , فأصدر أولا ترجمة لمختارات من بعض آيات القرآن , مع مقدمة طويلة , وهي تعتبر المجلد التاسع من سلسلة بعنوان " الكلاسكيات الأخلاقية والدينية للشرق والغرب " , وفي عام 1955م أصدر ترجمته المفسرة للقرآن , وهي ليست ترجمة حرفية , وإنما هي ترجمة مفسرة , تعطي المعنى في أسلوب رشيق جميل , ولا تتقيد بحرفية الآيات ولا يتسلسل تركيبها اللغوي , وهذه الترجمة - كما يقول بدوي- أجمل في القراءة من أية ترجمة أخرى للقرآن , ولكنها لا تُغني عن الترجمات الأخرى الدقيقة , مثل ترجمة رودول الانجليزية , أو ترجمة بلاشير الفرنسية , ومع ذلك فهي من أجلّ أعمال الاستشراق , وأعظم إنتاج أربري
الموسوعة (7).
2 - يوحنا الأشقوبي (1456) , أراد يوحنا أن يكتب ردا ضد الإسلام , واستعدادا لذلك رأى أن يعمل على ترجمة القرآن إلى اللاتينية أولاً , ولما كان لا يعرف العربية , فقد استقدم من أسبانيا فقيها مسلما يعرف الإسبانية والعربية بالطبع , ويرى بدوي أن هذا الفقيه مزعوم وليس له حقيقة , وكان هذا الفقيه فيما زعموا يتولى الترجمة فيصوغها يوحنا باللغة اللاتينية , وبعد أن قام بتلك الترجمة أخذ يوحنا في تأليف كتابه في الرد على الإسلام , وكان بعنوان " طعن المسلمين بسيف الروح " وقد ضاع هذا الرد , وتلك الترجمة.
الموسوعة (41).
3 - بارت رودي (1983) , أكبر عمل قام وارتبط به اسمه هو ترجمته للقرآن إلى اللغة الألمانية , وقد كانت الترجمة في مجلد , وعلق عليها في مجلد آخر , وفي هذه الترجمة لم يشأ بارت أن يدخل في مغامرات " تشير ربل " الذي قطع القرآن تقطيعا اعتباطيا , ولم يبين دواعيه وأسبابه حتى فرق القرآن إربا إربا , ولا في محاولات " رجي بلاشير " حيث وضع تريب تاريخي للسور حسب نزولها فيما تخيل , بل ترجم بارت القرآن بحسب الترتيبي العثماني المتعارف عليه.
وقد التزم في الترجمة الدقة , وإن جاءت أحيانا على حساب الأناقة في العبارة الألمانية , وأما في فهم النص فقد ابتعد عن إيغالات المفسرين ذوي النزعات الخاصة , وتعلق بالنص كما هو في أبسط فهم له , ومتى تكون الترجمة الحرفية غير واضحة فإنه يضع بين قوسين كلمات إضافية ابتغاء الإيضاح.
وفي المجلد الثاني وضع تعليقات على المواضع المشكلة في فهم بعض الآيات في كل سورة
الموسوعة (62).
4 - بالمر (1882) , دعا بالمر إلى القيام بترجمة للقرآن , وقد أتم بالمر هذه الترجمة في 1881م , وصارت هذه الترجمة واسعة الانتشار ومشهورة جدا , وقد طبعت مع مقدمة بقلم رينولدالين نيكلسون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول بالمر عن ترجمته هذه:" إن ترجمة القرآن كما ينبغي هي مهمة عسيرة جدا , ومحاكة القافية والإيقاع من شأنه أن يعطي القارئ الإنجليزي رنينا مصطنعا غير موجود في الأصل العربي , ونفس الاعتراض ينهض ضد استعمال أسلوب الترجمة الرسمية للكتاب المقدس ...... , ولهذا حاولت أن اتخذ طريقا وسطا: لقد ترجمت كل جملة بالقدر من الحرفية الذي يسمح به الاختلاف بين اللغتين , وترجمت كلمة بكلمة كلما كان ذلك ممكنا , وحيثما يكون التعبير خشنا أو مبتذلا في العربية لم أتردد في نقله بلغة إنجليزية مماثلة , حتى ولو كان النقل الحرفي ربما يصدم القارئ ".
وقد اختلف رأي المستشرقين البريطانيين في قيمة هذه الترجمة , فمنهم من قال – وهو هامتلون – بأنها حرفية وغير متكافئة , ومنهم من قال – وهو استانلي – إنها يعوزها الإيضاح , وقد نقد بدوي هذين الرأيين , وقال عنهما إن:" كليهما سخيف؛ لأنه لم يبن على أي برهان "
الموسوعة (69).
5 - بطرس المحترم (1156) , ظن بطرس أنه سيخدم المسيحية بواسطة ترجمة القرآن إلى اللاتينية , وفي سبيل هذا لجأ إلى مدرسة المترجمين من العربية إلى اللاتينية في طليطلة , وكلف أربعة بهذا العمل , منهم رجل عربي مسلم , وأنجزت هذه الترجمة في سنة 1143م.
وقد طبعت هذه الترجمة ونشرت , وألحق بها بعض الرسائل المتعلقة بالنبي والقرآن والإسلام , ثم صدرت طبعة ثانية لها سنة 1550م , وقد نقدها بعض المستشرقين , ومنهم " أربتيوس و نسليوس " وبيّنا ما فيها من أخطاء وغموض.
وهذه الترجمة تعتبر أول ترجمة إلى اللاتينية للقرآن كله من اللغة العربية مباشرة , وقد استمرت معتمدة في أوروبا حتى نهاية القرن السابع عشر , ولما أكمل بطرس المحترم الترجمة , أخذ في تأليف كتاب يرد فيه على الإسلام.
الموسوعة (110).
6 - بلاشير ريجي (1973) , ترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية , مع مقدمة طويلة وتفسير قصير , وقد رتب القرآن في الترجمة وفقا لما ظن أنه ترتيب نزول السور والآيات , وفي طبعة أخرى سنة 1957م عاد إلى الترتيب الأصلي الوارد في المصحف.
الموسوعة (127).
7 - بونلي (1947) , ترجم القرآن إلى الإيطالية , وهي ترجمة حرفية دقيقة , وقد طبعت عدة طبعات , وتعبر من أبرز أعمال بونلي.
الموسوعة (148).
8 - جالان (1715) , له أعمال كثيرة منها: ترجمة للقرآن.
الموسوعة (167).
9 - جرماتوس (1670) , أهم أعماله ترجمة للقرآن إلى اللاتينية , مع رد على القرآن , وقد قام بهذا العمل بعد عودته من الشرق سنة 162م , ولكن هذه الترجمة لم تطبع وكذلك الرد.
الموسوعة (180).
10 - الداديخي (فراعلي الأنطاكي) , يقول جنليوس عن الداديخي:" إنه من أنطاكية , ومسيحي الديانة , ..... , وقد بلغ من المعرفة باللغة العربية حدا جعله يترحم كل القرآن وهو شاب من العربية إلى اللاتينية ".
الموسوعة (239).
11 - دي ريير (1660) , ترجم القرآن , ولقيت هذه الترجمة رواجا عظيما , حتى ظهرت ترجمة ساقاري في سنة 1783م , وعن ترجمته الفرنسية هذه تمت ترجمة القرآن إلى الإنجليزية والهولندية , وعن هذه الهولندية ترجم إلى الألمانية.
الموسوعة (327).
12 - سيل (1736) , اشتهر هذا المستشرق بترجمته للقرآن إلى الإنجليزية , وقد عمل تعليقات على تلك الترجمة , وهذه التعليقات أخذها من ترجمة مرتشي للقرآن كما اعترف هو بذلك , فإنه يقول عن ترجمة مرتشي:" إن ترجمة مرتشي هي على وجه العموم دقيقة جدا , لكنها تلتزم بالأصل العربي على نحو حرفي يجهل من غير السهل فهمها على أولئك الذين ليسوا متظلعين في العلوم الإسلامية , صحيح أن التعليقات التي زودها بها مفيدة جدا , لكن ردوده وقد تمخضت في مجلد كبير ليست لها قيمة إطلاقا أو قيمتها ضئيلة؛ لأنها غالبا غير مقنعة , وأحيانا غير موفقة , لكن العمل في مجموعه برغم كل أغلاطه ثمين جدا , وسأكون مرتكبا لإثم الجحود إذا لم اعترف بأنني مدين له بالكثير , لكنه لما كان مكتوبا باللاتينية فإنه لن يكون مفيدا لأولئك الذين لا يفهمون هذه اللغة ".
ويعلق روس على هذا قائلا إن:" ترجمة سيل لو قورنت بترجمة مرتشي تدل على أن مرتشي قد أنجز من العمل ما يكاد يجعل عمل سيل قابلا للإنجاز بواسطة معرفة اللغة اللاتينية وحدها".
وقد نشر سيل ترجمته للقرآن سنة 1734م.
(يُتْبَعُ)
(/)
وترجمة سيل هذه واضحة ومحكمة معا كما يقول بدوي , ولهذا راجت رواجا كبيرا طوال القرن الثامن عشر , وعنها ترجم القرآن إلى الألمانية في سنة 1746م.
وقد قدم سيل بين يدي ترجمته بمقال تمهيدي تحدث فيه عن تاريخ العرب قبل الإسلام ودياناتهم , وعن القرآن , وقدم لمحة عامة عن أهم الفرق الإسلامية.
الموسوعة (358).
ثانيا: تلخيص ما جاء في مادة "قرآن ".
عقد بدوي في موسوعته مادة عن القرآن , تحدث فيها عن أعمال المستشرقين حول القرآن , وقد قسم تلك المادة إلى ثلاثة فروع , الأول: عن طبعات المستشرقين للقرآن بالعربية , والثاني: عن فهارس القرآن عندهم , والثالث: عن ترجمات القرآن الأولى في اللغات الأوروبية.
وسألخص هنا الفرع الثالث , وقد يكون فيه شيئا مكرر مما سبق ذكره , ولكنه ليس كثيرا.
1 - الترجمة اللاتينية الأولى:
أول ترجمة كاملة للقرآن إلى اللاتينية هي الترجمة التي دعا إليها بطرس المحترم , وقد تولى الترجمة أربعة منهم رجل عربي مسلم , وطبعت هذه الترجمة الطبعة الثانية سنة 1550م , وقد تحدث بدوي عن هذه الطبعة طويلا.
وهذه الترجمة التي دعا إليها بطرس أقرب إلى التلخيص الموسع منها إلى الترجمة , فهي لا تلتزم بالنص دقة وحرفية , ولا تلتزم بترتيب الجملة في الأصل العربي , وإنما تستخلص المعنى العام في أجزاء السورة الواحدة وتعبر عنه بتعبير من عند المترجم , وهذا عيب عام على هذه الترجمة , وفيها عيوب أخرى منها أخطاء في فهم بعض الآيات.
وقد انتشرت هذه الطبعة ولم يضع حدا لهذا الانتشار إلا الترجمة التي قام بها مرتشي سنة 1698.
وقد نشر بيلياندر ترجمة بطرس هذه بعد أربعة قرون من إنجارها.
2 - الترجمة الإيطالية الأولى:
أول ترجمة إيطالية مأخوذة من ترجمة بطرس المحترم السابقة , وقد زعم بعضهم أنها مأخوذة من الأصل العربي مباشرة , وهذا كذب كما يقول بدوي , وقد كانت هذه الترجمة سنة 1547م.
3 - الترجمة الألمانية الأولى:
الترجمة الألمانية الأولى مأخوذة من الترجمة الإيطالية السابقة , وقد ترجمت سنة 1616م , قام بها سالومون اشقجر , ثم طبعت ثانية سنة 1623م.
4 - الترجمة الهولندية الأولى:
وهذه الترجمة مأخوذة من الترجمة الألمانية السابقة سنة 1641م , وقد ظهر في عنوانها غلطين كما يقول بدوي , هما:
1 - إثبات كونها مأخوذة من الأصل العربي مباشرة , وهي ليست كذلك.
2 - وقوع الغلط في مكان طباعتها.
5 - الترجمة الفرنسية الأولى:
أ – أول ترجمة للقرآن إلى الفرنسية هي التي قام بها دي ريير سنة 1647م , وكان المترجم يتقن العربية جيدا , ولكن في ترجمته هذه كثيرا من المواطن الغامضة , وهو لم يعلق على ترجمته بتعليقات تشرح تلك المواطن الغامضة , وقد أعيد طبعها في هولندا سنة 1649م.
وقد ظفرت هذه الترجمة بنجاح كبير , بدليل أنها ترجمت عدة ترجمات إلى الإنجليزية وإلى الهولندية , وعن الهولندية ترجمت إلى الألمانية.
ب – أما ثاني ترجمة فرنسية فقد ظهرت سنة 1783م , قام بها ساقاري , وقد قدم قبلها بمقدمة قارن فيها بين هذه الترجمة والترجمات التي قبلها , وتحدث فيها عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
6 - الترجمة الإنجليزية الأولى:
أقدم ترجمة إنجليزية للقرآن عن العربية مباشرة هي تلك التي قام بها جورج سيل , وظهرت في لندن سنة 1734م , وقد حظيت هذه الترجمة بانتشار واسع منذ ظهورها حتى اليوم.
وقد طبعت ثانية في لندن سنة 1764م , وعن هذه الترجمة تمت ترجمتها إلى الألمانية.
7 - الترجمة الألمانية الأولى:
أقدم ترجمة ألمانية من النص العربي مباشرة هي ترجمة دافيد فريدرش , وظهرت سنة 1772م , تحت عنوان " الكتاب المقدس التركي " الإسلامي " " , وهذه الترجمة هي التي قرأها جينيه ومنها بدأ إعجابه واهتمامه بالإسلام.
وفي السنة التالية 1773م ظهرت ترجمة ألمانية أخرى عن الأصل العربي , وقد قام بها قربوريش أبرهرد , وعنوانها " القرآن أو التشريع عند المسلمين , لمحمد بن عبدالله , مع بعض الدعوات والصلوات القرآنية الاحتفالية " , ثم أعيد طبعها مصححة سنة 1775م.
قراءة وتحليل:
الناظر في تلك الجهود التي بذلها المستشرقون في ترجمة القرآن يمكن أن يخرج بعدة نتائج وأفكار , منها:
الأولى: كثرة اهتمام المستشرقين بالقرآن الكريم وبترجمته , ويدل على ذلك كثرة الترجمات التي عملوها له , وتنوع اللغات التي نقلوها إليها , وقدم الزمن الذي وقعت فيه.
الثانية: اختلاف غرض المستشرقين من ترجمة القرآن , فمنهم من كان غرضه من الترجمة الرد على الإسلام والطعن فيه , ومنهم من لم يظهر هذا الغرض عنده , فقد يكون غرضه زيادة العلم بالدين الإسلامي أو أي غرض آخر.
الثالثة: أن مناهج المستشرقين في الترجمة متنوعة , وهي كما يلي:
أ – من حيث المحافظة على ترتيب القرآن , فمنهم من حافظ على ترتيب القرآن المعروف , ومنهم من لم يحافظ عليه وإنما رتب القرآن على حسب النزول كما زعم , ومنهم من لم يتخذ تريبا معينا وإنما قطع القرآن تقطيعا.
ب- من حيث التزام الحرفية في الترجمة , فمنهم من التزم بالترجمة الحرفية للقرآن , ومنهم من لم يلتزم بها , وإنما كان يترجم المعنى فقط.
ج – من حيث تجريد الترجمة , فمنهم من كان يضيف إلى الترجمة تعليقات إما توضيحية أو نقدية , ومنهم من لم يكن يعلق بشيء وإنما يترجم النص القرآني فقط.
الرابعة: أن تلك الترجمات مختلفة من حيث السهولة والغموض , فمنها ترجمات سهلة وواضحة , ومنها ترجمات غامضة وعسرة.
الخامسة: أن تلك الترجمات مختلفة من حيث القيمة العلمية , فمنها ترجمات متقنة منضبطة , ولهذا كانت لها قيمة علمية واعتمدت وانتشرت وتُرجِمت إلى لغات أخرى , ومنها ترجمات غير متقنة ولهذا انتقدت وردت.
السادسة: أنه يكمن أن يستفاد من نقد المستشرقين بعضهم لبعض في الحكم على تلك الترجمات وتقييمها , ومعرفة مواطن الغلط والضعف فيها.
السابعة: ضرورة دراسة التعليقات التي وضعها المستشرقون على ترجماتهم؛ ليعرف قدر إدراكهم للقرآن الكريم ومدى صحة تصوراتهم لمعانيه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
شاهد بالفيديو ساعة حوار مع الشيخ سفر الحوالي حفظه الله
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 02:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رابط المادة
http://ia300030.us.archive.org/3/items/forsonna_server/saferelhawaly.wmv
حجم المادة 79 ميجا بايت
نقلا عن موقع فرسان السنة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 03:16]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي العلامة سفر الحوالي ..
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 07:02]ـ
أخي الفلسطيني، الرابط لا يعمل عندي ولا أدري لِمَ؟
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 07:25]ـ
أخي الفلسطيني، الرابط لا يعمل عندي ولا أدري لِمَ؟
رابط يعمل:
http://www.archive.org/download/forsonna_server/saferelhawaly.wmv
أو بصيغة mp4 :
الحجم: 430 Mb
http://ia301528.us.archive.org/0/items/forsonna_server/saferelhawaly_512kb.mp4
ـ[محمد بن سيد]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 04:00]ـ
بارك الله فيكم
هل اللقاء قديم أم جديد؟(/)
تساؤلات عن حادث المعراج!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:19]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
قبل ان أبدأ تساؤلي، ومن ثم أتهم بمخالفة الاجماع واتفاق السلف - كما يحدث كثيراً فإنني انقل ما قاله ابن حجر في الفتح مما يوضح ما يمكن الخلاف فيه وما لا يحتمل الخلاف في موضوع الاسراء والمعراج 000قال:
قَدْ وَقَعَ فِي ذَلِكَ اِخْتِلَافٌ فَقِيلَ: كَانَا - الاسراء والمعراج - فِي لَيْلَة وَاحِدَة فِي يَقَظَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور عِنْد الْجُمْهُور، وَقِيلَ: كَانَا جَمِيعًا فِي لَيْلَة وَاحِدَة فِي مَنَامه، وَقِيلَ: وَقَعَا جَمِيعًا مَرَّتَيْنِ فِي لَيْلَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا يَقَظَة وَالْأُخْرَى مَنَامًا، وَقِيلَ كَانَ الْإِسْرَاء إِلَى بَيْت الْمَقْدِس خَاصَّة فِي الْيَقَظَة وَكَانَ الْمِعْرَاج مَنَامًا إِمَّا فِي تِلْكَ اللَّيْلَة أَوْ فِي غَيْرهَا، وَاَلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ لَا يَجْرِي فِيهِ الْخِلَافُ أَنَّ الْإِسْرَاء إِلَى بَيْت الْمَقْدِس كَانَ فِي الْيَقَظَة لِظَاهِرِ الْقُرْآن، وَلِكَوْنِ قُرَيْش كَذَّبَتْهُ فِي ذَلِكَ وَلَوْ كَانَ مَنَامًا لَمْ تُكَذِّبْهُ فِيهِ وَلَا فِي أَبْعَد مِنْهُ. أ. هـ.
كون المعراج قد حدث ليلة الاسراء وكان يقظة أيضاً مثله يولد بعضاً من الإشكالات منها:
* الاسراء ذكر في القرآن في معرض سياق لبيان عظمة الله وقدرته وصدر بـ: سبحان الدالة على التنزيه والتعظيم والتبجيل لله عز وجل، والمعراج إن كان يقظة وحادثاً مع الاسراء لكان ذكره أولى من ذكر الاسراء، ولكنه لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل.
(حسبي الله ونعم الوكيل مقدماً - إن ادعى مدع لم يقرأ الكلام جيداً واتهمني بانكار المعراج لأنه لم يذكر في القرآن)
* تذكر الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لقومه رحلة اسرائه ولم تذكر أنه حكى لهم رحلة معراجه، بما يدل أنهما حادثتين متفرقتين، وحينما كذبه قومه واستبعدوا حدوث الاسراء طلبوا منه وصف المسجد الأقصى فقط دلالة على انتهاء رحلته اليه.
* فصلت بعض المرويات قصة الاسراء عن المعراج فلو كانتا في ليلة واحدة فما الذي دعا الرواة لفصلهما، بل العجب أن البخاري رحمه الله بوب بابين منفصلين أحدهما للاسراء والآخر للمعراج؟!
أرجو من السادة الاخوة الأفاضل أن يردوا على ما ذكرت رداً واضحاً مختصراً على، مع التلطف في الرد وبدون تعسف في الجمع ولا تعصب لرأي اشتهر - وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:45]ـ
يظهر منذ البداية أن الأخ شريف محتاط جدا - وهو محق في ذلك - و أنه لا ينكر المعراج كما لم ينكر الإسراء وإنما يتساءل هل كانا في ليلة واحدة وهل كان المعراج كالإسراء يقظة، والشيء المثير هوقطعه بعدم تعرض القرآن للمعراج وهو أمر غير مسلم كما تدل على ذلك الآية 18 من سورة النجم والآيات 19 - 24 من سورة التكوير
ثم أليس في الأحاديث الصحيحة ما يلقي كثيرا من الأضواء على الموضوع؟
أظن أن الأمر يستدعي الاحتكام إلى النصوص قبل إصدار الحكم في هذا الشأن الذي نوقش قديما وحديثا دون أن يتم فيه الاتفاق على كلمة واحدة ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 09:33]ـ
[ QUOTE= محمد عزالدين المعيار;132110]
والشيء المثير هوقطعه بعدم تعرض القرآن للمعراج وهو أمر غير مسلم كما تدل على ذلك الآية 18 من سورة النجم والآيات 19 - 24 من سورة التكوير QUOTE]
لم أقل سيدي - فضلاً عن قطعي - بأن القرآن لم يذكر المعراج بل قلت عدم وروده في صدر سورة الاسراء دلالة على عدم وقوعه مع الاسراء في ليلة واحدة (راجع كلامي مرة أخرى).
وأنا على استعداد تام لقبول قول الجمهور - حيث ليس في المسألة إجماع - بعد إزالة الاستشكالات السابق ذكرها.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 12:15]ـ
ولكن ما وجه الاستدلال مما أوردت على كون المعراج في المنام لا اليقظة، حتى لو فرضنا أنه والاسراء كانا في ليلتين مختلفتين؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
دعني أولا أسألك، هل الاستشكال عندك على قول القائلين بكونهما قد قرنا جميعا في ليلة واحدة أم على قول القائلين بكونهما جميعا كانا في اليقظة لا المنام؟؟ أرجو التوضيح لأن القضيتين غير متلازمتين كما هو واضح.
فان كنت تميل الى أن المعراج كان في المنام فأي الروايات هي التي يظهر منها عندك أنه كان كذلك؟ ليس في الروايات ما يوحي بأنه كان منانا! والأمر نفسه يتوجه الى الاسراء! فالذي يظهر من النصوص أن كليهما كانا في اليقظة. وللجمهور في ذلك حجة عقلية أيضا في أنه لو قيل بأن أحدهما أو كليهما كانا في المنام، فأين الاعجاز أصلا وأين التفضيل والمنزلة في ذلك؟ الكرامة التي في الرحلتين كانت بخرقهما للعادة، أما الرؤيا المنامية فليس فيها خرق للعادة فيما يراه النائمون، فتأمل.
أما قولك بأن المعراج كان ذكره في صدر سورة الاسراء من باب أولى، فمردود من وجهين:
أولا: القول بالأولوية في الرحلتين يلزم له دليل مستقل، يتقرر على أساسه أن احداهما كانت ذات فضل على الأخرى، يجعلها أولى بأن تأتي في هذا المكان من القرءان من الأخرى .. وليس ثم هذا الدليل.
أما ثانيا: فان الآية ليست في معرض الامتنان بأعظم الآيات التي من الله بها على محمد صلى الله عليه وسلم، والا لكان القرءان نفسه أولى وأولى، وانما الآيات كما يتضح من نظمها فيما يلي تلك الآية الكريمة من صدر السورة، تنتظم في الكلام عن بني اسرائيل ولومهم وإنبائهم بما هو كائن من أمرهم .. فناسب أن يكون المذكور في صدر السورة هو تلك الآية المعجزة بالذات والتي جعل الله فيها النبي محمدا اماما لسائر المرسلين في ذلك المسجد الذي لا يزال أهل الكتاب يوقرونه وموقعه (ما حوله) ولا يزال بنو اسرائيل يتخذونه قبلة لهم. ذلك أنه لو ذكر لهم رحلة المعراج لما ألزمهم ذلك ولربما ردوا وقالوا - مثلا - عندنا سفر الرؤيا وفيه مثل هذا!! ولم ير الناس النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعرج به في السماء، ولا رأوا ما رآه هناك، فلو لم يصدقوا برسالته ونبوته فلن يصدقوا هذه الكرامة الكبرى له عليه السلام! أما الاسراء فقد دلت النصوص على أنه عليه السلام لما سأله المشركون عن تفاصيل بيت المقدس وصفه لهم بتفصيل، فأقر الذين رأوه بأعينهم بأنه هو كما وصفه صلى الله عليه وسلم، فظهر للناس من ذلك اعجاز تلك الرحلة لتكون في ذاتها حجة عليهم وعلى بني اسرائيل كذلك، والذين يتوجه اليهم الخطاب بعد تلك الآية مباشرة .. وليعلموا أنه ما دام قد سافر في ليلة واحدة الى هناك ورأى هذا الذي رآه ووصفه كما وصفه، فقد كان ذلك خرقا للعادة ولابد، وقد صدق في أنه صلى بسائر الأنبياء اماما ولابد .. فان كان ذلك كذلك وسمعه من سمعه منهم، آمن وصدق بالقرءان وصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .. أما لو جعل سبحانه المعراج هو المذكور في هذا الموضع، لما تحقق شيء من ذلك، ولقالوا لعله كان يحلم، أو لعله كذا أو كذا، ولما قامت عليهم به حجة!
يعني باختصار، أن المعراج لن يصدقه الا من آمن به عليه السلام بالفعل، لأنه مهما وصف ما رآه فلا أحد غيره من الناس رآه أبدا! أما الاسراء ففي وصف النبي لما رآه فيه ما يدعوهم الى تصديقه والاقرار بأنها معجزة وكرامة وأنه صدق في كل ما ادعاه فيها وفي المعراج كذلك .. فمن هنا يتبين الحكمة من التقديم بذكر الاسراء في هذا الموضع، والله أعلم وأحكم ..
فمن الذي قال أن كون الآيات التي رآها النبي في المراج أكبر وأعظم، يلزم منه أن يكون هو المقدم ذكره في هذا المقام؟؟
وقولك عن المعراج أنه "لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل." هذا استدلال فاسد، لأنه لا يلزم من كون المعراج لم يذكر في هذه الآية أن يكون رحلة منفصلة!
وقولك "تذكر الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لقومه رحلة اسرائه ولم تذكر أنه حكى لهم رحلة معراجه، بما يدل أنهما حادثتان متفرقتان، وحينما كذبه قومه واستبعدوا حدوث الاسراء طلبوا منه وصف المسجد الأقصى فقط دلالة على انتهاء رحلته اليه."
قلت هذه أرد عليها بالوجه الثاني من ردي الآنف .. فالروايات التي تذكرها المقام فيها كان مقام اثبات لصدق النبوة، وليس مقام رواية لكل ما شاهده عليه السلام، ومنها ما جاء فيه أنه عليه السلام كان قد نسي بعض تفاصيل صورة المسجد فبعث الله جبريل ليريه صورته أمام عينيه ليصفها لهم كما رآها عليه السلام! فالمقام مقام محاجة، واجابة على سؤال .. أما الروايات الأخرى التي فيها وصف ما رآه النبي في المعراج فكانت في مقام آخر، ولا يلزم من انفصال مقامي الرواياتين انفصال الأحداث المذكورة فيهما عن بعضها البعض!
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 06:02]ـ
السؤال الذي ينبغي طرحه قبل الخوض في هذه المسألة وغيرها من مسائل العلم:
هل للبحث والتقصي في هذه المسألة ثمرة تجتنى؟ أو لا؟
فإن كان له ثمرة فبينوها لنا ثم نستعين الله في البحث.
أما إن كان هذا من الترف العلمي فسواء رجح هذا أو هذا فالأمر سيان ما دام أن المسألة (أعني أي مسألة لا خصوص هذه المسألة) ليس فيها نص واضح وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 06:11]ـ
أكرمك الله أخي كيف يقال على مسألة من مسائل العقيدة أن العلم بالصواب فيها قد لا يفيد أو قد يكون من الترف العقلي؟؟ لقد اختلف الصحابة فيما بينهم في مسألة مقاربة لهذه المسألة، وهي ما اذا كان محمد عليه الصلاة والسلام قد رأى ربه!
أما العمل المبني عليها هو عمل قلبي: الاعتقاد في حقيقة ما وقع في تلك الآية الكبرى التي خص الله بها محمدا صلى الله عليه وسلم وميزه بها على سائر المرسلين ..
بارك الله فيك وهداني واياك قصد السبيل.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 03:14]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 000الأخ ابو الفدا حفظه الله
أولاً: قولك " فان كنت تميل الى أن المعراج كان في المنام فأي الروايات هي التي يظهر منها عندك أنه كان كذلك؟ ليس في الروايات ما يوحي بأنه كان منانا! " ليس بدقيق ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينما أنا في المسجد الحرام بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل. . . " إلى آخر الحديث وفيه أيضاً في رواية اخرى " بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحِجْرِ مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ 0000)
ثانياً: قولك " والأمر نفسه يتوجه الى الاسراء! " ليس بمسلم، فالاسراء واضحةٌ دلالة كونه في اليقظة بصريح القرآن، وبمعارضة الكفار له، وبما روي من ارتداد بعض المسلمين لعدم تصديقه، ولمطالبة المشركين للنبي بوصف المسجد لهم
ولذلك اشتد نكير العلماء لمن قال ان الاسراء بالروح وليس بالجسد راجع قول ابن جرير وابن كثير وما سبق وذكرته عن شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني.
ثالثاُ: قولك " القول بالأولوية في الرحلتين يلزم له دليل مستقل "
عجيب 0000فالحس والمنطق وكل ذي لب يعلم أن اختراق السماوات أعظم وأعجز بكثير من السفر من مكة الى القدس ولو كانت في زمن يسير، فالسفر من مكة للقدس كان العرب يستطيعونه ولو في شهر من الزمن ويمكن لنا الآن أن نستطيعه في نصف ساعة مثلاً، أما اختراق السماوات فلا يستطيعونه ولا يستطيعه الانسان ولو في عصور مديدة!!!!!!!!!!
رابعاً:قولك " فان الآية ليست في معرض الامتنان بأعظم الآيات التي من الله بها على محمد صلى الله عليه وسلم " سبحان الله أين رأيت هذا الادعاء وكيف فهمته من كلامي حتى تبني عليه نقدك له
لقد قلت بالنص وارجع الى المشاركة الأم " الاسراء ذكر في القرآن في معرض سياق لبيان عظمة الله وقدرته وصدر بـ: سبحان الدالة على التنزيه والتعظيم والتبجيل لله عز وجل، والمعراج إن كان يقظة وحادثاً مع الاسراء لكان ذكره أولى من ذكر الاسراء، ولكنه لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل "
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 03:59]ـ
بارك الله فيك يا أخ شريف
تقول أن رواية: " بينما أنا في المسجد الحرام بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل" فيها دلالة على أنه عليه السلام رأى المعراج مناما! وهذا كلام يكفي لنقضه تأمل ألفاظ الراوي، فلا أظنك تجهل تلك الحالة التي يكون فيها المرء ما بين النائم واليقظان! ولا أظنك تدعي أنه اذا ما جاءه ملكان وفعلا به كذا وكذا وهو في تلك الحالة فلن يتنبه ولن يذهب عنه النوم!! عندما تكون بين النائم واليقظان فأنت أقرب الى التنبه واليقظة منك الى النوم، والحاصل أن اللفظ ليس دليلا أبدا على أن ما رواه بعد ذلك من أحداث كان يراه في المنام!
وأما رواية أنه كان مضطجعا عليه السلام، فأمر طبيعي أن الذي يكون ما بين النائم واليقظان غالبا ما يكون مضطجعا! ولا يلزم أن يكون المضطجع في حال اضطجاعه نائما! لم يكن نائما وانما كان ما بين النائم واليقظان، فتنبه للفرق ..
ثم ان قوله مضطجعا لو كان يريد به نائما لقال بينما كنت نائما اذ رأيت كذا وكذا، وهذا ما يقوله عليه السلام عادة عند روايته لما يراه في المنام، أما أن يقول بينما كنت مضطجعا (بين النائم واليقظان في ذلك) اذ أتاني، فلا يفهم منه أنه عليه السلام كان نائما ورأى اتيان الملكين في المنام! فالفرق واضح ولله الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولي أن الأمر نفسه يتوجه الى الاسراء، فلم أقصد أن كلامي في المعراج هو دليلي على أن الاسراء أيضا كان في اليقظة، فالأمر في الاسراء لم يتكلم فيه أحد من العلماء بمثل ما تكلم من تكلم في المعراج ..
ويبقى الأمر على أن المعراج ليس هناك لفظ واحد يمكن أن يفهم منه تصريحا بأنه كان في المنام! والروايتان اللتان قدمهما ابن اسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما واللتان قد يفهم منهما أنه كان مناما (مع كون ذلك الفهم نفسه من ابن اسحاق فيه نظر، لأنه حتى لو قبل ما فيهما من أنه كان بالروح دون الجسد فهذا لا يلزم منه أن يكون مناما)، في احداهما مجهول، وفي الثانية ضعيف فلا تقوم بهما حجة!
أما تعقيبك على قولي "القول بالأولوية في الرحلتين يلزم له دليل مستقل " فيدل على أنك يا أخي الكريم لم تمعن النظر والتأمل فيما كتبت في هذه الجزئية كما ينبغي. فأنا لا أقول بأن رحلة المعراج أقل عظما في خرقها للعادة من رحلة الاسراء، ليس هذا ما قلته وراجع كلامي، وانما قلت أن القول بأن احداهما أولى من الأخرى بأن يذكرها الله في ذلك الموضع من صدر سورة الاسراء يحتاج الى دليل أو الى استقراء كان مفقودا في كلامك! فنعم المعراج كان أشد خرقا للعادة بكثير من الاسراء ولا ريب، ولكن لو تأملت كلامي مرة أخرى لتبين لك الحكمة من كون الاسراء هو الذي ذكره الله في صدر تلك السورة بالذات دون المعراج! فان كان المعراج على عظمه كرامة كبرى، فالاسراء معجزة تحقق فيها الاعجاز من كونه عليه السلام قد وصف لهم ما يعرفه بعضهم ورآه بعينيه من أوصاف بيت المقدس، فأثبت لهم أنه قد حمله الله في ليلة الى ما كانوا ليبلغوه الا في شهر كامل على الابل! فالمعراج على عظم أمره كخرق للعادة لم يكن مثله لنبي من الأنبياء الا أن الاسراء زاد عليه في وجود القرينة التي تحقق بها وصف المعجزة فيها وكانت رحلة الاسراء وما أقامه النبي لصدقها من قرائن هي المدخل لاقناع المكذبين بصدق كل من الاسراء والمعراج جميعا، فأرجو أن تعيد التأمل في كلامي هذا وفي المشاركة الآنفة بروية، بارك الله فيك!
وأكرر بأن قولك عن المعراج: " ولكنه لم يذكر البتة بما يدل على أنه حادث منفصل "
ليس فيه دلالة، فسياق الكلام والخطاب في مطلع السورة لم يستدع ذكره، وليس عدم ذكر المعراج في هذه الآية بالذات بدليل على أنه كان حدثا مستقلا!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 12:20]ـ
حديث الاسراء بطوله لم يرد في كتب الصحاح إلا من طريق أنس بن مالك، ولكن بأربع صور:
أولها: عن أنس بن مالك عن أبي ذر مرفوعاً.
ثانيها: عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة مرفوعاً.
ثالثها: عن شريك بن عبد الله عن انس مرفوعاً (قال ابن كثير: ومنهم من يجعل هذا منامًا توطئة لما وقع بعد ذلك)
رابعها: عن ثابت البناني عن انس مرفوعاً.
الطرق الثلاثة الأولى لم تذكر إلا أن النبي أتاه الملكان وهو في الحجر أو في بيت أم هانئ أو في المسجد الحرام ثم صعد به الى السماء مباشرة.
الطريق الرابع فقط هو الذي ذكر أن الملكين انطلقا به الى بيت المقدس ثم الى السماء.
- أرجو مراجعة ما ذكرتُ والتأكد منه -
السؤال: ألا يدعونا ذلك الى ترجيح أن النبي عرج به مباشرة دون الاسراء، وأن الاسراء كان في ليلة أخرى، وأن الأمرين مختلفان ولا ينبغي ربط أحدهما بالآخر في حكمه وكيفيته؟؟؟؟(/)
الإعجاز العلمي .. بين العلم والجهل .. نعمة على من يحكّم عقله ونقمة على من يغلو فيه
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 04:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق رب العالمين .. محمد صادق الوعد الأمين .. وعلى آله وصحبه الأطهار والتابعين .. صلاة وسلاما إلى يوم الدين
قد كثر الحديث عن الإعجاز العلمي في الزمن المعاصر وكثر التعمق فيه وتدارسه وانهالت عليه فئة من الناس فتعمقت في دراسته وأكثرت منه .. فخرجت ببعض الفوائد للأمة من تبصير وتنوير لها .. ولا يخفى أن بعضه كان شارحا لآيات قرآنية كثيرة ومبديا لمعجزات كثيرة ومظهرا لصدق الرسالة المحمدية
غير أن الغلو في هذا العلم أدى إلى أخطاء كثيرة بعضها يطعن في العقيدة والشريعة الإسلامية
وبعضها يمت عن جهل مستفحل فكان حجة علينا لا لنا
ومثل هذا قد كثر في الآونة الأخيرة ما دفعني إلى كتابة هذا البحث وما رأيته من استخفاف أهل الكفر بديننا بسبب هذا الأمر ألح علي أكثر وأكثر
وقد كان لبعض الإخوة جزاهم الله خيرا فضل علي في هذه المسألة إذ كانوا ممن يقفون معي وبعضهم طلب مني أن أزوده بكل ما يختص بهذا الموضوع فقلت أجمع قولي في بحث عسى أن ينتفع به
فأبدأ بعد البسملة فأقول:
إن ديننا دين اعتدال ووسطية مصداقا لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ... } البقرة (143)
وما دام ديننا دين اعتدال فإنه إذا يرفض الغلو والتكلف في الأمور إذ لا شيء يعدل الوسطية
ولما خرجت لنا فئة من الناس تدعي العلم وهو منها بريء وتحدثت باسم الإسلام وهو منها أبرأ قد غلت وتعسفت في أمور دينية ودنيوية خلطت فيها كلاما صالحا وآخر فاسدا
والفاسد فيها أكثر من الصالح
كان الواجب علينا أن نحذر من هذا الكلام الذي قد جرف معه تيارا لا يستهان به من عامة الناس الذين ليس لهم كثير علم في أمور الدين
وإن مظاهر الغلو في الإعجاز العلمي قد كثرت في الآونة الأخيرة ويحسبها الناس تورعا وما هي بتورع
بل يشقون على أنفسهم ويكلفونها ما لا تطيق
وهم يحسبون أنهم على خير وما هم على ذلك
وميزاننا في ذلك شريعة الله تعالى ودينه
إذ ما من شيء إلا ويجب أن نعرضه على شريعة الله تعالى لنرى هل هو فيها مقبول أم متروك مرفوض
وكان من مظاهر هذا الغلو الآتي:
أولا: -
تلك الصور التي يظهر – أو يزوّر أحيانا – فيها لفظ الجلالة أو اسم النبي صلى الله عليه وسلم لتكون دليلا على صدق الدين الإسلامي وعلى صدق رسالة النبي صلى الله عيه وسلم
فأقول: إن ديننا قد اكتمل في حجة الوداع كما في سورة المائدة " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً "
وكل ابتداع فيه بعد ذلك دون دليل من الكتاب أو السنة فهو باطل مردود على صاحبه
وديننا لا يحتاج لمثل هذه الأشياء لإثبات مصداقيته ولو أن هذه الأشياء كانت مقياسا لمصداقية دين أو عدمها فقد طعنا في ديننا دون أن نعلم
فهذه الأشياء إنما هي أشياء عارضة تروح وتجيء بناء على قدر لها دون إرادة منها فلا تكون مقياسا لمصداقية دين أو عدمها
ولا يستدل في ديننا على صدقه إلا بالوحي إما عن طريق القرآن أو السنة إذ هو قطعي الثبوت وأما غيره من الاجتهادات أو الإعجازات فهي تحتمل الخطأ والصواب بخلاف الوحي الذي هو معصوم
وللتوضيح أكثر فلنضرب مثالا بصورة السحابة:
فالسحاب يتحرك ويتشكل بناء على حركة الرياح وليس له شكل محدد ولا حجم محدد فتراه مرة يتشكل على هيئة حيوان معين (بصورة تقريبية) وتارة على شكل حرف معين ولا يمنع أن يتشكل بشكل قريب من لفظ الجلالة
وكل هذا لا يمنع أن تصيبه الرياح من جهة معينة فيصبح قريبا من شكل الصليب فتقوم قائمة النصارى حينها فيقولون السحاب يشهد للنصرانية ..
فما رد المسلمين حينئذ , فإن احتجوا فسيقال أما كنتم آمنتم بلفظ الجلالة , ونحن نؤمن بصليبنا
فكان اعتماد المسلمين – عن جهل ساقط من بعضهم – على أدلة ركيكة وهي ليست بأدلة إنما التكلف والتعسف يدفعان المرء ليجعلها أدلة وما هي من قوة الحجة بشيء
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا المنطلق كان الغلو في هذه الأمور خطأ كبيرا ولأن ديننا قوي الحجة لا يحتاج لمثل هذه الأشياء لإثباته .. فلو أراد المرء أن يتفكر فأمامه كون فسيح يشهد لهذا الدين بل أمامه نفسه قبل كل شيء فهذه حجة قوية لكل معترض تردعه عن اعتراضه إلا أن يكون جاهلا أو متكبرا عاتيا
وأما تلك الصور فهي ظواهر عادية تستحدث كل يوم بل كل دقيقة فلم يكن رسمها ذلك الدليل القوي
ولأن قوي الحجة يحتج بدليل قوي كقوة حجتهم وظهورها أما هؤلاء فكأنما يستدلون بلا دليل ولو أنهم جعلوا تحريك وتسيير السحاب في السماء – على سبيل المثال – آية لكانت حجتهم قوية فهذه لا يعترض عليها إلا جاهل لأن السحاب ما كان ليتشكل ويتحرك إلا وهناك من يسيره ويقدر حركته وهو سبحانه يجعله بشتى الأشكال والأحجام
أما أن يجعل شكل السحاب معجزة إلهية فهذا ما أنزل الله به من سلطان فلو قلنا بذلك وقدر الله لسحابة أن تكون قريبة من شكل النار مثلا فهل ننقلب إلى عبادتها من دون الله؟؟!!!
فهؤلاء كأنما يقولون بذلك وهم لا يعلمون
وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
وقد قال سيد قطب رحمه الله:
(لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه. . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره. إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة. أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية. وهي كل ما يصل إليه العلم البشري. اهـ.)
وقد قال أيضا في تفسيره لآية الخامسة من سورة الزمن: " ( .. يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل .. )
وهو تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية الأرض ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان , لأنها نظريات تخطى ء وتصيب , وتثبت اليوم وتبطل غداً. والقرآن حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته , ولا يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه البشر الضعاف المهازيل! "
وأما سخرية أهل الكفر منا فهي تتجلى في غباء بعضنا إلا من رحم ربي والبقية هنا:
http://www.tkroni.com/up/store/tkroni_UXjLvIvwFg.jpg (http://www.tkroni.com/up/store/tkroni_UXjLvIvwFg.jpg)
ثانيا: -
ومن بين هذه الصور ما يصور فيه الشمس والقمر بحالات معينة – بعضها فيه شيء من التزوير والتلاعب –
ويستشهد صاحب هذه الصور بآيات قرآنية عدة تتناسب مع الصورة - في نظره -
وحين تعود للآية تجدها تتحدث عن يوم القيامة فتعلم أن هؤلاء يزورون حقائق كونية أو يضعون الكلم في غير مواضعه
لترويج صور عديدة أو كسب ود الناس ونشر الإعلانات المختلفة وكل هذا تحت مسمى التورُّع
فكيف يزور هؤلاء حقائق يوم القيامة ويجعلونها حقائق دنيوية لتلبية مقاصد معينة
ومن المعلوم أنه من أراد أن يستشهد بشيء فيجب أن يكون صوابا لا يشوبه شيء
فإن شابه شيء من تزوير أو كذب بطل الدليل مما يؤدي أحيانا إلى بطلان المستدل له وحاشى ديننا من ذلك
وآيات الكون كثيرة .. ألم يحلوا لهم إلا الاستشهاد بآيات يوم القيامة لصور فيها شيء من التزوير أحيانا – ولا أقول دائما حتى لا نكون قد ظلمناهم
فمن يعلم بهذا الأمر يحتج عليه – وأقصد بذلك أهل الكفر – فيقول بأن ديننا مبني على تزوير حاشاه من ذلك
وقد أوقع صاحب هذا الفعل نفسه في موقف لا يحسد عليه وهو يريد الخير وكم من مريد للخير لا يصيبه
فالصدق مطلوب وديننا ظاهر الحجة والدليل ويرفض التزوير وتلوين الكلام ليناسب أهواء الناس فهو قائم على حق ظاهر جلي لا يشوبه غبش ولا ظلمة ومن لم ير هذا الحق فقد طمس على قلبه فلم يفقه شيئا
فهل الذي لم يفهم – أو بالأحرى تكبر وعاند – من دليل واضح جلي أمام مرأى عينه هل يا ترى سيخضع لدليل مكذوب لم يره البتة بل جاءته بعض صور عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
والحمد لله الذي أنعم علينا بكثرة الأدلة الظاهرة الجلية وأسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل الحق الذين لا يزورون في الحقائق شيئا
ومثلها في عجالة:
1 - صورة انشقاق السماء كأنها وردة كالدهان:
وهذا ظاهر ولا يحتاج لتبيين لأن ذلك لا يحصل إلا يوم القيامة وما أسلفنا يكفي ويزيد
2 – صورة " كانتا رتقا ":
ولعلي أبين الخطأ فيها
وهي صورة للآية: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
فالتفاسير تقول بأن السماء والأرض كانتا ملتصقتين
فلا السماء تنزل مطرا ولا الأرض تنبت زرعا
ففتق الله بينها فجعل السماوات سبعا وأنزل المطر وأنبت الزرع
ولا يوجد دليل على كون هذا الفتق قد حدث بانفجار!
وإن كان كذلك فالله تبارك وتعالى قد فتقها قبل آلاف آلاف الأعوام
فهل كانت هناك آلات تصوير لتأتي لنا بهذه الصورة؟!
وهذه الصورة كغيرها مما يستخف بها أهل الكفر بأهل الإسلام
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ونظير ذلك من هذه الصور
ثالثا: -
وأما هؤلاء الذين غيروا مقصد الشريعة في علم الأسماء والصفات فالله المستعان على ما يقولون
إذ يقولون بأن التلفظ بأسماء الله تعالى يعطيك طاقة شفائية
ويعطيك شحنات لا أدري نوعيتها تعالج الأمراض مستدلين بآية من القرآن قد حرفوا كلمها عن موضعه {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد28
وبالرجوع إلى تفسير الآية:
حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {وَتَطْمَئِنّ قُلُوبهمْ بِذِكْرِ اللَّه} يَقُول: سَكَنَتْ إِلَى ذِكْر اللَّه وَاسْتَأْنَسَتْ بِهِ.
أي أنه اطمئنان نفسي داخلي وليس معنويا
والمشروع في ذكر الله أو أسمائه عامة أن ندعوه بها
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف 180
وقد حذرنا الله عز وجل من الحيدة عن أصل أسمائه - وهو الدعاء بها - إلى الإلحاد فيها
وهؤلاء الذين يدّعون الإعجاز العلمي ويغلون فيه
وصل بهم التكلف إلى الإلحاد بأسماء الله تعالى
حتى جعلوا ذكر الله شفاء للجسم لا شفاء للنفس والقلب؟؟!!
فبأي دليل يقولون هذا الكلام
ومن المعلوم في شرعنا أنه لا يجوز مشروعية شيء إلا بدليل من الدين
وهؤلاء يقولون ما لم ينزل به الله من سلطان ويلحدون في أسمائه
بل هو قول على الله بغير علم
قال الشيخ حامد بن عبد الله العلي في اقتباس لرده على مثل هذه الأمور: (( ... ولو كانت هذه الخصائص المزعومة بغير دليل، من العلم النافع الذي يعرف به أثر هذه الأسماء الحسنى، لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم دلالة أمته عليه، فقد دلها على كثير من المنافع المؤثرة في التداوي في بعض السور والآيات، وبعض الأذكار والكلمات، وبعض الأدولة والنباتات، ولم يذكر شيئا عن أثر أسماء الله الحسنى، فكيف توصل هؤلاء على معرفة ما لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء الرب سبحانه، وهو أعلم الخلق بالله تعالى؟! ... ))
فهذا غلو كبير يؤدي إلى الهلاك دون أن يعلم صاحبه
إذ هو يجزم بأن دعاءه لله بالاسم الفلاني سيشفيه من المرض الفلاني فمن أين أتى بذلك الجزم وكيف يقول على الله ما ليس له به علم وهل ينزل عليه وحي من الله ليقر بما أقره
أم أنه متبع لهواه يريد أن يكسب بما يقول ود الناس أو يقربهم من الدين وما هو بمقربهم من الدين ما يقول
بل منفرهم ومبعدهم لأنهم وجدوا كلامه كذبا وبهتانا وزورا
وإن شئت فقل إنه يعلمهم التواكل وعدم الأخذ بالأسباب لأنهم لو كانوا قد عقلوا آيات الله وأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم لما انحرفوا عنها إلى كلام الجهلاء أمثال الذين يقولون بأدعية غير ثابتة في السنة
ولأخذوا بأسباب الشفاء وأدعية الرقية وتوكلوا على الله
ولكن أمتنا واأسفاه تقبل غث القول وسمينه
وليحذر الإخوة من مثل تلك الأمور
التي تحسبها الأمة هينا وهو عند الله عظيم
ولست بذلك أقول ببطلان الدعاء بها .. فنرجو الانتباه بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي أتحدث عنه هو ما يفعله عوام الصوفية مثل هذه الجملة: ((يا رحيم يا رحيم يا رحيم ... ))
أو ((الله الله الله .. ))
فهذا هو مقصدي من الكلام وأما أصل التشريع وهو الدعاء بها وهو الوارد في شرع الله تعالى
كأن يقول: (يا رحمن ارحمني , أو يا شافي اشفني .. ) ونحو ذلك
فهذا أمر مشروع بل قد حببنا النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وأمرنا به وأخبرنا بأن الله يحب العبد الذي يلح في الدعاء
وهنا لمن أراد الاستزادة في شأن هذه المسألة:
http://www.khayma.com/da3wah/50.html (http://www.khayma.com/da3wah/50.html)
رابعا: -
" اسم الله في كل اللغات ثلاثة أحرف "
وهذا الذي لا يرى فيه شيء إلا التكلف الزائد عن حده
إذ نحن نكتب الله بالإنجليزية Allah
لأنه اسم علم وأسماء العلم لا تحرف
كأن نقول أحمد = Ahmed
فكلمة الله = Allah
وليس كما هو مذكور
والصواب في هذا الأمر التالي:
أولا وهو المهم: أن اسم الله عز وجل في اللغة العربية ليس ثلاثة حروف وهذه أكبر حجة
ثم إن الله تعالى علوا كبيرا له أسماء كثيرة فهل كلها ثلاثة حروف؟
ثانيا وهو الأهم: لو قلنا بهذا الكلام فهو حجة علينا لا لنا ولا أبالغ إن قلت أنه قد يدخل في كونه افتراء على الله تعالى
ففلان مثلا اسمه في كل اللغات له نفس عدد الحروف
فهل هو 000 عياذا بالله تعالى علوا كبيرا عما يشرك به الظالمون
وهذا قد يجعل النصارى يحتجون بقولهم عيسى أو يسوع أو روح القدس له نفس عدد الأحرف إذا هو إله .. !!
ثالثا وهو أهم من المهم: أن عدد الحروف ليس مقياسا للربوبية أو العبودية وحقائق العلم ليست قطعية الثبوت فلو اتبعنا جهلاء هذه الأمة في كل نقطة فلا أستبعد أن يخرجوا لنا بقول يقول أن الشخص الذي عدد حروف اسمه أكثر فهو أكثر تقى عند الله؟ وهذا غير مستبعد فماداموا قد اعتدوا على اسم الله – تعالى علوا كبيرا عن ذلك – فسيعتدون على أسماء كثيرة غيره
وبعض الجهلاء جعل عدد أحرف الاسم مقياسا للذكاء والغباء
بل هو جاهل قليل علم لا يفقه من أمره شيئا ولم يعرف المقياس الحقيقي فجاء يدعي العلم بمقياس فاسد
فهل عدد الحروف أصبح مقياس ربوبية أو ألوهية أو ما دون ذلك من الأمور .. ألا هزلت!!
ثم حتى لو كان كذلك فديننا ليس بحاجة لإثباتات وتأكيدات
لقوله تعالى: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً " المائدة 3
فالدين قد اكتمل في حجة الوداع كما بينا سالفا
والله تعالى أمرنا بالتفكر في الكون لنعلم أنه إله حق وأنه دين حق وأنه رسول حق
وما يقوم به الناس من تكلف وابتداع هي أشياء ما أنزل الله بها من سلطان
خامسا: -
وخرج لنا ممن يدعي العلم من يقول لك: إذا قرأت القرآن على الزرع فإن محصوله يزداد!! ونظير ذلك من هذه الأقوال الجاهلة
فهل هذا كلام عاقل وهل لهذا القرآن نزل أم هل نسينا قضاء الله وقدره في هذه الأمور
ولو قلنا بأن أحدهم صغّر عقله وفعل ذلك بناء على جهل منه بمثل هذه الأمور وقدر الله للمحصول أن يكون قليلا
فإن كان من الجهلاء ضعاف الإيمان فسيقول قد فعلت ولم يزدد المحصول فيشككه الشيطان بدينه فيكثر شك نفسه وينسى أنه جاهل يأخذ غث القول وسمينه ولا يحكّم عقله
وينسى أنها أشياء ما نزل بها سلطان لا في كتاب ولا في سنة
ولا أمر الله بها وحيا ليوحي إلى رسول
وليس لهذا نزل القرآن وليست هذه حجة يستدل بها على صدقه
فهل نسينا تدبر القرآن وفهم معانيه وإعجازه
وحدنا عنه إلى اتباع الهوى والعقل ثم جعلها أمورا دينية
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لو كان الدين بالعقل لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهره "
بل أضف إلى ذلك أن هذا ليس كلاما عن عقل بل هو كلام تكلف وغلو لابتداع أساليب تعبدية جديدة
ونسينا أو تجاهلنا أن القرآن مصدر التشريع الأول والسنة مصدره الثاني ثم إجماع فقياس فاجتهاد
وليس فيها كلها شيء مما يقوله هؤلاء وبعضهم يظن نفسه على خير ويحسب أنه يفعل خيرا وفعله مبني على جهل بأمور الدين والتشريع الإسلامي
والتكلف في الأمور يؤدي إلى الهلاك لا إلى النجاة
ولو كان في الأمر خير لسبقنا إليه خير صحبة لخير نبي
(يُتْبَعُ)
(/)
بل عن ابن مسعود قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هلك المتنطعون ". قالها ثلاثا). رواه مسلم
فها هو رسولنا عليه الصلاة والسلام ينهانا عن التنطع والتكلف في الأمور والغلو فيها لأن نهايتها إلى الهلاك بإجهاد نفس وإضلال غيرها وصرفها عن أصل الدين أحيانا فهؤلاء الذين قالوا هذا القول تراهم – أو لنقل معظمهم كي لا نظلم – يتعمقون في إخراج إعجازات علمية ويبتدعون أشياء جديدة ويتفننون في ذلك وينسون أصل نزول القرآن ألا وهو التدبر وتفهم المعاني {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (سورة ص: آية 29)
وكأن هؤلاء يظنون أنهم يصبحون مثل الصحابة بتكلفهم وغلوهم
وقد جاء بالنص صريحا في سورة ص: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ {86} إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {87} وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ {88})
وفي تفسير القرطبي: (وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ: أَيْ لَا أَتَكَلَّف وَلَا أَتَخَرَّصُ مَا لَمْ أُومَرْ بِهِ)
وقومنا في التكلف والتعسف يتفننون!!
فالله المستعان على قومنا ماذا يصنعون
تحسبون الأمر تورّعا وما هو بذلك
وإنه والله لأمر عظيم لو أنكم تعلمون
وقد يؤدي بكم إلى أن تجعلوا للكفار عليكم حجة
وأنتم تريدون الخير ولكنكم لا تصيبونه
فاتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه
سادسا: -
الإعجازات الشارحة لآيات الله:
هؤلاء الذين أرادوا أن يربطوا الآية القرآنية بحدث دنيوي أو أرادوا شرح الآية وإخراج إعجاز معجز منها ثم لم يحالفهم الحظ في موافقة هدي الإسلام فهؤلاء نسأل الله أن يهديهم
فكأنما يريدون إخراج الإعجاز رغما عنه
وهذا يحيد بالمسلمين عن مقصد الآيات القرآنية حيث بينا سابقا {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} الإسراء106
وليس للبحث عن زوايا متعددة ومختفية ثم ترك أصل النزول وسببه وهو التدبر والفهم ثم أخذ العبرة والعظة
فهل رأينا أحدا يأخذ الفروع ويترك الأصول! .. فما بالنا بمن أخذ بل قل اصطنع أطرافا للفروع ثم ترك الأصل الذي بنيت عليه فأنّى له أن يكون على حق؟
ومثل ذلك ما رأيته ممن أراد أن يبين الإعجاز في آية: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} التوبة109
فعرج عن مقصد الآية إلى أنواع أساسات البناء ومواد البناء وزوايا البناء ونوع التربة المستخدمة للبناء .. ؟؟!!!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون .. حولنا مقصد الآية إلى تصميم هندسي
قال ابن كثير في تفسيره: ((يَقُول تَعَالَى لَا يَسْتَوِي مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانه عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّه وَرِضْوَان وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْن الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّه وَرَسُوله مِنْ قَبْل فَإِنَّمَا يَبْنِي هَؤُلَاءِ بُنْيَانهمْ عَلَى شَفَا جُرُف هَارٍ أَيْ طَرَف حَفِيرَة مُثَالَة " فِي نَار جَهَنَّم وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ " أَيْ لَا يُصْلِح عَمَل الْمُفْسِدِينَ))
وهؤلاء جعلوا الآية خارطة مفاهيمية لبناء بيت بل قل لبناء قصر من كثرة ما دخلوا في تفاصيل البناء وما يلزم باني البيت ونوع المواد والتربة ونوع التأسيس وما يلزمه
تحت مسمى (الإعجاز الهندسي)
ثم والله المستعان نسوا العبرة من الآية ومقصدها
فقد صدق الحبيب حين قال: " إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية "
وحين لا يجاوز التراقي فهذا يعني عدم الفهم وقومنا اليوم يخترعون طرقا لتجاهل الفهم والتدبر
وكل يوم تراهم يعرجون عن أصل التشريع أكثر فأكثر إلا من رحم الله منهم
فإنا لله وإنا إليه راجعون
ونسأل الله أن يأجرنا في مصيبتنا وأن يخلف لنا خيرا منها
سابعا: -
الإعجاز العددي في القرآن الكريم:
وأما هذه فسأضرب المثال كي يحكم أصحاب العقول بأنفسهم
((جمع جاهل –أقصد عالم- الرقم 9 مع الرقم 2
(يُتْبَعُ)
(/)
والناتج بطبيعة الحال سيصبح 11
ثم قلل كمية العدد الأولى درجة وزاد الثاني درجتين
بطبيعة الحال سيصبح العدد الناتج 12 لأنه سيكون 8 + 5
وهكذا حتى وصل إلى الرقم 19 الذي يريد أن يبين عظمته ورفعته
فاستدل بهذا الجهل على عظم الرقم 19
– بطريقة شبه ساذجة يستطيع ابن السادسة أن يطبقها –
ثم أورد بعدها أن جملة (بسم الله الرحمن الرحيم) حروفها تسعة عشر
ثم بدأ يضرب ويقسم ويجمع ويطرح ويزيد وينقص
يريد في النهاية وبأي شكل أن يصل إلى الرقم 19 ليستدل على الإعجاز فيه))
وهنا انتهى مثال هذا الجاهل – المتستر في ثياب العلم -
فما قول الإخوة في مثل هذا الأمر
الذي لا يسمى إلا بالسفه .. فالتكلف قد طغى حده حتى وصل أرقام الحساب
ثم جعلنا أرقام الحساب دليل إعجاز ومصداقية
وقد بينا سابقا أن كل هذه الأشياء لا تعد دليلا على صدق شيء أو عدمه
وهي من مبتدعات الصوفية وغلوهم وكثرة سفههم
والذين يغلون في هذا الرقم هم عوام البهائية وخاصتهم ممن يعظمون البهاء ويألهونه
لأنه يعتبر حجة لهم على مصداق تأليههم له
والعدد 19 بالنسبة لهم شيء عظيم وحجة كبيرة لإثبات صدقهم
ويتكلفون في جعله دائما في مقدمة الإعجاز بطرق لا تمت للعلم بصلة ولو أنه ينطق لتبرأ منها
وبعض المنجرفين بهذا المجال يقومون بعمليات أعقد من التصور ليتوصلوا إلى ما يريدونه
وكأنما يريدون للجمل أن يدخل في سم الخياط
وفي صريح الآية المذكورة سابقا: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} الإسراء106
نزل لنقرأه على مكث وفي أخرى قال لتدبره
ولم يقل ليعدوا كلماته ويتكلفوا فيها ويستخرجوا حقائق من عدد الحروف
وإن كان الله عز وجل لم يذكر لنا تفاصيل بعض القصص التي لا فائدة منها كالاسم والمكان والزمان
فذلك يجعلنا لا نحيد عن أصل النزول ألا وهو التدبر ولا نشغل أنفسنا بما لا نفع منه ولا نمل من توافه الأمور
وقومنا قد اخترعوا بديلا عنها وشغلوا أنفسهم بما هو أتفه منها وليس فيه نفع ولا فائدة
فهذا أسوا من الانشغال بالتفاصيل التي لا نفع منها في القصص القرآني
وكتاب الله تعالى أجل من أن يتم فيه سرد لمجرد التسلية أو إضاعة الوقت وقد بينه تعالى في قوله: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف:111].
وهؤلاء يضيعون ويفرطون في الضياع
فكأنما ينهانا الله عن منكر فنأتي بأعظم منه ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولعل المجال يتسع لقول الشيخ عبد الرحمن السحيم في تي المسألة: http://www.khayma.com/da3wah/66.html (http://www.khayma.com/da3wah/66.html)
وفي ختام القول أسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل ويرد عينا كيد الطغاة ويجنبنا أخطاء المتكلفين
كتبته // بنت خير الأديان
بتوفيق من الله وحول منه
والله أسأل أن ينفع به من حاد عن مقصد الشرع في الاعتدال والوسطية
وأسأل الله أن يجزي إخوة لي في الله كان لهم فضل علي من بعد الله فهم قد أخذوا بيدي في هذا المجال حتى وفقني الله لما آلت إليه الأمور وما كنت لأجحد فضلهم فجزاهم الله خيرا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 09:30]ـ
الظاهر أن ما يسمى الإعجاز العلمي في القرآن هو ما يسمى قديماً بعلم دلائل النبوة
و قد خالف فيه المتكلمون السلف، و جعلوا دليل إثبات النبوة هو العقل، ثم توسعوا في ذكر الأدلة، بينما أدلة إثبات النبوة عند السلف غالبها بالفطرة، لا تحتاج لكثير إثبات، و هي أرسخ في النفوس من الأدلة العقلية
و لمعرفة الفرق بين دلائل النبوة عند السلف و عند المتكلمين
يراجع السفر المهم كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية(/)
أقل ما يقال: "إنها صفاقة وقلة أدب مع الشيخ صالح الفوزان"! اقرأ لهذا الدعي!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 11:29]ـ
عبد الله بن بخيت
أسعدتني اللهجة الجديدة التي استخدمها الشيخ صالح الفوزان في مخاطبته الزميل الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ. لهجة جديدة انطوت على احترام وشيء من العاطفة الأخوية. اعتدنا من الشيخ الكريم لغة جافة ينادي فيها معظم خصومه بأسمائهم دون مراعاة للمجاملات الصحفية أو الأكاديمية أو حتى النداء الإسلامي البسيط المتلخص في قولنا (الأخ). نعرف جميعا أن الثقافة الإسلامية أمدتنا بكلمة (الأخ) لتكون جسرا بيننا وبين الآخر أثناء التخاطب لتأكيد هويتنا المشتركة ولتعبر في نفس الوقت عن مودتنا وحسن نوايانا تجاه الآخر. كلمة (الأخ) تقال للصغير والكبير والعالم والجاهل والذكر والأنثى طالما توفر الحد الأدنى البسيط من المودة في قلب المتحدث. هذه الكلمة لها أيضا ميزة التعويض عن الألقاب المجاملة بين المتحاورين إذا كان أحد الطرفين يمن بها على الآخر. ولكن الشيخ الفوزان وهذا موضع استغرابي رفض أن يمن عليّ وعلى بعض الكتاب حتى بكلمة الأخ. كل ما قرأت مقالا يتعرض فيه الشيخ لاسمي وأجده عاريا حتى من كلمة الأخ أتمنى من كل قلبي أن يكون مصدر هذا الإهمال هو الاستعلاء لا الإقصاء من نطاق الأخوة. الاستعلاء الذي يمارسه بعض رجال الدين في المملكة له ما يبرره على النطاق الثقافي الذي ساد في العقود الثلاثة الماضية. ساد مفهوم غريب وجديد يتعلق بالمشتغلين بالعلم الشرعي. مفهوم يكاد يقترب من مفهوم ولاية الفقيه في بعض المذاهب الإسلامية الأخرى. صرنا نسمع ألفاظا من بعض الأفواه الساذجة تكاد تقدس من يطلقون على أنفسهم (العلماء الربانيين) حتى ظن بعض المشتغلين بالعلم الشرعي أنهم فوق مستوى النقد وفوق مستوى المناقشة. صارت كلمة العالم الرباني فخاً انزلق فيه كثير من الإخوة الذي تقلدوا بهذا اللقب حتى أن بعضهم يتصرف كقيادي لا كطالب علم. بعضهم (الربانيين) لم يعد في حاجة للرجوع إلى الجهات المختصة لتنفيذ رغباته وأوامره. صار يأمر بما يراه بخطابات بتوقيعه يرسلها مباشرة للجهات المعنية (النوادي الأدبية والجرائد وغيرها) فآراؤه وأحكامه تأخذ الصفة الربانية التي لا تقبل المراجعة. في نفس الوقت ظهر جيل من الشباب رفع الاحترام الواجب لهؤلاء إلى درجة التقديس البغيض الذي لا يقره الإسلام بأي حال من الأحوال. لم يعودوا يرون فيهم بشرا أربكتهم صفة الربانيين الضخمة.
عندما أفسر إقصاء الشيخ لي من الأخوة بالاستعلاء لا أهتم لأني أراها شيئاً يتعلق به. ما أخشاه أن يكون استبعاد مناداتي بالأخ هو استبعاد من الأخوة نفسها. هنا تتظاهر أمامي مشكلة خطيرة جداً.
لا أرى داعيا للخوض فيها الآن حتى لا تفسد علي سعادتي باللهجة الجديدة التي استخدمها مع الزميل محمد آل الشيخ. أرجو أن يكون هذا التواضع سلوكا دائما عند الشيخ لا سلوكا خاص بـ (بآل الشيخ).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 11:42]ـ
/// أين مصدر هذا المقال؟
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 02:19]ـ
المصدر أخي الكريم " جريدة الجزيرة " يوم السبت.
http://www.al-jazirah.com.sa/2008jaz/aug/2/ar1.htm
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 04:07]ـ
عبد الله بن بخيت
أسعدتني اللهجة الجديدة التي استخدمها الشيخ صالح الفوزان في مخاطبته الزميل الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ. لهجة جديدة انطوت على احترام وشيء من العاطفة الأخوية. اعتدنا من الشيخ الكريم لغة جافة ينادي فيها معظم خصومه بأسمائهم دون مراعاة للمجاملات الصحفية أو الأكاديمية أو حتى النداء الإسلامي البسيط المتلخص في قولنا (الأخ). نعرف جميعا أن الثقافة الإسلامية أمدتنا بكلمة (الأخ) لتكون جسرا بيننا وبين الآخر أثناء التخاطب لتأكيد هويتنا المشتركة ولتعبر في نفس الوقت عن مودتنا وحسن نوايانا تجاه الآخر. كلمة (الأخ) تقال للصغير والكبير والعالم والجاهل والذكر والأنثى طالما توفر الحد الأدنى البسيط من المودة في قلب المتحدث. هذه الكلمة لها أيضا ميزة التعويض عن الألقاب المجاملة بين المتحاورين إذا كان أحد الطرفين يمن بها على الآخر. ولكن الشيخ الفوزان وهذا موضع استغرابي رفض أن يمن عليّ وعلى
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الكتاب حتى بكلمة الأخ. كل ما قرأت مقالا يتعرض فيه الشيخ لاسمي وأجده عاريا حتى من كلمة الأخ أتمنى من كل قلبي أن يكون مصدر هذا الإهمال هو الاستعلاء لا الإقصاء من نطاق الأخوة. الاستعلاء الذي يمارسه بعض رجال الدين في المملكة له ما يبرره على النطاق الثقافي الذي ساد في العقود الثلاثة الماضية. ساد مفهوم غريب وجديد يتعلق بالمشتغلين بالعلم الشرعي. مفهوم يكاد يقترب من مفهوم ولاية الفقيه في بعض المذاهب الإسلامية الأخرى. صرنا نسمع ألفاظا من بعض الأفواه الساذجة تكاد تقدس من يطلقون على أنفسهم (العلماء الربانيين) حتى ظن بعض المشتغلين بالعلم الشرعي أنهم فوق مستوى النقد وفوق مستوى المناقشة. صارت كلمة العالم الرباني فخاً انزلق فيه كثير من الإخوة الذي تقلدوا بهذا اللقب حتى أن بعضهم يتصرف كقيادي لا كطالب علم. بعضهم (الربانيين) لم يعد في حاجة للرجوع إلى الجهات المختصة لتنفيذ رغباته وأوامره. صار يأمر بما يراه بخطابات بتوقيعه يرسلها مباشرة للجهات المعنية (النوادي الأدبية والجرائد وغيرها) فآراؤه وأحكامه تأخذ الصفة الربانية التي لا تقبل المراجعة. في نفس الوقت ظهر جيل من الشباب رفع الاحترام الواجب لهؤلاء إلى درجة التقديس البغيض الذي لا يقره الإسلام بأي حال من الأحوال. لم يعودوا يرون فيهم بشرا أربكتهم صفة الربانيين الضخمة.
عندما أفسر إقصاء الشيخ لي من الأخوة بالاستعلاء لا أهتم لأني أراها شيئاً يتعلق به. ما أخشاه أن يكون استبعاد مناداتي بالأخ هو استبعاد من الأخوة نفسها. هنا تتظاهر أمامي مشكلة خطيرة جداً.
لا أرى داعيا للخوض فيها الآن حتى لا تفسد علي سعادتي باللهجة الجديدة التي استخدمها مع الزميل محمد آل الشيخ. أرجو أن يكون هذا التواضع سلوكا دائما عند الشيخ لا سلوكا خاص بـ (بآل الشيخ).
هذا الخبيث يحاول الصاق تهمة التكفير بالشيخ الفوزان حفظه الله، فمنذ أصدر الشيخ فتواه في الليبرالية وأنها كفر جن حنون أدعياء الليبرالية كابن بخيت وناب الفتنة، المضحك المبكي أن أخا بخيت في الليبرالية محمد بن عبد اللطيف في مقال سابق حاكم الشيخ إلى بيانه الذي أصدره بخصوص التوسعة واتهمه بمخالفة مبدأ النصح لولي الأمر سرا، ونجد هنا كاتب الغزليات والسخافة أحد رويبضة الزمان يشهر بالدولة السعودية منذ ظهور أولها ويتهمها بتطبيق مفهوم ولاية الفقيه على طريقة الشيعة!! طبعا هذا ليس تذمرا من الشيعة على العكس فهم أحباؤه وأولياؤه، وإنما كرها في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وبغضا لقيام دولة توحيدية سنية، فهم يريدونها اباحية على الطريقة الغربية!!
لن يهدأ لرويبضة الزمان مخلفات ابن أبي سلول بالا حتى يروا المراقص ودور اللهو وعلب الليل في بلاد الحرمين!!
ولن يطيب لهم عيشا حتى تعلن هذه الدولة علمانيتها وتخليها عن القرآن والسنة منهجا، والعلماء مرجعا، فحقدهم الحقيقي الذي يعبر عنه بالقدح في العلماء هو حقد وكره وبغض للدين ذاته!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 10:09]ـ
أليس هذا هو صحفي الفتنة سليل الجاحظ! في الفتنة و لا يستطيع أن يكون سليله في الأدب
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 02:55]ـ
عاملهم الله بعدله ما أشد عدائهم لأهل العلم والدين ...
حفظ الله الشيخ الفوزان شوكة في حلوقهم ....
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 01:46]ـ
اللهم عليك بمن حارب دينك و أولياءك
اللهم خص المنافقين منهم بالأخذ الشديد
اللهم وفق علمائنا (الربانيين) في فضح عوار المنافقين المتظاهرين بالحرص على الدين و الوطن
اللهم اجمع أمة الأسلام على التوحيد و انصرها في حرب الكافرين و المنافقين ..
تبارك الحق حيث قال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي و الله (و اغلظ عليهم).
شكر الله للشيخ جهده و شكر للكاتب ملاحظته ..(/)
مرة أخرى،، أين أخطأ الشيخ حاتم الشريف في كتابه (الولاء والبراء)؟
ـ[بندر الشويقي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 01:07]ـ
مرةً أخرى .. أينَ أخطأ الشيخ حاتم الشريف في كتابه (الولاء والبراء)؟
الرد، والرد المضاد.
هذا ما وقعت فيه، والله المعين.
ههنا تقييدات قد لا تعني شيئاً للكثيرين، وقد تعني الكثير للقليلين.
كتبتُ تعليقاً على فتوى الشيخ حاتم الشريف -سدَّد الله قلمه- حول الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18342
وفكرة تعليقي أن:
((الشيخ محمداً –رحمه الله- رأسٌ من رؤوس أهل السنة. ومقامه لديهم عالٍ رفيع. فالكلام عنه –بالتالي- يجب أن يكون برويةٍ، وبمنهج موضوعي متزنٍ، مدعَّمٍ بالحجةِ والدليل. ومخالفة هذا المسلك، ستؤدي –بديهةً- إلى ردود فعلٍ وانشقاق)).
ولقد آلمني كثيراً ما رأيته الآن من شيوع كلام الشيخ حاتم في جملةٍ من المواقع البدعية التي استبشرت بكلامه الموهم، وجعلته شهادةً و وثيقةً يدان بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- من داخل مذهبه.
وثيقة يضللون بها الأتباع، ويرمونها في وجه أهل الحق في مقام الجدل العقدي.
فأسأل الله أن يعفو عن الشيخ حاتم ويغفر لنا له.
و لو كانت فتيا الشيخ حاتم واضحةً في مقصودها، لهانَ الأمر.
لكن الإشكال في إجمالها الذي جعلها جاهزةً للتوظيف في أيِّ اتجاه.
و من تجربةٍ لا بأس بها في مخاصمة أهل الأهواء، فإني لم أرَ البدعيَّ اليومَ يفرح ويستبشر فرحه بوجود مثل هذه الكلمات التي تصدر من داخل الصف.
والله المستعان.
عموماً: وجهة نظري ومأخذي على الشيخ شرحته وبينته في مقالتي السابقة.
وقد حصل تحت المقالة بحثٌ ودرسٌ،، وأخذٌ وردٌّ،، منه ما يفيد،، ومنه ما يضر،، ومنه ما لا ولا.
وكان أجمع ما كُتب تعليقاً على المقالةِ ذاكم التعقيب المطوَّل الذي تفضل بكتابته أخي الشيخ وائل الحارثي -كتب الله أجره-.
لستُ أعرفه ولا أدري من هو. غير أني فهمتُ من بعض الأحبة أنه قريب من الشيخ حاتم -وفقهما الله لهداه-.
كتب وتعقَّب، وتساءل وتعجَّب.
غير أن كتابته جاءت بعدما طال الحديث وتشعَّب.
وقد قرأتُ كلامه بعدما حزمت أمري على طيِّ بساط البحث والجدل.
ولقد ترددتُ في العودة ثانيةً، إذ ليس من العقل ولا الدين التمادي في الجدل دون توقف. كما أنه ليس من الأدب الإعراض عما تكلف هذا الفاضل وتعب في تحريره؟
فهل أعرضُ وأسكتُ فأخالف أصول الأدب مع أخي؟ أو أكتبُ وأبسُط فأهدر المزيد من الوقت في الخصومة و المراء؟
خياران كان أحلاهما -بالنسبة لي- مُراً.
وقد تجرعت أقلهما مرارةً، وزدتُ في مرارته بتطويل الكلام ونشره، لئلا يكون فيه موضع لبسٍ؛ إذ ليس لي نيةٌ في مواصلة الجدل، والإمعان في الخصومة.
فها هو التوضيح والبيان لمن أشكل عليه شيءٌ من كلامي الأول.
ومن لم يكن عنده إشكالٌ، فليختصر وقته، وليطوِ تلك الصفحة بما فيها.
وبالنسبة لي، فسوف أختصر وقتي وألتزم ألا أعلق بشيءٍ؛ إذ ليس لديَّ ما أضيفه بعد هذا الشرح والبيان.
(و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، واغفر لنا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كان أكبرُ اعتراضٍ ذكره أخي الشيخ وائل موجهاً إلى قولي إن الشيخ حاتماً قرَّر مسألتين في كتابه (الولاء والبراء)، تجرأ بندرٌ و وصفهما بوصف: "لوثة إرجاء".
المسألة الأولى: حكمه بالإيمان لمن يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-.
المسألة الثانية: تجويزه ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!
فأنكر علي أخي الشيخ وائل هذه النسبة، وطالبني بالبينة عليها أو الأوبة. واستعاذ بالله من تهمةٍ تؤذي مسلماً أو تحط من قدر عالمٍ.
والعبد الفقير كاتب هذه الأحرف يعوذ بالله من تهمة أو فريةٍ تؤذي مسلماً، (أو حتى كافراً)، أو تحط من قدر عالمٍ.
و لعمرو الله لو خفَّ علي تحاملٌ على مسلمٍ من أفناء الناس، فلن تخفَّ عليَّ وصية المصطفى في آل بيته -صلوات الله وسلامه عليهم-.
غير أن الحقَّ أحق أن يتبع.
لكن ما عجبتُ له استكثارُ بعض الأحبة حديثي عن لوثة إرجاء في تقرير الشيخ حاتم لمسألتين نصصتُ عليهما تحديداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم استسهالهم إجمال الكلام عن (أخطاااء) لدى الشيخ محمد بن عبدالوهاب يتعين رفع الصوت بإنكارها.
ومهما قلنا وتحدثنا عن فضل الشيخ حاتم ومقامه، فالشيخ محمد -رحمه الله- بلغ مرتبة الإمامة في الدين، وهو رمزٌ من رموز أهل السنة، فكنت أتمنى لو يملك الإخوة حساسيةً تجاه الحديث المجمل الموهم عنه، كتلك التي ظهرت منهم تجاه الشيخ الفاضل الشريف د. حاتم العوني -رعاه الله-.
وقبل الدخول في التفاصيل أودَّ التذكير بأن أصل مأخذي على الشيخ حاتم كان موجهاً لما رأيته تجنياً على الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-.
أقولُ هذا لأني رأيت أخي الشيخ وائلاً -سلمه الله- يجهد في الانصراف عن هذه المسألة، إلى تعويم الكلام وتحويله إلى وجود أو عدم وجود غلوٍّ فيمن انتسب لدعوة الشيخ -رحمه الله-. ومع أني لن أخلي كلامي عن تفسير وبيان لهذه النقطة، لكني أذكِّر أنها ليست هي المأخذ الذي نلوم الشيخ حاتماً عليه.
فأقول -مستعيناً بالله- مقيماً بينتي وحجتي:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(1)
الشيخ حاتم -رعاه الله- بنى كتابه (الولاء والبراء) على تقرير أن النصرة العملية للكفار كلها ذنبٌ وليست معصيةً. ولم يكن هذا مقصودي حين ذكرتُ أني رأيت في كلامه لوثة إرجاء. بل مقصودي هفوةٌ وقعت له وهو يتطلب الأدلة لإسناد رأيه وإقامة مذهبه.
وفيما يلي بيانُ ذلك وتفصيله.
قال (ص83): "يدل على ذلك –أيضاً- حديث سهل بن بيضاء، وهو أنه كان مسلماً بمكةَ يخفي إسلامه. ثم إنه خرج مع المشركين ببدرٍ و وقع في الأسر. فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لا ينفلتن منهم أحدٌ إلا بفداءٍ أو ضربة عنقٍ) فقال ابن مسعودٍ: (إلا سهل بن بيضاء)، فإني سمعته يذكر الإسلام. فقال -صلى الله عليه وسلم- بعد سكتةٍ-: (إلا سهل بن بيضاء) ".
الشيخ حاتم -سلمه الله من كلِّ سوء- تصوَّر هذا الحديث على غير وجهه، واستدل به في غير موضعه، فوقع فيما ادعيته عليه من إثبات حكم الإيمان لمن يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-. (و هو ما رأيت أخي الشيخ وائلاً يتابعه عليه الآن).
و قبل بيان موضع الخطأ في فهم هذا الحديث، أبدأ أولاً بشرح تصوُّر الشيخ حاتم -رعاه الله- لمعناه.
الشيخ حاتم يصور معنى هذا الحديث كالآتي:
سهل بن بيضاء -رضي الله عنه- مسلمٌ مقيمٌ بمكة.
خرج مع المشركين يوم بدر.
اصطف مع جيشهم لحرب النبي –صلى الله عليه وسلم-.
فلما وقع في الأسر، لم يكفِّره النبي –صلى الله عليه وسلم-. بل خلى سبيله لما شهد ابنُ مسعودٍ له بالإسلام.
والفقهاء بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- استدلوا بهذا الحديث، ولم يحكموا بالكفر على سهل بن بيضاء -رضي الله عنه-.
هكذا بنى الشيخ حاتم -سدد الله قلمه- دليله وحجته.
فما معنى هذا التقرير؟
وهل يظلم أو يفتري من يقول إن الشيخ حاتماً حكم بالإيمان لمن يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-.
وقبل أن أسوق نصَّ عبارة أخي الشيخ حاتم وهو يتحدث عن فقه هذا الحديث، أودُّ أن أبين الإشكال الذي وقع للشيخ، فأوجب له تصوير الحديث على غير وجهه:
- - - - - - - - - - - - - - - -
الشيخ حاتم -عافاه الله- ذكر في مطلع كلامه أن سهل بن بيضاء (كان مسلماً بمكةَ يخفي إسلامه). ولو أنه وُفق للإصابة -كعادته- وتوقف عند هذه المعلومة لكانت مفتاحاً لفهم الحديث فهماً صحيحاً، و لما أبعد النجعة في الاستدلال به في غير مورده.
يقول الحافظ ابن سعد –رحمه الله- طبقاته (4/ 213) عن سهل بن بيضاء: "أسلم بمكة، وكتم إسلامه، فأخرجته قريشٌ معها في نفير بدر، فشهد بدراً، مع المشركين، فأسر يومئذ، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة، فخُلي عنه". وذكر نحو ذلك الحافظ ابن عبدالبر في الاستيعاب.
إذن قريشٌ أخرجت سهلاً معها، و لم يخرج هو باختياره؛ إذ كان فيهم مستضعَفاً يكتم إسلامه.
فهل يكون مورد الحديث فيمن يقاتل مع الكفار مختاراً، كما فهم الشيخ حاتم؟
أو أن مورده: من يخرج مكرهاً، ثم يقع في الأسر، فيقيم البينة على حقيقة حاله؟!
من الواضح أن صورة الإكراه هي مورد الحديث.
وبقطع النظر عن موافقة الشيخ حاتم على ذلك أو عدم موافقته. فما يعنينا الآن هو:
ما الذي يفهمه أخي الشيخ وائل من استدلال الشريف حاتم بهذا الخبر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل افتريتُ أو أسأت الفهم، حين قلت إنه أثبت حكمَ الإيمان لمن يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبي -صلى الله عليه وسلم-؟!
أستغفر الله من تهمةٍ باطلةٍ تؤذي مسلماً، أوتحطُّ من قدر عالم!.
سهل بن بيضاء خرج للمقاتلة مع المشركين يومَ بدرٍ؟
فالمشركون حين خرجوا لبدرٍ، وخرج معهم سهل، كانوا يحاربون مَن؟
والمسلم الذي يصطفُّ معهم، ما حكمه حسب رأي الشيخ حاتم؟
فهل ظلمت أو افتريت حين قلت: إن الشيخ حاتماً حكم بالإيمان لمن (يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-)؟
أستغفر الله من تهمةٍ باطلةٍ تؤذي مسلماً، أوتحطُّ من قدر عالم!.
و إليكَ -أيها الفاضل- نصَّ كلامِه، وهو يقرِّر فقه حديث سهل بن بيضاء.
فهو -بعد أن نقل استدلال ابن قدامة بالحديث في مسألة الأسير إذا ادَّعى الإسلام- قال (ص86):
"انظر إلى هذا التقرير البعيد كلَّ البعد عن التكفير بالنصرة العملية في حديثي سهل بن بيضاء وعمران بن حصين. وهو تقريرٌ لم يقع فيه الخلاف في البينة التي تدل على صدقِ كونه مسلماً قبل خروجه مع الكفار لقتال المسلمين. ولم يحكم واحدٌ من المختلفين بارتداده وكفره بخروجه في جيش الكفار المقاتل للمسلمين! بل حكموا بإسلامه، إذا ثبتَ أنه كان مسلماً قبل خروجه معهم".
فكما يرى أخي الشيخ وائلٌ، فإن الشريف حاتماً يقرِّر أن خروج سهل بن بيضاء -رضي الله عنه- مع المشركين لقتال النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يوجب أن يحكُم أحدٌ بكفره وارتداده. وعدمُ تكفيره -في رأي الشيخ حاتم- ليس لأجل كونه مكرهاً، بل لأنه كان مسلماً، حتى وإن اختار القتال مع المشركين، ضد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فهل افتريتُ على الشيخ حاتم، أو نسبتُ له ما لم يقله حين زعمتُ أنه حكم بالإيمان لمن يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-؟!
أستغفر الله من تهمةٍ باطلةٍ تؤذي مسلماً، وتحطُّ من قدر عالم!.
وللعلم فإن القاضي عياضاً –رحمه الله- نقل في كتابه الشفاء (2/ 1069) الإجماع على كفر من حارب النبي –صلى الله عليه وسلم-. وهذا نص عبارته:
"من أضافَ إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- تعمُّد الكذبِ فيما بلَّغه وأخبر به، أو شك في صدقهِ، أو سبهُ، أو قال: إنه لم يبلِّغْ، أو استخفَّ به، أو بأحدٍ من الأنبياء، أو أزرى عليهم، أو آذاهم، أو قتلَ نبياً، أو حاربه، فهو كافرٌ بإجماعٍ".
ففهمُ الشيخ حاتم -سلمه الله- للحديث يصادم هذا الإجماع الثابت.
على أن المسألة –في الأصل- ليست بحاجةٍ لأن ينصَّ القاضي عياضٌ –رحمه الله- على إجماعٍ عليها، إذ هي مقتضى مذهب السلف –رحمهم الله- في معنى الإيمان الشرعي بالنبوة، والذي لا يكفي فيه عندهم مجرَّد الإقرار بصدق النبي، ما لم يصاحب ذلك انقيادٌ وتوقير وتعظيم. ومحاربة الأنبياء مما ينافي ذلك وينقضه، إذ هي من جنس الهزء و السخرية بهم، فينتقض بها أصل الإيمان إذا وقعت اختياراً، حتى لو كان الدافع لها حبَّ الدنيا.
وأما غالية الجهمية المرجئة فعندهم يثبت الإيمان بالنبي بمجرد المعرفة بصدقه، حتى مع معاندته أو الهزء به، أو محاربته!
لأجل هذا قلت إن تقرير الشيخ حاتم هذا لا يأتي إلا على مذهب غالية الجهمية المرجئة.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(2)
من أين دخل الخلل على الشيخ حاتم، و من بعده الشيخ وائل؟؟
يقول أخي الفاضل الشيخ وائل:
"هذا الذي أُلزم به الشيخ حاتم، يلزم الأخ بندر أن يجعله لازماً لجميع الفقهاء الذين استدلوا بالحديث نفسه على نفس استدلال الشيخ حاتم".
وأقول: نعم لا شك أن هذا لازمٌ لي ... فإن كان الفقهاء استدلوا بحديث سهل على عين ما استدل به الشيخ حاتم، فقد وقعوا فيما وقع فيه.
لكن هل فعل الفقهاء ذلك؟
هنا موضع الإشكال الذي دخل على أخي الشيخ وائل، وهو عينه الإشكال الذي دخل على الشيخ حاتم من قبل في فهم صنيع الفقهاء، حين استند إلى كلامهم في مسألةٍ لم يتصورها تصوراً صحيحاً. ويأبى الله الكمال لغيره.
ولعل الأمر هنا يستدعي بعض الشرح والبيان الموجز.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام أحمد -رحمه الله- في رواية أبي الحارث: "من أخَذ عِلجاً فقال: (كنت أسلمت قبل أن تأخذوني أسيراً) لم يقبل منه. وإن شهد له من أسره من المسلمين أنه كان قد أسلم قبل أن يؤخذ، قُبلت شهادته مع يمين المدعي". (نقله ابن مفلح في نكته على المحرر 2/ 320).
هذه المسألة التي يتحدث عنها الإمام أحمد -رحمه الله- هي أحد الفروع الفقهية المعروفة التي تتكرر في كتب الفقهاء. وهي حكم الأسير إذا ادَّعى أنه أسلم قبل أن يتمكن منه المسلمون تمكناً تاماً. وشهد له شاهدٌ بذلك. فما حكمه؟
الفقهاء يقرِّرون أنه إن أقام البينة على قوله، حُكمَ بصحة إسلامه، وخُلي سبيله، و حرم قتله أو استرقاقه أو أخذ الفدية منه.
فما الحكم: لو حصر المسلمون كافراً، فلما تيقن الأسر أظهر الإسلام قبل أن يتمكنوا منه طلباً لحقن دمه.
أو تقابل الجيشان، فلما رأى الكافر غلبة المسلمين، انشرح صدره للإسلام، فأسلم لكن بغَته المسلمون وأسروه.
هذه مسألة يبحثها الفقهاء في مصنفاتهم.
ويدخل تحت هذا الفرع صورٌ يدَّعي فيها الأسير أنه مسلمٌ أصلاً، كما وقع ذلك في قصة سهل بن بيضاء، (وهي حالة إكراه).
وكما لو حاصر المسلمون حصناً، فدخلوه عنوةً، وادَّعى بعض من فيه أنه مسلمٌ.
أو أغار المسلمون على بلدةٍ بدار حرب، فغنموا وأسروا، فادَّعى بعض الأسرى أنه مسلمٌ.
وهناك صورٌ أخرى قد يعسر حصرها، تندرج تحت هذا الفرع الفقهي المعروف.
ونصوص الفقهاء في تقرير ذلك كثيرة مستفيضة. من ذلك قول النووي -رحمه الله- في الروضة (10/ 252): "لو أسلم قبل أسره والظفر به، عصِم دمه وماله، سواءٌ أسلمَ وهو محصورٌ وقد قربَ الفتح، أو أسلم في حال أمنه، و سواءٌ أسلمَ في دار الحرب أو الإسلام".
وفي شرح المنتهى (1/ 626): "من أسلم من الكفار قبل أسره -ولو كان إسلامه لخوف- فكمسلمٍ أصليٍّ لعموم (فإذا قالوها عصموا مني دماءهم ... الحديث) ".
وفي حاشية الرملي من الشافعية (4/ 360): "لو ادعى الإسلامَ واحدٌ من الكفار قبل أسره، وأقام به شاهداً وامرأتين فإنه يكفيه".
ويوجد نصوص أخرى مماثلة بالمعنى نفسه في المغني والمبدع والإقناع وكشافه والمطالب، وفي جملةٍ من كتب الشافعية وغيرهم.
ومن ذلك ثلاثة نصوصٍ نقلها الشيخ حاتم في كتابه، كقول ابن قدامة -رحمه الله-: "من أسر أسيراً، فادَّعى أنه كان مسلماً، لم يقبل قوله إلا ببينةٍ ... فإن شهد له واحدٌ، حلف معه، وخُلي سبيله ... ".
فالمسألة معروفةٌ مشهورة لدى الفقهاء. فكيف تعامل معها الشيخ حاتم -سلمه الله-.
و ما علاقة هذا بما سميته لوثة إرجاء؟
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الشيخ حاتم -رعاه الله- أراد استثمار نصوص الفقهاء هذه، فطرح -من حيث لم يشعر- جميع حالات الأسْر المتصورة التي شرحتُ بعضها آنفاً، ثم أنزل كلام الفقهاء على صورةٍ واحدةٍ سيطرت على ذهنه وهو يكتب بحثه، وهي صورة المسلم الذي يخرج مع الكفار مختاراً، فيقاتل أهل الإسلام إلى أن يقع في الأسر، فيشهد له شاهدٌ بأنه مسلمٌ.
فحملَ قولَ ابنِ قدامةَ: "من أسر أسيراً فادعى أنه كان مسلماً" على هذه الصورة وحدها، ثم بنى على هذا الدبوس جبلاً كبيراً.
و بقليلٍ من التأمل سوف يدرك الشيخ حاتم -بفطنته المعروفة- أن هذه الصورة ليست مقصودةً قطعاً من كلام الفقهاء.
ذلك أن ابن قدامة وسائر الفقهاء يقرِّرون في هذا الفرع أن الأسير إذا ادَّعى أنه مسلمٌ، وثبتت دعواه، ((خُلي سبيله)).
فهل يمكن أن يكون مرادهم أن المسلم الذي يقاتل مع الكفار ضد المسلمين إلى أن يقع في الأسر، يحقن دمه، و يخلى سبيله، ولا يعاقب بشيء؟!
قطعاً لا ..
فلو أن مسلماً قاتل مع قطاعٍ مفسدين مسلمين، ثم قُدر عليه قبل التوبة لأبيح دمه، وقتلَ وصُلبَ، أو قطعت يده ورجله من خلاف.
فهل يصح -مع هذا- أن يقال: إن المسلم الذي يقاتل أهل الإسلام في صفوف الكفار، إذا وقع في الأسر، يخلى سبيله إن ثبت إسلامه؟!!
قطعاً لا ..
مقصودُ الفقهاء من كلامهم صورٌ تقتضي اتصاف الأسير بما يمنع عقوبته. ككونه مكرهاً، أو كونه أحدث إسلاماً يجب ما قبله، أو نحو ذلك من الصور المشروحة آنفاً.
أما صورة المسلم الذي يخرج مع الكفار، ثم لم يزل -باختياره- ضارباً بسيفه، مقاتلاً محارباً في صف الكفار، إلى أن يأسره المسلمون، فهذه لا محل لها هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول القاضي أبو يعلى -رحمه الله-: "إذا ادَّعى (الأسير) إسلاماً سابقاً، يُرجَع إلى شاهد الحال: فإن لم يكن معه سلاحٌ قُبل منه، ولم يقتل. وإن كان معه سلاحٌ قتل". (نقله ابن مفلح في نكته على المحرر 2/ 321).
فالقاضي -رحمه الله- يشترط لقبول دعوى الإسلام ألا يكون مع الأسير سلاحٌ. لأن وجود السلاح قرينة إصراره على القتال المبيح لدمه، المكذب لدعوى إسلامه.
أما حسب تقرير الشيخ الفاضل حاتم -وفقه الله-، فحتى لو كان مع الأسير سلاح، وكان ممعناً في قتاله وقتله للمسلمين، إلى أن أمكن الله منه، فإنه يخلى سبيله!!!
فقط يكفي أن يشهد معه أحدٌ أنه مسلمٌ، وينتهي كل شيءٍ!!
و أظن الخطأ في هذا الفهم ظاهر لمن تأمل.
إذا علم هذا فما علاقة هذه المسألة بلوثة الإرجاء التي ذكرتها في كلامي؟؟
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كما قلتُ آنفاً: الشيخ حاتم -سلمه الله- كتب كتابه وفي ذهنه صورة واحدة:
(مسلم يقاتل في صفوف الكفار مختاراً).
فحمل كلام الفقهاء في (الأسير يدعى الإسلام) على تلك الصورة الذهنية المسيطرة.
ثم لما رأى الفقهاء يستدلون بحديث سهل بن بيضاء، حمله هو الآخر على تلك الصورة الذهنية، ولم يتفطن إلى عارض الإكراه.
ثم التزم لازم دليله، فأثبت الإيمان لمحارب النبي -صلى الله عليه وسلم-، لما أراد التعليق على فقه الحديث.
ومن هنا دخل الإشكال.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(3)
مما ذكرته في مقالتي أن الشيخ حاتماً -رفع الله قدره- جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)!
وإنما أخَّرت هذه المسألة عن الأولى، لكونها (تخصُّصيةً)، قد لا يدرك أبعادها بعضُ قراء كلامي هذا.
فمن لا يعرف الفرق بين الإيمان الظاهر والباطن، وحقيقة التلازم بينهما، فليتجاوز هذه الفقرة إلى ما بعدها.
وقبل ذكر عبارة الشيخ حاتم يحسن التنبيه إلى ما نتفق عليه جميعاً من طريقة أهل السنة: أن من تلفظ بالكفر الصريح، فإنه يكفر ظاهراً وباطناً، ولا يجوز أن يتلفظ أحدٌ بكلمة الكفر، ثم يقول قائلٌ: نحكم بكفر ظاهراً، والله يتولى سريرته. ومن قال هذا فقد دخل في بعضِ لوثات الإرجاء الغالي.
لن أطيل في تقرير هذا، لأني أراه -في الجملة- محل اتفاقٍ بيني وبين الشيخ وائل، لكن خلافنا: هل قال به الشيخ حاتم، أو لا؟
يقول الشيخ حاتم (ص70): "أمّا إذا صرَّح الشخص بحبّه لدين الكفار، أو بتمنيه نصرة دينهم على دين المسلمين، فتصريحُه هذا كُفرٌ يُكَفَّرُ به , وإن كان باطنُه (مع ذلك) قد يخالف ظاهره، لكنّنا إنما نحكم بالظاهر، والله تعالى يتولَّى السرائر".
فالشيخ حاتم سيحكم بالكفر لمن يقول إنه (يحب دين الكفار) بناءً على ظاهره، وأما الباطن فالله يتولاه.
فهل أخطأت على الشيخ أو نسبت له ما لم يقل؟!
وقد رأيتُ الشيخ وائلاً اجتهد -مأجوراً إن شاء الله- في إثبات سوء فهمي لكلام الشيخ حاتم، لكنه -في الواقع- أثبت لي صحةَ دعواي، كما أثبتَ أنه -كالشيخ حاتم- يجوِّز الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه يحب دين الكفار، وهذا عينُ ما زعمت أنها لوثة أرجاء.
ذكر أخي الشيخ وائل إن مقصود الشيخ حاتم أن من أعلن محبة دين الكفار بلسانه، فإنه يكفر. ثم قال: "فإن جاء، واعتذر بأنه إنما قال ذلك من أجل الحصول على عرض من الدنيا (غير مكره)، فهو كافرٌ عند الشيخ حاتم حتى مع هذا التصريح، ولا يُقبل منه هذا الاعتذار، حتى مع احتمال صدقه في الباطن لأن مناط التكفير قد تحقق لنا في الظاهر، والله سبحانه يتولى سريرته".
إذن رأي الشيخين -رضي الله عنهما- أن الذي يعلن بلسانه محبةَ دين الكفار، ثم يأتي ويعتذر بأنه قال ذلك لأجل الدنيا، فإن مناط التكفير يكون قد تحقق لنا في الظاهر، والله سبحانه يتولى سريرته.
لكن أئمة أهل السنة يقولون: من قال إنه (يحب دين الكفار)، فقد تحقق مناط كفره الظاهر والباطن، حتى لو ادَّعى أنه قال ذلك طمعاً في الدنيا.
(والكلام هنا عن العامد، العالم، المختار).
يسألني أخي الشيخ وائل ويقول: "ألا يُتصوَّر وقوع حالةٍ يكون القائلُ فيها صادقاً في دعواه: أنه إنما قال ما قال لعرضٍ من الدنيا وإن كان يعتقد بغضَ دين الكفار".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: بلى يتصوَّر ذلك بداهةً. لكنه من قال إنه (يحب دين الكفار)، فإنه يكفر بذلك ظاهراً وباطناً، صدق في كلامه أو كذب.
فإن كان صادقاً في قوله: (إنه يحب دين الكفار)، كفر ظاهراً وباطناً لأجل محبته لهم.
وإن قال ذلك طمعاً في الدنيا، وكان كاذباً في قوله: إنه (يحب دين الكفار)، كفر ظاهراً وباطناً، لاستخفافه ونطقه بكلمة الكفر.
وهذا معنى قولِ أبي العباس ابن تيمية -رحمه الله-: "من قال بلسانه كلمة الكفر من غير حاجةٍ عامداً لها، عالماً بأنها كلمة كفر، فإنه يكفر بذلك ظاهراً و باطناً. و لأنا لا نجوز أن يقال: إنه في الباطن يجوز أن يكون مؤمناً، و من قال ذلك فقد مرق من الإسلام". وقال في موضعٍ: "من جوَّز هذا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه". الصارم (1/ 523).
وسواءٌ قبل هذا أخي الشيخ وائل هذا التقرير أو لم يقبله. فهل افتريتُ على الشيخ حاتم حين قلت إنه جوَّز ثبوت الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه محبة دين الكفار؟؟
الشيخ حاتم يقول هذا .. والشيخ وائل يوافقه،،، والله الهادي.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ذكر أخي الشيخ وائل أن الشيخ حاتماً قرر في كتابه أنه (لا يكفر إنسانٌ بعملٍ أو قولٍ، إلا وقد كفر قلبه)، وأن (من كفر ظاهراً بترك الصلاة فقد كفر باطناً). وتساءل: لماذا لم أجعل هذا التقعيد تفسيراً لكلامه الذي زعمت أن فيه "لوثة إرجاء".
وأقول لأخي وائل: لأجل هذا التقعيد وصفت خطأ الشيخ حاتم -سلمه الله- بأنه: "لوثة إرجاء".
ولو أنه خالف في التقعيد -وحاشاه- لكان الحديث عن أكبر من مجرد لوثة.
وقد تقدم حديثُ ابن تيمية عن "خلع ربقة الإسلام"، و "المروق منه".
كثيرون اليوم يقرِّرون مثل هذه القواعد، ويكتبون فيها، ويناظرون عليها.
فإذا حاققت معهم وجدتهم يحفظون ألفاظها، ويخرقون معانيها عن التطبيق.
وطالما خرج تقريرها وتقرير نقيضها من رأسٍ واحدةٍ.
والله الهادي.
هذا ما يتعلق بكتاب الولاء والبراء للشيخ حاتم -وفقه الله-. وفيه مآخذ أخرى غير هذه. والكتاب -في الجملة- يعوزه الكثير من تحرير استدلالاته وشواهده. وكاتبه -مع براعته وفطنته- إلا أنه استخدم فيه مهاراته الكتابية والجدلية، أكثر من مهارته البحثية. وقد ظهر أثر ذلك حين أطلق القول بأن التكفير بالمظاهرة العملية قولٌ محدث في الإسلام (ص142). فمثل هذا الإطلاق يحتاج إلى استقراءٍ تامٍ لأقوال أهل العلم، وهو ما لا أظن الشيخ فعله، لأن أقوال العلماء الناقضة لكلامه هذا كثيرةٌ معروفةٌ قريبةٌ، يستطيع الشيخ الوصول لها بسهولةٍ في مصادر مشهورة في متناول يده.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(4)
كنت ذكرتُ في مقالتي أني لمستُ من الشيخ حاتم (نبرة تبري وتنصل) من دعوة الشيخ محمد -رحمه الله- وذلك من خلال تكراره لعبارة (أتباع محمد بن عبدالوهاب). فجاء أخي الشيخ وائل ليلومني على سوء ظني، وذكر أن الشيخ حاتماً أثنى على الدعوة، فكيف حملتُ كلامه على معنى (التبري والتنصل)؟
لا أدري ما الذي فهمه أخي الشيخ وائل من قولي: (نبرة تبري وتنصل). وكأنه فهم مقصودي أن الشيخ حاتماً يتبرأ من دعوة الشيخ محمد -رحمه الله- على معنى المجافاة والعداوة. وهذا المعنى ما أردته ولا خطر لي على بالٍ. وسياق كلامي كله يأباه. كيف وأنا أخاطب الشيخ حاتماً خطاب المعاتب الذي يستكثر منه ما يقبل من غيره من الأبعدين.
ما قصدته أن الشيخ حاتماً -شرف الله مقداره- جعل نفسه خارج الصورة وهو يتحدث عن (أتباع محمد بن عبدالوهاب). فقد ظل يتحدث عن الغلو لدى أناسٍ اسمهم: (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، وذكر أن الغلو في (أتباع محمد بن عبدالوهاب كثير)، وأن على (أتباع محمد بن عبدالوهاب) دراسة أخطاء الشيخ، ورفع صوتهم بإنكارها.
فهذه الخطاب الموجه لـ (أتباع محمد بن عبدالوهاب) هو ما عنيته بحديثي عن نبرة التبري و التنصل.
وهذا -أيضاً- ما قصدته حين ذكرتُ أنه لا يوجد في هذه البلاد سلفي يتحدَّث عن شيءٍ اسمه (أتباع محمد بن عبدالوهاب).
ظاهر كلام الشيخ حاتمٍ أنه قسم السلفية عندنا إلى قسمين: أتباع وغير أتباع لمحمد بن عبدالوهاب. ثم وضع نفسه في القسم الثاني، وتوجه بخطابه للقسم الأول مطالباً إياهم بمراجعة أخطاء محمد بن عبدالوهاب، ورفع الصوت بإنكارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأجل هذا تساءلت في مقالتي: "من هم هؤلاء الأتباع؟ .. وما مذهبهم؟ .. وما الأصل الجامع لهم؟ ".
كم أتمنى لو أكون مخطئاً في فهم كلام الشيخ حاتم. بل أقول -صادقاً إن شاء الله- إني أتلهف لو يشفيني أخي الشيخ وائل -بحكم قربه من الشيخ حاتم- بجوابه عن هذا السؤال (ولو في رسالةٍ خاصةٍ).
هل الشيخ حاتم يعتبر نفسه من أتباع محمد بن عبدالوهاب؟ أو أنه يقسم السلفية في بلادنا إلى أتباع وغير أتباع لمحمد بن عبدالوهاب؟؟
أما إن كانت الثانية: فهذا ما أردته من حديثي عن نبرة (التبري والتنصل).
و أما إن كانت الأولى، فالحمدلله أولاً وآخراً، وأعتذر للجميع عن سوء فهمي لعبارات الشيخ حاتم -سلمه الله-.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الشيخ وائل نقل نصاً عن الشيخ ابن بازٍ -رحمه الله- استخدم فيه عبارة (أتباع محمد بن عبدالوهاب) في مجموع فتاويه (1/ 399).
وإن أراد أخي الشيخ وائلٌ أتيته بنصوصٍ أخرى لمن هو أقدم من الشيخ ابن بازٍ -رحمه الله- استخدموا فيها هذه الصيغة.
لكن سؤالي لأخي الشيخ وائل:
هل رأى في سياق كلام الشيخ ابن بازٍ -رحمه الله- ما يوهم أنه يخرج نفسه من هذه المسمى حين استخدمه، كما هو ظاهر كلام الشيخ حاتم؟
هنا موضع البحث والاعتراض.
ثم مع من كان يتحدث الشيخ ابن بازٍ -رحمه الله-، حين استخدم تلك الصيغة؟؟
بالرجوع لفتاوى الشيخ ستجد كلامه جاء جواباً عن أسئلة وردت إليه من الخارج. هذا نصها:
ما هي الوهابية وهل هي مذهب خامس أم تتبع بعض المذاهب الأربعة؟ .. هل الوهابيون ينكرون شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ... هل ما أشيع أن أتباع الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لما استولوا على الجزيرة العربية ووصلوا إلى المدينة المنورة ربطوا خيولهم في الروضة الشريفة الواقعة في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟.
هذا هو الطرف الذي كان يخاطبه الشيخ ابنُ بازٍ -رحمه الله-.
فهل يريد أخي الشيخ وائلٌ أن نجعل الحديث بيننا وبين الشيخ حاتم، كما نتحدث مع مثل ذاك السائل الجاهل بدعوة الشيخ محمد -رحمه الله-؟
ليرجع أخي الشيخ وائل لمقالتي، وسيجدني أقول بالحرف الواحد: "هذه الكلمة يمكن فهم المقصود منها حين يكون البحث مع صوفي مخرِّف أو رافضي ممخرق، أو مع شخصٍ يعيش خارج النطاق الجغرافي لتلك الدعوة. أما حين يكون الكلام مع مثل الشيخ حاتم بمشربه السَّلفي، فمن العسير فهم مراده بكلمة (أتباع الشيخ محمد) ".
فهذا موضع الاعتراض، وهذا موجب الإشكال في عبارة الشيخ حاتم.
ولمعترضٍ هنا أن يقول: وهل الانتساب لمحمد بن عبدالوهاب فرضٌ لازم؟
وأقول: لم أقل هذا. وليس لعاقلٍ أن يقوله. و هذه النقطة بالذات هي سبب اعتراضي على استخدام تلك الصيغة في كلام الشيخ حاتم.
فالانتساب للإمام محمد بن عبدالوهاب إن كان على معنى العصبية والتبعية المطلقة، فلا أحد يرضى أن ينسب إليه على هذا المعنى.
وأما إن كان المقصود بالتبعية تعظيم الشيخ محمد ومحبته، ومشاركته في الأصول، أوالنشأة السلفية في نطاق دعوته، فهذا القدر من المفترض أن يشمل الشيخ حاتماً كما يشمل كل سلفي في هذه البلاد. فما المعنى الذي جعل الشيخ حاتماً يصنف أناساً تحت اسم (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، ثم يخرج نفسه من هذا المسمى؟
إنما يسوغ هذا إذا التصنيف إذا كان الشيخ حاتم يرى أصلاً جامعاً لأولئك الأتباع زائداً عن أصول الدعوة السلفية. فهنا يحق له أن يتحدث عن أولئك الأتباع بهذه الطريقة. كما يحق لهم أن يسألوه عن هذا الأصل الذي أوجب له تصنيفهم تحت هذا الاسم، وإخراج نفسه منه.
فهو إما أن يصنف نفسه داخل الدائرة.
أو يأبى مبدأ التصنيف كله له ولغيره.
أو يصنف غيره، ويخرج نفسه، وهنا يأتي الإشكال.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(5)
سألني أخي الشيخ وائل: "هل هناك مسائل خلافية بين أئمة الدعوة في مسائل التكفير؟
وإن وُجِدَت فكيف تُفسر ذلك؟ أم أنهم لم يختلفوا في مسائل التكفير اختلافا حقيقياً أبداً؟
وأقول لأخي: بلى. قد اختلفوا.
وتفسير هذا الخلاف، هو ما ظللنا نردِّده ونرفع أصواتنا به:
لا يوجد شيء اسمه وهابية!
الشيخ محمد -رحمه الله- أطلق دعوةً تجديديةً لطريقة السلف في الأصول العقدية، وفي منهج التلقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
دعوة امتد أثرها على مدى أكثر من قرنين ونصف من الزمان، شاعت في أرجاء الجزيرة العربية، باديتها وحاضرتها.
دعوة تتبنى طريقة السلف في الاعتقاد، ومبدؤها الأخذ بالدليل، وإن غلب على الأكثير من علمائها الفقه الحنبلي المطعَّم باختيارات ابن تيمية وتلميذه.
و يوجد داخل هذه الدعوة العالم والجاهل، وفي علمائها المحقق والمتوسط، و فيهم المجتهد والمقلد.
ويوجد ردودٌ ومناقشات داخل إطارها، كما يوجد ردود ومناقشات مع المخالفين.
وإذا استثنيت المشرب السلفي، فلا يوجد أصلٌ علمي جامعٌ بين علماء هذه الدعوة يوجب تصنيفها تحت مسمى فرقة أو جماعة أو (أتباع فلان).
غير أن تلك الدعوة نشأت على أساسها دولة مترامية الأطراف على ثلاث مراحل تاريخية.
في المرحلة الأولى كان الشيخ و تلاميذه يقودون مسيرة الدعوة ويسوسونها.
وفي المرحلة الثانية والثالثة، اشتبه تاريخ الدعوة بتاريخ الدولة والملك.
وازداد الاشتباه و الإشكال لاحقاً بسبب حركة "الإخوان" الذين أسهموا واستُخدموا في تأسيس الدولة الثالثة، وكانوا -في الجملة- أهل صدقٍ وديانةٍ وتضحيةٍ، غير أن الجهل كثيرٌ فيهم، و لبعضهم تصرفات في الدماء والأموال كانت محل اعتراضٍ وإنكارٍ من أهل العلم. وأكثر الانتقادات التي كتبت -من غير الخصوم- على دعوة الشيخ محمد -رحمه الله- جاءت نتيجةً لسمعةٍ سيئةٍ سببتها وقائعُ جرت على أيدي بعض أولئك الإخوان -رحمهم الله وعفا عنهم-.
فإن أخذتَ هذا التاريخ الطويل العريضَ كله قطعةً واحدةً، ورسمتَ في رأسك شيئاً اسمه (الوهابية)، أو (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، ثم حمَّلت فلاناً مسؤولية كلام فلانٍ، وحملتَ العالمَ تصرفَ السائس، وألصقت بأهل العلم تصرفات الرعاع. فسوف تظلم وتجور في حكمك.
بل لو حمَّلت بعض علماء الدعوة تبعة كلام بعضهم الآخر، فلن توفَّق للإنصاف.
ها نحن اليوم نعيش في هذه البلاد المترامية الأطراف الممتلئة بالعلماء وطلبة العلم السائرين على الطريقة السنية السلفية.
فهل نضع هؤلاء تحت اسم (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، ثم نبدأ في قياس نسبةِ الغلو فيهم؟!
هل يحمل عالمٌ في الرياض مسؤولية خطأ آخر في تبوك، أو يحمل عالمٌ في مكة مسؤولية خطأ خطيبٍ في جيزان، أو قاضٍ في عرعر مسؤولية طالب علم في الدمام، أو يحمل باحثٌ في نجران، مسؤولية خطأ واعظٍ في حفر الباطن. فضلاً عن أن يُحمَّل أحدٌ منهم تصرفات العامة والدهماء، أو حتى الساسة والعسكر.
لا شك أن هذا مسلك جائرٌ ظالمٌ. وأشد منه جوراً، من يتجاوز عصرنا هذا، فيسحب هذه المحاكمة لتشمل جميع علماء البلاد وعامتهم على مدى قرنين ونصف من الزمان.
هذه المسلك لا يسوغ ولا يجوز، إلا في حالةٍ واحدةٍ، وهي أن يجمع هؤلاء أصلٌ نظريٌّ، أو منهج خاطئ في الاستدلال وبناء المسائل، وهو ما نطالب الشيخ حاتماً أو غيره ببيانه إن كان عندهم شيءٌ من ذلك، وهو ما أرجو ألا وجودَ له عندهم.
ولعل أخي الشيخ وائل يقول: إنه لا هو ولا الشيخ حاتم يحملان أحداً مسؤولية أحدٍ.
وأقول: تصنيف إخوانكم تحت اسم (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، ثم إخراج أنفسكم من هذا الاسم، ينتهي إلى هذا لا محالة.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(6)
كما تقدم، فإن كلام الشيخ حاتم جاء مجملاً، وهو يتحدث عن الشيخ محمد -رحمه الله-، وعن الغلو فيمن سماهم أتباعه.
و مع أن البحث في وجود غلوٍّ في المنتسبين للشيخ، ليس هو أساس البحث والاعتراض، فلدي ههنا نصوصٌ أود أن أسوقها لمن أراد أن تتضح له الصورة دون لبسٍ.
هي نصوصٌ لبعض أئمة تلك الدعوة المباركة تكشف بعض التفاصيل التي لا يعرفها الكثيرون حول وقائع أساءت لمسيرة الدعوة، وكانت محل إنكارٍ أهل العلم.
النص الأول يتعلق برسالة بعث بهاء جماعةٌ من العلماء للملك عبدالعزيز -رحمهم الله جميعاً- حين اعتدى بعض "الإخوان" على حجاجٍ من أهل اليمن. وهذا نصها:
(يُتْبَعُ)
(/)
"من محمد بن عبد اللطيف، وسعد بن حمد بن عتيق، وسليمان بن سحمان، وصالح بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن عبد اللطيف، وعمر بن عبد اللطيف، وعبد الله بن حسن، ومحمد بن إبراهيم، إلى الإمام المكرم: عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، سلمه الله تعالى ; سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فاعلم ـ أطال الله بقاءك ـ أن الذي فعل هذا الأمر أناس من جهال العوام الذين ليس لهم عناية بمدارك الأحكام، ولا معرفة لهم بالحلال والحرام، وهذا لا يحل في دين الله وشرعه، فالواجب عليك: أداء ما أخذوا من أموالهم، وتأديبهم على ما فعلوه من الأمور التي يعود ضررها على الإسلام والمسلمين.
ومعلوم: أنك قد أعدت وأبديت وبالغت في نصيحتهم وتحذيرهم، من الأمور التي تخالف الشرع، ولكن المقدر كائن لا محالة. ويلزمك المبادرة بالقيام في ذلك. لأن هذا من أهم الأمور، وفيها صيانة لعرضك وأعراض المسلمين، وبراءة لذمتك نرجو الله أن يوفقك ويسددك ويعينك. والسلام". (الدرر السنية 9/ 343).
وهذه رسالة أخرى من الشيخ عبدالله العنقري -رحمه الله- يقول فيها:
"أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى، لما من على بادية نجدٍ، في آخر هذا الزمان، بالإقبال على تعلم دين الإسلام، والعمل به، وكثر ذلك فيهم وانتشر، ورأى الشيطان منهم قوةً في ذلك، وحرصاً على الخير، يئس منهم أن يردَّهم على حالهم الأولى، التي انتقلوا منها، فأخذ في فتح أبوابٍ من أبواب الشر، حسَّنها لهم وزينها، وجعلها في قالب القوة والصلابة في الدين، وأن من أخذ بها فهم المتمسكون بملة إبراهيم، ومن تركها فقد ترك ملة إبراهيم ... إلى أن قال: "إذا علم هذا؛ فمن الأمور التي أدخلها (الشيطان) على الإخوان- وفقهم الله تعالى- أنه غلَّظ أمر الأعراب عندهم، حتى صار منهم من يعتقد كفرهم مطلقاً، ومنهم من يرى جهادهم، حتى يلتزموا سكنى القرى". (الدرر السنية 9/ 127).
وفي رسالةٍ ثالثةٍ للشيخ سليمان بن سحمان -رحمه الله- يقول:
"اعلم: أنه قد حدث في هذه الأزمان, من بعض (الإخوان) من الغلو, والمجاوزة للحد في بعض المسائل الدينية, والأوامر الشرعية, ما يجب على كل مسلم إنكاره, وبيان خطأ من أحدثه في الدين, من غير بينة, ولا برهان, ولا حجة , يجب المصير إليها, من السنة والقرآن؛ ولا قال بها أحد من أئمة الإسلام, الذين هم معالم الهدى, ومصابيح الدجا, وهم القدوة, وبهم الأسوة في بيان مراتب الدين". الدرر السنية (2/ 349).
هذه نصوص لبعض العلماء في إنكار ما كان يقع من تعدٍ في الدماء أو الحقوق، وأحسب أن هناك غيرها الكثير، غير أن هذا ما بين يدي الآن. وقد قلت وكرَّرت أني أكتب حال سفر وغربة، وجلُّ ما أثبته هنا، مصدره تقييدات قديمةٌ محفوظة لديَّ على الجهاز. ومرادي من ذكر هذه النصوص أن من أعظم الجناية والظلم تحميل أهل العلم ما لا يد لهم فيه. وإنما يتحمل العلماء -فقط- مسؤولية تقريراتهم النظرية والتطبيقية.
فمن أراد أن يحاسب أو ينقد عالماً فلينظر لكلامه هو وحده دون سواه.
وقد كان علامة العراق الشيخ محمد بهجت الأثري يذب عن دعوة الشيخ ويقول: "الغلو والتعصب الذي التزمه بعض عامة نجدٍ في بعض الأعمال هو ما لا يسلم من مثله خواص الناس في كل عصرٍ ومصرٍ أبداً ... لكنَّ علماءهم لا يسكتون لهم على منكرٍ ارتكبوه. وحاشا لله أن يكون علماء نجدٍ الأعلام غلاةً متشددين".
وذكر -رحمه الله- أن أولئك العلماء في "معتقداتهم السلفية لم يحولوا عن عن هدي الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- قيد شعرةٍ".
وذكر أن هذا ما تحقَّقه من مصنفاتهم، ومما بلغه من ثقات الرواة.
(ذكر هذا في تعليقه على تاريخ نجد للآلوسي، في الموضع الذي استشهد به أخونا الشيخ وائل).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
و مما يحسن التنبيه عليه أن تلك الأحداث التي استنكرها العلماء، كانت مصاحبةً لنشأة الدولة السعودية الثالثة الحالية، لذا فإن بحثها له حساسية سياسية، وأخرى قبلية.
والإشكال في القبلية أكثر منه في السياسية. ولعل الخير في طيِّ ذلك كله ودفنه، فذاك أشفى وأصفى للقلوب.
أو على الأقل حصر البحث في الدوائر العلمية دون غيرها من المنابر العامة.
و (الإخوان) لم يكونوا دائماً طرفاً معتدياً، بل كان التعدي يقع منهم وعليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاهتمام بالعلم النافع، وتأليف القلوب، أولى من التنقيب في مثل تلك الوقائع التي مضى فيها المختلفون لخالقهم.
وقد كان الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (12/ 170) إذا سئل عن الإخوان وما جرى منهم، ينشد قول الشاعر:
دع عنك شيئا مضى لسبيله ...... وعليك بما غالك في يومك فاقبل
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ومع ذلك، فمن أراد أن أن ينبشَ في هذا، ويبحث بحثاً تاريخياً، و يتحمل العواقب والتبعة فهذا شأنه. لكنَّ الواجب المتعين الفصل بين هذه الوقائع، وبين تلك الدعوة المباركة؛ التي أطلقها الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-، والذي كانت آراؤه و سيرته في هذا الباب مثالاً صادقاً للنهج السلفي الواضح الجلي. وكان تعامله وتعامل تلاميذه مع الناس -في الجملة- موزوناً بميزان الكتاب والسنة. فكان هو وطلابه وأولاده يجتهدون في نصرةِ الحق بقوةٍ وحزمٍ، لكن ينكرون الغلو فيه.
فمما رأيته للشيخ -رحمه الله- من إنكار الغلو أنه بلغه عن فلانٍ وفلانٍ أنهم أنكروا على بعض الأشراف تقبيل الناس لأيديهم، ولبسهم العمامة الخضراء. فكتب لهم الشيخ يقول: "الإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة؛ فأول درجات الإنكار: معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله. وأما تقبيل اليد، فلا يجوز إنكار مثله، وهي مسألة فيها اختلافٌ بين أهل العلم، وقد قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس -رضي الله عنهم-، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
وعلى كل حال، فلا يجوز لهم إنكار كلِّ مسألةٍ لا يعرفون حكم الله فيها.
وأما لبس الأخضر، فإنها أحدثت قديماً تمييزاً لأهل البيت، لئلا يظلمهم أحدٌ، أو يقصِّر في حقهم من لا يعرفهم. وقد أوجب الله لأهل بيت رسول -الله صلى الله عليه وسلم- على الناس حقوقاً، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم، ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو". (الدرر 8/ 51).
وقد أنكر الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله- واقعةً حدثت في زمنه أقدم فيها بعض الجهلة على إحراق كتبٍ لبعض أهل الطائف توهموها كتباً بدعية، فكتب الشيخ يقول: "ما اتفق لبعض البدو في إتلافِ بعض كتبِ أهل الطائف، إنما صدر منه لجهله، وقد زُجر هو وغيره عن مثل ذلك" الدرر (1/ 228).
فهذا حالهم مع الكتب، فكيف مع الدماء والأنفس.
يقول المستشرق بركهارت المعاصر للدولة السعودية الأولى -وكان بمكة حين دخلها الإمام سعود بن عبدالعزيز-: "لم يزل أهل مكة يذكرون اسم سعود بالشكر والرضى حتى الآن. وما زالت معاملة الجنود الطيبة تذكر بثناء ومدح وبالخصوص معاملتهم في أيام الحج والزيارات. ولم يستطيعوا أن ينسوا تلك المعاملة العادلة التي شاهدوها من جيوشه". ().
فليقارن هذا ببعض ما وقع لاحقاً من بعض ذوي الجهالة عند نشأة الدولة الثالثة، من وقائع أنكرها العلماء وتبرأوا منها. وهذا الإنكار منه ما حفظ لنا في رسائلهم، ومنه ما بلغنا شفاهاً من الشيوخ، ولم يقيد في الكتب.
و لستُ أريد من كلامي هذا البراءة مما وقع في الدولتين الثانية والثالثة، مما أفتى به العلماء أو أمروا به. بل مقصودي أن على الناقد والدارس أن يدرك أن رأي علماء الدعوة وموقفهم يؤخذُ من أقوالهم وفتاواهم المحفوظة في مصنفاتهم، وليس من تهورات ذوي الجهالة، ولا من وقائع حكمتها ملابسات السياسة، أكثر مما حكمتها قواعد الديانة. ثم إن النقد لكلامهم يكون بالعلم والحجة، وليس بالتهويل الخالي من المضامين.
كما أني لا أريد -أيضاً- من كلامي هذا الوصولَ إلى نفي التكفير والقتال عن الشيخ محمد وتلاميذه -رحمهم الله- في الدولة الأولى، فسيرة الشيخ واضحةٌ وضوحَ الشمس. كان يقاتل من قاتله، ولم يكن كل قتاله ولا أكثره سببه التكفير. لكنه -أيضاً- كان يقاتل أهل البلد التي يصر أهلها على الشرك بعد مراسلة علمائهم ورؤسائهم وإقامة الحجة عليهم، فإن تعصب لهم أحدٌ وقاتل معهم، قاتله الشيخ، وجعل حكمه حكمهم.
تماماً كما فعل الصديق -رضي الله عنه- مع أهل الردة.
فهذا مقتضى الأدلة، وهو مقتضى ما يقرِّره أهل العلم في مثل الحال التي عالجها الشيخ -رحمه الله-.
وقد رأيتُ بعض من كتب معترضاً يطالب الشيخ بأن يقيم الحجة على أهل كل بلدةٍ فرداً فرداً!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثل هذا القائل لا يعرف سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أهل الكفر الأصلي، ولا يعرف سيرة الصديق مع أهل الردة.
وأما الشيخ محمد فقد كانت سيرته مبنيةً على علمٍ وبصيرةٍ. و من قرأها بعلمٍ وإنصاف، فلن يرفع صوته مطالباً (أتباع محمد بن عبدالوهاب) بإنكار أخطائه، بل سيرفع صوته بشكر الله وحمده أن هيأ مثل هذا الإمام المصلح المجدِّد لطريقة السلف.
ومع هذا فالتخطئة بعلمٍ لا ضيرَ فيها، وإنما الذي يعاب إجمال الكلام ورميه دون حجةٍ أو برهانٍ.
والأصول إذا صحَّت على وفق طريقة السلف، فإن الخلاف في التنزيل على الوقائع و الأعيان متصورٌ. وقد اختلف العلماء في تكفير التتار مع انتسابهم للإسلام، واختلفوا في تكفير الخوارج، واختلفوا في تكفير جملةٍ من الفرق البدعية الغالية. بل قد اختلف الصحابة -أول الأمر- في تكفير مانعي الزكاة.
فالاختلاف في مثل هذا واردٌ، غير أن الفارق بين أئمة الدعوة وغيرهم من أهل العلم، وجود من يتبنى قولهم وينصره بالسيف.
وقد تكلم الشوكاني -رحمه الله- في رسالته (دفع العدو الصائل ص34) عن تحاكم أهل البوادي باليمن لعوائدهم القبلية، فحكم بكفرهم وردتهم، ثم قال: "هؤلاء جهادهم واجب، وقتالهم متعين، حتى يقبلوا أحكام الإسلام، ويذعنوا لها، ويحكموا بينهم بالشريعة المطهرة، ويخرجوا من جميع ما هم فيه من الطواغيت الشيطانية".
فلو تهيأت للشوكاني سيفٌ ودولةٌ، وطبق هذه الحكم، كيف سيتحدث التاريخ عنه، إذا قاتل أولئك الدهماء، واستباح دماءهم وأموالهم؟
وهل سيتحدث أحدٌ عن وجوب رفع الصوت بمراجعة أخطاء الشوكاني؟!
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(7)
يسألني الشيخ وائل:
هل وقع في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (الشيخ أو أئمة الدعوة) أخطاء في تقرير بعض مسائل التكفير العقدية؟
هل وقع فيها شيء من الأخطاء في الممارسات العملية؟
وأقول: هذا السؤال لا معنى له، بعدما ذكرت لك أنه يقع بين علماء هذه الدعوة خلافٌ، حتى في مسائل التكفير.
فنتيجة هذا أنه لا بد أن يكون قد وقع خطأ.
وتبقى مشكلة أخي الشيخ وائل وغيره: الإصرار على أخذ تاريخ هذه الدعوة قطعةً واحدةٍ، فيظل الواحد منهم يتحدث ويتساءل: هل وقعت أخطاء في الدعوة، وهل وقع غلو، وهل، وهل، وهل ... ؟؟
ولو تعامل مع كل عالمٍ بما يقوله وما يفتي به، لاتضحت له الصورة جليةً خاليةً من كل لبسٍ.
وكما قلت -آنفاً- فإن الخلاف في مسائل التكفير (نظرياً، وعملياً) أمرٌ واردٌ وسائغٌ حتى داخل الدائرة السنية السلفية. وليست موجبات التكفير مما يتعين أن يتفق عليه العلماء. ويكفي مطالعة أبواب (الردة) في كتب الفقه، للوقوف على مسائل يتنازع في التكفير بها أهل العلم.
لكني - مع ذلك- لا أعلم لدى أئمة هذه الدعوة ما يمكن اعتباره خطأً صرفاً يستوجب أن ترتفع الأصوات بإنكاره كما هو مطلب الشيخ حاتم.
اللهم إلا مسألتان اثنتان، ظهر فيهما الخلاف فيهما مؤخراً، وقال بهما رؤوسٌ كبار.
لكن لا أظن أخي الشيخ وائلاً، و لا الشيخ حاتماً سيفرحان بإقراري بهذين الخطأين، لأنه أقرارٌ في (الاتجاه المعاكس).
المسألة الأولى: ما يقرره بعض شيوخنا، ونحا إليه الشيخ حاتم من (إطلاق) القول بأن المظاهرة العملية (كلها) ذنب وليست كفراً.
و المسألة الثانية: القول بأن التحاكم لشريعة غير شريعة الإسلام من الكفر الأصغر.
فهاتان المسألتان عندي تندرجان تحت عنوان: "الخطأ المحض"، وإن قال بهما من قال من أهل الفضل والعلم في هذه البلاد وغيرها.
ومع ذلك، فإن الكتابات في الطرفين منشورة مشهورة لا يخفى أمرها على أدنى طالب علمٍ.
فها هو الشيخ حاتم يرانا -نحن الذين سماهم (أتباع محمد بن عبدالوهاب) - نختلف ويرد بعضنا على بعض، تماماً كما فعل السلف -رحمهم الله-.
فما المطلوب أكثر من هذا؟؟
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(8)
سألني أخي الشيخ وائلٌ عن رأيي في الانتقادات التي أبداها كل ٌمن رشيد رضا، وصديق حسن خان، والآلوسي، والألباني -رحمهم الله جميعاً-. وتساءل إن كنت سأقول إن نقدَ هؤلاء يعبر عن تبري وتنصل من الدعوة؟! أو أنهم يجهلون حقيقة التوحيد، أو حقيقةَ الدعوة.
ولا أدري أين رآني أخي قلت: إن كل نقدٍ يوجه لدعوة الشيخ لا يمكن تفسيره إلا بمثل هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتراضي كان على فاضلٍ يعيش داخل هذه الدعوة، وينشأ في ظلالها، ثم يتحدث عن أناسٍ اسمهم: (أتباع محمد بن عبدالوهاب).
وأحسب أني شرحت هذا بما هو كافٍ -إن شاء الله-.
وأما بالنسبة لتلك الأسماء الأربعة، فأعلمهم بكتب وتاريخ أئمة الدعوة أولهم، و هو الشيخ رشيد رضا -رحمه الله-. وهو الذي قال ليوسف الدجوي -حين كتب متهماً (الوهابية) بالمغالاة في التكفير-: "علماء الوهابية لا يكفرون أحدًا من أهل القبلة إلا بما أجمع فقهاء أهل السنة على أنه كفرٌ وردةٌ عن الإسلام". المنار (19/ 9).
فهل سيقبل أخي الشيخ وائل هذه الشهادة، كما قبلَ الأخرى؟
أم سيقول العبرة والحجة في الدليل والبرهان، وليس في الأسماء كما نقوله ونطالب به؟
وبالمناسبة، فإن الشيخ رشيد رضا قد يكونُ من أهل الغلو -أيضاً- حسب تقريرات الشيخ حاتم -وفقه الله-.
فإذا كان الشيخ حاتم يرى المظاهرة العملية كلها ذنباً وليست معصيةً، ويرى التكفير بها غلواً وقولاً محدثاً، فإن الشيخ رشيد رضا -رحمه الله- كان يرى مجرَّد قبول جنسية دولة كافرةٍ دون ضرورةٍ ردةٌ عن دين الإسلام (المنار 25/ 27).
فهل سيطالب الشيخ حاتم بأن يرفع أهل مصر أصواتهم بضرورة مراجعة أخطاء رشيد رضا، وعدم السكوت عنها؟!
هذا القول من الشيخ رشيد -رحمه الله-، ضمن أقوالٍ كثيرةٍ مستفيضةٍ، قديمةٍ ومتأخرة، لعلماء الإسلام في حكم مظاهرة الكفار قفز فوقها الشيخ حاتم في بحثه، ولم يلتفت إليها، لينتهي بعد ذلك إلى القول بأن التكفير بالمظاهرة العملية -أي مظاهرة- قول محدثٌ في دين الإسلام!
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(9)
يسألني الشيخ وائل:
هل ثمة غلاة في دعوة الشيخ محمد -رحمه الله- ممن كتب أو ألَّف كما قد حصل مثل ذلك في بعض أتباع الإمام أحمد أو غيره؟
وإن وجد ذلك فليعطينا أمثلة لذلك، وأن يذكر لنا مظاهر هذا الغلو؟
هذا ما سأل عنه الشيخ وائل ـ عافاه الله-، و إني لأعجب كيف يجتهد أخي كلَّ مرةٍ في صرف بحثنا عما دعا إليه الشيخ حاتم من ضرورة رفع الصوت بإنكار أخطاء (محمد بن عبدالوهاب)، لينقل الكلام عن أتباع الشيخ، وعن وجود الغلو فيهم.
كلام الشيخ حاتم لو اقتصر على وجود من يغلو في الشيخ محمد، لما أثار كلَّ هذه الزوبعة. غير أن الإشكال يكمن في حديثه المجمل عن التكفير لدى الشيخ محمد نفسه، مع ما يعلمه من كون هذه تهمةً قديمةً لم تزل توجه للشيخ -رحمه الله-. فالإجمال في هذا المقام خطأ ظاهرٌ. وقد رأيتُ جملةً من منتديات أهل البدع طارت بكلام الشيخ وهللت له.
وإني لأكرِّرُ عجبي وأعيده: كيف ينزعج الشيخ وائلٌ وغيره من الأحبة حين عينتُ مسألتين وقعتا للشيخ حاتم، وقلت إن فيهما لوثة إرجاء. وفي الوقت نفسه يسوِّغون للشيخ حاتم أن يرمي كلاماً مجملاً عن (أخطااااء) في التكفير لدى الشيخ محمد توجب أن ترتفع الأصوات بإنكارها، من غير أن يسمي لنا هذه الأخطاء.
فهل هذا من العدل في شيء؟؟
قلت وأعدتُ وكررتُ:
((الشيخ محمد –رحمه الله- رأسٌ من رؤوس أهل السنة. ومقامه لديهم عالٍ رفيع. فالكلام عنه –بالتالي- يجب أن يكون برويةٍ، وبمنهج موضوعي متزنٍ، مدعَّمٍ بالحجةِ والدليل. ومخالفة هذا المسلك، ستؤدي –بديهةً- إلى ردود فعلٍ وانشقاق)).
هذا موضع النقد الأساس. فتضييع الكلام بالحديث عن أتباعٍ لديهم غلو لا معنى له.
و سوف أختصر هذا الطريق على أخي الشيخ وائل، وأورد له نصوصاً رائعةً لباحثٍ بارعٍ معاصرٍ حول ظاهرة الغلو:
"لا بد من وجود (ظاهرة الغلو) في المجتمع البشري".
"ولا بد من وجودها في المجتمع البشري كله، بجميع ألوانه وأديانه".
"الغلو ... له أسبابه التي لا ينفك عنها مجتمعٌ بشريٌّ".
"وأي مجتمعٍ يمكن أن يقال: إن جميعَ أفراده على درجةٍ واحدةٍ في كمال التصوُّر الصحيح لجميع الأمور، حتى ينجو جميع أفراده من الغلو".
"هذا المجتمع لم يوجد ولن يوجد".
"هذا أكمل مجتمعٍ بشري عرفته البشرية، وهو مجتمع سيد ولد آدم -صلى الله عليه وسلم- لم ينجُ من ظاهرة الغلو".
"فلم يكن حدوث هذا الغلو من زمنه -صلى الله عليه وسلم- دليلاً على خطأٍ في الدين، ولا على خطأٍ في تعليم الدين".
هذه الكلمات النيرات سوف تريح أخي الشيخ وائل من كثير من التساؤلات التي طرحها والتي تدور حول: هل وجد أو لم يوجد غلو لدى أتباع الشيخ محمد -رحمه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل أن أنسى، فإن تلك العبارات المنقولة آنفاً هي من نتاج قلم الشيخ الشريف د. حاتم بن عارف العوني في كتابه (الولاء والبراء ص67 - 68).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(10)
سألني الشيخ وائلٌ: ما موقف الشيخ محمد عبد الوهاب من المظاهرة العملية للكفار إذا كانت من أجل مصلحة دنيويه وإن قارنها بغض دينهم؟
وتساءل إن كنت أرغب في نقاشٍ علمي حول هذه المسألة.
وأقول لأخي: إن كانت هذه المسألة هي التي عناها الشيخ حاتم حين طالب برفع الأصوات بإنكار (أخطاااء) محمد بن عبدالوهاب. فلعمري لقد جار وظلم في حكمه.
ثم إن مطالبته تلك ليس لها معنى، لأن الكتابات اليوم في هذه المسألة أكثر من أن تحصر، ولعل أكثرها يخالف ما كان يذهب إليه الشيخ محمد -رحمه الله-.
وهذه الكتابات خطتها أيدي من يصفهم الشيخ حاتم بـ (أتباع محمد بن عبدالوهاب)!
فنقاشنا وجدلنا حول هذه المسألة لن يضيف جديداً، علاوةً على أني لا أملك الوقت لذلك.
أما عن رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في هذه المسألة، فالصورة التي تحدث عنها هي صورة: (من يلحق بأهل الكفر، ويقف في صفهم مقاتلاً أهل الإسلام).
هذه الصورة هي التي كفَّر بها الشيخ محمد -رحمه الله-.
وكلامه فيها -عندي- هو الحق الذي لا ريب فيه.
فتلك هي الموالاة المطلقة،،، وهي المظاهرة التامة الموبقة.
وإلحاقها بصورة الجاسوس -بناءً على كون ضرره أشد- خطأٌ آخرُ في التصوُّر يشبه الخطأ الأول في حكم الأسير المسلم.
وقد رأيتُ الشيخ حاتماً -عافاه الله- يهجم على من لا يقبل هذه الحجة، ويقول (ص90): "هذه حجة لا مناص من الخضوع لها إلا على المعاند! ".
ويكفي في إبطال ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع استفصاله من حاطبٍ لما تجسَّس- لم يعرف في سيرته قط ولا في سيرة الصحابة بعده مع أهل الردة، أنهم استفصلوا ممن قاتلهم، أوسألوه: ما حملك على هذا؟
وقد اختلف الفقهاء في حكم الذمي إذا كاتب الكفار بعورات المسلمين، لكن لم يختلفوا في انتقاض عهده لو قاتل في صفهم.
وتفصيل البحث في هذا يطول، لكني أقول اختصاراً لوقتي ولوقت الإخوة جميعاً:
إن كان أخي الشيخ وائل يزعم -كالشيخ حاتم- أن هذه المسألة مما تفرَّد به الشيخ محمد عبدالوهاب أتيته بما ينقض هذه الدعوى. مع أني لستُ أراه في حاجةٍ لذلك، فكلام أهل العلم في هذا قريبٌ يستطيع الوصولَ إليه بأقل الجهد والعناء.
وأما إن كان يقرُّ بوجود هذا القول قبل الشيخ، وأن الشيخ مسبوقٌ إليه، وأنه قولٌ معروفٌ متقرِّرٌ لدى أهل العلم، فليس هناك معنى للدعوة لرفع الصوت ببيان (أخطاااء) محمد بن عبدالوهاب.
بل إن من يدعو لذلك، أحق بأن يرفع الصوت ببيان خطئه.
- - - - - - - - - - - -
اللهم اغفر لي ولإخواني.
واستعملنا في طاعتك ونصرة دينك.
آمين.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 02:18]ـ
أحسنت أخى بندر وبارك الله فيك
ـ[العرب]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 02:24]ـ
ما شاء الله تبارك الله، لا عطر بعد عروس بيان شاف نفع الله به الشيخ حاتم ووفقه للخير
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 02:28]ـ
بارك المولى فيكما، ويسر الهدى لكما،
أسأل الله أن يبارك للشيخ بندر في الوقت والعلم ..
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 03:24]ـ
ما شاء الله عليك يا أبا عبدالله
(مصبح)
ـ[القضاعي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 03:54]ـ
أما عن رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في هذه المسألة، فالصورة التي تحدث عنها هي صورة: (من يلحق بأهل الكفر، ويقف في صفهم مقاتلاً أهل الإسلام).
هذه الصورة هي التي كفَّر بها الشيخ محمد -رحمه الله-.
وكلامه فيها -عندي- هو الحق الذي لا ريب فيه.
فتلك هي الموالاة المطلقة،،، وهي المظاهرة التامة الموبقة.
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله دافعاً عن نفسه تهمة التكفير بمطلق الموالاة: " وأما ما ذكر الأعداء عني، أني أُكَفِّر بالظن وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " ..... وقال رحمه الله: " وتذكرون: أني أكفّرهم بالموالاة، وحاشا وكلا ولكن أقطع: أن كفر من عبد قبة أبي طالب، لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله، كما قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} " ... انتهى المقصود من رسالة الإمام لمحمد بن عيد (انظر الدرر السنية 10/ 113 - 116)
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيك ياشيخ بندر فقد كنت في ردك ونقدك قمة في حسن الأسلوب وقوة في الأستدلال وكم نحن بحاجة لمثل هذا الأسلوب في الرد على المخالف أيا كان ومع اننا نجل الشيخ حاتم ونقدره إلا أنه ظهرت منه أمور وأخطاء لاتليق بمثله ولا يوافق عليها ولكنها لاتحط من قدره عندنا بل نحفظ له مكانته وعلمه ولكن ليس أحد اكبر من الحق وكل يؤخذ من قوله ويترك إلى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وجزيت خيرا مرة أخرى ونتمى أن تتحفنا بمواضعك الشيقة والله يرعاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 09:16]ـ
رحم الله الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فنحن عالة، نعيش برحمة الله على بركة هذه الدعوة التوحيدية، فلله الحمد والشكر، ومن قلة العلم أن يغمط حق الشيخ بسبب مالا ينسب إليه.
- - - - - - - - - - - - - - - - --
الشيخ حاتم - نفع الله به - حث ورغّب طالب العلم في شريطه "منهج القراءة في كتب الحديث والمصطلح"، أقول حث طالب العلم على صرف وقته كلّه لممارسة علم الحديث، ونقل قول الخليل ابن أحمد: إذا أردت ان تكون عالماً فاقصد لفن واحد، وإذا أردت أن تكون أديباً فخذ من كل شيء أحسنه. وفسّر "الأديب" بلغة اليوم بـ "المثقف". والشيخ حاتم أحسن أيما إحسان عندما التزم هذا الإرشاد فبرع في الحديث وعلومه، وفاق فيه الكثير من اقرانه، ولكن علم العقيدة، والفقه، وغيرها، أيضاً تحتاح لمن يعطيها من وقته الكثير لكي يُسدّد في احكامه وأقواله سداداً يدنيه من الحق، ويبعده عن التقصير في استفراغ الوسع.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 01:14]ـ
.......... ؟؟!!
كتبت ردا في المقال الأول في غاية التهذيب وحذف .. !!
وقرأت ردا هنا يستشكل على الشيخ بندر بعض ما ذهب إليه وحذف هو الآخر مع العلم أننا لم نتجاوز حدود الأدب .. !!
فلا أدري هل من الشروط الكتابة في هذا المنتدى موافقة الإدارة على كل رأي قالوا به؟
وهل من شروط التعليق على هذا الموضوع موافقة قائله؟
بهذا أعتقد أن الإدارة ستوهم القراء بمعاداة كل من يذب عن رأي الشيخ حاتم؟!
وإلا لماذا التباين في المعاملة؟!
لا شك عندي أن الجميع الراد والمردود عليه قصدوا الحق في اجتهادهم ..
{ .... اعدلوا هو أقرب للتقوى ... }
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 03:37]ـ
لم أكن أَوَد التعليق الآن حتى يعلِّق الشيخ وائل الحارثي فهو الأولى بالبداية، لكني علَّقتُ لأمرين اثنين:
الأول - شكر للأخ بندر الشويقي - حفظه الله - على مقاله هذا، والذي يختلف عن مقاله السابق في هدوء لغة الحوار فيه، و تكثيفه للمسائل العلمية.
الثاني - ما قرأتُه وسمعتُه مِن حذف بعض المشاركات، مما جعلني أتسائل: هل تنوي الإدارة حذف مقالاتنا إنْ كتبناها مخالفين بها رأي الأخ بندر الشويقي، أم لا؟
كما أنه ليس عنا ببعيد (قفل) الإدارة للحوارات حول مقال الخراشي السابق، ثم فاجأتنا الإدارة - بعد القفل بأيام - بمقال الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف، الموافِق للخراشي و المخالِف للشيخ حاتم!
أرجو من الإدارة الكريمة ألا يفوتها: أنّ الأقوى وألأبقى في عالم الصحافة الاكترونية هو الذي لا يخاف مِن مخالِفه مادام واثقاً مما عنده.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 06:38]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ بندر ونفع بعلومكم ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
وقد عنت لي مسألة رأيت طرحها ها هنا لوجود الاشكال فيها عندي ..
أرأيتم لو أن رجلا من عامة الرافضة، أسره ولي أمر أهل السنة في العراق في زماننا هذا - على سبيل الافتراض - متلبسا بالسلاح مقاتلا في صفوف الأمريكان، وقد أفهمه شيوخه أهل الحوزات أنه مجاهد بذلك في سبيل الله ضد من أفهموه أنهم الوهابية أعداء آل البيت - كما يحلو لأهل الحوزات أن يزعموا، قاتلهم الله ولعنهم -، فهل يستتيبه لوجود التأول عنده، ويقيم عليه حجة الحق، فان تاب والا قتله، أم يقتله دون استتابة على أنه موال موالاة عملية للكفار وفي يده سلاح كان يقاتل به المسلمين؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 08:54]ـ
.......... ؟؟!!
كتبت ردا في المقال الأول في غاية التهذيب وحذف .. !!
وقرأت ردا هنا يستشكل على الشيخ بندر بعض ما ذهب إليه وحذف هو الآخر مع العلم أننا لم نتجاوز حدود الأدب .. !!
فلا أدري هل من الشروط الكتابة في هذا المنتدى موافقة الإدارة على كل رأي قالوا به؟
وهل من شروط التعليق على هذا الموضوع موافقة قائله؟
بهذا أعتقد أن الإدارة ستوهم القراء بمعاداة كل من يذب عن رأي الشيخ حاتم؟!
وإلا لماذا التباين في المعاملة؟!
لا شك عندي أن الجميع الراد والمردود عليه قصدوا الحق في اجتهادهم ..
{ .... اعدلوا هو أقرب للتقوى ... }
/// يا أخي الكريم .. بارك الله فيك وسدَّدك .. للتوضيح فإنَّ تعقيبك وغيرك في الموضوع الأول قد حذف مع جملة ما حذف من المشاركات الخارجة عن موضوع النقاش السابق، وعددها كبير، وأكثر المحذوف مما هو غير موافق للشيخ حاتم الشريف ومؤيد للشيخ بندر. فليس ثَم انحياز إن شاء الله لطرف ضد آخر.
/// وأمَّا ما ذكرته من الحذف في هذا الموضوع فليس في سجل المنتدى مشاركة لك، فتأكَّد بارك الله فيك، لعلَّ المشكلة من الاتصال والإرسال، ولو كان ثَمَّ محذوف فيه لظهر لي ولغيري من المشرفين، فقد تكون أرسلت تعقيبك ولم يصل لمشكلة تقنية لا علاقة لها بالإشراف.
/// تنبيه: لا بأس بالتحاور في أي موضوع بشرط الالتزام بالأدب مع المحاور وغيره، وليس من الشروط موافقة الادارة فيما تهواه.
... الثاني - ما قرأتُه وسمعتُه مِن حذف بعض المشاركات، مما جعلني أتسائل: هل تنوي الإدارة حذف مقالاتنا إنْ كتبناها مخالفين بها رأي الأخ بندر الشويقي، أم لا؟
كما أنه ليس عنا ببعيد (قفل) الإدارة للحوارات حول مقال الخراشي السابق، ثم فاجأتنا الإدارة - بعد القفل بأيام - بمقال الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف، الموافِق للخراشي و المخالِف للشيخ حاتم!
أرجو من الإدارة الكريمة ألا يفوتها: أنّ الأقوى وألأبقى في عالم الصحافة الاكترونية هو الذي لا يخاف مِن مخالِفه مادام واثقاً مما عنده.
/// يا أخانا الفاضل جوابي هو نفس الرد السابق لأخينا أبي حاتم .. فليس هناك مانع مطلقًا من التحاور العلمي في هذا الموضوع بالحجة والأدب كما صنعت وغيرك -بارك الله فيكم- في الموضوع الأول الذي قد لا يكون أخذ حقه، ولكنه خرج عن مساره إلى بنيات الطريق، وأحيانا إلى إساءات من البعض للبعض لا تصل للعلم والأدب بطرف، فأغلق لأجله.
/// ولو خرج هذا الموضوع عن مساره أيضًا وغيره، وتوقف التحاور العلمي فيه إلى كلام لا علاقة له به لأغلق أيضًا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 10:39]ـ
بارك الله في المشايخ الثلاثة حاتم وبندر ووائل ووفقهم لكل خير.
أما بالنسبة للإخوان فهم إن نسبوا إلى أتباع الشيخ فإنكار أهل العلم عليهم ينفي إتهام الدعوة غياب النقد الذاتي لأخطاء التكفير، وإن نحوا عن دعوة الشيخ انتهى إتهام الدعوة بالتكفير الذي وقعوا فيه.
على أنه يوجد تقصير عند البعض من أهل العلم في الإنكار عليهم.
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله دافعاً عن نفسه تهمة التكفير بمطلق الموالاة: " وأما ما ذكر الأعداء عني، أني أُكَفِّر بالظن وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " ..... وقال رحمه الله: " وتذكرون: أني أكفّرهم بالموالاة، وحاشا وكلا ولكن أقطع: أن كفر من عبد قبة أبي طالب، لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله، كما قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} " ... انتهى المقصود من رسالة الإمام لمحمد بن عيد (انظر الدرر السنية 10/ 113 - 116)
هل تقصد أخي القضاعي تخطئة الكاتب أم تدعيمه في قوله (أما عن رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في هذه المسألة، فالصورة التي تحدث عنها هي صورة: (من يلحق بأهل الكفر، ويقف في صفهم مقاتلاً أهل الإسلام).هذه الصورة هي التي كفَّر بها الشيخ محمد -رحمه الله-.)
فإن كانت الأولى فأقول إن الشيخ محمد لا يكفر بمجرد الموالاة (مطلق الموالاة) فلا يكفر بكل موالاة كالتوقير والمحبة ولكنه يكفر بالموالاة التامة (الموالاة المطلقة) ولا أوضح من تمام الموالاة عنده من مخاطرة الرجل بحياته في سبيل وليه.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 10:57]ـ
اختلف العلماء هل الولاء و البراء من معنى لا إله إلا الله أو من لوازمها
و على كلا القولين، فإن من خرج في صف الكفار مقاتلاً قتالاً مباشراً للمسلمين فهو كافر
أما من قال هو مسلم فقد دخلت عليه شبهة المرجئة، تماماً كالفقهاء الذين قالوا أن من قتل على ترك الصلاة و هو يرفض أدائها مسلم و يدفن في مقابر المسلمين، فقال ابن تيمية أنهم دخلت عليهم شبهة المرجئة، لأن هذا يلزم أنه جحد الصلاة لزوماً عند أهل السنة
# باقي المشاركة حرَّرها المشرف #
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 11:24]ـ
الأخ الأنصاري
إن أردت أن تعرف أن الإدارة ليست متحيزة مع صف الأخ بندر فانظر مشاركتي التي حرر المشرف باقيها لتعرف أن الإدارة ليست متحيزة لنا
و أقول جزاهم الله خيراً فالمنتدى لهم وأنا ضيف عندهم و أنا راض بإدارتهم و إن حرروا مشاركتي، علماً أن موضوعي السابق لا زال يقبل التعديل، لكن سأبقيه محرراً من المشرف ليكون دليلاً على عدم التحيز
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 12:18]ـ
أشكر للأخ العزيز/ عدنان البخاري
كلماته المهذبة .. وهذا هو الظن بمنتدى يقوم عليه طلبة العلم أمثالكم عدم محاباة أحد على أحد.
................
أما الشويقي فنشكره على الهدوء في النقاش والحوار .. ورده لا زال بحاجة إلى نقاش فما توصل إليه غير مسلّم
لأن هناك اشكالات تطبيقية ترد عليه .. كحديث سهل بن بيضاء فكلامه عليه غير مقنع.
فسهل لو خرج مكرها لقال ذلك ليدفع عن نفسه الموت ولقاله ابن مسعود.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 02:15]ـ
فإن أخذتَ هذا التاريخ الطويل العريضَ كله قطعةً واحدةً، ورسمتَ في رأسك شيئاً اسمه (الوهابية)، أو (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، ثم حمَّلت فلاناً مسؤولية كلام فلانٍ، وحملتَ العالمَ تصرفَ السائس، وألصقت بأهل العلم تصرفات الرعاع. فسوف تظلم وتجور في حكمك.
بل لو حمَّلت بعض علماء الدعوة تبعة كلام بعضهم الآخر، فلن توفَّق للإنصاف.
هذه العبارة هي من أصدق ما كتبه الشيخ بندر وأصوبه ..
ومقاله هذا أحسن وأصوب من مقاله السابق ..
والموضعان اللذان انتقدهما على الشيخ حاتم (الاستدلال بقصة سهل، وتجويز بقاء إيمان الباطن مع ثبوت كفر الظاهر) أصاب في انتقادهما ..
ولشيخ الإسلام كلام جليل لم أر من استدل به في مسألة الموالاة هذه وهو قوله: ((فَإِخْرَاجُهُمْ الْعَمَلَ يُشْعِرُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوا أَعْمَالَ الْقُلُوبِ أَيْضًا وَهَذَا بَاطِلٌ قَطْعًا فَإِنَّ مَنْ صَدَّقَ الرَّسُولَ وَأَبْغَضَهُ وَعَادَاهُ بِقَلْبِهِ وَبَدَنِهِ فَهُوَ كَافِرٌ قَطْعًا بِالضَّرُورَةِ وَإِنْ أَدْخَلُوا أَعْمَالَ الْقُلُوبِ فِي الْإِيمَانِ أَخْطَئُوا أَيْضًا؛ لِامْتِنَاعِ قِيَامِ الْإِيمَانِ بِالْقَلْبِ مِنْ غَيْرِ حَرَكَةِ بَدَنٍ. وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ هُنَا ذِكْرُ كُلِّ مُعَيَّنٍ؛ بَلْ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ بِقَلْبِهِ هَلْ يَتَصَوَّرُ إذَا رَأَى الرَّسُولَ وَأَعْدَاءَهُ يُقَاتِلُونَهُ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْظُرَ إلَيْهِمْ وَيَحُضَّ عَلَى نَصْرِ الرَّسُولِ بِمَا لَا يَضُرُّهُ هَلْ يُمْكِنُ مِثْلُ هَذَا فِي الْعَادَةِ إلَّا أَنْ يَكُونَ مِنْهُ حَرَكَةٌ مَا إلَى نَصْرِ الرَّسُولِ؟ فَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ هَذَا مُمْتَنِعٌ)) ..
قلت: فكيف بامتناع إيمان من قاتل الرسول ..
ويبقى محل البحث الذي أسأل فيه الشيخ بندر: هل يُجعل كل مناصر للكفار على المسلمين بمنزلة مناصرة الكفار على الرسول .. أم يمكن الحكم على بعض صور مناصرة الكفار على المسلمين =بعدم الكفر .. بحسب ما يظهر للقاضي (؟؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 08:25]ـ
لأن هناك اشكالات تطبيقية ترد عليه .. كحديث سهل بن بيضاء فكلامه عليه غير مقنع.
فسهل لو خرج مكرها لقال ذلك ليدفع عن نفسه الموت ولقاله ابن مسعود.
1 - المراد من إيراد الكاتب للحديث إثبات أن الشيخ حاتماً أثبت حكم الإيمان لمن يصطف في جيش الكفار محارباً النبي –صلى الله عليه وسلم-. وهذا ما طلب بعض إثباته من كلام الشيخ حاتم. ولا شك انه أثبت ذلك بنقله هذا.
2 - لا يجتمع حمل الحديث على حال الاختيار إلا بالقول أن قتال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتضي الكفر، وهذه مشكلة كبيرة.
3 - لا توجد قصة تروى بجميع تفاصيلها، وإن حدث ذلك فإنه من النادر، فليس معنى أن ادعاء الإكراه لم يرد في الرواية أنه لم يقع، فعلى من ينفي الدليل كما هو على من يثبت.
4 - ودليل من يدعي أنه كان مكرهاً أنه هذا هو المتوقع من مسلم يكتم إسلامه بمكة، وأنه من المؤكد أن الصحابي لا يفعل شيئاً قد حكي الإجماع على تكفير فاعله، وأن الظاهر من حال الصحابة تقديم أرواحهم دون رسول الله صلى الله عليه فكيف يقاتله واحد منهم مختاراً؟
أما من ادعى عدم الإكراه فليس عنده إلا أن ذلك لم يذكر نصاً.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 11:49]ـ
1 - المراد من إيراد الكاتب للحديث إثبات أن الشيخ حاتماً أثبت حكم الإيمان لمن يصطف في جيش الكفار محارباً النبي –صلى الله عليه وسلم-. وهذا ما طلب بعض إثباته من كلام الشيخ حاتم. ولا شك انه أثبت ذلك بنقله هذا.
2 - لا يجتمع حمل الحديث على حال الاختيار إلا بالقول أن قتال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتضي الكفر، وهذه مشكلة كبيرة.
3 - لا توجد قصة تروى بجميع تفاصيلها، وإن حدث ذلك فإنه من النادر، فليس معنى أن ادعاء الإكراه لم يرد في الرواية أنه لم يقع، فعلى من ينفي الدليل كما هو على من يثبت.
4 - ودليل من يدعي أنه كان مكرهاً أنه هذا هو المتوقع من مسلم يكتم إسلامه بمكة، وأنه من المؤكد أن الصحابي لا يفعل شيئاً قد حكي الإجماع على تكفير فاعله، وأن الظاهر من حال الصحابة تقديم أرواحهم دون رسول الله صلى الله عليه فكيف يقاتله واحد منهم مختاراً؟
أما من ادعى عدم الإكراه فليس عنده إلا أن ذلك لم يذكر نصاً.
ايضا اخي كتب السير والتراجم التي أوردت القصة جاء فيها أنه كان يكتم إسلامه في مكة وأن قريش أخرجته معها، جاء في الوافي بالوفيات: (ولما كَتَمَ سهلٌ إِسلامَه أخرجَتْه قريشٌ إلى بَدْرٍ، فأُسر يومئذٍ مع المُشْركين، فشهد له عبدُ الله بن مسعود أَنه رآه بمكة يصلّي فخُلِّيَ عنه)
وفرق جلي بين التعبير بأخرجته وبين خرج معهم!!، ومن خلال بحثي القصير في الرواية لم أجد أحدا قد عبر بخلاف أخرجته، والله تعالى اعلم ..
ـ[المرجح]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 02:57]ـ
روى الأمام مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنِى أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِىُّ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَفَرْقَدٌ السَّبَخِىُّ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ وَهُوَ فِى أَرْضِهِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا هَلْ سَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ فِى الْفِتَنِ حَدِيثًا قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يُحَدِّثُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلاَ ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِى فِيهَا وَالْمَاشِى فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِى إِلَيْهَا أَلاَ فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ».
قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلاَ غَنَمٌ وَلاَ أَرْضٌ قَالَ «يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لْيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ».
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِى إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِى رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِىءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِى قَالَ «يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ».
قال النووي في شرحه: (قَوْله: (أَرَأَيْت إِنْ أُكْرِهْت حَتَّى يُنْطَلَق بِي إِلَى أَحَد الصَّفَّيْنِ، فَضَرَبَنِي رَجُل بِسَيْفِهِ، أَوْ يَجِيء سَهْم فَيَقْتُلنِي؟ قَالَ يَبُوء بِإِثْمِهِ وَإِثْمك، وَيَكُون مِنْ أَصْحَاب النَّار)
مَعْنَى (يَبُوء بِهِ) يَلْزَمهُ، وَيَرْجِع، وَيَحْتَمِلهُ أَيْ يَبُوء الَّذِي أَكْرَهَك بِإِثْمِهِ فِي إِكْرَاهك، وَفِي دُخُوله فِي الْفِتْنَة، وَبِإِثْمِك فِي قَتْلك غَيْره، وَيَكُون مِنْ أَصْحَاب النَّار، أَيْ مُسْتَحِقًّا لَهَا.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث رَفْع الْإِثْم عَنْ الْمُكْرَه عَلَى الْحُضُور هُنَاكَ. وَأَمَّا الْقَتْل فَلَا يُبَاح بِالْإِكْرَاهِ بَلْ يَأْثَم الْمُكْرَه عَلَى الْمَأْمُور بِهِ بِالْإِجْمَاعِ. وَقَدْ نَقَلَ الْقَاضِي وَغَيْره فِيهِ الْإِجْمَاع
قَالَ أَصْحَابنَا: وَكَذَا الْإِكْرَاه عَلَى الزِّنَا، لَا يُرْفَع الْإِثْم فِيهِ. هَذَا إِذَا أُكْرِهَتْ الْمَرْأَة حَتَّى مَكَّنَتْ مِنْ نَفْسهَا. فَأَمَّا إِذَا رُبِطَتْ، وَلَمْ يُمْكِنهَا مُدَافَعَته، فَلَا إِثْم. وَاَللَّه أَعْلَم.
هذا كله في قتال الفتنة بين المسلمين بعضهم البعض
قال ابو العباس: (واما المكره الذي يقاتل طائفة بحق كالذي يكون في صف الكفار والمرتدين والمارقين من الاسلام فلا اثم على من قتله بل هو مثاب على الجهاد وان افضى الى قتله كما قال النبي صلى الله عليه و سلم للعباس اما ظاهرك فكان علينا واما سريرتك فإلى الله)
والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم والعبَّاسُ بن عبد المُطَّلب رضي الله عنه هوَ ونَفَرٌ مِنْ بَني عبد المُطَّلب أُخْرِجُوا في يَومِ بدرٍ مع المُشركينَ مُكْرَهِينَ لقِتَالِ المُسلمينَ
كَمَا رَواه عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه وجادة في "المُسندِ" عن عليٍّ رضي الله عنه قالَ: (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومَ بدرٍ: مَنْ استطَعتُمُ أنْ تأَسُروا مِنْ بَني عبد المُطَّلب، فإنَّهم خَرجُوا كُرْهاَ، ولمْ يَعْذرَهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلَ أمَرَ بأسِرهِم، وكانَ مِنهم العبَّاس بن عبد المُطَّلب رضي الله عنه، أسَرَه أبو اليُسر).
وعَامَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمَّه العبَّاس رضي الله عنه مُعامَلةَ الكُفَّار مع أنَّ العبَّاس رضي الله عنه كانَ مُسلِماَ ومِنَ المُستََضعَفينَ بمكَّة، فقد أخرَجَ ابن إسحاق من حديث إبن عبَّاس؛ أنَّ النَّبيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: (يا عبَّاسُ إفْدِ نفسَكَ وابن أخوَيكَ عقيل بن أبي طالب ونَوفَل بن الحارث وحَليفَكَ عُتبَة بن عَمْروْ فإنَّكَ ذُو مالٍ، قالَ: إنِّي كُنتُ مُسلماَ، ولكنَّ القومَ استَكْرَهُونِي، قالَ: اللهُ أعلمُ بمَا تقولُ إنْ كُنتَ مَا تقولَ حقَّاًَ إنَّ اللهَ يَجزيَكَ، ولكنَّ ظََاهِرُ أمركَ أنَّكَ كُنتَ علينا).
فقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ظَاهِرُ أمركَ أنَّكَ كُنتَ علينا)، صريحٌ في أنَّ مَنْ خَرَجَ مع المُشركينَ مُقاتِلاًَ للمُسلمينَ أنَّه يُعامَلُ مُعامَلةَ الكافرينَ وحُكْمُهُ كحُكْمِهِم فَهُوَ كافرٌ مِثلهم
وقالَ الإمامُ ابن حزم رحِمَه اللهُ تعالى في "المُحلَّى بالآثار" في مَعْرضِ حَدِيثِهِ عن مَنْ لَحِقَ بِدَار الكُفرِ والحَربِ مُختَارَاً مُحَاربَاً لِمَنْ يَليه مِنَ المُسلمينَ فقالَ: (فإنْ كانَ هناكَ مُحَاربَاً للمُسلمينِ مُعيناً للكُفَّار بِخِدمَةٍ، أو كِتَابةٍ: فَهُوَ كافرٌ - وإنْ كانَ إنَّما يُقِيمُ هنالكَ لِدُنيَا يُصِيبُها، وَهوَ كالذِّميِّ لَهم، وَهوَ قادرٌ على اللَّحاقِ بجَمْهَرةِ المُسلمينَ وأرضِهِم، فَمَا يَبْعُدُ عنِ الكفرِ، ومَا نَرَى له عُذرَاً - ونَسأَلُ اللهَ العافيةَ ... )
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 12:41]ـ
رابط جيد قريب من الموضوع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144837
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 03:23]ـ
أشكر كل من سعى للوصول إلى الحق بعدل وإنصاف حتى ولو أخطأه!
ولي على مقال الأخ الشويقي ملاحظات مؤثرة في مقاله (من وجهة نظري) منها:
1 - سهل بن بيضاء حرٌ قرشي، وهو يكتم إسلامه ويظهر لقريش أنه منهم، وبدر معركة مفاجئة لم تخطط لها قريش، وإنما خرج جيشها لتأمين العير، فلا أتصور أن إخراج قريش له يعني الإجبار الذي لايملك فيه أمره، لا سيما وقد رجع بنو زُهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم من الطريق بعد أن سلمت العير، ولم يكن رأي مواصلة السير إلى بدر إلا رأي أبي جهل الذي كرهه أشرافٌ من قريش كعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وغيرهم، ثم لم يعتذر سهل بن بيضاء رضي الله عنه بأنه مكره! فلاأرى حمل هذه القصة على المكره: وجيهة.
2 - غزوة بدر غزوة غزاها المسلمون بعكس أحد فهي غزوة غزاها المشركون! فقريش خرجت لتأمين العير، فلما سلمت العير وانتهت العلة التي خرجت لها قريش رجع بعضها، وقالوا يا معشر قريش إننا إنما خرجنا لحماية عيرنا وقد أسلمها الله، وإنا راجعون. وكان رأي أبي جهل مواصلة السير إلى بدر (لاإلى المدينة!) ليوقع الهيبة من قريش في نفوس المسلمين وفي نفوس العرب المشركين أيضا! فسار معه من سار ورجع من رجع، فلم يكن كثير من جيش قريش يظن أنه سيلقى قتالا، بل ولا المسلمين إذ وعدهم الله (بالوحي) إحدى الطائفتين وهم يودون غير ذات الشوكة! فكيف تقول إنه لايتصور أن يكون في جيش قريش من غير المكرهين إلا من جاء لحرب النبي صلى الله عليه وسلم! هذه عجيبة، أولم تسمع لقوله تعالى (ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم) [التوبة 70] وهل يتصور أن العباس بن عبدالمطلب قد جاء لحرب النبي صلى الله عليه وسلم!
هذه ملحوظات وبقي أخرى أسأل الله لأخي بندر التوفيق إلى الحق، والسلام
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 06:09]ـ
المن على سهل، و أخذ الفداء من عباس، لا يدل على أنهم كانوا مسلمين، بل هو دليل على أن الرسول صلى الله عليه و سلم عاملهم معاملة الكفار
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا [محمد/4]
كل هذه الخيارات المحددة بالأحمر تستعمل مع الكفار، و لا يدل إستعمال أحدها مع شخص على أنه مسلم عند أهل السنة
أما من قال هو مسلم فقد دخلت عليه شبهة المرجئة، لأنه يلزم عليه أن الإيمان قول فقط، تماماً كالفقهاء الذين قالوا أن من قتل على ترك الصلاة و هو يرفض أدائها مسلم و يدفن في مقابر المسلمين، فقال ابن تيمية أنهم دخلت عليهم شبهة المرجئة، لأن هذا يلزم أنه جحد الصلاة لزوماً عند أهل السنة
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 09:00]ـ
أتابع هذا الحوار منذ بدايته، و هنا نقاط يجب ألا نغفل عنها:
* كان بعض الإخوة يستبشع القول بإثبات الإيمان لمحارب النبي (صلى الله عليه وسلم)، وينكر أن يكون الشيخ حاتم قال بذلك. فلما ثبت قول الشيخ بهذا. انتقل الكلام إلى التدليل على صحة قوله والانتصار له. وأحسب هذا خللاً منهجياً كبيراً.
* الأصل المحكم الذي يجب ألا يتطرق له شكٌ أن حرب النبي (صلى الله عليه وسلم) كفر مجنح، لا يصلح أن يتردد في مثله عارف بمذهب أهل السنة في باب الإيمان. فمعرفة صدق النبي لا تكفي ما لم يجتمع معها التوقير والانقياد. والمحاربة تنافي ذلك تماماً. والتشويش على هذا الأصل الراسخ بمثل حديث سهل لا يجوز.
* الذي يجادل في حكم محارب النبي (صلى الله عليه وسلم) ينبغي أن يجتهد في تحرير مذهب السلف. وخوضه في دلالة حديث سهل على نقيض ذلك صرف للجهد في غير محله.
* الفروع ترد للأصول، والمشتبه يرد للمحكم. فحديث سهل بن بيضاء في سنده إشكال وشبهة انقطاع. ومثله إنما يقبل مع خلو متنه مما يعارض الأصول. فلو فرض دلالته على ما أراده الشيخ حاتم لوجب رده لمناقضته للأصل الكبير في باب الإيمان. لكن إن أمكن حمله على معنى صحيح، فيمكن حينئذٍ التجاوز عن شبهة الانقطاع في سنده اعتماداً على صنيع أهل الحديث حين قبلوا نظائره.
* ليس بالضرورة أن يأتي تصريحٌ في حديث سهل بأنه كان مكرهاً، فمثل هذه الوقائع كثيراً ما ينقل جزءٌ منها، ولا تحكى تفاصيلها. بل ذلك هو الغالب في أخبار السير.
فمع ثبوت كونه مستضعفاً يكتم إيمانه، ومع تنصيص غير واحدٍ من الأئمة على كونه (أخرج) ولم (يخرج) مختاراً، ومع ما تقدم من مذهب السلف في حكم محارب النبي (صلى الله عليه وسلم)، لم يبق إلا حمله على الإكراه. ومن نازع في هذا، سيجد نفسه في مواجهة معتقد أهل السنة في حقيقة الإيمان بالنبوة.
* عفو النبي (صلى الله عليه و سلم) عن سهلٍ من أقوى الأدلة على كونه مكرهاً. و لو لم يكن كذلك، لما كان إسلامه موجباً لإسقاط عقوبته، حتى لو قيل بعدم كفره بالمحاربة جدلاً.
* مهما قال وقال المستدل بحديث سهل، فإنه يبقى محتملاً للإكراه، على أقل الأحوال، والدليل يسقط بتطرق الاحتمال إليه. فكيف إذا أضيف لهذا الاحتمال معارضة الأصول.
* الاعتراض بأن بعض مشركي قريشٍ رجعوا ولم يقاتلوا، وأن سهلاً كان بإمكانه الرجوع معهم، دعوى غير مسلمة. فالذي أكرهه على الخروج، سيكرهه على المواصلة. وإذا تمكن أهل المكانة و الشرف والمنعة من التخلف عن أبي جهل، فلا يعني هذا أن يتمكن الجميع من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 09:35]ـ
حتى لو كان سهل غير مكره، فالعفو عن الأسير الكافر جائز، و العفو لا يدل على أن النبي صلى الله عليه و سلم عده مسلماً
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:13]ـ
صاحب النقب كلامك غير صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك سهل وعفى عنه بمجرد أن شهد عبد الله بن مسعود أنه كان يصلي في مكة وهذا لابد أن يحمل على أنه كان مسلم وقد أخرجه المشركون معهم مكرهاً فهو لم يعامله معاملة الكفار بخلاف غيره من باقي الأسرى الذين ادعوا الإكراه فلم يقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاملهم بظاهر حالهم كالعباس وغيره واقرأ تفسير قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً ... الآية).
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:23]ـ
نعم، العفو عن الأسير الكافر جائز.
وكلام الأخ صاحب النقب ممن الممكن أن يكون صحيحاً، لولا أن الحديث يدل على أن النبي (صلى الله عليه وسلم) إنما عفا عن سهل وأطلقه بسبب شهادة ابن مسعود له بالإسلام.
فلم يبقَ إلا الحمل على الحمل على الإكراه.
ومن توهم غير هذا فقد أبعد.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 03:38]ـ
لا زال كثير مِن المعَلِّقين على الموضوع مُصِرِّين على تُهمة الشيخ حاتم بأنه يثبتُ الإيمان لِمَن جاء لقتل النبي صلى الله عليه وسلم!
ولا أدري (وسيضل هذا السؤال ملازِماً لهم) أين هو كلامه الصريح بذلك؟؟؟
يقول الشيخ حاتم عن كلام العلماء عن حديثَي سهل بن بيضاء وعمران بن حصين: (فانظر هذا التقريرَ البعيدَ كلَّ البعدِ عن التكفير بالنصرة العمليّة، وهو تقريرٌ لم يقع فيه الخلافُ، وإنما الخلاف في البيّنة التي تدل على صدق كونه مسلماً قَبْلَ خروجه مع الكفار لقتال المسلمين. ولم يحكم واحدٌ من المختلفَيْنِ بارتداده وكفره، لخروجه في جيش الكفار المقاتِلِ للمسلمين!! بل حكموا بإسلامه، إذا ثبت أنه كان مسلماً قبل خروجه معهم!!) الولاء والبراء ص86.
فالشيخ حاتم يتكلَّم عمن جاء لقتل (المسلميييييين) وأنتم تتكلمون عمن جاء (لقتل النبي صلى الله عليه وسلم)!! فالصورة الأُولى عنده معصية، والصورة الثانية كفر.
فلماذا تحمِلون هذه على هذه؟؟!! وتُصِرُّون على ذلك؟؟!!
ثم لماذا لاتجدون سبباً لخروجِ مَن خَرجَ مع المشركين لقتال جيشٍ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم = إلا أنه جاء لقتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون مكرَهاً؟؟
ألا يمكن أنْ يكون خَرجَ لسببٍ آخر غيرِ هذا السبب؟
بلى يمكن ذلك، وشواهد السيرة (والعقل قبل ذلك يُثبت ذلك) أنه قد يكون في جيش المشركين مَن لا يعادي النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه خرجَ لدفع تُهمَة الجبن عن نفسه، أو لغيرِها مِن الأسباب.
مِن حقِّك أنْ تحكمَ على الصورتين بالكفر، ومِن حقِّ الشيخ حاتم أنْ يحكم على صورةِ مَن خرج لقتال المسلمين بعدمِ الكفر، لكن الذي ليس مِن حقِّك أنْ تَزعم أنَّ مَن خرج لقتال جيش المسلمين لا يمكن أنْ يكون خروجُه إلا لقتل النبي صلى الله عليه وسلم!
لم أكُن أتصوَّر هذا التدافعَ مِن الإخوة المعلِّقين على نِسبَةِ هذه التهمة - التي يبرأ منها العقلاء فضلاً عن العلماء - للشيخ حاتم قبل أنْ يسمعوا رأي صاحب الشأن الشيخ وائل الحارثي!
ياقوم .. لا يجرِمَنَّكم شنآن (شخص) على ألا تعدلوا! إعدلوا هو أقرب للتقوى ..
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 05:06]ـ
عجيبٌ أمرك يا رجل من أقصى المدينة.
و ها نحن بتعليقك هذا نعود للنقطة الأولى،،،، نقطة الإرجاء.
كفار يخرجون لقتال النبي (صلى الله عليه وسلم)، فيخرج معهم رجلٌ ليدفع تهمة الجبن عن نفسه.
أفيكونُ مثل هذا مسلماً؟
هل لا بد أن يكون المقاتل في صفوف الكفار قاصداً قتل النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى يكون كافراً عندك؟!
لكأن القاضي عياض يخاطبك حين قال:
(أو قتلَ نبياً، أو حاربه، فهو كافر بإجماعٍ).
يعني قتله أو لم يقتله، يكفي أن يحاربه؟ تفكر في ذلك.
إن حكمت على مثل هذا بالإسلام، فراجع معنى الإيمان عند أهل السنة، وحقق الفرق بين قولهم وقول المرجئة في هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 06:31]ـ
lهذا جواب أخي الشيخ وائل الحارثي على مقال الشيخ بندر الشويقي:
أين أخطأ أخي الشيخ بندر الشويقي؟
أعان الله القارئ على متابعة هذا الحوار
لقد كان قدرك _أيها القارئ_ أن تكون متابعاً لهذه المساجلات الفكرية، وقدر أخي الشيخ بندر الشويقي _وفقه الله_ أن يكون في مقام الرد، وقدري _أنا_ أن أكون تارة في مقام المتسائل، وأخرى المُوَضِّح، وثالثة المستدرك.
ولقد كنتُ أترقب ماذا سيقول الشيخ الفاضل بندر الشويقي _وفقه الله_ بعد ذاك الكلام السابق الذي كتبته؟
فلما كتب ما كتب ترددت مثله أن أعقب مرة أخرى حول هذا الموضوع، الذي طال النقاش حوله، وتشعب، لولا أني وجدت في كلام أخي الفاضل ما قد يتوهمه بعض القراء من صواب تلك النسبة الخاطئة التي نسبها الأخ الفاضل للشيخ حاتم الشريف _رفع الله قدره_، فأحببت أن أوضح الإشكال وأرفع الاحتمال
لاسيما وقد دخل في تقرير المسألة ما يمكن أن أعتبره تقريراً فيه نوع لبس حول منهج أهل السنة في هذه المسائل
وقد كانت فكرة تعقيبي السابق تتركز في أمرين:
1_ بيان خطأ أخي الشيخ بندر_وفقه الله_ في فهم صريح كلام الشيخ حاتم_رفع الله قدره_ في كتابه الولاء والبراء حول مسألة الإيمان وعدم رده المتشابه من كلامه إلى المحكم.
2_ تساؤلي لماذا أصبح كل هذا الإجمال الذي في جواب الشيخ حاتم لا يجد في مقصده عند البعض، وفي عباراته ومآلاته عند آخرين إلا أسوأ المحامل.
ولا أدل على ذلك من معركة فكرية يدور رحاها حول كلمة (أتباع الدعوة) كما سيأتي التعليق عليها.
ولقد كررت هناك أن من حق أخي الشيخ بندر ومن حق غيره الاختلاف مع الشيخ حاتم_رفع الله قدره_ وإبداء ما يراه حقاً وغلطاً في مقاله، فلا حصانة مفروضة عليه تمنع غيره من مناقشته بعلم وعدل، فلم يكن اعتراضي على أخينا الفاضل _وفقه الله_ أن كَتَب تعقيباً على فتوى الشيخ حاتم، لكن محل الاعتراض _وعلى آخرين معه_ أن لا يقودنا هذا الاختلاف إلى أن نُشقق من الكلام مالا يدل عليه، ونُحمِّله ما لا يحتمل، فهو على أقل تقدير كلام مجمل تُبيِّنه المحكمات الأخرى، في كلام الكاتب نفسه وحاله ومقالاته الأخرى
أي باختصار:
(أن لا نشيِّد على الدبوس جبلاً كبيراً) كما عَبَّر أخي في مقالته
وكان مما قلته هناك:
(لك أن تختلف معه في طريقة هذا الإحياء، ولكن لا يصح لك _إن اختلفت معه_ أن تعتبر ذلك نبرة تنصل وتبري من هذه الدعوة).
وقلت فيه:
(يحق لك أن تختلف مع الشيخ حاتم في تقدير اجتهاده الذي يراه مناسباً لحال السائل، وأن تعتبره اجتهاداً خاطئاً، ولكن لا يصح _ إن أردنا أن نتعامل مع كلام أهل العلم بإنصاف وروية مقدمين فيه حسن الظن على غيره _ أن لا نجد له تفسيراً إلا أنه جواب سطحي بعيد كل البعد عن الجواب العلمي).
وقلت فيه:
(ألم يكن من الممكن أن يُناقش جواب الشيخ حاتم بعيداً عن تلك العبارات التي إن سُلَّم بأنها مشتبهة فإنها لن تعدم أن تجد لها تفسيراً صحيحاً، مقدمين فيها حُسن الظن به على خلافه؟ ثم بعد ذلك يُناقش ما تضمنه الجواب من مقولاتٍ أساسية صرح بها الشيخ حاتم في جوابه، كقوله: أن الدعوة فيها أخطاء، وأن فيها غلاة، أو غيره من المضامين الأساسية التي يجدها الناقد صريحة في جوابه).
أكرر هذا حتى لا يحسبه البعض شيئاً جديداً أستحدثه الآن في مسار هذا النقاش.
ولأني رأيت أخي الفاضل يتعجب من مناقشة بعض محبي الشيخ حاتم_وفقه الله_ لمقاله وكأن هذه المناقشة نوع من الانحياز لصالح الشيخ حاتم الشريف في مقابل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وكأننا انقسمنا إلى صفين: صف هنا وصف هناك
ليس الأمر كذلك
فإنه لما كان محل اعتراض أخي الشيخ بندر _وفقه الله_ على جواب الشيخ حاتم هو الإجمال؟
فمحل اعتراضي عليه أن لا يجد هذا الإجمال من المحامل إلا أسوأها، أو أن يُنسب إليه مالم يقله؟
سأبدأ مع أخي الشيخ بندر_وفقه الله_ من تلك المسألتين اللتين لا زال مصراً على صحة نسبتهما للشيخ حاتم _وفقه الله_
وسأبدأ بالأكثر تخصصاً لاستثمار النشاط الذهني عند القارئ
ثم أثني بالواضحة الجلية
----------
(1)
المسألة الأولى: تجويز ثبوت الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كنت نقلت لأخي الشيخ بندر مقالة الشيخ حاتم الصريحة: أن الكفر الظاهر لابد أن يصاحبه كفر في الباطن
وذلك في قوله الشيخ في الولاء والبراء ص154: (فلا يكفر إنسان بعمل أو قول إلا وقد كفر قلبه).
وقوله في الولاء والبراء ص152: (أن من كفر ظاهراً بترك الصلاة فقد كفر باطناً).
وغير ذلك مما يجده القارئ في مبحث شبهة الإرجاء في كتاب الولاء والبراء
وقد كنت أحسب_وأنا أتحدث مع شيخ فاضل تصدى للتصويب والتخطيء في هذه المسائل_ أن تلك النصوص تكفيه لإيضاح حرف المسألة
لكن يبدو أن المسألة تخصصية؛ لذا فهي تحتاج إلى مزيد إيضاح وبيان، فأقول:
ليس في كلام ابن تيمية الذي نقله أخي الشيخ بندر إشكالاً، ولا فيه ما يتعارض مع ما يقرره الشيخ حاتم الشريف
كيف ذلك؟
يُقرر أهل السنة والجماعة تقريراً ملخصه:
الحكم بالكفر في الظاهر لابد أن يقارنه كفر في الباطن، بناء على التلازم بين الظاهر والباطن، هذا في حكم المجتهد في الدنيا.
أما فيما يتعلق بحكم العبد عند الله تعالى، فلا يمكن أن يجزم المجتهد أن تكفيره الاجتهادي للمسلم الذي ارتكب ناقضاً، لابد أن يكون موافقاً لحقيقة حكم الله سبحانه
وكثير ممن لم يُحْكِم أصل هذه المسألة ولم يفرق بين أحكام العقاب والثواب في الآخرة، وأحكام الدنيا، وقع عنده إشكال في تصورها
يقول ابن تيمية في هذا السياق في درء تعارض العقل والنقل (8/ 432 _ 433):
(وقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه من لا يعلم المسلمون حاله، إذا قاتلوا الكفار، فيقتلونه، ولا يغسل ولا يصلى عليه ويدفن مع المشركين، وهو في الآخرة من المؤمنين أهل الجنة، كما أن المنافقين تجري عليهم أحكام المسلمين، وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، فحكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا).
وأعلق على هذا النص فأقول:
يُحتمل أن يكون هناك مسلم خرج مع المشركين في القتال، ولم نعلم نحن بإسلامه لأنه يكتمه، فسوف نُجري عليه أحكام التكفير ونحكم بكفره ظاهراً وباطناً، ونجري عليه أحكام الكفار، ومع هذا التكفير له في الظاهر والباطن فقد جوَّزنا أن يكون ناجٍ عند الله في الآخرة، لاحتمال عدم علمنا بحاله لأن كان مكرهاً يخفي إسلامه ولا نعلمه.
وبالتالي فقد فرقنا بين الحكم في الدنيا (على الظاهر والباطن)، وبين حقيقة نجاته عند الله سبحانه.
فهل هذا تقرير غلاة الجهمية؟
ويقول ابن القيم في طريق الهجرتين (2/ 900):
(والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به في جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه. بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كلَّ من دان بدين غير الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول، هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى علم الله عز وجل وحكمه، هذا في أحكام الثواب والعقاب، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر).
وتأمل في هذا الكلام الذي يقوله ابن القيم عن الكافر الأصلي، فإن جاز هذا الحكم في الكافر الأصلي، وأن نكل حقيقة أمره إلى الله سبحانه: فلأنْ يجوز في المسلم الذي ارتكب ناقضاً من باب أولى، وهذا كله في حكم الآخرة
وتأمل أنه يستعمل معنى (الظاهر) على أحكام الدنيا
فالتعبير بالظاهر والباطن يأتي في سياق أحكام الدنيا، وفي سياق أحكام الآخرة
وكل سياق له أحكام
ولقد كان السياق الذي اشتبه على أخي الفاضل الشيخ بندر في حقيقة حكمه عند الله سبحانه فهو الذي يتولى السرائر
وأمر آخر يوضح ذلك هو
تقرير أهل العلم أن من كفَّرناه بناقضٍ ومات عليه فإنه يُحكم عليه بالنار، لأن هذا مقتضى الحكم بكونه كافراً
كما في الحديث: (إذا مررت بقبر الكافر فبشره بالنار)
لكن
هل يستطيع أحد المجتهدين أن يقطع أن حكمه عليه بالنار حكم لا يمكن معه الخطأ وأنه جزماً هو الموافق لعلم الله سبحانه؟
لا أظن أن أحداً يتجاسر ويقول بذلك.
فمن جوَّز الخطأ في حكمه فقد جوَّز أن يكون حكمه بالكفر الظاهر والباطن في أحكام الدنيا، قد يختلف عن حكم الباطن أي في أحكام الآخرة
ومن قال أن هذا تقرير غلاة الجهمية فقد جار وظلم.
وعلى ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
فقولي وقول الشيخ حاتم بالتلازم بين الظاهر والباطن في الدنيا لاشك فيه
وأما أن نجزم ونقطع أن حكمُنا عليه في الظاهر (أي في الدنيا) بالكفر الظاهر والباطن هو حكمه عند الله، فالله أعلم بذلك لأنه هو الذي يتولى السرائر
فهذا هو حرف المسألة
ولو لم يكن للشيخ حاتم إلا تلك العبارة لقلنا: توهم منها الشيخ بندر _هداه الله_ معنى غلطاً كان الأولى به أن لا يذهب إليه، لأنه كلام محتمل قد يُحمل على معنى آخر قد يكون صحيحاً.
أما والشيخ حاتم بيَّن الفرق بين قوله وقول الإرجاء في مبحث مستقل فهنا يقع الإشكال
أتمنى أن يكون الأمر واضحاً
وعليه فهل يصح لي أن أقول:
" أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً وتحط من قدر عالم "
وبالمناسبة فقد وجدت عبارة عند الشيخ الفاضل عبدالعزيز العبداللطيف_حفظه الله_ في كتابه (نواقض الإيمان القولية والعملية ص 39)، يقول فيها: (وقد يكون الكفر قولاً باللسان، وإن كان القلب مصدقاً، أو غير معتقد بهذا الكفر القولي، يقول أبو ثور: ولو قال المسيح هو الله، وجحد أمر الإسلام، وقال: لم يعتقد قلبي على شيء من ذلك أنه كافر بإظهار ذلك، وليس بمؤمن).
فقد جعل الشيخ _حفظه الله_ الكفر يكون باللسان، مع عدم تصديق القلب واعتقاده له، فهل سيأتي أحد ليقول: أن الشيخ _حفظه الله_ يجعل هذا الكفر باللسان غير مرتبط بالقلب على وجه الإطلاق؟
وبالتالي فهو لا يرى التلازم بين الظاهر والباطن
أم تراه سيعود إلى كلامه المفصل الذي قرَّره في كتابه في التلازم بين الظاهر والباطن؟
أتمنى أن لا يظلم أحد نفسه بنسبة الفهم الخاطئ للشيخ.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(2)
أما المسألة الثانية:
تجويزَه الإيمان لمن خرج محارباً النبي صلى الله عليه وسلم
فكلام أخي الشيخ بندر _حفظه الله_ حول هذه المسألة ينحصر في نقطتين:
الأولى: جعله حديث سهل بن بيضاء في المكره
والثانية: جعله كلام الشيخ حاتم _رفع الله قدره_ في صورة من خرج محارباً النبي صلى الله عليه وسلم.
أما النقطة الأولى:
فكلام أخي الشيخ بندر _وفقه الله_ حول سهل بن بيضاء: يدور حول تخريجه فعل سهل بن بيضاء على الإكراه
(وقد بني على هذا الدبوس جبلاً كبيراً) كما يُعَبِّر!
أقول ذلك:
لأن ابن سعد قاله بغير إسناد
ولا أظن أخي الشيخ بندر _وفقه الله_ يصرف دلالة النصوص بأقوال لا أسانيد لها
أستطيع أن أُنهي المسألة بهذا الاختصار
فمن كان لديه سعة من الوقت وناشط في الذهن فليتابع معي، ومن لا يجد ذلك فلينتقل إلى ما بعدها
فمع ما قلته من عدم ذكر ابن سعد إسناداً لتلك الراوية سأجيب عن هذه الدعوى التي لا إسناد لها
فأقول:
لو كان هذا التقييد معتبراً في حديث سهل فأين الفقهاء عنه وهم يتحدثون عن فقه هذا الحديث ويوردون تحته تلك المسألة؛ هل تراهم سيغفلون عنه مع ماله من الأهمية في فقهه؟
وحتى لا أُتعب القارئ فقد ذكر أخي الشيخ بندر مجموعة لا بأس بها من أقوال الفقهاء فهل تجد في تلك الأقوال شيئاً عن الإكراه؟
فلو كان الإكراه هو مناط المسألة فما بالهم لا ينطقون به!!
ثم لماذا لم يتعذر عبد الله بن مسعود _رضي الله عنه_ لسهل بن بيضاء بعذر الإكراه ولا يذكر للنبي صلى الله عليه وسلم إلا (الإسلام)؟
الأمر الذي يدل على أن مناط الحكم في المسألة هو الإسلام
ومحل الإشكال عند أخي الشيخ بندر وفقه الله
أنه ربط القتل في كلام الفقهاء بمسألة الكفر
أوضح هذا فأقول:
من أُسر وهو يقاتل مع المشركين ثم ادعى الإسلام فله صور شتى _ كما ذكر أخي الشيخ بندر _وفقه الله_ وهذه الصور التي نقل فيها كلام الفقهاء لا تجدهم يذكرون فيها حكم الردة
وإنما يتكلمون في أمره: هل هو كافر أصلي (لا مرتد)، أو أنه مسلم قاتل مع المشركين سواء كان إسلامه قبل خروجه معهم أو بعد خروجه لكن قبل الأسر
كيف يثبت إسلامه عندهم؟
الجواب: بالبينة
فكيف يطلبون بينةً على إسلامه لو كان مجرد خروجه كفراً مخرجاً من الملة؟
لقد كان الأولى بالفقهاء أن يطلبوا مع بينة إسلامه، بينة أخرى هي إكراهه
إذ حتى المسلم الذي يخرج في القتال مع المشركين قد يكون مكرهاً وقد لا يكون كذلك
وكان الأحرى بهم أن يقولوا له: صدقنا أنك مسلم فأين بينة إكراهك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كان الفقهاء يكفرونه بمجرد المظاهرة العملية لم يكونوا بحاجة إلى طلب شاهدٍ على إسلامه، لأنه سيصبح مرتكباً لناقض عندهم وإنما سيطالبونه ببينة الإكراه
أما مسألة قتله
فهي بحسب حاله كما قال القاضي وغيره، فمنهم من يفرق بين من أُسر ومعه سلاح فهذا لا يُعفى عنه، لأن القتل يجوز حتى لو كان صاحبه مسلماً مادام في مواجهة المسلمين حاملاً السلاح ضدهم
فهل تتصور أن يقول الفقهاء لا تقتلوا حتى من كان مشهراً السلاح لأنه مسلم؟
قطعا لا ...
فإن إسلامه والحالة هذه لا يمنع من قتله
أما كلمة (يخفي إسلامه) التي جعلها أخي الفاضل مفتاحاً غاب عن الشيخ حاتم التفطن له، فهي إن دلت على أنه مكره على إخفاء الإسلام فأين الدليل كونه مكرهاً في الخروج مع المشركين؟
ثم كيف يمكنهم إكراه من لا يعرفون إسلامه لأنه يخفيه؟
ألا يدل هذا على أن " المفتاح السحري " مفتاح لا ينفعنا في مناط المسألة؟
وحتى أستكمل ما قد يُفيد في تصور المسألة
فقد ذكر ابن هشام في سيرته (2/ 619)
أن بعض قريش كانوا يقولون لبني هاشم في غزوة بدر:
(والله لقد علمنا يابني هاشم _وإن خرجتم معنا_ إن هواكم لمع محمد)
ومع أن هذه الرواية تحتاج إلى إثبات إلا أن معناها لا يمكن حمله على أن بعض المشركين خرجوا مكرهين لأن هواهم مع محمد صلى الله عليه وسلم
لماذا لا يمكن حمله على هذا المعنى؟
لأنهم لم يكونوا مكرهين إكراهاً يدل على الضعف وعدم التمكن من المخالفة، لأن قريشاً لما قالت ذلك لبعض بني هاشم: غضب بعضهم ورجع إلى مكة ولم يكمل المسير.
فلو كان الإكراه _هنا_ إكراه الضعيف _الذي لا يقوى على المخالفة لما أمكن لبعضهم الرجوع
وهذا يدل على أنهم خرجوا معهم سمعةً و خوفاً من الشماتة بهم
وبهذا تعرف أن تلك الكلمة التي ذكرها ابن سعد عن سهل بن بيضاء: (أخرجته قريش معها) لا يتعين حملها على الإكراه_بالمعنى الشرعي للإكراه_
فمعنى (أخرجته): أي استدعته وطلبت منه الخروج، والاستنفار فنفر معها لا على وجه الإكراه الشرعي
بل على وجه إظهار الحمية التي هي عادة الرجل العربي عندما يستنفره قومه
تماماً كما كان الموقف من بني هاشم
هذا كله لو سلمنا بصحة ذاك الخبر
ولو أن أخي الشيخ بندر لم يذكر هذا الخبر لأراح القارئ من قضاء هذا الوقت في توجيهه
فإن اجتهد وصححها فجوابه ما ذكرت
أما النقطة الثانية:
جعله كلام الشيخ حاتم _حفظه الله_ في صورة من خرج محارباً النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا زال أخي الشيخ بندر_حفظه الله_ يُكرر نفس التصور في مقاله السابق (خرج لحرب النبي صلى الله عليه وسلم)
ثم يتساءل ويقول: (وهل يظلم أو يفتري من يقول إن الشيخ حاتماً حكم بالإيمان لمن يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم؟)
يؤسفني جداً أن أقول: نعم لقد ظلم في حكمه.
أتدري لماذا؟
لأنه رسم صورة معينة ثم حكي عليها الإجماع
فالصورة التي رسمها أخي الشيخ بندر عن كلام الشيخ حاتم في حديث سهل بن بيضاء أنه خارج قاصداً حرب النبي صلى الله عليه وسلم وقتله، ويدل أن الصورة في ذهنه كذلك؛ الإجماع الذي نقله عن القاضي عياض فيمن أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو اختلفت الصورة لأصبح الإجماع_بكل بساطة_ في غير محل النزاع
وأني أسأل أخي الشيخ بندر _هداه الله_ ألا يَحتمل تقرير المسألة أن يكون خارجاً لغير قتل النبي صلى الله عليه وسلم؟
لنرجع هذه المرة لسيرة ابن هشام في تلك الراوية التي سبق ذكرها لعلها أن تفيدنا في تصور هذه المسألة
قد يقال:
ولماذا رجعت إليها _هنا_ مع أنك لم تُثبت صحتها
فالجواب:
لأن صورتها متوقعة الحدوث سواء صحت تلك الرواية أو لم تصح
أوضح ذلك فأقول:
الرواية التي ذكرها ابن هشام _ والتي يمكن وقعها حتى مع عدم صحتها _ تدل على أن احتمال عدم إرادة قتل النبي صلى الله عليه وسلم يُتَصَوَّر حتى في المشرك، فضلاً عن المسلم فقد ذكر ابن هشام كما سبق أن بعض قريش كانوا يقولون لبني هاشم في غزوة بدر:
(والله لقد علمنا يابني هاشم _وإن خرجتم معنا_ إن هواكم لمع محمد)
وإنما خُصَّ الخطاب ببني هاشم لكون النبي صلى الله عليه وسلم منهم فقد يحملهم التعصب القَبَلِي له أن لا يريدوا قتله على أقل تقدير، إذ كيف يكون هواهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يريدون قتله؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان هذا التصور يصح في بعض المشركين الذي خرجوا في القتال أنهم هواهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم لم يخرجوا لقتله لا ديانة بل عصبية
فكيف لا يتصور ذلك في مسلم على وجه الديانة لا العصبية؟
قد يقال: لكن من خرج مع المشركين قد يتسبب في قتل النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لو لم يكن يقصد ذلك فيكفر تبعاً لهذا السبب
قيل: ذلك ليس بلازم
يوضح ذلك
صورة حديث حاطب
فحاطب أرسل رسالة في بيان مسير النبي صلى الله عليه وسلم
ومعلوم أن هذه الرسالة قد تتسبب في قتل النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك قد يُفشل معركته
فهل يصح أن أجعل كلام العلماء الذي استدلوا بحديث حاطب_لو فرضنا عدم تصريح حاطب بعذره_ على عدم التكفير بالمولاة العملية الظاهرة أنهم استدلوا على هذه الصورة التي أرسمها الآن:
رجل مسلم أرسل رسالة للمشركين بخطة النبي صلى الله عليه في المعركة حتى يُقتل النبي صلى الله عليه وسلم؟
قطعاً لا ...
والحمد لله أنْ جاء في حديث حاطب ما يؤيد وجود مثل هذه الاحتمالات
التي تدفع حكم التكفير عنه
فلماذا لا يُفرض حديث سهل في صورة الرجل الذي خرج مع جيش المشركين لقتال جيش المسلمين الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان غير قاصد لقتل النبي صلى الله عليه وسلم؟!
وحتى لو افترضنا عدم صحة الاستدلال بحديث سهل بن بيضاء على مسألة المولاة العملية، وسلمنا أنه كان مكرهاً فلا يصح ربطها بقول غلاة الجهمية
لأن الصورة يفرضها غلاة الجهمية غير الصورة التي يفرضها الشيخ حاتم في تقريره
لأن الشيخ حاتم لم يفرضها لمن خرج لحرب النبي صلى الله عليه وسلم أو قتله، حتى يُلزم بذاك الإجماع، وقد اتضح في التقرير السابق أن الأمر غير قاطع في إرادة حرب النبي صلى الله عليه وسلم أو قتله
ومادام الأمر كذلك _ وأظنه كذلك عند القارئ الكريم_ فستعود المسألة من جديد إلى قواعدها سالمة، وسيعود النقاش إلى أصل المسألة وهي المظاهرة العملية للمشركين على المسلمين، لا إرادة قتل النبي وحربه.
فلماذا كل هذا الإصرار على جعل المسألة في حرب النبي صلى الله عليه وسلم وقتله
أليست تلك الصورة التي كررها أخي الشيخ بندر هي من جنس ما يُعَبِّرُ عنه (بأنه دبوس بنى عليه جبلاً كبيراً)
رجل خرج مع المشركين لحرب النبي صلى الله عليه وسلم!!
(أستغفر الله من تهمة باطلة تؤذي مسلماً و تحط من قدر عالم)
--------------
(3)
أما مسألة أتباع دعوة الشيخ محمد عبدالوهاب
فهي مسألة لا تستحق كل هذا التطويل
والتفريق بين الخطاب مع المخالفين الذي يحق لنا فيه أن نقول: أتباع الدعوة، وبين غير المخالفين فلا نستخدم كلمة أتباع.
تفريق فيه تكلف، ومع ذلك فلا داعي لأن نصنع منه مشكلة
لأنه "دبوس فلا يصح أن نضع عليه جبلاً كبيراً" كما يُعبر أخي الشيخ بندر
لأن محل الإشكال _هنا_ حمل الكلام على أسوء صوره
على كل حال لن أطيل في هذه المسألة
وقبل أن أتجاوزها
فليس من الأدب مع فاضل مثل أخي الشيخ بندر أن أتجاهل طلبه وحرصه على معرفة جواب الشيخ حاتم على سؤاله الذي قال فيه:
هل الشيخ حاتم يعتبر نفسه من أتباع محمد بن عبدالوهاب؟
وقد كان يطلب مني أن يكون في رسالة خاصة
فآثرت أن تكون عامة حتى يشاركه غيره في الاستفادة منها
فقد اتصلت على الشيخ حاتم الشريف حفظه الله _وهو خارج المملكة_
وسألته هذا السؤال، مراعياً المفهوم الذي رسمه أخي الشيخ بندر لمعنى الأتباع حتى لا يكون الجواب مخالفاً لمقصوده وهو: (تعظيم الشيخ محمد ومحبته، ومشاركته في الأصول، أو النشأة السلفية في نطاق دعوته) كما هو نص كلامه.
فقلت للشيخ حاتم حفظه الله: هل أنت من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بهذا المفهوم؟
فقال:
(نعم، ومع سؤال الله الثبات، فلن يستطيع أحد أن يجعلني عدواً للشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا لدعوته، ولا أن أسكت عن بيان ما أعتقده خطأ عند الشيخ أو غيره).
فهل سيكفي هذا القول منه لإسقاط كل تلك التكنهات التي أُلحقت بخطاب الشيخ حاتم؟
أتمنى من أخي الشيخ بندر أن يجيبني ولو برسالة خاصة
حتى أعرف هل وافقت مقصوده في السؤال أم يريد صيغة أخرى في السؤال تحقق مقصوده؟
--------------
(4)
سألت أخي الشيخ بندر عدة أسئلة، أشكره تمام الشكر على تفضله بالإجابة عنها
ولي عدة تعليقات على فوائد أجوبته
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أخي الشيخ بندر في جواب سؤالي: هل هناك مسائل خلافية بين أئمة الدعوة في مسائل التكفير؟
وإن وُجِدَت فكيف تُفسر ذلك؟ أم أنهم لم يختلفوا في مسائل التكفير اختلافا حقيقياً أبداً؟
قال:
(بلى. قد اختلفوا.
وتفسير هذا الخلاف، هو ما ظللنا نردِّده ونرفع أصواتنا به:
لا يوجد شيء اسمه وهابية!)
وحصيلة هذا الجواب كانت جواباً لسؤال آخر عن أخطاء الدعوة
وهو ما أجاب عنه أخي الشيخ بندر بقوله:
(هذا السؤال لا معنى له، بعدما ذكرت لك أنه يقع بين علماء هذه الدعوة خلافٌ، حتى في مسائل التكفير.
فنتيجة هذا أنه لا بد أن يكون قد وقع خطأ.
وتبقى مشكلة أخي الشيخ وائل وغيره: الإصرار على أخذ تاريخ هذه الدعوة قطعةً واحدةٍ، فيظل الواحد منهم يتحدث ويتساءل: هل وقعت أخطاء في الدعوة، وهل وقع غلو، وهل، وهل، وهل ... ؟؟).
وقال عن هذه الأخطاء:
(بل لو حمَّلت بعض علماء الدعوة تبعة كلام بعضهم الآخر، فلن توفَّق للإنصاف).
وتعليقي على هذه الأجوبة:
أن أخي الشيخ بندر استطاع و بكل براعة
أن يُفكك الدعوة تفكيكاً
حتى يُخيل للقارئ أن الشيء الذي يطلق عليه "الدعوة النجدية" لا وجود له
فليس هناك أتباع!!
وكل عالم يتحدث عن نفسه لا عن غيره؟
حتى المكان الواحد الذي يجمع أئمة الدعوة بدأ يتفكك
فأصبح الحديث
عن عالم في الرياض، وآخر في الجنوب، ثالثٌ في الأحساء
وهو تفكيك حريٌ بالدراسة والتأمل
أظنه سيضيف جديداً حول الدراسات التي تحدثت حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
لكن تعليقي عليه ألخصه في الآتي:
لماذا يُتصور أن إطلاق عبارة (الدعوة النجدية) أو نحوها من العبارات سيعني أن لها منهجاً خاصاً في التلقي والاستدلال؟
ولا أدري لماذا لم يتنبه لذلك الشيخ ابن قاسم وهو يجمع كتابه (الدرر السنية في الأجوبة النجدية)
ليضم معهم علماء من الشام ومصر والعراق
لأنهم يجتمعون على أصول عقدية سلفية واحدة
ثم كيف يمكن أن نفهم الاستشهادات التي يوردها أئمة الدعوة، في قولهم المتكرر:
(وهذا تقرير أئمة الدعوة)
فهل سيفكك أخي الشيخ بندر هذا الاستعمال (الدعوة النجدية)؟
ومن يطلق "الدعوة النجدية" أو نحو ذلك من المسميات لا يلزمه أن يجعل لهذه الدعوة أصولاً تختلف عن دعوة أهل السنة والجماعة
ألم يكن بعض العلماء إذا انتسبوا في العقيدة قالوا: (نحن في الأصول على مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله وفي الفروع على مذهب الشافعي) كما تجد واحداً من أمثلة ذلك في ذيل طبقات الحنابلة (1/ 40) وغيره كثير.
وأصبح استعمال يستعمله ابن تيمية في بعض المواطن في تفسير تلك الأحداث التي حصلت بين الحنابلة والأشعرية
فهل هذا يعني أن عقيدة أحمد رحمه الله كان لها أصول تخالف أصول الشافعي_رحمه الله_؟
ولكن لأن الإمام أحمد _رحمه الله_ اشتهر بتقرير العقيدة في محنته ساغ هذا الاستعمال
حتى ولو كان هذا الاستخدام محل استدارك وتأمل فليست هي قضية توجب نكيراً واستغراباً وتساؤلاً
وعلى كل حالٍ فليس يعنى تسمية الدعوة بالنجدية أو غير ذلك أن لها طريقةً خاصة في منهج التلقي والاستدلال
--------------
(5)
وأما سؤالي له عن الموقف من العلماء الذين وصفوا الدعوة بأنه قد حصل فيها نوع من الغلو وهم صديق حسن خان، والألوسي، ورشيد رضا، والألباني
فأجابني الأخ الفاضل بثناء الشيخ رشيد رضا على هذه الدعوة، وبأن الشيخ محمد رشيد رضا له فتوى في تكفير الذي يحمل جنسية دولة كافرة
وظَنَّ أني أورد كلام هؤلاء العلماء لأثبت صحة قولهم
فليس الأمر كذلك
إنما كان محل استشهادي بأقوال هؤلاء، أنه كان كلاماً مجملاً ولم يكن مفصلاً ومع ذلك لم يقابل بهذا النكير كما فُعل مع الشيخ حاتم
حتى لو فرضنا خطئهم جميعاً في هذا الوصف
ولا أظن أن ثمة فرقاً بين "المتابع" (أي الموافق في نفس الاتجاه) والأتباع_إن كنت تُقِرُّ أن ثمة أتباع_، وإن لم يكن هناك أتباع، فلا فرق يوجب كل هذا النكير
لمجرد كون القائل هذه المرة من هنا، وتلك المرات من هناك
لأنه سيكون وصفاً طردياً غير مؤثر في محل النزاع
فإن أورد ثناء من الشيخ محمد رشيد رضا على هذه الدعوة فلا أظن أنه سيعجز أن يجد للشيخ حاتم ثناءً على الدعوة، لا سيما وهو من أتباعها
(يُتْبَعُ)
(/)
إضافة إلى كون هذا الكلام (من هؤلاء الأربعة) استدعته ظاهرة موجودة في نظرهم، وهم علماء موالين لهذه الدعوة ومتتبعين لتاريخها
ثم إنهم ومع وصفهم للدعوة بأنه قد حصل فيها نوع من الغلو أو الخطأ، فليس ذلك موجباً أن يُجعل كلامهم دليل على عدم معرفتهم بالدعوة وتاريخها، أو على جهلهم بمسائل التكفير، أو على تشكيكهم في الدعوة كما ظنه البعض
حتى لو اختلفنا معهم حول تقييمهم
وأما محمد رشيد رضا والشوكاني فكل واحد منهم لو أخطأ فإنه سيُنكر خطئه، ويُطالب أتباعه _إن كان له أتباع_ ببيان ذلك
-------------
(6)
وأما قول أخي الشيخ بندر _وفقه الله_: (لكني - مع ذلك- لا أعلم لدى أئمة هذه الدعوة ما يمكن اعتباره خطأً صرفاً يستوجب أن ترتفع الأصوات بإنكاره كما هو مطلب الشيخ حاتم).
فلا أدري ما معنى كلمة (خطأ صرفاً) وهل أخطاء التكفير تنقسم إلى خطأ صرف وخطأ بين ذلك؟
فعندما نقول عن خطأ أنه خطأ صرف، فلا يعني ذلك اتهام المخطيء بالتقصير، بل قد يكون قوله باجتهاد يؤجر عليه
أما عدم الجزم بمسألة (ما) من مسائل التكفير فهذا راجع لنفس الباحث عندما يتردد في حكمها، ولا يُصَدَّر هذا التردد للآخرين حتى يتوهموا أنْ ليس هناك خطأ محض
---------------
(7)
أما مسألتا: الحكم بغير ما أنزل الله (تشريع القوانين)، والموالاة العملية الظاهرة
فقد ذكر أخي الشيخ بندر أن الخلاف ظهر فيهما مؤخراً _إلا إن كان المقصود ظهر مؤخراً في أئمة الدعوة_
فإن كان يقصد أنه قول محدث جاء متأخراً فقد ذهب بهذا إلى الطرف الآخر الذي كان ينتقده على الشيخ حاتم حفظه الله
حيث جعل الخلاف في المظاهرة العملية جاء متأخراً، ومعنى ذلك أنه خلاف محدَث لكن بعبارة أخف من عبارة الشيخ حاتم
والشيخ حاتم يدعي عكس ذلك، إلا أن أخي الشيخ بندر يٌحدد وقت الإحداث بأنه في الوقت المعاصر، بينما الشيخ حاتم لم يحدد زمن لهذا الإحداث
حيث لم يقل أنه محدث من زمن الشيخ محمد رحمه الله أو بعده، فليس وقت الشيخ محمد رحمه هو ضابط الإحداث حتى يُقال له: آتيك بمن قال به قبل الشيخ محمد رحمه الله.
بل العبرة بتحقق الإجماع ووقوع المخالفة بعده
حتى لو كان المخالف قبل الشيخ محمد رحمه الله
وكذلك الأمر في مسألة التحاكم لشريعة غير شريعة الله
وإن كنت أرى أن التعبير الأحكم عن هذه المسألة ليس التحاكم بل تحكيم القوانين المخالفة لشريعة الله كما كان يُعبر الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
وأما إن قصد أخي الشيخ بندر أن القول بعدم التكفير بتلك المسألتين هو قول متأخر جاء في هذه الدعوة
فقد أفادنا أن بعض العلماء الكبار المتأخرين في هذا الوقت قد حكموا بتخطيء جميع السابقين من أئمة الدعوة في هذه المسألة وفي تطبيقها الواقعي حتى لو كان المخطئ مجتهداً في خطئه
فهل يصح بعد ذلك أن يُطلَق القول بخطأ السابقين من أئمة الدعوة ويُعتبر تاريخ الدعوة _ شيئاً واحداً_ هذه المرة ولو في هاتين المسألتين، إذا كان القائل بذلك يوافق رأي هؤلاء العلماء الأكابر.
ثم ختم أخي الشيخ بندر التعليق على هاتين المسألتين بقوله:
(فها هو الشيخ حاتم يرانا -نحن الذين سماهم (أتباع محمد بن عبدالوهاب) - نختلف ويرد بعضنا على بعض، تماماً كما فعل السلف -رحمهم الله-.
فما المطلوب أكثر من هذا؟؟).
المطلوب:
أن تُدخل الشيخ حاتم ضمن الأتباع الذين شملهم هذا الخطاب الرحيم ليكون واحداً ممن يحق له أن يقول الحق الذي يعتقده في الدعوة دون أن يحتاج بعد ذلك إلى سؤال يُستفصل فيه عن حاله وعن موقعه من الدعوة
-------------
(8)
وأما سؤالي له:
(هل ثمة غلاة في دعوة الشيخ محمد -رحمه الله- ممن كتب أو ألَّف كما قد حصل مثل ذلك في بعض أتباع الإمام أحمد أو غيره؟
وإن وجد ذلك فليعطينا أمثلة لذلك، وأن يذكر لنا مظاهر هذا الغلو؟)
فقد اعتبره نوع من نقل النقاش في غير محله، لكنني أقول سألتُ هذا السؤال لأني وجدت بعض المعلقين انزعجوا من كلام الشيخ حاتم عن الغلاة في دعوة الشيخ محمد رحمه الله
وقول أخي الشيخ بندر_وفقه الله_: (كلام الشيخ حاتم لو اقتصر على وجود من يغلو في الشيخ محمد، لما أثار كلَّ هذه الزوبعة).
أفهم منه أنه ليس ثمة إشكال في حديث الشيخ حاتم عن الغلاة.
وهذه إحدى مواطن الاتفاق
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر أخي الشيخ بندر وكرر عن بعض منتديات أهل البدع التي فرحت وطارت بفتوى الشيخ حاتم حفظه الله
فأقول:
لا أظن أن استغلال المبتدعة للكلام الذي يراه الإنسان حقاً وعدلاً يمنعه من قول ذلك الحق الذي يراه، فلا يصح أن تُجعل هذه حجة قاطعة على خطأ كل كلام استغله المبتدعة
فكلام الله سبحانه _وهو أحكم الكلام_ استغلته أغلب الطوائف لتأييد أقوالها
فما بالك بكلام البشر الذي يعتوره النقص والخلل
وتبقى مسألة الجواب في هذه الفُتْيا مسألةَ اجتهاد تختلف فيها أنظار المجتهدين
وكما أن فتوى الشيخ حاتم قد استغلتها بعض منتديات المبتدعة فقد جعلتها منتديات أخرى دليلاً لهم على تعصب (أتباع الدعوة) لكونه يُطالَب بذكر الأخطاء فيُصِرُّ على عدم ذكرها
ثم هل سيرضى أحدٌ من هؤلاء المبتدعة بالأوصاف التي ذكرها الشيخ حاتم حفظه الله في حق هذه الدعوة؟
من كونها أقرب الدعوات للحق، وأتباعها أولى بالسلف من غيرهم، وأن خيرها أكثر من شرها
ومن رده على الجفاة عنها _الذين هم منهم_ وأحال إلى مقاله فيهم
ولو أراد أخي الشيخ بندر أن آتيه من تلك المواقع بما استغله أهل البدع من كلام أهل العلم المحكم لما أعجزني ذلك
ولو كانت القضية مسألة نظرٍ في واقع المبتدعة
ألا يرى أخي بندر أنه كانت تكفيه تلك التعقيبات على فتوى الشيخ حاتم من المختصين _كما يذكر_ ليعيدها على السطح مرة أخرى
ألا يرى أن تصعيده للمسألة مرة أخرى أمرٌ قد يستغله أهل البدع، حتى يصوِّروا أنَّ هذا نوعٌ من التنازع
ومع ذلك فليس هذا موطن الإشكال
وإنما قلت ذلك لنعلم جميعاً
أن الناظر قد يُدرك موطن الحكمة عندما يُقَيِّم تصرف الآخرين لكنه قد يُخطئها في الموطن نفسه
إنني لا أظن أن أخي الشيخ بندر كانت ترضيه تلك التعقيبات التي تجاوزت محل الحق والعدل والإنصاف.
وكنت أنتظر منه وهو يتولى التعليق على جميع المعقبين أن يوجه أولئك بكلامه الهادئ و أسلوبه الجميل حتى يستفيدوا من حسن أدبه في التعامل مع أهل العلم
مع أنه ليس أمراً لازماً لكنه مقامٌ فاضلٌ من شيخٍ فاضلٍ يتطلب مواطن الفضل.
وحتى ندرك جميعاً أن تقدير الحكمة في الجوابات والردود أمر اجتهادي لا ينبغي أن نستطيل على الآخرين بإدراكه؛ فلعلك سمعت من بعض محبيك الموافقين لك في الرأي من يتمنى منك لو لم تكتب هذا المقال
ومع كل ذلك فإنني أكرر أن هذا ليس موطن الإشكال
--------------
(9)
شكر الله لأخي الشيخ بندر نقله تلك العبارات التي ذكرها الشيخ حاتم في مسألة الغلو وأن وجود الغلو في دعوة ليس قدحاً فيها كما تصوره بعض الناقدين للشيخ حاتم حفظه الله
----------------
(10)
تحدث أخي الشيخ بندر عن مسألة المظاهرة العملية، وأن القول الذي يتبناه الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو القول بالتكفير، مع أن كلامه فُهم من بعض أئمة الدعوة على غير هذا الوجه، وإن كان ظاهر كلامه أنه يرى التكفير
على كل حال أختار أخي الشيخ بندر _وفقه الله_ القول بالتكفير ولا إشكال في اختياره
لكني قلت وأُكرر لم يقل الشيخ حاتم وفقه الله أن الشيخ محمد رحمه الله تفرد بهذا القول، وكما ذكر أخي الشيخ بندر أنه قول قيل قبل الشيخ محمد رحمه الله، ولو أحب أن أزوده ببعض أقوال هؤلاء لفعلت فقد يكون عندي ما ليس وجوداً في مقيداته، كما أنه قد يفوتني ما أستفيده منه، والعلم رحم بين أهله
عموماً
ليس هذا محل النقاش
محله في تلك الدعوى التي أخذ أخي الشيخ بندر طرفاً منها حين جعل القولَ بهذا القولِ جاء متأخراً_على الاحتمال الذي ذكرتُ_ وأخذ الشيخ حاتم الشريف بالطرف الآخر حيث وَصفَ القولَ الآخر بأنه قولٌ محدثٌ
والعبرة بعد ذلك بالدليل
---------------
(11)
تعليق أخير حول مسألة المظاهرة العملية
يتكرر في كلام أخي الشيخ بندر _وفقه الله_ إطلاق القول بالخطأ في التصور في تقرير المسائل في عدة مواطن من كلامه
وكان الخطأ هذه المرة من نصيب من استدل بحكم الجاسوس على مسألة الموالاة العملية
فهل يريد أخي الشيخ بندر
أن يُخرج الجاسوس من صور الموالاة العملية؟
لأنه إن قال ذلك سيقع في خطأ آخر في تصور هذه المسألة مثل خطأه في تصور التلازم بين الظاهر والباطن
وحتى يستفيد معنا القارئ
أقول:
الرجل الذي خرج مع المشركين لقتال المسلمين وقع في صورة الموالاة العملية
(يُتْبَعُ)
(/)
فما حال الرجل (المندَسِّ)، والذي يُعطي المشركين تفاصيل أخبار الخطة التي سيستعملها المسلمون في قتال المشركين
لا أشك أن التصور الصحيح المستقيم يقول:
هذه صورة موالاة عملية بلا شك
إلا إن كان يريد أن يفرق بين القول والفعل وهو مالا أظنه
لاسيما إذا عرفنا أن من العلماء المعاصرين من جعل مظاهرة الكافر العملية يَكْفُر بها صاحبها بأي إعانة حتى ولو بعود كبريت
إذ لا يمكن أن أجعل مضرة الجاسوس الذي قد يُفسد على المسلمين قتالهم بالكامل خارجاً عن صورة الموالاة العملية
وأدخل الرجل الذي يقاتل في صفوف المشركين في الموالاة العملية مع أنه قد لا يحصل منه أي ضرر بالمسلمين بل قد يقتله المسلمون
ليس ثمة خيار إلا أن تكون الصورتان داخلتان في الموالاة العملية
فإن أدخلتهما
فالسؤال:
ما هو حكم الجاسوس؟
فإن قلت: كافر
قيل:
خالفت الإجماع الذي نقله غير واحدٍ من العلماء منهم الطحاوي وتابعه ابن بطال،
على عدم كفر الجاسوس
وهذا من أقوى الأدلة بلا شك على أن الموالاة العملية ليست مكفرة وحدها.
وإما أن تفرق بين الصورتين
وأين ستجد على ذلك فرقاً صحيحاً؟
ولذلك لما علم أحد أبرز العلماء في الوقت المعاصر أنه لا فرق بين الصورتين اطرد في حكمه
وقال بكفر الجاسوس
لكنه قد خالف الإجماع
فخالفَ الإجماع ولم يخالف المنطق السليم فيزعم أن التجسس ليس موالاة عملية
وعلى أقل تقدير
فالقول بعدم كفر الجاسوس هو قول الأئمة الأربعة واختيار ابن تيمية وابن القيم
والمهم في النهاية
أن المسألة عندك وعند الشيخ حاتم بحسب ظنك تستحق رفع الصوت بالنكير
لكن كل واحد في الاتجاه المعاكس
فلا حاجة للنكير على رفع النكير
وأما الاحتجاج بأنه: (لم يعرف في سيرته قط ولا في سيرة الصحابة بعده مع أهل الردة، أنهم استفصلوا ممن قاتلهم، أو سألوه: ما حملك على هذا؟)
فهو استدلال غير صحيح سبق أن ذكرت أن محل الإشكال فيه عند الشيخ بندر وهو عدم تفريقه بين القتل والحكم بالكفر
فواحدة من أسباب عدم الاستفصال ماذكره أخي الشيخ بندر من أنهم (أهل ردة)، فلا حاجة للاستفصال
ومن أسباب عدم الإستفصال ما ذكره أيضاً أخي في كلامه (ممن قاتلهم)
فمن جاء حامل السلاح مقاتل فإنه يُقتل كما سبق في كلام القاضي، ولا علاقة لذلك بالتكفير، فقد يجتمع القتل مع التكفير وقد لا يجتمع.
(12)
في الختام أتمنى منك أخي بندر_وفقك الله_ أنْ تحمل هذا النقاش بين وبينك على أنه نوع من النقاش بين من يسميهم الشيخ حاتم (أتباع هذه الدعوة) وحتى لا تنزعج من هذه اللفظة فمقصودي بها التفسير الذي ذكرته لنا
وأتفق معك أن الموضوع لا يستحق أن يطيل الإنسان النقاش فيه إلى مالا نهاية
فقد اتضحت الأفكار وقال كل واحد قوله
فلعل هذا هو آخر العهد بالنقاش حول هذا الموضوع
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
و أعتذر إليك عن إشغالك في سفرك
وأكرر لك شكري أنْ خصصتني بتعقيب خاص من بين تلك التعقيبات
وأكرر _كذلك_ سؤالي الله سبحانه أن يردك سالماً إلى أهلك وأحبابك
وأن يجمع قلوبنا على الحق ويستعملنا في طاعته
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 12:50]ـ
الأخ الإمام الدهلوي و الأخ فريد و جميع الإخوة
صحيح أن عامة الذين خرجوا مع الكفار يوم بدر قد قيل إنهم مكرهين، لكن عاملهم صلى الله عليه و سلم بظاهر الحال و لم يعدهم مسلمين حتى سهل لم يعده مسلماً
و إنما عده أسلم بعد قتاله مرة أخرى قبل الوقوع في الأسر و لم يرد إسلامه الذي بمكة و ذلك بشهادة ابن مسعود
جاء في الكافي في فقه الإمام أحمد:
وإذا ادعى الاسير أنه أسلم قبل الأسر (قلت لا حظ أنه لم يقل قبل القتال) لم يقبل إلا ببينة فإن شهد له مسلم وحلف معه ثبت ذلك له لأن ابن مسعود شهد لسهيل بن بيضاء أنه سمعه يذكر الإسلام فقبل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته وأطلقه من الأسر
قلت و هذا قريب من إنكار الرسول صلى الله عليه و سلم على أسامة قتله من قال لا إله إلا الله قبل القدرة عليه
الأخ رجل من أقصى المدينة الفرق بين حاطب و بين سهل و عباس أن حاطب ردء أما هما فمباشرين، و فرق بين الردء و المباشر
أما الخلاف بين أئمة الدعوة في التكفير، فإن وجد فهو في تكفير الأعيان الذي اختلف فيه الأئمة مثل خلاف أحمد و الشافعي في تكفير تارك الصلاة تهاوناً و كسلاً
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 02:06]ـ
لا زال كثير مِن المعَلِّقين على الموضوع مُصِرِّين على تُهمة الشيخ حاتم بأنه يثبتُ الإيمان لِمَن جاء لقتل النبي صلى الله عليه وسلم!
ولا أدري (وسيضل هذا السؤال ملازِماً لهم) أين هو كلامه الصريح بذلك؟؟؟
.....
مِن حقِّك أنْ تحكمَ على الصورتين بالكفر، ومِن حقِّ الشيخ حاتم أنْ يحكم على صورةِ مَن خرج لقتال المسلمين بعدمِ الكفر، لكن الذي ليس مِن حقِّك أنْ تَزعم أنَّ مَن خرج لقتال جيش المسلمين لا يمكن أنْ يكون خروجُه إلا لقتل النبي صلى الله عليه وسلم!
لم أكُن أتصوَّر هذا التدافعَ مِن الإخوة المعلِّقين على نِسبَةِ هذه التهمة - التي يبرأ منها العقلاء فضلاً عن العلماء - للشيخ حاتم قبل أنْ يسمعوا رأي صاحب الشأن الشيخ وائل الحارثي!
..
أخي الكريم خالد الأسمري
أسألك بالله العظيم أن تنصف في قولك ولا يجرمنك حب الشيخ حاتم على تقويل من خالفه ما لم يقله.
من هم الكثير الذين يصرون على تُهمة الشيخ حاتم بأنه يثبتُ الإيمان لِمَن جاء لقتل النبي صلى الله عليه وسلم!
الذي نسب للشيخ حاتم هو حكمه بالإيمان لمن يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-، واستنكر هذه النسبة محبوه فلما ثبتت بالنص أصبحت شيئاً عادياً وصار المنفي هو ما لم ينسبه أحد للشيخ حاتم أصلاً؟؟
وأعيد سؤالي: (من هم الكثير الذين يصرون على تُهمة الشيخ حاتم بأنه يثبتُ الإيمان لِمَن جاء لقتل النبي صلى الله عليه وسلم؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 02:13]ـ
* كان بعض الإخوة يستبشع القول بإثبات الإيمان لمحارب النبي (صلى الله عليه وسلم)، وينكر أن يكون الشيخ حاتم قال بذلك. فلما ثبت قول الشيخ بهذا. انتقل الكلام إلى التدليل على صحة قوله والانتصار له. وأحسب هذا خللاً منهجياً كبيراً.
وهذا للأسف مما يثبت أن الحديث عن ضرورة تقبل النقد هو حديث مجالس لا يتعداها، وأن البعض لا يبالي بمخالفة عشرات الأئمة لما يراه دليلاً بدعوى التجرد، وفي نفس الوقت يخالف عشرات الأدلة لقول شيخ واحد!
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 03:22]ـ
جواب موفق من الشيخ وائل بارك الله، وأدلة واضحة مقنعة.
وقد وصلنا بحمد الله إلى هذا النقاش الهادي الذي يعكس رقي مستوى الحوار عند أهل السنة، فالكل يسعى إلى الحق، وقد أمر الله بعدم مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، فما بالك بمجادلة أهل القرآن، والطلب لكل الإخوة المشاركين في هذا الحوار بالتزام أدب الحوار وإظهار رقي أهل السنة فيه.
وقد تبين في رد الأخ وائل وجه الخطأ في فهم الأخ بندر لكلام الشيخ حاتم في المسألتين المنسوبتين إليه عنده، وظهر أيضا دقة المسالك التي يتحاور فيها هذين المباركين وفقهما الله إلى الوصول إلى نقطة الإتفاق على الحق، والحق أن لنا أن نفخر بهذا المنهج الذي يراجع في طلب الحق بالتزام أدب الحوار عند هذين الفاضلين.
ولا أزال أكرر أننا على الحق مادمنا جادين في طلبه بإخلاص، وفق الله جميع من يشارك في هذا الحوار إلى الإخلاص والتزام الأدب الإسلامي الجميل فيه، والسلام.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 03:33]ـ
ملاحظة على استدلال الأخ الحارثي
استدلاله بحاطب ليس في محل النزاع لأنه ردء و ليس مباشراً
أما قوله في سهل أنه ليس مكرهاً، فحتى لو كان ليس مكرهاً فابن مسعود شهد له بتجديد الإسلام بعد القتال و قبل أن يقدر عليه، و ليس ببقاء إسلامه الذي بمكة و الله أعلم
و هذا مثل إنكار النبي صلى الله عليه و سلم على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله بعد قتاله و قبل أن يقدر عليه
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 03:35]ـ
صاحب النقب كلامك عليه ملاحظة بسيطة وهي كالأتي:
تقول في المشاركة السابقة: ( ... صحيح أن عامة الذين خرجوا مع الكفار يوم بدر قد قيل إنهم مكرهين، لكن عاملهم صلى الله عليه و سلم بظاهر الحال و لم يعدهم مسلمين حتى سهل لم يعده مسلماً و إنما عده أسلم بعد قتاله مرة أخرى قبل الوقوع في الأسر و لم يرد إسلامه الذي بمكة و ذلك بشهادة ابن مسعود) إهـ.
هذا الكلام غير صحيح .. لأن النبي قد عفا عنه لأن عبد الله بن مسعود شهد على أنه رآه يصلي في مكة وليس أنه أسلم حديثاً ثم الامر الأخر والاهم أن العباس وسهل كل واحد منهم أدعى الأكراه
فأما سهل فقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما شهد عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي في مكة وهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفا عنه بناءً على إسلامه السابق في مكة حيث قامت البينة الشرعية بذلك فلابد أن يحمل هذا على أنه كان مسلم أخرجه المشركين مكرهاً فعذر ولم يكفر لأن الأكراه أحد موانع التكفير.
أما العباس بن عبد المطلب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل الرسول ادعاءه للإسلام يوم بدر مع مظاهرته للمشركين وإن كان مكرهًا على ذلك لأنه لم يقم بينة على ذلك فلم يقبل منه ولم يخرجه من الأسر إلا الفداء
يقول الله تعالى: (إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم)
قال ابن كثير رحمه الله مفسراً: ( .. وفي صحيح البخاري من حديث موسي بن عقبة قال بن شهاب حدثنا أنس بن مالك أن رجالاً من الأنصار قالوا يا رسول الله إئذن لنا فلنترك لابن أختنا العباس فداءه. قال: «لا واللهِ لا تذرونَ منه درهمًا»، وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن الزهري عن جماعة سمَّاهم قالوا: بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم ففدي كل قوم أسيرهم بما رضوا، وقال العباس: يا رسول الله قد كنت مسلمًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فإنَّ الله يجزيك وأما ظاهرك فقد كان علينا فافد نفسك وابن أخيك نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو أخي بني الحارث بن فهر ... الحديث)
فهؤلاء لم يقبل منهم لأنه لم يقيموا بينة على كونهم مكرهين فعاملهم الرسول صلى الله عليه وسلم بظاهر حالهم ولم يخرجوا من الأسر إلا بالفداء بينما أكتفى في حال سهل بمجرد إسلامه القديم بشهادة عبد الله بن مسعود ولابد ان يحمل على أنه كان مكرهاً على ذلك الفعل فعذر والله أعلم
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 03:54]ـ
الإخوة الفضلاء هناك فرقٌ بين من خرج في (جيشٍ يحارب النبي صلى الله عليه وسلم) ونيته محاربة النبي صلى الله عليه وسلم. وبين من خرج في نفس الجيش وله نيةٌ أخرى، أولا ترون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج معه لقتال الكفار أقوام من المنافقين من غير أن يلزمهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج معه إلزامًا جبريًا، راجعوا قوله تعالى: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) الآية. لتعلموا أنهم قالوها عند قفولهم من أحد الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم!
فمسألة النية مهمة وإنما الأعمال بالنيات، وتأمل قوله تعالى: (لوخرجوا فيكم مازادوكم إلاخبالا ... ) الآية، لتعلم أن بعض من يخرج في الجيش إنما يريد حربا نفسية للجيش نفسه!
والله الهادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 06:06]ـ
العز بن عبد السلام لم نفهم شيئ من كلامك السابق ولكن على كل حال اعلم أن من أذى رسول صلى الله عليه وسلم وحاربه سواء كان بغضاً أو حسداً أو طمعاً في الدنيا أو غيرها من الأسباب فهو كافر خارج عن الدين إلا المكره فإنه يعذر من جهة الكفر ومع هذا لا يجوز له أن يقاتل بل يجب عليه أن يصبر حتى لو أفضى هذا الأمر إلى قتله لأنه لا يجوز له أن يفادي نفسه بنفس غيره في حالة الإكراه وقد نقل القاضي عياض والإمام اسحاق بن راهويه الإجماع على كفر من قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
يقول الإمام إسحاق ابن راهوية رحمه الله: (قد أجمع العلماء على أن من سب الله عز وجل، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر) إهـ التمهيد لأبن عبد البر (4/ 226)
فالمسألة محل اتفاق بين أهل الإسلام قاطبة فلا ينبغي أن يشك مسلم في كفر من حاله ذلك، ثم ذكرت مسألة المنافقين ولا أدري ما هو محل الإستدلال من هذا الكلام ولكن عل كل حال نقول أن المنافقين الذين كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء حكمهم في الدنيا أنهم مسلمون تجري عليهم أحكام الإسلام من نكاح وتوريث وغيرها وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم بما يأتيه من الوحي ببواطن بعضهم ومع هذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحاسبهم بما يعلم هو عن طريق الغيب بل بما أظهروا من الكفر البواح وثبت عليهم الثبوت الشرعي الصحيح فعندها يؤخذون بذلك .. أما إن شهد عليه بالنفاق فأنكروا أو لم يتم نصاب الشهادة أو لاذوا بالتوبة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتركهم وهذا هو ما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك أؤلئك النفر من المنافقين الذين قالوا كما حكى الله عنهم: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل)
فقد جاء في صحيح البخاري في كتاب التفسير عند تفسير قوله تعالى: (اتخذوا أيمانهم جنة) أن عندما شهد زيد ابن الأرقم على عبد الله بن أبي بأنه قال: ((لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل)) اجتهد ابن أبي يمينه أنه ما فعل، حتى قال الناس: كذب زيدٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ومع أن الوحي صدّق زيدا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان مطلعا بالوحي على أعيان المنافقين .. إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يؤاخذهم بالوحي، وبالاحتمالات أو الظنون أو الشواهد التي لا تكفي .. وإنما عاملهم صلى الله عليه وسلم بطرق الإثبات الشرعية التي هي البينة أو الإقرار تعليما لأمته ..
وانظر في هذا ما قاله القاضي عياض رحمه الله في الشفا (2/ 224 - 230) (فصل) (فإن قلت: فلم لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي الذي قال له؛ (السام عليكم) وهذا دعاء عليه، … إلى قوله: ولا قتل المنافقين الذين كانوا يؤذونه في أكثر الأحيان؟)
.. فقد فصل هناك القول فيما اختصرناه لك هاهنا… فارجع إليه فإنه مهم ..
ومنه قوله (2/ 226): (ولعله لم يثبت عنده صلى الله عليه وسلم من أقوالهم ما رُفع، وإنما نقله الواحد ومَن لم يصل رتبة الشهادة في هذا الباب من صبي أو عبد أو امرأة، والدماء لا تستباح إلا بعدلين، وعلى هذا يحمل أمر اليهودي في السلام، وأنهم لوّوا به ألسنتهم ولم يبينّوه، ألا ترى كيف نبّهت عليه عائشة ولو كان صرّح بذلك لم تنفرد بعلمه .. )
ومنه قوله أيضا (228): (وكذلك يقال في اليهود إذ قالوا السام عليكم؛ ليس فيه صريح سب ولا دعاء إلا بما لا بد منه من الموت الذي لا بد من لحاقه جميع البشر .. ) أهـ.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام مفصل في هذا ذكره في مواضع عديدة من الصارم المسلول، أنظر على سبيل المثال ص (354 - 358).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مسألة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يلزم المنافقين الخروج معه إلى الجهاد فهذا فيه تفصيل فاعلم أولاً أن المنافقين حكمهم في الدنيا أنهم مسلمين تجري عليهم أحكام الإسلام ومنها الجهاد ... وعليه فإنه إن كان الجهاد طلب فهذا له حكم خاص أما في جهاد الدفع فأنه يصبح فرض عين على كل من يظهر الإسلام وإن كان باطنه خلاف ذلك لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزم به كل من يظهر الإسلام من الرجل القادرين عليه فعندما خرج لغزوة تبوك وهي من جهاد الدفع لأن القصد فيها كان صد الروم الذين كانوا ييريدون مهاجمة المدينة استنفر النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة رضي الله عنهم للخروج في هذه الغزوة ولم يرخص لأحد في التخلف عنها، وفي هذا نزل قوله تعالى: ?انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّه ... ? (التوبة: 41)، فلم يسمح لأحد أن يبقى في المدينة ويتخلف عنه إلا أصحاب الاعذار الشرعية ولهذا ذم القرآن المنافقين الذين تخلفوا عن هذه الغزوة كما في سورة التوبة
بقية مسألة النية ... فاعلم أن القاعدة الشرعية أن النية لا تغير من حكم الشرعي شيئاً فمن شرب الخمر وفي نيته أنه عصير وهو يعلم أنه خمر فهذا قد شرب الخمر وحكمه أن يجلد ومن زنا وفي نيته أنه نكاح فهو زاني ومن قتل مسلم وفي نيته أنه يمزح فهو قاتل ومن سرق من مال مسلم وفي نيته أنه هدية فهو سارق وهكذا فلا تغير النية من توصيف الفعل شيئاً
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله (اعلم أن الأعمال وإن انقسمت أقساما كثيرة من فعل وقول وحركة وسكون وجلب ودفع وفِكْر وذِكْر وغير ذلك مما لا يتصور إحصاؤه واستقصاؤه، فهى ثلاثة أقسام: معاص وطاعات ومباحات.
القسم الأول: المعاصي، وهى لاتتغير عن موضوعها بالنيّة، فلا ينبغي أن يفهم الجاهل ذلك من عموم قوله عليه السلام «إنما الأعمال بالنيّات» فيظن أن المعصية تنقلب طاعة بالنيّة، كالذي يغتاب إنسانا مراعاة لقلب غيره، أو يُطعم فقيراً من مال غيره، أو يبني مدرسة أو مسجداً أو رباطا بمال حرام، وقصده الخير .. فهذا كله جهل، والنية لاتؤثر في إخراجه عن كونه ظلما وعدوانا ومعصية. بل قصده الخير بالشر على خلاف مقتضى الشرع شر آخر، فإن عرفه فهو معاند للشرع، وإن جهله فهو عاص ٍ بجهله، إذ طلب العلم فريضة على كل مسلم، والخيرات إنما يُعرف كونها خيرات بالشرع، فكيف يمكن أن يكون الشر خيراً؟ هيهات، بل المروِّج لذلك على القلب خفيّ الشهوة وباطن الهوى .. إلى أن قال .. والمقصود أن من قصد الخير بمعصية عن جهل فهو غير معذور، إلا إذا كان قريب العهد بالإسلام ولم يجد بعدُ مهلة للتعلم، وقد قال الله تعالى «فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون». .. إلى أن قال: فإذن قوله عليه السلام: «إنما الأعمال بالنيّات» يختص من الأقسام الثلاثة بالطاعات والمباحات دون المعاصي، إذ الطاعة تنقلب معصية بالقصد، والمباح ينقلب معصية وطاعة بالقصد، فأما المعصية فلا تنقلب طاعة بالقصد أصلاً، نعم للنيّة دخل فيها وهو أنه إذا انضاف إليها قصود خبيثة تضاعف وزرها وعظم وبالها كما ذكرنا ذلك في كتاب التوبة.
القسم الثاني: الطاعات. وهى مرتبطة بالنيّات في أصل صحتها وفي تضاعف فضلها. أما الأصل، فهو أن ينوي بها عبادة الله تعالى لا غير، فإن نوى الرياء صارت معصية. وأما تضاعف الفضل: فبكثرة النيّات الحسنة فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نيّة ثواب، إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها. كما ورد به الخبر ... إلى أن قال:
القسم الثالث: المباحات، وما من شىء من المباحات إلا ويحتمل نيّة أو نيّات يصير بها من محاسن القربات ويُنال بها معالي الدرجات، فما أعظم خسران مَن يغفل عنها ويتعاطاها تعاطي البهائم المهملة عن سهو ٍ وغفلة) إهـ إحياء علوم الدين (4/ 388) وما بعدها.
والمقصود أن الكفر والمعاصي لا يتغير حكمه بالنيّة كما سبق في كلام أبي حامد الغزالي رحمه الله.
وإذا جاز فعل بعض المعاصي في أحوال خاصة فإن هذا لايجوز إلا بدليل خاص مبيح لفعل المعصية لابمجرد النية. ومثال هذا:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ الكذب محرّم ومن الكبائر، ولكنه يجوز في ثلاثة مواضع بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بمجرد النية، وهذه المواضع هى: في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وبين الرجل وزوجه كما رواه مسلم عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها.
ب أكل الميتة محرم ومن الكبائر، ولكنه يجوز للمضطر في مخمصة بنص كتاب الله تعالى لا بالنيّة، وقال تعالى (إنما حَّرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله، فمن اضطر غير باغ ٍ ولا عاد ٍ فلا إثم عليه، إن الله غفور رحيم) البقرة 173. والدليل المبيح يقصر الرخصة على صورته ولايقاس عليه.
ومعلوم أن محاربة النبي وأذيته كفر بواح فمن حارب النبي صلى الله عليه وسلم ونيته أنه يبغض دينه فهو كافر من حطب جهنم ومن حارب النبي وفي نيته أنه يتحصل على شيئ من متاع الدنيا فهو مع أخيه الأول في قعر جنهم فلا تأثير للنية في الكفر وجوداً أو عدماً حتى أن المرجئة الأولى لم يشكوا في كفر هذا النوع خلافاً لأدعياء السلفية في هذا الزمان
يقول ابن تيمة رحمه الله: ( ... (ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعمله، لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان، وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمناً كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء ويهدم المساجد، ويهين المصاحف، ويكرم الكفار غاية الكرامة ويهين المؤمنين غاية الإهانة، قالوا وهذه كلها معاصي لا تنافي الإيمان الذي في قلبه، بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن، قالوا وإنما ثبت له في الدنيا أحكام الكفار، لأن هذه الأقوال أمارة على الكفر ليحكم بالظاهر كما يحكم بالإقرار والشهود وإن كان الباطن قد يكون بخلاف ما أقر به وبخلاف ما شهد به الشهود.
فإذا أورد عليهم الكتاب والسنة والإجماع على أن الواحد في هؤلاء كافر في نفس الأمر معذب في الآخرة، قالوا فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه.) إهـ كتاب الإيمان (178)
فانظر إلى هؤلاء المبتدعة من غلاة الجهمية المكتلمة لمعرفتهم بشاعة القول بأن من حارب الرسول يجوز أن يكون مسلم لم يلتزموا أصول بدعهم وحكموا عليه بالكفر لأن محاربة الرسول لا يمكن أن تقع من قلب باشر الإيمان أو عرف الإسلام اما أدعياء السلفية في زماننا فعندهم أنه قد يكون من حارب الرسول ليس بكافر على حسب قصده فتارة يكون مرتد وأخرى عاصي ثم يدعون الإنتساب زوراً وكذباً إلى الإمام أحمد والشافعي وابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمه الله أجمعين ولا يستحيون من أنفسهم
أما قولك: ( .. وتأمل قوله تعالى: (لوخرجوا فيكم مازادوكم إلاخبالا ... ) الآية، لتعلم أن بعض من يخرج في الجيش إنما يريد حربا نفسية للجيش نفسه! والله الهادي) إهـ.
فصراحة لم أفهم وليس عندي تعليق وفي ما تقدم كفاية إن شاء الله لمن أراد الهداية.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 07:02]ـ
الإمام الدهلوي لا أختلف معك في عامة ماذكرت!
إنما قصدت بماذكرتُ أن أثبت إحتمال وجود نية أخرى لمن كان في جيش قريش في غزوة بدر، لاأنه لايحتمل من أمره إلا أنه جاء لحرب النبي صلى الله عليهوسلم، فتأمل.
أما أدعياء السلفية فما أكثرهم، والدليل حكمٌ بينهم.
وإذا أردت أن ترد على أحدٍ من المسلمين قوله فأقترح أن تتوضأ وتصلي ركعتين وتستخير الله لعله أن يهديكما سواء السبيل.
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 08:23]ـ
كم أتمنى لو أن الحارثي لم يدخل نفسه في تفسير مجمل كلام الشيخ حاتم، إلا بعد التأكد من موافقة الشيخ حاتم على ما يكتبه.
فقد رأيت المتابعين لهذا الجدل ينسبون تخريجات وائل الحارثي وتفسيراته للشيخ حاتم باعتباره تلميذاً وجليساً له.
وفي رأيي أنه أساء للشيخ من حيث أراد الإحسان له. إلا إذا كان الشيخ حاتم يقر ما يقوله، فهذه مشكلة أخرى. لكن لعل الشيخ حاتم لا يرتضي بعض ما يكتبه وائل الحارثي بقصد الدفاع عنه.
الرجل هده الله ينقصه التصور الصحيح للمسائل.
فضلا عن تصور قول معارضي رأي الشيخ حاتم.
فهو مثلاً لا يفرق بين قتل النبي صلى الله عليه وسلم وبين محاربته.
وإذا رأى في كلام أحد حديثاً عن حرب النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفهم منه إلا القتل.
لهذا تراه يتساءل أين أثبت الشيخ حاتم الإيمان لمن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم!
الحرب لا يلزم منها القتل.
والقتل لا يلزم منه الحرب.
والصورتان كلاهما كفر.
والقاضي عياض حكى الإجماع على المسألتين،لكن وائل يحاول حصر الكلام في مسألة واحدة.
فمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم عنده لا ينتقض بها الإيمان!!!!!!!!!!!
وهذه مصيبة وأي مصيبة!
وأشد منها تخريجه لكلام الشيخ حاتم في علاقة الإيمان الظاهر بالباطن، وغضه الطرف عن المسألة التي كانت محل الخلاف، و هو تجويز ثبوت الإيمان الباطن لمن يقول بلسانه: إنه يحب دين الكفار، إذا قال هذا طمعاً في الدنيا.
فهذه الصورة تجاوزها وائل، وصرف الكلام عنها إلى التقعيد العام الذي يتفق عليه الجميع.
وبعد هذا المشوار الطويل، ومع أنه ذكر في مقالته أنه اتصل بالشيخ حاتم وسأله عن مسألة واحدة جانبية، لكنه نسي أن يسأله عن المسألة الأساس: وهو الأخطاء التي وقع فيها محمد بن عبدالوهاب، والتي يجب أن ترتفع أصوات التابعين بإنكارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 01:11]ـ
الأخ فريد أشرف سلامٌ عليك.
إذا كنت تخالف الشيخ وائل الحارثي رأيه فليس ذلك بدليل على أنه لم يتصور المسألة، بلى هو دليل على أنه لم يتصورها كما تصورتها أنت، ولعلك أردت هذا!
ثم المسألة نقاش علمي وقد ذكر الشيخ وائل أدلةً قويةً في كلامه، وأنا لا أطالبك بأن توافقه، ولا أن تدين الله إلا بما يؤديكه إجتهادُك إن كنت من أهل الإجتهاد، وإلا فإن في شرائع الإسلام سعةٌ تلقى الله بها بريئًا عن ظلم علمٍ أو طالبه!
ولم يكلف الله العبد إلا بما يطيق، فإن أطقت الحجاج بالدليل وإلا فعليك بسعة الإسلام.
ولا نزال نطالب الإخوة بالنقاش العلمي البعيد عن كلِّ ما يسيئ للعلم وأهله.
والسلام
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 01:17]ـ
أتمنى من الإخوة أن يتأملوا معي هذه المقارنة بين فعل حاطب وفعل سهل:
1_ حاطب رضي الله عنه ساعد جيش المشركين الذين يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلم.
وسهل رضي الله عنه ساعد جيش المشركين الذي يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلم.
2_ فعل حاطب قد يتسبب في قتل النبي صلى الله عليه وسلم، لأن تقوية محاربة المشركين قد تجر إلى القتل النبي وإن لم تقتله فهي نكاية في محاربته، فكشف خطة السير أعظم من خروج رجل مع الجيش بلا شك.
وفعل سهل قد يتسبب في قتل النبي صلى الله عليه وسلم، لأن تقوية محاربة المشركين قد يجر إلى قتل النبي أو النكاية في محاربته.
3_ حاطب مع فعله الذي فعله لم يُرد محاربة النبي ولا قتله.
وسهل مع فعله الذي فعله لم يُرد محاربة النبي ولا قتله وإلا لما كان مسلماً.
4_ ليس صحيح أن الفرق بين الأمرين هو: أن حاطباً كان في المدينة، ولم يخرج معهم فصورة فعله ليست مكفرة، وسهل لأنه كان في مكة وخرج معهم فصورة فعله مكفرة مع فرض عدم إكراهه؟
لماذا ليس الفرق صحيح؟
لأن كلاهما مساعدة ومعاونة، فحاطب فعل فعلاً ساعد فيه وعاون المشركين الذين يواجهون النبي صلى الله عليه وسلم، وسهل فعل فعلا ساعد في المشركين الذي يواجهون النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو فرضنا صحة القول بإكراه سهل مع أنه قول ليس عليه دليل، ولم يذكره ابن مسعود، ولا الفقهاء الذين تحدثوا عن فقه الحديث كما ذكر الإخوة.؛ فصورة فعل حاطب مثل صورة فعل سهل وأشد، فكلاهما مساعدة للمشركين الذين يوجهون النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو سلمنا بإكراه سهل، لكانت صورة حديث حاطب تطرح نفسها للسؤال: فقد فعل فعلاً قد يؤدي إلى قتل النبي صلى الله عليه وسلم أو يؤدي إلى محاربته بأشد أنواع المحاربة.
فهل سيصبح الفرق أن من خرج معهم يُكفر، ومن لم يخرج ولو فعل فعلاً أنكى منه وأشد وأثخن لا يكفر؟
لا أظن أن هذا مناطاً مؤثراً تُعلق به الأحكام، لأن القائل بذلك لو سُئل عن حكم مسلم مقيم بين المشركين وأعطاهم جميع أخبار جيش المسلمين الذين فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هل سيقول بكفره أم سيمتنع من ذلك؟
فإن قال بكفره، فقد فرَّق بين هذه الصورة وصورة حاطب بما ليس مؤثر في مناط التكفير.
وإن قال بعدم كفره، فما باله جعل صورة حديث سهل في حالة عدم إكراه لا تتأتى إلا على قول الجهمية.
وبالتالي فصورة حديث حاطب وصورة حديث سهل مع القول بعدم إكراهه واحدة، فلما كانت واحدة بل صورة فعل حاطب أشد، كان من المتصور أن يقع ذلك الفعل من المسلم وهو لايريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يريد محاربته.
أي أنه لا يقال: مجرد الخروج هو المكفر، وعدم الخروج ليس بمكفر حتى لو فعل فعلاً بجيش النبي أنكى وأخطر من الذي خرج.
وإنما يقال بكفر فاعل ذلك إلا إذا تحقق فيه مناط التكفير، وهو إرادة قتل النبي صلى الله عليه وسلم أو محاربته أو محبة دين الكفار وإرادة ظهور دينهم على دين المسلمين.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 01:48]ـ
ملحوظة: قرأت مقال الأخ وائل الحارثي ولم أجد فيه ماينسبه بعض الإخوة الذين علقوا على هذا الموضوع بارك الله فيهم، ومن ذلك:
1 - نسبوا إليه: أنه لا يكفِّر من جاء محاربًا النبي صلى الله عليه وسلم.
ولايقول بذلك مسلم، والذي في مقاله أن هناك فرقًا بين من كان في الجيش الذي يحارب النبي صلى الله عليه وسلم ونيته حرب النبي صلى الله عليه وسلم، وبين من كان في نفس الجيش وليس في نيته أن يحارب النبي صلى الله عليه وسلم. كسهل بن بيضاء رضي الله عنه.
2 - نسبوا إليه أيضًا: أنه يقول أن من قال بلسانه أنه يحب دين الكفار وهو غير مكره أنه يُحتمل أن يكون مؤمنًا بقلبه.
وهو لايقول بذلك، وإنما يقول هو كافرٌ في حكمنا عليه في ظاهره وباطنه، نعامله كذلك في الدنيا، وأمر الآخرة والاطلاع على مافي القلوب لله عز وجل علام الغيوب.
أقول هذا ما فهمته من مقال الأخ وائل وأنا أرى في استدلالاته قوة، ولا أرى فيه ما يدعو من خالفه إلا لمناقشة علمية هادئة، يطلب فيها الحق بصدق وإخلاص.
أسأل الله للجميع التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 02:02]ـ
لا شك أن محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم كفر بواح لا يعذر فيها أحد من جهة التكفير إلا بعذر الأكراه كما قال تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره .... الآية) فلم يستثني إلا المكره.
ولذلك قلنا أن العفو عن سهل بن بيضاء كان بسبب عذر الإكراه ليس له تخريج إلا ذلك، ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفى عنه لأن باطنه كان خلاف ظاهره فقد أبعد النجعة وخالف الصواب وفهمه معارض بحادثة العباس رضي الله عنه فقد كان باطنه خلاف ظاهره ومع هذا عامله النبي صلى الله عليه وسلم معاملة الكفار ولم يعتبر أسلامه السابق ولم يخرج من الأسر إلا بالفداء .. فنسأل من يزعم أن سهل قد عذر لأنه باطنه كان خلاف ظاهر إذا كان هذا الفهم صحيح فلماذا لم يعذر العباس أيضاً لأن باطنه كان خلاف ظاهره؟؟ ... نريد جواب واضح وصريح على هذا التفريق
أما حادثة حاطب رضي الله عنه فسوف أنقل لكم كلام الشيخ علوي سقاف حول هذه الحادثة حتى لا تلتبس على أخواننا الموحدين فقد قال حفظه الله: (بالنسبة لقضة حاطب بن أبن بلتعة فهنا بحثان في الموضوع
البحث الأول
الأخ والشيخ علوي السقاف - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كثر الكلام والنقاش بين بعض الرواد في أنا المسلم عن قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما أرسل برسالة إلى كفار قريش مع المرأة التي حملت الرسالة فلحق بها بعض الصحابة بأمر من الرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عن طريق الوحي وقد اختلف المناقشون في الحكم على حاطب هل يعد فعله الذي قام به من النفاق الأكبر أم من النفاق الأصغر؟
ونرغب منكم حفظكم أن تبينوا لنا بما يفتح الله عليكم في هذه المسألة بياناً شافياً وافياً.
وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله: عبد الله زقيل صفر 1422هـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم أخي الكريم -وفقني الله وإياك- أنَّ هذه المسألة –أعني هل فعل حاطب رضي الله عنه يُعدُّ كفراً أم لا؟ - من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف، وأصل منشأ الخلاف هو: هل الموالاة بجميع صورها تُعدُّ كفراً أم أنَّ منها ما هو كفر ومنها ما دون ذلك؟ وهل هناك فرقٌ بين الموالاة والتولي؟ وهل قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} أي كافر مثلهم، أم هو كقوله صلى الله عليه وسلم ((من تشبه بقوم فهو منهم)) ومعلوم أن ليس كلُّ تشبهٍ بالكفار يعد كفراً، فإذا علمت ذلك تبين لك خطأ من يجعل هذه المسألة من مسائل العقيدة ويبدع من لم يقل بقوله، فإما جعله مرجئاً أو خارجياً، وهذا مما ابتليت به الأمة في الآونة الأخيرة.
أما مسألة الموالاة والمعاداة ومظاهرة الكافرين على المسلمين فهي من مسائل العقيدة بل أصلٌ من أصول التوحيد، وأما تكفير حاطب -رضي الله عنه- فلم يقل به أحدٌ من أهل السنة فهو صحابي بدري قد وجبت له الجنة، وإليك البيان بشيء من الإيجاز والاختصار:
الموالاة: أصلها الحب كما أن المعاداة أصلها البغض، وتكون بالقلب والقول والفعل، ومن الموالاة النصرة والتأييد، فمن جعل الموالاة نوعاً واحداً مرادفاً لمظاهرة الكافرين عدَّ فعل حاطب -رضي الله عنه- كفراً، ومن جعلها صوراً مختلفة وأدخل فيها: مداهنتهم ومداراتهم، واستعمالهم، والبشاشة لهم ومصاحبتهم ومعاشرتهم وغيرها من الصور؛ جعلها نوعين موالاة مطلقة عامة أو (كبرى) وموالاة خاصة دون موالاة. ومن هؤلاء من عدَّ فعل حاطب -رضي الله عنه- من النوع الأول ومنهم من عَدَّه من النوع الثاني، وأكثر العلماء على أن الموالاة نوعان: مُكفِّرة وغير مُكفِّرة، وسواء قلنا هما نوعان أو نوع واحد فالذي يهمنا هنا هو هل فعل حاطب -رضي الله عنه- من النوع المُكفِّر أم لا؟ -وسيأتي-، كما أنَّ منهم من فرَّق بين الموالاة والتولي وجعل التولي موالاة مطلقة ومنهم عددٌ من علماء الدعوة النجدية -رحمهم الله-، وهناك من لم يفرق بينهما كالشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره وهذا أقرب والله أعلم، وعلى كلٍ فهذه مصطلحات لا مشاحة فيها، لأن الذين فرَّقوا بينهما يعنون بالتولي الموالاة المطلقة وأنها كفر ولا يقولون بتولي غير مُكفِّر بل يقولون أن هناك موالاة غير مُكفِّرة فآل الأمر إلى وجود موالاة مُكفِّرة يسميها البعض تولي وأخرى غير مُكفِّرة وهذا كله على قول من يقسم
(يُتْبَعُ)
(/)
الموالاة إلى قسمين.
وعمدة من يقول أن الموالاة نوع واحد وأنها كفر، قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فأؤلئك هم الظالمون} قالوا لم ترد الموالاة في القرآن إلا بوصف الكفر، قال ابن جرير: ((ومن يتولى اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا هو به وبدينه))
وقال ابن حزم في ((المحلى)) (11/ 138): ((وصح أنَّ قول الله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين))
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 274): ((وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم)) ثم استشهد بالآيتين السابقتين.
هذه مقدمة لابد منها قبل الإجابة على سؤالكم: هل فعل حاطبٍ -رضي الله عنه- كان كفراً أم لا؟
واعلم أن قصة حاطب -رضي الله عنه- رواها البخاري في الصحيح (3007،4272،4890،6259) ومسلم في الصحيح (4550) وأبو داود في السنن (3279) والترمذي في الجامع (3305) وأحمد في المسند (3/ 350) وأبو يعلىفي المسند (4/ 182) وابن حبان في صحيحه (11/ 121) والبزار في مسنده (1/ 308) والحاكم في المستدرك (4/ 87) والضياء في الأحاديث المختارة (1/ 286) وغيرهم، وقد جمعت لك ما صحَّ من رواياتهم في سياق واحد –وأصلها من صحيح البخاري- ليسهل تصور القصة واستنباط الأحكام منها، والذي يهمنا منها ألفاظ حاطب وعمر رضي الله عنهما أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم،
[فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَكُلُّنَا فَارِسٌ قَالَ انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا الْكِتَابُ فَقَالَتْ مَا مَعَنَا كِتَابٌ فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا فَقُلْنَا مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ عُمَرُ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ)) ((دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ)) ((فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ))
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْت.
َ قَالَ حَاطِبٌ: ((وَاللَّهِ مَا بِي أَنْ لا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) ((وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلام)) ((وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا)) ((وَمَا غَيَّرْتُ وَلا بَدَّلْتُ)) ِ ((مَا كَانَ بِي مِنْ كُفْرٍ وَلا ارْتِدَادٍ)) ((أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا نِفَاقًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ)) ((فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله)) أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِه.
ِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ وَلا تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا.
فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَالَ: أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَال: َ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.]
فأنت ترى أنَّ حاطباً -رضي الله عنه- شعر بخطئه في إفشاء سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وموالاته لكفار قريش، وظهر له أنَّ هذا كفرٌ وردة لكنه يعلم من نفسه أنه لم يفعله ارتداداً عن دين الله فقال: ((ولم أفعله إرتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام، وما غيرت ولا بدلت -أي ديني- أما إني لم أفعله غشاً يا رسول الله ولا نفاقاً)) إذن هذا العمل بمجرده يُعَدُّ كفراً وارتداداً وغشاً ونفاقاً، وكأنه -رضي الله عنه- ذُهل عن هذا الأمر أثناء الوقوع في المعصية بعذر قدَّمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قوله: ((أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي)) فإمَّا أن يقال كان جاهلاً وما تبين له هذا إلا بعد أن استجوبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يقال كان -رضي الله عنه- متأولاً وهذا أصوب بدليل أنه قال كما صحت به رواية أحمد وأبو يعلى وابن حبان: ((أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا نِفَاقًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ)) فهو يعلم أن المولاة كُفر لكنه لا يَعِدُّ ما فعله موالاة -تأولاً- لثقته أن الله ناصرٌ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما صحت به رواية البزار والحاكم والضياء من قوله: ((كان أهلي فيهم فخشيت أن يغيروا عليهم فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله)) فهو لثقته الكبيرة بربه ونصره لرسوله صلى الله عليه وسلم وأن كتابه سيفرحُ به كفار قريش ويحموا له أهله لكن لن يضر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك قال الحافظ في الفتح (8/ 634): ((وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ مُنَافِقًا لِكَوْنِهِ أَبْطَنَ خِلاف مَا أَظْهَرَ , وَعُذْر حَاطِب مَا ذَكَرَهُ , فَإِنَّهُ صَنَعَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلاً أَنْ لا ضَرَر فِيهِ))، ويؤكد ذلك لفظ الخِطاب –إن صح- فقد قال الحافظ في الفتح (4274): ((وَذَكَرَ بَعْض أَهْل الْمَغَازِي وَهُوَ فِي (تَفْسِير يَحْيَى بْن سَلام) أَنَّ لَفْظ الْكِتَاب: ((أَمَّا بَعْد يَا مَعْشَر قُرَيْش فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَكُمْ بِجَيْشٍ كَاللَّيْلِ , يَسِير كَالسَّيْلِ , فَوَاَللَّهِ لَوْ جَاءَكُمْ وَحْدَهُ لَنَصَرَهُ اللَّه وَأَنْجَزَ لَهُ وَعْده. فَانْظُرُوا لأَنْفُسِكُمْ وَالسَّلام)) كَذَا حَكَاهُ السُّهَيْلِيُّ)) وفيه كما ترى تخذيل وتخويف لقريش، كلُّ ذلك جعل حاطباً -رضي الله عنه- يتأول أن ليس في هذا موالاة لكفار قريش وكيف يواليهم وهوالصحابي البدري؟! والواقع أن قصة حاطب وقصة قدامة ابن مظعون -رضي الله عنهما- الذي استباح شرب الخمر متأولاً أنه لاجناح على الذين آمنوا أن يطعموها من أقوى ما يمكن أن يستشهد به على أنَّ التأويلَ مانعٌ من موانع التكفير.
أمَّا عمر -رضي الله عنه- فقد كفَّر حاطباً أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ حاطباً لم يفعل الكفر، بل بيَّن له أنَّ حاطباً كان صادقاً ولم يكفر، ومعلوم لديك أنَّ ثَمَّتَ فرقٌ بين الحكم على الفعل بالكفر وتكفير المعين الذي صدر منه الكفر، وهذا مبسوط في كتب العقائد والتوحيد، وقد وصف عمر حاطباً -رضي الله عنهما- بأوصاف ثلاثة يكفي الواحدُ منها للقول بأنه كفَّره، فوصفه بأنه: منافق، كفر، خان الله ورسوله؛ وعمر -رضي الله عنه- وإن كان قد أخطأ في تكفير حاطب -رضي الله عنه- إلا أنَّ خطأه مغفورٌ له لأنه ناتج عن غيرة لله ورسوله وهذا معروف عن عمر -رضي الله عنه- ولأنه حكم بالظاهر وهذا هو الواجب على المسلم، ولم يكلفنا الله بالبواطن. قال ابن حزم في ((الفصل)) (3/ 143): ((وقد قال عمر رضي الله عنه - بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم - عن حاطب: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فما كان عمر بتكفيره حاطباً كافراً بل كان مخطئاً متأولاً)) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (3/ 282): ((إذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يكفر بذلك)) ثم استشهد بتكفير عمر لحاطب -رضي الله عنهما-.
أمَّا تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب فليس فيه دلالة على أنَّه لم يفعل الكفر بل فيه أنَّه لم يكفر ولم يرتد لأن عمر -رضي الله عنه- قال عنه أنه كفر ونافق وخان الله ورسوله وحاطب يقول لم أكفر ولم أرتد وما غيرت وما بدلت –أي ديني- فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم في أنه لم يكفر ولم يرتد، أمَّا قتله وعقوبته فقد شفع له فيها شهوده بدراً.
إذا علمت ذلك، فاعلم أنَّ هناك من العلماء من عَدَّ ما بدر من حاطب -رضي الله عنه- من الموالاة الخاصة غير المكفِّرة، ومن هؤلاء: شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في مجموع الفتاوى (7/ 523): ((وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنباً ينقص به إيمانه ولا يكون به كافراً، كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل الله فيه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة})) والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ كما في ((عيون الرسائل والأجوبة على المسائل)) (1/ 179).
لكن ليُعلم أنَّ هذا النوع من الموالاة شيء ومظاهرة المشركين على الكافرين ونصرتهم وتأيدهم والقتال معهم شيء آخر، فكما سبق في أول الحديث أنَّ هذا (الثاني) كفر وردة والعياذ بالله ويكون بالقول والفعل كما يكون بالاعتقاد، قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام: ((الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة:51)) وقال الشيخ حمد بن عتيق في ((الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع)) (ص32): ((وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين)، وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 274): ((وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم))
والخلاصة:
أنْ نقول إنَّ حاطباً -رضي الله عنه- حصل منه نوع موالاةٍ للكفار، فمن قال أنَّ الموالاة كلها كفر قال إنه وقع في الكفر ولم يكفُر لأنه كان متأولاً، ومن قال أنَّ هناك موالاة مُكفِّرة وموالاة غير مُكفِّرة عدَّ ما بدر منه -رضي الله عنه- من النوع غير المُكفِّر، وليعلم أنه لم يقل أحدٌ من أهل السنة أنَّ حاطباً -رضي الله عنه- كَفَر، أو أنَّ ما صدر منه ليس موالاةً أو ذنباً، أو أنَّ مظاهرة الكافرين على المسلمين ليست كفراً، فكلُّ ذلك متفقون عليه فلا ينبغي أنَّ يحدث نوع خلافٍ وشرٍ فيما كان من مسائل الاجتهاد طالما أنَّ الجميع متفقون على مسائل الاعتقاد، ولذلك لَمَّا سئل الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ عن مسألة سبَبت خلافاً بين أهل السنة في زمانه عن الموالاة والمعاداة هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟ أجاب: ((الجواب أنَّ يقال: الله أعلم، لكن بحسب المسلم أنْ يعلم أنَّ الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم، وأوجب عليه محبة المؤمنين وموالاتهم، 000و أمَّا كون ذلك من معنى لا إله إلا الله أو لوازمها، فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك، وإنما كلفنا بمعرفة أنَّ الله فرض ذلك وأوجبه، وأوجب العمل به، فهذا هو الفرض والحتم الذي لا شك فيه، فمن عرف أنَّ ذلك من معناها، أو من لازمها، فهو خير، ومن لم يعرفه، فلم يُكلف بمعرفته، لاسيما إذا كان الجدل والمنازعة فيه مما يفضي إلى شرٍ واختلافٍ، ووقوع فرقة بين المؤمنين الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله وعادوا المشركين ووالوا المسلمين، فالسكوت عن ذلك متعين)) انتهى كلامه. انظر: ((مجموعة التوحيد)) (ص69)
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:14]ـ
أخي الإمام الدهلوي، العباس رضي الله عنه منصوص في السيرة أيضًا أنه كان مكرهًا، فلماذا لم يعامله النبي صلى الله عليه وسلم كما عامل سهلا رضي الله عنه؟
الجواب: أن سهلاً قد شهد له بعض المسلمين أنه كان مسلمًا، بخلاف العباس الذي ليس له إلا دعواه هو بذلك، فعامله النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهره، ووكل أمره الباطن إلى ربه، ونزل القرآن آمرًا بذلك (إجراء الحكم على ظاهر الأمر ووكل السرائر لعالمها) في قوله تعالى: ((ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم))
يقرر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يعاملهم بظاهر أمرهم وإن كان باطنهم خلافه.
وهذا التقرير الذي يقول به أهل السنة في من أتى مكفرًا عمليًا كسبِّ الله أو رسوله أو محاربة النبي صلى الله عليه وسلم أو محاربة دينه أو إرادة قتله. نكفره ظاهرًا وباطنًا ونعامله كذلك، وأمر مكنون قلبه -إن إدعى أن باطنه خلاف ظاهره- إلى خالقه وعالم خفاياه.
وهو الذي يناقشنا بعض الإخوة فيه، وفقنا الله للحق جميعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:32]ـ
هل تقصد أخي القضاعي تخطئة الكاتب أم تدعيمه في قوله (أما عن رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في هذه المسألة، فالصورة التي تحدث عنها هي صورة: (من يلحق بأهل الكفر، ويقف في صفهم مقاتلاً أهل الإسلام).هذه الصورة هي التي كفَّر بها الشيخ محمد -رحمه الله-.)
فإن كانت الأولى فأقول إن الشيخ محمد لا يكفر بمجرد الموالاة (مطلق الموالاة) فلا يكفر بكل موالاة كالتوقير والمحبة ولكنه يكفر بالموالاة التامة (الموالاة المطلقة) ولا أوضح من تمام الموالاة عنده من مخاطرة الرجل بحياته في سبيل وليه.
هو هذا يا ابن سفران سددك المولى
وللأسف يخلط الكثير في هذه المسألة بين مطلق الموالاة والموالاة المطلقة.
فحكم الجاسوس هو حكم مطلق الموالاة الذي تبرأ الإمام المجدد من تكفير صاحبه بمجرده.
وأما الموالاة المطلقة هي المظاهرة التي أوردها الإمام في الناقض الثامن من نواقض لا اله إلا الله وهي ذاتها التي حكى عليها الإجماع الإمام ابن حزم رحمه الله.
ودليلي على هذا قول الإمام المجدد قدس الله روحه: " ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم ".انتهى المقصود
فمن زعم أن الإمام يُكّفر الجاسوس صاحب مطلق الموالاة بالناقض الثامن فقد ابعد النجعة وأتهم الإمام بالتناقض وبمخالفة الإجماع وحاشاه رحمه الله ورضي عنه.
وأما تكفير الإمام لمن اصطف لمقاتلة أهل التوحيد أو جس عليهم رغبة في ظهور اعدائهم عليهم فهو تكفير بالموالاة المطلقة المجمع على تكفير صاحبها.
والله الموفق
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 10:17]ـ
أخي الكريم العز بن عبد السلام وفقك الله أنا أعرف هذا جيداً وقد كتبته في أحد المشاركات السابقة وقلت هناك أن سهل قد قامت البينة على أنه كان مسلم قبل الأسر وأنه لابد ان يكون مكره في خروجه إلى قتال النبي صلى الله عليه وسلم لأن محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعذر فيها أحد من جهة التكفير إلا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان .. واما العباس رضي الله عنه فهو وإن خرج مكرهاً إلا أنه لم تقم البينة على ذلك ولم يشهد له أحد بالإسلام فلم يعذر وأجريت عليه أحكام الكفر ولم يخرج من الأسر إلا بالفداء ... وحادثة العباس رضي الله عنه معارضة لفهم مخالفينا في حكم من يقاتل الرسول الله عليه وسلم فهم يزعمون أن سهل قد عذر ليس بسبب الإكراه وإنما لأنه باطنه كان خلاف ظاهره فهم يرون أن من قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون كافر إذا كان ظاهره مطابق لباطنه وانه قد يكون عاصي وليس بكافر إذا كان ظاهره مخالف لباطنه وكفى بهذا القول ضلالاً بعيداً .. فلو كان الأمر كما زعموا لكان الأولى أن يعذر العباس أيضاً لأننا على يقين أن باطنه كان خلاف ظاهره كما أخبر هو عن نفسه وأدعى الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأسلام العباس لأن أسلم قبل الهجرة أصلاً و كما قال عنه القرآن: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم)
يقول الطبري رحمه الله: (يقول إن يعلم في قلوبكم إسلاماً " يؤتكم خيراً مما أخذ منك " من الفداء " ويغفر لكم " يقول: ويصفح لكم عقوبة جرمكم الذي اجترمتموه بقتالكم لنبي الله وأصحابه وكفركم بالله) إهـ
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى: (وإن يريدوا خيانتك ... الآية) حدثنا القاسم حدثنا الحسين قال حدثنا حجاج عن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس " وإن يريدوا خيانتك " يعني العباس وأصحابه في قولهم " آمنا بما جئت به ونشد أنك رسول الله لننصحن لك على قومنا " يقول: إن كان قولهم خيانة " فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم " يقول: قد كفروا وقاتلوك فأمكنك الله منهم) إهـ
فانظر كيف أن العباس كان باطنه خلاف ظاهره ومع هذا لم يعذر بل حكم عليه القرآن بالكفر والخيانة بسبب قتاله النبي صلى الله عليه وسلم فلو كان الأمر كما يزعم من يقول أن محاربة النبي لا تكون كفر مخرج من الملة إلا إذا وافق الظاهر الباطن لكان العباس أولى بهذا العذر فحين لم يعذر العباس بذلك ظهر بطلان قولهم وأنه مخالف لصريح القرآن وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم واجماع الامة القطعي في كفر المحارب للرسول صلى الله عليه وسلم بمجرد الفعل دون النظر إلى الباعث له على ذلك الفعل الشنيع ويستثنى منه المكره بنص القرآن الكريم. والله أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 12:57]ـ
الأخ ابن أبيه حفظه الله و بارك فيه
حاطب سماه أهل العلم مصانع لأنه ورد في بعض الروايات قوله " إنما أردت مصانعة قريش "
أما مثل عباس و سهل فسموه مظاهر لورود بعض الروايات " أما ظاهرك فقد كان علينا "
هذا هو الفرق
مع أن الردء له حكم المباشر في القتل
لكنهما يختلفان في الاسم أي في مسمى الإيمان من عدمه
و قد يتفق شخصان في الحكم و يفترقان في الاسم، و قد يتفق شخصان في الاسم و يفترقان في الحكم
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 03:55]ـ
اخي صاحب النقب وفقه الله
سواء سميت فعل (حاطب) مصانعة أو فعل (سهل) مظاهرة، فكلاهما مساعدة لجيش يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا فرق بينهما فكل ما ستفرضه في صورة حاطب سيفرض في صورة سهل، بل أشد من ذلك.
وأتمنى من الإخوة أن يتأملوا كلام الشافعي في توصيف صورة حاطب مما يدل على أنه وقع في صورة من أشد الصور التي يمكن أن تكون في مثل هذه المسألة
يقول: (ولا أعلم أحداً أتى في مثل هذا أعظمَ في الظاهر من هذا؛ لأن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده. فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله يريد غرتهم، فصدقه على ما عاب عليه من ذلك، غير مستعمل عليه الأغلب مما يقع في النفوس، فيكون ذلك مقبولاً: كان من بَعْدَهُ في أقل من حاله، وأولى يُقْبَل منه مثل ما قبل منه.) الأم للشافعي 4/ 249 _250.
وأنبه هنا إلى أن من خرج قاصداً محاربة النبي صلى الله عليه وسلم أو قتله، فهذا لاشك في كفره.
لكن النقاش هل يتعين حمل صورة حديث سهل في حال القول بعدم إكراهه على أنها لا يمكن إلا أن تكون على هذه الصورة المجمع عليها.
فإن قلت نعم فهذه صورة حديث حاطب كيف ستجيب عنها؟
فقد استدل بها العلماء الذين قالوا بعد التكفير بالموالاة العملية إلا إذا تعلقت بذلك محبة دين الكفار أو انتصار دينهم على ديننا.
فلو سلمنا بغلط الاستدلال بهذه الحديث على مسألة المظاهرة، كما يقول الإخوة في حديث سهل.
فهل سيقول الإخوة أن من استدل بحديث حاطب في المسألة _مع غلطه_ قد خالف في صورة الإجماع وأجاز محاربة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتأتي قوله إلا على قول الجهمية؟
فأتمنى من الأخوة الذين يناقشون هذه المسألة أن لا يظنوا أن من يخالفهم يناقش في هذه الصورة المجمع عليها وإنما النقاش في اندراج تلك الصورة في مسألة الإجماع.
ولازلت أقول لا أرى تفريقاً محكما بين صورة حديث حاطب، وصورة حديث سهل، لا سيما وأنت ترى أن الشافعي لا يعلم صورة أشد من صورة حديث حاطب كما سبق في كلامه.
ويعلل ذلك بأن الأمر الذي يتعلق بالنبي يختلف عن جميع الآدميين، فلم يحمله هذا المعنى على أن يجعلها صورة مكفرة.
ولم يحمله كون غلبة الظن بأن غالب من يفعل ذلك _من غير إكراه_ بجيش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعله إلا عن كفر ونفاق كما ظنه عمر رضي الله عنه، لم تحمله هذه الغلبة على القول بالكفر.
ولعل للكلام بقية.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 04:25]ـ
الأخ ابن أبيه حفظه الله و بارك فيه
جزاك الله خيراً لكن الشافعي يتكلم عن الجاسوس و لا يعلم صورة أشد منها للجاسوس، و الجاسوس يتكلم عليه في الفقه لا العقيدة لذلك لم يتطرق هل هو مسلم أو كافر، و لا يتكلم عن المقاتل المباشر في الصف الذي يتكلم عنه في العقيدة، و لا نخالف الشافعي في أن الجاسوس لا يكفر مطلقاً لهذا ربما مثل بحاطب و لم يمثل بعباس و لا سهل و لا نحوهم
و الجاسوس في الجيوش المعاصرة يسمى العميل و هو الذي يجنده العدو وهو ليس من العدو، و هو يختلف عن ضابط المخابرات و الإستطلاع الذي يجنده العدو و هو من العدو نفسه
و تسويتة الفقهاء بينهم في الفقه صحيحة و لا فرق بينهم لأن حكمهم في الفقه القتل، أما في العقيدة فيفرقون بينهما لأن أحدهما يكفر بإطلاق و الآخر يفصل فيه
فهل الشافعي يتكلم في العقيدة أو في الفقه؟ و هل سوى بين حاطب و سهل في مسمى الإيمان؟
فالمساعدة تختلف و ليست سواء، فالمظاهرة مساعدة، و المصانعة مساعدة، و المعاملة مساعدة مثل العسيف، و المداراة أيضاَ قد يقال إنها مساعدة، فهل كل هذه سواء؟ و هل كل الموالاة العملية سواء؟
فالمظاهر المباشر يكفر و يقتل، و المصانع لا يكفر و يقتل إلا إن رأى الحاكم العفو عنه لنصرته الإسلام كحاطب و قيل إنه خاص بأهل بدر، و العسيف لا يكفر و لا يقتل لكن ربما يعزر، و المداري إن كان مضطراً فلا حرج عليه
و كلام الشافعي ليس فيه كلام عن الإسلام و الكفر أصلاً و إنما هو كتاب فقه و ليس كتاب إيمان أو عقيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
و أنبهك أن أخذ العقيدة من كتب الفقه خطر لأن الفقه هو عن الأحكام العملية أي عمل الجوارح، فلو أخذ شخص منه أعمال القلوب و قاسها على أعمال الجوارح وقع في الإرجاء
و قد وقع في ذلك الذين خاضوا في تارك الصلاة هل هو كافر أو لا، و أخذوها من كتب الفقه فوقعوا في الإرجاء من حيث لم يشعروا، و إنما هذا يؤخذ من كتب العقائد، أما الذي يؤخذ من كتب الفقه فهو من ترك الصلاة بجوارحه
و جزاك الله خيراً و جميع الإخوة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 04:59]ـ
مظاهرة الكفار كفر أكبر لا شك في ذلك وهي من ضمن نواقض الإسلام العشرة، كما لا شك أيضاً ان فعل حاطب كفر ولكنه لم يكفر بذاته لأنه كان متأول إذ كان يظن أن هذا الكتاب الذي أرسله إلى كفار قريش لن يلحق بسببه أي ضرر على المسلمين فضلاً عن رسو الله صلى الله عليه وسلم وهذا كله ظاهر من محاورت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاطب رضي الله عنه فلم يراسل الكفار كفر وردة أو غش أو شك في إيمان أو أراد ألحاق الضرر بالمسلمين بل هو على يقين أن الله ناصر دينه ومتم كلمته فتخلف عنه قصد الكفر وهو مناصرة الكفار و إلحاق الضرر بالمسلمين فعذر بها الخطأ والتاويل في كشف سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس غير ذلك .. ففعل حاطب رضي الله عنه أشبه بقول الرجل الذي قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الكفر فلم يكفر لأنتفاء قصد الكفر عنه .. وفعله أشبه بقول أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها لما رأت أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل بعد أن أسرى في غزوة بدر فقالت: فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كرامًا واللهِ ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت «يا سودة أعلي الله ورسوله تحرضين؟!» قالت: فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت) فعذرت لأنها لم تقصد بهذا القول أذية رسو الله صلى الله عليه وسلم و تحريض الكفار على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله: ( ... فهذه أمور صدرت عن شهوة وعجلة لا عن شك في الدين كما صدر عن حاطب التجسس لقريش مع أنها ذنوب ومعاصي يجب على صاحبها أن يتوب وهي بمنزلة عصيان أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم). أهـ.
فشتان بين خطأ حاطب رضي الله عنه وبين فعل من قصد مظاهرة الكفار وإلحاق الضرر بالمسلمين أين كان الباعث له على هذا الفعل شكاً أو طمعاً أو حسداً أو أرتداداً لا يغني ذلك عنه ذلك من الكفر شيئ والعياذ بالله.
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 05:09]ـ
وهاهو الإرجاء يطل بقرنيه.
ليت بعض الإخوة يخففون من اندفاعهم، و يدققون في كلامهم قبل رميه، فهنا مزلة أقدام تاه فيها الكثيرون. و لا زلت أتمنى لو يكون الشيخ حاتم غير موافقٍ على ما يقرره وائل الحارثي. وبعض المؤيدين لكلامه هنا.
من العجيب أن يقال: إن سهل خرج في جيش الكفار، وقاتل معهم، حتى أسر. لكنه لم يقصد محاربة النبي (صلى الله عليه وسلم)!!
إذا وقعت المحاربة عن عمدٍ ودون إكراه، فالحديث عن هنا عن كونه قصد أو لم يقصد هو عين حديث من لا يكفر المستهزئ بحجة: إنه لم يقصد الاستهزاء، ولا الشاتم اللاعن، بحجة إنه لم يقصد الشتم ولا اللعن ... وقس على ذلك سائر صور الكفر.
السؤال: ما الذي فعله سهل، هل هو محاربة أو لا؟
وهل محاربة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون إلا بأن ينعزل وحده عن الجيش، ويأتي شخص لقتاله وحده.
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في الجيش، بل هو قائد الجيش، ثم اصطف أحدٌ في الجهة الأخرى فهو محارب للنبي صلى الله عليه وسلم، ومحارب لجميع أفراد الجيش.
هذه حقيقة يجب ألا تحملنا المكابرة على إنكارها.
ومن أشكل عليه هذا الموضع، فليتأمل كلام القاضي عياض، فهو قد حكى الإجماع على كفر من (قتل) أو (حارب نبياً).
فما الفرق بين الحرب والقتل؟
والذي يقرأ كلام الأخ وائل يراه يضطرب في حديثه عن هذه الصورة، فمخالفوه يتحدثون عن محاربة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يصرف الكلام إلى قتل النبي صلى الله عليه وسلم، لأجل هذا أقول وأكرر، وأن أزعج بعض الإخوة كلامي هذا، فهذا ما أراه واضحاً أمامي.
الأخ وائل لا يملك تصوراً واضحاً للمسألة.
فهو إذا لم يقبل كون سهل بن بيضاء مكرها، فهو في المحصل يثبت أن: من يصطف في جيش الكفار محارباً النبي صلى الله عليه وسلم مسلمٌ موحدٌ.
وهذا ما كان ينكره ويطالب بالبينة عليه.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل سهل بن بيضاء، هل قصد محاربته أو لا. فقط أطلقه لمجرد ثبوت إسلامه، فبناء على قولكم، سواء قصد أو لم يقصد، إذا ثبت إسلامه يعفى عنه ولا يكفر.
أما حديث عن الإيمان الظاهر والباطن. ففيه نظير ما في كلامه عن قصة سهل بن بيضاء.
في كلامه الأول: كان يقول: من قال إنه يحب دين الكفار، ثم اعتذر بأنه إنما قال ذلك طمعاً في الدنيا فإنه يحكم بكفره الظاهر، والله يتولى سريرته.
والآن ترك المسألة بالكلية، ونقل الكلام إلى حديث عام عن علاقة الظاهر والباطن.
وهذا تصرف غير مقبول من طالب علم منصف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 06:21]ـ
أخي الكريم الإمام الدهلوي قلت في مشاركتك السابقة: "ولذلك قلنا أن العفو عن سهل بن بيضاء كان بسبب عذر الإكراه ليس له تخريج إلا ذلك، ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفى عنه لأن باطنه كان خلاف ظاهره فقد أبعد النجعة وخالف الصواب وفهمه معارض بحادثة العباس رضي الله عنه فقد كان باطنه خلاف ظاهره ومع هذا عامله النبي صلى الله عليه وسلم معاملة الكفار ولم يعتبر أسلامه السابق ولم يخرج من الأسر إلا بالفداء .. فنسأل من يزعم أن سهل قد عذر لأنه باطنه كان خلاف ظاهر إذا كان هذا الفهم صحيح فلماذا لم يعذر العباس أيضاً لأن باطنه كان خلاف ظاهره؟؟ ... نريد جواب واضح وصريح على هذا التفريق".
فلما أجبتك بقولي: " الجواب: أن سهلاً قد شهد له بعض المسلمين أنه كان مسلمًا، بخلاف العباس الذي ليس له إلا دعواه هو بذلك، فعامله النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهره، ووكل أمره الباطن إلى ربه، ونزل القرآن آمرًا بذلك (إجراء الحكم على ظاهر الأمر ووكل السرائر لعالمها) في قوله تعالى: ((ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم))
عدت لتقول بعد ذلك:" .. أخي الكريم العز بن عبد السلام وفقك الله أنا أعرف هذا جيداً وقد كتبته في أحد المشاركات السابقة وقلت هناك أن سهل قد قامت البينة على أنه كان مسلم قبل الأسر وأنه لابد ان يكون مكره في خروجه إلى قتال النبي صلى الله عليه وسلم لأن محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعذر فيها أحد من جهة التكفير إلا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان .. واما العباس رضي الله عنه فهو وإن خرج مكرهاً إلا أنه لم تقم البينة على ذلك ولم يشهد له أحد بالإسلام فلم يعذر وأجريت عليه أحكام الكفر ولم يخرج من الأسر إلا بالفداء ..
وأعود هنا لأقول لك: أن البينة التي لم تقم هي على إسلام العباس رضي الله عنه لا على إكراهه، هذا هو مناط الحكم في مسألة العباس، وهذا هو الفارق بين قولي وقولك، وفقنا الله إلى الحق.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 06:36]ـ
وهاهو الإرجاء يطل بقرنيه!!
وهاهو التكفير والخروج على المسلمين يطل بقرنيه!!
وهاهو الجهل يطل بقرنيه!!
وهاهو الباطل يطل بقرنيه!!
وهاهو الشيطان يطل بقرنيه!!
وهاهو كل ذي قرنين يوشك أن يطل علينا!!
وللأسف لم يطل الدليل في حجتنا إلى الآن.
هذا المنبر أيها الأخوة منبر عدل وانصاف ينبغي أن لا نتكلم فيه على قول إلا بالدليل، وأنا أدين الله بأن الإخوة الذين خالفوني الحكم على مقال الأخ الشيخ وائل الحارثي لم يأتوا بدليل مقنع لي إلى الآن، وأنا في انتظار الأدلة إن وجدت، وأتمنى أن لايشارك أحدٌ في هذه المسألة إلا بالدليل، والله يرعاكم جميعًا.
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:56]ـ
هل يمكن أن يتفضل الإخوة الكرام الذين يرون إعانة الكافر على المسلم (كفرّ أكبر) هكذا بإطلاق بسرد الأدلة من الكتاب والسنة على أن هذا الفعل (كفر أكبر)، حتى لو افترضنا أن حديث حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لم يرد، حتى نرد المسائل إلى أدلتها ..
شكرا للجميع!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 09:45]ـ
الأخ العز بن عبد السلام
قولك أن العباس ليس عنده بينة على إسلامه، قد أجاب عنه ابن عبد البر رحمه الله
" وقيل إن إسلامه قبل بدر وكان رضى الله عنه يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون يتقوون به بمكة وكان يحب أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مقامك بمكة خير فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من لقي منكم العباس فلا يقتله فإنه إنما أخرج كارها"
الاستيعاب ج 2 ص 812
و مع معرفة النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان كارهاً، عامله بظاهره بعد الأسر
و لذلك لم يقل العباس كنت مسلماً، لأنه يعرف أن إسلام من ظاهر الكفار على المسلمين انتقض
و إنما قال كنت مكرها، قال ابن كثير:
(62) وروى أن العباس قال يا رسول الله كنت مكرها يعني يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ظاهرك فكان علينا وأما سريرتك فإلى الله عز وجل
ومما وقع في الأخبار وهو من قوله ويشترك الكتاب والسنة والاجماع في السند والمتن
تحفة الطالب ج 1 ص 176
و إنما لم يقبل دعوى الإكراه من العباس لأنه ليس معه بينة، أما سهل فهناك بينة على إسلامه قبل الأسر وهي شهادة ابن مسعود
الأخ دكتور استفهام إطمئن بدون أن تفرض أن حديثاً لم يرد!
فلم يقل أحد أن كل الإعانة كفر أكبر إلا الخوارج كما أنه لم أن كلها ليست بكفر إلا المرجئة!
و إنما نحن نتكلم في نوع واحد من أنواع الإعانة و هو المظاهرة و هي أن يكون ظهراً للكفار في القتال مباشراً له و الأدلة على هذا النوع من الإعانة سبق سرد كثير منها
و شكراً لك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 09:55]ـ
أخي صاحب النقب جزاك الله خير على هذا النقل الهام ويمكن أن أضيف على كلامك السابق أن العباس لم يقبل منه عذر الإكراه لأنه لم يأتي بالبينة على دعواه إذ كان بأمكانه أن يرجع مع من رجع من نبي هاشم حين ما استفزتم قريش بقولها: إن هواكم لمع محمد فرجع كثير منهم ولهذا لم يقبل منه عذر الإكراه والله أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 10:19]ـ
الأخ الإمام الدهلوي تقول أخي صاحب النقب جزاك الله خير
و أنا أقول و إياك و بارك الله فيك و في جميع الإخوة
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 11:19]ـ
شكرًا أخي صاحب النقب على أمانتك العلمية في نقلك عن الحافظ ابن عبدالبر!
قال الحافظ ابن عبدالبر: "أسلم العباس قبل فتح خيبر وكان يكتم إسلامه وذلك بين فى حديث الحجاج بن علاط أنه كان مسلما يسره ما يفتح الله عز وجل على المسلمين ثم أظهر إسلامه يوم فتح مكة وشهد حنينا والطائف وتبوك
وقيل إن إسلامه قبل بدر وكان رضى الله عنه يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون يتقوون به بمكة وكان يحب أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مقامك بمكة خير فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من لقي منكم العباس فلا يقتله فإنه إنما أخرج كارها
وكان العباس أنصر الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبى طالب وحضر مع النبى صلى الله عليه وسلم العقبة يشترط له على الأنصار وكان على دين قومه يومئذ وأخرج إلى بدر مكرها فيما زعم قوم وفدى يومئذ عقيلا ونوفلا ابني أخويه أبى طالب والحارث من ماله وولى السقاية بعد أبى طالب وقام بها وانهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين غيره وغير عمر". الاستيعاب ج2/ص812
فهل بعد أن وقفت على الحق أنت والأخ الدهلوي سترجعون إليه؟ أرجو ذلك.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 11:29]ـ
أخي العز بن عبد السلام أضحك الله سنك ... ياليتك توضح لنا أين هو الحق الذي وقفت عليه حتى نتبعه جزاك الله خير
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 11:43]ـ
أنا نقلت قوله " قيل " فأنا لم أقل أن ابن عبد البر هو القائل
و سبب نقلي لقول من قال إنه مسلم يوم بدر و عدم نقلي لقول من قال ليس بمسلم أنك ممن يقول هو مسلم عام بدر في مشاركة سابقة لك قلت فيها (وأعود هنا لأقول لك: أن البينة التي لم تقم هي على إسلام العباس رضي الله عنه لا على إكراهه، هذا هو مناط الحكم في مسألة العباس، وهذا هو الفارق بين قولي وقولك، وفقنا الله إلى الحق)
كنت تقول أن العباس كان مسلماً يوم بدر لكن ليس عنده بينة فنقلت لك أن من قال هو مسلم قال إن الرسول يعلم بإسلامه و لم أنقل لك قول من لم يثبت عنده أنه مسلم لأنك لا تقول به
فهل تريد أن تنتقل لهذا القول؟ فانتقل كما تحب، و إذا انتقلت له، فمن قال لم يكن مسلماً عام بدر فهو عنده كافر أصلي، فلا يحتاج أن يقول أنه كفر بالمظاهرة، فإنه لم يعد العباس مسلماً مظاهراً للكفار بل صار كافراً مظاهراً للكفار و لم يعد نصاً في محل النزاع
فعلى كلا القولين ليس فيه دليل على أن المسلم المظاهر للكفار لا يكفر، و لا يدل على أن النبي حكم عليه بالكفر لأنه لم توجد بينة على إسلامه قبل الحرب في مكة، لأنه لم يسلم قبل بدر على قول و لأنه على القول بأنه كان مسلماً قبل بدر فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يعلم بإسلامه فالبينة موجودة
ـ[ابن ابيه]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 12:55]ـ
يقول الشيخ بندر الشويقي في مقاله الأخير: (إذ ليس من العقل ولا الدين التمادي في الجدل دون توقف).
وقال الشيخ وائل الحارثي: (وأتفق معك أن الموضوع لا يستحق أن يطيل الإنسان النقاش فيه إلى مالا نهاية، فقد اتضحت الأفكار وقال كل واحد قوله، فلعل هذا هو آخر العهد بالنقاش حول هذا الموضوع).
وأنا هنا: أرى أن كل واحدٍ من الإخوة قد قال ما قال، وبين ماعنده.
لكني أختم كلامي بخاتمة: أرجو من بعض الإخوة أن لا يتساهلوا في رمي إخوتهم بعقيدة باطلة، لأنها تهمة ستكتب في صحائف أعمالهم، فكم كنا سنتبين لو كان الاتهام في العرض فما بالك عندما يكون في العقيدة، وخاصة في مسألة على أقل تقدير أنها مشتبهة بغيرها، وأحسب أن تهمة الإرجاء اليوم قد استسهل البعض إطلاقها على إخوته.
فلا زلت أقول إن المسألة ليست في صورة الإجماع الذي نقله القاضي عياض، وإنما في إلحاق صورة حديث سهل بهذا الإجماع، فالإجماع محكم، والصورة من المتشابه، وقد أُورد حولها من النقاشات بين المؤيد والمعارض ما يُبين أنه ليست قطعية الدلالة.
ومع أني أشهد الله سبحانه، أني لست أجد فرقاً مؤثراً بين صورة حديث حاطب وصورة حديث سهل إلا أنني أقول:
هب أن الأمر كذلك وأن صورة حديث سهل في غير الإكراه لا تأتي إلا في صورة الرجل القاصد محاربة النبي صلى الله عليه وسلم.
فهل من استدل به على مسألة المظاهرة العملية ظاناً أنه دليل له على مسألته، وغفل عن ملحظ أنه سهلاً يحارب النبي صلى الله عليه وسلم.
هل يصح اتهامه بأن فيه لوثة إرجاء لا تتأتى إلا على قول غلاة الجهمية؟
أم كان الأولى في مثل هذه الصورة أن يقال للمستدل بهذا الحديث أنه حديث لا يصح الاستدلال ويُنبه على صورته فقد يكون لو تنبه لذلك لما استدل به.
ولايصح أن يقال إن عدم لحظ المسألة يصح أن يقال معها لوثة إرجاء، لأن الذي استدل بها لم يستدل بها على صورة محاربة النبي وإنما على صورة المظاهرة العملية التي قال بها علماء كبار في هذا العصر لايمكن أن يتجرأ أن يقول أحد بأن عندهم لوثة إرجاء.
وعليه فالمستدل لم يورد الحديث على صورة محاربة النبي، وإنما أوردها على صورة المظاهرة العملية.
أتمنى أنني وُفقت لما أردت إضاحه، والحمدلله أولاً وآخراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 01:05]ـ
الأخ ابن أبيه بارك الله فيه
لم نرم أحداً بالإرجاء، وكنا نريد ألا يقسو بعضنا على بعضنا
لكن إن كان الأخ الشويقي قسى، فالشيخ الشريف قسى أيضاً عندما اعتبر أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندها أخطاء في التكفير
فهل لوثة الإرجاء قاسية و لوثة الخروج غير قاسية
و الله ما كنت أتمنى أن تقال هاتين الكلمتين لا من الشيخ الشريف و لا من الأخ بندر الشويقي، لكن قدر الله و ما شاء فعل
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 01:20]ـ
اطلعت على الحوار الدائر بين الشيخ بندر الشويقي وبين الشيخ وائل الحارثي، وسأعلق على مسالة المظاهرة فقط، وقبل كل شيء يجب أن يعرف أن معنى موالاة المشركين ليس مجرد الدخول في قتال دائر بين طرفين وهذا الموالي يقف في طرف ضد آخر بل هو هدم للإسلام وإحلال للكفر والشرك والزندقة، فهو تمكين للمشركين على ديار المسلمين وإعانة لهم على نشر الشرك والإلحاد، واغتصاب الحرائر، وهدم المساجد، والعبث بالمصاحف
ومن تأمل ما وقع في الدول المحتلة من المستعمرين تبين له معنى ما قلته فقد أظهروا الشرك بأبشع صوره ونصروا أهله وأذلوا أهل الإيمان طمست معالم كثيرة من شعائر الدين.
****************************** *******
وحتى لا يتشعب الكلام فأضع صور واضحة يكون الحوار حولها: وهي كلام الأخ وائل أن من خرج مقاتلا لجيش فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يكفر!!!
فلازم الكلام:
أن الشيخ وائل يقول: أن من فعل فعلا يؤدي إلى إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بطريق غير مباشر كأن يحث على سبه (ولا يسبه بنفسه) أو يسّهل لمن أراد ضربه أن يضربه (ولا يضربه بنفسه)، ويخرج في حرب لقتل من يحمي النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير حتى يخلص غيره إلى رسول الله فيقتله.
وهو بقتاله هذا معينٌ ومسهِّل لمن سيقتل النبي –بأبي هو وأمي- بإشغاله المدافعين عن النبي صلى الله عليه وسلم عن القيام بواجب دفاعهم عنه.
يقول الشيخ وائل: هذا لا يكفر لأنه لم يباشر قتل النبي صلى الله عليه وسلم!!!!.
أما والله لا يصدر مثل هذا ممن عرف لا إله إلا الله، أما والله لا يصدر مثل هذا الكلام ممن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أدنى محبة.
هذا لازم كلام أخي الشيخ وائل وأعوذ بالله أن يلتزمه مسلم فضلا عن طالب علم مثله.
وصاحب هذا القول لم يقع في الإرجاء بل لقد جاوز جهما وبشرا بل خلع ربقة الإسلام من عنقه
****************************** ***************
دعنا من الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد مات بأبي هو وأمي ونفسي، وخذ هذا السؤال:
سينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ليقاتل الدجال ومن معه فمن قاتل مع الدجال وهو يقول: هذا هو الدجال، ولكني أقاتل لأجل دنيا، ولن أعمد لقتل عيسى ابن مريم، ولكن سأقاتل من كان معه، فإن خُلِصَ له وقُتِلَ، فأنا كاره لمثل هذا.!!!!!!
فهل هذا مسلم عندك؟
فعله هذا سيؤدي إلى قتل عصبة الإيمان ونصرة الشرك بالديان، والوصول لقتل عيسى ابن مريم روح الرحمن، فهل هذا مسلم عندك؟
****************************** *************
أما حديث سهل فلهو تخريجات عدة:
أولا: يقال هو مكره
ثانيا: يقال بل لقد كفر بفعله هذا،والنبي صلى الله عليه وسلم منّ عليه فقط لما شفع له الصحابي الكبير عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وقد منّ رسول الله على من هو أسوء منه أعني اليهود لما شفع فيهم عدو الله ورسوله عبدالله بن أبي بن سلول، وكم مرة عفا رسول الله بشفاعة أصحابه عمن قاتله وآذاه لكمال فضله وجميل إحسانه صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: نشأ سهل بن بيضاء في دار كفر ولم يستطع الهجرة فيعذر لجهله ما لا يعذر من نشأ بين المسلمين كما هو مقرر عند أهل العلم.
رابعا: ثم من أين لك أنه قاتل، فيكون خرج ولم يقاتل، وإلا فلو سلمنا بإسلامه لقتلناه لأنه قتل مسلمين أو ساعد على قتلهم أي نوع مساعدة كانت.
وأخيرا: حديث سهل [سهيل] بن بيضاء متكلم فيه، وظاهره أنه منقطع لأنه من رواية أبي عبيدة عن أبيه عبدالله بن مسعود و لم يسمع منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
*في المراسيل لابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود هل سمع من أبيه عبدالله قال فقال أبي: لم يسمع.
وفي موضع آخر ابن ابي حاتم: قال أبي أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود لم يسمع من عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
*قال الترمذي: وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه
*قال الحافظ في التهذيب: روى [أي ابوعبيدة] عن أبيه ولم يسمع منه، وقال أيضا: وقال ابن معين عبدالرحمن وأبو عبيدة لم يسمعا من أبيهما.
فغريب منه أن صحح سند هذا الحديث كما في الإصابة!.
*وقال الشوكاني: أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه لم يسمع منه
فالحديث ضعيف فلا يحتج به، وقد ضعفه عدد من أهل العلم
****************************** ******
وبعد هذا كله: لقد قلت أنت أن سهل بن بيضاء غير مكره، ولكنه لم يرد قتال النبي صلى الله عليه وسلم، فإن قال قائل أعطني دليلا على أنه لم يرد هذا بل قد يكون مريدا لقتل رسول الله بل هذا هو الظاهر ولم يكفر أيضا؟
فما هو جوابك؟
إن قلت: الإجماع
فالجواب الإجماع نص فيه على المحاربة، كما نص على القتل.
قال القاضي عياض: (من أضافَ إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- تعمُّد الكذبِ فيما بلَّغه وأخبر به، أو شك في صدقهِ، أو سبهُ، أو قال: إنه لم يبلِّغْ، أو استخفَّ به، أو بأحدٍ من الأنبياء، أو أزرى عليهم، أو آذاهم، أو قتلَ نبياً، أو حاربه، فهو كافرٌ بإجماعٍ)
****************************** *******
وأهل السنة يجمعون النصوص وأهل البدعة يضربون بعضها ببعض!!! أعاذك الله من صنيعهم
فاجمع أصلحك الله بين حديث العباس وفيه: (أما ظاهرك فكان علينا) وأخذ منه الفداء فعامل عمه معاملة الكافر مع معرفته بأنه مسلم، فقد نهى عن قتله وعلل بأنه أُخْرج، إجمع بين هذا وبين حديث سهل يتضح لك الأمر جليا واضحا.
ثم حديث العباس صحيح كالشمس في البخاري فأين هذا من حديث سهل وهو ضعيف، وإن سلم ففيه ما سبق بيانه من الاحتمال؟!!.
ولو جمعت بين النصوص عرفت الصواب.
أسأل الله تعالى لنا ولك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يختم لنا ولك بخير
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
****************************** ****
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 02:14]ـ
الأخوين الفاضلين كنت أنتظر أن تسألا عن وجه استدلالي على قولكما، وقبل أن أبين ذلك أذكر الأخ صاحب النقب أن الأمانة العلمية في النقل تقتضي أن تنقل القول كله ولا تأخذ الفقرة التي تناسبك وتترك الفقرة التي تنقض قولك.
بيان ذلك:
ابن عبدالبر يرجح أن العباس رضي الله عنه أسلم قبل خيبر، ثم يقول وقيل إنه أسلم قبل بدر، ثم ذكر دليل من قال ذلك.
وانتما تقولان أن الفرق بين سهل بن بيضاء والعباس: أن سهلا قامت البينة على كونه مكرها أما العباس فلم تقم البينة على إكراهه. بينما أقول (أنا) أن سهلا قامت البينة على إسلامه بينما لم تقم على إسلام العباس.
وقولكما منقوض من وجوه:
الأول: تستدلون على إسلامه قبل بدر بعبارة ابن عبدالبر التي اجتزأتموها من سياق يدل على أن ابن عبدالبر يرجح أنه أسلم قبل خيبر، ثم ذكر قولا بإسلامه قبل بدر لكن ليس عليه بينة، ولو كان له بينة لرجحه لزومًا. لكنه أشار إليه لاحتماله. وهذا هو ما أقوله أن العباس لم تقم البينة على إسلامه قبل بدر.
الثاني: تقولون أن العباس لم تقم البينة على إكراهه بينما تنقلون نصًا عن المعصوم صلى الله عليه وسلم يثبت أنه كان مكرهًا!
أو ليس نص النبي صلى الله عليه وسلم بينة!!!
أقول الإكراه شيء والإسلام شيء آخر، فعاملهم النبي صلى الله عليه وسلم على أنهم كفارٌ لكن أبقى عليهم وأمر بعدم قتلهم وفداهم لأنهم كانوا مكرهين لايريدون قتالا.
الثالث: تقررون أن العباس كان مسلمًا ثم كفر ردةً لمّا ظاهر المشركين في بدر، وتغفلون عن أنه لو كان ارتد لما عامله النبي صلى الله عليه وسلم معاملة الكافر الأصلي، ثم يفديه ويتركه يرجع إلى مكة! بل كان أقام عليه حد الردة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحب أن أنبه الإخوة أن لايتظاهروا بالغيرة على عقيدة السلف، ووصف مخالفيهم بالمرجئة، فكلنا يدعي أنه على عقيدة السلف، ووالله لستم بأغير عليها مني، ولا أكره لمذهب المرجئة مني أيضا! فأذكركم الله أن تحيفوا وتظلموا إخوانكم، اللهم فجاز أطلبنا للحق بالفردوس الأعلى في جنات النعيم، وأبعد عنا تلبيس الشياطين، واجمعنا على الحق يارب العالمين.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 03:18]ـ
الأخ الفاضل العز بن عبد السلام أنظر جوابي بين قوسين بالأحمر
[ I] الأخوين الفاضلين كنت أنتظر أن تسألا عن وجه استدلالي على قولكما، وقبل أن أبين ذلك أذكر الأخ صاحب النقب أن الأمانة العلمية في النقل تقتضي أن تنقل القول كله ولا تأخذ الفقرة التي تناسبك وتترك الفقرة التي تنقض قولك.
(أنا أخذت الشاهد و ليس الذي يناسبني لأني و إياك كنا نقول بأنه مسلم قبل بدر فأخذت الشاهد، و ترك الذي لم نقل به)
بيان ذلك:
ابن عبدالبر يرجح أن العباس رضي الله عنه أسلم قبل خيبر، ثم يقول وقيل إنه أسلم قبل بدر، ثم ذكر دليل من قال ذلك.
(هذا صحيح و أنا لم أنسب لابن عبد البر خلافه)
وانتما تقولان أن الفرق بين سهل بن بيضاء والعباس: أن سهلا قامت البينة على كونه مكرها أما العباس فلم تقم البينة على إكراهه. بينما أقول (أنا) أن سهلا قامت البينة على إسلامه بينما لم تقم على إسلام العباس.
(أنا لم أقل هذا الكلام، و إنما قلت الفرق أن سهلاً شهد له ابن مسعود بالإسلام قبل الأسر أما العباس فلا و راجع مشاركاتي و تعرف)
وقولكما منقوض من وجوه:
الأول: تستدلون على إسلامه قبل بدر بعبارة ابن عبدالبر التي اجتزأتموها من سياق يدل على أن ابن عبدالبر يرجح أنه أسلم قبل خيبر، ثم ذكر قولا بإسلامه قبل بدر لكن ليس عليه بينة، ولو كان له بينة لرجحه لزومًا. لكنه أشار إليه لاحتماله. وهذا هو ما أقوله أن العباس لم تقم البينة على إسلامه قبل بدر.
(هو ذكر بينة هذا القول و هي أحاديث لكن ربما هو رجح حديث ابن علاط عليها و خالفهم و هم أخذوا بهذه الأحاديث فهل هي ليست ببينة)
الثاني: تقولون أن العباس لم تقم البينة على إكراهه بينما تنقلون نصًا عن المعصوم صلى الله عليه وسلم يثبت أنه كان مكرهًا!
أو ليس نص النبي صلى الله عليه وسلم بينة!!!
(أنا لم أقل هذا الكلام لكن هناك إكراه مقبول و هناك إكراه غير مقبول و أهل العلم الذين يقولون هم مكرهين يقولون إكراههم غير مقبول لأنهم كانوا يستطيعون الهجرة و لم يفعلوا، لهذا حكم بظاهرهم)
أقول الإكراه شيء والإسلام شيء آخر، فعاملهم النبي صلى الله عليه وسلم على أنهم كفارٌ لكن أبقى عليهم وأمر بعدم قتلهم وفداهم لأنهم كانوا مكرهين لايريدون قتالا.
(لو قبل إكراههم لم يعاملهم معاملة الكفار و لم يأخذ منهم فداء، و إنما أطلقهم كما أطلق سهل)
الثالث: تقررون أن العباس كان مسلمًا ثم كفر ردةً لمّا ظاهر المشركين في بدر، وتغفلون عن أنه لو كان ارتد لما عامله النبي صلى الله عليه وسلم معاملة الكافر الأصلي، ثم يفديه ويتركه يرجع إلى مكة! بل كان أقام عليه حد الردة.
(المرتد الممتنع غير المرتد المستضعف، فالممتنع إذا قبض عليه فله حكم الأسير مثل مانعي الزكاة)
وأحب أن أنبه الإخوة أن لايتظاهروا بالغيرة على عقيدة السلف، ووصف مخالفيهم بالمرجئة، فكلنا يدعي أنه على عقيدة السلف، ووالله لستم بأغير عليها مني، ولا أكره لمذهب المرجئة مني أيضا! فأذكركم الله أن تحيفوا وتظلموا إخوانكم، اللهم فجاز أطلبنا للحق بالفردوس الأعلى في جنات النعيم، وأبعد عنا تلبيس الشياطين، واجمعنا على الحق يارب العالمين
(لم نقل إنكم مرجئة، و لكن أليس الوصف بالخروج الذي وصف به ابن عبد الوهاب و أتباعه أشد من الوصف بالإرجاء، ألا تقول للشيخ الشريف الذي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجارة)
ـ[المرجح]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 04:30]ـ
الأخ العز بن عبدالسلام وبقية الأخوة حفظهم الله وأرانا الله وإياهم الحق حقا ورزقنا إتباعه والباطل باطلا ومَنَّ علينا بإجتنابه
1/ هلا أتيتمونا بنصٍ قاطعٍ على أن سهيل بن بيضاء كان مسلما قبل خروجه أو إخراجه إلي بدر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن يكون ((نصاً)) في إسلامه , فقول ابن مسعود رضي الله عنه عن سهيل - إن صح أسنادا - (يذكر الاسلام) أهو لفظ قاطع ونص صريح أن سهيلا كان مسلما؟!
وهل كل من ذكر الإسلام - بخير - يصح لنا أن نقول عنه أنه مسلم؟! , هذا عم نبينا صلى الله عليه وسلم قال (ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا) أولا يصح بأن يقال أن أبا طالب (يذكر الإسلام) بل يقال أنه (يذكر الإسلام بخير) فهل يقول قائل أن قول إبي طالب يفيد إسلامه؟!
2/ = وحتى يتأسس النقاش على أرض صلبه ينبغي الإجابة على ذا السؤال أيضا =
أيصح الإكراه عارضا صحيحا في المظاهرة بمعنى أن يُكره المسلم على قتل وقتال أخيه المسلم أكان منفردا، أو كان ردءً (لو تمالئ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به) , أو مع كفار على مسلمين؟ إما نافيا لوجب القصاص منه, -ولا أحسب ثمة خلافا في هذه- ,أو في حكم إنتفاء الإسلام
بل لا يرفع وجوب القصاص عن مسلم سواء كان قتله لمسلم إنفرادا أو ردءً إلا عفو ذوي الدم, فكم قُتِلَ في بدر من المسلمين فإن قلنا بإسلام سهيل بم عفي عنه؟ وهل ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم إستعفى له من ذوي الدم ,لأنا نقول إن كان باشر قتلا أو قتالا أو أعان ولو بأن كان ردءً - وهذه هي الصورة المطروحة من قبل الفاضلان الشريف ووائل أنه قاتل مع المشركين ضد جيش النبي صلى الله عليه وسلم - فحكمه القصاص إن كان مسلما (فحينئذ نصير إلي الحالة الثانية التي يتصور فيها أن يكون الإكراه عذرا صحيحا وتأتي صورتها)
ولكن نقول , إنه لم يثبت إسلام سهيل والإسلام يجب ما قبله ولو كان القتل , فلا يبقى رافعا لإستحقاقه القتل غير المن من رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل سالما من المعارض
أما أن يكره على حضور الصف - من غير قتل أو قتال وهي الحالة الأخرى - فنعم يتصور إعتبار الإكراه هنا ويكون كما الحديث الوارد في قتال المسلمين بعضهم البعض (أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِى إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِى رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِىءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِى قَالَ «يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) قال عنه النووي رحمه الله تعالى (رَفْع الْإِثْم عَنْ الْمُكْرَه عَلَى الْحُضُور هُنَاكَ وَأَمَّا الْقَتْل فَلَا يُبَاح بِالْإِكْرَاهِ بَلْ يَأْثَم الْمُكْرَه عَلَى الْمَأْمُور بِهِ بِالْإِجْمَاعِ. وَقَدْ نَقَلَ الْقَاضِي وَغَيْره فِيهِ الْإِجْمَاع)
والإستدلال به هنا أنه الوجه الوحيد المتصور فيه الإكراه وغيره لا , كما أبان عن ذلك النووي أعلاه , والإستدلال به على عدم إعتبار الإكراه في قتال المسلم ضد مسلم , فمن باب أولى الإستدلال به على عدم إعتباره في قتال المسلم المسلم مظاهرة للكافر على أخيه.
والله أعلى وأعلم والهادي والموفق لم أختلف فيه من الحق بإذنه
ـ[محب الأثر]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 10:16]ـ
الحمد لله والصلاة على والسلام على محمد وآله وصحبه
اطلعت على هذا النقاش العلمي النافع، وفهمت أن هناك حوار سابق بين الأخوين الكريمين بندر الشويقي ووائل الحارثي، وأرجو أن يتسع الوقت للاطلاع عليه، لكن أحزنني جدا ما جاء في رد الأخ وائل وفقه الله، فيما يتعلق بمسألة التلازم بين الظاهر والباطن، فقد جاء بأمر غريب حقا.
وهذا نص كلامه الذي سأعلق عليه: (يُقرر أهل السنة والجماعة تقريراً ملخصه:
الحكم بالكفر في الظاهر لابد أن يقارنه كفر في الباطن، بناء على التلازم بين الظاهر والباطن، هذا في حكم المجتهد في الدنيا.
أما فيما يتعلق بحكم العبد عند الله تعالى، فلا يمكن أن يجزم المجتهد أن تكفيره الاجتهادي للمسلم الذي ارتكب ناقضاً، لابد أن يكون موافقاً لحقيقة حكم الله سبحانه
وكثير ممن لم يُحْكِم أصل هذه المسألة ولم يفرق بين أحكام العقاب والثواب في الآخرة، وأحكام الدنيا، وقع عنده إشكال في تصورها
يقول ابن تيمية في هذا السياق في درء تعارض العقل والنقل (8/ 432 _ 433):
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه من لا يعلم المسلمون حاله، إذا قاتلوا الكفار، فيقتلونه، ولا يغسل ولا يصلى عليه ويدفن مع المشركين، وهو في الآخرة من المؤمنين أهل الجنة، كما أن المنافقين تجري عليهم أحكام المسلمين، وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، فحكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا).
وأعلق على هذا النص فأقول:
يُحتمل أن يكون هناك مسلم خرج مع المشركين في القتال، ولم نعلم نحن بإسلامه لأنه يكتمه، فسوف نُجري عليه أحكام التكفير ونحكم بكفره ظاهراً وباطناً، ونجري عليه أحكام الكفار، ومع هذا التكفير له في الظاهر والباطن فقد جوَّزنا أن يكون ناجٍ عند الله في الآخرة، لاحتمال عدم علمنا بحاله لأن كان مكرهاً يخفي إسلامه ولا نعلمه.
وبالتالي فقد فرقنا بين الحكم في الدنيا (على الظاهر والباطن)، وبين حقيقة نجاته عند الله سبحانه.
فهل هذا تقرير غلاة الجهمية) انتهى.
وقال: (فالتعبير بالظاهر والباطن يأتي في سياق أحكام الدنيا، وفي سياق أحكام الآخرة
وكل سياق له أحكام).
وقال أيضا: (فقولي وقول الشيخ حاتم بالتلازم بين الظاهر والباطن في الدنيا لاشك فيه
وأما أن نجزم ونقطع أن حكمُنا عليه في الظاهر (أي في الدنيا) بالكفر الظاهر والباطن هو حكمه عند الله، فالله أعلم بذلك لأنه هو الذي يتولى السرائر
فهذا هو حرف المسألة) انتهى كلام الأخ وائل وفقه الله.
__________
التعليق:
واضح أن الأخ لا يعي المراد بقول من قال: يُحكم له بالكفر باطنا.
ولهذا يتصور: أن نحكم لشخص بالكفر ظاهرا وباطنا .. ثم نقول: يمكن ان ينجو عند الله!!
هذا يا أخي إذا حكمت عليه ظاهرا فقط.
التكفير باطنا: هو الحكم على الحقيقة، أي فيما بينه وبين الله ... والتكفير ظاهرا هو الحكم في الدنيا.
ولهذا لا يُطلق على أحد أنه كافرا ظاهرا وباطنا إلا إذا قيد ذلك بانتفاء الأعذار، كما في عبارة شيخ الإسلام.
فقول الأخ وائل: (فسوف نُجري عليه أحكام التكفير ونحكم بكفره ظاهراً وباطناً، ونجري عليه أحكام الكفار، ومع هذا التكفير له في الظاهر والباطن فقد جوَّزنا أن يكون ناجٍ عند الله في الآخرة، لاحتمال عدم علمنا بحاله لأن كان مكرهاً يخفي إسلامه ولا نعلمه)
هذا تناقض بين .. أنت في هذه الحالة لم تكفره باطنا.
الكفر باطنا = الكفر على الحقيقة = حكمه عند الله
ومن قلنا في حقه: يكفر باطنا: فلا يمكن أن نجوّز أن يكون ناجيا في الآخرة.
أرجو ان يكون كلامي واضحا، وإلا فإني من شناعة الخطأ لا أدري كيف أشرح المسألة.
ولي عودة إن شاء الله.
ـ[محب الأثر]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 10:33]ـ
وأما مسألة المحاربة، فهذه لا تخفى على من عرف قول أهل السنة في الإيمان.
وهنا سؤال: إذا تقابل جيشان: جيش للمشركين .. في مقابل جيش فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ..
ثم جاء من وقف مختارا في جيش المشركين .. فحارب جيش المسلمين .. هل يكون محاربا لقائد الجيش أم لا؟!
وهل يقول عاقل: إن هذا محارب للصحابة فقط .. غير محارب لقائدهم وإمامهم؟
وما حكم هذا الإنسان لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم يهجم عليه من قبل الكفار .. فقعد عن نصرته، وهو قادر على ذلك؟ بل لم يكتف بالقعود، فأعمل سيفه فيمن حول الرسول؟
هل هذا إلا عدو للرسول محارب له؟
إن من خالف في ذلك لم يفقه مسألة التلازم بين الظاهر والباطن.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (بل من كان مؤمنا بالله ورسوله بقلبه هل يتصور إذا رأى الرسول وأعداءه يقاتلونه وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الرسول بما لا يضره هل يمكن مثل هذا في العادة إلا أن يكون منه حركة ما إلى نصر الرسول؟ فمن المعلوم أن هذا ممتنع) 7/ 556
قلت: فكيف بمن لا ينظر إلى المشركين ولا يحض على نصر الرسول، بل يعمل جاهدا في قتل من حوله ... ثم يزعم أنه مؤمن؟!
فمن المعلوم أن هذا ممتنع.
والله إن قلبي ليتعصر ألما .. كيف هانت علينا مسلمات الاعتقاد، حتى جاء من يبحث بحث المتحير المبتدئ، ثم يفرغ سمه على آلاف القراء ... وكيف صار الكلام في محاربة جيش فيه الرسول - فداه أبي وأمي - صلى الله عليه وسلم، كما لو كان الكلام في محاربة زيد و عمرو من الناس. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 01:55]ـ
أخونا الفاضل العز بن عبد السلام
الخلاصة في العباس أن من أهل العلم من قال لم يكن مسلماً و استدل أن أول إسلامه يوم خيبر بحديث ابن علاط و بهذا لا يكون نصاً في محل النزاع
و القول الثاني أنه مسلم قبل بدر لكن كان النبي يعلم باسلامه و الدليل الحديث أنه كان يراسله لمصلحة المسلمين
و أنت جئت بقول ثالث أنه كان كان مسلماً و الرسول صلى الله عليه و سلم لم يكن يعلم، فما هو دليلك و كيف توجه أدلة القولين الأولين
و جزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 01:35]ـ
المنتقى من أجوبة الشيخ بندر الشويقي.
على التعقيب الثاني للحارثي.
هذا التعليق مستخلصٌ من محادثاتٍ و مراسلات جرت بيني وبين أخي الحبيب الشيخ بندر الشويقي حول هذا الموضوع المطروح للمناقشة. فإذا كان الشيخ بندر رأى لنفسه التوقف وعدم مواصلة المشاركة المباشرة في المناقشة الدائرة تحت موضوعه هذا، فإني رأيت في حديثه لي ما يستحق أن ينشر ويطلع عليه المتابعون لهذه الحوار، فهناك نقاط مهمة تتعلق بتعقيب الأخ وائل الحارثي الأخير، رأيتُ أن من المستحسن أن يقف عليها الجميع.
وللعلم فإن كثيراً مما هو مكتوب هنا مأخوذٌ من نص عبارة الشيخ بندر، وما لم يكن كذلك فالمعنى منه واللفظ مني، وقد جعلت هذا التعقيب على شكل نقاط:
النقطة الأولى: هناك مسألتان قررهما الشيخ حاتم شرح الشيخ بندر أنهما لا تتمشيان مع معتقد أهل السنة و الجماعة في باب الإيمان. بل وصفهما بأنهما (لوثة إرجاء). غير أنه من الممكن الاعتذار للشيخ حاتم فيهما بأنه لم يذكرهما قصداً، ولكن زل بهما قلمه أثناء تقريره لمسألة أخرى. فلربما لو نبه وأوقف على معارضة كلامه لطريقة أهل السنة لراجع قوله وأعاد النظر فيه، ولم يكن مسلكه موافقاً لمسلك الأخ وائل في الإصرار والتمادي.
النقطة الثانية: الخطأ في التفريع قد يقع ممن صحت أصوله. وعند المراجعة والتصحيح فإن الأمر يبقى هيناً وقريباً. لكن الخطورة تأتي حين تحمل الخصومة صاحبها على الإصرار على قوله مع ظهور خطئه.
وأسوأ من هذا أن يعمد لمناقضة الأصول كي يصح له فرعه الذي أخطأ فيه. ولنتذكر أن كل من تلبس بشيءٍ من أقوال المرجئة اليوم من أصحاب الطريقة السلفية، إنما أتوا من هذا الباب. فكم من قائل ابتدأ بمسائل مثل (ترك الصلاة)، أو (الحكم)، ثم انتهى إلى تقرير أن الكفر لا يقع بعمل الجوارح.
والمرجو من الأخ وائل أن يتنبه لهذا، فلا يحمله الحرص على تصحيح فهمه وفهم الشيخ حاتم لحديث سهل بن بيضاء على مصادمة مسألة بدهية مثل مسألة الكفر بمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم.
النقطة الثالثة: الأخ وائل –مع احترامي له-، إلا أن الصراحة تقتضي أن أواجهه بما لم يواجهه به الشيخ بندر، فهو في تعقيبه الأخير سلك مسلكاً من المفترض أن يترفع عنه طالب العلم.
هناك مسألتان اثنتان خلط بينهما الأخ وائل بصورة غريبة:
المسألة الأولى: قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
المسألة الثانية: المشاركة في حربه.
والمسألتان كلاهما من الكفر المستبين، لكنهما مسألتان منفصلتان، ليس بينهما تلازم.
فقد يقع القتل دون حرب. وقد تقع المحاربة ولا يقع القتل.
والقاضي عياضٌ في النص الذي نقله الشيخ بندر فصَل بين المسألتين، وحكى الإجماع على التكفير بكلٍ منهما.
والشيخ بندر إنما انتقد على أخيه الشيخ حاتم مخالفته في المسألة الثانية فقط، حين حكم بالإيمان لمن شارك في حرب النبي صلى الله عليه وسلم. فجاء الأخ وائل ليخلط المسألتين، و ليزعم أن الشيخ بندر نسب للشيخ حاتم الحكم بالإيمان لمن حارب و قصد قتل النبي صلى الله عليه وسلم. مع أن الشيخ بندر لم يذكر هذا في كلامه قط.
يقول الأخ وائل: (الصورة التي رسمها أخي الشيخ بندر عن كلام الشيخ حاتم في حديث سهل بن بيضاء أنه خارجٌ قاصداً حرب النبي صلى الله عليه وسلم وقتله).
فكلمة (وقتله) من كيس أخينا وائل وإضافاته، وإقحامها في الكلام هو ما سيسهل على الأخ وائل الزعم بأن الشيخ بندر افترى على الشيخ حاتم ونسب له ما لم يقله.
فما الذي يحمل الأخ وائل على هذا المسلك؟
هذه الطريقة يسلكها واحدٌ من اثنين:
ـ إما شخصٌ لم يفهم كلام محاوره.
ـ أو شخصٌ يفهمه، لكنه لا يستطيع الرد عليه، حتى يحرفه عن مواضعه.
فإن كان الأخ وائل تعمد هذا فالله حسيبه، وأما إن كان أساء الفهم، فقد كتب و علق على كلامه أعضاء (الألوكة) ونبهوه لهذا الخلط، فلم نر له تصحيحاً أو اعتذاراً.
النقطة الرابعة: المشاركة في حرب النبي صلى الله عليه وسلم كفرٌ بواحٌ لا يثبت معه إيمان. ومن المفترض أن يكون هذا واضحاً عند من فهم معنى الإيمان الشرعي، وحقق الفرق بين مذهب السلف ومذهب المرجئة في هذا الباب من العلم.
غلاة المرجئة يقولون: تكفي معرفة صدق النبي ليتحقق الإيمان الشرعي بالنبوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن اقترب منهم قليلاً يقول: تكفي المعرفة مع الإقرار باللسان.
وأما السلف رحمهم الله، فلا يستقيم الإيمان عندهم إلا بأن ينضاف مع المعرفة والإقرار: الإذعان و الانقياد والتوقير، ونحو ذلك من المعاني المنافية للمحادة والمعارضة والهزء والسخرية والاستخفاف.
وإن من أعظم المحادة لله ورسوله أن يسُل رجلٌ سيفه، وينخرط في جيش الكفار المحارب لنبي مرسل من عند الله. فمن تصوَّر أن مثل هذا الفعل يجامع الإيمان الشرعي، فما أحوجه لمراجعة قواعد هذا الباب قبل أن يتحدث عن حكم المظاهرة والتولي، أو عن أخطاء الأئمة المجددين.
النقطة الخامسة: إذا عُلم وتقرر ما سبق، فإن لدينا مسألة واضحة لا غموض فيها، أتمنى من الأخ وائل أن يواجهها ويعطي رأيه الصريح فيها بدلاً من الدوران عليها.
(ما حكم من يصطف في جيش الكفار محارباً النبي صلى الله عليه وسلم). سواءٌ قصد قتل النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يقصده.
وحتى تتضح الصورة أكثر: لنقل إنه لم يقصد ولم ينوي قتل النبي. فقط نوى وشرع في القتال ضده مع أهل الكفر. فهو يضرب بسيفه كل من صادفه من أفراد جيش النبي المدافع عنه صلوات الله وسلامه عليه.
فما حكمُ هذا عند الأخ وائل؟
أيكونُ مثل هذا مؤمناً؟
النقطة السادسة: وهي مسألة التلازم بين الإيمان الظاهر والباطن. ويؤسفني أشد الأسف أن أقول إن الأخ وائل في تعقيبه الأخير سلك في مناقشة هذه المسألة نفس الطريقة التي سلكها في تعامله مع مسألة (الاصطفاف مع الكفار لحرب النبي صلى الله عليه وسلم). فقد لجأ لتغيير كلام الشيخ بندر كي يستطيع معارضته والرد عليه.
وتأملوا تسلسل المسألة لتقفوا على ما فعله الأخ وائل هداه الله.
كان الشيخ بندر يعترض على أخيه الشيخ حاتم أنه جوَّزَ ثبوت الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه محبة دين الكفار. (هذه هي المسألة موضع البحث).
فجاء الأخ وائل ليفسر كلام الشيخ حاتم، ويذكر أن من المتصور أن تحمل المطامع الدنيوية رجلاً على أن يقول بلسانه إنه يحب دين الكفار، فمثل هذا قد تحقق مناط كفره الظاهر، والله يتولى سريرته.
فعلق الشيخ بندر بأنه إن كان هذا مقصود الشيخ حاتم فهو عين مذهب المرجئة.
فما الذي فعله الأخ وائل حينئذٍ؟؟
جاء وائل في تعقيبه الأخير ليترك مسألة تجويز ثبوت الإيمان الباطن لمن يقول بلسانه إنه يحب دين الكفر، وذهب ليتحدث عن حكم هذا القائل في الآخرة. واجتهد في تصوير كلام الشيخ بندر على أنه يقصد الحكم الأخروي. ثم شرع في نقض ذلك، ونقل نصين عن ابن تيمية وعن ابن القيم في الرد على قول الشيخ بندر الذي لم يقله أصلاً!!
هناك فرق بين الإيمان الباطن، وبين الحكم الأخروي.
الإيمان الباطن وصف تؤثر فيه الأفعال الظاهرة ويستدل بها عليه.
وأما الحكم الأخروي فباب آخر مبناه على ما يوافي عليه العبد ربه.
فحين يقول أهل العلم: (إن من سب الله أو نبياً من أنبيائه، أو أهان المصحف، فإنه يكفر ظاهراً وباطناً) فمقصودهم أن من المحال حال تلبس أحدٍ بأحد هذه الأفعال، أو إصراره عليها، أن يكون في قلبه شيءٌ من الإيمان الشرعي. فلا يصح أن يقال: إنه كفر في الظاهر، مع جواز أن يكون مؤمناً في الباطن.
وأما مآله في الآخرة فهذا حكم آخر مبني على ما يموت عليه العبد.
وأئمة أهل السنة حين يؤكدون على التلازم بين الظاهر والباطن في مثل تلك المسائل إنما يريدون الرد على الجهمية المرجئة الذين جعلوا الإيمان معرفة القلب، وفصلوا بين هذه المعرفة وبين عمل الجوارح. فلما اعترض عليهم أهل السنة بإجماع المسلمين على التكفير بالسب ونحوه من أفعال الجوارح، تخلصوا من هذا المأزق بادعاء أن هذه الأفعال مجرد علامات لإجراء أحكام الكفر الظاهر فقط. وليس صدورها مستوجباً لانتفاء الإيمان الباطن. فقد تصدر من شخص و لا يزول الإيمان من قلبه.
هذا ما تقوله الجهمية الغالية: ومن هنا كان اعتراض الشيخ بندر على الشيخ حاتم حين قرر أن من يعلن بلسانه محبة دين الكفار فإن مناط كفره الظاهر قد تحقق، والله يتولى سريرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فظاهر هذا الكلام تجويز ثبوت الإيمان الباطن حتى مع التصريح بتلك الموبقة. و الأخ وائل أكد هذا المعنى في تعقيبه الأول حين حمل كلام الشيخ حاتم على من يعتذر بأنه إنما أعلن محبته لدين الكفار طمعاً في الدنيا. فمثل هذا في رأي الأخ وائل ورأي الشيخ حاتم قد تحقق مناط كفره الظاهر، وأما باطنه فالله يتولى سريرته.
هذا ما كان يقوله الأخ وائل في تعقيبه الأول. وبمثل هذا التخريج فسر كلام الشيخ حاتم. وبعدما بين له الشيخ بندر أن هذا عين مذهب المرجئة، جاء الأخ وائل لينقل الكلام إلى مسألةٍ أخرى، فزعم أن الشيخ بندر كان يتحدث عن الحكم الأخروي، وهو الشيء الذي لم يتطرق له الشيخ بندر في كلامه قط.
وقد أطال الأخ وائل في نقض هذا القول الذي ألصقه بالشيخ بندر، فنقل عن ابن تيمية وعن ابن القيم كلاماً في المتأول الذي لم تقم عليه الحجة، وفي المسلم الذي اختلط بالكفار في دار الحرب فأجريت عليه أحكام الكفر الظاهر مع احتمال كونه مؤمناً عند الله. وهذه مسائل لا علاقة لها بالتلازم بين الظاهر والباطن. لأن الحديث عن التلازم إنما يكون فيمن يقدم مختاراً على الفعل أو القول المكفر الصريح.
فمن يقول مختاراً عالماً عامداً بلسانه: (إنه يحب دين الكفار) هل يجوز أن يقال فيه: قد تحقق مناط كفره الظاهر، وأما باطنه فالله يتولى سريرته؟
هذا موضع البحث. وأما الحكم الأخروي، فالشيخ بندر لم يتعرض له من قريبٍ ولا من بعيدٍ. وتعقيب الأخ وائل الأول يدل على أنه كان يدرك عن أي شيءٍ كان الشيخ بندر يتحدث. لكنه في التعقيب الثاني لجأ لتحريف كلام الشيخ بندر وتقويله ما لم يقله. ثم شرع في النقض والرد عليه!
فكيف يتسجيز هذا المسلك طالب علم؟!
النقطة السابعة: وهي ما يتعلق بحديث حاطب رضي الله عنه.
فهذا الحديث حمله كثير من المستدلين به ما لا يحتمل. فالحديث محله في الجاسوس المسلم، الذي ظاهره يدل على أن أصل ولائه لأهل الإسلام. فهو معهم، وفي صفهم، وانتماؤه لهم. لكن تقع منه الخيانة بتسريب خبر المسلمين لأهل الكفر. بدافعٍ دنيوي.
هذا موضع دلالة الحديث، وعلى هذه المسألة كان يستدل به الأئمة من أهل العلم. فجاء اليومَ أناسٌ لينقلوا دلالته إلى صورة من انخلع من نصرة أهل الإسلام، وخرج من صفهم، ولجأ لصفوف الكفار، ثم حمل سلاحه مناصراً لهم ولكفرهم على أهل الإسلام.
وحجة من ينقل الحديث لهذه المسألة أن التجسس قد يكون أعظم ضرراً على المسلمين من الانخراط في صفوف الكفار والقتال معهم.
والغريب أن من بعض من يقول بهذا كالشيخ حاتم الشريف، يقول: لو تمنى المسلم بقلبه ظهور الكفار على المسلمين فإنه يكفر. مع أن هذه الأمنية لا تضر المسلمين شيئاً، وضرر الجاسوس أعظم من ضرر هذا المتمني.
فإذا كان حكم التكفير يدور مع حجم الضرر العائد على المسلمين، فينبغي أن يكون الجاسوس أولى بالكفر ممن يتمنى بقلبه. مع أن هذه الأمنية قد يكون سببها طمعٌ دنيويٌ، حين ترتبط مصلحة بعض الناس بظهور الكفار وانتصارهم.
لكن المسألة ليس لها علاقة بحجم الضرر العائد على المسلمين.
فتمني ظهور الكفار على المسلمين لا يصدر من قلبٍ مؤمنٍ.
كما الانخلاع من نصرة المسلمين، والانحياز لصف الكفار، والانخراط في حربهم ضد الإسلام وأهله لا يصدر من قلبٍ باشره الإيمان.
وأما حجم الضرر العائد على المسلمين فليس وصفاً مؤثراً في هذا الحكم. فحاطب رضي الله عنه تجسس على المسلمين، لكنه لم ينخلع من ولايته وانتمائه لهم. ولو قدر أنه رضي الله عنه فارق أهل الإسلام ولحق بصف أهل الكفر، ثم أعمل سيفه في المسلمين ضرباً وقتلاً، فمثل هذه الصورة هي التي يسميها أهل العلم الموالاة المطلقة.
النقطة الثامنة: وهي ما يتعلق بحديث سهل بن بيضاء. فالشيخ بندر فهم الحديث في ضوء تلك الأصول و القواعد المتقررة، إضافةً لقرائن أخرى مثل كونه كان يكتم إيمانه بمكة، وما ذكره ابن سعد وابن عبدالبر من كون قريش (أخرجته) معها، ثم قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذره وإخلاء سبيله. فلو كان مختاراً عامداً قتال المسلمين لما كان إسلامه السابق مسقطاً لعقوبته. ولما أخلى النبي صلى الله عليه وسلم سبيله عنه لمجرد كونه مسلماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأمر ليس كما ظن الأخ وائل أن الشيخ بندر إنما حمل حديث سهل على حال الإكراه لمجرد أن ابن سعدٍ ذكر ذلك. ويكفي أن من يريد حمل حديث سهلٍ على من قاتل مختاراً عامداً، سيجد نفسه مباشرةً في معارضة أصل أهل السنة في معنى الإيمان بالنبوة.
وقد كان الشيخ حاتم يستدل بكلام الفقهاء على رأيه من غير أن يتنبه لقولهم إنه الأسير إذا ادعى الإسلام وأقام البينة (خلي سبيله). فلما شرح الشيخ بندر الإشكال في تخلية سبيله لمجرد كونه مسلماً مع أنه قاتل المسلمين، والقتال بمجرده يوجب العقوبة. جاء الأخ وائل ليخرج من هذه المعضلة، فحمل كلام الفقهاء على أن مقصودهم جواز العفو عنه.
ولو أنه كلف نفسه مراجعة كلام الفقهاء في المسألة لرآهم لا يتحدثون عن جواز العفو أو عدم جوازه، بل يذكرون وجوب تخلية سبيله، وعدم عقوبته!
فهل لدى الأخ وائل تفسير لهذا الإشكال؟
النقطة التاسعة: كان الشيخ بندر ذكر نصاً للقاضي أبي يعلى قال فيه: (إذا ادعى الأسير إسلاما سابقا، يرجَع إلى شاهد الحال: فإن لم يكن معه سلاح قبل منه. وإن كان معه سلاح قتل).
وهذا الكلام واضحٌ في أن حمل السلاح ينافي دعوى الإسلام.
فجاء الأخ وائل ليفسر كلام القاضي بأن (من كان معه سلاح فهذا لا يعفى عنه، لأن القتل يجوز حتى لو كان صاحبه مسلما ما دام في مواجهة المسلمين حاملاً السلاح ضدهم. فهل تتصور أن يقول الفقهاء لا تقتلوا حتى من كان مشهراً السلاح لأنه مسلم؟ قطعاً لا).
وأنا أطلب من الأخ وائل أن يعيد النظر في نص القاضي ليفهمه جيداً وليتذكر ما يلي:
ـ القاضي لا يتحدث عمن يدعي الإسلام حال إشهار سلاحه. بل يتحدث عمن تمكن منه المسلمون، و وقع في الأسر و هو مشهر سلاحه. ثم ادعى بعد ذلك أنه كان مسلماً وهو مشهرٌ سلاحه.
ـ القاضي يتحدث عن قبول دعوى الإسلام، وليس عن القتل فقط. فهو لن يقتل هذا الأسير فقط، بل لن يقبل دعواه الإسلام.
النقطة العاشرة: يقول الأخ وائل إن الفقهاء حين يتحدثون عن الأسير إذا ادعى الإسلام، فإنهم يطلبون البينة على إسلامه، ولم يذكر أحد منهم ضرورة طلب البينة على إكراهه.
يقول الشيخ بندر معلقاً على هذا الموضع: (لا أدري هل للشيخ وائل عناية بدراسة الفقه دراسة منهجية أو لا. لكن هذا الخطأ الذي وقع منه هنا طالما وقع فيه من يتعامل مع الكتب الفقهية تعاملاً بحثياً. بمعنى أنه لا يقرأ أو يدرس مسائل الفقه بطريقة منهجية متسلسلة. ولكن كلما عنت له مسألة ذهب يفتش عنها في كتب الفقهاء.
ومشكلة هذه الطريقة أنها تجعل الباحث يقرأ كلام الفقيه من خلال صورة في ذهنه هو، وليس من خلال عبارات الفقيه ومقاصده.
الشيخ وائل تماماً كالشيخ حاتم أخذ هذه الفرع الفقهي وفي رأسه صورة واحدة، فهو يريد من الفقهاء أن يتحرزوا في عباراتهم من أجل نفي هذا التصور الذي سيطر عليه. وإلا فإن دعوى الإسلام تتضمن دعوى الإكراه وزيادةٌ في حالة من يؤسر وهو يقاتل في صفوف الكفار. فلا يوجد لدى الفقهاء صورة مقاتل في صفوف الكفار يخلى سبيله لمجرد كونه مسلماً). اهـ
فهل لدى الأخ وائل تفسير لقول الفقهاء: (خلي سبيله) وليتذكر أنهم يتحدثون عن وجوب هذه التخلية وليس عن جوازها. فهل يتصور عقل الأخ وائل أن من يقاتل المسلمين مع الكفار إلى أن يقع في الاسر يتعين تخلية سبيله؟!
انتهى ما لخصته من فحوى كلام الشيخ بندر.
وهنا خاتمة قد تكون مضحكة بعض الشيء.
الشيخ حاتم موجود خارج المملكة كما يقول الأخ وائل.
وقد تكلف الأخ وائل كلفة مكالمة خارجية ليسأله: هل هو من أتباع محمد بن عبدالوهاب بمعنى محبة الشيخ محمد، أو الاشتراك معه في الأصول السلفية، أو النشأة في نطاق دعوته. فأجاب الشيخ حاتم بنعم.
لأجل هذا السؤال تكلف الأخ وائل مكالمةً خارجية. وهو يقول إنه طرح هذا السؤال على الشيخ حاتم استجابة لطلب الشيخ بندر. وقد رجعت لسؤال الشيخ بندر الذي طلب من وائل طرحه على الشيخ حاتم فوجدته بارزاً ملوناً بالأحمر، وهذا نصه:
هل الشيخ حاتم يعد نفسه من أتباع محمد بن عبدالوهاب؟
أو أنه يقسم السلفية في بلادنا إلى أتباع وغير أتباع لمحمد بن عبدالوهاب؟
فهل سيتكلف الأخ وائل مكالمة خارجية جديدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن فعل فليته يسأله الشيخ بالمرة عن: الأخطاء التي وقع فيها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وصمت عنها الأتباع، في حين يجب أن ترتفع أصواتهم بإنكارها.
لن نطلب من الشيخ أن يستدل لكلامه ويبسطه.
فقط نريد: مسألة كذا وكذا. بشرط أن تتحقق الشروط في هذه المسائل.
أخطاء
سكت عنها الأتباع
يجب أن ترتفع الأصواب بإنكارها.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:16]ـ
يا إخوان اتفقوا على قول قبل أن تردوا القول الآخر، أنتم أصلا بينكم من الاختلاف أكثر مما بين الأخ الشويقي والشيخ الحارثي، وش السالفة؟!
هو مراجعات علمية وإلا هجوم (عليهم عليهم).
واحد يقول: لايمكن لمن كفرناه ظاهرا وباطنا أن يكون من الناجين في الآخرة، وآخر يقول بعكس قوله! وكلاهما يردون على الأخ وائل الحارثي الذي يقول بقول أحدهما!
وآخر يقول ليس هناك دليل على إسلام سهل بن بيضاء قبل بدر، وآخر يقول بإسلامه، وكلاهما يردون على الشيخ وائل الذي يقول بإسلامه!
بالله عليكم يا حراس العقيدة ألا يستحق من قال القول التالي أن ينكر عليه؟! يقول وهو يرد على الشيخ وائل:
"واضح أن الأخ لا يعي المراد بقول من قال: يُحكم له بالكفر باطنا.
ولهذا يتصور: أن نحكم لشخص بالكفر ظاهرا وباطنا .. ثم نقول: يمكن ان ينجو عند الله!!
هذا يا أخي إذا حكمت عليه ظاهرا فقط.
التكفير باطنا: هو الحكم على الحقيقة، أي فيما بينه وبين الله ... والتكفير ظاهرا هو الحكم في الدنيا.
ولهذا لا يُطلق على أحد أنه كافرا ظاهرا وباطنا إلا إذا قيد ذلك بانتفاء الأعذار، كما في عبارة شيخ الإسلام.
فقول الأخ وائل: (فسوف نُجري عليه أحكام التكفير ونحكم بكفره ظاهراً وباطناً، ونجري عليه أحكام الكفار، ومع هذا التكفير له في الظاهر والباطن فقد جوَّزنا أن يكون ناجٍ عند الله في الآخرة، لاحتمال عدم علمنا بحاله لأن كان مكرهاً يخفي إسلامه ولا نعلمه)
هذا تناقض بين .. أنت في هذه الحالة لم تكفره باطنا.
الكفر باطنا = الكفر على الحقيقة = حكمه عند الله
ومن قلنا في حقه: يكفر باطنا: فلا يمكن أن نجوّز أن يكون ناجيا في الآخرة".
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 03:14]ـ
الإشكال أخي العز جاء من إقحام الشيخ وائل لمسألة الحكم الأخروي في المسألة. مع أن الكلام لم يكن حولها. وأظن هذا ما أبعدنا عن أصل المسألة التي كانت موضع الخلاف.
وبالنسبة لما استشكلته فقد يزول الإشكال بمعرفة ما يلي:
الكفر الباطن يستوجب الحكم الأخروي متى علم موت صاحبه عليه. وأما مع عدم العلم بذلك، فلا يستلزم الحكم بالكفر الباطن الحكم بالنار في الآخرة.
فمن قال إن هذا يستوجب ذاك، فذاك مراده فيما أظن. وأما إن كان يقصد أن كل من كفر باطناً فلا بد أن يكون مآله إلى النار دون ملاحظة ما يموت عليه، فلا شك أن كلامه غير صحيح. ولا أظن أحدا يقول بذلك.
وليت الإخوة يستبعدون البحث في الحكم والمآل الأخروي، فهذا مسألة لا علاقة لها بموضع الخلاف. بل سوف تتسبب في تشتيت الكلام وإبعاده عن أصل المسألة.
فالمسألة التي كانت موضع البحث تتعلق بثبوت الكفر الباطن حال التلبس بالفعل المكفر.
فهل يجوز أن يكون في قلب المتلبس بالفعل المكفر إيمان صحيح؟؟
هنا أصل البحث.
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 06:09]ـ
أخي في الله العز بن عبدالسلام.
أسأل الله أن يكتب لك الاجر العظيم والجزاء الوفير، وان يرفعك في الدارين بالهدى والنور.
مسائل العلم وتمييز الحق من الباطل لا علاقة لهما بالاسماء.
وانا حين قلت عبارتي: (ها هو الإرجاء يطل بقرنيه). فقد كانت هذه العبارة تعليقا على من يثبت الإيمان لمن يحارب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقصد قتله.
وأنا عند كلمتي، وموقفي لم يتغير، فهذا إرجاء صريح، سواء قال بذلك الشيخ وائل الحارثي او من هو أكبر من وائل الحارثي.
فهذه من المسلمات التي لا تقبل التشكيك. فما آمن بالله من حارب رسوله صلى الله عليه وسلم. بل ان من يقول بهذا مستحق للعقوبة والتأديب إن أصر على قوله.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
# حرر بعضه المشرف#
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:34]ـ
الأخ فريد أشرف بارك الله فيك.
أوافقك على أن من فعل ذلك: كافرٌ، ولا إشكال.
ولكن لما كتب الأخ وائل مقالاته وأنا أتابعها متابعة مريد الحق الباحث عن دليله، وجدت من بعض الإخوة المعلقين على مقالاته تقديم سوء الظن، وتحميل الكلام أسوأ محامله، وإذا ما بيّن الشيخ وائل في المقال التالي بعض مراده في المقال الأول، قيل: إنه يلتوي ويبحث عن المخارج. أفهذا يجوز؟
ولما ذكر بعض الإخوة المعلقين في رده على الشيخ وائل: أن من كفرناه في الظاهر والباطن يجب أن يكون كذلك في علم الله وأنه من أهل الخلود في النار. وهي مقالة شنيعة يجب إنكارها والتحذير منها: خفتت تلك الأصوات الغيورة على السنة ومذهب السلف، ولم ينكروها في هذا الموقع الذي يعبر عن أهل السنة. أفهذا يجوز؟
ثم وجدت ردوداً كثيرةً على مقال الشيخ وائل، تلتقي في الرد عليه وبقوة، وتختلف في تقرير المسائل وبقوة، مع أن بعضهم يوافق في بعض تقريره الشيخ وائل. ما معنى هذا؟
ويكفي أن تقرأ ردود الإخوة على الشيخ وائل لتعلم مدى اختلافهم.
وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 11:13]ـ
أخي في الله العز بن عبد السلام.
حتى نصل إلى الحق الذي هو مطلوبنا جميعا إن شاء الله لا بد أن نتخلص من فكرة التحزيب. وأقصد بالتحزيب أن يستقر في أفئدتنا أن الرادين أو الموافقين لفلان فرقة أو جماعة متآمرة يتغاضى بعضهم عن خطأ بعض، في حين يتفقون في الهجوم او التبرير لبعضهم.
وإذا كنت موافقا على خطأ الأخ وائل حين قرر كفر محارب النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه المسألة هي أكبر مسألة أمامنا هنا. وها نحن وإياك فيها على طريق واحد بفضل الله.
وأما ان الأخ وائل صرف الحديث من المحاربة إلى قصد القتل، فكلامه مكتوب أمامك، فانظر فيه لتدرك ذلك.
أما الأخ الذي قال: إن من كفرناه في الظاهر والباطن فمن المتعين أن يكون من أهل الخلود في النار. فلست بحاجة لان أتكلف الاعتذار عنه أو الدخول في مؤامرة للسكوت عن خطأ وقع منه. لأني لو عرفته لما حابيته في دين الله، فكيف وأنا لا أعرف من يكون.
من أطلق القول بأن الكفر الباطن يقتضي الحكم الأخروي (بقطع النظر عما يموت عليه العبد)، فلا شك عندي أن هذا من أقوال أهل البدع المتعين إنكارها. لكني صادفت كثيراً أثناء الحوارات الشبكية من يقول بهذا القول، و بعد خلاف طويل معه اكتشف أن مقصوده من يموت مصرا على كفره الظاهر المقتضي لكفره الباطن.
لأجل هذا لما رأيتك تستشكل كلام الأخ الذي ذكر ذلك اردت أن أوفر عليكما عناء تطويل الكلام، وأبين موضع الإشكال الذي بملاحظته يزول أو يخف الخلاف بينكما. و إن كان ذلك الاخ يتابع موضوعنا هذا فتوجه بسؤالك إليه، فإن كان يقصد معنى غير هذا، فأنا بريء مما يقوله وأعوذ بالله من ذلك القول.
هذا ما أردته علم الله، وأعوذ بالله من احابي احدا في دين الله.
أخي في الله.
كتابة الشيخ بندر و جواب الشيخ وائل هما محل البحث هنا. والانظار تتعلق بهما. فمن الطبيعي ألا يتوقف الأعضاء عند خطأ يقع من أحد المعلقين كما يتوقفون عند خطأ يقع في كلام أحد الشيخين بارك الله فيهما. فأبعد عن عقلك وقلبك ظنون السوء.
وأما حديثك عن اختلاف آراء الاخوة المعلقين، فهذا هو المنتظر، فهم لا يفكرون بعقلٍ واحدٍ، ولا يصدرون عن شيخ طريقة، أو قائد كتيبة.
كل له عقله ورأيه، فما الذي أثار عجبك واستغرابك؟
المهم: هل خالف أحد منهم في شيء يستحق النكير يمس مذهب السلف؟
أكثر ما رأيته من خلاف كان مرجعه لتوجيه حديث سهل بن بيضاء. هل يصح أو لا يصح؟ وهل هو في المكره أو لا؟ وهل قاتل أو لم يقاتل؟ وهل هو مسلم أصلا أو لا ..... إلخ
وإذا كان الجميع يتفقون على كفر محارب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يختلفون في توجيه الحديث، فهذا هو المطلوب. و مثل هذا يقع كثيرا بين أهل العلم الكبار، يتفقون على بطلان فهم معين لنص شرعي، لكون هذا الفهم يخالف الأصول، ثم يجتهدون بعد هذا في تحديد المعنى المراد من النص. وأظنك تصادف مثل هذا كثيرا.
فالمعنى الباطل الذي يجب أن نتفق على رده وانكاره هو الحكم بالإيمان لمن يشارك في حرب النبي صلى الله عليه وسلم، سواء قصد قتله أو لم يقصده. فهذه أظهر صور الكفر البواح التي يجب ألا يتردد فيها من عرف مذهب السلف رضي الله عنهم.
واذا كانت لك معرفة بالشيخ وائل فليتك تراجعه في هذا. وتبين له أبعاد هذا القول وخطورة الأخذ به.
ـ[محب الأثر]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 04:22]ـ
الاخ فريد أشرف
جزاك الله خيرا على توضيحك، ولا أدري كيف فهم منه الأخ العز بن عبد السلام ما فهم، فكلامنا في اللحظة التي يحكم فيها على شخص بأنه كافر ظاهرا وباطنا، هل يمكن أن يكون ناجيا عند الله؟ فمن يقول هذا لم يفهم معنى الكفر باطنا وما يترتب عليه.
والأخ وائل خلط بين عدة أمور، وأخطأ في هذه الفقرة أربعة أخطاء، ولم أجد الوقت - ولا الرغبة - لشرح ذلك، وحسبت أنه سيفهم مرادي، وهو تارة يتكلم عن اللحظة والوقت الذي حكم فيه على الشخص بالتكفير ظاهرا وباطنا، وتارة يعمم الكلام على الحكم الأخروي، ومعلوم أن الكافر قد يتوب ويموت على الإسلام، انظر قوله عن الأول: ((فسوف نُجري عليه أحكام التكفير ونحكم بكفره ظاهراً وباطناً، ونجري عليه أحكام الكفار، ومع هذا التكفير له في الظاهر والباطن فقد جوَّزنا أن يكون ناجٍ عند الله في الآخرة، لاحتمال عدم علمنا بحاله لأن كان مكرهاً يخفي إسلامه ولا نعلمه)).
[وكلام الشيخ حاتم الذي يدافع عنه، هو في اللحظة التي يحكم فيها على القائل بالكفر، فما معنى الدفاع عنه بأمر آخر، لم يذكره أحد].
وكلام الاخ بندر صحيح لا إشكال فيه، وليس فيما ذكرته وذكره خلاف.
وأنا أعجب من إصرارك على خطأ ما ذكرته، دون أن تشير إلى وجه الخطأ، بل تنتظر من غيرك أن يبينه، ونصيحتي لك أن تدع هذه المسائل لأهلها، فإن كان عند الأخ وائل تعليق فليتفضل به.
وأما أنت فبادر بالتوبة من قولك: (أقول: من اصطف في جيش لحرب النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر لا شك في ذلك.
ولكن الشأن في من كان كارهاً أو مكرهاً كسهل ابن بيضاء رضي الله عنه.
والإكراه درجاتٍ أعلاها مسلوب الإرادة فهذا لا إثم عليه، وأدناها كراهة القلب)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18788
فهذه زلة عظيمة، وطامة منكرة ... فإذا كان الإكراه عذرا في الكفر، وكانت كراهة القلب درجة منه، لزم ألا يكفر أحد قال الكفر أو عمله، إذا كان كارها له بقلبه.
فعلى مثل هذا فليبك الباكون ... نسأل الله العفو والسلامة.
ونصيحتي لإخواني جميعا ألا يناقشوا هذه المسائل قبل دراستها وتمحيصها وأخذها عن أهل العلم الثقات، وأن يحذروا كتابة ما يجول بخواطرهم على الإنترنت، فرب كلمة ضل بها فئام من الناس. والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 04:41]ـ
شكر الله لك توضيحك أخي محب الأثر.
فأما الإكراه فلا إشكال فيه. وأنا لم أتنبه لقول الأخ الفاضل العز بن عبدالسلام إن كراهة القلب تمنع من التكفير.
ولا شك أن هذا قولٌ منكرٌ، فمن أقدم على الكفر مختاراً، فكراهيته للكفر ليست من موانع التكفير.
إلا إن كان الأخ العز يقصد بكراهة القلب ما يعبر عنه الفقهاء بالإكراه غير الملجئ. وهو الإكراه الذي يكون بالتهديد والوعيد. فيقدم الإنسان على ما يكرهه خوفاً من الوعيد.
ـ[أبو أحمد النجدي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 11:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه نصائح أخوية لجميع المشاركين هنا من أخ له تجربة قد يكون فيها ما يفيد.
(*) من أكبر الخطأ أن تؤخذ التصورات العقدية من أقوال المختلفين فيها. فيأتي بعض الناس لمثل هذه النقاش وهو لا يملك تصوراً سابقاً مبنياً على أصول راسخة، فينظر في كلام هذا وكلام ذاك ليستنبط منه مذهب أهل السنة. فهذا المنهج في التلقي خطير للغاية، وكثيراً ما يكون للعلاقات الشخصية و مكانة المتكلم في النفس أثر في تغطية عيوب الأفكار.
(*) المسألة الكبرى التي أثارت هذا الموضوع كان فتيا الشيخ حاتم هداه الله. ومهما قال قائل واعتذر، فالذي يتفق عليه الجميع أنها كانت فتيا مجملة، وهذا الإجمال كان يمس قضية جوهرية تتعلق بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. ومن هنا جاء الإشكال.
ومن أكبر الدلالات على الخطأ الذي وقع فيه الشيخ حاتم هذا الجدل الطويل العريض الذي أثارته فتواه، والردود التي صدرت من بعض الأفاضل.
والادعاء بأن هذه الردود والجدالات ناشئة من تعصب مجرد، دعوى تفتقر للإنصاف، فالإشكال كله كان في الغموض والإجمال في فتوى الشيخ حاتم. وليس في مجرد التخطئة للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
(*) مما يؤكد النقطة السابقة أن كل من كتب مؤيداً موقف الشيخ حاتم لم يستطع أن يذكر مسألةً واحدةً ينطبق عليها ما ذكره الشيخ حاتم، وهو أخطاء في التكفير صمت عنها أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، بينما كان واجبهم رفع الصوت ببيانها. مع أن من الواضح أن لبعضهم صلةً واتصالاً مباشراً بالشيخ.
(*) الحكم بالإيمان لمن يشارك في حرب النبي صلى الله عليه وسلم، زلة علمية، وخطأ عقدي، يجب ألا تدفعنا الخصومة للتمسك به، ومحاولة إسناده بكلمة من هنا، أو كلمة من هناك.
ومن أحب الشيخ حاتم وعظمه، فإن من مقتضيات هذه المحبة إيقافه على ما أخطأ فيه. وتنبيهه عليه، فهذا من أعظم البر الذي يقدم التلميذ لشيخه.
(*) الشيخ حاتم قال عمن يقول إنه يحب دين الكفار: قد تحقق لنا مناط كفره الظاهر، والله يتولى سريرته. و السريرة لا يفهم منها سوى (الإيمان الباطن).
فظاهر كلام الشيخ حاتم أن الكفر الظاهر قد تحقق، وأما الباطن فلا يعلم حاله.
فنقل الحديث إلى الحكم في الآخرة حيدة عن موضع البحث.
فإن كان الشيخ حاتم أخطأ في العبارة، فليعتذر عنه بذلك، فذاك أولى من التهجم على من أخذ كلامه على ظاهره.
(*) ذكر بعض الإخوة أن الشيخ حاتم قرر بآخر كتابه علاقة الكفر الظاهر بالكفر الباطن.
والذي أذكره أنه قرر هذا في ملحق خاص أضافه في الطبعة الثانية من الكتاب، بعدما اعترض بعض طلبة العلم على طبعته الأولى. لكنه أضاف هذا الملحق ولم يعدل العبارة الموجودة داخل الكتاب في طبعته الأولى.
ولو أنه عدل عبارته تلك، لكان ذلك أولى من إضافة ملحق يشتمل على تقرير عام.
(*) رأيت هنا جدلاً طويلاً حول حديث سهل بن بيضاء، و قد يكون لكلٍ رأيه واجتهاده في فهم الحديث، إلا من فهمه على ظاهر يصادم إجماعاً أو أصلاً سنياً سلفياً، كالحكم بتكفير من يحارب الرسول صلى الله عليه وسلم.
(*) الدعوة السلفية تتعرض منذ سبتمبر لهجمات تحت أسماء مختلفة، فمرة تحت غطاء مناهج التعليم، ومرةً تحت غطاء نقد الصحوة، ومرةً تحت غطاء مكافحة الإرهاب.
ومن الأغطية التي استعملت في هذا نقد (الوهابية). وقد وافق هذا الغطاء أغراضاً قديمة في نفوس طوائف من أهل البدع.
فليحذر طالب العلم الناصح لنفسه من إطلاق عبارات قابلة للاستثمار في مثل هذه الهجمة القذرة. و متى كان له نقد لمحمد بن عبدالوهاب، أو لابن تيمية، أو لغيرهما، أو لمسألةٍ في مناهج التعليم، أو لشيء من ممارسات الصحوة، فليكن نقده واضحاً مفسراً، بعيداً عن أي غموض يخدم الخصوم ويعطيهم آلةً يهدمون بها ديننا.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 12:05]ـ
لا يمكن أن يقدم شخص على أمرٍ يكرهه (كراهة حقيقية) إلا بإلجاء.
ثم إني أرى الأخ محب الأثر يؤكد على قوله السابق: أن من (كفّره هو) ظاهراً وباطناً يجب أن يكون في تلك اللحظة كافراً في علم الله مستحقٌ للخلود في النار!
إن كنت إنما تكفره باجتهاد في الحكم وتنزيله على واقعه؛ فكيف تجزم بما في علم الله دون برهان لديك من الوحي الذي لا يمكن الاطلاع على الغيب إلا به.
أرجوا أن تراجع هذه المسألة، وتفسير قوله تعالى: ((يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم)) الآية.
واعلم أن العلماء يختلفون في بعض مسائل التكفير، كالتحاكم لغير ما أنزل الله، وقد اختلف فيها الإمامين: ابن إبراهيم، وابن باز. فكيف تعرف ما في علم الله؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 01:32]ـ
أخي العزيز العز بن عبدالسلام.
أراك تستشكل من كلام الإخوان ما لا إشكال فيه.
وحتى يزول اللبس في الفهم هنا، أود منك أن تجيبني على ما يلي:
متى يحكم على الشخص بالحكم الظاهر فقط، ومتى يحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن معاً؟
وهل هناك فرق في النتيجة بين من حكمنا عليه بالكفر الظاهر فقط، و من حكمنا عليه بالكفر الظاهر و الباطن؟
جوابك عن هذين السؤالين سوف يزيل اللبس بالتأكيد.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 02:33]ـ
أرجو أن تتكرم وتشرح لي مشكوراً؛ فإنني لم أجد من يوضح لي المقصود، وآمل أن يكون ذلك سريعاً.
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:16]ـ
شكر الله لك أخي العز تواضعك لأخيك بهذه الطريقة التي تدل على طيب نفس وأدب رفيع.
لكن أرجو قبل أن أشرح الفرق بين الإيمان الظاهر والباطن، أن تعيد النظر في السؤالين الذين كتبتهما، وتكثر التأمل فيهما، لأن ذلك هو ما سوف يسهل تقريب رأي كل منا لصاحبه.
أخي العزيز.
أحكام الكفر نوعان:
كفر الظاهر.
وكفر الباطن.
وقد يجتمعان في شخص فيكون كافراً في الظاهر وفي الباطن.
وقد يفترقان، فيكون كافراً في الظاهر مؤمناً في الباطن، أو مؤمناً في الظاهر كافراً في الباطن.
و كفر الظاهر تترتب عليه الأحكام الدنيوية.
وكفر الباطن تترتب عليه الأحكام الأخروية إذا مات عليه العبد.
ومن كفر ظاهراً وباطناً استحق أحكام الكفر في الدنيا والآخرة، مالم يحدث توبةً قبل موته.
فالكافر ظاهراً وباطناً، يعامل في الدنيا معاملة الكفار، وإن مات على حاله، فمآله إلى النار.
والكافر ظاهراً فقط، يعامل في الدنيا معاملة الكفار، وأما مآله فإلى الله، لأنا لا نعلم حقيقة باطنه.
والكافر باطناً فقط، يعامل في الدنيا معاملة المسلمين، ومآله في الآخرة إلى جهنم إن مات على حاله.
فالكافر الذي يؤسر مثلاً، ويدعي الإسلام والإكراه، ولا يكون معه بينةٌ تثبت قوله، يحكم بكفره الظاهر فقط، ولا يقال في مثل هذه الصورة إن كفر الظاهر يلزم منه كفر الباطن. فليست هذه الصورة وما يماثلها هي ما يتحدث عنه أهل السنة حين يثبتون التلازم بين الظاهر والباطن. فهذا الأسير قد يكون صادقاً في دعوى الإكراه، لكننا نعامله بحسب ما ظهر لنا، فقد تؤخذ منه الفدية، وقد يسترق، وقد يقتل. فإن كان صادقاً في دعوى الإسلام، فإن مآله بعد قتله إلى الجنة حتى وإن عاملناه معاملة الكفار. لأننا كفرناه في الظاهر فقط. والكفر الظاهر لا تتعلق به أحكام الآخرة.
وأما الكفر الباطن، فهو الذي يتعلق به الحكم في الآخرة. وقد يحكم للرجل بالإسلام في الظاهر، ويكون في باطنه كافراً منافقاً. كحال المنافقين الذين كانوا في عهد النبوة. فمثل هذا حكمنا عليه بالإسلام لا يفيده في الآخرة، لأن الحكم في الآخرة يكون معلقاً على الحكم الباطن وليس الظاهر. فإن كان في باطنه كافراً ومات على هذه الحال فمآله إلى جهنم، حتى وإن عاملناه في الدنيا معاملة المسلم.
لأجل ذلك فإن أهل السنة حين يتحدثون عن التلازم بين الكفر الظاهر و الكفر الباطن، لا يتحدثون عن صور ملتبسة، كصورة الأسير الذي يدعي الإكراه، أو من كان له تأويل يحتاج لأن تقام عليه البينة، ونحو ذلك من الصور التي لا تستلزم الكفر الباطن. وهي الصور التي أخطأ الشيخ وائل حين أقحمها في كلامه الأخير، مع أنها لا علاقة لها بمسألة التلازم.
مقصود أهل العلم بالتلازم بين الظاهر والباطن تلك الصور التي يقدم فيها الشخص على الفعل المكفر الصريح مختاراً عامداً، كحال المستهزئين والمكذبين، أو كحال من يهين المصحف، أو يسجد للأصنام مختاراً عامداً عالماً، ونحو ذلك من الصور التي لا تصدر إلا وقد خلا قلب صاحبها من الإيمان. فمثل هذا يحكم بكفره الظاهر والباطن. ومن ذلك صورة من يعلن بلسانه عامداً مختاراً أنه يحب دين الكفار، حتى و إن كان دافعه طمع دنيوي، كما أن مهين المصحف والمستهزئ يكفر ظاهراً وباطناً، حتى وإن كان دافعه طمع دنيوي.
فمثل هذه الصور هي التي يعنيها العلماء بحديثهم عن التلازم.
فحكمنا على المتلبس بشيءٍ من ذلك بالكفر الظاهر، يعني إجراء أحكام الكافر عليه في الدنيا.
وحكمنا عليه بالكفر الباطن يعني أنه حال تلبسه بهذا الفعل لا يمكن أن يكون في قلبه إيمان.
ولو قدر أنه مات على حاله تلك، فقد مات وقلبه خالٍ من الإيمان، فمآله إلى جهنم وبئس المصير.
ومن هنا جاء الاعتراض على الشيخ حاتم، حين تحدث عن المسلم الذي يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)، فذكر أن مثل هذا يكون مناط كفره الظاهر قد تحقق، وأما سريرته فأمرها إلى الله. وقد فسر الأخ وائل قول الشيخ حاتم بصورة من يقول تلك الكلمة طمعاً في شهوةٍ دنيوية، ولا يكون صادقاً في قوله إنه يحب دين الكفار.
فمثل هذه الصورة من الكفر الصريح، فيحكم على فاعلها بالكفر الظاهر والباطن.
وأما مآله في الآخرة، فبحسب ما يموت عليه، فإن أصر على مقولته حتى مات، فلا شك أن مآله إلى النار. لكنا نقطع أنه حال تلبسه بتلك المقولة لا يمكن أن يكون في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
وتذكر أن هذا الكلام كله في العامد المختار، فأما المخطئ فلا يكفر ظاهراً و لا باطناً، و كذلك المكره.
تأمل هذا الكلام، وتدبره، ثم ارجع لكلام الأخ وائل الحارثي الأخير في هذه النقطة بالذات، وسوف تقف على سبب تعجب الإخوة من كلامه، وقول بعضهم إنه لم يتقن المسألة التي كان يتحدث فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الأثر]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 02:35]ـ
عجبا والله
إن كلامك خطأ محض، ومع ذلك لا توبة ولا أوبة.
كان كلامك في السابق: (أقول: من اصطف في جيش لحرب النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر لا شك في ذلك.
ولكن الشأن في من كان كارهاً أو مكرهاً كسهل ابن بيضاء رضي الله عنه.
والإكراه درجاتٍ أعلاها مسلوب الإرادة فهذا لا إثم عليه، وأدناها كراهة القلب)
فلما بينت لك أن هذا يلزم منه أن من قال الكفر أو أو فعله - وهو كاره له بقلبه - أنه لا يكفر.
جئت الآن وقلت: (لا يمكن أن يقدم شخص على أمرٍ يكرهه (كراهة حقيقية) إلا بإلجاء).
سبحان الله
كان عندك أولا حالتان: إكراه (مسلوب الإرادة) ... وكره بالقلب ..
والآن صارا شيئا واحدا هو الإكراه فقط!!!
واضح أنك تلقفت هذا المخرج = التحريف، من كلام الأخ أشرف أعلاه.
يا أخي قل بصريح العبارة: أستغفر الله مما قلت، وسأحذف عبارة (من كان كاها) وأقتصر على عبارة (كان مكرها).
وكلامك الأول واضح في وجود قسمين، ولهذا رتبت على ذلك الحكمَ على حاطب رضي الله عنه.
حيث قلت: (والإكراه درجاتٍ أعلاها مسلوب الإرادة فهذا لا إثم عليه، وأدناها كراهة القلب كما حصل لحاطب بن بلتعة رضي الله عنه في إرساله الرسالة لقريش، فلا شك أنه أرسلها كارهًا بقلبه مدفوعًا ببعض مصالحه، مع يقينه أنه لن يؤثر فعله في هزيمة المسلمين، وأن الله ناصرٌ دينه. فهذا ذنب عظيم نفع الله حاطبًا إذ كان من أهل بدر فغفر له)
فعلى كلامك الأول: حاطب كان كارها ... لا مكرها ملجأ.
وعلى كلامك الأخير: صار حاطب مكرها ملجأ!! لأن كراهة القلب الحقيقية لا تكون إلا مع الإلجاء!
وأنا لم أعلق على كلامك السابق في وقته، واكتفيت ببيان خطأ واحدفيه، وإلا ففيه خطآن يحسن أن أذكرهما الآن:
الأول منهما: أنك اعتبرت حاطبا معذورا بعذر (كراهة القلب) الذي هو درجة من الإكراه .. ومؤدى هذا أن حاطب كان مكرها ... وهذا لا قائل به.
الثاني: أن المسألة كانت مفروضة فيمن فعل الكفر ... لكنه يعذر بالإكراه أو كره القلب .. ثم تناسيت هذا ورجعت تقول: (فهذا ذنب عظيم نفع الله حاطبًا إذ كان من أهل بدر فغفر له)
والإكراه لا يحول (الكفر) إلى (ذنب) وإن أوجب لصاحبه العذرَ.
أرجو ألا تقول إن مرادي بالذنب العظيم الكفر!
وهذا آخر الكلام معك، ونصيحتي لك أن تتوقف عن الجدال، واسأل سؤال المسترشد، لتستفيد.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 01:00]ـ
الأخ محب الأثر أشكرك على أخلاقك العالية في الحوار!
وأشكرك على عزمك ترك مناقشتي، لكي أفرغ لحوار مثمرٍ إن شاء الله مع إخوتي طلبة العلم في هذا المنتدى المبارك.
ولكنني أطلب منك إن استطعت أن تتابع حوارنا المتبقي مع الإخوة لكي تصحح فهومك المخطئة عن عباراتي. ولكي تسترشد وتستفيد من مشاركات الإخوة الفضلاء.
أما أنت أخي الفاضل عبدالله العمران فإنني أحمد منك هذا الأسلوب الجميل في العرض، ونفَسَك الهادي في الحوار، وسأكتب لك ببعض ملحوظاتي حول تقريرك، كما أسأل الله أن يجمعني وإياك على القول الحق. وأن يجعلنا إخوة متحابين فيه.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:10]ـ
أخي الكريم عبدالله العمران اسمح لي أن أبدأ ملحوظاتي على تقريرك، فأقول:
أرى في تقريرك بعض الإشكالات العلمية في تقرير منهج أهل السنة والجماعة في التلازم بين الظاهر والباطن.
وأرى أن تقريرك يخالف تقرير بعض الإخوة السابقين، ولعل منهم من يبدي لك رأيه.
على كل حال فالتلازم بين الظاهر والباطن عند أهل السنة والجماعة يُقرر على النحو التالي:
أن من حكمنا بكفره في الدنيا، فلابد أن نحكم بكفره في الباطن، ولا يجوز لنا أن نقول إنه كافرٌ في الظاهر فقط دون الحكم على باطنه.
ونقول أن حكمَهُ: النار، ولا إشكال في ذلك.
ويدخل في هذه الصورة: من صرَّح بحب دين الكفار.
فإنه كافرٌ ظاهراً وباطناً، وهذا ما نص عليه الشيخ وائل في مقاله. فهو لم يقل إنه كافرٌ في الظاهر دون الباطن.
لكن الذي أشكل من كلامه هو: صورة من اعتذر وقال إنما صرحت بأني أحب دين الكفار لغرض دنيوي.
فهو يقول: إنه كافرٌ ظاهراً وباطناً كذلك، ولا نلتفت إلى هذا التصريح، وهذا واضح في كلامه.
لكن لماذا لا يتلفت إلى تصريحه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: لأنه تحقق منه مناط التكفير، فنحن نحكم بما ظهر لنا من مناط التكفير، وليس لنا أن نبحث عن السرائر التي يدعيها.
فظن بعض الإخوة أنه يُجيز إيمانه في الباطن، وهو ليس كذلك. لأنه يقول نحكم بكفره ظاهراً وباطنا، فكيف يجيز له الإيمان في الباطن، وهو إنما يُجيز أن يكون معذوراّ عند الله عذراً لا علم لنا به، مثل أن يكون تصريحه بأنه قال ذلك لغرض دنيوي: إنما قاله عن إكراه لا نعلمه نحن، فالذي لا نعلمه لا دخل لنا فيه وإنما نحن مكلفون بما اظهر الله لنا من دلائلَ تجيز لنا الحكم بكفره ظاهراً وباطناً.
ويتضح هذا التقرير بأمرين اثنين:
1_ أن الحكم بالتكفير حكم اجتهادي، وقد يختلف العلماء أحياناً في تكفير شخص بعينه، فالذي يُكفره يحكم بكفره ظاهراً وباطناً، ويحكم عليه بالنار بناء على ذلك.
والذي يخالفه لا يحكم له بذلك.
وإلا لكان الذي يكفر شخصاً بعينه يُلزِم جميع الناس اعتقاد تكفيره.
2_ مَن تصور حصول الخطأ في الحكم بالتكفير، فقد أقرَّ بأن حكم العبد لا يلزم أن يكون هو الموافق لحكم الله سبحانه.
فإذا تصورنا ذلك، فقد تصورنا أننا عند حكمنا بالكفر على شخص معين ظاهراً وباطناً، لا يجوز لنا أن نجزم أن هذا الحكم هو المطابق لحكم الله سبحانه.
فهذا هو الفرق بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة (أي حقيقة حكمه عند الله على جهة الجزم).
ولا أجد أن من التقرير الصحيح لمنهج أهل السنة والجماعة، أن نُقرر حالة يكون فيها الحكم بالكفر على الظاهر دون الباطن في الدنيا. (أقول بالكفر لا بالإيمان كما هي حال المنافق).
ولذلك أطلب من الأخ الفاضل أن يأتي بقولِ معتبرٍ من أهل السنة يقول: إنه يمكن أن نحكم فيها على المعين بالكفر بالظاهر دون الباطن في الدنيا لا في الآخرة.
لأني أعتبر هذا تقريرٌ خطيرٌ على من عرف تقرير أهل السنة في التلازم بين الظاهر والباطن.
ثم إني رأيت الأخ الكريم لم يُفرق بين مقامين، هما:
مقام الحكم بالإيمان: وهو مقام منوط بالظاهر، والله أعلم بالباطن كما هو حال المنافقين يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: "إن الإيمان الظاهر الذي تجري عليه الأحكام في الدنيا لا يستلزم الإيمان في الباطن، الذي يكون صاحبه من أهل السعادة في الآخرة، فإن المنافقين الذين قالوا: {آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة، آية 8]. هم في الظاهر مؤمنون، يصلون مع الناس، ويصومون ويحجون، ويغزون والمسلمون يناكحونهم، ويوارثونهم كما كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين بحكم الكفار المظهرين للكفر. ". مجموع الفتاوى 7/ 210
وبين مقام الحكم بالكفر، فمن حكمنا بكفره في الظاهر لابد أن نعتقد بكفره في الباطن ولابد.
ونعتقد مع ذلك أن حكمه: النار.
ثم نعتقد أن هذا الحكم اجتهاد بشري قد يخطئ وقد يصيب، وقد يكون له من الأعذار مالا علم لنا به.
أتمنى من الأخ الفاضل أن يأتي بما يشفع تقريره في الحالة التي ذكرتها له، وأرجو من الإخوة أن نبتعد عن اتهام بعضنا بعضاً بالإرجاء، أو غيره، وأن لايتصوروا إلا أننا (جميعنا) إنما نبحث عن الحق بصدق، فالمقام مقام مناقشة بين طلبة العلم.
والله الموفق إلى الحق.
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 05:34]ـ
حياك الله أخي العز.
سآتيك بمطلوبك إن شاء الله.
لكن أحتاج منك قبل ذلك لوقفة عند نقطتين من كلامك.
النقطة الأولى: ما معنى الكفر الباطن عندك؟
أنا شرحت لك الفرق بينهما عندي، و حيث لم تقنع بكلامي، فأحتاج لمعرفة معنى الكفر الباطن عندك، وما الفارق بينه وبين الكفر الظاهر؟
ولست أريد بسؤالي هذا الإفحام أو المغالبة والمخاصمة علِمَ الله. ولكني على يقين أن تأملك في هذه النقطة وتفكيرك فيها هو ما سيكون مفتاحاً للمسألة يزول به كل إشكال.
النقطة الثانية: ذكرت في كلامك أن من يتكلم بكلمة الكفر يجوز أن يكون معذوراّ عند الله عذراً لا علم لنا به، (مثل أن يكون تصريحه بأنه قال ذلك لغرض دنيوي).
وذكرت أن هذا هو قول الأخ وائل الحارثي.
سؤالي بارك الله فيك: هل الطمع الدنيوي مما يعذر به العبد عند الله، ولا يكون كافراً عنده؟
وبعبارة أوضح: الذي يسب الله ورسوله لطمع دنيوي، أو يطأ المصحف بقدمه لطمع دنيوي. هل طمعه هذا مما يعذر به عند الله، فيكون به في منآى عن حكم الكفر؟
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 07:37]ـ
ومن مقتطفات المراسلة:
ثناء بالغ على بحث الشيخ الفاضل عبدالله العجيري.
فقد تتبع فهي مواضع الخلل في كلام جملة من المتصدين لمسألة التولي.
ونبه على أشياء لم يتعرض لها أحدٌ قبله.
وهاهو البحث لمن أراده:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18788
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 02:54]ـ
الأخ الفاضل عبدالله العمران أجبت على أسئلتك في مقالي، وأنا أنتظر منك أمران:
1 - أن تأتيني بقول معتبر من أهل السنة يقول: إنه يمكن أن نحكم فيها على المعين بالكفر بالظاهر دون الباطن في الدنيا لا في الآخرة.
لأني أعتبر هذا تقريرٌ خطيرٌ على من عرف تقرير أهل السنة في التلازم بين الظاهر والباطن.
2 - أن تذكر الفارق بين قولي وقولك وتستدل على الأرجح منهما بالأدلة وباقوال العلماء.
بارك الله فيك ووفقنا للوصول إلى الحق الذي نختلف في تحديده عند البحث عنه.
وأنبهك أنك فهمت كلامي خطأً عندما إجتزأته من سياقه، وذلك في قولك: "ذكرت في كلامك أن من يتكلم بكلمة الكفر يجوز أن يكون معذوراّ عند الله عذراً لا علم لنا به، (مثل أن يكون تصريحه بأنه قال ذلك لغرض دنيوي).
وكان قولي في مقالي: "مثل أن يكون تصريحه بأنه قال ذلك لغرض دنيوي: إنما قاله عن إكراه لا نعلمه نحن".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 03:57]ـ
كلا أخي الفاضل. لم تجب على سؤالي.
كنتُ أريد منك أن تتأمل في سبب تفريق أهل العلم بين الكفر الظاهر والكفر الباطن. هل هو تفريق له ثمرةٌ؟ أو أنه تفريق لا ثمرة له؟
نحن نتفق على أن الكفر الظاهر تنبني عليه أحكام في الدنيا.
لكن ماذا عن الكفر الباطن. ما الذي ينبني عليه؟
فإذا كان الكفر الباطن لا يستوجب عندك الحكم الأخروي، فما قيمته؟ و ما ثمرة الحكم به؟ ولماذا ميزَ أهل العلم بينه وبين الكفر الظاهر؟
تأمل في هذه الأسئلة، وستنكشف لك المسألة بإذن الله.
أما حديثك أيها الأخ الكريم عن التلازم بين الظاهر والباطن، وقولك إنه لا يجوز أن يحكم لأحدٍ بالكفر الظاهر، ثم يكون في الباطن مؤمناً، وقولك إن هذا قولٌ خطيرٌ، وأنه يخالف تقرير أهل السنة لقاعدة التلازم. فكل هذا الكلام مبني على فهم خاطئ لقاعدة التلازم، و قد بينت في تعقيبي قبل الأخير معنى هذه القاعدة التي أراك فهمتها فهماً خاطئاً.
وأما مطلبك بأن آتيك بـ (قولٍ معتبر من أهل السنة يقول: إنه يمكن أن نحكم فيها على المعين بالكفر بالظاهر دون الباطن في الدنيا لا في الآخرة).
فتحقيق مطلبك هذا يسير، ودونك قول إمام أهل السنة في زمانه أبي العباس ابن تيمية رضي الله عنه في كتابه الجواب الصحيح 2/ 203:
(قد يكون الرجل في الظاهر من الكفار وهو في الباطن مؤمن كما كان مؤمن آل فرعون).
وقال 2/ 206:
(كما أن الذين يظهرون الإسلام فيهم من هم في الظاهر مسلمون وفيهم من هو منافق كافر في الباطن إما يهودي وإما نصراني وإما مشرك وإما معطل. كذلك في أهل الكتاب والمشركين من هو في الظاهر منهم ومن هو في الباطن من أهل الإيمان بمحمد يفعل ما يقدر على علمه وعمله ويسقط ما يعجز عنه).
فها أنت ترى أن ابن تيمية يقرر إمكانية الحكم بالكفر الظاهر، مع ثبوت الإيمان الباطن. وليس في هذا نقضٌ لقاعدة التلازم، لأن تلك القاعدة ليس هذا محلها.
وهذه المسألة أيها الأخ الفاضل من بدهيات العلم.
فتكفيرك للشخص ظاهراً وباطناً، معناه حكمك بخلو قلبه من الإيمان.
والحكم بخلو القلب بالإيمان لا يكون إلا في صور الكفر الصريح التي لا لبس فيها.
وأما ما عدا ذلك، فلا يتأتى فيها الحكم بالكفر الباطن والذي يعني خلو القلب من الإيمان.
فإذا أخذت أسيراً من بلاد الكفر، فحلف لك بالله أن مسلمٌ، لكن لم يكن معه ما يثبت قوله. فسوف تحكم عليه بالكفر الظاهر ولن تقبل دعواه. لكن هل تستطيع الحكم عليه بالكفر الباطن، بمعنى أن تشهد بخلو قلبه من الإيمان بالله. مع احتمال كونه صادقاً في دعواه؟
إن حكمت بخلو قلبه من الإيمان، فقد قفوتَ ما ليس لك به علمٌ.
وإن جوزت كونها مؤمناً في باطنه، فقد فرقت بين الحكم الظاهر والباطن.
وهو ما أقوله، وأزعم أنه قول أهل العلم.
وفقك الله لكل هدى.
ـ[عبدالرحيم بن علي الجزائري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 08:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله إني لأشكر جزيل الشكر كلا من الشيخين الفاضلين وائل وبندر على هذا المستوى العالي والراقي في الحوار والنقاش الذي يدل على تمكنهما وسمو أخلاقهما.
ورغم أني لم استطع متابعة كل النقاش إلا أني خرجت بفوائد كثيرة من خلال هذا النقاش.
فجزاكما الله خيرا مرة أخرى ولا تحرمونا من مشاركاتكم الطيبة المفيدة فأنا في تشوف لها.
كما أشكر جميع الاخوة الذين أثروا هذا النقاش ولكن علينا جميعا أن نقتدي بالشيخين الفاضلين في أدب الحوار والنقاش.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 03:12]ـ
الأخ الفاضل عبدالله العمران، تحية طيبة.
أخي الفاضل أعتب عليك في بعض تعبيراتك، التي توحي بأن هذه المسألة من بدهيات العلم وأنني لا أزال بعيدا عن فهمها.
لذا رأيت أن أكتب لك تقرير مبسوطاً أبين فيه فهمي لمنهج التلازم بين الظاهر والباطن في الإيمان عند أهل السنة، لعله أن يظهر فيه دقة مقصودي الذي لعل تعبيري السابق لم يفي بكشفه لكم.
فأقول:
تقريري والذي أفهمه من مذهب أهل السنة في الإيمان:
1 - أن الإيمان قولٌ وعمل، وهو: إقرارٌ بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح.
2 - أن الكفر يكون: بالإعتقاد، ويكون بالقول، وبالفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن المكلف إذا كفر بقوله أو فعله: كفر بقلبه أيضاً. ولايمكن أن يجتمع له إيمان وكفر في نفس الوقت. فيمتنع عند أهل السنة أن يكون الرجل عندهم مؤمناً بقلبه حال كونه كافراً بقوله أو فعله.
فمن قال أنه مسلم، ثم قال أو عمل (الكفر)، فإننا لانحكم بكفره إلا بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع، فإذا ما حكمنا على الإنسان بالكفر لقولٍ أو فعل، فإن ذلك يقتضي أن نحكم بكفر قلبه أيضاً. ولا نستثني في حكمنا عليه ونقول: أنه يحتمل أن يكون مؤمناً بقلبه.
هذا هو حكمنا نحن عليه.
4 - أما من تظاهر بكفره وهو يبطن الإيمان لعذر؛ وعلمنا منه ذلك: حكمنا له بالإيمان في الظاهر والباطن، وإذا لم نعلم منه ذلك حكمنا له بالكفر ظاهراً وباطنا.
أخي الكريم: ولم أرك تفرق بين: الباطن في حكمنا نحن، والباطن في علم الله.
فنحن نتوصل إلى الحكم على الباطن باجتهادٍ بناء على أدلة وقرائن ظهرت لنا، ولانجزم أن اجتهادنا معصوم من الغلط.
وأقرب لك بالمثال فأقول: يحكم المحدثون بالعدالة الظاهرة على الراوي ويسمونه المستور. ويحكمون بالعدالة الظاهرة والباطنة (بناء على أدلة وقرائن) ويسمونه العدل.
ولكنهم لايقطعون بأنه في علم الغيب كذلك.
أخي الكريم: إن الجهة التي نقلت فيها كلام شيخ الإسلام ليست هي الجهة التي أطلبك بأن تأتي لي بنصٍ عن معتبرٍ من أهل العلم فيها.
فالذي يذكره شيخ الإسلام صورٌ في المكره، وهذه صورة بدهية لا ينازع فيها أحد، وهويتكلم عن الباطن (الذي في علم الله)، فإنه يجوز أن يكون في بلاد الكفار من هو مسلم في الباطن كما في حالة مؤمن آل فرعون، فهو يتظاهر بالكفر مع أنه في الباطن مؤمن.
لكن الذي أحب أن أنبهك عليه أن مثل هذا الرجل لانحكم له بالإيمان الباطن دون الظاهر، فلو تحققنا من كونه مكرهاً يتظاهر بالكفر: فإننا نحكم بإيمانه في الباطن والظاهر، وإن لم نتحقق من كونه مكرهاً فإن حكمه عندنا أنه كافرٌ ظاهراً وباطناً؛ وحكمه في علمنا أنه في النار، ولا يلزم أن يتطابق هذا الحكم مع علم الله سبحانه.
لكن الذي أحسبه ليس من بدهياته، أن نحكم بكفر شخص ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام في الظاهر، ولا نحكم بكفره في الباطن فيما يتعلق بعلمك أنت الذي لست مكلفاً بسواه، لا في علم الله الذي لا يستطيع أن يطلع عليه أحد.
ولذا فإني أكرر سؤالي عن هذه الصورة.
ويبدو لي أن الإشكال في تصور هذه المسألة جاء من جهة: عدم التفريق بين حكم العبد على (الظاهر والباطن) وحكم الله سبحانه.
فالعبد مأمور بأن يجري جميع الأحكام على المكلف، ويلتزم بآثارها، ولذلك فمتى حَكَمَ بكفر من ارتكب ناقضاً فإنه يحكم بكفره ظاهراً وباطنا. ويلتزم بآثار هذا الحكم وهو أنه في الآخرة في النار.
أما أن يتجاوز ذلك، فيزعم أن هذا الحكم الذي أداه إليه اجتهاده هو الحكم المطابق لعلم الله سبحانه، فهذا مرتقى صعب ليس للمسلم أن يدخل فيه.
وأحسب أن هذا أحد مواطن الإشكال في النقاش.
و أرى أن ألخص الكلام في سؤالين:
1 - هل تجد لي نصاً عن معتبر من أهل العلم فيه أن المسلم إذا ارتكب ناقضاً من قولٍ أو فعل؛ فإننا نحكم بكفره في الظاهر دون الباطن (في حكمنا نحن).
2 - وهل ترى أن من حكمنا عليه باجتهادنا بالكفر الظاهر والباطن حتى في الصور الصريحة في الكفر (عندك) هل تلتزم أن هذا الاجتهاد لا يمكن عليه الخطأ في علم الله سبحانه؟
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 05:01]ـ
أخي العز .. اسمح لي أن أكرِّر عليك أن ما تجادل فيه هو من بدهيات العلم. ولست أقصد بهذا تحقير رأيك وفهمك. لكني أريد أن تدرك سبب استنكار الإخوة لكلامك وكلام الأخ وائل من قبل. فهو كلامٌ يبلغ الغاية في الغرابة والبعد عن جادة الصواب.
سألتك وكررت عليك، لماذا يفرق أهل العلم بين الكفر الظاهر والكفر الباطن؟
وما ثمرة هذا التفريق؟
وقلتُ وأكدتُ: أن تأملك في هذه النقطة هو ما سيكشف لك الصورة الصحيحة للمسألة، وهو ما سيبين لك سبب الخطأ في تصورك لمعنى التلازم بين الظاهر و الباطن.
لكني أراك في كل تعقيبٍ تنسى ذلك، فتتجاوز هذه النقطة ولا تتوقف عندها.
فجرب الآن أن تتفكر فيها وتتأمل، وستعرف منشأ الغلط عندك.
لماذا يفرق أهل العلم بين الكفر الظاهر والكفر الباطن؟
هل هو تفريق شكلي لا قيمة له؟ أو أنه تفريق تنبني عليه أحكام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أؤكد وأكرر عليك رجائي بأن تتأمل في هذه النقطة وتجيبني عنها.
وإن لم تفعل، فسوف أظل أدور وإياك في حلقة مفرغة.
طلبت مني سلمك الله نصاً عن عالمٍ معتبرٍ في صورةٍ يحكم فيها بالكفر الظاهر، دون الكفر الباطن، فنقلت لك نصاً صريحاً لشيخ الإسلام رحمه الله في المؤمن الذي يقيم بين الكفار فيكتم إيمانه، فذكرتَ أن شيخ الإسلام يعني أنه مؤمن في الباطن الذي هو في علم الله، ولا يعني أنه مؤمن في الباطن الذي هو علمنا.
وأقول لك: شيخ الإسلام لم يذكر هذا قط، ولكنه تفسيرٌ وإضافةٌ منك، بنيته على تصور سابق لم يذكره ابن تيمية ولا غير ابن تيمية. و لو أتيتك بنص آخر، فسوف تضيف له مثل هذا التفسير وتقول مقصوده: الحكم الباطن الذي هو في علم الله.
مع أنك لو فتشت ونقبت مؤلفات شيخ الإسلام كلها، بل لو نقبتَ مصنفات علماء الإسلام كلهم، فلن تجد عندهم تقسيماً للحكم الباطن إلى ذينك القسمين الذين ذكرتهما: (حكم باطن في علم البشر)، و (حكم باطن في علم الله).
هذا التقسيم هو الذي أفسد تصورك للمسألة. فإن كان عندك ما يشهد له من كلام أهل العلم فهاته.
وإلى ذلك الحين، دعني أؤكد لك أنه لا يوجد لدى ابن تيمية وسائر أهل العلم سوى كفرين: كفر ظاهر، وكفر باطن.
الكفر الظاهر تستتبعه الأحكام الدنيوية فقط دون الأخروية. لأنه ليس بالضرورة أن يكون مطابقاً لما في علم الله.
وأما الكفر الباطن فتستتبعه الأحكام الأخروية، لكونه مطابقاً لما في علم الله.
أخي الفاضل.
أنت تصورت أن التلازم بين الظاهر والباطن ثابتٌ في كل من حكمنا عليه بالكفر الظاهر. ولأجل هذا أشكلت عليك صور الإكراه والخطأ ونحوها. فخرجت من هذا المضيق بابتكار تفريق لا أصل له عند العلماء، فالكفر الباطن عند العلماء له معنى واحدٌ. وأنت جعلت له معنيين: (كفر باطن في علمنا)، و (كفر باطن في علم الله). ولم تذكر لنا من أين جئت بهذا التقسيم.
أخي الفاضل.
التلازم الذي يتحدث عنه أهل العلم ليس محله صورٌ ترد عليها عوارض الأهلية من الإكراه والجهل والتأويل ونحو ذلك. هم يتحدثون عن هذا التلازم في صورة من يقدم على الكفر الصريح البواح عالماً عامداً مختاراً فمثل هذا لا يجوز أن يقال: إنه يجوز أن يكون في علم الله مؤمناً.
و لو جوَّزتَ أن يكون مثل هذا في علم الله مؤمناً، فأنت الذي خرقت التلازم الذي يقرره أهل العلم، ويجعلونه فيصلاً بين السنة والإرجاء.
مرةً أخرى أخي في الله.
تأمل في سبب تفريق أهل العلم بين الكفر الظاهر والكفر الباطن.
فهذا ما سيفتح لك باب المسألة بإذن الله.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 07:14]ـ
أخي الفاضل أنا منذ أن كتبت مقالك الأول وأنا أتأمل في مقالاتك، ولكن لا أزال أؤكد لك أنك مخطئ عندما تقول عن (من) تحكم أنت بردته عن الإسلام وتكفره ظاهراً وباطناً: أنه يجب أن يكون في علم الله كذلك!
تأمل أنت هذا القول لتعلم أنك مخطئ في تقريرك.
آمل منك أن تأخذ وقتاً كافياً لتتأمل وأنا كذلك، ونستشير المتخصصين، ونراجع المراجع، ثم لنا أوبة لندلي بما لدينا.
أقول لك هذا لأنني لا أزال أراك تقول أن هذه المسألة من بدهيات العلم!
وأخشى أن لاتكون نظرت لها بعمق، فيكون هذا هوسبب خطئك فيها.
وإن كنت لازلت أعتب عليك في ترديد كلامك الذي تظهر فيه أن هذه المسألة من بدهيات العلم وبداياته، والتي لانزال أنا والشيخ وائل غير مطيقين لفهمهاٌ!! مع كثرة ردود (الإخوة) الذين راجعونا فيها!!
أنا على يقين أنك ستندم على تعجلك في هذه المسألة. والسلام
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 10:18]ـ
خذ راحتك كما تشاء في التفكير والتأمل والمراجعة والبحث.
لكن تنبه لأمرين اثنين:
قولي (إن من حكمنا بكفره الباطن، فهو كذلك في علم الله)، المقصود به حال تلبسه بالفعل المكفر أو إصراره عليه. فإني رأيتك تستشكل هذا الموضع من كلام الإخوة، فأحببت شرحه وبيانه.
فإذا أردتَ أن تسأل أو تراجع فتنبه لهذا. حديثنا غفر الله لك: عمن يرتكب الفعل المكفر الصريح (كالسب ونحوه) عامداً عالماً مختاراً، هل يجوز إن يقال: إنه في يجوز أن يكون في علم الله مؤمناً حال تلبسه بهذا الفعل، أو إصراره عليه.
الأمر الثاني: ها أنت من جديد تقفز فوق سؤالي الذي طالما كررته لك وأعدته عليك.
لماذا يفرق أهل العلم بين الكفر الظاهر والكفر الباطن؟ وهل لهذا التفريق من ثمرة أو أثر في الأحكام؟
كنت أنتظر منك أن تجيب على سؤالي هذا، ولو بكلمة (لا أدري).
أما أن تتجاوزه، فهذا ما سوف يطيل بحثنا دون ثمرة.
مواجهتك لهذا السؤال هي ما ستكشف لك صورة المسألة. كما إن إعراضك عنه هو ما سوف يجعل الصورة تبقى مشوشةً وغير واضحة.
وتذكر دائماً أنك لن تجد في كلام العلماء تفريقاً بين كفرين باطنين: أحدهما في علم الله والثاني في علمنا.
كتب الله أجرك، وسدد خطاك، ورفع درجتك في الدارين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 03:25]ـ
اخي العز.
تفكر في هذه الصورة فقط:
رجلٌ أمام عينيك قيل له: [خذ هذا المبلغ منا المال، على أن تضع المصحف تحت قدميك، و تشتم خالقك ونبيك].
فوافق الرجل على ذلك، ومد يده و قبض المال، ثم وضع المصحف تحت قدمه، ورفع صوته شاتماً خالقه ونبيه.
هل يجوز أن يقول أحدٌ: إن هذا الرجل يجوز أن يكون عند الله مؤمناً، وهو واقفٌ على المصحف، يرفع صوته بسباب ربه ونبيه؟؟
تدبر ذلك .. وستعرف مقصود من يقول إنك تناقش في بدهيات واضحة.
ـ[أبو أحمد النجدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 05:52]ـ
اخي العز.
تفكر في هذه الصورة فقط:
رجلٌ أمام عينيك قيل له: [خذ هذا المبلغ منا المال، على أن تضع المصحف تحت قدميك، و تشتم خالقك ونبيك].
فوافق الرجل على ذلك، ومد يده و قبض المال، ثم وضع المصحف تحت قدمه، ورفع صوته شاتماً خالقه ونبيه.
هل يجوز أن يقول أحدٌ: إن هذا الرجل يجوز أن يكون عند الله مؤمناً، وهو واقفٌ على المصحف، يرفع صوته بسباب ربه ونبيه؟؟
تدبر ذلك .. وستعرف مقصود من يقول إنك تناقش في بدهيات واضحة.
تلخيص موفق لكل هذا الجدل الطويل.
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 12:09]ـ
أخي الكريم عبدالله العمران بارك الله فيك.
أراك تزعم أن الفهم الذي قلته عن كلام شيخ الإسلام هو أضافة جديدة ليست في كلام ابن تيمية، وأتمنى منك أن تراجع كلامه وتتأمل فيه لتجد أن هذا هو سياق حديثه الذي يتحدث فيه.
وهل عجزت عبارات العلماء أن تأتي منها بنص قاطع حول قولك في أن الكفر الظاهر الذي تجري عليه أحكام الدنيا لا يلزم أن يتوافق مع الباطن في الدنيا في غير صورة المكره.
لا أظن أن مسألة بهذه البداهة، تعجزك أن تجد لها نصاً قاطعاً للجدل لأهل السنة المعتبرين.
فإن كانت كما تقول مسألة بديهية، فأظن أن كلام أهل العلم عليها في غاية الوضوح والبيان، ولا أظن الجدل سيقودك إلى أن المسألة لما كانت بدهية قل كلام أهل العلم فيها.
فالشرك الأكبر حكمه أن صاحبه خالد مخلد في النار، وهو حكم بدهي عندي وعندك ومع ذلك فنصوص العلماء حول هذا البدهي عندنا كثيرة متضافرة.
وعلى كل حال:
فأراك تُصور مقالي على أنه قفز على سؤال طالما كررته، وطلبت الجواب عنه!
وليس الأمر كذلك.
لأني من بداية النقاش المبارك معك، قد سألتك سؤالا أردت فيه أن أعرف التصور الذي في ذهنك حول هذه المسألة، فوجدت أنه تصور غير سليم في تقريرها، ومن أجل ذلك سألتك السؤالين الأخيرين، ولما كان الجواب حاضراً عندك، بادرت بالجواب ونقل كلام ابن تيمية حوله.
فلما بينت لك أنهما نصان في غير محل السؤال، ثم رجعتُ فطالبتك بنصوص قطعية لهذه المسألة البدهية، قلت لي لن ينفعك أي نص سآتي به، وهذا افتراض كنت أتمنى أن لا ندخل فيه، لأنه قد يفيد عناد المخالف لك.
وحتى لا يتطاول النقاش، ويدور في حلقة مفرغة كما تقول:
فالذي سب الله ورسوله عالماً مختاراً غير كاره، فهو كافر ظاهراً وباطناً وهو خالد مخلد في نار جهنم، وهذا حكمه في الآخرة.
ومحل الإشكال بيننا _الذي أرجو أن يزول_ هو التالي:
أنني عندما أحكم عليه بذلك، فأنا التزم آثاره، فإن سألتني ما هو حكمه عند الله؟
أقول حكمه عند الله هو أنه في النار خالداً مخلداً فيها.
فإن سألتني بعد ذلك:
هل توجب أن يكون حكمك لم يتطرق إليه خطأ في أثناء حكمك عليه بالكفر، بمعنى: ألا يجوز في هذا الساب مثلاً أن يكون مكرهاً وأنت تحسبه مختاراً؟
فالجواب: أنني حكمت عليه بما ظهر لي من حاله، وهو ما كلفني الله به سبحانه.
قد تقول:
فلماذا فرَّقت بين حكمك وبين حقيقة حكم الله هذه المرة، ولم تفرق بينهما في التقرير السابق.
فالجواب:
أنني فرقت بينهما لا لأني أجوز له الإيمان في الباطن كما هو تقرير المرجئة.
وإنما لأني أُجَوِّز الخطأ في حكمي عليه كأن يكون اجتهادي قادني لأن أحكم عليه بأنه مختار وهو في حقيقة أمره مكره لم يَُظهر لي إكراهه، وإنما حكمت عليه بالكفر لأن هذا ما كلفني الله به من استكمال شروط التكفير فيه.
فهذا هو فرق ما بين الأمرين.
فالمرجئة تفرض حقيقة إيمانه الباطن حتى في حالة كونه ليس مكرهاً، وهذا ما يعارض تقرير أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل يتجرأ أحد ويقول إن هذا العبد لا يمكن أن يكون حتى في علم الله ليس مكرهاً، أم يجوز أن أكون أخطأت في تحقيق مناط التكفير عليه.
والأمر كذلك في تحديد من أقيمت عليه الحجة، فمن كفرته لأنه أقيمت عليه الحجة عندي وتبين لي إصراره وعناده، فإني سأحكم عليه بالكفر في الظاهر والباطن، وأن حكمه أنه خالدٌ مخلدٌ في النار، وهو حكمه عند الله فيما ظهر لي، ومع ذلك فإني لا أزعم أن حكمي بإقامة الحجة عليه حكم لا يتطرق إليه الخطأ، وأنه حُكم معصوم من الخطأ.
فإن أقررت معي أن الحكم الاجتهادي بالتكفير ليس حكماً معصوماً من الخطأ، فقد جوزت أن يكون حقيقة حكمه عند الله بخلاف ما كنت تعتقد حكمه عنده.
وقد قلت سابقاً: وإلا لزم أن لا يختلف العلماء في تنزيل الكفر على المعين.
وخلاصة الأمر: أن التقرير الذي سبق وأن قلته في حقيقة حكم العبد عند الله فهو بناء على تجويز الخطأ في الاجتهاد، لا بناء على عدم التلازم بين الظاهر والباطن.
وتجويز الخطأ هذا حكم باطن لا علم لنا به، لأننا لم نكلف إلا باستفراغ الجهد في تحقيق المناط.
فهل تلتزم أن تقريرك بكفر شخص (ما) حكم لا يدخله الخطأ في الاجتهاد، وأنه حكم معصوم من الخطأ؟
لا أظن أنك تحكم بذلك.
فإن كان ذلك كذلك، فقد جوَّزت أن يكون حقيقة حكمك عليه بمآله عند الله، لا يلزم أن تتطابق مع حقيقة حكمه عند الله في نفس الأمر.
أخي الكريم أكتب لك هذه العبارات وأنا على جناح سفر، وسأغيب عن متابعة هذا الموضوع نحو عشرة أيام (إن شاء الله)، وأرجو أن تتأمل في مقالي وفي هذه المسألة طول هذه الفترة، ثم توافيني بعدها بجوابك، مشكوراً على حسن أدبك وهدوء مناقشاتك، سائلاً الله عز وجل أن يوصلني وإياك إلى فصل الخطاب في هذه المسألة.
أما الأخوين المشاركين بمداخلتيهما في نقاشي مع الأخ عبدالله العمران، فأتمنى أن تتابعا هذا النقاش حتى نهايته، وفيه ستجدون الإجابة على ما أشكل عليكما إن شاء الله، لأن حصر النقاش أوفى بالفائدة، والسلام.
ـ[عبدالله العمران]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 09:56]ـ
أخي العز بارك الله فيك.
أولاً: لاحظ أنك إلى الآن لم تشرح لي مقصد أهل العلم من التفريق أهل بين الكفر الظاهر والباطن. وهل هو تفريقٌ له ثمرةٌ أو تفريقٌ شكلي لا ثمرةَ له؟ رغم تأكيدي وتكراري ورجائي بأن تتكرم بالنظر في ذلك. لكن رجاءاتي كلها ذهبت أدراج الرياح.
وكما ترى فسوف نبقى ندور حول المسألة ما لم تتكرم بمواجهة هذا السؤال.
وعلى كل حالٍ ما دمتَ تقول إنك مسافرٌ، فلا أدري هل تجدني هنا بعد عودتك أو لا. لذلك اسمح لي أن أبسط لك موضع الإشكال من نقطة الصفر.
فبالنسبة لي، لازلتُ أؤكد لك أن ما تجادل فيه هو من بدهيات العلم. فإن كان تأكيدي لهذه الحقيقة وتكراري لها يزعجك أمسكتُ عن ذلك إكراماً لك فقط.
______________________________ ______________________________ ___________________
أهل العلم يقسمون الكفر إلى نوعين:
كفر ظاهر.
وكفر باطن.
والأخ وائل اخترع تقسيماً جديداً، فجعل الكفر ثلاثة أقسام:
كفر ظاهر.
وكفر باطن في علمنا.
وكفر باطن في علم الله.
وثق تماماً أن هذا التقسيم لن تجد رائحته في شيء من كتب أهل العلم. ودونكها فأتنا بأحدٍ منهم يتحدث عن مثل هذا.
الشيخ حاتم أخطأ، إما في المعنى أو في العبارة.
والأخ وائل ابتكر هذا التقسيم ليوجِّه خطأ الشيخ حاتم.
فجئتَ أنت هداك الله لتنتصر لكلام وائل دون أن تنظر في مطابقته لأصول أهل العلم.
فهاهي كتب أهل العلم عندك، فأعطني منها كلاماً عن كفرين باطنين. ونصيحتي لك أن توفر وقتك، لأنك لن تجد شيئاً من ذلك.
______________________________ ______________________________ ___________________
أخي في الله.
طلبت مني أن آتيك بصورةٍ أو نصٍ عن عالمٍ فيه الحكمُ فيها بالكفر الظاهر دون الباطن. وقد أتيتك بنص عن ابن تيمية، فقلت معترضاً بأن مقصود ابن تيمية إنما هو الكفر الباطن الذي هو في علم الله وليس الكفر الباطن الذي هو في علمنا. فلما اعترضت على كلامك، طلبت مني مراجعةَ نصِّ ابن تيميةَ والتأمل فيه كي أدرك أنه يتحدث عن الكفر الباطن الذي هو في علم الله فقط!
(يُتْبَعُ)
(/)
فليتك بدل أن تطلب مني الرجوع للنص، أتيتنا مباشرةً بالكلام الذي استنبطت منه أن ابن تيمية إنما يقصد فقط الكفر الباطن في علم الله!
و مع ذلك فقد راجعت النص وتأملتُ فيه (بناءً على طلبك) فلم أجد فيه شيئاً مما تذكره. ولم أجد لدى ابن تيمية ولا غيره تفريقاً بين كفرين باطنين. فاشرح لي من أين أخذت من كلام ابن تيمية أن قصد كفراً باطناً دون كفر باطنٍ آخر.
أنا لن أعجز أن آتيك بنصٍّ ثانٍ، أو صورةٍ أخرى يقع فيها الحكم بالكفر الظاهر دون الحكم الباطن. لكن الذي أعجز عنه (وتعجز أنت عنه أيضاً) الإتيان بنصٍّ يفرق بين كفرين باطنين أحدهما يتعلق بعلمنا، والآخر يتعلق بعلم الله. فهذا شيءٌ لا أستطيع أن آتيك به. لأنه لا يوجد إلا في خيال اثنين من الناس: أخي العز بن عبدالسلام، والأخ وائل الحارثي.
فإن كنت تطلب مني أن آتيك بنص عن عالمٍ يقول فيه: إن الكفر الظاهر يستلزم الكفر الباطن الذي في علمنا، و يستلزم الكفر الباطن الذي في علم الله، فأنا أقول لك وأعترف بعجزي عن ذلك.
وأنا أزعم أن عجزي هذا ليس عن قلة معرفة بكلام أهل العلم في هذا الباب. بل هو عجزٌ مبني على علمٍ ويقين أنه لا يوجد لدى العلماء تمييزٌ بين كفرين باطنين أحدهما في علمنا والآخر في علم الله.
الكفر الباطن حكمٌ واحدٌ.
فإن زعمتَ أنه نوعان فهات برهانك، فأنتَ المطالب الآن وليس أنا.
فليس من العدل ولا من العقل أن تطالبني بإثبات شيءٍ لا أؤمن بوجوده.
______________________________ ______________________________ ___________________
أخي العزيز.
خلاصة الفرق بين الكفر الظاهر والكفر الباطن الذي طلبت منك أن تتأمل فيه فأبيتَ: أن الكفر الظاهر ليس بالضرورة أن يكون موافقاً لما في نفس الأمر، فالأسير الكافر الذي يدعي أنه مسلم وليس له بينة تثبت دعواه، يحكم له بالكفر الظاهر. لكن هذا الكفر الظاهر ليس بالضرورة أن يطابق باطنه و واقع حاله. فنحن نقول: هو كافرٌ في الظاهر. وإن كان صادقاً في دعواه فهو مؤمن في الباطن. و من حكم على مثل هذا بالكفر الباطن فقد خطأ في ذلك خطأً بالغاً.
والأخ وائل إنما دخل عليه الإشكال من هذه النقطة، فتابعته أنت عليها.
هو فهم التلازم الذي يتحدث عنه أهل السنة على غير وجهه واستخدمته في غير موضعه. فظن أن مثل هذا الأسير يتعين ويجب الحكم عليه بالكفر الباطن طبقاً لقاعدة التلازم، فلما رأى أن العقل يجوز أن يكون ذلك الأسير صادقاً في دعواه الإسلام، خرج من هذه المعضلة عن طريق ابتكار هذا التقسيم الحادث للكفر الباطن: باطن في علمنا، و باطن في علم الله.
بينما أهل العلم لا يحكمون على مثل هذا الأسير بالكفر الباطن أصلاً.
______________________________ ______________________________ ___________________
أنت بنيت اعتراضك على احتمال الخطأ في حكمنا على المعين، فلأجل ذلك قلت إنه لا يجوز أن نقول إن حكمنا مطابقٌ لما في علم الله.
فإن كان هذا مأخذك، و كنت تتحدث عن صورٍ يرد عليها الخطأ، فينبغي لك أن تمسك أيضاً عن الحكم بالكفر الباطن. لأن الحكم بالكفر الباطن يعني الشهادة بخلو قلب صاحبه من الإيمان. ومثل هذا لا يجوز الإقدام عليه إلا بحجة ظاهرة.
فإن قلتَ إنك تحكم بخلو قلب هذا الأسير من الإيمان بناءً على ما ظهر لك. فأنت لم يظهر لك ما يوجب الحكم عليه بالكفر الباطن. فالمسلم المقيم بأرض الكفر ليس في ظاهره ما يدل على خلو باطنه من الإيمان.
لأجل هذا قلت لك إن التلازم الذي يتحدث عنه أهل العلم لا يقصد به مثل هذه الصورة. وإنما مقصودهم الحال القلبي للمكلف حال تلبسه بالفعل المكفر عامداً عالماً مختاراً. فمن ثبت لنا تعمده وعلمه واختياره، قطعنا أنه كافر باطناً عند تلبسه بالفعل، أو إصراره عليه بعد فعله. ونقول إنه لو مات على هذا فحكمه الباطن نار جهنم. والحكم الباطن هو الموافق لما علم الله.
مع ملاحظة أن مجال الجزم الحكم بالكفر الباطن على المعينين ضيق جداً. وأكثر كلام أهل العلم في المسألة كلامٌ عن صورٍ ذهنية مجردة قصدوا منها تحرير معنى الإيمان الشرعي، وأما تطبيق هذا التلازم على الأعيان فمجاله ضيقٌ. ومن الخطأ البالغ القول بأن كل معينٍ حكمنا بكفره الظاهر فلا بد أن نحكم بكفره الباطن.
فمسألة التلازم بين الظاهر والباطن أكثر ما يوردها أهل العلم في صورةٍ مفترضة، وهي صورة يفتَرض فيها الخلو الموانع وتحقق الشروط. وأما عند التطبيق على الأعيان، فالتيقن من تحقق الشروط وانتفاء الموانع في نفس الأمر فيه عسرٌ شديدٌ لكنه ليس بمحالٍ.
فعند الكلام عن الحكم العام، تجد التلازم حاضراً في الصور الكفرية الصريحة التي حدثتك عنها كالسب ونحوه. وأما عند التنزيل على زيدٍ أو عمروٍ، فباب الحكم على بواطنهم ليس بالسعة التي يتصورها بعض من فهم قاعدة التلازم على غير وجهها.
فالمهم لدينا الجزم بأنه في حال وجود أحدٍ يقدم على الكفر الصراح البواح عالماً عامداً مختاراً، فهو كافرٌ ظاهراً وباطناً، ولا يجوز أن يقال إنه من الممكن أن يكون في علم الله مؤمناً، أو أن في باطنه إيمان صحيحٌ، أو أن يقال: نكل سريرته إلى الله. ونحو ذلك من العبارات المتناقضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:57]ـ
مقصود السلف من قولهم كافر ظاهر أو باطن هو ما يتعلق بأحكام الدنيا أو الأخرة كما ذكر أخواننا الكرام في كلامهم السابق وسوف أضع لكم بعض أقوال أئمة الدعوة رحمهم الله تقرر صحة هذا القول
وإليكم بعض أقوالهم رحمهم الله تعالى:
فقد قال بعض ابنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله في جواب على مسائل وردت عليهم: ( .. مَنْ ماتَ مِنْ أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة، فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به ومات على ذلك فهذا ظاهره أنه مات على الكفر، فلا يدعي له ولا يضحي له ولا يتصدق عليه، وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى، فإن كان قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن، وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله تعالى.) إهـ مجموعة الرسائل والمسائل (1/ 40).
وقال الشيخ حمد بن ناصر رحمه الله: ( ... بل نقول من كان من أهل الجاهلية عاملاً بالإسلام تاركًا للشرك فهو مسلم، وأما من كان يعبد الأوثان ومات على ذلك قبل ظهور هذا الدين فهو ظاهره الكفر، وإن كان يحتمل أنه لم تقم عليه الحجة الرسالية لجهله، وعدم من ينبهه لأنَّا نحكم على الظاهر، وأمَّا الحكم على الباطن، فذاك أمره إلى الله، والله تعالى لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة) إهـ مجموعة الرسائل والمسائل (1/ 588).
وقال الشيخ سعيد بن حجي النجدي رحمه الله: (وأما قوله: إنَّا نلزم الناس أن يكفروا آباءهم وأجدادهم فيقول: وهذا أيضًا من نمط ما قبله من الكذب والبهتان والذي نقوله في ذلك: أن من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة إليه فالذي يحكم عليه إذا كان معروفًا بفعل الشرك ويدين به ومات على ذلك فهذا ظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له ولا يضحى له ولا يتصدق عنه. وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن كان قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله وأما مَنْ لا نعلم حاله في حال حياته ولا ندري ما مات عليه فإنَّا لا نحكم بكفره وأمره إلى الله فمن نسب إلينا غير هذا فقد كذب علينا وافترى) إهـ مجموعة الرسائل والمسائل (1/ 835).
هذا والله أعلى وأعلم.(/)
نحن الأويغور .. اخوانكم في الإسلام .. وهذه قضيتنا. "منقول".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 05:02]ـ
مقدمة
الشعب التركي المسلم في تركستان الشرقية يرصد بحزن واسى ولوعة كل الدول الاسلامية التي تتسابق في انشاء علاقات تجارية وصناعية ودبلوماسية مع الصين الدولة التي تعذب اخوة لهم في الدين وتستعمر اراضيهم متناسية حقوق الشعب التركستاني عليهم ومتناسية ان كل تلك الاموال والثروات التي يتاجر بها الصينيون انما هي اموال مسروقة من ومنهوبة من ارض شعب مسلم بائس يستجدي مساعدة اخوته في الاسلام في الدول الاسلامية دونما من مجيب او معين او متعاطف فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
********
اللهم اشهد بأننا نطلب معونتهم وهم يفضلون التعاون مع اعداء الاسلام على اعانة اخوة لهم في العقيدة اللهم اننا طالبناهم بحق الاخوة في الاسلام فما راعوا حق الاخوة في الاسلام بل سارعوا في اظهار الرضا من ممارسات من اغتصب اراضينا وانتهك حقوقنا وهدم مساجدنا ومدارسنا ومنعنا من اقامة شعائر ديننا الحنيف اللهم اننا نشكوهم اليك وانت المطلع وانت الرحيم الرحمان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
********
بعض الدول الاسلامية المحسوبة على الاسلام يجاهرون بمعارضتهم لتحرير شعب التركستان ويؤكدون باقتناعهم بان احرار التركستان الشرقية العاملين على اعادة الحقوق المسلوبة منهم هم ارهابيون وتأكيدا لذلك يقومون بتسليم التركستانيين المهاجرين الهاربين من اضطهاد الصين الى دولة الصين لتقوم باعدامهم على رؤوس الاشهاد فاللهم اننا نشكوا هؤلاء اليك ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
********
هناك عامة المسلمين الذين امطرونا برسائل التعاطف والرغبة في تقديم المساعدة وحيث اننا في مرحلة لاتساعدنا على المجابهة العسكرية مع عدونا الشرس فإننا طالبناهم بالدعاء لنا في كل صلواتهم بالنصر والتحرير واليوم نطلب من هؤلاء الاحبة طلبا بسيطا اخر لعل الله يقبل منهم صالح اعمالهم ويبارك في مشاعر اخوتهم الاسلامية وطلبنا هذا هو كالاتي:
اخي المسلم قاطع جميع المنتجات الصينية فانك يا أخي تكون قد اثبت بذلك عمليا شعورك الاسلامي الغامر بالعطف على اخوتك التركستانيين الشرقيين ان هذه المقاطعة لن تثمر ثمرا ماديا واضحا وقد لاتؤثر في تجارة الصين العريضة الواسعة الاطراف ولكن تدخل في قلوبنا التعزية والشعور بدفء الاخوة الاسلامية ونعلم نحن التركستانييون باننا لسنا وحدنا في الخندق وجزاك الله عنا خيرا
بل أخي اننا ندعوك لمقاطعة كل المنتجات التي تصدر من دول تحارب الاسلام والمسلمين مثل الهند وامريكا وكيان اليهود
********
قد يزعم متنطع بأن كثرة المقاطعة لكل تلك الدول تعزل المسلمين وهي دعوى مردودة بل أننا نؤكد أن المقاطعة ستكون مباركة من الله تعالى وأن هذه فرصة لا تعوض لكي تقوم الدول الاسلامية بانشاء سوق اسلامية تتبادل السلع التجارية وهي بمأمن من منافسة بضائع الدول المحاربة للاسلام فلماذا لا نسارع الى ذلك؟
التركستانيون الشرقيون ليسوا صينيين بل هم أتراك
مسلمون! إخوتنا في العقيدة هل بوسعنا أن نبكي وهل البكاء يكفي؟ - هل هناك من مسلم لا يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم " من لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم" أم اننا جميعا نعلم ذلك ولكننا للاسف الشديد لا نبالي بالمصيبة في ديننا؟ يا أولي العزم من أمة محمد البدار البدار فقد استنجد أ خوانكم المسلمون في التركستان الشرقية، بكم لانقاذهم من محنتهم، أنهم يضعون ثقتهم فيكم ويأملون في عونكم فهلا مددتم الأيدي اليهم ونصرتموهم بعد أن استنصروكم؟
إن شعبنا هو في أصعب مراحل تاريخه وجهاده ضد الاحتلال الصيني يمر بكل صنوف الضيق والحرمان من الموارد والامكانيات فدولة الصين تقوم كل يوم بعمل معاهدات وصداقات مع كل الدول بما فيها الدول الاسلامية والعربية ثم تضغط على هذه الدول للإعتراف بما اسمته بوحدة الحدود الصينية وتعني بذلك عدم السماح لاية دولة أخرى بالنظر في أمر التركستانيين الشرقيين أو مساعدتهم على الاستقلال بل أبعد من ذلك فهي تطالب هذه الدول بإعادة كل لاجيء تركستاني استطاع الهرب من جحيم الحكم الشيوعي الظالم فاصبح لا حق لشعبنا في اللجوء وهو حق معترف لكل الامم ما عدا شعبنا المظلوم إننا في هذه المرحلة غير
(يُتْبَعُ)
(/)
قادرين على تنظيم حركة عسكرية مضادة للصينيين بسبب تلك الاحوال ولا نجد أي دعم من أية حكومة على وجه الأرض ونتساءل في حيرة وحرقة لماذا شعبنا فقط يحرم من دعم الحكومات الحرة في العالم ويجد كل الشعوب الاخرى قد وجدت من يسند حقوقها الشرعية في الحرية والاستقلال هل تيمور الشرقية مثلا تتميز عن شعبنا بشيء حتى تهب كل الحكومات لنجدة شعبها وتطالب باستقلالها وتدعم ناشطيها علانية؟ ما الذي يدعوا أخواننا في العقيدة في الحكومات العربية والاسلامية الى تجاهل قضيتنا تماما والانخراط مع الصين في علاقات متميزة في كل المجالات؟ والتسليم لها بحقها في التهام أرضنا وخيراتنا وإغتصاب كل حقوقنا الانسانية التي أعترف بها العالم كله لبقية الشعوب الاخرى وكيف أستطاعت الصين إقناعها بأننا صينيون ولسنا أتراكا مسلمون ونبكي بحرقة ونتألم ونشكوا الى الله وحده حالنا فهو الارحم بنا منهم ثم نشكوا اليكم يا إخوتنا في العقيدة ونحن نعلم أنكم بامكانكم المساعدة المالية لدعم الانشطة الاعلامية والانسانية للايغور في كفاحهم ضد قوى الاستعمار والبغي والظلم وكذلك الدعم الروحي بالدعاء المتواصل لنا بالنصر والعودة لبلادنا وتحريرها من ربقة الاستعمار الصيني البغيض في الليالي المظلمة وفي اوقات التهجد وفي شهر الخير شهر رمضان أعاده الله علينا وعليكم بالخير والنصر والسؤدد امين - أدعوا يا أخي المسلم لنا بكل ثقة في الاستجابة فدعاء المسلم لاخيه المسلم في ظهر الغيب مقبول عند الله كما أخبربه الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى اله عيه وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الذبنءامنووهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذين ءاووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض، والذين امنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا، وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق، والله بما تعملون بصير*والذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير. * والذين ءامنو وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أؤلئك هم المؤمنون حقا، لهم مغفرة ورزق كريم * والذين ءامنوا من بعد و هاجروا وجاهدوا معكم، فأؤلئك منكم، وأؤلوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، إن الله بكل شيء عليم."
صدق الله العظيم - سورة الأنفال أية-72 - 75 -
التركستان الشرقية التي ترزح اليوم تحت الاستعمار الصيني والتي جعلها مستعمرة له يستلب خيراتها وثرواتها وقد غير الاستعمار الصيني اسمها الى اسم جديد هو سينكيانغ أي المستعمرة الجديدة00 وقد عانى التركستانيون الشرقيون معاناة شديدة اثناء الثورة الثقافية التي اقامها ماوتسي تونج
محنة الشعب التركستاني الشرقي المسلم
ان أخوكم في العقيدة، التركستاني الشرقي المسكين، المهضوم الحقوق، المغلوب على أمره، الذي اخطفت منه بلاده فاصبح مواطنا من الدرجة العاشرة في بلده ووطنه تركستان الشرقية واصبح المستعمر هو المالك لكل خيرات البلاد والمتصرف الوحيد فيها واصبحت اية محاولة منه للتفكير في تحرير بلاده من نير الاستعمار او انقاذ نفسه ودينه وبني وطنه من ممارسات الاستعمار ارهابا ولوجوء للعنف الى اخر ما هناك من التهم والتسميات التي تبتكرها الصين المستعمرة للبلاد والمؤلم حقا أن يصادق عليها حتى اخوانهم المسلمون الاخرين كما يحدث الان في الباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وغيرها فيا لله الى من نشتكي نحن الأويغور بعد الله
هل بات يهم المسلمين اليوم كم عدد التركستانيون الشرقيون الأويغور الذين اعدمتهم الصين علنا بتهمة
الارهاب وهي التهمة التي تعادل العمل على تحرير الوطن؟
هل عاد يهم احد من حكام المسلمين ما يجري الان من تعذيب وارهاب وقتل واغتصاب وتشريد للمسلمين في اويغورستان؟
هل ينصح اخوتنا في العقيدة من قادة العالم الاسلامي بعدم الجهاد لانقاذ الوطن وترك المستعمر يفعل ما يشاء حتى لا نتهم بالارهاب؟
إن الصين تستعمل اساليب ماكرة في تشويه الحقائق وقلبها نعم هذه مشكلة قد ينعم تحت ظلها بعض من اخوتنا في العقيدة من قادة المسلمين فيزعمون أن الحقيقة لم تصلهم وأن ما وصلهم يؤكد أن المسلمين في التركستان هم
(يُتْبَعُ)
(/)
المعتدون الارهابيون الذين يريدون اخضاع الصبن بل أن بعض الدول الاسلامية صوتت مرات عديدة في الامم
المتحدة ضد فكرة ادانة الصين لارتكابها اعمالا تعد جرائم في حق الانسانية وتبجحوا بأن الصين ليس فيها اي
انتهاك لحقوق الاسلام ولكن الحقيقة الاكبر من كل اؤلئك تظل موجودة بوجود التركستان الشرقية وهي تئن تحت
العذاب والتعذيب وشعبها يلاقي صنوف العذاب ويناشد اخوته في الاسلام دون جدوى فلا صلاح الدين ليعيد
القدس الى المسلمين ولا غيره ليسمع صوت التركستاني الحزين الذي يبكي على الاسلام قبل بكائه على نفسه
لقد عزلت الصين القضية التركستانية واماتت المحاولات الاولى لاحيائها والتي كانت تتمثل في بعض
المؤتمرات الاسلامية النادرة التي سمت القضية باسمها ووضعت اليد على جراحها ثم ما لبثت ان خفتت الاصوات
واصبحت ذكرى اشد على التركستاني وقعا واكثر احباطا له فلم تعد مؤتمرات المسلمين التي تعقدها منظمة
الدول الاسلامية تعترف بشعب اسمه شعب التركستان الشرقية بل انها الان على قناعة أن الصين دولة صديقة لا
ينبغي اغضابها
حتى بترول التركستان الشرقية المعروف باحتياطياته الضخمة جدا اصبح السلعة المفضلة لدى بعض الدول
الاسلامية سلعة لا يهم انها مسروقة من مسلمي التركستان الشرقية فالاهم انها سلعة مناسبة لاوضاع البعض من
قادة الدول الاسلامية وتخدم طموحاتهم واغراضهم السياسية الانية وبالطبع فان المنهوب من ثروات
التركستانيين الشرقيين لا يقتصر على البترول فهذه الارض غنية بكل انواع المعادن وتربتها الذهبية سلة
خبز نادرة المثال فان الاقتصاد الصيني الذي يغازله بعض قادة المسلمين يقوم على نهب هذه الثروات جميعها
والبعض من قادة المسلمين لا يجد غضاضة من التعامل التجاري مع الصين حتى لو كانت تجارتها تقوم اساسا على
نهب المسلمين الأويغور في التركستان الشرقية فالمسألة اليوم هي نفسي نفسي وليس لحديث من يهمه أمر
المسلمين فليس منهم
إن المأسي الرهيبة التي يعاني منها الأويغور لا تتوقف عند اغتصاب ارض وامتهان كرامتهم واذلال عقيدتهم بل
أن البيئة التركستانية الطبيعية اصبحت ملوثة بالتجارب النووية التي تجريها الصين بعيدا عنها (الف
وخمسمائة كلم بعيدا عن بكين العاصمة) لكي يعاني منها التركستانيون الشرقيون فقط فتحدث بينهم الاصابات c
الرهيبة التي تسببها الاشعاعات النووية القاتلة ومما يدعوا للحزن عند التركستاني الشرقي أن دعاة
الحفاظ على البيئة العالمية من المسلمين في كثير من الدول الاسلامية لا يجرئون على تناول هذه المنطقة
المنكوبة بيئتها وايضا حتى لا تغضب الصين عليهم وليذهب مسلموا تركستان الى الجحيم
لقد وقع في يد التركستانيين الشرقيين في المهجر الكثير من الاطالس والمعاجم العربية والاسلامية التي
تصنف الدول الاسلامية فلم يتجرأ أحد منها على تسمية التركستان الشرقية باسمها واعتبر الغالبية من
مؤلفيها المسلمين أنه لا وجود لارض اسمها التركستان الشرقية على الاطلاق
وأكثر الذين يتحدثون عن مسلمي الصين يتجاهلون مسلمي التركستان الشرقية خوفا ايضا من إغضاب الصين
فلماذا يغامرون بإغضاب دولة كبرى كالصين من أجل حفنة صغيرة من المسلمين الضعاف المساكين الذين ليس
بوسعهم تماما رد أي جميل يقدم اليهم
فلتقاسي أويغورستان وحدها وليظل قادة المسلمين خائفين محافظين على ودهم وصداقتهم للصين ولتحيا
المصالح في غابة الانسان الكبرى في القرن الجديد
وكنا قد اعتزمنا هنا سرد تاريخ حافل من المقاومة الباسلة للشعب التركستاني في هذه الايام ولكننا
تراجعنا عن ذلك لأن المسلمين في واد ونحن في واد اخر ويمكن أن يساهم بعض قادة المسلمين في اطلاق تهمة العمل
على التحريض للارهاب علينا فقد تعهد بذلك رئيس جمهورية باكستان مؤخرا ووعد الصين خيرا بأن يعمل على
محاربة الأويغور الارهابيون السفاحين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
صرخة شعب حزين حزين جدا جدا
صرخة مكلومة من شعب مظلوم لا يعرف له ذنبا اقترفه سوى تمسكه بالاسلام
شعب حزين يتساءل في حرقة بالغة هل حقا اخوته في العقيدة من العرب والمسلمين لا يعرفون وطنه الذي كان وطنا كبيرا يملء الاسماع والابصار؟ فلم ينكرونه الان ويشجعون مغتصبيه على الاستمرار في اغتصابه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كل المسلمون اليوم - بدون أي استثناء - يشترون البضائع الصينية ويتعاون كثير من البلدان الاسلامية التي تتشدق بالتمسك بالاسلام مع الصين في كل المجالات دون التفكير لحظة واحدة في هذا الشعب الذي سرقت ثرواته من قبل الصينيين وبات يتاجر بها على الملا مع إن هذه الحقيقة المريرة تزيد من حزننا وتجعلنا نتألم من ظلم بني القربي لنا بتجاهلهم لحقوقنا تأما أشد من الالام الحقيقية التي بلينا بها باستعمار بلادنا وهضم حقوقنا واغرانا بالملايين من الاغراب يقيمون رغما عن انوفنا في افضل اراضينا وينهبون كل خيرات بلادنا امام سمع وبصر العالم كله نعم العالم كله فكل العالم بما فيه العالم الاسلامي لم يعد يعرف ان هناك شعبا مسلما كان من انشط الشعوب الاسلامية مساهمة في الحضارة الاسلامية والاسلامية ولعب ادوارا تاريخية معروفة دافع خلالها عن الاسلام والمسلمين بكل قوة واصرار، هل يمكن لأحد من في هذا الكون أن يفسر لنا ما يحدث من نكران لنا من قبل العالم الاسلامي وشدة تلهفه وتطلعه ليتقاسم مع الاستعمار الصيني الحصص في جرائم نهب بلادنا وخيراتنا دون وخزة ضمير واحدة؟
الى كل اخوتنا في العقيدة نرسل هذه الصرخة ونعيد تعريفكم بنا وبقضيتنا علكم تعودون الى ما يأمر به الاسلام من مناصرة المسلم لاخيه المسلم وتتذكرون أن من يهمه أمر المسلمين فليس منهم كما قد حذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. .....
إن شعب تركستان المسلم لا يريد أكثر من الحرية، الاستقلال والديموقراطية .. إننا
في هذا الموقع نريد أن يعرف جميع الأحرار في العالم .. وأن تَعرِف منظمات حقوق
الإنسان وإخواننا المسلمون في كل مكان ما يحصل لإخوانهم هنا في تركستان
المسلمة .. نعم، فبلدنا ليست جزءاً من الصين الشيوعية .. إنها ليست "سينكيانج"
كما يدّعون .. إنها ومنذ آلاف السنين تركستان الشرقية (إيغورستان)، إنها وعلى
مرّ العصور تُعرَف بأنها أرض التُرك، نعم، إننا نُقاتل من أجل حرية وطننا الذي
يعاني من وطأة الاحتلال الصيني الغاشم ويواجه تهميشاً ديمغرافياً كهدف
استراتيجي من الصين الحمراء عن طريق توطين آلاف وملايين الصينيين الشيوعيين
بلغاتهم ودياناتهم وعاداتهم في تركستان المسلمة محاولين طمس الإسلام وتغييب
معالمه .. والعمل من المسلمين أقلية مستضعفة غريبة في موطنها الأصلي وبلدها
المسلم منذ آلاف السنين فيزعموا فيما بعد أنها بلد صيني وليس بمسلم .. في عام
1950 كان هناك 200000 صيني (هان) في تركستان الشرقية، واليوم يتواجد ما يربو
على 6 ملايين صيني (هان)، والصين الحمراء تواصل سياسة التوطين والترحيل إلى
تركستان فالمئات من الشيوعيين تصل يومياً من خلال محفزات عديدة من توفير عمل
وسكن لهم دون غيرهم من السكان الأصليين المسلمين ..
مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي لإدانة أعمال القتل والإرهاب التي تشنها السلطات
الصينية في تركستان الشرقية
كل إيغوري من تركستان الشرقية يريد أن يقول الحقائق التالي لأحرار المجتمع
الدولي:
* إن الصين لا تريد أن يعرف العالم عما يجري في تركستان الشرقية، في الحقيقة
فإن الصين لا تريد أن يوجه العالم اهتمامه حتى "لسينكيانج" بل ترغب في أن
يبقى هذا الجزء من العالم طيّ الخفاء لتواصل قتلها وسجنها وتعذيبها لنا دون سبب
مبرر. بينما تفسد الصين البيئة، وبينما تُفني شعبنا في سبيل آلاف قليلة من
"اللاويين" السجانين.
حسب ادعاء بكين .. أنا صيني. لكن، أنظر إلي .. أنا لست صينياً ولا أتكلم لغتهم
.. إنني مرتبط ومنذ آلاف السنين بتاريخ العائلات التركية من الأمم. إنني في
الحقيقة إيغوري مختلف الجذر منذ عصور كثيرة قبل وقت (الهون)
والذين يعرفهم الغربيون بالناس الذين قدموا من آسيا الى إمبراطورية
الرومان. الى وقت جنكيزخان
لغتي هي اللغة (الإيغورية – التركية) حقيقة إن لغتي جذر لمجموعة ما يُعرف بلغات
الألتيك. إن ديني الإسلام .. انظروا إلي واسمعوا لي واعرفوا ثقافتي .. إنني
إيغوري ولست صينياً. إن السلطات "البيكينية لاتريدكم أن تسمعوا هذه الكلمات
أو كلمات أصدقائي هنا .. إنهم يريدون إخفاء الهوية الحقيقية لتركستان الشرقية
ودوا لو يمحوا ثقافتنا ويشوهوا تراثنا .. ينكروا
علينا أبسط حقوقنا المشروعة.
السلطات الصينيةتريد اقناعكم أن هناك فقط 8 مليون إيغوري .. لكن الصورة مختلفة تماماً فهناك 25
(يُتْبَعُ)
(/)
مليون إيغوري وهذه واحدة من حقائق كثيرة تزورها الصين.
من هذه الحقائق أيضاً أن تركستان الشرقية كانت مستقلة لقرون عديدة .. ثم هوجمت
ودافع عنها الإمبراطور كنج ( Qing) في عام 1759.
الشعب التركي انتفض مرات عديدة تزيد عن 42 مرة .. وأخيراً في عام 1864 نجح الشعب
التركي في طرد (المانشو) من أرضهم وأسسوا دولة مستقلة ذات صلة
بالدولة العثمانية.
لكن روسيا وبريطانيا والصين عادوا من جديد في 1877 لاحتلال أرضنا وفي 1884
أعلنت الصين تركستان الشرقية لتكون الولاية 19 للصين فصيرت اسمها إلى
"سينكيانج" الذي يعني التابع الجديد ومع الوقت أصبح أسمها ".
وفي عام 1911 عادت تركستان الشرقية لتنتفض مما أسفر عما يسمى جمهورية تركستان
الشرقية الإسلامية" في عام 1933، ومن ثم بانتفاضة أخرى تركستان الشرقية الحرة
في عام 1944.
لكن هذا كله قامت الصين بإفشاله ونقضه من جديد .. لكن ذلك أوضح بجلاء التصميم
والإيمان العميق لشعبنا بأنهم ليسوا جزءاً من الصين
الحكم الاشتراكي كان عنيفاً .. وأصبحت بلادنا منذ عام 1949
نصف مليون تركستاني قُتلوا .. مئات الآلاف أُرسلوا إلى مخيمات العمال تحت ظروف
سيئة لا تُعْقَل
300000 لاجئ التجؤوا إلى البلدان المجاورة
حاولت الصين تصيين الثقافة والعادات التركستانية جنباً إلى جنب مع تصيين
الشعب .. فأجبرت الشعب على ارتداء الزي الصيني واللغة الصينية والكتابة
والقراءة والأكل والغناء والرقص كالصينيين تماماً ..
وطّنت الصين الملايين من (الهان han) وفي نفس الوقت أجبرت العائلات التركستانية
على تحديد النسل وكثيراً ما أجبرت الآباء على عدم الإنجاب وتسببت بكثير من
حالات الإجهاض. تهاجم السلطات الدين بانتظام.
حسب تقرير لصحيفة وول ستريت فإن حكومة بكين تمنع المسلمين من الصلاة كواحدة من عدة
إجراءات قمعية للمسلمين وللدين .. وعادة ما يكون هذا المنع غير موثق إلا أن
لدينا شريطاً مصوّراً للقمع الدموي الذي مارسته الصين ضد انتفاضة الشعب عام
1995 في مدينة "خوتان" واليوم تركستان الشرقية واحدة من أكثر مناطق الصين فقراً
مع أنها غنية بالخيرات الطبيعية ومنها اليورانيوم، البلاتينيوم، الذهب، الماس،
الحديد والفضة .. حيث يقدّر الجيولوجيون أن الإقليم يحوي ما يزيد على 1600 مليار
طن من الفحم، وما يزيد على ثلث المخزون الصيني من الزيت.
في عام 1994 أوردت جريدة "الواشنطن بوست" أن المخزون الزيتي في جنوب تركستان
الشرقية يقارب ما لدى السعودية من المخزون الخام.
وتطمع الصين باستغلال الخيرات الطبيعية لتركستان ونهبها وتجعل من أرضها مكباً
لنفاياتها ولمخلفات تجاربها النووية.
لا أحد يستطيع تقدير عدد الذين أصيبوا أو ماتوا بسبب النشاط النووي الصيني، تصل
بعض التقديرات إلى 200000 قتيل وعلى الأقل فإن جنوب تركستان الشرقية وحدها فيها
إصابات بالسرطان أعلى مما يوجد في كل الأجزاء المتبقية من الصين.
كل هذه حقائق عن وطننا تريد الصين إخفاءها .. لكننا من يؤمن بمستقبل تركستان الشرقية نود إعلام الجميع بها وذلك الحكم الصيني لأرضنا سينتهي.
وحيث أننا أُجبرنا على الإبعاد والنفي عن أرضنا فإن حركتنا لتحرير تركستان
أصبحت عالمية .. وإن علمنا بصعوبة ومشاق الحرية سر فوزنا ونحن نناشد المجتمع
الدولي ورعاة حقوق الإنسان والعالم قاطبة نناشده التدخل لإنصافنا
تركستان الشرقية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001
إن تدهور الأوضاع الإسلامية في تركستان الشرقية وتمادي السلطات الصينية الشيوعية في إجراءاتها الاستبدادية بدأت عقب انهيار الاتحاد السوفياتي الذي أدى إلى استقلال جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية في عام 1991، وذلك خوفا من أن تهب عليها رياح الخلاص، وتحررها عن نير الاحتلال الصيني، كما تحرر جزءها الغربي تركستان الغربية من الحكم الروسي الشيوعي.
سياسة أضرب بقوة:
(يُتْبَعُ)
(/)
واتخذت حكومة الصين الشيوعية تدابير صارمة في تشديد قبضتها الحديدية على هذا الجزء الإسلامي على الصعيدين الداخلي والخارجي، وقد عملت على منع الدعم السياسي الذي كان يحظى بها اللاجئون التركستانيون في الاتحاد السوفياتي إبان الحكم الشيوعي، حيث وقعت اتفاقية إقليمية عرفت باسم اجتماع شنغهاي الخماسي The Shanghai Five مع دول الجوار وهي قازاقستان وقيرغيزستان وتاجيكستان وروسيا الاتحادية في 26ابريل 1996، ثم بعد أن وقعتها اوزبكستان في15 يونية 2001سميت بمنظمة تعاون شنغهاي Organization Shanghai Cooperation ، وأعلنت عن تأسيس مركز لمقاومة الإرهاب في بشكك عاصمة قيرغيزستان، وهكذا نجحت الصين التي استفادت من الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية في هذه الدول حديثة الاستقلال والتكوين على فرض املاءاتها السياسية الخاصة بتركستان الشرقية لتمارس بحرية إجراءات القمع والتنكيل ضد المسلمين التركستانيين.
وأما على الصعيد الداخلي في ذات الوقت اتخذ المكتب السياسي للجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني في اجتماعه الطارئ في 28مارس 1996 قرارا سريا للغاية في معالجة قضية تركستان الشرقية (شنجانغ) عرفت بالوثيقة رقم 7، وقد تضمنت تطبيق عشرة إجراءات صارمة تبدأ بحظر التعليم الإسلامي ومنع النشاط الديني واستعمال القمع والاغتيال والإعدام لمن يعارض الحكم الشيوعي أو يدعو إلى استقلال وانفصال تركستان الشرقية عن الصين. وبدأت السلطات الصينية في تنفيذ هذه السياسة بحملة (اضرب بقوة) Yan Da في 12 ابريل 1996، وأدت هذه الحملة الجائرة إلى منع المسلمين من منسوبي وموظفي أجهزة الحكم الصيني والنساء والشباب من ارتياد المساجد وحظر التعليم الإسلامي وكان من ذلك ما حدث في مدينة غولجة في ليلة القدر السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام1417 عندما وقف رجال المباحث والاستخبارات والشرطة أمام أبواب المساجد يمنعون الشباب والنساء من دخول المساجد لأداء صلاة التراويح والتهجد، فاشتبك المسلمون معهم،واندلعت ثورة عارمة في غولجة التي تقع في شمال البلاد، وتدخل الجيش الصيني لضرب هؤلاء المسلمين العزل، فقتل منهم أكثر من ثلاثمائة واعتقل نحو عشرة ألاف مسلم. وقد ذكر وانغ لي جوان Wang Lequan سكرتير الحزب الشيوعي لمقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) في جريدة شنجانغ الرسمية اليومية بتاريخ 11/ 7/1997ان السلطات الشيوعية اعتقلت 17000شخصا في معسكرات السخرة لجيش التحرير والبناء، كما ذكرت جريدة شنجانغ ذاتها بتاريخ 21/ 6/1997 أن الأجهزة الصينية هدمت 133 مسجدا وأغلقت 105 مدرسة إسلامية، وفي بلدة واحدة هي قراقاش في محافظة خوتن هدمت المساجد التالية:
1 - مسجد اوستانغ بويي
2 - مسجد اوي واغ
3 - مسجد فانغيزن يولي
4 - مسجد 17 دادوي
5 - مسجد 18 دادوي
6 - مسجد مزار باشي
7 - مسجد كونغشي يولي
8 - مسجد بوجاقجي يول
9 - مسجد شهرليك ياغ زاوودي
10 - مسجد كويا كوركي
وفي الوقت الذي انهار النظام الشيوعي وتخلصت الشعوب التي منيت به في الاتحاد السوفياتي وأوربا الشرقية،وحرر الحكم الصيني نفسه نظامه الاقتصادي منه، إلا أنه شدد في تطبيقه على المسلمين وبخاصة علىالتركستانيين بهدف تذويبهم ثقافيا واجتماعيا في البوتقة الصينية. وقد لاحظت ذلك الهيئات الدولية، ونشر مكتب مباحث الأمن الكندي مقالا بعنوان (اضطراب الإسلام في مقاطعة شنجانغ ذات الحكم الذاتي) كتبه الدكتور باول جورج Dr Paul George باحث مستقل في قضايا التنمية السياسية والأمن العالمي، برقم 73 في ربيع عام 1998، أشار إلى أن بكين تعمل بشكل منظم في التحكم والسيطرة على النشاطات الدينية في كافة أنحاء الصين، بدعوى حماية الوحدة الوطنية والاستقرار، ولكن في شنجانغ (تركستان الشرقية) حيث الإسلام يبدو بشكل ملحوظ في الهوية الوطنية والثقافية المحلية، فتعده بكين تهديدا مباشرا لسلطانه، وتعتبر المساجد والمدارس الإسلامية مراكز استياء لحكمها، وتقوم من وقت لآخر بالإغلاق واعتقال رجال الدين ومعاقبتهم بعنف.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لا يقتصر الأمر على الاضطهاد الديني فقط، بل إن الصينيين المهجرين إليها هم الذين يسيطرون ويتصرفون في هذا البلد المسلم التركستاني، إذ يقول الباحث المذكور: معظم كبار الموظفين وكل قواد الجيش هم من الصينيين الذين عينتهم بكين، فالصينيون يسيطرون على كل الصناعات الرئيسة ومراكز الاستثمار الاقتصادي لتحقيق متطلبات السلطة المركزية، وأما اغلب المسلمين المحليين فهم في مهنهم التقليدية في الزراعة والرعي، وفرص العمل لهم في المجالات الأخرى محدودة جدا؛ علاوة أن الثروات تصدر إلى داخل الصين ثم تستورد منها مصنوعات غالية الثمن.
معسكرات السخرة:
وقد عرفت شنجانغ (تركستان الشرقية) بسيبريا الصين لأنها أصبحت معسكرات سخرة لالآف السجناء السياسيين والمجرمين، وتدير هذه المعسكرات منظمة بين توان Bin Tuan وتعرف باسم جيش شنجانغ للإنتاج والبناء Xinjiang Production and Construction Corps (XPCC) ويبلغ عدد أفراده 2,28 مليون جندي، وفي عام 1996 سحبت خزينة الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لمشروعات البنك الدولي مع منظمة بين توان، لأن المساعدات التي رصدها البنك الدولي لتنمية مجتمعات الاويغور المتخلفة كانت تستخدمها بين توان في معسكرات السخرة التي تعرف باسم لاوغاي Laogai وعددها 14 معسكرا لتشغيل السجناء.
الاستيطان الصيني .. التذويب العرقي:
وفي الوقت الذي يعيش المسلمون في معسكرات السخرة أو على هامش الحياة في مراعيهم ومزارعهم البدائية، فإن السلطات الصينية أغرقت مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) بملايين الصينيين البوذيين المهجرين من أنحاء الصين تحت شعار: اذهب إلى الغرب أيها الشاب Xibu da kaifa بلغ عدد الصينيين المهجرين 992، 421، 7 نسمة، بنسبة 40% والمسلمون الاويغور 575، 506، 8 نسمة أي بنسبة 45 % من جملة عدد سكانها البالغ 900، 761 , 18 نسمة في عام 2001 حسب التقديرات الرسمية كما جاء في كتاب شنجانغ السنوي الرسمي المطبوع عام 2002؛ وبينما كان عدد الاويغور 100، 291، 3 نسمة يمثلون نسبة 95، 75 %، و الصينيون 249،202 نسمة أي بنسبة 71، 6% من جملة سكانها البالغ عددهم 400، 333، 4 نسمة عند احتلال الصين الشيوعية لها في عام 1949، ولكن خلال نصف قرن من الحكم الشيوعي تضاعف عدد الاويغور 58، 2 مرة فقط، بينما تضاعف عدد الصينيين 78، 29 مرة، علاوة أن الرقم الرسمي لعدد الصينيين المهجرين لا يشمل إلا المسجلين في مكتب الإحصاء لمقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) لأن جيش شنجانغ للإنتاج والبناء الذي يتولى مهمة توطين المهجرين الصينيين لا يعلن إلا عن الأرقام التي يتم توظيفها وتوطينها في الأجهزة والشركات الرسمية، بينما لا يتم الإعلان عن عدد الذين يعملون في مزارعها ومؤسساتها، مما جعل الباحثين يؤكدون أن عدد المهجرين الصينيين يزيد عن عشرة ملايين وان كثافتهم حاليا يفوق نسبة المسلمين الاويغور وغيرهم في تركستان الشرقية،وبخاصة أن جريدة بكين جي فانغ جون Jeifangjun Bao ذكرت في عددها الصادر بتاريخ 10/ 3/ 1989 أن جيش شنجانغ للإنتاج والبناء يشرف على 170 بلدة و2000 قرية وأن المستوطنين ينتجون 20% من الإنتاج السنوي؛ ومدينة شيخه نزه التي تديرها،ويعتبرها الصينيون شنغهاي الصغرى، قد بلغ عدد سكانها 051، 600 نسمة، بينما عدد الاويغور فيها 7611 نسمة فقط،وذلك حسب الإحصاء الرسمي لعام 2001 المنشور في الكتاب السنوي لمقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) لعام 2002، وعلى ضوء ذلك يؤكد الباحثون أن في كثير من مدن تركستان الشرقية تبدلت النسبة من 9 اويغور و صيني واحد إلى نسبة 9 صينيين وواحد اويغور،وفي اورومجي عاصمة مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) تحولت النسبة من 80% اويغور و20% صينيين إلى 80% صينيين و20% اويغور، بل بدأ التذويب السكاني الصيني يهدد مدينة كاشغر التي كانت تعرف بمكانتها العلمية الإسلامية ببخارى الصغرى فالنظام الشيوعي الصيني، كما جاء في جريدة الشعب اليومية الصادرة في بكين بتاريخ 2/ 12/1992 أشار إلى نقل مائة ألف صيني إليها من منطقة سد الممرات الثلاثة، مع وضع خطة تنفيذ لنقل 000، 470 صيني إليها بالتدريج، ويبلغ عدد المهجرين الصينيين إلى تركستان الشرقية ما بين 52 ألف -55 ألف في السنة حاليا، بعد أن كان عدد المهجرين
(يُتْبَعُ)
(/)
سنويا 250 ألف في عام 1950ثم بلغ ذروته 350 ألف صيني مهجر في عام 1965 كما جاء في الجزء الخاص بمقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) من كتاب سكان الصين في القرن الحادي والعشرين الذي نشره دار نشر إحصائيات الصين في بكين عام 1994
التهديد الاقتصادي:
لم يراع النظام الصيني الظروف الجغرافية لتركستان الشرقية التي تغطيها صحراء تكلامكان الشاسعة وسلاسل الجبال ويعيش السكان في الواحات حول مجاري المياه عند حافات المنحدرات الجبلية التي تمثل فقط 4،5% من مساحة البلاد وارتفعت كثافة السكان بسبب التهجير من 2،7نسمة في كيلومتر المربع في عام 1949 إلى 258 نسمة في كيلو متر المربع في عام 2001،وقد حذر لي شانتونغ Li Shantong مديرقسم التطوير الإقليمي في مركز أبحاث مجلس الدولة الصينية عن العواقب الوخيمة من هذا التهجير والتوطين الكثيف على الأوضاع البيئية،كما جاء في جريد الصين اليومية الصادرة في بكين بتاريخ 11/ 6/2000،وهذا التوطين الصيني يجري تنفيذه بمنح المهجرين إعفاءات ضريبية شاملة مع توفير المساكن والأراضي لهم مما يتم مصادرتها من الاويغور المسلمين الذين يتم طردهم إلى أطراف القرى والأراضي القاحلة، وغدا مثلا ثلاثة أرباع سكان كاشغر لا يجدون الماء الكافي،وفي اورومجي لم يعد الاويغور يوجدون في مراكزها التجارية إلا متسولون أو باعة متجولون أو طباخون يبيعون الأطعمة في أزقتها، و يقول فانغ غوي ليانغ Fang Guiliang مهندس مؤسسة البترول الوطنية الصينية CNPC : أن 80% من العمال في حقل النفط تاريم في منطقة كورلا هم من الصينيين، والمحليون يعملون فقط في الأعمال الثانوية التي تعطى لهم عبر الوسطاء. ومنظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في ابريل عام 1999أكدت أن الحكم الصيني يمارس سياسة التمييز العنصري في التوظيف لأن العدد الساحق من العمال في حقول النفط والمشروعات هم من الصينيين،والاويغور أو المسلمون عموما هم من الفلاحين و 80% منهم يعيشون تحت خط الفقر إذ لا يزيد متوسط دخلهم السنوي عن 50 دولارا، علاوة أن الحزب الشيوعي الصيني يجبر كل واحد منهم أن يعمل لصالح حكومة مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) بدون اجر لمدة تتراوح من 45 إلى 180 يوما في السنة الواحدة. وتقول لويسا ليم Louisa Lim مراسلة إذاعة راديو بي بي سي البريطانية في بكين فيما نشر بتاريخ 19/ 12/2003: إن ادعاءات التطوير الاقتصادي بالتهجير إلى مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) لم تعد فائدتها إلا إلى المهجرين الصينيين، فالعاملون مثلا في مصفاة تازونغ Tazhong في وسط صحراء تكلامكان هم من الصينيين، ويبرر ذلك سكرتير الحزب الشيوعي الصيني وانغ لي جوان Wang Li Guan ببساطة أن الاويغور لا يملكون المهارات. ويقول المسن الاويغوري أيتام يوسف: انه باع عربته التي يجرها الحمار ويستخدمها لنقل الأغراض، لأنه لم يتمكن من إعاشة وتعليم أبنائه الأربعة في المدارس، ومع ذلك يعتبر هذا الرجل الذي يسكن بيت من الطين نفسه أنه أفضل من غيره، إذ يقول: هناك الكثيرون الذين لا يجدون عملا، حتى أن خريجي الجامعات لا يجدون عملا؛ ومناظر المتسولين مألوفة، ومعظمهم من الاويغور الذين هم مواطنون أصلاء ولكن من الدرجة الثانية.
التهديد الاجتماعي و الثقافي:
إن تدفق هؤلاء المهجرين الصينيين وكثافة توطينهم لم يؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي لمسلمي تركستان الشرقية فحسب،بل إلى ممارسات جائرة ضد المسلمين حيث منع رفع الآذان من مكبرات الصوت بدعوى أنها تزعج الصينيين (الدخلاء)، ويتم ترويج الزواج المختلط لزواج الصينيين والصينيات البوذيات بالمسلمين بضغوط اقتصادية وإغراءات مادية.
ونظرا لما يشكله هذا الاستيطان الصيني المكثف من ضغط على المدارس المحلية،فمثلا في المدرسة المتوسطة الأولى في كورلا وهي مدينة تركستانية حيث يختلط 750 طالبا اويغوريا مع 1800 طالبا صينيا أمرت الإدارة المدرسية أن يدرس الطلاب الاويغور باللغة الصينية، ولم يتمكن من ذلك إلا 75 طالبا فقط، وبدلا أن يطلب من المهجرين الصينيين تعلم اللغة الاويغورية وهي لغة البلاد الأصلية، أصدر وانغ لي جوان Wang Li guan سكرتير الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) قرارا بتاريخ 9 مارس 2002 يتضمن فرض التدريس باللغة الصينية لكافة
(يُتْبَعُ)
(/)
المواد المدرسية من الصف الثالث ومافوق، مهددا لغة شعب تركستان المسلم وثقافته العريقة إلى الزوال، وكان قد أعاد صياغة تاريخه بصناعة تاريخ صيني , وزور حضارته الإسلامية التركية بحضارة مزيفة لاتمت إليه بصلة، وذلك بعد أن اضطهد وأعتقل المؤرخين والمؤلفين المسلمين، أمثال تورغون ألماس وتوختي تونياز بسبب كتاباتهم التي تعكس تاريخ الاويغور الحق قبل الاحتلال الصيني وبعده، وغدا الصينيون هم الذين يكتبون تاريخ وحضارة هذا الشعب المسلم وتفرض كتبهم على الاويغور الذين ينحصر دورهم على دراستها و القراءة أو الترجمة فقط , و لا يحق لهم النقد والإيضاح وكشف الحقائق. فمثلا محمود الكاشغري الذي قدم كتابه ديوان لغة الترك إلى الخليفة العباسي المقتدر بالله في عام467هـ/1075م تعتبره الصين مفكرا صينيا، وهكذا مثله يوسف خاص حاجب وغيرهما.والهدف هو مسخ هوية هذا الشعب التركستاني المسلم تماما.
التهديد الصحي:
لم تكتف حكومة الصين بالآثار المدمرة التي تركتها التفجيرات النووية على البيئة والإنسان في منطقة لوب نور بتركستان الشرقية التي جعلتها حقلا لتجاربها النووية منذ عام 1964، واستمرت تلك التجارب تمارس مكشوفا في الفضاء حتى عام 1980، ثم توقفت كما تزعم في عام 1996،وبلغت 42 تجربة نووية وهيدروجينية، وقد أدت إلى تزايد انتشار السرطان والإجهاض وتشوه المواليد، ومع أنها حاولت إخفاء ذلك وتبرير ما نتج عنها، إلا أن المنظمات الدولية مثل السلام الأخضر والأطباء العالميون لمنع الحرب النووية IPPNW أكدت على نتائجها المدمرة على السكان والبيئة وخاصة أن مستوى الإشعاع الذري في لوب نور وصل إلى 239 بلوتونيوم , و 90 سترنتيوم، 187 سيسيوم.وفي مؤتمر المرأة العالمي في بكين عام 1995 أثارت الدكتورة قالية كولدوغازيف Kalia Moldogaziava باحثة من جامعة بشكك بجمهورية قيرغيزستان قضية ارتفاع نسبة الوفيات إلى 40 % في مناطق قيرغيزستان الشرقية على حدودها المتاخمة مع مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) بالصين، وذلك في أواخر شهر مايو1994 على اثر تجربة نووية في تركستان الشرقية، وذكرت هذه الباحثة إن نسبة ارتفاع الأمراض في تلك النواحي من قيرغيزستان تصل إلى 5،8 في الألف، وأن الأطفال يعانون من اضطراب النظام العصبي وقصور في القلب ... هذا كله بسبب ارتفاع مستوى الإشعاع الذري في قيرغيزستان المجاورة ... كم هي أثارها القاتلة في تركستان المسلمة نفسها؟؟ وما تحدثت عنها هذه الباحثة هي عن تجربة نووية تحت الأرض، ولكن هذه البلاد وشعبها المسلم لا يزال يعاني من نتائج التفجيرات النووية التي كانت تتم مكشوفة في الفضاء.
وكأن هذه الوسيلة لم تكفي في نشر الموت لأبادة المسلمين، فاستغلت السلطات الصينية فقدان الوعي الصحي والاجتماعي الذي فرضتها على الشعب التركستاني المسلم على ترويج المخدرات والكحول،فمثلا في مدينة قراماي يوزع الخمر مجانا على الاويغور المسلمين،كما جاء في نشرة البيانات الحرة Free Lists التي توزعها كيستون نيوز سرفرس Keston News Service بتاريخ 10/ 3/ 2002، ووقد ذكر الباحث جوستين رودلسون Justin Rudelson في مقالا له بتاريخ 11/ 6/2002:أنه في مدينة إيلي عندما حاول الطلاب المسلمون توعية الشباب بمخاطر الكحول وضرره على الإنسان، مطالبين محلات الخمور بالتوقف عن البيع، قامت السلطات الصينية بقمع حملتهم بالقوة , ونتج عنها مقتل 200 طالبا مسلما في عام 1997؛ وكانت قد روجت تجارة المخدرات الآتية سرا من ماينمار (بورما) وتايلاند وما يعرف بالمثلث الذهبي عبر مقاطعات يوننان وجنغهاي وكانسو ومنها إلى شنجانغ (تركستان الشرقية)، ثم تتصل بالمافية الدولية لتجارة المخدرات في باكستان وأفغانستان وقازاقستان ومنها إلى أسواق العالم في أوروبا وأمريكا. و المناطق الصينية التي يمر منها طريق المخدرات الذي عرف بالطريق الأسود هي بلاد يسكنها أكثرية أسلامية،حيث يصدر منه مثلا ما بين 80 - 100 طن من هروين رقم 4 Heroin No.4 الذي تنتج ماينمار (بورما) منه 200 طنا، وفي الوقت الذي يعاقب مروجو المخدرات بالسجن والإعدام في مناطق الصين الأخرى، فالمرجون لها في مناطق المسلمين يتمتعون بحماية السلطات السرية لمنا شطهم، وقد أثبتت التحريات التي أجريت في مقاطعة يوننان وفي معسكر جانغجي
(يُتْبَعُ)
(/)
Changji أن قادة جيش التحرير الشعبي وهو جيش الإنتاج والبناء في تركستان الشرقية يتجارون بهذه السموم القاتلة؛لأن الهدف هو المسلمون،فمثلا في مدينة لينشا Linxia في مقاطعة كانسو التي يسميها المسلمون الصينيون Hui مكة الصغرى،لكثرة مساجدها ومدارسها الإسلامية، تعتبر احد المراكز الناشطة لتجارة الهيروين في الصين،وهو متوفر في كل مكان، ورخيص جدا. وينتهي هذا الطريق الصيني للمخدرات في تركستان الشرقية حيث تم ترويجها بين الأهالي بدسها في الأطعمة والمشروبات التي تقدم في المطاعم وقد بلغ نسبة من ابتلي بها 20% من جملة السكان، كما أن المبتلين بها من فئة الشباب التي تقل أعمارهم عن 35 سنة تبلغ نسبتهم 80%،والهروين الذي يباع باسم بايميان Baimian لا يصل نقاوته حتى30%، ولم يقتصر الترويج لهذا النوع فقط، بل هناك الكوكايين والأفيون والحشيش، والماريجوانا والافدرين Ephedrine وغيرها.
وهذه المخدرات التي أخذت تتدفق إلى تركستان الشرقية بتشجيع السلطات الصينية منذ عام 1994، جلبت معها مرض الإيدز إلى مناطق المسلمين، حيث تفيد التقارير أن التحاليل الطبية التي أجريت على مسلمي تركستان الشرقية في عام 1995 لم تسجل إصابة واحدة بالأعراض الخاصة بفيروس مرض نقص المناعة HIV ، ولكن في نهاية عام 1996 يقول الباحث الصيني زنغ شي وين Zheng Xiwen من الأكاديمية الصينية لدواء المقاومة Chinese Academy of Preventive Medicine : أن واحدا من كل أربعة يتعاطون المخدرات كان ايجابيا بفيروس HIV . وفي السنوات الأخيرة أصبحت شنجانغ (تركستان الشرقية) من أكثر المقاطعات الصينية انتشارا بمرض وباء الإيدز، وأن المسلمين الاويغور هم أكثر القوميات التي منيت بهذا الوباء.ومثلا في الأول من شهر ديسمبر 2003 فإن الباحث لي شيانغ Li Xiang من الوحدة الخاصة بمكافحة الإيدز في مدينة ارورمجي أشار إلى 303 إصابة جديدة بمرض الإيدز في شهر سبتمبر 2003، وأن عدد المصابين بلغ 3165، ويقدر العدد الحقيقي للمصابين بأكثر من ثلاثين ألفا، ويذكر أن ثلاثة من كل 200 شخص في اورومجي يحمل الأعراض الخاصة بفيروس مرض نقص المناعة، بينما تقدر بعض الجهات المحلية نسبة المصابين بنحو 40% في اورومجي و85 % في مدينة إيلي بالقرب من حدود قازاقستان.ويمكن القول أن نسبة الإصابة تصل إلى 30 % في مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) مما يجعلها المقاطعة الصينية الأولى في نسبة انتشار الإيدز في الصين كلها.
هل هناك مقاومة ... ؟
هذه الممارسات الجائرة لاشك أنها تثير امتعاضا وسخطا في أي مجتمع إنساني، مهما تدنى تخلفه الحضاري أو فقد مشاعره وأحاسيسه فهو لن يفرح بالموت والابادة والقتل، كما يلاحظ ذلك مع الحيوان نفسه الذي يساق إلى الذبح، فهل يستطيع شعب تركستان الشرقية المسلم أن يدافع عن نفسه؟! أو ان يعرب عن ألآمه وأحزانه وهمومه؟! بالطبع لا!! فالكل يعرف الدبابات التي سحقت المتظاهرين في ميدان تيان مين في بكين في ربيع عام 1988،إذا لم يكن يعرف ما حدث للمتظاهرين في مدينة غولجة في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1417 (1997)، هذه هي ديمقراطية النظام الشيوعي الصيني! إن السلطات الصينية تريد إبادة الشعب التركستاني بصمت، ولا تريد من الضحية أن يتألم .. وإذا تألم فهو إرهابي، هكذا وصفت الأجهزة الصينية التركستانيين الرافضين لأبادتهم بالإرهابيين وانتهزت دعوة الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001؛ذريعة لاعتقال وقتل التركستانيين الرافضين للابادة.وقد سبق أن أشارت الصحف الصينية نفسها إنما تدعيه الصين بمحاربة الإرهاب إنما هو تبرير لسياستها الجائرة، حيث ذكرت جريدة أخبار جنوب الصين الصباحية South China Morning Post في عددها الصادر بتاريخ 2/ 9/1998: (أن الصين تتخذ هذه الذرائع لتبرير قمع المناشط الدينية للأفراد والجماعات في مقاطعة شنجانغ)،كما كشفت الهيئات الأمريكية والأوروبية والباحثون المتخصصون بالدراسات الصينية هذه الفرية المفضوحة التي وصمت التركستانيين الرافضين بالإرهابيين، ومن ذلك مايلي:
(يُتْبَعُ)
(/)