ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 03:10]ـ
أخي خلوصي .. هل ارتسمت على وجهك ابتسامة ووقع في قلبك راحة في أول مرة سمعت أن الله يضحك؟
وهل وقع في قلبك رجاء وطمع لما سمعت بنزول الله الى السماء الدنيا في كل ليلة؟
وهل أثمرت هذه المشاعر في قلبك عملا يقربك الى الله؟
أم انقدح في ذهنك غير ذلك؟
لا تعجب! فهذه أسئلة لو تأملت لوجدتها في صلب موضوعك ... وفقك الله.
ولولا هذه المعارك العلمية بين أهل الحق وأهل الكلام والأهواء والعقول الفاسدة المفسدة لما صفا لنا ديننا كما صفا للذين من قبلنا ولما نشأ في زماننا هذا جيل ازدعت حقائق التوحيد في قلبه حنى يجيب بالايجاب بحق وصدق على أمثال هذه الأسئلة ان وجهت اليه!
هذا ولي عود فيما بعد ان شاء الله.
صدقت شيخنا الكريم فالعبادة و التأله و السلوك و حسن المعاملة و المكاشفة تتوقف على قوة و حسن توجيه الارادة و القصد و الطلب .... وهذه تتوقف أساسا على حسن و صواب العلم و التصور .. الذين يستمعون الذكر فيتبعون أحسنه , أولئك ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:41]ـ
سبحان الله ... سبحان مقلّب القلوب!
سبحان الذي خلق الإنسان على هذه الكيفية العجيبة من اعتلاج المشاعر المتناقضة بين جنبيه ... و قابليّته العجيبة للتقلب بين نوازع التدسية و دوافع التزكية!!
قبل أن أرى الردود الأخيرة من الإخوة الكرام .. منذ يومين .. كنت و أنا أمشي إلى صلاة المغرب أقول لنفسي: ربما قسوت على الأخ أبي عبدالمحسن فلأستسمحنّه ......
ثم قالت لي نفسي: و لكن كان الأولى به ألا يكون للشيطان عوناً على أخيه خلوصي ... و أن يكون عونا على الشيطان بمقتضى ما في قلبه من التوحيد و الذلة على المسلمين!؟:) نعم فنفسي أرادت إلقاء جزء من اللوم عليه! يعني يا ليته قال لي إذ اتهمته بأن كلامه هو جزء من المشكلة: حسناً كيف هذا يا أخي؟!
ثم رأيت دفاع الإخوة جزاهم الله خيرا كلهم ... و لين الأخ أبي عبدالمحسن ... فتعجّبت: إذا كانت النية الحسنة و مجرد الندم يجعل الأجواء هكذا فكيف بالأفعال .... ؟؟!!
و سأضع لكم في المرة القادمة كلاما راجعته أمس صدفة بين أوراقي للإمام ابن القيم رحمه الله ... يضعنا ابتداءً أمام التشخيص!
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 05:24]ـ
حسناً أيها الكرام:
يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله:
" اليقين من الإيمان كالروح من الجسد ....
و به تفاضل العارفون ,
و فيه تنافس المتنافسون ,
و إليه شمر العاملون ,
و عمل القوم إنما كان عليه ,
و إشارتهم كلها إليه."!
السؤال الآن:
لم و كيف تمّ التهوين الخطير من هذا الأمر .. ؟ و هو ما هو مما سمعنا من الإمام!!!!
يقولون في تهوينهم أن هذا هو توحيد الربوبية الذي كان يعرفه أبو جهل؟!!
...
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:08]ـ
أخي خلوصي .. هل ارتسمت على وجهك ابتسامة ووقع في قلبك راحة في أول مرة سمعت أن الله يضحك؟
وهل وقع في قلبك رجاء وطمع لما سمعت بنزول الله الى السماء الدنيا في كل ليلة؟
وهل أثمرت هذه المشاعر في قلبك عملا يقربك الى الله؟
أم انقدح في ذهنك غير ذلك؟
لا تعجب! فهذه أسئلة لو تأملت لوجدتها في صلب موضوعك ... وفقك الله.
ولولا هذه المعارك العلمية بين أهل الحق وأهل الكلام والأهواء والعقول الفاسدة المفسدة لما صفا لنا ديننا كما صفا للذين من قبلنا ولما نشأ في زماننا هذا جيل ازدعت حقائق التوحيد في قلبه حنى يجيب بالايجاب بحق وصدق على أمثال هذه الأسئلة ان وجهت اليه!
هذا ولي عود فيما بعد ان شاء الله.
إي والله كلامك في صلب الموضوع, كلامك حق أن يكتب بماء من ذهب, والأخ خلوصي هداه الله كتب العنوان فأجاد وقصد موضوعا آخر فلم يصب ولم يرق إلى مستوى العنوان.
وبارك الله في الأخ العنابي فكان في صلب الموضوع أفلا تتدبروا يا أخ خلوصي وأخ خالد؟؟؟
أما من تكلم بالحساسية فالواقع أن الحساسية فيه فباح بها دون أن يشعر.
ما لكم كيف تحكمون؟؟؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 09:46]ـ
يا أبو المنذر كلام اخونا ابو الفداء كلام موزون وجميل
هل شكك فيه أحد حتى تخترع لنا مشاكل بدون مشاكل
لا تجعلنى أغير رأيى فيك يا أبا المنذر
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:22]ـ
كنت أتمنى أن يسألني أحد الإخوة عن اتهامي للأخ الكريم العنابي بأن كلامه هو أصلا جزء من المشكلة .. كيف يكون؟
فيا أبا المنذر الجميل .. هذا الاتهام يدل على أنني قد وعيت كلامه ... و برغم أنه صحيح في نفسه إلا أنه جزء من مشكلتنا هذه ... في سياقنا هذا؟؟!!!
ثم نسيت المسألة ... و لم أتقصد أن أتجاهل الأخ الحبيب أبا الفداء ... و لكن كلامه كذلك يشبه كلام الأخ العنابي ... فآثرت تأجيل الرد إلى حينه المناسب ... و أرجو منه المعذرة فمقامه محفوظ.
و أشكر أخي العزيز المرسي على دفاعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 08:04]ـ
الحمد لله على نعمة التوحيد، وهو في قلوبنا إن شاء الله كالشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، أصل التوحيد في القلب، والعبادة وتطبيق السنة وأعمال الجوارح كلها فروع منه.
عليك بالعلم يا أخي وكفاك مراءا وشبهات، اخلص النية لبارئك، واجلس في خلوة مع نفسك، وتجرد مما أنت فيه، وانظر هل ما تكتبه يسرك أن تراه أمام بارئك ويسرك أن يسمع به النبي والصديقون والشهداء والصالحون.
بارك الله في علمك يا شيخ ونفع بك.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
حديثك عن البعد التربوي الذي يتجلى في استنزال حقائق التوحيد من الأفكار ــ لنزدرعها في القلوب هو حديث سابق لأوانه!! ذلك أنّ السؤال الذي يفرض نفسه على مثل هذه المشاركات وبقوة هو: ما هو مفهوم التوحيد عند خلوصي؟؟؟ وما هي حقائقه التي يريد زرعها في القلوب؟؟؟ وكيف سيفعل هذا (= أي وفق أيّ منهج وإلى أيّ غاية)؟؟؟(/)
الكليات الشرعية بين صالح الفوزان ومحرر الرياض!
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 12:19]ـ
صحيفة الرياض في عددها: 14626، الصادر يوم الخميس الموافق: 7/ 7 /1429هـ، أوردت في صفحتها الأخيرة مقالةً لمعالي الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان، أبدى فيها تساؤلاً: لماذا تُفتح في الجامعات الإسلامية كلياتٌ مدنية، ولا تُفتح في الجامعات المدنية كليات شرعية؟
ومن وجهة نظر الشيخ في خطابه للمسؤولين: فإنَّ حاجة الناس للعلوم الشرعية أكبر من حاجتهم لما سواها من العلوم.
محرر الصحيفة كان يَودُّ أن يلفت انتباه الشيخ إلى " أن لدينا فائضاً في عدد الأئمة والخطباء والدعاة بشكل ملحوظ "!
وقبل أنَّ أُدبِّج رأيي في القضية أبدي أولاً اعتراضي على ما فعله المحرر، فليس من اللائق - من وجهة نظري - أن يتدخل المحرر في مثل هذا الموضع، فإنَّ مسؤولاً شرعياً بحجم الشيخ صالح ليس خافياً عليه حجم الحاجة الشرعية في بلدنا، ومن واجبه حينما يحس بحجمها أن يقوم بالنصيحة للمسؤولين ومطالبتهم بما يفي بالحاجة ويحقق المصلحة، وتبقى المصلحة المراد لها أن تتحقق دائرة بين الناصح (فضيلة الشيخ) والمنصوح (المسؤولين) وتبقى النصيحة أنيقة بحالها دون أن يعقبها كلام المحرر الذي لم يزدها إلا تشويهاً، فهو كلام صادر - في قضية كهذه - من رجل لا تزيد مكانته عن كونه محرراً، ورحم الله امرءا ً عرف قدر نفسه، وله إن شاء أن يبدي وجهة نظره معلقاً باسمه الصريح في المكان المحدد لتعقيبات القراء، بعيداً عن الزج بصلاحيات التحرير في أمر ليست له!
ثم أدلف إلى ما أريد البوح به حول القضية المذكورة، فهل يا ترى تحققت لدينا الكفاية من مخرجات هذه الكليات؟!
إنك إذا نظرت للقضية كماً فلن تعدم عدداً كبيراً، ولو نظرت لها كيفاً فلا تحتاج لطول تأمل حتى تعرف الحقيقة: أنَّ هذه الأعداد ليست مباركة، ولم تقم بواجبها نحو مجتمعها، مما يعني أن هذه الكليات لم تخرج للمجتمع الكوادر المؤهلة، فهل تقف حاجتنا عند الكم أم الكيف؟
الناس يعانون في مساجدهم، و إن كانت هذه المعاناة غير ظاهرة لدى البعض لأنهم يصلون ولا يبالون بأي طريقة أدوا الصلاة!
أين تلك الأعداد الكبيرة من واجبها تجاه مساجد المسلمين؟ تلك المساجد التي أضحت ميداناً ترتزق منه العمالة الوافدة كما ترتزق في أي ميدان آخر!
وبعد المهمة الرئيسة (أداء الصلاة) لا تسل عن دور المسجد فيما وراء ذلك، ورسالته التي أضحت موءودة في كثير من مساجدنا إلا ما رحم ربك!
"منبر الجمعة " هل أدى دوره المأمول في تبصير الناس و إرشادهم في شتى المناحي الحياتية؟ وهل سلم هذا المنبر من لحون الخطباء حتى يسلم من أدواء المعاني؟
القضاء - وما أدراك ما القضاء - بحاجة ماسة لزيادة عدد القضاة، وزيادة تأهيلهم، بما يتماشى مع حاجة الناس المتزايدة، ومشاكلهم مع هذا الجهاز أكثر من أن تحصر، وهذا ما أدركه ولاة الأمور فكان مشروع تطوير القضاء، فهل نزعم أننا محققون الاكتفاء؟
التوجيه والإرشاد والتوعية والأمر بالمعروف .. وغيرها من الوظائف الشرعية التي تشكو من قلة المردود لمن يتفرغ لها، مما جعلها مرتعاً لذوي التأهيل المتدني.
لا أجد - حينما أتأمل في واقع الناس - أننا حققنا قدراً كافياً من التوعية العلمية الشرعية في مجتمعنا، وإن كنا حققنا قدراً لا ننكره إلا أنه يتسم بالسطحية، ودونك ما تحدثه كلمة في قناة فضائية أو فتوى شاذة من بلبلة وخلخلة في صفوف الناس.
إن هذا القصور الذي لم تعالجه الكميات الكبيرة من المتخرجين والدارسين هو ناتج في الأساس من قصور التأهيل والتدريس، مسؤول عنه: صاحب القرار، الذي يجب عليه تطوير هذه الكليات، واختيار النخبة الملائمة للدراسة فيها، و تحقيق العائد الجيد للوظائف المقصودة، ولن نغفل مسؤولية المجتمع الذي ارتكب جريمة نكراء حينما كون نظرة لهذه التخصصات جعلت منها ملاذاً للطلبة ذوي المستويات المتدنية.(/)
الأضرحة والقبور المزورة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 01:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمدا صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه الكرام البررة وآله
من الدرس الثالث لتفيبر سورة الاحقاف لشيخنا محمد اسماعيل المقدم (من تفريغات الشبكة الاسلامية)
الأضرحة والقبور المزورة
قال ابن قتيبة في المعارف: أربعة رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وهم من بعضهم البعض: أبو قحافة وابنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وابنه محمد بن عبد الرحمن، أي: الجد أبو قحافة والابن أبو بكر والحفيد عبد الرحمن بن أبي بكر وابن ابن الابن وهو محمد بن عبد الرحمن. وقال ابن قتيبة أيضاً: كان عبد الرحمن من أفضل قريش، ويكنى أبا محمد، وله عقب بالمدينة، وليسوا بالكثير، مات فجأة سنة ثلاث وخمسين في جبل يقرب من مكة، فأدخلته عائشة رضي الله تعالى عنها الحرم فدفنته وأعتقت عنه. وفيه مسقى في مقبرة باب السراديب المسماة بالدحداح، ما دام يقال: إنه عبد الرحمن بن أبي بكر وقد أثبت أنه دفن في مكة رضي الله عنه، وأن أم المؤمنين هي التي دفنته، ثم يعقب قائلاً رحمه الله تعالى: وفي دمشق في مقبرة باب سراديب المسماة بالدحداح مزار يقال: إنه قبر عبد الرحمن بن أبي بكر نسب إليه زوراً، وانتبهوا الآن إلى العبارة الجميلة من القاسمي حيث يقول: وما أكثر المزورات في المزارات، كما يعلمه من دقق في الوفيات. ويوجد بحث رائع جداً يليق أن يجمع كبحث مستقل يسمى: المزارات المزورات، وقد بلغت الفتنة عند المسلمين بموضوع القبور والمزارات والمشاهد إلى أن أصبحت أغلبها مزورة. وما أكثر المزارات الباطلة والمزعومة أنها للأولياء والصالحين، ولعلنا نذكر من ذلك أمثلة منها: يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ضريح الحسين في القاهرة كذب مختلق بلا نزاع بين العلماء المعروفين عند أهل العلم الذين يرجع إليهم المسلمون في مثل ذلك لعلمهم وصدقهم، فإنه معلوم باتفاق الناس أن هذا المشهد في القاهرة بني عام بضع وأربعين وخمسمائة، وأنه نقل من مشهد بعسقلان، وأن ذلك المشهد بعسقلان كان قد أحدث بعد التسعين والأربعمائة، فمن المعلوم أن قول القائل: إن ذلك الذي بعسقلان هو مبني على رأس الحسين رضي الله عنه قول بلا حجة أصلاً، وقد ورد عن المتائهي ابن دقيق العيد و ابن خلف الدمياطي و ابن القسطلاني و القرطبي صاحب التفسير و عبد العزيز الديجني: إنكارهم أمر هذا المشهد؛ بل ذكر عن ابن القسطلاني أن هذا المشهد -مشهد الحسين - مبني على قبر نصراني! وهذا شيء لا يستغرب، فإنه يوجد في العهد القريب في دمنهور مولد أبي حصيرة وهو يهودي، بدليل أن اليهود جعلوه مسمار جحا، ويأتون كل سنة في مولده، وتقام حفلات كبيرة عنده، حتى إن الدولة أقامت لهم (كوبري) يوصل إلى أبي حصيرة مباشرة، فيأتي اليهود والمسلمون يحتفلون معاً بمولد أبي حصيرة اليهودي، وعليه يبعد أن يكون ما ذكره ابن القسطلاني: صحيحاً، وهو أن المشهد الحسيني مبني على قبر نصراني. يقول شيخ الإسلام: وإضافة إلى مشهدي عسقلان والقاهرة هناك ضريح آخر في سفح جبل الجوشن غربي حلب ينسب إلى رأس الحسين أيضاً، وهو من أضرحة الرؤيا -أي: بني بسبب رؤيا- وكذلك توجد أربعة مواضع أخرى يقال: إن بها رأس الحسين في دمشق والحنانة بين النجف والكوفة، وبالمدينة عند قبر أمه فاطمة رضي الله تعالى عنهما، وفي النجف بجوار القبر المنسوب إلى أبيه رضي الله عنهم، وفي كربلاء حيث قيل: إنه أعيد إلى جسده. ورغم أن المحققين يقولون: إن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما ماتت بالمدينة ودفنت في البقيع، إلا أن القبر المنسوب إليها والذي أقامه الشيعة في دمشق هو القبر الأول الذي يحظى بحج الجماهير إليه، ولا يقل عنه جماهيرية ذلك الضريح المنسوب إليها في القاهرة، والذي لم يكن له وجود ولا ذكر في عصور التاريخ الإسلامي إلى ما قبل محمد علي باشا بسنوات معدودة، ويقول علي مبارك في الخطبة التوفيقية: لم أر في كتب التاريخ أن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات. وأهل الإسكندرية بمصر يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن أبا الدرداء مدفون في الضريح المنسوب إليه في مدينتهم، ومن المقطوع به عند أهل العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه لم يدفن في تلك المدينة. هناك بعض المواضع سوف نتجاوزها فكلها تعكس فتنة كثير من المسلمين بهذه القبور، وكيف أن بعض القرى قد يعير أهلها لعدم وجود شيخ يحرسها، ومن يسافر على الطريق الزراعي يلاحظ المقابر ويرى وجود حفرة كبيرة يعتقدون أن هذا يحرس البلد، وكذلك يكون هناك قبر متميز. يقول: بل وصل الأمر إلى حد أن الأكراد عظموا شريفاً صالحاً من نسل النبي عليه السلام مر عليهم وهو مسافر، ولحبهم له أرادوا قتله ليبنوا عليه قبة يتوسلون بها!! ومن الحب ما قتل! أيضاً يقول: في (تنارك) في الهند قبر أبي البشر آدم عليه السلام وتنارك هذه بلدة فيها جماعة سلفية قوية جداً في الهند، ومع ذلك يوجد فيها أيضاً قبوريون، وهناك قبر زوجه وقبر أمه، يقولون: هذا قبر آدم، وهذا قبر حواء، وهذا قبر أم آدم، ويقال: إنهم يعبرون بأمه عن الطبيعة! ومن الطرائف ذات المغزى في هذا المعنى: أن شريف مكة الشريف عون عندما استجاب للشيخ أحمد بن عيسى في هدم جميع القباب بالحجاز اعترض القناصل الأجانب في جدة على هدم قبر حواء، فقد كانوا يعتقدون أنه في جدة، وإنما يقال لها: جدة من جدة البشر، أي: جدتنا حواء، فلأجل ذلك -والله أعلم- يسمونها جدة، فاعترض القناصل الأجانب في جدة على هدم قبر حواء؛ بحجة أن حواء أم لجميع الناس، وليست أماً للمسلمين فقط. وعلى كل حال: هذه إشارة عابرة من هذا الملف القيم إلا إنه بقي أيضاً بعض الإشارات تتعلق بما ذكرنا نحن به أهل الإسكندرية فهي مناسبة بمناسبة الكلام على المزارات المزورات. يقول الأستاذ سعد صالح محمد في كتابه: صراع بين الحق والباطل) المطبوع سنة 1368 هجرية: نشرت جريدة الجمهورية سنة 1359هـ أن أحد قطاع الطرق أراد أن يبحث عن عمل آخر غير احتراف السلب وترويح الناس، ففكر في مزاولة جريمة سلب أموال الناس في مجال آخر؛ ليكون في مأمن من يد القانون، وتشاور الرجل مع أفراد عصابته، وأخيراً استقر رأيهم على أن يدعي قاطع الطريق أنه ولي من أولياء الله الصالحين، فيطلق لحيته، ويلبس زي الدراويش، كما اتفقوا أيضاً على أن يقوم أفراد العصابة بأدوار المريدين، وأن يسيروا في ركاب ولي الله ليروجوا بين الناس معجزاته، ولكي يؤمن الأهالي بالشيخ ويشهدوا له ولو بمعجزة واحدة -هم يقصدون كرامة لا معجزة؛ لأن المعجزة خاصة بالأنبياء- اقترح قاطع الطريق أن يسرق رجاله محراثاً كان يمتلكه شيخ القرية، وأن يقوموا بتخبئته في مكان معلوم من الترعة، وسوف يقوم المريدون بالدعاية للولي في القرية، ويدعون أنه يعرف الغيب، وعندئذ سوف يأتيه شيخ القرية ليرشده إلى المحراث المسروق، وسوف تتم هنا المعجزة المشهودة، حيث يحقق ولي الله أمل صاحب المحراث، وبعدها سيصبح قاطع الطرق في معتقدات الأهالي من أولياء الله، ثم تتدفق عليهم جميعاً العطايا، وقام رجال العصابة بتنفيذ الفكرة وحدث ما توقعوه، وكبر الأهالي وهللوا؛ فقد أصبح الشيخ محقق المعجزات، وكان جوهرها قائماً على سرقة المحراث وتخبئته!! كشفت الأيام الغطاء عن ولية خيالية، وضعها سادة القبور ليحجبوا عن أعين الناس الحقيقة التي كانت مختفية تحت ذلك الضريح الوهمي، قرر المسئولون عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف هدم مبنى محافظة القاهرة بناحية باب الخلق لبنائه من جديد، وكان المبنى القديم يضم في أحد أركانه ضريحاً أطلق عليه اسم: الشيخة سعادة، وادعى السدنة أنها ابنة الحسين رضي الله تعالى عنه، وبعد أن تم هدم المحافظة نفسها جاءت الفئوس لتأتي على بقية المبنى، وهو الركن الذي يضم الضريح، وانتشر خبر هدم الضريح في حي قبر سعادة والأحياء المجاورة لها، وسرعان ما تجمع الأهالي والمضللون وأحاطوا بالضريح على عادتهم في مثل هذه الحوادث، وراح المبطلون وغيرهم يتناقلون عن بعضهم بجهل وتقليد ما توارثوه من كلام سخيف غير معقول حول الضريح، فمن قائل: إن العامل الذي بدأ في الهدم شلت يداه .. ونحو ذلك، فبدءوا يحكون الكرامات حتى يحتالوا على الناس، وكلها في الكرامات المؤذية، فالذي بدأ في الهدم شلت يداه، وكسرت يد فأسه، وغير ذلك من الأراجيف والمفتريات. أما سادنة هذا الضريح فلم تنس هي الأخرى أن تطلق عدة شائعات، وكيف تنسى وقد هزتها الصدمة وزلزلت كيانها بسبب هدم الضريح، فقد كان مورد رزقها الوحيد، ومما كانت تحكيه السادنة عن كرامات الشيخة المزعومة: أن مهندساً حاول هدم الضريح وفوجئ في اليوم الثاني بقرار نقله إلى الصعيد، وبينما الناس مشغولون بقصة الضريح كانت الفئوس تنزل بالحفر إلى مسافات كبيرة، ولم يجدوا في الضريح شيئاً سوى بقايا ساقية وبعض المواسير والأسلاك الكهربائية والأحجار، وفضحت هذه الخدعة. أيضاً قال الشيخ سيد سابق حفظه الله تعالى حين كان مدير الثقافة بالأوقاف وقتها: إن هناك شيخاً اسمه الأربعين، له عدة أضرحة في أماكن متفرقة بمصر، وإنه لا يوجد شيخ بهذا الاسم، يقول: فليت سكان الصعيد الأفاضل يقتنعون بهذه الحقيقة وينصرفون عن هذا الولي الوهمي وغيرهم من الأولياء الذين أحبوهم وقدسوهم. يأتي دورنا هنا أهل الإسكندرانية، يقول: ولأبي الدرداء ضريح وهمي، وله أيضاً قصة تحمل في طياتها كرامة خيالية كان وما زال لها شأن كبي ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 05:12]ـ
ما شاء الله
بحث نفيس
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:51]ـ
جزاك الله خيرا(/)
سجل دعائك لهذا المستشار -أثابه الله-
ـ[لامية العرب]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 09:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن مخالفات تم انتشارها في الآونة الأخيرة
استدامة تبرج المرأة واختلاطها بالرجال كسرٌ لوقارها، وانتشاراً للفوضى الأخلاقية
موضوعات التقرير:
1 - مقدمة
2 - مضمون التقرير
3 - ما هي رسالة المرافق الحكومية والأهلية في المجتمع
4 - الخلاف الفقهي المعتبر، لا تقليد الأمة الكافرة
5 - سيادة الدولة وسياستها الشرعية
6 - وزارتي الإعلام والصحة تحت المجهر
7 - سياسة تمرير الأفكار عبر المركز الوظيفي
8 - دولة الشرع والقانون
9 - الجهل بمفهوم الحجاب، وطريقة الإسلام في حفظ الخلاق
10 - رجال السلطة العامة ودورهم الوقائي
11 - مقترحات
12 - من المسئول نظاماً والمؤهل شرعاً في تكييف ما هو موافق للشريعة
13 - تنمية حس النقد البناء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدى أفراد المجتمع
14 - دور الإعلام في إقرار الخطأ عن طريق عرض النماذج السيئة عبر بعض البرامج
15 - الادعاء العام وغيابه عن دوره
16 - اغتصاب سلطة جهات مختصة
17 - ليس عيباً تراجع الدولة عن بعض قراراتها تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم
18 - المجتمع المسلم لا يصح فيه المجاهرة بالمعصية
19 - نريد وزراء وموظفين ناصحين لله ولرسوله وللعامة ولولاة الأمر
20 - نشر اللوائح والأنظمة تثقيفاً وتأهيلاً للمجتمع
21 - لا تكن إمعة - اقرأ وأبحث عن الحقيقة والصواب بنفسك
يقول الله عز وجل [وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين] الآية، فالذي أحب أن أقرره في بداية حديثي أنني لا أكره الأشخاص وإنما أكره أعمالهم السيئة، ولهذا أتمنى للجميع السداد والتوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
المقدمة:
لا شك أن في ديننا مساحة معينة تحتوي على جزء من الأحكام الشرعية لا يسع للإنسان الخروج عنها اجتهاداً منه لما أحاطها الله من دلالات قطعية، وبالتالي لم يعطى العقل حيالها مكاناً للاستنباط كما يحدث في المسائل الفقهية المختلف فيها -والتي أذن الله لنا فيها بالاختلاف -والإذن الذي أشير إليه هنا دليله هو عدم وجود نص صحيح في مسألة معينة وإن وجد فهو ليس بصريح " قطعي الدلالة "
وأنا مستوعب جداً أننا في زمن منفتح، وقد تعددت فيه الثقافات ومصادر التعليم والتلقي مما أوجد أشخاص لهم آراء ومذاهب فقهية - وأعني بها المذاهب المعتبرة - في بعضها قد يخالف ما عليه هذه البلاد من مذهب فقهي، وهذا بحد ذاته أمرٌ غير مذموم طالما دلت عليه نصوص القرآن والسنة النبوية وهو ما يعرف عند العلماء بالراجح والمرجوح، وقد ورد مثل هذه الخلافات الفقهية في كتب العلماء بل وفي زمن الصحابة الكرام، وفي نظري أن المسائل الخلافية والمستنبطة من الأدلة التي لها عدة وجوه كان الله قادرٌ على حسمها وجعلها ذات دلالة واضحة ليحسم فيها الخلاف ولكن لله الحكمة البالغة وللجميع الأجر حيال اجتهادهم، ولكن الذي أرغب الحديث عنه في موضوعي هو ما كان فعله مذموماً وممنوعاً بنصٍ واضح من القرآن والسنة وبإجماع علماء المسلمين.
مضمون الدعوى:
ألاحظ كما يلاحظ غيري أثناء ترددنا على بعض المرافق التي تقدم خدمة للجمهور مثل المستشفيات أهليةً كانت أو حكومية وكذلك المطارات ونحوه من الأماكن العامة كالأسواق والمنتزهات وجود حالات بدأت تشكل ظاهرة خلافاً لما كان الأمر عليه في السابق وهذا يؤكد ما أشرت إليه أعلاه من وجود تنوع في مصادر التلقي لدى العامة من الناس وخاصة فئة الشباب عبر وسائل الإعلام المختلفة - فما كان بالأمس القريب ممنوعاً شرعاً أو عيباً عرفاً أصبح اليوم أمراً طبيعياً - كما قال الصحابي أنس رضي الله عنه [إنكم تعملون اليوم أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله من الموبقات] وهذه الحالات التي بدأت في الانتشار هو ظهور بعض النساء في مظهر غير لائق بعيدين بذلك عن مفهوم الحجاب الشرعي والغرض من مشروعيته من لدن رب العالمين، وكذلك وجود اختلاط بين الجنسين بشكل يذهب الكلفة ويزيد الألفة -كما سيأتي بيانه - مع ظهور سلوكيات هي أقرب لعادات غير المسلمين وهذا كله عكس المقصود من أحكام الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أريد أن أبدأ حديثي من تلك المرافق والتي تقوم بخدمات تقدمها للمجتمع المسلم لارتباطها المباشر بسيادة الدولة وتعاليمها: -
إن وظائفنا مهما كانت متنوعة فإنما هي رسالة يجب أن تحمل من خلالها تعاليم ديننا عبر سلوكيات وأخلاقيات، فنحن في ديننا لدينا - أجندة - وضعها لنا الإسلام، حيث دعانا للعمل والإنتاج وعمارة الأرض ذكوراً وإناثاً ولكن ضمن إطار سلوكي معين فلا تفريط ولا إفراط، والسلوك العملي على الواقع هو الفاصل بين الشعارات الزائفة والمعتقدات الثابتة فليس بالضروري من أجل أن تعمل المرأة أن تخرج عن أنوثتها أو أحكام شرعها، بل ميدان العمل يجب أن يعلمها الصلابة حيال التمسك بدينها وتعاليمه، وأن ترفض أي مساومة سواءً كانت مباشرة أو عن طريق حملة فكرية - ويجب أن نعمم هذه الفكرة على بناتنا ونسائنا - ولكن الملاحظ أن طائفة من النساء العاملات في شتى الميادين ونخص حديثنا هنا بالنساء العاملات في مرفقين تابعين لسيادة الدولة المسلمة:
أولهما: العاملات بالمستشفيات - واللواتي لهن كل التقدير والاحترام - يقعن في الحديث الشريف [صنفان من أهل النار لم أرهما أحدهما نساء كاسيات عاريات ... ] الحديث، سواءً كان ذلك بعلم منهن أو بجهل حسب توجهات وثقافات كل شخصية، ومكمن المخالفة أن هؤلاء النساء لا يحققن الغرض من فرضية الحجاب الوارد ذكره في القرآن الكريم، فقد رأيت بعض الممرضات وهن يرتدين الملابس الوارد وصفها في الحديث الشريف أعلاه، والبعض تظهر شعرها وصدرها ولا شك أن تواجد مثل هؤلاء في أوساط الرجال المراجعين ومن قبله العاملين معهن فيه إشاعة للفاحشة وتحريكاً لكوامن النفس البشرية، وقد نهى الله عن ذلك وتوعد أصحابه بعذابٍ أليم فقال تعالى: [إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم] الآية، وكذلك يلاحظ من بعضهن وضع المساحيق النسائية على الوجه بشكل ملفت للانتباه وهذا مخالف لقوله تعالى [و لايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها] ولكي يكون كلامي فيه إنصاف والتزامٌ بما بدأت به من احترام للخلاف الفقهي المعتبر فإن معنى ما ظهر منها عند طائفة من أهل العلم هو الوجه والكفين والخاتم في اليد، وهذا القول وإن كان ضعيفاً مرجوحاً لدى الطائفة الأخرى من العلماء - وهو الذي اعتقده وأدعو إليه - إلا أنني أوردته لأوضح أن ما يحدث من بعض النساء اليوم هو خارج نطاق الفقه الإسلامي بإجماع علماء المسلمين وهذا ناتجاً عن المفهوم السطحي للحجاب والذي أفرزه لنا الإعلام عبر بعض برامجه من خلال عرض نماذج سيئة على أنها أعمال صحيحة حيث نجد بعض النساء يقصرنه على مجرد قطعة قماش تضعه على جزء من شعرها أو مجرد عباءة ولباس لا يتعدى في استعمالهما مجرد إتباعاً للموضة فتحرص المرأة جاهدةً في تزيينهما حتى تغيب العلة المرجوة من الحجاب، الأمر الذي لم يجد له النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً أبلغ من قوله [صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ومنهم نساءٌ كاسياتٌ عاريات ... لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها] وعبارة كاسية عارية جملتان متعارضتان مما يعني أن المتصف بهما لم يقم بالمطلوب منه، ولكن الحجاب في الإسلام هو احترامٌ لبدن المرأة حتى لا يظهر مفاتنه للرجال، والحجاب أيضاً سلوك عملي إيجابي تتجنب فيه المرأة كل ما يسبب ميل الرجل إليها والطمع فيها مثل الخضوع بالقول والتكسر في مشيتها وقد ورد في ذلك آيات وأحاديث معروفة ومشهورة، وكذلك أوصى الإسلام بتجنب كل ما فيه شبهة أو يزيد من فرصة وقوع محظور مثل الخلوة، وكذلك الابتعاد عن كل ما يعد عرفاً في المجتمع أنه إخلال بالأدب العام حتى لا يساء الظن فيها وتتعرض للأذى، فما كان يعد في مجتمع عيباً وفيه إساءة ظن فعلى العاقل تجنبه حفاظاً على النزاهة والشرف، والعرف في الشرع عادة محكمة ما لم تخالف نصاً دينياً، وقد ورد ذلك في قرارات ديوان المظالم عند تقييمه للأعمال المخلة بالشرف والنزاهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيهما: ما يصدر من إخواننا في وزارة الإعلام وتحديداً عبر برامج تظهر فيه المرأة وهي حاسرة عن شعرها وكاشفةً عن صدرها أ و بمظهر يحمل من خلاله عدة مخالفات شرعية، والواجب على الوزارة أن تحسن اختيار المادة الإعلامية وطريقة تقديمها ولا تحذو طريقة التقليد لوزارات إعلاميات في بلدان أخرى فلنا ديننا ولهم دين - والمصداقية تظهر عند التطبيق لا بالشعارات، لأنه وللأسف توجد برامج كثيرة تهدم القيم والأخلاق عن طريق تبليد الأحاسيس بعرض نماذج سيئة حتى تستقر في ذهن المشاهد.
ولا بأس من الاستطراد قليلاً لتعم الفائدة فالإسلام حين نهى في القرآن عن تبرج المرأة بمثل تبرج الجاهلية الأولى كان يشير إلى ما أورده ابن كثير في تفسير القرآن حيث نقل مجاهد عن الصحابة أن المرأة في الجاهلية كانت تبدي أقراطها أي حلق أذنها وكذلك كانت تظهر نحرها فنهى الله المؤمنات عن ذلك، ولكن ما يحدث اليوم في بعض المرافق أو ما يظهر عبر شاشات التلفاز من بروز المرأة للعامة هو أعظم تجاوزاً من فعل أهل الجاهلية ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: [صنفان من أهل النار لم أرهما] فما كان مثل هذا التسيب موجوداً في السابق، ولهذا يحق لأي مواطن أن يرفع دعوى احتسابية على هذه الجهات المخالفة لتجاوزها الأنظمة الإلهية من جهة، ومن جهة أخرى غشها للمجتمع بتعريضه للفتنة عن طريق المجاهرة بالمنكر - فهم قد جمعوا بين الخطأين، خطأ المعصية وخطأ المجاهرة بها الأمر الذي يسبب تلويث الجو العام للمجتمع فيدفعه بالتالي للخطأ، وقد قال صلى الله عليه وسلم [أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء] فاهتمامنا بهذا الجانب ليس وليد عقدة نفسية أو اتهاماً للمجتمع ولكن انطلاقاً من توجيهات النبي الكريم ومواصلةً لما حرص عليه صلى الله عليه وسلم فالإسلام له سياسة في حماية أخلاق المجتمع منها وقائية ومنها تعزيرية ولكن من يتبع هواه يتغافل عن ذلك، والنظام الصادر من مجلس الوزراء سار على نفس النهج القرآني حيث ورد في نظام الإعلام سواءً المرئي أو شئون الصحافة المحلية أو المطبوعات الداخلية والخارجية م 16: [يحظر عرض أي مادة تتعارض مع مبادىء الشريعة أو تتنافى مع الأخلاق والآداب العامة والتقاليد المرعية]، وفي خطاب وزير الداخلية رقم (16س/2721) في 13/ 12/1396هـ فقرة (11): [تشدد الرقابة على الأفلام التلفزيونية والصحف والمجلات وعدم إجازة أو فسح ما يخالف تعاليم ديننا الحنيف، والتركيز على الأفلام الوثائقية والتوجيهية واختيار عناصر الرقابة من الكفاءات المشهود لهم بالغيرة الإسلامية والوعي والمحافظة على القيم].
ونحن المسلمين نستطيع أن نقوم بأعمالنا في إطار ما يمليه علينا تراثنا الفقهي الكبير دون حاجة للوقوع في المحظور والمجمع على تحريمه فقهياً.
والمسئولية الإدارية لا تعني تحقيق النتائج العملية للمرفق المعني بالخدمة دون النظر في سلامة ومشروعية الطريقة المستخدمة، فهناك ولله الحمد تعليمات وأوامر تضمن جودة الأداء مع الحفاظ على التعاليم الإسلامية سواءً ما يتعلق بالمستشفيات أو الإعلام والواردة في اللوائح التنفيذية لهذين المرفقين العظيمين والهامين، ولكن لا يروق لأذواق البعض إلا الخروج عن النهج الإسلامي ضارباً بالثقة التي أولاها له قادة البلد عرض الحائط، فأين إذاً دور الجهات الرقابية حيال مخالفة هذه الأنظمة.
دولة الشرع والنظام: -
لا شك أن للدولة سيادة حيال بسط نفوذها على أراضيها، وقد أعطاها الله هذا الحق في كتابه الكريم بقوله تعالى: [الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر] الآية.
وإن بعض الأماكن التي تحدث فيها هذه المخالفات تتعذر أنها أفضل من غيرها سواءً على الصعيد المحلي أو العربي، وهذا فيه خروجاً عن النهج القرآني الذي أوصى الله فيه بالمسابقة في الخيرات وأن نقتدي بالصالحين وهذا الشعور -أننا أفضل من غيرنا - فيما يتعلق بأمور الدين وعلاقة العبد بربه فيه منٌ على الله من جهة، ومن جهة أخرى فيه تهرباً من المسئولية والتي تحتم محاولة الإصلاح ومعالجة الأخطاء، وأنا أعترف أننا ما زلنا في مرحلة فيها تماسك ولكن كثرة الضغط الإعلامي كفيل بإفراط العقد - ودرهم وقاية خير من قنطار علاج - وهذه المخالفات
(يُتْبَعُ)
(/)
المشار إليها أوقعتنا في تناقض يمارس على موقعين كلاهما تحت سلطان الدولة فإننا نجد من أشرنا إليهن من النساء إذا تواجدنا في أماكن عملهن يظهرن بالصورة المحظورة شرعاً وإذا خرجن إلى الأماكن العامة الأخرى فإن هذه المخالفات إما تختفي جزئياً أو كلياً ولا شك أن هذا التناقض غير مبرر لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية النظامية الصادرة من منطلق تعاليم الإسلام مما يوضح أن هناك قصوراً من قبل إدارات هذه المرافق حكومية أو أهلية وقد قال صلى الله عليه وسلم: [إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه] رواه مسلم، وهذا التناقض أساسه وجود تناقض فكري مبناه الفصل بين متطلبات العمل بزعمهم وبين ما يريده أغلب أفراد الشارع العام وهذا كله غير مقبول شرعاً - وسيأتي بيان من الإيضاح من خلال باقي الأطروحات.
لكن الذي أستغربه من الجهات المختصة وخاصة الإدعاء العام الذي أنابه النظام نيابة عن المجتمع في رفع الضرر عنه وحماية أخلاقه ومعتقداته هو عدم مباشرته لبعض اختصاصته ويقف أحياناً عاجزاً أمام وقائع قد ورد فيها نظام ولوائح، فعلى سبيل المثال: ظاهرة وجود نساء يركبن القوارب البحرية وهن بملابسهن الداخلية فقط، وكذلك تسكع بعض المنحرفات أخلاقياً عبر شوارع وعلى مراسي درة العروس وهن بنفس الملابس، فأين إقامة الدعوى ضد المخالفين من أصحاب وملاك هذه المنتجعات والشاليهات وضد هؤلاء الساقطات أخلاقياً، مع توفر كل الأدلة التي تسمح بإقامة الدعوى من صور فوتوغرافية ومحاضر رسمية وبلاغات موثقة ومع هذا سنوات طويلة مضت والحال كما ذكر، ألا يعطي هذا الفصام النكد بين التعليمات المكتوبة والواقع انطباعاً لكل من تسول نفسه المخالفة أن يفعل ما يريد - على قاعدة من أمن العقوبة أساء الأدب - وغير هذه المخالفات والمحلات المشار إليها كثير، وفي مثل هذا السياق قد ورد توجيه سمو وزير الداخلية رقم (16س/5904) في 25/ 12/1410هـ ونصه [وردتنا معلومات عن وجود فنادق بها مسابح مكشوفة يشاهد نزلاء الفندق النساء وهن في المسبح مما يؤكد لنا تهاون الجهات المختصة في تنفيذ الأوامر، فنأمل الاهتمام والحرص حيال منع مثل هذه الظواهر والقضاء عليها ومحاسبة المتهاون والمقصر] فأين هذا التوجيه من واقع المثال الذي ذكرته أعلاه.
والنوع الثاني من المخالفات الظاهرة: -
هو ما عبرت عنه بالاختلاط المزيل للكلفة الموجب للألفة، وفي بادئ الأمر قد يظن القارئ أن الأمر لايؤدي إلى محذور ولكن الحقيقة أن الله جبل الرجال على الميل إلى النساء و جبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين كطبيعة النفس البشرية (وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر، والشريعة مبنية على المقاصد والوسائل، فلما حصل الاختلاط بين امرأة عزيز مصر ويوسف عليه السلام ظهر ما كان كامناً في النفس فطلبت منه أن يواقعها ولكن الله عصم نبيه برحمته، والوقائع موجودة في مجتمعنا من جود علاقات مشبوهة بين موظفين وموظفات بسبب اختلاطهم ببعض فزالت الكلفة بينهم ووقعوا في الفتنة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على مثل هذه الأمور فقد جاء في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها] رواه مسلم، فإذا كان الشرع أرشد النساء وحثهم على الابتعاد عن صفوف الرجال في الصلاة متوقعاً حصول انشغال بال بعضهم ببعض فكيف يكون الحال في المخالطة الطويلة مثل ما يحدث في غرف التمريض والمعامل الفنية والسكرتارية والشئون الإدارية والاستوديوهات الإعلامية - والمعبر عنه بفريق عمل - وفي الحديث الشريف: [جاءت امرأة لرسول الله فقالت يا رسول الله استأثر بك الرجال فاجعل لنا يوماً تعظنا فيه، فجعل لهن يوم الاثنين] وكذلك جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال وهو في المسجد لو تركتم هذا الباب للنساء، وقوله صلى الله عليه وسلم بحق الجنسين من الأبناء فرقوا بينهم في المضاجع هذا وهم أبناء عشر سنوات، فكيف بالأجانب والبالغين، كل ذلك حرص من النبي الكريم على تهذيب النفوس وسلامتها، وعلى هذا تربت فاطمة الزهراء رضي الله عنها حيث قالت (خير للمرأة أن لا ترى الرجال
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يرونها) وهذا يعرف قانوناً بالأمن الوقائي، وعلى هذا الأصل القانوني ورد قرار نائب رئيس مجلس الوزراء رقم (1960/ 8) في 23/ 12/1399هـ ونصه [منع الأعمال المؤدية إلى اختلاط النساء بالرجال] وعلى نفس المنظومة سارت جميع قرارات الدولة ففي خطاب وزير الداخلية رقم (16س/2333) في 30/ 5/1406هـ بشأن تعليمات ملاعب الأطفال فقرة (2): يخصص أيام للنساء، مع منع دخول الذكور فوق عشر سنوات - وذلك عملاً بالحديث النبوي فقرة (7): منع إقامة مباني حول محيط سور هذه المحلات حتى لايتكشفن النساء.
فقرة (8): تعيين مراقبين من الهيئة ومن الأمن العام لمنع دخول النساء المتبرجات والسافرات.
ولكن الواقع اليوم بدأ يأخذ منحاً آخر على أيدي سفهاء يريدون جر البلاد إلى فوضى أخلاقية، ولا يخفى على كل من لديه أدنى علم بالأدلة الشرعية وبالطبيعة البشرية وبواقع الحال ضرر السماح باختلاط الجنسين خاصة الساعات الطويلة عبر فريق عمل واحد ومظلة واحدة، والحرص على اجتماعهم سوياً مع القدرة على فصلهم هو مما يلفيه الشيطان على قلوب وألسنة القائمين بهذا العمل ومما يسر أصحاب القلوب المريضة، ونحن بمقدورنا أن نجعل مرافقنا ومؤسساتنا تقدم كل الخدمات المرجوة دون تجاوزات إذا حرصنا على ثوابت ديننا ومقاصده العظيمة.
ولهذا فإني أقترح ما يلي: -
1 - إيجاد لجان مؤهلة مهمتها إيقاظ مفهوم التربية الذاتية، ويكون عملها على قسمين تعليم نظري ومتابعة ميدانية، بحيث يتضمن عمل هذه اللجان المرور على هذه المواقع وملاحظة مثل هذه المخالفات وقيامها بواجب الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع ضرورة اتخاذ شيء من الإجراءات الإدارية بحق المخالفين سواءً كانوا موظفين وهذا له خطوات معروفة، أو كانوا مراجعين وذلك إما بتنبيههم بأنهم سيحرموا منفعة المرفق مرة أخرى أو بمنعهم من دخول المرفق - ومثل هذا قد صدر فيه توجيهات سمو وزير الداخلية عندما وجه الجهات الحكومية بمنع دخول كل من يراجعها وهو يرتدي ملابس غير لائقة - والمرأة المتبرجة الكاسية العارية هي في وضع غير لائق - وبالتالي يشملها فقه النص النظامي لاشتراكهما في العلة، ويؤيد كلامي الحديث الذي يستدل به من يجوز كشف الوجه والذي نصه [أن أسماء بنت أبي بكر دخلت عليه بملابس غير ساترة، فقال صلى الله عليه وسلم إن المرأة إذا حاضت لم يصلح أن يظهر منها غير هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفه] وأيضاً خطاب وزير الداخلية رقم (16س/2333) في 30/ 5/1406هـ فقرة (8): تعيين مراقبين من الهيئة ومن الأمن العام لمنع دخول النساء المتبرجات والسافرات، وربما يكون هناك أقسام إدارية في الجهات محل المخالفات تخصصها المتابعة ولكنها لا تقوم بدورها وبالشكل المطلوب.
2 - لا بد أن يكون هناك دور وقائي من خلال وجود لوحات إرشادية تتضمن بيان المخالفات المذكورة وكذلك توزيع المناسب من الأشرطة والكتب من الجهة المعنية، وهذا الأمر غير ملاحظ ربما لانعدامه أو لضعفه وكلاهما قصور يجب معالجته، مع إحساس المسئول عن المرفق أن هذا واجب ومن صميم عمله، ومع هذا فإن هذا الجزء لن يؤتي ثماره إلا مقترناً بالجزء الأول، لأننا نلاحظ وعلى سبيل المثال في المطار مكتوب ممنوع التدخين، ونجد طائفة من المستهترين يخالفون هذا النظام بمرأى من جميع الأجهزة المعنية بالمطار أو في أي مرفق آخر ولكن دون اتخاذ أي إجراء وهذا مكمن الخطأ الذي أود أن يسلط عليه ضوء التفعيل وأن لا يقف الطاقم المرتبط بأي مرفق مكتوف اليدين مما يعطي الضوء الأخضر للمخالف بالاستمرار، لأن مبدأ الثواب والعقاب وسيلة مهمة في التربية وتحقيق الأهداف العامة وهو نهج قرأني معروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وأما بالنسبة لانتشار هذه المخالفات وظهورها في الأماكن العامة فإنه يجب أن يكون لرجال الدوريات الأمنية دوراً في هذا بصفتهم رجال سلطة عامة، وقد أناط النظام بهم القبض على كل من يقوم بعرض صوراً مخلة بالآداب كما هو في نظام الأمن العام، فكيف ونحن نتكلم عن حقيقة وليس مجرد صورة فإنه من باب أولى، وكذلك قد أسند النظام لرجال السلطة العامة منع الجريمة قبل وقوعها وقد أوضحت الدراسات الأكاديمية أن الضحية والمجني عليه يكون في أغلب الأوقات هو السبب في إغراء الجاني وحثه للاعتداء عليه، وإن ظهور المرأة باللباس والمظهر الغير لائق والمحظور شرعاً فيه إغراءٌ للمتهورين والغير مسئولين حيال ممارسة أعمال طائشة مثل المعاكسات سواءً التقليدية أو المصحوبة بعنف، وقد يتطور الأمر إلى جريمة جنائية كالاعتداء والخطف، وهناك وقائع مسجلة لدى الجهات المعنية تؤكد هذا الأمر، ولهذا كان من البديهي أن يمارس رجال الدوريات العامة هذا الواجب الهام كإجراء وقائي وأن لا يتهرب من المسئولية بإحالة مثل هذه المواضيع لهيئة الأمر بالمعروف فقط - وفي كلٍ خير والتعاون مطلوب من الجميع
4 - إدراج مسألة تلقي البلاغات عن وجود حالات تبرج للنساء في الأماكن العامة ضمن نظام الأمن العام، وقد سبق أن صدرت توجيهات المقام السامي رقم (1858/ 8) في 2/ 12 /1399هـ[بأن يبلغ أقرب مركز شرطة عن وجود نساء أجانب يتجولن في الأماكن العامة دون التزامهن بالتستر ليتم التحقيق معهن، مع إبلاغ وزارة الخارجية لتعميمه على السفارات والقنصليات، وكذلك تبلغ الوزارات والمصالح الحكومية بمراعاة ذلك في صلب عقود العمل]، ومثل هذا التوجيه ينسحب على كل واقعة مشابهةً لها، وربما يطرح اعتراض بأن هذا فيه إشغال للجهات الأمنية، وكذلك بعض البلاغات سيكون مبالغاً فيها نظراً لاختلاف توجهات وثقافة المبلغ، ولكي أكون منصفاً وحديثي عدلاً فهناك من يريد أن يلزم الناس كلهم برأيه، فهو يتعدى مرحلة مجرد إبداء رأي إلى محاولة الإلزام، ولكن حديثي واضح من البداية وعن أي منهجية أقصد، وليس في هذا الاقتراح أي إشغال للجهات الأمنية بل هو كما تقدم منع للشر قبل وقوعه ثم إذا تعارضت الأمور لديهم وتزاحمت الواجبات فيقدم الأهم والأوجب، وفي خطاب وزير الداخلية رقم (2س/5804) في 5/ 6/1399هـ[يجب وضع حد في الأسواق الرئيسية وما يحصل للنساء وغيرهم من مضايقات بواسطة الشرطة]، ولما كانت التصرفات القانونية قائمة من الأصل على مبدأ الوقاية فمن البديهي أن نفتش عن أسباب أذية النساء لنحد منها، فإذا كان السبب هو وجود تصرفات وسلوكيات سيئة من المرأة فيجب عقوبتها أولاً ولا يرمى الذنب كله على الشباب، وكذلك ورد في الأمر السامي الكريم رقم 1902/ 1 في 8/ 7/1387هـ[على الدوريات الأمنية ملاحظة ظاهرة السفور واتخاذ الإجراءات الرادعة للقضاء عليها].
5 - تشديد تطبيق النظام بحق من وقعت منها المخالفة محل حديثنا وخاصةً إذا كانت موظفة فإذا كانت أجنبية فهناك عقد عمل يلزمها باحترام أنظمة البلد أو ينهى عقدها، وإن كانت سعودية فقد جاء في نظام ديوان المظالم قرار رقم (140/ت/3) في 1408هـ أن الموظف يعتبر متهماً بما يخل السمعة والنزاهة إذا أرتكب ما يخالف الشرع أو المفهوم الاجتماعي المتعارف عليه في وسط المجتمع المسلم الملتزم بقواعد الدين، وهو يعتبر مسئول عن تصرفاته حتى خارج عمله لأن صفة الوظيفة لا تنفك عنه]، ولهذا ينبغي رفع محضر واقعة بحق من يثبت حيالها هذه المخالفة متضمناً معلوماتها الشخصية والتي يتحصل عليها عن طريق طلبها مباشرة من المخالف، وسواءً كانت المرأة موظفة أو غير ذلك فقد صدر التوجيه الملكي رقم 2101 في 20/ 10/1391هـ[يمنع تبرج النساء ولا يسمح لهن بارتياد الأسواق وهن في ملابس قصيرة أو غير محتشمة] فيكون هنا دور الجهات المعنية بإلزام المخالفة بمغادرة المكان العام مع تدوين ما يلزم من محضر لمعاقبتها كما تقدم ذكره، وتفسير ذلك عملياً ورد في برقية أمير منطقة مكة رقم (123907/ع) في 1/ 4/1423هـ فقرة (3): [أما فيما يخص ظاهرة النساء والفتيات المتبرجات المتواجدات في أماكن عامة وكيفية الأخذ على أيدي المخالفات منهن فيتم استدعاء أولياء أمورهن وأخذ التعهد عليهم بالمحافظة عليهن]، وهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني أن العقاب يطول ولي أمر المرأة أيضاً.
6 - القيام على فصل أماكن هذه الخدمات، بحيث يكون المقدمة للرجال والمؤخرة للنساء أو الدور العلوي للنساء والأرضي للرجال، كما أرشد الإسلام أتباعه في أماكن العبادة والتي هي أشرف الأماكن والتي قد لا يتصور معها وجود ريبة، فلماذا إقحام النساء الراغبات في العمل لأي سبب كان بمزاحمة الرجال والتعرض لنظراتهم وملاحقاتهم وأحياناً الخلوة بهم تحت مسمى متطلبات العمل، فمن حق هؤلاء النساء حمايتهن من شرور أنفسهن أولاً ومن شرور أصحاب النفوس الضعيفة من أرباب العمل ثانياً، كما يجب أن نعلم المرأة التي ترفض الحجاب أو تقبل بالاختلاط أن الحكم الشرعي يجب أن يحقق مقصوده في الحياة وإلا أصبح مهجوراً لا فائدة منه، والحكم الشرعي يحمل في طياته تحقيقاً لمصالح العباد والبلاد، فمثلاً المرأة المتبرجة لا يسعها أن تدعي أنها حرةً في تركها للحجاب وأن هذه مسألة شخصية، لأن الغرض من الحجاب أمرين: -
أحدهما ستر المرأة وحفظها من كل ما يؤذيها لأن في الأصل الخلقي أن المرأة محل مطمع الرجل، وعقلاً نجد أن المرأة غالباً هي من يطلب نكاحها لا العكس، ويؤيد هذا قوله سبحانه وتعالى [يا أبها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين].
والأمر الثاني: هو المحافظة على طهر المجتمع وتقليل فرص الجريمة وهتك العرض والوقوع في الفواحش وذلك من خلال إعانة الرجل على عدم الانفتان بزينة المرأة المجبول عليها فطرياً كما قال تعالى [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم] والعلاقة بين غض البصر والعفة وطيدة، وكذلك بين إطلاق البصر والوقوع في الحرام، قال صلى الله عليه وسلم [والعينان تزنيان وزناهما النظر .... والفرج يصدق ذلك أو يكذبه].
ولكن نحن وللأسف في بعض جوانب حياتنا لدينا تبعية كما قال صلى الله عليه وسلم [ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا من يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: ومن].
فعلى سبيل المثال لماذا الممرضة تزاحم الطبيب وتلازمه طوال الوقت؟ ألا يمكن تلقي مهنة الطب وتطوراتها من غيرنا ولكن نأخذ طريقة تنفيذها من ديننا الإسلامي، فنجعل مع الطبيب ممرضاً من الرجال بدلاً من امرأة، وهذا منطقياً أنجح للعمل لاستطاعة كلاً منهما الاندماج مع الآخر بما لايستطيعه مع المرأة، وبالتالي نجعل الممرضة مع الطبيبة، أليس هذا ما يقوله البعض عند طلبه وضع موظفات في المحاكم وغيره من الجهات لأن تعامل المرأة مع المرأة أيسر وفيه رفع للحرج، ولماذا هذه المسكينة التي تبحث عن لقمة عيش نجعلها تسافر هنا وهناك تخدم الرجال في الطائرة وتحتك بالمضيفين من الرجال والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن سفر المرأة بدون محرم، والأمر السامي الكريم يمنع أن تعمل المرأة بوظيفة " نادل " مقدم طلبات وفي خطاب نائب وزير الداخلية رقم (12س/3527) في 16/ 8/1412هـ فقرة (5): [عدم السماح للرجال بخدمة النساء في الحفلات - والعكس- والاكتفاء بجلب الطلبات فقط دون الدخول إلى مواقعهم]، فلماذا الأمر يختلف على متن الطائرة - إنها التبعية - وقل مثل هذا في كل مناحي الحياة، لأن من أسباب الحفاظ على الأخلاق والعفاف هو عدم تيسير أمور الخلوة والاختلاط والتبرج وهذا واجب يمليه مبدأ المسئولية والسياسة الشرعية، ولكن المشكلة تكمن عندما يريد البعض طبع المجتمع المسلم على القالب المأخوذ من الحياة الغربية متناسياً الفروق الدينية والأخلاقية بيننا وبينهم.
7 – يجب تحديد نوعية ومؤهلات من يقوم بتحديد ما هو موافق للشريعة من عدمه في التصرفات الصادرة من هذه المرافق -وأعني بالدرجة الأولى وزارة العمل - وفي نظري أن هذا فيه عيبان نظاميان:
أولهما: تداخل الاختصاصات حيث أن الجهة المناط بها الفتوى الشرعية هو مفتي عام للبلاد وعلى أقلها مجمع البحوث الفقهية، وحتى في المسألة الخلافية التي أشرت إليها فإن القاعدة [حكم الحاكم يرفع الخلاف] وكون الحاكم أناب دار الإفتاء واللجنة الدائمة عنه في بيان أحكام الدين فإن ما يصدر عن هذه الجهة في مجالات الفتوى يعتبر قاطعاً للاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيهما: ما هو المستوى العلمي لمن أسند إليهم هذا الأمر لكي يوقعوا عن الله رب العالمين وأن هذا موافق للشريعة أم لا لاسيما أن هناك قصوراً واضحاً من قبل مكاتب العمل ولجان المتابعة، فبعض المؤسسات والمحلات الخاصة استشرى فيها وبشكل غير معقول اختلاط الجنسين وتبرج النساء وبصورة لم يراها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الشريف (صنفان من أهل النار لم أرهما - نساء كاسيات عاريات) ولعل النص الجديد الوارد في نظام العمل والذي يشير إلى أن يكون عمل المرأة بما يوافق أحكام الشريعة بدلاً من النص السابق له دوراً في استغلاله من قبل ضعفاء النفوس سواءً في الوزارة المعنية أو المنشئات الخاصة، مع أن النص الجديد لا يبيح مخالفة ما عليه الدولة من محافظة على تعاليم الإسلام، فقد جاء في خطاب وزير الداخلية رقم (1278/ق /ع) في 1/ 12/1423هـ فقرة (4): [تؤدي المرأة عملها في مكان منفصل تماماً عن الرجال] وكذلك جاء في خطاب سمو المحافظ رقم 202/ 400152/ب/ف في 8/ 1/1429هـ ولكننا نجد أن بعض المشرفين أو المشرفات على هذه المرافق هم إما على غير دين الإسلام أو مخالفين لنظام العمل ويضربون بكل التعاليم عرض الحائط، وإلا كيف نفسر وجود اختلاط بين عاملين وعاملات في مخبز تابع لتموينات غذائية والذي باشر الحالة مركز هيئة بني مالك بجدة، أو وجود اختلاط في مكان إعداد الطعام بمطعم الطازج بكيلو 15 بجدة، أو شقة بها سبعة نساء ورجلين بحجة أنه مكتب إيجار للسيارات أو مكتب إدارة أعمال كمركز بيوتات الأعمال بجدة، وكذلك وجود اختلاط بين موظفي فندق جدة أوركيد بجدة وفيه شريط مسجل لحفل داخلي بين الموظفين والموظفات وهم في وضع لا توافق عليه الشريعة - والواقعة نظرت من قبل هيئة السلامة - ولا شك أن تفسير هذا يرجع إلى أن توصيف ما يوافق الشريعة من عدمه أصبح في بعض الجهات خاضعاً لاستحسان مسئول الوزارة المعنية أو مدير المنشأة الخاصة أو العامة، ويا ليت الأمر اختلاطٌ فقط بل يضاف إليه تبرجاً وسفوراً (كاسيات عاريات) إنه التعريف النبوي لوصف حالة بعض هؤلاء النساء فلا خمارٌ على الشعر ولا جلباب يستر الصدر والنحر مع مشابهة الأعاجم من لبس الضيق والقصير والشفاف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمة سلمة رضي الله عنها (المرأة ترخي ثوبها شبراً) تحت كعبها، وفي الحديث أن أم سلمة أفتت بأن المرأة إذا ظهر شيء من شعرها أو لبست ثوباً رقيقاً أو لا يستر قدمها فإن صلاتها غير صحيحة، فكيف والحال اليوم ما ذكر، ولا يخفى أن الاستحسان الذي أشرنا إليه هو نتيجة ثقافة ورؤى خاصة، فهل يجوز قانوناً أن يفسر أي نص نظامي على مبدأ الاستحسان والرأي أم لا بد من وجود لائحة تفسيرية من مختصين، إضافة إلى أنه لا وصاية على الأمة إلا عن طريق كتاب الله وسنة نبيه، وأما [لا أريكم إلا ما أرى] مما يجر المجتمع للخروج عن تعاليم دينه فهذا أمر غير مقبول، وهي سياسة تمرير الأفكار من خلال المركز الوظيفي وبمرور الأيام نجد أن أكثر الناس قد ألف رؤية المنكر ثم يصبح بعد ذلك عادة وهذا هو الغش بعينه للمجتمع، وليس عيباً مراجعة القرارات فلنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد جاء في الحديث أنه كان يحلف على أمر فيرى غيره خيرٌ منه فيكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير.
8 – تفعيل دور الإعلام بجميع وسائله عن طريق زيادة الوعي بأضرار الاختلاط والتبرج وبيان فضيلة المحافظة على الستر والعفاف، وأن يكون هذا التفعيل باختيار المادة المناسبة والأشخاص الأكفاء المؤهلين دينياً وفكرياً لأنهم يقوموا بصياغة عقول الناس، و الله عز وجل ما أنزل الكتب السماوية إلا وأرسل معها أنبياء يدعون إلى الخير ويعلمون الناس ما في هذه الكتب، مما يبين ضرورة تولية الأكفاء في أماكن التربية والثقافة، وفي رأي أنه لا مانع في ظل هذا الانفتاح الإعلامي والعولمة القادمة أن ندرس الناس الفقه المقارن في المسائل الخلافية والواردة عن سلف هذه الأمة بدلاً أن يسمعوها من غيرنا في الفضائيات ولكن بشكل غير علمي، وأعتقد أن يسع هذا الأمر مجتمعنا خيرٌ له من أن يسعه الفكر التغريبي المخالف.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 – العمل على إظهار ما هي حقيقة الحرية التي يدعى إليها في هذه الأيام - والتي هي بمعنى التفلت وهجر بعض أحكام الإسلام - حتى لا ينخدع بها الناشئة، مع بيان أن الحرية الحقيقية هو التحرر من عبودية الهوى والشهوات ولزوم منهاج القرآن والسنة (وما أجمل أن يكون عرض هذه الفكرة عن طريق مادة إعلامية مميزة، وهذا دور الإعلامي المسلم).
10 – تفعيل التعاميم التي تنص على استدعاء ولي أمر المرأة المتبرجة وأخذ التعهد عليه وعليها ويجب أن يكون هذا التفعيل عن طريق أعضاء الهيئة ورجال الشرطة كلاً أثناء أداء عملهم كما أشرنا إليه في الفقرة (3) أعلاه، لأن من المتفق عليه شرعاً وقانوناً أن الأحكام والقرارات الصادرة إذا لم تحاط بمجموعة من الإجراءات القائمة على مبدأ الثواب والعقاب فإنها تصبح عديمة الفائدة والأثر، وهذا يلاحظ جلياً في إصرار بعض النساء المتعاقدات على التبرج مع إنه من المفترض أنهن أفهمن بتعاليم البلاد إلا أنهن لم يرين تجريماً حازماً لهذه المخالفة مع إتباعها بالعقوبة المناسبة.
11 – تفعيل دور جميع الأجهزة والمرافق الخاصة والعامة، وكذلك تفعيل دور المجتمع وإذكاء روح المسئولية تجاه أمور دينهم انطلاقاً من قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وقوله صلى الله عليه وسلم: [الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولرسوله، ولكتابه، ولعامة، المسلمين وأئمتهم]، ويكون هذا التفعيل عن طريق دور الإعلام كما سبق ذكره، ومن جهة أخرى عن طريق المكاتب الدعوية، ومن جهة ثالثة رفع دعاوى احتسابية ضد المخالف سواءً كان فرداً أو مرفقاً خاصاً أو حكومياً.
12 – ورد في كتب الفقهاء مسألة العقوبة المالية للمخالف في بعض أحكام الشريعة الإسلامية مثل استحصال الغرامة المالية أو إتلاف أو مصادرة الشيء المستخدم في المخالفة كما هو مقرر في السياسة الشرعية للحاكم المسلم، ولا أعتقد أن رخصة القيادة أو إيقاف السيارة في غير المكان المخصص أهم من الأخذ على أيدي السفهاء اللذين يلوثون المجتمع بمجاهرتهم بالمعاصي فأتمنى أن ينظر في وضع غرامات أو عقوبات بضوابط معينة ولحالات خاصة.
13 - تفعيل دور الادعاء العام كما سبق بيانه، وكذلك دور أعضاء مجلس الشورى في استدعاء الوزير ومناقشته حيال مخالفته للتعليمات المكتوبة.
14 - إيجاد مواقع الكترونية وإصدار نشرات تعرض اللوائح والأنظمة تثقيفاً للساكنين على أرض هذه البلاد وتعريفاً بما لهم وبما هو عليهم، ويكون هذا انطلاقاً لهم ليشاركوا الجهات الرقابية عن طريق رفع الدعوى ضد المخالف وكذلك ضد منسوب الجهة المختصة بتهمة التقصير في عمله فقد جاء في خطاب وزير الداخلية (إن أي موظف أثناء تأدية عمله لا يقوم بالإبلاغ عن أي مخالفة فهو معرض للجزاء التأديبي)، فننمي بذلك لدى العامة الإحساس بأهمية النقد البناء وبواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليكون بعد ذلك كل موظف أو مسئول دقيقاً في تصرفاته وتصريحاته - وهذه هي الديمقراطية الإسلامية -
- وأخيراً أتمنى من القارئ الكريم أن لا يكون تبعاً لغيره يحركه كما شاء، بل عليه الرجوع إلى أمهات الكتب الفقهية وإلى تفسير القرآن ليعرف من يريد مصلحة المجتمع ممن يريد مصلحته الشخصية واتباع هواه - كما قال الله [ولو ردوه إلى الله والرسول].
ولا نقول مثل ما سمعت من بعض الرويبضة عندما قالوا يريدون وصاية على المجتمع، وهذه هي الدول المجاورة مسلمين مثلنا ولكن ليس لديهم من التنطع مثلنا، فأجيب على هذا وأمثاله أن هذه الدول المجاورة يوجد في أنظمتها الوزارية تنظيم بيع الخمور وفتح محلات الدعارة وغيره من الأمور المخجلة فهل هذه الدول هي محل قدوته، أما نحن فشعارنا ما قاله صلى الله عليه وسلم [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها] وقوله [تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي].
هذا ما أحببت عرضه على أنظاركم، وأتمنى من الله العظيم أن ييسر تفعيل كل إجراء من شأنه جلب الخير ودفع الشر - اللهم بلغت اللهم فاشهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
المستشار / فهد العمر
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 09:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذا النقل الهام
في رأي لو أن كل أخت تفهم معى هذا الحديث ما كان الذي كان
الأمر الذي لم يجد له النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً أبلغ من قوله [صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ومنهم نساءٌ كاسياتٌ عاريات ... لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها]
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 01:36]ـ
رفع الله قده(/)
مظاهر الغلو في الاعتقاد والعمل والحكم على الناس، لفضيلة الشيخ العلَّامة ابن برجس
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 06:22]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كَلِمَةٌ لِلشَّيْخِ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ بَرْجسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
ضمن بُحُوث ندوة أثر القُرَآنِ الكَرِيْمِ في تَحْقِيقِ الوَسِطيَّةِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله .. أما بعد: فإن من مظاهر الغلو: الغلو في الاعتقاد، والعمل، والحكم على الناس.
1 - الغلو من الاعتقاد:
أما الغلو في الاعتقاد: فهو مجاوزة الحد فيما شرع الله تعالى من الأمور الاعتقادية فإن الله تعالى إنما أنزل الكتاب وبعث المصطفى ليكون الدين كله لله، والغالي لا يكتفي بما أنزل تعالى من الشريعة الكاملة، بل يسعى إلى الزيادة على ما شرع الله، ومخالفة ما قصده الشارع من التيسير على المكلفين إلى التشديد على نفسه وعلى غيره، ونسبة ذلك إلى شرع الله تعالى. والغلو في الاعتقاد أخطر أنواع الغلو؟ ذلك بأن الاعتقاد درجة عالية من جزم القلب بما فيه من رأي أو فكر أو شرع، فأصعب ما يكون انتزاعها؛ لأن صاحبها يدافع عنها كما يدافع عن دمه وماله وعرضه، ومعلوم أن الغالي إنما يعتقد ما يتوهم أنه شرع الله وليس كذلك، بل إنما يعتقد فكرا أو رأيا مصدره الهوى.
ومن هنا كان تحذير علماء المسلمين من أهل ال بدع والأهواء أكثر من تحذيرهم من أهل المعاصي والفسوق فالضرر الحاصل بالغلو في الاعتقاد أعظم من الضرر الحاصل بالغلو في العمل.
ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الغلو:
غلو الخوارج وهم الفرقة المعروفة في جسم الأمة الإسلامية منذ العصر الأول: إنهم فئة قادهم الغل و في الحكم على صاحب المعصية إلى إلحاقه بمن وقع في الكفر بالله تعالى فكان هذا الغلو الاعتقادي دافعا لهم إلى سلسلة من الجرائم الكبرى بحق الأمة الإسلامية:
(أ) - حيث دفعهم إلى تكفير حكام المسلمين بمجرد الوقوع في المعاصي.
(ب) - ثم تكفير عامة من لم يقنع بقولهم هذا من المسلمين، فكفروا المجتمعات المسلمة
(ج) - فقاتلوا المسلمين، وخرجوا على حكامهم. وهكذا صور كثيرة من الظلم والاعتداء وإيهان قوة المسلمين، ارتكبها هؤلاء لأجل غلوهم في دين الله تعالى
وقد كشف الحديث النبوي الشريف هذا الجانب السيئ في هذا الاتجاه، ففي صحيح ابن حبان (1) عن جندب البجلي أن حذيفة حدثه قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «إِنَّ مَا َأتَخَوَّفُ عََليْ ُ كمْ رَجُل َقرََأ اْلُقرْآن َ حَتَّى إَِذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عََليْهِ وَكَان رِدْءًا لِلْإِسَْلامِ، َ غيَّرَهُ إَِلى مَا شَاءَ اللَّهُ، فَانْسََلخَ مِنْهُ، وَنَبَذهُ وَرَاءَ َ ظهْرِهِ، وَسَعَى عََلى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ " قَال: ُقلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، َأيُّهُمَا َأوَْلى بِالشِّرْكِ، الرَّامِي َأمِ الْمَرْمِيُّ؟ قَال: " بَلِ الرَّامِي».
فهذه الصورة تكشف الغلو الاعتقادي، كيف يبدأ صاحبه؟ ومن أين يأتيه الشيطان؟ وما يترتب على غلوه من المفاسد العظيمة:
حيث قتل النفس التي حرم الله، وخيانة الجار، وزعزعة أمن الدولة المسلمة. كل ذلك يشرح نظريا شؤم الغلو الاعتقادي، ويب ين عموم ضرره. ومن هنا جاء كتاب الله تعالى وجاءت السنة النبوية بالتحذير الشديد من الغلو، وبيان عواقبه الوخيمة في أمور الدين وأمور الدنيا. ففي مسند الإمام أحمد (2) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ غداة جمع: هَُلمَّ اْلُقط ْ لِي، َفَلَقطْتُ َلهُ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى اْلخَ ْ ذفِ، َفَلمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ، قَال: " نَعَمْ، بَِأمَْثالِ هَؤَُلاءِ. وَإِيَّاكمْ وَالْغُُلوَّ فِي الدِّينِ، َفإِنَّمَا هََلكَ مَنْ كَا َ ن َقبَْل ُ كمْ بِالْغُُلوِّ فِي الدِّينِ (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " اقتضاء الصراط المستقيم " (4): هذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال، وسبب هذا اللفظ العام: رمي الجمار، وهو داخل فيه مثل: الرمي بالحجارة الكبار، بناء على أنه أبلغ من الصغار، ثم علله بما يقتضي مجانبة هدي من كان قبلنا، إبعادا عن الوقوع فيما هلكوا به. وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه من الهلاك. اهـ
وغلو أهل الكتاب من النصارى في دينهم واضح حيث نص الله تعالى عليه في قوله: ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ? (5).
فهنا غلو منهم في الاعتقاد، ساقهم إليه الشيطان، حيث زين لهم عبادة المسيح من دون الله تعالى في هيئة محبة الأنبياء وتعظيمهم، وقد أبطل الله هذه الشبهة بأدلة متعددة، كقوله تعالى: ? مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ ? (6)
ومثل فعل النصارى هذا؛ فعل اليهود مع العزير، وفعل بعض فرق هذه الأمة مع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ولهذا حرقهم علي رضي الله عنه واتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتلهم، واختار ابن عباس أن يقتلوا بالسيف من غير تحريق، وهو قول أكثر العلماء (7)
وقد قاد الغلو النصارى إلى ابتداع البدع في دينهم، والتعبد لله تعالى بها، كما قال تعالى: ? وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ? (8).
فكل من غلا من هذه الأمة، واتبع هواه وحكمه في دين الله، أو زاد على ما شرعه الله ففيه شبه من أهل الكتاب، ومن تشبه بقوم فهو منهم. ومآله إلى الهلاك في الدنيا والآخرة؛ لأن الغلو هو سبب هلاك من مضى من أهل الكتاب باختلافهم وتقاتلهم وتباغضهم، وفي الآخرة هم الأخسرون. ولهذا قال ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «هلك المتنطعون قالها ثلاثا» (9) رواه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود (10)
قال الخطابي في " معالم السنن " (11) المتنطع: المتعمق في الشيء، المتكلف للبحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم. اهـ
فهذا خبر عن هلاك من وقع في التنطع الذي هو ضرب من الغلو في الكلام ونحوه، فدل على أن عقوبة الغالين من المتقدمين والمتأخرين هو: الهلاك، ولهذا لا يقوم لأهل الغلو دولة، ولا تجتمع الأمة عليهم،
كما قال الإمام وهب بن منبه - رحمه الله تعالى - في الخوارج كنموذج للغلو، عند مناصحته لمن وقع في رأيهم: (فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج. ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل، وقطع الحج إلى بيت الله الحرام، وإذن لعاد أمر الإسلام جاهلية، حتى يعود الناس يستعينون برءوس الجبال كما كانوا في الجاهلية، وإذن لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة، ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يقاتل بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم على بعض بالكفر حتى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله، لا يدري أين يسلك أو مع من يكون. غير أن الله بحكمه وعلمه ورحمته نظر لهذه الأمة فأحسن النظر لهم، فجمعهم وألف بين قلوبهم على رجل واحد ليس من الخوارج ... ) الخ
(12)
وكل ما ذكره هذا الإمام واقع ملموس في هذه الفئة ومن نحا نحوها في الغلو، ذلك بأن كل خير يحصل للأمة إنما هو بسبب اجتماعها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا فسر حبل الله تعالى الوارد قي قوله جل وعلا: ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ? (13) بالجماعة في قول ابن مسعود رضي الله عنه عنه وغيره (14)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأهل الإثبات من المتكلمين مثل الكلابية والكرامية والأشعرية أكثر اتفاقا وائتلافا من المعتزلة، فإن في المعتزلة من ا لاختلافات وتكفير بعضهم بعضا، حتى ليكفر التلميذ أستاذه، من جنس ما بين الخوارج، وقد ذكر من صنف في فضائح المعتزلة من ذلك ما يطول وصفه. ولست تجد اتفاقا وائتلافا إلا بسبب اتباع آثار الأنبياء من القرآن والحديث وما تبع ذلك، ولا تجد افتراقا واختلافا إلا عند من ترك ذلك، وقدم غيره عليه، قال تعالى: ? وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ *إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ? (15)
فأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون، وأهل الرحمة هم أتباع الأ نبياء قولا وفعلا، وهم أهل القرآن والحديث من هذه الأمة، فمن خالفهم في شيء فاته من الرحمة بقدر ذلك ... " (16)
ومن هذا المنطلق جعل أهل العلم:
من علامات المبتدعة: الغلو، فليس مع من ركبه أي حجة، ومن عباراتهم في ذلك، ما سطره العلامة الشيخ سليمان بن سحمان في كتابه الذي رفض فيه الغلو، وأنكر على أهله، وفند ما يظنونه حجة لهم، وهو كتاب: " منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع "
قال رحمه الله: ومن علامات صاحب البدعة: التشديد، والغلظة، والغلو في الدين، ومجاوزة الحد في الأوامر والنواهي، وطلب ما يعنت الأمة ويشق عليهم ويحرجهم ويضيق عليهم في أمر دينهم، وتكفيرهم بالذنوب والمعاصي إلى غير ذلك مما هو مشهود مذكور من أحوال أهل البدع ". اهـ.
وقد كشف الشيخ ابن سحمان ضلال طائفة من الغالين في كتابه هذا بما يحسن تلخيصه، إذ البلية تتكرر بمثل هذه الطائفة في كل زمن.
وقد قام الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله بمنع هؤلاء الغالين من الذهاب إلى البادية للدعوة مما أثار حفيظة بعضهم، فذم الولاية، وذم العلماء، قال الشيخ ابن سحمان رحمه الله (17) قد كان من المعلوم عند الخاصة والعامة أن الذي منع هؤلاء من الذهاب إلى هذه الأما كن المذكورة في السؤال هو الإمام - أعزه الله بطاعته وأحاطه بحياطته - لأمرين:
أحدهما: أنهم افتاتوا على منصب الإمامة، فذهبوا إلى البادية من رعيته ومن تحت يده وفي ولايته، من غير إذن منه، ولا أمر لهم بذلك. وقد كان من المعلوم أن الإمام هو الذي يبعث العمال والدعاة إلى دين الله.
الثاني: ما بلغه عنهم من الغلو والمجازفة والتجاوز للحد في المأمورات والمنهيات وإحداثهم في دين الله ما لم يشرعه الله ولا رسوله، فمن ذلك: أنهم كفروا البادية بالعموم ..
ومنها: أنهم يلزمون من دخل في هذا الدين أن يلبس عصابة على رأسه، ويسمونها: العمامة، وأنها من السنة.
ومنها: أنهم لا يسلمون إلا على من يعرفون وتميز بالعمامة. وهم مع ذلك يزعمون أنهم هم على السنة، وأن المشايخ يميتون السنن.
ومنها: أنهم لا يدعون أحدا صلى معهم صلاة الصبح أن يخرج من المسجد إلا بعد طلوع الشمس.
ومنها: أنهم أدخلوا في دين الله ما ليس منه، فزعموا أن تدوية البدو للإبل عند ورودها وصدورها بدعة. ومنهم من تجاوز الحد في التأديب عند فوات بعض الصلاة، فضربوا رجلا منهم حتى مات .... فلما اشتهر هذا الأمر عنهم، وهذا الغلو والتجاوز للحد، خاف الإمام أن يسيروا بسيرة الخوارج، فيمرقون من الدين بعد أن دخلوا فيه، كما مرق منه من غلا في الدين وتجاوز الحد ممن كانوا من أعبد الناس وأزهدهم وأكثرهم تهليلا، حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة ...
إلى أن قال الشيخ:
وأما سبهم المشايخ وثلبهم إياهم وإساءة الظن بهم، وكذلك ما نسبوه إلى و لي الأمر من الأقوال التي لا تروج على عاقل، ويغتر بها كل مغرور جاهل، فهذا كله مما يرفع الله به درجات الإمام، والمشايخ، وحسابهم على الله، وسيجازيهم بما جازى به المفترين؛ لأن الإمام والمشايخ لم يمنعوهم إلا خوفا على من دخل هذا الدين أن يسلك مسلك الخوارج، الذين مرقوا من دين الإسلام وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
وأما قول بعضهم: ما فعل المشايخ ذلك إلا حسدا منهم للإخوان في دعوتهم. فنقول: وهل يدور في عقل عاقل أن المشايخ يحسدونهم على ما أحدثوه من البدع والغلو والمجازفة والتجاوز للحد!!
وأما قولهم: إن المشايخ داهنوا في دين الله، والإخوان أمروا وأنكروا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: ما أشبه الليلة بالبارحة، فلا جرم قد قالها الذين من قبلهم لما نهاهم أهل الحق عن الغلو في الدين،
قالوا لمن نهاهم: يا أعداء الله قد داهنتم في الدين (18) وهم يزعمون أنهم ما فعلوا ذلك إلا من أجل أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، تشابهت قلوبهم.
وأما قولهم: الإخوان علمونا ملة إبراهيم وبينوها، والمشايخ كتموها ودفنوها. فنقول: إن كان هذا حقا فسيجازيهم الله على ذلك. لكنهم مع ذلك قد سلكوا بهم مسلك أهل البدع، وتجاوزوا بهم الحد في الأقوال والأفعال، وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، فإن كان هذا هو ملة إبراهيم فقد أعظموا على الله الفرية وعلى ملة إبراهيم.
وأما قولهم: ما أطاع الإمام المشايخ إلا لسكوتهم عنه للمآكل والأغراض. فنقول: هذا
- أيضا - من جنس ما قبله من الطعن على الإمام وعلى المشايخ بالزور والبهتان.اهـ.
2 - فصل في الغلو في العمل:
والغلو في العمل: تشديد المسلم على نفسه في عمل طاعة من غير ورود الشرع بذلك: كالذي يجعل حبلا يتعلق به إذا فتر عن قيام الليل، ونحوه،
فإن هذا العمل غير ناتج عن عقيدة فاسدة، وإنما قد يظن المكلف أن ذلك زيادة خير.
فإن صاحب هذا العمل عقيدة فاسدة فهو الغلو الاعتقادي الذي تقدم ذكره، كحالة بعض المنتسبين إلى التصوف، ممن يعتقد أن تعذيب النفس في الطاعة مطلقا من أفعال الخير والهدى.
ولما كان هذا النوع من الغلو قد يدخل في نفس بعض المجتهدين في العبادة، عالجه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بأساليب متعددة،
تارة بالعموم، وتارة بتوجيه من وقع فيه إلى خطأ فعله، وما كان من الصحابة رضي الله عنهم إلا التسليم المطلق لرسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ففي سنن الترمذي (19) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إِنَّ رَجًُلا َأتَى النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي إَِذا َأصَبْتُ اللَّحْمَ انْتَشَرْتُ لِلنِّسَاءِ، وََأخَ َ ذتْنِي شَهْوَتِي، َفحَرَّمْتُ عََليَّ اللَّحْمَ، َفَأنْزَل اللَّهُ ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ?» (20) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب .. اهـ. وحسنه الشاطبي في " الاعتصام " (21)
ومثل هذه الحادثة كثير، فيوجه النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ من وقع منه ذلك إلى البعد عنه، والحذر منه.
وقد روى ا بن جرير الطبري في " تفسيره " (22) عن أبي قلابة قال: َأرَادَ ُأنَاسٌ مِنْ َأصْحَابِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أن يَرْفُضُوا الدُّنْيَا، وَيَتْرُكُوا النِّسَاءَ وَيَتَرَهَّبُوا. َفقَامَ رَسُول اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ َفغَلَّظ فِيهِمُ الْمََقاَلةَ، ُثمَّ قَال: إِنَّمَا هََلكَ مَنْ كَان َقبَْلكمْ بِالتَّشْدِيدِ، شَدَّدُوا عََلى َأنْفُسِهِمْ َفشَدَّدَ اللَّهُ عََليْهِمْ، ُأوَلئِكَ بََقايَاهُمْ فِي الدِّيَارِ وَالصَّوَامِعِ، اعْبُدُوا اللَّهَ وَ َلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيًْئا، وَحُجُّوا وَاعْتَمِرُوا، وَاسْتَقِيمُوا يَسْتَقِمْ َلكمْ " قال: ونزلت فيهم: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ? (23)
قال الشاطبي رحمه الله في " الاعتصام " (24) الاقتصار على الشبع في المأكول من غير عذر تنطع والاقتصار في الملبوس على الخشن من غير ضرورة، من قبيل التشديد والتنطع المذموم، وفيه أيضا من قصد الشهرة ما فيه. وقد روي عن الربيع بن زياد الحارثي: أنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ا عدني على أخي عاصم.قال: ما باله؟ قال: لبس العباء يريد النسك. فقال على رضي الله عنه علي به فأتى به مؤتزرا بعباءة، مرتديا بالأخرى، شعث الرأس واللحية. فعبس في وجهه، وقال: ويحك! أما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أباح لك الطيبات، وهو يكره أن تنال منها شيئا؟ بل أنت أهون على الله من ذلك، أما سمعت الله يقول في كتابه: ? وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ ? (25) إلى قوله: ? يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ? (26) أفترى الله أباح لعباده إلا ليبتذلوه، ويحمدوا الله عليه، فيثيبهم عليه؟ وإن ابتذالك نعم الله بالفعل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
منه بالقول. اهـ.
وأدلة الشرع في النهي عن الغلو العملي كثيرة جدا، فالوقوع فيه: ارتكاب للنهي، ومعارضة لمقاصد الشريعة التي بنيت على التيسير والتخفيف. وإذا تأمل المسلم ما جرى في حادثة الإسراء والمعراج من فرضية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومراجعته ربه جل وعلا في تخفيف عدد الصلوات من خمسين إلى أن بلغ خمس صلوات؛ علم يقينا أن الشارع الحكيم لا يقصد في تكاليفه المشقة على العباد وإلحاق العنت بهم. فلم يبق لمن ألزم نفسه بالغلو في جزئيات الشريعة حجة. وكل ما تقدم في ذم من غلا في جزئية أو جزئيتين، أما من كثر غلوه في الجزئيات فلا ريب أن غلوه هذا يلحق بالغلو الاعتقادي.
وقد جرت سنة الله تعالى في هؤلاء الغالية في العمل: أن ينقطعوا عن العمل بالكلية، إلا من أراد هدايته فوفقه للرجوع إلى الطريق المستقيم. وهذا بينه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فيما أخرجه البخاري (27) عن أبى هريرة رضي الله عنه: «إِنَّ هَذا الدِّينَ يُسْرٌ، وََلنْ يُشَادَّ الدِّينَ َأحَدٌ إِلَّا َغَل بَهُ، َفسَدِّدُوا وََقارِبُوا وََأبْشِرُوا» (28)
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في " الفتح " (29)
المشادة بالتشديد المغالبة، والمعنى:لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع؛ فيغلب.
قال ابن المنير: في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، ف قد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع .. اهـ. وتلافيا للوقوع في هذا المزلق الخطير: أمر الشارع الحكيم بالقصد وهو الوسط في العمل.
فقد بوب البخاري - رحمه الله - في صحيحه (30) باب القصد والمداومة على العمل، في كتاب الرقاق. وذكر فيه حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:" سُئِل رَسُول اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ َأيُّ الْأَعْمَالِ َأحَبُّ إَِلى اللَّهِ؟ قَال: " َأدْوَمُهَا وَإِنْ َقلَّ " وَقَال: " اكَلُفوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيُقون" (31)
3 - فصل في الغلو في الحكم على الناس:
وأما الغلو في الحكم على الناس:
فهو مجاوزة الحد في إلحاق الحكم عليهم بالكفر أو البدعة أو الفسوق.
فإن الحكم بهذه الأمور على أحد من الناس إنما هو إلى الله تعالى ورسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فمن دل الدليل القاطع على إلحاق هذه الأ حكام به؛ ألحقت به، ومن لم يدل الدليل على لحوقها به؛ فإن تتريلها عليه من تعدي حدود الله تعالى، والقول عليه بغير علم، وهو الغلو الفاحش الذي أردى الأمة ونخر في جسمها، وفرق جماعتها.
بل إن أول الغلو في الأمة إنما هو هذا، يوم غلا الخوارج في الحكم على المسلمين، وحكام المسلمين بالكفر والخروج من الإسلام، فترتب على فعلهم هذا: إراقة دماء طاهرة مسلمة، وتمزق الجماعة، وانتشار التباغض والشحناء بين أهل الإسلام.
ومثل هذا يقال في التبديع بغير حق، والتفسيق بغير حق، فإنه يقود إلى التقاطع والتباغض، وهو سبيل إلى التكفير بغير حق.
وإذا كان النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كما جاء في صحيح البخاري - منع من تتريل الحكم العام على شارب الخمر بأن تحل عليه لعنة الله، على الشخص المعين لما قام به من إيمان بالله ورسوله، فكيف يتسارع الغالون إلى تتريل أحكام الكفر والفسق العامة على الأشخاص المعينين دونما روية وتؤدة؟! ونص الحديث كما في صحيح البخاري (32) عن عمر بن الخطاب: «َأنَّ رَجًُلا كَان عََلى عَهْدِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كان اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَان يَُلقَّبُ حِمَارًا وَكَان يُضْحِكُ رَسُول اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وكان النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـقد جََلدَهُ فِي الشَّرَابِ، َفأُتِيَ بِهِ يَوْمًا، َفَأمَرَ بِه، َفجُلِد. فَقَال رَجُل مِنَ الَْقوْمِ: اللَّهُمَّ اْلعَنْهُ، مَا َأكَْثرَ مَا يُؤْتَى بِهِ! فَقَال النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ َلا تَْلعَنُوهُ َفوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ َأنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُوَلهُ» (33)
(يُتْبَعُ)
(/)
فتتريل هذه الأحكام على الشخص المعين لا بد لها من شروط تتوفر، وموانع تنتفي، كما أجمع على ذلك علماء أهل السنة والجماعة. ومن هذا المنطلق تتابعت نصوص العلماء على أن المتصدي للأحكام على الن اس في عقائدهم أو عدالتهم لا بد أن يكون من العلماء وأهل الورع: من ذلك قول الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى -: " والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع "اهـ. (34)
وقد بلينا في هذه الأزمان ببعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم. وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بفهم عبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له. وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه: رفقا يا أهل السنة بأهل السنة. نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله.
وصلَّى اللَّهُ وسَلَّم على نبينا مُحمَّد.
1 - الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان [1/ 282].
2 - [1/ 215 - 347] وصححه شيخ الإسلام في " اقتضاء الصراط المستقيم " [1/ 289]
3 - النسائي مناسك الحج [3057] ابن ماجه المناسك [3029] أحمد [1/ 215].
4 - [1/ 279] ونقله عنه الشيخ سليمان في تيسير العزيز الحميد [ص 275] والنقل بواسطته.
5 - سورة النساء 187.
6 - سورة المائدة 75.
7 - ينظر منهاج السنة لإبن تيمية [1/ 28].
8 - سورة الحديد آية 27.
9 - مسلم العلم [2670] , أبو داوود [4608] ,أحمد [1/ 376].
10 - صحيح مسلم [2670].
-11 [7/ 12 - 13].
12 - رسالة مناصحة وهب بن منبه لرجل تأثر بمنهج الخوارج ص 17.
13 - سورة آل عمران آية 103.
14 - المحرر الوجيز لابن عطية [3/ 182].
15 - سورة هود الآيتان 118 - 119.
16 - مجموع الفتاوى [4/ 52].
17 - [87/ 88].
18 - مقولة الخوارج لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
19 - أبواب التفسير باب في تفسير سورة المائدة [5/ 255].
20 - سورة المائدة 87.
21 - [2/ 196].
22 - 8/ 608 دار هجر.
23 - سورة المائدة آية 87.
24 - 2/ 228.
25 - سورة الرحمن آية 10.
26 - سورة الرحمن آية 22.
27 - صحيح البخاري كتاب الإيمان، باب الدين يسر [1/ 15]
28 - النسائي الإيمان وشرائعه (5034).
29 - الفتتح [1/ 94].
30 - [8/ 114].
31 - البخاري الرقاق (6100) مسلم صلاة المسافرين وقصرها (783) النسائي القبلة (762) أحمد (6/ 273).
32 - كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة [12/ 75] فتح
33 - البخاري الحدود (6398).
34 - ميزان الإعتدال [3/ 46].
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 06:26]ـ
المصدر
( http://www.burjes.com/burjes_article015.php)(/)
رد على اعتراض [رد شيخنا الفوزان على الشيخ عبد المحسن العبيكان]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 12:33]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رد على اعتراض
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فقد اطلعت على أوراق كتبها الشَّيخ: عبد المحسن العُبَيْكان يعترض فيها على مقال لي قد كتبته عن موضوع الزيادة في عرض المسعى ورددت فيه على شبهات من يرون جواز ذلك.
وكأن المقال لم يعجب الشيخ عبد المحسن فرد عليه بمقال عنوانه: (رد على من منع توسعة المسعى) وقد جاء في هذا الرد ملاحظات أحببت أن أنبه عليها ومن ذلك:
1ـ قوله:
(إنه من المؤسف جداً أن البعض في هذا الزمن ابتعدوا كثيراً عن التأصيل الشرعي والتكييف الفقهي. وأصبحوا يخلطون بين ماهو محل للاجتهاد في فهم النصوص الشرعية وما مبناه على الإثبات إما بالشهادة أو بتقرير أهل الخبرة).
ونقول له: ليس من الإنصاف أن تصف من يخالف رأيك بالخلط والابتعاد عن التأصيل الشرعي فالمسألة ليست مسألة انتصار للرأي بانتقاص الآخرين وإنما المسألة مسألة اختلاف يعرض على الكتاب والسنة. قال تعالى: ? فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ? [النساء:59]. والمخالفون لك لديهم بحوث مؤصلة و مدعمة بالأدلة (إن بني عمك فيهم سلاح).
2ـ قال عن خادم الحرمين (إنه وجه بتوسيع المبنى لا بتوسيع المسعى).
أقول مالفرق. لأنه يلزم من توسيع المبنى توسيع المسعى، ومبنى المسعى وضع بعد بحث ومشاورات علمية في شأنه فلا مجال للتشكيك فيه.
3ـ قال: (إن خادم الحرمين طلب من المختصين إمكانية ذلك فقاموا بالبحث التاريخي والجيولوجي).
أقول: إن المسعى مشعر من مشاعر الله لا يغير عما وضعه الله عليه وجعل عليه علامتين مرتفعتين بارزتين هما جبل الصفا والمروة فقال سبحانه: ? إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ? والشعائر جمع شعيرة وهي العلامة البارزة لا الخفية والشعائر لا تغير قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ? [المائدة:2].
والصفا والمروة مشعران بارزان يصعد عليهما فلا حاجة إلى الاستعانة بالجيولوجيين ولا إلى التنقيب تحت الأرض كما ينقب عن المعادن والبترول فهذا من التكلف الذي ما أنزل الله به من سلطان.
4ـ قال والذي أثار دهشتي أن هناك من عارض هذه التوسعة دون تأصيل ولا دليل صحيح.
أقول:
1) ليس هناك من عارض التوسعة للمسعى عند الحاجة. وإنما هناك من قال تكون التوسعة أفقية بزيادة الأدوار الكافية لأن الهواء يحكي القرار. ولا يجوز الخروج عن مساحة ما بين الصفا والمروة الجبلين الصغيرين العلمين البارزين اللذين جعلهما الله من شعائره وأعلام دينه كما لا يزاد في منى ومزدلفة وعرفات عن مساحتهما بحجة التوسعة على الحجاج.
2) نقول التأصيل والدليل الصحيح يلزم ويطالب به من يرى الخروج عما بين الصفا والمروة البارزين اللذين كان يصعد عليهما ويسعى فيما بينهما في مختلف القرون. ومن لا يرى الزيادة على هذا فمعه الدليل والتأصيل ولا يحتاج إلى تأصيل وتدليل غير ما معه.
5ـ قال: العالم ليس من حقه أن يفرض على الناس رأيه ولا يشترط أن لا يعمل ولي الأمر إلا بفتوى شخص أو أشخاص.
نقول له:
1) إن من قال بعدم توسعة عرض المسعى خارجاً عن محاذاة الصفا والمروة العلمين البارزين لم يقل برأيه وإنما بقي على الأصل الذي كان عليه المسلمون قديمًا وحديثًا.
إنما الذي يفرض رأيه على الناس هو الذي يريد أن يخرجهم عن هذا المسعى المأثور المتعارف إلى مسعى جديد محدث.
2) ولي الأمر وغيره عند اختلاف الفتوى يأخذ بما عليه الدليل لقوله تعالى:? فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُول? [النساء:59]. وليس مخيراً أن يأخذ بما شاء. والله أمرنا بالسعي بين الصفا والمروة المشاهدين البارزين والنبي صلى الله عليه وسلم سعى بينهما وقال: خذوا عني مناسككم ولم يسع خارجها.
(يُتْبَعُ)
(/)
6ـ استنكر القول بأن ما حدث حول المسعى من الجدل هو من الفتنة وأقول الفتنة تعني إثارة جدل كان الناس في غنى عنه. ومن هو الذي أثار هذا الجدل أليس هم الذين أتوا على الناس بأمر لم يعرفوه ولم يفكروا فيه مجرد تفكير ففتحوا باب الجدل في أمر هم في غنى عنه.
7ـ أيد الاعتراض على قرار هيئة كبار العلماء في المملكة الصادر بعدم التوسعة في عرض المسعى. وأن تكون التوسعة بزيادة الأدوار على المسعى المعتبر قديماً وحديثاً. وأيد فيما نشره من المقال تدويل الاستفتاء في هذا الأمر من خارج المملكة.
وقال: إني أربا بعالم جليل أن يسيس العبادة فالمشاعر المقدسة ليست مختصة بالسعوديين كذا قال.
والجواب: أن يقال لماذا شكل ولي الأمر هيئة كبار العلماء إلا ليأخذ بقرارها وكل دولة إسلامية لها مفتوها ومجالس علمائها. وكان علماء المملكة هم الذي يبتون في شأن الحرمين ولذلك شكل الملك سعود هيئة برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم ونفذ قرارها ولم يطلب الفتوى من علماء الدول الإسلامية ولم يعترض أحد ولم يعتبر هذا تسيساً للدين كما قلت في منشورك فكل دولة لها كيانها ولا تتدخل الدولة الأخرى في شئونها الدينية والسياسية ثم أيضاً يلزم مما قلت أن علماء المملكة إذا أفتوا بمنع البناء على القبور والغلو في الأموات وإقامة الموالد البدعية أن يكون للعلماء في الخارج الذين يرون خلاف ذلك أن يتدخلوا في هذه الفتوى ويعارضوها ويجب أن يسمع منهم ولماذا لم يتدخل علماء الخارج في وقت الملك سعود والشيخ محمد بن إبراهيم رحمهما الله في شأن المسعى أنذاك.
8ـ اعتراض على قولي: إن ديننا لم يبين على علامات خفية بل شأنه الوضوح في كل شي يحتاجه الناس ومن ذلك حدود المسعى فقد حددهما بما بين الصفا والمروة المشعرين البارزين اللذين يصعد عليهما فقال في اعتراضه:
ماهي هذه الحدود هل هما الجدران اللذان وضعهما الملك سعود رحمه الله.
وأقول هذه الحدود هي الصفا والمروة الجبلان البارزان العاليان اللذان يصعد عليهما. وقد صعدت عليهما أم إسماعيل وصعد عليهما الأنبياء والأجيال من بعدهما وأما الجداران فإنما جعلا لتحديد المسافة بينهما. فلا وجه للمغالطة والمراوغة في هذا الأمر الواضح الذي يعرفه الأعمى والبصير والعامي والعالم
وفي الختام أقول الناصح لولي الأمر من يبين له الحق لا من يوافقه مطلقا
وأسأل الله أن لا يجعل ذلك انتصارا للنفس وأن يجعله بياناً للحق ? إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ? [هود88]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه
صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الفَوْزَان
عضو هيئة كبار العلماء
9/ 7/1429
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 12:37]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=127)(/)
مسألة قيام الحجة على من لم يكفر الكافر
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 12:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني سوف أضع بعض أقوال علماء نجد رحمهم الله في شرط قيام الحجة على من لم يكفر الكافر ونريد من الأخوة التعليق على الموضوع وجزاكم الله خير
تفضلوا هذه هي النقول ونبدأ بما يلي:
يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله: (لو قدر أن أحداً من العلماء توقف عن القول بكفر أحد من هؤلاء الجهال المقلدين للجهمية أو الجهال المقلدين لعباد القبور أمكن أن نعتذر عنه بأنه مخطئ معذور ولا نقول بكفره لعدم عصمته من الخطأ، والإجماع في ذلك قطعي، ولا بدع أن يغلط فقد غلط من هو خير منه ... وقد ذكر شيخ الإسلام في رفع الملام عن الأئمة الأعلام عشرة أسباب في العذر لهم فيما غلطوا فيه وأخطأوا وهم مجتهدون؛ وأما تكفيره أعني المخطئ والغالط فهو من الكذب والإلزام الباطل فإنه لم يكفر أحد من العلماء أحدا إذا توقف في كفر أحد لسبب من الأسباب التي يعذر بها العالم إذا أخطأ ولم يقم عنده دليل على كفر من قام به هذا الوصف الذي يكفر به من قام به؛ بل إذا بين له ثم بعد ذلك عاند وكابر وأصر" "، ولهذا لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين كقدامة بن مظعون وأصحابه شرب الخمر وظنوا أنها تباح لمن عمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا بالتحريم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة التي عرضت لهم حتى يبين لهم الحق فإذا أصروا على الجحود كفروا، ولكن الجهل وعدم العلم بما عليه المحققون أوقعك في التهور بالقول بغير حجة ولا دليل بالإلزامات الباطلة والجهالات العاطلة وكانت هذه الطريقة من طرائق أهل البدع فنسج على منوالهم هذا المتنطع بالتمويه والسفسطة وما هكذا يا سعد تورد الإبل) إهـ كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس (صـ16)
يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في الرد على من يفرق بين تكفير الجهمية المعطلة وعباد القبور: (وأما من اختلفوا فيه فلا يقال فيمن لم يكفرذلك؟! فيقال: هذا فرضه وتقديره في أهل الأهواء والبدع الذين لم تخرجهم بدعتهم من الإسلام كالخوارج الأُول وغيرهم من أهل البدع، وأما عباد القبور والجهمية فهؤلاء غير داخلين فيهم بل قد أجمع العلماء على تكفيرهم) إهـ تمييز الصدق من المين (صـ5).
وقال في شأن تكفير الجهمية المحضة: (وإن كان ما أجهله من الأحكام تكفيري لعباد القبور؟؛ فالكلام فيهم كالكلام في الجهمية، فالمعاند له حكم المعاند منهم، والجهال المقلدون لهم حكمهم حكم المقلدين للجهمية لا فرق .. ) إهـ كشف الأوهام والإلتباس (صـ5) للشيخ سليمان بن سحمان.
ويقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في بيان حكم من لم يكفر الجهمية المحضة وعباد القبور: (وإن كان الكلام فيمن يدب عنهم، ويجادل بالباطل دونهم خطأ، فالذي بلغنا عن الإخوان من أهل عمان أنهم يبرؤون إلى الله من تكفير هؤلاء الدابين والمجادلين، وعن أنهم لا يكفرون بالعموم كما يزعم ... ويقولون إنما الكلام في الجهمية، وعباد القبور والأباضية، ويقولون لم يصدر على من جادل عنهم إلا الإنكار عليهم، وهجرهم، وترك السلام عليهم، فإذا كان كذلك كان الرد والتشنيع بالباطل على الإخوان من الصد عن سبيل الله، ومن الإتباع للهوى والعصبية. وغاية مرامهم أن تمشي الحال مع من هب ودرج، وأن لا يكون في ذلك من عار ولا حرج، وهذا إن أحسنا الظن بهؤلاء الدابين عمن حرج عن سبيل المؤمنين، وأنه صدر ذلك منهم عن شبهة عرضت لهم أن هؤلاء الجهمية وعباد القبور والأباضية داخلون في كلام الشيخ أعني شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنه لم تبلغهم الدعوة، ولم تقم عليهم الحجة، مع أن هذا إن كان هو الشبهة العارضة لهم فهومن أبطل الباطل) إهـ رسالة كشف الشبهتين (صـ27).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً: (والمقصود أن الإخوان كانوا على طريق مستقيم من هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسيرة أصحابه فكفروا من كفره الله ورسوله، وأجمع على تكفيره أهل العلم، وهجروا من السلام من لم يكفرهم، ووالاهم، وذب عنهم، لأنهم حملوهم على الجهل وعدم المعرفة، وأنه قد قام معهم من الشبهة والتأويل ما أوجبهم الجدال عنهم، لأن هذا عندهم من الدعوة إلى الله، فلذلك ما عاملوهم إلا بالهجر من السلام ابتداءً ورداً) إهـ كشف الشبهتين (صـ20).
وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمهم الله تعالى: (اعلم أن هذه الأفعال هي من دين الجاهلية التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنكارها وإزالتها، ومحو آثارها، لأنها من الشرك الأكبر، الذي دلت الآيات المحكمات على تحريمه؛ وهذه الأعياد تشبه أعياد الجاهلية، فمن اعتقد جوازه وحله، وأنه عبادة ودين، فهو من أكفر خلق الله وأضلهم، ومن شك في كفرهم بعد قيام الحجة عليهم فهو كافر) إهـ الدرر السنية. (10/ 440).
وقال في موضع أخر: (من خصص بعض المواضع بعبادة، أو اعتقد أن من وقف عندها سقط عنه الحج، كفره لا يستريب فيه من شم رائحة الإسلام؛ ومن شك في كفره، فلا بد من إقامة الحجة عليه، وبيان أن هذا كفر وشرك، وأن اتخاذ هذه الأحجار مضاهاة لشعائر الله، التي جعل الله الوقوف بها عبادة لله، فإذا أقيمت الحجة عليه، وأصر فلا شك في كفره.) إهـ الدررالسنية في الاجوبة النجدية (10/ 440).
ويقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في جوابه عن حكم من شك في كفر بعض الملحدين كابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني من القائلين بوحدة الوجود، وما وجه تبديعهم وتضليلهم وتكفيرهم، وما حكم هذا القائل وأنهم مسلمون؟.
فأجاب بقوله: مُورد هذا السؤال: إما يكون من أبله الناس، وأشدهم بلادة، فكأنه لا شعور له بالمحسوسات؛ فإن الفرق بين ما عليه الصحابة، والتابعون، واتباعهم، والأئمة الأربعة، وإخوانهم؛ وما عليه ابن عربي، وابن الفارض، والتلمساني، وابن سبعين، وأتباعهم: أمر معلوم عند من قرأ القرآن، ودخل في قلبه الإيمان؛ فإما أن يكون هذا المورد، من جنس الأنعام السارحة، أو يكون من أتباع ابن عربي وإخوانه من أهل وحدة الوجود، وأراد التلبيس على خفافيش البصائر؛ فينبغي بيان ما عليه الطائفتان ... ثم سرد جملة من أقوال أهل الإتحاد الكفرية إلى أن قال: فلينظر اللبيب إلى ما قاله هؤلاء من الكفر العظيم، من كونهم يقولون: إن ربهم هو المطعوم، والملبوس، والمشموم والمنكوح، والمذبوح، ونحو ذلك، تعالى الله وتقدس، وأن الكفر هو الهدى، وأن المجوس إنما عبدوا الله، وإنما ضل من ضل بتخصيصه عبادته ببعض المخلوقات، ولا يكون موحداً عندهم إلا من عبد جميع الموجودات .. فقول هذا الملبس: ابن عربي وأتباعه مسلمون؛ والإِمام أحمد وأتباعه مسلمون؛ يقتدى بهؤلاء مثلما يقتدى بهؤلاء، من أعظم الزور، وأقبح الفجور؛ فإن الفرق بين الطائفتين، والمقالتين: أبعد مما بين المشرق والمغرب؛ وأما قوله: إذا قلتم إنهم في القول سواء، فما وجه تبديعهم؟ وتكفيرهم؟ وتضليلهم؟!، فنقول: معاذ الله، أن نقول: إنهم سواء؛ بل بينهم من الفرق أبعد مما بين السماء والأرض .. ولا يقول: إن قول أهل السنة والجماعة، كقول ابن عربي وأصحابه أهل وحدة الوجود إلا من يقول: إن قول موسى عليه السلام، وقول فرعون اللعين سواء؛ وما عليه أبو جهل وإخوانه، نظير ما عليه الرسول وأصحابه؛ سبحانك هذا بهتان عظيم؛ وأما قوله: ما وجه تبديعهم، وتكفيرهم؟ فنقول: قال الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) في موضعين، وقال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)، وقال تعالى: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)؛ فإذا كان الله قد كفّر من قال إن الله هو المسيح بن مريم؛ ومن قال: إن الله ثالث ثلاثة؛ ومن اتخذ الملائكة والنبيين أرباباً؛ فكيف: لا يكفر من جعل جميع الخلق أرباباً، وقال: إن كل مخلوق هو الله حتى يسجد للشمس ... ويقول: إن المشركين إنما عبدوا الله، ويقول: إن المخلوقات، التي يستحيا من ذكرها هي: الله! يا لله العجب!.
ولقد أحسن من قال من السلف: إن كفر هؤلاء، أغلظ من كفر اليهود والنصارى .. وأما هذا الذي ألقى هذه الشبهة إليكم، فيجب تعريفه، وإقامة الحجة عليه، بكلام الله تعالى، وكلام رسوله، وكلام أئمة الدين؛فإن اعترف بالحق، وببطلان ما عليه أهل البدع من الإتحادية وغيرهم فهو المطلوب والحمد لله؛ وإن لم يفعل وجب هجره ومفارقته إن لم يتيسر قتله، وإلقاؤه على مزبلة، لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل الإِسلام .. ) إهـ الدرر السنية (3/ 348).
هذه بعض الأقوال ونريد تعليق من الأخوة وإن شاء الله عندي تعليق بعد تعليقات الأخوة وجزاكم الله خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
هذه النقول لم تبيّن حدّ إقامة الحجة، فمتى تقوم الحجّة، وهل يشترط فهم الحجّة أو لا يشترط، وما ضابط التأويل، والجهل .. وغيرها من أبواب لا يستقيم الفهم لها حتى يفصّل في كل واحدة منها، أمّا أن يطرق هذا الباب بالعمومات فهذا منهج لا يفيد طالب العلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو العباس جزاك الله خير على كلامك ولي عليه ملاحظة بسيطة وهي أننا نريد رأيك في هذه النقول من حيث الأصل الشرعي بمعنى هل هذه النقول صواب في المسألة أما خطأ، والأمر الأخر يا حبذا تفصل لنا كلامك السابق وتوضح الحدود الشرعية التي ترى أن النقول لم تستوفيها مع أن بعض أقوال العلماء قد مثلوا على أقوالهم بكثير من الأمثلة مثل مسألة من لم يكفر الجهمية او جهلة عباد القبور وغيرهم .. وننتظر منك التعليق المفصل وجزاك الله خير
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 05:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيراً كثيراً أخي الكريم، لقد كنت أبحث عن هذه النقول منذ زمن للرد على حمقى خوارج هذا الزمان، وها قد أتيتَ بها، ولو عندك المزيد فأفدنا، بارك الله فيك.
لا أرى ما يخالف معتقد أهل السنة والجماعة في هذه النقول، فهل لك أن توضح ما استشكل عليك؟
مسألة تكفير من لم يكفر الكافر المدعي للإسلام (ولاحظ هذا جيداً، فنحن لا نتكلم عن من لم يكفر من دانوا بغير دين الإسلام صراحة، كاليهود والنصارى)، هي كمسألة تكفير أي مخطئ في مسألة شرعية ما .. وتكون إقامة الحجة عليه بقدر الشبهات المتعلقة بهذه المسألة ..
فلو كانت من المسائل الظاهرة المعلومة عند جميع المسلمين، وأخطأ صاحبنا لجهله أو إرجائه أو تأويله أو غير ذلك، فهذا لا يبتدر بتكفيره حتى تقام عليه الحجة، بأن يبيّن له حال هؤلاء وما هم عليه من الكفر والشرك والضلال، وقد ضرب الشيخ سليمان - رحمه الله - مثالاً في ذلك بمن شرب الخمر متأولاً وظن أنها حلال.
فالمسألة تدور حول مدى وضوح كفر هؤلاء، ومدى قوة الشبهات المتعلقة بتكفيرهم .. يعني باختصار، هي كأي مسألة شرعية أخرى ..
مع الأخذ بالاعتبار أنه لو كان يجادل عن شركهم وكفرهم، ويستحسنه ولا يرى فيه بأساً، فهو كافر مثلهم، دون إقامة حجة.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 07:50]ـ
السلام عليكم
أما قاعدة من لم يكفر الكافرفلا بد من معرفة أن الكفر فيها من جهة ردالأخبار لا من جهة ملابسة العمل الكفري.
فمن لم يكفرالكافرالأصلي كاليهودي والنصراني فهذا لا شك في كفره فلا حاجة لقيام الحجة عليه لرده لنصوص الوحي
أما النوع الثاني: وهو المسلم الذي أرتكب ناقض من نواقض الدين فهذا على نوعين.الأول. ان يعلن ردته مثل أن يقول أنه كافرأو انه لايؤمن بالإسلام فهذا يلحق بالصنف الأول في الحكم عليه أعني الكافر الاصلي. الثاني. وهو أيضا المسلم الذي يرتكب ناقضامن نواقض الإسلام ويدعي أنه مسلم فيلتبس على الناس حكمه من خلال تحقيق المناط في هذا المعين فمن لم يكفر هذا النوع فلا يقال بكفره لأنه يقر أن هذا الفعل كفر لكن إطلاقه على المعين عنده فيه إشكال سواء كان هذا الإشكال تأويل أوجهل أوغير ذلك .. فهذا النوع هو الذي تقام عليه الحجة ويزال عنه الإشكال.والله أعلم
ـ[مستور الحال]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 11:24]ـ
موقف الشيخ ناصر الفهد فك الله أسره
حول قاعدة؛ من لم يكفر الكافر فهو كافر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن قاعدة "من لم يكفر الكافر فهو كافر" قاعدة معروفة مشهورة، وهي الناقض الثالث من نواقض الإسلام التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى حيث قال: (الثالث: من لم يكفر المشركين أو يشك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر).
إلا أن هذه القاعدة ليست على هذا الإطلاق، بل فيها تفصيل من أغفله وقع في الباطل من تكفير المسلمين أو ترك الكفار الأصليين بلا تكفير،
وتفصيل هذا الأمر كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أولاً: أن الأصل في هذه القاعدة ليس من جهة ملابسة الكفر قولاً أو فعلاً، بل من جهة رد الأخبار وتكذيبها، فمن ترك الكافر بلا تكفير كان هذا منه تكذيباً بالأخبار الواردة في تكفيره، فعلى هذا لا بد أن يكون الخبر الوارد في التكفير صحيحاً متفقاً عليه، ولا بد أن يكون من ترك التكفير راداً لهذه الأخبار، فالمكفرات ليست واحدة، والوقوع فيها أيضاً ليس على مرتبة واحدة، ولبيان هذا الأمر لا بد من التفريق بينها، وهذا ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الكافر الأصلي:
كاليهودي والنصراني والمجوسي وغيرهم، فهذا من لم يكفره أو شك في كفره أو صحح مذهبه فإنه يكفر بالإجماع كما ذكره غير واحد من أهل العلم، لأن في هذا رداً للنصوص الواردة في بطلان غير عقيدة المسلمين وكفر من ليس على دين الإسلام.
القسم الثاني: المرتد عن الإسلام:
وهذا على قسمين:
الأول: من أعلن كفره وانتقاله من الإسلام إلى غيره كاليهودية أو النصرانية أو الإلحاد، فحكمه حكم القسم السابق (الكافر الأصلي).
الثاني: من ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام إلا أنه يزعم أنه على الإسلام ولم يكفر بهذا الناقض، فهو على قسمين أيضاً:
الأول: من ارتكب ناقضاً صريحاً مجمعاً عليه - كسب الله سبحانه وتعالى مثلاً - فإنه يكفر بالإجماع، ومن توقف في تكفيره أحد رجلين:
الأول: من أقر بأن السب كفر، وأن هذا فعله كفر، إلا أنه توقف في تنزيل الحكم على لمعين لقصور في علمه أو لشبهة رآها ونحو ذلك، فإنه يكون مخطئاً وقوله هذا باطل، إلا أنه لا يكفر لأنه لم يرد خبراً أو يكذب به؛ فإنه أقر بما ورد في الأخبار والإجماع من أن السب كفر.
والثاني: من أنكر أن يكون السب كفراً أصلاً، فهذا يكفر بعد البيان، لأنه رد للأخبار والإجماع. وهذا مثل من يعبد القبر ممن ينتسب إلى الإسلام، فمن خالف في أن فعله كفر فإنه يكفر لأنه رد للنصوص والإجماع، ومن أقر بأن فعله كفر إلا أنه توقف في تكفيره لشبهة رآها فإنه لا يكفر.
والقسم الثاني: من ارتكب ناقضاً مختلفاً فيه كترك الصلاة مثلاً، فتكفيره مسألة خلافية، ولا يكفر المخالف فيها، بل ولا يبدع ولا يفسق، وإن كان مخطئاً.
هذا ما عندي في هذه القاعدة باختصار.
وصلى الله على محمد
كتبه؛ ناصر بن حمد الفهد
10/ 5 / 1423 هـ
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 11:35]ـ
شكر الله لجميع الإخوة
وتجدون أدناه رابط لمحاضرة شرعية هامة
تكلم فيها فضيلة الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل على بعض ما يتعلق بالموضوع في محاضرته الموسومة
بخطورة الخوض في مسائل التكفير والحذر من شبه أهل الأهواء
ويمكن سماع المحاضرة عبر هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17784
ـ[أبو موسى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 09:40]ـ
بغض النظر إلى قول بعض العلماء في تلك المسألة هل هناك دليل من الكتاب والسنة أن الذي يعذر المشركين بالجهل قد يعذر هو بالجهل أو التأويل؟
قال تعالى:
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4
فتبرأ إبراهيم عليه السلام من الطواغيت و المشركين و أظهر لهم البغض و العداوة و كانت هذه البراءة و العداوة و البغضاء مستمرة متى ما كانوا على الشرك فإن عبدوا الله و أخلصوا العبادة لله و اجتنبوا عبادة غير الله انقطعت هذه العداوة و البغضاء و لما قلنا بأن من لم يحقق البراءة و العداوة و البغضاء و عد المشركين إخوان له في الدين و هو يعلم بأنهم يقعون في الشرك أن هذا لم يعرف ملة إبراهيم عليه السلام فإن الملة التي أمرنا الله باتباعها لا تتحقق إلا بالبراءة من المشركين {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} البقرة135
(يُتْبَعُ)
(/)
{قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران95
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} النساء125
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام161
{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} النحل123
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران67
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} النحل120
و أخبر الله عن بينا محمد صلى الله عليه و سلم أنه يقول {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام79
{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يونس105.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (و عبادة أرباب القبور تنافي الإسلام، فإن أساسه التوحيد و الإخلاص؛ و لا يقوم الإخلاص إلا بنفي الشرك، والبراءة منه، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [سورة البقرة آية: 256]. وهذه الأعمال مع الشرك تكون {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [سورة إبراهيم آية: 18]، وتكون هباء منثورا {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} [سورة النور آية: 39] الآية.
فلا إله إلا الله، كيف خفي على هذا الشرك، حتى اتخذه دينا تجب نصرته؟! وأجمع العلماء سلفا وخلفا، من الصحابة والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم بحسب الطاقة، والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله، كما في حديث معاذ الذي في الصحيحين: "فإن حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا").
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 10:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم أبو موسى جزاك الله خير ولي تعليق بسيط على ما سبق:
أولاً: نحن نريدمنك أن تناقش أقوال أهل العلم السابقة.
ثانياً: نحن لا نتكلم عن حكم من ينكر تكفير الكافر على العموم فهذا هو الذي يقال فيه أنه لم يحقق ملة إبراهيم عليه السلام كما أسلفت، وإنما نتكلم عن شخص يتفق معنا على تكفير الكافر ولكنه من باب الخطأ يتوقف عن تكفير بعض الأعيان لكونه يعتقد أن حكم الكفر لا يلحقهم إلا بعد قيام الحجة البلاغية كما قد يفهم أن هذا شرط من ظاهر بعض النصوص الشرعية، فهذا الشخص لم يجهل ملة إبراهيم عليه السلام بل جهل مسألة أخرى وهي أن حكم الكفر يتنزل على مستحقه قبل قيام الحجة في هذه المسألة على سبيل المثال، فهناك فرق بين الأمرين، ومثل هذه الحالة هو الذي تكلم عنه أهل العلم كالشيخ سليمان بن سحمان ومحمد بن عبد اللطيف وغيرهم وضربوا على ذلك أمثلة منها المتوقف عن تكفير الجهمية المحضة أو جهلة عباد القبور والله أعلم.
نريد منك تعليق ولي عودة إن شاء الله(/)
الشرطة الصينية تقتل 5 مسلمين وتعتقل 10 آخرين في الإيجور
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 01:33]ـ
قتلت الشرطة الصينية، اليوم الأربعاء، خمسة أشخاص في مناطق الإيجور التي تسكنها الأقلية المسلمة شرقي البلاد، زاعمة انهم كانوا يخططون لـ"حرب مقدسة" ضد عرقية "الهان" التي تعتبر أكبر المجموعات العرقية الصينية.
وبحسب شبكة سي إن إن الإخبارية فإن الإعلام الصيني قد ادعى أن القتلى الخمسة كانوا من بين مجموعة تضم 15 شخصًا دهمت الشرطة منازلهم في منطقة "كسينغ يانغ" التي تقطنها غالبية من "الإيجور" وهم من المسلمين السنّة الذين تقول بكين إن بينهم تنظيمات تحمل السلاح مطالبة بانفصال الإقليم.
وكانت الشرطة تبحث عن أفراد المجموعة للاشتباه بضلوعهم في عملية طعن سيدة من عرقية "الهان،" كانت في أحد صالونات التجميل بالمنطقة.
وذكر ناطق باسم الشرطة لوكالة الأنباء الصينية أن عناصر الأمن الذين طوقوا منزل المجموعة قوبلوا بـ15 رجلاً وامرأة يحملون "أدوات حادة" ويصرخون "فداءًا لله".
وقد استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع، غير أن أفراد المجموعة حاولوا الفرار.
وزعم الناطق باسم الشرطة الصينية أن "رجال الشرطة وجدوا أنفسهم مرغمين على إطلاق النار، الأمر الذي تسبب بمقتل خمسة من المجموعة وجرح اثنين"، دون أن يوضح سبب الإرغام.
وذكر شاهد عيان أن أكثر من 100 شرطي طوقوا منزل المجموعة، حيث قاموا بإطلاق النار.
وتزعم الصين أن الأقليات المسلمة في الصين تتلقى أوامرها من "حركة شرق تركستان الإسلامية" التي تنادي باستقلال الإقليم المسلم.
يذكر أن الصين تحاول جاهدة منذ أحداث 11 سبتمبر على إدراج "حركة شرق تركستان الإسلامية" ضمن قائمة "التنظيمات الإرهابية"، زاعمة أنها تتلقى الدعم من حركات متشددة في آسيا الوسطى والمنطقة العربية، لكنها عجزت عن تقديم أي دليل.
ورغم أن واشنطن كانت قد أدرجت المنظمة على قائمة "التنظيمات الإرهابية"، إلا أنها درجت على لفت النظر نحو ما تعتبره الولايات المتحدة "استغلالاً للنظم القانونية والتربوية" من قبل بكين لسحق عرقية الإيجور.
موقع المسلم 6/ 7/2008
الرابط: http://www.almoslim.net/node/96004
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم عليك بأعداءك أعداء الدين(/)
الحوار بين إظهار الحق والتفريط فيه .. للشيخ ناصر العمر
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 03:34]ـ
..
الحوار بين إظهار الحق والتفريط فيه
أ. د. ناصر العمر 8/ 7/1429 ..
لقد أرسى القرآن الكريم في كثير من آياته أسس الحوار ومبادئه مع كل أصناف البشر، سواء كانوا مسلمين أو مشركين أو أهل كتاب. والمتأمل لكتاب الله عز وجل يجده مليئاً بالحجج التي حاور بها الكفار للدلالة على وحدانية الله عز وجل وعلى صدق النبي صلى الله عليه وسلم، كما يجده مليئاً بالردود على الشبه التي أثارها هؤلاء وأولئك لمعارضة ما جاء به النبي عليه السلام من النور.
ولعل أول حوار على وجه الأرض لبيان الحق حوار ابني آدم. وليس الحوار أمراً جديداً في دعوة الأنبياء، فقد وقع منذ أرسل الله عز وجل أول رسله إلى بني آدم بعد أن غيروا الملة الأولى ووقعوا في الشرك، فبعث الله إليهم نوحاً عليه السلام فحاورهم على مر ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، حتى إن قومه لكثرة ما حاورهم وحاول إقناعهم ببطلان ما هم عليه قالوا له في نهاية المطاف: (يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [هود/32]، وعلى دربه سار هود وصالح ولوط وشعيب وغيرهم من أنبياء الله عليهم السلام، أما إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقد حاور أباه وحاور قومه وحاور النمرود وحاور ابنه إسماعيل عليه السلام، وموسى صلى الله عليه وسلم حاور فرعون وحاور قومه، وحاور عيسى عليه السلام بني إسرائيل وحاور الحواريين، أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فسيرته مليئة بالحوار مع المشركين وأهل الكتاب والمنافقين بل مع الصحابة وأهل بيته الكرام وكل ذلك في القرآن مسطور.
والحوار ضرورة بشرية لا يستغني عنها مجتمع مهما صغر، فالرجل وزوجه يتحاوران، والأب مع ابنه يتحاوران، بل إن الإنسان لا غنى له عن الحوار مع نفسه التي بين جنبيه!
ولئن كان الحوار مع أصناف المخالفين لدعوة الأنبياء منهجاً ربانياً، فإنه منضبط بضوابط ربانية لا يحق لأتباع الأنبياء الخروج عنها إن كانوا صادقين في دعوى الإتباع، وأول هذه الضوابط وأهمها على الإطلاق تحديد الهدف الرئيس من الحوار، وليس هدافاً عند أهل الحق أجل من الاجتماع على توحيد الحق كما قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران/64]، ثم يأتي بعد ذلك مبدأ عدم تمييع الحق أو المزج بينه وبين الباطل، كما قال سبحانه: (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة/42]، وفي خطابه لأهل الكتاب قال: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [آل عمران/71]، ولهذا أمر الله نبيه أن يعلنها صريحة في حواره مع الكافرين فقال سبحانه: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)) [الكافرون]، وذلك في مواجهة رغبة الكافرين (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [القلم/9].
ثم إن هذا الحوار لا يكون أبد الدهر مع المخالف المعين، لأنه عند أهل الحق ليس مطلوبا لذاته لكنه وسيلة لغاية، وهذا واضح جلي في آية آل عمران السابقة (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، فإن تولوا فها هنا تكون المفاصلة، فنحن مسلمون فحسب، لسنا خليطاً من مسلمين ونصارى ويهود وبوذيين ومجوس، فلهؤلاء دينهم ولنا دين، ولئن جمعتنا البشرية والبلدان فقد فرقتنا العقائد والأديان، فنعطي لما جمعنا حقه، ونعطي لما فرقنا حقه كذلك، ومن أعظم ما يرسم معالم ذلك سورة الفرقان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعندما لا يصل الحوار إلى الغاية الربانية المرجوة منه فلا بد من الوضوح والخروج بموقف قوي وبيان ظاهر لا يحتمل التأويل كما قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [آل عمران/70 - 71]، وأيضاً: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [آل عمران/99]، (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران/64].
لقد أرشد القرآن الكريم في غير آية إلى المجادلة والمحاورة بالتي هي أحسن وإلى إلانة القول حتى مع أشد الناس كفراً وعتواً؛ كفرعون الذي نازع الله عز وجل الربوبية، قال الله سبحانه وتعالى لموسى وهارون عليهما السلام: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه/44]، فمع أنه سبق في علم الله أنه لن يتذكر ولن يخشى لكنه سبحانه وتعالى يرشد المؤمنين إلى هذا المنهج الرباني، وبرغم هذا الإرشاد فإن إلانة القول لم تمنعهما عليهما السلام من الصدع بالحق وإن كان مُرّاً قاسياً على فرعون: (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) [طه/48]، ثم لمّا ظهر لهما فيما بعد عناده وتكذيبه لم يعد هناك وجه لإلانة القول: (فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) [الإسراء/101، 102] فهو يقول لفرعون: أنت تكذب في دعواك وأنا على يقين من هلاكك لعتوك وتكبرك وطغيانك. وهي سنة كونية لكل طاغ وظالم ومتكبر، ولذلك من كان كذلك فلا حوار معه بالحسنى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [العنكبوت/46].
ومع تقرير ما سبق من كون الحوار منهجاً ربانياً، إلا أنه من أخطر ما تواجهه الأمة في موضوع الحوار أن يُفرض عليها فرضاً ثم يتصدى له من أبنائها من يشعر بالضعف والعجز والهلع، فيدخل الحوار على خلفية ضعف الأمة وقلة حيلتها متلبساً بهزيمة نفسية، وقد وطن نفسه على القبول بما يجود به المحاور أو على التنازل؛ بدعوى المصلحة، أو الاعتدال، أو الوسطية وغير ذلك؛ ويغيب عن أذهان هؤلاء ما كان من بون شاسع بين استعلاء فرعون وجبروته وطغيانه، وضعف قوم موسى وذلتهم وقلة حيلتهم، وبرغم ذلك قال الله عز وجل لموسى وهارون ومن معهما: (بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) [القصص/35]، قال ابن جرير رحمه الله: "أي بحُجَّتِنا"، وهذه هي حقيقة الانتصار، فالانتصار هو انتصار المبادئ لا بقاء الأبدان والبلدان مع الذل والهوان، (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران/139].
فعلى أهل الحق أن يعتزوا به وليعلموا أنهم يأوون إلى ركن شديد، وأن ما يظهر من ضعف في الأمة مما يغري أعداءها بالحصول على تنازلات في جوانب شتى، وينبغي ألا تعني مظاهر الضعف هذه عند عقلاء بني الإسلام أن الأمة لا تملك من عناصر القوة ما تقوم به في وجه عدوها (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ) [محمد/35]، وهذا ما أدركه أعداؤها على أرض الواقع في ميادين الجهاد مما جعلهم يسعون للحوار بزخم غير مسبوق، وما ذاك إلا ليحصلوا في ميدان الحوار على ما عجزوا عنه في ميدان القتال.
وفي الختام لا نملك إلا أن نتوجه بالنصح لمن يتصدى للحوار كي لا يقع في حبال التنازلات، وليتذكر ما روي عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله يوم نصحه ناصح أن يقول بخلق القرآن مداراة بحجة أن الله عز وجل يقول: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) [النساء/29] فأشار الإمام إلى الجموع الغفيرة التي تحمل الصحف والأقلام لتكتب عنه ما يقول ثم قال: أأضل هؤلاء كلهم؟!
نعم، فقد حمَّل الله عز وجل العلماء أمانة عظيمة: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران/187] وما دام الأمر كذلك: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم) [النور/63].
وليجعلوا هذه الآية نصب أعينهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) [آل عمران/159]، ومن أعظم ما بين الله في كتابه أصول الحوار، وأسلوبه، ومنهجه، وصدق حبيبنا صلى الله عليه وسلم إذ قال: " قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هلك، من يعش منكم فيسرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ" [1]، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اقتفى أثرهم واستمسك بغرزهم إلى يوم الدين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] حديث العرباض بن سارية رواه الإمام أحمد 4/ 126، وابن ماجة في سننه (43)، والحاكم في مستدركه (331)، وصححه جمع من أهل العلم.
http://www.almoslim.net/node/96078(/)
أين الله .... سؤال؟؟؟
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 09:56]ـ
الرحمن الرحيم
سؤال وجواب لشيخ الإسلام ابن تيمية
(أين الله؟)
سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله:
عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟
الجواب: الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.
وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.
قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ ((لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير)) لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد.
والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً.
وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء.
فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء.
وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم.
وقال فِي سياق حديث الجارية المعروف: (أين الله؟) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان
فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع –وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.
ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه – قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة.
ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق تَعَالَى.
وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحديث الصحيح: (كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: ((فطرة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا، لاَ تبديل لخلق الله)).
وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، والرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها.
وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم: فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم.
وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ.
فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ: ((وَإِذَا رأيت الَّذِينَ يخوضون فِي آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا فِي حديثٍ غيره)). ومن يتكلّم فِي الله وأسمائه وصفاته بِمَا يخالف الكتاب والسنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات الله بالباطل.
وكثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومالك، وأبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. ويقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم.
· وقال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام.
· قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
· قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
· قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ((وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً)) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
[مجموع الفتاوى (5/ 256 - 261)]
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 10:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من نفى علو الله ومباينته لخلقه فهو كافر بالكتاب والسنة والإجماع القطعي الذي لا يستراب فيه لأن هذه المسألة من المسائل المتعلقة بأصل الدين وتعلم بضرورة الفطرة قبل ورود الشرع لأن
صفة العلو هي من الصفات العقلية التي تعلم بالعقل والتي لا يعذر بالجهل فيها بخلاف الصفات الخبرية التي لا تعلم إلا بعد ورد الخبر، وهذا الكلام هو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه " بيان تلبيس الجهمية " فما رأيكم في هذا الكلام نريد تعليقات الأخوة وجزاكم الله خير.
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخي الحبيب إمام الدهلوي.
أما مسألة التكفير هذه قد يتورع عنها كثير من أهل العلم لان في من العلماء من يلتمس العذر
للعلماء المتقدمين ..
أما المعاصرين فهاذا قد قامت علية الحجة وليس لهو عذر في الخوض في صفة من الصفات ..
هذا ما أرى والله أعلى وأعلم
وشكر الله لك هذا المرور الذي أسعدني ,,(/)
خطورة الخوض في مسائل التكفير والحذر من شبه أهل الأهواء
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 10:20]ـ
محاضرة شرعية هامة بعنوان
خطورة الخوض في مسائل التكفير والحذر من شبه أهل الأهواء
لفضيلة الشيخ
ناصر عبدالكريم العقل
وكان من المفترض أن يلقي المحاضرة معالي الشيخ
صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ؛ لكن لظرف طارئ عرض له فأناب عنه فضيلة الشيخ ناصر العقل
وهي ضمن سلسة محاضرات الجامع الكبير بالرياض - 1429هـ
الرياض.:: جامع الأمير تركي بن عبدالله::.
وكانت قد أقيمت في يوم الخميس 7 - 7 - 1429 هـ
وتفضل سماحة المفتي الشيخ / عبدالعزيز آل الشيخ بالتعليق على المحاضرة والإجابة على الأسئلة
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52368(/)
قاعدة هامة في تكفير الأعيان
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام هذه قاعدة شرعية في مسألة تكفير الأعيان لعلكم تستفيدوا بها.
يقول الشيخ حمد بن ناصر بن مَعمر رحمه الله المتوفي سنة (1225هـ)، وهو من أئمة الدعوة النجدية ومن تلاميذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: (وأيضا فإن كثيراً من المسائل التي ذكرها العلماء في مسائل الكفر والردّة وانعقد عليها الإجماع لم يرد فيها نصوص صريحة بتسميتها كفراً، وإنما يستنبطها العلماء من عموم النصوص كما إذا ذبح المسلم نُسُكاً متقرباً به إلى غير الله فإن هذا كفر بالإجماع كما نص على ذلك النووي وغيره، وكذلك لو سجد لغير الله، فإن قيل هذا شرك لأن الذيح عبادة والسجود عبادة فلا يجوز لغير الله كما دل على ذلك قوله:" فصل لربك وانحر" وقوله:" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" فهذا صريح في الأمر بهما وأنه لا يجوز صرفها لغير الله؟ فينبغي أن يقال فأين الدليل المصرح بأن هذا كفر بعينه؟، ولازم هذه المجادلة الإنكار على العلماء في كل مسألة من مسائل الكفر والردة التي لم يرد فيها نص بعينها) إهـ مجموع الرسائل والمسائل والفتاوى (صـ143) للشيخ حمد بن ناصرالنجدي.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 11:39]ـ
وتجدون أدناه رابط لمحاضرة شرعية هامة
تكلم فيها فضيلة الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل على ما يتعلق بتكفير الأعيان في محاضرته الموسومة
بخطورة الخوض في مسائل التكفير والحذر من شبه أهل الأهواء
ويمكن سماع المحاضرة عبر هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17784
ـ[مستور الحال]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 12:07]ـ
شروط التكفير المعين للشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد حفظه الله
ما هي شروط التكفير المعين؟
* * *
الجواب:
التكفير إما أن يكون على جهة التعيين وإما أن يكون على جهة العموم.
ويظن بعض الناس جهلاً منهم؛ أن المعين لا يكفر لذاته، فهذا غير صحيح، إذا ثبت بالدليل أن هذا الشخص قد فعل فعلاً أو قال قولاً يوجب كفره وردته وقامت عليه الحجة في ذلك؛ فلا شك أن هذا يحكم بكفره لذاته ولعينه.
وهذه المسألة فيها تفصيل مطول.
فنضرب بعض الأمثلة ويتضح بعض التفصيل:
فلو أن إنساناً - مثلاً - استهزأ بالدين وسب رب العالمين - والعياذ بالله - فلا شك أن هذا كافر بعينه، ولا يقال نقيم عليه الحجة، لأن الحجة أصلاً قائمة عليه، لأنه لا يخفى على إنسان حرمة مسبة الله - والعياذ بالله - وأن هذا الذنب أنه من عظائم الذنوب ومن الذنوب العظيمة الكبيرة، فهذا لا يخفى على أحد.
وهناك ذنوب لابد فيها من إقامة الحجة.
يعني - مثلاً - إنسان "توّه" أسلم وقال؛ إن الخمر حلال! فهذا الشخص لا بد من إقامة الحجة عليه، لأن هذا مما يغلب على الظن أنه خفي عليه، لأنه الرجل "توّه" أسلم.
أو إنسان في مكان بعيد عن المسلمين؛ فيجهل أشياء هي معلومة من الدين بالضرورة، فهنا لابد من إقامة الحجة فيها على هذا الشخص، فإذا عاند؛ فهنا يكفر.
فمثلاً؛ إنسان ما يدري بأن حكم تارك الصلاة بأنه كفر، فلا بد من إقامة الحجة عليه، لكن إنسان بين المسلمين؛ فهذا غالباً أنه لا يخفى عليه أن ترك الصلاة كفر، فمن تركها فيكون كافراً بعينه، من كانت حالته مثل الذي ذكرنا.
[سؤال وجه للشيخ ضمن أسئلة "منتدى أهل الحديث"]
ـ[مستور الحال]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 12:11]ـ
ضوابط تكفير المعين لفضيلة الشيخ ناصر بن حمد الفهد فك الله أسره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الفاضل؛
ماهي ضوابط التكفير؟ ومن له الحق في تكفير المعين؟ وهل للعامة الحق في تكفير الأعيان كمن يسب الرسول أو يوالي الكفار سواء كان جاهلا أو عالما؟ وما رأيك فيمن يتحرج من تكفير الأعيان ويحذر من ذلك؟ وما رأيك فيمن يطالب بالحوار والمجادلة بالتي هي أحسن؟
اعانك الله ووفقك وسدد خطاك وجعل الجنة مثوانا ومثواك.
* * *
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛
فإن الكلام على ضوابط التكفير له تفصيلات طويلة، ولكني أوجز لك ذلك.
فمن أهم ضوابط التكفير ثلاثة أمور:
الأول: أن يثبت الدليل على السبب المكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن يكون فعل الشخص لهذا السبب المكفر ظاهراً لا احتمال فيه.
والثالث: انتفاء الموانع، وهي أربعة: الإكراه، والجهل، والتأويل، والخطأ.
وكل مانع من هذه الموانع له تفصيل.
وكل من لديه علم بمسألة فله أن يحكم فيها، حتى لو كان من العامة، وذلك مثل الذي يعلم أن تارك الصلاة كافر ثم يرى من لا يصلي فله أن يكفره، ومثل الذي يسمع من يستهزيء بالدين، ونحو ذلك.
وأما تكفير الأعيان:
فاعلم بارك الله فيك أن مذهب الإرجاء في عصرنا هذا توغل عند من ينتسبون إلى السلفية، فصاروا على قسمين:
القسم الأول: من يقول بلسان حاله أو مقاله؛ لا يوجد أقوال أو أعمال مكفرة، بل مرد ذلك كله إلى الاعتقاد.
والقسم الثاني: من يقر بوجود أقوال وأعمال مكفرة، ولكن لا يوجد عنده كفار.
ولا شك أن المذهبين باطلين، والأول أبطل من الثاني، والمتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة يعلم بطلان هذه المذاهب.
فإن أول ما قام به الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم؛ هو تكفير أمة من الناس ومقاتلتهم، وأشهر ما انتشر عن السلف هو تكفيرهم للجهمية ورؤوس الجهمية كالجهم والجعد وبشر المريسي وابن أبي دؤاد وغيرهم.
وأشهر ما ألب به المبتدعة على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو تكفيره لمن يعتقدون أنهم من الأولياء، كابن عربي وابن الفارض والتلمساني والقونوي وغيرهم.
وأشهر ما نقم على شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب هي مسألة تكفيره لعباد القبور ونحوهم.
وقد قال الشيخ محمد في رسالته الثالثة من رسائله الشخصية: (إذا كانوا أكثر من عشرين سنة يقرون ليلا ونهاراً سراً وجهاراً أن التوحيد الذي أظهر هذا الرجل هو دين الله ورسوله لكن الناس لا يطيعوننا، وأن الذي أنكره هو الشرك وهو صادق في إنكاره، ولكن لو يسلم من التكفير والقتال كان على حق).
وقال في رسالته التاسعة والعشرين: (وعرفتم أنهم يقولون لو يترك أهل العارض التكفير والقتال كانوا على دين الله ورسوله).
وقال في رسالته الثامنة والثلاثين: (ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة فاصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون كل هذا حق نشهد أنه دين الله ورسوله إلا التكفير والقتال، والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله كيف لا يكفر من أنكره وقتل من أمر به وحبسهم؟ كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟ كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم ويحثهم على قتل الموحدين وأخذ مالهم؟ كيف لا يكفر وهو يشهد أن الذي يحث عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره؟ ونهى عنه وسماه الشرك بالله ويشهد أن الذي يبغضه ويبغض أهله ويأمر المشركين بقتلهم هو دين الله ورسوله، واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم كلهم).
ـ[مستور الحال]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 12:15]ـ
سُئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين عمن يرتكب شيئا من المكفرات؟
فأجاب:
ما سألت عنه؛ من أنه هل يجوز تعيين إنسان بعينه بالكفر، إذا ارتكب شيئا من المكفرات؟
فالأمر الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أنه كفر - مثل الشرك بعبادة غير الله سبحانه - فمن ارتكب شيئا من هذا النوع أو جنسه؛ فهذا لا شك في كفره.
ولا بأس بمن تحققت منه شيئا من ذلك، أن تقول؛ كفر فلان بهذا الفعل.
يبين هذا؛ أن الفقهاء يذكرون في باب حكم المرتد أشياء كثيرة يصير بها المسلم كافرا، ويفتتحون هذا الباب بقولهم؛ "من أشرك بالله كفر، وحكمه أنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل".
والاستتابة إنما تكون مع معين.
ولما قال بعض أهل البدع عند الشافعي: "إن القرآن مخلوق"، قال: (كفرت بالله العظيم).
وكلام العلماء في تكفير المعين كثير.
وأعظم أنواع الكفر؛ الشرك بعبادة غير الله، وهو كفر بإجماع المسلمين، ولا مانع من تكفير من اتصف بذلك، كما أن من زنى قيل؛ "فلان زان"، ومن رابى، قيل؛ "فلان مراب".
وأما قولك؛ إذا ظهر من إنسان الكفر، وقامت عليه الحجة، وامتنع إنسان من تكفيره؟
فكأنك تشير إلى حال أهل هذه المشاهد، التي يقع عندها الشرك الأكبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم؛ أنه لا يصح إسلام إنسان، حتى يكفر بالطاغوت، وهو كل ما عبد من دون الله، قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}.
وفي الحديث الصحيح: (من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله ودمه).
والكفر بذلك؛ البراءة منه، واعتقاد بطلانه.
[الدرر السنية في الأجوبة النجدية: ج10/ ص417 - 418]
ـ[مستور الحال]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 02:47]ـ
وقال مفتي الديار النجدية في وقته العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في "مسألة تكفير المعين":
(من الناس من يقول: لا يكفر المعين أبداً! ويستدل هؤلاء بأشياء من كلام ابن تيمية غلطوا في فهمها.
وأظنهم لا يكفرون إلا من نص القرآن على كفره، كفرعون، والنصوص لا تجيء بتعيين كل أحد.
يدرس باب حكم المرتد ولا يطبق على أحد؟! هذه ضلالة عمياء وجهالة كبرى، بل يطبق بشرط.
ثم الذين توقفوا في تكفير المعين في الأشياء التي قد يخفى دليلها فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية من حيث الثبوت والدلالة، فإذا أوضحت له الحجة بالبيان الكافي كفر، سواء فهم أو قال ما فهمت، أو فهم وأنكر، ليس كفر الكفار كله عن عناد.
وأما ما علم بالضرورة أن الرسول جاء به وخالفه؛ فهذا يكفر بمجرد ذلك، ولا يحتاج إلى تعريف، سواء في الأصول أو الفروع، ما لم يكن حديث عهد بالإسلام) [132] اهـ.
وجاء في فتوى "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" ما يلي:
(كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة، إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر، أو شيخ طريق؛ يعتبر كافراً مرتداً عن الإسلام مشركاً مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، لإتيانه بما ينقض قوله من سجود لغير الله، ولكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة، ويمهل ثلاثة أيام، إعذاراً إليه، ليراجع نفسه عسى أن يتوب، فإن أصرّ على سجوده لغير الله بعد البيان قُتل لردته ...
فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة، لا ليسمى كافراً بعد البيان، فإنه يُسمى كافراً بما حدث منه) [133] اهـ.(/)
صرخه أخواتكم من أروقة مستشفى أرامكو .. !!!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 11:20]ـ
صرخه من أروقة مستشفى ارامكو ,,,
اخواتنا بالله الملتزمات في دينهن وخلقهن وعفتهن وحجابهن موظفات في مستشفى
ارامكو ,,, يرسلن صرخه استغاثه وانقاذ لحجابهن اللذي يحاول بعض المسؤولين
خلعه بالنظام ... !! في ظل غياب العين الرقيبه الدينيه عن بعض التجاوزات, واللتي تعتبر
امتداد لاستغلال احتياجات الناس, وفي ظل الفاقه اللتي تحتم عليهن في ان يتسمكوا
بالوظيفه وعدم التفريط في حجابها الشرعي,, فهن مخيرات الحجاب او الوظيفة ... !!!!
قبل عدة سنوات ثارت مشكلة المستشفيات الخاصة مثل المانع والمواساة اللذين اصرا
على طرد الموظفات اللاتي لايكشفن وجوههن ,,, والان تعدا الوجه لان يكون سفورا
صارخا في المستشفى ,,, هل وصل دعاة السفور والحجاب الى مستوى عالي في
الدولة بحيث انهم استطاعوا تجاوز المؤسسة الدينية ... !!!!!
اخواتكم بالله يرجون من الله ان تصل صرختهن الى مسامع ولاة الأمر ليضربوا بيد من
حديد دعاة السفور والاختلاط وتجاوزاتهم غير المعقولة .. ,,,
وهذا نص رسالة الاخوات .. ,,,,
نحن مجموعة موظفات إضطرتنا الحاجة و لقمة العيش للعمل في مستشفى ارامكو السعودية و نسألكم بالله تساعدونا. مثلكم لا يخفى عليه مخاوف العمل في شركة أرامكو لكننا حاولنا قدر إستطاعتنا أن نحافظ على عفافنا و أقسم بالله العظيم أنا محافظين على سترنا و نشتغل بعباياتنا و غطاء وجوهنا و نحاول تجنب الإختلاط مع الرجال أو النصرانيات بقدر إستطاعتنا حرصاً منا على عدم لإختلاط و التنصير ..... إلخ لكن السيل بلغ الزبى أنهم يحاولون الآن أن يجردوننا من عباياتنا. بدأوها بدعوى توحيد الزي و لكن أبى الله إلا أن يفضح محاولتهم في التدرج في نزع حجابنا. فبالأمس تدخل علينا ممرضة بصحبة فتاة سعودية متبرجة في كامل زينتها ترتدي كوتاً ضيقاً و تقول لنا المديرة النصرانيه بملء فمها: هكذا سيكون لبسكم .. لا عباءة لا عباءة.
والله أن العبرات تخنقنا و الفقر و حرب هؤلاء إجتمع علينا ولا لنا من بعد الله إلا أنتم.
قد ينصحنا البعض بالخروج من هذه البيئة الفاسدة لكنا في الحقيقه في حاجة لا يعلمها إلا الله كما أن الموضوع لن ينحل بخروجنا و ستستمر محاولاتهم مع الأخوات من بعدنا
حسبنا الله و نعم الوكيل ...
أخواتكم في الله
موظفات مستشفى شركة آرامكو بالظهران
انشروها جزاكم الله خير
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 11:46]ـ
بارك الله فيك، ولعلك تورد مصدر الخبر ...
سددك الله ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 04:00]ـ
ما الهدف من مطالبة المرأة العاملة كشف وجهها إذا كان عملها لا يتعارض عمليا مع الكشف خصوصا إذا كانت العينان غير محجبتين؟
وإذا كانت المرأة العاملة ترى أن الحجاب لا يشمل تغطية الوجه، فما الهدف خلف المطالبة بخلع الحجاب عن الوجه ثم الرأس ثم الصدر مع اللبس المحزز والتلاعب بالمشي؟
الفكر الليبرالي الفاسد بدأ منذ فترة في العمل بجدية لتنفيذ مخططاته وأهدافه مبتدءا في ذلك بالمرأة، لأنه استيقن أن تنفيذ مخططاته مرهونا بإفساد المرأة، والمجتمع يتفاعل طرديا مع حالها، فإذا كانت صالحة صلح المجتمع، وإذا كانت فاسدة فسد المجتمع.
ما يحاك في المستشفيات الخاصة وشبه الخاصة لم يعد خافيا على أحد، أعانهن الله وحفظ لهن دينهن ..
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 06:07]ـ
بارك الله فيك ...
الوضع الآن صار خطير جداً أرجو من الذين لهم صلة بالعلماء أن يخبروهم عن هذه المشكلة وأن لا يتركوا هذا الموضوع يمر بسلام
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 03:16]ـ
من كان من أهل الطائف فالواجب عليه توصيل هذا النداء من أخواتنا الكريمات للمشايخ الفضلاء وعلى رأسهم الشيخ المجاهد الفوزان حفظه المولى من كل سوء
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 04:48]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
وفي ظل غياب المحاسبة والشكاية فإن كل شيء يمكن أن يمرر!!
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 01:09]ـ
مامصدر الخبر وتاريخه!!؟؟
ـ[المستفيد]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 02:08]ـ
نفس التساؤل السابق ..
أتمنى أن أعرف المصدر قد يكون لنا تحرك(/)
موقف الإمام ابن جرير الطبري من مسألة العذر بالجهل في الأصول والفروع
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 03:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الكرام سوف أضع لكم كلاماً مطولاً ومفصلاً عن عارض الجهل ومدى تأثيره على أفعال المكلف سواء في أبواب فروع الدين أو أصوله .. ونريد منكم أن تعلقوا على هذا الكلام الهام زادكم الله علماً وعملاً وجزاكم خير الجزاء.
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الله عزوجل.
يقول شيخ المفسرين أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في كتابه الرائع: (التبصير في معالم أصول الدين) مجيباً على من سأله عن بعض المسائل العقدية فقال بعد كلامه له: ( ... اعلموا رحمكم الله أن كل معلوم للخلق من أمر الدين والدنيا لا يخرج من أحد معنيين:
من أن يكون إما معلوماً لهم بإدراك حواسهم إيّاه.
وأما معلوماً لهم بالإستدلال عليه بما أدركته حواسهم.
ثم لن تعدو جميع أمور الدين الذي امتحن الله به عباده معنيين:
أحدهما: توحيد الله وعدله، والأخر: شرائعه التي شرعها لخلقه من حلال وحرام وأقضية وأحكام.
فأما توحيده وعدله: فمُدركةٌ حقيقة علمه استدلالاً بما أدركته الحواس.
وأما شرائعه فمدركة حقيقة علم بعضها حساً بالسمع وعلم بعضها استدلالاً بما أدركته حاسة السمع.
ثم القول فيما أدركته حقيقة علمه منه استدلالاً على وجهين:
أحدهما: معذور فيه بالخطأ والمخطئ، ومأجور فيه الإجتهاد والفحص والطلب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر).
وذلك الخطأ فيما كانت الأدلة على الصحيح من القول فيه مختلفة غير مؤتلفة، والأصول في الدلالة عليه مفترقة غير متفقة وإن كانت لا يخلو من دليل على الصحيح من القول فيه، فميز بينه وبين السقيم منه غير أنه يغمض بعضه غموضاً يخفى على كثير من طلابه ويلتبس عليه كثير من بغاته.
والأخر منهما: غير معذور بالخطأ فيه مكلف قد بلغ حد الأمر والنهي، ومكفر بالجهل به الجاهل، وذلك ما كنت الأدلة الدالة على صحته متفقة غير مفترقة، ومؤتلفة غير مختلفة وهي مع ذلك ظاهرة للحواس) إهـ.
قلت: واضح جداً أن الإمام الطبري يعتبر المسائل التي تعلم بضرورة الحس لا يعذر فيها المكلف بالجهل أو الخطأ وهذا مثل مسائل الأصول الكبار كالتوحيد بأنواعه الربوبية والألوهية والأسماء والصفات كما سيأتي من كلامه القادم إن شاء الله.
وقال أيضاً رحمه الله: ( .. وأما ما أدركت حقيقة علمه منه حساً، فغير لازم فرضه أحداً إلا بعد وقوعه تحت حسه، فأما وهو غير واقع تحت حسه فلا سبيل إلى العلم به مع ارتفاع العلم به، وذلك أنه من لم ينته إليه الخبر بأن الله تعالى ذكره بعث رسولاً يأمر الناس بإقامة خمس صلوات كل يوم وليلة لم يجز أن يكون معذباً على تركه إقامة الصلوات الخمس لأن ذلك من الأمر الذي لا يدرك إلا بالسماع ومن لم يسمع ذلك ولم يبلغه فلم تلزمه الحجة به وإنما يلزم فرضه من ثبتت عليه به الحجة) إهـ.
ويقول أيضاً رحمه الله: ( ... فأما الذي لا يجوز الجهل به من دين الله لمن كان في قلبه من أهل التكليف لوجود الأدلة متفقة على الدلالة عليه غير مختلفة وظاهرة للحس غير خفية فتوحيد الله تعالى ذكره والعلم بأسمائه وصفاته وعدله، وذلك أن كل من بلغ حد التكليف من أهل الصحة والسلامة فلن يعدم دليلاً دالاً وبرهاناً واضحاً يدله على وحدانية ربه جل ثناؤه، ويوضح له حقيقة صحة ذلك، ولذلك لم يعذر الله جل ذكره أحداً كان بالصفة التي وصفت بالجهل وبأسمائه وألحقه إن مات على الجهل به بمنازل أهل العناد فيه تعالى ذكره، والخلاف عليه بعد العلم به وبربونيته في أحكام الدنيا وعذاب الآخرة فقال جل ثناؤة:" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أؤلئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم له يوم القيامة وزناً ".
فسوى جل ثناؤه بين هذا العامل في غير ما يرضيه على حسبانه أنه في عمله عامل بما يرضيه في تسميته في الدنيا بأسماء أعدائه المعاندين له، الجاحدين ربوبيته مع علمهم بأنه ربهم وألحقه بهم في الآخرة في العقاب والعذاب، وذلك لما وصفنا من استواء حال المجتهد المخطئ في وحدانيته وأسمائه وصفاته وعدله، وحال المعاند في ذلك في ظهور الأدلة الدالة المتفقة غير المفترقة لحواسها فلما استويا في قطع الله جل وعز عذرهما بماأظهر لحواسهما من الأدلة والحجج وجبت التسوية بينهما في العذاب والعقاب، وخالف حكم ذلك حكم الجهل بالشرائع لما وصفت من أن من لم يقطع الله عذره بحجة أقامها عليه بفريضة ألزمه أياها من شرائع الدين فلا سبيل له إلى العلم بوجوب فرضها إذ لا دلالة على وجوب فرضها، وإذ كان ذلك كذلك لم يكن ماموراً، وإذا لم يكن مأموراً لم يكن بترك العمل لله عز ذكره عاصياً ولا لأمر ربه مخالفاً، فيستحق عقابه، لأن الطاعة والمعصية إنما تكون باتباع الأمر ومخالفته.) إهـ.
ثم قال الطبري رحمه الله عن الفرق بين الخطأ في التوحيد والشرائع: ( ... وليست كذلك الأدلة على وحدانية الله جل جلاله وأسمائه وصفاته وعدله بل هي كلها مؤتلفة غير مختلفة ليس منها شئ إلا وهو في ذلك دال على مثل الذي دلت عليه الأشياء كلها، فلذلك افترق القول في حكم الخطأ في التوحيد وحكم الخطأ في شرائع الدين وفرائضه.) إهـ.
وقال الطبري مرة أخرى: ( ... وأما ما لا يصح عندنا عقد الإيمان لأحد ولا يزال حكم الكفر عنه إلا بمعرفته فهو ما قدمنا ذكره.
وذلك أن الذي ذكرنا قبل من صفته لا يعذر بالجهل به أحد بلغ حد التكليف كان ممن أتاه من الله تعالى ذكره رسول أو لم يأته رسول، عاين من الخلق غيره أو لم يعاين أحداً سوى نفسه ... ثم فرق رحمه الله بين حكم الجاهل بالشرائع والصفات التي لا تعلم إلا من جهة الخبر والبلاغ فقال رحمه الله: ( .. فإن هذه معاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله عزوجل بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يدرك حقيقة علمه بالفكر والروية ولا نكفر بالجهل بها احداً إلا بعد انتهائها إليه ... إلخ) إهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 10:21]ـ
السلام عليكم ..
الامام ابن جرير الطبري من أول من فصل في المسائل التي يُعذر فيها المكلف بجهله _ التي يسع فيها الجهل _ والمسائل التي لا يُعذر فيها المكلف بجهله ولا يكون فيها الجهل عذراً ..
اسمح لي أن أرفق صورة للباب مصوراٌ
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/136342258.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/446814212.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/699667486.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/599365922.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/916881383.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/756409301.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/636906932.jpg
يتبع .... !!!
ـ[أبو عمر]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 10:31]ـ
بقية الباب ان شاء الله ..
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/646403083.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/501099993.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/127520165.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/643350660.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/217141796.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/991326593.jpg
http://www8.0zz0.com/2008/07/13/19/278173429.jpg
أسأل الله أن يكون فيه توضيحاٌ للمسألة .. وأن يكون هذا نهاية هذه الشبهة
فلا عذر في أصل الدين ولا عذر في الشرك الأكبر والعذر في الفروع والأمور الخفية التي لا يصير بها التكليف إلا ببلوغ النص ..
ـ[مستور الحال]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 11:31]ـ
لعلي أتطفل وأزيد المسألة إيضاحاً:
العذر بالجهل في أصل الدين على قسمين:
إن كان العذر المقصود به أنه لا يستباح ماله وعرضه أي عذراً يدفع عنه القتل والقتال والتعذيب فهذا صحيح، فيكون هذا الجاهل ليس بمسلم، والجهل هنا عذر فلا يستباح ماله وعرضه، ولا يعذّب يوم القيامة بل يمتحن.
وإن كان العذر المقصود به أنه يسمى به مسلماً، فهذا باطل قطعاً فكيف يكون الإنسان مسلماً ولم يقم بأصل الدين ولم يشهد الشهادتين ولم يعرف معناها.
وهذا المقصود بقولنا وقول أهل العلم أن الجاهل في أصل الدين لا يعذر بالجهل أي لا يقاتل ولا يستباح ماله وعرضه إلا بعد قيام الحجة. وأيضاً هو في هذه الحال لا يسمى مسلماً لأنه لم يقم بأصل الدين ولم يدخل في الإسلام.
وقيام الحجة في أصل الدين هو ببلوغها، ولو ادعى أنه لم يفهمها.
وقيام الحجة في المسائل الخفية هو بفهمها.
ـ[المسندي]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 06:40]ـ
ان نشطت ان شاء الله اتيت بنقولات لابن منده وغيره من الائمة في عدم العذر بالجهل في الشرك الاكبر.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 03:15]ـ
فيكون هذا الجاهل ليس بمسلم، والجهل هنا عذر فلا يستباح ماله وعرضه، ولا يعذّب يوم القيامة بل يمتحن.
ما الدليل على امتحانه؛ هذا أولاً
ثانيًا: أليس في الحديث (الصحيح) عن حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص):
«يَدْرُسُ الإِسْلامُ؛ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ؛ حَتَّى لا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلا صَلاةٌ، وَلا نُسُكٌ، وَلا صَدَقَةٌ. وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ!،
وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ؛ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، وَالْعَجُوزُ؛ يَقُولُونَ: (أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؛ فَنَحْنُ نَقُولُهَا)
فَقَالَ لَهُ صِلَةُ [أحد أصحاب حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -]:
مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَهُمْ لا يَدْرُونَ مَا صَلاةٌ، وَلا صِيَامٌ، وَلا نُسُكٌ، وَلا صَدَقَةٌ؟!
فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلاثًا؛ كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ؛ فَقَالَ: ((يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلاثًا))» انتهى الحديث.
أليس في ذلك الحديث دليل على أن هؤلاء الذين لا يعلمون (شيئًا) من أصول الدين أصلاً! إلا الكلمة المجردة -كما هو ظاهر الحديث- أنهم لا يمتحنون؛ بل ينجون برحمة الله من النار، ويدخلون الجنة؟!
فكيف بمن علم (الكثير من أصول الدين)، وجهل (بعض) أصوله؟!
أسئلة بريئة؛ أرجو الإجابة عليها دون تشنج!، وتعصب؟!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 03:19]ـ
وقيام الحجة في أصل الدين هو ببلوغها، ولو ادعى أنه لم يفهمها.
وقيام الحجة في المسائل الخفية هو بفهمها.
أرجو مراجعة هذا الرابط؛ بارك الله فيكم:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=99963&postcount=42
ـ[أبو موسى]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 04:05]ـ
الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15738
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 04:16]ـ
يا أبا رقية،
هذا الحديث لا يصح فيه الاستدلال في هذه القضية ..
فإن القضية تدور حول "أصل الدين" .. أي عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بكل معبود سواه.
فهؤلاء الذين تم ذكرهم في الحديث يؤمنون أن الله واحد أحد، فرد صمد، لا شريك له في الألوهية أو الربوبية، ولكن لم تصلهم شعائر الدين التي يتعبدون لله بها.
وحالهم مثل حال ذلك الرجل الذي وقف في أهل مكة قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال لهم إنهم قد أفسدوا دين إبراهيم، وجعلوا لله شركاء، وإنه على ما عليه إبراهيم - عليه السلام - من التوحيد. ثم صار يسجد لله ويقول: يا رب، لو أعلم كيف أعبدك على الوجه الذي يرضيك، لما امتنعت، ولكن هذا وسعي وحيلتي ..
ثم ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رآه في الجنة.
-------
والذي مدار الموضوع حوله هو: من يعبد غير الله، أي: نقض أصل دينه .. فهل هذا معذور بالجهل؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 06:03]ـ
أخي الكريم أبو رقية حياك الله وبياك
وتفضل اقرأ هذا الكلام
يقول صاحب كتاب البلاغ المبين
(الشبهة الأولي: حديث حذيفة في سنن ابن ماجة: (حدثنا عليٌّ عن محمد حدثنا معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حِراش عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُدْرَسُ الإسلامُ كما يُدرَسُ وشي الثوب حتي لا يُدري ما صيام ولا نسك ولا صدقة، ويسري على كتاب الله عزَّ وجلَّ في ليله فلا يبقي في الأرض منه آية، وتبقي طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها. فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة. فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثًا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال يا صله: تنجيهم من النار ثلاثًا).
وقال المحقق عن هذا الحديث في الزوائد إسناده صحيح ورجاله ثقات ورواه الحاكم وقال إسناده صحيح على شرط مسلم.
وتعليقًا على هذا الحديث نقول: علىٌّ بن محمد بن إسحق الطنافسي ثقة عابد من الطبقة العاشرة قال عنه أبو حاتم الرازي كان ثقة صدوقًا وهو أحبُّ إليَّ من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح وأبو بكر أكثر حديثًا منه وأفهم. محمد بن خازم أبو معاوية الضرير: قال عنه ابن حجر ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره، من كبار الطبقة التاسعة، مات سنة خمسة وتسعين ومائة 195هـ، وله اثنان وثمانون سنة وقد رمي بالإرجاء.
وروي ابن أبي حاتم عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظًا جيدًا وروي ابن أبي حاتم أيضًا عن يحيي بن معين يقول: (أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش. وروي أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير).
سعد بن طارق أبو مالك الأشجعي: ثقة من الطبقة الرابعة، مات في حدود الأربعين 140هـ، وربعي بن حِراش أبو مريم العَبْسي الكوفي ثقة عابد مخضرم من الطبقة الثانية، مات سنة مائة وقيل غير ذلك.
وعلي هذا يكون هذا الحديث ضعيف الإسناد.
وعلته ضعف أبو معاوية في غير حديث الأعمش، إلى جانب أنه قد رمي بالإرجاء وروي أحاديث مناكير عن عبيد الله بن عمر، كما أن تتمة الحديث تخالف ما جاء في صحيح السنة المطهرة إذ أن رفع المصحف لا يكون إلا بعد أن تأتي ريحٌ طيبةٌ فتقبض أرواح المؤمنين ولا يبقى على الأرض إلا شرارها يتهارجون عليها تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة ولا يبقى على الأرض أحدٌ يقول الله الله فلا يبقى على الأرض إلا الكفار بعد قبض أرواح المؤمنين، وعلى فرض صحة الحديث فهو خارج موضوع النزاع إذ أنه في هذه الحالة يكون فيمن آمن وأدرك التوحيد وغابت عنه الشرائع ومثل هذا موحد ويعذر بعدم البلاغ فليس فيه عذر في الإشراك بالله تبارك وتعالى الإشراك الأعظم.) إهـ كتاب البلاغ المبين للشيخ الشاذلي.(/)
"الخوف" استعداد بعِلم ..
ـ[أبو الأشبال الشافعي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 04:50]ـ
"الخوف" استعداد بعِلم ..
بدايَةً، لا بدَّ أن نعتَرف جميعًا أن الخوف شعورٌ طبيعي خلقَه الله تعالى في الإنسان، له وظيفتُه وأهميَّته، ولما كان الخوف كذلك فمِن المؤكَّد أنَّ الله خلَق لِهذا الخوف قانونًا كلَّما وافقه الإنسان كانَت له السَّعادَة، فإن رفضه أجبَرَه هذا القانونُ على السَّيْر فيه، وحالتَئِذٍ يَفقِد الإنسان سَعادتَه الَّتي يَسعَى إليها، والَّتي يعتبرها هدفَه الأسْمَى.
أمَّا كونُ البعضِ يَرَى في الخوف شعورًا سلبيًّا فهذا لا يقلل من قيمتِه لأشياء؛ أولها: أن هذا الخوفَ - كما قلنا - من خلق الله، وكلنا يعلم أن الله لا يخلق شيئًا عَبَثًا، إنما لغاية وحِكمة حسَنةٍ تغيب على الإنسان، وثانيها: أن هذا الخوفَ يفعل نوعًا من التوازن بين المشاعر داخل الإنسان، كما أنه ثالثًا يحفظ بقاء الإنسان أحيانًا؛ فالطفل حينما يولد تراه يخاف تلقائيًّا من الصَّوت العالي كما يخاف السُّقوطَ على الأرضِ ..
والآنَ .. ما تعريف الخوفِ؟
الخوف في اللغة العربية على معان كثيرة: أولها: الفَزَع والتوقُّع، وثانيها: القِتَال، قال تعالى: {ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بشيءٍ من الخَوْفِ} [البقرة: 155]، وقال: {فإذا جاءَ الخَوْفُ} [الأحزاب 19]، وثالثُها: العِلْم، ومنه قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً} [النساء: 128]، كما قال تعالى: {فَمَن خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً} [البقرة: 182].
ويأتي رأيُ "المعجم الوسيط" في معنى الخوف قائلاً: "الخوفُ: انفعال في النَّفْس يحدث لتوقُّع ما يَرِد من المكروه أو يفوت من المحبوب"؛ فالخوف إذًا نذير داخلي بالاستعداد لشيء ما يتوقَّعه الإنسان، ولا يطلق مصطلح "الخوف من" - في رأيي - إلا من الله تعالى؛ فقد قال: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].
"أخاف من الأيام الآتية" ..
عبارةٌ يقولها البعض، وليس لها معنى أو لنقل: ليس لها وجود، بل نترقى في التعبير لكي نقول: إنه لا يجوز أن يكون هناك خوف من الغد إنما الخوف يكون من الله كما مَرَّ، ولكنَّ المصطلح الصحيح الذي يمكننا أن نستخدمه في هذه الحالة هو "الخوف للغد"، بمعنى أن هناك شعورًا داخليًّا يقول لي: استعدَّ للغد استعدادًا يُصَدِّق قول عمرو بن العاص: "احرِز لدُنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا"، فلو أن الإنسان أخذ بهذا الكلام فعلاً في حياته فلن يجد الخوف إلا من الله تعالى، ويجد نفسه خائفًا (أي: مستعدًا) دائمًا لما يتوقعه من الأحداث في حياته فقط.
لو أن الإنسان فعل لآخرته كأنه يموت غدًا فسيجد نفسه يستعد بالعبادة لكي يتقرب بها إلى الله؛ فيكون الله هدَفَه في هذا، خوفُه لله ومِن الله، كما سيستِعد بالعلم الذي يقربه من الله أكثر وأكثر بحيث يحاول جاهدًا أن يتقرَّب إلى الله، ويحاول حينئذ نشر روح الفلاح الَّتي تؤكد أن ((الدين النَّصيحة)) فعلاً، وذلك عن طريق تعليم العلم الذي تعلمه كما يحاول جاهدًا أن ينشر روح التسامح بالفهم والقبول والصفح، وعماده في نَشْر هذه الروح هو الحب والإخاء والتَّماسك بين أفراد أسرته ومجتمعه كله، وقبل كل هذا نشرُ هذه الروح في أعماق نفسه، مصدقا في كل تلك الأفعال قولتَه فبل نومه: ((اللَّهمَّ إنْ أخَذْتَ رُوحِي فارحَمْها!)) ..
كما أن الإنسان لو علم أنه سيعيش أبدًا فسيستعد أيضًا بالعبادة لله؛ ليكون عونه وسنده في التأقلُم مع الأيام والأحداث الَّتي قدرها له {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186]، كما سوف يستعد بالعلم الذي يجعله على إيمان كامل بأن ((مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ))، ولهذا يطمئن قلبه بالرِّضا، ويتغلب بقوة الإيمان والاعتقاد الراسخة على الشُّعور السَّلبي بالخوف من الآتي الذي لا يَعرِف عنه شيئًا ..
وإذا آمن الإنسان بأن {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]، أي: إنه هو الأقوى، تقصر دون قوتِه القُوَى، كما أنه لو آمن أن {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]، فسوف يعلم أن العلم من صفات القوي؛ فلو أراد أن يمحو خوفه من غير الله سبحانه فليتسلح بالعلم الذي هو سبيل القوَّة الَّتي تجعله يهزم أيَّ خوف آخر غير خوفه من الله، وعند هذه اللحظة سيجد نفسه متفائلاً، يعمل لغدِه كأحسن ما يكون العمل؛ لأنه يعتقد تمام الاعتقاد أنه الآن يجني ثمار ما زرعه أمسِ، ويجد نفسه عندئذ يتقدَّم كل يوم درجة في القرب من الله .. في الحيَاة ..
واستشارة أهل الذكر مسلك من مسالك تحصيل العلم؛ قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، كما أن استعارة الخبرات من ذوي الخبرات شيء مهم جدًّا؛ فمِن المؤكد أن أي إنسان يعلم أن موقفَه هذا أو شعورَه هذا قد مرَّ به ناس من قبله فليرجع إليهم إن كانوا موجودِين، أو إلى آثارهم إن كانوا قد ماتوا، كما أن من طرق تحصيل العلم أيضًا التجارب العملية الَّتي اشتراها الإنسان من أيَّامه الَّتي عاشها قبل هذا الموقف أو الشعور ..
القارئ الكريم!!
الخوفُ شعورٌ طبيعي خلقه الله؛ فهو موجود شئنا أم أبَيْنا ..
الخوفُ نذيرٌ بالاستعداد، والاستعداد لا يكون إلا بقوةٍ، العلمُ عِمادُها والأساسُ ..
الخوفُ يمرُّ على الإنسان في لحظات من فقدان القوَّة تتفاوت مدَّة هذه اللحظات من إنسان إلى آخر؛ فالذي يستعد كثيرًا للآتي لا يفزَع كثيرًا؛ لأنه وبكل بساطة لا يتوقع إلا كل خير ..
إلى أمانِ اللهِ .. !
أبو العلاء الشافعي
الألوكة [/ SIZE](/)
المسلمون يذبحون وأنت تأكل الفاكهة!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 01:21]ـ
من تفسر قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ... ) للشيخ محمد اسماعيل المقدم المفرغ فى الشبكة الاسلامية
]. إذاً: فهنا ضمان بالنصر والتثبيت، وهذا الضمان مشروط بشروط وهي: أن ينصر العبد الله سبحانه وتعالى، والجزاء من جنس العمل، فمن أعزّ أمر الله أعزّه الله، ومن نصر دين الله نصره الله، كما في هذه الآية: ((إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) وأما ما هو شائع على ألسنة كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام وهم يبارزون الله سبحانه وتعالى بالمعاصي والمخالفات وأن الله سوف ينصرهم، فهؤلاء لا ينصرون؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: ((إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)) وقال: ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ))، وقال: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47] أي: المتصفين بالإيمان، وقال تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41]، إذاً: فالذين لا يقيمون الصلاة، ولا يؤتون الزكاة، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر، ليسوا داخلين في وعد الله بالنصر ألبتة، بل مثلهم كمثل الأجير الذي استأجره مستأجر، فلم يعمل لمستأجره شيئاً، ثم جاء بعد ذلك يطلب منه الأجرة وهو لم يعمل شيئاً، وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى [النحل:60]، فمن يتمادى في المعاصي والمخالفات ثم يقول: إن الله معنا، وإن الله سينصرنا، فهذا غرور منه، فهو ليس من حزب الله الموعودين بنصر الله عز وجل؛ لأنه لم ينصر الله، ولم ينصر دينه وكتابه، ولم يكن جهاده لإعلاء كلمته، وإقامة حدوده وفرائضه عز وجل. وقد رأينا عواقب ذلك، فرأينا أصنافاً كثيرين مغترين في هذا الزمان، وما أكثر ما يستدلون بهذه الآية: ((إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) رأيناهم في النكبة، وذلك حينما كان المذيع يقول: أم كلثوم معك في المعركة، وشادية معك في المعركة، وعبد الحليم حافظ معك في المعركة، فكيف يكون الله معنا وهؤلاء أيضاً معنا؟ وكيف نكون من حزب الله ونحن نطلب النصرة من هؤلاء الأقوام، ومن حزب الشيطان؟! وهذه الآية أيضاً مما يصدق أن يستدل بها في مواجهة كثير من الناس الذين يكثرون الشر، وحينما تدعوهم إلى بعض التكاليف الشرعية سواء كانت ظاهرة أو باطنة، وسواء كانت في الفرائض أو غيرها، كاللحية مثلاً، أو الكلام في أي قضية من القضايا التي لا تروق لبعض الناس، فإنهم يقولون لك: المسلمون يذبّحون وأنت في وادٍ آخر، والكنيسة الشرقية تتحد مع الغربية، واليهود يفعلون، والنصارى يفعلون، وأنت تقول للناس: افعلوا كذا، ولا تفعلوا كذا، وتتكلم في توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات!! ينبغي أن نشتغل بالأمور المهمة، فالمسلمون يذبحون ويضطهدون، فنقول: هم يتخيلون أن العلاقة بين هذا وذاك علاقة تضاد، وكأنه لا يستطيع المسلم أن يؤدي هذه الأمور كلها، سواء كانت فرعية أو أصلية، فالمسلم يستطيع أن يقوم بهذه الأمور التي ذكرنا، وفي نفس الوقت يكون مجاهداً في سبيل الله إذا أتيح له الجهاد. وأما هؤلاء فيظنون أن العلاقة علاقة تضاد، وأن المسلم لا يستطيع أن يجاهد وهو عافٍ للحيته مثلاً!! فليس هناك علاقة تضاد، ويمكن للإنسان المسلم أن يعمل أكثر من عمل في وقت واحد، فأنا مثلاً الآن جالس، وفي نفس الوقت متكلم، وناظر، وسامع، فهذه كلها توفرت في شخص واحد، وفي وقت واحد، بخلاف الأمور المتضادة كاجتماع النقيضين، فإنهما لا يجتمعان في مكان واحد، وفي آنٍ واحد، كالعمى والبصر، فهذه علاقة تضاد، وكالأبوة والبنوة في شخص واحد من جهة واحدة، فهذا لا يكون أبداً، وأما الصفات غير المتضادة، والصفات المتباينة فيمكن أن تجتمع في وقت واحد، وفي مكان واحد، كالسواد والحلاوة، فإنهما يجتمعان في العسل والتمر مثلاً، أو البياض والبرودة، فيجتمعان في الثلج، فكذلك نفس الشيء هنا، الإنسان يستطيع أن يعفي لحيته مثلاً ويجاهد في سبيل الله، فليس بينهما تضاد بل العكس، فالعلاقة بينهما في الحقيقة بمقتضى هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية تكون علاقة تلازم؛ لأن الله يقول: ((إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ))، فنصرة الله تكون بإقامة شرعه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة:208]، وكثير من هؤلاء الناس لا يستعملون هذا النوع من الجدل إلا في مصادمة السنة، ومن يدعوهم إلى الالتزام بالسنة، في حين أنهم هم أنفسهم في حياتهم العادية يمارسون أشياء منكرة، فبعضهم مثلاً يلبس (الكرفتة) ويكوي ملابسه، ويشتري فواكه، ويعمل رحلات ترفيهية، ثم لا يقبل من أحد أن يقول له: المسلمون يذبحون وأنت تأكل الفاكهة! والمسلمون يضطهدون في أقصى الغرب وأنت تكوي ملابسك وتهتم بكذا وكذا! فهو لا يقبل ذلك ممن يعترض عليه، فأولى ثم أولى حينما نأمرهم بأمر الله، أو أمر رسول الله عليه السلام ألّا يحق لهم الاعتراض بقولهم: المسلمون يذبحون، وكما قال أحد إخواننا في اليمن رداً على هؤلاء القوم حينما اشتغلوا بهذا الفهم، فقال أحدهم: يا جماعة! أنتم غاضبون على الناس عندما تركوا الحجاب، وحلقوا اللحى، والمسلمون في أفغانستان يحاربون من قبل الشيوعيين! وأنتم لا تتكلمون إلا في هذا، فقال له أحد الإخوة من أهل اليمن: هب أننا حلقنا لحانا، وخلعت نساؤنا الحجاب، فماذا يفيد إخواننا الأفغان ذلك؟ وماذا تستفيدون من ذلك؟ فالشاهد: أنه ليس هناك علاقة تضادّ بين التمسك بكل أمور الدين -سواء فرعية أو أصلية- وبين جهاد الأعداء، بل هناك علاقة تلازم، وإثباتها من باب إثبات اللازم للملزوم، فإن نصر الله إنما يتنزل على من ينصر الله، قال تعالى: ((إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))، ثم ليس هناك قاعدة تضبط مثل هذا التفكير، فما يعظمه بعضهم قد يحتقره الآخر، وما يحتقره بعضهم قد يعظمه الآخر، وبالتالي تصبح الشريعة ألعوبة في أيدي الناس، فهذا يحذف منها ما شاء بدعوى عدم التمسك بهذه القشور وهذه المظاهر .. إلى آخره، وفي ترك ذلك تضييع لكثير من شعب الدين والإيمان .......
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 02:50]ـ
جزاك الله خيرا ..(/)
هذا ما يحدث ... عندما تختل الموازين
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 02:17]ـ
هذا ما يحدث ... عندما تختل الموازين
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
في وقت اختلت فيه الموازين , وقلبت فيه الحقائق , واهتزت فيه الثوابت , وأصبحت أصولنا في خطر , كان لا بد من تدارك هذا الخطر قبل فوات الأوان.
-وهذا المقال محاولة جادة لإرجاع الأمور إلى وضعها الطبيعي , ومكانها المناسب , وخاصة في مثل هذا الوقت الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه:سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. (قال الشيخ الألباني صحيح)
-وبادئ ذي بدئ لابد لنا أن نعرف ما هو المقصود بالميزان؟ وماذا نعني به؟ والميزان هو: تلكم الأداة التي يعرف بها ومن خلالها موازين ومثاقيل الأشياء , أو بإمكانك ان تقول بأن الميزان هو: تلكم المرجعية التي يرد إليها جميع الأقوال والأفعال والاعتقادات للحكم عليها من حيث الصحة والفساد ,ولقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى عندما قال:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ".
-وبناء على ذلك يكون المقصود بالميزان عند أهل التوحيد هو كتاب الله وسنة رسوله , بينما هو عند أهل التنديد القوانين الوضعية البشرية , وكل ما تفرع عنها من مؤسسات ومنظمات إقليمية ودولية , أسأل الله أن يدمرها , اللهم آمين. *
-إخوة التوحيد والإيمان: وموازين الناس في هذه الدنيا تنقسم إلى قسمين: إما ميزان رباني وإما ميزان وضعي , والميزان الرباني إنما نعني به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم -بفهم سلف الأمة -رضي الله عنهم وأرضاهم.
-ونقصد بالميزان الوضعي: كل ما سوى كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وواجبنا نحو هذه الموازين الوضعية أن نكفر بها , وندعوا الناس إلى الكفر بها , ونسفهها , ونسفه اهلها , ونسفه واضعيها ومتبيعها كذلك , قال الله تعالى:" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
-وإن الإيمان لا يثبت لأحدنا , إلا إذا جعل الميزان الرباني هو الذي يحكم حياته ويديرها , ويفصل في نزاعاته ويحلها , قال الله تعالى:" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "وقال جل جلاله:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا "وقال سبحانه:"أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "
-إذن فكل من اتخذ ميزانا سوى ميزان الكتاب والسنة , فقد حكم الجاهلية , وتحاكم إليها , وإن من أبرز الموازين الجاهلية التي تشارك الله تعالى في الحكم والتشريع والقضاء ما يسمونه بالمجالس التشريعية (الوثنية) , والرباعية الدولية , ومجلس الأمم المتحدة , والشرعية الدولية , وغيرها من المؤسسات الكافرة الفاجرة , الفاسدة المفسدة , الضالة المضلة , وذلك لأن هذه المؤسسات تشارك الله في الحكم والله تعالى يقول:" مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ويقول كذلك:"وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ".
-إخوة الإيمان والإسلام: ولا بد أن نعلم أن الميزان الدنيوي له كبير العلاقة بالميزان الأخروي , فمن كان ميزانه في الدنيا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثقل ميزانه في الآخرة ولا ريب , أما من كان ميزانه ميزانا وضعيا خف ميزانه في الآخرة ولا ريب كذلك , ويدل على هذا الفهم ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال للفاروق يوما: إنما ثقلت من ثقلت موازينه يوم القيامة , باتباعهم للحق وثقله عليهم , وحق لميزان لا يكون فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا , وإنما خفت موازين من خفت موازينه , لاتباعهم الباطل وخفته عليهم , وحق لميزان لا يكون فيه إلا الباطل , أن يكون خفيفا.
-يا أهل الحق: فائدة أقف عندها وأذكركم بها من كلام أبي بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه - وهي: أن من اتبع الحق , فالاتباعه للحق ضريبة , ألا وهي التلبس بالمشاق , ومواجهة الصعاب , والتعرض للابتلاءات , هذه هي الضريبة التي لا بد أن يدفعها كل من يلتزم الحق , ولكن لا يجوز أن ننسى أنها ضريبة يليها مكافأة ونعيم من الله الرحمن الرحيم , قال الله تعالى: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا".
-إخوة التوحيد والإيمان: وميزان الآخرة ميزان له كفتان , كفة توضع فيها الحسنات , وكفة توضع فيها السيئات , فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة , ومن رجحت سيئاته عل حسناته دخل النار , ومن استوت حسناته مع سيئاته كان من أهل الأعراف , الذين يمكثون بين الجنة والنار , إلى أن يتشفع لهم الرسول الأكرم "محمد - صلى الله عليه وسلم -" , والسؤال لك بعدما علمت هذا , من أي الفرقاء أنت؟ عملك هو الذي يحدد ذلك.
-إخوة التوحيد والإيمان: ولا بد أن نعلم: أن الذل والعار والشنار الذي أصاب أمتنا إنما هو بسبب الخلل الكبير في موازيننا , التي نزن بها الأشياء حولنا , ولخطورة الإخلال بالموازين قامت الرسل تقول لأقوامهم:"وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ", وفي مستدرك الحاكم وصححه الأباني من حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال:"ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ".
-أحبتي في الله: هذا وإن كان المقصود ابتداء من الميزان ميزان البيع والشراء , إلا أنه لا يمنع ان يدخل فيه بقية الأنواع الأخرى من الموازين , كميزان العبادة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والصحة والاجتماع والإسكان ...... الخ , وكل ما ذكرناه وما لم نذكره من شؤون الحياة في مثل هذه الأيام لا يوزن بالميزان الرباني بل يوزن بالميزان الوضعي , فنتج بسبب ذلك ما نتج من ألوان الفساد وأشكاله المتنوعة المتغايرة , قال الله تعالى:" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ".
-إخوة التوحيد والإيمان: في وقت كثر فيه الطعن بالموحدين والمجاهدين , وفي نفس الوقت الذي فشا فيه مدح الطواغيت , والدفاع عنهم , والذود دون عروشهم الظالمة المستبدة , في وقت تنزل فيه نصوص ولي الأمر الشرعي التي قيلت في أمثال الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين , نرى كثيرا من المشائخ ينزلونها على طواغيت العصر و الذين ما كانوا يوما من الأيام أولياء أمر شرعيين لنا , بل هم أولياء كفر وفجر وعهر وخمر , نسأل الله لنا ولهم الهداية , اللهم آمين.
-يا مشائخ الطواغيت: إن كلماتكم كما كلمات غيركم , ستوزن عليكم , ففكروا قيل أن تتفوهوا بأي كلمة , هل ستوزن لكم أم عليكم , قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري وسلم من حديث أبي هريرة: " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحانه الله وبحمده سبحانه الله العظيم" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم كما عند مالك وأحمد والترمذي وصححه الألباني من حديث بلال ين الحارث: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة ", وإني أعظكم فأقول لكم: إن لم تقول الحق فاصمتوا , ولا تنصروا الطاغوت بالباطل من كلامكم , وتذكروا قول النبي -صلى الله عليه وسلم -كما عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه * -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت", ووالله إنني أسمع كثيرا من المشائخ يتكلمون فأقول: ليتهم سكتوا.
-أحبتي في الله: أعمالكم , كل أعمالكم ستوزن عليكم , لذلك وقبل ان تعملوا أي عمل , لابد ان تقفوا مع أنفسكم قليلا وتسألوها: هل سيوزن هذا العمل في ميزان حسناتنا أم في ميزان سيئاتنا؟ ويكون إقدامكم على هذا العمل او إحجامكم عنه تابع للإجابة على هذا السؤال , فإن تيقنتم ان هذا العمل سيوزن في كفة الحسنات فاعملوه , ولا تخافوا عند فعله لومة لائم , ولا تكترثوا بنعق ناعق , ولا بنباح نابح , فالأمر كما قالت العرب يوما: " الكلاب تعوي والقافلة تسير ".
- أحبتي في الله: وإن سألتم عن أكثر ما يثقل موازينكم يوم القيامة قلت لكم: حسن الخلق , ودليل هذا ما أخرجه أبو داوود وصححه الألباني من حديث أبي الدرداء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال:" ما من شيئ يوضع يوم القبامة في الميزان أثقل من حسن الخلق" والسر في هذا: أن حسن الخلق وسيلة أنجح من ناجحة , في تحبيب الناس بالدين , ودعوتهم إليه , ومسارعتهم إلى اعتناقه , على العكس تماما من سوء الخلق , الذي يبعد الناس عن الدين , وينفرهم عنه , وكم من رجل متدين كان سوء أخلاقه مع الناس , سببا من أسباب رفضهم وعزوفهم عن الهداية , انني أخشى أن ينطبف على من ينفر الناس عن الإسلام بسوء خلقه قوله تعالى:" لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ".
-أحبتي في الله: وإذا كان الميزان الرباني يزن الأقوال والأعمال فهو كذلك يزن الأشخاص , وإن وزن أحدنا يثقل ويخف على قدر إيمانه وتقواه , يدل على هذا الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال:"ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال اقرؤوا (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) , وفي المقابل وكما عند أحمد بسند حسن:"أن عبد الله ابن مسعود انكشفت ساقه وكانت دقيقة هزيلة فضحك منها بعض الحاضرين , فقال صلى الله عليه وسلم: أتضحكون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد", وإذا كان الأمر كذلك , فلا بد أن تكون أوزان الناس في قلوبنا ومقاديرهم على حسب ما عندهم من إيمان وتقوى لله الواحد الديان , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " وعند أحمد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله علمه أن يقول في الوتر:" إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت" (قال الشيخ الألباني: صحيح) , وفي السلسلة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا لقيتم المشركين (وفي رواية أهل الكتاب) فلا تبدؤهم بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى اضيقها] , فإذا سألت لماذا هذا؟ قلت لك: لأنه كافر وكفره يجعله بدون وزن عند الله وعند الموحدين كذلك , إذ إن حبنا وبغضنا للآخرين ليس ذاتيا بل إنه تابع لحب الله الجليل العظيم , فعجب كل العجب لمن جعل النصارى إخوانه , والروافض أولياءه , والطواغيت أسياده ورؤؤساءه وأشقاءه , كيف يقول هذا؟ ورسول الله -صلى الله عليه وسلم -كما عند الحاكم وحسنه الألباني من حديث بريدة يقول: "إذا قال الرجل للمنافق يا سيدي فقد أغضب ربه "وهو القائل أيضا كما عند أحمد والطبراني وصححه الألباني من حديث عمروا بن العاص:"إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالحوا المؤمنين ", أما فيما يتعلق بالمسلمين فولاؤنا لهم تابع لما عندهم من حسنات وسيئات , فعلى قدر ما عند هم من حسنات وسيئات يكون ولاؤنا لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
-أحبتي في الله: من الابتلاءات التي ابتلينا بها في هذه الأيام بلية العلمانية والعلمانيين , هؤلاء العلمانيون الذين قصروا مهمة الميزان الرباني على مفهوم العبادة وحسب , اما فيما يتعلق ببقية شؤون الحياة فلا يزنون يالميزان الرباني , وإنني أعجب منهم - إن كانوا مسلمين- كيف يفعلون هذا والله يقول:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" ويقول أيضا:" وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ", ومع وضوح الأدلة وضوح الشمس في رابعة النهار , ترى كثيرا ممن ينتسبون للعلم يدافعون عنهم وعن مشروعهم مدافعة الأبطال , ألا فلا نامت أعين الجبناء.
-أحبتي في الله: الميزان الرباني , هو ميزان يحكم بالعدل بين الناس , كل الناس , فهو لا يفرق في حكمه بين قريب وبعيد , ولا بين غني وفقير, ولا بين شريف ووضيع , ولابين قوي وضعيف , ولا بين مسلم وكافر , هو لا يعرف مبدأ الوزن بميزانيين ولا الكيل بمكيالين كذلك , هو ميزان يقوم على العدل حتى مع الأعداء البغضاء على قلوبنا , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ", هو ميزان لا يعرف الواسطة , بل إنه يرى في الواسطة سببا من أسباب الهلاك والتبار والدمار , يدل على هذا الفهم ما أخرجه أبو داوود وصححه الألباني من حديث عائشة رضي الله عنها:" أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
- إخوة التوحيد والإيمان: لا بد أن نعلم أن سلفنا الصالح إنما عزوا لما وزنوا أمور حياتهم بهذا الميزان العادل , وضعوا الدنيا في كفة , والآخرة في كفة , فرجحوا كفة الآخرة , وصبروا على لأواء ترجيحهم هذا , وضعوا المصلحة الدنوية في كفة , والمصلحة الأخروية في كفة , ثم رجحوا كفة المصلحة الأخروية , وصبروا على المشاق التي نالت منهم بسبب هذا الترجيح , وضعوا الهوى في كفة , والدليل الشرعي في كفة , ثم رجحوا الدليل الشرعي على الهوى , وصبروا على المتاعب التى تلبست بهم من وراء هذا الترجيح , وضعوا طاعة المخلوق في كفة , وطاعة الخالق في كفة , ثم رجحوا طاعة الخالق , وصبروا على البلاءات التي تصادمت معهم من جراء هذا الترجيح , وضعوا حب الخالق في كفة , وحب المخلوق في كفة , ثم رجحوا حب الخالق , وصبروا على العذابات التي أصابتهم بسبب ما رجحوا , إنهم وباختصار رجحوا رضوان الله على رضوان غيره , والا نتماء لله على الانتماء لغيره , وعبودية الله على العبودية لغيره , إنهم وبكل بساطة رجحوا الله على من سواه , إن سلفنا إنما كان كذلك لأنه أجاب الله لما قال:"والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ" وأجابوه كذلك لما قال:" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " وأجابوه كذلك لما قال:"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " وأجابوه كذلك لما قال:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ " وأجابوه كذلك في كل ما أمر به أو نهى عنه في الكتاب والسنة , لذلك أعزهم ونصرهم وأيدهم رب العالمين سبحانه وتعالى.
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم:ابو يونس العباسي
مدينةالعزة غزة رجب 1429ه(/)
التكفير بين المتقدمين والمتأخرين
ـ[مستور الحال]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 02:16]ـ
التكفير بين المتقدمين والمتأخرين
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: من لم يقرَّ بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبعِ سماواته فهو كافر حلال الدَّم وكان ماله فيئاً. أ. هـ
وقال الذهبي رحمة الله معلِّقاً: وكلام ابن خزيمة هذا - وإن كان حقاً - فهو فجّ، لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء. السير (14/ 373، 374).
ثم ساق قول ابن خزيمة في كفر من قال بأن القرآن مخلوق: القرآن كلام الله تعالى، ومن قال:إنه مخلوق فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
السؤال: (ما هو السبب في ذلك؟؟))
ما السبب الذي جعل المتأخرين من العلماء تنفر نفوسهم من التكفير بخلاف المتقدمين؟؟
وأحب أن أذكر أن هذه المسألة من المسائل المهمات في هذا العصر فيلزم عدم الخوض فيها إلا بعد البحث والدراسة وألا يلقى فيها الكلام على عواهنه، فإني رأيت في كلام بعض الإخوة معارضات ومداخلات إنما هي خواطر عارية عن البحث ومثل هذا يشتت البحث ولا يفيد.
فنريدكم أيها الأخوة النجباء والمشايخ الفضلاء أن تفيدوا بملحوظاتكم وفوائدكم حول هذه القضية بأسباب تليق بأقدار العلماء ولا تُهَمش النصوص الشرعية التي تقتضي كفر من خالفها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 06:53]ـ
/// ماذا لو عاش الذهبي زماننا؟! أصبح تكفير الكفر البواح الذي نطق بكفره الكتاب والسُّنَّة تهمة بالغلو في التكفير!!
/// لعل السبب -والله أعلم- في فجاجته في ذاك الزمان فضلًا عن هذا الزمان = من جهتين:
1 - قوة السنَّة في زمانهم وقوة أهله وغلبة كلمتهم على الناشئين من المبتدعة والزنادقة.
2 - انتشار العلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة بين أهل العلم والآخذين عنهم، وغربة العلم في هذا الزمان.
/// ويظهر ذلك في انتشار الرويبضة وأنصاف المتعلِّمين والمخلِّطين في وسائل الإعلام -غالبها- واحتضانهم لمن على شاكلتهم من مبتدعة العصر ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:13]ـ
لقد أجاب عن سؤالك هذا الشيخ العلامة سفر الحوالي بما لا مزيد عليه في كتابه الفريد:ظاهرة الإرجاء .. فانظره تجده بليغا وافيا بالمقصود(/)
وزير الثقافة الحمساوي!!!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 04:00]ـ
قال إنه تأثر بفيلم "في بيتنا رجل" لعمر الشريف وزبيدة ثروت
وزير ثقافة حماس: لن نمنع السينما ولا الغناء
العربية - حماسنا دوت كوم - القاهرة
أكد د. عطالله أبو السبح وزير الثقافة في حكومة حماس و المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين " فرع فلسطين " أنه لم يفرض الحجاب على الموظفات في وزارته ولو لم يفعلن لاعتبر ذلك أمرا يخصهن ويدخل في اطار حريتهن الشخصية.
وقال في حوار هاتفي مع "العربية. نت" من الصين التي يزروها حاليا إن (حماس) لن تلجأ إلى توسيع مساحة الممنوع، ولم ترفض إنشاء دور للسينما في غزة، ولم تمنع فنانين مصريين من احياء حفلات في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه سيجري تنظيم معرض دولي للكتاب، وتم الاتصال بأدباء ومثقفين وفنانين عرب من أجله.
وأوضح أن السينما الهادفة يمكنها أن تخدم القضية الفلسطينية، وأنه تأثر وجدانيا بفيلم "في بيتنا رجل" الذي شاهده عندما كان صغيرا في الستينيات. وقال أيضا إنه لا يعلم شيئا عن فيلم "شفرة دافنشي" وأنه لا يضره كوزير للثقافة أن يقول إنه لم يقرأ عنه أو يشاهده.
وقال د. عطالله أبو السبح وزير الثقافة في حكومة حماس والحاصل على دكتوراه في الفقه المقارن في حوار مع (العربية. نت): لم نوسع دائرة الممنوع لأن المشترك بيننا وبين أبناء شعبنا واسع جدا. إننا نعمل في ساحة المشترك وأما المختلف عليه فلا بد أن نخضعه للحوار. والحرام البين لا نحاور فيه، وما لنا فيه سلطان، وإن كانت الصحافة قد حرفت وأوّلت وزادت ونقصت .. إلى آخره.
واستطرد: نمنع ما نتفق –من خلال الحوار- على أنه يضر بمصالح شعبنا وما نشمّ من خلاله رائحة المكر والدهاء الموسادي أو الصهيوني. في هذا الأمر نتعاون جميعا كمثقفين واداريين وأصحاب قرار، و"نفلتر" ما يضر بشعبنا وننبذه بعيدا.
لم نعارض فتح دور سينما
وعن افتتاح دور سينما في قطاع غزة قال: نحن مع فتح السينما، ولكن السينما المرشدة، وليست التي تعرض أفلام (البورنو) أو الاباحية. دور السينما قليلة جدا في أراضي السلطة الفلسطينية، وفي قطاع غزة كله لا توجد دار سينما واحدة، وعلى مدى وزارات ثلاثة في تاريخ السلطة لم تفتح دار سينما في القطاع، ليس معاندة ورفضا لها، ولكن لأن الظروف لا تسمح بذلك.
وأضاف أبو السبح: نحن نتعرض كشعب إلى مسح الهوية العربية والاسلامية من خلال استهداف صهيوني ماكر ومجرم لإسقاط شعبنا في مستنقع الرذيلة، فلا بد أن نحمي أبناء شعبنا من ذلك. الحقيقة أننا نقترب كثيرا من شعبنا في أفكاره، ونحاول أن نسوق لما نعتقد أنه الصواب بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالقهر أو الكرباج ولا بالسجن والسجان بأي حال من الأحوال، لأنه عندئذ سنضيف أعباء شديدة على شعبنا.
أذبنا الجدار الجليدي مع الحداثيين
واستطرد بأن "التغيير الفكري أو الأيدولوجي في الشعوب لا يمكن أن يأتي بين يوم وليلة ولا يمكن أن يأتي طفرة، ولكن بالصبر والمثابرة والتبليغ بما قال الله عز وجل. ومن هنا فلو جادلنا لا بد أن نجادل بالتي هي أحسن، وقد عقدنا كثيرا من المؤتمرات، وحدث الكثير من الاحتكاكات مع المثقفين والحداثيين، كنا نتكلم معهم بالقلب والعقل المفتوحين، ونجيب على أسئلتهم، وكانت كثيرة جدا، نحاول أن نكسر الهوة بيننا وبينهم ونجحنا والحمد لله في إذابة معظم الجدار الجليدي الذي كان بيننا وبين الحداثيين الذين ينظرون إلى الأمور بنظرة فيها التحرر من كثير من المنظومة القيمية التي نؤمن بها كشعب مسلم وعربي".
وأضاف: وصلنا في غالب الأحيان في تصوري بلا مبالغة إلى قلوب الناس وأذهانهم من خلال الاحتكاك وهدم الجدار المفتعل أو المتوهم بيننا ووبين أبناء شعبنا بمختلف توجهاتهم الثقافية والفكرية والسياسية.
اللعب على وتر الفتنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمضي د. أبو السبح قائلا: عندما أدرك أعداؤنا ذلك حاولوا أن ينفخوا في النار وكبروا المسألة، وانبرت بعض الأقلام المسمومة التي تبالغ فيما صرح به الوزير، وأنه كذا وكذا، لدرجة أنهم لعبوا على وتر إيقاع الفتنة بيننا وبين بعض الأشقاء العرب عندما تحدثنا عن الأفلام التي تعرض الرقص الشرقي وهز البطن، ودبجت أفلام ومقالات، قابلناها بكثير من الصبر وأعرضنا عنها. لا نرد عليها حتى لا نجعل المسألة بين أخذ ورد وموضوع للجدل، فانطفأت تلك الفتنة، وأغمد هؤلاء أقلامهم، ولدي ملف كامل عنها، يحوي أقلاما مهاجرة إلى بريطانيا كانت تهاجمني، ولكن لا نقول إلا "إنا لله وإنا اليه راجعون".
معرض دولي للكتاب
وعن نشر الكتب في مناطق السلطة الفلسطينية قال: نحن والحمد لله مزمعون على أن نقيم معرضا للكتاب الدولي سنستقدم إليه الكثير من دور النشر، واتصلت بالأستاذ عبد الرحمن الأبنودي (الشاعر المصري المعروف) واتصلت بالأخ الفنان (المصري) إيمان البحر درويش وغيرهما من المثقفين والأدباء والشيوخ، بعضهم استجاب حتى الآن وبعضهم لم يستجب نظرا لوجود العلم الاسرائيلي على المعابر.
وقال د. عطاالله: نحن منفتحون، وما يستحق أن يفلتر (ينقى) لا نتوانى معه عن ذلك. ونضرب هنا مثالا بكتاب In Bed with Madonna ( مع مادونا في الفراش) وهو كتاب عن المطربة مادونا مرفوض حتى الصين، وقد قرأت عنه تحقيقا كاملا في صحف محلية وعربية ولم أقرأ الكتاب نفسه ولم أره، لكنهم زعموا أنني قلت عنه كذا وفعلت بشأنه كذا، وهذا أمر أعرضت عن الرد عليه أيضا. وأضاف: هذا الكتاب لم يأت إلى الأراضي الفلسطينية، وفي حالة مجيئه سنمنعه مهما كانت النتائج.
وتحدث الوزير عن الكتابات المنتقدة والسخافات التحليلية التي تقابل بها تصريحاته عن رفض مشاهد بعض المطربات اللاتي يغنين بأجسادهن. وقال عن ذلك: صدقني .. أنا لا أرى تلك المشاهد ولكنني أقرأ عنها في الصحف.
وأشار إلى أن "الصين قامت بفلترة كتاب (مع مادونا في الفراش)، وأنا حاليا في زيارة لهذا البلد. لقد قامت بانتزاع بعض الصور وصفحات الكتاب على حد الخبر الذي نشر بشأنه ونقلته بعض وكالات الأنباء".
تأثرت بفيلم "في بيتنا رجل"
يعود أبو السبح لتناول موضوع السينما .. "قلت نريد سينما هادفة وانسانية، ولابد من أن نعمقها. لقد شاهدت في صباي فيلم "في بيتنا رجل" بطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت وقصة احسان عبدالقدوس. صدقني لقد شكل هذا الفيلم وجداني أو ساهم في تشكيله. فلو أكثرنا من هذه الأمور ونحن في معركة مستمرة مع الإسرائيليين لاستطعنا أن نتصدى للقيم الثقافية التي يروجونها، فمثلا صوروا في فيلم (21 ساعة في ميونيخ) الشعب الفلسطيني بأنه ارهابي وغير ذلك من الصفات، فتعاطف العالم معهم وذرفت الدموع عندموا رأوا مشهد الرياضيين وهم يقتلون. لو سوقنا للقضية الفلسطينية بهذا المنهج فسنكسب كثيرا ان شاء الله".
لا نملك حقوق مراقبة الكتب
وردا على ما اذا كانت هناك كتب عربية منعت أو تعرضت للرقابة والحذف قال الوزير الفلسطيني: ليس لدينا حتى الآن حقوق طبع ومراقبة. إننا في بداية الطريق. نحن (حكومة حماس) لم نكمل 80 يوما في الوزارة. لكننا نطبع الكتب التي تشرف على طباعتها وزارة الثقافة تشجيعا لأهلها، نحن مثلا طبعنا كتابا لـ (سرائيل شاحت) وهو رجل يساري يحلل القضية الاسرائيلية والاحتلال من منظور يدين هذا الاحتلال، وهذا هو النمط الذي نسير عليه.
لم نمنع حضور فنانين مصريين
وعما إذا كانت حكومة حماس منعت فنانين مصريين من إحياء حفلات غنائية في غزة خلال هذا الصيف رد أبو السبح: حماس لم تمنع أحدا أبدا. هذا الكلام كان قبل الانتفاضة الأولى، يعني قبل 1987 ولم تكن حماس في الصورة ولم تكن قد ولدت بهذا الاسم على الاطلاق. حينئذ جاء المطرب مصطفى قمر وجاءت المطربة أنوشكا وغيرهما. لم تكن حماس تحمل عصا وتمنعهم، ولكن الذي حصل أن الشارع الغزي أو الفلسطيني، يمثل شعبا فقيرا تحت الاحتلال وبالتالي اندفع الناس بفقرهم وعوزهم الى هذا الشئ الجديد الذي جاءهم، فتشاجروا أثناء الزحام على شبابيك التذاكر كما يحدث في كل دول العالم، فقدرت المسألة على غير حقيقتها. لو اتصلت بمصطفى قمر سيجيبك بأنه لم يؤذ من أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضاف: لكننا لا نتخيل أبدا أن تستقدم بعض الأمور التي تخالف منظومة القيم، وهذا أيضا لا ننفرد في القراربشأنه، وإنما نصل إلى اتفاق من خلال الحوار.
اقنعت موظفات وزارتي بارتداء الحجاب
وقال: لم أجبر الموظفات في وزارة الثقافة على ارتداء الحجاب اطلاقا ما حصل انني حاولت ذلك عن طريق الاقناع. لقد دخلت الوزارة وأكاد أقول إنه لم يكن فيها إلا القليل من الموظفات ممن تضع على رأسها حجابا. تعال الآن ستجد أنه ليس في وزارة الثقافة إلا فتاة مسيحية لا تضع غطاء على رأسها، وتقبلنا ذلك بقناعة وهدوء ومحبة. ونحن متحابون جدا وندير الوزارة بشكل أسري.
استطرد: أنا أتحدث الى هذه الموظفة مخاطبا إياها "يابا" وأقول لها "كيف حالك يا اختي وحال بنتك وابنك وابيك ابنها. واهلا وسهلا يا بوي" هذا هو الذي جرى، لم نتخذ قرارات بأي حال من الأحوال نجبر بها أي موظفة على التحجب. كل ما هنالك أننا أدرنا حوارا وجلست مع كل موظفة. ثم اننا دعاة ولسنا بغاة أو قضاة، وعلى هذا الأساس كنا نبلغ هذه الدعوة، وقد استجابت بناتنا في الوزارة والحمدلله.
ويضيف: عندنا بعض الموظفات غير الفلسطينيات وهن متزوجات من فلسطينيين وقد استجابوا لدعوة ارتداء الحجاب بشكل جيد جدا، وانجزنا في هذا المجال انجازا طيبا. أنا لا أريد من الناس أن يكونوا "حماس" بأي حال من الأحوال. لا نقوم بالتنظير لحماس. كل ما هنالك أننا نذكر (الموظفة) بالله عز و جل.
من ترفض فهذه حريتها الشخصية
سألته: لو لم تحصل استجابة، هل كنت ستعتبر الموضوع حرية شخصية لهن؟ .. رد وزير الثقافة: بالتأكيد كانت المسألة ستبقى في اطار الحرية الشخصية. انا قلت لك إن هناك موظفة نصرانية لا تغطي رأسها، لكن أيضا هناك أخرى مسلمة قالت لي ان هذه حرية شخصية، فقلت لها: بارك الله وفيك انت وشأنك وانتهى الأمر إلى هنا.
وحول توزيع أفلام اباحية رخيصة منسوخة ووجود أيد تقف وراء ذلك قال: هذا كلام صحيح. في سياق حديثي معك قلت اننا نتعرض لهجمة موسادية صهيونية مجرمة، والموساد أو الشاباك أو جهاز المخابرات الاسرائيلي يضع في نصب عينيه اسقاط الشباب الفلسطيني في الرذيلة. وعليه فنحن مع وزارة الداخلية ومع الدعاة ومع خطباء المساجد ومع مدراء المدارس والمدرسين والمدرسات، قمنا بحملة لنكسر هذه الهجمة واستطعنا ان نحقق فيها انجازا طيبا خلال هذه الثمانين يوما منذ تولينا الوزارة.
وحول مساحة الانتشار التي تجدها أفلام الفيديو كليب وموجة أفلام العري في قطاع غزة قال: أكرر بأنه ليس لدينا دور سينما، وبالتالي فان الأمور السرية تحتاج إلى مراقبة وإلى بحث ومباحث جنائية ومتابعة إلى آخره. الأمور ليست قاصرة على الأفلام الاباحية أو أفلام الموجة الحديثة وغيرها. هناك مهربون يهربون الكوك والهيروين ويزرعون البانجو، يوجد دائما شياطين من الأنس وهؤلاء لا تخلو منهم دولة أو شعب. على المرء أن يسعى وليس عليه ادراك النجاح. نحن نحاول، واذا وقعت أشياء من هذه تخل بمنظومة القيم فسنمنعها بالتأكيد.
وقال د. عطالله: ليت الأمر يتوقف على أفلام وعلى كتب، فالمنطقة كلها مستهدفة من هذا الغزو المجرم في عولمة مجرمة ومن خلال عدوان صهيوني أكثر اجراما. ونحن لابد أن نكون على درجة من اليقظة بحيث نقف أمام ذلك السيل الجارف من الانحطاط الخلقي. لابد أن تكون لنا وسائل للمقاومة وهي ليست تروسا وسيوفا وحرابا فقط. بل لابد أن نقاومهم بكل شئ.
لا أشاهد سينما حاليا
سألت الوزير: قلت انك شاهدت في صباك فيلم "في بيتنا رجل" .. هل زلت تشاهد أفلاما حتى الآن؟ .. أجاب: لا. وشرح أسباب ذلك قائلا: أولا: أنا قلت إنني شاهدت فيلم "في بيتنا رجل" في صباي .. ظهر الفيلم في الستينيات. كان عمري حينها 15 او 16 عاما. الآن وقد بلغت من الكبر عتيا، ومعي 13 بنتا وولدا، فلابد أن أعطي في بيتي القدوة لأولادي وبناتي، وكذلك أعطي القدوة في المجتمع. وثانيا: إنني داعية وخطيب جمعة قبل أن أكون وزيرا، وثالثا: عندما شاهدت "في بيتنا رجل" لم أكن أحمل درجة الدكتوراه في الفقه المقارن. الآن اختلفت المعايير واختلفت الأمور، ثم أنني لا أملك الوقت لذلك من وقت بأي حال من الأحوال. كما أن المفاهيم تمنع ذلك.
ويضيف: لكن فيلم"في بيتنا رجل" كان من أروع ما انتجته السينما المصرية في ذلك الوقت، لأنه يؤرخ لمرحلة صراع وقتال وجهاد الشعب المصري ضد المحتل البريطاني البغيض. أذكر أنني تألمت جدا لدرجة البكاء عندما "استشهد" بطل الفيلم ابراهيم حمدي. وكنت أكبر جدا دور نوال كفدائية وهو الذي أدته الممثلة زبيدة ثروت، لكن هذه الأيام وجدت أنه ينبغي أن تصير نوال "ريم الرياشي" مثلا (ريم هي الفلسطينية قامت بتفجير نفسها في عملية ضد اسرائيل في يناير 2004)، وليس بالضرورة أن تحب وتعشق عمر الشريف، بل الضرورة غير ذلك. فلو قدر لي أن أعدل سيناريو الفيلم هذه الأيام لجاء على غير ما انتج في ذلك الحين.
ويقول أبو السبح حول شهادته العلمية: "تحصلت على الدكتوراه في الفقه المقارن من الجامعة الأردنية وجامعة أم درمان، لكن اساتذتي ومن فكوا لجمة لساني ووضعوني على الطريق هم اساتذتنا من المصريين في المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية الأولى. والمصريون لهم فضل عظيم، وهم اساتذتنا عبر الفضائيات، فلا زلنا نتتلمذ على علماء الأزهر وهم على العين والرأس".
لا اعلم شيئا عن "شفرة دافنشي"
سألته: هل يمكن أن توافق على عرض فيلم "شفرة دافنشي" في غزة؟ .. قال: للأسف لم أسمع به ولم أره، ثم أضاف ضاحكا: معنى ذلك أنني لا أصلح لأن أكون وزير ثقافة ما دمت لم أر هذا الفيلم، فلابد أن يكون وزير الثقافة قد شاهد فيلم "شفرة دافنشي". لم أشاهده ولا أعلم به، ولي قدوة في ذلك الامام مالك رضي الله عنه عندما سئل فلم يجب إلا في أشياء قليلة، وقال ما ضرّ مالك أن يقول لا أدري، فما ضل عطالله أن يقول "لا. http://www.hamasna.org/articles/hamas-ikhwan.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باعث الخير]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 08:59]ـ
أنه لم يفرض الحجاب على الموظفات في وزارته ولو لم يفعلن لاعتبر ذلك أمرا يخصهن ويدخل في اطار حريتهن الشخصية.
يكفى قوله هذا
نسأل الله العافية
ونسأله ان يهدينا واخواننا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 09:20]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
إخواننا يموتون جوعا، ووزير السخافة هذا يقول:
وقال في حوار هاتفي مع "العربية. نت" من الصين التي يزروها حاليا إن (حماس) لن تلجأ إلى توسيع مساحة الممنوع، ولم ترفض إنشاء دور للسينما في غزة، ولم تمنع فنانين مصريين من احياء حفلات في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه سيجري تنظيم معرض دولي للكتاب، وتم الاتصال بأدباء ومثقفين وفنانين عرب من أجله.
ثم هو يتخذ مالكا بن أنس إمام المدينة قدوة له!
عجبا لك يا وزير السخافة ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 12:59]ـ
لا شك أنه أخطأ في كلامه هذا
لكن ينبغي أن يعلم أن جل ما قاله يندرج
في إطار السياسة القائمة على التدليس والتقية
وهذا لا يعني أن ذلك حق
لكن موقف حماس محل العيون من أنظار العالم وهم ينظرون لدقائق كلامهم ويحللون كل شيء
وينتظرون أي أمر ليحسبوها على القاعدة .. والتطرف والإرهاب
فلذلك تجد في كلام بعض رموزهم شيئا من التمييع
والحقيقة غير ذلك فهؤلاء ملامون في تصريحات من هذا النوع
ويلتمس لغالبهم العذر .. لما تقدم ..
وقد سبق أن عبر بعضهم بشيء كهذا .. فلا تمر تصريحاته كذلك
بل يحاسب ويوبخ .. من قبل القيادات الأعلى .. وبعضهم يتم فصله
ذلك أن اصطفاف العرب كلهم إلى جانب عباس وزمرته دون حماس يؤسس لحشر الأخيرة في الزاوية
مما يؤسس لحالة اضطراب .. في التصريحات من بعضهم
ومن يقع على حقائق الضغوط الرهيبة سواء من العالم الغربي أو العربي
يتفهم كثيرا مما أقول ..
والمقصود أن هذه أقوال لا أفعال .. فهو في هذه التصريحات يكذب
في جله .. مراعاة -في ظنه-لمقتضى السياسة
فتأمل قوله "هل زلت تشاهد أفلاما حتى الآن؟ .. أجاب: لا. وشرح أسباب ذلك قائلا: أولا: أنا قلت إنني شاهدت فيلم "في بيتنا رجل" في صباي .. ظهر الفيلم في الستينيات. كان عمري حينها 15 او 16 عاما. الآن وقد بلغت من الكبر عتيا، ومعي 13 بنتا وولدا، فلابد أن أعطي في بيتي القدوة لأولادي وبناتي، وكذلك أعطي القدوة في المجتمع. وثانيا: إنني داعية وخطيب جمعة قبل أن أكون وزيرا، وثالثا: عندما شاهدت "في بيتنا رجل" لم أكن أحمل درجة الدكتوراه في الفقه المقارن. الآن اختلفت المعايير واختلفت الأمور، "
وإلا فنحن نعلم كم عدد دور السينما التي هدمها مجاهدو حماس ..
وكذلك نلحظ بجلاء كيف هو الفرق بين نسبة المحجبات في مناطق حماس وغيرها
والله المستعان
وعليه التكلان
ـ[ابن رشد]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 04:51]ـ
لقد قلت ياأبا لقاسم ما أردت قوله ....
ونصر الله إخواننا المجاهدون في حماس وغيرها
ـ[البتيري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 12:10]ـ
مهما كانت نظرة العالم ضدهم ووقوف العرب مع عباس فلا يعني ذلك التميع لا في الاقوال ولا في الاعمال.
وانا لا اعده تغيرا في موقفهم ..
فالاخوان المسلمون لا يكترثون كثيرا لبعض المسائل التي قد يكون فيها محل نظر او شبهة.
وقد يقدمون السياسة على بعض الاحكام الشرعية متذرعين بعدم توفير ذرائع للغرب ان يحاربهم او يقاطعهم
وهو -الغرب - فاعل ذلك رغم محاولاتهم الا يفعل
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى}
ومهما كانت الضغوطات فليس لهم الا الله والالتزام الكامل باحكامه دون تميع والا لما اختلفوا كثيرا عن خصومهم.
فعباس يهمه رضا الغرب
وحماس يهمها الا يغضب الغرب.
وجزى الله الخيرين في حماس ذوي العقائد الصحيحة الصلبة الذين ما لبثوا تغير المنكر -في غزة- قدر استطاعتهم دونما اكتراث الى السياسة ذات التياسة
وما دامت المعايير يا وزير الثقافة تغيرت واصبحت خطيبا تحمل الشهادات العليا في الفقه، اليس ذلك ادعى ان تمنع بيوت السينما، وتحاربها.
هدانا الله واياهم.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:52]ـ
لكن تصريحات الحماسيين هدانا الله وإياهم تنافي ما ينادون به منذ سنين من إقامة خلافة راشدة واستمع إلى شريط عبدالعزيز الريس فقد نقل عن قادتهم أقوالا فظيعة:
http://www.islamancient.com/lectures,item,346.html
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:46]ـ
الله المستعان ........ والله يا إخوتاه ما يُقال وما قيل للأسف وبكل آسى صحيح بدون تلميح!!
وقد قال مثل هذا الكلام الساقط شرعياً وأخلاقياً خالد مشعل!! رئيس المكتب السياسي لحماس.!!!! وغيره من القيادات!!.
ووالله يا إخوان الوضع في غزة لم يتغير للأحسن بل زاد سوءاً بعد سوء ففتح وحماس أحلاهما مر وأفضلهما شر!!
كل منهما يسعى للمنـ .............. وإن كان من يُنادي باسم الدين أكثر ضلالاً فمن تمييع لعقيدة الولاء والبراء مع الروافض والنصارى بل حتى والله مع اليهود ولا أدل على ذلك صور رئيس البدية في أراضي الـ48 الحمساوي مع طواقم الاسعاف اليهودي ..... وغير ذلك كثير لكن سياسة كتم الأفواه بل إلجامها تمنع من خروج امثال هذه الطوام والله المستعان
شهادة من قلب غزة المحاصرة!!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:57]ـ
لكن تصريحات الحماسيين هدانا الله وإياهم تنافي ما ينادون به منذ سنين من إقامة خلافة راشدة واستمع إلى شريط عبدالعزيز الريس فقد نقل عن قادتهم أقوالا فظيعة:
http://www.islamancient.com/lectures,item,346.html
الله يهديك! ما لقيت إلا عبدالعزيز الريس تاخذ منه؟! هذا شيخ الحقد والحسد والهذرة. . الله لا يبلانا.
عليك بـ رد أبي القاسم فقد كفى ووفى جزاه الله خيرا.
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 12:46]ـ
[ QUOTE= أبو القاسم;127064]
لكن موقف حماس محل العيون من أنظار العالم وهم ينظرون لدقائق كلامهم ويحللون كل شيء
وينتظرون أي أمر ليحسبوها على القاعدة .. والتطرف والإرهاب
وهل هذا مبرر لمثل هذه الأقوال (اللهم ثبت علينا العقل والدين) فلذلك تجد في كلام بعض رموزهم شيئا من التمييع
والحقيقة غير ذلك فهؤلاء ملامون في تصريحات من هذا النوع
ويلتمس لغالبهم العذر .. لما تقدم ..
(يلمتس لهؤلاء العذر , أما طواغيت العلمانية في السابق فلا يلتمس لهم العذر , سبحانك ربنا ما أعظمك)
وقد سبق أن عبر بعضهم بشيء كهذا .. فلا تمر تصريحاته كذلك
بل يحاسب ويوبخ .. من قبل القيادات الأعلى .. وبعضهم يتم فصله
(والله لا يوبخ ولا ما يحزنون , بل يدافع عن تصريحاته , الكلام في هذا المقال له أكثر من سنة , أتحداك ان تاتي برد على هذا الكلام " , بل إذا رجعت إلى موقع فلسطين للحوار وجدت دفاعا عن مثل هذه الفتاوى الضالة المضلة)
ذلك أن اصطفاف العرب كلهم إلى جانب عباس وزمرته دون حماس يؤسس لحشر الأخيرة في الزاوية
مما يؤسس لحالة اضطراب .. في التصريحات من بعضهم
(وهل هذا عذر شرعي , أعرفك يا أبا القاسم رجل شرعي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
ومن يقع على حقائق الضغوط الرهيبة سواء من العالم الغربي أو العربي
يتفهم كثيرا مما أقول ..
حجة القرشيين في رد دعوة سيد المرسلين: (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) هداك الله يا أبا القاسم وانا معك كذلكوالمقصود أن هذه أقوال لا أفعال .. فهو في هذه التصريحات يكذب
في جله .. مراعاة -في ظنه-لمقتضى السياسة
فتأمل قوله "هل زلت تشاهد أفلاما حتى الآن؟ .. أجاب: لا. وشرح أسباب ذلك قائلا: أولا: أنا قلت إنني شاهدت فيلم "في بيتنا رجل" في صباي .. ظهر الفيلم في الستينيات. كان عمري حينها 15 او 16 عاما. الآن وقد بلغت من الكبر عتيا، ومعي 13 بنتا وولدا، فلابد أن أعطي في بيتي القدوة لأولادي وبناتي، وكذلك أعطي القدوة في المجتمع. وثانيا: إنني داعية وخطيب جمعة قبل أن أكون وزيرا، وثالثا: عندما شاهدت "في بيتنا رجل" لم أكن أحمل درجة الدكتوراه في الفقه المقارن. الآن اختلفت المعايير واختلفت الأمور، "
هو لا يحضرها لضيق الوقت ولكنه يبيح حضورها , فهل هناك فرق في الأمرين (الراضي بالشيئ كفاعله) وإلا فنحن نعلم كم عدد دور السينما التي هدمها مجاهدو حماس ..
عد لي بعضها , بعثوا لي دعوة (اجتماع للخطباء) أتعلم أين: في مركز الثقافة والفكر الحر , وهي مؤسسة ساقطة مسقطة عندنا في غزةوكذلك نلحظ بجلاء كيف هو الفرق بين نسبة المحجبات في مناطق حماس وغيرها
[ COLOR="red"] أول مرة اعرف إنه في مناطق لحما س , طيب تعال إلى غزة وأرني إياها , شعب غزة متدين قبل حماس , والدعوة إلى الله يشترك فيها أطراف كثيرة
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 02:21]ـ
منذ أن انسحبت اسرائل من غزة
ثم بعدها أفسح المجال لحماس بدخول الانتخابات و اقتسام السلطة مع فتح
ثم الزج بها للحسم العسكري من خلال دحلان و جنوده
منذ ذاك الحين
و التساؤلات تحيرني
و تزداد حيرتي يوما بعد يوم
لم كل هذا؟؟؟
لم تنسحب اسرائيل أصلا من غزة؟؟
و لم تسمح لها بدخول الانتخابات و النجاح فيها؟؟؟
و لم و لم؟؟؟
صراحة لم أجد إلا جوابا واحدا
أزداد قناعة به بوما بعد يوم
إن ما يحدث ما هو إلا تجربة
تجربة لمنهج الإخوان
هل يصلح منهج الإخوان و تحت الضغوط أن يحكم بلادا كبيرة أم لا
فغزة ليست دولة و السيطرة عليها في حال فشل التجربة من أسهل ما يمكن
و طواغيت العلمانيين انتهت مهمتهم فامتلأت قلوب الناس بغضا لهم
فلا بد من وجوه جديدة يمكن لها أن تتعامل مع الصحوة الاسلامية التي انتشرت في شتى البلاد
طبعا بالإضافة إلى الفتن التي تصحب عملية انتقال السلطة من العلمانيين إلى الإسلاميين
و التي تنخر في جسد أي أمة قوية
فها هم الإخوان يثبتون يوما بعد يوم و يؤكدون نجاح التجربة
فهم عندهم قابلية عالية جدا للاستجابة للضغوط إلا من رحم الله
نسأل الله لنا و لهم العافية من المداهنة و من كل سوء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 01:17]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
" وعين البغض تبدي المساوئا "
انظروا رحمكم الله - الى صدر الموضوع والتركيز على أنه لا يفرض الحجاب - ثم انظروا الى تفاصيل الحوار، ليتبين الآتي:
الرجل حجب كل موظفات وزارته 000 هل هذا جيد أو لا؟
هل هذا من تطبيق الشريعة أم لا؟
بعض المغرضين والعلمانيين أراد استغلال هذا الذي حدث في الدعاية السلبية لحماس " يجبرون النساء على لبس الحجاب "
أجاب الرجل بأنه لم يجبر النساء على الحجاب وأن النساء في وزارته قد تحجبن بمحض ارادتهن عدا امرأة واحدة مسيحية.
هكذا تكتمل الصورة، ويفهم تصريح الرجل بدون أي تحامل أو محاولة لتصفية حسابات مع فكر الاخوان المسلمين.
يا اخواني: الانصاف 000 الانصاف
" كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى "(/)
(إلى ابن بخيت وأعوانه)، لشيخنا العلَّامة صالح الفَوْزَان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:30]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(إلى ابن بخيت وأعوانه)
كنت قد كتبت ردا نشر في جريدة الجزيرة على ابن بخيت في اقتراحه إلغاء المحاضرات الدينية والوعظ والتذكير في المراكز الصيفية خشية من التطرف بزعمه واقترح إسناد إدارة تلك المراكز إلى غير الجهات الدينية.
فكتب ردا علي يردد ماقاله في مقاله الأول ومن مضمونه أن المحاضرات الدينية والوعظ والتذكير لم تفد في هؤلاء المتطرفين.
والجواب عما ذكر أن التطرف لا علاقة له بالمحاضرات الدينية والوعظ والتذكير والمتطرفون لا يحضرون هذه المحاضرات ولا يستمعون إلى الوعظ والتذكير بل لا يحضرون في المساجد لصلاة الجمعة والجماعة.
وإنما هذه المحاضرات والوعظ والتذكير يقصد به تحذير الشباب من هذه الأفكار لئلا يقعوا فيها. ثم انبرى كتاب آخرون يؤيدون ابن بخيت فيما اقترح، ونقول للجميع ? إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ? [التوبة 64.] فالمحاضرات والدعوة إلى الله والوعظ والتذكير ستستمر هذه الأمور بإذن الله ولن تمنعها جعجعتكم وشنشنتكم فالقافلة تسير بإذن الله ونحن في بلد إسلامي يقوم على نشر العلم والدعوة إلى الله ونسأل الله الهداية للجميع. لأن الهداية بيد الله ? إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ? [القصص 56].
والدعوة إلى الله قائمة رضي من رضي وكره من كره ولن يتكر المخالف بدون وعظ وتذكير لعله يتوب قال تعالى: ? ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ? [النحل 125].
? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ? [يوسف 108].
والله قال لنبيه: ? وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا ? [النساء63].
ولما قال من قال من بني إسرائيل: ? لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ? [الأعراف 164]
ولن يترك المسلمون دعوة نبيهم من أجل لوم اللائمين وعذل العاذلين.
ويقال للحاقدين على الدعوة: ? قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ? [آل عمران 119].
والتوفيق بيد الله والحمد لله رب العالمين, وصلى الله سلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه / صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الفَوْزَان
عضو هيئة كبار العلماء
10/ 7/1429
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:35]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=129)(/)
ما معنى هذه العبارة " التخلق بأخلاق الله "؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:44]ـ
ما معنى هذه العبارة " التخلق بأخلاق الله "؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فمن الألفاظ التي ردها العلماء المحققون قول بعض أهل التصوف ومن قبلهم الفلاسفة "التخلق بأخلاق الله "
قال ابن القيم رحمه الله في البدائع: في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح
المرتبة الأولى إحصاء ألفاظها وعددها.
المرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولها.
المرتبة الثالثة دعاؤه بها كما قال تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} وهو مرتبتان.
إحداهما: دعاء ثناء وعبادة.
والثاني: دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم.
ومن تأمل أدعية الرسل ولا سيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا وهذه العبارة أولى من عبارة من قال يتخلق بأسماء الله فإنها ليست بعبارة سديدة وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة.
وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن.
بدائع الفوائد (1|172)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصفدية (2|337): ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء فصار مقوصدهم هو التشبه بالله واحتجوا بما يروون تخلقوا بأخلاق الله.
وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه وسماه التخلق حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب كقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره يقول الله تعالى: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته.
وسلك هذا المسلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما من ملاحدة الصوفية وصار ذلك مع ما ضموا إليه من البدع والإلحاد موقعا لهم في الحلول والإتحاد
وقد أنكر المازري وغيره على أبي حامد ما ذكره في التخلق وبالغوا في النفي حتى قالوا ليس لله اسم يتخلق به العبد.
ولهذا عدل أبو الحكم بن برجان عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد ولبسط الكلام على ذلك موضع آخر.
فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر.
وللعبد من الصفات التي يحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الرب به كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك وهو في كل ذلك كماله في عبادته لله وحده وغاية كماله أن يكون الله هو معبوده فلا يكون شيء أحب إليه من الله ولا شيء أعظم عنده من الله ويكون هو إلهه الذي يعبده وربه الذي يسأله فيتحقق بقوله إياك نعبد وإياك نستعين.
وقال شيخ الإسلام: ثم أعجب من هذا كله أنكم تقولون: الفلسفة هي التشبه بالإله على قدر الطاقة ومن هنا دخل من وافقكم في إثبات تشبه العبد بالرب في الذات والصفات والأفعال كصاحب الكتب المضنون بها على غير أهلها- للغزالي - ومن مشى خلفه من القائلين بالوحدة المطلقة والاتحاد وقالوا: إن الإنسان مثل الله وأن قوله: {ليس كمثله شيء} الشورى: 11 المراد أنه ليس كالإنسان الذي هو مثل الله شيء ويقولون إن الفلك إنما يتحرك تشبها بما فوقه فيجعلون العبد قادرا على أن يتشبه بالله وأن الفلك يتشبه بالله أو يتشبه بالعقل المشبه لله.
فإذا كان في التوراة: أنا سنخلق بشرا على صورتنا يشبهنا أو نحو هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فغايته أن يكون الله خالقا لمن يشبهه بوجه , وأنتم قد جعلتم العبد قادرا على أن يتشبه بالله بوجه؛ فإن كان التشبه بالله باطلا من كل وجه ولا يمكن الموجود أن يشبهه بوجه من الوجوه فتشبيهكم أنكر من تشبيه أهل الكتاب لأنكم جعلتم العبد قادرا على ان يتشبه بالرب وأولئك أخبروا عن الرب أنه قادر على أن يخلق ما يشبهه.
فكان في قولكم إثبات التشبيه وجعله مقدورا للعبد وأولئك مع إثبات التشبيه إنما جعلوه مقدورا للرب فأي الفريقين أحق بالذم والملام؟ أنتم أم أهل الكتاب؟ إن كان مثل هذا التشبيه منكرا من القول وزورا وإن لم يكن منكرا من القول وزورا فأهل الكتاب أقوم منكم لأنهم تبعوا ألفاظ النصوص الإلهية التي أثبتت مقدورا لرب البرية وانتم ابتدعتم ما ابتدعتم بغير سلطان من الله.
وأيضا فيقال: إنه ما من موجودين إلا بينهما قدر مشترك وقدر مميز فإنهما لا بد أن يشتركا في أنهما موجودان ثابتان حاصلان وأن كلا منهما له حقيقة: هي ذاته ونفسه وماهية حتى لو كان الموجودان مختلفين اختلافا ظاهرا كالسواد والبياض فلا بد أن يشتركا في مسمى الوجود والحقيقة ونحو ذلك بل وفيما هو أخص من ذلك مثل كون كل منهما لونا وعرضا وقائما بغيره ونحو ذلك وهما مع هذا مختلفان.
وإذا كان بين كل موجودين جامع وفارق فمعلوم أن الله تعالى ليس كمثله شيء: لا في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله فلا يجوز أن يثبت له شيء من خصائص المخلوقين ولا يمثل بها ولا أن يثبت لشيء من الموجودات مثل شيء من صفاته ولا مشابهة في شيء من خصائصه سبحانه عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وإذا كان المثل هو الموافق لغيره فيما يجب ويجوز ويمتنع فهو سبحانه لا يشاركه شيء فيما يجب له ويمتنع عليه ويجوز له وإذا أخذ القدر المطلق الذي يتفق فيه الخالق والمخلوق مثل: مسمى الوجود والحقيقة والعالم والقادر ونحو ذلك فهذا لا يكون إلا في الأذهان لا في الأعيان والمخلوق لا يشارك مخلوقا في شيء من صفاته فكيف يكون للخالق شريك في ذلك؟ لكن المخلوق قد يكون له من يماثله في صفاته والله تعالى لا مثل له أصلا والقدر المشترك المطلق كالوجود والعلم والحقيقة ونحو ذلك لا يلزمه شيء من صفات النقص الممتنعة على الله تعالى فما وجب للقدر المطلق المشترك لا نقص فيه ولا عيب وما نفي عنه فلا كمال فيه وما جاز له فلا محذور في جوازه.
وأما ما يتقدس الرب تعالى ويتنزه عنه من النقائص والآفات فهي ليست من لوازم ما يختص به ولا من لوازم القدر المشترك الكلي المطلق أصلا بل هي من خصائص المخلوقات الناقصة والله تعالى منزه عن كل نقص وعيب وهذه معاني شريفة بسطت في غير هذا الموضع.
درء التعارض (2|355)
والله أعلم
ـ[أبو يعلى البيضاوي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 12:04]ـ
قال الإمام ابن القيم –رحمة الله عليه-:
وها هنا سر بديع وهو: أن من تعلق بصفة من صفات الرب تعالى أدخلته تلك الصفة عليه وأوصلته إليه، والرب تعالى هو الصبور، بل لا أحد أصبر على أذى سمعه منه، وقد قيل: إن الله سبحانه أوحى إلى داود: «تخلَّق بأخلاقي، فإن من أخلاقي أني أنا الصبور».
والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب مقتضى صفاته وظهور آثارها في العبد، فإنه جميل يحب الجمال، عفو يحب أهل العفو، كريم يحب أهل الكرم، عليم يحب أهل العلم، وتر يحب أهل الوتر، قوي والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، صبور يحب الصابرين، شكور يحب الشاكرين، وإذا كان سبحانه يحب المتصفين بآثار صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف، فهذه المعية الخاصة عبّر عنها بقوله: «كنت له سمعا، وبصرا، ويدا، ومؤيدا». اهـ
عدة الصابرين (ص 85، 86 – ط عالم الفوائد).
منقول ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1356716&postcount=11)
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 05:58]ـ
هل صفات الله تسمى أخلاق؟!!
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 07:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التخلق بأخلاق الله:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ: ع. س ح. سلمه الله وتولاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
كتابكم الكريم المؤرخ في 23\ 3 \ 1386 هـ وصل، وصلكم الله بهداه، وما تضمنه من السؤال عما قاله بعض الخطباء في خطبة الجمعة من الحث على الاتصاف بصفات الله والتخلق بأخلاقه هل لها محمل وهل سبق أن قالها أحد ... إلخ - كان معلوما.
والجواب: هذا التعبير غير لائق , ولكن له محمل صحيح وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها , وذلك
وإليك نص كلامه في العدة والوابل.
قال في العدة صفحة 310: ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر , كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها , وهذا شأن أسمائه الحسنى , أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها , وأبغضهم إليه من اتصف بضدها , ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب , والبخيل والجبان والمهين واللئيم , وهو سبحانه جميل يحب الجمال , عليم يحب العلماء , رحيم يحب الراحمين , محسن يحب المحسنين , ستير يحب أهل الستر , قادر يلوم على العجز , والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف , عفو يحب العفو , وتر يحب الوتر , و كل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها , وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها) ا. هـ.
وقال في الوابل الصيب صفحة 543 من مجموعة الحديث: (والجود من صفات الرب جل جلاله , فإنه يعطي ولا يأخذ ,
ويطعم ولا يطعم , وهو أجود الأجودين , وأكرم الأكرمين , وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته , فإنه كريم يحب الكرماء من عباده , وعالم يحب العلماء , وقادر يحب الشجعان , وجميل يحب الجمال). انتهى.
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية , وحصول للفائدة , وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والقيام بحقه إنه سميع قريب , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 10:12]ـ
التعبير بـ (أخلاق الله)؛ هو تعبير مجازيٌ يقصد به مشاركة المخلوق للخالق في مسمى صفاته سبحانه وتعالى مع مضمونها مع التمايز بينهما؛ فتكون هذه المشاركة عبارة عن خلق يتخلق به هذا المخلوق أو ذاك؛ لأنه طبق ما الله يفعله سبحانه في صفاته، ولكن بقدرة المخلوق وطاقته وإمكانياته.
فالله لا يرى المحرم؛ فالمخلوق يتبع الله في صفة البصر فلا يرى المحرم، والله لا يسمع الحرام؛ فالمخلوق يتبع الله سبحانه في صفة السمع فلا يسمع للحرام، والله كريم، عفور، رحيم؛ وهكذا.
فلذلك قال الكلاباذي في (التعرف لمذهب أهل التصوف ص: 5):
(وَهَذَا الفناء هُوَ الَّذِي عبر عَنهُ الحَدِيث النبوى: "تخلقوا بأخلاق الله"؛ وصوره الحَدِيث الْقُدسِي: كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ، وبصره الَّذِي يبصر بِهِ.
وَبِهَذَا الفناء يحس الصُّوفِي إحساس ذوق ووجدان وقلب وروح بِأذن الله سُبْحَانَهُ مَعَه وَفِي ضَمِيره وحركاته وكلماته).
فلذلك عقد الغزالي في المقصد الأسنى (ص: 45) فصلاً؛ فقال:
(الْفَصْل الرَّابِع: فِي بَيَان أَن كَمَال العَبْد وسعادته فِي التخلق بأخلاق الله تَعَالَى، والتحلي بمعاني صِفَاته وأسمائه بِقدر مَا يتَصَوَّر فِي حَقه).
فأنت تجد أنهم عبروا عن صفات الله؛ بأنها أخلاق؛ لكن ليست بمعنها الحرفي وأنها عائدة على الله نفسه؛ بل هم أرادوا أنها أخلاقٌ عندما يتصف المخلوق بمضمون معاني صفات الله سبحانه وتعالى.
فلذلك قال الغزالي موضحاً هذا الاشكال وأنه قد يفهم على غير معناه _ كما يزعم _ في كتابه السابق المقصد الأسنى (ص: 150):
(اعْلَم أَنه إِنَّمَا حَملَنِي على ذكر هَذِه التَّنْبِيهَات ردف هَذِه الْأَسَامِي وَالصِّفَات قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "تخلقوا بأخلاق الله تَعَالَى"، وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: "إِن لله كَذَا وَكَذَا خلقا من تخلق بِوَاحِد مِنْهَا دخل الْجنَّة"، وَمَا تداولته أَلْسِنَة الصُّوفِيَّة من كَلِمَات تُشِير إِلَى مَا ذَكرْنَاهُ؛ لَكِن على وَجه يُوهم عِنْد غير المحصل شَيْئا من معنى الْحُلُول والاتحاد. وَذَلِكَ غير مظنون بعاقل فضلا عَن المتميزين بخصائص المكاشفات.
وَلَقَد سَمِعت الشَّيْخ أَبَا عَليّ الفارمذي يَحْكِي عَن شَيْخه أبي الْقَاسِم الكركاني قدس الله روحهما أَنه قَالَ: إِن الْأَسْمَاء التِّسْعَة وَالتسْعين تصير أوصافا للْعَبد السالك وَهُوَ بعد فِي السلوك غير وَاصل. وَهَذَا الَّذِي ذكره إِن أَرَادَ بِهِ شَيْئا يُنَاسب مَا أوردناه فَهُوَ صَحِيح، وَلَا يظنّ بِهِ إِلَّا ذَلِك وَيكون فِي اللَّفْظ نوع من التَّوَسُّع والاستعارة، فَإِن مَعَاني الْأَسْمَاء هِيَ صِفَات الله تَعَالَى وَصِفَاته لَا تصير صفة لغيره، وَلَكِن مَعْنَاهُ أَنه يحصل لَهُ مَا يُنَاسب تِلْكَ الْأَوْصَاف، كَمَا يُقَال: فلَان حصل علم أستاذه، وَعلم الْأُسْتَاذ لَا يحصل للتلميذ بل يحصل لَهُ مثل علمه.
وَإِن ظن ظان أَن المُرَاد بِهِ لَيْسَ مَا ذَكرْنَاهُ = فَهُوَ بَاطِل قطعا، فَإِنِّي أَقُول: قَول الْقَائِل: إِن مَعَاني أَسمَاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى صَارَت أوصافا لَهُ؛ لَا يَخْلُو:
إِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ عين تِلْكَ الصِّفَات أَو مثلهَا، فَإِن عَنى بِهِ مثلهَا فَلَا يَخْلُو: إِمَّا عَنى بِهِ مثلهَا مُطلقًا من كل وَجه، وَإِمَّا أَنه عَنى بِهِ مثلهَا من حَيْثُ الِاسْم والمشاركة فِي عُمُوم الصِّفَات دون خَواص الْمعَانِي، فهذان قِسْمَانِ.
وَإِن عَنى بِهِ عينهَا؛ فَلَا يَخْلُو: إِمَّا أَن يكون بطرِيق انْتِقَال الصِّفَات من الرب إِلَى العَبْد، أَو لَا انْتِقَال. فَإِن لم يكن بالانتقال؛ فَلَا يَخْلُو: إِمَّا أَن يكون باتحاد ذَات العَبْد بِذَات الرب حَتَّى يكون هُوَ هُوَ فَتكون صِفَاته، وَإِمَّا أَن يكون بطرِيق الْحُلُول. وَهَذِه أَقسَام ثَلَاثَة؛ وَهُوَ: الِانْتِقَال، والاتحاد، والحلول، وقسمان مقدمان.
فَهَذِهِ خَمْسَة أَقسَام الصَّحِيح مِنْهَا قسم وَاحِد؛ وَهُوَ: أَن يثبت للْعَبد من هَذِه الصِّفَات أُمُور تناسبها على الْجُمْلَة وتشاركها فِي الِاسْم وَلَكِن لَا تماثلها مماثلة تَامَّة كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي التَّنْبِيهَات) .. وذكر كلاماً كثيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقل البقاعي في (مصرع التصوف 2/ 240) عن السهروردي نحو هذا؛ فقال:
(وقال السهروردي في الباب الحادي والستين من عوارفه في الكلام على المحبة، ما حاصله: إن المحبة = التخلق بأخلاق الله، ومن ظن من الوصول غير ما ذكرنا، أو تخايل له غير هذا القدر، فهو متعرض لمذهب النصارى في اللاهوت والناسوت).
وقال الرازي في (التأسيس): (فإن قيل: المشاركة في صفات كمال تقتضي المشاركة في الإلهية.
قلنا: المشاركة في بعض اللوازم البعيدة مع حصول المخالفة في الأمور الكثيرة لا تقتضي المساواة في الإلهية, ولهذا المعنى قال الله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} , وقال صلى الله عليه وسلم::"تخلقوا بأخلاق الله").
لكن لتعلم أنهم في تطبيق هذا وتنزيله على قواعدهم ليسوا على وتيرة واحدة؛ بل شطح كثير منهم في هذا الباب أيما شطحان، وأتى بطاماتٍ وعجائب خرج بها من الدين نسأل الله السلامة.
وقد ملاء الرازي تفسيره بمثل هذه الترهات ما الله به عليم .. بل قد وقع في ذلك كثير ممن فسر القرآن وهو ممن يعتقد بالتصوف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق (ص: 95):
(وبالجملة ففعل الرب لا يقاس بأفعال العباد، بل من أعظم الأصول التي أنكرها أهل السنة على المعتزلة ونحوهم من القدرية قياس أفعال الرب على أفعال العباد وبالعكس؛ وقالوا: هم مُشَبِّهة الأفعال، فإنهم يجعلون الحسن من العبد والقبيح منه حسنًا من الرب وقبيحًا منه، وليس الأمر كذلك؛ فإنَّ الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله.
والله تعالى يحب من العباد أمورًا اتصف بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله وَتْرٌ يُحبُّ الوَتْر"، وقال: "إنهُ جميلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ"، و "أنه نظيفٌ يحبُّ النظافة"، و "أنه طيبٌ لا يَقبل إلاَّ طيبًا" ونحو ذلك، وقال: "الراحِمُون يرحمُهُم الرحمن"، فهو يحب اتصاف العبد بهذه الصفات وتعَبّده بهذه المعاني المحبوبة.
وهذا قد طَرَده بعضُ الناس كأبي حامد الغزالي وغيره، وجعلوا العبدَ يتصف بالجبار والمتكبر على وجهٍ فسروه وجعلوا ذلك تَخَلُّقًا بأخلاق الله، ورووا حديثًا "تَخَلَّقوا بأخلاق الله"، وأنكر ذلك عليهم آخرون كأبي عبد الله المازَرِي وغيره؛ وقالوا: ليس للرب خلق يتخلَّقُ به العبد. وقالوا هذه فلسفة كُسِيَت عباءة الإسلام، وهو معنى قول الفلاسفة: الفلسفة التشبه بالإله على قدر الطاقة).
وقال رحمه الله في الصفدية (2/ 337):
(ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء فصار مقصودهم هو التشبه بالله واحتجوا بما يروون تخلقوا بأخلاق الله.
وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه، وسماه التخلق، حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله، وأنه ليس للعباد فيها نصيب، كقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره "يقول الله تعالى: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته".
وسلك هذا المسلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما من ملاحدة الصوفية، وصار ذلك مع ما ضموا إليه من البدع والإلحاد = موقعا لهم في الحلول والإتحاد.
وقد أنكر المازري وغيره على أبي حامد ما ذكره في التخلق، وبالغوا في النفي حتى قالوا: ليس لله اسم يتخلق به العبد.
ولهذا عدل أبو الحكم بن برجان عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد. ولبسط الكلام على ذلك موضع آخر فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك، ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر).
وبالمناسبة هذا القول أول من قاله هو ذو النون المصري؛ فتلقفه بعض الهالكين واقتطعه وصبغه بصبغة القداسة.
ويكفي شاهدا على بشاعة هذه اللفظة وشناعتها أنها لم ترد إلا في كتب القوم فقط، او من تصبغ بصبغتهم!!
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:54]ـ
ويكفي شاهدا على بشاعة هذه اللفظة وشناعتها أنها لم ترد إلا في كتب القوم فقط، او من تصبغ بصبغتهم!!
جزاك الله خير شيخنا الكريم.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:58]ـ
فالله لا يرى المحرم؛ فالمخلوق يتبع الله في صفة البصر فلا يرى المحرم، والله لا يسمع الحرام؛ فالمخلوق يتبع الله سبحانه في صفة السمع فلا يسمع للحرام
ممكن توضح هذا الكلام، بارك الله لك؟(/)
أنظروا للخبر الغبي في قناة العربية!!
ـ[رائد]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:22]ـ
أغبى قناة تسوق للمشروع الأمريكي هي قناة العربية وموقعها في الانتر نت يدل على ان شغلها الشاغل الاخبار الشاذة في السعودية
هذا خبر نقلته العربية عن المفتي
http://www.alarabiya.net/articles/2008/07/14/53066.html
اعتبرها من خارج أصول الدين وأسسه
مفتي السعودية يحذّر من تكفير كتّاب الرأي والمقالات الصحافية
دبي- العربية. نت
حذّر مفتي السعودية من تكفير كتّاب المقالات الصحافية، معتبراً ان "تكفير كاتب الرأي أو المقال ليس من أصول الدين وأسسه". وأشار الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، في محاضرة ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض، إلى أن "التسرع بالتفسيق والتبديع، والتكفير والتضليل، والحكم على العموم من غير روية وبصيرة مصيبة كبرى".
وشدد مفتي المملكة، في المحاضرة التي جاءت تحت عنوان "خطورة الخوض في مسائل التكفير والحذر من شبه أهل الأهواء"، على ضرورة تثبت وتيقن المسلم قبل المسارعة في إطلاق التكفير على الآخرين، مشترطاً أن يكون الكلام "منطلقاً عن علم وبصيرة وفهم وإدراك وإلمام بالقضية ودراسة". وأضاف: "لعل القائل أطلق كلماته عن جهل أو ضلال، بسبب تأويل أو إنسان يثق به، وتبين أن الأمر خلاف ذلك".
واستطرد المفتي في الحديث عن تكفير كتاب المقالات، فأشار إلى ان الكثير من العلماء "لم يكفروا أرباب المقالات مع اعتقادهم بخطئهم، خصوصاً أن لبعضهم شبهات، لم يستطع التخلص منها ... كما أن بعضهم الآخر ربما قلد أو تأول إلى غير ذلك".
وشدد على وجوب "الاستبانة عن هؤلاء وعن نتائجهم وهل لهم شبه، وعدم التسرع بالتكفير، الا من علموا أن مقالاته وبدعته الضالة نتجت من اعتقاد باطل ومن قصد سيئ ومن مراد خاطئ"، بحسب ما أشارت الطبعة السعودية من صحيفة "الحياة" اللندنية، الاثنين 14 - 7 - 2008.
في المقابل، حذر الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من دعاة السوء، ومن بينهم كتاب المقالات السيئة، قائلاً: "القول لا يُقبل على علاته حتى يستبين له، أهذا القول صادر عن هذا الشخص؟ ". وأضاف: "وفي حال ثبت صدور القول السيء عن الكاتب فيمكن الاتصال به ومناقشته قبل أن يكون ما يكون، لأن الخطأ ممكن من أي أحد، والمعصوم من عصمه الله".
******************
فهموا (المقالات) يعني المقالات الصحفية!!
وسبب الجهل هو انهم لا يقرأون في الكتب التراثية ولا يعرفون (مقالات الاسلاميين)
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 08:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 10:27]ـ
ولكن الذي اعلمه علم اليقين أن قناة "العربية" هي قناة موالية تكاد تكون ناطقة باسم النظام السعودي يا أخ رائد وإلا لو كانت عدوة للنظام فكيف تعمل داخل المملكة وأنت تعلم أن محطات التلفزة الفضائية المرضيُّ عنها فقط هي التي تحصل على جواز مرور للدخول والعمل في الأراضي "السعودية"؟؟؟ بعكس الجزيرة مثلا المغضوب عليها.
فلا أدري أخ رائد فيم تعجُبك؟
العبرية نقلتْ عن المفتي كلام فهل تأكدتَ من صدوره عن المفتي؟ ولماذا تعتبر كلام المفتي (إن صدر عنه فعلاً) كلاما شاذاً؟ المفتي يدْعُم حرية الرأي والنشر الصحفي, ويحصِّن كتاب المقالات الصحفية ضد عقوبة التكفير. فلماذا تراه شاذاً؟ أم لأنه كلام شاذ فعلا؟؟؟!!!
غير أن قولك أنها قناة تسوِّقُ للمشروع الأميركي في المنطقة (وبخاصة مشروع عرقنة الاحتلال أو أمركة العراق) كلام صحيح ميه بالميه حتى أن البعض يطلق عليها قناة "العبرية".
فلا أدري أين الالتباس عندك يا اخي؟ المشاريع كلها منسجمة ومتناغمة مع المشروع الأميركي, فهل ترى أنتَ - بفطنتك وألمعيتك - اختلاف المشاريع العربية عن المشروع الأميركي؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:28]ـ
القناة العربية تستحق مسمى العبرية لأنها تسوق للمشروع الأمريكي الفارسي في العراق بغباء أو بخبث!!
العبرية مرضي عنها تماما لدى الحكومة الصفوية في العراق ولذا تدعم القناة بالإعلانات المتكررة والدعايات للمشروع الصفوي هناك ..
يقول الأستاذ حبيب النجار:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ادعاء قناة كهذه (وهي تحمل اسم "العربية")، بأنها تسعى لإصلاح وتطوير الإعلام العربي، فإنه لا يقف عند حدود تحقيق الهدف المصرح به من إنشاء خط مغاير لخط العنف فحسب، بل وتحويل هذا الخط الذي لا يمثل إلا سياسة النخب الحاكمة في الدول التي تستعد لفعل أي شيء لإرضاء أميركا، إلى ثقافة شعبية متنامية، فالغوغاء التي ترضى لنفسها الذل والهوان، وتقنع بسياسة الإلهاء التي تنتهجها مجموعة mbc، لملء عقول البشر بثقافة الاستهلاك والجنس والإحباط، بل وستشعر مع استمراء هذه السياسة الإعلامية بالخجل من مجرد ذكر مصطلحات بالية/ كالمقاومة والكرامة ومصلحة الأمة، فالإعلام العربي متخم اليوم (صباحا ومساء بلا انقطاع) بترديد عبارات تحطيم ما بقي من عزة المسلم والعربي، وتعويده على جلد ذاته لكونه هو الإنسان المخطئ دائما، وخصوصا عندما يتهم أميركا وإسرائيل بالمؤامرة ضده.
مجموعة mbc، بما فيها قناة العربية، ليست مجرد إمبراطورية إعلامية أنشأها مستثمر سعودي في العشرينيات من عمره، وهي ليست مجرد شركة تجارية تسعى إلى الربح من خلال الإعلانات في سوق خليجية ناضجة، بل هي تنظيم إعلامي جبار، يدير أموالا طائلة يتم جنيها من شبكة علاقات سياسية معروفة.
وإذا كانت العلاقات القذرة بين الإعلام والسياسة أمرا مألوفا، فإن الكارثة هي في جهل معظم المشاهدين العرب لحقيقة هذه المجموعة الأخطبوطية، وانسياقهم وراء ما تقدمه لهم من أحلام كاذبة من الرخاء الذي سينعمون به، بمجرد إرسال رسالة قصيرة لجني ملايين الريالات ..
ومن المؤسف حقا أن يغيب عن المشاهد العربي ما جرى في كواليس هذا الحفل المفضوح، وألا تُعرض على سمعه وبصره، إلا مواد يتم انتقاؤها بعناية لإقناعه بأن مجموعة mbc، وعلى رأسها قناة العربية، هي الناطق بلسانه، والحريص على موضوعية إطلاعه على ما يجري في هذا العالم.
وأرى أن فضح هذه المجموعة والقائمين عليها، ممن يسهرون على الضحك على قضايا الأمة التي تم اختزالها فقط في لهاث الموارنة على السلطة في بلد عربي صغير، وفي الوقت الذي تعاني فيه غزة من أكبر كارثة إنسانية منذ عام 1967م، دون أي تطرق لاسمها طوال الحفل الساهر، ودون التعرض لما يجري في العراق من مجازر .. أرى أن فضح هؤلاء المتخمين بأموال القذارة هو واجب تقتضيه الكرامة الإنسانية قبل أي شيء آخر .. وبالدرجة الأولى، هو واجب الشعب السعودي الذي عرفناه أكثر الشعوب العربية التزاما بقضايا الإسلام والمسلمين، والذي لا ينبغي أن يبقى مكتوف الأيدي أمام توظيف أموال بلده في تدمير ثقافته ودينه وأخلاقه.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:55]ـ
عفوا أخي رائد ولكن كلام المفتي ينطبق على كتاب المقالات بالصحف أيضا وقد جمع فيه بين أرباب المقالات أي الأفكار والدعوات وبين من يكتب في الصحف فراجعه مع اتفاقي معك في بغض العربية وإدراكي لمقاصدها الخبيثة
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 05:37]ـ
بل لم يُرِدِ "مفتي السعودية" بكلامه إلا كتاب المقالة الصحفية.
ألا تراه (أي المفتي) يحذر مَن يتولى تبيان حال صاحب المقالة "الصحفية" أن يتعقَّل ويبادر أولا بالاتصال الهاتفي به ومناقشته ومراجعته على الهاتف قبل الحكم عليه؟!!!!
فكيف يتصور الأخ رائد أن المقصود هم أصحاب المقالات التراثية الإسلامية لا الصحفية؟! إذن لكنَّا في حاجةٍ لرقم جَوَّال أبو الحسن الأشعري لمراجعته في "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين".
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 07:40]ـ
إخواني الكرام
المفتي لم يقل شيئا غريبا. هو حذر من التكفير في حق أشخاص معينين. وهذا غير وصف الفعل بالكفر فتكفير المعين يشترط فيه أن يقوم به عالم ورع صادق وليس كل أحد مخول بهذا الأمر. وأما فرحة العبرية بهذا فهو من باب التعميه والانتقائية البغيضة ومع
ذلك فلا تدعونا فرحتهم بها واستغلالهم البشع لها على أن نرد الحق.
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن حسين]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 08:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العربية ومجموعة mbc قنوات أقذر من القذارة ويجب علينانصح المسؤولين في السعودية وغيرها لمحاصرتها وعدم دعمها بأي إعلان
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 04:37]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الأخ عبد الله زقيل كاتب الساحات وتحت عنوان: (اتصلت بسماحته فكذب الخبر .. وإليكم سر الفضيحة المدوية لجريدة الحياة!):
نشرت جريدة " الحياة " خبرا ملفقا على سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة، وضعت له عنوانا مثيرا وراءه ما وراءه!، وقد تلقفت صحيفةٌ في بلد مجاور الخبرَ الملفقَ المكذوبَ على سماحة المفتي من جريدة " الحياة " وأفصحت ما أخفته " الحياة ".
وبعد رجوعي للمحاضرة التي أشارت إليها صحيفة " الحياة "، وسماعي لها كاملة من أولها إلى آخرها لم أجد ولا كلمة واحدة لسماحة المفتي عن تكفير الكُتّاب، وإنما كلامه عن التكفير وخطره، والتكفير العام، وتكفير المعين، وانتفاء الموانع وغير ذلك من أصول التكفير في كتب أهل السنة.
بل ظهر جهل محرري الخبر بكلام العلماء، وفسروا كلام سماحة المفتي على هواهم كما سيأتي بيانه بعد قليل.
وقد اتصلت بسماحة المفتي وسألته عن صحة ما نسب إليه وقرأت عليه بعضا مما جاء في الخبر فأنكر ما نسبته إليه الصحيفة، وأنه لم يذكر كُتّاب الصحف.
ومع الأسف صدق بعض الكُتّاب ما نشر في صحيفة " الحياة " فسودوا مقالات، وكأن خبر الجريدة صحيح!، وأنصح بعدم تصديق ما تنسبه الصحف إلى العلماء أو طلاب العلم مما يُشم من رائحة أمر يوافق مشرب الصحيفة أو أهل الأهواء.
وإليكم التفاصيل التي تبين كذب وانحراف الفهم عند الجريدة:
أولا: قالت صحيفة " الحياة ": " وشدد المفتي آل الشيخ في محاضرة ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله ".
المحاضرة ليست لسماحة المفتي، وإنما الشيخ علق عليها بعد انتهاء المحاضر لها، وأجاب على الأسئلة.
ثانيا: كان من المفترض أن يلقي المحاضرة معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ؛ لكن لظرف طارئ عرض له فأناب عنه فضيلة الشيخ ناصر العقل وهي ضمن سلسة محاضرات الجامع الكبير بالرياض - 1429هـ، وأقيمت في يوم الخميس 7 - 7 - 1429 هـ.
وهذا رابط الإعلان عن المحاضرة التي كان من المفترض أن يلقيها معالي الشيخ صال آل الشيخ
http://www.alriyadh.com/2008/07/09/article357601.html
· ثالثا: استمعت للمحاضرة كاملة، وتعليق سماحة المفتي على المحاضرة فلم أسمع شيئا عن موضوع تكفير الكُتاب!، واستمعت للأسئلة التي ألقيت على سماحة المفتي فلم يرد سؤال واحد عن تكفير الكتاب، والجريدة مع الأسف أخذت فقرة بسيطة في آخر خبرها عن المحاضرة وهي:
وأضاف: «وفي حال ثبت صدور القول السيئ عن الكاتب فيمكن الاتصال به ومناقشته قبل أن يكون ما يكون، لأن الخطأ ممكن من أي أحد، والمعصوم من عصمه الله».
وهذه الفقرة جاءت جوابا على سؤال نقلته بنصه من المحاضرة: " سائل يسألُ سماحة الشيخ يقول البعض: نحن لا نكفر بل نذكر الأخطاء ويشهر بها وتنتقد فكيف يرد عليهم؟
أجاب: ينبغي إخواني الأخطاء لا أحد يسلم من الخطأ لكن إذا أردنا الخطأ ما أناقش، أبين أولا الحق، وأوضح السبيل المستقيم، وأدافع عن الحق، وأتصل بهذا القائل، وأناقشه أوضح الباطل لكن بأسلوب حكيم ليس هدفي التشهير هدفي انقاذ الناس من الاغترار بهذا الباطل ".
من أراد التأكد فهذا رابط المحاضرة كاملا
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52368
رابعا: تلقفت جريدة في بلد مجاور ولفقت قضية أخرى على سماحة المفتي بناء على كذب جريدة " الحياة "، وربما هي أفصحت أكثر من جريدة " الحياة " وأتت بذكر عالم، وكأنها تريد أن تقول أن سماحة الشيخ يقصد هذا العالم.
خامسا: نأتي على جهل محرري الخبر وعدم فهمهما لكلام العلماء وذلك عند العبارة التالية وتأملوا الربط البعيد بين ما فهمه المحرران وبين مقصود سماحة المفتي: " واستطرد المفتي في الحديث عن تكفير كتاب المقالات، حين أشار إلى أن كثيراً من العلماء «لم يكفروا أرباب المقالات مع اعتقادهم بخطئهم، خصوصاً أن لبعضهم شبهات، لم يستطع التخلص منها ... ".
سماحة المفتي يقصد بأرباب ذلك المصطلح المعروف عند أهل التخصص في العقيدة، وليس كما فهم المحرران، ومما ألف في ذلك كتاب " مقالات الإسلاميين "، وأرباب المقالات كالأشعري، والماتريدي، وواصل بن عطاء، وغيرهم ممن أسسوا مقالات وأصلوا أصولا مخالفة للكتاب والسنة، ووالمحرران فسرا كلام سماحة المفتي بأنه يقصد كتاب مقالات الصحف!
وقد ذكرني هذا الفهم الدال على الجهل بكلام العلماء بقول أبي موسى محمد بن المثنى العَنزي الملقب بالزمن: " نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزة صلى إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "، يريدُ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى عَنَزة، فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما " العَنَزةُ " هنا: الحربةُ تنصب بين يديه صلى الله عليه وسلم.
وهذا الفهم ذكرني أيضا بكاتب تكلم على عالم بأنه شرح أحكام العدة في عدد كبير من الأشرطة، وفضح الله جهله وإنما شرحُ الشيخ كان لكتاب العدة للعلامة المقدسي رحمه الله!
هذه هي حقيقة الكذبة التي نشرتها جريدة " الحياة "، والتي مع الأسف طار بها البعض من دون تثبت، ولا تريث ولا رجوع إلى المصادر التي استقت منها جريدة " الحياة ".
هذا هو حال صحفنا لا مصداقية مع العلماء فكيف بغيرهم؟!. ا هـ.(/)
التسويق المباشر .. الحلقة الأولى (2)
ـ[أبو الأشبال الشافعي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:23]ـ
مع أبي العلاء الشافعي
التسويق المباشر كما عرفته
الحلقة الأولي
مفهوم التسويق المباشر_2
وبعد أن تكلمنا عن أساس التسويق المباشر وعن عماده (الانتشار الشفهي)، فيجب الآنَ أن نوضِّح المقصودَ بالتسويق المباشر من خلال مُقارنة بينه وبين التسويق التقليدي.
إنَّ مراحل التسويق المباشر – في مجمَلِها – هي نفس مراحل التسويق التقليدي؛ ففي التسويق التقليدي يخرج المنتج من المصنع مُغلَّفًا وجاهزًا للاستهلاك، ولكن هيهات .. فيتلقَّفه دائرة كبيرة من الوسطاء، وهم مجموعة من شركات التسويق والوكلاء وفروعهم والمحلات أيضًا، ومن المؤكد أن تقوم هذه المؤسسات بتحميل سعر المنتج أيَّ زيادة في الضرائب والأجور والفواتير والتطلع لهامش ربح أكثر ..
طيِّب .. ماذا عن خط سير المنتجات في التسويق المباشر؟
من المعلوم أن أيَّ منتج لكي يصل إلينا يمرُّ بمراحل كثيرة جدًّا في التسويق التقليدي، ومن الممكن أن يفقد خلالها جودته وبعض مميزاته التي تنشأ عن سوء التخزين في بعض الأحيان أو عن سوء التعامل مع المنتجات في الغالب الأعم، ولو تتبَّعنا هذه المراحل سنجد أن أول مرحلة في عمر أيِّ منتج هي مرحلة المصنع، وبعد ذلك يخرج في صورته النهائية جاهزًا للاستهلاك، ولكن هيهات فهناك من ينتظرونه بشوق كبير كما قلنا، هؤلاء هم موزِّعو دائرة الوسطاء، ممثَّلين في شركات التسويق والوكلاء وفروعهم والمحلات التي تقوم بتسويق جميع المنتجات لنا كمستهلكين، مع العلم أن أيَّ زيادة في تكاليف الخطط والدراسات التسويقية، والدعاية والإعلان، والضرائب، والكهرباء، وأجور العمال، وما شابه ذلك من أمور - يتحملها المستهلك كاملةً، ناهيك عن جشع البعض ومحاولاتهم المستميتة في رفع هوامش الأرباح من وراء ذلك، وذلك إلى أن يصل إلينا المنتج أخيرًا كمستهلكين!!
فمثلاً، لو أن أحدًا منَّا ذهب ليشتري الثلاجة التي تكلمنا عنها في البداية، وكانت قيمتُها 2000جنيه، فلا بد أن نكون على يقين بأن الوسطاء قد أخذوا نسبة ليست بالقليلة من سعر هذا المنتج قد تصل في بعض الأحيان إلى 50% .. !
ولكنَّ فِكر التسويق المباشر يُلغِي دائرة الوسطاء، ويخرُج المنتج فيه من المصنع إلى المستهلك مباشرة، ولو فكَّر المستهلك أن يكون مستثمرًا بإمكانياته ومهاراته التي وهبه الله إياها، ويحاول مساعدة المصنع في توزيع المنتج على بعض المستهلكين الآخرين، أي: يقوم بدور "المستهلك الوسيط" عن طريق الانتشار الشفهي، فإنه يستحق بعض ما كان يُصرَف من تكاليف في دائرة الوسطاء في التسويق التقليدي، ولا غرابة في ذلك ..
ولا بد من أن تساعد شركات التسويق المباشر بقية المستهلكين، أو العملاء الذين أصبحوا يساعدونها في توزيع المنتجات؛ فمن الممكن أن تقوم بإعطائهم خبرتها في إدارة شبكات التوزيع، كما تقوم بنقل خبرتها في التسويق لهم بمجرد اعتبارهم شركاء لها في توزيع هذه المنتجات؛ وهذا كله يهدف إلى علو شأن هذا المستهلك – أو الموزع الجديد - لكي يكبُر حجم توزيعِه داخل دائرة معارفه وعلاقاته، وبالتالي يعود عليه بالربح، وعليه فإن لشريكته في التوزيع "شركة التسويق المباشر" نصيب من هذا ..
هذا الكلام يعني أن شركة التسويق المباشر تعمل أساسًا من أجل تحويل المستهلك العادي إلى موزع يشاركها عملية التوزيع، وليس مجرد البيع فقط، وبالفعل تقوم استراتيجية العمل داخل أسوار شركات التسويق المباشر على نقل الخبرات التي مرَّ بها قادة الشركة في هذا المجال وما درسوه وما تعلموه ممن سبقهم إلى العمل بهذا المجال ..
قد يتبادر إلى ذهن قارئي العزيز أنه سوف يقوم بدور "مندوب المبيعات"، ولكنْ – ومع كل احترامي الشديد لمندوبي المبيعات – لا بد أن أشير إلى أن الموزع مع شركة التسويق المباشر يختلف عنه – إلى حد ما - في شركة التسويق التقليدي، بحيث ينحَصِر دوره في أنه يقوم - وبكل بساطة - بدعوة أحد أفراد دائرة علاقاته الاجتماعية التي توفرت فيه مواصفات معينة تجعله مستهلكًا ومتقبِّلاً لفكرة التحوُّل من مجرد الاستهلاك إلى شريك في عملية التوزيع، والدعوة تكون لمقر شركة التسويق المباشر، وغالبا ما تكون في الأماكن الراقية في البلد التي توجد بها، وبعد ذلك وداخل الشركة يحضر – في الغالب
(يُتْبَعُ)
(/)
– محاضرة (أو عرضا تقديميًّا presentation) عن فكر التسويق المباشر ونظام الشركة ومنتجاتها، ثم يقوم بعد ذلك – لو كان عند حسن الظن به – بشراء منتج من المنتجات الموجودة، وبالتالي يستحق الموزع الذي أتى به لحوافز على هذه البيعة في إطار نظام الشركة المعين والذي سمعه كل الأطراف في نفس المحاضرة الأولى، والتي تسمَّى غالبا "محاضرة الفرصة" جذبا للاهتمام ودعوةً للتساؤل عن هذه الفرصة، وبالتالي إيصال مفاهيمها إلى المستهلك بكل سهولة ويسر ..
طيب .. قد يسألني سائل: هل من الممكن أن تستطيع أن تغيِّر الأفكار الجديدة، مثل التسويق المباشر، من حياة الناس للأحسن فعلاً؟!
هناك بعض القصص الجذابة التي يذكرها كثير من رجالات التسويق المباشر للرد على مثل هذا التساؤل، ومنها قصة المهندس الذكي الذي عُيِّن في مصنع كبيرٍ، أراد صاحبه أن يبدأ الافتتاح الرسْمِي بحفلة كبيرة فدعا فيها وزير الصناعة ولفيفًا من كبار المسؤولين والإعلاميين في الناحية أو البلدة الموجود بها المصنع، وقبل مراسم الافتتاح بساعتين جلس هذه المهندس يراجع ما قام به في الفترة السابقة وما سيكون عليه دوره أثناء الافتتاح، ولكنه وجد مشكلة صغيرة، ومع أنها صغيرة إلا أنها كافية لأنْ تكون سببًا في كارثة لا يعلم مداها إلا الله، كانت المشكلة تتمثل في أنه لم يقم بتدريب 120 عاملاً على تغيير (فيوزات) الماكينات لو ارتفع فولت الكهرباء وأحرق (الفيوز)؛ فكَّر المهندس سريعًا، وقال لنفسه: لو جئت بالـ 120 عاملاً وأخذ كل عامل 5 دقائق لاستغرقت في تدريبهم 600 دقيقة بمعنى 10 ساعات .. مستحيل، باقي من الزمن أقل من ساعتين .. إنني لا أستحق هذا المنصب لو لم أتصرف بسرعة وإيجابية .. إنهم وضعوني في هذا المنصب لأننِّي – من المؤكد - جديرٌ بإدارة الأزمات التي من الممكن أن تحدث .. !!
بسرعة قام المهندس بتدريب 3 من أكفأ وأحسن وأقدم العمال عنده، وكان الوقت المستغرق مع كل واحد 5 دقايق إذن إجمالي الوقت المستغرق في التدريب 3 × 5د = 15 دقيقة، ولكنه طلب من العمال الثلاثة، أن يقوم كل واحد وفي نفس الوقت وعلى حدة بتدريب 3 من العمال الموجودين في المصنع، والتالي تم تدريب 9 عمال في نفس الوقت المستغرق 3 × 5د = 15د، وبنفس الطريقة، وبنفس الدور، وكل واحد، وفي نفس الوقت مِن الـ 9 عمال قام بتدريب 3، فدرَّب التسعة 27 عاملاً في نفس الوقت المستغرق 3 × 5د = 15د، وبنفس الطريقة، وكل واحد، وفي نفس الوقت، من الـ 27 درَّب 3 أيضا، قتدرَّب 81 في نفس الوقت المستغرق 3 × 5د = 15د؛ لنرى في النهاية أن إجمالي عدد العمال الذين تم تدريبهم 120 عاملاً، وكان الوقت المستغرق في هذا التدريب الكبير 60د يعني ساعة واحدة فقط .. مستحيل!!!
ما كان من الممكن أن يحققه المهندس بالفكرة التقليدية التي قد يكون استخدمها غيره من المهندسين في 10ساعات - حققه بالفكرة الجديدة في ساعة واحدة!!
لو أسقَطْنا هذا الكلام على التسويق المباشر كفكرة جديدة فإنَّ نسبة المبيعات التي تحققها شركة التسويق المباشر المباشر في سنة واحدة قد تحققها غيرها من شركات التسويق التقليدي العادية في 10 سنوات، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعدى هذا إلى الأرباح؛ فإنَّ نسبة الأرباح التي تحققها شركة التسويق المباشر في سنة واحدة قد تحققها غيرها من شركات التسويق التقليدي العادية في 10 سنوات ...
هذا هو المهندس عندما أدار الأزمة أدارها على أساس مبدأ قوي جدًّا قد أقرَّه الله سبحانه وتعالى أساسًا لإعمار الأرض، وهو مبدأ المضاعفة، فالكون بدأ بواحد هو سيدنا آدم، ثم أصبح هو وحواء، ثم أصبحا معًا ومعهما ولدان فأصبح الإجمالي 4، والـ 4 أصبحوا 8، والـ 8 أصبحوا 16، والـ 16 أصبحوا 32 .. وهكذا إلى أن وصلنا للأعداد التي نخن فيها الآن، هذا بخلاف من سقطوا من تاريخ الحياة على الأرض بموت أو قتل أو نحوه .. !!
هذا هو مبدأ المضاعفة، وهناك قصة تبين بوضوح أكثر مبدأ المضاعفة وتجعله مما لا ينسى، وهي قصة لحكيم ذكي جدًّا، كان قد أدَّى خدمة قوية لملك عادل من الملوك الكبار، فأتى به الملك، وقال له: اطلب، ياحكيم، ولو طلبت نصف ملكي، فلن أمنعك إيَّاه، فقال الحكيم: جلالةَ الملك، أنا لا أطلب من جلالتك نصف الملك ولكنني أطلب قرشًا يتضاعف معي كل يوم، فتعجب الملك جدًّا، وقال: أقول لك: نصف ملكي فتقول لي: قرش؟!!!!
المهم أن الملك قد أعطى له طلبه، ولكن لو نظرنا جميعًا إلى هذا القرش البسيط بعد 30 مضاعفة .. بعد 30 يومًا، أي: في نهاية الشهر لوجدناه أكتر من 5 مليون جنية، وتأتي قمة العجب من لغة الأرقام حين تتحدث وتقول: ليست هذه هي الطفرة، ولكن الطفرة في مبدأ المضاعفة تكون في أول يوم في الشهر الذي بعده مباشرة؛ فالـ 5 مليون أصبحوا 10 مليون جنيه، وهذا هو سر قوَّة مبدأ المضاعفة .. !
ولأن مبدأ المضاعفة قوي جدًّا هكذا أصبح أساسًا لقوة التسويق المباشر، وهو - في حد ذاته – من أقوى المميزات التي تميز بها التسويق المباشر عن قرينه وأخيه الأكبر "التسويق التقليدي"…
وإلى أن ألقاكم إن شاء الله تعالى:
تذكروا دائمًا أنكم بَشَرٌ مِن صُنْع الله .. !
وتذكروا أيضًا أنَّه خالِقُ المعجِزات .. !
استشارات لغوية:
http://www.alukah.net/Search.aspx?q=%D8%A5%D8%A8%D8% B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85%20% D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%81% D8%B9%D9%8A
في الحلقة القادمة:
ما مميزات التسويق المباشر التي يتميز بها؟(/)
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للشيخ محمد الأمين الشنقيطي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 06:05]ـ
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للشيخ محمد الأمين الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإنا نريد أن نوضح لكم معتقد السلف والطريق الذي هو المنجى نحو آيات الصفات: أولا: اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف.
اعلموا أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم، وأصحابه والسلف الصالح، ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل.
وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم.
أحد هذه الأسس الثلاثة هو تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيثا من صفات المخلوقين. وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: (ليس كمثله شئ)، (ولم يكن له كفؤا أحد)، (فلا تضربوا لله الأمثال).
الثاني: من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف الله به نفسه، لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله (أأنتم أعلم أم الله). والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حقه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، فيلزم كل مكلف أن يؤمن بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وينزه الله جل وعلا عن أن تشبه صفته صفة الخلق. وحيث أخل بأحد هذين الأصلين وقع في هوة ضلال، لأن من تنطع بين يدى رب السموات والأرض وتجرأ على الله بهذه الجرأة العظيمة ونفي عن ربه وصفا أثبته لنفسه فهذا مجنون فالله جل وعلا يثبت لنفسه صفات كمال وجلال فكيف يليق لمسكين جاهل أن يتقدم بين يدي رب السموات والأرض ويقول هذا الذي وصفت به نفسك لا يليق بك ويلزمه من النقص كذا وكذا، فأنا أؤوله وألغيه وآتى ببدله من تلقاء نفسي من غير استناد إلى كتاب أو سنة. سبحانك هذا بهتان عظيم! ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل، ملحد ضال، ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل. وهذا التحقيق هو مضمون: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهده الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع. ذلك لأن الله قال: (وهو السميع البصير) بعد قوله (ليس كمثله: شئ). ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات، فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس (ليس كمثله شىء). فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه.
إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأكل من أن تشبه صفات المخلوقين، فمن نفي عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم؟ دثه بن الله سبحانك هذا بهتان عظيم،. من ظن أن صفة ربه تشبه شيثا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين). ومن يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون.
ثم اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا في الكلام بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها في أقيسة منطقية، قسموا صفات الله جل وعلا إلى ستة أقسام. قالوا: هناك صفة نفسية وصفة معنى. وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية وصفة جامعة. أما الصفات الإضافية فقد جعلوها أمورا إعتبارية لا وجود لها في الخارج وسببوا بذلك إشكالات عظيمة وضلالا مبينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنا نبين لكم على تقسيم المتكلمين ما جاء في القران العظيم من وصف الخالق جل وعلا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات وبيان القران العظيم لأن صفة خالق السموات والأرض حق وأن صفة المخلوقين حق، وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وافتقاره وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما ببن الذات والذات.
أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين فإن أغلب الذين يدرسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط وينكرون سواها من المعاني ويؤولونها، وصفة المعنى عندهم في الاصطلاح ضابطها أنها ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، والذي اعترفوا به منها سبع صفات، هي: القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام.
ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله. وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة وأثبتوا أحكامها فقالوا:
هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته، ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا، فرارا منهم من تعدد القديم وهو مذهبٌ كلُ العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه " وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول. فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:
1 - وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه: (إن الله على كل شيء قدير) ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله. وكذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهم ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق- وحسبك بونا بذلك.
2، 3 - ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كنابه قال: (إن الله سميع بصير، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
4 - ووصف نفسه بالحياة قال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (هو الحي لا إله إلا هو)، الآية. ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وببن صفة الخالق والمخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق. وذلك بون شاسع بين الخالق وخلقه.
5 - ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال: (فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدنيا)، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله) ولاشك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
6 - وصف نفسه جل وعلا بالعلم قال: (والله بكل شيء عليم)، (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين). ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (وبشرناه بغلام عليم) (وإنه لذو علم لما علمناه). ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء، كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - ووصف نفسه جل وعلا بالكلام. قال: (وكلم الله موسى تكليما)، (فأجره حتى يسمع كلام الله). ووصف بعض المخلوقين بالكلام، قال: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) (وتكلمنا أيديهم). ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وببن كلام الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
هذه صفات المعاني سمعتم ما في القران من وصف الخالق بها ووصف المخلوق، ولايخفى على عاقل أن صفات الخالق حق، وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله، وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين الصفة والصفة كما بين الذات والذات.
وسنبين مثل ذلك في الصفات التي يسمونها سلبية.
وضابط الصفة السلبية عند المتكلمين. نقول: هذا قياس عدم محض، والمراد بها أن تدل على سلب مالا يليق بالله عن الله من غير أن تدل على معنى وجودى قائم بالذات. والذين قالوا هذا جعلوا الصفات السلبية خمسا لا سادس لها. وهى عندهم القدم والبقاء والمخالفة للخلق والوحدانية والغنى المطلق الذي يسمونه القيام بالنفس الذي يعنون به الاستغناء عن المخصص والمحل. فإذا عرفتم هذا فاعلموا أن القدم والبقاء اللذين وصف المتكلمون بهما الله جل وعلا زاعمين أنه وصف بهما نفسه في قوله هو الأول والآخر قد وصف بهما المخلوق والقدم في الاصطلاح عندهم عبارة عن سلب العدم السابق إلا أنه عندهم أخص من ا لأزل لأن الأزل عبارة عما لا افتتاح له سواء كان وجوديا كذات الله وصفاته أو عدميا كإعدام ما سوى الله لأن العدم السابق على العالم قبل وجوده لا أول له فهو أزلي ولا يقال فيه قديم والقدم عندهم عبارة عما لا أول له بشرط أن يكون وجوديا كذات الله متصفة بصفات الكمال والجلال ونحن الآن نتكلم على ما وصفوا به الله جل وعلا من القدم والبقاء وإن كانبعض العلماء كره وصفه جل وعلا بالقدم كما يأتي. فالله عز وجل وصف بعض المخلوقين بالقدم قال: (كالعرجون القديم) إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وأباؤكم الأقدمون) ووصف بعضهم بالبقاء قال: (وجعلنا ذريته هم الباقين) 2 ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) ولاشك أن ما وصفوا به الله من هذه الصفات مخالف لما وصف به الخلق نحو ما تقدم.
أما الله عز وعلا فلم يصف في كتابه نفسه بالقدم وبعض السلف كره وصفه بالقدم لأنه قد يطلق مع سبق العدم نحو: (كالعرجون القديم) (إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وآباؤكم الأقدمون) وقد جاء فيه حديث قال فيه بعض العلماء هو يدل على وصفه بهذا وبعضهم يقول لم يثبت وقد ذكر الحاكم في المستدرك في بعض الروايات القديم في أسمائه تعالى وفي حديث دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهما في قوله: (هو الأول والآخر) فقد وصف بعض المخلوقين أيضا بالأولية والآخرية قال: (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) ولا شك أن ما وصف الله به نفسه من ذلك لائق بجلاله وكماله كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.
ووصف نفسه بأنه واحد قال: (وإلهكم إله واحد) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال: (يسقى بماء واحد) ووصف نفسه بالغنى قال: (فإن الله هو الغنى الحميد)، (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله هوالغنى الحميد،، فكفروا وتولوا واستغى الله والله غنى حميد) ووصف بعض المخلوقين بالغنى قال: (ومن كان غنيا فليستعفف) (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).
فهذه صفات السلب جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها ولاشك أن ما وصف به الخالق منها لائق بكماله وجلاله وما وصف به المخلوق مناسب لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره. ثم نذهب إلى الصفات السبع التي يسمونها المعنوية والتحقيق: أن عد الصفات السبع المعنوية التي هي كونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما لا وجه له لأنها في الحقيقة 0إانما هي كيفية الاتصاف بالمعاني السبع التي ذكرنا ومن عدها من المتكلمين عدوها بناء على ثبوت ما يسهونه الحال المعنوية التي يزعمون أنها واسطة ثبوتية لا معدومة ولا موجودة. والتحقيق إن هذه خرافة وخيال. وإن العقل الصحيح لا يجعل بين الشيء ونقيضه واسطة البتة فكل ما ليس بموجود فهو معدوم قطعا وكل ما ليس
(يُتْبَعُ)
(/)
بمعدوم فهو موجود قطعا ولا واسطة البتة كما هو معروف عند العقلاء. فإذا كنا قد مثلنا لكونه قادرا وحيا ومريدا وسميعا وبصيرا ومتكلما لما جاء في القرآن من وصف الخالق بذلك وما جاء في القران من وصف المخلوق بذلك وبينا أن صفة الخالق لائقة بكماله وجلاله وان صفة المخلوق مناسبة لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره، فل داعي لأن ننفي وصف رب السموات والأرض لئلا نشبهها بصفات المخلوقين، بل يلزم أن نقر بوصف الله ونؤمن به في حال كوننا منزهين له عن مشابهة صفة المخلوق وهذه صفات الأفعال جاء في القرآن بكثرة وصف الخالق بها ووصف المخلوق ولاشك أن ما وصف به الخالق منها مخالف لما وصف به المخلوق كالمخالفة التي بين ذات الخالق وذات المخلوق، ومن ذلك أنه وصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل التي هي أنه يرزق خلقه قال جل وعلا: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين). ووصف بعض المخلوقين بصفة الرزق قال: (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما وارزقوهم فيها. (وعلى المولود له رزقهن). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه المخلوق كمخالفة ذات الله لذات المخلوق. ووصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل الذي هو العمل قال: (أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون). ووصف المخلوقبن بصفة الفعل التي هي العمل قال: (إنما تجزون ما كنتم تعملون). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مناف لما وصف به المخلوق مخالف له كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه بأنه يعلم خلقه: (الرحمن علم القرآن. خلق الإنسان علمه البيان) (إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما). ووصف بعض خلقه بصفة الفعل التي هي التعليم أيضا قال: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب). وجمع المثالين في قوله: (تعلمونهن مما علمكم الله). ووصف نفسه جل وعلا بأنه ينبئ ووصف المخلوق بأنه ينبئ وجمع بين الفعل في الأمرين في قوله جل وعلا: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه العبد كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق. ووصف نفسه بصفة الفعل الذي هو الإيتاء فال جل وعلا: (يؤتى الحكمة من يشاء) (ويؤت كل ذي فضل فضله). ووصف المخلوق بالفعل الذي هو الإيتاء قال: (وآتيتم إحداهن قنطارا) (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة).
ولاشك أن ما وصف الله به من هذا الفعل نحالف لما وص ف به العبد من هذا الفعل كمخالفة ذاته لذاته.
ثم نتكلم على الصفات الجامعة كالعلو والعظم والكبر والملك والتكبر والجبروت والعزة والقوة وما جرى مجرى ذلك من الصفات الجامعة فنجد الله وصف نفسه بالعلو والكبر والعظم قال في وصف نفسه بالعلو والعظم: (ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم). وقال في وصف نفسه بالعلو والكبر: (إن الله كان عليا كبيرا) (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال).
ووصف بعض المخلوقين بالعظم قال: (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) (إنكم لتقولون قولا عظيما) (ولها عرش عظيم). ووصف بعض المخلوقين بالعلو قال: (ورفعناه مكانا عليا. وجعلنا لهم لسان صدق عليا).
ولأشك أن ما وصف الله به من هذه الصفات الجامعة كالعلو والكبر والعظم مناف لما وصف به المخلوق منها كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق فلا مناسبة بين ذات الخالق والمخلوق كما لا مناسبة بين صفة الخالق وصفة المخلوق.
ووصف نفسه بالملك قال: (يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس) (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) (في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
ووصف بعض المخلوقين بالملك قال: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان) (وقال الملك إئتوني به) (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) (تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاشك أن الله جل وعلا ملكا حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين ملكأ مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.
ووصف نفسه بأنه جبار متكبر قال: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)، إلى قوله: (الجبار المتكبر). ووصف بعض المخلوقين بأنه جبار متكبر قال: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد).
ولاشك أن ما وصف به الخالق من هذه الصفات مناف لما وصف به المخلوق كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه جل وعلا بالعزة قال: (إن الله عزيز ح~م) (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب). ووصف بعض المخلوقين بالعزة قال: (وقالت امرأة العزيز) (وعزني في الخطاب). وجمع المثالين في قوله: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
ولا شك أن ما وصف به الخالق من هذا الوصف مناف لما وصف به المخلوق كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه جل وعلا بالقوة قال: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز).
ووصف بعض المخلوقين بالقوة قال: (ويزدكم قوة إلى قوتكم).
وقال جل وعلا: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة). وجمع بين المثالين في قوله: (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون).
ثم إننا نتكلم على الصفات التي اختلف فيها المتكلمون. هل هي صفات فعل أو صفات معنى والتحقيق: أنها صفات معان قائمة بذات الله جل وعلا. كالرأفة والرحمة والحلم. فنجده جل وعلا وصف نفسه بأنه رؤوف رحيم قال: (إن ربكم لرؤوف رحيم) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال في وصف نبينا صلوات الله وسلامه عليه: (قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
ووصف نفسه بالحلم قال: (ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم) (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم) (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم) ووصف بعض المخلوقين بالحلم قال: (فبشرناه بغلام حليم) (إن إبراهيم لأواه حليم).
ووصف نفسه بالمغفرة قال: (إن الله غفور رحيم) (فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء). ووصف بعض المخلوقين بالمغفرة قال: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) (قول معروف ومغفرة) الآية. (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله).
ولاشك أن ما وصف به خالق السموات والأرض من هذه الصفات أنه حق لائق بكماله وجلاله لا يجوز أن ينفى خوفا من التشبيه بالخلق. وان ما وصف به الخلق من هذه الصفات حق مناسب لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقار هم.
وعلى كل حال فلا يجوز للإنسان أن يتنطع إلى وصف أثبته الله جل وعلا لنفسه فينفي هذا الوصف عن الله متهجما على رب السموات والأرض مدعيا عليه أن هذا الوصف الذي تمدح به أنه لا يليق به وأنه هو ينفيه عنه ويأتيه بالكمال من كيسه الخاص فهذا جنون وهوس ولا يذهب إليه إلا من طمس الله بصائرهم.
وسنضرب لكم لهذا مثلا يتبين به الكل، لأن مثلا واحدا من آيات الصفات ينسحب على الجميع إذ لا فرق بين الصفات لأن الموصوف بها واحد. وهو جل وعلا لا يشبهه شيء من خلقه في شيء من صفاته البتة. فهذه صفة الاستواء التي كثر فيها الخوض ونفاها كثير من الناس بفلسفة
منطقية وأدلة جدلية سنتكلم فيآخر البحث على وجوه إبطالها كلاما يخص الذين درسوا المنطق والجدل ليتبين كيف استدل أولئك بالباطل وأبطلوا به الحق وأحقوا به الباطل. فهذه صفة الاستواء تجرأ الآلاف ممن يدعون الإسلام ونفوها عن رب السموات والأرض بأدلة منطقية يركبون فبها قياسا استثنائيا مركبا من شرطية متصلة لزومية واستثنائية يستثنون فيه نقيض التالي ينتجون في زعمهم الباطل نقيض المقدم بناء على أن نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم. فيقولون مثلا لو كان مستويا على عرشه لكان مشابها للخلق لكنه لم يكن مشابها للخلق فينتجون، ليس مستويا على العرش، وعظم هذا الافتراء كما ترى.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اعلموا أن هذه الصفة التي هي صفة الاستواء صفة كمال وجلال تمدح بها رب السموات والأرض، والقرينة على أنها صفة كمال وجلال أن الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلا مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها. وسنضرب مثلا لذلك بذكر الآيات: فأول سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين). فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
2 - الموضع الثاني في سورة يونس قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيا ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون. هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون. إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون).
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.
3 - الموضع الثالث في سورة الرعد في قوله جل وعلا: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون).
وفي القراءة الأخرى (وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان. تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
4 - الموضع الرابع في سورة طه: (طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. ءالا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى).
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
5 - الموضع الخامس في سورة الفرقان في قوله: (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا) (الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا، فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.
6 - الموضع السادس في سورة السجدة في قوله تعالى: (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون. الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون. يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فئ يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز ا لرحيم. الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الجلال والكمال.
7 - الموضح السابع في سورة الحديد في قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشاهد أن هذه الصفة التي يظن الجاهلون أنها صفة نقص ويتهجمون على رب السموات والأرض بأنه وصف نفسه صفة نقص ثم يسببون عن هذا أن ينفوها ويؤولوها مع أن الله جل وعلا تمدح بها وجعلها من صفات الجلال والكمال مقرونة بما يبهر العقول من صفات الجلال والكمال. هدا يدل على جهل وهوس من ينفي بعض صفات الله جل وعلا بالتأويل.
ثم اعلموا أن هذا الشيء الذي يقال له التأويل ـ الذي فتن به الخلق وضل به آلآف من هذه الأمة ـ يطلق مشتركا بين ثلاثة معان:
ا- يطلق على ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال وهذا هو معناه في القرآن نحو (ذلك خير وأحسن تأويلا). (ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم)، الآية، (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل). ومعنى التأويل في الآيات المذكورة ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال.
2 - ويطلق التأويل بمعنى التفسير وهذا قول معروف كقول ابن جرير: القول في تأويل قوله تعالى كذا، أي تفسيره.
3 - أما في اصطلاح الأصوليين فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح لدليل.
وصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه له عند علماء الأصول ثلاث حالات.
أ) إما أن يصرفه عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب أو سنة وهذا النوع من التأويل صحيح مقبول لا نزاع فيه ومثال هذا النوع ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الجار أحق بصقبه). فظاهر هذا الحديث ثبوت الشفعة للجار وحمل هذا الحديث على الشريك المقاسم حمل اللفظ على محتمل مرجوح غير ظاهر متبادر إلا أن حديث جابر الصحيح (فإذا ضربت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة)، دل على أن المراء بالجار الذي هو أحق بصقبه خصوص الشريك المقاسم. فهذا النوع من صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل واضح يجب الرجوع إليه من كتاب وسنة وهذا التأويل يسمى تأويلا صحيحا وتأويلا قريبا ولا مانع منه إذا دل عليه النص.
ب) الثاني هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لشيء يعتقده المجتهد دليلا وهو في نفس الأمر ليس بدليل فهذا يسمى تأويلا بعيدا ويقال له فاسد ومثل له بعض العلماء بتأويل الإمام أبي حنيفة رحمه الله لفظ امرأة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل) قالوا حمل هذا على خصوص المكاتبة تأويل بعيد لأنه صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لأن (أي) في قوله (أي امرأة) صيغة عموم وأكدت صيغة العموم بما المزيدة للتوكيد فحمل هذا على صورة نادرة هي المكاتبة حمل، للفظ على غير ظاهره لغير دليل جازم يجب الرجوع إليه.
(ج) أما حمل اللفظ على غير ظاهره لا لدليل: فهذا لا يسمى تأويلا في الاصطلاح بل يسمى لعبا لأنه تلاعب بكتاب الله وسنة في نبيه صلى الله عليه وسلم ومن هذا تفسير غلاة الروافض قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)، قالوا عائشة. ومن هذا النوع صرف آيات الصفات عن ظواهرها إلى محتملات ما أنزل الله بها من سلطان كقولهم استوى بمعنى استولى فهذا لا يدخل في اسم التأويل لأنه لا دليل عليه البتة وإنما يسمى في اصطلاح أهل الأصول لعبا. لأنه تلاعب بكتاب الله جل وعلا من غير دليل ولا مستند فهذا النوع لا يجوز لأنه تهجم على كلام رب العالمين. والقاعدة المعروفة عند علماء السلف أنه لا يجوز صرف شيء من كتاب الله ولا سنة رسوله عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
وكل هذا الشر- فاسمعوا أيها الإخوان نصيحة مشفق- إنما جاء من مسألة وهى نجس القلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التشبيه فإذا سمع ذ و القلب المتنجس بأقذار التشبيه صفة من صفات الكمال أثنى الله بها على نفسه كنزوله إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير وكاستوائه على عرشه وكمجيئه يوم القيامة وغير ذلك من صفات الجلال والكمال أول ما يخطر في ذهن المسكين أن هذه الصفة تشبه صفة الخلق فيكون قلبه متنجسا بأقذار التشبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يقدر الله حق قدره ولا يعظم الله حق عظمته حيث يسبق إلى ذهنه أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيكون فيها أولا نجس القلب متقذره بأقذار التشبيه فيدعو شؤم هذا التشبيه إلى أن ينفي صفة الخالق جل وعلا عنه بادعاء أنها تشبه صفات المخلوق فيكون فيها أولا مشبها وثانيا معطلا ضالا ابتداء وانتهاء متهجما على رب العالمين ينفي صفاته عنه بادعاء أن تلك الصفة لا تليق. واعلموا أن هنا قاعدة أصولية أطبق عليها من يعتد به من أهل العلم وهى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولاسيما في العقائد ولاسيما لو مشينا على فرضهم الباطل "أن ظاهر آيات الصفات الكفر" فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤول الاستواء (بالاستيلاء) ولم يؤول شيئا من هذه التأويلات ولو كان المراد بها هذه التأويلات لبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيانها لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة فالحاصل أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد هذا الاعتقاد الذي يحل جميع الشبه ويجيب عن جميع الأسئلة وهو: أن الإنسان إذا سمع وصفا وصف به خالق السموات والأرض نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم امتلأ صدره من التعظيم فيجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة، بينه وبين صفات المخلوقين فيكون القلب منزها معظما له جل وعلا غير متنجس بأقذار التشبيه فتكون أرض قلبه قابلة للإيمان والتصديق بصفات الله التي تمدح بها أو أثنى عليه بها نبيه صلى الله عليه وسلم على غرار (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). والشر كل الشر في عدم تعظيم الله وأن يسبق في ذهن الإنسان أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيضطر المسكين أن ينفي صفة الخالق بهذه الدعوى الكاذبة.
ولأبد في هذا المقام من نقط يتنبه إليها طالب العلم:
أولا: أن يعلم طالب العلم أن جميع الصفات من باب واحد إذ لا فرق بينها البتة لان الموصوف
بها واحد وهو جل وعلا لا يشبه الخلق في شيء من صفاتهم البتة، فكما أنكم أثبتم له سمعا وبصرا لائقين بجلاله لا يشبهان شيئا من أسماع الحوادث وأبصارهم فكذلك يلزم أن تجروا هذا بعينه في صفة الاستواء والنزول والمجيء إلى غير ذلك من صفات الجلال والكمال التي أثنى الله بها كل نفسه.
واعلموا أن رب السموات والأرض يستحيل عقلا أن يصف نفسه بما يلزمه محذور أو يلزمه محال أو يؤدى إلى نقص. كل ذلك مستحيل عقلا. فإن الله لا يصف نفسه إلا بوصف بالغ من الشرف والعلو والكمال ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين على حد قوله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
الثاني: أن يعلموا أن الصفات والذات من باب واحد فكما أننا نثبت ذات الله جل وعلا إثبات وجود وإيمان لا إثبات كيفية مكيفة فكذلك نثبت لهذه الذات الكريمة المقدسة صفات إثبات إيمان ووجود لا إثبات كيفية وتحديد.
واعلموا أن آيات الصفات كثير من الناس يطلق عليها اسم المتشابه
وهذا من جهة غلط ومن جهة قد يسوغ كما يثبته الإمام مالك في أنس. أما المعاني فهي معروفة عند العرب كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة.
كذلك يقال في النزول: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة. واطرده في جميع الصفات لأن هذه الصفات معروفة عند العرب، إلا أن ما وصف به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجل وأعظم من أن يشبه شيئا من صفات المخلوقين كما أن ذات الخالق جل وعلا حق والمخلوقون لهم ذوات وذات الخالق جل وعلا أكمل وأنزه وأجل من أن تشبه شيئا من ذوات المخلوقين.
فعلى كل حال. الشر كل الشر في تشبيه الخالق بالمخلوق وتنجيس القلب بقذر التشبيه فالإنسان المسلم إذا سمع صفة وصف بها الله أول ما يجب عليه أن يعتقد أن تلك الصفة بالغة من الجلال والكمال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينها وبين صفات المخلوقين فيكون أرض قلبه طيبة طاهرة قابلة للإيمان بالصفات على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا سؤال لابد من تحقيقه لطالب العلم أولا: اعلموا أن المقرر في الأصول أن الكلام إن دل على معنى لا يحتمل غيره فهو المسمى نصا كقوله مثلا (تلك عشرة كاملة). فإذا كان يحتمل معنيين أو أكثر فلا يخلو من حالتين: إما أن يكون أظهر في أحد الاحتمالين من الآخر وإما أن يتساوى بينهما فإن كان الاحتمال يتساوى بينهما فهذا الذي يسمى في الاصطلاح المجمل كما لو قلت (عدا اللصوص البارحة على عين زيد) فإنه يحتمل أن تكون عينه الباصرة عوروها أو عينه الجارية غوروها أو عين ذهبه وفضته سرقوها. فهذا مجمل. وحكم المجمل أن يتوقف عنه إلا بدليل على التفصيل. أما إذا كان نصا صريحا فالنص يعمل به ولا يعدل عنه إلا بثبوت النسخ.
فإذا كان أظهر في أحد الاحتمالين فهو المسمى بالظاهر. ومقابله يسمى (محتملا مرجوحا) والظاهر يجب الحمل عليه إلا لدليل صارف عنه، كما لو قلت: رأيت أسدا فهذا مثلا ظاهر في الحيوان المفترس. محتمل في الرجل الشجاع. وإذا فنقول: فالظاهر المتبادر من آيات الصفات من نحو قوله (يد الله فوق أيديهم) وما جرى مجرى ذلك، هل نقول الظاهر المتبادر من هذه الصفة هو مشابهة الخلق حتى يجب علينا أن نقول ونصرف اللفظ عن ظاهره أو ظاهرها المتبادر منها تنزيه رب السموات والأرض حتى يجب علينا أن نقره على الظاهر من التنزيه؟
الجواب أن كل وصف أسند إلى رب السموات والأرض فظاهره المتبادر منه عند كل مسلم هو التنزيه الكامل عن مشابهة الخلق فإقراره على ظاهره هو الحق وهو تنزيه رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق في شيء من صفاته فهل ينكر عاقل أن المتبادر للأذهان السليمة أن الخالق ينافي المخلوق في ذاته وسائر صفاته؟ لا والله لا يعارض في هذا إلا مكابر.
ثم بعد هذا البحث الذي ذكرنا نحب أن نذكر كلمة قصيرة لجماعة قرءوا في المنطق والكلام وظنوا نفي بعض الصفات من أدلة كلامية كالذي يقول مثلا: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث لكنه غير مشابه للحوادث ينتج فهو غير مستو على العرش هذه النتيجة الباطلة تضاد سبع آيات من المحكم المنزل ولكننا الآن نقول في مثل هذا على طريق المناظرة والجدل المعروف عند المتكلمين. نقول: هذا قياس استثني فيه نقيض التالي فأنتج منه نقيض المقدم حسب ما يراه مقيم هذا الدليل. ونحن نقول: انه تقرر عند عامة النظار أن القياس الاستثنائي المركب من شرطية متصلة لزومية يتوجه عليه القدح من ثلاث جهات:
ا- يتوجه عليه من جهة استثنائيته
2 - ويتوجه عليه من جهة شرطيته- إذا كان الربط بين المقدم والتالي ليس بصحيح.
3 - ويتوجه عليه القدح من جهتهما معا.
وهذه القضية كاذبة الشرطية فالربط بين مقدمها وتاليها كاذب كذبا بحتا ولذا جاءت نتيجتها مخالفة لسبع آيات.
وإيضاحه أن نقول: قولكم: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث هذا الربط بين (لو) و (اللام) كاذب، كاذب، كاذب. بل هو مستو على عرشه كما قال من غير مشابهة للحوادث كما أن سائر صفاته واقعة كما قال من غير مشابهة للخلق ولا يلزم من استوائه على عرشه كما قال أن يشبه شيئا من المخلوقين في صفاتهم البتة بل استواؤه صفة من صفاته وجميع صفاته منزهة عن مشابهة الخلق كما أن ذاته منزهة عن مشابهة ذوات الخلق ويطرد هذا في مثل هذا. وعلى كل حال فالجواب عن شيء واحد من هذا يطرد في الكل.
وآخر ما نختم به هذه المقالة أنا نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تلتزموا بثلاث آيات في كتاب الله.
الأولى: (ليس كمثله شيء). فتنزهوا رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق.
الثانية: (وهو السميع البصير). فتؤمنوا بصفات الجلال والكمال الثابتة بالكتاب والسنة عك أساس التنزيه كما جاء (وهو السميع البصير) بعد قوله: (ليس كمثله شيء).
الثالثة: أن تقطعوا أطماعكم عن إدراك حقيقة الكيفية لأن إدراك حقيقة الكيفية مستحيل وهذا نص الله عليه في سورة (طه) حيث قال: (يعلم مما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما). فقوله: يحيطون به فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن كما قال ابن مالك في الخلاصة:
المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل كأمن من أمن
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حرر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن مصدر وزمن ونسبة، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعا. فـ (يحيطون) في مفهومها (الإحاطة) فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون كالنكرة المبنية على الفتح، فيصبر المعنى لا إحاطة للعلم البشرى برب السموات والأرض، فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها. فالإحاطة المسندة للعلم منفية عن رب العالمين. فلا يشكل عليكم بعد هدا صفة نزول ولا مجيء ولا صفة يد و لا أصابع ولا عجب ولا ضحك. لان هذه الصفات كلها من باب واحد فما وصف الله به نفسه منها فهو حق وهو لائق بكماله وجلاله لا يشبه شيئا من صفات المخلوقين وما وصف به المخلوقون منها فهو حق مناسب لعجزهم وفنائهم وافتقارهم وهذا الكلام الكثير أوضحه الله في كلمتين (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (ليس كمثله شيء) تنزيه بلا تعطيل. (وهو السميع البصير) إيمان بلا تمثيل. فيجب من أول الآية (ليس كمثله شيء) التنزيه الكامل الذي ليس فيه تعطيل ويلزم من قوله (وهو السميع البصير) الأيمان بجميع الصفات التي ليس فيها تمثيل. فأول الآية تنزيه وآخرها إيمان، ومن عمل بالتنزيه الذي في (ليس كمثله شيء) والإيمان الذي في (وهو السميع البصير) وقطع النظر عن إدراك الكنه والكيفية المنصوص في قوله (ولا يحيطون به علما) خرج سالما.
وقد ذكرت لكم مرارا أني أقول: هذه الأسس الثلاثة التي ركزنا عليها البحث وهى:
ا- تنزيه الله عن مشابهة الخلق
2 - والإيمان بالصفات الثابتة بالكتاب والسنة وعدم التعرض لنفيها: عدم التهجم على الله بنفي ما أثبته لنفسه.
3 - وقطع الطمع عن إدراك الكيفية. لو (متم يا إخوان) وأنتم على هذا المعتقد. أترون الله يوم القيامة يقول لكم لم نزهتموني عن مشابهة الخلق ويلومكم على ذلك؟ لا، وكلا والله لا يلومكم على ذلك.
أترون أنه يلومكم على أنكم آمنتم بصفاته وصدقتموه فيما أثنى به على نفسه ويقول لكم لم أثبتم لي ما أثبته لنفسي أو أثبته لي رسولي؟ لا والله لا يلومكم على ذلك ولا تأتيكم عاقبة سيئة من ذلك. كذلك لا يلومكم الله يوم القيامة ويقول لكم: لم قطعتم الطمع عن إدراك الكيفية ولم تحددوني بكيفية مدركة. ثم، إنا نقول: لو تنطع متنطع. وقال: نحن لا ندرك كيفية (نزول) منزهة عن نزول الخلق ولا ندرك كيفية (يد) منزهة عن أيدي الخلق ولا ندرك كيفية (استواء) منزهة عن استواءات الخلق، فبينوا لنا كيفية معقولة منزهة تدركها عقولنا فنقول أولا: هذا السؤال الذي قال فيه مالك بن أنس: والسؤال عن هذا بدعة، ولكن نجيب ونقول: اتعرف أيها المتنطع السائل الضال كيفية الذات المقدسة الكريمة المتصفة بصفة النزول وصفة اليد وصفة الاستواء وصفة السمع والبصر والقدرة والإرادة والعلم فلابد أن نقول: لا، فنقول: معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، إذ الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها ونضرب مثلا ولله المثل الأعلى. فان الأمثال لا تضرب لله ولكن الأخرويات لا مانع منها كما جاء بها القرآن فنقول مثلا كما فال العلامة ابن القيم رحمه الله لفظة (رأس) الراء والهمزة والسين، رأس. هذه الكلمة أضفها إلى المال وأضفها إلى الوادي وأضفها إلى الجبل قل رأس المال. رأس الجبل فانظر ما صار من الاختلاف بين هذه المعاني بحسب هذه الإضافات وهذا مخلوق ضعيف مسكين، فما بالك بالبون الشاسع الذي بين صفة الخالق جل وعلا وصفة المخلوق.
وختاما يا إخواني نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تتمسكوا بهذه الكلمات الثلاث:
ا- أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق.
2 - أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، إيمانا مبنيا على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
3 - وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية لأن الله يقول: (ولا يحيطون به علما).
ونريد أن نختم هذه المقالة بنقطتين:
إحداهما أنه ينبغي للمؤولين أن ينظروا في وقوله تعالى لليهود: (وقولوا حطة) فإنهم زادوا في هذا اللفظ المنزل نونا فقالوا: حنطة فسمى الله هذه الزيادة تبديلا فقال في البقرة: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)، وقال في الأعراف: (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون)، وكذلك المؤولون للصفات قيل لهم استوى. فزادوا لاما، فقالوا: استولى. فانظر ما أشبه (لامهم) هذه التي زادوها بـ (نون) اليهود التي زادوها. ذكر هذا ابن القيم.
الثانية: أنه ينبغي للمؤولين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان وهى قوله تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا). ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: (ولا ينبئك مثل خبير). فإن قوله في الفرقان: (فاسأل به خبيرا) بعد قوله: (ثم استوى على العرش الرحمن) يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالاستواء خبير بما يصف به نفسه لا تخفي علبه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الاستواء ليس بخبير، نعم هو والله ليس بخبير. وصلى الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.(/)
إشارةنافعة في مجادلة أهل الملل الكافرة ...
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 06:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من تأمل طريقة أعداء الإسلام في مهاجمته يراهم دائماً يثيرون الشبهات
ولم نجد منهم من يعرض محاسن دينه ليقارنها بمحاسن الدين الإسلامي
وهذا من أعظم ما يدل علي إفلاسهم وخوائهم
ولا يجرؤ على التكلم بهذا المنهج -منهج عرض المحاسن- إلا أهل الإسلام
(قل فلله الحجة البالغة)
اللهم لك الحمد علي نعمة الإسلام وكفي بها نعمة
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
الوسطية التي يريدها منا دجاجلة العصر
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 09:17]ـ
الوسطية التي يريدها منا دجاجلة العصر
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
-الوسطية مفهوم علاه غبار التأويل , فسميت بغير اسمها , كما سميت الخمر بغير اسمها , وكما سمي الصادق كاذبا , والأمين خائنا , والخائن أمينا , والمجاهد تكفيريا , والقاعد مجاهدا وسطيا , ويا ليت من يفعل ذلك هم الا دينيون وحدهم , بل يشاركهم في ذلك أناس يعرفون بين الناس بأنهم من العلماء , هم من المشائخ ولكن من مشائخ الأحزاب , الذين باعوا ضمائرهم لأحزابهم بمتاع من متاع الدنيا زائل.
- خرج علينا في هذه الآونة من وصف المجاهدين بالمتشددين , القتلة , التكفيريين, أهل الغلو والتطرف , في نفس الوقت الذي يصف فيه حركته بالوسطية , فوقف بقوله هذا مع العلمانيين والطواغيت يستهدف منهج المجاهدين _منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم _.
إخواني الكرماء فتنتني وسطيته وأغرتني لأبحث عنها , لعلها تكون وسطية حقة , فأنتهجها وأدعوا إخواني التكفيريين إليها , فإن الحق بغيتي وبغية كل تكفيري , على حد وصف هذا الدكتور لنا.
-فوجدت أن وسطيتهم تحتوي على أشياء وأشياء , وما شاء الله على ما وجدت , سأذكر بعضه فقط خشية الإطالة.
- وسطية الدجاجلة وسطية لا تؤمن بالالتزام بالنصوص الشرعية _كتابا وسنة _بل هي تحكم العقل في مقابل النص , هي وسطية الانحراف عن النصوص , بل قل: هي وسطية الاستخفاف بالدين , هي وسطية تقسيم الدين إلى قشر ولب , وشيئ لازم وشيئ مش لازم.
_وسطية الدجاجلة وسطية تؤمن بحرية الاختيار للناس , فللإنسان عندهم حرية الاختيار في أن ينتهج أي منهج شاء , ولو كان منهجا إلحاديا , وهم يحترمون اختيار هذا الإنسان , هم لا يجبرون المرأة على لبس الحجاب , فهذه مسألة حرية شخصية , وكذلك الأمر في الدخان والحفلات الموسيقية وكثير من المنكرات , بل هم لم يتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فحسب , بل تقاضوا أموالا مقابل تسهيل دخول بعض المنكرات , وهذا طبعا من الوسطية أيها المتشددون التكفيريون.
-وسطية الدجاجلة , لا تكاد تميز لها موقف مع الطواغيت , فتارة يكونون إخواننا وتارة يكونون كفرة فجرة , تارة يكون قتالهم واجبا , بل أكثر وجوبا من قتال اليهود , وتارة يكون قتالهم خطأ غير مقصود.
-وسطية تجوز لأصحابها مداهنة الطواغيت , وإظهارهم في صورة المحق , حتى ولو كان ذلك ضد الموحدين , كما قال أحدهم يوما " إن السبيل لمنع القاعدة من دخول فلسطين يكون في التوافق الوطني الفلسطيني "
-وسطية الدجاجلة ترى في الولاء والبراء موضة قديمة , وعقيدة سقطت بالتقادم , أما اليوم فالعالم قرية صغيرة , ومصالحنا تحتم علينا التعامل مع الآخر , والتواصل معه وتهنئته , وتعزيته إذا ما مات أحد من أهل دينه , حتى ولو كان البابا , ولا بأس من التعاون مع الجيش الكافر ضد المسلمين والمجاهدين , فإنه يقدم الضرر الأخف لتحاشي الضرر الأكبر.
-وسطية الدجاجلة لا تعنى بالعقيدة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعتدهم تمييع العقيدة سياسة متبعة , ونتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه حتى ولو كان المختلف فيه كفرا , فالاتحاد مقبول مع الروافض مهما قالوا من كفريات وطعونات في رجالات السلف , ما داموا يدعمون ماديا مشروع الدجاجلة الجدد.
-وسطية الدجاجلة ترى في البشر أجمعين أنهم إخوة لنا , وليسوا بكافرين, وتكفير الكافر عندهم جريمة لا تغتفر , خاصة إذا رجع ذلك عليهم باللوم والعتاب أو أضر بمصالحهم عند الكافرين , وتكفيركم أيها المجاهدون للكافر ضد مصالحهم جعلهم يصفونكم بأنكم تكفيريون , تنفيرا للناس منكم ومن منهجكم الذي تدعون الناس إليه.
-وسطية الدجاجلة ترى جواز حوار الأديان , للخروج بدين مختلط يمكننا تسميته " يهونصراإسلام " والله تعالى يقول " إن الدين عند الله الإسلام " ويجيزون الحوار بين السنة والشيعة مع الاختلاف الكلي في الأصول بيننا وبين الروافض , وإلا كيف سأتحد مع من يعتقد تحريف القرآن ويكفر بالسنة ويكفر الصحابة ويقول إن فرج رسول الله سيمسه النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وسطية الدجاجلة تجيز التوحد مع الغير , أيا كان هذا الغير , وعلى غير التوحيد , والله يقول " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
فلا بأس من التوحد مع الشيطان الأكبر إذا كانت مصلحة الحزب مع الشيطان , وهم لا يقيمون للتوحيد وزنا في قضية التوحد , فعندهم الاستعداد على أن يتوحدوا مع أي كان وهم يعذرون هذا الغير في اجتهاداته , حتى ولو كانت اجتهادات كفرية.
-أما مسألة تحكيم الشريعة فالمناداة إليها من أكبر التشدد والغلو , في هذا الواقع العالمي الصعب , والوسطية في هذه المسألة عند الدجاجلة التبرؤ من تحكيم الشريعة , وإقرار القوانين الوضعية ليكون لها الأمر والحكم , الذي طالما ذكرنا هؤلاء الدجاجلة أنه لله وحده , فتحصيل رغيف الخبز للناس أولى , هذه هي الوسطية فتعلموا أيها التكفيريون.
-وسطية الدجاجلة حتى في المصطلحات , فبدل الجهاد مقاومة , وبدل الكافر أخي أو الآخر على أسوأ الاحتمالات , واليهودية والنصرانية " الأديان السماوية "مع أن الله قال " إن الدين عند الله الإسلام " وسموا المنافق سيدا والطاغوت رئيسا والمجاهد تكفيريا بهلولا درويشا متخبطا وهو كذلك إنسان غير شوري ويتبع منهج الخوارج وهو متعطش للدماء.
-وسطية الدجاجلة وسطية أباحت الغناء والرقص والتمثيل والاختلاط والتبرج ولبس البنطال الضيق , هي وسطية تحترم معبودات (الآخرين) حتى ولو كانت أوثانا , هي وسطية تنعى جورج حبش الشيوعي النصراني الملحد لكن أبو الليث لا تنعاه والزرقاوى تتبرأ من نعيه , هي وسطية ترى في التشبه بالكافرين تحضر , وفي رضاهم عن وسطتيهم نصرا مؤزرا , وترى في ممارسة المنكرات حرية شخصية , وترى فيمن يعمل للإسلام تحت لواء غيرها عدوا لا بد من القضاء عليه ......... وغير ذلك كثير.
-هذه بعض معالم وسطية الدجاجلة التي دعانا إليها أحد مشائخ الأحزاب , فيا ترى إخوتاه هل ستبقون على منهجكم التكفيري , أم ستتوبون إلى منهج الوسطية الحركي الحزبي.
-اما عن نفسي فأفضل أن أبقى على المنهج التكفيري ألف مرة , ولا أتبع هذا المنهج الوسطي الحركي مرة واحدة.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 05:09]ـ
-هذه بعض معالم وسطية الدجاجلة التي دعانا إليها أحد مشائخ الأحزاب , فيا ترى إخوتاه هل ستبقون على منهجكم التكفيري , أم ستتوبون إلى منهج الوسطية الحركي الحزبي.
-اما عن نفسي فأفضل أن أبقى على المنهج التكفيري ألف مرة , ولا أتبع هذا المنهج الوسطي الحركي مرة واحدة.
أخي أبو يونس، أحسنت فيما قلتَ، واخطأت في العبارات المقتبسة أعلاه، فالمنهج التكفيري مرفوض إلا إذا استوفى شروطه (ولعل هذا ما قصدتَه)، فإذا استوفى الشروط فتركه عديل المنهج التميعي الذي اتهموه زورا وبهتانا بالوسطية ..
نريد الوسطية الحقة، فلا المنهج الخوارجي مقبول، ولا المنهج الإرجائي محمود، وأفسد المناهج من جمع بين نقيضي الخروج والإرجاء، فجمعوا بين الخروج على عباد الله الصالحين يتصيدون هفواتهم ويرمونهم بالتفسيق والتكفير، وبين الإرجاء لعباد الله الطالحين يلتمسون لهم كل عذر وينعتونهم بما ليس فيهم من صلاح ...
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 09:25]ـ
أخي أقصد من المنهج التكفيري المنهج الحق الذي يسمونه هم بالتكفيري,(/)
الشهداء وحقيقة الانتماء والانتساب
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 09:18]ـ
{الشهداء وحقيقة الانتماء والانتساب}
أخوكم \أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , محمد وآله وصحبه وآل بيته وسلم تسليما كثيرا وبعد .....
-الشهداء وحقيقة الانتماء والانتساب
-موضوع يطرح , في وقت تتقاتل فيه الجماعات على شهداء المسلمين ,
أهم من جماعتنا أم من جماعتكم , أمر ما كنا نراه على عهد السلف الصالحين , وصرنا نراه
كثمرة ونتيجة من نتائج التحزب
-الشهيد .... من هو الشهيد؟
هو مسلم قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى
-يا أرباب الأحزاب:
الشهيد لم يقاتل من أجل أمجادكم الشخصية أو الحزبية ,
لم يقاتل لإشباع شهوة ونزوة التفاخرلديكم ,
إنما قاتل لنصرة الحق , الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فحسب ,
وإلا هل يجوز لنا أن نسميه شهيدا!!!
يا أرباب الأحزاب:
راجعوا نياتكم , ودوافعكم التي تدفعكم للجهاد ,
ودعوني أشجعكم على ذلك بسرد ذلكم الحديث الذي أخرجه أبو داوود وصححه الألباني من حديث أبي موسى الأشعرى:
أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إن الرجل يقاتل للذكر , ويقاتل ليحمد , ويقاتل ليرى مكانه ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
-إذن فالقتال على ضربين:
قتال في سبيل الله , ومن أجل إعلاء كلمته , وقتال في سبيل الطاغوت,
فإلى أي الفريقين تنتسب؟ أجب إلزاما على هذا السؤال وبصراحة؟
-قال الله تعالى:"الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
يا أرباب الأحزاب:
إن السلعة لا تباع أكثر من مرة ,
والشهيد باع نفسه لله , فهو لله وليس لأي منكم ولا لغيركم , فلم تقتتلون عليه؟ هو لمولاه وإلهه وربه!!!!!!!!
-أوما سمعتم قول ربكم: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون .... "
-إذن فاشهيد انتماؤه لله , وانتسابه لله وحده لا شريك له ,فالشهيد كما تقول العرب ليس لكم فيه ناقة ولا جمل.
-قال الله تعالى:" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "
يا أرباب الأحزاب:
والله إني خائف عليكم , وعلى من يراكم وأنتم تقتتلون على الشهداء عند ثلاجات القتلى ,
بأي كفن سيكفن بالأحمر أم بالأصفر أم بالأخضر , ومن هو صاحب الحجة الذي سيقنع أهل الشهيد في أن ينسب الشهيد إلى حزبه.
-راجعوا مقصدكم وهدفكم من الجهاد مرة أخرى , أهدفكم إرضاء الله أم أشياء أخرى؟
-أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أول ثلاثة تسعر بهم النار ثلاثة: فذكرهم وذكر منهم المجاهد:
فيؤتى به , فيعرف نعم الله فيعرفها , فيقال ماذا فعلت؟ فيقول قاتلت فيك , فيقول كذبت ,بل قاتلت ليقال شجاع وقد قيل , فيؤخذ فيلقى في النار على وجهه.
-يا أرباب الأحزاب:
إن كنتم تعلمون لله حقا , فلماذا تكرهون أن يعمل الخير من غير طريقكم ,بل تحاربون من يعمل خيرا , أو يخدم المنهج الحق , إذا لم يكن منضو تحت لوائكم , ولو كنتم صادقين لقلتم وعملتم بما قاله المخلصون يوما " لايهم من يرفع الراية المهم أن ترفع الراية "
يا أرباب الأحزاب:
نظرت إلى حالكم ففهمت قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد من حديث محمود بن لبيد:
إن أخوف ما أخاف على أمتى الشرك الأصغر: الرياء , يقول الله يوم القيامة للمرائين:
اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا , فانظروا هل تجدون عندهم جزاء.
يا أيها المجاهدون الصادقون:
أعلنوها , اصرخوا بها , اكتبوها في وصاياكم , قولوا: عملنا لله , جاهدنا في سبيله وحده لا شريك له , كفرنا بكل حزب ليس حزبه , وبكل عمل ليس له , وبكل تصرف مخالف لشرعه.قولوا ما قاله سلمان يوما:أبي الإسلام لا أب لي سواه وإن افتخروا بقيس أو تميم
يا أيها المجاهدون:
اثبتوا على المسمى الذي سماكم به أبوكم إبراهيم , ثم ترجموه على الأرض واقعا وعملا.
-قال الله تعالى " ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين "
يا أيها المجاهدون:
(يُتْبَعُ)
(/)
اكفروا بالحزبية المنتنة , إلا التحزب للحق والتعصب له ولأهله ما داموا على الحق.
-قال الله تعالى " ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
وقال بعد أن ذكر عقيدة الولاء والبراء في الله عند المؤمنين " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون "
- وإياكم أيها المجاهدون مما نراه في عالم الأحزاب , من الحب والبغض بناء على الانتماء للأحزاب ,فأهل الأحزاب يبغضون من ليس منهم ولو كان من كان في العلم والتقوى والورع والصلاح , نسأل الله أن يثبتنا على الحق حتى تلقاه.
وإياكم أيها المجاهدون من التناصر على الباطل ,
إياكم والطاعة العمياء , إياكم والاتباع الأهوج , إياكم ونهج التمييع والتضييع والمداهنات البغيضة.
يا أيها المجاهدون:
الجهاد وسيلة وليس غاية , فإياكم والجهاد تحت رايات ذات أهداف ردية , ومنهجها ردي , وأسسها ردية , أو تحت راية يقودها أناس يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون ,ممن يبيعون دم الشهداء بلعاعة من لعاعات الدنيا , وما أقوله واضح وشاهده الآن في غزة مع أول ذكرى للحسم الذي كان معركة إسلام وردة , ثم أصبح زلة وهفوة وخطيئة كان لابد منها مع تندم شديد عليها.
-نعم أيها المجاهدون إياكم والرايات العمية التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد والنسائي وصححه الألباني من حديث أبي هريرة:
من قاتل تحت راية عمية , يغضب لعصبية , أو يدعوا لعصبية , أو ينصر عصبية ,فقتل فقتلته جاهلية.
الجهاد وسيلة للقضاء على الشرك , الدعوة إلى التوحيد , رفع الظلم , وليس قتل من أجل القتل وليس كذلك تعطشا للدماء.
-أخي المجاهد: ليكن جهادك على بصيرة , واعرف مع من تجاهد , ولماذا تجاهد , ودمك ستسقي به أي شجرة , أم تريد أن تكون كمن يحرث في الماء , أو يزرع في البرص بطيخ.قال الله تعالى: " قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين "
وأخيرا: يا أرباب الأحزاب:
الشهيد ليس ملكا لأحد , إلا لله الذي خلقه , الذي قال عن نفسه بأنه " ملك الناس " والذي يملك كل شيئ مصداقا لقوله " ولله ملك السموات والأرض وما بينهما "
-ولكننا نعيش في هذه الأيام رقا من نوع لآخر , وعبودية من نوع آخر
- كنت أعمل في جمعية فشعرت بشعور الرق وكم آلمني , فلا يجوز لي أن أسلم ,أن أضحك , أن أتعامل , أن أقرأ , أن أزور , أن أحيا , إلا كما يريد زعماء الجمعية , وذلك بمبلغ كانوا يعطونه لي أزهد من الزهيد , ولكن الله أنجاني فالحمد له أولا وآخرا
- ظننت أن هذا هو حال الجمعية التي كنت أعمل فيها فحسب , ثم اكتشفت أن البلوى عامة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم \ أيو يونس العباسي
غزة العزة 15 جمادى الآخرة 1429(/)
لماذا لا تطبق حماس الشريعة؟
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 09:22]ـ
لماذا لا تطبق حماس الشريعة؟
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لانبي بعده , سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,وعلى آله وصحبه وآل بيته , ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا.
-كم يؤلمني أن أرى إنسانا كاذبا , بل يؤلمني أكثر أن أرى مسلما كاذبا , بل يكاد قلبي يتفطر حزنا وكمدا , عندما أرى حركة إسلامية تكذب على السلمين.
-كم سرت في طرقات بلدي , وهزتني تلكم الكلمات ,التي كنا نعلى الصوت بها , يوم كنا مجاهدين وحسب , كنا نقول: الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا , أتذكر هذا يا أخي أم أنك نسيته.
-فلما مكن الله لنا , وقضينا على جند الطاغوت , قلنا: الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا.
-فقلت: وهل يجوز لمن كان الله غايته , أن يترك تحكيم الشريعة.
-قالوا: الرسول قدوتنا , فقلت: وهل كان الرسول يطبق قوانين بوش وبلير وريدج وكلينتون.
-قالوا: القرآن دستورنا فقلت: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
-يا حماس لماذا لا تطبقين الشريعة؟
قالوا: تطبيق الشريعة يثير الانقسامات ويضر بالسلم الأهلي , وشعبنا الفلسطيني شعب متعدد الثقافات , والله أمر بالوحدة و ونهى عن الفرقة فقال: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
فقلت: ما شاء الله!!!!! سبب وجيه!!!!!!!
قالوا: والسبب الثاني: والذي لا يخفى على أحد هو أننا لا نستطيع تطبيق الشريعة بسسب ضغوط الواقع الداخلى, سواء أكان سياسيا أم اقتصاديا أ عسكريا أم اجتماعيا أم فكريا أم حزبيا ,فواقع الشعب الفلسطيني لا يحتمل ان نطبق الشريعة فيه , وقال لي مفتى الحركة يوما _حامل لواء الجرح والتجريح على المجاهدين في هذه الأيام_ بعد أن استفسرت منه عن السبب في عدم تحكيم الشريعة فقال: إذا استطعنا أن نوفر رغيف الخبز , والكابونة , والبطالات , ورواتب موظفينا فهذا انتصار كبير أما تطبيق الشريعة (ملحقين عليه) هكذا باللهجة العامية.
فقلت: ما شاء الله!!!!!!!!!! اقتنعت!!!!!!
قالوا: ولا تنس ضغوط العالم الخارجي , فهو لا يحتمل فكرة تطبيق الشريعة , أم تريدوننا ان نلقي أنفسنا في النار مثل طالبان.
فقلت: سبب وجيه!!!! ما شاء الله!!!!!
-قال الله تعالى عن سبب امتناع الكافرين من اتباع النبي الكريم: "قالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون "
قالوا: تطبيق الشريعة يحتاج إلى مقومات وهي ليست موجودة عندنا الآن.
فقلت وما هي هذه المقومات؟ فقالوا:العودة للإسلام والتحرر من ضغط الواقع وضرورة وجود القيادة المؤمنة.
فقلت: ومن الذي وضع هذه المقومات؟ أهو الله؟ أم هي مقومات من بنات عقولكم؟ وهي بلا شك الثانية , فعندها نقول: كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط كتاب الله أحق كتاب الله أوثق.
وأقول: حتى الآن لم ترجعوا إلى الإسلام!!! حتى الآن لم تتغلبوا على ضغوط الواقع!!! وأنتم من قلب الواقع رأسا على عقب _ وذلك بإزالة الطاغوت اللعين من غزة _ وحتى الآن تفتقدون القيادة المؤمنة!!!
أما عن نفسي فإني أرى المقومات التي اشترطتموها متوفرة فيكم ومتواجدة لديكم.
وبالمناسبة وقبل أن أنسى أيهما أصعب؟ تحكيم الشريعة؟ أم القضاء على نظام مرتد؟ أنتظر الإجابة!!!
قالوا: وكيف تتكلمون عن تحكيم الشريعة معنا , ونحن من نحن!!!
-نحن أهل الجهاد , لم نعترف بالكيان الصهيوني, ألا يكفينا الجامعة التي خرجت وخرجت, نساعد المساكين , ننشر الوعي الإسلامي عبر وسائل الإعلام , نفعل ونفعل ونفعل ........... إلخ
فقلت: كل ذلك جيد , ونسأل الله أن يجزيكم عليه خير الجزاء , ولكن هل يصلح هذا كمبرر لترك تحكيم الشريعة؟ أنتم كرجل فعل أعمال البر جميعا ثم سب الذات الإلهية , فهل أعمال البر تسوغ له ما قال!!!!!!!!! (مثال للتوضيح لا أكثر)
قالوا: ومؤسسات الدولة ليست في أيدينا جميعا , فنحن لا نستطيع تطبيق الشريعة في كل شيئ.
قلت:طبقوها فيما تستطيعون وتقدرون , فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها , وكل إنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: اسمع نحن لا نستطيع تطبيق الشريعة في مثل هذه الظروف (من الآخر)
فقلت: وهل ترككم لتحكيم الشريعة مبرر عندكم لتحكيم القوانين الوضعية , وأنتم من علمنا في الجامعة الإسلامية الموقرة أن ترك تحكيم الشريعة كفر وظلم وفسق
- قال الله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "
- قال الله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك الفاسقون"
- قال الله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك الظالمون"
قالوا: أنتم هكذا دائما متسرعون سنتدرج في تحكيم الشريعة.
فقلت: تحكيم الشريعة من التوحيد , الذي لا يجوز تأخيره ولا التدرج فيه.
-قال الله تعالى: "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه "
-وقال:"ولا يشرك في حكمه أحدا "
-وقال:" قل يا أيها الكافرون لاأعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد .... "
وارجعوا إلى سبب النزول حتى تتعلموا حكم التدرج في دعوة وإلزام الناس بالتوحيد.
-وما سمعت أو قرأت يوما أن السلف الذين فتحوا البلدان تدرجوا في إلزام الناس بأحكام الشريعة إلا في امور استثنائية لا يجوز لنا ان نجعلها هي الأصل.
قالوا: انتم أفقه من قيادتنا , أكثر علما من علمائنا ومشائخنا , أكثر حرصا من مجاهدينا , لا هذا لا ولن يكون أبدا.
فقلت: وهل زعماؤكم وقادتكم وعلماؤكم أكثر معرفة بالمصلحة والحق من الله ورسوله, الذين أوجبوا التحكيم الفوري للشريعة عند الاستطاعة وبقدر الممكن , أجيبوا أو أذعنوا للحق , فما أجمل الإذعان للحق.
- وإن مما يزيد القلب كمدا وحزنا أن أتباع الجماعات الإسلامية ,أصبحوا يعرضون علينا شبه العلمانيين والملحدين في جواز ترك تحكيم الشريعة, وهذا هو ما زاد الطين بلة , ووسع الخرق على الراقع.
-وأخيرا أسأل الله الهداية للجميع
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
وثبتنا على الحق إلى أن نلقاك
وانفع بنا البلاد والعباد
وارزقنا الشهادة في سبيلك
اللهم آمييين
وآخر دعانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم:أبو يونس العباسي
غزة العزة 20جمادى الآخر
ـ[ابن رشد]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 03:06]ـ
ولكن هل حماس عندهم قدرة على تطبيق الشريعة حاليا؟
أم يكفي تطبيق جزئي للشريعة حسب الاستطاعة؟
والذي أعلمه أن العلماء نهوا أن تطبق الحدود على مقربة من العدو أثناء القتال ,خشية التحاق من تطبق عليه الحدود بالاعداء, فهل هذا عذر حماس؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 03:11]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 08:26]ـ
هم لا يطبقون لاحسب الاستطاعة ولا غيرعل , بل هم يطبقون القوانين الوضعية , وأحب أن أقول بأن من لا يستطيع تطبيق الشريعة , فلا يستعجل على نفسه ويدخل اللعبة السياسية العلمانية القذرة , وإلا كنا كالعلمانيين , أيضا أقول للإخوة , الرجاء قبل الرد لمن أراد أن يرد قراءة المقال , حتى لا أضطر لإعادة الكلام , وأرجوا كذلك قراءة المقال والذي هو بعنوان: مسألة تحكيم الشريعة مسألة خلافية , ونداء إلى البرلمانيين الإسلاميين, ثم إن غزة يا أخي ليس كلها محاربون , وهي مدينة كأي مدينة في العالم , صحيح المجاهد أثناء اشتباكنا مع العدو لا نقيم عليه الحد حتى نرجع , لكن هل ينطبق هذا عللا غيره , وهل ينطبق هذا الكلام على اهل غزة في الأحوال العادية ,أسأل الله ان يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا.
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 08:33]ـ
أخي الكريم لماذا لا تطرح الموضوع في منتدياتهم وتناقشهم في الأمر؟
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 08:46]ـ
طرحته وتم حذف المشاركة فور نزول الموضوع
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 02:35]ـ
لماذا لا تطبق حماس الشريعة؟
يقولون: فهم السؤال نصف الجواب
لا أريد أن أجيب، لكن أحاول أن أفهم السؤال فقط ليتني أظفر بنصف الإجابة
1 ـ ما معنى "الشريعة" الواردة في السؤال؟ هل هي "الحدود" كما يبدو لكثير من العوام، إذن هو (تحريف الغالين) الذي حذر منه النبي (ص)، فالمرجو الإحالة على أي مرجع لغوي أو شرعي.
2 ـ ما مفهوم "تطبيق الشريعة"؟ حتى نستفيد المعيار من يطبق الشريعة ممن لا يطبقها؟
3 ـ "تطبيق الشريعة" هل يدخل في وسائل الشريعة أو في مقاصدها؟ فلكل أحكام وقواعد
4 ـ هلا بينت كيف يكون "تطبيق الشريعة"؟ جملة أو تدرجا؟ طريقة واحدة أو طرقامتعددة؟ هل هناك ثوابت، متغيرات، زمانا ومكانا وشعبا وبدوا وحضرا، سلما وحربا، احتلالا وتحررا ...
5 ـ ما حكم الفترة التي تسبق لحظة تطبيق الشريعة المدعو لها؟ هل تخرج عن تطبيق الشريعة؟، وما حكم الفترة المكية في السيرة النبوية قبل التمكين للدولة، هل يمكن أن تقول أن الرسول (ص) لم يطبق فيها الشريعة؟
6 ـ لماذا تخصيص جهة معينة فقط في السؤال بالدعوى إلى تطبيق الشريعة من دونها في الكرة الأرضية، أو في فلسطين إذا وقع التخصيص، هل هي فقط المكلفة والمخاطبة بالشريعة؟
7ـ وهناك استفسارات أخرى لكن أكتفي الآن بهذه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 04:54]ـ
7 ـ وما حكم أعمال الجهة المذكورة في السؤال التي يتناقلها الخاص والعام ووسائل الإعلام، من جهاد للعدو وللمنافقين، وفك لأسرى المسلمين، ورفع للظلم والذل على الناس، وتوطيد للأمن، وإطعام من المجاعة ورفع لقيود وأغلال الإصر، وإظهار للشعائر، وإعلاء للراية، و و و و و ... أليست هذه داخلة في تطبيق الشريعة، أم هي من نوافل ومباحات الأعمال، لم تشملها أوامر ونواهي الشريعة.
8 ـ ثم هل تطبيق الشريعة مخاطب به الجماعات فقط، أو الجماعات والأفراد معا، وكل مسلم أينما كان، وأنت منهم:
فماذا طبقت أنت من أوامر الشريعة المكلَّف بها قطعًا تجاه أهل فلسطين عامة وأهل غزة خاصة من أمة محمد (ص) التي: يُقتَّل شعبُها، لا فرق بين مقاتل وغيره، امرأة أو مسن أو رضيع، تُهدَّم البيوت والطوابق على أهلها، ينتهك أعراض رجالها قبل نسائها، يعذب أئمة مساجدها حتى الموت، تهدم بيوت الله على مرأى ومسمع كل المسلمين حكاما ومحكومين، يُجوَّع شعب بأكمله، ويُجهَّل ويمنع من التعليم والسفر والعلاج، ويُروَّعون ليلا نهارا، مكدسون محاصرون ممنوعون من التنقل هنا أو هناك، تُهوَّد مقدسات المسلمين، وتُقظم أراضيهم، وتشوه معالم دينهم.
أم أنت معفي من تطبيق الشريعة؟
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:21]ـ
يقولون: فهم السؤال نصف الجواب
لا أريد أن أجيب، لكن أحاول أن أفهم السؤال فقط ليتني أظفر بنصف الإجابة
أخي الكريم إنني أراك معجبا بنفسك كثيرا ومغترا بها , وهذا من خلال أسلوبك , فإياك والعجب بنفسك فإنه داء قاتل.
1 ـ ما معنى "الشريعة" الواردة في السؤال؟ هل هي "الحدود" كما يبدو لكثير من العوام، إذن هو (تحريف الغالين) الذي حذر منه النبي (ص)، فالمرجو الإحالة على أي مرجع لغوي أو شرعي.
المقصود بتطبيق الشريعة تطبيق كل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم على نطاق الفرد والأسرة والدولة وهنا نحن نتكلم عن الدولة , سياسة واقتصادا وتربية وتعليما وصحة وفي كل مجال , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " 2 ـ ما مفهوم "تطبيق الشريعة"؟ حتى نستفيد المعيار من يطبق الشريعة ممن لا يطبقها؟
سؤالك مدرج في السؤال الذي قبله , ومع ذلك أقول من حكم الشريعة في كافة المجالات , ثم ترك التحكيم في مسألة أمو مسألتين , مع اعترافه بخطأله ,كحكام بني أمية , فهذ يسمى محكما للشريعة , في الوقت نفسه يكون بسسب عدم تحكيمه للشريع في هاتين المسألتين , قد حق فيه قول ابن عباس: كفر دون كفر.
3 ـ "تطبيق الشريعة" هل يدخل في وسائل الشريعة أو في مقاصدها؟ فلكل أحكام وقواعد
هذا سؤال فلسفي سوفسطائي , كان الأجدر بك ألا تسأله , فالشريعة والتي تعني منهج محمد بأصوله وفروعه ومقاصده ومبادءه وكله بالكلية يطبق , وإلا فأنت كالمثل القائل عندنا " كبر الجمل بقولة حي ". 4 ـ
هلا بينت كيف يكون "تطبيق الشريعة"؟ جملة أو تدرجا؟ طريقة واحدة أو طرقامتعددة؟ هل هناك ثوابت، متغيرات، زمانا ومكانا وشعبا وبدوا وحضرا، سلما وحربا، احتلالا وتحررا ...
الظاهر أنك لم تقرأ المقال , بل رددت بدون ان تقرأ , ارجع واقرأ هذا المقال , مع المقال والذي هو بعنوان:"مسألة تحكيم الشريعة مسألة خلافية " , والمقال الثاني بعنوان:" نداء إلى الإسلاميين البرلمانيين "
5 ـ ما حكم الفترة التي تسبق لحظة تطبيق الشريعة المدعو لها؟ هل تخرج عن تطبيق الشريعة؟،
" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " , "فاتقوا الله ما استطعتم " المهم أن نعمل بالأسباب الشرعية , ولا نتقاعس عن التطبيق خوفا على كراسينا ومناصبنا وشهواتنا , " بل الإنسان على نفسه بصيرة , ولو ألقى معاذيره. وأحيلك مجددا للمقالين المشار إليهما آنفا , إن كنت طالبا للحق.
وما حكم الفترة المكية في السيرة النبوية قبل التمكين للدولة، هل يمكن أن تقول أن الرسول (ص) لم يطبق فيها الشريعة؟
أولا تأدب مع رسولك واكتب " صلى الله عليه وسلم " , ثانيا الإجابة على هذا السؤال , هي ذاتها على السؤال السابق , الظاهر انك تريد كتابة أسألة وحسب.6 ـ لماذا تخصيص جهة معينة فقط في السؤال بالدعوى إلى تطبيق الشريعة من دونها في الكرة الأرضية، أو في فلسطين إذا وقع التخصيص، هل هي فقط المكلفة والمخاطبة بالشريعة؟
غير هذه الجهة ساقطة , عميلة , مرتدة ومنذ زمن بعيد , لكن فتننا مع هذه الجهة التي تتمسح بالإسلام , والتي كانت تكفر من لا يحكم الشريعة , فلما مكن لها , لم تكتف بترك تحكيم الشريعة , بل حكمت القوانين الوضعية , أسأل الله الهاية لي ولهم ولكل ضال.7ـ وهناك استفسارات أخرى لكن أكتفي الآن بهذه .. [/ QUOTE]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:31]ـ
ـ وما حكم أعمال الجهة المذكورة في السؤال التي يتناقلها الخاص والعام ووسائل الإعلام، من جهاد للعدو وللمنافقين، وفك لأسرى المسلمين، ورفع للظلم والذل على الناس، وتوطيد للأمن، وإطعام من المجاعة ورفع لقيود وأغلال الإصر، وإظهار للشعائر، وإعلاء للراية، و و و و و ... أليست هذه داخلة في تطبيق الشريعة، أم هي من نوافل ومباحات الأعمال، لم تشملها أوامر ونواهي الشريعة.
قلت لك: أنت رددت بدون أن تقرأ المقال أصلا هذا مقطع من المقال فيه جواب سؤالك:"قالوا: وكيف تتكلمون عن تحكيم الشريعة معنا , ونحن من نحن!!!
-نحن أهل الجهاد , لم نعترف بالكيان الصهيوني, ألا يكفينا الجامعة التي خرجت وخرجت, نساعد المساكين , ننشر الوعي الإسلامي عبر وسائل الإعلام , نفعل ونفعل ونفعل ........... إلخ
فقلت: كل ذلك جيد , ونسأل الله أن يجزيكم عليه خير الجزاء , ولكن هل يصلح هذا كمبرر لترك تحكيم الشريعة؟ أنتم كرجل فعل أعمال البر جميعا ثم سب الذات الإلهية , فهل أعمال البر تسوغ له ما قال!!!!!!!!! (مثال للتوضيح لا أكثر)
8 ـ ثم هل تطبيق الشريعة مخاطب به الجماعات فقط، أو الجماعات والأفراد معا، وكل مسلم أينما كان، وأنت منهم:
فماذا طبقت أنت من أوامر الشريعة المكلَّف بها قطعًا تجاه أهل فلسطين عامة وأهل غزة خاصة من أمة محمد (ص) التي: يُقتَّل شعبُها، لا فرق بين مقاتل وغيره، امرأة أو مسن أو رضيع، تُهدَّم البيوت والطوابق على أهلها، ينتهك أعراض رجالها قبل نسائها، يعذب أئمة مساجدها حتى الموت، تهدم بيوت الله على مرأى ومسمع كل المسلمين حكاما ومحكومين، يُجوَّع شعب بأكمله، ويُجهَّل ويمنع من التعليم والسفر والعلاج، ويُروَّعون ليلا نهارا، مكدسون محاصرون ممنوعون من التنقل هنا أو هناك، تُهوَّد مقدسات المسلمين، وتُقظم أراضيهم، وتشوه معالم دينهم.
أم أنت معفي من تطبيق الشريعة؟ أجبت عن هذا السؤال في الرد السابق , وأقول لك أنا مطالب ولكن على قدر السؤولية التي تحت يدي , ويعلم الله انني احكم الشريعة في نفسي قدر ما استطيع وما كان تطبيقها في نطاق قدرتي.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:32]ـ
أرى أنك بحاجة لتطبيق الشريعة في نفسك أولا قبل أن تهاجم المجاهدين دون وعي أو بصيرة
والله المستعان
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:35]ـ
أخي خلدون: مرة ثانية الرجاء لا ترد على مقال لي قبل أن تقرأه , ونصيحة من أخيك الصغير اقرأ المقالين اللذين أحلتك عليهما وبتجرد.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم اهدني وإخواني إلى ما ختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
اللهم آميين
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:38]ـ
أرى أنك بحاجة لتطبيق الشريعة في نفسك أولا قبل أن تهاجم المجاهدين دون وعي أو بصيرة
والله المستعان
لا تعليق يا أبا القاسم المقدسي
لاأرد على من يسبني
ـ[ابن رشد]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 02:01]ـ
نريد كلام علمي مؤصل ,قائم على الادلة الشرعية, ولنبتعد عن التراشق والاتهام
وإخواننا في حماس يريدون منا النصيحة ويفرحون لذلك ,
ولذا فالنقاش المراد تحريره,
أنه لاشك أن تطبيق الشريعة من الواجبات الشرعية على الدولة المسلمة ,وعلى كل ذي سلطان ,مستطيع على تطبيق شريعة رب العالمين,
ونعلم أن الاوامر الشرعية مبنية على الاستطاعة والقدرة ,لحديث " .. فأتوامنه ماستطعتم" ,
والسؤال هنا:
هل حماس تطبق الشريعة؟
هل عندها استطاعة لتطبيق الشريعة حاليا؟
هل هي تعمل بسياسة التدرج في تطبيق الشريعة؟
وغيرها من الاسئلة التي تتعلق بحكومة حماس ..
نريد من الجميع المشاركة بعلم وتأصيل ونصح وإعذار ....
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 08:50]ـ
مسألة تحكيم الشريعة مسألة خلافية؟!!!!
ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين!!!
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاةوالسلام على من لانبي بعده , سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
-في الواقع المرير الذي نحياه , يأتي الإنسان لينافح عن الحق , ومعه من الحجج والبراهين , والأدلة الدامغة ما معه , إلا أن مخالفه لا يذعن للحق الذي معه , بحجة وما أسخفها من حجة , وفي نفس الوقت ما اكثر انتشارها بين الناس ,يردون على حججنا الدامغة بقولهم: المسألة فيها خلاف!!!
وهذا هو حال المسألة التي سنتحدث عنها " دخول المجالس الوثنية وترك تحكيم الشريعة الربانية "
-أيها الأحبة: لا بد أن نقول بادئ ذي بدئ , بأن مسألة تطبيق الشريعة قضية عقدية من قضايا التوحيد , بل هي قضية من أصول العقيدة والتوحيد , الذي لم يختلف عليه سلف الأمة رضي الله عنه وأرضاهم -رغم أنوف الروافض- فالعقيدة لا اختلاف فيها , حتى بين الأنبياء والرسل -عليهم السلام- قال الله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام" وقال جل جلاله:"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند أحمد وصححه الألباني من حديث أبي هريرة:والأنبياء أولاد علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد.
-أما الأمور الفقهية , فالخلاف فيها حاصل بين الأنبياء وبين السلف _رضي الله عنهم وأرضاهم_ قال الله تعالى:"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" إذن فتحكيم الشريعة مسألة عقدية من أصول الإيمان ليس فيها خلاف على الإطلاق (الخلاف الموجود اليوم خلاف شاذ لم يعرفه سلف الأمة إلا من التتارو في زمنهم وكفرهم العلماء على فعلهم هذا)
أيها الأخوة: ما هو حكم العمل بتوحيد الألوهية؟ مسألة فيها خلاف!!! أليس كذلك؟!! لو قلت هذا لكفرت وارتددت عن الإسلام , إذن فاعلم أن تحكيم الشريعة من توحيد الألوهية ودليل ذلك قوله تعالى:" إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه "وبجمع الشطر الأول "إن الحكم إلا لله"مع تفسيره في الشطر الثاني " أمر ألا تعبدوا إلا إياه" يتبين أن تحكيم الشريعة من توحيد الألوهية , ذلكم التوحيد الذي دعت إليه الرسل قاطبة , قال الله تعالى في ذلك:"وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إلا أنا فاعبدون "
-أحبتي في الله:إذا وصف الله عملا بأنه كفر , فهل يجوز أن يكون هناك خلاف في جواز التلبس بهذا الكفر أو عدم الجواز؟!!! بالتأكيد لا -على الأقل عندي-وتحكيم القوانين الوضعية ومضاهاتها بالأحكام الربانية ودخول المجالس الوثنية التشريعية كفر لقوله تعالى:"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "
إخوتاه: إذا وصف الله عملا بأنه شرك ,فهل يجوز أن نختلف في حكم الوقوع بهذا الشرك أو عمله؟ أظن أن البعض سيجيب: "مسألة خلافية"!!! وتحكيم القوانين الوضعية والدساتير الأرضية والأعراف القبلية من هذا القبيل , من الشرك الذي لا يغفره الله تبارك وتعالى , قال الله تعالى:"ولا يشرك في حكمه أحدا "وقال:"ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله "
-والفرق بين العلمانييين وبين من يسمون بالإسلاميين البرلمانيين أن العلمانيين لا يحكمون الشريعة في حياتهم البتة , إلا في أمور بسيطة جدا -والحكم كما هو معلوم للغالب والنادر لا حكم له- فجرمهم هذا كفر خالص , أما الإسلاميين البرلمانييين فهم يحكمون الله وغيره , فهم مشركون في الحاكمية من هذه الزاوية, وهذا هو حكم الله تبارك وتعالى فيهم و وليس حكمي فما انا ألا رجل مكلف مثلي مثلهم , لو فعلعت ما فعلوا , لحكم على مثل ما حكم عليهم -أسأل الله السلامة لي ولكم وللمسلمين -قال الله تبارك تعالى:"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"
-يا أيها الأحباب:من هو ربكم؟ من الذي يحلل الحلال ويحرم الحرام؟ بالتأكيد هو الله والله وحده, فهل يجوز أن تكون الإجابة على هذا السؤال:"مسألة خلافية "إن الذين يحكمون القوانين الوضعية ويستندون إليها ويضفون عليها هالة الشرعية ويضاهونها بالأحكام الربانية, هؤلاء اتخذوا مع الله آلهة أخرى وأربابا شتى من حيث يشعرون أو لا يشعرون ,قال الله تبارك وتعالى:"اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " قال عدي بن حاتم وكان قد سمع الرسول وهو يقرأها وكان إذ ذاك نصرانيا: والله ما عبدناهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال له الرسول: ألم يحلوا لكم الحرام ويحرموا عليكم الحلال فأطعتموهم؟ قال: بلى
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:فتلك عبادتهم.
-إن من يستند إلى القوانين الوضعية ويلتزم بها ويلزم بها غيره _كما هو حال البرلمانيين الإسلاميين والعلمانيين كذلك-حتى ولو كانت موافقة للشريعة فهو ممن عبد الطاغوت او ممن عبد مع الله غيره, إذ الإيجاب والتحليل والتحريم والإلزام والأمر والنهي والتحسين والتقبيح والزين والشين والحكم والخلق لله ولله وحده أفلا تعقلون أيها البرلمانيون علمانييون وإسلاميون , هذه هي العبودية لله وحده فهل من يستند للقوانين في حل قضاياه وفض نزاعاته عبد الله؟ بالتأكيد ستقولون:"مسألة خلافية"!!!
أيها الأحبة: الحكم لمن؟ لله أم للشعب؟ إياكم أن تقولوا:"مسألة خلافية "الحكم لله ولله وحده , فهل يجوز أن تكون الإجابة على هذا السؤال "مسألة خلافية "إن الديمقراطية هي:"حكم الشعب للشعب"والمجالس التشريعية الوثنية إفراز من إفرازات الديمقراطية , وما تولد من حرام فهو حرام بل إذا اجتمع الحرام مع الحلال غلب الحرام فكيف بما كان حراما خالصا, حقا مابني على باطل فهو باطل, بعد هذا كيف سنفهم ان دخول البرلمانات مسألة خلافية وان ترك تحكيم الشريعة مسألة خلافية (عن نفسي حاولت كثيرا ان أفهم ذلك فلم أستطع أن أفهم ذلك البتة) اللهم ثبتني على الحق والمسلمين إلى أن نلقاك.بل كيف سنفهم وسنقبل من البرلمانيين الإسلاميين ومشائخ الأحزاب إشادتهم بالديمقراطية ومدحهم وإطراءهم للديمقراطية , والديمقراطية كما علمنا علماؤنا دين فاسد ووثن منهدم, سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.
أخي وبكل موضوعية أجبني: إذا قال لك الله بأن ترك تحكيم الشريعة ودخول البرلمانات ينفي عنك الإيمان, فهل ستكون مسألة دخول البرلمانات وترك تحكيم الشريعة مسألة خلافية؟ قال الله تعالى:"فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " وقال الله تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا "
-إنني عندما أرى البرلمانيين الإسلاميين يستندون ويحتجون بالقوانين الوضعية ويضاهون بها تعاليم السماء وأحكام الشريعة الغراء أتذكر قول الله تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا " (تشبيه فعل بفعل ولا أقصد التكفير العيني)
وللحديث بقية إن شاء الله
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 08:52]ـ
مسألة تحكيم الشريعة مسألة خلافية؟!!!! (الجزء الثاني) (نداء إلى البرلمانيين الإسلاميين)
نداء إلى البرلمانيين الإسلاميين
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاةوالسلام على من لانبي بعده , سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا:لأن مصلحة الشعب في دخول هذه البرلمانات. قلت: لستم أنتم من يحدد ماهية المصلحة , إن الذي يحدد ماهية المصلحة هو الله تبارك وتعالى , ودخول البرلمانات كفر بالله تعالى , فهل فعل الكفر مصلحة , نعم هو مصلحة ولكنها مصلحة ملغاة. ثم قولوا لي: ألستم أنتم من علمنا أن مصلحة الدين هي أولى المصالح وأولى الضروريات الخمسة التي أمرت الشريعة بالحفاظ عليها , وأنه إذا تعارضت مصلحة الدين مع غيرها من المصالح قدمت مصلحة الدين , والسؤال الموجه لكم الآن لماذا لا تقدمون مصلحة الدين؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ فقالوا: لكي ندفع الضرر الأشد بفعل الضرر الأخف. فقلت: وهل هناك ضرر أكبر من ضرر الكفر الذي تلبستم به بدخولكم للبرلمانات الوثنية , وترككم لتحكيم دين رب البرية جل وعلا , وإن لم يكن الأمر هكذا , فما هو المقصود بقوله تعالى:"والفتنة أكبر من القتل " وقوله:"والفتنة أشد من القتل" اللهم إنا نعوذ بك أن نجادل بالباطل لندحض به الحق.
فقالوا لي: آه , تريدنا أن نترك الحكم والسيادة للعلمانيين , فأنت من شيوخ العلمانية المعادي للمجاهدين. فقلت: أن تتركوا الحكم للعلمانيين مؤقتا , إلى أن تصلوا للحكم بطريق ليس فيها كفر وشرك , خير من أن تستعجلوا الثمرة وتشاركوهم في كفرهم الناتج عن تحكيمهم للقوانين الوضعية الخبيثة. فقالوا: والله يا أخانا إن دخولنا للبرلمانات التشريعية (الوثنية) ما هو إلا وسيلة لإرجاع الخلافة. فقلت: نحن لسنا ميكافليين , إن رسولنا صلى الله عليه وسلم علمنا أن (الغاية لا تبرر الوسيلة) وأن الغاية النبيلة لا بد من الوصول إليها بوسيلة نبيلة , والوسيلة النبيلة هي التمسك بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم , وعدم الانحراف عنه , والدعوة الجادة إليه , وحمايته , والجهاد دونه , عندها سيمكن الله لنا وبأدنى الإمكانيات إذ إن النصر من عند الله العزيز الحكيم وهو صاحب الأرض يرثها من يشاء من عباده , وعباده الذين يشاء أن يرثوا الأرض هم من وحده قولا وعملا ثم أعدوا ما يستطاع من الأسباب المادية , قال الله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" أما استعجال الثمرة قبل أوانها فقد قيل في ذلك: من استعجل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه.
-وها أنتم دخلتم البرلمانات الوثنية فلم تصلحوا , بل أفسدكم العلمانيون , وأرجعوا دعوتكم إلى الوراء ما الله به عليم , وحاربوكم وحالوا بينكم وبين الإصلاح والتغيير الذي أردتموه (كما حصل في الجزائر وفلسطين وغيرها) بل منعوكم من الترشح لها (كما حصل في مصر في الانتخابات الأخيرة) أو زوروا الانتخابات (كما حصل في الأرن في الانتخابات الأخيرة) وذلك لتعلموا أن الإصلاح والتغيير مع عبيد أمريكا واليهود لا يكون بدخول المجالس الوثنية وإنما يكون بالوسائل التالية:
-قال الله تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" - قال الله تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" - قال الله تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " (تأمل اللطيفة في الجمع بين إنزال الكتاب والحديد) - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قوام هذا الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر" - وكما قيل يوما: لا يفل الحديد إلا الحديد وألف قذيفة من كلام لا تساوي قذيفة من حديد - قال أبو تمام: السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
هكذا يحسم الأمر مع عبيد اليهود والنصارى مع توفر التوحيد الحقيقي طبعا قبل العدة والعتاد , وإلا إذا استوينا في المعصية كانت الغلبة للأقوى , ما قلناه آنفا هو سنة اله في حسم المعارك بين الإسلام والكفر ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا , فهل ستفقهون هذه السنة , أم ستظلون تقرصون وتقرصون من نفس الجحر , الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لايلدغ المؤمن من الجحر مرتين ".
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا: البرلمان منبر للدعوة إلى الله تعالى!!! فقلت: نعم صدقوا ولكن هو منبر للصد عن سبيل الله , هو منبر للكفر والشرك والإلحاد , ما أشد عجبي وعجب كل عاقل منكم , ضاقت عليكم الدنيا حتى جعلتكم لم تجدوا إلا البرلمان للدعوة إلى الله , ويا ليتكم تدعون إلى الله , لا بل تشاركون المشرعين في تشريعاتهم وكأنكم قد نسيتم أن التشريع من خصائص الله والله وحده. قالوا: هو منبر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قلت: حقا هذا زمن العجائب , وزمن تبديل الحقائق , وتسمية الأشياء بغير اسمها , وإلا كيف يسوغ تسمية الكفر معروفا والمنكر توحيدا , حقا هذا هو الاستخفاف بعقول الناس واستغباؤهم كما كان يفعل فرعون " فاستخف قومه فأطاعوه " ولكن لسنا فراعنة حتى نطيعكم , بل نقول لكم: (معروف مين والناس نايمين العبوا غيرها) سامحوني على هذا الأسلوب فالأمر كما قيل: هم يبكي وهم يضحك, حقا نقول: اللهم ثبت علينا العقل والدين.
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا: لماذا تضيق واسعا , نحن نستفيد من النظم الجاهلية في خدمة الدعوة , والنبي كان يستفيد من النظم الجاهلية في خدمة الدعوة , فاقرأوا السيرة ثم تعالوا وحاورونا. فقلت: آه , تقصدون أن النبي استفاد من عمه في حماية الدعوة , ولكن هل استفادة النبي بعمه فيها محذور شرعي كما هو الحال في مسألة تحكيم الشريعة , للأسف قياس مع الفارق , وستقولون أيضا: النبي استفاد من جوار المطعم بن عدي , ولكن هل في جوار المطعم محذور شرعي كالدخول في المجالس الوثنية , أيضا هو قياس مع الفارق , اللهم سلمنا من الجدل بالباطل وعن الباطل اللهم آميين.
-قالوا لي يوما: أنت من أعداء الإسلام السياسي ولذلك أنت تحرم الدخول في المجالس التشريعية (الوثنية). فقلت: بل أنا أدعو إلى الإسلام الكامل: إسلام العقيدة والعبادة والجهاد والاجتماع والاقتصاد والتربية والتعليم والصحة ....... إلخ , ولكن السياسة التي أدعوا إليها سياسة مضبوطة بالمنهج الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , بخلاف سياستكم غير المنضبطة إلا بالهوى أو بالشهوات , أو بالنزوات , وفي بعض المرات تكون منضبطة بالشرع حتى لا أظلمكم.
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا لي: من تكون أنت أمام فلان وفلان وعلان ممن أجاز المشاركة في هذه المجالس. فقلت: ومن يكون هؤلاء أمام علماء السلف قاطبة الذي حرموا تحكيم القوانين الوضعية , ثم إن العبرة بالدليل من الكتاب والسنة أو مابني عليهما , لا بأقوال الرجال , فإنه لا يوجد طاعة مطلقة إلا لله ورسوله أما من سواهما فطاعته تابعة لطاعة الله ورسوله , قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " فأنت ترى أن الله لم يقل " وأطيعوا أولي الأمر" مع أنه قال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول والسر في ذلك ما أسلفناه أن طاعة أولي الأمر (العلماء والأمراء) ليست مطلقة ولكنها تابعة لطاعة الله ورسوله , أوما سمعتم ابن عباس لما قال لمن رد قول رسول الله بقول أبي بكر وعمر (وهما أبو بكر وعمر) قال له: يوشك أن تنزل عليك حجارة من السماء , أقول لك: قال رسول الله , وتقول: قال أبو بكر وعمر , ورحم الله الإمام مالك لما قال: كل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذ القبر (يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ فقالوا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ويوسف -عليه السلام- والنجاشي - رضي الله عنه - فقلت: آه , تقصدون أن هؤلا ء تركوا تحكيم الشريعة وهم من هم , أيها البرلمانيون الإسلاميون: يؤسفني أن أقول لكم: خاب ظنكم ودحضت حجتكم.
-أما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - فمن سيصدقكم أنه ترك تحكيم الشريعة , وهو من هو في شدة التمسك بالحق , لا يعرف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -من قال عنه بأنه: ترك تحكيم الشريعة في عام الرمادة ولا في غيره , فإن السبب في عدم قطع يد السارق في عام الرمادة لأنه ليس سارقا على الحقيقة , إذ السارق من يسرق ليغتني , لا من يسرق ليعيش أو ليسكت كلب الجوع , وهكذا كان عام الرمادة , عام اشتدت فيه حاجة الناس واشتد عوزهم فسرقوا , فكانت الحاجة الشديدة والعوز الرهيب والجوع الفظيع شبهة درأ بها عمر - رضي الله عنه الحد - والنبي يقول: ادرؤا الحدود بالشبهات , ثم كيف لعمر أن يعطل حدا هكذا بدون سبب شرعي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كما عند أبي داوود وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.ثم يقال عمر ترك تحكيم الشريعة , سبحانك يا ربنا هذا بهتان عظيم.
-أما شبهة النجاشي فهي أسخف من السخيفة , فالنجاشي أظهر الإسلام والموافقة على ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- وشهد أن ما جاء به محمد وما جاء به عيسى - عليهما السلام - يخرجان من مشكاة واحدة , ولم يبال بحاشيته , ولم يكن يطيعهم في الفساد والإفساد إذا أغروه به , بل كان يحكم بين الناس بما يعلمه أنه الأقرب إلى الحق والأرضى لله رب العالمين , وما بلغه من شريعة محمد طبقه , وما لم يبلغه , فهو معذور فيه , إذ إنه مات والشريعة لما تكتمل , فقد أدى النجاشي ما وجب عليه من الشرع حتى لاقى ربه , أما القول بأنه لم يحكم الشريعة هكذا , فهو قول يفتقر إلى دليل , حاشا سوء الظن بالنجاشي -رضي الله عنه - نسأله تعالى أن يقينا سوء الظن بالمسلمين.
-أما الشبهة في حق يوسف -عليه السلام- أنه لم يحكم الشريعة , ففيها قلة أدب مع نبي من أنبياء الله ما لا يليق بمسلم أن يكون من أهلها , فحاشاه - عليه السلام - ثم حاشاه ألا يحكم الشريعة , وهو من قال الله حاكيا عنه قوله: "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه" وهذه الآيه تحمل معنى جليلا ألا وهو: أن تحكيم الشريعة من توحيد الألوهية , فهل يسع سيدنا يوسف والفاروق والنجاشي أن يخلوا بتوحيد الألوهية , سبحانك ربنا هذا إفك مبين , وهل يتصور بناء على هذا أن يشارك يوسف - عليه السلام - في حكومة طاغوت يحكم قوانين البشر , حاشاه ثم حاشاه , ولذلك جاء عند القرطبي أن هذا العزيز أسلم لله رب العالمين بعد أن دعاه يوسف -عليه السلام - للإسلام , وهذا يتوافق مع قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " إذ لو كان يوسف -عليه السلام-وحاشاه ,يحكم قوانين البشر لما سمى الله وصوله إلى وزارة التموين تمكينا , لأن التمكين هو أن نسوس الكون بمن فيه بالمنهج الذي أوحاه الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم بعد ثبات على الدين في فترة الابتلاءات.
إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها , ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعد وفاته , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء , إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: ابو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
25جمادى الآخر ,1429ه
الموافق29|6|2008
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 12:55]ـ
وما حكم أعمال الجهة المذكورة في السؤال التي يتناقلها الخاص والعام ووسائل الإعلام، من جهاد للعدو وللمنافقين، وفك لأسرى المسلمين، ورفع للظلم والذل على الناس، وتوطيد للأمن، وإطعام من المجاعة ورفع لقيود وأغلال الإصر، وإظهار للشعائر، وإعلاء للراية، و و و و و ... أليست هذه داخلة في تطبيق الشريعة، أم هي من نوافل ومباحات الأعمال، لم تشملها أوامر ونواهي الشريعة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ خلدون الجزائري 00000 لله درك
لقد جمعتَ كل ما برأسي من استفسارات وأسئلة (في تساؤلاتك الثمانية) لأخينا المتحامل بصورة غير طبيعية على حركة حماس والذي نذر نفسه لعدائها - وأرجو من الله أن يكون جزءاً من عدائه ذلك أو كله لأهل الكفر والشقاق والنفاق والعلمانيين أعداء الدين - ثم صغتَه بأيسر صياغة وأوضحها فتحملت عني عناءً كنت قد رأيت أنه من الواجب عليَ تحمله - فجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 08:44]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ خلدون الجزائري 00000 لله درك
لقد جمعتَ كل ما برأسي من استفسارات وأسئلة (في تساؤلاتك الثمانية) لأخينا المتحامل بصورة غير طبيعية على حركة حماس والذي نذر نفسه لعدائها - وأرجو من الله أن يكون جزءاً من عدائه ذلك أو كله لأهل الكفر والشقاق والنفاق والعلمانيين أعداء الدين - ثم صغتَه بأيسر صياغة وأوضحها فتحملت عني عناءً كنت قد رأيت أنه من الواجب عليَ تحمله - فجزاك الله خيراًقال الله تعالى: " وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق " , وقال:"وإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا "
اللهم إنا نعوذ بك من التعصب للباطل واهله , وأقول لك إن العداء كله لأهل الكفر ومن والاهم ومن تشبه بهم كل بحسبه.
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 08:58]ـ
ما كان أساسه فاسدًا لن ينتج إلا ثمرًا فاسدًا ..
وأساس حركة حماس جماعة الإخوان المتميّعة ..
وعلى كلّ حال كان يُقال: (إن الفتن إذا أقبلت عرفها العلماء وفهموها فإذا أدبرت عرفها كل جاهل!) ولقد كانت هذه الجماعة منذ بداياتها تعاني ضعفًا في العقيدة وتمييعًا لأساسات بحجّة المصالح والأولويّات!
فيكفي أن ينظر المرء إلى رؤوس النفاق والردّة في السلطة الفلسطينيّة منذ القدم وإلى موقف حماس منهم ومن مخازيهم!
والمسألة أولاً وأخيرًا مسألة منهج خطأ وليس اجتهاد في مسألة بعينها .. فتأمّل!
فائدة: إذا أردت أن تعلم مدى تمسّك جماعة بشرع الله فلا تنظرنّ إلى نداءاتهم وكلامهم بل انظر إلى التوحيد ومقدار ما يعملون به ويحكّمونه ..
ومن أضلّ ممن جعل التوحيد قصيّا؛ لأنّه يفرّق!!
اللهم أنصر المجاهدين من حماس الذين يريدون نصر دينك ورفعة كلمتك .. اللهم وأخز من كان في حماس يريد نشر الباطل وتعمية الحق ورفعة القانون.
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 09:24]ـ
بالمناسبة أعجبني هذا الرد في الموضوع المقفل وهو للأخ: أبو يحيى بن يحى
وإن كنت أختلف معه في النتيجة
منذ أن انسحبت اسرائل من غزة
ثم بعدها أفسح المجال لحماس بدخول الانتخابات و اقتسام السلطة مع فتح
ثم الزج بها للحسم العسكري من خلال دحلان و جنوده
منذ ذاك الحين
و التساؤلات تحيرني
و تزداد حيرتي يوما بعد يوم
لم كل هذا؟؟؟
لم تنسحب اسرائيل أصلا من غزة؟؟
و لم تسمح لها بدخول الانتخابات و النجاح فيها؟؟؟
و لم و لم؟؟؟
صراحة لم أجد إلا جوابا واحدا
أزداد قناعة به بوما بعد يوم
إن ما يحدث ما هو إلا تجربة
تجربة لمنهج الإخوان
هل يصلح منهج الإخوان و تحت الضغوط أن يحكم بلادا كبيرة أم لا
فغزة ليست دولة و السيطرة عليها في حال فشل التجربة من أسهل ما يمكن
و طواغيت العلمانيين انتهت مهمتهم فامتلأت قلوب الناس بغضا لهم
فلا بد من وجوه جديدة يمكن لها أن تتعامل مع الصحوة الاسلامية التي انتشرت في شتى البلاد
طبعا بالإضافة إلى الفتن التي تصحب عملية انتقال السلطة من العلمانيين إلى الإسلاميين
و التي تنخر في جسد أي أمة قوية
فها هم الإخوان يثبتون يوما بعد يوم و يؤكدون نجاح التجربة
فهم عندهم قابلية عالية جدا للاستجابة للضغوط إلا من رحم الله
نسأل الله لنا و لهم العافية من المداهنة و من كل سوء
حسنًا الكاتب استنتج أنّ العدو يريد وجوهًا جديدة .. وهذا حق ..
وأن العدو استدرج الجماعة (حماس) إلى الانتخابات ليختبرهم .. وهذا حق ..
وأنهم هم البديل للعلمانيين .. وهذ حق ..
وأن هذا كان اختبارًا لجماعة حماس .. وهذا حق
وأن حماس أستطاعت أن تنجح التجربة .. وهذا حق (باعتبار أن التجربة عمليّة إسرأمريكيّة لتدجين الجماعة الإخوانيّة وإحلالها دور الحكومة الهرمة العلمانيّة)
وأقول:
إن العدو الإسرائيلي كان عنده احتمالان في حال نجاح حماس:
1 أن تطبّق المبادئ التي تؤمن بها .. وفي هذه الحالة سوف يسحب الحكومة منها وتكون حكومة غير شرعيّة، ثم يضربها بسيف الحكومة العلمانيّة والحكومات العربيّة المجاورة وغير المجاورة، وهنا المبرر لضرب حماس موجود ولن يحتاج المنافق إلى مبرر لضرب حكومة ناقضت الدستور بعد أن أقسمت على احترامه!!
2 أو أن تتلاين معهم وتتخلّى عن بعض المبادئ في سبيل كسب مكاسب سياسيّة أو اقتصاديّة، وعلى هذه الحال سيكون من أولى شروط العمل السياسي الحكومي: وقف الأعمال الفدائيّة والجهاديّة عامةً، وهذا مكسب للعدو، أيضًا العمل على تطبيق بعض الضغوط المذكورة في الفقرة السابقة لغرض معرفة خفايا الجماعة (اختبار كما سماه يحى) .. لكي تحلّ محلّ الحكومة السابقة وتؤدّي الدور أو أكثره ..
وبعد أن طُبخت الخطّة رأى العدو أن من الأشياء التي قد تقف حاجزًا أمام وجهه وخطّته بعض القيادات في الحركة فاغتالها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 11:37]ـ
نقول للقادحين في المجاهدين: أعانكم الله على عقولكم ونفوسكم أيضا
ولا ندري أأنتم أغير على دين الله من المشايخ الثقات من أمثال البراك والحوالي وسعد الحميّد.؟
وماذا تراكم تفقهون من الفقه والواقع؟
لقد قدمتم ما يسمى بطاعة ولي الأمر على طاعة الله ورسوله ..
فلما صار ولي الأمر من حماس .. قلبتم ظهر المجن!
عجبي .. لا ينقطع من قوم يتكئون على الأرائك .. لم يقدموا لأمتهم سوى النشيش والجعجعة
ثم هم يتطاولون على من يرخصون أرواحهم في سبيل الله تعالى ..
وعجبي أكبر من المواقع الإسلامية التي تأذن باستمرار بله وجود أمثال هذه المواضيع المفتتة
والتي لا يبتهج بها سوى المنافقين والكفار الأقحاح
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 11:54]ـ
لقد قدمتم ما يسمى بطاعة ولي الأمر على طاعة الله ورسوله ..
فلما صار ولي الأمر من حماس .. قلبتم ظهر المجن!
والله يا أخي الحبيب لقد أيت بما يدور في رأسي!
نجد هذه الزمرة - التي تعرف نفسها - تتبع الأنظمة العالمانية مهما كانت ونراهم من غلاة الإرجاء، لكن عندما أتت حماس كانوا من غلاة الخوارج!!
فهل يتحركون وفق أجندة عالمانية؟؟
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 12:14]ـ
أشكر من وافقني في تساؤلاتي الطبيعية حول عنوان الموضوع، وليعذرني من شكك في ذلك لأن هذا مبلغ علمي.
ولا زلت أحاول أن أفهم السؤال ليتني ليتني أظفر بنصف الإجابة، فإن كانت محاولة الفهم عيبًا فاعذروا أخاكم، ولا أستطيع أن أتجاوز القراءة إلى غيرها حتى أفهم هذه الجملة أولا لأنها العنوان والمدخل، {وادخلوا البيوت من أبوابها} وليس من غيرها.
وما دام الكلام لم ينصب على بيان عنوان الموضوع فلا تعليق.
9 ـ السؤال المطروح: لماذا لا تطبق هذه الجهة الشريعة؟
إذن هو لا يستفسر عن وجود تطبيق الشريعة من هذه الجهة من عدمه؛ فيكون السؤال مثلا:
ـ هل طبقت هذه الجهة الشريعة؟ أو ـ هل تطبق هذه الجهة الشريعة؟
وهو لا يستفسر أيضا عن علة عدم تطبيق الشريعة في الماضي فقط، فيكون السؤال مثلا:
ـ لماذا لم تطبق هذه الجهة الشريعة؟
أما وقد طرح السؤال هكذا (لماذا لا تطبق هذه الجهة الشريعة؟) فهو يتضمن القذف بأمرين خطيرين، بدون أن يردفا بأي دليل أو برهان ـ وأهل البلاغة واللغة أعلم مني ـ:
أولاهما: أن هذه الجهة لا تطبق الشريعة لا في الماضي ولا في الحاضر، لأن الفعل المضارع يفيد الاستمرار
ثانيهما: أن هذه الجهة لا تريد أن تطبق الشريعة؛ لأنه فرق بين أن تقول لشخص:
ـ لماذا لم تصلِّ؟ وبين أن تقول له: لماذا لا تصلي؟. وليصحح لي المختصون في اللغة والبلاغة.
فالأولى معناه لماذا لم تصل إلى الآن؟ تستفسر عن علة عدم الصلاة في الماضي إلى لحظة السؤال.
أما الثانية معناه: لماذا لا تريد أن تصلي؟ ولم يسبق منك الصلاة، يعني تستتفسر عن عدم وجود الإرادة للصلاة.
ـ وأترك للعقلاء فصل القضاء
أكتفي بهذا القدر حتى لا أكون عونا على شيء يضر من حيث أشعر أو لا أشعر، وتطبيقًا لقول مبعوث الشريعة الخاتمة (ص) "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"(/)
نظرة إلى غزة في عصر الحكومة الراشدة
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 09:25]ـ
نظرة إلى غزة في عصر الحكومة الراشدة
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
-أيها الأحبة: ما كنت أود ان أضع عنوانا كهذا ثم اتحدث عنه , وخاصة في مثل هذه الفترة , إلا أن الأحداث قد تلزمك أن تفعل ما لا تود فعله , فمن المعلوم ان البيان لا يؤخر عن وقت الحاجة , والسكوت في معرض البيان بيان.
-كنت راجعا إلى بيتي بعد صلاة العصر , وإذا بشاب يلبس الزي الباكستاني , ويرتدي قبعة سوداء , وأطلق لحيته وشعره كذلك يستوقفني , فقلت له ما بك يا أخي؟ فسألني عن حكم قص شعره , فقلت له وما يدفعك إلى مثل هذا السؤال الغريب , فقال لي لقد خيرتني (حكومتناالراشدة) بين أمرين: إما أن أقص شعري وإما أن يفصلوني من العمل الحكومي والتنظيمي على حد سواء , فقلت له: أحقا ما تقوله؟!!! أصدقا ما تقوله؟!!! إن العقل لا يكاد يستوعب ذلك , ولكن ظهر لي بعد ذلك أن ما جرى للأخ السائل جرى عليه وعلى كل من هم مثله , وفي جميع أنحاء قطاعنا الحبيب.
-جلست مع نفسي والهم يملؤ قلبي أفكر لماذا يفعلون ذلك؟ لماذا يريدون من الشباب خلع الزي والقبعة وقص الشعر وتخفيف اللحية؟ لماذا يا ترى؟ ألأن تربية الشعر حراما؟ بحثت في المسألة فتبين لي أنه ليس حراما وفي نفس الوقت ليس واجبا , فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم من حديث ابن عمر: " احلقه كله أو دعه كله " , وفي صحيح مسلم كذلك من حديث أنس قال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه " , فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يربي شعره حتى يضرب منكبيه , ألا يدل ذلك على مشروعية التأسي والاقتداء , كما يقول علماء الأصول , ولنا سلف في فعل مثل هذه الأشياء , فقد كان ابن عمر يسير على اثر خطواته صلى الله عليه وسلم ويقلده في كل صغيرة وكبيرة , بعد هذا هل يجوز أن تكون مسألة قص الشعر مسألة ولاء وبراء , بقاء في الحزب او عدم بقاء , مسألة لسان حال أصحابها يقول: إما ان تكونوا معنا وتحلقوا شعوركم وتتركوا الزي الباكستاني والقبعة السوداء , وإما أن تكونوا ضدنا بثباتكم على هذا المظهر آنف الذكر.
-يا عقلاء الأرض: إن لم تكن هذه هي الديكتاتورية , فما هي الديكتاتورية؟ إن لم تكن هذه هي السطوة الفرعونية فما هي السطوة الفرعونية؟ قال الله تعالى على لسان فرعون وهو يحدث قومه:" ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ".
-في قطاع غزة وفي ظل (الحكومة الراشدة) , مسألة قص الشعر مسألة ولاء وبراء , مسألة تحالف وفراق , في نفس الوقت الذي نرى فيه أحد وزراء (حكومتنا الراشدة) يقول عن مسألة الحجاب بأنها مسألة حرية شخصية , وبأن حكومته لن تلزم المرأة السافرة بوضع الحجاب الذي أمر الله به وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم , ولا عجب من ذلك -عندهم طبعا- فالله يقول:" لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " , حقا لقد صدق الشاعر يوم قال: من هذا يبكي القلب من كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان
-أحبتي في الله: مجددا جلست مع نفسي وقلت لها: ما هو السر في عقد الولاء والبراء عند (حكومتنا الراشدة) على مسألة قص الشعر أو عدم قصه , فكرت ثم فكرت ثم فكرت ثم هديت فقلت: أليس تربية الشعر وإطلاق اللحية وارتداء الزي الباكستاني سمة مميزة لشباب وقادة المنهج السلفي الجهادي (منهج محمد صلى الله عليه وسلم) فخطاب -رحمه الله - كان مربيا لشعره ومعه الكثير من إخوانه المجاهدين في الشيشان , وعلى هذا كان القائد الفذ أبو مصعب الزرقاوي -رحمه الله تعالى- والكثير من إخوانه إن كان في بلاد الأفغان أو العراق حيث انتهى به المطاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
-إذن وبعد هذا البيان يتبين لكم أن تربية الشعر وارتداء القبعة السوداء ولبس الزي الباكستاني , دعوة وبالمظهر الخارجي للمنهج السلفي الجهادي (منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم) , وكل من يتشبه بشباب المنهج السلفي الجهادي (منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم) حتى ولو لم يكن يعرف من المنهج إلا اسمه , فإن تشبهه بالمظهر سيقوده في النهاية إلى اعتقاد الجوهر والتمسك به والذود عنه والتضحية في سبيله , قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الصرط المستقيم: "إن المشابهة في الظاهر تورث المشابهة في الباطن "
ولذلك نهانا رسول الله عن التشبه بالكافرين فقال "من تشبه بقوم فهو منهم" وهذا ما يخيف (حكومتنا الراشدة) أن ينفض الناس عنها إلى المنهج السلفي الجهادي (منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم) , ولذلك جاء القرار لأتباعها بالتخلي عن كل ما يمت للمنهج السلفي بصلة , ولذلك كذلك صارت قضية قص الشعر قضية ولاء وبراء.
-أحبتي في الله: شغلتني هذه المسألة كثيرا فهي وإن كان ظاهرها تافها إلا أن جوهرها خطيرا , ولا أبالغ إن قلت أخطر من الخطير , هذه المسألة فتحت في قلبي جرحا قديما , ذكرتني بحب التأله عند البشر , ذكرتني بحب تملك الأشياء كل الأشياء عند البشر , إن (حكومتنا الراشدة) تريد من اتباعها أن يكونوا عبيدا لها , فيسمعوا ويطيعوا لها في المعروف وغيره , تريد منهم ان يتبعوا القاعدة الطاغوتية القائلة " نفذ ولا تناقش " , تريد من الأتباع أن يكونوا ملكا خاصا لها ولها فقط , فلا يجوز لأتباعهم أن يعملوا ,أن يجاهدوا , أن يحبوا , أن يغضوا , أن يعطوا , أن يمنعوا , أن يبذلوا , أن يضحوا ,أن يتحركوا ,أن يسكتوا , إلا لها وفي سبيلها وتحت لوائها وحسب.
-إخوتاه: ألا يندرج هذا تحت مفهوم الرق والعبودية , ولكنه رق بصورة جديدة وعبودية بصورة جديدة وتحكم وتملك وخصخصة للبشر بصورة جديدة , قال الله تعالى على لسان فرعون وهو يحدث قومه:" وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ " واعتقد هذا الطاغية يوما ان مصر بمن فيها ملكه فقال الله على لسانه:" وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ "
-وحقيقة الأمر عند السلف الصالحين أن المالك على الحقيقة هو الله والله وحده , قال الله تعالى:" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
-أحبتي في الله: هل تظنون أن إجبار الشباب على قص شعورهم , والكف عن التشبه بالمجاهدين المخلصين , سيحد من انتشار المنهج السلفي الجهادي (منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم) , مخطئ كل الخطأ من ظن ذلك , إن مثل هذه المضايقات لا تزيد المنهج إلا قوة , ولا تزيده إلا انتشارا , وسأذكركم بسنة مطردة لله في هذا الكون وهي طبيعة من طبائع البشر وهذه السنة تقول: "كل ممنوع مرغوب" فكيف إذا كان هذا الممنوع شيئ فيه تشبه بالكرام , وإرضاء للرب الكريم الرحمن , لا شك أن الرغبة في هذه الحالة تكون أقوى وبشكل أكبر بكثير فيما لو كان الممنوع مخالف للمنهج الرباني.
-يا (حكومتنا الراشدة): أحقا تربية الشعر منكر لا بد من تغييره , أحقا هو يستحق كل هذه الضجة , حتى أوصلتموه إلى أن جعلتموه مسألة ولاء وبراء , سأوافقكم جدلا , ولكن أجيبوني عن استفساراتي التالية:
- (حكومتنا الراشدة): هل ترك تحكيم الشريعة , بل وتحكيم القوانين الوضعية والاحتجاج بها و وإلزام الناس بها , منكر لا بد من تغييره أم لا؟ وهل يندرج عندكم تحت عقيدة الولاء والبراء كما هو الحال في مسألة قص الشعر؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
- (حكومتنا الراشدة): هل السماح للمؤسسات الفاسدة المفسدة و الضالة المضلة والتي تسرح وتمرح في قطاعنا الحبيب من المنكرات الواجب تغييرها؟ وهل يندرج ذلك تحت عقيدة الولاء والبراء كما هو الحال في مسألة قص الشعر؟!!!
_ (حكومتنا الراشدة): هل السماح للمخيمات الصيفية التي تشرف عليها وكالة الغوث , ومن ورائها منظمات كافرة فاجرة , من المنكرات الواجب تغييرها , وهل تندرج عندكم تحت عقيدة الولاء والبراء كما هو الحال في مسألة قص الشعر أو إطلاقه؟!!!
- (حكومتنا الراشدة): وهل محلات الإنترنت الهابطة والمطاعم الساقطة المسقطة , والمتنزهات المختلطة , وإدخال الدخان والسماح ببيعه حتى أمام المساجد , وأخذ الضرائب علي إدخاله , وحماية الأعراس الماجنة , والبحث عمن أفسد هذه الأعراس , بغية سجنه ومعاقبته , ومنع الدورات العلمية في المساجد , والسكوت عن العملاء والجواسيس , واتهام من يلاحقهم بأنه يهدد السلم الأهلي , ومظاهر الظلم والواسطة التي أصبحت أكثر من أن تعد , والطعن في أهل التوحيد والجهاد , واعتقال بعض شباب المنهج السلفي , وجمع معلومات عن كل شاب ينتمي إلى هذا المنهج ومراقبته وكتابة التقارير عنه , والسكوت عن الدعوة لمنهج الروافض , والسماح للبعض بأن يعلن تشيعه , وبأن يسب الصحابة , وبأن ينتقي أبوابا من صحيح البخاري ويجمعها في كتاب ويسميها الأحاديث الموضوعة , كل هذا وغيره , هل تعتبرونه من المنكرات , وهل يندرج في قاموسكم تحت عقيدة الولاء والبراء كما هي مسألة قص الشعر؟!!! , حقا لا أملك إلا أن أقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
-أحبتي في الله: وليس معنا ما قلنا أننا نهضم ونلغي الأعمال الخيرة التي قامت بها (الحكومة الراشدة) ولكن أعمال الخير التي قاموا ولا يزالون يقومون بها لا تبرر هذا الكم الكبير من المعاصي والكبائر والأخطاء الكبيرة التي قاموا ولا يزالون يقومون بها , وما حصل في تاريخ العقلاء أن تبرر الأخطاء الكثيرة الخطيرة بحجة أن من عملها يعمل أعمالا خيرة , والأمر كما يقول أهلنا في القطاع:" الصح صح والغلط غلط "
- أحبتي في الله: اعلموا أن طريق الابتلاءات والمضايقات من أوضح الأدلة على صحة المسار الذي تسيرون فيه , وأنه هو ذات الطريق الذي يرضي الله تعالى , يدل على هذا الفهم الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث عائشة: " أن ورقة بن نوفل قال للرسول صلى الله عليه وسلم:" ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي ".
- فالصبر الصبر يا إخوة التوحيد , حتى يأتي الله بأمره , فالصبر مفتاح الفرج , وهو دواء الدهر بما فيه من مصاعب ومتاعب ومشاق , وفي الصبر عظيم الأجر من الله تعالى , قال الله تعالى:" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
-أحبتي في الله: لا تضعفوا أمام هذه المضايقات , واستمروا في متابعتكم وتشبهكم بالمجاهدين - قولا وعملا - فإن تشبهكم بالكرام يغيظ أعداء الله ويغيظ كل مبتدع , وفي إغاظة هؤلاء الأجر من الله , وإياكم ان تنسوا أن الأجر على قدر المشقة , وكما قال الرسول لعائشة -رضي الله عنها وأرضاها - أجرك على قدر نصبك , قال الله الكريم العظيم: " مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "
- (حكومتنا الراشدة): في النهاية أوجه لي ولكم ولكل إنسان هذا النداء العمري الرائق الرقراق والذي أخرجه أحمد في مسنده , أن الفاروق عمربن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم واستعدوا ليوم العرض الأكبر عند من لا تخفى عليه خافية " قال الله تعالى:" يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ".
- (حكومتنا الراشدة): أذكركم بقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
- (حكومتنا الراشدة): أذكركم بقوله تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " اسمعوا جيدا قول ربكم وركزوا فيه "َولِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" قبل أن تندموا ولات حين مندم.
- (حكومتنا الراشدة): أذكركم بقوله تعالى: " وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ " وقوله سبحانه: " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ "
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا , وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن بثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم:ابو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
رجب 1429ه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 07:30]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا على غيرتك على هذا الدين
واسمح لي أن أذكرك بقضية كبيرة وأنت تعيش في أجواء غزة. وقد قرأت مقالك الآخر عن دخول البرلمانات فأقول أخي الحبيب أن التغيير هو بقدر الاستطاعة وكثير مماتنقمه على "الحكومة الراشدة " قد يصعب تغييره في الوقت الراهن لوجود ماهو أولى بالتغيير ولو رجعت لكلام شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى المجلد الثامن والعشرين في السياسة الشرعية لرأيت كيف يتعامل هذا الإمام مع قضايا مثل تولي رجل صالح وزارة في حكومة ظالمة لايستطيع أن يقيم العدل كله في وزارته فذكر كلاما جميلا في قصة يوسف عليه السلام فياحبذا لوقرأته لترأف بإخوانك قليلا وتعلم أن التدرج في التغيير سنة شرعية وطبيعة جبلية لايمكن تجاوزها فموضوع قص الشعر وخلافه يهون أمره أمام تحصيل أمور أعظم كحماية الجهاد والمجاهدين وتقوية شوكتهم ونشر العدل بين الناس وهذا قد لايتم أيضا في فترة قصيرة وقصة عمر بن عبد العزيز مع ابنه عبدالملك فيها عبره من هذه الجهة.وهذا لايعني صحة مايفعله البعض ولكنه يوجه الناصح إلى حيث تكون نصيحته من قبيل البناء لاهدم ماهو خير من أجل أمور أهون. بقي أن أشير إليك أخي أن الواجب علينا حين نتكلم عن إخواننا ممن يحملون شعار الإسلام إنما هو دور التكميل فالمؤمن يكمل إخوانه ولو كان فيهم من العيب مافيهم.رغم أننا نستحي أن نتكلم في قوم في أرض الرباط بين نيران العدو وظلم ذوي القربى ومع ذلك صامدون يحملون أرواحهم بين أيديهم لايدرون متى الرحيل نسأل الله لهم الثبات ولنا العون لكي نعاونهم على مافيه خير الأمة.
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 09:32]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا على غيرتك على هذا الدين
واسمح لي أن أذكرك بقضية كبيرة وأنت تعيش في أجواء غزة. وقد قرأت مقالك الآخر عن دخول البرلمانات فأقول أخي الحبيب أن التغيير هو بقدر الاستطاعة وكثير مماتنقمه على "الحكومة الراشدة " قد يصعب تغييره في الوقت الراهن لوجود ماهو أولى بالتغيير ولو رجعت لكلام شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى المجلد الثامن والعشرين في السياسة الشرعية لرأيت كيف يتعامل هذا الإمام مع قضايا مثل تولي رجل صالح وزارة في حكومة ظالمة لايستطيع أن يقيم العدل كله في وزارته فذكر كلاما جميلا في قصة يوسف عليه السلام فياحبذا لوقرأته لترأف بإخوانك قليلا وتعلم أن التدرج في التغيير سنة شرعية وطبيعة جبلية لايمكن تجاوزها فموضوع قص الشعر وخلافه يهون أمره أمام تحصيل أمور أعظم كحماية الجهاد والمجاهدين وتقوية شوكتهم ونشر العدل بين الناس وهذا قد لايتم أيضا في فترة قصيرة وقصة عمر بن عبد العزيز مع ابنه عبدالملك فيها عبره من هذه الجهة.وهذا لايعني صحة مايفعله البعض ولكنه يوجه الناصح إلى حيث تكون نصيحته من قبيل البناء لاهدم ماهو خير من أجل أمور أهون. بقي أن أشير إليك أخي أن الواجب علينا حين نتكلم عن إخواننا ممن يحملون شعار الإسلام إنما هو دور التكميل فالمؤمن يكمل إخوانه ولو كان فيهم من العيب مافيهم.رغم أننا نستحي أن نتكلم في قوم في أرض الرباط بين نيران العدو وظلم ذوي القربى ومع ذلك صامدون يحملون أرواحهم بين أيديهم لايدرون متى الرحيل نسأل الله لهم الثبات ولنا العون لكي نعاونهم على مافيه خير الأمة.
السلام عليكمورحمة الله وبركاتهخ: جزيت خيرا أخي الكريم على نصيحتك , وأقول لك هم لا يغيرون , لا على قدر الاستطاعة ولا غيرها , ولأمور التي انتقدتها عليهم يستطيعون تغييرها , بالاستعانة بالله والتوكل عليه , يا أخي هم أزالوا دولة الطاغوت , وانت تقول لي لا يستطيعون التغيير , وإذا كانوا لا يستطيعون التغيير فلماذا كانوا ينقمون على العلمانيين ما يفعلونه هم اليوم ,أما إحالتك على كتاب الفتاوي فعلى العين والرأس, واعلم انه إذا تبين لي الحق اتبعتع , كما وأحب ان تعلم انني (ولا أزكي نفسي على الله) ممن أوذي في الفترة السابقة لوقوفي مع حماس فيما كنت أرى ان الحق معها فيه , وقطع رزقي وأوذيت وهددت , ولكن هذا لا يعني , ان نسكت على اخطائها وتلبيسها الحق بالباطل , وأنا أقول لك اخي , ٌرأ هذا المقال ثانيا , فالمسألة ليست مسألة قص شعر , .....................
شكرا لك , والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 12:36]ـ
وفقك الله أخي الكريم(/)
الدكتور ماجد المنيف .. أنظر ماذا قال .. لله دره .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 10:26]ـ
أكد الدكتور ماجد المنيف استشاري طب أسنان المجتمع بالرياض أن الاختلاط المنتشر بين النساء والرجال في الوقت الحالي مخالف لتعاليم الشريعة وقال:
إننا لو رجعنا قليلاً إلى الوراء لعلمنا أن "رضانا " كمجتمع بالاختلاط في المجال الصحي كان طريقاً ممهداً نحو الرضا بالاختلاط بالأعمال الإدارية في المستشفيات نفسها والمواقع الطبية المختلفة فأصبحنا نرى السكرتيرة والإدارية وموظفة الاستقبال وهلم جرا .. حيث بدأ ذلك بمصطلح سكرتير طبي!!!! أو سكرتيرة ... وهكذا حتى أصبحنا نعاني من وجود اختلاط بين الجنسين على نحو غير مبرر في بعض المستشفيات.
إنني وبحكم تخصصي وعملي في الوسط الطبي فقد وقفت على شهادات واعترافات عديدة من داخل هذا الوسط أكدت من خلالها العديد من العاملات من طبيبات وممرضات وإداريات أو من يعملن في قطاعات الخدمات المساندة في مستشفياتنا ان الاختلاط قد تسبب لهن في الكثير من المتاعب والمعاناة.
حيث تمضي الواحدة منهن أوقاتاً طويلة في مقابلة زميلها "الرجل" أكثر مما تقابل زوجها وأبناءها في المنزل بينما الأمر بالنسبة للعاملين من الرجال محرج أحيانا فهو يقابل "زميلته" أكثر مما يقابل زوجته!
وإذ لا أريد الخوض في تفاصيل لقصص وأحداث ومشكلات حدثت في الأوساط الطبية فإنني أود أن أشير إلى أن ما يطلق عليه ب "الاختلاط الشرعي" ليس حلا مجديا وهو غير مجد من وجهة نظري إذ إنه أتاح الفرصة لبعض العاملات للتفنن في لبس العباءات والملابس المجسدة لأبدانهن وبعض المظاهر المخجلة ليأتي كل ذلك تحت ذريعة الاختلاط "وفق الضوابط الشريعة"! وليوصف الأمر بعد ذلك من قبل بعض العاملين بالأوساط الطبية بأنه نوع من" الضحك على الذقون".
إنني ومن خلال تجربتي في المجال الطبي أود أن أؤكد أنه لا حاجة لنا اليوم إلى الاختلاط في تلك المواقع، وأن ماحدث إنما جاء نتيجة لامبالاة (البعض) بالمطالب الشرعية والثوابت الدينية التي طالبنا الله سبحانه وتعالى بها بقوله (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين). مبدياً استغرابي تجاه أولئك الذي يفرقون بين العمل الطبي وغيره من الأعمال الأخرى فهم كمن يطالب بتجزئة الدين من حيث يدري أو لا يدري ناسيا أو متناسيا قول الله تعالى:
(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزىٌ فى الدنيا ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)، كما أبدي أسفي ايضا لما طالعتنا به بعض صحفنا أخيراً من مقارنات "غريبة" فحواها أن الاختلاط في العمل أمر طبيعي ومقبول وأن ذلك يشبه ماهو حاصل بالأسواق أو ساحات المسجد الحرام لدى أداء الشعائر!
إنه في الحقيقة تشبيه لا يعدو أن يكون صاحبه سطحي التفكير وتلك مصيبة أو أنه أراد تمرير فكرة خاصة به من خلال استغفال القراء وهنا أقول أن المصيبة أعظم. فأي مقارنة تلك التي تجمع بين الاختلاط المؤقت في الأسواق وبين الاختلاط في العمل لثماني ساعات يومياً!
واسمحوا لي أن أسأل المنادين بالاختلاط والذين يتهمون المعارضين لهم بالتفكير الشاذ والجنسي ... ما هو يا ترى ردكم على الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث يقول "إذا خرجت المرأة من بيتها استشرفها الشيطان" أي زينها في أعين الناظرين؟
ويا ترى من نصدق رسول الرحمة والإنسانية أم دعوة من يسمح بالاختلاط؟
إن خدعة الاختلاط مرت - للأسف- في الأوساط الطبية، لتتفشى بعد ذلك في مجتمعنا والعديد من مؤسساته حتى صرنا نرى الاختلاط بين فتياتنا وشبابنا أحيانا في برامج تلفزيونية ممزوجا بضحكات تدمي قلب الغيور ولا يفرح لها إلا "فاجر" أو"غافل" والعياذ بالله 0ولعلي أجد الفرصة سانحة لأناشد معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع بالتسريع بخطوات إنشاء المستشفى النسائي الذي تسعى إليه الوزارة، والتأكيد على الفصل بين الجنسين في المستشفيات مهما بلغت التكلفة ولنجعل شعارنا رضا الرحمن مهتدين بقوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).وخلاصة القول هي أن الاختلاط بين النساء والرجال مخالف لتعاليم الشريعة روحا ومنهجاً وأنه لا بد لنا من تطبيق قوله المولى عز وجل (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) مستحضرين أن تلك الآية نزلت في عصر أفضل القرون وأكثر النساء والرجال ورعاً.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 01:40]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم وليتك تزودنا برابط المقال كي نقوم بنشره في المنتديات العامة.
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:17]ـ
وفيكم بارك الله أختي الكريمة ... للأسف ليس لدي رابط للموضوع، ولكنه نشر في أحد الصحف على الشبكة العنكبوتية .. لعلي أبحث عنه وأوافيكم به،،
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 04:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وهذا رابط المقال في صحيفة الرياض:
http://www.alriyadh.com/2008/07/14/article358949.html?comment=all #21
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 09:59]ـ
الله يوفقه ويرعاه ويحفظ عرضه كما يسعى في حفظ أعراض المسلمين
ياأخواني من استطاع منكم أن يأتي بإيميله والكل يرسل له ويشكره على صنيعه من باب قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى. ومن باب قول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه من لا يشكر الناس لايشكر الله هي مجرد رسالة شكر لعل الله يفتح على هذا الرجل ويسعى جاهداً في إيجاد حلول بحكم وظيفته
أسأل الله أن يحفظ أعراض المسلمين وأن لم يقّدر لدعاة الرذيلة الهداية أسأله سبحانه أن ينتقم منهم شر انتقام من يريدوا أن يبدلوا دين الله قاتلهم الله أنى يؤفكون(/)
فالخوف الآن من الإخوان لا عليهم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 12:29]ـ
من موقع الشيخ ابراهيم عسعس
" الأخوان المسلمون ... والرهان الخاسر "
" الأخوان المسلمون ... والرهان الخاسر "
إن جاز للإنسان أن يندم على وجهة نظر تبناها مدة من الزمان، بناء على معطيات معينة، وظنٍّ ما، فأنا نادم على أنني وطوال عام كامل اعتقدت ـ محاولاً نسيان ما أعرفه عن فكر الإخوان وطريقتهم في العمل ـ أنهم تغيروا! وأنهم يريدون العمل بعيداً عن ضيق اللافتة إلى سعة الإسلام، ومن النظرة السطحية للأمور إلى أفق أنضج وأعمق، ومن الانكفاء على مصلحة التنظيم إلى الارتقاء إلى إدراك الدور الذي عليهم أن يلعبوه كونهم الجماعة الأم، والرواد في العمل الإسلامي. ولكن كل هذا تبخر ذات صمت غريب مشبوه على ذات مجزرة في ذات سجن عربي! أعترف بأنني كنت غبياً لظنِّي ذاك.
فأين العجب؟!
ليس جديداً، ولا عجيباً قتل العرب بسلاح العرب، واغتيال الرعية برصاص الراعي، كل هذا معروف معهود في بلاد العرب، بل الغريب ألا يحدث! ليس في السجون فقط، وليس بالرصاص وحسب، بل في أي مكان، وبأي وسيلة، وبلا وسيلة، فقد يغتال العربي قهراً مرتين بعد قراءة الصحيفة من خبر كهذا الخبر؛ مرة من الخبر نفسه، وأخرى وهو يحاول فهم هذا الصمت الغبي من الرواد على هذا الخبر! وأنا شخصياً أتعجب كيف لم أصب بالجلطة إلى الآن مما يحيط بنا!
من لم يمت بالسيف مات بطلقةٍ من عاش فينا عيشة الشرفاء
إنَّ العجب، كلَّ العجب، من هذا الصمت الإخواني على جريمة بحجم هذه الجريمة!
ولماذا يصمت الإخوان؟!
من يعرف الإخوان، ويعرف كيف يفكرون، يعرف لماذا ...
فالإخوان براغماتيون للنخاع ... ضيقون للعظم، يعملون لمصلحة التنظيم ... أصحاب ذاكرة مثقوبة ... سطحيون في السياسة ... بلا منهج واضح، ولا هدف واضح ... فقد توفي المؤسس رحمه الله فجأة قبل أن يقول لهم ما يريد على وجه التحديد ... فهم لذلك كالباص الماشي على بركة الله، وركابه متفقون مستمتعون ما دام الباص يسير بهم في طريق مستقيم، حتى إذا وصل إلى تقاطع طرق، يكتشف الركاب أنَّ كلاً منهم له طريق مختلف عن طريق جاره، فيقع الخلاف، وتنشأ التيارات ... إنهم كالحنابلة في المذاهب، وكحركة فتح في التنظيمات، عشرات الأقوال وعشرات الجيوب!
... لذلك كله فقد صمت الإخوان على مذبحة " صدنايا "! ولكل هذه القضايا يسمع كل العالم بهذه المجزرة، ويصرح حمزة منصور بأنه " والأخوان ليس لديهم معلومات عن الموضوع، ولن يعلقوا عليه!!! " في حين أنَّ كلَّ مؤسسة، وكلَّ منظمة تحترم نفسها علَّقت على الموضوع، ولو من باب الذكر وتقييد الذكر بالاحتياط مثل أن يقولوا: إن صح.
... ولكن للإخوان وجهة نظر أخرى تختلف عن العقلاء، فهم يراهنون على دول الصمود! وهم بهذا يثبتون بأنهم " يحجون والناس راجعة "! فهذه لغة قديمة كانوا ضدها عندما كان الناس معها، وهل بقي دول صمود؟!
الإخوان براغماتيون لأنهم " يدعسون " على كل الثوابت، والأصول، بل وعلى كل ما قالوه يوماً ما، ويظنُّون أنَّ النظام السوري سيحرر لهم فلسطين، أو أنه سيقف مع حماس إلى النهاية، أو أنه جاد في صموده! وأنا أسألهم: هل أنتم جادون باعتقادكم هذا؟! هل تظنون حقا أن الدولة التي تكسر كبرياء شعبها قادرة أو جادة في دعواها التحرير والصمود؟ وأنا أريد أن أذكرهم بكلامهم وصياحهم قبل عقدين فقط عن طبيعة النظام السوري. وأنا أنتظر اليوم ـ وهو قريب ـ الذي سيخير فيه النظامُ حماساً بأن أسكتي أو اخرجي! فانتظروا إنا منتظرون.
الإخوان " ضيقون، يعملون لمصلحة التنظيم فقط "، لأنهم يثبتون في كل جولة تنتظر منهم ألأمة موقفاً، بأنهم حزب طائفة وليسوا حزب أمة. وموقفهم هذا ذكرني بحوار مع أحد الكبار من الإخوان السوريين قبل سقوط صدام، فقد رد هذا الأخ على القول بأن صدام قتل المسلمين فقال: ولكنه لم يقتل الإخوان!! إن همَّ الإخوان همٌّ تنظيم لا همَّ أمة، وهم لهذا لا يمكن أن يصلحوا لقيادة الأمة لأنهم أثبتوا أنهم لا يمثلونها. إنهم مجرد جماعة غير قادرة على التفاعل مع جماهير الأمة، إنها فقط ـ وبالكاد ـ تمثل نفسها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإخوان " أصحاب ذاكرة مثقوبة، وسطحيون في السياسة ": فهم قد نسوا الكلام الذي كانوا يقولونه، ليس منذ قرن، عن النظام السوري، نسوا الذي فعله النظام بهم، لا بغيرهم، نسوا الذي فعله في لبنان؛ في تل الزعتر، تلك المجزرة التي قال عنها أحدهم يومها: " أيها النسيان إنك تليق بكل الأسماء لكنك لن تكون تل الزعتر ". كل نظام، كل أحد يستطيع أن " يسرح " بالإخوان، فقط يقول لهم: أنا ضد أمريكا واليهود، أنا جبهة صمود، أنا أريد تحرير فلسطين. حتى لو كانت كل ما في الأرض من مخارز تقلع عين كل من يصدق هذا الكلام. عجيب! فكيف يصدق الإخوان هذا؟! لأنهم سطحيون، أغرار، مساكين! يتبعون كل ناعق، ولا يردون يد لامس، كل من يفهم الإخوان يستطيع بقليل من الجهد أن يخترع لهم دروباً وهمية ليتبعوها، فتتوه فيها كل جهود التغيير التي بنوها وضحوا من أجلها! إنهم يخربون من أجل أوهام يظنُّونها مصالح! ولم أر إلى الآن قوماً يعملون من خلال خطة العدو كالإخوان. فهم أولى بأن يكونوا من عوام العوام، لا من صفوة الصفوة، وطليعة الأمة.
ولماذا يصدق ـ مرة أخرى ـ الإخوان هذا الهراء؟! لأنهم بلا منهج واضح، أو برنامج محدد، فالأمر بالنسبة لهم أنف، يعني مستأنف يشتغلون أولاً بأول، وأتحدى أن تسأل خمسة من الإخوان عن منهجهم في العمل والتغيير، فتحصل على إجابة واحدة! بل ستسمع خمس إجابات منوعة؛ من الصقور إلى الحمائم وما بينهما مما يطير بجناحيه!
أتذكرون عجل بني إسرائيل الذهبي؟ لا تظنوا أنه أمر مقتصر على بني إسرائيل، إذ كل قوم لهم عجلهم، وأحياناً يكونون هم العجل نفسه!! والإخوان لهم عجلهم الذهبي: إنه الفتنة المختبئة وراء اختيارات سياسية متوهمة، إنه الباطل المستند إلى شيء من الحق! إنه وهم العمل من أجل فلسطين، مع أعداء فلسطين، ولو على حساب دماء المظلومين المسجونين لأنهم يريدون تحرير فلسطين! فأي تناقض هذا؟!
إنهم يراهنون على سوريا على قاعدة الستينيات: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! تلك القاعدة التي كلفت الأمة الدماء والأموال والكرامة، مِن أجل مَن؟ من أجل فلسطين ... واليوم قد ثبت للجميع ـ ما عدا الإخوان ـ أن هذه القاعدة غير قادرة على تحرير فلسطين، لأنها لا يمكن أن تتحرر بأيدي قتلة الشعوب، ولا بأيدي الشعوب المسحوقة. فما لم تعد كرامة الإنسان إليه فهو لن يستطيع أن يحرر شبراً، فضلاً عن أن يحرر فلسطين. ألم يقلها عنترة عندما قيل له: كِرَّ يا عنترة. فقال: إنَّ العبد لا يُحسن الكرَّ، بل يُحسن الحلب والصرَّ. فقيل له: كِرَّ وأنت حر. .
واختم بأنني لست مستغرباً من المجزرة نفسها، وإن كنت متألماً، لكنني متعجب مقهور ممن ينبغي أن تكون الجماعة الأم، والجماعة الرائدة، والأخ الأكبر ... كيف يصمتون على مثلها! في حين أنهم يثورون على أقل منها. أهو تجزيء الظلم والاستبداد، وهل يتجزءان؟! لقد اثبت الإخوان بعد هذا بأنهم جماعة لها حق الوجود لا شك في ذلك، لكنها فقدت حق الريادة، وحق القيادة، وحق الأمومة إذ الأمومة موقف. وأنهم كغيرهم ليسوا أمناء على قيادة الأمة. إن مثل هذه الأحداث التي تقع في الساحة الإسلامية تدل بما لا يترك مجالاً للشك بأن مشكلة الأمة ليست بعودة الأمة إلى دينها، بل هناك خطوة مهمة قبل ذلك: وهي عودة الأمة إلى إنسانيتها، لتأهيلها للعودة إلى الإسلام.
رهان الإخوان خطأ وخطيئة، والرهان على الإخوان خطيئة وخطيئة. فالخوف الآن من الإخوان لا عليهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 12:48]ـ
إنهم كالحنابلة في المذاهب، وكحركة فتح في التنظيمات، عشرات الأقوال وعشرات الجيوب!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أهذا انتقاص للحنابلة رحمهم الله تعالى ورضي عن إمامهم؟ وكيف يقرن بينهم وبين العالمانيين الخونة في فتح؟؟
وكنت أتمنى من الكاتب وفقه الله أن لا يتهم النيات بل ينقد الظاهر فقط دون طعن في النيات، خصوصًا وأن هذه الجريمة لاقت صمتًا مريبًا من الإخوان ومن السلفيين وغيرهم.
فالأزمة أزمتنا جميعًا وتعليق كل فريق الخطأ على صاحبه لن يقدم شيئًا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 03:38]ـ
نعم أخي الحبيب خالدًا الأستاذ إبراهيم له كتابات كثيرة جيدة ونافعة.
لكن كلمته هذه فيها انتقاص للحنابلة حتى وإن لم يقصد ذلك، كما كان عليه أن لا يتهم المسلمين في نياتهم.
وبالمناسبة حبذا لو وضعتم رابطًا لسلسلته الصوتية التي تراها جيدة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 07:48]ـ
هذه السلسلة
http://www.altaghyeer.com/audio04.htm
وسأختصرها كتابة ان شاء الله
وناوى أتابع انتاج الشيخ الصوتى وأختصره كتابة ان شاء الله تعالى
ـ[محمد بن حسين]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 08:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو هذا إبراهيم عسعس؟
نريد نبذة عنه بدون تزكية.(/)
جبهة علماء الازهر تهاجم المفتي ببيان ناري عنوانه ضل سعيك في الحياة!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 01:41]ـ
القاهرة - أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا ناريا هاجمت فيه الدكتورعلي جمعة مفتي الجمهورية.
وجاء البيان تحت عنوان "الي فضيلة المفتي الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا"، جمعت فيه الفتاوي المثيرة للجدل متهمة اياه بأنها كانت سبيله للوصول الي كرسي مشيخة الأزهر.
وجاء في البيان: ضل سعيك حين ذهبت إلي شباب الجامعة تجاملهم في نزواتهم وتقول لهم إن الاختلاط بين البنين والبنات في قاعات الجامعة ليس حراما .. ضل سعيك حين ذهبت تتسول الأدلة لتلوي بها أعناق الحق الذي لا يُغلب وغدا عن قريب إن شاء الله هو غالبك وفاضحك، ستفعل بك ما فعلت وتفعل بشيخك الذي علمك كيف تجادل بالباطل لتدحض به الحق، فتقول فض الله فاك مستدلا علي إباحة الاختلاط إنه نوع من المشاركة وليس من الخلوة غير الشرعية التي نهي عنها الإسلام.
وقالت الجبهة: ان فضيلة المفتي بدلا من أن يحارب أسباب الانهيار الخلقي وفاءً لمقتضي وظيفته إذا به يبارك معالمها، وانصرف عن مهمته الرسمية التي رسمها له القانون إلي إصدار البيانات مساندة منه ثم تمهيدا للأحكام الجائرة، حسبما ذكرت جريدة القدس العربي.
فقد أصدرت داره (دار الإفتاء) يوم الخميس 8 نوفمبر بيانا يقول فيه إن القتل الناتج عن تعمد القتيل الانتحار والوقوف أمام السيارات ليس من قبيل الخطأ، وأن السائق (القاتل) له مطلق الحق في مقاضاة ورثة القتيل ومطالبتهم بتعويض عما أصابه من ضرر بليغ في نفسه أو في سيارته نتيجة لتهور القتيل أو رعونته.
واتهم بيان الجبهة المفتي بمحاولة التستر علي جريمة قتل المواطنة رضا بكير شحاته، فقد ثبت للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن القتيلة رضا بكير قتلت بسحلها أمام عجلات سيارة ميكروباص تحمل ستة أفراد من قسم شرطة المطرية يوم الأحد الماضي.
وتطرق علماء الجبهة في بيانهم الي فتوي جمعة الخاصة بغرق عشرات الشباب المصريين الذين كانت تقلهم مراكب إلي السواحل الأوروبية، للبحث عن فرص عمل هناك، الذين وصفهم المفتي بأنهم طماعون وليسوا شهداء، مؤكدين أنهم شهداء بالأدلة الشرعية.
وأثارت فتوي جمعة الخاصة بالغرقي من الشباب المصري انتقادات برلمانية واسعة، ودفعت بنائب جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد الجزار إلي المطالبة بتشكيل لجنة عليا من كبار العلماء، يوكل اليهم شؤون الفتوي في أمور الدنيا والدين لوقف ما وصفها بـ فتاوي الفضائيات وفتاوي تبرئة النظام السياسي.
وقد رصد أعضاء الجبهة في بيانهم عدة فتاوي أطلقها جمعة اعتبروها متناقضة مع صحيح الإسلام وتحايلا صريحا علي آراء أصحاب المذاهب الأربعة.
وقد وصف د. العجمي الدمنهوري رئيس جبهة علماء الأزهر رأي المفتي بأنه يكشف عن تأثره الشديد بالثقافة الأمريكية فضلا عن سنوات دراسته في المراحل التعليمية بمدارس أجنبية.
ودعا الدمنهوري لضرورة إقالة جمعة من منصبه وذلك لأنه هبط بسمو المنصب الذي يشغله وتحول من هاد للحائرين بإذن الله وبفضل ما يملك من علم الي مشعل للفتن ومتسبب في حيرة العديد من المواطنين الذين كانوا ينتظرون منه أن يهديهم إلي سواء السبيل.
ووصف العجمي صدور تلك الفتوي منه بأنها محاولة طائشة يهدف من خلالها لأن يحظي برضا الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن مسؤولي النظام والحزب الوطني.
كما هاجم د. يحيي إسماعيل أمين عام الجبهة المفتي وأشار إلي أنه يحرص دائما لأن تكون آراؤه متسقة كل الإتساق مع مواقف الحكومة وغير متعارضة مع ما ينادي به الغرب.
http://www.masrawy.com/News/2007/Egypt/Politics/november/14/gomaa.aspx
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 02:51]ـ
ربناينجد الامة من أمثال هذا المنافق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 02:55]ـ
ومعلوم بداهة ان الحكومة الظالمة أو العلمانية لاتوظف مفتيا الا مثلهم والا فالسنة جارية على ان الاشرار لايولون أمر من أمورهم لانسان طيب - لابد أن يكون شريرا مثلهم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 03:23]ـ
جزاك الله خيرا ... أخي ... ومزيدا من الفضح لأحذية الطواغيت ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:58]ـ
عندما أخطأ واضع القرار في مصر بوضع الشيخ الدكتور فريد نصر مفتيا على مصر، كان الشيخ المفتي يفتي بعلم وحزم، ولذا فقد أقيل من منصبه!!
ولما وضعوا علي جمعة ومن قبله سيد طنطاوي على منصب الإفتاء، كانوا نعم المداهنين والظالمي أنفسهم بجرأتهم على الفتاوى التي تعجب الدولة، أما ما ينفع البلاد والعباد ويحمي حوزة الدين فذلك لم يكن في الحسبان، يشترون عرض الحياة الدنيا بالآخرة فضلوا وأضلوا، فويل لهم من فتاويهم الفاسدة، وعليهم وزر فتاويهم ووزر من يعمل بها ... وما ربك بظلام للعبيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحازمي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 12:21]ـ
سلام الله عليكم وبعد فجزى الله من وضع هذه الكلمة ومن نشرها، أما فالرجل فأعرفه يوم أن لم يكن شيئا مذكورا فكنت أبغضه بله أمقته لسوء خلقه قلة أدبه وتملقه ونفاقه من أجل المال والمنصب، ثم ظل -وإن شئت ضل- يتدرج في ذلك إلى الأسفل حتى كان ما هو عليه اليوم، وكل من يعرفه يعرف ذلك عنه وأكثر وإنما هي المصالح الزائلة تعمي وتصم فكم من متسلف تمشعر تملقا وإرضاء له، ودار الافتاء شاهدة وما أمر الورداني وعفت وأمثالهما بخاف، وقد خان شيوخه كالشيخ أحمد فهمي في كتبه ... والقائمة طويلة.
وإني أرجو من كل من يعرف عنه شيئا أن يفضحه فيشفي صدور قوم مؤمنين فقد كذب على الله وافترى على دينه، وما الله بغافل عما يعمل أمثال هذا المنافق الخسيس، ومعذرة على هذه العبارات القبيحة فليست عادتي لكنه نكأ جرحا لم يبرأ بعد قاتله الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 12:50]ـ
وما أمر الورداني وعفت وأمثالهما بخاف، وقد خان شيوخه كالشيخ أحمد فهمي في كتبه ... والقائمة طويلة.
ارجو تفصيل ما حدث
وانا رأيت اسطوانة تباع فيها شئ من فضائحه ككذبه على الالبانى
وقرأت انه كذب على بن تيمية فى حكايته مع بن عطاء السكندرى
أثناء شرح على جمعة لكتاب الحكم العطائية(/)
صلب المسيح وامور شبيهة من كلام شيخ الاسلام-ورد في مسألة الجسد والجسمية!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 07:33]ـ
في رد شيخ الاسلام علي النصاري في سياق كلامه عن التوراة في كتابه الجواب الصحيح الجزء الثالث طبعة دار العاصمة المملكة العربية السعودية ص 37 قال
وإذا قالت النصارى فالمسيح عليه السلام أقرها قيل المسيح عليه السلام لم يمكن أن يلزمهم بما أوجبه الله عليهم من الإيمان به وطاعته فكيف كان يمكنه أن يغير نسخ التوراة التي عندهم مع كثرتها وهم قد طلبوا قتله وصلبه لعجزه وضعفه وصلبوا شبيهه كما يقوله المسلمون أو صلبوه نفسه كما يقول النصارى فكيف كان يمكنه أن يصلح ما غير منها
فابن تيمية رحمه الله يتماشي مع النصاري في حجتهم لنهايتها ليلزمهم بنتائجها خصوصا في المسائل المرتبطة بصحة الكتابين التوراة والانجيل فتراه يذهب الي ابعد حد وياتي بالدليل مما يظن انه لادليل فيه فيلزمهم به مثل قوله هنا فان كان المسيح نفسه صلب فهو ضعيف ولايستطيع الضعيف الزام غيره بشيء ومن هنا يستخدم ابن تيمية مسالة الصلب دليلا عليهم وكانه يقول فحتي لو قيل بصلبه فان الامر سيكون دليلا لنا علي انه لم يستطع الزامهم بالتوراة او انه يمكنه ان يغير في نسخ التوراة التي يزعمون انها كانت صحيحة لاتحريف فيها
وشبيه بهذه المسالة مسائل الجسد والجسم وبقية الالفاظ والمسائل التي نسبتها الجهمية او غيرهم للرب تعالي ووضعوا تحتها معاني اغلبها باطلة واقلها صحيحة فينزل ابن تيمية الي اقوالهم هذه ويستعمل الفاظهم لاايمانا منه بها ولكن ليقرهم بلوازمها ومنها ماالتزموا بها او يظهر ضدها
فكأنه يقول لهم انه لو قلنا بالجسد والجسم فان المعاني التي نخرج منها هي كذا وكذا وحتي ماتقولون به من ذلك فانه يلزمكم لوازمه ولوازمه تسقط وتهدم وتنفي وتبطل معاني كثيرة وضعتموها
الذي اريد ان اقوله هنا هو ان كثيرون ممن يكرهون شيخ الاسلام نسبوا له القول بالجسم والجسد مع انه لم يقل بذلك ابدا وانما كان يحاجج الجهمية ومن قال بالجسم نفيا واثباتا ووضع تحت اللفظ معاني باطلة واصول فاسدة
ومن لم يفهم طريقة حوار شيخ الاسلام الدقيقة الكثيرة الثمار فسينتهي به الامر الي ان ينسب لشيخ الاسلام ماكان شيخ الاسلام يهدمه من افكار وتصورات وعقائد فاسدة واقوال ضالة
وهذا مانراه في الحوارات علي الانترنت بكثرة ونجد الاحقاد تشتعل والكذب يشتغل والغفل كثر والجهل ضلالة كبيرة وطامة خطيرة
كانت هذه خاطرة وانا اقرا الان من الجواب الصحيح
طارق عبد الباقي منينة(/)
لمن الحكم والتحاكم؟
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 09:09]ـ
لمن الحكم و التحاكم؟
إن السلطة الحاكمة في هذا الكون حسب النظرة الإسلامية ليست لأحد غير الله، ولا يمكن أن تكون لأحد سواه، وليس لأحد أن يكون له نصيب منها، قال تعالى:
?أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ? [النحل: 17]
إن الذي خلق الناس هو أعلم بمصلحتهم منهم لذلك فإن القانون الذي وضعه لهم ليطبقوه في حياتهم هو أصلح قانون لهم وسبب لسعادتهم في الدنيا والآخرة، فهل يتساوى القانون الذي وضعه خالق السماوات والأرض ومن فيهن بالقانون الذي يضعه من لم يخلق شيئاً بل هو مخلوق؟! إن من يملك عقلا سليما يدرك بلا شبه ولا تردد أنهما لا يستويان البتة.
قال تعالى: ?أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ? [الرعد: 16]
عجبا لهم هل وجدوا خالقا مثل الله ليعطوه حق العبادة والحاكمية اللتان لا تكونا إلا للخالق وحده.
وقال تعالى: ?قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ? [الأحقاف: 4]
إن الذين عبدتموهم من دون الله أو مع الله وتركتم حكم الله واتبعتم حكمهم هل خلقوا شيئاً من على سطح الأرض حتى تعطونهم هذا الحق؟! مع أن هذا الحق لا يعطى إلا للخالق وحده.
قال تعالى: ?أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ? [البقرة: 107]
وقال تعالى: ? لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ? [الحديد: 5]
إن السماوات والأرض ملك لله لا يشاركه أحد في هذا الملك لهذا يجب أن يملك هو وحده حق وضع القانون الصالح للسماوات والأرض.
قال تعالى: ? وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ? [الفرقان: 2]
كما أنه ليس لله شريك في الملك فيجب أن لا يكون له شريك في حق وضع قانون لهذا الملك.
وقال تعالى: ? لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ? [القصص: 70]
وقال تعالى: ? إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ ? [يوسف: 40]
إن هذه الآية تبين بياناً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض أن الحكم لله وحده وليس لأحد شيئاً من هذا كائناً من كان.
وقال تعالى: ? لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومن بعد ? [الروم: 4]
إن هذه الآية الكريمة تبين أن الحكم لله وحده في الدنيا والآخرة وفي كل زمان في الماضي والحاضر والمستقبل إلى يوم القيامة وبعد يوم القيامة وفي كل وقت.
قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا? [فاطر: 41]
هذا ولا خلاف بين علماء المسلمين على أن الحاكم هو الله ? وأن حق الحكم لا يجوز إلا لله وحده.
يقول الأستاذ علي حسب الله: " ولا خلاف بين المسلمين في أن الله تعالى يحكم على عباده فيأمرهم وينهاهم، وأن العباد يجب عليهم أن يطيعوه، وأنهم يثابون بالطاعة ويعاقبون بالمعصية ".
ومن توحيده ? أن يكون له وحده حق الحكم والتشريع. يقول جل وعلا: ? وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا? [الكهف: 26]
يقول الشيخ محمد أمين الشنقيطي في تفسير هذه الآية: "قرأ هذا الحرف عامة السبعة ما عدا ابن عامر) ولا تُشْرِك) بالياء المثناة التحنية، وضم الكاف على الخبر، ولا نافية، والمعنى: ولا يشرك الله جلّ وعلا أحداً في حكمه، بل الحكم له وحده جلّ وعلا، ولا حكم لغيره البتة، فالحلال ما أحلّه تعالى والحرام ما حرّمه، والدين ما شرعه، والقضاء ما قضاه، وقراءة ابن عامر من السبعة:) ولا تُشْرِك) بضم الياء المثناة الفوقية وسكون الكاف بصيغة النهي، أي ولا تشرك يا نبي الله، أو لا تشرك أيها المخاطب أحداً في حكم الله جلّ وعلا، بل أخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم. وحكمه جلّ وعلا المذكور في قوله: ?وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا? [الكهف: 26] شامل لكل ما يقضيه جلّ وعلا ويدخل في ذلك التشريع دخولا أولياً. وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الحكم لله وحده لا شريك له في كلتا القراءتين جاء مبيناً في آيات أخرى كقوله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى:
?إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ? [يوسف: 40]
وقوله تعالى:? إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ? [يوسف: 67] وقوله تعالى: ?وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ? [الشورى: 10] وقوله تعالى: ?ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ? [غافر: 12] وقوله تعالى: ?كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [القصص: 88] وقوله تعالى: ?وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [القصص: 70] وقوله تعالى: ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ? [المائدة: 50] وقوله تعالى: ? أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلا ? [الأنعام: 114]، إلى غير ذلك من الآيات".
وعلى هذا الأساس تقوم ركيزة بناء دولة التوحيد، وهذا الأساس هو نزع جميع سلطات الأمر والتشريع من أيدي البشر منفردين ومجتمعين، ولا يؤذن لأحد منهم أن ينفذ أمره في بشر مثله فيطيعوه أو يسنّ قانوناً لهم فينقادوا إليه ويتبعوه، فإن ذلك الأمر مختص بالله وحده لا يشاركه فيه أحد غيره كما قال تعالى:
?إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ? [يوسف: 40]
إن الله ? في هذه الآية يبيّن لنا وبشكل واضح لا لبس فيه أن الحكم بين الناس ليس لأحد غير الله، وأن حكمه هو الذي يجب أن يطاع وإن إطاعة الله في حكمه عبادة، ولهذا لا يجوز العدول عن حكم الله وإطاعة حكم غيره لأن ذلك يعد عبادة لغير الله وشرك به، و في هذه الآية الكريمة يبين الله أن مسألة العدول عن طاعة الله وقبول حكم غير الله هي عبادة لغيره، مسألة لا يعرفها كثير من الناس، ومع هذا فإن عدم معرفتهم بهذه الحقيقة ووقوعهم في هذا الشرك لا معذرة لهم به ولا يجعلهم على هذا الدين القيّم، لأن الدين القيّم الذي يقبله الله ولا يقبل غيره هو إعطاء حق الحكم بين الناس لله وحده وردّ حكم غيره، وبدون ذلك فلا دين صحيح ولا عمل يقبل. لأن حق الحكم والتشريع بين الناس لا يكون إلا لمن يملك صفات الألوهية فإذا أعطي هذا الحق لأي شخص ما فإنه قد أعطي أخص خصائص الألوهية وجعل إلهاً يعبد من دون الله ولو لم يقل له "أنت إلهي"، فإنه بمجرد إعطائه حق التشريع والحكم بين الناس الذي لا يكون إلا لله فقد أعطاه حق الألوهية وجعله إلهاً من دون الله.
الناس أكثرهم يعرفون ويقرون أن من صلى لغير الله أو صام لغير الله أو حج لغير الله فقد عبد غير الله وأشرك، ولكنهم لا يعرفون أن من أطاع غير الله في حكمه فقد عبد من أطاعه وجعله إلها له، لذلك يقول الله تعالى: ?وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ? أي أنهم لا يعلمون أن إعطاء حق الحكم لغير الله هو عبادة لغير الله يعد شركاً بالله.
واعلم أن الله لا يقبل إلا الدين القيّم الذي يكون الحكم فيه فقط لله و ليس لأحد غيره في ذلك نصيباً قلّ أو كثر.
قال تعالى: ? يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ? [آل عمران: 154]
وقال تعالى: ? وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ? [النحل: 116]
وقال تعالى: ?وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الكافرون? [المائدة: 45]
فهذه الآيات الكريمات تصرح بوضوح تام أن الحاكمية وحق التشريع للناس لله وحده لا شريك له. وليس لأحد غير الله وإن كان نبياً أن يأمر وينهى من دون أن يكون له سلطان من الله، فالنبي لا يتبع إلا ما يوحى إليه، قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
?إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيّ? [يونس: 15] وما فرض الله علينا طاعة نبيه إلا لأنه لا يأتينا إلا بأحكامه، وقال تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ? [النساء: 64] وقال تعالى: ?مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ? [آل عمران: 79]
إن الخصائص الأولية للدولة الإسلامية دولة التوحيد كما يظهر من الآيات ثلاث:
أولا: ليس لفرد أو أسرة أو طبقة أو حزب أو مجموعة أو لسائر القاطنين في الدولة نصيب من الحاكمية فإن الحاكم الحقيقي هو الله والسلطة الحقيقية مختصة بذاته تعالى وحده، والذين من دونه في هذه إنما هم رعايا في سلطانه العظيم، فما عليهم إلا اتباع أوامره.
ثانياً: ليس لأحد من دون الله شيء من أمر التشريع، والمسلمون جميعاً لا يستطيعون أن يشرعوا قانوناً ولا يقدرون أن يغيروا شيئاً مما شرع الله لهم.
ثالثاً: إن الدولة الإسلامية لا يؤسس بنيانها إلا على ذلك القانون المشرع الذي جاء به النبي ? من عند ربه مهما تغيرت الظروف والأحوال والحكومات التي بيدها زمام هذه الدولة، فهي أي الحكومات لا تستحق طاعة الناس إلا من حيث أنها تحكم بما أنزل الله وتنفذ أمره تعالى في خلقه، ومن هنا تأخذ الحكومات شرعيتها وهذا يتفق مع بدهيات الأمور، فلماذا يكون من حق الله أن يتدخل في أمور عباده منفردين ولا يكون من حقه التدخل في شكل الدولة مع كونها أهم؟! فهل الله يعلم مصلحة الفرد وخيره وشره ولا يعلم مصلحة الجماعة وخيرها وشرها؟ أو يبالي بأمره ولا يبالي بأمرها؟
وهذا المفهوم عن سلطة الله في الحكم هو تصور المسلم عن الإيمان بالله فليس المقصود بالإيمان بالله، الإيمان بوجوده فقط، فذلك أمر من البدهيات التي لا تحتاج إلى نقاش في نظر الإسلام، فنحن نؤمن بوجود الحجر والشمس والقمر، كما نؤمن بوجود أعدائنا إيماناً لا شك فيه، ومن المقطوع به أن ليس المقصود بالإيمان بالله إيماناً كهذا، فلقد سجل القرآن الكريم اعتراف المشركين بوجود الله حيث قال ?: ?وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ? [الزخرف: 87] وقال تعالى: ?وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ? [الزمر: 38] وقال تعالى: ?وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ? [العنكبوت: 63]
بل سجل إخلاصهم في الدعاء وقت الشدة حيث قال تعالى:
?فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ? [العنكبوت: 65].
فتصور المسلم عن الإيمان بالله: أن الله موجود متصف بصفات الكمال، له الأسماء الحسنى، ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في أسمائه وأنه وحده الذي له الحق بالعبادة، وأنه وحده صاحب التشريع في هذا الكون فمن أعطى لنفسه الحق في إيجاد منهج الحياة أو التشريع فقد أشرك وكفر بالله الكفر الأكبر واتخذ إلهه هواه حتى ولو ادعى الإيمان بالله ورسوله ? لأنه يكون قد أعطى لنفسه حقاً لا يجوز إلا لله تعالى وهو حق الحكم والتشريع للعباد، ففرعون حين قال لقومه:? مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي? [القصص: 38] لم يرم من ذلك إثبات أنه هو الذي خلق الكون، أو أنه يستطيع أن يتصرف بالشمس أو القمر أو الريح أو فيضان النيل، ولم تكن عبادة الناس له بهذا المعنى، وإنما قصد أنه المطاع الوحيد فيهم بما له من سلطان، فإن كل المصريين كانوا يعرفون أن فرعون ليس له من أمر الكون شيء، وأنه ولد كبقية الناس وكبر مثلهم وأنه لا يستطيع أن يتصرف في الشمس أو القمر أو الريح أو غير ذلك، ولكنهم أطاعوه فيما شرع لهم، فمن وضع نفسه من الأمة موضع فرعون هذا - موضع المشرع - فقد نصب نفسه إلهاً عليهم، ومن أطاعه في ذلك فقد عبده من دون الله، إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، فإن الله ? يقول:
? مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ? [النحل: 106]
يفهم من هذه الآية الكريمة أن من تلفظ بالكفر أو فعل كفراً لا يعذر مثله بجهله سواءً كان عن رضا أو عن غير رضا أو كان جاداً أو مازحاً يكفر ولا يسأل عن قلبه إذا كان مطمئن بالإيمان أم لا، لأنه ليس لحكم القلب أهمية هنا، ويستثنى من هذا الحكم من نطق بكلمة الكفر أو فعل كفراً وهو مكره على ذلك فإن المكره إذا كان قلبه مطمئن بالإيمان لا يكفر، أما إذا كان قلبه غير منكر لهذا الكفر فإنه يكفر ولا اعتبار للإكراه الواقع عليه.
وعن سبب نزول هذه الآية قال ابن جرير عن أبي عبيدة محمد بن عمار بن ياسر قال:- " أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتى باراهم (فعل مثل فعلهم) في بعض ما أرادوا فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كيف تجد قلبك؟) قال: مطمئناً بالإيمان، فقال النبي ?: (إن عادوا فعد)."
أما الإكراه المبيح للكفر باشتراط اطمئنان القلب بالإيمان فهو كالقتل والقطع والضرب الذي يخاف فيه تلف النفس أو العضو، أما الحبس والقيد والضرب الذي لا يخاف فيه التلف فلا يدخل في حكم الإكراه المقصود من هذه الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 06:51]ـ
جزاك الله خير أخي على هذا الجمع الطيب
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:33]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 05:25]ـ
بارك الله فيكما ...(/)
تعقيب على سؤال الاخ ابو فايزه بخصوص شركة monaco
ـ[اياد المفرجي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 04:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد.
فان الشركة تعمل وفق نظام الاستثمار واقل مبلغ للاستثمار هو 1000 يورو. لكن الخطأ الذي حصل في السؤال ان الشركة لا تعطي ارباح ثابته للمستثمر. بل ان نسبة الارباح وحسب العقد مع الشركة هي متفاوته.والدليل قبل اشهر كانت والنسبة وحسب سؤال الاخ ابو فايزة 30%؟ أما الان فان النسبة التي تعطيها الشركة هي 35%. قابله للزياده او النقصان حسب ارباح الشركة وهذا شرط موجود في العقد وكل شخص مشترك يعرف هذا الشرط. اضافة لذلك ان التعامل مع الاخر كأن يكون شخص او شركة يجب ان يؤخذ على حسن النية وهذا ما عرفناه عن التعامل في الاسلام. لا ان نشكك في الاعمال انها قد تكون شريفة او غير شريفة. وهذا مبين بالعقد ان الشركة تتعهد للمشترك انها لا تتعامل بالمحرمات مثل المخدرات والتجارة في الدعارة. .
ارجو من فضيلة الشيخ اعادة النظر في السؤال الموجه من الاخ ابو فايزة. وهذا الكلام اكيد والمعلومات مؤكدة ايضا. وبارك الله فيكم فضيلة الشيخ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 05:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي اياد المفرجي وفقه الله لكل خير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله القدير رب العرش العظيم أن تكون أنت وأعضاء المجلس العلمي حفظهم الله في صحة وعافية ... اللهم آمين.
أولا: أنا لست بشيخ بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على حسن ظنك بأخيك المسلم، وإنما أنا طويلب علم، ولكني فهمت مما ذكره أخونا أبو فايزة حفظه الله لما كتبه في سؤاله السابق حول هذه الشركة، فكان جوابي وعلى حسب علمي المتواضع أنه لا يجوز، وقد بينت سبب ذلك، فليرجع عليه.
ثانيا: لقد راجعت موقع الشركة المذكوره لكي أتأكد أكثر، وقد كان ما ذكره وقاله الأخ أبو فايزة، لا ما ذكرته أنت بارك الله فيك، وها أنا ذا أنقل لك ما سطره أصحاب الموقع من أن النسبة ثابتة ولا تتغير وهي 30%، وهو نص كلامهم وباللغة الإنجليزية:
What are we doing and how we manage to pay interest to your investment each month?
Each day we have high volume of dealings. Since it is not cost effective to have all dealers in one place, as an offshore company our dealers are distributed overseas to reduce costs as much as possible. In our head office in Monaco, we can not accept direct customers because it is our main control center however we have many connections with most successful dealers in Stock market, Forex, Bonds, and Funds market all around the world. No matter if we make profit or loss, with the high volume of customers and deals we get everyday we would like to assure you it will not affect your investment at all and you will get your fixed %30 profit each month
وهذه الوصلة للمراجعة والتأكد:
http://www.euronationalfunds.com/SitePages/en/FAQ.aspx?
ثالثا: لكي يطمئن قلبك أكثر، أنظر إلى هذه الوصلة لتتأكد من صحة كلامي والمشار إليه سابقا، وهذه الفتوى هي منسوبة لهيئة علماء المسلمين في العراق، انظر لهذه الوصلة:
http://www.iraq-amsi.org/news.php?action=view&id=26006&5745e92a7d3bd308ea0550da7b521e ce
ومن المعروف جزاك الله خيرا أن هذه العملية من المتجارة محرمة شرعا، وقد استثنى من هذه الحرمة الرافضة، بحجية أنه يجوز للمسلم أن يتعامل بالربا مع الكافر، وفي هذا افتراء وكذب على الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس هذ بمستغرب وعجيبا على صدور هذا من الرافضة، والله أعلم.(/)
اليمن تطلق "هيئة الفضيلة" رسمياً بحضور ممثلي الأمر بالمعروف السعودية
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 07:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صنعاء - جلال الشرعبي
أعلن الثلاثاء 15 - 7 - 2008، رسمياً، عن تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اليمن، تحت اسم "هيئة الفضيلة"، في حضور مئات مشائخ وعلماء التيار السلفي اليمنيين، ومشاركة مندوبين من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية.
وقال بيان إشهار الهيئة التي يترأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس جامعة الأيمان، والمطلوب من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، إن تأسيسها تحت شعار "حتى لا تغرق السفينة" جاء لمكافحة الرذيلة التي انتشرت في المجتمع، وأصبح مواجهتها ضرورة شرعية لإقامة الحد على مرتكبيها وكذا بعد تنامي انتشار المخدرات واختفاء الفتيات وهروبهن إلى أماكن ممارسة الرذيلة. وأضاف: "انتشرت سيديهات الرقص الماجن لفتيات يمنيات مع خليجيين ماجنين، مما ألحق العار باليمن وسمعتها".
وأشار بيان التأسيس إلى أن من المبررات أيضاً لإنشاء هيئة الفضيلة هو "زيادة نشاط المنظمات التنصيرية في اليمن"، وزيادة أخبار الدعارة وتجارة الجنس التي تناولتها الصحافة وجرحت صورة اليمن وأظهرتها بصورة مخجلة. وتابع: "انتشر الإيدز بسبب الدعارة، وتزايد أماكنها العلنية وقد صدرت العديد من الأبحاث والدراسات من الخطر الناجم عن استفحال الرذيلة".
وأشار الشيخ حمود هاشم الذارحي، أحد مؤسسي الهيئة، إلى أن الفقر وتدني الدخل هو السبب في انتشار الرذيلة مع الأمية وتدني مستوى التحصيل الإيماني والتساهل الشعبي.
وتابع العلماء في بيانهم أن انتشار القنوات المشفرة التي تبيع الجنس والرذيلة مع تزايد الاختلاط في التعليم الجامعي والمدرسي والأندية والمطاعم جعل من الضرورة إنشاء هيئة للدفاع عن الفضيلة المنتهكة. واعتبروا أن "ترك مراكز الأنترنت والاتصالات دون رقابة للمتسكعين والمائعين من دول الجوار للمراسلات والرذيلة أمر غير مقبول يجب إيقافه".
وتابع البيان: "إن إنتشار ظاهرة تجارة الأطفال مع دول الجوار، دون أن تحر ك الدولة ساكناً، مع استفحال ظاهرة الزواج السياحي وبث القنوات الفضائية المسلسلات الفاضحة يحتم وجود حراس للعقيدة والأخلاق".
وفي اللقاء الذي عقده علماء ومشائخ ووجهاء اليمن، حضره رئيس قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، شن المؤتمرون هجوماً لاذعاً على الصحافة والصحفيين الذين تعرضوا لهم بالنقد لتأسيس الهيئة. وكانت الهيئة قد باشرت نشاطها في صنعاء بإغلاق 3 مطاعم صينية قالت أنها تمارس الرذيلة وتبيع المنكرات كما قامت بنشاطات في العديد من المحافظات الأخرى.
كما كان للمجتمعين موقف سياسي، إذ أعلنوا إجماعهم على رفض التمرد الذي يقوده الحوثي في صعدة شمال اليمن منذ العام 2004، وطالبوا الدولة "بالاستمرار في الحرب حتى يتم الحسم".
وكانت المعارضة اليمنية، ممثلة باللقاء المشترك، عبّرت عن استياءها من تأسيس الهيئة، عقب لقاء قادة الهيئة بالرئيس اليمني مطلع مايو الماضي، مشيرة إلى تخوفها من خطورتها، وأن الجماعات الدينية المتشددة تسعى إلى فرض نفسها وآرائها على المجتمع لتقييد الحريات التي كفلها الدستور والقانون، مطالبين السلطات عدم الموافقة باعتبارها مخالفة للدستور والقانون".
وبحسب المراقبين، يخفي مشروع الهيئة مفاجآت عديدة، وسط "مخاوف بالغة" لدى بعض فئات الشارع اليمني والرأي العام، خاصة في المحافظات الجنوبية إذ تشير التقارير إلى وجود أكثر من 20 مرقصاً تعمل بموجب تراخيص رسمية في عدن.
يُذكر أن الهيئة التي يترأسها الزنداني رئيس جامعة الإيمان، والمدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين لأمريكا بتهمة "دعم الإرهاب"، بدأت ممارسة مهامها منذ أكثر من عام في محافظة الحديدة الساحلية 256 كم غرب اليمن، من خلال مجموعة من الشباب يقومون بمراقبة من يصفوهم بـ"المخالفين للشريعة الإسلامية والمخلين بالآداب". ونجحت خلال عامها الأول بـ" فرض قانونها الخاص" على مسارات الحياة داخل المدينة، وعلى حركة التنقل بينها وبقية محافظات الجمهورية.
وبدأت فنادق الحديدة تفرض قيوداً على استقبال المرأة دون محرم، بعد مداهمات قامت بها هذه الجماعات لهم. كما فرضت بعض شركات النقل على النساء الراغبات بالسفر، اصطحاب محرم للسماح بسفرهم من وإلى الحديدة. وتقول مصادر إنه بدأ سريان هذه القوانين في الشهور القليلة الماضية، بعدما نجحت الجماعة في إحكام قبضتها على حركة "الأخلاق" في الشوارع، والتحكم بـ "واردات" و"صادرات" السجن المركزي هناك.
رابط الخبر ..
http://www.alarabiya.net/articles/2008/07/15/53126.html
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 10:15]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وأسأل الله أن يثبت هذه الهيئة،ويعينهم على عملهم هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 01:04]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
نعم هكذا يجب أن يعمل أهل الخير والصلاح = الإسلامين , في دولهم عليهم بكسب مواقع جديدة لنشر الخير , وهو أفضل من ظاهر رد الفعل التي ينتهج البعض فترى بعض أهل البدع والأهواء يكسبون مواقع ومعارك في الدولة بينما تجد الصف الإسلامي يغضب ساعة ثم يعود لسباته ..
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 11:44]ـ
أخي رشيد ... أسأل الله أن يستجيب دعاءك ..
أخي الفاضل زين العابدين ... أهل البدع في اليمن للأسف شرهم مستطير بدعم من الدولة لكن حينما بدا لهم سيئات ما عملوا إلتفتت الدولة هناك لأهل السنة والجماعة .. وأستغلها فضيلة الشيخ الزنداني أفضل إستغلال أسأل الله أن يبارك سعيه ويوفقه لكل خير
ـ[ابن رشد]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 02:59]ـ
أخبار مفرحة لكل مؤمن
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 03:21]ـ
أخبار مفرحة حقا، ونسال الله أن يكون مثلها في مصرنا العزيزة.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 04:00]ـ
ونسال الله أن يكون مثلها في مصرنا العزيزة.
آآمين آمين ..
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 07:25]ـ
الهيئة هم حراس الفضيلة ..
أسأل الله أن يعينهم على ما يقومون به من عمل عظيم ..
وجزى الله الشيخ الزنداني على ما يقدمه من عمل في سبيل الله وسبيل نشر الفضيلة في اليمن ..
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 07:53]ـ
جزى الله كل من تفاعل خير الجزاء ...
دعواتكم لهم بالثبات والتسديد ...
وفقنا الله وإياكم ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 09:43]ـ
جزاكم الله خيرا وثبتهم الله وسددهم وعمم الله هذا الخير في سائر بلاد المسلمين ... آمين
ـ[بائع الورد]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 04:50]ـ
خبر يثلج الصدر ويسر النفس ويواسيها في ظل انتشار الفساد العالمي .. خطوة مباركة قامت بها اليمن .. و نأمل أن نراها-بإذن الله- قريباً في الكويت وباقي دول العالم العربي والإسلامي ..
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 08:12]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:11]ـ
الله أكبر ولله الحمد ... أثلجت صدورنا يا صاحب الصواعق المرسلة .. (ابتسامة)
ما أهنأ أهل اليمن بهذا! اللهم اقض لنا مثله في سائر بلاد المسلمين وعجل اللهم من ظهور الاسلام على سائر الأرض .. آمين .. !
ـ[أروع]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 12:26]ـ
نسأل الله أن تكون بأيدي أمينة حتى يقوموا بواجب الأمر والنهي
والله يعين علماء ودعاة اليمن ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 02:04]ـ
جزاكم الله خيرا وثبتهم الله وسددهم وعمم الله هذا الخير في سائر بلاد المسلمين ... آمين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 09:33]ـ
هناك أخبار أن الكويت تدرس موضوع إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
و كذلك الجزائر تدرس أو أنشأت فعلاً شرطة آداب
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 10:35]ـ
شكر الله لكم .. وبارك فيكم ..
نسأل الله التوفيق لنا ولأهل الحسبة ...
....
ـ[جامع البواردي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 05:34]ـ
الحمد لله، الحمد لله، الخير في هذه الأمة مازال باقيا ما بقيت الأمة، فالأمة تمرض لكنها لن تموت بإذن الله، أسأل أن يبارك في هذه الهيئة وأن يثيب القائمين عليها وعلى رأسهم فضيلة الشيخ / عبدالمجيد الزنداني ويجزيهم خير الجزاء اللهم آمين.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 10:34]ـ
الحمد لله ,
شرح الله صدرك للإيمان كما شرحت صدري بهذا الخبر.
واسأله سبحانه ان تخطوا الدول الاسلامية هذه الخطوة الشجاعة لنصبح كما كنا قادة للأمم.(/)
من حقوق علمائنا
ـ[ساموااا]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 08:28]ـ
من حقوق علمائنا
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين ... أما بعد:
فيقول الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ واصفا العلماء في مقدمة " الرد على الجهمية و الزنادقة ":
(فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، و كم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس و أقبح أثر الناس عليهم ... ) ا0هـ
من هذا الكلام ننطلق دفاعاً عن ورثة الأنبياء وبياناً لبعض حقوقهم العظيمة.
إن الوقيعة في العلماء وهز مكانتهم في المجتمع كان ولازال ديدن أهل السوء والضلال وليس هذا بغريب منهم، لكن العجب والغرابة أن تنبت هذه النابتة في الشباب الصالح جرحاً وتعديلاً، تبديعاً وتفسيقاً، تضليلا وتجهيلاً!
إن الشيطان ليسر، وإن الفرحة لتبلغ بأعوانه من الإنس كل مبلغ، إذا رأوا عرى التواصل بين الشباب وعلمائهم تنفصم، و جسور الاتصال بينهم تتحطم، فيصبح حماس الشباب مهمتهم بمنأى عن أناة الشيوخ وحكمتهم، عند ذلك: يكثر الزلل، ويفشو الخطأ، وتتصادم الآراء والأحكام وتضعف قوة الحق، وتعلوا راية الشر، وينشغل أهل الخير بأنفسهم جدلاً ومناظرة، تعقيبا وردا، حسدا وبغضاء. ويخلو الجو لدعاة الضلالة، يبيضون ويفرخون، يرتبون ويخططون، ثم ينفذون دون حسيب ولا رقيب.
إن الواجب على الجميع أن ينتبه لهذا الشَرَك الذي ينصبه لهم الأعداء وأن يحذروا مما حذرهم منه ربهم في قوله تعالى {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال، ويمتثلوا أمره {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (103) سورة آل عمران، و لكي يتحقق هذا الامتثال واقعا عمليا؛ فلنحرص جميعا على نشر الواجبات التالية من حقوق العلماء تدريسا و تطبيقا؛ لترجع الألفة و يقوى التواصل و يندحر العدو و تموت الفراخ.
فمن تلك الحقوق:
1) الدعاء لهم بالتأييد و التسديد فيما يصدر منهم من أقوال و أفعال فإن في ذلك من الخير و البركة على الأمة ما لا يمكن وصفه.
2) الثناء عليهم بما هم أهله و بهذا تقوى كلمتهم عند الخاصة و العامة و ينتشر لها القبول و يعمل بها دون تردد أو تشكيك.
3) الذب عن أعراضهم في المحافل والمجالس، فإن لحومهم مسمومة، وفي هدم مكانتهم في الأمة هدم لتعاليم الشريعة ومناراتها العالية.
4) السكوت عن زلتهم ـ إن وجدت ـ وترك الخوض فيما يقع من كلام بعضهم في بعض؛ فتلك أمور عند أهل الصلاح والتقوى: تطوى ولا تروى.
5) زيارتهم والتناصح معهم تطبيقا لقول النبي ? (الدين النصيحة).
6) حضور دروسهم ومجالسهم ومن ثَمَّ نشر أقوالهم وفتاويهم بين الناس.
7) إطلاعهم على حقائق الأمور والمستجدات وتوضيح ما يشكل منها بدل أن تصلهم المعلومة ناقصة ومشوهة.
8) التأكد منهم شخصيا فيما ينسب إلى بعضهم من أراء وتصورات تفهم خطأ وذلك هو الواجب بدل غيبتهم وتنقصهم.
والله المسؤول أن يؤلف بين قلوبنا ويهدينا سبل السلام إنه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 04:40]ـ
قال النووى فى اداب العالم والمتعلم انه يجب على المتعلم تأول كلام العالم ما ان وجد لذلك مساغا وبفتدى تخطيئه
وهم ابائنا أدبيا
ويرجح الشيخ مصطفى العدوى فى كتاب فقه التعامل مع الوالدين أنه يجوز أن تقول للعالم فداك أبى وأمى
وقال الشيخ ناصر العقل فى شريط حوار مع الاحداث أنه بالاستقراء فيما يعلم أنه ما تكلم أحد من طلبة العلم فى العلماء ونالوا منهم الا ابتلوا)
وقال الشيخ بكر ابو زيد أنهم شهود الشرع والطعن فيهم طعن فى الشرع
مقولة الامام الشافعى الحر من تعلم تعلم لفظة ووداد لحظة وكم تعلمنا منهم من اللفظات (وان لم هو من مشايخنا فكم له من تلاميذ) وكما أنهم هم الذين زرعوا فى قلوبنا الوداد المبنى على الايمان وكل لحظة وداد نعيشها مع انفسنا او مع الاخرين هم السبب فيها
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 04:45]ـ
ولأن العلماء ومكانتهم ليست لعبة يتلهى بها لكل من أراد
ثم ان الشيخ محمد اسماعيل ذكر ان وضعية العالم او ما يسميه الناس المترفين اليوم (برستيج) لابد من المحافظة عليها وهو مطلب سلفى ونقد اى طالب علم لعالم ينافى هذا المطلب
جواب عن شبهة
أمثالالعلماء لهم ان يتفوهوا بالفاظ غير لائقة وليس للطلبة ان يقابلوهم أو يقلدوهم فى ذللك (انظر الفصل الذى عقده الشيخ محمد اسماعيل فى كتاب حرمة اهل العلم) فى ذلك فى أخر الفهرس
ـ[ساموااا]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 07:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على هذه النقول المفيدة(/)
لم لا نعلم غيرنا؟
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 12:00]ـ
الحمد للهِ الواحدِ الأحدِ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَهُ؛ أمّا بعدُ، كنت أصلي بالمسجد مسبوقا صلاة المغرب فلما قمنا لإتمام الصلاة سمعت من بجانبي يقرأ الفاتحة قراءة لا تفهم فلما أتم صلاته قلت له ممكن أن تقرأ علي الفاتحة فقال أفعل فقرأ وما يحسن منها شيئا فقلت كم من سنة وأنت تصلي فذكرخمسا وثلاثين سنة فقلت سبحان الله الا تعلم أن قراءة الفاتحة في الصلاة فرض، لم لا تتعلم فقال لم ينبهني لهذا أحد.
فمن يتحمل المسؤولية؟،لم لاتقام دروس تعليمية في المساجد؟، لم لا نتعلم؟، لم لا نجتهد في تعليم الآخرين؟ مع أننا أمة العلم والتعلم ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ {5} اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} {5} سورة العلق.
إفتتح الله وحيه بأمر القراءة والعلم وماذلك الا لشرفه وفضله بل وأمر بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله (وقل ربِّ زِدني عِلمَاً) سورة طه وإن المؤمن المتشبع بروح الإسلام لايشبع بالعلم قال قتادة: لو كان أحد يكتفي من العلم بشئ لاكتفي موسى عليه السلام، ولكنه قال للخضر عليه السلام: (هل أتبعُكَ على أن تعلمَني مما عُلِّمتَ رُشداً) سورة الكهف.
فهذا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر من المدينة إلى مصر لأنه بلغه أن صحابيًا اسمه عبد الله بن أُنَيس كان مقيمًا بمصر روى حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لم يسمعه سافر ليسمع منه فلقيه فقال له: أنت سمعت كذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأقره ذلك الصحابي أنه سمعه من رسول الله، هكذا كانوا يهتمون لتلقي العلم، عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن عن أنس (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يُرِدِ اللهُ به خيراً يفقهه في الدين)
رواه البخاري ومسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ". مسلم.
وهذا ابن أبى حاتم الرازى يقول:
مكثت في مصر سبع سنوات، لم أذق فيها مرقة، نهاري أمر على الشيوخ وبالليل أنسخ وأقابل النسخ، وفي يوم ذهبنا لموعد شيخ فوجدناه عليلاً فمررنا بالسوق فوجدت سمكة فأعجبتني فاشتريتها وانطلقنا إلى البيت فجاء موعد شيخ فتركناها وانشغلنا عنها ثلاثة أيام حتى كادت أن تنتن فأكلناها وهى نيئة.
أما أبو جعفر محمد بن جرير الطبري فاقرأ عنه غير مأمور، نشأ الشيخ وترعرع وطلب العلم منذ نعومة أظفاره، وسرعان ما تفتح عقله، وبدت عليه علامات النجابة وأمارات النبوغ حتى قال عن نفسه: " حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة ".
وطالب العلم أجره مضاعف روى الطبراني في الكبير ورواته ثقات عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر , ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر. .
طلب العلم أفضل من النوافل،وافضل من الصدقة.فعن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه قال:" تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة؛ وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، ومنار سبيل أهل الجنة، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة يقتصّ آثارهم، ويحتذى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في ظلهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام، ومداومته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء "
لم لا نعلم غيرنا العقيدة الصحيحة؟،والعقائد الفاسدة كادت أن تدخل كل بيت.
لم لا نعلم غيرنا سنة نبينا؟ وأصحاب البدع تراهم في كل مكان،والله المستعان.(/)
الناس ثلاثة، فرَجلٌ، و نصفُ رَجُل، ولا رَجُل.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 09:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
.الناس ثلاثة، فرَجلٌ، و نصفُ رَجُل، ولا رَجُل
1ـ فأما الرجل فذو النور الذي أشرق الحق على فؤاده،وأضاءت مصابيح الهدى في قلبه،فتلاشت سحائب الريب،وتناثرت غمائم الشك حوله،ومزق له حجب الحقائق فهدي الى صراط مستقيم،واطمأن بالأمن والإيمان،وسمع نداء الحق تبارك وتعالى واستعد له" ياأيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية " الفجر."أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه " الزمر.هل رأيت – رحمك الله – منظراً أحسن وأجمل من نور الرجال الصالحين؟! وهل رأيت – حفظك الله– سعادة ألذ من إيمان المؤمنين؟ قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً " النحل. فدلت هذه الآية على إكرام الله تعالى للرجال والنساء الصالحين بالسعادة في الدنيا. وقال الله عز وجل: "ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب"غافر. وهل شاهدت – وفقك الله – ماءً طاهرأأطهر من عبرات النادمين؟ قال الله تعالى "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً "الإسراء.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي القرآن " قلت: يا رسول الله أقرأ عليك، وعليك أنزل؟! قال "إني أحب أن أسمعه من غيري " فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئت إلى هذه الآية " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً"النساء. قال "حسبك الآن "فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان. متفق عليه.
وهل رأيت – أصلحك الله – جنة في الدنيا أزهر وأريح من جنة المؤمن وهو في جوف الليل يتعبد؟ قال تعالى" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءاً بما كانوا يعملون "السجدة.
2ـ وأما الذي هو نصف الرجل،فهو الذي استبدت به مطالب الحياة فصار عبداً لشهوته، عبداً لماله،عبداً لسلطته،فهو لا يفهم الحياة الا أكلا وشربا ونوماًولهواً ولعباً قال تعالى "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ" الكهف. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "تعس عبد الدينار؛ تعس عبد الدرهم؛ تعس عبد الخميصة؛ تعس عبد الخميلة؛ إن اعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس؛ وإذا شيك فلا انتفش. طوبي لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، اشعث راسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة، كان في الحراسة، وغن كان في الساقة، كان في الساقة، إن إستاذن، لم يؤذن له، وإن شفع، لم يشفع له"
3ـ وأما الذي ليس برجل فهو الذي لايعلم سبب وجوده، لايعلم من نفسه إلا أنه يمشي على الأرض قال تعالى"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس, لهم قلوب لايفقهون بها, ولهم أعين لايبصرون بها, ولهم آذان لايسمعون بها, أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون".
وقال تعالى"إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيراً لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " التوبة. وقال عز وجل " أمواتٌ غير أحياء". سورة النحل.
وفي الأخير أقول إن أصبت فيما سطرته، فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.(/)
منتدى الإعلاميات الأول
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 11:05]ـ
تغطية منتدى الإعلاميات الأول ...... الرياض.
أجرت تغطية المحررة: سامية العمري.
بحضور من جمع من الإعلاميات أقامت مؤسسة الرشيد للأعلام برنامج منتدى الإعلاميات الأول في يوم الثلاثاء الثاني عشر من رجب لعام 1429هـ، بدأ البرنامج في الساعة السادسة مساءً بكلمة ترحيبية من الأستاذة / آسية الرشود عضوة منتدى الإعلاميات، ثم كلمة الدكتورة الجوهرة العمر رئيسة منتدى الإعلاميات حيث وضحت من خلالها أهداف المنتدى وما يصبو لتحقيقه ومن ضمن هذه الأهداف:
1/ توحيد جهود الإعلاميات.
2/ نشر الوعي والثقافة الإعلامية الهادفة.
3/ إيجاد ملتقى دوري للإعلاميات والمهتمات بالعمل الإعلامي والاستفادة من أفكارهن وخبراتهن.
4/ استثمار الطاقات المتميزة وتدريبها بما يخدم النشاط الإعلامي.
5/ إثراء الساحة الإعلامية بمشاركات نسائية إيجابية ودراسات علمية.
6/ تبني الأفكار المتميزة وتنفيذها.
ويقدم المنتدى للعضوات المنتسبات له:
1/ مواد إعلامية مرئية ومقروءة لرفع مستوى الوعي بما يدور في الإعلام الصحفي والمرئي.
2/ السعي لعقد دورات إعلامية مخفضة.
3/ مجموعة بريدية للتواصل وموافاة العضوات بالمستجدات والأخبار الإعلامية.
4/ اشتراك مخفض بنسبة 50% في مشروع ريادة تحصل من خلاله المشتركة على اثني عشر بحثاً واثني عشر تقريراً متخصصة في مجال الإعلام.
ثم نوهت الدكتورة الجوهرة العمر إلى آلية تسديد الاشتراكات في مشروع ريادة وقيمته بعد التخفيض بنسبة 50% هو (250) ريال أما منتدى الإعلاميات فالاشتراك به مجاناً.
ثم فتحت الدكتورة الجوهرة المجال للحاضرات لطرح أي استفسار أو مداخلة فيما يخص الموضوع.
بعد ذلك توجهن الحاضرات لأداء صلاة المغرب، ثم متابعة بقية فقرات البرنامج حيث ألقى الدكتور / محمد بن عبد العزيز الشريم رئيس تحرير مجلة الأسرة سابقاً ورقة عمل بعنوان (التحديات أمام الإعلامية السعودية الصحافة أنموذجاً) حيث جاء فيها:
ما هي الصحافة النسائية؟
هناك نظرتان للصحافة النسائية وهما:
1/ تحددها هوية الكاتب (وهي الشائعة).
2/ تعتمد على هوية المخاطب.
ثم بين الدكتور تاريخ الصحافة النسائية السعودية ,وقد كانت صحيفة عكاظ هي أول صحيفة تنشئ قسماً نسائياً برئاسة الأستاذة: سارة القثامي، ثم تلتها صحيفة الرياض عام 1401هـ رأستها الأستاذة خيرية السقاف، ثم صحيفة المدينة، ثم البلاد وبقية الصحف.
ثم أورد الدكتور محمد بعض التحديات التي قد تواجه الإعلامية في مسيرتها ومنها:
1/ تحديات مهنية:
* عدم وجود برامج إعلامية جامعية أو معاهد متخصصة، أو ندرتها حيث يوجد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم للإعلام لكن نأمل بالمزيد.
*قلة فرص التدريب واكتساب الخبرة في الصحف والمجلات القائمة.
* ضعف الإقبال على الدورات الإعلامية وبالتالي قلتها مع أن بعضها تكون مجانية أو بأسعار رمزية.
* فرص العمل المحدودة والتعاون هو السمة الغالبة، فإدارة التحرير لا ترغب بتوظيف مبتدئة فتلجأ إلى التعاون معها وإعطائها مقابل مادي لكل عمل تقوم به.
2/ تحديات إدارية:
* قلة الدخل والمكافآت باستثناء المناصب العليا.
*اعتماد العمل بأسلوب التعاون لا التوظيف.
* وصاية الرجال: ولا تعني القيادة فالقوامة للرجل لكن لا يجب أن نبالغ في هذا المفهوم وخاصة في العمل الصحفي.
* حصر عملها في موضوعات تتناول قضايا المرأة فلا نجد للمرأة حضوراً في بعض المجالات الهامة أو تناول للقضايا المعاصرة فأغلب ما تتناوله المرأة هي موضوعات التعدد وقضية قوامة الرجل ولا اعتراض لكن ينبغي أن لا يكون هو الميدان الوحيد الذي تتناوله.
* عدم تقدير الظروف المرضية والأسرية.
3/ تحديات شخصية:
* الزوج والارتباطات الأسرية.
*صعوبة العمل في أوقات مختلفة.
* صعوبة التنقل والسفر.
* الأطفال والعناية بهم وهي من أكبر التحديات أمام المرأة ونجاحها يعتمد على إيجاد جيل صالح وعنده يكون أداؤها أفضل.
4/ تحديات اجتماعية:
* نظرة المجتمع لعمل الصحفية: فهناك نماذج قد تكون سيئة فتكون نظرة المجتمع لكل صحفية هي نفس النظرة لهذه السيئة وهذا خاطئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
* اضطرارها للتعامل مع الرجال وقد تكون محدودة لكن تكون سبب في الحرج لها ,وقد تؤدي لفقدانها للعمل بشكل كامل.
* إعلان اسمها الصريح واسم العائلة: فهناك من تكتب باسم مستعار نظراً لوجود موروث اجتماعي خاطئ يمنع من إعلان اسمها مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد حرجاً في ذلك.
* عدم تعاون الأهل فقد لا تجد الصحفية من يقوم بإيصالها لمقر عملها أو قد تجد الرفض لهذا العمل.
* النظرة القاصرة لكونها امرأة: الإعلام ليس رسالة بل عمل: فكثير من العاملات في هذا المجال يعتبرن عملهن فقط لمجرد الوظيفة وليس لتأدية رسالة وبهذا لن يكون عملها مؤثراً.
5/ تحديات فنية:
* تكرار طرح القضايا: الحجاب، العباءة، النمص ,وهذه القضايا تشغل عقول كثير من العاملين في هذا المجال وهي مهمة لكن هناك أمور أهم.
* الاستغراق في الهموم الخاصة: الطلاق، التعدد والمفهوم الخاطئ للقوامة وينبغي أن لا تعطى هذه القضايا أكبر من حجمها.
* البعد عن القضايا الساخنة التي يهم المجتمع والعالم سماع صوت المرأة الناضج حولها.
* الاعتماد على المواد التي يسهل الحصول عليها بدلاً من البحث عنها.
* العرض التقليدي المعتمد على الوعظ والتلقين.
* الميل نحو الطرح المثالي البعيد عن الواقع.
*التركيز على الفئة المحافظة والاستجابة لرغباتهم وإهمال احتياجاتها.
* التركيز على الجوانب السلبية في المجتمع بلغة متشائمة بدلاً من التوازن.
ثم لخص الدكتور ما جاء في ورقة العمل بعدة نقاط:
* العقبات أم المحاذير، المساواة في العمل أو الظهور المتبرج فيجب الموازنة بينهما.
*الفرص أم التجاوزات الاختلاط – الاحتكاك بالرجال.
* نظرة المجتمع: تطبيع الأخطاء أم ترشيد الفرص وأقلمتها لتناسب ظروفها.
* الرؤية غير المحافظة ترى أهمية إقتحام المرأة لجميع المجالات التي يعمل بها الرجال بلا تحفظ.
* الحديث عن الصورة الذهنية للإعلامية: ترويض المجتمع ليقبل بالمخالفات أم تهيئته ليقبل بالدور المفترض.
*العمل الإعلامي النسائي ليس سلاحاً ضد الرجل أو المجتمع.
* العمل الإعلامي يمكن أن يساعد المرأة لتنال حقوقها المشروعة.
* سمو المقاصد ونبل الأهداف لا يضمنان جذب الجمهور للوسيلة الإعلامية، فضلاً عن التأثر بها.
* لا بد من الإقناع وطمأنة قلوب الجماهير حتى تنجح الإعلامية في إيصال رسالتها.
* أهمية التخطيط لرفع المستوى والتحول من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف.
* صناعة المواقف وتشكيل الآراء بدلاً من ردة الفعل.
* التمكن قبل التمكين.
وفي نهاية الجلسة أجاب الدكتور محمد الشريم عن أسئلة الحاضرات.
الورقة الثانية من البرنامج قدمتها الأستاذة / أسماء بنت راشد الرويشد (مشرفة موقع آسية الإلكتروني) حملت عنوان (الإعلام بين الثوابت والمتغيرات) بينت من خلالها أن الإعلام هو نفسه الدعوة إلى الله وإن تنوعت الأساليب فهو في النهاية دعوة والدليل على ذلك وجود بعض وسائل الإعلام المنضبطة التي تقدم رسالة إعلامية هادفة مثل قناة المجد وغيرها من الفضائيات الملتزمة.
ثم انتقلت الأستاذة أسماء إلى ضرورة أن يشعر من يعمل في هذا العمل أنه داعية إلى الله فالإعلام رسالة إصلاحية تحتاج للتخطيط ووضع الأهداف ليكون سيرها منسجم مع ثوابتنا الإسلامية ولذلك تم اختيار هذا الموضوع للتحدث فيه.
نحن نواجه تحديات كثيرة ومنها ما أورده الدكتور محمد الشريم في حديثه وقد وضحها بشكل وافي لكن تظل هناك بعض المبادئ الشرعية التي ينبغي أن نتذكرها ونستصحبها في طريقنا الإعلامي فأحياناً يضطر المرء لتغييب المبدأ في سبيل تحقيق الهدف والغاية وهذا أمر يجب التنبه له ويجب أن يكون هناك موازنة بينهما من خلال التجديد والتغيير.
ثم بينت ما المقصود بالثوابت والفرق بينها وبين المبادئ والقيم فقالت:
الغاية الكبرى من الوجود الإنساني هو العبادة لله عز وجل، وليس العبادة فقط ,بل إخلاصها لله وإفراده بها، ولذلك فنحن نحمل هذه الرسالة الإعلامية ونريد بها وجه الله تعالى، وندين له بها، وندعو إليه بها ولذلك نحن لدينا ثوابت تميزنا عن غيرنا والعبودية أهمها.
والقيم والمبادئ تختلف عن الثوابت حيث أن الثوابت أكثر شمولية، وهي تكون خارج مجال الاجتهاد أما القيم والمبادئ فمصادرها هي مصادر التشريع التي من خلالها نحكم أقوالنا وأفعالنا، فيجب أن نفرق بين الثوابت والمتغيرات، والجدارة أن يجمع المرء بين الثوابت والمتغيرات بطريقة متوازنة لا يغلب جانب على الأخر، فنحن ننطلق من ثوابتنا والمتغيرات وسائل وطرق تجعلنا ننطلق نحو التميز ولا بد من الجمع بينهما حتى لا نفقد قيمنا وثوابتنا ونواكب التغيير.
الأمر يحتاج لعلم بالثوابت، والعلم بها يجعلنا نسير في هذه الحياة بمنهج ثابت، والداعية لابد أن يكون لديها إلمام بالثوابت الرئيسية التي لا يجب أن تحيد عنها، فالخطاب الإعلامي بجميع قوالبه يجب أن يتطلب تجديد وكعاصرة بشروط:
*المعرفة بالثوابت * الموازنة بينها وبين وسائل المعاصرة.
ثم بينت الأستاذة أسماء موقف الإسلام من خروج المرأة في الفضائيات ووسائل الإعلام فلا مانع من ذلك بضوابط محددة وذكرت أنه يجب الحذر من التنازل عن الثوابت في سبيل تحقيق الأهداف والغايات.
بعد ذلك تناولت موضوع الأصالة والمعاصرة فقالت: ليس من السهولة الجمع بين الأصالة والمعاصرة لكن لابد أن يكون الإعلامي على علم بفقه الواقع ومواكبة الأحداث ومعرفة ما يدور في المجتمع، فلا بد من وجود إلمام ثقافي ديني، والانفتاح على القنوات التي يكثر حولها الجدل والقراءة الفكرية المعاصرة التي من شأنها تنمية الفكر والإدراك.
وفي نهاية كلمتها فتحت المجال للإعلاميات لطرح مداخلات وأسئلة ومناقشتها معهن ,وبعد ذلك تم تناول طعام العشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 12:58]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم شيخنا الكريم
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 04:23]ـ
وبعد ذلك تم تناول طعام العشاء.
بارك الله فيك، وبعد ذلك تم تناول طعام العشاء "بوفيه مفتوح"،
المؤتمرات كثيرة
والمنتديات أكثر
والتوصيات جيدة
لكن التنفيذ هو بيت القصيد!!
ليتهم في المنتدى القادم لا يناقشون مواضيع مستجدة
بل يناقشون ماذا قالوا في المنتدى الأول
ثم ماذا عملوا بالتوصيات
وهل الإعلام تقدم خطوة إلى الأمام لصالح الإسلام والأمة وإصلاح الإعلام؟!
أم تقدم للوراء خطوات، وكانت النتيجة مجرد عشاء بعد اللقاء الناجح، وبين اللقاء والعشاء لم ينسوا كتابة التوصيات .. ؟!!
شكر الله لك أخانا الكريم ..
ـ[ابن رشد]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 02:56]ـ
ممتاز
ونريد التنفيذ
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 07:43]ـ
/// وفيكما بارك، ولكما شكر، وأحسنتما -أحسن الله إليكما-(/)
خواطر عن نكاح الكتابيات .... و عن جواز مودة أهل الكتاب
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 03:06]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
فمعلوم في شرع الله الحكيم أن الحلال قد يكون حلالا بإطلاق أي لا يؤجر فاعله و لا يأثم تاركه و لا العكس
كما أن الحلال قد تحتف به قرائن فتجعله مستحبا بل واجبا و قد تحتف به قرائن أخرى فتجعله مكروها أو حراما
و معلوم أيضا بما لا يدع مجالا للشك أن الله تعالى قد أحل للمسلم أن ينكح امرأة كتابية.
و قد نص تعالى على ذلك بقوله
" الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ "
لكن بنظرة متأنية حول هذا الحكم نجد أن هذا التحليل ليس بإطلاقه ....
فمعلوم عند الفقهاء أن النكاح عموما يدور بين الأحكام الخمسة على الرغم من أن الأصل فيه هو الإباحة
فالمباح عموما في شرعنا يتغير حكمه بتغير ما احتف به من قرائن
فلما كثر في زماننا هذا إخوان اليهود و النصارى و الذين يتحججون بجواز نكاح الكتابيات على حبهم لأوليائهم من اليهود و النصارى رأيت من المهم أن أسرد شيئا من هذه القرائن التي تحتف بالحكم الأساسي فتنقله من الجواز إلى الكراهة أو التحريم
فالله تعالى أسأل أن يرزقنا الإخلاص و التوفيق
أوالي وضع تلك الخواطر تباعا إن شاء الله
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 03:10]ـ
بداية
ماذا عن الحب؟؟؟
لا أتصور
كيف لمؤمن يحب الله و رسوله بل الله و رسوله أحب إليه مما سواهما كيف له أن يعاشر امرأة تقول قولا تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا؟؟؟
كيف له أن يعاشر امرأة تكذّب الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم و لا تؤمن له؟؟؟
كيف لمؤمن هذا إلا أن اضطرته لهذا الحاجة الشديدة أو الضرورة القسوى؟؟؟
و لعل في قول صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم كما أخرج البيهقي بسنده
عن أبى الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله عنهما يسأل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال:
تزوجناهن زمن الفتح بالكوفة مع سعد بن ابى وقاص ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيرا فلما رجعنا طلقناهن
وقال لا يرثن مسلما ولا يرثهن ونساؤهم لنا حل ونساؤنا عليهم حرام
فلعل هذا الأثر يؤكد المعنى الذي أرمي إليه في البداية و هو أن المؤمن - و ليس المسلم - لايقبل أبدا بهذه المعاشرة إلا إذا اضطر إليها اضطرارا
و إلا كان ذلك قادحا في حبه لله و لرسوله صلى الله عليه و سلم
يتبع إن شاء الله(/)
لِسَان الدين بن الخطيب بين القضَاء والشِّعر ..
ـ[أبو الأشبال الشافعي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 12:18]ـ
السلام عليكم ..
أريد حَولَ هذا القاضي:
1 - بعضَ المعلومات مما قد لا تكون موجودةً بكثير من المصادر ..
2 - بعض الرسائل التي تكلمت حَولَ هذا الرجل على كل المستويات: فكرية - تاريخية - أدبية - لغوية ...
3 - بعضَ المواقع التي من الممكن أن تكون قد تكلمت عن هذا الرجل ...
...
شكرًا، وجزى الله الجميعَ خيرًا!(/)
توني بلير منهم رسالة ترحيب ومنا رسالة ترهيب وتثريب
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 01:37]ـ
توني بلير منهم رسالة ترحيب ومنا رسالة ترهيب وتثريب
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
- كنت جالسا في بيتي أطالع بعض الكتب , وإذا بالمحمول يرن , فأتيت به ورددت علي المتصل , فرد علي السلام , ثم قال لي: أعلمت يا شيخ؟ فقلت له: وما الذي حصل؟ فقال: توني بلير سيزورنا يا شيخ , فقلت له: سيزور غزة!!! فقال: نعم سيزور غزة , ولقد رحبت (الحكومة الراشدة) بزيارته , فاستئذنت من المتصل وأغلقت الجوال , وهمت على وجهي , ووضعت يدي على وجنتي , وجلست أفكر وأفكر وأفكر في هذا الخبر .....
-ثم قلت في نفسي: لو كان العلمانيون هم من استقبل بلير , لما كان الأمر غريبا , فالكل يعلم أن بريطانيا وفرنسا , ودول الاستخراب قاطبة , ما خرجوا من بلادنا , إلا بعد أن تركوا وراءهم , عملاء يرعون مصالحهم , ويدافعون عن أهدافهم في منطقتنا , يحاربون ويقضون على كل من يقف في وجه هذه المصالح وهذه الأهداف , بغض النظر عن هوية وقرابة ودين هذا المخالف , فمصالح دول الاستخراب عند طواغيت العرب , مقدمة على كل شيئ , وهذا الأمر- وبلا شك - واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
- ولكن العجيب حقا ان تقوم حركة إسلامية و (حكومة راشدة) باستقبال أمثال هذا الكافر (المدعوا بلير) , وترحب به , وتعد قدومه مكسبا عظيما , ولا أخفيكم سرا بأنني حاولت أن أتفهم ذلك , فلم أستطع تفهمه على الإطلاق.
-أحبتي في الله: وبينما أنا اتكلم مع نفسي بهذا الكلام , إذ سمعت هاتفا من داخلي يقول: وهل في زيارة بلير محذور شرعي؟ رجل يمثل الرباعية الدولية يريد أن يزور غزة , هل نزل من السماء حجر؟!!! فقلت لنفسي: وهل نسيت يا نفس عداء هذا الرجل وشعبه ودولته للإسلام والمسلمين , وإلا فقولي لي: من الذي أسقط الخلافة الراشدة؟!!! قولي لي: من الذي احتل أرضنا ولسنين طوال , وسام أهلنا سوء العذاب , من المغرب الإسلامي مرورا بمصر وانتهاء ببلاد الشام؟!!! , قولي لي: من الذي سرق خيراتنا؟!!! ودنس مقدساتنا؟!!! وانتهك أعراضنا؟!!! , قولي لي: من الذي مزقنا وشتتنا إلى دويلات متناحرة , تفصل بيننا الحواجز والحدود , وعبر الاتفاقية المشؤمة - سايكس بيكو - قولي لي: من الذي مكن اليهود من فلسطين وأهل فلسطين , ففعلوا بنا الأفاعيل وحتى يومنا هذا؟!!! , قولي لي: من الذي فعل بالمسلمين في أفغانستان والشيشان وماليزيا واندونيسيا والصومال والعراق ما يندى له الجبين , وتقشعر لهوله الأفئدة , وحتى اللحظة الراهنة؟!!!! أليس هو بلير ودولته وشعبه وأهل دينه؟!!!! أم عندكم رأي آخر؟!!!
- أحبتي في الله: وعجبت وحق لكم أن تعجبوا من قول أحد أقطاب (الحكومة الراشدة) بأن غزة مفتوحة للجميع , حاشا العدو الصهيوني , فقولي لي أيها العقلاء: فمن يدعم العدو الصهيوني؟!!! أليست هي بريطانيا ومن نهج نهجها!!! , يا هؤلا ء أذكركم إن كنتم قد نسيتم , فإنكم قد علمتمونا يوما بأن:" الكفر ملة واحدة " , قال الله تعالى:" وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" , إنني عندما سمعت كلام القوم والذي أصنفه في باب السخف من الكلام , تذكرت المثل الفلسطيني القائل: " مش قادر عالحمار أجا للبردعة " أو ذلكم المثل الذي يقول " وين ذانك يا جحا " وأشار بيده اليمنى على الأذن اليسرى , مع أن وصول يده إلى الأذن اليمنى أقرب وأسهل , حقا إن هذا هو زمن العجائب , (ولسا ياما حنشوف).
- أحبتي في الله: هل من يرحب ببلير , أو بأي كافر محارب لله ورسوله عنده عقيدة ولاء وبراء؟ هل هو ممن يحب في الله؟ ويغضب في الله؟ يعطي في الله؟ ويمنع في الله؟ ينصر إخوانه ابتغاء وجه الله؟ .... أترك الإجابة لكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن نصرة المسلم لأخيه المسلم باليد وإلا فباللسان وإلا فبالقلب , واجبة ومفروضة , وإن النصر باليد واللسان أمر واضح , والإشكال الواقع في كيفية النصرة بالقلب , فكيف ننصر إخواننا بالقلب؟ والجواب: أن النصر بالقلب يكون ببغض كل من يؤذي إخوانك و ويوصل الضرر إليهم , وأن تفارق مجالس من يؤذي إخوانك إذا جمعك بهم مجلس , وأن تعبس في وجوههم إذا رأيتهم , قال عرقوب بن عتريس الشيباني: "إذا رأيت الرجل يفعل منكرا وما كنت تستطيع تغيير منكره بيدك ولا بلسانك , فليس أقل من أن تعبس في وجهه " , هكذا تكون النصرة في سبيل المولى - سبحانه وتعالى - , قال الله تعالى:"وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" , وكما عند أحمد وأبي داوود وحسنه الألباني من حديث جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته "
- أحبتي في الله: ولا بد أن نعلم بان الترحيب بهذا المجرم واستقباله وحراسته , مظهر من مظاهر الرضى بما عمله بالمسلمين , وإلا فكيف لك أن تكرم عدو الله , ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دعائه: " إنه لايعز من عاديت ولا يذل من واليت " , نعم إن الترحيب بهذا الرجل يدخل من حيث نشعر أو لا نشعر في باب الرضى بأفعاله , والقاعدة الشرعية تقول: "الراضي بالشيئ كفاعله " , ودليل هذه القاعدة , قول الله تبارك وتعالى:" وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا " , وقوله جل شأنه:" وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" , وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه ". رواه ابن ماجه والترمذي وصححه. وفي رواية أبي داود: " إذا رأوا الظالم فم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب ". وفي أخرى له: " ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيرون إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب " , وإن الترحيب ببلير ليس فقط سكوتا على المعصية , بل هو إقرار للمعصية , فيكون إثم المرحبين به أعظم من إثم العلماء الذين سمعوا بدخوله , ثم لم يغيروا ساكنا.
- أحبتي في الله: ولعل بعض المتحزبين يقول لنا: بالنسبة لما تفعله بريطانيا مع المسلمين فهي من قضايا الشأن الداخلي , بين بريطانيا والدولة المسلمة المعتدى عليها!!! , ولا تظنوا أن هذا امرا مستعجبا , فقد قيل قبل ذلك عن قضية الشيشان بأنها: شأن داخلي , ومن قال هذا الكلام أحد القادة المؤسسين لحزب (الحكومة الراشدة) , ولكن ويا للأسف لو كانت عذابات بريطانيا للمسلمين شأن داخلي , فإن للشعب الفلسطيني ثأرا وثأرا كبيرا عند بريطانيا , أليست هي من مكن لليهود؟!!! ويدعم اليهود حتى هذه اللحظة.
- إن استقبال بلير والترحيب به , خيانة لهذة الأمة بالعموم , وللشعب الفلسطيني ولدماء الشهداء الذين قتلهم بلير بالتسبب على وجه الخصوص , وليعلم قادة (حكومتنا الراشدة) بأن اليهود يفرضون عقوبة مغلظة على كل قيادي عندهم يزور دولة معادية , فكيف بمن يستقبل عدوه اللدود , بل ويرحب به وهو يدين لله بالإسلام!!! لا شك أن الأمر جد خطير.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أحبتي في الله: وبعد أن سمعت خبر ترحيب (الحكومة الراشدة) ببلير , انكرت ذلك وأعظمته , سرا وجهرا , فقال لي أحدهم: يا أخي: نحن لا نحب بلير ولكن الأمر كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - " إننا لبش في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم" فقلت له: هذا حديث لا أصل له , ولكن لعلك تقصد الحديث المتفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: " ائذنوا له فبئس أخو العشيرة " فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه. فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله قلت له: كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " متى عهدتني فحاشا؟؟ إن شر الناس منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره " وفي رواية: " اتقاء فحشه " , وأنا أعلم أنك تريد أن تقول لي من خلاله: ان النبي بش لهذا الرجل مع انه يضمر العداء له وهذا حالنا مع بلير , فأقول: حقا نحن نعيش في زمن لي أعناق النصوص وتحريفها وتوجيهها وفق مصالحنا الشخصية ونزواتنا الخاصة , وإلا فهل ترتب على طلاقة وجه الرسول لهذا الرجل محذور شرعي؟ أو هل يفهم من طلاقة وجه النبي له رضى عن منكر من المنكرات - كما هو الحال مع بلير -؟ بالتاكيد الإجابة ستكون بأنه لا يوجد محذور شرعي من طلاقة وجه النبي عند مقابلته لهذا الرجل , وإلا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى محارم الله تنتهك , تغير وجهه , واحمرت أوداجه , وظهرت عليه ملامح عدم الرضى , وبرز عل محياه عدم الارتياح , وسأضرب على ذلك مثالا واحدا خشية الإطالة: أخرج ابن ماجه في سننه وحسنه الألباني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم قال فقال عبد الله بن عمرو ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه" , فيا ترى: لو رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلير , هل كان سيبش في وجهه ويرحب به ويخرج له حراسات لتحرسه؟ ام كان سيأمر بقتله وإراقة دمه؟ في ظني المتواضع: ستكون الإجابة هي الثانية , وهنا أستنهز الفرصة لأشكر كل من خطط لقتل هذا الطاغوت , وأقول له: أجرتم بنيتكم وصح فيكم قول ربكم:" وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا " وأقول لكم باللهجة الغزية " خيرها في غيرها إن شاء الله تعالى "
- أحبتي في الله: تحدث بعض الإخوة أمامي عن بلير وزيارته , فقال بعضهم: أليست (الحكومة الراشدة) قد أمنته , ألسنا معاشر المسلمين , يسعى بذمتنا أدنانا؟!!! أليس الله يقول:" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ " , فقلت رويدكم يا إخواني: إن ما قلتموه لا ينطبق على بلير بمثابته رأسا من رؤوس الكفر , فأمثاله ليس لهم عهد ولا ميثاق , قال الله تعالى:"فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ" , وإن رسول الله لما دخل مكة أمر بقتل بعض القرشيين حتى ولو كانوا معلقبن بأستار الكعبة , ولما أسر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكافرين في بدر , فاداهم إلا عقبة بن أبي معيط , فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتله , لأنه كان رأسا من رؤوس الكفر , فالواجب علينا تجاه مثل هذا الكافر لا أن نستتقبله (بالكرافات) لنحميه , بل كان الواجب ان نستقبله بالهاونات والآربيجيهات لنقضي عليه , ونتقرب بقتله إلى الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أحبتي في الله: أمثال هؤلاء لا بد ان يقتلوا , ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه , أن يقود الناس ويجيشهم في مواجهة الدين الحق والمنهج الرباني , قال الله تعالى:" فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ " , وليس كما فعل البعض قطعوا الذيل وتركوا رأس الأفعى , التي ستعاود وبلا شك لقتالهم وقتالنا من جديد.
- أحبتي في الله: جاء لي أحدهم وقال لي: أنت تنكر علينا استقبال بلير , فماذا تقول في مفاوضات النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أعدائه؟ فقلت له: وهل بلير يأتينا للمفاوضات؟ بالطبع لا , إذن قياسك مع الفارق , ثم هل يسمح للمفاوض بالتجوال (وشم الهوا) في بلد أعدائه كما سيفعل بلير؟ ثم هل ستفاوضونه برؤى مستمدة من الكتاب والسنة؟ أم برؤى وضعية بشرية؟ كل هذا لا بد أن تضعه في حسبانك , وأنت تريد تشريع دخول بلير بناء على مفاوضات النبي مع الكفار , سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم , وقياس عقيم.
- فما إن أنهيت كلامي حتى صرخ محدثي قائلا: المصلحة تحتم علينا أن نرحب به , فقلت له هدإ من روعك قليلا لأحدثك , أي مصلحة هذه التي تتحدث عنها؟ أتعد زيارته لمؤسسات وكالة الغوث مصلحة؟!!! أتعد افتتاحه لمشروع الصرف الصحي - الجاهز أصلا - مصلحة؟!!! أتعد مجرد قدومه مصلحة؟!!! أعلم أنك ستقول: بأن قدومه يعني الاعتراف بنا , وأنا لا يهمني كثيرا اعترف أو لم يعترف , المهم أن يعترف بنا الله تعالى , نعم ما ذكرته من المصالح , ولكنها مصالح ملغاة , مصالح موهومة , نعم هي المصالح الدنيوية الدنية , هي المصالح على حساب جراح الأمة , ومقدساتها ودماء أبنائها والمآسي التي مرت بها , على يد بلير ودولته وشعبه ومن كان على دينه , هي مصالح ولكن على حساب الولاء والبراء , هي مصالح ولكن لم ينزل الله بها من سلطان , هي مصالح ولكنها لا تقنع إلا السذج , ولسنا منهم بمن الله وبكرمه.
- أحبتي في الله: أود ان انبه أن ما فعلته (الحكومة الراشدة) لا يرقى إلى درجة الردة , كما تفوه به البعض , وحكمه هذا نتج من شدة حماسته وغيرته على الدين , والأمر يعد في دائرة الكبائر , وهو منزلق خطير , لأن علماءنا علمونا أن: " الإصرار على الصغائر بريد الكبائر والإصرار على الكبائر بريد الكفر "
- (حكومتنا الراشدة): إليك بعض المواعظ الربانية , عساك ترجعين إلى رشدك , فتسعدين في الدنيا والآخرة وتسعدينا , أول موعظة هي قول الله تعالى:" فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ " , أما الموعظة الثانية فهي في قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا" , أما الموعظة الثالثة فهي في قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " أما الموعظة الرابعة فهي في قوله تعالى:" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ " , أما الموعظة الخامسة فهي في قوله تعالى:" وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ " أما الموعظة السادسة والأخيرة فهي: " وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ"
- أحبتي في الله: وأخيرا أقول: تبا للتمييع , تبا للتنازل عن الثوابت , تبا للتقية , تبا لسياسة تلوين الوجوه , تبا للمصلحة الموهومة التي أصبحت إلها يعبد من دون الله , تبا للتعصب للباطل وبالباطل , تبا للشبه السخيفة التي ما كنا نسمعها إلا من العلمانيين والملحدين , فبتنا نسمعها من الإسلاميين البرلمانيين , وحسبنا الله ونعم الوكيل , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن بثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم:أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 03:44]ـ
أخي الكريم
أنت متحامل على حماس بحماس، وأستغرب لماذا يُنظر لهذه الحكومة نظرة محاسبية على كل شيء والعالم كله واقف ضدها من غربٍ صليبي وعربٍ مسلمين؟ هل تريد من الحكومة الراشدة أن تكون حكومة عُمرية وهي محاصرة لا حول لها ولاقوة؟
ليتكم في غزة تقفون صفا واحدا ضد المد الرافضي وتتمردون على الخلافات الفرعية التي تضعفكم وتقوي عدوكم!!
هل باستطاعتك أن تقود حماس (أو غزة) خيرا من قادة حماس؟
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 04:39]ـ
أخي الكريم: تحامل بالحق أم بالباطل؟ ثم إن هذ المقال يندرج تحت النصيحة لله ورسوله والمؤمنين , ثم إن وقوف العالم ضدها من غرب صليبي ليس مبررا ان نسكت على هفواتها وأخطائها الكثيرة والخطيرة , ثم إنهم يساهمون وعبر سكوتهم بل وتمجيدهم في بعض الأحيان في انتشار الروافض , (لأن إيران هي اليوم من يدعم حماس) , والله يا أخي , كنت واقفا معهم ,أذود عن حياضهم , يوم كانوا على الحق ولم يتلبسوا بالسياسة القذرة التي ضيعوا فيها تحكيم الشريعة والولاء والبراء وأشياء أخرى , ولكن الحق أحق ان يتبع , وأقول لك: (ولا ازكي نفسي غلى الله) أستطيع ان أقود حماس وغزة أفضل من حماس ووفق ضوابط الكناب والسنة , وذلك يكون بالتوكل على الله وبتوفيقه , والصبر على طاعته.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 04:50]ـ
أخي الكريم
أنت متحامل على حماس بحماس، وأستغرب لماذا يُنظر لهذه الحكومة نظرة محاسبية على كل شيء والعالم كله واقف ضدها من غربٍ صليبي وعربٍ مسلمين؟ هل تريد من الحكومة الراشدة أن تكون حكومة عُمرية وهي محاصرة لا حول لها ولاقوة؟
ليتكم في غزة تقفون صفا واحدا ضد المد الرافضي وتتمردون على الخلافات الفرعية التي تضعفكم وتقوي عدوكم!!
هل باستطاعتك أن تقود حماس (أو غزة) خيرا من قادة حماس؟
لا فض فوك
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 05:08]ـ
أرجوا ان تكون الردود شرعية لا عاطفية حماسية , وأقول: (الشمس لا تغطى بغربال)
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
أرجوا ان تكون الردود شرعية لا عاطفية حماسية , وأقول: (الشمس لا تغطى بغربال)
يا حبيبي، معك حق الردود ينبغي أن تكون شرعية في الأصل
لكن كما يقول ابن القيم رحمه الله: معرفة الواجب شيء، ومعرفة الواجب في الواقع شيء آخر
فإن كان لا بد من الإنكار، فليكن إنكارك على المصيبة العظيمة: على خذلان مليار مسلم عن نصرة المستضعفين وركونهم إلى الدنيا (وأنا أولهم!)
فزلات (حماس) المستضعفة مهما كثرت، فهي لا شيء أمام جريمة الأغنياء الأقوياء (بل وكثير من العلماء!) الذين رفعوا شعار التقريب والحوار والهوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:39]ـ
يا حبيبي، معك حق الردود ينبغي أن تكون شرعية في الأصل
لكن كما يقول ابن القيم رحمه الله: معرفة الواجب شيء، ومعرفة الواجب في الواقع شيء آخر
فإن كان لا بد من الإنكار، فليكن إنكارك على المصيبة العظيمة: على خذلان مليار مسلم عن نصرة المستضعفين وركونهم إلى الدنيا (وأنا أولهم!)
فزلات (حماس) المستضعفة مهما كثرت، فهي لا شيء أمام جريمة الأغنياء الأقوياء (بل وكثير من العلماء!) الذين رفعوا شعار التقريب والحوار والهوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون
أخي الكريم كلها مصائب لابد من إنكارها , ولا شك أن مصيبتك أعظم , فحسبنا الله ونع الوكيل على الطواغيت وعلمائهم.
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:41]ـ
يا حبيبي، معك حق الردود ينبغي أن تكون شرعية في الأصل
لكن كما يقول ابن القيم رحمه الله: معرفة الواجب شيء، ومعرفة الواجب في الواقع شيء آخر
فإن كان لا بد من الإنكار، فليكن إنكارك على المصيبة العظيمة: على خذلان مليار مسلم عن نصرة المستضعفين وركونهم إلى الدنيا (وأنا أولهم!)
فزلات (حماس) المستضعفة مهما كثرت، فهي لا شيء أمام جريمة الأغنياء الأقوياء (بل وكثير من العلماء!) الذين رفعوا شعار التقريب والحوار والهوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون
أخي الكريم كلها مصائب لابد من إنكارها , ولا شك أن مصيبتك أعظم , فحسبنا الله ونع الوكيل على الطواغيت وعلمائهم , وأما حماس فالضعف الذي هي به ليس مبررا لها على استقبال اولمرت , أما كلام ابن القيم فلا أدري ماذا تريد منه.
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:42]ـ
يا حبيبي، معك حق الردود ينبغي أن تكون شرعية في الأصل
لكن كما يقول ابن القيم رحمه الله: معرفة الواجب شيء، ومعرفة الواجب في الواقع شيء آخر
فإن كان لا بد من الإنكار، فليكن إنكارك على المصيبة العظيمة: على خذلان مليار مسلم عن نصرة المستضعفين وركونهم إلى الدنيا (وأنا أولهم!)
فزلات (حماس) المستضعفة مهما كثرت، فهي لا شيء أمام جريمة الأغنياء الأقوياء (بل وكثير من العلماء!) الذين رفعوا شعار التقريب والحوار والهوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون
أخي الكريم كلها مصائب لابد من إنكارها , ولا شك أن مصيبتك أعظم , فحسبنا الله ونعم الوكيل على الطواغيت وعلمائهم , وأما حماس فالضعف الذي هي به ليس مبررا لها على استقبال بلير , أما كلام ابن القيم فلا أدري ماذا تريد منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:49]ـ
بالشرع لا بالعاطفة:
الأمور يا أخي تساس حسب الأولويات، وعند تعارض المصالح مع المفاسد يقدم درء المفسدة، ولو سُسْتَ غزة يا اخي الكريم وطبقت المنهج الذي ترتضيه لعمل مجلس الأمن اجتماعا استثنائيا وأعطوا اسرائيل إشارة الضوء الأحمر لاحتلال غزة عن بكرة أبيها وإرسالكم إلى محكمة لاهاي!!
الأخ رجل من المسلمين أصاب في قوله، فاستثمر نشاطك حفظك الله في التقريب لا في التنفير، واستنكر جريمة ترك أهل غزة وبقائهم دون نصير!! فالأولويات مقدمة على ما سواها، واسأل نفسك:
لماذا تتلقى حماس دعما من ايران؟
ولو أنصفتَ لقلتَ: " إلا ما اضطررتم إليه " ...
نحن نعرف أن لحماس هفوات كما لمعارضيهم هفوات
ولكن الظرف يجبرك أن تقدم الأصل على الفرع
والواجب على المندوب
وتدرأ المحرم قبل المكروه
أنار الله عقولكم للحكمة وألف بين قلوبكم ..
لا تختلفوا ......... ثم تتهموا المسلمين بخذلانكم!!
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 03:06]ـ
"قال الله تعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " "
وقال:" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وقال:" وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا " وقال: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " وقال:" وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا " وقال: وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " , أقرب على حساب ترك تحكيم الشريعة وتحكيم القوانين الوضعية , أقرب على حساب عقيدة الولاء والبراء , أقٌرب على حساب السكوت عن نشر المذهب الرافضي من قبل البعض في غزة , أقرب على حساب نشر صيت الروافض ومدحهم لأنهم يدعموننا , يا أخي اتق الله , اتق الله , اتق الله واعلم أخي: انني لا أعلم عن نفسي إلا أنني قدمت الأصل على الفرع , دعنا من العموميات , وارجع أخي الكريم واقرا عقيدة اليقين بالله وبنصره مجددا , اقرأعقيدة الولاء والبراء مجددا , اقرأ عن الروافض مجددا , وانظر ماذا جر دعم الروافض على مشروع محمد صلى الله عليه وسلم من ويلات , ثم بعد ذلك تعال لنتحاور , لا لشيئ إلا للوصول للحق.
ـ[رهج السنابك]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 01:20]ـ
بارك الله بكم
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 03:49]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
لقد قرأت هذا " المقال " إن صحّ التعبير، فوجدت فيه غيرة رجلٍ على دينه و حسرة مهمومٍ على وطنه وشفقة محبٍّ لبني جلدته، فما استطعت إلاَّ أنْ أقولَ:
صَبْراً جَمِيلاً مَا أَقْرَبَ الفَرَجَا * * * مَنْ رَاقَبَ اللهَ في الأُمُورِ نَجَا
مَنْ صَدَقَ اللهِ لَمْ يَنَلْهُ أَذَى * * * وَ مَنْ رَجَاهُ يَكُونُ حَيْثُ رَجَا
- الولاء و البراء من عقيدة أهل السُّنَّةِ والجماعة، قال النَّبيُّ (ص):" أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَ تُقِيمَ الصَّلاَةَ و تُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتُنَاصِحَ المُؤْمِنِينَ وَ تُفَارِقَ المُشْرِكِينَ " (رواه النَّسائي وأحمد)
وقال أَيضاً (ص):" مَنْ أَحَبَّ للهِ وَ أَبْغَضَ للهِ فَقَدْ إِسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ " (رواه أبو داوُد)
وقال أَيضاً (ص):" أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ الحُبُّ فِي اللهِ وَ البُغْضُ فِي اللهِ " (رواه أحمد)
قال أبو الوفاء بن عقيل:" إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزّمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبَّيك، وإنّما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشَّريعة، عاش ابن الرّاوندي والمعرّي - عليهما لعائن الله - يُنضِّمون و ينثرون كُفراً ... وعاشوا سنين، وعُضِّمت قبورهم واشتريت تصانيفهم، وهذا يدلّ على برودة الدين في القلب " ...
ويقول الشيخ سُليمان بن محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله:" فهل يتمُّ الدِّين أ, يُقام على الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر إلاَّ بالحبّ في الله والبغض في الله، ولو كان النَّاسُ متَّفقين على طريقة واحدة ومحبّة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانا بين الحقِّ والباطل، ولا بين المؤمنين والكفّار، ولا بين أولياء الرّحمن وأولياء الشيطان ". . .
وقال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله:" فأمَّا معاداة الكفّار والمشركين،فاعلم أنَّ الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك وأكَّد إِيجابه وحرّم موالاتهم وشَدَّد فيها، حتَّى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلّة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التّوحيد وتحريم ضدِّه " ...
وقال شيخ الإِسلام ابن تيميّة رحمه الله:" إنَّ تحقيق شهادة لاإله إلاَّ الله يقتضي أن لا يُحَبَّ إِلاَّ لله ولا يُبغَضَ إِلاَّ لله ولا يُوادَ إِلاَّ لله ولا يُعادى إِلاَّ لله و أن يُحَبَّ ما أحبّه الله و يُبغَضَ ما أبغضه الله " ... والحمد لله ربِّ العالمين.
------- و لو أنِّي لا أُوافقك على وصفك حكومة حماس بـ (حكومة راشدة)! .. فالكلُّ سواء ...
-أخوكم: أبو حسّان محمّد الذّهبي ...(/)
التحقيقات جارية في حادثة الاعتداء على مذيعة القناة الفضائية
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 01:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخميس, 17 يوليو 2008
فهد زيدان - جدة
سيناريو مرعب عاشته المذيعة البندري أحمد “المذيعة في إحدى القنوات الفضائية التي لا زالت في طور التجهيز للبث”، فقد غطت الحادثة الإنسانية التي شهدها مبنى القناة بجدة على فرحة المذيعة بانضمامها للقناة الجديدة.
وطالب عدد من الإعلاميين بقرار واحد لا غيره وهو محاسبة المعتدي وإيقافه حتى لا يتكرر السيناريو مع إعلاميين آخرين.
هذا وقد استكمل مركز شرطة الشمالية بجدة التحقيقات الأولية في حادثة الاعتداء على المذيعة البندري أحمد، من قبل مديرها التنفيذي في القناة داخل مكتبه،
وانتهت الشرطة من التحقيقات بعد أن تم الاستماع للشهود وللأطراف الأساسية في القضية.
وتعود تفاصيل الحادثة (حسب مصدر موثوق) عندما قام المدير التنفيذي “المعتدي” بتهديد المذيعة بإخراجها من المقر على “نقّالة”، ثم قام بالاعتداء عليها بالشتم والضرب عندما قابلت تهديده لها ببرود تام، بالإضافة إلى الإهانات والاستحواذ بالقوة على هاتفها المحمول وتحطيمه بقدمه وأخذ “كارت الذاكرة” الخاص لمدة 24 ساعة، وعلى اثر ذلك مُنحت المذيعة إجازة طبية من العمل جراء الاعتداء عليها ويفيد تقرير طبي بتعرضها لكدمات قوية في الكتف واليد اليسرى.
وأضاف المصدر أن هناك إلحاحا قويا من المدير التنفيذي ومطالبته للمذيعة بخلع حجابها أو لبس ألوان مختلفة للحجاب وهذا ما رفضته المذيعة تماماً، فقام بعد ذلك بإصدار قرار تعسفي بنقلها خارج جدة وتغيير مسماها الوظيفي.
****
هذه هي الحرية في الدين اللبرالي
هذه هي اللبرالية - بمقاييس اسلامية - كما يزعمون.
هذه هي حقيقة الحياة اللبرالية عندما تتحكم بالأكثرية
هذا أكبر أكبر دليل على أن الدين اللبرالي لا يخالف الإسلام - كما يزعمون -.
هذه البداية يافتياتنا وما زال مسلسل الظلم والظلام اللبرالي سيستمر مادام أنكم ستسيرون خلف أوهام حقوق اللبرالية الكاذبة.
سبحان الله الموضوع على الشبكة " ناقص " فقد قرأت الموضوع في جريدة المدينة " الورقية " وفيه فضيحة قوية للسديري ولأمينه , ونسأل الله أن يفضح هؤلاء اللبرالين - المنحرفيين أخلاقيا ودينيا - وأن يكشف أمرهم لدى العامة.
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 04:20]ـ
هذه هي الحرية في الدين اللبرالي
هذه هي اللبرالية - بمقاييس اسلامية - كما يزعمون.
هذه هي حقيقة الحياة اللبرالية عندما تتحكم بالأكثرية
هذا أكبر أكبر دليل على أن الدين اللبرالي لا يخالف الإسلام - كما يزعمون -.
هذه البداية يافتياتنا وما زال مسلسل الظلم والظلام اللبرالي سيستمر مادام أنكم ستسيرون خلف أوهام حقوق اللبرالية الكاذبة.
سبحان الله الموضوع على الشبكة " ناقص " فقد قرأت الموضوع في جريدة المدينة " الورقية " وفيه فضيحة قوية للسديري ولأمينه , ونسأل الله أن يفضح هؤلاء اللبرالين - المنحرفيين أخلاقيا ودينيا - وأن يكشف أمرهم لدى العامة.
الليبراليون يطالبون بالحرية، فإذا مسك أحدهم الزمام صار دكتاتورا ومتسلطا لا يعترف بالحرية ..
ففي الإعلام إقصائيون
وفي الرأي منحازون
وفي التوجه غربيون
ولبلادهم خائنون
ولدين آبائهم كارهون
مرة ليبراليون غرب
ومرة ماركسيون شرق
ومرة الجمع بين الأضداد
الغاية عندهم تبرر الوسيلة
لكن الوسيلة عند غيرهم يجب أن لا تبررها الغاية!
وإذا تحقق لهم انقلاب حولوا الأخضر يابسا
واليابس رمادا
وصفّوا كل من ناوأهم بالسلاح والسجن والتعذيب
يقول أحدهم وهو ينفث حقدهم ضد الإسلاميين:
((والذي أتمناه أن تفرض ضرائب محلية على المطاوعة تسمى ضريبة إساءة وضريبة إرهاب
لابد أن يدفع المطاوعة ثمن الضرر الذي ألحقوه بنا وبسمعة بلدنا
ينبغي ألا يستفيد المطاوعة من المزايا التي يستفيد منها المواطن الصالح
فالتعليم المجاني أو العلاج أو استخدام المرافق العامة على سبيل المثال يجب ألا يستفيد منها هؤلاء الإرهابيون
ينبغي أن يضيق عليهم الخناق اتقاءً لشرهم ودفعا لضررهم فلا يسمح لهم بحرية التحرك أو الانتقال إلا وفق ضوابط مشددة)) ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 04:03]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يرجو بني علمان خيراً ** كراجي الروح في الجسد الرُفاتِ
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله في الإخوة جميعهم.
ما رأيكم إخواني في أن نحول الحديث وجهة أخرى؟
فنتوجه إلى موقف المذيعة لا إلى موقف من اعتدى عليها
فالمعتدي على أية حال يسير سيرة الشيطان المعهودة منذ إخراج آدم وحواء من الجنة:
(ينزع عنهما لباسهما ليريهما ما ووري عنهما من سواءتهما)
ونماذج هذا الصنف- للأسف- متكاثرة متكررة
لكن يخفف من خطورتها أنها في جمهورها غير محسوبة على الصف الإسلامي
أما المشكلة في تصوري فتبدو في موقف المذيعة التوسطي ظاهريا الترقيعي حقيقة
فقد أرادت أن تجمع بين نقيضين
أو لنقل ابتغت أن تقيم صلحا بين متخاصمين
يحمل كل منهما للآخر العداء كل العداء
العفاف والتحلل
فأوقعت الغيور على دينه في حيرة
أيعتب عليها لرضاها بالدخول إلى هذه الأماكن المشبوهة والرضا بمنكراتها؟
أم يحفظ لها حفاظها على حجابها وتحملها الأذى من أجله
(هذا إن صحت نيتها ولم تكن المسألة مجرد مواقف شخصية استفزازية)؟
وليس معنى قولي حيرة أن الحكم في مثل هذه الأمور من المتشابهات
كلا، بل هو من أوضح البينات ... حرااام باتفاق!!
وإنما قصدت توضيح الاضطراب الذي وقع فيه جماعة وصفهم الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال:
" .. إلا ما قد أشرب من هواه .. "
فربما تجد أحدهم يشدد في أمور لا تثريب على من تركها
في الحين الذي يتجافى هو فيه عن أصول مهمات من أصول الدين ويراها هامشية
وخلاصة لفتتي أن خطر هؤلاء لا يقف عند حدهم
لأنهم في الغالب يحسبون على الصف الإسلامي بما يتمسكون به
فتؤخذ مواقفهم كلها لمن لا يحققون وكأنها دستور
هؤلاء أجدر في ظني أن يتقى شرهم
وربي يعلم أنني لم أكتب هذه الكلمات شماتة في المذيعة
فمن منا يشمت في هتك ستر مسلمة؟!
بل يعلم ربي أنني أصلا لم أقصد المذيعة عينها
وإنما قصدت التعميم على الصنف الذي تنتمي إليه
لأنني لا أعرفها ولا أعرف حالها الآن ولعل الله أن يتوب عليها
اللهم تب على نسائنا ونساء المسلمين واسترهن بسترك الجميل
دمتم في حفظ الله
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 10:32]ـ
اللهم تب على نسائنا ونساء المسلمين واسترهن بسترك الجميل
دمتم في حفظ الله
آمين ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 12:37]ـ
بروك فيكم
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 01:42]ـ
جزاكم الله خيرا و بوركت مساعيكم
اللهم تب على نسائنا ونساء المسلمين واسترهن بسترك الجميل
آمين آمين ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:18]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=128498#post12 8498
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 07:01]ـ
الذي أظنُّه أنها لعبة محبوكة لا داعي من تضخيمها فإن في إبراز قصة إجبارها على نزع الحجاب شكُّ في نفسي.
أبو تميم التميمي(/)
نونية التنديد بمؤتمر مدريد - حامد بن عبدالله العلي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 01:55]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
هذه قصيدة رائعة للشيخ الحبيب الصادع بالحق حامد بن عبد الله العلي حفظه الله تعالى في تعليقه على مؤتمر الخوار في مدريد!!
نونية التنديد بمؤتمر مدريد
حامد بن عبدالله العلي
اليوم قُرّي يا بلادي أعْيُنا **هذا الحوارُ مع اليهود تطنطنا!
وبدا ليقطعَ كلَّ بغْضٍ بينَنا ** بالحُبِّ والحُضْن المُمهَّد والثَّنا
متوشِّحاً حبَّ اليهودِ ورافعاً ** دينَ النصارى عالياً مُتمكِّنا
سرْ يا حوارُ على الأنام مبشّراً** (مدريدَ)، (أميركا)،وأي ضاً (لنْدنا)
أنَّ العداوةَ لن تعودَ، وأرضنا** هبةٌ لكم يا عائثينَ بأرضنا
قمْ يا حوارَ العزِّ! غير منازعٍ ** رُدَّ المفاخرَ،والمآثرَ، والسَّنا
وأعدْ لنا عهدَ الرشيد ومجدَه ** والقدسَ والأقصى عزيزاً بيننا
قبِّل خدودَ المعتدين فإنهَّم ** للَّثْمِ أهلٌ، لا الصوارمُ والقنا
أحسنْ إليهمْ كلَّما حاورتهمْ ** أسلمْ محارمَنا، وداهِنْ مُذْعنا
!!!!!
أنحاربُ العدوان؟! كلاَّ، عندنا** جيشٌ إذا خاض المعاركَ ما انْثنى
جيشٌ إذا اقتحم الحوارَ مُجلْجلاً **ردَّ المظالم كُلَّها وتمكَّنا
تبَّا لمن قال السيوفُ تعيدُنا ** للمجدِ والعزِّ المؤثَّل والمُنى
تلك السيوفُ تحبُّها أعداؤُنا ** أما الحوارُ فكلُّ شيءٍ عندنا
إنْ دمَّر الأعداءُ شعباً مسْلما** أو حاصر الأعداءُ شعباً مؤمنا
إنْ مزَّقوا الأطفالَ في أوطاننا ** هتكوا النساءَ الطاهرات تديُّنا
فلنعْطهمْ حسنَ الحوار فما دروْا** أنَّا نُعدُّ إذا غُزينا الأُلسنا
!!!!
لو كنت أهجوَ إنْ هجوتُ تحقُّراً ** لهجوت من دون الأنام تفنَّنا
قوماً قد اتخذ الهوانُ قلوبهم ** ونفوسَهم يأوي إليها مسْكنا
صاروا لأطماع الأجانب سُخْرةً ** يتحيَّنون بنا التخاذل والونى
وسعوْا لمصلحةِ العداةِ،وفعلُهم ** سِرّاً، وأحيانا جِهاراً معلَناً
وغدوْا لهم عوناً علينا، كلَّما ** قام الجهادُ، فهدَّموهُ وما بنى
تبَّا لمنْ قد خان عزَّ بلاده ** يبْغِي البعيدَ على البلاد مهيمنا
حتى الفتاوى بالجهادِ تحرفَّتْ **فاحت روائحُها شميماً مُنْتنا
لُعنتْ فتاواهُم وكلُّ مُداهنٍ ** للمعتدين فحقُّه أن يُلعَنا
...
ويلٌ لكمْ واللهِ إنَّ حوارَكمْ ** بالخاءِ لا بالحاءِ، مفضوحٌ لنا
(مدريدُ) تبكي لاتريد حواركم ** بل تشتهي الراياتِ تُعليِ ديننا
غُصبتْ لأنَّ ولاتَنا أمثالكم ** والعلمُ أصبح للدراهم والدُّنى
يا أرضَ أندلسٍ فعُذْرا إنهم **ليسوا سوى ألقاب خِزْيٍ، أوكُنى
فترقَّبي الأُسْدَ الغضاب جهادهم ** قد صار طبعا في النفوس وديدنا
...
في وحيِنا أنَّ الفضائلَ كلَّها ** دون الجهاد ألاَ فنعَم المجتنى
ما إنْ تَظَللُّ أمةٌ بظلالِهِ ** إلاَّ أُعزِّت من هناك ومن هنا
واستوجبَ الفضلَ العظيم لأنَّه ** بالمجدِ يأتي، والسناءَ المقتَنى
لاتجُْلَبُ الأمجادُ إلاَّ بالقَنا ** والمصلتاتُ البارقاتُ تُعزِّنا
والحرُّ فينا من يذودُ حياضَه ** والمكرمات، ودينَه، والموطنا
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 03:33]ـ
نحن نريد الحوار، لكن الغرب لا يريد إلا تطبيق مخططه
اليمين المسيحي المتصهين يعمل على عودة المسيح والمشروط عندهم بتقوية دولة إسرائيل، وهناك نحو 200 معهد في أنحاء الولايات المتحدة تخرّج طلاّباً مؤمنين بأفكار الحركة التدبيرية وبقرب هرمجدون النوويّة ضد العرب المسلمين، وأنه من بين كل أربعة أصوليين إنجيليين هناك ثلاثة أشخاص ينتمون للحركة التدبيرية ويعتقدون أن وقوع كارثة نووية هو وحده فقط الذي يمكن أن يعيد المسيح إلى الأرض .. فضلا عن أنه من بين 80 ألف قسّيس إنجيلي يذيعون يوميا برامج فإن الأكثرية الساحقة منهم ينتمون إلى التدبيريين، وهم يبثون عبر 1400 محطة دينية في أمريكا رسالة تحت عنوان " هرمجدون قادمة "، مفادها أنه " لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح، وأن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة (تخريف وكفر)، وضد كلمة الله والمسيح ".
فهل يتنازل النصارى عن هذا ويخلصون في الحوار كما نخلص؟
وهل يكفون عن القول بأن اسرائيل مهدد أمنها وأن الفلسطينيين إرهابيون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أم أن التقية تعدت الرافضة وصارت مذهبا عالميا يؤمن بها الأغلبية؟
يريدون والله يريد ..
"والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمونت"
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:22]ـ
جزى الله العلامة الشيخ حامد على ثباته
نحسبه من الطائفة المنصورة الظاهرة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 02:06]ـ
جزاك الله خيرا أخى محمد
أنا لا أعلم أي حوار يكون بين رجل يعبد الله وآخر يعبد الصليب وثالث يعبد البقر ورابع يعبد بوذا وخامس وسادس.
فبعد أن طلبوا من أهل الستة التقريب مع الراوفض يطلبون الآن التقريب مع النصارى واليهود والهندوس
وإنا لله وإنا إليه راجعون
لاتجُْلَبُ الأمجادُ إلاَّ بالقَنا ** والمصلتاتُ البارقاتُ تُعزِّنا
والحرُّ فينا من يذودُ حياضَه ** والمكرمات، ودينَه، والموطنا
يقول صاحب كتاب الفرقان في بيان حقيقة التقارب والتسامح بين الفرق والأديان
((وقد يقول قائل:
ما فائدة إخراج مثل هذه الرسالة بكشف حقيقة ما يُسمَّى (بالتعايش والتسامح والتقريب بين الفرق والأديان) وأنَّ ذلك لن يُقدِّم ولن يؤخر إلاَّ أن يشاء الله؟.
إنَّ الدعوة إلى ما يُسمَّى: التعايش مع الآخرين .. الانفتاح .. التسامح .. الإخاء الديني (1) .. الحرية .. المساواة .. السلام العالمي .. الإنسانية (2) .. العالمية (3) .. نبذ التعصب الديني , التعددية في الحوار الفكري , احترام الرأي الآخر .. التغيير , نبذ كل ما يُخالف الفكر الوسطي , تبادل الحضارات والثقافات ... الخ (4).
(ولعلَّ) من يدعو إلى هذا الفكر: يجهل أنَّ المناداة بما يُسمَّى (التعايش مع الآخرين , واحترام الرأي الآخر ... إلخ) (هي من دعوة الداعين) إلى (وحدة الأديان (5)) (6).
ولمَّا كانت الدعوة إلى وحدة الأديان (7) كفراً بُواحاً , وردة ظاهرة , يُدركها العوام فضلاً عن الخواص , لذا فقد حرص المنظِّرون لها على إيجاد ذرائع مبطَّنة , واستحداث وسائلَ مقنعة للوصول إلى مآربهم في هذه الدعوة.
لذا نجد بعض الجهلة من أرباب الإعلام وغيرهم , يُجاهر بضرورة التعايش (مَعَ مَنْ؟) (بين الأديان!).
وقبل ذلك:
ضرورة التعايش مع جميع الفرق المنتسبة إلى الإسلام , ووجوب احترام آرائها!!؟ (8).
(إنَّ هذه الدعوة بجذورها، وشعاراتها، ومفرداتها، هي من أشدِّ ما ابتُليَ به المسلمون في عصرنا هذا .. وهذه الدعوة الآثمة، والمكيدة المهولة، قد اجتمعت فيها بلايا التحريف، والانتحال، وفاسد التأويل، فلا ولاءَ، ولا براءَ، ولا تقسيم للملأ إلى مسلمٍ وكافرٍ أبداً، فضلاً عن سني وبدعي , ولا لتعبدات الخلائق إلى حق وباطل.
ونصبوا لذلك مجموعة من الشعارات , وصاغوا له كوكبة من الدعايات، وعقدوا له المؤتمرات، والندوات، والجمعيات، والجماعات، إلى آخر ما هنالك من مخططات وضغوط، ومباحثات ظاهرة، أو خفية، مُعلَنة، أو سرِّية، وما يتبع ذلك من خطوات نشيطة، ظهرَ أمرها وانتشرَ , وشاعَ واشتهرَ.
وإنَّ هذه الأمة المرحومة، أمة الإسلام، لن تجتمع على ضلالة , لحديث ابن عمرَ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم قالَ: إنَّ الله لا يَجْمَعُ أُمَّتِي - أو قال - أُمَّةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلمَ على ضَلالَةٍ , وَيَدُ الله على الجَماعةِ .
ولا يزالُ فيها - بحمد الله - طائفة ظاهرة على الحق، حتى تقوم الساعة، من أهل العلم والقرآن، والهدى والبيان، تنفي عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فكان حقاً علينا وعلى جميع المسلمين: التعليم، والبيان، والنصح، والإرشاد، وصد العاديات عن دين الإسلام , ومن حذَّر فقد بشَّر) *9*.
أيها المسلمون: إنَّ الدعوة للتعايش مع الآخرين واحترام الرأي المخالف هو:
عبارة عن إنكار لأحكام كثيرة معلومة من الدين بالضرورة , منها:
(استحلال) موالاة الكفار , (وعدم) تكفيرهم.
وموالاة المبتدعة والفسقة , وعدم (تبديعهم وتفسيقهم).
قال أحد دُعاة التقريب الشيخ محمد عبده في سرده لأصول الإسلام في اعتقاده: (الأصل السابع للإسلام: مَوَدَّة المُخالفين في العقيدة).
الفرقان في بيان حقيقة التقارب والتسامح بين الفرق والأديان
(يُتْبَعُ)
(/)
تأليف عبد الرحمن بن سعد الشثري---------------------------------
(1) في كتاب محمد البهي: الإخاء الديني، ومجمع الأديان , سياسة غير إسلامية ص 3 قال ما نصه: (الإخاء الديني: جماعة تُمارسُ نشاطها المشترك بين المسلمين والمسيحيين , في المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة. . . .) يُنظر: الإبطال للشيخ بكر أبو زيد.
(2) قال الشيخ بكر أبو زيد: (وهذه نظيرة وسائل الترغيب الثلاثة التي تنتحلها الماسونية: الحرية، والإخاء، والمساواة , أو: السلام، والرحمة، والإنسانية , وذلك بالدعوة إلى: الروحية الحديثة , القائمة على تحضير الأرواح، روح المسلم، وروح اليهودي، وروح النصراني، وروح البوذي، وغيرهم، وهي من دعوات الصهيونية العالمية الهدامة، كما بيَّن خطرها الأستاذ محمد محمد حسين - رحمه الله تعالى - في كتابه: الروحية الحديثة دعوة هدامة / تحضير الأرواح وصلته بالصهيونية العالمية) الإبطال ص6.
(3) (العالمية: مذهب معاصر، يدعو إلى البحث عن حقيقة واحدة يستخلصها من ديانات العالم المتعددة، وحقيقته نسف للإسلام) يُنظر: معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد ص270 - 371.
(4) وهذا إنْ أُريد به التعامل الدنيوي , والمواطنة الحسنة , وحسن الجوار , فلا بأس به (الفوزان).
5) أيضاً: (يستعمل مصطلح الحوار خارج نطاق دعوة التقريب بين الأديان , فيما يُعرف بقضايا: التعايش) دعوة التقريب بين الأديان لأحمد بن عبد الرحمن القاضي , رسالة دكتوراة ج1/ 348.
(6) بمعنى: الاعتقاد أنَّ كل الأديان بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم يجوز البقاء عليها (الفوزان).
(15) بهذا المعنى (الفوزان).
(7) يُنظر: نواقض الإيمان للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف ص 379 بتصرف.
(8) الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان للشيخ بكر أبو زيد شفاه الله تعالى ص11.
ـ[شرياس]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 09:16]ـ
الله المستعان
لقد وصل الأمر إلى درجة أن يخرج علينا في هذا المؤتمر الخبيث كذّاب أشِر يفتري على الله الكذب حيث يقول ((إن هذه الأديان أرادها الله لسعادة البشرية!!!!)) يا له حقاً من كذّاب أشِر وخبيث ومنافق.
إن الدين عند الله الإسلام كما جاء في القرآن , والله تعالى لا يرضى لعباده الكفر , فكيف يتجرأ مثل هذا الزنديق على هذا الكذب والإفتراء على الله تعالى!!!
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 09:44]ـ
أحسن الاسبونسور لمؤتمر تقارب الأديان في اختيار أسبانيا كمكان للمؤتمر حيث أريج تاريخ محاكم التفتيش يفوح ويملأ المكان, وإن كنتُ أحبذ أن يختار مكان أكثر ملائمة من مدريد لإقامة شعائر المؤتمر. مثلا في جزيرتي سبتة ومليلية أمام السواحل المغربية واللتين يحتلهما كلب أسبانيا العقور خوان كارلوس حيث الجوّ الرومانتيكي الشاعري على ضفاف المتوسط.(/)
سنة الدفع بين السلفية والنصرانية والرافضية "
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 04:59]ـ
" سنة الدفع بين السلفية والنصرانية والرافضية "
للشيخ أبي الحارث الأنصاري - حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من طبيعة الخلق التدافع، قال تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ"، وهذه سنة جارية في كل زمان ومكان، وما فلسطين من الأمر ببعيد، فما هو مستقبل التدافع ...
- المعادلة الأولى:
لقد مرت "فلسطين" بأزمنة تجلت فيها كافة الأطياف العالمية، وكلٌ أخذ حقه في الشراكة السياسية والعسكرية، فالشيوعية والاشتراكية والقومية والبعثية والناصرية والديمقراطية والعلمانية، كلها أخذت بحظ وافر من السيطرة وفرض السياسة والقرار على "فلسطين" بدرجات متفاوتة، ونسب متباينة ...
ثم قدر الله أن تسير حركة التاريخ باتجاه الإسلام، صحيح أنه ليس على منهاج النبوة، أو على فهم سلف الأمة، ولكنه يبقى في دائرة الإسلام وضمن طوائف الأمة ... وفي هذه الفترة نبعت فكرة الجهاد ولكنها مرتبطة بالوطنية والأرض أكثر من ارتباطها بالعقيدة، مع أن التبرير والتأصيل كان بالآيات والأحاديث ولكنه تبرير ديني للسياسة، وقد مثَّل هذا النموذج "الإخوان" بفرعهم في فلسطين باسم "حماس"، وقد تزامن معه أو سبقه – إن شئنا الدقة- بزمن قصير خروج "الشقاقي" ومن معه وتأسيس "حركة الجهاد"، فكان الاتجاه يسير نحو تواجد إسلامي على الساحة الفلسطينية المقاتلة، وقد أخذت هاتان الحركتان بحظ وافر من التدافع القدري بين "فتح" الممثلة للسلطة، حسب اتفاقية "السلام الموهومة"، وبين "الإسلام السياسي" المتمثل فيهما ...
وسارت العجلة باتجاه التصحيح، فجاءت الضربات المباركة في "سبتمبر" لتعلن ميلاد "الجهاد العالمي السلفي" جهاد بمفوهمة الإسلامي الشمولي الأصولي الصحيح، ودخلت مرحلة التدافع القدري الشرعي بين قوى الكفر العالمية وبين الإسلام، أي بين الكفر وبين السلفية ...
اختصرت المسألة بين إسلامي أصولي ينبع فهمه وعمله من خلال الأصول الشرعية الصحيحة الصريحة في مقاتلة الكافرين - كل الكافرين- حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وليس من أجل تحرير أرض فقط، مما جعل الكفار يدرسون - وهم يعلمون – المنهج التفكيري عند الجماعات الإسلامية، ما أوصلهم لحقيقة مجردة، وهي ...
لا يمكن للكفر أن ينتصر على الإسلام، ولا يمكن أن يهزم المسلم إلا المسلم نفسه، بل كأني بهم فهموا ما أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني في السلسة الصحيحة عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ... سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّتِي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَرَدَّ عَلَيَّ وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ غَرَقًا فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَرَدَّهَا عَلَيَّ".
ولكن كيف سيقع البأس بين المسلمين؟ إنها تحتاج لخطة معقدة حتى يقتنع المسلم بمقاتلة المسلم، لوجود الموانع والضوابط الشريعة التي تقف مانعاً وحائلاً بين مقاتلة المسلمين لأنفسهم، ولكنها السنن الربانية ...
وجدوا الحل، عند ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ... وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ" ...
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن لما نقض المسلمون عهد الله وعهد رسوله أخذ الكفار ما في أيدي المسلمين، ولما لم يحكموا بكتاب الله وتخيروا ما يوافقهم، ونبذوا ما يخالفهم من كتاب الله كانت العقوبة، أن ينزل البأس بين المسلمين، فجاء قرار "الشيخ النجدي": أوصلوا المسلمين للحكم ولا تجعلوهم يحكمون بكتاب الله ...
واجتمعت دار الندوة لتتخذ القرار بإيصال أصحاب الإسلامي السياسي الوسطي للحكم، ثم يحكموا بالديمقراطية، ساعتها سيقع ما حذَّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقد حدث، فها هم "الإخوان المسلمون" في مصر وسوريا والأمة في الكويت والنهضة في تونس والعدالة والإحسان في المغرب والفضيلة أو العدالة والتنمية في تركيا والجماعة الإسلامية في باكستان وحزب العمل في الأردن والإصلاح في اليمن، وقد تجاوزت "حماس" مرحلة المشاركة لتتخذ قرار الانفراد بالحكم، ولكن للأسف ليس حكم الإسلام، بل الديمقراطية من وجهة نظر "الإخوان"، فوقع البأس، وتقاتل المسلمون، وأريقت الدماء، وجرى السيف على الرقاب ...
واستطاع الكفار تقسيم المسلمين بين "دين الإرهاب" و"دين الوسطية"، الأول مرفوض من كل العالم ولا يوجد من يرضى عنه إلا الله وكفى بالله معينا، والثاني مقبول ترضى عنه كثير من دول الكفار وكثير من المنظمات الكفرية والمؤسسات الدولية، والأهم أن الدول العربية هي التي ترعاه، وتمده بأسباب الحياة، كل هذا ليجعلوا البأس بين المنهجين، وهذا ما كان ...
أين موقع أصحاب "الإسلام السياسي" و"الدين الوسطي" في حرب أفغانستان، اسألوا رباني وسياف؟
أين هم في حرب العراق، اسألوا "الهاشمي" و"حماس العراق"؟
وما هو مستقبل غزة؟
نفس القانون، ستقع سنة الدفع، ولكن الانتصار لا محالة للإسلام؟ لماذا؟
لأن سفينة الحياة تسير باتجاه الإسلام، من علمانية واشتراكية إلى إسلام وسطي، ثم إسلام كلي أصولي، هذه هي المعادلة، وغبي من لم يفقهها ...
وعليه فان المستقبل لا يحمل إلا سنة التدافع بين "الإسلام الوسطي" المرضي عنه، وبين "الإسلامي الأصولي"، هذه هي الحقيقة والتي لا مناص من قولها رغم مراراتها ...
- المعادلة الثانية:
لا يكاد يختلف العقلاء على أن الثورة الخمينية أخذت صدى مؤثرا في أغلب الحركات الإسلامية التي عاصرت هذه الثورة، على اعتبار أنها أول ثورة إسلامية تنجح في الوصول للحكم، وبغض النظر عن نوايا هذه الحركات ومدى ارتباطها بالفكر الشيعي أو تأثرها بالمعتقدات الخمينية، فقد سارت في فلكها واستلهمت منها سبل المسير، ما مكن الثور الخميني أن يستحوذ على عقول كثير من المفكرين في الحركات، ولا يخفى أن الثورة أعلنت عن عالميتها، ومخططاتها دعت بكل علنية ووضوح إلى تصديرها لكل دول العالم، ووضعوا لها الخطط على مدار السنوات دون إخفاء مرجعيتها الدينية الاثنا عشرية الجعفرية الرافضية ...
في خضم هذه الدوامة الفكرية مقابل الاتحاد السوفيتي الاشتراكي، ضد الولايات المتحدة الرأسمالية، مالت الحركات الإسلامية لاتجاه الشرق الملحد، وتعاونوا مع الثورة الخمينية واستلهموا منها سبل الثورة، واستمدوا منها الأموال، ولكل هدف على افتراض صدق نوايا رؤساء الحركات الإسلامية ...
وحدث التصادم الشرعي القدري في تحالف الشمال الشيعي مع قوات التحالف الكافر ضد الإمارة الإسلامية في أفغانستان، بل وفاخرت إيران بهذا التعاون واعتبرت نفسها السبب الرئيسي في القضاء على أول إمارة إسلامية، ثم أعادت الكرة وأسقطت بقوة أمريكا وقوات التحالف أقوى قوة عربية قد تحمي السنة من الزحف الرافضي الكافر، وبذا يكون الرافضة قد اصطفوا في صف الكفار، وقدر الله أن يخرج أحباب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ليدافعوا عن أحبابهم، ووقع التصادم الشرعي، وأصبح في المسلمين المشروع الشيعي، والمشروع السلفي، ودخل في كل مشروع كل مريد وكل بنية، وما قصر أصحاب كل مشروع في التضحية في سبيل مشروعهم، وما حال الإمارة الإسلامية من هذه المعركة ببعيد، فقد أذاقوا الروافض علقم الدم، وأفشلوا مشروعهم التوسعي في البلاد الإسلامية، والحمد لله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وغزة من أهم محطات القوة الشيعية لتوغلها في عقول صناع السياسة، خصوصاً بعد الدعم المباشر والعلني والكبير للمنظمات الفلسطينية كحماس والجهاد الإسلامي والمقاومة الشعبية، ما يعني تواطئهم على الأقل ضد المشروع السلفي، هذا إذا أحسنا الظن كثيراً وقلنا بأنهم لن يقفوا في وجه المشروع السلفي كما فعلوه في العراق ...
وعليه فالمستقبل يحمل الكثير بشأن الصراع بين المنهج السلفي من جهة، وبين منهج الإسلام السياسي والرافضي من جهة أخرى، ومن قدر الله له البقاء لغد سيري عياناً تحالف كل قوى الكفر ضد المشروع السني السلفي في غزة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 03:18]ـ
مقال ينبيء عن أزمة نفسية يعيشها البعض، فقد اختصر صاحب المقال المسلمين اليوم الى فريقين:
فريق سلفي، وهو فريق غاب عن السياسة حينا من الدهر، وفريق رافضي ينطوي تحته ما عدا السلفيين من أهل السنة!!
(وسنة الدفع بين السلفية والنصرانية والرافضية!!) عنوان يختصر المسافة!! بل مصيبة المصائب ورب الكعبة!!
يقول صاحبنا:
(واجتمعت دار الندوة لتتخذ القرار بإيصال أصحاب الإسلامي السياسي الوسطي للحكم، ثم يحكموا بالديمقراطية، ساعتها سيقع ما حذَّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقد حدث، فها هم "الإخوان المسلمون" في مصر وسوريا والأمة في الكويت والنهضة في تونس والعدالة والإحسان في المغرب والفضيلة أو العدالة والتنمية في تركيا والجماعة الإسلامية في باكستان وحزب العمل في الأردن والإصلاح في اليمن، وقد تجاوزت "حماس" مرحلة المشاركة لتتخذ قرار الانفراد بالحكم، ولكن للأسف ليس حكم الإسلام، بل الديمقراطية من وجهة نظر "الإخوان"، فوقع البأس، وتقاتل المسلمون، وأريقت الدماء، وجرى السيف على الرقاب ... ) ... هذا كلام مشوش!! فهل وصل هؤلاء إلى الحكم؟
ثم إذا كان لهم محاولات وصولات وجولات ضد المد التغريبي والشيوعي والإلحادي والليبرالي، فأين كانت أقدامكم يومئذ أيها المنصفون؟
لماذا لا تعملون دار ندوة لتصلوا إلى ما وصلوا إليه ثم تطلعونا بما حققتموه وبما أنجزتموه؟
هناك من يدعي السلفية وهو لا من السلف ولا من الخلف!!
التنظير سهل، لكن التطبيق صعب، ولنا سؤال:
ما هو دوركم في وقف ودحر المد الرافضي في فلسطين؟
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 08:44]ـ
مقال ينبيء عن أزمة نفسية يعيشها البعض، فقد اختصر صاحب المقال المسلمين اليوم الى فريقين:
(أزمة نفسية , أسلوب السب والشتم , أسلوب لا يستحق أن أرد عليه)
فريق سلفي، وهو فريق غاب عن السياسة حينا من الدهر، وفريق رافضي ينطوي تحته ما عدا السلفيين من أهل السنة!!
(غاب عن سياسة الدجل والكذب وموالاة الكافرين ومداهنة الطواغين , غاب عن سياسة الانحراف عن الشريعة , هذه هي السياسة التي غاب عنها وليست سياسة أخرى , إذ إن أهل الحق لا يخلوا منهم زمان , وهنا أقصد بالسلف محمدوصحبه ومن سار على دربه حقا وصدقا)
(وسنة الدفع بين السلفية والنصرانية والرافضية!!) عنوان يختصر المسافة!! بل مصيبة المصائب ورب الكعبة!!
(هي مصيبة , ولكن مصيبة عن مصيبة تختلف من إنسان لإنسان)
يقول صاحبنا:
(واجتمعت دار الندوة لتتخذ القرار بإيصال أصحاب الإسلامي السياسي الوسطي للحكم، ثم يحكموا بالديمقراطية، ساعتها سيقع ما حذَّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقد حدث، فها هم "الإخوان المسلمون" في مصر وسوريا والأمة في الكويت والنهضة في تونس والعدالة والإحسان في المغرب والفضيلة أو العدالة والتنمية في تركيا والجماعة الإسلامية في باكستان وحزب العمل في الأردن والإصلاح في اليمن، وقد تجاوزت "حماس" مرحلة المشاركة لتتخذ قرار الانفراد بالحكم، ولكن للأسف ليس حكم الإسلام، بل الديمقراطية من وجهة نظر "الإخوان"، فوقع البأس، وتقاتل المسلمون، وأريقت الدماء، وجرى السيف على الرقاب ... ) ... هذا كلام مشوش!! فهل وصل هؤلاء إلى الحكم؟
(وأين التشويش يا أخي؟ أقول لك نعم وصلوا للبرلمانات الشركية هذا هو مقصود الشيخ من وصولهم للحكم.وشاركوا العلمانيين في التشرع مع الله أما على وجه الحقيقة وإما بالسكوت.
ثم إذا كان لهم محاولات وصولات وجولات ضد المد التغريبي والشيوعي والإلحادي والليبرالي، فأين كانت أقدامكم يومئذ أيها المنصفون؟ (كنا بفضل الله وليس بالضرورة أن تسمع عنا , انظر إذا كنت تتحدث عن المنهج , انظر من الذي يدير دفة الجهاد العالمي ويقف في وجهطواغيت العالم ويحمي بيضة الأمة , أما بالنسبة فقد كنت أعمل وحتى وقت قريب مع البرلمانيين حتى دخلوا البرلمانات , وأقول لك: ماذا فعلوا للأمة بدخولهم؟ باعوا دينهم بدنياهم أسأل الله السلامة.
لماذا لا تعملون دار ندوة لتصلوا إلى ما وصلوا إليه ثم تطلعونا بما حققتموه وبما أنجزتموه؟ (إنجازاتنا ظاهرة على أرض الواقع ولكنك أنت من لايريد رؤيتها)
هناك من يدعي السلفية وهو لا من السلف ولا من الخلف!!
(سب وشتم وجرح وهو أسلوب من لا يملك الحجة المقنعة , اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى)
التنظير سهل، لكن التطبيق صعب، ولنا سؤال:
ما هو دوركم في وقف ودحر المد الرافضي في فلسطين؟
(الجواب ما ترى لا ما تسمع بإذن الله تعالى)
[/ SIZE][/QUOTE](/)
فضائح قناة الحرة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 09:15]ـ
أن تعمل قناة فضائية تابعة لدولة احتلال على التمهيد لهذا الاحتلال قبل مجيئه أو الترويج له بعد غزوه؛ فهذا أمر متفهم ومنطقي ولا عجب في أن تفعله دولة غازية متطورة، فالذي تقوم به حينئذ لا يجاوز خلق الأولين من المحتلين على مر العصور وإن اختلفت الأدوات وتنوعت الآليات.
ونابيلون بونابرت حين قرأ موالوه بيانه الشهير للمصريين أيام احتلالهم مصر قبل ثلاثة أعوام من انتهاء القرن الثامن عشر الميلادي يدعوهم فيه إلى تأييد جيوش الفرنجة المحتلة لبلادهم، وحيث جلب معه مطبعته وتركها بعد ذلك في البلاد لم يكن هو أيضاً بدعاً من القادة الغزاة في العالم؛ فطبيعة الأشياء تقتضى أن يكون ثمة غطاء لهذا الاحتلال يسعى لأن يديم هذا الاحتلال ويستبقي حالة التخدير التي تقوم بها آلته الإعلامية سواء أكانت في صعيد المعارك أم في معترك الحياة وصراع لقمة العيش وفوارق الثقافة بين قوى الاحتلال والدولة المحتلة .. كل هذا ـ كما تقدم ـ متفهم ومنطقي، ولا إشكال في قراءته، غير أن الغريب هو أن تعمد هذه الدولة المحتلة إلى التهيئة الإعلامية والثقافية لجحافل الغزاة من دولة أخرى، أو تمنح شركائها أكثر مما تمنحه لنفسها من كعكة التضليل الإعلامي، ثم تدعي في النهاية أنها تعاديهم.
هذه كانت أكبر فضائح قناة "الحرة" الفضائية التابعة رسمياً للولايات المتحدة الأمريكية، والممولة من الحكومة الأمريكية والتي زودتها بأكثر من 375 مليون دولار خلال الأربعة أعوام الماضية لتجميل وجه الولايات المتحدة الأمريكية الكالح في البلدان العربية؛ فإذا هي تنفقها لمصلحة إيران في النهاية!!
فالتفاصيل التي نشرتها واشنطن بوست في صفحتها الأولى قبل أيام كانت جد مخجلة لكل من يتصور صراعاً حقيقياً بين الولايات المتحدة وإيران، والحقائق التي تكشفت مذهلة في هذا الصدد؛ فالمدير السابق للقناة موفق حرب الطائفي كان يعمل في منظمة "أمل" الشيعية اللبنانية كأحد أتباع زعيمها، رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ومن فرضهم على القناة كانوا كذلك مثله طائفيين، وعند سبر أغوار الخلاف الذي أدى في النهاية إلى استقالة مدير مكتب الحرة في بغداد سعد موحان الربيعي يتبين أيضاً أن لهذه الاستقالة التي جرت قبل أسابيع أسباباً طائفية، وما أماط هو اللثام عنه في مقابلة لإحدى المواقع الإخبارية من تهميش لإعلاميين يعملون في القناة من أمثال علي عبد الأمير اعجام ومحمد علي الحيدري وهاشم علي مندي وناصر طه وكاظم مرشد سلوم وغيرهم يشي بذلك.
طائفيون نعم يشغلون جل المناصب في القناة زرعهم موفق حرب من قبل، وأدوا دورهم المنوط بهم لدعم إيران وخططها التوسعية في العراق ولبنان وحتى البحرين، ودفعت الحكومة الأمريكية رواتبهم بسخاء، وحين فاحت رائحة الفشل الإعلامي للقناة، أطاح الممولون لها بموفق حرب، وأحلوا الأمريكي لاري ريجسترز بدلاً منه في العام 2006، ثم لم يلبث هذا الإعلامي القادم من Cnn أن أجبر على تقديم استقالته عام 2007 بعد نشر صحيفة وول ستريت تقريرًا جاء فيه أن قناة الحرة نشرت خطاب حسن نصر الله كاملاً من دون تحرير، وهو للطرافة ما فعله سلفه موفق حرب من قبل في العام 2006!!
وبعد الفضيحة التالية لم تجد الإدارة في الحرة بديلاً لريجسترز إلا دانييل ناصيف اللبناني، لكن يا للغرابة؛ فلقد كان ناصيف الذي كان يشغل منصباً إدارياً في راديو سوا لا علاقة له بالإعلام بشكل مباشر، ولا يتوافر على خبرة صحفية تؤهله لمنصب كهذا، كان يعمل بالأساس مديراً للعلاقات العامة للجنرال عون!!
إنها نُقلة من "أمل" إلى "التيار الحر" ضمن حدود "المعارضة" اللبنانية التي تزعق ليل نهار بأن الولايات المتحدة تقف حجر عثرة ضد "مشروعها المقاوم" في لبنان، وتزعم على الدوام أن هذه الدولة العظمى تساند "الموالاة" بقوة، وإن لم تجعلها هذه القوة تحرك ساكناً حين كانت بيروت تحت احتلال "حزب الله" ..
هي حلقة إذن تكشف ضمن سلسلة طويلة، وقنوات متشعبة، حجم التعاون المستور بين الولايات المتحدة وإيران، إلى حد يجعل من الصعب تفهم وجود صراع بين دولة تمول قناة لتفيد "أعدائها" بها!!
المصدر: موقع المسلم بإشراف الشيخ ناصر العمر.
ـ[صقر الاسلام]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 03:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احب ان اقدم لك الشكر للامانة الشديدة فى تقديم المعلومة بذكر مصدرك
اما بخصوص الموضوع فهاذا ليس بجديد فإيران تحاول ايهام العالم الاسلامى بعداءه لامريكا وقد اثبتت الاحداث عكس ذلك
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 08:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم(/)
البراءة من الشرك
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:25]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن استن بسنته واهتدى بهديه واقتفى أثره وسار على نهجه إلى يوم الدين.
وبعد: فعن أبي بكر ـرضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات". أخرجه الإمام أحمد، والطبراني، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والمنذري في الترغيب والترهيب،وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير. وإن أشد ما يبغضه الله تعالى الشرك، لأنه ظلم عظيم، وجريمة نكراء لاتغتفرالا من تاب.قال الله تعالى"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" النساء: 48، 117".
ولخطورة الشرك فإن الله حرم الجنة على المشرك به، قال تعالى: "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار" "المائدة: 72".
ولشناعته فإن الله يحبط جميع أعمال المشرك، ولوكان رسوله قائد الموحدين صلى الله عليه وسلم قال تعالى ""وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ " الزمر: 65 - 66".
بل وقال الله جل وعلا عن صفوة خلقه كلهم " وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "الأنعام/88
ومن مات وخرج من الدنيا موحداً لله غير مشرك بالله فإن الله سيدخله الجنةففي الصَّحِيحَيْنِ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال "كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا. أي خوفا من الإثم.
يستفاد مما سبق أمور منها:
_ ضرورة المحاسبة الدقيقة المستمرة للنفس واتهام النفس بعدم الإخلاص.
-الحفاظ على الأعمال المبرئة من الشرك كقراءة الدعاء المذكورفي أول الحديث.
-عدم الاقتصار على القول والدعاء دون العمل والإخلاص في كل صغيرة وكبيرة لله
عزوجل.
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل أحمد يخلف حفظكم الله، وجزاكم الله خيرا على طرح هذا المقال، ولكن أحببت أن ألفت نظركم على أن الحديث بلفظ: ((تقولها كل يوم ثلاث مرات)) ضعيف جدا، والصحيح أن نقولها مرة واحدة، وانظر بارك الله فيكم للفائدة السلسلة الضعيفة رقم (3755) للمحدث الألباني رحمه الله تعالى.
كما يفهم من المقال رحمكم الله أن (صاحب الرياء) يكون خالدا مخلدا في النار، وفي هذا نظر، بل هذا هو قول الخوارج والمعتزلة، وهذا على حسب ما ضمنتموه في خطابكم، والصحيح أن صاحبه يكون قد اقترف كبيرة من الكبائر وهو تحت المشيئة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وأن الرياء في حد ذاته لا يخرج صاحبه من الملة كما دلت عليه النصوص الشرعية، وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرحه ((للعمدة)) (4/ 80)، وتلميذه ابن القيم رحمه الله في ((الصلاة وحكم تاركها)) (ص/76)، والله أعلم.
((اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)).
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 10:23]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل أحمد يخلف حفظكم الله، وجزاكم الله خيرا على طرح هذا المقال، ولكن أحببت أن ألفت نظركم على أن الحديث بلفظ: ((تقولها كل يوم ثلاث مرات)) ضعيف جدا، والصحيح أن نقولها مرة واحدة، وانظر بارك الله فيكم للفائدة السلسلة الضعيفة رقم (3755) للمحدث الألباني رحمه الله تعالى.
كما يفهم من المقال رحمكم الله أن (صاحب الرياء) يكون خالدا مخلدا في النار، وفي هذا نظر، بل هذا هو قول الخوارج والمعتزلة، وهذا على حسب ما ضمنتموه في خطابكم، والصحيح أن صاحبه يكون قد اقترف كبيرة من الكبائر وهو تحت المشيئة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وأن الرياء في حد ذاته لا يخرج صاحبه من الملة كما دلت عليه النصوص الشرعية، وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرحه ((للعمدة)) (4/ 80)، وتلميذه ابن القيم رحمه الله في ((الصلاة وحكم تاركها)) (ص/76)، والله أعلم.
((اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)).
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكم بمثل ما دعوتم لي به وأكثر ان شاء الله أخي الفاضل صالح بن محمد العمودي
ملا حظاتك مجزي عليها ان شاء الله وهي في مسألتين:
الأولى المتعلقة بالحديث والتي فيها ((تقولها كل يوم ثلاث مرات)) ونقلك أنه بالثلاث ضعيف جداً
غبر صحيح فحديث: «الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم تقولها ثلاث مرات.
فقال الا لباني رحمه الله تعالى ضعيف عن أبي بكر، الأحاديث الضعيفة 3755.
ضعيف الجامع 3: 256 رقم 3432 .. قلت: هكذا ضعفه ولم يتعقبه بشيء. وقد أخرجه في صحيح الجامع إلا أنه لم يقل تقولها ثلاث مرات 3: 233 رقم 3625. وهكذا حسنه في صحيح الترغيب 1: 19 رقم 33.انظرالكتاب: تنبيه القارئ على تقوية ما ضعفه الألباني.
أما فهمك عن موضوعي أن صاحب الرياء يكون خالدا مخلدا في النار فغير صحيح أبداً
وقد فهمت عني ما لم أفهمه.(/)
الجامع لاجتماع المسلمين
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 02:30]ـ
مجرد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة مهاجراً أمر ببناء المسجد ليكون جامعا للمسلمين في وقت واحد، وجامعاً لاجتماع الناس والخطابة فيهم كل جمعة، ونقطة بداية الدعوة العالمية،ومنارة لانطلاق شعاع النور في الأرض، ومحكمة للقضاء والفتوى، ومدرسة للصغار للقراءة والكتابة، ومركزاً للتكوين والتدريب في شتى المجالات،ومكاناً للتفقه والوعظ والإرشاد، وجامعة سماوية وأرضية تخرج منها حاملواالشهادات والتياحتوت جميع التخصصات الدينية والدنيوية خدموا بها دولة الإسلام الفتية الممتدة من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، هذا المسجد تخرج منه الخلفاء والأمراء، والقواد والأبطال، والمحدثون، والمفسرون، ورجال القضاء وأئمة الفقه و اللغة، واساتذة الشعر والنبلاء، والبلاغة والمفكرون والعلماء والمفتون، والأدباء والدعاة من الرجال والنساء. فمن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج أبو بكر وعمر وعثمان وعلي الذين كانوا على منهاج النبوة قولا وعملاً، ومن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، ومن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج أبو هريرة حامل لواء الحديث،ومن المسجد تخرج خالد بن الوليد الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول، ومن المسجد زيد بن ثابت أعلم الناس بالفرائض، ومن المسجد معاذ بن جبل أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام، ومن المسجد أبي بن كعب أقرأ الأمة، وغيرهم ممن شهد لهم التاريخ بالتميز في خدمة الدين،والبشرية،فهلا أعدنا الدور للمسجد حتى يخرج لنا أمثال هؤلاء اقتداء وتأسياً.(/)
تقرير عن مخالفات تم انتشارها في الآونة الأخيرة
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
المقدمة:
لا شك أن في ديننا مساحة معينة تحتوي على جزء من الأحكام الشرعية لا يسع للإنسان الخروج عنها اجتهاداً منه لما أحاطها الله من دلالات قطعية، وبالتالي لم يعطى العقل حيالها مكاناً للاستنباط كما يحدث في المسائل الفقهية المختلف فيها -والتي أذن الله لنا فيها بالاختلاف -والإذن الذي أشير إليه هنا دليله هو عدم وجود نص صحيح في مسألة معينة وإن وجد فهو ليس بصريح " قطعي الدلالة "
وأنا مستوعب جداً أننا في زمن منفتح، وقد تعددت فيه الثقافات ومصادر التعليم والتلقي مما أوجد أشخاص لهم آراء ومذاهب فقهية - وأعني بها المذاهب المعتبرة - في بعضها قد يخالف ما عليه هذه البلاد من مذهب فقهي، وهذا بحد ذاته أمرٌ غير مذموم طالما دلت عليه نصوص القرآن والسنة النبوية وهو ما يعرف عند العلماء بالراجح والمرجوح، وقد ورد مثل هذه الخلافات الفقهية في كتب العلماء بل وفي زمن الصحابة الكرام، وفي نظري أن المسائل الخلافية والمستنبطة من الأدلة التي لها عدة وجوه كان الله قادرٌ على حسمها وجعلها ذات دلالة واضحة ليحسم فيها الخلاف ولكن لله الحكمة البالغة وللجميع الأجر حيال اجتهادهم، ولكن الذي أرغب الحديث عنه في موضوعي هو ما كان فعله مذموماً وممنوعاً بنصٍ واضح من القرآن والسنة وبإجماع علماء المسلمين.
مضمون الدعوى:
ألاحظ كما يلاحظ غيري أثناء ترددنا على بعض المرافق التي تقدم خدمة للجمهور مثل المستشفيات أهليةً كانت أو حكومية وكذلك المطارات ونحوه من الأماكن العامة كالأسواق والمنتزهات وجود حالات بدأت تشكل ظاهرة خلافاً لما كان الأمر عليه في السابق وهذا يؤكد ما أشرت إليه أعلاه من وجود تنوع في مصادر التلقي لدى العامة من الناس وخاصة فئة الشباب عبر وسائل الإعلام المختلفة - فما كان بالأمس القريب ممنوعاً شرعاً أو عيباً عرفاً أصبح اليوم أمراً طبيعياً - كما قال الصحابي أنس رضي الله عنه [إنكم تعملون اليوم أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله من الموبقات] وهذه الحالات التي بدأت في الانتشار هو ظهور بعض النساء في مظهر غير لائق بعيدين بذلك عن مفهوم الحجاب الشرعي والغرض من مشروعيته من لدن رب العالمين، وكذلك وجود اختلاط بين الجنسين بشكل يذهب الكلفة ويزيد الألفة -كما سيأتي بيانه - مع ظهور سلوكيات هي أقرب لعادات غير المسلمين وهذا كله عكس المقصود من أحكام الإسلام.
وأنا أريد أن أبدأ حديثي من تلك المرافق والتي تقوم بخدمات تقدمها للمجتمع المسلم لارتباطها المباشر بسيادة الدولة وتعاليمها: -
إن وظائفنا مهما كانت متنوعة فإنما هي رسالة يجب أن تحمل من خلالها تعاليم ديننا عبر سلوكيات وأخلاقيات، فنحن في ديننا لدينا - أجندة - وضعها لنا الإسلام، حيث دعانا للعمل والإنتاج وعمارة الأرض ذكوراً وإناثاً ولكن ضمن إطار سلوكي معين فلا تفريط ولا إفراط، والسلوك العملي على الواقع هو الفاصل بين الشعارات الزائفة والمعتقدات الثابتة فليس بالضروري من أجل أن تعمل المرأة أن تخرج عن أنوثتها أو أحكام شرعها، بل ميدان العمل يجب أن يعلمها الصلابة حيال التمسك بدينها وتعاليمه، وأن ترفض أي مساومة سواءً كانت مباشرة أو عن طريق حملة فكرية - ويجب أن نعمم هذه الفكرة على بناتنا ونسائنا - ولكن الملاحظ أن طائفة من النساء العاملات في شتى الميادين ونخص حديثنا هنا بالنساء العاملات في مرفقين تابعين لسيادة الدولة المسلمة:
أولهما: العاملات بالمستشفيات - واللواتي لهن كل التقدير والاحترام - يقعن في الحديث الشريف [صنفان من أهل النار لم أرهما أحدهما نساء كاسيات عاريات ... ] الحديث، سواءً كان ذلك بعلم منهن أو بجهل حسب توجهات وثقافات كل شخصية، ومكمن المخالفة أن هؤلاء النساء لا يحققن الغرض من فرضية الحجاب الوارد ذكره في القرآن الكريم، فقد رأيت بعض الممرضات وهن يرتدين الملابس الوارد وصفها في الحديث الشريف أعلاه، والبعض تظهر شعرها وصدرها ولا شك أن تواجد مثل هؤلاء في أوساط الرجال المراجعين ومن قبله العاملين معهن فيه إشاعة للفاحشة وتحريكاً
(يُتْبَعُ)
(/)
لكوامن النفس البشرية، وقد نهى الله عن ذلك وتوعد أصحابه بعذابٍ أليم فقال تعالى: [إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم] الآية، وكذلك يلاحظ من بعضهن وضع المساحيق النسائية على الوجه بشكل ملفت للانتباه وهذا مخالف لقوله تعالى [و لايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها] ولكي يكون كلامي فيه إنصاف والتزامٌ بما بدأت به من احترام للخلاف الفقهي المعتبر فإن معنى ما ظهر منها عند طائفة من أهل العلم هو الوجه والكفين والخاتم في اليد، وهذا القول وإن كان ضعيفاً مرجوحاً لدى الطائفة الأخرى من العلماء - وهو الذي اعتقده وأدعو إليه - إلا أنني أوردته لأوضح أن ما يحدث من بعض النساء اليوم هو خارج نطاق الفقه الإسلامي بإجماع علماء المسلمين وهذا ناتجاً عن المفهوم السطحي للحجاب والذي أفرزه لنا الإعلام عبر بعض برامجه من خلال عرض نماذج سيئة على أنها أعمال صحيحة حيث نجد بعض النساء يقصرنه على مجرد قطعة قماش تضعه على جزء من شعرها أو مجرد عباءة ولباس لا يتعدى في استعمالهما مجرد إتباعاً للموضة فتحرص المرأة جاهدةً في تزيينهما حتى تغيب العلة المرجوة من الحجاب، الأمر الذي لم يجد له النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً أبلغ من قوله [صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ومنهم نساءٌ كاسياتٌ عاريات ... لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها] وعبارة كاسية عارية جملتان متعارضتان مما يعني أن المتصف بهما لم يقم بالمطلوب منه، ولكن الحجاب في الإسلام هو احترامٌ لبدن المرأة حتى لا يظهر مفاتنه للرجال، والحجاب أيضاً سلوك عملي إيجابي تتجنب فيه المرأة كل ما يسبب ميل الرجل إليها والطمع فيها مثل الخضوع بالقول والتكسر في مشيتها وقد ورد في ذلك آيات وأحاديث معروفة ومشهورة، وكذلك أوصى الإسلام بتجنب كل ما فيه شبهة أو يزيد من فرصة وقوع محظور مثل الخلوة، وكذلك الابتعاد عن كل ما يعد عرفاً في المجتمع أنه إخلال بالأدب العام حتى لا يساء الظن فيها وتتعرض للأذى، فما كان يعد في مجتمع عيباً وفيه إساءة ظن فعلى العاقل تجنبه حفاظاً على النزاهة والشرف، والعرف في الشرع عادة محكمة ما لم تخالف نصاً دينياً، وقد ورد ذلك في قرارات ديوان المظالم عند تقييمه للأعمال المخلة بالشرف والنزاهة.
ثانيهما: ما يصدر من إخواننا في وزارة الإعلام وتحديداً عبر برامج تظهر فيه المرأة وهي حاسرة عن شعرها وكاشفةً عن صدرها أ و بمظهر يحمل من خلاله عدة مخالفات شرعية، والواجب على الوزارة أن تحسن اختيار المادة الإعلامية وطريقة تقديمها ولا تحذو طريقة التقليد لوزارات إعلاميات في بلدان أخرى فلنا ديننا ولهم دين - والمصداقية تظهر عند التطبيق لا بالشعارات، لأنه وللأسف توجد برامج كثيرة تهدم القيم والأخلاق عن طريق تبليد الأحاسيس بعرض نماذج سيئة حتى تستقر في ذهن المشاهد.
ولا بأس من الاستطراد قليلاً لتعم الفائدة فالإسلام حين نهى في القرآن عن تبرج المرأة بمثل تبرج الجاهلية الأولى كان يشير إلى ما أورده ابن كثير في تفسير القرآن حيث نقل مجاهد عن الصحابة أن المرأة في الجاهلية كانت تبدي أقراطها أي حلق أذنها وكذلك كانت تظهر نحرها فنهى الله المؤمنات عن ذلك، ولكن ما يحدث اليوم في بعض المرافق أو ما يظهر عبر شاشات التلفاز من بروز المرأة للعامة هو أعظم تجاوزاً من فعل أهل الجاهلية ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: [صنفان من أهل النار لم أرهما] فما كان مثل هذا التسيب موجوداً في السابق، ولهذا يحق لأي مواطن أن يرفع دعوى احتسابية على هذه الجهات المخالفة لتجاوزها الأنظمة الإلهية من جهة، ومن جهة أخرى غشها للمجتمع بتعريضه للفتنة عن طريق المجاهرة بالمنكر - فهم قد جمعوا بين الخطأين، خطأ المعصية وخطأ المجاهرة بها الأمر الذي يسبب تلويث الجو العام للمجتمع فيدفعه بالتالي للخطأ، وقد قال صلى الله عليه وسلم [أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء] فاهتمامنا بهذا الجانب ليس وليد عقدة نفسية أو اتهاماً للمجتمع ولكن انطلاقاً من توجيهات النبي الكريم ومواصلةً لما حرص عليه صلى الله عليه وسلم فالإسلام له سياسة في حماية أخلاق المجتمع منها وقائية ومنها تعزيرية ولكن من يتبع هواه يتغافل عن ذلك، والنظام الصادر من مجلس الوزراء سار على نفس النهج القرآني حيث ورد في
(يُتْبَعُ)
(/)
نظام الإعلام سواءً المرئي أو شئون الصحافة المحلية أو المطبوعات الداخلية والخارجية م 16: [يحظر عرض أي مادة تتعارض مع مبادىء الشريعة أو تتنافى مع الأخلاق والآداب العامة والتقاليد المرعية]، وفي خطاب وزير الداخلية رقم (16س/2721) في 13/ 12/1396هـ فقرة (11): [تشدد الرقابة على الأفلام التلفزيونية والصحف والمجلات وعدم إجازة أو فسح ما يخالف تعاليم ديننا الحنيف، والتركيز على الأفلام الوثائقية والتوجيهية واختيار عناصر الرقابة من الكفاءات المشهود لهم بالغيرة الإسلامية والوعي والمحافظة على القيم].
ونحن المسلمين نستطيع أن نقوم بأعمالنا في إطار ما يمليه علينا تراثنا الفقهي الكبير دون حاجة للوقوع في المحظور والمجمع على تحريمه فقهياً.
والمسئولية الإدارية لا تعني تحقيق النتائج العملية للمرفق المعني بالخدمة دون النظر في سلامة ومشروعية الطريقة المستخدمة، فهناك ولله الحمد تعليمات وأوامر تضمن جودة الأداء مع الحفاظ على التعاليم الإسلامية سواءً ما يتعلق بالمستشفيات أو الإعلام والواردة في اللوائح التنفيذية لهذين المرفقين العظيمين والهامين، ولكن لا يروق لأذواق البعض إلا الخروج عن النهج الإسلامي ضارباً بالثقة التي أولاها له قادة البلد عرض الحائط، فأين إذاً دور الجهات الرقابية حيال مخالفة هذه الأنظمة.
دولة الشرع والنظام: -
لا شك أن للدولة سيادة حيال بسط نفوذها على أراضيها، وقد أعطاها الله هذا الحق في كتابه الكريم بقوله تعالى: [الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر] الآية.
وإن بعض الأماكن التي تحدث فيها هذه المخالفات تتعذر أنها أفضل من غيرها سواءً على الصعيد المحلي أو العربي، وهذا فيه خروجاً عن النهج القرآني الذي أوصى الله فيه بالمسابقة في الخيرات وأن نقتدي بالصالحين وهذا الشعور -أننا أفضل من غيرنا - فيما يتعلق بأمور الدين وعلاقة العبد بربه فيه منٌ على الله من جهة، ومن جهة أخرى فيه تهرباً من المسئولية والتي تحتم محاولة الإصلاح ومعالجة الأخطاء، وأنا أعترف أننا ما زلنا في مرحلة فيها تماسك ولكن كثرة الضغط الإعلامي كفيل بإفراط العقد - ودرهم وقاية خير من قنطار علاج - وهذه المخالفات المشار إليها أوقعتنا في تناقض يمارس على موقعين كلاهما تحت سلطان الدولة فإننا نجد من أشرنا إليهن من النساء إذا تواجدنا في أماكن عملهن يظهرن بالصورة المحظورة شرعاً وإذا خرجن إلى الأماكن العامة الأخرى فإن هذه المخالفات إما تختفي جزئياً أو كلياً ولا شك أن هذا التناقض غير مبرر لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية النظامية الصادرة من منطلق تعاليم الإسلام مما يوضح أن هناك قصوراً من قبل إدارات هذه المرافق حكومية أو أهلية وقد قال صلى الله عليه وسلم: [إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه] رواه مسلم، وهذا التناقض أساسه وجود تناقض فكري مبناه الفصل بين متطلبات العمل بزعمهم وبين ما يريده أغلب أفراد الشارع العام وهذا كله غير مقبول شرعاً - وسيأتي بيان من الإيضاح من خلال باقي الأطروحات.
لكن الذي أستغربه من الجهات المختصة وخاصة الإدعاء العام الذي أنابه النظام نيابة عن المجتمع في رفع الضرر عنه وحماية أخلاقه ومعتقداته هو عدم مباشرته لبعض اختصاصته ويقف أحياناً عاجزاً أمام وقائع قد ورد فيها نظام ولوائح، فعلى سبيل المثال: ظاهرة وجود نساء يركبن القوارب البحرية وهن بملابسهن الداخلية فقط، وكذلك تسكع بعض المنحرفات أخلاقياً عبر شوارع وعلى مراسي درة العروس وهن بنفس الملابس، فأين إقامة الدعوى ضد المخالفين من أصحاب وملاك هذه المنتجعات والشاليهات وضد هؤلاء الساقطات أخلاقياً، مع توفر كل الأدلة التي تسمح بإقامة الدعوى من صور فوتوغرافية ومحاضر رسمية وبلاغات موثقة ومع هذا سنوات طويلة مضت والحال كما ذكر، ألا يعطي هذا الفصام النكد بين التعليمات المكتوبة والواقع انطباعاً لكل من تسول نفسه المخالفة أن يفعل ما يريد - على قاعدة من أمن العقوبة أساء الأدب - وغير هذه المخالفات والمحلات المشار إليها كثير، وفي مثل هذا السياق قد ورد توجيه سمو وزير الداخلية رقم (16س/5904) في 25/ 12/1410هـ ونصه [وردتنا معلومات عن وجود فنادق بها مسابح
(يُتْبَعُ)
(/)
مكشوفة يشاهد نزلاء الفندق النساء وهن في المسبح مما يؤكد لنا تهاون الجهات المختصة في تنفيذ الأوامر، فنأمل الاهتمام والحرص حيال منع مثل هذه الظواهر والقضاء عليها ومحاسبة المتهاون والمقصر] فأين هذا التوجيه من واقع المثال الذي ذكرته أعلاه.
والنوع الثاني من المخالفات الظاهرة: -
هو ما عبرت عنه بالاختلاط المزيل للكلفة الموجب للألفة، وفي بادئ الأمر قد يظن القارئ أن الأمر لايؤدي إلى محذور ولكن الحقيقة أن الله جبل الرجال على الميل إلى النساء و جبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين كطبيعة النفس البشرية (وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر، والشريعة مبنية على المقاصد والوسائل، فلما حصل الاختلاط بين امرأة عزيز مصر ويوسف عليه السلام ظهر ما كان كامناً في النفس فطلبت منه أن يواقعها ولكن الله عصم نبيه برحمته، والوقائع موجودة في مجتمعنا من جود علاقات مشبوهة بين موظفين وموظفات بسبب اختلاطهم ببعض فزالت الكلفة بينهم ووقعوا في الفتنة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على مثل هذه الأمور فقد جاء في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها] رواه مسلم، فإذا كان الشرع أرشد النساء وحثهم على الابتعاد عن صفوف الرجال في الصلاة متوقعاً حصول انشغال بال بعضهم ببعض فكيف يكون الحال في المخالطة الطويلة مثل ما يحدث في غرف التمريض والمعامل الفنية والسكرتارية والشئون الإدارية والاستوديوهات الإعلامية - والمعبر عنه بفريق عمل - وفي الحديث الشريف: [جاءت امرأة لرسول الله فقالت يا رسول الله استأثر بك الرجال فاجعل لنا يوماً تعظنا فيه، فجعل لهن يوم الاثنين] وكذلك جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال وهو في المسجد لو تركتم هذا الباب للنساء، وقوله صلى الله عليه وسلم بحق الجنسين من الأبناء فرقوا بينهم في المضاجع هذا وهم أبناء عشر سنوات، فكيف بالأجانب والبالغين، كل ذلك حرص من النبي الكريم على تهذيب النفوس وسلامتها، وعلى هذا تربت فاطمة الزهراء رضي الله عنها حيث قالت (خير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يرونها) وهذا يعرف قانوناً بالأمن الوقائي، وعلى هذا الأصل القانوني ورد قرار نائب رئيس مجلس الوزراء رقم (1960/ 8) في 23/ 12/1399هـ ونصه [منع الأعمال المؤدية إلى اختلاط النساء بالرجال] وعلى نفس المنظومة سارت جميع قرارات الدولة ففي خطاب وزير الداخلية رقم (16س/2333) في 30/ 5/1406هـ بشأن تعليمات ملاعب الأطفال فقرة (2): يخصص أيام للنساء، مع منع دخول الذكور فوق عشر سنوات - وذلك عملاً بالحديث النبوي فقرة (7): منع إقامة مباني حول محيط سور هذه المحلات حتى لايتكشفن النساء.
فقرة (8): تعيين مراقبين من الهيئة ومن الأمن العام لمنع دخول النساء المتبرجات والسافرات.
ولكن الواقع اليوم بدأ يأخذ منحاً آخر على أيدي سفهاء يريدون جر البلاد إلى فوضى أخلاقية، ولا يخفى على كل من لديه أدنى علم بالأدلة الشرعية وبالطبيعة البشرية وبواقع الحال ضرر السماح باختلاط الجنسين خاصة الساعات الطويلة عبر فريق عمل واحد ومظلة واحدة، والحرص على اجتماعهم سوياً مع القدرة على فصلهم هو مما يلفيه الشيطان على قلوب وألسنة القائمين بهذا العمل ومما يسر أصحاب القلوب المريضة، ونحن بمقدورنا أن نجعل مرافقنا ومؤسساتنا تقدم كل الخدمات المرجوة دون تجاوزات إذا حرصنا على ثوابت ديننا ومقاصده العظيمة.
ولهذا فإني أقترح ما يلي: -
1 - إيجاد لجان مؤهلة مهمتها إيقاظ مفهوم التربية الذاتية، ويكون عملها على قسمين تعليم نظري ومتابعة ميدانية، بحيث يتضمن عمل هذه اللجان المرور على هذه المواقع وملاحظة مثل هذه المخالفات وقيامها بواجب الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع ضرورة اتخاذ شيء من الإجراءات الإدارية بحق المخالفين سواءً كانوا موظفين وهذا له خطوات معروفة، أو كانوا مراجعين وذلك إما بتنبيههم بأنهم سيحرموا منفعة المرفق مرة أخرى أو بمنعهم من دخول المرفق - ومثل هذا قد صدر فيه توجيهات سمو وزير الداخلية عندما وجه الجهات الحكومية بمنع دخول كل من يراجعها
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو يرتدي ملابس غير لائقة - والمرأة المتبرجة الكاسية العارية هي في وضع غير لائق - وبالتالي يشملها فقه النص النظامي لاشتراكهما في العلة، ويؤيد كلامي الحديث الذي يستدل به من يجوز كشف الوجه والذي نصه [أن أسماء بنت أبي بكر دخلت عليه بملابس غير ساترة، فقال صلى الله عليه وسلم إن المرأة إذا حاضت لم يصلح أن يظهر منها غير هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفه] وأيضاً خطاب وزير الداخلية رقم (16س/2333) في 30/ 5/1406هـ فقرة (8): تعيين مراقبين من الهيئة ومن الأمن العام لمنع دخول النساء المتبرجات والسافرات، وربما يكون هناك أقسام إدارية في الجهات محل المخالفات تخصصها المتابعة ولكنها لا تقوم بدورها وبالشكل المطلوب.
2 - لا بد أن يكون هناك دور وقائي من خلال وجود لوحات إرشادية تتضمن بيان المخالفات المذكورة وكذلك توزيع المناسب من الأشرطة والكتب من الجهة المعنية، وهذا الأمر غير ملاحظ ربما لانعدامه أو لضعفه وكلاهما قصور يجب معالجته، مع إحساس المسئول عن المرفق أن هذا واجب ومن صميم عمله، ومع هذا فإن هذا الجزء لن يؤتي ثماره إلا مقترناً بالجزء الأول، لأننا نلاحظ وعلى سبيل المثال في المطار مكتوب ممنوع التدخين، ونجد طائفة من المستهترين يخالفون هذا النظام بمرأى من جميع الأجهزة المعنية بالمطار أو في أي مرفق آخر ولكن دون اتخاذ أي إجراء وهذا مكمن الخطأ الذي أود أن يسلط عليه ضوء التفعيل وأن لا يقف الطاقم المرتبط بأي مرفق مكتوف اليدين مما يعطي الضوء الأخضر للمخالف بالاستمرار، لأن مبدأ الثواب والعقاب وسيلة مهمة في التربية وتحقيق الأهداف العامة وهو نهج قرأني معروف.
3 - وأما بالنسبة لانتشار هذه المخالفات وظهورها في الأماكن العامة فإنه يجب أن يكون لرجال الدوريات الأمنية دوراً في هذا بصفتهم رجال سلطة عامة، وقد أناط النظام بهم القبض على كل من يقوم بعرض صوراً مخلة بالآداب كما هو في نظام الأمن العام، فكيف ونحن نتكلم عن حقيقة وليس مجرد صورة فإنه من باب أولى، وكذلك قد أسند النظام لرجال السلطة العامة منع الجريمة قبل وقوعها وقد أوضحت الدراسات الأكاديمية أن الضحية والمجني عليه يكون في أغلب الأوقات هو السبب في إغراء الجاني وحثه للاعتداء عليه، وإن ظهور المرأة باللباس والمظهر الغير لائق والمحظور شرعاً فيه إغراءٌ للمتهورين والغير مسئولين حيال ممارسة أعمال طائشة مثل المعاكسات سواءً التقليدية أو المصحوبة بعنف، وقد يتطور الأمر إلى جريمة جنائية كالاعتداء والخطف، وهناك وقائع مسجلة لدى الجهات المعنية تؤكد هذا الأمر، ولهذا كان من البديهي أن يمارس رجال الدوريات العامة هذا الواجب الهام كإجراء وقائي وأن لا يتهرب من المسئولية بإحالة مثل هذه المواضيع لهيئة الأمر بالمعروف فقط - وفي كلٍ خير والتعاون مطلوب من الجميع
4 - إدراج مسألة تلقي البلاغات عن وجود حالات تبرج للنساء في الأماكن العامة ضمن نظام الأمن العام، وقد سبق أن صدرت توجيهات المقام السامي رقم (1858/ 8) في 2/ 12 /1399هـ[بأن يبلغ أقرب مركز شرطة عن وجود نساء أجانب يتجولن في الأماكن العامة دون التزامهن بالتستر ليتم التحقيق معهن، مع إبلاغ وزارة الخارجية لتعميمه على السفارات والقنصليات، وكذلك تبلغ الوزارات والمصالح الحكومية بمراعاة ذلك في صلب عقود العمل]، ومثل هذا التوجيه ينسحب على كل واقعة مشابهةً لها، وربما يطرح اعتراض بأن هذا فيه إشغال للجهات الأمنية، وكذلك بعض البلاغات سيكون مبالغاً فيها نظراً لاختلاف توجهات وثقافة المبلغ، ولكي أكون منصفاً وحديثي عدلاً فهناك من يريد أن يلزم الناس كلهم برأيه، فهو يتعدى مرحلة مجرد إبداء رأي إلى محاولة الإلزام، ولكن حديثي واضح من البداية وعن أي منهجية أقصد، وليس في هذا الاقتراح أي إشغال للجهات الأمنية بل هو كما تقدم منع للشر قبل وقوعه ثم إذا تعارضت الأمور لديهم وتزاحمت الواجبات فيقدم الأهم والأوجب، وفي خطاب وزير الداخلية رقم (2س/5804) في 5/ 6/1399هـ[يجب وضع حد في الأسواق الرئيسية وما يحصل للنساء وغيرهم من مضايقات بواسطة الشرطة]، ولما كانت التصرفات القانونية قائمة من الأصل على مبدأ الوقاية فمن البديهي أن نفتش عن أسباب أذية النساء لنحد منها، فإذا كان السبب هو وجود تصرفات
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلوكيات سيئة من المرأة فيجب عقوبتها أولاً ولا يرمى الذنب كله على الشباب، وكذلك ورد في الأمر السامي الكريم رقم 1902/ 1 في 8/ 7/1387هـ[على الدوريات الأمنية ملاحظة ظاهرة السفور واتخاذ الإجراءات الرادعة للقضاء عليها].
5 - تشديد تطبيق النظام بحق من وقعت منها المخالفة محل حديثنا وخاصةً إذا كانت موظفة فإذا كانت أجنبية فهناك عقد عمل يلزمها باحترام أنظمة البلد أو ينهى عقدها، وإن كانت سعودية فقد جاء في نظام ديوان المظالم قرار رقم (140/ت/3) في 1408هـ أن الموظف يعتبر متهماً بما يخل السمعة والنزاهة إذا أرتكب ما يخالف الشرع أو المفهوم الاجتماعي المتعارف عليه في وسط المجتمع المسلم الملتزم بقواعد الدين، وهو يعتبر مسئول عن تصرفاته حتى خارج عمله لأن صفة الوظيفة لا تنفك عنه]، ولهذا ينبغي رفع محضر واقعة بحق من يثبت حيالها هذه المخالفة متضمناً معلوماتها الشخصية والتي يتحصل عليها عن طريق طلبها مباشرة من المخالف، وسواءً كانت المرأة موظفة أو غير ذلك فقد صدر التوجيه الملكي رقم 2101 في 20/ 10/1391هـ[يمنع تبرج النساء ولا يسمح لهن بارتياد الأسواق وهن في ملابس قصيرة أو غير محتشمة] فيكون هنا دور الجهات المعنية بإلزام المخالفة بمغادرة المكان العام مع تدوين ما يلزم من محضر لمعاقبتها كما تقدم ذكره، وتفسير ذلك عملياً ورد في برقية أمير منطقة مكة رقم (123907/ع) في 1/ 4/1423هـ فقرة (3): [أما فيما يخص ظاهرة النساء والفتيات المتبرجات المتواجدات في أماكن عامة وكيفية الأخذ على أيدي المخالفات منهن فيتم استدعاء أولياء أمورهن وأخذ التعهد عليهم بالمحافظة عليهن]، وهذا يعني أن العقاب يطول ولي أمر المرأة أيضاً.
6 - القيام على فصل أماكن هذه الخدمات، بحيث يكون المقدمة للرجال والمؤخرة للنساء أو الدور العلوي للنساء والأرضي للرجال، كما أرشد الإسلام أتباعه في أماكن العبادة والتي هي أشرف الأماكن والتي قد لا يتصور معها وجود ريبة، فلماذا إقحام النساء الراغبات في العمل لأي سبب كان بمزاحمة الرجال والتعرض لنظراتهم وملاحقاتهم وأحياناً الخلوة بهم تحت مسمى متطلبات العمل، فمن حق هؤلاء النساء حمايتهن من شرور أنفسهن أولاً ومن شرور أصحاب النفوس الضعيفة من أرباب العمل ثانياً، كما يجب أن نعلم المرأة التي ترفض الحجاب أو تقبل بالاختلاط أن الحكم الشرعي يجب أن يحقق مقصوده في الحياة وإلا أصبح مهجوراً لا فائدة منه، والحكم الشرعي يحمل في طياته تحقيقاً لمصالح العباد والبلاد، فمثلاً المرأة المتبرجة لا يسعها أن تدعي أنها حرةً في تركها للحجاب وأن هذه مسألة شخصية، لأن الغرض من الحجاب أمرين: -
أحدهما ستر المرأة وحفظها من كل ما يؤذيها لأن في الأصل الخلقي أن المرأة محل مطمع الرجل، وعقلاً نجد أن المرأة غالباً هي من يطلب نكاحها لا العكس، ويؤيد هذا قوله سبحانه وتعالى [يا أبها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين].
والأمر الثاني: هو المحافظة على طهر المجتمع وتقليل فرص الجريمة وهتك العرض والوقوع في الفواحش وذلك من خلال إعانة الرجل على عدم الانفتان بزينة المرأة المجبول عليها فطرياً كما قال تعالى [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم] والعلاقة بين غض البصر والعفة وطيدة، وكذلك بين إطلاق البصر والوقوع في الحرام، قال صلى الله عليه وسلم [والعينان تزنيان وزناهما النظر .... والفرج يصدق ذلك أو يكذبه].
ولكن نحن وللأسف في بعض جوانب حياتنا لدينا تبعية كما قال صلى الله عليه وسلم [ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا من يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: ومن].
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى سبيل المثال لماذا الممرضة تزاحم الطبيب وتلازمه طوال الوقت؟ ألا يمكن تلقي مهنة الطب وتطوراتها من غيرنا ولكن نأخذ طريقة تنفيذها من ديننا الإسلامي، فنجعل مع الطبيب ممرضاً من الرجال بدلاً من امرأة، وهذا منطقياً أنجح للعمل لاستطاعة كلاً منهما الاندماج مع الآخر بما لايستطيعه مع المرأة، وبالتالي نجعل الممرضة مع الطبيبة، أليس هذا ما يقوله البعض عند طلبه وضع موظفات في المحاكم وغيره من الجهات لأن تعامل المرأة مع المرأة أيسر وفيه رفع للحرج، ولماذا هذه المسكينة التي تبحث عن لقمة عيش نجعلها تسافر هنا وهناك تخدم الرجال في الطائرة وتحتك بالمضيفين من الرجال والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن سفر المرأة بدون محرم، والأمر السامي الكريم يمنع أن تعمل المرأة بوظيفة " نادل " مقدم طلبات وفي خطاب نائب وزير الداخلية رقم (12س/3527) في 16/ 8/1412هـ فقرة (5): [عدم السماح للرجال بخدمة النساء في الحفلات - والعكس- والاكتفاء بجلب الطلبات فقط دون الدخول إلى مواقعهم]، فلماذا الأمر يختلف على متن الطائرة - إنها التبعية - وقل مثل هذا في كل مناحي الحياة، لأن من أسباب الحفاظ على الأخلاق والعفاف هو عدم تيسير أمور الخلوة والاختلاط والتبرج وهذا واجب يمليه مبدأ المسئولية والسياسة الشرعية، ولكن المشكلة تكمن عندما يريد البعض طبع المجتمع المسلم على القالب المأخوذ من الحياة الغربية متناسياً الفروق الدينية والأخلاقية بيننا وبينهم.
7 – يجب تحديد نوعية ومؤهلات من يقوم بتحديد ما هو موافق للشريعة من عدمه في التصرفات الصادرة من هذه المرافق -وأعني بالدرجة الأولى وزارة العمل - وفي نظري أن هذا فيه عيبان نظاميان:
أولهما: تداخل الاختصاصات حيث أن الجهة المناط بها الفتوى الشرعية هو مفتي عام للبلاد وعلى أقلها مجمع البحوث الفقهية، وحتى في المسألة الخلافية التي أشرت إليها فإن القاعدة [حكم الحاكم يرفع الخلاف] وكون الحاكم أناب دار الإفتاء واللجنة الدائمة عنه في بيان أحكام الدين فإن ما يصدر عن هذه الجهة في مجالات الفتوى يعتبر قاطعاً للاجتهاد.
ثانيهما: ما هو المستوى العلمي لمن أسند إليهم هذا الأمر لكي يوقعوا عن الله رب العالمين وأن هذا موافق للشريعة أم لا لاسيما أن هناك قصوراً واضحاً من قبل مكاتب العمل ولجان المتابعة، فبعض المؤسسات والمحلات الخاصة استشرى فيها وبشكل غير معقول اختلاط الجنسين وتبرج النساء وبصورة لم يراها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الشريف (صنفان من أهل النار لم أرهما - نساء كاسيات عاريات) ولعل النص الجديد الوارد في نظام العمل والذي يشير إلى أن يكون عمل المرأة بما يوافق أحكام الشريعة بدلاً من النص السابق له دوراً في استغلاله من قبل ضعفاء النفوس سواءً في الوزارة المعنية أو المنشئات الخاصة، مع أن النص الجديد لا يبيح مخالفة ما عليه الدولة من محافظة على تعاليم الإسلام، فقد جاء في خطاب وزير الداخلية رقم (1278/ق /ع) في 1/ 12/1423هـ فقرة (4): [تؤدي المرأة عملها في مكان منفصل تماماً عن الرجال] وكذلك جاء في خطاب سمو المحافظ رقم 202/ 400152/ب/ف في 8/ 1/1429هـ ولكننا نجد أن بعض المشرفين أو المشرفات على هذه المرافق هم إما على غير دين الإسلام أو مخالفين لنظام العمل ويضربون بكل التعاليم عرض الحائط، وإلا كيف نفسر وجود اختلاط بين عاملين وعاملات في مخبز تابع لتموينات غذائية والذي باشر الحالة مركز هيئة بني مالك بجدة، أو وجود اختلاط في مكان إعداد الطعام بمطعم الطازج بكيلو 15 بجدة، أو شقة بها سبعة نساء ورجلين بحجة أنه مكتب إيجار للسيارات أو مكتب إدارة أعمال كمركز بيوتات الأعمال بجدة، وكذلك وجود اختلاط بين موظفي فندق جدة أوركيد بجدة وفيه شريط مسجل لحفل داخلي بين الموظفين والموظفات وهم في وضع لا توافق عليه الشريعة - والواقعة نظرت من قبل هيئة السلامة - ولا شك أن تفسير هذا يرجع إلى أن توصيف ما يوافق الشريعة من عدمه أصبح في بعض الجهات خاضعاً لاستحسان مسئول الوزارة المعنية أو مدير المنشأة الخاصة أو العامة، ويا ليت الأمر اختلاطٌ فقط بل يضاف إليه تبرجاً وسفوراً (كاسيات عاريات) إنه التعريف النبوي لوصف حالة بعض هؤلاء النساء فلا خمارٌ على الشعر ولا جلباب يستر
(يُتْبَعُ)
(/)
الصدر والنحر مع مشابهة الأعاجم من لبس الضيق والقصير والشفاف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمة سلمة رضي الله عنها (المرأة ترخي ثوبها شبراً) تحت كعبها، وفي الحديث أن أم سلمة أفتت بأن المرأة إذا ظهر شيء من شعرها أو لبست ثوباً رقيقاً أو لا يستر قدمها فإن صلاتها غير صحيحة، فكيف والحال اليوم ما ذكر، ولا يخفى أن الاستحسان الذي أشرنا إليه هو نتيجة ثقافة ورؤى خاصة، فهل يجوز قانوناً أن يفسر أي نص نظامي على مبدأ الاستحسان والرأي أم لا بد من وجود لائحة تفسيرية من مختصين، إضافة إلى أنه لا وصاية على الأمة إلا عن طريق كتاب الله وسنة نبيه، وأما [لا أريكم إلا ما أرى] مما يجر المجتمع للخروج عن تعاليم دينه فهذا أمر غير مقبول، وهي سياسة تمرير الأفكار من خلال المركز الوظيفي وبمرور الأيام نجد أن أكثر الناس قد ألف رؤية المنكر ثم يصبح بعد ذلك عادة وهذا هو الغش بعينه للمجتمع، وليس عيباً مراجعة القرارات فلنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد جاء في الحديث أنه كان يحلف على أمر فيرى غيره خيرٌ منه فيكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير.
8 – تفعيل دور الإعلام بجميع وسائله عن طريق زيادة الوعي بأضرار الاختلاط والتبرج وبيان فضيلة المحافظة على الستر والعفاف، وأن يكون هذا التفعيل باختيار المادة المناسبة والأشخاص الأكفاء المؤهلين دينياً وفكرياً لأنهم يقوموا بصياغة عقول الناس، و الله عز وجل ما أنزل الكتب السماوية إلا وأرسل معها أنبياء يدعون إلى الخير ويعلمون الناس ما في هذه الكتب، مما يبين ضرورة تولية الأكفاء في أماكن التربية والثقافة، وفي رأي أنه لا مانع في ظل هذا الانفتاح الإعلامي والعولمة القادمة أن ندرس الناس الفقه المقارن في المسائل الخلافية والواردة عن سلف هذه الأمة بدلاً أن يسمعوها من غيرنا في الفضائيات ولكن بشكل غير علمي، وأعتقد أن يسع هذا الأمر مجتمعنا خيرٌ له من أن يسعه الفكر التغريبي المخالف.
9 – العمل على إظهار ما هي حقيقة الحرية التي يدعى إليها في هذه الأيام - والتي هي بمعنى التفلت وهجر بعض أحكام الإسلام - حتى لا ينخدع بها الناشئة، مع بيان أن الحرية الحقيقية هو التحرر من عبودية الهوى والشهوات ولزوم منهاج القرآن والسنة (وما أجمل أن يكون عرض هذه الفكرة عن طريق مادة إعلامية مميزة، وهذا دور الإعلامي المسلم).
10 – تفعيل التعاميم التي تنص على استدعاء ولي أمر المرأة المتبرجة وأخذ التعهد عليه وعليها ويجب أن يكون هذا التفعيل عن طريق أعضاء الهيئة ورجال الشرطة كلاً أثناء أداء عملهم كما أشرنا إليه في الفقرة (3) أعلاه، لأن من المتفق عليه شرعاً وقانوناً أن الأحكام والقرارات الصادرة إذا لم تحاط بمجموعة من الإجراءات القائمة على مبدأ الثواب والعقاب فإنها تصبح عديمة الفائدة والأثر، وهذا يلاحظ جلياً في إصرار بعض النساء المتعاقدات على التبرج مع إنه من المفترض أنهن أفهمن بتعاليم البلاد إلا أنهن لم يرين تجريماً حازماً لهذه المخالفة مع إتباعها بالعقوبة المناسبة.
11 – تفعيل دور جميع الأجهزة والمرافق الخاصة والعامة، وكذلك تفعيل دور المجتمع وإذكاء روح المسئولية تجاه أمور دينهم انطلاقاً من قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وقوله صلى الله عليه وسلم: [الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولرسوله، ولكتابه، ولعامة، المسلمين وأئمتهم]، ويكون هذا التفعيل عن طريق دور الإعلام كما سبق ذكره، ومن جهة أخرى عن طريق المكاتب الدعوية، ومن جهة ثالثة رفع دعاوى احتسابية ضد المخالف سواءً كان فرداً أو مرفقاً خاصاً أو حكومياً.
12 – ورد في كتب الفقهاء مسألة العقوبة المالية للمخالف في بعض أحكام الشريعة الإسلامية مثل استحصال الغرامة المالية أو إتلاف أو مصادرة الشيء المستخدم في المخالفة كما هو مقرر في السياسة الشرعية للحاكم المسلم، ولا أعتقد أن رخصة القيادة أو إيقاف السيارة في غير المكان المخصص أهم من الأخذ على أيدي السفهاء اللذين يلوثون المجتمع بمجاهرتهم بالمعاصي فأتمنى أن ينظر في وضع غرامات أو عقوبات بضوابط معينة ولحالات خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - تفعيل دور الادعاء العام كما سبق بيانه، وكذلك دور أعضاء مجلس الشورى في استدعاء الوزير ومناقشته حيال مخالفته للتعليمات المكتوبة.
14 - إيجاد مواقع الكترونية وإصدار نشرات تعرض اللوائح والأنظمة تثقيفاً للساكنين على أرض هذه البلاد وتعريفاً بما لهم وبما هو عليهم، ويكون هذا انطلاقاً لهم ليشاركوا الجهات الرقابية عن طريق رفع الدعوى ضد المخالف وكذلك ضد منسوب الجهة المختصة بتهمة التقصير في عمله فقد جاء في خطاب وزير الداخلية (إن أي موظف أثناء تأدية عمله لا يقوم بالإبلاغ عن أي مخالفة فهو معرض للجزاء التأديبي)، فننمي بذلك لدى العامة الإحساس بأهمية النقد البناء وبواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليكون بعد ذلك كل موظف أو مسئول دقيقاً في تصرفاته وتصريحاته - وهذه هي الديمقراطية الإسلامية -
- وأخيراً أتمنى من القارئ الكريم أن لا يكون تبعاً لغيره يحركه كما شاء، بل عليه الرجوع إلى أمهات الكتب الفقهية وإلى تفسير القرآن ليعرف من يريد مصلحة المجتمع ممن يريد مصلحته الشخصية واتباع هواه - كما قال الله [ولو ردوه إلى الله والرسول].
ولا نقول مثل ما سمعت من بعض الرويبضة عندما قالوا يريدون وصاية على المجتمع، وهذه هي الدول المجاورة مسلمين مثلنا ولكن ليس لديهم من التنطع مثلنا، فأجيب على هذا وأمثاله أن هذه الدول المجاورة يوجد في أنظمتها الوزارية تنظيم بيع الخمور وفتح محلات الدعارة وغيره من الأمور المخجلة فهل هذه الدول هي محل قدوته، أما نحن فشعارنا ما قاله صلى الله عليه وسلم [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها] وقوله [تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي].
هذا ما أحببت عرضه على أنظاركم، وأتمنى من الله العظيم أن ييسر تفعيل كل إجراء من شأنه جلب الخير ودفع الشر - اللهم بلغت اللهم فاشهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
المستشار / فهد العمر
http://www.alolaa.net/articles.php?action=show&id=59 (http://www.alolaa.net/articles.php?action=show&id=59)(/)
حقيقة الإيمان وبيان أركانه وأسباب زيادته ونقصانه
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 10:39]ـ
محاضرة شرعية هامة بعنوان
حقيقة الإيمان وبيان أركانه وأسباب زيادته ونقصانه
لفضيلة الشيخ
عبدالله القرعاوي
وهي ضمن سلسة محاضرات الجامع الكبير بالرياض - 1429هـ
الرياض.:: جامع الأمير تركي بن عبدالله::.
وكانت قد أقيمت في يوم الخميس 14 - 7 - 1429 هـ
وتفضل سماحة المفتي الشيخ / عبدالعزيز آل الشيخ بالتعليق على المحاضرة والإجابة على الأسئلة
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=52706&sid=
ـ[مصباح المغربي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 10:20]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم،وكتب سبحانه ذلك في ميزان حسناتك.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 06:18]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم،وكتب سبحانه ذلك في ميزان حسناتك.
آمين، وإياك ...
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:02]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا: غالب بن محمد المزروع
بريدك الخاص لا يعمل لا اعرف السبب؟
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 11:29]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا: غالب بن محمد المزروع
بريدك الخاص لا يعمل لا اعرف السبب؟
وجزاك أخي الكريم ...
قمت بإلغاء تفعيل خاصية استقبال الرسائل الخاصة؛ فأرسل لي على البريد الإلكتروني ...(/)
قال أغير الله أتخذ وليا ... ! رداً على دعاة " الوطنية " .. !
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 01:39]ـ
التاريخ:9/ 7/1429 هـ الشيخ / عبد العزيز بن ناصر الجليل * قل أغير الله أتخذ وليا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد،،
فإن من مظاهر غربة الدين في زماننا اليوم أن تصبح أصول الإيمان والتوحيد عرضة للأخذ والرد بين أبناء المسلمين، ويصبح المتمسك بها غريباً توجه إليه سهام النقد ويوصف بالتشدد والتطرف وبث الفرقة في الأمة وابتغاء الفتنة بين طوائف المجتمع في الدولة الواحدة وأبناء الوطن الواحد!!
ومن هذه الأصول العظيمة التي توجه لها سهام الهدم والاستهجان، عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الموحدين والبراءة من الشرك والمشركين، قال الله عز وجل: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ} الأنعام14
وقال سبحانه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ... الآية} الممتحنة4
وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} التوبة71
ومن أخطر المعاول التي تستخدم اليوم لهدم عقيدة الولاء والبراء معول (الوطنية) والذي يراد منه إحلال رابطة الوطن محل عقيدة التوحيد وذلك في عقد الولاء والبراء بين أبناء المجتمع المسلم.
إن حب الوطن ومكان المنشأ والحنين إليه طبع جبلي فطري مغروس في النفوس، ولشدة مفارقة الأوطان على النفوس رتب الله عز وجل عليه الثواب العظيم للمهاجرين في سبيله المفارقين لأوطانهم من أجله قاله الله عز وجل: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر8.
وهاهو بلال رضي الله عنه يحن إلى وطنه الأصلي مكة بعد أن هاجر منها ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادٍ وحولي إذخر وجليل
فهذا الحب والحنين لا ضير فيه ولا لوم وليس نزاعنا مع دعاة الوطنية في هذه المسألة.
إنما اللوم والانحراف والنزاع في جعل الانتماء إلى الوطن الواحد هو معيار الولاء والمحبة والنصرة لكل من يعيش تحت مظلة الوطن الواحد ولو كان مشركاً أو منافقاً وجعله هو المقدم والمكرم على من ليس من أبناء الوطن ولو كان مسلماً صالحا تقياً، إن هذا هو الانحراف والعودة إلى موازين الجاهلية ومعاييرها في الولاء والنصرة وفي العداوة والبراءة، نعم إذا كان المواطن موحداً صالحاً خيراً فهذا نور على نور ولا تثريب على من وجد ميلاً أكثر إلى الموحد الصالح من قرابته أو قبيلته أو من أبناء وطنه. أما أن يجد ميلاً ومحبة وتآخياً مع أهل الشرك والنفاق ويجعله يسكت عن شركهم ونفاقهم لأنهم من أبناء وطنه فهذا هو المرفوض في ميزان الله عز وجل. قال الله عز وجل عن نوح عليه السلام حينما قال: {رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي} قال الله عز وجل له: ** إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} هود46
إنه لا يخفى ما في (الوطنية) بالمفهوم الجاهلي من هدم لعقيدة الولاء والبراء في هذا الدين، فكم في الوطن الواحد من العقائد الباطلة الكفرية التي يخرج صاحبها من الإسلام، كمن يعبد غير الله عز وجل ويستغيث به ويدعي أن غير الله تعالى يعلم الغيب كغلاة الشيعة والصوفية، وكم في الوطن الواحد من يكفر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويعاديهم، ويقذف نساء النبي صلى الله عليه وسلم العفيفات الطاهرات، وكم في الوطن الواحد من المنافقين الذين يبطنون العداء للإسلام وأهله ويوالون الغرب وأهله، فهل هؤلاء هم منا ونحن منهم لأننا
(يُتْبَعُ)
(/)
وإياهم نعيش في وطن واحد؟ إننا بهذا الفهم نعود إلى صورة من صور الجاهلية الأولى التي جاء هذا الدين للقضاء عليها وجعل رابطة العقيدة والإيمان فوق كل رابطة يعادى من أجلها ويوالى من أجلها ويحب من أجلها ويبغض من أجلها.
قال صلى الله عليه وسلم: (من تعزى بعزاء أهل الجاهلية فأعضوه هن أبيه ولا تكنوا).
فسمع أبي بن كعب رجلاً يقول: يالفلان! فقال: اعضض إير أبيك فقال: يا أبا المنذر! ما كنت فاحشاً، فقال بهذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد في مسنده (20728) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (269).
ويشرح شيخ الإسلام هذا الحديث فيقول: (ومعنى قوله: من تعزى بعزاء الجاهلية) يعني يتعزى بعزائهم، وهي الانتساب إليهم في الدعوة، مثل قوله: يالقيس! ياليمن! ويالهلال! ويالأسد، فمن تعصب لأهل بلدته، أو مذهبه، أو طريقته، أو لأصدقائه دون غيرهم كانت فيه شعبة من الجاهلية، حتى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله) [مجموع الفتاوى 28/ 422].
وقد وقفت على دراسة مهمة يتحدث فيها كاتبها د. أحمد محمود السيد عن فقه المواطنة وأصولها الغربية في الجاهلية المعاصرة، ونظراً لأهميتها وعلاقتها بموضوعنا أنقل بعض ما ورد فيها حيث يقول وفقه الله تعالى: (في هذه الأيام يتردد لفظ المواطنة على ألسنة المهتمين بالعمل السياسي ودعاة العلمانية وأنصار المنهج العلماني بوجه عام ولا غضاضة في هذا ولا عجب، حتى وإن ادعى هؤلاء أنه لا يتعارض مع الإسلام، أو أن الإسلام قد عمل به وأسسه، بل العجب كل العجب أن ينبري بعض الشيوخ وعلماء الشريعة لإثبات أنه مبدأ إسلامي أصيل وأن مضمون هذا المفهوم مماثل لما جاء به الشرع الحنيف!
والأدهى من ذلك أن السيناريو نفسه يتكرر كما حدث في الستينات مع الاشتراكية هناك من كتب عن ((المواطنة في الإسلام))، و ((المواطنة عند رسول الله))، و ((المواطنة في الشريعة الإسلامية))، و ((المواطنة مبدأ إسلامي أصيل))، و ((مبدأ المواطنة أهم دروس الهجرة)).
وهناك من استدل بآيات قرآنية وتفسيرات حاول أن يلوي فيها أعناق الآيات لكي تعبر عن مفهوم المواطنة الغربي مؤكداً تطابقها مع تفسيرات القرآن!
تعالوا نتفهم معنى المواطنة في دولة المنشأ لنعرف إن كانت تصلح كمبدأ إسلامي أم لا ..
يعرف قاموس المصطلحات السياسية ((المواطنة)) بأنها: مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين شخص طبيعي، وبين مجتمع سياسي (الدولة)، ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول الولاء، ويتولى الطرف الثاني الحماية، وتتحدد هذه العلاقة بين الشخص والدولة بالمساواة أمام القانون ((الوضعي)) في ظل هيمنة الدولة القومية.
ويعبر مفهوم المواطنة بمعناه الحديث عن تطور شديد التعقيد صاغته أوربا الغربية في القرن التاسع عشر خلال عمليات تاريخية واجتماعية وسياسية تم فيها الانتقال من الحق الإلهي المقدس إلى حق المواطن، ومن هيمنة الكنيسة إلى هيمنة الدولة ...
والمواطنة كمفردة من مفردات النظام السياسي الغربي ـ الذي انتشر في أوربا ومنها إلى أمريكا ثم بقية أنحاء العالم بعد ذلك ـ ترتكز على مجموعة عناصر أساسية أهمها:
1 - إحلال عبادة الوطن وتقديمها على عبادة الله وحده.
2 - إعلاء وتقديم الولاء للدولة على أي ولاء آخر حتى ولو كان الدين.
3 - إحلال الرابطة القومية محل الرابطة الدينية كأساس لتجانس الجماعة السياسية
4 - تحويل الفرد من مقولة دينية إلى مقولة سياسية.
5 - فصل العلاقة السياسية عن العلاقة الدينية.
6 - صبغ الوجود الديني بطابع النسبية والذاتية.
7 - رفض القيم والأخلاق الكاثوليكية في ملية بناء الدولة أو رسم السياسة العامة.
8 - رفض تدخل رجال دين في كل ما له صلة بالسلطة الزمنية.
9 - إطلاق التسامح الديني، وحرية الاعتقاد طالما أنه لن يتدخل في شؤون الحكم
10 - الحرية هي القيمة العليا التي تعلو على سائر القيم بما فيه حرية الارتداد عن الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه العناصر تظهر بوضوح الحل الذي وضعه الأوربيون لإشكالية العلاقة بين الدين والدولة من خلال ((المواطنة)) وفكرة الدولة القومية، وهل الحل الذي شكل الأساس الذي قامت عليه ظاهرة الدولة القومية التي أوجدها الأوربيون أنفسهم كأداة للتخلص من طغيان السلطة الدينية وتجاوزات الكنيسة الكاثوليكية الغربية، ولذلك قامت الدولة القومية على مبدأ الفصل بين الدين والدولة بمعنى عدم توظيف الدين في خدمة السياسة وعدم توظيف السياسة في خدمة الدين، ورفض تدخل المؤسسات الدينية في كل ما له صلة بالعلاقة بين الوطن والدولة، وجعل نشاط القوى الدينية قاصراً على الجوانب الروحية دون الحياة السياسية، وتخليص النشاط الديني من الدوافع والمطالب السياسية ...
فالمواطنة كمبدأ سياسي لا تعمل بعيداً عن النظرية السياسية الغربية التي صاغتها، ولا يمكن أن تقطع من سياقها ليتم تفعيلها في نظام آخر مختلف عقائدياً واجتماعياً وتاريخياً، فالنظام السياسي الإسلامي يقوم على مجموعة مبادئ تعمل معاً لتحقيق مبادئ الإسلام وهديه من خلال منظومة من الآليات مثل: الإمامة ـ أهل الحل والعقد ـ الشورى ـ الخلافة ـ إلخ .. والتميز فيها يكون للمسلم فلا يستوي المؤمنون والكافرون، وإذا كان معيار التفضيل هو التقوى كما في الحديث (لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى) فإن هذه التقوى معناها الإسلام والإيمان الخالص، وهذا ليس معناه ظلم المخالفين في العقيدة لكنهم في ظل الدولة الإسلامية يتعاملون من خلال العهود والمواثيق التي تحفظ لهم حقوقهم وتحفظ للدولة الإسلامية ما تفرضه عليهم من واجبات ...
ولكن تأبى نفوس الذين تشربوا فكر الغرب ورضعوا من علمانيته إلا أن يستبعدوا الإسلام من طريق سياسة الدنيا ويستكثروا على أتباعه أن يحكموا بهديه ومبادئه فتحاول هذه الفئة أن تلوي أعناق الآيات وتغير في مضمون التفسير لتوافق هواهم وتوظف من منحهم صفة (المفكر الإسلامي) كي يؤكدوا أن الإسلام لا يتعارض مع تلك المصطلحات بل يؤسس لها ويطبقها، وتباركها شهادات لبعض الشيوخ والعلماء، متصورة أنها بهذا التلبيس على الناس تكون قد ضمنت غسيل عقولهم وتحويل انتمائهم لهذا الفكر .. {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ {4} لِيَوْمٍ عَظِيمٍ {5} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {6} المطففين 4 - 6 أ. هـ
هذه هي حقيقة الوطنية وملابسات نشأتها وخطرها العظيم على عقيدة التوحيد والموالاة والمعاداة فيه.
فهل يسوغ بعد ذلك لأحد أن يرفع سيف الوطنية في وجه كل من يرفض أن يكون الوطن هو الأساس الذي يعقد عليه الولاء والبراء، بغض النظر عن عقائد هؤلاء المواطنين ونحلهم؟ هل يجوز أن تكون رابطة الوطن فوق رابطة التوحيد؟ هل يجوز أن يتآخى ويتحاب الموحدون مع المشركين والكفار والمنافقين ويسكت عن كفرهم و نفاقهم بحجة أنهم أبناء وطن واحد؟! وبحجة أن الانطلاق من التوحيد في الولاء والبراء يفرق الأمة ويذكي الفتن الطائفية فيها؟
إن هذا هو ما يدعو إليه العلمانيون والباطنيون ومن تأثر بهم من المخدوعين من أبناء المسلمين ومن أمثلة ذلك ما نشرته جريدة الرياض في تاريخ 19/ 6/1429هـ بعنوان (الفجور المذهبي وصرخة الأمين العام) لعبدالله القفاري.
وخلاصة ما طرحه صاحب المقال هداه الله: وصفه لأولئك الذين يحذرون من الطوائف الشركية ويبينون للأمة أصولهم الكفرية وعداوتهم للسنة وأهلها بأنهم مثيرو الفتنة المذهبية. وأبدى إعجابه بما قاله الأمين العام لمجمع الفقه الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي د. عبدالسلام العيادي أصلحه الله عن هؤلاء واصفاً لهم بأنهم (أهل الفجور المذهبي) ويشرح هذه الفجور بأنه: كل محاولة لإثارة الصراعات المذهبية في الساحة الإسلامية. وهو بذلك يعرض بالبيان الذي نبه فيه بعض المشائخ على خطر الشيعة الرافضة وما يحملون من عقائد شركية تهدم التوحيد الذي جاء به المرسلون وما يبطنون ويطفح على ألسنتهم من عداوة لأهل السنة وتكفيرهم لهم بداية من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى من بعدهم من المتبعين لهم بإحسان، في الوقت الذي يجندون أنفسهم في المشروع الإيراني التوسعي في بلاد أهل السنة، فهل من يحذر الأمة من هذه المخاطر الجسيمة هو من يفتت وحدة الأمة ويثير الفتن أم هو الذي يسكت
(يُتْبَعُ)
(/)
على هذه المخاطر ويدفنها ويتقارب مع أهلها بحجة التعايش الطائفي ونبذ الفرقة؟؟ ..
ومما قاله هذا الكاتب في مقاله المظلم: (الفجور المذهبي يتجاوز التفرقة بين المسلمين على أساس المذهب وحشد الاصطفاف الطائفي إلى مستوى العبث بمستقبل الأوطان وتهيئة الفرصة لمزيد من بث جذور الفرقة وإضعاف الجبهة الداخلية!!) أ. هـ.
سبحان الله ما أكثر التلبيس على هذه الأمة في هذه الأزمنة المتأخرة.
فمن قال: إن عقيدة الرافضة الشيعية مجرد مذهب من المذاهب الفقهية الإسلامية؟
إن من يقول هذا الكلام إما أنه جاهل تماماً بحقيقة عقيدة الشيعة ومصادمتها لعقيدة الموحدين، وإما أنه يعلم أحوالهم وعقائدهم لكنه ملبس مخادع.
وعلى أية حال فإن عقائد الشيعة وأحوالهم لم تعد خافية في هذا الزمان ولئن عذر أحد في الأزمنة الماضية فإنه لا يعذر اليوم، وقد صرحوا بعقائدهم الشركية وموالاتهم لأعداء الله تعالى وسبهم وتكفيرهم لأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وابنتيهما الطاهرتين وذلك في كثير من حسنيايتهم ومواقعهم ومنشوراتهم ولم يعد هذا خافياً على أحد.
كما ظهرت ولاءاتهم المشبوهة بإيران الصفوية وحزب الشيطان في لبنان.
كما ظهر حقدهم الدفين على أهل السنة بما فعلوه ويفعلونه بأهل السنة في العراق وإيران ولبنان من صنوف القتل والتعذيب والتهجير. فهل هؤلاء مجرد مذهب فقهي؟
إن من يسكت من أبناء السنة على عقائد وأحوال هؤلاء هو عدو الوطن وعدو أهل السنة وهو ممن يتآمر على الوطن وأهله بالتمكين لهؤلاء وأمثالهم والسكوت عن عقائدهم الباطلة ومخططاتهم الإجرامية، ولن يفيق أمثال هؤلاء حتى يجرّوا للذبح كالخراف.
وفي الختام: نقول لمن يرفع سيف الوطنية ليسكت به أهل العلم الذين ينصحون للأمة ويكشفون اللبس والتضليل عنها: كفى بكم يا أدعياء الوطنية ابتزازاً وتنطعاً واستهلاكاً لمصطلح الوطنية فهي شنشنة نعرفها من هؤلاء حيث يركبون هذا المصطلح ليمرروا من خلاله أفكارهم ومخططاتهم ويهددوا به أهل التوحيد الذين ينصحون للأمة والذين لا ينطلي عليهم مثل هذه الشعارات البراقة لأنهم لا يرون شيئاً فوق عقيدة التوحيد والولاء لها ولأهلها ويرفضون دعوة تهميش التوحيد والولاء والبراء فيه ويقدمون الولاء لله تعالى على كل اعتبار من وطن وقبيلة وطائفة ويرون أن توحيد الأمة لا يكون إلا بالتوحيد وتطهيرها من الشرك، وإلا فهو الفشل والفرقة والفتن، قال الله تعالى: ** وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}. أي أن فتنة الشرك أكبر من فتنة الاقتتال ولما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) (البخاري (: (4477،. فلا يتقدم الشرك بالله ذنب ولا أعظم منه.
نسأل الله عز وجل أن يحيينا ويميتنا على التوحيد وأن يتوفانا طيبين وأن يعيذنا من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 04:59]ـ
ومن أخطر المعاول التي تستخدم اليوم لهدم عقيدة الولاء والبراء معول (الوطنية) والذي يراد منه إحلال رابطة الوطن محل عقيدة التوحيد وذلك في عقد الولاء والبراء بين أبناء المجتمع المسلم.
إن حب الوطن ومكان المنشأ والحنين إليه طبع جبلي فطري مغروس في النفوس، ولشدة مفارقة الأوطان على النفوس رتب الله عز وجل عليه الثواب العظيم للمهاجرين في سبيله المفارقين لأوطانهم من أجله قاله الله عز وجل: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر8.
وهاهو بلال رضي الله عنه يحن إلى وطنه الأصلي مكة بعد أن هاجر منها ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادٍ وحولي إذخر وجليل
فهذا الحب والحنين لا ضير فيه ولا لوم وليس نزاعنا مع دعاة الوطنية في هذه المسألة.
جزاك الله خيراً
وأتذكر كلمة للشيخ الغزالى-رحمه الله- قال فيها:
"هل يعقل أن نعبد التراب وننسى رب التراب"
وبالفعل هذا حال كثير من هؤلاء.
وجزاك الله كل خير
والحمد لله
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 10:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... بارك الله فيك ...(/)
حكم الإصرار على اقتراف المعاصي دون الشرك الأكبر؟؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام سوف أضع لكم كلاماً رائعاً يتعلق بتفصيل القول في حكم الإصرار على المعاصي التي هي دون الشرك الأكبر هل يعد كفر أم لا؟، ونريد منكم أن تعلقوا على هذا الكلام الهام وجزاكم الله خيراً
يقول الشيخ طارق عبد الحليم في كتابه (حقيقة الإيمان) ما يلي:
(الإصرار لغة: هو الإقامة على الشئ والمداومة عليه بحيث يعزم وهو العزم بالقلب على الأمر، وترك الإقلاع عه.
وشرعاً: هو: الإقامة على فعل الذنب أو المعصية مع العلم بأنها معصية دون الإستغفار أو التوبة.
قال قتادة رحمه الله: الإصرار الثبوت على المعاصي.
فالإصرار إذن – كما يتضح من التعريفين اللغويين: له جانب ظاهري وجانب باطني ثم إن له وجهان قد يدل عليهما من الناحية الظاهرية التي هي التكرار للعمل بالذنب والمداومة عليه.
1 - فإما أن يكون تكرار الفعل والمداومة عليه دلالة على استحلال القلب لهذه المعصية، ورد الشرع فيها وعزم القلب على عدم تركها أبداً، فيكون المصر في هذه الحالة – وهو الذي ظاهره التكرار- كافراً وهو قول الخوارج. يقول ابن حزم: " .. وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك في الكبائر".
وفي هذه الحالة لا يكون تكرار الفعل مجرداً من العمل الباطن للقلب، وإنما يكون مصحوباً بعقد القلب على استحلاله وإن لم يظهر من المعاصي إلا تكرار فعل المعصية الذي اتخذه الخوارج دلالة على الإستحلال.
2 - أن يكون تكرار الفعل والإقامة عليه دلالة على قوة الشهوة الدافعة للذنب مما يجعله مستمراً في فعله مقيماً عليه، بمعنى تكراره وإضافة ذنوب بعضها فوق بعض دون المساس بعقد القلب، ويخشى على صاحبه سوء العاقبة لاحتمال انتكاس القلب برد الشرع في أية لحظة.
وهذا ما ذهب إليه جمهور السلف من عدم تكفير المصر – بمعنى المداوم على العمل دون توبة أو استغفار- لعدم اعتبارهم تكرار الذنب دلالة على استحلال القلب. هذا في الظاهر، وأما في الباطن فإن ثبوت عقد القلب على عدم ترك المعصية وانعقاده على ذلك يكون مكفراً لصاحبه على الحقيقة، وإن لم يُستدل بمجرد التكرار للذنب على ذلك المعني.
والحق في هذه المسألة هو ما ذهب إليه جمهور السلف والأئمة، فإنه من المعلوم أن الشهوة الدافعة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر قد تستمر في القلب فتبعده عن طاعة الله أو استغفاره رغم انقياده وإذعانه للأمر وحبه للعدول عن المعصية، فيظل مقيماً على الذنب مكرراً له دون توبة منه أو استغفار، وإن لم يعقد قلبه على عدم العدول عنه أبداً.
يقول ابن تيمية: " وبهذا يظهر الفرق بين العاصي فإنه يعتقد وجوب ذلك الفعل عليه ويجب أن يفعله لكن الشهوة والنفرة منعته من الموافقة ".
فلا دلالة للتكرار في حد ذاته – ظاهراً – على تغير عقد القلب الذي هو مناط الكفر في أعمال المعاصي … وأنه لابد من دلالة قطعية على سقوط عقد القلب أو فساد الإعتقاد لمرتكب المعصية ليثبت كفره، ومجرد التكرار لا يعتبر دلالة في ذاته على ذلك. من ناحية الظاهر.
فلهذه المسألة جانبان من النظر:
أولاً: في ظاهر الأمر: فإن الإصرار – الذي هو بمعنى تكرار الفعل وصورته الظاهرة الإقامة عليه – لا تعتبر دلالة بذاتها على تغير عقد القلب أو على استحلال المعصية الذي هو مناط الكفر في هذه الأعمال وإن خشي عليه ذلك في أية لحظة، وإنما تعتبر صغيرته – بتكرارها- كبيرة ينبه عليها ليقلع عنها.
ولا يصح الإحتجاج هنا بقاعدة تلازم الظاهر والباطن، بأن يقال: إنه طالما أن ظاهر الحال هو تكرار المعصية فهذا يدل على فساد الباطن وسقوط عقد القلب، فإننا نقول إنه إن كان الظاهر منحرفاً كان الباطن بحسبه، فإن كان ظاهر العمل معصية كان فاعلها فاسقاً باطناً، وإن كان الفعل كفراً كان الفاعل كافراً. ولا نقول إنه يستدل به على كفر دون أن يكون أصل الفعل مكفراً – إما بنص الشارع أو بما يقوم مقام النص من القواعد الثابتة القطعية – بمعنى أن الله سبحانه أطلق القول على مرتكب المعصية بأنه فاسق فيكون فاعلها فاسقاً، لأننا نجعل الظاهر دليلاً على الباطن، فلا يقول قائل إنه مؤمن كامل الإيمان بل يجب إثبات فسقه
(يُتْبَعُ)
(/)
لما ظهر من حاله.
وإن أطلق الله سبحانه اسم الكفر على عمل من الأعمال – سواء بالنص أو بما يقوم مقامه – كان فاعله كافراً لأننا نثبت التلازم بين الظاهر والباطن، أما أن تؤخذ قاعدة التلازم لإثبات قدر زائد عن مجرد الوصف الثابت شرعاً لمرتكب الفعل، ويستنتج منها شئ بدون دليل قطعي فهذا ما لا محل له، وهنا وقعت الخوارج في التكفير بالمعصية أو الإصرار.
ثانياً: على الحقيقة: فإن المقيم على الذنب المداوم عليه دون توبة له حالتان:
1 - إما أن يكون مصراً – بدافع الشهوة الجامحة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر مع التزامه وانقياده قلبياً له، فهذا هو العاصي الذي تعتبر صغيرته كبيرة باعتبار إصراره عليها.
2 - أن يكون مصراً بمعنى أن ينعقد قلبه على عدم الترك للمعصية أبداً، فيكون معانداً لله سبحانه في أمره وهذا في حقيقته هو من سقط عقد قلبه، وذهب انقياده والتزامه وفسد اعتقاده، فهو كافر في الحقيقة عند الله عزوجل، وإن كنا لا نحكم بكفره ظاهراً حتى يأتي أمراً لا خلاف عليه في دلالته على الإستحلال كأن يعلن ذلك بنفسه، أو بما يدل عليه كأن يعلن أنه اتخذ هذا العمل أو هذا السبيل المغاير للشرع منهجاً ثابتاً لا يتغير وقاعدة لحياته، ودعا الناس إليه وأعلن محاسنه – حتى ولو لم يعلن استقباح الشرع في المقاب – فإن هذا دليل كاف على فساد اعتقاده واستحبابه لشرع غير شرع الله تعالى، فإن سبيله في فعل المعصية هكذا يكون كمن شرعها لتكون منهجاً وسنة لا طارئ عارض يلم بالنفس فيدفعها للمخالفة ثم يذهب وإن تكرر مرات ومرات كما هو حال من أصر ولم يكفر.
فهذا الشأن دال على الكفر بالإستحلال، ولا سبيل إلى التأكيد على كفر مرتكب المعصية المقيم عليها بغير هذا السبيل.
وقد قرر شارح الفقه الأكبر دلالة الإستحلال بما قلناه:
يقول: " إن استحلال المعصية صغيرة أو كبيرة كفر، إذا ثبت كونها معصية بدلالة قطعية وكذا الإستهانة بها كفر بأن يعدها هينة سهلة ويرتكبها من غير مبالاة بها ويجريها مجرى المباحات في ارتكابها "
ويقرر الإمام ابن القيم كفر من عزم بقلبه على المداومة وعدم الترك أبداً على الحقيقة لما سينشأ في قلبه من هذا من أحوال فيقول:
" .. واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله، ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وذله لغير الله، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمساً في بحار الشرك، والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل، فإن ذل المعصية لابد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله، وذلك شرك ويورثه محبة لغير الله واستغاثة بغيره في الأسباب التي توصله إلى فرضه. فيكون عمله لا بالله ولا لله. وهذا حقيقة الشرك.
نعم قد يكون معه توحيد أبي جهل، وعباد الأصنام. وهو توحيد الربوبية وهو الإعتراف بأنه لا خالق إلا الله ولو أنجى هذا التوحيد وحده لأنجى عباد الأصنام، والشأن في توحيد الألوهية، الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين ".
ويقول ابن رجب في دلالة الإستحلال الظاهرة: (قال تعالى: " إنما النشئ زيادة في الكفر ... " والمراد أنهم كانوا يقاتلون في الشهر الحرام عاماً فيحلونه بذلك ويمتنعون من القتال فيه عاماً فيحرمونه بذلك.
وقال الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .. " وهذه الآية نزلت بسبب قوم امتنعوا من تناول بعض الطيبات زهداً في الدنيا وتقشفاً، وبعضهم حرم ذلك على نفسه إما بيمين حلف بها أو بتحريمها على نفسه، وذلك كله لا يوجب تحريمه في نفس الأمر. وبعضهم امتنع منها من غير يمين أو تحريم على نفسه، فسمى الجميع تحريماً حيث قصر الإمتناع منه إضراراً بالنفس وكفاً لها عن شهواتها.
ويقال في الأمثال: فلان لا يحلل ولا يحرم إذا كان لا يمتنع من فعل حرام ولا يقف عندما أبيح له، وإن كان يعتقد تحريم الحرام فيجعلون من فعل الحرام ولا يتحشى منه محللاً وإن كان لا يعتقد حله) إهـ.
وأما عن قول الخوارج إن الإصرار على الذنب غير مكفر لصاحبه بشرط التوبة والإستغفار غهو كتحصيل حاصل، فإن من تاب واستغفر عاد كمن لا ذنب له، كما صح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وصار تكرار المعصية ذنب جديد ومعصية عادية لا معنى للإصرار فيها، أي المداومة فيكون ترك الإستغفار أو التوبة لازم لمعنى الإصرار ...
وقد قال القرطبي: (قال علماؤنا الإستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار، ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان، فأما من قال بلسانه أستغفر الله وقلبه مصر على معصية فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار وصغيرته لاحقة بالكبائر) إهـ.
هذا وجه وهناك وجه آخر هو حب الله ورسوله على غلبة الشهوة. والمتأمل في قوله تعالى: (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين).
يرى أن الله قد جعل من لم يصر على ذنبه بعد علمه به، واستغفر منه، في أعلى درجات الإيمان وأحسن أوصاف المؤمنين، فالقرآن يأتي بالغايات تنصيصاً عليها، فيصف المؤمنين المؤمنين دائماً بأحسن صفاتهم المطلوبة فيرغب فيها أهل الحق ليسعون إليها، ويصف الكافرين بأبشع أوصافهم لينفر منها المؤمنين ويبتعدوا عنها.
فهذه الصفة التي وردت في الآية الكريمة ليست صفة المسلم العادي، وإنما هي صفة كمال الإيمان أي أن من أصر على الذنب – أي أقام عليه – ليس بالضرورة مشركاً بل يحتمل أن يكون كذلك إن انعقد قلبه على عدم الترك كما قلنا، أو أن يكون عاصياً لا يجعل له صفة الكمال في الإيمان لإقامته على الذنب فقط – دون عقد القلب – وترك التوبة منه، ولا يصح أن يفهم من الآية مفهوم مخالفتها بمعنى أن من لم يصر فهو المؤمن فيكون المصر كافراً! هكذا دون تفصيل، فهذا هو الفهم الناقص الذي لا يجمع بين أطراف الأدلة ولا يسير على منهج النظر الصائب، ولا يستلهم القواعد والأصول ومقتضياتها.) إنتهى (كتاب حقيقة الإيمان) لصاحبه طارق عبد الحليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم محب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:27]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:47]ـ
قال سفيان الثوري:
البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فإن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها. وكان قد قال بعضهم: نحن نُتوب الناس، فقلت: مماذا تتوبونهم؟، قال: من قطع الطريق، والسرقة، ونحو ذلك، فقلت: حالهم قبل تتويبكم خير من حالهم بعد تتويبكم، فإنهم كانوا فساقا يعتقدون تحريم ماهم عليه، ويرجون رحمة الله، ويتوبون إليه، أو ينوون التوبة، فجعلتموهم بتتويبكم ضالين مشركين خارجين عن شريعة الإسلام، يحبون ما يبغضه الله، ويبغضون ما يحبه الله، وبينت أن هذه البدع التي هم وغيرهم عليها شر من المعاصي. ا. هـ (مجموع الفتاوى 11/ 472).
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 08:36]ـ
قوله:"وإن أطلق الله سبحانه اسم الكفر على عمل من الأعمال – سواء بالنص أو بما يقوم مقامه – كان فاعله كافراً لأننا نثبت التلازم بين الظاهر والباطن" فيه إشكال فليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه وفرق بين الحكم بأن الفعل كفر وبين الفاعل بأنه كافر فهذا ليس على اطلاقه فلا بد في تكفير الفاعل من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع كما بيّن غير واحد من الأئمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (فتاواه 16/ 434):
«فليس كل مخطيء كافراً؛ لا سيما في المسائل الدقيقة التي كثر فيها نزاع الأمة» انتهى.
وقال - رحمه الله - (فتاواه 12/ 466):
«وليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط؛ حتى: تقام عليه الحجة ,
وتبين له المحجة ,ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزُل ذلك عنه بالشكّ؛ بل لا يزول إلا:
بعد إقامة الحجة , وإزالة الشبهة» انتهى.
وقال - رحمه الله - (فتاواه 12/ 487):
«. . . كلّما رأوهم قالوا: (من قال كذا فهو كافر) , اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكلّ من قاله , ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المُعَيّن , وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المُعَيّن إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع.
يُبيِّن هذا:
أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه» انتهى.
وقال - رحمه الله - عن مسائل التكفير (فتاواه 23/ 348):
«. . .ولكن المقصود هنا:
أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والعين. . .» انتهى.
وقال - رحمه الله - (فتاواه 12/ 500):
«. . . فتكفير المُعيّن من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يُحكم عليه بأنه من الكفار؛ لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبيّن بها أنهم مخالفون للرسل؛ وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر.
وهكذاالكلام في تكفير جميع المُعيّنين. . .» انتهى.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (و لهذا كنت اقول للجهمية من الحلولية و النفاة الذين نفوا ان الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم: أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم ان قولكم كفر و أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال) الرد على البكري ص 46
والله أعلم
ـ[سيفُ محمد]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 11:26]ـ
" إنما النشئ زيادة في الكفر ... "
"إنما النسئ زيادة في الكفر ... "
نسأل الله أن يهدي من ضل إليه من أبناء المسلمين
جزاك اللهُ والكاتبَ خيرا
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 01:40]ـ
قوله:"وإن أطلق الله سبحانه اسم الكفر على عمل من الأعمال – سواء بالنص أو بما يقوم مقامه – كان فاعله كافراً لأننا نثبت التلازم بين الظاهر والباطن" فيه إشكال فليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه وفرق بين الحكم بأن الفعل كفر وبين الفاعل بأنه كافر فهذا ليس على اطلاقه فلا بد في تكفير الفاعل من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع كما بيّن غير واحد من الأئمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (فتاواه 16/ 434):
«فليس كل مخطيء كافراً؛ لا سيما في المسائل الدقيقة التي كثر فيها نزاع الأمة» انتهى.
وقال - رحمه الله - (فتاواه 12/ 466):
«وليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط؛ حتى: تقام عليه الحجة ,
وتبين له المحجة ,ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزُل ذلك عنه بالشكّ؛ بل لا يزول إلا:
بعد إقامة الحجة , وإزالة الشبهة» انتهى.
وقال - رحمه الله - (فتاواه 12/ 487):
«. . . كلّما رأوهم قالوا: (من قال كذا فهو كافر) , اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكلّ من قاله , ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المُعَيّن , وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المُعَيّن إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع.
يُبيِّن هذا:
أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه» انتهى.
وقال - رحمه الله - عن مسائل التكفير (فتاواه 23/ 348):
«. . .ولكن المقصود هنا:
أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والعين. . .» انتهى.
وقال - رحمه الله - (فتاواه 12/ 500):
«. . . فتكفير المُعيّن من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يُحكم عليه بأنه من الكفار؛ لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبيّن بها أنهم مخالفون للرسل؛ وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر.
وهكذاالكلام في تكفير جميع المُعيّنين. . .» انتهى.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (و لهذا كنت اقول للجهمية من الحلولية و النفاة الذين نفوا ان الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم: أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم ان قولكم كفر و أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال) الرد على البكري ص 46
والله أعلم
سَارَتْ مُشَرِّقَةً وسِرْتُ مُغَرِّباً شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 07:18]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
نحب كل المسلمين ولو اختلفنا معهم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 07:40]ـ
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فهذه الحملة الشرسة التي تشنها بعض المجلات والصحف العلمانية على السلفية محاولة التحريض والتهييج ضدها، ومصورة لها وكأنها الوحش المفترس الذي يزحف ليلتهم الجماعات الإسلامية المخالفة، ثم يُعِدُّ للانقضاض على الحكم بعد ذلك، في محاولة لإثارة الجماعات الإسلامية ولأجهزة الدولة كذلك.
فأما مع الجماعات الإسلامية فإنهم يحاولون إيغار الصدور، وبث الأحقاد والفتن، وصب الزيت على نار الاختلاف، في محاولات مستمرة لمنع مجرد حسن التعامل، وعفة اللسان رغم الاختلاف.
أما من ناحية الاختلاف، فلا شك أننا نختلف فهذه سنة الله الكونية، ولا يلزم من ذلك أن نكون أعداءً لبعضنا، فنحن حين نختلف مع غيرنا من الاتجاهات الإسلامية حتى من كان منهم واقعاً في بدعة، لا ننسى أصل الولاء على دين الله.
وكما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن المؤمن المطيع الذي لا يُعلم عنه معصية ولا بدعة يحب من كل وجه، والكافر يبغض من كل وجه، والمسلم الذي عنده فجور وطاعة، وسنة وبدعة، يحب لإسلامه وطاعته، ويبغض لمعصيته وفجوره وبدعته."
حين نختلف مع غيرنا من الاتجاهات الإسلامية حتى من كان منهم واقعاً في بدعة، لا ننسى أصل الولاء على دين الله
"
وهذه القاعدة لابد معها من التفريق بين النوع والعين، فلابد من إقامة الحجة وإزالة الشبهة، وهذا ليس فقط في التكفير، بل وفي التبديع والتفسيق كذلك.
ونحن إذا تكلمنا عن مخالفات بعض الاتجاهات الإسلامية لا نتكلم من باب العداء لهم والحض على هدمهم -كما يحاول البعض تصويرنا-، بل نتكلم من باب النصح للمسلمين والحرص على مصلحتهم في دينهم ودنياهم.
نعم قد تكون بعض العبارات حادة نوعاً ما حسب درجة المخالفة للكتاب والسنة ومقتضى الدليل؛ ولكنها دائماً تتجنب السب والشتم والبذاءة امتثالاً لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم من بعده من صحابته وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ونحن في نفس الوقت نعرف نوع الخلاف مع المخالف ودرجته، وسبق أن بيّنا مرات أن من الخلاف ما هو اختلاف تنوع يحتاج إلى تكامل واستثمار، وما هو اختلاف تضاد سائغ يحتاج إلى سعة صدر واحتمال كل منا للآخر، تماماً كما وسع السلف هذا النوع من الخلاف، وهناك اختلاف تضاد غير سائغ يحتاج إلى تقويم وإصلاح وإنكار، وإن كان هؤلاء العلمانيون يجتهدون في تشويه صورة هذا النقد الحريص على المصلحة المشفق على المخالف.
وفي الحقيقة فإن أكثر ذلك النقد إنما قيل أو كتب في ثنايا توضيح موقفنا من قضايا معينة مثل:
مسألة المشاركة السياسة ولماذا نمتنع عنها؟
اتهمنا مخالفونا فيها بالسلبية والانغلاق وعدم الواقعية، وغير ذلك فكان كلامنا توضيحاً للموقف، وتبييناً لأسبابه، ونصيحة للمسلمين؛ عملاً بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) رواه البخاري ومسلم."
لابد من إقامة الحجة وإزالة الشبهة، وهذا ليس فقط في التكفير، بل وفي التبديع والتفسيق كذلك
"
ولم يكن كلامنا حقداً على المسلمين، أو بغضاً لهم، فليست معركتنا معهم، وإنما عداؤنا لمن يعادي الدين من الكفار والمنافقين الذين لا هم لهم إلا الصد عن سبيل الله، والذين شَرِقت حلوقهم بالصحوة الإسلامية، وبإقبال الناس عموماً على الإسلام، والالتزام به في أرجاء العالم.
إن شُغلنا الشاغل الدعوة إلى الله، وإلى دينه وشرعه، وتعليم الناس كتاب ربهم وسنة نبيهم -صلي الله عليه وسلم-، والعمل بذلك ولسنا بالذين نعيش حياتنا للطعن في فلان، والقدح في عِلاَّن، والجرح في غيرهم حتى وإن حاول البعض أن يصورنا على هذا النحو.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعجيب أنهم في غمار جهلهم وتهييجهم وإثارتهم للفتن أوهموا قراءهم أن كتاب "منة الرحمن في نصيحة الإخوان" موجه لانتقاد الإخوان المسلمين في سبع عشرة نقطة، وهذا والله من المضحك؛ فإن الكتاب موجه إلى كل مسلم، واصطلاح الإخوان هو على معناه الشرعي واللغوي لا الاصطلاحي، ومسائله تقرير لمسائل العقيدة والعمل والسلوك وليس موجهاً لأحد ولا لتيار بعينه كما توهموا بخلاف ما هو واضح لكل ناظر في الكتاب.
أما مع الحكام وأجهزة الدولة: فيحاولون تهييجهم بأن السلفيين يوشكون أن يسيطروا على المجتمع، وأنهم قد زحفوا على قاعدته، ويوشكون أن يقفزوا إلى الحكم.
ونحن نقول لهم: إننا نريد أن يكون الحكم بالإسلام، ولا نسعى أن نَحْكُم نحن، بل نعلم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه-: (يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ) رواه مسلم، وقوله لأبي ذر -رضي الله عنه- أيضاً لما سأله: (أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْي وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) رواه مسلم، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري. وقوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه-: (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا) متفق عليه."
إننا نريد أن يكون الحكم بالإسلام، ولا نسعى أن نَحْكُم نحن
"
وإذا كان عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- يعد الإمارة مصيبة، وهو من هو في علمه وورعه وزهده وإمكانياته في نفسه وأمته ودولته، وعنده إخوانه من علماء التابعين وعابديهم، يستعملهم ويستنصحهم، وبرغم ذلك فإنه قال حين بلغه أنه صار الخليفة: "إنا لله وإنا إليه راجعون". فكيف تكون الإمارة في زماننا وأحوالنا وأحوال أمتنا وشعوبنا وأحوال نفوسنا وأمراضنا؟!
فهل يسعى ناصح لنفسه في دينه وآخرته إليها؟ وهل يطلب مريد للنجاة ما لو عرض على الصحابة لأشفقوا من العجز عن القيام به؟
وإن من الواجب علينا أن نبين أن سبب هذه الأحوال السيئة هو البعد عن شرع الله علماً وعملاً، ودعوة وتطبيقاً في كل شئون الحياة، وإيثار ما خالفه عليه، ومتابعة أعداء الله على ما يريدون من الصد عن سبيله.
فنسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة.
أما تلميحهم بأننا نكفر من يخالفنا: فهم وغيرهم يعلمون أننا -بفضل الله- أكثر من تصدى لهذه البدعة ورد عليها بالأدلة الواضحة القوية. "
إن السلفية تنتشر لأنها توافق الحق والسنة، ولأن رصيدها الهائل في الفطرة التي في قلوب الناس لا يمكن هدمه ولا إغفاله بكافة أنواع المؤثرات
"
ونحن نقول لهؤلاء المهاجمين للسلفية: إن السلفية تنتشر لأنها توافق الحق والسنة، ولأن رصيدها الهائل في الفطرة التي في قلوب الناس لا يمكن هدمه ولا إغفاله بكافة أنواع المؤثرات. لأنها الإسلام نقياً كما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهي ليست فكراً بشرياً يحتاج إلى منظرين ومفكرين -كما يحبون أن يستعملوا هذه الألقاب السخيفة-، بل هي منهج رباني معصوم يتبعه كل مسلم صادق يعمل بالإسلام ويعمل من أجله.
وإن كانت تصرفات الدعاة إليه قابلة للخطأ والصواب فهم بشر على كل الأحوال.
ونقول لإخواننا: يكفينا عزاءً في هذا الهجوم وشرفاً لنا عند الله أن هذه التهم من إرادة الدنيا والرياسة قد اتُهم بها الأنبياءُ فقال قوم نوح -عليه السلام- عنه: (مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) (المؤمنون:24)، وقال قوم فرعون لموسى -عليه السلام-: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ) (يونس:78)، ولو علم الله صدقنا في عدم سعينا إلى الإمارة والرياسة والعلو في الأرض لجعل ذلك من أسباب زيادة الرفعة والمنزلة عنده -سبحانه-."
إن محاولات التشويه والإساءة والتهييج لن تحقق أغراضها، ولن ننشغل بها، بل حسبنا الله ونعم الوكيل
"
ونقول للجميع: إن محاولات التشويه والإساءة والتهييج لن تحقق أغراضها، ولن ننشغل بها، بل حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأخيراً أقول لإخواني: لا تحزنوا ولا تنشغلوا بهذه الصحف والمجلات؛ فإنها إنما تسعى لإثارة زوابع وشبهات تزداد بها توزيعاً حين يهجرها أكثر الناس ويعرضوا عنها. فلا تساعدوهم على تحقيق أغراضهم، وسيروا في طريقكم طريق العلم النافع، والعمل الصالح، والدعوة الصادقة؛ فإنها سبيل النجاة (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ) (هود:116).
www.salafvoice.co
وثم شريط بنفس العنوان للشيخ أيضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 09:57]ـ
كلام نفيس وقصد نبيل بارك الله فيك - أخي خالد - ونفع بك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:02]ـ
اسم الشريط الصحيح
سلسلة:
موقفنا من الجماعات الأخرى
وهذا رابطه
java******:;
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 12:10]ـ
الشيخ رد فيه على من يجعلون الاخوان من الفرق النارية
ورد على المتنطعين والذين ينتقدون استشهادهم بكلام حسن البنا وسيد قطب
وكشف حقيقتهم بأنهم حاقدين ويخشى عليهم من أن يتحملوا أوزار من قتلوا حسن البنا وسيد قطب
الشريط 19 دقيقة
بصراحة بهدلهم
وهذا هو الرابط
http://www.salafvoice.com/sndlib/lesson.php?id=1216&mode=r&back=&from=lecturer&back=bGVjdHVyZXIucGhwP2lkPTEmY mFjaz1iR1ZqZEhWeVpYSnpMbkJvY0E 9PQ==(/)
هذه نصيحة لكم ..
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 11:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحجة الصحيحة كالسلاح
قال أبو محمد ابن حزم: (ولا غيظ على الكافرين والمبطلين من هتك أقوالهم بالحجة الصادعة، وقد تهزم العساكر الكبار، والحجة الصحيحة لا تغلب أبداً، فهي أدعى إلى الحق وأنصر للدين من السلاح الشاكي). ص 47.
- لا تُعاشر متلونًا:
قال ابن عقيل الحنبلي: (احذر ممن إذا غلبت عليه حال من الأحوال، استحال حتى لم يظهر فيه تقييد العقل عن الشطح، وإن غضب تأسد، فلم يبق فيه ما يكفه عن الصول، وإن اعتراه الهم، خرج بصورة رخم ساقطاً على ما وجد من المطاعم، لا يلوي عن تناول المستقذارات في الطبع والمكروهات في الشرع، وإن عرض بها طالب الحق ومقتضى الشرع راغ روغان الثعلب، لا يمزج روغانه ثبات، ولا إصغاء على إذعان،ولا استجابة لهذا الشأن، فهذا لا يدخر عنده الإحسان، لأنه كالوعاء المخترق، ولا يرجى منه الخير.
فاحذر معاشرة أمثاله، فإنه من أعظم الأخطار، ومجموع هذا في كلمة: لا تعاشر متلوناً). ص 255.
- دع الجدل هنا:
قال ابن القيم: (فإن المحاجة والمجادلة بعد وضوح الشيء وظهوره نوع من العبث، بمنزلة المحاجة في طلوع الشمس). ص 331.
- زلات " الأئمة ":
(الأئمة تقع منهم فلتات زولات مما هو من ولازم بشريتهم وانتفاء العصمة عنهم، وآحاد هذه المسائل ليست أصولاً يلتزمها أولئك الأعلام.
فلا ينبغي لأحد أن يشنع على إمام بسبب زلة أو نادرة وقعت منه، فإن هذا عنوان الضغينة لأولياء الله، قال ابن القيم: " وليس تتبع المسائل المستشنعة من عادة أهل العلم فيقتدى بهم في ذكرها وعدها". اهـ.
وإنما يجمع مثل هذه المسائل المستشنعة من يريد التنفير من مذهب أهل السنة بحكاية هذه النوادر كما هو حال الرافضة، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لما حكى مسألة عتق ولد الزنا بالملك، قال: " ومثل هذه المسألة الضعيفة ليس لأحد أن يحكيها عن إمام من أئمة المسلمين، لا على وجره القدح فيه، ولا على وجه المتابعة له فيها، فإن ذلك ضرباً من الطعن في الأئمة، واتباع الأقوال الضعيفة، وبمثل ذلك صار وزير التتر يلقي الفتنة بين مذاهب أهل السنة حتى يدعوهم إلى الخروج عن السنة والجماعة، ويوقعهم في مذاهب الرافضة وأهل الإلحاد". اهـ.
وهذه المسائل المستشنعة لا تحكي رعاية لحق الأئمة، لأنها إذا حكيت رما أو حشت القلوب، وربما استضر بها ضعيف الإيمان وتتبع فيها الرخصة). ص 337.
-
سهولة الهدم:
(المستدل لمذهبه يبذل وسعه في إقامة الأدلة على صحة دعواه، ولابد أن يحشد كل ما يدل لمذهبه على بناء صحيح.
أما معارضة هذه الأدلة وردها ونقضها فهو أسهل من إقامة بنيان وتشييد أركان مذهب، فحال الهدم أسهل وأيسر من التأسيس والبناء، ولأنه قد يظهر للمعارض فساد قول حال سماعه دون سابق نظر، وربما لا يستطيع تصحيح مذهب وإقامة الأدلة عليه دون سابق بحث ونظر.
قال الراغب الأصفهاني:" واعلم أن سبيل إنكار الحجة والسعي في إفسادها أسهل من سبيل المعارضة بمثلها والمقابلة لها، ولهذا يتحرى الجدل الخصيم أبداً بالدفاع لا المعارضة بمثلها، وذلك أن الإفساد هدم وهو سهل، والاتيان يمثله بناء وهو صعب، فإن الإنسان كما يمكنه قتل النفس الزكية وذبح الحيوانات وإحراق النبات ولا يقدر على إيجاد شيء منها، يمكنه إفساد حجة قوية بضرب من الشبه المزخرفة ولا يمكنه الاتيان بمثلها، ولأجل ما قلنا دعا الله سبحانه وتعالى الناس في الحجج إلى الإتيان بمثلها لا إلى السعي في إفسادها فقال تعالى: (فأتوا بسورة من مثله)، وقال (قل فأتوا بعشرة سور مثله مفتريات)، فرضي أن يأتوا بمال فيه مشابهة له وإن كان ذلك مفترى). ص 493.
- اهدم الباطل ثم ابنِ الحق:
(المناظر الذي اختار البدء بالمناظرة وشرع في الاستدلال لمذهبه أولاً، فإنه يقوم بالبناء وذكر الأدلة والمقدمات لمذهبه.
والمعترض المخالف له لا يمكنه أن يبدأ بالاستدلال لمذهبه هو بعد أن يفرغ المستدل من ذكر أدلته، فهذا يؤدي إلى تعارض الأدلة، وسقوطها، وتعطل المناظرة، والإخلال بوظائف وحقوق المستدل والمعترض.
وهذا أيضاً لا يحصل به مقصود المناظرة من النصح وتمييز الصحيح من الفاسد، ورد المخطئ إلى الحق، لأن المعترض لم يبين للمستدل فساد قوله وبطلان أدلته على ما ساقه له.
فإذا واجب المعترض أولاً النقض والرد والهدم، ثم البناء وتصحيح قوله بذكر أدلته.
قال شيخ الإسلام بان تيمية: " فإن الدليل إن لم تقرر مقدماته ويجاب عما يعارضها لم يتم".
وقال أيضاً: " فإن المبتدع الذي بنى مذهبه على أصل فاسد متى ذكرت له الحق الذي عندك ابتداءاً أخذ يعارضك فيه، لما قام في نفسه من الشبهة.
فينبغي إذا كان المناظر مدعياً أن الحق معه أن يبدأ بهدم ما عنده، فإذا انكسر وطلب الحق فأعطه إياه، وإلا فما دام معتقداً نقيض الحق لم يدخل الحق إلى قلبه، كاللوح الذي كتب فيه كلام باطل، أمحه أولاً، ثم اكتب فيه الحق). ص 497 - 498.
من كتاب الشيخ الفاضل: حمد العثمان: (أصول الجدل والمناظرة في الكتاب والسنة)
__________________(/)
((وما نقموا منهم)) [رد شيخنا الفَوْزان على محمّد بن عبد اللّطيف آل الشّيخ]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 12:33]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كَتَبَ محمَّدُ بنُ عبدِ اللطيف آل الشَّيخ مقالا نشر في جريدة الجزيرة في يوم الأحد 10 رجب عام 1429 حمل فيه على من سماهم أهل الصحوة بسبب أنهم يردون على شبهات أهل المقالات الخاطئة أو أنهم يحذرون المسلمين من دعاة الفتنة وينكرون المنكرات التي تشتمل عليها بعض المقالات التي تنشر في الصحف.
وأرى أن الكاتب محمَّد ـ هداه اللَّهُ ـ أفرغ غضبه العارم على بعض المشائخ ولم يجد لأحدهم عيبا إلا أنه متقاعد.
والتقاعد ليس عيبا لأنه يدل على أن صاحبه قد أدى عملا تقاعد بعده حسب النظام.
وإنما العيب فيمن لم يعمل وجعل شغله الشاغل اتهام الأبرياء وانتقاد العلماء وذلك بقوله:
خرج علينا أحد مدرسي كلية الشريعة المتقاعدين كما تقول سيرته العلمية ومارس ما كان يمارسه التيار الصحوي الثوري فأصدر البيانات تلو البيانات التحريضية والتي تؤدي الدور ذاته الذي يؤديه الثوار الصحويون في السابق.
ثم قال: وهناك شيخ آخر أرفع مكانة علمية وعملية من هذا المدرس المتقاعد دأب في المدة الأخيرة على إسداء النصيحة لولي الأمر ونشرها علنا على موقعه في الإنترنت.
ونقول للكاتب: إن كنت تغار على ولي الأمر فالعلماء الذين انتقدتهم أشد غيرة منك عليه وأشد نصحًا له من غيرهم ولا يعني إذا كتبوا ينكرون بعض الأمور إلا الغيرة على ولي الأمر وعلى المسلمين.
بخلاف الغاش الذي يقر المنكر ويدافع عنه فإنه غاش لولي الأمير وللمسلمين وما يكتبه هؤلاء الناصحون ليس بيانات، لأن البيانات تصدر من الجهات الرسمية وإنما هي نصيحة وإرشاد ورد للشبهات.
وهذا واجب العالم أن يبين مايعلمه ولا يكتمه ولكن أظن أن الكاتب في نفسه شي أفرغه في الأوراق لأنه ضاق ذرعا ولكن سيرجع عليه وبال ماكتب وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل.
كتبه
صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الفَوْزَان
عضو هيئة كبار العلماء
12 ـ 7 ـ 1429 هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 12:35]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=131)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 12:43]ـ
بارك الله في عمر الشيخ
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 01:44]ـ
جزاكم الله خيرا .. وبارك الله في شيخنا(/)
نبذه تاريخية عن أولى القبلتين
ـ[أبو عمر الثقفي]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 01:27]ـ
نبذه تاريخية عن المسجد الأقصى
يقع المسجد الأقصى في الأرض المباركة وهو أول قبلة صلى إليها رسول الله صلى اللةعليه وسلم واليه أسرى ومنه عرج به إلي السماء وفيه صلى بالأنبياء إماماً ليلة الإسراء والمعراج يقول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) سورة الإسراء. ويستحب إتيانه وقصده بالزيارة وشد الرحال إليه لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدىهذا والمسجد الحرام, والمسجد الأقصى) رواه البخاري. وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما يسافر إلي ثلاثة مساجد مسجد الكعبة, ومسجدي, ومسجد إيليا) وهى القدس.رواه مسلم والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة) رواه البزار والطبرانى وهو حديث حسن. ومن فضائله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو لمن أتاه لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه يقول عليه الصلاة والسلام (إن سليمان بن داود عليه السلام لما فرغ من بنيان مسجد القدس سأل الله حكماً يصادف حكمه وملكاً لا ينبغي لأحد من ببعده ولا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما اثنتان فقد أعطيتهما وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة) رواه أحمد والنسائي وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرسال زيت يسرج في قناديله إذا تعذر إتيانه فعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت يا رسول الله أفتنا في بيت القدس فقال (ائتوه فصلوا فيه وكانت البلاد إذ ذاك حرباً فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله) رواه أحمد ,أبو داود وابن ماجة وهو صحيح ورجاله ثقات. والأقصى ثاني مسجد بُني في الأرض لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال ً المسجد الحرام ً قلت ثم أي؟ قال " المسجد الأقصى " قلت كم بينهما قال "أربعين سنه ") رواه البخاري هذه نبذه عن هذا المسجد العظيم والذي أسأل الله العظيم أن يطهره من رجس اليهود وأن يجعله شامخاً عزيزا.
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 01:48]ـ
أسأل الله العظيم أن يطهره من رجس اليهود وأن يجعله شامخاً عزيزا.
جزاكم الله خيرا على هذه النبذة الطيبة ..
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:41]ـ
[ QUOTE= أبو عمر الثقفي;128200] نبذه تاريخية عن المسجد الأقصى
يقع المسجد الأقصى في الأرض المباركة وهو أول قبلة صلى إليها رسول الله صلى اللةعليه وسلم واليه أسرى ومنه عرج به إلي السماء وفيه صلى بالأنبياء إماماً ليلة الإسراء والمعراج يقول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) سورة الإسراء. ويستحب إتيانه وقصده بالزيارة وشد الرحال إليه لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدىهذا والمسجد الحرام, والمسجد الأقصى) رواه البخاري. وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما يسافر إلي ثلاثة مساجد مسجد الكعبة, ومسجدي, ومسجد إيليا) وهى القدس.رواه مسلم والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة) رواه البزار والطبرانى وهو حديث حسن. ومن فضائله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو لمن أتاه لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه يقول عليه الصلاة والسلام (إن سليمان بن داود عليه السلام لما فرغ من بنيان مسجد القدس سأل الله حكماً يصادف حكمه وملكاً لا ينبغي لأحد من ببعده ولا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما اثنتان فقد أعطيتهما وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة) رواه أحمد والنسائي وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرسال زيت يسرج في قناديله إذا تعذر إتيانه فعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت يا رسول الله أفتنا في بيت القدس فقال (ائتوه فصلوا فيه وكانت البلاد إذ ذاك حرباً فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله) رواه أحمد ,أبو داود وابن ماجة وهو صحيح ورجاله ثقات. والأقصى ثاني مسجد بُني في الأرض لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال ً المسجد الحرام ً قلت ثم أي؟ قال " المسجد الأقصى " قلت كم بينهما قال "أربعين سنه ") رواه البخاري هذه نبذه عن هذا المسجد العظيم والذي أسأل الله العظيم أن يطهره من رجس اليهود وأن يجعله شامخاً عزيزا. [/ QUOTE
نسأل الله أن يحرره من براثن اليهود الغاصبين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:49]ـ
والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة)
نسأل الله أن يرزقنا صلاة فيه(/)
المهرجان لفظةٌ فارسية وثنيه
ـ[أبو عمر الثقفي]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 01:29]ـ
أنز ل الله تعالى هذا القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلسانٍ عربي مبين كما قال تعالى (نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسانٍ عربي مبين) إذاً هو شرف لنا أن نزل هذا الكتاب بلغتنا وبلساننا والحمد لله إذاً وجب علينا المحافظة على هذه اللغة وصيانتها من كُل نقص والتكلم بها والاعتزاز والافتخار بها ولكن نجد بعض الناس يستبدلها ببعض الكلمات الأعجمية أو غير ذلك لماذا؟ إن استخدام مثل هذه الكلمات غير العربيه يؤثر على لغتنا ويجعل الناس يعتادون الكلام بغيرها فلنرفع من شأن لغتنا ولا نتكلم إلا بها وأني هنا أُريد التنبيه على كلمه كثُر استعمالها خصوصاً هذه الأيام وهي كلمة (مهرجان).
وانتشر في الآونة الأخيرة ما يسمى بالمهرجانات فنسمع مهرجان مدينة كذا ومهرجان مدينة كذا وعلى مافي هذه الاجتماعات من الملاحظات التي لاتخفى على أحد ولكن كلامي عن هذه اللفظه (المهرجان) هل هي كلمه عربيه أو أعجمية ولماذا كثر استخدامها بين المسلمين بل بين بعض المستقيمين فيقال مهرجان الشريط الإسلامي مهرجان كذا وكذا ولنرجع لأصل هذه الكلمة ونرجع لكلام الإمام العلامة الشيخ/ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله وغفر له في كتابه معجم المناهي اللفظية يقول عند هذه الكلمة (المهرجان) للفرس عيدان: 1 - النيروز 2 - المهرجان-بكاف معقودة تنطق بين الكاف والجيم- ويوافق هذا العيد السادس عشر من شهر (مهر) وذلك عند نزول الشمس أول الميزان ومدته لديهم ستة أيام.
ثم قال الشيخ رحمه الله وليتنبه لكلامه (فإن إطلاق هذا الشعار الفارسي الوثني على اجتماعات المسلمين من مواطن النهي الجلي) انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
فحري بنا نحن المسلمين أن لا نستخدم مثل هذه الكلمات وأن نرفع من شأن لغتنا العربية والتي نزل بها الوحي الشريف وشرفنا الله تعالى بالنطق به والله تعالى
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 01:49]ـ
يَرِدُ عليه أن المستعملين لها لا يخطر المعنى الوثني لهم على بال، كثوب كان نجساً وغُسل وصُلِّي فيه.
ـ[توبة]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 02:52]ـ
للفائدة:
في معجم البلدان:
وقال حمدان بن السحت الجرجاني حضرت الحسين ابن عمرو الرستمي وكان من أعيان قواد المأمون وهو يسأل الموبذان من خراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز والمهرجان وكيف جعلا عيدا وكيف سميا فقال الموبذان أنا أنبئك عنهما إن واسطا كانت في أيام دارا بن دارا تسمى أفرونية ولم تكن على شاطىء دجلة وكانت دجلة تجري على سننها في ناحية بطن جوخا فانبثقت في أيام بهرام جور وزالت عن مجراها إلى المذار وصارت تجري ألى جانب واسط منصبة فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية ولم تكن البصرة ولا ما حولها ألا الأبلة فإنها من بناء ذي القرنين وكان موضع البصرة قرى عادية مخوفا بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر ألا دجلة الأبلة فأصاب القرى والمدن التي كانت في موضع البطائح وهم بشر كثير وباء فخرجوا هاربين على وجوههم وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم موتى فرجعوا فلما كان أول يوم من فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطرا فأحياهم فرجعوا ألى أهاليهم فقال ملك ذلك الزمان هذا نوروز أي هذا يوم جديد فسمي به فقال الملك هذا يوم مبارك فإن جاء الله عز و جل فيه بمطر وإلا فليصب الماء بعضهم على بعض وتبركوا به وصيروه عيدا فبلغ المأمون هذا الخبر فقال إنه لموجود في كتاب الله تعالى وهو قوله ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم الآية.اهـ
و في لسان العرب:
ويوم التهارق يوم المهرجان وقد تهارقوا فيه أي أهرق الماء بعضهم على بعض يعني بالمهرجان الذي نسميه النوروز
و المصباح المنير:
المهرجان) احتفال الاعتدال الخريفي وهي كلمة فارسية مركبة من كلمتين الأولى مهر ومن معانيها الشمس والثانية جان ومن معانيها الحياة أو الروح والاحتفال يقام ابتهاجا بحادث سعيد أو إحياء لذكرى عزيزة كمهرجان الأزهار ومهرجان الشباب ومهرجان الجلاء.
والظاهر أنه ليس هناك أي ارتباط للكلمة بالوثنية و إنما هي من عادات الفرس "الموسمية" احتفالا بقدوم المطر.
و المستعمل اليوم هو ظاهر اللفظ فقط،كناية عن محفل أو تجمع ما، مع اختلاف المناسبة.
والله أعلم.
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 04:09]ـ
وما رأيك فى كلمتى سندس وإستبرق ولم يختلف أَهل اللغة فيهما أَنهما معرّبان، وذكرتا فى كتاب الله عز وجلّ.
ـ[أبو عمر الثقفي]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 02:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايةً أشكر كل من مر على هذا الموضوع وشارك وأفاد ثانياًبالنسبه للأخ الكريم / علاء المصري فلعله لم يقرأ الموضوع كاملاً وتوقف عند العنوان فكلمة مهرجان ليس كالكلمات التي جاء بها سندس واستبرق لأن المهرجان اسم لعيد وثني شركي للفرس فلايجوز إطلاق هذه الكلمه على اجتماعات المسلمين الموحدين كما ذكر ذلك الإمام العلامه بكر رحمة الله ففرق بين ماذكر من كلمات وبين كلمة المهرجان وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.(/)
عبادة الطاعة ... بين أهل التوحيد وأهل التنديد
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 12:02]ـ
عبادة الطاعة ... بين أهل التوحيد وأهل التنديد
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
- صعدت يوما فوق سطح بيتي , وكان القمر في هذا اليوم بدرا , والجو عليلا , إلا أن السرور كان لا يعمر صدري , أفكر في هذه الأمة , في همومها , في قضاياها , فيمن يهدم في بنيانها , وهو يظن نفسه يبني ,فيمن يفسد وهو يظن نفسه مصلحا , فيمن يخرب وهو يظن نفسه معمرا , وقلت في نفسي: من أين أتيت أمتي؟ فكرت وفكرت وفكرت .... ثم هديت إلى الإجابة: إن أمتي أتيت من طاعتها للمخلوق في معصية الخالق - سبحانه وتعالى - , وجدت امتي عزت في الزمان السابق: لما أطاعت الله , وقدمت طاعته على طاعة غيره , قدمت محابه على محاب غيره , قدمت رضاه على رضى غيره , بذلت وضحت وقدمت في سبيله - جل وعلا - الغالي والنفيس , الثمين والرخيص , وعجبت أكثر من أبناء الأمة في هذه الآونة , الذين عرفوا داءهم وأين يكمن , ودواءهم أين يكمن , ثم هم بعد ذلك مقصرين في وضع الدواء على الداء ليبرأ بإذن الله - تبارك وتعالى -.
- أحبتي في الله: طاعة الله تبارك وتعالى , هي عبادته , والعبادة لا يقبلها الله إلا إذا كانت له وله وحده , فما هو المقصود بتوحيد الله في طاعته؟ ... إن توحيد الله في طاعته يعني: أن يكون المطاع لذاته في امتثال الأمر واجتناب النهي هو الله , والله وحده , أما طاعة غيره فهي تابعة لطاعته - جل جلاله - , وإن الواحد منا لو أطل برأسه على واقع المسلمين , لوجد الكثيرين من المسلمين قد جعلوا المخلوق هو المطاع لذاته , وأما طاعة غيره - حتى لوكان هذا الغير هو الله - فهي تابعة لطاعته , وما أكثر الآلهة التي تطاع في معصية الله وأعد منها: الدرهم والدينار والنفس الأمارة بالسوء , والهوى , والدنيا وملذاتها وشهواتها , والشيطان وحزبه وجنوده , والأحزاب والتيارات والحركات , والزعماء والقادة والمخاتير , والمرجعيات والشيوخ والفقهاء , والعائلات والعشائر والحواميل , والمنظمات والمؤسسات والمجامع , وغيرها الكثير الكثير ......
- إخوة التوحيد والإيمان: وإذا كان امتثال الأمر واجتناب النهي هو عينه عبادة الله , والتي لا يقبلها الله إلا بالإخلاص فيها له , وبأن تكون على سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بناء عليه هناك شرك يغفل عنه الكثير من المسلمين الا وهو ما يسمى بشرك الطاعة , وهذا الشرك يكون عندما يطيع الواحد منا مخلوقا ما طاعة ذاتية , أو أن يطيعه في معصية الله تعالى , ويدل على هذا الفهم قول ربنا جل جلاله:"وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ" , نعم: إن طاعة المخلوق في معصية الخالق عبادة لهذا المخلوق , وما اكثر من يعبد المخلوق ويترك عبادة الخالق , بل ما أكثر من يعبد الشيطان ويترك عبادة الرحمن , قال الله تعالى:" أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " , وفي الحقيقة أنا ما رأيت أحدا في يوم من الأيام يسجد أو يركع للشيطان , إذ نحن لا نراه لا هو ولا من يماثله في الجنس , قال الله تعالى:" إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ" , وعلى ما سبق , يكون المقصد من كلام ربنا:" لا تعبدوا الشيطان " أي: لا تطيعوا الشيطان , , وهذا التأصيل آنف الذكر ينطبق على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما عند البخاري من حديث أبي هريرة: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " , وينطبق كذلك على قوله تعالى:" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" وقوله كذلك:" أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا " , وينطبق هذا التأصيل أيضا على قول الله تعالى:" اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " , ولقد جلى الرسول الكريم المقصود من هذه الآية في ذلكم الحديث الذي أخرجه الترمذي في سننه وحسنه الأباني من حديث عدي بن حاتم قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه " , وعليه نقول آسفين: إن العالم اليوم يضج بالأرباب التي تحلل الحرام وتحرم الحلال, وترد الحق , وتقبل الباطل وتدافع عنه , عبر منظمات تشارك الله في تشريع الأحكام , وعبر حكومات تترك تحكيم الشريعة وتحكم القوانين الوضعية , ثم بعد ذلك تراها تدعي الإسلام , وعبر مشائخ يدافعون عن عروش الطواغيت , ويحيطونها بهالة من الشرعية , وعبر أؤلئك المخدوعين " انصار التيارات المنحرفة" الذين يدافعون عن حركاتهم لا بالحجة , ولكن بالسباب والشتام , وتسفيه المخالف لهم , وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا , لكل هؤلاء نقول: " يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " لكل هؤلاء نقول: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " , حقا إن من ينظر إلى العالم اليوم لا يملك إلا أن يردد قول الله تعالى:" وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ " وقوله كذلك:" وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ "
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 12:04]ـ
لمن يرغب بالمزيد: الجزء الثاني من المقال
*
*
*
*
*
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 12:05]ـ
عبادة الطاعة ... بين أهل التوحيد وأهل التنديد (2)
أبو يونس العباسي
- أمتي الغالية: إن النجاح والفلاح مربوط بطاعة الله - تبارك وتعالى - والفشل والطلاح مرهون بالإعراض عنها , قال الله تبارك وتعالى:" لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " , " فيه ذكركم " يعني: فيه شرفكم وعزتكم وسؤددكم إن أنتم امتثلتم أوامره واجتنبتم نواهيه , وإن تاريخ هذه الأمة فضلا عن نصوص الوحيين , أثبت ولمرات متكررة أن هذه الأمة لا يمكن أن تعز إلا بطاعة الله تبارك وتعالى , قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله " , وكما عند مالك والحاكم موصولا بإسناد حسن أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض " , وإن البلاء الذي نزل على هذه الأمة إنما كان بسبب عصيانها لله وتركها لطاعته , ولقد صدق العباس بن عبد المطلب يوم قال: إنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا ينكشف إلا بتوبة " والتوبة في مسألتنا هذه في لزوم طاعة الله في كل صغيرة وكبيرة , في كل أمر وكل نهي , قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ " , ومن سنن الله في هذا الكون: أن التغيير لا بد أن يأتي من قاعدة
(يُتْبَعُ)
(/)
الهرم , وأما الرأس فسيتغير تلقائيا إذا تغيرت القاعدة , إذ إن الأمر كما قيل يوما:" مثلما تكونوا يولى عليكم " , لذلك فإن كل مشروع لا يقوم عل طاعة الله - تبارك وتعالى - فهو مشروع سيبوء بالفشل , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ " , إذن: فسيبقى كل مشروع أسس على طاعة الله- قولا وعملا - وسيسقط وسيهدم وسينهار كل ما بني على غير ذلك , قال الله تعالى:" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " , وأما من قال بأنه سيطيع ربه , يوم أن كان مستضعفا , فلما مكن الله لهم , تركوا طاعة ربهم , تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , تركوا تحكيم الشريعة , بل حكموا القوانين الوضعية , فأولئك - إن لم يتوبوا إلى الله - فسينطبق عليهم ما انطبق على من أسس بنيانه على شفا جرف هار , إن أمثال هؤلاء يصح فيهم قول الله تعالى:" ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ... فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ... فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ... ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب "
- أحبتي في الله: وهنا لا يجوز لنا ان ننسى بأن طاعتنا لله تعالى مربوطة بالأجر وأن عصياننا له مربوط بالوزر , فالطاعة تعنى جنة تجري من تحتها الأنهار, فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , قال الله تعالى: "يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون" , والمعصية تعني نارا تلظى أوقد الله عليها ثلاثة آلاف سنة حتى أصبحت سوداء مظلمة , نسأل الله السلامة , وإنك لن تكون مسلما إلا إذا أطعت ربك - تبارك وتعالى - لأن الإسلام هو الاستسلام لله تعالى , وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه , فالحلال عند المسلم الحقيقي ما أحله الله , والحرام ما حرمه الله , والازم ما ألزم به الله , والمباح ما أباحه الله تعالى , ليس للمسلم الحقيقي اختيار امام اختيار الله تعالى , قال الله تعالى:" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " وقال سبحانه:" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " , إن كثيرا من المسلمين وخاصة من المتحزبين , يقولون بأن محمدا هو رسولهم , في نفس الوقت الذي يخالفونه فيه , تعصبا لأحزابهم وتياراتهم وقيادتهم , وإن من شهد أن محمدا هو رسول الله , فيجب عليه أن يطيعه في كل ما جاء به من عند ربه , قال الله تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ", وقال سبحانه:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ", نسأل الله ألا يكون قولي كقول الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا ****ولكن لا حياة لم تنادى , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أحبتي في الله: لا بد أن نعلم علم اليقين بأن جيل النصر الموعود له صفات , ومن أبرز صفات جيل النصر: المسارعة في طاعة المولى - سبحانه وتعالى - وعدم التلكؤ والتباطؤ في تنفيذ هذه الطاعة , وكيف لا يسارع المسلم في طاعة ربه والله يقول:" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " , كيف والمسارعة إلى الطاعة صفة المرسلين من قبل رب العالمين , قال الله تعالى: " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ " وقال الله عن موسى:"وعجلت إليك رب لترضى " قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -: " العجلة مذمومة في كل شيئ إلا في أمور الآخرة " , ويؤكد هذا المعنى الحديث الذي أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه الألباني من حديث ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك" , وتعالو لنضرب أمثلة مباشرة لمسارعة الصحابة في الطاعات , والتي استحقوا وبسببها النصر في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة: أولا: أخرج البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر قال:"بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة" , ثانيا: أخرج البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني: قال أنس: "قال أنس: ما كان لأهل المدينة شراب حيث حرمت الخمر أعجب إليهم من التمر والبسر فإني لأسقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عند أبي طلحة مر رجل فقال إن الخمر قد حرمت فما قالوا متى أو حتى ننظر قالوا يا أنس أهرقها ثم قالوا عند أم سليم حتى أبردوا واغتسلوا ثم طيبتهم أم سليم ثم راحوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الخبر كما قال الرجل قال أنس فما طعموها بعد". ثالثا: أخرج أبو داوود في سننه وصححه الألباني عن عائشة - رضي الله عنها أنها قالت:"يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكنف قال بن صالح: أكثف مروطهن فاختمرن بها " , نعم هكذا كان سلفنا , كانوا إذا فعلو طاعة لم يسألوا أفرض هي أم سنة , بل يسألون: هل فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإذا فعلها فعلوها ولم يلو منهم أحد , وإذا تركها تركوها ولم يلو منهم أحد كذلك , ولقد كان من جميل ما تعلمناه , قول أحد مشائخنا: " المسلم لا يفرق بين الفرض والمندوب إلا لضيق الوقت " وانا أزيد فأقول: المسلم لا بد أن يميز بين المندوب والفرض ليعلم الطاعة التي تقضى من الطاعة التي لا تقضى , أما أن يكون التفريق بين المندوب والفرض سببا للتقصير في المندوبات , سبحانك ربنا ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين , ولقد سمعت شيخا من شيوخي مرة يقول: إن التزام المسلم لا يقاس بتأديته للفرائض , بل بتأديته للسنن , وصدق - سلمه الله وثبته -
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 12:05]ـ
لمن أراد المزيد: الجزء الثالث من المقال
*
*
*
*
*
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 12:07]ـ
عبادة الطاعة ... بين أهل التوحيد وأهل التنديد (3)
أبو يونس العباسي
-أحبتي في الله: صرنا في زمان يقسم فيه بعض الناس طاعة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - إلى قشر ولب وشيئ لازم وشيئ مش لازم , وأشياء مهمة وأشياء تافهة , وطاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - واجبة في كل أمر صغر أم كبر , دق أم عظم , طاعته واجبة في النقير والقطمير , في القليل والكثير , قال الله تعالى:" ادخلوا في السلم كافة " , إن الحياة كلها لا بد أن تكون محراب طاعة لله تبارك وتعالى:" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ... لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " , ولا عجب في ذلك فإن العمل المباح إذا خالطته النية الصالحة تحول إلى طاعة لله جل وعلا , قال معاذ بن جبل: إني لأحتسب نومتي
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أحتسب قومتي " , وعند أحمد وصححه الألباني من حديث أبي ذر: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر" , وإن سبب الخزي والعار والشنار والتبار الذي أصابنا , هو بسبب طاعتنا لله في جانب ومعصيتنا له في جوانب , قال الله تعالى: " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" , وبعد هذا يتبين لنا خبث صنيع العلمانيين , وقبح أثرهم على أمتنا المباركة , أولئك الذين قصروا طاعة الرسول على مجال العبادة - ويا ليت -.
- قصروا طاعة الرسول في مجال العبادة مع أن الله يقول:" الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" , أسأل الله الهداية لنا ولهم , اللهم آميين.
- أحبتي في الله: إن الإعراض عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ظاهرة خطيرة , وعلامة من علامات النفاق , فإن المؤمن لا يستطيع أن يسمع نداء الله - سبحانه وتعالى - أو نداء الرسول: - صلى الله عليه وسلم - ثم يتخلف عنه , ما يستطيع ذلك إلا منافق أو رجل على وشك الانزلاق في مستنقع النفاق , قال الله تعالى:" وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " , وإن المنافق ولو قال بلسانه بأنه مطيع لله , أو سيطيع الله فهو كلام باللسان لا يجاوز الآذان , وكم يوجد بيننا من مدعين للطاعة , ولاتباع الرسول ولكن زورا وبهتانا , قال الله تعالى:" وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ... وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ... وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ... أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
- أحبتي في الله: وهنا لا احب أن يفوتني قضية بالغة في الأهمية ألا وهي: إذا تعارضت طاعة الله مع طاعة المخلوق أيا كان , فأيهما نقدم؟ بالتأكيد لا بد من تقديم طاعة الخالق - تبارك وتعالى - , لأننا أسلفنا القول بأن المطاع لذاته هو الله - جل وعلا - وطاعة غيره تابعة لطاعته , عندما تتعارض الطاعات , يتبين الحب الحقيقي من الحب المزيف , فمن كان حبه لله حقيقيا فسيقدم طاعة الله , ومن كان حبه مزيفا سيقدم طاعة المخلوق , ورحم الله سعدبن أبي وقاص لما قدم طاعة الله وقال لأمه: " والله لو كان لك مائة نفس تخرج نفس بعد نفس ما تركت دين محمد " , فنزل قوله تعالى:" وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " , ورحم الله أبا عبيدة الذي قتل أباه طاعة لربه وذلك لما وقف أبوه عثرة في طريق الدعوة ألى الله تعالى , فنزل قوله تعالى:" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " , إلى كل من يقدم طاعة المخلوق على طاعة الخالق (وليراجع كل واحد منا نفسه): أذكرهم بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما عند النسائي وصححه الألباني من حديث علي - رضي الله عنه -: إنما الطاعة في المعروف , والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في موضع آخر:" لا طاعة لمن عصى الله" وفي موضع ثالث:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " , ألا فليينبه كل منا لنفسه , وليعدل من اعوجاجها, قبل أن يندم ولات حين مندم , ومن باب قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أ:"الدين النصيحة " , أذكره بهذه الآيات لعله يتذكر: قال الله تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ... إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ... وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ " , وأذكره بقول الله تعالى:" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ... يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ... لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا " وأذكره بقوله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ... خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ... يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ ... وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ ... رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا " ........
-أحبتي في الله: وبناء على ما سبق , أقولها وبكل قوة: إنني أكفر بالإملاءات الأجنبية على أبناء أمتنا , وأكفر بالطواغيت الذين يستجيبون لهذه الإملاءات , وأقول للأمة: اكفري بهذه الإملاءات , ثم اصبري على البلاءات التي ستصيبك بعد ذلك , فإن البلاء ولا محالة سيعقبه تمكين , هذه هي سنة الله في عباده , ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة اله تحويلا , قال الله تعالى:" فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا " وقال جل شأنه:" فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا" , وقال سبحانه:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ", إنني عندما أقرأ هذه الآيات وأكتبها , أستشعر مقدار الجرم الذي يقع فيه طواغيت العرب , أولياء اليهود والصليبيين , وإذا سألتهم لماذا تطيعون اليهود والصليبيين؟ قالوا لك: ضغوط الواقع العالمي , فيرد الله عليهم حينها قائلا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ... فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ".
(يُتْبَعُ)
(/)
- وإذا كانت طاعة الله بهذه المكانة وتركها بهذه الخطورة , فما هي عقوبة من ترك طاعة المولى - جل وعلا -؟ إن عقوبة من ترك طاعة الله: العذاب الأليم في الدنيا والآخرة والانزلاق في مستنقع الكفر والنفاق , وما أعظمها من عقوبة , لمن كان له قلب , أو ألقى السمع وهو شهيد , قال الله تعالى:" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" , قال الإمام أحمد: "لعله يرد قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيزيغ قلبه فيهلك , قال ابن القيم رحمه الله: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها , ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها , نسأل الله السلامة , قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: " إني لأعرف أثر معصيتي في خلق دابتي وامرأتي "
- أحبتي في الله: وأخيرا أختم بالخيرات التي ستعود على الأمة إن أطاعت ربها سبحانه وتعالى: الثمرة الأولى: مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , وحسن أولئك رفيقا , يدل على هذا قول المولى جل جلاله:" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ... ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا " , الثمرة الثانية: الحصول على النعيم المقيم من الله رب العالمين - سبحانه وتعالى - , ويدل على هذا الفهم قوله تعالى:" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ", الثمرة الثالثة: الحياة الحقيقية وليست الحياة البهيمية , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" , ومعلوم ان ما يحيينا في طاعته , سبحانه وتعالى , الثمرة الرابعة: الهدايه إلى الخير لنصيب منه , وإلى الشر لنجتنبه , قال الله تعالى: " وإن تطيهوه تهتدوا "
- إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة(/)
وترجل الفارس العنيد .. والمجاهد الصنديد ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لست والله أدري كيف سأشرع في الكتابة عن هذا البطل العظيم الذي أكدّ حياته وأقضّ مضجعه مجاهدا في سبيل الله تعالى .. وإن كان لا يتمنطق ببندقية أو رشاش
وإنما يحمل قلما سيّالا بالغيرة على دين الله قوّالا للحق ويحمل أيضا عقلا ينضح بالحكمة ويفيض بالنور .. وآلة تصوير أحيانا .. لتكون شاهد عدل على ما يحكي من مآس وعبر واستنهاض
لقد نذر حياته من أجل صيانة المشروع الجهادي في العراق من التخلخل أو الاهتراء بحيث لا تضيع ثمرات الدماء النازفة على مدى سنوات الاحتلال العجاف بالتنازع الذي سنة الله فيه أن عاقبته ذهاب الريح "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" ..
لقد أدرك ببصيرته وهو الفتى المحنّك والتلميذ الألمعي للشيخ الألباني قديما ..
أن مصير الأمة مرهون بنجاح مشروع الجهاد في العراق
فكان هذا مشروعه .. أعني صيانة الثغر من النخر المخوف
وكنت حين أرى بعض الأدباء يصفون عجز أقلامهم عن التعبير رإنما يتكلّفون المبالغة الممجوجة لمناسبة المقام الأدبي لا غير .. فإذا بقلمي اليوم يرتجف .. وهو يشرف بتسطير حروف يسيرة عن هذا المجاهد العنيد .. الذي أّرق حكومة المالكي والمخابرات الإيرانية ..
وألفيتني أبكي عليه كمدًا حتى كاد كبدي أن يتفتق حين علمت بأنهم اقتحموا منزله في سوريا .. ولا إخالني باكيا على أحد من أصدقائي أو أقربائي .. كما بكيت عليه!
لقد ذبحه الملاعين ذبح الشياه في الحمّام .. وقتلوا زوجه المسكينة وتركوها في غرفة النوم! مضرجة بدمائها الزكية .. وقد فاضت روحاهما شاهدتين على مأساة أمة ..
وهما تلعنان المجرم .. وتصدحان في السماوات بما هو أشد عند الله من هدم الكعبة ..
إنه مؤيد الحمداني الكاتب الصحفي المرموق والكاتب المفوه الهمام ..
والمقاتل الذي يموت يوم يموت واقفا كالنخلة ..
لقد تشرفت بأني كنت كاتبا في موقعه الإلكتروني الذي سكّره القتلة أنفسهم .. وأشباههم
لعنهم الله في الدنيا والآخرة .. وحينما كنت أوصيه بالاحتياط .. وألا يكتب باسمه
كان يجيب بأنه مشروع شهادة في سبيل الله تعالى ..
هذا مع كون الله نجاه من أنيابهم القذرة غير مرة ..
وحتى يقف القاريء على سبب تجشم الملاعين قتله وبهذه الطريقة البشعة برغم كونه خارج حدود الولاية الأمريكية "العراق" ..
فيمكن تلخيص ذلك في نقاط:-
• أنه كان على الرصَد فيكشف فضائحهم على نحو لا يصبرون معه على الكفر بالله تعالى فضلا عن قتل مسلم وسنورد مثالا من أحد مقالاته
• وأن مشروعه كما تقدم .. كان شوكة ما تزال في تضخم مستمر حتى غدت جذعا في حلوقهم .. فهو لم يكن يؤيد طريقة القاعدة .. بل ينكرها أشد النكير وقد يكون قتله أحد غلاتهم إذ الاختراق فيهم واضح .. غير أنه لا يكل أبدا ولم يمل قط .. من جهوده البالغة في جمع كلمة المجاهدين والتقريب بين اجتهاداتهم .. فصحّ أن يسمى سفير توحيد الكلمة على كلمة التوحيد
• وقد وضع الله له قبولا عند الجميع على اختلاف مشاربهم ..
فأمثال هذه "الشخصية" هي ما يقلق أعداء الله على تنوع نحلهم ومللهم ..
وقديما قال الصهيوني توماس فريدمان: نحن لا يخيفنا المتطرفون .. ولكن يخيفنا أمثال سفر الحوالي!
ذلك أن عمل هؤلاء الأفذاذ أشبه بالطبخ على نار هادئة .. آثارها .. نعم بطيئة لكنها نافذة ومؤثرة وناجزة وقاصمة .. والسر موافقتها للهدي النبوي التوفيقي فيما يصح فيه التوفيق .. والعناية بفقه سنن الله في الكون ..
وختاما آمل أن يهييء الله من يصمم له موقعا .. أو مدونة محتسبا في ذلك الأجر
على أن تجمع مقالاته الكثيرة جدا .. لتكون صدقة جارية .. وليغتاظ أعداء الله .. ويتحسر المبطلون ..
ومن عجيب لطف قدر الله وعنايته بأوليائه
أن يسر له قبل أيام من استشهاده وزوجه .. عُمرة في المسجد الحرام ..
ولم يكن قد حج أو اعتمر من قبل
نسأل الله تعالى أن يجعل مثواه في الفردوس الأعلى .. وأن يلحق به زوجه العفيفة الصابرة ..
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل
فإنا لله وإنا إليه راجعون
والله المستعان
وعليه التكلان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:09]ـ
أحد مقالاته:-
(يُتْبَعُ)
(/)
مجلة العصر / كعادة الإدارة الأميركية لم تعتبر من طريقتها في الاعتماد على أصدقائها من شيعة العراق في خطتها الأمنية الجديدة، برغم إدراكها تماما أنهم الجزء الأكبر من واقع العراق المتردي، وأن حكومتهم ليست سوى حكومة حرب لتحقيق أهداف طائفية لا أكثر, ولكي نكون دقيقين في نقدنا للخطة الأمنية الجديدة، لابد أن نذكر حسنها وسيئها، لنكتشف أهم أسباب فشلها ...
• بدأت الخطة هذه المرة بتحركات كبيرة بين الفصائل الشيعية في العراق، والتي تتميز بارتباط جوانبها السياسية بالعسكرية، والحكومية بالميليشيات، والحوزات بالعصابات، فكانت الاتفاقات التي لم تعد حبيسة حيطان الاجتماعات السرية، بل أضحت تتسلل إلى العلن سريعا، فليس ثمة حزب أو ميليشية أو فصيل، لم يتم اختراقه الآن بعد أربعة أعوام من الحرب, فعلم الجميع أن الصدريين رضخوا لفكرة إخفاء قادة ميليشيات جيش المهدي، ونقل بعضهم إلى خارج العراق، وإخفاء معالم الميليشيات وتقليل حركتها، ومنعها مما كانت تقوم به من صولات وجولات علنية، إلى حد لا ينتفي معه وجودها.
ومن هذه الفضائح التي تظهر الاحتيال والالتفاف حول الخطة الأمنية، تلك الوثيقة التي صدرت عن رئيس الوزراء نوري المالكي مختومة بتوقيعه إلى جهات، أولها السفارة الإيرانية في بغداد ثم رئاسة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ومكتب الصدر، والتي يتحدث فيها المالكي عن اتصالات بينه وبين مقتدى الصدر وموفق الربيعي بضرورة الحفاظ عل ما تم تحقيقه من منجزات، ويشير على زملائه في العقيدة من التيار الصدري، نقل قياداتهم الكبيرة من الصف الأول إلى إيران ونقل قيادات الصف الثاني إلى جنوب العراق، حيث لا خطة أمنية ...
ويذكر المالكي عددا من أكبر قادة جيش المهدي، منهم زعيم جيش المهدي الحالي عباس الكوفي وعامر محيسن خواجة وسليم حسين وأزهر المالكي والشيخ فرحان الساعدي / النجف والشيخ فاضل الشرع / مستشار رئيس الوزراء، والسيد رياض النوري / النجف وعلي الفرطوسي وحيدر الأعرجي وأحمد الدراجي وعامر الساعدي، ثم يختم حديثه بأنه تم تهيئة جميع الأمور الإدارية والأمنية لنقل هذه القيادات ... فهل ستحقق هذه الخطة شيئا ذي بال تجاه الميليشيات الشيعية، التي أهلكت الحرث والنسل، وقتلت أعدادا لا يمكن إحصاؤها من أهل السنة وشردت ملايين غيرهم، خاصة وأن الخطط السابقة كانت تتعامل بنوع من التآمر وكثير من الرفق مع هذه الميليشيات التي يجيد قادتها السياسيون (وقد يكون بعضهم عسكريين أيضا) البكاء، كما يجيدون الغدر، واستعمال أنكأ وأشد أنواع التعذيب الوحشي ضد خصومهم والتمثيل بجثثهم ...
ومن الجدير ذكره، أن الوثيقة خلت من اسم أبي درع، ما يؤكد مقتله في عملية سابقة للجيش الإسلامي في منطقة سيد محمد في قضاء بلد، وإن كان قادة الميليشيات، ينفون ذلك حتى الآن.
• في 20/ 12 / 2006م، تم اعتقال الشيخ عبد الهادي الدراجي، المسؤول الإعلامي في مكتب الصدر، وأحد أهم رموز التيار الصدري، وكانت المفاجأة أنه اعتقل في منطقة البلديات جنوب شرق العاصمة بغداد، وفي حسينية الزهراء، وليس في المكتب الإعلامي للتيار الصدري في قطاع 46 من مدينة الصدر، حيث مقر الدراجي شرق العاصمة بغداد ..
وكان الدراجي قد سطع نجمه بوضوح مرتين، الأولى 21/ 4/2005م، عندما نفى مسؤولية أطراف سنية عن مقتل نحو 57 شخصا، عُثر على جثثهم طافية في نهر دجلة بالقرب من بلدة الصويرة (40 كلم جنوب بغداد) في محافظة الكوت، إثر اختطاف 150 شخصا هناك، وتبين لاحقا أن الجثث كانت فعلا لمواطنين سنة، أغلبهم من عشائر الدليم, إلا أن الإعلام الشيعي ركز على الفرية، وقام بدفن جثث مقطوعة الرؤوس ومشوهة المعالم في النجف ..
وفي ذلك الوقت، قامت الدنيا ولم تقعد ضد الدراجي، وأصبح يسمى في القاموس الشيعي المعاصر (شيعي وهابي)، مبالغة في كرهه والحقد عليه، لأنه برّأ الفصائل السنية، وفوت فرصة كبيرة، كان من المفترض أن تكون بدلا عن تفجير قبة سامراء في 22/ 2/2006م, إلا أنه برز من جديد بعد أحداث سامراء، ليصب الزيت على النار، ويظهر في ثوب لم تعهده الفضائيات ووسائل الإعلام، حيث كشر عن أنياب لم يكن يظهرها من قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنذ ذلك الحين، تحول الدراجي إلى مستثمر كبير للأحداث الدامية، ونجح تماما في إذكاء نار الفتنة وقيادة بعض الميليشيات، والحصول على أموال طائلة مقابل بعض المختطفين السنة، وربما الشيعة أحيانا, ثم أعلنت القوات الأميركية في بيان لها عقب اعتقاله، أن له علاقة بميليشيات أبي درع، ومسئول عن عمليات قتل وغيرها.
• وقامت القوات الأميركية في 11/ 1/2007م، باقتحام مكاتب القنصلية الإيرانية في أربيل، وفتشت جميع محتوياتها، وصادرت وثائق وجوازات إيرانية وعددا من أجهزة الكمبيوتر، واعتقلت خمسة من الدبلوماسيين العاملين والمقيمين في مبنى القنصلية، تبين أنهم من كبار مسئولي استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
واعتقلت أيضا قبل هذا، أربعة إيرانيين في منزل عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، أطلقت اثنين منهم وأبقت على اثنين، قالت إنهما من كبار القادة الأمنيين الإيرانيين، حيث أكد اللواء محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني في لقاء مع الشرق الأوسط: "أن المعتقلين يملكون معلومات خطيرة عن شبكات الحرس وفيلق القدس وعملاء الاستخبارات الإيرانية والمتعاونين معهم من العراقيين، وكل يوم يمضي على فترة اعتقالهم سيزيد من قلق الأجهزة الاستخبارية العسكرية وغير العسكرية الإيرانية"، و"أن اعتقال اثنين من ضباط فيلق القدس قبل ثلاثة أسابيع في أحد مقرات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، قاد الأميركيين إلى مقر مكتب "إطلاعات إيران" في عاصمة كردستان".
• وفي 8/ 2/27م، داهمت قوة أميركية عراقية مشتركة، مبنى وزارة الصحة العراقية في باب المعظم وسط بغداد، ودمرت بعض مكاتب الوزارة واعتقلت حاكم الزاملي، وكيل الوزارة، وهو أحد رموز التيار الصدري، متهمة إياه بالتعاون مع ميليشيات جيش المهدي وتمويلها.
بينما نجد أن إجراءات القوات الأميركية في الجانب الآخر من عمليتها الأمنية تختلف تماما:
• في 9/ 1/2007م، قصفت الطائرات الأميركية الشقق السكنية في شارع حيفا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصا، بينما تعذر إخلاء الجرحى، بسبب محاصرة الميليشيات الطائفية للمنطقة بتواطؤ واضح من قوات الاحتلال.
• وفي 23/ 1/2007م، عاودت القوات الأميركية والعراقية الكرة في شارع حيفا وما حوله، فقامت بعد منتصف الليل بهجوم وحشي، مستخدمة ما عندها من أسلحة، فوقع العديد من القتلى والجرحى، ودمرت المنازل على رؤوس أصحابها، حتى تحول ليلهم ونهارهم إلى جحيم لا يطاق، وكأنهم في حرب بين جيوش جرارة, وأكد شهود عيان أن قوات الحرس الوطني، أهانت مقدسات أهل السنة، وقامت بإعدام كل من صادفهم من شباب السنة.
• قامت القوات الأميركية في يوم 1/ 2/2007م، بعمليات قصف جوي على قرية السمرة التابعة لقضاء المدائن السنية التي تقطنها عشائر الدليم، مستعملة القنابل العنقودية في قصف، شاركت فيه كل أنواع الطائرات المقاتلة والعمودية والقوات البرية، تساندها قوة من الحرس الوطني العراقية، ما أدى إلى مصرع نحو 70 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير 11 منزلا، وتشريد باقي أهالي القرية الذين تم إحراق منازلهم والاعتداء عليهم جميعا.
• وفي يوم 4/ 2/2007م، شنت الطائرات الأميركية، ولمدة ثلاثة أيام متواصلة، قصفا جويا مكثفا على مناطق في عرب جبور جنوب بغداد على بعض القرى، وقامت في اليوم الرابع بعمليات إنزال كبيرة واستقرت في بعض القرى، ولا زالت موجودة هناك حتى الساعة، ولم نتمكن من إحصاء خسائر القصف الجوي والعمليات البرية، لأن المنطقة محاصرة حتى هذه الساعة.
• وفي 8/ 2/2007م، دكت طائرات أميركية إحدى قرى ناحية الزيدان غرب مدينة أبو غريب، وقتلت 45 مواطنا مدنيا، ودمرت أربعة منازل، وأظهرت وسائل الإعلام أطفالا ونساء مصابين من جراء القصف بينما زعم بيان القوات الأميركية أنها قتلت 13 متمردا طبقا لمعلومات استخباراتية.
وبهذا الترتيب، يتبين جليا أن الخطة الأمنية، برغم تحركها باتجاه الميليشيات الشيعية والوجود الأمني الإيراني الصريح داخل العراق، إلا أنها لا زالت تتعامل بطريقة مختلفة تماما في عملياتها ما بين الأهداف الشيعية والأهداف السنية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فوجود مجاميع لتنظيم القاعدة في الزيدان أو عرب جبور أو شارع حيفا، كان كافيا لقصف ثقيل يدك المنازل ويهدمها على رؤوس أهلها من مدنيين رجالا كانوا أم نساء وأطفال، بينما لم تجاوز قوات الاحتلال طريقتها القديمة في التعامل بمنتهى الرفق في عملياتها ضد أهداف شيعية كبيرة ورؤوس خطرة بل قادة جيوش، مع ثبوت الكثير من الأدلة الدامغة ضد الحكومة العراقية، ممثلة برئيس الكتلة الحاكمة ووكيل وزارة الصحة أو غير ذلك كثير، مما وجدته في تحقيقاتها وأعلنت عنه من أدلة خطرة في عمليات قتل منظم ضد أهل السنة، وتعاون إيراني مع الحكومة والميليشيات في هذا الاتجاه.
وحتى هذه الساعة، فإن كل القوات العراقية تستند على الدافع الطائفي في عملها، ولا تكاد تخلو نقطة تفتيش أو دورية للجيش أو الشرطة من الشعارات الطائفية، كالصور الشخصية للقيادات الشيعية الدينية أو الأعلام الخاصة بعاشوراء والمناسبات الدينية الشيعية، فضلا عن فشل قوات الاحتلال في زج أي قوات سنية، كالتي تأسست في الحبانية مثل الفرقة السابعة أو غيرها، لاستحالة دخول قوة مثل هذه إلى بغداد، مع وجود مئات آلاف من قوات الجيش والشرطة والميليشيات الشيعية.
بل إن التحركات السياسية التي رافقت زيارة الرئيس جلال طلباني إلى سوريا في 14/ 1/2007م، وأدت إلى صدور قرارات سورية فريدة من نوعها، تحاصر فيها الجماهير العراقية من جديد وتضيّق عليهم، كان هدفها أهل السنة تحديدا .. فاللاجئون العراقيون في سوريا بينهم عدد كبير من أهل السنة، ما بين مجاهدين مطلوبين لحكومة الاحتلال العراقية، والكثير من عامة أهل السنة من عوائل وأفراد من المهجرين الذين فضلوا الخروج من العراق على الانتقال إلى مناطق أخرى داخله (خاصة أهل السنة في جنوب العراق) ..
وكانت زيارة الطلباني هذه هي الأولى لرئيس عراقي إلى دمشق بعد قطع العلاقات بين البلدين منذ ربع قرن مضى ... وبما أن لسوريا علاقة وثيقة بإيران، فإن هذه العملية السياسية الأمنية خصت أهل السنة وضيقت عليهم، كون سوريا بلا شك أكثر دول العالم انفتاحا على العراقيين, بل إن المنظمات الشيعية في سوريا لن يشملها هذا التضييق، لسيطرتها على حركة رأس مال كبيرة وفرته إيران ومنظمات شيعية خليجية (بحرينية كويتية سعودية)، متمثل بمئات المكاتب التجارية والفنادق السياحية، فهذه المنظمات الشيعية العراقية موجودة أصلا في سوريا منذ اختيارها الوقوف إلى جانب إيران في الحرب ضد العراق عام 1980م، وقد أسست لنفسها قلعة حصينة وملجأ للميليشيات والمؤامرات ضد أهل السنة في منطقة السيدة زينب، النسخة الكاملة لمدينة قم الإيرانية .. أو شبيهاتها في العراق، حيث السياحة الدينية وتجارة الرقيق الأبيض ..
وفي جانب آخر، فإن انفتاح الخطة الأمنية في عملياتها العسكرية ضد المجاهدين في العراق، والتوسع في حركة طائرات العدو المقاتلة والمروحية، أدى إلى تزايد ملحوظ في نسبة سقوط هذه الطائرات .. فعلى مر أربعة أعوام، علمت قيادات الاحتلال العسكرية أن المجاهدين ينصبون الكمائن دائما لمروحياتهم خاصة، ومقاتلاتهم أحيانا أو طائرات النقل, ولذلك تجنبوا المنزلقات الخطرة والمناطق التي تصلح للكمائن إلا بشروط، تقتضي تأخر التحرك العسكري إلى أن تتوفر طائرات الرصد المتقدم والطائرات المسيرة ووجود قوات ميدانية قريبة تحرج حركة المجاهدين .. ومما يظهر تماما أن التوجيهات الجديدة قللت إلى حد كبير من الاحتياطات الأمنية المرافقة لحركة الطائرات، مما جعلها لقمة سائغة لرصاصات المجاهدين ...
وفي رحلة ميدانية في جبهات القتال، يتأكد المتابع أن الطائرات لا تُستهدف بصواريخ محمولة على الكتف (سام 7 ستريلا) إلا نادرا جدا، وأن معظم الطائرات تسقط إما من قبل كتائب الأحاديات (مضادات الطائرات أحادية المدفع) أو الرشاشات المتوسطة ( bkc)، والتي لا تخلو منها مجموعة قتالية أبدا .. فقد سقط من هذه الطائرات 6 طائرات خلال فترة قياسية خمسة منها أسقطت بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة, فلا علاقة لتسرب صواريخ متطورة أو غير ذلك بسقوطها، بل الخطة الأمنية الجديدة خففت من الاحتياطات الأمنية ..
ما يعني أن الإدارة الأميركية محاصرة فعلا، ما بين الإبقاء على احتياطاتها الأمنية، والتي لن تجدي نفعا في الوقوف أمام المجاهدين في العراق، أو التوسع في عملياتها، فتدفع ثمن ذلك المزيد من طائراتها.
بل إن هذا التوسع في العمليات الأميركية لم يتوقف عند سقوط الطائرات الحربية فحسب، بل تعدى ذلك لإسقاط قنابل على أهداف صديقة، كما حدث في 9/ 2/2007م على مقر للبيشمر?ة الكردية في منطقة الكرامة في الموصل، ما أدى إلى مصرع 8 أشخاص وإصابة 6 آخرين بجروح، طبقا لاعتراف السلطات الكردية، الأمر الذي دفع السياسي الكردي محمود عثمان إلى التصريح بقوله: "إنها ليست علامة جيدة على الخطة الأمنية التي بدأها (الأميركان) بالهجوم على الجهة التي تساندهم" ... وأظن أن القوات الأميركية لو استمرت في نهجها الجديد وانفتاحها في عملياتها، فإننا سنسمع سقوط العديد من طائراتها!!
وفي شوارع بغداد، لم يتغير واقع الخطة الأمنية عن مثيلاتها السابقات، إلا في الاتفاق مع حكومة الاحتلال بإخفاء الميليشيات قدر الإمكان والتقليل من ظهورها في الشارع ولو لفترة من الزمن، ما يعني الإيحاء لحكومة الحرب الطائفية في العراق تغيير شكل الميليشيات وطريقة عملها، ريثما يقرر بوش خطة أمنية ناجحة! , مع أننا نعلم جيدا أن كل وحدات الجيش والشرطة في الشارع العراقي عبارة عن ميليشيات، إما لجيش المهدي أو فيلق بدر أو ثأر الله أو غيرها.
وهنا يأتي الحكم على هذه الخطة الأمنية بالفشل ... فهي تعتمد على القوات العراقية الطائفية حتى هذه اللحظة, وتحابي الطرف الصديق (الحكومة العراقية والشيعة عموما)، ولا تستطيع التوسع فوق طاقتها التي اتضح جليا أنها محدودة، ولا يمكنها أن تأتي بالمزيد من غير خسائر وأخطاء فادحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:26]ـ
كيف تم قتله اخي
رحمه الله
لم اطلع علي مقالاته ولااعرفه لكن ماهي قصة قتله ان كانت معروفة
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:47]ـ
رحمه الله رحمة واسعة , واسكنه الفردوس الأعلى , اللهم آميين
ـ[مكاوي]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 12:59]ـ
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
حسبنا الله ونعم الوكيل
كيف تمت الجريمة؟؟؟؟
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 05:35]ـ
رحمه الله
ـ[تيمية]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 08:43]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
تقبله الله وزوجه في الشهداء ..
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 12:25]ـ
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
حسبنا الله ونعم الوكيل
كيف تمت الجريمة؟؟؟؟
رحمه الله وتقبله في الفردوس الأعلى من الجنة
يعتبر الشهيد من الإعلاميين الإسلاميين البارزين، وكان يكتب باسماء مستعارة في كثير من المؤسسات الصحفية والمواقع الالكترونية، منها مجلة البيان ووكالة الاخبار العراقية، وموقع مجلة العصر وقالت بعضُ المصادر أنه مسؤول إعلامي لإحدى فصائل المقاومة العراقية وعضو المكتب الإعلامي للمجلس السياسي للمقاومة العراقية.
أما الجريمة فنفذت كما شرحها أخوناحين قال
لقد ذبحه الملاعين ذبح الشياه في الحمّام .. وقتلوا زوجه المسكينة وتركوها في غرفة النوم! مضرجة بدمائها الزكية .. وقد فاضت روحاهما شاهدتين على مأساة أمة .. اسم المجاهد مؤيد ورد ضمن قائمة " المطلوبين" من قبل الحكومة العراقية والتي تقدمت بها " للحكومة الأردنية " مع مجموعة من الشخصيات الوطنية والإسلامية وعائلة الرئيس العراقي صدام حسين.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 12:41]ـ
رحمه الله وتقبله في الشهداء
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 12:50]ـ
من رثاء بعض وكالات الأخبار للإعلامي الشهيد مؤيد الحمداني رحمه الله وأعلى مكانه
تلقينا بحزن بالغ نبأ اغتيال الزميل مؤيد الحمداني الاعلامي العراقي المعروف الذي خبرنا قلمه ومواقفه طوال سنوات فكان انموذجا للعراقي الاصيل المحب لوطنه والذائد عن دينه وثوابته المعبرة عن آلام وطموحات اهله وناسه وبين حزننا على هذه الخسارة بفقده وبين الارث الكبير الذي تركه من مواقف وكلمات خطها بقلمه السيال وجدنا انفسنا امام مساحة كبيرة من المسؤولية الاخلاقية التي تحتم علينا ان نواصل الدرب من اجل الحق ونصرة دين الله وتحرير بلدنا من براثن الاحتلال لكي لا تذهب تضحيات من سبقونا في قول كلمة الحق.
انا لفقدك يا أبا جابر لمحزونون ومتألمون لكننا نعلم يقينا ان الدرب الذي سرت عليه لا يسلكه الا الرجال اصحاب المواقف والمبادئ الاصيلة مثلما نعلم ان الاعمال الكبيرة لايصنعها الا من هو كفؤ لها وقد كنت كبيرا بمواقفك شجاعا في قول الحق ونصرة اخوتك المقاومين من ابناء العراق الذين حملوا راية الجهاد معاهدين الله واهلهم في ان يحرروا البلد من المحتل، وكانت كلماتك التي كتبتها طوال مسيرتك الاعلامية مثالا للمهنية والالتزام باخلاق العمل الاعلامي والابتعاد عن الانتهازية وتشويه الحقائق التي اخذ منها البعض سلما لتحقيق مكاسب دنيوية
قد ياخذ الحزن منا على فراقك زمنا لكننا مؤمنين بقضاء الله وقدره سائلين المولى العلي القدير ان يتقبلك ويغفر لك وان يحشرك مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، وانا لله وانا اليه راجعون.
ونحن اذ ننعى زميلنا الراحل فاننا نطالب الجهات ذات العلاقة بفتح تحقيق دولي في هذه الجريمة النكراء لكشف الجناة نصرة للحق واحتراما للكلمة وتقديرا للضحايا الاعلاميين.
عبد المجيد خضير
مدير تحرير وكالة حق الاخبارية
ـ[ابن الراوي]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 10:43]ـ
اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الخطايا كما نقيت الثوب الابيض من الدنس،وأبدلهم داراً خيرا من دارهم واهلاً خيراً من أهلهم وزوجا خيرا من زوجهم وأدخلهم الجنة واعذهم من عذاب القبر وعذاب النار ..
اللهم اغفر لمؤيد وزوجه وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يار العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه ...
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 06:55]ـ
اللهم ارحم عبدك مؤيد وزوجه.
اللهم ارحم عبدك مؤيد وزوجه.
اللهم ارحم عبدك مؤيد وزوجه.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Dec-2008, صباحاً 04:08]ـ
أحسن الله عزاؤك (ووعزاء كل مسلم) فى أخينا مؤيد الحمادى وزوجه وأسأل الله أن يجعلنا مثلهما فى الدنيا ومثلهما فى الشهادة
بل نسأل الله أن نكون جادين فى هذه الدعوة انهما وأمثالهما بلغا من العظمة والعزة والاباء مبلغا
وهذا المبلغ لايجعلنا فقط أن ندعو الله أن نكون مثلهم بل يجعلنا ندعو الله أن نكون صادقين فى دعوانا(/)
الوسطية ... د. عصام البشير .. سؤال؟؟
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:29]ـ
هل للدكتور عصام البشير مؤلفات حول منهج الوسطية .. طبعت حديثا .. ؟
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:39]ـ
هل تتوقع قبولا لطرح البشير لمفهوم الوسطية .. ؟؟
وما هو هذا الطرح؟
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 02:10]ـ
وما هو هذا الطرح؟
ماالمسؤول بأعلم من السائل ... ؟؟
عندك شي نورنا ...
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 01:12]ـ
لاشك أن الشيخ قد أوتي علما غزيرا وفهما سليما وهو من القلائل الذين جمعوا بين فقه الشرع وفقه الواقع(/)
الشيخ حامد العلي يرثي المسيري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:30]ـ
أتانا من النيل العظيم ذهولُ ** لقد مات بين المسلمين جليلُ
فلي فيه حُزْنٌ يملأُ القلبَ حرُّه ** على (المَسَيِرِيِّ)،من شَجَاهُ عويلُ
وأرسلتُ دمعَ العين فانهلَّ باكياً ** فما ليَ عنهُ في البكاء بديلُ
وإنْ تسْألوا من سالَ دمعي لموتِهِ ** فخيرُ الرجال القائلينَ فعُولُ
بكيتُ على عقْلٍ كبيرٍ وعالمٍ ** وسيفٍ على كيْد اليهودِ يجولُ
وألَّفَ سِفْرا ليس في الناس مثلَه ** فأبوابُه بعد الأُلوفِ تطُولُ
له كُتُبٌ مازتْ، فشاعتْ علُومُها ** ولم يعتورْها في البحوثِ هزيلُ
بحوثٌ بها علْمٌ،وفهْمٌ،ودقَّةٌ ** إليها جميعُ العارفين يُحيلُ
وينطقُ بالفهْم المحقَّق علمُه ** إذا فنَّدَ (الصهيونَ) فهي أُفولُ
أليس من القوم الأُولى كان مجدُهم ** بمصرَ تراهم كالأسودِ تصُولُ
أليسَ من النيل العظيم نهولُه ** فهل مثل هذا في النهولِ نهولُ
(قلت) وإذا علمت أن الشيخ حامد محسوب على المتشددين-كذا يصنفونه-علمت أن في رثائه لهذا العلم تفنيدا لكثير ممن حاول النيل منه وبعد موته!
رحمه الله تعالى
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 04:24]ـ
حفظك الله يا أبا القاسم ..... رزقك الله علم ابن تيمية وفقه ابن حزم وشاعرية المتنبي ...
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 07:13]ـ
ياسلام عليك يا أبو القاسم, مداخلاتك في محلها ووقتها. بارك الله فيك
إنما يشهد بالفضل لإولي الفضلِ أهلُ الفضل وشهادة الشيخ العليُّ تعتبر وسام على صدر المسيريّ.
رحم الله العالِم الفقيد الذي شابت رأسه وأكله المرض وهو جالس على موسوعته يجاهد اليهود بقلمه.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 04:12]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ حامد ورحم الله الفقيد ..
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 08:14]ـ
(قلت) وإذا علمت أن الشيخ حامد محسوب على المتشددين-كذا يصنفونه-علمت أن في رثائه لهذا العلم تفنيدا لكثير ممن حاول النيل منه وبعد موته!
رحمه الله تعالى
الشيخ حامد ليس من جماعة " التكفير والهجرة " ولا يعتبر الشيخ حامد من منظري تيار " السلفية الجهادية " بشقيه المتشدد والمعتدل , ولا توجد أي علاقة بين الشيخ وبين " حزب التحرير".
هذا بالإضافه إلى أن الشيخ حامد يميل بقوة ل "حركة حماس" المنبوذة من التنظيمات المذكورة أعلاه.(/)
الجزيرة" للأطفال تبث مسلسلا عن عبدة الأصنام .. وغضب جديد من mbc لترويجها للصليب
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 05:49]ـ
الجزيرة" للأطفال تبث مسلسلا عن عبدة الأصنام .. وغضب جديد من mbc لترويجها للصليب وصلاة النصارى
--------- ----
الدمام (سبق) زياد عبدالله:
طالب عدد من متابعي مجموعة قنوات الـ mbc بإعادة النظر في برامجها، وبالذات الخاصة بالأطفال و التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في دول الخليج.
وخص متابعو المجموعة مسلسل كرتوني شهير يذاع على قناة mbc3 باسم (يوغي) بالنقد، موضحين أن المسلسل يظهر الصليب كثيرا و شخصياته تعلم المتابعين صلاة النصارى، وتزعم أن هذه الصلاة تساعد على الانتصار في أي شي و أن " قوة الصليب تعرف الإنسان ما يدور في عقل صديقه ".
وطال الاستياء قناة الجزيرة للأطفال، والتي تبث فيلم كرتوني عن أناس يعبدون الأصنام وان لا اله لهم سوى الصنم. وأعتبر متابعون مثل هذه الأفلام غزوا فكريا هدفه تحريف عقول الأطفال عن المنهج الإسلامي الصحيح، مطالبين بإلغاء مثل هذه الأفلام
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 02:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا كل أخ ينبه على مثل هذه الإنحرافات
فنحن بحاجة إلى حرس حدود كما يقول العلامة الحويني
فالمسألة أصبحت غزوا فكريا ليس للرجال والشباب فقط!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!
! بل و الأطفال فهذه والله المصيبة الكبرى
فاللهم رحماك رحماك
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 01:41]ـ
فعلا غزو إعلامي وغزو قصصي وغير ذلك نسأل الله أن يلطف بأمة محمد - صلى اللله عليه وسلم.
وشكرا لمرورك
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 12:09]ـ
بارك الله فيكم
الكارثة تكمن في تهوين البعض لأثر هذه الطامات التي تعرض على قنوات الأطفال
وزد على ذلك الموسيقى والتبرج ومسلسلات أطفال الكفار التي ترى فيها العجب العجاب
أنا شخصيا تابعت الكثير منها في صغري بسبب غزو القنوات الفرنسية وغياب البديل في زمننا لكن الله لطف بي وبأمثالي ولله الحمد(/)
لماذا نفى الجهمية ومن وافقهم كالأشاعرة أن الله يخلق لحكمة؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 05:57]ـ
لماذا نفى الجهمية ومن وافقهم كالأشاعرة أن الله يخلق لحكمة؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: و هذا مما يبين أن الله خلق الأشياء لحكمة و غاية تصل إليها كما قال ذلك السلف و جمهور المسلمين و جمهور العقلاء. وقالت طائفة كجهم و أتباعه إنه لم يخلق شيئا لشيء و وافقه أبو الحسن الأشعري و من اتبعه من الفقهاء أتباع الأئمة ,و هم يثبتون أنه مريد و ينكرون أن تكون له حكمة يريدها و طائفة من المتفلسفة يثبتون عنايته و حكمته و ينكرون إرادته و كلاهما تناقض و قد بسط الكلام على فساد قول هؤلاء فى غير هذا الموضع و أن منتهاهم جحد الحقائق.
فإن هذا يقول لو كان له حكمة يفعل لأجلها لكان يجب أن يريد الحكمة و ينتفع بها و هو منزه عن ذلك.
و ذاك يقول لو كان له إرادة لكان يفعل لجر منفعة فإن الإرادة لا تعقل إلا كذلك و أرسطو و أتباعه يقولون لو فعل شيئا لكان الفعل لغرض و هو منزه عن ذلك فيقال لهؤلاء: هذه الحوادث مشهودة ألها محدث أم لا؟ فإن قالوا لا فهو غاية المكابرة و إذا جوزوا حدوث الحوادث بلا محدث فتجويزها بمحدث لا إرادة له أولى.
و إن قالو لها محدث ثبت الفاعل و إذا ثبت الخالق المحدث فأما أن يفعل بإرادة أو بغير إرادة فإن قالوا يفعل بغير إرادة كان ذلك أيضا مكابرة فإن كل حركة فى العالم إنما صدرت عن إرادة.
فإن الحركات إما طبعية و إما قسرية و إما إرادية لأن مبدأ الحركة إما أن يكون من المتحرك أو من سبب خارج و ما كان منها فإما أن يكون مع الشعور أو بدون الشعور فما كان سببه من خارج فهو القسري و ما كان سببه منها بلا شعور فهو الطبعي ,و ما كان مع الشعور فهو الإرادي؛ فالقسرى تابع للقاسر و الذي يتحرك بطبعه كالماء و الهواء و الأرض هو ساكن فى مركزه لكن إذا خرج عن مركزه قسرا طلب العود إلى مركزه فأصل حركته القسر و لم تبق حركة أصلية إلا الإرادية فكل حركة فىالعالم فهي عن إرادة.
فكيف تكون جميع الحوادث و الحركات بلا إرادة
و أيضا فإذا جوزوا أن تحدث الحوادث العظيمة عن فاعل غير مريد فجواز ذلك عن فاعل مريد أولى وإذا ثبت أنه مريد قيل إما أن يكون أرادها لحكمة و إما أن يكون أرادها لغير حكمة فإن قالوا لغير حكمة كان مكابرة فإن الإرادة لا تعقل إلا إذا كان المريد قد فعل لحكمة يقصدها بالفعل.
و أيضا فإذا جوزوا أن يكون فاعلا مريدا بلا حكمة فكونه فاعلا مريدا لحكمة أولى بالجواز.
و أما قولهم هذا لا يعقل إلا فى حق من ينتفع و ذلك يوجب الحاجة و الله منزه عن ذلك.
فإن أرادوا أنه يوجب إحتياجه إلى غيره أو شيء من مخلوقاته فهو ممنوع و باطل فإن كل ما سواه محتاج إليه من كل و جه و هو الصمد الغني عن كل ما سواه و كل ما سواه محتاج إليه و هو القيوم القائم بنفسه المقيم لكل ما سواه فكيف يكون محتاجا إلى غيره.
و إن أرادوا أنه تحصل له بالخلق حكمة هي أيضا حاصلة بمشيئته فهذا لا محذور فيه بل هو الحق.
و إذا قالوا الحكمة هي اللذة قيل لفظ اللذة لم يرد به الشرع و هو موهم و مجمل لكن جاء الشرع بأنه يحب و يرضى و يفرح بتوبة التائبين و نحو ذلك فإذا أريد ما دل عليه الشرع و العقل فهو حق.
و إن قالوا الحكمة إما أن تراد لنفسها أو لحكمة قيل المرادات نوعان ما يراد لنفسه و ما يراد لغيره و قد يكون الشيء غاية و حكمة بالنسبة إلى مخلوق و هو مخلوق لحكمة أخرى فلابد أن ينتهي الأمر إلى حكمة يريدها الفاعل لذاتها.
و المعتزلة و من و افقهم كإبن عقيل و غيره تثبت حكمة لا تعود إلى ذاته و أما السلف فإنهم يثبتون حكمة تعود إليه كما قد بين في غير هذا الموضع.
مجموع الفتاوى (16|133)
فائدة: قول شيخ الإسلام: فإن الحركات إما طبعية و إما قسرية و إما إرادية ..
دليل عقلي صحيح.
وقد ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في أكثر من موضع في كتبه
قال في الصفدية: وأيضا فالدلائل الدالة على وجود الملائكة غير إخبار الأنبياء كثيرة منها أن يقال الحركات الموجودة في العالم ثلاثة قسرية وطبيعية وإرادية ووجه الحصر أن مبدأ الحركة إما أن يكون من المتحرك أو من سبب خارج فإن لم تمكن حركته إلا بسبب خارج عنه كصعود الحجر إلى فوق فهذه الحركة القسرية ,وإن كانت بسبب منه فإما أن يكون المتحرك له شعور ,وإما أن لا يكون فإن كان له شعور فهي الحركة الإرادية وإلا فهي الطبيعية والحركة الطبيعية في العناصر إما أن تكون لخروج الجسم عن مركزه الطبيعي ,وإلا فالتراب إذا كان في مركزه لم يكن في طبعه الحركة فالمتولدات من العناصر لا تتحرك إلا بقاسر يقسر العناصر على حركة بعضها إلى بعض ,وإذا كانت الحركات الطبيعية والقسرية مفتقرة إلى محرك من خارج؛ علم أن أصل الحركات كلها الإرادة فيلزم من هذا أن يكون مبدأ جميع الحركات من العالم العلوي والسفلي هو الإرادة.
وحينئذ فإن كان الرب هو المحرك للجميع بلا واسطة ثبت أنه فاعل مختار فبطل أصل قولهم وجاز حدوث المعجزات عن مشيئته بلا سبب , وإن كان حركها بتوسط إرادات أخرى فأولئك هم الملائكة وقد علم بالدلائل الكثيرة أن الله خالق الأشياء بالأسباب فعلم أن الملائكة هم الوسائط فيما يخلقه الله تعالى كما قال تعالى {فالمدبرات أمرا} وإذا كانوا موجودين أمكن حدوث الحوادث عنهم.
الصفدية (1|175) -والنبوات (1|376) تحقيق الطويان - الحاشية -(/)
قول من قال "طريقة السلف أسلم وطريقة هؤلاء أعلم وأحكم" شعبة من الرفض
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:02]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وهذا عادة الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة
وتارة يجعلون إخوانهم المتأخرين أحذق وأعلم من السلف ويقولون طريقة السلف أسلم وطريقة هؤلاء أعلم وأحكم فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق والعرفان والسلف بالنقص في ذلك والتقصير فيه أو الخطأ والجهل وغايتهم عندهم أن يقيموا أعذارهم في التقصير والتفريط.
ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض فإنه وإن لم يكن تكفيرا للسلف كما يقوله من يقوله من الرافضة والخوارج ولا تفسيقا لهم كما يقوله من يقوله من المعتزلة والزيدية وغيرهم كان تجهيلا لهم وتخطئة وتضليلا ونسبة لهم إلى الذنوب والمعاصي , وإن لم يكن فسقا فزعما أن أهل القرون المفضولة في الشريعة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة.
مجموع الفتاوى (4|157)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 02:54]ـ
بارك الله فيك على النقل من معين هذا العالم الرباني الذي يروينا كلما ضمئنا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 01:10]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 05:57]ـ
وهذه المقولة قدحٌ في كمال رسالةِ النبي (ص) بأنها غيرُ كاملة، وقدحٌ في قولهِ تعالى: (اليوم أكملتُ لكم دينكم) الآية. وإن من هذه العبارة تناقضٌ واضح، فإن من شأن السلامة العلم والحكمة!، فيبطلُ بها وجه شرعي وعقليّ أيضاً.
أبو تميم التميمي
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 01:35]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ليبرالية شد لي وادبغ لك (مدير القناة مثالا ً)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:17]ـ
فتحت قضية مدير القناة " الحمش " الذي اعتدى بالضرب على أحد المذيعات الباب واسعاً لتساؤلات كبيرة وكثيرة ليست حول الليبرالية السعودية , التي يقول البعض أنَّها لا توجد سوى في الأخيلة والمنامات وأحلام اليقظة مستندين إلى ما ذكره الليبرالي الكبير (محمد سعيد طيب) حيث قال ذات مرة: الليبراليون السعوديون الحقيقيون لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة , أما الباقي فهم دشير- هكذا! - لا همَّ لهم سوى الشهوات فقط.
لكن قضية ضرب المذيعة فتحت الباب على مصراعيه حول المعايير التي على ضوئها يتم اختيار مدراء القنوات. هل يُختار مدير القناة لأنَّه يُكثر من نقد مظاهر التدين في المجتمع , وهل يعني ذلك بالضرورة أنَّه ليبرالي يحترم الرأي والرأي الآخر أو أنَّه يصلح لإدارة قناة؟! أم أنَّ كل ما هنالك أن الوزير وهذا المدير أصدقاء. ولا ندري هل يستخدم الوزير الطريقة ذاتها التي يستخدمها صديقه ومرشحه في التعامل مع المخالفين لقناعاته؟
السؤال الكبير الذي يطفو على السطح: كم هو عدد المذيعات أو الإعلاميات بشكل عام اللاتي أُجبرن على الخضوع لمطالب وأوامر وقناعات رؤوسائهنَّ ومدرائهنَّ تحت ضغط التهديد بالطرد والعقوبة؟ تلك المطالب والأوامر والقناعات التي لا أحد يدري أين تبدأ وأين تنتهي!
إنما أقول المذيعات والإعلاميات لأن القضية التي نحن بصددها إجتماعية – إعلامية , لكنني أعرف جيداً أن هناك هستيريا تسري في الكثير من المواقع داخل المملكة لمنع توظيف المحجبات والمنقبات بدءاً من الشركات الخاصة وانتهاءً ببعض المواقع العامة التي يديرها ليبراليو ما تحت السرة إلى الركبة. وأنا أدعو جميع الأخوات اللاتي جرى رفض طلباتهنَّ لهذه الأسباب لرفع مظالمهنَّ إلى الجهات الرسمية بدءاً من القضاء وانتهاءً بمكاتب العمل وديوان المظالم ومجلس الشورى. فولاة الأمر لا يرضون بهذا , ولنكن على يقين أنَّهم سيوقفون كل "عنصري" عند حده , وأنَّ القانون سيأخذ مجراه في حق كل من تثبت عليه تهم الضغط والإجبار على نزع الحجاب. على الأخوات أن يدركن أن من حقهن العمل , وأن الدولة كفلت لهنَّ ذلك , وأنَّ من يرفض تشغيلهن بحجة أن حجابهن لا يواكب الموضة أو لا يتماشى مع قيم المنظمة هو مخالف للقوانين والأنظمة في هذا البلد , وأنَّه إنما يعمل من وحي نفسه , وأن لا شيء على الإطلاق يبرر له ما يفعله سوى صمتنا عنه وسكوتنا عن مخالفاته.
نعود لمدير القناة إياه:
بالنسبة لي لم يكن ما فعله مدير القناة غريباً بالنظر إلى آرائه الحادة والاستعراضية منذ أن كان ولازال كاتباً في الشرق الأوسط ثم حين أصبح يقدم برنامجاً اقتصادياً في أحد القنوات العربية ومن المفارقة أن نعلم أن أحد حلقاته كانت عن "آفاق عمل المرأة في السعودية "!!
أليس غريباً أن يجد شخصٌ مريض مثل هذا الطريقَ معبداً أمامه من الجريدة وحتى القناة , في الوقت الذي يضج فيه الأسوياء - متدينون وغير متدينين - من إقفال الأبواب دونهم؟
إعلامنا غريب.
اليوم فقط قرأت خبر هذا المدير وفوقه ويا للمفارقة الثانية خبراً منشوراً يقول أن أخطاء أعضاء الهيئة لا تتجاوز 3%!!
فكروا معي فقط ولوهلة واحدة: ماذا لو كان الضارب شيخاً أو عضواً من أعضاء الهيئة؟ هل كانت " البشكة " إيِّاها ستتعامل مع الخبر بهذه الطريقة من التجاهل والتغافل؟
أذكر أنني قرأت مقالةً سابقة لكاتبة زميلة لهذا المدير تصف من يضرب المرأة بالأحمق والجاهل والمريض والذي ينبغي أن يوقف في السجن , لننظر الآن ماذا عساها تقول في زميلها "الحمش"؟
لا تستغربوا إنْ يخرج علينا من بشكة هذا المدير من يدافع عنه ويتضامن معه في أزمته , ويدَّعي أن المسألة برمتها تلفيق في تلفيق من المغرضين والحاقدين على نجاحات هذا المدير الرائع.
الكرة الآن في ملعب الليبراليين بعد أن ظلَّت طويلاً في ملعب المتدينين. أتمنى أن لا يصمتوا كي لا يثبتوا أن دعوى الليبرالية والليبراليين برمتها هبة مضرية وتضامن بشكات لا مشروع حقيقي أساسه القانون والمدنية واحترام حقوق الإنسان. وأنَّها , أي الليبرالية , لم تتحول على يد المدير المصارع وبشكته إلى ليبرالية شد لي وأدبغ لك.
وفقط من أجل المرح يمكنكم قراءة مقالة لأحدهم وهي مقالة سابقة حول ضرب الزوجات وهي على هذا الرابط:
http://asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=229023&issueno=9272
وقتاً ممتعاً مع خرطه الليبرالي الفاضي.
عبدالله الشولاني
كاتب سعودي
خاص بصحيفة (سبق) الالكترونية
نشر بتاريخ 21 - 07 - 2008
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:20]ـ
موضوع ضرب المذيعة
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=128499#post12 8499
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 01:46]ـ
للرفع
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 08:21]ـ
جزاك الله أخي على هذا المقال.
وماخفي مما لم يظهر من عوارهم أعظم.
وأعجبتني كلمة محمد سعيد طيب عن هؤلاء "الدشير" ولكني أرى أن الليبرالي الحقيقي غير موجود حتى في الغرب كما ذكرت في مقالك. وقد قال لي أحد مفكري التيار الليبرالي في أحد الدول الأوروبية يوما وقد كنا نناقش معه حول الديمقراطية والحرية المزعومة في تلك البلاد. فقال بكل وضوح: أعتقد أنه لاتوجد ديمقراطية ولاحرية (ليبرالية) أصلا. وهنا ألفت النظر إلى حقيقة من حقائق الليبرالية وهي أنها لاترجع إلى "دستور" أو "نظام" أو "معيار " لتحديد ماهو مقبول ومرفوض غير مايدعونه من الحرية الشخصية والتي لايمكن تحريرها ولاضبطها فيمكن لكل أحد أن يصنع حدود حريته المزعومه وتنفلت الأمور فتضطر الدول إلى سن قوانين تحد من هذه الحريات. فمثلا كنت مرة في حلقة نقاش أخرى مع مجموعة من النصارى بينهم منظر من منظري الليبرالية فدار الحديث حول حرية التعبير فاندهشت وأنا أرى أنه لايوجد أي حد يتفقون عليه فمنهم من يقول: يحق الحديث عن أي شخص والسب فيه كما تشاء. والآخر يقيدها بعدم وجود العنصرية والثالث يقيدها بعدم تسببها في خسائر مالية والرابع يقيدها بعدم استخدام القوة وهكذا لايمكن أن يتفقوا. وللعلم فإن حدود حرية التعبير في أمريكا مختلفة تماما عنها في أوربا. فانظر رعاك الله كيف رجعنا إلى أهمية وجود حد لكل حرية وأهمية وجود المشرع لهذا الحد. ولك أن تتصور كيف أن الإسلام كفانا الجدال حول هذه الحدود والضوابط ولو تركها لنا لما اتفقنا. وهذا أصل ينبني عليه تشريع القوانين والأنظمة والحقوق التي يحكم فيها بين الناس. {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون}.
وأما عن مدعي الليبرالية في بلادنا فهم مجموعات صغيره من الشراذم لاتملك ثقلا شعبيا ولا جماهيريا ولله الحمد وإنما استطاعت الوصول إلى الإعلام ومكنهم صاحب القرار من ذلك وعليه وعليهم من المسؤولية أمام الله مالايعذر-في ظني- فيه من يمكن مثل هؤلاء. وقد تدول الأيام عليهم فلا تسمع لهم حسا ولاهمسا.فلا شعب خلفهم يحميهم. وأما من يحميهم من دول الغرب فما اسرع الانقلاب عليهم منهم حين تنقلب موازين المصالح. فاللهم أرنا في المنافقين يوما تعز فيه أهل طاعتك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 12:53]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذات مرة وانا استمع للأخبار , جاء الخبر الآتي: أصدر الرئيس المريكي بوش الابن قرارا بالفصل بين الشباب والفتيات بسبب أن الإختلاط بينهم أدى إلى انهيار في التحصيل الدراسي.
فماذا سيقول بشكة " الدشير " في هذا القرار.(/)
الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 07:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً , ونصب الدلالة على صحته برهاناً مبيناً , وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده
حقاً يقيناً, ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً كريماً ..
والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله , وصفوته من خلقه , وأمينه على وحيه , الذي بشرت به الكتب السالفة
وأخبرت به الرسل الماضية , وجرى ذكره في الأعصار وفي القرى والأمصار , وضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم
أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر ..
أما بعد:
فالإسلام دينٌ عظيم جليل كالبناء الجميل من أي الجهات نظرت إليه ظهر لك حسنه وجماله ..
وعقيدة التوحيد هي أعظم وأجمل ما هذا الدين ..
فما هي البراهين على هذه الحقيقة الفاصلة؟؟
هيا لنجيب عن هذا السؤال .. لكي نستمتع ونتذوق جمال هذه العقيدة .. لكي نبني للحق صرحاً في قلوبنا ..
لكي ندحر الباطل في جحوره العفنة التي يُريد أن يُدخل البشرية فيها ..
فما هي محاسن العقيدة الإسلامية؟؟
تابعونا
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 12:36]ـ
لنبدأ الكلام عن محاسن العقيدة الإسلامية المباركة:
أولاً: هي عقيدة ظاهرة الحجة والبرهان , تخاطب العقل ولا تُصادمه.
ثانياً: هي عقيدة حية نابضة , تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتُريح الضمير.
ثالثاً: هي عقيدة سهلة واضحة , يعرفها الجميع.
ونتحدى أن تُوجد عقيدة في هذا الوجود اتسمت بسمات هذه العقيدة المباركة!
كان هذا هو الإجمال .. وسنأتي بالتفصيل _ إن شاء الله _
فتابعونا
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 06:38]ـ
نُكمل مابدأناه:
أما كون عقيدتنا المباركة تخاطب العقل فهذا ظاهر من وجهين:
أولهما: أن هذه العقيدة المباركة أجابت العقول عن تساؤلات لطالما حيرت البشرية وجعلتها تتخبط في الظلمات!!
وتتردى في الجهالات .. وذلك عندما ابتغوا الجواب بعيداً عن خالق الحياة _ سبحانه _ وأنى لهم الهُدى؟؟!!
ومن هذه التساؤلات: من أين جئنا؟؟ ولماذا جئنا؟؟ وإلى أين المصير؟؟
إن الحياة لامعنى لها إذا لم يستطع العقل أن يُجيب عن هذه التساؤلات!!!
إن الحياة _ بدون وضوح هذه الرؤية _ ضياع .. وجري وراء السراب .. وهروب إلي الهروب .. إن الحياة حينئذٍ
شقاء وخواءعقلي وروحي .. إن الحياة حينئذٍ ستصير أُكذوبة كبرى لامعنى لها!!!
قارن هذا بحال المؤمن صاحب العقيدة الذي يعلم من أين جاء .. ولماذا جاء .. وإلى أين مصيره.
إنه يعرف للحياة طعماً .. وعرف لها هدفاً .. إنه بناءٌ صلبٌ وعقلٌ ذكيٌ وقلبٌ قويٌ
هذه هي العقول يا أصحاب العقول
ِ {أيحسب الإنسان أن يُترك سدىً}
{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون}
{وأن إلى ربك المُنتهى}
تابعونا لبيان الوجه الثاني لتوضيح أن عقيدتنا تُخاطب العقل.
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 04:17]ـ
نتابع ما ذكرناه ...
الوجه الثاني _ الذي يدل على أنها عقيدة تُخاطب العقل بالحجة _:
أن الجواب عن هذه الأسئلة _ من أين جئت ولماذا وإلى أين _ وغيرها من الأسئلة مبني على حجج عقلية واضحة
قوية تقبلها وتُقر بها العقول الصحيحة؛ فهي عبارة عن مقدمات ونتائج, ومناظرات وتحديات, وواقع مشهود محسوس
فليس الجواب عن هذه الأسئلة قهراً للعقول ,أو إجابات لاتُقنع.
وحتى الأمور التي يأمر الإسلامُ فيها العقلَ بالوقوف عند حدود , والتصديق بها, والقبول لها .. فإن العقل يُقر في
هذه الأمور بالوقوف .. لأن العقل له حدوداً يقف عندها كأي جارحة؛ ولأن التفكير ينبني على المعرفة وهناك
أمور كثيرة يجهلها العقل!
فلا يصح حينئذٍ الاعتراض من العقل القاصر؛ ولأن العقل إذا اعترض على كل شىء فلا معنى للعبودية حينئذٍ!
وهذه كلها أمور يُقرها العقلاء .. ومن أمثلة ذلك: بعض مسائل القدر التي تُشكل على بعض العقول , وكذلك
قضية إثبات بعض الغيبيات , فإذا نزلنا ماسبق من كلام على هذه المسائل وأشباهها فلا إشكال حينئذٍ.
ولنرجع إلى قضية الحجج العقلية في إثبات العقيدة , ولنضرب على ذلك مثالاً .. فبالمثال يتضح المقال.
فتابعونا
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 01:47]ـ
ولنضرب مثالاً على مخاطبة عقيدتنا للعقول السليمة:
وهذا المثال على أعظم قضية وعليها قطب رحى العقيدة .. ألا وهي قضية الرب المعبود_جل جلاله وعز سلطانه _
بداية من إثبات وجوده ثم الدليل على ربوبيته لجميع الخلق ثم تنزيهه عن النقائص وإثبات الكمالات له سبحانه
حتى ننتهي إلى أخطر قضية ألا وهي استحقاقه _ سبحانه _ وحده للعبادة دون من سواه , فنقول وبالله التوفيق:
هذه القضية قد تظاهرت الأدلة من على إثباتها بحجج عقلية واضحة؛ فبداية نقول: إن الكون لم يُوجد بدون موجد
فهذا مرفوض عقلاً , وكذلك الكون لم يُوجِد نفسه بنفسه لأنه قبل وجوده كان عدماً والعدم لا يخلق؛ فلابد إذن
من خالق لهذا الكون العجيب المنتظم؛ ولم يدعِ هذا أحدٌ لنفسه إلا الخالق سبحانه ...
والقرآن يلخص ما قلناه في وضوح تامٍ وحجة قاطعة قال تعالى: {أم خُلقوا من غير شىء أم هم الخالقون@ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون}
فإذا كان هو الخالق فإنه لابد أن يكون قادراً سميعاً بصيراً منزهاً عن النقائص له كل كمال وجلال فأفعاله سبحانه
تدور بين العدل والفضل وأسمائه كلها حُسنى وصفاته كلها عليا.
وأنت ترى العلماء أطالوا النفس في قضية ضوابط فهم نصوص الأسماء والصفات ووضعوا لذلك قواعد كثيرة
الهدف منها هو تنزيه الرب سبحانه عن كل نقص.
هذا هو (الرب) سبحانه في عقيدتنا .. وهذا هو المقبول عقلاً .. و إلا فكيف يكون رباً هذا الذي يُوصف بالجهل
أو الفقر أو الضعف؟؟!! ... الخ هذه العقائد الظاهرة البطلان!!
إن رباً كهذا الموصوف في العقائد الباطلة حريٌ بأن لا يُطاع!
تابعونا حتى نكمل الكلام عن بيان إثبات قضية التوحيد بالعقل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 06:10]ـ
نتابع
إذا أثبتنا أن الله سبحانه موجود , وأنه وحده هو الخالق , وأن له سبحانه كل كمال .. كان لابد أن يُفرد بالعبادة
وحده دون من سواه.
هذه هي أعظم قضية (التوحيد) ثبتت بكل قوة ووضوح وسهولة.
وعلى الرغم من ذلك ضل من ضل وخالف العقل الصريح بدون أدنى حجة عقلية مقبولة , بل وأنكروا على أهل
التوحيد الحق! وهم _ والله _ أولى بالإنكار!!
فأي عقلٍ يقبل أن يكون لإله الكون شريكاً؟! إن هذا مستحيل الحدوث! لأنه لابد أن يقهر أحدهماالآخر!!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون هذا الإله ضعيفاً يحتاج إلى ولدٍ يُساعده؟!!
وأي عقلٍ يقبل أن يُصلب الإله ويُقتل ويُدفن؟!!!!!!!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون إلهه الذي يعبده بقرة أو شمساً أو ميتاً؟!!
فأين هي مؤهلات هذه الآلهة كي تُعبد؟!
إنها حقاً عقول سخيفة وسفيهة جديرة بالسخرية والامتهان!
والله حُق لهذه العقول أن تخجل وتختبىء بهذه العقائد العفنة!!!
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 11:35]ـ
بعد أن بينا أن عقيدتنا المباركة تخاطب العقل .. نقول:
ينبغي لأهل التوحيد أن يرفعوا رؤوسهم , ويعتزوا بعقيدتهم , ويجهروا بها للعالم كله.
وهذا المثال الذي ضربناه هو واحد من أمثلة هذه العقيدة المباركة المؤيدة بالحجج العقلية .. وإلا فكل مسائل
العقيدة من هذا القبيل, والقرآن ملىء بذلك وكذلك السنة وكذلك كتب أهل العلم التي كتبوها في مسائل العقيدة مثل مسائلة إثبات البعث وإثبات الرسالات ..... الخ فالحمد لله على نعمة التوحيد.
وكذلك كل من تمسك بشبهة يُناقض بها العقيدة الإسلامية نستطيع - بعون الله - أن نرد عليه رداً عقلياً يُخرصه!!
مع العلم أن هذه الحجج العقلية مأخوذة من القرآن .. مما يدل على أنه من عند حكيم خبير.
وكون هذه العقيدة لا تصادم العقل البشري فإن هذا يدل على أنها حق من عند الله الذي خلق هذا الإنسان وهو كذلك - سبحانه - الذي أنزل هذه العقيدة التي توافقت مع عقله.
فالإنسان من خلقه والعقيدة من شرعه - سبحانه -.
فأرونا عقيدة كهذه العقيدة تقارع الحجة بالحجة وتثبت أمام الشبهات .. هيهات هيهات!!
إنه الحق يدمغ الباطل في أمّ رأسه. فتأمل.
وبهذا نكون قد بينا أن من ميزات عقيدتنا أنها تخاطب العقل
فانتظرونا مع الميزة الثانية للعقيدة الإسلامية.
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 05:52]ـ
الميزة الثانية لعقيدتنا المباركة:
أنها عقيدة حية نابضة تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتريح الضمير
ولابد أن نوضح عدة أمور نبني عليها كلامنا:
- أن السعادة والراحة هدف منشود يسعى إليه البر والفاجر , والمؤمن والكافر.
- السعادة الحقيقة هي التي تنبع من داخل الإنسان.
فإذا قررنا هذين الأمرين فإننا نقولها عالية مدوية: لاسعادة إلا في عقيدتنا أيتها البشرية .. ونتحدى!
يقول الأستاذ سيد قطب -رحمه الله-: ( .. إن هذه العقيدة تنشىء في القلب حياة بعد الموت، وتطلق فيه نوراً بعد
الظلمات، حياة يعيد فيها تذوق كل شىء، وتصور كل شىء، وتقدير كل شىء، لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة،
ونوراً يبدو كل شىءٍ تحت أشعته وفي مجاله جديداً كما لم يبدو من قبل قط لذلك القلب الذي نوّره الإيمان.
هذه التجربة لا تنقلها الألفاظ، يعرفها فقط من ذاقها ... )
إنني لا أتخيل الحياة بدون الإيمان، بل والله نحن أحوج ما نكون إلى العقيدة فى زماننا الذي يطحن الناس بفتنه!
ولنضرب مثالاً لنبين كيف أن عقيدتنا تنبض في الحياة كالدم في العروق
فتابعونا
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 01:16]ـ
لنضرب مثالاً لنرى كيف أن عقيدتنا حية نابضة في الحياة كنبض الدم في العروق:
إن الإيمان بالقدر وفهمه على الوجه الصحيح يسعد البشرية ويحل مشاكلها؛ فالعبد في هذا الكون ضعيف
والأحداث المؤلمة التي تقع رغماً عنه لاحيلة له في دفعها!
ولكن من الناس من ينهار بسبب هذه الأحداث!
أما المؤمن فهو يعلم أن هذا الذي وقع إنما هو بقدر من الله الحكيم الخبير الذي لايُقدّر الأشياء عبثاً , فهو يرى أن ما
حصل حصل لحكمة وإن جهلها هو لقصور نظرته وضعف عقله.
والمؤمن يعلم كذلك أن ما وقع كان لابد من وقوعه لامحالة، وهو يعلم كذلك أنه لا حيلة له في رفعه وتغييره إلا أن يشاء ربه ومولاه.
فإذا استقرت هذه المعاني في نفس المؤمن فلن يكون ساعتها إلا الصبر بل والرضا والتسليم والشكر.
إن المؤمن بالقدر يُعجل له ثوابه في الدنيا قبل الآخرة؛ فالسكينة تغمره، وقلبه ممتلىء بالراحة، وجوارحه ساكنة!
وقلبه متحرر من عبودية غير الله فلا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه ولا يتعلق إلا به فما أسعده من إنسان
وعلى العكس من ذلك فأنا والله لا أتخيل الحياة بدون الإيمان بالقدر إلا حياة ضائعة مملؤة بالشقاء والغم.
يتجرع صاحبها الحسرة، ويتذوق الألم .. ولن يتغير من الأمر شيئاً!! وهذا ضياع الدنيا وعقوبة الآخرة!!
ومن أوضح ما يبين أثر هذه العقيدة المباركة: المقارنة بين حال المؤمن والكافر خاصة في زماننا، فمثلاً الكتب التي
تتكلم عن طرق الوصول إلى السعادة تملؤ الغرب ومن نظر فيها وجد كثيراً مما كُتب فيها ما هو إلا بعض ما في عقيدتنا المباركة مما يدل على موافقتها للفطرة السليمة.
هذا مثال واحد يوضح أثر هذه العقيدة في حياة الإنسان , وإنما ذكرت مثالاً واحداً لأن المقام ليس مقام تفصيل
وإلا فكل جزئية في عقيدتنا لها آثارها المباركة
انتظرونا مع الميزة الثالثة لهذه العقيدة المباركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 10:49]ـ
الميزة الثالثة لعقيدتنا المباركة:
أنها عقيدة سهلة وواضحة، يفهمها الجميع، وتظهر للدنيا بأسرها.
فليست عقيدتنا ألغاز فلسفية، ولا مباحث كلامية، بل يفهما العامي البسيط والعالم النحرير
وليس عندنا ما نخفيه، وليس عندنا ما يصعب على الأفهام إدراكه.
فمن لا يعلم عقيدتنا علمناه، ومن لا يفهمها فهمناه.
وإنما اعتبرنا ذلك ميزة؛ لأن عقائد الضلال تتسم بالتعقيد والغموض ......... فلله الحمد
وهنا أنبه تنبيهاً في غاية الأهمية:
نحن عندما نتكلم عن محاسن العقيدة الإسلامية فنقصد العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة
التي هي الحق دون ما سواه؛ وهذه هي التي نقدمها للعالم أجمع، وهذه هي التي تخاطب العقول، وتصلح القلوب
مع يُسرها وسهولتها.
نقول هذا الكلام حتى لايحتج علينا مبطلٌ بأباطيل يراها في عقائد المبطلين أمثاله
ولكن ما هو المقصد من هذا البحث؟؟
انتظرونا
ننتظر تعليقاتكم لإثراء الموضوع
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 02:07]ـ
كتب أحد الباحثين مقالة بعنوان (مزايا العقيدة الإسلامية) أنقلها هنا إتماماً للفائدة، يقول:
هي عقيدة واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض، تتلخص في أن وراء هذا العالم البديع المُنسق المُحكم رباً واحداً
خلقه ونظّمه، وقدّر كل شىء فيه تقديراً، وهذا الإله أو الرب ليس له شريك أو شبيه ولا صاحبة ولا ولد
{بل له ما في السماوات والأرض كلٌ له قانتون}.
وهي عقيدة الفطرة: وليست غريبة عنها وليست مناقضة لها، بل هي منطبقة عليها انطباق المفتاح المحدد على قفله
المحكم، وهذا صريح القرآن: {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
وصريح الحديث النبوي: (كل مولود يولد على الفطرة - أي على الإسلام - وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
فدل على أن الإسلام هو فطرة الله، فلا يحتاج إلى تأثير من الأبوين.
وهي عقيدة ثابتة محددة لا تقبل الزيادة أو النقصان، ولا التحريف أو التبديل، فليس لحاكم من الحكام، أو مجمع
من المجامع العلمية، أو مؤتمر من المؤتمرات الدينية، أن يضيف إليها أو يُحوّر فيها، وكل إضافة أو تحويرة مردودة
على صاحبها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، أى مردود عليه
والقرآن يقول مستنكراً: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} .. وعلى هذا فكل البدع
والأساطير والخرافات التي دُست في بعض كتب المسلمين أو أُشيعت بين عامتهم باطلة مردودة لا تؤخذ حجة عليه.
وهي عقيدة ((مبرهنة)) لا تكتفي من تقرير قضاياها بالإلزام المجرد والتقرير الصارم، بل يقول كتابها بصراحة
{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.
وكذلك لا تكتفي بمخاطبة القلب والوجدان والاعتماد عليهما أساساً للاعتقاد بل تُتبع قضاياها بالحجة الدامغة،
والبرهان الساطع، والتعليل الواضح، الذي يملك أَََزمة العقول، ويأخذ الطريق إلى القلوب، ويقول علماؤها:
إن العقل أساس النقل .. والنقل الصحيح لا يُخالف العقل الصريح.
وهي عقيدة وسط لا تجد فيها إفراطاً ولا تفريطاً ..
هي وسط بين الذين ينكرون كل ما وراء الطبيعة مما لم تصل إليه حواسهم، وبين الذين يثبتون للعالم أكثر من إله
بل يُحلون روح الإله في الملوك والحكام .. بل في بعض الحيوانات والنبات مثل الأبقار والأشجار.
فقد رفضت الإنكار الملحد، كما رفضت التعديل الجاهل، والإشراك الغافل، وأثبتت للعالم إلهاً واحداً لاإله إلاهو
{قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون @سيقولون لله قل أفلا تذكرون} .. إنها عقيدة الإسلام تقرر تنزيه الله
إجمالاً عن مشابهة مخلوقاته {ليس كمثله شىء وهو السميع البصير} ومع هذا تصفه بصفات فعالة: {إن بطش ربك لشديد @ إنه هو يبدىء ويعيد@ وهو الغفور الودود @ ذو العرش المجيد @ فعال لما يريد} اهـ.
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 07:28]ـ
للرفع(/)
ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 11:39]ـ
ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
- كنت ماشيا في السوق , وكان لايوجد فيه من السوق إلا الاسم فقط , ووجدت جل الناس يشكون ...... بائع الخضار , بائع الفاكهة , الجزار , الحداد , الخباز , الكل يشكون , الكل يسيطر عليه مرض فتاك , وما أشد فتكه بالإنسان , إنه مرض اليأس , مرض التشاؤم , مرض القنوط , ولا أخفيكم سرا بأنني حزنت على حال الأمة , ورجعت إلى البيت وهموم الدنيا فوق رأسي , ثم شعرت براحة غمرت كياني , ما سرها يا ترى؟ لقد تذكرت التفاؤل , فكأني عندما تذكرته وجدت علاجا لمرض كاد أن يقتلني , ويقتل من حولي , فقمت لأكتب لكم حول عنوان هذا الموضوع: "ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع " , ومن الله أستمد العون والعافية , وأسأله التوفيق والسداد.
- أحبتي في الله: وقبل أن نبدأ لا بد أن نعرف بأن التفاؤل هو شعور نفساني يدفع الإنسان إلى أن يتوقع الخير في الأحداث الحرجة والملمات المزعجة التي تعترض طريقه في الحياة , ومعنى أن يكون التفاؤل ثقافة: أي أن يصبح مفهوما وشعورا وواقعا نراه ونلمسه ونشاهد آثاره عند الشريحة الكبرى من الناس , وإذا كان التفاؤل هو: توقع الخير , فإن التشاؤم هو: توقع الشر , وإن التفاؤل كشعور نفسي مريح للإنسان إنما يتولد عند الإنسان أصالة , عندما يستمسك الإنسان بما أوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - , والتشاؤم كذلك إنما يتولد في صدر الإنسان , حينما ينحرف عن المنهج الذي أوحي إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - , ودليلي على هذا الفهم قول ربي سبحانه وتعالى: " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " وقال الرحمن الرحيم:" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " , وقال ذو العزة والجبروت:" قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ... وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ... قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ... قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" , ومن هذه الزاوية يمكننا بأن نقول بأن التشاؤم مرض من أمراض القلوب , والتي لها أثر عجيب على أمراض الأبدان , ومن جرب تجربتي قال مثل مقولتي فصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ما ترك شيئا صغيرا ولا كبيرا إلا وعلمنا إياه.
أحبتي في الله: وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مما حاربه من صفات أهل الجاهلية , صفة التشاؤم , أو ما كانوا يسمونه: بالطيرة , فقد كانوا يربطون خروجهم إلى السفر , أو عدم خروجهم , بالجهة التي يتوجه إليها الطير , فإن توجه يمينا , سافروا , وإن توجه يسارا , قعدوا عن السفر , فنهاهم رسول الله عن ذلك , وعلمهم أن النافع والنافع وحده هو الله , وان الضار والضار وحده هو الله , وليس لطير ولا لغيره علاقة في ذلك , أخرج الترمذي في سننه وصححه الألباني من حديث أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" لا عدوى ولا طيرة وأحب الفأل " , والطيرة: هي ما نسميه بالتشاؤم , والفأل هو التفاؤل , كما هو معلوم لديكم , ولقد بلغ التفاؤل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغير من أسماء صحابته , والتي كانت تحتوى على معان فيها شيئ من التشاؤم , فقد غير اسم رجل من حزن إلى سهل , وغير اسم امرأة من عاصية إلى جميلة , فصلوات ربي وسلامه على من علم الدنيا التفاؤل , وجعل الثواب العظيم لمن اتصف بهذه الصفة , وتخلق بهذا الخلق , قال الشاعر: أيها الشاكي
(يُتْبَعُ)
(/)
وما بك داء ... كن جميلا ترى الوجود جميلا.
- أحبتي في الله: لا شك ولا ريب في أن طبيعة الحياة الدنيا طبيعة شقاء ونصب وتعب وذهاب ومجيئ وسعي وابتلاء ومصائب , نعم هذه هي طبيعة الحياة , قال الله تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في كبد " , وإن المسلم إذا عبد الله تعالى وحده , وعبده كذلك بما شرع , وصبر على لأواء الحياة ابتغاء وجه الله , فلا شك أنه مأجور , أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة " , وعند أحمد من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال:"قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها " , في مستدرك الحاكم وصححه الألباني من حديث عائشة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك " , ولقد جعل الله تبارك وتعالى ابتلاء عباده بالجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات , من المبشرات التي تزف لعباده الصابرين , فإذا سألت: وكيف هذا؟ قلت لأن في الصبر على هذه البلاءات عظيم الأجر , والمؤمن يقبل بالبلاء إذا كان في مقابه رضى رب العالمين عنه , قال الله تعالى: " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ... الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ... أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " , وعليه: فلنكن أقوى من الصعاب , أقوى من اليأس والقنوط والجزع , أقوى من ضغوط الواقع , وإن سألتني لماذا؟ فأقول لك: لأن معنا الله , يؤيدنا وينصرنا , قال الله تعالى:" وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" وقال جل شأنه:" فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" , كيف نضعف والرسول - صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من حديث صهيب الرومي:"عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " , كيف نضعف ومعنا سلاح التفاؤل , سلاح حسن الظن بالله -سبحانه وتعالى - والثقة به.
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 11:57]ـ
لمن أراد: الجزء الثاني من المقال
*
*
*
*
*
*
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 11:58]ـ
ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع (2)
أبو يونس العباسي
- أحبتي في الله: إن احدا لن يصنع لنا التفاؤل إن لم نصنعه , وإن الأمر كما كان يعلمنا أساتذتنا في المدرسة: من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل , وتظهر هذه الحقيقة قوية جلية , في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم قال:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولاتعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" , حقا إخوتاه من تأمل هذا الحديث , فسيتبين له: أن أحدا لن يصنع لنا التفاؤل , إن لم نصنعه نحن , ولكن بالتوكل على الله , والاستعانة به , نصنعه بحول الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أحبتي في الله: ولعل البعض يريد مزيدا من التوضيح فيقول: كيف أصنع التفاؤل؟ فأقول له: اصنع التفاؤل بتعاملك الحكيم مع الأحداث وذلك بردها للكتاب والسنة , ليكون مسيرك على نور من الله تعالى , ولذلك فقد جاء عند ابن حبان , وحسنه الألباني: أن رسول الله كان إذا رأى ما يسره قال: الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات , وإذا رأى ما يسوؤه قال: الحمد لله على كل حال " , لا زلت تسألني: كيف أصنع التفاؤل؟ اصنع التفاؤل بحسن مظهرك , فإن الله جميل يحب الجمال , والتجمل والتزين مطلب شرعي , قال الله تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" , والاستمتاع بالدنيا ليس حراما طالما لا تستخدمه في الحرام , ولا يلهيك عما أمرك به ربك , قال الله تعالى:" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" , وهنا لا بد أن يعلم أن تلكم المشية التي تظهر صاحبها وكأنها أتعس أهل الأرض , لا يجوز للمسلم أن يمشيها , قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوما لرجل قد تماوت في مشيته: " يا هذا ارفع رأسك , متى أمت علينا ديننا " , وإننا ونحن نواجه أعداء الله تبارك وتعالى " عربا وعجما " , لا يجوز لنا أن نظهر لهم الجزع واليأس والضضعف والتشاؤم , ولذلك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه في عمرة القضاء: " رحم الله امرءا أراهم من نفسه قوة " , وقال في حق أبي دجانة لما مشى بين الكافرين مختالا:" إن الله يكره هذه المشية إلا في هذا الموطن ".
- أحبتي في الله: وإننا نستطيع أن نصنع التفاؤل بنشر البسمة في المجتمع الذي نحيا فيه , فإننا لن نسع الناس بأموالنا فلنسعهم بأخلاقنا , ببسمتنا , بطلاقة وجوهنا , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق", وعند الترمذي من حديث أبي ذر وصححه الألباني: أن رسول الله قال: " تبسمك في وجه أخيك صدقة " , إن من نافلة القول أن نقول: بأن مجتمعا ينتشر فيه التفاؤل من الصعب أن يقهر , من الصعب أن ينكسر , من الصعب أن يخضع أو يخنع , والأمر كما يقول الشاعر: وتصغر في عين العظيم كبارها ... وتكبر في عين الصغير الصغائر, وإنما تصغر الأمور العظام بالتفاؤل , وتكبر الصغائر بالتشاؤم , وكذلك بالنظرة السلبية لما يحيط بالإنسان.
- اصنع التفاؤل بمرافقة المتفائلين , فإن الصاحب ساحب كما يقال , أخرج أبو داوود في سننه وصححه الألباني من حديث أبي هريرة: ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" المرء على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل " , اصنع التفاؤل بتلكم النظرة الإيجابية للكون وما فيه , لا بتلكم النظرة السوداوية القاتمة الحالكة , انظر دائما إلى الجانب المشرق من الأحداث , وأهمل الجانب المظلم , انظر إلى الكأس الممتلئ من الزجاجة , وأهمل الفارغ , أخرج أبو داوود في سننه وصححه الباني من حديث أبي هريرة: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم " , عندما تبتلى , انظر إلى إيجابيات البلاء , واعلم ان كل ما قدر الرحمن محمود , وان قضاء الله وقدره كله خير للعبد , علم ذلك أم لم يعلم , ولا بد ان نتذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في هذه الأمة , كما عند أحمد وصححه الألباني: "مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره" ,اصنع الفأل بالكلمة الطيبة , أخرج الترمذي في سننه , وصححه الألباني عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" لا عدوى ولا طيرة , وأحب الفأل , قالوا يا رسول الله وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة , أما الكلمة التي تنشر الجزع والخوف والتثبيط فهي كلمة لا تصدر إلا عن منافق , قال الله تعالى:" لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
قَلِيلًا ... مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ... سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " , والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الصحيح من حديث ابي هريرة:" ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر , فليقل خيرا أو ليصمت " , ولا ننسى هنا ان نقول كذلك: بأن الكلمة الطيبة صدقة , فعند ابن خزيمة من حديث أبي هريرة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم قال:" الكلمة الطيبة صدقة , وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة " , اصنع التفاؤل: بالثقة بالله , بالتوكل عليه , بإشغال نفسك بما ينفعك , بالقراءة في سير الصالحين , بقراءة القرآن , بالدعاء , بالصبر ...... وغيرها من الوسائل الكثيرة التي تعينك على صناعة التفاؤل ,
- أحبتي في الله: ومن الجدير ذكره هنا: أن التشاؤم واليأس والقنوط , ليست صفة لعبد مؤمن , إنما هي من صفات الكافرين الفاجرين , قال الله تعالى:" يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " , وقال ربنا سبحانه وتعالى:" ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون " , أن كلمة مستحيل وغير ممكن , كلمة لا توجد في أجندة رجل العقيدة , قالت امرأة في يوم ما: "لو أسلم حمار الخطاب لأسلم عمر بن الخطاب " , فأسلم عمر وأصبح أميرا للممؤمنين , وأصبح أفضل هذه الأمة بعد نبيها وأبي بكر, وهكذا كان الكثيرون فهداهم الله تعالى , لأن الله على كل شيئ قدير , وكل شيئ عليه يسير.
- أحبتي في الله: إن الصعاب لن تدوم , سيغيرها الله , وسيفرجها الله تعالى , قال الله تعالى:" فإن ع العسر يسرا ... إن مع العسر يسرا ... فإذا فرغت فانصب ... وإلى ربك فارغب " , ويقول الرحمن الرحيم:" حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" , ويقول جل شأنه:" وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ".
أحبتي في الله: لن يغلب عسر يسرين , ولو كان العسر في جحر ضب للحقه اليسر , وإن أشد الأوقات حلكة هي الساعة التي تسبق طلوع الفجر , قال الشاعر: ضاقت حتى إذا استحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
أحبتي في الله: سنرفع رايات التوحيد فوق قبة الصخرة والمسجد الأقصى , سترفع الرايات فوق البيت الأبيض , وسنحوله لمسجد يسجد ويركع فيه لرب العالمين , إنهم يرونه بعيدا , ونراه قريبا , وإنا لصادقون.(/)
تحذير أهل الإسلام من الحج لغير بيت الله الحرام
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 02:45]ـ
تحذير أهل الإسلام
من الحج لغير بيت الله الحرام
كتبه: أبو عبدالرحمن عمر باجبير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد:
فيقول الله تعالى:) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون (وقال تعالى) لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (، وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله t قال:) بايعت رسول الله e على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)). وروى مسلم عن أبي سعيد t أن رسول الله e قال:) من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (.
إن من أعظم ما ينبغي على المسلم تجاه مجتمعه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وانطلاقاً من هذا الباب العظيم أقدم هذه النصيحة المختصرة لكل من كان قلبه متعلقاً بزيارة ذلك القبر المزعوم، ويعتقد أنه قبر نبي الله هود عليه الصلاة والسلام، وأبين فيها بعض التشابه
الواقع بين هذه الزيارة وحج بيت الله الحرام مما يجعل الناظر على حقيقة هذه الزيارة يجزم بأنها ليست زيارة للقبور فحسب بل هي إلى تسميتها حجاً أقرب من تسميتها زيارة إذا العبرة بالحقائق والمسميات. لا بالأسماء والألفاظ وقبل الشروع في ذلك أنبه القارئ على بعض الحقائق المهمة:
الأولى: أنه لم يثبت دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله e ولا عن أحدٍ من الصحابة y في تحديد موقع هذا القبر وإنما هو مبنى على منامات ومكاشفات لا قيمة لها في ميدان الاستدلال.
وأما قوله تعالى:) واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف (ففيها أن دعوة هود عليه الصلاة والسلام كانت بالأحقاف لا أن قبره كان بها، ثم إنه قد اختلف أهل التاريخ في قبر هود عليه الصلاة والسلام فقيل بمكة، وقيل باليمن، وقيل بظفار وله قبر بها، وقيل بدمشق، وقيل بالعراق وقد رجح بعض مؤرخي حضر موت المشاهير مثل: علوي بن طاهر الحداد ومحمد عبد القادر بامطرف وسعيد عوض باوزير؛ بأنه لا يمكن أن يكون قبره في ذلك المكان المعروف اليوم للاختلاف بين وصف المكان وما جاء في الروايات مع ضعفها فلا رمال ولا كهوف!
أما حديث علي t رواه البخاري في التاريخ وابن جرير والحاكم من أن قبر هود بحضرموت عند كثيب أحمر فإنه حديث ضعيف ففيه محمد بن عبد الله بن أبي سعيد الخزاعي وهو مجهول.
الثانية: أن لأهل الباطل طرقا ووسائل بها يروجون باطلهم ومن تلك الطرق التلبيس على الناس وتقليب الحقائق بتغيير الأسماء فيسمون شركهم تعظيماً ومحبة للأولياء واستغاثتهم بهم توسلاً وهذه طريقة أهل الباطل في كل زمان ومكان.
فأول من سمى ما فيه غضب الله وسخطه بالأسماء المحبوبة إبليس لعنه الله، قال الصنعاني: في تطهير الاعتقاد (صـ20): أول من سمى ما فيه غضب الله وعصيانه بالأسماء محبوبة عند السامعين إبليس لعنه الله فانه قال لأبي البشر آدم عليه السلام: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (فسمى الشجرة التي نهى الله تعالى آدم عن قربانها شجرة الخلد، جذباً لطبعه إليها، وهزا لنشاطه إلى قربانها، وتدليسا عليه بالاسم الذي اخترعه لها ا هـ.
قال تعالى عن فرعون وهو يزين لقومه الكفر بتغير اسمه:) قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد (وروى أبوداود وغيره عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي e يقول:) ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغيراسمها (صححه الألباني وهذا من ترويج الباطل بتغيير اسمه.
هكذا أيضاً أهل الباطل في تنفير الناس عن الحق وأهله فإنهم يسمون الحق بأسماء مذمومة قال تعالى:) وقال فرعون ذروني أقبل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (وقال تعالى:) وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه يفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك (وسمى المشركون النبي e ساحراً كاهناً ومجنوناً والقرآن أساطير الأولين وهذا من التلبيس على الناس بتغيير الأسماء والألفاظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالثة: أن تغيير الأسماء والألفاظ لا يغير من الحقائق والمعاني والمسميات شيئا:
قال الصعناني في تطهير الاعتقاد (صـ 20): والأسماء لا أثر لها ولا تغير المعاني ضرورة لغوية وعقلية وشرعية، فإن من شرب الخمر وسماها ماء: ما شرب إلا خمراً، وعقابه عقاب شارب الخمر ولعله يزيد عقابه للتلبيس والكذب في التسمية 1هـ.
الرابعة: أن بين الصوفية والشعية تقارباُ وتشابهاً كبيراُ في كثير من العقائد والبدع والأقوال الأفعال، مثل الغلو في آل البيت، وادعاء أن الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، وتعظيم الأضرحة والقباب والمشاهد وغيرها ومما يوجد عند الشيعة الحج إلى المشاهد والأضرحة حتى ألف كبيرهم ابن النعمان كتابا سماه (مناسك حج المشاهد). انظر مجموع لفتاوى (27/ 162).
ويقول ابن خلدون في مقدمته (صـ 473) وهو يبين الترابط الوثيق بين الصوفية والشيعة: وكان سلفهم - أي الصوفية – مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضاً بالحلول وإلاهية الأئمة مذهباً لم يعرف لأولهم، فأشرب كل واحدٍ من الفريقين مذهب الآخر واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم 1هـ.
بعض التشابه بين زيارة هود والحج:
1 – إن الحج في اللغة هو القصد إلى معظم كما قال الخليل والليث والجرجاني وغيرهم فمن قصد معظماً عنده فقد حج إليه الفتح (3/ 476)، المجموع (7/ 5)، التعريفات (صـ 111).
2 – إن لهذه الزيارة زمانا مخصصاً يجتمع فيه الناس في السنة كاجتماع الحجاج وليس لزيارة القبور في الشرع وقت محدد.
3 – أن أول مراسيم هذه الزيارة هو اليوم الثامن من شعبان كيوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) الذي يهل فيه الناس بالحج وتستمر هذه الزيارة ستة أو سبعة أيام، بعضها في الشعب وبعضها في تريم
4 – إن أيام الجلوس في الشعب ثلاثة أيام وهي عندهم كأيام منى أيام أكل وشرب بل ويشبهون ذلك الشعب بمنى يقول الشاطري في أدوار التاريخ الحضرمي (صـ 38) وبنيت مدينه حولية في سفح الجبل الذي فيه القبر ولكنها لا تسكن إلا عدة أيام في السنة في أيام الزيارة أما بقية العام فتبقى بيوتها الكثيرة خاوية فهي تشبه مدينة منى بالحجاز من هذه الناحية 1هـ ..
5 – اغتسالهم للزيارة كما يغتسل المحرم لإحرامه: يقول الصبان (ص38) عندما ينتهي الغسل والسقي يتأهب الجميع لأداء مراسيم الزيارة 1هـ.
6 – ومن المناسك صلاة ركعتين عند حصاة: عمر المحضار فاتخذوا من مقام هذا الرجل مصلى كما أمر الله المسلمين أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى في قوله:) واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (.
7 – ومن المناسك عندهم أن عيد زوار الشعب هو اليوم العاشر من شعبان كما أن عيد الأضحى في العاشر من ذي الحجة.
8 – أنهم يذبحون في اليوم العاشر: كما يذبح الحاج هديه بمنى: يقول عبد القادر الصبان في كتابه زيارات وعادات (صـ 43): يعتبر اليوم العاشر عيد الزوار فينحرون الأغنام ويأكلون ألذ المأكولات ويتفنون في الطهي للطعام وفي أجناس الطعام من الهريسة ونحوها 1هـ.
9 - ومن مناسكهم المهمة الوقفة كما يقف الحجاج بعرفة: يقول الصبان (صـ41): والوقفة يوم الحادي عشر شعبان صباحا وسميت بالوقفة كالوقوف بعرفات فمن أدرك الوقوف بعرفات فقد أدرك الحج ومن فاته الوقوف بعرفات فاته الحج وهكذا الزيارة 1هـ.
10 – أنه كما يوجد عند بيت الله ذلك الأثر الذي يقال إنه أثر قدم نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختلط القوم أثر لقدم نبي الله هود عليه الصلاة والسلام، علماً بأنه لا تناسب بين طول القبر الذي يبلغ 92 قدماً وبين تلك الأثرة الصغيرة فكأن الذي اختلق هذا الأثر نسى أن يجعله مناسباً لطول القبر.
11 – ومن المناسك أيضا رمي الجمرات التي تسمى بالمحذفة مشابهة لرمي الحجاج الجمار بمنى وذكروا في ذلك قصة لعمر المحضار يقول سالم الشاطري في نيل المقصود (صـ 151): وكان سبب رمي الناس لها – أي المحذفة – ما انتشر على ألسنة الناس في مصادر موثوقة بها عن الرجال أن الإمام عمر المحضار اعترضه في إحدى زياراته تحت تلك الصخرة الشيطان في صورة رجل مسن وقال له يا فلان إلى أين تذهب؟ فرماه بالحجر فغاص في الأرض فعرف أنه الشيطان ثم تكرر معه ذلك ثلاث مرات فصار الإمام عمر المحضار كلما مر بتلك الصخرة يرميها فتبعه الناس على ذلك1 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 – ومن المناسك أن لهم من ذلك الشعب نفرنين كما أن للحجاج نفرتين من منى كما قال تعالى:) فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى (.
يقول الصبان (صـ 43): تبتدئ النفرة الأولى عصر يوم الحادي عشر فينفر ويرحل آل علوي وآل سيئون ومن كان غربي سيئون، أما موكب أهل تريم فيبتدئ في النفر يوم الثاني عشر من شعبان 1هـ.
13 – ومن مناسك زيارتهم الحلق والتقصير: يقول الصبان (صـ43): يتجمع الزوار يوم الثالث عشر من شعبان كل أمام مدينته أو قريته ويعتبر ذلك اليوم يوم التطيب فيذبحون وينحرون الأغنام ويحلقون رؤوسهم أهـ.
14 – ومن مناسك الزيارة الطواف: يقول صاحب كتاب الفكر والمجتمع (صـ295): بعد عصر يوم الرابع عشر من شعبان يتوزع أهل تريم إلى مجموعتين مجموعة العمال والفلاحين، وهم من حي الخليف وعيديد ويتحركون بموكبهم الخابة من مركز الحي المسمى المسمر أو بالقرب منه ويطوفون سبع مرات حول مقبرة الفريط وهي أقدم مقبرة بتريم 1هـ.
15 – ومن المناسك عندهم رمي قبر الكافرة في طريقهم إلى الشعب مشابهة لفعل أهل الجاهلية في رميهم قبر أبي رغال في طريقهم للحج الذي دل أبرهة على طريق مكة.
16 – ومما يعتقدونه أن من زار لأول مرة عليه فدية تذبح لرفقائه كما يعتقد عوام الناس ذلك لمن حج البيت لأول مرة وهو أمر ليس عليه دليل يقول الصبان (صـ37): وعلى العويلة – الذي يزور هود لأول مرة – عندما يصل قبر هود وتشاهد عيناه القبر رأس عنم كفدية تعطى للخبرة هدية منه وإلا فالويل له إن حرم الخبرة حقها 1هـ.
17 أنهم يشبهون نهر هود بماء زمزم فيتبركون به ويشربون ويحملون منه إلى بلادهم.
18 – ومما يتناقله الناس قولهم: (زيارة هود سبع مرات تعدل حجة) فما أشبهه بقول الشيعة: (من زار قبر الحسين في غير يوم عيد كانت له كعشرين حجة ومن زاره في يوم عيد كانت له كمائة حجة ومن زاره في عرفة كانت له كألف حجة).
19 – ومما زاده الشيخ محمد الإمام حفظه الله: أنه يوجد عندهم بئر وهي بئر التسلوم مشابهة ببئر زمزم.
فهذه بعض مناسك هذه الزيارة وهناك مناسك أخرى لابد منها عندهم مثل زيارة المشاهد والقبور التي في بلدهم ومثل زيارة ضريح أبي بكر بن سالم وأولاده إما عند الذهاب أو الإياب وغيرها من المناسك ولم يبق في هذه الزيارة مما يفعل في الحج إلا الشيء اليسير الذي لو فعلوه لأنكر الناس عليهم كلبس الإحرام وغيره وأما ما لا بد منه في الحج فموجود في هذه الزيارة.
واعلم أخي المسلم أنه لا يجوز الذهاب إلى الزيارة سواء كان القصد من الذهاب زيارة ذلك القبر وفعل المنكرات هنالك أو كان القصد البيع أو الشراء أو النزهة لأن في ذلك تكثيراً لسواد أهل الباطل والسكوت عن المنكرات والشركيات والبدع والله سبحانه وتعالى يقول:) لعن الذين كفروا على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله e : ) يغزو جيش الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم وفيهم أشرافهم قالت عائشة فقلت يا رسول الله فكيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أشرافهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم (حديث صحيح متفق عليه، فعلى المسلم أن يحذر من تلبيس أهل الباطل، وأن يكون غيوراً على دينه والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
كتبه: أبو عبد الرحمن عمر باجبير.
تاريخ 25 / رجب/ 1427هـ.
قرئت على الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الإمام وأوصى بنشرها
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=2690(/)
شرح صريح السُّنَّة للإمام الطّبريّ،شرح سماحة شيخِنا العلامة عبد اللَّه بن جِبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 08:55]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شَرْحُ صَرِيْحِ السُّنَّةِ للإمَامِ ابْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ،
شَرْح
سَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ جِبْرِينٍ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ»
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ]:
http://www.archive.org/download/sareeh/sareehsunnah01.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 07:36]ـ
[الدَّرسُ الثَّانِيُّ]:
http://www.archive.org/download/sareeh_765/sareehsunnah02.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 04:34]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِثُ]::
http://www.archive.org/download/sareehsunnah/sareehsunnah03.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 04:40]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِعُ]:
http://www.archive.org/download/sareehsunnah/sareehsunnah04.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 04:47]ـ
[الدَّرْسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/sareehsunnah/sareehsunnah05.mp3
تَمَّ الشَّرح، وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ، ولِمَشَايخِهِ، ولجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ.(/)
مدائن صالح (من الآثار السياحيه العالمية)
ـ[أبو عمر الثقفي]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 02:24]ـ
تكلم كثير من الناس عن السياحة وخصوصاً في هذه الأيام من بعض الكتاب في بعض الصحف
ولماذا لا يستفاد من بعض المناطق السياحية كمدائن صالح وتنظم لها رحلات سياحية على حد جهلهم بل طالب بعضهم بإقامة مشاريع سياحية وفنادق في هذه المنطقة وأني أود مناقشة هذه المسألة من ناحية شرعيه فأقول مستعيناً بالله تعالى:
إن مدائن صالح منطقةٌ بين الحجاز وتبوك كان يسكن فيها قوم ثمود وهم قبيلة مشهورة يقال لهم ثمود باسم جدهم ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح عليه السلام وكانوا عرباً من العاربة وكانوا يعبدون الأصنام فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو عبد الله ورسوله صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وحده لاشريك له وأن يخلعوا الأصنام والأنداد ولا يشركوا به شيئاً فآمنت به طائفة منهم وكفرت طائفة هم جمهورهم وأكثرهم ونالوا منه بالمقال والفعال وهموا بقتله وقتلوا الناقه التي جعلها الله حجةً عليهم فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر فأهلكهم وعذبهم. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بديار ثمود (مدائن صالح) في ذهابه إلى غزوة تبوك في شهر رجب في السنه 9هـ فقال عندما مر بديارهم قال (لا تشربوا من مائها شيئاً ولا تتوضئوا منه للصلاه وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئاً ولا يخرج أحدٌ منكم إلا ومعه صاحب له) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لاتدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لئلا يصيبكم مثل ما أصابهم) أخرجه البخاري ومسلم. وفي صحيح البخاري (أنه أمرهم بإلقاء العجين وطرحه) وفي صحيح مسلم (أنه أمرهم أن يعلفوا الإبل وأن يهرقوا الماء ويسقوا من البئر التي كانت تردها الناقه) وقال ابن هشام:بلغني عن الزهري أنه قال: لما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر ديار ثمود سجى ثوبه على وجهه واستحث راحلته ثم قال: (لاتدخلوا بيوت الذين ظلموا أنفسهم إلا وأنتم باكون خوفاً أن يصيبكم ما أصابهم) أخرجه أحمد من حديث ابن عمر.وذكر
البيهقي عن أبي كبشة الانمارى عن أبيه رضي الله عنه قال (لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى في الناس: " الصلاة جامعه" قال:فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك ببعيره وهو يقول:علام تدخلون على قوم غضب الله عليهم فناداه رجل فقال: نعجب منهم يا رسول الله! فقال:ألا أنبئكم شيئاً بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً). أخرجه أحمد.
جميع هذه النصوص الشرعية عن الرسول صلى الله عليه وسلم تبين وتوضح حرمة الدخول في هذه المناطق التي أهلك الله أهلها بسبب كفرهم. ويدخل في هذا التحريم جميع المناطق التي أهلك الله أهلها بعذاب من عنده لمخالفتهم لأمره.
والله تعالى أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ورينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه سميع مجيب(/)
شركة "امريكا - مافيا " المتحدة للنقل السريع.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 10:10]ـ
شركة "امريكا - مافيا " المتحدة للنقل السريع.
الحلقة الأولى:
في الوقت الذي تتعاطى فيه المجتمعات الإنسانية مع المخدرات كآفة وجائحة مدمرة للإنسان والمجتمع والصحة والقيم والاقتصاد الفردي والوطني، فإن الولايات المتحدة تنظر إلى تجارة المخدرات كغنيمة كبرى تدر أرباحاً وفيرة لا تدانيها أرباح أي سلعة أخرى حتى النفط.
و اذا كانت الولايات المتحدة تدَّعي رسميا انها ضد زراعة وتجارة المخدرات، فهذا لا يُنسينا ان المخدرات كانت من العوامل الرئيسية التي بًُنيت عليها ملامح ما يسمَّى بالحضارة الامريكية.
بل إن تجارة المخدرات باتت عاملا مهما في رسم وتوجيه السياسة الداخلية والخارجية الأميركية.
ولا ننسى في هذا السياق خطة هنري كيسنجر المسماة ( NSSM200) التي لخصها بالقول: "إن معدلات النمو السكاني في الدول النامية الغنية بالمصادر الخام الإستراتيجية، تشكل مبعث قلق للأمن القومي الأميركي، ويجب أن تحظى بالأولوية القصوى في اهتمامات الولايات المتحدة".
وقد ارتكزت هذه الخطة على تقرير عمل لجنة جون دي روكفلر الرئاسية حول "السكان والمستقبل الأميركي" عام 1972 التي دعت صراحة إلى تجميد تام للنمو السكاني في العالم، وهي عبارة تعني في الواقع برامج لإبادة جماعية منظمة، ولا شك أن المخدرات من أهم أدوات تلك الإبادة.
و قد استخدم الامريكان المخدرات ايضاً في محو ما تبقَّى من وجود الشعوب الامريكية الأصلية "شعوب الهنود الحمر" بعد ابادتهم ميكروبيا بمرض الجدري في اكبر مجزرة في التاريخ راح ضحيتها 113 مليون هندي احمر دفعةً واحدة.
و كذلكم في محو الوجود الحضاري للامريكان الافارقة عن طريق نشر تلك السموم في احيائهم ومجتمعاتهم الفقيرة ممَّا قضى على كل ابداع في تلك الشريحة الاجتماعية وجعلها اسيرةً للفقر و البطالة والامراض الاجتماعية.
الحلف الامريكي المافي:
يرجع تاريخ كلمة المافيا إلى القرن الثالث عشر الميلادي مع الغزو الفرنسي لأراضي صقلية عام 1282م، حيث تكونت في هذه الجزيرة منظمة سرية لمكافحة الغزاة الفرنسيين.
وكانت بداية المافيا نتيجةً للتمرد والعصيان الذي ظهر بصقلية عقب قيام أحد الغزاة الفرنسيين عام 1282 م بخطف فتاة في ليلة زفافها.,
و أصبحت تلك الجملة الغاضبة التي كانت أم الفتاة ترددها و هي في حالة هستيرية وهي تجري وتبكي في شوارع صقلية: Morte Alla Francia Italia Anelia
و التي تعني (موت الفرنسيين هو صرخة إيطاليا)، فجاءت كلمة (مافيا MAFIA ) من أول حرف من تلك الجملة شعاراً للمقاومة الايطالية ضد الغزو الفرنسي.
مما أشعل نار الإنتقام في صدور الإيطاليين،وألهب جذوة الثورة التي امتد لهيبها من مدينة إلى أخرى، فقاموا بقتل عدد كبير من الفرنسيين في ذلك الوقت إنتقاماً لشرفهم المذبوح.
ـ اذن كانت "مافيا" في بداياتها حركة نضالية، الا أن القوة البشرية المطلقة عندما تبتعد عن النواميس الالهية و الشرائع الربانية تعود إلى شر مطلق.
إذ ادَّت مشاعر القوة التي اكتسبها اعضاء المنظمة لا سيما فرقة جزيرة صقلية والتي تعتبر من أشهر فرق المافيا و التي تكونت في منتصف القرن التاسع عشر في جزيرة صقلية. وأصبحت بحلول الربع الأخير من القرن التاسع عشر القوة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المسيطرة في غربي صقلية، أدَّت تكم المشاعر في بادئ الأمر الى انتهاج أعمال الحماية في منطقة بالرمولجني الارباح.
ثم تطور الامر الى الابتزاز في منطقة بالرمو ثم ما حولها من مزارع الليمون والبرتقال، وضمت بين طياتها بعض من أفراد الارستقراطية الحاكمة، حيث انقسم المجتمع في بداية الدولة الإيطالية الناشئة إلى الساسة وأصحاب الأراضي ودخلت المافيا بين هذين الفريقين كما كانت المحرك للعديد من أفراد الحكومة ورجال الأعمال، ويتبع أفرادها شفرة خاصة تسمى أومرتا تمنع إفادة الشرطة بالجريمة.
امريكا في خارطة المافيا:
مع الهجرة الاوربية الى القارة الامريكية "العالم الجديد" تكون فرع واعد لتلك المنظمة الايطالية الاجرامية الشهيرة "مافيا".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أبلغت الجهات القانونية الرسمية ـ لأول مرة ـ عام 1891 م عن وجود مافيا في أمريكا. ففي ذلك العام قتلت جماهير نيو أورليانز 11 شخصًا من المافيين الاوائل دون محاكمة، وذلك لاتهامهم بارتكاب جرائم قتل. ومنذ صدور قانون الحظر في العشرينيات من القرن العشرين أصبح الأمريكيون الذين ينحدرون من أصل إيطالي يسيطرون على كل الجرائم المنظمة في الولايات المتحدة.
ـ نمت المافيا بالولايات المتحدة الأمريكية في بدايات القرن العشرين بهجرة الصقليين، حتى قام مكتب التحقيقات الفيدرالي في السبعينات والثمانينات بتقليص نفوذ المافيا إلى حد ما.
وفي إيطاليا في النصف الاول من القرن العشرين، حارب بينيتو موسوليني المافيا بدون رحمة، حيث قام بسجن الكثير لمجرد الشك في إنتمائهم للمافيا، ولم تقوى شوكة المافيا في إيطاليا مرة أخرى حتى استسلامها في الحرب العالمية الثانية.
و خلال تلك الفترة الفاشية، هرب الكثير من أعضاء المافيا إلى الولايات المتحدة خشية الإضطهاد والسجن، من بينهم جوزيف بونانو، الشهير ب (جو باناناز) والذي جاء ليسيطر على فرع المافيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
دور المافيا في اجتياح إيطاليا وصقلية بالحرب العالمية الثانية
ـ تعود بداية الحلف الامريكي المافي الى الحرب العالمية الثانية، فأثناء تلك الحرب استخدمت أمريكا الاتصالات الايطالية بالفرع الامريكي لمنظمة "مافيا" الاجرامية خلال اجتياح إيطاليا وصقلية في الحرب العالمية الثانية وخلال عملية الإنزال الأميركي في جزيرة صقلية عام 1943، فقد قام لاكي لوتشيانو وأعضاء آخرين في المافيا ـ الذين اعتقلوا خلال هذا الوقت بأمريكا بموجب صفقة مع الاستخبارات الأمريكية ـ بتزويد الاستخبارات الأمريكية ـ التي استخدمت نفوذ لوتشيانو لتسهيل الطريق أمام القوات الأمريكية المتقدمة ـ بخرائط وجداول المد والجزر ومواقع وأرصفة الموانئ والمعلومات الاستخبارية والطبوغرافية ذات الصلة بذلك
و خلال صفقة المقايضة التي جرت بين الطرفين تتحصَّل عصابات المافيا في المقابل على اختلاف أسرها على الآتي:
1 - تحصل عصابات المافيا مقدماً على 25 مليون دولار
2 - تكون للمافيا (حقوق حماية) بعد تحرير إيطاليا، لا تقتصر على مجرد التغاضي عن نشاط هذه العصابات في أميركا وحدها، وإنما تضمن فوق ذلك وزيادة عليه مشاركة فاعلة في النشاط الإيطالي.
3 - تتشاور الجهات الأميركية المعنية مع زعماء عائلات المافيا في ترتيب "علاقة عمل" مع أجهزة الأمن الأميركية، تكفل كذلك تغطية نشاط عصاباتها في الولايات المتحدة ذاتها، بما في ذلك أن يكف مكتب التحقيقات الفيدرالية ( FBI) عن الوقيعة بين عائلاتها وتحريض بعضها على بعض.
وطبقاً لدكتور ألفرد. و. ماكوي، خبير تجارة المخدرات، فقد سمح للوتشيانو بإدارة شبكته من زنزانته جزاء مساعداته.
ـ وبعد الحرب تمت مكافأة لوتشيانو بترحيله إلى إيطاليا عام و تحديدا إلى صقلية 1946 حيث عاد هناك لاستئناف نشاطاته و بتوسع اكبر.
و لكن يبدو ان لوتشيانو كان قد رجع الى ايطاليا بأجندة عمل امريكية حيث تحدثت كثير من المصادر الرئيسية خلال تلك الفترة عن علاقات جديدة بين وكالة الاستخبارات الأمريكية و المافيا الكورسيكية ذات التاريخ العريق في عالم المخدرات.
وطبقاً للكتاب الهام الذي صدر عام 1972 بعنوان " The politics of Heroin in South-East Asia" أو "سياسات الهروين في جنوب-شرق أسيا للدكتور ألفرد. و. ماكوي، خبير مكافحة تجارة المخدرات Jkj فقد ذهب لوتشيانو لإبرام اتحاد مع المافيا الكورسيكية، مما أدى إلى تطور في شبكة التهريب العالمية للهروين، والذي كان يورد أساساً من آسيا ومقره في مرسيليا - وهو ما يطلق عليه " The French connection" أو " الحلقة الفرنسية "
و عندما توقفت بعض الدول عن انتاج الافيون، استخدم اتصالاته مع المافيا الكورسيكية، لفتح حوار مع رجال المافيا الكورسيكية بالمهجر في جنوب فيتنام، فقد استغلوا الأوضاع الفوضوية في الحرب الفيتنامية لتأمين مورد لا ينضب وقاعدة توزيع في " المثلث الذهبي " والذي بعد فترة قصيرة بدأ في ضخ كميات كبيرة من الهيرويين الأسيوي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وبلدان أخرى عبر العسكرية الأمريكية.
وقد أماطت اللثام عن دور المخابرات الامريكية في صناعة اسواق المخدرات الآسيوية الصحفية الأميركية إلين شانون و ذلك عام 1988 من خلال مقابلات أجرتها مع عشرات من عملاء وكالة مكافحة المخدرات وثقتها في كتاب بعنوان "المتهورون"، أكدت فيه أن العملاء أبلغوها أن مهربي المخدرات من جنوبي شرق آسيا ووكالة الاستخبارات المركزية "حلفاء طبيعيون".
كما كتبت "إن عملاء مكافحة المخدرات الذين كانوا يقومون بالخدمة في جنوب شرق آسيا في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين ذكروا أنهم اكتشفوا مرارا أنهم كانوا يقتفون أثر مهربي المخدرات الذين كانت أسماؤهم مدرجة ضمن كشوف رواتب CIA".
و في الثمانينيات والتسعينيات، أدت سلسلة من حروب العصابات في ايطاليا فيما بينهم إلى إغتيال الكثير من أعضاء المافيا البارزين، ليظهر جيل جديد من رجال المافيا الذين جمعوا بين العمل الاجرامي و الشنط السياسية.
و لذلك فقد قامت الصحافة الإيطالية باستحداث عبارة " La Cosa Nuova" أو " الشيء الجديد"، بدلا من العبارة القديمة التي كان يطلقها المافيا الإيطالية على نفسها وهي " La Cosa Nostra " في إشارة إلى التجديدات الجديدة التي طرأت على المنظمة.
و لعل هذا يفسِّر مثول الرئيس الايطالي سلفيو برلسكوني امام القضاء لتبرير علاقته برئيس المافيا منذ سبعينات القرن الماضي، وتورط بعض مساعديه في عمليات مخدرات و تهريب وغسيل اموال، مما اضطر برلسكوني أن يمنح نفسه حق الحصانة العليا.
ويرى الكاتب الفرنسي المتخصص في مجال الاستخبارات غوردون توماس في كتابه “الكتاب الأسود للمخابرات الأمريكية” أن الاستخبارات الأمريكية ساهمت في نشر الهيروين والمخدرات في مارسيليا وفرنسا ثم من خلالهما في العالم”.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 10:15]ـ
الحلقة الثانية:
عوداً الى أمريكا:
و في المقابل في امريكا فقد شهدت "مافيا" الامريكية تطورا بالغا و نفوذا اكبر بعد حقبة الحرب العالمية الثانية حيث تظل المافيا الإيطالية-الأمريكية الى اليوم هي أقوى منظمة إجرامية بالولايات المتحدة الأمريكية وتستخدم هذه المكانة للسيطرة على غالبية أنشطة شيكاغو ونيويورك الإجرامية،و لها صلات كبيرة بوكالة المخابرلاتى الامريكية ال سي آي إي.
يقول كاتب مقال: "سي. آي. ايه” تسهل سوق المخدرات في أمريكا"
: “صحيح أن الوكالة لا تمارس بنفسها هذه التجارة، ولكنها في بعض الأحيان من تاريخها تركت حلفاءها الظرفيين يقومون بالأمر، من دون أن تطرح سؤال من الذي سيستهلك هذه المواد في نهاية المطاف”.
وفي سنة 1996 طرح نقاش علني، من قبل غاري ويب في الولايات المتحدة حول العلاقة ما بين تمويل وكالة الاستخبارات الأمريكية لعصابات الكونتراس النيكاراغويين في سنوات الثمانينات، وبين وصول نوع رديء من المخدرات إلى أسواق وشوارع سان فرانسيسكو. كانت “هذه المخدرات من إنتاج الكونتراس وإرسالها يتم بحماية وكالة الاستخبارات” وقد تسبّب هذا النوع الرديء في إحداث كوارث وسط الزنوج الأمريكيين في سان فرانسيسكو. ولكن وسائل الإعلام تجاهلت هذا النقاش وتجاهلت غاري ويب، الذي واصل تحقيقه إلى سنة 2004.المخابرات الأمريكية أنكرت الأمر بطبيعة الحال، ولكن النتيجة المأساوية للكاتب غاري ويب الذي وجد مقتولا في بيته برصاصة في رأسه تدل على شيء ما غير طبيعي.
كما أن "مافيا" الامريكية لازالت تحتفظ بعلاقاتها مع مافيا الصقلية التي نشأت منها. حيث أن قوة المافيا في صقلية أكثر تكاملاً واستقراراً، حيث أن الفساد مستشري، والحكومة المحلية هي تقريباً فرع من فروع المنظمة ذاتها، حيث لهم تأثير حتى على القضاء.
بدأت المافيا نشاطاتها في أمريكا بالسيطرة على مدينة نيويورك، وتوسعت المافيا إلى أن أصبحت 26 أسرة عبر الولايات المتحدة الأمريكية، بالمركز في نيو يورك، وبعد العديد من حروب العصابات، إنتهى الأمر إلى سيطرة 5 عائلات على الأنشطة الإجرامية في نيو يورك: عائلات بونانو،كولومبو، جامبينو، جينوفيز، لوتشيز.
نشاط المافيا اليوم
تقترب أرباح منظمة "مافيا" اليوم من ميزانيات الكثير من دول العالم. غير أن الجرائم المنظمة تغيرت طبيعتها في الفترة الأخيرة واتخذت شكلاً في غاية الدقة والتعقيد بسبب تعقيد النشاط الاقتصادي في العالم بشكل عام.وقد أصبحت المافيا وعالم الجريمة المنظمة محوراً للعديد من الأعمال السينمائية والأدبية وحيكت حولها الكثير من الحكايات والأساطير. وبرغم كل المحاولات المبذولة للقضاء عليها في الكثير من الدول، لا يزال تأثيرها القوي على الساحة السياسية والاقتصادية العالمية والإيطالية خاصة بشكل يقلق الساسة والشعوب على حد سواء. واليوم تستخدم كلمة المافيا مجازاً للدلالة على أقصى درجات الإجرام تنظيماً ووحشية مثل المافيا الروسية والمافيا اليابانية الياكوزا. وينتظم حوالي 6 آلاف إيطالي أمريكي يشاركون في الجريمة المنظمة في شبكة عصابات إقليمية تسمى العائلات وتشارك هذه المنظمات في العديد من النشاطات غير القانونية مثل المقامرة، والدعارة، وبيع المخدرات، والربا. ويقدر المسؤولون عن القانون أن هذه العائلات تكسب حوالي 50 بليون دولار أمريكي سنويًا من هذه النشاطات الإجرامية. ويعتقدون أنها أصبحت تمارس كثيرًا من الأنشطة المشروعة، بجانب أنشطتها غير القانونية في مجالات (غسيل الأموال).
المخدرات سلاح امريكي استراتيجي:
لم تزل القوى العالمية تنظر الى عوامل الانتصار بتجرد كامل من القيم الاخلاقية.
فعلى سبيل المثال فهناك حرب الافيون التي شنتها بريطانيا على الصين، اذ اهتمت بريطانيا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي .. بفتح ابواب الصين امام تجارتها العالمية و ذلك لمعادلة الميزان التجاري بين البلدين اذ كان التجار البريطانيون مرغمين على دفع قيمة مشترياتهم من الصين من الشاي والحرير والبورسلين نقدا بالفضة .. مما تسبب في استنزاف مواردهم منها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الصين لم تستجب لطلبات بريطانيا، لذلك لجأت بريطانيا إلى دفع احدى شركاتها .. وهي شركة الهند الشرقية البريطانية ( East India Company) التي كانت تحتكر التجارة مع الصين .. الي زرع الافيون في المناطق الوسطي والشمالية من الهند وتصديره الي الصين كوسيلة لدفع قيمة واردتها للصين.
وبدأ نزوح الفضة من الصين لدفع قيمة ذلك الافيون.
وبدأت مشاكل الادمان تظهر على الشعب الصيني مما دفع بالإمبراطور يونغ تيكينج ( Yong Tcheng)
في عام 1729م بأصدار أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات .. غير أن شركة الهند الشرقية البريطانية لم تلتفت لهذا المنع واستمرت في تهريب الأفيون إلى الصين ..
فاصدر الامبراطور الصيني قرارا آخر اشد وطأة بحظر استيراد الافيون الى الامبراطورية الصينية و ذهب ممثل الامبراطورالي مركز تجارة الافيون واجبر التجار البريطانيين والامريكيين علي تسليم مخدراتهم من الافيون الذي بلغ الف طن .. وقام باحراقه .. في احتفالية كبيرة شهدها المناوئون لهذا المخدر ..
عندها قررت بريطانيا وكانت في اوج قوتها في ذلك الوقت .. اعلان حرب الافيون الاولى 1840 - 1842 م على الصين لفتح الابواب من جديد امام تجارة الافيون للعودة من جديد
استمرت حرب الافيون الأولى عامين من عام 1840 الي عام 1842 .. واستطاعت بريطانيا بعد مقاومة عنيفة من الصينيين .. احتلال مدينة دينج هاي في مقاطعة شين جيانج .. وتوقيع اتفاقية مذلة في اغسطس 1842 ..
تنص على تنازل الصين عن هونج كونج لبريطانيا .. والتي اصبحت فيما بعد قاعدة عسكرية وسياسية واقتصادية .. لينطلق منها العدوان علي الصين .. و لا يمكن ان تغيب امريكا عن مثل هذه الحرب الشيطانية، فاسهمت في هذه الحرب بقوة رمزية .. لارتباط مصالحها بتلك الحرب. فالشركات الامريكية كانت تسهم في تجارة الافيون مع الشركات البريطانية .. كما يهمها ايضا فتح ابواب الصين امام تجارتها .. لذلك فبعد انتهاء الحرب طالبت الصين بالحصول علي نفس الامتيارات التي حصلت عليها بريطانيا .. وهددت باستخدام القوة .. ووافقت الصين علي ذلك .. وتم توقيع معاهدة بذلك في عام 1844 م .. والتي تحصل أمريكا بمقتضاها علي شرط الدولة الاكثر رعاية .. والذي يتيح لها الحصول علي نفس المعاملة التجارية للصادرات التجارية البريطانية و بالاخص الافيونية.
وارتفع عدد المدمنيين في الصين من مليوني مدمن عام 1850م ليصل إلى 120 مليوناً سنة 1878م, ولكن حروب الأفيون لم تنته نهائياً إلا باتفاقية 8 مايو 1911م.
ـ اذن لم يكن إلقاء القنبلة الذرية على اليابان، وحده العمل الإجرامي الذي كشف عن حقيقة ثقافة الغرب الميكافيلية و سياساته البراجماتية النفعية، بغض النظر عن المبررات التي سيقت آنذاك، وإذا كان استخدام القنبلة الذرية من قبل الأمريكيين، يوصف بأنه استخدام للأسلحة القذرة، فإن استخدام سلاح المخدرات لا يقل قذارة عن استخدام الذرة.
ففي الوقت الذي تتعاطى فيه المجتمعات الإنسانية مع المخدرات كآفة وجائحة مدمرة للإنسان والمجتمع والصحة والقيم والاقتصاد الفردي والوطني، فإن الولايات المتحدة تنظر إلى تجارة المخدرات كغنيمة تدر أرباحاً وفيرة لا تدانيها أرباح أي سلعة أخرى حتى النفط
لا غرابة إذن، أن نشهد ونحن في مطلع الألفية الثالثة، إعادة الاستخدام لهذا السلاح، ومن قبل الولايات المتحدة، والذي وإن استخدمته تاريخيا في دول عدة مثل:
1ـ بنما.
2ـ أو نيكاراغوا.
3ـ أو السلفادور.
4ـ كما وأسست له في كولومبيا.
5ـ كما ساهمت الولايات المتحدة أيضا وبمشاركة المخابرات الألمانية، في تكوين "جيش تحرير كوسوفو" الألباني. فتحت رعايتهم بالضبط، أصبحت مافيا المخدرات الألبانية واحدة من أقوى المافيات في العالم، وترتبط بشكل وثيق مع كارتيلات المخدرات الأميركية اللاتينية "كارتيل "تيهوانا" وغيره"، ومزارع الأفيون في أفغانستان.
6ـ إلا أن الولايات المتحدة نشطت فعليا الآن، باستخدامه وعلى نطاق كارثي في كل من أفغانستان بعد الغزو الامريكي و ابادة حكم طالبان.
ففي حين أن إنتاج المخدرات انخفض كثيراً في عهد طالبان، بعد الحظر الذي فرضته حكومتها على زراعته. وحيث تدنى الإنتاج الى 185طناً في العام التالي لفرض الحظر. ولكن بعد الغزو الأمريكي، في أعقاب هجمات 11سبتمبر 2001.لتعود زراعة المخدرات للازدهارمجدداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك ما إن سقطت أفغانستان تحت الاحتلال الأميركي حتى عادت زراعة وتجارة الأفيون إلى الازدهار، وتضاعفت عما كانت عليه قبله.
و ليتولى السيد:"عزة الله واصفي" و الذي كان قد قضي أ?ثر من ثلاثة أعوام في السجون الأمري?ية حينما ألقي القبض عليه متلبسا بمتاجرة المخدرات في مدينة لاس فيغاس منصب رئاسة م?افحة المخدرات في أفغانستان.
و في عام 2006أصبحت الظروف مواتية لتجار المخدرات الأفغان، ووجدوا في انتشار الفقر والأمية والأيدي العاملة غير المدربة ووعورة الطرق مناخا ملائما لزراعة خشخاش الأفيون.
بينما يتورط في تجارة المخدرات مسؤولون كبار في الشرطة والجيش والجهاز الإداري الحكومي ..
ووصل التورط إلى قمة الجهاز السياسي في تلك البلاد، وعلى سبيل المثال وجه الاتهام لوزير الداخلية بتهريب المخدرات وإطلاق سراح بعض تجار المخدرات الذين تم ضبطهم و الذين يترأسون عصابات المخدرات التي تمارس كل شيء وتتراوح جرائمها بين شراء صمت كبار المسؤولين في الشرطة والجيش والجهاز الإداري بالرشوة، اوقتل كل من يقف في طريقها.
.. كذلك تدور الشبهات حول حاكم إقليم هلمند، أكبر المناطق انتاجاً للهيروين في البلاد، بتخزين عدة أطنان من الافيون.
7ـ ثم العراق بعد احتلالها عام 2003 م، حيث المخدرات تباع في بعض الأسواق الشعبية، وتحت الحماية، وليس هنالك رقابة من الدولة غير الموجودة أصلا.
وسط غياب الحقائق، باعتبار أن الجانب الاقتصادي لهذا السلاح، له مردود يتماثل جنبا إلى جنب مع المردود التدميري، مما يغرى دول عدة، وعصابات الجريمة المنظمة، أن تلعب دورا مريحا في استخدام وتطوير هذا السلاح.
إن مجرَّد القاء نظرة على الأرقام المذهلة التي تتحدث عن زراعة الأفيون في أفغانستان، وهى زراعة انتعشت بشكل سريع وضخم بعد الاحتلال الأمريكي لذلك البلد، تظهر كم هي أرقام مرعبة، كما أن تفحص المعلومات التي تتحدث عمن يقف وراء تلك الزراعة، يرى كيف أن عصابات المخدرات التي تعمل في أفغانستان، مرتبطة بضباط الجيش الامريكي و اعوانهم، وهى عصابات كشفت معلومات عنها مؤخرا، من حيث أن لها اطر دولة وسجونا ومحاكم وفرق قتل، وقوات أمنية خاصة، وهؤلاء، كل هؤلاء جميعا، لا يعملون بالمهام المتعلقة بمحاربة المقاومين الأفغان للوجود الأجنبي، وإنما يتركز اختصاصهم في المحافظة على تدفق المخدرات ليس إلى الولايات المتحدة وحسب، وإنما إلى جميع أنحاء العالم.
وإذا كان بالإمكان فهم المسألة التاريخية لزراعة المخدرات في أفغانستان، وسهولة إعادة إحياء هذه الزراعة باعتبار أن لها جذورا سابقة.
إلاَّ أنَّ الحال في العراق مختلف تماما، إذ لم يعانِ العراق في تاريخه، مشكلة تتعلق بهذا الجانب، لكن هذه المشكلة، تبرز الآن لتدق ناقوس الخطر، بعد أن انضمت إلى المشكلة الطائفية، والى كارثة قتل العلماء أو تشريدهم، والى قتل الأكاديميين والمثقفين وكل ما هو ايجابي في العنصر البشرى العراقي، ولعل قتل الصيادلة الذي تزايد في الآونة الأخيرة، له علاقة بالمخدرات، حيث أن أي صيدلاني لا يرضخ لطلبات المتعاطين، يفقد حياته كما حدث مع الكثيرين منهم.
حروب المخدرات الامريكية:
ما تقدم يفسر حرب احتلال أهم بلدين في زراعة وتجارة المخدرات، باناما عام 1989، وأفغانستان عام 2001، حيث جرى الاحتلال لخدمة بارونات المال من تجار المخدرات الأميركان، و يفسر أيضا استشراء تجارة المخدرات في كل بلد يدخله الامريكان.
ويذهب البعض في تشبيه علاقة الولايات المتحدة بتجارة المخدرات إلى استحضار العلاقة بين القرصان الأكبر والقراصنة الصغار.
و هذا بالضبط هو ما جرى للجنرال إيمانويل نورييغا حاكم بنما السابق المتهم أميركياً بالاتجار في المخدرات الذي اعتقلته القوات الأميركية بهذه التهمة لدى احتلال باناما يوم 20 - 12 - 1989، وحكم عليه بالسجن لمدة 45 سنة، معروف بارتباطه بـ CIA، حيث كان المسؤول عنه في إحدى الفترات جورج بوش الأب.
اذ تم تجنيد نورييغا للعمل مع استخبارات الدفاع الأميركية عام 1959، بينما كان تجنيد ال CIA لنورييغا في عام 1967.
ومما لا شك فيه أن احتلال باناما واعتقال نورييغا يعود إلى خروجه على تعاليم أسياده، ومحاولة إجراء صفقات لحسابه بلغت 45 ألف شحنة مخدرات.
وكان الصحفي الأميركي الشهير سيمور هيرش قد أماط اللثام عن قصة ارتباط نورييغا باتحاد المخدرات الكولومبية الذي دام 20 سنة، وقد نشر القصة في عدد نيويورك تايمز الصادر في 12 - 6 - 1986، بينما كان نورييغا في واشنطن لتسلم وسام الشرف من مجلس دفاع الدول الأميركية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 01:12]ـ
>>>>>>>>>>(/)
الإخوان المسلمون والأقباط (بدون تعليق)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 02:04]ـ
الإخوة الأفاضل كنت أتصفح الموقع الرسمي للإخوان المسلمين فلفت نظري موضوع:
(الإخوان المسلمون والأقباط) وقد هالني ما قرأت من ضياع الولاء والبراء عند الإخوانيين فرأيت أن أنقله هنا لعل أحد الإخوة الكرام ممن له علاقة ببعض الإخوانيين أن يسألهم لنا:
أين الولاء والبراء عند الإخوان؟ ولمصلحة من هذا الأمر؟
أسئلة بسيطة لكنها تحتاج إلى أجوبة منهم ونحن ننتظر الإجابة
بقلم: عبده مصطفى دسوقي
الإخوان المسلمون وعلاقتهم بالأقباط قضية يستخدمها أعداء الوحدة الوطنية ليشيعوا الفرقةَ ويؤججوا نار الفتنة بين نسيج المجتمع المصري، ولتكون ورقة ضغطٍ على الإخوان في التعامل مع بعض القضايا؛ فما إن يحدث شيء حتى تخرج الأقلام لتضرم نار الحقد في نفوس أبناء الوطن الواحد بهدف إشاعة الفوضى، وزرع الحقد والبغضاء في نفوس الإخوة الأقباط، وتخويفهم من الإخوان وما يحمله الإخوان من فهمٍ شاملٍ وعادلٍ للإسلام، وخوَّف هؤلاء على مصالحهم إذا حدثت ألفة ووحدة بين المسلمين والأقباط.
غير أنه إذا نظرنا لم نجد لهذه الإشكالية أي أساس في تاريخ جماعة الإخوان منذ نشأتها حتى وقتنا هذا، وأن الإخوان والأقباط كانت الحياة تسير بينهم رغيدة، بل كان كثير من أعضاء اللجنة السياسية التي كوَّنها الإمام البنا كانت من الأقباط، وليس ذلك فحسب، بل كان مندوبه في انتخابات عام 1945م في لجنة سانت كاترين هو الخواجة خريستو أحد المسيحيين، وهي الجنة الوحيدة التي سلمت من التزوير وفاز فيها الإمام البنا بنسبة 100%، ناهيك عن التعاون بين الإمام البنا والإخوان من جهة وبين الأقباط في وأد كثير من الفتن الطائفية التي اندلعت، مثل حادث الزقازيق والذي سنتحدث عنه، وحادث الزاوية الحمراء والتي استطاع الأستاذ التلمساني وقت أن كان مرشدًا أن يقضيَ على هذه الفتنة وغيرها من أوجه التعاون التي يشهد عليها التاريخ بين الإخوان والأقباط.
الأقباط في فكر الإمام البنا
قبل أن نتحدث عن علاقة الإخوان عامةً بالأقباط ومدى التعاون بينهم في وأد الفتن الطائفية التي كان ينفخ فيها الاحتلال الأجنبي ليسعِّر النار بين الطرفين، لا بد أن نلقيَ الضوء على مدى اهتمام الإمام البنا بالأقباط في فكره، وطريقة التخاطب بين الطرفين حتى نستشف منها كيف كانت العلاقة تسير بين مؤسس الجماعة والأقباط حتى طبع ذلك على سلوكيات الإخوان نحو إخوانهم الأقباط.
ومن خلال رسائل الإمام البنا إلى بطريرك الكنيسة وأساقفتها وردهم عليها يتضح مدى العلاقة بين الطرفين؛ ففي إحدى الرسائل التي أرسلها الأستاذ حسن البنا المرشد العام إلى الأنبا "يؤنس" بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر.
ولأن المنكوبين الأحباش كانوا في أغلبهم من المسيحيين الأرثوذكس، وكانت الكنيسة الحبشية تابعةً آنذاك للكنيسة المصرية، وكان الأنبا يؤانس بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر، وكان هو الرئيس الأول للجنة مساعدة الأحباش، وحرصًا من الإمام البنا على عدم إثارة حساسية دينية فقد وجَّه رسالةً للغرض نفسه إلى الأنبا يؤنس؛ يخاطب فيها حسه الديني، ويذكِّر فيها أن ضحايا اليهود في فلسطين إنما هم المسلمون والمسيحيون على حد سواء، وأيدي اليهود خربت ديارهم، وعطلت مصالحهم، وقُضي على موارد أرزاقهم، وبيت المقدس هو بيت القصيد من هذا العدوان الصارخ، ويحاول اليهود بعملهم هذا أن يستولوا عليه، وعلى غيره من الأماكن المقدسة التي أجمع المسلمون والمسيحيون على تقديسها وإكبارها والذود عنها.
ثم بيَّن الغرض الأساسي من الرسالة فيقول: "ونحن في مصر- مع الأسف الشديد- لا نملك إلا أن نقدم ما تسخو به الأكف من مالٍ لمساعدة هؤلاء الأبطال الذين ألمَّت بهم الفاقة، حتى إن لجنة التموين والإغاثة بالقدس تصرف يوميًّا مائة وأربعين قنطارًا من الدقيق لإطعام الجائعين، ومن أجل ذلك توجهنا إلى غبطتكم راجين أن تشملوا هؤلاء المجاهدين الأبطال بعطفكم الأبوي، فتأمروا بإمداد أبناء فلسطين ما تبقَّى من أموال لجنة مساعدة الأحباش إلى اللجنة العربية العليا بالقدس، ونعتقد أن حضرات أعضاء اللجنة الكرام يسرهم أن يحققوا هذا الرجاء؛ فيكونوا بذلك قد قاموا بخدمة الجارتين العزيزتين في وقتٍ واحد، في محنة متشابهة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن رأيتم فضلاً عن ذلك أن تتكرموا بدعوة المحسنين من المصريين بالتبرع لهذا الغرض النبيل فهو العهد بكم، والمأمول فيكم وكان لكم الشكر مضاعفًا".
وفي رسالةٍ أخرى أرسلها إلى غبطة البطريرك التي جاء فيها:
"حضرة صاحب الغبطة الأنبا يوساب بطريرك الأقباط الأرثوذكس
تحيةً مباركة طيبة، وبعد ..
فأكتب إلى غبطتكم وأنا معتكف لمرض ألمَّ بي, أذهلني ما يكتب وما يقال اليوم حول وحدة عنصري الأمة المصرية, تلك الوحدة التي فرضتها الأديان السماوية وقدستها العاطفة الوطنية وخلدتها المصلحة القومية ولن تستطيع أن تمتد إليها يد أو لسان، وكما- يا صاحب الغبطة- أن الإسلام فُرِضَ على المؤمنين به أن يؤمنوا بكل نبي سبق, وبكل كتاب نزل, وبكل شريعة مضت, معلنًا أن بعضها يكمل بعضًا, وأنها جميعًا دين الله وشرعته, وأن من واجب المؤمنين أن يتوحدوا عليها وألا يتفرقوا فيها ?شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ? (الشورى: من الآية 13)، كما أنه دعا المسلمين وحثهم أن يبروا مواطنيهم, وأن يقسطوا إليهم, وأن يكون شعار التعامل بين الجميع التعاون والإحسان ?لا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ? (الممتحنة: 8).
على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختص قبط مصر بوصيته الطيبة, حين قال: "فاستوصوا بقبطها خيرًا؛ فإن لكم عليهم رحمًا", وأشار القرآن في صراحة إلى عاطفة المودة المتبادلة بين أهل الدينين في قوله: ?وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ? (المائدة: من الآية 82).
وما جاء الإنجيل إلا لتقرير روح المحبة والسلام والتعاطف بين الناس, حتى إنه ليدعوهم إلى أن يحبوا أعداءهم, ويباركوا لاعنيهم, ويصلوا من أجل الذين يبغضونهم، وبذلك وحده تكون على الأرض المسرة وفي الناس السلام.
هذه الحقائق نؤمن بها ونعمل على أساسها, ويدعو الإخوان المسلمون إليها, وقد بعث مكتب الإرشاد العام إلى شُعَبه, خلال هذا الأسبوع, بنشرةٍ يذكر فيها الواجب المقدس الذي حتم على كل مسلم أن يعمل ما وسعه العمل على تدعيم هذه الوحدة القومية وتوثيق هذه الرابطة الوطنية.
وإني لشديد الأسف لوقوع مثل هذه الحوادث التي لا يمكن مطلقًا أن تقع من الإخوان المسلمين, أو من أي مسلم أو مسيحي متدين عاقل, غيور على دينه ووطنه وقومه، والتي هي- ولا شك- من تدبير ذوي الأغراض السيئة, الذين يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر، وأن يسيئوا إلى قضية الوطن في هذه الساعات الحرجة, والظروف الدقيقة من تاريخه.
ومن حسن الحظ أنهم لا يوفقون إلى شيء- ولن يوفقوا بإذن الله- ولم يعد أمر هذه الحوادث الصبيانية التافهة التي نأسف لها جميعًا, والتي أرجو أن نعمل جميعًا متعاونين على عدم تكراراها؛ صيانةً لهذه الوحدة الخالدة بين عنصرَي الأمة وبهذا التعاون المشترك يرد كيد الكائدين, وتعلو كلمة الوطنيين العاملين المخلصين.
وفَّق الله الجميع لخير ما يحب ويرضى, وهو نعم المولى ونعم النصير.
وتفضلوا يا صاحب الغبطة بتقبل تحياتي واحترامي
القاهرة مستشفى الروضة 17 جمادى الأولى 1366هـ، 9 أبريل 1947م"
كما أرسل إلى وكيل المجلس الملي برسالة جاء فيها:
"حضرة صاحب السعادة الدكتور إبراهيم فهمي المنياوي باشا وكيل المجلس الملي
تحية طيبة مباركة، وبعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قرأت بـ (أهرام) الأمس- وأنا بالمستشفى- بيانكم القيم ونداءكم الحكيم الذي تهيبون فيه بأبناء الأمة أن يعملوا جاهدين على صيانة وحدتهم الخالدة, وإني لأضم صوتي إلى صوتكم في هذا المقصد الكريم، راجيًا أن يقدر أبناء أمتنا العزيزة ما يحيط بها من ظروف دقيقة في هذه الساعة الحرجة من تاريخها, وأن يحولوا بكل جهودهم دون وقوع أمثال هذه الحوادث الصبيانية التي لا يقرها دين ولا تتفق مع مصلحة أحد، والتي أؤكد لسعادتكم شدة أسفي لوقوعها واعتقادي أنها ليست إلا من تدبير المغرضين الذين يحيكون المكائد لهذا البلد في الظلام؛ يريدون أن يصطادوا في الماء العكر.
وأنتهز هذه الفرصة فأعتب على سعادتكم- العتب محمود عواقبه- في قولكم: "وإنهم مهما اشتدت عليهم وطأة المظالم والاضطهادات فلن يقبلوا أن يحميَهم أو أن يرفع الغبن عنهم إلا ملك مصر ودستور مصر وحكومة مصر"، فإني لا أظن أحدًا من المصريين يدور بخلده أن يكون مواطنه موضع ظلم أو اضطهاد، ولن يكون هؤلاء المواطنون الفضلاء إلا موضع تكريم وإعزاز وبِرٍّ إحسان.
وأعود فأشكر لسعادتكم ما ختمتم به نداءكم المخلص من قولكم "بأنه يجب على المصريين أن يفهموا أن السيادة الأجنبية أو التحكم الدولي عرض سيزول، أما الشيء الذي سيبقى فهو أن أبناء مصر على اختلاف عقائدهم سيحيون ويجاهدون دائمًا جنبًا إلى جنب، ثم يرقدون في النهاية جنبًا إلى جنب في التربة المصرية".
سائلاً الله تبارك وتعالى أن يوفِّق الجميع لخير هذا الوطن العزيز.
ولسعادتكم تحياتي واحترامي
القاهرة- (مستشفى الروضة)
17 جمادى الأولى 1366هـ
19 أبريل 1947م"
ولقد رد غبطة البطريرك على رسالة فضيلة المرشد العام قال فيها:
"حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين ..
نهدي فضيلتكم أزكى تحية، وبعد ..
فقد تلقينا كتابكم، ومنه علمنا أنكم معتكفون في المستشفى لمرضٍ ألمَّ بكم, شفاكم الله وأسبغ عليكم ثوب العافية.
ولقد قرأنا الكتاب فصادف ارتياحنا ما جاء فيه عن وحدة عنصرَي الأمة، ولعل من الحق أن يقال أن الأمة عنصر واحد؛ لأن افتراق الدين لا يصح أن يطغى على وحدة الدم واتفاق الصفات الخلقية والاشتراك في العادات والأفكار والمصالح الدنيوية، وقد صدقتم في قولكم: "إن هذه الوحدة فرضتها الأديان وقدستها العاطفة الوطنية وخلدتها المصلحة القومية، وما عقدته يد الله لا تحل من عروته أيدي الناس"؛ فإن ذلك من الحقائق التي يدركها الأقباط حقَّ إدراك ويحرصون عليها ويذودون عن هذه الوحدة بأعز ما يمتلكون؛ لأنهم يذودون بذلك عن شرف وطنهم ومجد أمتهم.
وليس للأقباط من بغية إلا أن يعيشوا مع مواطنيهم على أتم ما يكون من الصفاء والوفاء من جانبهم عملاً بوصايا إنجيلهم وأوامر كتابهم, وإذا كانت لهم أمنية أخرى فهي أن تكون العدالة والمساواة واحترام الحريات الدستورية أساسًا لكل معاملة لتتم السعادة بذلك لجميع أبناء الأمة ويبسط الأمن والسلام رواقهما على البلاد.
أما ما اقتبسوه من الآيات القرآنية والحديث الشريف فمن شأنه حقًّا أن ينير الأذهان ويبث مكارم الأخلاق إذا عمَّت معرفته بين جميع الأوساط, ولا سيما التي تحتاج إلى مزيدٍ من التأدب بهذا الأدب الديني الرفيع وإذا سار على هديه الحكام والمحكومون, وبذلك تتوثق عرى علاقات الإخاء والمودة بين المسلمين والأقباط، وبذلك فقد أحسنتم صنعًا بالنشرة التي قلتم إن مكتب الإرشاد العام بعث بها إلى فروعه، وبيَّن فيها ما على كل أخ مسلم من واجب مقدس في أن يعمل جهد طاقته لدعم هذه الوحدة القومية وتعزيز أواصر الرابطة الوطنية؛ ففي ذلك عنوان على رقي الأمة, ودليلٌ على نضج تربيتها السياسية.
ولا يسعنا إلا أن نتضرَّع إلى المولى جلت قدرته أن يرعى الكنانة بعين عنايته ويجنِّبها مساوئ الخصومات الداخلية الوخيمة العواقب, ويديم على سكان الوادي نعمة المحبة والاتحاد في ظل رعاية المصري الأول جلالة الفاروق الملك العادل أطال الله عمره وأعزَّ به أمته وبوأها مكانًا عاليًا بين الأمم في عهد ملكه المبارك.
واقبلوا سلامنا وأطيب تمنياتنا
بابا بطريرك الكرازة المرقسية
يوساب الثاني"
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تبادل الإخوان والأقباط التهانيَ في الأعياد؛ فقد أرسل فضيلة المرشد العام إلى حبيب المصري باشا رئيس جمعية التوفيق القبطية البرقية التالية: "تلقيت بيد الشكر دعوتكم الكريمة لحضور احتفال النيروز المصري اليوم (الأربعاء)، وكان يسعدني أن أحضر بنفسي لولا أني مريض منذ يومين، وقد أنبت عني الأستاذ عبده قاسم سكرتير عام الإخوان المسلمين .. مع أطيب التمنيات".
فتلقى المرشد العام ردًّا من حبيب المصري جاء فيه: "أشكر فضيلتكم كل الشكر لبرقيتكم الرقيقة وانتدابكم سكرتير الإخوان لحضور حفل الجمعية داعيًا لكم بالصحة الموفورة".
وفي حديثٍ للأستاذ البنا مع مستر سبنسر المراسل الحربي الأمريكي وجَّه إليه المراسل سؤالاً حول وضع الأقليات غير المسلمة في بلد إسلامي، وهل يحاربون أو يلزمون بدفع الجزية، فأوضح له الأستاذ البنا أن نظرة الإسلام لهذا الموضوع نظرة التسامح الكامل والوحدة؛ فقد قال الله تعالى: ?لا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ? (الممتحنة: من الآية 8)، هذا إلى جانب الروح العام في الإسلام لتقديس الأديان جميعًا يجعلنا لا نشعر بوجود مسلمٍ وغير مسلم، بل الجميع يتعاونون على خير الوطن, وأن من يحاول فعل غير ما جاء من الإسلام حول علاقة المسلم بالقبطي؛ فهم ليسوا من الإخوان بأي حال من الأحوال.
ولقد أزاح الأستاذ لويس فانوس النائب القبطي بمجلس الشيوخ حقيقة علاقة الأقباط بالإخوان, وطلب من الحكومة التعاون مع جمعية الإخوان المسلمين؛ إذ إنها الهيئة الوحيدة التي تعمل على تنوير الأذهان وإيقاظ الوعي الشعبي في النفوس ونشر المبادئ السليمة والدين الصحيح والأخلاق الفاضلة.
كان ذلك موقف الأمام البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين من الأقباط، وكيف أنه تعامل معهم على أنهم من نسيج المجتمع، وأنهم والمسلمون يشكلون عنصرَي الأمة.
وفي الحلقات القادمة نلقي الضوء على طبيعة العلاقة بين الطرفين من الجهة العملية، وكيف أن الإخوان والأقباط تعاونا ضد المستعمر وضد مؤججي نار الفتنة وسط الأمة.
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=38959&SecID=373(/)
من يأتيني بكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الهيتمي عندما جادله المشركون به؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 02:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
كنت قد قرأت فيما مضى عن حوار بعض المشركين للشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - واستدلالهم بكلام الهيتمي في جواز الاستغاثة بغير الله. وبعد كلام طال قليلاً في بيان أصول الدين لهم، تجنّب الشيخ محمد - رحمه الله - القول بكفر الهيتمي ..
المعذرة، فلا أذكر نص كلامه بالضبط، ولكنني على يقين أن هذه المناظرة قد تمت، وقد نسيت في أي كتاب قرأتها .. فمن يأتيني بها؟ وجزاكم الله خيراً.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 04:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أبو شعيب حفظك الله تفضل لعلك تقصد هذا الكلام.
يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ( ... فإن قال قائل منفر عن قبول الحق والإذعان له: يلزم من تقريركم، وقطعكم في أن من قال يا رسول الله، أسألك الشفاعة: أنه مشرك مهدر الدم؛ أن يقال بكفر غالب الأمة، ولا سيما المتأخرين، لتصريح علمائهم المعتبرين: أن ذلك مندوب، وشنوا الغارة على من خالف في ذلك! قلت: لا يلزم، لأن لازم المذهب ليس بمذهب، كما هو مقرر، ومثل ذلك: لا يلزم أن نكون مجسمة، وإن قلنا بجهة العلو، كما ورد الحديث بذلك.
ونحن نقول فيمن مات: تلك أمة قد خلت؛ ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق، ووضحت له المحجة، وقامت عليه الحجة، وأصر مستكبراً معانداً، كغالب من نقاتلهم اليوم، يصرون على ذلك الإشراك، ويمتنعون من فعل الواجبات، ويتظاهرون بأفعال الكبائر، المحرمات؛ وغير الغالب: إنما نقاتله لمناصرته من هذه حاله، ورضاه به، ولتكثير سواد من ذكر، والتأليب معه، فله حينئذ حكمه في قتاله، ونعتذر عمن مضى: بأنهم مخطئون معذورون، لعدم عصمتهم من الخطأ، والإجماع في ذلك ممنوع قطعاً؛ ومن شن الغارة فقط غلط؛ ولا بدع أن يغلط، فقد غلط من هو خير منه، كمثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما نبهته المرأة رجع في مسألة المهر، وفي غير ذلك يعرف ذلك في سيرته، بل غلط الصحابة وهم جمع، ونبينا صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، سار فيهم نوره، فقالوا اجعل لنا ذات أنواط كمالهم ذات أنواط.
فإن قلت: هذا فيمن ذهل، فلما نبه انبته، فما القول فيمن حرر الأدلة؟ واطلع على كلام الأئمة القدوة؟ واستمر مصراً على ذلك حتى مات؟ قلت: ولا مانع أن نعتذر لمن ذكر، ولا نقول: إنه كافر، ولا لما تقدم أنه مخطىء، وإن استمر على خطئه، لعدم من يناضل عن هذه المسألة في وقته، بلسان وسيفه وسنانه، فلم تقم عليه المحبة، ولا وضحت له المحجة، بل الغالب على زمن المؤلفين المذكورين: التواطؤ على هجر كلام أئمة السنة في ذلك رأساً؛ ومن اطلع عليه أعرض عنه، قبل أن يتمكن في قلبه؛ ولم يزل أكابرهم تنهى أصاغرهم عن مطلق النظر في ذلك، وصولة الملوك قاهرة لمن وقر في قلبه شيء من ذلك إلا من شاء منهم ... إلى ان يقول: ( ... ونحن كذلك: لا نقول بكفر من صحت ديانته، وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبلغ من نصحه الأمة، ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة والتأليف فيها، وإن كان مخطئاً في هذه المسألة أو غيرها، كابن حجر الهيتمي، فإنا نعرف كلامه في الدر المنظم، ولا ننك سمة علمه، ولهذا نعتني بكتبه، كشرح الأربعين، والزواجر وغيرها؛ ونعتمد على نقله إذا نقل لأنه من جملة علماء المسلمين.
هذا ما نحن عليه، مخاطبين من له عقل وعلم، وهو متصف بالإنصاف، خال عن الميل إلى التعصب والاعتساف، ينظر إلى ما يقال، لا إلى من قال ... ) إهـ الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/ 222).
ويوجد في الدرر السنية مجموعة من الأقوال الأخرى مشابهة لهذا النقل والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 06:48]ـ
جزاك الله عني خيراً أخي الفاضل .. وبارك الله فيك.
نعم أخي، هذا بالضبط نص ما قرأته .. ولكن هناك عبارة أظنني قرأتها في كلامه وهي سؤاله لهم: هل ثبت أن الهيتمي وقع في الشرك الذي دعا إليه فاستغاث بغير الله؟ .. فإن لم تثبتوا ذلك، فلا نستطيع القول بكفره ..
لقد قرأت شيئاً من هذا القبيل للشيخ، ولكن للأسف، نسيت اسم الكتاب .. فهل لك أن تساعدني؟ بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أبو شعيب بالنسبة إلى الكلام المنسوب إلى ابن حجر الهيتمي فهذا الامر مشهور عنه وقد تناول كلامه بالرد المفصل الشيخ العلامة نعمان الألوسي رحمه الله في كتابه الرائع (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين) الذي دافع فيه عن شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله ود على أباطيل أحمد بن حجر الهيتمي .. وقد عقد فصل مطولاً في الرد على كلام الهيتمي فياليتك تراجع كتاب جلاء العينين في محاكمة الأحمدين حتى ترى بنفسك كلام الهيتمي في هذه المسألة
والأمر الأخرأن الدكتور محمد عبد الرحمن الخميس وهو قدحقق كتاب الإعلام بقواطع الإسلام للهيتمي قد ذكر المحقق في ترجمة الهيتمي أنه كان أشعري معطلاً لكثير من صفات الباري سبحانه وتعالى بل كان قبورياً غال على طريقة السبكي في كتابه المسمى شفاء الأسقام فهو يجيز شد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويرى التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً بل الإستغاثة به حياً وميتاً وكتاب الهيتمي المسمى (الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم) أقوى شاهد على قبورية الهيتمي.
ومن الامر المحيرة أن الهيتمي قد وقع في التناقض العجيب فهذه القبوريات والشركيان التي دان بها وسجلها في كتابه (الجوهر المنظم) قد حذر منها في كتابه الأخر المسمى (الزواجر عن اقتراف الكبائر) وبين في هذا الكتاب أنها من الشرك والكفر ... فالله أعلم بحال هذا الرجل ومآله نسأل الله السلامة والعافية
واعلم أن أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله مثل الشيخ عبد الله وأخوه حسن ابنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وكذا الشيخ سليمان بن سحمان والعلامة محمود شكري الألوسي كلهم قد قدحوا في عقيدة الهيتمي وأنه كان قبوري وصوفي منحرف. والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 07:50]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيراً ..
يعني هذه المسألة قد يُحتج بها علينا في منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وإعذاره لمن وقع في الشرك الأكبر جهلاً ..
على أي حال .. نحمد الله تعالى أنه ليس في منهجنا تقديس للرجال .. وإن كان الشيخ محمد أخطأ، فالحق أحب إلينا منه.
وبالمناسبة أخي الفاضل .. فأنا لست بشيخ، بل ولا أستحق أن أكون عشر معشار شيخ .. فراع ذلك أخي الفاضل، فإني لا أعدو أن أكون مثلك بل دونك.
أحسن الله إليك.(/)
هل جادل عمر أبا بكر - رضي الله عنهما - في كفر المرتدين مانعي الزكاة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 07:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
جاء في صحيح مسلم: ((لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه. وحسابه على الله ". فقال أبو بكر: والله! لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعه. فقال عمر بن الخطاب: فوالله! ما هو إلا رأيت الله - عز وجل - قد شرح صدر أبي بكر للقتال. فعرفت أنه الحق.))
سؤالي هو: هل كان عمر - رضي الله عنه - يرى إسلام مانعي الزكاة هؤلاء؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 01:24]ـ
أخي الكريم أبو شعيب:
الظاهر أن عمر كان يرى إسلامهم حتى ناظره أبو بكر رضي الله عنهما فزالت عنه الشبهة ووافق باقي الصحابة في كفرهم وقتالهم، ولكن ينبغي أن نعلم أن مانعي الزكاة كانوا أصناف كثيرة:
منهم من منعها جحوداً وكفراً.
ومنهم من منعها تأولاً وأخطأ فهم القرآن.
ومنهم من منعها عن عجز لأن رؤساءه منعوه من ذلك، وأخذوها منهم وفرقوها في قومهم، وهؤلاء هم الذين وقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه في حقهم ابتدتءً حتى إذا ناظره أبو بكر رضي الله عنه رجع عن رأيه.
يقول الإمام الخطابي رحمه الله تعالى: (وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي، وقبضوا على أيديهم في ذلك كبني يربوع، فإنهم قد جمعوا صدقاتهم، وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه، فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك، وفرقها فيهم وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه فراجع أبا بكر رضي الله عنه) إهـ (شرح النووي على مسلم: 1/ 91).
ـ[عابد عزي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الدهلوي ما الدليل على أن عمر رضي الله عنه كان يرى اسلام مانعي الزكاة و من قال به قبلك أذكر لنا قول عالم أو امام من يعتد به من أئمة أهل السنة قال قولك أو سبقك به بل العكس تماما فانه كان يرى كفرهم و لكن لم ير قتالهم.
القول أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما اختلفا في تكفير مانعي الزكاة ولم يكفر بعضهم بعضا ً لهذا الاختلاف هو تحريف للنصوص
و قول على الشيخين ما لم يقولاه.
1 - ذلك أن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع خليفة رسول الله أبي بكر الصديق عن مانعي الزكاة لم يشتمل على لفظ التكفير أو الكفر من قريب أو بعيد بل كان قاصرا ً على القتال ولذا كان فقه هذا الحديث دائما ً تحت عنوان (قتال الطائفة الممتنعة)
فنجد أن عمر يقول لأبي بكر: كيف تقاتل قوما ً ...
فيقول أبو بكر: والله لأقاتلن .... فيقول عمر: فوالله ما إن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال حتى علمت أنه الحق (1).
فالحديث لم يتناول مسألة تكفير الطائفة الممتنعة عن أداء الزكاة من قريب أو من بعيد.
2 - وما استند إليه أصحاب الفهم السقيم من أن أبا بكر كان يكفرهم ولذا قال بوجوب قتالهم.ومن أن عمر لم يكفرهم ولذا لم يرى قتالهم. فهذا الاستدلال فاسد من أصله و أساسه، ذلك أن مسألة القتال لا علاقة لها بمسألة الحكم بالكفر على نحو الحصر والقصر بل إن القتال يجوز لطوائف من المسلمين مع طوائف أخرى منهم لأسباب دون الكفر بكثير كقتال علي لأصحاب الجمل وقتاله لمعاوية وأصحابه وهو لم يكفر أي من الطائفتين.
3 - ولا يعني هذا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يكفرا مانعي الزكاة ولكن عُلم أنهم يكفرونهم من دليل آخر هو أسلوب قتالهم كقتال سائر المرتدين.
4 - ثم وإن صح – فرضا ً جدليا ً – استدلالهم على النحو المزعوم من أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما اختلفا في تكفير مانعي الزكاة فإن هذا الاستدلال لا يتعدى فقهه: أن من أختلف في تكفير مانعي الزكاة لا يكفر.
أما أن يستدل بذلك على جواز الاختلاف في تكفير طائفة مسيلمة الكذاب أو الأسود العنسي أو من رجع إلي عبادة الأوثان أو من أشرك في ألوهية الله عز وجل فذلك من القياس الفاسد ولا يصح القياس الصحيح في التوحيد فضلاً عن القياس الفاسد – وبالتالي فإن استدلالهم فاسد وفهمهم فاسد وأصول التعامل مع الأدلة الشرعية لديهم فاسد.
و الله تعالى أعلى و اعلم و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:32]ـ
(الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً على التبيين.
-----------
(عابد عزي)،
جاء في الأثر:
قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه. وحسابه على الله "
لقد جعل عمر - رضي الله عنه - المانع من القتال هو قولهم لا إله إلا الله ..
فهو كان يرى ثبوت عصمة الدم والمال بهذه الكلمة .. ولو كان يرى أنهم نقضوها، لما كان لاستدلاله بهذا الحديث أي معنى ..
ثم المسألة المطروحة هنا هو: هل اختلفوا في كفر مانعي الزكاة أم لا؟ (ولا أعني بذلك أتباع مسيلمة وغيرهم) .. فالعنوان واضح ..
خاصة وأنني قد قلت:
سؤالي هو: هل كان عمر - رضي الله عنه - يرى إسلام مانعي الزكاة هؤلاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:47]ـ
أخى عابد بارك الله فيك حميتك للحق الذى تراه، ولكن يا أخى أراك دخلت بشدة، وما غيرت الشدة أحدا أبدا، وأنت إنما تنصح لله، فليكن نصحك بارك الله فيك لينا ن وفيه هوادة ورحمة فالله خاطب نبيه قائلا " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ... )
والشافعى رحمه الله قال " العلم رحم بين أهله"
فهلا تراحمنا فيما بيننا
وخفض كل منا جناحه لأخيه
وهلا تناصحنا بلين ورفق
وهلا بينا الخطا وقومناه بلا تعصب
أخى عابد أنا لا أعرفك ولا أعرف الدهلوى ولكن كفى بالإسلام تعريفا لكما إلى
ما قلت هذا إلا نصحا لله ودينه
بارك الله فينا وفيكم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:27]ـ
الأخ المكرم عابد عزي تقول: ( ... يا أيها الدهلوي ما الدليل على أن عمر رضي الله عنه كان يرى اسلام مانعي الزكاة و من قال به قبلك أذكر لنا قول عالم أو امام من يعتد به من أئمة أهل السنة قال قولك أو سبقك به بل العكس تماماً فانه كان يرى كفرهم و لكن لم ير قتالهم.) إهـ
جوابي هو: أين دليلك على هذه الدعوى العريضة أن عمر كان يرى كفرهم قبل مناظرته مع أبي بكر رضي الله عنهما .. هل تستطيع أن تذكر لنا قول إمام واحد قال بمثل قولك؟؟!! .. ننتظر منك الرد.
وأما قولك أن الخلاف كان في مسألة القتال وليس التكفير!! فهذا والله هو العجب العجاب.
أين وجدت هذا القول، فإن عمر رضي الله عنه أفقه وأعلم من أن يظن به هذا الظن، فكيف يتوهم أحد أن عمر يظن أو يعتقد أن لا إله إلا الله يمكن أن تعصم قائلها من القتل مع ردته عن الإسلام؟، وإلا فأي فائدة في أن يقول لأبي بكر: وهم يقولون لا إله إلا الله مبنياً بدلك ومحتجاً بالعاصم لدمائهم، وهو بلا شك لا يعني الألفاظ المجردة لهذه الكلمة ولكن يقصد كيف تقاتلهم مع إسلامهم، فإذا كان يرى أن مانع قتالهم هو مجرد التألف والتلطف معهم – مع ردتهم – فما وجه التعليل بأنهم يقولون لا إله إلا الله، أم تراه يحتج على أبي بكر بشيء لا يرى له تأثيراً في الحكم أصلاً، والحق إن مثل هذا القول الردي لا يقوله من عرف دينه حق المعرفة فضلا عن أن يكون عمر رضي الله عنه، ومن تأمل أدنى تأمل في المناظرة المذكورة تجلى له الحق من غير تكلف ولا عناء.
يقول الشيخ أبو محمد المقدسي حفظه الله في كتابه الثلاثنية في التحذير من الغلو في التكفير: ( .. فقد أشكلت المسألة على عمر رضي الله عنه كونهم يقولون لا إله إلا الله، ومع هذا لم يكفره الصديق بل كشف له الشبهة وأبان له المحجة، ولا يقال أن هذا لا يصلح إيراده هاهنا لأن عمر إنما أشكل عليه قتالهم لا تكفيرهم، وذلك لأن كل أحد يعلم أن القتال الذي دعا إليه الصديق وسارت سيرته معهم فيه؛ كان قتال ردة لا قتال بغاة أو نحوهم وهذا هو الذي أشكل على عمر رضي الله عنه.) إهـ
وعندي لك سؤال بسيط أنت تزعم أن عمر رضي الله عنه لم يتوقف في تكفير مانعي الزكاة ولكنه توقف عن قتالهم فقط فلو كان هذا الكلام صحيح فلماذا لم يتوقف أيضاً عن قتال باقي أصناف المرتدين مادامت المسالة متعلقة بالقتال .. نسمع منك الجواب وفقك الله.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:37]ـ
أخي الدكتور عبدالباقى السيد جزاك الله خيراً
ولا تهتم لأسلوب المحاور فهذا ليس كلامه وإنما هو يقص ويلصق من أبحاث غلاة التكفيريين الجهلة .. فهذا الكلام كتبه أحد الجاهل التكفيريين في القاهرة ويدعى عبد الرحمن شاكر نعم الله والكتاب موجود عندي وهذا الرجل جاهل يكفر أهل الإسلام بمجرد أباطيل ما أنزل الله بها من سلطان ويلقده بعض الجهال فلعل الأخ عابد غزي متأثر بكلام ذلك الجاهل المارق هداهم الله أجمعين
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 12:50]ـ
وجزاك يا أخى الدهلوى وسدد خطاكم على الضرب، وعلى طريق الحق دوما
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 01:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله: ( .. ومما يجب تقديمه في هذا أن تعلم أن أهل الردة كانوا صنفين صنف منهم ارتدوا عن الدين ونابذوا الملة وعادوا إلى الكفر وهم الذين عناهم أبو هريرة بقوله: وكفر من كفر من العرب " وهذه الفرقة طائفتان: أحدهما: أصحاب مسيلمة من بني حنيفة وغيرهم الذين صدقوه على دعواه في النبوة وأصحاب الأسود العنسي ومن كان من مستجيبيه من اهل اليمن وغيرهم وهذه الفرقة بأسرها منكرة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم مدعية النبوة لغيره فقاتلهم أبوبكر رضي الله عنه حتى قتل الله مسيلمة باليمامة والعنسي بصنعاء وانقضت جموعهم وهلك أكثرهم، والطائفة الأخرى ارتدوا عن الدين وانكروا الشرائع وتركوا الصلاة والزكاة إلى غيرهما من جماع أمر الدين وعادوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية فلم يكن يسجد لله سبحانه على بسيط الأرض إلا في ثلاثة مساجد مسجد مكة ومسجد المدينة ومسجد عبد القيس بالبحرين ... إلى أن قال: والصنف الآخر هم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة فأقروا بالصلاة وانكروا فرض الزكاة ووجوب أدائها إلى الإمام وهؤلاء على الحقيقة أهل بغي وإنما لم يدعوا بهذا الأسم في ذلك الزمان خصوصاً لدخولهم في غمار أهل الردة فأضيف الاسم في الجملة إلى الردة إذ كانت أعظم الأمرين وأهمهما وارخ مبدأ قتال أهل البغي بأيام على بن أبي طالب إذ كانوا متفردين في زمانه لم يختلطوا بأهل شرك وفي ذلك دليل على تصويب رأي على رضي الله عنه في قتال أهل البغي وإنه اجماع من الصحابة كلهم، وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الراي وقبضوا على أيديهم في ذلك كبني يربوع فأنهم قد جمعوا صدقاتهم وارادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فمنعهم مالك بن نويرة عن ذلك وفرقهاً فيهم ... إلى ان قال: وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه فراجع أبا بكر رضي الله عنه وناظره واحتج عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم نفسه وماله. وكان هذا من عمر رضي الله عنه تعلقاً بظاهر الكلام قبل أن ينظر في آخره ويتامل شرائطه فقال له أبو بكر أن الزكاة حق المال بريد أن القضية التي قد تضمنت عصمة دم ومال معلقة بايفاء شرائطها والحكم المعلق بشرطين لايجب بأحدهما والآخر معدوم ثم قايسه بالصلاة ورد الزكاة إليها فكان في ذلك من قوله دليل على أن قتال الممتنع من الصلاة كان إجماعاً من رأي الصحابة ولذلك رد المختلف فيه إلى المتفق عليه فاجتمع في هذه القضية الأحتجاج من عمر بالعموم ومن أبي بكر بالقياس ودل ذلك على أن العموم يخص بالقياس) إهـ.
وقال رحمه الله: ( .. وقد بينا أن أهل الردة كانوا أصنافاً منهم من ارتد عن الملة ودعا إلى نبوة مسيلمة وغيره، ومنهم من ترك الصلاة والزكاة وانكر الشرائع كلها هؤلاء الذين سماهم الصحابة كفاراً .. إلى أن قال: فأما مانعوا الزكاة منهم المقيمون على أصل الدين فأنهم أهل بغي ولم يسموا على الإنفراد عنهم كفاراً وإن كانت الردة قد اضيفت إليهم لمشاركتهم المرتدين في منع بعض ما منعوه من حقوق الدين، وذلك أن الردة اسم لغوي وكل من انصرف عن أمر كان مقبلاً إليه فقد ارتد عنه، وقد وجد من هؤلاء القوم الانصراف عن الطاعة ومنع الحق فأنقطع عنهم اسم الثناء والمدح بالدين وعلق بهم الاسم القبيح لمشاركتهم القوم الذين كان ارتدادهم حقاً ولزوم الاسم أياهم صدقاً ... إلى ان قال: فإن قيل كيف تاولت أمر هذه الطائفة التي منعت الزكاة على الوجه الذي ذهبت إليه وجعلتهم أهل بغي أرأيت إن أنكرت طائفة من أهل المسلمين في زماننا فرض الزكاة وامتنعوا من أدائها إلى الإمام هل يكون حكمهم حكم اهل البغي قيل لا فأن من انكر فرض الزكاة في هذا الزمان كان كافراً باجماع المسلمين والفرق بين هؤلاء وبين أؤلئك القوم أنهم إنما عذروا فيما كان منهم حتى صار قتال المسلمين أياهم على استخراج الحق منهم دون القصد إلى دمائهم لأسباب وأمور لا يحدث مثلها في هذا الزمان منها قرب العهد بزمان الشريعة التي كان يقع فيها تبديل الأحكام ومنها وقوع الفترة بموت النبي صلى الله عليه وسلم وكان القوم جهالاً بأمور الدين، وكان عهدهم حديثاً بالإسلام فتداخلتهم الشبهة فعذروا كما عذر بعض من تأول من الصحابة في استباحة شرب الخمرقوله تعالى: " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا " فقالوا نحن نشربها ونؤمن بالله ونعمل الصالحات ونتقي ونصلح. فأما اليوم فقد شاع دين الإسلام واستفاض علو وجوب الزكاة حتى عرفه الخاص والعام واشترك فيه العالم والجاهل فلا يعذر أحد بتأويل يتأوله في انكارها.
وإنما عرض الوهم في تأويل هذا الحديث من رواية أبي هريرة ووقعت الشبهة فيه لمن تأوله على الوجه الذي حكيناه عنهم لكثرة كا دخله من الحذف والأختصار وذلك لأن القصد لم يكن به سياق الحديث على وجهه وذكر القصة في كيفية الردة منهم وإنما قصد به حكاية ما جرى بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وما تنازعاه من الحجاج في استباحة قتالهم ويشبه أن يكون أبو هريرة إنما لم يعن بذكر القصة وسوقها على وجهها كلها اعتماداً على معرفة المخاطبين بها إذ كانوا قد علموا وجه الامر وكيفية القصة في ذلك فلم يضر ترك أشباع البيان مع حصول العلم عندهم به والله أعلم) إهـ معالم السنن (2/ 3 - 11).
وقد قال القاضي عياض بهذا الرأي وتابعه عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمهم الله أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 03:35]ـ
وهذه إضافة أخرى:
--------------------
يقول الإمام ابن قدامة رحمه الله راداً على من استدل بقول أبي بكر: (وقتلاكم في النار) على تكفير مانعي الزكاة ":- (ويحتمل أن أبا بكر قال ذلك لأنهم ارتكبوا كبائر، وماتوا من غير توبة، فحكم لهم بالنار ظاهراً، كما حكم لقتلى المجاهدين بالجنة ظاهراً، والأمر إلى الله تعالى في الجميع، ولم يحكم عليهم بالتخليد، ولا يلزم من الحكم بالنار الحكم بالتخليد، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قوماً من أمته يدخلون النار، ثم يخرجهم الله تعالى منها ويدخلهم الجنة) إهـ المغني 4/ 9.
قلت: وهذا الكلام من الإمام ابن قدامة رحمه الله صريح في أن الحكم على طائفة بالنار لا يعني بالضرورة الحكم عليها بالكفر أصلاً، فضلاً عن أن يكون حكماً على أعيانها به، وهذا بَيِّنٌ في قوله: (ولا يلزم من الحكم بالنار الحكم بالتخليد).
ويقول العلامة ابن مفلح رحمه الله في كلامه على مانعي الزكاة: (ولأن أبا بكر لما قاتلهم قالوا نؤديها، قال: لا أقبلها حتى تشهدوا أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، ولم ينقل عن أحد من الصحابة إنكاره، فدل على كفرهم ... ؟ وجوابه: بأنه يحتمل أنهم جحدوا وجوبها، ويحتمل غير ذلك، فلا يجوز الحكم به في محل النزاع، ولا يلزم من الحكم بالنار الحكم بالكفر بدليل العصاة من هذه الأمة) إهـ المبدع 2/ 402.
ويقول الإمام البهوتي رحمه الله في ذلك أيضاً: (وما روي عن الصديق أنه لما قاتل مانعي الزكاة وعضتهم الحرب قالوا نؤديها، قال لا أقبلها حتى تشهدوا أن قتلانا في الجنة وأن قتلاكم في النار، يحتمل أنه فيمن منعها جحودا ولحق بأهل الردة منهم، فقد كان فيهم طائفة كذلك على أنه لا يلزم من الحكم بالنار الحكم بالكفر بدليل العصاة من هذه الأمة) إهـ[كشاف القناع 2/ 258.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 06:07]ـ
وهذه إضافة هامة
----------------------
يقول إمام الحرمين الجويني رحمه الله وهو بصدد الكلام عن أحكام البغاة بعد كلام له: (وقد ضمنا أن نذكر وجوه قتال الإمام مع طوائف المسلمين، فنذكر مقاتلة أبي بكر رضي الله عنه مع أهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الشافعي: " أهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضربان: قسم مانعي الزكاة أهل ردة، لا من جهة ارتدادهم عن الدين، ولكن من جهة ارتدادهم عن الطعة " وتأسى لفظ الردة بما روى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب واشرأب النفاق ونزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات، لهاضها ".
ولقد كان الذين سُموا أهل الردة قسمين: قسم كفروا بالله عزوجل بعد إيمانهم، مثل طليحة، والعنسي، ومسيلمة، وأصحابهم، وقسم ارتدوا عما لزمهم من حق أداء الزكاة، والردة لفظة عربية، وأطلقها المتقدمون على مانعي الزكاة. ثم الذين منعوا الزكاة ما كانوا خارجين عن الإيمان، وقاتلهم أبو بكر، والمناظرة التي جرت بينه وبين عمر رضي الله عنهما مشهورة، إذ قال عمر: كيف تقاتل أقواماً يقولون: لا إله ‘لا الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم " فقال أبو بكر: " أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إلا بحقها " والزكاة من حقها، والله لا أفرق بين ما جمع الله، قال الله تعالى: " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة "، والله لو منعوني عقالاً وفي بعض الروايات عناقاً مما أدوا إلى رسول الله، لقاتلتهم عليه ".
ثم استدَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأي أبي بكر، وتبين أنه قاتلهم، وهم مؤمنون، وقال بعض من وقع في الأسر منهم: والله ما كفرنا بعد إيماننا، ولكن شححنا على أموالنا، وأشعارهم وأراجيزهم في هذه المعاني. وكان يقول بعضهم: أدينا الزكاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاته سكناً لنا، وليسا صلاة غيره سكناً لنا. وترتب على هذا الأصل أن كل من امتنع عن أداء حق إلى الإمام استيفاؤه، فالإمام يستوفيه منه، وإن لم يكن فيه امتناع، حبسه وأرهقه إلى أداء الحق. وإن تجمع قوم وامتنعوا عن أداء ما إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام استيفاؤه، فالحال يفضي إلى دعائهم ‘لى الطاعة، فإن أصروا، فليس إلا القتال، إذ لا سبيل إلى تركهم على تمردهم وتفردهم وخروجهم عن الطاعة) إهـ نهاية المطلب في دراية المذهب (17/ 136).
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 12:06]ـ
الحق الذي لا يجوز اعتقاد غيره هو أن عمر بن الخطاب توقف في قتال مانعي الزكاة لمنعهم الزكاة لا لكفرهم،إذلو كان يعتقدكفرهم لما نزع بمثل ذاك الدليل فلما تبين له وجه الدليل شايع أبا بكر على قتالهم تعزيرا لاتكفيرا ..
قال أبو عمرابن عبد البر في التمهيد:
{الآثار المرفوعة في هذا الباب كلها تدل على أن مفارقة الجماعة وشق عصا المسلمين والخلاف على السلطان المجتمع عليه ويريق الدم ويبيحه ويوجب قتال من فعل ذلك فإن قيل قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله فمن قال لا إله إلا الله حرم دمه" قيل لقائل ذلك لو تدبرت قوله في هذا الحديث إلا بحقها لعلمت أنه خلاف ما ظننت ألا ترى أن أبا بكر الصديق قد رد على عمر ما نزع به من هذا الحديث وقال من حقها الزكاة ففهم عمر ذلك من قوله وانصرف إليه وأجمع الصحابة عليه فقاتلوا مانعي الزكاة كما قاتلوا أهل الردة وسماهم بعضهم أهل ردة على الاتساع لأنهم ارتدوا عن أداء الزكاة ومعلوم مشهور عنهم أنهم قالوا ما تركنا ديننا ولكن شححنا على أموالنا فكما جاز قتالهم عند جميع الصحابة على منعهم الزكاة وكان ذلك عندهم في معنى قوله عليه السلام إلا بحقها فكذلك من شق عصا المسلمين وخالف إمام جماعتهم وفرق كلمتهم لأن الفرض الواجب إجتماع كلمة أهل دين الله المسلمين على من خالف دينهم من الكافرين حتى تكون كلمتهم واحدة وجماعتهم غير مفترقة ومن الحقوق المريقة للدماء المبيحة للقتال الفساد في الأرض وقتل النفس وانتهاب الأهل والمال والبغي على السلطان والامتناع من حكمه هذا كله داخل تحت قوله إلا بحقها كما يدخل في ذلك الزاني المحصن وقاتل النفس بغير حق والمرتد عن دينه.}
أقول:وحين اتفقوا على اكفار من آمن بمسيلمة أو طليحة أو سجاح واستباحوا سبي نسائهم وتحريق مقاتلتهم وقع اللبس عند بعض الناس فظن أن أهل الردة سواء وهذا خطأ بين. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من ثقيف اسلامها مع إبايتهم الصدقة اوالجهاد،وليس في هذا متعلق للمرجئة كما ليس في صنيع الصحابة مع مانعي الزكاة حجة للمكفرة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 04:25]ـ
أخي الكريم أبو فيصل وفقك الله تعالى
-------------------
موضوع وفد ثقيف سبق نقاشه على هذ الرابط
تفضل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20263&highlight=%DE%C8%E6%E1+%C7%E1% C5%D3%E1%C7%E3+%C7%E1%D4%D1%D8
وهذا رابط أخر مرتبط بمسألة وفد ثقيف:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23474&highlight=%DE%C8%E6%E1+%C7%E1% C5%D3%E1%C7%E3
------------------
أما بخصوص نوع قتال الصحابة رضي الله عنهم لمانعي الزكاة هل كان كفراً أو حداً فهذه مسألة سبق عرضها على هذا الرابط
تفضل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20259
وجزاك الله خيراً.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 07:53]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((واعلم أن طائفة من الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد جعلوا قتال مانعي الزكاة وقتال الخوارج جميعاً من قتال البغاة، وجعلوا قتال الجمل وصفِّين من هذا الباب. وهذا القول خطأ مخالف لقول الأئمة الكبار، وهو خلاف نص مالك وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة السلف، ومخالف للسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما القتال بالجمل وصفيِّن فهو قتال فتنة وليس فيه أمر من الله ورسوله ولا إجماع من الصحابة، وأما قتال مانعي الزكاة إذا كانوا ممتنعين عن أدائها بالكلية أو عن الإقرار بها فهو أعظم من قتال الخوارج ... فيجب الفرق بين قتال المرتدين وقتال الخوارج المارقين " " فإن الصديق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله، لا على طاعته. فإن الزكاة فرض عليهم فقاتلهم على الإقرار بها وعلى أدائها)) إهـ منهاج السنة النبوية (4/ 500).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 08:26]ـ
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرى اسلامهم و الدليل انه في خلافته ارجع لهم سلبهم و ما اخدهم منهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه كغنائم في حروب الردة و الله اعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 09:28]ـ
ما سند هذه الرواية يا أخ (التقرتي)؟ .. وكيف يفعل أمراً قد أقرّ أبا بكر عليه في حياته؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 09:29]ـ
أخي التقرتي وفقك الله تعالى
------------------
الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بعد أن ناظره أبو بكر رضي الله عنهما في كفر مانعي الزكاة وأنهم مرتدين، تبين لعمر رضي الله عنه وجه الحق في المسألة، فرجع عن قوله واتبع أبو بكر رضي الله عنهما على ذلك، واتفق قول الصحابة على كفر مانعي الزكاة دون خلاف .. وعمر لم يكن اتبع أبو بكر رضي الله عنهما تقليداً دون يقين، أو أنه كان في الباطن على خلاف ما أظهره أمام أبو بكر رضي الله عنهما، هذا لا يمكن أن يُظن بعمر رضي الله عنه فهو أجل من ذلك .. وهذا الظن إنما يقوله الروافض من باب الطعن في عمر وباقي الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
يقول الإمام الخطابي رحمه الله: (وقد زعم قوم من الرافضة أن عمر رضي الله عنه إنما أراد بهذا القول: تقليد أبي بكر رضي الله عنه، وأنه كان يعتقد له العصمة والبراءة من الخطأ، وليس ذلك كما زعموه .. ) إهـ معالم السنن (2/ 201).
وأما القول بأن عمر رضي الله عنه كان يرى إسلام مانعي الزكاة بدليل أنه أرجع لهم السبي في خلافته، فهذه الشبهة إنما قالها الرافضي أبو المطهر الحلي عندما عدد مثالب الصحابة فزعم أن عمر كان مقلد لأبي بكر رضي الله عنهما.
وقد رد على هذه الشبهة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: (وأما قوله: الخلاف السادس: فهذا من الكذب الذي لا يخفى على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم، بعد أن راجعه عمر في ذلك ... فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة، وكذلك سائر الصحابة، وأقرّ أؤلئك بالزكاة بعد امتناعهم منها، ولم تسب لهم ذرية، ولا حبس منهم أحد، ولا كان بالمدينة حبس لا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا على عهد أبي بكر، فكيف يموت وهم في حبسه؟.
وأول حبس اتخذ في الإسلام بمكة، اشترى عمر من صفوان ابن أمية داره، وجعلها حبساً بمكة، ولكن من الناس من يقول: سبى أبو بكر نساءهم وذراريهم، وعمر أعاد ذلك عليهم، وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما، فإنه قد يكون عمر كان موافقاً على جواز سبيهم، لكن ردّ إليهم سبيهم، كما ردّ النبي صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين، فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوّضه من عنده، لما أتى أهلهم مسلمين فطالبوا ردّ ذلك إليهم.
وأهل الردة كان قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر، حتى يُرى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم ردّ ذلك إليهم، لأنه جايز) إهـ منهاج السنة النبوية (6/ 327)
ويقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله معلقاً على كلام شيخ الإسلام السابق: (ونذكر هنا أيضًا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس اللهُ روحه في منهاج السنة على قول الرافضي”الخلاف السادس في قتال مانعي الزكاة“ قاتلهم أبو بكر واجتهد عمر أيام خلافته فردَّ السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين. فهذا من الكذب الذي لا يخفي على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم بعد أن راجعه عمر في ذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن عمر قال لأبي بكر: يا خليفةَ رسولِ الله كيف تقاتل الناس وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أقاتِلَ النَّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول اللهُ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» فقال أبو بكر: ألم يقل إلا بحقها وحسابهم على الله؟ فإن الزكاة من حقها، واللهِ لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فواللهِ ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. وفي الصحيحين تصديق فهم أبي بكر عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسولُ اللهِ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة وكذلك سائر الصحابة ... لى أن يقول: ولكن من الناس من يقول سبي أبو بكر نساءهم وذراريهم وعمر أعاد ذلك عليهم.
وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما فإنه قد يكون عمر كان موافقًا على جواز سبيهم لكن رد إليهم سبيهم، كما ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوضه من عنده لما أتي أهلهم مسلمين فطلبوا رد ذلك إليهم. وأهل الردة قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر حتى يُرِى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم رد ذلك إليهم لأنه جائز. انتهى.
فتبين بما ذكره شيخ الإسلام أن الصحابة أجمعوا على قتالهم وأنهم سمُّوهم كلهم أهل الردة، وأنه لم يكن بين عمر وبين أبي بكر خلاف بعد رجوع عمر إلى موافقة أبي بكر مع سائر الصحابة، وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يخالف ما في الصحيحين كما زعم هذا المعترض الجاهل واللهُ أعلم) إهـ رسالة تبرئة الشيخين (صـ172) للشيخ ابن سحمان.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 09:46]ـ
أخي التقرتي وفقك الله تعالى
------------------
الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بعد أن ناظره أبو بكر رضي الله عنهما في كفر مانعي الزكاة وأنهم مرتدين، تبين لعمر رضي الله عنه وجه الحق في المسألة، فرجع عن قوله واتبع أبو بكر رضي الله عنهما على ذلك، واتفق قول الصحابة على كفر مانعي الزكاة دون خلاف .. وعمر لم يكن اتبع أبو بكر رضي الله عنهما تقليداً دون يقين، أو أنه كان في الباطن على خلاف ما أظهره أمام أبو بكر رضي الله عنهما، هذا لا يمكن أن يُظن بعمر رضي الله عنه فهو أجل من ذلك .. وهذا الظن إنما يقوله الروافض من باب الطعن في عمر وباقي الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
يقول الإمام الخطابي رحمه الله: (وقد زعم قوم من الرافضة أن عمر رضي الله عنه إنما أراد بهذا القول: تقليد أبي بكر رضي الله عنه، وأنه كان يعتقد له العصمة والبراءة من الخطأ، وليس ذلك كما زعموه .. ) إهـ معالم السنن (2/ 201).
وأما القول بأن عمر رضي الله عنه كان يرى إسلام مانعي الزكاة بدليل أنه أرجع لهم السبي في خلافته، فهذه الشبهة إنما قالها الرافضي أبو المطهر الحلي عندما عدد مثالب الصحابة فزعم أن عمر كان مقلد لأبي بكر رضي الله عنهما.
وقد رد على هذه الشبهة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: (وأما قوله: الخلاف السادس: فهذا من الكذب الذي لا يخفى على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم، بعد أن راجعه عمر في ذلك ... فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة، وكذلك سائر الصحابة، وأقرّ أؤلئك بالزكاة بعد امتناعهم منها، ولم تسب لهم ذرية، ولا حبس منهم أحد، ولا كان بالمدينة حبس لا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا على عهد أبي بكر، فكيف يموت وهم في حبسه؟.
وأول حبس اتخذ في الإسلام بمكة، اشترى عمر من صفوان ابن أمية داره، وجعلها حبساً بمكة، ولكن من الناس من يقول: سبى أبو بكر نساءهم وذراريهم، وعمر أعاد ذلك عليهم، وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما، فإنه قد يكون عمر كان موافقاً على جواز سبيهم، لكن ردّ إليهم سبيهم، كما ردّ النبي صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين، فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوّضه من عنده، لما أتى أهلهم مسلمين فطالبوا ردّ ذلك إليهم.
وأهل الردة كان قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر، حتى يُرى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم ردّ ذلك إليهم، لأنه جايز) إهـ منهاج السنة النبوية (6/ 327)
ويقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله معلقاً على كلام شيخ الإسلام السابق: (ونذكر هنا أيضًا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس اللهُ روحه في منهاج السنة على قول الرافضي”الخلاف السادس في قتال مانعي الزكاة“ قاتلهم أبو بكر واجتهد عمر أيام خلافته فردَّ السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين. فهذا من الكذب الذي لا يخفي على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم بعد أن راجعه عمر في ذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن عمر قال لأبي بكر: يا خليفةَ رسولِ الله كيف تقاتل الناس وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أقاتِلَ النَّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول اللهُ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» فقال أبو بكر: ألم يقل إلا بحقها وحسابهم على الله؟ فإن الزكاة من حقها، واللهِ لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فواللهِ ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. وفي الصحيحين تصديق فهم أبي بكر عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسولُ اللهِ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة وكذلك سائر الصحابة ... لى أن يقول: ولكن من الناس من يقول سبي أبو بكر نساءهم وذراريهم وعمر أعاد ذلك عليهم.
وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما فإنه قد يكون عمر كان موافقًا على جواز سبيهم لكن رد إليهم سبيهم، كما ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوضه من عنده لما أتي أهلهم مسلمين فطلبوا رد ذلك إليهم. وأهل الردة قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر حتى يُرِى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم رد ذلك إليهم لأنه جائز. انتهى.
فتبين بما ذكره شيخ الإسلام أن الصحابة أجمعوا على قتالهم وأنهم سمُّوهم كلهم أهل الردة، وأنه لم يكن بين عمر وبين أبي بكر خلاف بعد رجوع عمر إلى موافقة أبي بكر مع سائر الصحابة، وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يخالف ما في الصحيحين كما زعم هذا المعترض الجاهل واللهُ أعلم) إهـ رسالة تبرئة الشيخين (صـ172) للشيخ ابن سحمان.
والله أعلم وأحكم.
لو صح زعمك لكان هناك اجماع في تكفير تاركي الزكاة لكن الشاهد عند العلماء خلاف ذلك فتنبه لذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 09:54]ـ
هل أجمع الصحابة على كفر مانعي الزكاة
هل هناك إجماع من الصحابة –رضي الله عنهم- في تكفير مانعي الزكاة في وقتهم؟ بحيث إنهم قاتلوهم قتال ردة ولم يفرقوا بينهم؟ وأرجو التنبيه بأن السؤال في الصحابة وعن تكفيرهم لمانعي الزكاة لا عن قتالهم لهم خصوصاً لا من بعدهم، وإذا كان إجماعاً فمن نقله؟ وإذا كان خلافاً فمن خالف من الصحابة؟ وما سبب مناط التكفير؟
الفتوى:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بداية أود أن أشكر الأخ الكريم على حرصه على البحث عن كلام أئمة السنة في مثل هذه المسائل الكبار، والسؤال ينبئ عن سائله، ففيه من الدقة ما يدل على خير، أسأل الله لي وله العلم النافع والعمل الصالح، وبعد:
يا محب، فاعلم أن هذه المسألة التي سألت عنها من المسائل الكبار التي اختلف فيها كلام الأئمة، ونصوص المتقدمين في هذه المسألة –مسألة كفر تاركي الزكاة- ليست كثيرة، بخلاف كلام المتأخرين فهو مفصل، وأكثر من وقفت على كلامه عنها –حسب علمي- إمامان:
الأول: الخطابي (ت:388هـ) –رحمه الله-والذي تتابع على نقله جمع من الشراح المتأخرين كالنووي في شرحه على مسلم (1/ 202)، وابن حجر في الفتح (12/ 277)، وغيرهم.
الثاني: شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-، ولكن كلامه متفرق ففي بعضه إشارات إلى أنهم –أعني مانعي الزكاة الذين قاتلهم الصحابة- كفار، وفي مواضع من كلامه ليس كذلك، وسأذكر لك بعض المواضع بعد قليل.
ونظراً لتشعب المسألة وطول تفاريعها، أذكر لك خلاصة ما وقفت عليه في هذا المقام:
(1) يوجد طوائف من الذين قاتلهم الصديق والصحابة –رضي الله عنهم أجمعين-، لا شك في كفرهم، كبني حنيفة الذين آمنوا بنبوة مسيلمة.
(2) أجمع الصحابة –رضي الله عنهم- على وجوب قتال مانعي الزكاة بعد الشبهة التي عرضت للفاروق –رضي الله عنه-، ثم أزالها الصديق –رضي الله عنه-.
(3) أن أهل السير والتاريخ اختلفوا في حال مانعي الزكاة، وصفة قتالهم، وبسبب ذلك اختلف أهل العلم، هل وقع إجماع على كفرهم أم لا؟:
فالمشهور عند كثير من أهل العلم أنه لم يقع إجماع على كفرهم، وأنهم غير كفار.
وذهب آخرون إلى أن إجماع الصحابة –رضي الله عنهم- واقع أيضاً على كفرهم، وأشهر من ينتصر لهذا الرأي: أئمة الدعوة النجدية.
يوجد في كلام أبي عبيد في (الإيمان) كلام في كفرهم على منع الزكاة، ولكنه يحتمل التأويل.
للاستزادة: النبوات لابن تيمية (ص:140) منهاج السنة (7/ 217) (6/ 348) (4/ 494) (8/ 324 - 327) مجموع الفتاوى لابن تيمية (28/ 556 - 530) الفتاوى الكبرى (4/ 259) مصباح الظلام للشيخ: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن (359) [وهنا نقل عن ابن تيمية في هذه المسألة هو أصرح ما نقل عنه في تكفير مانعي الزكاة] الدرر السنية (10/ 40 - 104 - 178 - 180 - 311)، والله أعلم.
ان علمتم ذلك فلا داعي للنقاش في مسألة لم يفصل فيها كبار العلماء و السلام عليكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:05]ـ
يعلم الله أني لا أعذر الأخ المبارك في وضع هذا السؤال هنا ولا أقيله.
والله ما اختلفوا في أمر ولا تجادلوا، إنما هي وجهة نظر يبينها كلٌ للآخر، فيطرح كل منهما وجهة نظره فأيهما أصابت أخذ بها. كما قصة جمع القرآن
لا جدال ولا عناد ولا عراك، فكيف يُستنتج من المناقشة بينهما أنها كذلك.
لا حول ولا قوة إلا بالله
والله ما ظننت أن أرى مثل هذا السؤال
فاتقوا الله قد شرقتم وغربتم على أعظم رجلين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:11]ـ
يعلم الله أني لا أعذر الأخ المبارك في وضع هذا السؤال هنا ولا أقيله.
والله ما اختلفوا في أمر ولا تجادلوا، إنما هي وجهة نظر يبينها كلٌ للآخر، فيطرح كل منهما وجهة نظره فأيهما أصابت أخذ بها. كما قصة جمع القرآن
لا جدال ولا عناد ولا عراك، فكيف يُستنتج من المناقشة بينهما أنها كذلك.
لا حول ولا قوة إلا بالله
والله ما ظننت أن أرى مثل هذا السؤال
فاتقوا الله قد شرقتم وغربتم على أعظم رجلين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك اخي التميمي اظن ان الاخ لم يحسن صياغة العنوان فقط لكنه في المتن بين سؤاله هل عمر بن الخطاب يرى كفر مانعي الزكاة او لا.
لا اظن ان الاخ يقصد جدالا بين الصحابة و الله اعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 10:59]ـ
أخي التميمي وفقك الله تعالى
-----------------
أما (عنوان الموضوع) فهذا يخص الأخ الكريم أبو شعيب وفقه الله وهو سوف يرد عليك إن شاء الله تعالى .. لكن أقول لك أن كلمة الجدال والمجادلة لا يقصد بها المعنى الذي تبادر إلى ذهنك، فإن لفظ المجادلة قد ورد في القرآن في أكثر من موضع
قال الله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
وقال عز من قائل: (وجادلهم بالتي هي أحسن).
فنحن مأمورنا بالمجادلة عند بيان الحق ولكن بالطريقة الحسنة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لا ريب أنه يجب على كل أحدٍ أن يؤمن بما جاء به الرسول إيماناً عاماً مجملاً، ولا ريب أن معرفة ما جاء به الرسول على التفصيل فرضٌ على الكفاية، فإن ذلك داخلٌ في تبليغ ما بعث الله به رسوله، وداخلٌ في تدبر القرآن وعقله وفهمه وعلم الكتاب والحكمة وحفظ الذكر والدعاء إلى سبيل الرب بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ونحو ذلك مما أوجبه الله على المؤمنين فهو واجبٌ على الكفاية منهم) إهـ مجموع الفتاوى (3/ 312).
وكما لا يخفاك فإن لفظ الجدال و المجادلة في اللغة هو: المناظرة والمخاصمة، ومقابلة الحجة بالحجة.
يقول ابن منظور في لسان العرب: (والجَدَل: اللَّدَدُ في الخُصومة والقدرةُ عليها، وقد جادله مجادلة وجِدالاً ورجل جَدِل ومِجْدَل ومِجْدال: شديد الجَدَل، ويقال: جادَلْت الرجل فجَدَلته جَدْلاً أَي: غلبته، ورجل جَدِل: إِذا كان أَقوى في الخِصام، وجادَله أَي: خاصمه مُجادلة وجِدالاً، والاسم الجَدَل: وهو شدَّة الخصومة، والجَدَل: مقابلة الحجة بالحجة، والمجادلة: المناظرة والمخاصمة) إهـ.
قال الجرجاني في تعريفاته: (دفع المرء خصمه عن إفساد قوله بحجة أو شبهة أو يقصد به تصحيح كلامه وهو الخصومة في الحقيقة) إهـ.
وقيل المجادلة: هي مقابلة الحجة بالحجة، وكشف الشبه لدى من تجادله بالأدلة المقنعة والبراهين الواضحة
وقيل الجدل أصله: الاحتجاج لتصويب رأي ورد ما يخالفه، فهو حوار وتبادل في الأدلة ومناقشتها. وهو حال أوسع من الخصام والمخاصمة على أن المخاصمة نوع جدل من حيث هي تراد في الكلام والحجج.
كما ترى فهناك فرق بين المخاصمة وبين المجادلة لا سيما إن كانت مجادلة بالتي هي أحسن.
لذا لا أرى في عنوان الموضوع أي اشكال .. فالمقصود بقول القائل: هل جادل عمر أبا بكر - رضي الله عنهما - في كفر المرتدين مانعي الزكاة: أي هل ناظره في ذلك أم؟ .. فأي إشكال في هذا الكلام .. هذا أمر.
الأمر الأخر بارك الله فيك: لا ينبغي لك أن تصف إخوانك كأنهم يتكلمون في ما لا يعلمون وتصفهم بأنهم يشرقون ويغربون فإن هذا الإسلوب ليس بجيد، فإن كنت ترى خطأ في كلامهم فعليك أن تبينه بالدليل الشرعي هذا هو الواجب.
-------------
أخي التقرتي وفقك الله تعالى:
------------
كلامك الأخير قد سبق الرد عليه في أول الموضوع فراجعه وقرأه بتمعن وتدبر حتى تعرف حقيقة التفصيل في هذه المسألة وفقك الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:19]ـ
الأمر الأخر بارك الله فيك: لا ينبغي لك أن تصف إخوانك كأنهم يتكلمون في ما لا يعلمون وتصفهم بأنهم يشرقون ويغربون فإن هذا الإسلوب ليس بجيد، فإن كنت ترى خطأ في كلامهم فعليك أن تبينه بالدليل الشرعي هذا هو الواجب.
سبحانك هذا بهتان عظيم
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:22]ـ
سبحانك هذا بهتان عظيم
اوافقك الرأي اخي التميمي فالجدال مذموم بالمعنى عام لكن اظن ان الاخ يحاول تبرير العنوان باي طريقة فقط.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:44]ـ
والله إني لأشتم نتانة من هذه المشاركة، وأن لها مآرب أخرى، فحسبي الله ونعم الوكيل
هل سيقتل خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يعتقده حق الإعتقاد أنه مسلم؟!
أو هل سيغصب خليفة خليفة رسول الله على أمر ويلزمه به وهو يعلم أنه يخالف الشرع؟!
والله ما أريد من هذه المشاركة إلا الفتنة.
فهذا نداء إلى أهل الفضل والخير من المشرفين في هذا المنتدى المبارك بوقف مثل هذه الترهات والتي تمس رموزا من رموز الدين، الهدف منها غير معلن.
فأغلقوا الموضوع كرامة لا أمرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 06:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شيء عجيب يا أخ السكران ما انتهى إليه فهمك لحديثي .. ولكنني سأحجم عن الجدال (المذموم)، وأطلب منك رجاءً أن تعيد النظر.
وجزاك الله خيراً.
-----------
الأخ (الإمام الدهلوي)،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .. لطالما كنت خير معين. ونعم، كلمة "جدال" استقيتها من كتاب الله تعالى.
=============
وبقي علينا توثيق الرواية التي فيها أن عمر - رضي الله عنه - ردّ سبي أهل الردة - بعد إسلامهم - إليهم. فإني أرى أن ابن تيمية - رحمه الله - يقول: ((ولكن من الناس من يقول سبي أبو بكر نساءهم وذراريهم وعمر أعاد ذلك عليهم)) .. بمعنى أنها رواية غير موثّقة.
فهل لأحد أن يورد سند هذه الرواية؟
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 01:01]ـ
صدقني ما العجيب إلا طرحك
أنت تحاول الوقوع بالخليفتين الراشدين وتأجيج الفتنة حولهما
والآخر يصحح لنا معاني العربية وكأننا من (الأوردو) ولسنا من صميم العرب ومحتدهم
ونصيحي لك ما نصحتي: أعد النظر.
ويعلم الله لو أني أعلم صدق نيتك في الطرح لسطرت لك في المسألة ما يسرك ويزيد، ويجلي ما أشكل عليك.
وإن كان كما تقول: لم أفهم قصدك، فلماذا أوردت المشاركة بهذه الصيغة وهذا الأسلوب، ولم لم تدخل في سؤالك مباشرة بدون لف ولا دوران.
على أني رأيتك تسأل وتجيب، فيا للعجب منك.
ثم يكتب صديقك الذي تصحح له كلامه الذي لا يدري هو نفسه فيم كتبه أصلا، فقط مجرد الشوشرة والبلبلة، ومن ثم يعلمنا كيف نتكلم العربية وكيف نفهم معانيها، وكأننا من مسلمي شرق آسيا أو نحوها، وما علم أننا أصل من أصول العربية، والحمد لله.
أرجع وأقول: ما هكذا يكون الطرح، وما هكذا يستفسر عن أمر يحزبك المراد منه.
وأعيد وأقول مره أخرى: لو أعلم أنك أتيت المنزل من بابه وطرقت، لفتحنا لك بما يفتح الله علينا حول هذه المسألة بما لن تراه في موضع آخر.
ولكنها الأهواء والآراء، والتطبيل للآخرين بلا علم وكأنهم قد حلوا قضية الشرق الأوسط برمتها.
أخيرا لعلي أختم بتوقيعي، فانظره غير مأمور في أسفل مشاركتي. (يعلم الله أنها أول مرة لي أكون فيها فضا مع أحد، ولكن الأمر يستدعي أكثر من هذا)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:19]ـ
الله أعلم بالنوايا، وحسبي ذلك.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 04:55]ـ
إبراء لذمتي وإنصافا لك يا (أبا شعيب)
ساقدم لك أعظم بيان شافي وهو نقل (واحد) فقط، أعيد: (نقل واحد فقط) يوضح لك الأمر ويجلي لك الإشكال.
قال في (أحكام القرآن للجصاص ج2/ص193):
وقد كان أبو بَكْرٍ رضي اللَّهُ عنه قَاتَلَ مَانِعِي الزَّكَاةِ لِمُوَافَقَةٍ من الصَّحَابَةِ إيَّاهُ على شَيْئَيْنِ: أَحَدُهُمَا: الْكُفْرُ، وَالْآخَرُ: مَنْعُ الزَّكَاةِ.
وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ امْتَنَعُوا من قَبُولِ فَرْضِ الزَّكَاةِ وَمِنْ أَدَائِهَا، فَانْتَظَمُوا بِهِ مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا: الِامْتِنَاعُ من قَبُولِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى؛ وَذَلِكَ كُفْرٌ. وَالْآخَرُ: الِامْتِنَاعُ من أَدَاءِ الصَّدَقَاتِ الْمَفْرُوضَةِ في أَمْوَالِهِمْ إلَى الْإِمَامِ.
فَكَانَ قِتَالُهُ إيَّاهُمْ لِلْأَمْرَيْنِ جميعا؛ وَلِذَلِكَ قال: (لو مَنَعُونِي عِقَالًا) وفي بَعْضِ الْأَخْبَارِ (عِنَاقًا مِمَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إلَى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لَقَاتَلَتْهُمْ عليه).
فَإِنَّمَا قُلْنَا: أنهم كَانُوا كُفَّارًا مُمْتَنِعِينَ من قَبُولِ فَرْضِ الزَّكَاةِ؛ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ سَمَّوْهُمْ أَهْلَ الرِّدَّةِ، وَهَذِهِ السِّمَةُ لَازِمَةٌ لهم إلَى يَوْمِنَا هذا، وَكَانُوا سَبَوْا نِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَلَوْ لم يَكُونُوا مُرْتَدِّينَ لَمَا سَارَ فِيهِمْ هذه السِّيرَةَ، وَذَلِكَ شَيْءٌ لم يَخْتَلِفْ فيه الصَّدْرُ الْأَوَّلُ وَلَا من بَعْدَهُمْ من الْمُسْلِمِينَ، أَعْنِي في أَنَّ الْقَوْمَ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ أبو بَكْرٍ كَانُوا أَهْلَ الردة.
وقال أيضا في (أحكام القرآن للجصاص ج4/ص271):
وقد كانت الصَّحَابَةُ سَبَتْ ذَرَارِيَّ مَانِعِي الزَّكَاةِ، وَقَتَلَتْ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَمَّوْهُمْ أَهْلَ الرِّدَّةِ؛ لِأَنَّهُمْ امْتَنَعُوا من الْتِزَامِ الزَّكَاةِ وَقَبُولِ وُجُوبِهَا، فَكَانُوا مُرْتَدِّينَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ من كَفَرَ بِآيَةٍ من الْقُرْآنِ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كُلِّهِ، وَعَلَى ذلك أجري حُكْمَهُمْ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مع سَائِرِ الصَّحَابَةِ حين قَاتَلُوهُمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَدُلُّ على أَنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ بِامْتِنَاعِهِمْ من قَبُولِ فَرْضِ الزَّكَاةِ ما رَوَى مَعْمَرٍ عن الزُّهْرِيِّ عن أَنَسٍ قال: لَمَّا تُوُفِّيَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ارْتَدَّتْ الْعَرَبُ كَافَّةً فقال عُمَرُ: يا أَبَا بَكْرٍ أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ الْعَرَبَ كَافَّةً؟! فقال أبو بَكْرٍ: إنَّمَا قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ مَنَعُونِي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَاَللَّهِ لو مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ إلَى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عليه.
وَرَوَى مُبَارَكُ بن فَضَالَةَ عن الْحَسَنِ قال: لَمَّا قُبِضَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ارْتَدَّتْ الْعَرَبُ عن الْإِسْلَامِ إلَّا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَنَصَبَ أبو بَكْرٍ لهم الْحَرْبَ فَقَالُوا: فَإِذًا نَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَنُصَلِّي وَلَا نُزَكِّي، فَمَشَى عُمَرُ وَالْبَدْرِيُّونَ إلَى أبى بَكْرٍ وَقَالُوا: دَعْهُمْ فَإِنَّهُمْ إذَا اسْتَقَرَّ الْإِسْلَامُ في قُلُوبِهِمْ وَثَبَتَ أَدَّوْا. فقال: وَاَللَّهِ لو مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا أَخَذَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عليه. وَقَاتَلَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على ثَلَاثٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُن وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ. وقال اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} وَاَللَّهِ لَا أسئل [أسأل] فَوْقَهُنَّ وَلَا أُقَصِّرُ دُونَهُنَّ. فَقَالُوا له: يا أَبَا بَكْرٍ نَحْنُ نُزَكِّي وَلَا نَدْفَعُهَا إلَيْك. فقال: لَا وَاَللَّهِ حتى آخُذَهَا كما أَخَذَهَا رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَأَضَعَهَا مَوَاضِعَهَا.
وَرَوَى حَمَّادُ بن زَيْدٍ عن أَيُّوبَ عن مُحَمَّدِ بن سِيرِينَ مثله.
وَرَوَى الزُّهْرِيُّ عن عبيدالله بن عبدالله عن أبي هُرَيْرَةَ قال: لَمَّا قُبِضَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أبو بَكْرٍ وَارْتَدَّ من ارْتَدَّ من الْعَرَبِ بَعَثَ أبو بَكْرٍ لِقِتَالِ من ارْتَدَّ عن الْإِسْلَامِ فقال له عُمَرُ: يا أَبَا بَكْرٍ أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ الناس حتى يَقُولُوا لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فإذا فَعَلُوا ذلك عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ على اللَّهِ"؟ فقال: لو مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إلَى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لَقَاتَلْتهمْ عليه.
فَأَخْبَرَ جَمِيعُ هَؤُلَاءِ الرُّوَاةِ إن الَّذِينَ ارْتَدُّوا من الْعَرَبِ إنَّمَا كان رِدَّتُهُمْ من جِهَةِ امْتِنَاعِهِمْ من أَدَاءِ الزَّكَاةِ وَذَلِكَ عِنْدَنَا على أَنَّهُمْ امْتَنَعُوا من أَدَاءِ الزَّكَاةِ على جِهَةِ الرَّدِّ لها وَتَرْكِ قَبُولِهَا فَسُمُّوا مُرْتَدِّينَ من أَجْلِ ذلك، وقد أَخْبَرَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَيْضًا في حديث الْحَسَنِ أَنَّهُ يُقَاتِلُهُمْ على تَرْكِ الْأَدَاءِ إلَيْهِ وَإِنْ كَانُوا مُعْتَرِفِينَ بِوُجُوبِهَا؛ لِأَنَّهُمْ قالوا بَعْدَ ذلك: نُزَكِّي وَلَا نُؤَدِّيهَا إلَيْك، فقال: لَا وَاَللَّهِ حتى آخُذَهَا كما أَخَذَهَا رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم.
وفي ذلك ضَرْبَانِ من الدَّلَالَةِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَانِعَ الزَّكَاةِ على وَجْهِ تَرْكِ الْتِزَامِهَا وَالِاعْتِرَافِ بِوُجُوبِهَا مُرْتَدٌّ، وَأَنَّ مَانِعَهَا من الْإِمَامِ بَعْدَ الِاعْتِرَافِ بها يَسْتَحِقُّ الْقِتَالَ، فَثَبَتَ أَنَّ من أَدَّى صَدَقَةَ مَوَاشِيهِ إلَى الْفُقَرَاءِ إن الْإِمَامَ لَا يَحْتَسِبُ له بها، وَأَنَّهُ مَتَى امْتَنَعَ من دَفْعِهَا إلَى الْإِمَامِ قَاتَلَهُ عليها. وَكَذَلِكَ قال أَصْحَابُنَا في صَدَقَاتِ الْمَوَاشِي، وَأَمَّا زَكَاةُ الْأَمْوَالِ فإن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ قد كَانُوا يَأْخُذُونَهَا كما يَأْخُذُونَ صَدَقَاتِ الْمَوَاشِي، فلما كان أَيَّامُ عُثْمَانَ خَطَبَ الناس فقال: هذا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ فَمَنْ كان عليه دَيْنٌ فَلْيُؤَدِّهِ ثُمَّ لِيُزَكِّ بَقِيَّةَ مَالِهِ. فَجَعَلَ الْأَدَاءَ إلَى أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ وَصَارُوا بِمَنْزِلَةِ الْوُكَلَاءِ لِلْإِمَامِ في أَدَائِهَا. وَهَذَا الذي فَعَلَهُ أبو بَكْرٍ في مَانِعِي الزَّكَاةِ بِمُوَافَقَةِ الصَّحَابَةِ إيَّاهُ كان من غَيْرِ خِلَافٍ منهم بعد ما تَبَيَّنُوا صِحَّةَ رَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ في ذلك.
ملاحظة: هذا نقل واحد أخي ويعلم الله لو أردت أن أكتب لك كتابا هنا في بيان وتوضيح المسألة عليك لفعلت، ولكن أخي حفظك الله فعلا أنا لا أعلم النوايا ولكن ما أجمل الصياغة الحسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 06:42]ـ
أخي الكريم، هداني الله وإياك .. ما كان هذا قصدي من السؤال .. فلو أنك ترى، أنني أقر بأنهم اتفقوا بعد المحاورة.
سؤالي هو: هل جادله في كفرهم قبل اتفاقهم؟ .. هذا هو السؤال.
فإنه قد أشكل عليّ قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في كتابه السيرة، إذ قال:
وصورة الردة: أن العرب افترقت في ردتها، فطائفة رجعت إلى عبادة الأصنام، وقالوا: لو كان نبياً لما مات. وفرقة قالت: نؤمن بالله ولا نصلي. وطائفة أقروا بالإسلام وصلوا، ولكن منعوا الزكاة. وطائفة شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولكن صدقوا مسيلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه معه في النبوة.
وذلك: أنه أقام شهوداً معه بذلك، وفيهم رجل من أصحابه معروف بالعلم والعبادة، يقال له الرجال، فصدقوه لأجل ما عرفوا فيه من العلم والعبادة، ففيه يقول بعضهم ممن ثبت منهم:
يا سعاد الفؤاد بنت أثال طال ليلي بفتنة الرجال
فتن القوم بالشهادة والله عزيز ذو قوة ومحال
وقوم من أهل اليمن، صدقوا الأسود العنسي في ادعائه النبوة، وقوم صدقوا طليحة الأسدي.
ولم يشك أحد من الصحابة في كفر من ذكرنا، ووجوب قتالهم، إلا مانع الزكاة، ولما عزم أبو بكر - رضي الله عنه - على قتالهم، قيل له: "كيف نقاتلهم؟ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، قال أبو بكر: فإن الزكاة من حقها، والله! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعه".
فهنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - يذكر أنه وقع للصحابة شك في كفر مانعي الزكاة في بداية الأمر، حتى بيّن أبو بكر ذلك لهم - رضي الله عنهم جميعاً -.
هذا، وجمهور العلماء على القول بفسق مانع الزكاة لا كفره.
فهل كان الخلاف هو في كفر مانعي الزكاة أم في قتالهم مع بقائهم على الإسلام؟
ولزيادة توضيح، فأنا لا أقول إنهم امتنعوا من تكفير مانع الزكاة جحوداً .. فالجحود بذاته كفر، سواء أكان في الزكاة أم أي شعيرة من شعائر الإسلام، وحاشا الصحابة أن يجهلوا ذلك، فإنها من المسائل الواضحة المستبينة لأجهل الخلق .. بل كلامي هو في كنه جدالهم .. هل هو كان في كفر مانعي الزكاة (الغير جاحدين، هذا إن كان يوجد من القبائل من كان كذلك) .. أم هو في مجرّد قتالهم مع إقرارهم بأنهم بغاة وعاصون، مع بقائهم على الإسلام؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 02:25]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
-----------------
أما مسألة جدال الصحابة في قتال مانعي الزكاة، فهذا قد وقع منهم كما هومعلوم ومشهور، ونقل هذا غير واحد من أهل العلم.
يقول الإمام الإمام الكلاعي رحمه الله: (وذكر يعقوب بن محمد الزهري عن حماعة من شيوخه قالوا " فكان أبو بكر أميراً للشاكرين الذين ثبتوا على دينهم، وأمير الصابرين الذين صبروا على جهاد عدوّهم أهل الردة، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبرأي أبي بكر أجمعوا على قتالهم.
وذلك أن العرب افترقت في ردتها فقالت: " فرقة: لو كان نبياً ما مات، وقال بعضهم: انقضت النبوة بموته فلا نطيع أحداً بعده، وفي ذلك يقول قائلهم:
أطعنا رسول الله ما عاش بيننا * فيالعباد الله: ما لأبي بكر
أيررثها بكراً إذا مات بعده * فتلك وبيت الله قاصمة الظهر
وقال بعضهم: نؤمن بالله، وقال بعضهم: نؤمن بالله ونشد أن محمداً رسول الله، ونصل، ولكن لا نعطيكم أموالنا، فأبي أبو بكر إلا جهادهم وقتالهم على حسب ما تقدم ذكره، وجادل أبو بكر الصحابة في جهادهم، وكان من أشدّهم عليه عمر، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة) إهـ كتاب (الإكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء)
وأما مسالة رد السبي فقد ذكرها الكلاعي رحمه الله في كتابه (الإكتفاء) فراجعه.
ورد السبي كما قلنا لا يدل على مخالفة عمر لأبي بكر في تكفير مانعي الزكاة، بدليل أنه رَدّ سبي غيرهم من المرتدين كقوم مسيلمة الكذاب وطليحة الأسدي، فهل خالف عمر في كُفْر هؤلاء؟!
و الصواب في هذا ما ذكره ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) أن عمر ردّ السبي لسائر المرتدين من العرب بسبب توبتهم ورجوعهم إلى الإسلام.
فقال رحمه الله (وأهل الردة كان قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يُمَكَّنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يُتركون يتبعون أذناب البقر، حتى يُري الله خليفة رسوله والمؤمنين حُسن إسلامهم - وهذا رواه البرقاني في مستخرجه على شرط البخاري - فلما تبيّن لعمر حُسن إسلامهم ردّ ذلك إليهم، لأنه جائر) إهـ.
ونقل ابن جرير الطبري أن عمر ردّ السبي في خلافته لتعظيم أمر العرب.
فقال الطبري رحمه الله: (فلما وَليَ عمر رحمه الله قال: إنه ليقبح بالعرب أن يملك بعضهم بعضاً، وقد وسَّع الله وفتح الأعاجم واستشار في فداء سبايا العرب في الجاهلية والإسلام، إلا امرأة ولدت لسيّدها، وجعل فِداء كل إنسان سبعة أبعرة وستة أبعرة، إلا حَنِيفة كِنْدة فإنه خفّف عنهم لقتل رجالهم، ومَنْ لا يقدر على فِداء لقيامهم وأهل دَبَا. فتتبعت رجالُهم نساءَهم بكل مكان) إهـ تاريخ الطبري (2/ 304).
وكما ترى فقد ردّ عمر جميع السبي للمرتدين التائبين، وحتى سَبْي الجاهلية بين العرب قبل الإسلام، كما رد النبي على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين. فلا دلالة في هذا على أنه خالف أبا بكر في تكفير مانعي الزكاة.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 03:14]ـ
بارك الله فيك أخي ..
ما جئت به ليس بدليل .. فإنه لا ريب أنه كان من مانعي الزكاة من هو مرتد حقيقة بجحوده لها .. فهؤلاء سُبوا وعوملوا معاملة المرتدين.
وحاشا الصحابة أن يجهلوا أن جاحد الزكاة كافر، فهذه من أوضح المسائل وأظهرها في دين الله تعالى.
فيبقى السؤال: في أي شيء اختلف أبو بكر وباقي الصحابة في أوّل الأمر، رضي الله عنهم؟
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - إنهم اختلفوا في كفر مانعي الزكاة .. ثم أجمعوا على كفرهم بعد ذلك وقتالهم.
هذا يعني أنّ من مانعي الزكاة من منعها جحوداً .. وهذا يُبعد أن يختلف فيه الصحابة.
ومنهم من منعها ضنّاً وبخلاً، مع إقراره بوجوبها .. فهل مثل هذا وقع الخلاف في تكفيره أم قتاله فقط؟
فإن وقع الخلاف في قتالهم فقط، فيكون حينها كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - فيه نظر، ولا يستقيم.
وإن وقع الخلاف في كفرهم، كما يقول الشيخ محمد، فهل من دليل على ذلك؟ خاصة وأن الأدلة تذكر فقط الخلاف في القتال دون التكفير؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:20]ـ
أخي أبو شعيب جزاك الله خيراً:
-----------------
وعلى كل حال الذي أراه أن الخلاف وقع في صنفين وهما:
الصنف الأول: من منع الزكاة بالتأول والشبهة ظاناً أن وجوبها يسقط بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: ( .. من لم يرتد من المانعين، إنما منع تأويلاً، وفي هذا القسم وقع النزاع بين الصحابة رضي الله عنهم، لا فيمن ارتد رأسًا، ولكان أبا بكر لم يعذر بالتأويل والجهل، ونظر إلى حقيقة ما كان عليه الأمر فطلبه إلى أقصاه حتى قال والله لو منعوني عقالاً) إهـ الإعتصام (2/ 356)
والصنف الثاني: من أقر بالوجوب وامتنع عن الأداء بالكلية ولعله قاتل على ذلك.
يقول الإمام الخطابي رحمه الله تعالى: (وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي، وقبضوا على أيديهم في ذلك كبني يربوع، فإنهم قد جمعوا صدقاتهم، وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه، فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك، وفرقها فيهم، وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه فراجع أبا بكر رضي الله عنه) إهـ شرح النووي على مسلم (1/ 91).
وقصة مالك بن نويرة مع قومه موجود بالتفصيل في كتاب (الاكتفاء) للإمام الكلاعي رحمه الله وسوف آتيكم بها إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 06:23]ـ
أحسن الله إليك (أبا شعيب) وفتح عليك آمين
لم يخطئ الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النقل الذي نقلته عنه، وإليك بيان ذلك:
قال البهوتي في (كشاف القناع ج2/ص258):
ولا يكفر مانع الزكاة تهاونا أو بخلا بقتاله له؛ أي: للإمام، لما تقدم عن عبد الله بن شقيق، ولأن عمر وغيره امتنعوا ابتداء من قتال مانعي الزكاة، ولو اعتقدوا كفرهم ما امتنعوا منه، ثم اتفقوا على القتال.
فبقي عدم التكفير على اعتقادهم الأول.
وقال النووي في (المجموع ج5/ص301):
الرابعة: إذا منع واحد أو جمع الزكاة، وامتنعوا بالقتال؛ وجب على الإمام قتالهم. لما ذكره المصنف، وثبت في الصحيحين من رواية أبي هريرة أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا أولا في قتال مانعي الزكاة، ورأى أبو بكر رضي الله عنه قتالهم واستدل عليهم، فلما ظهرت لهم الدلائل وافقوه فصار قتالهم مجمعا عليه. وقد نقل المصنف في كتابه وغيره من الأصوليين الاتفاق على أن الصحابة إذا اختلفوا ثم أجمعوا على أحد القولين قبل أن يستقر الخلاف كان ذلك إجماعا، ومثلوه بقصة خلافهم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم إجماعهم. والله أعلم
وقال المنبجي في (اللباب في الجمع بين السنة والكتاب ج1/ص158):
ألا ترى أن قبول الإيمان والتزام شرائعه لما كان شرطا في ذلك لم يزل عنه القتل عند الإخلال ببعض ذلك، وقد كانت الصحابة رضي الله عنهم سبت ذراري مانعي الزكاة، وقتلت مقاتلتهم، وسموهم أهل الردة لأنهم امتنعوا من التزام الزكاة وقبول وجوبها، فكانوا مرتدين؛ لأن من كفر بآية من القرآن كفر به كله.
وعلى ذلك أجرى حكمهم أبو بكر الصديق مع سائر الصحابة رضي الله عنهم حين قاتلوا، يدل على ذلك ما روى معمر عن أنس رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب كافة.
وروى ابن المبارك عن فضالة عن الحسن قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب عن الإسلام إلا أهل المدينة.
وأخبروا أن ردتهم من جهة امتناعهم من أداء الزكاة، وذلك عندنا على أنهم امتنعوا من أداء الزكاة على جهة الرد لها وترك قبولها، فسموا مرتدين من أجل ذلك. فالآية أوجبت قتل المشركين، ومن دخل في الإسلام وأقر بفروضه والتزمها فهو غير مشرك بالاتفاق.
وقال: ولأن مانعي الزكاة قالوا لأبي بكر رضي الله عنه: نزكي ولا نؤديها إليك. قال: لا والله حتى آخذها كما آخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي هذا دليل أن مانعها من الإمام بعد الاعتراف بوجوبها يستحق القتال، وثبت أن من أدى صدقات مواشيه إلى الفقراء أن الإمام لا يحتسب بها، وأنه متى امتنع من دفعها إلى الإمام قاتله عليها.
قال ابن تيمية في (الفتاوى الكبرى ج4/ص338):
وقد اتفق الصحابة والأئمة بعدهم على قتال مانعي الزكاة؛ وإن كانوا يصلون الخمس ويصومون شهر رمضان، وهؤلاء لم يكن لهم شبهة سائغة، فلهذا كانوا مرتدين، وهم يقاتلون على منعها وإن أقروا بالوجوب.
وقال ابن مفلح في (الفروع ج6/ص155):
قال شَيْخُنَا: قِتَالُ التَّتَارِ وَلَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ كَقِتَالِ الصِّدِّيقِ رضي اللَّهُ عنه مَانِعِي الزَّكَاةِ، وَيُؤْخَذُ مالهم وَذُرِّيَّتُهُمْ وَالْمَقْفَزُ إلَيْهِمْ وَلَوْ ادَّعَى إكْرَاهًا.
فهل وضح الأمر لك الآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 06:42]ـ
وهذه إضافة أخرى:
----------------
يقول الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود حفظه الله: ( .. وأهل الردة كما هو معلوم أصناف:
صنف عادوا إلى عبادة الأوثان والأصنام.
وصنف أنكروا وجوب الزكاة وجحدوها.
وصنف لم ينكروا وجوبها ولكنهم أبوا أن يدفعوها إلى أبي بكر.
والخلاف بين أبي بكر وعمر - أول الأمر- إنما كان على الصنف الرابع فقط، أما الثلاث فلا خلاف في كفرهم ووجوب قتالهم.
وهذا الذي فعله هؤلاء جعله البخاري تبديلاً للدين وأحكامه فقال: " وكان الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. ورأى أبو بكر قتال من منع الزكاة فقال عمر: كيف تقاتل وقد … .. ثم تابعه عمر، فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة، وأرادوا تبديل الذين وأحكامه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه .. ".
وليس القصد هنا تفصيل القول في موضوع الردة، وإنما القصد بيان أمرين متعلقين بما نحن فيه:
أولهما: إجماع الصحابة على قتال مانعي الزكاة، لم يختلفوا قي ذلك، و هذا دليل على أن من امتنع عن أداء واجب من واجبات الإسلام الظاهرة فإنه يقاتل عليه.
وسواء حُكم بكفر هؤلاء أو عدم كفرهم فهو دليل على خطورة المسالة، وذلك حين يتفق قوم أو أهل بلد على رفض حكم من أحكام الله تعالى فكيف حال من أقصى شريعة الله واستبدل بها قوانين البشر؟.
ثانيهما: أما موضوع كفر من أبى أن يؤدي الزكاة مع إقراره بوجوبها فهي مسألة خلافية مشهورة، وقد ورد عن أبي بكر لما جاءه وفد بزاخة للصلح – بعد قتالهم – أنه خيرهم بين الحرب المجلية والسلم المخزية فقالوا: هذه المخلية قد عرفناها، فما المخزية؟ قال: " ننزع منكم الحلقة والكراع، ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما أصبتم منا، وتدون لنا قتلانا، ويكون قتلاكم في النار .. " وقد احتج بهذا من يرى أنهم مرتدون، لكن قال في المغني إن هذا الدليل محتمل، إذ هو محتمل أن يكونوا مرتدين، ويحتمل أنهم أنكروا وجوب الزكاة … إلخ ".
وهذه المسألة فيها روايتان عن الإمام أحمد: قال القاضي أبو يعلى في الروايتين والوجهين: " مسألة: واختلفت الرواية عن أحمد رحمه الله فيمن اعتقد وجوب الزكاة، وامتنع من إخراجها وقاتل عليها هل يكفر؟ فنقل الميموني فيمن منع الزكاة وقاتل عليها – كما منعوا أبا بكر وقاتلوه عليها – لم يورث ولم تُصل عليه، وإن منعها من نُخل أو تهاون فلم يقاتل ولم يحارب على المنع وُرِث وصُلّي عليه. وظاهر هذا أنه يكفر بالقتال على منعها، لأن أبا بكر رضي الله عنه قطع على مانعي الزكاة بالكفر، وقال: لا، حتى تشهدوا أن قتلاكم في النار.
ونقل الأثرم فيمن ترك صوم رمضان هو مثل تارك الصلاة؟ فقال: " الصلاة آكد، ليس هي كغيرها، فقيل له: تارك الزكاة، فقال: قد جاء عن عبد الله ما تارك الصلاة بمسلم، وقد قاتل أبو بكر عليها، والحديث في الصلاة. "
فظاهر هذا أنه حكى قول عبد الله وفعل أبي بكر ولم يقطع به، لأنه قال: الحديث في الصلاة – الحديث الوارد بالكفر، لينظر هو في الصلاة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر"، ولأن الزكاة حق في المال، فلم يكفر بمنعه والقتال عليه كالكفارات وحقوق الآدميين ".
وهاتان الروايتان أشار إليهما شيخ الإسلام ابن تيمية حين عرض لهذا الموضوع، وذكر أنهما أيضاً قولان للعلماء وفصّل في ذكر الروايتين صاحب المغني وكأنه رجح أنه لا يكفر كما يقتضيه سياق كلامه وعرضه لأدلة هذا القول وجوابه عن أدلة من قال يكفر.
والذي رجحه شيخ الإسلام أنه إذا كان المانع للزكاة جماعة وقاتلوا عليها أنهم يكفرون لفعل أبي بكر في أهل الردة حيث لم يفرق الصحابة بين المانعين وغيرهم.
أما ما يذكره الفقهاء من خلاف فهو في الفرد الذي لم يمتنع ولم يقاتل، فإن القول بأنه لا يكفر له أدلته ومنها: " إنا آخذوها وشطر ماله " وحديث: " ما ينقم ابن جميل " … وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولزيادة البيان في المسألة سأنقل من كلام شيخ الإسلام ما يبين المراد، يقول رحمه الله: " وقد اتفق الصحابة والأئمة بعدهم على قتال مانعي الزكاة وإن كانوا يصلون الخمس ويصومون شهر رمضان وهؤلاء لم يكن لهم شبهة سائغة فلهذا كانوا مرتدين وهم يقاتلون على منعها وإن أقروا بالوجوب كما أمر الله، وقد حكي عنهم أنهم قالوا: إن الله أمر نبيه بأخذ الزكاة بقوله: " خذ من أموالهم صدقة " وقد سقطت بموته ".
ويقول أيصاً: " وأما قتال الخوارج ومانعى الزكاة وأهل الطائف الذين لم يكونوا يحرمون الربا، فهؤلاء يقاتلون حتى يدخلوا في الشرائع الثابتة عن النبي صلى الله عليه، وهؤلاء إذا كان لهم طائفة ممتنعة فلا ريب أنه يجوز قتل أسيرهم وأتباع مدبرهم والإجهاز على جريحهم، فإن هؤلاء إذا كانوا مقيمين ببلادهم على ما هم عليه، فإنه يجب على المسلمين أن يقصدوهم فى بلادهم لقتالهم حتى يكون الدين كله لله .. ".
ومن أصرح ما رأيته لشيخ الإسلام في هذه المسالة قوله – كما نقل في الدرر السنية: " والصحابة لم يقولوا: هل أنت مقر بوجوبها، أو جاحد لها، هذا لم يعهد عن الصحابة بحال، بل قال الصديق لعمر رضي الله عنهما: " والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها "
فجعل المبيح للقتال مجرد المنع، لا جحد وجوبها، وقد روي: أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب لكن بخلوا بها، ومع هذا، فسيرة الخلفاء فيهم سيرة واحدة، وهي: قتل مقاتلتهم، وسبي ذراريهم، وغنيمة أموالهم، والشهادة على قتلاهم بالنار، وسموهم جميعهم أهل الردة، وكان من أعظم فضائل الصديق عندهم: أن ثبته الله على قتالهم، ولم يتوقف كما توقف غيره، حتى ناظرهم فرجعوا إلى قوله، وأما قتال المقرين بنبوة مسيلمة فهؤلاء لم يقع بينهم نزاع في قتالهم وهذه حجة من قال: إن قاتلوا الإمام عليها كفروا وإلا فلا؛ فإن كفر هؤلاء وإدخالهم في أهل الردة، قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى نصوص الكتاب والسنة، بخلاف من لم يقاتل الإمام عليها، فإن في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: منع ابن جميل، فقال: " ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله "، فلم يأمر بقتله، ولا حكم بكفره، وفي السنن من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم:"ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله " ... الحديث ".
وأحب أن أوضح ما أشار إليه شيخ الإسلام في أحد النقول السابقة عنه – والتي نقلناها قبل قليل – وذلك حين ذكر أهل الطائف وكونهم لم يحرموا الربا، فقد شرح ذلك في مكان آخر، ولعلاقته بموضوعنا نورده هنا قال في جوابه عن التتار: " قتال التتار الذين قدموا إلى بلاد الشام واجب بالكتاب والسنة، فإن الله يقول في القرآن: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الذين كله لله "، والدين هو الطاعة، فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله، ولهذل قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله " وهذه الآية نزلت في أهل الطائف لما دخلوا في الإسلام والتزموا الصلاة والصيام، لكن امتنعوا من ترك الربا، فبين الله أنهم محاربون له ولرسوله إذا لم ينتهوا عن الربا، والربا هو آخر ما حرمه الله، وهو مال يؤخذ برضا صاحبه، فإذا كان هؤلاء محاربين لله ورسوله يجب جهادهم فكيف بمن يترك كثيراً من شرائع الإسلام أو أكثرها كالتتار
والخلاصة أن مانعي الزكاة – وفيهم من لم يجحد وجوبها – قد اتفق الصحابة على أنه يجب قتالهم وأنهم مرتدون، ولكن لا يتم هذا إلا بشرطين:
أحدهما: أن يكونوا طائفة ممتنعة.
الثاني: أن يقاتلوا الإمام على منعها.
فإذا وجد هذان الامران فقد حكم الصحابة جميعاً فيهم أنهم مرتدون.
وهذه المسألة توضح ما سبق بيانه في الحكم بغير ما أنزل الله من الفرق بين الحوادث الفردية المعينة وما جعل نظاماً عاماً يلزم به الجميع، قالمسألتان متشابهتان في مناط الحكم بكفر وارتداد من وقع منه ذلك بشروطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثيراً ما ينبه العلماء إلى الفرق بين الواحد والجماعة، والحادث الفردي والواقع الذي يعم الجميع، يقول شيخ الإسلام عن وجوب قتال الرافضة الغلاة ومن شابههم من الغلاة في المشائخ ونحوهم: " وكل هؤلاء كفار يجب قتالهم بإجماع المسلمين، وقتل الواحد المقدور عليه منهم، وأما الواحد المقدور عليه من الخوارج والرافضة فقد روي عنهما – أعني عمر وعلي – قتلهما أيضاً، والفقهاء وإن تنازعوا في قتل الواحد المقدور عليه من هؤلاء فلم يتنازعوا في وجوب قتالهم إذا كانوا ممتنعين، فإن القتال أوسع من القتل … ".
وهذه فائدة جليلة وقاعدة مهمة في هذا الباب وفي غيره، وحكم الصحابة على مانعي الزكاة – دون تفصيل – بأنهم مرتدون مبني على هذا.
بقيت مسألة متعلقة بمانعي الزكاة كثيراً ما يحتج بها المخالفون وهي أنهم يقولون: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته رجع عن قوله الأول بكفر مانعي الزكاة وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم، لأنه رد إليهم ما أخذ منهم، وعلى هذا فلا يصح حكاية إجماع الصحابة في ذلك.
وقد كانت هذه المسألة مشكلة – عندي – منذ زمن طويل إلى أن عثرت على جواب لشيخ الإسلام حول هذه المسألة.
فقد ذكر هذه الشبهة الرافضي صاحب منهاج الكرامة، حيث قال وهو يعدد ما وقع بين الصحابة من خلاف: " والخلاف السادس: في قتال مانعي الزكاة، قاتلهم أبو بكر، واجتهد عمر في أيام خلافته، فرد السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين ". فرد عليه شيخ الإسلام قائلاً: " فهذا من الكذب الذي لا يخفي على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم بعد أن راجعه عمر في ذلك كما في الصحيحين ... فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة، وكذلك سائر الصحابة، وأقر أولئك بالزكاة بعد امتناعهم منها، ولم تسب لهم ذرية ولا حبس منهم أحد، ولا كان بالمدينة حبس لا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا على عهد أبي بكر، فكيف يموت وهم في حبسه، وأول حبس اتخذ في الإسلام بمكة، اشترى عمر من صفوان بن أمية داره وجعلها حبساً بمكة. ولكن من الناس من يقول: سبى أبو بكر نساءهم وذراريهم، وعمر أعاد ذلك عليهم، وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما، فإنه قد يكون عمر كان موافقًا على جواز سبيهم، لكن رد إليهم سبيهم، كما ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين، فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوضه من عنده لما أتي أهلهم مسلمين فطلبوا رد ذلك إليهم.
وأهل الردة قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر حتى يُرِى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم ردّ ذلك إليهم لأنه جائز".
وقد أطلنا في هذه النقطة أعني – مسألة موقف الصحابة من قتال المرتدين – وفيهم مانعو الزكاة – لانها تعتبر أول حركة للنكوص عن الإسلام، وتبديل الدين وأحكامه – كما عبر البخاري رحمه الله) إهـ الحكم بغير ما أنزل الله أحواله وأحكامه (237/ 250)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 07:28]ـ
أرجو اتساع صدوركم لسؤالي:
أتباع الأسود ومسيلمة وطليحة لا شكَّ بكفرهم، لأن زعماءهم تنبَّؤوا (وقوم بزاخة هم أتباع طليحة)
ولكن كان هناك من منع الزكاة لا غير، وقد قاتلهم الصديق بلا شكّ، والقتال لا يشترط له التكفير.
فما الدليل على أنه قاتلهم على الكفر؟ وأين الدليل على أنه قتل ذراريهم وسبى نساءهم؟
قد يقال: الصديق والفاروق لم يكفِّراهم، وإنما اختلفا على الرأي في قتالهم.
وقول الشيخ رحمه الله:
ولم يشك أحد من الصحابة في كفر من ذكرنا، ووجوب قتالهم، إلا مانع الزكاة، ولما عزم أبو بكر - رضي الله عنه - على قتالهم، قيل له: "كيف نقاتلهم؟ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، قال أبو بكر: فإن الزكاة من حقها، والله! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعه".
ليس معناه بالضرورة أنهم اختلفوا في التكفير ثم اتفقوا عليه، بل يكفي أن يختلفوا على أحد الأمرين ليقال إنهم اختلفوا
والذي أظنه أن منع الزكاة ليس معناه البخل ولا الجحد، ولا جحد النبوة، بل معناه عدم الاعتراف بالخلافة، والعودة إلى سلطان القبيلة. وهذا واضح من قول الشاعر:
أطعنا رسول الله ما عاش بيننا * فيالعباد الله: ما لأبي بكر
أيررثها بكراً إذا مات بعده * فتلك وبيت الله قاصمة الظهر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 07:44]ـ
يا أمة محمد، والله لن يقدم خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمر ليس له فيه تأويل أو نص، ولن يجمع الصحابة الكرام رضي الله عنهم على ما قرره رحمه الله بعد ذلك ويعلمون أنه باطل ويسكتون عنه.
فاتركوا الخوض في هذا، وانظروا ما قرره أهل الأصول من اعتبار إجماعهم هذا بعد الخلاف حجة.
والله لهو كما قال صلى الله عليه وسلم: "لن تجتمع أمتي على ضلالة"، فهل نحاول تخطيئتهم ومحاسبتهم، يعلم الله لأنهم أعرف بالتنزيل وبالتأويل، فما بالنا قمنا نتكلم عنهم وتركنا مسائل أهم من هذا.
اتقوا الله في أصحاب نبيكم عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 03:25]ـ
السلام عليكم
لا بد ان ينتبه الى ان توقف عمر رضي الله عنه لم يكن في فعلهم وإنما في قتالهم , فالاختلاف كان في ذوات المقاتَلين هل تحقق فيهم القتال ام لم يتحقق لورود الشهادة , يبين ذلك ان عمر لما زالت عنه الشبهة في قتالهم سكت عن فعلهم وهو الامتناع عن الزكاة. فما ذكره عمر رضي الله عنه انما هي شبهة وردت عليه في تحقق الفعل الكفر هل يصح الحاقه فيهم ام لا , ولهذا كان جواب ابي بكر رضي الله عنه (والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة.) فعلق ابو بكر الامر على التفريق وهو الفعل لا على الاشخاص , ولم يقبل الشبهة فيهم لكونها لا تسوغ.
ومثل ذلك يقال في اختلاف الصحابة حول ابي بن سلول وغيره من المنافقين , لم يكن اختلافهم في عين الفعل وانما في تحقق الفعل في الشخص نفسه.
إذن الاختلاف الذي جرى هو لالتباس حال مانعي الزكاة عند عمر , لا فعلهم. ولهذا جاء عمر رضي الله عنه بالشهادة.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:28]ـ
السلام عليكم
لا بد ان ينتبه الى ان توقف عمر رضي الله عنه لم يكن في فعلهم وإنما في قتالهم , فالاختلاف كان في ذوات المقاتَلين هل تحقق فيهم القتال ام لم يتحقق لورود الشهادة , يبين ذلك ان عمر لما زالت عنه الشبهة في قتالهم سكت عن فعلهم وهو الامتناع عن الزكاة. فما ذكره عمر رضي الله عنه انما هي شبهة وردت عليه في تحقق الفعل الكفر هل يصح الحاقه فيهم ام لا , ولهذا كان جواب ابي بكر رضي الله عنه (والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة.) فعلق ابو بكر الامر على التفريق وهو الفعل لا على الاشخاص , ولم يقبل الشبهة فيهم لكونها لا تسوغ.
ومثل ذلك يقال في اختلاف الصحابة حول ابي بن سلول وغيره من المنافقين , لم يكن اختلافهم في عين الفعل وانما في تحقق الفعل في الشخص نفسه.
إذن الاختلاف الذي جرى هو لالتباس حال مانعي الزكاة عند عمر , لا فعلهم. ولهذا جاء عمر رضي الله عنه بالشهادة.
رأيك غير واضح
فهل تقصد أن عمر رضي الله عنه يرى كفرهم من الأصل؟
النص لا يدل على ذلك، ولم أجد في النصوص تكفيراً من الطرفين لمانعي الزكاة، فظاهر الحال أن الاختلاف كان على مسألة القتال.
وسؤالي:
هل كان أبو بكر رضي الله عنه يرى كفرهم من الأصل؟
وأرجو من الإخوة الإجابة عليه بالدليل
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 05:46]ـ
الاخ خزانة الادب وفقه الله
منع الزكاة - بطريقة الطائفة الممتنعة - كفعل مجرد لم يظهر ان عمر رضي الله عنه قال انه ليس بكفر , لكنه التبس عليه الاشخاص انفسهم هل يصح قتالهم ام لا؟ هذا استفسار عمر رضي الله عنه , ولهذا حينما ازال ابو بكر رضي الله عنه الشبهة لم يلتفت عمر رضي الله عنه بعدها الى الفعل نفسه لكونه واضحا لديه.
وقول ابي بكر رضي الله عنه بأن قتلاهم في النار بأعيانهم يدل على انهم كفار عنده , وقول ابن مفلح ان ذلك لكونهم عصاة غير واضح , لان الحكم على المسلم العاصي بأنه في النار بعينه ليس من قول اهل السنة والجماعة.
وفقك الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 07:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه؛ آمين.
أحبتي في الله رحمني الله تعالى وإياكم، يعلم الله أن المسألة أسهل وأوضح من أن يسطر فيها هذا الكلام كله، وما كان الله ليجعل نشر الدين بعد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتبليغة في يد رجال لم يكونوا جديرين بأن يصحبوا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإليكم الحق الواضح، والكلام الراجح في توضيح ما قد يعلق في صدروكم أو أفهامكم حول هؤلاء القمم بشأن هذه المسألة.
قال الشيخ العلامة/ حمد بن ناصر بن معمر رحمه الله تعالى:
ومما يبين فساد قولكم، وخطأ فهمكم في معنى حديث أبي هريرة: أن الصحابة رضي الله عنهم، أجمعوا على قتال مانعي الزكاة، بعد مناظرة وقعت بين أبي بكر وعمر؛ واستدل عمر على أبي بكر بحديث أبي هريرة، فبين صديق الأمة رضي الله عنه أن الحديث حجة على قتال من منع الزكاة؛ فوافقه عمر، وسائر الصحابة على قتال مانعي الزكاة، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويصلون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نسوق الحديث بتمامه، ثم نذكر ما قاله العلماء في شرحه، ليتبين أن فهمكم الفاسد، لم يقل به أحد من العلماء، وأنه فهم مذموم مشؤوم، مخالف للكتاب والسنة، وإجماع الأمة، فنقول:
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة، قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها؟ فقال أبو بكر: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال؛ فوالله، لو منعوني عقالا، كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه; قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه الحق".
وهذا الحديث خرجه البخاري في كتاب الزكاة، ومسلم في كتاب الإيمان، وهو من أعظم الأدلة على فساد قولكم؛ فإن الصديق رضي الله عنه جعل المبيح للقتال مجرد المنع، لا جحد الوجوب.
وقد تكلم النووي رحمه الله على هذا الحديث في شرح صحيح مسلم، فقال:
باب الأمر بقتال الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويؤمنوا بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وأن من قال ذلك عصم نفسه وماله إلا بحقها، ووكلت سريرته إلى الله تعالى، وقتال من منع الزكاة وغيرها، من حقوق الإسلام، واهتمام الإمام بشرائع الإسلام؛ ثم ساق الحديث.
ثم قال: قال الخطابي في شرح هذا الكلام كلاما حسنا لا بد من ذكره، لما فيه من الفوائد، قال رحمه الله:
مما يجب تقديمه، أن يعلم: أن أهل الردة كانوا إذ ذاك صنفين:
صنف ارتدوا عن الدين ونابذوا الملة وعادوا لكفرهم، وهم الذين عنى أبو هريرة بقوله: وكفر من كفر من العرب.
والصنف الآخر: فرقوا بين الصلاة، وأنكروا فرض الزكاة، ووجوب أدائها إلى الإمام.
وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة، من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها، إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي، وقبضوا على أيديهم في ذلك، كبني يربوع، فإنهم جمعوا صدقاتهم، وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر، فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك، وفرقها فيهم.
وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف، ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه، فراجع أبا بكر رضي الله عنه وناظره، واحتج عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله؛ فمن قالها فقد عصم نفسه وماله"، فكان هذا من عمر رضي الله عنه تعلقا بظاهر الكلام، قبل أن ينظر في آخره، ويتأمل شرائطه.
فقال أبو بكر: الزكاة حق المال; يريد أن القضية التي قد تضمنت عصمة دمه وماله، معلقة بإيفاء شرائطها، والحكم المتعلق بشرطين، لا يحصل بأحدهما والآخر معدوم، ثم قاسه بالصلاة، ورد الزكاة إليها، وكان في ذلك من قوله دليل على أن قتال الممتنع من الصلاة، كان إجماعا من الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك ردوا المختلف فيه إلى المتفق عليه.
فلما استقر صحة رأي أبي بكر رضي الله عنه وبان لعمر صوابه، تابعه على قتال القوم، وهو معنى قوله: "فلما رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال عرفت أنه الحق"، يريد انشراح صدره بالحجة التي أدلى بها، والبرهان الذي أقامه، نصا ودلالة. انتهى.
فتأمل: هذا الباب الذي ذكره النووي رحمه الله - وهو إمام الشافعية، على الإطلاق ـ، تجده صريحا في رد شبهتك: أن من قال لا إله إلا الله، لا يباح دمه وماله، وإن ترك الصلاة ومنع الزكاة؛ فالترجمة نفسها صريحة في رد قولكم، فإنه صرح بالأمر بالقتال، على ترك الصلاة، ومنع الزكاة.
وتأمل: ما ذكره الخطابي، أن الذين منعوا الزكاة، منهم من كان يسمح بها ولا يمنعها، إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي، وقبضوا على أيديهم، كبني يربوع، فإنهم أرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر، فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرقها فيهم، وأنه عرض الخلاف، ووقعت الشبهة لعمر في أمر هؤلاء، ثم إن عمر وافق أبا بكر على قتالهم.
وتأمل قوله: واحتج عمر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله"، وكان هذا من عمر تعلقا بظاهر الكلام، قبل أن ينظر في آخره، ويتأمل في شرائطه.
وتأمل قوله: إن قتال الممتنع من الصلاة، كان إجماعا من الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أشار الخطابي إلى أن حديث أبي هريرة مختصر; قال النووي رحمه الله: قال الخطابي: ويبين لك أن حديث أبي هريرة مختصر، وأن عبد الله بن عمر وأنسا روياه بزيادة لم يذكرها أبو هريرة; ففي حديث ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها".
وفي رواية أنس: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن يستقبلوا قبلتنا، وأن يأكلوا ذبيحتنا، وأن يصلوا صلاتنا؛ فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين". انتهى.
قلت: وقد ثبت في الطريق الثالث المذكور في الكتاب والسنة، من رواية أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به؛ فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها".
وفي استدلال أبي بكر، واعتراض عمر رضي الله عنهما: دليل على أنهما لم يحفظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه ابن عمر وأنس وأبو هريرة؛ وكأن هؤلاء الثلاثة سمعوا هذه الزيادة في روايتهم في مجلس آخر، فإن عمر لو سمع ذلك لما خالف، ولما كان احتج بالحديث، فإن هذه الزيادة حجة عليه، ولو سمع أبو بكر هذه الزيادة لاحتج بها، ولما كان احتج بالقياس والعموم، والله أعلم. انتهى كلام النووي.
فتأمل ما ذكره الخطابي، تجده صريحا في رد قولكم، وتأمل قوله: فإن عمر لو سمع ذلك لما خالف، ولما كان احتج بالحديث، فإن هذه الزيادة حجة عليهم.
وبالجملة: فحديث أبي هريرة حجة عليكم لا لكم، ولو لم يكن فيه إلا قوله: "بحقها" لكان كافيا في بطلان شبهتكم؛ فإن الصلاة والزكاة من أعظم حقوق لا إله إلا الله، بل هما أعظمها على الإطلاق.
ومما يدل على بطلان قولكم، وفساد فهمكم في معنى الحديث، أعني حديث أبي هريرة: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"، أن جميع الشراح والمحدثين لم يتأولوه على هذا التأويل الذي ذهبتم إليه.
فإنه حديث صحيح مخرج في الصحاح، وهؤلاء شراح البخاري، ومحشّوه نحوا من أربعين، كما نبه عليه القسطلاني في خطبة شرح البخاري، وكذا شرح مسلم، هل أحد منهم استدل به على ترك قتال من ترك الفرائض؟ بل الذي ذكروه خلاف ما ذهبتم إليه; ولو لم يكن إلا احتجاج عمر به على أبي بكر، واستدلال أبي بكر على قتال مانعي الزكاة، لكان كافيا. انتهى كلام الشيخ رحمه الله
فالحمد لله من قبل ومن بعد، ورجاء خاصا لا تكلفوا السؤال فوالله لأنها من أوضح وأسهل القضايا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:41]ـ
الاخ خزانة الادب وفقه الله
منع الزكاة - بطريقة الطائفة الممتنعة - كفعل مجرد لم يظهر ان عمر رضي الله عنه قال انه ليس بكفر , لكنه التبس عليه الاشخاص انفسهم هل يصح قتالهم ام لا؟ هذا استفسار عمر رضي الله عنه , ولهذا حينما ازال ابو بكر رضي الله عنه الشبهة لم يلتفت عمر رضي الله عنه بعدها الى الفعل نفسه لكونه واضحا لديه.
وقول ابي بكر رضي الله عنه بأن قتلاهم في النار بأعيانهم يدل على انهم كفار عنده , وقول ابن مفلح ان ذلك لكونهم عصاة غير واضح , لان الحكم على المسلم العاصي بأنه في النار بعينه ليس من قول اهل السنة والجماعة.
وفقك الله
أخي الكريم لا أزال لم أفهم شيئًا بسبب إيثارك لأسلوب النفي على الإيجاب
هل أفهم أن عمر رضي الله عنه يكفِّرهم ولكن لا يستحسن قتالهم؟
وسؤالي كان عن موقف ابي بكر رضي الله عنه من مسألة التكفير، ولا يزال من غير جواب.
وقوله رضي الله عنه (قتلاكم في النار): الذي فهمته أنه في أهل بزاخة وهم كفّار قطعاً، لأنهم أتباع طليحة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 10:47]ـ
أخي الكريم لا أزال لم أفهم شيئًا بسبب إيثارك لأسلوب النفي على الإيجاب
هل أفهم أن عمر رضي الله عنه يكفِّرهم ولكن لا يستحسن قتالهم؟
وسؤالي كان عن موقف ابي بكر رضي الله عنه من مسألة التكفير، ولا يزال من غير جواب.
وقوله رضي الله عنه (قتلاكم في النار): الذي فهمته أنه في أهل بزاخة وهم كفّار قطعاً، لأنهم أتباع طليحة
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الفاضل حقيقة لا أراك بهذا إلا معاندا والعياذ بالله، ألم يكفك ما نقلت لك عن الشيخ؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 11:06]ـ
أخي الفاضل رعاه الله، أما إذا لم يفدك الكلام السابق عن الشخ حمد بن معمر رحمه الله؛ على أنه قد حل المسألة برمتها، فإليك هذا النقل أيضا لعله يزيح عنك سوء الفهم.
قال الشيخ في (مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد):
وقال أبو العباس أيضا في الكلام على كفر مانعي الزكاة: والصحابة لم يقولوا: هل أنت مقر بوجوبها أو جاحد لها؟ هذا لم يعهد عن الخلفاء والصحابة.
بل قال الصديق لعمر رضي الله عنهما: "والله لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه" فجعل المبيح للقتال مجرد المنع، لا جحد الوجوب.
وقد روى أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب، لكن بخلوا بها، ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم جميعهم سيرة واحدة، وهي مقاتلتهم، وسبي ذراريهم، وغنيمة أموالهم، والشهادة على قتلاهم بالنار، وسموهم جميعهم أهل الردة.
وكان من أعظم فضائل الصديق رضي الله عنه عندهم أن ثبته الله على قتالهم، ولم يتوقف كما يتوقف غيره، فناظرهم حتى رجعوا إلى قوله.
وأما قتال المقرين بنبوة مسيلمة، فهؤلاء لم يقع بينهم نزاع في قتالهم. انتهى.
فتأمل كلامه رحمه الله في تكفير المعين والشهادة عليه إذا قتل بالنار وسبى حريمه وأولاده عند منع الزكاة، فهذا الذي ينسب عنه أعداء الدين عدم تكفير المعين.
قال رحمه الله بعد ذلك: وكفر هؤلاء وإدخالهم في أهل الردة قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى نصوص الكتاب والسنة.
ومن أعظم ما يحل الإشكال في مسألة التكفير والقتال عمن قصد اتباع الحق، إجماع الصحابة على قتال مانعي الزكاة، وإدخالهم في أهل الردة، وسبي ذراريهم، وفعلهم فيهم ما صح عنهم، وهو أول قتال وقع في الإسلام على من ادعى أنه من المسلمين.
فهذه أول وقعة وقعت في الإسلام على هذا النوع، أعني المدعين للإسلام، وهي أوضح الوقعات التي وقعت من العلماء عليهم من عصر الصحابة رضي الله عنهم إلى وقتنا هذا.
وضحت الآن؟!
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 11:39]ـ
الاخ العزيز خزانة الادب
لو رجعت الى كلام ابن قدامة وابن مفلح تبين لك ان ابا بكر قصد بوصفه انهم في النار هم مانعو الزكاة.
اما عمر فهو يرى انهم مخطئون في فعلهم , ولكونهم يشهدون الشهادة فهم لا يكفرون عنده ولا يجوز ان يقاتلوا على منعها , فلما بين له ابو بكر ان قتالهم لمجرد الفعل لم يلتفت الى التحقق من الفعل هل هو مكفر ام لا , هو تحقق من الاشخاص لكن الفعل لم يلتفت اليه , ولهذا لما زالت شبهة الشهادة لم يقل ان فعلهم ليس بمكفر او لا يجوز قتالهم عليه. زالت شبهة الشهادة فسكت عمر عن قتالهم لانه يعلم ان من فعل هذا الفعل فهو يقاتل عليه وهو كافر.
ولهذا ففي الحديث قوله عليه الصلاة والسلام (لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث , الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) , ومانعي الزكاة من الثالثة وإلا لم يجز قتالهم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 02:51]ـ
أخي الفاضل حقيقة لا أراك بهذا إلا معاندا والعياذ بالله، ألم يكفك ما نقلت لك عن الشيخ؟!
السؤال لم يكن موجِّهاً إليك بارك الله فيك!
وكلام الشخ حمد رحمه الله الذي تفضَّلت به لا يَرِد عليَّ، لأنني لم أستشكل قتال الصحابة لأحد منهم، فهم جميعًا مستحقون للقتال.
ووالله الذي لا إله غيره أن رأيك الذي رأيته هو في غير محله، غفر الله لي ولك ولسائر الإخوان
سؤالي كان للأخ الكريم عبدالرحمن الجفن، وقد راجعت كلام ابن قدامة وابن مفلح لإشارته، فوجدتهما يقولان بالانفكاك بين التكفير وبين استحقاق القتال ودخول النار، وهذا هو سؤالي بالضبط. وطبعاً لا إشكال عندي في قتال الجميع ولا في كفر الجاحدين للزكاة، فضلاً عن كفر المرتدين عن دين الإسلام، والذي فعله أبو بكر رضي الله عنه هو صواب كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإشكال عندي هو في القول بأن أبا بكر يكفِّر من منع إرسال الزكاة إلى المدينة وفرَّقها في المسلمين من قبيلته. والذي ظهر لي أن خالداً رضي الله عنه لم يقتل مالك بن نويرة لأجل الكفر، بل لأمور تورَّط فيها مالك واستحقَّ من أجلها القتل، وهي مذكورة في التواريخ. ولا أعرف أن بني يربوع قد سُبيت ذراريهم ونسائهم، كبني حنيفة مثلاً، ولا أنه قيل لهم (قتلانا في الجنة وقتلانا في النار)
وفي مسألة بين يربوع جوانب أخرى مهمة، وكلها تشهد لعدم التكفير.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 03:29]ـ
عشرات النقول قد ذكرتها لكم عموما، وفيها عين الإجابة لما تسألون عنه، ومع ذلك نفاجأ بتكرير نفس الأسئلة.
أخي الفاضل: يعلم الله لو تمعنت النظر في المشاركات التي نقلتها لك كلها لخرجت بإجابة سؤالك.
يا أخي لأني أعجب كل العجب لما أن أرى مثل هذه الأسئلة التي قد قتلت إجابة، وهي تعتبر من أوضح الواضحات، ومن ثم يسأل عنها.
وإن كان السؤال موجه لغيري فأنا طرف في هذه المشاركة.
أكرر مرة أخرى أيها الفاضل: أعد قراءة ما نقلت لك من أقوال العلماء في مشاركاتي السابقة وصدقني جزما ستجد إجابة سؤالك.
ولعلي أتحفك ببعض الأقوال التي لم توضع من قبل هنا:
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
ويا ويح هذا القائل، ما أجرأه على الله! وما أجهله بقدر الصحابة وعلمهم حيث ظن أنهم لا يعلمون الناس "لا إله إلا الله"!
أما علم هذا الجاهل أنهم يستدلون بها على مسائل الفقه، فضلاً عن مسائل الشرك، ففي الصحيحين: " أن عمر رضي الله عنه لما أشكل عليه قتال مانعي الزكاة لأجل قوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، قال أبو بكر: فإن الزكاة من حقها ".
فإذا كان منع الزكاة من منع حق "لا إله إلا الله"، فكيف بعبادة القبور، والذبح للجن، ودعاء الأولياء وغيرهم مما هو دين المشركين؟ انتهى
وقال في (تيسير العزيز الحميد):
وقال شيخ الإسلام: لما سئل عن قتال التتار مع التمسك بالشهادتين، ولما زعموا من اتباع أصل الإسلام، فقال: كل طائفة ممتنعة من التزام شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم أو غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين ملتزمين بعض شرائعه كما قاتل أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة، وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم قال: فأيما طائفة ممتنعة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء أو الأموال أو الخمر أو الميسر، أو نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، أو غير ذلك من التزام واجبات الدين أو محرماته التي لا عذر لأحد في جحودها أو تركها، التي يكفر الواحد بجحودها، فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها، وهذا مما لا أعلم فيه خلافًا بين العلماء.
قال: وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنْزلة البغاة، بل هم خارجون عن الإسلام بمنْزلة مانعي الزكاة. انتهى
وقال الامام سعود بن عبد العزيز في (رسالته):
وقد كفّر الصحابة رضي الله عنهم: مانعي الزكاة، وقاتلوهم، وغنموا أموالهم، وسبوا نساءهم، مع إقرارهم بسائر شرائع الإسلام؛ وذلك: لأن أركان الإسلام، من حقوق لا إلَه إلا ّ الله؛ كما استدل به أبو بكر الصديق رضي الله عنه، على عمر، حين أشكل عليه قتال مانعي الزكاة، حين قال له: كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إلَه إلا ّ الله، فإذا قالوها، عصموا مني دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ".
فقال أبو بكر: الزكاة من حقها، والله لو منعوني عقالاً، كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله، قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق؛ أخرجاه في الصحيحين، وغيرهما من كتب الإسلام؛ فكيف بمن كفر بمعنى لا إلَه إلا ّ الله؟ وصار الشرك وعبادة غير الله هو دينه، وهو المشهور في بلده؛ ومن أنكر ذلك عليهم، كفروه، وبدعوه، وقاتلوه؛ فكيف يكون من هذا فعله، مسلماً من أهل السنة والجماعة؟! مع منابذته لدين الإسلام، الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، من توحيد الله، وعبادته وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ إلى غير ذلك: من المجاهرة بالكفر، والمعاصي، واستحلال محارم الله ظاهراً.
فهل بقي أيضا سؤالك بلا جواب؟!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 05:33]ـ
فهل بقي أيضا سؤالك بلا جواب؟!
سؤالي مكتوب بالأحمر في المشاركة #39
والجواب يأتي في نصف سطر
ولا أعلم إلى الآن، من طريقتك في الحوار، أنحن متفقان أم مختلفان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:24]ـ
السلام عليكم،
إضافة هامة من [المغني: 5/ 88 - 89]:
فَأَمَّا إنْ كَانَ مَانِعُ الزَّكَاةِ خَارِجًا عَنْ قَبْضَةِ الْإِمَامِ قَاتَلَهُ؛ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - قَاتَلُوا مَانِعِيهَا، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: (لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَقَاتَلْتهمْ عَلَيْهِ).
فَإِنْ ظَفِرَ بِهِ وَبِمَالِهِ، أَخَذَهَا مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ أَيْضًا، وَلَمْ تُسْبَ ذُرِّيَّتُهُ؛ لِأَنَّ الْجِنَايَةَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلِأَنَّ الْمَانِعَ لَا يُسْبَى، فَذُرِّيَّتُهُ أَوْلَى.
وَإِنْ ظَفِرَ بِهِ دُونَ مَالِهِ، دَعَاهُ إلَى أَدَائِهَا، وَاسْتَتَابَهُ ثَلَاثًا، فَإِنْ تَابَ وَأَدَّى، وَإِلَّا قُتِلَ، وَلَمْ يَحْكُمْ بِكُفْرِهِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَكْفُرُ بِقِتَالِهِ عَلَيْهَا، فَرَوَى الْمَيْمُونِيُّ عَنْهُ: إذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ كَمَا مَنَعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَقَاتَلُوا عَلَيْهَا، لَمْ يُوَرَّثُوا، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَا تَارِكُ الزَّكَاةِ بِمُسْلِمٍ.
وَوَجْهُ ذَلِكَ، مَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمَّا قَاتَلَهُمْ، وَعَضَّتْهُمْ الْحَرْبُ، قَالُوا: نُؤَدِّيهَا.
قَالَ: لَا أَقْبَلُهَا حَتَّى تَشْهَدُوا أَنَّ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ.
وَلَمْ يُنْقَلْ إنْكَارُ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ، فَدَلَّ عَلَى كُفْرِهِمْ.
وَوَجْهُ الْأَوَّلِ، أَنَّ عُمَرَ وَغَيْرَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ امْتَنَعُوا مِنْ الْقِتَالِ فِي بَدْءِ الْأَمْرِ، وَلَوْ اعْتَقَدُوا كُفْرَهُمْ لَمَا تَوَقَّفُوا عَنْهُ، ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى الْقِتَالِ، وَبَقِيَ الْكُفْرُ عَلَى أَصْلِ النَّفْيِ، وَلِأَنَّ الزَّكَاةَ فَرْعٌ مِنْ فُرُوعِ الدِّينِ، فَلَمْ يَكْفُرْ تَارِكُهُ بِمُجَرَّدِ تَرْكِهِ؛ كَالْحَجِّ، وَإِذَا لَمْ يَكْفُرْ بِتَرْكِهِ، لَمْ يَكْفُرْ بِالْقِتَالِ عَلَيْهِ كَأَهْلِ الْبَغْيِ.
وَأَمَّا الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ هَذَا الْقَوْلَ، فَيَحْتَمِلُ أَنَّهُمْ جَحَدُوا وُجُوبَهَا، فَإِنَّهُ نُقِلَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: إنَّمَا كُنَّا نُؤَدِّي إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لِأَنَّ صَلَاتَهُ سَكَنٌ لَنَا، وَلَيْسَ صَلَاةُ أَبِي بَكْرٍ سَكَنًا لَنَا، فَلَا نُؤَدِّي إلَيْهِ.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ جَحَدُوا وُجُوبَ الْأَدَاءِ إلَى أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، وَلِأَنَّ هَذِهِ قَضِيَّةٌ فِي عَيْنٍ، وَلَا يَتَحَقَّقُ مِنْ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ هَذَا الْقَوْلَ، فَيَحْتَمِلُ أَنَّهُمْ كَانُوا مُرْتَدِّينَ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُمْ جَحَدُوا وُجُوبَ الزَّكَاةِ، وَيَحْتَمِلُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَجُوزُ الْحُكْمُ بِهِ فِي مَحَلِّ النِّزَاعِ. وَيَحْتَمِلُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ ارْتَكَبُوا كَبَائِرَ، وَمَاتُوا مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ، فَحُكِمَ لَهُمْ بِالنَّارِ ظَاهِرًا، كَمَا حُكِمَ لِقَتْلَى الْمُجَاهِدِينَ بِالْجَنَّةِ ظَاهِرًا، وَالْأَمْرُ إلَى اللَّهِ - تَعَالَى - فِي الْجَمِيعِ، وَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيْهِمْ بِالتَّخْلِيدِ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ الْحُكْمِ بِالنَّارِ الْحُكْمُ بِالتَّخْلِيدِ، بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِهِ يَدْخُلُونَ النَّارَ، ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ اللَّهُ - تَعَالَى - مِنْهَا وَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:34]ـ
أحسنت أخي؛ وهذا ما نحاول تبيينه للإخوة الكرام.
فالمعارضون أولا في بداية الأمر لم يكونوا يعتقدون كفرهم، فلما بين لهم الصديق رضي الله عنه وجه الأمر وأنهم بهذا العمل كفار ووضح لهم لماذا أطلق عليهم هذا الحكم وافقوه وأيدوه لما عرفوا من الحق.
فلماذا كل هذا الكلام الزائد عن الحد، والتطويل الممل الذي جعل الناس تظن الظنون حول صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
رحم الله الجميع آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:42]ـ
تعقيب مهم
قول الإمام ابن قدامة: (فلم يكفر تاركه بمجرد تركه) أي: إذا لم يصاحبه جحود، فإذا صاحبه جحود كما في قصة مانعي الزكاة كفر الآن.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 02:57]ـ
تذنييب أهم
هو سؤال واحد فقط لا ثاني معه:
هل تعتقدون يا أخوتي الكرام حفظكم الله أن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قد قاتلهم لما منعوا الزكاة حبا في المال وجمعه، وحرصا على الدنيا وزخرفها؟! هل هذا متصور في حقه رضي الله عنه وأرضاه.
يعلم الله أني أثق ثقة عمياء بكم أنكم ستقولون لا لا لا وبأعلى صوت.
إذا كان هناك تأويل له رضي الله عنه صحيح واجتهاد سائغ مقبول في إصدار حكمه عليهم، والله لن يخرج بتأويله هذا ولا باجتهاده عن سنة رسوله الذي لم يمض زمن بعيد على وفاته.
فاتركوا الخوض الزائد، والمجادلة المائعة، التي لا تخدمنا هنا في شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 06:15]ـ
إن رغب الأخ الفاضل عبدالرحمن في مواصلة الحوار الهادئ هنا أو على الخاص فأهلاً وسهلاً
من غير حقران لأحد
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 06:54]ـ
إن رغب الأخ الفاضل عبدالرحمن في مواصلة الحوار الهادئ هنا أو على الخاص فأهلاً وسهلاً
من غير حقران لأحد
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نعوذ بالله من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 10:05]ـ
الاخ العزيز خزانة الادب
حتى تتضح الصورة , هل قال عمر رضي الله عنه ان فعلهم ليس بكفر؟
فإن قلت: لا , قيل لك اذن النقاش الذي جرى بين الشيخين ليس المقصود فيه الفعل ذاته , بل المقصود المانعين انفسهم.
اذا وصلنا الى توضيح هذه المسألة نتحول الى التي بعدها.
رعاك الله.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 10:45]ـ
الاخ العزيز خزانة الادب
حتى تتضح الصورة , هل قال عمر رضي الله عنه ان فعلهم ليس بكفر؟
فإن قلت: لا , قيل لك اذن النقاش الذي جرى بين الشيخين ليس المقصود فيه الفعل ذاته , بل المقصود المانعين انفسهم.
اذا وصلنا الى توضيح هذه المسألة نتحول الى التي بعدها.
رعاك الله.
أيها الأخ العزيز:
أشكرك على التجاوب، واللطف وحسن الخطاب
ولكن لا أعتقد أننا وصلنا الى توضيح هذه المسألة
فإن كانت واضحة عندك فأرجو إبضاحها، وإن كنت تجد حرجاً أو أنها لم تتحرَّر عندك، فأرجو البيان، ولا أريد إحراجك.
رأي الفاروق ظاهر، ولكنه رجع إلى رأي الصديق في مسألة القتال، وهذا كله لا إشكال فيه:
السؤال هو: هل كان الصديق يرى أنهم كفار، ورجع عمر إلى تكفيرهم؟
بانتظار الجواب بارك الله فيك(/)
شرح كتاب الحَيدةِ للإمام عبد العزيز الكنانيِّ،شرح سماحة شيخِنا العلامة ابن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 08:18]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شرح كتاب الحَيدةِ * للإمام عبد العزيز الكنانيِّ،
شَرْح
سَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ جِبْرِينٍ
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ»
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ]:
http://www.archive.org/download/AlHaida/alhaida01.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
ـــ
* (المنسوب)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 08:04]ـ
[الدَّرسُ الثَّانِيُّ]:
http://www.archive.org/download/haidah/alhaida02.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:02]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِثُ]:
http://www.archive.org/download/haidah_574/alhaida03.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:03]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِعُ]:
http://www.archive.org/download/haidah_574/alhaida04.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:04]ـ
[الدَّرْسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/haidah_574/alhaida05.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:05]ـ
[الدَّرْسُ السَّادِسُ]:
http://www.archive.org/download/haidah_574/alhaida06.mp3
تمّ الشَّرح،والحمد للَّه أوَّلًا وأخيرًا.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ(/)
إيش أخبار محمد سعيد طيب!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 01:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد انقطعت أخباره عني.
وقد خطر لي هذا السؤال بعد أن قرأت هذه العبارة الجميلة له:
: حيث قال (محمد سعيد طيب) ذات مرة: الليبراليون السعوديون الحقيقيون لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة , أما الباقي فهم دشير- هكذا! - لا همَّ لهم سوى الشهوات فقط.
هل هو حي أم ميت؟
هل تاب عن بدعة اللبرالية أم هو باقي فيها؟
أفيدونا من علمكم.(/)
هل هناك إختلاف بين إبن تيمية و ال الشيخ في تسلسل المخلوقات
ـ[ولد برق]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 02:38]ـ
من المعلوم ان شيخ الإسلام إبن تيمية يقول بإن جنس المخلوقات قديم و احادها حادث
الشيخ صالح ال الشيخ يظهر من قوله إنه لا يرى ذلك فقد قال: - في شرح الطحاوية -
المذهب الثالث؛ مذهب أهل السنة والحديث وهو أنّ التسلسل ثابت في الماضي وثابت في المستقبل، وثبوته في الماضي غير متعلق بخَلقٍ تتسلسل فيهم الصفات وتظهر فيهم آثار الصفات، بل يجوز أو نقول بل تتنوع التعلقات باختلاف العوالم، وفي المستقبل يعني في الآخرة هو جل وعلا آخر بصفاته سبحانه وتعالى، فهناك تسلسل في جهة المستقبل اهـ
هل ظهرلكم مخالفة لشيخ الإسلام أرجو من لم يظهر له يفيدني جزاكم الله خيرا
ـ[ولد برق]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 02:45]ـ
تقسيم جميل للشيخ صالح عن التسلسل انقله لكم هنا للفائدة و كذلك من أجل الإطلاع على تفصيل قوله لمن أراد ان يفيدني في ذلك
فائدة في التسلسل
من شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ
المسألة الثالثة: متصلة بهذا البحث، وهذا البحث من أصعب المباحث التي ستعرض لك في شرحنا لك لهذه العقيدة، لكن نعرضها بشيء من الوضوح والاختصار، وهو ما يسمى بمسألة التسلسل.
والتسلسل على اعتبارات: والتسلسل معناه: أنه لا يكون شيء إلا وقبله شيء ترتَّب عليه، أو لا يكون شيء إلا بعده شيء ترتب عليه.
فالجهة الأولى المعتبرة في بحث التسلسل صفات الرب جل وعلا: وللناس في التسلسل المتعلق بصفات الرب جل وعلا مذاهب:
الأول: من قال أنّ الرب جل وعلا يمتنع تسلسل صفاته في الماضي، ويمتنع تسلسل صفاته في المستقبل، فلا بد من أمد يكون قد ابتدأ في صفاته أو قد ابتدأت صفاتُه، ولا بد أيضا من زمن تنتهي صفاته، وهذا هو قول الجهمية -والعياذ بالله- وقول طائفة من المعتزلة كأبي الهذيل العلاَّف وجماعة منهم.
الثاني: التسلسل في الماضي ممتنع، والتسلسل في المستقبل لا يمتنع، يعني أنّ الاتصاف بالصفات لا بد أن يكون له زمن ابتدأ فيه، وهذا الزمن قريب من خلق هذا العالَم والذي تعلّقت به الأسماء والصفات أو الذي ظهرت فيه آثار الأسماء والصفات، في المستقبل هناك تسلسل في الصفات يعني عدم انقطاع للصفات، وهذا هو قول أهل الكلام والأشاعرة والماتريدية.
القول الثالث: المذهب الثالث؛ مذهب أهل السنة والحديث وهو أنّ التسلسل ثابت في الماضي وثابت في المستقبل، وثبوته في الماضي غير متعلق بخَلقٍ تتسلسل فيهم الصفات وتظهر فيهم آثار الصفات، بل يجوز أو نقول بل تتنوع التعلقات باختلاف العوالم، وفي المستقبل يعني في الآخرة هو جل وعلا آخر بصفاته سبحانه وتعالى، فهناك تسلسل في جهة المستقبل.
مقتضى القسمة أن يكون ثَم قسم رابع: وهو أنه لا تسلسل في المستقبل وهناك تسلسل في الماضي، هذا مقتضى السبر والتقسيم في القسمة، وهذا لا قائل به من المذاهب المعروفة، يعني لا يعرف أن أحدا قال بهذا القسم.
إذا تبين لك ذلك، فإن هذه المسألة بُحثت أولا -مسألة التسلسل- قبل بحث المسألة الأولى التي ذكرناها لكم من جهة مذاهب الناس في الصفات وتعلقها بالخلق؛ يعني ثلاثة المذاهب التي ذكرناها، فلما بحث التسلسل نتج منه البحث الأول، لهذا إذا أردت أن تفهم جهة التسلسل تفهم أثرها الذي ذكرته لك في الأول؛ لأن كُلاًّ من هاتين المسألتين مرتبطة بالمسألة الأخرى.
الجهة الثانية من الاعتبار تسلسل المخلوقات: تسلسل في صفات الخالق ذكرناه، والجهة الثانية من الاعتبار التسلسل في المخلوقات، و التسلسل في المخلوقات للناس فيه مذهبان فيما أعلم:
الأول: تسلسل في الماضي، وهذا ممتنع عند عامة الناس إلا الفلاسفة الذين قالوا إنه لا عالَم إلا هذا العالم، وأن هذا العالم لم يزل في الماضي، وأنه ما من عِلَّة فيه إلا وهي مأثرة لمعلول فيه أيضا، وأن هذا العالم ترتب التسلسل فيه الآخر عن الأول والثاني عما قبله وليس ثم غيره.
نقول إن هذا من هذه الجهة عامة الناس عدا الفلاسفة على ما ذكرنا، يعني اتفق عليها معتزلة وأهل السنة على أنّ التسلسل؛ تسلسل المخلوقات في الماضي أنه ممتنع إلا قول الفلاسفة، والفلاسفة كما هو معلوم من قالوا بهذا القول خارجون عن الملة؛ لأنهم يرون قِدم هذا العالم مطلقا، وأن المؤثر فيه الأفلاك في علل مختلفة يبحثونها.
المذهب الثاني: في المستقبل التسلسل في المخلوقات غير ممتنع عند الجمهور إلا في خلاف جهم وبعض المعتزلة في أنّ تسلسل الحركات والمخلوقات في المستقبل أيضا ممتنع وأنه لا بد أن يصيروا إلى عدم أو إلى عدم تأثير؛ إمّا عدم محض أو عدم تأثير.
الجهة الثالثة في الاعتبار في التسلسل؛ تسلسل الأثر والمؤثر والسبب والمسبَّب والعلة والمعلول: وهذا لابد من النظر فيه وأيضا نقول أشهر المذاهب فيه اثنان:
الأول: مذهب نفاة التعليل والعلل والأسباب الذين يقولون لا أثر لعلة في معلولها، ولا أثر لسبب في مسبب، وإنما يفعل الله جل وعلا عند وجود العلة لا لكونها علة، وهذا هو مذهب نفاة التعليل، كقول الآشاعرة، القدرية، وابن حزم، وجماعات.
الثاني: أن الأسباب تنتج مسبباتها ويتسلسل ذلك، وأن العلة تنتج معلولها ويتسلسل ذلك يعني جوازا، ولكن ذلك كله بخلق الله جل وعلا له، وأنّ التسلسل في الآثار ناتجا عن مؤثرات ليس لذاتها بل لسنة الله جل وعلا التي أجراها في خلقه ?فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا? [فاطر:43].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 06:14]ـ
الأول: تسلسل في الماضي، ......
نقول إن هذا من هذه الجهة عامة الناس عدا الفلاسفة على ما ذكرنا، يعني اتفق عليها معتزلة وأهل السنة على أنّ التسلسل؛ تسلسل المخلوقات في الماضي أنه ممتنع إلا قول الفلاسفة،.
على ما يبدو هنا افترق كلام الشيخ عن كلام شيخ الاسلام ان لم أسئ الفهم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 01:37]ـ
هذه المسألة ضل فيها من ضل من الناس وزعموا أن المخلوقات قديمة النوع وأن المادة أزلية كما أنها أبدية ولهذا يقولون: إن المادة لا تفنى فليست معدومة من قبل ولا تفنى من بعد وكل هذا ضلال لأنك إذا قلت: بقدم الأشياء وأنها لم تكن حادثة أشركت بالله وجعلت لله شريكاً في القدم وهذا شرك.
ولكن هل الله عز وجل أتى عليه وقت لم يكن يفعل شيئاً؟
قال بعض الناس: نعم أتى عليه وقت لم يكن يفعل شيئاً ثم حدث الفعل لأنك إن لم تقل بذلك لزم أن تجعل المفعول قديماً فإنك إذا أثبت لله فعلاً فلا فعل إلا بمفعول وحينئذ يلزمك أن تقول بقدم المفعولات فتقع في الضلال ولهذا اختلف الناس في هذه المسألة:
فمنع قوم التسلسل في الماضي كما منعوه في المستقبل:
فجعلوا التسلسل ممنوعاً في الماضي والمستقبل وقالوا: إن الله تعالى في الأزل لم يكن يفعل وفي النهاية أيضاً لا يفعل وبنوا على ذلك أن الجنة تفنى والنار تفنى تعدم مرة لا يبقى إلا الله عز وجل وهذا مذهب الجهمية قالوا: بأن الأشياء لا تدوم كما أن لها ابتداءً فلها انتهاءً وقال بعض منهم: بل تفنى الحركات دون الذوات حركات الحي تفنى دون ذاته فيبقى الناس كأنهم أصنام وهذا مذهب العلاف من المعتزلة وقد سخر به ابن القيم رحمه الله في النونية فقال له على زعمه: إن الإنسان من أهل الجنة إذا رفع إلى فمه فاكهة وجاء وقت الفناء على ما هو عليه وبقيت الفاكهة بيده لم تصل إلى فمه إلى أبد الآبدين وإذا كان على أهله من الحور العين وأتى وقت الفناء وقت فناء الحركات وهو على أهله بقي لاصقاً بهم إلى أبد الآبدين هل هذا كلام معقول بل إنه ضلال والعياذ بالله وغالبا" ما يكون من لا يبنى على علم من الشرع دائماً يكون أضحوكة.
وقال قوم بعكس القول السابق: قالوا بالتسلسل في الابتداء والانتهاء وأن الخلق قديم كما أنه لا نهاية له فطردوا المسألة من الوجهين يعني قالوا: إذا كنا نقول بإمكان تسلسل الحوادث في المستقبل وأن الجنة والنار باقية إلى أبد الآبدين فكذلك في الماضي.
وقال آخرون وزعموا أنهم أهل السنة: التسلسل في المستقبل واجب وفي الماضي مستحيل فالجنة والنار لا تفنى ومن فيها لا يفنى وأما في الماضي فالتسلسل ممنوع مستحيل لأنه يلزم منه أن تكون الحوادث قديمة كقدم الله وهذا شرك وهذا ادعى بعض الناس أنه مذهب أهل السنة.
والقول الرابع: أن التسلسل في المستقبل ممكن في الذوات نفسها وفي ذوات أخرى تستجد فيما بعد وأما التسلسل في الماضي ففي الذوات مستحيل يعني بمعنى أن نقول: هذه الذات لم ولا تزال موجودة فهذا مستحيل لأنه ليس هناك شيء من المخلوقات يوصف بالقدم كقدم الله لكننا نعلم أن لم يزل ولا يزال خلاقاً وأن هناك مخلوقات غير السماء والأرض لأن المصلي يقول: (ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد) هناك مخلوقات قبل السماوات وقبل العرش ما نعرف ما هي لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً ولا يلزم من هذا قدم المفعول كقدم الفاعل لأنه باتفاق العقلاء أن المفعول مسبوق بالفاعل لأن المفعول نتيجة فعل الفاعل وفعل الفاعل وصف له ولا بد أن يكون الموصوف سابقاً على الصفة ثم المفعول بعد الصفة لأن عندنا مفعول وفعل وفاعل المفعول لا شك أنه متأخر عن فعل الفاعل وفعل الفاعل متأخر عن الفاعل فإذن لا يلزم من قولنا: بقدم الحوادث أن تكون قديمةً كقدم الله وأن تكون شريكةً لله في الوجود وهذا هو الحق الذي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وقد شنع عليه خصومه تشنيعاً عظيماً شنعوا عليه وقالوا: هذا قول الفلاسفة وهذا قول باطل ولكنه رحمه الله تخلص منهم بأنه لا يلزم من قدم المفعول أن يكون مساوياً للفاعل لأنه بضرورة العقل أن المفعول لا بد أن يكون مسبوقاً بفعل والفعل لا بد أن يكون مسبوقاً بفاعل وهذا هو الحق إن شاء الله.
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 02:28]ـ
قال الإمام الطحاوي: ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق , ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري. ا هـ.
يا إخوان الله سبحانه وتعالى خالق قبل أن يخلق المخلوقات كما أنه غفّار الذنوب قبل أن يخلق الذنوب.
ـ[ولد برق]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 04:20]ـ
شكر الله لك أخي ابن الرومية الموضع الذي أشرت إليه كذلك يحتمل المخالفة
الأخ بندر الطائي لو تحلينا على مرجع النقل
بارك الله فيكما
ـ[ولد برق]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 04:26]ـ
قال الإمام الطحاوي: ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق , ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري. ا هـ.
يا إخوان الله سبحانه وتعالى خالق قبل أن يخلق المخلوقات كما أنه غفّار الذنوب قبل أن يخلق الذنوب.
نعم هو خالق قبل ان يخلق المخلوقات لكن لا نستطيع نحدد زمن لم يخلق فيه فصفة الخلق قديمة و لا يجوز في حقه ان تكون معطلة يوما فما من زمن إلا و الله خلق فيه لكن كل المخلوقات مفعولات الله و الفاعل من البديهي انه دائما قبل مفعوله و احاد المخلوقات كلها حادثة فليس هناك قديم إلا الله و صفاته الذاتية سبحانه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 09:51]ـ
نعم هو خالق قبل ان يخلق المخلوقات لكن لا نستطيع نحدد زمن لم يخلق فيه فصفة الخلق قديمة و لا يجوز في حقه ان تكون معطلة يوما فما من زمن إلا و الله خلق فيه لكن كل المخلوقات مفعولات الله و الفاعل من البديهي انه دائما قبل مفعوله و احاد المخلوقات كلها حادثة فليس هناك قديم إلا الله و صفاته الذاتية سبحانه
هذا حق صفة الخلق قديمة , وكذلك صفة المغفرة أيضاً قديمة , لكن لا يصح أن نقول أن جنس المخلوقات" قديم" , وأن نوعها فقط هو الحادث , كما لا يصح أن نقول أن جنس الذنوب "قديم" , وأن نوعها فقط هو الحادث.
لا يلزم من الإعتقاد بأن المخلوقات لها أول لا يلزم من ذلك تعطيل صفة الخلق لله تعالى , كما لا يلزم من الإعتقاد بأن للذنوب أول لا يلزم من ذلك تعطيل صفة المغفرة لله تعالى.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 10:12]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الايضاح.
ـ[المسندي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 05:55]ـ
هذا حق صفة الخلق قديمة , وكذلك صفة المغفرة أيضاً قديمة , لكن لا يصح أن نقول أن جنس المخلوقات" قديم" , وأن نوعها فقط هو الحادث , كما لا يصح أن نقول أن جنس الذنوب "قديم" , وأن نوعها فقط هو الحادث.
لا يلزم من الإعتقاد بأن المخلوقات لها أول لا يلزم من ذلك تعطيل صفة الخلق لله تعالى , كما لا يلزم من الإعتقاد بأن للذنوب أول لا يلزم من ذلك تعطيل صفة المغفرة لله تعالى.
اخي شرياس ان قيل ان اول مخلوق هو العرش يقال اليس تثبت ان الله تعالى قادر على ان يخلق قبله شيئا؟
فسيقال بلى. ولوقيل اليس قبل هذا الله تعالى قادرٌ على ان يخلق غيره فسيقال بلى وهكذا التسلسل الى مالانهاية. والجواب يكون في الجميع بلى.
اذاً اذا كان ممكن الوقوع فلا مانع من جعله واقعا! اليس كذلك.مع استحضار ان ليس هناك مخلوق ازلي.
وقد اثبت التسلسل في الماضي من مشائخي 1_ الشيخ عبد الرحمن البراك 2_ الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف 3_ الشيخ عبد الله بن جبرين
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 07:05]ـ
كان الله ولم يكن شيء معه، وأول ما خلق العرش.
أما المقصود بقدم النوع: فإن قدرة الله على الخلق قديمة لم تحدث قبل خلق العرش.
مثلما نقول: صفة الكلام قديمة ولكن يقع آحاد كلام الله في وقت دون وقت، كالقرآن
ـ[شرياس]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 11:22]ـ
اخي شرياس ان قيل ان اول مخلوق هو العرش يقال اليس تثبت ان الله تعالى قادر على ان يخلق قبله شيئا؟
فسيقال بلى. ولوقيل اليس قبل هذا الله تعالى قادرٌ على ان يخلق غيره فسيقال بلى وهكذا التسلسل الى مالانهاية. والجواب يكون في الجميع بلى.
اذاً اذا كان ممكن الوقوع فلا مانع من جعله واقعا! اليس كذلك.مع استحضار ان ليس هناك مخلوق ازلي.
وقد اثبت التسلسل في الماضي من مشائخي 1_ الشيخ عبد الرحمن البراك 2_ الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف 3_ الشيخ عبد الله بن جبرين
الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام , أليس الله قادر أن يخلقهم في مدة أقل؟ الجواب: نعم قادر.
فكذلك الله سبحانه وتعالى قادر على أن يخلق مخلوق قبل العرش , ولكن لا يعني هذا أزلية المخلوقات , أما قولك التسلسل إلى ما لا نهاية فهذا يتنافى مع حديث {كان الله ولم يكن شيء غيره} والآن السؤال لك أخي الكريم المسندي , هل تعتقد أن الله تعالى كان ولم يكن شيء معه أو غيره؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المرجع هو شرح العقيدة السفارينية للشيح محمد بن صالح العثيمين.
ـ[الشيخ محمود الحساني]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 04:37]ـ
بل أخطأ الشيخ ابن تيمية وأخطأ الشيخ آل الشيخ في المسألة
والأصل ان صفاته تعالى أزلية ..
أما الحادث فهي التعلقات والمخلوقات ..
فسبحان الله ..
كيف تحولت هذه العقيدة الغريبة إلى رأيٍ لأهل السنة والجماعة؟
إن التسلسل هو أن يترتب شيء على شيء وليس كما قال الشيخ آل الشيخ في تسلسله الذي يريد إثباته من عباراته ..
لأن ذلك معناه أن هناك تجددا ما في الصفات .. وغير ذلك من اللوازم التي لا مفر منها عند إثبات مثل هذا التسلسل ..
وكل ذلك سببه قياس الخالق على المخلوق .. وارتباط ذهن المتكلم بما يتعلق بمحطيطه المحسوس ..
أضف إلى ذلك: أن هذا الكلام لا يثبت بدليل من النصوص يصح الاعتماد عليه ..
والشيخ آل الشيخ من فرقة تتشدق دوما بانها لا تقول إلا ما ورد إثباتا أونفيا .. !!!!
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 01:04]ـ
أهذا يرد عليه لا أعلم من اين جاء بهذا التخريف.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 03:00]ـ
بل أخطأ الشيخ ابن تيمية وأخطأ الشيخ آل الشيخ في المسألة
والأصل ان صفاته تعالى أزلية ..
أما الحادث فهي التعلقات والمخلوقات ..
فسبحان الله ..
كيف تحولت هذه العقيدة الغريبة إلى رأيٍ لأهل السنة والجماعة؟
إن التسلسل هو أن يترتب شيء على شيء وليس كما قال الشيخ آل الشيخ في تسلسله الذي يريد إثباته من عباراته ..
لأن ذلك معناه أن هناك تجددا ما في الصفات .. وغير ذلك من اللوازم التي لا مفر منها عند إثبات مثل هذا التسلسل ..
وكل ذلك سببه قياس الخالق على المخلوق .. وارتباط ذهن المتكلم بما يتعلق بمحطيطه المحسوس ..
أضف إلى ذلك: أن هذا الكلام لا يثبت بدليل من النصوص يصح الاعتماد عليه ..
والشيخ آل الشيخ من فرقة تتشدق دوما بانها لا تقول إلا ما ورد إثباتا أونفيا .. !!!!
و الله المخطئ هو من لم يتعب نفسه في فهم كلام غيره قبل ان يخطأه و لاأدري ما يكون رده ان اتيناه بكلام في الصفات للامام احمد و غيره أشد من كلام شيخ الاسلام في الاتباث و لم يخرج عن التسليم بها الا المعتزلة و الجهمية أم سيقول ان كل الأئمة الذين سلموا للامام احمد تلك المقالات كانوا يخشونه أشد من خشيتهم لله؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 10:48]ـ
الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام , أليس الله قادر أن يخلقهم في مدة أقل؟ الجواب: نعم قادر.
فكذلك الله سبحانه وتعالى قادر على أن يخلق مخلوق قبل العرش , ولكن لا يعني هذا أزلية المخلوقات , أما قولك التسلسل إلى ما لا نهاية فهذا يتنافى مع حديث {كان الله ولم يكن شيء غيره} والآن السؤال لك أخي الكريم المسندي , هل تعتقد أن الله تعالى كان ولم يكن شيء معه أو غيره؟
ورد الحديث بلفظين: "شيء قبله" والآخر "شيء معه"، وقد تعرض النقاد لهما، وبعضهم أعلّ الثانية. فلتراجع في مظانها.
قال الطحاوي: (( ... دَلِيلُ صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ الثَّانِي مِنْ وُجُوهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ قَوْلَ أَهْلِ الْيَمَنِ " جِئْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ "، [هُوَ] إِشَارَةٌ إِلَى حَاضِرٍ مَشْهُودٍ مَوْجُودٍ، وَالْأَمْرُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَأْمُورِ، أَيِ الَّذِي كَوَّنَهُ اللَّهُ بِأَمْرِهِ. وَقَدْ أَجَابَهُمُ النَّبِيُّ (ص) عَنْ بَدْءِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَوْجُودِ، لَا عَنْ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَخْبَرَهُمْ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَالَ كَوْنِ عَرْشِهِ عَلَى الْمَاءِ، وَلَمْ يُخْبِرْهُمْ عَنْ خَلْقِ الْعَرْشِ، وَهُوَ مَخْلُوقٌ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ: {كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ}، وَقَدْ رُوِيَ (مَعَهُ)، وَرُوِيَ (غَيْرَهُ)، وَالْمَجْلِسُ كَانَ وَاحِدًا، فَعُلِمَ أَنَّهُ قَالَ أَحَدَ الْأَلْفَاظِ وَالْآخَرَانِ رُوِيَا بِالْمَعْنَى، وَلَفْظُ الْقَبْلِ ثبتَ عَنْهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ. فَفِي صحيح مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - (ص) {أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ}، الْحَدِيثَ. وَاللَّفْظَانِ الْآخَرَانِ لَمْ يَثْبُتْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، وَلِهَذَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِنَّمَا يَرْوِيهِ بِلَفْظِ الْقَبْلِ، كَالْحُمَيْدِيِّ وَالْبَغَوِيِّ وَابْنِ الْأَثِيرِ)).
ـ[شرياس]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 05:42]ـ
ورد الحديث بلفظين: "شيء قبله" والآخر "شيء معه"، وقد تعرض النقاد لهما، وبعضهم أعلّ الثانية. فلتراجع في مظانها.
COLOR="Green"][/COLOR])).
أعلم أن الرويات الثلاث كانت في مجلس واحد مما يحتم الترجيح , وكان سؤالي للأخ المسندي " هل تعتقد أن الله تعالى كان ولم يكن شيء معه أو غيره؟ " , القصد منه التخيير بين كلمتين تحملان نفس المعنى وهما " معه " و " غيره " , وليس المقصود التفريق بينهما ثم الاختيار على هذا الاساس.
والسؤال لك الآن , هل تعتقد أن المعنى في رواية " غيره " أو رواية " معه " صحيح؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 08:15]ـ
جزاك الله خيرا.
إن استلزم تصحيح هذا المعنى المصير إلى تعطيل أثر الصفة (الخلق) عن الموصوف (الخالق)، فمعنى غير صحيح [1]. ولكن: كيف نجيب على سؤالك ولم نرجح بعد أي الألفاظ هو المحفوظ أكثر من غيره؟ ألست قلت ان هذا الاختلاف "مما يحتم الترجيح"، فما ترجيحك؟
= = = = = = = = = =
[1] وإن كان لا يستلزمه لأن هناك جواب آخر محتمل، اذكره لاحقاً إن شاء الله.
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خيرا.
إن استلزم تصحيح هذا المعنى المصير إلى تعطيل أثر الصفة (الخلق) عن الموصوف (الخالق)، فمعنى غير صحيح [1]. ولكن: كيف نجيب على سؤالك ولم نرجح بعد أي الألفاظ هو المحفوظ أكثر من غيره؟ ألست قلت ان هذا الاختلاف "مما يحتم الترجيح"، فما ترجيحك؟
= = = = = = = = = =
[1] وإن كان لا يستلزمه لأن هناك جواب آخر محتمل، اذكره لاحقاً إن شاء الله.
ما أعتقد أنه الراجح هو لفظ {غيره} كما رجّح ذلك الحافظ في الفتح , فأنا أؤمن أن الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله و كان ولم يكن شيء غيره.
جوابك على سؤالي فيه عدم وضوح , فأنا لم أسألك عن لوازم المعنى!!! بل سألتك عن المعنى نفسه أقصد المعنى الظاهر من رواية {غيره}.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:53]ـ
عندي تردد في قبول هذا المعنى، بسبب ضرورة الترجيح بين الروايات، ولكني احتكم إلى المحكم ولا أميل عنه، وهو لفظ القبلية، والكل متفق عليه ولله الحمد.
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 06:23]ـ
عندي تردد في قبول هذا المعنى، بسبب ضرورة الترجيح بين الروايات، ولكني احتكم إلى المحكم ولا أميل عنه، وهو لفظ القبلية، والكل متفق عليه ولله الحمد.
الترجيح كان ضرورياً لأن المجلس كان واحداً , وليس لوجود تعارض بين المعنييّن , فالله تعالى كان ولم يكن شيء قبله ولا معه , ولا تعارض في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 11:25]ـ
الترجيح كان ضرورياً لأن المجلس كان واحداً , وليس لوجود تعارض بين المعنييّن , فالله تعالى كان ولم يكن شيء قبله ولا معه , ولا تعارض في ذلك.
يبدو أنك لم تطلع على خلاف العلماء حول اللوازم المترتبة على ترجيح "ولاشيء معه".
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 02:32]ـ
يا أخ عبدالله حتى لا يتحول الموضوع إلى جدلي بحت لا فائدة منه.
باختصار أنا أعتقد وأدين الله تعالى بأنه سبحانه كان ولم يكن شيء قبله و كان ولم يكن شيء غيره أو معه.
إن كنت ترى أن في ما أعتقده خطأ فأرني ما هو الذي تعتقد أنه صواب؟
ـ[المسندي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 03:02]ـ
قال ابو عيسى في جامعه:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ قَالَ كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْعَمَاءُ أَيْ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَكِيعُ بْنُ حُدُسٍ وَيَقُولُ شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ وَهُوَ أَصَحُّ وَأَبُو رَزِينٍ اسْمُهُ لَقِيطُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وقال الطبري في التفسير:
حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السُّدّيّ في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مُرَّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"هو الذي خلقَ لكم ما في الأرض جميعًا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات". قال: إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما خلق قبل الماء. فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا ... الخ.
وقال:
حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهد قال: بدءُ الخلق العرشُ والماء والهواء، وخلقت الأرض من الماء، وكان بدء الخلق يوم الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، وجُمع الخلق في يوم الجمعة، وتهوَّدت اليهودُ يوم السبت. ويوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدّون.
ـ[الشيخ محمود الحساني]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 07:32]ـ
و الله المخطئ هو من لم يتعب نفسه في فهم كلام غيره قبل ان يخطأه و لاأدري ما يكون رده ان اتيناه بكلام في الصفات للامام احمد و غيره أشد من كلام شيخ الاسلام في الاتباث و لم يخرج عن التسليم بها الا المعتزلة و الجهمية أم سيقول ان كل الأئمة الذين سلموا للامام احمد تلك المقالات كانوا يخشونه أشد من خشيتهم لله؟؟
السلام عليكم
ولماذا الرمي بالتجهم والاعتزال في مجال الحجة والبرهان؟
يا سيدي الكريم
العقيدة لا تؤخذ من احمد رحمه الله ولا من ابن تيمية رحمه الله .. فكلاهما بخطئ ويصيب أم انهما معصومان عندك؟
العقيدة تؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله ..
فيؤمن الإنسان بالمحكم على إحكامه .. ويفوض العلم إلى الله تعالى في متشابهه .. أو إن اضطر للكلام بسبب معاند او ملحد او مجسم فعليه بفهم النص من خلال اللغة والقواعد القطعية العقلية وعرض النصوص بعضها على بعض ..
وإن شئت أتيتك بكلام ابن تيمية نفسه رحمه الله في الكلام عن العقلي والنقلي إذا كان احدهما ظنيا والاخر قطعيا ..
الشيء الآخر الذي أردت لفت الانتباه إليه
ان التسلسل والقدم النوعي وغيره من هذه الألفاظ لم يرد في كتاب ولا سنة ..
ولا زال التشنيع من أتباع الإمام ابن تيمية رحمه الله على مخالفيهم بسبب استخدام ألفاظ لم ترد ..
ومن أبينها واوضحها ألفاظ الجهة والجسم .. !!!!!!!!!!!!
مع أنهم عندما تكلموا بها نفوها عن الله تعالى ولم يثبتوها ..
ومن نفى غير الوارد في حق الله تعالى .. لا شك انه أسلم ممن نسب إلى الله تعالى مالم يرد في كتاب ولا سنة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل يا اخي الكريم تشنعون على الناس استخدام مصطلحات لم ترد .. ثم تريدون إلزامهم بعد ذلك بمصطلحات سميتموها أنتم ما أنزل الله بها من سلطان؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 12:34]ـ
يا أخ عبدالله حتى لا يتحول الموضوع إلى جدلي بحت لا فائدة منه.
باختصار أنا أعتقد وأدين الله تعالى بأنه سبحانه كان ولم يكن شيء قبله و كان ولم يكن شيء غيره أو معه.
إن كنت ترى أن في ما أعتقده خطأ فأرني ما هو الذي تعتقد أنه صواب؟
ما دام أنك تخشى تحول الموضوع إلى جدلي بحت لا فائدة منه، فالأفضل تجنب النقاش معك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:06]ـ
السلام عليكم
ولماذا الرمي بالتجهم والاعتزال في مجال الحجة والبرهان؟
يا سيدي الكريم
العقيدة لا تؤخذ من احمد رحمه الله ولا من ابن تيمية رحمه الله .. فكلاهما بخطئ ويصيب أم انهما معصومان عندك؟
العقيدة تؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله ..
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و هل هؤلاء أخذوا أصول دينهم من الايساغوجي و التاسوعات و الأورغانون و اشعار النصارى السكارى أم أخذوها من كتاب الله و رسوله؟؟ نعم حتى افراد الصحابة رضي الله عنهم ليسوا بمعصومين فمن دونهم من أئمة الدين و لكن ان صرح أحدهم بمفالات خطيرة في الدين و سلم له بقيتهم بها و لم يخالفه و يناجزه عليها الا من أفنوا أعمارهم في حلب أشطر الجوهر و العرض و التولد و الطفرة أفيصح عقلا دع عنك شرعا أن يخرج الحق عن الأولين ليستقر عند الاخرين؟؟ أفيكون الرد بعدم العصمة و الحال هذه خاليا من الحيدة و السفسطة؟؟ و الكلام هنا يفترض أنه مع من هو من اهل السنة لا مع غيرهم ممن يرى جواز خروج الحق في مسائل الدين عنهم
الشيء الآخر الذي أردت لفت الانتباه إليه
ان التسلسل والقدم النوعي وغيره من هذه الألفاظ لم يرد في كتاب ولا سنة ..
و كذلك الفاظ القرآن غير مخلوق و الصفات و غيرها لم ترد في كتاب و لا سنة و لا تكلم بها صاحب ... فضلل كل من تكلم بها و فيهم كل أئمة الدين من الفقهاء و العباد و الصوفية بل و الصفاتية من الكلابية و الأشاعرة بل و المعتزلة و الجهمية فقد انفردت بالحق دونهم
ولا زال التشنيع من أتباع الإمام ابن تيمية رحمه الله على مخالفيهم بسبب استخدام ألفاظ لم ترد ..
ومن أبينها واوضحها ألفاظ الجهة والجسم .. !!!!!!!!!!!!
مع أنهم عندما تكلموا بها نفوها عن الله تعالى ولم يثبتوها ..
ومن نفى غير الوارد في حق الله تعالى .. لا شك انه أسلم ممن نسب إلى الله تعالى مالم يرد في كتاب ولا سنة ..
فهل يا اخي الكريم تشنعون على الناس استخدام مصطلحات لم ترد .. ثم تريدون إلزامهم بعد ذلك بمصطلحات سميتموها أنتم ما أنزل الله بها من سلطان؟
لا شان لنا في الأتباع الا من كان من أهل الفقه اما ابن تيمية نفسه و السلف معه فلم يكن سبب انكارهم لها بالأساس عدم الورود و الا ما كانوا ليتكلموا بالحد و خلق القرآن و الصفات و غيرها من الألفاظ و انما أنكروها و شنعوا على المخالفين لقبولهم ألفاظا مجملة تحوي حقا و باطلا ممن كفر بآيات الله , مسلمين لهم بها دون التفتيش و التنقيب أو استعمال ألفاظ شرعية تغني عنها و لم يكتفوا بذلك حتى جعلوا باطلها و حقها حاكما على الفاظ القرآن و السنة لا العكس ... وهذه كتب شيخ الاسلام كلها ليس فيها الا ما قلنا فابحث فيها كما تشاء و الى ان تجد شيئا و لن تجد هذا كلام له جد قيم في مسألة الألفاظ غير الواردة هذه
قال شيخ الاسلام رحمه الله في معرض ر ده على الامام الخطابي رحمه الله في انكار لفظة الحد بقوله في درء التعارض: "الوجه الثاني قوله [أي الخطابي] سبيل هؤلاء أن يعلموا أن صفات الله تعالى لا تؤخذ إلا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قول أحد من الناس فيقولون له لو وفيت أنت ومن اتبعه بإتباع هذه السبيل لم تحوجنا نحن وأئمتنا إلى نفي بدعتكم بل تركتم موجب الكتاب والسنة في النفي والإثبات أما في النفي فنفيتم عن الله تعالى أشياء لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا إمام من أئمة المسلمين بل والعقل لا يقضي بذلك عند التحقيق وقلتم إن العقل نفاها فخالفتم الشريعة بالبدعة والمناقضة المعنوية وخالفتم العقول الصريحة وقلتم ليس هو بجسيم ولا جوهر ولا متحير ولا في جهة ولا يشار إليه بحس ولا يتميز
(يُتْبَعُ)
(/)
منه شئ عن شئ وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حد له ولا غاية تريدون بذلك انه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر أو يكون له قدر لا يتناها و أمثال ذلك ومعلوم أن الوصف بالنفي كالوصف بالإثبات فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب ولا سنة مع اتفاق السلف على ذم من ابتدع ذلك وتسميتهم إياهم جهمية وذمهم لأهل هذا الكلام
وأما في الإثبات فإن الله تعالى وصف نفسه بصفات ووصفه رسوله بصفات فكنتم أنتم الذين تزعمون أنكم من أهل السنة والحديث دع الجهمية والمعتزلة تارة تنفونها وتحرفون نصوصها أو تجعلونها لا تعلم إلا أماني وهذا مما عاب الله تعالى به أهل الكتاب قبلنا وتارة تقرونها إقرارا تنفون معه ما أثبته المنصوص من أن يكون النصوص نفته وتاركين من المعاني التي دلت عليه مالا ريب في دلالتها عليه مع ما في جمعهم بين الأمور المتناقضة من مخالفة صريح المعقول فأنت وأئمتك في هذا الذي تقولون إنكم تثبتونه إما أن تثبتوا ما تنفونه فتجمعوا بين النفي والإثبات وإما أن تثبتوا ما لا حقيقة له في الخارج ولا في النفس وهذا الكلام تقوله النفاة المثبتة لهؤلاء كمثل الأشعري والخطابي والقاضي أبي يعلى وغيرهم من الطوائف ويقول هؤلاء المثبتة كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي وهذا التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب والسنة وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها الجهمية مضمونها إنكار وجوب الرب تعالى وثبوت حقيقته وعبروا عن ذلك بعبارة فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له فإن هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة بل بينا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته
ويقولون لهم قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه ويصح أن يجئ هو ويأتي كما سنقرر هذا في موضعه فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة وتارة بالتضمن وتارة بالالتزام وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما
ولم يقل أحد من أئمة السنة إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها بل من فهم معانى النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره وهذه نكت لها بسط له موضع آخر "
ـ[المسندي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:38]ـ
قرأت للشيخ عبد الله بن جبرين قوله:
لم يخل زمان من خلق يدبر امرهم ربنا سبحانه وتعالى.
ـ[شرياس]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:27]ـ
قرأت للشيخ عبد الله بن جبرين قوله:
لم يخل زمان من خلق يدبر امرهم ربنا سبحانه وتعالى.
هذا محال , إلا إن أراد أن الزمان خُلق أولاً قبل كل المخلوقات
الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخلق كلهم , والله تعالى هو وحده الذي لا أول له , أما الخلق فلهم بداية وكلهم أحداث أي كانوا بعد أن لم يكونوا.
ـ[ولد برق]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:37]ـ
هذا محال , إلا إن أراد أن الزمان خُلق أولاً قبل كل المخلوقات
الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخلق كلهم , والله تعالى هو وحده الذي لا أول له , أما الخلق فلهم بداية وكلهم أحداث أي كانوا بعد أن لم يكونوا.
السلام ورحمة الله وبركاته
أخ شرياس لا شك انه ليس من مخلوق إلا و هو حادث كان بعد ان لم يكن
لكن يجب ان تعلم ان صفة الخلق لله صفة ذاتية فعلية و لم يأت على الله يوم و هو لا يفعل و لذلك لم يخلق الله شيء إلا و قد خلق قبله شيء لأننا لو قلنا بخلاف ذلك للزم ان صفة الله الخلق الفعلية لها بداية و ان الله جاء عليه زمان و هو ليس له صفة فعلية أو له صفة فعلية لكنها فعلية بدون فعل من الله و هذا لا يجوز في أي صفة فعلية ان يقال ان الله جاء عليه زمان و لم يفعل
الكلام مثلا لا يجوز ان نقول ان الله تكم كلا أولي لم يتكلم قبله بل ما من كلام تكلم الله به إلا و تكلم كلاما قبله و مع هذا نقول ما من كلام من الله إلا و هو حادث
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كنت تقول في الكلام ذلك فيلزمك ان تقول ذلك في صفة الخلق و بتالي في جنس المخلوقات و إلا فأنت تفرق بين المتماثلات و لذلك فشيخ الإسلام قاس هذه المسألة بالكلام كما قست لك و سفر الحوالي ألزم الألباني بذلك
أرجو ان تنتبه فإن ردك ذلك يلزم منه لوازم باطلة و أرجو منك أن تطلع على شرح إبن تيمية لحديث عمران ففية ما يقنعك ان شاء الله
و فقني الله و إياك
و أشكر الأخوة الذين ردو عليك و أشكر على حسن أسلوبك
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:34]ـ
السلام ورحمة الله وبركاته
أخ شرياس لا شك انه ليس من مخلوق إلا و هو حادث كان بعد ان لم يكن
لكن يجب ان تعلم ان صفة الخلق لله صفة ذاتية فعلية و لم يأت على الله يوم و هو لا يفعل و لذلك لم يخلق الله شيء إلا و قد خلق قبله شيء لأننا لو قلنا بخلاف ذلك للزم ان صفة الله الخلق الفعلية لها بداية و ان الله جاء عليه زمان و هو ليس له صفة فعلية أو له صفة فعلية لكنها فعلية بدون فعل من الله و هذا لا يجوز في أي صفة فعلية ان يقال ان الله جاء عليه زمان و لم يفعل الكلام مثلا لا يجوز ان نقول ان الله تكم كلا أولي لم يتكلم قبله بل ما من كلام تكلم الله به إلا و تكلم كلاما قبله و مع هذا نقول ما من كلام من الله إلا و هو حادث
إذا كنت تقول في الكلام ذلك فيلزمك ان تقول ذلك في صفة الخلق و بتالي في جنس المخلوقات و إلا فأنت تفرق بين المتماثلات و لذلك فشيخ الإسلام قاس هذه المسألة بالكلام كما قست لك و سفر الحوالي ألزم الألباني بذلك
أرجو ان تنتبه فإن ردك ذلك يلزم منه لوازم باطلة و أرجو منك أن تطلع على شرح إبن تيمية لحديث عمران ففية ما يقنعك ان شاء الله
و فقني الله و إياك
و أشكر الأخوة الذين ردو عليك و أشكر على حسن أسلوبك
من صفات الله تعالى الفعلية أنهم يغفر الذنوب جميعاً فهو الغفور الغفّار سبحانه.
والسؤال لك هو , هل يلزم من كون الله تعالى يغفر الذنوب في الأزل أن هذه الذنوب ليس لها أول , يعني جنسها قديم ونوعها حادث؟
ـ[ولد برق]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 11:10]ـ
من صفات الله تعالى الفعلية أنهم يغفر الذنوب جميعاً فهو الغفور الغفّار سبحانه.
والسؤال لك هو , هل يلزم من كون الله تعالى يغفر الذنوب في الأزل أن هذه الذنوب ليس لها أول , يعني جنسها قديم ونوعها حادث؟
أخي الحبيب
كلامي تضمن أمور كثيرة و انت لم ترد إلا على جزئية و أنا حريص على معرفة ردك على إلزاماتي كلها و كل ما أورته فما جوابك على كل ذلك
و أنا إستغرب إلزامك هذا الذي يدل على إنك لم تبحث المسألة - بارك الله فيك - ركز معي لترى كيف شبهت مفعولات الله بكسب و فعل العبد
فإن الذنوب فعل العبد فعل حادث لفاعل حادث
أما المخلوقات فهي مفعولات الخالق الذي ليس لصفاته - و منها الخلق - بداية فلو قلنا هناك مخلوق أول ما خلقه الله للزم ان الله خلق بعد إن لم يكن يخلق
قولك: يعني جنسها قديم ونوعها حادث
أقول كلمة جنس هنا مرادفه لكلمة نوع و الصحيح أن تقول جنسها أو تقول نوعها قديم و احادها حادث
أرجو الجواب على ما سبق في المشاركة السابقة حتى أرى جوابك و رد عليك
و أنصحك و نفسي بتحرير المسائل الكبار أو عدم الخوض فيها قبل التحرير و لو إنك قلدت الكبار في هذه المسالة لأرحت نفسك مثل: إبن تيمية و إبن القيم و إبن أبي العز و البراك و المحود و سفر و غيرهم
ارجو المعذرة
ـ[شرياس]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 07:38]ـ
فإن الذنوب فعل العبد فعل حادث لفاعل حادث
أعلم أن الذنوب كلها حوادث , ولكن سألتك فلم تجيب!!! وسوف أكرر لك السؤال بشكل أوضح , فإن لم تجب فالأفضل ترك الجدال كما حدث مع الأخ عبدالله الشهري الذي أخذ بالنصيحه وترك الجدال , وأنا أنصحك إن لم تجب على السؤال أن نترك الجدال فهو خير.
السؤال؛ بما إن الذنوب حوادث , فهل تعتقد أن الله تعالى كان يغفر الذنوب قبل أن يخلقها - أي أنه غفّار الذنوب قبل خلق الذنوب - أم أنك تعتقد أن الله تعالى " ما كان يغفر حتى خلق الذنوب ثم صار يغفر "؟
إذا لم تجب فأنت غير ملزم بالإجابه , وأرجو في هذه الحالة اعتبار الجدال قد انتهى.
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 07:46]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
عفواً .. ورد في الموضوع مخالفات لعقيدة أهل السنة، خصوصاً من الأخ شرياس، وأريد أن أعرف الأخ: هل مذهبه أشعري أم سني؟
ثم أقول تعليقاً على إحدى مخالفاته (الواردة في مشاركة رقم 30) وملخصها أنه علق على قول القائل (لم يخل زمن من خلق لله) بقوله: هذا محال!
والحق: أن الإيمان بكون الله خالقاً، وأنه صفة " الخالق " أزلية، لم تحدث لله، يقتضي: أن الخلق ممكن في الأزل، وأنه لم يكن ممتنع ثم أمكن (فإن هذه عقيدة الأشاعرة) والقول بامتناع الخلق على الله فيه ما فيه من وصف الله بالعجز وأن الخلق كان محالاً عليه ثم تمكن منه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهذا لا يلزم منه تقدم الخلق على الله أو كونهم معه، فإن الخالق متقدم على المخلوق بكل حال، وهذا اللازم الفاسد هو نفس ما قاله الجهمية الذين قالوا بفناء الجنة والنار، فإنهم قالوا: إن أبديتهما تستلزم كونهما مع الله أو بعده، (فكما أنه الأول الذي ليس قبله شيء فهو الآخر الذي ليس بعده شيء)
مسألة:
حول ما ردده الأخ شرياس من كون الله " غفار الذنوب " والذنوب حادثة فهل تكون الصفة حادثة أم أزلية؟
والجواب: أن من عقيدة أهل السنة أن صفات الله وكمالاته (ومنها رحمته وغفرانه للذنوب) أزلية لا حادثة، فهي صفات ذاتية لله عز وجل متصف بها منذ الأزل، وهذا لا يتعارض مع الصفات الفعلية و الأفعال التي هي آثاراً للصفات الذاتية، فكون الله أحدث مخلوقاً لا يعني أنه اكتسب معنى الخالق بعد إحداثه (بل كما قال الطحاوي: له معنى الخالق ولا مخلوق) فإحداث المخلوق فعل وهو أثر الصفة الذاتية الأزلية، وكذلك صفة الرحمة أزلية، ولا يتوقف الاتصاف بها على وجود مرحوم يرحمه الله، بل حدوث الرحمة للمرحوم هو أثر الصفة الأزلية، وكذلك صفة الكلام، فالله متصف بها منذ الأزل، ولا يعني تكلمه بالقرآن في وقت سابق حدوث صفة الكلام له، بل تكلمه بالقرآن من أثر صفته الذاتية (الكلام) وكذلك الاستواء والمجيء والإتيان والنزول وغيرها من صفات الأفعال ... إذا عرفت ذلك فقس عليه صفة المغفرة، فكون الله غفوراً رحيماً لا شك أنه في الأزل، ولم يحدث هذا المعنى بعد خلق الخلق، أما المغفرة التي تصيب الخلق بعد خلقهم فهي صفة فعلية من أثر الصفة الذاتية القديمة.
والله أعلم
ـ[المسندي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:41]ـ
مسألة:
حول ما ردده الأخ شرياس من كون الله " غفار الذنوب " والذنوب حادثة فهل تكون الصفة حادثة أم أزلية؟
والجواب: أن من عقيدة أهل السنة أن صفات الله وكمالاته (ومنها رحمته وغفرانه للذنوب) أزلية لا حادثة، فهي صفات ذاتية لله عز وجل متصف بها منذ الأزل، وهذا لا يتعارض مع الصفات الفعلية و الأفعال التي هي آثاراً للصفات الذاتية، فكون الله أحدث مخلوقاً لا يعني أنه اكتسب معنى الخالق بعد إحداثه (بل كما قال الطحاوي: له معنى الخالق ولا مخلوق) فإحداث المخلوق فعل وهو أثر الصفة الذاتية الأزلية، وكذلك صفة الرحمة أزلية، ولا يتوقف الاتصاف بها على وجود مرحوم يرحمه الله، بل حدوث الرحمة للمرحوم هو أثر الصفة الأزلية، وكذلك صفة الكلام، فالله متصف بها منذ الأزل، ولا يعني تكلمه بالقرآن في وقت سابق حدوث صفة الكلام له، بل تكلمه بالقرآن من أثر صفته الذاتية (الكلام) وكذلك الاستواء والمجيء والإتيان والنزول وغيرها من صفات الأفعال ... إذا عرفت ذلك فقس عليه صفة المغفرة، فكون الله غفوراً رحيماً لا شك أنه في الأزل، ولم يحدث هذا المعنى بعد خلق الخلق، أما المغفرة التي تصيب الخلق بعد خلقهم فهي صفة فعلية من أثر الصفة الذاتية القديمة.
والله أعلم
طيب لماذا لا ينطبق هذا الكلام على صفة الخلق لربنا تعالى؟
لماذا يكون واجبا على من يثبت صفة الخلق لله ان يثبت قِدم نوع الخلق؟ ولا يكون واجبا على من اثبت صفة المغفرة ان يثبت قدم نوع المعاصي؟
ـ[شرياس]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 11:47]ـ
أنه علق على قول القائل (لم يخل زمن من خلق لله) بقوله: هذا محال!
أقصد بالخلق هنا المخلوقات , وأنا بفضل الله تعالى من أهل السنة , وأُثبت أزلية صفة الخلق لله تعالى.
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 02:26]ـ
طيب لماذا لا ينطبق هذا الكلام على صفة الخلق لربنا تعالى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا يكون واجبا على من يثبت صفة الخلق لله ان يثبت قِدم نوع الخلق؟ ولا يكون واجبا على من اثبت صفة المغفرة ان يثبت قدم نوع المعاصي؟
الكلام مطرد في كل الصفات الذاتية الفعلية، ولكن المشكل: تصورنا لمعنى قدم نوع الخلق، فليس المراد أن تعتقد أن المخلوقات لا أول لها، بل المراد أن تعتقد إمكان مخلوقات لا أول لها، فالمسألة لها طرفين:
طرف من جهة الوقوع الحقيقي: ومبناه: هل هناك بداية للخلق؟ وهل كان الله ولم يكن شيء غيره ثم خلق الخلق؟
وهذا الطرف: أكثر العلماء على وجود بداية للخلق فمنهم من قال بأنه العرش ومنهم من قال بأنه القلم، وهذا لا إشكال في الخلاف فيه.
وطرف من جهة الممكن والممتنع: وهنا محل الخلاف بيننا وبين الأشاعرة والمعتزلة، حيث إن المسألة عند أهل السنة: أن الخلق ممكن في الأزل، وهذا معنى إثباتنا لصفة الخالق بأزلية، أما الأشاعرة ومن وافقوه من المعتزلة فهم يقولون: يستحيل الخلق في الأزل، وهو ممتنع، ولازمه: اتصاف الله بالعجز عن الخلق ثم القدرة عليه، فالخلق عندهم كان ممتنعاً ثم أمكن، وهذا ترجيح بلا مرجح أخذه عليهم بعض الفلاسفة، وزاد المعتزلة: باستحالة الخلق في الأبد، ولذا قالوا بفناء الجنة والنار.
إذا عرفت ذلك: فاعرف أنه لا مشاحة في الاصطلاح، المهم أن تؤمن أن الله قادر على الخلق في الأزل كما هو قادر عليه في الأبد كما هو قادر عليه الآن، ثم بعد ذلك لا تثريب إن قلت بوجود خلق في الأزل أو عدم وجوده، فهذا فرع لا يضر الخلاف فيه، واعلم: أنك لو آمنت بإمكان الخلق في الأزل (وليس وجوده) وسميت ذلك: قدماً نوعياً، فسائغ أن تسمي الذنوب: قديمة نوعياً، أي ليس المراد وجودها بل المراد إمكان وقوعها.
وهنا مسألة: وهو أن إرادة الله عز وجل وكمال حكمته وراء تقدير الأمور بمقاديرها التي هي عليها لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فلا يقولن قائل: ما دام الخلق ممكناً في الأزل فلماذا لم يخلق في الأزل؟
فالله لا معقب لحكمه وهو الحكيم الخبير.
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 02:32]ـ
أقصد بالخلق هنا المخلوقات , وأنا بفضل الله تعالى من أهل السنة , وأُثبت أزلية صفة الخلق لله تعالى.
حتى لو قصدت المخلوقات يا أخي، فلازم قولك (محال) أن الله يعجز أن يخلق في الأزل، وهذا مخالف لاعتقاد أهل السنة، فليس الإيجاد محالاً على الله ثم أمكن بعد ذلك (تعالى الله).
ثم إن الأشاعرة يثبتون صفة الخالق أزلية، ويقصدون أن الاتصاف بها أزلي، ولكنها لم تكن فعالة (على قولهم) إلا بالحدوث تعالى الله عما يقولون.
وهنا تنبيه: الملاحظ أن كثيراً من طلبة العلم غير فاهمين للأقوال، فهم يخلطون بين الإمكان (الذي لا يلزم منه وجود ولا يلزم عدم) وبين الوجوب (الذي يلزم منه الوجود) وعليه فقد خلطوا في فهم الأقوال، والمخرج: أن تفهم الأقوال فهماً صحيحاً ويزداد فهم الطالب بالأقوال إذا عرف أدلتها و عرف الإيرادات عليها و الإجابات، فإن هذا يزيد في تصوره للقول نفسه، و المراد بمعرفة الأقوال: كلها في المسألة، لا قول أهل السنة فقط، لأنك إذا عرفتها كلها ميزت بين ما يسوغ في قول أهل السنة ومالا يسوغ.
وفقني الله وإياكم
ـ[شرياس]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 02:59]ـ
حتى لو قصدت المخلوقات يا أخي، فلازم قولك (محال) أن الله يعجز أن يخلق في الأزل، وهذا مخالف لاعتقاد أهل السنة، فليس الإيجاد محالاً على الله ثم أمكن بعد ذلك (تعالى الله).
الله سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء وهو قادر على كل شيء , وربنا تعالى قادر على الخلق في الأزل ولم يزل , أما أن ندعي أن هناك مخلوق في الأزل مع الله تعالى حتى نثبت صفة الخلق لله فهذا هو المحال الذي أعنيه , وفي الحديث {كان الله ولم يكن شيء معه}
نصيحه: ترك الجدال والإنصراف لما هو أنفع خير لنا جميعاً.
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:19]ـ
الله سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء وهو قادر على كل شيء , وربنا تعالى قادر على الخلق في الأزل ولم يزل , أما أن ندعي أن هناك مخلوق في الأزل مع الله تعالى حتى نثبت صفة الخلق لله فهذا هو المحال الذي أعنيه , وفي الحديث {كان الله ولم يكن شيء معه}
نصيحه: ترك الجدال والإنصراف لما هو أنفع خير لنا جميعاً.
الأخ شرياس ..
أنت تتناقض بقولك إن الله قادر على الخلق في الأزل وفي نفس الوقت تقول إثبات مخلوق في الأزل محال!
إن قصدت الاستحالة العقلية فقد وافقت قول المعتزلة والأشاعرة ..
وإن أردت الاستحالة الشرعية: فيوجد خلاف في دلالة الحديث بين العلماء لا يدعم الاستحالة التي تقول عنها.
ولا يضرك أن تقول (كان الله ولا شيء معه) و أول ما خلق العرش أو القلم، بدون أن تقول: (محال وجود المخلوقات!)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 01:59]ـ
بل أخطأ الشيخ ابن تيمية وأخطأ الشيخ آل الشيخ في المسألة
والأصل ان صفاته تعالى أزلية ..
أما الحادث فهي التعلقات والمخلوقات ..
فسبحان الله ..
كيف تحولت هذه العقيدة الغريبة إلى رأيٍ لأهل السنة والجماعة؟
إن التسلسل هو أن يترتب شيء على شيء وليس كما قال الشيخ آل الشيخ في تسلسله الذي يريد إثباته من عباراته ..
لأن ذلك معناه أن هناك تجددا ما في الصفات .. وغير ذلك من اللوازم التي لا مفر منها عند إثبات مثل هذا التسلسل ..
وكل ذلك سببه قياس الخالق على المخلوق .. وارتباط ذهن المتكلم بما يتعلق بمحطيطه المحسوس ..
أضف إلى ذلك: أن هذا الكلام لا يثبت بدليل من النصوص يصح الاعتماد عليه ..
والشيخ آل الشيخ من فرقة تتشدق دوما بانها لا تقول إلا ما ورد إثباتا أونفيا .. !!!!
ما يا ترى اسم تلك الفرقة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:39]ـ
أعلم أن الذنوب كلها حوادث , ولكن سألتك فلم تجيب!!! وسوف أكرر لك السؤال بشكل أوضح , فإن لم تجب فالأفضل ترك الجدال كما حدث مع الأخ عبدالله الشهري الذي أخذ بالنصيحه وترك الجدال , وأنا أنصحك إن لم تجب على السؤال أن نترك الجدال فهو خير.
السؤال؛ بما إن الذنوب حوادث , فهل تعتقد أن الله تعالى كان يغفر الذنوب قبل أن يخلقها - أي أنه غفّار الذنوب قبل خلق الذنوب - أم أنك تعتقد أن الله تعالى " ما كان يغفر حتى خلق الذنوب ثم صار يغفر "؟
إذا لم تجب فأنت غير ملزم بالإجابه , وأرجو في هذه الحالة اعتبار الجدال قد انتهى.
الأخ شرياس. . صفة (المغفرة) يشترط في وجود الفعل عنها حصول الذنب من المذنب،
وأما صفة (الخلق)، فهي ابتدائية. . لا يشترط في وجود أثرها غير محل الإمكان وحصول إرادة الرب تعالى.
فالله يغفر لمن يشاء. وهو تعالى يخلق ما يشاء.
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 12:26]ـ
الأخ شرياس. . صفة (المغفرة) يشترط في وجود الفعل عنها حصول الذنب من المذنب،
وأما صفة (الخلق)، فهي ابتدائية. . لا يشترط في وجود أثرها غير محل الإمكان وحصول إرادة الرب تعالى.
فالله يغفر لمن يشاء. وهو تعالى يخلق ما يشاء.
هل تقصد أن صفة المغفرة ليست أزلية؟ بمعنى أن:
" الله تعالى لم يكن يغفر الذنوب في الأزل وأن المغفرة صفة محدثة لم تكن موجود قبل خلق الذنوب "
أتمنى أن لا يكون هذا هو قصدك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 05:56]ـ
واضح جدا أن ما ذكرته من الإجمال بعيد عن قصدي. فافهم الكلام على وجهه - بارك الله فيك.(/)
النشرة التعريفية بـ " مركز التأصيل للدراسات والبحوث "
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 04:43]ـ
المقدمة
تعيش الأمة الإسلامية في واقعنا المعاصر حالة حرجة، ومرحلة صعبة، فقد سيطر أعداؤها على وسائل التأثير والتوجيه، وأصبح أبناء المسلمين يعانون من ضياعٍ للهوية وفراغٍ عقدي وفكري هائل، في الوقت الذي يعايشون فيه انفتاحاً فكرياً وإعلامياً رهيباً دون أي حماية أو رعاية أو محافظة على مقومات عقيدتهم من الزوال في ظل "العولمة" التي يمسك الأعداء بزمام المبادرة والتوجيه والتصرف فيها من خلال امتلاك مصادر القوة المتعددة السياسية والإقتصادية والفكرية وغيرها، ولهذا فقد حصلت تغيرات فكرية وتحولات عقدية كبرى في الأجيال الأخيرة وترسخت مناهج ومفاهيم وتصورات تناقض أصول العقيدة الإسلامية وتضادها، ولعل من أقل آثار هذه المرحلة الحرجة القابليّة للشك وعدم اليقين بما يعتقده المسلم من أصول دينه وعقيدته.
لذا فإن مشروع تأسيس مركز يؤصل العقيدة الإسلامية تأصيلاً علمياً يقاوم موجات التشكيك وينقد المذاهب الهدّامة التي تعصف بعقائد الأمة يُعدّ من أهم ما يجب أن يعنى به العلماء والباحثون وأهل التأثير والتوجيه في الأمة؛ لأنها أمانة عظيمة في أعناقهم ومسؤولية كبيرة ملقاة على عواتقهم.
والحاجة إلى إنشاء مركز علمي يعمل بطريقة احترافيه وينافس المطروح في الساحة العالمية تظهر بجلاء من خلال ندرة العمل المؤسسي الذي يحافظ على مقومات عقيدة المجتمع الإسلامي بمنهجية أصيلة ولغة معاصرة وأسلوب علمي متين.
خاصة إذا أدركنا أن كثيراً من المراكز الفكرية اليوم لا تمثل هوية الأمة وعقيدتها وتاريخها ومنهجها الإسلامي القويم.
إن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو إيجاد مركز دراسات وأبحاث للقضايا العقدية والفكرية يسعى إلى صياغة فكرٍ أصيل ينطلق من هوية الأمة، ويؤسس العقيدة الإسلامية على أصول المنهج العلمي، ويحافظ على عقول الشباب والفتيات من تيارات الانحراف المعاصرة، ويعتمد على الرصيد الإيماني الموجود في النفوس، ويقاوم المذاهب الفكرية المعاصرة بطريقة علمية من خلال دراسات وأبحاث وفعاليات واستشارات وتدريب وورش عمل وحلقات نقاش ومجلات ومؤتمرات وغيرها من الأوعية المتاحة، يشرف عليها نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين بحيث يصوغ على المدى الطويل مشروعاً حضارياً كبيراً يقوم بدور تجديدي ريادي في الإصلاح العقدي والفكري.
إن عملاً كهذا يتطلب جهوداً متظافرة للقيام به، ويحتاج إلى إمكانيات كبيرة، ومواصفات عالية، ودعم وافر ليؤدي رسالته على أكمل وجه، وإننا في (مركز التأصيل للدراسات والبحوث) سنسعى - بمشيئة الله تعالى - إلى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الكبير، ونمدّ أيدينا إلى كل مسلم حريص على أمته ليشارك في هذا الصرح بما يحسنه، فهذا المشروع مشروع أمة وليس مشروعاً فردياً خاصاً.
وإننا نسأل الله تعالى العون والتوفيق والتسديد، كما نسأله جل شأنه أن يكون هذا المركز سبباً في نهضة تجديدية شاملة في الأمة، وأن ينفع به ويجعله خالصاً لوجهه الكريم.
الرسالة
مركز دراسات وأبحاث للقضايا العقدية والفكرية المحركة للواقع، ينقد العقائد المنحرفة و الأفكار المعاصرة ويؤصل الاستدلال العلمي على العقيدة الإسلامية وفق منهج السلف الصالح بأسلوب معاصر ومنهجية علمية، ويلامس حاجة الواقع ويقدم الحلول المناسبة للنخب المثقفة وصناع القرار.
الرؤية
تأسيس القضايا العقدية والفكرية علمياً، ونقد المذاهب والاتجاهات المعاصرة شرعياً وواقعياً.
القيم
1. الموضوعية والعلمية في الطرح.
2. الاعتماد على المنهج الشرعي.
3. الحديث بلغة معاصرة.
4. الاحتراف في العمل.
5. ربط الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل.
6. الانطلاق من القيم الأخلاقية الإسلامية مثل: الوسطية، والعدل، والصدق، والتسامح، والواقعية، والشمول، والتوازن، ونحوها.
7. مخاطبة واقع وحاجة الناس بفكر قابل للتطبيق.
8. وضوح الطرح، ومباشرة القضية.
الأهمية الاستراتيجية للمركز
تنطلق الأهمية الاستراتيجية لمركز دراسات يُعنى بالقضايا العقدية والفكرية على أسس علمية من الحاجة الواقعية الملموسة في المجتمع الإسلامي المعاصر.
ومن صور الحاجة لقيام مركز دراسات مستقل في المجال العقدي والفكري مايلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
• عدم وجود المناعة الفكرية الكافية للمجتمع من موجات التيارات المنحرفة لا سيما مع انتشار الفضائيات والأنتر نت والكتب والصحف وإمكانية السفر وغيرها من وسائل الإعلام والاتصال والتي أتاحت الاطلاع على الأفكار والآراء والأديان الأخرى دون حصانة عقدية كافية.
• وجود فراغ عقدي وفكري لدى الشباب والفتيات، وهذا بحاجة إلى أن يملأ بالعقيدة الصحيحة وإلاّ فإنّ المذاهب الضالة مستعدة لملأ هذا الفراغ، وهي تمتلك من الأدوات العلمية والقدرة المادية والاحتراف المهني ما يشكل خطراً على شباب الأمة وفتياتها في الحاضر والمستقبل.
• عدم وجود تنسيق علمي بين العلماء والباحثين، والعمل بصورة فردية مما أضعف دورهم وخصوصاً في الوقت الراهن الذي تتكتل فيه المؤسسات والشركات والدول.
• ضعف جدوى الخطاب التقليدي في عرض قضايا العقيدة والفكر لا سيما مع التشكيك في المسلمات، وهو ما يقتضي ضرورة تجديد الخطاب الفكري من حيث لغته وطريقة عرضه وليس من حيث مضامينه ومحتواه، والارتفاع بمستواه، وتعامله مع قضايا الواقع المعاصر، وإحياء طريقة شيخ الإسلام ابن تيميّه –رحمه الله تعالى- في تفكيكه لأفكار الفرق والمذاهب وردّها إلى أصولها وعرضها على الوحي والحكم عليها من خلاله.
• غياب دور العمل المؤسسي الخيري في البحث العلمي وخصوصاً في المجال الفكري لدى أهل السنة والجماعة، واستئثار غيرهم به مع الحاجة الماسة إلى حماية أبنائهم من الشبهات المضللة.
• الحاجة إلى الاعتماد على الإقناع والحوار وبناء العقيدة بطريقة علمية متماسكة ونقد الاتجاهات المخالفة بالطريقة ذاتها، لا سيما في مقام الدعوة والبيان، وعدم الاكتفاء بالمنع والمطالبة بإيقاف مصادر الانحراف، لأن أبواب الشر المفتوحة لا تواجه بمجرد المنع والمصادرة، فالقوة الداعمة لها لا تقارن مع المانعه لها دون تقليلٍ لدور الاحتساب وضرورته وأهميته في حماية الأمة من الأخطار.
• الحاجة إلى كشف دلالة المصطلحات والمفاهيم الجديدة والأدوات النقديّة الحديثة وبيان صحيحها من سقيمها وآثارها في الدراسات الفكرية المعاصرة، لأن كثيراً من المفكرين المعاصرين يعتمد عليها، وهي في حيز المجهول لدى كثيرٍ من الدارسين في مجال العقيدة والفكر مع خطورتها وآثارها المدمرة.
الأهداف العامة:
1. تأصيل القضايا العقدية والمحكمات الشرعية على المنهج العلمي، وبناء المسلمات الإيمانية بناءً معرفياً سليماً.
2. نقد ومناقشة الاتجاهات والفرق والمذاهب المعاصرة المخالفة لمنهاج السنة النبوية وبيان تناقضاتهم الشرعية والواقعية.
3. ترسيخ وسطيّة الإسلام ومنهجه المعتدل المتوازن بعيداً عن الغلو والجفاء.
4. تتبع ورصد الفكر المعاصر وأدواته النقدية وتوضيح الموقف الشرعي من الأفكار الجديدة بمنهج علمي وأسلوب معاصر.
5. العمل على تنسيق الجهود البحثية والعلميةبين المتخصصين، وتوجيه الدراسات الجامعية في مجال العقيدة والفكر المعاصر.
6. تنمية روح الحوار والتفكير الإبداعي وإستشراف المستقبل.
7. تكوين مركز معلومات، وبناء قاعدة بيانات واسعة في القضايا العقدية والفكرية، يعتمد عليها الباحثون والدارسون في هذا المجال.
الفئات المستهدفة للمركز
يستهدف المركز الفئات التالية:
1. النخب: ومنهم "المثقفون والأكاديميون والكتاب والمفكرون".
2. صناع القرار والمؤثرون في المجتمع.
3. الباحثون وطلبة العلم.
4. المتخصصون في العقيدة والمذاهب المعاصرة
مشاريع المركز وخدماته:
1. نشر البحوث والرسائل الجامعية المتميزة:
اختيار العديد من البحوث العلمية في الجامعات العربية والإسلامية مما يوافق منهج المركز والعمل على نشرها لبناء منهج عقدي متماسك ورد صولة المعتدين على عقيدة السلف بمنهج علمي رصين.
2. دراسات فكرية معاصرة:
إصدار العديد من الدراسات الفكرية المعاصرة التي تهم ابناء هذه الأمة بلغة معاصرة ومنهج شرعي أصيل لمعالجة الشبهات التي تطرحها الاتجاهات الفكرية الضالة، أو الشكوك في المسلمات العقدية للأمة الإسلامية.
3. مجلة علميّة متخصصة ومحكّمة:
إصدار مجلة علميّة متخصصة ومحكّمة يشرف عليها نخبة من المتخصصين لنشر البحوث المتميزّة التي تعالج قضايا الأمة الإسلامية الفكرية تأصيلاً ونقداً بعد تحكيمها من أهل الاختصاص.
4. شبكة القلم الفكرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
نافذة إعلامية على الشبكة العالمية (الإنترنت) توضح الحقائق الشرعية وتنقد المذاهب الفكرية وتعتمد على الأسلوب المهني الإعلامي والمنهج العلمي في التقرير والنقد.
5. الموسوعة الفلسفية العالمية:
إصدار موسوعة في المصطلحات والقضايا الفلسفية، وبيان موقف الإسلام منها، يشرف عليها نخبة من الأكاديميين في الجامعات السعودية وغيرها، تبيّن حقيقة هذه المصطلحات والموقف الإسلامي منها، ثم ترجمتها وتوزيعها على الجامعات ومراكز الأبحاث العربية والغربية.
6. استشارات ودورات تدريبية أكاديميّة:
تقديم الاستشارات الأكاديميّية للباحثين وخصوصاً طلاب الدراسات العليا، وعقد الدورات التدريبية في مناهج البحث وطرق التحليل العلمي، وأساليب الوصول العلمي للحقائق.
7. فعاليات ومؤتمرات:
إقامة وتنظيم الندوات، والمحاضرات، وحلقات النقاش، وورش العمل، والمؤتمرات، والملتقيات المتنوعة، لطرح ومعالجة القضايا العقدية والفكرية وتنمية روح الحوار والإقناع وإزالة الشبهات بطرق علمية ومنهجية مدروسة.
المجلس العلمي
يعتمد المركز في كل إنتاجه الفكري والثقافي على أسس البحث العلمي، ويقوم بتحكيم كافة إصداراته وفق المعايير البحثيّة المرعيّة، وتعرض جميع خطط المركز العلميّة على مجلس علمي متخصص مكوّن من نخبة متخصصة من أساتذة الجامعات والباحثين المتخصصين وهم (حسب الترتيب الأبجدي):
1. فضيلة الدكتور: ابراهيم بن ناصر الناصر "باحث وأكاديمي متخصص في القضايا الفكرية والشرعية المعاصرة".
2. فضيلة الدكتور: حسن بن محمد الأسمري "عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك خالد".
3. فضيلة الدكتور: سعيد بن ناصر الغامدي "عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز"
4. فضيلة الدكتور: عبدالرحمن بن صالح المحمود "عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية".
5. فضيلة الدكتور: عبدالرحيم بن صمايل السلمي "عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى".
6. فضيلة الدكتور: عبدالله بن إبراهيم الزهراني "رئيس الدراسات العليا في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى".
7. فضيلة الدكتور: عبدالله بن محمد القرني "عضو هئية التدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى".
الإشراف
يشارك في المركز نخبة من طلبة العلم والقضاة والمثقفين بإشراف فضيلة الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي (المشرف العام على كافة أنشطة المركز وبرامجه الإدارية والعلمية)، ويعمل معه مجلس إدارة مميّز، ومجلس تنفيذي يقوم بإدارة العمل اليومي للمركز.
* موقع المركز الاكتروني www.taseel.org
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 05:28]ـ
عمل مبارك، نحن بأمس الحاجة إليه، ولابد من تضافر الجهود لإنجاحه.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 07:02]ـ
روعة , هذا ما انتظرناه من زمن بعيد ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 03:23]ـ
اللهم وفق و بارك.
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 02:17]ـ
أخي عبدالله العلي
أشكرك على المشاركة.
وفقك الله.(/)
@@@<> الاختلاف فى وجهات النظر <>@@@
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 12:46]ـ
موضوع الاختلاف فى وجهات النظر أصبح منتشراً جداً فى المنتدى و أدى الى خلافات كتيره بين الأخوة و الصراحه اول ما قريت الموضوع ده قلت لازم أضعه على أنا مسلم
اقرا الاتى
بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ معي بسرعة الجُمل المكتوبة في المثلثات
http://www.egycrazy.net/upload/files/uksn2m0y4vun3xqs3sih.jpg
بالتأكيد أنّك لم تلاحظ أنّ كلمة (في) مكتوبة مرتين في كل جُملة .. أليس كذلك؟
هل تعرف ماذا حدث؟
إنّه طبقاً لخبراتك السابقة ... فقد تمت برمجة عقلك أنّ كلمة (في)
لا تُكتب سوى مرة واحدة في الجملة .. لذلك لم يرها عقلك
وجعلك ترى الجملة (في ضوء تجاربك السابقة) لا كما يجب أن تراها!
ماذا يعني هذا الكلام؟
القصد من هذه الأمثلة هو التوضيح أننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا السابقة فقط .. لا كما يجب أن نراه .. نحن لا نرى الحقيقة إلاّ من خلال تجاربنا نحن!!
أختلف معك
حين نختلف مع شخص ما في الرأي، يتمسّك كلٌّ منا برأيه الذي كوَّنته خبراته و تجاربه السابقة ..
حاول أن ترى الصورة الحقيقية .. ليس كل ما تراه هو بالضرورة صحيح ... ! لأنَّ ما تراه هو ما تمَّت برمجة عقلك عليه .. ألم تُخطئ منذ قليل في قراءة حرف (في) الزائد؟ أعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك ..
اقبل النقاش و أعد النظر في أفكار من يختلفون معك ...
إنهم – فقط – لم تكن لهم تجاربك السابقة التي تؤهلهم كي يفكروا مثلما تفكر ... لماذا لا تتقبل فكرة أنهم ربما يكونون على شيء من الصواب؟
حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين و لا تتمسك برأيك دائماً لمجرَّد أنَّه رأيك .. أعد النظر في برمجتك السابقة و لا تفترض دائما أنَّ كل ما تراه صوابا
الفيل و العُميان
هل سمعت هذه القصة من قبل؟
يُحكى أن ثلاثةً من العُميان دخلوا في غرفة بها فيل .. و طُلِبَ منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه ....
بدأوا في تحسُّس الفيل و خرج كلٌّ منهم ليبدأ في الوصف:
قال الأول: الفيل هو أربعة عمدان على الأرض!
قال الثاني: الفيل يشبه الثعبان تماما!
و قال الثالث: الفيل يشبه المكنسة!
و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار ..
و تمسّك كلٌّ منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتِّهم كلٌّ منهم الآخر بأنّه كاذب و مُدَّعٍ!
بالتأكيد أنّك لاحظت أنَّ الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه، و الثالث بذيله ..
كلٌّ منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة .. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين؟
من منهم على خطأ؟
في القصة السابقة. هل كان أحدهم يكذب؟ بالتاكيد لا .. أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه ..
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!!
قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر!
إن لم تكن معنا فأنت ضدنا!
لأنهم لا يستوعبون فكرة أنَّ رأينا صحيحا لمجرد أنه رأينا!
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس
لأن كل منهم يرى ما لا تراه ..
رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو قد يكون مفيداً لك
منقول
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 08:39]ـ
شكرا أخي
ولذلك كان من معاني العبودية الحقة التجرد للحق قدر المستطاع.وله وسائل عده أولها تصفية القلب من العجب بالرأي وهو أحد المهلكات التي عم بلاءها بعض من طلاب العلم واساتذة الجامعات وبعض من تعلم حرفين اثنين وللأسف. وثانيها اتهام النفس ووضعها في مكان المخالف حتى يظهر له قدر بغيه. والثالثة الرحلة والسفر وملاقاة العلماء والمفكرين من بلاد شتى وكان السلف يحثون على الرحلة في طلب العلم لتتسع المدارك والأفهام ويقل الإنكار الناتج من الجهل بما عند المخالف. ورابعها قراءة التاريخ قراءة متمعنة صادقة تخرج الشخص من قيود الزمان والمكان التي تقيد فكره. والخامسة عدم التعصب لآراء الأشخاص أيا كانوا ماعدا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والسادسة معرفة النفس البشرية وطبيعتها فمنها أن العقول والمدارك تختلف بين البشر ولا يمكن أن يتفقوا جميعا في ماهو من مدار الاجتهاد ونتاج العقول.(/)
النذر لغير الله، هل هو شرك أكبر مطلقاً؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 01:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا مبحث مختصر، جمعت فيه أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مسألة النذر لغير الله تعالى .. ومتى يكون شركاً أكبر، ومتى يكون شركاً أصغر .. فهو ليس نوعاً واحداً، بل يتضمن الشركين، بحسب ما نذر به.
وأبدأ بتعريف النذر لغة وشرعاً.
لغة: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور [انظر لسان العرب، باب: ن ذ ر]
وشرعاً: إلزام الإنسان المكلف نفسه ما ليس واجباً عليه شرعاً تعظيماً للمنذور له .. وهذا هو نذر العبادة.
وقد يصح في معاني النذر كذلك الشكر .. كأن يلزم المرء نفسه بإكرام فلان إن هو أسدى إليه خدمة ما .. ولا شيء في ذلك.
وقد يصح فيه أيضاً التحقير أو التهديد .. كأن يلزم المرء نفسه بأن يقتل أو يضرب فلاناً إن هو عصاه في أمر ما.
فالنذر له أحوال .. فما كان من نذر عبادة، كان النذر عبادة لله .. ليس لذاته، ولكن لغايته.
فمحض النذر ليس بعبادة أصلاً، إلا إن اقترن بعبادة.
--------------------
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 27:136]
وَأَمَّا الْأَشْجَارُ وَالْأَحْجَارُ وَالْعُيُونُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ، أَوْ يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، أَوْ يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ، أَوْ يُصَلُّونَ عِنْدَهَا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ: فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَالَى
جعل هذا النوع من النذر من أسباب الشرك بالله تعالى .. ومعلوم أن أسباب الشرك هي شرك أصغر.
ويقول في النذر للموتى [مجموع الفتاوى: 11/ 504]:
وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى.
جعل النذر لغير الله مساوياً للحلف بغيره .. وأوجب عليه الاستغفار ولم يوجب عليه كفارة ..
لو كان هذا النوع من النذور شركاً أكبر، لقال إنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل .. كما هو مشهور من كلامه عند الحديث عن الشرك الأكبر في مواضع كثيرة .. ولكنه فقط ألزمه بالاستغفار، وجعله مساوياً للحلف بغير الله.
ويقول في موضع آخر في [مجموع الفتاوى: 33/ 123]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالنَّذْرُ لِلْمَخْلُوقَاتِ أَعْظَمُ مِنْ الْحَلِفِ بِهَا، فَمَنْ نَذَرَ لِمَخْلُوقِ لَمْ يَنْعَقِدْ نَذْرُهُ وَلَا وَفَاءَ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ: مِثْلَ مَنْ يُنْذِرُ لِمَيِّتِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، كَمَنْ يُنْذِرُ لِلشَّيْخِ جاكير، وَأَبِي الْوَفَاءِ، أَوْ الْمُنْتَظِرِ، أَوْ السِّتِّ نَفِيسَةَ، أَوْ لِلشَّيْخِ رَسْلَانَ، أَوْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ. وَكَذَلِكَ مَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ هَؤُلَاءِ: زَيْتًا أَوْ شَمْعًا أَوْ سُتُورًا أَوْ نَقْدًا: ذَهَبًا أَوْ دَرَاهِمَ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ: فَكُلُّ هَذِهِ النُّذُورِ مُحَرَّمَةٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَجِبُ؛ بَلْ وَلَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهَا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَإِنَّمَا يُوفِي بِالنَّذْرِ إذَا كَانَ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَكَانَ طَاعَةً؛ فَإِنَّ النَّذْرَ لَا يَجُوزُ إلَّا إذَا كَانَ عِبَادَةً، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ إلَّا بِمَا شَرَعَ. فَمَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ أَعْظَمُ مِنْ شِرْكِ الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ وَهُوَ كَالسُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ. وَلَوْ نَذَرَ مَا لَيْسَ عِبَادَةً - كَمَا لَوْ نَذَرَتْ الْمَرْأَةُ صَوْمَ أَيَّامِ الْحَيْضِ - لَمْ يَلْزَمْ ذَلِكَ.
يقول ابن تيمية - رحمه الله - إن النذر لا يجوز إلا إذا كان عبادة لله .. ومفهوم هذا الكلام أن من النذر ما ليس بعبادة أصلاً .. وهذا مثل أن ينذر المباح لله تعالى، فهذا النذر ليس بعبادة .. أو أن ينذر هذا المباح لمخلوق .. مثل أن يقول: لك عليّ إن رزقني الله مالاً أن أشتريَ فرساً أو أنكح امرأة أخرى .. فأين وجه العبادة في هذا النذر؟؟
ولكن .. إن كان هذا النذر عبادة، وصرفه المرء لغير الله، كان شركاً أكبر .. وفي ذلك يقول ابن تيمية: ((فَمَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ أَعْظَمُ مِنْ شِرْكِ الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ وَهُوَ كَالسُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ)) .. فهو يعني النذر الذي هو عبادة، كما هو مفهوم من سياق الحديث.
ومن نذر لغير الله ما يكون به شركاً أصغر، فيكون هذا النذر شركاً أصغر .. كمن نذر لصاحب القبر أن يزيّن أو يسرّج قبره إن رزقه الله مالاً .. فيكون هذا النذر شركاً أصغر بمقتضى ما نذر به .. وهكذا.
والذي جعل ابن تيمية يقول إن النذر لغير الله إنما هو كالحلف بغير الله هو كما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال في [مجموع الفتاوى: 25/ 277]:
ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: " {كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينٍ} وَقَالَ: " {النَّذْرُ حَلْفَةٌ} وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ: " {لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ}
فالنذر لا يعدو أن يكون حلفاً .. فمن حلف بغير الله فقد وقع في شرك أصغر .. ومن حلف بغير الله تعظيماً للمحلوف ورفعاً به إلى رتبة الإله، فهو قد وقع في الشرك الأكبر.
هذا ما عندي، والله أعلم
ـ[ولد برق]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 04:16]ـ
وَأَمَّا الْأَشْجَارُ وَالْأَحْجَارُ وَالْعُيُونُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ، أَوْ يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، أَوْ يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ، أَوْ يُصَلُّونَ عِنْدَهَا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ: فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَالَى
كلام شيخ الإسلام هذا أشكل علي
فالعامي لو نذر لشجرة بشيء من الأموال النقدية أو شيء عيني فالذي نعرفه من شروحات التوحيد انه شرك لأن هذا لا يكون إلا لله و هو لم ينذر لشجرة إلا و هو يرجوها أو يخافها
أرجو من كان عنده شيء من ذلك فليفدنا
ـ[أبو ثور]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 09:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
.. كمن نذر لصاحب القبر أن يزيّن أو يسرّج قبره إن رزقه الله مالاً .. فيكون هذا النذر شركاً أصغر بمقتضى ما نذر به .. وهكذا.
علي كل حال ......
.
الذي يظهر لي في الحالة التي ضربتها .....
(يُتْبَعُ)
(/)
أن هذا ليس بكفر بين_ أي ليس بشرك اكبر جلي_
بل الأمر يحتاج مزيد استفصال من صاحبها .....
ـ[أم معاذة]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 09:46]ـ
يقول شيخ الإسلام:-"وَالنَّذْرُ لِلْمَخْلُوقَاتِ أَعْظَمُ مِنْ الْحَلِفِ بِهَا، فَمَنْ نَذَرَ لِمَخْلُوقِ لَمْ يَنْعَقِدْ نَذْرُهُ وَلَا وَفَاءَ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ: مِثْلَ مَنْ يُنْذِرُ لِمَيِّتِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، كَمَنْ يُنْذِرُ لِلشَّيْخِ جاكير، وَأَبِي الْوَفَاءِ، أَوْ الْمُنْتَظِرِ، أَوْ السِّتِّ نَفِيسَةَ، أَوْ لِلشَّيْخِ رَسْلَانَ، أَوْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ. وَكَذَلِكَ مَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ هَؤُلَاءِ: زَيْتًا أَوْ شَمْعًا أَوْ سُتُورًا أَوْ نَقْدًا: ذَهَبًا أَوْ دَرَاهِمَ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ: فَكُلُّ هَذِهِ النُّذُورِ مُحَرَّمَةٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَجِبُ؛ بَلْ وَلَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهَا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَإِنَّمَا يُوفِي بِالنَّذْرِ إذَا كَانَ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَكَانَ طَاعَةً؛ فَإِنَّ النَّذْرَ لَا يَجُوزُ إلَّا إذَا كَانَ عِبَادَةً، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ إلَّا بِمَا شَرَعَ. فَمَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ أَعْظَمُ مِنْ شِرْكِ الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ وَهُوَ كَالسُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ. وَلَوْ نَذَرَ مَا لَيْسَ عِبَادَةً - كَمَا لَوْ نَذَرَتْ الْمَرْأَةُ صَوْمَ أَيَّامِ الْحَيْضِ - لَمْ يَلْزَمْ ذَلِكَ"
النذر في حد ذاته عبادة لا يجوز صرفه لغير الله ومن صرفه لغير الله فقد أشرك، وكلام ابن تيمية واضح جلي، ولا أعرف إلى متى الإستمرار في لي كلام العلماء للدفاع عن الرموز؟!!
فلقد قال عن النذر لغير الله بأنه أعظم من شرك الحلف بالله، وأي شرك أعظم من الشرك الأصغر؟!! أليس هو الشرك الأكبر؟! ثم جعله بمثابة السجود لغير الله.
ثم ذكر أن الوفاء بالنذر لا يجوز إلا إذا كان عبادة لله وطاعة له - عز وجل - وهذا معنى قوله "وَإِنَّمَا يُوفِي بِالنَّذْرِ إذَا كَانَ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَكَانَ طَاعَةً؛ فَإِنَّ النَّذْرَ لَا يَجُوزُ إلَّا إذَا كَانَ عِبَادَةً، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ إلَّا بِمَا شَرَعَ "
ثم ذكر نذر ما لا يكون عبادة لله، وضرب له مثلا بالمرأة التي تنذر صوم أيام الحيض، وصوم أيام الحيض ليس عبادة كما هو معلوم.
قول شيخ الإسلام "وَأَمَّا الْأَشْجَارُ وَالْأَحْجَارُ وَالْعُيُونُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ، أَوْ يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، أَوْ يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ، أَوْ يُصَلُّونَ عِنْدَهَا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ: فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَالَى "
فهو يتكلم عن الأشجار والأحجار التي يعظمها العامة أنها من أسباب الشرك بالله وهذا تمام كلامه حتى يفهم قصده:-
وَأَمَّا الْأَشْجَارُ، وَالْأَحْجَارُ، وَالْعُيُونُ، وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ أَوْ يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، أَوْ يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ، أَوْ يُصَلُّونَ عِنْدَهَا، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَالَى، {وَقَدْ كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ شَجَرَةٌ يُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُسَمُّونَهَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قُلْتُمْ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى اجْعَلْ لَنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ، إنَّهَا السُّنَنُ، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ، وَحَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي الطَّرِيقِ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَفَعَلْتُمُوهُ} ". وَقَدْ بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ قَوْمًا يَقْصِدُونَ الصَّلَاةَ عِنْدَ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَهَا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ الَّتِي بَايَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا، فَأَمَرَ بِتِلْكَ الشَّجَرَةِ فَقُطِعَتْ، وَقَدْ اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الدِّينِ عَلَى أَنَّ مَنْ نَذَرَ عِبَادَةً فِي بُقْعَةٍ مِنْ هَذِهِ الْبِقَاعِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ نَذْرًا يَجِبُ الْوَفَاءُ بِهِ، وَلَا مَزِيَّةَ لِلْعِبَادَةِ فِيهَا ".
أما قول شيخ الإسلام:-"وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى. "
فلست أدري كيف يمكن أن يفهم أن النذر في كلام الشيخ هو شرك أصغر؟! وإنما جعل النذر لغير الله بمثابة الحلف بغير الله من جهة الكفارة والوفاء، وكلامه قبل هذه الجملة يدل على ذلك فقد قال:- "وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ،"
ومن المعلوم أن من حلف بغير الله لا كفارة عليه ولا وفاء، والأعجب من ذلك أن صاحب الموضوع يريد أن يلزم شيخ الإسلام باستعمال نفس العبارات التي يستعملها دائما عند حديثه عن الشرك الأكبر! ثم ليس الحلف بالله على إطلاقه شرك أصغر، فالحلف بالله إن كان تعظيما للمخلوق كتعظيم الله فهو من الشرك الأكبر، كما هو معلوم، وفي كلا الحالتين لا يلزم صاحبه التكفير عنه ولا الوفاء به لأنه باطل، وكل ما يلزمه هو التوبة والإستغفار، فأين الإشكال في هذا الكلام؟!
يقول صاحب الموضوع "ومن نذر لغير الله ما يكون به شركاً أصغر، فيكون هذا النذر شركاً أصغر .. كمن نذر لصاحب القبر أن يزيّن أو يسرّج قبره إن رزقه الله مالاً .. فيكون هذا النذر شركاً أصغر بمقتضى ما نذر به .. وهكذا "
وشيخ الإسلام يقول ((فَمَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ أَعْظَمُ مِنْ شِرْكِ الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ وَهُوَ كَالسُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ)).
فتراه يفسر كلام الشيخ الواضح المفهوم البين بتفسير غريب وعجيب ومريب، نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
بارك الله في كل مسلم موحد.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 06:34]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 11/ 504]:
وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى.
تارة يجعل شيخ الإسلام - رحمه الله - النذر لغير الله مساوياً للحلف بغيره، ويجعله من أسباب الشرك .. وتارة يقول إنه شرك أكبر.
فإما أن في المسألة تفصيل، وهو ما ذكرتُه، وإما أنه متناقض ولا يعرف ما يقول!!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
يقول شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 27:146 - 147]:
وَكَذَلِكَ النَّذْرُ لِلْقُبُورِ، أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ: كَالنَّذْرِ لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، أَوْ لِلشَّيْخِ فُلَانٍ، أَوْ فُلَانٍ، أَوْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْبَيْتِ، أَوْ غَيْرِهِمْ: نَذْرُ مَعْصِيَةٍ، لَا يَجِبُ الْوَفَاءُ بِهِ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ؛ بَلْ وَلَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ}. وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {لَعَنَ اللَّهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ}. فَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يَبْنِي عَلَى الْقُبُورِ الْمَسَاجِدَ، وَيُسْرِجُ فِيهَا السُّرُجَ: كَالْقَنَادِيلِ وَالشَّمْعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَإِذَا كَانَ هَذَا مَلْعُونًا، فَاَلَّذِي يَضَعُ فِيهَا قَنَادِيلَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَشَمْعُدَانَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَيَضَعُهَا عِنْدَ الْقُبُورِ أَوْلَى بِاللَّعْنَةِ. فَمَنْ نَذَرَ زَيْتًا، أَوْ شَمْعًا، أَوْ ذَهَبًا، أَوْ فِضَّةً، أَوْ سِتْرًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؛ لِيُجْعَلَ عِنْدَ قَبْرِ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَوْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، أَوْ الْقَرَابَةِ، أَوْ الْمَشَايِخِ: فَهُوَ نَذْرُ مَعْصِيَةٍ، لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ. وَهَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ؟ فِيهِ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ.
منذ متى كان في الكفر الأكبر كفارة؟؟ ولماذا لم يبيّن شيخ الإسلام أن هذا شرك أكبر يستتاب فاعله وإلا قتل، كما يكون كلامه دائماً في الشرك الأكبر؟
وقال في [اقتضاء الصراط المستقيم: 2:118]:
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات، وبعضه أشد من بعض، سواء كانت البقعة شجرة أو عين ماء، أو قناة جارية، أو جبلاً، أو مغارة. وسواء قصدها ليصلي عندها، أو ليدعو عندها، أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله سبحانه عندها، أو ليتنسك عندها، بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به، لا عيناً ولا نوعاً. وأقبح من ذلك أن ينذر لتلك البقعة دهناً لتنوّر به، ويقول: إنها تقبل النذر، كما يقول بعض الضالين. فإن هذا النذر نذر معصية باتفاق العلماء، ولا يجوز الوفاء به، بل عليه كفارة عند كثير من أهل العلم، منهم أحمد في المشهور عنه، وعنه رواية هي قول أبي حنيفة والشافعي وغيرهما: أنه يستغفر الله من هذا النذر، ولا شيء عليه، والمسألة معروفة
هل هذا يقال في الشرك الأكبر أيضاً؟؟
وقال أيضاً في [جامع الرسائل: 1:28]:
فصل: وأما النذر للقبور، أو لسكان القبور، أو العاكفين على القبور؛ سواء كانت قبور الأنبياء، أو الصالحين؛ فهو نذر حرام باطل، يشبه النذر للأوثان؛ سواء كان نذر زيت، أو شمع، أو غير ذلك. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج} وقال: {لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} يحذر ما فعلوا، وقال: {إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك}، وقال: {اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد من بعدي}.
وقد اتفق أئمة الدين على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور، ولا أن تعلق عليها الستور، ولا أن ينذر لها النذور، ولا أن يوضع عندها الذهب والفضة، بل حكم هذه الأموال أن تصرف في مصالح المسلمين إذا لم يكن لها مستحق معين، ويجب هدم كل مسجد بني على قبر كائناً من كان الميت، فإن ذلك من أكبر أسباب عبادة الأوثان، كما قال تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً}.
وقال طائفة من السلف: هذه أسماء قوم صالحين لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم عبدوهم.
ومن نذر لها نذراً لم يجز له الوفاء، لما ثبت في الصحاح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: {من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه} وعليه كفارة يمين، لما روي عنه أنه قال: {لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين}.
هل الكافر عليه كفارة يمين؟؟
وتحرير ذلك كله أن النذر هو حلف، كما قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 35:258]:
وَالنَّذْرُ نَوْعٌ مِنْ الْيَمِينِ، وَكُلِّ نَذْرٍ فَهُوَ يَمِينٌ. فَقَوْلُ النَّاذِرِ: لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ. بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ: أَحْلِفُ بِاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ؛ مُوجَبُ هَذَيْنَ الْقَوْلَيْنِ الْتِزَامُ الْفِعْلِ مُعَلَّقًا بِاَللَّهِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {النَّذْرُ حَلِفٌ}. فَقَوْلُهُ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَعَلَيَّ الْحَجُّ لِلَّهِ. بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَوَاَللَّهِ لَأَحُجَّنَّ. وَطَرْدُ هَذَا أَنَّهُ إذَا حَلَفَ لَيَفْعَلَنَّ بِرًّا لَزِمَهُ فِعْلُهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يُكَفِّرَ، فَإِنَّ حَلِفَهُ لَيَفْعَلَنَّهُ نَذْرٌ لِفِعْلِهِ. وَكَذَلِكَ طَرْدُ هَذَا أَنَّهُ إذَا نَذَرَ لَيَفْعَلَنَّ مَعْصِيَةً أَوْ مُبَاحًا فَقَدْ حَلَفَ عَلَى فِعْلِهَا، بِمَنْزِلَةِ مَا لَوْ قَالَ: وَاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا: وَلَوْ حَلَفَ بِاَللَّهِ لَيَفْعَلَنَّ مَعْصِيَةً أَوْ مُبَاحًا لَزِمَتْهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، فَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ: آللَّهِ عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا. وَمِنْ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ مَنْ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ.
فمن نذر عبادة لا تكون إلا لله لغير الله، فهو مشرك شركاً أكبر.
ومن نذر شيئاً للمقبور يقصد به التكريم وشكر الله تعالى، فقد وقع في الشرك الأصغر.
هذا والله أعلم.
وفي ذلك كفاية لمن أراد الهداية.
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 09:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا ضربت أمثلة لكلا القسمين حتى يتضح الفرق بين نذر العبادة و غيره ... و جزاك الله خيرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 10:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
من نذر لغير الله كما ينذر لله، بأن يعتقد أن الميّت له تأثير في الكون، أو له شيء من صفات الربوبية، وغير ذلك، فهذا مشرك كافر.
ومن نذر لغير الله، لا معتقداً أن المخلوق ينفع ويضر، ولا أنه بيده أي شيء، ولكن فعل ذلك قربة لله، حيث إن إكرام أولياء الله مما يحبه الله تعالى، فهذا عاص واقع في الشرك الأصغر.
وكذلك إن فعله وهو يعتقد أن الميت ينتفع بهذا النذر، بمنزلة انتفاعهم بدعاء الحي، أو بمنزلة صاحبي القبرين الذين جاء فيهما الحديث الصحيح: ((مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبرين، فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير. أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة. ثم دعا بعسيب رطب، فشقه باثنين، ثم غرس على هذا واحداً، وعلى هذا واحداً، وقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا. قال هناد: يستتر مكان يستنزه))
فلو ظن أن السروج والزيت والدهان تخفف عن الميت مثلاً .. أو تسعد الميت .. أو هو قربة إلى الله .. أو غير ذلك، فبدعة منكرة.
ولو أوجبها على نفسه بالنذر، فقد جمع بين بدعة وشرك أصغر، فكانت أعظم من مجرّد الحلف بغير الله.
هذا، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:31]ـ
يا صاحب الموضوع أفأنت تجبر الناس على أن يكونوا مسلمين إن استحبوا الكفر على الإيمان؟!
نأتي الآن لفهمك الغريب لكلام شيخ الإسلام الواضح البين المكتوب باللغة العربية التي يفهمها كل من وصل إلى المستوى المتوسط!
شيخ الإسلام لا يتناقض وإنما محاولة ليَك لكلامه تجعلك تظن أو تتظاهر بأنك تظن أنه متناقض.
ولماذا تعطي نفسك الحق في تفسير كلامه وتقويله مالم يقل، أعجز - رحمه الله - أن يأتي بمثل ما أتيت به أم ماذا؟!
قوله - رحمه الله - في الفقرة التي نقلتها عنه " فَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يَبْنِي عَلَى الْقُبُورِ الْمَسَاجِدَ، وَيُسْرِجُ فِيهَا السُّرُجَ: كَالْقَنَادِيلِ وَالشَّمْعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَإِذَا كَانَ هَذَا مَلْعُونًا، فَاَلَّذِي يَضَعُ فِيهَا قَنَادِيلَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَشَمْعُدَانَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَيَضَعُهَا عِنْدَ الْقُبُورِ أَوْلَى بِاللَّعْنَةِ. فَمَنْ نَذَرَ زَيْتًا، أَوْ شَمْعًا، أَوْ ذَهَبًا، أَوْ فِضَّةً، أَوْ سِتْرًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؛ لِيُجْعَلَ عِنْدَ قَبْرِ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَوْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، أَوْ الْقَرَابَةِ، أَوْ الْمَشَايِخِ: فَهُوَ نَذْرُ مَعْصِيَةٍ، لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ. وَهَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ؟ فِيهِ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ "
أين الكفر الأكبر؟!
المصيبة يا صاحب الموضوع أنك لا تفرق بين الكفر وبين ما هو دون ذلك، ولقد رأينا منك العجب العجاب في هذا الأمر!
الشيخ يتكلم عمن نذر لله،أن يضع زيتا أو شمعا أو غيرها عند قبر فلان أو فلان، وهذا ليس شركا وإنما نذر معصية، لأن هذه الأمور لم يشرعها الله - سبحانه وتعالى -،ولذلك قال أنه لا وفاء عليه، وبالنسبة للكفارة فالعلماء اختلفوا في هذا.
نأتي للفقرة الثانية، التي نقلتها عنه - رحمه الله -"فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات، وبعضه أشد من بعض، سواء كانت البقعة شجرة أو عين ماء، أو قناة جارية، أو جبلاً، أو مغارة. وسواء قصدها ليصلي عندها، أو ليدعو عندها، أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله سبحانه عندها، أو ليتنسك عندها، بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به، لا عيناً ولا نوعاً. وأقبح من ذلك أن ينذر لتلك البقعة دهناً لتنوّر به، ويقول: إنها تقبل النذر، كما يقول بعض الضالين. فإن هذا النذر نذر معصية باتفاق العلماء، ولا يجوز الوفاء به، بل عليه كفارة عند كثير من أهل العلم، منهم أحمد في المشهور عنه، وعنه رواية هي قول أبي حنيفة والشافعي وغيرهما: أنه يستغفر الله من هذا النذر، ولا شيء عليه، والمسألة معروفة "
فصورتها نفس الصورة الأولى، وهو أن ينذر لله بوضع دهن لتنور به، ظنا من الجهال أن الله يقبل نذرهم في هذه البقعة، ولذلك قال أنه لا شيء عليه من حيث الوفاء به، أما الكفارة ففيها اختلاف.
نأتي أخيرا لآخر فقرة نقلتها عن شيخ الإسلام"وَالنَّذْرُ نَوْعٌ مِنْ الْيَمِينِ، وَكُلِّ نَذْرٍ فَهُوَ يَمِينٌ. فَقَوْلُ النَّاذِرِ: لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ. بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ: أَحْلِفُ بِاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ؛ مُوجَبُ هَذَيْنَ الْقَوْلَيْنِ الْتِزَامُ الْفِعْلِ مُعَلَّقًا بِاَللَّهِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {النَّذْرُ حَلِفٌ}. فَقَوْلُهُ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَعَلَيَّ الْحَجُّ لِلَّهِ. بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَوَاَللَّهِ لَأَحُجَّنَّ. وَطَرْدُ هَذَا أَنَّهُ إذَا حَلَفَ لَيَفْعَلَنَّ بِرًّا لَزِمَهُ فِعْلُهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يُكَفِّرَ، فَإِنَّ حَلِفَهُ لَيَفْعَلَنَّهُ نَذْرٌ لِفِعْلِهِ. وَكَذَلِكَ طَرْدُ هَذَا أَنَّهُ إذَا نَذَرَ لَيَفْعَلَنَّ مَعْصِيَةً أَوْ مُبَاحًا فَقَدْ حَلَفَ عَلَى فِعْلِهَا، بِمَنْزِلَةِ مَا لَوْ قَالَ: وَاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا: وَلَوْ حَلَفَ بِاَللَّهِ لَيَفْعَلَنَّ مَعْصِيَةً أَوْ مُبَاحًا لَزِمَتْهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، فَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ: آللَّهِ عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا. وَمِنْ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ مَنْ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ."
فهذه الفقرة تفسر كلام شيخ الإسلام، الذي تتظاهر بأنه استشكل عليك، وتريد أن تشكك -بواسطته- الناس في عقائدهم، فشيخ الإسلام ضرب أمثلة عن النذر والذي قال عنه أنه نوع من اليمين، ففي كل مرة قرن النذر باسم الله - عز وجل - فالنذر هنا لم يخرج عن صورته وهو أنه لله، حتى ولو كان نذر معصية والتي ضرب له شيخ الإسلام مثلا في قوله وَاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا وغيره، فأين تخصيص شيخ الإسلام النذر لغير الله؟! ولماذا لم يأت بمثال عن نذر المعصية كالمثال الذي أتيت به، والذي هو في الحقيقة شرك أكبر بالله؟!
قال صاحب الموضوع في آخر مشاركة له"من نذر لغير الله كما ينذر لله، بأن يعتقد أن الميّت له تأثير في الكون، أو له شيء من صفات الربوبية، وغير ذلك، فهذا مشرك كافر.
ومن نذر لغير الله، لا معتقداً أن المخلوق ينفع ويضر، ولا أنه بيده أي شيء، ولكن فعل ذلك قربة لله، حيث إن إكرام أولياء الله مما يحبه الله تعالى، فهذا عاص واقع في الشرك الأصغر."
فهو حصر الكفر هنا في الإعتقاد، وعليه فكل عبادة لا يعتقد صاحبها بأن الموجهة إليه في منزلة الله أو أن له صفة من صفات الله، فهو عند صاحب الموضوع مسلم واقع في الشرك الأصغر فقط!
وسؤالي:- من حكم بغير ما أنزل الله وهو لا يعتقد جوازه، ما حكمه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:32]ـ
يقول شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 11/ 504]:
تارة يجعل شيخ الإسلام - رحمه الله - النذر لغير الله مساوياً للحلف بغيره، ويجعله من أسباب الشرك .. وتارة يقول إنه شرك أكبر.
فإما أن في المسألة تفصيل، وهو ما ذكرتُه، وإما أنه متناقض ولا يعرف ما يقول!!
هل تقصد كلام شيخ الإسلام _ إن لم تعقل ما يقول _ متناقضا!!! ولا يعرف ما يقول!!!
أم تقصد غير ذلك؟ (أبن)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:55]ـ
يذكر ابن تيمية - رحمه الله - هذه المسألة بوضوح في [مجموع الفتاوى: 11/ 504]:
وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى.
والحمد لله رب العالمين.
----------
الأخ (معاذ احسان)،
لقد قلتُ:
فإما أن في المسألة تفصيل، وهو ما ذكرتُه، وإما أنه متناقض ولا يعرف ما يقول!!
فمن لا يقول بالتفصيل، فقد جعل شيخ الإسلام متناقضاً ولا يعرف ما يقول، وحاشاه ..
فالأولى أن نقول: إن من نذر لغير الله كما ينذر لله، فهو قد وقع في الشرك الأكبر .. ومن نذر لغير الله، دون اعتقاد الإلهية أو الربوبية في غير الله، فقد وقع في الشرك الأصغر.
كحال السجود لغير الله، فهو ليس كفراً أكبر بإطلاقه إلا إن صاحبه الاعتقاد .. واقرأ كلام الشوكاني - رحمه الله - في [السيل الجرار: 4/ 580]:
وأما قوله: " ومنها السجود لغير الله ": فلا بد من تقييده بأن يكون سجوده هذا قاصداً لربوبية من سجد له، فإنه بهذا السجود قد أشرك بالله - عز وجل - وأثبت معه إلهاً آخر. وأما إذا لم يقصد إلا مجرد التعظيم، كما يقع كثيراً لمن دخل على ملوك الأعاجم، أنه يقبل الأرض تعظيماً له، فليس هذا من الكفر في شيء. وقد علم كل من كان من الأعلام أن التكفير بالإلزام من أعظم مزالق الأقدام، فمن أراد المخاطرة بدينه فعلى نفسه تجني براقش.
وهذا التفصيل يقع في أكثر أفعال العبادات، يجب أن يعتقد فاعلها في المفعول لأجله تلك الأفعال حتى يكفر.
هذا، والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 03:40]ـ
فالأولى أن نقول: إن من نذر لغير الله كما ينذر لله، فهو قد وقع في الشرك الأكبر .. ومن نذر لغير الله، دون اعتقاد الإلهية أو الربوبية في غير الله، فقد وقع في الشرك الأصغر.
.
نريد هذا التفسير والتفصيل من كلام شيخ الإسلام نفسه وليس من كلامك أنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
"وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ."
ألم تقل قبل قليل بأن النذر لغير الله الذي هو من الشرك الأصغر، فيه كفارة؟!! وأن هذا هو كلام شيخ الإسلام، واستغربت كيف يكون للكافر كفارة يمين إلا إذا كان شيخ الإسلام يعتقد أن الناذر لغير الله مشركا شركا أصغر!
فشيخ الإسلام في هذه الفقرة ينفي الكفارة عن الناذر للموتى، فما قولك؟!
*وعليه فإن كلام شيخ الإسلام ظاهر واضح و أنه يعتقد النذر لغير الله من الشرك الأكبر المخرج من الملة- سواء اعتقد الناذر في المنذور له أم لم يعتقد- وليس على صاحبه وفاء ولا كفارة، مثله مثل الحالف بغير الله، كما قال رحمه الله "- وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ."
*أما إن نذر لله أن يعمل معصية، فلا يجب عليه الوفاء وتلزمه الكفارة في أحد قولي العلماء، كما قال - رحمه الله -" وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ "
*وأما إن نذر لله أن يعمل طاعة فيلزمه الوفاء به، مع العلم أن النذر مكروه ومنهي عنه، كما قال - رحمه الله -"وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى "
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 07:39]ـ
السلام عليكم،
انظري - هداني الله وإياك - في قول شيخ الإسلام مجدداً، إذ يقول في [مجموع الفتاوى: 11/ 504]:
وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى.
شيخ الإسلام - رحمه الله - يجعل هذا النذر الذي هو لغير الله بمنزلة الحلف بغير الله، فيقول: ((فيستغفر الله منه، وليس في هذا وفاء ولا كفارة)).
- لو كان شركاً أكبر، لما شابهه بالحلف بغير الله.
- ولو كان شركاً أكبر، لما ذكر الاستغفار والكفارة، بل كان عليه أن يقول: يستتاب وإلا قتل .. أو: فإنه قد ارتد عن الدين .. كما هو شأن كلامه في الكفر أو الشرك الأكبر .. أما أن يقول إنه يلزمه فقط الاستغفار ولا يلزمه الكفارة، فهذا دليل على أنه ليس شركاً أكبر، وهذا هو محور الحديث.
وقد ذكر أيضاً في [مجموع الفتاوى: 27:136]
وَأَمَّا الْأَشْجَارُ وَالْأَحْجَارُ وَالْعُيُونُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ، أَوْ يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، أَوْ يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ، أَوْ يُصَلُّونَ عِنْدَهَا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ: فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَالَى
فلم يقل إن النذر لها بحد ذاته شرك، بل هو سبب للشرك، وهو موافق لقوله السابق.
وأليس هذا الفعل من النذر لغير الله؟ .. لماذا لم يعدّه شيخ الإسلام شركاً به؟
وقال في [جامع الرسائل: 1:28]:
فصل: وأما النذر للقبور، أو لسكان القبور، أو العاكفين على القبور؛ سواء كانت قبور الأنبياء، أو الصالحين؛ فهو نذر حرام باطل، يشبه النذر للأوثان؛ سواء كان نذر زيت، أو شمع، أو غير ذلك. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج} وقال: {لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} يحذر ما فعلوا، وقال: {إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك}، وقال: {اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد من بعدي}.
وقد اتفق أئمة الدين على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور، ولا أن تعلق عليها الستور، ولا أن ينذر لها النذور، ولا أن يوضع عندها الذهب والفضة، بل حكم هذه الأموال أن تصرف في مصالح المسلمين إذا لم يكن لها مستحق معين، ويجب هدم كل مسجد بني على قبر كائناً من كان الميت، فإن ذلك من أكبر أسباب عبادة الأوثان، كما قال تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً}.
وقال طائفة من السلف: هذه أسماء قوم صالحين لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم عبدوهم.
ومن نذر لها نذراً لم يجز له الوفاء، لما ثبت في الصحاح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: {من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه} وعليه كفارة يمين، لما روي عنه أنه قال: {لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين}.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا يتكلم شيخ الإسلام عن النذر للقبور أو للمقبورين أو لغيرهم، فيقول: عليه كفارة يمين .. فهل على الكافر كفّارة؟؟ والعلماء يستدلون بالكفارة على نفي الكفر عن الفعل، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره: ((من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك. قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك)).
استدل العلماء بالكفارة هنا على أن هذا الفعل من الشرك الأصغر، وهذا بإجماعهم .. إذ أنهم قالوا: لا كفارة في الشرك الأكبر، وإيجاب الكفارة هنا دليل على أنه من الشرك الأصغر.
فابن تيمية يوجب الكفارة هنا فيمن نذر للقبور أو لأهلها، بما يبيّن أنه شرك أصغر.
وكذلك قوله في [مجموع الفتاوى: 27:146 - 147]:
وَكَذَلِكَ النَّذْرُ لِلْقُبُورِ، أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ: كَالنَّذْرِ لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، أَوْ لِلشَّيْخِ فُلَانٍ، أَوْ فُلَانٍ، أَوْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْبَيْتِ، أَوْ غَيْرِهِمْ: نَذْرُ مَعْصِيَةٍ، لَا يَجِبُ الْوَفَاءُ بِهِ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ؛ بَلْ وَلَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ}. وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {لَعَنَ اللَّهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ}. فَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يَبْنِي عَلَى الْقُبُورِ الْمَسَاجِدَ، وَيُسْرِجُ فِيهَا السُّرُجَ: كَالْقَنَادِيلِ وَالشَّمْعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَإِذَا كَانَ هَذَا مَلْعُونًا، فَاَلَّذِي يَضَعُ فِيهَا قَنَادِيلَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَشَمْعُدَانَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَيَضَعُهَا عِنْدَ الْقُبُورِ أَوْلَى بِاللَّعْنَةِ. فَمَنْ نَذَرَ زَيْتًا، أَوْ شَمْعًا، أَوْ ذَهَبًا، أَوْ فِضَّةً، أَوْ سِتْرًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؛ لِيُجْعَلَ عِنْدَ قَبْرِ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَوْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، أَوْ الْقَرَابَةِ، أَوْ الْمَشَايِخِ: فَهُوَ نَذْرُ مَعْصِيَةٍ، لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ. وَهَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ؟ فِيهِ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ
جعل كل هذه الأفعال من النذر لغير الله .. وقال إنه نذر معصية لا يجوز الوفاء به .. ثم ضرب في ذلك أمثلة وبيّن وفصّل في أنّ من يفعل ذلك من أولئك الذين ينذرون الزيوت أو الشموع أو الذهب وغيرها لا يجوز الوفاء به (يعني ساوى بين كل هذه الأفعال) .. ثم تكلم عن الكفارة.
فهل من يعبد غير الله نقول له: عليك كفارة، ولا يجب الوفاء بعبادتك؟؟ أم نقول إنه كافر مرتد، يجب أن يتوب وإلا قُتل؟؟
فأما قولك:
الشيخ يتكلم عمن نذر لله،أن يضع زيتا أو شمعا أو غيرها عند قبر فلان أو فلان، وهذا ليس شركا وإنما نذر معصية، لأن هذه الأمور لم يشرعها الله - سبحانه وتعالى -،ولذلك قال أنه لا وفاء عليه، وبالنسبة للكفارة فالعلماء اختلفوا في هذا.
في صدر الكلام، تكلم شيخ الإسلام وقال: ((وَكَذَلِكَ النَّذْرُ لِلْقُبُورِ، أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ: كَالنَّذْرِ لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، أَوْ لِلشَّيْخِ فُلَانٍ، أَوْ فُلَانٍ، أَوْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْبَيْتِ، أَوْ غَيْرِهِمْ: نَذْرُ مَعْصِيَةٍ، لَا يَجِبُ الْوَفَاءُ بِهِ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ؛ بَلْ وَلَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ))
فهو بوضوح يتكلم عن النذر لغير الله .. ولم يأت على ذكر الله - سبحانه وتعالى - بشيء .. بل تكلم عمّن ينذر للقبور وللأنبياء وغيرهم.
ثم يقول بعد هذه المقدمة، مفصّلاً ومبيناً الحكم إن هذا النوع من النذور ليس فيه كفارة وهو نذر حرام.
وقال في [اقتضاء الصراط المستقيم: 2:118]:
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات، وبعضه أشد من بعض، سواء كانت البقعة شجرة أو عين ماء، أو قناة جارية، أو جبلاً، أو مغارة. وسواء قصدها ليصلي عندها، أو ليدعو عندها، أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله سبحانه عندها، أو ليتنسك عندها، بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به، لا عيناً ولا نوعاً. وأقبح من ذلك أن ينذر لتلك البقعة دهناً لتنوّر به، ويقول: إنها تقبل النذر، كما يقول بعض الضالين. فإن هذا النذر نذر معصية باتفاق العلماء، ولا يجوز الوفاء به، بل عليه كفارة عند كثير من أهل العلم، منهم أحمد في المشهور عنه، وعنه رواية هي قول أبي حنيفة والشافعي وغيرهما: أنه يستغفر الله من هذا النذر، ولا شيء عليه، والمسألة معروفة
يقول هنا: أقبح من ذلك، أي أقبل من كل ما سبق .. أن ينذر لتلك البقعة، وأن يقول: إنها تقبل النذر ..
فالنذر هنا هو لغير الله (البقعة) .. وقبول هذا النذر هو من غير الله (من البقعة) .. فإنه لم يقل: (إن الله يقبل النذر في هذه البقعة) .. بل قال: (إن هذه البقعة تقبل النذر) .. وقد جعلها شيخ الإسلام شركاً أصغر.
فقولك هنا:
فصورتها نفس الصورة الأولى، وهو أن ينذر لله بوضع دهن لتنور به، ظنا من الجهال أن الله يقبل نذرهم في هذه البقعة، ولذلك قال أنه لا شيء عليه من حيث الوفاء به، أما الكفارة ففيها اختلاف.
ليس في النص كلام عن النذر لله .. بل قد ذكر أنه نذر للبقعة .. وأبلغ من ذلك أنه قال إن هذه البقعة تقبل النذر، ولم يقل: إن الله يقبل النذر في هذه البقعة ..
أما قولك:
فهذه الفقرة تفسر كلام شيخ الإسلام، الذي تتظاهر بأنه استشكل عليك، وتريد أن تشكك -بواسطته- الناس في عقائدهم، فشيخ الإسلام ضرب أمثلة عن النذر والذي قال عنه أنه نوع من اليمين، ففي كل مرة قرن النذر باسم الله - عز وجل - فالنذر هنا لم يخرج عن صورته وهو أنه لله، حتى ولو كان نذر معصية والتي ضرب له شيخ الإسلام مثلا في قوله وَاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا وغيره، فأين تخصيص شيخ الإسلام النذر لغير الله؟! ولماذا لم يأت بمثال عن نذر المعصية كالمثال الذي أتيت به، والذي هو في الحقيقة شرك أكبر بالله؟!
فأرجو منك أن تقرأي كلام شيخ الإسلام بتمعن، فإنه يقول في [مجموع الفتاوى: 35:258]:
وَالنَّذْرُ نَوْعٌ مِنْ الْيَمِينِ، وَكُلِّ نَذْرٍ فَهُوَ يَمِينٌ.
جعل كل أنواع النذور من اليمين .. ويدخل في ذلك النذر الشرعي والنذر الشركي.
أما ما قال بعدها فهو مجرّد أمثلة، لا أكثر.
قال في [مجموع الفتاوى: 28:460 - 461]:
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أَيْ: عَهْدَهُ الَّذِي عَاهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوْ عَاشَ. وَالنَّحْبُ: النَّذْرُ وَالْعَهْدُ. وَأَصْلُهُ مِنْ النَّحِيبِ. وَهُوَ الصَّوْتُ. وَمِنْهُ: الِانْتِحَابُ فِي الْبُكَاءِ وَهُوَ الصَّوْتُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ فِي الْعَهْدِ. ثُمَّ لَمَّا كَانَ عَهْدُهُمْ هُوَ نَذْرُهُمْ الصِّدْقُ فِي اللِّقَاءِ - وَمَنْ صَدَقَ فِي اللِّقَاءِ فَقَدْ يُقْتَلُ - صَارَ يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ {قَضَى نَحْبَهُ} أَنَّهُ اُسْتُشْهِدَ. لَا سِيَّمَا إذَا كَانَ النَّحْبُ: نَذْرُ الصِّدْقِ فِي جَمِيعِ الْمُوَاطِنِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَقْضِيهِ إلَّا بِالْمَوْتِ. وَقَضَاءُ النَّحْبِ هُوَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ
هذا هو معنى النذر لغة، وهو: العهد والنحب والقسم.
فمن قال: نذرت لفلان كذا .. فهو قد أقسم وعاهد .. وإن أخلف عليه كفارة يمين ..
قال ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 25/ 277]:
ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: " {كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينٍ} وَقَالَ: " {النَّذْرُ حَلْفَةٌ} وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ: " {لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ}
هذه نصوص صريحة أن النذر هو كالحلف .. فمن نذر لغير الله، فقد حلف بغير الله ..
هذا ما عندي، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 11:25]ـ
شيخ الإسلام - رحمه الله - يجعل هذا النذر الذي هو لغير الله بمنزلة الحلف بغير الله، فيقول: ((فيستغفر الله منه، وليس في هذا وفاء ولا كفارة)).
- لو كان شركاً أكبر، لما شابهه بالحلف بغير الله.
- ولو كان شركاً أكبر، لما ذكر الاستغفار والكفارة، بل كان عليه أن يقول: يستتاب وإلا قتل .. أو: فإنه قد ارتد عن الدين .. كما هو شأن كلامه في الكفر أو الشرك الأكبر .. أما أن يقول إنه يلزمه فقط الاستغفار ولا يلزمه الكفارة، فهذا دليل على أنه ليس شركاً أكبر، وهذا هو محور الحديث.
تأبى إلا أن تردد نفس الكلام! ما الجديد في تفسيرك هذا وقد رددته عليك من قبل؟!
وفي كل حواراتك تلجئني إلى تكرار ما قد قيل من قبل
نريد هذا التفسير والتفصيل من كلام شيخ الإسلام نفسه وليس من كلامك أنت.
"
*وعليه فإن كلام شيخ الإسلام ظاهر واضح و أنه يعتقد النذر لغير الله من الشرك الأكبر المخرج من الملة- سواء اعتقد الناذر في المنذور له أم لم يعتقد- وليس على صاحبه وفاء ولا كفارة، مثله مثل الحالف بغير الله، كما قال رحمه الله "- وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ."
*أما إن نذر لله أن يعمل معصية، فلا يجب عليه الوفاء وتلزمه الكفارة في أحد قولي العلماء، كما قال - رحمه الله -" وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ "
*وأما إن نذر لله أن يعمل طاعة فيلزمه الوفاء به، مع العلم أن النذر مكروه ومنهي عنه، كما قال - رحمه الله -"وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى "
فلم يقل إن النذر لها بحد ذاته شرك، بل هو سبب للشرك، وهو موافق لقوله السابق.
وأليس هذا الفعل من النذر لغير الله؟ .. لماذا لم يعدّه شيخ الإسلام شركاً به؟
قول شيخ الإسلام "وَأَمَّا الْأَشْجَارُ وَالْأَحْجَارُ وَالْعُيُونُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ، أَوْ يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، أَوْ يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ، أَوْ يُصَلُّونَ عِنْدَهَا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ: فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَالَى "
فهو يتكلم عن الأشجار والأحجار التي يعظمها العامة أنها من أسباب الشرك بالله وهذا تمام كلامه حتى يفهم قصده:-
وَأَمَّا الْأَشْجَارُ، وَالْأَحْجَارُ، وَالْعُيُونُ، وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ أَوْ يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، أَوْ يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ، أَوْ يُصَلُّونَ عِنْدَهَا، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَالَى، {وَقَدْ كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ شَجَرَةٌ يُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُسَمُّونَهَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قُلْتُمْ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى اجْعَلْ لَنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ، إنَّهَا السُّنَنُ،
(يُتْبَعُ)
(/)
لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ، وَحَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي الطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ} ". وَقَدْ بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ قَوْمًا يَقْصِدُونَ الصَّلَاةَ عِنْدَ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَهَا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ الَّتِي بَايَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا، فَأَمَرَ بِتِلْكَ الشَّجَرَةِ فَقُطِعَتْ، وَقَدْ اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الدِّينِ عَلَى أَنَّ مَنْ نَذَرَ عِبَادَةً فِي بُقْعَةٍ مِنْ هَذِهِ الْبِقَاعِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ نَذْرًا يَجِبُ الْوَفَاءُ بِهِ، وَلَا مَزِيَّةَ لِلْعِبَادَةِ فِيهَا ".
جعل كل هذه الأفعال من النذر لغير الله .. وقال إنه نذر معصية لا يجوز الوفاء به .. ثم ضرب في ذلك أمثلة وبيّن وفصّل في أنّ من يفعل ذلك من أولئك الذين ينذرون الزيوت أو الشموع أو الذهب وغيرها لا يجوز الوفاء به (يعني ساوى بين كل هذه الأفعال) .. ثم تكلم عن الكفارة.
فهل من يعبد غير الله نقول له: عليك كفارة، ولا يجب الوفاء بعبادتك؟؟ أم نقول إنه كافر مرتد، يجب أن يتوب وإلا قُتل؟؟
هذا ما يجب أن تجيب عنه أنت!! هل على الناذر لغير الله كفارة أم لا؟! فأنت نقلت عن شيخ الإسلام قوله بأن الناذر لغير الله لا وفاء عليه ولا كفارة، فكيف يقول هنا بأن الناذر لغير الله تلزمه كفارة؟! وهذا هو نص تحليلك لكلام شيخ الإسلام السابق والذي استنتجت منه أن النذر لغير الله شرك أصغر
شيخ الإسلام - رحمه الله - يجعل هذا النذر الذي هو لغير الله بمنزلة الحلف بغير الله، فيقول: ((فيستغفر الله منه، وليس في هذا وفاء ولا كفارة)).
فأنت توقع نفسك في دائرة مغلقة لن تخرج منها إلا إذا عدت لفهم كلام شيخ الإسلام على حقيقته.
وباقي كلامك كله عن الكفارة التي تكون في نذر المعصية، والتي مرة تثبتها ومرة تنفيها، بسبب خلطك لكلام شيخ الإسلام الواضح في أن النذر لغير الله شرك أكبر لا يلزم صاحبة وفاء ولا كفارة، وأن الكفارة إنما تكون في نذر المعصية.
جعل كل هذه الأفعال من النذر لغير الله .. وقال إنه نذر معصية لا يجوز الوفاء به .. ثم ضرب في ذلك أمثلة وبيّن وفصّل في أنّ من يفعل ذلك من أولئك الذين ينذرون الزيوت أو الشموع أو الذهب وغيرها لا يجوز الوفاء به (يعني ساوى بين كل هذه الأفعال) .. ثم تكلم عن الكفارة.
ونحن لم نختلف في هذا القول، فهذا ليس من النذر لغير الله وكلام شيخ الإسلام واضح، وخاصة أنه يثبت الكفارة واختلاف العلماء فيها، فالكفارة لا تجب عند النذر لغير الله، كما قال رحمه الله فيما نقلته عنه " وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ".وكون شيخ الإسلام يثبت الكفارة بدون وفاء دليل على أن كلامه عن النذر لله في معصية. وهو يتكلم عمن نذر أن يضع الشموع والزيوت على القبور والأضرحة، فمن الجهال من يقول لله علي أن أضع على قبر سيدي الفلاني شمعا أو شمعدانا وهذا يعتبر من نذر المعصية. فهو نذر شمعا لصاحب القبر الفلاني.
جعل كل أنواع النذور من اليمين .. ويدخل في ذلك النذر الشرعي والنذر الشركي.
أما ما قال بعدها فهو مجرّد أمثلة، لا أكثر.
مجرد أمثلة لا أكثر!! شيخ الإسلام يتكلم عن النذر لغير الله، الذي هو من الشرك الأصغر و معصية - حسب مفهومك طبعا - في كل ما نقلته عنه، وعندما يأتي للتمثيل لا يأتي بمثال واحد عن النذر لغير الله!! عجيب.
أقول يا أبا شعيب إتق الله في نفسك.
هذا ما عندي
نأمل هذا.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:02]ـ
الكلام هو في كون النذر لغير الله شركاً أكبر أم لا ..
ما تفسير قوله في [مجموع الفتاوى: 11/ 504]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا النَّذْرُ لِلْمَوْتَى مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى.
محور الحديث كله: هل النذر لغير الله شرك أكبر أم لا.
يقول ابن تيمية - رحمه الله - إن النذر لغير الله هو كالحلف بغير الله، وليس فيه وفاء ولا كفارة، وعلى صاحبه الاستغفار.
فهل نقول: إن عبادة القبور كالحلف بغير الله، وعلى أصحابها الاستغفار؟؟ .. هل يُقال هذا في الشرك الأكبر؟
----
ثم إنني أود أن أعرف الصيغة التي يكون بها الكلام نذراً ..
لو قال رجل: لله عليّ أن أقوم الليل إن وفّقني في هذا العمل .. فهذا لا يختلف اثنان في كونه نذراً.
طيب، لو جاء آخر وقال: لفلان عليّ أن أكافئه وأكرمه إن أنجز لي العمل بإتقان .. فهل هذا نذر؟ .. فإن كان الجواب نعم، فهل هو شرك؟ .. وإن كان بـ لا، فما يفرق هذا عن الصيغة الأولى؟
فإن كان النذر لا يكون إلا تقرباً للمنذور إليه (وهذا فيه نظر)، فعندها المسألة ليست بالنذر بقدر ما هي بالتقرب إلى غير الله ..
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:37]ـ
الكلام هو في كون النذر لغير الله شركاً أكبر أم لا ..
محور الحديث كله: هل النذر لغير الله شرك أكبر أم لا.
يقول ابن تيمية - رحمه الله - إن النذر لغير الله هو كالحلف بغير الله، وليس فيه وفاء ولا كفارة، وعلى صاحبه الاستغفار.
فهل نقول: إن عبادة القبور كالحلف بغير الله، وعلى أصحابها الاستغفار؟؟ .. هل يُقال هذا في الشرك الأكبر؟
تكرار سؤالاتك دليل على أنك لا تقرأ كل ما يكتب في صفحتك!
أما قول شيخ الإسلام:-"وَأَمَّا " النَّذْرُ لِلْمَوْتَى " مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى. سَوَاءٌ كَانَ النَّذْرُ نَفَقَةً أَوْ ذَهَبًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَنْ يُنْذِرُ لِلْكَنَائِسِ؛ وَالرُّهْبَانِ وَبُيُوتِ الْأَصْنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ} " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِالنُّقُودِ عَلَى أَهْلِ الْفَقْرِ وَالدِّينِ فَأَجْرُهُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَأَصْلُ عَقْدِ النَّذْرِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: " {إنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرِ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ} " وَإِذَا نَذَرَ فَعَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ؛ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى. "
فلست أدري كيف يمكن أن يفهم أن النذر في كلام الشيخ هو شرك أصغر؟! وإنما جعل النذر لغير الله بمثابة الحلف بغير الله من جهة الكفارة والوفاء، وكلامه قبل هذه الجملة يدل على ذلك فقد قال:- "وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ نَذْرَ الْمَعْصِيَةِ لَا يَجُوزُ الْوَفَاءُ بِهِ؛ بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ،"
ومن المعلوم أن من حلف بغير الله لا كفارة عليه ولا وفاء، والأعجب من ذلك أن صاحب الموضوع يريد أن يلزم شيخ الإسلام باستعمال نفس العبارات التي يستعملها دائما عند حديثه عن الشرك الأكبر! ثم ليس الحلف بالله على إطلاقه شرك أصغر، فالحلف بالله إن كان تعظيما للمخلوق كتعظيم الله فهو من الشرك الأكبر، كما هو معلوم، وفي كلا الحالتين لا يلزم صاحبه التكفير عنه ولا الوفاء به لأنه باطل، وكل ما يلزمه هو التوبة والإستغفار، فأين الإشكال في هذا الكلام؟!
.
أسأل الله لي ولك الهداية
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:52]ـ
كلامك في الكفارة صحيح، ويبدو أنني تسرّعت. جزاك الله خيراً على التنبيه.
- فما كان من نذر لله تعالى ببدعة، بحيث يكون شطر الحلف بالله تعالى، وشطر الإلتزام لغيره .. فهذا عليه كفارة يمين.
- وما كان من نذر لغير الله تعالى بشطريه، شطر القَسَم وشطر الالتزام، فهو شرك أصغر (وهو محور الحديث هنا). وهذا ما يبيّنه ابن تيمية - رحمه الله - الذي نقلته في الأعلى.
فأما في النوع الأول فيقول: ((بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ))
وأما في النوع الثاني فيقول: ((وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ))
وهذان النوعان هما لفعل واحد، وهو في قوله: ((وَأَمَّا النَّذْرُ لِلْمَوْتَى مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى)).
فالنذر لغير الله أنواع:
إما أن يقسم بالله أن يلتزم شيئاً محرماً لغير الله .. فهذا عليه كفارة.
وإما أن يقسم بغير الله أن يلتزم شيئاً محرماً لغير الله .. فهذا لا كفارة فيه.
هذا، والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:56]ـ
ومن المعلوم أن من حلف بغير الله لا كفارة عليه ولا وفاء، والأعجب من ذلك أن صاحب الموضوع يريد أن يلزم شيخ الإسلام باستعمال نفس العبارات التي يستعملها دائما عند حديثه عن الشرك الأكبر! ثم ليس الحلف بالله على إطلاقه شرك أصغر، فالحلف بالله إن كان تعظيما للمخلوق كتعظيم الله فهو من الشرك الأكبر، كما هو معلوم، وفي كلا الحالتين لا يلزم صاحبه التكفير عنه ولا الوفاء به لأنه باطل، وكل ما يلزمه هو التوبة والإستغفار، فأين الإشكال في هذا الكلام؟!
لو قال عالم من العلماء: النذر لغير الله هو كالحلف بغير الله .. فهل سيفهم أي أحد من الناس أنه شرك أكبر أم أصغر؟؟
كل الناس ستفهم أن تفصيله هو كتفصيل الحلف بغير الله .. وهذا ما يعنيه ابن تيمية.
فمن نذر لشخص يعظمه كتعظيم الله، فهو واقع في الشرك الأكبر.
ومن نذر لشخص لا يعظمه كتعظيم الله، فهو واقع في الشرك الأصغر.
وهذا هو نفس تفصيل الحلف بغير الله.
هذا معنى قول شيخ الإسلام: ((وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ)).
ثم شيء آخر ..
لو كان ابن تيمية يقصد به الشرك الأكبر، فهل يصح بذلك تشبيهه؟
هل يمكن لعاقل أن يقول: إن السجود للات والعزى، والاستهزاء بدين الله والكفر به، هو كالحلف بغير الله؟؟ .. وعندما نسأله عن ذلك يقول: إنه يعني الحلف بغير الله بمعناه المخرج من الملة؟؟ .. هل يستقيم هذا التشبيه؟
ثم أود منك - لو تفضلت - أن تذكري لنا مثالاً في النذر الشركي المخرج من الملة .. كيف يكون، وما صيغته؟
يعني رجل ذهب إلى قبر البدوي وقال: لك عليّ يا وليّ الله إن رزقني الله مالاً أن أزيّن قبرك، فأنت وليّ الله، وإكرامك حق لله علينا .. (كما يفعل أكثر المشركين عند القبور).
فهل هذا هو النذر الشركي المخرج من الملة؟ .. فإن لم يكن كذلك، فاضربي لنا مثالاً حتى نفهم.
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 02:37]ـ
كلامك في الكفارة صحيح، ويبدو أنني تسرّعت. جزاك الله خيراً على التنبيه.
وإياك، تطور ملحوظ، نسأل الله أن يوفقنا وإياك للرجوع إلى الحق دائما.
فما كان من نذر لله تعالى ببدعة، بحيث يكون شطر الحلف بالله تعالى، وشطر الإلتزام لغيره .. فهذا عليه كفارة يمين.
ما معنى الإلتزام لغيره، ما نوع هذا الإلتزام؟
وما كان من نذر لغير الله تعالى بشطريه، شطر القَسَم وشطر الالتزام، فهو شرك أصغر (وهو محور الحديث هنا). وهذا ما يبيّنه ابن تيمية - رحمه الله - الذي نقلته في الأعلى.
.
ليس بجيد، فشيخ الإسلام قال عنه أنه شرك، ولهذا ألزمه بالتوبة والإستغفار ولم يلزمه الكفارة أو الوفاء.
فأما في النوع الأول فيقول: ((بَلْ عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ))
وأما في النوع الثاني فيقول: ((وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا شِرْكٌ. فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا وَفَاءٌ وَلَا كَفَّارَةٌ))
وهذان النوعان هما لفعل واحد، وهو في قوله: ((وَأَمَّا النَّذْرُ لِلْمَوْتَى مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ لِقُبُورِهِمْ أَوْ الْمُقِيمِينَ عِنْدَ قُبُورِهِمْ. فَهُوَ نَذْرُ شِرْكٍ وَمَعْصِيَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى)).
.
لا، ليس كذلك، فالنذر للموتى والأنبياء والمشايخ والذي سماه شيخ الإسلام شركا ومعصية لله إنما هو خاص بالنذر لغير الله.
ولذلك تجد شيخ الإسلام عندما تكلم عن نذر المعصية ووجوب الكفارة - على خلاف بين العلماء فيها- قال في نهاية كلامه وَهَذَا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِلَّهِ مؤكدا على أنه يقصد النذر لله في معصية.
فالنذر لغير الله أنواع:
إما أن يقسم بالله أن يلتزم شيئاً محرماً لغير الله .. فهذا عليه كفارة.
.
أريد مثالا عن شخص ينذر لغير الله بأن ينذر لله على الإلتزام بشيء محرم لغير الله.
لو قال عالم من العلماء: النذر لغير الله هو كالحلف بغير الله .. فهل سيفهم كل الناس أنه شرك أكبر أم أصغر؟؟
أما كل الناس فلا، إن اقتصر العالم على هذه العبارة، فالجهال في زماننا كثر لا كثرهم الله، ولكن الذي درس وبحث عن ماهية العبادة التي أمره الله بها، وبحث عن مفهوم النذر الذي مدح الله الموفين به في كتابه الكريم، حتما سيعلم بأن قصد الشيخ هنا بالحلف بغير الله هو الشرك الأكبر. لأنه قرن بالنذر لغير الله والذي هو كفر أكبر. مع العلم أن ابن تيمية لم يقتصر على هذه العبارة وإنما بين مقصوده فلا عذر لأحد في الخروج عن مفهوم النذر لغير لله وأنه شرك أكبر.
كل الناس ستفهم أن تفصيله هو كتفصيل الحلف بغير الله .. وهذا ما يعنيه ابن تيمية.
يعني أنت السائل وأنت المجيب! ولماذا لا تكون الإجابة أنهم سيفهمون أن المقصود بالحلف بغير الله هو الشرك الأكبر لا الأصغر؟!!
أما جزمك بأن هذا ما يعنيه ابن تيمية فغير صحيح، لأن كلام ابن تيمية واضح لا لُبس فيه، وهو كما وضحته لك، إنما قرنه بالحلف بغير الله من جهة كونه نوعا من اليمين ومن جهة الوفاء والكفارة.
فمن نذر لشخص يعظمه كتعظيم الله، فهو واقع في الشرك الأكبر.
ومن نذر لشخص لا يعظمه كتعظيم الله، فهو واقع في الشرك الأصغر.
وهذا هو نفس تفصيل الحلف بغير الله.
هذا معنى قول شيخ الإسلام: ((وَأَمَّا إذَا كَانَ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ كَمَنْ يَحْلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ)).
لا، وقد رددت عليك في هذه، فمقتضى قولك هو أن شيخ الإسلام قرر مسألتين متناقضتين في فقرة واحدة!!
ففي بادئ الكلام قال أن نذر المعصية لا يلزم صاحبه الوفاء به ولكن تلزمه الكفارة في أحد قولي العلماء.
وبعد ذلك يقرر أن النذر لغير الله والذي هو شرك أصغر، لأنه شبهه بالحلف بغير الله، وبالتالي فهو نذر معصية - كما تقول أنت، وإلا فهو لم يقل ذلك - لا يلزم صاحبه الوفاء به ولا الكفارة!
فمرة يوجب الكفارة ومرة لا! وفي فقرة واحدة!
هذا لا يقع من شيوخ الإسلام، وإنما يقع من شيوخ آخرين!!
ثم شيء آخر ..
لو كان ابن تيمية يقصد به الشرك الأكبر، فهل يصح بذلك تشبيهه؟
قلت لك تشبيهه من جهة أنه نوع من اليمين ومن جهة ما يترتب عليه من وفاء وكفارة.
قولك:-هل يمكن لعاقل أن يقول: إن السجود للات والعزى، والاستهزاء بدين الله والكفر به، هو كالحلف بغير الله؟؟ .. وعندما نسأله عن ذلك يقول: إنه يعني الحلف بغير الله بمعناه المخرج من الملة؟؟ .. هل يستقيم هذا التشبيه؟
وهل السجود لغير لله والإستهزاء به نوع من اليمين؟!
أما بالنسبة للمثال الذي ضربته فهو من النذر لغير الله وصاحبه مشرك شركا أكبر مخرج من الملة.
وأتعجب حقا من سؤالك فهل كنت تجهل الإجابة أم ماذا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 03:38]ـ
ما معنى الإلتزام لغيره، ما نوع هذا الإلتزام؟
التزام بأي شيء .. مثل: التزام بتسريج القبر، أو إنارته، أو وضع الزهور حوله .. وغير ذلك من البدع .. ولا أقصد به الصلاة لصاحب القبر، أو الصيام له، لأن هذه الأفعال بذاتها شرك أكبر، سواء أكانت بنذر أم مجردة عنه.
ليس بجيد، فشيخ الإسلام قال عنه أنه شرك، ولهذا ألزمه بالتوبة والإستغفار ولم يلزمه الكفارة أو الوفاء.
كون ابن تيمية - رحمه الله - يقول إن النذر لغير الله شرك، لا يعني ضرورة أنه شرك أكبر.
كقوله في [مجموع الفتاوى: 1/ 81]:
لِأَنَّ الْحَلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ شِرْكٌ وَالْحَلِفَ بِاَللَّهِ تَوْحِيدٌ
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى: 1/ 204]:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَأَنْ أَحْلِفَ بِاَللَّهِ كَاذِبًا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ صَادِقًا. وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ شِرْكٌ، وَالشِّرْكُ أَعْظَمُ مِنْ الْكَذِبِ
فقوله هذا لا يعني ضرورة أنه شرك أكبر.
أريد مثالا عن شخص ينذر لغير الله بأن ينذر لله على الإلتزام بشيء محرم لغير الله.
لم أفهم كلامك .. لعلك تقصدين: (ينذر لغير الله أن يلتزم بشيء محرم لغير الله)؟
فإن كان كذلك، فهو مثل أن يقول رجل: عليّ للشيخ البدوي أن أزيّن قبره إن رزقني الله مالاً.
فهنا هو يوجب على نفسه تزيين قبر هذا الشيخ إن رزقه الله مالاً، ظاناً منه أن إكرام وتشريف قبر الشيخ البدوي قربة إلى الله.
كمن يقول: عليّ لوالدي أن أعطيه مئة دينار إن وفقني الله في عملي، وهو يعلم أن إكرام الأب يرضي الله تعالى.
فإن لم يكن هذا هو النذر لغير الله .. فهل لك أن توضحيه، وكيف يكون؟ وكيف هي صيغته؟ .. لعل الإشكال هو من عندي، والله أعلم.
أما في كلام شيخ الإسلام، فلن أجادلك فيه .. فقد ذكرت كل ما عندي .. وعلى أية حال، فكلامه ليس حجة في دين الله، إنما نورده للاسئناس، لا أكثر.
فعليه، فلنرجع لأصل المسألة .. كيف يكون النذر لغير الله شركاً أكبر؟ .. اضربي لنا مثالاً حتى نفهم.
أما بالنسبة للمثال الذي ضربته فهو من النذر لغير الله وصاحبه مشرك شركا أكبر مخرج من الملة.
جميل ..
وكان مثالي الذي ضربتُه هو:
يعني رجل ذهب إلى قبر البدوي وقال: لك عليّ يا وليّ الله إن رزقني الله مالاً أن أزيّن قبرك، فأنت وليّ الله، وإكرامك حق لله علينا
يعني هذا الرجل فعل هذا الأمر تقرباً إلى الله، بإكرام الشيخ البدوي .. وهو مع هذا واقع في الشرك الأكبر.
والآن أريد أن أفهم أمراً ..
- هل تزيين القبر شرك أكبر؟ .. لعلك تقولين لا (أرجو تأكيد ذلك).
- هل هذا الرجل قصد عبادة غير الله؟ أم قصد عبادة الله بتكريم وليّ الله؟ (كما هو معلوم أن تكريم أولياء الله مما يحبه الله ويرضاه) .. الجواب: قصد بتكريم قبر الوليّ عبادة الله تعالى.
إذن، حقيقة هذا النذر عائدة إلى الله تعالى .. وليس إلى المقبور .. لأنه يقصد بتكريم قبر الولي التقرب إلى الله تعالى ..
أليس هذا حقيقته مثل الذي ذكرته في مشاركتك السابقة، إذ قلت:
وهو يتكلم عمن نذر أن يضع الشموع والزيوت على القبور والأضرحة، فمن الجهال من يقول لله علي أن أضع على قبر سيدي الفلاني شمعا أو شمعدانا وهذا يعتبر من نذر المعصية. فهو نذر شمعا لصاحب القبر الفلاني.
ستقولين: صيغة النذر هي: لله عليّ .. أما ذاك فيقول: للشيخ البدوي عليّ.
فأقول: اختلاف صيغة النذر لا تغير من حقيقته شيئاً .. إنما الخلاف لفظي لا أكثر.
فهل إن أنا قلت: لك عليّ يا فلان أن أتزوج ابنتك إن رزقني الله مالاً .. فهل هذا حرام فضلاً عن أن يكون شركاً؟؟
أو إذا أردت التعبد لله تعالى بفعل حسن، قلت لأحد الأيتام: لك عليّ أيها اليتيم أن أكفلك إن وسّع الله عليّ في رزقي، ونيتي في ذلك كفالته طاعة لله .. فهل هذا حرام فضلاً عن أن يكون شركاً؟؟ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان الأمر كذلك، فما الفرق بين من يقول: لك عليّ يا شيخ بدوي أن أزيّن قبرك إن رزقني الله مالاً، شكراً لله وعرفاناً .. وبين القائل: لله عليّ أن أزيّن قبر فلان إن رزقني الله مالاً، شكراً لله وعرفاناً؟
لو تأملت، فإن الخلاف لفظي لا أكثر.
أما إن قصد بهذا النذر التقرب لذات المقبور، فهذا هو الشرك الأكبر بلا جدال.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 06:47]ـ
لعل في هذا النقل توضيح جيد للمسألة:
يقول ابن نجيم الحنفي نقلاً عن الشيخ قاسم في " شرح الدرر " ما نصه: (وأما ا لنذر الذي ينذره أكثر العوام على ما هو مشاهد، كأن يكون للإنسان غائب، أو مريض، أو له حاجة ضرورية، فيأتي بعض الصلحاء فيجعل سترة على رأسه فيقول: يا سيدي فلان، إن رُد غائبي، أو عوفي مريضي، أو قضيت حاجتي، فلك من الذهب كذا، أو من الفضة كذا، أو من الطعام كذا، أو من الماء كذا، أو من الشمع كذا، أو من الزيت كذا، فهذا النذر باطل بالإجماع لوجوه:
منها: أنه نذر لمخلوق، وهو لا يجوز لأنه عبادة، والعبادة لا تكون للمخلوق، ومنها: أن المنذور له ميت والميت لا يملك، ومنها: أن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله تعالى، فاعتقاد ه ذلك كفر.
اللهم إلا إن قال: يا الله إني نذرت لك إن شفيت مريضي، أو رددت غائبي أن أُطعم الفقراء الذين بباب السيدة نفيسة، أو الفقراء الذين بباب الإمام الشافعي، أو الإمام الليث، او أشتري حُصراً لمساجدهم، أو زيتاً لوقودها، أو درهم لمن يقوم بشعائرها، إلى غير ذلك مما يكون نفع للفقراء، والنذر لله، وذِكرُ الشيخ إنما هو محل لصرف النذر لمستحقيه، القاطنين برباطه أو مسجده، او جامعه، فيجوز بهذا الاعتبار، إذ مصرف النذر الفقراء، وقد وجد المصرف، ولا يجوز أن يصرف ذلك لغني غير محتاج، ولا لشريف ذي منصب، لأنه لا يحل له الأخذ ما لم يكن محتاجاً فقيراً، ولا لذي النسب لأجل نسبه ما لم يكن فقيراً، ولا لذي علم لأجل علمه ما لم يكن فقيراً، ولم يثبت في الشرع جواز الصرف للأغنياء للإجماع على حرمة النذر للمخلوق، ولا ينعقد ولا تشغل الذمة به، ولأنه حرام بل سُحت ولا يجوز لخادم القبر أخذه ولا أكله ولا التصرف فيه بوجه من الوجه، إلا أن يكون فقيراً، أو له عيال فقراء، وهم مضطرون فيأخذنه على سبيل الصدقة المبتدأة، فأخذه أيضاً مكروه ما لم يقصد الناذر التقرب إلى الله تعالى، وصرفه إلى الفقراء بقطع النظر عن نذر الشيخ.
فإذا علم هذا فما يؤخذ من الدراهم وغيرها وتنقل إلى أضرحة الأولياء تقرباً إليهم حرام بإجماع المسلمين، ما لم يقصدوا صرفه للفقراء الأحياء قولاً واحداً) إهـ البحر الرائق (2/ 321) للإمام ابن نجيم الحنفي.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 11:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرى أن الرد قد جاءك من رفيق دربك، ولكن لا بأس بالرد عن بعض ما أوردته في تعقيبك
التزام بأي شيء .. مثل: التزام بتسريج القبر، أو إنارته، أو وضع الزهور حوله .. وغير ذلك من البدع .. ولا أقصد به الصلاة لصاحب القبر، أو الصيام له، لأن هذه الأفعال بذاتها شرك أكبر، سواء أكانت بنذر أم مجردة عنه.
.
الحمد لله.
كون ابن تيمية - رحمه الله - يقول إن النذر لغير الله شرك، لا يعني ضرورة أنه شرك أكبر.
غير صحيح، لأن النذر لغير الله شرك أكبر ولا يوجد نذر لغير الله من الشرك الأصغر.
أما قول شيخ الإسلام عن الحلف بغير الله أنه شرك، فهذا معلوم أنه يقصد الشرك الأصغر، إلا إذا جاءت قرينة من كلام الشيخ تجعله من الشرك الأكبر.
لم أفهم كلامك .. لعلك تقصدين: (ينذر لغير الله أن يلتزم بشيء محرم لغير الله)؟
فإن كان كذلك، فهو مثل أن يقول رجل: عليّ للشيخ البدوي أن أزيّن قبره إن رزقني الله مالاً.
فهنا هو يوجب على نفسه تزيين قبر هذا الشيخ إن رزقه الله مالاً، ظاناً منه أن إكرام وتشريف قبر الشيخ البدوي قربة إلى الله.
.
سؤالي هذا الذي لم تفهمه، هو عين ما قلته أنت، في تعريفك لأنواع النذر لغير الله، والذي لم أفهمه أنا بدوري، ولذلك طلبت منك مثالا فأنت قلت:-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب
فالنذر لغير الله أنواع:
إما أن يقسم بالله أن يلتزم شيئاً محرماً لغير الله .. فهذا عليه كفارة
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت هنا تصرح أن من أنواع النذر لغير الله هو أن يقسم بالله، فكيف يكون نذرا لغير الله وهو يقسم بالله؟!
ولكن يظهر من استغرابك ومن مثالك أنك لم تع ما كتبته.
كمن يقول: عليّ لوالدي أن أعطيه مئة دينار إن وفقني الله في عملي، وهو يعلم أن إكرام الأب يرضي الله تعالى.
.
أولا هذا لا يعد نذرا وإنما هو وعد أو لنقل عهدا قطعته على نفسك اتجاه والدك، ولقد ورد هذا السؤال والجواب عنه في فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -:
قبل مدة من الزمن قد تزيد عن السنة وفي منطقة معينة، وكان لي زملاء فقلت لهم: إن حصل لي كذا وكذا فلكم علي أن أذبح لكم ذبيحة، بهذا اللفظ، وبالطبع حصل ما كنت أقصده، ولكن سافرت وابتعدت عن هؤلاء الزملاء سفر فجأة بحكم العمل، ولم أتذكر ذلك إلا بعد مغادرتي تلك المنطقة، التي نذرت فيها النذر المخصص لأولئك النفر المخصصون، والسؤال: هل يلزمني أن أوف بنذري في مكاني الحالي، أو في أي مكان، وعند أي أناس، مع العلم أنه ليس لي بالإمكان رجوعي إلى مقري السابق؟
هذا ليس بنذر إذا قال إن حصل لي كذا وكذا فلكم علي كذا، فهذا ليس من النذر هذا وعد، النذر أن يقول: صدقة لوجه الله أو نذرٌ لله عليَّ إذا شفاني الله، أو حصل لي كذا وكذا أن أفعل كذا وكذا، أن أصوم كذا، أن أتصدق بكذا، أما أقول: إن حصل لي كذا أعطيتكم كذا، أو ذبحت لكم ذبيحة هذا وعد، وليس بنذر، فإن ذبح لهم فلا بأس وإن ترك فلا بأس، لا يلزمه ذلك، وإن تيسر وذبح لهم فهذا حسن، أما إذا نذر نذراً قال: صدقة لوجه الله عليّ، أو نذرٌ لله عليّ أن أفعل كذا وكذا إذا حصل كذا وكذا، فليوف بنذره، نذر الطاعة، إذا كان للفقراء للمساكين أو صلاة أو صوم شرعي فلا بأس، أما لو ...... أحد معين يقول: نذر لله عليّ أو صدقة لوجه الله عليّ إن شفاني الله أن أعطي فلاناً كذا أو أكسوه وهو فقير يستحق ذلك فإنه يوفي.
http://www.binbaz.org.sa/mat/9371
وباقي المشاركة كانت في الإستفسار عن النذر وماهيته وقد أجابك عنها الإمام الدهلوي في مشاركته.
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
هذا ما عندي والله تعالى أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 06:01]ـ
السلام عليكم،
ما نقله الأخ (الإمام الدهلوي) عن ابن نجيم الحنفي هو في الذي يعتقد أن الميّت يشفي المرضى ويردّ الغائبين، وما إلى ذلك .. وهذا قطعاً شرك أكبر.
سؤالي هو في الحالة التالية:
- رجل يعتقد أن الميت ولي من أولياء الله الصالحين.
- يعتقد أن إكرام أولياء الله الصالحين هو قربة لله، وأخطأ في نوع هذا التكريم، وظنّ أن من نوعه تسريج القبر.
- قال: لوليّ الله الذي في القبر أن أسرّج قبره إن رزقني الله مالاً، وهو في نيته تكريم وليّ الله، لأن الله يحب تكريم أوليائه.
هذا كان سؤالي .. ولم يكن غيره.
أما تفريقك بين الوعد والنذر، مع كون الصيغة واحدة، فهذا غريب .. لأن الوعد هو نفسه النذر.
يعني كيف يكون قولنا: ((لوليّ الله عليّ أن أسرّج قبره إن رزقني الله مالاً)) .. نذراً .. وقولنا: ((لوالدي عليّ أن أعطيه مئة دينار إن رزقني الله مالاً)) .. وعداً؟؟ .. كيف والصيغة واحدة؟؟
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 28/ 460 - 461]:
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أَيْ: عَهْدَهُ الَّذِي عَاهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوْ عَاشَ. وَالنَّحْبُ: النَّذْرُ وَالْعَهْدُ. وَأَصْلُهُ مِنْ النَّحِيبِ الصَّوْتُ. وَمِنْهُ: الِانْتِحَابُ فِي الْبُكَاءِ وَهُوَ الصَّوْتُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ فِي الْعَهْدِ. ثُمَّ لَمَّا كَانَ عَهْدُهُمْ هُوَ نَذْرُهُمْ الصِّدْقُ فِي اللِّقَاءِ - وَمَنْ صَدَقَ فِي اللِّقَاءِ فَقَدْ يُقْتَلُ - صَارَ يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ {قَضَى نَحْبَهُ} أَنَّهُ اُسْتُشْهِدَ. لَا سِيَّمَا إذَا كَانَ النَّحْبُ: نَذْرُ الصِّدْقِ فِي جَمِيعِ الْمُوَاطِنِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَقْضِيهِ إلَّا بِالْمَوْتِ
فالنذر والعهد والوعد والنحب بمعنى ..
جاء في لسان العرب:
(يُتْبَعُ)
(/)
والنَّحْبُ: النَّذْرُ، تقول منه: نَحَبْتُ أَنْحُبُ، بالضم؛ قال:
فإِني، والهِجاءَ لآِلِ لأْمٍ، * كذاتِ النَّحْبِ تُوفي بالنُّذورِ
وقد نَحَبَ يَنْحُبُ؛ قال: يا عَمْرُو يا ابنَ الأَكْرَمينَ نسْبا، * قد نَحَبَ المَجْدُ عليك نحْبا
أَراد نَسَباً، فخَفَّفَ لمكان نَحْبٍ أَي لا يُزايِلُك، فهو لا يَقْضي ذلك النَّذْرَ أَبَداً.
وجاء في الصحاح:
النَحْبُ: النَذْرُ. تقول منه: نَحَبْتُ أنْحُبُ بالضم.
هذا معنى النحب .. وهو نفس معنى النذر .. وهو أيضاً نفس معنى الوعد والعهد.
فنفهم إذن، أن عهد المؤمنين لله تعالى .. هو نذرهم الصدق له.
وجاء في لسان العرب:
النَّذْرُ: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور
وقال الخليل بن أحمد في كتاب العين:
النَّذْر: ما ينذُر الإنسانُ فيجعلُه على نفسه نَحْباً واجباً
وجاء في القاموس المحيط:
ونَذَرَ على نَفْسِه، يَنْذِرُ، ويَنْذُرُ نَذْراً، ونُذوراً: أوجَبَهُ،
كانْتَذَرَ، ونَذَرَ مَالَهُ،
ونَذَرَ لله سبحانَه كذا.
أو النَّذْرُ: ما كان وعْداً على شرطٍ، فَـ: عَليَّ إنْ شَفَى اللّهُ مَريضي كذا: نَذْرٌ؛ وعليَّ أن أتَصَدَّقَ بِدِينارٍ، ليس بِنَذْرٍ.
جاء في [اللباب في علوم الكتاب: 16/ 129] عند قوله تعالى: {يوفون بالنذر}:
قال الكلبي: «يُوفُونَ بالنَّذرِ» أي: يتممون العهود لقوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ الله} [النحل: 91] و {أَوْفُواْ بالعقود} [المائدة: 1] أمرٌ بالوفاء بها؛ لأنهم عقدوها على أنفسهم باعتقادهم الإيمان.
قال القرطبي: «والنذر: حقيقته ما أوجبه المكلف على نفسه [من شيء يفعله، وإن شئت قلت في حد النذر هو إيجاب المكلف على نفسه] من الطاعات، ما لو لم يوجبه لم يلزمه».
وقال ابن الخطيب: الإيفاءُ بالشيء هو الإتيان به وافياً.
وقال أبو مسلم: النذر كالوعد، إلا أنه إذا كان من العباد فهو نذر، وإن كان من الله فهو وعد، واختص هذا اللفظ في عرف الشرع بأن تقول: لله عليَّ كذا وكذا من الصدقة، أو يسلم بأمر يلتمسه من الله - تعالى - مثل أن تقول: إن شفى الله مريضي، أو ردَّ غائبي فعليَّ كذا وكذا، واختلفوا فيما إذا علق ذلك بما ليس من وجوه البر كقوله: إن أتى فلان الدَّار فعلى هذا، فمنهم من جعله كاليمين، ومنهم من جعله من باب النذور.
وقال الطبري في [تفسير الطبري: 24/ 95]:
والنذر: هو كلّ ما أوجبه الإنسان على نفسه من فعل
وقال الرازي في [مفاتيح الغيب: 16/ 220]:
المسألة الأولى: الإيفاء بالشيء هو الإتيان به وافياً، أما النذر: فقال أبو مسلم: النذر كالوعد، إلا أنه إذا كان من العباد فهو نذر، وإن كان من الله تعالى فهو وعد، واختص هذا اللفظ في عرف الشرع بأن يقول لله عليَّ كذا وكذا من الصدقة، أو يعلق ذلك بأمر يلتمسه من الله تعالى مثل أن يقول: إن شفى الله مريضي، أو رد غائبي فعليَّ كذا كذا، واختلفوا فيما إذا علق ذلك بما ليس من وجوه البر، كما إذا قال: إن دخل فلان الدار فعليَّ كذا، فمن الناس من جعله كاليمين، ومنهم من جعله من باب النذر، إذا عرفت هذا، فنقول للمفسرين في تفسير الآية أقوال: أولها: أن المراد من النذر هو النذر فقط، ثم قال الأصم: هذا مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات. لأن من وفى بما أوجبه هو على نفسه كان بما أوجبه الله عليه أوفى، وهذا التفسير في غاية الحسن. وثانيها: المراد بالنذر ههنا كل ما وجب عليه، سواء وجب بإيجاب الله تعالى ابتداء، أو بأن أوجبه المكلف على نفسه، فيدخل فيه الإيمان وجميع الطاعات، وذلك لأن النذر معناه الإيجاب. وثالثها: قال الكلبي: المراد من النذر العهد والعقد، ونظيره قوله تعالى: {أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40] فسمى فرائضه عهداً، وقال: {أَوْفُواْ بالعقود} [المائدة: 1] سماها عقوداً لأنهم عقدوها على أنفسهم باعتقادهم الإيمان.
باختصار شديد، النذر معناه العهد والنحب، أي إيجاب الشيء على النفس وعداً.
فأن يقول أحدهم إن قولنا: "لكم عليّ أن أطعمكم إن رزقني الله مالاً" .. ليس نذراً .. وأما قولناً: "لله عليّ أن أطعمكم" .. هو نذر .. فهذا لا يستقيم.
أما قولك:
فأنت هنا تصرح أن من أنواع النذر لغير الله هو أن يقسم بالله، فكيف يكون نذرا لغير الله وهو يقسم بالله؟!
يقسم بالله أن يلتزم لغيره .. كمن يقول: أقسم بالله أن أزيّن قبر البدوي ..
فنعود للسؤال مجدداً ..
رجل يقول: لوالدي عليّ أن أعطيه مئة دينار إن رزقني الله مالاً .. يقولون هذا ليس نذراً.
ولكن إن مات والدي، وقلت نفس الشيء، صار نذراً!
يعني ما أفهمه هو: إن الفعل يكون نذراً فقط إن مات الشخص، وأما إن كان حياً، فنفس الفعل يسمى وعداً وليس نذراً!
فهل فهمي صحيح؟ أم أنني أخطأت الفهم أيضاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 01:44]ـ
وشيء آخر يا أختنا، أود منك أن تبيّني لنا أيّاً من هذه يكون نذراً شركياً مخرجاً من الملة، وأيها لا يكون ..
- في حال المباحات:
- في شأن الغائب: رجل قال: لصديقي المسافر عليّ أن أكرمه إن عاد من السفر.
- في شأن الحيّ الحاضر: رجل قال: لك عليّ أن أكرمك إن أنجزت عملك.
- في شأن الميت: رجل قال: للميت فلان عليّ أن أدعو الله له في ظهر الغيب، وأسدّ دينه، وأرعى عياله.
وفي شأن الميت، يقول النبي (ص): ((أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه)) .. فعليه رجل قال: لأبي الميّت عليّ أن أصل وُدّه.
هل أيّ من هذه من الشرك الأكبر أو حتى البدع؟
---------------
- في حال الشرك الأصغر:
- في شأن الغائب: رجل قال: لصديقي الحاج عليّ أن أتبرّك به إن عاد من الحج.
- في شأن الحي الحاضر: رجل قال: لك عليّ أن أتبرك بك بعد ختمك للقرآن حفظاً.
- في شأن الميت: رجل قال: للميت فلان عليّ أن أتبرك بقبره إن زرته.
---------------
وأخيراً، في شأن رسول الله (ص).
- رجل قال: لرسول الله (ص) عليّ أن أسلّم عليه إن زرت قبره.
- وآخر قال: لرسول الله (ص) عليّ أن أصلي عليه كلما ذكره الذاكرون.
- وثالث قال: لرسول الله (ص) عليّ أن أزيّن قبره إن زرته، قربة إلى الله.
أفيدينا،
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 12:51]ـ
جاء في [المبسوط: 4/ 211]:
ثُمَّ النَّذْرُ إنَّمَا يَصِحُّ بِمَا يَكُونُ قُرْبَةً مَقْصُودَةً، فَأَمَّا مَا لَيْسَ بِقُرْبَةٍ مَقْصُودَةٍ فَإِنَّهُ لَا يَصِحُّ الْتِزَامُهُ بِالنَّذْرِ، لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلِيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ}؛ لِأَنَّ النَّاذِرَ لَا يَجْعَلُ مَا لَيْسَ بِعِبَادَةٍ عِبَادَةً، وَإِنَّمَا يَجْعَلُ الْعِبَادَةَ الْمَشْرُوعَةَ نَفْلًا وَاجِبًا بِنَذْرِهِ، وَمَا فِيهِ مَعْنَى الْقُرْبَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ مَقْصُودَةٍ بِنَفْسِهَا؛ كَتَشْيِيعِ الْجِنَازَةِ، وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، لَا يَصِحُّ الْتِزَامُهُ بِالنَّذْرِ، إلَّا فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُمَا اللَّهُ - قَالَ: إنْ نَذَرَ أَنْ يَعُودَ مَرِيضًا الْيَوْمَ صَحَّ نَذْرُهُ، وَإِنْ نَذَرَ أَنْ يَعُودَ فُلَانًا لَا يَلْزَمُهُ شَيْءٌ؛ لِأَنَّ عِيَادَةَ الْمَرِيضِ قُرْبَةٌ شَرْعًا، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {عَائِدُ الْمَرِيضِ يَمْشِي عَلَى مَحَارِفِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ} وَعِيَادَةُ فُلَانٍ بِعَيْنِهِ لَا يَكُونُ مَعْنَى الْقُرْبَةِ فِيهَا مَقْصُودًا لِلنَّاذِرِ، بَلْ مَعْنَى مُرَاعَاةِ حَقِّ فُلَانٍ، فَلَا يَصِحُّ الْتِزَامُهُ بِالنَّذْرِ، وَفِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ قَالَ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَتَشْيِيعُ الْجِنَازَةِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَعْنَى حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى، فَالْمَقْصُودُ حَقُّ الْمَرِيضِ وَالْمَيِّتِ؛ وَالنَّاذِرُ إنَّمَا يَلْتَزِمُ بِنَذْرِهِ مَا يَكُونُ مَشْرُوعًا حَقًّا لِلَّهِ تَعَالَى مَقْصُودًا
خلاصة الكلام هنا هو:
أن النذر إما أن يقترن به عبادة .. وإما ألا يقترن به عبادة.
فما كان من نذر لعبادة، هي حق لله خالص لله تعالى، فإن صرفه لغير الله شرك أكبر .. ليس باعتبار النذر، بل باعتبار العبادة.
وما كان من نذر لغير عبادة، فإن صرفه لغير الله هو بحسب النية .. فإن كان بنية التقرب إلى الله من خلال هذا الغير، فهو بدعة .. وإن كان بنية التقرب إلى هذا الغير كما يتقرب إلى الله، فهو شرك أكبر ..
فهو إذن أحوال، وليس حالاً واحداً.
والنذر كما بيّنا معناه: إيجاب الشيء على النفس .. وهذا الإيجاب تختلف نيّة صاحبه.
فمن قال: إن النذر لغير الله شرك أكبر مطلقاً .. فقد أسرف وجازف .. بل إن في المسألة تفصيل، وهذا ما بيناه.
إلى هنا ينتهي البحث.
والحمد لله رب العالمين(/)
هل تعرف لماذا يقال عن الولايات المتحدة بلاد العم سام؟؟؟
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 03:13]ـ
كثيرا ما تستعمل عبارة العم سام دلالة على الولايات المتحدة الامريكية وخاصة إذا تم استعمالها من قبل غير الأمريكيين.
أما الأميريكيون فيستعملون هذا المصطلح للدلالة على الحكومة الفدرالية الأمريكية و خصوصا عندما يعبّرون في حدثيهم عن مدى تذمرهم من دفع الضرائب مئلا ... عندها يقومون بتوجيه بعض
الشتائم للعم سام الذي يثقل كاهلهم بهذه الضرائب باعتبار ذلك أسلم من الشتم المباشر
للحكومة .....
ولعل كثيرا من الأمريكيين أنفسهم لا يعلمون سببا لهذه التسمية.
وتعود قصة هذا الاسم الى أوائل القرن التاسع عشر عندما كان الأميريكيون يخوضون
معركه الاستقلال ضد الجيش البريطاني إذ تعرض الجيش الأميركي و كانت أغلبيته من
المزارعين الفقراء لنقص في الإمدادات الغذائية.
فما كان من أحد الإقطاعيين من الوطنيين الأمريكين واسمه صموئيل ويلسون أو سام ويلسون من مدينة تروي في ولاية نيويورك إلا أن سارع بنجدة الجيش الأميركي بإرسال براميل من لحم البقر و قد ختمت هذه البراميل بخاتم مكون من حرفين هما U.S. دلاله الى الحكومة الامريكية الناشئة.
ولكن عندما سئل أحد الجنود عن معنى هذين الحرفين أجاب من باب الدعابة إلى أنهما يدلان على العم سام ( Uncle Sam) الذي قام بإرسالها و عندها اختلط الحابل بالنابل و التبس المفهومان
ببعضهما البعض و أصبح العم سام تعبيرا يستعمل كبديل للحكومة الأمريكية.
أما اللافت للنظر أن شكل العم سام الحقيقي يختلف عن الشكل
التقليدي الذي جاءت به مخيلات رسامي الكاريكيتير فيما بعد.
لعل ما جعل هذا الرسم شائعا هو النداء الذي ظهر في الصحف
الأمريكية أيام الحرب العالمية الأولى إذ يظهر فيه العم سام بلباس جندي أمريكي وقبعة غربية مطرزة بالعلَم الأميريكي و هو يمد يده قائلا .... I want you...!! كدعوة
للشباب الامريكي للانخراط بالجيش في ذلك الوقت.
http://www.s7r.net/up/uploads/fc04f1349c.jpg (http://www.s7r.net/up)
و في مطلع الستينات قام الكونجرس الأمريكي بالتصديق على قرار لجعل رمز العم سام رمزا من
الرموز الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 03:55]ـ
وكانت أيضا عبارة عن رموز استعملت في حرب الجاسوسية إبان الحرب العالمية الثانية ...
ـ[روااااان]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 07:50]ـ
شكرا للمعلومه
ـ[أسماء]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 09:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
برنامج كنز لطالما حلمت به .. وأعتقد أنه حلم الكثير من الإخوة
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 03:43]ـ
السلام عليكم
بدون مقدمات طويلة: هذا برنامج رائع حقاً به وظائف كثيرة تتركز أهمها في أنه يمكنه فتح الجهاز تلقائيا أو غلقه في تاريخ معين وفي ساعة معينة وكذا تشغيل برنامج معين أو فتح ملف أو موقع على النت ... إلخ، بدون تدخل منك.
ويمكن الاستفادةمنه كما فعلت أنا -على سبيل المثال لا الحصر- في الاستيقاظ لصلاة الفجر أو قيام الليل أو التذكير بمواعيد مهمة بدون أن يترك جهاز الكمبيوتر مفتوحا حيث يضبط إغلاقه في وقت معين وفتحه كذلك في وقت معين توفيرا للطاقة والتكلفة.
المهم البرنامج اسمه: PC Zeitschaltuhr
ويمكن تنزيله بالبحث عنه في الشبكة، وقد رفعته على موقع ميجابلود بالرابط التالي:
اللهم اغفر لعبدك ( http://www.megaupload.com/sa/?d=55L8XMFC)
هذا موقع آخر أيها الإخوة الكرام وهو الموقع الرئيسي للبرنامج فيمكن إنزاله من هناك والتعرف على الشرح وبعض تفاصيل الاستعمال بالصور إن شاء الله.
http://www.lifsoft.com/news.html
ويمكن بهذا البرنامج أيضاً التسجيل التلقائي لبرنامج ما في قناة ما في الستالايت لمن عنده كارت له، بحيث يمكن للبرنامج فتح الجهاز على ميعاد البرنامج ويضبط برنامج الستلايت على أن يسجل من قناة معينة في ساعة وتاريخ محددين، ثم يضبط أن يغلق بعد انتهائه.
وقد دلني على هذا البرنامج أخ كريم أسأل الله له الجنة، فأردت أن أنفع به إخواني حسبة لوجه الله الكريم عسى أن يغفر لي ويمنحني رضاه. ولا تنسونا من دعائكم الكريم.
وأعلمونا بالنتيجة.
__________________
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات
واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك.
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 12:21]ـ
لطالما تمنيت شيئا كهذا أنا كذلك ..
جاري البحث للتحميل ..
فجزاكم الله خيرا.(/)
الآن حصحص الحق
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 08:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
| 17/ 7/1429
ما الذي يمكن أن يضيفه تصريح نائب الرئيس الإيراني المكلف منظمة السياحة اسفنديار رحيم مشائي عن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أكثر مما أضافه شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال: " فَقَدْ رَأَيْنَا وَرَأَى المُسْلِمُوْنَ أَنَّهُ إِذَا ابْتُلِيَ المُسْلِمُوْنَ بَعَدُوِّ كَافِرٍ كَانُوا مَعَهُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ " [منهاج السنة جـ3 صـ38]، وقال: " فَهُم يُوالُونَ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ الَّذِيْنَ يَعْرِفُ كُل أَحَدٍ مُعادَاتِهِم مِنَ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالمُشْرِكِيْنَ، وَيُعَادُونَ أَوْلِيَاءَ اللهِ الَّذِيْنَ هُم خِيَارُ أَهْلِ الدِّيْنِ، وَسَادَاتِ المُتَّقِيْنَ ... وَكَذَلِكَ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ الأَسبَابِ فِي اسْتيلاَءِ النَّصَارَى قَدِيْماً عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ المُسْلِمُوْنَ مِنْهُم" [منهاج السنة جـ4 صـ110]، وقال: "وَأَكْثَرُهُمْ يُكَفِّرُ مَنْ خَالَفَ قَوْلَهُمْ وَيُسَمُّونَ أَنْفُسَهُمْ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ خَالَفَهُمْ كُفَّارًا وَيَجْعَلُونَ مَدَائِنَ الْإِسْلَامِ الَّتِي لَا تَظْهَرُ فِيهَا أَقْوَالُهُمْ دَارَ رِدَّةٍ أَسْوَأَ حَالًا مِنْ مَدَائِنِ الْمُشْرِكِينَ وَالنَّصَارَى وَلِهَذَا يُوَالُونَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ عَلَى بَعْضِ جُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ. وَعَلَى مُعَادَاتِهِمْ وَمُحَارَبَتِهِمْ: كَمَا عُرِفَ مِنْ مُوَالَاتِهِمْ الْكُفَّارَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى جُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَمِنْ مُوَالَاتِهِمْ الْإِفْرِنْجَ النَّصَارَى عَلَى جُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَمِنْ مُوَالَاتِهِمْ الْيَهُودَ عَلَى جُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ". [مجموع الفتاوي جـ3 صـ 356] ?
قال مشائي "إن إيران اليوم هي صديقة الشعب الأمريكي والشعب الإسرائيلي. ما من أمة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا"، بدا أكثر مطابقة لما قاله ابن تيمية عن الطبيعة التي تحكم العلاقات بين "الرافضة" واليهود والنصارى، وهي التي باح بها هذا المسؤول الإيراني الرفيع، والذي زاد: "إننا نعتبر الشعب الأمريكي بمثابة أحد أفضل شعوب العالم"، طبقاً لما نقلته وكالة أنباء فارس اليوم.
إن من الممكن جداً أن يقال إن تصريحاً كهذا يصدر مثله وما يجاوزه كثيراً من مسؤولين عرب، وهذا صحيح بالطبع، لكن أحداً من المسؤولين لم يدع يوماً أنه عالم دين أو إمام معصوم أو "شبه معصوم"، ولم يكتسي أبداً من عدائه للولايات المتحدة و"إسرائيل" شرعية أمام شعبه وأمام الشعوب الإسلامية، ولم يطلق عليها في سائر خطبه لفظ "الشيطان الأكبر"، ولم يهدد في أوقات متعددة بحرق "إسرائيل" أو محوها عن الوجود.
على ما عليه معظم الحكام العرب في تعاطيهم مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" فإن أحداً منهم لم يدع أنه يعاديها في العلن ويمد لها يد العون في الخفاء مثلما تقضي بذلك التقية الخائنة التي يتخذها الملالي لهم ديناً ومنهاجاً.
كيف بربكم يقول شيخ مسلم أو عالم دين سني إن الشعب الأمريكي الذي منح بوش صكاً على بياض لقتل أطفالنا في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال وغيرهم هو "أحد أفضل شعوب العالم"!! ثم لا ينفي أحد هذا الادعاء الظالم أو يشجبه إلا بصوت خافت، ولم يوجد لدينا عالم ولو كان حتى "عالم سلطة" كما ينعتهم أحياناً المناوئون، بأن عصابات الهمج الصهيونية هي "شعب إسرائيل"/"صديق إيران"، ولو حتى في جلسة مجاملة على كره وامتعاض، ولم نسمع شجباً رسمياً من أحد هناك في دواليب الحكم الإيرانية، ولا حتى من الرئيس الإيراني (صهر مشائي) الذي صدع رؤوسنا بالحديث عن محو "إسرائيل" من على الخريطة!!
إن أفضل ما في بيان مشائي للعالم أنه أبدي لكل ذي نظر طبيعة العلاقة ومتانتها على النحو الذي تصدقه كل الممارسات السياسية وغير السياسية بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الغاصب من جهة أخرى، وكشف عن ما تخفيه ألسنة الدعاية عن عداء اصطناعي كاذب لا ينطلي إلا على البسطاء .. وهم للأسف ما زالوا حتى اللحظة يصدقون!
فضيلة أ. د ناصر بن سليمان العمر
http://almoslim.net/node/96520
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:27]ـ
بارك الله فيكم
قال ابن حزم في الفصل:
((واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيراً ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية ولا رفع للإسلام راية وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين ويفرقون كلمة المؤمنين ويسلون السيف على أهل الدين ويسعون في الأرض مفسدين أما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره ما توصلت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر الا على السنة الشيعة ...... فالله الله أيها المسلمون تحفظوا بدينكم ونحن نجمع لكم بعون الله الكلام في ذلك الزموا القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما مضى عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون وأصحاب الحديث عصراً عصراً الذين طلبوا الأثر فلزموا الإثر ودعوا كل محدثة فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاضة وكل ضلالة في النار وبالله تعالى التوفيق تم الكلام في شنع المبتدعة أهل الأهواء والنحل المضلة والحمد لله رب العالمين.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 12:23]ـ
بارك الرحمن فيك ..
وشكر لك مرورك ..(/)
اعترافات (13): اعتراف أحد العلماء باغتراره بثورة الرافضة .. ثم تبرؤه منها ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 08:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا اعتراف آخر مهم يُضاف إلى الاعترافات التي سبق أن نشرتها على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
وهو اعتراف لأحد العلماء ممن زل، واغتر مع من اغتر بثورة الخميني الرافضية، المسماة زورًا بالإسلامية؛ إلى أن تبينت له حقيقتها وزيف شعاراتها، من خلال أقوال وأعمال أصحابها؛ فتبرأ منها ومن عقيدتها بشجاعة، واعترف بخطئه عندما انجرف معها، وهو الشيخ أسعد بيوض التميمي - خطيب المسجد الأقصى سابقًا - رحمه الله، وقد نقل تبرأه: ابنه محمد - وفقه الله -، في مقال مهم له، عنوانه " هل الثورة الإيرانية إسلاميه أم مذهبيه قومية؟ "، أختصر بعض ما قاله فيه فيما يلي:
قال - بعد أن ذكر الاغترار بثورة الخميني من قِبل بعض المسلمين، خاصة من أبناء فلسطين -:
... (ولكن وللأسف سرعان ما تبين الكذب والخداع والتضليل وان هذه الشعارات ماهي إلا ذر للرماد في العيون للتغطية على الصبغة القومية الفارسية والمذهبية الصفوية لهذه الثورة، والتي تبينت فيما بعد من خلال سياساتها الداخلية والخارجية وموقفها من كثير من الأحداث، فهناك الكثير من الدلائل على هذه السياسات والمواقف التي سنتعرض لبعضها فيما يلي حتى يكون المسلمون على بينة من أمرهم , فالذي يجري في العراق على أيدي الإيرانيين الصفويين ضد أهل السنة جداً خطير لا يجوز السكوت عليه، وحتى لاتبقى إيران تستخدم بعض الجهات السنية للتغطية على هذه الجرائم, ففضح مواقفها هو واجب شرعي وجزء من المعركة التي تستهدف عقيدة التوحيد، فأهل السنة والجماعة في أرض الرافدين يُعانون من احتلالين كلاهما أشد وطأة من الآخر (الاحتلال الأمريكي والاحتلال الشيعي الصفوي السبئي الإيراني).
فأول هذه الدلائل: موقف هذه الثورة من السُنة الإيرانيين, حيث استضعفتهم، فقمعتهم بقوة وحرمت عليهم الانضمام للجيش والحرس الثوري والأجهزة الأمنية والمناصب العليا في الدولة، حتى المناصب المتوسطة*، واغتالت علماءهم.
فمنذ أن قامت هذه الثورة لم يُعين وزير سني واحد في أية وزارة إيرانية حتى ولا سفير، بل إنها قامت بهدم مسجد السنة الوحيد في العاصمة طهران, ومن المعلوم بأن السنة يُشكلون ما نسبته 40% من الشعب الإيراني, فإيران أصلا كانت سُنيه حتى مطلع القرن التاسع عشر، ولكن الصفويين قاموا بتشييعها بالقوة.
ولأن المنتظري نائب الخميني وشريكه في الثورة كان لديه بعض التسامح مع أهل السنة وكان يدعو إلى نوع من التقارب معهم فقد اتُهم بأنه مُتسنن (سني)، فحيكت مؤامرة للإطاحة به بقيادة الخامنئي المرشد الحالي للثورة , وكان حينها رئيساً للجمهورية، وابن الخميني أحمد، ورفسنجاني وكان رئيسًا للبرلمان يومذاك , وبالفعل قام هذا الثالوث بتحريض الخميني عليه، مما جعله يُوجه له رسالة شديدة اللهجة يُوبخهُ بها مُتهماً إياه بالسذاجة والتآمر على الثورة، واستغلاله من قبل أعدائها ..
ومن المواقف التي تدل على التعصب القومي لخامنئي والتي شهدتها بنفسي وأشهد الله عليها، في عام 1990، وفي الذكرى الأولى لوفاة الخميني اجتمع والدي الشيخ أسعد بيوض التميمي بالخامنئي في طهران وكنت مُرافقا له فطلب والدي رحمه الله من الخامنئي أن يكون الحديث بينهما باللغة العربية وبدون مترجم* فهي لغة القران وكليهما يتقنها وتكريما للغة القران، فما كان من الخامنئي إلا أن انتفض وكأنه استُفز، وأجاب بحدة: أنا لا أتقن العربية!! وهو في الحقيقة يتقنها جيدا , وبفضل الله أن والدي رحمه الله افترق مع هذه الثورة فورًا، عندما اكتشف حقيقتها المذهبية القومية المتعصبة, وبأنه كان على خطأ عندما ظن بها خيرا ً, فكان من أشد أنصارها رغم أنهُ كان سلفي العقيدة, فدار حيث يدور الإسلام، وتم هذا الافتراق بعد جلسة شهدت نقاشا صريحاً وواضحا من قبل والدي مع بعض قيادة الثورة, وكيف أن ظنه بهذه الثورة قد خاب, وأن جميع المنطلقات التي انطلق منها في موقفه المُؤيد لها قد ثبت فشلها، وأنها وهم , وأنه لن يموت إلا على عقيدته السلفية وحُب أبي بكر وعمر، وكنتُ شاهداً على هذه الجلسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الدلائل على تعصب هذه الثورة قومياً أن منطقة عربستان في الأهواز في جنوب غرب إيران سكانها معظمهم من أصول وجذور عربية مُحرم عليهم أن يسموا أبناءهم بأسماء عربية أو التحدث باللغة العربية, فهُم مضطهدون على جميع المستويات, فمُحرم عليهم المناصب العُليا وغير العُليا في الحكومة، ويُعاملون بمنتهى الشك والريبة مع أن غالبيتهم من الشيعة.
ومما يؤكد على التعصب القومي لهذه الثورة ومن أول يوم: رفضها وبعناد إطلاق اسم الخليج العربي على الخليج العربي وتمسكها باسم الخليج الفارسي، حتى إنها رفضت أن تسميه بـ (الخليج الإسلامي) كحل وسط.
*وعندما انتهت الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، والتي استمرت ثماني سنوات تبين أن هذه الثورة ما كانت تقاتل صدام حسين وحزب البعث من أجل الإسلام ومن أجل تحرير بيت المقدس, وإنما كانت تهدف من وراء هذه الحرب هو تحرير العراق من العرب السُنة ونشر المذهب الشيعي الصفوي، والأخذ بثأر القادسية الأولى، والانتقام من أحفاد سعد وخالد وأبي بكر وعمر, والدليل على ذلك أنه عندما قام صدام حسين بضم الكويت إلى العراق قامت إيران بطعن الجيش العراقي من الخلف أثناء هجوم القوات الصليبية عليه بقيادة أمريكا وزجت بعشرات الألوف من الحرس الثوري والمليشيات الشيعية من حزب الدعوة وما يُسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في مدن جنوب العراق, حيث قاموا بارتكاب المذابح ضد أهل السُنة, وقاموا بدفنهم أحياء وفي مقابر جماعية ادعوا بعد احتلال العراق بأن الذي قام بها صدام حسين!
ومن الدلائل أيضا على التعصب المذهبي ضد أهل السُنة هو أنه عندما قامت (حكومة طالبان السنية) في أفغانستان وسيطرت على كابول في عام 1996 جن جنون الثورة الإيرانية فقامت بحشد الحشود على حدود أفغانستان وأخذت تتهدد وتتوعد الطالبان بأنها ستجتاحهم وتقضي عليهم، هكذا ودون أي سبب, والذي جعلها تتراجع في حينها هو خوفها فقط من أن تغرق بمستنقع أفغانستان, ولكن وما أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوات تحالف صليبية* لمهاجمة أفغانستان لإسقاط حكومة طالبان والقضاء عليها بعد أحداث 11 - 9 كانت القوات الإيرانية في طليعة هذه القوات, حيث التقى العداء المذهبي الصفوي لأهل السُنة والجماعة مع العداء الصليبي، وبالفعل كانت القوات الإيرانية طليعة قوات التحالف الصليبية التي دخلت كابول, فقامت بارتكاب المجازر بأهل السُنة وخصوصاً بالمجاهدين العرب, حيث قتلت إيران منهم الكثير وأخذت الكثير منهم أسرى، ولا زالوا يقبعون في سجونها في ظروف أصعب وأشد وطأة من ظروف معتقل (غوانتانامو) ولقد صرح رفسنجاني وآخرين من القادة الإيرانيين وبمنتهى التبجح بأنه لولا إيران ما استطاعت أمريكا وقوات التحالف أن تحتل أفغانستان وتدخل كابول بهذه السهولة.
وعندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية شن حرب صليبية جديدة على أمة الإسلام مبتدأة* باحتلال العراق أرض الإسلام التقى مرة أخرى الحقد القومي الفارسي والمذهبي الصفوي مع الحقد الصليبي الغربي على أهل السُنة والجماعة, فقامت إيران بفتح أجوائها للطيران الأمريكي وبالإيعاز لجميع المليشيات الشيعية لما يُسمى بالمُعارضة العراقية التي ترعاها إيران تسليحا وتدريبا وتمويلا بالقتال إلى جانب الأمريكان ..
وها هي المرجعيات الصفوية الغامضة ذات الوجوه التي عليها غبره ترهقها قترة، والسوداء كقطع الليل المظلم، والتي تقبع في الزوايا المظلمة في النجف، والتي تستغفل عقول الدهماء من الشيعة: تفتي بشرعية احتلال العراق والتعامل السياسي معه وبعدم جواز مقاومته، بل إن هذه المرجعيات اعتبرت أن الاحتلال الأمريكي للعراق قد صحح وضعا تاريخيا* استمر 1400 عام، أي منذ عهد أبي بكر وعمر!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك عندما كان المسلمون الشيشان يُذبحون نساءً ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً وتدمر بيوتهم على رؤوسهم وتنتهك أعراضهم على أيدي الروس الحاقدين؛ كان الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني يعقد صفقات تجارية مع الروس بقيمة 20 مليار دولار مكافأة ودعماً لهم على ذبح أهل السنة في الشيشان ولم يتعرض لهذه المذابح ولو بكلمة عابرة بل، والأنكى من كل ذلك أن وزيرالخارجية الإيراني خرازي ذهب إلى روسيا في عام 1999 على رأس وفد من ما يُسمى بالمؤتمر الاسلامي الذي كانت إيران ترأسه في ذلك الوقت، وصرح من موسكو بأن ما يجري في الشيشان هو شأن روسي داخلي، ومن حق روسيا أن تحافظ على أمنها القومي!! وهو بذلك شجع روسيا وشد على يدها للاستمرار بذبح المسلمين من أهل السنة والجماعة، من أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان، وباسم المؤتمر الإسلامي!
أما بالنسبة لموقفهم من قضية فلسطين فهو موقف كله خداع وكذب وتضليل وتدجيل وإنكار للجميل، فهم لم يقدموا للشعب الفلسطيني غير التصريحات السياسية الفارغة والمؤتمرات التي يعقدونها كل* عام باسم دعم القضية الفلسطينية، وماهي في الحقيقة إلا لذر الرماد في العيون*، فلم تقدم هذه المؤتمرات للشعب الفلسطيني غير السراب والكلام الفارغ والخطابات، رغم أن الفلسطينيين من خلال حركة فتح قاموا بتقديم كل دعم ممكن للثورة الإيرانية قبل أن تنجح من دعم مالي ومن دعم عسكري وتدريب للحرس الثوري وتوفير الحماية لبعض قادة الثورة عندما كانوا مطاردين من قبل مخابرات الشاه , إلا أن الإيرانيين تنكروا لحركة فتح ولياسر عرفات الذي وقف إلى جانبهم ومنعوه من دخول إيران. وقد يقول البعض إن إيران قد دفعت 50 مليون دولار لحكومة حماس، والحقيقة أن هذا المبلغ تعهدت به إيران لرفع الحرج عنها أمام مطالبة قادة حركة حماس بدعمها، وللان لم يُدفع هذا المبلغ! بل إن الحكومة الإيرانية صرحت بعد ذلك بأن دفع هذا المبلغ يحتاج إلى موافقة مجلس الشورى الإيراني! وللان لم تأت هذه الموافقة، ولن تأتي؛ لأن دعم أهل السنة لديهم يعتبر كفرًا ومن الكبائر ولا يجوز شرعاً , فهم لا يعترفون بقدسية القدس ولا المسجد الأقصى، فهم يعتبرون أن المسجد الأقصى قد بناه الأمويون، وأن القدس قد فتحها ألد أعدائهم عمر بن الخطاب رضوان الله عليه*، وأن الذي حررها من الصليبيين صلاح الدين الأيوبي، بعد أن سلمها الفاطميون الشيعة لهم، لذا فإنهم يعتبرونه مجرمًا, لذلك فان دعمهم للشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة لا يتعدى الدعاية والإعلان وذرًا للرماد في العيون.
وقد يقول قائل بأن الإيرانيين يدعمون ما يُسمى (حزب الله) اللبناني؛ فإننا نقول إن (حزب الله) ليس له علاقة بفلسطين وتحرير فلسطين, فهو حزب شيعي طائفي خالص، صنعته إيران ليكون لها ذراعا قوية في لبنان، وليُحول الطائفة الشيعية من أضعف طائفة إلى أقوى طائفة, وذلك من خلال الصدام مع الكيان اليهودي للتغطية على الهدف الحقيقي, وعندما كانت حركة أمل الشيعية ترتكب المذابح ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان بين أعوام (1984 - 1987) فيما عرف بحرب المخيمات، كانت إيران تغض الطرف عن ذلك، وكان (حزب الله) يقف موقف المتفرج الصامت, أي انه كان موافقًا على الذي يجري؛ لأن السكوت علامة الرضا، والأنكى من ذلك أن سفاح مجازر صبرا وشاتيلا المجرم إيلي حبيقه كان يترشح على قائمة (حزب الله) في الانتخابات البرلمانية، ولأكثر من دوره. وموقف (حزب الله) من الاحتلال الأمريكي للعراق يُوضح طبيعته المذهبية المتعصبة, حيث إنه لايذكر المجاهدين العراقيين من أهل السنة في العراق بكلمة خيرأوتأييد, بل إنه يُهاجمهم بشكل غير مباشر بحُجة مُهاجمة الإرهابيين, حيث أن أمريكا تطلق على المجاهدين في العراق وصف الإرهابيين، وهو أيضاً يُحرم مقاتلة من يتعاونون مع الأمريكيين من الجيش والشرطة ...
إن ما يُسمى (حزب الله) ما هو إلا جزء لا يتجزأ من الجهاز الأمني الإيراني، عمل بكل قوة بالتعاون مع بعض القوى الإقليمية لإضعاف أهل السنة في لبنان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المواقف التي توضح التعصب القومي والمذهبي للثورة الإيرانية وقادتها، أنه عندما ذهب الرئيس الإيراني السابق رفسنجاني إلى المدينة المنورة قبل عدة سنوات، وقف في المسجد النبوي أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ليشتم أعز وأقرب أصحابه إليه أبا بكر وعمر!! فما كان من إمام المسجد النبوي إلا أن غضب فهاج وماج وطرد رفسنجاني من المسجد النبوي، وكادت أن تحصل أزمة سياسية كبيرة بين السعودية وإيران بسبب هذه الجريمة التي يقف لها شعر رأس كل مسلم موحد لله رب العالمين.
ومن الأمور التي توضح حقد هؤلاء الفرس المذهبيين الصفويين على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أنه يُوجد لديهم مقام في إيران قريب من (قم) لأبي لؤلؤة المجوسي الذي طعن عمر بن الخطاب غدرا بخنجره المنقوع بالحقد الفارسي على المسلمين، وذلك انتقاما لهزيمة الفرس في معركة القادسية .. وهم يزورونه ويحتفلون به كل عام*.
وهاهم الذين يدعون أنهم ثورة إسلامية يُمولون الكثير من الفضائيات المذهبية التي ظهرت كالنبت الشيطاني بعد الاحتلال الصليبي للعراق، والتي تُحرف كلام الله عن مواضعه، وتأتي بعمائم سوداء تعلو رؤوساً كأنها طلع الشياطين تحرف كلام الله على هواها ليتلاءم مع مذهبهم الصفوي القائم على الشرك - والعياذ بالله - (قاتلهم الله أنى يؤفكون)، وهي تبث سمومها على مدار الساعة ضد أهل السنة والجماعة، وضد الصحابة بداية من أبي بكر وعمر، وضد أمهات المؤمنين، ويتطاولون على تاريخ المسلمين وعلى القادة الفاتحين الذين نشروا الإسلام في الأرض ...
وجعلوا من العراق مندبة وملطمة وملأوه نواحاً وعويلاً بحجة حُزنهم على الحسين رضي الله عنه، وعن أهل البيت الذين يدعون أنهم يحبونهم, والله إنهم لكاذبون, فنحن أحباء أهل البيت، ونحن الذين نحب الحسن والحسين وأباهما وأمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين ,أما الذين يجعلون منهم آلهة، فما هم إلا مجرمون مشركون بالله رب العالمين، وآل البيت منهم براء .. *
إن الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان فضح حقيقة هذه الثورة، وحقيقة المذهب الذي تعتنقه، وأنه دين غير دين الإسلام وإنما هو من صناعة عبدالله بن سبأ اليهودي، ومن صناعة أحفاده من الفاطميين والصفويين، فهذا الدين له طقوس ومناسك وعبادات وأماكن مقدسة غير التي ذكرت بالقرآن والسنة ..
فعلى أتباع المذهب الصفوي ومن يتبعهم من شيعة عبدالله بن سبأ أن يعلموا علم اليقين أن العراق أرض الرافدين أرض الإسلام لم يحكمها منذ أن أصبحت موحدة لله رب العالمين في عهد أبي بكر وعمر إلا أهل السنة والجماعة من أهل التوحيد، ولن يحكمها إلى يوم الدين إلا أهل السنة والجماعة الموحدين التوحيد الخالص لرب العالمين، وان الفرس الصفويين لن يحكموا العرق مهما عاثوا في الأرض الفساد ... و الله متم نوره ولو كره الكافرون .. والحمد لله رب العالمين.
الكاتب والباحث الإسلامي: محمد أسعد بيوض التميمي.
المصدر: http://www.assadtamimi.com/mohammad/modules.php?name=News&file=article&sid=5
تعليق
أسأل الله أن يرحم الشيخ التميمي، وأن يبارك في أبنائه، ويثبتنا وإياهم على الحق، ويوفق كل من لا زال مغترًا بالرافضة وحركاتهم، وأحزابهم، إلى الاستيقاظ من غفلته - وإن سماها فقه واقع -، والرجوع إلى الحق، والاعتراف بالخطأ؛ قبل أن يكون مجرد سُلم يتسلق عليه أعداء الصحابة للوصول إلى أهدافهم، أو جعله مجرد (مخدر) لإخوانه السنة، عن التصدي لهم، ولا يكون ذلك - بعد تيسير الله - إلا بالرجوع لكتب العلماء الربانيين، الذين خبروا هذه المذاهب المنحرفة، وأهلها، دينًا وأخلاقًا؛ وقبلها: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً) .. والله الهادي.
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 08:51]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ سليمان
وليتأمل الإخوان كيف ثار كثير من الناس ومنهم علماء على فتوى لأحد العلماء الأجلاء عن الرافضة. ويبدو أن الفتنة بالرافضة عظيمة هذه الأيام فإن جماهيرا كثيرة من العرب والمسلمين ترفع لهم قدرا وشأنا وتجعل منهم أبطال الأمة وليت شعري متى يفيقون؟
إنه دورنا لنظهر ذلك للأمة وجزاك الله خيرا على هذا المقال.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 11:27]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان
و شكر الله سعيك
و سدد الله خطاك ..
ـ[الشريف العوني]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 02:30]ـ
باركَ اللهُ فيكَ شيخنا سليمان، و نشهدُ اللهَ على حبكَ فيه ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 07:31]ـ
الأخ الكريم: أباصلاح: وجزاك ربي مثله. و (عسى أن يكون قريبا).
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 05:37]ـ
شكرا شيخنا.
لكن لماذا مازال طائفة من المثقفين مغترين بهم؟
أهو نفاق سياسي أم هشاشة عقدية أم ..........
نسأل الله السلامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هم وهمم]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 06:53]ـ
ألا تلاحظ يا شيخ سليمان أننا لا نتمتع في تحديد الواقع ودراستة والنتيجة منه إلا بعد أمد له، وخروج أمثلة لفهم الواقع الجديدة ودراستها في واقعنا المعاصر وهي تجربة وحيدة وهي الملف الإستراتيجي المصدر من مجلة البيان ..
أرجوا أن يكون الوعي الواقعي يحدده العلماء والنتيجة منه والإستفادة منه، لكي نخرج بنتيجة مؤكدة إن شاء الله من قبل علماء الأمة.(/)
الاختلاف أسسه وآدابه
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 12:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاف أسسه، وآدابه الشرعية
محاضرة ألقيت في الندوة العلمية الثانية
للأئمة وخطباء المساجد في حمص تحت إشراف
مديرية أوقاف حمص في 1/ 8/2004
إعداد وتقديم
العلامة إسماعيل عبد الكريم المجذوب
الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا صراطه المستقيم، ونسأله تمام الهداية، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: ((الدّينُ النّصِيحَةُ، قالوا: لِمَنْ؟ قَالَ: لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامّتِهِمْ)) [مسلم / 56].
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، القائل في كتابه: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [المائدة / 48].
وأشهد أن سيدنا محمداً r عبده ورسوله الذي حدد علاقة المؤمنين فيما بينهم بقوله: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ)) [مسلم / 2586].
وبعد فهذه كلمات أحاول فيها الاستضاءة بهدي رسول الله r في أمور الاختلاف، أرجو أن تكون معينة لنا أن نكون في هذا الجانب كما يحب ربنا سبحانه وتعالى ويرضى.
لا بد من الاختلاف وهو من آيات الله تعالى
لا بد في حياة الإنسان من الاختلاف، لأن الله تعالى لم يخلق الناس متماثلين في كل شيء، بل جعلهم متفاوتين في طبائعهم ومواهبهم، وفي استعداداتهم وميولهم، فلا يوجد تشابه تام بين إنسان وإنسان.
وهذا الاختلاف من آيات الله العظيمة في مخلوقاته، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} [الروم / 22].
بل إن الفرد الواحد مهما كان عظيماً يختلف حاله ورأيه بين وقت وآخر، وقد يرى في وقت الخير في شيء ثم يرى خيراً منه في وقت آخر، فهذا رسول الله r يرى الخير في شيء ثم يرى خيراً منه في وقت آخر، فيغير موقفه ويغير عمله، عن أبي موسى الأشعري t قال: ((وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ أَوْ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي)) [البخاري /2946 ومسلم / 1649]
وهذا سيدنا داود والد سيدنا سليمان عليهما الصلاة والسلام، وهما نبيان كريمان تعرض عليهما قضية واحدة فيجتهدان في حكمها ويختلف اجتهاد كل منهما عن الآخر، قال تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {78} فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء]
وانظر إلى شَيْخَيْ هذه الأمة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقد حظيا من تربية رسول الله r بأوفر نصيب عندما قال r لأصحابه y بعد غزوة بدر: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟
فقال أبو بكر t : يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم.
وقال عمر t : يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فأضرب أعناقهم.
قال: فدخل رسول الله r ولم يرد عليهم شيئا فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس: يأخذ بقول عمر.
فخرج عليهم رسول الله r فقال: إن الله لَيُلِيْنُ قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله ليَشُدُّ قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة.
وإن مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل إبراهيم r قال: من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، و مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل عيسى قال: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
وإن مَثَلَكَ يا عمر كمثل نوح قال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وإن مَثَلَكَ يا عمر كمثل موسى قال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ. [مسند الإمام أحمد 1/ 383]
ليس الاختلاف شراً، وفي الإسلام فسحة له
(يُتْبَعُ)
(/)
الاختلاف ظاهرة صحية طبيعية في المجتمعات الراقية، وليس الاختلاف في ذاته شراً، وقد اختلف الصحابة y في أمور كثيرة من الاجتهادات مع بقاء الأخوة التي يمثلها قوله r (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ)) مسلم
متى يكون الاختلاف الديني شراً
وإذا كان الإسلام يجمع ولا يفرق، بل إن مبادئه وتشريعاته تقتضي أن يعيش المسلمون في مجتمعاتهم مع غير المسلمين من أهل الكتاب، بل مع المجوس عباد النار حياةً تضمن فيها الحقوق وتراعى فيها الحرمات.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا يؤدي الاختلاف باسم هذا الدين الحنيف بين بعض المسلمين إلى التنافر والخصومة؟ بل يؤدي إلى الشحناء والبغضاء؟.
والجواب إنما يكون الشر عندما يجهل الإنسان شرع الله تعالى في أسس الاختلاف المشروع وآدابه و يبتعد عن توجيهاته، فما هي الأسس والآداب الشرعية حتى نسلم من شرور الاختلاف.
أسس الاختلاف المشروع
الأساس الأول: لا يجوز أن يكون الاختلاف في نصوص القرآن والسنة ولا اجتهاد في موارد النصوص. (شرح يبين الفرق بين النصوص، والظواهر والمجملات)
الأساس الثاني: لا تجوز مخالفة الإجماع {ومن يشاقق الرسول .... وساءت مصيرا}.
الأساس الثالث: لايجوز الابتعاد عما كان عليه الخلفاء الراشدون y في سُنَّتِهِمُ العامة y قال رسول الله r في أواخر حياته مودعاً أصحابه y في ضمن موعظة بليغة وَجِلت منها القلوب، وذرفتْ منها العيون عن العِرباضِ بن ساريةَ t :(( وَإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَليْكُم بسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْها بالنَّواجِذِ)) [أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
الأساس الرابع: لايجوز الابتعاد عما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار y في سُنَّتِهِمُ العامة، قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة / 100]
الأساس الخامس: أن لا يؤدي الاختلاف إلى التنازع والشحناء والبغضاء، وهذه البغضاء تذهب بدين العبد وتستأصله لا تُبقي منه شيئاً، وقد سماها رسول الله r الحالقة، وذلك فيما رواه الإمام أحمد والترمذي والبزار، قال الهيثمي: بإسناد جيد، عن الزبير t (( دَبّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدّينَ)).
الأساس السادس: الحوار الهادئ اللطيف:
فالله سبحانه نهانا أن نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وهم غير مسلمين فقال: {وَلا تُجَادِلُواأَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فمحاورة المسلمين أولى بذلك.
والله تعالى أمر موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام بالقول اللين عندما أرسلهما إلى فرعون فقال: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {43} فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}
وكذلك كان سيدنا محمد r وإليه أرشدت أمته، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍمِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوامِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159]
الأساس السابع: تشجيع النقد البناء وعرض الرأي
إن جو الحرية الشرعية؛ هوالمكان الذي تزدهر فيه الأفكار الصحيحة، أما حين يكون على الإنسان أن يفكر ألف مرةومرة قبل أن يقول ما يراه؛ لأنه سوف يواجه تهماً وتشنيعاً وأذى فإن هذا مخالف لما ربَّى عليه النبي r أصحابه y ، وإن منع الناس من إبداء الرأي من جاهلية فرعون القديمة عندما كان يقول: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى [غافر: 29]}
الأساس الثامن: الالتزام بفقه الإنكار
ومن أعظم جوانبه ما يلي
1 - لا إنكار في مسائل الاجتهاد التي يختلف فيها العلماء فهذهالمسائل لا ينكر فيها مجتهد على مجتهد، ويدور أمر المجتهد بين أجر وأجرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - لا ينكر مقلدٌ على مقلد، فإذا كان الإنسان مقلداً لغيره من العلماء أو المذاهب المعتبرة فإنه لا يحق له أن ينكر على مقلد آخر.
الأساس التاسع: لا يجوز الاجتهاد في مسألة إلا لمن تحققت فيه أهلية الاجتهاد، وباب الاجتهاد لم يغلق، ونُحَذِّرُ من لم تتحقق فيه أهلية الاجتهاد من أن يجتهد ومن أن يتوهم في نفسه أهلية الاجتهاد.
آداب الاختلاف المشروع
بالإضافة إلى أسس الاختلاف المشروع لا بد من التخلق بأخلاق وآداب الإسلام حتى يكون الاختلاف نافعاً بناءً، ويسلم المختلفون من الابتعاد عن صراط الله المستقيم، وأهم هذه الآداب ما يلي:
1 - لا تثريب ولا لوم بين المختلفين:ولهذا قال يحيى بنسعيد: ما برح المستفتون يسألون، فيجيب هذا بالتحريم، وهذا بالإباحة، فلا يعتقدالْمُبيحُ أن الْمُحَرِّمَ هلك، ولا يعتقد الْمُحَرِّمُ أن المبيحَهلك.
وكان الإمام أحمد يقول: ما عبر الجسر إلينا أفضل من إسحاق، وإن كنانختلف معه في أشياء؛ فإنه لم يزل الناس يخالف بعضهم بعضا.
2 - الإنصاف: كما قال عمار رضي الله عنه في صحيح البخاري: (ثَلاَثٌ مَنْجَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُالسَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ) والإنصاف خلقعزيز يقتضي أن تنزل الآخرين منزلة نفسك في الموقف، والإنصاف ضرورة، ومن جوانب الإنصاف:
1 - أن ما ثبت من الفضل لأخيك بيقين لا يزول عنه إلا بيقين؛ فمن ثبت له أصل الإسلام لا يخرجمن الإسلام ويحكم بكفره إلا بيقين، ومن ثبتت له السنة لا يخرج منها إلا بيقين، وهكذا من ثبت له شيء؛ فإنه لا يُنزع منه إلا بيقين.
2 - الخطأ في الحكمبالإيمان أهون من الخطأ في الحكم بالكفر؛ أي لو أنك حكمت لشخص بالإسلام بناءً علىظاهر الحال، حتى لو كان من المنافقين مثلاً أو ليس كذلك؛ فإن هذا أهون من أن تتسرعوتحكم على شخص بالكفر، ويكون ليس كذلك؛ فتقع في الوعيد (وَمَنْ دَعَا رَجُلاًبِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ: عَدُوَّ اللَّهِ. وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَعَلَيْهِ). أي رجع عليه.
3 - - الأخذ بالظاهر وعدم الدخول في نيات الناس والله هو الذي يتولى السرائر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنِّى لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ)) البخاري
4 - عدم الانشغال بسرد أخطاء الآخرين والردود عليهم
سأل أحمد بن حنبل -رحمه الله- بعض الطلبة من أين أقبلتم؟ قالوا: جئنا من عند أبيكُريب، وكان أبو كُريب ينالُ من الإمام أحمد، وينتقده في مسائل؛ فقال نِعم الرجلالصالح! خذوا عنه وتلقوا عنه العلم، قالوا: إنه ينال منك ويتكلم فيك! قال أيُّ شيءحيلتي فيه، إنه رجلٌ قد ابتُلي بي.
والعجيب أن كثيراً من الإخوة قد يتحفظون ويتورعون عن أكل الحرام، أو عن شربالخمر، أو عن مشاهدة الصور العارية والمحرمة، ولكن يصعب عليه كف لسانه؛ فتجدهيَفْرِي في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول.
5 - جعل أعظم الاهتمام بالأمور المتفق عليها وترجيح الجوانب العملية، على الانشغال بالأمور المختلف فيها، وعن كثرة الجدل، فقد كاد تدين كثير من المسلمين كلاماً ونقاشاً، وإنكاراً ورداً، وأكثر ذلك لا خبر فيه.
التحذير من سلبيات وأمراض التطبيق الخاطئ للاختلاف:
1 - القطعيةفي الأمور التي فيها مجال للاختلاف والنظر إلى هذه الأمور بمنظار: قولي صواب لا يحتملالخطأ، وقول غيري خطأ لا يحتمل الصواب.
2 - القطيعة والهجران بسبب اختلاف الرأيعلى مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي. وأحيانا إن لم تكن معي فأنت ضد الله
3 - الخلط بين الموضوعوالشخص؛ فيتحول نقاش موضوع معين، أو فكرة، أو مسألة إلى هجوم على الأشخاص، وتجريح واتهام للنيّاتوبالتالي تتحول كثيرمن الساحات إلى محيط للفضائح والاتهامات وغيرها من الطعون
4 - تدنّي لغة الحوار، وبدلاً من المجادلة بالتي هي أحسن تتحول إلىنوع من السب والشتم، وكما يقول أهل العلم أنهلو كان النجاح والفلاح بالمجادلة بقوة الصوت والصراخ أو بالسب والشتم لكان الجهلاءأولى بالنجاح فيه
5 - الغرور والاعتداد بالرأي أو ما يسمى بالأحادية: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ
6 - السطحية والتسرع فيما يحتاج إلى روية وتأمل وتدبر والحكم عليها بأنها خاطئة ومخالفة للحق وللسنة، والتسرع أيضاً إلى الحكم على الأمور والأشخاص بما لا يسهل الكلام فيه عند من يخشى الله واليوم الآخر ومن أمثلة ذلك:
فلان مات؛ فإلى جهنم وبئس المصير.
فلانٌ منحرف في العقيدة مفتون في نفسه، وقد يكون أصفى منالقائل عقيدة، وأصدق منه مذهباً، وأقوم بالكتاب والسنة.
فلان من المنافقين،
ولا أدري كيف يكون الحوار إذااعتقد كل طرف أن ما هو عليه صواب قطعي، وأن ما عليه خصمه خطأقطعي، وقد تكون المسألة كلها محل نظر وتردد، وليسفيها نص عن الله ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخاتمة
الاختلاف منه محمود ومنه مذموم، فللاختلاف أسس وضوابط وأخلاقيات
وإن المخالفة لهذه الأسس تؤدي إلى التفرق والبغضاء وسيحاسبنا الله على ذلك يوم القيامة، فالأمة أمة الإسلام أمة نبينا محمد r وليست حريتنا مطلقة فيما نترك من الآثار بين المسلمين، فهذه أمانة في أعناق رؤوس الأمة الذين يتكلمون على منابر مساجدها.
والحمد لله رب العالمين
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاف أسسه، وآدابه الشرعية
محاضرة ألقيت في الندوة العلمية الثانية
للأئمة وخطباء المساجد في حمص تحت إشراف
مديرية أوقاف حمص في 1/ 8/2004
إعداد وتقديم
العلامة إسماعيل عبد الكريم المجذوب
الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا صراطه المستقيم، ونسأله تمام الهداية، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: ((الدّينُ النّصِيحَةُ، قالوا: لِمَنْ؟ قَالَ: لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامّتِهِمْ)) [مسلم / 56].
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، القائل في كتابه: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [المائدة / 48].
وأشهد أن سيدنا محمداً r عبده ورسوله الذي حدد علاقة المؤمنين فيما بينهم بقوله: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ)) [مسلم / 2586].
وبعد فهذه كلمات أحاول فيها الاستضاءة بهدي رسول الله r في أمور الاختلاف، أرجو أن تكون معينة لنا أن نكون في هذا الجانب كما يحب ربنا سبحانه وتعالى ويرضى.
لا بد من الاختلاف وهو من آيات الله تعالى
لا بد في حياة الإنسان من الاختلاف، لأن الله تعالى لم يخلق الناس متماثلين في كل شيء، بل جعلهم متفاوتين في طبائعهم ومواهبهم، وفي استعداداتهم وميولهم، فلا يوجد تشابه تام بين إنسان وإنسان.
وهذا الاختلاف من آيات الله العظيمة في مخلوقاته، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} [الروم / 22].
بل إن الفرد الواحد مهما كان عظيماً يختلف حاله ورأيه بين وقت وآخر، وقد يرى في وقت الخير في شيء ثم يرى خيراً منه في وقت آخر، فهذا رسول الله r يرى الخير في شيء ثم يرى خيراً منه في وقت آخر، فيغير موقفه ويغير عمله، عن أبي موسى الأشعري t قال: ((وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ أَوْ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي)) [البخاري /2946 ومسلم / 1649]
وهذا سيدنا داود والد سيدنا سليمان عليهما الصلاة والسلام، وهما نبيان كريمان تعرض عليهما قضية واحدة فيجتهدان في حكمها ويختلف اجتهاد كل منهما عن الآخر، قال تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {78} فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء]
وانظر إلى شَيْخَيْ هذه الأمة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقد حظيا من تربية رسول الله r بأوفر نصيب عندما قال r لأصحابه y بعد غزوة بدر: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟
فقال أبو بكر t : يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم.
وقال عمر t : يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فأضرب أعناقهم.
قال: فدخل رسول الله r ولم يرد عليهم شيئا فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس: يأخذ بقول عمر.
فخرج عليهم رسول الله r فقال: إن الله لَيُلِيْنُ قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله ليَشُدُّ قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة.
وإن مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل إبراهيم r قال: من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، و مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل عيسى قال: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
وإن مَثَلَكَ يا عمر كمثل نوح قال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وإن مَثَلَكَ يا عمر كمثل موسى قال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ. [مسند الإمام أحمد 1/ 383]
ليس الاختلاف شراً، وفي الإسلام فسحة له
(يُتْبَعُ)
(/)
الاختلاف ظاهرة صحية طبيعية في المجتمعات الراقية، وليس الاختلاف في ذاته شراً، وقد اختلف الصحابة y في أمور كثيرة من الاجتهادات مع بقاء الأخوة التي يمثلها قوله r (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ)) مسلم
متى يكون الاختلاف الديني شراً
وإذا كان الإسلام يجمع ولا يفرق، بل إن مبادئه وتشريعاته تقتضي أن يعيش المسلمون في مجتمعاتهم مع غير المسلمين من أهل الكتاب، بل مع المجوس عباد النار حياةً تضمن فيها الحقوق وتراعى فيها الحرمات.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا يؤدي الاختلاف باسم هذا الدين الحنيف بين بعض المسلمين إلى التنافر والخصومة؟ بل يؤدي إلى الشحناء والبغضاء؟.
والجواب إنما يكون الشر عندما يجهل الإنسان شرع الله تعالى في أسس الاختلاف المشروع وآدابه و يبتعد عن توجيهاته، فما هي الأسس والآداب الشرعية حتى نسلم من شرور الاختلاف.
أسس الاختلاف المشروع
الأساس الأول: لا يجوز أن يكون الاختلاف في نصوص القرآن والسنة ولا اجتهاد في موارد النصوص. (شرح يبين الفرق بين النصوص، والظواهر والمجملات)
الأساس الثاني: لا تجوز مخالفة الإجماع {ومن يشاقق الرسول .... وساءت مصيرا}.
الأساس الثالث: لايجوز الابتعاد عما كان عليه الخلفاء الراشدون y في سُنَّتِهِمُ العامة y قال رسول الله r في أواخر حياته مودعاً أصحابه y في ضمن موعظة بليغة وَجِلت منها القلوب، وذرفتْ منها العيون عن العِرباضِ بن ساريةَ t :(( وَإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَليْكُم بسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْها بالنَّواجِذِ)) [أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
الأساس الرابع: لايجوز الابتعاد عما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار y في سُنَّتِهِمُ العامة، قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة / 100]
الأساس الخامس: أن لا يؤدي الاختلاف إلى التنازع والشحناء والبغضاء، وهذه البغضاء تذهب بدين العبد وتستأصله لا تُبقي منه شيئاً، وقد سماها رسول الله r الحالقة، وذلك فيما رواه الإمام أحمد والترمذي والبزار، قال الهيثمي: بإسناد جيد، عن الزبير t (( دَبّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدّينَ)).
الأساس السادس: الحوار الهادئ اللطيف:
فالله سبحانه نهانا أن نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وهم غير مسلمين فقال: {وَلا تُجَادِلُواأَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فمحاورة المسلمين أولى بذلك.
والله تعالى أمر موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام بالقول اللين عندما أرسلهما إلى فرعون فقال: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {43} فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}
وكذلك كان سيدنا محمد r وإليه أرشدت أمته، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍمِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوامِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159]
الأساس السابع: تشجيع النقد البناء وعرض الرأي
إن جو الحرية الشرعية؛ هوالمكان الذي تزدهر فيه الأفكار الصحيحة، أما حين يكون على الإنسان أن يفكر ألف مرةومرة قبل أن يقول ما يراه؛ لأنه سوف يواجه تهماً وتشنيعاً وأذى فإن هذا مخالف لما ربَّى عليه النبي r أصحابه y ، وإن منع الناس من إبداء الرأي من جاهلية فرعون القديمة عندما كان يقول: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى [غافر: 29]}
الأساس الثامن: الالتزام بفقه الإنكار
ومن أعظم جوانبه ما يلي
1 - لا إنكار في مسائل الاجتهاد التي يختلف فيها العلماء فهذهالمسائل لا ينكر فيها مجتهد على مجتهد، ويدور أمر المجتهد بين أجر وأجرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - لا ينكر مقلدٌ على مقلد، فإذا كان الإنسان مقلداً لغيره من العلماء أو المذاهب المعتبرة فإنه لا يحق له أن ينكر على مقلد آخر.
الأساس التاسع: لا يجوز الاجتهاد في مسألة إلا لمن تحققت فيه أهلية الاجتهاد، وباب الاجتهاد لم يغلق، ونُحَذِّرُ من لم تتحقق فيه أهلية الاجتهاد من أن يجتهد ومن أن يتوهم في نفسه أهلية الاجتهاد.
آداب الاختلاف المشروع
بالإضافة إلى أسس الاختلاف المشروع لا بد من التخلق بأخلاق وآداب الإسلام حتى يكون الاختلاف نافعاً بناءً، ويسلم المختلفون من الابتعاد عن صراط الله المستقيم، وأهم هذه الآداب ما يلي:
1 - لا تثريب ولا لوم بين المختلفين:ولهذا قال يحيى بنسعيد: ما برح المستفتون يسألون، فيجيب هذا بالتحريم، وهذا بالإباحة، فلا يعتقدالْمُبيحُ أن الْمُحَرِّمَ هلك، ولا يعتقد الْمُحَرِّمُ أن المبيحَهلك.
وكان الإمام أحمد يقول: ما عبر الجسر إلينا أفضل من إسحاق، وإن كنانختلف معه في أشياء؛ فإنه لم يزل الناس يخالف بعضهم بعضا.
2 - الإنصاف: كما قال عمار رضي الله عنه في صحيح البخاري: (ثَلاَثٌ مَنْجَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُالسَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ) والإنصاف خلقعزيز يقتضي أن تنزل الآخرين منزلة نفسك في الموقف، والإنصاف ضرورة، ومن جوانب الإنصاف:
1 - أن ما ثبت من الفضل لأخيك بيقين لا يزول عنه إلا بيقين؛ فمن ثبت له أصل الإسلام لا يخرجمن الإسلام ويحكم بكفره إلا بيقين، ومن ثبتت له السنة لا يخرج منها إلا بيقين، وهكذا من ثبت له شيء؛ فإنه لا يُنزع منه إلا بيقين.
2 - الخطأ في الحكمبالإيمان أهون من الخطأ في الحكم بالكفر؛ أي لو أنك حكمت لشخص بالإسلام بناءً علىظاهر الحال، حتى لو كان من المنافقين مثلاً أو ليس كذلك؛ فإن هذا أهون من أن تتسرعوتحكم على شخص بالكفر، ويكون ليس كذلك؛ فتقع في الوعيد (وَمَنْ دَعَا رَجُلاًبِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ: عَدُوَّ اللَّهِ. وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَعَلَيْهِ). أي رجع عليه.
3 - - الأخذ بالظاهر وعدم الدخول في نيات الناس والله هو الذي يتولى السرائر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنِّى لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ)) البخاري
4 - عدم الانشغال بسرد أخطاء الآخرين والردود عليهم
سأل أحمد بن حنبل -رحمه الله- بعض الطلبة من أين أقبلتم؟ قالوا: جئنا من عند أبيكُريب، وكان أبو كُريب ينالُ من الإمام أحمد، وينتقده في مسائل؛ فقال نِعم الرجلالصالح! خذوا عنه وتلقوا عنه العلم، قالوا: إنه ينال منك ويتكلم فيك! قال أيُّ شيءحيلتي فيه، إنه رجلٌ قد ابتُلي بي.
والعجيب أن كثيراً من الإخوة قد يتحفظون ويتورعون عن أكل الحرام، أو عن شربالخمر، أو عن مشاهدة الصور العارية والمحرمة، ولكن يصعب عليه كف لسانه؛ فتجدهيَفْرِي في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول.
5 - جعل أعظم الاهتمام بالأمور المتفق عليها وترجيح الجوانب العملية، على الانشغال بالأمور المختلف فيها، وعن كثرة الجدل، فقد كاد تدين كثير من المسلمين كلاماً ونقاشاً، وإنكاراً ورداً، وأكثر ذلك لا خبر فيه.
التحذير من سلبيات وأمراض التطبيق الخاطئ للاختلاف:
1 - القطعيةفي الأمور التي فيها مجال للاختلاف والنظر إلى هذه الأمور بمنظار: قولي صواب لا يحتملالخطأ، وقول غيري خطأ لا يحتمل الصواب.
2 - القطيعة والهجران بسبب اختلاف الرأيعلى مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي. وأحيانا إن لم تكن معي فأنت ضد الله
3 - الخلط بين الموضوعوالشخص؛ فيتحول نقاش موضوع معين، أو فكرة، أو مسألة إلى هجوم على الأشخاص، وتجريح واتهام للنيّاتوبالتالي تتحول كثيرمن الساحات إلى محيط للفضائح والاتهامات وغيرها من الطعون
4 - تدنّي لغة الحوار، وبدلاً من المجادلة بالتي هي أحسن تتحول إلىنوع من السب والشتم، وكما يقول أهل العلم أنهلو كان النجاح والفلاح بالمجادلة بقوة الصوت والصراخ أو بالسب والشتم لكان الجهلاءأولى بالنجاح فيه
5 - الغرور والاعتداد بالرأي أو ما يسمى بالأحادية: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ
6 - السطحية والتسرع فيما يحتاج إلى روية وتأمل وتدبر والحكم عليها بأنها خاطئة ومخالفة للحق وللسنة، والتسرع أيضاً إلى الحكم على الأمور والأشخاص بما لا يسهل الكلام فيه عند من يخشى الله واليوم الآخر ومن أمثلة ذلك:
فلان مات؛ فإلى جهنم وبئس المصير.
فلانٌ منحرف في العقيدة مفتون في نفسه، وقد يكون أصفى منالقائل عقيدة، وأصدق منه مذهباً، وأقوم بالكتاب والسنة.
فلان من المنافقين،
ولا أدري كيف يكون الحوار إذااعتقد كل طرف أن ما هو عليه صواب قطعي، وأن ما عليه خصمه خطأقطعي، وقد تكون المسألة كلها محل نظر وتردد، وليسفيها نص عن الله ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخاتمة
الاختلاف منه محمود ومنه مذموم، فللاختلاف أسس وضوابط وأخلاقيات
وإن المخالفة لهذه الأسس تؤدي إلى التفرق والبغضاء وسيحاسبنا الله على ذلك يوم القيامة، فالأمة أمة الإسلام أمة نبينا محمد r وليست حريتنا مطلقة فيما نترك من الآثار بين المسلمين، فهذه أمانة في أعناق رؤوس الأمة الذين يتكلمون على منابر مساجدها.
والحمد لله رب العالمين(/)
ما نقص علمي وعلمك من علم الله "ما المراد بالنقصان المضاف إلى الله؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 01:12]ـ
"ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر"ما المراد بالنقصان المضاف إلى الله؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
هذه الجملة من حديث موسى والخضر ""ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر" وجملة {لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا عِنْدِي} من الحديث القدسي.
والسؤال ما المقصود بالنقصان في هذين الحديثين؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقوله: لم ينقص مما عندي فيه قولان:
أحدهما: أنه يدل على أن عنده أمورا موجودة يعطيهم منها ما سألوه وعلى هذا فيقال لفظ النقص على حاله لأن الإعطاء من الكثير وإن كان قليلا؛ فلا بد أن ينقصه شيئا ما , ومن رواه: لم ينقص من ملكي يحمل على ما عنده كما في هذا اللفظ؛ فإن قوله: مما عندي فيه تخصيص ليس هو في قوله: من ملكي
وقد يقال: المعطي إما أن يكون أعيانا قائمة بنفسها أو صفات قائمة بغيرها؛ فأما الأعيان فقد تنقل من محل إلى محل فيظهر النقص في المحل الأول , وأما الصفات فلا تنقل من محلها وإن وجد نظيرها في محل آخر كما يوجد نظير علم المعلم في قلب المتعلم من غير زوال علم المعلم , وكما يتكلم المتكلم بكلام المتكلم قبله من غير انتقال كلام المتكلم الأول إلى الثاني , وعلى هذا فالصفات لا تنقص مما عنده شيئا وهي من المسؤول كالهدى.
وقد يجاب عن هذا بأنه هو من الممكن في بعض الصفات أن لا يثبت مثلها في المحل الثاني حتى تزول عن الأول كاللون الذي ينقص , وكالروائح التي تعبق بمكان وتزول كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على حمى المدينة أن تنقل إلى مهيعة وهي الجحفة , وهل مثل هذا الانتقال بانتقال عين العرض الأول أو بوجود مثله من غير انتقال عينه؟ فيه للناس قولان:
إذ منهم من يجوز انتقال الأعراض بل من يجوز أن تجعل الأعراض أعيانا كما هو قول ضرار والنجار وأصحابهما كبرغوث وحفص الفرد
لكن إن قيل: هو بوجود مثله من غير انتقال عنه فذلك يكون مع استحالة العرض الأول وفنائه فيعدم عن ذلك المحل ويوجد مثله في المحل الثاني.
والقول الثاني: أن لفظ النقص هنا كلفظ النقص في حديث موسى والخضر الذي في الصحيحين من حديث ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم [وفيه أن الخضر قال لموسى لما وقع عصفور على قارب السفينة فنقر في البحر فقال: يا موسى مانقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر.
ومن المعلوم أن نفس علم الله القائم بنفسه لا يزول منه شيء بتعلم العباد وإنما المقصود أن نسبة علمي وعلمك إلى علم الله كنسبة ماعلق بمنقار العصفور إلى البحر]
ومن هذا الباب كون العلم يورث كقوله: العلماء ورثة الأنبياء ومنه قوله: {وورث سليمان داود} ومنه توريث الكتاب أيضا كقوله: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} ومثل هذه العبارة من النقص ونحوه تستعمل في هذا وإن كان العلم الأول ثابتا كما قال سعيد بن المسيب لقتادة وقد أقام عنده أسبوعا سأله فيه مسائل عظيمة حتى عجب من حفظه وقال: نزفتني يا أعمى وإنزاف القليب ونحوه هو رفع ما فيه بحيث لا يبقى فيه شيء ومعلوم أن قتادة لو تعلم جميع علم سعيد لم يزل علمه من قلبه كما يزول الماء من القليب.
لكن قد يقال: التعليم إنما يكون بالكلام والكلام يحتاج إلى حركة وغيرها مما يكون بالمحل ويزول عنه ولهذا يوصف بأنه يخرج من المتكلم كما قال تعالى: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} ويقال: قد أخرج العالم هذا الحديث ولم يخرج هذا فإذا كان تعليم العلم بالكلام المستلزم زوال بعض مايقوم بالمحل وهذا نزيف وخروج كان كلام سعيد بن المسيب على حقيقته.
ومضمونه أنه في تلك السبع الليالى من كثرة ما أجابه وكلمه ففارقه أمور قامت به من حركات وأصوات بل ومن صفات قائمة بالنفس كان ذلك نزيفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يقوي هذا المعنى أن الإنسان وإن كان علمه في نفسه فليس هو أمرا لازما للنفس لزوم الألوان للمتلونات بل قد يذهل الإنسان عنه ويغفل وقد ينساه ثم يذكره فهو شيء يحضر تارة ويغيب أخرى وإذا تكلم به الإنسان وعلمه فقد تكل النفس وتعيى حتى لا يقوى على استحضاره إلا بعد مدة فتكون في تلك الحال خالية عن كمال تحققه واستحضاره الذي يكون به العالم عالما بالفعل , وإن لم يكن نفس ما زال هو بعينه القائم في نفس السائل والمستمع ومن قال هذا يقول كون التعليم يرسخ العلم من وجه لا ينافي ما ذكرناه.
وإذا كان مثل هذا النقص والنزيف معقولا في علم العباد كان استعمال لفظ النقص في علم الله بناء على اللغة المعتاد في مثل ذلك وإن كان هو سبحانه منزها عن اتصافه بضد العلم بوجه من الوجوه أو على زوال علمه عنه لكن في قيام أفعال به وحركات نزاع بين الناس من المسلمين وغيرهم.
وتحقيق الأمر أن المراد ما أخذ علمي وعلمك من علم الله وما نال علمي وعلمك من علم الله وما أحاط علمي وعلمك من علم الله كما قال: {لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} إلا كما نقص أو أخذ أو نال هذا العصفور من هذا البحر أي نسبة هذا إلى هذا كنسبة هذا إلى هذا وإن كان المشبه به جسما ينتقل من محل إلى محل ويزول عن المحل الأول وليس المشبه كذلك فإن هذا الفرق هو فرق ظاهر يعلمه المستمع من غير التباس كما قال صلى الله عليه وسلم: [إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر] فشبه الرؤية بالرؤية وهي وإن كانت متعلقة بالمرئي في الرؤية المشبهة والرؤية المشبه بها لكن قد علم المستمعون أن المرئي ليس مثل المرئي فكذلك هنا شبه النقص بالنقص وإن كان كل من الناقص والمنقوص منه المشبه ليس مثل الناقص والمنقوص والمنقوص منه المشبهه به ولهذا كل أحد يعلم أن المعلم لا يزول علمه بالتعليم بل يشبهونه بضوء السراج الذي يحدث يقتبس منه كل أحد ويأخذون ما شاءوا من الشهب وهو باق بحاله.
وهذا تمثيل مطابق فإن المستوقد من السراج يحدث الله في فتيلته أو وقوده نارا من جنس تلك النار وإن كان قد يقال أنها تستحيل عن ذلك الهواء مع أن النار الأولى باقية كذلك المتعلم يجعل في قلبه مثل علم المعلم مع بقاء علم المعلم , ولهذا قال علي رضي الله عنه: العلم يزكو على العمل أو قال: على التعليم والمال ينقصه النفقة.
وعلى هذا فيقال في حديث أبي ذر: أن قوله: مما عندي وقوله: من ملكي هو من هذا الباب وحينئذ فله وجهان:
أحدهما: أن يكون ما أعطاهم خارجا عن مسمى ملكه ومسمى ما عنده كما أن علم الله لا يدخل فيه نفس علم موسى والخضر.
والثاني: أن يقال: بل لفظ الملك وما عنده يتناول كل شيء وما أعطاهم فهو جزء من ملكه ومما عنده ولكن نسبت إلى الجملة هذه النسبة الحقيرة.
ومما يحقق هذا القول الثاني أن الترمذي روى هذا الحديث من طريق عبدالرحمن بن غنم عن أبي ذر مرفوعا فيه: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى تنتهي مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كمغزر أبرة لو غمسها أحدكم في البحر وذلك إني جواد ماجد واجد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون فذكر سبحانه أن عطاءه كلام وعذابه كلام يدل على أنه هو أراد بقوله: من ملكي ومما عندي أي من مقدوري فيكون هذا في القدرة كحديث الخضر في العلم. والله أعلم
ويؤيد ذلك أن في اللفظ الآخر الذي في نسخة أبي مسهر: لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص البحر , وهذا قد يقال فيه أنه استثناء منقطع أي لم ينقص من ملكي شيئا لكن يكون حاله حال هذه النسبة وقد يقال بل هو تام والمعنى على ما سبق.
الفتاوى الكبرى (1|117)(/)
أنظمة التعليم إلى متى!!
ـ[عربي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 12:23]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
إلى متى سنظل نلقي بمسؤولية ردائة التعليم في بلادنا على أنظمة التعليم القائمة؟
هل أنظمة التعليم القائمة في بلادنا هي حقيقة تنتج علماء أعلام في شتى المجالات؟
أم أن نظمة التعليم القائمة عقبة أمام بروز علماء حقيقيين في كل الاتجاهات التي تحتاج إليها أمتنا؟
إن كانت أنظمة التعليم في بلادنا عقبة فكيف يمكن تجاوز هذه العقبة في عصر المعلومات (إن صحت التسمية)؟
و هل الشبكة الالكترونية (الانترنت) فتح حقيقي يمكن من خلاله تجاوز العقبات؟
.....
؟؟؟
ـ[عربي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 11:58]ـ
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) طه(/)
وصية جليلة من الشيخ البرجس رحمه الله لطلبة العلم فيما يتعلق بالردود
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 12:57]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك بل هي أول مشاركة لي في منتدى من منتديات الشبكة وقد كنت مترددا في المشاركة في المنتديات ثم عزمت على التجربة علّ الله عز وجل أن ينفعني بهذه المشاركة ...
هذه وصية جليلة من شيخ فاضل وهو الشيخ عبدالسلام بن برجس رحمه الله أعجبتني وهي وصية يحتاجها الكثير من طلبة العلم فأحببت أن أضعها بين أيديكم لتتأملوها ويحصل الإنتفاع بها إن شاء الله فدونك هذه الوصية:
يقول الشيخ رحمه الله في أحد أشرطته وهو يتكلم عن مسائل في الردود والتصنيف:
وفي ختام هذه الكلمة أقول إنه ينبغي لطالب العلم أن يحترز من هذا الباب وأن يخشاه خشية عظيمة وأن يبتعد عنه أول طلبه للعلم لأن هذا الباب باب وعر المسلك صعب المرتقى، فعلامة توفيق طالب العلم في أول أمره أن يشتغل بحفظ المتون العلمية وأن يقبل عليها حفظاً وفهماً ودراسة وتكريراً ونحو ذلك، وعلامة عدم توفيقه أن يشتغل بمثل هذه الأبواب في أول الطلب فليترك الطالب العناية بهذا الباب في أول طلبه وليقبل على أصول العلم حتى يكون توفيقه إن شاء الله. اهـ
وأخيرا فالمعذرة إن كانت هناك أخطاء في الكتابة أو العرض فأخوكم حديث عهد بالمنتديات ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 01:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:27]ـ
أخي الفاضل ..
أبا عبد الرحمن القطري
أهلا بك عضوا جديدا في المنتدى ..
مشاركتك طيبة مبشرة بخير ..
أسأل الله أن يرزقك وإياي حسن الأدب
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:43]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبدالرحمن القطري ونقلك موفق عن الشيخ البرجس وأنعم به فهو عالم شاب سبق علمه عمره وكما قيل لو عمر لكان آية رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:51]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء ....
اسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:27]ـ
هل تكلم الشيخ فى ردود الطلبة على اهل العلم؟
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:51]ـ
نصيحة الشيخ البرجس لطلبة العلم الصغار ينصحهم بحفظ المتون والاعتكاف على كتب أهل العلم.
وأما الشيخ البرجس فهو عالم بشهادة مشايخه وأقرانه وقد رد على الكثير من المناوئين لدعوة التوحيد بل هو أول من جهر في الرياض بالرد على الحركيين والحزبيين المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
http://www.burjes.com/
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 12:05]ـ
هل تكلم الشيخ فى ردود الطلبة على اهل العلم؟
لم يتكلم على هذا الموضوع في هذا الشريط خاصة وإنما تكلم عن مسائل في التصنيف ....
وقد يكون تكلم في موضع آخر فالله أعلم ....
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 02:47]ـ
كم كان عمر الشيخ فى وفاته رحمه الله تعالى
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 06:14]ـ
جزاك الله خيرا
وهذه نقولات لتأييد الموضوع
***************
بسم الله الرحمن الرحيم
أحوال الناس في استفادة العلم وإفادته
كما أن الإنسان في مقتنياته أربعة أحوال: حال استفادة: فيكون مكتسباً , وحال ادخار لما اكتسبه: فيكون غنياً عن المسألة , وحال إنفاق على نفسه: فيصير به منتفعاً , وحال إفادة لغيره: فيصير به سخياً , كذا أيضاً له في العلم أربعة أحوال:
حال استفادة , وحال تحصيل , وحال استبصار , وحال تبصير وتعليم. [الذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني ص239]
.............................. ...............
[مقتطفات من الشرح]
" ... والناس بصراء في هذا في أمر دنياهم عمي في أمر دينهم فإن الدين وأخذ العلم له أربعة أحوال كهذه .... فإذا رتب الإنسان نفسه على هذه الأحوال فإنه يصل إلى مراده وإذا لم يحسن ترتيب نفسه فإنه يُحرم المقصود وينقطع في الطريق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فينبغي أن يعلم الإنسان أن له حال في كل مرتبة من منازل الطريق لا ينبغي له أن يقصر عنها ولا يتجاوزها فإذا كنت في أول مبادئ أمرك فاعرف أن ما تخاطب به هو طلبك للعلم ومعرفة الواجب عليك والعمل به وما عدى ذلك من تبليغه لغيرك بإنكار [فرق الشيخ قبل هذا بين المنكرات العامة والخاصة] أو إرشاد أو تعليم فهذا ليس مما يجب أن تدخل فيه ومن دخل فيه أضاع الآخر جميعاً فهو يخرج بدون عوده فمن الناس من يشتغل بهذا الأمر فلا يزال يتزايد به حتى ينسى الحال الأولى وهي حال الاستفادة ويقع في حال أخرى لم يصل إليها فيمرض ويمرض ويعتل ويعل وربما قُتل وقتل وهذا حال كثير ممن كان مستقيماً فحمل الناس على طريق للاستقامة غلط ثم نكس على عقبيه وخلفه هؤلاء فنكسوا على أعقابهم فإن هذا إنما أُتي من إلباسه نفسه حالاً ليست لها فأمرض قلبه وأورث هذا المرض غيره فعادوا على أعقابهم من بعده ... )
شرح هذا الفصل كامل بعد الدقيقة 55.30 من شرح الشيخ العصيمي
هنـ ا ( http://www.liveislam.net/showreal.php?sid=&transfarid=1&link=2008/02/osaimi1601a.rm&action=archivelisten&archiveid=46656)
****************************
الوصية الثامنة:الجرح والتعديل، يا طالب العلم ليس لك أن تجرح وأن تُعدل لا في إخوانك ولا في غيرهم، فإن الجرح والتعديل من فروض الكفاية وليس من فروض العين إذا قام به البعض سقط الإثم عن الآخرين وهو من وظائف أهل العلم الراسخين في العلم، انتبهوا لهذه المكيدة الشيطانية التي أبعدت ووسعت الشقة بين الأمة وبين العالم والعامة حين من جاء تكلم، العالم إذا تتكلم يتكلم بعلم ويتعلم بسداد إن شاء الله ويعرف متى يقول ومتى يسكت وإذا قال ماذا يقول، أما الطالب والعامي ومن جاء جرح وعدل ويصبح حديث القوم في مجالسهم فلان كذا وفلان كذا هذه فوضى علمية لسنا راضين عنها ولا عن من يقوم بها ممن لم يُأهل لذلك، فليتقِ الله طلبة العلم وليكونوا بارين بمشايخهم مطيعين فإن الله أمر بطاعة العلماء كما قال سبحانه: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً)) وأولوا الأمر هم العلماء والأمراء، فالعلماء يجب على العامة وعلى طلبة العلم أن يُطيعوهم في حدود كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وطاعة العالم أوجب عليك من طاعة أبيك فاتقِ الله يا طالب العلم، ولا تشوه بمنبر العلماء عند العامة، بما تثرثره في تلك المجالس من القيل والقال والطعن في الأعراض والتجريح في المسلمين فلست أهلاً لذلك، إلا من أُجيز من أهل العلم بأن فلان أهل بأن يفتي أو أهل لأن يدعو أو أهل لأن يُجرح ويُعدل، أما من جاء تكلم وتصبح المسألة فوضى بلا ثبات بلا سداد بلا صواب وهذا هو الحاصل، وأنا والله أخشى على أهل العلم إن لم يتنبهوا لهذه الأمور وإن لم يُحيطوا طلابهم بالنصح أخشى عليهم من عقاب الله، وأيما طالب لا يلتزم بالنصائح والتوجيهات التي لا تخالف الكتاب ولا السنة فإنه يُضرب إن لم يلتزم إذا كان يبقى يثرثر في الجرح والتعديل أو يفتي الناس بغير علم ويحاول أن يُظهر نفسه بمظهر العلماء مثل هذا وجوده وبال على المجتمع، لأن ضرره سيكون أكبر وإذا تُرك على هذه الحالة ربما تطور في الضلال وأفسد أكثر مما يصلح، فإن شاء الله المشايخ وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الوالد الشيخ مقبل حفظه الله علينا جميعاً أن نتنبه لهذا وعليه بوجه الخصوص أن يتنبه لهذا حتى تُحزم الأمور ويسود المجتمع الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والدعوة بعلم وببصيرة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وكما أن الطالب يُمنع من الجرح والتعديل يُمنع نثراً كذلك يُمنع شعراً فلا يقولُ الشعر جرحاً وتعديلاً ولا يقول النثر جرحاً وتعديلاً، حسبك يا طالب العلم أن تطلب العلم وكثر الله خيرك أنك طالب علم، وكثر الله خير الشيخ أنه قَبل طلبة العلم ويعلمهم قال الله وقال الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنها ربما كان سبب كان سبباً لانقطاعك عن طلب العلم.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله
****************************** ****
(يُتْبَعُ)
(/)
إكثار الكلام في أهل البدع والتحذير منهم وتكرار ذلك ينبغي أن يكون بضوابط:
أولا: أن يكون المتكلم من أهل العلم المرجوع إليهم قال الذهبي لايتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع
الثاني: أن يقدر المصالح والمفاسد ويكثر على حسب الحاجة إذا كانت المصلحة راجحة فإن تساويتا فدفع المفاسد مقدم على جلب المصالح 0
فإن علي رضي الله عنه ترك التحذير من ابن الكوا لأن رعيته كانت ملتوية عليه بخلاف عمر الذي كان مطاعا فحذر من صبيغ
والأمر نسبي فقد يكون طالب علم مطاع في الحي يثق فيه أهل الحي ويرجعون إليه ولديه من العلم مايقدر على معرفة حال الرجال فليبين حالهم وإذا لزم الأمر أن يكثر أكثر كما قال الله تعالى يانوح لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا 0
الثالث: إذا تم المقصود وعقل الناس وفهمت طريقة أولئك المبتدعة وانكشف حالهم فينبغي أن يكف لأن ذلك ماشرع إلا على قدر الحاجة ولذلك مر أحمد على قوم وهم يذكرون في المسجد إبن أبي دؤاد يذمون فقال كفانا (عرف حاله وسوء مذهبه فلاداعي لتكرار الكلام)
الرابع: أن يخلص نيته في ذلك وينوي الذب عن الشريعة المكرمة لاالغيبة المجردة عن تلك النية المكرمة وأن يتلطف مع الخلق فإن من البيان لسحرا وقد قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله 0
ولايقدر ذلك كله إلا أهل العلم فهم أهل القدرة والإستطاعة المخاطبون شرعا بالتحذير من أهل البدع لأنهم أهل البيان وأما المبتدئون فعليهم أولا أن يشتغلوا بالعلم ويمسكوا ألسنتهم حتى ينضجوا ومن ثم على حجج الله وبيناته وبراهينه يقدروا والله يقول فاتقوا الله ماستطعتم ويمكن للمبتدأ أن يشتغل بإهداء الكتب لمن يثق فيهم العامة من العلماء إذا كان لهم كلاما في أهل البدع مقنا والله أعلم 0
[الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
qahtany5@hotmail.com
***************************
أصناف الناس من المتكلمين في الردود ومسائل الجرح والتعديل
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين أمَّا بعد:
فقد كَثُر الكلام حول المهتمين بالردود و الجرح والتعديل لأهل المقالات والبدع فيوصفون بالغلو وغير ذلك، والحمد لله فإن دين الله وسط ونحن أمَّة وسط، وقد وضع الشيخ الوالد المربي عبيد الجابري حفظه الله النقاط على الحروف في هذه المسألة التي كثر الخبط واللغط فيها، وقد سئل الشيخ الوالد المربي عبيد بن عبد الله الجابري السؤال الآتي:
أحسن الله إليكم وبارك فيكم، سائل يسأل ويقول: فضيلة الشيخ كثُر في الآونة الأخيرة الاشتغال بأشرطة وكتب الردود مع إهمالٍ لطلب العلم وإذا قام أحد بتوجيه الشباب وحثِّهم على طلب العلم يُمكِن أن يصنَّف من أتباع فلان أو علان فما هو الضابط في ذلك وما توجيهكم في التعامل مع هؤلاء الشباب في هذه المسألة مع نصيحة عامة للشباب في طلب العلم؟
الشيخ: قدمت لكم بارك الله فيكم ما يغني عن بعض ماجاء في هذا السؤال وعرفتم ما نصحتكم به من الكتب وما حذرتكم منه، وعرّفتُ لكم فيما قدمته لكم حدّ العلم الشرعي، والذي أزيده هنا أقول: الردود باب من أبواب الدعوة، فيها نشر للسنة ودفع للبدعة وصيانة لأهل السنة من خطر المبتدعة ولا أعرف عالما من أهل السنة فضلا عن الأئمة ينهى عن الردود أبدا، لا ينهَوْن عنها نهيا مطلقا، بل ينهون نهيا مقيدا، فإذا رأى العالم تلامذته أو أهل بلده تركوا الفقه في العقيدة والعبادة والمعاملة وانصرفوا إلى الردود فإنّه يحذّرهم ويقول لا تنشغلوا بالردود، يعني لا تجعلوها شغلكم الشاغل، فهو يريد أمرين –أعني هذا العالم السني وكذلك الإمام من باب أولى- يريد من تلامذته ومُحبّيه من أهل بلده وغيرهم والذين جمعت بينه وبينهم السنة والمحبّة في ذات الله، تحابوا في ذات الله -يريد منهم أمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الأول: التحصيل العلمي، فأنت إذا نظرت في الأئمة الذين حذروا من البدع وأهلها وفندوا شبه المبتلين وصانوا هذا الدين عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وجدتهم يتكلمون بعلم لا بعاطفة، وكذلك من ورثهم من أبنائهم وأحفادهم وإخوانهم على نفس النهج، وذلكم حرصا على تحقيق ما أخبر –حرصا على تحقيق ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم: «بل أخبربه "من يرد إليه به خيرا يفقهه في الدين"، قال أهل العلم: ومن لا يرد الله به خيرا لا يفقهه في الدين، هذا مفهوم الحديث، وهذا صحيح.
والأمر الثاني: أن يأخذوا من الردود بقدْر، بقدر فقط بحيث لا تشغلهم عن ماذا؟ عن العلم، فأنتم تعلمون أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما ورّثوا دينارا ولا درهما بل ورّثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.هذا، هذه وصية نبينا صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا فإن من يتناول الردود ويطالعونها أصناف:
صنف عنده القدرة على الجمع بينها وبين مسائل العلم، فهذا لا يُردّ هذا يؤّيد ويُبارك له صنيعه ويشدّ أزره، ما دام عنده قدرة على تحصيل المسائل العلمية دقيقها وجليلها، وصغيرها وكبيرها، فهذا لا يُفنى ولا يجوز أن يفنى، ما دام أنه لم يهمل الجانب العلمي والتحصيل العلمي.
الصنف الثاني: من لا هَمّ له في تحصيل المسائل العلمية بل مطالعة ما يجري في الساحة وفلان قال وفلان قال، فهذا الذي يشدّد عليه لا من باب أنه ركب بدعة ولكن من باب مصلحته هو، فيقال: أنت أهملت أمرا أكبر من هذا، فإذا ذهب العلماء الذين دفع الله بهم البدعة وأهلها وكانوا جبالاً، مَن يرثُهم إذا لم يكن لدينا علم؟ هل يرثهم الجُهّال يا أبنائي، هل يصلح الجهّال بعدهم لرئاسة الناس؟ لقيادة الناس وهداية الناس؟ أبدا، هؤلاء يُضِلّون، يَضِلّون ويُضِلّون، فمن هذه الناحية نشدد على أخينا هذا، ويقال له اتّق الله، أنت جعلت وقتك كله أو جلَّه في هذه الردود، وكان يكفيك أن تعلم بأن الإمام فلان أو العالم فلان ردّ على فلان من الناس، وكشف عن حاله وهتك شره، لما هو راكب إيّاه من البدعة والضلال، يكفيك هذا، يكفي.
وأنا أقول لكم أنا شخصيا والله ما قرأت كل ما كتبه الشيخ ربيع- حفظه الله- وحفظ جميع علماء الإسلام والسنة بالإسلام والسنة في الحياة وبعد الممات، ما كتبه الشيخ ربيع حفظه الله عن سيد قطب، والله ما قرأته كله، أبدا، ولكن فهمته، قرأت بعضه ففهمت البقية لأن الشيخ ربيع عندي صاحب راية يرفع بها لواء السنة ويذبّ عنها وعن أهلها، فما رفعها ولله الحمد في وجه محارب معاد للسنة إلاّ عادت هذه الراية منصورة مؤزّرة قوية ما لانت ولا عانت، وقد فضح بها ولله الحمد أهل البدع والضلال وأساطين أهل البدع والضلال، فكفاني أن الشيخ ربيع ردّ على فلان، أو أن الشيخ محمد بن العيثمين رد على فلان، كفاني.
الصنف الثالث: من لا يدري عمّا يجري، فهذا نكون معه ونطلعه على ما واجه به علماء السنة أساطين الضلال وأئمة البدع حتى يكون على بصيرة ولا يؤتى من غِرّة.
هذا هو المنهج الصحيح، بارك الله فيكم، وأعطيكم مثالاً:
الشيخ محمد ابن العثيمين -رحمه الله- وهو من تعلمونه، لمّا سئل عن كتب سيد قطب قال: أنا لا أدري عنها، ما قرأت له كثيرا، قرأت أول الأمر حين كنت في الشباب.
ومرة قال: كفانا فيها أخونا الشيخ ربيع. أحال به فهمتهم! أحال به.
وآخر أمره قال –رحمه الله-:" لولا الورع لقلنا بكفر سيد قطب" حدثني بهذا- وأنتم قولوا حدثنا عبيد الجابري- عرفتم اسمي ولاّ لا، عبيد ابن عبد الله بن سليمان الجابري المدرس بالجامعة الإسلامية سابقا حفظ الله الجامعة الإسلامية، وجامعات أهل الإسلام وصانها من كل مكروه، سمعتهم هذا! أنا أقول حدثني الدكتور عبد الله بن مسَلّم، عبد الله بن يزيد المسلم من أهل عنيزة،بهذا الخبر، فأنتم قولوا: حدثنا عبيد الجابري قال حدثني عبد الله بن يزيد المسلم , وقد فهمتم الخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقصود أنا أنهاكم يا أبنائي عن الشطط، أنهاكم عن الشطط وآمركم بالرفق فمن نهاني عن الاشتغال بالردود وترك المسائل العلمية أنا لا أشتطّ عليه إذا عرفت أنه من أهل السنة، أعرف أنه يريد نصحي ويريد أن أحصّل أبوابا من العلم، نعم، نعم أهل البدع هم الذين ينهون عن الردود نهيّا مطلقا: (اتركوا الردود، دعوا الردود، فيها مضيعة للوقت وفيها مشغلة عن العلم) نهيّا مطلقا، لكن أهل السنة لا ينهون نهيا مطلقا، وإنْ قال هذه العبارة مطلقا في وقت لكن جلّ وقته أو كثير من وقته يريد هذا، نعرف هذا من حاله ومقاله، نعم، فمثلا الشيخ بن العثيمين –رحمه الله- حينما يقول لتلامذته وأهل بلده والمسلمين، لا تنشغلوا بالردود، هذا ماهو؟ حاله على السنة، يقرّرها ويدعو إليها ويدفع عن أهلها بقدر ما أوتي، فلكل مقال، فلكلّ… وقرينة الحال تدل في الحقيقة على المقال، تدل على المراد من المقال، فإذا قال لك إخواني بنّائي أو إخواني سروري قطبي أو تبليغي، لا تشغلوا أنفسكم بالردود، إن هذه الردود مضيعة للوقت ومشغلة عن طلب العلم، فضع عليه علامة كبيرة ما يريد هذا منك؟ يريد أن يروّج للبدعة ويمّهد لنشرها، وتضليل أهل السنة، فبان بهذا أن الناهين عن الردود صنفان من الناس:
صنف هم أهل سنة وهؤلاء لا ينهون عنها نهيا مطلقا.
وصنف آخر هم أهل البدع وهم الذين يطلقون، وأهل البدع نعرفهم، نعرف الإخوان المسلمين، نعرف التبليغيين، نعرف السرورية القطبية، وهكذا، نعرفهم، ونعرف المتحزبة، نعرفهم، فإذا كان الذي نهى عن الردود من هؤلاء، نعم، هذا ليس له عندي كرامة ولا مكانة، أنا مُنتهٍ منه، لكن من كان من أهل السنة على ما أنا عليه فإن مراده واضح بارك الله فيكم، مراده واضح، نعم.
إنتهى بتصرف بسيط، وهذه المادة من تفريغ الأخ أبو عبد الله القسنطيني لشريط أسئلة شباب المغرب العربي، أسأل الله أن يوفقنا إلى الفقه في الدين والبصيرة فيه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*************************
قال العلامة محمد أمان الجامي -رحمه الله- نجيب على السؤال الذي بعده.وإن كان هذا السؤال فيه نوع تكرار لأني سئلت عدة مرات عن السرورية.
مشكلتنا شُغِلْنا في هذه الآونة الأخيرة بالجماعات وتتكرر الأسئلة عن هذه الجماعات، ما هي السرورية ما هي الجماعة الإخوانية وما هي التبليغية وما هي وما هي؟ الشباب بدلا من أن يسألوا عن المسائل العلمية فيستفيدوا شغلتهم هذه الجماعات وهذا التحزب والانتماء شغل الشباب للأسف الشديد، السرورية نسبة إلى محمد سرور زين العابدين رجل سوري كان يعيش في الكويت وعاش هنا في المملكة فترة من الزمن وهو الآن يعيش في بريطانيا هذا الرجل له كتب مؤلفة موجودة في الأسواق الذي جعلنا نستبيح أن نتكلم في شأنه ونبين ما فيه من الشر النصح لا شيء آخر موقفنا هنا موقف رجال الجرح والتعديل في علم المصطلح في علم الرجال رجال جعلوا مجهودهم الدفاع عن السنة يتتبعون الكذابين والمدلسين والوضاعين ومن فيهم الضعف وأصحاب الغفلة يبينون للناس أن فلانا كذاب فلان دجال فلان وضاع فلان مدلس فلان رافضي لا خير فيه، هؤلاء ليس عملهم هذا غيبة، نصيحة دفاع عن السنة النبوية ونحن الآن إذا قرأنا لمحمد سرور وأمثاله، حملات على العقيدة على كتب التوحيد، عندما يقول كتب التوحيد فيها جفاف لأنها نصوص وأحكام لذلك زهِد فيها معظم الشباب هكذا ينفر عن كتب التوحيد وكتب العقيدة التي ندرسها في جامعاتنا وقد انتشرت في العالم الإسلامي بحمد الله تعالى رغم هذا الزعم وأن شباب المسلمين مقبلون كل الإقبال على كتب العقيدة الموجودة في جامعاتنا ومعاهدنا وكلياتنا، بل تأتي وفود لتطلب هذه الكتب فتقررها في بلادهم في أفريقيا وفي آسيا وفي البلاد العربية الأخرى كتب العقيدة التي وصفها محمد سرور بالجفاف وزعم أن معظم شباب المسلمين أعرضوا عنها على عكس ذلك، منتشرة جدا والشباب مقبلون عليها، ومن أراد ذلك عليه أن يزور الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ليرى مئات أبناء المسلمين من نحو مئة دولة فأكثر يدرسون هذه الكتب فيتضلعون فيرجعون إلى بلادهم فينشرون هذه العقيدة في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، فانتشرت هذه العقيدة حتى في أوروبا وأمريكا ودول الشرق، وسرور يحارب هذه العقيدة وهذا التوحيد، السروريون ينتسبون إلى هذا الرجل والرجل حي يرزق يؤلف لذلك ننصح بهذه الصراحة شباب المسلمين أن لا ينخدعوا ببعض كتبه التي تحمل عناوين خداعة كمنهج الأنبياء، كتاب اسمه منهج الأنبياء فيه هذا الكلام الذي شرحت الآن في الجزء الأول وقد عرض هذا الكتاب أو ذكر لشيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز وأمر بتمزيقه وأفتى بعدم جواز بيعه وأنه كتاب خبيث وقال غيره من العلماء من هيئة كبار العلماء مثل هذا الكلام، هذه هي السرورية وهذا محمد سرور.
المصدر: شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية
شرح الشيخ محمد أمان بن علي الجامي
****************************** ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 10:53]ـ
أين أنتم من زمان بارك الله فيكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 11:30]ـ
لكن أقول للقارئ الذى لا يعلم عنسيد قطب رخمه الله
ان العلماء القليلون جدا الذى قالوا بكفر سيد أو الاجحاف به مخظئين وأنكر عليهم جمهور علماء العصر ونصحوهم فى الله لكن منهم من لا ينتصح هداهم الله
حتى ان الشيخ ياسر برهامى يخشىعليهم من أن يتحملوا أوزار قتلة حسن البنا وسيد قطب
وانا لى موضوع عن سيد قطب ونقول كثيرة عن اهل العلم فى جلالته وفضله وجهاده وتجديده للدين فى قلوب الشباب من أرادها يراسلنى على الخاص
قبل كلام الشيخ عبد السلام بقليل تجد كلام لبن حجر فى مسألة الردود (حمل المحاضرة المفرغة من موقعه)
ـ[محب السلفية1]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 02:49]ـ
رحم الله الشيخ عبدالسلام واسكنه فسيح جناته ووالدي وجميع المسلمين
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 05:35]ـ
كم كان عمر الشيخ فى وفاته رحمه الله تعالى
عذرا على التأخير فلم أتمكن من الدخول على الشبكة ...
توفي الشيخ ولم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره رحمه الله ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 05:36]ـ
قبل كلام الشيخ عبد السلام بقليل تجد كلام لبن حجر فى مسألة الردود (حمل المحاضرة المفرغة من موقعه)
هذه هو الكلام
ثم قال السخاوي فى شرحه على الفية العراقى
قال شيخنا -يعني ابن حجر-: ويتأكد الذكر لكل هذا في حق المحدث هذا بيان لمن يقوم بهذا الأمر فليس كل أحد يتصدى لهذا الباب ويقوم به وإنما هو للمحدثين لأهل العلم بألفاظ الجرح والتعديل وبالقواعد التي ذكرها أهل العلم رحمهم الله تعالى وثنوها في هذا الباب ونحو ذلك، فهو لا يجوز إلا لمن توفرت فيه الشروط التي نص عليها أهل العلم في القائمين بالجرح والتعديل، ويتأكد الذكر لكل هذا في حق المحدث لأن أصل وضع فنه بيان الجرح والتعديل فمن عابه بذكره لعيب المجاهر بالفسق أو المتصف بشيء مما ذكر ـ يعني ببدعة أو نحو ذلك ـ مما ذكر فهو ـ انتبه هنا أحد ثلاثة رجال يكون ـ يقول: الحافظ رحمه الله فمن عابه بذكره لعيب المجاهر بالفسق أو المتصف بشيء مما ذكر فهو جاهل أو ملبس أو مشارك له في صفته فيخشى أن يسري إليه الوصف.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 12:47]ـ
رحم الله ابن برجس، وأسكنه فسيح جناته، أخلف الله علينا من يسد مكانه؛ فلقد كان بحق عالمًا.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله في الجميع
و لكن يلاحظ - و كلامي موجه لابن ابراهيم و مناسبته هو نقله عن المدعو الوصابي و الذي ينقضه كلام الشيخ الفوزان - على أن من تصدر لمسألة الجرح و التعديل و يقال أنه رافع رايتهما في هذا الزمان
هو أصلا مجروح بحسب موازينه و منهجه و يدعو الناس للسكوت عن أشخاص بدعتهم اللجنه الدائمه
بل يمدحون في المنتديات التابعه لمن هم على منهجه في الوقت الذي نرى أن هذا الكلام يختفي عند تغير الأسماء و الأشخاص بل نرى بتر النصوص و تحميل النصوص فوق ما تحتمل لأجل تبديع فلان و فلان
و الأخذ بالمتشابه
لا نقول إلا عند الله تجتمع الخصوم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 04:58]ـ
وهذه اجابة الشيخ ياسر برهامى عن سؤال مذكور فيه أناس بأسمائهم وأنقل لكم الاجابة فقط لئلا تحذف المشاركة
الجواب
الغلو في الجرح لا يقبل وهو نوع من الظلم على الدعاة وغلو من هؤلاء في شيخهم فإنه وإن كان على علم إلا أنه ليس بمعصوم أيضاً وليست هذه طريقة السلف أن كل انسان يرمى بالبدعة ويحذر منه بمجرد وقوعه في خطأ وحتى لو كان لبعض المشايخ بعض الأخطاء فمن يسلم من الخطأ ومن هو المعصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وكثير مما يقولونه عن الدعاة لا يتثبتون فيه ولا يحملون ما صح منه على وجهه الحسن اللائق بهم.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 01:22]ـ
أشكر الجميع على مرورهم وأرجو ألاننحرف عن الموضوع ....(/)
حوار موقع إسلام أون لاين مع الشيخ ياسر برهامي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 02:56]ـ
حوار موقع إسلام أون لاين مع الشيخ ياسر برهامي
اللعبة السياسية لا تسمح بمشاركة السلفيين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فيمثل السلفيون المصريون استثناء من قاعدة العلاقة بين الثقل أو الانتشار الجماهيري وبين الوزن أو الدور السياسي، فرغم ما يتمتعون به من انتشار كثيف بين فئات المجتمع المصري إلا أن ذلك لم ينعكس يوماً على وجودهم أو تأثيرهم السياسي، البعض يفسر ذلك بالسلبية أو العجز عن خوض غمار السياسة فيما يرجعه السلفيون إلى "المخالفات الشرعية، والمعطيات الفاسدة، والممارسات السيئة، و (الفيتو) الذي ترفعه الأنظمة والدكتاتوريات في وجه الإسلاميين".
وحول قضية السلفيون والسياسة في مصر كان حوارنا مع الشيخ ياسر برهامي الطبيب والمحاضر السلفي، وأحد أبرز رموز الدعوة السلفية في محافظة الإسكندرية ومصر.
ولد ياسر برهامي في الإسكندرية عام 1958م، ومن جامعتها حصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1982م، ثم على ماجستير طب الأطفال عام 1992م، ثم تقدم إلى الأزهر الذي حصل منه على ليسانس الشريعة الإسلامية عام 1999م، واستمر فيه إلى أن صدر قانون أزهري يمنع غير الأزهريين من استكمال الدراسة فيه.
بدأ الشيخ العمل الدعوي وطلب العلم الشرعي منذ المرحلة الثانوية، وقد شارك في العديد من المجالات الدعوية بداية من تأسيس (معهد إعداد الدعاة) للمدرسة السلفية العلمية والتدريس فيه، حيث قام بتدريس مادتي (التوحيد) و (أصول الدعوة) إلى حين إيقافه من قبل الدولة عام 1994م. وللشيخ مؤلفات عديدة، منها كتب: "فضل الغني الحميد"، و"منة الرحمن"، و"لا إله إلا الله كلمة النجاة"، و"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، و"فقه الخلاف".
الفرار من السياسية:
- دكتور ياسر ... كثيرًًا ما تثار التساؤلات حول تنحيكم بعيدًا عن العمل السياسي، بينما المجتمع المصري يتعرض لتحديات جسام ربما تؤثر في أمنه واستقراره على المستوى البعيد ... حتى متى يظل موقفكم رافضًا للمشاركة السياسية، وهل ثمة تغير ربما يطرأ على هذا الموقف مستقبلا أم أنكم عاضون عليه إلى الأبد؟
- يتهم الكثيرُ السلفيين بالسلبية والانعزالية، وعدم مسايرة الواقع بسبب إعراضهم عن المشاركة في اللعبة السياسية، والحقيقة أن معظم السلفيين لا يشاركون في السياسية؛ ليس لأنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، فإن هذا المعتقد يتضمن إنكار المعلوم من الدين بالضرورة وهو شمول الإسلام لكل ما يحتاجه الناس، ومن جملة ذلك السياسة."
إن الدعاة إلى الله يقيسون الأمر بموازين شرعية بعيدًا عن قياسات غيرهم ممن يزعمون الفهم والإدراك السياسي
"
وقد تناولت سور القرآن مواقف السياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها، فإنكار ذلك تكذيب للقرآن وكفر به، ولكن يختار السلفيون الإعراض عن المشاركة؛ لأن معطيات هذه اللعبة في ضوء موازين القوى المعاصرة عالميًا وإقليميًا وداخليًا لا تسمح بالمشاركة إلا بالتنازل عن عقائد ومبادئ وقيم، لا يرضى أبدًا أحدٌ من أهل السنة أن يضحي بها في سبيل الحصول على كسب وقتي، أو وضع سياسي، أو مجرد إثبات الوجود على الساحة، فهذه المبادئ أغلى وأثمن من أن تُبَاع لإثبات موقف أو لإسماع صوت بطريقة عالية ... ثم لا يترتب على هذه المواقف في الواقع شيء يذكر من الإصلاح المنشود والتطبيق الموعود لشرع الله، وحينما تتغير هذه الموازين والمعطيات، يمكن وقتها التعامل مع الموقف بطريقة مختلفة.
ثم ما هو المقصود بالعمل السياسي؟ هل هو مجرد المشاركة في الانتخابات، وإنشاء الأحزاب والجمعيات، والقيام بالمظاهرات، وإصدار البيانات، وعقد الندوات والمؤتمرات، واللجوء إلى المحاكم من أجل انتزاع بعض الحقوق المضيعة، والتي يتم التحايل عليها في نهاية الأمر؟
وعلى هذه الفرضية أليس الإعراض عن هذه الأساليب المتبعة كنوع من الاعتراض أو التحفظ أو الممانعة، هو في حد ذاته في عرف السياسيين نوع من المشاركة السياسية بكشف الواقع وتعريته وحرمانه من الصبغة الشرعية؟! أعني الشرعية الدينية الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم تكن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات المحلية الأخيرة من قبل "الإخوان" موقفًا سياسيًا ولم يكن سلبيًا ولا كتمانًا للشهادة ولا خيانة لأمانة الصوت -كما يقال-؟!
وفي الحقيقة فإن كلمات مثل العمل السياسي، والديمقراطية، والتعددية، كلمات براقة لا حقيقة لها، ولا نصيب لها من التطبيق حتى عند من يزعم اعتناقها والدفاع عنها. ثم إن الدعاة إلى الله يقيسون الأمر بموازين شرعية بعيدًا عن قياسات غيرهم ممن يزعمون الفهم والإدراك السياسي. وفضاء الدعوة إلى الله أرحب بكثير من هذه الأطر الضيقة الخانقة قليلة النفع والتأثير.
والواقع يثبت يوما بعد يوم -بفضل الله- أن الدعاة إلى الله هم الأكثر تأثيرا وانتشارا ونفعا للناس، وليسوا منعزلين عن الواقع كما يزعم مخالفوهم. "
يختار السلفيون الإعراض عن المشاركة السياسية لأن معطيات هذه اللعبة لا تسمح بالمشاركة إلا بالتنازل عن عقائد ومبادئ وقيم، لا يرضى أبدًا أحدٌ من أهل السنة أن يضحي بها
"
وفي الحقيقة فإن السياسيين يبذلون أعمارهم وتبح حناجرهم، وفي النهاية لا يجدون المصداقية الحقيقية لدى الناس، في الوقت الذي تتوفر فيه هذه المصداقية لحاملي لواء الدعوة إلى الله، برغم حملات التشويه المسعورة.
والسلفيون -بحمد الله- لهم مواقفهم الواضحة في عامة قضايا الأمة مؤصلة بالتأصيل الشرعي الإيماني كمسألة الحكم، ووجوب الخلافة، وشروط الإمامة، وصفات أهل الحل والعقد، والعلاقة مع أهل الملل الأخرى، من خلال عقيدة الولاء والبراء، وما يجوز من المعاملات مع الكفار، وما لا يجوز، ومفهوم الجهاد وضوابطه وأنواعه، وأنواع الصلح والعهد والهدنة مع الكفار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن موقفهم من قضايا الأمة كفلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها موقف واضح بين. ألا ترى أن هذا كله من المشاركة السياسية؟!
الإضرابات وخلط الحابل بالنابل
- شهدت مصر مؤخرًا دعوتين للإضراب العام في جميع أنحاء البلاد، دعت إليهما قوى سياسية معارضة احتجاجًا على الغلاء، والأوضاع المتردية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ما موقفكم من مثل هذه الوسائل في التغيير؟
- ولدت هذه الوسائل في بيئات ومجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا اختلافا كبيراً، وأيضا تختلف في قوى التأثير في المجتمع، ولا شك أن لها أثرًا كبيرًا عندهم، لكن في مجتمعاتنا لا تزال هذه الوسائل إما منعدمة الأثر أو ذات أثر ضعيف وقتي لا يستمر، وإما ذات أثر عكسي، وهذا هو الأغلب، خصوصًًا في حق الإسلاميين المعارضين، ولا يغرنك ما يُسمح به من بعض هذه الوسائل ويُظهر للناس أنه قد أثَّر إيجابيا؛ فإن عامة ما كان كذلك يكون بتنسيق وترتيب حسب أجندة مصالح مشتركة، وليس من معارضة حقيقية."
في مجتمعاتنا لا تزال هذه الوسائل إما منعدمة الأثر أو ذات أثر ضعيف وقتي لا يستمر، وإما ذات أثر عكسي
"
ونحن قد رأينا عبر مسيرتنا أن هذه الوسائل يختلط فيها الحابل بالنابل، ويحرك الدهماء فيها من لا يرتضيه الإسلاميون، ويستغلها أعداؤهم ممن لا يرعى حرمة مسلم في دم أو مال، ويدخل فيها أهل الإفساد والغصب والسرقة، ويهتف فيها أهل الزندقة والنفاق بالشعارات المنكرة التي ينساق وراءها الناس تحت ضغط العاطفة وسلطان الجماهير الحاشدة، التي لا تنضبط بضوابط الشرع فيترتب عليها من الفساد والفتن ما لا يقترب من المصالح فضلا عن عدم وجود مصلحة أصلا. وهناك مهن لا يجوز لأهلها الاتفاق على ترك العمل؛ لأن في ذلك هلاكا لأرواح المسلمين وأموالهم، فلو أضرب الأطباء أو رجال الإطفاء مثلا لما وجد المضطر من يغيثه.
ونحن نرى أن دعوة الناس للعودة إلى ربهم، واستغلال هذه الأزمات لتذكير الناس بأثر المعاصي والذنوب ووجوب التوبة إلى الله، وتوسيع دائرة الالتزام وحقيقته، وتوضيح الارتباط بين أعمال الناس وسلوكهم وبين أرزاقهم، أنفع للمسلمين من هذه الوسائل.
الإسلاميون والسياسة ... مكاسب زائفة
- شهدت العديد من دول العالم الإسلامي صعودًا واضحًا للإسلاميين إلى سدة الحكم، كما هو الحال في تركيا، وماليزيا، والمغرب، وباكستان، ألا تدعوكم هذه التجارب، وما حققته من نتائج من خلال صناديق الاقتراع إلى تجريب آليات الديمقراطية المتاحة، رجاء تحقيق المصلحة العامة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- أولاً: لي تحفظ على تسمية ما حققته الأحزاب التي وصلت أو شاركت أو حتى حققت بعض المكاسب في الانتخابات أن ذلك يعد وصولا للإسلاميين إلى سدة الحكم، هذه الأحزاب أو الجماعات لم تحقق ما حققته إلا بفقد الكثير من هويتها الإسلامية والتضحية بها، إن شرع الله -سبحانه- وكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا تقبل أن تكون موضوعا لأخذ آراء البشر عليه لأن في قبول ذلك قدحاً في إسلام وإيمان من قبله.
وموازين المصلحة والمفسدة لا بد أن تكون بميزان الشريعة، ونحن والمسلمون جميعًا نعلم أن مفسدة الكفر أعظم المفاسد؛ فلا يجوز لمسلم أن يوافق على الكفر والشرك، أو يتكلم به لتحقيق مصلحة، بل لا يجوز ذلك إلا عند الإكراه المعتبر شرعًا، قال -تعالى-: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106).
فمن يقول للعالم منهم مثلا: "إن الإسلام لا يناقض العلمانية"، مع أن العلمانية تقول بفصل الدين عن السياسة، وإبعاد الكتاب والسنة عن المرجعية في التشريع، وقبول نتائج صناديق الاقتراع ولو كانت بإلغاء الشريعة كمصدر للتشريع، أو دين للدولة وكذا ... ولو جاءت برئيس كافر أو زنديق أو شيوعي أو غير ذلك، فهذا بلا شك يزن المصلحة والمفسدة بميزان غير ميزان الشرع. رغم أن من فعل ذلك ليس مرضيا عنه بل ولا حتى يقنن وجوده في اللعبة السياسية والأمثلة في كثير من البلدان واضحة."
إن موازين المصلحة والمفسدة لا بد أن تكون بميزان الشرع، وشرع الله لا يقبل أن يكون موضوعا لأخذ آراء البشر عليه لأن في قبول ذلك قدحاً في إسلام وإيمان من قبله
"
أما مشاركتنا نحن في هذه اللعبة السياسية فإذا كان هذا حال من عنده استعداد للتنازل، فما بالك بمن يقدم شرطًا مسبقًا وهو عدم التنازل وعدم دفع الضريبة الجبرية؛ هل يسمح له بالمشاركة وفق ضمانات حقيقة بقطع الشوط الديمقراطي حتى نهايته؟!
وعلى الرغم من أن لكل بلد خصوصياته، فإن هناك قاسمًا مشتركًا بين كل البلاد التي ذكرت وهي أنه لا يسمح للإسلاميين فيها بخوض الانتخابات، واستخدام أدوات الديمقراطية المزعومة إلا بعد تقديم ضريبة ذلك مسبقًا، وتقديم ضمان حقيقي لإتمام الصفقة.
ودعنا نتكلم كلامًًا واقعيًًّا ... تركيا: دولة علمانية بامتياز، وحكومة "أردوغان" قدمت في سبيل المشاركة السياسية تنازلات يصعب تقديمها حتى في بلادنا، ومع ذلك فهذه الحكومة مهددة الآن بالإقالة لأنها تسعى للخروج عن الإطار العلماني للدولة، كما حدث ذلك من قبل لحزب "الرفاه" الذي أقيم "حزب العدالة" على أنقاضه، وهو الآن مهدد بنفس المصير، فهل هذه هي الديمقراطية؟! وقس على ذلك كل الدول ذات التأثير الحقيقي في العالم، ولا أشك أنه كلما قل أثر الدولة ككل وصغر وزنها كلما كبرت المساحة المسموح بها للإسلاميين في المشاركة والتواجد؛ لأن الدولة برمتها في النهاية تكون ترسا صغيرا في آلة عالمية أزرار تشغيلها في أيدي الآخرين.
أما بالنسبة إلى تجربة حماس فالمكاسب التي حققتها حركة حماس لم تحققها من خلال الانتخابات، بل من خلال التواجد في أرض الواقع وحقيقة المقاومة التي أبدتها للاحتلال اليهودي.
- بالنسبة لإشكالية العلاقة بين الدعوات السلفية والأنظمة الحاكمة في بلدانها، هل ثمة منهجية محددة للتعاطي؟ أم يظل أهل مكة -على الدوام- أدرى بشعابها؟
- الدعوات السلفية موجودة في كل بلاد الدنيا طالما وجد الإسلام في هذه البلاد، وتختلف الظروف من مكان إلى آخر، وبالتالي التعامل مع الأنظمة بحسب قرب أو بعد هذه الأنظمة الحاكمة عن الإسلام، فليست كلها في درجة واحدة، وكذلك بحسب تحقق معاني المنهج السلفي وفكره وقواعده في نفوس أبناء هذه الدعوات، وكذلك بحسب حجم هذه الدعوات ووجودها على أرض الواقع."
التعامل مع الأنظمة بحسب قرب أو بعد هذه الأنظمة الحاكمة عن الإسلام
"
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لا شك أن هناك ثوابت لكل من يلتزم المنهج السلفي -بحق- لا يمكن التنازل عنها، أهمها عدم التضحية بالشرع وأحكامه عقيدة وعبادة وخلقا وسلوكا تحت الظروف المختلفة. فلا يمكن أن يقبل سلفي المداهنة على قضية عقدية أو عملية مجمع عليها لا يسع فيها الخلاف عند أهل السنة، كإفراد الله -سبحانه- بالعبادة وإفراده -سبحانه- بالتشريع، وكأمر الولاء والبراء وغير ذلك مما تجد أمثلة كثيرة له في كتاب "فقه الخلاف" فيما لا يسع فيه الخلاف، في حين أن الوسائل الدعوية تقبل الشد والجذب والتقدم والتأخر حسب موازين المصلحة والمفسدة والقدرة والعجز وأحيانا يسع الفرد ما لا يسع الجماعة والطائفة.
خدعة العالم الديمقراطي
- كيف يتعاطى السلفيون مع المفاهيم التي يراد لها أن تحكم العالم؛ كالتعددية الدينية، وقبول الآخر، والحوار، والتعايش؟
- الحقيقة أن هذه المفاهيم وضعت لتمرير أغراض داخل المجتمعات الإسلامية، والدليل ما حدث في غزة، حيث وقف العالم الديمقراطي ينظر بتلذذ إلى هذه الشعوب التي صدقت الخدعة، وبالتالي عليها أن تتحمل نتيجة خيارها الديمقراطي على يد الدولة اليهودية واحة الديمقراطية المزهرة في صحراء العرب القاحلة.
فبالنظر ـ بإحسان ظن زائد ـ إلى هذه المصطلحات، يمكن القول إن قائلها ومعتنقها يريد أن يعيش في الدنيا بسلام، ولكن هذا السلام لا يمكن أن يتحقق إلا باتباع الإسلام وشريعته؛ من خلال التعايش مع المخالفين في الدين وقبول وجودهم في بلاد المسلمين وخارجها، وبضوابط معلومة تجدها في سورة التوبة وغيرها.
وأما بالنظر المدقق المتفحص لهذا الدعاوى والألفاظ، فهي لا تعدوا كونها النسخة الأخيرة من دعاوى وحدة الأديان، وقبول الإلحاد، إلى غير ذلك من المصطلحات سيئة السمعة التي استبدلوا بها هذه المصطلحات البراقة كنوع من الترويج لها؛ وعلى الرغم من تأنقهم بهذه الكلمات إلا أنه (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران:118)، (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (محمد:30). فخذ وصفهم من خالقهم (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) "
وقف العالم الديمقراطي ينظر بتلذذ إلى هذه الشعوب التي صدقت تلك الخدعة البراقة
"
.
وعليك أن تنظر في تعامل الأوروبيين والأمريكان مع قضايا العالم الإسلامي ـ وهي الأكثر زخما على مستوى العالم ـ لتعلم كيف تكون التعددية وقبول الآخر كما يريدون، لا كما تريد الترجمة العربية لهذه المصطلحات، وهم قابلون لها ومطبقون لها ما لم يكن المقابل لهم والمخالف هو الإسلام وأهله، عندها تنقلب الموازين.
وسؤال أطرحه أنا: ما هو المصير الحالي لدعوات الحوار بين الإسلام وغيره من الأديان، ولاسيما بعد التصريحات المتتالية الأخيرة لبابا الفاتيكان ومستشاريه؟ الإجابة ستكون كاشفة ولاشك.
ونحن نريد أن نوضح ما يمكن قبوله من هذه الأفكار وفق شرع الله وبالتحديد وفق فهم أهل السنة والجماعة: ففي الجانب الاعتقادي، يلزم كل مسلم أن يعتقد أن الإسلام هو الحق دون سواه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وأنه كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)، ولابد لكل مسلم أن يحقق الحب في الله والبغض في الله، وعلى كل مسلم أن ينصر الإسلام وأهله وأن يعادي الكفر وأهله ويتبرأ منهم.
أما في الجانب العملي، فهناك صور من المعاملات المحرمة مع الكفار، وبعضها قد يكون كفرًا، كمناصرتهم في حروبهم ضد الإسلام والمسلمين بالقتال في صفوفهم، وكمتابعتهم قولا أو فعلا على ما هو كفر وردة ونفاق، وهناك صور من المعاملات الجائزة مع (الحربي) منهم و (المعاهد)، كالبيع والشراء والإجارة والزواج من الكتابية ورد السلام عليهم. وهذه الصور تدخلها المصلحة والمفسدة، ويلزم المسلم أن يفعل ما فيه المصلحة كأمة ثم كأفراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك صور من المعاملات الواجبة: كالعدل معهم، وهو إقامة شرع الله وليس المساواة، والوفاء بالعقود والعهود لمن عاهدناه، وعدم الغدر، وتحريم الظلم، وحفظ حرمة دم ومال من كان ذميا أو مستأمنا أو مهادنا، وغير ذلك من تفاصيل مهمة تجدها ملخصة في كتابي: (فضل الغني الحميد)، و (منة الرحمن) "
وللعلم منزلة خاصة وأهمية كبرى في دعوتنا؛ إذ عليه تقوم وبدونه تفقد هويتها وانتماءها للسلف
"
.
المنهج السلفي ... الإسلام نقيًا
- لو توقفنا أمام "السلفية" كحركة اجتماعية؛ فهل ترونها تخضع لسنة التطور والتبدل، أم أنها متجاوزة للزمان والمكان، كما قد توحي بعض الكتابات؟
- لا شك أن لزوم منهج أهل السنة والجماعة هو الواجب على كل مسلم ومسلمة، ولا نشك أن المنهج السلفي الحق هو الذي يمثل منهج أهل السنة، ولكن السلفية ليست مجرد اسم، بل هي عقيدة وعمل وسلوك ودعوة ومواقف محددة في القضايا المختلفة مبنية على الأدلة من الكتاب والسنة، وقد أصبح مصطلح السلفية اليوم واسعًا ينتمي إليه أناس لهم مشارب متباينة.
المنهج السلفي هو الإسلام نقيًا كما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، والدعوة إليه واجبة في هذا الزمان وغيره، فالعقيدة والإيمان والإسلام بما فيه من العبادات والحلال والحرام، والإحسان بما فيه من أعمال القلوب الواجبة، والأخلاق الإسلامية السامية لا تتغير من زمان إلى آخر."
الثوب السلفي هو كالثوب الأبيض نقاء وبالتالي تظهر فيه أدنى العيوب بعكس الأثواب الأخرىالتي هي أقرب إلى الأسمال البالية
"
المنهج السلفي بهذا المعنى لا يحتمل التطور ولا التبدل، بل هو متجاوز للزمان والمكان والأفراد والجماعات، والتبديل فيه والتحريف بدعوى التطوير جرأة وافتئات على الشرع. أما العمل وفق هذا المنهج في أطر عملية ودعوية يقوم بها البشر فإن الأمر في النهاية متعلق ببشر يسري عليهم ما يسري على البشر من الخطأ والنسيان، والموت والمرض، والانتقال والإكراه والأهواء والفتن، وبالتالي فلا بد من مراجعة دائمة لمدى تمسك هؤلاء الدعاة السلفيين بالمنهج السلفي حتى يتحقق التطهير والتنقية الدائمة للثوب السلفي النقي الذي هو كالثوب الأبيض نقاء وبالتالي تظهر فيه أدنى العيوب بعكس الأثواب الأخرى التي هي أقرب إلى الأسمال البالية ومع ذلك يفخر بها لابسوها لمجرد أنها ملونة وغير تقليدية. كما لا بد لهؤلاء الدعاة السلفيين من تطوير إمكاناتهم، وبذل مزيد من الجهد في الالتصاق بواقع الناس والاقتراب من مشاكلهم الحقيقية، وكذلك إعداد الأجيال التي تتحمل المسئولية.
الجهاد رحمة للعالمين
- كيف يمكن تفسير هذا الزخم والحضور المتعاظم للحركة الجهادية الخارجة أصلا من رحم "السلفية"؛ هل هي إعلان شرعي عن ذراع عسكرية سلفية؟
- لا شك أن الجهاد بضوابطه الشرعية هو جزء من هذا الدين، بل هو ذروة سنامه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن لا يتوقف القيام بالدين على وجوده من الأفراد، فقد يوجد من يكون قائمًا بالدين، وهو عاجز عن بعض صور الجهاد. وينبغي الانتباه إلى أنه قد أصبح اسم السلفية مستعملا لاتجاهات شتى متفاوتة، حتى من يكفرون عوام المسلمين منهم من يتسمى بالسلفية، وكثير ممن سمي بالسلفية الجهادية مثلا -وليس كل من تسمى- عنده جرأة في التكفير، وفى سفك الدماء كالتفجيرات العشوائية في شوارع وأسواق المسلمين، بل وأحيانا مساجدهم، وأنا أعني من يقوم بهذه الأعمال أو يرضى بها ويسوغها"
الجهاد إنما شرعه الله رحمة للعالمين من ظلمات الكفر والبغي، وليس وسيلة للعلو في الأرض والانتقام من الخلق
"
.
ثم إنه لا يتصور أن تكون الحركات الجهادية الإسلامية السنية بصفة عامة لها جذور في غير السلفية؛ لأنها هي الفهم الصحيح للإسلام، فهل يتصور أن تخرج مثلا من رحم الصوفية، أو من رحم ما يسمى زورا بالإسلام المعتدل المستنير الذي يستنير في الحقيقة بغير نور الشرع؟! ولا يلزم من كون أن لها جذورًا سلفية أن كل أفرادها وجماعاتها يكون ملتزمًا التزامًا صادقًا بالمنهج السلفي، بل قد تدخل بعض هؤلاء جذور أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أفهم أنك تنقل هذا السؤال بناء على أن هذه هي تساؤلات المراقبين للحالة الإسلامية، ولكن إيراد السؤال على مثل هذا النحو من قبل أعداء السلفية يكون مبطَّنا بنوع من الطعن على السلفية وكأن هناك بديلا إسلاميًا آخر لا تخرج من رحمه حركات جهادية، وبالتالي ينبغي أن يُقبل هذا البديل، أو أن تتبرأ السلفية على الأقل من الجهاد -حتى بضوابطه الشرعية-؛ وإلا مورست ضدها أنواع الدعاية المغرضة التي مفادها أن للسلفية ذراعا عسكرية توشك أن تعمل بالذبح في رقاب أبناء المسلمين، وتقفز إلى السلطة وتغمد سيفها في قلوب معارضيها، وبالتالي يكون المطلوب من الحكومات هو بتر هذه الذراع إن وجدت وتجفيف منابع خروجها حتى لو لم توجد.
سيبقى الجهاد إلى يوم القيامة، والمطلوب ممن يسر الله لهم سبل الجهاد في سبيله أن يلتزموا بأحكام الشرع، وأن يلزموا غرز علماء الأمة المعتبرين، وأن يعلموا أن الجهاد إنما شرعه الله رحمة للعالمين من ظلمات الكفر والبغي، وليس وسيلة للعلو في الأرض والانتقام من الخلق.
ملامح الإصلاح السلفي
- ما أبرز ملامح المنهج السلفي في التغيير والإصلاح، وما مدى قابليته للتعايش مع الواقع الحالي، بكل تفاصيله وهمومه ومساوئه، حتى يتقبله الناس؟
- قبل أن نطرح تصورنا في الإصلاح نقرر أن واقعنا لا يزال أصغر بكثير من منهجنا، وأن حالنا أبعد عما نعلم أن يلزمنا أن نكون عليه، ولكن الواجب النصيحة، والأمل في أن يكون الجميع على الطريق المستقيم -ولو كان السير بطيئًا لا خارجًا عنه- هو الذي يدفعنا إلى هذا الطرح، فمنهج الدعوة السلفية يمكن تلخيصه في الآتي:
أولا: الدعوة إلى الدين: إلى الإسلام والإيمان والإحسان بمعانيه وأركانه، من معرفة الله بأسمائه وصفاته والتعبد له بها وتوحيد الربوبية والألوهية، والكفر بالطاغوت، ومحاربة الشرك في كل صوره القديمة والحديثة، من شرك القبور والخرافات، وشرك الحكم والولاء وغير ذلك.
وكذا الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر، وما يتبع ذلك من قضايا الاعتقاد في الصحابة ومسائل الإيمان والكفر، وتحقيق الاتباع للسنة في العبادات والمعاملات ومحاربة البدعة، وتقرير مناهج الاستدلال وتحقيق التزكية عبادة وخلقاً ومعاملة، والسير في طريق الدعوة وإقامة الدين وإعلاء كلمة الله في الأرض، كل هذا على وفق منهج أهل السنة والجماعة إجمالاً وتفصيلاً."
الدعوة إلى الدين بهذا المفهوم الشامل أولى الأولويات في العمل الإسلامي
"
ونقرر أن الدعوة إلى الدين بهذا المفهوم الشامل هي أصل دعوة الرسل وهي الطريق الذي سار عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، فهذا المنهج هو أولى الأولويات في العمل، والذي لا يتحقق أي واجب بعده بدون هذا الواجب الأول، وهذا المنهج تجب الدعوة إليه بكل الطرق وتربية الناس عليه بالوسائل العامة كالخطبة والدرس والكتاب والنشرات العامة وقوافل الدعوة، وغير ذلك من وسائل التربية.
ثانيًا: إيجاد الطائفة المؤمنة الملتزمة بالإسلام -عملا به وعملا من أجله- المجتمعة على إقامة فروض الكفاية المضيعة وبكل ما أوتيت من قدرة، والساعية في نفس الوقت لتحصيل أسباب القدرة فيما تعجز عنه في الحال، تحديثاً للنفس به وحباً للخير وحرصاً عليه ونصيحة للمسلمين واهتماما بشأنهم-. نرى أن إيجاد هذه الطائفة المؤمنة على منهج أهل السنة والجماعة والتي يجتمع عليها باقي أهل السنة هو من أهم الواجبات والأولويات، وهذه الطائفة تسعى إلى أن يكون أفرادها في خاصة أنفسهم يؤدون الواجبات العينية عليهم في العقيدة والعبادة والسلوك والمعاملة والخلق، ويتركون المحرمات، كما أنهم ملتزمون بالتعاون المنضبط على إقامة الفروض التي خوطبت بها الأمة ككل، كالتعلم والتعليم قال -تعالى-: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122) "
إيجاد الطائفة المؤمنة على منهج أهل السنة والجماعة والتي يجتمع عليها باقي أهل السنة هو من أهم الواجبات والأولويات
"
.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللعلم منزلة خاصة وأهمية كبرى في دعوتنا؛ إذ عليه تقوم وبدونه تفقد هويتها وانتماءها للسلف، ولابد أن يكون هذا الأمر على كل المستويات، للصغار والكبار للرجال والنساء وفي سائر قطاعات المجتمع، وكالحسبة والدعوة قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)، ولابد في هذا الباب من مراعاة المصالح والمفاسد وفق ما تأمر به الشريعة وعلى ميزانها، وكالواجبات الاجتماعية من سد حاجات الفقراء والمساكين، ورعاية اليتامى، وحث الأغنياء على الزكاة والصدقة، ومعاونتهم في إخراجها على ما جاء في الكتاب والسنة، وعيادة المرضى ودعوتهم إلى الله، وإحياء الروابط الأخوية بين المسلمين من اتباع الجنائز والتعزية في المصائب وإجابة الدعوات والتهنئة في الأفراح وغير ذلك.
وكالسعي إلى إيجاد نظام المال الإسلامي، لإبعاد الناس عن الربا والريبة وسائر المعاملات المحرمة، وكذا تربية الأمة على روح الجماعة برد الناس إلى أهل العلم منهم وجمعهم عليهم ونهيهم عن التفرقة، وكذا إقامة الجهاد في سبيل الله، طالما وجدت مقوماته وشروطه والسعي إلى أسبابه عند العجز عنه، وما قام به المسلمون في بلادهم التي احتلها الأعداء عبر التاريخ هو من أعظم الواجبات والقربات.
وكذلك تعليم الناس لزوم التحاكم إلى الشرع، برد موارد النزاع إلى أهل العلم الذين يجب وجودهم والسعي إلى إيجادهم في كل مكان، وفض الخصومات وفق الكتاب والسنة، بعيدًا عن القوانين المخالفة للشريعة التي يكون الرضا بالتحاكم إليها تحاكما للطاغوت.
وهذه وغيرها من فروض الكفاية كإقامة الجمع والجماعات والأعياد يمكن للمسلمين إذا اجتمعوا وتعاونوا على إقامتها كما أمرهم ربهم فقال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: 2)، أن يقوموا بأضعاف ما يقومون به الآن من غير مفسدة ولا مضرة بإذن الله، وما قاموا به من الحق كان سبباً لتمكين الله لهم مما عجزوا عنه فإن الطاعة سبب للطاعات.
ثالثًا: كيفية إقامة الدين: وأما نهاية المطاف وكيف تقام دولة الإسلام بعد ذلك فنحن لا نوجب على الله أمرا معينًا نعتقد حتميته ولزومه، وأنه لا سبيل سواه، بل قد قص الله علينا من قصص أنبيائه ورسله من آمن قومه كلهم بدعوته بالحكمة والبيان، قال -تعالى-: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) (الصافات:147 - 148)، ومنهم من نصره الله بإهلاك أعدائه بقارعة من عنده أو بأيدي الرسل وأتباعهم، وقد جعل -سبحانه وتعالى- في سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- هذه الأمور أيضًا، ففتح الله عليه المدينة بالقرآن، وكذا فتح عليه البحرين واليمن وكثيرًا من جزيرة العرب، كما فتح عليه مكة بالسنان، وفتح على أصحابه العراق وما وراءه والشام ومصر وغيرها بالسنان كذلك، وله الحمد سبحانه على كل حال."
لا نوجب على الله أمرا معينًا نعتقد حتميته ولزومه، وأنه لا سبيل سواه
"
فالتمكين منة من الله، ووعد غايته تحقيق العبودية لله -للفرد وللأمة-، والأخذ بالأسباب المقدورة لنا واجب علينا والنصر من عند الله لا بالأسباب، قال -تعالى-: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)، وقال -سبحانه-: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء:105)، وقال -سبحانه-: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).
www.salafvoice.com
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 02:07]ـ
جزاكم الله خيرا على المقالة الرائعة
و حفظ الله شيخنا
بارك لاله فيكم
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 05:10]ـ
جزاكم الله خيرا على المقالة الرائعة(/)
من كرامات الشيخ أحمد بن قاسم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:21]ـ
أحمد بن قاسم داعيةُ الأمس, وواعظُ اليوم!!
بقلم ابنه د. يوسف بن أحمد القاسم
وأذكر أنه وقع له حادث قبل أكثر من خمس وعشرين عاما, وهو في طريقه من الطائف إلى أبها, وكان الباعث على ذلك السفر؛ تلبية لدعوة وليمة عرس لأخٍ كان يحبه في الله, وقد أشرف على الموت بسبب ذلك الحادث, ثم بقي طريحاً على الفراش أياماً عدة ... , وبعد أن شفي من مرضه لم ينقطع عن قطع هذه المسافات لغرض الزيارة ... !
ومن عجائب ما وقع له إبان فترة المرض هذه, أنه سمع صوتا آخر الليل (وقت أداءه لصلاة الليل عادة) يقول له: قم صلِّ, فقال: كيف أصلي وأنا على هذا الحال, وكان الحادث قد أضرَّ بفخذه ضرراً بيّناً, فأحس بشيء يمسح على فخذه, ثم بدأ يتعافى بشكلٍ متسارع!! واستأنف بعد ذلك صلاة الليل ... , وقد حدَّث بهذه القصة, وقت حدوثها, ثم نفاها بعد زمن, ولا ندري أهو بسبب رغبته في إخفاء مثل هذه الكرامة, أم بسبب نسيانه لها, وكان- رحمه الله- كثير النسيان.
قطعة من الترجمة من موقع الاسلام اليوم
ـ[محب السلفية1]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 02:50]ـ
رحمه الله واسكنه فسيح جناته ووالدي وجميع المسلمين(/)
لماذا كفر الإمام أحمد ائمة المعتزلة ولم يكفر المأمون؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 04:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الإشكالات التي لم أجد لها جوابا ما أعلمه عن الإمام أحمد وتكفيره لأحمد بن دؤاد وغير ه من أئمة المعتزلة، وتكفيره لهم كان تكفيرا عينيا، وكلا مه فيهم كان شديدا، وبالمقابل، ما يعلم عن الإمام احمد أنه لم يكفر المأمون، مع انه حامي هذه العقيدة بسيفه وسلطانه، ولم يكتف المأمون بالقول بخلق القرآن، بل كان يدعو إليه، ويوالي ويباري فيه، وأمر الجاحظ براءة كتب الاعتزال بعد صلاة الجمعة، ونصب المشانق وهيأ الجلادين للتصدي لكل من خالف هذه المقالة، واغدق الجوائز والصلات على من اعتقد هذه العقيدة، ومع هذا كله ذكر شيخ الإسلام أن الإمام احمد دعا له واستغفر لما مات، ولو كان كافرا ما فعل ذلك، فما هو المناط الذي تحقق في ابن دؤاد ولم يتحقق في المأمون؟ ام ما هو المانع الذي قام بالمأمون ولم يقم بابن دؤاد؟
أريد جوابا علميا مقنعا ونقاشا مثمرا ممن الإخوة بارك الله فيهم.
ـ[المسندي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 06:29]ـ
هناك موضوع كتب في المجلس وهو ان الامام قد كفر المأمون على الصحيح كما نقل ذلك الخلال في السنة.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 07:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
فإن ما بدأ به الإمام أحمد في معتقده هو تكفير الجهمية كطائفة دون الحكم على أعيانها بالكفر .. ثم انتهى به الأمر إلى أن حكم على دعاتها ورؤسها بالكفر، وعلى مقلديهم وجهلتهم بالفسق .. فعليه، كفّر المأمون بعد موته، وكفّر ابن دؤاد .. وكفّر غيره من الأئمة بشر المريسي وغيرهم.
وكما قال الأخ المسندي، فقد نوقش هذا الموضوع من قبل في المنتدى
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 12:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما لكن أود لو دللتموني على الرابط، ثم إن شيخ الإسلام لا زال يؤكد في غير ما موضع أن الإمام أحمد لم يكفر المأمون، ويستدل بذلك على أن ليس كل من قال أو فعل كفرا كفر.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 01:44]ـ
من المفروض أن لا يُنزل قول إبن تيمية منزلة اليقين في هذه الحادثه لعدم اعتماده على النقل لأن التعويل في هذا المقام لا يكون الا على النقل الصحيح.
بعض الكتاب تبلغ به الثقة بما يقوله ابن تيمية-و هو أهل لذلك- حد الشطط
سيما اذا كان فيما يؤيد مذهبه فيقع فيما كان في غنية عنه
مثال ذلك:
كثير من الكتاب يستدل لمذهبه في مسألة العذر بالجهل بقول ابن تيمية:
"وكذلك الشافعى لما قال لحفص الفرد حين قال القرآن مخلوق كفرت بالله العظيم بين له أن هذا القول كفر ولم يحكم بردة حفص بمجرد ذلك لأنه لم يتبين له الحجة التى يكفر بها ولو اعتقد أنه مرتد لسعى فى قتله وقد صرح فى كتبه بقبول شهادة أهل الأهواء والصلاة خلفهم"
و ابن تيمية نفسه القائل:
" فلما ناظر الشافعي وقال له القرآن مخلوق قال له الشافعي كفرت بالله العظيم ذكره ابن ابي حاتم في الرد على الجهمية قال كان في كتابي عن الربيع بن سليمان قال حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب الا أني أعلم أنه حضر عبدالله بن عبدالحكم ويوسف بن عمرو بن يزيد فسأل حفص عبدالله قال ما تقول في القرآن فأبى أن يجيبه فسأل يوسف بن عمرو فلم يجبه وكلاهما أشار إلى الشافعي فسأل الشافعي فاحتج عليه وطالت فيه المناظرة فقام الشافعي بالحجة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وكفر حفصا الفرد قال الربيع فلقيت حفصا في المسجد بعد هذا فقال أراد الشافعي قتلي"
وقال كذلك:
"وحفص الفرد لما ناظر الشافعى فى مسألة القرآن وقال القرآن مخلوق وكفره الشافعى كان قد ناظره بهذه الطريقة "
فابن تيمية و إن كان من كبار علماء الاسلام فكلامه يجري عليه ما يجري على كلام غيره من أهل العلم.
فعلى ماذا اعتمد ابن تيمية لنفي تكفير الامام أحمد للمأمون؟!
هذا ما يجب السؤال عنه
ـ[أبو عبد الله النجدي2]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 02:40]ـ
لكن أود لو دللتموني على الرابط،.
لو دللتمونا على الرابط وبارك الله فيكم ...
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 06:37]ـ
من المفروض أن لا يُنزل قول إبن تيمية منزلة اليقين في هذه الحادثه لعدم اعتماده على النقل لأن التعويل في هذا المقام لا يكون الا على النقل الصحيح.
لكن شيخ الإسلام عزز قوله بقرينة، وهو استغفار الإمام للمأمون وترحمه عليه، ولا يستغفر ويترحم على كافر.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 08:29]ـ
الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5564
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 08:36]ـ
لتكتمل الصورة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E3%C3%E3%E6%E4
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا عبيد على الروابط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أزمُراي]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 07:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جاء في كتاب السنة للخلال الصفحة 95 من الجزء الخامس: "مررنا بقبر رجل في طرسوس فقلنا: الكافر لا رحمه الله.
فقال أبو عبد الله: نعم الكافر لا رحمه الله، هو أول من بدأ هذا الأمر"
والمأمون دفن في طرسوس وهو أول من بدأ فتنة القول بخلق القرآن.
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 07:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جاء في كتاب السنة للخلال الصفحة 95 من الجزء الخامس: "مررنا بقبر رجل في طرسوس فقلنا: الكافر لا رحمه الله.
فقال أبو عبد الله: نعم الكافر لا رحمه الله، هو أول من بدأ هذا الأمر"
والمأمون دفن في طرسوس وهو أول من بدأ فتنة القول بخلق القرآن.
جهم بن صفوان ناظر المأمون ولكن المأمون كان جاهلاً شيخنا أبو محمد؟(/)
الإسلام والليبرالية ضدان لا يجتمعان
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 01:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................... أما بعد،،،
فإن من هزال الدعاوى والنداءات زعم طائفة من المنافقين وبعض من اغتر بهم من جهال المسلمين من أن الإسلام لا ينافي الليبرالية، وواقع قول هؤلاء إن الإسلام لا ينافي الكفر به، وهل يصح هذا عند أحد من العقلاء.
وإليك البرهان على أن الليبرالية ضد للإسلام لا تجتمع معه ألبته. وهذا بعد معرفة لليبرالية لأن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره وخلاصتها أنها قائمة على مبدأ الحرية المطلقة ما لم تتعد إلى حرية الآخرين، إليك الأدلة على أنها كفر وخروج من الملة:
الدليل الأول/ دعوى الليبرالية الحرية المطلقة تنافي ما أقامه دين الإسلام بدلالة القرآن والسنة من أن المخلوقين عباد لله، والعبد ليس حراً بل مقيد بما يريده سيده، وبما أتاح له من حرية، فبين سبحانه أنه خلق بني آدم لحكمة بالغة وهي عبادته فقال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ثم أمرهم بالاستمرار على عبادته حتى الممات فقال (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
وكل الرسل جاءت لتدعوا الناس إلى أن يكونوا عباداً لله فقال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
وبين سبحانه أنه لم يظلم أحداً من خلقه لا من الملائكة ولا الجان ولا ابن آدم وسمى الجميع عباداً له فقال (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) وقال في موضعين من كتابه (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)
فإذا تبين أننا عبيد لله فنحن لسنا أحراراً على الإطلاق بل حريتنا مقيدة بما يريده سيدنا وربنا سبحانه، وهذا يتنافى مع مبدأ الليبرالية، فمن دعا إلى الليبرالية وانتسب إليها فهو ما بين أن يخلع لباس الإسلام ويلبس لباس الليبرالية أو يخلع لباسها ويتزين بلباس الإسلام.
الدليل الثاني/ كل دليل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو ينافي الليبرالية من كل وجه كما قال تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وقال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وقال (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
وذلك أن مبدأ الليبرالية الكفري قائم على الحرية ومبدأ النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإسلامي يخالف هذا ويقيد الحرية بما جاءت به الشريعة، فعلى مبدأ الليبرالية الكفرية للإنسان حريته في شرب الخمر وهذا مخالف لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعارض له لأنه يمنع الإنسان المسلم من شرب الخمر باسم إنكار المنكر.
فكل ليبرالي كافر بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن كفر ببعض ما جاءت به الشريعة فهو كافر بها كلها كما قال تعالى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)
الدليل الثالث/ كل دليل دال على إقامة الحدود ينافي مبدأ الليبرالية الكفرية، فقد أمر الله بجلد الزاني غير المحض ولو تراضيا فقال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) والليبرالية الكفرية تقول: إذا تراضى الطرفان فدعوهما فهما أحرار فالليبرالية والإسلام ضدان لا يجتمعان.
الدليل الرابع/ كل دليل يدل على حرمة الربا يدل على بطلان الليبرالية الكفرية وقال تعالى عن المرابين (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) وقال (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا)
(يُتْبَعُ)
(/)
والليبرالية الكفرية تقول: إن الربا إذا كان برضا الطرفين فجائز ولاشيء فيه. وهذا مناف للإسلام لا يجتمع معه ألبته .. إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة الدالة على كفر الليبرالية.
فإذا كانت كذلك فكل من تبناها ودعا إليها فهو كافر بعد قيام الحجة عليه.
وإن لليبراليين طرقاً يمررون بها باطلهم وإليك بعضها باختصار:
الطريقة الأولى:
رد الأحاديث النبوية التي تخالف هواهم بحجة أن هناك أحاديث ضعيفة فكلما أوردت عليهم حديثاً صحيحاً ولو اتفق عليه البخاري ومسلم ردوه بحجة أنه يوجد في البخاري ومسلم أحاديث ضعيفة. وهذا لو سلم به فليس مسوغاً لرد كل حديث يخالف أهواءهم من أوجه:
الوجه الأول/ أن المميزين بين الحديث الضعيف والصحيح هم أهل التخصص والعلم بالحديث، ومن احترام التخصص أن يوكل الأمر إلى أهله وإلا لأصبح الأمر فوضى، فكما لا يرضى بكلام معماري غير عارف بالطب في الطب فكذلك لا يقبل كلام غير المحدثين في الأحاديث قبولاً ورداً.
الوجه الثاني/ إن واقع صنيع هؤلاء جعل أهوائهم هي الحكم والفيصل، فما وافق أهواءهم قبلوه وما لا ردوه، لذا تراه يشكك في حديث أخرجه السبعة أو الشيخان بينما قد يحتج بحديث موضوع مكذوب بما أنه يوافق هواه.
وحقيقة فعلهم رد السنة وإنكارها لكن القوم لا يجسرون وعن التصريح بهذا الأمر يجبنون.
الطريقة الثانية:
المبالغة في مدلول ما خرج الإمام مسلم عن عائشة وأنس -رضي الله عنهما- أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أنتم أعلم بأمور دنياكم " ومناسبة هذا الحديث ما أخرج مسلم عن طلحة بن عبيد الله قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل فقال (ما يصنع هؤلاء) فقالوا: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أظن يغني ذلك شيئاً) قال: فأخبروا بذلك فتركوه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال (إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل).
فكلما أوردت على أحد اللبراليين حديثاً يخالف أهواءهم قالوا: قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" أنتم أعلم بأمور دنياكم " فعزلوا الشريعة عن الحياة بهذا الحديث، ولو تأملوا - لو كانوا للحق طالبين - لعلموا أن المراد بهذا الحديث ما حكم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالظن لأنه قال: (ما أظن يغني ذلك شيئاً) " لا مطلق حكمه صلى الله عليه وسلم، وليس من هذا قوله فيما أخرج البخاري من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -:" لا يفلح قوم ولوا أمرهم إلى امرأة " ولا قوله فيما أخرج الشيخان عن ابن عباس:" لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " ولا قوله فيما خرج مسلم عن حذيفة:" اسمع وأطع للأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك " وهكذا .. لأنه جزم بهذه الأحاديث ولم يذكرها على وجه الظن.
وكم يضيق عليهم الخناق إذا أوردت عليهم آيات قرآنية تخالف أهواءهم وتدل على أن الشريعة تحكم الحياة كقوله تعالى (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) وقوله (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى)
فهم لا يستطيعون تضعيف هذه الآية والتشكيك في صحتها ولو فعلوا لبانت حقيقة أمرهم عند المسلمين أجمعين، لذا يحاولون التشكيك في دلالتها بتأويلات سامجة يلوح منها التكذب المكشوف عند كل ذي بصيرة مما لا يدع شكاً أنهم يكذبون بها لكن لمثل هذه التأويلات يسترون سوءتهم بغير ساتر.
الطريقة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
استغلال أخطاء بعض من ظاهرهم التدين للطعن في الدين وثوابته. وهذا خطأ كبير فالشريعة نفسها بينت أن هناك من يظهر بصورة التدين وهو مخالف للشريعة كما وضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مع صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مع صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مع عَمَلِهِمْ ويقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ من الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ في النَّصْلِ فلا يَرَى شيئا وَيَنْظُرُ في الْقِدْحِ فلا يَرَى شيئا وَيَنْظُرُ في الرِّيشِ فلا يَرَى شيئا وَيَتَمَارَى في الْفُوقِ) متفق عليه. فالواجب أن يبين خطأ المخطئ بالدليل الشرعي أولاً لا بالأهواء، وثانياً أن يقبل الحق الموافق للدليل الشرعي.
الطريق الرابعة:
كثيراً ما يردد الليبراليون ذم الأحادية في التوجه ويطالبوننا ألا نكون في أمورنا ما بين أبيض وأسود، وصنيعهم هذا هو من لبس الحق بالباطل، وذلك أن من الأمور الدينية ما نقطع به لأن الله قطع به في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته كمثل إنكار المنكر على من فعله ولو باليد لمن كان مخولاً وذا قدرة، وعدم تولية المرأة، وإعطائها النصف من ميراث الرجل وألا تخضع بقولها للرجال وهكذا ..
وما لم يأت من الله ولا من رسوله صلى الله عليه وسلم بدلالة قطعية وتنازع فيه أهل العلم نزاعاً معتبراً فلسنا فيه أحادي التوجه ولا ما بين أبيض وأسود كمثل القول بنقض الوضوء من مس الذكر وهكذا ...
وهذا كله لأنا عبيد لله لا يصح لنا أن نخرج عما أرد ورسمه من شرعه.
وأخيراً أنبه على أمرين:
الأمر الأول/ إن مما يؤلم أن بعض من يسمون بالإسلاميين-إن صحة التسمية- شابهوا الليبراليين في كثير من فعالهم فدعا إلى عدم عداء الكفار وأهل البدع، وعدم الغيرة على التوحيد والسنة، وإلى خروج المرأة ومشاركته في القضاء وتوليها المناصب، وإلى الديمقراطية وهكذا ... ومن أمثال هؤلاء محمد عمارة وفهمي هويدي ويوسف القرضاوي ومحمد حسن الددو وليس سلمان العودة وعوض القرني عنهم ببعيد.
الأمر الثاني/ أن من ينكر السنة بحجة الاستغناء بالقرآن كالقرآنيين واقع حالهم تكذيب بالقرآن والشريعة، وذلك من أوجه إليكها باختصار:
1/ أن الله أمر بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في نحو من أربعين موضعاً فكيف يتحقق هذا مع الزعم أن القرآن كافٍ دون السنة فهو ما بين أن يأتمر بأمر القرآن ويرجع عن رأيه القرآني أو أن يُصر فيكذب حتى بالقرآن.
2/ أن من ينكر السنة كيف يعرف عدد صلوات كل فرض وعدد ركعاته وواجباته إلخ .. ويقال مثل هذا في الزكاة والصيام والحج إلى آخر ما يلزم على دعواهم الباطلة الكافرة بالقرآن والسنة، أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبد العزيز بن ريس الريس
28/ 6 /1429 هـ
http://islamancient.com/mod_stand,item,19.html(/)