أما ادعاء السرحان أن ابن تيمية لم يكن عقلانيا بقدر ما كان يبحث عن عضد عقلي ينتصر به على مخالفيه، فيبين الهدلق ضعف هذه الدعوة حاشدا لها أقوال العديد من العلماء التي تؤكد أن شيخ الإسلام قد عرف الفلسفة ومارسها في سن مبكرة من عمره، وفي العشرينات تحديدا،أي إن تحصيلها تم مع تحصيل العلم الشرعي وليس اعتضادا بعقل فلسفي للدفع عن الشريعة كما ادعى السرحان.
وحيث يدعي السرحان أن بن ابن تيمية لم يكن ينقل بدقة في إيراده لمقالات فلاسفة اليونان، كما لم يكن يترجم أو ينقل مباشرة بقدر اعتماده على الفلاسفة الإسلاميين الذين سبقوه؛ سيما الغزالي وابن رشد وابن ملكا البغدادي، فان الهدلق لا يرى غضاضة في ارتكاز أقوال ابن تيمية على من سبقه، ولكنه يشير إلى أن السرحان قد غفل أن ابن تيمية وهو يفيد من هؤلاء الفلاسفة فانه لم يتفق معهم دائما، كما أنه كان محققا لأقوالهم ومعلقا أو مستدركا عليها أو مبطلا لبعضها في كثير من الأحيان.
فابن تيمية لم يكن مجرد ملفق للفلسفة ومنتفعا بها، فقد دخل عالم الفلسفة دارسا أو متعلما؛ بل ودخله مخاصما ومجادلا، ولم يدرسها دراسة نفعية أو تلفيقية من أقوال الغزالي أو الشهرستاني ... الخ في ردوده على خصومه من الفلاسفة، ويجد الهدلق كفاية في قول عبد الحكيم اجهر لرد هذه التهمة حيث عمد ابن تيمية إلى الفلسفة من الداخل ونقضها بأدواتها، فكان من المنهج سلوك طرائق الفلاسفة أنفسهم بنوع من الدينامية الفكرية " الديالكتيكية " التي يفيد منها الفيلسوف في فلسفته واستقراءاته العلمية، وهكذا كان ديدن الفلاسفة السابقين والمحدثين على مر العصور، وهكذا كان ابن تيمية.
يرى الهدلق أن سعود السرحان وقع في كثير من الأخطاء في كتابه المذكور، وخاصة الفصل الذي أسماه " مآخذ على ابن تيمية " الذي ملأه بالباطل فيكشف الهدلق أن السرحان زج بوهمه ولم يفرق بين نص لأبن تيمية، وما أورده ابن تيمية من كلام لابن عربي في تعليقاته عليه، مثل قول - ابن عربي – " وأما الإيمان بالرسل فقد ادعوا أن خاتم الأولياء أعلم من خاتم الأنبياء يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء " وفي موضع آخر يحاول تشويه أقوال ابن تيمية في مقالة الكليات الوجودية " المثل الافلاطونية " بإضافة أقوال تلميذ ابن عربي " القونوي " على اعتبار أنها أقوال ابن تيمية، فكانت مقالة السرحان مقالة تشويهية وصيد في الماء العكر سرعان ما يَبين زيفها ويُكتشَف تهافتها.
ويخطيء السرحان مره أخرى في تقديره لعقلية ابن تيمية الفلسفية عندما نقل نصوصا لما اسماهم " الدارسين لموقف ابن تيمية من المنطق الارسطي " في صورة تشكيكية مقصودة، يردها الهدلق، في أن رفض ابن تيمية للمنطق الارسطي جاء واعيا وعن دراسة وفهم عميق، موضحا ومبينا بعض ما أثبته شيخ الإسلام من تهافت هذا المنطق بالأدلة القاطعة وعدم كفايته للوصول إلى الموقف الحق أو المنتج المعرفي الرصين الذي يمكن الاعتماد عليه بالموازاة مع منطق الوحي بخاصة.
فقد كان شيخ الإسلام صاحب مذهب نقدي مكتمل، وواحد من أكابر العقول العلمية التي عرفها تاريخ الإنسانية، ورائد دعوة تجديدية تنويرية قل أن بلغتها دعوة مجدد في الإسلام، ويتضح مصداق هذا فيما توسل له أبناء الفلسفة الأوروبية ذاتها حديثا من قصور المنتج المنطقي الارسطي للحقائق المعرفية بشقيها الحسي والماورائي، وهو ما يترجمه نقد الفلاسفة التجريبيين الغربيين الحداثيين أمثال فرنسيس بيكون وديكارت ولوك وجان لاك للمنطق الارسطي إذ اثبتوا قصوره عن موادعة الحقائق، فكان شيخ الإسلام له قصب السبق إلى ذلك، وان دل ذلك على شيء، فلا يدل إلا على العقلية الفلسفية الفذة لشيخ الإسلام التي وسعتها عقول الفلاسفة الغربيين أكثر مما ضاقت به بعض صدور أبناء الإسلام المنقلبين عليه، ممن لم يكونوا صادقين مع أنفسهم بقدر ما كانوا نفعيين مشوشين، وعراة مفضوحين. فهل من عودة إلى جادة الحق بعد البيان؟؟؟.
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=982
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 01:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي علي
أما عن هذا وأمثاله فهم العيون الرمد ببهج الشهرة
أما قاده عقله إلا نحو شيخ الإسلام الجبل الشامخ
فسقط قبل أن يرتقي!!!
وقل للعيون الرمد إياك أن تري
سنا الشمس واستغشي ظلام اللياليا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(/)
قناة المستقلة تبهت المراجع الشيعية وتكشف المستور
ـ[أبومروة]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 12:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادرت قناة المستقلة كعادتها في الخوض في أهم مسألة خلاف في العصر بين أهل السنة والشيعة فبدأت في بث حلقات متسلسلة على الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة يوميا في موضوع حطير لطالما تغنى به الشيعة الروافض واتخذوه حجة لزرع الشقاق والفرقة بين المسلمين، إنه مهم جدا لطالا عقد مؤتمرات للتقريب بين المذاهب، صرف خلالها الملايير دون أن يجرأ واحد من المأتمرين من فتح هذا الباب، إنه موضوع الخلاف بيننا نحن أهل السنة والجماعة وبينهم، وهذا الموضوع هو أصل الخلاف {سب الصحابة رضوان الله عليهم والطعن فيهم}، فعلى المهتمين بالبحث العلمي في العقائد أن يتابعوا تلك الحلقات فهي مهمة لطلاب العلم والباحثين.
ـ[أبومروة]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 11:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كانت الحلقة الثامنة والأخير في قضية فاطمة الزهراء رضوان الله عليها ورواية الشيعة الروافض بكونها في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن الزهراء رضوان الله عليها قد أحرق الصحابة رضي الله عنهم وحاشاهم قالوا أنهم أحرقوا بابها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها، ومن خلال تتبعنا للحلقات الثمانية تبين لنا مايلي:
- أن الروافض بيقين ليسوا بمسلمين وإنما هم أداء لضرب الاسلام بدليل أنهم عنون فين نقلوا إلينا الاسلام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
-أن الكتب التي أولت أهمية للطعن في الصحابة كلها كتب فارسية لعباد النار الذين قاتلوا آمنا ولم يؤمنوا.
-تبين لي أيضا الحقد الدافن الذي يكنه الروافض لعمر بن الخطاب رضي الله عنه دون غيره - أي حقدهم عليه أكثر- كونه رضي الله عنهم أسقط مملكة فارس، أقسم أن هذا هو السبب أكثر.
-أيضا الروافض ليسوا على مذهب جعفر الصادق رضي الله عنه ولقد تبرأ منهم في حياته.
-أيضا سمة المراجع الشيعية وهدفها الأساسي هو إعادة الاعتبار للملكة فارس علفى حساب المغفلين من المتشيعيين.
-أيضا من سمات علماء الرافضة التدليس والمراوغة والكذب على الناس وإضلالهم.
-من أخطر المخاطر والمصائب التي إبتلينا بها في هذا الزمان -القنوات الفضائية الشيعية - إنها أداء حادة للنفوذ الشيعي -
نسأل الله العفو والعافية
ملاحظة: أنا مؤمن بيقين أن الروافض أشد عداءة للإ سلام والمسلمين من أي عو آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:50]ـ
أخي أبو مروة أسأل الله لك حسن الخاتمة وسرعة إصلاع عطل النت ...
أنا أشكر الدكتور الهاشمي على هذه المناظرات ... لسبب بسيط وهو أن الشيعة أعلنوا عقائدهم أمام الملأ بألسنتهم , ففضحوا أنفسهم قبحهم الله ....
كما لا أنسى أن أنوه بالموقف الشجاع الذي اتخذه الدكتور الفاضل صباح الخزاعي رزقه الله صلاحا في الدنيا والآخرة ....
ـ[التبريزي]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 01:32]ـ
لو ناقشت شيعيا بهدوء وسألته:
إذا كان الفاروق كسر ضلع الزهراء وأهانها وأسقط جنينها وعلي بن أبي طالب واقف يتفرج!!
فما معنى ذلك؟
أليس اتهاما صارخا لعلي بالجبن وعدم الغيرة وطعنا في شرفه وكرامته؟
كيف بعد ارتداد الفاروق وأبي بكر يصلي خلفهما علي وهما كافران لا تجوز الصلاة خلفهما؟
أين الحسن والحسين وهما الشجاعان كأبيهما لم ينتصرا لأمهما الزهراء؟
لو فكر بهدوء لعلم أن الروايات الشيعية كذب وتدليس، وهم بالمناسبة يعدون الإيمان بمظلومية الزهراء ركن من أركان التشيع، ولذا فقد كفروا محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني لأنه أنكر ذلك ..
التشيع نحلة من صنع اليهودي ابن سبأ، وتبناها الفرس مذهبا لحرب الإسلام من الداخل بعد أن أسقط الفاروق عمر الدولة الساسانية الفارسية ولم يعد لهم قوة أو منعة! لذلك هم يكرهون عمر أكثر من غيره ويسبونه ويلعنونه ويقيمون مزارا لقاتله المجوسي أبي لؤلؤة في كاشان بإيران والذي قتل نفسه في المدينة بعد جريمته الكبرى!
اصدر كثير من مراجع الشيعة فتاوى تحرم مشاهدة قناة المستقلة الناصبية كما يقولون لأنها فضحتهم وعرتهم وكشفت كذبهم وادعاءاتهم ..
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 08:31]ـ
جزاكم الله خيرا
هل يوجد لهذه القناة بث مباشر على الشبكة؟
وهل يوجد تسجيل لهذه الحلقات على الشبكة أم لا؟
وجزاكم الله خيرا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبومنصور]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 01:30]ـ
جزاكم الله خيرا
هل يوجد لهذه القناة بث مباشر على الشبكة؟
وهل يوجد تسجيل لهذه الحلقات على الشبكة أم لا؟
وجزاكم الله خيرا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
تفضل:
قريباً حلقات هل ماتت السيدة فاطمة رضي الله عنها أم استشهدت؟
http://www.alserdaab.org/Almustakillah.htm
وهنا المناظرات السابقة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=822
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 01:50]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...(/)
مذهب الأشاعرة في القرآن
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 12:58]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين ضمن شرح العقيدة السفارينية سؤال: تكلم الله بالقرآن بمعانيه وحروفه، بعضها ألا ينفصل عن بعض؟
الجواب: لا، عند الأشاعرة ينفصل بعضها عن بعض، ألم تعلم أن الأشاعرة قالوا: القرآن معناه كلام الله ولفظه خلقٌ من مخلوقاته؟
فإن قولنا هذا دفعاً لقول الأشاعرة، الأشاعرة الحقيقة قالوا في الكلام قولاً لا يُعقل، قالوا: كلام الله هو المعنى القائم بالنفس وما سمعه جبريل مخلوق، المعتزلة ماذا قالوا؟
قالوا: القرآن مخلوق، وهذا القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأضيف إلى الله على سبيل التشريف،والأشاعرة قالوا: القرآن الذي بين أيدينا عبارةٌ عن كلام الله وليس كلام الله وأضافه الله إليه لأنه عبارةٌ عن كلامه ولهذا قال بعضهم كما مر علينا قال بعضهم إنه في الحقيقة لا فرق بيننا وبين المعتزلة فإننا جميعاً متفقون على أن هذا القرآن مخلوق.
قال الشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية الطائفة الأولى: الأشاعرة ومن ضاهاهم من الماتريدية وغيرهم.
وطريقتهم أنهم أثبتوا لله الأسماء، وبعض الصفات، ونفوا حقائق أكثرها، وردوا ما يمكنهم رده من النصوص، وحرفوا ما لا يمكنهم رده، وسموا ذلك التحريف "تأويلاً".
فأثبتوا لله من الصفات سبع صفات: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، على خلاف بينهم وبين السلف في كيفية إثبات بعض هذه الصفات.
وشبهتهم فيما ذهبوا إليه أنهم اعتقدوا فيما نفوه أن إثباته يستلزم التشبيه أي التمثيل. وقالوا فيما أثبتوه إن العقل قد دل عليه، فإن إيجاد المخلوقات يدل على القدرة، وتخصيص بعضها بما يختص به يدل على الإرادة، وإحكامها يدل على العلم، وهذه الصفات "القدرة، والإرادة، والعلم" تدل على الحياة لأنها لا تقوم إلا بحي، والحي إما أن يتصف بالكلام والسمع والبصر وهذه صفات كمال، أو بضدها وهو الخرس والصمم والعمى، وهذه صفات ممتنعة على الله تعالى، فوجب ثبوت الكلام، والسمع، والبصر.
والرد عليهم من وجوه:
الأول: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف لما كان عليه سلف الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الأمة من بعدهم، فما منهم أحد رجع إلى العقل في ذلك وإنما يرجعون إلى الكتاب والسنة، فيثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسله إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل.
قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: "نصف الله بما وصف به نفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث".
الثاني: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف للعقل؛ لأن هذا الباب من الأمور الغيبية التي ليس للعقل فيها مجال، وإنما تتلقى من السمع، فإن العقل لا يمكنه أن يدرك بالتفصيل ما يجب ويجوز ويمتنع في حق الله تعالى؛ فيكون تحكيم العقل في ذلك مخالفاً للعقل.
الثالث: أن الرجوع في ذلك إلى العقل مستلزم للاختلاف والتناقض، فإن لكل واحد منهم عقلاً يرى وجوب الرجوع إليه كما هو الواقع في هؤلاء، فتجد أحدهم يثبت ما ينفيه الآخر، وربما يتناقض الواحد منهم فيثبت في مكان ما ينفيه أو ينفي نظيره في مكان آخر، فليس لهم قانون مستقيم يرجعون إليه.
قال المؤلف رحمه الله في الفتوى الحموية: "فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة، فرضي الله عنه الإمام مالك بن أنس حيث قال: "أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء" (13). ومن المعلوم أن تناقض الأقوال دليل على فسادها.
الرابع: أنهم إذا صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معنى زعموا أن العقل يوجبه، فإنه يلزمهم في هذا المعنى نظير ما يلزمهم في المعنى الذي نفوه مع ارتكابهم تحريف الكتاب والسنة.
مثال ذلك: إذا قالوا المراد بيد الله عز وجل: القوة دون حقيقة اليد؛ لأن إثبات حقيقة اليد يستلزم التشبيه بالمخلوق الذي له يد.
فنقول لهم: يلزمكم في إثبات القوة نظير ما يلزمكم في إثبات اليد الحقيقية؛ لأن للمخلوقات قوة، فإثبات القوة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم.
ومثال آخر: إذا قالوا المراد بمحبة الله تعالى إرادة ثواب المحبوب أو الثواب نفسه دون حقيقة المحبة؛ لأن إثبات حقيقة المحبة يستلزم التشبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول لهم: إذا فسرتم المحبة بالإرادة لزمكم في إثبات الإرادة نظير ما يلزمكم في إثبات المحبة، لأن للمخلوق إرادة، فإثبات الإرادة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم، وإذا فسرتموها بالثواب، فالثواب مخلوق مفعول لا يقوم إلا بخالق فاعل، والفاعل لابد له من إرادة الفعل، وإثبات الإرادة مستلزم للتشبيه على قاعدتكم.
ثم نقول: إثباتكم إرادة الثواب أو الثواب نفسه مستلزم لمحبة العمل المثاب عليه، ولولا محبة العمل ما أثيب فاعله، فصار تأويلكم مستلزماً لما نفيتم؛ فإن أثبتموه على الوجه المماثل للمخلوق ففي التمثيل وقعتم، وإن أثبتموه على الوجه المختص بالله واللائق به أصبتم ولزمكم إثبات جميع الصفات على هذا الوجه.
الخامس: أن قولهم فيما نفوه: "إن إثباته يستلزم التشبيه" ممنوع لأن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما تقرر سابقاً، ثم إنه منقوض بما أثبتوه من صفات الله، فإنهم يثبتون لله تعالى الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، مع أن المخلوق متصف بذلك، فإثباتهم هذه الصفات لله تعالى مع اتصاف المخلوق بها مستلزم للتشبيه على قاعدتهم.
فإن قالوا: إننا نثبت هذه الصفات لله تعالى على وجه يختص به ولا يشبه ما ثبت للمخلوق منها.
قلنا: هذا جواب حسن سديد، فلماذا لا تقولون به فيما نفيتموه فتثبتوه لله على وجه يختص به، ولا يشبه ما ثبت للمخلوق منه؟!
فإن قالوا: ما أثبتناه فقد دل العقل على ثبوته فلزم إثباته.
قلنا: عن هذا ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه لا يصح الاعتماد على العقل في هذا الباب كما سبق.
الثاني: أنه يمكن إثبات ما نفيتموه بدليل عقلي يكون في بعض المواضع أوضح من أدلتكم فيما أثبتموه.
مثال ذلك: الرحمة التي أثبتها الله تعالى لنفسه في قوله: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ) (الكهف: 58). وقوله: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس: 107).فإنه يمكن إثباتها بالعقل كما دل عليها السمع.
فيقال: الإحسان إلى الخلق بما ينفعهم ويدفع عنهم الضرر يدل على الرحمة، كدلالة التخصيص على الإرادة، بل هو أبين وأوضح لظهوره لكل أحد.
الثالث: أن نقول: على فرض أن العقل لا يدل على ما نفيتموه فإن عدم دلالته عليه لا يستلزم انتفاء في نفس الأمر، لأن انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول، إذ قد يثبت بدليل آخر، فإذا قدرنا أن الدليل العقلي لا يثبته فإن الدليل السمعي قد أثبته، وحينئذ يجب إثباته بالدليل القائم السالم عن المعارض المقاوم.
فإن قالوا: بل العقل يدل على انتفاء ذلك لأن إثباته يستلزم التشبيه، والعقل يدل على انتفاء التشبيه.
قلنا: إن كان إثباته يستلزم التشبيه فإن إثبات ما أثبتموه يستلزم التشبيه أيضاً، فإن منعتم ذلك لزمكم منعه فيما نفيتموه إذ لا فرق، وحينئذ إما أن تقولوا بالإثبات في الجميع فتوافقوا السلف، وإما أن تقولوا بالنفي في الجميع فتوافقوا المعتزلة ومن ضاهاهم، وأما التفريق فتناقض ظاهر.
والقول الفصل المطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها من إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، وإجراء النصوص على ظاهرها على الوجه اللائق بالله عز وجل، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. ويتبين هذا بأصلين، ومثلين، وخاتمة:
فأما الأصلان:
فأحدهما: أن يقال لمن يثبت بعض الصفات دون بعض: القول في بعض الصفات كالقول في بعض. أي أن من أثبت شيئاً مما أثبته الله لنفسه من الصفات ألزم بإثبات الباقي، ومن نفى شيئاً منه ألزم بنفي ما أثبته وإلا كان متناقضاً.
1 - مثال ذلك: إذا كان المخاطب يثبت لله تعالى حقيقة الإرادة، وينفي حقيقة الغضب ويفسره: إما بإرادة الانتقام، وإما بالانتقام نفسه.
فيقال له: لا فرق بين ما أثبته من حقيقة الإرادة وما نفيته من حقيقة الغضب، فإن كان إثبات حقيقة الغضب يستلزم التمثيل، فإثبات حقيقة الإرادة يستلزمه أيضاً.
وإن كان إثبات حقيقة الإرادة لا يستلزمه، فإثبات الغضب لا يستلزمه أيضاً، لأن القول في أحدهما كالقول في الآخر، وعلى هذا يلزمك إثبات الجميع، أو نفي الجميع.
2 - فإن قال: الإرادة التي أثبتها لا تستلزم التمثيل، لأنني أعني بها إرادة تليق بالله عز وجل لا تماثل إرادة المخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل له: فأثبت لله غضباً يليق به ولا يماثل غضب المخلوق.
3 - فإن قال: الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله تعالى.
قيل له: والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى.
4 - فإن قال: هذه إرادة المخلوق، وأما إرادة الله فتليق به.
قيل له: والغضب بالمعنى الذي قلت غضب المخلوق، وأما غضب الله فيليق به، وهكذا القول في جميع الصفات التي نفاها يقال له فيها ما يقوله هو فيما أثبته.
5 - فإن قال: أثبت ما أثبته من الصفات بدلالة العقل عليه.
أجبنا عنه بثلاثة أجوبة سبق ذكرها عند الرد على الطائفة الأولى.
الأصل الثاني: أن يقال لمن يقر بذات الله تعالى ويمثل في صفاته أو ينفيها: القول في الصفات كالقول في الذات.
يعني أن من أثبت لله تعالى ذاتاً لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه أن يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات، وهذا الأصل يخاطب به أهل التمثيل، وأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم.
فيقال لأهل التمثيل: ألستم لا تمثلون ذات الله بذوات المخلوقين؟! فلماذا تمثلون صفاته بصفات خلقه؟ أليس الكلام في الصفات فرعاً عن الكلام في الذات؟!
ويقال لأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم: ألستم تقولون بوجود ذات لا تشبه الذوات؟ فكذلك قولوا بصفات لا تشبه الصفات!!
مثال ذلك: إذا قال: إن الله استوى على العرش فكيف استواؤه؟
فيقال له: القول في الصفات كالقول في الذات فأخبرنا كيف ذاته؟
فإن قال: لا أعلم كيفية ذاته.
قيل له: ونحن لا نعلم كيفية استوائه.
وحينئذ يلزمه أن يقر باستواء حقيقي غير مماثل لاستواء المخلوقين، ولا معلوم الكيفية، كما أقر بذات حقيقية غير مماثلة لذوات المخلوقين، ولا معلومة الكيفية، كما قال مالك وشيخه ربيعة وغيرهما في الاستواء: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" (17).
فقوله: "الاستواء معلوم" أي معلوم المعنى في اللغة العربية التي نزل بها القرآن وله معان بحسب إطلاقه وتقييده بالحرف، فإذا قيد بـ (على) كان معناه العلو والاستقرار كما قال تعالى: (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الفلك (المؤمنون: 28) وقال: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ) (الزخرف: 13). فاستواء الله تعالى على عرشه علوه عليه علواً خاصاً يليق به، على كيفية لا نعلمها، وليس هو العلو المطلق على سائر المخلوقات.
وقوله: "والكيف مجهول" أي أن كيفية استواء الله على عرشه مجهولة لنا وذلك لوجوه ثلاثة:
الأول: أن الله أخبرنا أنه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى.
الثاني: أن العلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف وهو الذات، فإذا كنا لا نعلم كيفية ذات الله، فكذلك لا نعلم كيفية صفاته.
الثالث: أن الشيء لا تعلم كيفيته إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف في استواء الله - عز وجل - على عرشه، وهذا يدل على أن السلف يثبتون للاستواء كيفية لكنها مجهولة لنا.
وقوله: "والإيمان به واجب" أي أن الإيمان بالاستواء على هذا الوجه واجب، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه، وهو أعلم بنفسه، وأصدق قولاً وأحسن حديثاً، فاجتمع في خبره كمال العلم، وكمال الصدق، وكمال الإرادة وكمال الفصاحة والبيان فوجب قبوله والإيمان به.
وقوله: "والسؤال عنه" أي عن كيفيته بدعة؛ لأن السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين، وهو من الأمور الدينية فكان إيراده بدعة، ولأن السؤال عن مثل ذلك من سمات أهل البدع، ثم إن السؤال عنه مما لا تمكن الإجابة عليه فهو من التنطع في الدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون" (18).
وهذا القول الذي قاله مالك وشيخه يقال في صفة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وغيره من الصفات: إنها معلومة المعنى، مجهولة الكيفية، وإن الإيمان بها على الوجه المراد بها واجب، والسؤال عن كيفيتها بدعة.
فصل
في المفاضلة والمقارنة بين أرباب البدع
نظار المتكلمين الذين يدعون التحقيق وينتسبون إلى السنة يرون التوحيد عبارة عن تحقيق توحيد الربوبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطوائف من أهل التصوف الذين ينتسبون إلى التحقيق والمعرفة غاية التوحيد عندهم شهود توحيد الربوبية. ومعلوم أن هذا هو ما أقر به المشركون، وأن الرجل لا يكون به مسلماً، فضلاً عن أن يكون ولياً من أولياء الله، أو من سادات أولياء الله تعالى.
وطائفة أخرى تقرر هذا التوحيد مع نفي الصفات، فيقعون في التقصير والتعطيل، وهذا شر من حال كثير من المشركين.
والجهم بن صفوان إمام الجهمية نفاة الصفات يغلو في القضاء والقدر ويقول بالجبر، فيوافق المشركين في قولهم لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء، لكنه يثبت الأمر والنهي فيفارق المشركين إلا أنه يقول بالإرجاء فيضعف الأمر والنهي والعقاب عنده، لأن فاعل الكبيرة عنده مؤمن كامل الإيمان غير مستحق للعقاب.
والنجارية - أتباع الحسين بن محمد النجار - والضرارية - أتباع ضرار ابن عمرو وحفص الفرد - يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربتهم له أيضاً في نفي الصفات.
والكلابية - أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب - والأشعرية المنتسبون لأبي الحسن الأشعري خير من هؤلاء في باب الصفات، فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة، وأما في القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة.
وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي خير من الأشعرية في هذا وهذا.
والكرامية - أتباع محمد بن كرام - قولهم في الصفات، والقدر، والوعد، والوعيد أشبه من أكثر طوائف أهل الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة. وأما في الإيمان فقولهم منكر لم يسبقهم إليه أحد، فإنهم جعلوا الإيمان قول اللسان فقط وإن لم يكن معه تصديق القلب، فالمنافق عندهم مؤمن ولكنه مخلد في النار.
والمعتزلة - أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري - يقاربون قول جهم في الصفات فيقولون بنفيها، وأما في القدر والأسماء والأحكام فيخالفونه، ففي القدر يقولون: إن العبد مستقل بعمله كامل الإرادة فيه، ليس لله في عمله تقدير ولا خلق. ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب.
وجهم يقول: إن العبد مجبر على عمله، وليس له إرادة فيه.
وفي الأسماء والأحكام يقول المعتزلة: إن فاعل الكبيرة خارج عن الإيمان غير داخل في الكفر فهو في منزلة بين منزلتين، ولكنه مخلد في النار. ويقول جهم: إنه مؤمن كامل الإيمان غير مستحق لدخول النار.
والمعتزلة خير من الجهمية فيما خالفوهم فيه من القدر والأسماء والأحكام، فإن إثبات الأمر والنهي، والوعد والوعيد، مع نفي القدر خير من إثبات القدر مع نفي الأمر والنهي، والوعد والوعيد، ولهذا لم يوجد في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي، والوعد والوعيد ووجد في زمنهم القدرية والخوارج الحرورية.
وإنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخف، وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة، وكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل.
والمتصوفة الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم، لأن هؤلاء المتصوفة يشبهون المشركين الذين قالوا: (لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا) (الأنعام: 148). والقدرية يشبهون المجوس الذين قالوا: إن للعالم خالقين. والمشركون شر من المجوس.
أما الصوفية الذين عندهم شيء من تعظيم الأمر والنهي مع مشاهدة توحيد الربوبية وإقرارهم بالقدر، فهم خير من المعتزلة، لكنهم معتزلة من وجه آخر حيث جعلوا غاية التوحيد مشاهدة توحيد الربوبية، والفناء فيه فاعتزلوا بذلك جماعة المسلمين وسنتهم. وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شراً من بدعة أولئك المعتزلة.
وكل هذه الطوائف عندها من الضلال والبدع بقدر ما فارقت به جماعة المسلمين وسنتهم. ودين الله تعالى ما بعث به رسله، وأنزل به كتبه، وهو الصراط المستقيم طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خير الأمة التي هي خير الأمم.
وقد أمرنا الله تعالى أن نقول في صلاتنا: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: 6 - 7). فالمغضوب عليهم كاليهود عرفوا الحق فلم يتبعوه، والضالون كالنصارى عبدوا الله بغير علم، وكان يقال: تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيماً" وخط عن يمينه وشماله ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه" ثم قرأ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153) (77). وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من قبلكم فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً" (78). وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منك مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم على الهدى المستقيم".
[/ size]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 05:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك مجهود أكثر من طيب ورائع
أحسنت أخي بندر
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 01:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا علي هذا المجهود
ـ[المديني]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 05:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك الله كل الخير (ابتسامة)
ـ[المديني]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 05:34]ـ
موضوع نافع جدا جعل الله كل حرف فيه في ميزان حسناتك امين
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 04:56]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم استفدت كثيرا
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 05:05]ـ
والكرامية - أتباع محمد بن كرام - قولهم في الصفات، والقدر، والوعد، والوعيد أشبه من أكثر طوائف أهل الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.
[/ size]
يقال بأن الكرامية يحملون آيات الصفات على ظاهرها، ويقولون بأن الله تعالى حقيقة فوق العرش، وأنه ينزل ويتحرك، ويوجد في ذاته الصفات الاختيارية، فكيف جعلهم الشيخ من أكثر طوائف أهل الكلام التي أقوالها مخالفة للسنة ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ .... ؟؟؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 05:18]ـ
يقال بأن الكرامية يحملون آيات الصفات على ظاهرها، ويقولون بأن الله تعالى حقيقة فوق العرش، وأنه ينزل ويتحرك، ويوجد في ذاته الصفات الاختيارية، فكيف جعلهم الشيخ من أكثر طوائف أهل الكلام التي أقوالها مخالفة للسنة ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ .... ؟؟؟؟
الكرامية يخالفون أهل السنة في أمور عديدة و إثباتهم للصفات خير من قول متأخري الأشاعرة و لكنهم غلوا في ذلك و تلفظوا بألفاظ بدعية لم ترد في الكتاب و السنة و لهم مخالفات في باب الإيمان .. الخ
و قولك: (ومن المعلوم أن أهل السنة عند الشيخ يثبتون ما أثبته الكرامية من كون ذاته تعالى حقيقة فوق العرش وأنه ينزل ويتحرك ويجيء الخ)
هذا اللفظ لم يرد في الكتاب و السنة فلا نثبته و لا ننفيه فكف عن رمي التهم بالباطل - و كلام الدارمي تلميذ الامام احمد بن حنبل و يحيي بن معين و البويطي وغيرهم نعرفه و هو زلة منه رحمه الله و إن أراد به معنى صحيحاً و لكن لا نثبت هذا اللفظ و الله تعالى أمرنا بإتباع كلامه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و لم يأمرنا بإتباع فلان غير معصوم -
و هاك فتيا للإمام ابن قدامة رحمه الله في مسألة القران و فيها الرد على الأشاعرة لما قالوا بالكلام النفسي و ان هذا القرآن بحروفه و آياته إنما هو حكاية و عبارة عن كلام الله تعالى و ليس هو كلام الله تعالى
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37792
فاستمع للرابط فهو مفيد
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 05:32]ـ
لكن أليس تقولون: لازم الحق حق؟؟؟؟
فإذا كانت الحركة من لوازم النزول الحقيقي، فلم لا تصرحون به؟؟
أم تعتقده في قلبك ولا تقوله بلسانك؟؟ اي تثبت المعنى ولا تثبت اللفظ؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 06:12]ـ
لكن أليس تقولون: لازم الحق حق؟؟؟؟
فإذا كانت الحركة من لوازم النزول الحقيقي، فلم لا تصرحون به؟؟
أم تعتقده في قلبك ولا تقوله بلسانك؟؟ اي تثبت المعنى ولا تثبت اللفظ؟؟
لازم الحق حق: كلام صحيح , و لكن هل من لوازم النزول الحركة؟ هذا محل الخلاف فكيف تكون الحركة لازمة لنزول الباري عز و جل الى السماء الدنيا و انت لم تعرف هذا اللازم إلا في المخلوق و تريد إلزام الباري عز و جل بما فهمته انت من المخلوق؟ هذا عجب عجاب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لو سلّمنا ان هذا اللازم واجب على نزوله تعالى: فما نحن قلناه بل رسولنا صلى الله عليه و سلم قاله: فهذا الإلزام لمن قال ذلك و هو الرسول صلى الله عليه و سلم الذي قال ان ربنا ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة.الحديث فهذا الإلزام انما تلزم به الصادق المعصوم فنحن نتبع كلام سيدنا رسول صلى الله عليه و سلم و انت لك نفي النزول لان لازمه عندك محال! أما اهل السنة فهم أسعد الطوائف لأنهم أمسكوا عن الأمرين: الإثبات و النفي فلا قالوا: ينزل بحركة أو ينزل بغير حركة بل وقفوا عند النص و نطقوا بما نطق النص و سكتوا عما سكت عنه النص و تظهر صحة طريقة أهل السنة في ذلك ظهورا تاما فيما اذا كانت الألفاظ التي سكت عنها النص مجملة: تحتمل حقا و باطلاً كلفظ الحركة مثلا: فإن الحركة يراد بها انتقال الشيء من مكان يحتاج إليه الى مكان آخر يحتاج إليه و هذا يمتنع إثباته للرب تعالى تماماً
و يراد بها: حركة الفاعل من كونه غير فاعل لهذا الفعل الى كونه فاعلا له و هذا معنى صحيح لا يعقل كون الفاعل فاعلا إلا به و هذا حق فنفيه عن الفاعل نفي لحقيقة فعله أصلا
كما قال المعطلة: ان نزول الباري تعالى الى سماء الدنيا انما هو نزول رحمته: فعطّلوا الله تعالى عن حقيقة فعله و هو النزول الذي وصف به نبينا صلى الله عليه و سلم
و يراد بها: النزول و المجيء و الإتيان و غير ذلك مما ثبت لله تعالى بالنص القرآن أو النبوي و يصطلحون بتسمية ذلك بالحركة: و هذا حق و نفيه بهذا المعنى إنما هو نفي لصفاته تعالى التي ثبتت بالكتاب و السنة
و هكذا: يراد بهذه الألفاظ ما هو صحيح أو باطل فلهذا كان من منهج اهل السنة السكوت عن ذلك و الإستفصال في المعنى فما كان حقا قبلوه و ما كان باطلا نبذوه
و أصل التعطيل إنما جاء من تحكيم العقول و ترك المنقول
و رحم الله القائل:
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... عاديتم المعقول والمنقولا
وطلبتم أمرا محالا وهو إدراك ... الهدى لا تبتغون رسولا
وزعمتم أن العقول كفيلة ... بالحق أين العقل كان كفيلا
وهو الذي يقضي فينقض حكمه ... عقل ترون كليهما معقولا
وتراه يجزم بالقضاء وبعد ذا ... يلفى لديه باطلا معلولا
لا يستقل العقل دون هداية ... بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
كالطرف دون النور ليس بمدرك ... حتى يراه بكرة وأصيلا
وإذا الظلام تلاطمت أمواجه ... وطمعت بالإبصار كنت محيلا
فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها ... فالعقل لا يهديك قط سبيلا
نور النبوة مثل نور الشمس ... للعين البصيرة فاتخذه دليلا
طرق الهدى مسدودة إلا على ... من أم هذا الوحي والتنزيلا
فإذا عدلت عن الطريق تعمدا ... فاعلم بأنك ما أردت وصولا
يا طالبا درك الهدى بالعقل ... دون النقل لن تلق لذاك دليلا
كم رام قبلك ذاك من متلذذ ... حيران عاش مدى الزمان جهولا
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 06:32]ـ
فإن الحركة يراد بها انتقال الشيء من مكان يحتاج إليه الى مكان آخر يحتاج إليه و هذا يمتنع إثباته للرب تعالى تماماً
و يراد به: حركة الفاعل من كونه غير فاعل لهذا الفعل الى كونه فاعلا له و هذا معنى صحيح لا يعقل كون الفاعل فاعلا إلا به و هذا حق فنفيه عن الفاعل نفي لحقيقة فعله أصلا
ألا ترى أن هذه التعاريف للحركة عندك مخترعة لم يقل بها أهل اللغة؟؟
نحن نتكلم عن مطلق الحركة، ومعناها مطلقا شغل مكان بعد شغل آخر، إما بكل الذات أو ببعضها، وهذا لا يحتاج إلى فلسفة في تعريف الحركة كما قلت، فهل مطلق معنى الحركة عندكم لازم للنزول أم لا؟؟
فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 06:39]ـ
ألا ترى أن هذه التعاريف للحركة عندك مخترعة لم يقل بها أهل اللغة؟؟
نحن نتكلم عن مطلق الحركة، ومعناها مطلقا شغل مكان بعد شغل آخر، إما بكل الذات أو ببعضها، وهذا لا يحتاج إلى فلسفة في تعريف الحركة كما قلت، فهل مطلق معنى الحركة عندكم لازم للنزول أم لا؟؟
فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟
هات كلام أهل اللغة في أن الحركة مطلقا - دون تقييد بمخلوق - هي: شغل مكان بعد شغل آخر! بإثبات هذا من كلام العرب لا ان يكون المعنى مولّدا!
هذا أولا!
و ثانياً:
هات كلام أهل اللغة في ان معنى النزول هو الحركة بإطلاق!
في إنتظارك
أما البقية فهي سفسطات رددت عليها أعلاه لو تمعنتَ جيداً: و أعطيتك كل ما تريده من تعاريف الحركة الحقة و الباطلة و كان عليك الجواب لا التهرب!
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 06:44]ـ
فإن كان لازما فلم لا تقولون بها كما تعتقدونه، وإن لم يكن لازما فلم يبق من معنى النزول الحقيقي شيء. أو ماذا؟؟
النزول عند العرب معناه: الهبوط , و قد جاء موضحا في أحد الروايات عن النبي صلى الله عليه و سلم بذلك , و ما زيد عن هذا المعنى فهو خوض في لازم أو خوض في كيفية معينة
و هذا اللازم: إما ان يكون صحيحا أو باطلا
فإن كان صحيحا قبلنا معناه - و قد بينتُ أعلاه نماذج من المراد بالحركة -
و ان كان باطلا رددناه
و أما الخوض في الكيفية: فلا يمكن إلا بمشاهدة مخلوق معيّن فتعرف ان هذا النزول كيفيته كذا فتظن ان نزول الرب تعالى الى السماء الدنيا كنزول المخلوقين و العياذ به تعالى!
و من قال بأن نزول نزول الرب تعالى الى السماء الدنيا كنزول المخلوقين فهو ضال مبتدع
و هذا مؤدى كلام المعطلة فلهذا شبّهوا أولا ثم عطّلوا ثانيا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:10]ـ
وكأني بك تقول بأن النزول هو الهبوط، فهل يعقل الهبوط بلا حركة؟؟
وكونك تجعل الفاعل لا يفعل إلا إذا تحرك، فهل هذه القضية تحكم بها على الفاعل المختار جل جلاله؟؟ الجواب أنك قد فعلت، فما دليلك على إدراج ذات الباري تعالى في هذه القضية؟؟ أليس دليلك مشاهدة الفاعلين المخلوقين ونقل حكمهم إلى ذات الله تعالى عن ذلك، أليس ذلك تشبيها ثم تسترا عنه بنفي الكيف؟؟؟
أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟ وهو نوع من التشبيه مع التستر بنفي الكيف؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:24]ـ
وكأني بك تقول بأن النزول هو الهبوط، فهل يعقل الهبوط بلا حركة؟؟
هل تقصد انك تعقله في المخلوق و الخالق أم: المخلوق فقط؟ فإن كنتَ تعقله في المخلوق فقط فهذا عليك لا لك! فالله تعالى ليس كمثله شيء! و ان كنتَ تعقله في الخالق جل جلاله فأعطنا الدليل!
ثم ان النزول مرادف للهبوط و الحركة معنى زائد عليه و هو داخل في اللازم و الكيفية و قد أوضحتُ لك هذا بأعلاه فأنعم النظر قليلاً!
وكونك تجعل الفاعل لا يفعل إلا إذا تحرك، فهل هذه القضية تحكم بها على الفاعل المختار جل جلاله؟؟ الجواب أنك قد فعلت، فما دليلك على إدراج ذات الباري تعالى في هذه القضية؟؟ أليس دليلك مشاهدة الفاعلين المخلوقين ونقل حكمهم إلى ذات الله تعالى عن ذلك، أليس ذلك تشبيها ثم تسترا عنه بنفي الكيف؟؟؟
أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟
اين جعلتُ الفاعل لا يفعل إلا اذا تحرك؟ إنما ذكرتُ مراد النفاة بالحركة المتضمن لمعنى صحيح و هو فعل الرب جل جلاله
فالحي لا يُعرف من الميت إلا بالفعل كما ذكره الإمام البخاري رحمه الله عن شيخه الإمام نعيم بن حماد فمن لم يكن له فعل فهو ميت و من كان له فعل فهو حي و لهذا فالجهمية لما نفوا أفعال الله تعالى و قالوا ان افعاله تعالى منفصلة عنه مخلوقة: كان الرب تعالى عندهم معطلاً عن الفعل فلا يجيء يوم القيامة كما أخبر تعالى و لا ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا و لا يقول يوم القيامة بعد فناء الخلق: (لمن الملك اليوم) .. ألخ لأن ذلك يلزم عندهم لوازم ذكروها من بنيات أفكارهم و إلا لو وقفوا عند النصوص و عظّموها و تركوا اللوازم الباطلة و الشنائع الهابطة: لكانوا في خير حال
أما قولك:
(أطالبك بالدليل على ان الله تعالى لا يفعل إلا وتحرك؟؟ فهل شاهدت ذات الله تعالى حتى تحكم عليه بذلك؟؟؟ أم أنك انطلقت من مشاهدة المخلوقين ثم حكمت؟؟؟)
فهذا تقوله لنفسك لأنني نصصتُ أعلاه عقيدتي في لفظ الحركة: فتفطن
اما انت فتنفي بهذا اللازم صفةً لله تعالى! فالنزول منفي عندك و السبب: لازمه!
فهل يُعقل يا عباد الله نفي الصفة بنفي اللازم؟
يعني دليل نفي نزوله تعالى الى السماء الدنيا كل ليلة: هو نفي اللازم و هو الحركة! سبحان الله!
صم بكم غتم عجم كما وصفهم الامام الذهبي رحمه الله
و لم تذكر لي عقيدتك في النزول: هل هو نزوله تعالى كما يليق بجلاله أم نزول رحمته تعالى؟ فإن أردت الثاني: فهل رحمته مخلوقة عندك منفصلة أم صفة الله تعالى القائمة بذاته؟ فإن كانت الأولى: كان الذي ينزل الى سماء الدنيا مخلوقا محدثا لا رب العالمين! و ان كانت الثانية فهذا مستلزم لنزول ذاته تبارك و تعالى الى سماء الدنيا
و للحافظ الطبري رحمه الله ردود جزلة على من تأول النزول على غير نزول الرب جل و علا لعلي أنقله لاحقاً بإذن الله
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:33]ـ
فالحي لا يُعرف من الميت إلا بالفعل
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة، فتنبه واتهم نفسك فلست معصوما، ولا تحتقر غيرك كما تفعل فإن الله بالمرصاد لكل متكبر.
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:40]ـ
ثم ان النزول مرادف للهبوط و الحركة معنى زائد عليه و هو داخل في اللازم و الكيفية و قد أوضحتُ لك هذا بأعلاه فأنعم النظر قليلاً!
أنعمت فما وجدت إلا تحكما، فكيف تجعل الحركة كيفية، في حين أنه يصح أن يقال: تحرك من كذا إلى كذا، ومن تلك الجهة إلى غيرها الخ، كما يصح أن يقال: نزل وهبط من درجة كذا إلى درجة كذا، بسرعة كذا دون سرعة كذا، فتلك هي الكيفيات لمن تأمل. فجعلك الحركة معنى زائدا وكيفية للنزول والهبوط باطل مردود. بل هي هي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:43]ـ
و للحافظ الطبري رحمه الله ردود جزلة على من تأول النزول على غير نزول الرب جل و علا لعلي أنقله لاحقاً بإذن الله
الطبري لو كنت تعقل يثبت الصفات الخبرية الذاتية على نحو ما أثبته الأشعري في آخر أمره والباقلاني وجمهور المحدثين المعتبرين، لا على نحو من يقول مثلكم بحلول الصفات الحادثة بذات الله تعالى وتسمونها اختيارية.
وللطبري كلام نفيس في الرد على القائلين بالحرف والصوت، وله تكفير صريح لمن يقول مثلكم بأن الله تعالى يوجد في ذاته أصواتا وحروفا بلا كيفية، وينفي السكوت مطلقا على الله تعالى لا كما تثبتونه، فاستشهادك بالطبري يشعر بأنك لم تفهم من كلامه شيئا.
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:44]ـ
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة، فتنبه واتهم نفسك فلست معصوما، ولا تحتقر غيرك كما تفعل فإن الله بالمرصاد لكل متكبر.
سبحان الله! لا أدري كيف فات هذا أئمة المسلمين رحمهم الله!
رحم الله إمامنا نعيما بن حماد و رضي عنه
قال حافظ الدنيا أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتابه الحافل الجليل (خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية) - و هذا الكتاب عمدة في نقض مذهب الجهمية -
(قال أبو عبد الله: ولقد بيّن نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق، وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل، فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت، وأن أفعال العباد مخلوقة، فضيق عليه حتى مضى لسبيله، وتوجع أهل العلم لما نزل به، وفي اتفاق المسلمين دليل على أن نعيما ومن نحا نحوه ليس بمفارق ولا مبتدع، بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى، إذ يفتون بالآراء المختلفة، مما لم يأذن به الله) اهـ
نعم صدقتَ يا إمام: بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى، إذ يفتون بالآراء المختلفة، مما لم يأذن به الله , و هذا حال المبتدعة الى يومنا هذا: يعطلون الله تعالى عن أفعاله و يقولون ان الفعل هو المفعول! فهل هذا قول الجهمية يا إمام؟؟
قال إمامنا البخاري رضي الله عنه
(وقالت الجهمية: الفعل والمفعول واحد، لذلك قالوا: كن مخلوق، وقال أهل العلم: التخليق فعل الله، وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق (3))، يعني السر والجهر من القول، ففعل الله صفة الله، والمفعول غيره من الخلق) اهـ
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:48]ـ
الطبري لو كنت تعقل يثبت الصفات الخبرية الذاتية على نحو ما أثبته الأشعري في آخر أمره والباقلاني وجمهور المحدثين المعتبرين، لا على نحو من يقول مثلكم بحلول الصفات الحادثة بذات الله تعالى وتسمونها اختيارية.
وللطبري كلام نفيس في الرد على القائلين بالحرف والصوت، وله تكفير صريح لمن يقول مثلكم بأن الله تعالى يوجد في ذاته أصواتا وحروفا بلا كيفية، وينفي السكوت مطلقا على الله تعالى كما تثبتونه، فاستشهادك بالطبري يشعر بأنك لم تفهم من كلامه شيئا.
بل هو مخالف لكم مثبت لمعانيها و قد وافقه الأشعري لما تاب من عقيدته التي لا زلتم تتبعونها
و هو مثبت للصفات الإختيارية عكس حالكم و كلامه نعرفه و نفقهه و اهل السنة هم من طبع كتبه في الاعتقاد و نقلوا عنه منذ قديم الزمان اما الاشاعرة فبقوا على المعلم الاول و الثاني و قال الشيخ الرئيس كذا و قوله كذا .. الخ الهذيان المعلوم
هاك هذه الهدية من الإمام الطبري:
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره:
وقوله: (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) قيل: كان ابتداء ذلك يوم الأحد، والفراغ يوم الجمعة (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ) يقول: ثم استوى على العرش الرحمن وعلا عليه، وذلك يوم السبت فيما قيل. "
فأثبت الإستواء بعد خلق السماوات و الأرض! و هذا مخالف لإعتقادكم
و قال في موضع اخر:
القول في تأويل قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4)}
يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له أيها الناس (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا) من خلق (فِي سِتَّةِ أيَّام) ثم استوى على عرشه في اليوم السابع بعد خلقه السموات والأرض وما بينهما."
و قال ابن جرير في تاريخه ((فأما ما قال ابن إسحاق في ذلك، فإنه إنما استدل -بزعمه- على أن ذلك كذلك، لأن الله عز ذكره فرغ من خلق جميع خلقه يوم الجمعة، وذلك اليوم السابع، وفيه استوى على العرش، وجعل ذلك اليوم عيداً للمسلمين، ودليله على ما زعم أنه استدل به على صحة وقوله فيما حكينا عنه من ذلك هو الدليل على خطئه فيه، وذلك أن الله تعالى أخبر عباده في غير موضع من محكم تنزيله، أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، فقال "الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون". وقال تعالى ذكره: "قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم))
فهذا إثبات منه للصفات الإختيارية خلافا لقولكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:51]ـ
أنعمت فما وجدت إلا تحكما، فكيف تجعل الحركة كيفية، في حين أنه يصح أن يقال: تحرك من كذا إلى كذا، ومن تلك الجهة إلى غيرها الخ، كما يصح أن يقال: نزل وهبط من درجة كذا إلى درجة كذا، بسرعة كذا دون سرعة كذا، فتلك هي الكيفيات لمن تأمل. فجعلك الحركة معنى زائدا وكيفية للنزول والهبوط باطل مردود. بل هي هي.
ليس تحكما غفر الله لك
الكلام المحكم: ان المعاني المعلومة هي المطلقة فمعنى الحياة مثلا: ضد الموت و هذا قرره جماعة من اهل اللغة
و النزول هو الهبوط
و هكذا
اما من يزيد على المعاني فهي تكييف لحال مخلوق
فالحركة في نفسها لها معنى عندهم مخالف لمعنى النزول و إلا لصح ان يقال: النزول هو الحركة و ينزل ربنا معناه يتحرك و هذا لم يقله صلى الله عليه و سلم
و لهذا جاء في الروايات ان الله تعالى يهبط و ينزل و لم يزد رسولنا صلى الله عليه و سلم شيئا عن ذلك فنقف حيث وقف و لا نخوض فيما لا نعلمه
فافهم هداك الله
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:51]ـ
هل تعتقد أنك أجبت بهذا القص واللصق؟
ما نقلته من كلام لا يفيد فيما قلته لك، تأمل:
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة.
وتأمل جوابك فلا يجد اعاقل اي علاقة بينهما.
فهل تعتقد فعلا أن الحي لا يميز على الميت إلا بالفعل؟؟؟؟؟
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:52]ـ
غفر الله لي ولك .. آمين
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:59]ـ
هل تعتقد أنك أجبت بهذا القص واللصق؟
ما نقلته من كلام لا يفيد فيما قلته لك، تأمل:
هذا هو أصل ضلال المشبهة، وهو اعتقادهم أن الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل، وهذه القاعدة يكذبها الحس قبل العقل، فكم من حي لا فعل له، والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟
ومهما كان الفاصل بين الفعل والخلق دقيقا كان تعالى عن قولكم علوا كبيرا بناء على هذه القاعدة الفاسدة ميتا لأنه لم يفعل في تلك اللحظة التي أدق من الشعرة.
وتأمل جوابك فلا يجد اعاقل اي علاقة بينهما.
فهل تعتقد فعلا أن الحي لا يميز على الميت إلا بالفعل؟؟؟؟؟
هذا القص و اللصق من جهازي و ذكرته لأريك مخالفة أهل مذهبك للسلف الصالح
نعم الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل
طيب: هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين: هو كلام مخالف للحس و العقل عندك؟
اما ما قلته (والله تعالى كان قبل خلق العالم من عرشه إلى فرشه، فهل كان ميتا قبل خلق الخلق عندكم أم ماذا؟؟؟)
فهذا لأنك لم تتقن معتقد أهل السنة فأهل السنة يقولون ان الله تعالى فعّال منذ الأزل و لهذا جاز ان يخلق منذ الأزل و ان فعله متقدم على مفعوله و لا يقتضي هذا مخلوقا معينا معه منذ الأزل
اما الاشاعرة فخرجوا من هذا بمنع الله تعالى عن الفعل منذ الأزل و هذا مخالف لصريح الآيات الناصة من ان الله تعالى فعّال لما يريد .. الخ
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 08:08]ـ
إذا ثبت أن النزول يقتضي حركة .. فلا مانع من إثبات الحركة لله عز وجل
ولكن هذا لا يثبت ..
ألا ترى أن الصورة الذهنية عند المخلوقين أن السمع يقتضي أذنا ..
والعلم يقتضي دماغا .. والقدرة الفاعلة تقتضي عضلات .. ؟
فلا تقس علام الغيوب على المحسوسات ..
وقف عند ما وقف الشرع عليه .. إذ لستَ مطالبا بالتعسف والتكلف
ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر الصحابة بحديث النزول وغيره
لم يستشكل أحد منهم قط هذا المعنى كما يستشكله شيوخك الأشاعرة فتارة يرمون الحديث بالوضع ..
كما هو ديدن الرازي ومن قفاه .. وتارة يؤولونه بالغرائب
وعدم استشكالهم ذلك مع قوة قرائحهم وذكاء عقولهم وزكاء نفوسهم وكونهم أكثر الأمة حرصا على معرفة الدين
والتمثل لتعاليمه حذو القذة بالقذة .. يدل على أن أفئدتهم كانت محلا قابلا مع التسليم التام لكل ما نطق به رسول الله
والحال أنه صدر منهم استشكال لمسائل .. كسؤالهم عن القدر مثلا .. فقال عليه الصلاة والسلام: اعملوا فكل ميسر لما خلق له
وهذا الاستشكال يمس ركنا متينا من أركان الإيمان والدين
فإن قيل إنهم فهموا من حديث النزول ما عليه محرفة المعاني
فيلزم إثبات ذلك ..
لأن العرب عامة .. والصحابة خاصة .. كانوا يفهمون الكلام على ظاهره
بل هذا هو الأصل لدى كل ذي فطرة سليمة ..
والتاريخ ينبيء أن هذا الاستشكال أول ماكان .. كان على أيدي المعتزلة ..
فإن انصرام كل هذه الأجيال المباركة من السلف .. دون أن يتقلد أحد من الأكابر
من الصحابة ثم لا يكون فيهم أحد قط .. تبرّع لتوضيح هذه التكلفات والتأويلات
ليدل دلالة قاطعة .. على ما نقول ..
والله الهادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 08:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي المقدادي أشكرك على هذا المجهود وهل هذا إلا حال أسلافهم والله ماترك ابن تيمية مما يستدل به إلا استدل به عليهم وأقام عليهم الحجة وهم مع ذلك صم بكم عمي لا يفقهون
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 04:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حل الاشكال اخي ابو القاسم واجاد اخي المقدادي
جزا الله الجميع خير الجزاء
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك قاعدة في ضابط ما يجوز لله ويمتنع عنه نفياً وإثباتاً.
صفات الله تعالى دائرة بين النفي والإثبات فلابد من ضابط لهذا وذاك.
فالضابط في النفي أن ينفى عن الله تعالى:
أولاً: كل صفة عيب كالعمى والصمم والخرس والنوم والموت ونحو ذلك.
ثانياً: كل نقص في كماله كنقص حياته أو علمه أو قدرته أو عزته أو حكمته أو نحو ذلك.
ثالثاً: مماثلته للمخلوقين كأن يجعل علمه كعلم المخلوق، أو وجهه كوجه المخلوق، أو استواؤه على عرشه كاستواء المخلوق ونحو ذلك.
فمن أدلة انتفاء الأول عنه: قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى) (النحل: 60). فإن ثبوت المثل الأعلى له وهو الوصف الأعلى يستلزم انتفاء كل صفة عيب.
ومن أدلة انتفاء الثاني: قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (ق: 38).
ومن أدلة انتفاء الثالث: قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: 11).
وبهذا علم أنه لا يصح الاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه وذلك لوجهين:
الأول: أنه إن أريد بالنفي نفي التشابه المطلق - أي نفي التساوي من كل وجه بين الخالق والمخلوق - فإن هذا لغو من القول إذ لم يقل أحد بتساوي الخالق والمخلوق من كل وجه، بحيث يثبت لأحدهما من الجائز والممتنع والواجب ما يثبت للآخر، ولا يمكن أن يقوله عاقل يتصور ما يقول، فإنه مما يعلم بضرورة العقل وبداهة الحس انتفاؤه، وإذا كان كذلك لم يكن لنفيه فائدة.
وإن أريد بالنفي مطلق التشابه - أي نفي التشابه من بعض الوجوه - فهذا النفي لا يصح إذ ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك يشتركان فيه، وقدر مختص يتميز به كل واحد عن الآخر، فيشتبهان من وجه، ويفترقان من وجه.
فالحياة "مثلاً" وصف مشترك بين الخالق والمخلوق، قال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) (الفرقان: 58). وقال: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ) (الروم: 19). لكن حياة الخالق تختص به فهي حياة كاملة من جميع الوجوه لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء، بخلاف حياة المخلوق فإنها حياة ناقصة مسبوقة بعدم متلوة بفناء قال الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن: 26 - 27).
فالقدر المشترك "وهو مطلق الحياة" كلي لا يختص بأحدهما دون الآخر، لكن ما يختص به كل واحد ويتميز به لم يقع فيه اشتراك، وحينئذ لا محذور من الاشتراك في هذا المعنى الكلي، وإنما المحذور أن يجعل أحدهما مشاركاً للآخر فيما يختص به.
ثم إن إرادة ذلك - أعني نفي مطلق التشابه - تستلزم التعطيل المحض، لأنه إذا نفي عن الله تعالى صفة الوجود "مثلاً" بحجة أن للمخلوق صفة وجود فإثباتها للخالق يستلزم التشبيه على هذا التقدير، لزم على نفيه أن يكون الخالق معدوماً، ثم يلزمه على هذا اللازم الفاسد أن يقع في تشبيه آخر وهو تشبيه الخالق بالمعدوم لاشتراكهما في صفة العدم فيلزمه على قاعدته - تشبهه بالمعدوم - فإن نفى عنه الوجود والعدم وقع في تشبيه ثالث أشد وهو تشبيهه بالممتنعات؛ لأن الوجود والعدم نقيضان يمتنع انتفاؤهما كما يمتنع اجتماعهما.
فإن قال قائل: إن الشيء إذا شارك غيره من وجه جاز عليه من ذلك الوجه ما يجوز على الآخر، وامتنع عليه ما يمتنع، ووجب له ما يجب!!
فالجواب من وجهين:
أحدهما: المنع، فيقال لا يلزم من اشتراك الخالق والمخلوق في أصل الصفة أن يتماثلا فيه فيما يجوز ويمتنع ويجب، لأن مطلق المشاركة لا يستلزم المماثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: التسليم، فيقال هب أن الأمر كذلك ولكن إذا كان ذلك القدر المشترك لا يستلزم إثبات ما يمتنع على الرب سبحانه، ولا نفي ما يستحقه لم يكن ممتنعاً، فإذا اشتركا في صفة الوجود، والحياة، والعلم، والقدرة، واختص كل موصوف بما يستحقه ويليق به كان اشتراكهما في ذلك أمراً ممكناً لا محذور فيه أصلاً، بل إثبات هذا من لوازم الوجود، فإن كل موجودين لابد بينهما من مثل هذا، ومن نفاه لزمه تعطيل وجود كل موجود، لأن نفي القدر المشترك يلزم منه التعطيل العام.
وهذا الموضع من فهمه فهماً جيداً وتدبره زالت عنه عامة الشبهات وانكشف له غلط كثير من الأذكياء في هذا المقام.
فصل
الوجه الثاني: مما يدل على أنه لا يصح الاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه: أن الناس اختلفوا في تفسير التشبيه فقد يفسره بعضهم بما لا يراه الآخرون تشبيهاً.
مثال ذلك مع المعتزلة ومن سلك طريقهم من النفاة:
أنهم جعلوا من أثبت لله تعالى علماً قديماً، أو قدرة قديمة مشبهاً ممثلاً، لأن القدم أخص وصف الإله عند جمهورهم، فمن أثبت له علماً قديماً أو قدرة قديمة فقد أثبت له مثيلاً.
والمثبتون يجيبونهم تارة بالمنع، وبالتسليم تارة.
أما المنع فيقولون: ليس القدم أخص وصف الإله، وإنما أخص وصف الإله ما لا يتصف به غيره، مثل: كونه رب العالمين، وأنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير، وأنه الإله ونحو ذلك. والصفات وإن وصفت بالقدم كما توصف به الذات لا يقتضي ذلك أن تكون إلهاً أو رباً أو نحو ذلك، كما أن النبي - مثلاً - يوصف بالحدوث، وتوصف صفاته بالحدوث، ولا يقتضي ذلك أن تكون صفاته نبياً.
وعلى هذا فلا يكون إثبات الصفات القديمة لله تعالى تمثيلاً، ولا تشبيهاً.
وأما التسليم فيقولون: نحن وإن سلمنا أن هذا المعنى قد يسمى في اصطلاح بعض الناس تشبيهاً أو تمثيلاً فإنه لم ينفه عقل ولا سمع، وحينئذ فلا مانع من إثباته.
فالقرآن إنما نفى مسمى المثل، والكفء، والند ونحو ذلك، والصفة في لغة العرب التي نزل بها القرآن ليست مثل الموصوف، ولا كفؤاً له، ولا نداً فلا تدخل فيما نفاه القرآن.
فالواجب نفي ما نفته الأدلة الشرعية والعقلية فقط.
مثال آخر: مع الأشاعرة ونحوهم ممن ينفي علوه على عرشه ونحوه دون صفة الحياة، والعلم، والقدرة ونحوها فيقول: إن هذه الصفات قد تقوم بما ليس بجسم بخلاف العلو فإنه لا يقوم إلا بجسم فلو أثبتناه لزم أن يكون جسماً، والأجسام متماثلة فيلزم التشبيه.
والمثبتون يجيبونهم تارة بمنع المقدمة الأولى وهي قولهم: "إن العلو لا يقوم إلا بجسم" وتارة بمنع المقدمة الثانية وهي قولهم: "إن الأجسام متماثلة" وتارة بمنع المقدمتين، وتارة بالاستفصال، فيقولون: إن أردتم بالجسم جسماً مؤلفاً من لحم وعظم وأجزاء يفتقر بعضها إلى بعض، أو يحتاج إلى مقومات خارجية، فهذا ممتنع بالنسبة إلى الله الغني الحميد، وليس بلازم من إثبات الصفات، وإن أردتم بالجسم ما كان قائماً بنفسه موصوفاً بالصفات اللائقة به، فهذا حق ثابت لله عز وجل ولا يلزم عليه شيء من اللوازم الباطلة.
وإذا تبين اختلاف الناس في تفسير التشبيه صار الاعتماد على مجرد نفيه باطلاً، لأنه يلزم منه نفي صفات الكمال عن الله تعالى عند من يرى أن إثباتها يستلزم التشبيه.
وعلى هذا فالضابط الصحيح فيما ينفى عن الله تعالى ما سبق في أول القاعدة.
فصل
فإذا تبين أنه لا يصح الاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه وأنه طريق فاسد، فإن أفسد منه ما يسلكه بعض الناس حيث يعتمدون فيما ينفى عن الله تعالى على نفي التجسيم، والتحيز ونحو ذلك، فتجدهم إذا أرادوا أن يحتجوا على من وصف الله تعالى النقائص من: الحزن، والبكاء، والمرض، والولادة ونحوها يقولون له: لو اتصف الله بذلك لكان جسماً، أو متحيزاً، وهذا ممتنع، هذه حجتهم عليه.
وهذه طريقة فاسدة لا يحصل بها المقصود لوجوه:
الأول: أن لفظ "الجسم" و "الجوهر" و "التحيز" ونحوها عبارات مجملة مشتبهة لا تحق حقاً، ولا تبطل باطلاً، ولذلك لم تذكر فيما وصف الله وسمى به نفسه لا نفياً ولا إثباتاً، لا في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يسلكه أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإنما هي عبارات مبتدعة أنكرها السلف والأئمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أو وصف الله تعالى بهذه النقائص أظهر فساداً في العقل والدين من وصفه بالتحيز والتجسيم، فإن كفر من وصفه بهذه النقائص معلوم بالضرورة من الدين، بخلاف التحيز والتجسيم لما فيهما من الاشتباه والخفاء.
وإذا كان وصف الله تعالى بهذه النقائص أظهر فساداً من وصفه بالحيز والجسم، فإنه لا يصح الاستدلال بالأخفى على الأظهر؛ لأن الدليل مبين للمدلول ومثبت له فلابد أن يكون أبين وأظهر منه.
الثالث: أن من وصفوه بهذه النقائص يمكنهم أن يقولوا نحن نصفه بذلك، ولا نقول بالتجسيم والتحيز كما يقوله من يثبت لله صفات الكمال مع نفي القول بالتجسيم والتحيز، فيكون كلام من يصف الله بصفات الكمال ومن يصفه بصفات النقص واحداً، ويبقى الرد عليهما بطريق واحد وهو أن الإثبات مستلزم للتجسيم والتحيز، وهذا في غاية الفساد والبطلان.
والرابع: أن الذين اعتمدوا في ضابط ما ينفى عن الله على نفي التجسيم والتحيز نفوا عن الله تعالى صفات الكمال بهذه الطريقة. واتصاف الله تعالى بصفات الكمال واجب ثابت بالسمع والعقل؛ فيكون كل ما اقتضى نفيه باطلاً بالسمع والعقل، وبه يتبين فساد تلك الطريقة وبطلانها.
الخامس: أن سالكي هذه الطريقة متناقضون، فكل من أثبت شيئاً ونفى غيره ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من الإثبات، وكل من نفى شيئاً واثبت غيره ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من النفي.
مثال ذلك: أن من أثبتوا لله تعلى الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام دون غيرها من الصفات قال لهم نفاة ذلك كالمعتزلة: إثبات هذه تجسيم؛ لأن هذه الصفات أعراض والعرض لا يقوم إلا بجسم.
فيرد عليهم أولئك بأنكم أنتم أثبتم أنه حي، عليم، قدير، وقلتم ليس بجسم مع أنكم لا تعرفون حياً عالماً قادراً إلا جسماً، فأثبتموه على خلاف ما عرفتم، فكذلك نحن نثبت هذه الصفات ولا نقول إنه جسم فهذا تناقض المعتزلة، أما تناقض خصومهم الذين أثبتوا الصفات السبع السابقة دون غيرها فقد قالوا لمن أثبت صفة الرضا، والغضب، ونحوها: إثبات الرضا والغضب، والاستواء، والنزول، والوجه، واليدين ونحوها تجسيم لأننا لا نعرف ما يوصف بذلك إلا ما هو جسم.
فيرد عليهم المثبتة بأنكم أنتم وصفتموه بالحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، ولا يعرف ما يوصف بذلك إلا ما هو جسم، فإن لزمنا التجسيم فيما أثبتناه لزمكم فيما أثبتموه، وإن لم يلزمكم فيما أثبتموه لم يلزمنا فيما أثبتناه وإن ألزمتمونا به، لأنه لا فرق بين الأمرين، وتفريقكم بينهما تناقض منكم.
فصل
وأما الضابط في باب الإثبات: فأن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من صفات الكمال على وجه لا نقص فيه بأي حال من الأحوال لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (النحل: 60). والمثل الأعلى هو الوصف الأكمل الذي لا يماثله شيء.
فصفات الله تعالى كلها صفات كمال، سواء كانت صفات ثبوت، أم صفات نفي. وقد سبق أن النفي المحض لا يوجد في صفات الله تعالى، وأن المقصود بصفات النفي نفي تلك الصفة لا تصافه بكمال ضدها.
ولهذا لا يصح في ضابط الإثبات أن نعتمد على مجرد الإثبات بلا تشبيه؛ لأنه لو صح ذلك لجاز أن يثبت المفتري لله سبحانه كل صفة نقص مع نفي التشبيه، فيصفه بالحزن، والبكاء، والجوع، والعطش ونحوها مما ينزه الله عنه مع نفي التشبيه، فيقول: إن الله يحزن لا كحزن العباد، ويبكي لا كبكائهم، ويجوع لا كجوعهم، ويعطش لا كعطشهم، ويأكل لا كأكلهم، كما أنه يفرح لا كفرحهم، ويضحك لا كضحكهم، ويتكلم لا ككلامهم.
ولجاز أيضاً أن يثبت المفتري لله سبحانه أعضاء كثيرة مع نفي التشبيه فيقول: إن لله تعالى كبداً لا كأكباد العباد، وأمعاء لا كأمعائهم، ونحو ذلك مما ينزه الله تعالى عنه، كما أن له وجهاً لا كوجوههم، ويدين لا كأيديهم.
ثم يقول المفتري لمن نفى ذلك وأثبت الفرح، والضحك، والكلام، والوجه، واليدين: أي فرق بين ما نفيت وما أثبت، إذا جعلت مجرد نفي التشبيه كافياً في الإثبات؛ فأنا لم أخرج عن هذا الضابط فإني اثبت ذلك بدون تشبيه.
فإن قال النافي: الفرق هو السمع (أي الدليل من الكتاب والسنة) فما جاء به الدليل أثبته وما لم يجئ به لم أثبته.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المفتري: السمع خبر والخبر دليل على المخبر عنه، والدليل لا ينعكس فلا يلزم من عدمه عدم المدلول عليه؛ لأنه قد يثبت بدليل آخر، فما لم يرد به السمع يجوز أن يكون ثابتاً في نفس الأمر وإن لم يرد به السمع، ومن المعلوم أن السمع لم يرد بنفي كل هذه الأمور بأسمائها الخاصة فلم يرد بنفي الحزن، والبكاء، والجوع، والعطش، ونفي الكبد، والمعدة، والأمعاء، وإذا لم يرد بنفيها جاز أن تكون ثابتة في نفس الأمر، فلا يجوز نفيها بلا دليل، وبهذا ينقطع النافي لهذه الصفات حيث اعتمد فيما ينفيه على مجرد نفي التشبيه، ويعلم أنه لا يصح الاعتماد عليها، وإنما الاعتماد على ما دل عليه السمع والعقل من وصف الله تعالى بصفات الكمال على وجه لا نقص فيه، وعلى هذا فكل ما ينافي صفات الكمال الثابتة لله، فالله منزه عنه؛ لأن ثبوت أحد الضدين نفي للآخر ولما يستلزمه.
وبهذا يمكن دفع ما أثبته هذا المفتري لله تعالى من صفات النقص فيقال: الحزن، والبكاء، والجوع، والعطش صفات نقص منافية لكماله فتكون منتفية عن الله، ويقال أيضاً: الأكل، والشرب مستلزم للحاجة والحاجة نقص، وما استلزم النقص فهو نقص، ويقال أيضاً، الكبد، والمعدة، والأمعاء آلات الأكل والشرب، والمنزه عن الأكل والشرب منزه عن آلات ذلك.
وأما الفرح، والضحك، والغضب، ونحوها فهي صفات كمال لا نقص فيها فلا تنتفي عنه لكنها لا تماثل ما يتصف به المخلوق منها فإنه سبحانه لا كفء له، ولا سمي، ولا مثل، فلا يجوز أن تكون حقيقة ذاته كحقيقة شيء من ذوات المخلوقين، ولا حقيقة شيء من صفاته كحقيقة شيء من صفات المخلوقين؛ لأنه ليس من جنس المخلوقات، لا الملائكة، ولا الآدميين، ولا السموات، ولا الكواكب، ولا الهواء، ولا الأرض وغير ذلك.
بل يعلم أن حقيقته على مماثلة شيء من الموجودات أبعد من سائر الحقائق، لأن الحقيقتين إذا تماثلتا جاز على الواحدة ما يجوز على الأخرى، ووجب لها ما يجب للأخرى، وامتنع عليها ما يمتنع على الأخرى، فيلزم أن يجوز على الخالق الواجب بنفسه ما يجوز على المخلوق المحدث، وأن يثبت لهذا المخلوق ما يثبت للخالق فيكون الشيء الواحد واجباً بنفسه غير واجب بنفسه، موجوداً معدوماً، وهذا جمع بين النقيضين.
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:17]ـ
نعم الحي لا يتميز عن الميت إلا بالفعل
نعم هذا هو أصل الغلط في عقائدكم.
ومن العجب ن يتمسك العاقل بمثل هذه الكلية الباطلة ويبني عليها عقيدته.
الله تعالى حي قبل أن يفعل العالم، ولو بلحظة ادق من الشعرة، ومهما رجعت إلى الأزل لوجد فعل أول مسبوق بالفاعل تعالى الذي كان حيا قبل أن يفعله، وإلا يلزمك القول بقدم العام أنواعا وأفرادا، ولا واسطة بين القولين فتأمل.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
أما باقي المشاغبين الذين ليس لهم إلا القص واللصق بلا فهم فلا كلام معهم.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:27]ـ
لا كلام مع من يترك الكتاب والسنة ويتبع الفلاسفة من اليونان والعجم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:59]ـ
نعم هذا هو أصل الغلط في عقائدكم.
ومن العجب ن يتمسك العاقل بمثل هذه الكلية الباطلة ويبني عليها عقيدته.
الله تعالى حي قبل أن يفعل العالم، ولو بلحظة ادق من الشعرة، ومهما رجعت إلى الأزل لوجد فعل أول مسبوق بالفاعل تعالى الذي كان حيا قبل أن يفعله، وإلا يلزمك القول بقدم العام أنواعا وأفرادا، ولا واسطة بين القولين فتأمل.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
أما باقي المشاغبين الذين ليس لهم إلا القص واللصق بلا فهم فلا كلام معهم.
سبحان الله! ألم تقرأ ردي على هذا الهذيان يا عبدالوهاب؟
ألم أقل لك أعلاه:
فهذا لأنك لم تتقن معتقد أهل السنة فأهل السنة يقولون ان الله تعالى فعّال منذ الأزل و لهذا جاز ان يخلق منذ الأزل و ان فعله متقدم على مفعوله و لا يقتضي هذا مخلوقا معينا معه منذ الأزل
اما الاشاعرة فخرجوا من هذا بمنع الله تعالى عن الفعل منذ الأزل و هذا مخالف لصريح الآيات الناصة من ان الله تعالى فعّال لما يريد .. الخ
ثم لم تجب على سؤالي الصريح: هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين: هو كلام مخالف للحس و العقل عندك؟
أجب يا عبدالوهاب , فبهذا تتمايز الصفوف و نعرف انكم أخذتم عقائدكم من الفلاسفة لا السلف الصالح!
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:19]ـ
ألا تعي ما تقول؟؟ أم ماذا؟؟
أنا لا اريد مناقشتك في الخطإ الفاحش من جعلك المخلوقات موجدة منذ الأزل.
لكن انظر كلامك: وان فعله متقدم على مفعوله ولا يقتضي هذا مخلوقا معينا معه منذ الأزل.
طيب يا أخي بين فعله ومفعوله أكان هناك فاصل زمني أم لا؟؟ جوابك نعم ولا جواب غير ذلك وإلا كنت فيلسوفا. ففي ذلك الفاصل الزماني إن وجد الفعل بلا مفعول فذلك غير مفهوم في حق الله الذي يقول للشيء كن فيكون، فكيف يوجد فعله ولا يوجد مفعوله؟؟؟ وإن لم يوجد مفعول لم يوجد فعله، وهو يفيد أنه سبحانه وتعالى كان حيا قبل الفعل وقبل وجود المفعول.
أعمل قلبك قليلا من فضلك.
لم ترم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولم يكن شيء قبله) (وكان الله ولم يكن شيء معه) و (كان الله ولم يكن شيء غيره) ترم بالأحاديث الصحيحة عرض الحائك وتتمسك بإجماع وهمي. هل هذا هو الصوا وطريق الحق؟؟؟؟
الأحادث الصريحة الفصيحة تدل على أن الله تعالى كان حيا قبل خلق العالم أي قبل الفعل، فافهم فإنه كلام واضح نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، فأي كلام بعد كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:26]ـ
فبهذا تتمايز الصفوف و نعرف انكم أخذتم عقائدكم من الفلاسفة لا السلف الصالح!
لقد سئمنا من مثل هذه الدعاوى الكبيرة العريضة الفارغة. فتأملوا واتركوها فإنها لن تنفع مع العلم شيئا.
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:34]ـ
لا أفهم لماذا لا تجيب عن سؤالي في كلام الإمام السني الكبير: نعيم بن حماد؟؟؟؟
هل هو خوف منك لئلا تُتهم بمخالفة السلف أم ماذا؟
اما باقي هذيانك فالله تعالى قد قال -تعالى-:"فعال لما يريد".
ووجه الدلالة من الآية أنه –سبحانه-يفعل بإرادته ومشيئته و هذا منذ الأزل لم تحدث له بعد ان لم يكن يشاء و يريد. و هذا مخالف لعقيدتكم فالله تعالى لا يفعل بمشيئته و إرادته عندكم و إلا لزم حوادث لا أول لها .. ألخ هذيانكم
الدلالة الثانية من الآية: أنه لم يزل كذلك؛ لأنه ساق ذلك في معرض المدح والثناء على نفسه، وأن ذلك من كماله –سبحانه-؛فلا يجوز أن يكون عادماً لهذا الكمال في وقت من الأوقات، وقد قال –تعالى-:"أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون"،وما كان من أوصاف كماله ونعوت جلاله لم يكن حادثاً بعد أن لم يكن.
اما انتم فقد عطلتم الله تعالى عن صفاته منذ الأزل و زعمتم ان الفعل هو المفعول و هذه هي عقيدة الجهمية بالضبط كما بينها إمامنا البخاري رضي الله عنه , و أهل السنة و كل العقلاء اتفقوا ان الله تعالى حي و كل حي له فعل , أما انتم فأتيتم بما يخالف المعقول و المنقول و زعمتم ان الفعل ليس من شروط الحي! فلا أدري هل أنت أعرف بلغة العرب من العرب أنفسهم و العلماء؟ و قد نص الإمام ابن حماد رضي الله عنه على ذلك و و نقل اتفاق المسلمين معه إمامنا البخاري رحمه الله و لكنك تهربتَ من هذا كله لأنك تعلم ان مؤداك الطعن فيهم! و انت تخاف من إظهار ذلك هنا على الأقل و إلا فلازم مذهبك بل عينه الطعن فيهم!
فأنت تقول ان الفعل لا يميز الحي من الميت اما البخاري و شيخه فيخالفونك و ينقل الاول اتفاق المسلمين على ذلك!
فهيا أجب يا أخ العرب!
هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين: هو كلام مخالف للحس و العقل عندك؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:35]ـ
لقد سئمنا من مثل هذه الدعاوى الكبيرة العريضة الفارغة. فتأملوا واتركوها فإنها لن تنفع مع العلم شيئا.
طيب أجب عن أسهل سؤال سألته لك: هل كلام الإمام نعيم و إجماع المسلمين الذي نقله البخاري في أن نعيما لم يفارق المسلمين: هو كلام مخالف للحس و العقل عندك؟
و هل هو من المشبهة؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:41]ـ
الذي لا تفهمه يا عبدالوهاب اننا نرى فهم السلف لكلام الله تعالى و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم هو الصواب و ما خالفه لا يُعتد به لأنهم أقرب الى عهد النبوة و فيهم الصحابة و التابعين و أتباعهم و مضوا على السنة الغراء لا يرفعون رأساً بكلام مبتدع متكلم بما يخالف الكتاب و السنة , فعقيدتهم رحمهم الله صحيحة , أما انتم فلا تعتدون أصلا بكلام السلف و كل دعاويكم باطلة في هذا الشأن لهذا لا نرى أثرا لكلام السلف في مصنفاتكم العقدية بخلاف أهل السنة التي تمتلأ كتبهم بكلام ربهم تعالى و أحاديث نبيهم صلى الله عليه و سلم و كلام السلف الصالح فافهم و عِ بارك الله فيك
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:49]ـ
بالله عليك كيف فهمت من قوله تعالى فعال لما يريد أنه يخلق منذ الأزل؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل قيدها الله تعالى بالأزلية حتى تقول على الله تعالى ما لم يقله؟؟؟؟ وهل جهل المفسرون لكتاب الله تعالى ما علمته أنت؟؟؟؟ وارجع إلى كل التفاسير المعتمدة فلن تجد أحدا قيد الخلق بالأزل لأنه جهل محض وقول فلسفي محض.
قل يا مقدادي: هذا فهمي الخاص للآية. وليس فهم جماهير المفسرين الذي هم اعلم منك لملايين المرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف تريدني أن أجيبك على كلام الله أعلم بثبوته وترفض أنت الالتفات إلى دلالة حديث النبي صلى الله عليه وسلم الدلالة القاطعة على فساد كلامك. بعد أن رميت به عرض الحائط وتمسكت بكلام ابن حماد والبخاري والله أعلم بثبوته ترفض الالتفات للكلام الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي سلفية هذه؟؟؟؟؟ وأي مرجعية؟؟؟؟ وهل يحتاج كلام النبي صلى الله عليه وسلم إلى كبير فهم لتعلم أنه كان الله ولم يكن شيء غيره ولا قبله ولا معه، وأنه بالتالي كان حيا قبل الفعل؟؟؟؟؟ أأصبحتم أعجاما لا تفهون أمام هذه النصوص الصريحة في فساد معتقدكم؟؟؟؟؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:49]ـ
و من الطرائف في ذكر عدم معرفة الأشاعرة لكلام السلف: ان الشيخ ابن جهبل - غفر الله له - لما رد على شيخ الإسلام رحمه الله دمج كلام الإمام أحمد مع كلام ابن تيمية و ظن انه كله كلام الامام أحمد! فقال:
(و لو تنازل واكتفى بما نُقل عن إمامه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، حيث قال: " لا يُوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والحديث، ونعلم أن ما وُصِفَ اللهُ به من ذلك فهو حق، ليس فيه لغو ولا أحاج، بل معناه يُعرف من حيث يُعرف مقصود المتكلم بكلامه، وهو مع ذلك (ليس كمثله شيء) في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في أفعاله، فكان ينبغي أن الله سبحانه له ذات حقيقية، وأفعال حقيقية، وكذلك له صفات حقيقية، وهو (ليس كمثله شيء) لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وكل ما أوجب له نقصاً أو حُدوثاً فإن الله عز وجل منزه عنه حقيقةً، فإنه سبحانه مُستحق للكمال الذي لا غاية فوقه، وممتنع عليه الحدوث لا متناع العدم عليه، واستلزام الحدوث سابقة العدم، وافتقار المُحدَث إلى مُحدِث ووجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى "
هذا نص إمامه، فهلا اكتفى به.
ولقد أتى إمامه في هذا المكان بجوامع الكلم، وساق أدلة المتكلمين على ما يدعيه هذا المارق بأحسن رد وأوضح معان، مع أنه لم يأمر بما أمر به هذا الفريق.) اهـ كلام ابن جهبل في رسالته تلك!
و الطريف ان الكلام الملّون باللون الأحمر هو كلام شيخ الإسلام أصلاً! و لكن ابن جهبل ظنه كلام الإمام أحمد! و كلام الإمام أحمد انتهى عند قوله: " لا يُوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والحديث "
فامتدح كلام شيخ الإسلام ظانا أنه كلام الامام أحمد! و احتج بكلامه عليه! و هذا يدلك على مدى تحقيق هؤلاء لكلام السلف!!!
و الأدلة كثيرة في عدم تمييزهم و معرفتهم لكتب السلف
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:52]ـ
لا تغير الموضوع يا مقدادي إن كنت طالب حق، وأجب عن دلالة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
هي أدلة قاطعة متنا ومفهوما في أنه الله تعالى كان حيا قبل خلق العالم، اي قبل الفعل، وأن الكلية التي تعتمدها باطلة وهي قولك أنه لا حياة بلا فعل.
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 03:05]ـ
بالله عليك كيف فهمت من قوله تعالى فعال لما يريد أنه يخلق منذ الأزل؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل قيدها الله تعالى بالأزلية حتى تقول على الله تعالى ما لم يقله؟؟؟؟ وهل جهل المفسرون لكتاب الله تعالى ما علمته أنت؟؟؟؟ وارجع إلى كل التفاسير المعتمدة فلن تجد أحدا قيد الخلق بالأزل لأنه جهل محض وقول فلسفي محض.
قل يا مقدادي: هذا فهمي الخاص للآية. وليس فهم جماهير المفسرين الذي هم اعلم منك لملايين المرات.
كيف تريدني أن أجيبك على كلام الله أعلم بثبوته وترفض أنت الالتفات إلى دلالة حديث النبي صلى الله عليه وسلم الدلالة القاطعة على فساد كلامك. بعد أن رميت به عرض الحائط وتمسكت بكلام ابن حماد والبخاري والله أعلم بثبوته ترفض الالتفات للكلام الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي سلفية هذه؟؟؟؟؟ وأي مرجعية؟؟؟؟ وهل يحتاج كلام النبي صلى الله عليه وسلم إلى كبير فهم لتعلم أنه كان الله ولم يكن شيء غيره ولا قبله ولا معه، وأنه بالتالي كان حيا قبل الفعل؟؟؟؟؟ أأصبحتم أعجاما لا تفهون أمام هذه النصوص الصريحة في فساد معتقدكم؟؟؟؟؟؟
سبحان الله! ها أنت ترمي كلام السلف عرض الحائظ لأنك لم تنشأ على قراءة كتبهم و كتب السلف منشورة معلومة و كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري مشهور مطبوع و اعتمد عليه الحافظ ابن حجر - و هو إمام مقبول عندك - و نقل منه فلماذا الطعن؟ قل لي انك لا تعرف كلامهم كما كان أسلافك و عبثاً تحاول ان تنسب عقيدتك لهم و لكن طريقتك في هذا تبوء بالفشل!
هل قرأتَ كلام البخاري في ان فعله تعالى صفة الله له؟ فهل تعتقد ان صفاته تعالى غير أزلية أم ماذا؟
و قوله تعالى " فعّال لما يريد " فدليل من الأدلة على إستمرارية الفعل سواء كان في الماضي أو المستقبل , إلا إذا كنت ترى صفات الله تعالى مخلوقة فهذا أمر آخر
و هذا هو في الحقيقة قولك و الا فانظر لكلام البخاري فيما نقله عنه ابن حجر و لا أظنك تشكك فيه! -
قال
وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/ 439
فانظر كيف فهم السلف ان افعال الله صفات له تعالى و بالتالي فهي: أزلية!!
و الى الآن ما زلت ترمي بكلام السلف عرض الحائط إكراما لفلان و علان ممن جاء بعدهم! ثم تتدعي في موضع اخر ان عقيدة الأشاعرة هي عقيدة السلف! قليل من الحياء يا عبدالوهاب!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 03:12]ـ
لا تغير الموضوع يا مقدادي إن كنت طالب حق، وأجب عن دلالة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
هي أدلة قاطعة متنا ومفهوما في أنه الله تعالى كان حيا قبل خلق العالم، اي قبل الفعل، وأن الكلية التي تعتمدها باطلة وهي قولك أنه لا حياة بلا فعل.
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم واضحة فليس فيما ذكرته نفي لكون الله تعالى يفعل ما يريد منذ الأزل , و لا يعني هذا وجود مخلوق قديم مع الله تعالى فأنت إذا كنتَ تعتبر فعل الله تعالى صفة له كما قرره أئمة السنة: زالت عنك هذه الشبهات و من أحكم هذا الموضع زالت عنه هذه الوساوس فتفطن بارك الله فيك
فقول رسولنا صلى الله عليه و سلم (كان الله ولم يكن شيء قبله) (وكان الله ولم يكن شيء معه) و (كان الله ولم يكن شيء غيره) كلها لا تعني تعطيل الله تعالى عن الفعل و غاية ما فيها عدم وجود مخلوق معين قديم معه و لذلك قال ابن حبان في صحيحه (14/ 10]: ولا شيء معه لأنه خالقها ا0هـ
فالكلام هنا عن الأفراد المخلوقة المعينة فليست متقدمة او مع الله تعالى فهذا لا يقوله سني بل يقول السني: ان الله تعالى متصف بالفعل منذ الأزل و الفعل صفة لله تعالى و صفاته أزلية جل و علا فلهذا جاز أن يخلق سبحانه و تعالى و إلا كان هذا تعطيلا لفعله و من قال ان فعل الله تعالى مخلوق حادث فحدث له الفعل بعد ان لم يكن له: فهذا قائل بحدوث أفعال الله تعالى - أي خلقها - و هذا التزمه الأشاعرة فعطّلوه تعالى من صفة الفعل و اعتبروا فعله مخلوق منفصل و لهذا نبّه الامام البخاري على هذه الدقيقة و أشار ان هذا هو كلام الجهمية فقالوا: الفعل و المفعول واحد و لهذا فكن: مخلوقة , فالاشاعرة يتبعون الجهمية في ذلك
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 03:17]ـ
ثاني ... نظرية الأفراد والأنواع، وقدم النوع وحدوث الأفراد، وتسلسل الحوادث ... تفسر العقيدة بألفاظ فلسفية ثم تقول بأنك سلفي؟؟؟؟
لا يلزم من أزلية الصفة أزلية متعلّقاتها.
وهذا يلزمك ذهن فارغ عن الشبهات لكي تفهمه ..
ولا أملك لك شيئا بعد ذلك
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 03:29]ـ
ثاني ... نظرية الأفراد والأنواع، وقدم النوع وحدوث الأفراد، وتسلسل الحوادث ... تفسر العقيدة بألفاظ فلسفية ثم تقول بأنك سلفي؟؟؟؟
لا يلزم من أزلية الصفة أزلية متعلّقاتها.
وهذا يلزمك ذهن فارغ عن الشبهات لكي تفهمه ..
ولا أملك لك شيئا بعد ذلك
إنما نرد عليكم بمصطلحاتكم و نزيّفها: فلو قلنا لكم ان الله تعالى يفعل ما يريد منذ الأزل لأطنبتم بالفلسفة و التقعيدات الفلسفية و لقلتم ان الاتفاق قد حصل على بطلان تسلسل العلل في الماضي - و لا أدري متى اتفقتم على هذا و في أي زمن! - أي أن توجد علة معلولة عن علة وهذه عن غيرها في المضي لا إلى نهاية .. ألخ فبماذا يجيب السلفي؟ اذا قال لكم قال الله وقال الرسول: قلتم لم تفهموا مامعنى تسلسل العلل في الماضي ... ألخ
فنجيبك على قدر أفهامك بتمحيص مصطلحاتكم فنقبل الحق منها و نرد باطلها داعمين ذلك بكلام الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم و السلف الصالح
و لهذا نرى كتبكم الكلامية مشحونة بالتقعيدات الفلسفية الخارجة عن هدي السلف الصالح بل و الخارجة عن كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم - فليس فيها اي كلمة عن الامام احمد او البخاري او من اعلى طبقة منهما كالاوزاعي و الأئمة الأربعة و غيرهم - كمسألة لا داخل العالم و لا خارجه و مسألة حدوث أفعال الله تعالى و انها مخلوقة و مسألة ان القرآن إن أريد به هذا الكتاب فهو مخلوق! و إن أريد به الكلام القائم بالنفس فهو كلام الله النفسي! إلى غير ذلك من الشقاشق و المخارق التي أخذتموها عن الشيخ الرئيس! و المعلم الأول! و الثاني! و لا أريد ان استرسل ففي فمي ماء! و اللبيب بالإشارة يفهم!
و أهل السنة و لله الحمد على بصيرة من أمور دينهم و عقيدتهم و هم الى كتاب ربهم يذهبون و على سنة نبيهم يقتفون و على مذهب السلف يقتدون , و لم أر الى ساعتي هذه أي أشعري انكب على كتب السلف في فهم العقيدة: فهل رأى احدكم أشعريا يشرح أو يهتم بكتاب خلق أفعال العباد للبخاري؟ او التبصير للامام الطبري؟ او السنة لابن أبي عاصم؟ او الشريعة للآجري؟ او او او .... ألخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
اسال الله لك الهداية الى طريق الحق و الرشاد
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي المقدادي
كلامك جميل جدا
بارك الله فيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:28]ـ
العجب من هؤلاء الأشاعرة الذين يرددون كالببغاوات بعض ما يسمعونه من مشايخهم، ولا يفقهون منه شيئا!!
وأعجب من هذا أنهم يظنون أنهم قد أتوا بالحق المبين عند ذكر هذه الشبهات التي لا تخيل على العقلاء!!
تزعم يا أشعري أن الله كان سابقا على المفعولات، ومع ذلك كان حيا، فيدل هذا على بطلان الكلية المذكورة!
ولا أدري ماذا تستفيد أصلا حتى إن سلمنا لك ذلك؟!!
سنفرض تنزلا أن الله عز وجل كان في الأزل ولا يفعل شيئا، فهل تقول: إنه كان في الأزل قادرا على الفعل؟
إن قلت: كان قادرا، فقد سقط كلامك كله، وبطل ما تحاول أن تشغب به!!
وإن قلت: لم يكن قادرا، فقد وصفت الرب عز وجل بالعجز، تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا!!
وحتى إن سلمنا لك تنزلا أنه كان عاجزا عن الفعل في الأزل، فمتى صار قادرا بعد ذلك؟!!
وما الذي تغير في الرب - تعالى الله!! - حتى يتحول من عاجز إلى قادر؟!!
وهل استفاد بهذا التحول كمالا لم يكن عنده، أو نقص كمالا كان عنده؟!!
إن قلت ازداد كمالا، فهذا يدل على أنه كان أنقص مما هو عليه، تعالى الله عن قولكم!
وإن قلت: نقص عما كان عليه من كمال، فقد ناديت على نفسك بالجهل برب العالمين!
وحتى إن سلمنا لك كل ما سبق، فما الفرق بين الحي والميت عندك إذن!! لا يستقيم لك على قولك فرق بين الحي والميت مطلقا!!
فأقوالكم في أي مسار سرت من أبطل الباطل، وأفسد الفساد!!
ولا يمكن أن تستقيم لكم الاستدلالات على ساق بهذه الأصول الفاسدة، والأضاليل الجاهلة!!
وجه الاستدلال بالآية يا أشعري أن الله عز وجل أثبت لنفسه أنه {فعال لما يريد}، وهذا وصف بصيغة المبالغة الاسمية غير المقترنة بزمان، أي أنه كان كذلك أزلا وأبدا، لم يتغير عن كماله، ولم يستفد كمالا كان قبله ناقصا، تعالى الله عن قولكم!!
وأنتم تزعمون أنه لم يكن فعالا لما يريد، بل كان عاجزا ممنوعا من الفعل لا يقدر عليه أصلا؛ بدعوى أن هذا يستلزم وجود القديم مع الله!
فتريدون أن تثبتوا انفراد الرب جل وعلا بالقدم، فتقعون في الطعن في الله عز وجل ووصفه بأقبح الصفات!!
فمثلكم كمثل من أراد أن يعالج مريضا فقتله بدعوى أن القتل أسهل عليه!!
ومثلكم كمثل من أراد أن يبني قصرا فهدم مصرا!!
فأضحكتم العقلاء عليكم، وناديتم على أنفسكم بالجهل والسفه والضلال المبين!!
وشجعتم الفلاسفة الضلال على أن يستجروكم إلى معتقداتهم الباطلة، حتى أضلوا منكم جبلا كثيرا وأنتم لا تعقلون!!
وتخنثتم مع المعتزلة فوافقتموهم في أقوالهم في الباطن وإن أنكرتم عليهم في الظاهر، فلا سبيلَ الحق اتبعتم ولا أهل الباطل غلبتم!!
فالله المستعان على هذا البلاء.
والحمد لله رب العالمين.(/)
الغضب مفتاح من مفاتيح الحقيقة
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 12:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تدْرَكَ الحَقَائِقُ البَشَرِيَةُ ...
تُدْركُ الحقائقُ البشريةُ في أوضاعٍ كثيرةٍ منْها عند الغضبِ، فآنئذ يظْهَرُ الوجهُ الثَّانِي والشَّخْصُ المُضْمَرُ المُسْتَتِر وراء حُجُبِ اللِّباس والأصْبَاغِ والأحْجَامِ، وهَذا الاستتارُ وذاك الإضْمَارُ غيرُ واعٍ؛ فهو خارجُ الإرادة.
الإنسانُ في حقيقتهِ إنسانانِ: إنسانٌ ظَاهِرٌ وإنْسانٌ باطنٌ مُضْمَرُ. الظَّاهِرُ معْرُوفٌ والمُضمرُ المُسْتَتِرُ خافٍ يظهر فيَغيبُ. فعندمَا تقول مثلا: محمد (هو) فإنَّ الظاهر منه الهيكلُ والتصرفاتُ والأقوالُ والمشاعرُ (الظاهرة) ... أمَّا البَاطِنُ فهوَ ما وراءها من حقائِقَ تُخْفِي الوَجْهَ الثَّاني.
إذَا كانتْ لكَ رغبة في معرفة حقيقتي وشَخْصِي الثاني المضمر المستتر / جواد (هو) / فانتظرني عند الغَضَبِ أو اجْعلني أغْضَبُ ... بفعلك هذا؛ فإنك؛ تُعَجِّل بمرحلةِ الحقيقةِ، فيَزُولُ ما علا الجسمَ من طلاءٍ وصباغةٍ فتنكَشِفُ لكَ الحَقِيقَةُ وَاضِحَةً مفاجئةً.
والقاعدةُ الموضَّحَةُ مطرَّدة إنْ شاء الله، تأكَّدَت بالتجاربِ في عدَّة مواقفَ، وحيثُما اخْتَبَرتها وجدْتها قويةً لا تَهْتَزُّ؛ إلاَّ أنْ يكون هنالك استثناءٌ.
قد يقولُ قائلٌ: عند الغضبِ لا يكون الإنسان في وضعه الطَّبَعِي الأصلي، فيصدر منه ما لا يدُلُّ عَلَى الحقيقة، وأقول راداً عليه: وأين كان يكمن تصرف الرجل (إيجابا أو سلبا) قبل أن يتصرف؟ أين كانت تتجمع تلك القوة الفائضةُ؟ ولماذا تختلفُ أشكالُ انفجارِ الغَضَبِ عند الناس؟ فلو كان الغضبُ لا يعكسُ الأصلَ الشخصيَّ لكانَ غضبُ الناسِ نمطاً واحداً، والتجارب تثبتُ أنَّه ألوانٌ كثيرةٌ وأشكالٌ مختلفةٌ. وأزيدك أن ما يثير نوازعَ غضبِ الناسِ متباين؛ فإذا هُيِّجت الحقيقة في صدْرِه ظَهَرَت.
عندَ الغَضَبِ تظهر قرائن الحقيقة واضحةً إذا ضَمَمتَ بعضها لبعضٍ مُستحْضراً مختلف السياقاتِ والقرائنِ والمحتفاتِ والمؤيِّداتِ والاعتباراتِ ... أفدْتَ معلومَاتٍ قيمةً أفَادَتْكَ في معرفة الشَّخْص الثَّاني المُسْتَتِر في الشَّكْلِ.
هلْ الغضب طبيعة أم ثقافة؟ بكلمة أخرى هل الغضب سلوكٌ فطريٌ أم مكتسب؟ التجاربُ تثبت بالأدلة القاطعةِ أن الغضبَ فطريٌّ؛ يشتركُ في ذلك الإنسان والحيوانُ، لكنَّ ردودَ الفِعلِ عند الغضبِ ثقافيةٌ مكتسبةٌ، بحيث توجِّه الثقافة والمُكْتَسَبَاتُ سُلُوكاتِ الناس وردودَ أفعالهم حين الغَضَبِ؛ فمنهم من يسبُّ ويَشْتِمُ ومِنْهُمْ من يضربُ ويَكْسرُ ومنهم من يَلْطِمُ خَدّهُ أوْ يُهَدِّدُ بقتلِ نَفْسِهِ أو غَيْرهِ ومنهم ومنهم ...
إنَّمَا نَوْعُ التَّرْبِيَّةِ هُوَ الذِّي يُحَدِّدُ نَوْعَ الغَضْبَةِ وَحَجْمَهَا، وهذه؛ كما قلنا؛ تعِْكسُ الحَقِيقَةَ وتتضَمَّنُها، فيُكشفُ لَكَ الوجهُ الثَّانِي المضْمرِ خَلْفَ السُّتُرِ والثِّيابِ ... انتهى والله أعلم بالغيب.
كتب بكرة يوم 18/ 06/2008 واستغرقت كتابته ساعة واحدة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 08:01]ـ
/// أحسنت، بارك الله فيك .. مقالٌ جميلٌ ..
/// ليس ذلك شأن الغضب وحده؛ بل كثيرٍ من المشاعر المتباينة تظهر نصف الحقيقة المتوارية، كالإناء يظهر على سطحه ما يملء به، وقد لا تظهر رواسبه إلَّا إنْ حرَّكتَه ..
يشفُّ على مكتوبه طيبُ ما حوَى /// /// /// وكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضح
ـ[البتيري]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 10:44]ـ
جاء رجل الى رسول الله (ص) فقال: اوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا قال: لا تغضب ..
رواه البخاري.(/)
طلب ـ هل شيخ الإسلام يكفر تارك الصلاةِ مطلقاً أم يفصل أم ماذا؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 09:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلاب العلم ومشايخنا الكرام
بارك الله فيكم
ورد لدي إشكال لما قرأت كلامَ شيخِ الإسلام ابنِ تيميةَ في شرحِه لعمدةِ الفقهِ، حيثُ قال في (ج 3 / ص 92 ـ 93):
(فصل و يقتل لكفره في إحدى الروايتين.
و في الأخرى يُقتل كما يقتل الزاني و المحارب مع ثبوت إسلامه حدا محضاً و هي اختيارُ ابن بطة و قال هذا هو المذهبُ و أنكر خلافَ هذا لِما روى عُبادة بن الصامتِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم. (من شهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله و إن عيسى عبد الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه و إن الجنة حق و النار حق أَدخله الله الجنة على ما كان من العملِ)، و عن أنس: (إن الرسول صلى الله عليه و سلم و معاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله و سعديك قال ما من عبد يشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا اخبر الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا و أخبر بها معاذ عند موته تأثماً) متفق عليهما.
... ثم قال بعدها (3/ 98): (لكن الكفر الوارد في الصلاة هو الكفر الأعظم لوجوه ... ) وذكرـ رحمه الله ـ الوجوه، ثم قال (3/ 108):
(فأما إذا لم يدع و لم يمتنع فهذا لا يَجري عليه شيء من أحكام المرتدين في شيء من الأشياء و لهذا لم يُعلم أن أحدا من تاركي الصلاة ترك غسله و الصلاة عليه و دفنه مع المسلمين و لا مُنع ورثته ميراثَه و لا إهدار دمه بسبب ذلك مع كثرة تاركي الصلاة في كل عصر و الأمة لا تجتمع على ضلالة و قد حمل بعض أصحابنا أحاديث الرجاء على هذا الضرب).
السؤال: ـ لماذا قال ـ رحمه الله ـ (الكفر الوارد في الصلاة هو الكفر الأعظم) يعني أنه كفرٌ محضٌ حقيقيٌ؟؟ ثم قال: (فأما إذا لم يُدْعَ و لم يمتنعْ فهذا لا يَجري عليه شيءٌ من أحكامِ المرتدين في شيء من الأشياءِ)؟؟ والأصل فيه سواء دُعيَ أم لم يُدعَ فهو كافرٌ، يعني لماذا فرق شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ بين من دُعي ومن لم يُدعَ؟ كيف والنص واحدٌ؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تركها فقد كفرَ) ولم يفصل صلى الله عليه وسلم في من دعيَ ورفع السيف فوق رأسه وفي من لم يُدعَ، لم يفرق بين من امتنع ومن لم يمتنع!
وضحوا لي جزاكم الله الجنة من غير حساب ولا عقاب
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:33]ـ
قول ابن تيمية في المسألة هو التفريق بين الترك الكلي .. فهذا يكفر عنده
وأما من يصلي أحيانا ويدع أحيانا فلا يكفره
وهذا هو الصحيح الذي عليه إجماع السلف .. فإن خلافهم دائر بين التكفير بترك صلاة واحدة عامدا .. وبين التكفير بالترك الكلي
أما الترك بحجة الكسل لا يصليها مطلقا .. فهذا كافر بالإجماع على الصحيح
وليس شرحه للعمدة مرجعا معتبرا في تحقيق أقواله في المسائل
لأنه ألفه وهو شاب
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 01:54]ـ
السلام عليكم هذا نقل من كتاب سبيل النجاة للشيخ المأربي قد تجد فيه ضالتك أخي، و أعتقد ان الكتاب جيد في بابه خاصة و أن الشيخ عاش دهرا على القول الاخر ثم ترجح له مذهب السلف فرد على الخصوم - اصحابه سابقا - ردا ماتعا فإليك النقل و عليك بالكتاب ان أردت الاستزادة:
وهناك مذهب لجماعة من أهل العلم وهو: أن تارك الصلاة، لا يكفر إلا بالترك الكلي، أو بالإصرار على الترك، وإن أفضى إلى قتله. وقد نصر هذا المذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال كما في "مجموع الفتاوى" (7/ 219): ولهذا فرض متأخرو الفقهاء مسألة، يمتنع وقوعها، وهو أن الرجل إذا كان مقرًا بوجوب الصلاة، فدعى إليها، وامتنع، واستتيب ثلاثًا، مع تهديده بالقتل، فلم يصل، حتى قتل، هل يموت كافرًا أو فاسقًا؟ على قولين.
وهذا الفرض باطل، فانه يمتنع في الفطرة أن يكون الرجل يعتقد أن الله فرضها عليه، وأن يعاقبه على تركها، ويصبر على القتل، ولا يسجد لله سجدة، من غير عذر له في ذلك، هذا لا يفعله بشر قط، بل ولا يُضرب أحد ممن يقر بوجوب الصلاة، إلا صلَّى، لا ينتهي الأمر به إلى القتل، وسبب ذلك أن القتل ضرر عظيم، لا يصبر عليه الإنسان، إلا لأمر عظيم، مثل لزومه لدين، يعتقد أنه إن فارقه؛ هلك، فيصبر عليه حتى يقتل، وسواء كان الدين حقًا أو باطلاً، أما مع اعتقاده أن الفعل يجب عليه باطنًا وظاهرًا، فلا يكون فعل الصلاة أصعب عليه من احتمال القتل قط ..... ا?
وانظر (7/ 616) و"الفتاوى الكبرى" (2/ 23 - 24) ط/دار الكتب العلمية.
وذكر نحو ذلك في (22/ 48 - 49) إلى أن قال: فأما من كان مصرًا على تركها، لا يصلي قط، ويموت على هذا الإصرار والترك؛ فهذا لا يكون مسلمًا، بل أكثر الناس يصلون تارة، ويتركونها تارة، فهؤلاء ليسوا يحافظون عليها، وهؤلاء تحت الوعيد، وهم الذين جاء فيهم الحديث الذي في "السنن"، حديث عبادة عن النبي ? أنه قال: "خمس صلوات، كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، من حافظ عليهن؛ كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن؛ لم يكن له عهد عند الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له".
فالمحافظ عليها: الذي يصليها في مواقيتها، كما أمر الله تعالى، والذي ليس () يؤخرها أحيانًا عن وقتها، أو يترك واجباتها: فهذا تحت مشيئة الله تعالى، قد يكون لهذا نوافل؛ يكمل بها فرائضه، كما جاء في الحديث. ا?
وهذا المذهب هو اختيار شيخ الإسلام، كما في"الاختيارات" ص (32) ().
وفي "شرح العمدة" (2/ 92 - 93) [/ CENTER]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 02:07]ـ
جزاكما الله خيراً
بارك الله فيكما على التوضيح
.........
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 05:07]ـ
و فيك بارك الله
ـ[المقدسى]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 12:53]ـ
قول ابن تيمية في المسألة هو التفريق بين الترك الكلي .. فهذا يكفر عنده
وأما من يصلي أحيانا ويدع أحيانا فلا يكفره
وهذا هو الصحيح الذي عليه إجماع السلف .. فإن خلافهم دائر بين التكفير بترك صلاة واحدة عامدا .. وبين التكفير بالترك الكلي
أما الترك بحجة الكسل لا يصليها مطلقا .. فهذا كافر بالإجماع على الصحيح
وليس شرحه للعمدة مرجعا معتبرا في تحقيق أقواله في المسائل
لأنه ألفه وهو شاب
والله أعلم
______________________________ __
بارك الله فيك اخى الكريم
وددت التعليق على قولك بأن الإجماع منعقد على تكفير التارك مطلقاُ وعدم تكفير الذي يصلى أحياناً ويترك أحياناً وهذا الكلام شقه الاول صحيح فقد نقل الإمام الشافعى الإجماع عليه وهو تارك الصلاة بشكل كلى أما الشق الثانى وهو الإجماع على عدم تكفير من يصلى أحياناً ويترك أحياناً فهذا غير مسلم لأن الإمام إسحق بن راهويه والإمام إبن حزم يكفران تارك الصلاة الواحدة غن خرج وقتها دون عذر ... والله أعلم
ـ[المقدسى]ــــــــ[28 - Jan-2010, صباحاً 11:14]ـ
كتاب سبيل النجاة للشيخ المآربى كتاب محكم وقوى في بابه فقد نصر الشيخ القول بكفر ارك الصلاة وهو مذهب السلف بالأدلة القرآنة والسنة النبوية واقول الصحابة والعلماء , وهو كتب ينصح به لم يريد أن يطلع أكثر علي المسألة.(/)
غاب الشيخ أبو إسحاق الحويني عن قناة الناس
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:54]ـ
في الأيام الماضية كانت قناة الناس؛ قناة مكللة بالورود و الأزهار،بسبب تردد هؤلاء العلماء الربانيين على هذه القناة؛أمثال الشيخ أبي إسحاق و الشيخ حسين يعقوب و الشيخ محمد حسان ..
أما الأن وبعد طول غيابهم،أصبحت قناة قاحلة يملؤها بائعوا الأواني وبعض الدعاة فيهم الإخواني والصوفي .....
الشيئ الذي جعلني أتسائل عن غياب فضيلة الشيخ أبو إسحاق؛وبعد بومين من هذه الهواجس رأيت الدكتور عاطف يستضيف عمرو خالد في موضوع حملته على مكافحة المخدرات، فقلت لعل هذا هو السبب_وقول الشيخ صريح فبه_
وبينما أنا أتصفح بعض المواقع عبر الشبكة وجدت؛أسبابا أخرى كأصناف الدعاة الذين يعظون بهذه القناة؛بالإضافة إلى الحملات الإشهارية و شريط الرسائل الذي أصبح ركنا للتجارة و التعارف و الزواج ........................ .
فهل من أخ مصري يجلي لنا هذا الأمر بوضوح
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 11:59]ـ
الشيخان أبو إسحاق ومحمد حسان غادرا القناة لما صار فيها من دخن .. كظهور عمرو خالد ورجوع البرنامج الصباحي اليومي للقبوري أحمد عبده عوض ومخالفات أخرى .. وقد رفضت الإدارة طلب مشايخ السلفية بجعل مرجعية سلفية للقناة وأعلن عاطف عبد الرشيد أنه يرحب بجميع الاتجاهات ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:09]ـ
غيابهم عن القناة ليس مبررا بأمثال ما قلت
بل هو من الغلط إن صح .. وهو في أحسن الأحوال خلاف الأولى
لأنهم كانوا على ثغر فلا يسوغ تركه حين زاحمهم من يرون أنه مبطل!
ثم لا أعلم كيف جعلت عبده عوض قبوريا!
هذا غير صحيح .. نعم لديه نزعة تصوف
لكن وصفه بالقبورية باطل ..
وقد سمعته بأذني حين سأله شخص عن كتاب جيد في العقيدة
نصح بكتاب معارج القبول للحكمي
وأثنى في نفس الحلقة على شيخ الإسلامه
وعظمه جدا ..
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا علي هذة المعلومة اما عن سبب تغيب الشيخ عن القناة فهو قال اول ظوهر علي هذة القناة انة لايريد ان يخرج علي شاشة ثم يأتي بعد ذلك بعرض فيلم او من يهدم لي ذلك وقد قال في حق عمرو خالد ان كلما تقدمنا خطوة اخرنا عمرو مائة للوراء فكيف يخرج علي شاشة يخرج عليها من هو يحذر منهم امثال هؤلاء الهادمين للدين
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:19]ـ
هذا المبدأ أخي الرفاعي غير صحيح
وإن كان محل نظر ..
فإن الأصل في المسلم ألا يهجر المبتدع الظاهر الضلالة إلا حين يعلم أن ذلك الهجر ينفعه
ثم إنه لو مكث ونصح فلعله أن يقبل منه بدل أن يخلي المكان الذي كان فيه على الرصد
ولا يصح وصف أمثال عمرو خالد بالابتداع بل غاية ما هنالك شاب داعية لديه أخطاء منهجية بسبب قلة علمه
فإذا ترك الثغر خاليا فهو يؤسس لكثرة من يراهم مبطلين .. والعالم الواثق من خطاه لا يفِرّه أن يزاحمه من لديه أخطاء هنا وهناك
وللناس عيون وآذان وأفهام
لاسيما وأنه سابق لوجود هؤلاء
والله أعلم
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 01:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي ابو القاسم
قولك فإن الأصل في المسلم ألا يهجر المبتدع الظاهر الضلالة إلا حين يعلم أن ذلك الهجر ينفعه
ثم إنه لو مكث ونصح فلعله أن يقبل منه بدل أن يخلي المكان الذي كان فيه على الرصد
اعلم اخي ان هناك كثير من المشايخ والعلماء في مصر وغير مصر حاولوا ان يكلموة الذي وصل منهم الية اسأ الرد عليهم والذي لم يصل الية لم يصل لانة لايريد الرد علية مثل بعض الرسائل التي ارسل بها الشيخ وجدي غنيم لة
اما قولك ولا يصح وصف أمثال عمرو خالد بالابتداع بل غاية ما هنالك شاب داعية لديه أخطاء منهجية بسبب قلة علمه
كلامك يستقل بأخطأة وبعدين اخي ان لة اخطأ عقائدية ليس فيها عذر بالجهل مثل قولة (الشيطان كفر ولا مكفرش لا لم يكفر)
فهل هذا اخي مجرد اخطأ
ثم ان صاحب القناة يسير علي مذهب صاحب قناة الرسالة انة يقبل كل منهج فلا يجوز خرج مثل هؤلاء الاعلام علي مثل هذة الشاشات وانظر الردود التي قام بها المشتركون في المجلس علي الشيخ محمد المنجد لكونة خرج علي قناة اقراء
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو فراس]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 07:48]ـ
غيابهم عن القناة ليس مبررا بأمثال ما قلت
بل هو من الغلط إن صح .. وهو في أحسن الأحوال خلاف الأولى
لأنهم كانوا على ثغر فلا يسوغ تركه حين زاحمهم من يرون أنه مبطل!
ثم لا أعلم كيف جعلت عبده عوض قبوريا!
هذا غير صحيح .. نعم لديه نزعة تصوف
لكن وصفه بالقبورية باطل ..
وقد سمعته بأذني حين سأله شخص عن كتاب جيد في العقيدة
نصح بكتاب معارج القبول للحكمي
وأثنى في نفس الحلقة على شيخ الإسلامه
وعظمه جدا ..
أتفق معك في الرأي
لقد رأيت بنفسي وسمعت الكثير من العامة يحرص على برامج هؤلاء العلماء الكبارويتابعها وتكون محور حديثهم في مجالسهم فمن لهؤلاء بعد خروجهم من القناة؟
أهناك بديل عند المشايخ الكرام يغني عن الفضائيات ولا أقصد طلبة العلم فهم ليسوا بحاجة لها فهم يجالسون العلماء ويأخذون عنهم مباشرة ولا يقولن أحد أن النت هو البديل لأن مستخدميه من العامة نسبتهم قليلة جدا
على العالم والداعية غزو هذه المنابر في عقر دارها واستثمارها ووضع أقدامه فيها لا ترك مواقعه للمخالفين له!
محصلة الكلام أن هذا القرار خطأ كبير منهم وفقهم الله وبارك فيهم والله المستعان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 12:30]ـ
أهناك بديل عند المشايخ الكرام يغني عن الفضائيات ولا أقصد طلبة العلم فهم ليسوا بحاجة لها فهم يجالسون العلماء ويأخذون عنهم مباشرة
/// نعم؛ قنوات المجد والرحمة والحكمة وربما الخليجية وغيرها.
ـ[ياسين دسوقي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 01:59]ـ
كفا - - - - - - - - - - - - - ننا فرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت تتتتتتتتتتتتتتتة واختلااااااااااااااااااااااااا ف هذا اخواني وهذا سلفي
اوروبا اجتمعت وهم من كل ملة وعقيدة ونحن نختلف في الفروع والله مصيبة لهم حق امريكا وما تفعله بنا
ـ[أبو فراس]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 11:36]ـ
/// نعم؛ قنوات المجد والرحمة والحكمة وربما الخليجية وغيرها.
نعم قرارهم خاطئ كان عليهم البقاء وتكثيف الحضور عبر القناة ونجاحهم سيجبر القناة على الخضوع لمطالبهم كما خضعت أول الأمر إضافة إلى أنهم يتمتعون بحرية كاملة في قول ما يريدون فلينتقدوا ويوضحوا ما أخطأ فيه الدعاة الآخرون في القناة بالحكمة والموعظة الحسنة أما الخروج لهذا السبب وهو سبب غير وجيه مهما زعم الزاعمون فما هو إلا تضييع لفرصة أتيحت وإفراغ لمكان وثغر كانوا قد سدوه لصالح من يرونهم مخالفين لهم وخروجهم لن يمنع الناس من مشاهدة القناة لكن بقاءهم كان سيفيدهم ويعلمهم وهذه هي المشكلة التي نعاني منها في الوسط الدعوي وهي مشكلة الانسحاب بدلا من المواجهة والمزاحمة
لماذا زاحم عمرو خالد وأحمد عبده عوض هؤلاء المشائخ في القناة؟ لماذا لم يرفضوا المشاركة إلا لو أبعد هؤلاء من القناة؟ لأنهم يدركون أهمية الإعلام والحضور والمنافسة التي يجهلها دعاتنا!
وكلامي هذا تمشيا مع نظرة بعض الإخوة لعمرو وأحمد عبده على ما فيها من مبالغة!
أما القنوات التي ذكرتها فالمجد لا تختلف عن الناس حاليا وتجد فيها مشاركين من توجهات مختلفة وباقي القنوات المذكورة يملكها من يملك قناة الناس وما دام أنهم عرفوا طريقة (تطفيش) العلماء والدعاة المذكورين فسيطبقونها وسترون ما أقول وما أسهل ذلك عليهم!
سبحان الله! نطبل لحوار الأديان وحوار المذاهب ثم تضيق نفوسنا لناشط اجتماعي في صورة داعية كعمرو خالد ولواعظ مثل أحمد عبده عوض لأوهام نتوهمها ولأخطاء إن وقعت فهي غير مقصودة
الأمة أمانة في أعناق هؤلاء العلماء والدعاة وعليهم طرق كل وسيلة والتواجد في كل مكان يستطيعون من خلاله تبليغ دعوتهم وليس أمامهم إلا تأسيس قنوات خاصة أو غزو كل القنوات الفضائية الممكنة ومزاحمة الآخرين فيها وهذا ما أراه فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان ومن جالس العامة عرف أهمية وحقيقة ما أقول فبرنامج ديني واحد في قناة عامة ستجد له من الشعبية ما يفوق كثيرا من البرامج المشابهة في القنوات الدينية المتخصصة
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 01:32]ـ
/// يمكنني أن أذكر لك تسلسلا للأحداث؛ ولكني أرى الأهم هنا أن تنتبه أنك تتكلم عن شيء لم تره.
/// كلامك عجيب .. وأعجب ما فيه: (وباقي القنوات المذكورة يملكها من يملك قناة الناس)! إذ الحكمة لوسام بن عبد الوارث ويرأسها الشيخ الحويني .. والرحمة للشيخ محمد حسان ويديرها أخوه تقريبا.
/// أخي الكريم .. أعتذر عن الاستمرار في الكلام.
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ان اريد ان اقول اولا للاخ الذي يقول كفانا فرقة اوربا اجتمعت وهم من كل ملة
اقول نعم لانهم جميعا علي باطل ولاكن هل يجتمع حق وباطل مؤكد لا
ام الذين يخطؤن العلماء ويقولون من لهؤلاء الناس الذين كانوا يسمعون لهم اقول اخي الحبيب ان المشايخ لم يتركوا الخروج علي الفضائيات وهم يخرجون علي القنوات الاخري من كان يسمعهم ويريد ان يسمعهم فعلية ان يمسك با الريموت الي القناة التي موجود بها الشيخ ولاكن من مذهب اهل السنة ان لا نجلس مع مبتدع او مخطأ مدة حتي نجعلة يترك بدعتة والا فكان جائز لاهل السنة دخول البرلمان
جزا الله الجميع خير الجزاء
ـ[المديني]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 07:08]ـ
اسباب التغيب كما علمت بسبب الآتي:
1 - استمرار برنامج تفسير الاحلام
2 - عدم وجود منهج محدد وسليم فى الدعوة للقناة
3 - ظهور دعاة الصوفية والاخوان ومبتدعي الازهر
4 - عدم الاستجابة لدعوة الشيخ الحويني فى ايقاف شريط البث اسفل الشاشة الذي يكون فيه التعارف المحرم بين الرجال والاناث
5 - عدم الاستجابة لدعوة الشيخ يعقوب في جعل دروس نظامية منهجية علمية وعدم الاقتصار على برامج الفتاوى
6 - اذكر معى حين صعد مفسر الاحلام ينتقص من علماء اهل السنة الثلاثة وقال الا علماء فى مصر الا الازهريين وظل يجرح فيهم
وغيرها كثير
وللعلم
قام الشيوخ الافاضل يعقوب والحويني وحسان من التحذير من هذا كثيرا مع استمرارهم فى القناة
بل اذكر ان التحذيرات والطلبات من المشايخ كانت على الهواء وسمعتها بأذني اكثر من مرة من عام كامل
كل هذا ومدير القناة لا يستجيب
فأردد لك قول الشيخ الحويني حينما اراد قائمون على قناة ان يظهر فيها قال ما معناه:
(ازاي اظهر وادي الدروس وبعد كدة القناة تهدم الى انا قولتو بفيلم يتذاع بعدي)
وسمعت هذا ايضا بأذني
وظهور اهل البدع والاهواء وتدريسهم مناهجهم اخطر من الافلام
والأولى ان يصرف العلماء وقتهم فى القنوات سليمة المنهج افضل من هذه القناة السيئة
خصوصا وانت لا تعلم ما حجم المسافة من كفر الشيخ موطن الشيخ الى القاهرة ومن القاهرة لمدينة الانتاج الاعلامى فى السادس من اكتوبر
مسافة كبيرة وضخمة للغاية
فالأولى جعل هذا التعب فى السفر والوصول لقناة تستحق تحافظ على ما يقوله ولا تهدمه بمجرد ذهابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 09:31]ـ
أفضل وسيلة لوقف القنوات عن بدعها هو صرامة المشايخ معها
وتحذيرهم من أخراج أهل البدع فيها, وإلا سوف يتم تركها ,وعدم الخروج فيها ,بل والتحذير منها.
والله أعلم
ـ[أبو فراس]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 10:34]ـ
الإخوة
عبدالله الرفاعي
المديني
ابن رشد
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
الأخ عبدالملك
أمتنع عن الرد عليك هداك الله وأصلحك
الوصف بالبدعة وصف كبير جدا أربأ بنفسي من إطلاقه على أحد دون بينة فهناك فرق بين من أخطأ وشابه المبتدعة في أمور وبين من كانت البدعة منهجه واعتقاده يوالي ويحارب على أساسها وأنا لم أدافع عن عمرو خالد ولا أحمد عبده عوض - وقد درسني في جامعة أم القرى - ولا الشيخ الغزالي رحمه الله ولا أبرئهما من الخطأ لكن أن نجعلهم في صف أهل البدع لدرجة أننا لا نقبل التواجد في مكان يتواجدون هم فيه فهذا ما أعترض عليه
أعرف أن الحكمة والرحمة ليست تابعة لمجموعة قناة الناس لكن تعلمون أنها محاربة وتم إغلاقها لفترة ولن يسمح القائمون على الإعلام في الوطن العربي بقنوات مثلها وسيقيدون حريتها جدا ثم إن الهدف هو الوصول للعوام من غير الملتزمين الذين حتما لا يشاهدون القنوات الدينية ومع احترامي لرأي الشيخ الفاضل القائل: (ازاي اظهر وادي الدروس وبعد كدة القناة تهدم الى انا قولتو بفيلم يتذاع بعدي)
أقول إنه بالعكس أنت الذي ستهدم ما تعرضه هذه القنوات ويوما بعد يوم سترى تأثير حضورك ومشاركتك
إن هذه البرامج الدينية في القنوات العامة تحظى بنسبة مشاهدة عالية ولهذا وجدنا الكثير من القنوات تعرض هذه البرامج في أوقات الذروة فلم لا نستثمر ذلك والعالم والداعية عليه تبليغ دعوته في أي مكان وليس من مسؤوليته من ظهر قبله أو بعده ما دام لا يملك من أمر إدارتها شيئا فيكفيه النصح والتوجيه والإنكار سرا وعلنا والهداية بيد الله عز وجل
وفي الختام موقف علمائنا الأفاضل وإن كنت لا أراه صحيحا لكني أحترمه وهي مجرد وجهة نظر ولم أتعد فيها عليهم وسامح الله من استخدم أسلوب السخرية المبطنة وهداه وأصلحه وأنا بحمد الله مطلع على خفايا الإعلام العربي وأعرف عنه الكثير
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:00]ـ
أعرف أن الحكمة والرحمة ليست تابعة لمجموعة قناة الناس لكن تعلمون أنها محاربة وتم إغلاقها لفترة
/// الحكمة أغلقت لأسباب إدارية فقط.
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:13]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإفادة التي جادت بها أقلامكم أيها الإخوة الكرام، إلا أنني لاحظت عودة الشيخ حسين يعقوب وبقاء الشيخ محمد حسان، فإن كان السبب ماذكر أنفا فلمذا عاد الشيخ؟؟؟؟
كما أنني لمحت قولا لأخ يقول فيه أن أهل السنة مطالبون بهجر المبتدعة.
أقول هل مطلق الهجر أم الهجر بشروطه وضوابطه؟ وهل تراعى المصالح في هذا الهجر أم لا؟
و أظن أن الإخوة الذين طالبوا بمزاحمة هؤلاء الشيوخ على صواب،لأنهم إن لم يقوموا بإحقاق الحق فمن الذي سيبقى في هذه القنواة،وبدل أن يقارن المشاهد بين قولين ومنهجين ليخلص للحق بفطرته مع الأدلة و البراهين التي تنهال عليه من دعاة الحق،سيسمع قولا واحدا بشبهه فبتبناها على أنها هي الصواب
ولي طلب من الإخوة المصريين أن يتفصل أحدهم بتوجيه هذا السؤال للشيخ مباشرة ويريح صدورنا
و جزاكم الله خيرا
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله من المؤسف ان تقول مثل هذا الكلام يا ياسين دسوقي فقولك ان امريكا لها الحق ان تفعل بنا هذا كلام اقل ما يقال فيه انه كلام صدر عن جهل مع حسن الظن بك والا لكان حكمك شيء اخر والله المستعان فانتبه اخي قال النبي صلى الله عليه وسلم: ان العبد ليقول كلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا الا و اهوت به في النار سبعين خريفا او كما قال
اما ما ذكره ابو الفراس وابو القاسم
فاقول لابي القاسم وبالله التوفيق قولك ان عمرو خالد لا يقال انه مبتدع #حرره المشرف# فان لم يبدجع عمرو وامثاله فمن يبدع؟!!!!!!!!!! الجهل ليس عذرا له اخي والا قلنا لاي مبتدع خرج على هذه الامة انه جاهل ولهذا قال هذا وبهذا لا نحكم على احد بالبدع كالجهم والجعد الغيلان عطاء وبن عبيد وغيرهم فعمرو من كبار المبتدعة المجرمين الذين يفسدونة اكثر مما يصلحون
## حرره المشرف، الرجاء التزام الأدب، ولا يسمح بالمشاركات غير العلمية ##
والسلام عليكم
ـ[أبو فراس]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 03:30]ـ
عبدالملك السبيعي
أبو قتادة
افهما كلامي أولا
أنا لم أتدخل طوال مشاركتي في المجلس في قضية شرعية أبدا لكن المسألة هذه مسألة دعوية وتختلف فيها الآراء وتحدثت من منطلق خبرتي الإعلامية المتواضعة ومجالستي للعامة من مختلف الطبقات ورؤيتهم للإعلام والفضائيات واسألوا أي فئة من هؤلاء العوام ستجدون مصداقا لكلامي وأكدت في ردودي أني لا أعترض على موقف العلماء فلهم حرية الاختيار ولكني أبدي رأيي في الموقف نفسه ومن وجهة نظري وقلت أنها قابلة للخطأ والصواب وردودي على الموضوع موجودة وتستطيعون التأكد منها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 03:31]ـ
ثم إن الهدف هو الوصول للعوام من غير الملتزمين الذين حتما لا يشاهدون القنوات الدينية ومع احترامي لرأي الشيخ الفاضل القائل: (ازاي اظهر وادي الدروس وبعد كدة القناة تهدم الى انا قولتو بفيلم يتذاع بعدي)
الوصول دون ضوابط شرعية مرفوض , فلا يجوز مثلاً أن أدعو الناس داخل المراقص بحجة الوصول إلى الفساق , فكون الفساق لا يدخلون المساجد , فإن ذلك لا يجيز لي أن أدخل المراقص بحجة دعوة الفساق.
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 04:23]ـ
أخي ياسين لولا إحقاق الحق و إبطال الباطل لما بلغك الدين غضا طريا،ولشابه ما شابه من لدن أهل البدع و الأهواء و التشهي ...
ولا تنتظر يوما أن يلتحم السلفي بالصوفي و الحزبي والإخواني .... و إن فعلوا فسيصدق عليهم قول الباري جل وعلا (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)
و الكلام في هذا الباب يطول
وأما ما يخص عمر خالد فالعلماء حذروا منه واتفقوا على أنه ظال مضل،فكم من فنانة تابت إلى الباري جل و علا،فكان هذا الرجل سببا في إغوائهاو ارتكاسها، وأذكر أنني قرأت عن فنانة توسمت في هذا الرجل الخير فاستشارته هل تعتزل الفن أم تستمر،فقال لها بل واضبي فالفن له أصل إسلامي، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان ينثل مع جبريل، ولعلكم إطلعتم على قول الشيخ الفاضل أبي إسحاق فيه و تسميته إياه بمفتي الفنانات، وطوام هذا الرجل كثيرة، وسبحان الله قبل البارحة كنت أتصفح موقع اليوتيب باحثا عن مقطع للشيخ أبي إسحاق يبكي فيه لسب أم المؤمنين،فعثرت على شيئين الأول أضحكني والثاني جعلني أقف مستغربا.
فأما الأول:طفل صغير لم يتجاوز عمره الخمس سنين من عمره يرد على عمرو خالد في مسألة خثان الإناث، صاعدا المنبر لا أدري أكان يخطب الجمعة أم لا ,مستدلا على جوازه بأدلة من صحيح البخاري وغيره. وكان ذالك عقب كلام عمرو حيث زعم أنه لايوجد حديث صحيح أو ضعيف يجيز ختان الإناث ...
أما الثاني:مقطع قديم لعمرو خالد مع الشيخ وجدي غنيم وهو يقدمه ويضع أمامه مكبر الصوت و الشيخ يتكلم كرجل محنك له باع طويل في هذا الميدان،فقلت مستغربا ما أقرب اليوم من البارحة،وبعد أن أصبح له أتباعا يقودهم إلى مالله به عليم،لم يأبه لنصيحة الشيخ له وكأنه لم يكن قريبا منه إن لم نقل تلميذا له.
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 06:23]ـ
كفا - - - - - - - - - - - - - ننا فرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت تتتتتتتتتتتتتتتة واختلااااااااااااااااااااااااا ف هذا اخواني وهذا سلفي
اوروبا اجتمعت وهم من كل ملة وعقيدة ونحن نختلف في الفروع والله مصيبة لهم حق امريكا وما تفعله بنا
سبحان الله أتريد جمع الحق و الباطل ان الله قال "و اعتصموا بحبل الله جميعا"
و لو وجهت نظرك معي لكتاب الله تجده سبحانه ما مدح الكثرة قط و ما ذكرها الا و اردفها بالذم
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} التوبة25
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} البقرة243
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} آل عمران110
{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة100
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} 116الأنعام
و القلة محمودة غالبا
ولكن الله قال:
{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ13
{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} الإسراء62
{حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} هود40
فتنبه أخي فالكثرة مع الشرك و البدع تُغلب كما في حديث غثاءا كغثاء السيل و لكن القلة تغلب مع التوحيد {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} آل عمران 123 (وأنتم أذلة) بقلة العدد والسلاح (فاتقوا الله لعلكم تشكرون) نعمه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 06:41]ـ
من الجهل جعل الإخواني قسيما للصوفي ..
إذ الإخوان جماعة فيه السلفي والصوفي .. لأنها ليست طائفة عقدية
بل أعرف من الإخوان قمما شامخة في العلم والجهاد والتقوى وعلى حقيقة عقيدة السلف
وماذكره الأخ المديني من أسباب غير مبررة لاعتزال القناة ولاسيما وهي القناة الإسلامية
التي احتضنت هؤلاء المشايخ وأبرزتهم منذ البدء ..
وأؤيد كلام أخي أبي فراس في أن اعتزال القناة غير سديد
وهو انكماش من بعض المشايخ غفر الله لهم وانطواء غير سائغ
بل عليهم أن يحذروا مما يرونه باطلا في نفس القناة .. مع بيان الدليل بالحكمة والموعظة الحسنة
والله أعلم
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 09:39]ـ
جزاكم الله خيراً
بارك الله فيكم
أنا مع الأخوين أبى فراس وأبى القاسم
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 10:36]ـ
أظن أيها الإخوة أنه من الواجب علينا أن نفرق بين أمرين اثنين:
1/مخالطة أهل البدع و مزاحمتهم في المجالس العامة قصد إظهار الحق
2/التوفيق بين جميع الفرق و التأليف بينها من أجل النهزض بالأمة قدما نحو المجد و العز المنتظر
فقد يظهر شيخ في قناة من القنواة ويلقي كلمته مع أنه لا يوافق القائمين على هذه القناة منهجا وسلوكا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 01:12]ـ
من الجهل جعل الإخواني قسيما للصوفي ..
إذ الإخوان جماعة فيه السلفي والصوفي .. لأنها ليست طائفة عقدية
بل أعرف من الإخوان قمما شامخة في العلم والجهاد والتقوى وعلى حقيقة عقيدة السلف
وماذكره الأخ المديني من أسباب غير مبررة لاعتزال القناة ولاسيما وهي القناة الإسلامية
التي احتضنت هؤلاء المشايخ وأبرزتهم منذ البدء ..
وأؤيد كلام أخي أبي فراس في أن اعتزال القناة غير سديد
وهو انكماش من بعض المشايخ غفر الله لهم وانطواء غير سائغ
بل عليهم أن يحذروا مما يرونه باطلا في نفس القناة .. مع بيان الدليل بالحكمة والموعظة الحسنة
والله أعلم
عندي أسئلة أبا القاسم إذا تكرمت أن تجيبني عليها إجابة علمية قبل مطلع القرن القادم:)
كيف يجتمع في الدعوة إلى اللهالصوفي الذي يدعوا إلى القبور وتعظيم الأضرحة ووووو والسلفي الذي يدعو إلى التوحيد والسة والتصفية والتربية!!
فإما أن يكون الصوفي سلفيا وإما أن يكون السلفي صوفيا
ولا زال علمائنا يرددون الأبيات التي جمعت المستحيلات الثلاثة التي جاء بها أهل البدع
مما يقال ولاحقيقة تحته @@@ معقولة تدنوا لأولي الأفهام
الحال عند البهشمي والكسب @@@ عند الأشعري وطفرة النظام
وأتيتنا بالرابعة ..... مع أنك عندي من أهل السنة والإسلام الغيورين عليهما وفقك المولى لما يحب ويرضى ....
السلفيون من دعاة الجهاد بكافة أشكاله ... والصوفية من أعوان المستعمر .. من أو جه التشابه التي أرجوا أن تجيبني عليها كيف يجمع التصوف والسلفية
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هذا اقرأ ولا اصدق عيني يتكلم الواحد وهو لم يكن طويلب علم علي هؤلاء العلماء وكأنهم من عامة الناس لايجتمع حق وباطل ثم قلت ان العلماء لم يتركوا الخروج علي الفضائيات انما تركوا القناة لعدم التزمها بالطريق الحق ثم قام بعض الاخوة بطرح الاسباب وسبب واحد منها يكفي ان الشيخ يترك القناة ثم يخرج قائل فيقول ولاكن اري ان المشايخ اخطؤا ومن انت وكم عمرك في الدعوة حتي تصحح علي الشيخ ثم قائل يقول كيف تجمع بين الصوفي والاخوني وما احد من المشاركين سوي بينهم ولاكن ما دام الامر ذلك فاحكم انت ان الاخون عندهم قاعدة اسمها القاعدة الذهبية نصها يقول نجتمع فيما اتفقنا علية ويعذر بعضنا فيما اختلفنا فية واسأل العلماء علي هذة القاعدة وما تحتوية من رذائل ثم ان الاخوان يدعون الي الشيعة ويقولون اخوننا ونحن نقول ان الشيعة كفره مع التفصيل ان الاخون يعظمون كتاب الظلال وفية سب لصحابة بل ويكاد يصل الا مر الي تكفير بعضهم فهل نجتمع معهم اخي اتق الله والزم غرزك ولاتتقول علي العلماء
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 01:55]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وآله أجمعين
سأجيبك .. ولا تحاول لبس ثوب السخرية بالمحاور .. إذ هذا منطق لا يدل على العلم كما قد تتوهم .. غفر الله لي ولك
فنجيبك الساعة لا القرن القادم!
وهذه أجوبة سريعة مع تعليقات على ما ورد في كلامك من لحون:-
-قلت: ولا زال علمائنا .. والصواب: علماؤنا .. لأنه ا في محل رفع
-كلمة صوفي لا تعني القبوري .. فمدلولها يشمل صاحب التصوف الخفيف والغالي الكافر الملحد
-أما ما نسبته إلى علمائك فراجعها جيدا إذ الكسر في البيت واضح
-أما قولك الصوفية من دعاة المستعمر .. أيضا فيه اختزال شديد .. فعمر المختار كان صوفيا ولكنه معتدل فلم يكن خرافيا .. وكان من كبار مجاهدي القرن الماضي
لأني أعني بالصوفي غير الذي تعنيه أنت وشتان بينهما ..
ولا أعلم في الإخوان قبوريا قط .. هذا باطل ..
بل غاية ما هنالك شهود بعضهم للموالد النبوية التي ليس فيها غير ذكر مقتطفات من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو محصور في بعضهم ..
.. ظنا منهم أن هذا مما يسوغ فيه الخلاف لا عن مكابرة .. وليس فيها ما يظن من طبل وزمر وخلافه .. بل أشبه بالندوة أو المحاضرات
وأنا أعرفهم ودرست معهم وهذا التهويل في وصفهم غير صحيح ألبتة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:03]ـ
"كنت أتصفح موقع اليوتيب باحثا عن مقطع للشيخ أبي إسحاق يبكي فيه لسب أم المؤمنين"
سبحان الله .. هذا الموقف بالذات يكون له أثر بالغ في نفسي والله كلما شاهدته ... لا تملك حياله الا أن تزداد محبة لهذا الرجل والله، لله دره ما أحسبها الا علامة على اخلاصه وشدة محبته لذلك الجيل الفريد! الشيخ فاضت عيناه رغما عنه وهو يقول "ليس لنا رصيد الا هذا الجيل .. فقط .. هذا الجيل هو الوحيد المحترم عندنا" .. كلام ينفذ الى صميم القلب .. ووالله ما أحسبه الا خارجا من عمق القلب! الله حسيبه ولا أزكيه على الله. بارك الله فيه وحفظه للمسلمين، وجمعنا واياه في رفقة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
آمين.
------
لا علاقة لهذا الكلام بالموضوع ... ولكن لما وجدت أحد اخواني الأحباء يشاركني محبة هذا المقطع بالذات، رأيت أن أكتب هذه الكلمات .. بارك الله فيكم.
------------
أما بخصوص قناة الناس، فالقناة ما قامت ولا عرفت ولا نجحت الا بفضل الله ثم بفضل مشايخ الدعوة حفظهم الله. فلما كان أول الأمر كان عبد الرشيد - هداه الله - يسمع كلامهم ويستجيب لهم بخصوص تنقية القناة من الدخن وتخصيصها للدين والدعوة وفقط. وعند تلكم المرحلة تحديدا، أصبح مشهورا بين الناس - سواءا صح أو لم يصح - أن هؤلاء المشايخ يتحكمون في القناة ويرغمونها على الخضوع لطلباتهم .. حتى قيل أن عاطف عبد الرشيد اتخذهم مستشارين دعويين لها، فلا يخرج أحد ليتكلم عليها الا بعد موافقتهم .. وهذه الأخيرة وان كانت لا تصح الا أن كثيرا من الناس سلموا بها، وصاروا يثقون في كل برامج القناة، سيما برنامج تفسير الأحلام هذا والذي كانت له شعبية عجيبة (ولا عجب فأهل مصر يعشقون التعلق بالرؤى والمنامات، بحق أو بباطل، الا ما رحم ربي)!! وغاية ما في الأمر أن المشايخ كانوا ينصحون الرجل ويطالبونه بتصحيح منهج القناة الدعوي، ومنع من يلوثونها من الظهور عليها، فاما استجاب أحيانا واما امتنع كثيرا! ولم يكونوا مستشارين له ولا شيء من ذلك! والرجل لم يكن ذا منهج مستقيم ولا عرف عنه طلب العلم، والمشايخ لا يملكون اجباره ولا أن يفرضوا عليه ما لا يريد! فمهما قالوا له لا تسمح لفلان وفلان بالظهور، فانه لا يثنيه، لأنه يراه ذا شعبية والناس تحبه، ولا يرى بأسا في كلامه! فمن هذه الثغرة في القناة، أعني توجه مديرها ونظرته للدعوة والدعاة، انجر عليها هذا السيل الوبيل، الذي يوشك الآن أن يرجع بها الى ما كانت عليه قبل أن يجعلها الله سببا لنشر الدعوة السلفية في بيوت المسلمين، ولا حول ولا قوة الا بالله! فقضية هذا سلفي وهذا صوفي وهذا كذا وكذا، هذه لا تزن شيئا عند الرجل ولا تعنيه ولا يدرك خطورتها! وهو يريد أن يخرج للمسلمين كل "شيخ" يسمع أنهم يحبونه، ويريد أن يأتي لها كذلك بكل مادة تجذبهم حتى لا تنتقل القناة من نجاح الا لنجاح أكبر في جذب المشاهدين .. وهو على فهمه المغلوط، يرى ذلك في نفس الوقت كسبا دعويا!
فالآن يبقى السؤال، لماذا انسحبوا منها؟ والجواب واضح: لغلبة الفساد الدعوي وغير الدعوي فيها وبصورة متزايدة! وكفى به ضررا أن يظل الناس يتصورون أن القناة تمضي فيما هي ماضية فيه بتوجيه مشايخ الدعوة السلفية ورضاهم، وأعرف من الناس من لا يزال يتوهم ذلك! فلما من الله على الأمة بقناة الحكمة وقناة الرحمة، مضى هؤلاء المشايخ اليها بهدوء، ابراءا لذمتهم، وخروجا من محل الشبهات، وجذبا لمن تعلقوا بهم - وما كان تعلق الناس بتلك القناة في الأصل الا بسببهم، حفظهم الله - الى تلك البيئة الجديدة الطاهرة التي لا دخن فيها! فهل خسرت الدعوة؟ كلا، ولله الحمد، بل انتقل الناس المتابعون للدعاة الى قنوات نظيفة، سيما المتابعون للشيخ حسان بارك الله فيه اذ أن له شعبية صارت تفوق سائر دعاة الأمة اليوم، وصارت له منزلة خاصة في قلوب كثير من المسلمين، والشيخ في الأصل كان اعلاميا في دراسته الجامعية، وقد وظف ذلك توظيفا جيدا في القناة، قناة الرحمة، فجعلها تفلح ولله الحمد في اجتذاب جماهير قناة الناس وتغنيهم عنها ..
فالذي أراه والله أعلم، أن الدعوة لم تخسر بتركهم قناة الناس، بل على العكس، القناة هي التي خسرت ولا تزال تخسر، ولعلها تضطر اذا ما بدأت شعبيتها في الهبوط بسبب رحيل مشايخ الدعوة ومضي جماهيرهم معهم الى حيث انتقلوا، الى أن ترضخ لمطالبهم كي يعاودوا الظهور عليها من جديد.
والله المستعان.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:08]ـ
أخي الرفاعي وفقك الله تعالى وسددك: وجه نصيحتك لي بتقوى الله إلى أمثال العلامة بن جبرين والبراك وبكر أبو زيد وسفر الحوالي وسليمان العلوان فكه الله تعالى .. وغيرهم لا يحصون كثرة
فهم يقولون بما أقول وأنصحك بالتروي قبل إطلاق الأحكام .. فلا تكن مقلدا لغيرك بل اقرأ وفكر بما آتاك الله من علم
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:19]ـ
أخي أبا الفداء ..
في كلامك شيء من التهويل
إ قد حضرت من تسميهم صوفية .. والأخطاء التي قد تحسب عليهم
ليست بذاك الشيء الخطير .. وهم لا يتكلمون في العقيدة بل في الرقائق والزهد
وقد سبق أن بينت أن من سمّي قبوريا بالتعسف وهو عبده عوض .. وصى باقتناء كتب العلامة حافظ الحكمي في العقيدة
وأثنى ثناء عطرا على شيخ الإسلام .. ولا يفعلها مبتدع
فلا داعي لتضخيم الحدث
صدقني لا إخالك تحب الشيخ أبا إسحاق مثلما أحبه ..
لكن أكلما قلنا رأينا في مسألة .. قيل: لا تحترمون العلماء!؟
من المشايخ غفر الله لنا ولهم من يؤثر ها الانكماش ولا أراه صوابا دون سعة الصدر والانفتاح والمخالطة مع الصبر على التغيير
والأمر محتمل للتقدير .. بحسب الحال
فالدكتور عاطف عبد الرشيد ليس سيئا بحال .. ببل نعرفه رجلا غيورا محبا لنشر الخير ..
وقناته رائدة القنوات في مصر فقد شقت الطريق من قدامهم
أفيكون الاعتراف بالجميل بهجرهم كأنهم فسقوا؟
لن أجادل فوق هذا .. فلقد شارك الشيخ محمد العريفي في قناة إل بي سي اللبنانية .. وهي قناة فاضحة ..
في برنامج مسافرون .. ووافقه مشايخ وعاتبه آخرون ..
فإذا كان هذا محتملا في قناة نصرانية كهذه مليئة بالفحش .. فكيف بقناة إسلامية كالناس؟
والله أعلى وأحكم
وهو يقول الحق وهو يهدي السبيل
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:40]ـ
سبحان الله! ما أن انتهيت من كتابة تعقيبي السابق حتى وجدت معركة قد اشتعلت بين بعض الاخوة الفضلاء حفظهم الله، يسوؤني ما أجد فيها والله! يا خوان لماذا لا ندرب أنفسنا على التركيز في موضوع واحد؟ هذا أمر نحتاج اليه جدا والله! ليس من أجل الكتابة في المنتديات والتعقيبات على موضوعات الاخوة وما الى ذلك، كلا والله بل من أجل منهجية الواحد منا في الطلب والدعوة كذلك. فأكثرنا يعاني من قلة النظام وقلة التركيز، وترى ذلك ناضحا عليه في كل شيء، في طلب العلم وفي الدعوة وفي الحوار والجدال .. في كل شيء! نضع موضوعا يناقش اسباب ترك المشايخ حفظهم الله لقناة الناس تحديدا، فاذا بنا نتشعب ونتفرع حتى ندخل في الفرق بين الاخوانية والسلفية والصوفية والقبورية و .. ولعلنا بعد عشرين رد من الآن سنجد أنفسنا نناقش أوضاع المجاهدين في العراق، أو عقيدة السلف في الأسماء والصفات أو ما الله به عليم! نبدأ موضوعا في نقد ومناقشة كلمات كتبها أحد المشايخ الفضلاء، فاذا بالموضوع يتحول وفي بضع تعقيبات الى معركة بين محبي الشيخ ومخالفيه، وتتطور الى اتهامات لذوات وشخوص و .. وسرعان ما يغلق الموضوع أو تحذف نصف الردود التي فيه! فبالله يا اخوان لماذا لا نحاول التركيز في كل موضوع على مادته وفقط؟
أرأيتموني اذ أنصحكم بهذا الكلام وأنا في ردي السابق على هذا، علقت على مقطع الفيديو الذي ذكره أحد الفضلاء؟ (ابتسامة)
هذا الداء ضارب فينا جميعا والله - الا ما رحم ربك - ونحتاج الى التأمل فيه وعلاجه، وأزعم أننا سننتفع كثيرا لو تعلمنا كيف يحسن الواحد منا تسديد الكلام الى مرماه دون الالتفات الى ما سواه. قد تجد ردا يخرج عن الموضوع، فلا ترد عليه. - الا ان كان شططا بينا لا يجوز السكوت عليه - فان رددت عليه فانك ستزيد بردك بعدا فوق بعد .. فاذا ما جاء آخر وعقب على شيء في كلامك، ربما زاد التشعب الى طريق آخر، وهكذا! ولربما اشتعلت معركة وجاء "رجال الاطفاء من الادراة" بختم الغلق ليغلقوا الموضوع، فينقطع النفع الذي طمح اليه صاحب الموضوع ونخسر جميعا! (ابتسامة)
الاخوة الذين يسارعون بالتقاط زلات اخوانهم ورميهم بأخطاء الاملاء والذين يردون عليهم بقولهم هذا ليس كلام طلبة علم ولا طويلبة ولا طويليبة حتى، بارك الله فيكم لا داع لهذا الأسلوب يا كرام .. من الاساءة لأخيك أن تصوب له لحنا في كلامه دون أن تستأذنه، وما أكثر ما نقع فيه من لحون في الكتابة أكثرها يكون بسبب الكيبورد أو غيره من الأسباب! فوسعوا صدوركم بارك الله فيكم، الأمر هين.
ووالله قد أعجبتني كلمة قالها صاحب الموضوع في وسط الردود، قال ما معناه يا ليت أحد المصريين يتفضل مشكورا بسؤال أحد المشايخ عن سبب تركهم القناة، ويفيدنا بذلك، فسيريح صدورنا جميعا .. وصدق بارك الله فيه. والذي كتبته في ردي السابق بشأن تصوري لسبب رحيلهم من القناة هو رأيي فيما كنت فاعله لو كنت في مكانهم، فلعل لهم أسبابا أخرى، والمسألة اجتهادية في فقه الدعوة فلا مجال فيها للتشنيع .. والمخالفات على قناة الناس لا تنحصر في اثنين ولا ثلاثة وانما في منهج صاحبها الذي يعلم الله بأي شيء سيخرج علينا غدا، نسأل الله له الهداية ..
الأمر في النهاية مناطه الاجتهاد في الترجيح بين المصلحة والمفسدة الدعوية ..
والأخ الكريم الذي قال: "بل عليهم أن يحذروا مما يرونه باطلا في نفس القناة .. مع بيان الدليل بالحكمة والموعظة الحسنة"
يا أخي الحبيب الشيخ اذا ظهر على قناة يملؤها المخالفون، وفتح العوام القناة وتابعوها انتظارا لبنامجه ثم واصلوا متابعتها من بعده، فالله أعلم أي شر يتلقونه من أثر ذلك، فلا يدري الشيخ أيكون هذا الفساد هو الراجح أم المصلحة التي فيما يقدمه لهم هي الأرجح! وعندما يقع هذا الابهام يكون ترك الشبهة هو الأبرأ للذمة! ولو تفرغ المشايخ على القناة لجمع الأخطاء والمخالفات التي تخرج على البرامج المحيطة ببرامجهم، حماية للناس، لما وسعهم ذلك ولضيعوا فيه أعمارهم فيما غيره أولى منه وأنفع للمسلمين بكثير، ولتحولت القناة الى ساحة حرب، اذ يخرج الشيخ يرد على فلان، فيأتي فلان يرد عليه وينتهز أعداء الدين الفرصة والمنافقون فيخرجون بالتشنيع على السلفيين ويقولون تأملوا كلام المشايخ الذين تعلقتم بهم وأدخلتموهم الى بيوتكم!! فان قلت فليردوا بلا تعيين، ويصلحوا الخطأ بلا ذكر أسماء، قلت لك نرجع اذا الى المانع الأول ألا وهو التعذر الشديد لذلك الأمر على المشايخ.
فالحاصل أن قرارهم ان كان من تلك المنطلقات، فهو الأصوب على جميع الوجوه، والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آفاق]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:13]ـ
أنا من عامة الناس واقول ابراءً للذمة:
يا شيوخ السلفية وعلماءها ودعاتها احذروا من الظهور في قنوات فيها دخن ويختلط فيها الحابل بالنابل من ذوي التوجهات المختلفة
فإننا عندما نراكم في قناة ما نعتبر هذا اقرارا منكم لكل ما يصدر في وعن القناة من برامج ورسائل وغيرها
أي أن ظهوركم في أي قناة هو تزكية لها في نظرنا نحن العوام
والله أن هذه هي نظرة أكثر الناس واعتقادهم فالحذر الحذر من الظهور في قنوات كالرسالة والناس وغيرها مما يشتبه فيها الامر على الناس ويظنون أن خروج الثقات من الشيوخ والعلماء تزكية ورضا بما يصدر عن هذه القنوات
هذا ما لدي ابراء للذمة
ـ[المديني]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 05:59]ـ
أخي أبا الفداء ..
في كلامك شيء من التهويل
إ قد حضرت من تسميهم صوفية .. والأخطاء التي قد تحسب عليهم
ليست بذاك الشيء الخطير ..
سبحان الله
أخي ابا القاسم
رويدك .... احنو على نفسك
رأيتك فى مقال رغم تبرئة الشيخ حسان له تقول ان الامام الالباني فيه ارجاء
وهنا تحاسب المشايخ الفضلاء الذين يخطبون على المنابر منذ كنت انا وانت فى بطون امهاتنا
وتجعل نفسك حكما على فعلهم وانت لا تعلم دوافعهم وليس عندى ولا عندك من العلم كالذي عندهم
ولا تحاول الرد على مشاركتي هذه لأنني لن ادخل في مراء
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهومحق)
وهنا تقلل مما يفعل الصوفية بمجلس!!! حضرته
انصح نفسي واياك بالانشغال بأمور نافعة
فقد استغرق هذا الموضوع اكثر مما طلب صاحبه الاخ ابو صهيب حفظه الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 08:21]ـ
المديني أخي الحبيب .. اقرأ الحوار جيدا أخي الكريم ...
هل رأيت الأخ أبا القاسم يطعن في أحد من العلماء الذين ذكروا في الموضوع ..
فرق بين النقاش العلمي (الرأي والرأي الاخر) وبين السب والطعن والانتقاد الهدام المبني على هوى النفوس وغلبة الهوى ورقة الدين
ولاأدري لم أفحمت الشيخ الألباني في الموضوع .. أتريدون بهذه التصرفات تشعيب الحوار ثم إغلاقه بدعوى التشتت والخروج عن مساره ...
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:03]ـ
يا جماعة الدعوة إلى الله عز وجل لا تكون إلا عن طريق قناة الناس
وهذ
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 04:26]ـ
بارك الله فيكم جميعا إخوتي الكرام.
و أضم صوتي إلى صوت أخي أبا الفداء بأن نركز على لب الموضوع لكي لانتفرع إلى مسائل أخرى نحن في غنى عنها، وأقصد التباغض و التدابر ..
وأقول له: نرجو من الله العلي القدير أن يجمعنا بالشيخ أبي إسحاق في جنته كما جمعنا في الدنيا على حبه.
ولكن يا إخوة إن كان سبب مغادرة هؤلاء المشايخ هو ماذكر أنفا،فلمذا لازال الشيخ محمد حسان و الشيخ محمود المصري وعاد الشيخ حسين يعقوب؟؟؟؟؟؟
كما أنني لمحت كلمة لأخ يقول فيها أن منهج أولئك (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) فذكرني بتصحيح الشيخ الألباني لهذه الجملة فقال:أولها صحيح و الثاني صوابه:وينصحبعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه(/)
دراسة اللغة في الغرب
ـ[الورد الندي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 09:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الأفاضل / مارأي الشرع في الزج بالصغار في الغرب لدراسة اللغة؟؟(/)
[شَرْحُ السُّنَّةِ لِلْمُزَنِيِّ]،لِسماحةِ شَيْخِنَا العلاَّمةِ ابن جبرين 1429 هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 12:45]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شَرْحُ السُّنَّةِ لِلْمُزَنِيِّ،
شَرْح
سَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ د. عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ جِبرين
ـ أَثَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ»
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ] (24 - 6 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51526
[ الدَّرْسُ الثَّانِيُّ] (25 - 6 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51614
[ الدَّرْسُ الأَوَّلُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh01.mp3
[ الدَّرسُ الثَّانِيُّ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh02.mp3
[ الدَّرْسُ الثَّالِثُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh03.mp3
[ الدَّرْسُ الرَّابِعُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh04.mp3
[ الدَّرْسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh05.mp3
[ الدَّرْسُ السَّادِسُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh06.mp3
[ الدَّرْسُ السَّابعُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh07.mp3
[ الدَّرْسُ الثَّامنُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh08.mp3
[ الدَّرْسُ التَّاسِعُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh/muzaneeh09.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 01:02]ـ
والله يا إخوان سائني كثيراً , ماقرأته في شبكة الأثري عن الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين حفظه الله , والطعن فيه وإخراجه من أهل السنة , وكلما كتب شخص يدافع بكل أدب وعقل ويناقش مايردون عليه , ويحذفون مشاركته.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:45]ـ
[الدَّرْسُ العَاشرُ]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_586/muzaneeh10.mp3
[ الدَّرْسُ الحَادِي عشر]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_586/muzaneeh11.mp3
[ الدَّرْسُ الثَّانِي عشر]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_894/muzaneeh12.mp3
يتبع إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى ...
[الدَّرْسُ الثَّالِث عشر]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_916/muzaneeh13.mp3
[ الدَّرْسُ الرَّابِع عشر]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_916/muzaneeh14.mp3
[ الدَّرْسُ الخَامِس عَشر]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_230/muzaneeh15.mp3
[ الدَّرْسُ السَّادِس عشر]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_230/muzaneeh16.mp3
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عامله اللَّهُ بِلطفه الخَفِي، آمين ـ
[الدَّرْسُ السَّابِع عَشر]:
http://www.archive.org/download/muzaneeh_498/muzaneeh17.mp3
تمّ الشرح،والحمد للَّه أوَّلًا وأخيرًا
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عامله اللَّهُ بِلطفه الخَفِي، آمين ـ
الفاضل سلمان،
جزاكم الله كل خير، وليتك ترفع لنا متن كتاب شرح السنة إن كان متوفرا لديكم
إسماعيل بن يحيى المزني ورسالته شرح السنة
دراسة وتحقيق: جمال عزون
108 صفحة
صفحة الكتاب:
http://www.archive.org/details/iymrssiymrss
منقول من مكتبةِ أخينا الفاضل المطلبيّ ـ رفع اللَّهُ قدره،ونفع به ـ.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:17]ـ
الفاضل سلمان،
جزاكم الله كل خير، وليتك ترفع لنا متن كتاب شرح السنة إن كان متوفرا لديكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 09:59]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا، وبارَكَ فيكُم.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:12]ـ
جزاك الله أخي المكرم على إفادتك ونقلك.
فائدة تتعلق بالكتاب:
قرأت الرسالة على شيخنا العلامة عبد الله العقيل يوم الاثنين 21/ 7/1425، وقال شيخنا يومها: هذه عقيدة جيدة جدا فيها تفصيل وتوضيح، وهي عقيدة سليمة، وهذه عقائدنا، وهذه عقيدة ابن تيمية كذلك.
ونقل المحقق الفاضل في الحاشية (رقم 13) قول الإمام المزني: سمعت إبراهيم بن هرم القرشي يقول: سمعت الشافعي يقول في قوله تعالى ?كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون?: فلما حَجَبهم في السخط كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا. فقال له أبو النجم القزويني: يا أبا إبراهيم، به تقول؟ قال: نعم، وبه أدين. فقام إليه عصام فقبّل رأسه، وقال: يا سيد الشافعيين! اليوم بيّضت وجوهنا. ا. هـ.
قرأت هذا التعليق على شيخنا ابن عقيل، فقال: رحم الله عصاماً، ورحم أبا إبراهيم، ورحمهم الله جميعاً، ونِعْم ما قال عصام، ولو كنتُ معهم لقبّلتُ رأسهم، ونُشهد الله على هذا الاعتقاد.
ثم في قراءة أخرى عليه مع جمع من الإخوان من الكويت وغيرها يوم الخميس 7/ 5/1428: قرئ التعليق المذكور من نسختي، وقال شيخنا: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، الله يجمعنا بهم!
وقام الشيخ صالح العصيمي -جزاه الله خيراً- وقبّل رأس شيخنا، وقال له: بيّضتَ وجوهنا يا شيخ الحنابلة، أو: يا سيد الحنابلة بيّضت وجوهنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:24]ـ
بارك الله في الشيخ سلمان على رفعه الكتاب وكنت أبحث عنه من زمن بعيد
كما أشكر الشيخ الفاضل التكلة على تعقيبه المليء بالفائدة
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:25]ـ
فَضِيلة الشَّيْخِ مُحمَّد زياد التّكلة ـ المحترم ـ:
ما شاء اللَّه ...
أكرمكُم اللَّهُ، ورفعَ قَدركُم، وأعلى ذكركُم، وأعظم أجركُم.
وحَفِظَ اللَّهُ شيخَنا العلَّامة عبدَ اللَّه بنَ عَقِيل،ونفع به.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:32]ـ
الأُسْتَاذ الكَرِيم / أبا حَسَن الشَّاميّ ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعالَى ـ:
أحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكُم، وباركَ فيكُم، وزادكم فضلًا،ونبلًا.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 04:52]ـ
رفع اللَّهُ قدر شيخنا ابن جِبرينٍ.(/)
[شرح الأربعين في دلائل التَّوحيد للهروي]،لشيخِنا العلَّامة عبد العزيز الرَّاجِحيِّ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 12:53]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شرح الأربعين في دلائل التَّوحيد للهروي،
شَرْح صَاحِبِ الفَضِْيلَةِ العَلَّامَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّاجِحيِّ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51550(/)
دفاع الشيخ محمد حسان عن الشيخ الألباني رحمه الله والرد على من رماه بعقيدة الإرجاء
ـ[لعلى]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 07:55]ـ
منذ لحظات قليلة قام الشيخ محمد حسان في برنامج فتاوى الرحمة بالدفاع عن الشيخ الألباني رحمه الله ورد بكلام جميل على من يتهمه بالإرجاء ولاتزال الحلقة تبث
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 08:02]ـ
رحم الله شيخنا الإمام الألباني؛ الذي هو بريء من الإرجاء كلِّه ...
وجزى الشيخ محمد حسان خير الجزاء لقاء ذبِّه عن الألباني؛ وهذا هو الظن به ...
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 08:13]ـ
كلنا نحب الألباني وندافع عنه .. لكن هذا لا يتعارض مع بيان الحق الذي هو أحب
فلا مانع أبدا من بيان أن الألباني وقع في شيء من الإرجاء
والله أعلم(/)
مذهب أهل السنة والجماعة في نزول الله إلى سماء الدنيا
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 01:06]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في شرح العقيدة السفارينية:272 (وصفة النزول) يعني من الأمور التي نثبتها لله، وهي ثابتةٌ له من غير تمثيل صفة النزول وفيه عدة مباحث:
المبحث الأول: ما معنى النزول وهل الله سبحانه وتعالى ينزل بذاته؟
النزول: يعني إلى السماء الدنيا، وذلك لأنه تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو اشتهر اشتهاراً قريباً من التواتر أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ينزل - نزولاً حقيقياً؛ بذاته إلى السماء الدنيا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).
وقائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن يجب علينا أن نؤمن بأنه أعلم الناس بالله، وأنه أصدق الخلق مقالاً، وانصحهم مقصداً، وأفصحهم نطقاً، فلا أحد أنصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم للخلق، ولا أحد من الخلق أفصح منه ولا أبلغ، ولا أحد من الخلق أصدق منه، ولا أحد من الخلق أعلم منه بالله. وهذه صفات أربع يتصف بها كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وبها يتم الكلام، وهي: العلم والصدق والنصح والفصاحة.
فإذا قال: ينزل ربنا إلى السماء الدنيا، فإن مراده يكون نزوله تعالى بذاته، وقد صرح أهل السنة بأن المراد نزوله بذاته، وصرحوا بكلمة بذاته مع أننا لا نحتاج إليها، لأن الأصل أن كل فعل أو اسم أضافه الله إليه فهو إلى ذاته، فهذا هو الأصل في الكلام.
فلو قلت في المخلوقين: هذا كتاب فلان، فإن المعنى أن هذا كتابه نفسه لا غيره، وكذلك لو قلت: جاء فلان، فإن المراد أنه جاء هو نفسه لا غيره.
وهكذا كل ما أضافه الله إلى نفسه من فعل أو اسم فالمراد إليه ذاته، لكن على وجه لا نقص فيه، فمثلاً (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) أضافه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذات الله فقال: (ربنا) فوجب أن يكون المراد نزوله بذاته، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن المراد: ينزل ربنا بذاته سبحانه وتعالى.
والدليل على إجماعهم أنه لم يرد عنهم ولو كلمةً واحدةً في أن المراد: ينزل شيء آخر غير الله، وهم يقرؤون هذا الحديث، فإذا كانوا يقرؤونه، ولم يرد عنهم أنهم قالوا: إن المراد: ينزل رحمة من رحمته، أو ملك من ملائكته، علم أنهم أثبتوا نزوله بذاته، لكن لم يقولوا بذاته، لأنه لم يظهر في زمنهم محرفون يقولون: إن المراد: ينزل أمره أو رحمته أو مَلك من ملائكته حتى يحتاجوا إلى قول: ينزل بذاته، لكن لما حدث هؤلاء المحرفون احتاج أئمة المسلمين إلى أن يقولوا ينزل بذاته، ولكل داءٍ دواءٌ يناسبه. إذاً ينزل ربنا إلي السماء نزولاً حقيقياً، والذي ينزل هو الله تعالى بذاته، لا رحمةٌ من رحمته ولا مَلكٌ من ملائكته، والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا). فالله هو الذي ينزل.
المبحث الثاني: هل النزول يستلزم أن تكون السماء الدنيا تقله، والسماء الثانية فوقه؟
والجواب: لا يلزم، بل نعلم أنه لا يمكن، وذلك لأنه لو أقلته السماء الدنيا لكان محتاجاً إليها، ولو أقلته السماء الثانية لكانت فوقه، والله سبحانه وتعالى له العلو المطلق أزلاً وأبداً، إذاً فليست السماء الدنيا تقله ولا السماء الأخرى تظله.
المبحث الثالث: هل إذا نزل إلى السماء الدنيا يخلو منه العرش أو لا يخلو؟
في هذا ثلاثةُ أقوال لعلماء السنة:
•فمنهم من قال: إن العرش يخلو منه.
•ومنهم من قال: إن العرش لا يخلو منه.
•ومنهم من توقف.
فأما الذين قالوا: إن العرش يخلو منه، فقولهم باطل، لأن الله أثبت أنه استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض، ولم ينفِ هذا الاستواء في الحديث حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ينزلُ ربنا إلى السماء الدنيا)، فوجب إبقاء ما كان على ما كان، وليس الله عز وجل كالمخلوقات، إذا شغل حيزاً فرغ منه الحيز الآخر، نعم، نحن إذا نزلنا مكاناً خلا منا المكان الآخر، أما الله عز وجل فلا يقاس بخلقه. فهذا القول باطل لا شك فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبقى النظر في القولين الآخرين، وهما: التوقف، أو أن نقول: إنه لا يخلو منه العرش.
فذهبت جماعة من العلماء رحمهم الله إلى التوقف، وقالوا: ما لنا ولهذا السؤال أصلاً. ولا ينبغي أن نورد هذا السؤال؛ لأننا لسنا أشد حرصاً على العلم بالله من الصحابة رضي الله عنهم، ولم يسألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا، فنقول: هذا السؤال من أصله غير وارد، ونقول لمن أورده: أنت مبتدع ودعنا من هذا.
وعندي أن هذه الطريقة أسلم طريقة؛أن لا نسأل عن شيء لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم، وأن نلقم من سأل عنه حجراً، فإذا قال قائل: أنا أريد المعقول، قلنا: اجعل عقلك في نفسك، وفكر في نفسك، أما في مثل هذا الأمر فلا تفكر فيه ما دام لم يأتك خبر عنه.
وللأسف فإن بعض الناس يجادل ويقول: دعوني أتصور النزول حقيقة حتى أتبين هل خلا منه العرش أم لا؟، فنقول: سبحان الله! ألا يسعك ما وسع الصحابة رضي الله عنهم؟ اسكت واترك هذا الكلام الذي لم يقله الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وهم أشد الناس حرصاً على العلم بالله، وأعلم الناس بالله.
وذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يخلو منه العرش، لأن الله تعالى ذكر أنه استوى على العرش حين خلق السموات والأرض، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا نزل خلا منه العرش، فالواجب بقاء ما كان على ما كان، فهو سبحانه استوى على العرش، ولم يزل مستوياً عليه، وينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت، والله على كل شيء قدير، وهو سبحانه لا يقاس بخلقه.
كما إننا نقول جزماً: إنه إذا نزل إلى السماء الدنيا لم يكن نازلاً على المخلوقات، بل هو فوق كل شيء، وإن كان نازلاً إلى السماء الدنيا؛ لأن الله لا يقاس بخلقه، والى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن العرش لا يخلو منه. ولكني أميل إلى ترجيح القول الثاني وهو التوقف وألا يورد هذا السؤال أصلا، وإذا كان الإمام مالك رحمه الله لما قال له القائل: الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ قال: السؤال عن هذا بدعة، فإننا نقول في هذا: السؤال عنه بدعة.
المبحث الرابع: استشكل كثيرٌ من الناس في عصرنا: كيف ينزل الله إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ونحن نعلم أن ثلث الليل الآخر لا يزال سارياً جارياً على الأرض وتحت السماء، فيلزم من ذلك أن يكون النزول إلى السماء الدنيا دائماً؟
والجواب على هذا أن نقول: ليس هناك إشكال في نزول الله تعالى في الثلث الأخير رغم استمرار تتابعه على الأرض، ونحن نؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ينزل حتى يطلع الفجر))، فإذا كان كذلك فالواجب علينا ألا نتجاوزه، فما دام ثلث الليل الآخر باقياً في منطقة من المناطق الأرضية فالنزول حاصل باقٍ، ومتى طلع الفجر في هذه المنطقة فلا نزول، وإن كان في الجهة الأخرى يوجد نزول، والله على كل شيء قدير، ولا يقاس سبحانه بالخلق؛ فينزل إلى السماء في ثلث الليل الآخر في جهة من الأرض، ولا ينزل بالنسبة لجهة أخرى ليس فيها ثلث الليل.
والحقيقة أن الإنسان إذا لزم الأدب مع الله ورسوله اطمأن قلبه، واستراح من التقديرات، أما إذا كان يورد على نفسه هذه المسائل فإنه ينتقل من مشكلةٍ إلى أخرى فيخشى عليه من الشك، نسأل الله العافية وأن يرزقنا اليقين، ولهذا يقول بعض السلف: أكثر الناس شَكاً عند الموت أهل الكلام، لأنهم فتحوا هذه المشاكل على أنفسهم وعجزوا عن حلها، لكن لو لزموا الأدب وقالوا ما قال الله ورسوله، وسكتوا عما سكت عنه الله ورسوله، لسلموا من هذا كله.
فمثلاً لو كان أحدنا في المنطقة الشرقية وقد أذن الفجر، والآخر في المنطقة الغربية وهو في آخر الليل، فإننا نقول: هذا وقت نزول ربنا عز وجل بالنسبة للذي في المنطقة الغربية، ونقول للآخر: انتهى وقت النزول.
وليس في هذا إشكال؛ فالذين هم في ثلث الليل يجتهدون في الدعاء لأنه وقت إجابة، والآخرون انتهى عندهم وقت النزول، ونسلم من هذه الإشكالات، ونتشوف كل ليلة إلى ثلث الليل متى يأتي حتى ندعو الله فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما هذه الإشكالات التي تورد فهي في الحقيقة من سفه الإنسان، وقلة رشده، ومن قلة أدبه مع الله ورسوله، والذي ينبغي لنا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((اسلم تسلم). ونحن نقول أيضاً: اسلم تسلم، لكن ليس المراد هنا الدخول في الإسلام، وإنما المراد: استسلم للنصوص، حتى تسلم.
المبحث الخامس: هل النزول من الصفات الفعلية أو من الصفات الذاتية؟
والجواب: النزول من الصفات الفعلية، لأنه فعل يتعلق بالمشيئة، وكل فعل يتعلق بالمشيئة فإنه من الصفات الفعلية.
وقد أنكر بعض الناس صفات الأفعال، وقال: صفات الأفعال لله باطلةً، ولا يمكن أن نثبت لله فعلاً يتعلق بمشيئته إطلاقاً؛ فلا ينزل؛ ولا يجيء يوم القيامة؛ ولا يتكلم بكلام محدث، ثم عللوا ذلك بشبهة عظيمة تنطلي على طالب العلم الصغير، حيث قالوا: إن هذا الفعل أو هذا الكلام، إن كان صفة كمال، وجب أن يتصف الله به دائماً، وإن كان صفة نقص فإنه لا يجوز أن يوصف به، لأن الله منزه عن النقص.
فكل فعل اختياري لله يجب أن ننكره بزعمهم، ويقولون: إن الله لا تقوم به الأفعال الاختيارية؛ لأن هذه الأفعال إن كانت كمالاً وجب أن يكون الله متصفاً بها دائماً، وإن كانت نقصاً لزم أن لا يتصف بها أبداً.
والجواب على هذه الشبهة أن نقول لهم: إنها صفة كمال في محلها، والحكمة لا تقتضيها في غير محلها، فلو جاءت في غير محلها لكانت نقصاً، أرأيت لو أن ولدك أساء فضربته لكان ضربك إياه في ذلك الوقت حكمةً وكمالاً، لكن ضربك إياه وهو يطيع نقص.
فنقول: هذه الأفعال الاختيارية كمال لله في محلها الذي تقتضيه الحكمة،وفي غير محلها لا يمكن أن يتصف الله بها، لأنها في غير محلها لا تقتضيها الحكمة، والله سبحانه وتعالى أفعاله مقرونة بالحكمة، وبهذا تزول هذه الشبهة.
وليعلم أيضاً - وهذه فائدة مهمة - أن جميع ما يتشبث به أهل الباطل في إبطال الحق هو شبهات وليس بحجج، لقوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْه) (آل عمران: الآية 7).
ونظير هذا من بعض الوجوه قول من قال من أهل الفلسفة: الدعاء لا فائدة منه فلا ندعو الله؛ لأنه إن كان قدر لنا شيئاً فسيحصل بدون دعاء، وإن كان الله لم يقدره فلن يحصل ولو دعونا. إذاً لا فائدةَ منه وعلمه بحالي كفاه عن سؤالي.
ونرد عليهم بشيء يسير تعرفه العجائز، فنقول: إن الله قدره بهذا الدعاء، وجعل له سبباً وهو الدعاء، وإلا فقل: أنا لن أتزوج، وإن كان الله قدر لي ولد فسيخرج من الأرض، وإن لم يُقدر لي ولد فلن يخرج ولو تزوجت مائة امرأة. ولا أحد يقول هذا الكلام.
كذلك الدعاء أيضاً، فإن الدعاء سبب لحصول المطلوب، فإذا وفقت للدعاء فقد وفقت للإجابة، لقوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر: من الآية 60) وهذا نظيرٌ من بعض الوجوه لقول من يقول: إن أفعال الله الاختيارية لا يمكن إثباتها، لأنها إن كانت كمالاً وجب أن يتصف بها أزلاً وأبداً، وإن كانت نقصاً وجب أن ينزه عنها أبداً، نقول: هي كمال في محلها، وفي غير محلها لا تقتضيها الحكمة فلا تكون كمالاً. إذاً النزول من صفات الأفعال.
المبحث السادس: هل أحد من أهل القبلة خالف في تفسير النزول على ما قلناه؟
الجواب: نعم؛ فمنهم من قال (ينزل ربنا): أي تنزل رحمة ربنا. ومنهم من قال (ينزل ربنا): أي مَلك من ملائكته، وهؤلاء إنما قالوا ذلك لأنهم ينكرون النزول الحقيقي.
والرد على هؤلاء أن نقول:
أولاً: أن قولهم هذا مخالف لظاهر النص؛ لأن ظاهره أن الذي ينزل هو الله عز وجل.
ثانياً: أن قولهم هذا مخالفٌ لصريح النص في قوله تعالى: (من يدعوني) إذ إن الملك لا يمكن أن يقول للخلق من يدعوني فأستجيب له، لأن هذا لا يقدر عليه إلا الله، ولو أن أحداً قاله من الخلق لقلنا إنه نزل نفسه منزلة الخالق، والملائكة مكرمون عن هذا، فالملائكة يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون، ويتبرؤون ممن يدعون غير الله.
وأيضاً فإذا قلنا: إن الرحمة هي التي تنزل إلى السماء الدنيا، فإن هذا من الغلط؛ لأن رحمة الله ليس غايتها السماء الدنيا، بل إن الرحمة تنزل إلى الأرض حتى تبلغ الخلق، وأي فائدة لنا إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا؟!
ثم إن الرحمة تنزل كل وقت، ولا تختص بثلث الليل الآخر، فإذا خصصناها بثلث الليل الآخر فمعنى ذلك أن يبقى الزمن أكثره بدون رحمة.
ثم إن الرحمة لا يمكن أن تقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه؛ لأن الرحمة صفة من صفات الله، ولو قالت هذا القول لكانت إلهاً مع الله، ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله، حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك، فلو قال يا قدرة الله اغفر لي. يا مغفرة الله اغفر لي. يا عزة الله أعزيني. فهذا لا يجوز، بل هو شرك، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف، مدعوة دعاء استقلالياً وهذا لا يجوز.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم (برحمتك استغيث)، فهذا من باب التوسل، يعني استغيث بك برحمتك، فـ (الباء) هنا للاستغاثة والتوسل، وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أو استغاث برحمة الله، لكن استغاث بالله لأنه رحيم، وهذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معنى له.(/)
أميركا والإسلام السياسي
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 01:57]ـ
أميركا والإسلام السياسي
كتب حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الاسلام السياسي طارئ وجديد على المجتمع الكويتي، فالمجتمع الكويتي توارث الاسلام الشرعي الفطري الذي انزله الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأداه الينا الصحابة منذ أكثر من اربعمئة وألف عام، بينما نجد الاسلام السياسي تاريخه في الكويت خمسون عاما لأقدمهم وجودا، وثلاثون عاما لمن ينتسب إلى السلفية.
أئمة الاسلام وعلمائه الكبار انتقدوا الاسلام السياسي انتقادا شديداً، وذلك لما احدثوه في الاسلام من الفرقة التي هي حالقة الدين، فقد جعلوا احزابهم معقد ولاء وبراء، فالاخوان يأخذون البيعة لاميرهم، واشباههم ممن ينتسب إلى السلفية يأخذون العهد ممن تفرسوا فيه الانقياد التام، كما انتقد علماء الاسلام الكبار جماعات الاسلام السياسي لزعزعتهم أمن واستقرار اوطان المسلمين، ولذلك نجد علّامة الكويت محمد السليمان الجراح رحمه الله كان ينتقد صراحة في دروسه في مسجده الاخوان المسلمين ويصفهم بالبغاة الخارجين عن طاعة الولاة، وحاول بعض منتسبي جماعة الاخوان مجادلة الشيخ وقتها لتغيير قناعاته ولم يفلح، فالعلّامة محمد الجراح رحمه الله بنى حكمه على هذه الجماعة عن علم ودراية وسبر لمواقفها.
كذلك نجد علماء الاسلام الكبار انتقدوا من ينتسب إلى السلفية وهو يحاكي في منهجه الاخوان المسلمين لدرجة الاغراق في السياسة والتنظيم الحركي الحزبي.
فالعلامة الالباني رحمه الله من الثمانينات أي قبل احداث سبتمبر وهو ينتقد التحول الكبير في جسم السلفية الحزبية الحركية السياسية، واشرطته معلومة في ذلك، اجتهد الحزبيون في حجبها عن شباب الدعوة السلفية حتى لاينفرط عقد نظام الحزب، ولا يقل اتباعه.
لم تلتفت قيادة الجماعة السلفية السياسية لعالمها الذي ينتسبون اليه، ومضوا في الغلو في السياسة حتى وصلوا إلى درجة مناصرة من يزعزع أمن واستقرار اشقائنا السعوديين الذين ناصرونا في تحرير بلادنا من براثن الاحتلال البعثي يوم ان قامت جماعات الاسلام السياسي بنصرة البعث، فالكل يعرف دور المنتسبين للسلفية السياسية في دعم وتأييد ومناصرة د. سلمان العودة في حشد الناس وتثبيطهم على الولاة في اعتصاماته ومظاهراته في امارة القصيم مما يضاد اصالة المنهج السلفي في تحريم الخروج على الولاة.
الاسلام السياسي، معناه ان اصحابه يلعبون «سياسة»، ومع مرور السنين وكثرة ممارسة «لعبهم» السياسي يكون هذا اللعب ثقيلا وظاهرا لايمكن انكاره.
فبعد احداث سبتمبر قامت أميركا باحتلال افغانستان، واسقطت أميركا «طالبان» التي ساهم في صناعتها أميركا والاستخبارات الباكستانية، لانها خرجت عن طاعة أميركا، وفي حرب اسقاط طالبان اسقطت أميركا اطنان القذائف التي اصابت النساء والصبيان والمدنيين بالاذى العظيم.
جماعات الاسلام السياسي لها نوع ارتباط مع أميركا والغرب، وهذا الارتباط تارة يكون مباشرا وتارة يكون غير مباشر.
ففي الوقت الذي اجتاحت فيه أميركا وبريطانيا افغانستان وطالت حمم قذائفهم الصبيان والنساء والمدنيين اطلت علينا الصحف الكويتية بصورة تجمع السفير البريطاني وبعض ممثلي الاسلام السياسي في جلسة اريحية والابتسامة ترتسم على محيا ممثلي جمعية الاصلاح وجمعية التراث الاسلامي.
نحن نبرأ إلى الله من غدر ابن لادن بالمدنيين في احداث سبتمبر، كما ان ابن لادن سيفه مسلول ايضا على المسلمين خصوصا اشقاءنا السعوديين، «وطالبان» تتحمل تبعات عدم وفائها لاشقائنا السعوديين الذين ناصروهم طوال عقدين من الزمن في جهادهم ضد الروس.
فالعاقل الذي يعرف هذه المقامات يعرف الآن حقيقة اللعب السياسي الذي يمارسه البعض في الصراخ على أميركا كما نذكر بأن أميركا والغرب الذي صنع نظام ملالي ايران، وأتى بالخميني بطائرة خاصة من فرنسا ليمنع التمدد الشيوعي الذي بادر حزب «تودة» الايراني الشيوعي بتحريك الشارع الايراني ضد شاه ايران، ضاق ذرعا الآن بسياسات أحمدي نجاد وتصريحاته النارية، فيا ترى هل تبادر أميركا باسقاط حكومة ملالي ايران كما فعلت بطالبان.
ترقبوا فصول المناورات السياسية التي نرى تحضيراتها ولاندري هل سنرى تطبيقاتها؟
على كل حال الإسلام عيار على الأحزاب، وليست الأحزاب عياراً على الإسلام، وقطعا أميركا ليست كذلك.
أنتم قطعا الأوائل
الأخ المهندس طارق العيسى يقول إن جمعيته أول من بدأ بالوسطية والرد على الغلاة، ودللّ لذلك بجهودهم العلمية في ذلك، فنقول له: هل الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وعبدالله السبت رمزا الجمعية قبل العالمين عبدالله الخلف الدحيان ومحمد سليمان الجراح؟!!
ونقول له أيضا: لعلك تسترجع ذهنك وتتذكر ردي على محاضرتكم في مقر «جمعيتكم» عن وسائل الدعوة «العنيفة» فإنك اذا استذكرت ذلك تماما علمت من اسبق في رد التطرف ولو ان الشيخ المهندس طارق العيسى اكتفى بذكر جهود الجمعية في محاربة التطرف لقدرنا جهود بعض أفراد الجمعية، أما انه يذكر انهم الأوائل، فحينئذ أرجو ان يريحنا من عناء كتابة مقال مفصل بأنهم الأوائل أيضا في نشر التطرف باسم السلفية.
والله أعلم
المصدر: جريدة عالم اليوم
العدد: 449 بتاريخ 23 - 6 - 2008(/)
* منهج أهل السنة في الحكم على الرجال للشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 09:06]ـ
* منهج أهل السنة في الحكم على الرجال
* الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
السؤال: من وقع في بعض البدع مع سعيهم لنشر السنة؛ فهل يعد من أهل السنة أم لا؟ مثل الإمام النووي وابن حجر العسقلاني وغيرهما؟
الجواب:
أولاً: نحن مع أننا لا نوقر صاحب البدعة ولا نقدره إلا أننا ننهج معهم منهج السلف الصالح كذلك، فإن أهل السنة والجماعة لا يظلمون أحداً، لا مبتدعاً ولا غير مبتدع، فلو وجد في أهل البدع -كما أشرنا- صاحب جهاد أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر فإن ذلك رغم ما فيه يذكر.
والسلف الصالح يقولون عن عمرو بن عبيد: إنه كان زاهداً، ولم يقولوا عنه: أنه كان مترفاً، وأثبتوا حتى لمعبد الجهني أنه كان من العباد رغم أنه ابتدع القول بالقدر، فهم لا يظلمون أحداً، ويقولون عن الخوارج: إنهم أصدق الناس -الأولون منهم بالذات- وإنهم لا يكذبون؛ فلم يظلموهم، وعندما قالوا: إن الرافضة أكذب الناس فلم يظلموهم، فنحن لدينا منهج لا يظلم، لأنه من الوصايا العشر التي أوصى الله تبارك وتعالى بها في سورة الأنعام قوله: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [الأنعام:152] ويقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ [المائدة:8] ويقول في الآية الأخرى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ [النساء:135] فهذه الشهادة لله عز وجل، والقوامة بالقسط أولى الناس بها وبالعدل هم أهل السنة والجماعة.
ثانياً: هل الإمام النووي وابن حجر من أهل البدع حتى نقول: بماذا نحكم عليهما؟ الواقع أننا قد أشرنا إلى شيء من ذلك حين قلنا: إنه يوجد من أهل السنة والجماعة من له ذنوب وأخطاء، فالإمام النووي والإمام ابن حجر رحمهما الله تعالى هما من أهل السنة، ولكن لهما أخطاء، ومن الذي قال: إن الرجل إذا كان سنياً فإنه معصوم لا يقع في خطأ من الأخطاء في الاعتقادات أو في الأحكام أو في الأعمال؟ لا يقول بذلك أحد من أهل السنة والجماعة.
ولكن نقول: قد يكون الرجل من أهل السنة والجماعة ويوافق بعض المبتدعة في أمر من الأمور دون أن يعلم، أو يعلم ولكن يظن أن ذلك هو الحق وأن ذلك لا ينافي كونه من أهل السنة والجماعة فمن لم يضاد السنة ويحادّها بل كان متبعاً لها، ومحكماً لها، ومؤمناً بها، ويسعى جاهداً في ذلك ولكنه أخطأ؛ فإننا نرجو أن يغفر الله له خطأه وتأويله واجتهاده، ولكن لا نأخذ ذلك الخطأ علمياً وإنما نلتمس له العذر.
فالإمام النووي وابن حجر هما من أكبر الأعلام المشهورين الذين خدموا سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وماكان منهما من أخطاء فنرجو أن يغفرها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لهما، فهي كالقطرة في بحر ذلك العلم والخدمة لسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليسوا من أهل البدع بل ورد عنهم الذم لأهل البدع، في كتبهم المشهورة المتداولة.
فإذاً: الإنصاف والحق أن نقرأ كتبهم ونعلق على ما فيها من أخطاء، كما فعل سماحة الشيخ علامة العصر عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في فتح الباري حيث علق عليه؛ وهذا ينبغي أن يكمل وتكمل فوائد باقي الكتب، وهي كتب عظيمة لا يستغنى عنها، فما فيها من خطأ يعلق عليه ويبين، فلا إجحاف ولا غلو، ولا إفراط ولا تفريط.
http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=3227
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 07:48]ـ
هذا الكلام الأصيل من عالم أصيل.
و دعك ممن اخترعوا لنا (مناهج في الجرح والتعديل)!
بارك الله في القائل والناقل والمنقول.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 07:55]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
وجزى الله العلامة الشيخ سفر الحوالي كل خير وبارك فيه، وسدد خطاه لمايحب ويرضى.
كلام قيم متين.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 08:08]ـ
كلام مؤصل من عالم مؤصل ...
بوركت أخي الكريم ..
ـ[المديني]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 08:10]ـ
جزاك الله خيرا
قول سديد والانصاف عزيز في هذا الزمان
بارك الله في علمائنا الكرام
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 06:06]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك والحقيقة أن الكثير من طلبة العلم لا يفرقون بين من وافق فرقة أيا كانت في مسألة وبين من ألتزم أصولها ولذلك يقولون أن النووي وابن حجر أشا عرة مع أنهم لم يلتزموا أصول الأشا عرة وهذا ناتج عن الجهل بتقيم أهل السنة للرجال فمن لم يلتزم أصول أي فرقة لاينبغي أن ينسب إليها وإن وافقها في مسألة أوأكثر وهذا هو منهج أهل السنةفي الحكم على الرجال ولك تقديري وتحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:34]ـ
الإخوة الكرام:
أبو الفيصل
صقر بن حسن
إمام الأندلس
المديني
أبو القعقاع
شكر الله لكم تفضلكم بالمرور والمشاركة، زادني الله وإياكم علما
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:04]ـ
جزاك ربي خيرا وأحسنت النقل
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 04:52]ـ
هذا الكلام كلام متين، وهو ما يطرد مع كلام علماء أهل السنة الأجلاء من المتقدمين والمتأخرين، أما الفوضى الأخيرة التي رأيناها في النقد الفوضوي الشهواني والذي بلاخطام ولازمام.
فقد رأينا آثار هذا المنهج الدخيل ملموسة، وثماراته مشاهدها، فقد ذاق مرها حتى من أصلوا لهذا المنهج الغالي المتطرف والذي للأسف يسموه للأتباع "الجرح والتعديل".
جزاك الله خيرا على النقل وحفظ الله الشيخ العلامة سفر الحوالي وتمم له العافية.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 10:44]ـ
* فلو وجد في أهل البدع -كما أشرنا- صاحب جهاد أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر فإن ذلك رغم ما فيه يذكر.
والسلف الصالح يقولون عن عمرو بن عبيد: إنه كان زاهداً، ولم يقولوا عنه: أنه كان مترفاً، وأثبتوا حتى لمعبد الجهني أنه كان من العباد رغم أنه ابتدع القول بالقدر،
في كلام الدكتور سفر شفاه الله نظر!
فأهل السنة إنما يذكرون زهد وعبادة أهل البدع من باب الإعتبار لا الإطراء.
فصحاب البدعة لا تنفق بدعته إلا إذا ألبست بقالب حق.
فذكر اهل السنة لعبادة وزهد هولاء من باب تحذير طلاب العلم من أن العبادة والتقشف والزهد ليسوا مقياس لأهل الحق وإنما التعويل على حسن السريرة وصفاء العقيدة ثم موافقة القول للعمل.
ومن الخطأ الفهم بأنهم إذا قالوا عن مثل عمرو بن عبيد: كان عابد يعني مدحه بذلك!!
بل قد أغتر به الخليفة العباسي المنصور وقال فيه:
وقال:
كلكم يمشي رويد ... كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد
وأعلم يا من لا تعلم بأن عمرو بن عبيد كان يقول:
- إن كانت (تبت يدا أبي لهب) في اللوح المحفوظ، فما لله على ابن آدم حجة.
- إن عثمان لم يكن صاحب سنة.
- ما نصنع بسمرة قبح الله سمرة.
- لو ان عليا وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شراك نعل ما اجزته.
- قيل لأيوب ان عمرو بن عبيد روى عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه فقال كذب عمرو!!
فكيف تظن يا هذا أن يكون هذا الكذاب عابدا زاهدا؟!!
ولكن ما يظهر من زهده وورعه وهما حقيقة فيه ورع وزهد بما يهوى لا بما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ولا يعرف التفريق بين زهد المبتدع وزهد السني إلا من طلب العلم على صاحب سنة , والله اعلم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 11:07]ـ
هداد الله يااباعمر .. آمل مراجعة كتاب (أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية)
لعل المنهج يتضح ويستقيم
والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 11:30]ـ
لوقال العلامة سفر-حفظه الله ومتع الأمة به-: الواحد نصف الاثنين لخطأه العضو أبو عمر ومن لف لفه من أصحاب الشذوات المشهورة
هداهم الله وأصلحهم
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 11:37]ـ
لوقال العلامة سفر-حفظه الله ومتع الأمة به-: الواحد نصف الاثنين لخطأه العضو أبو عمر ومن لف لفه من أصحاب الشذوات المشهورة
هداهم الله وأصلحهم
هم لم يضروا الشيخ سفراً، ولن يضروه بإذن الله، وإنما يضرون أنفسهم .....
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:29]ـ
يا أهل العقول ناقشوا المنقول ودعوا الفضول من الكلام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:40]ـ
كلام طيب جداً من الشيخ -حفظه الله-وإن كان الراجح والله أعلم =كون النووي أشعرياً بيقين ..
وأكبر آيات ذلك تصريحه هو نفسه بانتسابه للأشاعرة في ترجمة أبي إسحاق الإسفراييني من كتابه: ((تهذيب الأسماء واللغات)) .. والاعتراف سيد الأدلة .. وليس الأشاعرة رتبة واحدة في مخالفة أهل السنة كي يستدل ببعض موافقات النووي على خروجه عن التمشعر ..
أما كلام الشيخ عن ابن حجر فحسن رائق ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:58]ـ
فأهل السنة إنما يذكرون زهد وعبادة أهل البدع من باب الإعتبار لا الإطراء.
فصحاب البدعة لا تنفق بدعته إلا إذا ألبست بقالب حق.
فذكر اهل السنة لعبادة وزهد هولاء من باب تحذير طلاب العلم من أن العبادة والتقشف والزهد ليسوا مقياس لأهل الحق
/// ما دليلك على الملوَّن بالأحمر، هل نصَّ أحد الأئمة على هذه الدعوى التي قعَّدت بها وأطلقتها؟ أم عملت استقراءًا ولو ناقصًا فخرجت بهذه النتيجة؟
/// أرجو أن تجيب بكلام واضح.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 04:14]ـ
/// أرجو أن تجيب بكلام واضح.
لقد طلبت المستحيل ياشيخ عدنان، فبين الوضوح وأبي عمر مفاوز!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:33]ـ
لن تفهم دليلي يا عدنان!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:41]ـ
يرى الجبناء أن العجز عقل /// /// /// وتلك خديعة الطبع اللئيم
/// أفادك الله كما أفدتني، إذن أفهم بها غيري! فلن يعدم المنتدى من يكون بفهمك الثاقب ليفهم. (ابتسامة)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 09:25]ـ
أضحك الله سنك يا عدنان، يبدوا أننا كلنا مثلك.
حفظ الله الشيخ العلامة سفر الحوالي الذي سطر منهجا و سار عليه حقيقة و يا ليت قومي سلكوا هذا المسلك من زمان، ما صرنا إلى ما صرنا إليه و أصبحنا أضحوكة العالمين.
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 03:41]ـ
الأخ ابو عمر السلفي وفقه الله
لاتلزم نفسك بقاعدة ليس عليها دليل ثم تؤول عليها منهج السلف وأفعالهم فهذا يجر إلى التزام ماهو أنكر.
وأما بدع المبتدعة فأمر آخر غير عبادتهم وزهدهم. فأهل السنة يذكرون الحق الذي عندهم ويذكرون ماعند الطوائف الأخرى من الحق ويبينون الباطل فيه ويحذرون الناس منه. وقد قبل كثير من أئمة الحديث أحاديث بعض من تلبس ببدعة كالخوارج ماداموا يعرفون بالصدق ولم ينفوا عنهم هذه الصفة ... وإذا كان الأمركذلك فكيف طبقوا قاعدة تحذير طلاب العلم والاعتبار لا الإطراء في هذا الفعل؟
هدان الله للحق
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 04:06]ـ
يا أهل العقول ناقشوا المنقول ودعوا الفضول من الكلام.
لم أقرأ كلاما يستحق أن يقال عنه: إنه من فضول الكلام إلا ما تسطره أنت في ردودك!
فأتحفنا بسكوتك!
يسلم لنا أبو عاصم ما يعرف لك إلا هو الله يبارك فيه.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 09:56]ـ
أضحك الله سنك يا عدنان، يبدوا أننا كلنا مثلك.
.
لا بارك الله فيك ليس الكل مثل عدنان ومثلك.
فلا تزال طائفة منصورة ما استقاموا على منهج السلف بحق وحذروا من تمييع العقيدة بعذر كل مخالف ولو كان مثل عمرو بن عبيد!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 10:03]ـ
لا بارك الله فيك!!
/// كنت قد أغلقت الموضوع لأجل دعاء سوء فهمته من كلام "السَّلفي" خشية خروج إلى بنيات الطريق، فأرسل إليَّ "السَّلفي" بعد ذلك توضيحًا: أنَّه ما قصد الدعاء بعدم البركة، بل كان مقصوده من كلامه هكذا: (لا) ثم (بارك الله فيك)، وكان بإمكانه فصل ذلك بفاصلة أو (واو)؛ حتى لا يوهم الناس باحتمالين، فإذا خوصم أوعوتب قال: ما قصدُّت الاحتمال السيء، وتعلم الأدب في الكتابة والكلام لازمٌ لمن يكتب للناس!
/// وأنا أعجب من أمثال هذا السَّلفي ينعى قبل مشاركات قليلة على غيره الاشتغال بالفضول، ولا فضول إلا ما يعقب به، فأين صفات الطائفة المنصورة من تهرُّبك عن الإجابة فيما أقحمت نفسك فيه يا "سلفي"!
/// على كلٍّ .. الموضوع أعيد فتحه لأجل ما تقدَّم ولعتب وصلني من بعض الإخوة يطالبون بتركه مفتوحًا وعدم إغلاقه لأجل فلان وفلان! وأرجو أن يكون أولى الناس تركًا لفضول الكلام من نصح الناس بذلك ..
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 10:46]ـ
الأخ ابو عمر السلفي وفقه الله
لاتلزم نفسك بقاعدة ليس عليها دليل ثم تؤول عليها منهج السلف وأفعالهم فهذا يجر إلى التزام ماهو أنكر.
وأما بدع المبتدعة فأمر آخر غير عبادتهم وزهدهم. فأهل السنة يذكرون الحق الذي عندهم ويذكرون ماعند الطوائف الأخرى من الحق ويبينون الباطل فيه ويحذرون الناس منه. وقد قبل كثير من أئمة الحديث أحاديث بعض من تلبس ببدعة كالخوارج ماداموا يعرفون بالصدق ولم ينفوا عنهم هذه الصفة ... وإذا كان الأمركذلك فكيف طبقوا قاعدة تحذير طلاب العلم والاعتبار لا الإطراء في هذا الفعل؟
هدان الله للحق
بارك الله فيك
قدمت بمقدمة هي حق في نفسها , وخطأ في تنزيلها.
وأنا لا التزم إلا ما التزمه أهل السنة بل وتؤطوا عليه والعبرة بالحجة والبرهان وليس بكثرة الكلام.
وأما أهل السنة فهم أهل الحق دوما - جعلني الله وإياك ومن يقرأ معهم - ولذلك هم يقولون الحق الذي لهم والذي عليهم وقد فارقوا أهل الأهواء في هذه الميزة العظيمة.
وكلامك حق في باب الترجمة وليس على إطلاقه كما يُفهم من المنقول عن الدكتور سفر - شفاه الله - وأما ذكر الصدق عن المبتدع الصادق فلا مشكل وهو من الإنصاف , وأما ذكر مواقف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعبادة والحال لبعض المبتدعة فهذه ليست مناقب بل هي من المنكرات وذكرها لعدة فوائد كما سبق وليست لمجرد الإنصاف إلا من كانت فيه حقيقة كحال الصدق في الخوارج الأولين لأنه عقيدة عندهم يكفر تاركه.
وفي الأخير نرجع للنزاع المحسوم وهو هل تذكر حسنات المخالف إذا ذكرت سيئاته أم لا؟
وقد فصل علماء السنة هذه المسألة ولم يعرضوها كما عرضها الدكتور سفر وغيره هداهم الله.
وقالوا في باب الترجمة تذكر الحسنات إن وجدت وأما في باب الرد والتحذير من المخالف فلا كرامة له إن كان من أهل البدع ولا تذكر كذلك إن كان من أهل السنة لئلا يضعف الرد المروم به نصرة القول الحق في المسألة التنازع فيها.
وفقني الله وإياك وإخواننا الملبس عليهم للحق ونصرته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 10:49]ـ
/// ياسلفي! لم نطلب منك خطبة وكثرة كلام، نريد منك نصًّا لأهل العلم فيما ادَّعيته وبس، لم التطويل والخطب؟ إلَّا إن كنت تظنُّ نفسك من أهل العلم الذين يرجع إليهم في المنهج؟
/// هل سؤالي صعبٌ لهذه الدرجة أم ماذا؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 10:52]ـ
/// كنت قد أغلقت الموضوع لأجل دعاء سوء فهمته من كلام "السَّلفي" خشية خروج إلى بنيات الطريق، فأرسل إليَّ "السَّلفي" بعد ذلك توضيحًا: أنَّه ما قصد الدعاء بعدم البركة، بل كان مقصوده من كلامه هكذا: (لا) ثم (بارك الله فيك)، وكان بإمكانه فصل ذلك بفاصلة أو (واو)؛ حتى لا يوهم الناس باحتمالين، فإذا خوصم أوعوتب قال: ما قصدُّت الاحتمال السيء، وتعلم الأدب في الكتابة والكلام لازمٌ لمن يكتب للناس!
وأنا أعجب من أمثال هذا السَّلفي ينعى قبل مشاركات قليلة على غيره الاشتغال بالفضول، ولا فضول إلا ما يعقب به، فأين صفات الطائفة المنصورة من تهرُّبك عن الإجابة فيما أقحمت نفسك فيه يا "سلفي"!
/// على كلٍّ .. الموضوع أعيد فتحه لأجل ما تقدَّم ولعتب وصلني من بعض الإخوة يطالبون بتركه مفتوحًا وعدم إغلاقه لأجل فلان وفلان! وأرجو أن يكون أولى الناس تركًا لفضول الكلام من نصح الناس بذلك ..
جزيت خيرا على النصيحة بخصوص ترك الإيهام
وأما التعريض بتعلم الأدب في الكتابة في هذا الموضع ليس من الإنصاف فإن كنت تعتقد نفسك منصفا فليس من الحكمة ولكن يؤتي الحكمة من يشاء.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 10:59]ـ
/// ليس هناك تعريض بتعلُّم الأدب بل تصريح، فليس من الأدب مخاطبة الناس بقولك: (لا بارك الله فيك) كتابةً أومنطوقًا .. ثم ماشاء الله على الإنصاف الذي نزل الآن فجأةً عليك؟! رجعنا إلى فضول الكلام وكثرته.
/// يا أخي دعنا من فضول الكلام ومجانبة الإنصاف، أجب -فقط- عن سؤالي يا من تدَّعي السَّلفيَّة وانتهاج طريق الطائفة المنصورة؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 11:03]ـ
/// ياسلفي! لم نطلب منك خطبة وكثرة كلام، نريد منك نصًّا لأهل العلم فيما ادَّعيته وبس، لم التطويل والخطب؟ إلَّا إن كنت تظنُّ نفسك من أهل العلم الذين يرجع إليهم في المنهج؟
/// هل سؤالي صعبٌ لهذه الدرجة أم ماذا؟
قد أتاك الجواب ولكن لم يدركه قلبك.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 11:05]ـ
/// ليس هناك تعريض بتعلُّم الأدب بل تصريح، فليس من الأدب مخاطبة الناس بقولك: (لا بارك الله فيك) كتابةً أومنطوقًا .. ثم ماشاء الله على الإنصاف الذي نزل الآن فجأةً عليك؟! رجعنا إلى فضول الكلام وكثرته.
/// يا أخي دعنا من فضول الكلام ومجانبة الإنصاف، أجب -فقط- عن سؤالي يا من تدَّعي السَّلفيَّة وانتهاج طريق الطائفة المنصورة؟
إن صح لك فهمك من قولي (لا بارك الله فيك) صح لك التصريح والتعريض ولكن الباطل لجلج
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 11:13]ـ
/// دعني أساعدك على إجابة طلبي، فإني أراك متحيِّرًا، متوهِّمًا أنَّك قد أجبت .. قل: قال "فلان" وسمَّ أحد أهل العلم المعتبرين ثم انقل لنا كلامه فيما ادَّعيته يا "سلفي".
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 01:27]ـ
ليس من حقك طلب نص من أهل العلم على كل كلمة من كلامي.
والواجب عليك بيان غلطي فيما قلته من النظر في كلام الدكتور سفر شفاه الله وعافاه.
ومحور النقاش في الفرق بين تقرير الدكتور سفر وتقرير أهل العلم المتواطئ عليه في الحكم على الرجال.
وما تسألني عنه ما هو إلا تبرير مني عن شبهة ذِكر بعض مناقب أهل البدع لا تقرير حتى تطلب فيه نصاً فيه من أهل العلم.
فهل تعامل أهل السنة مع ابن حجر والنووي هو هو مع عمرو بن عبيد وأمثاله؟!
فكلام الدكتور يقتضي كونهما واحد والله المستعان.
فإن عندك ما ينقض هذا فهاته وفقك الله وحبب إليك كل سلفي حقيقة لا ادعاء.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:01]ـ
/// رجعنا للتهرُّب! أطال الله النفس حتى تنجلي!
/// بورك فيك يا أُخَي .. مسألتك لا يهمُّني نقاشها الآن .. فعندنا قضيَّةٌ لم تنتهي، فإذا انتيهنا فلكل حادث حديث .. لأنَّ هذا يهدم ما بنيته كلَّه ..
/// ركِّز معي -جيِّدًا- أنت لا غيرك أطلقت قاعدة وطردت حكمًا على تصرُّف الأئمَّة والسَّلف في تراجم المبتدعة وغيرهم، وليس في عمرو بن عبيد أوزيد وزويد!، فسألتك من قال إنَّ أهل العلم قصدوا ذلك في كل ذلك.
/// دعك منِّي .. لكن من حقِّ كلِّ من يقرأ تحريراتك! لمنهج الأئمَّة والسَّلف في تراجمهم -وهي بالمئات- =معرفة كيفيَّة توصُّلك لمرادهم في كلِّ هذه التراجم المحتوية على هذه الأمور.
/// مرة أخرى أرجو أن يكون طلبي مفهومًا .. وأن تركِّز على هذه النقطة وتترك الكلام في العموميات والخطب المعادة.
/// أمَّا خطبة دعوى السَّلفيَّة .. فمن منهج السَّلف طلب الدَّليل وإبرازه على كلِّ قول، فهل أنت سلفي أم مدَّعٍ؟
/// أنت بين خيارين: أن تبرز دليلك -بالنص أوالاستقراء- على أنَّ هذا هو مراد أهل العلم، أو تتراجع عن إطلاقاتك وتنتهي القضيَّة ... ماذا ترى يا سلفي؟
فإِن عَرَفتَ مُرادي /// /// /// تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه
وَإِن جَهِلتَ مُرادي /// /// /// فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:44]ـ
/// أنت لا غيرك أطلقت قاعدة وطردت حكمًا على تصرُّف الأئمَّة والسَّلف في تراجم المبتدعة [/ CENTER]
ما دليلك على أني أطلقت قاعدة أو أسميتها قاعدة؟!
ومن يقرر أن ما يقوله قاعدة أو ليست بقاعدة!!
هل القائل بها أو أي قارئ لها؟!!
دعواك عريضة وهو تمحك وتحكم فاسد والله المستعان.
وإذا لا تريد أن تناقش أصل الموضوع فدع عنك هذا التحكم والتهويل والتهديد بما في يدك من صلاحيات الإشراف , فلن تجرح إلا نفسك فاحذر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:54]ـ
/// (ابتسامة) طيب يا أُخَي "السلفي" .. أرجو أن تهدأ قليلًا حتى نكمل نقاشنا .. ولا تخف فأنا لا أهدِّدك بشيءٍ لأني مشرف إلَّا إن خرج الموضوع عن النقاش العلمي إلى ما تعرفه ممَّا سبق لك فعله ..
/// نعم .. أنت لم تقل إنَّها قاعدة، ويجب أن تصرِّح بأَّنها قاعدة ..
/// حسنًا .. لكنك عمَّمت الحكم بحصر مرادهم! وهذا كلامك:
فأهل السنة إنما يذكرون زهد وعبادة أهل البدع من باب الإعتبار لا الإطراء.
فصحاب البدعة لا تنفق بدعته إلا إذا ألبست بقالب حق.
فذكر اهل السنة لعبادة وزهد هولاء من باب تحذير طلاب العلم من أن العبادة والتقشف والزهد ليسوا مقياس لأهل الحق وإنما التعويل على حسن السريرة وصفاء العقيدة ثم موافقة القول للعمل.
ومن الخطأ الفهم بأنهم إذا قالوا عن مثل عمرو بن عبيد: كان عابد يعني مدحه بذلك!!
....
/// هل تدري ماذا تفيد (إنَّما) في لغة العرب؟
/// فأصوغ السؤال بطريقةٍ أخرى: هل أنت على تعميمك وحصرك أو تتراجع؟
/// حقيقةً لا أدري من المشرف الذي يتحكَّم في النقاش ويستغل سلطة الإشراف، الذي يطالبني بعدم نقاش إطلاقاته، أم الذي بإمكانه حذف المشاركات ولا يفعل. (ابتسامة)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:38]ـ
[ SIZE="5"]///
إلَّا إن خرج الموضوع عن النقاش العلمي إلى ما تعرفه ممَّا سبق لك فعله ..
هل تستطيع أن تثبت هذه الدعوى في حقي؟
[ SIZE="5"][COLOR="Blue"]///
/// نعم .. أنت لم تقل إنَّها قاعدة، ويجب أن تصرِّح بأَّنها قاعدة ..
/// حسنًا .. لكنك عمَّمت الحكم بحصر مرادهم! وهذا كلامك:
/// هل تدري ماذا تفيد ([ COLOR="Red"] إنَّما) في لغة العرب؟
/// فأصوغ السؤال بطريقةٍ أخرى: هل أنت على تعميمك وحصرك أو تتراجع؟
ليتك تناقش للوصول إلى الحق!
ولكنك هداك تظن أنك وقفت على زلة من أبي عمر فتريد إبرازها؟!
وسوف تتعب حتى تنال مرادك لأني لا اسهل عندي من التراجع للحق والإعتراف بالخطأ عندما تقوم الحجة لا بمجرد التخرصات والأوهام.
نعم - شفا الله صدري وصدرك من كل آفاته - أنا اعلم أن (إنما) أداة حصر وأعني ما أقول.
وما أعنيه بيان خطأ الدكتور سفر في دعواه أن أهل السنة يذكرون للمبتدعة المدح والذم مطلقاً.
وهذا غير صحيح والصحيح أنهم (إنما) يذكرون المدح والذم - حال الترجمة فقط - وليس ذكرهم للمدح من باب الإطراء والتعظيم وموازنة الحسنات مع السيئات كما يُفهم من كلام الدكتور سفر شفاه الله.
فقولي قلته مبررا لدفع هذه الشبهة وليس كما فهمته بأني أقول أن ذكرهم - أي أهل السنة - للمدح هو محصور في التحذير وعدم الإغترار بالمبتدع الممدوح فهذا سوء فهم منك , وكلامي يُفهم من سباقه ولحاقه إن كنت منصفا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 08:49]ـ
/// ......... ! ولا جديد!
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 04:53]ـ
ولن تجد الجديد -ياشيخ عدنان- عند هذا الشخص، وقلَّ أن تجد عنده المفيد
فلعل الأولى والأحفظ للوقت تجاهل ما يكتبه هذا العضو
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 11:11]ـ
جزى الله خيراً الشيخ سفر على هذا الجواب المسدد، ونفع الله بعلمه ونصحه ...
تنبيه:
فأهل السنة إنما يذكرون زهد وعبادة أهل البدع من باب الإعتبار لا الإطراء.
الصحيح أن أهل السنة إنما يذكرون ما لأهل البدع وما عليهم من باب العدل والإنصاف، وأما أن الزهد والصلاح الظاهر لا يستلزم صلاح العقيدة؛ فليس هذا محل نقاش، والله أعلم ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 12:33]ـ
جزى الله خيراً الشيخ سفر على هذا الجواب المسدد، ونفع الله بعلمه ونصحه ...
تنبيه:
الصحيح أن أهل السنة إنما يذكرون ما لأهل البدع وما عليهم من باب العدل والإنصاف، وأما أن الزهد والصلاح الظاهر لا يستلزم صلاح العقيدة؛ فليس هذا محل نقاش، والله أعلم ...
العدل والإنصاف مفروغ منه يا أخي ولا نقاش في الواضحات!
وإنما النقاش في قول الدكتور من أن أهل السنة يعرفون لعمرو بن عبيد ما مدح به من مواقف ويمدحونه بها؟
وهذا خطأ والصحيح أن أهل السنة يجملون في ذكر ممدوحاتهم ويفصلون في ذكر مذموماتهم نصحا للأمة وبيان لحال الرجل حتى لا يغتر به أحد وهذا حال الترجمة فقط.
وأما حال الرد على بدعهم فلا يذكرون إلا بدعهم ومقدار فساد منهجهم ويردون ذلك بالكتاب والسنة وعلى طريقة السلف الصالح.
والعجيب اليوم من بعض الناس إذا ذكر المشاهير بإنكار المنكر والنصح لله ولرسوله فيذكر منهم الإمام مالك والإمام أحمد و عمرو بن عبيد؟!!
وهذا والله المنكر لأن انكار عمرو بن عبيد كان انكارا بدعيا على معتقد المعتزلة وهو جواز الخروج بالسيف على السلطان وليس على منهج أهل السنة والجماعة.
فليتدبر أولي الأبصار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 12:35]ـ
ولن تجد الجديد -ياشيخ عدنان- عند هذا الشخص، وقلَّ أن تجد عنده المفيد
فلعل الأولى والأحفظ للوقت تجاهل ما يكتبه هذا العضو
صدقت لن تجد عندي من الجديد المحدث شيء فليس عندي إلا العتيق بتوفيق الله.
أسال الله أن يميتني على العتيق.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 12:43]ـ
/// الأخ الكريم .. فريد المرادي، بلغك الله مرادك، ليتك تأخذ مثلي بنصيحة الشيخ عبدالله الحمادي -جزاه الله خيرًا- التي سبقت فهي خير زاد للحفاظ على الوقت.
/// ... ، ... ، ... جعجعة بلا طحن!
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 07:34]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عدنان، وأعانني وإياكم على ما فيه رضاه
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:42]ـ
الشيخ الكريم عدنان البخاري: بارك الله فيكم على نصيحتكم، والشكر موصول إلى الشيخ عبد الله الحمادي، نفع الله بكم في هذا الملتقى المبارك ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 02:14]ـ
أسال الله أن يجعلكم مباركين وللمسلمين نافعين غير ضارين ... آمين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 02:38]ـ
/// آمين.(/)
تاريخ الأطماع الإيرانيّة .. لم يتغيّر شيء!
ـ[المديني]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 09:10]ـ
تاريخ الأطماع الإيرانيّة .. لم يتغيّر شيء!
لفضيلة الشيخ: حامد العلي حفظه الله
لاشيء قد تغيّر من جهة تهديد أمّتنا، منذ عهد النظام الصفوي* في إيران، ثم الغاجاري، ثم البهلوي، ثم الخميني، فمنذ أنْ كان الصفيون ثمّ الغاجاريون، العدوّيْن اللّدوديْن للخلافة الإسلامية، إذْ لم يدّخرا أيّ إسهام في مؤامرة مع أعداء الإسلام لإسقاطها، وقد كانت الخلافة الإسلامية تأتيها أشدّ الطعنات غدرا من هذا العدوّ، في أوْج فتوحاتها الإسلامية في أوربا.
منذ ذلك الحين إلى اليوم، بقيت الروح العدائية التوسعية بحالها، تتوارد على النظم الحاكمة في إيران.
صحيحٌ أنّه عندما ظهر الخميني قائد الثورة الخمينية، كان قد أعلن في باريس في نوفمبر 1979م منهج الثورة التي أسماها (إسلامية)، وكشف عن أهدافها قائلا: رفع المظالم، و العودة بالعلاقات الإيرانية مع الشعوب، و الدول الأخرى، إلى علاقات طبيعيّة، و حلّ المشاكل القائمة بين إيران، و الدول الأخرى وفق (المفاهيم الإسلامية)! و في ردّه على سؤال حول احتلال قوّات الشاه للجزر العربيّة، و عزم الثورة الإيرانية على إعادتها لأصحابها ... أكّد بأن الثورة قامت لتنصر الحقّ، و لتسحق الباطل، و لترفع المظالم التي ارتكبها الشاه، كما كان كبار الساسة في بداية الثورة يطلقون على الخليج العربي، بأنه الخليج الإسلامي!
غير أنّه قد تبيّن بعد ذلك أنّ هذا الكلام المعسول كان يخفي وراءه نوايا عدوانيّة، لاتقل خطرا ًعن أيّ عدوّ آخر يُضمر شراً لهذه الأمّة.
فسرعان ما أطلق الخميني مبدأ تصدير الثورة، فتحوّل إلى جوهر العمل السياسي، والمخابراتي، والإقتصادي، والديني، للنظام الحاكم في إيران، وبدأ بالتأكيد على فارسية الخليج، في عنصرية مقيتة.
ثم لم تلبث الثورة أن كشفت عن أخبث طواياها، عندما بدأت بالهجوم لإحتلال العراق، بعدما أعلن الخميني أن الطريق إلى القدس يمر عبرها، بل بعد تحرير الحرمين، ومنذ ذلك الحين دأب هذا النظام على نشر الفوضى، وإشاعة الفتنة في الجوار، وحتّى حرَمِ الله تعالى الذي جعله مثابةً للناس وأمنا، لم يسلم من فتنهم، فلقي المسلمون في مواسم كثيرة أشدّ العنت من أحقادهم، وصلت إلى إهراق الدماء، وإرهاب الآمنين جوار بيت الله المعظّم.
ولما فشلت جميع مخططاتهم، وانقلبوا خاسئين، وجدوا فرصتهم السانحة ـ كعادتهم ـ في استغلال الحملة الصهيوصليبة على أفغانستان والعراق، فكانوا فيها أخبث أعوانها، وإخوان شياطينها.
ذلك أنّ المخطّطين الصليبييّن، رأوْا أن تحييد إيران أثناء تنفيذ الجزء الأوّل من استراتيجية الهيمنة على المنطقة، عبر إحتلال العراق، سيحقق أهدافهم، دون خسائر كبيرة، ففتحوا الباب على مصراعيه، لعائلة الحكيم، وحزب الدعوة بزعامة الجعفري، وبقية أولئك الأذناب المطبّلة وراء الحملة الصليبية، كما أنهم استفادوا بذلك تهدئة شيعة العراق، وتحوّل عبدالعزيز الحكيم نيابة عن أخيه، إلى الرجل المفضّل لدى الخارجية الأمريكية، والاستخبارات في واشنطن، جنبا إلى جنب مع جلال طالباني، واحمد الجلبي، وإياد علاوي، أثناء وضع الخطط لاحتلال العراق!
وكان لدى هؤلاء العلاقمة، تحقيق حلم الخميني بتدمير العراق، للسيطرة على مقدراته، والانتقام منه، وإزالة ما فيه من كلّ ماضيه الذي يذكّر بعروبته وإسلامه، ثمّ إلحاقه بالنظام العنصري في طهران، كان أولى من كلّ حضارة أمتنا، تاريخها، ومستقبلها!
ولا أدري أَفَأغشىَ الحقد على أبصارهم، حتّى لم يروْا أنّ الاحتلال إنما يركبهم مطايا، إلى أن يحين وقت إعادة التوازن ـ ولو بحرب تحرق كلّ شيء ـ بين القوى الإقليمية، التي أشار إلى قرب وقتها، ملك الأردن، ورئيس مصر، وغيرهما، تباعا .. ثم يحيق بهم مكر السوء، وتدور عليهم دائرته.
صاحب الأحقاد أعمى::: لا يرى شيئا سواها
أم أنّهم ظنّوا أنّ الوقت سيكون قد فات على ممتطيهم، بعد أن يتمكّنوا من العراق، فيفرضوا الأمر الواقع، ويحقّقوا أحلامهم الشيطانية بالتوسّع جنوبا وشرقا، عبر الهلال الشيعي، ثم يتحوّل إلى نار تحرق حضارتنا، من الشرق، كما هي نار الغرب الصهيوصليبي؟!!
بلى .. أدرى، إنهما معا قد دفعا بالصفويين إلى هذه الورطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل ذلك والحقيقة التي تحركّه، سنّة الله تعالى التي أقام عليها الكون، فما من ظالم إلا سيُبلى بأظلم، ومن سلّ سيف البغي قُتل له، فقد فعلت أذرعة النظام الصفوي في العراق ومعها حزب حسن نصر فرع العراق، في المسلمين، ما ذكّرهم بجرائم المغول فيها، فضلا عن جرائمهم في عرب الأحواز، وسنة إيران، التي لاتوصف بشاعة من ثلاثة عقود.
وهذا كلّه ليس غريبا على من يقرأ تاريخ الإسلام، ويعرف حقيقة النظام الجاثم على مقدرات الشعب الإيراني الذي جنى عليه نظام الخميني قبل أن يجني على غيره.
غير أن الغريب، تلك الجهالات التي يطلقها المحسوبين على الحركة الإسلامية من تأييد حزب حسن نصر، وهم في عماية تامّة عن حقيقة إرتباطه بالخطر الصفوي الذي يخطّط لتدمير أمتنا، والعبث بثقافتها، واجتيال هويّتها.
وأنهم يُخدعون بعدما رأوا خيانة هذا العدو لأمّتنا مرّتين، أفي كلّ مرّة يُفتنون، ثم لايتوبون، ولاهُم يذّكرون؟!
وتعالوا نتذكّر التاريخ، وكيف يتلاعب الجهلُ بأهله، فيقلبهم من النقيض إلى النقيض!
عندما قامت ثورة الخميني وأظهرت شعارات مخادعة تدّعي الإسلام، وأغلقت سفارة الصهاينة، وأعلنت الحرب على أميركا، صفّق لها كثير من المخدوعين بشعاراتها.
وكم يؤلمني أن أتذكّر هذه الحادثة، فقد قلت ذات مرة لفاضلٍ من منظّري حركة إسلامية، بدا معجبا بثورة الخميني، لعلكم ستكونون أنتم أوّل من يصطلي بنارها، فألقى إليّ بنظرات الشفقة، مستصغرا إياي، فما لبثت تلك النظرات حتى وجدتها في عيني، وأمامي ذلك المنظّر، عندما وقف نظام الخميني داعما لمجازر حليفه في سوريا وجنازر الدبابات تطحن أهل حماة، وبطون الحوامل تُبقر فيها! فكان الرجل مذهولا كيف يؤيد نظام إسلاميّ، نظاما علمانيا بعثيا قمعيا، إلى هذه الدرجة؟!
ثم بعدما صار هذا المسكين، مؤيدا للنظام البعثي في العراق، أثناء حربه مع النظام الصفوي الباطني في طهران، عاد فانقلب، فرأيته (يطبّل) مع حزب حسن نصر!!
ولو أنّي رأيته اليوم لقلت له: وكيف يكون حزب حسن نصر مواليا لنظام علماني بعثي جرائمه لاتُحصى، وفصيلا في جيش الثورة الخمينية، التي خانت الأمّة في أفغانستان والعراق، يلغ معها في دماء المسلمين في بغداد، ثم يكون مجاهدا مع أمّتنا في لبنان؟!
وليت شعري إذا كانت عقول هؤلاء الذين يُطلقون على أنفسهم حركات إسلامية، لا تتسع أن يفهموا أنّه ليس كلّ من يتبنّى مأساة أهلنا في فلسطين، يريد بنا الخير، فليصمتوا خيرا لهم، و إلاّ فلا معنى لأَنْ يعارضوا الأحزاب العلمانيّة القوميّة، والاشتراكية، والشيوعيّة، التي تبنّت القضية نفسها، وقدّمت لها التضحيات أيضا، ثم يؤيدوا الثورات الباطنية كالخمينية ذات الرصيد الهائل من الخيانات ضد أمّتنا، تلك الثورة التي لم يستطع الصليبيّون أصلا أن ينجحوا في تحويل العراق إلى مرتع للصهاينة إلاّ بها!! مع أنّ هؤلاء الباطنيين سيُلحقون بالقضية الفلسطينية دمارا هائلا، قد بدؤوه بالفعل.
ثم إنّ فقهَ أولئك، إذا لم يستبصر أنّ هذه الثورة الباطنية لو احتلّت فلسطين، لوجب شرعا تحريرها منهم، مثلما يجب تحريرها من الصهاينة، كما حرر صلاح الدين مصر من الفاطمية، ولهذا فهم أشدّ الناس بغضا لصلاح الدين، فلم يشفع له عندهم تحريره للقدس!!
إذا لم يستبصروا هذه البصيرة، فإنهم والله أسوء الناس فقها، بل أعماهم بصيرة!
وبعد:
فإنّ هذا الصراع بين العدوّين اللدودين لأمّتنا: الشرقيّ، والغربيّ، وإنْ كان سيتّسع ويشيع الفوضى إلى حين، غير أنّ عاقبته ستكون خيرا لأمّة الإسلام.
وإنّه لمن الواجب اليوم تبصير المسلمين، بحقيقة العدوّين، من غير إنحياز، ولا تجاهل لأحدهما، ولاتهوين من خطرِه، وبيانّ أنّ كليهما هدفٌ لجهادنا، فليذهبا إلى الجحيم سويّا، وليبقَ الإسلام وإن رغمت أنوفهم جميعاً.
------------------------------------------------
* الدولة الصفوية نسبة إلى مؤسسها إسماعيل الصفوي، ظهر إسماعيل الصفوي في مطلع القرن العاشر الهجري، ونجح في إقامة دولة شيعية في إيران سنة (907هـ - 1502م) وأعلن نفسه ملكا، وأصدر السكة باسمه، وجعل المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي لإيران بعد أن كانت تتبع المذهب السني، وبدأ يتطلع إلى توسيع مساحة دولته، فاستولى على العراق، وأرسل دعاته لنشر المذهب الشيعي في الأناضول، مما أثار حفيظة الدولة العثمانية المجاورة لها، وبدأت المناوشات العسكرية بينهما في أواخر عهد السلطان بايزيد خان، ثم تحولت إلى صدام هائل بين الدولتين في عهد سليم الأول.
أعلن سليم الأول الحرب على الصفويين، وسار بجيوشه من أدرنة متجها إلى تبريز في (22 من المحرم 902هـ - 14 مارس 1514م) فتقهقرت الجيوش الفارسية أمامه بقصد إنهاك قواه حتى تسنح لها الفرصة للانقضاض عليه، والتقى الجيشان في وادي جالديران في (2 من رجب 920 هـ - 24 أغسطس 1514م) وكانت معركة هائلة حسمت فيها المدفعية العثمانية النصر للسلطان سليم الأول، وفر الشاه إسماعيل الصفوي، وتمزق جيشه، ودخل السلطان سليم تبريز حاضرة الصفويين، يحمل على رأسه أكاليل النصر في الرابع عشر من رجب، وأثمر هذا النصر عن ضم السلطان سليم كثيرا من بلاد أرمينية الغربية، وما بين النهرين، وتبليس، وديار بكر، والرقة والموصل، ثم عاد إلى بلاده.(/)
التنويريون السعوديون وخيانة العقل
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 12:53]ـ
أثناء قراءتي لكتاب قضية التنوير للمفكر الإسلامي الكبير محمد قطب ـ وهو كتاب لا يسع المثقف جهله ـ استوقفتني بعض العبارات التي ذكرها أثناء سرده لسلبيات وإيجابيات حركة التنوير في القرن الماضي، ومنها قوله حفظه الله:
حركة التنوير نجحت فى أمرين مهمين الأول: هو إزالة التعلق بالخرافة، الذى كانت الصوفية قد نشرته فى الأرض الإسلامية، فى صورة كرامات وخوارق تنسب إلى مشايخ الطرق - الأحياء منهم والأموات - وموالد و (حضرات) تنفق فيها الجهود والأموال والأوقات، وقعود عن السعى واتخاذ الأسباب تعلقا بقضاء الحاجات عن طريق التقرب (للأولياء) بالذبح والنذر والدعاء والصلوات .. قضية التنوير ص72.
وسبب توقفي عند هذه العبارة هو مخالفتها الواضحة لواقع مدعي التنور من الليبراليين المعاصرين ومن اقتفى أثرهم من مدعي العقلانية، والذين لم يكن لهم دور ظاهر فيما ذكره محمد قطب من ايجابيات التنويريين السابقين، بل صار لهم دور مخجل في دعم الخرافة والدفاع عنها والسكوت عن ممارساتها المسيئة للأمة، وذلك بالتحالف الواضح مع الرافضة الخرافية والصوفية القبورية، وإحجام ظاهر عن نقدهم، ونقد ممارساتهم الخرافية، في حين نجدهم يوجهون سهام نقدهم للإسلام السني السلفي، والذي يعتبر أبعد المذاهب الإسلامية وأنقاها عن لوثة الخرافة بشتى صورها وأنواعها، مع محاولات يائسة لتصيد أخطاء المنتسبين له وتضخيمها، وتحميلهم أخطاء غيرهم، كل ذلك ليجدوا مبرراً لنقدهم، والتشهير بهم، ووصفهم بأبشع الصفات.
ومن تأمل واقع متنوري هذا العصر سيجدهم يكثرون من نقد المؤسسات الخيرية والدعوية، حتى صار دعم العمل الخيري جريمة وتهمة يتهم بها كل منتسب للجمعيات والمؤسسات الخيرية الإسلامية، وفي المقابل نجد سكوت منقطع النظير من كتابنا (الشرفاء) عن أخماس الشيعة ونذور الصوفية والتي تصب في جيوب الآيات والملالي والأسياد، وهي أضعاف ما يدفع للعمل المؤسسي التطوعي الخيري، فقد ضاقوا ذرعاً بـ (2.5%) تدفع لمصارف الزكاة، بينما نجدهم يغضون الطرف عن نذور الصوفية وأضرحتهم الاستثمارية، وعن أخماس الشيعة والتي تبلغ (20%) تذهب لجيوب الآيات في دولة تعلن العداء للبلد الذي يسبحون بوطنيته صباح مساء!!.
ونجد أن متنوري هذا العصر العجيب يكثرون من نقد تعدد الزوجات وأنه ظلم للمرأة، ويسخرون من بعض صيغ الزواج الحديثة كالمسيار والزواج بنية الطلاق وغيرها مما أسيئ استخدامه من قبل بعض الشهوانيين المتحايلين، مع سكوتهم المخجل عن جريمة زواج المتعة، والذي أضر بالمرأة الشيعية أيما إضرار، فقد جعلها زوجة لساعات معدودة، وربما دقائق قليلة!!، وعندما حاول أحد المسلسلات التعرض لزواج المتعة بمشهد واحد ثارت ثائرة الشيعة وطلبوا إلغاء المسلسل كاملاً فما كان من القناة المنتجة إلا تلبية نداء الحلفاء بإلغاء عرض المسلسل!!
كما نجد أن مصلحي هذا الزمان يكثرون التشكيك حول قدسية النص الشرعي ـ مع أنه كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ـ ومن يملك الحق في تفسيره، ويلمزون كل من ينتسب إلى العلم الشرعي من السلفيين حينما يتكلمون عن منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال، ويعرضون إعراضاً تاماً عن مناقشة قضية عصمة الأئمة عند الشيعة، وعبودية المريد لشيخه عند الصوفية، والذي يجعله كالميت بين يدي مغسله كما تقول كتبهم.
ونجدهم ينتقدون الدعاة حينما يطالبون بحقوق أهل العلم واحترامهم وتقديرهم لعلمهم ولسنهم، بينما نجد سكوتاً مطبقاً حول موضوع التبرك بالأسياد والأولياء، والتمسح بهم وبفضلاتهم، والطواف حول قبورهم، والسجود لها ودعاءها من دون الله، وربما تجاوزوا إلى المطالبة بهذه الممارسات من باب حرية الأديان والمذاهب والمعتقدات.!
وحينما يأتي وقت الصيف يكثر نقد المراكز الصيفية والملتقيات الدعوية مع التشكيك في نوايا القائمين عليها مع أنها تحت إشراف مباشر من الوزارات التابعة لها، ولكن هذه الأقلام تجف وهذه الأفواه تخرس حينما يأتي وقت اللطم والتطبير، وحينما يأتي موعد الموالد والحضرات، فلا تجد من ينتصر للعقل، ويساهم في إخراج هؤلاء من الظلمات إلى النور!!
بعد هذا الاستعراض السريع لموقف التنوريين من الخرافيين، وموقف العقلانيين من القبوريين، وموقف مدعي الحرية من عباد البشر، يحق لنا أن نطرح هذا السؤال:
هل يستحق الليبراليون أن يرفعوا شعارات الحرية والعقل والتنور والحضارة؟
وهل فعلهم هذا يعتبر خيانة للعقل وخيانة لشعاراتهم ومبادئهم التي يتشدقون بها في كل محفل؟؟؟
محبكم
كاتب
http://kaaatib.maktoobblog.com/1113410/%D8
" منقووووول "(/)
اللعبة السياسية لا تسمح بمشاركة السلفيين
ـ[محمد الخليل]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:13]ـ
الفرار من السياسية:
- دكتور ياسر ... كثيرًًا ما تثار التساؤلات حول تنحيكم بعيدًا عن العمل السياسي، بينما المجتمع المصري يتعرض لتحديات جسام ربما تؤثر في أمنه واستقراره على المستوى البعيد ... حتى متى يظل موقفكم رافضًا للمشاركة السياسية، وهل ثمة تغير ربما يطرأ على هذا الموقف مستقبلا أم أنكم عاضون عليه إلى الأبد؟
- يتهم الكثيرُ السلفيين بالسلبية والانعزالية، وعدم مسايرة الواقع بسبب إعراضهم عن المشاركة في اللعبة السياسية، والحقيقة أن معظم السلفيين لا يشاركون في السياسية؛ ليس لأنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، فإن هذا المعتقد يتضمن إنكار المعلوم من الدين بالضرورة وهو شمول الإسلام لكل ما يحتاجه الناس، ومن جملة ذلك السياسة."
وقد تناولت سور القرآن مواقف السياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها، فإنكار ذلك تكذيب للقرآن وكفر به، ولكن يختار السلفيون الإعراض عن المشاركة؛ لأن معطيات هذه اللعبة في ضوء موازين القوى المعاصرة عالميًا وإقليميًا وداخليًا لا تسمح بالمشاركة إلا بالتنازل عن عقائد ومبادئ وقيم، لا يرضى أبدًا أحدٌ من أهل السنة أن يضحي بها في سبيل الحصول على كسب وقتي، أو وضع سياسي، أو مجرد إثبات الوجود على الساحة، فهذه المبادئ أغلى وأثمن من أن تُبَاع لإثبات موقف أو لإسماع صوت بطريقة عالية ... ثم لا يترتب على هذه المواقف في الواقع شيء يذكر من الإصلاح المنشود والتطبيق الموعود لشرع الله، وحينما تتغير هذه الموازين والمعطيات، يمكن وقتها التعامل مع الموقف بطريقة مختلفة.
ثم ما هو المقصود بالعمل السياسي؟ هل هو مجرد المشاركة في الانتخابات، وإنشاء الأحزاب والجمعيات، والقيام بالمظاهرات، وإصدار البيانات، وعقد الندوات والمؤتمرات، واللجوء إلى المحاكم من أجل انتزاع بعض الحقوق المضيعة، والتي يتم التحايل عليها في نهاية الأمر؟
وعلى هذه الفرضية أليس الإعراض عن هذه الأساليب المتبعة كنوع من الاعتراض أو التحفظ أو الممانعة، هو في حد ذاته في عرف السياسيين نوع من المشاركة السياسية بكشف الواقع وتعريته وحرمانه من الصبغة الشرعية؟! أعني الشرعية الدينية الإسلامية.
ألم تكن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات المحلية الأخيرة من قبل "الإخوان" موقفًا سياسيًا ولم يكن سلبيًا ولا كتمانًا للشهادة ولا خيانة لأمانة الصوت -كما يقال-؟!
وفي الحقيقة فإن كلمات مثل العمل السياسي، والديمقراطية، والتعددية، كلمات براقة لا حقيقة لها، ولا نصيب لها من التطبيق حتى عند من يزعم اعتناقها والدفاع عنها. ثم إن الدعاة إلى الله يقيسون الأمر بموازين شرعية بعيدًا عن قياسات غيرهم ممن يزعمون الفهم والإدراك السياسي. وفضاء الدعوة إلى الله أرحب بكثير من هذه الأطر الضيقة الخانقة قليلة النفع والتأثير.
والواقع يثبت يوما بعد يوم -بفضل الله- أن الدعاة إلى الله هم الأكثر تأثيرا وانتشارا ونفعا للناس، وليسوا منعزلين عن الواقع كما يزعم مخالفوهم.
وفي الحقيقة فإن السياسيين يبذلون أعمارهم وتبح حناجرهم، وفي النهاية لا يجدون المصداقية الحقيقية لدى الناس، في الوقت الذي تتوفر فيه هذه المصداقية لحاملي لواء الدعوة إلى الله، برغم حملات التشويه المسعورة.
والسلفيون -بحمد الله- لهم مواقفهم الواضحة في عامة قضايا الأمة مؤصلة بالتأصيل الشرعي الإيماني كمسألة الحكم، ووجوب الخلافة، وشروط الإمامة، وصفات أهل الحل والعقد، والعلاقة مع أهل الملل الأخرى، من خلال عقيدة الولاء والبراء، وما يجوز من المعاملات مع الكفار، وما لا يجوز، ومفهوم الجهاد وضوابطه وأنواعه، وأنواع الصلح والعهد والهدنة مع الكفار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن موقفهم من قضايا الأمة كفلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها موقف واضح بين. ألا ترى أن هذا كله من المشاركة السياسية؟!
الإضرابات وخلط الحابل بالنابل
- شهدت مصر مؤخرًا دعوتين للإضراب العام في جميع أنحاء البلاد، دعت إليهما قوى سياسية معارضة احتجاجًا على الغلاء، والأوضاع المتردية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ما موقفكم من مثل هذه الوسائل في التغيير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- ولدت هذه الوسائل في بيئات ومجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا اختلافا كبيراً، وأيضا تختلف في قوى التأثير في المجتمع، ولا شك أن لها أثرًا كبيرًا عندهم، لكن في مجتمعاتنا لا تزال هذه الوسائل إما منعدمة الأثر أو ذات أثر ضعيف وقتي لا يستمر، وإما ذات أثر عكسي، وهذا هو الأغلب، خصوصًًا في حق الإسلاميين المعارضين، ولا يغرنك ما يُسمح به من بعض هذه الوسائل ويُظهر للناس أنه قد أثَّر إيجابيا؛ فإن عامة ما كان كذلك يكون بتنسيق وترتيب حسب أجندة مصالح مشتركة، وليس من معارضة حقيقية.
ونحن قد رأينا عبر مسيرتنا أن هذه الوسائل يختلط فيها الحابل بالنابل، ويحرك الدهماء فيها من لا يرتضيه الإسلاميون، ويستغلها أعداؤهم ممن لا يرعى حرمة مسلم في دم أو مال، ويدخل فيها أهل الإفساد والغصب والسرقة، ويهتف فيها أهل الزندقة والنفاق بالشعارات المنكرة التي ينساق وراءها الناس تحت ضغط العاطفة وسلطان الجماهير الحاشدة، التي لا تنضبط بضوابط الشرع فيترتب عليها من الفساد والفتن ما لا يقترب من المصالح فضلا عن عدم وجود مصلحة أصلا. وهناك مهن لا يجوز لأهلها الاتفاق على ترك العمل؛ لأن في ذلك هلاكا لأرواح المسلمين وأموالهم، فلو أضرب الأطباء أو رجال الإطفاء مثلا لما وجد المضطر من يغيثه.
ونحن نرى أن دعوة الناس للعودة إلى ربهم، واستغلال هذه الأزمات لتذكير الناس بأثر المعاصي والذنوب ووجوب التوبة إلى الله، وتوسيع دائرة الالتزام وحقيقته، وتوضيح الارتباط بين أعمال الناس وسلوكهم وبين أرزاقهم، أنفع للمسلمين من هذه الوسائل.
الإسلاميون والسياسة ... مكاسب زائفة
- شهدت العديد من دول العالم الإسلامي صعودًا واضحًا للإسلاميين إلى سدة الحكم، كما هو الحال في تركيا، وماليزيا، والمغرب، وباكستان، ألا تدعوكم هذه التجارب، وما حققته من نتائج من خلال صناديق الاقتراع إلى تجريب آليات الديمقراطية المتاحة، رجاء تحقيق المصلحة العامة؟
- أولاً: لي تحفظ على تسمية ما حققته الأحزاب التي وصلت أو شاركت أو حتى حققت بعض المكاسب في الانتخابات أن ذلك يعد وصولا للإسلاميين إلى سدة الحكم، هذه الأحزاب أو الجماعات لم تحقق ما حققته إلا بفقد الكثير من هويتها الإسلامية والتضحية بها، إن شرع الله -سبحانه- وكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا تقبل أن تكون موضوعا لأخذ آراء البشر عليه لأن في قبول ذلك قدحاً في إسلام وإيمان من قبله.
وموازين المصلحة والمفسدة لا بد أن تكون بميزان الشريعة، ونحن والمسلمون جميعًا نعلم أن مفسدة الكفر أعظم المفاسد؛ فلا يجوز لمسلم أن يوافق على الكفر والشرك، أو يتكلم به لتحقيق مصلحة، بل لا يجوز ذلك إلا عند الإكراه المعتبر شرعًا، قال -تعالى-: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106).
فمن يقول للعالم منهم مثلا: "إن الإسلام لا يناقض العلمانية"، مع أن العلمانية تقول بفصل الدين عن السياسة، وإبعاد الكتاب والسنة عن المرجعية في التشريع، وقبول نتائج صناديق الاقتراع ولو كانت بإلغاء الشريعة كمصدر للتشريع، أو دين للدولة وكذا ... ولو جاءت برئيس كافر أو زنديق أو شيوعي أو غير ذلك، فهذا بلا شك يزن المصلحة والمفسدة بميزان غير ميزان الشرع. رغم أن من فعل ذلك ليس مرضيا عنه بل ولا حتى يقنن وجوده في اللعبة السياسية والأمثلة في كثير من البلدان واضحة.
أما مشاركتنا نحن في هذه اللعبة السياسية فإذا كان هذا حال من عنده استعداد للتنازل، فما بالك بمن يقدم شرطًا مسبقًا وهو عدم التنازل وعدم دفع الضريبة الجبرية؛ هل يسمح له بالمشاركة وفق ضمانات حقيقة بقطع الشوط الديمقراطي حتى نهايته؟!
وعلى الرغم من أن لكل بلد خصوصياته، فإن هناك قاسمًا مشتركًا بين كل البلاد التي ذكرت وهي أنه لا يسمح للإسلاميين فيها بخوض الانتخابات، واستخدام أدوات الديمقراطية المزعومة إلا بعد تقديم ضريبة ذلك مسبقًا، وتقديم ضمان حقيقي لإتمام الصفقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودعنا نتكلم كلامًًا واقعيًًّا ... تركيا: دولة علمانية بامتياز، وحكومة "أردوغان" قدمت في سبيل المشاركة السياسية تنازلات يصعب تقديمها حتى في بلادنا، ومع ذلك فهذه الحكومة مهددة الآن بالإقالة لأنها تسعى للخروج عن الإطار العلماني للدولة، كما حدث ذلك من قبل لحزب "الرفاه" الذي أقيم "حزب العدالة" على أنقاضه، وهو الآن مهدد بنفس المصير، فهل هذه هي الديمقراطية؟! وقس على ذلك كل الدول ذات التأثير الحقيقي في العالم، ولا أشك أنه كلما قل أثر الدولة ككل وصغر وزنها كلما كبرت المساحة المسموح بها للإسلاميين في المشاركة والتواجد؛ لأن الدولة برمتها في النهاية تكون ترسا صغيرا في آلة عالمية أزرار تشغيلها في أيدي الآخرين.
أما بالنسبة إلى تجربة حماس فالمكاسب التي حققتها حركة حماس لم تحققها من خلال الانتخابات، بل من خلال التواجد في أرض الواقع وحقيقة المقاومة التي أبدتها للاحتلال اليهودي.
- بالنسبة لإشكالية العلاقة بين الدعوات السلفية والأنظمة الحاكمة في بلدانها، هل ثمة منهجية محددة للتعاطي؟ أم يظل أهل مكة -على الدوام- أدرى بشعابها؟
- الدعوات السلفية موجودة في كل بلاد الدنيا طالما وجد الإسلام في هذه البلاد، وتختلف الظروف من مكان إلى آخر، وبالتالي التعامل مع الأنظمة بحسب قرب أو بعد هذه الأنظمة الحاكمة عن الإسلام، فليست كلها في درجة واحدة، وكذلك بحسب تحقق معاني المنهج السلفي وفكره وقواعده في نفوس أبناء هذه الدعوات، وكذلك بحسب حجم هذه الدعوات ووجودها على أرض الواقع.
ولكن لا شك أن هناك ثوابت لكل من يلتزم المنهج السلفي -بحق- لا يمكن التنازل عنها، أهمها عدم التضحية بالشرع وأحكامه عقيدة وعبادة وخلقا وسلوكا تحت الظروف المختلفة. فلا يمكن أن يقبل سلفي المداهنة على قضية عقدية أو عملية مجمع عليها لا يسع فيها الخلاف عند أهل السنة، كإفراد الله -سبحانه- بالعبادة وإفراده -سبحانه- بالتشريع، وكأمر الولاء والبراء وغير ذلك مما تجد أمثلة كثيرة له في كتاب "فقه الخلاف" فيما لا يسع فيه الخلاف، في حين أن الوسائل الدعوية تقبل الشد والجذب والتقدم والتأخر حسب موازين المصلحة والمفسدة والقدرة والعجز وأحيانا يسع الفرد ما لا يسع الجماعة والطائفة.
خدعة العالم الديمقراطي
- كيف يتعاطى السلفيون مع المفاهيم التي يراد لها أن تحكم العالم؛ كالتعددية الدينية، وقبول الآخر، والحوار، والتعايش؟
- الحقيقة أن هذه المفاهيم وضعت لتمرير أغراض داخل المجتمعات الإسلامية، والدليل ما حدث في غزة، حيث وقف العالم الديمقراطي ينظر بتلذذ إلى هذه الشعوب التي صدقت الخدعة، وبالتالي عليها أن تتحمل نتيجة خيارها الديمقراطي على يد الدولة اليهودية واحة الديمقراطية المزهرة في صحراء العرب القاحلة.
فبالنظر ـ بإحسان ظن زائد ـ إلى هذه المصطلحات، يمكن القول إن قائلها ومعتنقها يريد أن يعيش في الدنيا بسلام، ولكن هذا السلام لا يمكن أن يتحقق إلا باتباع الإسلام وشريعته؛ من خلال التعايش مع المخالفين في الدين وقبول وجودهم في بلاد المسلمين وخارجها، وبضوابط معلومة تجدها في سورة التوبة وغيرها.
وأما بالنظر المدقق المتفحص لهذا الدعاوى والألفاظ، فهي لا تعدوا كونها النسخة الأخيرة من دعاوى وحدة الأديان، وقبول الإلحاد، إلى غير ذلك من المصطلحات سيئة السمعة التي استبدلوا بها هذه المصطلحات البراقة كنوع من الترويج لها؛ وعلى الرغم من تأنقهم بهذه الكلمات إلا أنه (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران:118)، (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (محمد:30). فخذ وصفهم من خالقهم (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
وعليك أن تنظر في تعامل الأوروبيين والأمريكان مع قضايا العالم الإسلامي ـ وهي الأكثر زخما على مستوى العالم ـ لتعلم كيف تكون التعددية وقبول الآخر كما يريدون، لا كما تريد الترجمة العربية لهذه المصطلحات، وهم قابلون لها ومطبقون لها ما لم يكن المقابل لهم والمخالف هو الإسلام وأهله، عندها تنقلب الموازين.
وسؤال أطرحه أنا: ما هو المصير الحالي لدعوات الحوار بين الإسلام وغيره من الأديان، ولاسيما بعد التصريحات المتتالية الأخيرة لبابا الفاتيكان ومستشاريه؟ الإجابة ستكون كاشفة ولاشك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نريد أن نوضح ما يمكن قبوله من هذه الأفكار وفق شرع الله وبالتحديد وفق فهم أهل السنة والجماعة: ففي الجانب الاعتقادي، يلزم كل مسلم أن يعتقد أن الإسلام هو الحق دون سواه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وأنه كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)، ولابد لكل مسلم أن يحقق الحب في الله والبغض في الله، وعلى كل مسلم أن ينصر الإسلام وأهله وأن يعادي الكفر وأهله ويتبرأ منهم.
أما في الجانب العملي، فهناك صور من المعاملات المحرمة مع الكفار، وبعضها قد يكون كفرًا، كمناصرتهم في حروبهم ضد الإسلام والمسلمين بالقتال في صفوفهم، وكمتابعتهم قولا أو فعلا على ما هو كفر وردة ونفاق، وهناك صور من المعاملات الجائزة مع (الحربي) منهم و (المعاهد)، كالبيع والشراء والإجارة والزواج من الكتابية ورد السلام عليهم. وهذه الصور تدخلها المصلحة والمفسدة، ويلزم المسلم أن يفعل ما فيه المصلحة كأمة ثم كأفراد.
وهناك صور من المعاملات الواجبة: كالعدل معهم، وهو إقامة شرع الله وليس المساواة، والوفاء بالعقود والعهود لمن عاهدناه، وعدم الغدر، وتحريم الظلم، وحفظ حرمة دم ومال من كان ذميا أو مستأمنا أو مهادنا، وغير ذلك من تفاصيل مهمة تجدها ملخصة في كتابي: (فضل الغني الحميد)، و (منة الرحمن).
المنهج السلفي ... الإسلام نقيًا
- لو توقفنا أمام "السلفية" كحركة اجتماعية؛ فهل ترونها تخضع لسنة التطور والتبدل، أم أنها متجاوزة للزمان والمكان، كما قد توحي بعض الكتابات؟
- لا شك أن لزوم منهج أهل السنة والجماعة هو الواجب على كل مسلم ومسلمة، ولا نشك أن المنهج السلفي الحق هو الذي يمثل منهج أهل السنة، ولكن السلفية ليست مجرد اسم، بل هي عقيدة وعمل وسلوك ودعوة ومواقف محددة في القضايا المختلفة مبنية على الأدلة من الكتاب والسنة، وقد أصبح مصطلح السلفية اليوم واسعًا ينتمي إليه أناس لهم مشارب متباينة.
المنهج السلفي هو الإسلام نقيًا كما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، والدعوة إليه واجبة في هذا الزمان وغيره، فالعقيدة والإيمان والإسلام بما فيه من العبادات والحلال والحرام، والإحسان بما فيه من أعمال القلوب الواجبة، والأخلاق الإسلامية السامية لا تتغير من زمان إلى آخر.
المنهج السلفي بهذا المعنى لا يحتمل التطور ولا التبدل، بل هو متجاوز للزمان والمكان والأفراد والجماعات، والتبديل فيه والتحريف بدعوى التطوير جرأة وافتئات على الشرع. أما العمل وفق هذا المنهج في أطر عملية ودعوية يقوم بها البشر فإن الأمر في النهاية متعلق ببشر يسري عليهم ما يسري على البشر من الخطأ والنسيان، والموت والمرض، والانتقال والإكراه والأهواء والفتن، وبالتالي فلا بد من مراجعة دائمة لمدى تمسك هؤلاء الدعاة السلفيين بالمنهج السلفي حتى يتحقق التطهير والتنقية الدائمة للثوب السلفي النقي الذي هو كالثوب الأبيض نقاء وبالتالي تظهر فيه أدنى العيوب بعكس الأثواب الأخرى التي هي أقرب إلى الأسمال البالية ومع ذلك يفخر بها لابسوها لمجرد أنها ملونة وغير تقليدية. كما لا بد لهؤلاء الدعاة السلفيين من تطوير إمكاناتهم، وبذل مزيد من الجهد في الالتصاق بواقع الناس والاقتراب من مشاكلهم الحقيقية، وكذلك إعداد الأجيال التي تتحمل المسئولية.
الجهاد رحمة للعالمين
- كيف يمكن تفسير هذا الزخم والحضور المتعاظم للحركة الجهادية الخارجة أصلا من رحم "السلفية"؛ هل هي إعلان شرعي عن ذراع عسكرية سلفية؟
- لا شك أن الجهاد بضوابطه الشرعية هو جزء من هذا الدين، بل هو ذروة سنامه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن لا يتوقف القيام بالدين على وجوده من الأفراد، فقد يوجد من يكون قائمًا بالدين، وهو عاجز عن بعض صور الجهاد. وينبغي الانتباه إلى أنه قد أصبح اسم السلفية مستعملا لاتجاهات شتى متفاوتة، حتى من يكفرون عوام المسلمين منهم من يتسمى بالسلفية، وكثير ممن سمي بالسلفية الجهادية مثلا -وليس كل من تسمى- عنده جرأة في التكفير، وفى سفك الدماء كالتفجيرات العشوائية في شوارع وأسواق المسلمين، بل وأحيانا مساجدهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أعني من يقوم بهذه الأعمال أو يرضى بها ويسوغها.
ثم إنه لا يتصور أن تكون الحركات الجهادية الإسلامية السنية بصفة عامة لها جذور في غير السلفية؛ لأنها هي الفهم الصحيح للإسلام، فهل يتصور أن تخرج مثلا من رحم الصوفية، أو من رحم ما يسمى زورا بالإسلام المعتدل المستنير الذي يستنير في الحقيقة بغير نور الشرع؟! ولا يلزم من كون أن لها جذورًا سلفية أن كل أفرادها وجماعاتها يكون ملتزمًا التزامًا صادقًا بالمنهج السلفي، بل قد تدخل بعض هؤلاء جذور أخرى.
أنا أفهم أنك تنقل هذا السؤال بناء على أن هذه هي تساؤلات المراقبين للحالة الإسلامية، ولكن إيراد السؤال على مثل هذا النحو من قبل أعداء السلفية يكون مبطَّنا بنوع من الطعن على السلفية وكأن هناك بديلا إسلاميًا آخر لا تخرج من رحمه حركات جهادية، وبالتالي ينبغي أن يُقبل هذا البديل، أو أن تتبرأ السلفية على الأقل من الجهاد -حتى بضوابطه الشرعية-؛ وإلا مورست ضدها أنواع الدعاية المغرضة التي مفادها أن للسلفية ذراعا عسكرية توشك أن تعمل بالذبح في رقاب أبناء المسلمين، وتقفز إلى السلطة وتغمد سيفها في قلوب معارضيها، وبالتالي يكون المطلوب من الحكومات هو بتر هذه الذراع إن وجدت وتجفيف منابع خروجها حتى لو لم توجد.
سيبقى الجهاد إلى يوم القيامة، والمطلوب ممن يسر الله لهم سبل الجهاد في سبيله أن يلتزموا بأحكام الشرع، وأن يلزموا غرز علماء الأمة المعتبرين، وأن يعلموا أن الجهاد إنما شرعه الله رحمة للعالمين من ظلمات الكفر والبغي، وليس وسيلة للعلو في الأرض والانتقام من الخلق.
ملامح الإصلاح السلفي
- ما أبرز ملامح المنهج السلفي في التغيير والإصلاح، وما مدى قابليته للتعايش مع الواقع الحالي، بكل تفاصيله وهمومه ومساوئه، حتى يتقبله الناس؟
- قبل أن نطرح تصورنا في الإصلاح نقرر أن واقعنا لا يزال أصغر بكثير من منهجنا، وأن حالنا أبعد عما نعلم أن يلزمنا أن نكون عليه، ولكن الواجب النصيحة، والأمل في أن يكون الجميع على الطريق المستقيم -ولو كان السير بطيئًا لا خارجًا عنه- هو الذي يدفعنا إلى هذا الطرح، فمنهج الدعوة السلفية يمكن تلخيصه في الآتي:
أولا: الدعوة إلى الدين: إلى الإسلام والإيمان والإحسان بمعانيه وأركانه، من معرفة الله بأسمائه وصفاته والتعبد له بها وتوحيد الربوبية والألوهية، والكفر بالطاغوت، ومحاربة الشرك في كل صوره القديمة والحديثة، من شرك القبور والخرافات، وشرك الحكم والولاء وغير ذلك.
وكذا الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر، وما يتبع ذلك من قضايا الاعتقاد في الصحابة ومسائل الإيمان والكفر، وتحقيق الاتباع للسنة في العبادات والمعاملات ومحاربة البدعة، وتقرير مناهج الاستدلال وتحقيق التزكية عبادة وخلقاً ومعاملة، والسير في طريق الدعوة وإقامة الدين وإعلاء كلمة الله في الأرض، كل هذا على وفق منهج أهل السنة والجماعة إجمالاً وتفصيلاً.
ونقرر أن الدعوة إلى الدين بهذا المفهوم الشامل هي أصل دعوة الرسل وهي الطريق الذي سار عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، فهذا المنهج هو أولى الأولويات في العمل، والذي لا يتحقق أي واجب بعده بدون هذا الواجب الأول، وهذا المنهج تجب الدعوة إليه بكل الطرق وتربية الناس عليه بالوسائل العامة كالخطبة والدرس والكتاب والنشرات العامة وقوافل الدعوة، وغير ذلك من وسائل التربية.
ثانيًا: إيجاد الطائفة المؤمنة الملتزمة بالإسلام -عملا به وعملا من أجله- المجتمعة على إقامة فروض الكفاية المضيعة وبكل ما أوتيت من قدرة، والساعية في نفس الوقت لتحصيل أسباب القدرة فيما تعجز عنه في الحال، تحديثاً للنفس به وحباً للخير وحرصاً عليه ونصيحة للمسلمين واهتماما بشأنهم-. نرى أن إيجاد هذه الطائفة المؤمنة على منهج أهل السنة والجماعة والتي يجتمع عليها باقي أهل السنة هو من أهم الواجبات والأولويات، وهذه الطائفة تسعى إلى أن يكون أفرادها في خاصة أنفسهم يؤدون الواجبات العينية عليهم في العقيدة والعبادة والسلوك والمعاملة والخلق، ويتركون المحرمات، كما أنهم ملتزمون بالتعاون المنضبط على إقامة الفروض التي خوطبت بها الأمة ككل، كالتعلم والتعليم قال -تعالى-: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122).
وللعلم منزلة خاصة وأهمية كبرى في دعوتنا؛ إذ عليه تقوم وبدونه تفقد هويتها وانتماءها للسلف، ولابد أن يكون هذا الأمر على كل المستويات، للصغار والكبار للرجال والنساء وفي سائر قطاعات المجتمع، وكالحسبة والدعوة قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)، ولابد في هذا الباب من مراعاة المصالح والمفاسد وفق ما تأمر به الشريعة وعلى ميزانها، وكالواجبات الاجتماعية من سد حاجات الفقراء والمساكين، ورعاية اليتامى، وحث الأغنياء على الزكاة والصدقة، ومعاونتهم في إخراجها على ما جاء في الكتاب والسنة، وعيادة المرضى ودعوتهم إلى الله، وإحياء الروابط الأخوية بين المسلمين من اتباع الجنائز والتعزية في المصائب وإجابة الدعوات والتهنئة في الأفراح وغير ذلك.
وكالسعي إلى إيجاد نظام المال الإسلامي، لإبعاد الناس عن الربا والريبة وسائر المعاملات المحرمة، وكذا تربية الأمة على روح الجماعة برد الناس إلى أهل العلم منهم وجمعهم عليهم ونهيهم عن التفرقة، وكذا إقامة الجهاد في سبيل الله، طالما وجدت مقوماته وشروطه والسعي إلى أسبابه عند العجز عنه، وما قام به المسلمون في بلادهم التي احتلها الأعداء عبر التاريخ هو من أعظم الواجبات والقربات.
وكذلك تعليم الناس لزوم التحاكم إلى الشرع، برد موارد النزاع إلى أهل العلم الذين يجب وجودهم والسعي إلى إيجادهم في كل مكان، وفض الخصومات وفق الكتاب والسنة، بعيدًا عن القوانين المخالفة للشريعة التي يكون الرضا بالتحاكم إليها تحاكما للطاغوت.
وهذه وغيرها من فروض الكفاية كإقامة الجمع والجماعات والأعياد يمكن للمسلمين إذا اجتمعوا وتعاونوا على إقامتها كما أمرهم ربهم فقال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: 2)، أن يقوموا بأضعاف ما يقومون به الآن من غير مفسدة ولا مضرة بإذن الله، وما قاموا به من الحق كان سبباً لتمكين الله لهم مما عجزوا عنه فإن الطاعة سبب للطاعات.
ثالثًا: كيفية إقامة الدين: وأما نهاية المطاف وكيف تقام دولة الإسلام بعد ذلك فنحن لا نوجب على الله أمرا معينًا نعتقد حتميته ولزومه، وأنه لا سبيل سواه، بل قد قص الله علينا من قصص أنبيائه ورسله من آمن قومه كلهم بدعوته بالحكمة والبيان، قال -تعالى-: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) (الصافات:147 - 148)، ومنهم من نصره الله بإهلاك أعدائه بقارعة من عنده أو بأيدي الرسل وأتباعهم، وقد جعل -سبحانه وتعالى- في سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- هذه الأمور أيضًا، ففتح الله عليه المدينة بالقرآن، وكذا فتح عليه البحرين واليمن وكثيرًا من جزيرة العرب، كما فتح عليه مكة بالسنان، وفتح على أصحابه العراق وما وراءه والشام ومصر وغيرها بالسنان كذلك، وله الحمد سبحانه على كل حال.
فالتمكين منة من الله، ووعد غايته تحقيق العبودية لله -للفرد وللأمة-، والأخذ بالأسباب المقدورة لنا واجب علينا والنصر من عند الله لا بالأسباب، قال -تعالى-: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)، وقال -سبحانه-: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء:105)، وقال -سبحانه-: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).
منقول من هنا
http://www.salafvoice.com/article.php?a=2534&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9hcnRpY2xlcy5waHA/bW9kPWNhdGVnb3J5JmM9MzI=(/)
ما المشكلة في الدخول على ملتقى أهل الحديث؟
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:49]ـ
لقد واجهتني مشكلة في الدخول إلى ملتقى أهل الحديث هذه الأيام .. فما العارض الحائل دون الوَلوج إلى كثير من صفحاته؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:55]ـ
جرّب الدخول من هذا الرابط:
http://72.232.160.194/~ahl/vb/forumdisplay.php?daysprune=-1&f=26
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:58]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك .. لقد أفلح هذا الرابط ..
لكن على المشكلة عارضة أم دائمة؟
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 03:06]ـ
http://72.232.160.194/~ahl/vb/showthread.php?t=141976
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 03:07]ـ
و أحسن إليك
بل المشكلة عارضة و ستزول إن شاءالله و قد نبّه المشرف على ذلك:
http://72.232.160.194/~ahl/vb/showthread.php?t=141976(/)
أرجو مساعدتى فى الدفاع عن الذات الالهية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 04:15]ـ
أريد أحد الطلبة الكبار العقلاء غير المتهورين لئلا يفضى الى تعصب المخالف واغلاق الموضوع بدون فائدة
انا أناقش المسمى #### فى هذا المجلس
اناقشه على الرابط التالى فى علو الله وانا بصراحة لم ادرس المسألة دراسة متعمقة فأجو من احدكم التوجه الى هناك ########
###
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 06:01]ـ
- السلف يقولون لله يدان والمفوضة يقولون هي ليست صفة لله والله أعلم بالمراد من هذا اللفظ
فهي طلاسم لا نعلم معناها وإنما نمرها بدون فهم لأصل معناها.
- المفسرون من أهل السنة يثبتون الصفات خلافاً لهذا الأشعري وهذا واضح عند الطبري والبغوي وابن كثير والقاسمي ورشيد رضا والسعدي.
- التأويل في باب صفات الله فتح لباب الزندقة فإذا كانت النصوص التي في صفات الله تؤول فما المانع من تأويل الملائكة والجن والشيطان والجنة والنار والعبادات فتلك أعظم وقد أولها أهل الإسلام على رأيهم!!
وهذا بحث جميل في الموضوع من كتب السنن يراد به الرد على من يستدل بكتب التفسير الخلفية!
مختارات من ردود السلف على الجهمية سلف الأشاعرة في التأويل من السنن وغيرها
--------------------------------------------------------------------------------
سنن الترمذي
661 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمنيه وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله قال وفي الباب عن عائشة و عدي بن حاتم و أنس و عبد الله بن أبي أوفي و حارثة بن وهب و عبد الرحمن بن عوف و بريدة
قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح
(قال الشيخ الألباني: صحيح)
662 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عبادة بن منصور حدثنا القاسم بن محمد: قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز و جل ** ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} و ** يمحق الله الربا ويربي الصدقات}
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ولا يؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟ هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ** ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
(قال الشيخ الألباني: منكر بزيادة وتصديق ذلك)
سنن أبي داود
أختار بعض ما جاء في كتاب السنة.
قال (باب في الجهمية):
(يُتْبَعُ)
(/)
4730 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائِىُّ - الْمَعْنَى - قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ - يَعْنِى ابْنَ عِمْرَانَ - حَدَّثَنِى أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى (سَمِيعًا بَصِيرًا) قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِى تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ. رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ قَالَ ابْنُ يُونُسَ قَالَ الْمُقْرِئُ يَعْنِى (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) يَعْنِى أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.
ثم قال 20 - باب فِى الرُّؤْيَةِ ...
ثم قال 21 - باب فِى الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.
4734 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ قَالَ سَالِمٌ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَطْوِى اللَّهُ السَّمَوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِى الأَرَضِينَ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ». قَالَ ابْنُ الْعَلاَءِ «بِيَدِهِ الأُخْرَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ».
قال الألباني: صحيح.
4735 - حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ».
قال الألباني: صحيح.
صحيح البخاري
قال الإمام البخاري في كتاب التوحيد15 - باب قول الله تعالى ** ويحذركم الله نفسه} / آل عمران 28
وقوله جل ذكره ** تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} / المائدة 116
6968 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من الله)
6969 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش إن رحمتي تغلب غضبي)
6970 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم (يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)
16 - باب قول الله تعالى ** كل شيء هالك إلا وجهه} / القصص 88 /
6971 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية ** قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}. قال النبي صلى الله عليه و سلم (أعوذ بوجهك). فقال ** أو من تحت أرجلكم}. فقال النبي صلى الله عليه و سلم (أعوذ بوجهك). قال ** أو يلبسكم شيعا}. فقال النبي صلى الله عليه و سلم (هذا أيسر)
17 - باب قول الله تعالى ** ولتصنع على عيني} / طه 39 / تغذى. وقوله جل ذكره ** تجري بأعيننا} / القمر 14 /
6972 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال
(يُتْبَعُ)
(/)
: ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال (إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية)
6973 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر)
19 - باب قول الله تعالى ** لما خلقت بيدي} / ص 75 /
- حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (يحمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه و سلم عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتونني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود). قال النبي صلى الله عليه و سلم (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة)
6976 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار. وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده. وقال وكان عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع)
6977 - حدثنا مقدم بن محمد قال حدثني عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال (إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك). رواه سعيد عن مالك وقال عمر بن حمزة سمعت سالما سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا
وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (يقبض الله الأرض)
6978 - حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله: أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ ** وما قدروا الله حق قدره}
قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجبا وتصديقا له
(يُتْبَعُ)
(/)
6979 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك. فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ ** وما قدروا الله حق قدره}
سنن ابن ماجة
(13) باب فيما أنكرت الجهيمة.
177 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. حدثنا أبي ووكيع. ح وحدثنا علي بن محمد. حدثنا خالي يعلى ووكيع وأبو معاوية. قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله
: - قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم. فنظر إلى القمر ليلة البدر. قال (أنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر. لا تضامون في رؤيته. فأن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا). ثم قرأ ** وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}
قال الشيخ الألباني: صحيح
181 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون. أنبأنا حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال
: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره) قال قلت يا رسول الله أو يضحك ربنا؟ قال (نعم) قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا
في الزوائد وكيع ذكره ابن حيأن في الثقات. وباقي رجاله احتج بهم مسلم
قال الشيخ الألباني: ضعيف
183 - حدثنا حميدة بن مسعدة. حدثنا خالد بن الحرث. حدثنا سعيد عن قتادة عن صفوأن ابن محرز المازني قال: - بينما نحن مع عبد الله بن عمر وهو يطوف بالبيت إذ عرض له رجل فقال يا ابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر في النجوى؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه. ثم يقرره بذنوبه فيقول هل تعرف؟ فيقول يا رب أعرف. حتى إذا بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ قال أني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم. قال ثم يعطى صحيفة حسنلته أو كتابه بيمينه. قال وأما الكافر أو المنافق فينادى على رؤس الأشهاد)
قال خالد في " الأشهاد " شيء من أنقطاع
** هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. إلا لعنة الله على الظالمين}. (11 / سورة هود / الآية 18)
قال الشيخ الألباني: صحيح
186 - حدثنا محمد بن بشار. حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزير بن عبد الصمد. حدثنا أبو عمرأن الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه قال: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (جنتان من فضة أنيتهما وما فيهما. وجنتان من ذهب أنيتهما وما فيهما. وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)
قال الشيخ الألباني: صحيح
191 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعراج عن أبي هريرة قال: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن الله يضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر. كلاهما دخل الجنة. يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد. ثم يتوب الله على قاتله فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد).
قال الشيخ الألباني: صحيح
192 - حدثنا حرملة بن يحيى ويونس بن عبد الأعلى. قالا حدثنا عبد الله بن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة كان يقول: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك. أين ملوك الأرض)
قال الشيخ الألباني: صحيح
195 - حدثنا على بن محمد. حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال: - قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بخمس كلمات. فقال (إن الله لا ينام. ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور. لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)
قال الشيخ الألباني: صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
196 - حدثنا علي بن محمد. حدثنا وكيع. حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه. حجابه النور. لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره)
ثم قرأ أبو عبيدة ** أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين}. (27 / سورة النمل / الآية 8)
قال الشيخ الألباني: صحيح
197 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون. أنبأنا محمد بن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (يمين الله ملأى. لا يغيضها شيء. سحاء الليل والنهار. وبيده الأخرى الميزان. يرفع القسط ويخفض. قال أرأيت ما أنفق منذ خلق الله السموات والأرض؟ فإنه لم ينقص مما في يديه شيئا)
قال الشيخ الألباني: صحيح
198 - حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن الصباح. قالا حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. حدثني أبي عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر أنه قال: - سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يقول (يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده " وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها " ثم يقول أنا الجبار أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟) قل ويتميل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن يمينه وعن يساره حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه و سلم؟
قال الشيخ الألباني: صحيح
[ش قال البغوى في شرح السنة كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفاته تعالى كالنفس والوجه والعين والإصبع واليد والرجل. والإيتان والمجيء والنزول إلى السماء والاستواء على العرش والضحك والفرح فهذه ونظائرها صفات الله تعالى عز و جل ورد بها السمع. فيجب الإيمان بها وإبقاؤها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل مجتنبا عن التشبيه. معتقدا أن الباري سبحان وتعالى لا تشبه صفاته صفات الخلق كما لا تشبه ذواته ذوات الخلق. قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة. تلقوها جميعا بالقبول وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل. ووكلوا العلم فيها الله تعالى كما أخبر سبحانه عن الراسخين في العلم. فقال عز و جل ** والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}. قال سفيان بن عيينة كل ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عليه. ليس لأخذ أن يفسره إلا الله عز و جل ورسله. وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله تعالى ** الرحمن على العرش استوى} كيف استوى؟ فقال الاستواء غير المجهولز والكيف غير معقول. والإيمان به واجب. والسؤال عنه بدعة. وما ادرك إلا ضالا. وأمر به أن يخرج من المجلس. وقال الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي وسفيان بن عيينة ومالكا عن الأحاديث في الصفات والرؤية فقال أقروها كما جاءت بلا كيف].
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والنرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فهذه مختارات من كلام السلف في الرد على الجهمية لبيان سلف الأشاعرة في تأويل صفات الله تعالى.
الرد على الجهمية والزنادقة
الإمام أحمد بن حنبل
قال عن جهم: وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه رسوله كان كافرا وكان من المشبهة فأضل بكلامه بشرا كثيرا وتبعه على قوله رجال من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب عمرو بن عبيد بالصرة ووضع دين الجهمية.
- قالوا لم يتكلم ولا يكلم لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة والجوارح عن الله منفية فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد الناس تعظيما لله ولا يعلم أنهم إنما يعود قولهم إلى ضلالة وكفر ولا يشعر أنهم لا يقولون قولهم إلا فرية في الله.ثم قال: مسألة خلق القرآن ...
- قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " وإثبات البينونة لله جل شأنه. فقلنا لهم أنكرتم أن يكون الله على العرش ...
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.
الرد على الجهمية لابن مندة
- باب في قوله عز وجل " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد " وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله جل وعز يضع رجله في النار فتقول قط قط ".
- خبر آخر يدل على ما تقدم من ذكر القدمين.
- باب في قوله جل وعز وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين وذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم في معنى صفة خلقهم وإقرارهم وإشهادهم على أنفسهم. [وفيه إثبات صفة اليدين والكلام لله سبحانه وتعالى].
- ذكر ما يستدل به من كلام النبي صلى الله عليه وسلم على أن الله جل وعز خلق آدم عليه السلام بيدين حقيقة.
- باب في ذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على معنى قول الله جل وعز وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.
- ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الصدقة تربو في كف الرحمن عز وجل.
- باب قول الله جل وعز " كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون " القصص 88 وقال الله عز وجل " ويبقى وجه ربك ذو الجلال " وذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على حقيقة ذلك.
الرد على الجهمية
لأبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي
- الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض يعلم سر خلقه وجهرهم ويعلم ما يكسبون، نحمده بجميع محامده ونصفه بما وصف به نفسه ووصفه به الرسول فهو الله الرحمن الرحيم، قريب مجيب، متكلم قائل، وشاء مريد، فعال لما يريد، الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء، له الأمر من قبل ومن بعد، وله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، وله الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، يقبض ويبسط ويتكلم ويرضى ويسخط ويغضب ويحب ويبغض ويكره ويضحك ويأمر وينهى ذو الوجه الكريم والسمع السميع والبصر البصير والكلام المبين واليدين والقبضتين والقدرة والسلطان والعظمة والعلم الأزلي لم يزل كذلك ولا يزال استوى على عرشه فبان من خلقه لا تخفى عليه منهم خافية علمه بهم محيط وبصره فيهم نافذ " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " الشورى: 11 فبهذا الرب نؤمن، وإياه نعبد وله نصلي ونسجد، فمن قصد بعبادته إلى إله بخلاف هذه الصفات فإنما يعبد غير الله، وليس معبوده بإله كفرانه لا غفرانه ...
- وكان أول من أظهر شيئا منه [الكفر] بعد كفار قريش الجعد بن درهم بالبصرة وجهم بخراسان اقتداء بكفار قريش فقتل الله جهما شر قتلة وأما الجعد فأخذه خالد بن عبد الله القسري فذبحه ذبحا بواسط في يوم الأضحى على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين لا يعيبه به عائب ولا يطعن عليه طاعن بل استحسنوا ذلك من فعله وصوبوه من رأيه ...
- باب استواء الرب تبارك وتعالى على العرش وارتفاعه إلى السماء وبينونته من الخلق وهو أيضا مما أنكروه.
- باب النزول.
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال: فقال قائل منهم معنى إتيانه في ظلل من الغمام ومجيئه والملك صفا صفا كمعنى كذا وكذا، قلت هذا التكذيب بالآية صراحا تلك معناها بيّن للأمة لا اختلاف بيننا وبينكم وبين المسلمين في معناها المفهوم المعقول عند جميع المسلمين، فأما مجيئه يوم القيامة وإتيانه في ظلل من الغمام والملائكة فلا اختلاف بين الأمة أنه إنما يأتيهم يومئذ كذلك لمحاسبتهم وليصدع بين خلقه ويقررهم بأعمالهم ويجزيهم بها ولينصف المظلوم منهم من الظالم لا يتولى ذلك أحد غيره تبارك اسمه وتعالى جده، فمن لم يؤمن بذلك لم يؤمن بيوم الحساب، ولكن إن كنتم محقين في تأويلكم هذا وما ادعيتم من باطلكم ولستم كذلك فأتوا بحديث يقوي مذهبكم فيه عن رسول الله أو بتفسير تأثرونه صحيحا عن أحد من الصحابة أو التابعين كما أتيناكم به عنهم نحن لمذهبنا، وإلا فمتى نزلت الجهمية من العلم بكتاب الله وبتفسيره المنزلة التي يجب على الناس قبول قولهم فيه وترك ما يؤثر من خلافهم عن رسول الله وعن أصحابه وعن التابعين بعدهم، هذا حدث كبير في الإسلام وظلم عظيم أن يتبع تفسيركم كتاب الله بلا أثر ويترك المأثور فيه الصحيح من قول رسول الله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم ومتى ما قدرتم أن تجامعوا أهل العلم في مجالسهم أو تنتحلوا شيئا من العلم في آباد الدهر إلا منافقة واستتارا حتى تتقلدوا اليوم من تفسير كتاب الله ما كان يتوقى أوضح منه أصحاب رسول الله لقد عدوتم طوركم وأنزلتم أنفسكم المنزلة التي بعدكم الله منها ثم المسلمون ولو لم يوجد فيها عن رسول الله ولا عن أصحابه خبر ولا أثر لم تكونوا مؤتمنين على كتاب الله وتفسيره أن يلتفت إلى شيء من أقاويلكم أو يعتمد على شيء من تفسيركم كتاب الله لما ظهر للأمة من إلحادكم فكيف إذا هم خالفوكم قال أبو سعيد رحمه الله ومما يرد هذا ويبطله قوله تعالى هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك الآية الأنعام: 158 فهذا مما يحقق دعوانا ويبطل دعواكم التي تخرصتموها عدوا بغير علم في إتيان الله تعالى ومجيئه يوم القيامة والملك صفا صفا فإن أبيتم إلا لزوما لتفسيركم هذا ومخالفة لما احتججنا به من كتاب الله وآثار رسول الله وأصحاب رسول الله فإنه ليس لكم من الرسوخ في العلم والمعرفة بالكتاب والسنة ما يعتمد فيه على تفسيركم لو قد أصبتم الحق فكيف إذا أنتم أخطأتموه ولكن بيننا وبينكم حجة واضحة يعقلها من شاء الله من النساء والولدان ألستم تعلمون أنا قد أتيناكم بهذه الروايات عن رسول الله وعن أصحابه والتابعين منصوصة صحيحة عنهم أن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا وقد علمتم يقينا أنا لم نخترع هذه الروايات ولم نفتعلها بل رويناها عن الأئمة الهادية الذين نقلوا أصول الدين وفروعه إلى الأنام وكانت مستفيضة في أيديهم يتنافسون فيها ويتزينون بروايتها ويحتجون بها على من خالفها قد علمتم ذلك ورويتموها كما رويناها إن شاء الله فائتوا ببعضها أنه لا ينزل منصوصا كما روينا عنهم النزول منصوصا حتى يكون بعض ما تأتون به ضدا لبعض ما أتيناكم به وإلا لم يدفع إجماع الأمة وما ثبت عنهم في النزول منصوصا بلا ضد منصوص من قولهم أو من قول نظرائهم ولم يدفع شيء بلا شيء لأن أقاويلهم ورواياتهم شيء لازم وأصل منيع وأقاويلكم ريح ليست بشيء ولا يلزم أحدا منها شيء إلا أن تأتوا فيها بأثر ثابت مستفيض في الأمة كاستفاضة ما روينا عنهم ولن تأتوا به أبدا هذا واضح بين يعقله كثير من ضعفاء الرجال والنساء وتعقلونه أنتم إن شاء الله فإنه ليس لكم من الغفلة كل ما لا تعلمون أن هذه الحجج آخذه بحلوقكم غير أنكم تقصدون قصد شيء لا ينقاد إلا بدفع هذه الحجج والآثار كلها تزعمون أن إلهكم الذي كنتم تعبدون في كل مكان واقع على كل شيء لا حد له ولا منتهى عندكم ولا يخلو منه مكان بزعمكم ...
- باب الاحتجاج على الواقفة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو سعيد رحمه الله ثم إن ناسا ممن كتبوا العلم بزعمهم وادعوا معرفته وقفوا في القرآن فقالوا: لا نقول مخلوق هو ولا غير مخلوق، ومع وقوفهم هذا لم يرضوا حتى ادعوا أنهم ينسبون إلى البدعة من خالفهم وقال بأحد هذين القولين، فقلنا لهذه العصابة أما قولكم: مبتدع، فظلم وحيف في دعواكم حتى تفهموا الأمر وتعقلوه لأنكم جهلتم أي الفريقين أصابوا السنة والحق فيكون من خالفهم مبتدعة عندكم والبدعة أمرها شديد والمنسوب إليها سيء الحال بين أظهر المسلمين فلا تعجلوا بالبدعة حتى تستيقنوا وتعلموا أحقا قال أحد الفريقين أم باطلا وكيف تستعجلون ان تنسبوا إلى البدعة أقواما في قول قالوه ولا تدرون أنهم أصابوا الحق في قولهم ذلك أم أخطؤوه، ولا يمكنكم في مذهبكم أن تقولوا لواحد من الفريقين لم تصب الحق بقولك وليس كما قلت، فمن أسفه في مذهبه وأجهل ممن ينسب إلى البدعة أقواما يقول لا ندري أهو كما قالوا أم ليس كذلك، ولا يأمن في مذهبه أن يكون أحد الفريقين أصابوا الحق والسنة فسماهم مبتدعة ولا يأمن في دعواه أن يكون الحق باطلا والسنة بدعة، هذا ضلال بين وجهل غير صغير. وأما قولكم لا ندري مخلوق هو أم غير مخلوق فإن كان ذلك منكم قلة علم به وفهم فإن بيننا وبينكم فيه النظر بما يدل عليه الكتاب والسنة ويحتمل بالعقول، وجدنا الأشياء كلها شيئين الخالق بجميع صفاته والمخلوقين بجميع صفاتهم فالخالق بجميع صفاته غير مخلوق والمخلوق بجميع صفاته مخلوق فانظروا في هذا القرآن فإن كان عندكم صفة المخلوقين فلا ينبغي أن تشكوا في المخلوقين وفي كلامهم وصفاتهم أنها مخلوقة كلها لا شك فيها، فيلزمكم في دعواكم حينئذ أن تقولوا كما قالت الجهمية فلتستريحوا من القال والقيل فيه وتغيروا عن ضمائركم، وإن كان عندكم هو صفة الخالق وكلامه حقا ومنه خرج فلا ينبغي لمصل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشك في شيء من صفات الله وكلامه الذي خرج منه أنه غير مخلوق هذا واضح لا لبس فيه إلا على من جهل العلم أمثالكم، وما فرق بينكم وبين من قال هو مخلوق إلا يسير يزعم أولئك أنه كلام الله مضاف إليه مخلوق وزعمتم أنتم أنه كلام الله و لا تدرون مخلوق هو أو غير مخلوق، فإذا لم تدروا لم تأمنوا في مذهبكم أن يكون أولئك الذين قالوا مخلوق قد أصابوا من قولكم فكيف تنسبونهم إلى البدعة وأنتم في شك من أمرهم فلا يجوز لرجل أن ينسب رجلا إلى بدعة بقول أو فعل حتى يستيقن أن قوله ذلك وفعله باطل ليس كما يقول فلذلك قلنا إن فرق ما بينكم يسير لأن أولئك ادعوا أنه مخلوق وزعمتم أنتم أنه كلام الله ومن زعم أنه غير مخلوق فقد ابتدع وضل في دعواكم فإن كان الذي يزعم أنه غير مخلوق مبتدعا عندكم لا تشكون فيه أنه لمخلوق عندكم حقا لا شك فيه ولكن تستترون من الافتضاح به مخافة التشنيع وجعلتم أنفسكم جنة ودلسة للجهمية عند الناس تصوبون آراءهم وتحسنون أمرهم وتنسبون إلى البدعة من خالفهم، والحجة على هذه العصابة أيضا جميع ما احتججنا به من كتاب الله في تحقيق كلام الله وما روينا فيه من آثار رسول الله فمن بعده أن القرآن نفس كلام الله وأنه غير مخلوق فهي كلها داخلة عليهم كما تدخل على الجهمية ...
- باب الاحتجاج في إكفار الجهمية.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 01:33]ـ
اورد شبهة ورددت عليه فهل ردى كامل؟
أما سؤالك انه لم أولنا قوله تعالى "" {ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ?لسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ?لأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}
فأقول لك هذا يجب علينا تأويله لآنه وردت الاف النصوص القرآنية والاحاديث الصريحة فى ان الله فوق كقوله (يخافون ربهم من فوقهم) وقوله (اليه يصعد الكلم الطيب) وقوله (يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه) والصعود والعروج لا يكون الا من اسفل لفوق
وحديث أين الله فقالت الجارية فى السماء
وتأويلنا تفسير طبيعى لا كتأويلكم الذى نتيجته الافتراء على الله
فاهل السنة يأولن الاية أما فى السماء بمعنى على السماء كما فى قوله تعالى (فامشوا فى مناكبها) ولا يظن احد ان الله يأمرنا بالمشى داخل وتحت الارض وبداهة أننا نمشى على الارض لا فيها وقوله (لأصلبنكم فى جذوع النخل) وبداهة المراد على جذوع النخل
أو فى السماء بمعنى فى العلو
وأكرر عليك ان كنت صادقا فناظر فى المجلس العلمى وأحضر رابط المناظرة للاخوة كى يشاهدون ما يحدث(/)
دعوة ... ماذا تنقمون من الدكتور يوسف القرضاوي؟
ـ[السلفية]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 07:10]ـ
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أنا لست من الإخوان ولا أي حزب وإنما أتبع كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم على منهج السلف الصالح ومشايخي الذين أثق فيهم كثر على رأسهم ثلاثة علماء:
ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله تعالى
ولكن أوقفتني مشاركات وإن شئت قل مناوشات بين طرفين أحدهما غالٍ في المدح والآخر غالٍ في الذم في الدكتور يوسف القرضاوي
فقلت وأين الحق منهما وكيف للمسلم أن يميز بين كلامهما وللأسف شباب كثير تأثر بهذا الأمر سلبياً فأصبح لا هم له إلا الجرح دون أن يدري أصول الجرح والتعديل والأخر لا هم له إلا الدفاع المستميت ولو بالباطل وتقليد المشايخ دون أن يميز كلامهم
ففكرت في دعوة للمناصحة ولكن بشرط أساسي وهو أن لا نخرج عن حد الأدب حتى مع المخالف
وأن يكون الكلام بأدلة من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العلماء
وأن يكون بإنصاف الذي عز وجوده في زماننا
فهي دعوة للمناقشة بإنصاف فهل من مشارك؟(/)
رجم المخالف ... !
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 10:57]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد: فإنه قد يبدو هذا العنوان قاسياً بعض الشيء، لكنني لا أجد عنوانا مناسبا كهذا، فإن من نظر إلى صفحات ما يسمى "بالشبكة العنكبوتية" وما يكتب من الردود من بعض الفضلاء، وما يسطر في بعض الصحف والمجلات وفي غيرها = يجد فيها من الإقذاء في الرد وضيق الأفق، والفحش في القول والسب أحيانا، والدخول في النيات، وتفسير المقاصد، وغياب الإنصاف = ما يجعل القارئ يسبح في خيال موهوم "قد يصدق وقد لا يصدق": بأن هذا الكاتب لو استطاع النفوذ إلى هذا المتطفل على المعرفة، أو المتشبع بما لم يُعط كما يزعم، لانهال عليه ضربا بكل ما أوتي من قوة، ورجمه بالصخور لا بالحجارة.
من خلال هذا المنطق أردت أن أدلي بدلوي في هذا المجال، وأن أساعد في علاج هذه الظاهرة التي عمّت بها البلوى في أوساطنا العلمية والأدبية والفكرية والإعلامية على حد سواء.
كما أساهم في مناشدة من تصلّب فكره، وهتف بلسان حاله "ما أريكم إلا ما أرى" = إلى كلمة سواء {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
فهذه بعض الأفكار أعتقد أنها مهمة في فهم حتمية الخلاف تأملها وطبقها عملياً لا نظرياً، وهي كالتالي:
- عند المناقشة والرد دائما حاول التركيز وتسليط الضوء على الأفكار دون الأشخاص. فإنه كما قيل: "التفريق بين الشخص ومقاله هو أدنى مراتب الإنصاف".
- عند عدم قبول الفكرة تجنب تسفيهها مهما تكن، ولو كان الرد تدريجيا لكان أجود.
- دع الفكرة جانبا وركّز على لوازمها. فقد يتنبه المحاور لبطلانها، أو العكس.
- تجنب ما استطعت قول هذا الرأي ليس عليه أثارة من علم، أو هذا القول لا يقول به عاقل. أو أن هذا الكلام غث سقيم، أو أنه ركيك. وقد يكون كذلك، لكن في مقام الرد والجدل الزم الإنصاف والقول اللين.
- ضع في ذهنك أن الفكرة مهما كانت في نظرك تافهة، فهي ليست كذلك عند صاحبها. فتلطّف في إبطالها.
- حرر موطن النزاع بشدة قبل الخوض في أي استدلال.
- احرص على الفهم والتفهيم للأدلة وتأملها فقد يكون الخلاف نظريّاً أو صوريًّا، أو أنه لا تنبني عليه ثمرة عملية، أو علمية.
- ضع في ذهنك أنه ليس كل خلاف أو حوار لابد أن يحسم في حينه، أو يصل إلى نتيجة، فإذا انقطع المخالف عن النقاش فاقطع الكلام ودعه يتأمل، وإلا فقد يتمادى.
- اعلم أن التصريح أو الاعتراف بالهزيمة صعب جدا.
- افتح لك ولمن خالفك خط رجعة ولا تغلق عليه جميع المسارات، وإلا فقد تخسره، أو تضطره إلى المكابرة ولابد، وقد ينصف ويرجع وقليل ما هم.
- البعض عندما يناقش أو يحاور ربما يقرر لك بحاله دون مقاله ما يعبر عنه بـ"ذهنية الإلغاء" فلا يلقي بالاً للمحاور كائنًا من كان، فهو يحاور ليصحح المفاهيم، بل يُخيل إليه أنه في مجلس إملاء، وقد ينصب نفسه قاضياً أو حاكما يُصدّر الأفكار ويُقوّم الآراء لا غير "أنا جُذَيْلها المحكَّك وعُذيقها المرجَّب" فالنقاش معه في مقرراته، يعتبر ردة عقلية، وبدعة فكرية، لأنك قد شكّكّت في بعض مسلماته، أو لأنك ملغى من ذهنه تماما، لستَ أهلاً لهذا المضمار، أو مخولا للدخول فيه، فإن عارضته فقد قامت قيامتك، وإن قلت: عندنا أو في قطرنا أو عند علمائنا. قال لك بملإ فيه: "ومن أنتموا حتى يقال لكم عندوا".
وهذه النظرية "إلغاء الآخر" قد تكون جبلية وقد تكون مكتسبة وهو الأكثر، وقد يساعد في رسوخها أمور منها:
- الطبيعة النفسية لهذا الشخص.
- طريقة النشأة والتربية التي تلقاها.
- اعتقاده أن هذه الأفكار التي يقررها مسلمة عند الجميع.
- عدم الخلطة بالناس ومحاورتهم والنقاش معهم.
- اليقين الجازم والثقة التامة بما عنده وما توصل إليه. وغاب عنه أن الشيطان قد يلبس عليه بسبب العزلة الفكرية ما يظنه سالما من النقد وهو ليس كذلك، وما يظنه دليلا أو قرينة وهو أبعد ما يكون عن ذلك.
- أن توضع له هالة ومكانة فوق الجميع.
- وأخيرًا: التلاميذ وتأثيرهم بالغ.
* وصاحب هذه النظرية قد يتجاسر على الدخول في النيات والحكم على المقاصد، وقد يرتع في أعراض الناس ويتفكه بلحومهم في كل مجلس بحجج واهية، ومصالح متوهمة ظنية، يتكئ بها على النصوص الشرعية التي تبطل دعواه، وتحرم الخوض في أعراض المسلمين وتتبعها.
تنبيه: وهي أن الخصم في غالب الأحيان يعلم بضعف حججه وبراهينه، لذلك قد يُشغِّب ببعض الشبه، لهذا على المناظر أن يتحلى بالحكمة والصبر أمام المخالف ويعطيه فرصة التفكير والتأمل فيما يهرف به من الشبه.
وهنا أؤكد أن من خصائص أهل السنة والجماعة أنهم ينهون عن البغي والاستطالة على الخلق بحق وبغير حق. كما قرره ابن تيمية – رحمه الله – في أكثر من موضع في كتبه.
وهذه الخاصيّة متفق عليها بين جميع أصحاب العقول السليمة التي لم تتأثر بأمور خارجية. هذا وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.(/)
تعليقات الشيخ دمشقية على مناظرة القرضاوي مع رفسنجاني
ـ[المديني]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 10:11]ـ
تعليقات على مناظرة القرضاوي مع رفسنجاني
بعد المناظرة التي تمت بين الشيخ القرضاوي وبين رفسنجاني الملقب عند الشيعة بـ «الثعلب» لدهائه السياسي. أقول: لم أجد في هذه المناظرة ما يحقق أي فائدة. بل كان أكثر كلام الشيخ القرضاوي من العموميات. بينما كانت ابتسامة الثعلب وبعض كلماته ترسل من ورائها رسالة واضحة.
فالثعلب حاد عن أكثر الأسئلة مع شكي في انه كان على علم مسبق بها. وهذا ما يفسر اطمئنانه بخلاف الشيخ القرضاوي فإنه بدا مرتبكا قلقا.
تعليقات حول مواقف رفسنجاني
أما رفسنجاني فقد كانت له مواقف عديدة منها:
- ابتدأ حواره بالدعوة إلى الاعتصام بحبل الله والتمسك به. مع أن حبل الله هو القرآن الذي قال الشيعة عنه إنه محرف. والآية صريحة في أن تكون صفة اجتماعنا وحالها التمسك بكتاب الله أي تمسكوا بالقرآن مجتمعين على ذلك. ولكن من قال بتحريف القرآن فقد قطع هذا الحبل. فالآية نفسها تدعو إلى الانفصال عمن يقطع هذا الحبل.
- وزعم ان الخطر الرئيسي هو الصهيونة والاسكتبار العالمي. مع أنه لم يعد خافيا تواطؤ الاستكبار الفارسي مع الاستكبار العالمي والذي تمثل بفتح الحدود لأمريكا لاحتلال أفغانستان. هذا الاستكبار الفارسي الذي أعطانا كسرى عنه أنموذجا بتمزيقه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إليه.
- وقد اشتكى رفسنجاني من احتلال أمريكا لبعض مناطق المسلمين.
قلت: والإمارات تشتكي أيضا من احتلال إيران لبعض مناطقها وهي الجزر الثلاثة طنب الكبرى وأخواتها.
- وأعلن رفسنجاني أنه عند كل خطبة يبتدئ بذكر أهل البيت والصحابة.
قلت: نعم صدقت يا ثعلب. فإنكم تقولون في كل خطبة (والعن اعداءهم إلى يوم الدين) وإذا ذكرتم الصحابة قلت (وأصحابه المنتجبين). أي المستثنيين من اللعن كعمار وأبي ذر وسلمان. فأنتم لا تطلقون ذكر الصحابة بخير. وبما أن الصحابة عندكم ارتدوا بعد رسول الله إلا ثلاثة. فالصحابة المذكورون في خطبكم لا يتعدون هذه الأرقام الثلاث.
- سئل رفسنجاني: لماذا لا تصدر فتوى واضحة من المراجع في إيران بتحريم سب الصحابة. حاد عن السؤال وأعلن ضرورة توقف الطرفين السنة والشيعة عن ذلك. وللأسف كانت هذه خدعة ومرت هذه الخدعة من الثعلب على القرضاوي وفاته التعليق عليها. فإن أهل السنة لا يسبون احدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أنكر رفسنجاني أن تكون إيران تتدخل في شئون العراق الداخلية وهو كذب واضح. فإن التدخل الإيراني السافر في العراق تعددت الشكوى منه من قبل الحكومات العراقية عندما وصل إلى درجة لا يقف عند حد. وحين صار إيران وكرا لعصابات القتل إذا شعرت بخطر الملاحقة.
الثغرات في حوار الشيخ القرضاوي مع رفسنجاني
أما الشيخ القرضاوي وفقه الله فقد كان لنا منه المواقف التالية:
- سئل القرضاوي عن ظاهرة تكفير السنة للشيعة فقال: كثير من أهل السنة لا يكفرون الشيعة، أما الذين كفروهم فهم قلة قليلة.
سائر الأمة يكفرون الروافض إلا عصريو القرن العشرين
التعليق: فماذا يقول الشيخ القرضاوي في هؤلاء الذين يمثلون شريحة أهل العلم من المجمتع السني. ونبدأ بالبخاري:
موقف البخاري
قال الإمام البخاري رحمه الله «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم» (خلق أفعال العباد ص 125).
موقف الشافعي:
قال الشافعي» لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة «" (السنن الكبرى للبيهقي 10/ 208 سير أعلام النبلاء10/ 89). وسئل الشافعي» أصلي خلف الرافضي؟ قال: لا تصل خلف الرافضي «. (سير أعلام النبلاء 10/ 31). قال السبكي» ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد أنه لا تجوز الصلاة خلف الرافضة «(فتاوى السبكي 2/ 576 وانظر أصول الدين 342).
موقف أبي حنيفة
وذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي 2/ 590).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر في كتاب الفتاوى أن سب الشيخين كفر وكذا إنكار إمامتهما". وكان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة يقول: " لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري". (شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 4/ 733). وقال وكيع " الرافضة شر من القدرية". (خلق أفعال العباد للبخاري 22).
موقف أحمد
وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟
قال: ما أراه على الإسلام. قال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال:
من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين). السنة للخلال (2/ 557 - 558).
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة:
«هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة: علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء» (السنة للإمام أحمد ص 82).
قال ابن عبد القوي: (وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين) (كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد ص 21).
موقف مالك
وروى الخلال عن أحمد قوله «قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليله وسلم ليس له سهم". أو قال " نصيب في الاسلام» (السنة للخلال2/ 557).
وفي رواية عن معن بن عبسى قال: سمعت مالكا يقول «ليس لمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفيء حق».
فقد قسم الله الفيء على ثلاثة أصناف فقال: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله: أولئك هم الصادقون. ثم قال: "والذين تبوءوا الدار والايمان يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا. ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).
ثم قال: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للين آمنوا). فإنما الفيء لهؤلاء الأصناف الثلاثة» (رواه اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة 7/ 1268). وذكره القاضي عياض في الشفا وفي ترتيب المدارك 2/ 46).
موقف أبي منصور البغدادي الأشعري من الرافضة
وحتى الأشاعرة - الذين يصفهم الشيعة بأنهم كلاب النار- فقد صرحوا بكفر الرافضة.
قال أبو منصور البغدادي «وأوجب أصحاب الشافعي ومالك وداود وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إعادة صلاة من صلى خلف القدري والخوارج والرافضي وكل مبتدع وكل مبتدع تنافي بدعته التوحيد» (أصول الدين 342).
فماذا يقول الشيخ القرضاوي الآن
هل هؤلاء يمثلون شريحة قليلة يا الأمة يا حضرة الشيخ؟
أليسوا يمثلون اتجاها عاما كسره حزبيو هذا العصر الذين يبحثون عن فتاوى التسهيل ويعتبرون الركون توسطا كما ركنتم حضرتم وخالفتم صريح قول الله ? ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين?. فخالفتم القرآن وسألتم الله أن يرحم البابا يوحنا وهو السؤال الذي نهى نبيه عنه في حق أمه وعمه الذين كان أعظم دفاعا عن الإسلام مما تزعم دفاع البابا عنه!!!
أأنتم أحرص على خير الأمة وأعلم من هؤلاء الأئمة الأعلام؟
أم تقولون إن رافضة اليوم خير من روافض الأمس؟
القرضاوي يعلن تأييده لحسن نصر الله
والشيخ القرضاوي للأسف كغيره تربيه الأحداث، فقد أعلن في لقائه مع رفسنجاني أن كل العالم الإسلامي أيد حسن نصر الله في حربه ضد إسرائيل.
قلت: إلا الواعون. العارفون بخطط الرفض فإنهم لا يحسنون الظن بمن لم يحسن الظن بأبي بكر وعمر. وهم كانوا يتيقنون انهم يريدون كسب التأييد الشعبي في بلاد الشام لمرحلة قادمة وهي: سلب الحكومة من السنيورة. ولكن حقدهم سبق حلمهم. فقد انكشف هذا المخطط وعاد الناس يلعنون نصر الله وحزبه الذي ليس في شيء من الله.
ما هو اكثر ما أغضب القرضاوي من الشيعة
بات من الملاحظ أن أكثر ما أثار حفيظة الشيخ القرضاوي حفظه الله انتشار التشيع في العالم الإسلامي.
فقد قال الدكتور «ماذا تستفيد إيران من نشر التشيع في الأكثريات الإسلامية سوى الفتن. هي تكسب عشرة أو مئة وفي المقابل تقع العديد من الفتن بين الآلاف بسبب ذلك».
التعليق:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن فتنة الاضطرابات، ولا يتطرق إلى فتنة الناس في عقيدتهم وهي التي وصفها الله بأنها أشد من القتل والتي من جملتها في مذهب الشيعة الفتن التالية:
فتنة الناس في عقيدتهم. وتحويلهم من التوحيد إلى الشرك.
فتنة الناس من حب الصحابة إلى سبهم والقول بردتهم.
فتنة الناس من عقيدة تعظيم القرآن إلى عقيدة تحريف القرآن.
فتنة الناس من توقير أهل البيت إلى تقديس وعبادة قسم من أهل البيت. وسب وتكفير قسم آخر منهم وهم عائشة وحفصة.
وإن من جملة هذه الفتن أن يمر على الناس عقود يمنع فيها السني من التحذير من المذهب الشيعي ويعلن فيه الشيخ القرضاوي وغيره بأنه لا فرق في العقائد بين السنة والشيعة وأن هناك خلافات في جوانب الدين وأحكامه إلى حد الإعلان مطالبة الغزالي الأزهر بإصدار فتوى تضيف المذهب الشيعي كمذهب خامس إلى جانب المذاهب السنية الأربعة.
الطامة القرضاوية الكبرى: لا يجوز تسنين الشيعي
وقد تعجبت من جواب القرضاوي عن سؤال مقدم البرنامج: «من أهل السنة من ينشرون مذهبهم بين اوساط الشيعة. فأنكر حصول وقال: «ليس هذا بصحيح».
أضاف «أنا أعرف كثيرا من الجمعيات الإسلاميةلا يوجد في برنامجها دعوة الشيعة إلى التسنن».
قلت: نعم إن كان برنامجهم النقابات والبرلمانات التي مثلهم فيها حتى النصارى. فلن ترى دعوة. وما من شك في أن كثيرا من الدعوة إلى الله معطلة عند الإخوان وللأسف أقولها.
ثم ختم القرضاوي إلى أن دعوة السني لتسنين الشيعي ودعوة الشيعي لتشييع السني «مثار فتنة».
هكذا أطلقها الشيخ القرضاوي.
قلت:
وبما أن عقيدة اهل السنة هي الحق. وهي المعروف. وعقيدة الشيعة هب المنكر فإننا نضع السؤال بطريقة أخرى: أنتم تأمرون بالمعروف. فيقول القرضاوي ليس ذلك بصحيح.
عجبت والله جدا من هذا الجواب!!!
ينكر القرضاوي وجود أمر بمعروف التوحيد والسنة بين أوساط أهل السنة ونهي عن منكر الشرك والبدع وسب الصحابة؟
ولكن رفسنجاني لم يحرم على الشيعي ذلك
هذا ولا ننسى أن رفسنجاني عندما وجه إليه نفس هذا السؤال: لم يقل لا يجوز ذلك.
فانظر كيف لا يتنازل المبطل عن باطله في يتنازل صاحب الحق عن حق الله وليس حقه.
وتأمل سلسلة التنازلات القرضاوية والتميع في الدين.
القرضاوي يفتي بحرمة دعوة الشيعي إلى السنة
حقا أن العجب ليطول من الشيخ القرضاوي حين نراه يطالب إيران بالتوقف عن نشر التشيع في الدول التي غالبيتها من السنة.
ثم إذا بنا نفاجأ به وهو ينهى أهل السنة عن نشر التسنن في الأوساط التي يمثل الشيعة فيها الأقلية.
ما هذا الطرح يا حضرة الشيخ؟
أهي علمانية إسلامية؟
هل غلب ركن التعايش على أركان الإسلام؟
هل يجوز تطيل الحق ويموت الناس على الباطل؟
أيبقى الشيعي على عقائد باطلة تكفل له إن مات عليها الدخول في جهنم كسب الصحابة والتقرب إلى الله بلعن أبي بكر وعمر وعائشة؟
هل يجوز شرعا ترك الشيعي يموت على عقيدة الطواف حول القبور وسؤال الأموات من دون الله شيء ثم يقال للسني أتركه ولا تحاول نشر عقيدتك بين الشيعة؟
ألم يفت فضيلة الدكتور بحرمة دعاء غير الله لأنه شرك؟
فكيف يعلن النهي عمن ينهى الشيعة عن منكر الشرك؟
هل هذه إلا واحدة من سلسلة فتاوى اللفلفة التي عهدناها في فقه الشيخ هداه الله. كتلك التي أجاز فيها للجنود الأمريكان المسلمين أن يقاتلوا إخوانهم في أفغانستان؟
يا أيها الشيخ إحذر أن يكشف الأقباط تناقضك
إن الشيخ القرضاوي يفتح على نفسه بهذه الفتوى بابا من الإلزامات لا يسهل إغلاقه.
فيقال له حينئذ: وأنتم معشر المسلمين تدعون الأقباط في عقر دارهم إلى الإسلام وهم أقلية في مصر. فلماذا تمنعون الآخرين من دعوتكم إلى دينهم بينما انتم تفعلون ذلك مع أبنائنا حتى دخل الملايين من النصارى إلى الإسلام!!!
إيران موطن اللجوء المذهبي وحامية السابين
ثم إنه من السذاجة بمكان ان نطلب من إيران - مصدر الفتن والتي تنفق المليارات على طباعة الكتب الطاعنة في الصحابة - أن تتعاون معنا على إيقاف ظاهرة سب الصحابة.
وإذا كان يوجد في الغرب ما يعرف باللجوء السياسي. لإيواء المعارضين السياسيين الهاربين من دولهم. فإن في إيران نوع آخر من اللجوء. إنه اللجوء المذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه إيواء للسبابين والشتامين أمثال حسن شحاته وعبد الباقي الجزائري الذي يصف مالك بن أنس بقباحة الوجه ويطعن في عمر بن الخطاب وأخلاقه.
ليس هذا فحسب. بل أصبحت إيران موطن وملجأ القتلة والمجرمين من جيش المهدي وفيلق بدر ممن ارتكبوا أبشع الجرائم بحق إخواننا أهل السنة في العراق.
الوطن فوق الطائفة: ما معنى ذلك أيها الشيخ
ثم صرح الشيخ القرضاوي أن الوطن فوق الطائفة.
لم أفهم ذلك أيها الشيخ. هل تعني أن الانتماء للدين تحصيل حاصل وأما الوطنية فهي أهم من ذلك؟
ألعلها علمنة في ثوب أزهري؟
أم هي شعار كشعار حزب الكتائب اللبناني: الدين لله والوطن للجميع؟
أم هو ثوب جديد للمقولة النصرانية القديمة «دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله»؟!!
ختم اللقاء بالتناقض
وفي نهاية اللقاء شدد القرضاوي على أنه من حق الشعب العراقي أن يقاوم المحتل.
وهذا طيب.
لكن لا ننسى تشديد القرضاوي في فتواه المشهورة على أنه من حق الجندي الأمريكي المسلم أن يقتل أخاه الأفغاني إذا أرسله جورج بوش إلى أفغانستان.
فكيف نجمع بين الحقين؟
وهل سوف يقول لنا الشيخ القرضاوي أن هذا لا ينطبق على العراق؟
وهناك سلسلة من التناقضات والتنازلات في مواقف الشيخ القرضاوي هداه الله شبيهة بهذه.
ودعوني أتساءل في نهاية هذه المقالة:
لماذا كانت إيران حبيبتنا قبل ان تتسلل دعوتها للتشيع إلى مصر.
فعندما فتحت أبوابها للأمريكي المحتل كانت لا تزال حبيبتنا.
وكانت تسخر العقرب التسخيري ليتسلل إلى أوساط السنة من خلال الشيخ القرضاوي. ويستخف عقول الحزبيين بفنون أنواع التقية ويخدرهم بأفيون التقريب.
ولكن لما اقترب التشيع من مصر الحبيبة. الوطن الأم:
دق القرضاوي حينئذ ناقوس الخطر وعزف نغمة الموت (والموسيقى عنده حلال).
واشتد غضبه وبدأ يحذر من خطر التشيع.
أهو التناقض يا شيخنا أم أن الأحداث تضغط عليك وتضطرك لإظهار شيء من تغيير المواقف لأن نغمة التقريب والمذهب الخامس قد بليت وصار سئم حتى العوام منها. فلا بد من ملاءمة ما يطلبونه!!!
الآن صار التحرك الإيراني يثير غضب الشيخ. وصار المذهب الشيعي خطيرا عندما اقترب من مصر ما يقع في العراق!!!
أتساءل بعد هذا التناقض والتنازل والركون:
هل هناك من يفرض الشيخ القرضاوي كشخصية لها مصداقيتها في كل ما تقول وإن صدرت منها هذه التناقضات في هذه الفتاوى التالية:
تحريم كسر طالبان للأصنام.
إباحة قتل الجندي الأمريكي المسلم لأخيه الأفغاني الأعزل.
الترحم على رمز الصليب ومصدر قيادته في العالم.
التآخي مع المسيحي وأنهم إخوانه وانهم مؤمنون وأن الأقباط قدموا آلاف الشهداء (برنامج الشريعة والحياة 12/ 10/97)!
العداوة بين اليهود والمسلمين سببها الأرض لا الدين (الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم ص70).
ودائما نلاحظ الشيخ القرضاوي يتكلم وكأنه يعتبر نفسه الوكيل الرسمي للمسلمين وأنه هو أمل الأمة في حل مشاكلها وأن ما يطرحه فهو الصحيح ولو كان:
إباحة قتل الأمريكي المسلم للأفغاني المسلم. أو إباحة الموسيقى لمن تركها وتاب.
الحكم بإيمان عبد الله والد النبي بالرغم مع نصوص السنة الصحيحة في موته على الكفر (كيف نتعامل مع السنة ص97).
حب سماع فايزة احمد وفيروز وأم كلثوم (جريدة الراية القطرية، عدد 5969، تاريخ: 19 جمادى الأولى 1419،).
حب مشاهدة الأفلام وحث المغنيات على عدم التراجع عن الغناء (جريدة الراية القطرية، عدد 5969، تاريخ: 19 جمادى الأولى 1419،).
شراء البيوت في اوربا بالربا للمسلم الذي يعيش هناك.
بعد هذا:
من خلال تسليط الأضواء على أمثال الشيخ القرضاوي؟
لنا أن نتساءل: هل إيواء القرضاوي ومنحه هذه السلطة (البابا أزهرية) هو أمر عفوي؟
أليس فرض القرضاوي على الساحة الإسلامية كالملك العضوض؟
إنني أرى إبراز القرضاوي ليكون البديل المناسب لكونه أقل مفسدة من الآخرين الثابتين على الحق لا يتنازلون على حساب المنهج الرباني القويم.
وتصور المواقف الهزيلة الضارة بالأمة على انها:
فتوى أصيلة ومرجعيتها سنية من شيخ ازهري!!!
ـ[محمد بن حسين]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:03]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز الشيخ القرضاوي علم من أعلام الأمة في الحاضر وهذا الذي قلته عنه يادمشقي فيه كثير من التحامل
فما يتعلق بإيمان عبد الله فهذه مسألة تناولها الأقدمون والخلاف فيها معروف
أما ترحمه على البابا فقد عدل فيها الشيخ قوله في الحلقة التي تليها
وسماع الموسيقى فيها خلاف مشهور
وغير صحيح قولك عنه في جواز قتل المسلم الأمريكي للأفغاني أوغيره انظر موقع islam on line
أرجو التثبت في نقد العلماء بدون حمية جاهلية
ـ[المديني]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 06:04]ـ
من الملاحظ في تعقيبك:
1 - ليس عندك ماترد به حول صلب الموضوع وهو حواره مع الرافضي رفسنجاني
2 - انتقيت بعض الفتاوى التى اوردها الشيخ عبد الرحمن حفظه الله عن القرضاوي ولم ترد على اكثرها
3 - لم تورد ما يدعم زعمك
4 - انهيت بسبي اوسب الشيخ وستسأل عن ذلك امام رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فما يتعلق بإيمان عبد الله فهذه مسألة تناولها الأقدمون والخلاف فيها معروف
لا خلاف مع نص صريح .... بمعني انه ليس لأحد انكار ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أما ترحمه على البابا فقد عدل فيها الشيخ قوله في الحلقة التي تليها
لم يعدله وانما برر موقفه ودافع عنه واستعان بقصة ابي طالب ...
وجاء الرد حين سأله احد المشاهدين حول هذا وسأله هذا المشاهد هل هذه زلة عالم فابتسم القرضاوي ولم يعدل موقفه وانما برره بالسابق بيانه
وسماع الموسيقى فيها خلاف مشهور
اقرأ كتاب تحريم آلات الطرب للشيخ الالباني خصوصا ما يتعلق بانتقاده للقرضاوي وفتاويه حول هذا
أرجو التثبت في نقد العلماء بدون حمية جاهلية
من الافضل لك المناقشة العلمية ان كان عندك ما ترد به دون السب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=37205
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 10:15]ـ
جزى الله خيرا الشيخ الفاضل (المناضل) الدمشقية خير الجزاء، ولا أنسى الناقل.
ومن الطرائف و المهازل: أني رأيت كتابا ليلة أمس قد كتب على غلافه اسم المؤلف: الإمام يوسف القرضاوي!!!
فسبحان الله كثيرا .. كم للدين اليوم من (قارض)!
فلنكن أحبتي جميعا:
1 - (أذلة على المؤمنين)
2 - (أعزة على الكافرين)
3 - (يجاهدون في سبيل الله)
4 - (ولا يخافون في الله لومة لائم)
ـ[المديني]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:30]ـ
الاخ الكريم ابو الفيصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ... وجزاك الله خيرا على المرور الكريم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 10:26]ـ
ومن هو الشيخ الدمشقية؟ أرجو احضار نبذة عن سيرته
ـ[المديني]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 12:14]ـ
ومن هو الشيخ الدمشقية؟ أرجو احضار نبذة عن سيرته
الشيخ عبد الرحمن دمشقية هو داعية إسلامي معروف، وباحث في الفرق والمذاهب والأديان.
له أكثر من خمسين مؤلفا، ً والعديد من الأشرطة باللغتين العربية والأنجليزية، ومن أشهر مؤلفاته: موسوعة أهل السنة، مجلدين. حقائق خطيرة عن الطريقة النقشبندية. موقف ابن حزم من المذهب الأشعري. أبو حامد الغزالي والتصوف. أولياء الله.
حاصل على درجة الماجستير، وهو على وشك مناقشة رسالة الدكتوراه.
المصدر: مقدمة لقاء الشيخ بصحيفة الرشد اليمنية وهذا رابطها ( http://www.saaid.net/Doat/dimashqiah/14.htm)
هذه صفحة الشيخ على صيد الفوائد ( http://www.saaid.net/Doat/dimashqiah/index.htm)
وهذه صفحة الشيخ في موقع طريق الاسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=18)
وهذا القسم الخاص به على موقع الدفاع عن السنة ( http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=26)
وكذلك تجد للشيخ صفحات خاصة به على الشبكة الاسلامية ومواقع اخرى
ـ[محمد بن حسين]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 09:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي العزيز أنا لم أسب وإنما نصحت لك إلا إذا كنت لاتفرق بين النصح والسب أو لاتعرف النصح
أما موضوع الروافض فإني أبغضهم في الله
ولكني في المقابل أحب شيخي القرضاوي في الله وهو إمام ولكنه غير معصوم فإن أخطأ فما بالتسفه ولا بالتهكم تصلح الأمور
أرجو من إدارة الألوكة ألا تجعل موقعها منبرا تلاك فيه لحوم العلماء الأجلاء
فمن تتبع زلات العلماء هلك
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 02:53]ـ
جزاك الله خير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 11:10]ـ
الشيخ القرضاوى أخطاءه كثيرة للأسف وقرأت له يقول افضل الجماعات الان الاخوان وعذرا للسلفيين انا احبهم لكن نريد أن نعود للقرءان والسنة
ورأيته يثنى على الاشاعرة و تحامل على ذم السلفيين لهم
ومشايخ السلفيين قالوا عنه أن اخطاءه كثيرة والحق أكبر من كل الناس
لكن يبقى ان النقد يأتى من منصف معروف عنه الانصاف (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 04:45]ـ
الذي أعرفه أن الشيخ القرضاوي له رؤية أحادية (لكم دينكم ولي دين) بعد فشل التقارب، وفي حواره مع الرفسنجاني رأيته تكلم معه بغضب عن تخوين الشيعة للصحابة واتهامهم بالردة، وفي ذلك اتهام الروافض للرسول عليه الصلاة والسلام بأنه لم يحسن تربية أصحابه بعد موته كما زعموا كذبا وزورا، وأثناء الحوار رأيت أن كلا منهما كان يمارس التقية على الآخر .. فالقرضاوي رسالته التعايش أكثر من التقارب، لأنه وصل ومن كان معه من دعاة التقارب إلى طريق مسدود أيقن معها أن التقارب عند الرافضة رغم فساد مذهبهم كان الإستحواذ لا التقارب، فليس بينهم وبين النواصب إلا التقية، وإن أمكن فحد السيف أنجع وأجدى ..
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 05:31]ـ
هذه ليست مناظرة؛ بل مسرحية إعلامية بزعامة أهل الضلال مِن الطرفين!!
ولقد استمعت لها كاملة، فكان غضب القرضاوي لأنه (فشل) في مشروع التقريب بين السنة والشيعة، والحمد لله على فشل هذا المشروع، ولو نجح مشروع القرضاوي لأصبح للقرضاوي شأن آخر في عالم (نجوم) المشايخ ...
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 06:41]ـ
ومن هو الشيخ الدمشقية؟ أرجو احضار نبذة عن سيرته
الشيخ دمشقية هو بُعبُع الرافظة يسكن بالرياض ومسقط رأسه ببلاد الشام ويتميز بذكاء حاد ويتناول الشيعة الحبوب المهدئة عندما يأتيهم الدمشقية في الكوابيس ليلاً. يعتبرون أن لدغة العقرب ألطف على قلبهم من مناظرة الدمشقية على المستقلة.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 06:47]ـ
بل مسرحية إعلامية بزعامة أهل الضلال مِن الطرفين!!
هذه تسوية قبيحة تدل على أن بين العدل وبين قائلها أودية وقفار
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 02:51]ـ
أشكر لاخي محمد بن حسين حسن تأدبه مع علماء الامة ومراجعها وأذكرك أخي ان الحجارة تقذف على الاشجار المثمرة والمثمرة فقط ولا ادري لما يريد بعض الاخوة من العالم ان يكون معصوما (وهذه لوثة شيعية) او مصيبا في اجتهاده على الدوام وادهشني احد الاخوة برده على ان مسألة الموسيقى خلافية بقوله اقرأ كتاب تحريم آلات الطرب للشيخ الالباني رحمه الله تعالى!
وهل كلام عالم في مسألة (ولو بلغ في العلم ما بلغ) يجعلها قطعية لا تقبل الاختلاف!
ارجوكم الانصاف ايها الاخوة وقياس الامور بالعلم والعدل.
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 03:42]ـ
اقتباس:
بل مسرحية إعلامية بزعامة أهل الضلال مِن الطرفين!!
هذه تسوية قبيحة تدل على أن بين العدل وبين قائلها أودية وقفار
صدقتَ يا أبا القاسم،، تسوية قبيحة وغير عادلة ..
وهذا حال بعض الذين يعرفون الحق بالرجال .. فإذا تكلم المخالِف، لم يقبلوا منه صرفا ولا عدلا حتى لو كان الحق معه مثل الشمس في رابعة النهار!! ...
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 10:38]ـ
هذه تسوية قبيحة تدل على أن بين العدل وبين قائلها أودية وقفار
بل والله هي كلمة موفقة نسأل الله أن يثبتنا على ديننا ويقينا شر القرضاوي وأمثاله , نسأل الله العافية من الحزبية والتحزب والله ياإخواني لو أجاز لهم المتعة لاعتذروا له وقالوا المسألة خلافية فكيف وقد أجاز ماهو أبشع من ذلك بمفاوز ...(/)
عندما يكون التصنيف حرفةً!!
ـ[السلمي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 05:24]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحبابي الكرام
الاختلاف في هذه الحياة سنةٌ من سنن الله تعالى
قال - سبحانه - " و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم " هود
و لا ينكر عاقل هذه السنة، بيد أن التعامل معها يختلف الناس فيه اختلافاً بالغاً، و لهم حياله مواقف متباينة، و يهمنا هنا فئة " طلاب العلم ".
لن أتحدثَ عن أدبيات الخلاف و لا التعامل معه فقد طُرق كثيراً، و له موضعه، و إنما حديثي عن " التصنيف " على وجه الخصوص، و إن كان قد طرق أيضاً كثيراً إلا أنه هذه المرة بشكل آخر و قالب مختلف، و الحق أنني لا أحب أن أطرح مثل هذه المواضيع المؤلمة، و لكن " مكره أخاك لا بطل "، و أطرحه نصحاً لنفسي و إخواني.
أثار هذا أني كنتُ يوماً من الأيام في مجلس فيه عدد من الأخيار، منهم طلاب علم، و كان أحدهم نقطة ارتكاز المجلس، فبدأنا نتحدث عن موضوعات متناثرة، و الحديث يجرّ بعضه بعضاً كعادة مجالس الناس، غير أن ذلك المجلس كان أجمل لما يطرح فيه من مسائل العلم، و الفوائد و الفرائد و الشوارد، و بعد العشاء و بعد أن نعمنا بنعمة الله - و لا نزال أبدأ كذلك - بدأ هذا الوجيه - هداه الله ببرنامج يمكن أن تسميه " فرد عضلات " أو " تحت المجهر " أو ما أشبه ذلك مما حاصله استنقاص عدد من العلماء، و إظهار زلاتهم بالكتاب و رقم الصفحة!!
تَخِذ المسكين أشرف قوم في هذه الأمة سلّماً يظن - و بعض الظن إثم و هو هنا من هذا البعض - يظن أنه يظهر به علمه أو شرفه، أو اطلاعه، أو ذكاءه، و أنّى أن يكون به زكاؤه.
مما يجعله مقدماً، و مشاراً إليه - عياذا بالله -.
كنتُ أسمع أنه يتكلم في العلماء، لم أكد أصدق حتى ..
بدأ بالعز بن عبد السلام، و مرّ على النووي ثم ابن حجر، حتى ابن تيمية، بل و ابن عثيمين، رحم الله الجميع، لا أدري كيف ساق هذه الأسماء يا إخواني و أنا مصابٌ بالذهول، الرابط بين هذه الأسماء أتى بخطأ عند كل عالم من هؤلاء بسرعة فائقة، كما عرّض بعدد من المشايخ أيضاً، لعله أشغله عن التصريح بأسمائهم كثرة من يريد الترقّي على أكتافهم لينال المجد، هذا لسان حاله.
مسكين و الله من يعتقد أنه لا ينال العلياء إلا إذا جعل الكلام في الناس مِرقاةً يترقى بها، ذكرني هذا بمقولة شهيرةٍ عند أهل النجاح يقولون:
" إن النجاح الذي لا يقوم إلا على إسقاط الآخرين ليس بنجاح ".
حاولتُ أن أناقشه فيما طرح فإذا الشيطان قد ركب رأسه، و القوم يقرون له و يعاونونه و يساعدونه، فلمّا رأيت ذلك، تذكّرت أنه لا خير في مجلس كهذا و لا خير في محاورة معاند يرى أنه قد بلغ مبلغ العلماء فانصرفتُ - و أظنني راشداً -.
بقيَ الفصل الأخير من هذه المسرحيّة، و هو أن هذا الرجل - طالب العلم زعموا - إمام مسجد، كنتُ أقابل مؤذّن مسجده و كان يشتكي من إمامه أنه لا يصلّي الفجر مع الجماعة!!
حاولتُ أن أعتذر له لعله مشغول بدروس أو .. أو ... قاطعني قائلاً ببساطة
الدروس؟!
الدروس يوم يومين في الأسبوع أما أن يستمرّ أحياناً اسبوعاً كاملاً لا يصلي معنا و سيارته موجودة.
و ربما أدخلها في البيت حتى إذا نام عن الصلاة لا يشعر به جماعة المسجد!!
الله المستعان
ألم يكن لهذا و أمثاله غنية في الاشتغال بعيوبه عن عيوب الناس، و قد صدق الإمام ابن القيم رحمه الله عندما قال:
" من اشتغل فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه، و اشتغل عن أنفع الأشياء بما لا منفعة له فيه " الفوائد
و قد صدق ابن عساكر - رحمه الله - عندما قال:
" اعلم وفقنا الله و إيّام لمرضاته، و جعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، و عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن تعرض للعلماء بالثّلب، ابتلاه الله - تعالى - قبل موته بموت القلب، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أ ن تصيبهم فتنة، أو يصيبهم عذابٌ أليم "
إلى متى لا يكون همّ كثير من طلاب العلم سوى التصنيف و التقييم و إصدار الأحكام - حتى على النوايا -.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أعظم البليّة، و غاية الرزية أن يسوّل الشيطان لأمثال هؤلاء بأن هذا من نصر دين الله، و الصدع بالحق حتى لا يعمل الناس بالخطأ، و أنه ينبغي أن لا تأخذه في الله لومة لائم، و دليل خطلهم، و عنوان مرض قلوبهم أنهم يذكرون كثيراً من هذه الأمور عند العامة الذين لم يسمعوا بهذا الرجل من قبل أو بتلك الجماعة.
ذكر الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - عن والده عجباً في هذا الأمر
يقول: كان والدي يقول لمن يجلس معه:
" و الله لو قتلتم جميع أولادي، و أخذتم جميع مالي لعفوتُ عنكم، أما أن تأخذوا من حسناتي، فلا و الله لا أرضى أن تأخذوا حسنةً واحدة ".
و قال:
" و الله لو أن أحداً ماتَ، و لم يلعن فرعون - و هو من هو حتى ادعى أنه الرب - لم يسألكم الله لماذا لم تلعنوه! " المرجع " شريط الدر الثمين في سيرة الشيخ الأمين
قلت: أين طلاب العلم اليوم من هذا الأدب الجم الذي يحفظ المرء به قلبه و حسناته، و يبعد عن الكلام في إخوانه، بل - و أحياناً في أمورٍ يسوغ فيها الخلاف - و بعضهم ما إن يسمع كلمة من داعية أو طالب علم إلا طار بها و حمّلها ما لا تحتمل.
قرأتُ في ترجمة الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله - و لعلّ كاتب الترجمة أحد أفراد الملتقى -:
كان للشيخ مجلسٌ في أحد الأيام، و يأتيه طلاب العلم و يستفيدون من علمه، و في أحد الأيام جاء أحدهم، و أخذ يسب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، فغضب الشيخ محمد غضباً شديداً و تكلم على الرجل، و طرده من بيته، و قال لا أجلس أنا و من يسب الشيخ ابن باز تحت سقفٍ واحد!!
لله أبوه ..
موقف تربوي يغني و الله عن التعليق.
يقول الشيخ الفاضل سلمان العودة - حفظه الله -:
لماّ توفي الإمام ابن باز - رحمه الله - و كنتُ في السجن قلتُ لأحد الشباب:
ليتني أخرج فأصلي على الشيخ، فقال هذا الشاب - هداه الله -: لو كنتُ خارج السجن ما صليتُ عليه!!، قال الشيخ معلقاً: عجيب و الله هذا الأمر شاب لا يعرف أساسيات الدين و أصوله يتكلم عن إمام علم، لربما لم يحفظ هذا الشاب جزء عمّ، و يتكلم عن الإمام ابن باز!!. ا. هـ بمعناه
و أقول: ينبغي لطالب العلم أن يتنبّه إلى أن ازدياده من العلم ينبغي أن يكسبه التقوى و العمل الصالح و الخشية، لا أن يكون ذلك مجرّئاً له على التطاول على أعراض المسلمين فضلاً عن العلماء.
وقفة: إذا رأيتَ من طالب علم أو من أي مسلمٍ خطاً فالمنهج الحق هو النصح له، فإن عجَزتَ فعليك بإيصال النصيحة إلى شخصٍ مقرب من المنصوح، و تكون أديت الذي عليك، شخصٌ واحدٌ فقط، و عليه فما يزعمه كثير من الناس عند غيبة المسلمين بأنه من النصح،و إذا رأى خطأ من أحد تكلم به في كل مجلس، يقال له: لو كنتَ صادقاً مريداً للإصلاح لأتيت البيوت من أبوابها، و لكلّمته بنفسك، أو طرحتَ ذلك على من يقبل منه المنصوح.
و مع هذا أعوذ بالله أن أتهم هذا الرجل في نفسي بشيء، و لكن مشهد آلمني، فاسمحوا لي أن أشرككم هذه المرة آلامي.
هذه كتابة مبعثرة، لم أشأ أن أبالغ في تنميقها و ترتيبها، و أسأل الله أن تكون من القلب إلى القلب ..
إخواني ..
الله .. الله .. في قلوبنا ..
لنشتغل بعيوبنا عن عيوب الناس ..
تعليقك ..
ـ[السلمي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:54]ـ
أنقل لكم هذا الكلام من موضوع كتبه الشيخ عبد الرحمن السديس في ملتقى أهل الحديث " ملح .. طرف فوائد في العلم "
=======================
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114 - 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك ".
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ".
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال: " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به ".
وروى البيهقي في الزهد الكبير: عن ذي النون المصري أنه قال: «من نظر في عيوب الناس، عمي عن عيوب نفسه ... »
روى أبو الشيخ بن حيان في كتاب «النكت والنوادر» عن عبد الله بن وهب قال: قال مالك بن أنس رضي الله عنه: «كان عندنا بالمدينة قوم لا عيوب لهم تكلموا في عيوب الناس = فصارت لهم عيوب، وكان عندنا قوم لهم عيوب سكتوا عن عيوب الناس = فنسيت عيوبهم».
قلت:
عائب الناس وإن كا * ن سليما يستعاب
والذي يمسك عن عيـ * ـب الورى سوف يهاب
ما دخول المرء فيما * ليس يعنيه صواب.
انتهى من خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، للمحبي.
وقال السري السقطي: «ما رأيت شيئا أحبط للأعمال، ولا أفسد للقلوب، ولا أسرع في هلاك العبد، ولا أدوم للأحزان، ولا أقرب للمقت، ولا ألزم لمحبة الرياء والعجب والرياسة؛ من قلة معرفة العبد نفسه، ونظره في عيوب الناس؛ لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم». الطبقات الكبرى للشعراني! ص73.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
( ... أغفلت في ذكر تجاربي، اسمَ الشّخص الذي صحّف - وبخاصّة في المعاصرين - والكتابَ الذي وقع فيه التّصحيف، فليس من غايتي أن أجرِّحَ أحدًا، وإنّما غايتي أن أدلّ على موضع الخطأ، وأرصدَ الظاهرة، وأعلِّلَ لحدوثها). قاله بحروفه أبو أروى ومحمّد العلامة محمود الطَّناحيّ في "مدخل إلى تاريخ نشر التّراث العربيّ" ص13.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 12:47]ـ
وهذا كثير في صنيع أهل العلم .. ولكن لا نستطيع انكار أن المصلحة الراجحة قد تكون في التعيين .. وهذا كثير أيضا .. والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 03:49]ـ
( ... إذا عثرت على وهم في كتابه بيّنته وأظهرت الحقّ فيه لا قصدًا لتتبّع العثرات، علم الله، ولا إظهارا لعيبه، وإنّما فعلت ذلك إرادة لإظهار الحق لينتفع به الناس، وأن أنزّه نفسي عن أن يقال: "رأى الخطأ فلم يعرفه". ولقد بقيت مدة أقدّم إلى هذا الغرض رجلا وأؤخّر أخرى، إلى أن قوي في ظنّي أنّ فعله أَولى بالصّواب وأحرى، والأعمال بالنّيّات، وإنّما لكل امرىء ما نوى). انتهى ما قاله ابن الأثير في مقدّمة "اللّباب" (تهذيب الأنساب للسمعاني).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:00]ـ
وبمناسبة ذِكر "اللّباب" أحببت التنبيه على أمر قد يغفل عنه البعض، فيغلط ..
"لب اللّباب" للسيوطي (النسخة المطبوعة والاليكترونيّة)، قد أُلحِقَ به كتاب "مختصر فتح رب الأرباب بما أُهمل في لب اللباب" لعباس المدني، فعند البحث في النسخة الاليكترونيّة ينبغي التريّث والتأكّد أن الكلام للسيوطي وليس للمدني، والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:10]ـ
(وتطريق الوهم للأئمّة الحفّاظ، وَهْم لا ينبغي المبادرة إليه ما وُجِدَ للكلام وجه). قاله أبو العباس القرطبي في "المفهم" 5/ 454
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4982
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:15]ـ
أخرى لنفاسته
( ... أغفلت في ذكر تجاربي، اسمَ الشّخص الذي صحّف - وبخاصّة في المعاصرين - والكتابَ الذي وقع فيه التّصحيف، فليس من غايتي أن أجرِّحَ أحدًا، وإنّما غايتي أن أدلّ على موضع الخطأ، وأرصدَ الظاهرة، وأعلِّلَ لحدوثها). قاله بحروفه أبو أروى ومحمّد العلامة محمود الطَّناحيّ في "مدخل إلى تاريخ نشر التّراث العربيّ" ص13.
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك فيك يا أخي فقد لامست أناملك جرحاً يعثب دماً
فهذا مع الآسف من أكثر الأمور التي تعاني منها مجالس طلاب العلم , والمصيبة الكبرى أن الواحد منهم يظن أنه بذلك ينصر الدين , ويرفع لواء الحق , وينسى هذا المسكين ـ يغفر الله لي وله ولكم ـ أنه بذلك يكون معولاً للقلع وفأساً للقطع.
وإذا رجعت إليه تجده يصدق فيه قول الشيخ الموفق سلمان العودة لا يحفظ جزء عم.
وتجده مع ذلك يخوض في أعراض من أفنوا أعمارهم في خدمة الدين.
يقول ابن عطاء الله السكندري ـ رحمه الله تعالى ـ: العلم إن صاحبته الخشية فلك, وإلا فعليك.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للاشتغال بعيوبنا ونقائصنا وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:28]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحبابي الكرام
الاختلاف في هذه الحياة سنةٌ من سنن الله تعالى
قال - سبحانه - " و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم " هود
و لا ينكر عاقل هذه السنة، بيد أن التعامل معها يختلف الناس فيه اختلافاً بالغاً، و لهم حياله مواقف متباينة، و يهمنا هنا فئة " طلاب العلم ".
لن أتحدثَ عن أدبيات الخلاف و لا التعامل معه فقد طُرق كثيراً، و له موضعه، و إنما حديثي عن " التصنيف " على وجه الخصوص، و إن كان قد طرق أيضاً كثيراً إلا أنه هذه المرة بشكل آخر و قالب مختلف، و الحق أنني لا أحب أن أطرح مثل هذه المواضيع المؤلمة، و لكن " مكره أخاك لا بطل "، و أطرحه نصحاً لنفسي و إخواني.
(يُتْبَعُ)
(/)
أثار هذا أني كنتُ يوماً من الأيام في مجلس فيه عدد من الأخيار، منهم طلاب علم، و كان أحدهم نقطة ارتكاز المجلس، فبدأنا نتحدث عن موضوعات متناثرة، و الحديث يجرّ بعضه بعضاً كعادة مجالس الناس، غير أن ذلك المجلس كان أجمل لما يطرح فيه من مسائل العلم، و الفوائد و الفرائد و الشوارد، و بعد العشاء و بعد أن نعمنا بنعمة الله - و لا نزال أبدأ كذلك - بدأ هذا الوجيه - هداه الله ببرنامج يمكن أن تسميه " فرد عضلات " أو " تحت المجهر " أو ما أشبه ذلك مما حاصله استنقاص عدد من العلماء، و إظهار زلاتهم بالكتاب و رقم الصفحة!!
تَخِذ المسكين أشرف قوم في هذه الأمة سلّماً يظن - و بعض الظن إثم و هو هنا من هذا البعض - يظن أنه يظهر به علمه أو شرفه، أو اطلاعه، أو ذكاءه، و أنّى أن يكون به زكاؤه.
مما يجعله مقدماً، و مشاراً إليه - عياذا بالله -.
كنتُ أسمع أنه يتكلم في العلماء، لم أكد أصدق حتى ..
بدأ بالعز بن عبد السلام، و مرّ على النووي ثم ابن حجر، حتى ابن تيمية، بل و ابن عثيمين، رحم الله الجميع، لا أدري كيف ساق هذه الأسماء يا إخواني و أنا مصابٌ بالذهول، الرابط بين هذه الأسماء أتى بخطأ عند كل عالم من هؤلاء بسرعة فائقة، كما عرّض بعدد من المشايخ أيضاً، لعله أشغله عن التصريح بأسمائهم كثرة من يريد الترقّي على أكتافهم لينال المجد، هذا لسان حاله.
مسكين و الله من يعتقد أنه لا ينال العلياء إلا إذا جعل الكلام في الناس مِرقاةً يترقى بها، ذكرني هذا بمقولة شهيرةٍ عند أهل النجاح يقولون:
" إن النجاح الذي لا يقوم إلا على إسقاط الآخرين ليس بنجاح ".
حاولتُ أن أناقشه فيما طرح فإذا الشيطان قد ركب رأسه، و القوم يقرون له و يعاونونه و يساعدونه، فلمّا رأيت ذلك، تذكّرت أنه لا خير في مجلس كهذا و لا خير في محاورة معاند يرى أنه قد بلغ مبلغ العلماء فانصرفتُ - و أظنني راشداً -.
بقيَ الفصل الأخير من هذه المسرحيّة، و هو أن هذا الرجل - طالب العلم زعموا - إمام مسجد، كنتُ أقابل مؤذّن مسجده و كان يشتكي من إمامه أنه لا يصلّي الفجر مع الجماعة!!
حاولتُ أن أعتذر له لعله مشغول بدروس أو .. أو ... قاطعني قائلاً ببساطة
الدروس؟!
الدروس يوم يومين في الأسبوع أما أن يستمرّ أحياناً اسبوعاً كاملاً لا يصلي معنا و سيارته موجودة.
و ربما أدخلها في البيت حتى إذا نام عن الصلاة لا يشعر به جماعة المسجد!!
الله المستعان
ألم يكن لهذا و أمثاله غنية في الاشتغال بعيوبه عن عيوب الناس، و قد صدق الإمام ابن القيم رحمه الله عندما قال:
" من اشتغل فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه، و اشتغل عن أنفع الأشياء بما لا منفعة له فيه " الفوائد
و قد صدق ابن عساكر - رحمه الله - عندما قال:
" اعلم وفقنا الله و إيّام لمرضاته، و جعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، و عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن تعرض للعلماء بالثّلب، ابتلاه الله - تعالى - قبل موته بموت القلب، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أ ن تصيبهم فتنة، أو يصيبهم عذابٌ أليم "
إلى متى لا يكون همّ كثير من طلاب العلم سوى التصنيف و التقييم و إصدار الأحكام - حتى على النوايا -.
و أعظم البليّة، و غاية الرزية أن يسوّل الشيطان لأمثال هؤلاء بأن هذا من نصر دين الله، و الصدع بالحق حتى لا يعمل الناس بالخطأ، و أنه ينبغي أن لا تأخذه في الله لومة لائم، و دليل خطلهم، و عنوان مرض قلوبهم أنهم يذكرون كثيراً من هذه الأمور عند العامة الذين لم يسمعوا بهذا الرجل من قبل أو بتلك الجماعة.
ذكر الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - عن والده عجباً في هذا الأمر
يقول: كان والدي يقول لمن يجلس معه:
" و الله لو قتلتم جميع أولادي، و أخذتم جميع مالي لعفوتُ عنكم، أما أن تأخذوا من حسناتي، فلا و الله لا أرضى أن تأخذوا حسنةً واحدة ".
و قال:
" و الله لو أن أحداً ماتَ، و لم يلعن فرعون - و هو من هو حتى ادعى أنه الرب - لم يسألكم الله لماذا لم تلعنوه! " المرجع " شريط الدر الثمين في سيرة الشيخ الأمين
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أين طلاب العلم اليوم من هذا الأدب الجم الذي يحفظ المرء به قلبه و حسناته، و يبعد عن الكلام في إخوانه، بل - و أحياناً في أمورٍ يسوغ فيها الخلاف - و بعضهم ما إن يسمع كلمة من داعية أو طالب علم إلا طار بها و حمّلها ما لا تحتمل.
قرأتُ في ترجمة الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله - و لعلّ كاتب الترجمة أحد أفراد الملتقى -:
كان للشيخ مجلسٌ في أحد الأيام، و يأتيه طلاب العلم و يستفيدون من علمه، و في أحد الأيام جاء أحدهم، و أخذ يسب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، فغضب الشيخ محمد غضباً شديداً و تكلم على الرجل، و طرده من بيته، و قال لا أجلس أنا و من يسب الشيخ ابن باز تحت سقفٍ واحد!!
لله أبوه ..
موقف تربوي يغني و الله عن التعليق.
يقول الشيخ الفاضل سلمان العودة - حفظه الله -:
لماّ توفي الإمام ابن باز - رحمه الله - و كنتُ في السجن قلتُ لأحد الشباب:
ليتني أخرج فأصلي على الشيخ، فقال هذا الشاب - هداه الله -: لو كنتُ خارج السجن ما صليتُ عليه!!، قال الشيخ معلقاً: عجيب و الله هذا الأمر شاب لا يعرف أساسيات الدين و أصوله يتكلم عن إمام علم، لربما لم يحفظ هذا الشاب جزء عمّ، و يتكلم عن الإمام ابن باز!!. ا. هـ بمعناه
و أقول: ينبغي لطالب العلم أن يتنبّه إلى أن ازدياده من العلم ينبغي أن يكسبه التقوى و العمل الصالح و الخشية، لا أن يكون ذلك مجرّئاً له على التطاول على أعراض المسلمين فضلاً عن العلماء.
وقفة: إذا رأيتَ من طالب علم أو من أي مسلمٍ خطاً فالمنهج الحق هو النصح له، فإن عجَزتَ فعليك بإيصال النصيحة إلى شخصٍ مقرب من المنصوح، و تكون أديت الذي عليك، شخصٌ واحدٌ فقط، و عليه فما يزعمه كثير من الناس عند غيبة المسلمين بأنه من النصح،و إذا رأى خطأ من أحد تكلم به في كل مجلس، يقال له: لو كنتَ صادقاً مريداً للإصلاح لأتيت البيوت من أبوابها، و لكلّمته بنفسك، أو طرحتَ ذلك على من يقبل منه المنصوح.
و مع هذا أعوذ بالله أن أتهم هذا الرجل في نفسي بشيء، و لكن مشهد آلمني، فاسمحوا لي أن أشرككم هذه المرة آلامي.
هذه كتابة مبعثرة، لم أشأ أن أبالغ في تنميقها و ترتيبها، و أسأل الله أن تكون من القلب إلى القلب ..
إخواني ..
الله .. الله .. في قلوبنا ..
لنشتغل بعيوبنا عن عيوب الناس ..
تعليقك ..
جزاك الله خيرا و بارك فيك ......
فليحفظك الله يا أخي.
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:50]ـ
صدقتَ أخي، نفع الله بك
ـ[السلمي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 08:43]ـ
الإخوة
أشرف = أبو مارية = خلوصي = مهدي
بارك الله فيكم و جزاكم خيراً(/)
الحركة الوهابية التي يدندن حولها؟
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 06:56]ـ
الحركة الوهابية التي يدندن حولها؟
كتاب الحركة الوهابية (لمحمد خليل هراس)
هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=013856.pdf)
... الأبيات التسعة الأولى هي التي بقيت في حفظي من قصيدة للشيخ عمران النجى التميمي رحمة الله عليه وتكملتها من نظمي (الشيخ تقي الدين الهلالي –رحمه الله-):
إن كان تابع أحمد متوهباً ... فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي* رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا ... قبر له سبب من الأسباب
أيضاً ولست معلقاً لتميمة ... أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع مضرة ... الله ينفعني ويدفع ما بي
كالشافعي ومالك وأبي حنـ ... ـيفة ثم أحآد التقى الأواب
هذا الصحيح ومن يقول بمثله**صاحوا عليه مجسم وهابي
**************
نسبوا إلى الوهاب خير عباده ... يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح ... وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية ... سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله ... هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم ... توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ ** فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم ... نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً ... ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم ... عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه ... حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل والكفور ... ومن غوى بعبادة الأرباب
ودعا لهم خير الورى بنضارة**ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين وجنده ... والله يرزقهم بغير حساب
وينيلهم نصراً على أعدائهم ... فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر ... فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ ** ـر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي وصحبه ... أبشر بمغفرة وحسن مآب
وهزيمة لعدوك الخب اللئيـ ** ـم وإن يكن في العد مثل تراب
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى ** وقفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ**سلاف فهي شفاء كل مصاب
ودعوا التحزب والتفرق والهوى ** وعقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه ... ويسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد ** وخلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا ** لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى ** سنة لفقتم جملة الأتراب
ولهابكم أعدائكم وتوقعوا ... منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم ... فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على ** خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب ... هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي ** ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة ... وعقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد ... ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن ** والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه ... بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ**ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من المجد ** المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا ... وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحى ** من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتعلون ذوي المفاخر والعلى ... بحثالة كثعالب وذئاب
اللؤلؤ الكنون يعدل بالحصى ... والند والهندي والأخشاب
بدلتهم نهج الهدى بضلالة ... وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص ... يشفيكم من جملة الأوصاب
واخالكم لا تقبلون نصيحتي ** بل تتبعون وساوس الخراب
وكان الفراغ منه بمدينة مكناس، طهرها الله من الأدناس، وصانها من كل بأس، لعشر خلون من ربيع الأول 1385هـ خمس وثمانين وثلاث مائة بعد الألف الشيخ تقي الدين الهلالي
مقتطف من كتاب " الحسام الماحق "(/)
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ، [تعقيب شيخنا الفوزان على عبد المحسن الضبعان]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 07:07]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ
نشر في صحيفة "الرياض" الصادرة بتاريخ 2/ 5/1429 هـ
مقال للكاتب: عبد المحسن الضبعان بعنوان: "هيفاء وهبي في البحرين ثم ماذا" جاء فيه أن الفنانة هيفاء جاءت وغنت ثم رحلت بسلام ولم يصب هذا البلد الجميل لا بكارثة ولا بإعصار (كاترينا) ولا إعصار هيفاء كما صوره المعارضون والرافضون هكذا قال الكاتب ونسي قول الله تعالى:
? وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ? (الحج: 47) وقوله تعالى عن المنافقين: ? وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ? (المجادلة: 8) فعذاب الله حاصل إذ لم يعف الله حاصل في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما جميعاً قال تعالى: ? أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ? (الأعراف 97 - 99)
ألم ير الكاتب ولم يسمع ما يحل بالأقطار المجاورة من زلازل مروعة وحروب مدمرة وأعاصير هائلة حتى قال بسخرية أن الفنانة جاءت وغنت ثم رحلت بسلام ولم يصب البلد بكارثة.
إن عذاب الله أيها الكاتب إذا لم يصب الأبدان فإنه يصيب القلوب ألم تقرأ قول الله تعالى: ? أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ? (الأعراف: 100)
أين الأمم التي قالت كل أمة منها لرسولها على وجه التحدي: ? ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ? (العنكبوت: 29) ? فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ? (الأعراف: 70) ألم يأتها ما وعدت فهلكت عن آخرها ولم يبق إلا مساكنهم: ? فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ? (النمل: 52).
? فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلا) (القصص: 58).
ألم يعلم الكاتب أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل وأنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
? وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ? (هود: 102) ثم ينكر الكاتب على أهل الخير الذين حذروا بلادهم من فتنة هذه المرأة القادمة لما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة حيث قال:
(هيفاء وهبي أحيت حفلها في المنامة مساء الأربعاء الماضي رغم المعارضة الشديدة من قبل عدد قليل من النواب البحرينيين الذين يريدون فرض وصايتهم على كل شيء).
ربما - لأهداف معينة أو ربما لوجه الله تعالى - هكذا يتبجح بما فعلته هذه المرأة في حفلها من المنكر المعلن وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها ومن أمثالها.
فقال عليه الصلاة والسلام: «واتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» فماذا على أهل الخير إذا حذروا مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وعملوا بقول الله تعالى: ? وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? (آل عمران: 104).
والحمد لله أن الكاتب اعترف بما في عمل هذه المرأة وأمثالها من المنكرات والشرور.
فقال: (نعم قد تكون هذه الفنانة وغيرها من فنانات الجنس الغنائي ممن لدينا عليهن بعض الملاحظات ولكن تضخيم المسألة وجعلها كأنها إهانة للشعب وحرب على الأخلاق وغزو فكري غاشم هي محض خيالات وأوهام يريد بها المعارضون فرض أهوائهم ونسوا أن للناس أيضاً - أهواء شتى تختلف عنهم - نقول له المسألة ليست مسألة أهواء وإنما هي نصيحة والأهواء مذمومة قال تعالى: ? وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ? (المؤمنون: 71).
فالواجب اتباع الحق وقبول النصيحة ولو خالفت الأهواء لما في ذلك من العواقب الحميدة.
والشر وإن كان يسيراً في بدايته فإنه يتطور وعواقبه وخيمة فلا يستهان به ولا تؤمن عواقبه الوخيمة على المجتمع والأفراد.
وفّق اللَّهُ الجميع لمعرفة الحق والعمل به ومعرفة الباطل ومخالفته.
وَصلَّى اللَّهُ وسلَّم على نبينا مُحمَّد وآله وصحبه.
كتبه د. صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الفَوْزَان
عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السّعودية
20/ 6/ 1429 هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 07:08]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=124)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 02:29]ـ
بارك الله فيك ,, وجزى الله شيخنا العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان خير الجزاء.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 01:32]ـ
بارك الله يك
كنت اقرا الان كتاب دفاع عن الاسلام لمؤلفته لورا فيشيا فاغليري فوجدتها في صفحة84 اجابت عن مسالة الرابط هنا فقالت
ان الاسلام يعلمنا ان الله يملي للمتمردين والطغاة والظالمين ويمهلهم حتي موتهم في بعض الاحيان ولكن ثوابه وعقابه اتيان لاريب فيهما
فالعجب ان يتغلق هذا المفهوم علي رجال يتكلمون بالسنتنا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
جَزَاكُمَا اللَهُ خَيْرًا.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 12:06]ـ
{قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الأنعام40
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} الأنعام47
{أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} يوسف107
{أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} الأعراف99(/)
لقاء ماتع مع زوجة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 10:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في أحد المنتديات كان هذا اللقاء الممتع مع هذه الزوجة الكريمة أحببت نقله لكم
س: هل يوجد تغير في همة الشيخ في العلم والدعوة والعبادة بين شبابه وشيخوخته رحمه الله؟
ج: لم أجد أي نقص أو ضعف في همة الشيخ رحمه الله في العلم والدعوة والعبادة مع تقدمه في العمر ولكن على العكس فقد كانت مشاغله رحمه الله تزداد مع مرور الوقت كما هو الحال في عبادته ودعوته حتى أنه رحمه الله في شدة مرضه لم يفرط بلحظة واحدة دون ذكر أو عبادة أو تدريس أو توجيه.
.. * .. * .. * .. * ..
س: أغرب ما رأيتي من الشيخ رحمه الله في حياته؟
ج: لقد كانت حياته رحمه الله مثالاً يحتذى ومما يعجب له الإنسان صبره وهمته رحمه الله في طلب العلم ثم صبره وهمته في التعليم ونشر العلم الشرعي وكذلك فيه رحمه الله زهداً وورعاً ربما يستغربه من لا يعرف الشيخ رحمه الله عن قرب.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف يتعامل الشيخ رحمه الله مع أولاده في حياتهم الخاصة؟
ج: كان تعامله رحمه الله مع أبناءه وبناته ينقسم إلى مرحلتين الأولى مرحلة الطفولة والصبا وفيها يحرص رحمه الله على رعايتهم والقرب منهم ثم متابعة تحصيلهم العلمي بعد التحاقهم بالمدارس كما يحرص رحمه الله في هذه المرحلة على توجيههم وإرشادهم وغرس بعضاً من مبادئ الدين الإسلامي في نفوسهم فكان مثلاً يصطحب الأولاد معه إلى المسجد لأداء بعض الفروض وكان رحمه الله يشجعهم على صيام بعضاً من أيام رمضان دون أن يرى في ذلك مشقة عليهم بالإضافة إلى تشجيعهم على حفظ قصار السور ويكافئهم على ذلك.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الشباب والنضج فكان رحمه الله في هذه المرحلة شديداً فيما يتعلق بتأدية الواجبات الدينية حريصاً على تأديبهم ومحاسبتهم في حالة التقصير وكان يتبع في ذلك التوجيه باللين وإذا تطلب الأمر أكثر من ذلك فإنه لا يتردد في اتخاذ ما يرى بأنه كافياً لتعديل الخطأ وتقويم الأبناء، إضافة إلى ذلك كان رحمه الله يضع كامل ثقته في أبناءه ويترك لهم بعض الأمور ليتعودوا على الاعتماد على أنفسهم كما كان رحمه الله يحثهم دائماً على البر والصلة وكان يتفقدهم في ذلك.
.. * .. * .. * .. * ..
س: لماذا لم يكن الشيخ رحمه الله يحني لحيته؟
ج: ربما لم يكن لديه الوقت لتعهد لحيته بالحناء وأظن أنني سمعته رحمه الله يقول مثل ذلك.
.. * .. * .. * .. * ..
س: متى يشتد غضب الشيخ رحمه الله وكيف كان يتعامل مع غضبك؟
ج: يشتد غضبه رحمه الله إذا انتهكت حرمات الله، وكان يتعامل مع غضبي على أحد الأبناء مثلاً بتهدئتي وتقديم النصيحة للمخطئ وفي العموم كان الشيخ رحمه الله هادئاً لا يغضب بسرعة كما أنه رحمه الله إذا غضب فإنه سرعان ما يزول غضبه وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى كنت أغبطه عليها.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان يقوم الشيخ رحمه الله من نومه؟ هل يضع منبهاً أم يطلب من أحد إيقاظه؟
ج: كان رحمه الله يعتمد على الله ثمّ على المنبه وعلينا في إيقاظه وفي الغالب كان رحمه الله ينهض من نومه قبل المنبه وقبل أن أقوم بإيقاظه.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل كان الشيخ يجدد ملابسه كل موسم؟ وهل يشتري للعيد ثوباً جديداً؟ وماذا يفعل بملابسه القديمة رحمه الله؟
ج: لا يرتبط تجديد الشيخ رحمه الله لملابسه بالمواسم ولكن يعتمد رحمه الله على زوجته في ذلك فكنت إذا رأيت أنه بحاجة إلى تغيير أو تجديد ملابسه كنت أقوم بذلك، وكان رحمه الله يحرص على أن يلبس أحسن ملابسه في الأعياد وفي يوم الجمعة. أما ملابسه القديمة فكنت أنظفها ثم أدفعها لمن يستفيد منها.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان برنامج الشيخ رحمه الله مع أهله؟ وبماذا كان يشغل اجتماعه معكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: كان برنامج الشيخ رحمه الله مشغولاً ومليئاً طوال اليوم ولكن رحمه الله كان طوال بقاءه في المنزل يجلس في مكتبته ويترك الباب مفتوحاً فمن رغب من أبناءه في الدخول والاستئناس بالحديث معه أو طلب الفتوى أو الاستشارة دخل بشرط عدم الإطالة لأننا نراه مشغولاً كما كان يحرص على تناول طعام الغداء مع أفراد الأسرة مجتمعين وكان يتخلل ذلك طرح بعض الأسئلة عليه رحمه الله أو تناول بعض شؤون الأسرة أو ممازحة بعض أبناءه وبناته الصغار مع ملاحظة أنه رحمه الله كان يستغل وقت الغداء للرد على طالبي الفتوى وكان يرد مرة على الهاتف ومرة يتوجه لنا بالحديث وكنا نعترض على ذلك ولكنه يرد بالقول مرة للهاتف ومرة لكم وفي ذلك عدل.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل كان الشيخ رحمه الله يخرج مع العائلة للتنزه في الخارج؟
ج: نعم كان للعائلة رحلة أسبوعية وهي يوم الجمعة بعد الصلاة حيث نخرج إلى منطقة برية قريبة ونتناول طعام الغداء وكان يستغل ذلك الوقت في مشاركة أبناءه في بعض المسابقات كالجري وحل الألغاز وكان يصطحب معه بندقية صغيرة حيث يتبارى مع أبناءه على الرماية وغير ذلك.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان صيام الشيخ رحمه الله طوال العام؟
ج: كان الشيخ رحمه الله طوال عمره يداوم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وست من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء.
.. * .. * .. * .. * ..
س: لماذا كان الشيخ رحمه الله لا يكلم النساء مباشرة في سؤال على الهاتف؟
ج: لا أدري ولكن ربما رحمه الله أنه رأى من غير المصلحة أن يظهر صوت المرأة السائلة، أما النساء التي تطلب الفتوى بالهاتف الخاص فكان رحمه الله يرد عليهن ويقضي حاجاتهن.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان الشيخ رحمه الله يختار أسماء أولاده؟
ج: كان يختار بعض الأسماء مثل عبد الله وعبد الرحمن وكان يترك البقية شورى بيننا وكنا نختار الاسم ثم نعرضه عليه فيوافق أو يطلب اختيار اسم آخر.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما هي الأشياء التي كانت تفرح الشيخ رحمه الله؟
ج: مما لا شك فيه أن الشيخ رحمه الله كان يزداد سعادة عندما يرى عزاً للإسلام والمسلمين أما سعادته في منزله فكانت تتجلى في جلساته مع أبناءه كباراً وصغاراً وبعد ذلك كنت تلحظ علامة السعادة والفرح عند استقباله لأحفاده فكان رحمه الله يفتح بشته ثم يدخلهم ويبدأ بالسؤال عنهم ثم يفتح بشته ويكرر ذلك عدة مرات بعدها يأخذهم إلى مكتبته وكان يحتفظ بها بنوع معين من الحلوى كنا نحرص على ألا يجدوه إلا عنده رحمه الله فيعطيهم منها وكانوا يسمونها حلاوة أبوي كما كان رحمه الله برغم مشاغله يعودهم في منازلهم إذا سمع بمرض أحدهم وكذلك يذهب لزيارتهم في المستشفى إن كانوا هناك وكان لذلك أكبر الأثر في نفوس الأحفاد وآبائهم وأمهاتهم.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كم عدد أبناء الشيخ رحمه الله الذكور والإناث؟
ج: عدد الذكور من أبناء الشيخ رحمه الله خمسة.
عدد الإناث من أبناء الشيخ رحمه الله ثلاث.
.. * .. * .. * .. * ..
س: مَن أقرب أبناء الشيخ رحمه الله إلى قلبه من الأبناء والبنات.؟
ج: كان رحمه الله يقوم بتربية أبناءه على العدل في كل شيء كبير الأمور وصغيرها وإذا كان يرى تميزاً في أحد أبناءه عن البقية فإنه لا يمكن أن يصرح بذلك لأن من غير العدل الذي يحرص رحمه الله على توخيه في أمور أبسط من ذلك فما بالكم في ذلك.
.. * .. * .. * .. * ..
س: مَن أشد أبناءه تأثراً بفقده؟
ج: كلهم كانوا متأثرين والحقيقة أنني كنت أشعر بأننا لسنا الوحيدين الذين فقدناه ولكن كان رحمه الله والداً للجميع فكان فقده صدمة للمسلمين في كل أنحاء الأرض.
.. * .. * .. * .. * ..
س: مَن أصغر أبناءه وكم عمره؟
ج: أصغرهم بنت عمرها 21 سنة.
.. * .. * .. * .. * ..
س: سؤال عن خطوات الشيخ في بداية مشواره في طلب العلم ودور أمنا الغالية في مساعدته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: كان الشيخ رحمه الله تعالى قد تولى التدريس في الجامع الكبير بعنيزة خلفاً لشيخه عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمهما الله تعالى قبل اقتراني به ولكن ما زال رغم ذلك يعتبر نفسه في مرحلة طلب العلم أما مساعدتي له فكانت في عدم إشغاله عن التفرغ لطلب العلم ونشره حيث أقوم على خدمته وتوفير كل ما يحتاجه ويعينه على طلب العلم وكذلك متابعة الأبناء والقيام عليهم إلا فيما يتعلق بالأشياء التي تتطلب إخباره عنها ليتدخل في التوجيه والحل.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان رحمه الله يوفق بين الدعوة التي أخذت جل وقته وبين مسؤلياته والتزاماته الأسرية والاجتماعية؟
ج: كان رحمه الله ينظم وقته ويهتم بذلك كثيراً فلتدريس والفتوى والدعوة وقت وللعبادة أوقات وللأسرة والأبناء وقت وكذلك للالتزامات العائلية وصلة الرحم أيضاً وقت وكان رحمه الله عندما لا يستطيع الوفاء بالالتزامات الأسرية حضورياً كان يحرص على المشاركة حتى ولو هاتفياً.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما كانت سياسة الشيخ رحمه الله التربوية في تعليم وتوجيه أبناءه؟
ج: نظرته وسياسته في تربية أبناءه سبق التطرق لها أما ما يتعلق بالتعليم فكان رحمه الله لا يجبر أبناؤه على تخصصات بعينها بل كان يستشيرهم بذلك وما أدل على ذلك من كون أبناءه قد تخرجوا من كليات مختلفة منها الكليات العلمية والكليات الشرعية والكليات العسكرية.
.. * .. * .. * .. * ..
س: بحكم عمل الشيخ وارتباطاته فإنه لا بد أن يتغيب عن بيته وأسرته فما دوركم حفظكم الله في هذا الأمر وكيف كنت تغطين فراغ الشيخ رحمه الله في حياة أبناءه؟
ج: حتى لو تغيب رحمه الله عن المنزل سواءً في ارتباطاته العلمية والتدريسية داخل عنيزة أو إذا كان مسافراً كان رحمه الله متابعاً لأبنائه حتى ولو لم يكن موجوداً بالمنزل وذلك بالسؤال عنهم هاتفياً وكذلك بتفقدهم عند عودته ودوري لا يذكر فقد كان حسه معنا دائماً وفي العموم كنت أشعر الأبناء بأن والدهم مسؤولياته كبيره وأعمال كثيرة وأصبرهم بذلك وكان رحمه الله يعوضهم عن ذلك حال عودته.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان الشيخ رحمه الله يتعبد في بيته؟
ج: كان يحرص رحمه الله على تأدية السنن الرواتب في المنزل إلا في حدود ضيقة وكان رحمه الله تعالى يقوم آخر الليل ليصلي ما تيسر ثم يوتر قبل الفجر إضافة إلى الذكر والاستغفار الذي لا ينقطع.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان برنامج الشيخ اليومي ومتى كان وقت نومه رحمه الله واستيقاظه، وقت الغداء، وقت العشاء، وقت الفطور؟
ج: ينهض الشيخ رحمه الله من نومه آخر الليل فيصلي ما شاء الله ثم يوتر قبل أذان الفجر وبعد الأذان يصلي راتبة الفجر ويوقظ أهل بيته لأداء الصلاة ثم يذهب لأداء صلاة الفجر وبعدها يعود ثم يبقى في فناء المنزل لقراءة أوراده وما تيسر من القرآن الكريم حتى قرب طلوع الشمس بعدها يخلد للنوم حتى حوالي الثامنة صباحاً وذلك في الأيام التي لا يكون مرتبطاً بها في التدريس بالجامعة بعدها يتناول طعام الإفطار ويبدأ بإنهاء أعماله وقراءاته ومطالعاته في مكتبته بالمنزل يتخلل ذلك أداءه رحمه الله لسنة الضحى حتى أذان الظهر وبعد أداء صلاة الظهر يعود للمنزل لتناول طعام الغداء مع الأبناء في الواحدة والنصف ويتلقى مكالمات الهاتف ويرد على أسئلة المتصلين حتى قبل العصر بحوالي عشرين دقيقة بعدها يخلد للراحة لمدة ربع ساعة أو ربما أقل من ذلك حتى أذان صلاة العصر فيذهب للصلاة ويبقى بالجامع لقضاء حاجات الناس الذين يتوافدون للجامع لمعرفتهم أن الشيخ رحمه الله يبقى بعد صلاة العصر للنظر في حاجاتهم وفتاواهم ثم يعود قبل المغرب إلى مكتبته للمطالعة حتى المغرب ليخرج بعدها للصلاة ثم يجلس للدرس اليومي بجامعه رحمه الله حتى بعد العشاء يعود بعدها غالباً للمنزل فيتناول عشاءً خفيفاً ثم يعود للمكتبة وفي بعض الأحيان يكون مرتبطاً بإلقاء محاضرات عبر الهاتف إلى مناطق خارج المملكة وهذا البرنامج هو السائد طوال العام إلا أنه يختلف في المواسم مثل رمضان أو الحج وكذلك في الأجازات الصيفية كما أن للشيخ رحمه الله ارتباطات ليست يومية وإنما لقاءات أسبوعية وهي إما أن تكون في المنزل أو خارجه مثل لقاءاته رحمه الله كل ليلة أربعاء في المنزل مع القضاة وكذلك له لقاءات مع الخطباء وأساتذة الجامعة ورجال الحسبة
(يُتْبَعُ)
(/)
وغير ذلك حتى الحادية عشر أو الثانية عشر ثم يخلد بعدها للنوم.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما هو برنامج الشيخ رحمه الله في رمضان خاصة بعد الفطور؟
ج: الشيخ رحمه الله في رمضان له برنامج مختلف حيث يقضي معظم الوقت في الجامع لقراءة القرآن الكريم وقضاء حوائج الناس وكان رحمه الله يستقبل الفقراء وبعض طلبة العلم طوال الشهر الكريم في المنزل يتناول معهم طعام الإفطار وبعد صلاة المغرب يعودون لتناول طعام العشاء وكان يستغل ذلك الوقت للرد على الفتاوى عبر الهاتف وكذلك يحضر إلى المنزل الكثير من الناس إما للسلام على الشيخ رحمه الله أو لطلب الفتوى.
.. * .. * .. * .. * ..
س: أين يحب أن يقضي الشيخ رحمه الله وقت الراحة؟
ج: ليس للشيخ رحمه الله وقت للراحة بالمعنى المعروف فالشيخ رحمه الله طوال وقته مشغول حتى أنه إذا أراد الجلوس معنا في بعض الأوقات فإن الهاتف يأخذه ويقتطع من وقته جزءاً طويلاً فكان رحمه الله راحته في نشر العلم وقضاء حوائج الناس والفتوى.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كم ساعة كان ينام الشيخ رحمه الله؟
ج: كان نومه المتصل لا يتعدى ثلاث إلى أربع ساعات ومجموع ساعات نومه رحمه الله لا تتعدى ست ساعات يومياً.
.. * .. * .. * .. * ..
س: مَن مِن طلاب الشيخ رحمه الله كان يثني عليه ويديم ذكره ويسعد بزيارته؟
ج: كان ينظر رحمه الله إلى طلابه وكأنهم أبناؤه وكان لا يخص أحدهم بالثناء وإنما يرى أنهم سواسية كما كان رحمه الله يستقبلهم في منزله ويشاركهم في مناسباتهم ويعينهم ويدعمهم عند الحاجة كما كان رحمه الله يشاركهم في رحلات واجتماعات دورية.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كانت أسرة الشيخ رحمه الله تتعامل مع زهد الشيخ وورعه؟
ج: كنا نرى أنه رحمه الله قدوة في كل شيء وكنا نكبر زهده وورعه بل كان ذلك مما يبعث فينا الراحة والطمأنينة حيث أنه رحمه الله لا يحب التكلف ولا يريد من حوله أن يكونوا متكلفين بل كان بسيطاً يحب اليسر في كل أموره.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل بكى الشيخ رحمه الله عند وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله؟
ج: كان تأثره كبيراً عند وفاة شيخه عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وقد لمس جميع من حوله من الناس مدى تأثره رحمهما الله وجمعنا بهم في جنات النعيم.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل سافر الشيخ يوماً لغير العلم وإلى أين؟
ج: لا لم يسافر أي سفر لغير العلم فكان مثلاً يسافر إلى مكة المكرمة للعمرة ثم تجده يحدد مواعيد للدروس بالحرم ويسافر مثلاً للرياض أو الطائف لحضور اجتماع هيئة كبار العلماء ثم تجده يحدد مواعيد للدروس في أحد المساجد ومواعيد للمحاضرات وهكذا.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما هي مظاهر كرم الشيخ رحمه الله مع المحتاجين؟
ج: كنا نلمس اهتمامه رحمه الله بالمحتاجين سواءً البعيدين أو القريبين فكان مثلاً يتفقد المحتاجين من أسرته وأقاربه ويساعدهم ويقضي حاجاتهم كما كان رحمه الله يهتم كثيرا بجيرانه من ذو الحاجات فكان يساعدهم بكل ما يحتاجونه بل يزورهم ويواسيهم في همومهم ويشاركهم في مناسباتهم وأفراحهم.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما تعلمت من الشيخ رحمه الله؟ وهل تعلمت أمور الفتوى؟ هل أفتيتي في يوماً ما؟
ج: تعلمت من الشيخ رحمه الله كل شيء يتعلق بأمور الحياة سواءً من الناحية الاجتماعية أو الشرعية، أما أمور الفتوى فلم أكن أتجرأ على ذلك ولكن كنت أعرض ما أتلقاه من أسئلة عليه رحمه الله ثم انقل فتاواه وإجاباته إلى السائلين.
.. * .. * .. * .. * ..
س: قبل وفاته رحمه الله بماذا أوصى أحبته وأهل بيته؟
ج: الشيخ رحمه الله لم يوص قبل وفاته مباشرة ولكن كان رحمه الله طوال حياتنا معه وطوال حياته رحمه الله مع الناس كان يوصيهم ويوجههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
.. * .. * .. * .. * ..
س: نريد منك نصيحة لزوجات الدعاة وطلاب العلم؟
ج: أن يحفظن أزواجهن في السر والعلن وأن يعملن على تهيئة الظروف المناسبة لمواصلة أزواجهن أداء واجباتهم الدعوية والعلمية، كما أحثهن بأن لا يجزعن من كثرة انشغال أزواجهن بالرحلات والمطالعة والقراءة وغير ذلك من أمور الدعوة لأنهن بإذن الله تعالى مشتركات في الأجر ومن جهز غازياً فقد غزا.
.. * .. * .. * .. * ..
س: موقف طريف للشيخ رحمه الله مع أبناءه أو جيرانه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: كان الشيخ رحمه الله بسيطاً مع أبناءه وجيرانه وجميع المحيطين به ومن الأشياء الجميلة والطريفة أن الشيخ كان رحمه الله يقوم بتسجيل أناشيد وتلاوات قصيرة لأبنائه وربما يكون معهم أحد أبناء الجيران على شريط كاسيت وكان رحمه الله يعيدها عليهم في جلساته معهم بعد أن يكبروا حتى أننا نحتفظ بهذه التسجيلات حتى الآن.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما هو دأب الشيخ رحمه الله في استقبال ضيوفه؟
ج كان رحمه الله يستقبل ضيوفه بكل ترحيب وبساطة فكان لا يتكلف لهم ولا يشعرهم بأنهم ضيوف وقل ما يمر يوماً دون أن يصطحب معه رحمه الله ضيوفاً إما للغداء أو للعشاء أو بين ذلك وكنا نفرح بضيوفه ونكرمهم.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما هي نصيحتك لمن يعيثون في الأرض فساداً في مملكتنا الغالية؟
ج: نسأل الله تعالى أن يحمي بلادنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وقد كان الشيخ رحمه الله يردد بأنه لا يعلم على وجه الأرض بلداً تطبق الشريعة وتلتزم بالعقيدة الصحيحة مثل هذه البلاد كما كان رحمه الله يحث على معالجة الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة واللين دون العنف وما كان اللين في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه.
.. * .. * .. * .. * ..
س: طلب من الشيخ رحمه الله تعجبت منه وترددت في تنفيذه؟
ج: قد يخفى على الجميع أنني كنت لا أحسن القراءة والكتابة بمعنى أنني لم أتلق تعليماً من أي نوع وبعد اقتراني بالشيخ رحمه الله كنت مهمومة ومنشغلة بخدمته وتوفير البيئة المناسبة والمريحة له لينطلق رحمه الله في طلب العلم والتعليم وبعد إنجاب أبنائنا انشغلت وتفرغت لتربيتهم إضافة إلى معاونتي ومعاضدتي للشيخ رحمه الله في حياته العلمية والعملية وبعد أن كبر الأولاد وبدأت أشغالي ومسئولياتي تقل نوعاً ما تفاجأت بأن الشيخ رحمه الله بدأ يشجعني ويحثني على الالتحاق بمدارس الكبيرات وقد ترددت في البداية ولكن ما لبثت أن قررت الالتحاق بالمدرسة وقد كان رحمه الله طوال فترة دراستي يتابع مستوى تحصيلي بل كان لا يرضى أن يوقع على كشف النتائج الخاص بي أحد من أبنائي بل يقول أنا من يوقع كل ما يخصك من الشؤون المدرسية وقد كانت فترة الدراسة فترة لا تنسى فيها من المواقف الرائعة والفوائد الجمة ما لا يمكن حصره.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما نوع الهدايا التي يقدمها رحمه الله لك ولأبنائه والناس؟
ج: طوال عمره رحمه الله لم يبخل على قريب ولا بعيد بكل ما يستطيع ولكن أعز الهدايا التي يقدمها لنا هي دعواته رحمه الله لي ولأبنائي التي أسأل الله تعالى أن يتقبلها ويكتبها في ميزان حسناته وأن يرزقني وأبناءه رحمه الله بره بعد وفاته إنه سميع مجيب.
.. * .. * .. * .. * ..
س: سؤال من د. يوسف السعيد: هل كان الشيخ رحمه الله ينقل لك ما يحدث في المسجد من أحداث ظريفة؟
ج: كان يذكر رحمه الله تعالى دائماً بعض المواقف التي يرى أنه من الملائم ذكرها لنا أما قصة الابن د. يوسف فربما أنه ذكرها لكن طول المدة وتقادم الوقت أدى إلى نسيانها.
.. * .. * .. * .. * ..
س: الشيخ رحمه الله حينما كان يسافر للدعوة كيف تتعاملين معه؟
ج: كنت أحثه وأشجعه وأسهل عليه وأوفر له ما يحتاجه وفي العموم كانت سفراته رحمه الله قليلة وكنت أرافقه في معظم رحلاته وسفراته، أما السفر إلى خارج المملكة فلم يسافر رحمه الله إلا مرة واحدة وهي رحلته العلاجية إلى أمريكا والتي لم تستغرق إلا حوالي عشرة أيام وكنت أرافقه فيها.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما هو تعامل الشيخ رحمه الله مع الانترنت في أول دخول لها بالمملكة؟
ج: كان من المبادرين إلى الاستفادة من هذه الخدمة وتسخيرها لخدمة العلم الشرعي ونشره وما أدل على ذلك من عمله رحمه الله على إنشاء موقع له على الإنترنت يحوي جميع نتاجه العلمي والذي قامت ولله الحمد مؤسسته الخيرية بعد وفاته رحمه الله بتطويره والإشراف عليه.
.. * .. * .. * .. * ..
س: متى اشترى الشيخ رحمه الله جهاز الرد الآلي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: من الأشياء التي تخفى عن الكثيرين أن الشيخ رحمه الله كان مهتماً بكل ما يتعلق بالأجهزة والألكترونيات الحديثة بل أن هناك من يزوده بكل ما يستجد حتى أنك تجد عند الشيخ رحمه الله بعض الأجهزة التي ربما لم تنتشر في الأسواق ومن أمثلة هذه الأشياء ما يتعلق بالساعات الألكترونية وأجهزة تحديد القبلة وأجهزة التسجيل والهواتف الثابتة والنقالة وأجهزة تخزين المعلومات الصوتية وأجهزة الرد الآلي على الهاتف وغيرها وبناءً على ذلك فقد كان الشيخ رحمه الله من المبادرين لاقتناء جهاز الرد الآلي أول ما نزل إلى أسواق المملكة وكان رحمه الله يحتاجه كثيراً وكان يبرمجه ويسجل عليه الرسائل بنفسه خاصة في حالة سفره حيث يقوم بتغيير الرسائل المسجلة من أماكن إقامته وكان مرجعاً لنا في مثل هذه الأمور.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل يشتري الشيخ رحمه الله الجرائد؟ وكيف يعرف الشيخ الأخبار المحلية والعالمية؟
ج: كانت تأتي إلى المنزل إحدى الجرائد المحلية بصورة إهداء وهي جريدة الجزيرة وكان رحمه الله يطلع عليها ويتصفحها إذا سمح وقته بذلك وربما طلب منا قص بعض المقالات أو الأخبار المهمة لأنه رحمه الله يحتفظ ببعض منها، كما كان يتزود بالأخبار عن طريق المذياع وخاصة في وقت الإفطار في الثامنة أو السابعة صباحاً حيث يستمع على إذاعة القرآن الكريم وإذاعة لندن كما كان يطيل الاستماع إلى التقارير الإذاعية في حالة وجود أخبار أو أحداث هامة.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كم عرض على الشيخ رحمه الله الانتقال للرياض؟
ج: عرض عليه رحمه الله الانتقال من عنيزة عدة مرات فقد عرض عليه الانتقال إلى المدينة المنورة وإلى مكة المكرمة وإلى الرياض كما عين رحمه الله قاضياً في الإحساء ولكن رحمه الله كان يرى بأن بقاءه في عنيزة فيه مصلحة أكبر ولذلك رفض جميع هذه العروض.
.. * .. * .. * .. * ..
س: حين زيارة الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله وغيرهم من الأمراء ماذا كان الشيخ رحمه الله يقدم لهم؟
ج: زار الشيخ رحمه الله في منزله الطيني بعنيزة كل من الملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وكانوا غفر الله لهم يعجبون من بساطة مسكنه وورعه وزهده في هذه الدنيا.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل اقترح أحد على الشيخ رحمه الله تركيب جهاز للصدى في مسجده وهل ركب الجهاز في المسجد؟
ج: كان الشيخ رحمه الله لا يرى ذلك.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل كان الشيخ رحمه الله متزوج من غيرك؟ وكم زوجة كان متزوجاً؟
ج: لا لم يكن الشيخ رحمه الله متزوجاً من غيري فقد تزوج الشيخ رحمه الله تعالى زوجتين توفيت عنه الأولى ثم تزوج من الثانية ولكن لم يرد الله سبحانه وتعالى أن يدوم ذلك الزواج.
.. * .. * .. * .. * ..
س: نريد منك نصيحة للرجال من لديهم أكثر من زوجة؟
ج: العدل .. العدل .. العدل.
.. * .. * .. * .. * ..
س: لو طلبت من الوالد رحمه الله أن ينصحني فبماذا تتوقعين أن يوجه نصحه لي كفتاة؟
ج: ينصحك كما ينصح بناته وجميع بنات المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن وطاعة وبر الوالدين وصلة الرحم وحفظ الزوج واتقاء الله سبحانه وتعالى في تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة مبنية على اللين والرفق.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف تلقى الشيخ رحمه الله خبر إصابته بالمرض وكيف أخبركم بذلك؟
ج: تلقى رحمه الله خبر إصابته بالمرض بالصبر والاحتساب حتى أنه رحمه الله حمل هم تلقينا نحن للخبر وقد ذكر لي أحد أبنائي بعد ذلك بأن الوالد رحمه الله طلب منهم عدم ذكر شيء لوالدتكم وأخواتكم واتركوا ذلك لي، وقد قام رحمه الله بنقل الخبر لنا بالتدريج نسأل الله تعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته.
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل كان الشيخ رحمه الله يحدثكم عن المجاهدين في الشيشان وغيرها خصوصاً أنه بلغنا أنه كان حريصاً على أخبارهم بل وإفتائهم؟
ج: كان يحرص رحمه الله على متابعة أحوال المسلمين في كل مكان في فلسطين وفي الجزائر وأفغانستان والشيشان.
.. * .. * .. * .. * ..
س: يا ليت تعطينا كم موقف مر فيها الشيخ رحمه الله أثناء الدعوة؟
ج: المواقف كثيرة وقد أوردها الكثير من الذين كتبوا عن الشيخ رحمه الله بعد وفاته.
.. * .. * .. * .. * ..
(يُتْبَعُ)
(/)
س: علمنا أن الشيخ رحمه الله في مرضه كان يرفض أن يطلق على المرض بالخبيث وكان يسميه الخطير .. هلا حدثتنا عن هذه النقطة وعن صور صبره رحمه الله؟
ج: لم يكن ذلك بعد مرضه فقط بل كان هذا رأيه رحمه الله من قبل ذلك وكأنه رحمه الله يكره كلمة خبيث، أما صور صبره رحمه الله فقد تجلت أثناء مرضه فقد كنت أعلم أنه يعاني من ألم شديد وقد كان الألم يوقظه من نومه عدة مرات في الليل ولكنه عندما يسأل عن الألم كان يرد بوجود ألم ولكنه يضيف بأنني أقول ذلك من باب الإخبار وليس من باب الشكوى لأنه رحمه الله يعرف جزاء الصابرين.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ممَن يزوج بناته رحمه الله بمعنى كيف كانت سياسته في تزويج بناته؟
ج: كان يطبق رحمه الله في اختيار أزواج بناته الحديث الشريف " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ".
.. * .. * .. * .. * ..
س: هل كان الشيخ رحمه الله يتصرف لمواجهة أخطاء أبناءه أو بناته بالحزم والمنع أم اللين والترك والتوجيه؟
ج: كان تصرف الشيخ رحمه الله في توجيه وتقويم سلوك أبناءه يكون بحسب نوع الخطأ ففي بعض الأحيان تجده رحمه الله حازماًَ في منعه شديداً في توجيهه وفي أحيان أخرى تجده أقل حزماً وإنما يقوم بالتوجيه وبذل النصيحة وللإبن الاختيار وعموماًَ هو رحمه الله في حالة منعه شيئاً فإنه لا يقتصر على ذلك وإنما يبحث عن بديل يعوض به إبنه أو ابنته حتى لا يكون بنفسه شيء.
.. * .. * .. * .. * ..
س: كيف كان الشيخ رحمه الله يتداوى من مرضه؟ وأرجو أن تذكري لنا شيء من مظاهر صبره رحمه الله؟
ج: كان رحمه الله طوال حياته وعندما يعاني من أي عارض صحي يبادر في طلب الاستشارة الطبية ويتلقى العلاج مع أنه رحمه الله كان أشد الناس محافظة فيما يتعلق بالبرنامج الغذائي إضافة إلى أنه رحمه الله كان يمشي إلى مسجده سيراً على الأقدام خمس مرات في اليوم والليلة وكان يرى بأن المحافظة على صحة البدن أمانة وأن الإنسان لا يجوز له أن يهمل في ذلك، إضافة إلى ذلك كان رحمه الله يرقي نفسه وأهل بيته وأحفاده في حالة مرضهم كما أنه رحمه الله تلقى الرقية من مشائخ فضلاء في مرضه الأخير وكان يرتاح لذلك.
.. * .. * .. * .. * ..
س: في حياة كل منا أياماً صعبة فهلا ذكرت لنا شيئاً من هذه المواقف؟
ج: لم تمر علينا أياماً صعبة مثل أيام مرضه رحمه الله الأخير فقد كنا في حالة لا يعلمها إلا الله رغم أنه رحمه الله كان يصبرنا وكان همه ألا يرى أثر ذلك على وجوهنا أو نفسياتنا.
.. * .. * .. * .. * ..
س: ما هو أكثر شيء افتقدتيه بعد وفاته رحمه الله؟
ج: كان فقداً هائلاً ومصيبة عظيمة ليس لنا فقط كأسرة قريبة من الشيخ رحمه الله ولكن لمسنا ذلك في كل بيت مسلم كان رحمه الله فقداً للإسلام والمسلمين حيث افتقده الجميع كأب ومعلم وموجه، وعزاؤنا أنه رحمه الله ترك إرثاً علمياً هائلاً كما إن إنشاء هذه المؤسسة الخيرية التي تحمل اسمه رحمه الله وتتعهد بحفظ ونشر إرثه العلمي ومواصلة أعماله في أوجه البر المختلفة الذي نسأل الله العلي القدير أن يكون فيها رفعة في درجاته إنه سميع مجيب.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 10:50]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2058&highlight=%E1%DE%C7%C1+%D2%E6% CC%C9+%C7%E1%D4%ED%CE
ـ[السلمي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 01:00]ـ
لقاء ممتع و رائع و مؤثر
جزاك الله خيراً
و بارك فيك
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياحبذا تذكر المصدر أخي الكريم
وجزاك الله خيرا
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 02:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة الأمل الراحل، والأخوان الفاضلان السلمي وأبو صلاح السادس، معذرة لتكرار الموضوع
http://www.talebal3elm.com/vb/showthread.php?t=9953
وتحية للجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 01:59]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 11:10]ـ
جزاك ربي خيراً، ورحم الله الشيخ محمد.
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 12:32]ـ
رحم الله شيخنا رحمة واسعه و أسكنه الفردوس الأعلى، آمين آمين ..
بارك الله فيك على النقل ..
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 01:20]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين وسائر من لحق بربه من علمائنا ومشائخنا رحمة واسعة وألحقنا بهم على الاسلام والسنة آمين.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 03:54]ـ
عن اذنكم ساقوم بنشره في منتديات اخرى للتعرف على تلك الدرر والفوائد.(/)
هل فهم السلف للنصوص وأقوالهم فيها حجة علينا؟
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 04:21]ـ
في هذا الزمان الذي يفتقد فيه المسلمون إلى الجماعة والإمام، وما يلزمه من وجوب العزلة في غير سبيل إعادة الجماعة، هل فهم السلف أم فهمنا هو الحجة علينا؟
فإن قال قائل فهم السلف حجة، فما دليله؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 05:15]ـ
فهم السلف حجة لازمة لنا ولغيرنا، فإذا اتفق السلف وجب اتباعهم في اتفاقهم، وإذا اختلف السلف وجب اختيار القول الذي يوافق النصوص من كلامهم، ولم يجز الخروج عن أقوالهم، وهذا قول أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو قول أهل السنة.
ولا يوجد فرق بين من يقول إنه سلفي أو سني، وبين غيره إلا هذا الضابط، وإلا فالكل يزعم أنه يأخذ من الكتاب والسنة، وكل يدعي وصلا بليلى.
ومن زعم أن فهم السلف لا يلزم اتباعه، وأن العبرة بالنصوص نقول له: كيف نفهم النصوص؟
إن قال (نفهمها على القواعد التي وضعها أهل العلم)، فقد ناقض نفسه وقال خلفا.
وإن قال (كل يفهم النصوص بحسب عقله)، فقد قال قولا يضحك منه العقلاء.
وإنما كان فهم السلف حجة علينا؛ لأن فهمنا ليس معصوما، لا سيما بعد انتشار العجمة، أما فهم السلف فهو معصوم بدلالة النصوص القطعية التي تفيد أن الأمة لا تجتمع كلها على باطل.
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 08:13]ـ
وما الفعل إذا كان الإشكال في فهم فهم السلف؟؟؟
أي عندما يدعي كل أنه هو من فهم فهم السلف؟؟
وهذا هو الإشكال، حيث إن بعض الناس يدعي أنه هو أحسن من فهم عن السلف، وبالتالي فالإشكال يكون في فهمه لفهم السلف، لا في فهم السلف أنفسهم.
وللأسف نرى بعض الناس يجعل كلام السلف شماعة يعلق عليه فهمه، ويدعي باستمرار أن فهمه هو عين فهم السلف، وهي مصادرة باردة لأن من يخالفه لا يسلم له أصلا أنه فهم فهم السلف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 08:22]ـ
هذا الكلام مخالف للسؤال الأول.
لأن تعيين فهم السلف فرعٌ عن التسليم بلزوم اتباع فهم السلف، فافترقا.
وإذا اختلف السؤال اختلف الجواب.
فقولك (كيف نعرف أن هذا هو فهم السلف) فالجواب أننا إذا اختلفنا في فهم الصحابة نرجع إلى فهم التابعين، وإذا اختلفنا في فهم التابعين نرجع إلى فهم أتباع التابعين، وهكذا حتى عصرنا هذا.
وما تقوله أنت من دعوى بعض الناس أن هذا هو فهم السلف ودعوى غيرهم بخلافه أمر نادر الحدوث؛ لأن معرفة فهم السلف ممكن بالتتبع والاستقراء لنصوصهم المختلفة، فما أبهم في قول أحدهم يفسر في قول الآخر، وهكذا.
وأما من ينكر الضروريات ويجحد البدهيات ويعترض على الواضحات فلا نقاش معه ولا جدال.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 08:27]ـ
وإذا اتفقنا على وجوب اتباع فهم السلف، فقد سقط معظم الخلاف.
وأما اختلافنا في تعيين فهم السلف في مسألة بعينها فالأمر فيه سهل، والخلاف فيه واسع في كثير من الأحيان.
لكن الإشكال يرد على من يقول: لا عبرة بفهم السلف، وكل إنسان عليه أن يتبع عقله فقط في فهمه للنصوص!
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 12:39]ـ
هذا الكلام مخالف للسؤال الأول.
لأن تعيين فهم السلف فرعٌ عن التسليم بلزوم اتباع فهم السلف، فافترقا.
هذا غير لازم لأنه يمكن اعتقاد أن اتباعهم في ما أجمعوا عليه ونصوا عليه لازم، ومع ذلك عدم تسليم أنهم اتفقوا في مسألة معينة أو نصوا عليها نصا لا يحتمل التأويل، وهذا هو محل الاختلاف فتنبه.
فقولك (كيف نعرف أن هذا هو فهم السلف) فالجواب أننا إذا اختلفنا في فهم الصحابة نرجع إلى فهم التابعين، وإذا اختلفنا في فهم التابعين نرجع إلى فهم أتباع التابعين، وهكذا حتى عصرنا هذا.
لكن ماذا إذا اختلف التابعون أنفسهم في فهم (فهم) السلف؟؟ وماذا إذا اختلف سلف السلف في ذلك ايضا؟؟؟ أنت لا تستطيع أن تثبت أن التابعين اتفقوا ونصوا على جميع ما فهمه السلف، فذلك أمر مستحيل. فيعود السؤال إذا لم نجد نصا على ما فهمه السلف ما العمل؟؟
ودعواك أنا نتكلم في بديهيات وضروريات عجيبة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 01:04]ـ
يا أخي تأمل الكلام قبل أن ترد، فأقل ما ينبغي من الإنصاف أن تفهم كلام محاورك أولا قبل أن تعترض عليه.
إذا كان هناك إنسان يقول: فهم السلف أصلا ليس بحجة، فما الفائدة في أن نبحث معه فيما فهم السلف؟
فحتى لو أثبتنا له أن هذا هو فهم السلف، فماذا استفدنا؟ هذا هو المراد من الكلام، فتأمل.
وأما فهمك أنني أقصدك بالكلام في البدهيات فأنت لم تتكلم بشيء أصلا، فكيف تفهم هذا الفهم؟!
المراد بذلك أن من يطعن في فهم السلف يقال له: هل يمكن فهم كلام أحد من السلف والخلف؟
فإن طعن في هذا الأمر فقد طعن في البدهيات، فلا يستحق نقاشا أصلا؛ لأن حاصل كلامه أنه لا يمكن فهم كلام أحد من الناس مطلقا، وكفى بهذا فسادا.
وإن أقر أن بعض الكلام يمكن فهمه دون بعض، فحينئذ يقال له: نستدل بما فهمناه على ما لم نستطع فهمه، وهذا واضح ولا ينازع فيه إلا من لا يعي ما لا يقول.
فإذا جاء عن بعض السلف كلام وأشكل علينا فهمه، فإننا نلتمس بيانه في كلام بقية السلف، فإن أشكل علينا التمسنا بيانه في كلام التابعين، فإن أشكل علينا التمسنا بيانه في كلام أتباع التابعين، وهكذا حتى عصرنا هذا.
أما من يزعم أننا حتى لو فعلنا هذا فلن نصل إلى حل، فهو لا يستحق نقاشا؛ لأنه يجادل في البدهيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 01:57]ـ
فإذا جاء عن بعض السلف كلام وأشكل علينا فهمه، فإننا نلتمس بيانه في كلام بقية السلف، فإن أشكل علينا التمسنا بيانه في كلام التابعين، فإن أشكل علينا التمسنا بيانه في كلام أتباع التابعين، وهكذا حتى عصرنا هذا ..
أشكرك على هذا التفصيل
وسؤالي فيما لا يوجد فيه اتفاق على انه فهم السلف حتى بعد تتبع كلام التابعين وتابع التابعين وهلم جرا إلى يومنا هذا، فبعض المسائل مشكلة سيما في أصول الدين، والبعض يدعي أنه ظفر بفهم السلف وإجماعهم، وغيره يخالفه وينازعه في أنه أحسن فهم فهم السلف، وينازعه في أن التابعين نصوا على ما فهم السلف، وكذا تابع التابعين وهلم جرا.
فما العمل في مثل هذا؟؟ حيث إن استمرار ادعاء أن هذا الفهم المعين هو فهم السلف لا يفيد في حقيقة النزاع.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:04]ـ
فهم السلف حجة لازمة بلا مين ..
فلا يجوز مخالفة قولهم إذا اتفقوا على قول ..
ولا يجوز الخروج عن أقوالهم إذا اختلفوا على أقوال ..
وإنما تنضبط هذه الحجة إذا استطعنا القطع بأنه لا يوجد قول آخر عنهم لم يُنقل إلينا في المسألة ..
ولا يكاد ينضبط الحكم بهذا القطع إلا في قرن الصحابة دون غيرهم ..
أما من كان علمه بحصول الاتفاق أو انحصار الخلاف =قائم على غير القطع فله أن يتوقف عند ما نُقل إليه .. وله أن يُقدم على هذا النقل غير القطعي دلالة الأدلة التي بين يديه ..
وكلا المسلكين أعني: مسلك الحذر من قول مالم يعلم أنه قيل ..
ومسلك تقديم دلالة الأدلة بحسب اجتهاد الناظر على مثل هذا ..
كلا المسلمين مسلك معتبر لا يُنكر فيه كل سالك على الآخر ..
فلا يتهم الثاني الأول بالإعراض عن الأدلة لكلام الناس ..
ولا يتهم الأول الثاني بمخالفة اتفاق السلف ..
ويُنظر ما هاهنا ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=124572#post12 4572
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
أشكرك على هذا التفصيل
وسؤالي فيما لا يوجد فيه اتفاق على انه فهم السلف حتى بعد تتبع كلام التابعين وتابع التابعين وهلم جرا إلى يومنا هذا، فبعض المسائل مشكلة سيما في أصول الدين، والبعض يدعي أنه ظفر بفهم السلف وإجماعهم، وغيره يخالفه وينازعه في أنه أحسن فهم فهم السلف، وينازعه في أن التابعين نصوا على ما فهم السلف، وكذا تابع التابعين وهلم جرا.
فما العمل في مثل هذا؟؟ حيث إن استمرار ادعاء أن هذا الفهم المعين هو فهم السلف لا يفيد في حقيقة النزاع.
الكلام الذي تقوله نظري لا حقيقة له في الواقع.
فمثلا الذي يزعم أن إمام الأئمة ابن خزيمة (مجسم حلولي ...... إلخ) لا يمكن أن يكون صادقا في دعواه أنه يبحث عن فهم السلف.
والذي يطعن في كلام الإمام أحمد وعبد الله بن المبارك ووكيع وحماد بن سلمة وغيرهم من أئمة السلف بدعوى أن كلامهم هذا لم يرد عن الصحابة والتابعين .... لا يمكن أن يكون صادقا في دعواه أنه يبحث عن فهم السلف.
ومما يوضح ذلك أيضا أن هذا الزاعم في أكثر مزاعمه إنما يستند إلى أمور عقلية وقواعد منطقية قد ينازعه فيها كثير من العقلاء، وبغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها، فالمراد بيان أن المرجعية عنده ليس فهم السلف، وإنما المرجعية عنده القواعد العقلية التي وضعها بعض المتأخرين.
وخلاصة الأمر أننا إن اتفقنا على القاعدة العامة وهي (وجوب الرجوع إلى فهم السلف) سهل الأمر وساغ النقاش، وحينئذ يقال: من المعلوم أن معرفة أقوال السلف والتبصر بها أمر يرجع إلى النقل لا إلى العقل، فأحرى الناس وأولاهم أن يُبحث عندهم عن أقوال السلف ومعانيها أهل الحديث والمعتنون بالآثار والرواية.
أما من يقول: يُبحث عن معاني أقوال السلف وفهمها عند أصحاب العقليات والمنطقيات والفلسفيات، فهو يضحك على نفسه قبل أن يخدع الآخرين.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:25]ـ
احسنت قولا اخي ابا مالك العوضي
انصح السائل الاخ الكريم حسن الكفتة بقراءة كتابة بيان فضل علم السلف على علم الخلف للامام ابن رجب الحنبلي حتى يعرف فضل السلف على الخلف.
والله التفرق والتمزق الذي وقع في الامة سببه الخروج عن اقوال السلف الصالح رضي الله عنهم
فما الذي اضل الجهمية اليس خروجهم عن فهم السلف؟
المعتزلة اليس خروجهم عن فهم السلف؟
الشيعة اليس خروجهم عن فهم السلف؟
الخوارج اليس خروجهم عن منهج السلف؟
والاشاعرة والكلابية والسالمية وغيرهم من الفرق اليس خروجهم عن اقوال السلف؟
وكذلك في الفقه ما الذي جعل هذا التوسع الواسع في مسائل الفقهية اليس تعصبهم وتركهم النصوص واحداثهم اقوالا على اقوال السلف فتجد ان في المسالة قولان في عهد الصحابة والتابعين وتجد بعد ذلك في المسالة سبعة اقوال او اكثر ولهذا الاصل الرجوع الى اقوال الصحابة واسقاط باقي الاقوال ثم النظر الى اقوالهم وايها اقرب الى النصوص؟
فلو انهم لزموا منهج السلف وفقههم لما وقعوا في هذا التفرق، اما النوازل فلو اعتمدوا على اصول السلف في استنباط الاحكام والحكم عليها لعصموا في كثير من المسائل والله اعلم والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 03:02]ـ
الكلام الذي تقوله نظري لا حقيقة له في الواقع.
فمثلا الذي يزعم أن إمام الأئمة ابن خزيمة (مجسم حلولي ...... إلخ) لا يمكن أن يكون صادقا في دعواه أنه يبحث عن فهم السلف.
والذي يطعن في كلام الإمام أحمد وعبد الله بن المبارك ووكيع وحماد بن سلمة وغيرهم من أئمة السلف بدعوى أن كلامهم هذا لم يرد عن الصحابة والتابعين .... لا يمكن أن يكون صادقا في دعواه أنه يبحث عن فهم السلف.
ومما يوضح ذلك أيضا أن هذا الزاعم في أكثر مزاعمه إنما يستند إلى أمور عقلية وقواعد منطقية قد ينازعه فيها كثير من العقلاء، وبغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها، فالمراد بيان أن المرجعية عنده ليس فهم السلف، وإنما المرجعية عنده القواعد العقلية التي وضعها بعض المتأخرين.
وخلاصة الأمر أننا إن اتفقنا على القاعدة العامة وهي (وجوب الرجوع إلى فهم السلف) سهل الأمر وساغ النقاش، وحينئذ يقال: من المعلوم أن معرفة أقوال السلف والتبصر بها أمر يرجع إلى النقل لا إلى العقل، فأحرى الناس وأولاهم أن يُبحث عندهم عن أقوال السلف ومعانيها أهل الحديث والمعتنون بالآثار والرواية.
أما من يقول: يُبحث عن معاني أقوال السلف وفهمها عند أصحاب العقليات والمنطقيات والفلسفيات، فهو يضحك على نفسه قبل أن يخدع الآخرين.
ماشاء الله جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبو مالك.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 03:12]ـ
بارك الله فيك
فهم السلف حجة لازمة لنا ولغيرنا، فإذا اتفق السلف وجب اتباعهم في اتفاقهم، وإذا اختلف السلف وجب اختيار القول الذي يوافق النصوص من كلامهم، ولم يجز الخروج عن أقوالهم، وهذا قول أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو قول أهل السنة.
ولا يوجد فرق بين من يقول إنه سلفي أو سني، وبين غيره إلا هذا الضابط، وإلا فالكل يزعم أنه يأخذ من الكتاب والسنة، وكل يدعي وصلا بليلى.
ومن زعم أن فهم السلف لا يلزم اتباعه، وأن العبرة بالنصوص نقول له: كيف نفهم النصوص؟
إن قال (نفهمها على القواعد التي وضعها أهل العلم)، فقد ناقض نفسه وقال خلفا.
وإن قال (كل يفهم النصوص بحسب عقله)، فقد قال قولا يضحك منه العقلاء.
وإنما كان فهم السلف حجة علينا؛ لأن فهمنا ليس معصوما، لا سيما بعد انتشار العجمة، أما فهم السلف فهو معصوم بدلالة النصوص القطعية التي تفيد أن الأمة لا تجتمع كلها على باطل.
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 03:22]ـ
وخلاصة الأمر أننا إن اتفقنا على القاعدة العامة وهي (وجوب الرجوع إلى فهم السلف) سهل الأمر وساغ النقاش، وحينئذ يقال: من المعلوم أن معرفة أقوال السلف والتبصر بها أمر يرجع إلى النقل لا إلى العقل، فأحرى الناس وأولاهم أن يُبحث عندهم عن أقوال السلف ومعانيها أهل الحديث والمعتنون بالآثار والرواية.
يبدو أنني بحاجة لتفهيم مقصدي أكثر.
فهم السلف في نفسه لا يتهم، فنحن وإن لم نعتقد فيهم عصمة غير أننا نعتقد أنهم اقرب الناس فهما للدين، وإلا فقد اختلفوا في مسائل منها هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء أم لا ..
لكن ما يجدر الالتفات إليه هو ان فهم السلف هو ما كان في قلوبهم من فهم لمعاني الدين، وهذا واضح لا نزاع فيه حيث تلك هي حقيقة الفهم وهو ما كان في القلب من المعاني، فإذا لم يوجد من كلامهم نصوص دالة دلالة قطعية على ما في قلوبهم من الفهم، فكيف يفعل من يأتي بألفاظ لم يقولوها ولم ينصوا عليها نصا لا هم ولا جمهور التابعين وتابعيهم، ثم يدعي أن هذا هو فهمهم لمسائل أصول الدين مثلا؟؟
هذا هو لب الإشكال، فمن يدعي اليوم أنه يقتدي بفهم السلف هو مطالب ببيان أن ما يدعيه اليوم ولم ينص عليه السلف الصالح هو عين ما كان في قلوبهم من فهم لتلك المسائل، فتنبهوا رحمكم الله تعالى.
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 03:55]ـ
ثم لنكن منصفين، أين قررت هذه القاعدة بإطلاق هكذا: (فهم السلف للنصوص وأقوالهم فيها حجة علينا)؟؟؟
معلوم أن الأصوليون اختلفوا في مسائل منها أقوال الصحابة هل هي حجة أم لا، وتكلموا في جميع قواعد الفهم والاستنباط، فأين قررت هذه القاعدة المذكورة ليرجع إلى تفاصيلها؟؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 04:08]ـ
سبحان الله
طيب وحتى إذا لم يختلف الأصوليون، فماذا في ذلك؟
يعني تريد أن تقول: إذا اتفق الأصوليون صار كلامهم حجة، أما إذا اتفق الصحابة فليس اتفاقهم بحجة؟!
اتق الله يا أخي ولا يستجرينك الشيطان.
القاعدة المذكورة هنا بمعناها لا بنصها، والمراد أن الأمة لا تجتمع على باطل، وهذا المعنى لا تكاد ترى أحدا من أهل العلم ينكره، ولكن الاختلاف بين أهل العلم إنما هو في تفاصيله لا في أصله.
فإذا كنت تنازع في أن الأمة لا تجتمع على باطل، فاذكر ذلك، وإلا فلا فرق بين هذا الكلام وبين لزوم الرجوع لأقوال السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 04:59]ـ
لماذا ينقل كل حوار علمي هادئ إلى تهم؟؟؟؟
ليس الإشكال في اتفاق السلف على مسألة، الإشكال في ادعاء أن هذا المعنى المعين مثلا هو الذي اتفقوا عليه.
سبحان الله.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
رأيت أن طرح مثال سيثري هذا النقاش المهم؛:
المثال:
ورد في صحيح مسلم:
410 - و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
" تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ قَالَ أَمَعَكَ مَاءٌ فَأَتَيْتُهُ بِمِطْهَرَةٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمُّ الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْتُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ قَامُوا فِي الصَّلَاةِ يُصَلِّي بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ رَكَعَ بِهِمْ رَكْعَةً فَلَمَّا أَحَسَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَصَلَّى بِهِمْ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْتُ فَرَكَعْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَتْنَا."
والحديث واضح الدلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمسح على العمامة.
وقد صح عن أم المؤمنين أم سلمة أنها كانت تمسح على الخمار.
ومن روى ذلك عن أم سلمة هو الحسن البصري عن أمه مولاة أم سلمة وتلميذتها.
لكنا إذا أردنا أن نعرف الكيفية التي كانت أم سلمة تمسح بها خمارها، لابد أن ننتبه، لفتيا الحسن البصري التالية:
فقد كان يقول:" المرأة تمسح على ناصيتها وعلى خمارها ".
وكما هو معروف فالحسن هو راوية الأثر السابق عن أم سلمة.
وقد يقول قائل، كيف لك أن تقول أن الحسن وصف طريقة مسح أم سلمة، فسأقول، وأي طريقة إذن وصف، وليس هناك حديث يبين طريقة مسح النساء لخمرهن، ولنفرض أن الأمر بعيد، لكن هذه هي الطريقة بلا شك، لماذا؟
لأن تعميم الوجه بالغسل واجب، وخمار المرأة يغطي بعض وجهها، وهذا لا يخفى على أحد.
وإذا انتقلنا إلى محطة أخرى، نرى أن شيخ الإسلام ابن تيمية استوعب هذه المسألة، فهو يشترط أن تمسح المرأة بعضا من شعرها عند مسحها على خمارها، وقد أشار إلى ذلك وهو يفتي، ولابد أن أقول أن ابن تيمية يرى أن الواجب مسح الرأس كله حتى لا يظن ظان أنه يرى مسح بعض الرأس يجزىء، وفي الحقيقة الفتوى تجبر صاحبها على عدم التفصيل في بعض الأحيان، مراعاة لفهم السائل، فشرطه يظمن تعميم الوجه بالغسل، ولا يشوش على العامة.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:08]ـ
لماذا ينقل كل حوار علمي هادئ إلى تهم؟؟؟؟
ليس الإشكال في اتفاق السلف على مسألة، الإشكال في ادعاء أن هذا المعنى المعين مثلا هو الذي اتفقوا عليه.
سبحان الله.
القرائن هي الفاصل، ولأهل العلم منهجية واضحة في ما يخص تحقيق فقه السلف، وهناك أمثلة كثيرة ... والأمر سهل، وهات مثالك. إذا سمح وقتك حتى يتضح مقالك.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:30]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لعل الأخ عبد الوهاب يخشى من طرح مثال، خوفاً من ان يتهم ..
فسأكفيه انا طرح مثال وأرجو ان اكون قد فهمت قصده وما يريد أن يطرح.
مسألة صفات الله عز وجل، طائفة كبيرة من العلماءكابن تيمية رحمه الله يرون ان مذهب السلف فيها إثباتها مع تفويض كيفيتها، بينما طائفة اخرى كبيرة أيضاً كابن حجر والنووي يرون أن مذهب السلف فيها إثباتها مع تفويض معناها.
فهم ليسوا مختلفين سوى فيما كان يقصده السلف من أقوالهم،حيث تستدل كل طائفة منهما بنفس النصوص الواردة عن السلف بخصوص الصفات " الاستواء معلوم والكيف مجهول " " أمروها كما جاءت بلا كيف " " تأويلها تلاوتها "
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:44]ـ
قد فهمت قصدي ...
وثق أن الاتهام لن يتأخر ... مع أنها مسألة علمية دقيقة جدا من الأفضل أن تتناول بعيدا عن التبديع والتفسيق الخ ما نهانا عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 06:28]ـ
يا مولانا صاحب الموضوع ...
المثال الذي وافقتَ عليه شريف شلبي وبعض أقوالك قبله يدلان على خطأك في صياغة عنوان الموضوع ..
إذاً أنت لا تنازع في كون فهم السلف حجة ملزمة لا يجوز الخروج عنها .. وإنما كلامك عن تحقيق مناط هذه الحجة بتحرير ما كان عليه السلف من مقولة ..
صح أم خطأ (؟)
أرجو الإجابة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 06:46]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لعل الأخ عبد الوهاب يخشى من طرح مثال، خوفاً من ان يتهم ..
فسأكفيه انا طرح مثال وأرجو ان اكون قد فهمت قصده وما يريد أن يطرح.
مسألة صفات الله عز وجل، طائفة كبيرة من العلماءكابن تيمية رحمه الله يرون ان مذهب السلف فيها إثباتها مع تفويض كيفيتها، بينما طائفة اخرى كبيرة أيضاً كابن حجر والنووي يرون أن مذهب السلف فيها إثباتها مع تفويض معناها.
فهم ليسوا مختلفين سوى فيما كان يقصده السلف من أقوالهم،حيث تستدل كل طائفة منهما بنفس النصوص الواردة عن السلف بخصوص الصفات " الاستواء معلوم والكيف مجهول " " أمروها كما جاءت بلا كيف " " تأويلها تلاوتها "
سبحان الله
أنتم من بدأ الاتهام
وهذه المسألة لا أستطيع أن أتناقش فيها معكم؛ والأولى أن يناقشكم فيها شيخنا الفاضل أبا مالك إن أراد.
وإذا سمح وقتكم أريد مثال آخر ربما أستطيع مناقشته، فلست أملك العلم الكافي للنقاش في كل المسائل.
هداني الله تعالى، وهداكم.
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 07:08]ـ
يا مولانا صاحب الموضوع ...
المثال الذي وافقتَ عليه شريف شلبي وبعض أقوالك قبله يدلان على خطأك في صياغة عنوان الموضوع ..
إذاً أنت لا تنازع في كون فهم السلف حجة ملزمة لا يجوز الخروج عنها .. وإنما كلامك عن تحقيق مناط هذه الحجة بتحرير ما كان عليه السلف من مقولة ..
صح أم خطأ (؟)
أرجو الإجابة ..
هو ليس موضوعي وعنواني أصلا ...
وفهم السلف قبل أن يكون حجة ملزمة يجب أن تتوفر فيه شروط كما لا يخفى.
وتحرير ما كان عليه السلف من مقولة أيضا يحتاج إلى شروط. فنحن نتحدث عن أمور ليس فيها نصوص صريحة وإجماعات فصيحة، بل نتحدث عما كان مكنونا في قلوبهم، وأشارت إليه بعض ألفاظهم، وكذا في التابعين ..
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 07:50]ـ
بل نتحدث عما كان مكنونا في قلوبهم، وأشارت إليه بعض ألفاظهم، وكذا في التابعين ..
مثل ماذا؟
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 08:59]ـ
عندما طرحت الموضوع هذا الصباح، لم أتوقع أن يتطور النقاش بهذه السرعة، وأشكر كل من ساهم في إثرائه، وبعد قراءة الردود لاحظت أنه لم يأت أحد بدليل على أن فهم السلف حجة علينا إلا بقوله أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وهذا لا نزاع فيه، ولكنه ليس بدليل إلا في المسائل ذات الإجماع المتقين لا الظني ولا سبيل إلى ذلك إلا بنص صريح، وإنما السؤال كان على إطلاقه بما في ذلك المسائل التي اختلف فيها السلف ونحن نعلم أن مسائل الخلاف تفوق مسائل الإجماع.
وقد اختصر الأخ شريف شلبي الطريق وطرح مثلا للخلاف بين السلف في تفويض صفات الله، وهو خلاف مشهور، وفي مسألة حساسة تتعلق بالعقيدة، ومسائل خلافهم في الفقه أكثر من أن تُحصى، فهل فهم هؤلاء السلف في هذه المسألة المطروحة وغيرها من المسائل الفقهية حجة علينا؟
إن قال قائل فهمهم حجة، فأي القولين هو الحجة؟، ولا يقول عاقل أن كلاهما حجة!
وإن قال قائل الحجة من أقوالهم هو ما وافق الكتاب والسنة، فقد ناقض نفسه، وجعل مناط الاحتجاج بقولهم موافقته للكتاب و السنة، وبالتالي أسقط حجية أقوالهم بذاتها، و تجاوزها إلى فهمه للكتاب والسنة الذي سيمكنه من الحكم على أقوالهم، ومعرفة ما وافق الكتاب والسنة منهما.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:05]ـ
يا أستاذ حسن ليس للسلف قولان في الصفات وإنما هو قول واحد واكن اختلف في تحديد وتحرير ما هو ..
والسؤال الموجه لك أنت: إذا اتفق السلف وأجمعوا على فهم لنص ونُقل لنا هذا الفهم بطريق القطع،هل يكون فهمهم-عندك- حجة (؟)
وفهم السلف قبل أن يكون حجة ملزمة يجب أن تتوفر فيه شروط كما لا يخفى.
وتحرير ما كان عليه السلف من مقولة أيضا يحتاج إلى شروط. فنحن نتحدث عن أمور ليس فيها نصوص صريحة وإجماعات فصيحة، بل نتحدث عما كان مكنونا في قلوبهم، وأشارت إليه بعض ألفاظهم، وكذا في التابعين ..
موضوع المكنونات هذا سنأتي إليه بعدُ .. المهم أن تُسلم لنا بأن فهم السلف حجة؛فإن اتفقوا فلا يجوز الخروج عن قولهم إلى قول غيرهم وإن اختلفوا فلا يجوز إحداث قول غير أقوالهم ..
سلم أو عارض أو فصل بدون تطويل ..
في انتظارك ..
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:19]ـ
لا يخفى عليك إذا كنت من الناظرين أن أي قضية يتوقف تمام التصديق بها على معرفة مفرداتها.
وعليه أقول لك:
قولنا: (فهم) (السلف) (حجة) قضية يتوقف تمام التصديق بها رفضا أو قبولا على معرفة مفرداتها، وقد عرفنا ما المقصود بالسلف، وعرفنا ما المقصود بالحجة، وبقي معرفة المقصود بـ (فهم) وهذا يحتاج إلى تفصيل وتطويل، أي فهمهم لماذا؟ وما مستند الجزم بأن ما فهم أنه فهمهم هو فعلا فهمهم؟ وما اختلف فيه الناس من بعدهم اختلافا شهيرا كمسالة الصفات ومعرفة ما فهم السلف منها شاهد على أن المسالة ليست بالهينة وليست بالسهولة التي تجعل الطامة والعامة تنسب فهمها للصفات لفهم السلف، هكذا وكأن الأمر هين.
ليست المسألة يا ابا فهر كما قال من قال: إنت معنا أو ضدنا، أو إن لم تكونوا معنا فأنتم ضدنا ... تريد إجابة سريعة والأمر يحتاج إلى تحقيق .. فنتبه وتأمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:29]ـ
يا أستاذ حسن ليس للسلف قولان في الصفات وإنما هو قول واحد واكن اختلف في تحديد وتحرير ما هو ..
انظر مثلا هذا الاختلاف في هذه المسألة:
ثمة من يقول بأن مذهب السلف في الصفات الخبرية يقولون بأنها صفات ذاتية وجودية الله أعلم بحقيقتها زائدة على الصفات المعروفة بالعقل والسمع (القاطع)، وكل ما علمناه أنه لا يجوز نفيها واعتبارها مجازات وكنايات راجعة إلى الصفات المعرفة بالعقل والسمع القاطع، ونثبتها مع إحالة تجدد الصفات الوجودية على الله تعالى ونعتبرها أزلية. (انظر الطبري مثلا في التبصير.)
وثمة من يقول بأن مذهب السلف في الصفات الخبرية أنها صفات اختيارية تقوم بذات الله تعالى على حسب مشيئته واختياره وهي متجددة على ذاته بحسب اختياره ولا محذور في حلول الصفات الحادثة بذاته بمشيئته بقدرته كما يحدث في ذاته حروفا وأصواتا مثلا. (انظر مثلا مؤلفات ابن تيمية)
وهذان فهمان على طرف النقيض.
فالأمر ليس بالهين.(/)
لماذا لا يستدل حزب التحرير من الكتاب والسنة على مسألة إثبات وجود الله تعالى؟!
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 05:22]ـ
لماذا لا يستدل حزب التحرير من الكتاب والسنة على مسألة إثبات وجود الله تعالى؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ونحن قد بينا في غير هذا الموضع أن القرآن بين فيه أصول الدين في المسائل والدلائل على غاية الأحكام ونهاية التمام وأن خلاصة ما يذكره أهل الكلام والفلسفة إنما هو بعض ما بينه القرآن والحديث مع سلامة ذلك عما في كلامهم من التناقض والاختلاف واشتماله على ما تقصر عنه نهاية عقولهم ومالا يطمعون أن يكون من مدلولهم وبينا أن تعريف الشارع ودلالة الشرع ليس بمجرد الإخبار كما يظنه من يظن ذلك من أهل الكلام والفلسفة فإن مثل هذا الظن بالشارع هو الذي أوجب أن يلمزوا المؤمنين بما هم به أولى وأحرى ...
إن الله سبحانه وتعالى ضمن كتابه العزيز فيما أخبر به عن نفسه وأسمائه وصفاته من الأدلة والآيات والأقيسة التي هي الأمثال المضروبات ما بين ثبوت المخبر بالعقل الصريح كما يخاطب أولي الألباب والنهى والحجر ومن يعقل ويسمع بل قد ضمن كتابه من الأدلة العقلية في أمر المعاد ما هو بين لعامة العباد بل ضمن كتابه العزيز من الأدلة العقلية على ثبوت الأمر والنهي والوعد والوعيد ما نبه عليه في غير هذا الموضع كقوله تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط فكيف يكون أهل الكتاب والسنة والإيمان يقولون إن الله تعالى إنما يعرف وجوده بمجرد خبر الشارع المجرد).بيان تلبيس الجهمية 1/ 246 - 247.
ويقول أيضاً: (وذلك أن أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها ويجب أن تذكر قولا أو تعمل عملا كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد أو دلائل هذه أما القسم الأول فكل ما يحتاج الناس إلي معرفته واعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بينه الله ورسوله بيانا شافيا قاطعا للعذر إذ هذا من أعظم ما بلغه الرسول البلاغ المبين وبينه للناس وهو من أعظم ما أقام الله الحجة على عباده فيه بالرسل الذين بينوه وبلغوه وكتاب الله الذي نقل الصحابة ثم التابعون عن الرسول لفظه ومعانيه والحكمة التي هي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي نقلوها أيضا عن الرسول مشتملة من ذلك على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب والحمد لله الذي بعث فينا رسولا من أنفسنا يتلو علىنا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب تفصيلا لكل شيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين: {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} يوسف: 111
وإنما يظن عدم اشتمال الكتاب والحكمة على بيان من كان ناقصا في عقله وسمعه ومن له نصيب من قول أهل النار الذين قالوا: {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} الملك: 10 وإن كان ذلك كثيرا في كثير من المتفلسفة والمتكلمة وجهال أهل الحديث والمتفقهة والصوفية.
وأم القسم الثاني ـ وهو دلائل هذه المسائل الأصولية ـ فإنه وإن كان يظن طوائف من المتكلمين أن المتفلسفة أن الشرع إنما يدل بطريق الخبر الصادق فدلالته موقوفة على العلم بصدق المخبر ويجعلون ما يبني عليه صدق المخبر معقولات محضة ـ فقد غلطوا في ذلك غلطا عظيما بل ضلوا ضلالا مبينا في ظنهم أن دلالة الكتاب والسنة إنما هي بطريق الخبر المجرد بل الأمر ما عليه سلف الأمة أهل العلم والإيمان من أن الله سبحانه وتعالي بين من الأدلة العقلية التي يحتاج إليها في العلم بذلك ما لا يقدر أحد من هؤلاء قدره ونهاية ما يذكرونه جاء القرآن بخلاصته على أحسن وجه
وذلك كالأمثال المضروبة التي يذكرها الله في كتابه التي قال فيها: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} الزمر: 27 فإن الأمثال المضروبة هي الأقيسة العقلية سواء كانت قياس شمول أو قياس تمثيل ويدخل في ذلك ما يسمونه براهين وهو القياس الشمولي المؤلف من المقدمات اليقينية وإن كان لفظ البرهان في اللغة أعم من ذلك كما سمي الله آيتي موسى برهانين: {فذانك برهانان من ربك} [القصص: 32]) درء تعارض العقل والنقل 1/ 27 - 28.
ويقول: (ثم الأنبياء كملوا للناس الأمرين فدلوهم على الأدلة العقلية التي بها تعلم المطالب الالهية التي يمكنهم علمهم بها بالنظر والاستدلال وأخبروهم مع ذلك من تفاصيل الغيب بما يعجزون عن معرفته بمجرد نظرهم واستدلالهم وليس تعليم الأنبياء مقصورا على مجرد الخبر كما يظنه كثير من النظار بل هم بينوا من البراهين العقلية التي بها يعلم العلوم الالهية ما لا يوجد عند هؤلاء البتة فتعليمهم جامع للادلة العقلية والسمعية جميعا بخلاف الذين خالفوهم فان تعليمهم غير مفيد للادلة العقلية والسمعية مع ما في نفوسهم من الكبر الذي ما هم ببالغيه كما قال تعالى (ان الذين يجادلون في ايت الله بغير سلطن اتهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله انه هو السميع البصير) وقال (الذين يجادلون في ايت الله بغير سلطن اتهم كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) وقال تعالى (فلما جاءتهم رسلهم بالبينت فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) ومثل هذا كثير في القران وقد بسطنا القول فيه في بيان درء تعارض الشرع والعقل.) الرد على المنطقيين323 - 234.
هذا البحث مقتبس من كتاب موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من آراء الفلاسفة ومنهجه في عرضها للدكتور صالح الغامدي (رسالة دكتوراة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أيمن العراقي]ــــــــ[23 - Jan-2010, مساء 11:00]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم: على حسب علمي وإطلاعي على ثقافة هذا الحزب فإن مسألة إثبات وجود الله هي من مسائل العقيدة التي تحتاج الى دليل قطعي جازم والدليل إما أن يكون عقلياً وإما أن يكون نقلياً. والذي يعيِّن كون الدليل عقلياً أو نقلياً هو واقع الموضوع الذي يستدل به عليه للإيمان به. فإن كان الموضوع واقعاً محسوساً تدركه الحواس فإنَّ دليله يكون عقلياً حتماً وليس نقلياً. وإن كان مما لا تدركه الحواس فإن دليله نقلي. ولما كان الدليل النقلي نفسه هو مما تدركه الحواس أي أن كونه دليلاً يدخل تحت الحس وتدركه الحواس، كان لابد من أن يكون اعتبار الدليل النقلي دليلاً يصلح للإيمان متوقفاً على ثبوت كونه دليلاً بالدليل العقلي.
والناظر في الأمور التي تطلب العقيدة الإسلامية الإيمان بها يجد أن الإيمان بالله دليله عقلي، لأن موضوعه محسوس تدركه الحواس وهو وجود خالق للموجودات المدركة المحسوسة. ولكن الإيمان بالملائكة دليله نقلي لأن وجود الملائكة لا تدركه الحواس إذ الملائكة غير مدركة بذاتها وغير مدرك أي شيء يدل عليها. وأما الإيمان بالكتب فينظر فيه فإن كان المراد الإيمان بالقرآن فإن دليله عقلي لأن القرآن مدرك محسوس وإعجازه مدرك محسوس في كل عصر. وإن كان المراد الإيمان بغيره من الكتب كالتوراة والإنجيل والزبور فدليله نقلي لأن هذه الكتب غير مدرك كونها من عند الله في كل عصر بل أدرك كونها من عند الله حين وجود الرسول الذي جاء بها، من المعجزات التي جاءت. وقد انتهت هذه المعجزات بانتهاء وقتها، فلا تدرك من بعد أصحابها، بل ينقل الخبر الذي يقول أنها من عند الله وأنها نزلت على الرسول. ولذلك كان دليلها نقلياً وليس عقلياً لعدم إدراك العقل في كل عصر أنها كلام الله لعدم إدراكه إعجازها حساً. والإيمان بالرسل جميعهم مثل ذلك فإن الإيمان بالرسول محمد دليله عقلي لأن كون القرآن كلام الله وكونه قد جاء به محمد شيء يدركه الحس فيدرك من إدراك القرآن أن محمد رسول الله r. وذلك متوفر في كل عصر وفي كل جيل. وأما الإيمان بسائر الأنبياء فدليله نقلي لأن دليل نبوة الأنبياء هو معجزاتهم وهي لم يحس بها غير من كانوا في زمنهم. أما من جاء بعدهم حتى الآن وحتى قيام الساعة فلم يحسوا بهذه المعجزات، فلم يثبت له دليل محسوس على نبوتهم، فلم يكن دليل عقلي على نبوتهم بل دليل نبوتهم نقلي. وأما دليل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهوالقرآن الكريم معجزته فهو موجود ومحسوس، ولذلك كان دليله عقلياً. وأما دليل اليوم الآخر فهو نقلي لأن يوم القيامة غير محسوس. ولا يوجد شيء محسوس يدل عليه، فلا يوجد له دليل عقلي بل دليله نقلي. فالعقل هو الذي يدرك وجود الله وهو الذي يُتخذ طريقة للإيمان. لذلك أوجب الإسلام استعمال العقل وجعله الحكم في الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى. ومن هنا كان الدليل على وجود الله دليلاً عقلياً .. قال تعالى] إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [وقال تعالى] أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ، أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَ يُوقِنُونَ [.
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 04:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا وصل المرء إلى تحديدِ تمييزِ الأصل من الفرع في هذه القضية زال كثيرٌ من الإشكال، وهدأ اللغط.
هل الإيمان بالله تعالى ناتجٌ من الإيمان بالمنقول، أم الإيمانُ بالمنقول ناتجٌ من الإيمان بالله تعالى.
لو قال زيدٌ من الناس لإنسانٍ لا يؤمن بوجود الله تعالى: هذا هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة يقرران وجود الله تعالى لَما كان لقوله جدوى؛ إذ لا حجةَ على أحدٍ إلا بما يراهُ حجةً.
فكيف سيستطيع الوصول إلى إقناعه بغير الأدلة العقلية ـ التي لا تتعارضُ مع أدلة الشرع بالطبع ـ؟
ذلك لأن صريح المعقول لا يمكن أن يتعارض مع صحيح المنقول!
وإلقاء الآيات والحاديث حجةً على من لا يؤمن بها ليس من الحكمة والموعظة الحسنة في شيء!
فإن قال أحدٌ: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُسمع مشركي قريشٍ القرآن ولا يحاججهم بالعقليات أُجيب:
- القرآن نفسُه مليءٌ بالعقليات، ومنه استُنبطت أدلة سنّيّي المتكلمين على اختلاف مدارسهم.
- المشركون كانوا موقنين بالقرآن كتاباً منزلاً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً مرسلاً، ولكنهم جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم؛ فلا يصحُّ جعلهم مع الذين لم يعرفوا شيئاً عن الإسلام في سلة واحدة.
ثم إنّ مجرد عزو ما يتكلم به المحاجّ إلى القرآن والسنة يُقيم لديه حاجزاً نفسياً يدفعه إلى إباء الحق؛ ولكنه إن قيل له: سأقنعك بعقلك بما لديّ؛ فإن هذا سيُقيم دافعاً ـ لا حاجزاً ـ نفسياً إلى إنصافِ ما يُلقى عليه.
والله الهادي ولله الأمر من قبل ومن بعد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا كلام للدكتور البوطي حفظه الله في هذه القضية وفي قضية الصفات؛ أحبُّ الإطلاعَ عليه؛ إبعاداً للأحكام المسبقة:
أرسل إلي أخ من الرياض في المملكة العربية السعودية، يطلب مني إجابة عن سؤالين اثنين، ويرجو تسجيل الإجابة عنهما في هذا الموقع.
أما سؤاله الأول فعن علاقة العقل بالنقل.
وأقول في الجواب: إن العقل أداة للوثوق بصحة ورود النقل، ثم هو أداة لفهم مضمونه، وإدراك المعنى الذي يدل عليه. فهو كالمصباح إذ ينير معالم الطريق أمام السائر.
وهذا يعني أن العقل خادم للنقل الذي نعني به في هذا المقام الوحي الإلهي الموجه إلى الرسل والأنبياء في الأرض.
غير أن المهم معرفة المعنى المراد بكلمة ((العقل)) ولعل أدق تعريف له أنه نور يقذفه الله في دماغ الإنسان يدرك به حقائق الأشياء ويميز به الحق من الباطل.
وقد اهتم العلماء بالعمل على بيان الضوابط التي تميز العقل الذي به يتم إدراك الحقائق عن الرغائب النفسية التي من شأنها الاستجابة للملاذّ والأهواء الذاتية؛ فوضعوا للمدارك العقلية منهجاً يضمن الالتزامُ به بلوغَ الحقائق صافية عن شوائب الأهواء، والرعونات الذاتية.
ومن أهم ما يتضمنه هذا المنهج أن العقل إذا وصل من السير، طبق العمليات التي بها يتم إدراك الحقائق، إلى الحد الذي لا يتأتى له تجاوزه، ولا يتمكن من الخوض فيما وراءه، كان لا بدّ له عندئذ (بحكم من طبيعة العقل ذاته) أن يستسلم للخبر الصادق الذي من شأن العقل (من حيث هو جنس) أن يثق به ويطمئن إليه.
مثال ذلك الأحداث التي يختزنها الماضي السحيق، والتي لم يبق بينها وبين ضياء العقل من علاقة تعين على النظر والبحث فيها.
ومثاله أيضاً أحداث المستقبل البعيد الذي حجبت دخائله عن العقل برداء الغيب.
فإن العقل يتطلب في هذه الحالة من يخبره بصدق عن تلك المغيبيّات المحجوبة عنه بظلمات الماضي السحيق أو المستقبل البعيد.
ولا يتمثل الخبر الصادق الذي ينبغي أن يثق به العقل إلا بالوحي الإلهي الذي أنجد الله به العقل الإنساني عن طريق الرسل والأنبياء.
فإذا تلقى العقل أنباء الوحي الإلهي تكشف له ما تنطوي عليه غيوب الماضي والمستقبل، أصبح دور العقل عندئذ العمل على إدراك ما تتضمنه تلك الأنباء عن طريق ضوابط اللغة وقواعد الدلالات. ولا يسع العقل بعد ذلك إلا الانقياد لما تقتضيه تلك الأنباء والاستجابة للوصايا التي يدلي بها مرسل تلك الأنباء .. وهو الله عز وجل ..
وحصيلة هذا الموجز الذي أذكره لك هو المراد بما أجمع عليه علماء هذا الشأن من أن صحيح المنقول متفق دائماً مع صريح المعقول، أي متفق مع العقل الصافي عن شوائب الأهواء والرغائب النفسية.
ثم إن لهذا الموجز الذي أرجو أن لا يكون مخلاًّ، تفصيلاً طويل الذيل، يدخل فيما يسمونه بمنهج البحث عن الحقيقة، غير أنه لا مجال للدخول في سرده في مثل هذا المقام.
وأما السؤال الثاني فعن ذاك الذي يقوله بعضهم من أن الأشاعرة والماتريدية يقتصرون من ذكر صفات الكمال لله تعالى على سبع صفات، يعتمدون فيها على دليل العقل وحده، وذلك على حد تعبير السائل، ونقله عن أولئك البعض.
فالجواب: أنه لا الأشاعرة ولا الماتريدية ولا أي من علماء المذاهب الإسلامية يحصرون صفات الكمال لله تعالى في سبع صفات. بل الكل مجمعون في مراجعهم الكثيرة المتداولة على أن الله متصف بجميع صفات الكمال، منزّه عن جميع صفات النقصان. ثم إنهم ينصون على عشرين صفة ثابتة لله تعالى (لا على سبع صفات فقط) مقسومة أربعة أقسام، وهي:
أولاً: الصفة النفسية أو الذاتية وهي صفة الوجود.
ثانياً: الصفات السلبية، وهي تلك التي تتضمن سلب ما لا يليق من صفات النقص عن الذات الإلهية جل جلاله.
ثالثاً: صفات المعاني وهي سبع صفات.
رابعاً: الصفات المعنوية وهي سبع صفات أيضاً.
فهذه الصفات العشرون هي أمهات صفات الكمال الثابتة لله عز وجل.
والدليل الذي يعتمد عليه علماء العقيدة الإسلامية، أياً كانوا، في إثبات هذه الصفات لله تعالى، إنما هو دليل النقل الصريح المثبت في كتاب الله تعالى.
ويأتي دور العقل مؤيداً وتابعاً لكل ما أثبته الله تعالى في محكم كتابه، أو بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح الوارد من سنته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس في ذكر هذه الصفات العشرين التي أثبتها الله تعالى لذاته ما يعني عدم اتصافه جل جلاله بغيرها من صفات الكمال.
بل هي أمهات صفات الكمال لله عز وجل، يستتبع كلٌّ منها جملة من صفات الألوهية له عز وجل. وتفصيل هذا الموجز مثبت في أماكنه من كتب العقيدة الإسلامية، التي دوّنها أهل السنة والجماعة.
انتهى بحروفه
المصدر:
http://naseemalsham.com/activities.php?ID=1293
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 02:50]ـ
لا مسوغ لتخصيص حزب التحرير بهذا النقد
فهو يشمل المعتزلة والأشاعرة والماتريدية
ثلاثة أسئلة خفيفة للأخ أبي عبدالرحمن:
تقول:
إذا وصل المرء إلى تحديدِ تمييزِ الأصل من الفرع في هذه القضية زال كثيرٌ من الإشكال، وهدأ اللغط.
هل الإيمان بالله تعالى ناتجٌ من الإيمان بالمنقول، أم الإيمانُ بالمنقول ناتجٌ من الإيمان بالله تعالى.
لو قال زيدٌ من الناس لإنسانٍ لا يؤمن بوجود الله تعالى: هذا هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة يقرران وجود الله تعالى لَما كان لقوله جدوى؛ إذ لا حجةَ على أحدٍ إلا بما يراهُ حجةً.
فكيف سيستطيع الوصول إلى إقناعه بغير الأدلة العقلية ـ التي لا تتعارضُ مع أدلة الشرع بالطبع ـ؟
ذلك لأن صريح المعقول لا يمكن أن يتعارض مع صحيح المنقول!
وإلقاء الآيات والحاديث حجةً على من لا يؤمن بها ليس من الحكمة والموعظة الحسنة في شيء!
فإن قال أحدٌ: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُسمع مشركي قريشٍ القرآن ولا يحاججهم بالعقليات أُجيب:
- القرآن نفسُه مليءٌ بالعقليات، ومنه استُنبطت أدلة سنّيّي المتكلمين على اختلاف مدارسهم.
- المشركون كانوا موقنين بالقرآن كتاباً منزلاً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً مرسلاً، ولكنهم جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم؛ فلا يصحُّ جعلهم مع الذين لم يعرفوا شيئاً عن الإسلام في سلة واحدة.
ثم إنّ مجرد عزو ما يتكلم به المحاجّ إلى القرآن والسنة يُقيم لديه حاجزاً نفسياً يدفعه إلى إباء الحق؛ ولكنه إن قيل له: سأقنعك بعقلك بما لديّ؛ فإن هذا سيُقيم دافعاً ـ لا حاجزاً ـ نفسياً إلى إنصافِ ما يُلقى عليه.
ما دام أن الطريقة النبوية قد صلحت لدعوة المشركين، لأنه ليس لديهم الحاجز النفسي، فهي تصلح يقيناً لتعليم ناشئة المسلمين، الذين ليس لديهم الحاجز النفسي قطعاً!
مع أن القول بأن مشركي العرب لم يكن لديهم الحاجز النفسي فيه نظر!
(1) هل جوهرة التوحيد مؤلفة لدعوة الملاحدة والفلاسفة والدهرية أم لتعليم ناشئة المسلمين؟
(2) هل العقليات الموجودة في القرآن هي نفس العقليات الكلامية؟!
(3) أين - في رأيك أنت - تصلح الطريقة النبوية في عصرنا؟(/)
الصحافة وصناعة الكراهة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصحافة وصناعة الكراهة
بقلم عبدالرحيم بن صمايل السلمي
" ... إن السكوت عن العبث الفكري الصحفي مصيبة كبيرة لأن المتابعين لها كثير وما تغرسه في الشعور الباطن في الناس يشكل خطورة متناهية ومن أبرز ماتغرسه الصحافة في مشاعر الناس الكراهة والبغضاء للصالحين ... "
تؤدي الصحافة في هذا العصر دورا حيويا في صناعة التفكير لدى الناس، لسهولة اللغة، وبساطة العرض الذي يكون في مقالاتها وتحقيقاتها. وأي صحافة في أي بلد يجب أن تكون ممثلة للشعب، تنطق بمصالحه، وتعالج مشكلاته، وتناقش قضاياه بأمانه وإنصاف وموضوعية. ولكن المشكلة الكبرى إذا سيطرت على الصحافة مجموعة معينة ذات فكر محدد لا يمثل الشعب،ولا يهمه من القضايا إلا ما يخدم فكره ويوصل إلى أهدافه الخاصة.
وهذا بالتحديد ما تعاني منه الصحافة في السعودية،فقد سيطر عليها تحت جنح الظلام (مجموعة فكرية) معينة تهمش قضاياالبلدالمصلحيّةوتجعل من القضاياالجانبية بل والضارةفي كثيرمن الأحيان أمورا مهمه لا لشيء إلا لأنها تخدم أفكارهم الخاصة.إن المتابع للشأن الصحفي يفجأه هذا التناقض المريع بين صحافةبلادناوأساس الشرعيّةالذي قامت عليه الدولة. فالفكر الأساسي الذي قامت عليه الدولة هو الفكر الإسلامي السلفي،وهذا ما يردده حكامها في كل مناسبة،وهو ما يعرفه من درس نشأة الدولة وأساس الشرعية فيها.
فهذه الدولة لم تقم على سواعد العلمانيين،ولم توحّد على أساس ليبرالي مناف لكمال هذا الدين وشموله ولا يشكل هؤلاء أغلبية في بلادنا بل هم أقلية محدودة تريد أن تنقل الناس إلى وضع معين مخالف لحقيقة الإسلام وروحه.
والحقيقة التاريخية يعرفها كل أحد وهي أن أرومة هذه البلاد هو دينها الذي لا يمكن التنازل على تحت أي سبب كائنا ما كان.
ومع ذلك تطالعنا الصحافة هذه الأيام بسيل جارف من المقالات التي تصف بالإرهاب وتفريخه كل عمل دعوي إسلامي مثل المناهج الدينيّة، وحلقات التحفيظ، والجمعيات الخيرية، والمخيمات الدعوية، والتسجيلات الإسلامية وغيرها من الأنشطة الدعوية المباركة التي تملأ البلاد طولا وعرضا. إن تصوير هذه المشاريع العظيمة التي انتفع الناس منها بأنها تولد الإرهاب وتغيّب البسمة وتصادم التحديث إلى آخر الهذيان في صحافتنا هو صناعة للكراهة وترسيخ للعداوة وبذر للفرقة، وإفساد للقلوب وتشويه للنوايا.
لقد أزعجنا هؤلاء الكتاب في الكلام حول موضوع الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين وأنه يصنع الكراهة مع (الآخر)، وصوروا أنفسهم بأصحاب القلوب النظيفة من الحقد والكراهة، وأنها طاهره من البغضاء والعداوة مع الآخر، ولكن المقالات الأخيرة وضحّت أ ن مطالبتهم بنبذ الكراهة هي في مجال التعامل مع الكفّار والمنافقين، أما في مجال التعامل مع الدعاة الى الله تعالى، والمصلحين، والمجاهدين، فقد ظهر بعض ما تخفي صدورهم من الكراهة.
إنني لا ألوم هؤلاء الكتاب لأن كل اناء بما فيه ينضح، وهو فكر دخيل معروف لدينا من قديم، ولكنني ألوم العلماء وطلاب العلم على سكوتهم وعدم الوقوف بحزم مع هذه النماذج المنحرفة.أعتقد أنه لابد من مطالبة الدولة- على أقل تقدير –بالسماح لصحف اسلامية مستقلة توضح الحق وتبين فساد الباطل من باب تكافؤ الفرص.
أما أن يبقى هؤلاء المنحرفون يكتبون ما يحلو لهم ويصورون للناس الباطل في صورة الحق فهذا مالا يجوز السكوت عليه. ولو أن الدولة أجرت تحقيقا مستقلا ومنصفا في توجه الصحافة ومدى خدمة القضايا الوطنيةلتوصلت الى أن التحيز لفكر معين سمة بارزة في عامة الصحافة سواء في المقالات، أوالمقابلات، أو التحقيقات الصحفية، بل حتى في صياغة الأخبار المحلية وطريقة عرض الصور، ومتابعة الشؤون الثقافية والفكرية.ولعل مؤتمر الحوار الوطني شاهد عيان في هذا الصدد، عندما همشت قضايا المرأة الحقيقية والمصلحية مثل العنوسة، والفقر، و التحرش الجنسي، وغيرها، وأبرزت أخبار هامشية وضعت في غير سياقها لاعطاء انطباع معين حول المشاركين والتوصيات التي شعروا أنها لاتخدم فكرهم الخاص بشكل كبير.وهكذا المقابلات مع محمد علوي المالكي، وحسن الصفار، وحسين بن اسماعيل المكرمي الإسماعيلي وتصويرهم بأنهم مظلومون مفترى عليهم مع أن الأول فيه فتوى موثقة لأقواله الداعية للشرك والوثنية، والشعية والإسماعيلية من دعاة الشرك دون مواربة أو استحياءفالصحافة تسير في اتجاه مناقض للهيئات الشرعية والعلمية الأكاديمية، بل تسعى لإقناع المواطن بأن علماء البلاد وطلبة العلم وأساتذة الجامعات من الإسلاميين متشددون لايصلحون للفتوى والتوجيه.
ولا يجوزلمتحذلق أن يقول: إن هذا من حرية الرأي والتعبير، لأن حرية الرأي مضبوطة بعدم الطعن والذم لمشاريع الآخرين بغرض التشويه، وهذه الحرية مضبوطة بعدم الدخول في القضايا الشرعية بدون علم، وأيضا مضبوطة بعدم وجود أجندة خاصة وتكتل لتحقيق هذه الإجندة، وأيضا لابد في حرية الرأي من تكافؤ الفرص بالسماح لطلاب العلم بصحافة حرة تبين الحقيقة.
والصحافة تجاوزت كل الضوابط والحدود المعروفة، نعم هي حرية لكنها لطرف واحد يريد تشويه مقومات البلد الأساسية وهي الدعوة والقضاء والإفتاء ومؤسسات العلم الشرعي وغيرها، ويريد تطبيق قائمة من الأفكار والأوضاع الإجتماعية ولو بتمزيق وحدته وصنع الكراهة فيه.
إن السكوت عن العبث الفكري الصحفي مصيبة كبيرة لأن المتابعين لها كثير وما تغرسه في الشعور الباطن في الناس يشكل خطورة متناهية ومن أبرز ماتغرسه الصحافة في مشاعر الناس الكراهة والبغضاء للصالحين.
فهل يتكلم العلماء وطلاب العلم مع المسؤولين في هذه الأزمة بوضوح تام؟(/)
ثقافة التلبيس (15): (مصطلح التنوير) ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة للحلقات التي نشرتها بعنوان " ثقافة التلبيس " على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm
هذه الحلقة عن مصطلح يكثر استخدامه والوصف به في كتابات الليبراليين المعاصرين (الملتحين وغير الملتحين!)، هو مصطلح " التنوير "، وهو مصطلح جذاب وبراق؛ كغيره من المصطلحات المشتركة، حمالة الأوجه، التي تُستخدم لتمرير الأفكار (بنوعيها)، فالمحق يعني بها حقًا، والمُبطل يعني بها باطلا؛ قال شيخ الإسلام: (قد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من وجهة اشتراك الأسماء، وكثيرٌ من نزاع الناس فى هذا الباب هو من جهة الألفاظ المجملة، التي يفهم منها هذا معنى يثبته، ويفهم منها الآخر معنى ينفيه) (الفتاوى: 12/ 552).
وهذه نقولات عن بعض العَلمانيين العرب عن هذا المصطلح، والقصد منه؛ ثم أتبعها بما يجليها من كلام أهل الحق - إن شاء الله -:
يقول د / عاطف العراقي في كتابه " العقل والتنوير " (ص 14): (قد لا أكون مبالغاً إذن إذا قلت بأننا الآن في أمس الحاجة إلى السعي نحو التنوير الثقافي، التنوير الذي يقوم على تقديس العقل، والإيمان بأن الثقافة الخالدة، إنما هي الثقافة الإنسانية التي تتخطى حدود الزمان والمكان، وبحيث تتحرر من العادات والتقاليد والرجعية، وتنطلق ساعية إلى تحقيق سعادة الإنسان، بما تتضمن من آداب وعلوم وفنون سامية رفيعة، وعن طريق التنوير نستطيع إرساء نظام ثقافي عربي جديد. إن أوروبا لم تتقدم إلا عن طريق السعي بكل قوتها وابتداء من عصر النهضة نحو تحقيق مبدأ التنوير، وبحيث وجدنا ثقافة أوروبية جديدة، تختلف في أساسها ومنهجها عن ثقافة العصور الوسطى).
ويقول د / عبدالرزاق عيد، في كتابه " أزمة التنوير "، (ص 5): (إن الخطاب التراثي المحدَث انكب يصفي الحساب مع كل قيم التنوير التي أنتجها الزمن النهضوي، من خلال تجريمه، وتأثيمه، وتخوينه، بوصفه زمناً استعمارياً، زمن التشوه الذاتي والغزو الثقافي، ونزعم أنه لم ينتج وعياً مطابقاً بزمنه، بل طرح إشكالات غريبة عن واقع المجتمع العربي، حيث الهجانة، والإصلاحية، والقصور، وبلغ الأمر حد تخوين الإمام محمد عبده واتهامه بوطنيته ... ).
ويقول د / مراد وهبة في كتابه " مدخل إلى التنوير "، (ص 7): (إن ثمة فجوة حضارية بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ليس في الإمكان عبورها من غير مرور بمرحلتين: إحداهما: إقرار سلطان العقل، والأخرى: التزام العقل بتغيير الواقع لصالح الجماهير. بيد أنه ليس في الإمكان تحقيق هاتين المرحلتين من غير مرور بعصرين: عصر الإصلاح الديني الذي حرر العقل من السلطة الدينية، وعصر التنوير الذي حرر العقل من كل سلطان ما عدا سلطان العقل).
وقال (ص 18 - 19): (الرأي الشائع والمألوف أن القرن الثامن عشر هو عصر التنوير، وهو عصر من صنع "الفلاسفة" وهو لفظ يُكتب دائماً بالفرنسية دلالة على أن التنوير، وإن كان ظاهرة أوروبية على الإطلاق، فهو ظاهرة فرنسية على التخصيص. وإن كان "الفلاسفة" قد مجدوا العقل، مثل اليونانيين، إلا أنهم تميزوا بفصل الفلسفة عن الميتافيزيقا التقليدية. فالعقلانية القديمة لم توفق في الربط بين العقل والحياة اليومية، ومن ثم انفصلت عن الوقائع العينية للحياة الحقيقية. وإذا كان التنوير معتزاً بأن يكون هو "عصر الفلسفة"، فالفلسفة هنا، ليست هي الفلسفة بالمفهوم التقليدي، وإنما هي رؤية وضعية لنسق العالم، ولأنحاء الوجود الإنساني، فتؤسس العلوم والفنون على مبدأ العلية دون مجاوزة هذا العالم، ومن ثم يهتم الفيلسوف بالحياة في هذه الدنيا، وليس بالبحث عن الحقائق الأزلية، فيربط بين العقل والوقائع العينية. وقد تأثر فلاسفة التنوير بمفكرَين عظيمين هما: لوك ونيوتن).
ويقول (ص 30): (خلاصة القول: إن مهمة التنوير الأساسية لم تكن معرفة طبيعة الإنسان، وإنما تغيير المجتمع من أجل تغيير سلوك الإنسان، على أسس عقلانية ومادية).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلتُ: هذه مجرد نماذج من كلامهم تبين المقصود، وأنه مجرد استنساخ لما حصل في الغرب بعد تسلط الدين المحرّف " الكنيسة "، ثم الثورة عليه بعد تمهيد من يُسمون فلاسفة التنوير لذلك، وإحلال الأفكار الوضعية محله، والاهتمام بعلوم الدنيا. (كان هذا في فترة سابقة، أما الآن فعاد كثيرٌ منهم للدين – ولو كان محرفًا -). ولتف6اصيل ما حصل في الغرب يُنظر كتاب الشيخ سفر الحوالي " العَلمانية "، على هذا الرابط: http://www.lebraly.com/inf/mobiles.php?action=listmobiles&id=2
قال الدكتور محمد يحيى: (التنوير مصطلح يطلق في الفكر الغربي على مجموعة واسعة من الكتابات ظهرت بدءاً من أواسط القرن الثامن عشر الميلادي وإلى نهايته في أوساط الفلاسفة والمفكرين في فرنسا أساساً، ثم إلى درجة أقل في بريطانيا وألمانيا. وهذه الأفكار ظهرت وسط بيئة متشابكة من ردود الأفعال على الحكومات والطبقات المستبدة (الملكية) في تلك الحقبة، وعلى الأفكار الكنسية المصاحبة لها والمعضدة لها، كما ظهرت متأثرة بنضوج الفكر العقلاني (كما أسموه) الراجع بجذوره إلى عصر النهضة الأوروبية والمزدهر في القرنين السابع عشر والثامن عشر كذلك. وظهرت تلك الأفكار على أعقاب التغيرات الكبرى التي حدثت في أوروبا ومهدت لها في القرن التاسع عشر فيما عرف بعصر العلم، وعصر الثورة الصناعية، وعصر صعود الطبقة البورجوازية. وعصر الثورات الكبرى (الأمريكية والفرنسية)، وعصر الفكر الحر، وعصر المذاهب الفلسفية الرئيسية (الهيجلية والماركسية)، وتحدد مضمون الكم الفكري المؤسس لحركة التنوير في الأساس بالموقف من الدين وفكره (وهو هنا المسيحية المحرفة)، كما رسم الفكر العقلاني الإنساني السابق على حركة التنوير والمصاحب لها، ولهذا اتسم فكر التنوير بعداء شديد ورفض للدين مسوَّغ بالعقلانية التي ترفض الغيبيات، وتجمع بين الدين وبين الخرافة والخزعبلات في وعاء واحد).
أما دعاوى أهل التنوير في العالم الإسلامي، فيقول عنها: (ومن هنا فالتنوير السائر هو في حقيقته ليس تنويراً على الإطلاق بل محاكاة وتقليداً وجموداً على أفكار غربية سقطت حتى من سياقها التاريخي والثقافي الخاص .. وفوق هذا فالتنوير الذي يُروِّج له بعض الناس الآن ليس تنويراً بالمفهوم الذي قد يتبادر إلى الذهن؛ من نشر للعلم والفكر والتأمل العقلي، بل هو لا يعدو ـ كما قلنا ـ إطلاق شعارات عامة غامضة موجهة كلها ضد الدين (الإسلام)، في إطار خطة لا تنويرية ولا عقلية ولا علمية بل سياسية محضة، هي ما اصطلح على تسميته بسياسة مكافحة التطرف والإرهاب المزعومين والمنسوبين إلى الحركات الإسلامية وإلى دعاة الإسلام. وإذا كان من صدق في نية الحديث عن التنوير فكان يجب أن يكون كذلك عن الإسلام، وفي إطاره وخدمة لدعوته). (مجلة البيان، العدد 159).
ويقول الدكتور محمد السيد الجليند في كتابه " فلسفة التنوير بين المشروع الإسلامي والمشروع التغريبي " (ص 12 – 17): (إن مصطلح التنوير -كغيره من المصطلحات العَلمانية- وفد إلينا من الغرب ضمن مجموع المصطلحات التي غزت ثقافتنا المعاصرة خلال حركة الاتصال الحديثة بين مصر والعالم الغربي -خاصة فرنسا- خلال القرنين الأخيرين.
ولقد نشأ هذا المصطلح في ظروف تاريخية عاشتها دول أوروبا شرقاً وغرباً، كانت ثقافة الشعوب في أوروبا خلالها قاصرة على ما تمليه عليهم سدنة الكنيسة ورجالها، وكانت السيطرة الثقافية واللاهوتية وتفسير الظواهر الطبيعية خاضعة لرجال اللاهوت الكنسي، لا يجوز مخالفتها، باعتبار ذلك وحياً لا تجوز مخالفته ...
ومن المعروف تاريخياً أن موقف الكنيسة وآراء رجالها كانت في العصور الوسطى تمثل الجهل والتخلف والخرافة، فلقد طلبوا من المسيحيين الإيمان والإذعان لآرائهم في تفسير الظواهر الكونية مدعين أن الدين (الكنيسة) يختص بتفسير هذه الظاهرة، وإن الخروج عليها كفر وإلحاد، ويكون جزاؤه الطرد من رحمة الكنيسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المفيد أن ننبه هنا إلى أن موقف الأديان من الكون وظواهره هو الإيمان بما هو موجود على ما هو عليه في الوجود، دون أن يفرض الدين تفسيراً معيناً لهذه الظاهرة أو تلك، تاركاً ذلك كله لمنطق العلم وما يصل إليه العقل من اكتشافات وعلاقات بين الأسباب والظواهر، دافعاً للعقل أن يعمل ويكتشف القوانين ويدرك العلاقات، جاعلاً الكون كله خاضعاً لسلطان العقل بحثاً واكتشافاً وتسخيراً وتوظيفاً. ومن هنا كان الكون كله آية دالة على خالقه، وكان أكثر العلماء اكتشافاً لقوانين الكون وأكثرهم إدراكاً للعلاقات أشدهم خشية لخالق هذا الكون. هذه نقطة تحتاج إلى بسط وتفصيل أحسب أن له مجالاً آخر، ولكن أردنا أن ننبه هنا إلى السقوط الذي وقعت فيه الكنيسة بفرض آرائها على العلماء ودعوى احتكارها تفسير الظواهر الكونية، ووجوب الخضوع لتفسيراتها وقبول آرائها في تفسيرهم للظواهر الطبيعية، وترتب على ذلك ميلاد حركة التنوير الرافضة للكنيسة ولآرائها، معلنة أن ما يدعيه رجال الكنيسة باطل لاحق فيه، جهل لا يسنده علم، خرافة لا يقبلها العقل.
ولما كان رجال الكنيسة هم الممثلون للدين. فقد فتش العلماء فيما يطالبهم رجال الكنيسة الإيمان به والاعتقاد بصحته، فوجدوا أن هذه الآراء، وتلك التفسيرات، خرافة لا يقرها العقل، وجهل لا يقبله العلم، وظلام وتخلف لا يثبت أمام النقد ومنطق العلم، فأعلنوا ثورتهم على هذه الآراء وتلك الخرافات التي ارتبطت في أذهانهم بالكنيسة ورجالها.
وبدأت قصة هذا الصراع المرير بين الكنيسة والعلماء منذ أيام كوبرنيق، الذي أعلن عن آرائه في الطبيعيات والفلك ومركز الكون، وكلها على نقيض ما يدعيه رجال الكنيسة، وانسحب ذلك الموقف بكامله على الدين بمفهومه العام.
لم ينتبه العلماء إلى ضرورة التفرقة بين رأي رجال الكنيسة والدين الصحيح في مفهومه العام. وصار الدين عندهم -كما عرفوه من رجال الكنيسة- تجسيداً للتخلف والجهل والخرافة. وأصبح رجل الدين رمزاً لكل هذه المعاني. فهو داعية للجهل. محارب للعقل. رافض للعلم، ولا شك عندي - أن هذه الكوكبة من العلماء التي عاشت هذه المعركة كان ينقصها العلم بالدين الصحيح، الذي نزل على عيسى عليه السلام، فضلاً عن جهلهم التام بالإسلام واحتضانه للعلم، وتكريمه للعلماء، ولا شك عندي أيضاً أن رجال الكنيسة الذين أعلنوا هذه الحرب التاريخية على العلم والعلماء قد أساءوا إلى المسيحية، وأفسدوا بموقفهم هذا حركة التاريخ المعاصر. فلا انتصروا لدينهم، ولا حققوا النصر على عدوهم، بل كانوا بموقفهم هذا الباب الطبيعي الذي فتح على مصراعيه لدعاة الإلحاد والثورة على الكنيسة والدين معاً، حيث صوروا الموقف على أنه صراع بين الدين والعلم، وليس بين رجال الكنيسة والعلماء بين العقل والخرافة، بين النور والظلام بين التقدم والتخلف، وكان مفهوم التنوير يعني التحصن بمنطق العلم والعقلانية، ضد هذا الدين ورجاله، الذين يمثلون الجهل والخرافة، فكان لابد أن ينتصر العلم في مواجهة الجهل، وينتصر العقل في مواجهة الخرافة، والتقدم في مواجهة التخلف.
وكان مصطلح التنوير هو المعبر عن نتيجة هذه المعركة التي حسمها التاريخ والواقع لصالح العلم والعقل والنور ضد الكنيسة وآرائها، ولقد صورت المعركة كلها على أنها صراع بين الدين، بمعناه العام، وكل معاني التنوير التي هي العقلانية والتقدم، وانتقلت المعركة بكل ملابساتها وظروفها إلى عالمنا العربي بدون أن يفطن دعاة التنوير في عالمنا العربي إلى أن الإسلام ليس هو الكنيسة، ولا عالمنا العربي هو أوروبا، ولا الحضارة الإسلامية هي الحضارة الأوروبية في عصورها المظلمة، فليس الدين عندنا رافضاً للعلم، ولا محارباً للعقل.
وأخذ دعاة التنوير عندنا يصورون المعركة في بلادنا على أنها صراع بين الإسلام والعلم، بين الدين والعقل، بين ضرورة التخلص من الماضي، والنهوض بالمستقبل، وكان النموذج الغربي في نظرهم هو المثل والقدوة التي ينبغي أن نحذو حذوها، ونسير في ركابها، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلناه معهم.
وأصبحت الثنائية التناقضية بين الدين والعلم عنواناً لحركة التنوير، وملازمة لها في بلادنا، فكما رفض العلماء في أوروبا الكنيسة، وأعلنوا الحرب عليها، دليلاً على التنوير، أخذ دعاة التنوير عندنا بنفس المبدأ، فأعلنوا الحرب على الإسلام ورجاله، لكي يعلنوا عن أنفسهم أنهم تنويريون ودعاة التنوير، وكما أعلن العلماء في الغرب أن الدين -الكنيسة- خرافة، ورجاله رموز للجهل، أخذ دعاة التنوير في بلادنا يلصقون نفس التهم بالإسلام ورجاله، ولو أنصف هؤلاء الدعاة إلى التنوير لبدأوا دعوتهم من حيث بدأ الإسلام، الذي يجعل العلم ديناً وفريضة، ويجعل حاكم العقل في عالم الشهادة ميزاناً لا يخطئ، ولو أنصفوا لفرقوا بين الإسلام والكنيسة، وبين الشرق والغرب).
الخلاصة: إن أراد ليبراليونا (ملتحون وغير ملتحين) بالتنوير، استنساخ النموذج الغربي في الصراع بين الدين المحرف والعلم، ونقله لبلادنا: فليس عندنا - ولله الحمد - تضاد بين الإسلام (الدين الحق)، والعلم الدنيوي النافع، إنما التضاد في عقولهم. وإن أرادوا به ضرورة الاهتمام بالعلوم الدنيوية النافعة؛ فلا أظن عاقلا يعارضهم في أهمية ذلك؛ كالاهتمام بالصناعة والتجارة والتطوير الإداري ... الخ، فلماذا حشر الأمور الدينية ?
تنبيهان:
1 - مقال مناسب لهذا الموضوع، عنوانه: (يا بني علمان .. ماقولكم في اليابان؟) على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/9.htm
2- مدعو التنوير لدينا، لن تجدهم - جميعًا - يواجهون الإسلام " بصراحة "، كما فعل قدواتهم في الغرب؛ لعلمهم بخطورة هذا وحساسيته، لذا لجأ معظمهم إلى محاولة هدمه من الداخل؛ بفكرتهم الماكرة: " تاريخية النص "، التي تُعطل نصوص الكتاب والسنة، وتُفرغها من محتواها الحقيقي، والوصول لهدفهم بهذا الالتفاف. (وتوضيح هذا في محاضرة للشيخ محمد المنجد " الفهم الجديد للنصوص "، التي سينشرها موقع الألوكة بعد أيام – إن شاء الله -). والله الهادي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 04:00]ـ
جزاكم الله خيراً - شيخ سليمان - على هذا الجهد المتواصل، بارك الله في أوقاتكم ...
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 02:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير ياشيخ سليمان
زدنا من هذا فهؤلاء خطرهم على الأمة أشد من خطر العلمانيين الأقحاح لأن هؤلاء باسم الدين يتكلمون وبتعظيمه يزعمون فيخدع بهم الأغرار قال تعالى (وفيكم سماعون لهم) سورة التوبة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:17]ـ
الأخوين الكريمين: فريد المرادي - أبوصلاح السادس: وجزاكما ربي مثله.(/)
(ابن بخيت) يقترح إيقاف الدعوة إلى اللَّه وإغلاق مدارس القرآن! [رد شيخنا الفوزان]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:55]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(ابن بخيت) يقترح إيقاف الدعوة إلى اللَّه وإغلاق مدارس القرآن!
كتب عبدالله بن بخيت في جريدة الجزيرة عدد الاثنين 26 - 7 - 1429هـ مقالاً يقترح فيه إيقاف الدعوة إلى الله وإغلاق بعض مدارس القرآن خوفاً من انتشار الفكر الإرهابي والتكفيري بزعمه؛ حيث قال:
(الإرهاب مثل الميكروبات المخادعة تعيد تشكيل نفسها، لا تلغيها المضادات الحيوية، لا يلغيها سوى البيئة المطهرة النظيفة. المعركة الحقيقية ليست بالسلاح وليست بالخطب والمواعظ وليست بالمناصحة).
كأنه يقول البيئة المطهرة هي النظيفة من الخطب والمواعظ والمناصحة؛ لأن هذه الأمور بزعمه تولد الإرهاب. وهذا من قلب الحقائق؛ فالخطب والمواعظ والمناصحة هي التي تعالج الأفكار المنحرفة، وهي طريقة الأنبياء والمرسلين والناصحين.
ثم قال:
(على سبيل المثال إذا كان هناك مَن يصر على بقاء ما يسمى بالمراكز الصيفية فيجب أن تتغير هذه المراكز جذرياً، يجب إلغاء أي شيء اسمه محاضرة من برامجها، وأن يُكتفى فيها بالأنشطة الرياضية والفنية، على أن تُسند إدارتها بالكامل إلى الأندية الرياضية ورعاية الشباب).
ونقول للكاتب:
نحن - ولله الحمد - في مجتمع مسلم، نعالج فيه مشاكلنا بالكتاب والسنة والسَيْر على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعالجون المشاكل بالخطب والمحاضرات والبيان الواضح من الكتاب والسنة، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
والإرهاب لا تعالجه الأندية الرياضية وإنما تعالجه المحاضرات المفيدة والمواعظ الناصحة؛ لأن الإرهاب يرتكز على شبهات لا يكشفها ويعالجها إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبواسطة العلماء الربانيين، وهذه المحاضرات والمناصحة والمواعظ مكانها في المراكز الصيفية وتجمعات الشباب في العطلة الدراسية؛ حيث لم يبق مجال غيرها بمناسبة إغلاق المدارس والمعاهد والكليات.
ثم قال: (وبعض مدارس تحفيظ القرآن وغيرها من الأماكن التي تنطوي على بُعد ديني .. ).
وهل البُعد الديني فيه محذور؟ ونقول للكاتب: عيِّن هذا البعض من مدارس تحفيظ القرآن، وحدِّد ما لاحظته عليها من انحراف فكري وإلا فالاتهام بالجزاف غير مقبول.
والقرآن الكريم لا ينشأ عن حفظه ودراسته إلا الخير؛ قال تعالى: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ? [الإسراء الآية 9].
وأمة لا ترتبط بالقرآن ارتباطاً كاملاً ليس لها حظ من الهداية الربانية.
وقولك: وغيرها من الأماكن التي تنطوي على بُعد ديني أيّاً كان هذا البُعد.
أقول: كأن الكاتب عنده عقدة من الدين والتدين؛ فهو يريد التخلص منه ومن أهله. وإلا فما ذنب الدين والتدين حتى يحاول الكاتب من الناس الابتعاد عنه؟!
إن ديننا - ولله الحمد - دين قيم ملة إبراهيم السمحة المعتدلة، لا إفراط فيها ولا تفريط، ولا يصلح المجتمعات إلا الدين الصحيح.
ويريد الكاتب أن تكون علاقة الناس برجال الدين علاقة دينية أبوية لا علاقة فكرية قيادية، وأن تختفي وظيفة الداعية من الوجود، مع إبطال أي تجمع يقوم على فكر ديني .. ونقول: كأن الكاتب يريد فصل الدين عن الفكر القيادي،
وهذا مذهب علماني باطل يخالف قول الله تعالى: ? أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ? [سورة النحل الآية 123]، ? مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ? [سورة الحج الآية 78]، ? وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ? [سورة يوسف الآية 38].
وقول الكاتب: وأن تختفي وظيفة الداعية.
هكذا يريد إيقاف الدعوة إلى الله التي هي ميزة هذه الأمة؛ قال تعالى: ? وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [سورة آل عمران الآية 104]، وقال تعالى: ? ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ? [سورة النحل الآية 125]، وقال تعالى لنبيه: ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ? [سورة يوسف الآية 108]، إلى غير ذلك من الآيات.
وعلى أي شيء يقوم الدين بدون الدعوة، وبأي شيء تحارَب الأفكار المنحرفة بدون الدعوة الصحيحة القائمة على منهج الكتاب والسنة؟! والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من الدعوة التي تُبعدنا عن ديننا وأخبرنا بأنه سيأتي في آخر الزمان دعاة على أبواب جهنم مَنْ أطاعهم قذفوه فيها، قيل صفهم لنا يا رسول الله، قال: هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.
فلا بد من وجود الدعاة، إما إلى الخير وإما إلى الشر.
هذا وإني أنبه الكاتب وغيره إلى أنه سيبقى للحق دعاته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم).
فليكن من دعاة الخير لا من دعاة الشر.
وفّق اللَّهُ الجميع لما فيه الخير والصَّلاح.
وصلَّى اللَّهُ وسلَّم على نبينا مُحمَّد وآله وصحبه.
كتبه د. صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الفَوْزَان
عضو هيئة كبار العلماء
28/ 6 / 1429 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:58]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=126)
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 06:12]ـ
من أمن العقوبة أساء الأدب بارك الله فيك وفي الشيخ الفاضل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 06:44]ـ
بورك فيكم أخانا الموفق سلمان .. وجزى الله الشيخ الفوزان خير الجزاء عن مرابطته.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:22]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل , وقد صدق المجتبى (ص) فها نحن نرى اختلافا كثيراً.!!
{أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 06:22]ـ
ثم قال: (وبعض مدارس تحفيظ القرآن وغيرها من الأماكن التي تنطوي على بُعد ديني .. ).
[/ color][/CENTER]
أما هذه فطامة لا أدري كيف سيتملص منها، نسأل الله الثبات على البعد الديني.
فليتفضل خالد المشوح هداه الله ممن يستنكر مجرد التكفير ويوضح لنا هذه العبارة.
وجزى الله الشيخ العلامة صالح الفوزان خير الجزاء.
وجزاك خيراً سلمان.
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 09:58]ـ
لماذا لا تصدر فتوى جماعية تضامنية موجهه بالإسم ضد مثل هؤلاء الكتاب؟ فتصدر فتوى تُكَفِّر من يستحق التكفير بعَيّنه , وتفسق من يستحق التفسيق بِعَيّنه , وتحكم على الكاتب الصحفي باسمه كأن تقول فلان ابن فلان من المفسدين في الأرض ويجب تطبيق حد الحرابة عليه.
لو تصدر مثل هذا الفتاوى القوية وأقول قوية لأنها ستكون تضامنية أي من جمع غفير من العلماء , وموجهه أي تخص أسماء بعينها وليست حكم عام فقط , لو تصدر مثل تلك الفتاوى لما استطاع أي علماني أن يكتب سطراً واحداً ضد الإسلام , بانتظار مثل تلك الفتاوى الرادعة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:00]ـ
الإخوان الكرام:
شَكَرَ اللَّهُ لكُم مروركُم،وتشريفكُم،وتعليقكُم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 08:47]ـ
بارك الله في أخيناالموفق سلمان .. وجزى الله العلامة الشيخ الفوزان خير الجزاء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 04:32]ـ
الأخ الحبيب،الشَّيخ / أبا مُحَمَّدٍ الغَامديّ ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى،ورعاه ـ:
شَكَرَ اللَّهُ لكُم،وباركَ فيكُم.
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 01:29]ـ
سبحان الله العظيم ..
صدق من قال: من أمن العقوبة أساء الأدب
زمن يتكلم فيه الرويبضات في شأن العامة
اظن انه لو اعطي مثل هذا الخبيث الضوء الأخضر لأعلن ردته و بغضه للإسلام و المسلمين .. لكن المنافقين يحسبون كل صيحة عليهم .. كأنهم خشب مسندة ..
اللهم عليك بمن عادى دينك و أوليائك
اللهم وفق من نصر الدين و دافع عنه .. كالشيخ صالح الفوزان و غيره من اهل العلم
اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون لتكون كلمتك هي العليا
شكر الله للكاتب نقله و متابعته(/)
بين تقليب الفكر والاستهلاك الفكري (دعوة للتأمل)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 08:38]ـ
بين تقليب الفكر والاستهلاك الفكري!!
كتب: خباب بن مروان الحمد
كثيرا ما يفكر المسلم المهموم بما يصيب المجتمعات المسلمة من حالات الحروب والدمار، وكثرة الهرج والقتل والمآسي المتوالية، والتخلف الحضاري، والارتكاس الاقتصادي، والتبعية السياسية، وكأنَّ قدر الأمَّة المسلمة في هذه الحقب الزمنيَّة أن تعيش تحت ذلك الركام المأساوي، بسبب تفريط السابقين في استعادة نهضة الأمة، وتهاون الحاضرين في اللحاق بسنَّة من نصروا دين الله، وأقاموا شرعه بينهم.
لكن ماذا عسى المرء أن يقول وهو يرى كثيراً من المنتسبين للعلم في واقعنا المعاصر في مؤخرة الرحل، وفي آخر القافلة، وهم الذين تعودنا أن يكونوا في المقدمة، والسادة الهواصر في قيادة الأمَّة قيادة واعية تجمع بين العلم والحكمة والجرأة وفقه العلاقات الدوليَّة واستحضار الفقه السياسي في قراءة الأحداث، وتحليل الوقائع دون تهور أو تهاون!
هذا ما عرفه المسلمين في عهود زاهرة مضت، وما يرغبون أن يبقى متواصلا في هذا الزمان، لم يقم به إلاَّ قلة قليلة حملت هذا الهم، والبقية يغرقون في جزئيات ودقائق من العلوم، ليست أولى من البحث في هموم ونوازل فقهية وسياسية معاصرة!
كيف لا أدري لماذا ربما ... أنني يوماً عرفت السببا
عالم يدعو بدعوى جاهل ... وليوث الحرب ترجو الأرنبا
نشهد في عالمنا الإسلامي قلَّة قليلة أخذت على نفسها ضرورة الازدياد من غرف بحور الحكمة، وموارد العلم، ومع كثرة أهل العلم في واقعنا الإسلامي، إلاَّ أنَّ أهل العمل والتطبيق وأصحاب الحكمة والرأي، فإنَّهم وإن كانوا قلَّة قليلة لا زالوا يعملون بغض النظر عن مستوى أداء عملهم، بيد أنَّ ما يجب أن تمليه عليه أنفسنا لمراجعتها حيناً بعد حين، ضرورة الجمع بين العلم الشرعي، والحكمة والحصافة في معالجة الأمور، وتقليب الفكر، وإدارة العقل، ومطارحة الرأي في تقديم الحلول النافعة، والأفكار الناجعة للأزمات التي تمر بها أمَّتنا المسلمة، وعدم الإبقاء على حالة الركود الفكري، أو الاستهلاك الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!
إنَّ أمَّتنا الآن بحاجة لرجال الأزمات الحقيقيين، وكما هو معلوم فإنَّ لكل واقعة أو مدلهمة تقع نازلة بنا بأمَّتنا من جميع النواحي سواء شرعية أو سياسية او اقتصادية أو بيئية؛ فإنَّها ستبرز لنا رجال أزمات، وفقهاء الصعائب، ممَّن يسبرون غور ذلك الحدث المريب، والواقعة الخطيرة، فتحتاج أمَّتنا لرجال أزمات، يجيدون فنون إدارة الأزمات، وتقليب الفكر في ما سنقدمه لأمَّتنا خلال خطةَّ متكاملة تربويَّة تسعى للنهضة بها من جديد من وهدة الانكسار، وانثناء الهمم!
• بين الرقود وطاقة الوقود العملي!
أمتنا الآن تعاني ما تعاني من ظلامات التردي، والانكفاء على الذات، إلاَّ ما رحم ربي، بل لقد وصل الوضع بالكثير من الناس لكي يتنادوا بينهم كما قال ذلك الأول: انج سعد فقد هلك سعيد!
وتلك هي مسألة هروب من الواقع النكد، وتفخيخ للأزمة أكثر من إصلاحها، والعجيب أن كثيراً من أهل الفكر ودعاة الإصلاح، قد سرت في نفوسهم دواخل اليأس من الواقع المؤلم ـ وحقاً إنَّه مؤلم ـ وانتقلوا من عملية الإصلاح الاجتماعي والحضاري، إلى الاعتناء بالذات مواصلة للقراءة، أو تحقيق المخطوطات القديمة، أو جمع كتب التراث، وكل ذلك نحن بحاجة إليه، ولكن الأهم صار لديهم هو المهم وليس الأهم حقاً وواقعاً، كالستار الذي أسدل فلم نعد نرى ضرورة ما خلفه!
وكما يقول أحد المفكرين: وكان طبيعياً أن يؤدي الفكر النقلي الخامل إلى الانشداد إلى «الماضي»، فيعيش العقل المسلم حالة اجترار فكري لمنقولات أثرية تقادم بها العهد، ولم تعد في عدد من عناصرها صالحة في أزمان تغيرت في كل شيء (باستثناء جوهر العقيدة وأصول الشريعة).
نجد أناساً حين ترى الناس أو عموم جموع الصحوة تسألهم: كيف يتقدم المسلمون وينتصرون على عدوهم؟
فتجدهم يقولون: عليكم بالتوبة إلى الله، والرجوع إليه، وهذا جواب عظيم، ولكن يا أيها المرشدون للمسترشدين: بالله عليكم أهذا جواب يقوله المفتي للمستفتي والعالم للجاهل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ كل الأمَّة بأشكالها وأنواعها تعلم ضرورة الرجوع إلى الله، وأهمية التوبة لديه، بل إنَّ كبارهم قادرين على صناعة موعظة رنَّانة يحدث بها الآخرين بضرورة الرجوع إلى الله والتوبة إليه.
فليس الحل بإلقاء كلمات من هذا القبيل، وإن كان ذلك من الضروري أن يقال كمقدمة للجواب، كما يخطب الخطيب يوم الجمعة بالمصلين فيذكرهم بتقوى الله في بداية خطبته، ثمَّ يذكرهم بتقوى الله، ويعقب ذلك الحديث بذكر المقصد والشاهد من خطبته للموضوع الذي قد تجهز به ليتحدث به أمام الحاضرين.
شاهد الذكر أنَّ إشكالية الاجترار والاستهلاك الفكري ينتشر وبشكل عجيب بين من يتزعمون الفكر أو يتصدون للكتابة، وصاروا في حقيقة أمرهم معزولين عن الفكر الخلاَّق والإبداع التواق لمعرفة الجديد والبحث في العقل عن صناعة التراكيب والنقد الفكري.
إنَّها عملية استهلاك فكري، وليس تقليباً للفكر وارتحالاً بين مساحات الفكر الشاسعة لالتقاط ومضة تضيء الطريق، أو إضاءة تنير الدرب المظلم الطويل، ورسم لطريقة العودة للنهضة المرادة.
إنَّ من أكابر المشكلات التي نعاني منها ذلك الدوران في فلك واحد من الكلام والحلول والوعظ، ونظن حينها أنَّنا بهذه الكلمات سنوقظ أمجاد الأندلس بعد أن سقطت منذ عام 1492م، ولا زلنا نتأسف على ماضيها الذي طمسته ظلامات الجاهليَّة الأسبانيَّة الحديثة!
• الرأي قبل شجاعة الشجعان:
الرأي قبل شجاعة الشجعان * هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة * بلغت من العلياء كل مكان
ولربما طعن الفتى أقرانه * بالرأي قبل تطاعن الأقران
لولا العقول لكان أدنى ضيغم * أدنى إلى شرف من الأزمان
هكذا قال لنا المتنبي، وقد كان صادقاً فيما قال، فإنَّ الحرب مبدؤها كلام، والمرجع في ذلك إلى الرأي الحصيف، والفكر المنيف، وكثيراً ما يقول الناس الكلام، وتشتعل بعد تلك الكلمات الحروب والمعارك الطاحنة لأجل كلمة قيلت دون وعي أو فكر أو رأي ثاقب درس الكلمة قبل أن يخرجها من لسانه، وليس عبر فكرة متداولة او معروفة وقد تكون في حقيقتها خطأ، وما أكثر المفاهيم الشائعة في الحاضر ولكنها عارية عن الصحة تماما!
إنَّ القرار الصحيح حين يكون منطلقاً من العلم الشرعي، ووهج المعرفة المتنوعة، ودراسة التجارب المختلفة، وامتلاك أدوات الحكم الصحيح من ثقابة الرأي، وعمق الفكرة، وحصافة المنهج، فإنَّها ستكوِّن لنا موطئ قدم لكي نسير على هدى وبينة وبرهان بلا تخبط أو تعسف!
فأين رجالات الأمَّة الكبار ومن يرمزون لأنفسهم بـ: (المفكر) أو (خبير التخطيط الاستراتيجي) أو: (البروفيسور الناقد) أين هؤلاء عن تقديم خلاصة فكرهم، ونتاج تجاربهم وإهداءها لهذه الأمَّة المتعطشة.
إنَّ الكلام التقليدي قد ملَّت الناس منه، وإنَّ من التجديد أن تحيي القديم بروح جديدة، والتماس للأفكار، وتدقيق في الاستنباط لكي تكون الحقائق مشرعة مترعة أمام من يقصد طريق النجاة وما أكثرهم في عالم التيه!
أمتنا المسلمة، وإن كانت بتكوينها الحالي هشَّة ضعيفة، فإنَّ فيها ولا يزال كثير من حملة التخصصات العلمية، لكنَّ الضرورة القصوى تقضي بأن نقول إننا بحاجة إلى العقلاء الحكماء الحصفاء الذين يكونون بحق رجال أمَّة، وأدوات بناء فعليَّة، وقادة أزمات، ولا يعني ذلك أنَّ هؤلاء ليسوا موجودين، ففي الأمة خير ... ولكنَّ الأمَّة المسلمة بحاجة للمزيد والمزيد من وجود هؤلاء الذين يقربون بين وجهات نظر المسلمين، ولا يتحزبون لفئة على أخرى، ويتصرفون في أوقات الفتن بحكمة ودهاء وذكاء مع الزكاء الإيماني والهدي النبوي والمنهج الصالح لسلفنا، ويجمعون الأمَّة بكل طاقاتها من الجماعات والأحزاب والمجاهدين على الهدى ودين الحق، ويلقنونهم دروس التسامي عن الأحقاد، وخطورة أمراض النفوس، وطامة الخلافات الحادة التي تفرق بين القلوب، ويشعرونهم بخطورة الوقوع بما قال تعالى عنه: (كل حزب بما لديهم فرحون) ويقولون بالحق ويصدحون به في زمن يردد فيه الضعفاء:
خل جنبيك لرامٍِ ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت ... خير لك من داء الكلام
هؤلاء العقلاء الحكماء النجباء المفكرون، هم الذين يقولون بالحق وبه يعدلون، لا ترهبهم سطوة سلطان، ولا ضغوط الجماهير، بل إنَّهم لله وفي الله وعلى الله متوكلون في حركاتهم وسكناتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء حقاً وحقيقة هم الذين نحتاج لهم في هذا الزمان، الذين يفنون وقتهم في التفكير لصالح أمَّتهم، ويمضون الساعات الطوال لتفكيك الأزمة التي تحيق بهم وتحيط من ورائهم، وإذا كان الإمام مالك يتحدث عن نفسه بأنَّه يجلس أكثر من 11 سنة وهو يفكر في حل مسألة فقهية عرضت عليه ولا يجد في كل سنة من تلك السنوات لها حلا، فإنَّ أزمات أمَّتنا من الصعب أن نقول بأنَّ حلَّها يسير، بل لقد ارهقت كاهل المفكرين والعلماء وهم يتحدثون عن سبيل الإصلاح، وطرق النهضة بهذه الأمَّة المسلمة، وكثير من أبناء الأمَّة سادرون في لهوهم، قابعون في غرف نومهم، ولكنَّ أولئك المصلحون المفكرون ينامون في أول الليل البهيم، ولكنَّهم يقومون في أواخر الليل البهيم الأليل، ليكون نصفه لله تعالى لكي يستعينوا على طاعته فلا مفر من الله إلاَّ إليه، فليس لهذه البلايا من دون الله كاشفة، وبعدها يفكرون بمأساة أمَّتهم ويصنعون الحلول ويتواصون فيما بينهم على البر والتقوى.
ولقد نبَّه الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال له: (يا أيها المزمل* قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتِّل القرآن ترتيلاً* إنَّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً * إنَّ ناشئة الليل هي أشدُّ وطئاً وأقوم قيلاً* إنَّ لك في النهار سبحا طويلاً * واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً).
فهم قيام لربهم يستعينون به على حلول حوائج أمَّتهم، ويقومون لله لكي يغفر لهم ولكي يعينهم على إصلاح الأمَّة وردها لسالف مجدها وعزها.
إنَّ هؤلاء الحكماء الفقهاء النجباء ليسوا مفكرين فحسب بل هم إضافة لذلك عابدون لله قانتون له، ويقلبون فكرهم، ويعيدون بصرهم ونظرهم في الإشكاليَّة مرة بل مرتين بل تزيد، ويستعينون بالله في قضاء حاجتهم، ويستخيرونه في الحلول الأنسب.
إنَّهم لا يستهلكون أفكار غيرهم، ويجيبون الجواب على السؤال المحير بكل سهولة، بل إنَّهم يدركون أنَّ أسئلة النهضة وأنَّ استشارات الإصلاح لوضع الأمَّة بحاجة ماسَّة إلى تقليب الفكر، والاستفادة من معطيات الحاضر، وأخبار الماضي، لبناء جيل مستقبلي نهضوي، فهم يصنعون الفكر بكدِّهم وعرق جبينهم، والمضي ليل نهار لتقديم المعلومة المتعوب عليها لتكون نبراس هداية ومسلك نجاة.
إنَّ المجتمعات أيا كانت وفي مختلف صنوف نشاطاتها تسعى لكي تكون منتجة للأفكار وليست مستهلكة لها ولكي ترتقي المجتمعات عليها أن تنتج أفكارا وأن يكون رأس مالها وثروتها العقول التي تصنع كل شيء ولا تستهلك إلا ما يساهم في قدراتها على إنتاج الأفكار الخلاقة.
وحقاً كم ذكر التاريخ في صفحاته من أقوام؟! فإنَّه لا يسطر في صفحاته إلاَّ الأماجد والماجدات، ولو أردنا أن نحصي العظماء الذين مروا بتاريخ أمَّتنا وسطروا بجهودهم وجهادهم وكفاحهم أنصع الصفحات، فلن نجد إلاَّ قلَّة قليلة، لأنَّ ما كان لله أنقى فهو أبقى، وأمَّا (الزبد فإنَّه سيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال).
إنَّ دولاب التاريخ، وقوانين الحضارة لن تنظر للثرثارين المهاذير الذين لا يقدمون إلاَّ بضاعة كاسدة في سوق الفكر، أو ككثير من الوعاظ الدراويش النقلة!
وإنَّ من صفات المجددين قيامهم بما يأمره الله تعالى بهم من قضايا الدين والدنيا، ومما يُفهم من معنى التجديد العمل لهذا الدين بروح وثَّابة، ونفس تواقة لإنتاج الجديد والمفيد في عالم الأنفس، ولقد قال المفكر الغربي سدني هوك: (الرجل الصانع للأحداث والأعمال فهو رجل أحداث، وأفعاله هي نتائج طاقات وملكات، ذكاء حاد وإرادة قوية وشخصية بارزة أكثر مما هي نتائج حوادث عارضة ناجمة عن مركزه)
• هل ينطق من في فمه ماء!
هناك إشكاليَّة يقع فيها بعض الذين ينتدبون أنفسهم للصناعة الفكرية، والنهضة التوعوية، فالكثير من هؤلاء يستهلك فكر غيره، فتراه ناقلاً أكثر من أن يكون مقدماً لفكرة معينة، أو مستنبطاً لمبدأ قيم، وحين نفتش في بعض البحوث المقدمة للمؤتمرات العلمية أو الندوات الفكرية، التي يحضرها النخب والمفكرون، نجد قلَّة قليلة من هؤلاء المفكرين الإسلاميين من تعبوا على إنتاج بحوثهم وورقة أعمالهم، وقدَّموا خلاصة وعصارة فكرههم بأفكار منظمة، وليس كما يفعل الكثير يرتجل الكلمة ارتجالا، وكأنَّه في محاضرة أمام عموم الناس أو المصلين في المسجد وما
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى ذلك.
مع أنَّ الشخص المدعو لمؤتمر علمي أو ندوة فكرية يحضرها النخب والطاقات الفكرية، ينبغي أن يحذو حذو المنهج العلمي في تقدم بحثه القَّذَّة بالقذَّة، ولا مانع من أن تختلف وجهات النظر في المسائل التي يسع فيها الاختلاف مما ليس من قضايا أصول الدين أو القضايا الكبرى في الكون والحياة، بل في مفاهيم يعتاد على أن يختلف المفكرون فيها، والأهم من هذا وذلك أن نعتني بكلتا الفكرتين، وألاَّ تكون هذه الاختلافات ـ بالطبع فيما لا يمس مسائل الاعتقاد وأصول الدين ـ بوابة للافتراق، فاختلاف العقول ثراء واختلاف القلوب وباء كما يقال!
ويؤسفني أن نجد جمعاً من طلاب العلم وأهل الفكر لا يستقصون أويتعبون في جمع وتقصي المعلومة، وتحليل القضية التي يريدون أن يقدموها، بل صار البعض يريد أن تقدم الفكرة له على طبق من ذهب وهي جاهزة، ولهذا فإنَّ من البلايا التي اعتادت عليها أمَّتنا أنَّها لا تعرف التصدير للفكر بقدر ما تستورد الأفكار والمعاني، إلاَّ قلة قليلة نستطيع أن نحسبهم ونعدهم عددا.
بل وجدنا أنَّ هناك أناساً لا يتعبون في الفكرة فيقومون باستئجار باحثين لكي يقوموا بجمع مادة بحث الماجستير أو الدكتوراة، لكي يأخذوا بناء على رسالتهم هذه وسام (الماستر أو الدكتور) وقد يكونون من أجهل الناس برسالتهم.
قالت الضفدع قولاً ... فسَّرته الحكماء
في فمي ماء وهل ... ينطق من في فيه ماء!
ومن بلايا الزمان أن نجد داءً يسري انتشاره وهو الكتابة لمجرد الكتابة والسرعة في نشر المادة المكتوبة دون التعب عليها وعلى إنتاجها والتفكير في صحتها مع أنَّنا لو سبرنا كم حصل في اليوم من مقال او دراسة أو أطروحة لوجدناها كمَّا هائلا جداً، ينقصه الإبداع الفكري، والتفكير الحضاري، والدقة في العرض، والأصل أن يعلم من أراد أن يكتب أنَّ الكتابة النافعة هي التي تكتب لا لتكتب وإنما لتنفع ويقال عمَّن كتبها أو قالها لقد أتحفنا صاحبها بفكرة جديدة أو شرح فكرة ضرورية، ولهذا كان علماؤنا يقولون: من صنَّف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس، والمقصد أنَّنا نكتب لكي نتعب عقولنا ونكدها لاستخراج أفكار جديدة او علاج مهم أو لمجرد التذكير ولكن بأسلوب وطريقة شيقة مناسبة.
والإشكال يقع كذلك عند بعض الخطباء أو الوعاظ، وهو أنًَّ بعضهم صارت له شهوة أفضل ما نستطيع أن نسميها به: (شهوة الكلام) حيث تجده مستغرقاً في كل يوم بخطاب وعظي مستهلك ومكرر بلا ذائقة أو رائحة، والمهم أن يتكلم لظنه أنَّ ذلك موافق للهدي النبوي بالدعوة والإصلاح المجتمعي، مع أنَّ هذا في حقيقة الأمر مخالف للهدي النبوي حيث أنَّ ابن مسعود أخبرنا كما في صحيح البخاري أنَّ رسول الله صلى الله عليهم وسلم كان يتخول صحابته بالموعظة خشية السآمة عليهم والملل.
ولهذا صارت تأتي كلمات بعض الناس بدون رونق ولا تجديد، بل إنَّ كثيراً من هؤلاء المتكلمين أو الكتاب أو من يظنون أنفسهم عقلاء وحكماء هم أبعد ما يكونون عن ذلك، وقد يكون أحدهم قد ابتعد عن القراءة عقوداً من الزمن ولا يتحدث إلا بما استقر في ذهنه منذ سنين، أو بما يسمعه من هناك وهنالك بثقافة التلطيش!
• أسباب الاستهلاك الفكري:
هنالك أمور أرى أنَّها تبعث على نمطية الاستهلاك الفكري، وإعادة تكرير المعلومة بشكل يفقد المتابع للساحة الفكرية أو الثقافية الطعم الذي يريد أن يتذوقه، من رؤى التجديد والإبداع في النقاش الفكري والثقافي الأصيل المرتبط بعقيدة الإسلام.
لكننا يمكن أن نقول أنَّ من الأسباب ما يلي ذكره:
1) ضعف القراءة الفكرية العميقة، والركون إلى قراءات سابقة أو معلومات عتيقة أكل الدهر عليها وشرب، ولقد أثار عجبي في يوم من الأيام وأنا أبحث في بعض القضايا الفكرية أو الحضارية أنَّ كاتباً كتب كتاباً جديداً وكانت المراجع والمصادر التي رجع لها أثناء بحثه لم تتجاوز سنة 1988م وأما ما بعدها فلم يرجع لشيء! وليس يدل ذلك إلاَّ على ضعف المتابعة الفكرية والثقافية أو الاكتفاء بالكتب التي كانت لديه في مكتبته العتيقة!
(يُتْبَعُ)
(/)
2) الكسل والملل من متابعة دقائق الأمور ودراسة الأحداث دراسة عميقة متوازنة، وذلك أن الكتاب أو المثقفين يستطيعون أن يكتبوا لأكثر من 20 مقالاً في الشهر، ولكن أن تكلفهم بدراسة عميقة ذات مستوى رفيع وراق، فإنَّ هذا أمر عسير عليهم وبالكاد ينجزونه في شهر أو أكثر لأنَّهم يعلمون قيمة الدراسة أو المقال المتعوب عليه من المقالات أو الأفكار التي تظن في البال فتكتب في الحال!
3) حب الكتابة أو الحديث كشهوة لكي يبقى الاسم دوماً على الساحة الإعلامية والصحافية والفكرية أو الثقافية، بدون إتقان أو جودة وحسن أداء.
4) قلَّة الداعين بين صفوف المثقفين والمفكرين بضرورة الازدياد الثقافي وأخذ الدورات الجادة في مجال التفكير الإبداعي، والابتكار العقلي، والارتكاز على قانون النظرية المعرفية المتجددة.
5) غياب الرؤية والتصور الكامل المتكامل للتفكير في قضايا الدين الإسلامي، والفكر الحضاري المعتمد على القرآن والسنَّة على فهم سلفة الأمَّة، ولهذا نجد أناساً يكررون ويزيدون في خطبهم وكتاباتهم حول ضرورة الشعائر الإسلامية من الصيام والصلاة والزكاة وهذا بحد ذاته أمر رئيس وضروري، ولكن أن يقتصر في الحديث على ذلك من دون استكمال الدائرة الإسلامية المحتوية للشعائر والأخلاق والمعاملات والحضارة والقيم والتنمية وما إلى ذلك فهنالك يبدو الحديث والتفكير فيه خلل ونقص.
6) النقص والقصور في التربية العامة سواء في الأسرة أو المدرسة أو الجامعة أو المجتمع بجميع مؤسساته ومنظماته، بعد تدريس مبادئ الإبداع وطرق التفكير، وضرورة الاجتهاد المنضبط على وزان الشريعة!
• وأخيراً:
هنالك أزمات حادة ومنعطفات شديدة الالتواء أرى أنَّنا نواجه شيئاً كبيراً منها في ساحات العلم والمعرفة والأداء الفكري، ومن ذلك هذا الاستهلاك الفكري الممل الذي نسمعه ونراه في شاشاتنا الفضية، والشبكة العنكبوتية، والكتب المقروءة، وغيرها من وسائل الإعلام.
نعم! لا نريد المرء أن يتحدَّث بما لا يحسن أو يتكلم في غفير فنه، فقديماً قال علماؤنا: من تكلم في غير فنه أضحك الناس على عقله أو أتى بالعجائب، ولكنَّننا نريد ذلك التجديد في الحديث، والإبداع في الطرح، والعمق في الأداء الفكري، والجودة والتميز والإتقان في عرض المعلومة، حتى لا يقول قائل: لم يأتنا هذا بجديد بل كلامه في هذا الوقت ككلامه قبل عقد او عقدين من الزمان!
إنَّ أمتنا بحاجة للطرح الراقي والخطاب الإسلامي الأصيل الذي يتجدد مع الأيام والأزمان، ولقد كان القرآن الكريم ينزل منجَّماً أي مفرقاً بحسب الوقائع والأحداث، بعبارات جميلة، وأدء لغوي فريد، وقوة في الدلالة، وهكذا ينبغي على الدعاة والمفكرين والمثقفين أن يكونوا متقاربين مع ضرورات مجتمعهم ومشاكله، ويعالجون الأمور برويَّة وعمق وحسن عرض وطرح، حتى لا يقال لقد صار الكلام معروفاً والطرح الفكري متكرراً، مع أنَّ الحاجة أمَّ الاختراع والضرورة تقول بما أنَّنا بحاجة لعلاج كثير من الإشكاليات فنحن بحاجة لتقليب الفكر من جديد والإبداع في عرض الحلول والنماذج المفيدة والأفكار الفريدة النيرة، بعيداً عن العبارات الضخمة التي لا مدلول لها، أو الكبيرة التي تعتريها الصحة، مع ضرورة سعة الأفق وبعد النظر ودقة الهدف، ومعرفة ما الذي نريد الحديث عنه والتركيز من أجل خدمته ولقد كان يقول" كينيث ووتس " وهو كاتب أمريكي معروف: " إن الصياد عندما يدخل الغابة ولم يكن لديه هدف محدد فحتى لو أصاب عين الثور فلا يعرف أنه قد أصابها لأنه ينظر في كل مكان" فالهدف من معرفة ماذا نقول ولمن نقول وعن أي شيء نقول أمر ينبغي ألاَّ يغيب عن البال،، بالتزامن مع الإتقان في المعالجة الفكرية، والجودة في التفكير، لكي تفيض علينا العقول من سحائب الفكر، وسوانحه لتكون الكلمات أعراساً من الشموع جامدة حتى إذا مات المرء وضحَّى من أجلها انتفضت حيَّة وعاشت بين الأحياء.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 09:48]ـ
.....
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 11:35]ـ
وفق الله الجميع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 01:48]ـ
مقال مهم
جزاك الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 04:50]ـ
ولى تعليقات عليه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 07:37]ـ
وددت لو كنت وضعت المقال وسمحت للنقاش حول مادته لأهميته
وعلى كل فانا لى أراء حول يعض فقراته فان أذنت لى فى ابدائها والا فلاحرج
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 07:32]ـ
نعم أخي خالد تفضل وقل ما لديك ...
بدون استئذان!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 03:15]ـ
تعليقاتى الاتية مجرد توضيح لما أُجمل - نظرا لهمية الموضوع - فاحببت ان تعم الفائدة
وانا حزين لعدم وجود تعليقات من الاخوة على الموضوع بل ان الشيخ المقدم قال فى مطبوعات المدرسة السلفية عام 1397هجرية 1977م بضرورة تخصص طائفة لدراسة ما يكسبهم الخبرة الكافية فى سبعة اشياء عدها ومنها واقع التيارات الفكرية المناوئة الخ
بيد ان بعض علماء السنة المعاصرين يدعوا الاخوة والخطباء لترك الجرائد والمجلات وعدم الكلام فى السياسة ولاحول ولاقوة الابالله
المهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 03:26]ـ
وانتقلوا من عملية الإصلاح الاجتماعي والحضاري، إلى الاعتناء بالذات مواصلة للقراءة، أو تحقيق المخطوطات القديمة، أو جمع كتب التراث، وكل ذلك نحن بحاجة إليه، ولكن الأهم صار لديهم هو المهم وليس الأهم حقاً وواقعاً، كالستار الذي أسدل فلم نعد نرى ضرورة ما خلفه!
ان من لايعرفك يا شيخنا قد يرتاب من هذا الكلام لكن الشيخ احمد القاضى قال ما هو أشد منن هذا وأدعى للارتياب بل انا كنت أجزم بانه قول اهل البدع ان لم أقراه للشيخ احمد القاضى وهذا فى مقاله
الخواء العقدى وانظروا الكلام الملون
بسم الله الرحمن الرحيم
الخواء العقدي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإن العقيدة (روح) تُنفخ في كثافة البدن، و (نور) يسري في ظلمات القلب، فيصبح للحياة معنى، وغاية، وثمرة. وحين تُفقد العقيدة، أو تضعف، تظهر أعراض الموات، أو المرض، فتستحيل الحياة بهيميةً، شقيةً، نكِدة. قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف/179]. هكذا تتعطل الحواس عن أدائها الصحيح، وتضيع في العماء، والخواء.
وفي هذا العصر الذي اكتنفت البشرية سحب الشهوات، والشبهات، والغفلات، وأصاب لفحها بعض مسلمة الوراثة، بتنا نرى، ونسمع، أموراً لا عهد لأهل الإسلام بها، نبتت كما تنبت الفطريات في الماء الآسن، وربما ظن أهلها ألا شأن لها بأمر الإيمان والاعتقاد. والواقع أنها أثر، وعرض لمرض (الخواء العقدي) و (التصحر الروحي)، وفقد الصلة بالله العظيم. وكان أشد فئات المجتمع تأثراً بها، الناشئة؛ من فتيان، وفتيات، ممن خضعوا لتأثير مكثف، وتلويث مخ، لا غسيل مخ، من الآلة الإعلامية الغربية، والشرقية، عبر مختلف الوسائط؛ من فضائيات، ومواقع انترنت، وغيرها.
ومن تلك المظاهر:
1 - الولع بالاتجاهات الفكرية، والفلسفية، والأدبية، المنافية لحقيقة الإسلام، وأصل الدين؛ من علمانيةٍ، وليبرالية، وحداثةٍ، وغيرها، وحسبانها مسالك موازية للتدين الشخصي، لا تتنافى مع رسومه، ولا تتعارض مع مقاصده.
2 - التعلق بالأوهام الحديثة التي تقذف بها آلة الظن، والكهانة المعاصرة، تحت أسماء مزخرفة، مثل (الطاقة الكونية)، و (قوة الجذب)، بل وبعض صور (البرمجة اللغوية العصبية) الخ، فتستهوي أصحاب العقول الضعيفة، وتجرجرهم في ظلمات الظن، والتخمين، وإثبات أسبابٍ لم ينصبها الله أسباباً؛ لا حساً، ولا شرعاً. حتى باتت رفوف المكتبات تجيش بهذا اللون من الكتب العبثية، التي تتلاعب بعقول الناس، وتبيعهم الوهم صِرفاً. ثم لا يشعر كثير من هؤلاء، أن الأمر يتصل بأمر الاعتقاد، أو يدانيه.
3 - الانخراط في الجماعات ذات الطقوس الغريبة، والممارسات المريبة؛ كجماعات (الإيمو) التي تستغل (الحرمان العاطفي) و (فقر المشاعر) لدى المراهقين، والمراهقات، لتستدرجهم إلى ما يشبه عبادة الشيطان؛ من حيث يعلمون، أولا يعلمون، فيتزيَّون بأزياء منكرة، ويتكلمون بلغة تنبو على السمع، وتفضي إلى الكفر، دون أن يشعر من حولهم بأن ذلك يمس جناب العقيدة، ويهدم بنيانها.
4 - الانغماس في الشذوذ الجنسي، ومناقضة الفطرة السوية، وانتماء بعض الفتيان، علانيةً، إلى فئة (الجنس الثالث) من المخنثين، وانتماء بعض الفتيات، علانيةً، إلى فئة (الجنس الرابع) من المسترجلات، أو من يُسمَّين، بالرطانة (البويات). وقد يتوهم بعض المراقبين، ألا صلة لذلك بأمر الاعتقاد، وأنه لا يعدو أن يكون انحرافاً سلوكياً.
إن هذه الممارسات، والانتماءات، جميعها، لتكشف عن (قصور) بالغ في فهم حقيقة الدين، لدى كثير من المنتسبين إليه، وتكشف عن (تقصير) بالغ لدى حملة العلم والعقيدة، في بيانه للناس، وكشف ما ينافيه.
إن على الراسخين في العلم والإيمان، والمتخصصين في علوم العقيدة، أن يعيدوا النظر في اهتماماتهم، ويرتبوا أولوياتهم، ويتنبهوا للخطر الداهم الذي يجتاح الجيل الجديد، ولا يضيعوا أوقاتهم في استحياء رفات صراعات تاريخية، أو تحقيقات تراثية تجاوزها الزمن. على حملة العقيدة أن يرتقوا إلى أفق العقيدة، ويبصروا المشهد الواقعي، بمختلف تجاذباته، لكي تكون جهودهم في محلها، وتؤتي أكلها، وتحمي الأمة، وتصون بيضتها. ونحن على ثقة مطلقة، من أن جميع هذه المظاهر السلبية، ما كانت لتطل برأسها، وترفع عقيرتها، إلا في غياب الطرح الواعي، والمعالجة المستنيرة، والاستدلال بالنص المعصوم، والعقل السليم، والفطرة السوية. و (إذا جاء نهر الله، بطل نهر معقل).
--------------
وذكلك هذا اسلوب دعوة مشايخ اسكندرية ولذلك عزوا وسادوا وشهد لهم الاعدار كوزير الاوقاف وهو يوزع كتاب محمد عنارة عن السلفية اجباريا لخطباء الاوقاف ويقول ان المد السلفى فى مصر ظاهرة سكندرية تولى كبرها محمد اسماعيل ثم ياسر برهامى واحمد حطيبة وباقى مشايخنا الاجلاء
وليت بعض العلماء الداعين بلسان حالهم ان لم يكن مقالهم الى العزلة عن المجتمع يتعلمون من تجربة مشايخ اسكندرية بل ومن واقع الداعين للعزلة وذلك انه ريهتم بهم احد ممن فى قريته او مدينته ولا اقول النخبة بل العوام اى والله ولاحول ولاقوة الا بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 03:33]ـ
إنَّ كل الأمَّة بأشكالها وأنواعها تعلم ضرورة الرجوع إلى الله، وأهمية التوبة لديه، بل إنَّ كبارهم قادرين على صناعة موعظة رنَّانة يحدث بها الآخرين بضرورة الرجوع إلى الله والتوبة إليه.
وهذا ياشيخ خباب ممادعى العامة فضلا عن النخبة أن تعلن كرهها للدين بلسان حالهم وانا سمعت من اعلنه بلسان قالهم _ من الفلاحين اهل الطبقة الوسطى ماليا - ولم يقف شعرى من مقالهم لأننى اعلم الجذور التى ادت اليه وأعلم انه لو يُسر لهم عالم متنور او على الاقل يجل المتنورين ويستفد منهم وان كان يخالفهم لكان هؤلاء هم اول انصاره اذا فهم لايكرهون الدين ولكن يكرهو مايعتقده عالمهم الغير متنور
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 03:49]ـ
) غياب الرؤية والتصور الكامل المتكامل للتفكير في قضايا الدين الإسلامي، والفكر الحضاري المعتمد على القرآن والسنَّة على فهم سلفة الأمَّة، ولهذا نجد أناساً يكررون ويزيدون في خطبهم وكتاباتهم حول ضرورة الشعائر الإسلامية من الصيام والصلاة والزكاة وهذا بحد ذاته أمر رئيس وضروري، ولكن أن يقتصر في الحديث على ذلك من دون استكمال الدائرة الإسلامية المحتوية للشعائر والأخلاق والمعاملات والحضارة والقيم والتنمية وما إلى ذلك فهنالك يبدو الحديث والتفكير فيه خلل ونقص.
وقد بين العلامة الربانى ابو الحسن الندوى مساوئ تلك الجماعة التى تدعو الى العزلة عن المجتمع مقضاياه ففى كتابه ترشيد الصحوة الاسلامية قال فى مواضع وأنقل لكم قوله فى موضع واحد فقط لصعوبة رجوعى للكتاب الان
لا بد من التوسع في الدراسة الدينية، وتغذية الشباب المثقف بالغذاء الفكري الصالح القوي الدسم
:
والمعيارالثاني أن تتصف هذه الصحوة بشيء من التوسع والتعمق في الدراسة الدينية، وفي فهم الكتاب والسنة
.
ويُعنى بالشباب المثقف
(الذين يزداد عددهم في هذه الصحوات) عناية خاصة، فيغذوا بالغذاء الفكري الصالح القوي الدسم الذي ينور عقولهم، ويعيد فيهم الثقة بصلاحية الإسلام للقيادة وحل مشاكل الحياة، ويجب أن يُحَثوا على الارتباط القوي العميق الإيماني والعملي بالقرآن الكريم ودراسة السيرة النبوية وتاريخ الإسلام الأول وتاريخ الإصلاح والتجديد وقادتهما، الذي يشعل مواهبهم، وينير لهم السبل لتوجيه طاقاتهم توجيهاً قيادياً سليماً، والاعتماد على نجاحه وإثماره إذا كان عن صدق وإخلاص وإنابة إلى الله.
ويُعنى كذلك بسلوكهم الفردي والاجتماعي والعائلي وأخلاقهم الفردية والجماعية، فإن ذلك من صفات الدعاة إلى الله والعاملين في مجال الدعوة والإصلاح الاجتماعي، وقد وقع في ذلك انحطاط ملحوظ في المجتمع الإسلامي بصفة عامة، وكان للعاملين في مجال الدعوة نصيب قليل أو كثير منه، كان له رد فعل وانعكاسات سلبية في المحيط ودليل للناقدين والمعارضين
.
*
يقترن بالصحوةِ الوعيُ المدني وفهم القضايا المعاصرة والحركات والتيارات العاملة النشيطة:
ويرافق الصحوة ويقترن بها الوعيُ المدني وفهم القضايا المعاصرة والحركات والتيارات العاملة النشيطة، وموقفها من الإسلام، وأثرها في الحياة، وخطرها على مستقبل هذا الدين والجيل الإسلامي، والاطلاع على أهداف القيادات التي تريد أن تسيطر على هذه البلاد والبيئات، وتتسلم زمام توجيه المجتمع وفق عقائدها وقيمها ومثلها، وسبك الحياة سبكاً جديداً، فإن التغاضي عن هذه القوات والطاقات، والحركات والقيادات، وانطواء الجماعات الإسلامية على نفسها، معتمدة على تمسكها بالدين والدعوة إليه، والاشتغال بأداء الفرائض والواجبات الدينية، وحياة الطهر والعفاف والعبادات والطاعات، يحول بعد مدة من الزمن بينها وبين حرية العمل بالدين، وتطبيق أحكام الشريعة، ويضيق الخناق حولها، حتى ينطبق عليهم قول الله
-تعالى-: ((حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم)) [].
ويعيشون في المستقبل تحت رحمة هؤلاء المارقين من الدين أو المحاربين له، والتقنين غير الإسلامي، والتدخل في الشريعة الإسلامية، وقانون الأحوال الشخصية الخاص بالمسلمين، وتحت مبدأ المجتمع الغربي المسيحي الذي يقول
:"إن الدين قضية شخصية وقضية بين الفرد والخالق، لا شأن له بالحياة والتشريع والسياسة".
*
نتائج التغاضي عن الحقائق وواقع الحياة، والانطواء على النفس والذوق الخاص:
ومعذرة إلى لفيف من الإخوان الذين يرون أن لا داعي إلى الوعي، ولا داعي إلى التطبيق بين الصحوة الإسلامية وبين واقع الحياة وقضاياها الشاغلة للعقول والمؤثرة في تشكيل المجتمع ونظام التربية ومنهج التفكير، وقد نشأ في بعض البلاد الإسلامية رجال متحمسون قد أهملوا هذا الجانب، وقالوا لا داعي إلى العناية بالقضايا المحيطة بنا، الشاغلة للعقول والنفوس، وإلى النظر إلى المجتمع، هل يتجه إلى الفساد، ويتجه إلى الانحراف والتحرر والتفسخ، أو يتجه إلى الصلاح والرشاد؟، ما دمنا نحن نصلي ونصوم، فالحمد لله على ما أنعم به علينا من نعمة الإسلام والعمل بأحكامه؛ فليس هذا بالفهم الصحيح للإسلام، فلا بد من تنمية الوعي الصحيح وتربيته، والفهم للحقائق والقضايا، والتمييز بين الصديق والعدو، وعدم الانخداع بالشعارات والمظاهر، حتى لا تتكرر مآسي وقوع هذه الشعوب فريسة للهتافات الجاهلية والنعرات القومية، أو العصبيات اللغوية والسلالية والإقليمية، ولعبة القيادات الداهية والمؤامرات الأجنبية، فتذهب ضحية سذاجتها وضعفها في الوعي الديني والعقل الإيماني، وتذهب جهود تكوين الجو الإسلامي ومحاولات تطبيق الشريعة والنظام الإسلامي سدى، أو تتعرض لخطر تطبيق النظام العلماني والتحرر و
"التقدمية" الغربية، المقبولة في العصر الحاضر والمطلوبة من الجماهير التي لم تتلق تربية إسلامية، ونشأت في ظلال نظام التربية الغربي، الذي طبقه الحكم الأجنبي الطويل (الذي يسمى "الاستعمار") وتحت تأثير وسائل الإبلاغ المسلية الماجنة [].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 04:06]ـ
وكنت قد قرات فى مقالك الكلام على الدعاة النقللة الذين يكررون الكلام لكننى لم أستطع العثور على نص الكلام من هالمقال الان
ولكننى اقول من باب التوضيح لمن لايفهم الامر
قال البهى الخولى رحمه الله فى كتاب تذكرة الدعاة ما معناه ان لايسئم الداعية من التكرار فان الحقيقة لايضرها تكرارها
وقال لى احد الاخوة متنقصا من غير المبدعين فقال لى المهم الابداع واقول ان بعض الناس قد يقصر معنى الابداع عن معناه العام
فليس معنى الابداع الاتيان بما يات به الاقدمون فقط ان هذا خطأ
بل من الابداع ان يأتى الداعية بنص ما قاله الاقدمون أى يحسن الاختيار فيكون بذلك قد أبدع وقد استدل الأساتذة فى لجنة امتحان الشيخ حسن البنا وهو فى الكلية على ان للشيخ مستقبل عظيم لأنه اختار اختيار جيد
كان عليه فى المنهج حفظ المعلقات السبع فسألوه عن سؤال - انا نسيته وقد كنت قراته فى موقع التغيير ولم أستطع دخول الموقع الان - وكان عليه ان يجاوب من حفظه للمعلقات فكانت اجابتة على بيت شعر فاستدلوا باختياره على انه سيكون له مستقبل عظيم فقالوا له لم يحسن الاختيار كما اخترت انت الا الشيخ محمد عبده منذ خمسين سنة وسيكون لك مستقبل عظيم - طبعا مع علمنا بما فى منهجهما من الضلال
وكذلك التخريج على كلام الاقدمين هو من الابداع
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 01:28]ـ
بارك الله فيك يا أخي خالد المرسى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 08:40]ـ
يتعلمون من تجربة مشايخ اسكندرية
انا اسف
هى ليست تجربة ولكنه منهج النبى (ص) وصحبه
فان النبى كان يعلم اغلب احوال العالم
وكذلك الحسن لما سأل عن حال اهل العراق فقيل له قلوبهم معك وسيوفهم عليك فتلك ادلة على ان السلف الصالح لم يكونوا منعزلين عن المجتمع وكيف ينعزلون وهم حكام العالم؟!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 01:06]ـ
هذا ما عرفه المسلمين في عهود زاهرة مضت، وما يرغبون أن يبقى متواصلا في هذا الزمان، لم يقم به إلاَّ قلة قليلة حملت هذا الهم، والبقية يغرقون في جزئيات ودقائق من العلوم، ليست أولى من البحث في هموم ونوازل فقهية وسياسية معاصرة!
كيف لا أدري لماذا ربما ... أنني يوماً عرفت السببا
عالم يدعو بدعوى جاهل ... وليوث الحرب ترجو الأرنبا
الى ان قال
وتلك هي مسألة هروب من الواقع النكد، وتفخيخ للأزمة أكثر من إصلاحها، والعجيب أن كثيراً من أهل الفكر ودعاة الإصلاح، قد سرت في نفوسهم دواخل اليأس من الواقع المؤلم ـ وحقاً إنَّه مؤلم ـ وانتقلوا من عملية الإصلاح الاجتماعي والحضاري، إلى الاعتناء بالذات مواصلة للقراءة، أو تحقيق المخطوطات القديمة، أو جمع كتب التراث، وكل ذلك نحن بحاجة إليه، ولكن الأهم صار لديهم هو المهم وليس الأهم حقاً وواقعاً، كالستار الذي أسدل فلم نعد نرى ضرورة ما خلفه!
وكما يقول أحد المفكرين: وكان طبيعياً أن يؤدي الفكر النقلي الخامل إلى الانشداد إلى «الماضي»، فيعيش العقل المسلم حالة اجترار فكري لمنقولات أثرية تقادم بها العهد، ولم تعد في عدد من عناصرها صالحة في أزمان تغيرت في كل شيء (باستثناء جوهر العقيدة وأصول الشريعة).
نجد أناساً حين ترى الناس أو عموم جموع الصحوة تسألهم: كيف يتقدم المسلمون وينتصرون على عدوهم؟
فتجدهم يقولون: عليكم بالتوبة إلى الله، والرجوع إليه، وهذا جواب عظيم، ولكن يا أيها المرشدون للمسترشدين: بالله عليكم أهذا جواب يقوله المفتي للمستفتي والعالم للجاهل؟
إنَّ كل الأمَّة بأشكالها وأنواعها تعلم ضرورة الرجوع إلى الله، وأهمية التوبة لديه، بل إنَّ كبارهم قادرين على صناعة موعظة رنَّانة يحدث بها الآخرين بضرورة الرجوع إلى الله والتوبة إليه.
فليس الحل بإلقاء كلمات من هذا القبيل، وإن كان ذلك من الضروري أن يقال كمقدمة للجواب، كما يخطب الخطيب يوم الجمعة بالمصلين فيذكرهم بتقوى الله في بداية خطبته، ثمَّ يذكرهم بتقوى الله، ويعقب ذلك الحديث بذكر المقصد والشاهد من خطبته للموضوع الذي قد تجهز به ليتحدث به أمام الحاضرين.
--------
إنَّ من أكابر المشكلات التي نعاني منها ذلك الدوران في فلك واحد من الكلام والحلول والوعظ، ونظن حينها أنَّنا بهذه الكلمات سنوقظ أمجاد الأندلس بعد أن سقطت منذ عام 1492م، ولا زلنا نتأسف على ماضيها الذي طمسته ظلامات الجاهليَّة الأسبانيَّة الحديثة!
.
أنا أعدت قراءة هذا المقال
ووالله وأقسم بالله انا لااشمت فى احد
واقسم بالله العظيم اننى كلما ازداد فى العلم فأعرف اشياء تسوئنى مثل هذا المقتبس فليتفطر قلبى من الكمد
يا شيخ خباب هل ترى مثل ما أظن أو أكاد أوقن انا (بحسب ما قرأت لهم) بأن مواقفهم هذه له خلفيات عقدية ومنهج فى التغيير ينظرون له
فلابد لنا من ايراد ادلتهم وكلامهم وعرضه على الشرع الحنيف ليعلم طلبة العلم الحق من الخطأ فيسيروا فى الطريق الصحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 01:00]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[نايف المعمر]ــــــــ[11 - Nov-2009, صباحاً 09:58]ـ
أشكر من كل قلبي وبكل ما أملك من كلمات أيها الداعية الاستاذ خباب الحمد,
وسأضرب أمثلة على تقليب الفكر الاستهلاك الفكري الموجود:
استهلاك كتب محمد قطب بل نحن عالة عليه
عدم معرفة مصادر الاخبار الصحيحة والسليمة من قبل بعض الاسلاميين
الخوف من الاتهام بقضية المؤامرة من طرح بعض المواضيع الخطيرة عل أمتنا
عدم وجود مواقع اليكترونية اخبارية اسلامية إلا ما ندر (موقع لجينيات يعتبر موقع فردي)
قلة الاهتمام بقضايا إجتماعية من قبل بعض دعاة السلفية
عدم الظهور في الإعلامي من قبل بعض كبار العلماء المسموعة آراءهم حتى تهموا بالسلعمانية
قلة الاكتراث للخطر الشيعي والاسرائيلي (من الأمثلة عدم الكلام عن تهديد الاقصى في الايم الاخيرة)
ودمت يا أخينا الفاضل خباب وكذلك الاخ خالد
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 11:10]ـ
نايف المعمر
ما كتبته اوافقك في اغلبه
جزيتم الجنة(/)
كنيسة تبشيرية أمريكية ساهمت في صياغة تعديلات قانون الطفل المصري
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:53]ـ
كنيسة تبشيرية أمريكية ساهمت في صياغة تعديلات قانون الطفل المصري
واشنطن – (أمريكا إن أرابيك):: بتاريخ 4 - 7 - 2008
كشفت وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" عن قيام كنيسة تبشيرية أمريكية كبرى بالمساهمة في صياغة تعديلات تم تمريرها مؤخرا على قانون الطفل المصري، تتعلق برفع سن زواج الفتيات وحظر الختان، وحقوق الطفل المعاق، وذلك عن طريق منظمة أهلية محلية تعمل في مجال الطفل في مصر، تديرها أمريكية ناشطة في مجال التبشير.
وذكرت الوكالة أن معلوماتها بهذا الصدد كشفت عنها وثائق أمريكية، أظهرت أن هذه المنظمة كان لها لقاءات بأعضاء في مجلس الشعب المصري والحكومة المصرية وبمحامين ومستشارين قانونيين لمجلس الأمومة والطفولة المصري، وأن تلك المنظمة التبشيرية احتفلت بأول نجاح تشريعي مباشر لها في مصر، بعد موافقة مجلس الشعب على بعض تلك التعديلات.
وأفادت الوثائق أن الكنيسة البريسباتينية (الكنيسة المشيخية الأمريكية)، وهي إحدى كبريات أفرع البروتستانية، تقوم كذلك بعمليات تبشير واسعة في مصر مستغلة برامج يديرها عدد من المبشرين الأمريكيين لمساعدة الأطفال المعاقين.
وكشفت أن فرع الأنشطة التبشيرية في الكنيسة، واسمه "جويننج هاندز" أو "تكاتف الأيدي" يدير منظمة أهلية في مصر تسمى نفسها "شبكة معًا لتنمية الأسرة" عن طريق ناشطة في مجال التبشير تُدعى نانسي كولنز.
وتقول هذه الشبكة عن نفسها على موقعها الإلكتروني بالعربية، إنها "تتكون من جمعيات وهيئات تعمل في مجالات التنمية المختلفة وتهدف إلى تخفيف حدة الفقر وتحسين نوعية الأسر الفقيرة والمهمشة عن طريق المدافعة ورفع الوعي العام، وعن طريق عمل الأبحاث والدراسات وبناء القدرات المؤسسية و الشبكة تؤمن بديمقراطية اتخاذ القرار والشفافية و المسائلة". وموقع المنظمة في مصر هو http://www.tfdnetwork.org/1a.htm
غير أنها تعرف نفسها بشكل مختلف في الوثائق الإنجليزية التي تعرضها الكنيسة الأم في الولايات المتحدة، حيث تقر بأنها مؤسسة كنسية تابعة للكنيسة المشيخية الأمريكية، ويمكن مطالعة إحدى هذه الوثائق على الرابط التالي: http://www.pcusa.org/witness/min4mis_pdf/060107m4m.pdf
وتقول المؤسسة عن نفسها بالإنجليزية في الوثيقة المرفقة، وهي عبارة عن خطاب قامت إحدى المبشرات الأمريكيات واسمها نانسي كولنز بإرساله للمقر الرئيسي في واشنطن وعرض على شبكة الانترنت، تقول:"معا لتنمية الأسرة، هي شبكة على مستوى الدولة (المصرية) من الكنائس والمنظمات غير الحكومية، تقترح تعديلات على قانون الطفل (المصري) لعام 1996".
وتختم الوثيقة بالقول: "اللجنة المصرية لتكاتف الأيدي تدعوكم للصلاة من أجل ضمان كل حقوق أطفال مصر وأطفال الرب".
وامتدحت المنظمة في وثيقة ثانية قانون الطفل المصري الجديد، وأقرت فيها بأنها تقدمت بالعديد من التعديلات التي تم تمرير الكثير منها، رغم أنها قالت إن بعض ما طالبت به فيما يتعلق بسن الزواج والعقوبات وختان البنات قد تم تخفيفه قليلا عما قدمته.
وتابعت: "التعديلات الخاصة بختان البنات والإساءة للطفل وسنّ الزواج قد تم تغييرها أو إضعافها. وعلى الرغم أننا كنا نتمنى لو أن كل التعديلات قد مررت كما تم تقديمها إلا أننا سعداء بنجاحنا الباهر بهذا العمل الأول في النشاط السياسي لمنظمة معا لتنمية الأسرة".
ويمكن مراجعة هذا النص الحرفي على الرابط التالي: http://www.relufa.org/partners/jhnewsletter/egypt.htm
وتقول المنظمة إنها تمكنت من عملها السياسي لأول مرة في مصر عن طريق الالتقاء بأعضاء في الحكومة المصرية وفي مجلس الشعب ومجلس الأمومة والطفولة للترويج لهذه التعديلات المقترحة خصوصا فيما يتعلق بتعليم الطفل المعاق وسن زواج الفتيات وفي موضوع ختان الإناث وكيفية معاملة الأطفال.
وتكشف الوثيقة عن قيام أعضاء في هذه المنظمة التبشيرية بلقاء أعضاء في مجلس الشعب المصري بالقاهرة في 26 فبراير، وفي بني سويف في 3 مارس، وفي المنيا في 6 مارس.
ويمكن مطالعة المزيد من الوثائق على الربط التالي http://www.desmoineswithegypt.org/
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقول وثيقة رابعة، هي عبارة عن خطاب آخر للكنيسة الأمريكية، قامت بكتابته نانسي كولنز الناشطة الأمريكية في مجال التبشير في مارس 2008، إن هذه السيدة تعيش في منطقة أرض الجولف بمصر الجديدة بالقاهرة (يمكن مطالعة الرابط التالي http://www.pcusa.org/missionconnections/letters/collinsn/collinsn_0803)
وتقول إن الاقتراحات التي استطاعت عرضها عن طريق النشطاء المصريين المحليين العاملين في منظمتها تشمل: "جعل الفحوص الطبية قبل الزواج إلزامية، تغليظ العقوبات للعنف ضد الأطفال، خصوصا لمن يكون الأطفال في رعايتهم، ومنع ختان الإناث نهائيا".
غير أن المنظمة التبشيرية، وفق الوثائق لم تذكر أسماء أعضاء مجلس الشعب أو توقيت لقائهم بهذه المنظمة. لكنها ذكرت أنها عقدت لقاءات مع المستشار خليل مصطفى خليل، المستشار القانوني بمجلس الأمومة والطفولة، في حلقة نقاشية يوم 15 يناير.
وبث الوكالة صورة للمستشار خليل مصطفى خليل في هذا اللقاء وهي نفس الصورة التي بثتها الكنيسة الأمريكية. وتوجد الصورة على الرابط التالي http://americainarabic.com/clients/americainarabic/Khalil-Moustapha-Khalil.jpg
وتقر المنظمة في الوثيقة أن المنظمة التبشيرية الأم، التابعة للكنيسة الأمريكية، والتي اسمها جويننج هاندز (تكاتف الأيدي) دعمت هذه التعديلات، فيما تقول وثيقة أخرى إن ضغوط هذه المنظمة تمت عن طريق المجلس القومي للطفولة والأمومة المصري المنوط به القيام بكتابة مثل تلك القوانين.
يمكن مطالعة الرابط التالي للكنيسة المشيخية الأمريكية http://presbyterian.typepad.com/lindavalentine/2008/03/advocating-for.html
وكشفت الوثيقة أن المنظمة التبشيرية الأمريكية تمكنت من تقديم تعديلات للمجلس وأن مجلس الأمومة والطفولة المصري قبلها في مؤتمره في ديسمبر عام 2006 الذي عقد في مدينة الإسكندرية المصرية.
وتقول الوثيقة إنه بالإضافة لنشاطها في دعم تعليم الأطفال المعاقين قامت باقتراح التعديلات المطالبة برفع سن زواج الفتيات المصريات من 16 إلى 18 عاما.
وتقر المنظمة بعملها التبشيري صراحة على الرابط التالي: http://www.pcusa.org/worldwide/egypt/international.htm، والذي تقول فيه إنها تعمل من خلال الكنيسة الإنجيلية المصرية (سيناويد أون ذا نايل) أي "المجمع الكنسي على نهر النيل".
وتقول إن مهامها تشمل كذلك "تطوير كنائس جديدة في 38 مدينة مصرية جديدة يجري بناؤها في الصحراء الغربية والصحراء الشرقية في مصر، وكذلك التبشير في الأماكن البعيدة، وبناء أماكن للتجمع، وتوفير العمال الكنسيين للأماكن البعيدة المهملة في الريف المصري وخصوصا في محافظات الصعيد وبين اللاجئين السودانيين وبين الذين فقدوا أوطانهم واستقروا في مصر وخصوصا بين الشباب والمشردين ومدمني المخدرات والكحول والتدريس للأطفال والشباب".
ويوجد على الرابط التالي أسماء أعضاء الكنيسة التبشيرية الأمريكية وفق ما أورده موقع الكنيسة http://www.pcusa.org/missionconnections/profiles/egypt.htm
وتقول الكنيسة عن نانسي كولنز، التي تعمل في مصر، إنها قامت بأعمال تبشير تدريبية في مدينة لويسفيل في أمريكا في المركز البريسباتني المشيخي من يوليو 2001 ولمدة عام حيث عملت فيما بعد في منطقة الشرق الأوسط في فلسطين وإسرائيل والعراق وفي مشروعات لها علاقة "بالهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر".
يذكر أن هذه الكنيسة تنتمي للطائفة البروتستانتية، والمعروف أن أكثر الطوائف البروتستانتية التقليدية أتباعا في الولايات المتحدة هي الميثودية واللوثرية والمشيخية التقليدية والمعمدانية التقليدية. والتنصير من المبادئ الهامة لهذه الكنيسة ويعرف مجازا هنا "بإشراك الآخرين في بشائر المسيح الجيدة"
http://www.almesryoon.com/Archive/ShowDetails.asp?NewID=50825&Page=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 05:43]ـ
==========(/)
الخطب المنبرية للشيخ عبد المحسن القاسم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 08:24]ـ
الخطب المنبرية للشيخ عبد المحسن القاسم
في موقع مكتبة المسجد النبوي على هذا الرابط
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=6295(/)
فشل المنهج العلماني [عبد الله السعوي]
ـ[حمد الصالح]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 03:31]ـ
فشل المنهج العلماني (1 - 4)
عبد الله بن محمد السعوي
ليس ثمة منظومة فكرية تتغيا تمرير خياراتها لجمهرة برامجها إلا وهي مشدودة على نحو أو آخر في عمق بنية تفكيرها، إلى جملة من المسلمات البديهية في تصورها، والطرح العلماني - كأحد الخطابات التي تنفق جهوداً مضنية في سبيل تعميم ثوابته على أرحب نطاق متاح - يتمحور في أبعاده التنظيرية حول جملة من الثوابت من أبرزها:
أولاً: الثابت الفكري: من خلال فكرة الرشد الانساني فالمثقلون بالهم العلماني لايفتؤون يؤكدون على أن الانسانية لازالت تنتقل من طور إلى طور عبر مسار بالغ الطول حتى عانقت مرتبة الرشد الإنساني، ذلك المستوى الذي يرشحها وبجدارة للنظر الذاتي في تدبير شؤونها وتشكيل حياتها ورسم أطر الحركة وصياغة آليات الفعل وتدشين طرائق الممارسة، ومن غير حاجة إلى الاهتداء بثوابت الشرع. ونتيجة هذا المنهج هو أن الانسانية ليست بحاجة إلى وصاية الدين، وأن بإمكانها مجافاة نصوص الوحيين واستدبار القيم النصية والضرب صفحاً عن مفهوم السلف الأوائل، والاستغناء المطلق عن المنتج - بفتح التاء - التأويلي المنبثق عن الذهنية المعتبرة، والمتمخض عن وعي الصحابة رضي الله عنهم، يجري هذا بذريعة أن العقل البشري يملك إمكانيات فائقة تؤهله لإنتاج المشاريع الذهنية، والإحاطة بالحقائق والحدود القصوى التي يمكن أن تنتهي إليها الأشياء.
إن الحقيقة الكبرى التي عزبت عن الوعي العلماني، هي أن الكائن البشري في حاجة ماسة دائماً إلى هدي من خارج ذاته، وتوجيه من بارئه، ولن يتسنى له أبداً أن يسلك سبيله إلا على ضوء منهج المعرفة الذي قننه له موجده، وأنه كلما تجاوز هذا المنهج، وتجافى عن جادته، ضل وتخبط في دياجير الظلمات حتى يؤوب قافلاً إليه.
ثانياً: من ثوابت العلمانية أنها تتبنى القول بفصل الدين عن السياسة، وترى أنهما ضدان لا يجتمعان، هذا الاعتقاد يقوم على جهل علماني تام بطبيعة كل من الدين والسياسة، ذلك أن الدين في حقيقته منهاج ذو رؤية شمولية يستوعب مفردات الحياة قاطبة، إن الأزمة التي أربكت المنهج العلماني، وجعلته رهيناً للقلق والتمزق والغربة التي دمرت وجوده، هي أنه فقد نصف الحقيقة ولم يعاين سوى شطرها المادي المحض، مما كوّن في أغوار أعماقه منطقة فراغ مقلق لا سبيل إلى إطفاء ظمئه، وشفاء غليله إلا عن طريق الاهتداء بأنوار الوحي التي تمنحه الضياء الكاشف لجادة الطريق. تصطدم العلمانية إبان تسويق ايديولوجيتها المتمثلة بتحجيم الدين وتحسير سلطته والحد من تأثيره في المؤسسات الرسمية للدولة، تصطدم بالمبادئ القرآنية وتجد نفسها أيضاًَ أمام علم من العلوم يقنن آليات التعاطي مع النص، ويضع مبادئ صارمة تؤطر عملية المقاربة التأويلية وترشد حدودها، هذا العلم هو علم أصول الفقه، ولذلك فالمنهج العلماني لكي يزيح هذه العقبة من سبيله، فهو ينفق زخماً من الجهود الإضافية لإثبات تاريخية النص، وأنه محكوم بمرحلة زمنية مشروطة بحيثيات زمكانية تفقده عنصر التعدية التاريخية؛ كثير من الاطروحات العلمانية تستهدف في عمق خطابها مفاهيم (اسباب النزول) لتعزيز مضمون الفكرة الجازمة بتحسير النص القرآني وحصره بظرفه الآني، أي ارتهانه لسبب نزوله وحدثه التاريخي، مبطلين بذلك قاعدة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوصية السبب) بوصفها بزعمهم منتج بشري لا يتعالى على النقد والتقييم. أيضاً تلح الاطروحة العلمانية على مفهوم (النسخ) تتغيا بذلك تقويل القرآن ما لم يقل، وذلك باستقطار اعتراف من القرآن ذاته بتاريخية جملة من نصوصه التي حكمها قابل للتحوير بتغير الحال والزمن والشخص؛ هذا الارتكاس التأويلي المفرط في محاربته للقرآن مصاب بذعر حاد فهو لا يملك في بعض السياقات الشجاعة الكافية للتصريح بما يراه من اعتقادات ذهنية لأن هذا يجعله في مأزق اجتماعي يتعذر عليه تجاوزه، ولذلك فلكي يتلافى هذه المواجهة التي هو غير مؤهل لها يستصرخ بعض الافكار كبديل متاح يوفر له لونا من التبرير، مثل القول بتاريخية النص واستحالة مفهوم التعدية التاريخية، وهكذا وبمعيارية مناوئة للتعاطي الموضوعي يحيلون الخطاب القرآني الكريم إلى نص مشلول لا يملك القدرة على محاورة المعضلات
(يُتْبَعُ)
(/)
المستجدة في شتى وجوه الواقعّ!!.
الخطاب العلماني المتخبط عندما يتعاطى مع علم أصول الفقه فهو لا يتوخى إلا اثبات أن مجمل الضوابط المنهجية المقننة لآليات المقاربة للنص، ليست إلا مواضعات بشرية تعارفت عليها فعاليات تعيش صيرورة تاريخية معينة مشروطة بحيثياتها، هذا الخطاب يروم التقعيد لقواعد أصولية حديثة انطلاقاً من عقليته المحدودة.
ثالثاً: ثابت علمي ومؤداها أن العلمانية: هي حراك ديناميكي يبعث العلم ويعلي من قيم العقل، أما الدين فهو المرحلة الطبيعية للفكر الخرافي والفكر الأسطوري، ولهذا فالايديولوجية العلمانية تتماهى وعلى نحو مكثف مع النظرة الوضعية التي تولى كبر التنظير لها (أوجست كونت)؛ المنهج العلماني ينسجم مع هذه الرؤية ويتبنى مقتضياتها من خلال نقل ميكانيكي واستنساخ لا واع للتجربة الغربية، الخطاب العلماني يجهل - والجهل خاصية لازمة وجزء من التركيبة التكوينية لهذا الخطاب - أن الدين نزعة فطرية لدى كل المجتمعات البشرية يقول (بلوتارك في القرن الاول للميلاد): (من الممكن أن تجد مدناً بلا أسوار وبلا ملوك وبلا ثروة وبلا آداب وبلا مسارح ولكن لم ير إنسان قط مدينة بلا معبد ولا تمارس العبادة) ويقول (ماكس مولر): (إن الدين قوة من قوى النفس وخاصية من خواصها ... وإن فكرة التعبد من الغرائز البشرية التي فطر عليها الانسان منذ نشأته الأولى).
ويرى علماء الاجتماع أن الدين يعد من ابرز الركائز التي قام عليها بناء المجتمع البشري - يقول (أرنست رينان) (من الممكن ان يضمحل ويتلاشى كل شيء نحبه وكل شيء نعده من ملاذ الحياة ونعيمها ومن الممكن أن تبطل حرية استعمال العقل والعلم والصناعة ولكن يستحيل أن ينتهي التدين أو يتلاشى) إن العلمانية المعاصرة في البلاد الإسلامية تنطلق في موقفها من الدين على ضوء توجيهات عدد من الكتب من أبرزها ثلاثة:
الأول: كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين، شكك من خلاله طه حسين في مدى صحة القصص القرآني عن الأنبياء والكعبة!!، وطرح تساؤلاً عن المانع الذي يمنعنا عن اعتبارها جزءاً من أساطير الأولين، طه حسين - الذي بات عقله لقمة سهلة المنال لتيار التغريب - في هذا الكتاب المناقض لكل ما هو عقلي!، يباشر نقداً مأفوناً لجملة من الثوابت العقدية، فيصادمها بشكل صارخ تحت شعار المنهج العلمي في التفكير!!، طه حسين كشف بطريقة تعاطيه مع الثوابت الإسلامية عن بؤس العقلية التي يفكر بواسطتها هذا التيار المسف في وجدانه الديني إلى الحضيض!.
الثاني: كتاب (الإسلام وأصول الحكم) لعلي عبدالرزاق، والذي بذل وسعه لفصل الدين عن السياسة والحياة، والتأكيد على أن الإسلام دين فقط لا دولة، وعلى أن الرسول لم يمارس الحكم ولم يقم الدولة!، وأن الدولة التي أسسها الخلفاء الراشدون نهضت متكئة على طغيان القوة، لا على أساس شرعي.
الثالث: كتاب (مستقبل الثقافة في مصر) لطه حسين، والذي دعا فيه إلى الغربنة وإلى الاستقطاب الميكانيكي لحضارة الآخر، وعدم الفلترة الانتقائية، بوصف ذلك هو السبيل المضمون لتبوؤ قمة سامقة في السلم الأممي!.
طه حسين يصرح في هذا الكتاب - وذات غياب للوعي، وفي لحظة عشق وهيام بالأوربة - بأن طريق التقدم والتطور ليس له إلا طريق واحد وهو (أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها، حلوها ومرها، ما يُحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب ومن زعم لنا غير ذلك فهو خادع أو مخدوع) انظر (مستقبل الثقافة في مصر) 1 - 41 وهكذا طه حسين يناقض نفسه بنفسه، فهو هنا يناقض ما دعا إليه في كتابه (الشعر الجاهلي) ص21 عندما دعا إلى تجسيد الشك الديكارتي، وعدم الاستسلام المجرد، والإذعان المطلق!!.
ضعف المحاكمة العقلية عند طه حسين، حدت به إلى قبول الأشياء - مادامت من الغرب - على علاتها، فلا يحاول تقييمها أو البحث في تناقضاتها وثغراتها، حيث يتقبلها وهو يصرح بذلك، حيث يرى أن من واجبنا: (أن نُشعر الأوربي بأننا نرى الأشياء كما يراها، ونُقوّم الأشياء كما يقومها، ونحكم على الأشياء كما يحكم عليها) انظر (مستقبل الثقافة) 1 - 44 مشكلة طه حسين أنه نظر إلى الغرب بذهول بالغ، فتضخم الغرب في حسه، حتى أغلق عليه منافذ التفكير، واستولى على بنيته الذهنية، على نحو جعله لا يرى إلا ما يراه الغرب الذي هام على وجهه في الظلمات!.
ومما يثير العجب، أنه يوجد هناك من يهيم بطه حسين، ويعشقه حتى الموت!، كما نرى عند أحد الكتاب في أحد صحفنا المحلية، حيث كتب مقالاً بعنوان (طه حسين .. الإبحار في بحر الظلمات) هذا المقال المكتظ بالمغالطات المعرفية، لايستحق الوقوف عنده لمناقشته، بحكم أنه مقال لا علمي، بل هو مقال تطبيلي في العمق!، التمجيد التبجيلي، هو الملمح الأبرز في هذا المقال الفارغ إلا من التكرار الببغائي، طبعاً هذا التبجيل ليس مستغرباً، فإن أسوأ ما يمكن أن يصاب به شخص مّا، هو أن يتمكن غيره من احتلال وعيه، وهذا ما نراه عند هذا الكاتب، حيث ملأ عليه طه حسين أقطار وعيه، فاتخذ من طه حسين شيخاً له، فسلمه عقله، فلا يفكر إلا بواسطته، فصار طه حسين عبارة عن أعمى، يقود أعمى مثله!، بل المريد هنا أشد عمى من شيخه!، فالشيخ إن كان قد يوجد له بعض العذر- هذا على سبيل الافتراض! - لأنه فقد عينيه، ويبدو أنه بفقدهما، فقد حقائق قيمية كبرى!، فمريده الذي له أعين لكن لا يرى بها - لأنه مصاب بالعور الفكري، وإن تحامل على نفسه، وغالَب هذا الحَوَل المنهجي، ورأى، ذات صحوة مّا، فإنه يرى بشكل مقلوب - فهذا ليس له عذر، ولا يغفر له هذا التكلس الفكري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد الصالح]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 03:32]ـ
فشل المنهج العلماني (2 - 4)
عبدالله بن محمد السعوي
مع أن طرح طه حسين كفاعلية تدميرية، يفتقد لأدنى مقومات التأثير في الوعي العام، ولا يمتلك ما يؤهله ولا لأدنى درجات القبول!، فهو طرح يُرفض بالفطرة إلا أن هناك من رشح نفسه -كما هو حال هذا الكاتب- ليكون طبالاً لطه حسين، وزماراً يهتف باسمه، ويسبح بحمده، ..
.. عبر عقلية رغبوية لا طاقة لها بالوصول إلى عمق طرح طه حسين، والوقوف على تناولاته الكارثية المناوئة وبشدة للنص القرآني، جهل هذا الكاتب بمبادئ البنية العميقة في ثقافتنا الإسلامية، وتواضع قدراته المعرفية -هذا إن كان ثمة وجود لها! - في المجال العقدي، وافتقاده للنضج الفكري الحي والفاعل، هو السبب الذي جعله يتقبل بسهولة كل فكرة مهما أقذعت في مصادمتها للنص، بل حتى لو كانت تشكيكاً بالقرآن الكريم، مادامت صادرة عن طه حسين!، فهي تنطلي عليه، بل يسارع - وبإمعية متناهية - إلى تصديقها، ومن ثم التأسيس عليها!!، عبر وعي وصل في التعصب منتهاه، ومن المعروف أن التعصب يقوض مقدرة صاحبه على النقد، ويضعف استجابته لدواعيه، بل وتجعله يرى أبشع السلبيات على أنها أبرز الإيجابيات، هذا الكاتب أتي من ناحية جهله، وخمول عقله المعرفي، هذا التبلد العقلي الحاد، هو الذي جعله يصف كتابا مثل كتاب (في الشعر الجاهلي) بقوله: (فأول مرة يحاول باحث عربي ممارسة البحث العلمي الموضوعي المجرد، وأول مرة يخرج الباحث العربي -كشرط للموضوعية العلمية- من التزاماته الخاصة، ويطرح بحثاً عقلانياً -أو هكذا يريد له أن يكون- يمكن أن يخاطب به الإنسانية جمعا، بعيداً عن عقائدها وقومياتها، وتصوراتها الخاصة عن نفسها) هكذا، وبسطحية متكاملة -منعته من مشاهدة كل أبعاد الصورة، والإحاطة علما بكافة معالمها- يبجل كتاباً لا ينطوي في حقيقته إلا على التشكيك بآيات القرآن، ومن ثم تقويض البني العقدية، ومبادئها العليا!!، إنها مهزلة بكل المقاييس، أن يعظم بالتقليد والتهويل، من لا يستحق إلا التجهيل والتضليل!!، عندما تستمر هذه الوتيرة في التصاعد، فإن بنياننا الأخلاقي والاجتماعي سيكون مرشحاً وبجدارة لأبشع الأخطار؛ هذا المتيم الذي قبل بوصاية طه حسين عليه، هو في الحقيقة جاهل مركب، أي أنه جاهل، ويجهل أنه جاهل، فهو متناقض ولا يعي أنه متناقض!، فهو في الحين الذي يدعو فيه إلى وجوب الاستقلالية العقلية، وعدم قبول الوصاية من أي كان!، هو في نفس الوقت، متخم وعيه بالأفكار الرجعية، لأنه سلم عقله لرموزه، وتعامل معهم على نحو تقديسي، فبات أسيراً لطه حسين والطهطاوي، وقاسم أمين، وسلامة موسى، فهو مريد مخلص لهؤلاء، يقدم لهم فروض الولاء والطاعة، ولا يحيد عن منهجهم قيد أنملة، ثمة عشق صوفي يأخذ بتلابيب عقله، ويصرفه عن معاينة المكنون العفن الثاوي في عمق طرح سادته الأولياء!، سبب سهولة انقياد هذا الوعي، وتخدره أمام أطروحات طه حسين، وأطروحات غيره من متبني الفكر العلماني، هو ضآلة محصلته المعرفية وفي الجانب الشرعي على وجه الخصوص، وكذلك نتيجة لضعف شخصيته الثقافية على نحو عام، ولهذا فالفكرة لديه تستمد قيمتها من مكانة قائلها، لا من مدى اقترابها من الحقيقة، ومن مدى ما تنطوي عليه من طاقة إبداعية معينة!، وعوداً على بدأ، فثمة عاشق آخر للغرب لا يقل عن طه حسين، وهو (سلامة موسى) حيث يقول: (أنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب، وفي كل ما أكتب أحاول أن أغرس في ذهن القارئ تلك النزعات التي اتسمت بها أوروبا في العصر الحديث، وأن أجعل قرائي يولون وجوههم نحو الغرب، ويتنصلون من الشرق (انظر اليوم والغد) 8 - 9.
رابعاً: مفهوم المعرفة، فالخطاب القرآني في جانب المعرفة ربط بين العقل والقلب بوشائج محكمة فلم يركز على العقل وحده كما هو الشأن عند الفلسفة اليونانية ولم يركز على القلب وحده كما فعلته الفلسفة الغنوصية. هذا التكامل في مفهوم المعرفة بات مقدمة أولية لتجسيد التكامل في كل تفاصيل الحياة بل والتكامل والترابط بين الحياة والموت؛ الإسلام أكد أن ثمة أدوات معرفة غير العقل لكي يستكمل الإنسان الوعي ويستوعب النظرة الشاملة للكون والحياة ومن تلك الوسائل الوحي والنبوة، ووظيفة الرسل هي هداية الإنسان وتعريفه بما هو خارج نطاق عقله، ودلالته على الأبعاد
(يُتْبَعُ)
(/)
المتباينة لعالمه، سواء عالم الشهادة المنظور، أو عالم الغيب المتصور؛ أما العلمانية فقد شطرت المعرفة شطرين واعتمدت العقل وحده، فاعتبرت الإنسان قيمة مادية خالصة، وقضت على جانب محوري من كيان الإنسان ووجوده وهو الكيان الروحي. الوعي العلماني سيطر عليه العمه -وهو أشد من العمى- فحجب عنه الحقائق وأوقعه في مستنقع الانشطارية على نحو جعله يفهم الحياة بمقياس ناقص الأدوات وبنظرة عاجزة عن وعي منهج المعرفة القائم على الترابط، والتواصل والتكامل والاتصال؛ إن الخطأ القاتل الذي سقطت العلمانية في فخه، هو اعتقادها بسيادة العقل، وأن ليس ثمة حقيقة إلا وهي خاضعة للعقل، واعتباره المنهل الوحيد للمعرفة مصادرة بذلك كل آليات المعرفة الأخرى من وحي وتاريخ وفطرة، وفات على وعيها أن العقل لا يملك القدرة على الحكم على الأشياء إلا إذا حصرها بين جناحي الزمان والمكان، وثمة حقائق كبرى ليس مؤهلاً بوسائله الحسية المتاحة له أن ينظر فيها، فهو محدود لا يتصور غير المحدود بل هو عاجز عن استكناه أبعاد الكائن الإنساني؛ المنهج العلماني يحارب القيم الأخلاقية عبر القول بنسبية الأخلاق وخضوعها لعاملي الزمان والمكان وتباين ظروف الحياة.
إن القول بهذا هو من انتكاسات الفلسفة المادية فثبات القيم والأخلاق حقيقة أكدها الخطاب القرآني ولا سبيل إلى تجاوزها {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}. الفطرة لها دور استقلالي عن الزمان وليس ثمة تبديل لسنن الله في الخلق ولا تحويل؛ إن العلمانية -كجسم غريب على المجتمع الإسلامي- بكل تحدياتها ومفاهيمها الأيديولوجية إفراز لبيئة الغرب والتجربة العلمانية منيت بفشل ذريع في المكان الذي نبتت ونمت وترعرعت فيه، وعجزت عن إثبات فاعليتها في وطنها الذي تخلقت فيه!، فكيف يراد منها أن تكون صالحة في بيئة أخرى مباينة تماماً من حيث المعطيات الحياتية والمقومات الفكرية؟! العلمانية عاشت في صيرورة تطورها انفصاماً نكداً بين الدين والعقل على نحو لم ولن يرد في واقع فعلي على امتداد تاريخ حضارتنا الإسلامية، ومن هنا فمحاولة استنباتها في الواقع الإسلامي محاولة عابثة محكوم عليها بالفشل مقدماً؛ مأساة العلمانية أنها منبوذة في سياق الوعي الثقافي العام، إلا من أقلية ضئيلة تردد - وبتكرار إمعي- كثيراً مما لا تفقه له معنى!.
انشقاق هذه الأقلية الذين استطاع المنهج العلماني أن يجرفهم، حتى باتت عقولهم المتهالكة متخمة بالجهل العلماني، انشقاق هذه الأقلية عن بقية المجتمع ليس خسارة للمجتمع بل هو مكسب يضاف إلى رصيده، إنهم ليسوا إلا حمولاً ثقيلة تنزاح عن كاهل الجسد الاجتماعي المتضرر باصطحابها، إن المجتمع برمته لا يتشرف بانتمائهم إليه، بل يلفظهم، لأن ضررهم المتعدي أكبر من نفعهم، بل حتى نفعهم ليس وارداً بوجه من الوجوه، فالضرر سمة لازمة لهم لا تني ترافقهم، ولا تنفك عنهم بحال، إنهم ليسوا إلا نقاطاً كالحة السواد تدنس بياض الوجه الاجتماعي الذي يجب أن يحتفظ بنقائه بعيداً عن هذا العنصر السرطاني؛ إنهم لا يضيفون شيئاً حتى للعلمانية ذاتها، وإن كان ثمة إضافة مّا، فهي محصورة في تكثير سوادها القطيعي!.
عشاق العلمانية لا ينخرطون في بنيتها العامة، لجاذبية تتوافر عليها، أو لأطر معرفية ذات بعد نوعي تطرحها، وإنما هو عشق للسلوك الموضوي فالموضة المناوئة للماضوي هي عنصر الاستقطاب في هذا المجال؛ العاشق العلماني لتضاؤل حصافته العقلية متيم بالعلمانية، وهذه عادة الجاهل، فهو عندما يحب يصاب بالعمى، فلا توسط لديه، بل يعشق حتى النخاع، ولذا فهو يتجاوب -نتيجة لهذا الزخم من الحب الأنثوي الذي يتملكه- بشكل أبله مع كل أطروحة علمانية، تجده مأخوذاً بشعاراتها عن حقيقتها، مسكوناً بوعودها الطوباوية، وجنتها الموهومة التي مكانها في الأذهان لا في الأعيان!؛ المتناغم مع العلمانية يؤتى من جهة تسطح تفكيره، وهذا يجلي لنا أن العلمانية لم تفرض ذاتها على مريديها (البسطاء) بفعل موضوعية منطقها الداخلي، ونقاء منتجها الأيديولوجي، وفعالية دورها في تجسيد التطور، وإنما بفعل ارتكاس متلقيها في أحط دركات الجهل، وضمور قدراته النقدية!؛ فثمة عقول ليست إلا قاعاً صفصفاً خاوية من العلم، متشبعة بنقيضه، هذا الجهل هو ما يجعل أحدهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ينتشي جذلاً عندما يوصف بأنه علماني، فهذا دلالة في حسه المتدهور، على التميز الذي - في رأيه - يعز على غيره!؛ هناك من يبتهج ويتمايل من شدة الفرح، عندما يوصف بأنه علماني، أو ينعت بأنه ليبرالي، عندها، ترتسم الابتسامات البلهاء الصفراء على شفتيه، مع أنه لا يفقه معنى العلمانية!، ولو سألته عن معالم العلمانية، وطبيعة نظرياتها، وخطوطها العريضة، وعن خصائصها العامة، وعن أبرز منتهجيها، وعن موقفها من الدين، وعن موقف الإسلام منها، وهل هناك فرق بين العلمانية والليبرالية، وإذا كان ثمة فرق، فما معالمه؟! لو سألته عن ذلك، لأسقط في يده، ولحار جواباً!!. الوعي العلماني، وعي منغلق قرائياً، غير متفتح، حتى وإن خيل له غير ذلك، فهو لا يقرأ، وإن قرأ ففي الكتب التي تنسجم وخطه الفكري، تلك التي تعزز ما لديه من مفاهيم، وترسخ ما يؤمن به من أفكار، ولذلك هو يشعر بنوع من الاستغراب، وتنتابه الصدمة حينما يسمع أن لابن تيمية أو لابن القيم أو لأحمد بن حنبل أو للشافعي أو لابن حجر أو للنووي أو للعز بن عبدالسلام أو للشاطبي أو لأبي حنيفة أو لأحد علماء الأمة المعاصرين آراءً تهدم ما تأصل لديه من عادات فكرية متجذرة، سبب اندهاشه، هو تقوقعه، واحتباسه داخل دائرة قرائية محدودة لا يتجاوزها بحال، مما جعله لا يرى إلا في اتجاه واحد، وذلك لعجزه عن التواصل القرائي الفاعل مع مفكري الأمة الكبار الذين يعيشون خارج دائرته، فهو لا يعرف كتبهم، وإن عرفها لم يقرأها، وإن قرأها لم يفهمها؛ إن الانفتاح القرائي، وعدم الانحباس في الأنساق المعرفية السائدة، والتماس القرائي مع مختلف المنظومات الفكرية، وقراءة وجهات النظر المتعارضة، والوقوف عن كثب على المبادئ والأدبيات التي تشكل فكر متباين المكونات، أمر على درجة عليا من الأهمية، فهو يخلص البنية العقلية من سلبيات الرؤية الأحادية، ولكن هذا مشروط بأن يكون لدى القارئ قدرة على سبر أغوار الأشياء، وعلى التقييم والتقويم والتصويب، فلا يسلم عقله للمؤلف، وينساق معه دون أن يشعر، وأيضاً لا يتمنع لمجرد التمنع، وإنما قراءة نقدية موضوعية، تفلتر المقروء، وتميز سلبياته من إيجابياته.
إنه بانغلاقه القرائي في منظومة فكرية محددة، حجّر واسعا، وحصر نفسه من خلال دورانه في فلك مختزل، أغلق بموجبه منافذ البصيرة في وجه أشعة النور القادمة من بعيد؛ إنه لو غرد خارج سربه، وقرأ لعلماء الأمة، ولعمالقتها العظام، لحرر وعيه من ذلك الاحتلال، ولكان أكثر تعقلا، ولتفتح لبه، وتضاعفت إمكانياته، ولبات لديه أفق واسعا يمكنه من محاكمة كل ما يرد على ذهنه من أطروحات، محاكمة إيجابية قوامها الموضوعية والتجرد، وسوف يستعصي بالتالي على القولبة، والبرمجة، والتجيير الخاص.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 03:57]ـ
مقالات رائعة وذكية تقدمتها مقالات مثلها في الجودة للمؤلف حفظه الله
الا ان ماذكره الاستاذ من:
إن العلمانية المعاصرة في البلاد الإسلامية تنطلق في موقفها من الدين على ضوء توجيهات عدد من الكتب من أبرزها ثلاثة:
الأول: كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين،---
الثاني: كتاب (الإسلام وأصول الحكم) لعلي ---
الثالث: كتاب (مستقبل الثقافة في مصر) لطه حسين، ----
كان امرا قديما فالمناهج الجديدة لتحليل النصوص والكتب العلمانية الرئيسة التي اخذت عنها والتي ذكر الاستاذ انهم يعتمدون عليها حلت محل هذه الكتب الثلاثة وغيرها من الكتب مثل كتب لويس عوض واسماعيل مظهر وفؤاد ذكريا وخالد محمد خالد في قديمه والدكتور محمد احمد خلف الله
المناهج الجديدة جعلت من كتب حسن حنفي وعلي حرب وطرابيشي وابوزيد وفاطمة المرنيسي والعشماوي واركون والجابري وهاشم صالح وخليل عبد الكريم والقمني مراجع يعتمد عليها للباحثين العلمانيين الجدد لانها تجاوزت مرحلة طه حسين وعلي عبد الرازق بمراحل كما عبر عن ذلك خليل عبد الكريم في تعليقه علي كتاب القصص الفني في القرآن لمحمد احمد خلف الله
وهي انما جاءت بتدشين المناهج الجديدة الغربية في الحقل الاسلامي بغية تدميره من الداخل وفتح ثغرات لتمرير العلمانية الشاملة بعد صنع نتائج كبيرة بالعلمانية الجزئية في شقها الافقي وهو فصل الدين عن السياسة
ونحن ان شاء الله لهم بالمرصاد
طارق منينة
صاحب كتابي اقطاب العلمانية في العالم العربي والاسلامي(/)
أحد وجهاء (آل البيت) يوجه لهم نصيحة سديدة ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 06:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نصيحة من اللواء الركن السيد يوسف بن عبدالله جمل الليل، ذكرها في مقدمة كتابه: " الشجرة الزكية في الأنساب وسير آل بيت النبوّة " (ص 9 - 11)، وجهها لكل من ينتسب للنسب الشريف، من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ تحصينًا لهم أن يُخترقوا من قِبل الرافضة، الذين مافتئوا يستدرجونهم عبر التاريخ للرفض، عن طريق الغلو في تقديسهم، أو تسهيل المُتع المادية لهم؛ إلى أن ينسلخ ضعيف النفس منهم من عقيدة جده صلى الله عليه وسلم، وينقلب رافضيًا سبابًا للصحابة أو لبعضهم، فجزى الله اللواء يوسف كل خير عن هذه النصيحة السديدة لأقربائه – وفقهم الله - ..
قال – حفظه الله -:
(اعلم أنه يتأكد في حق الناس عامة وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة رعاية هذه الأمور:
1 - الاعتناء بتحصيل العلوم الشرعية وآدابها وآداب العلماء؛ فإنه لا فائدة في نسب من غير علم.
2 - ترك الفخر بالآباء وعدم التعويل عليهم من غير اكتساب العلوم الدينية، فقد قال الله تعالى: (إن أكرمكم عند الله اتقاكم)، وفي الصحيحين قيل: يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم". وروى ابن جرير وغيره: "إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة إلا عن أعمالكم، إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وروى مسلم من جملة حديث: "من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه". ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته على تقوى الله وخشيته، وأن لا يؤثروا الدنيا على الآخرة اغتراراً بأنسابهم، وأن أولياءه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة المتقون مَن كانوا وحيث كانوا.
3 - تعظيم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؛ لأنهم خير الأمم، قال الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) الآية. وخير قرون هذه الأمة ما جاء في الحديث المتفق على صحته: "خير القرون قرني"، وقد جاءت الأحاديث الدالة على فضلهم وكمالهم ووجوب محبتهم وبراءتهم من النقائض والجهالات ..
فاحذر أن تكون إلا مع السواد الأعظم من هذه الأمة أهل السنة والجماعة، وحاذر أن تتخلف مع أولئك المتخلفين عن الكمالات، إخوان الهوى والبدع والضلال والجهالات، فلا ينفعك حينئذ نسب، وربما سُلبت الإسلام.
4 - اعلم أن ما أصيب به الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في يوم عاشورا إنما هو الشهادة الدالة على حظوته ورفعته ودرجته عند الله، فمن ذكر ذلك اليوم مصابه لا ينبغي أن يشتغل إلا بالاسترجاع؛ امتثالاً لقول الله عز من قائل: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، ويجب أن لا يشتغل ببدع الرافضة ونحوهم من الندب والنياحة والحزن، إذ ليس ذلك من أخلاق المؤمنين، وإلا كان يوم وفاته أولى بذلك وأحرى. أو ببدع الناصبة المتعصبين على أهل البيت من إظهار الفرح والسرور وإظهار الزينة فيه، فصار هؤلاء لجهلهم يتخذونه موسماً، وأولئك لرفضهم يتخذونه مأتماً، وكلاهما مخطئ ومخالف للسنة). اهـ.
ـ[أم فراس]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 04:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة سديدة فعلا، ولكن كم من مستجيب لها منهم،
لقد كان المفاخرون بالنسب هم العلويون تقريبا،وهم من ندعوهم السادة،والأشراف (أحفاد الحسن والحسين)
أما الآن فنجد الطالبييّن ظهروا بشجرتهم،آل عقيل (وهم أخوالي كما يقولون)،وآل جعفر، ... الخ
والعباسيين قاموا بمفاخرهم، وهكذا مع ظهور كتب الأنساب التي تتزايد في الأسواق،
فهل نصل إلى مرحلة الوعي التي تضع الأمور في نصابها ... ؟!
فأين أبناء أبي لهب،وأين باقي أبناء عبد المطلب وأحفاده، ألا يحتمل أن خرج من أصلاب أولئك من يقول لا إله إلا الله،أو أن شجرتهم غاصت في سابع أرض؟ نريد ردا من النسابة المتقنين لشجرات الأنساب.لأني لم أسمع أحدا يقول جدي أبو لهب.
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:30]ـ
وجد برنامج AVAST (http://www.avast.com/) فيروس - VBS:Malware-gen - في هذا الموقع:
http://www.beit.jeeran.com
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:19]ـ
الأخت الكريمية: أم فراس: بارك الله فيكِ.
سيستجيب لها الموفق إن شاء الله.
الأخ الكريم: يوسف: جزاك ربي خيرًا. وآمل من المشرف حذف الرابط.
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 08:02]ـ
القضية أن أدعياء آل البيت من السنة والشيعة صاروا عشرات الملايين!!
والعمائم السود عند الشيعة بالملايين!!
---------------
ورد في البخاري (كتاب الوصايا) أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى اللهم عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال "يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبدمناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبدالمطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا".
وهناك نماذج ممن يدعون نسبهم لآل البيت اليوم وهم حرب على الإسلام والمسلمين وممن يسعون في الأرض الفساد، ومن نعم الإسلام أن التفاضل فيه يعود للعمل الصالح وليس للنسب .. ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: يا فاطمة بنت محمد، يا عباس عم رسول الله أنقذا نفسيكما من النار، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه ...
نصيحة في مكانها، وليت من وجهت إليه يستفيد منها ..(/)
هل كان القرطبي أشعريا؟
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 07:00]ـ
إخواني رواد الألوكة
سمعت اليوم في إذاعة القرآن الكريم بسلطنة عمان برنامجا يقدم شرحا لكتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي فقرأت الآية (وإن تعجب فعجب قولهم أإذا متنا و كنا ترابا ... الآية 5 سورة الرعد) فذكر قول القرطبي (إن الله لا يعجب و لكنه ذكر ذلك ليتعجب المؤمنون) فتعجبت و قلت في نفسي كيف تصدر هذه الأخطاء العقدية من القرطبي و مثله النووي و ابن حجر و غيرهما من فحول أهل العلم ... أرجو منكم المشاركة للإجابة عن هذه التساؤلات و شكرا
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 07:11]ـ
وكيف عرفت أن النووي وابن حجر ومن على مذهبهم في الصفات كابن الجوزي وابن عساكر .... إلخ على خطأ؟ وهم على قولك من فحول أهل العلم؟
ما الذي يميز من خالفهم حتى تقلده وتجزم بخطئهم؟
لا يعني سؤالي انتصارا لمذهبهم الأشعري الذي أرفضه، ولكنه سؤال يلح على ذهني لأعرف ضوابط التقليد عند أهل هذا الزمان
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 07:57]ـ
تحرف أفعال الله ويقال من يميز من خالفهم حتى تقلده وتجزم بخطئهم يا أخي الكريم اليس الله يقول أنه يعجب ثم يأتي من يقول أن الله لا يعجب يقول النبي صلى الله وسلم ينزل الله إلى سماء الدنيا ويأتي من يقول لا ماينزل الله لأنه يلزم ويلزم ويلزم ويلزم صارت عقيدتنا يلزم ولا يلزم يا أخي كل لازم مخالف لكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا عبرة به ونضعه تحت أقدامنا.
وأنصحك يا أخي أن تلتزم القرآن وتثبت لله ما أثبته لنفسه اليس الله هو أعلم بنفسه اليس الصحابة يقرؤون القرآن ولم يأت حرف واحد عنهم أنهم قالوا بهذه الاباطيل التي يردده أهل الكلام ونحن نقول لا تقلد فلان ولا فلان بل اتبع القرآن ولزم الأدب مع الله
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:19]ـ
يعني كيف حكمت على فهم ابن حجر و النووي بالخطأ؟
هل بفهمك أم بفهم ابن تيمية مثلا؟
أعني هل ضابط التخطئة هو فهمك أم فهم غيرك؟
وأرجو الابتعاد عن سوء الظن، لأني أرى اضطراب مفهوم الفهم بفهم السلف الصالح عند القائلين به، وأريد استبيان ما خفي عني ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 09:36]ـ
يعني كيف حكمت على فهم ابن حجر و النووي بالخطأ؟
هل بفهمك أم بفهم ابن تيمية مثلا؟
أعني هل ضابط التخطئة هو فهمك أم فهم غيرك؟
وأرجو الابتعاد عن سوء الظن، لأني أرى اضطراب مفهوم الفهم بفهم السلف الصالح عند القائلين به، وأريد استبيان ما خفي عني ..
سبحان الله!
قال الإمام العلامة الأصولي الكبير أبو المظفر السمعاني شيخ الشافعية رحمه الله - ت 489 هـ - في كتابه الإنتصار لأهل الحديث في جواب إيرادٍ لأهل البدع من المتكلمين:
(الجواب والله الموفق للصواب:
أنا قد دللنا فيما سبق بالكتاب الناطق من الله عز و جل ومن قول النبي ومن أقوال الصحابة رضي الله عنهم أنا أمرنا بالاتباع وندبنا إليه ونهينا عن الابتداع وزجرنا عنه
وشعار أهل السنة اتباعهم السلف الصالح وتركهم كل ما هو مبتدع محدث وقد روينا عن سلفهم أنهم نهوا عن هذا النوع من العلم وهو علم الكلام وزجروا عنه وعدوا ذلك ذريعة للبدع والأهواء
وحمل بعضهم قوله اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع على هذا وقوله إن من العلم لجهلا
فأما قولهم إن السلف من الصحابة والتابعين لم ينقل عنهم أنهم اشتغلوا بالاجتهاد في الفروع فالجواب من وجهين:
أحدهما أنه لم ينقل عنهم النهي عن ذلك والزجر عنه بل من تدبر اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في المسائل واحتجاجهم في ذلك عرف أنهم كانوا يرون القياس والاجتهاد في الفروع
وقد روى أهل الحديث والنقل عنهم ذلك واحتجاج بعضهم على بعض وطلب الأشباه ورد الفروع إلى الأصول
وأما من كره ذلك فيحتمل أنه إنما كره ذلك إذا كان مع وجود النص من الكتاب والسنة على ما سبق بيانه
وأما الكلام في أمور الدين وما يرجع إلى الاعتقاد من طريق المعقول فلم ينقل عن أحد منهم بل عدوه من البدع والمحدثات وزجروا عنه غاية الزجر ونهوا عنه
جواب آخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الحوادث للناس والفتاوى في المعاملات ليس لها حصر ولا نهاية وبالناس إليها حاجة عامة فلو لم يجز الاجتهاد في الفروع وطلب الأشبه بالنظر والاعتبار ورد المسكوت عنه إلى المنصوص عليه بالأقيسة لتعطلت الأحكام وفسدت على الناس أمورهم والتبس أمر المعاملات على الناس
ولابد للعامي من مفت فإذا لم يجد حكم الحادثة في الكتاب والسنة فلابد من الرجوع إلى المستنبطات منهما فوسع الله هذا الأمر على هذه الأمة وجوز الاجتهاد
ورد الفروع إلى الأصول لهذا النوع من الضرورة ومثل هذا لا يوجد في المعتقدات لأنها محصورة محدودة قد وردت النصوص فيها من الكتاب والسنة فإن الله تعالى أمر في كتابه وعلى لسان رسوله باعتقاد أشياء معلومة لا مزيد عليها ولا نقصان عنها وقد أكملها بقوله اليوم أكملت لكم دينكم فإذا كان قد أكمله وأتمه وهذا المسلم قد اعتقده وسكن إليه ووجد قرار القلب عليه فبماذا يحتاج إلى الرجوع إلى دلائل العقل وقضاياه والله أغناه عنه بفضله وجعل له المندوحة عنه ولم يدخل في أمر يدخل عليه منه الشبهة والإشكالات ويوقعه في المهالك والورطات
وهل زاغ من زاغ وهلك من هلك وألحد من ألحد إلا بالرجوع إلى الخواطر والمعقولات واتباع الآراء في قديم الدهر وحديثه
وهل نجا من نجا إلا باتباع سنن المرسلين والأئمة الهادية من الأسلاف المتقدمين
وإذا كان هذا النوع من العلم لطلب زيادة في الدين فهل تكون الزيادة بعد الكمال إلا نقصانا عائدا على الكمال مثل زيادة الأعضاء والأصابع في اليدين والرجلين
فليتق امرؤ ربه عز و جل ولا يدخلن في دينه ما ليس منه وليتمسك بآثار السلف والأئمة المرضية وليكونن على هديهم وطريقهم وليعض عليها بنواجذه ولا يوقعن نفسه في مهلكة يضل فيها الدين ويشتبه عليه الحق والله حسيب أئمة الضلال الداعين إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) اهـ من كتابه الانتصار لأهل الحديث ص 27 - 33
و لعلك تسأل و تقول يا حسن كفتة: إنكم سميتم أنفسكم أهل السنة وما نراكم في ذلك إلا مدعين لأنا وجدنا كل فرقة من الفرق تنتحل اتباع السنة وتنسب من خالفها إلى الهوى وليس على أصحابكم منها سمة وعلامة أنهم أهلها دون من خالفها من سائر الفرق فكلها في انتحال هذا اللقب شركاء متكافئون ولستم أولى بهذا اللقب إلا أن تأتوا بدلالة ظاهرة من الكتاب والسنة أو من إجماع أو معقول
فنجيبك بجواب إمامنا السمعاني رحمه الله لما سُئل عن ذلك فقال:
(الجواب قولكم إنه لا يجوز لأحد دعوى إلا ببينة عادلة أو دلالة ظاهرة من الكتاب والسنة هما لنا قائمتان بحمد الله ومنه قال الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فأمرنا باتباعه وطاعته فيما سن وأمر ونهى وحكم وعلم
وقال النبي عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وقال من رغب عن سنتي فليس مني
ثم لعن تارك سنته على ما روي أنه قال ستة لعنتهم وكل نبي مجاب الدعوة وذكر في آخره التارك لسنتي
فوجدنا سنته وعرفناها بهذه الآثار المشهورة التي رويت بالأسانيد الصحاح المتصلة التي نقلها حفاظ العلماء بعضهم عن بعض
ثم نظرنا فرأينا فرقة أصحاب الحديث لها أطلب وفيها أرغب ولها أجمع ولصحاحها أتبع فعلمنا يقينا أنهم أهلها دون من سواهم من جميع الفرق فإن صاحب كل حرفة أو صناعة ما لم يكن معه دلالة عليه من صناعته وآلة من آلاته ثم ادعى تلك الصناعة كان في دعواه عند العامة مبطلا وفي المعقول عندهم متجهلا فإذا كانت معه آلات الصناعة والحرفة شهدت له تلك الآلات بصناعته بل شهد له كل من عاينه قبل الاختبار
كما أنك إذا رأيت رجلا قد فتح باب دكانه على بز علمت أنه بزاز وإن لم تختبره وإذا فتح على تمر علمت أن تمار وإذا فتح على عطر علمت أنه عطار وإذا رأيت بين يديه الكير والسندان والمطرقة علمت أنه حداد وإذا رأيت بين يديه الإبرة والجلم علمت أنه خياط
وكذلك صاحب كل صناعة إنما يستدل على صناعته بآلته فيحكم بالمعاينة من غير اختبار
ولو رأيت بين يدي نجار قدوما ومنشارا ومثقبا وهو مستعد للعمل بها ثم سميته خياطا جهلت
وإذا رأيت بناء معه آلة البنائين ثم سميته حداد جهلت
وكذلك من معه الكير والسندان ومنفخ إذا سميته بزازا أو عطارا جهلت
ولو قال صاحب التمر لصاحب العطر أنا عطار قال له كذبت بل أنا هو وشهد له بذلك كل من أبصره من العامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كل صاحب صناعة وحرفة يفتخر بصناعته ويستطيل بها ويجالس أهلها ولا يذمها
ورأينا أصحاب الحديث رحمهم الله قديما وحديثا هم الذين رحلوا في طلب هذه الآثار التي تدل على سنن رسول الله فأخذوها من معادنها وجمعوها من مظانها وحفظوها واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها وعابوا من خالفها وكثرت عندهم وفي أيديهم حتى اشتهروا بها كما اشتهر البزاز ببزه والتمار بتمره والعطار بعطره
ثم رأينا أقواما انسلخوا من حفظها ومعرفتها وتنكبوا اتباع أصحها وأشهرها وطعنوا فيها وفيمن أخذ بها وزهدوا الناس في جمعها ونشرها وضربوا لها ولأهلها أسوأ الأمثال فعلمنا بهذه الدلائل الظاهرة والشواهد القائمة أن هؤلاء الراغبين فيها وفي جمعها وحفظها واتباعها أولى بها وأحق من سائر الفرق الذين تنكبوا أكثرها
وهي التي تحكم على أهل الأهواء بالأهواء لأن الاتباع عند العلماء هو الأخذ بسنن رسول الله التي صحت عنه عند أهلها ونقلتها وحفاظها والخضوع لها والتسليم لأمر النبي فيها تقليد لمن أمر الله بتقليده والإئتمار بأمره والانتهاء عما نهى الله عنه
ووجدنا أهل الأهواء الذين استبدوا بالآراء والمعقولات بمعزل عن الأحاديث والآثار التي هي طريق معرفة سنة رسول الله فهذا الذي قلناه سمة ظاهرة وعلامة بينة تشهد لأهل السنة باستحقاقها وعلى أهل الأهواء في تركها والعدول عنها بأنهم ليسوا من أهلها
ولا نحتاج في هذا إلى شاهد أبين من هذا ولا إلى دليل أضوأ من هذا
فإن قالوا إن لكل فريق من الأهواء وأصحاب الآراء حججا من آثار رسول الله يحتجون بها
قلنا أجل ولكن يحتج بقول التابعي على قول النبي أو بحديث مرسل ضعيف على حديث متصل قوي
ومن هنا امتاز أهل اتباع السنة عن غيرهم لأن صاحب السنة لا يألو أن يتبع من السنن أقواها ومن الشهود عليها أعدلها وأتقاها
وصاحب الهوى كالغريق يتعلق بكل عود ضعيف أو قوي فإذا رأيت الحاكم لا يقبل من الشهود إلا أعدلها وأتقاها كان ذلك منه شاهدا على عدالته وإذا غمض وقنع بأرداها كان ذلك دليلا على جوره وكان المتبع لا يتبع من الآثار إلا ما هو عند العلماء أقوى وصاحب الهوى لا يتبع إلا ما يهوى وإن كان عند العلماء أوهاها
وكل ذي حرفة وصناعة موسوم بصناعته معروف بآلته متى أعوزته الآلة زالت عنه آية الصناعة وكذلك سمات أهل السنن والأهواء
وفي دون ما فسرناه ما يشفي والأقل من هذا يكفي من كان موفقا ولحقه عون من الله تعالى
قالوا: قد كثرت الآثار في أيدي الناس واختلطت عليهم
قلنا ما اختلطت إلا على الجاهلين بها فأما العلماء بها فإنهم ينتقدونها انتقاد الجهابذة الدراهم والدنانير فيميزون زيوفها ويأخذون جيادها
ولئن دخل في غمار الرواة من وسم بالغلط في الأحاديث فلا يروج ذلك على جهابذة أصحاب الحديث ورتوت العلماء حتى أنهم عدوا أغاليط من غلط في الأسانيد والمتون بل تراهم يعدون على كل رجل منهم في كم حديث غلط وفي كم حرف حرف وماذا صحف فإذا لم ترج عليهم أغاليط الرواة في الأسانيد والمتون والحروف فكيف يروج عليهم وضع الزنادقة وتوليدهم الأحاديث
يقول بعض الناس إن بعض الزنادقة ادعى أنه وضع ألوفا من الأحاديث وخلطها بالأحاديث التي يرويها الناس حتى خفيت على أهلها
وما يقول هذا إلا جاهل ضال مبتدع كذاب يريد أن يهجن بهذه الدعوى الكاذبة صحاح أحاديث النبي وآثاره الصادقة فيغلط جهال الناس بهذه الدعوى
وما احتج مبتدع في رد آثار رسول الله بحجة أوهى منها ولا أشد استحالة من هذه الحجة فصاحب هذه الدعوى يستحق أن يسف في فيه الرماد وينفى من بلاد الإسلام
فتدبر رحمك الله أيجعل حكم من أفنى عمره في طلب آثار رسول الله شرقا وغربا برا وبحرا وارتحل في الحديث الواحد فراسخ واتهم أباه وأدناه في خبر يرويه عن النبي إذا كان موضع التهمة ولم يحابه في مقال ولا خطاب غضبا لله وحمية لدينه ثم ألف الصحف والأجلاد في معرفة المحدثين وأسمائهم وأنسابهم وقدر أعمارهم وذكر أعصارهم وشمائلهم وأخبارهم وفصل بين الرديء والجيد والصحيح والسقيم حنقا لله ورسوله وغيرة على الإسلام والسنة
ثم استعمل آثاره كلها حتى فيما عدا العبادات من أكله وطعامه وشرابه ونومه ويقظته وقيامه وقعوده ودخوله وخروجه وجميع سيرته وسننه حتى في خطراته ولحظاته
ثم دعا الناس إلى ذلك وحثهم عليه وندبهم إلى استعماله وحبب إليهم ذلك بكل ما يمكنه حتى في بذل ماله ونفسه
كمن أفنى عمره في اتباع أهوائه وآرائه وخواطره وهواجسه ثم تراه يرد ما هو أوضح من الصبح من سنن رسول الله وأشهر من الشمس برأي دخيل واستحسان ذميم وظن فاسد ونظر مشوب بالهوى
فانظر وفقك الله للحق أي الفريقين أحق بأن ينسب إلى اتباع السنة واستعمال الأثر الفرقة الأولى أم الثانية فإذا قضيت بين هذين بوافر لبك وصحيح نظرك وثاقب فهمك فليكن شكرك لله على حسب ما أراك من الحق ووفقك للصواب وألهمك من السداد واختصك به من إصابة الحسن في القول والعمل
فإذا كنت كذلك فقد ازددت يقينا على يقين وثلجا على ثلج وإصابة على إصابة ومن الله التأييد والتسديد والإلهام والإعلام وهو حسب أهل السنة وعليه توكلهم ومنه معونتهم وتوفيقهم ونصرتهم بمنه وفضله وعميم كرمه وطوله) اهـ من كتابه الانتصار ص 52 - 58
رحم الله الإمام العلامة السمعاني و كأنه في عصرنا هذا
رحمه الله و رضي عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 09:43]ـ
السلام عليكم .... أخي أبو الإمام الأثري أولئك قوم قد بلغوا درجة الإجتهاد ... ومن بلغ درجة الإجتهاد وكان صادق الديانة فإن اجتهاده يؤخذ بعين الإعتبار. فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران ...
ومن نحن حتى نحكم على فلان أو علان .... ونحن نحاكم الناس إلى أصولها وليس إلى نتائج أبحاثها .... فمن كان من أهل الإتباع والإقتداء وزل فالرحمة إليه موصولة إن شاء الله كما قال غير واحد من أهل العلم ...
أخي حسن كفتة ... بارك الله فيك .. مداخلتك الأولى تدل على عقل منهجي علمي صرف بارك الله فيك ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 01:25]ـ
{تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم و لا تسئلون عما كانو يعملون} البقرة: 134، 141
إن الأشاعرة من أهل السنة وقد خاضوا معارك ضارية ضد المعتزلة على عدة جبهات منها إلى جانب الكلام والتأويل: البلاغة التي سيطر عليها المعتزلة زمانا مع أمثال الجاحظ و ابن جني والشريف المرتضى وغيرهم قبل أن يربح الرهان " فتى شافعي أشعري من عباقرة علماء العربية هو عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471هـ" - على حد تعبير العلامة الشيخ الفاضل بن عاشور رحمه الله
وقد ظهر هذا التفوق على مستوى التفسير لابن عطية الأندلسي على جار الله الزمخشري خصوصا في مجال البلاغة والقرطبي تأثر بالدرجة الأولى في تفسيره بابن عطية في تفسيره
على أن هذا لا يعني أن التوفيق حالفهم دائما بل خالفهم الصواب أحيانا
و الحق أن موضوع الأسماء والصفات الأولى فيه تمريرها كما هي أما ما عداها فقد تختلف فيه الآراء، والله أعلم
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 03:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الأشاعرة من أهل السنة وقد خاضوا معارك ضارية ضد المعتزلة على عدة جبهات منها إلى جانب الكلام والتأويل: البلاغة التي سيطر عليها المعتزلة زمانا مع أمثال الجاحظ و ابن جني والشريف المرتضى وغيرهم قبل أن يربح الرهان " فتى شافعي أشعري من عباقرة علماء العربية هو عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471هـ" - على حد تعبير العلامة الشيخ الفاضل بن عاشور رحمه الله
وقد ظهر هذا التفوق على مستوى التفسير لابن عطية الأندلسي على جار الله الزمخشري خصوصا في مجال البلاغة والقرطبي تأثر بالدرجة الأولى في تفسيره بابن عطية في تفسيره
على أن هذا لا يعني أن التوفيق حالفهم دائما بل خالفهم الصواب أحيانا
و الحق أن موضوع الأسماء والصفات الأولى فيه تمريرها كما هي أما ما عداها فقد تختلف فيه الآراء، والله أعلم
إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:
أ- المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة فيقال: المنتسبون للإسلام قسمان: أهل السنة والشيعة، مثلما عنون شيخ الإسلام كتابه في الرد على الرافضي " منهاج السنة " وفيه بين هذين المعنيين (ج 2 ص163 تحقيق محمد رشاد سالم.)، وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة من أهل السنة بالمعنى الأخص.
وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة.
ب- المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء، وهو الأكثر استعمالاً في كتب الجرح والتعديل، فإذا قالوا عن الرجل أنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة، وليس صاحب كلام وهوى.
وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً، بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب، بل التلقي والاستمداد منها (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة. اللالكائي، (تحقيق الأخ أحمد بن سعد بن حمدان: (1/ 157، 165).، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة.
والأشاعرة تلقوا واستمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج فكيف يكونون من أهلها … ولنا على هذا براهين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قولك أخانا هداني الله و إياك سبل الهدى:
وقد خاضوا معارك ضارية ضد المعتزلة على عدة جبهات
فالمعتزلة ولا شك أيضا خاضوا معارك ضارية ضد الدهريين .. والرافضة قادوا معارك ضد النواصب – بغض النظر عن اصطلاحهم في هذه الكلمة – و المسيحيون قادوا معارك ضد الشيوعيين و و و و ...
و على هذا فقس بهذا المنطق و المنهج الذي انتهجت فهل تجعل هؤلاء من أهل السنة؟.
وهل يكون العدو المشترك دليلا على وحدة المعادين له في حقيقتهم؟.
وأما منة الأشاعرة علينا في اللغة و البلاغة التي سقتها فقول معروف ومغفرة خير.
ولسنا بحاجة، فأهل اللغة الذين هم على نهج أهل السنة و الجماعة في الاعتقاد أطيب وأزكى وأوفر وهاك أمثلة:
1.الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ت:175هـ 2. سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر، ت:180هـ 3. الكسائي، علي بن حمزة بن عبد الله، ت:189هـ 4. النضر بن شميل بن خرشة النحوي، ت:203هـ
5. الأصمعي، عبدالملك بن قريب، ت:213هـ 6. أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي، ت:224هـ 7. ابن الأعرابي، محمد بن زياد، ت:231هـ 8. ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، ت:276هـ 9. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي، ت:285هـ 10. ثعلب، أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني، ت:291هـ 11. ابن الحداد سعيد بن محمد بن صبيح المغربي، ت:302هـ 12. ابن دريد، محمد بن الحسن الأزي، ت:321هـ 13. نفطويه، إبراهيم ين محمد بن عرفة، ت:323هـ 14. ابن الأنباري، أبو بكر محمد بن القاسم، ت:328هـ 15. النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد، ت:328هـ 16. غلام ثعلب، محمد بن عبد الواحد الزاهد، ت:345هـ 17. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، ت: 18. الزبيدي، أبو بكر محمد بن الحسن، ت:379هـ 19. أحمد بن فارس بن زكريا، ت:395هـ 20. بديع الزمان الهمذاني، أحمد بن الحسين، ت:398هـ
و على العموم: أهل السنة لا يرضون أن يقال عنهم أشاعرة و لا عن الأشاعرة أنهم أهل السنة بالمعنى الخاص.
و لنا أن نسأل الأشاعرة: هل ترضون أن نقول أنكم من المعتزلة؟
فإن أبوا – وهذا مأكد – قلنا لهم: فإنكم أقرب للمعتزلة منكم إلينا مع أنكم أقرب لنا من المعتزلة.
ثم وهذا الأهم كيف يرضى الأشاعرة أن ينسبوا لأهل السنة و كتبهم طافحة بشتمهم و تضليلهم بل و تكفيرهم أيضا.
واسأل الأشاعرة: من يقصد الرازي أو الجويني أو الإيجي أو الباقلاني بقولهم: (الحشوية، المجسمة، النابتة، مثبتوا الجهة، القائلون بأن الحوادث تحل في الله …الخ).
واسأل الأشاعرة لم يخرجهم الماتريدية من أهل السنة مع أنهما أكثر فرقتين في الإسلام تقاربا واشتراكا في الأصول.
أما أخونا حسن كفتة فإني أراك لم تستكمل النقاش مع الإخوة في هذه المسألة فلماذا تطرحها في كل مكان مع أن سؤال الأخ ليس له تعلق مباشر هنا بمسألتك في فهم فهم السلف.
وللأسف أنا إلى الآن لم أتبين بعد من مشاركاتك هل أنت ترى فهم السلف ملزما لنا أم لا ... فهذا الأصل ثم فرع ما شئت بعد.
ومن نافلة القول القول بأن الحكم على الخطأ لا يعني الحكم على المخطئ بالضرورة ... فلا داعي لعبارات من نوع: ومن نحن حتى نحكم وما إلى ذلك فهذا مجلس علمي.
وفقنا الله و إياكم للصواب ..
وآسف على عدم تنسيق الأفكار ... فقد كنت أكتب عفو الخاطر.
كذلك آسف لعدم العزو في بعض المواطن ... لأن بعض النقول أخذتها من مفكرتي وليس المصدر قريبا مني.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 03:38]ـ
الأخ المقدادي
هل يستحق سؤالي كل هذا الكلام الذي ذكرته؟
قرأت ردك الطويل فلم أجد فيه الرد على سؤالي البسيط الذي لا يتعدى الرد عليه كلمة أو كلمتين!
والعجب كأن ردك فيه تعريض بأني أعادي الحديث وأصحابه!!!!!!
أنت أمام فريقين، كلاهما من أصحاب الحديث، وكلاهما فهم نصوص الصفات بفهم مخالف، فما هو ضابط تقديم فهم أحدهما على الآخر؟
هل هو فهمك أم فهم غيرك كالسمعاني الذي نقلت عنه:
وأما الكلام في أمور الدين وما يرجع إلى الاعتقاد من طريق المعقول فلم ينقل عن أحد منهم بل عدوه من البدع والمحدثات وزجروا عنه غاية الزجر ونهوا عنه ..
والظاهر من قوله أنه من أتباع المذهب الثالث في المسألة وهو التوقف عن الخوض في هذه المسائل، وهو مذهب كثير من التابعين وأهل الحديث الذي قالوا في هذه النصوص (أمروها كما جاءت)، وهذا ما أدين به، وقد فصلت ذلك في موضوع ذم التنطع والجدال وكثرة السؤال.
ولا يزال سؤالي ينتظر الرد .. كيف عرفت المصيب من المخطئ وهما يتفقان في الأصول؟ هل بفهمك أم بفهم أحد الفريقين؟
لو قلت بفهم الأحرص على الحديث واتباعه وتمييز صحيحه من ضعيفه منهما (كما يوحي بذلك ردك المطول)، فالأولى بك تقديم فهم المحدثين كابن حجر و النووي على فهم الفقهاء كابن تيمية ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 03:49]ـ
ليس لنا أن نحجر واسعا و هذه التقسيمات اليوم داخل السنة لا يعرفها إلا العلماء أما عامة الأمة فلا علم لهم بذلك والخوض في هذه المسائل - في عصرنا هذا - يجب أن يظل أكاديميا
إن عقيدة المسلمين و علا قتهم بخالقهم لا خوف عليها، وإنما الخوف على علاقة العباد ببعضم البعض وهو ما يفرط فيه المسلمون كثيرا للأسف الشديد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 04:16]ـ
ليس لنا أن نحجر واسعا و هذه التقسيمات اليوم داخل السنة لا يعرفها إلا العلماء أما عامة الأمة فلا علم لهم بذلك والخوض في هذه المسائل - في عصرنا هذا - يجب أن يظل أكاديميا
إن عقيدة المسلمين و علا قتهم بخالفهم لا خوف عليها، وإنما الخوف على علاقة العباد فيما بينهم وهو ما يفرط في المسلمون كثيرا للأسف الشديد ...
ما هو بارك الله فيك هذا الواسع الذي حجرناه؟
وما وجه قولك أن البحث - في هذا العصر - يجب أن يظل أكاديميا؟ وما هو الموجب؟
لقد ظل الأشاعرة وأهل السنة متصارعين منذ أيام أحمد بن حنبل وابن كلاب
ثم أيام البربهاري والأشعري
ثم أيام الشريف أبي جعفر وابن القشيري
ثم أيام عبدالقادر الجيلاني وأبي الفتوح الإسفرائيني
ثم أيام شيخ الإسلام والسبكي
ثم أيام محمد بن عبدالوهاب ومعاصريه منهم
ثم أيام المعلمي والكوثري
ثم أيام الألباني وأبي غدة
فما الذي استجد اليوم؟
وأما قولك أنه لا خوف على عقيدة المسلمين، فهذا أخي الكريم كلام ما أدري من أي درج تخرجه.
علام يكون الخوف إذن إن لم نخف على العقيدة ... وما الذي جزأ الأمة و جعلها طرائق قددا بعد أن كانت مجتمعة؟
وما الذي جمع الأمة أيام كانت مجتمعة؟
إن دعوى تقديم توحيد الكلمة على كلمة التوحيد مصادمة للحق من جهة ولسنن الله في الحياة من جهة أخرى.
ثم لماذا لا تلتزم تعميم هذا الحكم على كل من انتسب للإسلام، ولماذا تحمد للأشعرية حينئذ جهودهم في مناوشة المعتزلة.
فما دام لا خوف على الأمة في عقائدهم .. فلا خوف عليها من المعتزلة ... فلم يشنع عليهم الأشاعرة؟
وعليه فلا يجوز أن نثير أو نبحث خلافاً أو نكتب رداً على أي فرقة تدعي الإسلام كالقاديانية والبهائية والدروز والنصيرية والروافض والبهرة والصوفية الحلولية وسائر الطوائف الكافرة، بل ندعوها جميعاً إلى جمع الصف ووحدة الكلمة لمحاربة الشيوعية والصهيونية وما منها إلا من هو معلن لذلك إن صدقاً وإن كذباً.
ومن لوازم هذا – الذي تقول – حرق أو إخفاء كتب عقيدة الأشاعرة؛ لأنها تثير الخلاف مع المعتزلة وغيرهم، فهي إذن تمزق الصف وتشتت الكلمة.
بل هي تشتم أهل السنة والجماعة وهم أكثر المسلمين.
فهل عندك جواب أخي الفاضل عن هذا التناقض الذي تجر نفسك إليه؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 04:39]ـ
الأخ المقدادي
هل يستحق سؤالي كل هذا الكلام الذي ذكرته؟
قرأت ردك الطويل فلم أجد فيه الرد على سؤالي البسيط الذي لا يتعدى الرد عليه كلمة أو كلمتين!
والعجب كأن ردك فيه تعريض بأني أعادي الحديث وأصحابه!!!!!!
أنت أمام فريقين، كلاهما من أصحاب الحديث، وكلاهما فهم نصوص الصفات بفهم مخالف، فما هو ضابط تقديم فهم أحدهما على الآخر؟
هل هو فهمك أم فهم غيرك كالسمعاني الذي نقلت عنه:
والظاهر من قوله أنه من أتباع المذهب الثالث في المسألة وهو التوقف عن الخوض في هذه المسائل، وهو مذهب كثير من التابعين وأهل الحديث الذي قالوا في هذه النصوص (أمروها كما جاءت)، وهذا ما أدين به، وقد فصلت ذلك في موضوع ذم التنطع والجدال وكثرة السؤال.
ولا يزال سؤالي ينتظر الرد .. كيف عرفت المصيب من المخطئ وهما يتفقان في الأصول؟ هل بفهمك أم بفهم أحد الفريقين؟
لو قلت بفهم الأحرص على الحديث واتباعه وتمييز صحيحه من ضعيفه منهما (كما يوحي بذلك ردك المطول)، فالأولى بك تقديم فهم المحدثين كابن حجر و النووي على فهم الفقهاء كابن تيمية ..
الحمدلله و بعد
جواب الإمام السمعاني رحمه الله فيه جواب كل ما طرحته و خلاصة كلامه في إتباع السلف الصالح
فإن قلتَ: كيف ذاك في مسائل الصفات - مثلا -؟ قلتُ: بالنظر في كلام الكافة منهم
فهل ترى أحدا منهم قال ان الله تعالى لا داخل العالم و لا خارجه؟ أم كلهم يصرّح بالعلو للواحد القهار؟
و هل قرأتَ لواحد منهم: حرّفوا آيات الصفات عن معناها الظاهر لأن الظاهر إنما هو تجسيم و الله منزه عن ذلك و لهذا قولوا ان اليد تأتي بمعنى القوة ... الخ أم قالوا:
وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف
وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه
وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده
وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة
و إنما إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
هذا مقتطف من كلام الإمام الترمذي رحمه الله و هو ينقل عن أشياخه و اشياخ أشياخه في تقرير العقيدة
و قول قائلهم: ان الجهمية أنكرت هذه الروايات ليس معناه انهم انكروا وجودها في الكتاب او السنة بل معناها انهم حرّفوا المراد منها فقالوا: ان معنى اليد القوة , فانظر الى دقة السلف رحمهم الله و لهذا ترى ابن العربي المالكي رحمه الله - و قد كان أشعريا - يتعقب الإمام الترمذي في هذا و يقول انه وهم منه!
ثم تقول لي: أنت أمام فريقين، كلاهما من أصحاب الحديث، وكلاهما فهم نصوص الصفات بفهم مخالف، فما هو ضابط تقديم فهم أحدهما على الآخر؟
فمن هو صاحب الفهم المخالف؟ مالك و الشافعي و الترمذي و أبي داود و ابن خزيمة ... ألخ أم ابن العربي و القرطبي و غيرهما ممن أقرا بالتأويل و ان مذهب الخلف أحكم؟
سبحان الله!
أما قولك:
هل هو فهمك أم فهم غيرك كالسمعاني الذي نقلت عنه:
والظاهر من قوله أنه من أتباع المذهب الثالث في المسألة وهو التوقف عن الخوض في هذه المسائل، وهو مذهب كثير من التابعين وأهل الحديث الذي قالوا في هذه النصوص (أمروها كما جاءت)، وهذا ما أدين به، وقد فصلت ذلك في موضوع ذم التنطع والجدال وكثرة السؤال.
و هذا أيضا عجب منك! هل سأنقل كلام السمعاني و هو يخالفني في ذلك؟ بل للإمام السمعاني رحمه الله من الكلام في مسائل الصفات ما هو كثير و نحن نوافقه في ذلك فلا معنى للتفريق , و العجب منك حين تقول: و هو التوقف عن الخوض! و كأننا خضنا فيها و خالفنا السلف!
و ليس هناك مذهب أول و لا ثان و لا ثالث للسلف: بل هو مذهب واحد فقط , عرفه من عرفه و جهله من جهله و هذه كتبهم مبسوطة مدارها على الإثبات للصفات و التنزيه للواحد الديان ,دون شقشقة متكلم و لا فلسلفة متفلسف.
ثم في ماذا خالف ابن تيمية السلف؟ و هو أعلم من كل من رد عليه من المتكلمين و قد كان يرجّح مذهب السلف و هذا معروف معلوم و لهذا تجد ردوده مشحونة بكلام السلف و تأييد ذلك بينما خصومه حين ردوا عليهم لم يستطيعوا إلا تقرير أدلة عقلية هي هباء في هواء , و حتى إنهم تمسكوا بما لا ممسك لهم من كلام السلف لجهلهم بالسلف و ما السلف حتى قال الإمام الذهبي رحمه الله " فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب و النفي
و قال الامام المقريزي الشافعي رحمه الله - ت 845 هـ -
(فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام بحيث نُسي غيره من المذاهب وجهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه إلاّ أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل رضي اللّه عنه فإنهم كانوا على ماكان عليه السلف لايرون تأويل ماورد من الصفات إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ فتصدّى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة وعلى الصوفية) الخطط للمقريزي
أما قولك بتقديم كلام النووي و ابن حجر على كلام ابن تيمية في الصفات لكون الأخير من الفقهاء - كما تقول - فليس بمسلّم لك لوجوه:
الوجه الأول: ان النووي رحمه الله أكثر من ذكر التأويلات لأحاديث الصفات و هذا مخالف لطريقة السلف و لو شئتَ الأدلة عليه من كلامهم و كلام العلماء الى ما قبل ولادة ابن تيمية لأتحفتك به
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثله رحمه الله لو اكتفى بتقرير كلام السلف دون الإطالة بذكر مذهب آخر لكان هذا أقرب لقبول كلامه فكيف إذا علمنا تقريره أن لأهل العلم في أحاديث الصفات قولين: مذهب سلفي و مذهب خلفي! ثم أنه أجمل في ذكر مذهب السلف و لم يكثر من ذكر أقوالهم و كتبهم و الروايات المسندة .. ألخ بل و غلط عليهم في حكاية تفويض المعنى
الوجه الثاني: ان الحافظ ابن حجر أتى بعد شيخ الإسلام ابن تيمية بل و نقل عنه في مسائل الصفات في كتابه فتح الباري و علاوة على ذلك فقد اعترف بمذهب الإمام البخاري في مسألة الكلام لله تعالى و انه يقول بالمشيئة - و هو نفس ما قرره ابن تيمية - و غير ذلك و لكنه رحمه الله لم يسلم من مسألة التأويلات لآيات الصفات و هذا مخالف لمنهج السلف كما قدّمنا سواء كان بكلامهم أو كلام من أتى بعدهم الى قبل زمان ابن تيمية و هذا مبسوط و مقرر في مظانه
الوجه الثالث: لو عقدنا مقارنة بين طريقة النووي و ابن حجر من جهة و طريقة ابن تيمية من جهة أخرى: لرأينا كثرة الأقوال - عند ابن تيمية - و النقولات عن السلف في الصفات بل و ممن جاء بعدهم الى قبل زمانه و في المقابل لا نرى معشار ذلك عند النووي و ابن حجر , فأيهم أقرب للصواب في نظر المنصف؟؟؟؟ و أيهم أتبع للسلف؟
الوجه الرابع: إذا تقرر هذا: فإن ابن تيمية رحمه الله لم يكن عنده إلا مذهب واحد يدافع عنه و يدلل له من الكتاب و السنة و هو مذهب السلف بل أن خصومه لما ناظروه في الواسطية بحضرة الوالي لم يقدروا عليه حتى ذكر الحافظ ابن رجب أن الإتفاق قد وقع على أن هذه عقيدة سُنية سلفية، فمنهم من قال ذلك طوعاً، ومنهم من قاله كرهاً.
و ورد بعد ذلك كتاب من السلطان فيه: إنما قصدنا براءة ساحة الشيخ، وتبين لنا أنه على عقيدة السلف.
الوجه الخامس: قولك ان شيخ الإسلام من الفقهاء فقط فيه قصور شديد بل كان من حفاظ الحديث بل و من المتمعقين في ذلك , شهد له فيه أكابر علماء عصره و هذه خصيصة له لا يُنازع له فيها رحمه الله
الوجه السادس: هب أنك تريد كلام حفاظ الحديث و لا تريد كلام الفقهاء - و ابن تيمية ليس من حفاظ الحديث كما تقول! - فلمَ لا ترجع لكلام الحافظ ابن رجب في شرحه على البخاري؟ راجعه و اقرأ كلامه في مسائل الصفات و إغلاظه على المحرّفين لمعانيها , و أيضا ذكره لنقولات عدة عن السلف
بل ارفع السند قليلا و اقرأ ما كتبه الحافظ قوّام السنة الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة! و وهو من أكابر علماء الشافعية في عصرة بلا منازعة - و هو تلميذ الإمام السمعاني رحمه الله - فاقرأ كلامه فستجده و كلام شيخ الإسلام من مشكاة واحدة بل و قد رد على الأشاعرة في غير موضع , هذا و هو المتقدم على زمان ابن تيمية بأزيد من قرن
بل ان شيخ الإسلام أكثر من النقولات عنه في فتاويه و في درء التعارض و غير ذلك
بل لو علوت قليلا فقرأتَ كلام الحافظ الكبير ابن عبد البر رحمه الله في شروحه على الموطأ لرأيت منه الإثبات للصفات حتى عاب عليه ابن الجوزي كلامه في هذا! - و كلام ابن الجوزي غير مقبول فيه قطعا -
و أيضا فلتقرأ كلام السمعاني في تفسيره و كلام الطبري في تفسيره و تبصيره و ابن خزيمة في التوحيد و اللالكائي في شرحه و غيرهم خلق كثير كثير
و لا تعارض بين كلام هؤلاء كلهم بل هم على عقيدة سلفية واحدة , بل ان شيخ الإسلام رحمه الله إنما أكثر من النقل عن أمثال هؤلاء في معرض تقريره للعقائد و هذا معروف لمن طالع كتبه و مصنفاته و تحريراته و تقريراته.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 04:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أود المشاركة في الموضوع، لك الظروف لا تسمح، وأكتفي بنقل مقال لاخينا اليافعي، متبنيا ما فيه، راجيا مناقشته بعلم وادب.
وهذا نص المقال:
بادئ ذي بدء أقول: لست أشعريا ولا ماتريديا بل على مذهب أهل الحديث وطريقتهم ولا أبغي بذلك بديلا ولا عنه تحويلا.
ولكني مع ذلك أقول: إنه من بعد ظهور مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري والإمام أبي منصور الماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين وأهل اللغة والمؤرخين والقادة والمصلحين وغيرهم إلا وهم أشاعرة أو ماتريدية فعلى سبيل المثال لا الحصر:
من أهل التفسير وعلوم القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
القرطبي وابن العربي والرازي وابن عطية والمحلي والبيضاوي والثعالبي وأبو حيان وابن الجزري والزركشي والسيوطي والآلوسي والزرقاني والنسفي والقاسمي وغيرهم كثير.
ومن أهل الحديث وعلومه:
الحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي عياض وابن الصلاح والمنذري والنووي والعز بن عبد السلام والهيثمي والمزي وابن حجر وابن المنير وابن بطال وشراح الصحيحين , وشراح السنن , والعراقي وابنه وابن جماعة والعيني والعلائي وابن فورك وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن الزملكاني والزيلعي والسيوطي وابن علان والسخاوي والمناوي وعلي القاري والبيقوني واللكنوي والزبيدي وغيرهم كثير.
ومن أهل الفقه وأصوله:
فمن الحنفية:
ابن نجيم والكاساني والسرخسي والزيلعي والحصكفي والميرغناني والكمال بن الهمام والشرنبلالي وابن أمير الحاج والبزدوي والخادمي وعبد العزيز البخاري وابن عابدين والطحطاوي وغيرهم كثير.
ومن المالكية:
ابن رشد والقرافي والشاطبي وابن الحاجب وخليل والدردير والدسوقي وزروق واللقاني والزرقاني والنفراوي وابن جزي والعدوي وابن الحاج والسنوسي وابن عليش وغيرهم كثير.
ومن الشافعية:
الجويني وابنه والرازي والغزالي والآمدي والشيرازي والاسفرائيني والباقلاني والمتولي والسمعاني وابن الصلاح والنووي والرافعي والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد وابن الرفعة والأذرعي والإسنوي والسبكي وابنه والبيضاوي والحصني وزكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والرملي والشربيني والمحلي وابن المقري والبجيرمي والبيجوري , وابن القاسم وقلوبي وعميرة والغزي وابن النقيب والعطار والبناني والدمياطي وآل الأهدل وغيرهم كثير.
ومن أهل التواريخ والسير والتراجم:
القاضي عياض والمحب الطبري وابن عساكر والخطيب البغدادي وأبو نعيم الأصبهاني وابن حجر والمزي والسهيلي والصالحي والسيوطي وابن الأثير وابن خلدون والتلمساني والصفدي وابن خليكان وغيرهم كثير.
ومن أهل اللغة:
الجرجاني والغزويني وابن الأنباري والسيوطي وابن مالك وابن عقيل وابن هشام وابن منظور والفيروزآبادي والزبيدي وابن الحاجب والأزهري وأبو حيان وابن الأثير والجرجاني والحموي وابن فارس والكفوي وابن آجروم والحطاب والأهدل وغيرهم كثير.
ومن القادة:
نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس وسلاطين الأيوبيين والمماليك , والسلطان محمد الفاتح وسلاطين العثمانيين وغيرهم كثير.
كل أولئك أشاعرة أو ماتريدية وهم طائفة قليلة من المشهورين منهم ولو أردنا أن نعدد لطال بنا المقام ومن أراد المزيد فعليه بكتب التراجم والسير والتاريخ. بل لو أردنا أن نعدد من لم يكن أشعريا أو ماتريديا ـ من غير الحنابلة ـ لما استطعنا أن نعد بقدر الأصابع , وفي الجملة فإن الحنفية ماتريدية إلا ما ندر , والمالكية والشافعية أشعرية إلا ما ندر , والحنابلة أثرية إلا ما ندر.
فإذا كان أولئك الأئمة الذين ذكرناهم ـ وغيرهم كثير ممن لم نذكرهم ـ مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة ومن الفرق الهالكة ومن المتوعدين بالنار , أو كان ما هم عليه بدعة وضلالة وخروج عن السنة والجماعة ومتوعدون بسببه بالهلاك والنار فواخسارة الإسلام والمسلمين.
إن قول المشايخ: إن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة أمر لا ريب فيه فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين فالطعن فيهم طعن في الدين , فكما نقول: الصحابة نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين كذلك نقول في الأشاعرة والماتردية: هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين.
ومع وجود بعض الاختلافات بين مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب أهل الحديث فقد ذكر طائفة من أهل الحديث والحنابلة أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة الجماعة , ولنذكر منهم على سبيل المثال:
1 ـ الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير اليماني:
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث قال رحمه الله في العواصم والقواصم 3/ 331: (مذهب أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة الحديث وهم طائفتان: الطائفة الأولى: أهل الحديث والأثر وأتباع السنن والسلف الذين ينهون عن الخوض في علم الكلام ... ثم قرر مذهب أهل الحديث وهو أن حقيقة الصفات وكنهها مما استأثر الله بعلمه , ثم ذكر كلام الغزالي في كتابه إلجام العوام في تقرير عقيدة السلف , ثم تكلم في النهي عن علم الكلام كل ذلك في صفحات طويلة جدا.
ثم قال 4/ 118: هذا آخر ما أردت الإشارة إليه من جملة عقائد المحدثين وهم الطائفة الأولى.
الطائفة الثانية: أهل النظر في علم الكلام والمنطق والمعقولات وهم فرقتان: أحدهما: الأشعرية ... . والفرقة الثانية من المتكلمين منهم: الأثرية كابن تيمية وأصحابه فهؤلاء من أهل الحديث لا يخالفونهم إلا في استحسان الخوض في الكلام وفي التجاسر على بعض العبارات وفيما تفرد به من الخوض في الدقائق الخفيات والمحدثون ينكرون ذلك عليهم لأنه ربما أدى ذلك إلى بدعة أو قدح في الدين) اهـ. ثم ساق كلام الإمام ابن تيمية من التدمرية.
2 ـ الإمام ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية: ففي شرحه الطحاوية ص 188 قال:
(وبالجملة: فأهل السنة كلهم من أهل المذاهب الاربعة وغيرهم من السلف والخلف متفقون على أن كلام الله غير مخلوق.ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون في أن كلام الله هل هو معنى واحد قائم بالذات أو أنه حروف وأصوات تكلم الله بها بعد أن لم يكن متكلما أو أنه لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وأن نوع الكلام قديم ... ) اهـ.
فأنت تراه قد فرع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة.
3 ـ الإمام مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي: حيث قال في أقاويل الثقات 133:
(وفرقة أخرى أثبتت الصفات المعنوية من نحو السمع والبصر والعلم والقدرة والكلام وهو مذهب جمهور أهل السنة والجماعة ومنهم أتباع أئمة المذاهب الأربعة , ثم اختلفوا فيما ورد به السمع من لفظ العين واليد والوجه والنفس والروح:
ففرقة أولتها على ما يليق بجلال الله تعالى وهم جمهور المتكلمين من الخلف فعدلوا بها عن الظاهر إلى ما يحتمله التأويل من المجاز والاتساع خوف توهم التشبيه والتمثيل. وفرقة أثبتت ما أثبته الله ورسوله منها وأجروها على ظواهرها ونفوا الكيفية والتشبيه عنها قائلين إن إثبات البارئ سبحانه إنما هو الكيفية إثبات وجود بما ذكرنا لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته إنما هي إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا يد ووجه وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه فلا نقول إن معنى اليد القوة والنعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول إنها جوارح) اهـ.
فأنت تراه أيضاً قد فرّع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة.
4 ـ الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي: حيث قال في كتابه العين والأثر ص 52:
(طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة وحنابلة وماتريدية بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة!!!) اهـ.
5 ـ الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية: حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73:
(أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
ـ الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
ـ والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري
ـ والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي) اهـ.
وقال ص 1/ 76: (قال بعض العلماء: هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية) اهـ.
وفي المقابل أيضا نجد أن الأشاعرة يقولون عن أهل الحديث أنه من أهل السنة وأقوالهم في ذلك كثيرة , ومنها ما قاله ابن السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب:
(اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك. وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف:
ـ الأولى: أهل الحديث، ومعتقد مباديهم الأدلة السمعية - الكتاب والسنة والإجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الثانية: أهل النظر العقلي وهم الأشعرية والحنفية (الماتريدية) وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي. وهم متفقون في المبادئ العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه، وفي المبادئ السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيرها، واتفقوا في جميع المطالب الاعتقادية إلا في مسائل.
ـ الثالثة: أهل الوجدان والكشف وهم الصوفية، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية والكشف والإلهام في النهاية) اهـ.
ولا شك أنه يريد بالصوفية من كان منهم على منهج السلف , أما من انحرف عن ذلك كالقائلين بوحدة الوجود وإسقاط التكاليف ونحو ذلك من العقائد الباطلة فلا شك أنهم ليسوا من أهل السنة بل ليسوا من أهل الإسلام.
متى بدأت الفتنة بين الفريقين:
وقد كان أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية يدا واحدة على المبدعة والزنادقة , وكانوا كالشيء الواحد حتى حصلت في القرن الخامس الهجري حادثة عرفت بفتنة ابن القشيرى تسببت في الفرقة بين الطائفتين , قال الإمام ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري ص 163:
(ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات تعتضد بالأشعرية على أصحاب البدع لأنهم المتكلمون من أهل الإثبات فمن تكلم منهم في الرد على مبتدع فبلسان الأشعرية يتكلم ومن حقق منهم في الأصول في مسألة فمنهم يتعلم فلم يزالوا كذلك حتى حدث الاختلاف في زمن أبي نصر القشيري) اهـ.
وقد ذكر هذه الحادثة كثير من أهل التواريخ والسير ومنهم الذهبي في السير وابن رجب في ذيل الطبقات وابن الأثير في الكامل وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم , وانظر مثلا البداية والنهاية 12/ 115.
موقف الإمام ابن تيمية من تلك الفتنة والخلاف بين الأشاعرة والحنابلة:
مع أن الإمام ابن تيمية يخالف الأشاعرة في أشياء إلا أن موقفه منهم لم يكن موقف المعادي بل موقف من يؤلف بين القلوب ويقارب بين وجهات النظر بين الأشعرية والحنبلية حيث قال كما في مجموع الفتاوى 6/ 53: (و الأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرع عليهم وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى) اهـ
وفي مجموع الفتاوى أيضا 4/ 17: (قال أبو القاسم بن عساكر: ما زالت الحنابلة والأشاعرة في قديم الدهر متفقين غير مفترقين حتى حدثت فتنة ابن القشيري) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/ 227: (والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين وطلبا لاتفاق كلمتهم واتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/ 229: (ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة وأظهرت ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيري فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/ 269: (ولهذا اصطلحت الحنبلية والأشعرية واتفق الناس كلهم ولما رأى الحنبلية كلام أبي الحسن الأشعري قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وزال ما كان في القلوب من الأضغان وصار الفقهاء من الشافعية وغيرهم يقولون الحمد لله على اتفاق كلمة المسلمين) اهـ.
موقف الإمام الذهبي من الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة: قال في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبي نعيم الأصبهاني الأشعري 17/ 459:
(وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقيل وقال وصداع طويل فقام إليه [أي قام إلى أبي نعيم] أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد الرجل يقتل. قلت: ما هؤلاء بأصحاب الحديث بل فجرة جهلة أبعد الله شرهم) اهـ كلام الذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذه الفتنة وفتن مشابهة لها قد أثرت على العلاقة بين أهل السنة على مر القرون ولكنها في بعض القرون قد تكون أشد وفي بعضها قد تكون أخف. ولا زالت هذه الفتنة تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في واقعنا المعاصر , مع أننا أحوج ما نكون إلى الألفة والاتحاد والتعاون لأننا في زمن تكالبت فيه الأمم على أمة المسلين ورموهم عن قوس واحدة بينما تجد أهل الإسلام وخصوصا أهل السنة مازالوا في صراعات لفظية أو غير لفظية , وما زالوا غارقين في الجدل البيزنطي والأعداء على الأبواب , فهل نعي وندرك ما يحاك لنا ونلتفت إلى العدو الحقيقي ونؤخر الخلافات الداخلية حتى ننتهي من العدو الأكبر؟! من قبل أن يقال: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجمع كلمة المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم آمين يارب العالمين.
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:25]ـ
كلام اليافعي فيه أغاليط عدة ليس هذا موضع بيانها و إنما أكتفي بوقفات:
الوقفة الأولى: أما إستشهاده بجماعة من أهل العلم لتصحيح مذهب الأشاعرة فليس بشيء على التحقيق و بإمكاني إيراد أضعافهم ممن خالفوا الأشاعرة في المعتقد بل انه غلط على جماعة و عدّهم في الأشاعرة و هم براء منهم: كالحافظ المزي و السمعاني و ابن الصلاح و الأزهري .... في آخرين
ثم يقال له: ما هي عقيدة الأمة قبل ظهور الأشعري و الماتريدي؟ هل كانوا ينتظرون مقدم الأشعري ليتخذوا كلامه وحيا منزلا من السماء؟ أم ماذا؟
و هذا الأشعري رحمه الله أبان له الله تعالى الحق فذكر انه على نهج الإمام المسدد أبي عبدالله أحمد بن حنبل رحمه الله , فلمَ مخالفة شيخكم في تقرير هذا؟ و علامَ هذا الخُلف بين الخلف؟
ثم لو كان تصحيح العقائد بالإسماء فأنا أذكر جماعة ممن هم على إعتقاد مخالف للأشاعرة كالإمام مالك و الشافعي، والزهري، والشعبي والتيمي و الليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن سلمة وحماد بن زيد، ويونس بن عبيد، وأيوب وابن عوف ونظرائهم. ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون، وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد، ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن حنبل و محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي، وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن أسلم الطوسي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة،و الأزهري , وأبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل البستي، و الصابوني و سعد الزنجاني و السجزي الحنفي و الانصاري الهروي و صاعد الأستوائي و اللالكائي و الحافظ البغوي و أبي طاهر السلفي و قوّام السنة الأصبهاني و شيخ الشافعية الفقيه العمراني و سيف السنة السكسكي , و الشيخ عبد الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي الشهير بابن الحنبلي و الحافظ الكرجي و الحافظ عبدالغني المقدسي و فخر الدين ابن تيمية و ابن قدامة و أبي اليمن الكندي الحنفي و الضياء المقدسي و السيف بن المجد المقدسي و من بعدهم كشيخ الإسلام أبي عمر المقدسي و مسند الدنيا الفخر ابن البخاري و من بعدهم كابن تيمية و اخوانه و الذهبي و المزي و البرزالي و ابن القيم و ابن عبدالهادي و ابن كثير و برهان الدين ابن القيم و الحريري و ابن المحب الصامت ........ الخ و أضعاف أضعاف أضعافهم فهل عقيدة هؤلاء مطعون بها أو مشكوك بها؟ سبحان الله!
الوقفة الثانية:أن قوله " فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين فالطعن فيهم طعن في الدين "
فأولا: نحن لم نطعن في شخوصهم انما قلنا ان هذه عقيدة السلف و للكل الخيار في الموافقة أو المخالفة لهم , فمن خالفهم فهو مخالف للسلف و لا ضير في ذكر ذلك و كم طعن جماعة من الأشاعرة في أئمة الدنيا كما قال الرازي عن ابن خزيمة الشافعي انه جاهل .. الخ و كما قال الجويني عن الحافظ السجزي الحنفي انه تيس .. الخ
و ثانيا: ان الطعن في عقيدة من خالفهم بدر منهم أيضا فلمَ لا يُوجّه اللوم عليهم أيضا؟
و ثالثا: ان الأشاعرة تلقوا الحديث عن أئمة السلفيين و هذا معروف لا يُنكر فهذا الأشعري يأخذ الحديث عن شيخ المحدثين الحافظ الساجي و هذا ابن عساكر يأخذ عن أبي الحسين ابن الفراء صاحب طبقات الحنابلة - و هو سلفي معروف - و هذا السبكي يأخذ عن الحافظ الذهبي و مع ذلك يطعن في عقيدته و يقول انه من دعاة التجسيم! و هذا ابن حجر نحو الثلث من شيوخه - يزيد او ينقص - من السلفيين و فيهم من تلامذة شيخ الإسلام العدد الجم
فهم أخذوا عن مشايخ خالفوهم في أصول معتقدهم و تلقوا دينهم عن جماعة مخالفة لما هم عليه فهل كان تقرير هؤلاء لعقيدتهم الأشعرية طعنا في شيوخهم الأثريين - و هؤلاء هم حملة الدين -؟؟؟؟؟ - حاشا قلة ممن صرّح بذم عقيدة شيوخه كما فعل السبكي مع شيخه الذهبي -
الوقفة الثالثة: انه لا يمكن الجمع بين النقيضين: عقيدة تقول: الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه و أخرى تقول: الله تعالى على عرشه فوق سمواته السبع
فأين عقيدة السنة؟ أهذه أم تلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 06:03]ـ
من المعلوم لدى الباحثين في الفرق واختلافها أن لكل فرقة أساساً منهجياً تتفق عليه طوائفها وترجع إليه أصولها وقواعدها، ومن خالف فيه خرج عن انتسابه لها ومن لم ينطبق عليه لم يدخل فيها.
فمثلا كل من قال بالأصول الخمسة فهو معتزلي، وكل من قال إن الإنسان مجبور على أفعاله فهو جبري، وكل من قال إن الإيمان هو المعرفة أو التصديق فهو مرجئ، وكل من قال بالكلام النفسي والكسب فهو أشعري … إلى آخر ما هو معروف.
وهذا ضابط منهجي يحدد به الباحث الفرقة والانتماء إليها.
وبتطبيق هذا الضابط الذي لا خلاف في تحديده يتبين قطعاً أن المرجئة والقدرية والمعتزلة ليسوا من أهل السنة والجماعة وهذا ما تقوله الأشاعرة ولا تخالف فيه.
ومن الثابت عن كثير من السلف وعليه جرى المصنفون في الفرق والمقالات من أهل السنة والأشاعرة أن أصول الفرق الثنتين وسبعين الخارجة عن أهل السنة والجماعة أربع " القدرية، والشيعة، والخوارج، والمرجئة ".
فنقول بعد ذلك:
إذا كان المرجئ والقدري ليسا من أهل السنة فما حكم من جمع بين الإرجاء والقدر أو الإرجاء والجبر أو جمع بين أصول المعتزلة وقول الرافضة؟
أيكون هذا من أهل السنة والجماعة؟ أم أكثر بعداً عنهم؟
والجواب الطبيعي معروف، وعليه نقول:
1 - إذا كانت المرجئة الخالصة (أي التي لم تخلط بالإرجاء شيئاً من البدع في الصفات أو غيرها) ليست هي أهل السنة والجماعة ولا منهم، فكيف يكون حال الأشاعرة الذين جاءوا بالإرجاء كاملاً وزادوا عليه بدعاً أخرى في أبواب العقيدة الأخرى كما مر سابقاً.
2 - إذا كانت الجبرية الخالصة ليست هي أهل السنة والجماعة ولا منهم فكيف يكون حال الأشاعرة الذين جاؤوا بالكسب (الذي اعترف كثير منهم بأنه جبر وإن لم يكن جبراً فهو بدعة على أي حال) وزادوا عليه كما سبق.
أضف إلى هذا أن كل ذم للصوفية فللأشاعرة منه نصيب، لأن أكثر أئمة الصوفية المنحرفين كالغزالي وابن القشيري كانوا أشاعرة.
ثم أيهما الفرقة الناجية؟
أهل السنة والجماعة والأشاعرة فرقتان مختلفتان والجدال في هذا مكابرة.
وهذا يستلزم تحديد أيهما الفرقة الناجية؟
وما أوضح هذا التحديد وأسهله، لكن مكابرة بعض الأشاعرة بادعاء أن الأشاعرة وأهل السنة والجماعة كلاهما ناج يجعلنا نبدأ بإلقاء سؤال عن الفرقة الناجية:
أهي فرقة واحدة أم فرقتان؟
والجواب: - مع بداهته لكل ذي عقل – مفروغ منه نصاً، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في روايات كثيرة لحديث افتراق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: " أنها كلها في النار إلا واحدة ".
وما قال صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه ولا تابعيهم إنها اثنتان، وعليه جاء تفسير قوله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) أن الطريق المستقيم هو السنة والسبل هي الأهواء، وما هو إلا طريق واحد كما خط النبي صلى الله عليه وسلم بيده.
وعلى هذا سارت كتب الفرق – السني منها والبدعي – فهي تقرر أن الفرقة الناجية واحدة ثم تدعي كل فرقة أنها هي هذه الواحدة.
بقي إذن أن يقال: ما هي صفة هذه الفرقة وعلامتها؟
والجواب أنه جاء في بعض روايات الحديث نفسه – من طريق يقوي بعضها بعضاً – أنها " ما أنا عليه وأصحابي " ومعناها قطعاً صحيح، ولا تخالف فيه الأشاعرة، بل في الجوهرة:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
فنقول لهم إذن:
أكان مما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة: تقديم العقل على النقل أو نفي الصفات ما عدا المعنوية والمعاني، أو الاستدلال بدليل الحدوث والقدم، أو الكلام على الجوهر والعرض والجسم والحال … أو نظرية الكسب، أو أن الإيمان هو مجرد التصديق القلبي، أو القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته، أو الكلام النفسي الذي لا صيغة له، أو نفي قدرة العبد وتأثير المخلوقات، أو إنكار الحكمة والتعليل … إلى آخر ما في عقيدتكم؟
إننا نربأ بكل مسلم أن يظن ذلك أو يقوله.
بل نحن نزيدكم إيضاحاً فنقول:
إن هذه العقائد التي أدخلتموها في الإسلام وجعلتموها عقيدة الفرقة الناجية بزعمكم، هي ما كان عليه فلاسفة اليونان ومشركوا الصابئة وزنادقة أهل الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن ورثها عنهم الجهم بن صفوان وبشر المريسي وابن كلاب وأنتم ورثتموها عن هؤلاء، فهي من تركة الفلاسفة والابتداع وليست من ميراث النبوة والكتاب.
ومن أوضح الأدلة على ذلك أننا ما نزال حتى اليوم نرد عليكم بما ألفه أئمة السنة الأولون من كتب في الردود على " الجهمية " كتبوها قبل ظهور مذهبكم بزمان، ومنهم الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والدارمي وابن أبي حاتم وهؤلاء الذين ذكر بعضهم أخونا المقدادي فيما سبق.
فدل هذا على أن سلفكم أولئك الثلاثة وأشباههم مع مازدتم عليهم وركبتم من كلامهم من بدع جديدة.
على أن المراء حول الفرقة الناجية ليس جديداً من الأشاعرة، فقد عقدوا لشيخ الإسلام ابن تيمية محاكمة كبرى بسبب تأليفه " العقيدة الواسطية " وكان من أهم التهم الموجهة إليه أنه قال في أولها: " فهذا اعتقاد الفرقة الناجية… ".
إذ وجدوا هذا مخالفاً لما تقرر لديهم من الفرقة الناجية هي الأشاعرة والماتريدية (انظر تفصيل المناظرة في مجموع الفتاوي ج 3).
وكان من جواب شيخ الإسلام لهم أنه أحضر أكثر من خمسين كتاباً من كتب المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية والمتكلمين كلها توافق ما في الواسطية وبعضها ينقل إجماع السلف على مضمون تلك العقيدة.
وتحداهم رحمه الله قائلاً: " قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين، فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة … يخالف ما ذكرت فأنا أرجع عن ذلك ".
قال: " ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ما يناقض ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه " أنظر مجموع الفتاوى: 169، 217.
فهل يريد الأشاعرة المعاصرون أن نجدد التحدي ونمدد المهلة أم يكفي أن نقول لهم ناصحين:
إنه لا نجاة لفرقة ولا لأحد في الابتداع، وإنما النجاة كل النجاة في التمسك والاتباع.
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
وأهل السنة لا يكفرون الأشاعرة ولا يخرجونهم من أهل القبلة.
فإن أصحاب المناهج والفرق البدعية منهم من هو على الحد الأدنى منها وله مع ذلك علم وعبادة وجهاد وإخلاص في نصرة الدين ومنهم من يكون رأساً في البدعة داعياً إليها بقصد وسوء نية بل وربما تكون هذه البدعة مجرد ستار لعقائد أخبث يضمرها في نفسه.
فمع اشتراك هذين في أصل المنهج وشمول الاسم لهما معا وتناول الوعيد المطلق لكل منهما يظل الفرق بينهما حقيقة قائمة لاشك فيها.
فالمنهج له حكمه والإفراد كل بحسب حاله وتقويم الفكرة في ذاتها غير تقويم حامليها كل على حدة.
حتى منهج السلف نفسه يتفاوت أصحابه فيه جداً، فمنهم من هو في غاية التمسك به قولاً وعملاً واعتقاداً ودعوة ومنهم من هو على الحد الأدنى منه.
بل نحن نقول أن بعض المنتسبين أو المنسوبين إلى مناهج بدعية ليس منهم أصلاً ولكنه متوهم يحسب أنهم على الحق وأن الانتساب إليهم لا ضير فيه مع أنه لا يوافقهم في مذهبهم لو عرفه حق معرفته أو أنهم مخطئون في نسبته لمذهبهم ولو فتشنا لما وجدنا فيه مما يدعون شيئاً.
ولهذا كانت هذه الأمة – ولله الحمد – أكثر أهل الجنة مع أن الفرقة الناجية منها واحدة فقط، وما هذا إلا لأن المعدودين حقاً من الفرق الثنتين وسبعين لا يساوون بالنسبة لسلف الأمة وخلفها إلا نزراً يسيراً أما من اتبعهم عن جهل أو خطأ أو حسن نية أو تأثر بهم دون أن يشعر فله حكم آخر وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة الكلام عن حديث 204،
والله تعالى حكم قسط ورحمته أوسع وفضله أعظم.
والحاصل أن أحكام الآخرة ومنازل الناس فيها خاضعة لأمر أحكم الحاكمين وأعدلهم، أما نحن في الدنيا فمأمورون أن نحكم على كل منهج أو فرد بما حكم الله به عليه من غير إفراط ولا تفريط ونتقيد بالضوابط التي جاءت في مذهب السلف.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في مناظرته للأشاعرة والماتريدية أثناء المحاكمة التي أشرنا إليها:
" فأجبتهم عن الأسئلة:
بأن قولي اعتقاد الفرقة الناجية، هي الفرقة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة حيث قال: " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الاعتقاد – يعني ما في الواسطية – هو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وهم ومن اتبعهم الفرقة الناجية، فإنه قد ثبت عن غير واحد من الصحابة بالأسانيد أنه قال: الإيمان يزيد وينقص، وكل ما ذكرته في ذلك فإنه مأثور عن الصحابة بالأسانيد الثابتة لفظه ومعناه وإذا خالفهم من بعدهم لم يضر في ذلك.
ثم قلت لهم: وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته.
بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد، ومن اعتقد ضده فقد يكون ناجياً، كما يقال من صمت نجا " مجموع الفتاوي: 3/ 179.
وقال في الإيمان: ص206.
" وكذلك سائر الثنتين وسبعين فرقة، من كان منهم منافقاً فهو كافر في الباطن، ومن لم يكن منافقاً بل كان مؤمناً بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافراً في الباطن وإن أخطأ في التأويل كائناً ما كان خطؤه وقد يكون في بعضهم شعبة من شعب النفاق ولا يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار.
ومن قال: إن الثنتين وسبعين فرقة كل واحدة منها يكفر كفراً ينقل عن الملة، فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة، فليس فيهم من كفر كل واحدة من الثنتين وسبعين فرقة، وإنما يكفر بعضهم بعضاً – من تلك الفرق – ببعض المقالات، كما قد بسط عليهم في غير موضع " اهـ
ولهذا نجد أن من كفر الجهمية من السلف مثل ابن المبارك ووكيع أخرجوهم من الثنتين وسبعين فرقة وألحقوهم بالسبئية والغرابية وأمثالها.
وحتى في المناهج الجامعية نجد أن كليات أصول الدين مثل كليتي مكة والمدينة حالياً تفصل بين الفرق الخارجة عن الإسلام وبين الفرق الأخرى.
فالأمر واضح لا لبس فيه إلا عند المعاندين أو المعذورين من غير المتخصصين، وكيف يكون عند الأشاعرة لبس في موقف أهل السنة والجماعة منهم وهم يقفون نفس الموقف من المعتزلة فهم يصفونها بالضلال في كتبهم ولا يقولون أن هذا يعني إخراجهم من الملة فمن حقنا أن نلزمهم من واقع كتبهم.
وإذا تقرر هذا تبين أنه لا مبرر لمطالبة الأشاعرة بإدخالهم في أهل السنة والجماعة بدعوى أن هذا يجنبهم تهمة الخروج من أهل القبلة لأن ذلك يعني هدم هذه القاعدة كلها، إذ لو أدخلناهم لأدخلنا غيرهم حتى لا يبقى من تلك الفرق الثنتين وسبعين فرقة إلا دخلت.
وهذا ليس في أيدينا ولا في يد بشر، إنما نحن متبعون لا مبتدعون.
أما باب الدخول الحقيقي فمفتوح على مصراعيه، فمن الذي منعهم أن يرجعوا إلى عقيدة أهل السنة والجماعة التي هي عقيدة القرون الثلاثة والأئمة الأربعة وسائر أئمة الهدى في هذه الأمة المعصومة؟
ولكن لله في خلقه شؤون.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 06:40]ـ
أما أخونا حسن كفتة فإني أراك لم تستكمل النقاش مع الإخوة في هذه المسألة فلماذا تطرحها في كل مكان مع أن سؤال الأخ ليس له تعلق مباشر هنا بمسألتك في فهم فهم السلف.
وللأسف أنا إلى الآن لم أتبين بعد من مشاركاتك هل أنت ترى فهم السلف ملزما لنا أم لا ... فهذا الأصل ثم فرع ما شئت بعد.
.
أعدت طرح المسألة هنا بعد أن فوجئت بإغلاق الموضوع الآخر ..
ومفهوم السلف الصالح غير متفق على تعريف محدد له أصلا يبين إطاره الزماني والمكاني و الأصولي، ولو قلنا أن القاسم المتفق عليه هو اتباعهم للكتاب و السنة، فلا يمكن القول أن فهمهم ملزم إلا في مسائل الإجماع المبني على نص صريح.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 06:53]ـ
هل سأنقل كلام السمعاني و هو يخالفني في ذلك؟ بل للإمام السمعاني رحمه الله من الكلام في مسائل الصفات ما هو كثير و نحن نوافقه في ذلك فلا معنى للتفريق , و العجب منك حين تقول: و هو التوقف عن الخوض! و كأننا خضنا فيها و خالفنا السلف!
و ليس هناك مذهب أول و لا ثان و لا ثالث للسلف: بل هو مذهب واحد فقط , عرفه من عرفه و جهله من جهله و هذه كتبهم مبسوطة مدارها على الإثبات للصفات و التنزيه للواحد الديان ,دون شقشقة متكلم و لا فلسلفة متفلسف.
.
ما معنى التوقف عن الخوض فيها؟
ألا ترى التعارض الظاهر في كلامك؟
كيف يوصف شخص بالتوقف عن الخوض في مسائل الصفات وله من الكلام فيها الكثير؟
وهل هناك نص واحد مرفوع أو موقوف ثابت عن صحابي تكلم في مسائل الصفات بجملة واحدة؟
إن أقررت أن الصحابة لم يتكلموا بجملة واحدة في المسألة، لزمك الإقرار أن هذا مذهب ثالث يخالف الأشاعرة و أصحاب الكلام الكثير في مسائل الصفات!!
وللعلم فهناك مذهب رابع اخترعه ابن حزم و تابعه من تابعه (راجع الملل و النحلل).
وقد فهمت من ردك أن جواب سؤالي أنك فهمت بفهم السلف الصالح أصحاب الفهم الواحد للصفات، سواء أكثروا من الكلام في المسألة أو سكتوا عنه، فالساكت يتفق مع من أكثر الكلام ولابد، و الأشاعرة كابن حجر والنووي والقرطبي والجويني وابن عساكر وغيرهم ممن ذكرهم اليافعي ليسوا من السلف الصالح، ولا يُعتد بفهمهم، لما أتوا به من بدع ومحدثات وفق قول السمعاني .. أليس كذلك؟(/)
*هام* جمعية العلماء المسلمين بعد الاستقلال حوار مع الشيخ عبد الرحمن شيبان
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أجرى الحوار: عبد الحميد عبدوس وكمال أبو سنة
أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين، الشيخ عبد الرحمن شيبان بأن "الجمعية تعيش حاليا فترة نشاط وحيوية مميزة بعد فترة الركود التي عاشتها بعد الاستقلال وإلى غاية صدور القانون المتعلق بالجمعيات سنة 1992م"، كما أوضح شيبان بأن "الأفكار والمبادئ التي تقوم عليها الجمعية وتبثها في المجتمع الجزائري هي مستمدة من قيم الروح الإسلامية" في هذا الحوار بمناسبة ذكرى تأسيس الجمعية.
1 – سماحة الشيخ هل لكم أن تعرّفوا قراءنا بالأسباب التي كانت وراء تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ورسالتها؟
ج: الشيخ شيبان: إن رسالة جمعية العلماء التي تأسست لتحقيقها، هي ترشيد الشعب الجزائري إلى فهم ذاته، والتكيف بها إلى ما ينهض به من كبوته، وتحريره من الاحتلال الفرنسي الجاثم على صدره منذ قرن، وذلك ببث الوعي الإسلامي الوطني في صفوفه، بإحياء مقومات شخصيته بالتربية، والتعليم، والوعظ والإرشاد؛ فيعتصم بعقيدته الإسلامية مطهرة من الخرافة والإلحاد، ويُحي لغته العربية في لسانه وقلمه، ويستنير بتاريخه الحافل بالأمجاد، ويتسلح بوحدته الوطنية، ويطرد من نفسه الخوف من قوة العدو المحتل، واليأس من رحمة الله ونصره، ويُشمر على ساعد الجد بتوفير كل ما يقدمه ويُرقيه في جميع المجالات الحياتية، ويرفع شأنه في العالمين، وَفقا لقولة الإمام ابن باديس في افتتاحية الجزء الأول من "الشهاب الشهري": «تستطيع الظروف تكييفنا ولكنها لا تستطيع -بإذن الله- إتلافنا» (الشهاب ص3 م الخامس 1347 - 1348هـ/1929ـ 1930) فمن طبيعة الشعوب والأمم أن تتعرض لمختلف الأمراض في حياتها الجسمية، فتحتاج إلى أطباء يعالجونها لتُعفى وتشفى، فتستأنف نشاطها في صمودٍ وأمل؛ فكذلكم الشعوب والأمم تحتاج إلى أطباء ماهرين، من المصلحين الاجتماعيين، يداوونها مما تتعرض له من الأمراض المعنوية التي تصيب طاقاتها بالشلل والتعطيل، وهذه هي رسالة جمعية العلماء، نحو الشعب الجزائري، انطلاقا من الآية القرآنية 104من سورة آل عمران:} وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ {.
2 - ما هي الوسائل والطرق التي استعملتها إدارة الاستعمار الفرنسي لمحاربة جمعية العلماء وعرقلتها عن تحقيق أهدافها؟
ج: الشيخ شيبان: استعملت إدارة الاحتلال كل الوسائل الإدارية والإجراءات الزجرية لمحاربة جهود العلماء وعرقلتهم عن تأدية مهمتهم الإصلاحية، فلجأت إلى وسائل الحبس والنفي والتغريم، بالإضافة إلى الاستنطاقات البوليسية والمداهمات لمساكن العلماء، وتهديد أنصار الجمعية ومتابعتهم، والتضييق عليهم في وظائفهم وتجارتهم ...
وسنت القوانين التعسفية الظالمة مثل قانون شوتان الصادر في 8 مارس 1938 والذي يعتبر اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر، وبالتالي فإن كل من يعلم اللغة العربية بدون رخصة إدارية من فرنسا يتعرض إلى السجن، ولكن الرخصة لا تعطى في الغالب لمن يطلبها. أما المساجد فقد كانت ممنوعة على العلماء، ولذلك اضطر العلماء لتأسيس المساجد الحرة ليتمكنوا من التواصل مع جماهير المؤمنين فيها وتبليغ خطابهم، وتعرضت صحف الجمعية إلى التعطيل في عدة مرات، ولهذا يمكن القول أن فرنسا قد استعملت كل الوسائل لمحاربة الجمعية وعرقلتها عن أداء مهامها.
3 - هل تشرحون للقراء الأسباب التي كانت وراء انسحاب الشيخ الطيب العقبي – عليه رحمة الله – من قيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؟
ج: الشيخ شيبان: الشيخ الطيب العقبي هو من العلماء الكبار الذين يستحقون الإشادة بعلمهم ومكانتهم وفصاحتهم، وقد كان له تأثير مباشر في الجزائر عامة وفي سكان العاصمة بصفة خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإدراكا من الاستعمار الفرنسي الخبيث للمكانة المرموقة للشيخ الطيب العقبي من الناحية العلمية والنضالية، دبر له مكيدة اغتيال المفتي كحول. وقد وقع الاختيار على المفتي كحول لأنه كان من أبرز المناهضين لجمعية العلماء، حيث أرسل برقية إلى الإدارة الفرنسية يطالبها فيها بعدم تسليم الأوقاف إلى المسلمين (كما كانت تطالب بذلك الجمعية) وإبقائها تحت السيطرة الفرنسية.
كانت الغاية من اتهام الشيخ الطيب العقبي في قضية اغتيال المفتي كحول هي إفشال المؤتمر الإسلامي سنة 1936 والذي وحد الأمة الجزائرية وطلائعها الاجتماعية والفكرية والسياسية بزعامة الإمام عبد الحميد بن باديس.
ونظرا لأهمية الشيخ الطيب العقبي في الحركة الإصلاحية وفي قيادة الجمعية تخلى الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس عن كل مشاغله في قسنطينة وحضر إلى العاصمة لمتابعة محاكمة الشيخ العقبي.
ولكن هذه المكيدة الاستعمارية وما نتج عنها من محنة أصابت معنويات الشيخ الطيب العقبي سببت له شيئا من الضعف، فعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في سنة 1939، طلب الشيخ العقبي من قيادة الجمعية أن تبعث برقية باسم جمعية العلماء تعبر عن تأييدها لفرنسا ضد أعدائها الألمان. ولكن امتنع كل العلماء وعلى رأسهم الإمام ابن باديس عن تأييد فرنسا، فقال الشيخ العقبي موجها خطابه لابن باديس: أنت ليس لك أبناء، أما أنا فإني مسؤول عن ثمانية أولاد!
فرد الإمام ابن باديس قائلا: أنا عندي 8 ملايين ابن (يقصد كل أفراد الشعب الجزائري آنذاك)!
وبعد هذه الحادثة انفصل الشيخ الطيب العقبي عن بقية إخوانه في قيادة الجمعية وأعاد بعث جريدته "الإصلاح" للتدليل على أنه غادر قيادة جمعية العلماء ولكنه لم يتخل عن نشاطه الإصلاحي.
4 - حدثونا بإيجاز عن دوركم في معاهد جمعية العلماء وفي صحافتها قبل الثورة؟
ج: الشيخ شيبان: لقد عشت حياة إصلاحية علمية، وكانت المرحلة الأولى منها في زاوية الشيخ بن سحنون ببني وغليس في زواوة زاوية إصلاحية كانت خالية من البدعة والشعوذة من الناحية الدينية، ومنزهة عن العمالة للاستعمار من الناحية السياسية.
ثم التحقت بجامعة الزيتونة مبكرا، وتابعت بحماس نشاط حركة الإصلاح في الجزائر فكنت أقرأ صحافتها وأساهم في اجتماعاتها، ولما تخرجت من الزيتونة التحقت بمعهد عبد الحميد بن باديس بطلب من الشيخ الرئيس محمد البشير الإبراهيمي، حيث جاء إلى منزلنا العائلي فطلب من والدي – رحمه الله – أن يأخذني معه إلى قسنطينة للتعليم في معهد عبد الحميد بن باديس فأذن الوالد في ذلك، وفي قسنطينة قدمني الشيخ الرئيس الإبراهيمي إلى الشيخ الشهيد العربي التبسي مدير المعهد، فأصبحت أستاذا بالمعهد وتوليت الإشراف على الحركة الأدبية فيه.
وكنت من الكتاب الدائمين في جريدة "البصائر" لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
لقد بقيت وفيا لمبادئ الجمعية والحركة الإصلاحية في خطها العلمي والإصلاحي، وكذلك في كل المهام التي توليتها في المجلس الوطني التأسيسي كمنسق لمجموعة نواب سطيف، ومقررا للجنة التربية، وفي المجلس الوطني التأسيسي وفقنا الله تعالى إلى تثبيت مادتين أساسيتين في الدستور الجزائري المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام دين الدولة، والمادة الثالثة منه التي تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية للجزائر، في حين كان التيار اللائكي يريد إفراغ الدستور الجزائري من روحه الإسلامية والعربية بالنص على أن الإسلام دين الشعب، وأن اللغة العربية هي لغة الشعب وبالتالي إبعاد الدولة وكل مؤسساتها عن أي التزام أو حماية للإسلام واللغة العربية.
وبقيت وفيا لمبادئ جمعية العلماء في وزارة التربية الوطنية أثناء تقلدي مهمة مفتش عام بالوزارة، وكذلك في وزارة الشؤون الدينية التي توليتها لمدة 6 سنوات (1980 - 1986) فساهمت في إحياء آثار رجال جمعية العلماء ونشر رسالتها والدفاع عن مبادئها. لقد عشت حياتي كلها مع العلم والعلماء.
5 - كتبتم كثيرا، سماحة الشيخ عن تلك المغالطة، أو الفرية التاريخية التي تدعي أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لم تلتحق بثورة التحرير إلا في سنة 1956، لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: الشيخ شيبان: لأنه من واجبنا أن نصحح الحقائق، وأن نفند الأباطيل ولعلكم تشيرون في سؤالكم إلى سلسلة المقالات التي كتبتها في السلسلة الرابعة من جريدة "البصائر" تحت عنوان"حقائق وأباطيل" وهي ستصدر إن شاء الله تعالى في كتاب مستقل.
فمن الظلم والتنكر والحيف أن تروج الأباطيل عن دور جمعية العلماء في ملحمة تحرير الشعب الجزائري.
لقد أصدرت جمعية العلماء المسلمين بلاغا بتاريخ 18 جوان 1954 منشورا في جريدة البصائر العدد 276 بتاريخ 24 شوال 1373هـ الموافق لـ 25 جوان 1954 يعبر عن يأس الجمعية من المماطلات الاستعمارية ومن أساليب النضال القديمة، وأقدمه لكم لتنشروه في نص هذا الحوار والبيان يقول:
بلاغ من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
المكتب الدائم لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
بعد بحث الموقف الحاضر من ناحية القضية الدينية
وبعد استعراض الألاعيب والدسائس التي تحيكها الحكومة والمجلس الجزائري للعبث بهذه القضية، واستبلاه الأمة، والاستمرار على العدوان الشنيع.
يعلن أن الأمة قد يئست من الحكومة ومن المجلس الجزائري المدلس، ومن عدالة الدولة في هذه القضية.
وأن المحاولات العديدة التي حاولتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قصد الوصول إلى حل موفق معقول لهذا المشكل لم تأت بنتيجة.
وأن الحكومة والمجلس الجزائري المزيف قد أظهرا من سوء النية أثناء دراسة هذه القضية، ومن الغربة الجامحة في إبقاء الدين الإسلامي أسيرا والمساجد مغتصبة والأوقاف مسروقة، ما جعل الاستمرار على السعي معهما في إيجاد حل عادل ضربا من العبث والاستكانة.
وهو يعتقد على ضوء الحوادث، وقياسا على كل ما وقع، أن هذه القضية الدينية لا تجد حلا عادلا إلا ضمن حل كامل للقضية الجزائرية التي هي وحدة لا تتجزأ.
وأن الأمة الجزائرية يجب عليها في الساعة الحاضرة وفي مستقبل الأيام أن تتوجه بكليتها لمحاولة حل قضيتها العامة، حلا عادلا يتناسب مع التطور العالمي الحديث.
الجزائر 18 جوان 1954
المكتب الدائم.]
هذا قبل اندلاع الثورة بأكثر من أربعة أشهر، ولما اندلعت الثورة كانت جمعية العلماء في طليعة من سارع إلى مساندتها عن طريق الشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ الفضيل الورتلاني – عليهما رحمة الله – ببيان أصدراه في القاهرة يوم 3 نوفمبر 1954 ثم البيان المنشور في كتاب "الجزائر الثائرة" للورتلاني يوم 15 نوفمبر 1954.
وفضل الجمعية الهام أنها لم تكتف بالمساندة والمشاركة في الثورة بمنظمتيها جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني، ولكنها أخرست كل صوت يريد التشكيك في شرعية الجهاد، وهذا ما لم يتوفر في كفاح رائد المقاومة الجزائرية الأمير عبد القادر – عليه رحمة الله – حيث تصدى بعض رجال الدين للتشكيك في شرعية الجهاد، مما جعل مقاومته لا تكلل بالنجاح بالإضافة إلى نقص العنصرين الأساسيين الآخرين وهما نضج الشعب ومواتاة الظروف الخارجية، لأن نجاح كل مقاومة أو ثورة يتطلب 3 شروط أساسية: هي: الأول- رشد القيادة (وكانت متوفرة بامتياز في شخصية الأمير عبد القادر)، والثاني: نضج الشعب، والثالث: مواتاة الظروف الخارجية.
وبالعودة إلى دور الجمعية فقد شاركت بأعضائها وأنصارها منذ البداية -وكل حسب الاستطاعة- في مصالح الثورة وأجهزتها العسكرية والمدنية، لذلك أرى أنه من البهتان والافتراء على التاريخ الوطني ترويج المقولة التي تدعي أن الجمعية لم تلتحق بالثورة إلا في سنة 1956.
6 - لماذا أوقف نشاط جمعية العلماء الجزائريين بعد استرجاع الاستقلال الوطني وما هي الحجة التي استعملت لذلك؟
ج: الشيخ شيبان: الحجة التي اتخذت لمنع الجمعية من مواصلة نشاطها هي العمل بمبدإ وحدة الحزب والدولة، والقاضي بعدم السماح بأي نشاط خارج جبهة التحرير الوطني ولكن دعني أحيلك في هذا الموضوع على الافتتاحية التي كتبتها في العدد السابع من السلسلة الثالثة لجريدة "البصائر" بعنوان:" الحقيقة الخالدة " وقلت فيه:" في فجر الاستقلال، الذي تحقق بفضل الله، ثم بفضل الجهاد والاستشهاد، رفعت شعارات وأعلنت مبادئ مثل: وحدانية الحزب، المركزية الديمقراطية، لائكية الدستور، الاشتراكية العلمية، الثورة الزراعية التي لا رجعة فيها، وما يستدعي ذلك من لعن للرجعية والبورجوازية والإقطاعية ... وأصبحت مؤسساتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليمية، وشوارع مدننا، ووسائل إعلامنا تلهج بذكر أسماء أعلام أجنبية مستوردة، أمثال ماركس، وماو وشي غيفارة ... وجاء الميثاق الوطني سنة 1976 يقرر في الصفحة (28) أن "الاشتراكية تمتاز على الأنظمة الاجتماعية السابقة – والإسلام منها – بأنها التنظيم الاجتماعي الأكثر عقلانية وعدالة وإنسانية ... "أضف إلى ذلك حملات الاستخفاف بالإسلام عبادة وعابدين ومعابد، كوصف المؤذنين بأنهم "كلاب الدوار" ووصف منارات المساجد بأنها "الصواريخ التي لا تنطلق" إلى غير ذلك من التصرفات التي تستفز مشاعر المؤمنين والمؤمنات.
ومن جهة أخرى فقد منعت "جمعية العلماء" بقيادة الشيخ البشير الإبراهيمي، المشهود له بالإمامة في المغرب وفي المشرق من مواصلة رسالتها التوجيهية، فحرمت الجماهير الشعبية من قيادة علمية حرة، تتمتع بمصداقية في دعوتها إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ففتح الباب على مصراعيه لكل مذهب وافد من هنا وهناك ظاهريا وباطنيا ...
ذلكم كان عهد"الاشتراكية العلمية" التي أريد فرضها على الشعب لتكون عقيدته التي لها يحيا وعليها يموت ... !! لكن الشعب ظل يردد في أعماق نفسه الآية 85 من سورة آل عمران:} وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ {.
لذلك كان توقيف الجمعية بعد استرجاع الاستقلال باعتبارها تمثل تيار الإسلام الوسطي الإصلاحي سببا في اضطراب أو غياب المرجعية الدينية في الجزائر.
7 - ما هو الدور الذي قمتم به للإصلاح بين الرئيس الأسبق السيد أحمد بن بلة والشيخ محمد البشير الإبراهيمي بعد الخلاف الذي وقع بينهما سنة 1964؟
ج: الشيخ شيبان: كانت الجزائر تعيش ظروفا معقدة في سنة 1964 وفي ظل هذه الظروف انعقد المؤتمر الثالث لجبهة التحرير الوطني يوم 16 أفريل الذي حدد الخيار الاشتراكي للجزائر، وكان الإمام الإبراهيمي – عليه رحمة الله – يرى أن الجزائر قد بدأت تنحرف عن المبادئ الإسلامية والقيم التي ضحى من أجلها الشهداء – عليهم رحمة الله – فكتب بيانا هذا نصه:
البيان التاريخي
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الله لي أن أعيش حتى استقلال الجزائر، ويومئذ كنت أستطيع أن أواجه المنية مرتاح الضمير، إذ تراءى لي أني سلمت مشعل الجهاد في سبيل الدفاع عن الإسلام الحق، والنهوض باللغة، ذلك الجهاد الذي كنت أعيش من أجله إلى الذين أخذوا زمام الحكم في الوطن ولذلك قررت أن التزم الصمت.
غير أني أشعر أمام خطورة الساعة وفي هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – أنه يجب علي أن أقطع ذلك الصمت، إن وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجهة مشاكل اقتصادي عسيرة الحل.
ولكن المسؤولون فيما يبدو لا يدركون أن شعبنا يطمح قبل كل شيء إلى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية.
لقد آن للمسؤولين أن يضربوا المثل في النزاهة وأن لا يقيموا وزنا إلا للتضحية والكفاءة وأن تكون المصلحة العامة هي أساس الاعتبار عندهم، وقد آن يرجع لكلمة الأخوة التي ابتذلت معناها الحق، وأن نعود إلى الشورى التي حرص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم -.
وقد آن أن يحتشد أبناء الجزائر كي يشيدوا جميعا مدينة تسودها العدالة والحرية "مدينة " تقوم على تقوى من الله ورضوان.
الجزائر في 16 أفريل 1964م محمد البشير الإبراهيمي
ولقي هذا البيان صدى واسعا في الصحافة الدولية، الشيء الذي أغضب الرئيس أحمد بن بله لأنه اعتقد أن الشيخ الإبراهيمي قد تعمد إحراجه ودعم خصومه السياسيين في الداخل والخارج، والتشويش على مؤتمر جبهة التحرير الوطني.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعثت فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا بيان استنكار وتحريض على الشيخ الإبراهيمي، وبعد تلاوة بيان فيدرالية فرنسا في المؤتمر تناول الرئيس أحمد بن بلة الكلمة ومما قال فيها: إنه طلب من الشيخ الإبراهيمي عندما كان في القاهرة أن يصدر فتوى لتأييد الكفاح المسلح في الجزائر واعتباره جهادا، ولكن الشيخ الإبراهيمي رفض ذلك ... وأضاف الرئيس ابن بله أن له شهودا على ذلك وأكبرهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر – رحمه الله – وتكهربت الأمور أكثر عندما تم الإعلان خلال أشغال المؤتمر بأن هناك برقيات أخرى ستتلى على المؤتمرين بخصوص استنكار بيان الشيخ الإبراهيمي.
على إثر ذلك قمت بإجراء اتصالات ببعض الوجوه البارزة من جمعية العلماء المسلمين لإيجاد طريقة فعالة وسريعة لاحتواء الوضع قبل أن يصل درجة الانفجار ولكن الإخوان الذين اتصلت بهم بدا وكأنهم أصيبوا بالصدمة وتجاوزهم تطور الأوضاع.
ونصحني السيد الشريف بلقاسم (المعروف بالرائد جمال) وكان من أقطاب جماعة العقيد هواري بومدين – عليه رحمة الله –وزير الدفاع الوطني آنذاك، بأن اتصل شخصيا بالرئيس أحمد بن بله وأن أكلمه في الموضوع بلا وساطات.
وفعلا اقتربت من الرئيس أحمد بن بلة وجلست في المقعد خلفه، وبعد أن التفت إلي ألقيت عليه التحية، ثم حدثته مباشرة في موضوع الشيخ الإبراهيمي ورجوته أن يأمر بعدم قراءة البرقيات المنددة ببيان الشيخ الإبراهيمي التي كانت ستتلى في المساء على مسامع المؤتمرين وأن يطلب من الإعلام أن يتفادى تأزيم الأجواء وتغذية الخلاف.
وفعلا استجاب السيد الرئيس أحمد بن بله لرجائي وتم بذلك احتواء عوامل تصعيد الخصومة بين الرئيس وبين الشيخ الإبراهيمي، وقد شجعتني هذه النتائج الإيجابية الطيبة على أن أطلب من الرئيس أحمد بن بله أن يقوم بزيارة الشيخ الإبراهيمي في منزله لتهنئته بالعيد، فوافق على طلبي وتوجهت في صحبته إلى منزل الشيخ الإبراهيمي الذي رحب بكل حفاوة بالرئيس، ومن المشاهد التي أثرت في خلال هذا اللقاء التاريخي هي عندما خاطب الرئيس أحمد بن بله الشيخ الإبراهيمي قائلا: أعاهدك أن أظل وفيا للإسلام وللعربية ما حييت.
وهذه الحادثة أشار إليها السيد أحمد بن بله في حواره الهام مع قناة "الجزيرة" الفضائية في حصة "شاهد على العصر" مع الصحفي اللامع أحمد منصور، كما كتب الشاعر الأستاذ الشيخ حمزة بوكوشة - رحمه الله- قصيدة مشهورة أشاد فيها بالدور الذي قمت به للإصلاح بين الشيخ الإبراهيمي والرئيس أحمد بن بله.
8 - ما هي المساعي التي قمتم بها لإعادة بعث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد إقرار حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي والمدني في دستور فيفري 1989؟
ج: الشيخ شيبان: اغتنمت فرصة إقرار التعددية وحق إنشاء الجمعيات وخاطبت في ذلك مجموعة من زملائنا في الجمعية من القدماء والشباب واتفقنا على تحريك الملف في وزارة الداخلية وعندما حصلنا على الاعتماد القانوني انتخبنا هيئة قيادية للجمعية وأسندت الرئاسة إلى الشيخ المرحوم أحمد حماني نظرا لسابقته في جمعية العلماء وانتخبت أنا نائبا أولا للرئيس والشيخ المرحوم علي مغربي نائبا ثانيا، والشيخ إبراهيمي مزهودي -أطال الله عمره- نائبا ثالثا.
وكان من أعضاء المكتب الوطني الأساتذة: سليمان بشنون، مولود طياب، أحمد شقار الثعالبي، عمر برامة، المرحوم الطاهر فضلاء، أحمد بري، الطاهر لطرش ...
وتوليت رئاسة تحرير السلسلة الثالثة من " البصائر" طوال مدة صدورها (1992 - 1993) وتحملت أعباء تسييرها ماليا و أدبيا.
وقد تعطل نشاط الجمعية وتوقفت " البصائر" عن الصدور بسبب أحداث المأساة الوطنية.
ثم جددت الكرة في سنة 1999 مع الإخوان، فطعمنا المكتب الوطني بعناصر جديدة من الشباب بالإضافة إلى الوجوه القديمة والتاريخية، وأعدنا إصدار البصائر في سلسلتها الرابعة والتي قطعت 6 سنوات من الصدور المنتظم والمتواصل –بفضل الله –ونحن نواصل مهامنا بما نستطيع، والله سأل أن يثبتنا على هذا الخط.
9 - سماحة الشيخ ماذا تقولون لنا في الأخير وما هي أهم الإنجازات في مسيرة الجمعية حاليا؟
ج: الشيخ شيبان -أهم الإنجازات هو إعادة إصدار البصائر وتطويرها من حيث الشكل والمحتوى وانتظام الصدور، والإنجاز المهم الآخر هو استعادة الجمعية لنادي الترقي ذلك المعلم التاريخي الذي احتضن ميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأترحم بالمناسبة على روح المناضل الصلب الوفي المؤمن المرحوم عمر عيشون رفيق الشيخ المرحوم الطيب العقبي الذي حفظ النادي. والنادي يشهد حاليا نشاطا أسبوعيا مثمرا، كما احتضن العديد من النشاطات الثقافية والفكرية التي نظمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مناسبات دينية ووطنية.
والإنجاز الآخر الذي أوليه أهمية قصوى هو عملية تنصيب وتجديد شعب الجمعية في كل ولايات القطر الجزائري تقريبا.
وفي طليعة هذه الشعب نشاطا وفعالية شعبة ولاية قسنطينة التي استطاعت في ظرف زمني قصير أن تنظم تظاهرتين وطنيتين كبيرتين أولاهما كانت في شهر ديسمبر 2005 تمثلت في تكريمي بصفتي رئيسا للجمعية الثانية كانت خلال يومي 9و10 ماي الجاري باحتضان حفل إحياء الذكرى 75 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والذكرى 66 لوفاة مؤسس الجمعية الإمام الشيخ المرحوم عبد الحميد بن باديس.
ويرأس هذه الشعبة كما هو معروف الأستاذ الموهوب مصطفى بن عبد الرحمن، وأقول لا غرابة أن يتمتع هذا الشاب بكل تلك المواهب والطاقات المؤهلة للنجاح والتفوق لأن أمه كانت من بين تلميذاتي في مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة عندما كنت أستاذا منتدبا من معهد عبد الحميد بن باديس لتدريس الأقسام العليا في مدرسة التربية والتعليم.
وختاما أسأل الله تعالى أن يمدنا بعونه وتأييده لإبقاء رسالة جمعية العلماء حية مشعة مثمرة. (منقول)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد س]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:28]ـ
جزاك الله خيرا(/)
استحالة التقريب بين أصول الإسلام في جميع مذاهبه وفرقه والشيعة الاثنى عشرية
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطوط العريضة
للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية
واستحالة التقريب بينهم وبين أصول الإسلام في جميع مذاهبه وفرقه
لمحب الدين الخطيب
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين.
وبعد: إن الدعوة التي قامت في السنوات الأخيرة للتقريب بين دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية، ومخالفيهم من أهل السنة، والزيدية والإباضية، قد لفتت الأنظار إلى دراسة هذا الموضوع، دراسة علمية. وقد قام الكاتب الإسلامي، السيد محب الدين الخطيب بهذه الدراسة من أمهات كتب الشيعة لتحري وسائل التقريب فيها. وقد تبين له استحالة ذلك، لأن واضعي أسس الدين الشيعي لم يتركوا في أصولهم وسيلة لهذا التقريب بعد أن أقاموه على دعائم منافية لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاء إليه أصحابه، وتركهم بعده على محجة واضحة منيرة لا ينحرف عنها منحرف إلا هلك.
ولما كانت النقول التي وردت في هذه الدراسة مأخوذة من الكتب المعتمدة عند الطائفة الإمامية الاثني عشرية، ومدلول عليها بأرقام صفحاتها، وبيان طبعات الكتب المأخوذة منها ولا يستطيع أن يماري فيها أحد، لذلك رأينا أن نضعها أمام أنظار الناس ليحي من حي عن بينه ويهلك من هلك عن بينه والله ولي المهتدين.
كتبه
محمد نصيف.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:16]ـ
الخطوط العريضة
التقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية:
التقريب بين المسلمين في تفكيرهم، واقتناعاتهم واتجاهاتهم وأهدافهم من أعظم مقاصد الإسلام ومن أهم وسائل القوة والنهوض والإصلاح وهو من الخير لشعوبهم وجامعتهم في كل زمان ومكان.
والدعوة إلى هذا التقريب إذا كانت بريئة من الغرض، ولا يترتب عليها في تفاصيلها ضرر يطغى على ما يرجى من نفعها، فإن على كل مسلم أن يستجيب لها، وأن يتعاون مع المسلمين على إنجاحها.
وقد كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن هذه الدعوة ثم تطور التأثر به وبها حتى بلغ الأزهر، وهو أشهر وأضخم معهد ديني لأهل السنة المنتسبين إلى المذاهب الفقهية الأربعة، فتبنى الأزهر فكرة التقريب هذه بأوسع من نطاقه الذي التزمه بلا انقطاع من أيام صلاح الدين الأيوبي إلى الآن، فخرج الأزهر عن ذلك النطاق إلى رغبته في التعرف إلى المذاهب الأخرى، وفي طليعتها مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، ولا يزال الأزهر حتى هذه الساعة في بداية هذا الطريق. لذلك كان هذا الموضوع الخطير جديرا بالبحث، والدراسة والعرض من كل مسلم له إلمام به، ووقوف على ما يلابسه، وما يؤدي إليه من عوارض ونتائج.
ولما كانت المسائل الدينية بطبيعتها شائكة، فإن معالجتها ينبغي أن تكون بحكمة وبصيرة وسداد، وأن يكون المتصدي لدراستها على بينه من دخائلها، وعلى نور من الله وإنصاف في التحري والحكم، لتؤدي هذه المعالجة الغرض المطلوب منها، ولتنتج النتائج النافعة إن شاء الله.
وأول ما نلاحظه في هذا الأمر وفي كل أمر له علاقة بأكثر من طرف واحد أن من أقوى أسباب نجاحه أن يكون هناك تجاوب بين الطرفين، أو الأطراف ذات العلاقة به. ونضرب بذلك مثلاً بمسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة: فقد لوحظ أنه أنشأت لدعوة التقريب بينهما دار في مصر ينفق عليها من الميزانية الرسمية لدولة شيعية، وهذه الدولة الشيعية الكريمة آثرتنا بهذه المكرمة فاختصتنا بهذا السخاء الرسمي، وضنت بمثله على نفسها وعلى أبناء مذهبها، فلم تسخ مثل هذا السخاء لإنشاء دار تقريب في طهران أو قم أو النجف أو جبل عامل أو غيرها من مراكز الدعاية والنشر للمذهب الشيعي. (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن مراكز النشر هذه للدعاية الشيعية صدر عنها في السنين الأخيرة من الكتب التي نهدم فكرة التفاهم والتقريب ما تقشعر منه الأبدان، ومن ذلك كتاب اسمه "الزهراء" في ثلاثة أجزاء نشره علماء النجف وقالوا فيه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إن كان مبتلى بداء لا يشفيه منه إلا ماء الرجال (!) وقد رأى ذلك الأستاذ البشير الإبراهيمي، شيخ علماء الجزائر عند زيارته الأولى للعراق. فالروح النجسة التي يصدر عنها مثل هذا الفجور المذهبي هي أحوج إلى دعوة التقريب إلى حاجتنا نحن أهل السنة إلى مثل ذلك. وإذا كان الافتراق الأساسي بيننا وبينهم قائماً على دعواهم أنهم أكثر منا ولاءً لأهل البيت، وعلى دعواهم أنهم يبطنون -بل يظهرون- الحقد والضغينة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قام الإسلام على أكتافهم إلى درجة أن يقولوا مثل هذا الكلام القذر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد كان الإنصاف يقتضي أن يبدءوا هم بتخفيف أحنقتهم وضغينتهم عن أئمة الإسلام الأولين. وأن يشكروا لأهل السنة موقفهم النبيل من آل البيت وعدم تقصيرهم بشيء من واجبات الإجلال والتكريم لهم، إلا أن يكون تقصيرنا نحو آل البيت في أننا لم نتخذهم آلهة نعبدهم مع الله، كما هو مشاهد في مشاهدهم القائمة في الناحية الأخرى التي يراد التقريب بيننا وبينها.
إن التجاوب لابد منه بين الطرفين المراد تفاهمهما، والتقريب بينهما، ولا يكون التجاوب إلا إذا التقى السالب بالموجب ولم يقتصر نشاط الدعوة إليه والعمل لتحقيقه على جهة واحدة دون الأخرى كما هو حاصل الآن.
وما يقال عن انفراد التقريب بدار واحدة في عاصمة أهل السنة وهي مصر دون عواصم المذهب الشيعي، ومراكز النشر النشيطة جداً للدعاية له والبغي على غيره يقال كذلك عن إدخال مادة هذا التقريب في مناهج الدراسة الأزهرية قبل أن يكون لذلك مقابل، ومماثل في معاهد التدريس الشيعية. أما إذا اقتصر الأمر كما هو واقع الآن -على طرف واحد من الطرفين- أو الأطراف ذات العلاقة به، فإنه لا يرجى له النجاح، هذا إذا لم يترتب عليه رد فعل غير حميد.
ومن أتفه وسائل التعارف أن يبدأ منها بالفروع قبل الأصول!.
-------------------------------------
الحاشية
1 - وهذا الإيثار تكرر منهم في مختلف العصور، والدعاة الذين يرسلونهم لمثل هذه الأغراض هم الذين تحولت بهم العراق من بلاد سنية فيها أقلية شيعية إلى بلاد شيعية فيها أقلية سنية. وفي عصر الجلال السيوطي حضر من إيران إلى مصر داعية من دعاتهم أشار إليه السيوطي في (الحاوي للفتاوي) الطبعة المنيرية ج1 ص330 وبسبب ذلك الداعية الإيراني ألف السيوطي رسالة سماها (مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة).
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:21]ـ
الفقه الإسلامي
فالفقه عند أهل السنة وعند الشيعة لا يرجع إلى أصول مسلّمة عند الفريقين، والتشريع الفقهي عند الأئمة الأربعة من أهل السنة قائم على غير الأسس التي يقوم عليها التشريع الفقهي عند الشيعة، وما لم يحصل التفاهم على هذه الأسس والأصول قبل الاشتغال بفروعها وما لم يتم التجاوب في ذلك من الناحيتين، في المعاهد العلمية للطائفتين، فلا فائدة من إضاعة الوقت في الفروع قبل الأصول، ولا نعني بذلك أصول الفقه، بل أصول الدين عند الفريقين من جذورها الأولى.
مسألة التقية
وأول موانع التجاوب الصادق بإخلاص بيننا، وبينهم ما يسمونه "التقية" فإنها عقيدة دينية، تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون، فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التفاهم والتقارب وهم لا يريدون ذلك ولا يرضون به ولا يعملون له، إلا على أن يبقى من الطرف الواحد مع بقاء الطرف الآخر في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة. ولو توصل ممثلو دور التقية منهم إلى إقناعنا بأنهم خطوا نحونا بعض الخطوات، فإن جمهور الشيعة كلهم من خاصة وعامة يبقى منفصلاً عن ممثلي هذه المهزلة، ولا يسلّم للذين يتكلمون باسمه بأن لهم حق التكلم باسمه.
الطعن في القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى القرآن الذي كان ينبغي أن يكون المرجع الجامع لنا، ولهم على التقارب نحو الوحدة، فإن أصول الدين عندهم قائمة من جذورها على تأويل آياته، وصرف معانيها إلى غير ما فهمه منها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى غير ما فهمه منها أئمة الإسلام عن الجيل الذي نزل عليه القرآن. بل إن أحد كبار علماء النجف، وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي -الذي بلغ من إجلالهم له عند وفاته سنة 1320هـ أنهم دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانوا العظمى، بنت السلطان الناصر لدين الله، وهو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف بأقدس البقاع عندهم- هذا العالم النجفي ألف في سنة 1292هـ وهو في النجف عند القبر المنسوب إلى الإمام علي كتابا سماه: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. وقد طبع كتاب الطبرسي هذا في إيران سنة 1298هـ وعند طبعه قامت حوله ضجة لأنهم كانوا يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً في خاصتهم ومتفرقا في مئات الكتب المعتبرة عندهم، وأن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد، تطبع منه ألوف من النسخ، ويطلع عليه خصومهم، فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع، ولما أبدى عقلاؤهم هذه الملاحظات خالفهم فيها مؤلفه وألف كتاباً آخر سماه "رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" وقد كتب هذا الدفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، وقد كافئوه على هذا المجهود في إثبات أن القرآن محرف، بأن دفنوه في ذلك المكان الممتاز من بناء المشهد العلوي في النجف.
ومما استشهد به هذا العالم النجفي على وقوع النقص من القرآن إيراده في الصفحة 180 من كتابه سورة تسميها الشيعة (سورة الولاية) مذكور فيها ولاية علي "يا أيها الذين آمنوا بالنبي، والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم ... الخ" وقد اطلع الثقة المأمون الأستاذ محمد علي سعودي -الذي كان كبير خبراء وزارة العدل بمصر، على مصحف إيراني مخطوط عند المستشرق براين. فنقل منه هذه السورة بالتلغراف، وفوق سطورها العربية ترجمتها باللغة الإيرانية.
وكما أثبتها الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) فإنها ثابتة أيضاً في كتابهم (دبستان مذاهب) باللغة الإيرانية لمؤلفه محسن فاني الكشميري، وهو مطبوع في إيران طبعات متعددة ونقل عنه هذه السورة المكذوبة على الله المستشرق نولدكه في كتابه (تأريخ المصاحف) ج2 ص102 ونشرتها الجريدة الآسيوية الفرنسية سنة 1842 ص431 - 4.
وكما استشهد العالم النجفي بسورة الآية على أن القرآن محرف، استشهد كذلك بما ورد في صفحة 289 من كتاب (الكافي) طبعة سنة 1278 بإيران، وهو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند المسلمين فقد جاء بتلك الصفحة من كتاب الكافي ما نصه:
روى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام (أي أبو الحسن الثاني علي بن موسى الرضا المتوفى سنة 206) قال: "قلت له جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟ فقال: لا اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم"!!
ولا شك أن هذا الكلام قد اختلقته الشيعة على إمامها علي بن موسى الرضا ولكن معناه عندهم الفتوى بأنه لا يأثم من قرأ القرآن كما يتعلمه الناس في المصحف العثماني، ثم إن الخاصة من الشيعة سيعلم بعضهم بعضاً ما يخالف ذلك مما يزعمون أنه موجود أو كان موجوداً عند أئمتهم من أهل البيت.
والمقارنة بين هذا الكلام المزعوم الذي يسر به بعضهم إلى بعض ولا يجهرون به عملاً بعقيدة التقية (1)، وبين ذلك القرآن المعلوم والشائع المرسوم في المصحف العثماني هي التي ألف حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للقيام بها، ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيدة التقية، فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف، ومؤمنون به، ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن. ويبقى بعد ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
أن هناك قرآنين أحدهما عام معلوم، والآخر خاص مكتوم، ومنه سورة "الولاية"، وهم بذلك يعلمون بالكلمة التي افتروها على إمامهم علي بن الرضا "اقرءوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم".
ومما تزعم الشيعة أنه أسقط من القرآن آية "وجعلنا عليا صهرك" زعموا أنها أسقطت من سورة "ألم نشرح" وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن سورة "ألم نشرح" مكية، ولم يكن علي صهراً للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وإنما كان صهره الوحيد فيها العاص بن الربيع الأموي رضي الله عنه الذي أثنى عليه صلوات الله عليه على منبر مسجده النبوي، لما أراد علي رضي الله عنه أن يتزوج بنت أبي جهل على فاطمة فشكت ذلك فاطمة إلى أبيها صلوات الله عليه، وإذا كان علي رضي الله عنه صهرا للنبي صلى الله عليه وسلم على إحدى بناته، فقد جعل الله عثمان رضي الله عنه صهراً له على ابنتيه الاثنتين، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت الثانية: "لو كانت لنا ثالثة لزوجناكها".
ويزعم عالمهم أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (أحد مشايخ ابن شهر آشوب المتوفى سنة 588هـ في كتابه الاحتجاج على أهل اللجاج) أن علياً قال لأحد الزنادقة -ولم يذكر اسمه-: وأما ظهورك عليّ تناكر قوله تعالى (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء) وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء، ولا كل النساء يتامى، فهو ما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين (2) من القرآن بين القول في اليتامى، وبين نكاح النساء من الخطاب. والقصص أكثر من ثلث القرآن.
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية
1 - من الأسماء الشائعة عندهم اسم "تقي" ومن ذلك والد النوري الطبرسي مؤلف (فصل الخطاب ... ) وهم يأخذون هذا الاسم من "التقية" لا من التقوى، فالأب الذي يسمي ابنه عند ولادته باسم "تقي" يتفاءل له بأن يكون بارعاً في التقية، وفي اعتقاد غير الذي يتظاهر به للمسلمين.
2 - يريد أبو منصور الطبرسي بالمنافقين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين جمعوا القرآن، وعمل به برسمه العثماني علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مدة خلافته. فلو كان هذا الكلام المكذوب على لسان علي في كتاب "الاحتجاج على أهل اللجاج" صادراً عن علي رضي الله عنه حقاً لكان منه خيانة للإسلام أن يكون عنده ثلث ضائع من القرآن، ولا يظهر ولا يعمل به ولا يأمر الناس بتداوله في مدة خلافته على الأقل وليس هناك أي مانع يمنعه من ذلك فكتمانه لهذا المقدار من القرآن راضياً مختاراً النفاق، لو صح أنه هو قائل هذا الهراء ومن هذا تعلم أن أبا منصور الطبرسي مؤلف كتاب "الاحتجاج" يسب بكتابه هذا علياً نفسه، وينسبه إلى الخيانة، والكفر قبل أن يسب أصحاب رسول الله وينسبهم إلى النفاق.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:23]ـ
كذبهم حتى على علي رضي الله عنه
وهذا من كذبهم على علي رضي الله عنه، بدليل أنه لم يعلن في مدة خلافته على المسلمين هذا الثلث الساقط من القرآن في هذا الموضع منه، ولم يأمر المسلمين بإثباته والاهتداء بهديه والعمل بأحكامه. (وانظر أيضا الموضوع السابق -الطعن في القرآن الكريم- الفقرة الأخيرة وحاشيتها).
فرحة المبشِّرِين
وعند ظهور كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وانتشاره في الأوساط الشيعية وغيرها في إيران، والنجف والبلاد الأخرى قبل بضع وثمانين سنة -وهو مشحون بالعشرات والمئات من أمثال هذه الأكاذيب على الله وصفوة خلقه- استبشر به المبشرون من أعداء الإسلام، وترجموه بلغاتهم.
ذكر ذلك محمد مهدي الأصفهاني الكاظمي في الجزء الثاني ص90 من كتابه (أحسن الوديعة) وهو ذيل على كتابهم (روضات الجنات).
وهنالك نصّان صريحان في بخاريهم الذي يسمى (الكافي) للكليني الأول منها في الصفحة 54 من طبعة سنة 1278 بإيران، وهو: "عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله، كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده".
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل شيعي يقرأ كتاب الكافي هذا، الذي هو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عندنا، يؤمن بهذا النص، أما نحن أهل السنة فنقول: (إن الشيعة كذبوا ذلك على الباقر رحمه الله، بدليل أن علياً رضي الله عنه لم يكن يعمل في مدة خلافته وهو بالكوفة إلا بالمصحف الذي أنعم الله على أخيه عثمان رضي الله عنه بجمعه، وإذاعته في الأمصار، وتعميم العمل به في جميع الأعصار إلى الآن، وإلى يوم القيامة، ولو كان عند علي مصحف غيره -وهو خليفة حاكم لا ينازعه أحد في نطاق حكمه- لعمل به، ولأمر المسلمين بتعميمه والعمل به ولو أنه كان عنده غيره، وكتمه عن المسلمين، لكان خائنا لله، ورسوله، والدين الإسلامي.
وجابر الجعفي الذي يزعم أنه سمع تلك الكلمة الآثمة من الإمام أبي جعفر محمد الباقر وإن كان موثوقا عندهم فهو معروف عند أئمة المسلمين بالكذب، قال أبو يحي الحماني: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت فيمن رأيت أفضل من عطاء ولا أكذب من جابر الجعفي.
وأكذب من هذا النص الأول في كتاب (الكافي) عن أبي جعفر، النص الثاني المكذوب على ابنه جعفر الصادق، وهو في بخاريهم (الكافي) أيضاً صفحة 57 طبعة سنة 1278 بإيران وهو: "عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله .. إلى أن قال أبو عبد الله (أي جعفر الصادق): وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ... قال: قلت وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد".!
هذه النصوص الشيعية المكذوبة على أئمة أهل البيت قديمة العهد وقد سجلها محمد بن يعقوب الكليني الرازي في كتابه (الكافي) قبل أكثر من ألف سنة، وهي أقدم منه لأنه يرويها عن أسلافه من أعلام الكذبة مهندسي بناء التشيع.
ويوم كانت أسبانيا تحت سلطان العروبة والإسلام كان الإمام أبو محمد بن حزم يتناظر مع قسها في نصوص كتبهم، ويقيم لهم الحجج على تحريفها بل ضياع أصولها، فكان أولئك القسس يحتجون عليه بأن الشيعة قرروا: أن القرآن أيضاً محرف؛ فأجابهم ابن حزم بأن دعوى الشيعة ليست حجة على القرآن، ولا على المسلمين لأن الشيعة غير مسلمين. (1)
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية
1 - انظر كتاب: الفصل في الملل والنحل لابن حزم ج2ص87،ج4ص182.الطبعة الأولى بالقاهرة.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:25]ـ
رأيهم في الحكام
والحقيقة الخطيرة التي نلفت إليها أنظار حكوماتنا الإسلامية أن أصل مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية التي تسمى أيضا (الجعفرية) قائم على اعتبار جميع الحكومات الإسلامية من يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الساعة -عدا سنوات حكم علي بن أبي طالب رضي الله عنه- حكومات غير شرعية، ولا يجوز لشيعي أن يدين لهؤلاء بالولاء والإخلاص من صميم قلبه، بل يداجيها مداجاة ويتقيها تقاة، لأنها كلها ما مضى منها وما قائم الآن وما سيقوم منها فيما بعد، حكومات مغتصبة والحكام الشرعيون في دين الشيعة وصميم عقيدتهم هم الأئمة الاثني عشر وحدهم، سواء تيسر لهم مباشرة الحكم أو لم يباشروه، وكل من عداهم ممن تولوا مصالح المسلمين من أبي بكر وعمر إلى من بعدهم حتى الآن مهما خدموا الإسلام ومهما كابدوا في نشر دعوته وإعلاء كلمة الله في الأرض وتوسيع رقعة العالم الإسلامي، فإنهم مفتئتون مغتصبون إلى يوم القيامة.
الحقد على أبي بكر وعمر
ولذلك يلعن الشيعة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكل من تولى الحكم في الإسلام غير علي رضي الله عنه. وقد كذبوا على الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بأنه أقر شيعته على تسمية أبي بكر وعمر "الجبت" و"الطاغوت". فقد جاء في أكبر وأكمل كتبهم في الجرح والتعديل، وهو كتاب (1) (تنقيح المقال في أحوال الرجال) لشيخ الطائفة الجعفرية العلامة الثاني آية الله المامقاني ما نقله عن الشيخ الجليل المحقق محمد بن إدريس الحلبي في آخر كتاب (السرائر) عن كتاب (مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام) في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال: "كتبت إليه أسأله عن الناصب (أي الذي ينصب العداوة لآل البيت) هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت (أي تقديمه الشيخين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه أبي
(يُتْبَعُ)
(/)
بكر وعمر) واعتقاده إمامتهما؟
فرجح الجواب: من كان على هذا فهو ناصب. أي يكفي لأن يعد أي إنسان عدواً لآل البيت إذا قدم أبا بكر الصديق وعمر الفاروق واعتقد إمامتهما.! وتعبير الجبت والطاغوت يستعمله الشيعة في دعائهم الذي يسمونه (دعاء صنمي قريش) ويعنون بهما، وبالجبت والطاغوت: (أبا بكر وعمر). وهذا الدعاء في كتابهم (مفتاح الجنان) ص114 وهو بمنزلة "دلائل الخيرات" في بلاد العالم الإسلامي، ونص دعائهم: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما .. الخ" ويريدون بابنتيهما أم المؤمنين "عائشة" وأم المؤمنين "حفصة" رضي الله عن الجميع.
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية
1 - الجزء الأول ص 207، المطبوع في المطبعة المرتضوية بالنجف سنة 1352ه
----------------------------------------------------
تعظيم قاتل عمر
وقد بلغ من حنقهم على مطفئ نار المجوسية في إيران، والسبب في دخول أسلاف أهلها إلى الإسلام، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن سمَّوا قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بـ"أبي شجاع الدين".
روى علي بن مظاهر -من رجالهم- عن أحمد بن إسحاق القمي الأحوص (شيخ الشيعة ووافدهم) أن يوم قتل عمر بن الخطاب هو يوم العيد الأكبر ويوم المفاخرة ويوم التبجيل ويوم الزكاة العظمى ويوم البركة ويوم التسلية.
"عقدة الحكم"
ومن أبي بكر وعمر وصلاح الدين الأيوبي وجميع الذين فتحوا للإسلام ممالك الأرض وأدخلوها في دين الله، والذين حكموها باسم الإسلام إلى هذا اليوم الذي نحن فيه -كل هؤلاء في عقيدة الشيعة التي يلقون الله عليها- حكام متغلبون ظالمون ومن أهل النار، لأنهم غير شرعيين ولا يستحقون من الشيعة الولاء والطاعة الصادقة والتعاون على الخير إلا بقدر ما تنتجه لهم عقيدة التقية والطمع في الأخذ منهم والمداجاة لهم. ومن عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي (وهو إمامهم الثاني عشر) الذي هو حي الآن (بزعمهم) وينتظرون خروجه -أي ثورته ليثوروا معه- وإذا ذكروه في كتبهم يكتبون في جانب اسمه حرفي "عج" أي "عجل الله فرجه".
عندما يقوم هذا المهدي من نومته الطويلة التي زادت على ألف ومائة سنة، وسيحيي الله له ولآبائه جميع حكام المسلمين السابقين مع الحكام المعاصرين لقيامه -وعلى رأس الجم ع أبو بكر وعمر فمن بعدهما- فيحاكمهم على اغتصابهم الحكم منه، ومن آبائه الأحد عشر إماما -لأن الحكم في الإسلام حق لهم وحدهم من الله منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، ولا حق فيه لأحد غيرهم -وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم فيأمر بقتل وإعدام كل خمسمائة معاً حتى يستوفي في قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام، ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي في يوم القيامة، ثم بعد موت من يموت وإعدام من يعدم يكون البعث الأكبر للمحشر ثم إلى الجنة أو النار.
الجنة لآل البيت والذين يعتقدون فيهم هذه العقائد والنار لكل من ليس بشيعي، والشيعة يسمون هذا الإحياء والمحاكمة والقصاص باسم (الرجعة)، وهي من عقائدهم الأساسية التي لا يرتاب فيها شيعي واحد. وقد رأيت من طيبي القلب من يزعم أن أمثال هذه العقيدة قد عدل عنها الشيعة في العصور الأخيرة، وهذا خطأ كبير مخالف للواقع.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:26]ـ
رأيهم في الحكام
والحقيقة الخطيرة التي نلفت إليها أنظار حكوماتنا الإسلامية أن أصل مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية التي تسمى أيضا (الجعفرية) قائم على اعتبار جميع الحكومات الإسلامية من يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الساعة -عدا سنوات حكم علي بن أبي طالب رضي الله عنه- حكومات غير شرعية، ولا يجوز لشيعي أن يدين لهؤلاء بالولاء والإخلاص من صميم قلبه، بل يداجيها مداجاة ويتقيها تقاة، لأنها كلها ما مضى منها وما قائم الآن وما سيقوم منها فيما بعد، حكومات مغتصبة والحكام الشرعيون في دين الشيعة وصميم عقيدتهم هم الأئمة الاثني عشر وحدهم، سواء تيسر لهم مباشرة الحكم أو لم يباشروه، وكل من عداهم ممن تولوا مصالح المسلمين من أبي بكر وعمر إلى من بعدهم حتى الآن مهما خدموا الإسلام ومهما كابدوا في نشر دعوته وإعلاء كلمة الله في الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوسيع رقعة العالم الإسلامي، فإنهم مفتئتون مغتصبون إلى يوم القيامة.
الحقد على أبي بكر وعمر
ولذلك يلعن الشيعة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكل من تولى الحكم في الإسلام غير علي رضي الله عنه. وقد كذبوا على الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بأنه أقر شيعته على تسمية أبي بكر وعمر "الجبت" و"الطاغوت". فقد جاء في أكبر وأكمل كتبهم في الجرح والتعديل، وهو كتاب (1) (تنقيح المقال في أحوال الرجال) لشيخ الطائفة الجعفرية العلامة الثاني آية الله المامقاني ما نقله عن الشيخ الجليل المحقق محمد بن إدريس الحلبي في آخر كتاب (السرائر) عن كتاب (مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام) في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال: "كتبت إليه أسأله عن الناصب (أي الذي ينصب العداوة لآل البيت) هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت (أي تقديمه الشيخين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه أبي بكر وعمر) واعتقاده إمامتهما؟
فرجح الجواب: من كان على هذا فهو ناصب. أي يكفي لأن يعد أي إنسان عدواً لآل البيت إذا قدم أبا بكر الصديق وعمر الفاروق واعتقد إمامتهما.! وتعبير الجبت والطاغوت يستعمله الشيعة في دعائهم الذي يسمونه (دعاء صنمي قريش) ويعنون بهما، وبالجبت والطاغوت: (أبا بكر وعمر). وهذا الدعاء في كتابهم (مفتاح الجنان) ص114 وهو بمنزلة "دلائل الخيرات" في بلاد العالم الإسلامي، ونص دعائهم: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما .. الخ" ويريدون بابنتيهما أم المؤمنين "عائشة" وأم المؤمنين "حفصة" رضي الله عن الجميع.
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية
1 - الجزء الأول ص 207، المطبوع في المطبعة المرتضوية بالنجف سنة 1352ه
----------------------------------------------------
تعظيم قاتل عمر
وقد بلغ من حنقهم على مطفئ نار المجوسية في إيران، والسبب في دخول أسلاف أهلها إلى الإسلام، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن سمَّوا قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بـ"أبي شجاع الدين".
روى علي بن مظاهر -من رجالهم- عن أحمد بن إسحاق القمي الأحوص (شيخ الشيعة ووافدهم) أن يوم قتل عمر بن الخطاب هو يوم العيد الأكبر ويوم المفاخرة ويوم التبجيل ويوم الزكاة العظمى ويوم البركة ويوم التسلية.
"عقدة الحكم"
ومن أبي بكر وعمر وصلاح الدين الأيوبي وجميع الذين فتحوا للإسلام ممالك الأرض وأدخلوها في دين الله، والذين حكموها باسم الإسلام إلى هذا اليوم الذي نحن فيه -كل هؤلاء في عقيدة الشيعة التي يلقون الله عليها- حكام متغلبون ظالمون ومن أهل النار، لأنهم غير شرعيين ولا يستحقون من الشيعة الولاء والطاعة الصادقة والتعاون على الخير إلا بقدر ما تنتجه لهم عقيدة التقية والطمع في الأخذ منهم والمداجاة لهم. ومن عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي (وهو إمامهم الثاني عشر) الذي هو حي الآن (بزعمهم) وينتظرون خروجه -أي ثورته ليثوروا معه- وإذا ذكروه في كتبهم يكتبون في جانب اسمه حرفي "عج" أي "عجل الله فرجه".
عندما يقوم هذا المهدي من نومته الطويلة التي زادت على ألف ومائة سنة، وسيحيي الله له ولآبائه جميع حكام المسلمين السابقين مع الحكام المعاصرين لقيامه -وعلى رأس الجم ع أبو بكر وعمر فمن بعدهما- فيحاكمهم على اغتصابهم الحكم منه، ومن آبائه الأحد عشر إماما -لأن الحكم في الإسلام حق لهم وحدهم من الله منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، ولا حق فيه لأحد غيرهم -وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم فيأمر بقتل وإعدام كل خمسمائة معاً حتى يستوفي في قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام، ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي في يوم القيامة، ثم بعد موت من يموت وإعدام من يعدم يكون البعث الأكبر للمحشر ثم إلى الجنة أو النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجنة لآل البيت والذين يعتقدون فيهم هذه العقائد والنار لكل من ليس بشيعي، والشيعة يسمون هذا الإحياء والمحاكمة والقصاص باسم (الرجعة)، وهي من عقائدهم الأساسية التي لا يرتاب فيها شيعي واحد. وقد رأيت من طيبي القلب من يزعم أن أمثال هذه العقيدة قد عدل عنها الشيعة في العصور الأخيرة، وهذا خطأ كبير مخالف للواقع.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:33]ـ
من التشيع إلى الشيوعية
والشيعة من أيام الدولة الصفوية إلى الآن متمسكون بهذه العقائد أكثر مما كانوا قبل ذلك، وهم الآن إما مؤمنون بكل ذلك، أو متعلمون تعليماً عصريا، انحرفوا به عن هذه الخرافات إلى الشيوعية، فالشيوعية في العراق وحزب تودة في إيران يتألف من أبناء الشيعة الذين تبينت لهم أساطيرها، فأصبحوا شيوعيين بعد أن كانوا شيعة، وليس فيهم حزب وسط، إلا من يتظاهر بالتقية لمآرب مذهبية أو دبلوماسية أو حزبية أو شخصية ويضمر غير الذي يتظاهر به، ولأجل أن تعلم عقيدة (الرجعة) من كتبهم المعتبرة أذكر لك ما قاله شيخ الشيعة أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف عندهم باسم (الشيخ المفيد) في كتابه (الإرشاد في تأريخ حجج الله على العباد) ص398 - 402.
وهو مطبوع على الحجر في إيران طبعة قديمة، لم يذكر تأريخها، ولكنها طبعت على خط محمد علي محمد حسن الكلبابكاتي، روى الفضل بن شاذان، عن محمد بن علي الكوفي، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (يعني جعفر الصادق) ينادي باسم القائم (أي إمامهم الثاني عشر الذي يزعمون إنه ولد منذ أكثر من أحد عشر قرناً، ولم يمت بعد لأنه سيقوم ويحكم) ينادي باسمه في ليل ثلاث وعشرين ويقوم في يوم عاشوراء لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبريل عن يمينه ينادي: البيعة لله، فتسير إليه الشيعة من أطراف الأرض تطوى لهم طيا حتى يبايعوه. وقد جاء الأثر بأنه يسير من مكة حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفا ثم يفرق الجنود منها في الأمصار.
وروى الحجال عن ثعلبة بن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام (أي محمد الباقر) قال: كأني بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة وسار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، والمؤمنين بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد. وروى عبد الكريم الجعفي قال: قلت لأبي عبد الله (يعني جعفر الصادق) كم يملك القائم عليه السلام؟ قال سبع سنين. تطول الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم هذه. قال له أبو بصير: جعلت فداك فكيف يطول الله السنين؟ قال يأمر الله الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله فينبت الله لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، فكأني أنظر إليهم مقبلين ينفضون شعورهم من التراب.
وروى عبد الله ابن المغيرة عن أبي عبد الله (أي جعفر الصادق) عليه السلام قال: إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى فضرب أعناقهم ثم أقام خمسمائة أخرى فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات. قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟! (وإنما استغرب ذلك لأن الخلفاء الراشدين وبني أمية وبني العباس وسائر حكام المسلمين إلى زمن جعفر الصادق لا يبلغ عددهم عشر معشار هذا العدد) قال جعفر الصادق: نعم، منهم ومن مواليهم. وفي رواية أخرى: إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا مَلَكْنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء.
وروى جابر الجعفي عن أبي عبد الله قال: إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط، يعلم فيها القرآن على ما أنزل (1) فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم (أي على ما حفظه الناس من المصحف العثماني كما هو في زمن جعفر الصادق لأنه يخالف فيه التأليف). وروى عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام قائم آل محمد حكم الناس بحكم داود "؟ ؟؟ ". وروى الفضل بن عمر، عن أبي عبد الله قال: يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى "؟؟؟ " وسبعة من أهل الكهف ويوشع ابن نون وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً؟ .
وهذه النصوص منقولة بالحرف، وبكل أمانة من كتاب عالم من أعظم علمائهم وهو الشيخ المفيد، مروية بأسانيدهم المكذوبة -بلا شك- على آل البيت الذين كان من أكبر مصائبهم أن يكون هؤلاء الكذابون خاصة شيعتهم، وكتاب المفيد مطبوع في إيران ونسخته الأثرية محفوظة وموجودة.
يتبع ......
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية
1 - ولماذا لم يفعل ذلك جده علي بن أبي طالب مدة ولايته الخلافة؟ فهل حفيده الثاني عشر أوفى منه للقرآن والإسلام؟ ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:34]ـ
عقيدة الرجعة
ولأن عقيدة (الرجعة) محاكمة حكام المسلمين هي من عقائد الشيعة الأساسية، كان يؤمن بها عالمهم السيد المرتضى، مؤلف كتاب (أمالي المرتضى) وهو أخو الشريف الرضي الشاعر، وشريكه في تزوير الزيادات على (نهج البلاغة)، ولعلها أكثر من ثلث الكتاب وهي التي فيها تعريض بالصحابة وتحامل عليهم فقال السيد المرتضى المذكور في كتابه (المسائل الناصرية): إن أبا بكر وعمر يصلبان يومئذ على شجرة في زمن المهدي (أي إمامهم الثاني عشر الذي يسمونه قائم آل محمد) وتكون تلك الشجرة رطبة قبل الصلب فتصير يابسة بعده.
تفكيرهم لم يتغير
إن أعلام الشيعة وأحبارهم في جميع العصور واقفون هذا الموقف المخزي من صاحبي رسول الله ووزيريه أبي بكر وعمر ومن سائر أعلام الإسلام وخلفائه وحكامه وقادته ومجاهديه وحفظته. وقد سمعنا داعيتهم الذي كان قائما على دار التقريب، وينفق عليها يزعم لمن لم يتسع وقته لدراسة هذه الأمور أن هذه العقائد كانت في الأزمان السالفة وأن الحالة تغيرت الآن.
وهذا الزعم كذب وغش فالكتب التي تدرَّس في جميع معاهدهم العلمية تدرِّس هذا كله وتعتبره من ضروريات المذهب وعناصره الأولى، والكتب التي ينشرها علماء النجف وإيران وجبل عامل، في زماننا هذا شر من مؤلفاتهم القديمة وأكثرها هدماً لأمنية التقريب والتفاهم. ونضرب المثل لذلك برجل منهم ما فتئ يعلن في صباح كل يوم ومسائه أنه داعية للوحدة والتقريب وهو الشيخ محمد ابن محمد مهدي الخالصي، الذي له أصدقاء كثيرون في مصر، وغيرها ممن يدعون إلى التقريب، ويعملون له بين أهل السنة.
فإن هذا الداعية إلى التقريب والتفاهم نفى عن أبي بكر وعمر حتى نعمة الإيمان وقال في كتابه (إحياء الشريعة في مذهب الشيعة) الجزء الأول صفحة 63 - 64:"وإن قالوا إن أبا بكر وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نص على الرضا عنهم في القرآن (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) أو عن الذين بايعوك لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع ولكن لما قال (لقد رضي الله عن "المؤمنين" إذ يبايعونك فلا دلالة فيه على الرضا إلا عمن محض الإيمان).؟!.
ومعنى ذلك أن أبا بكر وعمر لم يمحضا الإيمان فلا يشملهما رضا الله! .. وقد تقدم قبل هذا ما قاله النجفي مؤلف كتاب "الزهراء" عن عمر بن الخطاب وأنه مبتلى بمرض لا يشفيه منه إلا ماء الرجال!!، فهذان عالمان شيعيان معاصران لنا ومن أصحاب الدعوى الطويلة العريضة في الغيرة على الإسلام والمسلمين والحرص على ما فيه صلاحهما ومصلحتهما، فإذا كان هذا ما يقررانه في مؤلفاتهما العصرية المطبوعة والمنشورة عن عقيدتهما في أبي بكر وعمر وهما خير المسلمين بعد رسول الله أو على الأقل من خير المسلمين في تاريخ الإسلام. فأي أمل يرجوه أمثالنا في التفاهم والتجاوب للتقريب بين المذاهب؟! وهل هؤلاء كلهم إلا طابور خامس في قلعة المسلمين؟!.
وحينما ينزلون بأصحاب رسول الله والتابعين لهم بإحسان وجميع حكام المسلمين بعدهم إلى هذه الدركة المخزية مع أن هؤلاء هم الذين أقاموا صرح الإسلام وأوجدوا هذا العالم الإسلامي؛ فإنهم يزعمون لأئمتهم ما يتبرأ منه أولئك الأئمة، وقد سجل الكليني في كتاب (الكافي) نعوتاً وأوصافاً للأئمة الاثني عشر ترفعهم من منزلة البشر إلى منازل معبودات اليونان، في العصور الوثنية، ولو شئنا أن ننقل ذلك عن (الكافي) وكتبهم الأخرى المعتبرة عندهم في الدرجة الأولى لملأ ذلك مجلداً ضخماً، لذلك نكتفي بنقل عناوين الأبواب فقط بنصها وبالحرف عن كتاب (الكافي)، منها: "باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل"، و"باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
و"باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنهم لا يخفى عليهم شيء". و"باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب يعرفونها على اختلاف ألسنتها" و"باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة، وأنهم يعلمون علمه كله". و"باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء". و"باب أن الأئمة إذا ظهر أمرهم حكم بحكم داود!؟!؟ وآل داود؟!؟! ولا يسألون البينة". و"باب أنه ليس شيء من الحق في أيدي الناس إلا ما خرج من عند الأئمة وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل"، و"باب أن الأرض كلها للإمام" (1).
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية
1 - انظر الكافي ص225 - 407.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:35]ـ
الغيب للأئمة!!
وبينما يدّعون لأئمتهم الاثني عشر ما لا يدعيه هؤلاء الأئمة لأنفسهم من علم الغيب، وأنهم فوق البشرية فإنهم -أي الشيعة- ينكرون على النبي صلى الله عليه وسلم ما أوحى الله به إليه من أمر الغيب، كخلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار.
وقد سجلت ذلك مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب في القاهرة إذ نشرت في عددها الرابع من السنة الرابعة صفحة 368 بقلم رئيس المحكمة العليا الشرعية الشيعية في لبنان، ويعدونه من ألمع علمائهم العصريين، مقالاً عنوانه: (من اجتهادات الشيعة الإمامية) نقل فيه عن مجتهدهم الشيخ محمد حسن الأشتياني أنه قال في كتابه (بحر الفوائد) ج1 ص267: أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخبر عن الأحكام الشرعية أي مثل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس -يجب تصديقه والعمل بما أخبر به وإذا أخبر عن الأمور الغيبية مثل خلق السماوات والأرض والحور والقصور فلا يجب التدين به بعد العلم به (أي بعد العلم بصحة صدوره عن الرسول صلى الله عليه وسلم) فضلاً عن الظن به.
فيا لله العجب!!
يكذبون على الأئمة فينسبون إليهم علم الغيب ويؤمنون بذلك، مع أن نسبة ذلك إلى الأئمة ليست قطعية الثبوت، ويستبيحون لأنفسهم عدم وجوب التدين بأخبار الغيب التي صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو قطعي الدلالة، كالآيات والأحاديث الصحيحة في خلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما صح صدوره عنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
والذي يقارن بين ما نسبوه لأئمتهم، وبين ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الغيبيات يتبين له أن ما ثبت من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن والأحاديث المتواترة والصحيحة لا يبلغ جزءاً يسيراً مما زعمته الشيعة للأئمة الاثني عشر من علم الغيب بعد انقطاع الوحي الإلهي عن الأرض وجميع رواة الغيبيات عن الأئمة الاثني عشر معروفون عند علماء الجرح والتعديل، من أهل السنة بأنهم كانوا كذبة، لكن أتباعهم من الشيعة لا يأبهون لذلك، ويصدقونهم فيما رووه من الغيبيات عن الأئمة.
في حين أن مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب وقاضي محكمتهم الشرعية العليا في لبنان ومجتهدهم (محمد حسن الأشتباني) يصفقون ويهللون لدعوى عدم وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأمور الغيبية ويريدون أن يحصروا مهمة الرسالة المحمدية في مسائل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس وأشباهها من الفروع الفقهية بينما هم يرفعون مرتبة أئمتهم في الأمور الغيبية فوق مرتبة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه هو الذي كان يوحى إليه وهم لم يدعوا لأنفسهم الوحي، ولا ندري أي تقريب يمكن أن يكون بيننا وبينهم بعد ذلك؟!.
التملق والنفاق
ومما لوحظ في جميع أدوار التأريخ على جماهير الشيعة ومواقف خاصتهم وعامتهم من الحكومات الإسلامية أن أي حكومة إسلامية إذا كانت قوية وراسخة يتملقونها بألسنتهم عملاً بعقيدة "التقية" ليمتصوا خيراتها ويتبوؤا مراكزها فإذا ضعفت أو هوجمت من عدو انحازوا إلى صفوفه وانقلبوا عليها. هكذا كانوا في أواخر الدولة الأموية، عندما ثار على خلفائها بنو عمهم العباسيون، بل كانت ثورة العباسيين عليهم بتسويل الشيعة وتحريضهم ودسائسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كانوا في مثل هذا الموقف الإجرامي مع دولة بني العباس أيضاً عندما كانت مهددة باجتياح هولاكو، والمغول الوثنيين لخلافة الإسلام وعاصمة عزه، ومركز حضارته وعلومه. فبعد أن كان حكيم الشيعة وعالمها النصير الطوسي ينظم الشعر في التزلف للخليفة العباسي المعتصم ما لبث أن انقلب في سنة 655هـ محرضا عليه، ومتعجلاً نكبة الإسلام في بغداد، وجاء في طليعة موكب السفاح هولاكو، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين، والمسلمات أطفالاً وشيوخاً ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامية في دجلة حتى بقيت مياهها تجري سوداء أياما وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها نفائس التراث الإسلامي من تأريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة. فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنفات أئمة السلف من الرعيل الأول التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين وقد تلفت مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير.
خيانات العلقمي وابن أبي الحديد
وقد اشترك مع شيخ الشيعة النصير الطوسي في ارتكاب هذه الخيانة العظمى زميلان له أحدهما: وزير شيعي، وهو محمد بن أحمد العلقمي، والآخر: مؤلف معتزلي أكثر تشيعاً من الشيعة وهو عبد الحميد ابن أبي الحديد، اليد اليمنى لابن العلقمي، وقد عاش عدواً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما شحن به شرحه الخبيث لكتاب نهج البلاغة من الأكاذيب التي شوهت تأريخ الإسلام.
ولا يزال ينخدع بها من يجهلون حقائق ماضي الإسلام، ودخائله حتى من أذكياء أفاضلنا ومؤلفينا .. إن ابن العلقمي الذي قابل بالخيانة والغدر، تسامح الخليفة المستعصم وكرمه باتخاذه إياه وزيراً له، نزع به عرق الخيانة واللؤم بما جزى به إحسان من أحسن إليه. ولا تزال الشيعة إلى هذه العصور المتأخرة تتلذذ بالشماتة وتتمتع بالعداوة للإسلام بما حل به في نكبة هولاكو، ومن شاء فليقرأ ترجمتهم للنصير الطوسي في جميع كتب التراجم التي ألفوها وآخرها (روضات الجنات) للخونساري، فهو مليء بمدح السفاحين والخونة والشماتة بما وقع يومئذ للإسلام، والتشفي من ضحايا تلك النكبة من خاصة وعامة، والسرور بما جرى من الذبح العام للمسلمين والمسلمات حتى الأطفال والشيوخ مما يخجل أن يظهر سروره به أعدى الأعداء وأقسى الوحوش قلباً.
الشيعة تخالف المسلمين في الأصول وليس فقط في الفروع
لقد طال هذا الموضوع مع الحرص على اختصاره والاقتصار فيه على النصوص المقتطفة، من أوثق الكتب الشيعية، ولنختمه بنص آخر يتعلق بموضوع التقريب ليعلم كل مسلم إمكان التقريب بين أبناء الطوائف والمذاهب الأخرى واستحالته مع الشيعة على الخصوص وذلك اعترافهم الصريح الآتي بيانه:
نقل الخونساري مؤرخ أعلام الشيعة في كتابه (روضات الجنات) صفحة 579 من الطبعة الثانية بطهران سنة 1367هـ ترجمته المطولة للنصير الطوسي، أن من جملة كلامه الحقيقي الرشيق والصادر عن مصدق الحق والتحقيق قوله في تعيين الفرقة الناجية من الفرق الثلاث والسبعين وأنها الإمامية قال: "إني اعتبرت جميع المذاهب ووقفت على أحوالها وفروعها فوجدت من عدا الإمامية مشتركة في الأحوال المعتبرة في الإيمان، وإن اختلفوا في أشياء يتساوى إثباتها ونفيها بالنسبة إلى الإيمان، ثم وجدت أن الطائفة الإمامية يخالفون الكل في أحوالهم، فلو كانت فرقة ممن عداهم ناجية لكان الكل ناجين، فدل على أن الناجي هو الإمامية لا غير".
قال الخونساري: وقال السيد نعمة الله الموسوي -بعد نقله لهذه العبارة "تحريره: أن جميع الفرق مطبقون على أن الشهادتين وحدهما مناط النجاة، تعويلا على قوله صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة". أما هذه الفرقة الإمامية فهم مجمعون على أن النجاة لا تكون إلا بولاية أهل البيت إلى الإمام الثاني عشر، والبراءة من أعدائهم (أي من أبي بكر وعمر إلى آخر من ينتمي إلى الإسلام- من غير الشيعة حكاماً ومحكومين) فهي مباينة لجميع الفرق في هذا الاعتقاد، الذي تدور عليه النجاة".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صدق الطوسي والموسوي والخونساري ... وكذبوا. صدقوا في أن فرق المسلمين متقاربة في الأصول، ومختلفة في الأمور الثانوية، ولذلك يمكن التفاهم والتقارب بين الفرق المتقاربة في الأصول، ويستحيل هذا التفاهم مع الشيعة الإمامية لأنها تخالف جميع المسلمين في أصولهم ولا ترضى من المسلمين إلا بأن يلعنوا الجبت والطاغوت أبا بكر وعمر فمن دونهم إلى اليوم، وبأن يتبرءوا من كل من ليس شيعياً حتى آل البيت من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللائى صاهره عليهن ذو النورين عثمان بن عفان والأموي الشهم النبيل العاص بن الربيع الذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم على منبر المسجد النبوي على ملأ من جميع المسلمين لما أراد علي أن يتزوج بنت أبي جهل ويجعلها ضرة لبنت ابن عمه فاطمة، فشكت ذلك إلى أبيها.
وأن تشمل البراءة الإمام زيد بن علي "زين العابدين" ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب، وسائر آل البيت الذين لم ينضووا تحت لواء الرافضة في عقائدهم الملتوية التي منها ادعاء أن القرآن محرف، وقد زعموا ذلك في جميع عصورهم وطبقاتهم على ما نقله عنهم وسجله لهم نابغتهم العزيز عليهم، الحبيب إلى قلوبهم الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) الذي اقترف جناية كتابة كل سطر منه في جانب قبر الصحابي الجليل أمير الكوفة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه الذي تزعم الشيعة أنه قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
إن الشيعة يشترطون علينا للتفاهم معهم ولرضاهم عن اقترابنا منهم: أن نلعن معهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نبرأ من كل من ليس على دينهم حتى بنات رسول الله والصفوة المباركة من ذريته وفي طليعتها زيد بن زين العابدين ومن على قدمه في استنكار منكرات الرافضة. وهذا هو الجانب الصادق من النص المنقول عن النصير الطوسي، وتبعه فيه السيد نعمة الله الموسوي، وميرزا محمد باقر الموسوي الخونساري الأصبهاني، ولا يخالفهم فيه شيعي واحد من المتجاهرين بالتقية أو المتخفين بها.
وأما الذي كذبوا فيه فهو ادعاؤهم أن مجرد النطق بالشهادتين هو مناط النجاة في الآخرة، عند غير الشيعة من المسلمين، ولو كانت لهم عقول أو معرفة لعلموا أن الشهادتين عندنا عنوان الدخول في الإسلام، وقائلها -حتى ولو كان حربياً- يصير معصوم الدم والمال في الدنيا أما النجاة في الآخرة فبصحبة الإيمان وأن للإيمان-كمال قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز-: "فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان".
وليس منها حتى التصديق بوجود ثاني (عشرهم) فإنه شخصية موهومة نسبت كذباً "للحسن العسكري" الذي مات عن غير ولد وصفّى أخوه "جعفر" تركته على أنه لا ولد له، وللعلويين سجل مواليد يقوم عليه نقيب في تلك الأزمان لا يولد منهم مولود إلا سجل فيه، ولم يسجل فيه للحسن العسكري ولد، ولا يعرف العلويون المعاصرون للحسن العسكري أنه مات عن ولد ذكر، ولكن لما مات الحسن العسكري عقيماً وقفت سلسلة الإمامة عند أتباعهم الإماميين، رأوا أن المذهب مات بموته وأصبحوا غير إماميين لأنهم لا إمام لهم.
انشقاق النصيرية وحكاية السرداب
فاخترع لهم شيطان من شياطينهم يسمّى: "محمد بن نصير" من موالي بني نمير فكرة أن للحسن ولداً مخبوءًا في سراديب بيت أبيه (1)، ليتمكن هو وزملاؤه من الاحتيال على عوام الشيعة، وأغنيائهم بتحصيل الزكاة منهم باسم إمام موجود، وليواصلوا الادعاء كذباً أنهم إمامية، وأراد أن يكون هو (الباب) للسرداب الموهوم بين الإمام المزعوم وبين شيعته ويتولى جمع أموال الزكاة، فخالفه زملاؤه من سائر شياطين هذه المؤامرة وأصروا على أن يكون (الباب) رجل زيات، أو سمان له دكان على باب بيت الحسن العسكري، وكان أهل بيت الحسن وأبيه يأخذون منه حاجتهم المنزلية.
فلما وقع هذا الاختلاف انفصل عنهم صاحب الاختراع وأسس مذهب النصيرية المنسوب إليه، وكان زملاؤه يريدون أن يجدوا حيلة لإظهار ثاني عشرهم المزعوم، وأن يتزوج ليكون منه ولد وأحفاد يتولون الإمامة، ويستمر بهم مذهب الإمامية، ولكن تبين أن ظهوره سيدعوا إلى التكذيب به من نقابة العلويين، وجميع العلويين، وبني عمومتهم من خلفاء بني العباس، وأمرائهم، فزعموا أنه بقي في السرداب، وأن له غيبة صغرى، وغيبة كبرى إلى آخر هذه الأسطورة التي لم يسمع مثلها ولا في أساطير اليونان، ويريدون من جميع المسلمين الذين أنعم الله عليهم بنعمة العقل أن يصدقوا هذه الأكذوبة ليتسنى التقريب بينهم وبين الشيعة وهيهات هيهات! إلا أن يتحول العالم الإسلامي كله إلى "مارستان" لمعالجة الأمراض العقلية، والحمد لله على نعمة العقل فإنها مناط التكليف، وهي بعد صحة الإيمان أجلّ النعم وأكرمها.
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية
1 - وسرداب بيت أبيه -إن كان فيه سرداب- كانوا هم مبعدين عنه، ولا حق لهم بدخوله لأنه في يد جعفر أخي الحسن العسكري، وهو يقرر أنه ليس للحسن العسكري ولد، لا في داخل السرداب الموهوم ولا خارجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:38]ـ
ولاء المسلمين
إن المسلمين يوالون كل مسلم صحيح الإيمان، ويدخل في ذلك صالحوا آل البيت بغير حصر في عدد معين، وفي مقدمة صفوة المؤمنين الذين يوالونهم: العشرة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. ولو لم يكن للشيعة من أسباب التكفير إلا مخالفتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هؤلاء العشرة من أهل الجنة لكفى.
وكذلك يوالي المسلمون سائر الصحابة الذين قام الإسلام، والعالم الإسلامي على أكتافهم، ونبت الحق والخير في تربة الوطن الإسلامي بدمائهم، وهؤلاء هم الذين كذبت الشيعة على علي وأبنائه فزعمت أنهم أعداء لهم، وقد عاشوا مع علي أخوة متحابين متعاونين، وما أصدق ما وصفهم به الله عز وجل، في سورة الفتح 29 من كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقال فيهم عزّ من قائل: (أشداء على الكفار رحماء بينهم) وقوله في سورة الحديد: (ولله ميراث السماوات والأرض، لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى).وهل يخلف الله وعده؟! وقال فيهم في سورة آل عمران: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).
الحب والمودة بين الخلفاء الراشدين
إن من محبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لإخوانه الثلاثة الخلفاء قبله، أن سمّى أبناءه بعد الحسنين وابن الحنفية بأسمائهم، فمن أولاد علي بن أبي طالب ولد سمّاه (أبا بكر) وآخر سمّاه (عمر) وثالث سمّاه (عثمان)، وزوّج ابنته أم كلثوم الكبرى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعد شهادته تزوجها ابن عمها محمد بن جعفر ابن أبي طالب فمات عنها فتزوجها أخوه عون ابن جعفر فماتت عنده، وعبد الله ابن جعفر ذي الجناحين ابن أبي طالب سمّى أحد بنيه باسم أبي بكر، وسمّى ابناً آخر له باسم (معاوية)، ومعاوية هذا -أي ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب- سمى أحد بنيه باسم (يزيد) لأنه كان يعلم أن يزيد كانت سيرته صالحه (!) كما شهد له بذلك محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب.
لماذا نتبرأ منهم؟
فلو كانت البراءة التي يطالبنا بها الشيعة الآن ثمنا للتقريب بيننا، وبينهم تتناول من يريدون منا أن تتناوله لكان مخطئاً إمامهم الأول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في تسمية أولاده أبا بكر وعمر وعثمان ولكان أكثر خطأً بتزويجه بنته من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكان محمد بن الحنفية كاذباً في شهادته ليزيد لما جاءه عبد الله بن مطيع داعية ابن الزبير وزعم له أن يزيد يشرب الخمر، ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب.
فقال له محمد بن علي بن أبي طالب (كما جاء في البداية والنهاية8:233): ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة .. فقال له ابن مطيع والذي معه: إن ذلك كان منه تصنعاً لك. فقال: "وما الذي خاف مني، أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا". قال إنه عندنا لحق، وإن لم نكن رأيناه.
فقال لهم:" أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) ولست من أمركم في شيء" .. الخ. فإذا كان هذا ما يشهد به ابن علي بن أبي طالب ليزيد، فأين هذه الحقيقة مما يريده الشيعة منا أن نكون عليه مع أبيه ومع من هم خير جميع خلق الله؟ أعني أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعمر بن العاص وسائر أعلام الصحابة، الذين حفظوا لنا كتاب الله وسنة رسوله وأوجدوا لنا هذا العالم الإسلامي الذي نعيش به وله. إن الثمن الذي يطالبنا به الشيعة للتقريب منهم ثمن باهظ نخسر معه كل شيء ولا نأخذ به شيئاً والأحمق من يتعامل مع من يريد منه أن يرجع عنه بصفقة المغبون. إن الولاية، والبراءة التي قام على أساسها الدين الشيعي على ما قرره النصير الطوسي، وأيده نعمة الله الموسوي والخونساري لا معنى لها إلا تغيير دين الإسلام، والعداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام.
لقد كذبوا في أن فرقتهم هي الوحيدة التي تخالف الكل في أحوالها.
انشقاق الإسماعيلية عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإسماعيلية مثلهم، ويخالفون المسلمين في مثل ما تخالفهم فيه الشيعة الإمامية إلا في تعيين بعض أسماء أهل البيت الذين يوالونهم. فالإمامية توالي كل الذين يواليهم الإسماعيليون إلى جعفر الصادق، ويفترقون بعده فالإمامية توالي موسى بن جعفر ومن تسلسلوا عنه. والإسماعيلية توالي إسماعيل بن جعفر فمن تسلسل عنه، والغلو الذي جنحت إليه الإسماعيلية من إسماعيل فمن بعده قد حسدتها عليه الإمامية من أيام الدولة الصفوية.
فانحدرت في هوته بأيدي المجلسي وأعوانه والمسؤولين عنهم، فبعد أن كان غلاتهم في العصور السالفة أقلية، صاروا بعد ذلك في هذا اليوم كلهم غلاة بلا استثناء. وقد اعترف بذلك أكبر علمائهم في الجرح والتعديل آية الله المامقاني في كل ترجمة كتبها للغلاة الأقدمين منهم فأعلن في كل موضع تناول به هذا البحث من كتابه الكبير بأن ما كان به الغلاة الأقدمون غلاة أصبح الآن عند جميع الشيعة الإمامية من ضروريات المذهب، إذا فالغلو الذي كانت تفترق به الإسماعيلية عن الشيعة الإمامية صاروا به سواء لا فرق بينهما إلا في الشخصيات التي يؤلهها كل منهم، ويرفعها فوق منزلة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أراد الإمامية بلسان محمد حسن الأشتياني أن يبيحوا عدم تصديقه صلوات الله وسلامه عليه فيما صح عنه من أمور الغيب كخلق السماوات والأرض، وصفة الجنة النار، بينما ينسبون إلى أئمتهم وإلى ثاني عشرهم الموهوم ما يرفعهم إلى مرتبة آلهة اليونان.
إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول كما اعترف به وأعلنه النصير الطوسي، وأقره عليه نعمة الله الموسوي وباقر الخونساري، ويقره كل شيعي. وإذا كان هذا في زمن النصير الطوسي فهو من زمن باقر المجلسي إلى الآن أشد وأفظع.
ومما لا ريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب ولذلك ضحت وبذلت لتنشر دعوة التقريب في ديارنا، وأبت وامتنعت أن يرتفع له صوت أو تخطى في سبيله أية خطوة في البلاد الشيعية، أو أن نرى أثراً له في معاهدها العلمية، ولذلك بقيت الدعوة إليه من طرف واحد، كما أشرنا إلى ذلك في صدر هذا المقال، فكانت هذه الدعوة كأسلاك الكهرباء التي لا يلتقي سالبها بموجبها، ولا موجبها بسالبها.
ولذلك فإن كل عمل في هذا السبيل سيبقى عبثاً كعبث الأطفال ولا طائل تحته، إلا إذا تركت الشيعة لعنأبا بكر وعمر، والبراءة من كل من ليس شيعياً من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وإلا إذا تبرأت الشيعة من عقيدة رفع أئمة آل البيت الصالحين عن مرتبة البشر الصالحين إلى مرتبة الآلهة اليونانيين، لأن هذا كله بغي على الإسلام، وتحويل له عن طريقه الذي وجهه إليه صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومنهم علي بن أبي طالب وبنوه؛ فإن لم تترك الشيعة هذا البغي على الإسلام وعقيدته وتاريخه فستبقى منفردة وحدها بأصولها المخالفة لجميع أصول المسلمين، ومنبوذة من جميع المسلمين.
وهنالك حقيقة أشرنا إليها فيما مضى من هذا المقال إشارة خاطفة وهي: أن الشيوعية التي تفاقمت في العراق وبحزب تودة في إيران أكثر مما كان لها من أثر في سائر العالم الإسلامي هي وليدة التشيع، فالشيوعيون في ذينك القطرين من صميم أبناء الشيعة، وقد وجدوا المذهب الشيعي عريقاً في الخرافات والأوهام والأكاذيب التي لا تعقل فكفروا به، ووجدوا أمامهم منظمات شيوعية ذات دعاة، ولها كتب بمختلف اللغات وهي تسير على أساليب علمية اقتصادية وغيرها في الدعوة فوقعوا في أحابيلها. ولو أنهم عرفوا الدين الإسلامي بفطرته، وتعلموه سليماً من غير طريق التشيع لعصمهم ذلك عن السقوط في هذه الهوة.
فتنة البابية
ولما قامت فتنة "الباب" في إيران قبل أكثر من مائة سنة، وادعى علي محمد الشيرازي أنه باب المهدي المنتظر، ثم ترقى به الأمر، وادعى أنه هو المهدي المنتظر، وصار له أتباع من الشيعة الإيرانيين اختارت الحكومة الإيرانية يومئذ أن تنفيه إلى أذربيجان لأنها مباءة السنيين من أهل المذهب الحنفي، ولكونهم سنيين فيهم مناعة من الانحدار بهذه السخافات، والخرافات المنتزعة من جذور الشيعة فيسهل انخداع الشيعة بها، والاستجابة لدعوة الباب بسببها، ولم تقم بنفيه إلى بلد شيعي لأن من طبيعة المذهب الشيعي قبول أهله لهذه الأوهام، وكثير منهم أتباع الرجل، وتتسع دائرة الفتنة فكما كانت الخرافات الشيعية سبباً لانتشار ما يوافقها في القرن الماضي من مزاعم البابيين، والبهائيين كذلك هي الآن سبب آخر لرد الفعل بين المتعلمين من أبناء الشيعة الذين تيقظوا؛ لأن هذه العقائد سخيفة، ولا يليق بأهل العقول تصديقها فارتدوا عنها إلى دعوة الشيوعية التي رحبت بهم واحتضنتهم فكان لها منهم بالعراق وإيران أنصار أكثر مما تيسر لها في البلاد الإسلامية السنية.
هذا ما اتسع المقام لعرضه؛ قياماً بما أخذه الله على المسلمين من النصح لله، ورسوله، وخاصة المسلمين وعامتهم والله يحفظ دينه وملته وكياننا الإسلامي الأعظم من هدم الهدامين، وكيد الكائدين إلى يوم الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:50]ـ
محب الدين الخطيب مفكر سوري عاش نصف عمره في مصر وتوفي سنة 1969
لمعرفة المزيد عن المؤلف
http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=10991(/)
كيف نتعلم الإنصاف مع المسيري أنموذجاً ومقاله الأخير قبل رحيله ومختارات من كتاباته
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:54]ـ
رحمه الله وعفا عنه
كنت أتمنى أن لا يذكر المسيري في هذا المنتدى بهذا الانتقاد فقط؛ أعني موضوع: المسيري وعلمانيته.
هذا قبل أن يتوفى فأما بعد وفاته فالذي أعاد هذا المقال إلى واجهة المنتدى في هذا الوقت قد أتى بعيب مشين، إذ لا يليق أن نصدِّر عن الذي نتفق على أن حسناته تربوا على سيئاته ونذكره في العموم بالرحمة، أن نصدِّرعنه الثلب في جزئيه من فكرة تعد سقطه من سقطاته مقتصرين على ذلك فقط.
يا إخوة نردد ونتداول كثيراً منهج أهل السنة في النظر الأخطاء الآخرين أمام حسناتهم ثم حينما نماس الواقع بأحكامنا نجد مجافاة لما نقرره وقت السعة.
ليتنا نتدرب على الإنصاف ولو وجدنا فيه صعوبة على أهوائنا، ونتجشم كلفة الموضوعية والعدل ولو جُرْنا على ميولنا ورغباتنا.
المسيري قدم مشروعة موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد بعد أن أنفق على إعداده خمسة وعشرون عاماً من حياته وأتبعه بعشرات من الكتب والمقالات في نقد الصهيونية والليبرالية والحداثة بل وحتى البروتوكلات التي كاد يدفع حياته ثمناً لها بعد تلقيه تهديدات كثيرة، ونقده هذا ليس تهميشات وحواشٍ وتنقيب سطحي كما يفعله البعض وإنما نقدٌ في العمق والصميم شهد له الأعداء قبل الأصدقاء، ونهل منه المثقفين والكتاب قبل المتعلمين والقراء.
لا أظن جهد الكثيرين ممن جنح في نقده يساوي جهده ولو في الموسوعة فليتهم ينصفوا وإن نقدوا؛ لا أن يكفوا، فأنا أقر بصحة ما انتقده البعض في علمانية الجزئية والشاملة.عفا الله عنه ..
لكن:
- أن يُنقل ما طرح على سبيل النقاش والردود كموضوع مستقل في منتدى آخر لم يذكر فيه المسيري بغيرهذا الموضوع مما يوحي عند من لا يعرفه أن هذه صورته الكلية.
- ثم يعاد الموضوع حين وفاته.
- ثم تعود يا شيخ سليمان الخراشي لتقرر أنه "يدين بالعلمانية"
فهذا مما ينقص في سمة العدل والأمانة ...
أتمنى أن تعيد النظر في عبارة " يدين" فقد آلمتني منك يا أبا مصعب، وتأمل ما دلالة كلمة " يدين" وهل هي الصفة الدقيقة له أم أنها اجحاف في حقه – رحمه الله- وتذكر " ستكتب شهادتهم ويسألون ".
وعلى فكرة يا شيخ سليمان لِمَ لَمْ تجرب إحسان الظن وتجريب عبارات أخرى لوصف هذا الخطأ!! لم لا نتعامل معه- ولو بقدرٍ ضئيل- بمنطق (التقدير لا التقديس!!).
وما دمت قرأت كتاب الدكتور مبروك فلماذا لم تنتبه لالتماسه العذر للمسيري حينما أشار في أول نقده للكتاب بقوله:
(أحب أن أوجه الانتباه إلى الظروف العالمية التي صدرت الكتاب في أثناءها وخطورة قضية تحديد الموقف من العلمانية والتي ثمثل من وجهة نظرنا الحد الحاسم بين إما (معنا) أو (ضدنا) والتي باتت سيفاً مسلطاً على رقاب الجميع).
وللعلم ياشيخ فمحمد إبراهيم مبروك لم يقتصر في حديثه عن المسيري على ما نقلت وسأنقل الشق الثاني من حديثه عن المسيري.
وسأستمر في بيان الصورة المشرقة عن المسيري بمختارات من كتاباته تلخص فكره وقبل ذلك طلباً للعدل سأورد روابط لمن أحسبه أكثر إنصافاً من أحبابنا في هذا المنتدى وكيف أن الصورة المشرقة تطغى على الجانب المظلم، وإن العارفين بما يغلب من شهاداتهم هم " شهداء الله في أرضه" أي أنهم هم المعيار للصورة الحقيقية.
يقول محمد إبراهيم مبروك:
(يرتبط كاتب هذه السطور بعلاقة صداقة حميمة مع الدكتور عبد الوهاب المسيري ويدين له بالفضل في كثير من المواقف ويرى أن الناس سيحتاجون إلى قدر من السنين ليدركوا مدى أهمية البالغة لأعماله العلمية والفلسفية للحضارة الغربية ومدى ما يحمله من طاقات فكرية لها قدرة كبيرة على تقويض الكثير من الأسس الفلسفية للحضارة الغربية وليعد مع قلة نادرة من المفكرين غيه قدراً من التوازن بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي بعد غياب طويل).
(أغلب الخطوط العامة لهذه الدراسة قد تم ذكرها في محاضرة في صالون الدكتور المسيري نفسه وبحضرة عدد من الأخوة العاملين بالدعوة السلفية ولم يبدِ الدكتور نفسه استياءه مما جاء فيها من نقد).
أمثلة لروابط ممن تحدث عن المسيري:
من موقع أبي لجين إبراهيم:
https://w8.info.tm/dmirror/http/www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=4361
من موقع إسلام أون لاين http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1213871541843&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout
أمة لا تعرف أبناءها إلاّ بعد رحيلهم / بدر العامر
https://w8.info.tm/dmirror/http/www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=4409
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 08:36]ـ
بارك الله فيك
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 08:50]ـ
أحسنت ...
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:58]ـ
رحمة الله على الدكتور المسيري ..
نسأل الله أن يغفر له زلاته، وينفع بما قدم من خير ..
الدكتور المسيري -لو كان علمانيًّا صرفًا وليس كذلك- تبقى له حسنة ليست عند أحد من العلمانيين اليوم: وهي الولاء لأمة الإسلام ..
هذا الولاء الذي يتخاجل منه العلمانيون اليوم، ويتبرؤون منه، ويتولون أمريكا والحضارة الغربية، وهو أخطر ما في العلمانية، أو هو العلمانية المتطرفة ..
لقد كان المسيري محاربا للولاء للغرب، مناديا وصادحا بالولاء للإسلام والعروبة، وهذه محاربة لا ننساها لأخطر ما ينادي به العلمانيون اليوم، وهو الانسلاخ الكامل من ديننا وقيمنا وحضارتنا التي نفخر بها، ولم تبدها حرائق المغول، وحملات الصليبيين، ومكائد اليهود، فلن تبيد بإذن الله على أيدي تلامذتهم الأقل منهم شأنًا وقوة.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 12:18]ـ
الأخ عبدالله العلي والأخ غالب المزروع أشكر لكما مروركما وتأييدكما لمضمون المقال.
الأخ إبراهيم الشهيد أشكرك على مشاركتك وتعليقك.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 12:23]ـ
الإنسان والشيء ..
آخر مقال للمسيري قبل رحيله
عبد الوهاب المسيري-رحمه الله-
نحن نعيش في عالم يحولنا إلى أشياء مادية ومساحات لا تتجاوز عالم الحواس الخمس، إذ تهيمن عليه رؤية مادية للكون. ولنضرب مثلاً بـ"التي شيرت" ( T-Shirt) الذي يرتديه أي طفل أو رجل. إن الرداء الذي كان يُوظَّف في الماضي لستر عورة الإنسان ووقايته من الحر والبرد، وربما للتعبير عن الهوية، قد وُظِّف في حالة "التي شيرت" بحيث أصبح الإنسان مساحة لا خصوصية لها غير متجاوزة لعالم الحواس والطبيعة/المادة.
ثم توظف هذه المساحة في خدمة شركة الكوكاكولا (على سبيل المثال)، وهي عملية توظيف تُفقد المرء هويته وتحيّده بحيث يصبح منتجاً وبائعاً ومستهلكاً، أي أن "التي شيرت" أصبح آلية كامنة من آليات تحويل الإنسان إلى شيء.
ويمكن قول الشيء نفسه عن المنزل، فهو ليس بأمر محايد أو بريء، كما قد يتراءى للمرء لأول وهلة، فهو عادةً ما يُجسِّد رؤية للكون تؤثر في سلوك من يعيش فيه وتصبغ وجدانه، شاء أم أبى.
فإن قَطَنَ الإنسان المسلم في منزل بُنيَ على الطراز المعماري العربي والإسلامي فلا شك أن هذا سيزيده من ثقة في نفسه واعتزازه بهويته وتراثه. ولكننا لا نرى في كثير من المدن من العالم الإسلامي أي مظاهر أو آثار للرؤية العربية الإسلامية (إلا في المسجد)، وبدلاً من ذلك أصبح المنزل -عملياً وظيفياً- يهدف إلى تحقيق الكفاءة في الحركة والأداء ولا يكترث بالخصوصية، أي أنه مثل "التي شيرت" أصبح هو الآخر خلواً من الشخصية والعمق.
وأثاث هذا المنزل عادة وظيفي، يلفظ أي خصوصية باسم الوظيفية والبساطة. ولكن البساطة هنا تعني في الواقع غياب الخصوصية (الرؤية المادية تفضل البساطة على الجمال المركب، ومن هنا عبارة "خليك طبيعي").
ونفس الشيء ينطبق على طعام "التيك أواي" أو السفاري، فهو الآخر يعيد صياغة وجدان الإنسان. الناس هم الذين يعدون طعامهم بأنفسهم، ثم يتناولونه سوياً. هذا ما كان سائداً في كل أرجاء العالم بما في ذلك الغرب.
أما ظاهرة أكل طعام قد تم إعداده من قبل، ويأكله المرء وهو يسير أو يجري، فهذه ظاهرة جديدة على الجنس البشري، ولابد أن نتنبه إلى الرؤية الكامنة وراءها، فهي رؤية تعتمد السرعة والحركة في الحيز المادي، مقياسا وحيدا، وهي بذلك تحوِّل الإنسان إلى كائن نمطي يشبه الآلة.
إن هذه الوجبة السريعة الحركية تعني التخلي عن مجموعة ضخمة من القيم الإنسانية المهمة، مثل أن يجلس المرء مع أعضاء أسرته أو أصدقائه في شكل حلقة ليتناول الطعام معهم فيتحدثون في مواضيع شتى، فالإنسان هو من يأنس بغيره.
ولعل العبارة العامية المصرية "أكلوا عيش وملح سوا" (أي سوياً) تشير إلى مجموعة القيم هذه. وأنا لست من الغباء بحيث أطالب بتحريم أو تجريم هذه الوجبات، فأنا أدرك تماما ضرورة اللجوء إلى كثير من الإجراءات ذات الطابع المادي (الاقتصادي السياسي) في حياة الإنسان اليومية، والوجبة السريعة كثيرا ما تكون ضرورية، بل وحتمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن عندما تتحرك هذه الإجراءات المادية إلى المركز وتصبح هي القاعدة والمعيار، نكون قد سقطنا في العلمانية الشاملة. وقد قرأت مؤخراً أن عدد الأقواس الصفراء (علامة ماكدونالد) يفوق عدد الصلبان في العالم الغربي!
وما يهمنا في كل هذا أن بعض المنتجات الحضارية التي قد تبدو بريئة (فهي معظمها حلال)، تؤثر في وجداننا وتعيد صياغة رؤيتنا لأنفسنا وللعالم.
وما قولكم في هذه النجمة السينمائية المغمورة (أو الساطعة) التي تحدثنا عن ذكريات طفولتها وفلسفتها في الحياة وعدد المرات التي تزوجت فيها وخبراتها المتنوعة مع أزواجها، ثم تتناقل الصحف هذه الأخبار وكأنها الحكمة كل الحكمة!
وإذا أخذنا الحكمة من أفواه نجمات السينما والراقصات وملكات الجاذبية الجنسية، فستكون حكمة لها طابعها الخاص الذي لا يمكن أن يُوصف بالروحانية أو الأخلاقية أو ما شابه من أوصاف تقليدية عتيقة!
وقد يكون وصف أقوال هذه النجمة بأنها منافية للأخلاق أو للذوق العام وصفاً دقيقاً، ولكنه مع هذا لا يُبيِّن الدور الذي تلعبه النجمة وأفكارها في إعادة صياغة رؤية الإنسان لنفسه وتَصوُّره لذاته وللكون بشكل غير واع، ربما من جانبها ومن جانب المتلقي معا.
ولنتخيل الآن إنساناً يلبس "التي شيرت"، ويسكن في منزل وظيفي بُني ربما على طريقة "البريفاب" (الكتل الصماء سابقة الإعداد)، ويأكل طعاماً وظيفياً (همبورغر- تيك أواي تم طبخه بطريقة نمطية)، وينام على سرير وظيفي ويشرب الكوكاكولا، ويشاهد الإعلانات التجارية التي تغويه بالاستهلاك والمزيد من استهلاك سلع لا يحتاج إليها في المقام الأول، ويعيش في مدينة شوارعها فسيحة عليه أن يجري بسيارته المستوردة بسرعة مائة ميل في الساعة، ويهرع بسيارته من محل عمله إلى محل طعام "التيك أواي" ومنها إلى مركز التسوق الذي يتسلع البشر، ويداوم على مشاهدة الأفلام الأميركية (الإباحية أو غير الإباحية) بشراهة غير مادية، ويسمع أخبار النجوم وفضائحهم، ويدمن تلقي الحكمة من النجمات الساطعات أو المغمورات ..
ألن يتحول هذا الإنسان إلى إنسان وظيفي متكيف لا تُوجَد في حياته خصوصية أو أسرار .. إنسان قادر على تنفيذ كل ما يصدر إليه من أوامر دون أن يثير أية تساؤلات أخلاقية أو فلسفية؟
قد يقيم هذا الإنسان الوظيفي الصلاة في مواقيتها، ولكن كل ما حوله يخلق له بيئة معادية لإدراك مفهوم القيمة المتجاوزة لعالم الحواس الخمس وجدواها. لقد سقط الإنسان في المنظومة المادية واخترقته مجموعة من الأحلام والأوهام والرغبات لا يدرك تضميناتها الاجتماعية والأخلاقية، رغم أنها توجِّه وتحدِّد أولوياته دون وعي منه.
ونحن حين نتحدث عن الحضارة المادية فنحن عادة ما نتصور أننا نتحدث عن الحضارة الغربية وحدها، وهذا خلل ما بعده خلل، ففي الغرب يوجد كثير من المظاهر الإنسانية المتجاوزة لسطح المادة، ففي الغرب موزارت وبتهوفن والطعام الفرنسي وكثير من المظاهر المحتفظة بأصالتها وخصوصيتها.
إن المنتجات المادية الحديثة تتميز بكونها معادية للخصوصية .. ألخصوصية الغربية والخصوصية الإنسانية.
هي حقا بدأت في الولايات المتحدة لكنها ليست أميركية، لأن الحضارة الأميركية الحقيقية حضارة لها سماتها الفريدة، وهناك تقاليد حضارية أميركية قامت هذه الحضارة الجديدة الضد بتقويضها.
ولكن المشكلة أن كل هذه التقاليد وكل هذه الخصوصيات آخذة في التآكل بسبب المد الجارف للحضارة المادية. وهذه الحضارة المادية ليست معادية للشرق وحده، بل هي ظاهرة ورؤية أمسكت بتلابيب العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، ولا يظنن أحد أننا بمأمن منها ومن عدميتها وعدائها للإنسان.
كل هذا مقدمة لما حدث في عالم الرياضة. إن الرؤية المادية قد تغلغلت في كل مجالات الحياة. خذ على سبيل المثال عالم الرياضة .. كانت ممارسة الرياضة في الماضي تهدف إلى تهذيب الجسد والنفس وتدريب الناس على التعاون وتسليتهم في الوقت ذاته، بحيث يقضون وقت الفراغ بطريقة متحضرة.
كما أنها على مستوى آخر كانت تدريبا على الصراع الرقيق لتفريغ نزعات البشر العدوانية من خلال قنوات متحضرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وكنا نشجع فريق كرة القدم الخاص بدمنهور، ولكننا في الوقت ذاته كنا نشجع "اللعبة الحلوة" بغض النظر عن مصدرها. إن ما كان يهيمن علينا ليس النموذج المادي ولا النموذج الدارويني الصارم حيث يكون كل الناس إما منتصراً أو مهزوما، ولا نموذج السوق وآليات العرض والطلب التي لا تعرف الله أو الإنسان، وإنما نموذج إنساني يقبل حتمية الاختلاف والصراع، ولكنه لا يجعلها مرجعيته النهائية، إذ توجد قيم أخرى مثل التراحم والإيمان بإنسانيتنا المشتركة.
ولكن الرياضة انفصلت تدريجيا عن كل هذه القيم لتصبح مرجعية ذاتها، ومنفصلة عن القيمة وتصبح معايير الرياضة رياضية، ويصبح إحراز النصر هو الهدف الأعلى والأسفل والوحيد. ونسمع بعد ذلك عن تفرغ اللاعبين تماما للرياضة واحترافهم. والاحتراف يتناقض تماما مع فكرة التسلية وتزجية وقت الفراغ واللعب بطريقة إنسانية متحضرة، فهي تجعل الرياضة مركز الحياة.
هل هذا له علاقة بالتسلية واللعب، أم أنه ينبع من نموذج مادي صراعي يجعل الفوز وهزيمة الآخر هو الهدف الوحيد؟ ومن هنا تدفع المكافآت السخية لأعضاء الفريق الفائز. وتنتهي المباريات في الآونة الأخيرة بمعارك يُجرح فيها بعض الناس، بل وقُتل ضابط شرطة في إيطاليا بعد مباراة حامية الوطيس .. كل هذا يعني هيمنة النموذج الصراعي وتراجع النموذج الإنساني التراحمي.
وقد اقتحمت أخلاقيات السوق عالم الرياضة فيتم "بيع" لاعب مغربي لنادي إيطالي، ولاعب إيطالي لنادي ليبي وهكذا، وكأننا في سوق النخاسة.
ولذا بدلا من الانتماء إلى الوطن والقيم يصبح الانتماء إلى المال، المحرك الأول للإنسان الاقتصادي. ونسمع بعد ذلك عن عدد كبير من الرياضيين يستخدم المخدرات والأدوية المنشطة الممنوعة لتحقيق النصر. ويتقاضى أعضاء الفريق الفائز مبالغ طائلة مكافأة لهم، وهى مكافآت سخية على أدائهم، قد تصل إلى مرتب أستاذ جامعي لعدة سنوات.
أين كل هذا من قيم التعاون والصراع الرقيق والمرجعية الإنسانية؟ لقد اقتحمت اقتصاديات السوق هذا القطاع تماما، وسيطرت عليه قوانين العرض والطلب والمادية وتم تشييء الإنسان ونزع القداسة عنه، وتحوّل إلى مادة استعمالية مرنة ليس فيها من الإنسانية سوى الاسم، أي أن النموذج المادي الصراعي الدارويني قد ساد تماماً.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(وصل المقال من الكاتب ليلة وفاته رحمه الله)
المصدر: الجزيرة نت. (مع الاختصار اليسير)
[وسنستكمل عرض لبعض أفكاره الهامة في مؤلفاته ومقالاته -إن شاء الله-]
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:02]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل على هذا المقال الطيب
وقد وضعت يدك على الوتر حين أشرت إلى مجافاة كثير من المثقفين أو المشايخ أو طلبة العلم للزوم منهج أهل السنة في الحكم على الرجال
غير أني لا أتعجب من فعل الشيخ الخراشي .. غفر الله له .. حيث جانب العدل في الحكم على أناس لا يُختلف رمزيتهم الإسلامية وأثرهم التجديدي وجهودهم الدعوية الكبرى التي بلغ مداها حيث مطلع الشمس ومغيبها .. من أمثال حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله تعالى
وأذكر بهذا الصدد أن الشيخ سفر الحوالي على علو كعبه بعامة وفي مباحث العقائد والملل والفلسفات والحداثة والعلمانية ..
وهو الخبير الألمعي بما لا يلحق شأوه في هذه القضايا .. قد أثنى على المسيري ثناءا عطرا .. وبين أنه استفاد منه كثيرا من موسوعته
وذلك في غير مناسبة .. وأثبت كونه باحثا عن الحق غواصا في التحليل المبني على الدليل وليس علمانيا تقليديا كهؤلاء الذين يعبثون بعقولنا مساء نهار في الصحف وغيرها ..
شكرا لك مرة أخرى أخي أوان الشد
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:59]ـ
هذا قبل أن يتوفى فأما بعد وفاته فالذي أعاد هذا المقال إلى واجهة المنتدى في هذا الوقت قد أتى بعيب مشين، action=showMaqal&id=4409[/url]
بإمكانك يا رعاك الله أن تتحدث عما تشاء وتبلغنا وجهة نظرك من دون الإساءة إلى أحد، فرفع الموضوعات ليس عيبا مشينا!؛ فحبذا الترفق وانتقاء كلمات موزونة.
وقد تعمدتُ رفع الموضوع للاستفادة مما كتب حول المسيري قبل وفاته وحتى يُستكمل النقاش فيه لتظهر الحقيقة.
شكرا لك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 07:46]ـ
رحمه الله واسكنه (--منازلنا الاولي وفيها المخيم) وروضات جنات
(يُتْبَعُ)
(/)
مااحب ان اعلق عليه سريعا هو ان الدكتور المسيري رحمه الله تكلم عن العلمانية الشاملة كلاما من اروع وادق وصف لهذه العلمانية الطاغية وظواهرها المختلفة وتحولاتها المتجددة المفسدة دوما وهو في محاولته لتعريف العلمانية بانها بنية تتحرك كل يوم في حالاتها المختلفة المعقدة والتي لايمكن التنبيء بها لانها كاسحة وتحدث تحولات عميقة تختلف صورها وطبيعتها من لحظة تاريخية لاخري قد يتفاجي بتحولاتها الجديدة اهلها انفسهم! نجح في العرض الشامل الوافي اللهم الا فيما اعترض عليه فيه -وفي امور اخري يمكننا اقامة الاعتراض عليها ولايعني ذلك الغض من بذل الرجل العلمي والمنهجي ووقوفه في فضح العلمانية المدمرة للانسان-
بيد ان الدكتور المسيري ليس معصوما في شرح المفهوم وبيان محركاته ومن وراءه -اقصد وراء المفهوم وفلسفاته وظواهره -ممن احدث صنع التحولات الخطيرة والامساك بها في كل مراحل -او عقد -نحت المفهوم واطواره ومراحله المختلفة وظواهره وظروفه مااحدث تغيرات جذرية في البنية الانسانية والحياة الاجتماعية في الغرب -! كما انه ليس معصوما في الموافقة علي جزئية منه ظنا منه انه لايعارض الاسلام كما انه لم يكن صائبا ابدا-ومن هو منا علي صواب دائما--وان كان اصاب اكثر التحليل وجله وقريب من كله! كان دقيقا جدا-في تحليل مساره في التاريخ او محاولة كشف الياته والمحركات لامواجه والموجهات لاعاصيره وفيضاناته والصانعات لتحولاته وخطوطه وانطلاقاته وهي الايد الظاهرة والخفية من اصحاب الفكر الغربي والهيمنة المادية والامساك بمواقع القرار في كل مراحل انزلاق المفهوم الي ماهو اشد تدميرا مما كان عليه بظواهره القديمه!
ولاشك ان هذه الجملة مني تحتاج شرح
ولاشك انه في تعريفه للعلمانية الجزئية قد اخفق في الالفاظ التي ربطها بالاسلام وببعض المعاني المرتبطة بما ظنه-من شؤون اجتماعية وسياسية واقتصادية- انه مشترك بين العلمانية والاسلام!
ولذلك صار الهجوم علي تعريفه وموافقاته الغير ناجحة لبعض صور تعريف العلمانية الجزئية!
لكن الرجل والحق يقال كتب كتابه العلمانية الجزئية والشاملة ليهدم العلمانية ويكشف عن بنيتها المتحولة في صورها المختلفة واطرها المدمرة للانسان وان اخطا في مسالة العلمانية الجزئية ومحاولة ربط صور لها بالاسلام وانه لايعارض صور داخلها وان كان ايضا اصاب في ربطها بالعلمانية الشاملة من جهة اصاب في عرضها!!
انا اتفهم موقف المعارضين لمن بين خطا الدكتور المسيري في مسالة وصف العلمانية الجزئية خصوصا في بداية كتابه العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة لكن يجب علي الجميع عرض فكرة المسيري كما سطرها هو وسوف يجد الجميع اخطاء المسيري فيها كما سيجد انه وقع فيها عن غير قصد بايمان منه-وهو بريء من هذا الايمان-بعلمانية غربية محطمة للايمان ومناوئة للاسلام الا ان بعض تحققات فكرته التي تقف في معارضة الاسلام فعلا-عن غير قصدمنه والله اعلم- وصنع تشويش علي مفاهيم شريعة هذا الدين العظيم وهو الشيء الذي لم يقصده الدكتور المسيري بنية سيئة ولايقاس خطؤه بمخططات العلمانيين العرب التي يقومون بها عن قصد ولذلك يقع خطاه في باب الاخطاء العلمية التي يغفرها الله كما بين شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي عن اخطاء الامة العلمية التي يغفرها الله ويتجاوز عنها
لكن معارضة فكرة المسيري الخاطئة مع عرض كشوفاته للعلمانية وبنيتها المدمرة شيء مهم لبيان الحق الذي دافع عنه الرجل وبيان حفظ الله لهذا الدين من اخطاء وتاويلات غير صحيحة
الخوف ليس من النقد ولكن من التعدي -عند البعض ممن يدافع عن الناقد والمنقود-وليس عند نقاد العلوم الحقيقيون واذكر المعارضون ان الشيخ القرضاوي نقد اخيرا ثلاثة رجال من رجالات الامة في مسائل مهمة وهم الغزالي وسيد قطب والمودودي! --وعدم النظر الي الفكرة مكتملة كما ان عدم الاطلاع من المعارض والنظر فقط الي اخلاص الرجل ومكانته الكريمة-فعلا في الامة يؤدي الي فتنة وخلط بين الحقائق ويمنع الفكرة الصحيحة من المرور وان توضح نفسها ان كانت فعلا مستعدة للاكتمال
وفي الحقيقة المسيري قدم للامة مفاهيم مهمة جدا حتي في العلمانية ولايمنع ذلك من اظهار اخطاء له في تعريفات في سياقها فهو ليس معصوم كما هو حال البشر امثالنا فلسنا ندعي العصمة لاي عالم من علماء الامة
غفر الله للجميع
وربما ارجع لشرح اوفر ان يسر الله في الوقت
طارق منينة
صاحب كتاب اقطاب العلمانية في العالم العربي والاسلامي
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله الدكتور المسيري وغفر له، وعافاه وعفا عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله.
ووالله إن للموت لرهبة، فما كان يليق أبدا رفع مثل هذا الموضوع والرجل قد افضى إلى ربه، مع أننا لا نتفق مع المقال سواء في حياة الرجل او بعد مماته، فالمسيري علم من اعلام الدعوة المعاصرة, واختلافنا معه في تقسيم العلمانية لا يجعلنا نغمط حقه، وإنكار فضله.
رحم الله تعالى المسيري وغفر له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 12:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله الدكتور المسيري وغفر له، وعافاه وعفا عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله.
ووالله إن للموت لرهبة، فما كان يليق أبدا رفع مثل هذا الموضوع والرجل قد افضى إلى ربه، مع أننا لا نتفق مع المقال سواء في حياة الرجل او بعد مماته، فالمسيري علم من اعلام الدعوة المعاصرة, واختلافنا معه في تقسيم العلمانية لا يجعلنا نغمط حقه، وإنكار فضله.
رحم الله تعالى المسيري وغفر له.
أخي بارك الله فيك ليس معنى أننا نلتمس الأعذار لبعض من أخطأ أن نرفعه فوق مكانته المسيري رحمه الله ليس من أعلام الدعوة المعاصرة هذا فيه غلو شديد بل هو رجل نفع الله به الناس وقد أخطا في بعض الأشياء ونرجو من الله أن يعفو عنه وعن من هو على شاكلته ممن أراد الحق وإم كان قد ضل عنه في بعض الأوقات وهو في الجملة كتب للإسلام مدافعا عنه مثله كسيد قطب والبنا والمودودي رحم الله الجميع
ومثل هذا ما يفعله البعض أيضا مع بعض القدماء كمن يسمي الغزالي أبا حامد بحجة الإسلام كيف حجة الإسلام والرجل له من الطامات ما له وإن كان رجع عنها في آخر وهلم جرا
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:09]ـ
رحم الله المسيري وأثابه على ماقدم للعلم والأمة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وما وقع فيه رحمه الله مما نظنه أخطاء أتصور أن من رحمة الله لنا أن لم نعش الظروف الفكرية التي عاشها ولو عاشناها فكيف سنكون , الحمد لله على نعمة النشأة الحسنة التي عصمنا الله بها وإلا فما أضعفنا.
والتنبيه على أخطائه لا بأس به ولا يتنافى مع الدعاء له والترحم عليه , وذلك أن مصاب أهل الفكر والعلم في فقده جعل عددا من المثقفين يسبغون عليه أوصافا لم يكن يرضاها هو لنفسه فحسن التنبيه في هذا الوقت ورأيه رحمه الله في العلمانية الجزئية ليس شرا كله كما يحب البعض أن يصفوه به
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 02:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك
وعفا الله عن المسيري فيما أخطأ
وقد أجدت أخي فيما قلت
بارك الله فيك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 04:02]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..
وأرجو من الأخ الحبيب الشيخ أبي مصعب سليمان الخراشي وفقه الله تعالى أن يتأنى في ردوده وأن يدرس الظروف والبيئة التي عاش فيها الشخص المنتقَد دراسة جيدة وأن يحاول التركيز على من ظهرت بدعتهم وضلالتهم دون الأشخاص الذين يحتمل كلامهم أكثر من وجه.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:25]ـ
أشكرك أخي أبا القاسم:
وأذكر بهذا الصدد أن الشيخ سفر استفاد كثيراً في محاضرته وكتابة " الانتفاضة والتتار الجدد" من كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري " من الانتفاضة إلى حرب التحرير" وأشار إليه في آخر المحاضرة مع الثناء على كتابه.
دمت طيباً وشكراً لمرورك.
ــــــــــــــــــ
الأخت الأمل الراحل
إعادة الموضوع في هذا التوقيت شيء محزن , وصدقيني لقد أثبتُّ هذه العبارة بعد التلطيف والتهذيب.
وبإمكانك لتري صحة انتقادي إلى بقية الردود.
وكونك تعمدتِ الرفع لتظهر الحقيقة , فمن العدل إظهار الحقيقة كاملة , لا إظهار جزء منها وترك الجانب والصورة الأكبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ابن الشاطئ الحقيقي (طارق منينه)
أشكرك جزيلاً على إضافتك الضافية , وأحسب أنه هو التوصيف الدقيق لحديث المسيري عن العلمانية , وبانتظار عودتك إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
الأخ أبو عائشة المغربي
والأخ أبو مسلم السلفي
أشكر لكما مروركما , وأؤيد أبا عائشة في عدم موافقته لرفع المقال بعد وفاته , وأن اختلافنا مع المسيري في تقسيم العلمانية لا يجعلنا نغمطه حقه، وإنكار فضله.
ولكني أوافق أبا مسلم السلفي في أن التماس الأعذار لمن أخطأ منا لا يعني أن نرفعه فوق مكانته , والمسيري رحمه الله ليس من أعلام الدعوة المعاصرة؛ إذ لا ينطبق عليه هذا الوصف.
يمكن أن نصفه بأ نه من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر , أو الفكر العربي الإسلامي كما كان يصف نفسه رحمه الله.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:26]ـ
الدكتور / محمد السعيدي
أشكرك على إضافتك , والتماسك للعذر وجيه , حيث إن للظروف التي نشأ فيها وعاشها تأثير , وللظرف الزمني العالمي الذي ألف فيه الكتاب أيضاً تأثير كما أشار الكتور مبروك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الأخ أبو صلاح السادس أشكرك على مرورك.
ــــــــــــ
الأخ محمد العبادي
أشكرك على مرورك , ودعوتك للشيخ سليمان منطقية وأنا أدعمها.
ـــــــــــــــــــــــــــ
كتب لي الأخ أبو حازم البصري – مشكوراً- على الخاص:
يقترح توضيح المقصود بالعلمانية الجزئية والشاملة في الموضوع نفسه ليزول الإشكال.
وبالفعل اقتراحه وجيه خاصة وأنه ربما يكتب البعض مؤيداً أو معارضاً وهو لا يعرف عن الموضوع أوعن فكر المسيري شيئاً.
وإن شاء الله سوف أفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل الشهراني]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:00]ـ
الحمدلله والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومنْ والاه:-
أما بعدُ:-
كم وددتُ أنْ أبقى بعيداً عن هذا الموضوع لولا أنّ أحد الأحبة بعث رابطه على بريدي!!
أقول: لم يكن المسيري-رحمه الله- محتاجا في يومٍ من الأيام لثناءٍ أو تبجيلٍ من أحد (مع محبتي العظيمة وإجلالي الكبير للعلامة سفر الحوالي - شفاهُ الله وحفظه -)؛ لأنه المسيري ويكفي المسيري فخراً أنه هو، وهو - عندي - أعظم مفكر عربي في الخمسين سنةً الماضية، وهذا رأي شخصي لا يٌلزمُ أحداً بشئ!!
ثم إنّ كثيراً من الذين خاضوا فيما يجهلون، قالوا فيه وفي موقفه من العلمانية قولا جمعَ جهلاً وظلماً وحسبك بهذين إذا اجتمعا، وأكاد أجزمُ أنّ كثيراً ممن تكلم في هذا لم يعرف حقيقة موقف المسيري من العَلْمانية؛ لأن موقفهُ منها يتّسمُ بالتركيب، بل بعضهم - كما حكى لي عن نفسه - لم يقرأ للمسيري فيها حرفا فضلاً عن قراءته لكل كلامه في هذا الموضوع، فكيف بالله يصح الحكمُ إذا فسدت التصورات، وكان في الضمائر مافيها من حسد وبغضاء!!
نسأل الله السلامة والعافية
(العلمانية الجزئية والشاملة) أحد النماذج التفسيرية المهمة التي طورها المسيري- رحمه الله - وطبقها بحذر (كما ذكر هو عن نفسه في كتابه العلمانية) على الواقع، وقد أثبت هذا النموذج التفسيري مقدرة علمية فائقة لعل لها شواهد كثيرة من أبرزها: تفسير الظاهرة الصهيونية من ناحية كون الدولة يهودية أم قومية علمانية، وهذا كلامٌ يطولُ شرحهُ وبيانه وقد فصله المسيري في أكثر من موضع، والمقصود أن الموضوع عميقٌ لا يصح أن يطرقه ((أحدهم)) بصورة سطحية بل لابد من استيعاب أبعاده جيدا، ومعرفة مقتضياته وملابساته، ومن أجل هذا لايصح أنْ يكتفي بعضهم بالقول: " المسيري يدين بالعلمانية الجزئية، وقد قال ذلك بملء فيه على الهواء مباشرة، وكتب ذلك بقلمه في أكثر من موطن "؛ لأن هذا الكلام سيجرنا بطبيعة الحال إلى سؤال آخر مهم وهو: ماهي العلمانية الجزئية؟؟!!
والجواب (ويجبُ أنْ نأخذ الجواب هنا من باب العدل والإنصاف من كلام المسيري نفسه؛ فإنْ كان لهُ فيه قولٌ فصلٌ محكم أخذنا بهِ، وإلا حاولنا استنطاق أحرفه، ونقبنا في أسطره- متسلحين بأمرين عظيمين هما: غاية العلم [بمقاصد كلام المسيري] وغاية العدل فبهما - بعد عون الله وتوفيقه - يحصلُ المراد) ...
والجواب: أن للمسيري كلاما مفصلا في بعض حواراته يقول فيه: " والذين يطالبون بعلمنة العالم الاسلامي لا يدركون أن الإسلام والتوحيد والوحي والشريعة هي الموجهة للإنسان وللمجتمع وللحياة كلها، ولا يمكن فصل الحياة والإنسان والمجتمع والدولة عن استلهام تعاليم الإسلام، فالمرجعية الإسلامية هي الإطار الذي يرجع إليه المسلم ويرجع إليه المجتمع والدولة (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) [النساء: من الآية59].
والعلمانية الشاملة تشكل تهديداً خطيراً للإيمان الديني، ومن ثم فإذا كانت الحركة الإسلامية المعاصرة تستهدف بشكل رئيس الحفاظ على بقاء الإسلام حياً في حياة الناس فإن جزءاً من صراعها وجدلها لابد أن يكون مع العلمانية الشاملة.
من حوار له أجراه موقع الإسلام اليوم
الرابط: http://islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=2 05&catid=212&artid=9286
والمسيري - رحمه الله - قد بُحَّ صوته، وهو يصرخ ويقول كما في كتابه العلمانية ومواضع أخرى أنه يعني بالعلمانية الجزئية: " فصل الدين عن الدولة "، ثمّ لا يتوقف - رحمه الله - عند هذا بل يُتبعهُ بإيضاح معنى الدولة فيقول: الدولة هنا: هي الإجراءات الفنية في الاقتصاد والسياسة، ويوضح ذلك بالمثال: الكلام على ميزانية الدولة، وإقرار صفقة التسلح، مستشهدا بحديث تأبير النخل، وقصة تغيير منزل عسكر المسلمين قبيل غزاة بدر!!
فلماذا نتوقف عند ما قاله الآخرون عن المسيري، ولا نقرأ له - رحمه الله -وهو الذي عاد من ضيق المادية إلى رحابة الإسلام - كما في رحلته الفكرية -، وما هو موقع الإنصافُ من قولنا وكلامنا وحكمنا على عباد الله؟؟!!
وهل منهج السلف - رحمهم الله - مسائلُ نظريّةُ تُدرّسُ، وكلامٌ في المسائل يُقال، ثم نغفلُ عن حقائق المواقف، والتعامل مع آحاد المسلمين ممن لهم أخطاءٌ وهَناَتٌ ربما كان مصدرها - في بعض الأحيان - عائقٌ فهمٍ، وغشاوةٌ على بصر؟؟!!
لم يقل المسيري عن نفسه يوما: أنه عالم شريعةٍ، وإمامُ دين، ولم يقم على رؤوس الخلائق - كما يفعل البعض هنا - مفسقاً هذا، ومبدّعا ذاكَ، زاعماً أنه ملكَ موازين منهج أهل السنة؟؟!!
المسيري مفكر من نسل آدم يُصيبُ ويزل ويوافق الحق تارةً، ويخالفه أخرى، لكنّه قدّم لأمته عملاً فكريا ضخما، وتركةً علميةً تقاسمها أهل المعرفة والدراية، ثم هو - وهذا ظاهر لمن تأمل مواقفه وكلامه عن نفسه - على خلق كبير، وتواضع جمٍّ، فليتنا نأخذ من هذا بنصيب!!
وليت الذي نقل عن أحد الفضلاء انتقاده لموقف المسيري من العلمانية نقلَ ثناءه عليه، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل ...
((إضاءة)): لم يكتب المسيري كلاما كثيرا في العلمانية الجزئية، وغاية ماكتبه فيها لايربو على العشرين صفحة، وانصب جهده في الكلام على العلمانية الشاملة المادية الداروينية التي اجتاحت كثيراً منّا دون علم - على الأقل وفق تصور المسيري -
اللهم يارحمنُ يا رحيم: ارحم عبدكَ عبدالوهاب المسيري، وأسكنه فسيح جنانك ...
ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ...
فيصل الشهراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 12:10]ـ
شبه المسيري العلمانية الجزئية والشاملة بدائرتين متداخلين الاولي صغيرة ونشير لها بالجزئية والاخري كبيرة ونشير لها بالكلية وهي تحيط بالاولي وتشملها وهي بمثابة الاطار الذي ينتظمها وبمكن القول ان الاولي ان هي الا مجرد اجراءت تشكل تبديا للثانية ولايمكن فهمها حق الفهم الا بالرجوع للدائرة الاشمل لان هذه الدائرة الاكبر هي البنية الكاملة والمرجعية النهائية--- بالعودة الي الدائرة الاشمل الاكبر التي تشمل الامور النهائية والمنظومات المعرفية والاخلاق الكلية التي تمت عملية الفصل في خلالها-انتهي من كتابه العلمانية تحت المجهر ص15
هذا نص واضح -جدا-يشير به الدكتور المسيري الي موقفه من العلمانية الغربية بشقيها الاضيق والاوسع فهو يشير الي ان العلمانية الجزئية تدور في دائرة العلمانية الشاملة وترجع الي وتخرج من اصلها وتتفرع من جذرها وتبدأ من سياقها وساقها واخلاقها واسسها المعرفية والاخلاقية
وهو مايؤكد ان الدكتور المسيري لايفرق بين العلمانيتين في القاعدة الكلية التي هي رفض الدين والوحي والشريعة والايمان بالمادة وعبادتها وطاعتها في كل نشاطاتها حتي ولو كانت علي حساب الانسان وقيمه ودينه وفطرته
والاولي -الجزئية-لاتخرج عن دائرة الثانية- الاشمل- التي كتب الدكتور المسيري-كتابات عظيمة جليلة في فضحها والكشف عن آلياتها وتحولاتها وبنيتها الرافضة للدين والوحي والشريعة والمدمرة للانسان وكرامته
لم يتحرج المسيري من استعمال مصطلح العلمانية الجزئية ليثبت به ان الاسلام لايعارض الخبرة الفنية ولاالخبرة العملية ولاعملية التمايز في المؤسسات بين مايخضع للنص ومايمكن للتقدير في الامور الدنيوية ان ياخذ مجراه الطبيعي كمسموح به ودائرة لاحرج في التحرك داخلها بالتقدير العقلي والعلمي والتدبير الحركي والفكري
ومن هنا راح الدكتور المسيري رحمه الله يستخدم بعض الاجراءات التي تشير الي مساحة المسموح شرعا والمباح والمسكوت عنه والمتاح للعقل بدون منع من الشرع في مجالات مثل الزراعة وغيرها ليجعلها تمثل في الاسلام علمانية جزئية مقبولة واضاف اليها معني غريب علي الاسلام ويحتاج لتوضيح من المسيري نفسه -وللبحث عن المعني يجب قراءة كتاباته كلها والقيام بشرح المعني! --وهو مصطلح التحرر في مجالات من المطلقات الدينية والاخلاقية! وهذا هو الخطر الذي ادي اليه وضع مصطلح غربي محمل برواسب قيمية ترفض الدين والوحي والشريعة في الحقل الاسلامي لو صح التعبير! كما ان الخطر ايضا في مسألة التحرر هذه وربما يجلي المعني من يدافع عن المسيري في مسألتنا هذه
ان بذرة العلمانية الجزئية لاتصلح للزراعة في التربة الاسلامية ولا حتي قشرتها او لبها او اسمها فللاسلام مصطلحاته-لو صح التعبير- وان شئت فقل اسماءه واحكامه
والذي اغري الدكتور المسيري باستعمال المصطلح هو مافيه من اجراءات مادية لعمارة الارض لايعترض عليها الاسلام كما ان منه التقدير العقلي والعملي في مسائل يحتاجها الانسان في امور الزراعة والطب كمثال
وكأن المصطلح لايحمل معاني مناقضة للاسلام ولاهو خرج من الدائرة الاشمل التي اشار اليها المسيري نفسه
وهذا يحدث خلط وتشويش اي استعمال المصطلح بل وتحميل الاسلام بعض معانيه المرفوضة ظنا من الدكتور ان هذا امر طبيعي لايعترض عليه الاسلام
وان كنا نعرف ان اغراء المصطلح اغري الدكتور باستعماله لان الامر عنده ان الامور التي ترجع لتقدير الملابسات ومايمليه العقل متحررا احيانا-بحسب لفظه من المطلقات الدينية والاخلاقية -انظر ص16 نفس لرجع السابق- امر فطري وعملي وواقعي وموضوعي ومشروع ويضرب لذلك مثال علي امور مثل الزراعة وماشابه كما يشير به الي الفصل بين سلطة الدين والامور الدنيوية مثل الزراعة ومايصلحا وينفع الانسان بها و التي لايلزمها نص ولاتدخل تحت حكم اي سلطة دينية بشرية وتخضع للتقدير العقلي والترجيح العملي او الفكري والتجربة والممارسة والتطوير الذي لايضر بالانسان ولاالبيئة
وهذا خطأ واضح فليس من شيء لايخضع للمطلقات الدينية والاخلاقية ولاهو خارج عنها لاالتقدير والنسب ولاالتفكير التقييم ولا التجربة والاجراء فهناك تطرفات -غربية علمانية -في امور تقديرية واجرائية وتجريبية ونسبية-من النسب- وتفكيرية حتي في مجالات يظن انها يمكن التعامل معها بلاخوف من عقاب الهي ولاضرورة للرجوع فيها لنص او لايدعو نص اصلا للالتزام به فيها
فهناك الان سموم زراعية وكيمياويات علمانية مفسدة للزراعة والطعام الذي نحمد الله عليه كما نحمده علي خلق السموات والارض
ولاحتي تابير النخل او وسائل صيد السمك او انضاج الثمار او سرعة الانتاج والاستهلاك-الذي ادي في العلمانية الي استعمال مواد مضرة بالانسان والاضرار بالحيوان والانسان والبئية نفسها- او الاقتصاد او التجارة او التجارب الطبية المحرمة وليست كلها محرمة بالطبع! -
الامر يرجع لمطلقات اخلاقية ايضا فليس شيء في الاسلام خارج عن مطلقاته ولااجراءته حتي الامور التي تركت للعقل والتجربة وليس معني التجربة ان تتجاوز حدود القيم الايمانية والقواعد الاخلاقية والقيمية الاسلامية والمقاصد العليا للاسلام
ومع ذلك فالدكتور لم يقصد بالعلمانية الجزئية نفس المعني الجذري الذي نعرفه من معني المصطلح
والله تعالي اعلي واعلم
طارق منينة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 01:08]ـ
قلت فيما تقدم وان كنا نعرف ان اغراء المصطلح اغري الدكتور باستعماله لان الامر عنده ان الامور التي ترجع لتقدير الملابسات ومايمليه العقل متحررا احيانا-بحسب لفظه من المطلقات الدينية والاخلاقية -انظر ص16 نفس لرجع السابق- امر فطري وعملي وواقعي وموضوعي ومشروع
وقلت
ومن هنا راح الدكتور المسيري رحمه الله يستخدم بعض الاجراءات التي تشير الي مساحة المسموح شرعا والمباح والمسكوت عنه والمتاح للعقل بدون منع من الشرع في مجالات مثل الزراعة وغيرها ليجعلها تمثل في الاسلام علمانية جزئية مقبولة واضاف اليها معني غريب علي الاسلام ويحتاج لتوضيح من المسيري نفسه -وللبحث عن المعني يجب قراءة كتاباته كلها والقيام بشرح المعني! --وهو مصطلح التحرر في مجالات من - كان يجب ان اضع هنا لفظه وهو (متحررا في بعض جوانبه) -المطلقات الدينية والاخلاقية!
وكان يجب علي ان اشير الي لفظ الدكتور في كتابه المشار اليه
وهو
وحينما قال الرسول انتم اعلم بامور دنياكم فهو في واقع الامر يقرر مثل هذا التمايز المؤسسي فالقطاع الزراعي حيث يمكن للمرء ان يؤبر او لايؤبر حسب مقدار معرفته العلمية الدنيوية وحسب مايمليه علي عقله وتقديره للملابسات متحررا في بعض جوانبه من الاطلاقات الاخلاقية والدينية وثمة تمايز بين الوحي الذي لايمكن الحوار بشأنه وبين عملية الزراعة التي تتطلب خبرة فنية معينة اي ان ثمة تمايزا بين المؤسسة الدينية والمؤسسة المدنية ممثلة في قطاع الزراعة-ص16 - 17
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 04:13]ـ
ومن هنا راح الدكتور المسيري رحمه الله يستخدم بعض الاجراءات التي تشير الي مساحة المسموح شرعا والمباح والمسكوت عنه والمتاح للعقل بدون منع من الشرع في مجالات مثل الزراعة وغيرها ليجعلها تمثل في الاسلام علمانية جزئية مقبولة واضاف اليها معني غريب علي الاسلام ويحتاج لتوضيح من المسيري نفسه -وللبحث عن المعني يجب قراءة كتاباته كلها والقيام بشرح المعني! --وهو مصطلح التحرر في مجالات من المطلقات الدينية والاخلاقية! وهذا هو الخطر الذي ادي اليه وضع مصطلح غربي محمل برواسب قيمية ترفض الدين والوحي والشريعة في الحقل الاسلامي لو صح التعبير! كما ان الخطر ايضا في مسألة التحرر هذه وربما يجلي المعني من يدافع عن المسيري في مسألتنا هذه
ان بذرة العلمانية الجزئية لاتصلح للزراعة في التربة الاسلامية ولا حتي قشرتها او لبها او اسمها فللاسلام مصطلحاته-لو صح التعبير- وان شئت فقل اسماءه واحكامه
لو سمحت لي بالتبسط معك أستاذي ..... ينصر دينك:)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 07:34]ـ
اخي ابن الرومية انا قلت انه فعل ذلك عن غير قصد بهدم الاسلام اوبمحاولة ادخال عناصر جديدة عليه لتغييره عن قصد اوبهدف علمنة الاسلام جزئيا كمقدمة لعلمانية شاملة
فعلي العكس من ذلك يحذر المسيري دائما من علمانية الغرب وتداعياتها في جميع الحقول
لكن دعني اضع لك النص الذي قدمته من كلام المسيري من كتابه العلمانية تحت المجهر
---فالقطاع الزراعي حيث يمكن للمرء ان يؤبر او لايؤبر حسب مقدار معرفته العلمية الدنيوية وحسب مايمليه علي عقله وتقديره للملابسات متحررا في بعض جوانبه من الاطلاقات الاخلاقية والدينية وثمة تمايز بين الوحي الذي لايمكن الحوار بشأنه وبين عملية الزراعة التي تتطلب خبرة فنية معينة اي ان ثمة تمايزا بين المؤسسة الدينية والمؤسسة المدنية ممثلة في قطاع الزراعة
-ص16 - 17
وقل لي بالله عليه وانت تتمعن فيما اكدته من كلام المسيري باللون الاحمر
اليس في الجملة تناقض فكيف يمكمن فهم تحررنا ونحن نقدر امور في الزراعة من بعض جوانب المطلقات الايمانية والاخلاقية
ماذا يقصد الدكتور وهو من قال بعدها باناا لابد ان نلزم الوحي كامة تؤمن به اللهم الا بالوصف الذي دشنه واستعمال لفظ التحرر من بعض جوانب المطلقات الدينية والاخلاقية فاللفظ هنا ملبس وقد يؤدي الي فهم انه يؤمن فعلا بالتحرر من قيم الاسلام واخلاق الاسلام كما يفعل الغرب وهو مااؤكد انه لم يقصده والله اعلم فكلامه كله كان لمواجهة التحرر هذا
ثم هذا نص اخر من كتابع العلمانية الجزئية والشاملة ص 18
يحتاج ايضا لجلاء او تجلية لمن عنده القدرة او المقدرة
يقول
وثمة تميير هنا بين الوحي الذي لايمكن الحوار بشانه وبين الحرب والخديعة اي اليات ادارة المعركة العسكرية التي تخضع لادارك ملابسات اللحظة-قلت انا طارق منينةولعله يقصد ان الانسان هنا لايلتزم باخلاقيات الاسلام بل يتحرر منها فيخدع والحرب خدعة في لحظات الحرب كما حدث في مقتل كعب ابن الاشرف مثلا وهل هذه عملية تحرر من بعض مطلقات الاخلاقيات والقيم؟! - اي ان ثمة تمايزا بين المؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية ومما له اعمق الدلالة في هذا الشاهد-يقصد قولالحباب في موقعة بدر ام هو الحرب والمكيدة-ان الملمين كسبوا المعركة ومع تزايد تركيبية الدولة الاسلامية مع الفتوحات والمواجهات تزايد التمايز بين المؤسسات وتزايد الفصل فيما بينها
ومن ثم فان فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة ليست مقصورة علي المجتمعات العلمانية باية حال والدولة هنا تعني في واقع الامر بعض الاجراءات السياسية والاقتصادية ذات الطابع الفني مثل الجوانب البيروقراطية في ادارة الدولة او شراء نوع معين من الاسلحة او مناقشة امور فنية تتصل بالميزانية العامة وهي امور لايعرفها سوي الفنيين ولذا فليس بامكان رجال الدين ان يفتوا فيها ---ولذا يتحدث بعض اصحاب هذا التعريف من انصار العلمانية الجزئية عن انه لايتعارض في واقع الامر بين العلمانية والتدين وان بامكانهما التعايش معا وهو امر ممكن بالفعل اذا كان المعني-----)
ساقف هنا لانه باق علي الذهاب الي عمل دقائق
لكن عليك ان تلاحظ ان قبوله بالمصطلح انما بحسب تاويله هو لمسائل في السنة والسيرة وهو امر يحتاج تعقيب ثم الامكان الذي ذكره اخيرا هو بحسب معني معين
ساكمل المقولة من بقية النص لما ارجع من العمل ويمكنك الرجوع اليه من كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 06:17]ـ
أستاذي انا انما قصدت الطريقة التي بدأتها في عرض آراء المسيري رحمه الله و البدء بتطبيق المنهجية الناجعة في تقييم آراء الناس و أفعالهم بتتبع مصادركلامه والتي طالب بها الاخوة أعلاه حتى اذا تبينت بأكبر قدر من الجلاء كان انزال المسيري منزلته من الدين و الايمان نافعا لنا و للأجيال اللاحقة بحيث سيكون بامكانها الاستفادة من حسنات كتاباته مع البصيرة التامة بمواطن الزلل فيها و أعجبني حين قرن أخد الاخوة الكلام فيه بالكلام في الامام الغزالي فلعدم اطلاع بعض الناس على جميع مآخذ و أصول أقواله اضطربت أقوالهم فيه و عابوا عليه أقوالا-تقليدا منهم لمن قام عليه من الأشاعرة- هي حين التحقيق لها وجه على مذهب أهل الحق و أغفلوا أقوالا له هي على أصول أهل الالحاد فوقع منهم تفريط و افراط من الجانبين ولذلك ترى افضل تقييم له هو تقييم شيخ الاسلام له لاطلاعه على جملة أقواله ...
أما ماذكرته عن المسيري فلم أقرا كتابه كله و لكن مما أوردتموه و ما شاهدت له من حوارات يشبه أن الرجل لا يعني التحرر من القيم الاسلامية و الأصول الأخلاقية و العملية و العملية الكبرى للاسلام و لكن يشبه انه يعني التحرر من الجهة التشريعية القانونية على وفق ما هو معروف من الخلاف بين الأصوليين حول المصالح المرسلة هل هي معتبرة من الشارع ام لا فان تبث أن هناك منطقة اجتماعية مدنية لم يعتبرها الشارع من الناحية التشريعية فهنا تحال على اهل الاختصاص وهو يسمي هذه الاحالة ب"العلمانية الجزئية " عبر ما يسميه"تحررا" و الله أعلم بقصده من استعمال هذه الألفاظ الملغومة كما قلتم أهو لارضاء العلمانيين و التنزل معهم في الخطاب و امساك العصا من الوسط لجرهم للارتباط بالهوية الاسلامية أم غير ذلك فالرجل كما سمعت له يؤمن بنوع من البراغماتية كما يقول و هو ظاهر من خياراته السياسية
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 10:54]ـ
أما ماذكرته عن المسيري فلم أقرا كتابه كله و لكن مما أوردتموه و ما شاهدت له من حوارات يشبه أن الرجل لا يعني التحرر من القيم الاسلامية و الأصول الأخلاقية و العملية و العملية الكبرى للاسلام و لكن يشبه انه يعني التحرر من الجهة التشريعية القانونية على وفق ما هو معروف من الخلاف بين الأصوليين حول المصالح المرسلة هل هي معتبرة من الشارع ام لا فان تبث أن هناك منطقة اجتماعية مدنية لم يعتبرها الشارع من الناحية التشريعية فهنا تحال على اهل الاختصاص وهو يسمي هذه الاحالة ب"العلمانية الجزئية " عبر ما يسميه"تحررا"
بارك الله فيك اخي ابن الرومية
التحرر من بعض جوانب المطلقات الاخلاقية -هذا اللفظ هو كلمة فيها الفاظ ينبغي التنبه لها ففيها لفظ التحرر ولفظ بعض الجوانب وليس كل الجوانب وفيها لفظ المطلقات ولفظ الاخلاقية والقيمية
فماذا يقصد المسيري بالمطلق الاخلاقي وماذا يقصد بالتحرر من بعض جوانبه
وهل يمكن التحرر من المطلق الاخلاقي في بعص جوانبه في الاسلام
يبدو ان الامثلة التي ضربها المسيري تفيدنا في فهم مقصده الذي عمل علي توسعته هو حتي انه قد يصل الي درجة الخطر ومن هنا كان التحذير منه!
مثلا حرم الاسلام الكذب هذه قيمة اخلاقية كبري ومطلقة اخلاقية وقيمية اسلامية كبيرة فهل الالتزام بها في مجالات الحرب ممكن بصورة كاملة يعني -بلفظ المسيري المتقدم اي لفظ التحرر هل لايمكن التحرر من المطلقة لو صح التعبير او الاطلاقية! -يعني عدم التحرر منها في بعض هذه المجالات يعني الخديعة في الحرب هل يعني القيام بها تحرر من المطلق الاخلاقي الذي هو تحريم الكذب في الاسلام
هنا يجب فهم الاشكالية علي الاقل في هذه الحدود والامثلة الي حين المضي مع المسيري في تطبيقات اخري في مجالات مختلفة تتجاوز امر الزراعة ومجال الحرب والعسكرية
(يُتْبَعُ)
(/)
والتعبير بلفظ التحرر من قبل المسيري هو تعبير خاص به فعلماء الامة لم يتكلموا عن المكيدة الاسلامية باهل الغدر والحرب والعداوة والخيانة والمكر بانها تحرر من اصل او قاعدة اخلاقية نعم الغدر ولخديعة مرفوض باطلاق لكن في حالات صار ت الخديعة لاهل الخديعة والحرب المعلنة والعنيفة ضد الاسلام من شريعة الاسلام كما حدث في حالة كعب بن الاشرف اليهودي الذي كان ينشد الشعر تشبيبا بالمسلمات وشتما وتهييجا علي الاسلام وهو يقف في المعركة مع قريش ضد النبي واتباعه وضد الدعوة والتشويش عليها بطرق دعائبة فجة وغليظة كما انه كان يخطط في السر مع قومه من يهود وقريش وغيرهم في حصار الاسلام فكانت اجابة الاسلام علي حربه الخفية والمعلنة وخداعه وخبئه بقتله بطريقة مخادعة-قام بها الصحاب الجليل محمد ابن مسلمة - اعتبرها الاسلام نصرا وحقا وعدلا وشرعا
وهنا نصل الي ان الخديعة مع امثال هؤلاء في عالم الحرب وعالم المجالات العسكرية الاسلامية انما هو من الحق والعدل وهو من دين الاسلام وشريعته العادلة مع امثال هؤلاء المجرمين
وليس تحررا من اي قيمة اخلاقية ولاقيمية لانك لاتغدر بالامنين ولاتخدع الغافلين من الناس العاديين وانما تحارب اهل الغدر والخيانة والخديعة بسلاحهم ولايعني ذلك تحرر من قيمة اسلامية وانما تعدد في القيم واستعمالها في مجالاتها المعينة وان الدكتور المسيري لم يجد امامه في الحكم علي بعضها الا بانه تحرر من بعض جوانب المطلقات الاخلاقية وهو مايمكن تفهم معناه وان كان اللفظ ملبس ومشوش خصوصا لو صنعنا له امتدادا في مجالات ليس من مجالات التحرر هذه!
ومن هنا نتفهم موقفه ومن هنا يمكن القيام بعملية نقد للفظ فيما نحن نتأمل في المعني الذي عناه المسيري رحمه الله
لكن هل مد المسيري في المعني الي معان مخالفة للاسلام قاصدا معان محمودة في الاسلام مثل فتح المجال للعقل لبناء العمران الاسلامي في جميع مجالاته بدون الزامه في بعض تحركاته او معالجاته بالنصوص اي ان يعمل العقل في مجال العفو الاسلامي
هذا هو مجال النقد المتاح ولكن يجب اعتبار جهاد الرجل في الاسلام وبذله في كشف الحضارة الغربية ومتتالياتها العلمانية المادية المتوحشة -وتتبعه الذكي جدا لهذه المتتالية التي لم يقدر غيره الي الان علي كشفها علي الصورة التفصيلية التي قام بها وهو افضل مليون مرة من ادوارد سعيد الذي اغاظ الغرب بكتابه الخطير اي الاستشراق!!! -دليلا علي انه لم يكن علماني بالمعني المعروف ولاهو مثل العلمانيين وانما هو اسلامي-لو صح التعبير- بذل اقصي طاقته في خدمة الاسلام بصورة علمية وان اخطأ في امور عملية وعلمية بل وحياتيه معاشة فقد كان عنده بعض التحرر في بعض امور في حياته الخاصة كما ذكر وعرض هو في كتابه المسمي رحلتي الفكرية والكتاب عندي وهو طبعة دار الشروق وهو كتاب -دعوني اقول انه كتاب من اهم ماكتب وهو ليس سيرة ذاتية تقليدية كما اشار هو نفسه في متن الكتاب وعنوانه وانت تري هذا ايضا من عرضه الموفق لمسائل في غاية الدقة وتعجب كيف تذكر المسيري كل هذا من حياته في كل مراحلها كما تري كل مراحل حياته وتحولاته الفكرية خطوة خطوة
ساحاول الان ان يسر الله لي ان اضع مداخلة تكميلية لما سبق ووعدت به
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:47]ـ
لنعرض النص كاملا
وثمة تميير هنا بين الوحي الذي لايمكن الحوار بشانه وبين الحرب والخديعة اي اليات ادارة المعركة العسكرية التي تخضع لادارك ملابسات اللحظة اي ان ثمة تمايزا بين المؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية ومما له اعمق الدلالة في هذا الشاهد-يقصد قول الحباب في موقعة بدر (ام هو الراي و الحرب والمكيدة--) -ان المسلمين كسبوا المعركة ومع تزايد تركيبية الدولة الاسلامية مع الفتوحات والمواجهات تزايد التمايز بين المؤسسات وتزايد الفصل فيما بينها ومن ثم فان فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة ليست مقصورة علي المجتمعات العلمانية باية حال والدولة هنا تعني في واقع الامر بعض الاجراءات السياسية والاقتصادية ذات الطابع الفني مثل الجوانب البيروقراطية في ادارة الدولة او شراء نوع معين من الاسلحة او مناقشة امور فنية تتصل بالميزانية العامة وهي امور لايعرفها سوي الفنيين ولذا فليس بامكان رجال الدين ان يفتوا فيها ---ولذا يتحدث
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض اصحاب هذا التعريف من انصار العلمانية الجزئية عن انه لايتعارض في واقع الامر بين العلمانية والتدين وان بامكانهما التعايش معا وهو امر ممكن بالفعل اذا كان المعني هو مجرد تمايز بعض جوانب المجال السياسي والاقتصادي وابعاد رجال الدين والكهنوت عن مؤسسات صنع القرار السياسي
واعتقد ان كثيرا ممن يتصورون انهم اعداء للعلمانية سيقبلون هذا الفصل او التمايز اذا ماتاكدوا ان العلمانية (فصل الدين عن الدولة) مسالة تنطبق علي الاليات والاجراءات الفنية وحسب ولاتنطبق باية حال علي القيمة الحاكمة والمرجعية النهائية للمجتمع والدولة اي ان من الممكن ان يقبلوا فصل بعض جوانب المجال السياسي والاقتصادي -بل وبعض جوانب السلوك الانساني -عن الدين طالما ان المرجعية النهائية هي مرجعية متجاوزة للدنيا ولرؤية النفعية النسبية الماديةومع هذا حصر البعض نطاق العلمانية في هذه الدائرة الضيقة دائرة الفصل الدين عن الدولة وحسب واستبعدوا الدائرة المعرفية المرجعية الاشمل
وتعريف العلمانية علي هذا النحو يتجاهل قضية المرجعية والنموذج الكامن وراء المصطلح اذ لابد ان نسال عن الاطار المعرفي الكلي والنهائي الذي تتم في اطاره عملية الفصل وقد ادي هذا الي خلل كبير اذ ان مصطلح العلمانية عزل هن اية مرجعية نهائية واصبح يشير الي مجموعة من الاجراءات وكان الامر حسم بهذه الطريقة مع ان هذه الاجراءات سختلف مدلولها باختلاف مرجعيتها ولايتحدد معني المصطلح الا بالعودة اليها وقد اصبح هناك من يستخدم مصطلح العلمانية مشيرا الي عملية فصل الدين عن الدولة في اطار غير مادي وهناك من يستخدمها للاشارة الي عملية الفصل باعتبارها تجليا لمنظومة مادية نسبية كما سنبين فيما بعد وكلاهما يستخدم الكلمة نفسها وكانها تعني الشيء نفسه والاسوا من هذا ان هناك من يبدا متصورا او زاعما انه يتحرك داخل الدائرة الصغيرة وانه لاشان له بقضية المرجعية وينتهي به الامر الي الدائرة الاشمل حيث يتصدي للامور الكلية والنهائية للمرجعية
ان العلمانية الجزئية مرتبطة بالمراحل الاولي لتطور العلمانية الغربية ولكنها بمرور الزمن ومن خلال تحقق حلقات المتواليات النماذجية العلمانية ترجعت وهمشت اذ تصاعدت معدلات العلمنة خاصة في العالم الغربي بحيث تجاوزت مجالات الاقتصاد والسياسة والايديولوجيا واصبحت العلمنة ظاهرة اجتماعيةكاسحة وتحولا بنيويا عميقا يتجاوز عملية فصل الدين عن الدولة وعملية التنظيم الاجتماعي (الراسمالي والاشتراكي) ويتجاوز اية تعريفات معجمية واية تصورات فكرية قاصرة محدودة فلم تعد هناك رقعة للحياة العامة مستقلة عن الحياة الخاصة فالدولة العلمانية والمؤسسات التربوية والترفيهية والاعلامية وصلت الي وجدان الانسان وتغلغلت في احلامه ووجهت سلوكه وعلاقته باعضاء اسرته النووية وقوضت ماتبقي من اخلاقيات مسيحية او حتي انسانية هيومانية humanist هي في حقيقتها اخلاقيات مسيحية تمت علمنتها ولم يعد بالامكان الحديث عن فصل هذا عن ذاك وبخصاة بعد عام1965 حين انتقلت الحضارة الغربية الحديثة من مرحلة الصلابة الي مرحلة السيولةكما سنبين فيما بعد
ومن ثم اصبحت المقدرة التفسيرية والتصنيفية لنموذج العلمانية الجزئية ضعيفة الي ابعد حد) من كتاب المسيري العلمانيةالجزئية والعلمانية الشاملة المجلد الاول ص19 - 20 - 21 وهو عندي طبعةدار الشروق الطبعة الثانية 1426ه-2005م
قال المسيري فيما نقلته عنه آنفا
واعتقد ان كثيرا ممن يتصورون انهم اعداء للعلمانية سيقبلون هذا الفصل او التمايز اذا ماتاكدوا ان العلمانية (فصل الدين عن الدولة) مسالة تنطبق علي الاليات والاجراءات الفنية وحسب ولاتنطبق باية حال علي القيمة الحاكمة والمرجعية النهائية للمجتمع والدولة
فهنا يقصد المسيري ماعناه هو بالعلمانية الجزئية لان تعريفاتها تعددت واقول هنا هل فعلا هناك حد عند المسيري نفسه في وقف مجالاتها علي الاجراءات فقط ام انها خرجت الي معان ممنوعة شرعا مثل فصل جوانب اقتصادية بل وسلوكية عن الدين!
ان المقطع الكبير هذا الذي نقلته من كتاب المسيري بتعب ومشقة يبدو لي وكأن المسيري يرد علي نفسه او يرد علي شخص اخر فهو يعرض قوله التالي ويلاحظ القاري انه من كلام المسيري لاشك في ذلك ثم بعده مباشرة تجد وكأن المسيري يرد عليه! وهذا غريب
فهو يقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا يتحدث بعض اصحاب هذا التعريف من انصار العلمانية الجزئية عن انه لايتعارض في واقع الامر بين العلمانية والتدين وان بامكانهما التعايش معا وهو امر ممكن بالفعل اذا كان المعني هو مجرد تمايز بعض جوانب المجال السياسي والاقتصادي وابعاد رجال الدين والكهنوت عن مؤسسات صنع القرار السياسي
واعتقد ان كثيرا ممن يتصورون انهم اعداء للعلمانية سيقبلون هذا الفصل او التمايز اذا ماتاكدوا ان العلمانية (فصل الدين عن الدولة) مسالة تنطبق علي الاليات والاجراءات الفنية وحسب ولاتنطبق باية حال علي القيمة الحاكمة والمرجعية النهائية للمجتمع والدولة اي ان من الممكن ان يقبلوا فصل بعض جوانب المجال السياسي والاقتصادي -بل وبعض جوانب السلوك الانساني -عن الدين طالما ان المرجعية النهائية هي مرجعية متجاوزة للدنيا ولرؤية النفعية النسبية المادية
ثم يتبعه بقوله
ومع هذا حصر البعض نطاق العلمانية في هذه الدائرة الضيقة دائرة الفصل الدين عن الدولة وحسب واستبعدوا الدائرة المعرفية المرجعية الاشمل
وتعريف العلمانية علي هذا النحو يتجاهل قضية المرجعية والنموذج الكامن وراء المصطلح اذ لابد ان نسال عن الاطار المعرفي الكلي والنهائي الذي تتم في اطاره عملية الفصل وقد ادي هذا الي خلل كبير اذ ان مصطلح العلمانية عزل هن اية مرجعية نهائية واصبح يشير الي مجموعة من الاجراءات وكان الامر حسم بهذه الطريقة مع ان هذه الاجراءات سختلف مدلولها باختلاف مرجعيتها ولايتحدد معني المصطلح الا بالعودة اليها وقد اصبح هناك من يستخدم مصطلح العلمانية مشيرا الي عملية فصل الدين عن الدولة في اطار غير مادي وهناك من يستخدمها للاشارة الي عملية الفصل باعتبارها تجليا لمنظومة مادية نسبية كما سنبين فيما بعد وكلاهما يستخدم الكلمة نفسها وكانها تعني الشيء نفسه والاسوا من هذا ان هناك من يبدا متصورا او زاعما انه يتحرك داخل الدائرة الصغيرة وانه لاشان له بقضية المرجعية وينتهي به الامر الي الدائرة الاشمل حيث يتصدي للامور الكلية والنهائية للمرجعية
طبعا لابد من قراءة كلام المسيري كله حتي ومع وضوح كلامه المتقدم الا ان النص يحتاج زيادة تفسير خصوصا لمعرفة المجالات التي يدخلها المسيري في نطاق العلمانية الجزئية التي يعتبرها بحسب تصوره هو لها لاتعارض الاسلام وهو مرة يقول عنها بانها اجراءات ومرة يقول بانها في بعض صورها تحرر من بعض جوانب المطلقات الاخلاقية
وان ثبت انه قال كما تقدم فصل بعض الجوانب السلوك الانساني كما بعض جوانب المجال السياسي والاقتصادي فهنا يجب التعامل مع موقفه هو وعملية القيام بنقده ليست مشكلة في مجال النقد العلمي بل من اوجب واجبات المسلم المعاصر للحفاظ علي مفاهيم الاسلام من تسربات علمانية وضعت بقصد او عن غير قصد
وهل يقصد المسيري بالفصل في بعض جوانب السلوك الانساني والاقتصادي اجراءات شكلية او تنظيمية ام اجراءات تحررية منفعية!
اخوكم طارق منينة
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 03:03]ـ
بارك الله فيك أخي أوان الرشد فقد أحسنت ...
شيخنا أبو عائشة المغربي وأبو القاسم بارك الله فيكما .. .ذائما أجد في أقوالكما الحكمة والعدل ...
بخصوص العلامة المسيري ... لاأظن أن أحدا ممن يطعن فيه ويحلل أفكاره قد فهمه أتم الفهم ... فالرجل عملاق إذا سمعته يتحدث ظننته يتكلم باليوناني ... أما نحن ... :)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 10:42]ـ
أشكر الأخوين فيصل الشهراني
وابن الشاطئ الحقيقي (طارق منينة)
فقد وفّي الكاتب طارق جوانب البحث والتحري حول دراسة المسيري للعلمانية بما يناسب هذا الموضع.
وأتى الأخ فيصل في مشاركته الرائعة على كثير مما في نفسي حول الموضوع حتى لكأنه يكتب بفيض خواطري.
فأثابهما الله وبقية المشاركين على ما أفادوا به فأجادوا.
وإن كنت في الحقيقة عندما كتبت هذا الموضوع لم أكن أهدف إلى الخوض في تفاصيل نقد المسيري للعلمانية، وإنما قصدت انتقاد اختلال ميزان العدل معه في اختزال فكره في هذه الجزئية وإظهارها دون غيرها وإعادتها عند موته.كل هذا على الافتراض جدلاً أن الانتقاد لتنظير المسيري للعلمانية – على ضوء عرض مبروك ونقل الخراشي – أنه واقعي، وأن مؤاخداتهم له وتقييمهم لطرحه موضوعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلا فإني أعلم أن نقد المسيري لمفهوم ما , هو من العمق والمتانة بحيث يحتاج إلى نظر وتأمل مُشاكلٌ له، وخلفية علمية مكافئة، ويبقى بعد ذلك اختلافات مستويات الناظرين له من حيث إعذاره أو اعتبار تأويله وغير ذلك.
ويهمني مما له صلة لصيقة بالموضوع في كلام الأخوين الفاضلين مايلي:-
والجواب (ويجبُ أنْ نأخذ الجواب هنا من باب العدل والإنصاف من كلام المسيري نفسه؛ فإنْ كان لهُ فيه قولٌ فصلٌ محكم أخذنا بهِ، وإلا حاولنا استنطاق أحرفه، ونقبنا في أسطره- متسلحين بأمرين عظيمين هما: غاية العلم [بمقاصد كلام المسيري] وغاية العدل فبهما - بعد عون الله وتوفيقه - يحصلُ المراد) ...
والجواب: أن للمسيري كلاما مفصلا في بعض حواراته يقول فيه: " والذين يطالبون بعلمنة العالم الاسلامي لا يدركون أن الإسلام والتوحيد والوحي والشريعة هي الموجهة للإنسان وللمجتمع وللحياة كلها، ولا يمكن فصل الحياة والإنسان والمجتمع والدولة عن استلهام تعاليم الإسلام، فالمرجعية الإسلامية هي الإطار الذي يرجع إليه المسلم ويرجع إليه المجتمع والدولة (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) [النساء: من الآية59].
هذا نص واضح -جدا-يشير به الدكتور المسيري الي موقفه من العلمانية الغربية بشقيها الاضيق والاوسع فهو يشير الي ان العلمانية الجزئية تدور في دائرة العلمانية الشاملة وترجع الي وتخرج من اصلها وتتفرع من جذرها وتبدأ من سياقها وساقها واخلاقها واسسها المعرفية والاخلاقية
وهو مايؤكد ان الدكتور المسيري لايفرق بين العلمانيتين في القاعدة الكلية التي هي رفض الدين والوحي والشريعة والايمان بالمادة وعبادتها وطاعتها في كل نشاطاتها حتي ولو كانت علي حساب الانسان وقيمه ودينه وفطرته
والاولي -الجزئية-لاتخرج عن دائرة الثانية- الاشمل- التي كتب الدكتور المسيري-كتابات عظيمة جليلة في فضحها والكشف عن آلياتها وتحولاتها وبنيتها الرافضة للدين والوحي والشريعة والمدمرة للانسان وكرامته
طارق منينة
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 02:54]ـ
أشادت مواقع انترنت يشرف عليها مشايخ سعوديون أفاضل بالدكتور عبدالوهاب المسيري وترحموا عليه، وأشادوا بموسوعته المشهورة، وتركوا الكلام عن أخطاءه وماصدر منه ممايخالف الشريعة الإسلامية توحيدا للصف ضد العدوان اليهودي والصهيوني مع علم هؤلاء المشايخ بفكر الدكتور عبدالوهاب.
ومن هذه المواقع:
موقع المسلم، والذي يشرف عليه الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر. http://almoslim.net/node/95766
شبكة القلم الفكرية، ويشرف عليها الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي. http://www.alqlm.com /
وغيرها
تأتي هذه الإشادة لتفصل في الموضوع لدى طلبة العلم.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 11:18]ـ
الأخ عبد الرحمن المغربي
أشكرك على مرورك وتعليقك
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 11:54]ـ
هذه روابط أخرى أشادت بالدكتور المسيري:
http://almoslim.net/node/95766
http://www.alqlm.com /
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 03:14]ـ
/// تم دمج موضوع الأخ الكريم (الجبل الشامخ) وفقه الله: "علماء سعوديون يشيدون بالدكتور عبدالوهاب المسيري ... خلافا لمن يحيي أخطاءه بعد موته" بهذا الموضوع؛ لكونهما في موضوع واحد ..
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 01:58]ـ
أشادت مواقع انترنت يشرف عليها مشايخ سعوديون أفاضل بالدكتور عبدالوهاب المسيري وترحموا عليه، وأشادوا بموسوعته المشهورة، وتركوا الكلام عن أخطاءه وماصدر منه ممايخالف الشريعة الإسلامية توحيدا للصف ضد العدوان اليهودي والصهيوني مع علم هؤلاء المشايخ بفكر الدكتور عبدالوهاب.
ومن هذه المواقع:
موقع المسلم، والذي يشرف عليه الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر. http://almoslim.net/node/95766
شبكة القلم الفكرية، ويشرف عليها الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي. http://www.alqlm.com /
وغيرها
تأتي هذه الإشادة لتفصل في الموضوع لدى طلبة العلم.
قد تفصل هذه بين العامة.
أما طلبة العلم فليسوا بمقلّدة.
ولا يزال الأمر بين شدٍ وجذب.
>> أما الموضوع فإني أعجب من الخلط لدى بعض الإخوة إذ يخلط بين تبيين الخطأ وتجريمه، وضلال القول وضلال قائلة، وبيان الخطأ ومحاكمة صاحبه!!!
وإن تعجب فعجب قول بعضهم هنا إن المسيري داعية وعلاّمة!!
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 10:25]ـ
قد تفصل هذه بين العامة.
أما طلبة العلم فليسوا بمقلّدة.
ولا يزال الأمر بين شدٍ وجذب.
>> أما الموضوع فإني أعجب من الخلط لدى بعض الإخوة إذ يخلط بين تبيين الخطأ وتجريمه، وضلال القول وضلال قائلة، وبيان الخطأ ومحاكمة صاحبه!!!
وإن تعجب فعجب قول بعضهم هنا إن المسيري داعية وعلاّمة!!
ياأخي الكريم:
مقصودي بالعلم هنا حينما قلت طلبة العلم هو العلم في قضايا الفكر المعاصر وعرضها على أصول العقيدة الإسلامية، وطالب العلم في ذلك يختلف عن المتمكن في قضايا الفكر المعاصر والمتمكن في علم العقيدة وإن كان المتمكن أو العالم لايزال طالب علم، فمقصودي بطلبة العلم هم أولئك الذين لم يتمكنوا من قضايا الفكر المعاصر.
ولاشك بأن الدكتور عبدالوهاب المسيري له كتب فكرية بعضها محل الخلاف فيه ككتاب (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة)
فهو ألّف هذا الكتاب دون أن يسرق كتاب الدكتور سفر الحوالي العلمانية تلك الرسالة الجامعية،
وأما غير المتمكن فهو الذي لايستطيع أن يؤلف كتابا حول فكرٍ معيّن، وإذا تمنى التأليف في دراسة فكر معيّن وعجز عن ذلك يسرق جهد غيره في دراسة ذلك الفكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 11:41]ـ
أتانا من النيل العظيم ذهولُ ** لقد مات بين المسلمين جليلُ
فلي فيه حُزْنٌ يملأُ القلبَ حرُّه ** على (المَسَيِرِيِّ)،من شَجَاهُ عويلُ
وأرسلتُ دمعَ العين فانهلَّ باكياً ** فما ليَ عنهُ في البكاء بديلُ
وإنْ تسْألوا من سالَ دمعي لموتِهِ ** فخيرُ الرجال القائلينَ فعُولُ
بكيتُ على عقْلٍ كبيرٍ وعالمٍ ** وسيفٍ على كيْد اليهودِ يجولُ
وألَّفَ سِفْرا ليس في الناس مثلَه ** فأبوابُه بعد الأُلوفِ تطُولُ
له كُتُبٌ مازتْ، فشاعتْ علُومُها ** ولم يعتورْها في البحوثِ هزيلُ
بحوثٌ بها علْمٌ،وفهْمٌ،ودقَّةٌ ** إليها جميعُ العارفين يُحيلُ
وينطقُ بالفهْم المحقَّق علمُه ** إذا فنَّدَ (الصهيونَ) فهي أُفولُ
أليس من القوم الأُولى كان مجدُهم ** بمصرَ تراهم كالأسودِ تصُولُ
أليسَ من النيل العظيم نهولُه ** فهل مثل هذا في النهولِ نهولُ
حامد بن عبدالله العلي
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 12:45]ـ
أتانا من النيل العظيم ذهولُ ** لقد مات بين المسلمين جليلُ
فلي فيه حُزْنٌ يملأُ القلبَ حرُّه ** على (المَسَيِرِيِّ)،من شَجَاهُ عويلُ
وأرسلتُ دمعَ العين فانهلَّ باكياً ** فما ليَ عنهُ في البكاء بديلُ
وإنْ تسْألوا من سالَ دمعي لموتِهِ ** فخيرُ الرجال القائلينَ فعُولُ
بكيتُ على عقْلٍ كبيرٍ وعالمٍ ** وسيفٍ على كيْد اليهودِ يجولُ
وألَّفَ سِفْرا ليس في الناس مثلَه ** فأبوابُه بعد الأُلوفِ تطُولُ
له كُتُبٌ مازتْ، فشاعتْ علُومُها ** ولم يعتورْها في البحوثِ هزيلُ
بحوثٌ بها علْمٌ،وفهْمٌ،ودقَّةٌ ** إليها جميعُ العارفين يُحيلُ
وينطقُ بالفهْم المحقَّق علمُه ** إذا فنَّدَ (الصهيونَ) فهي أُفولُ
أليس من القوم الأُولى كان مجدُهم ** بمصرَ تراهم كالأسودِ تصُولُ
أليسَ من النيل العظيم نهولُه ** فهل مثل هذا في النهولِ نهولُ
حامد بن عبدالله العلي
هذا وهو الشيخ حامد العلي الذي لم يكن متساهلا في مثل هذه القضايا
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 11:15]ـ
وفي أوقات متفرقة من العام مع لفيف من محبيه وتلامذته وحوارييه. وكانت بساطته تغرينا بالإفراط في الحديث معه، وفي مناقشة أفكاره، بل وفي نقدها أحياناً كثيرة، وهو يرهف السمع لنا، ويوافق على بعض ما نقوله، ويشيد به، ويطلب من أحدنا أن يكتب فكرته، ويعبر عنها في دراسة أو في مقال مسهب،
من هذا المقال
رحلة المسيري بين مداد العلماء ودماء الشهداء ـ د. إبراهيم البيومي غانم
د. إبراهيم البيومي غانم: بتاريخ 13 - 7 - 2008
دهى "الكنانة" لما جاءني خبر ...... فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً ...... شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
أما الخبر فهو رحيل أستاذي الجليل وأستاذ جميع أبناء جيلي الدكتور عبد الوهاب المسيري يوم الخميس الموافق غاية شهر جمادى الآخر1429 ـ 3/ 7/2008. وقد دهى رحيله مصر الكنانة كلها؛ ليس فقط وإنما كل أرض العروبة والإسلام. وأما الفزع فقد كان رد فعلي التلقائي عندما تلقيت الخبر عبر رسالة تلفونية من أخي العزيز أبو العلا ماضي وأنا خارج البلاد. لم أجد في نفسي قبولاً لهذا الخبر، ورحت أتعلل بعلل شتى عسى أن يكون ثمة خطأ ما في الخبر، وأعلق أملاً فوق أمل بأن يكون في الأمر لبس غير مقصود؛ ولكن سرعان ما تبددت الآمال وتأكد خبر الرحيل، ولم يدع لي صدق الخبر أملاً "فشرقت بالدمع حتى كاد الدمع يشرق بي".
المسيري ليس أستاذا عادياً بالنسبة لي ولأبناء جيلي ومنهم: سيف الدين عبد الفتاح، وفؤاد السعيد، ونصر عارف، وهبة رءوف، وأحمد ثابت، وعصام سلطان، وأبو العلا ماضي، وأحمد شعبان، وحمدين صباحي، وشيرين أبو النجا، وعشرات غيرهم ممن هم أكبر أو أصغر منا سنا؛ بل كان رحمه الله ثورة في عالم الأستاذية، وثروة في دنيا العلم والثقافة والفكر والسياسة والإبداع أيضاً.
ثورة الأستاذية
(يُتْبَعُ)
(/)
هو ثورة في عالم الأستاذية بقدرته الفائقة التي كان ـ رحمه الله ـ يتمتع بها في إزالة الحواجز بينه وبين طلابه وتلامذته، وتجريئهم على التعامل معه كأنهم في مستواه، وكأنه في مستواهم. والملفت في مدرسة المسيري أن أغلبية طلابها ليسوا ممن درسوا على يديه في الجامعة، فكلنا أو أغلبنا أصحاب تخصصات مختلفة عن تخصصه الأكاديمي في ميدان "الأدب الإنجليزي" منا المتخصصون في الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، وعلم النفس، ومنا المتخصصون في علوم الهندسة والطب والزراعة والفنون الجميلة والأدب والشعر والموسيقى. وهناك أساتذة (تجاوزا) يجهدون في بناء الحواجز بينهم وبين طلابهم (على قلتهم)، ويبذلون في بناء هذه الحواجز من الجهد أكثر مما يبذلون في التفكير والتأمل والتوجيه والمناقشة مع طلابهم. لم يكن المسيري يتصنع إزالة الحواجز، ولم يكن يفتعل تقريب المسافات ـ على بعدها وطولها بينه وبيننا ـ وإنما كان يتصرف بعفوية مذهلة، ولم نشعر يوماً وهو يحاضرنا، أو يسامرنا، أو يخطب فينا؛ أنه يملي علينا أفكاره، أو يمارس شهوة التسلط العلمي والفكري على محدودي العلم والمعرفة أمثالنا.
كنا ننهل من عفويته ونستغلها قدر المستطاع. كان هو المبادر في أكثر الحالات بالاتصال بي وبزملائي من تلامذته ممازحاً ومعاتباً، وداعياً باستمرار لتناول الكنافة الشهيرة بالجبنة في بيته العامر في رمضان خاصة، وفي أوقات متفرقة من العام مع لفيف من محبيه وتلامذته وحوارييه. وكانت بساطته تغرينا بالإفراط في الحديث معه، وفي مناقشة أفكاره، بل وفي نقدها أحياناً كثيرة، وهو يرهف السمع لنا، ويوافق على بعض ما نقوله، ويشيد به، ويطلب من أحدنا أن يكتب فكرته، ويعبر عنها في دراسة أو في مقال مسهب، ويوصي بقراءة بعض الكتب أو البحوث ذات الصلة بالموضوع، ويسعد كل السعادة عندما كان البعض منا يرسل له مقالاً أو دراسة أو كتاباً صدر له. دعاني ذات مرة للحديث مع مجموعة من تلامذته ومريديه في منزله العامر عن "نظام الوقف الإسلامي"، وكيف أنه تعبير عن تراث عريق ينبع من صميم الرؤية الإسلامية التي تضع الإنسان ـ مطلق الإنسان ـ في بؤرة اهتمامها، وليس كالعمل غير الهادف للربح في الرؤية الرأسمالية الغربية (الأوربية والأمريكية)؛ الذي ينطلق من أساس مادي بحت، ولا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى منظومة قوانين الضرائب مثلاً. ودعاني وغيري من زملائي وتلامذته مرات ومرات أخرى كثيرة، وكنت في كل مرة أكتشف بعداً جديداً من "الثورة" التي يحدثها في عالم الأستاذية، وفيما يجب أن تكون عليه علاقة العالم (مثله) بالمتعلم من أمثالنا.
من معالم ثورة الأستاذية أيضاً عنده ـ رحمه الله ـ أنه بعكس أدعياء الأستاذية ـ كان يختار باستمرار التيسير علينا في كل الأمور حتى أكثرها بساطة كتوصيل كتاب، أو اتصال تليفوني؛ إذ كان يتحمل هو عنا كل هذه العمليات، ويوفر علينا عناء الذهاب والإياب، ويرسل من عنده المراسيل حتى لأصغر تلميذ من تلامذته. وفي أواخر التسعينيات كثيراً ما كان يفاجئني وأخي فؤاد السعيد بالحضور إلى المركز القومي للبحوث الاجتماعية للحديث معنا والسؤال عنا وعن أحوالنا، وعن آخر أخبارنا العلمية واهتماماتنا العامة.
علاقته بتلامذته ومريديه ومحبيه تحتاج إلى كتابات مسهبة، وأنا أدعو إخوتي وأخواتي من تلامذته وتلميذاته إلى الكتابة التلقائية عن هذا الجانب دون تقعيد أوتعقيد؛ وكلي ثقة بأننا سننجز عملاً مهماً في آداب علاقة العالم بالمتعلم، وسيكون فيه إنشاء الله تذكرة بليغة للسامع والمتكلم في شئون العلم والثقافة والفكر.
ثروة العلم والثقافة والفكر والسياسة والإبداع
كان ثورة في الأستاذية نادراً ما عرفنا مثيلاً له، وهو أيضاً ـ رحمه الله ـ ثروة من العلم الرصين، والمعرفة الموسوعية، والثقافة الثرية، والفكر المتجدد، والإبداع الخلاق في ميادين شتى. من حيث الحجم تشهد أعماله بأهميته "كثروة" من المؤلفات والبحوث والدراسات والمقالات الكثيرة، التي تحتاج إلى جهد كبير لجمعها وإصدارها في مجموعة كاملة تضم كل أعماله. ومن حيث الكيف، وهذا هو الأهم، تشهد اجتهاداته وإبداعاته بعلو قيمة هذه الثروة التي يمثلها عبد الوهاب المسيري.
(يُتْبَعُ)
(/)
درة أعماله بالطبع هي: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد، في ثمانية مجلدات. وله كتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار، وقد اتبع في هذا الكتاب منهجاً جديداً مبتكراً في كتابة السيرة الذاتية، آثر فيه أن تكون "غير ذاتية، وغير موضوعية"، وفيه تحد هائل للقارئ المعتاد على قراءة السير الذاتية للقادة والعلماء الكبار، ويخرج القارئ من هذا الكتاب أفضل كثيراً مما كان عليه قبل قراءته، وأكثر قدرة وجرأة على إعادة قراءة كثير من الوقائع، ونقد كثير من المسلمات الحياتية التي يتعايش معها كثير من الناس دون أن يدروا لها معنى من المعاني. وله كتاب في (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (من جزأين، وبرغم ثراء الأفكار التي قدمها في هذا الكتاب؛ إلا إنه ظل حتى أيامه الأخيرة يشعر بأنه لم يوف العلمانية حقها من النقد والتفكيك؛ بينما اعتقدنا نحن تلامذته أن "الأطروحة العلمانية" قد تقوضت أركانها، وانهدت من أساساتها بفضل كتابات العلامة المسيري. فرق المسيري بين العلمانية الجزئية، والعلمانية الشاملة، ورأي أن العلمانية الشاملة هي الأكثر خطراً ليس على المجتمعات الإسلامية فقط، وإنما على البشرية ومصيرها بشكل عام. وبفضل اجتهاداته في هذا الموضوع لم يعد من اليسير على أدعياء العلمنة في بلاد نشأتها أن يتناولوها دون الرجوع إلى كتابات المسيري، ناهيك عن أذنابها في بلادنا الذين تلقوا ضربة قاضية لا قيام لهم منها بفضل اجتهادات المسيري في هذا الموضوع شديد التعقيد والحساسية.
اتصل بي ذات يوم من أيام شهر مايو الماضي قائلاً كعادته " أنا عبد الوهاب المسري. إزيك يا أستاذ، " ثم أخذ يسألني وأنا أجيبه في شئون شتى، وقال" عايزك تجيب لي من أصحابك الأتراك نسخة من الأعمال الكاملة لأتاتورك؛ لأنني أريد أن أعرف كيف عرف العلماينة، وهات لي كمان نمرة أحمد داود أغلو كبير مستشاري رئيس الوزراء يمكن يساعدنا في الموضوع"، وكان له ما أراد، وحصلنا على نسخة من الكتاب الذي يجمع أعمال أتاتورك وهو بعنوان " نطق"، ولم نعثر فيه على تعريف محدد لمعنى العلمانية التي اختارها أتاتورك، وتبناها من بعده قوم آخرون أكثر تعنتاً في المحافظة على غموض مفهومها والمراوغة في تعريفها.
من المؤلفات التي أشرف على إعدادها ووضع لها خطتها الأساسية وقام بتحريرها وكتابة فصول مهمة منها كتاب" إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد) من سبعة أجزاء، هذا الكتاب هو في الأصل مجموعة بحوث علمية قدمت في ندوة نظمتها نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي سنة 1994، وقد كانت حدثاً علماً بكل معنى الكلمة، وفي رأيي أن تلك الندوة يمكن اتخاذها معلماً للتأريخ لنقلة نوعية في العلوم الاجتماعية والإنسانية في مصر والعالم العربي. قبل تلك الندوة كانت لتلك العلوم حالة، وبعدها صارت لها حالة أخرى. قبلها كانت عقدة النقص مهيمنة على الأغلبية الكاسحة من أساتذة الاجتماع والسياسة والأدب والفنون إلى الدرجة التي جعلتهم لا يتصورون أنفسهم إلا تلامذة تابعين للعلوم الاجتماعية والإنسانية الغربية، وجعلتهم يشعرون بالعجز الدائم عن إنتاج معرفة علمية أصيلة يعتد بها، ويكون لها أثر ووظيفة في تحقيق النهضة والتقدم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. جاء المسيري رحمه الله بالفكرة المركزية لندوة التحيز، وهي أن "العلوم الاجتماعية والإنسانية" الغربية ليست محايدة، وإنها متحيزة بأشكال متنوعة لبيئتها، ولمصالح دولها، وضد مصالح غيرها من المجتمعات والأمم الأخرى، ومنها مجتمعاتنا وأمتنا الإسلامية. دعانا المسيري رحمه الله ـ وكنا لا زلنا في بدايات حياتنا العلمية ـ للمشاركة في ندوة التحيز وأفسح أمامنا المجال لكتابة بحوث وتقديمها أما كوكبة من العلماء والأساتذة الذين شاركوا من أكثر من عشرين دولة، وعديد من المؤسسات والمراكز العلمية والجامعات العربية والأجنبية. وقد اقترحت عليه آنذاك أن أكتب في ظاهرة "التحيز ضد الذات، ثم التحول من العلمانية إلى الإسلام" في الفكر المصري الحديث، فوافق مرحباً، وزاد ترحيبه واشتد تشجيعه لي عندما أخبرته أنني سأكتب عن عدد من المفكرين المصريين الذين خاضوا التجربة، وعاشوا التحيز ضد الذات الحضارية ثم غادروه
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى الذات الإسلامية، ومنهم هو نفسه "الدكتور عبد الوهاب المسيري"، فوافق بدون تردد، وظل يحثني، ويشجعني على الكتابة في الموضوع دون وجل. وكانت الندوة في مجملها بالنسبة لي ولتكويني الفكري أهم حدث علمي تأثرت به في ذلك الحين، وشعرت مع آخر جلسة من جلساتها أنني تخلصت من كثير من الأوهام والتخوفات التي كانت تتملكني وتحول بيني وبين التأمل المتعمق في أصول القضايا والمشكلات التي أهتم بها، وكذلك شعر كثير من أصدقائي وزملائي من تلامذة المسيري بنفس الشعور, ومن يومها توثقت علاقتنا ببعضنا كتلامذة، وبه كأستاذ ومرشد عام لنا في شئون الفكر والثقافة والاجتهاد، والأهم من هذا كله في الشعور بالثقة بالنفس وبأننا قادرون ـ بعون الله ـ على نقد العلوم الاجتماعية والإنسانية الغربية، مثلما إننا قادرون على إنتاج معرفة علمية أصيلة، وتطوير علوم اجتماعية وإنسانية نابعة من رؤيتنا نحن، وخادمة لمصالح مجتمعنا وأمتنا. كانت أول مرة نرى ونسمع صوتاً جهيراً مثل صوت المسيري ينتقد هيمنة العلوم الاجتماعية والإنسانية الغربية على جامعاتنا ومراكز أبحاثنا. كانت أول مرة نرى ونسمع أستاذا تعلم وعلم في أمريكا يقول: لا تشتروا الوهم من هناك، وعليكم أن تجدوا في بناء معرفة علمية رصينة انطلاقاً من رؤية إسلامية إيمانية عمقها إنساني وغايتها الكبرى الإنسان، وفي ذلك تتجلى عظمة الإسلام وأهميته للبشرية كلها وليس فقط للمسلمين من أتباعه وحدهم.
لأستاذنا رحمه الله وأجزل له المثوبة في دار البقاء مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية ومن دراساته اللغوية والأدبية: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وله كذلك عدة قصص وديوان شعر للأطفال. وله إلى جانب ذلك كله مواقف سياسية؛ لا يقفها إلا الرجال الذين لا يذل أعناقهم حرص، ولا يملأ أفواههم الماء!. وقف إلى جانب الدكتور جمال حشمت مرشح الإخوان المسلمين في دائرة دمنهور ضد مرشح الحزب الوطني، وأسهم في تأسيس مشروع حزب الوسط، وكتب لبرنامجه مقدمة فكرية؛ هي بحد ذاتها وثيقة في الفكر السياسي الجديد المنطلق من المرجعية الإسلامية، وقبل أن يكون أميناً عاماً لحركة كفاية المعارضة، ونزل إلى الشارع وهو يتحامل على مرضه، يقود التظاهر السلمي للمطالبة بحقوق الشعب في الحرية والعيش الكريم.
مداد العلماء ودماء الشهداء
جاء في الأثر المروي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أن مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدماء الشهداء. وأستاذنا المسيري رحمه الله ـ نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله ـ أنه كان من العلماء العاملين المجتهدين، الذين يوزن مدادهم بدماء الشهداء يوم القيامة. فالمسيري في مسيرته الطويلة الحافلة بالعطاء والكد والكدح حتى آخر نفس، كان نموذجاً إحيائياً عملياً لمفهوم العالم في الثقافة الإسلامية. هذا المفهوم الذي ران عليه كثير من الغبار والتشويش بفعل عوامل الضعف والاستكانة التي أصابت المجتمعات الإسلامية في عصور الانحطاط، فأصبح العالم أبعد ما يكون عن أداء مهمته في خدمة مجتمعه وأبناء أمته. العالم العامل في الرؤية الإسلامية ليس هو المثقف العضوي الذي تتحدث عنه نظريات علم الاجتماع السياسي الغربي، والماركسي الغرامشي تحديداً. العامل العامل صاحب رؤية ورأي، وله مهمة إصلاحية تتوزع بين ثلاث وظائف كبرى بنسب متباينة: الوظيفة الأولى هي المساهمة في تثبيت أصول الإسلام، وقواعده العقيدية في نفوس الأجيال المتلاحقة، وتقوية ثقة أبناء الجيل الجديد في أنفسهم وفي ثوابتهم العقيدية وهويتهم الأصيلة، والوظيفة الثانية هي دحض وتفنيد الاتهامات والادعاءات التي تحاول النيل من تلك الأصول والثوابت، ولا تستغرق هاتان الوظيفتان إلا أقل من ثلث جهد العالم العامل، أما ثلثا جهده فيجب أن يتوجه للوظيفة الثالثة وهي الاجتهاد والتجديد وتقديم ما يفيد أبناء مجتمعه بقدر ما يسعه الاجتهاد، وبقدر ما يجعل المجتمع أكثر قدرة وأمتن قوة، وأقرب على تحقيق المقاصد العامة للشريعة وفي القلب منها مصالح الناس في المعاش والمعاد معاً وبتوازن وتكامل، دون تعارض أو اختلال بين المصلحتين.
من هذا المنظور ستحتاج إسهامات أستاذنا المسيري رحمه الله إلى جهود فرق بحثية، وليس باحثاً واحداً، أو عدة باحثين؛ لتقدير قيمة إسهاماته في الوظائف الثلاث للعالم العامل حسب معايير الرؤية الإسلامية التي آمن بها المسيري، ونافح عنها منذ انتقاله من صفوف العلمانية إلى رحاب الإيمان، ومن التحيز ضد الذات وعلى حسابها لحساب الآخر، إلى التحيز للذات الحضارية، وللإنسانية انطلاقاً من المرجعية الإسلامية.
تبقى قضية فلسطين، وشهداء فلسطين في القلب من إنجازات المسيري في موسوعته عن اليهود واليهودية والصهيونية، وفي غيرها من كتاباته التي تناولت الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة)، وانتفاضة الأقصى، وكل حبة رمل، وغصن زيتون، ونقطة دم لطفل أو طفلة فلسطينية، أو امرأة أو شيخ من أهل فلسطين، كل ذلك لم يفارق المسيري لحظة واحدة، وكأنه بعفويته، وكتاباته المستبشرة دوماً بالمستقبل لفلسطين، كان يمزج مداده بدماء شهدائها؛ فهنيئاً لك سيدي المسيري، وطبت وطاب ذكرك، وأكرمك ربك بأحسن ما كنت تعمل.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=51205&Page=7&Part=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 06:22]ـ
أشكر المشرف عدنان البخاري على دمج الموضوع لتتم الفائدة
وأشكر الأخوين / الجبل الشامخ وأبا العباس على مشاركتهما
وإضافة الجبل الشامخ للروابط تدعيم جيد لبيان من أشاد بالدكتور.
ولي تحفظ على اعتراض أبي العباس:
لأن حكاية من عدّل المسيري لا يعني الدعوة لتقليدهم , ولكنه شبيه بحكاية أقوال الجمهور من أهل العلم في ترجيح المسائل , فإذا حُكي قول الجمهور أو غيره من مصطلحات الأكثرية في الفقه الإسلامي فإنما هو لتدعيم هذا القول وليأخذ وجاهة واعتباراً مع ما يستصحبه من أدلة هي الفاصل في ذلك.
وأما ما عجبت منه من الخلط حول بيان الخطأ، فأنا لم أعترض على أن يبين خطؤه فلا أحد فوق النقد .. ، ولكني اعترضت على الكيفية والتوقيت.
- أن يُنقل ما طرح على سبيل النقاش والردود كموضوع مستقل في منتدى آخر لم يذكر فيه المسيري بغيرهذا الموضوع مما يوحي عند من لا يعرفه أن هذه صورته الكلية.
- ثم يعاد الموضوع حين وفاته.
- ثم تعود يا شيخ سليمان الخراشي لتقرر أنه "يدين بالعلمانية"
فهذا مما ينقص في سمة العدل والأمانة ...
]
إنما قصدت انتقاد اختلال ميزان العدل معه في اختزال فكره في هذه الجزئية وإظهارها دون غيرها وإعادتها عند موته.-
وأشكر كذلك الأخوين محمد العبادي وابن الشاطئ الحقيقي على مشاركاتهم الأخيرة
ـ[أوان الشد]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 06:27]ـ
ننتقل الآن إلى مختارات من كتابات المسيري:
ـــــــ
هذا المقال من أهم مقالاته , ويحتوي على نقد عميق للحداثه وفلسفتها , ومضمونه تلخيص للفكرة الأساسية التي احتوى عليها كتابه المتميِّز "دراسات معرفية في الحداثة الغربية "
- المصدر: الجزيرة نت باختصار يسير.
الحداثة المنفصلة عن القيمة والإله الخفي
د. عبد الوهاب المسيرى
عُرِّفت الحداثة بأنها مقدرة الإنسان أن يعدل من قيمه بعد إشعار قصير للغاية (وهذا تعريف للإنسان الحديث وللحداثة وجدته في كتاب يتحدث عن ”فشل“ العرب في اللحاق بهذا العالم الرائع). بل إن كثيراً من المفكرين يرى أن حداثة هذا الإنسان الحديث تكمن في مقدرته على التغير بسرعة، وأنه يعيش في بيئة كل ما فيها يتغير (بما في ذلك الطبيعة البشرية) حسب صيرورة المادة، وحسب الظروف الاجتماعية والبيئية والحقبة التاريخية. كما عُرِّفت الحداثة أنها العلاقات الكونية primordial ( مثل علاقة القرابة والقبيلة والأمة) بحيث يخضع كل شيء للتفاوض (أى يتحول إلى مادة استعمالية). وكل هذا يعني فى التحليل الأخير وفى نهاية الأمر أنه لا توجد طبيعة بشرية تتسم بقدر من الثبات، ومن ثم لا توجد إنسانية مشتركة، لأنه إذا كانت الطبيعة البشرية تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة والظروف، فهى تتغير بشكل يختلف من مكان لآخر ومن حقبة تاريخية لأخرى ومن مجتمع لآخر، فتتعدد المراكز والرؤى والتطلعات والتوقعات وتسود النسبية المطلقة أو الشاملة، مما يقوض أى أساس للحوار الإنساني وللإنسانية المشتركة، إذ ستتمترس كل جماعة إنسانية داخل زمانها ومكانها، وتسقط جميعاً فيما يسميه ما بعد الحداثيين، بالقصص الصغرى، أى أن كل مجتمع، بل وكل فرد، سيدور فى إطار رؤيته الخاصة (قصته الصغرى) ولأنه لا توجد قصة كبرى، أي إطار إنساني عام، ينتظم كل القصص الجميع. وهذا الافتراض الفلسفي شائع فى الغرب، وقد بدأ يأخذ طريقة لنا، مثل كثير من المتجات الحضارية الأخرى وأدوات التأمل والتفكير، التى لا ندرك أحياناً دلالاتها.
ومما لا شك فيه أن التغير من أهم سمات الوجود الإنساني، ولكن هل كل أبعاد الإنسان تتغير؟ ألا يوجد أي شكل من أشكال الثبات؟ وهل كل المعرفة نسبية؟ إن فكرة الضمير عند سقراط لا يمكن ردها لأساسها التاريخي أو الاجتماعي والجغرافي، فنحن كمسلمين لانزال نؤمن بها وكذا غالبية البشر في هذا العصر، ولذا فالمذابح التى تحدث حولنا تزيد اشمئزازنا. وجمال الأعمال الفنية لا يمكن رده للمادة المتشكلة منها أو إلى وضع الفنان التاريخي أو الاجتماعي أو الطبقي، فنحن في عصرنا هذا لا نزال نتمتع بأعمال إنسان الكهف ونقرأ أعمال ايسخيلوس وسوفوكليس والملاحم الغربية فى فنلندا وانجلترا ومسرحيات شكسبير ولوحات ?ان جوخ ورينوار. إن فكرة الضمير، رغم أن لها أساساً تاريخيا ماديا، وفكرة الجمال، على الرغم
(يُتْبَعُ)
(/)
من أنها تعبر عن نفسها من خلال المادة، تتخطيان المادة، وبالتالي تكتسبان استقلالاً، بل وتصبحان بمرور الزمن قيماً عالمية ثابتة لصيقة بظاهرة الإنسان. فإنسانيتنا المشتركة تتسم بقدر كبير من الثبات.
بل ويحق لنا أن نتساءل عن إمكانية قيام حضارة إنسانية في إطار من النسبية المطلقة أو الشاملة، فالحضارة الإنسانية، حسب معظم التعريفات المقبولة، تعني ظهور الإنسان التدريجي وانفصاله عن الحالة أوالطبيعة المادية الحيوانية، فكيف يمكننا التعرف على هذه الحالة الإنسانية إن لم يكن لدينا مؤشرات متفق عليها؟ والحضارة الإنسانية –كما نعرف– هي نتاج جهد جماعي بذلته الإنسانية جمعاء، ولذا فهي تتطلب أن يعيش البشر سويا، ولكن كيف يتأتى لنا أن نعيش سويا دون أن يكون هناك قيم عامة نستند إليها حين نحكم على أنفسنا وعلى الآخرين، قيم يمكننا الاحتكام إليها إن اختلفنا وإن رأينا البشر يتصرفون مثل الذئاب أو الزواحف أو القرود، قيم تمكننا أن نسمي الإنسان إنسانا والقرد قردا، على الرغم من عمومية وغموض مفهوم الإنسان والقرد؟ هل يمكن أن نميز بين ما هو إنساني وغير إنساني دون افتراض وجود طبيعة بشرية وإنسانية مشتركة؟
إن هذا الإيمان بالتغير كمطلق ويقين أوحد وغاية وهدف، التغير الكامل دائما وأبدا دون هدف أو غاية أو نهاية، قد يؤدي إلى لا شيء أو لعله قد يؤدي إلى دمار الإنسان والكون إن لم تتم عملية التغير داخل حدود، وإن لم يكن لها عقل وروح، وإن لم تفترض مركزية الإنسان في الكون، واعتبار الإنسان هو الغاية، وأن الهدف من وجودنا في هذا الكون هو تحقيق إمكانياتنا الإنسانية التي تتجاوز حدود المادة المتغيرة.
وفي تصوري إن إنكار وجود طبيعة بشرية ثابتة وإنسانية مشتركة وتصور أن الحديث عن الطبيعة البشرية هو نوع من أنواع الميتافيزيقا، أو الـ essentializating أى البحث عن الجوهر هو محاولة واعية، للهرب من الميتافيزيقا والإيمان بما وراء المادة، ولكنه أيضا محاولة، ربما غير واعية للهرب من فكرة الحدود والمسؤولية والأخلاق. فإن كانت الطبيعة البشرية تتسم بقدر معقول من الثبات والاستمرارية يصبح من الممكن توليد معايير أخلاقية منها. أما إذا كان التغير مطلقاً وشاملاً، فإنه يؤدي إلى غياب أي معايير ومن ثم تصبح كل الأمور نسبية وتختفي مع النسبية أي معايير معرفية أو جمالية أو أخلاقية، والفرق بين الواحد والآخر يشبه الفرق بين الإيمان بالله والإيمان بالأطباق الطائرة. فالضرب الأول من الإيمان لابد أن يترجم نفسه إلى أفعال فاضلة إن كان إيمانا حقا، فهو تحد للذات ومحاولة لفرض حدود عليها.
إن أدرك الإنسان أن ثمة طبيعة بشرية تتسم بنوع من الثبات وأن ثمة جوهراً إنسانياً ما، يصبح من المحتم أن تتحول تلك الطبيعة إلى نقطة ارتكاز فلسفية ثابتة ينبع منها نسق أخلاقي، بحيث أن كل ما يحقق هذه الطبيعة ويثريها يعد خيرا، وكل ما يبتعد عنها فهو شر. أما الضرب الثاني من الإيمان هو عملية تفريغ لشحنة نفسية، وتوتر داخلي يبحث عن بؤرة، وهو ضرب من ضروب تحقيق الذات يصلح كميتافيزيقا بدون أعباء أخلاقية يتبناها الإنسان الاقتصادي والإنسان النفعي الذي لا يؤمن إلا بالمادة، ويجد صعوبة حقة في التسامي عليها وتجاوزها.
إن الموقف الفلسفي ”الإنساني“ الهيوماني humanist الذى يضع الإنسان فى مركز الكون لابد وأن يؤدي بالضرورة إلى ضرب من ضروب الإيمان بشيء يتجاوز حدود الحواس الخمسة وعالم المادة. فإذا كانت الطبيعة البشرية تتسم بشيء من الثبات والتماسك، وفي نهاية الأمر التسامي على الواقع المتغير وتجاوزه، فإن هذا الثبات والتماسك شاهد على وجود شيء ما في الإنسان منفصل عن المادة ليس خاضعا لقوانينها الصارمة الآلية. ولذلك فإن أي إنسانية مادية إلحادية (أي إيمان بالإنسان مع إنكار وجود الماوراء) كما هو الحال مع الإنسانية الماركسية أو الليبرالية في الغرب، لا يمكن أن يتسق مع نفسه ولابد وأن يتحول إما إلى إيمان بالماوراء أو إلى عدمية كاملة، لأن المفكر الإنساني حينما يواجه ظاهرة الإنسان السامي المتميز الذي تفترض الماركسية والإنسانية الليبرالية وجوده فهو إما أن يأخذه دليلا على شيء أكبر منه خارج المادة ويؤمن بالماوراء، أو يرده إلى المادة كلية ويصبح عدميا تتساوى عنده الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما أسلفت، ثمة محاولة لإنكار مفهوم الطبيعة البشرية الثابتة في الحضارة الغربية الحديثة، ولكنني مع هذا أذهب إلى أن هذا الإنكار يتم على مستوى الوعي والظاهر وحسب، فكثير من المفكرين وغالبية البشر العاديين يتبنون مفهوم الطبيعة البشرية التي تتسم بقدر من الثبات والاستمرارية كأداة تحليلية بشكل كامن غير واعي. وقد سميت هذه الظاهرة ”الإله الخفي“ (بالإنجليزية: هيدن جود hidden God). وهو مصطلح قريب من مصطلح "الضمير" ولكنه غير مترادف معه. فالضمير يعني أن ثمة شيئاً ما غير مادي، كامن في الإنسان، يدفعه نحو الخير، وهو إن لم يتجه نحو الخير كما يملي عليه ضميره فإنه يشعر بالذنب وأنه أنكر بُعداً أساسياً من وجوده. والضمير شأنه شأن الإله الخفي ليس أمراً مادياً ولا يمكن رده إلى الطبيعة/ المادة، وإنما يستند إلى عنصر ما في الإنسان (القبس الإلهي والنزعة الربانية تلك النزعة التي تنقذ الإنسان من النزعة الجنينية والرغبة في الالتحام بالمادة)، عنصر لا يمكن تفسيره مادياً، ولذا لا مناص من أن نسميه "روحياً". ولكن الضمير يرتبط في ذهننا بمنظومة أخلاقية محددة، من خلالها يعرف الإنسان الشر والخير، أما مفهوم ”الإله الخفي“، رغم أنه يشارك الضمير فى كثير من السمات، إلا أنه يشير إلى أن الإنسان قد لا يكون مؤمناً بأي منظومة أخلاقية أو معرفية أو دينية، بل وقد يكون معادياً بشكلٍ واعٍ وصريح لكل القيم بلا استثناء، وقد يؤمن بنموذج مادي إلحادي ويظن أنه استبطنه تماماً حتى أصبح جزءاً لا يتجزأ من رؤيته ووجوده. ولكن هذا الإنسان، مع هذا، تفضحه، في ظروف معينة، أقواله وأفعاله بشكلٍ غير مباشر وغير واعٍ عن وجود شيء ما في أعماق أعماقه يتناقض مع الإطار المادي الواحدي الذي تبناه. ورغم هذا، فإن مثل هذا الإنسان قد لا يتجه بالضرورة نحو اختيار منظومة أخلاقية بديلة. ويمكننا أن نقول إن الإله الخفي هو، في واقع الأمر، البحث غير الواعي للإنسان المادي عن المقدَّس بعد أن تصور أنه قد قتل الإله وأسس عالماً زمانياً مكانياً لا قداسة ولا محرمات ولا حرمات فيه.
ويمكن القول إن الفلسفة الإنسانية الهيومانية في الغرب، بانطلاقها من مفهوم الطبيعة البشرية وبمركزية الإنسان فى الكون وبتأكيدها على القيم الأخلاقية المطلقة وعلى مقدرة الإنسان على تجاوز واقعه الطبيعي/ المادي وذاته الطبيعية/ المادية، هي تعبير عن الإله الخفي وعن البحث غير الواعي من قِبل الإنسان المادي عن المقدَّس، فمثل هذه القيم، ومثل هذه المقدرة، ليس لهما أى أساس مادي. وكل الفلسفات التي تدور في إطار مادي ومع هذا تستند إلى نموذج توليدي وتؤكد فعالية عقل الإنسان ووجود أفكار مفطورة فيه واستقلاله عن الطبيعة/ المادة، ومن ثم تؤمن بثنائية الإنساني والطبيعي/ المادي، هي الأخرى تعبير عن الإله الخفي.
ويمكن القول إن الحديث عن ”حتمية الميتافيزيقا“ هو حديث عن الإله الخفي، فقد لوحظ أن الإنسان مهما بلغ من إلحاد ومادية فإنه لا يقبل بالمادة المتغيرة كإطار مرجعي، وإنما يبحث عن مركز للعالم وعن إطار وعن أرض ثابتة يقف عليها وعن كليات متجاوزة للأجزاء. وقد أدرك نيتشه أن هذا تعبير عن الإله الخفي، واختار مصطلح ”ظلال الإله“ ليشير إليه. وقد أدرك فلاسفة ما بعد الحداثة ذلك، ولذا يتلخص مشروعهم لا في الهجوم على الميتافيزيقا الدينية أو المثالية وحسب، وإنما في تحطيم فكرة الحقيقة ذاتها حتى يتم إزالة ظلال الإله وتحطيم الميتافيزيقا بلا رجعة.
ولنترك عالم الفلاسفة والمفكرين والأدباء ونضرب مثلاً آخر على المقدرة التفسيرية لمقولة الإله الخفي مستمداً من حياة الإنسان اليومية: تصدر المنظومة العلمانية والحداثة المنفصلة عن القيمة عن التفريق بين رقعة الحياة العامة ورقعة الحياة الخاصة، وتحاول العلمانية أن ترشِّد رقعة الحياة العامة وتضبطها في إطار النماذج الطبيعية/ المادية. ومع هذا، يلاحَظ أنه إذا ارتكب بعض أعضاء النخبة الحاكمة في الغرب فعلاً إباحيَّا أو غير أخلاقي في حياتهم الخاصة (التي يفترض فيها أنها شأن خاص لا علاقة له بالحياة العامة)، فإن الناس يحتجون على ذلك. وقد اتضحت هذه المفارقة بحدة مع الفضائح المتعددة لبعض أعضاء النخبة الإنجليزية سواء من أعضاء الأسرة المالكة أو من أعضاء وزارة جون ميجور (طفل غير شرعي –
(يُتْبَعُ)
(/)
عشيقة – شذوذ جنسي) التي كانت تدعو إلى التمسك بمبادئ الأخلاق. والنموذج السائد في المجتمع لا يرفض مثل هذه الأفعال ولا يصنفها باعتبارها أفعالاً غير أخلاقية بسبب شيوع النسبية الأخلاقية، ومن ثم افتقاد المعايير، والدليل على ذلك عدد الأطفال غير الشرعيين والعشيقات والشواذ جنسياً. بل إن من يقف ضد مثل هذه الأفعال يُتهم بضيق الأفق. ومع هذا، ثمة شيء ما داخل البشر (رغم علمنتهم وترشيدهم وتطبيعهم) يجعلهم يحتجون على أعضاء النخبة لتبني نفس القيم التي يدافعون هم أنفسهم عنها في حياتهم اليومية. فكأن الجماهير تود أن تحتفظ بالنخبة وبرموزها في إطار المقدَّس، ولا تود أن تُنزع عنها القداسة. ولذا، فإن الفضائح الأخلاقية لأعضاء هذه النخبة تثير حفيظة الناس رغم أنها فضائح خاصة للغاية. ويصل الأمر ببعض الناس إلى المطالبة بإلغاء الملكية نظراً لتبني الأسرة المالكة نفس القيم السائدة في المجتمع.
وتتضح نفس الظاهرة في الولايات المتحدة، فالنموذج السائد فيها هو نموذج علماني شامل مادي تماماً، ومع هذا نجد أن البشر يسلكون بطريقة تتنافى مع النموذج المهيمن الذي يعلن الجميع ولاءهم له. فتظل هناك ثنائيات الخير والشر، والمقدَّس والمدنَّس، والمطلق والنسبي. ويظل هناك علاقات كونية ثابتة غير رشيدة كان من المفروض التخلي عنها وإخضاعها للتفاوض وإحلال علاقات تعاقدية رشيدة محلها. ولكن العلاقات الكونية، مع هذا، تستمر وتؤكد نفسها. ولذا، فنحن نزعم أن الأمريكيين كبشر أعظم من القيم السائدة في المجتمع الأمريكي، وهو تأكيد يبين أن العنصر الرباني في الإنسان لا يمكن تصفيته. ومن الممكن القول أن هذا العنصر الرباني اللصيق بإنسانية الإنسان وفطرته والذي يأخذ شكل الإله الخفي هو ما يمنع النموذج العلماني والحداثة المنفصلة عن القيمة من التحقق الكامل.
والله أعلم.
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 01:17]ـ
موسوعة المسيري فيها أخطاء علمية فادحة خطيرة على العقيدة
يجب الحذر منها
وسأذكر بعضها
1) دفاعه عن العلمانية الجزئية التي هي مناقضة للشريعة.
2) الماركسية والكتابات اليهودية هي مرجعيته
" ومن أهم الكتابات التي ساعدت على تشكيل مرجعيتي والمنهج التحليلي الذي أتبناه كتابات كارل ماركس الإنسانية وجورج لوكاتش وروجيه جارودي وماكس فيبر وبازل ويلي وإرفنج بابيت. وقد ساهمت كتابات أبراهام ماير، مؤلف كتاب المرآة والمصباح، وزيجمونت باومان، عالم الاجتماع، في تشكيل كثير من أفكاري ومقولاتي التحليلية ". أ. هـ
3) تهميش دور العقيدة اليهودية في سلوك اليهود.
4) أقوال مناقضة للإسلام
وقدح بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام منها:
أ) اتهام هارون عليه السلام بعبادة العجل:
(نسأل الله العافية)
وهذا تكذيب للقرآن
حيث يقول في: م4 / ج1/ ب11/ العجل الذهبي Golden Calf:
"« العجل الذهبي» تمثال من الذهب عبده أعضاء جماعة يسرائيل عند قاعدة جبل سيناء، عندما كان موسى يتعبد فوق الجبل. وعبادة العجل الذهبي تعبير عن الطبقة الحلولية داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي. وقد جمع هارون الحلي الذهبية منهم بعد إلحاح شديد منهم، وصهرها وصبها على هيئة تمثال كان يُعَدُّ تجسداً للإله. وقد غضب الإله على شعبه وقرَّر إبادتهم، ولكن موسى تضرع أمامه: «لماذا يارب يحمَى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة، لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض. ارجع عن حُمُوّ غضبك، واندم على الشر بشعبك ... فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه» (خروج 32/ 12ـ 14).
ويُلاحَظ أن احتجاج موسى على الرب ينبع من تَصوُّر حلولي له، أي أن كلاًًّ من الحادثة والاحتجاج عليها ينبعان من الرؤية الحلولية الكمونية نفسها.
وقد حطَّم موسى لوحي الشهادة في لحظة غضبه، ثم أخذ العجل الذي صنعوه وأحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعماً وذَرَّاه على وجه الماء وسقى أعضاء جماعة يسرائيل (خروج 32/ 20)، ثم قتل نحو ثلاثة آلاف رجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سبَّبت هذه الحادثة كثيراً من الحرج للحاخامات والمفسّرين اليهود بسبب اشتراك هارون في عبادة العجل (وخصوصاً أن اللاويين رفضوا الاشتراك في تلك السقطة). ولم تكن عبادة العجول الذهبية أمراً غريباً في الديانة الكنعانية القديمة إذ كان الثور رمزاً محبَّباً للخصب، وكانت كلمة «إيل» تشير إلى الثور الأب في عبادتهم. ورغم الوصية الثانية من الوصايا العشر (خروج 20/ 4)، فقد وجدت صور الثور وتماثيله طريقها إلى عبادات العبرانيين وفنونهم".
ب) اتهام سليمان عليه السلام بمنافاة التوحيد:
م4 / ج1/ب12/ هيكل سليمان Solomon's Temple:
"... ومن المعروف كذلك أن أونياس الثالث (أو الرابع)، الكاهن اليهودي الأعظم الذي خُلع من منصبه في فلسطين، فرّ إلى مصر وشيَّد معبداً آخر (في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد) في لينتوبوليس على موقع أحد المعابد المصرية القديمة، وذلك بهدف تقديم الخدمات الدينية للجماعة اليهودية في مصر. وقد تم ذلك بإيعاز من البطالمة لخلق مركز جذب يهودي في مصر يهيمن عليه البطالمة. وكثيراً ما كان ملوك اليهود يضطرون إلى إدخال العبادات غير اليهودية تعبيراً عن تحالفاتهم السياسية. فأنشأ سليمان مذابح لآلهة زوجاته الأجنبيات، الأمر الذي يتنافى مع مبدأ التوحيد. كما أن العبادات المختلفة كانت تعبيراً عن التبعية السياسية، فقد أدخل منَسَّى العبادة الآشورية تعبيراً عن خضوعه للآشوريين".
أقول: هذا الكلام الشائن بحق النبي سليمان (عليه الصلاة والسلام) لا يرد إلا في التوراة المحرفة أو التلمود،
ولكن المشكلة أن المسيري يورد هذا الكلام كجزء من تحليل تاريخي وكنص من نصوص موسوعته بدون إشارة لاقتباس أو غيره.
وهذا يدل على أنه:
1 - إما أنه معتقد لهذا الكلام وهذه كارثة.2 - أو في أحسن الأحوال لا يعلم أن منافاة التوحيد مستحيلة بحق الأنبياء، وهذا جهل عجيب وكارثة أخرى،
(فإن كنت تدري فتلك مصيبة،
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم).
ج) - اعتبار سليمان عليه السلام ملكاً صغير الشأن:
حيث يقول ذلك في: م4/ج1/ب13/ سليمان (965 - 928 ق. م) Solomon:
" وبشكل عام، نعمت مملكته بالسلام لأسباب كثيرة من بينها الحلف الذي عقده أبوه مع الفينيقيين، والتحالفات التي عقدها هو مع الدويلات المجاورة. وقد تمتعت المملكة بحالة من الاستقرار والاستقلال النسبيين بسبب حالة الفراغ السياسي التي عاشتها المنطقة في تلك الفترة نتيجة انكماش كل القوى الإمبراطورية فيها أو غيابها لسبب أو آخر. ولكن، لا ينبغي مع ذلك أن نظن أن دولة سليمان كانت دولة عظمى، فاقتصادها كان محدوداً، ونشاطها التجاري الداخلي كان محصوراً في نطاق ضيِّق جداً، وكانت الصناعة بدائية ومتخلفة.
... وتذكر التوراة أن سليمان صاهر فرعون، ملك مصر، وتزوَّج ابنته (ملوك أول 3/ 1)، وقد حصل على مدينة جيزر (بالقرب من القدس)، وكانت تابعة لمصر، مهراً لزواجه، وهذا هو التوسع الوحيد الذي أنجزه سليمان.
ويبدو أن هيبة ملوك مصر في تلك الحقبة كانت قد هبطت حتى ارتضت مصر أن يتزوَّج ملك صغير الشأن كسليمان من إحدى أميراتها.
... ويقف كثير من النقاد موقف المستريب إزاء قصة مجد سليمان التي توردها أسفار الملوك والأيام، ويقولون إن التحيز القومي لدى كُتَّاب متأخرين هو الذي دعاهم إلى الإضافة والمغالاة في القصة. وهو يُعَدُّ حسب فلكلور الماسونية مؤسِّس أول محفل ماسوني في العالم باعتباره باني الهيكل. وتُنسَب إليه بعض كتب العهد القديم، كالأمثال ونشيد الأنشاد وبعض المزامير ... إلخ".
وهذا تكذيب لكلام الله تعالى وجهل فاضح
لإن الرجل لايعترف بالنصوص الشرعية
قال تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}.
نسأل الله السلامة.
د) ظاهر كلامه فيه اتهام لموسى عليه بعقيدة الحلول ووحدة الوجود وهي زندقة وكفر صريح والعياذ بالله من هذا الرجل وكلامه الخبيث.
م4 / ج1/ ب11/ العجل الذهبي Golden Calf:
5) إعتبار الدين والعقيدة أمراً ماديا قابلا للتطوير وهذا يشبه قول زنادقة المتفلسفة
حيث يقول في: م4/ ج1/ ب15/التهجير الآشوري والبابلي للعبرانيين
Assyrian and Babylonian Transfer of the Hebrews:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ويبدو أن العبادة البابلية قد دخلت في ذلك التاريخ مرحلة من التوحيد الكامن، أي أن الأرباب المتعددة كانت قد بدأت تمتزج وتتحول إلى إله واحد، وقد أصبح مردوخ رب الأرباب يرعاها كما يرعى الراعي أغنامه، أي أن الأرباب الأخرى تحوَّلت إلى مجرد تجليات للرب الواحد. ... ويبدو أن هذه التوحيدية البابلية لعبت دوراً في مساعدة العبرانيين على التخلُّص من الحلولية الوثنية والتعددية التي سقطوا فيها بعد خروجهم من مصر. وقد بذل محررو العهد القديم جهداً غير عادي لتنقية النص المقدَّس عند تدوينه أيام عزرا ونحميا، ولكن عناصر الشرك ظلت واضحة فيه مع هذا".
قلت: أي أن هذه الوثنية البابلية التي يسميها توحيدية ساعدت العبرانيين أو بني إسرائيل على التخلص من الوثنية!!
بدلاً من أن يساعدهم الأنبياء.
ويقول أيضاً في:
م5/ج2/ب5/الأنبياء والنبوة Prophets and Prophecy:
"... ومن ناحية أخرى، فإن نبوَّات الأنبياء ذات مضمون أخلاقي تدور حول سلوك جماعة يسرائيل في الوقت الحاضر وتوبتهم وعودتهم إلى الإله. وقد طوَّر الأنبياء عقائد اليهود الأخروية، وبدأت الآخرة ترتبط بفكرة الخير والشر والثواب والعقاب حين يعاقب الإله الأشرار، ولا يبقي سوى البقية الصالحة التي ستؤسِّس مملكته. وبدأت فكرة البعث تظهر بشكل جنيني عند دانيال وربما أشعياء. وقد ساهم الاحتكاك بالحضارة البابلية المتفوقة، ثم التهجير إلى هناك، في تعميق فكر الأنبياء. ونحن نذهب إلى أن تبلور الفكر الأخروي واكتسابه مضموناً أخلاقياً (ارتباط الثواب والعقاب بالخير والشر) هو أيضاً تعبير عن ضمور الحلولية التي يتراجع داخل إطارها التفكير الأخروي والمضامين الأخلاقية".
قلت: لاحظ قوله "وبدأت فكرة البعث تظهر بشكل جنيني عند دانيال وربما أشعياء"، أي أن عقيدة الآخرة جاء بها أنبياء بني إسرائيل تدريجياً!! وكأن الدين والعقيدة شيء مادي يتطور مثل بقية الأشياء، وهذا يدل على مدى تأثر فكره بفلسفة التفسير المادي للتاريخ.
ومن أراد المزيد فليرجع لكتاب
(مسيرة المسيري في الدفاع عن اليهود) لهشام بشير.
نريد إنصاف سليمان عليه السلام من أباطيل المسيري
نريد إنصاف كليم الله موسى عليه السلام من اتهامه بعقيدة الحلول التي هي عقيدة زنادقة النصارى
نريد إنصاف هارون عليه السلام من اتهام المسيري له بعبادة العجل وتكذيب القرآن(/)
مالدليل على هذا التفريق فى العقائد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:55]ـ
سمعت أنه من العقائد التى لايسع المسلم الجهل بها ويجب عليه معرفتها ومنها ما لايجب عليه الايمان بها الا اذا وصله الخبر بها؟ فما الدليل على هذا التقسيم وبارك الله فيكم؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
أجاب على الشيخ
عجلان بن محمد العجلان
عضو مؤسس الملتقى العلمى للعقيدة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد صرّح جماعة من أهل العلم على أنّ من العقائد والعبادات ما لايسع أحدٌ من المسلمين جهله، ومنها ما هو دون ذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فتاواه (3/ 326): ((الذي يجب على المكلف اعتقاده فهذا فيه إجمال وتفصيل، أما الإجمال فإنه يجب على المكلف أن يؤمن بالله ورسوله ويقر بجميع ما جاء به الرسول من أمر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وما أمر به الرسول ونهى بحيث يقر بجميع ما أخبر به وما أمر به فلا بد من تصديقه فيما أخبر والإنقياد له فيما أمر.
وأما التفصيل: فعلى كل مكلف أن يقر بما ثبت عنده من أن الرسول أخبر به وأمر به، وأما ما أخبر به الرسول ولم يبلغه أنه أخبر به ولم يمكنه العلم بذلك فهو لا يعاقب على ترك الإقرار به مفصلاً وهو داخل في إقراره بالمجمل العام)).
وقد صرّح الإمام ابن قدامة رحمه الله في رده على ابن عقيل (ص49) الكتاب اسمه [تحريم النظر في كتب الكلام] للإمام ابن قدامة رحمه الله بذكر ما لا يسع المسلم جهله فقال: ((الأمر الظاهر الذي قد علموه لظهوره من غير احتياج إلى تعب ولا فكر ولا نظر كتوحيد الله سبحانه وتعالى، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ومعرفة وجوب الصلوات الخمس، وصوم رمضان، وسائر الأركان التي اشتهر وجوبها وعلم ذلك بالإجماع عليها فلا يحتاج فيه إلى بحث ولا نظر فهذا لا يجوز تقليدهم فيه، وأمّا دقائق الاعتقادات وتفاصيل أحكام العبادات والبياعات فما يقول بوجوب اجتهادهم فيها إلا جاهل وهو باطل))
وأمّا أدلتهم على ذلك فالذي يظهر لي أنهم بَنَوْها على أمرين:
1 - عموم الأدلة الواردة في عدم التكليف بما لا يطاق، فليس العامي كمن تملّك آلة العلم والفهم، ولو ألزم العامي بالنظر في الأدلة وتعلم دقائق المسائل لكان ذلك إلزاماً له بما لا يطاق.
2 - وصية النبي r لمعاذ – رضي الله عنه – حين بعثه إلى اليمن: ((إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... الخ)) وبالله التوفيق.(/)
أمة لا تعرف أبناءها إلاّ بعد رحيلهم (بدر العامر)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 10:31]ـ
أمة لا تعرف أبناءها إلاّ بعد رحيلهم
بدر العامر 2/ 7/1429
05/ 07/2008
قيل فيما قيل على ألسنة الحكماء "المعاصرة حجاب"؛ لأنها تحجب قيمة الإنسان الذي يعيش بين ظهراني الناس، ثم إذا مات انكشف الحجاب عن قيمته الحقيقة، وبدأ الناس يؤبّنونه بالمديح والكلام والمهرجانات والندوات، ويقدمون له "التبرعات" والدعم، ويزخرفون له الصور، ويشيدون بجهوده.
كان المفكر الكبير والعالم المحقق الأستاذ عبدالوهاب المسيري قبل أيام يعيش بين أظهرنا، بعد أن عاش سنوات شاقة من البحث المضني عن "اليهودية والصهيونية"، والتي صدرت في ثمانية مجلدات سنة 1999 م، وقدم للأمة دراسات معمقة وراقية وعلمية محايدة عن "الغرب وأفكاره"، وهو يكتب من خلال مكنة كبيرة من اللغة الانجليزية وغيرها، ويكتب بعد أن خالط المجتمع الغربي وعرفه من داخله، وقدم أفكاره بعلمية وموضوعية بلا أدلجة وأفكار مسبقة، ولكن هذا المفكر مات بعد معاناة مع مرض السرطان، وقد تكفل الأمير عبدالعزيز بن فهد -جزاه الله خيراً- بعلاجه أول مرضه، إلاّ أن المرض عاوده، وكثرت عليه التكاليف المرهقة، حتى أنهكه المرض فمات في القاهرة، ولو كان هذا المفكر فناناً مشهوراً، أو رياضياً بارعاً لنُقل على الطائرات الخاصة إلى أي مستشفى عالمي، ولكن قيمة المفكر في الأمة في درجة متدنية؛ لأنها أمة لا تقدر رجالها، ولا تعرف قيمة "أهل الفكر والعلم"، ذلك لأنها لا تزال تحبو - إن أحسنّا الظن بها - في الرقي، فانعكست موازينها، فرفعت الرويبضات، وأنزلت القدوات .. ونزلت عندها قيمة من يرسم لها خريطة الطريق لنجاتها ومستقبلها!
لم يكن المسيري -رحمه الله- فحسب هو من مات في ليلة مظلمة مقفرة، بل هناك ممن ارتحل عن الدنيا ثم تسامع الناس بجهوده وعرفوا قدره؛ لأن إعلامنا العربي يطبل في الصباح والمساء لأهل الفن والطرب، ويعطي مساحات ضئيلة جداً للمفكرين والعلماء والمثقفين الذين يحترقون ليرسموا للأمة طريق الخلاص، ويحققوا لها الرقي الفكري والعلمي، ثم نُفاجأ فإذا دولة كإسرائيل تعتبر المسيري خصماً عنيداً ومحترماً، وهناك من يعكف على دراسة مشروعه في بحوث عليا، بل يرونه بمثابة جيش جاثم على قلوبهم؛ لأنه يكشف للأمة زيوف الدعاوى، ويمهد للأمة علمياً وفكرياً بأن تكتشف عدوها من داخله، وتقرأه بعلم ووعي، فالخصام الفكري والثقافي جزء من المعركة الكبرى بين الأمة وأعدائها، الأمر الذي لم يعطه العرب في صراعهم مع العدو الصهيوني أي قيمة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والوعي العربي دون مستوى أن يدرك أهمية العلم في معادلة المعركة بينه وبين خصومه.
كم هم أولئك العلماء الكبار، والمفكرون العظماء الذين يعيشون بين أظهرنا الآن، ونحن نلتفت عنهم يميناً وشمالاً، تهميشاً واحتقاراً، بل وحرباً وعداء، ثم نفاجأ بأن الموت قد تخطفهم من بين أيدينا دون أن نعطيهم قيمتهم الحقيقة، وهؤلاء العظماء لا يريدون من يشجعهم، ويدعمهم، ويثني عليهم بعد موتهم، بل يريدون أن يروا ذلك وهم أحياء، حتى يدركوا أن جهودهم باتت مشكورة من أمة تقدر أبناءها، فيدفعهم هذا إلى المزيد المفيد، ويحثهم على مواصلة المسير، ولو فعلت الأمة هذا مع نابغيها ومفكريها ومثقفيها لوجدنا تلك المشروعات الكبيرة التي تؤسس لنهضة الأمة في كل مجالات حياتها، ولكن المؤسف حقاً أن مثل هؤلاء المفكرين يعيشون جزءاً كبيراً من أوقاتهم يلهثون وراء لقمة العيش، ويسعون لتحقيق ضرورات الحياة، ولو هُيّئت لهم الحياة الكريمة التي تليق بهم لرأينا حجم العطاءات الكبيرة والثمار اليانعة، وهذا يذكّرني بقول الإمام الشافعي رحمه الله: لو كلفت بصلة لما تعلمت مسألة؛ لأن الشقاء والكد في الحياة يعيق الإنسان ويمنعه من التفرغ لعلومه وأفكاره وإنتاجه.
إن هذه الكلمات العجلى لن تفي الدكتور المسيري حقه؛ فمشروعه الفكري والثقافي حري بأن يدرس دراسة متأنية، وتُقام له الندوات الكثيرة، والكراسي العلمية؛ لأنه باحث استثنائي في عصر الأفكار السريعة والمبتسرة، عكف على مشروع فأنجزه في وقت غابت المشروعات الفكرية الجادة، وتعطلت إلاّ النزر اليسير، وللأسف فإن الناس لا تنظر إلى مشروعه إلاّ من خلال قبوله "العلمانية الجزئية"، فأصبح بين الجيل وبين هذا المفكرالكبير حاجز نفسي كبير، ولو أمعنا النظر لوجدنا أن لكلامه محملاً صالحاً، وخاصة حين اشترط أن "العلمانية الجزئية" تقبل شريطة ألاّ تخالف المرجعية النهائية (النصوص الشرعية)، وخاصة إذا كانت فيما يتعلق بالأمور الإجرائية والحياتية البحتة، ولو اعتبرنا هذا خطأ علمياً، فهل يعني هذا أن تدرس مآثره، ويحذر منه بدلاً من الاستفادة من مشروعه؟
رحم الله الدكتور عبدالوهاب المسيري، وأجزل له المثوبة، وعوض الأمة خيراً، وأسكنه في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 12:02]ـ
الدكتور في كلامه عن العلمانية الجزئية متأول جدا ..
ويتوهم أن ما يقوله لا يتضارب مع الشريعة ..
هذا كاف في رد هذا الأمر .. ولا يجب أن نتعداه إلى "التشطيب" على الرجل ومحو حسناته ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 12:48]ـ
لفت انتباهي هذا العنوان " أمة لا تعرف أبناءها إلا بعد رحيلهم " و هي جملة معبرة عن حقيقة مرة تتكرر في كل مرة وهي قريبة من قول شاعر الحمراء:
أكرموه حيا فأما و قد ما * * * ت على فقده رزقتم صبرا
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:14]ـ
رحم الله الدكتور عبدالوهاب المسيري، وأجزل له المثوبة، وعوض الأمة خيراً، وأسكنه في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر
اللهم آمين.
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 12:13]ـ
جزاكم الله خيرا ... ورحم الله المسيري وعفا عنه(/)
دفع شبهة المخلف ابو مريم ...
ـ[البطل]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:41]ـ
هل كانت هجرة الحبشة ومناظرة الملك لجعر ابن عبد المطلب قبل او بعد سجود معاد ابن جبل للرسول؟
نريد الجواب لدفع شبهة المخلف ابو مريم .. الرجل يقول انا سجود معاد كان سجود تحية ولم ينسخ هدا الحكم حتى سجد معاد للرسول ..
يقول الخلف،: قلت: فهذه أقوال العلماء شاهدة بأن سجود معاذ رضي الله عنه كان: سجود تحية وكان مباحاً في الشرائع السابقة إلى أن نسخ في شريعتنا.
ومن المعلوم أن السجود لغير الله على وجه العبادة لم يكن مباحاً في أية شريعة فكل الأنبياء نهوا عن ذلك وبلغوا أقوامهم] اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [.
وأكبر دليل على هذا (أي أن:سجود معاذ رضي الله عنه كان على وجه التحية) هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها).
فهذا نص في أن هذا السجود سجود تحية وإكرام، وإلا تعارض مع قوله تعالى (والعياذ بالله من ذلك)] وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [(آل عمران:80)
وفي هذا القدر الكفاية لبيان فساد هذا الاستدلال ولله الفضل والمنة وحده.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:16]ـ
إذا كان النقاش حول سجود التحية فالأمر سهل فلا داعي لتضخيم الموضوع
ماذا قال؟ وأين؟ انقل نص عبارته
وهناك موضوع جميل وبه مشاركات كثيرة حول السجود لغير الله في ملتقى أهل الحديث ولكن الموقع الآن لا يفتح معي
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 11:43]ـ
أخي لو أردت أن تقرأ في هذه المسألة بالتفصيل فعليك بكتاب الزبدة الزكية لتحريم سجود التحية تأليف أحمد رضا خان فقد تكلم عن هذه المسألة بتوسع كبير والكتاب عليه ملاحظة لم تعجبني وهو طعنه في الوهابيين لكن الكتاب في جملته نافع وقد أكثر من سرد الأدلة الشرعية من القرآن والسنة والإجماع وأقوال أئمة المذاهب خاصة الأحناف والله أعلم
ولعل أحد الأخوة يعرفنا أكثر بصاحب الكتاب وجزاكم الله خير
ـ[البطل]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 12:49]ـ
كان النقاش يدور حول الغدر بالجهل في الشرك الاكبر وقلت له ان فعل الصحابي كان شرك لكن الرسول لم يكفره رسول الله، وذلك لأنه سجد مجتهداً متأولاً ظاناً أن رسول الله أحق بالتعظيم سجوداً من البطارقة الذين تسجد لهم النصارى، فبين له الرسول الحق وأنه لا يسجد إلا لله.
والمخطئ لا يكفر كما قال تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون .. } الآية، ولم يقل لهم قد كفرتم فجددوا إيمانكم، علماً أنه لا كفر أكبر من عبادة الأوثان!!
ولكن قال لي ان سجود الصحابي كان سجود تحية ولم وقعت هده الحادثة (يعني سجود معاد) نسخ حكم سجود التحية ...
لكن انا تفكرت انا في حادثت هجرة الحبشة لم يسجد المسلمون امام الملك .. فهل كانت هده بعد او قبل سجود معاد للرسول؟ ... ارجو الاجابة في اقرب وقت ممكن ..
ـ[ابو خويلد]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:08]ـ
كان النقاش يدور حول الغدر بالجهل في الشرك الاكبر وقلت له ان فعل الصحابي كان شرك لكن الرسول لم يكفره رسول الله، وذلك لأنه سجد مجتهداً متأولاً ظاناً أن رسول الله أحق بالتعظيم سجوداً من البطارقة الذين تسجد لهم النصارى، فبين له الرسول الحق وأنه لا يسجد إلا لله.
والمخطئ لا يكفر كما قال تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون .. } الآية، ولم يقل لهم قد كفرتم فجددوا إيمانكم، علماً أنه لا كفر أكبر من عبادة الأوثان!!
ولكن قال لي ان سجود الصحابي كان سجود تحية ولم وقعت هده الحادثة (يعني سجود معاد) نسخ حكم سجود التحية ...
لكن انا تفكرت انا في حادثت هجرة الحبشة لم يسجد المسلمون امام الملك .. فهل كانت هده بعد او قبل سجود معاد للرسول؟ ... ارجو الاجابة في اقرب وقت ممكن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه البزار عن معاذ بن جبل؛ أنه أتي الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفهم وبطارقتهم، ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم وعلمائهم، وقال: لأي شيء تفعلون هذا، قالوا: " هذه تحية الأنبياء " قلت: " فنحن أحق بأن نصنع بنبينا r ، فلما قدم على نبي الله r سجد له، فقال: [ما هذا يا معاذ "، فقال: إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لأساقفهم وقسيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم، ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم، فقلت: لأي شيء تصنعون هذا أو تفعلون هذا، قالوا: " هذه تحية الأنبياء "، قلت: فنحن أحق بأن نصنع بنبينا r فقال نبي الله r : " إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه].
قالوا: هذا معاذ بن جبل قد سجد للنبي r جهلاً منه بأن السجود لغير الله كفر، ومع هذا لم يكفره النبي r.
قلت:
أقول والنصر من عند الله ينصر به عباده المؤمنين على من عاداهم من الضالين المجادلين على كل أفاك أثيم من الكفار والمشركين، ليس غريباً منهم أن نسمع هذا الطعن في كبير من أكابر صحابة رسول الله r ، فلقد سمعنا منهم من قبل ولازلنا نسمع ما تنفطر منه قلوب المؤمنين وتقشعر منه جلود الموحدين من البهتان العظيم الذي يرمون به عباد الله الموحدين كالأنبياء والمرسلين وصحابتهم الأبرار الطيبين، وزوجاتهم أمهات المؤمنين، فعود نفسك يا عبد الله على الصبر على البهتان العظيم حتي تبين لهم أحكام رب العالمين، وإلا فالسيف هو الحكم العدل في هؤلاء الضالين
أخي فهذا هو ديدنهم وسبيلهم الدائم في رمي المسلمين الطاهرين بالكفر والشرك المبين ثم يعتذرون عنهم بالجهل المُشين.
واستدلالهم هذا تدليس فاحش وتمويه مكشوف بإذن الله.
فالحديث خرجه أحمد والترمذي وإبن ماجه وإبن خزيمة من طرق عديدة، عن معاذ بن جبل وجابر بن عبد الله وسراقة بن مالك وعائشة وإبن عباس وطلحة بن علي وأسامة بن زيد وأنس إبن مالك وأبو هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين،كلهم رووه بلفظ: " لو كنت أمراً لأحد أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ".
ولم يذكروا في روايتهم قصة السجود، وهذه الطرق منها الصحيح ومنها الضعيف، وبعضها على شرط الصحيح كما قال إبن خزيمة.
أما زيادة السجود " أي سجود معاذ للنبي r " فهي حادثة ضعيفة الإسناد، وليست على شرط الصحيح كما زعم القوم أو ألبس عليهم.
وبيان ذلك أن هذه الزيادة أنفرد بها أزهر بن مروان عن القاسم الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى، وأزهر هذا هو أزهر بن مروان الرقاشي المواري مولى بني هاشم قال إبن حبان فيه مستقيم الحديث، وإبن حبان يوثق المجاهيل على قاعدته، فلا يعتبر به إذا أنفرد، ولا نعلم أحداً من أئمة الجرح والتعديل وثقه فهو ليس بالثقة الذي تطمئن به النفس لحديثه.
والمهم هنا هو أن أزهر هذا ليس من رجال الصحيح لا في الأصل ولا في المتابعات بل لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة سوى الترمذي وإبن ماجه وأنظر تهذيب التهذيب لإبن حجر.
هذا مع أن العلة الحقيقية لهذه الرواية في القاسم الشيباني، والقاسم هذا هو القاسم بن عوف الشيباني البكري الكوفي وهو ضعيف متفق على ضعفه، قال شعبة: " ضعيف الحديث " وترك شعبة حديثه، وقال أبو حاتم: " هو مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق ".
قلت: أي لا يألوا عليه كذباً ولكنه ضعيف الحديث.
وقال إبن عدي: " هو مما يكتب حديثه "، قلت: ومعلوم أن هذه الصيغة للضعفاء بمعني يكتب حديثه ولا يحتج به إلا في المتابعات.
وقال النسائي: " القاسم ضعيف الإسناد " أنظر إلى تهذيب التهذيب لإبن حجر وكذلك الرفع والتكميل للكنوي.
قلت: فثبت أن هذه الزيادة ضعيفة كما يقتضي ذلك علم المصطلح لمخالفة ضعيف الثقات وإنفراده عنهم.
غير أن داود خرج قصة السجود هذه ولكنه ذكرها عن قيس بن سعد إبن عبادة بأنه هو الذي سجد للنبي r ، وليس معاذ فأتى بإشكال زائد غير أن إسناد هذه الرواية لا يقل ضعفاً عن سابقْهِ فقد تفرد بها شُريك بن عبد الله القاضي، وهو متفق على ضعفه كما هو معلوم فسقط دليلهم من حيث الأصل والمبدأ.
أقول: ولو صح الحديث جدلاً لما صلحت لهم فيه حُجةً أبداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
" لأن السجود لا يكون خرقاً للتوحيد بمجرده إلا إذا صاحبه إعتقاد - أي كان تديناً -".
لأن السجود كما هو معلوم نوعان:
ï النوع الأول:سجود العبادة:
وهو لا يجوز إلا للمولى عز وجل.
قال تعالى:] ومن أيا ته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون [.
وقال تعالى:] أسجد واقترب [.
فمن سجد لغير الله على نحو العبادة فهو كافر مشرك برب العالمين، وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل على وجه التدين والقربى والطاعة والخضوع والتذلل الخ.
ï النوع الثاني: سجود التحية:
وهو أن يبذل على وجه التحية للكبير لعظم فضله ومكانته وهذا النوع من السجود لم يكن محرما قبل البعثة، ولكنه نسخ بعد البعثة بالتحريم.
وهذا النوع من سجود التحية له شاهد في القرآن الكريم، مثال ذلك قصة آدم عليه السلام وهو قوله تعالى:] وإذْ قُلناَ للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين [.
قال الجصاص رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:
" وقد كان السجود جائزاً في شريعة آدم عليه السلام للمخلوقين، ويشبه أن يكون قد كان باقياً إلى زمان يوسف عليه السلام فكان فيما بينهم لما يستحق ضرباً من التعظيم ويراد تكريمهُ وتبجيِلهُ بمنزلة المصافحة والمعانقة فيما بيننا، وبمنزلة تقبيل اليد، وقد روى عن النبي r في إباحة تقبيل اليد أخبار، وقد رُوِىَ الكراهة، إلا أن السجود لغير الله على وجه التكريم والتحية منسوخ بما روت عائشة وجابر بن عبد الله وأنس أن النبي r قال: " لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، ولو صح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقهِ عليها " لفظ حديث أنس إبن مالك " إنتهى كلامه رحمه الله.
وكذلك قوله عز وجل في قصة يوسف عليه السلام:
] وَرفعَ أَبَويِهِ عَلىَ العرٌش وَخَرٌُوا لَهُ سُجٌَداً [.
يقول الشوكاني في تفسيرها:
" .. وكان ذلك جائزاً في شريعتهم منزلاً بمنزلة التحية، وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل على وجه التوقير والتحية لا على سبيل التدين والإعتقاد ".
وعلى صحة الحديث فهل كان سجود معاذ على وجه العبادة والتدين أم على وجه التوقير والتحية.
وصفة الحديث تدلنا على ذلك عندما وجد اليهود والنصارى يسجدون لعلمائهم سألهم عن ذلك فقالوا: " هذه تحية الأنبياء ".
قلت: فنحن أحق بأن نصنع بنبينا r ".
فثبت بطلان إستدلالهم بهذا الحديث لو صح فكيف ولم يصح أصلاُ ولله الحمد والمنة.
جاء في كتاب العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي رداً على هذه الشبهة الأتية:
الفرق بين سجود التحية وسجود العبادة:
سجود معاذ رضي الله عنه:
قلت: والذي عليه جمهور أهل العلم بلا خلاف ولا نزاع بينهم أن هذا السجود من معاذ رضي الله عنه،كان سجود تحية لا عبادة إذ كيف يجهل هذا الصحابي الجليل أن سجود العبادة لا ينبغي إلا لله، سبحانك هذا ظلم وإفتراء عظيم على هذا الصحابي الجليل الذي إصطفاه النبي r ، من الصحابة جميعاً لمناظرة أهل الكتاب وتبليغهم التوحيد وأصل الدين وقال له r : " إنك ستقدم قوماً أهل كتاب ".
قال الحافظ في الفتح تعليقاً على هذه اللفظة: " قوله: " ستأتي قوماً أهل كتاب "
هي كالتوطئة للوصية لتستجمع همته عليها لكون أهل الكتاب أهل علم في الجملة فلا تكون العناية في مخاطبتهم كمخاطبة الجهال من عبدة الأوثان ".
نسخ سجود التحية بحديث معاذ رضي الله عنه:
فهل يصطفي النبي r ، من أصحابهِ من يجهل أصل التوحيد ليناظر أهل علم ومجادلة على مالا يعلمه؟
وقد أستشهد القرطبي في تفسيرهِ بهذا الحديث على أن سجود التحية كان جائزاً إلى عصر رسول الله r .
وقال إبن كثير: في قولهِ تعالى:] وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم [:
" فكانت الطاعة لله، والسجدة لآدم أكرم الله آدم أن أسجد له ملائكتهِ، وقال بعض الناس؛ كان هذا سجود تحية وسلام وإكرام،كما قال تعالى:
] ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً [
وقد كان هذا مشروعاً في الأمم الماضية، ولكنه نسخ في ملتنا " ثم ذكر حديث معاذ رضي الله عنه " .. ".إنتهي.
وقال أيضاً في قوله تعالى في سورة يوسف:] ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً [
قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى - عليه السلام - فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب - سبحانه وتعالى- هذا مضمون قول قتادة وغيرهِ " ثم ذكر حديث معاذ " إنتهى.
*وقال الشوكانى في قولهِ تعالى:] وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم [
مرجحاً أن السجود كان لآدم على وجه التحية والإكرام:" فإن السجود للبشر قد يكون جائزاً في بعض الشرائع بحسب ما تقتضيه المصالح وقد دلت هذهِ الآية على أن السجود لآدم (هنا كلام ساقط)، وكذلك الآية الأخرى أعني قوله:] فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين [وقولهِ تعالى:] ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً [فلا يستلزم تحريمه لغير الله في شريعة نبينا - r - أن يكون في سائر الشرائع ". إنتهى
وقال إبن تيمية:
" ولا يجوز أن ينتقل على طريق العبادة إلا لله وحده، لا للشمس ولا لقمر ولا لملك ولا لنبي ولا لصالح ولا لقبر ولا صالح هذا في جميع الملل " ملل الأنبياء " وقد ذكر ذلك في شريعتنا حتى نُهىَ: أن ينتقل على وجه التحية والإكرام للمخلوقات، ولهذا نهى النبي r ، معاذاً أن يسجد له وقال: " لو كنت آمراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها "، ونهى عن الإنحناء في التحية ونهاهم أن يقوموا خلفه في الصلاة وهو قاعد ".
قلت: فهذه أقوال العلماء شاهدة بأن هذا السجود (أي سجود معاذ رضي الله عنه) كان؛ سجود تحية وكان مباحاً في الشرائع السابقة إلى أن نسخ في شريعتنا، ومن المعلوم أن السجود لغير الله على وجه العبادة لم يكن مباحاً في أية شريعة فكل الأنبياء نهوا عن ذلك وبلغوا أقوامهم:
] يا قوم أعبدوا الله مالكم من إله غيرهُ [
وأكبر دليل على هذا هو قول النبي r ، في أخر الحديث:
" لو كنت آمراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ".
فهذا نص في أن هذا السجود سجود تحية وإكرام، وإلا تعارض مع قولهِ تعالى، والعياذ بالله من ذلك:
] ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكةِ والنبيين أرباباً من دون الله أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون [.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 01:52]ـ
كان النقاش يدور حول العذر بالجهل في الشرك الاكبر وقلت له ان فعل الصحابي كان شرك لكن الرسول لم يكفره رسول الله، وذلك لأنه سجد مجتهداً متأولاً ظاناً أن رسول الله أحق بالتعظيم سجوداً من البطارقة الذين تسجد لهم النصارى، فبين له الرسول الحق وأنه لا يسجد إلا لله.
والمخطئ لا يكفر كما قال تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون .. } الآية، ولم يقل لهم قد كفرتم فجددوا إيمانكم، علماً أنه لا كفر أكبر من عبادة الأوثان!!
ولكن قال لي ان سجود الصحابي كان سجود تحية ولم وقعت هده الحادثة (يعني سجود معاد) نسخ حكم سجود التحية ...
لكن انا تفكرت انا في حادثت هجرة الحبشة لم يسجد المسلمون امام الملك .. فهل كانت هده بعد او قبل سجود معاد للرسول؟ ... ارجو الاجابة في اقرب وقت ممكن ..
السجود لغير الله تعالى على وجه التحية من الشرك الأصغر، حتى بعد النسخ .. وقد أخطأ من عدها من الشرك الأكبر.
وأما قول من قال إنه بعد النسخ جُعل السجود كله لله تعالى، فهذه حجة لا تستقيم لصاحبها ..
فإن الله تعالى جعل الحلف كله بالله تعالى .. ولكنه نوعان، شرك أكبر وأصغر ..
فكون الشيء لا يكون إلا لله تعالى، لا يعني أن من صرف بعض جوانبه لغير الله قد وقع في الشرك الأكبر .. بل من صرف بعض جوانبه تأليهاً لغير الله، فهو المشرك .. والله أعلم.
ومن أقوى الأدلة التي يُستدل بها سجود إخوة يوسف - عليه السلام - له .. فلو كانت من الشرك الأكبر، لاتفقت جميع الأديان على تحريمه، لأن الديانات السماوية متفقة في مسائل الإيمان والكفر.
وهناك حوار جميل في الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة، على هذا الرابط:
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=1174
فإدراج هذه المسألة في الشرك الأكبر لا يصح .. والله أعلم
ـ[أبو عمر]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 05:03]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كان النقاش يدور حول الغدر بالجهل في الشرك الاكبر وقلت له ان فعل الصحابي كان شرك لكن الرسول لم يكفره رسول الله، وذلك لأنه سجد مجتهداً متأولاً ظاناً أن رسول الله أحق بالتعظيم سجوداً من البطارقة الذين تسجد لهم النصارى، فبين له الرسول الحق وأنه لا يسجد إلا لله.
والمخطئ لا يكفر كما قال تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون .. } الآية، ولم يقل لهم قد كفرتم فجددوا إيمانكم، علماً أنه لا كفر أكبر من عبادة الأوثان!!
ولكن قال لي ان سجود الصحابي كان سجود تحية ولم وقعت هده الحادثة (يعني سجود معاد) نسخ حكم سجود التحية ...
لكن انا تفكرت انا في حادثت هجرة الحبشة لم يسجد المسلمون امام الملك .. فهل كانت هده بعد او قبل سجود معاد للرسول؟ ... ارجو الاجابة في اقرب وقت ممكن ..
قد نقلت ردا موضحاً لهذه المسألة في هذا المنتدى وها أنا انقلها هنا ... ليس دفاعاً عن أبو مريم ولكنه دفاعا عن صاحب جليل نُسب له الشرك ظلما وافتراءاٌ لترقيع شرك الناس اليوم وعذرهم بجهلهم ... حسبنا الله ونعم الوكيل ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي)
قبل أن تتجرأ وترمي صحابي جليل سأعرفك به ان كنت تجهله بالشرك لترقيع وتزين شبهات العذر بالجهل في الشرك الأكبر
تعريف بالصحابي الجليل:-
فمعاذ بن جبل هذا رضي الله عنه أسلم وهو في سن الثامنة عشر, وشهد العقبة مع السبعين, وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله , وتوفي في سن الثالثة والثلاثون في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما في طاعون عمواس.
* حدث عنه أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ ابن جبل) رواه الإمام أحمد وغيره.
* وعن شهر ابن حوسب قال: قال عمر بن الخطاب: لو استخلفت معاذ ابن جبل فسألني عنه ربي عزوجل: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان بين أيديهم – أي معاذ – رتوة حجر. أي يتقدم عليهم بمقدار رمية حجر.
* وعن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود:
إن معاذ بن جبل كان أمة قانتاً لله حنيفاً.
* ومعاذ بن جبل هو الشاب الذي ائتمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمة اليمن حين بعثه إليها معلماً وقاضياً بعد غزوة تبوك, وشيعه ماشياً صلى الله عليه وسلم في مخرجه وهو راكب رضي الله عنه. * وعن معاذ بن جبل قال أبي بحرية:
دخلت مسجد حمص فإذا بفتي حوله الناس جعد قطط , فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ , فقلت من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل
* وعن أبي مسلم الخولاني قال: أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا , كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى قال: قلت لجليس لي: من هذا؟ قال هو معاذ بن جبل.
هذا هو معاذ بن جبل ... فمعاذ بن جبل رضي الله عنه يقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أعلم هذه الأمة.
يأتمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته يعلمها دين الله في اليمن وغيرها.
إن معاذ بن جبل يسبق العلماء يوم القيامة- كل العلماء- برتوة حجر.
إن معاذ بن جبل كان أمة لله حنيفاً قانتاً ولم يكن من المشركين.
هذا هو معاذ بن جبل الذي يتهمه المفترون بأنه يجهل التوحيد ويشرك بالله لجهله _ الله المستعان _ رموه بالجهل افتراءاً .. ولم ينسبوا ذلك لسوء فهمهم ...
فلا عذر بالجهل في الشرك الأكبر ... أما عذر الجهل في السائل الخفية مثل الصرف والعطف والفروع أما جهل الأصول فو الانتقال من من دائرة الاسلام إلى الكفر .. لأن أول شرط من شروط كلمة التوحيد العلم .. فمن أين يكون الجهل عذراً ... ؟؟؟؟؟
سأتابع توضيحاً لسجود التحية وسجود العبادة ...
ـ[أبو عمر]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 05:13]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث:- أخرج البزار عن معاذ بن جبل أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ورهبانهم. ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم وعلمائهم وفقهائهم , فقال لأي شيء تفعلون هذا؟ قالوا: هذه تحية الأنبياء قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه وسلم. فلما قدم على نبي الله صلى الله عليه وسلم سجد له. فقال: ما هذا يا معاذ؟ فقال: إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لأساقفتهم وقسيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم. ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم, فقلت: لأي شيء تصنعون هذا؟ أو تفعلون هذا؟ قالوا هذه تحية الأنبياء. قلت فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه وسلم. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم. لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرآة أن تسجد لزوجها من عظم حقه). الحديث.
هذا على فرض صحته , وقد علم أن كثيرة من علماء الحديث قد ضعفوه وأيضا الألباني ضعفه في السلسلة الضعيفة (2)
لا أدري من أين جاء الفهم السقيم لأنه سجود عبادة وليس سجود تحية؟؟؟ مع أن النص واضح ولكن ...
سجود العبادة: وهو لا يجوز إلا لله عزوجل لقوله تعالى: " ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر, لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " فصلت 37.
فمن سجد لغير الله – على نحو العبادة – كان مشركاً كافراً بالله كائنا من كان. وفي حديث عمرو بن عبسة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: (صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس وترتفع, فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفئ فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصرثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكافر). (5)
وهذا النوع من السجود من الشرك المحرم منذ الأزل , لم يختلف تحريمه, ومن عصر إلى عصر , أو من أمة إلى أمة ,أو من رسالة نبي إلى آخر.
وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل على سبيل التدين والقربى للإله.
سجود التحية: وهو ذلك الإسلوب الذي يمارس على نحو أو آخر على سبيل التحية إلى الكبير لعظم فضله أو مكانته. وهذا النوع من السجود لم يكن محرماً قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم , بل ذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة منه نماذج لها مشيراً إلى كونه كان مشروعاً , لا شيء فيه , ولا حرج , قال تعالى:
" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " البقرة 34.
وقال تعالى عن يوسف وإخوته:
" ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً " يوسف 100.
وبهذا يتبين خطأ من قال أن السجود كله كفراً ما دام لغير الله.هذا هو سجود التحية وحكمه:
أنه كان مشروعاً في الأمم السابقة بدليل الآيات المشار إليها: ثم نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فمن بذله على نحو التحية بعد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مرتكباً لمعصية الله عزوجل.
قال الجصاص رحمه الله في تفسير قوله تعالى:
" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا "
(وقد كان السجود جائزاً في شريعة آدم عليه السلام للمخلوقين ويشبه أن يكون قد كان باقياً إلى زمان يوسف عليه السلام فكان بينهم لمن يستحق ضرباً من التعظيم ويراد إكرامه وتبجيله بمنزلة المصافحة والمعانقة فيما بيننا وبمنزلة تقبيل اليد وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إباحة تقبيل اليد أخبار وقد روى الكراهة , إلا أن السجود لغير الله على وجه التكريم والتحية ونسوخ بما روت عائشة وجابر ابن عبد الله وأنس أن النبي عليه السلام قال (ما ينبغي لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرآة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها.) لفظ حديث أنس بن مالك.) أ. هـ (1)
وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل على نحو التوقير والتحية لا على سبيل التدين (2) وقد وقع في تاريخ الإسلام مثل هذه الأمور من بعض ملوك المسلمين (3) على سبيل التحية, المنهى عنها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان الأمر كذلك. فهل كان سجود معاذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبيل سجود العبادة أم التحية؟.
إن الحديث الشريف لدينا من صريح منطوقه أن معاذاً أتى الشام فوجد اليهود والنصارى يفعلون هذا لعلمائهم وأكابرهم ولما سألهم عن هذا قالوا: هذه تحية الأنبياء , قال: فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه وسلم.
نعم هكذا قالوا إنها تحية الأنبياء, فاعتبر معاذ ابن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بها لأنها تحية الأنبياء ولم يكن قد نهى عنها هو ولا غيره من المسلمين. فسبحان الله , هذا هو الحديث بصحيح منطوقه , وهذا هو الصحابي الجليل معاذ ابن جبل:
أسأل الله أن ييسر لنا سبيل الحق ويزيل الغمام والشبهات(/)
بيان تفضيل تعريف الإيمان بأنه قول وعمل على"قول باللسان واعتقد بالقلب وعمل بالأركان"
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:08]ـ
هذا كلام نفيس للعلامة سفر الحوالي من كتابه القيّم "ظاهرة الإرجاء" وأفردته لأهميته
قال حفظه الله:
والحاصل أن السلف وعلماء أهل السنة والجماعة في كل عصر إنما يستخدمون في منهج التفكير المنطق الفطري البدهي الذي ينقسم عمل الإنسان بحسبه قسمين: ظاهر وباطن.
فالباطن: قول القلب وعمله، والظاهر: قول اللسان وعمل الجوارح. [200]
فعلى هذا قالوا: الإيمان قول وعمل، أي: شامل للظاهر والباطن، لا سيما إذا ضممنا إلى ذلك ما هو معروف -بداهةً وفطرةً- من أن حقيقة الإنسان قسمان: قلب وأعضاء، وأعماله قسمان: أقوال وأفعال، فيكون أشمل عبارة أن يقال: قول وعمل بالقلب والأعضاء، وهذا هو مراد السلف قطعاً، وإنما اكتفوا عن آخر الجملة بأولها؛ لأن منهجهم الفطري في التفكير ومنهجهم البليغ في التعبير هو القصد إلى المطلوب بإيجاز دون العروج على ما هو معلوم بداهة.
وبهذا يظهر أن عبارة قول وعمل على إيجازها جامعة مانعة، لا من جهة أنها حد منطقي -أي تعريف للماهية- ولكن من جهة أنها كشف عن الحقيقة وبيان لها.
ولذلك فإنني -بعد طول تأمل- أختار هذه العبارة وأفضلها على عبارة: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان ونحوها، على أن تشرح بما أوضحنا آنفاً، ومن أسباب الاختيار:
أنها المنقولة عن متقدمي السلف، مع إيجازها وشمولها.
أن العبارة الأخرى لا تسلم أيضاً من الفهم الخطأ.
فإن فهم بعض الناس -المرجئة وغيرهم- أن: (قول وعمل) تعني قول اللسان وعمل الجوارح دون قول القلب وعمله أمر تنكره البديهة وترده، ولكن العبارة الأخرى توقع في لبس قلَّ من يفطن له ولا يستطيع كل أحد رده، وهو أن هذه الثلاثة- أي الاعتقاد والقول والعمل- منفصلة بعضها عن بعض، بمعنى أن الطاعات -التي هي فروع الإيمان وشعبه- على ثلاثة أقسام: قسم قلبي، وقسم لساني، وقسم عملي [201] وعلى هذا قد يفهم أنه يمكن أن يتحقق في الإنسان ركنان من ثلاثة بأن يتحقق لديه الاعتقاد والقول مع عدم العمل بالكلية، وهذا الذي جزم السلف باستحالة وقوعه.
وبيان ذلك يتضح من خلال تأمل كلام أحد علماء السنة المحققين- وهو الحافظ ابن حجر -رحمه الله- وهو من هو علماً وفهماً وإحاطة بأقوال السلف، فانظر إليه حين يقول- شرحاً لترجمة البخاري، وهو قول وفعل يزيد وينقص: فأما القول فالمراد به النطق بالشهادتين، وأما العمل فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح ليدخل الاعتقادات والعبادات. ومراد من أدخل ذلك في تعريف الإيمان ومن نفاه إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى.
فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقص كما سيأتي.
والمرجئة قالوا: هو اعتقاد ونطق فقط.
والكرامية قالوا: هو نطق فقط.
والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد، والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحته، والسلف جعلوها شرطاً في كماله.
وهذا كله كما قلنا بالنظر إلى ما عند الله تعالى، أما بالنظر إلى ما عندنا فالإيمان هو الإقرار فقط، فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا ولم يحكم بكفره إلا إن اقترن به فعل يدل على كفره كالسجود للصنم .. الخ
فقارئ كلامه يفهم منه التناقض بين تعريفي السلف في موضوع العمل، فإنه في التعريف الأول: قول وعمل يعتبر ركناً، في حين أنه حسب التعريف الأخير: اعتقاد وقول وعمل ليس إلا شرط كمال فقط.
ويفهم منه -كذلك- أن الفرق بين المرجئة والسلف، أن السلف: زادوا على تعريف المرجئة العمل وجعلوه شرط كمال، وعليه فمن ترك العمل بالكلية فهو عند المرجئة مؤمن كامل الإيمان، وعند السلف مؤمن تارك لشرط الكمال فحسب.
ويمكن أن نفهم منه أيضاً أن تعريف المرجئة والمعتزلة أوجه من تعريف السلف، لأن المرجئة عرفوه بركنين والمعتزلة بثلاثة والسلف عرفوه -حسب فهمه- بركنين وشرط كمال، والتعريفات إنما تذكر الأركان لا الشروط
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:11]ـ
وسمعت قديما كلاما للشيخ العلامة محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - يفضل التعريف المذكور .. والله أعلم.(/)
طليعة دفاع (أهل العدل والصواب) على سلامة دعوة الإمام (محمد بن عبدالوهاب)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن الله تعالى لما أرسل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أرسله بدين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، كما قال تعالى: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)، وقد أظهر الله تعالى بدعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الدين، وأكمل الله به الشريعة، وأظهر به الحجة، وأبان به المحجة، وتوفاه الله تعالى ودينه باقٍ منصور إلى قيام الساعة مع طائفة يسيرون على نهجه، ويقتفون أثره وهم الطائفة المنصورة، كلما تباعد عهد الناس عن الحق هيأ الله تعالى له من ينصر الدين، ويجدد سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
هذا وإن من أعلام المجددين في القرون المتأخرة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، فقد ظهرت دعوته في وقت غلب على كثير من العالم الإسلامي الشرك والبدعة، وأغلال الجهل والهوى، فدعا الناس إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر ما خالف هدى النبي صلى الله عليه وسلم من البدع والشركيات، وكشف للناس عما خفي على كثير من الناس من أدلة الكتاب والسنة، التي طالما صد عنها الناس علماء الضلالة، تحت وطأة التقليد الأعمى المذموم، وتسليم الدين لآراء الرجال.
فكان عماد دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب: الرجوع إلى الكتاب والسنة، ونبذ الشرك والبدعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحقق الله له وعده بنصرة من نصر دينه، فأقام الله تعالى به دولة نصر الله بها الإسلام، وانتفع بها الأنام، وصارت مرجعاً للمسلمين، وخير من يرعى من البشر بلاد الحرمين، وانتفع بدعوته كثير من المسلمين في سائر البلدان.
لهذا كله كان الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى عرضة لتطاول خصوم الحق من شياطين الإنس والجن، ولطعن الطاعنين من أهل الأهواء والتقليد، فافتروا عليه وعلى دعوته بما لا يروق ببال، ولا يخطر بعقل من يدري ما يُفعل ويقال!، وبما لا أصل له من الكذب الظاهر لكل من عرف حقيقة الدعوة، فكان من كبير الدلائل على سلامة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب شهادات العدول الثقات، والعلماء الأثبات، وأهل الإنصاف في الأحكام والشهادات، فصنفوا حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى المصنفات العديدة، واعتنوا بها أشد العناية عبر السنين المديدة، وردوا على الخصوم وكشفوا أباطيلهم.
وتسهيلاً للوقوف على شهادات من لا ترد شهادته من الثقات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وحصر مصنفاتهم، أحببت أن أساهم في هذه الطليعة بذكر من وقفت عليه ممن صنّف في الثناء على الإمام محمد بن عبدالوهاب، ولم أقصد من تكلم عليه بالثناء في أطراف كلامه ومؤلفاته ومقالاته، فهذا مما لا يُستطاع حصره وجمعه، ولكن أحببت أن أجمع من صنف حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب من جميع جوانبها، في هذه الورقات المختصرة التي سميتها:
طليعة
دفاع أهل العدل والصواب
على سلامة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
واللهَ أسأل أن يبارك لي في الوقت والعافية حتى أخرج الكتاب على وجهه المراد، متكلماً عن كلّ مؤلفٍ صُنّف حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بالثناء والاعتراف لها بالسلامة، هذا والله أعلم، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:14]ـ
أثنى على دعوة الإمام المجدد كثير من العلماء والأعيان من مختلف البلدان وردوا على شبهات المنكرين ودعاوى المعارضين فرأيت أن أجمع كتب المؤيدين لهذه الدعوة الرادين على شبهات الجاهلين المتعالمين ليعلم السنى ما هيأ الله لهذه الدعوة من الأنصار فمنهم:
1 - الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رد على أخيه سليمان في كتابه (مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد).
2 - أحمد بن مانع رد على عبدالله المويس أحد خصوم الدعوة
3 - محمد بن غيهب ومحمد بن عيدان كتبا رسالة إلى المويس ينصحانه ويدعوانه إلى دعوة التوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - كتب كل من العلماء محمد بن علي بن غريب وحمد بن معمر وعبدالله بن محمد بن عبدالوهاب كتابا بعنوان "التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق".
5 - العلامة مؤرخ نجد حسين بن غنام الأحسائي كتب قصيدة في الرد على محمد بن فيروز وله روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام.
6 - العلامة حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر كتب ردودا كثيرة منها "النبذة الشريفة النفيسة في الرد على القبوريين" (الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب) و (التحفة المدنية في العقيدة السلفية) وله مشاركة في كتاب (التوضيح عن توحيد لخلاق)
7 - الشيخ عبدالعزيز بن حمد كتب رسالة في الرد على الرسالة المسماة (المسائل الشرعية إلى علماء الدرعية) سماها ب "الأجوبة السنية على الأسئلة الحفظية".
8 - الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب كتب كتابا مهما في الرد على بعض الزيدية سماه (جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية).
9 - الشيخ أحمد بن محمد الكتلاني في كتابه (الصيب الهطال في كشف شبه ابن كمال)
10 - محمد بن ناصر الشريف التهامي اليماني كتب ردا على ابن جرجيس سماه (إيقاظ الوسنان على بيان الخلل الذي في صلح الإخوان".
11 - الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين كتب (تأسيس التقديس في الرد على داوود بن جرجيس).
12 - العلامة الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ له ردود كثيرة على الطاعنين في الدعوة منها (القول الفصل النفيس في الرد على داود بن جرجيس) و (المورد العذب الزلال في كشف شبه أهل الضلال) و (بيان المحجة في الرد على اللجة) وله نظم في الرد على نظم ابن منصور.
13 - الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن مانع له قصيدة في الرد على قصيدة ابن منصور انتصر فيها لدعوة التوحيد.
14 - العلامة الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ كتب عدة كتب في الرد على المناوئين لهذه الدعوة منها: "منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس" و "تحفة الطالب والجليس في الرد على ابن جرجيس"، "فتح الملك الوهاب في رد شبه المرتاب" و "مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام" و "البراهين الإسلامية في رد الشبه الفارسية" و "إتمام المنة في ذم اختلاف الأمة" و "الإتحاف في الرد على الصحاف" وله قصيدة في الرد على ابن منصور وله أخرى في الرد على البولاقي المصري.
15 - الشيخ عبدالعزيز بن حسن الفضلي له قصيدة في الرد على ابن منصور.
16 - الشيخ صالح بن محمد الشثري له كتاب "تأييد الملك المنان في نقض ضلالات دحلان".
(قلت) وقد رد على كتب دحلان - وهي دستور الصوفية والقبوريين فى الرد على هذه الدعوة - عدد من العلماء من شتى البلدان منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1 - الشيخ العلامة صالح بن محمد الشثري كما في كتابه السابق
2 - العلامة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى الحنبلي في كتابه (تلخيص الكلام في الرد على أحمد زيني دحلان)
3 - حسان الدعوة وشاعرها شيخ المشايخ العلامة سليمان بن سحمان نظم قصيدة في الرد على دحلان أسماها (المواهب الربانية في الانتصار للطائفة الوهابية ورد أضاليل الشبه الدحلانية) تزيد أبياتها عن الخمسمائة
4 - العلامة الفقيه زيد بن محمد آل سليمان في كتابه (فتح المنان في نقض شبه الضال دحلان)
5 - العلامة الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه (صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان)
6 - الشيخ عبدالكريم بن فخر الدين الهندي في كتابه (الحق المبين في الرد على اللهابية المبتدعين)
17 - العلامة إسحاق بن الشيخ عبدالرحمن بن حسن في كتابه (حقيقة دعوة الإمام المصلح محمد بن عبدالوهاب) وله رد على أمين بن حنش البغدادي.
18 - العلامة الشيخ حمد بن علي بن محمد بن عتيق نظم قصيدة في الرد على ابن منصور وله رسالة (سبيل النجاة والفكاك) في الرد على بعض المعترضين
19 - العلامة الشيخ حسين بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب نظم قصيدة رائية في الرد على أمين بن حنش وله قصيدة في الرد على النبهاني.
20 - العلامة الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ له (كتاب دعوة الشيخ ومناصروها).
(يُتْبَعُ)
(/)
21 - العلامة الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن نظم قصيدة في الرد على أمين بن حنش البغدادي تبلغ أبياتها أربعة وتسعين بيتا.
22 - العلامة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى رد على المعاندين فى كتب كثيرة منها (الرد على ما جاء في خلاصة الكلام من الطعن في الوهابية والافتراء لدحلان) و (الرد على شبهات المستغيثين بغير الله) و (تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والحلبي) وله قصيدة في الرد على ابن منصور في مدحه لابن جرجيس.
23 - العلامة الشيخ محمود شكري الألوسي له كتاب (غاية الأماني في الرد على النبهاني) و (فتح المنان تتمة منهاج التأسيس رد صلح الإخوان) وهوتتمة لرد الشيخ عبداللطيف (منهاج التأسيس) وله (تارخ نجد) و (الآية الكبرى على ضلال النبهاني في رائيته الصغرى).
24 - العلامة الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى نظم قصيدة في الرد على رائية النبهاني في نحو مئتى بيت.
25 - حسان الدعوة العلامة الشيخ سليمان بن سحمان له الكثير من الردود علي الطاعنين في دعوة الشيخ منها " الصواعق المرسلة الشهابية في الرد على الشبه الشامية) و (الضياء الشارق في رد شبهات المازق المارق) و (الأسنة الحداد في الرد على علوى الحداد) و (البيان المجدي لشناعة القول المجدي) و (كشف غياهب الظلام عن جلاء الأوهام) و (تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب والمين) وله قصائد كثيرة في الرد على الطاعنين في الدعوة مثل: دحلان والزهاوي والنبهاني والعجلي وغيرهم وله (تتمة تاريخ نجد).
26 - العلامة عبدالكريم بن فخر الدين الهندي كتب ردا مفحما على دحلان بعنوان (الحق المبين في الرد على اللهابية المبتدعين)
27 - العلامة حمد بن ناصر بن عثمان آل معمر صنف (التحفة المدنية في العقيدة السلفية) وله (الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب) و (النبذة الشريفة في الرد على القبوريين) وله رحمه الله مشاركة في كتاب (التوضيح عن توحيد الخلاق)
28 - العلامة الشيخ ناصر بن سعود الشويمي له قصيدة تزيد عن أربعين بيتا في الرد على أمين بن حنش البغدادي
29 - العلامة الشيخ محمد رشيد رضا الأزهري كتب (السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة) وهو دفاع عن هذه الدعوة وله رسالة (الوهابيون والحجاز) وقد نشر الكثير من كتب أئمة الدعوة في مطبعته بمصر وله الكثير من المقالات في نصرة الدعوة بمجلته المنار
30 - الشيخ محمد بن عثمان الشاوي له رسالة في الرد على أحد خصوم الدعوة بعنوان (القول الأسد في الرد على الخصم الألد) وله قصائد في الرد على الطاعنين في الدعوة المباركة
31 - العلامة الفقيه شيخ بعض مشايخنا إمام الحرم المكي عبدالظاهر أبو السمح له رد على المخالفين للدعوة بعنوان (الرسالة المكية في الرد على الرسالة الرملية)
32 - العلامة الشيخ محمود شويل كتب ردا على أحد المعاندين بعنوان (القول السديد في قمع الحرازي العنيد)
33 - الأستاذ الشيخ مسعود الندوي لد رد على المعاندين سماه (محمد بن عبدالوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه)
34 - الشيخ العلامة فوزان بن سابق السابق له رد على أحد المعاندين بعنوان (البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار)
35 - الشيخ محمد بن علي تركي له رد على أحد خصوم الدعوة بعنوان (النفخة على النفحة والمنحة)
36 - العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار له رسالة في الرد على الاسكندراني بعنوان (نظرة في النفحة الزكية)
37 - الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم السويح له قصيدة في الرد على النبهاني
38 - الشيخ صالح بن أحمد له رد على أحد المعارضين بعنوان (تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور بالقرآن والحديث)
39 - الأديب مصطفى صادق الرافعي له كتاب (الدعوة والدعاة في الإسلام) في الثناء على هذه الدعوة.
40 - العلامة الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي له عدة ردود على المناوئين منها (الشيخ محمد بن عبدالوهاب مجدد القرن الثاني عشر المفترى عليه) و (الشيخ محمد بن عبدالوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه) و (تنزيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصل الضلال والكفران) و (نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين)
41 - العلامة الشيخ شيخ بعض مشايخنا محمد حامد الفقي الأزهري له كتاب (أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها) وقام بنشر الكثير من كتب أئمة الدعوة بمطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر.
42 – العلامة الشيخ شيخ بعض مشايخنا الدكتور محمد خليل هراس كتب ردا على الدكتور محمد البهى في نقده لهذه الدعوة المباركة بعنوان (الحركة الوهابية رد على مقال للدكتور محمد البهى في نقد الوهابية)
43 - العلامة الشيخ محمد بهجة الأثري العراقي له كتاب (محمد بن عبدالوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث)
44 - الشيخ بشير الدين القنوجي له (الصواعق الإلهية لطرد الشياطين اللهابية)
45 - العلامة الشيخ محمد سلطان المعصومي له رسالة (أجوبة المسائل الثمان في السنة والبدعة والكفر والإيمان)
46 - الشيخ محمد إسماعيل الغرنوي له رسالة (التحفة الوهابية)
47 - الشيخ محمد بن إبراهيم الجوناكري له عدة كتب في نصرة الدعوة (برءت محمدي) و (أنصار محمدي) و (حج محمدي) و (قبيلة محمدي) و (توحيد محمدي)
48 - الشيخ ثناء الله الأمر تسري له رسالة (نظرة على الحركة الوهابية) وله (التحفة النجد ية)
49 - العلامة الشيخ المشارك شيخ بعض مشايخنا محمد تقى الدين الهلالي المغربي له كتاب في نصرة الدعوة والرد على المناوئين بعنوان (الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق)
50 - الشيخ محمد داود الغرنوي له (تحفة نجد)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:15]ـ
51 - العلامة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز له رسالة قيمة بعنوان (الإمام محمد بن عبدالوهاب دعوته وسيرته)
52 - العلامة الفقيه عطية محمد سالم المصري ثم المدني في مقدمة كتاب (الإمام محمد بن عبدالوهاب دعوته وسيرته) للعلامة الشيخ ابن باز
53 - العلامة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري له كتاب في نصرة الدعوة بعنوان (حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآثاره العلمية)
54 - شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان له رسالة في الدفاع عن دعوة الشيخ الإمام والرد على أبى زهرة بعنوان (من أعلام المجددين) وله شروح على كتب أئمة الدعوة
55 - العلامة الشيخ محمد أمان الجامي له رسالة (العقيدة الإسلامية وتاريخها) وله شروح على كتب الإمام في التوحيد واعتناء بكتب أئمة الدعوة.
56 - الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين له عدة رسائل منها (الرسائل الشخصية عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب) و (الشيخ محمد بن عبدالوهاب حياته وفكره)
57 - الدكتور عمر بن سليمان الأشقر له رسالة (نظرة في تاريخ العقيدة)
58 – العلامة الشيخ محمد جميل زينو له رسالة في نصرة الدعوة بعنوان (دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بين المعارضين والمنصفين والمؤيدين)
59 – العلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ له رسالة (اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الكتاب والسنة) وله كتاب " هذه مفاهيمنا " وهو رد على أحد خصوم هذه الدعوة محمد علوي المالكي وله العناية الفائقة بمؤلفات جده الإمام محمد بن عبدالوهاب بالتدريس والتأليف.
60 – عبدالكريم الخطيب في كتابه " الشبهات التي أثيرت حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب والرد عليها".
61 – معالي الدكتور محمد بن سعد الشويعر في كتابه " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية".
62 - العلامة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر في كتابه " منهج شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في التأليف".
63 - العلامة الدكتور ربيع بن هادي بن عمير المدخلي في كتابه " دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب نقد لحسن المالكي ".
64 - معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله العبود في كتابه " عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في العالم الإسلامي".
65 - الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الحصين له عدة كتب في الرد على المخالفين منها "دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب سلفية لا وهابية" و "إمام وأمير ودعوة لكل العصور: الإمام محمد بن عبدالوهاب والأمير محمد بن سعود".
66 - الدكتور محمد بن ناصر الشثري له كتاب في نصرة الدعوة بعنوان " الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية".
67 - الدكتور محمد بن عبدالله السلمان له كتب في نصرة الدعوة منها " حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب" و " دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تاريخها- مبادؤها- أثرها".
68 - الدكتور حمود بن أحمد الرحيلي له كتاب "أثر الدعوة السلفية في توحيد المملكة العربية السعودية".
69 - اللواء الركن محمود شيت خطاب في كتابه "الإمام محمد بن عبدالوهاب في الموصل".
70 - الدكتور إبراهيم بن عثمان الفارس في كتابه "أهداف دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
71 - العلامة عمران بن علي بن رضوان الشافعي في كثير من قصائده منها قصيدة "أنا المقر بأنني وهابي " وله قصيدة أخرى في الرد على أعداء الشيخ.
72 – العلامة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي أثنى على الدعوة في كتابه "قطف الجنى المستطاب شرح عقيدة المجدد محمد بن عبدالوهاب" وله جهود رفيعة في العناية بمؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب بالتدريس في المكتبة السلفية بصامطة.
73 - الدكتور ناصر بن إبراهيم بن عبدالله التويم في كتابه " محمد بن عبدالوهاب: حياته ودعوته في الرؤية الاستشراقية، دراسة نقدية"
74 - الدكتور عبدالله الحامد العلي الحامد، في كتابه " الشعر في ظلال دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب"
75 - الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الحقيل في كتابه "حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحقيقة دعوته"
76 - العلامة الفقيه صالح بن عبدالرحمن الأطرم في كتابه "اعتماد فقه دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الكتاب والسنة" وله الجهد المشرّف في تدريس كتب الإمام حتى وفاته رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
77 - الدكتور الشيخ ناصر بن عبدالكريم العقل في كتابه "إسلامية لا وهابية".
78 - الأستاذ الحافظ محمد أمين في كتابه " القول الفيصل".
79 - الدكتور عبدالرحمن بن راتب عميرة الأزهري في كتابه "الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
80 - الشيخ مناع القطان الأزهري في كتابه "اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الكتاب والسنة".
81 - الدكتور وهبة الزحيلي الدمشقي له كتاب في نصرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بعنوان "تأثر الدعوات الإصلاحية الإسلامية بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
82 - الدكتور محمد السعيد جمال الدين في كتابه "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأصداؤها في فكر محمد إقبال".
83 - الأستاذ محمد يوسف في كتابه "الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومماثلتها بشبهات أثيرت حول دعوة المودودي رحمهما الله"
84 - الشيخ عبدالله بن محمد المطوع في كتابه "الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأعلامها من بعده.
85 - عبدالرحمن بن يوسف الرحمة في كتابه "المستطاب في أسباب نجاح دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب.
86 - الدكتور محمد بن هادي بن علي المدخلي في كتابه" الإقناع بما جاء عن أئمة الدعوة من الأقوال في الإتباع".
87 - الشيخ صلاح الدين بن محمد آل الشيخ في كتابه "كشف الأكاذيب والشبهات عن دعوة المصلح الإمام محمد بن عبدالوهاب".
88 - العلامة الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد في كتابه "الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، دعوة ومنهج"
89 - الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار في كتابه "محمد بن عبدالوهاب".
90 - الدكتور أحمد بن عبدالكريم نجيب الإدلبي في كتابه "فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
91 - الأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل في كتابه " داعية التوحيد محمد بن عبدالوهاب".
92 - الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان في كتابه "خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب"
93 - الدكتور عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف في كتابه "دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عرض ونقد". وفيه تفنيد لكثير من شبه المخالفين.
94 - الدكتور التهامي نقرة في كتابه "محمد بن عبدالوهاب ودعوته إلى التوحيد".
95 - الأستاذ أمين سعيد في كتابه "سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
96 - الأستاذ نبيل محمود المصري في كتابه " إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية"
97 - الشيخ محمد بن صالح المنجد في كتابه " ما هي الوهابية".
98 - الدكتور خالد بن علي الحاج في كتابه " معاول الهدم والمنكرات ".
99 - الأستاذ إسماعيل أحمد في كتابه " تأثر الدعوية الإصلاحية الإسلامية في تايلند بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
100 - الأستاذ نجيح عبدالله في كتابه " تأثر الإصلاحية في أندونيسيا بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:18]ـ
101 - الأستاذ عبدالرحمن بن حماد العمر في كتابه "حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ونماذج من رسائله وشهادات علماء الحرمين له".
102 - الشيخ عبدالفتاح بن مقلّد الغنيمي في كتابه " أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في غرب أفريقيا".
103 - الدكتور محمد بن علي الصلابي في كتابه " التمكين في القرآن الكريم".
104 - الدكتور عبدالرحمن بن علي العريني في كتابه "الأساليب التربوية المستمدة من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
105 - الأستاذ أبو المقرن ابن عبدالجليل في كتابه "علماء أهل الحديث في الهند وموقفهم من دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب والدولة السعودية"، وكتابه "دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بين مؤيديها ومعارضيها في شبه القارة الهندية"
106 - الأستاذ كامل بن محمد بن محمد عويضة المصري في كتابه "الإمام محمد بن عبدالوهاب شيخ المجددين في العصر الحديث".
107 - المؤرخ حمد الجاسر في كتابه " المرأة في حياة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
108 - الأستاذ فهد بن ناصر الجديد في كتابه " وعلت راية التوحيد، رواية تاريخية تحاكي سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".
109 - الأستاذ عبدالوهاب فتال في كتابيه "الداعية الأكبر إمام الإسلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب" و " ضرب الانتصار".
(يُتْبَعُ)
(/)
110 - الأستاذ خالد بن أحمد الزهراني في كتابه " محمد بن عبدالوهاب وآل البيت عليهم السلام".
111 - الشيخ أحمد القطان ومحمد الزيد في كتابهما "إمام التوحيد الشيخ محمد ابن عبدالوهاب الدعوة والدولة".
112 - الدكتور أحمد بن محمد الضبيب في كتابه " آثار الشيخ محمد بن عبدالوهاب " وهو رصد لمؤلفات الشيخ الإمام ولمن ترجم له.
113 - الدكتور محمد كامل الظاهر في كتابه " الدعوة الوهابية وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث".
114 - الشيخ سليمان بن صالح الخراشي في كتابه " ثناء العلماء على كتاب الدرر السنية" وله جهود في الرد على خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
115 - الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم السكندري في كتابه " خواطر حول الوهابية".
116 - الشيخ العلامة الدكتور ربيع بن هادي المدخلي في كتابه " دفع أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب " وهو رد على حسن فرحان المالكي الطاعن في دعوة الإمام.
117 - شيخنا العلامة عبدالله بن إبراهيم بن عثمان القرعاوي في رسالته " الدعوة _ أئمة الدعوة " وله الكثير من الرسائل في الثناء على دعوة الشيخ كما له الجهد المشرف في تدريس كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة.
118 - شيخنا الفاضل عبدالعزيز بن فيصل الراجحي في كتابه " قمع الدجاجلة الطاعنين في أئمة الإسلام الحنابلة " وهو رد على أحد خصوم الدعوة.
119 - الدكتور الأزهري عبدالحليم عويس في كتابه " أثر دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر "
120 - المستشار المصري عبدالحليم الجندي في كتابه " الإمام محمد بن عبدالوهاب " أو " انتصار المنهج السلفي "
121 - الأستاذ عبدالله بن سعد الرويشد في كتابه " الإمام محمد بن عبدالوهاب في التاريخ ".
122 - الشيخ محمد كمال جمعة في كتابه " انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب خارج الجزيرة العربية "
123 - الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في كتابه " تأملات في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
124 - الشيخ مسلم بن حمود الجهني في كتابه " أثر حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العلم الإسلامي ".
125 - محمد بن عبدالله السلمان في كتابه " حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
126 - الشيخ حسين خلف الشيخ خزعل في كتابه " حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
127 - محمد العقيلي في كتابه " حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآثاره العلمية ".
128 - عبدالوهاب فتال في كتابه " الداعية الأكبر إمام الإسلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
129 - عبدالله بوقس في كتابه " دعوة الحق ".
130 - الدكتورة الفاضلة آمنة محمد نصر في كتابها " الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة ".
131 - الشيخ محمود مهدي الاستانبولي في كتابه " الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب ".
132 – الدكتورة ميرفت كامل آسرة في رسالتها الجامعية " احتساب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
133 - الأستاذ رجب حجازي محمد حجازي في رسالته للماجستير " الجوانب الإعلامية في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
134 - الدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش في رسالته للدكتوراة " أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الحياة الفكرية والأدبية بجنوبي الجزيرة العربية ".
135 - الدكتورة الفاضلة مي بنت عبدالعزيز العيسى في رسالتها للدكتوراة " الحياة العلمية في نجد من قيام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري "
136 - الدكتور أحمد بن عبدالعزيز البسام في رسالته للدكتوراة " الحياة العلمية في نجد في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجرتين وأثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فيها ".
137 - الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود في كتابه " رسائل أئمة دعوة التوحيد " وقد ضمنه رسائل لزعماء الدعوة وفيها الحث على التوحيد والتحذير من الشرك.
138 - الدكتور محمد عبدالرزاق خير الله في رسالته للماجستير " دراسة المستشرقين للجوانب العقدية والفكرية من حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
139 - الدكتور محمد بن علي السكاكر في رسالته للماجستير " دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوة الشيخ عثمان فودي دراسة تاريخية مقارنة ".
140 - الأستاذ نوال الشريف طلال في رسالته للماجستير " دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلاقتها بأهم حركات الإصلاح في العالم الإسلامي ".
141 - الشيخ صالح بن محمد الحسن في رسالته للماجستير " فقه محمد بن عبدالوهاب ".
142 - الشيخ عبدالمحسن بن عثمان الباز في رسالته للماجستير " رسائل الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله دراسة دعوية ".
143 - شيخنا الدكتور مسعد مساعد الحسيني في رسالته للماجستير " منهج محمد بن عبدالوهاب في التفسير وتحقيق جزء من تفسيره ".
145 - الدكتور محمد بن عبدالله النويصر في رسالته للدكتوراة " المعارضة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الأحساء ".
146 - الدكتور محمد بن عبدالله السكاكر في رسالته للماجستير " محمد بن عبدالوهاب ومنهجه في الدعوة ".
147 - الدكتور محمد بن عبدالله السلمان في رسالته للماجستير " محمد رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ".
148 - الدكتور محمد بن عبدالله النويصر في رسالته للماجستير " المعارضة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في نجد عام 1233ه / 1818م ".
149 - الشيخ عبدالله يوسف الشبل في كتابه " الشيخ محمد بن عبدالوهاب، حياته ودعوته ".
150 - الشيخ علي الطنطاوي في كتابه " محمد بن عبدالوهاب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:19]ـ
151 - الأستاذ عبدالكريم الخطيب في كتابه " محمد بن عبدالوهاب، العقل الحر والقلب السليم ".
152 - الأستاذ حسين أحمد حسون في رسالته " محمد بن عبدالوهاب ".
153 - الشيخ عبدالرحمن الجطيلي في كتابه " نبذة مختصرة عن حياة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ".
154 - الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد في كتابه " الوهابية حركة الفكر والدولة الإسلامية ".
155 - الدكتور محمد أحمد درنيقة في كتابه " الشيخ محمد بن عبدالوهاب
رائد الدعوة السلفية في العصر الحديث مع أشهر الأئمة المؤسسين للمملكة العربية السعودية ".
156 - الأستاذ خالد بن أحمد الزهراني في كتابه " محمد بن عبدالوهاب وآل البيت عليهم السلام ".
157 - الدكتور عبدالله بن محمد بن عبدالمحسن المطوع في كتابه " الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأعلامها من بعده ".
158 - الأستاذ أبو العلا راشد بن أبي العلا راشد في كتابه " ضوابط تكفير المعين عند شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبدالوهاب وعلماء الدعوة الإصلاحية ".
159 - شيخنا العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك في رسالته " حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ".
160 - الدكتور عصام بن عبدالله السناني في كتابه " حقيقة الولاء والبراء في الكتاب والسنة بين تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وبراءة دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب من الطائفتين ".
161 - شيخنا الفاضل بدر بن علي بن طامي العتيبي في كثير من رسائله " موافقات الثقات لكلام الإمام محمد بن عبدالوهاب " و " طوق الجيد شرح مسائل كتاب التوحيد " و " الوهابية ليست حوزة رافضية أو طريقة صوفية " وله الكثير من الرسائل و القصائد في الرد على المناوئين لهذه الدعوة المباركة كما له الجهد المشرف في تدريس كتب أئمة الدعوة.
162 - الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز بن محمد التويجري في رسالته " صفحات تربوية مشرقة من دعوة الإمامين المصلحين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود " كما حقق عدة رسائل في الثناء على هذه الدعوة ضمن سلسلة
(تقريب الدعوة الإصلاحية لعموم الأمة الإسلامية) وهى سلسلة تهدف إلى تقريب الدعوة الإصلاحية وتوضيحها وتبسيطها للعامة وتسهيلها وجعلها قريبة بين أيديهم وقد صدر من هذه السلسلة بتحقيق الأستاذ التويجري:
1 - محمد بن عبدالوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث لمحمد بهجة الأثري.
2 - الحركة الوهابية رد على مقال للدكتور / محمد البهي في نقد الوهابية لمحمد خليل هراس.
3 - أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها لمحمد حامد الفقي.
4 - جمهرة مقالات علماء العالم الإسلامي عن الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية (جمع الشيخ التويجري).
5 - حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لحسين خلف الشيخ خزعل.
6 - دعوة الشيخ ومناصروها ويليه علماء الدعوة للشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ.
7 - الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية لجميع إخواننا الموحدين من أهل الملة الحنيفية والطريقة المحمدية لسليمان بن سحمان.
163 - الأستاذ سلطان بن عبدالرحمن العيد في رسالته " مزايا دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب " وهى في الأصل محاضرة فرغت ثم نشرت.
164 - العلامة الشيخ عبدالقادر بن حبيب الله خير السندي رد على أحد الطاعنين في هذه الدعوة في رسالته " الضوء القرآني والسني على عقيدة النبهاني ".
165 - العلامة المجاهد الناصح حمود بن عبدالله بن حمود التويجري رد على بعض خصوم الدعوة في عدة كتب منها " الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي " و " إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة " وهو رد على أحمد بن محمد الغماري.
166 - العلامة المحقق ذهبي العصر عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رد على أحمد خصوم الدعوة في كتابه " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " وهو رد على جهمي العصر ومريسي القرن محمد زاهد الكوثري.
167 - الدكتور أحمد بن جزاع الرضيمان في رسالته الجامعية " منهج الإمام محمد بن عبدالوهاب في مسألة التكفير ".
(يُتْبَعُ)
(/)
168 - الأستاذ عبدالرحمن دمشقية في رسالته " الأحباش والوهابية " كما أن له الكثير من الردود العلمية على الطاعنين في هذه الدعوة منها " الطريقة الرفاعية " و " حقائق خطيرة عن الطريقة النقشبندية ".
169 - شيخنا العلامة محمد أبو خبزة الحسني التطواني له بعض الردود على المناوئين منها " صحيفة سوابق وجريدة بوائق " و " الزنيم المقبوح في هجاء محمود سعيد ممدوح " و " كلمتان لشيخنا أبي أويس في المدعو السقاف ".
170 - شيخنا المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد له رد على أحد المناوئين " فتح الواحد العلي في الدفاع عن صحابة النبي " وهو رد على حسن بن فرحان المالكي.
170 - الأستاذ عبدالعزيز بن ريس الريس رد على بعض المعاندين لهذه الدعوة منها " تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد " و " الحجج السلفية في الرد على آراء ابن فرحان المالكي البدعية ".
171 - الأستاذ أحمد أباطين في مذكرته " الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية ".
172 - الشيخ ناصر الدين الحجازي في رسالته " النفحة على النفحة ".
173 - الشيخ أبو اليسار الدمشقي الميداني في رسالته " نظرة في النفحة الزكية في الرد على الوهابية ".
174 - الشيخ محمد بن حسن المرزوقي القطري له رد على النبهاني في تهجمه على شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد رشيد رضا وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.
175 - الأستاذ محمد آل إسماعيل في كتابه " منهج علماء الدعوة النجدية السلفية في الفقه والفتوى ".
176 - الدكتور ناصر بن سليمان السعوي في رسالته للماجستير " الإمام عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب في تقرير العقيدة مع دراسة وإخراج كتاب " جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية ".
177 - الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد السناني له نظم في الدفاع عن الإمام محمد بن عبدالوهاب.
178 - الشيخ عبدالله بن محمد بن عثمان بن عبدالله بن دخيل له رسالة إلى تلميذه عبدالله بن إسماعيل ينهاه فيها عن مجالسة من لم يكن مواليا لدعوة الشيخ.
179 - الشيخ علي بن سليمان بن حلوة آل يوسف له قصيدة في الرد على أمين حنش البغدادي وله قصيدة في الرد على النبهاني.
180 - الشيخ سليمان له رد على حسن الكاظمي في مسألة البناء على القبور ودعاء الصالحين.
181 - الأستاذ عبدالهادي بن عبداللطيف الخليف في رسالته للماجستير " جهود علماء الدعوة السلفية في نجد في الرد على المخالفين من بداية القرن الثالث عشر إلى منتصف القرن الرابع عشر ".
182 - الشيخ عبدالله بن محمد السند في رسالته للماجستير " جهود علماء نجد في تقرير الولاء والبراء في القرن الثالث عشر الهجري ".
183 - الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الشدي في رسالته للماجستير " جهود علماء نجد في تقرير توحيد العبادة والتحذير من الشرك في القرن الثالث عشر الهجري ".
184 - الشيخ فهد بن محمد السليم في رسالته للماجستير " جهود علماء نجد رحمهم الله في بيان نواقض الإسلام في القرن الثالث الهجري ".
185 - الشيخ رياض بن حمد العمري في رسالته للماجستير " منهج أئمة الدعوة في نجد في توحيد الأسماء والصفات من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى آخر القرن الرابع عشر الهجري ".
186 - الشيخ هشام بن فهمي بن موسى العارف في رسالته " دعوتنا سلفية لا وهابية ".
187 - السيد حسن قاري الحسيني في رسالته " الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب "
188 - شيخنا الناصح رياض بن عبدالمحسن بن سعيد الحنبلي النجدي رد على الطاعنين في هذه الدعوة المباركة في كثير من الرسائل منها "الدرر السنية في رد الشبهات العصرية عن أئمة الدعوة النجدية " و " موقف الجماعات الحزبية من أئمة الدعوة الإصلاحية " و " فتح الرحمن في الدفاع عن سليمان بن سحمان " و " مناقب علماء آل الشيخ وما انفرد به بعضهم عن بعض " و رسالته للماجستير " جهود الشيخ سليمان بن عبدالله في علم الحديث ".
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:21]ـ
الخاتمة
في ختام هذا الجمع المختصر، أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في كشف الارتياب عن قلب من خالجه الشك في سلامة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وإن رجلاً يثني عليه ما يزيد على مائة عالمٍ ومصلحٍ وكاتب بسلامة الديانة والدعوة، وحسن أثره على العالم الإسلامي ولا أقول على قطرٍ دون قطر، أن هذا الرجل رجلٌ عظيم، وأن من شنأه أو افترى عليه إنما هي نزغة شيطان ألقاها على قلب إنسان فتكلم بهوى أو بجهل، والله المستعان.
وإني أعد الناظر الكريم بأنه سوف يرى في أصل هذه الطليعة بعض ما في هذه الكتب من شهادات، والله أعلم وهو ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه أبو الحسن الأزهري
كان الله له وبلغه في الدارين أمله
في الرياض في 3/ 7 / 1429
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:53]ـ
أخي الفاضل أبا الحسن الأزهري: بارك الله فيكم، ونفع بجهودكم، وسددكم الله في إكمال هذا العمل، وإخراجه في أحسن صورة؛ فهو - وأيم الله - من أعظم ما يوضع في ميزان حسناتكم ...
وفي هذا الرابط نبذة عن بعض الكتب التي سردتها في هذه " الطليعة " المباركة:
http://saaid.net/monawein/k/index.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 12:50]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم فريد وأسأل الله عزوجل الإعانة.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:59]ـ
جزاكم الله خير الجزاء، جهد طيب، وجمع موفق!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 03:27]ـ
الأخ الفاضل محمودالغزي ...... بارك الله فيكم وسددكم لكل خير
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:37]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:56]ـ
الأخ الفاضل الشاوي وفيكم بارك وأعانكم ربي على كل خير
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 07:35]ـ
ماشاء الله جهد طيب يسر الله لك إتمام هذا العمل على أكمل وجه ....
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:04]ـ
... بارك الله فيك ...
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 12:52]ـ
أحسن الله إليك يا عبد الله:
ولكن أودُّ لفت انتباهك إلى خطأ لغوي وقعتَ فيه عفوا!! فعنوان موضوعك (طليعة دفاع (أهل العدل والصواب) على سلامة دعوة الإمام (محمد بن عبدالوهاب)!! كذا تقول (على سلامة دعوة الإمام (محمد بن عبدالوهاب)!!
والصواب قولك: (عن سلامة دعوة الإمام (محمد بن عبدالوهاب) وليس (على ....... !!) أحسن الله إليك ...
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 09:59]ـ
أحسن الله إليك يا عبد الله:
ولكن أودُّ لفت انتباهك إلى خطأ لغوي وقعتَ فيه عفوا!! فعنوان موضوعك (طليعة دفاع (أهل العدل والصواب) على سلامة دعوة الإمام (محمد بن عبدالوهاب)!! كذا تقول (على سلامة دعوة الإمام (محمد بن عبدالوهاب)!!
والصواب قولك: (عن سلامة دعوة الإمام (محمد بن عبدالوهاب) وليس (على ....... !!) أحسن الله إليك ...
جزاك الله الخيرات وأراك المسرات وأدخلك الجنات ولا حرمنا ربي عزوجل من فوائدك
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:19]ـ
جزاك الله خيراً ياأبى الحسن على هذا الإعداد المبارك
وأسأل الله أن يجعلك من المدافعين عن أهل التوحيد
ومن ناصرين التوحيد والداعين إليه.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:22]ـ
جزاك الله خيراً ياأبى الحسن على هذا الإعداد المبارك
وأسأل الله أن يجعلك من المدافعين عن أهل التوحيد
ومن ناصرين التوحيد والداعين إليه.
جعلني الله وإياكم من المدافعين عن دعوة التوحيد وأهلها، ونسأل الله أن يمسكنا التوحيد والسنة أبدا حتى نلقاه
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:57]ـ
جزاك الله خيراً
لكن للأسف كثير من هذه الكتب غير متوفرة للطلاب خاصة الكتب التي لونتها بالأحمر
ـ[فهد العجمي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 11:58]ـ
جمع موفق (بارك الله فيك)(/)
الجواب لمن سأل: (ماذا تنقمون من الدكتور يوسف القرضاوي؟)
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 06:59]ـ
الجواب لمن سأل: (ماذا تنقمون من الدكتور يوسف القرضاوي؟)
بعض الجواب هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17285&highlight=%C7%E1%CA%D1%C8%ED%C 9 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17285&highlight=%C7%E1%CA%D1%C8%ED%C 9)
تنبيه هام:
الشيوخ الأفاضل بمجلس الإدارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يجوز لكم غلق هذا الموضوع – اجتهادا –
ولكن أرى أنه يحرم حذف الموضوع، لأنه سيكون كتمانا للحق
فالسائل سأل
وأعطيته بعض الجواب بالرابط
فإن جاز لكم غلق الموضوع لأن الغرض منه قد تم وهو اطلاع السائل على جواب سؤاله،
فهل يجوز لكم حذف الموضوع = فلا يطلع السائل على جواب سؤاله فيحذر؟!!!
بارك الله فيكم(/)
ندوة إعلامنا بين الهوية والتبعية
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 10:20]ـ
ندوة إعلامنا بين الهوية والتبعية (الرياض)
أجرت التغطية: بثينة العفيصان.
أقامت مؤسسة غراس في يوم الأحد 3/ 6/1429هـ الموافق 6/ 7/2008م ندوة ثقافية فكرية بعنوان (إعلامنا بين الهوية والتبعية).
بدأت الحوار الأستاذة/ آلاء باهبري دراسات عليا-قسم الإعلام بالجانب النظري والفلسفي للإعلام بين الهوية والتبعية, وذكرت أن التنظير الإعلامي تنظير غربي.
وطرحت ثلاث تساؤلات:
التساؤل الأول: ما هو الواقع المفترض لوسائل الإعلام في المجتمع؟
التساؤل الثاني: من يمتلك السلطة الأقوى في المجتمع للتغيير الاجتماعي؟
التساؤل الثالث: أين هو الخلل في إعلامنا؟
وجواب التساؤل الأول:
من المعلوم أن المجتمع يتكون من عدد من المؤسسات, وتعُد المؤسسة الإعلامية من أهم المؤسسات في العالم الحديث, فالمؤسسة السياسية والاقتصادية ثم يليها في الأهمية المؤسسة الإعلامية فهي همزة الوصل بين المؤسسة السياسية والاقتصادية والشعب.
وهناك أثر مباشر للمؤسسة الإعلامية:
- فمن المفترض أن تكون المؤسسة الإعلامية تابعة لقيم وثقافة المجتمع , والاختلاف بينهما يسبب إرباك كبير للمجتمع, بحيث تغير منه وفي نفس الوقت لا تحمل همه.
- يوجد بالإعلام أربع نظريات: السلطوية- اللبرالية – المسؤولية الاجتماعية – الإعلام الإسلامي وهذه النظريات مبنية على أن الإعلام جزء من مسلمات المجتمع.
وإجابة على التساؤل الثاني:
في عمليات التغيير الاجتماعي ,ي عتبر الإعلام هو من يقود هذا التغيير مما يؤدي إلى تغريب الهوية.
والإجابة على التساؤل الثالث:
الخلل في إعلامنا يكون في نقطتين:
الأولى:
وظائف الإعلام , ويفسرها "لازويل" في نظريته بثلاث نقاط:
1/ القيام بمراقبة البيئة المحيطة.
2/ العمل على ربط أجزاء المجتمع.
3 / الاهتمام بنقل التراث.
وللأسف إعلامنا يفتقد لهذه العناصر.
الثانية:
ثقافة المؤسسة الإعلامية: وتكون على عدة مستويات, فالمنظمة الإعلامية: كالجرائد والقنوات يحدث الخلل الأكبر بها عندما يدخل الرأسمال لهذه المؤسسات الإعلامية, فيغلب الطابع الشعبي والترفيهي, مما يعمل على تغيير الهوية في طريق عشوائي غير مدروس.
وعلى مستوى الإعلاميين فهناك خلل فكري في بعض التوجهات الفكرية, أيضاً هناك جانب أخير وهو النظريات التطبيقية كحارس البوابة وتطبيق الأولويات, وهذه النظريات في تراجع واضح في دول العالم , ولكن لدينا هذا تراجع طفيف في الفترة الحالية.
وفي ختام حديثها ذكرت أ. آلاء باهبري: أن هناك نظريات جديدة تتحدث عن الإعلام الحديث , وفي الإعلام الحديث الفرد هو صانع للرسالة الإعلامية.
************************
بعد ذلك كان الموعد مع أستاذة/أيمان العقيل مديرة تحرير مجلة حياة, وفي حوارها تحدثت عن تأثير التلفزيون؛ لما للتلفزيون من تأثير قوي يفوق غيره من وسائل الإعلام, أيضاً لما له من دور في بناء شخصية الإنسان, وركزت في حديثها على الدارسات و الإحصائيات التي تختص بهذا الجانب, فذكرت أنه يوجد13000قناة في العالم, و7500 قناة مشفرة, و5500 قناة مجانية, و400 قناة عربية بواقع قناة جديدة كل 40يوم, و150000000 مشاهد للقنوات المفتوحة.
وفي دراسة لأحد دكاترة جامعة الملك سعود عن " مدى استجابتنا وتقبلنا للإعلام " وأجريت الدراسة على مجموعة من الطلاب في التسعينات الميلادية وكانت النتائج على النحو التالي:
قناة mbc أكثر القنوات مشاهدة, ثم قناة دبي, ثم قناة المستقبل.
وفي عام 2005 كانت النتائج:
قناة mbc أكثر القنوات مشاهدة, ثم قناة العربية, ثم قناة الجزيرة, ثم أبو ظبي, وأخيراً قناة روتانا.
وعند سؤالهم عن سبب متابعتهم لتلك القنوات أجابوا:
- التعرف على مايدور في العالم.
- التسلية.
- الهروب ونسيان المشاكل.
- قتل الوقت.
فالملاحظ أن القنوات بازدياد , والمشاهد يتغير من مرحلة لأخرى.
في قناة mbc2 يُعرض في خلال 8 ساعات 82 مشهد عري , بواقع مشهد كل 6 دقائق.
ويعُرض الصليب في خلال 8 ساعات 7 مرات, أما القتل والعنف 14 مرة كل 8 ساعات, والرعب 21 مرة كل 8 ساعات.
أما قناة mbc أكشن يُعرض العري 34 مرة كل 8 ساعات, ويعُرض العنف والقتل 82 مرة كل 8 ساعات.
و 40% من مشاهدي قنوات mbc أقل من 15 سنة.
فمن هذا يكون التأثير على المشاهد يتدرج من الرضى والقبول, ثم اللامبالاة, بعد ذلك التطبيق والتقليد, ثم يتحول للأصل, فيذلك يكون التلفزيون هو العمود الفقري للتغريب.
ولتوضيح تأثير الغرب في إعلامنا ما حدث عند عٌرض مسلسل "الطريق إلى كابول" فقد توقف عن العرض في الحلقة الثامنة, لأن أمريكا منعت عرضه لما يظهره من حقيقة الوضع في كابول, وهذا يثير تساؤل: لماذا يمنع ما تأمر أمريكا بعدم عرضه, ولا يوجد من يمنع عرض ما يخالف عقيدتنا ومبدأنا؟؟
ومن الملا حظ أنه لا يوجد إعلام بدون إعلان ,وهذه الإعلانات 90% منها تروج عن طريق المرأة , وأن 8% فقط يخاطب اهتمام المرأة.
وفي نهاية حديث أ. أيمان العقيل ذكرت بعض الحلول لهذه المشكلة منها:
-لابد أن يكون لنا دور إيجابي, فنكون متلقين ومرسلين ولا نكون سلبيين.
- نحتاج إلى تعزيز دور الجمهور.
- مبادرتنا لوضع ميثاق وطني نضبط به الإعلام.
- أيضاً نحن بحاجة إلى نخب أو معروفين يدخلون للإعلام ويظهرون إعلامياً, ونقتنص الفرص لإظهار أسمائهم بتجدد حتى نوجد بدائل كُثر.
************************
وفي ختام الندوة توجهت الحاضرات للضيافة ثم تناقشن مع معدات الندوة عن أرائهن حول موضوع الندوة , والمرجو حدوثه في الندوات القادمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المديني]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 01:07]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ولغراس وضيوفها
اود اضافة خبران مهمان مبنيان على لغة الارقام المحددة والواضحة:
1 - كشف استطلاع شمل 4302 ان القنوات التلفزيونية الفضائية هي السبب الرئيسي لتبرج اكثر من 17% من الشابات في العالم العربي واجرى الاستطلاع موقع (الردادي)
نشر في القدس العربي 5شوال نقلا عن ارقام تحكي العالم الباب الاول ص5
2 - منعت 24 مذيعة في التلفزيون المصري من الظهور امام الكاميرا بعد ارتدائهن الحجاب
آفاق عربية:21 صفر نقلا عن ارقام تحكي العالم ص5
فنلاحظ ان من يديرون دفة الاعلام في الوطن العربي هم اس البلاء ولا ينتموا فعليا لهذه البلاد لا فكريا ولا ثقافيا
يغلب عليهم التعلم في بلاد الغرب فيأتوا مطبعين بهوية غير هويتنا وفكر غير فكرنا
او يكونوا قد درسوا في بلادنا لكن في مدارس اجنبية وهي نفس التي توجد بالغرب
فيمكنني تلخيص بعد الاعلام العربي بشكل عام عن اهداف المجتمع ودينه وحتى عاداته فى الآتي:
1 - وجود حكومات وجهات علمانية او ما شابهها تسيطر على الاعلام
2 - تعلم كثير من الاعلاميين والصحافيين في الغرب او في الداخل ولكن في مدارس اجنبية
ولخطورة هذا الامر ارجو مراجعة هذا البحث للشيخ الخراشي سدده الله وحفظه
أخطار الجامعة الامريكية في البلاد الاسلامية ( http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/25.htm)
وهاذين مثالين لمن يمتلك الاعلام في بلادنا:
مثال سعودي:
الوليد بن طلال اكبر من يملك دفة الاعلام تقريبا في العالم العربي
من خلال شركة روتانا التي تنتج لأكثر من مائة مغني ومغنية ويتبعها الكثير من القنوات الفضائية والمحطات الاذاعية
فقد سافر للدراسة في الولايات المتحدة قبل ان يبلغ ال15 من عمره
حصل على شهادة في ادارة الاعمال وعلم الاجتماع من كاليفورنيا ثم نيويورك
المصدر: منتديات الامير الوليد بن طلال: موضوع تحت عنوان: نبذة عن حياة الامير الوليد
فشخص كهذا ماذا ينتظر منه عندما يمتلك دفة اعلامية!!!
وآخر مصري:
عائلة اديب
وهي المتكونة من ابناء السينارست الغير مأسوف على رحيله عبد الحي اديب الذي كتب كثير من الافلام الهابطة
ابنائه:
عماد الدين: صاحب شركة جودنيوز الهابطة لانتاج الافلام والاغاني والنيل للانتاج الاعلامي
عادل: مخرج هابط
عمرو:المذيع الاول بشركة اوربت
هذه العائلة تعيش مع ابيها منذ الصغر في اجواء الافلام والمسلسلات وغيرها وتعلموا كلهم او بعضهم على الاقل في مدارس اجنبية فماذا كانت النتيجة؟
كانوا اول من انتج فيلم مصري يصور الشذوذ الجنسي -اللواط- والعياذ بالله
وهم اكثر مروجي الافكار العلمانية في الدولة واكثر من يواجه السنة
وهم مستمرون للأسف في فظائعهم
فهؤلاء من يمتلكون الاعلام ..... فالخلل في الرؤوس
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 05:40]ـ
ليس هناك أسوأ وأقذر من قنوات الـ mbc وما تفرخ منها كالعربية التي تتخذ من حرب الإسلام منهجا وسلوكا لها يميزها عن غيرها، ومن يتابع العربية وأخبارها عن العراق يجدها منحازة بشكل فاضح مع التيار الصفوي، وواقفة ضد التيار المناهض للإحتلال والمقاوم للتغلغل الصفوي الإيراني مع الرافضة في العراق، وهنا تقرير خطير يتحدث عن هذا الجانب المثير والخطير كما اوردتها مجلة العصر ..
-1 -
مقدمة: أنفقت الإدارة الأمريكية مئات الملايين لتحسين صورة أمريكا في العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص ومن أهم الوسائل التي اعتمدتها الخارجية الأمريكية لتحقيق هذا الهدف كان إنشاء "قناة الحرة" و"راديو سوا" موجهتان للعرب بلغتهم. والكثير منا ينظر بفرح وغبطة مع فشل هاتين الوسيلتين في كسب المصداقية لدى الجمهور العربي وربما شعرنا أحيانا بغباء الإدارة الأمريكية وفشلها في التغيير ... والحقيقة قد تكون عكس ذلك - ويخشى أن نكون نحن الأغبياء - فالإدارة الأمريكية نجحت في جعل هاتين الوسيلتين التي معظمنا يقاطعها نجحت في جعل الحرة وسوا درع واقي تكتيكي ظاهره الغباء و"غطاء" ننشغل به عن الوسائل الإعلامية الأمريكية النافذة والمؤثرة التي لا تنشر الدعاية للمشروع السياسي الأمريكي وحسب بل للثقافة والقيم والمبادئ الأمريكية. فرغم أن سوا والحرة تبث السموم الفكرية والسياسية التي تخدم مصلحة أمريكا سياسيا والغرب ثقافيا إلا أن المجموعة
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمريكية الذكية هي الوسيلة الأمريكية الحقيقية للتغيير .... فما هي المجموعة الأمريكية الذكية؟، وسنرمز لها بالـ"المجموعة".
*المجموعة الأمريكية: رغم وجود أعداد مهولة من الصحف والقنوات والإذاعات العربية التي تساعد مشروع أميركا سياسيا وفكريا بصورة جزئية إلا أن هناك من يساند المشروع الأمريكي قلبا وقالبا بصورة كلية وجريئة ومنهجية وتتمثل في المجموعة الأمريكية الذكية -حسب الوصف الأمريكي- وهي قناة العربية و MBC1,2,3,4 وجريدة "الشرق الأوسط" وإذاعة MBC FM وقد نجحت الإدارة الأمريكية ممثلة في وزارة الخارجية بتوظيف هذه الوسائل والإمساك بزمام الإعلام وتوجيه الرأي في العالم العربي والخليج بشكل خاص. وقد يسأل سائل: لماذا لا يتم الحديث عن القنوات ووسائل الإعلام العربية الأخرى التي تسيء للثقافة العربية والإسلامية ليل نهار مثل روتانا و ART وغيرهما؟؟؟
والإجابة بأن الفرق بين المجموعة والقنوات الأخرى أن هذه القنوات (الأخرى) لا تعمد إلى نشر الثقافة الأمريكية كرؤية ورسالة لا تقبل المساومة حتى لو كان ذلك على حساب المهنية والربح المادي ولا تعمد لهدم المبادئ الإسلامية بصورة منهجية ولكن تعتمد (روتانا و ART وغيرهما) في الطرح على عنصر الإثارة وتغليب مصلحة الربح المادي بصورة عفوية عكس المجموعة التي يمكن أن تتعالى على الربح المادي أو السبق الإعلامي أو حتى شرف المهنة إذا كان ذلك في سبيل مصلحة السياسة والثقافة الأميركية. كيف سنكتب هذه الملاحظات وكيف كتب التقرير الأصلي
*التقرير السري:
التقرير الأصلي هو تقرير سري مقدم لوزيرة الخارجية الأمريكية و" المجموعة " ستكون الرمز المختصر لقناة العربية وجريدة الشرق الأوسط وإذاعة MBC FM والتي سيرمز لها بـ"الإذاعة" حينما تذكر منفردة أما "الكاتبان" فيقصد بهما الراشد والربعي، وستكتب الملاحظات بنفس الترجمة الحرفية للنص الوارد من التقرير الأمريكي، وأي تكرار -وهو ملاحظ بكثرة- أو عدم مراعاة للأولويات أو سذاجة في الحكم على الأشخاص أو المؤسسات الإعلامية فذلك يعبر فقط عن التقرير الأمريكي وكتابه الذين تكلموا تارة بضمير أمريكي معادي لكل عربي ومسلم وتكلموا تارة بضمير المراقب المحايد وربما المنتقد لسياسة أمريكا والمجموعة. والتقرير الأمريكي قدم لوزير الخارجية السابق بناء على طلبه شخصيا (كولن باول) ويحتوي على ثلاث تقارير: التقرير الأول الصادر عن أحد مراكز البحث الممولة بشكل كامل من الإدارة الأمريكية والتقرير الثاني وهو صادر عن الدائرة الإعلامية في الخارجية الأمريكية والتقرير الثالث أو النهائي أو الأخير وهو الصادر عن مكتب نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وسنرمز له بالتقرير الأخير والحقيقة أن معظمه تكرار للتقريرين الأول والثاني بجانب احتوائه (الأخير) على نص التقريرين بشكل شبه كامل!. علما بان التقرير الأخير تم إرجاعه من قبل الوزير المقال باول لطوله الشديد 2800 صفحة وتم اختصاره وتحديثه بمعلومات جديدة وقدم للوزيرة الجديدة كوندليزا رايس في 1900 صفحة. ولكن كيف سرب هذا التقرير؟:
من الطريف أن الذي سرب التقرير هو أحد الموظفين الصغار في الخارجية الأمريكية من أصول لاتينية بدون أي مقابل مالي حيث لم يكن مصنفا كتقرير شديد السرية حتى بداية عام 2005 فقد كان يعامل كتقرير سري مثل جميع التقارير الصادرة عن المكاتب و الأقسام في الخارجية الأمريكية دون حساسية مفرطة. واليكم الآن مقتطفات من هذا التقرير دون اعتبار كما هو في نص التقرير الأمريكي لاعتبارات الأولوية أو التسلسل الزمني أو غير ذلك. مقتطفات عامة من التقرير الأخير عن العربية و MBC والشرق الأوسط والإذاعة (المجموعة):
(يُتْبَعُ)
(/)
• جاء في التقرير الأخير أن المشاهد العربي عموما يظن أن هدف العربية هو منافسة قناة الجزيرة والدعاية لسياسة المملكة السعودية والحقيقة ورغم أن مواجهة ومنافسة الجزيرة سياسة استراتيجية متبعة لدى العربية إلا أن الهدف الأساسي يتجاوز علاقة القناتين والدولتين إلى هدفين أساسيين: أولهما تحسين صورة أمريكا في العالم العربي (رغم وجود بعض التقارير والأخبار التي تظهر عكس ذلك بهدف التغطية) واهم وسيلة غير مباشرة لتحقيق هذا الهدف هو تمجيد المبادئ والنماذج والقيم الأمريكية والغربية أما الهدف الثاني فهو تشويه صورة الإسلام (رغم بعض التقارير والأخبار التي تظهر عكس ذلك وأيضا بهدف التغطية) واهم وسيلة غير مباشرة لتحقيق هذا الهدف هو مهاجمة الثوابت والتيارات والرموز والأفكار الإسلامية الوسطية ومحاولة خلط المفاهيم والأحكام وجعل كل اصل إسلامي قابل للمناقشة والتغيير تدريجيا بجانب كم هائل من البرامج التحريرية المتدرجة الموجودة في المجموعة الذكية بشكل عام.
•نجحت المجموعة في إتباع السياسة التي اتبعتها الشرق الأوسط في التعامل مع الفكر الإسلامي فمن ناحية أعطت المجموعة مساحة صغيرة للأخبار والكتاب والتقارير والمقابلات الإسلامية وهي مساحة لا تتجاوز 5% من المساحة الكلية لبرامج هذه الوسائل ولكن عالجت المجموعة هذا الأمر بجعل 90% من هذه المساحة الضيقة تحت سيطرة الفكر الاسلامي التنويري المنفتح على الثقافة الغربية. وهكذا أظهرت المجموعة انفتاحها على الفكر الإسلامي بل استغلت هذا الانفتاح في الرد والتشكيك على الثوابت والرموز والثقافة الإسلامية الأصولية فعلى سبيل المثال أصبح رجل الدين العبيكان وخلال شهور عدة رجل الغلاف والسوبر ستار لكل أركان المجموعة بينما كان من المستحيل أن يأخذ هذا الدور رجال دين آخرين مثل المطلق أو العودة أو الحوالي أو بن جبرين رغم أن العبيكان له آراء متطرفة في القضايا الفقهية البعيدة عن السياسة والمجتمع فهو يحرم حلق اللحية ويحرم اختلاط الرجال بالنساء وغير ذلك من آراء الفقه الحنبلي. عموما هذا لا يعني أن المجموعة لم تعط أي مساحة للفكر الآخر بل أعطت ما يقارب 10% من المساحة الضيقة (5%) لمشائخ الصحوة أمثال العودة والحوالي وكان ذلك مناسبا ومفيدا في نفي تهمة الرأي الواحد عن المجموعة. * دور قناة العربية في تدعيم الوجود الأمريكي في العراق:
• كما أثنى التقرير بإسهاب على التغطية الإعلامية لانتخابات العراق في المجموعة خصوصا (العربية) وعلى مساحة الإعلانات المهولة التي وفرتها العربية لتشجيع المشاركة الجماهيرية في الانتخابات والدعايات الخاصة بالأحزاب وأيضا نجحت العربية حسب التقرير الأخير في تهميش اثر مقاطعة السنة للانتخابات.
• جاء في التقرير الأخير أن العربية كانت رائدة في نقل أحداث العنف في العراق ولكن بعيون أمريكية: @التقليل نسبيا من مشاهد وأخبار المدنيين العراقيين المصابين اثر الهجمات الأمريكية. @ التقليل من مشاهد وأخبار وأثار الهجمات التي تقوم بها المقاومة العراقية ضد قوات التحالف لإبقاء الروح المعنوية عالية لدى مؤيدي الاحتلال. @ تضخيم أخبار إصابة المدنيين العراقيين من آثار عمليات المقاومة لإثارة الحنق والكراهية ضد الفئات المقاومة. @ والتضخيم من عمليات الجيش الأمريكي وأثرها ضد المقاومة في محاولة لهزيمة المقاومة معنويا ويكتفى كمثل على ذلك الاستشهاد بتغطية العربية لمأساة أبو غريب حيث كان الخبر لا يذاع كخبر أساسي في اليوم الأول بل كان الخبر الثاني أو الثالث حتى مرور 12 ساعة إخبارية حيث رأى المسئولون في العربية أنهم عكس جميع المحطات العالمية الإخبارية التي جعلت خبر اكتشاف عمليات تعذيب وإهانة الخبر الأول فاضطرت العربية حينذاك أن تجعله الخبر الأول .. ولكن عالجت العربية هذه المأساة الأمريكية التي لا يمكن تجاهلها بالتقليل ولو نسبيا منها وأيضا ببث عدة برامج في الأيام اللاحقة عن أعمال العنف التي مارسها نظام صدام سابقا للتغطية على الفضيحة الأمريكية رغم أن المتابعة والإحصائيات الرقمية كما ونوعا تشير أن صحيفة الشرق الأوسط كانت أكثر وسيلة إعلام عربية تمجد وتدافع عن صدام وجرائمه ونظامه حتى تاريخ نشوب الحرب الخليجية الثانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
• رفضت العربية إعطاء حيزاً لبرنامج ديني منذ نشأتها ومن طرائف الراشد انه علل ذلك لاحقا بان وجود برنامج ديني يحتم أن يكون مفتوحا للمسلمين والمسيحيين على وجه المساواة وهذا غير مناسب حاليا لأنه مثير ومستفز للمتشددين المسلمين.
• سجلت العربية والمجموعة بشكل عام نجاحاً في التعامل مع أخبار وبيانات الإنترنت فكل بيان يوصم المسلمين والجماعات الإسلامية بالتطرف أو يشجع الطائفية يقبل دون مناقشة أو تثبت حتى لو كان مجرد سطور مكتوبة في أي موقع أو بريد إلكتروني (مثال ذلك البيانات المنسوبة للزرقاوي خصوصا المحرضة ضد الشيعة) ولكن أي بيان ليس من مصلحة أمريكا أن ينشر يكذب مباشرة حتى لو كان مصور وموثق (مثال ذلك اعتراف أحد المسلحين صوتا وصورة بتفجير موكب الحريري لان هذا البيان لا يتفق مع المصلحة الإسرائيلية التي تحمل سوريا مسؤولية التفجير).
* ثقافة الخلاعة والرقص:
• سجلت المجموعة وحسب التقرير الأخير سبقاً في الانفتاح على الغرب ونشر الثقافة ومبادئ الحياة اللانمطية؟؟ فعلى مستوى الأديان سجلت المجموعة عدلا في التعامل مع الديانات المختلفة والمذاهب (ماعدا الإذاعة). أما البرامج الترفيهية والشبابية فنجحت المجموعة في تغيير مستوى الحرية في الخليج وأصبحت الصور النسائية هي سيدة الموقف في الصحافة السعودية التي كانت ترفض ذلك سابقا أما البرامج الحية خصوصا الشبابية شجعت النساء خصوصا في التعبير عن رفضهم للقيود المفروضة عليهم من قبل المؤسسات الدينية الرسمية والشعبية .. المجموعة فتحت آفاق للشباب العربي و الخليجي لكي يكون جزا من الشباب العالمي.
• في نفس السياق جاء شكر وثناء على النمط المطور الانفتاحي المتعلق بقنوات MBC 1,2,3,4 التي وحسب التقرير الأخير قدمت هذه القنوات النموذج الأمريكي الثقافي والترفيهي بعباءة عربية وأحيانا بدون عباءة (مترجم حرفيا حسب نص التقرير) بل تفوقت هذه القنوات على القنوات اللبنانية المتحررة مثل المستقبل و lbc التي كانتا اقل ذكاء في التعامل مع المتلقي العربي حيث تم استفزاز كثير من المشاهدين بصورة مباشرة عكس برامج المجموعة التي راعت التدرج والاستفادة من الواجهات الدينية رغم أن القنوات اللبنانية ذات حس وطني ملموس مقارنة بالعربية.
• كما جاء ثناء متكرر لنوعية البرامج والقنوات الجديدة التي بثتها العربية حديثا مثل MBC3 للأطفال و4 لتعميم النموذج الأمريكي وقبل ذلك طبعا القناة 2 التي تنشر الأفلام الأمريكية على مدار الساعة. *حنكة خبيثة لهدم الإسلام:
• كما نجحت المجموعة ليس في محاربة التطرف الإسلامي وحسب بل في توظيف الإرهاب لمحاربة أصول دينية كانت لا تقبل النقاش سابقا بين المسلمين عن طريق الربط بين هذه الأصول والثوابت الإسلامية والعمليات الإرهابية.
• من الطرائف التي يذكرها التقرير عن العربية هو التركيز الغير مبرر (حسب التقرير) على قضايا التنجيم والفلك والتنبؤات نهاية 2004 في العربية والشرق خصوصا سواء عن طريق التقارير أو المقابلات أو البرامج المتبادلة أو حتى الفتاوى الدينية المختارة.
• كما يمتدح التقرير أسلوب التعامل مع الشخصيات المعارضة للفكر الأمريكي والغربي بشكل عام سواء الإسلاميين أو الوطنيين حيث تتجاهل المجموعة وتتجنب إعطائهم مساحة تذكر بل هناك قائمة لدى المجموعة (قائمة سوداء) خصوصا لبعض رجال الدين ممن يسمون بشيوخ الصحوة في السعودية رغم ظهور بعضهم في القناة الرسمية وقنوات أخرى مثل المجد .. كما أن هناك قائمة لشخصيات غير خليجية مرفوضة تماما أهمها في نظر الراشد هو عبد الباري عطوان الذي تعتبر استضافته حسب تعبير الراشد انتحار مهني.
• مع التظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في بيروت حاولت العربية قدر الاستطاعة بتقليل شان هذه المظاهرة فمثلا ذكرت العربية في البداية أن المتظاهرين أكثر من 100 ألف رغم أنهم في تقدير الموالاة كانوا مليون ونصف واقل التقديرات كانت من المعارضة بأقل من مليون بينما شهدت وسائل الإعلام الغربية والوكالات بان التظاهرة كانت الأكبر في لبنان على الإطلاق وقدرت العدد بالمليون أو أكثر قليلا طبعا العربية اضطرت لاحقا لتغيير الخبر إلى مظاهرة حاشدة بعد أن أصبحت نشازا بين وسائل الإعلام العالمية والعربية.
*التلاعب بالألفاظ لخدمة الصهيونية العالمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
• نجحت المجموعة وحسب التقرير الأخير في تصحيح المفردات الإعلامية حيث كانت السباقة عربيا لاستخدام لفظ انتحاري , وجماعات إرهابية بدل نضالية وغير ذلك من المصطلحات التي تناسب المزاج الأمريكي.
• نجحت المجموعة في التعامل المرن مع الشيعة فرغم أن الراشد كان يهاجمهم بسبب وبدون سبب سابقا إلا أنهم اليوم هم القيادات الشرعية المعتدلة والديمقراطية في العراق حيث كانوا ركيزة أساسية في دعم الأجندة الأميركية بينما لازال النقد المبطن وتصيد الأخطاء من نصيب التيار الصدري في العراق وحزب الله في لبنان لان أمريكا لازالت في نظرهم الشيطان الأكبر.
• نجحت العربية وقبلها الشرق الأوسط حسب التقرير الأخير في توجيه المتلقي العربي لمناقشة القضايا الخلافية التي تطالب الإدارة الأمريكية بتغييرها عبر برامج مختلفة تحت ستار حرية الرأي حيث ناقشت هذه البرامج أصولاً كانت خطوط حمراء سابقا لدى الخليجيين بل من المسلي أن برنامج في العربية مخصص للتصويت واستطلاع رأي المشاهد ناقش أمورا لم تكن من أولويات الإدارة الأمريكية مثل قضية الهاتف النقال المزود بكاميرا وغير ذلك من الأمور السطحية.
*توصيات التقرير:
• أوصى التقرير بعدة أمور كان أولها أهمية نقل التجربة الناجحة في الخليج العربي إلى مناطق أخرى كان مصير المحاولات الأمريكية فيها الفشل خصوصا تركيا حيث ازدادت نسبة الكارهين لأمريكا من 77 % عام 2002 إلى 79 % عام 2004 بينما انخفضت هذه النسبة في العالم العربي من 91 % عام 2002 إلى 88 % عام 2004.
• وجاء في التوصيات أهمية إعداد وتقديم دراسة سنوية عن المجموعة والوسائل المتعاونة الأخرى وتقييم المساعدات المقترحة لكل جهة.
• أيضا تقديم مساعدة لقناة العربية فقط دون الشرق الأوسط والإذاعة مقدارها خمسمائة مليون دولار أمريكي على مدى خمس سنوات على أن تقدم 10% من هذا المبلغ بصورة مادية مباشرة أما الـ90% المتبقية فتكون على شكل مساعدات فنية ولوجستية وإعلانات مدفوعة أما المساعدات المعنوية فتشمل حسب التوصية الإذاعة والشرق بجانب العربية وتتمحور في إعطاء العاملين في هذه الوسائل السبق في العالم العربي من ناحية المعلومة أو المقابلات مع كبار المسؤولين الأمريكيين وخلال المؤتمرات الصحفية وتزويدها بالمعلومات والتقنية المتطورة.
• وأيضا مما أوصى به التقرير كيفية التعامل مع أي معلومات مسربة عن التقرير (مثل السطور التي أمامك) حيث أوصى التقرير الأخير أن يعمد للتقليل والتشكيك والاستخفاف من أي معلومات تتحدث عن التقرير كما أوصى بإظهار عيوب فنية وتضارب معلومات للتشكيك في مصداقية وجود مثل هذا التقرير أصلا مع التوصية ببرامج تتناقض مع ما كتب في التقرير ويتوج ذلك بمجموعة من الكتاب الجدد الذين يدافعون عن المجموعة.
• كما أوصى التقرير بالاستمرار في الدعم المادي للكتاب والمؤسسات الفكرية الداعمة للفكر والسياسة الأمريكية داخل وخارج المجموعة باعتماد وسيلة قياس على شكل نقاط وجداول.
• ومن الطريف أن التوصيات بررت الدعم لخمس سنوات فقط للعربية بأنه العمر الافتراضي المتبقي للقناة في الشارع العربي فستكون العربية عام 2010 وحسب التقرير فقدت آخر قطرة من مصداقيتها عند الجمهور العربي بينما يتوقع التقرير أن تستمر الإذاعة والشرق الأوسط في تأدية دورهما لفترة أطول!!
• كما أوصى التقرير بتعيين أميركيين من أصول عربية في مناصب هامة في الخارجية وسلك المتحدثين في البيت الأبيض والبنتاغون. كيف نتعامل مع هذا التقرير: للأسف نعاني كعرب ومسلمين من إعلام ضعيف يتماشى مع حلقات الضعف الفكرية والمادية المستشرية في الأقطار الإسلامية ولا يسلم منها أحد من شعوب وحكومات بل وفئات نخبوية .. وقد يكون معرفة الخلل وكيف يفكر الآخر والتنبيه على ذلك ونشره هو الخطوة الأهم في النهوض مما نحن فيه.
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 05:43]ـ
-2 -
قناة العربية تصرح بميولها المارونية
وكتب الأستاذ حبيب النجار في 08 - 3 - 2008
(يُتْبَعُ)
(/)
في سابقة لم تشهدها وسيلة إعلامية بهذا الانتشار، ربما في العالم كله، وفي الاحتفال الذي جرى في الثالث من شهر مارس الحالي، في فندق إنتركونتننتال بدبي، والذي أقامته مجموعة mbc الإعلامية، للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيس قناة العربية، كشفت "العربية"، وللمرة الأولى بطريقة سافرة عن ميولها السياسية الموالية لكل ما يصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل، وهو الأمر الذي لم تسمح له بالظهور كاملا على شاشتها، والذي أنقله إليكم في هذا المقال بعد حضوري لمجريات الحفل كاملة، بعد أن تلقيت دعوة غير مقصودة!
قد لا يختلف اثنان على وضوح توجه "العربية" في معظم تغطياتها الإخبارية، وبرامجها الحوارية، وأفلامها الوثائقية، وإعلاناتها التجارية، وحتى في موقعها الإلكتروني، الذي تحول إلى منبر لمنظري الليبرالية الجديدة، بل وأصبح أكثر انحطاطا من الصحافة الصفراء، التي تسعى وراء الربح عبر الفضائح وأخبار الجنس، إذ لا يخفى على كل مدقق، ما ترمي إليه مقالات وأخبار الموقع من نشر لسياسة وثقافة معينة، أهم ملامحها كسر الجليد عن الشذوذ والجنس، وإشاعة "القانون المدني"، بما فيه زواج غير المسلمين من النساء المسلمات، وترويج ثقافة الإحباط وجلد الذات والذوبان في الغرب.
اختارت "العربية" لاحتفاليتها الخامسة اسم "خمس سنوات هزت العالم"، وزعمت أنها كانت حاضرة خلال هذه السنوات الخمس، بشكل فاعل في الإعلام العربي، وقدمت أثناء الحفل العديد من المقتطفات التي تثبت حضورها في تغطية الأحداث المهمة في عرض سمعي وبصري ملفت، وبالطبع فإن اختيارها لهذه المقتطفات، كان يصب فقط في مصلحة الموارنة، ومنها على سبيل المثال لقطة سريعة لعبد الحليم خدام، وهو يقول جملة واحدة لا غير: "رستم غزالي كان يحكم لبنان، وكأنه حاكمها الأوحد".
بنظرة سريعة على الحضور، يمكنني أن أضع الصورة الكاملة لسياسة "العربية" أمام القارئ، إذ فوجئ الحضور بوجود رئيس الكتائب اللبناني، أمين الجميل، وسط جوقة من حراسه الشخصيين، ليكون الوجه الوحيد الممثل للبنان في هذا الاحتفال، نيابة عن بقية الفرقاء، وإلى جانبه صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، والتابع بالضرورة إلى حركة فتح دون غيرها، بينما لم نلحظ من الوجوه السعودية غير بطلي طاش ما طاش، أما الوجهان الملتحيان الوحيدان حسب اطلاعي، فكانا معممين بعمامتين سود، بينما لم ألاحظ وجود أغطية لرؤوس النساء، إلا بما لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، في الوقت الذي تسابقت فيه النساء الحاضرات (وفي مقدمتهن مذيعات مجموعة mbc والعربية) إلى كشف الكثير مما كان خفياً على المشاهد، بل كانت فرصة نادرة لكل المعجبين لالتقاط الصور، أما السمة الطاغية على وجوه وألسنة الحاضرين، فهي الحضور الماروني الكثيف، إلى درجة دفعتني للشعور بأني أحضر حفل "كوكتيل"، تنظمه أحزاب الكتائب والقوات اللبنانية، وهو ما لا يمكن بأي حال أن ينسب إلى الصدفة.
لم يكتف منظمو الحفل بالأسلوب المعتاد في وسائل الإعلام لترويج سياساتهم عن طريق التلميح والانتقاء والقص واللصق، فبعد عرضهم للعديد من اللقطات المنتقاة مما بثته "العربية" خلال السنوات الخمس الماضية، والتي يجمعها عامل مشترك واحد، هو تبجيل قوى الرابع عشر من آذار وصب اللعنة على سورية وإيران .. بعد ذلك كله، أقدم أحد مذيعي "العربية" على تقديم اثنين من المهرجين "الكوميديان" اللبنانيين، ليقدما ما أسماه "الفكاهة الهادفة"، والتي كانت هادفة بالفعل، وإلى أبعد مما يتصوره العقل.
قدم المهرج الأول عرضا فكاهيا، قلّد فيه العديد من الوجوه المعروفة، كان منها نبيه بري والسنيورة وعمرو موسى وجنبلاط، ومن العجيب حقا أن تصب هذه الفكاهة الهادفة كلها في اتجاه السخرية من سورية وحزب الله وإيران، والتصريح الواضح بإدانة ـ وليس اتهام ـ سورية باغتيال الحريري، بل وتبرئة إسرائيل بأسلوب ساخر! ثم السخرية من الرئيس لحود الذي تحول إلى مهزلة في أيامه الأخيرة، ومن علاقته المعروفة بالرئيس الأسد بأسماء صريحة واضحة!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المهرج الثاني، فقد بلغت به الوقاحة حداً لم تعرفه حتى أكثر الأوساط قذارة، فما إن اعتلى المسرح حتى بارك للموضوعية والحرية في عيدها الخامس! ثم سارع لاستخراج عقد مسبق ببراءته من أي تهمة عبر طلبه من الجمهور الإذن له بالصراحة، حيث اعترف بأن فقرته ستكون جريئة وربما مزعجة للبعض، وبما أن أحدا لن يجرؤ على الاعتراض على سؤال كهذا، فقد حظي بفرصة جيدة لإخراج ما في نفسه. وبدأ على الفور بالهبوط إلى لغة الشوارع والبارات، ولم يخجل من ترديد أكثر الكلمات الجنسية وضوحا في حضرة وجهاء حزب الكتائب وحركة فتح وأساطين الإعلام العربي النزيه ونجوم الشاشة، ووسط ضحكات سيدات المجتمع المخملي.
ولعلها المصادفة أيضا هي التي حصرت سخرية هذا المهرج في إطار الجنرال عون وسورية، بل وصل به الحال إلى القول بأنه وُلد بقدر مشؤوم لكونه قد خُلق في بلد تجاوره سورية! .. وبهذه "الفكاهة الهادفة"، ظن عباقرة الإعلام وفنون الاتصال في مجموعة mbc، أنهم سيضحكون على عقول الحضور ويخرجون من تهم الانحياز كالشعرة من العجين.
أما الفقرة الأخيرة من برنامج الحفل، فقد كانت وصلة غنائية، قدمها مطرب لبناني ـ بالصدفة أيضا ـ اسمه فضل شاكر، مما سمح لسيدات وآنسات الحفل بالرقص طربا أمام الكاميرات.
قد لا يفاجأ القارئ من وضوح الميول العلمانية - المارونية لمجموعة mbc، فجولة واحدة في أروقة بناء المجموعة الذي يحتل مكانا بارزا في مدينة الإعلام بدبي، تكفي لكي يشعر الزائر بأنه في مؤسسة إعلامية بوسط بيروت الشرقية، أما أن يسخر أصحاب "العربية" ومدراؤها من عقولنا، ويحرجون حضورهم المدعوين إلى الحفل، كوليّ عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والنجم السوري أيمن زيدان بالسخرية الواضحة من دولة عربية ما زالت عضوا في الجامعة العربية، فهذا يطعن في النزاهة الصحفية قبل أي شيء آخر.
ففي كلمة الافتتاح، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc وليد بن إبراهيم آل إبراهيم: "إن أول خمس سنوات من عمر "العربية" كانت كفيلة بجعلها مصدراً إخبارياً ومعلوماتياً موثوقاً للسّياسة والاقتصاد والأعمال والأخبار العاجلة؛ فنقلت الخبر، قبل وجهة النظر، بصدق وأمانة وتوازن ومصداقية، بعيداً عن التضخيم والمبالغة واستثارة العواطف والمشاعر"، ثم أضاف مدير عام "العربية" عبد الرحمن الراشد: "لا أحتاج إلى أن أسوّق لكم العربية فهي في بيوتكم وتسكن مع أهلكم، ولا أقولها مجازاً أو احتفالاً، ولكن لنتخيل العالم العربي بلا العربية خلال السنوات الماضية. لكان العنف انفرد بإعلامنا، ولكانت السنوات بفريق واحد، ولون واحد، ونوافذ متعددة لكن بمشهد واحد ولغة واحدة. لم يكن الثمن رخيصاً أبداً، فقد دفعت العربية الثمن دماً، من أجل إصلاح وتطوير الإعلام العربي الذي هو إصلاح للعالم العربي. وبالفعل، فقد تغيرت اللغة والمنهج والمواقف والأماكن".
قد يكون مقبولا أن ينساق الإعلاميون وراء ميولهم تجاه هذا الطرف أو ذاك، فنحن لا نحاكم هنا قوى الرابع عشر من آذار، ولا حركة فتح التي نقلت صحيفة "الجارديان" مؤخرا فضيحة تواطئها مع حكومة بوش لافتعال معركة عسكرية مع حماس تدفعها لإعلان الطوارئ وإزاحة حماس من الوجود (!) .. إلا أن المثير للاشمئزاز والاستنكار في هذا السياق هو أن يتم تدويل الصراع على هذا النحو، فالقائمون على مجموعة mbc، ومن ورائهم، لم يختاروا لفضائيتهم اسما يفضح ميولهم المعروفة، بل اختاروا لها اسم "العربية"، ولم يجعلوا مقرها في بيروت بل في مدينة إعلام دولية، ولم يقصُروا موظفيها على جنسية معينة، ولكنهم اختاروا معظم وجوه شاشتها ومدرائها من الليبراليين السعوديين والموارنة.
وعندما سخر المهرج الماروني في الحفل من قناة الجزيرة وقناة المنار، لم يدر في خلد الحاضرين الذين تم انتقاؤهم بعناية، أن الأولى عندما اتخذت لنفسها مسارا ما في قضايا العراق وفلسطين لم تكن بذلك منحازة إلا لحقوق الشعوب المقهورة وأنها لم تفعل ذلك على حساب تبنيها لقضايا العرب عامة، وأن الثانية لم تدّع لنفسها صفة التوجه إلى العرب جميعا لتحمل اسمهم، بل روجت لسياستها مع تصريح واضح بهويتها اللبنانية الشيعية وسياستها المقاومة للصهاينة وأعوانهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ادعاء قناة كهذه (وهي تحمل اسم "العربية")، بأنها تسعى لإصلاح وتطوير الإعلام العربي، فإنه لا يقف عند حدود تحقيق الهدف المصرح به من إنشاء خط مغاير لخط العنف فحسب، بل وتحويل هذا الخط الذي لا يمثل إلا سياسة النخب الحاكمة في الدول التي تستعد لفعل أي شيء لإرضاء أميركا، إلى ثقافة شعبية متنامية، فالغوغاء التي ترضى لنفسها الذل والهوان، وتقنع بسياسة الإلهاء التي تنتهجها مجموعة mbc، لملء عقول البشر بثقافة الاستهلاك والجنس والإحباط، هذه الغوغاء لن تبالي بتبجيل حكامها المتخمين، بل وستشعر مع استمراء هذه السياسة الإعلامية بالخجل من مجرد ذكر مصطلحات بالية/ كالمقاومة والكرامة ومصلحة الأمة، فالإعلام العربي متخم اليوم (صباحا ومساء بلا انقطاع) بترديد عبارات تحطيم ما بقي من عزة المسلم والعربي، وتعويده على جلد ذاته لكونه هو الإنسان المخطئ دائما، وخصوصا عندما يتهم أميركا وإسرائيل بالمؤامرة ضده.
مجموعة mbc، بما فيها قناة العربية، ليست مجرد إمبراطورية إعلامية أنشأها مستثمر سعودي في العشرينيات من عمره، وهي ليست مجرد شركة تجارية تسعى إلى الربح من خلال الإعلانات في سوق خليجية ناضجة، بل هي تنظيم إعلامي جبار، يدير أموالا طائلة يتم جنيها من شبكة علاقات سياسية معروفة.
وإذا كانت العلاقات القذرة بين الإعلام والسياسة أمرا مألوفا، فإن الكارثة هي في جهل معظم المشاهدين العرب لحقيقة هذه المجموعة الأخطبوطية، وانسياقهم وراء ما تقدمه لهم من أحلام كاذبة من الرخاء الذي سينعمون به، بمجرد إرسال رسالة قصيرة لجني ملايين الريالات ..
ومن المؤسف حقا أن يغيب عن المشاهد العربي ما جرى في كواليس هذا الحفل المفضوح، وألا تُعرض على سمعه وبصره، إلا مواد يتم انتقاؤها بعناية لإقناعه بأن مجموعة mbc، وعلى رأسها قناة العربية، هي الناطق بلسانه، والحريص على موضوعية إطلاعه على ما يجري في هذا العالم.
وأرى أن فضح هذه المجموعة والقائمين عليها، ممن يسهرون على الضحك على قضايا الأمة التي تم اختزالها فقط في لهاث الموارنة على السلطة في بلد عربي صغير، وفي الوقت الذي تعاني فيه غزة من أكبر كارثة إنسانية منذ عام 1967م، دون أي تطرق لاسمها طوال الحفل الساهر، ودون التعرض لما يجري في العراق من مجازر .. أرى أن فضح هؤلاء المتخمين بأموال القذارة هو واجب تقتضيه الكرامة الإنسانية قبل أي شيء آخر .. وبالدرجة الأولى، هو واجب الشعب السعودي الذي عرفناه أكثر الشعوب العربية التزاما بقضايا الإسلام والمسلمين، والذي لا ينبغي أن يبقى مكتوف الأيدي أمام توظيف أموال بلده في تدمير ثقافته ودينه وأخلاقه.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 10:55]ـ
شكر الله للأخوين الكريمين -راجين من الله أن يصلح إعلامنا والقائمين عليه- آمين.(/)
عمرو خالد فى السفارة الأمريكية!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:32]ـ
عمرو خالد فى السفارة الأمريكية!!
ممدوح إسماعيل
ممدوح إسماعيل: بتاريخ 7 - 7 - 2008
منذ مايقرب من أكثر من عشر سنوات كنت ألتمس الأعذار كثيراً للاستاذ عمرو خالد وعندما هاجمه اخوانى السلفيون كنت أقول لهم أنه ربما يكون مجتهدا وأخطأ فى الدعوة أو ربما لقلة العلم ومع كثرة اخطائه كثر النقد الموجه له من كبار الدعاة والعلماء ومطالبتهم له بتصحيح أخطائه الفقهية والدعوية ومنهم أستاذ الدعاة المعاصرين المحبوب وجدى غنيم الذى وجه له رسائل نصائح عديدة
ولكنه لم يبال مطلقاً فلم يستمع إلى أى نصيحة منه أو من غيره ولم يصحح أى خطأ استدركه عليه العلماء وهنا توقفت عن التماس الأعذار خاصة بعد إصراره الشديد على الذهاب إلى الدنمارك رغم معارضة جمهور علماء الأمة ولكنه لم يبال وسافر إلى الذين سبّوا واستهزئوا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأدركت هنا أن الرجل لا يمشى على خطى الحبيب مطلقاً
ومع تتبعى لحلقاته الفضائية ومعرفتى بمايدور فيها وجدت الرجل مغرما بالكاميرا والشهرة غرام العاشقين الذين لايبالون فى سبيل المحب المعشوق ماذا يفعلون ولايهتمون بنقد أو نصح وكل همهم فى المحبوب الشهرة والكاميرات فقط وأذكر هنا مثالا واحدا عندما تم عرض رحلة حج بقيادته ومصورة مباشر على أحد الفضائيات كيف كانت تُفتعل المشاهد فى عبادة الحج لتحقيق الغرض التصويرى وكيف أن الرجل لم يحلق شعره امتثالا لسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كى يحافظ على صورته أمام الكاميرا وأسالوا المختصين<وغير ذلك كثير >
ورغم كل ذلك و الأخبار التى تواردت عن ثروته الكبيرة التى جمعها من حلقات الفضائيات والإعلانات وتجارة المادة الدينية إلا أننى كنت فى نفسى أحاول إلتماس العذر له بحب الدنيا وهى آفة لايسلم منها إلا المخلصون وهم قلة فى هذا الزمان ولكن بعض إخوانى كانوا لايرون ذلك حباً للدنيا فقط وكانوا يرونه مشروعاً خطيرًا تم توجيهه وبرمجة عمروخالد على تفعيله فى الفكر والمنهج الإسلامى خاصة بعد إحتفاء الغرب المعادى للإسلام به ولكنى كنت أتوقف عند هذه النقطة فهى ليست بالأمر السهل أن يكون الدعاة أُلعُوبة فى يد أعداء الاسلام رغم أنه مخطط معروف للدعوة والدعاة إلا إننى كنت أشفق على عمرو خالد أن يتورط في هذا الطريق وكنت أجادل وأدافع عنه حتى أحتد على أحد أصدقائى الشيوخ قائلاً ألم ترى مافعله بالحجاب الإسلامى لقد ضيع معالمه وأركانه وجعله قطعة قماش ملونة على الرأس وتفعل البنت ماتشاء فى جسدها إنه تبرج وأمركة للحجاب مقصودة
حقاً إن عمرو خالد لم يترك لأى محامى ثغرة واحدة كى يدافع عنه فهو يتفنن كل يوم فى إغلاق ثغرات الدفاع ويُعرض عن كل الناصحين البعض يقول غرورًا والآخر يقول عنداً؟
لكن قمة المصائب .. هى خبر زيارة عمرو خالد للسفارة الأمريكية إحتفالا بعيدهم المسمى عيد الإستقلال لاحول ولاقوة الابالله
لاأعرف بأى منطق ومبرر لبّى عمرو الدعوة فهو ليس موظفاً رسمياً كى يكون مقبولاً التماس العذر له فى الحضور لصفته الرسمية بل هو أمام الناس داعية إسلامى؟! ولاأعرف هل ظن نفسه عمرو بن العاص الصحابى الجليل السياسى المحنك يفاوض باسم المسلمين أعدائهم!!!!!!
ثم أى انسان مسلم وأى داعية أنت ياعمرو أين الولاء والبراء والحب فى الله والبغض فى الله ألم تسمع بما فعله الأمريكان لقد إحتلوا بلاد المسلمين واعتدوا على المدنيين العزل الأبرياء من المسلمين قتلاً وذبحاً وتدميراً فى العراق وأفغانستان حتى الصومال لم يرحموا شيخاً ولاامراة ولاطفلا وفى فلسطين يدعمون اليهود بكل أنواع الدعم السلاح والمال والدعم السياسى ألم تسمع خطاب بوش فى الكنيست عندما قال لليهود أنتم لستم سبعة مليون بل ثلاثمائة وسبعة مليون
ثم هل تعنى زيارتك قبولك للإحتلال وإعتراضك على المقاومة؟ وماذا تقول للأرامل واليتامى والثكالى والأسرى والمظلومين فى بلاد المسلمين المحتلة وهل هانت عليك دماء الشهداء؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم عجباً لك ألم تسمع مقولة بوش عندما أعلنها حرباً صليبية على الإسلام ومناهج التعليم والجمعيات الخيرية الإسلامية يا الله ألايعرف قلبك الغيرة على محارم الله لقد اغتصب الأمريكان نساء المسلمين فى العراق ألم تسمع بالعراقية المسلمة عبير الجنابى التى اغتصبها جندى أمريكى وقتلها وبرأته المحكمة الأمريكية.
رحم الله الامام ابن القيم حين قال فى كتابه اعلام الموقعين <وأيُّ دين، وأي خيرٍ فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضيع وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس > ولاأظن أنك ذهبت إلى السفارة الأمريكية كى تُنكر عليهم وتعلن أمام الجميع إنكارك لجرائمهم وتفضحهم فى سفاراتهم لم يحدث هذا بالطبع
ربما تظن أن حضورك يدل على سماحة الإسلام بئس الظن فالإسلام كله عدل وإنصاف ويسر وسماحة ولكن الإسلام لايقبل الذل ولايرضى بمودة المعاندين المحاربين لله ورسوله الملطخة أيديهم بدماء المسلمين قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) الممتحنة قال الله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) الممتحنة / 4، وقال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) المجادلة /22 ثم ياعمرو أذكرك بقول الحق <محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم > أين أنت فى تلك الآية إنك من أتباع الحبيب محمد وأتباعه أشداء على الكفارالذين يقاتلون المسلمين ظلماً وعدواناً فهل زيارتك شّدة على المعتدين الظالمين للأسف إنها مودة وإن قلت دبلوماسية قلت لك أن الإسلام عرّفها أنها مداهنة والعياذ بالله.
و للعلماء فى تفسير هذه الآيات كلام كثير وخطير فى حكم من يفعل ذلك لم أذكره لأننى أردت التذكرة فقط وكل أملى أن يفيق عمرو خالد من سكرته فعندى من المعلومات والحقائق المؤسفة الكثير ولكن ليس هذا مرادى وأتمنى من محبى عمرو أن يهتموا بنصحه ولايشغلهم التعصب له عن إتباع الحق فأخشى ما أخشاه أن تكون الزيارة القادمة لعمرو خالد لسفارة العدو اليهودى الصهيونى فسفارة أمريكا أسوأ من سفارة العدو الصهيونىوكلاهما مجرم فاليهود احتلوا فلسطين والأمريكان إحتلو العراق وأفغانستان والصومال بقناع أثيوبى وأيضاً فلسطين بقناع يهودى صهيونى.هداك الله ياعمرو.
وتبقى عدة وقفات الأولى رحم الله الدكتور المسيرى فقد كان من النخبة المخلصة لوطنها ورغم مكانته لم يداهن وينافق وصبر على مبادئه ولم يذهب لسفارة أمريكا.
الثانية. الداعية المحبوب الأستاذ وجدى غنيم يتعرض لمحنة أخرى بعد قرار ترحيله من جنوب أفريقيا إدعوا له بالثبات فهو حقاً من أئمة الدعوة المعاصرين ومن النخبة الإسلامية المخلصة ولوشاء لمكث فى مصر أو أى بلد عربى يداهن وينافق ولكن إخلاصه آبى إلا الهجرة لله ثبته الله على الحق وجمعنا الله واياه فى الدنيا على طاعته وفى الأخرة فى الفردوس الأعلى.
وأخيراً إن واقعنا المؤلم ليس بسبب الإستبداد والقهر فحسب ولكن والله من فساد ونفاق بعض من يُظنهم الناس نُخبة وحقاً لايجتمع ويأتلف الظالمون مع المخلصين أبدًا إلا إذا تغير وفسد المخلصون
ممدوح اسماعيل محام وكاتب elsharia5@hotmail.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=50958&Page=7&Part=1
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 07:19]ـ
من هو عمرو خالد؟ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
و َبَعْدُ:
من هو عمرو خالد؟
# حرَّره المشرف #
الاسم عمرو محمد حلمي خالد.
تاريخ الميلاد الخامس من سبتمبر سنة 1967. مواليد الإسكندرية.
المؤهل بكالوريوس تجارة - القاهرة - سنة 1988.
المهنة مراجع حسابات وشريك بمكتب مراجعة وعضو جمعية المحاسبين والمراجعين المصرية.
الدراسات الحرة دارس بمعهد الدراسات الإسلامية ويحضر رسالة الماجيستير في الإقتصاد الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
هوايات كرة القدم كان أحد ناشئي النادي الأهلي تحت 18 سنةجميع العاب كرة المضرب خاصة الراكت.
هذا هو عمرو خالد كما كتب عنه في موقعه، ويلاحظ على هذه الترجمة الموجزة ما يلي:
. ليس للرجل ماض علمي يوثق به.
. لا يُعرف له شيوخ من العلماء المعتبرين المعروفين بالعقيدة الصحيحة والتوحيد.
. هذه الهوايات التي يتبجح بوضعها في سيرته، وأنه نشأ في أحد النوادي ليست مما يُمدح به الدعاة إلى الله تعالى.
# حرَّره المشرف #
. يكفي في رد دعوة عمرو خالد ثلاثة أمور:
1 - أنه لم يؤسس نفسه على العلم الشرعي الصحيح، خاصة العقيدة والتوحيد.
وهذا والله كافٍ لوحده!
2 - أنه لم يبدأ بدعوة الناس إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة، كما أوصى النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك معاذ بن جبل: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)) وفي رواية ((إلى أن يوحدوا الله))، مع أنه يعيش في (مصر) ولا يخفى ما في مصر من التعلق بالشركيات والبدع عند كثير من الناس، وما يعتقده كثير منهم – خاصة الطبقة الغنية التي كثيراً ما يعتني بها عمرو خالد – من المذاهب الإلحادية أو العلمانية لانتشار الكُتاب الذين يحملون هذا الفكر في مصر، كما أن هناك الأضرحة والمشاهد، بل إن عمرو خالد حتى هذه اللحظة لا يُعرف له محاضرات في العقيدة أو التوحيد، ولعل من يتابع محاضراته ومن كان على شاكلته يلاحظ في محاضراتهم الحيدة عن الكلام في التوحيد وما يضاده من الشرك والبدع، وإغفال الحديث عن العقيدة الصحيحة وأثرها في هذه القصص التي يوردها هؤلاء القصاص، فمثلاً تسمع أشرطة متوالية في السيرة النبوية، وتنتهي منها وأنت لم يتقرر عندك أن بعثة هذا النبي – صلى الله عليه وسلم -قد كانت لتقرير التوحيد ونبذ الشرك، بل جل ما يركز عليه هؤلاء القصاص ذكر المعجزات، أو يأتون بالصحيح منها والسقيم لجذب الأذهان، وتكثير الحضور، ولو تكلم هؤلاء القصاص في الفوائد العقدية للقصة التي يذكرونها لانتفع بها الكثير من الخلق، ولكنهم لا يحسنون ذلك، ثم إن دعوة التجميع البالية عند الإخوان تأبى مثل ذلك.
3 - انطلاقه من أصل الإخوان الفاسد.
ولكن لا مانع من عرض بعض تجاوزت هذا الجاهل نصحاً للأمة، وتحذيراً لها من شره:
. عمرو خالد رجل لا يستحيي من ذكر ما يخجل من ذكره الإنسان العادي فضلاً عن الداعية المنشغل بدعوة الناس وطلب العلم الشرعي من مضانه؛ بل إنه يتكلم عن أمور تخفى على كثير من الشباب المنحرف، فهو يتكلم عن أمور تحدث في المنتجعات السياحة من الفساد العظيم ككلامه عن "مارينا"- منتجع في الساحل الشمالي-، "الجونة"-منتجع في الغردقة، و"كورتيجانو" -مطعم إيطالي بالقاهرة-، وعن مواقع الإنترنت المختلفة، وحفلات الغناء، وما فيها من الكلام الباطل، وغير ذلك؛ وفي هذا المسلك محاذير كثيرة لا تخفى على أهل البصائر، منها:
1 - دغدغة الغرائز النائمة لدى الغافلين من الشباب والشابات عن مثل هذه الأمور، لأن مجالس هذا الرجل يحضرها الآلاف (بدون مبالغة) فقد حضر له في الشارقة قرابة الـ (10000) متفرج – لا أقول متعلم -، وبين هؤلاء من الشباب المتدينين والشابات الكثير، يقول عمرو خالد: ((والواقع أن جميع الأعمار من مختلف الفئات تحضر لقاءاتي، فهي ليست لطبقة دون أخرى، أو لمرحلة من العمر دون أخرى)) بنصه
2 - الدلالة على مواقع الفساد و الخنا، وإذاعة أسمائها على الناس.
3 - نشر الفاحشة في الذين آمنوا جهلاً عبر هذه الطريقة.
4 - إماتة جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل وجدان المتلقين، وإذا كثر الإمساس قل الإحساس.
5 - الخ ما يترتب على ذلك من الفساد.
. التوسع؛ بل المبالغة في استخدام اللغة العامية على حساب اللغة العربية، يقول أحد المفتونين به: ((هو البساطة في كل شيء، أول مرة أرى من يدعو دون لغة عربية فصيحة ولا غيره، ويكلم الله -سبحانه وتعالى- بالعامية فيقول: (ضعفنا يا رب .. محتاجين لك يا رب .. ماتسيبناش للدنيا .. )، وهذه البساطة تدخل القلوب فورًا مهما انغمس الإنسان في الدنيا وانشغل)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: إن العي العلمي، يُنتج مثل هذه التصرفات الشاذة، أليس يعلم أن المسلمين بحاجة للعودة إلى لغتهم العربية حتى يفقهوا كتاب ربهم ويتدبروه، ويفهموا سنة نبيهم؛ ولا مانع من استخدام اللغة العامية في مواضع مناسبة قد لا يفهم المتلقي العبارة إلا عن طريقها كما كان يفعل ذلك الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -؛ أما أن تكون بهذه السماجة فلا؛ ثم أنظر إليه بدل أن يوجه إلى الصحيح والمأثور من دعوات النبي – صلى الله عليه وسلم -، يغري المتلقين باستخدام هذا الأسلوب؛ وأسلوبه هذا لا يفعله مع المصريين فقط، بل في أي بلد يذهب إليه ولو كان لا يتقن اللهجة المصرية العامية، إلا أنه يُصر على هذا الأسلوب مما يعني أنه شيء يريد تأصيله، لا أنه أمر عارض قد اضطُر إليه.
. عمرو خالد يتولى إعداد محاضراته وندواته طائفة من الشباب العادي جداً – ليسوا طلبة علم – فما ظنك بالنتائج!!
. انتهاج منهج جديد في الفتوى، مع إنه يقول عن نفسه أنه لا يفتي، هذا المنهج أن لا تقول عن الحرام حراماً؛ بل بين المفاسد الواقعية، والنتائج العلمية عند علماء النفس، وأن ذلك أجدى في استجابة الناس، وهذا عند عمرو خالد ليس خاضعاً للمصلحة؛ بل هو منهج يسير عليه، وظاهرة لفتت أنظار من يتابعه، ففي لقاء مع أحد المجلات، سأله الصحفي: رأينا أنك تتناول الإشكالات التي يطرحها بعض الشباب والفتيات حول علاقات الصداقة بين الجنسين بطريقة لا تحرم هذه العلاقات ولا تهاجمها، فلماذا؟ أجاب عمرو خالد: ((معروف أن علاقات الرجال بالنساء من وسائل الشيطان المثيرة للفتنة، خاصة في مرحلة الشباب، وبالتالي فإنه بدلاً من أن أقول لهم أن هذا حرام، فإن الدور الأساسي الذي أقوم به هو أن أوضح لهم الآثار السلبية التي ستعود عليهم نتيجة هذا النمط من ستخسرون كذا وكذا وكذا وأضرب الأمثلة، واسألهم ما الذي يحدث للشاب أو الفتاة بعد أن يكن كلاهما قد تزوج بشخص آخر، بعد هذه العلاقات التي لا تتجه إلى زواج؟ .. النتيجة تكون مشاكل ومتاعب نفسية ومقارنات في العقل الباطن بين الذي كانت لي علاقة معها أو معه، والذي ارتبطت به أو بها، وعادة تكون هذه المقارنة بماضي الآخر، فتبدأ العلاقات تفسد بينهما، وغالبًا فإن الكثير من العلاقات الزوجية تفشل بسبب علاقات ما قبل الزواج، ونسب الطلاق المرتفعة خير دليل على صحة هذا الكلام، وهذا يؤدي إلى اقتناعهم بما أقول)). قلت: والنتيجة تعلق الشباب بعمرو خالد، وبعدهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم -، كُل ذلك لا شيء إلا لأجل أنه يرى ويرى، يقول الإمام بن باز – رحمه الله -: ((والواجب على المؤمن التمسك بما أخبر الله به ورسوله، ودرج عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم و أتباعهم بإحسان، والحذر من مقالات أهل البدع الذين أعرضوا عن الكتاب والسنة، وحكموا أفكارهم وعقولهم فضلوا وأضلوا)) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – للعلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله – جمع د. محمد بن سعد الشويعر. دار القاسم 2/ 97].
. عمرو خالد يقول بلسانه ما يناقض أقوال من يدافع عنه، فكثير ممن حمل لواء الدفاع عنه – ومنهم صحفية معروفة في السعودية – يقولون لم يزعم أنه عالم أو شيخ بل هو يروي ويقص فقط!
قلت: هذا مردود، فلقد سُئل: لماذا وصفك البعض بواعظ المراهقين والمراهقات؟
فأجاب عمرو خالد: ((لا يحضر لي في الندوات التي أتحدث فيها مراهقون، معظمهم في مراحل الخمسينات والستينات، وغالبية مشاهدي برامجي (نلقي الأحبة) فأنا لست شيخ الشباب فقط!)).
قلت: قال تعالى: ** فلا تزكوا أنفسكم} الآية.
. شاهد الكثير من الناس أشرطة عمرو خالد تظهر في الإعلانات التجارية لأنواع من زيوت الطعام!
قلت: فهل الظهور في الإعلان التجاري من أجل مصلحة الدعوة أيضاً؟!!
. عمرو خالد لا يتحرج من استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية الحديثة، والإخراج التلفزيوني في محاضراته، لا أدري إن كان يجيز هذه الموسيقى، وليس ذلك بغريب على أمثاله!
(يُتْبَعُ)
(/)
عمرو خالد صاحب مظهر غربي، علاوة على أنه يسوم لحيته حلقاً بالموس، ويفتي بما يخجل منه الجاهل عندما يُحرج، و يُسأل عن حلقه للحية ومخالفته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تسل عن الشباب الذي يزعم أنهم تدينوا على يديه حينما تراهم يحتجون على حلق لحاهم بفعل من اهتدوا على يده!!
ولا أدري إن كان يرى جواز حلق اللحية فيكون أجهل من حمار أهله، أم أنه يُقر بمخالفته ومعصيته فكيف به أمام قول الله تعالى: ** أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}؛ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم: ((قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين)) أخرجاه في الصحيحين، ويقول الإمام بن باز – رحمه الله -: ((أما الحلق فلا أعلم أن أحداً من أهل العلم قال بجوازه)) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – للعلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله – جمع د. محمد بن سعد الشويعر. دار القاسم 10/ 82].
وأخشى ما أخشاه أن يكون عمرو خالد هذا قد حلقها من أجل (مصلحة الدعوة)، وحتى لا ينفر الفساق منه، فيكون الأمر أدهى وأمر، يقول الإمام بن باز – رحمه الله -: ((لا يجوز للمسلم أن يحلق لحيته لأسباب سياسية، أو ليمكن من الدعوة، بل الواجب عليه اعفاؤها وتوفيرها؛ امتثالاً لأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – فيما صح عنه من الأحاديث، ومن ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم -: ((قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين)) متفق على صحته.
فإذا لم يتمكن من الدعوة إلا بحلقها انتقل إلى بلاد أخرى يتمكن من الدعوة فيها بغير حلق، إذا كان لديه علم وبصيرة؛ عملاً بالأدلة الشرعية في ذلك ... )) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – للعلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله – جمع د. محمد بن سعد الشويعر. دار القاسم 10/ 91 - 92].
. من آثار دعوة عمرو خالد، تقديم كثير من الناس أسلوبه الرخيص على الدعوة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – بحجة أن الناس لا يهتدون إلا بمثل هذا الأسلوب فكان الإغراق في القصص بغثها وسمينها، والإيحاءات العاطفية المصطنعة عمدة كُل من تصدر المجالس والمنابر من هؤلاء القوم؛ بل إن جُل هؤلاء الذين ابتليت بتصدرهم الأمة قوم اقتحموا كتب السيرة والتأريخ، فخبطوا فيها خبط عشواء، وأصبحوا كحاطب الليل لا يدري ما الذي بيده: هل هي خشبة أم أفعى، فيلملمون الأوراق، ويجوبون بها الآفاق، ويجمعون من حولهم العامة، و بعض من تلبسوا بلبوس العلم وهو منهم بريء.
وأما الذين ينبرون لنشر أشرطة هؤلاء فحجتهم أن الناس بحاجة إلى الهداية وأن هذه الأشرطة من أعظم وسائل الهداية، و أقول كما قال العلامة سليمان بن عبد الله - رحمه الله -: ((قال تعالى: ** وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ ولا الإيمَانُ ولَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ عِبَادِنَا وإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ أَلا إلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ} فيا عجباً ممن يزعم أن الهداية والسعادة لا تحصل بالقرآن ولا بالسنة، مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يهتد إلا بذلك)) [تيسير العزيز الحميد ص 6].
يقول بعض الكتاب المعاصرين: ((ولئن كان المخادعون الدجالون يظهرون تحت عنوان (القصاص) فيما مضى؛ إنهم يظهرون في أيامنا هذه تحت عنوان: (الداعية والموجه والمربي والأستاذ والكاتب والمفكر) وما إلى ذلك من الألقاب!!)) [تاريخ القصاص ص 33].
إن مجرد إيراد الداعية للقصة في الموعظة، أو التذكير لا يعني أنه من القصاص الذين حذر منهم السلف، ولكن السلف يحذرون من القصاص الذين من صفاتهم ما يلي:
1 - طلب الشهرة والارتفاع على الناس، كما جاء ذلك عن عمر رضي الله عنه حيث يقول لمن رآه يقص: ((أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع، حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا فيضعك الله عز وجل تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك))؛ ولقد رأينا من أمثال هؤلاء من كانت أشرطته توزع على استحياء أصبح اليوم يقال له فضيلة الشيخ، و الله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الجهل أو الضحالة العلمية، كما جاء عن علي رضي الله عنه أنه مر على قاص فسأله: علمت الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت. وروي مثل هذا عن ابن عباس رضي الله عنه.
3 - تلبسهم بالبدعة لذا فهم يدسون في القصص ما يعضد بدعهم ويقررها في نفوس الناس يقول أحد العلماء وهو يتحدث عن منكرات المساجد: ((ومنها كلام القصاص والوعاظ الذين يمزجون كلامهم بالبدعة))، أو مخالفتهم للسنة كحلقهم اللحى وإطالتهم للثياب، و استعمالهم للسبحة في الذكر ونحو ذلك.
4 - الكذب، قال الإمام أحمد - رحمه الله -: ((أكذب الناس على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - السؤال والقصاص))، فهم يكذبون على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بإيرادهم للأحاديث المنكرة والضعيفة، بل والموضوعة، ويكذبون في نقلهم للقصص المكذوبة، ويكذبون في طريقة عرضهم للقصة من تهويل ومبالغة تخرج بالقصة عن واقعها الصحيح.
. عمرو خالد يستثير العواطف بخبث، هذا ما حدث له في أحد البرامج، يقول أحد من رأوا هذا البرنامج: ((وسأضرب صفحا عما قال وهو يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما في الغار .. ويبتسم الداعية الشاب وهو يصل الى نقطة يقول انه يخجل من الحديث عنها .. فماذا يدعو الى الخجل في الغار .. يقول الداعية ان ابا بكر رضى الله عنه شاهد احد الكفار يتبول .. ولفت نظر الرسول صلى الله عليه وسلم الى ان هذا الكافر قال انه لو نظر بين ساقيه كما يفعل من يتبول لرآهما!! بماذا تحس امام هذه اللقطة التي اصر الداعية الشاب على الحديث عنها ولفته انظار الحاضرات من البنات والسيدات اليها بعد ان تمنع في الحديث عنها اولاً. ورغم انني قرأت في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعن رحلة الغار التاريخية كثيرا فانني لا اتذكر هذا اللقطة التي تنزل بمستوى الحدث والحديث والتي اصر الداعية على ايرادها رغم تظاهره بالخجل)).
قلت: قد ورد في السيرة أن هذا الكافر جلس ليبول أمام الغار، ولا أتذكر درجة هذه الرواية من حيث الصحة أو الضعف؛ وحتى يُبحث عن ذلك أقول: لو كان يستحيي لما جلس أمام هؤلاء النسوة، ثم يتلاعب بعواطفهن، ويستحدث مواقف وجدانية مريبة لا يُدرى ما قصده منها.
وأمر آخر وهو جلوسه أما هؤلاء النسوة ومنهن المتبرجة والسافرة في هذا البرنامج، والاختلاط الحاصل في أماكن كثيرة ألقى فيها محاضراته، هل هذا أمر مشروع؟!
أين هؤلاء من قول الله تعالى: ** وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبيدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور:31].
وهذا (عمرو خالد) أين منه قول الله تعالى: ** وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} [الأحزاب:53].
فإن كان مضطراً إلى ذلك في مجتمعات الفساق والفاسقات التي يذهب ليدعو فيها، فهل هو مضطر إليه في مثل هذا البرنامج؟!
ولقد كانت الصحابيات – رضي الله عنهن – يشهدن صلاة الفجر مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – متسترات متحجبات، كما قالت عائشة – رضي الله عنها -: ((كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي الفجر فيشهد معه نساء متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن، ما يعرفهن أحد من الغلس)) ومع ذلك قالت عائشة – رضي الله عنها – بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسم -: ((لو رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نسائها)).
قلت: فما حكم جحافل النساء المتبرجات المتعطرات السافرات اللاتي يتوافدن زرافات ووحداناً على منتديات هذا الرجل ودروسه ومسارحه؟!
. (كلام من القلب عمرو خالد يستضيف سهير البابلي) هذا عنوان شريط فيديو، فيه لقاء استضاف فيه عمرو خالد، الممثلة السابقة (سهير البابلي) في جزئين، وصورته وصورتها على غلاف الشريط، كُل ذلك من باب مصلحة الدعوة!!!
. موقع عمرو خالد يُطرح فيه مواضيع الضال المضل فهمي هويدي الذي لا تنتطح عنزان في ضلاله، وكما قال السلف: ((من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا الفته)).
ومن كلمات فهمي هويدي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) تسميته اتباع نصوص الكتاب والسنة وعدم الخروج عنها وثنية: ( .. .أن الوثنية ليست عبادة الأصنام فقط، ولكن وثنية هذا الزمان صارت تتمثل في عبادة القوالب والرموز، وفي عبادة النصوص والطقوس) [مجلة العدد (235) 1978م].
(2) ويقول عن الجهاد: ((ومنذ البداية سلح الله المسلمين بالكلمة، وكان أول ما أنزله الله على نبيه هو: (اقرأ وليس اضرب)، أو (ابطش)، فكان كتاب المسلمين هو القرآن الكريم فإن القتال في التصور الإسلامي ينبغي أن يظل منعطفاً يُكره إليه المسلمون أو نوعاً من (الهبوط الاضطراري) الذي يعترض المسار الطبيعي لرحلة التبليغ الإسلامي)) [مواطنون لا ذميون:236].
. موقع عمرو خالد يُعرض فيه ما يسمى (الكاركتير) أو الرسوم الساخرة المرسومة باليد، ومعلوم إجماع أهل العلم على تحريم هذا النوع من التصوير، و فيه رسوم يظهرون فيها صورة إبليس مرسومة وهو يُغري أحد الفتيات بخلع حجابها، وكُل ذلك من باب مصلحة الدعوة!!! فياليت شعري متى ظهر لهم إبليس حتى تمكنوا من رسم صورته، وكيف يقبل الداعية الكبير أن يضمه هذا الموقع مع مثل هذا المنكر العظيم *؟ *
. عمرو خالد ينتهج نهج الإخوان في الدعوة، ومعلوم منهج هذه الفرقة المنحرف، الذي قال عنه الإمام بن باز – رحمه الله -: ((حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم؛ لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله و إنكار الشرك وإنكار البدع، لهم أساليب خاصة، ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله، وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة.
فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عندهم عناية بالدعوة السلفية، الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار عبادة القبور، والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور كالحسين أو الحسن أو البدوي، أو ما أشبه ذلك، يجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل، بمعنى لا إله إلا الله، التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة دعا إلى توحيد الله، إلى معنى لا إله إلا الله، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، وإنكار ما أحدثه الجهال من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم، والنذر لهم والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر، وكذلك ينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة: تتبع السنة، والعناية بالحديث الشريف، وماكان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها، ونسأل الله أن يوفقهم ويعينهم ويصلح أحوالهم)) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – للعلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله – جمع د. محمد بن سعد الشويعر. دار القاسم 8/ 41 - 42. هذه الفتاوى بتاريخ 23/ 2/1416 هـ].
قلت: إذا كان هذا الكلام في أناس كحسن البنا و الهضيبي وغيرهم من كبار الإخوان، فمن العجب أن يمكن لمن هو دون هؤلاء من التصدي لدعوة الناس، وهو عمرو خالد، الذي لا أشك أن أقل مفاسدها (وليس ذلك بهين) مزاحمة الدعاة الصادقين، وصرف الناس عنهم، وبالتالي صرف الناس عن الإسلام الصحيح، يقول الإمام بن باز – رحمه الله -: ((لا شك أن الواجب هو منع دعاة الباطل وهم الذين يضايقون أهل العلم والخير، وربما جر ذلك إلى منعهم من المساجد بأسباب دعاة الباطل فيمنع غيرهم بأسبابهم، فإذا منع أهل الباطل استقام الطريق واتسع المجال لدعاة الحق.
فالواجب على ولاة الأمور أن يأخذوا على يد أهل الباطل، وأن يمنعوهم من نشر باطلهم بكل وسيلة من الوسائل الشرعية سواء كان صاحب الباطل شيوعياً أو وثنياً أو نصرانياً أو مبتدعاً أو جاهلاً بأحكام الشرع المطهر. فعلى ولاة الأمور من أهل الإسلام أن يمنعوا من ذكرنا من أصحاب الباطل من أن ينشروا باطلهم، وعليهم أن يعينوا دعاة الحق الذين يدعون الناس إلى كتاب ربهم وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ويبصرونهم بما أوجبه الله عليهم وما حرم عليهم عن علم وبصيرة، ويوضحون لهم حق الله وحق عباده وحق ولاة الأمور وحق كل مسلم على أخيه، هؤلاء هم الذين يعانون، ومن حاد عن الطريق ودعا إلى غير الشرع فهو الذي يمنع أينما كان)) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة – للعلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
– جمع د.محمد بن سعد الشويعر. دار القاسم 5/ 29].
. عمرو خالد كغيره من المخلطين وليست له دراية بصحة الأحاديث، ولا فقه المرويات والقصص التي يذكرها، يشاركه في ذلك قصاص هذا العصر كالسويدان وغيره، فهؤلاء لا تكاد تخرج من أحدهم بفائدة مستقيمة حتى يتبعها بما يعارضها، ويقول في آخر كلامه ما ينقض أوله، وذلك بسبب الجهل وعدم معرفة ما يحتاجه الناس من الوعظ والتذكير، لذا كان السلف ينهى عن مثل هذه المجالس، قال ابن الجوزي: ((و قد كان جماعة من السلف يرون تخليط القصاص، فينهون عن الحضور عندهم)).
. عمرو خالد يختلق مصطلحات جديدة، ويدخل تحتها أموراً مشروعة، فعنده ما يسميه بـ (المفاتيح الخمس)، ولا يذكر هذه الأمور المشروعة إلا بهذه التسمية (المفاتيح الخمس)، وهذه التسمية مؤذنة ببدعة جديدة، ودليل على عدم وجود رصيد علمي تربوي لدى عمرو خالد، وليس لديه أي مرجعية علمية موثوقة يعتمد عليها ويسير في ضوئها، بل هو يريد أن يصل إلى دعوة الناس إلى الله بأمور لم يسبق إليها الدعاة المخلصون من قبله وعلى رأسهم الأنبياء والرسل يقول الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله -: ((وليس هناك طريق أصلح للدعوة من طريق الرسل فهم القدوة وهم الأئمة وقد صبروا))، فما بال هؤلاء القوم يستبدلون الذي هو أضر بالذي هو خير؟!!
هذا غيض من فيض. والله أسأل أن يكفينا شر كل من كان فيه شر.
.واجب العلماء وولاة الأمور نحو عمرو خالد ومن كان على شاكلته من القصاص:
1 - التحذير من هؤلاء، ومن أشرطتهم، ومجالسهم، وهذا منهج سلفي منقول عن غير واحد من السلف منهم عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عباس، و سفيان الثوري وغيرهم من أهل العلم.
2 - عدم تمكينهم من إلقاء قصصهم في المحافل والمنتديات والمساجد، وهذا من الواجب خاصة على ولاة الأمور، يقول الحافظ العراقي رحمه الله: ((فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام على الناس حتى تتبين أهليتهم لذلك عند العلماء الراسخين، فذلك من النصيحة لله ولرسوله ولولاة أمر المسلمين)). وقد أخرج علي رضي الله عنه القصاص من مسجد البصرة، فلما سمع كلام الحسن البصري لم يخرجه إذ كان يتكلم في علم الآخرة والتفكير بالموت والتنبيه على عيوب النفس ... فهذا هو التذكير المحمود شرعاً.
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. آمين.
.
منقووووووووووووووول
# حرَّر المشرف بعض الألفاظ #
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 01:45]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو عبد الله السبيعي على ما بينت من حال هذا الجاهل المدعو عمرو خالد الذي أضل كثيرا من شباب وشابات نسأل الله له الهداية
وأنصحكم بقراءة كتاب (عمرو خالد في ميزان الشرع) حتى تعرفوا حقيقة الرجل .. لا تجعلوا العواطف تعصف بكم ..
#####
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:38]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:48]ـ
/// تم إغلاق الموضوع لخروج الإخوة فيه إلى بنيات الطريق .. !(/)
علماء الأزهر: من يشارك في جريمة حصار الفلسطينيين مرتد عن الإسلام
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:36]ـ
استنادا إلى فتوى للأزهر قبل 60 عامًا .. جبهة علماء الأزهر: من يشارك في جريمة حصار الفلسطينيين مرتد عن الإسلام لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين
كتب صبحي عبد السلام (المصريون):: بتاريخ 6 - 7 - 2008
اعتبرت "جبهة علماء الأزهر"، أن كل من يشارك في حصار وتجويع الفلسطينيين في قطاع غزة والتضييق عليهم "مرتدا وخارجا عن دين الإسلام"، استنادا إلى فتوى أصدرتها لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، برئاسة مفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ عبد المجيد سليم في الثالث من يوليو عام 1947م الموافق 14 شعبان عام 1366هـ.
أكدت الفتوى التي استندت إليها الجبهة في تحريم وتجريم حصار الفلسطينيين في غزة، أن العمل على إيذاء المسلمين الذي يتخذ مختلف الوسائل للتسلط عليهم بالقوة أو الحيلة لإذلالهم وإخضاعهم لسلطان غير سلطان دينهم يعتبر أكثر شرا من الذين يحادون الله ورسوله، وأن الإسلام والمسلمين منه براء.
وتابعت: أن من يفعل ذلك، فإن قلبه لم يمس شيئا من الإيمان ولا محبة الأوطان ويكون مرتدا عن دين الإسلام، فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليه الاتصال به ولا يصلي عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، حتى يفيء إلى أمر الله ويتوب توبة نصوحا يظهر أثرها في نفسه وأمواله وأقواله وأفعاله.
وقالت الجبهة التي يرأسها الدكتور العجمي الدمنهوري، إنه لأمر مضيع للكرامة ومحبط للعمل ومناف للإيمان ومستوجب نفي صاحبه من سجل أهل الإسلام أن يأخذ المجرمون منا كل ما يشاءون، ونضن بحق الحياة على إخواننا وأبنائنا في فلسطين المنكوبين بنا وبأعدائهم وأعداء ديننا وربنا.
وأضافت: إن هذا الحصار المقيت لفلسطين، ليس له ما يبرره، خاصة وأن فلسطين ليست بدار كفر ولا الفلسطينيين أعداء لنا، كما أن هذا الحصار ليس له ما يبرره شرعا ولا عرفا أو حتى قانونا، حتى يتم استنفار جنود الأمن المركزي، ويتم إغلاق أبواب الرحمة في وجوههم ونعاملهم معاملة لا نعامل بها المجرمين اليهود. وأشار البيان إلى أن الحصار غير جائز شرعا إلا للكافرين
http://www.almesryoon.com/Archive/ShowDetails.asp?NewID=50935&Page=1
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 11:19]ـ
بارك الله في الإخوة في "جبهة علماء الأزهر" ..
أسأل الله أن يعيد للأزهر مجده التليد على أيدي هؤلاء ..
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 05:44]ـ
آمين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
كلام الشيخ- علي فركوس- في مسألة الموازنة بين المحاسن والمساوئ
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 05:00]ـ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
ففي باب نقد الرِّجال وتقويمهم فإنَّ في مسألة الموزانة بين المحاسن والمساوئ أو في تعرُّض المنتقِد لذِكر محاسنهم دون مساوئهم أو بالعكس في تبيانه لمساوئهم وأخطائهم وغضِّ الطرف عن محاسنهم تفصيلاً يظهر في التفريق بين حالة النقد والردِّ والتحذير من شخصٍ استقرَّت بدعته ودعا إليها، وبُيِّن له خطؤه الذي علق به، واستمرَّ عليه بعد قيام الحُجَّة، بل نافح عليه ودافع واغترَّ الناس به، وبين ما إذا كان للتعريف به كشخصية إسلامية، وبيان واقعه، وتقويم كتبه ومؤلَّفاته.
فإن كان المجال مُهيّئًا لنقد المساوئ والأخطاء التي هو عليها من باب الردِّ والتقويم حذرًا من الوقوع فيها، ونصيحةً للناس من خطرها، والميل إلى أصحابها، فإنَّ هذا المقام لا يستدعي التعرُّض للحسنات؛ لأنَّ الغاية من وراء الردِّ تحذير الأُمَّة من أنواع الأباطيل، ومختلف التضليل، لئلاَّ يغترَّ بهم الناس، وذكر حسناتهم في هذا المجال يُضعف قيمةَ الردِّ، ويُهوِّن من خطر باطلهم، ويستدلُّ لذلك بقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم: «بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ!» وفي رواية: «بِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ» (1 - أخرجه مالك في «الموطّأ»: (4/ 96) في حسن الخلق، وأحمد: (6/ 38)، والبخاري: (10/ 452) في الأدب، باب لم يكن النبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فاحشًا ولا متفحِّشًا، ومسلم: (16/ 144) في البرِّ، باب مداراة من يتَّقى فحشه، وأبو داود: (5/ 145) في الأدب، باب في حسن العشرة من حديث عائشة رضي الله عنها.)، وقولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «بِئْسَ الخَطِيبُ أَنْتَ!» (2 - أخرجه مسلم: (6/ 159) في الجمعة، باب صلاة الجمعة وخطبتها، وأبو داود رقم: (1096) في الصلاة: باب الرجل يخطب على قوس، والنسائي: (6/ 90) في النكاح: باب ما يكره من الخُطبة، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.)، فلم يتعرَّض صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لذكر حسناتهم، وكذلك عند استشارة فاطمةَ بنتِ قيسٍ له بخِطبة أبي جهم ومعاويةَ، فاكتفى بذكر بعض مآخذهم دون التعرُّض لحسناتهم، مع كونهم من صحابته رضي الله عنهم، فقال: «أَمَّا أَبُو جَهْمٍ؛ فَضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ؛ فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ» (3 - أخرجه مالك في «الموطّأ»: (2/ 98) في الطلاق: باب ما جاء في نفقة المطلقة، وأحمد: (6/ 411). ومسلم: (10/ 94 - 98) في الطلاق: باب المطلَّقة البائن لا نفقة لها، وأبو داود: (2/ 712) في الطلاق: باب في نفقة المبتوتة، والترمذي: (3/ 441) في النكاح: باب ما جاء أن لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، والنسائي: (6/ 73، 87) في النكاح: باب خطبة الرجل إذا ترك الخاطب أو أذن له، وباب إذا استشار رجل رجلاً في المرأة هل يخبره بما يعلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها.)، ونصحها بأن تَنْكِحَ أسامةَ، كذلك حين ذكرت هندُ بنتُ عُتبةَ زوجُ أبي سفيان للنبيِّ بأنّه «رجل شحيح»، فلم ينكر عليها بعدم ذكر محاسنه، وإنَّما أمرها بأن تأخذ ما يكفيها وولدها بالمعروف (4 - أخرجه البخاري: (5/ 107) في المظالم: باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، ومسلم: (12/ 7) في الأقضية: باب قضية هند من حديث عائشة رضي الله عنها.). فليست -إذن- قاعدة الموازنة بين المحاسن والمساوئ عند النقد مُطَّردة عند علماء الجرح والتعديل وليست منهجًا مسلوكًا لهم.
وحريٌّ بالتنبيه أنَّ غالب الأئمَّة يكتفون -في باب التجريح- بذكر سببٍ واحدٍ قادحٍ في العدالة؛ ذلك لأنَّ «الأصل في الأعراض التحريم»، كالدماء والأموال، كما في الحديث الثابت: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ» (5 - أخرجه البخاري: (10/ 7) في الأضاحي: باب من قال الأضحى يوم النحر، ومسلم: (11/ 167) في القسامة: باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.)، وفي آخر: «كُلُّ مُسْلِمٍ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» (6 - أخرجه أحمد: (2/ 227)، ومسلم: (16/ 120 - 121) في البرِّ والصلة
(يُتْبَعُ)
(/)
والآداب: باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره، والترمذي: (4/ 325) في البرِّ والصلة: باب ما جاء من شفقة المسلم على المسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.)، والجرح إنَّما أُجيزَ لضرورة تمييز الصحيح من السقيم، ومعرفةِ الثقة من الضعيف، والمقبول من المردود، و «الضرورة تقدَّر بقدرها»، كما هو مُقرَّر في القواعد. وعليه؛ فلا يجوز التجريح بسببين أو ذَنبين مهما أمكن الاكتفاء بأحدهما، أي: الاقتصار على أدنى ما تندفع به الضرورة (7 - انظر ما نقله محمَّد عجَّاج الخطيب عن الإمام السخاوي في «فتح المغيث» من كتابه «الوجيز في علوم الحديث ونصوصه»: (237 - 238).)، فضرورة بيان أحوال الرواة والدعاة ليس فيه غِيبة، وإنَّما في ذلك حفظ قواعد الدِّين بحفظ السُّنَّة وصيانتها من الدخيل، والعلماء استثنوا من الغِيبة أمورًا ستَّة، منها: التحذير للمسلمين من الاغترار، كجرح الرواة والشهود، ومن يتصدَّر للتدريس والإفتاء مع عدم أهليَّته، وكذلك من جاهر بالفسق أو بالبدعة فيجوز ذكرهم بما يجاهرون به دون غيره، للحديث الذي أخرجه مسلم: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ» (8 - أخرجه البخاري: (10/ 486) في الأدب: باب ستر المؤمن على نفسه. ومسلم: (18/ 119) في الزهد: باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.)، كالمكَّاسين وأهل الأهواء والْمُجُون والخلاعة. فالحاصل أنَّ الأمور الستّة المستثناة من الغِيبة قد جمعها بعضهم بقوله:
مُتَظَلِّمٍ وَمُعَرِّفٍ وَمُحَذِّرِ
طَلَبَ الإِعَانَةَ فِي إِزَالَةِ مُنْكَرِ (9 - «سبل السلام»: للصنعاني (4/ 370)، «نهاية المحتاج» للرملي: (6/ 205).)
القَدْحُ لَيْسَ بِغِيبَةٍ فِي سِتَّةٍ
وَلِمُظْهِرٍ فِسْقًا وَمُسْتَفْتٍ وَمَنْ
هذا؛ ولولا ضرورة التثبُّت والبحث لَمَا اقتحم هؤلاء العلماء هذا الباب الخطير، وما تجشَّموا من أجله أنواع الصعاب، ومختلف المكاره، كلُّ ذلك اعتقادًا راسخًا منهم أنَّ الكلام في الرواة وغيرِهم إنَّما هو وسيلةٌ لا غاية، باذلين قصارى جهودهم في تطبيق تلك القواعد التي التزموها منهجًا لهم في بيان الحقِّ، ولو على أنفسهم، مقتصرين على أحد الجوانب القادحة في العدالة التي تهمُّهم من غير توسُّعٍ، لأجل حفظ الدِّين والسُّنَّة مع مراعاة الحيطة في التجريح، والدِّقَّة في البحث، والنَّزاهة في الحكم، والأدب في نقد الرجال، وأن يكون بأمانة وإخلاص، الأمر الذي يقوِّي إيماننا باعتدالهم وتجرُّدهم واستقامتهم في نصحهم للمسلمين، والمحافظة على قواعد الدِّين، عملاً بقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا? [الأحزاب:70 - 71]، ففي الآية دليلٌ على وجوب الحرص على إصابة الصواب، ويدخل في «القول السديد» الكلام المتضمِّن للنصح والتنبيه بما هو الأصلح، والإشارة إلى كُلِّ طريق يوصل إلى الصواب، والتماس كلِّ وسيلة تعين عليه، كما يشمل لين الكلام، ولطفه في مخاطبة الأنام، في ميدان النصح والإعلام، والدعوة والتعليم، كما يتناول «القول السديد» الزجر والتبكيت والغلظة في ميدان التحذير لمن جاهر ببدعته، ودعا إليها، ونافح عنها.
أمَّا الحالة الأخرى؛ وهي التعريف بشخصية المطروق إليه لعقد ترجمة له، والنظر في مؤلَّفاته وكتبه، وما تحتويه من مادَّة علمية؛ فإنَّه لا يمنع من التعرُّض إلى محاسنه، ومزايا كتبه، وبالمقابل ينظر في مساوئه والأخطاء والأغلاط التي وقع فيها، فيذكر ما له من حقٍّ ليثبته، وما عليه من باطل ليردَّه، وذلك بعد فهم معاني ما تضمَّنته كتبه وأقواله بأمانة ونزاهة وصِدق وإنصاف؛ ذلك لأنَّ «ردّ الشيء قبل فهمه محال» كما قال الشافعي (10 - «المستصفى»: للغزالي (1/ 274)، «الإبهاج» للسبكي: (3/ 188).)، و «التجنِّي على الحقِّ بسبب الباطل ظلمٌ»، وضمن هذا المنظور يقول الإمام ابن القيّم: « ... فلو كان كُلُّ من أخطأ، أو غلط تُرِك جملةً، وأُهدرت محاسنه لفسدت العلوم، والصناعات، والحكم، وتعطَّلت معالمها» (11 - «مدارج السالكين» لابن القيّم: (2/ 39).).
(يُتْبَعُ)
(/)
فواجب الإنصاف -إذن- قَبول ما معه من حقٍّ، وترك ما عليه من باطل، وقد أمر الله تعالى بالعدل في الأقوال، كما أمر بالعدل في الأحكام في قوله تعالى: ?وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى? [الأنعام: 152]، وفي قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا، اِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? [المائدة: 8]، وقوله تعالى: ?إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ? [النساء: 58].
والواجب على المسلم الابتعاد عن تشويه الحقِّ والتنفير منه، بأن يتحرَّى العدل في كُلِّ شأنه، ليكون العدل خُلُقًا له، ووصفًا لا ينفكُّ عنه، قال تعالى: ?وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ? [الحجرات: 9]، وقال تعالى: ?إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ? [النحل: 90]، وفي الحديث: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا» (12 - أخرجه أحمد: (2/ 160)، ومسلم: (12/ 211) في الإمارة: باب فضيلة الإمام العادل، والنسائي: (8/ 221) في آداب القضاة: باب فضل الحاكم العادل من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.). وفي هذا السياق يقول ابن أبي العزّ الحنفي: «نجد كثيرًا من هؤلاء -أي: الذين يختلفون اختلاف التضادّ- قد يكون القول الباطل الذي مع منازعه في حقٍّ ما، أو معه دليلٌ يقتضي حقًّا ما، فَيَرُدُّ الحقَّ مع الباطل، حتَّى يبقى مُبطِلاً في البعض، كما كان الأوّل مبطلاً في الأصل، وهذا يجري كثيرًا لأهل السنَّة، أمَّا أهل البدعة فالأمر فيهم ظاهر، ومن جعل الله له هدايةً ونورًا رأى من هذا ما تَبيَّن له منفعة ما جاء في الكتاب والسنّة من النهي عن هذا وأشباهه، وإن كانت القلوب الصحيحة تُنْكِر هذا، لكن نور على نور» (13 - «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (2/ 779).).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 29 جمادى الثانية 1429ه
الموافق ل: 03 جويلية 2008م
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه مالك في «الموطّأ»: (4/ 96) في حسن الخلق، وأحمد: (6/ 38)، والبخاري: (10/ 452) في الأدب، باب لم يكن النبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فاحشًا ولا متفحِّشًا، ومسلم: (16/ 144) في البرِّ، باب مداراة من يتَّقى فحشه، وأبو داود: (5/ 145) في الأدب، باب في حسن العشرة من حديث عائشة رضي الله عنها.
2 - أخرجه مسلم: (6/ 159) في الجمعة، باب صلاة الجمعة وخطبتها، وأبو داود رقم: (1096) في الصلاة: باب الرجل يخطب على قوس، والنسائي: (6/ 90) في النكاح: باب ما يكره من الخُطبة، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.
3 - أخرجه مالك في «الموطّأ»: (2/ 98) في الطلاق: باب ما جاء في نفقة المطلقة، وأحمد: (6/ 411). ومسلم: (10/ 94 - 98) في الطلاق: باب المطلَّقة البائن لا نفقة لها، وأبو داود: (2/ 712) في الطلاق: باب في نفقة المبتوتة، والترمذي: (3/ 441) في النكاح: باب ما جاء أن لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، والنسائي: (6/ 73، 87) في النكاح: باب خطبة الرجل إذا ترك الخاطب أو أذن له، وباب إذا استشار رجل رجلاً في المرأة هل يخبره بما يعلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها.
4 - أخرجه البخاري: (5/ 107) في المظالم: باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، ومسلم: (12/ 7) في الأقضية: باب قضية هند من حديث عائشة رضي الله عنها.
5 - أخرجه البخاري: (10/ 7) في الأضاحي: باب من قال الأضحى يوم النحر، ومسلم: (11/ 167) في القسامة: باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
6 - أخرجه أحمد: (2/ 227)، ومسلم: (16/ 120 - 121) في البرِّ والصلة والآداب: باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره، والترمذي: (4/ 325) في البرِّ والصلة: باب ما جاء من شفقة المسلم على المسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
7 - انظر ما نقله محمَّد عجَّاج الخطيب عن الإمام السخاوي في «فتح المغيث» من كتابه «الوجيز في علوم الحديث ونصوصه»: (237 - 238).
8 - أخرجه البخاري: (10/ 486) في الأدب: باب ستر المؤمن على نفسه. ومسلم: (18/ 119) في الزهد: باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
9 - «سبل السلام»: للصنعاني (4/ 370)، «نهاية المحتاج» للرملي: (6/ 205).
10 - «المستصفى»: للغزالي (1/ 274)، «الإبهاج» للسبكي: (3/ 188).
11 - «مدارج السالكين» لابن القيّم: (2/ 39).
12 - أخرجه أحمد: (2/ 160)، ومسلم: (12/ 211) في الإمارة: باب فضيلة الإمام العادل، والنسائي: (8/ 221) في آداب القضاة: باب فضل الحاكم العادل من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
13 - «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (2/ 779).(/)
كلماتٌ في العلْمِ وَأَدَبِ الطّلبِ والاتّباعِ وذَمِّ الابتدَاعِ وغير ذَلِكَ
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 09:11]ـ
كلماتٌ في العلْمِ وَأَدَبِ الطّلبِ والاتّباعِ وذَمِّ الابتدَاعِ وغير ذَلِكَ
مستخرجةٌ من كلامِ الحافظِ الذّهَبِيّ
جمعها الشيخ جمَال عزُّون
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - خطر الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبوكر الصديق:" إياكم والكذب , فإنّ الكذبَ مجانب الإيمان ".
قال الحافظُ الذّهبيُّ معلِّقاً:
": قلتُ: صدقَ الصّدّيقُ , فإنّ الكذبَ رأسُ النِّفاق , وآيةُ المنافق , والمؤمنُ يطبعُ على المعاصي والذّنوب الشَّهوانيّة لا على الخِيانة والكذب , فما الظنُّ بالكذب على الصّادق الأمين صلواتُ الله عليه وسلامُه , وهو القائلُ: إنّ كذباً عَلَيّ ليس ككذبٍ على غيري , من يكذب عَلَيَّ بُني له بيتٌ في النّار , وقال: من يقُل عليَّ مالم أقُل ... الحديث. فهذا وعيدٌ لمن نقل عن نبيِّه مالم يقله مع غلبة الظّنِّ أنّه قاله , فكيف حالُ من تهجّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعمّد عليه الكذبَ , وقَوَّلَهُ ما لم يقُل , وقال عليه السّلامُ: من روى عنّي حديثاً يُرى أنّه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبين. فإنّا لله وإنّا إليه راجعُون ماذِي إلاّ بليّةٌ عظيمةٌ وخطرٌ شديدٌ ممّن يَروي الأباطيلَ والأحاديثَ الساقطة , المُتّهمَ نقلتُها بالكذب , فحُقَّ على المُحدِّث أن يتورّع فيما يُؤدّيه , وأن يسأل أهلَ المعرفة والورع ليُعينُوه على إيضاح مرويّاتِه.
ولا سبيلَ إلى أن يصيرَ العارفُ الذي يُزكّي نقلةَ الأخبار ويُجرِّحُهم جِهْبِذاً إلاّ بإدمانِ الطّلب , والفَحصِ عن هذا الشّأن , وكثرةِ المُذاكرة ,والسَّهَرِ والتّيَقُّظِ والفَهْمِ , مع التّقوى والدّين المتين والإنصافِ , والتّردُّد إلى مجالس العُلماء ,والتَّحرِّي والإتقان , وإلاّ تفعل:
فدعْ عنك الكتابةَ لستَ منها /// ولو سوّدتَ وجهَك بالمِدادِ
قال اللهُ عزّوجلّ:" فَاسْألُوا أهلَ الذّكرِ إن كنتُم لا تَعلمُون "
فإن آنستَ ياهذاَ من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً , وإلاّ فلا تَتَعَنَّ , وإن غلبَ عليك الهوَى والعصبيّةُ لرأيٍ ولمذهبٍ فبالله لا تتعبْ , وإن عرفتَ أنّك مُخلِّطٌ مُخَبِّطٌ مُهمِلٌ لحدود الله فأرحنا منك , فبعد قليلٍ ينكشفُ البَهْرَجُ , ويَنكبُّ الزّغَلُ , و " لا يحيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأهلهِ " , فقد نصحتُك , فعِلمُ الحديث صَلْفٌ , فأينَ علمُ الحديثِ؟ وأين أهلُه؟ كدتُّ أن لا أراهُم إلاَّ في كتاب , أو تحت تُراب " (تذكرة الحفّاظ 1/ 3 - 5).
2 - شكوك ووساوس لا تزول إلاّ بسؤال أهل العلم
" منْ مرض قلبُه بشكوكٍ ووساوسَ لا تزولُ إلاّ بسؤال أهل العلم فليتعلَّم من الحقِّ ما يدفعُ ذلك عنه , ولا يُمعِن , وأكبرُ أدويته الافتقار إلى الله والاستغاثةُ به , فليكرِّ هذا الدُّ عاء , وليُكثر منه:
اللّهُمّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل , منزل التّوراة والإنجيل , اهدني لما اختلف فيه من الحقِّ بإذنك , إنّك تهْدِي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ.
وليُجدِّد التوبةَ والاستغفار , وليسأل الله تعالى اليقينَ والعافية , فإنّه – إن شاء الله – لا ينقضي عنه أيّامٌ إلاّ وقد عُوفي – إن شاء الله- من مرضه , وسَلِمَ له توحيدُه , واستراحَ مِن الدُّخول في علم الكلام الذي – والله العظيم – تعلُّمه لدرْءِ دائه مُولِّدٌ له أدواءَ عديدةً ربَّما قَتَلته! بل لا تقعُ كثرةَ الشُّكوك والشُّبه إلاّ لمن اشتغل بعلم الكلام والحكمة.
فدواءُ هذه: رميُ هذه الأشياء المُهلكة , والإعراضُ عنها بالكُليّة , والإقبالُ على كثرة التِّلاوة والصّلاة والدُّعاء والخَوْف , فأنا الزَّعيمُ له بأن يَخْلُصَ له توحيدُه , ويعافيه مَوْلاَهُ.
وإن لم يستعمل هذا الدّواء , وداوى الدَّاءَ بالدّاءِ , وغَرِقَ في أودية الآراء والعقُول , فقد يَسْلَمُ وقد يَهْلَكُ , وقد يتعلَّلُ إلى أن يمُوت " (مسائل في طلب العلم وأقسامه ص 202 - 203)
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 11:10]ـ
3 - عزٌّ تامٌّ وعلمٌ غزيرٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
"وفي زمان هذه الطّبقة كان الإسلامُ وأهلُه في عزٍّ تامٍّ وعلمٍ غزيرٍ , وأعلامُ الجهادِ منثورة , والسُّنَنُ مشهورة ’, والبدعُ مكبوتة , والقوّالُون بالحقّ كثيرٌ , والعُبّادُ متوافُرون , والنّاسُ في بُلَهْنِيَةٍ من العيشِ بالأمن وكثرة الجيوش المحمّدية , من أقصى المغرب وجزيرة الأندلس , وإلى قريب مملكة الخطا , وبعض الهند وإلى الحبشة. وخلفاء هذا الزّمان أبو جعفرٍ , وأين مثلُ أبي جعفرٍ – على ظلمٍ فيه – في شجاعته وحزمِه , وكمال عقلِه وفهمه وعلمه , ومشاركته في الأدب ووفورهيبته. ثمّ ابنُه المهديّ في سخائه وكثرة محاسنه , وتتبُّعِه لاستئصال الزّنادقة. وولدُه الرّشيدُ هارونُ في جهادِه وحجِّه وعظمة سلطانِه – على لعبٍ ولهوٍ - , ولكن كان مُعظّماً لحُرمات الدّين , قويّ المشاركة في العلم , نبيلَ الرّأي , مُحبّاً للسُّنن. وكان في هذا الوقت من الصّالحين مثلُ إبراهيم بن أدهم وداود الطّائي وسفيان الثوري. ومن النُّحاة مثلُ عيسى بن عمر والخليلُ بن أحمد وحمّاد بن سلمة وعدّةٌ. والقرّاءُ كحمزة بن حبيب وأبي عمرو بن العلاء ونافع بن أبي نُعيم وشِبْل بن عَبّادٍ وسَلاّمٌ الطّويل شيخُ يعقوب. ومن الشّعراء عددٌ كثيرٌ كمروان بن أبي حفصة وبشّار بن بُردٍ. ومن الفقهاء كأبي حنيفة ومالك والأوزاعي " (تذكرة الحفّاظ 1/ 244).
4 - رحمَ اللهُ امرءاً أقبلَ على شأنِه
" هؤلاء المُسَمَّوْنَ في هذه الطبقة (يعني الذهبي الطبقة الثامنة من الأعلام المترجمين في تذكرة الحفّاظ) هم ثقاتُ الحُفّاظ , ولعلّ قد أهملنا طائفةً مِن نُظرائهم , فإنّ المجلسَ الواحدَ في هذا الوقت كان يجتمعُ فيه أزيد من عشرة آلاف محبرةٍ , يكتبُون الآثارَ النّبويّة , ويعتَتنُونَ بهذا الشّأن , وبينهم نحو من مائتي إمامٍ قد برزُوا وتأهّلُوا للفُتيا , فلقد تفَانَى أصحابُ الحديث وتلاشَوْا , وتبدّل النّاسُ بطلبةٍ يَهْزَأُ بهم أعداءُ الحديث والسُّنَّة , ويسخرُون منهم , وصار علماءُ العصر في الغالب عاكفين على التّقليد في الفرُوع من غير تحريرٍ لها , ومُكبِّين على عقليّاتٍ من حكمة الأوائل وآراء المتكلّمين , من غير أن يتعقّلوا أكثرها , فعمّ البلاءُ , واستحكمت الأهواءُ , ولا حت مبادئُ رفعِ العلم وقبضِه من النّاس , فرحم اللهُ امرءاً أقبل على شأنِه , وقصرَ من لسانه , وأقبل على تلاوة قُرآنِه , وبكى على زمانِه , وأدمن النّظرَ في الصّحيحين , وعبدَ الله قبل أن يبغتَهُ الأجلُ , اللّهمّ فوفّق وارحم ".
إي والله صدقَ
قال الفضيل بن عياض:" يا مسكين , أنتَ مُسيئٌ وتََرى أنّك مُحسِنٌ , وأنت جاهلٌ وترى أنّك عالمٌ , وتبخلُ وترى أنّك كريمٌ , وأحمقُ وتَرى أنّك عاقلٌ , وأجُلك قصيرٌ , وأملُك طويلٌ ".
قال الحافظُ الذّهبيُّ معلٍّقاً:
" قلتُ: إي – والله – صدقَ , وأنتَ ظالمٌ وتَرى أنّك مظلومٌ , وآكِلٌ للحرام وترى أنّك مُتَورِّعٌ , وفاسِقٌ وتعتقدُ أنّك عَدْلٌ , وطالبُ العلمِ للدُّنيا وتَرى أنّك تطلبُه لله " (سير أعلام النبلاء 8/ 440)
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 02:20]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
دِماغٌ طاشَ وفاشَ وبقيَ قرعةً!
قال ابن هلالة:" جلستُ عنده في الخلوة مراراً , وشاهدتُ أموراً عجيبةً , وسمعتُ من يخاطُبني بأشياءَ حسنةٍ ".
قال الحافظُ الذَّهبيُّ ومعلقاً:
"قلتُ: لا وجودَ لِمَنْ خاطبك في خلْوَتك مع جُوعك المُفرط , بل هو سماعُ كلامٍ في الدِّماغ الذي قد طاشَ وفاشَ وبقي قَرْعَةً كما يتِمُّ للمُبَرسَمِ
والمغمُور بالحُمّى والمجنون , فاجزم بهذا , واعبُد الله بالسّنن الثابتة تفلح " (سير أعلام النبلاء22/ 112).
آهٍ واحسرتاهُ على قلّة من يعرفُ دين الإسلام كما ينبغي
قال سفيان الثّوريُّ:"ليس طلبُ الحديث من عدّة الموتِ ولكنه علّةٌ يتشاغلُ بها ".
قال الحافظُ الذَّهبيُّ معلقاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
" قلتُ: طلبُ الحديث قدرٌ زائدٌ على طلب العلم , وهو لقبٌ لأمورٍ عُرفيَّةٍ قليلةِ المدخل في العلم , فإذا كان فنونٌ عديدةٌ من علم الآثار النبويّة بهذه المثابة فما ظنّك بطلب علم الجدل والعقليّات والمنطق اليوناني؟ آهٍ واحسرتاهُ على قلّة من يعرفُ دينَ الإسلام كما ينبغي , وما أقلّ في القليل المتعيّن إذا كان مثلُ سفيان يودُّ أن ينجُو من عمله كفافاً , فما نقول نحن؟ واغَوثَاهُ بالله ". (تاريخ الإسلام-وفيات 161ه-180ه ص 233).
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 09:04]ـ
7 - سنّةُ الله فيمن ازدرى العلماءَ
في ترجمة أبي عبدالرّحمن بن سلمة البصري الأفطس قال الحافظُ الذَّهبيُّ رحمه الله تعالى:
" كان يستخفُّ بالأئمّة قال: يكذبُ سفيان , وتكلّم في غُندَر , وقال عن القطّان: ذاك الأحول.
وكذا سنّةُ الله في كلِّ من ازدرى العلماءَ بقي حقيراً " (تاريخ الإسلام ص 256).
8 - قواعدُ هامّةٌ في التعامل مع الجيران
" إذا كان الجارُ صاحبَ كبيرةٍ فلا يخلُو إمّا أن يكون متستِّراً بها , ويغلقُ بابهُ عليه , فليعرض عنه , ويتغافل عنه , وإن أمكنَ أن ينصحَهُ في السّرّ ويعظُه فحسنٌ , وإن كان متظاهراً بفسقه مثل مكّاسٍ أو مُرابي فتهجره هجراً جميلاً , وكذا إن كان تاركاً للصّلاة في كثير من الأوقات , فمُرْهُ بالمعروف , وانهه عن المنكر مرَّةً بعد أخرى , وإلاّ فاهجُره في الله لعلّه أن يَرعَويَ , ويحصل له انتفاعٌ بِالهِجْرَة من غير أن تقطع عنه كلامَك وسلامَك وهديّتَك , فإن رأيتَهُ مُتمرِّداً عاتياً بعيداً من الخير فأعرض عنه , واجهدْ أن تتحوّل من جِواره , فقد تقدّم أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم تعوّذ من جار السُّوء في دار الإقامة.
فإن كان الجارُ دَيُّوثاً أو قليلَ الغَيْرَة أو حريمُه على غير الطّريق المستقيم فتحوّل عنه , أو فاجهد أن لا يُؤذون زوجتَك فإنّ في ذلك فساداً كثيراً , وخفْ على نفسك المسكينة , ولا تدخُل منزلَه , واقطع الوُّدَّ بكلِّ ممكنٍ , وإن لم تقبل منّي ربّما حصل لك هوى وطمعٌ , وغُلِبْتَ عن نفسك أو أمِّك أو خادمتك أو أختك , وإن ألزمتَهُم بالتَّحَوُّل عن جِوارك فافعل بلطفٍ وبرغبةٍ وبرهبةٍ.
فإن كان جارُك رافضيّاً أو صاحبَ بدعةٍ كبيرةٍ , فإن قدرت على تعليمه وهدايته فاجهد , وإن عجزتَ فانجمع عنه ولا تُوادّه ولاتُصافّه , ولا تكون له مُصادقاً ولا مُعاشراً , والتّحوّل أولى بك.
فإن كان جارُك يهودّياً أو نصرانيّاً في الدّار أو في السُّوق أو في البستان فجاوره بالمعروف ولا تؤذه ...
فأمَّا من جعل إجابةََََ دعوتهم دَيدَنَهُ , وعاشرهُم وباسطهُم فإنّ إيمانَهُ يرِقُّ وقد قال الله تعالى:" ولا تجدُ قوماً يؤمنُونَ باللهِ واليومِ الآخرِ يُوادُّون من حادَّ الله ورسُولَهُ ولو كانُوا آباءَهُم أو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عشيرتَهُم أُولئك في قلوبهم الإيمان وأيَّدَهُم بروحٍ منهُ ".
فإن انضافَ إلى جِواره كونُه من قرابتك أو ذوي رحمك فهذا حقُّه آكَدٌ , وكذا إن كان أحدُ أبويك ذمِّيّاً فإنّ للأبوين وللرَّحِم حقاًّ فوق حقُوق الجوار , فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ.
وكذا ردُّ السّلام فلا تبدأ أحداً من هؤلاء بسلامٍ أصلاًً , وإذا سلَّمَ أحدٌ منهم عليك فقُلْ: وعليكُم , أمّا كيف أصبحتَ , كيف أمسيتَ , فهذا لا بأسَ به , وأن يقول منه بغير إسرافٍ ولا مُبالغةٍ في الرّدِّ قال الله تعالى " فسوفَ يَأتي الله بقومٍ يحِبُّهُم ويُحِبُّونه أذِلَّةٍ على المؤمنينَ أعِزَّةٍ على الكافرينَ ".
فالمؤمنُ يتواضعُ للمؤمنين , ويتذلّل لهم , ويتعزّزُ على الكافرين ولا يتضاءلُ لهم , تعظيماً لحرمة الإسلام , وإعزازاً للدِّين , من غير أن تُؤذيهُم , ولا تودّهم كما تودُّ المسلم ". (حقُّ الجار ص 46 - 49)
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 09:49]ـ
9 - مَنْ أنعمَ النّظرَ في فصوص الحِكَم أو أنعمَ التَّأمُّلَ لاَحَ له العجبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
من أنعمَ النّظرَ في فصُوص الحِكَم أو أنعمَ التَّأمُّلَ لاَحَ لهُ العجبُ , فإنّ الذّكِيَّ إذا تأمَّل من ذلك الأقوالَ والنّظائرَ والأشباهَ فهو أحدُ رجُلين: إمَّا من الاتِّحاديّة في الباطن , وإمَّا من المؤمنين بالله الذين يعدُّون أنّ هذه النِّحلَة من أكفر الكُفر , نسألُ الله العفوَ , وأن يكتب الإيمانَ في قلوبنا , وأن يُثبّتنا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة. فوالله لأن يعيشَ المسلمُ جاهلاً خلفَ البَقَرِ لا يعرفُ من العلم شيئاً سوى سُوَرٍ من القرآن يُصلِّي بها الصّلوات , ويُؤمنُ بالله وباليوم الآخِر , خيرٌ له بكثيرٍ من هذا العِرْفان وهذه الحقائق , ولو قرأ مائةَ كتابٍ أو عمل مائةَ خَلْوَةٍ ". (ميزان الاعتدال660)
10 - إن أحببت – يا عبدَ الله – الإنصاف
" إن أحببتَ- يا عبدالله –الإنصافَ فقفْ مع نصوص القرآن والسُّنن , ثمّ انظُر ما قاله الصّحابةُ والتّابعُون وأئمّة التّفسير في هذه الآيات , وما حكوهُ من مذاهب السّلف , فإمّا أن تنطقَ بِعِلْمٍ , وإمّا أن تسكُت بِحِلْمٍ. ودعِ المراءَ والجدالَ فإنّ المِراءَ في القرآن كفرٌ , كما نطق بذلك الحديثُ الصّحيحُ. وسترى أقوالَ الأئمّة في ذلك على طبقاتهم بعد سَرْدِ الأحاديث النّبويّة , جمعَ اللهُ قلوبَنا على التّقوى , ورزقنا الاجتنابَ عن الهوى. فإنّنا على أصلٍ صحيحٍ , وعِقْدٍ متينٍ , من أنّ الله تقدّس اسمُه لا مثلَ له , وأنّ إيماننا بما ثبتَ من نُعوته كإيماننا بذاته المقدّسة , إذ الصّفاتُ تابعةٌ للموصُوف , فنعقل وجودَ الباري , ونُميّز ذاتَه المقدّسةَعن الأشباه من غير أن نتعقّل الماهيّة , فكذلك القولُ في صفاته نؤمنُ بها , ونعقلُ وجودَها , ونعلمها في الجُملة من غير أن نتعقّلها أو نُشبّهها أو نكيّفها أو نمثّلها بصفات خَلْقِه , تعالى اللهُ عن ذلك علوّاً كبيراً " (العلوّ للعليّ الغفّار ص13)
11 - نادى على نفسه أنا أبو اعْرِفُوني
" القُرّاءُ المجوِّدة فيهم تنطّعٌ وتحريرٌ زائدٌ يُؤدِّي إلى أنّ المُجَوِّدَ القارئَ يبقى مصروفَ الهِمَّة إلى مُراعاة الحروف والتّنطّعِ في تجويدها , بحيث يشغلُه ذلك عن تدبُّرمعاني كتاب الله تعالى , ويصرفُه عن الخشوع في التِّلاوة , ويخليه قويَّ النّفس , مُزْدَرياً بحُفّاظ كتاب الله تعالى , فينظرُ إليهم بعين المَقْتِ , وبأنّ المسلمين يَلْحَنُون , وبأنّ القرّاء لا يحفظُون إلاّ شواذَّ القراءة , فليت شِعْري أنتَ ماذا عَرَفْتَ وماذا علمتَ؟ فأمّا علمُك فغيرُ صالحٍ , وأمّا تلاوتُك فثقيلةٌ عَرِيَّةٌ عن الخشعة والحُزن والخوف , فاللهُ تعالى يُوفّقُك , ويُبَصِّرُك رُشْدَك , ويُوقظك منة مَرقَدَة الجهل والرّياء. وضدُّهم قُرّاءُ النَّغَم والتّمطيط , وهؤلاء مَنْ قرأَ منهم بِقَلْبٍ وخوفٍ قد يُنتَفَعُ به في الجُملة , فقد رأيتُ منهم مَنْ يقرأ صحيحاً ويُطْرِبُ ويُبْكي , ورأيتُ منهم مَنْ إذا قرأ قَسَّى القُلوبَ , وأبرمَ النّفوسَ , وبدّلَ الكلامَ , وأسوأُهم حالاً الجنائزيّةُ. وأمّا القراءةُ بالرّوايات وبالجَمْعِ فأبعدُ شيئٍ عن الخشُوع , وَأقدمُ شيئٍ على التّلاوة بما يُخْرِجُ من القصد , وشِعارُهم في تكثير وجوه حمزة , وتغليظِ تلك اللاّمات , وترقيقِ الرّاءات , اقرأْ يارجُل , واعْفِنا من التّغليظ والتّرقيق , وفرط الإمالة والمدود , ووقوف حمزة , فإلى كم هذا! وآخَرُ منهم إن حضرَ في خَتْمٍ أو تلا في محرابٍ جعل دَيْدَنَهُ إحضارَ غرائبِ الوجُوه , والسّكْت والتّهَوُّع بالتّسهيل , وأتى بكلِّ خلافٍ , ونادى على نفسِه: أنا أبو اعرفوني , فإنّي عارفٌ بالسَّبْعِ , أيْشٍ نَعْمَلُ بك؟ لا وصبّحك اللهُ بخيرٍ , إنّك حجرُ منجنيقٍ , ورصاصٌ على الأفئدة " (بيان زغل العلم والطّلب ص 4 - 5).
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:47]ـ
12 - طلبُ العلمِ لمجاراة العلماء ومماراة السُّفهاء خطرٌ عظيمٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
" قد يكونُ طلبُ العلمِ الذي هو الواجبُ والمستحبُّ المتأكِّدُ مذمومٌ في حقِّ بعض الرّجال , كمن طلبَ العلمَ ليُجاري به العلماء , ويُماري به السُّفهاء , وليصرفَ به الأعيُنَ إليه ,أو ليُعَظَّمَ ويُقَدَّمَ , وينالَ من الدُّنيا المالَ والجاهَ والرِّفْعَةَ , فهذا أحدُ الثّلاثة الذين تُسَجَّرُ بهم النّارُ. ولو كان أفنى هذا عُمُرَهُ في معرفة المُوسيقى والعَرُوض والكيمياء , ومعرفة علم الهندسة , أو كان شاعِراً مادِحاً للرُّؤساء لكان أخَفَّ لإثمِه وأبْعَدَ له من النّار.فإن انضَافَ إلى هِمّةِ هذا المُتَخَلِّف – نسألُ الله العَفْوَ – أن ينالَ بعلمِه مَرامَهُ من القضاء والنّظر والتَّدريس , فيظلِمُ ويحكمُ بغير ما أنزلَ اللهُ , ويأكلُ المالَ إسرافاً وبَغْياً , ولا يتأبّى عن مكروهٍ فقد تمّت خسارتُهُ.
فإذا انضافَ إلى المجموع أنّه مُتَلَطِّخٌ بالفواحش , فياخَيْبَتَه! فإن كَمّلَ أوصافَهُ بجهلِه وأوهمَ أنّهُ قائمٌ على هذه العلُوم التي مِن أجلها قُدِّمَ وهو عَرِيٌّ من معرفتِها , جاهِلٌ بأكثرها أو بكثيرٍ منها فماذا أقول؟! بلى! هُنا فصلٌ ينبغي مراعاتُه وهو: مَنْ طلبَ لينال به ما يقومُ به ويَقُوتُه بالمعروف وبأهله ليتفرّغ بذلك المعلُوم لتكملة المعارف , وليتوفّر على العلم , فهذا قد يُبَاحُ –إن شاء اللهُ –لمن حسُنَتْ نيّتُه , وغَلَبَتْ عليه محبّةُ العلم لذاتِه , فإنّ العلمَ قد يُحبُّ محبّةً لا تُوصَفُ مع قَطْعِ نظر مُحِبُّ العلم عن الرّياسة والمال. ومِثْلُ هذا يُرْجَى له أن يَؤولَ علمُه إلى الخير والنَّفع به كما قال مجاهِدٌ وغيرُ واحدٍ: طلبنا هذا العلمَ وما لنا فيه نيّةٌ , ثم رزق اللهُ النيّةَ بعدُ. أي: طلبُوه بلا نيّةٍ دينيّةٍ ولا دُنيويّةٍ , بل محبّةً في العلم , إذ الجَهْلُ تأباهُ النّفوسُ الزكيَّة , والفِطَرُ الذّكيَّة.
ويليه رجلٌ طلبَ العلمَ محبّةً فيه ممزوجةً بشهوة رياسة , ونيّتُه حسنةٌ , لا يُنافِسُ في طلب المدارس , ويقنعُ بما قُدِّرَ له. فإن جاءهُ رزقٌ وولايةٌ فرحَ بها لشدّة فاقتِه , وليتوسّع من الدُّنيا , ويعملُ غالباً بما ينبغي , ويستغفرُ اللهَ من تقصيره , فهذا داخلٌ في قوله:" وآخَرُونَ اعتَرفُو بِذنُوبِهِم خلَطُوا عَملاً صالِحاً وآخَرَ سيِّئاً عسى اللهُ أن يتوبَ عليهم " , اللّهُمّ فتُبْ على حملة العلم , واغفر لهُم.
نعم , فإنّ هذا العالِمَ بخيرٍ وكفايةٍ وجهاتٍ فاضلةٍ عنه , وله ألوفٌ من المال يتَّجِرُ فيها , ومن ذوي الثّروة واليَسَار ,أو أرباب المزارع والعَقَار , فكيف يُزاحِمُ الفقهاءَ ويُضَيِّقُ عليهم؟ إذ أخْذُ الجامكيّة إنّما موضوعُه: استعانةٌ على طلب العلم ونشره , وهذا الرّجلُ في غنىً عن أخذ صدقات الملُوك والوزراء والأمراء. ولا يحلُّ له أن يأخُذَ لعلمه أجرةً ولا ثمناً , وهو في عِداد المُسرِفين , وفي عِداد الكانزين , فلو صرفَ وليُّ الأمر هؤلاءؤ من الجهات لَعُدَّ من العادلين , وقد قال اللهُ تعالى في ناظر مال الأيتام:" وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فلْيَسْتَعْفِف ".
يا أخي , بالله عليك , حاسِبْ نفسَك , واتَّقِ ربَّك , وخُذْ من الوُقوف ما يكفيك وولدَك بالمعرُوف , وما بقي فَواسِ به الضّعيف والمسكين , واسْتَعِدَّ لهجُوم المنِيّة , واسْتَفِقْ مِن خُمار كلب شهوتِك , وتزوّد لآخرتِك بِنَبْذِ حُطامٍ يضرُّ جَمْعُه , وتصدَّقْ بما فَضَلَ عنك منه لعلَّك يُغْسَلُ به لك وَضَرُ أوسلخ الواقفين , كما خفَّفُوا هم من أثقال أوساخهم بما وقفُوه من أموالهم المجموعة من المظالم والشّبُهات , فإنَّهُم ما قَصَّرُوا فيما فعلُوا , فتشبَّهْ – ياهذا – بهم لعلَّك تنجُو , والسّلام ". (مسائلُ في طلب العلم وأقسامه ص 210 - 213).
الجامكيّة: رواتبُ خُدّام الدّولة
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 01:50]ـ
وَصِيَّةُ الحَافِظِ الذَّهَبيِّ ت 748 هجرية
لِمُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ السَّلامِيّ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه وصيّةُ الشّيخ الإمام العالم الحافظ البارع أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبيّ المقرئ رحمه الله تعالى لمحمّد بن أبي الفضل رافع بن أبي محمّد السّلامي 1:
(يُتْبَعُ)
(/)
يَا وُلَيد رافع! اسمع أقُلْ لك: أراكَ – والله – مثلي 2 مُزْجَى البِضاعة , قليلَ العلمِ بالصِّناعة , فلا أقلَّ من الإقبال على الطَّاعة , ولُزومِ خَمْسِك في جَماعة.
وهل شيئٌ أقبحُ من شابٍّ يَخْدُمُ السُّنَّةَ ولا يعملُ بها؟! نَعَم , آخرُ يُبالِغُ في الطَّلب , ويكتبُ عمّن دَرَجَ ودَبّ 3, ثمّ لا يصلّي! فلا بارََك اللهُ في هذا النّمَط! فإنّ هؤلاء ما غَوَايتُهم بالحديث إلاّ كغَوَايَة المصارِع والسّاعي ولاعبِ الحَمام , بل أُولاءِ أعْذَرُ بالجهلِ.
وهذا المُعَثِّرُ يَسْمَعُ الألوفَ من الحديثِ فيها الوعيدُ والتّهديد , والعذابُ الشّديد , ولا يَنزجر , بل ما أظنُّه يسمعُ شيئاً , ولا يفهمُ حديثاً , لأنّه إن كان قارئاً بنفسه , فبِجَهْدِه أن يتَهَجّى الأسماءَ والمتون , ويُبَدِّلُ ما يشير إليه , وعينُه إلى تنبيه الشّيخِ تارةً , وإلى أمْرَدَ حاضرٍ تارةً , وإلى إقامةِ الإعرابِ تارةً , لئلاّ يُخْزىَ بين الحاضرين , وإن كان غيرَه القارئُ استراحَ , فأنا كفيلٌ لك بأنّه ما يسمعُ غيرَ: (ثنا 1 قال: ثنا) , و (صلّى الله عليه وسلّم) , لكثرة دَوْرِ ذلك.
فتراه إمّا يكتبُ الأسماءَ حال السَّماع , فَيَبْطُلُ ويُبطِلُ , أو يَنسَخُ في جزء , أو يكتبُ طِباقا 2 , أو يُطالعُ في شيئٍ , وهذا أجودُ أحواله , ولا جودةَ فيها , أو بمكانٍ - وهذا الأغلبُ – يُحَدِّثُ جليسَه , ويَمزَحُ مع الصِّبيان المِلاَح , فمتى يَسمعُ هذا أو يعقلُ أو يبصرُ أو يُغني عنه الحديثُ شيئاً؟!
وأمّا قول وكيع: " إنّ هذا الحديث يصدُّكم عن ذكر الله وعن الصّلاةِ , فهل انتم مُنْتَهُون؟! " , فهذا قالَهُ في الصَّلاةِ المقارنَةَِ للذِّكْرِ , وهي النَّوافلُ , أي: يُقَلِّلُ تشاغُلَكُم بالنّوافل , فانتهوا عن ذلك.
أمّا أن يَصُدَّهُم عن الفرائض الخمس , فحاشا لله! هذا ماكان في سِيَرِهم قطّ , إلاّ في أيّام الجهادِ وقبلها بمدّة 6.
وهل يتركُ الصلاةَ مُحَدِّثٌ إلاَّ وهو مِن الرُّذالة 7 الزُّبالَة , آوٍ إلى التّعَثُّرِ والضَّلالَة؟!
فإن كمَّل نفسَه بتلوُّطٍ أو قيادة 8 , فقد تمّت له الإفادة , وإن استعمل من العلوم قِسْطاً , فقد ازدادَ مهانةً وخَبْطاً , وبَذَلَ دينه لشيطانه , وأدبرَ عن الخير , فهل في مثل هذا الضَّرْبِ خيرٌ؟ لا كثَّرَ اللهُ مثلَهم , فما حظُّ الواحدِ 9 [من هؤلاء] 10 إلاّ أن يسمع ليرويَ فقط.
فَلَيُعَاقَبَنَّ بنقيضِ قصده , وليُشَهِّرَنَّهُ اللهُ [تعالى] 11 بعد أن سترهُ مرّاتٍ , ولَيَبْقَيَنَّ مُضْغَةً في الألسُن , وعِبرةًً بين المحدِّثين , ثمّ لَيَطْبَعَنَّ اللهُ على قلبه , ورُبّما سُلِب التّوحيد , وطَمِعَ فيه الشّيطان , فدخلَ في باطنه الخَرابُ , وشَكَّكَهُ في الإسلامِ والنّبوّاتِ إلى أن يخسرَ الدّنيا والآخرة , نَسألُ الله العفو والسّتر.
فباللهِ يا أخي ثمّ بالله , اتّق الله في نفسكَ المسكينَة , ولا تَكُن ممّن أدخلَهُ طلبُ الحديثِ النّارَ , فما ارتفعَ رافِعٌ 12 إلاّ بالتقوى , والخيرِ , وملازمة الآداب النّبوية.
فإن قَبِلْتَ نُصحي , فما أَوْلاكَ بالخير والتّوقير , وإن أعرضتَ كإعراضِك عن وصيّةِ الإلهِ العظيم , فتبّاً لك سائرَ الدّهر , فإنّ الله يقول – وهو أصدقُ من قال , وأرحمُ من أمر , وأعلمُ من أوحى , وأكرمُ من هدى , وهو أشفقُ علينا من أنفسنا – " ولَقد وصّينا الذين أوتُوا الكِتَابَ من قَبلِكُم وإيّاكُم أنِ اتّقوا الله "13.
فبا لله , قُل لي: هل يكونُ طالبٌ من خُدَّم 14 السُّنّةِ يَتهاونُ بالصّلوات ,أو يَتعانى تلكَ القاذورات؟ لا واللهِ , ولا هو ممّن اتّقى الله.
وأنحسُ من ذلك كلِّه محدِّثٌ يكذبُ في حديثِه , ويختلقُ الفشارات 15 فإن تَرقّت همّته المقيتةُ إلى الكذب في النّقل والتّزويرِ في الطِّباقِ , فقد استراح , وطرّس 16الطَّلبة على اسمِه ورسمِه: صورةً ومعنىً.
وإن تَعانى سرقةَ الأجزاء , أو كشطَ الأوقاف , فهذا لصٌّ بِسَمْتِ مُحدِّثٍ , وإن جعل الطّلب له مأكَلَةً ودُكَّاناً , فالأعمالُ بالنيّاتِ , ولا قوّة إلاّ بالله.
فاقرأ كتابك وكفى بنفسك عليك حسيبا , وأعوذُ باللهِ أن أكون قد ضيّعتُ الزّمانَ في نعتِ بَطَلَةِ الطَّلَبةِ , أبلاهم الله بالغلَبَة.
فافتح عينَك , وأحضِرْ ذِهنك , وأرعني سمعَك , فإن انتفعت وعقَدْتَ مع الله عَقْداً , فقد توسّمتُ فيك الخيرَ , وإن شردْتَ وركبتَ الإعراضَ والكسلَ مثلي 17 , فواحسرتا عليّ وعليك.
فثمّةَ طريقٌ قد بقي لا أكتُمه عنك 18 وهو كثرةُ الدّعاء , والاستعانةُ بالله العظيم في آناءِ اللّيلِ والنّهار , وكثرةُ الإلحاح على مولاكَ بكلِّ دعاءٍ مأثورٍ تستحضرُه أو غيرِ مأثورٍ , وعقيبَ الخَمْسِ , في أن يُصْلِحَك ويُوَفِّقك.
والزم – ولابُدَّ – آيةَ الكرسيِّ في دُبر الصَّلواتِ المفروضة , وأكثِر الاستغفارَ والأذكار , والزم الصِّدق المفرط عن كلّ بدّ في كل شيئ , ولا تستكبر , ولا تكن ممّن يستكبر بما عَلِم , فإنّك جاهلٌ خَبِلٌ19 فداوم – بالله – [على] التّواضع الزّائد , والمسكنةَ للمسلمين إلاّ الفاسقين منهم , وأحبَّ لله , وأبغِض في الله , وثق بالله , وتوكّل على الله , وأنزل ضرورَتك بالله , ولا تستغنِ إلاّ بالله , وأكثر من: لا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله , ومن الصّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً دائماً أبداً.
انتهت الوصيّة.
َاعتنى بها الشيخ: جمال عزُّون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 01:54]ـ
1 - محمّد بن رافع بن هَجْرَس , المحدِّثُ , العالمُ , الحافظُ , المفيدُ , الرّحّالُ , المتقن , ناصر الدّين الصّميديّ ثمّ المصريّ الشافعيّ , ولد سنة 704 ه , وتوفي سنة 774 ه , قاله الذّهبيّ في المعجم المختصّ ص 229 - 230 , وانظر مقدمة كتاب الوفيات للسلامي – بتحقيق: صالح مهدي عبّاس.
2 - هذا من تواضع الذهبي رحمه الله تعالى.
3 - في المثل: أكذب من دبَّ ودرج , أي: أكذب الأحياء والأموات , انظر لسان العرب 2/ 269 , والمعنى هنا أنّه يكتب عن كلّ أحدٍ دون انتقاءٍ للشيوخ.
1 - اختصار حدّثنا
2 يعني طبقا السّماع , وهو أن يكتب الطالبُ اسمَ الشيخ الذي قرأ أو سمع عليه منه كتاباً أو جزءاً أو نحوه وما يلتحق بالاسم من نسبٍ ونسبةٍ وكنيةٍٍ ولقبٍ ومذهبٍ ونحو ذلك , أو في النسخة التي يرومُ تحصيلها من المسموع. انظر فتح المغيث 3/ 114 للحافظ السخاويّ.
أي: أو تراه بمكانٍ. . .
ابن الجرّاح الرُّواسي الإمام الحافظ ت 197 ه
لم أره عن وكيع لكن عن شعبة أخرجه البسويّ في المعرفة والتاريخ 1/ 727 و الخطيب البغداديّ في شرف أصحاب الحديث ص 114 – باب ذكر اخبارٍ ربّما أشكلت على سامعيها , وبيان الإشكال الواقع في وجوهها ومعانيها - , وأبوبكر أحمد بن مروان الدّينوري المالكي في المجالسة وجواهر العلم 2/ 587 , وابن عديّ في الكامل 1/ 88 , وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله 2/ 1029 ,من طرق عن شعبة به.
قال أبو خليفة:" يريد شعبة – رحمه الله – أنّ أهلَه يضيِّعون العملَ بما يسمعون منه , ويتشاغلون بالمكاثرة به , أو نحو ذلك , والحديث لا يصدُّ عن ذِكرِ الله , بل يَهدي إلى أمر الله , وذكر كلاماً ".
قال الخطيب البغدادي:" وليس يجوزُ لأحدٍ أن يقول: كان شعبةُ يُثبِّطُ عن طلب الحديث , وكيف يكون كذلك وقد بلغ من قدره أن سُمِّيَ أمير المؤمنين في الحديث , كلُّ ذلك لأجل طلبه له , واشتغاله به , ولم يزل طولَ عمره يطلبه حتى مات على غاية الحرص في جمعه , لا يشتغل بشيئٍ سواه , ويكتب عمّن دونه في السّن والإسناد , وكان من أشدّ أصحاب الحديث عنايةً بما سمع , وأحسنهم إتقاناً لما حفظ ".
6كذافي الأصل: إلاّ في أيام الجهادِ وقبلها بمدّة , والمراد فيما يظهر أن جهاد العدوّ يحصل فيه نوعُ تغييرٍ وتشاغلٍ , نحو الجمع بين الصّلاتين , وقصر الأربع إلى ركعتين , بل وإلى ركعةٍ عند بعضهم , وينقسم فيها المسلمون إلى طائفتين , إحداهما تؤدي الصّلاة , وأخرى تجابه العدوّ , وعند احتدام السّيوف تشرع " رجالاً وركباناً ".
7 الرُّذالة: ما انتقي جَيِّدُه وبقي رديئُه. لسان العرب 11/ 281 (رذل)
8 في بعض نسخ معيد النّعم: بتلوّطٍ اعتاده , كما في هامش ص 89
9 في معيد النعم ص 89: واحد.
10 زيادةٌ من معيد النعم ص 89.
11 من معيد النعم ص 89.
12 يشير الحافظ الذّهبيّ هنا إلى رافع بن هجرس والد محمّدٍ الذي قدّم له الذّهبيّ هذه الوصيّة , وكان رافعٌ هذا إماماً , مقرئاً , محدِّثاً , فقيهاً ,زاهداً , خيّراً , عني بالرّواية والقراءات , وكتب وحصّل بعض الأصول , وعلّق وأفاد , وذكر الذّهبي أنه اجتمع به بالقاهرة وذاكره , توفي سنة 718 ه انظر المعجم المختص ص 98 للذّهبي.
13 النساء: الآية 131
14 في معيد النعم ص 89: طلاّب
15 في معيد النعم ص 89: الفشار , وهو الهذيان و وهذه الكلمة لم ترد في كلام العرب , انظر القاموس المحيط مادة (فشر)
16 في الأصل: وطرشوا ولعلّ المثبت أولى , إذ الطِّرْسُ: الكتابُ الذي مُحي ثم كُتب , يقال: طرّسه: إذا أعاد الكتابةَ على المكتوب الممحوِّ , انظر المعجم الوسيط 2/ 554 (طرس) , وعلى هذا يكون معنى السيّاق أن المزوِّرَ في طباق السّماع حين يكشط الأسماء ونحو ذلك فإن الطلبة يكتبون على كتابته المزورة محاولين إظهار الصّحيح الذي محاه , أو إخفاء الكذب الذي أبداه.
17 هذا من تواضع الحافظ الذّهبيّ , وحاشاه أن يكون مِن أهل الإعراض والكسل.
18 وهكذا شأنُ العلماء , لا يكتمون ما يعلمون , ولا يألون جهداً في إبداء نصائحهم , رغبةً في الهداية والإصلاح.
19 في الأصل: خبلي , والمثبت أولى , والخَبلُ: الجنون وشبهُه كالهَوَجِ والبَلَه انظر المصباح المنير ص 195.
ـ[رحال المدينة]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 02:00]ـ
نقول ودرر نفيسة
نسأل الله أن ينفعنا بها ويوفقنا لما يرضيه عنا!
جزاك الله خيرا وأحسن إليك،وبارك الله في الشيخ الفاضل جمال عزون ونفع بعلمه(/)
الصوفية والسيد البدوى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:18]ـ
من تفسير الشيخ محمد اسماعيل لسورة الاحقاف الدرس رقم 1
,كنت قد طالعت كتاباً قديماً جداً من كتب التوحيد التي كان لها شأن عظيم في الماضي إلا أنه كتاب منقرض وهو كتاب: صراع بين الحق والباطل، تأليف الأستاذ سعد صادق محمد، أرجو أن يكون الله قد مد في عمره إلى الآن، والكتاب مطبوع سنة ثمان وستين وتسعمائة وألف، وهو كتاب قيم جداً في التصدي للضلالات الصوفية، والأستاذ سعد صادق محمد -رحمه الله حياً أو ميتاً- يعد من دعاة أبطال السنة الذين كان لهم قدم صدق في التصدي لبدع الصوفية والضالين. وأرى أنه من المناسب أن نذكر هذا المثال العابر عند هذه الآية: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [الأحقاف:5]، يقول وهو يتكلم عن صور من هذا الضلال، (يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) يدعو الشافعي، يدعو الدسوقي، و البدوي، والموتى، والمقبورين، وهم في غفلة عما هو مهلك نفسه فيه، يقول: منذ سنوات مضت وجد في صندوق السيد البدوي ظرف ختم بالشمع الأحمر وبه ورقة بعشرة جنيهات، يقول: أنا الذي استغربت له: ما الذي أتى بالشمع الأحمر؟! وكأن الرجل أتى كيما يقدم شكوى أو طلباً للبدوي في ظرف مختوم حتى لا يفتحه إلا البدوي بنفسه!! ختم بالشمع الأحمر وبه عشرة جنيهات، ومكتوب في الخطاب: أرجو المعذرة يا سيدي! فهذه الجنيهات العشرة هي كل ما حصلت عليه وما قدرت على جمعه، لذلك أرجو رجاءً خاصاً أن تنتظرني حتى شهر أكتوبر وهو شهر المحصول فأسدد لك باقي الحساب، فعليك الصفح وعلينا الوفاء. وفي أحد صناديق النذور وجد عقد اتفاق قانوني بين السيد صاحب الضريح والسيدة الناذرة، حيث نذرت لصاحب الضريح في هذا العقد القانوني بين هذه الناذرة الحية وبين هذا الميت، أن الطرف الثاني يتعهد بأن يدفع للطرف الأول مبلغ جنيه واحد كل شهر بدون تأخير ولا مماطلة ولا تسويف، إذا ما توسط الطرف الأول عند الله في أن يعيش ابن الطرف الثاني!! إلى آخر هذا الكلام. يقول: وهنا يروى أيضاً أن أحدهم وضع في صندوق نذور البدوي مبلغاً من المال على سبيل النصب، ثم رفع قضية إلى وزارة الأوقاف مدعياً أنه أراد أن يضع ورقة من فئة الجنيه فوضع بدلاً منها ورقة من فئة الخمسين جنيهاً!! والكتاب مليء وحافل بنماذج من هذا القبيل، وإنما أردت أن آتي بمثال، ولعل هذا يحتاج إلى درس مستقل بمفرده. والأفظع من ذلك أن بعض المسلمين يذهبون إلى قبر ما يسمى بالبابا بولس السادس أو الثالث، ويكتبون أمثال هذه الشكاوى وهذه الطلبات من مثل هذا المخلوق!! قبر البابا بولس تكتب له شكاوى ويخاطب ويطلب منه كل شيء مما لا ينبغي أن يطلب إلا من الله سبحانه وتعالى!! ويوجد في مجلة البيان عدد شهر رجب ألف وأربعمائة وتسعة عشر، ملف كبير بعنوان: فسطاط الخرافة، ولأول مرة تتعرض المجلة لهذا الأمر، وهو بحث رائع جداً، وللأسف فإنه تأخر عن وقته؛ لأن المفروض أن مثل هذه القضايا هي أولى أن يهتم بها؛ لأن خطرها معلوم، وشيوع الضلال في هذا الباب معلوم، فالحمد لله أن القائمين على المجلة استدركوا هذا التقصير، وهذه أول مرة يفتح فيها هذا الملف ويتعامل معه معاملة سلفية نقية مائة بالمائة. ......
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:24]ـ
وهذا المقال من مجلة البيان
لفات
(القبور والأضرحة دراسة وتقويم)
انتشار القبور والأضرحة وعوامل استمرارها
(1/ 2)
فسطاط الخرافة .. الجذور والواقع
خالد محمد حامد
تقديس القبور والأضرحة) مفهوم لم يعرفه الإسلام ولو في إشارة يسيرة، بل
جاءت نصوصه الثابتة بالنهي الصريح عن كل ذريعة تفضي إلى ذلك المفهوم الذي
يمثل خطوة أولى على طريق الانحراف نحو الشرك؛ فمن الأقوال القاطعة لرسول
الله -صلى الله عليه وسلم- بما لا يدع مجالاً لتوهم نسخ أو تخصيص أو تقييد ما
جاء عنه: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا عليّ؛ فإن
صلاتكم تبلغني حيث كنتم) [1]، وعنه: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد، لعن الله
قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) [2] .. هذا في قبره الشريف وفي كل قبر، وعن
(يُتْبَعُ)
(/)
علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله: أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته) [3]، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن (يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه) وفي
زيادة صحيحة لأبي داود: (أو أن يكتب عليه) [4] .. ولعن (المتخذين عليها [أي
القبور] المساجد والسُرج) [5].
من النور إلى الظلمات:
وعلى ذلك سار سلفنا الصالح من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ومن تبعهم بإحسان (ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم من ذلك شيء
في بلاد الإسلام، لا في الحجاز، ولا اليمن، ولا الشام، ولا العراق، ولا مصر،
ولا خراسان، ولا المغرب، ولم يكن قد أحدث مشهد، لا على قبر نبي، ولا
صاحب، ولا أحد من أهل البيت، ولا صالح أصلاً، بل عامة هذه المشاهد محدَثة
بعد ذلك، وكان ظهورها وانتشارها حين ضعفت خلافة بني العباس، وتفرقت الأمة، وكثر فيهم الزنادقة الملبّسون على المسلمين، وفشت فيهم كلمة أهل البدع، وذلك
من دولة المقتدر في أواخر المئة الثالثة؛ فإنه إذ ذاك ظهرت القرامطة العبيدية
القدّاحية في أرض المغرب، ثم جاؤوا بعد ذلك إلى أرض مصر) [6].
(ولم يكن في العصور المفضلة (مشاهد) على القبور، وإنما كثر بعد ذلك في
دولة بني بويه لما ظهرت القرامطة بأرض المشرق والمغرب، وكان بها زنادقة
كفار مقصودهم تبديل دين الإسلام، وكان في بني بويه من الموافقة لهم على بعض
ذلك. ومن بدع الجهمية والمعتزلة والرافضة ما هو معروف لأهل العلم، فبنوا
المشاهد المكذوبة كمشهد علي -رضي الله عنه- وأمثاله ... ) [7].
( ... وفي دولتهم أُظهر المشهد المنسوب إلى علي -رضي الله عنه- بناحية
النجف، وإلا فقبل ذلك لم يكن أحد يقول: إن قبر علي هناك، وإنما دفن علي -
رضي الله عنه- بقصر الإمارة بالكوفة) [8].
فعندما بدأت المحدَثات تدب في حياة المسلمين، كان منها ذلك الأمر الجلل
(فظهرت بدعة التشيع التي هي مفتاح باب الشرك، ثم لما تمكنت الزنادقة أمروا
ببناء المشاهد وتعطيل المساجد ... ورووا في إنارة المشاهد وتعظيمها والدعاء
عندها من الأكاذيب ما لم أجد مثله فيما وقفت عليه من أكاذيب أهل الكتاب، حتى
صنف كبيرهم (ابن النعمان) كتاباً في (مناسك حج المشاهد) وكذبوا فيه على النبي -
صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته أكاذيب بدلوا بها دينه، وغيروا ملته، وابتدعوا
الشرك المنافي للتوحيد، فصاروا جامعين بين الشرك والكذب) [9].
الرواد الأوائل:
وعلى ذلك يتضح أن الذين بذروا بذورَ شرك القبور كانوا رافضة، وهذا ما
تؤكده لنا عالمة الآثار الدكتورة سعاد ماهر فهمي عندما تسرد أوائل الأضرحة ذات
القباب، فتقول: ( .. ويليها من حيث التاريخ: ضريح إسماعيل الساماني [10]
المبني سنة 296 هـ في مدينة بخارى، ثم ضريح الإمام علي - رضي الله عنه -
في النجف الذي بناه الحمدانيون سنة 317 هـ، ثم ضريح محمد بن موسى في
مدينة قم بإيران سنة 366 هـ، ثم ضريح (السبع بنات) في الفسطاط سنة 400هـ،
وقد احتفظت لنا جبّانة أسوان بمجموعة كبيرة من الأضرحة ذات القباب التي
يرجع تاريخ معظمها إلى العصر الفاطمي في القرن الخامس الهجري) [11].
فبدايات تعظيم القبور واتخاذها مشاهد وأضرحة ارتبطت تاريخياً بأسماء:
القرامطة، وبني بويه، والفاطميين (العبيديين)، والسامانيين، والحمدانيين ...
وجميعهم روافض وإن تفاوتوا في درجة الغلو [12].
على أن الدكتورة سعاد ماهر تذكر لنا (أن أقدم ضريح في الإسلام أقيمت عليه
قبة يرجع إلى القرن الثالث الهجري، وقد عُرف هذا الضريح باسم (قبة الصليبية)، ويوجد في مدينة سامرّا بالعراق على الضفة الغربية لنهر دجلة إلى الجنوب من
قصر العاشق ... ، ويقول الطبري: إن أم الخليفة العباسي استأذنت في بناء ضريح
منفصل لولدها فأذن لها؛ إذ كانت العادة قبل ذلك أن يدفن الخليفة في قصره،
فأقامت قبة الصليبية في شهر ربيع الثاني سنة 284هـ، وقد ضم الضريح إلى
جانب المنتصر الخليفة المعتز والمهتدي، وتعتبر قبة الصليبية [13] أول قبة في
الإسلام) [14].
ولكن الدكتورة سعاد تذكر لنا الأضرحة (ذات القباب) فقط، ولا ندري هل
كانت قبل قبة الصليبية أضرحة أخرى ليست ذات قباب أم لا؟
تعانق الجبت مع الطاغوت:
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن الذي يعنينا في هذا المقام هو أن (تقديس القبور والأضرحة) أمر
حادث في الإسلام، وإحداثه لم يرتبط بأهل التقوى والعلم، بل ارتبط بأصحاب
الدعوات الهدامة وأهل السلطان، وقد أشار القرآن الكريم إلى مثل ذلك في قوله
تعالى عن أصحاب الكهف: [قَالَ الَذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً]
[الكهف: 21] فالذين أرادوا اتخاذ مسجد على قبور الفتية هم أهل الغلبة.
ولعلنا نلمح أن في ذلك جنساً من اتباع سَنَن من كانوا قبلنا في تعانق الجبت
مع الطاغوت عند حدوث الانحراف العقدي، وذلك كما في قوله تعالى: [أَلَمْ تَرَ
إلَى الَذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِّنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ .. ] [النساء: 51]؛ حيث يتآزر دعاة الأوهام والخرافة مع أصحاب الطاعة والتشريع من دون الله،
ويتبادلون الأدوار أحياناً، فتجد الكهان والمنجمين والسحرة يطلبون الطاعة ممن
يؤمن بخرافاتهم ويحلون له الحرام، ويُحرمون عليه الحلال، كما أنهم يمدون
أصحاب السلطان والطاعة بالشرعية التي هم في حاجة إليها، وتجد أصحاب
السلطان ممن يُطاعون في معصية الله يستشيرون الخرافيين ويقربونهم ويفسحون
المجال للترويج لبدعهم بين الناس .. ولا شك أن لكل ذلك أثراً في الواقع.
دينهم وديدنهم:
كما أن مكانة القبور والأضرحة (المقدسة)! غير قابلة للمساومة في دين
الرافضة؛ فطائفة البهرة الإسماعيلية (من غلاة الرافضة) ذات نشاط واسع في
عمارة وتجديد المساجد ذات الأضرحة بحجة الاهتمام بالعمارة الإسلامية، وبخاصة
في مصر ... والقبر الأول الذي يحظى بحج الجماهير في دمشق وهو القبر
المنسوب إلى السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ما زال مكتوباً
عليه إلى الآن: قام بعمارة البناية الضخمة عليه والمسجد حولها والقبة المزخرفة:
محمد بن حسين نظام وأولاده من طائفة الشيعة [15].
وأيضاً فإن أصحاب الأضرحة الكبرى ممن ينسب إلى التصوف هم في
الحقيقة من غلاة الشيعة الباطنية؛ حيث (من العراق انطلق أحد أتباع الرفاعي إلى
مصر، وهو (أبو الفتح الواسطي) (جد إبراهيم الدسوقي) لنشر دعوتهم الباطنية بها، وقد كان ذلك في العهد الأيوبي، وبعد موت الواسطي جاء (البدوي) ليخلفه في
دعوته تلك، وقد توزع هؤلاء الدعاة في مصر، فكان (الدسوقي) بدسوق و (أبو
الحسن الشاذلي) بالإسكندرية، و (أبو الفتح الواسطي) ما بين القاهرة وطنطا
والإسكندرية، ولما مات الواسطي حل محله البدوي بطنطا، وجميعهم من فلول
العبيديين الذين طردهم صلاح الدين الأيوبي من مصر، ثم حاولوا العودة تحت
ستار التصوف والزهد ... كما أن كلاّ من ابن بشيش وابن عربي قد تتلمذا على يد
(أبي مدين) بالمغرب) [16].
(وفي أواخر عهدهم أنشأ الفاطميون المشهد الحسيني عام 550هـ عندما
شعروا بأن سلطتهم قد ضعفت ليجذبوا إليهم المصريين، وعهدوا إلى ابن مرزوق
القرشي (564هـ (تربية مريدي الصوفية، فانتظم أتباعه في طوائف وطرق لنشر
الدعوة الشيعية؛ إلا أن هذه التنظيمات انهارت بانهيار الدولة الفاطمية وتحول
المشهد الحسيني إلى ضريح صوفي) [17].
والحاصل: أن تقديس القبور وزيارة المشاهد تقليد شيعي في نشأته، فالشيعة
هم أول من بنى المشاهد على القبور؛ حيث تتبعوا أو زعموا قبور من مات قديماً
ممن يعظمونهم من آل البيت، وراحوا يبنون على قبورهم ويجعلونها مشاهد
ومزارات، ثم جاء الصوفية فنسجوا على هذا المنوال، فجعلوا أهم مشاعرهم هو
زيارة القبور وبناء الأضرحة والطواف بها والتبرك بأحجارها، والاستغاثة
بالأموات [18].
الحاجة أمّ الاختراع:
وأصبح تقديس القبور والأضرحة لازماً من لوازم الطرق الصوفية؛ بحيث لا
يتصور أحد وجود طريقة صوفية من غير ضريح أو أكثر تقدسه .. ومع تمكن الداء
من جسد الأمة ظهرت (الحاجة) إلى تعدد الأضرحة والمزارات لتلبي رغبات من
صرعتهم الأوهام، وضاق بالقبوريين أن يتحروا ثبوت قبور الأولياء المشهورين
لدى جمهورهم، ولأن الحاجة أُمّ الاختراع كما يقال فقد وجدوا لهذه الأزمة بعض
المخارج والحيل:
- فظهر ما يسمى بأضرحة الرؤيا، تقول الدكتورة سعاد ماهر: (ظهر في
العصور الوسطى وخاصة في أوقات المحن والحروب التي لا تجد فيها الشعوب من
(يُتْبَعُ)
(/)
تلوذ به غير الواحد القهار أن يتلمسوا أضرحة آل البيت والأولياء للزيارة والبركة
والدعاء ليكشف الله عنهم السوء ويرفع البلاء، ومن ثم: ظهر ما يعرف بأضرحة
الرؤيا، فإذا رأى ولي من أولياء الله الصالحين في منامه رؤيا مؤداها أن يقيم
مسجداً أو ضريحاً لأحد من أهل البيت أو الولي المسمى في الرؤيا فكان عليه أن
يقيم الضريح أو المسجد باسمه) [19].
وتلك كانت الدعوى نفسها التي أقيمت عليها (مزارات الشهداء) عند النصارى
(وكان ذلك إبان القرن الخامس الميلادي؛ حيث أصبح لكل قرية مزار لشهيد يحوي
عظاماً لبعض الموتى المجهولين، أخرجت من القبور، ومنحت كل التبجيل
والاحترام، دون أدنى دليل يثبت أنها على الأقل بقايا مسيحيين، ويُخلع على هذه
الرفات أسماء وألقاب لائقة، وفي حالات كثيرة كان المرجع الوحيد في هذا الشأن
(حلم) أو (رؤيا) لكاهن أو راهب) [20].
وعلى ذلك لا يلزم أن يكون الولي المقام الضريح باسمه ثبت وجوده في ذلك
المكان، بل لا يلزم أن يكون وطئت قدمه أرض تلك البلاد أصلاً، ومن هنا ظهرت
أضرحة مزعومة ومكذوبة في طول البلاد وعرضها، وتعددت الأضرحة للولي
الواحد في أكثر من قُطْر، ولتسويغ ذلك الخطل نسجوا خرافة واضحة الزور
والبهتان، فقالوا: إن الأرض لأجسام الأولياء كالماء للسمك، فيظهرون بأماكن
متعددة ويزار كل مكان قيل عنه إنه فيه نبي كريم أو ولي عظيم [21].
- ومن الحيل الرائجة لإقامة ضريح أو مشهد: نسج الكرامات حول الشخص
المزعوم بأنه ولي، أو حول المكان المزعوم بأنه مكان قبر ولي.
فمما ينسج حول الأشخاص: ما حدث مع (الشيخ) صالح أبي حديد الذي كان
وبعض صحبه من قطاع الطريق، وحين كشف أمره هرب ولجأ إلى بيت مغنية
مشهورة، فأخفته وادعت أنه مجنون ووضعت في رجليه قيداً من حديد، وقد اعتقل
لسانه من شدة الخوف، ثم أشاعت هي والمجتمعون من حوله أن له كرامات
وإخباراً بالمغيبات، فأقبل عليه الناس بالهدايا والنذور حتى ذاع صيته، وزاره
الخديوي إسماعيل واستبشر به وبنى له قبراً بقبة عالية بعد وفاته ووقف عليه
الأرض وغيرها [22].
ومن ذلك: مسجد في حلب يعرف بمسجد العريان، يعتقده أهل المحلة
الموجود بها، ويقولون: إنه عرف بالعريان؛ لأنه في أكثر أوقاته يتجرد من ثيابه، ويدّعون أن ذلك لغلبة الحال عليه [23].
الواقع الأليم .. شبكة أضرحة:
ولغفلة جموع كثيرة من الأمة عن حقيقة دينها فقد أنبتت هذه الجذور شبكة
واسعة من القبور والأضرحة (المقدسة) عمت معظم أنحاء العالم الإسلامي، بل إن
بعض الباحثين يقدر عدد الأضرحة في القطر الذي يعيش فيه بما لا يقل عن عدد
المدن والقرى في هذا القطر، حيث يقول: (وأضرحة الأولياء التي تنتشر في مدن
مصر ونحو ستة آلاف قرية: هي مراكز لإقامة الموالد للمريدين والمحبين،
ويمكننا القول: إنه من الصعب أن نجد يوماً على مدار السنة ليس فيه احتفال بمولد
ولي في مكان ما بمصر) [24]، بل أصبحت القرى التي تخلو من الأضرحة مثار
تندر وتهكم سدنة الأضرحة، فقد ذكر الدكتور زكريا سليمان بيومي أن من القرى
التي تخلو من أضرحة الأولياء: (بِيّ العرب) و (أبو سنيطة) و (ميت عفيف) وهي
جميعاً مركز الباجور منوفية، وأطلق المشايخ أمثلة شعبية على بخل هذه القرى
وخلوها من البركة ما زالت سارية بين الناس حتى الآن! [25].
ولكي ندرك حجم المأساة أكثر سنورد بعض ما تيسر من نماذج توضح حجم
انتشار هذه الأضرحة في بعض بقاع العالم الإسلامي، وبالطبع، فليس من بلد به
ضريح إلا وله مريدون ممن يعتقدون فيه ..
فمن بين ألوف الأضرحة المنسوبة إلى الأنبياء والصحابة والأولياء في العالم
الإسلامي يشتهر في مصر من بين أكثر من ستة آلاف ضريح (على تقدير من
أشرنا إليهم (أكثر من ألف ضريح [26]، (ويذكر صاحب الخطط التوفيقية علي
باشا مبارك أن الموجود في زمنه في القاهرة وحدها مئتان وأربعة وتسعون
ضريحاً) [27]، أما خارج القاهرة فيوجد (على سبيل المثال في مركز فوّة .. (81) ضريحاً، وفي مركز طلخا (54)، وفي مركز دسوق (84)، وفي مركز
تلا (133)، وهي الأضرحة التابعة للمجلس الصوفي الأعلى، بخلاف الأضرحة التابعة للأوقاف أو غير المقيدة بالمجلس الصوفي) [28] كما يوجد في أسوان أحد المشاهد يسمى مشهد (السبعة وسبعين ولياّ) [29].
(يُتْبَعُ)
(/)
وتنقسم الأضرحة إلى كبرى وصغرى، وكلما فخم البناء واتسع وذاع صيت
صاحبه زاد اعتباره وكثر زواره.
فمن الأضرحة الكبرى في القاهرة: ضريح الحسين، وضريح السيدة زينب،
وضريح السيدة عائشة، وضريح السيدة سكينة، وضريح السيدة نفيسة، وضريح
الإمام الشافعي، وضريح الليث ابن سعد ... وخارج القاهرة تشتهر أضرحة:
البدوي بطنطا، وإبراهيم الدسوقي بدسوق، وأبي العباس المرسي بالإسكندرية،
وأبي الدرداء بها أيضاً، وأبي الحسن الشاذلي بقرية حميثرة بمحافظة البحر الأحمر، وأحمد رضوان بقرية البغدادي بالقرب من الأقصر، وأبي الحجاج الأقصري
بالأقصر أيضاً، وعبد الرحيم القنائي بقنا ...
أما في الشام فقد أحصى عبد الرحمن بك سامي سنة (1890م) في دمشق
وحدها 194ضريحاً ومزاراً، بينما عد نعمان قسطالي المشهور منها 44 ضريحاً،
وذكر أنه منسوب للصحابة أكثر من سبعة وعشرين قبراً، لكل واحد منها قبة ويزار
ويتبرك به.
وفي الآستانة عاصمة السلطنة العثمانية كان يوجد 481 جامعاً يكاد لا يخلو
جامع فيها من ضريح، أشهرها الجامع الذي بني على القبر المنسوب إلى أبي أيوب
الأنصاري في الآستانة (القسطنطينية).
وفي الهند يوجد أكثر من مئة وخمسين ضريحاً مشهوراً يؤمها الآلاف من
الناس.
وفي بغداد كان يوجد أكثر من مئة وخمسين جامعاً في أوائل القرن الرابع
عشر الهجري، وقلّ أن يخلو جامع منها من ضريح، وفي الموصل يوجد أكثر من
ستة وسبعين ضريحاً مشهوراً كلها داخل جوامع، وهذا كله بخلاف الأضرحة
الموجودة في المساجد والأضرحة المفردة [30].
وفي معظم مناطق أوزبكستان كثير من الأضرحة المنسوبة إلى الصحابة
والمشائخ ورجال العلم والأولياء، وأصبحت هذه القبور مزارات يفد إليها مريدوها
جماعات وأفراداً، يدعون ويبكون، ومن أهم تلك المزارات ضريح قثم بن العباس
ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سمرقند، وضريح الإمام البخاري في
قرية خرتنك [31].
بين الحقيقة والوهم:
وإذا كان ذكر أسماء الأضرحة المشهورة في العالم الإسلامي قد يشق على
المتابع فسنذكر هنا طرفاً من الأضرحة المكذوبة والمشكوك في نسبتها:
فضريح الحسين بالقاهرة (كذب مختلق بلا نزاع بين العلماء المعروفين عند
أهل العلم، الذين يرجع إليهم المسلمون في مثل ذلك لعلمهم وصدقهم) [32]، (فإنه
معلوم باتفاق الناس: أن هذا المشهد بني عام بضع وأربعين وخمسمئة، وأنه نقل
من مشهد بعسقلان، وأن ذلك المشهد بعسقلان كان قد أحدث بعد التسعين والأربعمئة .. فمن المعلوم أن قول القائل: إن ذلك الذي بعسقلان هو مبني على رأس الحسين - رضي الله عنه- قول بلا حجة أصلاً .. ) [33].
وقد ورد عن المشائخ: ابن دقيق العيد وابن خلف الدمياطي وابن القسطلاني
والقرطبي صاحب التفسير وعبدالعزيز الديريني إنكارهم أمر هذا المشهد، بل ذكر
عن ابن القسطلاني أن هذا المشهد مبني على قبر نصراني [34].
وإضافة إلى مشهدي عسقلان والقاهرة هناك ضريح آخر في سفح جبل
الجوشن غربي حلب ينسب إلى رأس الحسين -رضي الله عنه- أيضاً، وهو من
أضرحة الرؤيا، وكذلك توجد أربعة مواضع أخرى يقال إن بها رأس الحسين: في
دمشق، والحنانة بين النجف والكوفة، وبالمدينة عند قبر أمه فاطمة رضي الله عنها، وفي النجف بجوار القبر المنسوب إلى أبيه -رضي الله عنه-، وفي كربلاء حيث
يقال: إنه أعيد إلى جسده [35].
ورغم أن المحققين يقولون إن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما ماتت
بالمدينة ودفنت بالبقيع، إلا أن القبر المنسوب إليها والذي أقامه الشيعة في دمشق
هو (القبر الأول الذي يحظى بحج الجماهير إليه ... ) [36].
ولا يقل عنه جماهيرية ذلك الضريح المنسوب إليها في القاهرة، والذي لم
يكن له وجود ولا ذكر في عصور التاريخ الإسلامي إلى ما قبل محمد علي باشا
بسنوات معدودة كما يذكر أحمد زكي باشا [37]، ويقول علي مبارك في الخطط
التوفيقية: (لم أرَ في كتب التاريخ أن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما
جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات) [38].
وأهل الإسكندرية بمصر يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن أبا الدرداء مدفون في
الضريح المنسوب إليه في مدينتهم، ومن المقطوع به عند أهل العلم أنه لم يدفن في
تلك المدينة [39].
ومن أضرحة الرؤيا: مشهد السيدة رقية بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم-
(يُتْبَعُ)
(/)
بالقاهرة، أقامته زوجة الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله، وذلك بلا خلاف [40]،
ومنها كذلك: ضريح السيدة سكينة بنت الحسين ابن علي رضي الله عنهم [41]،
ويذكر المقريزي في خططه (2/ 45) جملة من الأضرحة المزعومة، منها: (قبر
في زقاق المزار تزعم العامة ومن لا علم عنده أنه قبر يحيى بن عقب، وأنه كان
مؤدباً للحسين بن علي بن أبي طالب، وهو كذب مختلق وإفك مفترى، كقولهم في
القبر الذي بحارة برجوان إنه قبر جعفر الصادق، وفي القبر الآخر إنه قبر أبي
تراب النخشبي ... إلى غير ذلك من أكاذيبهم) [42].
ومن أشهر الأضرحة أيضاً: ضريح الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله
عنه- بالنجف بالعراق، وقد مرّ بنا سابقاً كلام ابن تيمية رحمه الله من أنه قبر
مكذوب، وأن علياً -رضي الله عنه- دفن بقصر الإمارة بالكوفة [43].
وفي البصرة عدد من الأضرحة المنسوبة إلى الصحابة منها: قبر
عبد الرحمن بن عوف رغم أنه مات بالمدينة ودفن بالبقيع [44].
وفي بلدة الرها من أعمال حلب ضريح يقال إنه لجابر بن عبد الله الأنصاري
رضي الله عنهما مع أن جابراً توفي في المدينة [45].
وفي مدينة نصيبين بالشام (حالياً بجنوب تركيا) قبة يزعمون أنها لسلمان
الفارسي، مع أنه -رضي الله عنه- مدفون في المدائن [46].
ويضيف ابن تيمية رحمه الله: (وكذلك بدمشق بالجانب الشرقي مشهد يقال:
إنه قبر أُبَيّ بن كعب، وقد اتفق أهل العلم على أن أبيّاً لم يقدم دمشق، وإنما مات
بالمدينة، فكان بعض الناس يقول: إنه قبر نصراني، وهذا غير مستبعد ... فلا
يستبعد أنهم [اي: النصارى] ألقوا إلى بعض جهال المسلمين أن هذا قبر من يعظمه
المسلمون ليوافقوهم على تعظيمه) [47] .. وما لم يستبعده رحمه الله حدث مثله في
العصر الحاضر (ففي الجزائر كان الشعب هناك يؤم ضريحاً في بعض المناطق
الشرقية ويتبرك بأعتابه، ثم اكتُشف أن هذا القبر كان لراهب مسيحي، ولم يصدق
الناس ذلك حتى عثروا على الصليب في القبر) [48].
وفي دمشق أيضاً: قبور منسوبة إلى أمهات المؤمنين: عائشة وحفصة وأم
سلمة وأم حبيبة رضوان الله عليهن مع أنهن مدفونات بالمدينة المنورة، وفيها كذلك
قبر لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما مع أنها ماتت في مكة بعد مقتل ولدها
عبد الله بن الزبير بأيام قليلة [49].
وينسب الناس في الشام قبراً إلى (أم كلثوم) و (رقية) بنتي رسول الله (وقد
اتفق الناس على أنهما ماتتا في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة المنورة
تحت عثمان، وهذا إنما هو بسبب اشتراك الأسماء؛ لعل شخصاً يسمى باسم من
ذكر توفي ودفن في موضع من المواضع المذكورة، فظن الجهال أنه أحد من
الصحابة) [50]، (ومنها (قبر خالد) بحمص، يقال: إنه قبر خالد بن يزيد بن
معاوية ... ، ولكن لما اشتهر أنه خالد، والمشهور عند العامة خالد بن الوليد: ظنوا
أنه خالد بن الوليد، وقد اختلف في ذلك: هل هو قبره أو قبر خالد بن يزيد) [51].
ولعل لهذا السبب أيضاً وجد ضريح (سيدي خالد بن الوليد) بكفر الحما مركز
أشمون منوفية بمصر، وضريح (الشيخ عمار بن ياسر) بناحية بني صالح تبع
مركز الفشن [52].
انفراط العقد:
وفي دمشق كذلك ضريح يدعي الناس أنه لرأس يحيى بن زكريا عليهما السلام
يقع في قلب المسجد الأموي، وله قبة وشباك، وله نصيبه من التمسح والدعاء،
وبجانب المسجد الأموي قبر القائد صلاح الدين الأيوبي، وإلى جانبه في القبة قبر
عماد الدين زنكي، وقبور أخرى تزار ويتوسل بها ... وفيها قبور أخرى كثيرة
كقبر زيد بن ثابت، وأبي هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، والراجح أنه قبر
معاوية بن يزيد بن معاوية، أما قبر معاوية الصحابي فقيل إنه بحائط دمشق الذي
يقال إنه قبر هود عليه السلام، وفي دمشق أيضاً قبور كثير من التابعين والقواد
العظماء، ومعظم ما يقال عن هذه القبور تخرصات و تكهنات معظمها من وضع
الشيعة والصوفية، وإلا فليس هناك دليل مادي يثبت قبر كل فرد بعينه [53].
وإضافة إلى ضريح دمشق المنسوب ليحيى بن زكريا عليهما السلام فإن له
مزاراً آخر في صيدا جنوب لبنان في قمة جبل يشرف على البلد والبحر، وله
أيضاً مقام ثالث في الجامع الأموي بحلب؛ حيث توجد حجرة تعرف بـ (الحضرة
النبوية) يقال إن بها رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام في صندوق جرن، وقيل
(يُتْبَعُ)
(/)
إن بها عضواً من أعضاء نبي الله زكريا عليه السلام في صندوق مرمر [54].
وفي حلب أيضاً: (مسجد يعرف بمسجد النبي، منسوب إلى نبي يدعى كالب بن يوفنا من سبط يهوذا) [55].
ونحو الجنوب إلى معان بشرقي الأردن يوجد مزار النبي هارون، ولا يوجد
عند أهل هذه الناحية مقام أشد إكراماً ولا أوفر آياتٍ منه!، كما يوجد في شرقي
الأردن أيضاً مقام النبي هوشع (يوشع) على قمة جبل بالقرب من السلط، وهو
مبني بحجارة قديمة يرتئي الباحثون أن أكثرها يرتقي إلى عهد الصليبيين!، كما
يوجد في غربي الكرك مزار النبي نوح، وفي بادية البلقاء وموآب يوجد مقام
(الخضر الأخضر) [56].
كما يوجد ضريح آخر للخضر عليه السلام في مغارة بمعرة النعمان بشمال
سورية بالشام، ويوجد بها كذلك ضريح آخر ليوشع عليه السلام، وفي معرة
النعمان أيضاً يوجد ضريح شيث عليه السلام، مع أن هناك جامعاً كبيراً في
الموصل يسمى بجامع النبي شيث داخله ضريح يعتقد الناس أنه مدفون فيه، ولم
يكن هذا القبر معروفاً قبل القرن الحادي عشر للهجرة، حيث رأى أحد ولاة
الموصل في ذلك القرن مناماً يدل على موضع القبر، فبنى الضريح [57].
ومن المقابر المكذوبة باتفاق أهل العلم القبر المنسوب إلى هود عليه السلام
بجامع دمشق، فإن هوداً لم يجئ إلى الشام [58]. وهناك قبر منسوب إليه في
حضرموت، وفي حضرموت أيضاً قبر يزعم الناس أنه لصالح عليه السلام، رغم
أنه مات بالحجاز، وله أيضاً عليه السلام قبر في يافا بفلسطين، التي بها كذلك
مزار لأيوب عليه السلام [59].
ويونس عليه السلام له ضريح في بلدة حلحول بفلسطين، وضريح آخر بقرية
نينوى قرب الموصل بالعراق، وثالث في غار بضيعة قرب نابلس بفلسطين،
وكلها يُدّعى أن فيها قبره عليه السلام [60]، وفي نابلس أيضاً ضريح الأسباط
إخوة يوسف عليه السلام، وله عليه السلام قبر في مسجد الخليل بمدينة الخليل
بفلسطين، وفي المسجد نفسه ضريح إبراهيم عليه السلام، وكذا: أضرحة تنسب
إلى إسحاق ويعقوب عليهما السلام [61].
ورغم وجود مزار لداود عليه السلام في قضاء كلّز من أعمال حلب بسورية،
إلا أن له مزاراً آخر في جنوب غرب صيدا بلبنان، التي في جانبها الشرقي مزار
شمعون يزعم الناس أنه من أنبياء بني إسرائيل، وله نفسه مزار آخر في قضاء
كلّز أيضاً، وفي صيدا أيضاً مزار (صيدون) يزعم الناس أيضاً أنه من أنبياء بني
إسرائيل [62].
وذكر الفيروزآبادي في تعريفه لبلدة قرب نابلس تسمى (عَوْرَتا): (قيل بها
قبر سبعين نبياً، منهم: عزير، ويوشع) [63].
وبعد هذا السرد إليك ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في نسبة قبور الأنبياء،
فقد حكى عن طائفة من العلماء (منهم عبد العزيز الكناني: كل هذه القبور المضافة
إلى الأنبياء، لا يصح شيء منها إلا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أثبت
غيره أيضاً قبر الخليل عليه السلام [64] [، ويقول أيضاً: (وأما قبور الأنبياء:
فالذي اتفق عليه العلماء هو قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن قبره منقول
بالتواتر، وكذلك قبر صاحبيه، وأما قبر الخليل فأكثر الناس على أن هذا المكان
المعروف هو قبره ... ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية،
وليس حفظ ذلك من الدين)] 65 [.
وماذا بعد؟
ولم يقف الأمر عند حد نسبة القبور زوراً إلى شخصيات لها نصيبها من الحب
والاحترام لدى الناس، بل وصل الادعاء إلى اختلاق بعض هذه الشخصيات من
الوهم والعدم ونسبة الأضرحة إليها، فمن ذلك: قبر في طريق بلدة (طورخال)
بتركيا لصحابي أسموه (كيسك باش! (، وفي معرة النعمان ضريح لرجل يدعى
(عطا الله) يزعمون أنه صحابي أيضاً] 66 [.
وذكر المقريزي أن في القاهرة قبراً على يسرة من خرج من باب الحديد
ظاهر زويلة، يزعمون أنه لصحابي يدعى: زارع النوى!] 67 [.
وفي مدينة الشهداء بمصر ضريح داخل مسجد منسوب إلى (شبل) بن الفضل
بن العباس عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، رغم أن المصادر العلمية تتفق
على أن الفضل بن العباس -رضي الله عنه- لم ينجب إلا بنتاً واحدة اسمها (أم
كلثوم)] 68 [.
وأخيراً:
فإننا ربما لا ننتهي إذا حاولنا استقصاء حقيقة القبور والأضرحة المنتشرة في
أنحاء العالم الإسلامي، والتي على فرض ثبوت صحة نسبتها فإن إقامة المساجد
(يُتْبَعُ)
(/)
عليها وممارسة الأفعال التي اعتاد الناس على القيام بها حولها .. ليس من دين الله
في شيء، بل يقع معظمه في دائرة المحرمات بدرجاته المختلفة، ومنها ما قد يصل
إلى حد الشرك المخرج من الملة.
ولكن إذا ثبت أن ديننا ينهى عن تلك الأفعال، وثبت أن سوس الجهل
والأوهام يرتع ناخراً في فسطاط الخرافة، فما الذي يدفع مرتادي الأضرحة
والمعتقدين فيها إلى ولوج هذا الكيان والتمسك به؟!
__________
(1) أخرجه الإمام أحمد، 2/ 367، وأبو داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود، ح/1769.
(2) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل 2/ 246، وصححه الألباني في تحذير الساجد، ص25.
(3) أخرجه مسلم في الجنائز، باب الأمر بتسوية القبور، وأبو داود والترمذي والنسائي.
(4) أخرجه مسلم في الجنائز، باب النهي عن تجصيص القبر، وأبو داود، ح/3226، وانظر: صحيح سنن أبي داود للألباني، ح/ 2763.
(5) أخرجه الترمذي وأبو داود والإمام أحمد، وقال أحمد محمد شاكر في تعليقه على (سنن الترمذي) 2/ 137: (الشواهد التي ذكرناها ترفعه إلى درجة الصحة لغيره، إن لم يكن صحيحاً بصحة إسناده هذا)، وضعف الألباني لفظ (السرج)، انظر: الضعيفة، ح/225.
(6) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ج/ 27، ص466.
(7) السابق، ص 167.
(8) السابق، ص 466.
(9) السابق: ص161 162.
(10) ينتسب السامانيون إلى رجل فارسي يسمى (سامان)، كان مجوسياً واعتنق الإسلام أواخر عهد الدولة الأموية، وإسماعيل المذكور هو: إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان، آلت زعامة السامانيين إليه عام 279هـ، وتوفي سنة 295هـ انظر: التاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر،
ج/6، ص91، 107،.
(11) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، ج1، ص46.
(12) انظر: التاريخ الإسلامي، ج 6، ص149.
(13) نسبة إلى موقع الضريح عند تقاطع طريقين.
(14) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ج1، ص46.
(15) انظر: شهر في دمشق، لعبد الله بن محمد بن خميس، ص 67.
(16) بدع الاعتقاد، لمحمد حامد الناصر، ص: 247، نقلاً عن (السيد البدوي دراسة نقدية) للدكتور عبد الله صابر.
(17) عمار علي حسن، الصوفية والسياسة في مصر، ص88.
(18) انظر: الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، لعبد الرحمن عبد الخالق، ص: 427.
(19) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، ج1، ص102 103.
(20) موالد مصر المحروسة، لعرفة عبده علي، ص71.
(21) الانحرافات العقدية، ص285.
(22) انظر: الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة، د زكريا سليمان بيومي
ص125، والانحرافات العقدية، ص299 300، وبدع الاعتقاد ص267.
(23) انظر: الانحرافات العقدية، ص300.
(24) عرفة عبده علي، موالد مصر المحروسة، ص7.
(25) انظر: الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة، ص126.
(26) د سعاد ماهر فهمي، مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، ج1 ص 44.
(27) الانحرافات العقدية، ص293.
(28) د زكريا سليمان بيومي، الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة، ص127، 153.
(29) انظر: الآثار الإسلامية في مصر من الفتح العربي حتى نهاية العصر الأيوبي، مصطفى عبد الله شيحة، ص152.
(30) انظر: الانحرافات العقدية، ص289، 294، 295.
(31) انظر: مجلة (دراسات إسلامية) العدد الأول سنة 1418هـ، مقال.
(مسلمو أوزبكستان)، لعبد الرحمن محمد العسيري، ص217، 218.
(32) مجموع الفتاوى، ج27، ص451، وانظر: ص465.
(33) السابق، ص456.
(34) السابق، ص485، ص493.
(35) انظر: الانحرافات العقدية، ص288، ومجلة (لغة العرب)، ج7 السنة السابعة (1929م)، ص557 - 561، ومعالم حلب الأثرية، عبد الله حجار.
(36) عبد الله بن محمد بن خميس، شهر في دمشق، ص 67.
(37) سمير شاهين، الوثنية في ثوبها الجديد، ص81.
(38) السابق.
(39) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، ج2، ص33.
(40) مصطفى عبد الله شيحة، مرجع سابق، ص143.
(41) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، ج1، ص102.
(42) عن مقال: تأملات في حقيقة أمر أولياء الله الصالحين، لحسين أحمد أمين، مجلة العربي، ع/226، رمضان 1397هـ، ص135.
(43) انظر أيضاً: مجموع الفتاوى ج27، ص493.
(44) الانحرافات العقدية، ص291.
(45) السابق، وانظر: مجموع الفتاوى، ج27، ص494.
(46) السابق، ص290.
(47) مجموع الفتاوى، ج27، ص460.
(48) الانحرافات العقدية، ص288.
(49) انظر: السابق، ص290، ومجموع الفتاوى، ج27، ص170.
(50) مجموع الفتاوى، ج27، ص494.
(51) السابق، ص492.
(52) انظر: الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة، ص159، هامش 4،
ص138.
(53) انظر: عبد الله بن محمد بن خميس، شهر في دمشق، ص 66، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ج27، ص447، ص491.
(54) الانحرافات العقدية، ص278، 279.
(55) السابق، ص 284.
(56) انظر: المزارات في شرقي الأردن، بقلم الخوري بولس سلمان، مجلة المشرق،
11/ 11/ 1920م، ص902 - 910.
(57) انظر: الانحرافات العقدية، ص282 283.
(58) انظر: مجموع الفتاوى ج27، ص491، ص484.
(59) الانحرافات العقدية، ص283، ص281.
(60) انظر: السابق، ص281، ص282.
(61) السابق، ص282، ص281.
(62) نفسه، ص281، ص280.
(63) القاموس المحيط، مادة (ع و ر).
(64) مجموع الفتاوى، ج27، ص446.
(65) السابق، ص444.
(66) انظر: الانحرافات العقدية، ص290، ص291.
(67) حسين أحمد أمين، مرجع سابق.
(68) انظر: الوثنية في ثوبها الجديد، سمير شاهين، ص82.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 03:19]ـ
جزاكم الله خيراً.
وبخصوص قبر البدوى في طنطا يقع أيضاً في نفس المسجد الذي بنوه عليه مجموعة قبور وحوله في نفس المنطقة المشئومة مجموعات أخرى لا أعرف عددها من كثرتها .. وما إن تمر بهذا الحى المشئوم إلا وينقبض قلبك وتضيق نفسك وتختنق عبرتك من رؤيتك مواكب العاكفين على هذه الأصنام ... وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والأعجب أن المسجد الموجود به الضريح المنسوب للبدوى يوجد فيه معهد لإعداد الداعيات تابع للأزهر أو الأوقاف ترتاده الكثيرات من المنتسبات للسنة (سلفيات للأسف) ليتخرجن بزعمهن داعيات ... من معبد الشرك هذا!
ولله في خلقه شئون.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 06:38]ـ
للتذكير ....
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 01:27]ـ
جزاكم الله خيرا ً أخي خالد المرسي
[أما في الشام فقد أحصى عبد الرحمن بك سامي سنة (1890م) في دمشق
وحدها 194ضريحاً ومزاراً، بينما عد نعمان قسطالي المشهور منها 44 ضريحاً،
وذكر أنه منسوب للصحابة أكثر من سبعة وعشرين قبراً، لكل واحد منها قبة ويزار
ويتبرك به.]
صدقت أخي و هذا العدد ازداد و تضاعف و من أشهر هذه القبور قبر الزنديق محي الدين بن عربي الذي يرفعه اتباعه من المتصوفة الدجاجلة إلى درجة الألوهية و العياذ بالله، فالزائر لقبر هذا الزنديق يشاهد بسطاء الناس و جهلتهم يتمسحون بالقبر و يسجدون له و يطلبون منه الرزق و الشفاء من الأمراض،و لا حول ولا قوة إلا بالله.
[ولكن إذا ثبت أن ديننا ينهى عن تلك الأفعال، وثبت أن سوس الجهل
والأوهام يرتع ناخراً في فسطاط الخرافة، فما الذي يدفع مرتادي الأضرحة
والمعتقدين فيها إلى ولوج هذا الكيان والتمسك به؟!]
أخي الكريم شيوخ الدجل في هذه البلاد الذين يتبعون ضلالاتهم الباطنية المستوردة من المجوس و البوذية و الرافضة و اليهود، هم الذين يقنعون الجهلة من المريدين أن عبادتهم لاتصل إلى الله إلا بتقديم طقوس الطاعة للمقبورين و الأحياء من شيوخ الدجل و هم يطلقون عليهم ألقاب مثل أسياد و اقطاب و أولياء و ما هم إلا شياطين، و هذا نعرفه من حياتنا في بلاد الشام فهناك القصص العجيبة عن انتهاك اعراض النساء و اخذ الأموال بالباطل من اجل تسيير الأمور،و هم يدعون ان هؤلاء الاسياد حتى الأموات منهم يتصرفون بالكون و يشاركون الله في ملكه و يقولون للشئ كن فيكون، استغفر الله، و في مقدمة هؤلاء الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي و ابنه الدكتور توفيق رمضان البوطي و هو مدرس في كلية الشريعة في جامعة دمشق و انا سمعته بأذني في أحد دروسه في مسجد البوطي في دمشق و هو يشجع الناس على سؤال المقبورين التوفيق و تيسير الأمور و غير ذلك من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله عزو جل (بجانب مسجد البوطي هناك مقبرة لها سور و بوابة و عليها حرس و تفتح للزائر الذي له حاجة و بتزكية من الشيخ فلان او علان) و لذلك ترى ان شريحة كبيرة من المسلمين مخدرة و مستسلمة لهذه الخزعبلات و الشركيات لأن الجهل مسيطر عليها فهي عجينة سهلة بأيدي هؤلاء الدجلة،و هم في نفس الوقت يتهمون كل من يخالفهم و ينكر عليهم ذلك بالكفر و الضلال بل يصل الأمر بهم إلى إخبار السلطات زورا ً و بهتانا ً بأنه تكفيري و له ارتباطات خارجية و يريد التآمر على البلد، ولذلك نجد الكثير من الأخوة يفضلون الصلاة في البيوت لكثرة القبور في الجوامع و لكثرة المخبرين من الصوفية،و حسبنا الله ونعم الوكيل.
نسأل الله السلامة
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 04:13]ـ
فمن الأضرحة الكبرى في القاهرة: ضريح الحسين، وضريح السيدة زينب،
وضريح السيدة عائشة، وضريح السيدة سكينة، وضريح السيدة نفيسة، وضريح الإمام الشافعي، وضريح الليث ابن سعد ... وخارج القاهرة تشتهر أضرحة: البدوي بطنطا، وإبراهيم الدسوقي بدسوق، وأبي العباس المرسي بالإسكندرية، وأبي الدرداء بها أيضاً، وأبي الحسن الشاذلي بقرية حميثرة بمحافظة البحر الأحمر، وأحمد رضوان بقرية البغدادي بالقرب من الأقصر، وأبي الحجاج الأقصر بالأقصر أيضاً، وعبد الرحيم القنائي بقنا ...
بارك الله فيك أخى خالد المرسى على هذا الإنتقاء المفيد جعله الله فى ميزان حسناتك آمين ..
وهذه سطور للمشاركة فى الموضوع
مجموع فتاوى ورسائل فى العقيدة
لفضيلة الشيخ العلامة: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
(290) وسئل - جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء - عن حكم النذر والتبرك بالقبور، والأضرحة؟
فأجاب - رحمه الله تعالى- بقوله: النذر عبادة لا يجوز إلا لله عز وجل وكل من صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله فإنه مشرك كافر، قد حرم الله عليه الجنة، ومأواه النار، قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.
وأما التبرك بها: فإن كان يعتقد أنها تنفع من دون الله عز وجل فهذا شرك في الربوبية مخرج عن الملة، وإن كان يعتقد أنها سبب وليست تنفع من دون الله فهو ضال غير مصيب، وما اعتقده فإنه من الشرك الأصغر، فعلى من ابتلي بمثل هذه المسائل أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى, وأن يقلع عن ذلك قبل أن يفاجئه الموت، فينتقل من الدنيا على أسوأ حال، وليعلم أن الذي يملك الضر والنفع هو الله سبحانه وتعالى, وأنه هو ملجأ كل أحد، كما قال الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}، وبدلًا من أن يتعب نفسه في الالتجاء إلى قبر فلان وفلان، ممن يعتقدونهم أولياء، ليلتفت إلى ربه عز وجل وليسأله جلب النفع ودفع الضر، فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك هذا. إنتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 04:43]ـ
ما مدى تأثير المجوس في انحراف العقيدة؟
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 02:14]ـ
السلام عليكم
لمزيد من المعلومات راجع موضوع (آثار الطرق الصوفية على الإسلام و المسلمين)
رابطه: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25831(/)
المرأة قسيسة قريبا في انجلترا .. والفاتيكان يأسف
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 01:21]ـ
المرأة قسيسة قريبا في انجلترا .. والفاتيكان يأسف
لندن ـ المصريون (رصد): بتاريخ 8 - 7 - 2008
أعلنت كنيسة انجلترا أنها أشرفت على الانتهاء من قانون جديد يسمح بعمل المرأة قسيسة، في وقت عبر فيه الفاتيكان عن "أسفه لقرار الكنيسة البريطانية."
فقد أصدرت الكنيسة بيانا، الاثنين، تسمح فيه بعمل النساء في الكنيسة قسيسات، بينما تنادي على الجانب الآخر أصوات لمنع إصدار مثل هذا القانون.
من جهته، قال الفاتيكان في بيان، الثلاثاء، إن "تلك الخطوة تعد صدعا حقيقيا في التقاليد الدينية الكنسية، وعائقا آخر أمام المصالحة بين الكنيسة الأنجليكانية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية."
وأضاف بيان الفاتيكان "لهذا القرار عواقب على الحوار بين الكنيستين، والذي كان مثمرا حتى الآن وقبل اتخاذ هذه القرار."
ويقول معارضو القانون الجديد إن المسيح لم يعين النساء خلال حياته في مناصب عالية، لأنه، ووفق ادعاءاتهم، أراد للرجال فقط أن يحتلوا هذه المناصب.
وقد هدد عدد من معارضي هذا القانون الجديد بالانسحاب من الكنيسة الإنجيلية والانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية إذا ما تم إقرار هذا القانون.
وكان عدد من القساوسة قد انسحبوا بالفعل من الكنيسة عندما تم تعيين النساء كوزيرات للمرة الأولى في بريطانيا قبل 16 عاما.
وعلى الجانب الآخر، يقول القس ألان ديوك، وهو مناصر قديم للمرأة في الكنيسة الإنجيلية، إن هذه النقاشات لن تجلب أي نتيجة، لأن لا معنى لها.
ويضيف: "رغم أن المسيح لم يعين النساء في مناصب رفيعة المستوى، إلا أنه كان يقدرهن ويحترمهن بشكل كبير."
من جهته، يرى ديفيد هولدنغ، أحد أعضاء الكنيسة، أن لا مانع من تعيين النساء في مثل هذه المناصب، إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار آراء هؤلاء ممن يعارضون مثل هذه القرارات.
يذكر أن هناك 114 قسا يعملون في الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=51035&Page=13
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 01:22]ـ
تُرَى هل سيفهم العلمانيون مغزى الرسالة؟ أم أنهم لا يفقهون؟
سادتهم يستنكرون وضع المرأة في مناصب عليا وهم يحاربون من أجل ترويج ذلك في بلادنا
ـ[الصابري]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 08:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ليس بغريب، ولكن الأدهى تأسف الفاتيكان عن مثل هذا القرار إذ هم من دعاة المساوة بين الرجل والمرأة أم تستخدم هذه الكلمات لتشويه الاسلام فقط والغريب أن أصحاب الكنيسة الانجيلية هم أصحاب الموقف إذ عندنا يتبجحون بذلك في بث مثل هذه الامور لأجل تشويه الاسلام وهم يرفضونها هناك
والله لعار يفعلون ينهون عن أمر ويأتون بأكبر منه
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 12:14]ـ
خبرٌ إعلامي لم يُستغل جيدا!!
يتبجح الغرب النصراني بمساواة المرأة مع الرجل، بينما عندهم في الكتاب المقدس نصوص تفرق بين الذكر والأنثى، وتجعل المرأة أقل درجة من الرجل، فهي خُلقت من أجل الرجل:
1كو 11:7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده. واما المرأة فهي مجد الرجل.
1كو 11:10 لهذا ينبغي للمرأة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة.
1كو 11:8 لان الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل.
1كو 11:9 ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل.
1تي 2:11 لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع.
1تي 2:12 ولكن لست آذن للمرأة ان تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت ...
لماذا لا نسأل المسيحيين: متى يتولى منصب البابوية في الفاتيكان امرأة قسيسة بدل انتقاد الفاتيكان الكاثوليكي لهذه الخطوة؟(/)
التسويق المباشر كما عرفته .. الحلقة الأولى
ـ[أبو الأشبال الشافعي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 02:48]ـ
مع أبي العلاء الشافعي
التسويق المباشر كما عرفته
الحلقة الأولي
مفهوم التسويق المباشر_1
إنه فكرة جديدة كانت من أسباب تغيير حياة بعض الناس وتحويلهم من الفقر إلى الغنى والتقدم، والحديث عن اليابان وكوريا والصين وخبرتها في هذا المجال ليس بجديد، وذلك إذا علمنا أن هناك الكثير من الشركات التي تعمل بهذا المجال في تلك الدول ..
إنه الفكرة التي قيل عنها: إنها كانت سببًا من أسباب وصول أكثر من 25% من أثرياء العالم إلى ما هم عليه من الثراء ..
فمتى بدأت هذه الفكرة؟
هذه الفكرة بدأت عندما اكتشف خبراء التسويق أن المستهلك يقوم بدور مهم جدًّا في عملية التسويق بدون أن يشعر وبدون أي مقابل يُذكَر، وكان هذا الدور يتمثل في "الانتشار الشفهي" الذي يفعله الناس كل يوم عن المنتجات والخدمات بدون أن يشعروا وبدون أي مقابل .. !!
و"الانتشار الشفهي" معناه أن يتكلم المستهلك عن سلعة في يده يستخدمها بالفعل، وهو إما إيجابي أو سلبي؛ فمثلاً لو أراد أحدنا أن يشتري ثلاجة جديدة، وبالفعل اشتراها، ووجدها جيدة بعد التأكد من إمكانياتها، ولمس جودتها، فسوف يتكلم مع أصحابه وأصدقائه ومعارفه عنها، وبالتالي سوف يفكر بعض هؤلاء المعارف في شراء نفس الثلاجة، وسوف يقوم البعض - بالفعل – بشرائها.
ولكن يبقى السؤال: هل فكر أحدنا أن يذهب إلى شركة الثلاجات ويقول: إنني فعلت نوعًا من الانتشار الشفهي واشترى بعض معارفي وأهلي وأصحابي هذه الثلاجة عن طريق هذا الانتشار، وأريد الآن حوافز على دوري هذا؟!
طبعًا لم يخطر لأحدنا على بال أن يفعل ذلك، ولم يسأل أحدنا أصلاً نفسه: ماذا عسى أن تفعل هذه الشركة معي لو ذهبت وطلبت ذلك بالفعل؟!!
ومن الطريف هنا أن أذكر أن هناك ميزةً تميزنا كشعب عربي مصري، وهي أننا نحب النصح لأحبابنا دائمًا؛ فلو اكتشفنا – بعد نزهة – أن مطعمًا لا يقدم أكلاً جيدًا، وبالصدفة قابلنا أحد أصدقائنا ذاهبًا إلى هذا المطعم فسوف ننصحه بعدم الذهاب؛ لأننا وبكل بساطة أحببنا له الخير ..
كما أن من المميزات التي تميزنا عن بقية الشعوب الأخرى ميزة السؤال والاستفسار قبل شراء أي منتج؛ حيث نجد جميع علامات الاستفهام الممكنة وغير الممكنة مطروحةً عندما نفكر في شراء منتج ما كثلاجة أو غسالة أو ما إلى ذلك من منتجات .. إنها فقط عادة وميزة في نفس الوقت تعوَّدنا عليها فأصبحت سمة لنا ..
ويبقى السؤال: ماذا عسانا نتوقع كمستهلكين لو اجتمعت الميزتان في موقف ما: ميزة النصح والإرشاد، وميزة الاستفسار والسؤال قبل الشراء؟!
ومن خلال الإجابة على هذا السؤال، بل من خلال الكلام السابق كله، وجدنا أن الانتشار الشفهي يقوم بدور مهم جدًّا في عملية تسويق المنتجات، ولا ريب في أن يعتمد عليه التسويق المباشر ويتخذه له أساسًا يقوم عليه، مع العلم أن الانتشار الشفهي المؤثر يكون قائمًا على التجربة الشخصية للمنتج ..
ولكن في الحقيقة .. لماذا لا تعطي الشركات حوافز للمستهلكين الذين يقومون بهذا الانتشار الشفهي للمنتجات بالفعل؟!
أسأل هذا السؤال، وأنا أعلم أن كثيرًا من الأموال داخل الشركات تُنفَق على الدعاية والإعلان، وتأتي بالفنان المحبوبةِ أعمالُه، وتدفع له كثيرًا لكي يظهر في إعلان لمدة دقيقة أو دقيقتين أو حتى بضع دقائق على وسيلة إعلاميَّة ما كالتلفاز مثلاً ليُعلن عن منتج ما ..
والذي أعرفه عن كثير من المتلقين لهذا الإعلان، وقد يكون منهم في نفس الوقت مَن يكون في حاجة لهذا المنتج – أنهم لا يثقون في مصداقية هذا الفنان؛ فقد يجدون أن أحد الفنانين يعلن عن محمول قيمتُه مائتا جنيهٍ مصريٍّ تقريبًا، ولكنهم – مع احترامهم إياه، وحبِّهم له ولأعماله الفنِّيَّة الهادفة! – لا يصدقون أنه بالفعل يحمل مثل هذا المحمول ..
إن الانتشار الشفهي المؤثر كما قلنا سلفًا يعتمد على التجربة الشخصية لمنتج ما ومعايشته؛ لأن "أفضل الأشخاص كلامًا عن أيِّ منتج هو من استخدمه بالفعل"، ومن هنا تظهر المصداقية في الكلام عن أيِّ منتج؛ فالمستهلك هو الذي استخدمه، وبالتالي لو وجد أن المنتج جيد فسوف يتكلم عنه ويُطنِب في محاسنه، وهو صادق ومؤثر في نفس الوقت، ولكن لو وجد أنه منتج ليس جيدًا فنحن – والحمد لله – نمتلك ميزة ثالثة وهي أننا من أحسَن وأكفأ وأسرع الَّذين يفعلون انتشارًا شفهيًّا سلبيًّا سيئًا لأيِّ منتج، وما إشاعة الماء الذي تلوَّث بإنفلونزا الطيور بمصر في العام الماضي ببعيد عنا ..
وإلى أن ألقاكم إن شاء الله تعالى:
تذكروا دائمًا أنكم بَشَرٌ مِن صُنْع الله .. !
وتذكروا أيضًا أنَّه خالِقُ المعجِزات .. !
في الحلقة الثانية:
هل يوجد اختلاف حقيقي بين التسويق المباشر والتسويق التقليدي؟!(/)
حوار مع الدكتور ناصر الحنيني حول التطرف المسكوت عنه
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 07:05]ـ
"التطرف المسكوت عنه" كتاب قذف به الدكتور ناصر بن يحيى الحنيني في وسط بحر متلاطم من الصخب الثقافي، ليتحدث برأيه عن تطرف ليس كالتطرف المعروف والمتداول، وبلغة أخرى ليس هو الغلو الإسلامي بل تطرف من الجهة اليسارية الأخرى، الدكتور ناصر بن يحيى الحنيني مشرف الفكر المعاصر وبقراءة جديدة للوضع الثقافي السعودي يكتب هذا الكتاب ولا يطلب فسحه وينشره مطبوعا ً في معرض الكتاب والكترونيا ً في موقعه الخاص، ضيفنا أستاذ مساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمشرف العام على مركز الفكر المعاصر للاستشارات.
أصدر الدكتور ناصر الحينيني كتابه بعنوان: (التطرف المسكوت عنه) وقبل أن نناقش بعض جزئيات الكتاب، من الذي سكت عن هذا التطرف؟ ولماذا السكوت؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
فالمقصود هي كل الجهات الرقابية والاحتسابية على حركة المجتمع الثقافية بما فيها العلماء والدعاة وكتاب الصحافة والمثقفين وكذلك الجهات الرسمية المخولة بذلك أما لماذا السكوت ففي رأيي لعدة اسباب:
# تقصير وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية بتسليط الضوء على هذا النوع من التطرف لأنها في بعض الأحيان تكون طرفا في رعاية مثل هذا التطرف بعلم أو بدون علم.
# جهل كثير من المثقفين وبعض المشتغلين بالعلم بمثل هذا النوع من التطرف.
# التأييد الغربي اللامحدود لهذا النوع بالترغيب وبالترهيب.
عنوان الكتاب يشير إلى تطرف مسكوت عنه والكتاب يسلط عليه الضوء ويتحدث عنه كثيراً؟ ما هذا التطرف وما موقفكم منه؟
المقصود بهذا التطرف هو التطرف العلماني الليبرالي ومن يؤيده من أصحاب الأهواء الذين يجدون بغيتهم عند هؤلاء من أهل الشهوات ومن لهم أغراض خاصة و التطرف العلماني والليبرالي يبرز في صور كثيرة منها، الهجوم الأعمى على كل ثوابت الامة ومقدساتها وقيمها ومبادئها سواء كانت عقدية أم عملية.
وخذ على سبيل المثال لا الحصر ما نشر وفسح مع كثرة الانكار والتبليغ للمسؤولين في وزارة الاعلام عن التجاوزات الخطيرة في معرضي الكتاب الثاني والثالث حول بيع الكتب التي تقدح في الذات الالهية وتنشر الروايات الجنسية الهابطة بشكل لا يتناسب مع العقل والفطرة فضلا عن الدين ونظام الدولة.
أيهما أسبق التطرف الإسلامي – كما يسمى- أو التطرف الليبرالي؟ وأيهما أثر في الآخر؟
التطرف نشأ أول ما نشأ منذ انحراف البشرية عن الهدى الرباني منذ أن حدث الشرك في الأرض ومن عهود الأنبياء السابقين على نبينا محمد أفضل السلام والتسليم.
وبعضهم يرجع جذور الليبرالية إلى ظهور النظريات عند فلاسفة اليونان الوثنيين قبل الإسلام وهي بهذا تكون قبل التطرف الإسلامي، وأنا لي تحفظ أن ينسب التطرف للإسلام فيقال التطرف الذي وقع فيه بعض من ينتسب للإسلام كالخوارج والشيعة ونحوهم.
وصفت دراستك في كتاب (التطرف المسكوت عنه) بالدراسة حول اتجاه فكري بعد أن عجزت العلمانية عن اختراق الثقافة الإسلامية؟ هل الليبرالية التي وصفتها بالمسخ، هي بعيدة عن العلمانية؟ وماهي المسافة بين الليبرالية والعلمانية؟
الليبرالية أعم وأشمل من العلمانية فالعلمانية إحدى تجلياتها وإحدى نظرياتها فالليبرالية قدمت مشروعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا يقوم على فصل الدين عن كل مناحي الحياة.
جمع الدكتور ناصر الحنيني مصطلحات (الليبرالية – العصرانية – العقلانية – التنوير – الفكر التجديدي – الفكر التحديثي) جمعتهم في قالب واحد في بداية الكتاب، هل تعتقد أن هذا الجمع فيه إنصاف لمن يصفون أنفسهم بالعقلانيين مثلا ً أو العصرانيين؟
أنا تحدثت عن المصطلحات لا عن الأشخاص فلا علاقة لمن يسمي نفسه بأي مصطلح، لأن الأشخاص تجري عليهم قواعد الكتاب والسنة القائمة على العدل والانصاف والرحمة فلا يساوى بين المنسلخ من الدين العدو له وبين من قامت عنده شبهات ويرد عليه وبين المنتسب للسنة وأهلها ولكنه زل في بعض المسائل.
هل ترفض كل مسالك التفكير والمناهج المختلفة هذه وتجعلها في سلة واحدة أسميتها بالمسخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا سؤال عجيب من قال أننا نرفض مسالك التفكير.ثم إن هذه ليست مسالك تفكير هذه انحرافات ولا يبرر الإنحراف كونه تسمى باسم حسن، فأنا أرى أن الاتجاه العصراني أو الليبرالي الخالص لو سمى نفسه عقلانيا ً فهو غير عقلاني في الحقيقة لأننا نعتقد وعندنا يقين راسخ أن كل دعوة أو فكر مخالف ومصادم للشريعة هو مصادم للعقل والفطرة وفيه البؤس والشقاء للبشرية والواقع يشهد بهذا.
كثير من الشخصيات التي استشهدت بها في الكتاب لم تكن سوى شخصيات حصلت لها تحولات فكرية على مدى أعوام بسيطة كمحمد المحمود وعبدالله بن بجاد ويوسف أبا الخيل وخالد الغنامي وغيرهم، كيف تستشهد بهذه الشخصيات كرموز للتيار الليبرالي؟ هل يفتقد التيار الليبرالي للرموز التاريخية حتى يستشهد الدكتور ناصر بهؤلاء؟ أم أنك تتعمد اختيار بعض الأسماء واستبعاد آخرين؟ وهل يعترف بهم التيار أنهم من رموزه؟
أولا أنا اخترت هؤلاء لأنهم يتحدثون باسم الدين ويروجون للمباديء الليبرالية باسم الدين وأنا ذكرت أن هذا هو مكمن خطورة من يتبنى هذا الفكر وهذا الخط، وبعض هؤلاء طروحاتهم فيها من التطرف ماهو أشد من العلمانيين الخلص الذين لا يعترفون بالكتاب ولا بالسنة أصلا.
بعض النقاد أخذ على الكتاب أنه لم يشر إلى المعتدلين من الليبراليين فما رأيك بهذا النقد؟
أنا في الكتاب لم يكن من هدفي تصنيف وتقديم سير ذاتية عن الليبراليين والمفتونين بهم من أصحاب التيار العصراني ولكن كان الهدف التركيز على الافكار والمقولات.
صدر كتاب التطرف المسكوت عنه قبل الضجة التي أثيرت حول فتوى الشيخ البراك- – وأنت ممن دافع عن الفتوى في حوار مباشر في قناة LBC - ، فبما أنك نقلت عن عبدالله بن بجاد ويوسف أبا الخيل، هل كنت تتوقع أن يصل الأمر إلى هذه المرحلة من الجرأة على المقدسات ككلمة الشهادة؟
نعم كنت أتوقع وقد قلت في أكثر من مناسبة أن هؤلاء يبدأ بهم الانحراف في القدح بالمسلمات والأصول وبعضهم قد يصل به التطرف إلى الإلحاد والشك في وجود الله نسال الله السلامة والعافية وقد حصل لبعضهم في القديم والحديث.
كيف رأيت البيان الذي أصدره مجموعة من كبار العلماء في المملكة العربية السعودية يأيدون فيه فتوى الشيخ البراك، البعض يقول أن الأمر لا يعدو كونه تأييدا ً حزبيا ً سياسيا ً ضيقا ً؟
أصلا لا يوجد عندنا أحزاب سياسية والبيان قام به علماء من أمثال العلامة الشيخ صالح الفوزان فكيف يكون له أهداف سياسية كل هذا الكلام يروج للطعن في البيان والفتوى ولكن لا تاثير له في نظري.
أصدر مجموعة من المحسوبين على التيار الليبرالي بيانا ً بعد ذلك يدينون فيه فتوى الشيخ لكننا لم نرى في هذه القائمة أي من رموز التيار الكبار، بل أن كثيرا ً من الموقعين كانوا من غير طائفة أهل السنة والجماعة كما يصفهم أحد المشايخ؟ كيف تفسر هذا؟
أفسر هذا بأنهم لا يستطيعون أن يناقشوا الفتوى مناقشة علمية وهي محرجة لكثير منهم ولهذا تكلموا في العموميات ولم يستطيعوا أن يقابلوا الحجة بالحجة وهذا جعل موقفهم في البيان ضعيفا ً وجعل كثيرا ً منهم لا يوقعون لأنهم يعرفون أن المجتمع ضد توجههم فهو مع العلماء وطلبة العلم، فبعضهم لا يريد أن يظهر فيخسرالشعبية أو قل أن يكوّن صورة ذهنية سيئة عند عامة الناس.
إصدار عدة مؤسسات حقوقية غربية بيانا ً يدينيون فيه فتوى الشيخ في سابقة لم تشهدها البلاد من قبل، هل هو من قبيل الضغط على آراء العلماء؟ وهل يختلف هذا مع مبادئ الليبرالية نفسها التي تتحدث عن حرية الرأي؟
وهذا من التناقضات الغريبة التي تقوم عليها الليبرالية الغربية وهو أكبر دليل على كلامنا من علاقة التيار الليبرالي الداخل بالجهات الخارجية.
لماذا لم يتم فسح كتاب التطرف المسكوت عنه في السعودية؟ وهل ترى من منع الكتاب ممن تطرف تطرفاً مسكوتا ً عنه؟ وهل ترى في طريقة النشر الإلكتروني طريقة ناجحة لنشر الكتاب؟
أولا الكتاب انا لم أقدمه للفسح لأنني اتبعت نظام وزارة الاعلام الذي لم يجر رقابة ولم يطلب فسح للكتب التي دخلت البلد مع احتوائها على السب لله ولرسوله ودينه وقادة هذه البلاد، فالكتاب طبع في الخارج ودخل مع بعض الدور العارضة وقد انتهت النسخ ولله الحمد في يومين فقط فأنا لم أعرضه للفسح أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما هي أصداء الكتاب وما أثره في الواقع الإسلامي والليبرالي؟
ولله الحمدالآثار والأصداء في الداخل والخارج كبيرة،وقد نفدت الطبعة الأولى وأنا بصدد الإعداد للطبعة الثانية وهي حافلة بزيادات مهمة، وقد أرسل لي عدد من المفكرين والعلماء في البلد الشكر والثناء على الكتاب وبعضهم وافاني بالملاحظات التي استفدت منها كثيرا ً.
هل الحراك الثقافي السعودي منتج أم مستهلك للثقافة؟
هذا موضوع كبير ويحتاج إلى ورقة مستقلة بل إلى كتاب كامل والكلمة المختصرة أن الحراك الثقافي متنوع ويشمل النوعين.
المعركة الليبرالية الإسلامية في المشهد الثقافي السعودي هل هي نخبوية أم مأثرة على الشارع السعودي؟
يظهر لي أنها نخبوية وأما الشارع ونقصد به عموم الناس فهم على الفطرة الاسلامية ومع علمائهم ودعاتهم فهم معتزون بإسلامهم وقيمهم وإن حصل منهم تقصير فهذا لا يخرجهم عن قناعاتهم بدينهم ومبادئهم.
يطرح الليبراليون دائما أن الإسلاميين لا يملكون مشروعا واضحا (مشروع فكري – سياسي – ثقافي) هل هذا صحيح؟
ما أكثر افتراءاتهم وهل عندنا في المجتمع غير الاسلاميين الذين يقدمون المشاريع بل العالم الإسلامي كله يشهد نهضة إسلامية حضارية غير مسبوقة وانظر على سبيل المثال لا الحصر: البنوك الاسلامية ومعاملاتها التي اقتنع بها حتى بعض الدول الغربية كبريطانيا أما على المستوى الاجتماعي فهذا لا يمكن أحد أن يكابر وينكر دور الإسلامين في الإغاثة وحل المشكلات الإجتماعية وتقديم الإستشارات فهم أصحاب مشروع واضح وهذا يحتاج إلى مزيد بسط.
لكن السؤال الذي يمكن طرحه ماذا قدم الليبراليون والعلمانيون في العالم الاسلامي غير الهدم والتفسخ والفساد والافساد أين النهضة الاقتصادية أين الامن والامان اليسوا هم المتنفذون والواصلون إلى مراكز القرار في العالم الاسلامي وأظن الجواب واضح: أن الليبرالية والعلمانية افلست نظريا وعمليا ً.
اتهام الخصوم بأنهم مدعومين من جهات خارجية هل هي تهمة جاهزة أم الأمر موثق؟
هذه ليست تهمة هناك دراسات غربية تصرح بأسماء المتعاونين والذين يتلقون الدعم، انظر إلى تقرير مؤسسة راند الأخير واقرأ كتاب الحرب الباردة الثقافية من ترجمة ونشر المجلس الاعلى للثقافة بمصر وسوف تجد الاجابة.
ماهي أسباب ضعف انتاج المدرسة السلفية للكتب الفكرية واعتمادها على المدارس الإسلامية الأخرى، كاعتماد المدرسة السلفية في كثير من الأحيان على المدرسة الإخوانية؟
أولا المدارس السلفية متنوعة وهناك بعض المدارس السلفية مهتمة بالكتب الفكرية وهذا الحكم لا يصح على عمومه وأما المدرسة الإخوانية كغيرها من المدارس الإسلامية عندها الصواب والخطأ بل حتى الفكر الغربي في بعض طروحاته لا يعدوا أن يكون مؤيدا لما جاء به الإسلام أو متقاطعا معه.
كنت في غرفة صوتية في برنامج البالتوك الشهير، وعلمنا أنك تحدثت حول الليبرالية وتم الاتفاق مع الكاتب المعروف عبدالله أبو السمح فلما علم الكاتب عبدالله أبو السمح بوجودك انسحب ورفض الحضور؟
ماهو السبب؟ هل يتعلق الأمر بخلاف فكري أم شخصي؟ ولماذا لم يوافق على نقاشك أمام الحضور نقاشا ً علنيا ً حول الليبرالية؟.
أولا أنا لا أعرف الكاتب أبو السمح شخصيا ً ولم أرى حتى صورته وإنما قرأت بعض مقالاته التي في الصحف والدعوة مازالت مفتوحة له ولغيره من رموز الليبرالية للحوار والنقاش وهم الذين أصموا آذاننا بالحوار والرأي والرأي الأخر ولكن كما قلت هذه أدلة عملية ومشاهدة للجميع على افلاس المنهج الليبرالي عن إقناع الناس بمبادئه المهترئة وينم عن الضعف الذي يعانيه وهو إلى زوال وإدبار ان شاء الله كمازالت وأدبرت من قبله الشيوعية.
كيف تقيم الحلقات التي شاركت بها في قناة الاقتصادية مع الدكتور محمد آل زلفة، خصوصا ُ بعد تصريح الدكتور آل زلفة أن ما حدث في الحلقة كان مصيدة له؟
كان الموضوع مهم وحيوي ولكن في رأيي أنه انحرف قليلا عن مساره إلى قضايا خارج محل النقاش كمسألة القيادة التي دائما يرددها الاخ محمد ال زلفة، وأما تصريحه بأنها مصيدة فأقول عليه بالبينة وكيف عرف ذلك مع أني لا أعرف المقدم ولم يسبق لي أن التقيت به ولا بأحد من المتصلين.
وأنا ما زلت أكرر للدكتور آل زلفة ولغيره أن يهتموا بالتخصص وأن يكتبوا ويظهروا في القنوات فيما يحسنونه فهو متخصص في التاريخ ولكني أراه يتكلم في قضايا سياسية كبيرة واقتصاديه واجتماعية وفي كثير من الأحيان يفتي ويحلل ويحرم وهذا لا شك أنه يضر المتحدث أكثر مما ينفعه نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والصلاح وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
الرابط: http://www.sabq.org/inf/news-action-show-id-7299.htm
ـ[لامية العرب]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 07:23]ـ
بارك الله فيك وفي نقلك ولكن أين أجد الكتاب؟؟
حفظ الله شيخنا الحنيني وبارك بعلمه وعمله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 12:05]ـ
الأخ الكريم ضيف الله الشمراني
أستأذنك في مطالعة رسائلك الخاصة
وفقك الله للخير
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 01:37]ـ
الأخ الفاضل (لامية العرب)
تجده في مكتبة صيد الفوائد(/)
توسع الحنفية في التكفير مع تلبسهم بالإرجاء .. !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 07:14]ـ
كنت في مجلس مبارك مع بعض المشايخ المتميزين فأثار أحد فضلائهم التناقض العجيب
عند الحنفية من توسعهم في التكفير مع كونهم مرجئة في باب الإيمان في غالبهم أعني متأخريهم لكونهم ماتريدية
مما استحث ذهني لتفسير هذا التضارب
ويبدو والله أعلم أنه يمكن تلفيق الجواب بتحليل سبب توسعهم في التكفير على حدة
وبيان سبب وقوعهم في الإرجاء ..
أما انتشار التكفير في مصنفاتهم فسببه أنهم أكثر أتباع المذاهب تعصبا
ولتعصبهم أسباب منها ما تعود جذوره التاريخية لعهد الإمام أبي حنيفة ..
حيث كان مذهبه معتمدا في الدولة العباسية مع كونه فارسيا .. وهم قرشيون فذلك آية لتميزه عند الكثير إذ كيف يفضل الفارسي على العربي إلا أن يكون لا أفضل منه في الساحة
ولما كان مذهب الإرجاء في حقيقته شيئا نظريا لا تقبله الفطر الواقعية والبداهة العقلية ..
إذ هو مسخ لشريعة الإسلام .. ومسح لحقيقة الإيمان ..
كان من السهل عند التطبيق أن يتفوق التعصب على التنظير المكتوب
حيث إن الغالي في شيء يعمي عينيه عن الحق المحض إذا خالف هذا الشيء ..
فكيف حين يكون هذا المخالَف ليس حقا .. بل من قبيل الباطل والمحال؟
ثم هنا أمر آخر
وهو أن التكفير متعلقه ارتكاب ناقض
وهذا الناقض قد يكون عمليا خارجيا أو قوليا أو قلبيا أعني عند أهل السنة والجماعة
فإذا قيل بأنه لا يصدر في الخارج إلا ما كان ينضحه القلب
فيكون تكفيرهم لمن ارتكب شيئا مكفرا -في نظرهم- قرينة على ما في قلب هذا المكفَّر
وحينئذ يكون تكفيرهم لمن قال -مثلا- "مصيحف" عن المصحف, قرينة عندهم على أنه يزدري كتاب الله تعالى
فآلت المسألة لجحود القلب بالتلازم
فإذا ما ثبت لدى أحدهم أن هذه الكلمة لم تصدر عن ازدراء .. بل غايتها أن المراد: مصحف أوراقه صغيرة .. فإنه لا يتصور أنهم يكفرونه .. والحالة هذه
وأما وقوعهم في الإرجاء فتفسيره أسهل من وقوع أتباع المذاهب الأخرى فيه لأن إمامهم الأكبر-رحمه الله تعالى- .. له في الإيمان كلام معروف .. وهو ما يسمى بإرجاء الفقهاء على الاختلاف في تأويله أهو خلاف لفظي أم حقيقي .. والراجح الثاني .. والله أعلم
ومعلوم أنه حين يزل الإمام المتبع في شيء .. فإن الأتباع يزيدون على زلته زلات .. توسعا منهم في تقليده فأشبه ما يكون بالشرح للمتن.
وأختم باعتراف أحد محققي المذهب وهوكمال الدين بن الهمام .. يقول: "يقع في كلام أهل المذهب تكفير كثير، ولكنه ليس من كلام الفقهاء الذين هم المجتهدون، بل غيرهم، ولا عبرة بغير الفقهاء"
ففي كلمته تبرئة للكبار المجتهدين مما يدل على ما تقدم من كون التعصب الطاغي هو السر في ذلك .. وذلك واضح في الإزراء بالمذاهب الأخرى وتحريم الصلاة خلف غير الحنفية .. في عصور الانحطاط والجمود .. بل زعم بعضهم أن المهدي إذا خرج فبمذهب الحنفية سيحكم!
والله أعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 10:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم جزاك الله خير لدي تعليق بسيط على كلامك وهو كالأتي:
أولاً: الماتريدية ليسوا هم لأحناف وإنما هم انتسبوا إلى مذهب أبو حنيفة ويقدونه في الفروع وإما ما أثاروه من أراء في بعض مسائل العقائد فهي أرائهم الخاصة بهم لا تمثل رأي الإمام أبو حنيفة رحمه الله ولا غيرهم من محققي الأحناف السنة.
ثانياً: اتهام الأحناف بأنهم مرجئة هذا يحتاج إلى تحيق جيد ودراسة متأنية ولا تأخذ الأمور بهذه السهولة فإن الأحناف ينفون هذه التهمة عن أنفسهم ويعيبون من يصفهم بذلك
يقول العلامة الكشميري الحنفي رحمه الله: ( .. مذهب أهل السنة والجماعة وهم بين بين، فقالوا: إن الأعمال أيضاً لا بد منها، لكنّ تَارِكها مُفَسَّقٌ لا مُكَفَّر. فلم يُشددوا فيها كالخوارج، والمعتزلة، ولم يِهوِّنوا أمرها كالمرجئة. ثم هؤلاء افترقوا فرقتين، فأكثر المُحدِّثين إلى أن الإيمانَ مركبٌ من الأعمال. وإمامنا الأعظم رحمه الله تعالى وأكثر الفقهاء والمتكلمين إلى أن الأعمال غير داخل في الإيمان، مع اتفاقهم على أن فاقدَ التَّصديق كافرٌ، وفاقدَ العمل فاسقٌ، فلم يبق الخلاف إلا في التعبير. فإن السلف وإن جعلوا الأعمال أجزاء، لكن لا بحيثُ ينعدمُ الكل بانعدامِهَا، بل يبقى الإيمان مع انتفائها. وإمامنا وإن لم يجعل الأعمال
(يُتْبَعُ)
(/)
جزءاً، لكنه اهتم بها وحرَّضَ عليها، وجعلها أسباباً سارية في نماء الإيمان، فلم يهدُرها هَدْر المرجئة، إلا أن تعبيرَ المُحدِّثين القائلين بجزئية الأعمال، لما كان أبعد من المرجئة المنكرين جزئية الأعمال، بخلاف تعبير إمامنا الأعظم رحمه الله تعالى، فإنه كان أقرب إليهم من حيث نفي جزئية الأعمال، رُمِي الحنفية بالإرجاء، وهذا كما ترى جور علينا فالله المستعان. ولو كان الاشتراك بوجه من الوجوه التعبيرية كافياً لنسبة الإرجاء إلينا، لزم نسبة الاعتزال إليهم، فإنهم قائلون: بجزئية الأعمال أيضاً كالمحدثين، ولكن حاشاهم والاعتزال، وعفا الله عمن تعصب ونسب إلينا الإرجاء، فإن الدين نُصْحٌ كله، لا مُرَامَاة ومُنابذة بالألقاب. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.) إهـ فيض الباري شرح صحيح البخاري
ثالثاً: محققي الأحناف السنة لا يتوسع في المكفرات إلا بما يتفق مع قول أهل السنة والجماعة ولا يخرجون عن أقوال الأئمة الأربعة في مسألة تكفير الأعيان وأما ما وقع فيه بعض المقلدة ومتأخري الماتريدية المنتسبين إلى أبو حنيفة وصاحباه فهؤلاء لا يمثلون رأي المذهب الحنفي السني
وسوف أعطيك مثال من أقوال محققي الأحناف ترى من خلاله كيف لا يخرجون عن أقوال أهل السنة في مسألة التكفير
يقول العلامة الكشميري الحنفي رحمه الله: (وههنا إشكالٌ يردُ على الفقهاءِ والمتكلمين وهو أن بعضَ أفعال الكفر قد توجد من المُصدِّق، كالسجود للصنم والاستخفاف بالمصحف، فإن قلنا: إنه كافر، ناقض قولنا: إن الإيمان هو التصديق. ومعلومٌ أنه بهذه الأفعال لم ينسلخ عن التصديق، فكيف يُحْكم عليه بالكفر؟ وإن قلنا: إنه مسلم، فذلك خلافُ الإجماع. وأجاب عنه القسطلاني تبعاً للجُرْجَاني: أنه كافر قضاءً، ومسلم دِيَانَة. وهذا الجواب باطلٌ مما لا يُصْغى إليه، فإنه كافر دِيَانة وقضاءً قطعاً، فالحق في الجواب ما ذكره ابن الهمام رحمه الله تعالى، وحاصله: أن بعض الأفعال تقوم مَقَام الجحود، نحو العلائم المختصة بالكفر، وإنما يجب في الإيمان التبرؤ عن مثلها أيضاً، كما يجب التبرؤ عن نفس الكفر. ولذا قال تعالى: {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَنِكُمْ} (التوبة: 66)، في جواب قولهم: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} (التوبة: 65)، لم يقل: إنكم كذبتم في قولكم، بل أخبرهم بأنهم بهذا اللعب والخوض اللذين من أخصِّ علائم الكفر خلعوا رِبْقَةَ الإسلام عن أعناقهم، وخرجوا عن حِمَاهُ إلى الكفر، فدل على أنّ مثلَ تلك الأفعال إذا وجدت في رجل يُحكم عليه بالكفر، ولا يُنظر إلى تصديقه في قلبه، ولا يلتفت إلى أنها كانت منه خوضاً وهزأً فقط، أو كانت عقيدة. ومن ههنا تسمعهم يقولون: إن التأويل في ضروريات الدين غيرَ مقبول، وذلك لأن التأويلَ فيها يُساوِق الجحود وبالجملة: إن التصديق المجامعُ مع أخصِّ أفعال الكفر، لم يعتبره الشرع تصديقاً، فمن أتى بالأفعال المذكورة فكأنه فاقدٌ للتصديق عنده وأوضحه الجصَّاص، فراجعه.) إهـ فيض الباري شرح صحيح البخاري.
أخي الكريم هذه بعض الملاحظات وأريد تعليق عليها جزاك الله خير الجزاء
وأنصحك أخي الكريم بأن تقرأ في كتاب الإتباع للعلامة أبن أبي العز الحنفي رحمه الله فقد أجلى فيه بعض الأمور الهامة حول مذهب الأحناف السنة سواء في مسائل الأصول أو الفروع فهو بحق كتاب نافع جداً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 10:33]ـ
جزاك الله خيراً.
لعلهم أرادوا بتوسعهم في التكفير أن يدرأوا تهمة الإرجاء عن أنفسهم .. فلسان حالهم يقول: ها نحن نكفّر هذا وهذا وهذا، وخلق كثير، بل متشددون في التكفير أكثر من غيرنا، فكيف تتهموننا بالإرجاء؟
وأذكر كلاماً لأحد كبار مشايخ الحنفية (عفا الله عنه)، أتجنب ذكر اسمه، قال:
لعنة ربنا أعداد رمل .. على من رد قول أبي حنيفة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 11:35]ـ
لكن ياأباالقاسم
الشيخ الذي ناقش هذه المسالة بم فسر هذا التناقض؟(/)
للحوار والمناقشة: هل كل معصية يتبع فيها المرء هواه شرك؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 07:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا مبحث ارتأيت أن أعمله بعد جدال دار بيني وبين البعض، حتى يكون لنا مرجعاً، إن شاء الله.
وأرجو من الإخوة ممن لديه إضافات أو تعقيبات أو تصويبات ألا يبخل بها علينا، حتى نثري هذا المبحث، إن شاء الله.
وسيكون على شكل بضعة مطالب، بعضها مختصر لشهرة الأدلة فيها بما يغني عن ذكرها، والبعض الآخر مفصّل.
--------------------------
المطلب الأول: العبادة هي الطاعة .. فكل ما أمر الله به وشرعه لنا، لا يكون عبادة له - سبحانه وتعالى - إلا بالطاعة. والأدلة في ذلك كثيرة لا يحتملها المقام، وأكتفي بذكر كلام ابن تيمية - رحمه الله - فيها.
قال في [مجموع الفتاوى: 7/ 295]:
وَتَسْأَلُ عَنْ الْعِبَادَةِ وَالْعِبَادَةُ هِيَ الطَّاعَةُ، ذَلِكَ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ وَفِيمَا نَهَاهُ عَنْهُ فَقَدْ آثَرَ عِبَادَةَ اللَّهِ، وَمَنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ فِي دِينِهِ وَعَمَلِهِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ. أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ فَرَّطُوا: {أَلَمْ أَعْهَدْ إلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} وَإِنَّمَا كَانَتْ عِبَادَتُهُمْ الشَّيْطَانَ أَنَّهُمْ أَطَاعُوهُ فِي دِينِهِمْ.
============================== =============
المطلب الثاني: الكفر، إن اقتُرف بعلم، فهو شرك.
والدليل من القرآن في سورة الكهف:
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً (39) فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42)
فجعل إنكاره للساعة شركاً أكبر.
وقوله تعالى في سورة الأنعام:
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ (1)
فالكافر عادل بربه، مشرك به.
وقوله تعالى في سورة النساء:
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً (48)
وقد فسر السلف الشرك هنا بمعنى الكفر.
ويقال، هل الكفر دون الشرك، أم مساوي له، أم أكبر منه؟
فإن كان دونه، فهو تحت المشيئة، وقد يغفر الله تعالى، وهذا معارض لظاهر الآية ولإجماع الأمة.
وإن كان أكبر منه، فهو معارض للحديث الذي سئل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنوب أعظم، فقال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك.
فلا يبقى إلا أن يقال إنه مساو له، فيكونان بمعنى واحد.
وإنما يختلف الشرك عن الكفر عند الجهل .. فالشرك يبقى شركاً مع الجهل، والكفر لا يكون كفراً إلا بعد العلم.
لأن أصل الشرك هو عبادة غير الله، وأصل الكفر هو رد الحق، والذي لا يكون إلا بعد علم.
ومن الأدلة من السنة، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) .. جعل الحكم واحداً .. شركاً أو كفراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق تارك الصلاة: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) .. وقوله في حديث آخر: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) .. وقوله في حديث آخر: ((ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك)) .. وأيضاً: ((بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة فإذا تركها فقد أشرك)).
جعل الكفر صنو الشرك .. لا ينفكان عن بعضهما، وهذا يقرر ما ذكرته سابقاً.
يقول ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 16/ 565]:
َأَمَّا مَنْ تَرَكَ عِبَادَتَهُ بِمَا أَمَرَ بِهِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَهُوَ لَا يَعْبُدُ اللَّهَ ن إنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ، وَيَعْبُدُ الطَّاغُوتَ.
وقد تقدم أيضاً قوله في [مجموع الفتاوى: 7/ 295] عن معنى العبادة وكيف أن طاعة الشيطان عبادة له.
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى: 16/ 556]:
وَمَا دَامَ الْكَافِرُ كَافِرًا فَإِنَّهُ لَا يَعْبُدُ اللَّهَ وَإِنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ؛ سَوَاءٌ كَانَ مُتَظَاهِرًا أَوْ غَيْرَ مُتَظَاهِرٍ بِهِ كَالْيَهُودِ. فَإِنَّ الْيَهُودَ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَإِنَّمَا يَعْبُدُونَ الشَّيْطَانَ، لِأَنَّ عِبَادَةَ اللَّهِ إنَّمَا تَكُونُ بِمَا شَرَعَ وَأَمَرَ. وَهُمْ وَإِنْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَهُ، فَتِلْكَ الْأَعْمَالُ الْمُبَدَّلَةُ وَالْمَنْهِيُّ عَنْهَا هُوَ يَكْرَهُهَا وَيُبْغِضُهَا وَيَنْهَى عَنْهَا، فَلَيْسَتْ عِبَادَةً. فَكُلُّ كَافِرٍ بِمُحَمَّدِ لَا يَعْبُدُ مَا يَعْبُدُهُ مُحَمَّدٌ مَا دَامَ كَافِرًا. وَالْفِعْلُ الْمُضَارِعُ يَتَنَاوَلُ مَا هُوَ دَائِمٌ لَا يَنْقَطِعُ. فَهُوَ مَا دَامَ كَافِرًا لَا يَعْبُدُ مَعْبُودَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا فِي الْحَاضِرِ وَلَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ.
وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى: 14/ 282]:
وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مَنْ لَمْ يَعْبُدْ اللَّهَ وَحْدَهُ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَابِدًا لِغَيْرِهِ. يَعْبُدُ غَيْرَهُ فَيَكُونُ مُشْرِكًا. وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ قِسْمٌ ثَالِثٌ. بَلْ إمَّا مُوَحِّدٌ، أَوْ مُشْرِكٌ، أَوْ مَنْ خَلَطَ هَذَا بِهَذَا كَالْمُبَدِّلِينَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ: النَّصَارَى وَمَنْ أَشَبَهَهُمْ مِنْ الضُّلَّالِ، الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِسْلَامِ
============================== =============
المطلب الثالث: كل معصية اتبع فيها المرء هواه تكون شركاً في الطاعة.
ودليل ذلك قوله تعالى في سورة الفرقان:
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43)
فكل من اتبع هواه في معصية الله فله نصيب من هذه الآية.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 10/ 262]:
وَالشَّيْطَانُ يَأْمُرُ بالشرك وَالنَّفْسُ تُطِيعُهُ فِي ذَلِكَ، فَلَا تَزَالُ النَّفْسُ تَلْتَفِتُ إلَى غَيْرِ اللَّهِ. إمَّا خَوْفًا مِنْهُ، وَإِمَّا رَجَاءً لَهُ. فَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ مُفْتَقِرًا إلَى تَخْلِيصِ تَوْحِيدِهِ مِنْ شَوَائِبِ الشِّرْكِ. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَغَيْرُهُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {يَقُولُ الشَّيْطَانُ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ وَأَهْلَكُونِي بِلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ بَثَثْتُ فِيهِمْ الْأَهْوَاءَ، فَهُمْ يُذْنِبُونَ وَلَا يَسْتَغْفِرُونَ؛ لِأَنَّهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}. فَصَاحِبُ الْهَوَى الَّذِي اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ لَهُ نَصِيبٌ مِمَّنْ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ، فَصَارَ فِيهِ شِرْكٌ مَنَعَهُ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ، وَأَمَّا مَنْ حَقَّقَ التَّوْحِيدَ وَالِاسْتِغْفَارَ فَلَا بُدَّ أَنْ يُرْفَعَ عَنْهُ الشَّرُّ؛ فَلِهَذَا قَالَ ذُو النُّونِ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. وَلِهَذَا يَقْرِنُ اللَّهُ بَيْنَ التَّوْحِيدِ وَالِاسْتِغْفَارِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في تفسير الرازي عند قوله تعالى: {لا تعبدوا الشيطان}:
قوله: {لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان} معناه لا تطيعوه، بدليل أن المنهي عنه ليس هو السجود له فحسب، بل الانقياد لأمره والطاعة له، فالطاعة عبادة، لا يقال فنكون نحن مأمورين بعبادة الأمراء حيث أمرنا بطاعتهم في قوله تعالى: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِي الأمر مِنْكُمْ} [النساء: 59] لأنا نقول طاعتهم إذا كانت بأمر الله، لا تكون إلا عبادة لله وطاعة له، وكيف لا ونفس السجود والركوع للغير إذا كان بأمر الله لا يكون إلا عبادة لله، ألا ترى أن الملائكة سجدوا لآدم ولم يكن ذلك إلا عبادة لله، وإنما عبادة الأمراء هو طاعتهم فيما لم يأذن الله فيه، فإن قيل بماذا تعلم طاعة الشيطان من طاعة الرحمن، مع أنا لا نسمع من الشيطان خبراً ولا نرى منه أثراً؟ نقول عبادة الشيطان في مخالفة أمر الله أو الإتيان بما أمر الله لا لأنه أمر به، ففي بعض الأوقات يكون الشيطان يأمرك وهو في غيرك، وفي بعض الأوقات يأمرك وهو فيك، فإذا جاءك شخص يأمرك بشيء، فانظر إن كان ذلك موافقاً لأمر الله أو ليس موافقاً، فإن لم يكن موافقاً فذلك الشخص معه الشيطان يأمرك بما يأمرك به، فإن أطعته فقد عبدت الشيطان، وإن دعتك نفسك إلى فعل فانظر: أهو مأذون فيه من جهة الشرع أو ليس كذلك، فإن لم يكن مأذوناً فيه فنفسك هي الشيطان، أو معها الشيطان يدعوك، فإن اتبعته فقد عبدته، ثم إن الشيطان يأمر أولاً بمخالفة الله ظاهراً، فمن أطاعه فقد عبده ومن لم يطعه فلا يرجع عنه، بل يقول له أعبد الله كي لا تهان، وليرتفع عند الناس شأنك، وينتفع بك إخوانك وأعوانك، فإن أجاب إليه فقد عبده. لكن عبادة الشيطان على تفاوت، وذلك لأن الأعمال منها ما يقع والعامل موافق فيه جنانه ولسانه وأركانه، ومنها ما يقع والجنان واللسان مخالف للجوارح أو للأركان، فمن الناس من يرتكب جريمة كارهاً بقلبه لما يقترف من ذبنه، مستغفراً لربه، يعترف بسوء ما يقترف، فهو عبادة الشيطان بالأعضاء الظاهرة، ومنهم من يرتكبها وقلبه طيب ولسانه رطب، كما أنك تجد كثيراً من الناس يفرح بكون متردداً إلى أبواب الظلمة للسعاية، ويعد من المحاسن كونه سارياً مع الملوك ويفتخر به بلسانه، وتجدهم يفرحون بكونهم آمرين الملك بالظلم والملك ينقاد لهم، أو يفرحون بكونه يأمرهم بالظلم فيظلمون، فرحين بما ورد عليهم من الأمر، إذا عرفت هذا فالطاعة التي بالأعضاء الظاهرة، والبواطن طاهرة مكفرة بالأسقام والآلام، كما ورد في الأخبار.
ويقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 11/ 672]:
وَقَدْ يُقَالُ: كُلُّ مَنْ تَرَكَ الْإِيمَانَ وَالتَّوْحِيدَ فَلَا يَتْرُكُهُ إلَّا إلَى كُفْرٍ وَشِرْكٍ؛ فَإِنَّ النَّفْسَ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إلَهٍ تَعْبُدُهُ، فَمَنْ لَمْ يَعْبُدْ الرَّحْمَنَ عَبَدَ الشَّيْطَانَ. فَيُقَالُ: عِبَادَةُ الشَّيْطَانِ جِنْسٌ عَامٌّ، وَهَذَا إذَا أَمَرَهُ أَنْ يَشْتَغِلَ بِمَا هُوَ مَانِعٌ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ يُقَالُ: عَبَدَهُ. كَمَا أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ فَقَدْ عَبَدَهُ، وَلَكِنْ عِبَادَةٌ دُونَ عِبَادَةٍ. وَالنَّاسُ " نَوْعَانِ " طُلَّابُ دِينٍ وَطُلَّابُ دُنْيَا. فَهُوَ يَأْمُرُ طُلَّابَ الدِّينِ بِالشِّرْكِ وَالْبِدْعَةِ كَعُبَّادِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ وَيَأْمُرُ طُلَّابَ الدُّنْيَا بِالشَّهَوَاتِ الْبَدَنِيَّةِ.
جعل طاعة الشيطان في الكفر عبادة له، وطاعته في المعاصي عبادة دون عبادة.
وقال في حق البخيل في [مجموع الفتاوى: 7/ 72]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَؤُلَاءِ مَنْ جِنْسِ مَانِعِ الزَّكَاةِ الَّذِي تَقَدَّمَ فِيهِ الْوَعِيدُ، وَمِنْ جِنْسِ عَبْدِ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَمَّا أَحَبَّ الْمَالَ حُبًّا مَنَعَهُ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ صَارَ عَبْدًا لَهُ. وَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ؛ فَيَكُونُ فِيهِ شِرْكٌ أَصْغَرُ وَلَهُمْ مِنْ الْوَعِيدِ بِحَسَبِ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: {إنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ}. وَهَذَا مَبْسُوطٌ عِنْدَ النُّصُوصِ الَّتِي فِيهَا إطْلَاقُ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الذُّنُوبِ.
جعل البخل شركاً أصغر لما قام في قلبه من حب معاصي الله.
وقال في [مجموع الفتاوى: 7/ 82]:
ظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ كَبُخْلِهِ - لِحُبِّ الْمَالِ - بِبَعْضِ الْوَاجِبِ، هُوَ شِرْكٌ أَصْغَرُ، وَحُبُّهُ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ حَتَّى يَكُونَ يُقَدِّمُ هَوَاهُ عَلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ شِرْكٌ أَصْغَرُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ
جعل حبه لما يبغضه الله شركاً أصغر.
وقال في [مجموع الفتاوى: 7/ 70]
َقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ تَرَى إذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وَقَوْلُهُ فِي سِيَاقِ الْآيَةِ: {إنَّهُمْ كَانُوا إذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ}، وَلَا رَيْبَ أَنَّهَا تَتَنَاوَلُ " الشِّرْكَيْنِ ": الْأَصْغَرَ وَالْأَكْبَرَ، وَتَتَنَاوَلُ أَيْضًا مَنْ اسْتَكْبَرَ عَمَّا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ مِنْ طَاعَتِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ تَحْقِيقِ قَوْلِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ؛ فَإِنَّ الْإِلَهَ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ، فَكُلُّ مَا يُعْبَدُ بِهِ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ تَمَامِ تَأَلُّهِ الْعِبَادِ لَهُ، فَمَنْ اسْتَكْبَرَ عَنْ بَعْضِ عِبَادَتِهِ سَامِعًا مُطِيعًا فِي ذَلِكَ لِغَيْرِهِ؛ لَمْ يُحَقِّقْ قَوْلَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فِي هَذَا الْمَقَامِ.
============================== =
أكتفي بهذا القدر لتقرير هذه المسألة، والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو ثور]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 12:32]ـ
يا أبا شعيب ....
رجل اتبع هواه فقبل امرأة لا تحل له
هل هذه معصية أم شرك؟
صغيرة أم كبيرة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:43]ـ
قبل أن تسأل، اتفق معي على الأصل، ثم اسأل .. أما إن اختلفنا في التأصيل، فلا بد أن نختلف في التفريع.
هل طاعة الشيطان في معصية الله شرك أصغر أم لا؟ .. إن قلت لا، سألتك: هل الطاعة عبادة أم لا؟ .. وهو قد صرفها إلى الشيطان في هذه الواقعة، فهل يكون بذلك عبده؟
ـ[أبو ثور]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 02:41]ـ
يا أباشعيب ..
لا تأصيل ولا تفريع ... الأمر أقرب من هذا والسؤال يسير
ما حكم من اتبع هواه فزني؟
فأجب , وإن أردت تأصيل وتفريع , ففصل بعد إجابتك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 11:35]ـ
عليك بكتاي مقاصد المكلفين لالاشقر مع شرح صوتى له للشيخ محمد اسماعيل المقدم وبالأخص الحلقة الثامنة بعنوان الهوى عدو الوحى
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 11:18]ـ
جزاك الله خيراً
تنبه على حديث:
وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَغَيْرُهُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {يَقُولُ الشَّيْطَانُ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ وَأَهْلَكُونِي بِلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ بَثَثْتُ فِيهِمْ الْأَهْوَاءَ، فَهُمْ يُذْنِبُونَ وَلَا يَسْتَغْفِرُونَ؛ لِأَنَّهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
الحديث بارك الله فيك ضعيف راجع السلسة الضعيفة للالباني
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 12:21]ـ
الأخ أبا الخطاب،
أعلم أن الحديث ضعيف، وقد غفلت عن بيان ذلك، فجزاك الله خيراً على التنبيه .. ولكن فحوى الحديث أن من أطاع الشيطان في معصية الله فقد أشرك في ذلك الأمر، مع ضعف ذلك الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 12:31]ـ
يا أباشعيب ..
لا تأصيل ولا تفريع ... الأمر أقرب من هذا والسؤال يسير
ما حكم من اتبع هواه فزني؟
فأجب , وإن أردت تأصيل وتفريع , ففصل بعد إجابتك
مع أنني لا أحب هذه المنهجية في التحاور، لأنها لا تزيد الأمر إلا تشعباً وتشتتاً، ولكن ما باليد حيلة.
من أطاع هواه فزنى فقد وقع في شرك أصغر من ناحية الطاعة، ووقع في كبيرة الزنى (التي لم يسمها الشارع شركاً) .. فاجتمع عليه إثم شرك الطاعة وإثم كبيرة الزنى.
وهذه المعاني ذكرها ابن عباس - رضي الله عنه - في ما رُوي عنه:
يا صاحب الذنب، لا تأمن عاقبة ذنبك. واعلم أن ما يتْبع الذنب أعظم من الذنب نفسه؛ فإن عدم استحيائك ممن على يمينك وعلى شمالك وأنت تقترف الذنب لا يقل عن الذنب. وإن ضحكك عند الذنب وأنت لا تدري ما الله صانع بك، أعظم من الذنب. وإن فرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب. وإن حزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب. وإن خوفك من الريح إذا حركت سترك وأنت ترتكب الذنب، مع كونك لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب.
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 01:32]ـ
أخي الكريم أبو شعيب بارك الله فيك فيما ذكرت لكن من باب المذاكرة ..
ما ذكرت عن شيخ الإسلام صحيح لكن الكلام عام ليس على إطلاقه إنما فيه تفصيل وانت لم تفصل بذلك وإليك بسط المسألة
أولا: الفرق بين الكفر والشرك
ذكرت أنت الكفر والشرك متساويان
والصحيح ان الكفر والشرك متباينان لا متساويا وهذا ما دلت عليه النصوص
قال أبو هلال العسكري ((الكفر اسم يقع على ضروب من الذنوب فمنها الشرك بالله ومنها الجحد للنبوة ومنها استحلال ما حرم الله وهو راجع إلى جحد النبوة وغير ذلك مما يطول الكلام فيه وأصله التغطيه)
ثم قال ((الفرق بين الكفر والشرك أن الكفر خصال كثيرة على ما ذكرنا وكل خصله منه تضاد خصله من الإيمان لأن العبد إذا فعل خصله من الكفر فقد ضيع خصله من الإيمان والشرك خصله واحده وهو إيجاد ألوهيه مع الله أو دون الله واشتقاقه بنبئ عن هذا المنى ثم كثر حتى قيل لكل كفر شرك على وجه التعظيم له والمبالغة في صفته))
وقال الإمام النوويه في شرح صحيح مسلم 2\ 71
((إن الشرك والكفر قد يطلقان على معنى واحد وهو الكفر بالله تعالى وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبدة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافه بالله تعالى ككفار قريش فيكون الكفر أعم من الشرك واللع أعلم)) أنتهى كلامه
فعلى هذا القول فالكفر والشرك بينهما عموم وخصوص فالكفر أعم لأنه يتضمن الشرك وزياده فيمكن أن يقال كل شرك كفر وليس كل كفر شركا.
وأما ما استشكله بعض الذين ذهبوا لتساويهما في قوله تعالى (إن الله لا يغفرأن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) فجوابه أن الآيه ليس فيها أن الله يغفر ما سوى الشرك وانما دلت على أن الله يغفر ما دون الشرك فخرج بهذا الكفر لأنه ليس دون الشرك بل أعظم (((ودخل في عموم ما دون الشركسائر الذنوب))) وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة
فظهر بهذا مباينة الشرك والكفر وأن الشرك أخص من الكفر ومع هذا فلا يمنع من إطلاق أهدهما على الآخر لمناسبة يقتضيها الحال بل جاءت النصوص بإطلاق كل منهما على الآخر
أما إطلاق الشرك على معنى الكفر في قوله تعالى عن صاحب الجنتين (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)
فأطلق الشرك بمعن الكفر
ووجه هذا الإطلاق أن الشرك يدخل في عموم الكفر وهو شعبه من شعب الكفر فإطلاق الشرك على الكفر من تسمية الشيء ببعض أفراده وهذا سائغ في اللغة والشرع وهو ما يسميه العلما ((إطلاق الجزء على الكل))
مثل قوله تعالى ((وسبحوه بكرة وأصيلاً))
قال بن عباس وقتادة والطبري وغيرهم من المفسرين ((أي ((صلوا له بكرةصلاة الصبح وعشيا صلاة العصر)) فسمى الله الصلاة تسبيحا وهو إطلاق الجزء على الكل
وأما إطلاق الكفر على معنى الشرك فمنه قوله تعالى ((وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)
فأطلق الكفر على معنى الشرك
ووجه هذا الإطلاق هو من باب إطلاق الكفر على بعض شعبه كما في حديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) فأطلقالنبي صلى الله عليه وسلم الكفر على القتل لأن القتل من شعب الكفر فكلك إطلاق الكفر على الشرك وهو من هذا الباب فإن الشرك من أعظم شعب الكفر
وبهذا يظهر الفرق بين لفظ الكفر والشرك
وأما من يعتقد بكفر صاحب الكبائر من الذنوب فهم الخوارج
قال الأسفراييني في وصف مذهبهم ((أنهم يزعمون أن كل من أذنب ذنبا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ويكون في النار خالدا مخلدا))
وعلى هذا فإن صاحب المعصية من سائر الذنوب والمعاصي ما سوى الكفر ومنه الشرك كما تقدم ليس بكافر وإن زنى وإن سرق وهذا مذهب أهل السنة والجماعة
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 04:03]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا ً
كلامك جيد ٌ جدا ً
ولكن
ما قررته حفظك الله باعتبار اتباع الشهوة فيكون شركا ً
اما باعتبار الفعل " أي المعصية " لا يكون كذلك كما قرر ذلكـ أحد الاخوة الافاضل
قال صاحب فتح المجيد:- "وحبه ما يبغضه الله تعالى حتى يقدم هواه على محبة الله شرك أصغر ونحو ذلك " اهـ
وهذا باعتبار تقديم المعصية على طاعة الله عزوجل ..
ثم قال رحمه الله:- ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الشرك بهذا الاعتبار. اهـ
اما باعتبار الحكم على المعصية فلا تكون شركا ً البته ..
هذا والله أعلمـ ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 07:36]ـ
الأخ (أبو محمد الحنبلي)،
جزاك الله خيراً على البيان .. لكن ما زال في الأمر الذي وضحته أنت إشكال.
أولاً: سؤال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أعظم الذنب، فقال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك .. يردّ عليك قولك إن الكفر هو أعظم من الشرك.
ثانياً: وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - لتارك الصلاة بأنه قد كَفَر تارة .. وأشرك تارة أخرى .. بما يجعل الشرك والكفر بمعنى واحد .. وإلا فإن ترك الصلاة في حقيقته ليس شركاً ..
ثالثاً: هل ترى أن الملحد أو الشيوعي مشرك أم فقط كافر؟
رابعاً: مسألة صاحب الجنتين .. لم توضحها بما يكفي .. لماذا أطلق الله - عز وجل - لفظ الشرك على الكفر (وهو جحود الحق في هذه الآية)؟ ..
لقد شبّهت ذلك بإطلاق الشارع التسبيح بمعنى الصلاة في قوله: {وسبحوه بكرة وأصيلاً}، والصلاة أعم من التسبيح .. فصحّ إطلاق بعض الشيء على جميعه .. وربما استدللت أيضاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الحج عرفة)) .. فهو بنفس المعنى.
ولعلّك غفلت عن أمر مهم في هذا المقام، وهو أن الصلاة لازمها التسبيح ولا بد .. فلا صلاة إلا بتسبيح .. فعليه يصحّ القول: سبحوا الله .. بمعنى: صلّوا لله .. حيث إن من يصلي لله لا بد له أن يسبحه.
وكذلك الحال في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الحج عرفة)) .. فإن لازم الحج قيام عرفة ولا بد .. فلا حجّ إلا بقيام عرفة ..
أما هنا، في مسألتنا هذه، وحسبما فهمت من مذهبك فيها، أنك ترى أنه ليس كل كفر شركاً .. وكنت في مقام الاعتراض على قولي:
المطلب الثاني: الكفر، إن اقتُرف بعلم، فهو شرك.
فعليه أفهم أنّك ترى تخطئتي في ذلك.
أنا أقول إن كل من حقّ عليه الكفر وصفاً، فقد حقّ عليه وصف الشرك، ولا بد .. فهما أمران متلازمان لا ينفكان عن بعضهما البتة .. وإنما ينفكان إن فُعل الكفر جهلاً، فلا يُقال هذا شرك ..
وهذا هو الفارق الوحيد بينهما .. فالكفر بعلم يقتضي ويستلزم الشرك ولا بد.
لذلك جعل الله - عز وجل - إنكار ذلك الرجل للبعث في سورة الكهف شركاً .. وإلا، فإن أنكر ذلك الرجل البعث جهلاً منه جهلاً معجزاً، فلا يُقال إنه قد أشرك.
فإن أصررت ولم تتفق معي، سألتك ..
إن كان إطلاق الشرك على جحد الساعة (وهو كفر) صحيحاً .. فما هو الكفر الذي لا يصح إطلاق الشرك عليه؟
إن كان من أنكر الساعة مشركاً .. فهل يكون من أنكر الله تعالى غير مشرك؟؟
وتبقى العلة التي قررتها في ذلك صحيحة إن شاء الله .. وهي أنه من كفر بالله بعلم، فقد آثر طاعة هواه وطاعة الشيطان على طاعة الله تعالى ومرضاته .. وهذا شرك أكبر ..
لذلك يقول الله تعالى: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} .. فكل كافر يعدل بالله تعالى .. وهو عدل محبة الشيطان (التي تستلزم الطاعة ولا بد) بمحبة الله تعالى .. كما قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله} ..
ويقول الكافرون في جنهم: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين (*) إذ نسويكم برب العالمين} .. سوّوهم بالله في المحبة والطاعة .. فكانت شركاً.
وعليه .. فأنا أرى أن ما قررتُ في هذه المسألة صحيحاً، والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 07:39]ـ
الأخ (أبو ريان المدني)،
جزاك الله خيراً على التعقيب .. ولو أنك تقرأ مشاركتي رقم 8 لرأيت أنني قد قررت ذلك أيضاً ..
فابعتبار الطاعة، اقتراف المعصية شرك أصغر .. وباعتبار المعصية، فهي ليست بشرك.
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 12:52]ـ
السلام عليكم
سؤال: هل هناك من يعصي الله بدون ان يتبع هواه ييا ابا شعيب؟
قولك: ان الطاعة عبادة وبناء على هذا فمن اطاع الشيطان فقد اشرك شركا اصغر ما الدليل على انه شرك اصغر وليس اكبر؟؟
ثاثيا: هل يجوز لنا ان نطلق على شيء انه شرك اصغر ولو لم يطلق عليه الشرع ذلك؟
سؤال ثالث: هل تقبيل المراة اتباعا للهوى كالحالف بغير الله؟
ارجو الاجابة على اسئلتي اخي ابا شعيب
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:27]ـ
وعليكم السلام،
نعم، يمكن أن يعصي المرء الله تعالى باجتهاد .. ظاناً منه أنه على الحق .. ولكن لا يعذره الله تعالى.
مثل قول ذلك الخارجي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعدل .. أو تكفير الخوارج للصحابة ..
بل أبين من ذلك، عصيان آدم - عليه السلام - لربه حين أكل من الشجرة، وهو قد ظنّ أن ذلك يقربه من الله تعالى.
وعصيان الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند صلح الحديبية، أملاً منه أن يغيّر رأيه، حتى أغضبوه.
وعصيان حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - للرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى أنزل الله فيه قرآناً.
فكل هؤلاء لم يقصدوا اتباع الهوى .. بل ظنوا أنهم على حق وخير .. ولكن لم يكن هذا عذراً لهم في التأثيم.
-------------
نعم، يجوز ذلك إن كان الدليل صحيحاً .. وكما ترى في كلام ابن تيمية - رحمه الله - فهو ذكر أن اتباع الهوى ومحبة المعاصي التي تحمل على المعصية شرك أصغر.
الشارع لم يطلق على كثير من المعاصي لفظ الشرك، هذا باعتبار المعصية مجردة .. ولكن باعتبار عوالق هذه المسألة، نجد أن صاحب الذنب واقع في شرك أصغر حين يتبع هواه أو يحب معصية الله، فهي بهذا الاعتبار شرك أصغر ..
وقد بيّن ابن عباس - رضي الله عنه - بعض عوالق المعصية، والتي هي أصلاً أعظم من المعصية نفسها.
-------------
أما جواب سؤالك الثالث ..
فابعتبار الفعل نفسه، فلا يتساويان .. ولكن باعتبار الباعث .. فيتساويان.
يعني من حلف بغير الله اتباعاً لهواه .. فقد جمع بين شرك الطاعة وشرك الحلف بغير الله.
أما الثاني فقد جمع بين معصية لم يسمها الشارع شركاً، وبين شرك الطاعة.
هذا والله أعلم.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 05:27]ـ
وعلى ما قاله الفاضل أبو شعيب حمل السلف إلا ما روى عن الحسن البصرى آية الأعراف جعلا له شركاء فيما آتاهما على آدم وزوجه خلافا لكثير من المتأخرين الذين يظنون أن الشرك هنا هو الأكبر
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 10:29]ـ
أخي الكريم أبو شعيب
أولا: بالنسبة للحديث الذي ذكرت فلا إشكال لأن الكفر يطلق على معنى الشرك فمنه قوله تعالى ((وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)
وقوله تعالى ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ... )) الآية
وهذا كله من باب إطلاق الكفر على بعض شعبه ..
وفي الحديث أن تجعل لله ندا وهو خالق)) هو الشرك الذي هو أعظم شعب الكفر كما في الآية ((وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)) وهم كما هو ظاهر الآية أشركوا ولم يكفروا على حد قولك لكن الله أخبر بأنهم كفروا وهو من باب إطلاق الكفر على بعض شعبة
وأما قولك ثانياً: وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - لتارك الصلاة بأنه قد كَفَر تارة .. وأشرك تارة أخرى .. بما يجعل الشرك والكفر بمعنى واحد .. وإلا فإن ترك الصلاة في حقيقته ليس شركاً
وهذا الكلام دليل على قولي وهو أن ترك الصلاة ليس شركا ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك تارة وبالكفر تارة فيكيف يكون مشرك وعمله كفر .. ؟
الجواب: كما قررنا آنفا أن الشرك أخص من الكفر ومع هذا فلا يمنع من إطلاق أهدهما على الآخر لمناسبة يقتضيها الحال بل جاءت النصوص بإطلاق كل منهما على الآخر
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إطلاق الشرك على معنى الكفر في قوله تعالى عن صاحب الجنتين (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)
فأطلق الشرك بمعن الكفر
ووجه هذا الإطلاق أن الشرك يدخل في عموم الكفر وهو شعبه من شعب الكفر فإطلاق الشرك على الكفر من تسمية الشيء ببعض أفراده وهذا سائغ في اللغة والشرع وهو ما يسميه العلما ((إطلاق الجزء على الكل)) وأما إطلاق الكفر على معنى الشرك فمنه قوله تعالى ((وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)
فأطلق الكفر على معنى الشرك
ووجه هذا الإطلاق هو من باب إطلاق الكفر على بعض شعبه كما في حديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) فأطلقالنبي صلى الله عليه وسلم الكفر على القتل لأن القتل من شعب الكفر فكلك إطلاق الكفر على الشرك وهو من هذا الباب فإن الشرك من أعظم شعب الكفر
وبهذا يظهر الفرق بين لفظ الكفر والشرك
وبالنسبة لسؤالك: ثالثاً: هل ترى أن الملحد أو الشيوعي مشرك أم فقط كافر؟
الجواب أن القاعدة تقول (كل شرك كفر وليس كل كفر شرك)
فالشيوعي والملحد داخل في دائرة الكفر الأكبر الذي من أعظم شعبة الشرك
والكفر شعب كا أسلفنا
(رابعاً: مسألة صاحب الجنتين .. لم توضحها بما يكفي .. لماذا أطلق الله - عز وجل - لفظ الشرك على الكفر (وهو جحود الحق في هذه الآية)؟ ..
أقول
في قوله تعالى ((وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا
فسر علما السلف لفظة الشرك في هذه الآية بمعن الكفر ..
يقول الطبري في تفسيره (8 _ 227)
((ومعنى قوله تعالى ((يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ... ) يعني بذلك هذا الكافر إذا هلك وزالت عنه دنياه وانفرد بعمله ود أنه لم يكن كفر بالله ولا أشرك به شيئا)) أنتهى كلامه
ويقول القرطبي رحمه الله (10 _ 419)
يقول (أي يا ليتني عرفت نعم الله علي وعرفت أنها كانت بقدرة الله ولم أكفر بها)) أنهى كلامه
ومما جاء من السنة قوله صلى الله عليه وسلم كما في رواية مسلم عن جابر ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))
وعند أحمد ((بين العبد وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة))
فقد أطلق النبي صلى الله عليه وسلم الشرك بمعنى الكفر أنظر لما كتبته آنفا وهو باللون الأزرق
وأما قولك
إن كان إطلاق الشرك على جحد الساعة (وهو كفر) صحيحاً .. فما هو الكفر الذي لا يصح إطلاق الشرك عليه؟
إن كان من أنكر الساعة مشركاً .. فهل يكون من أنكر الله تعالى غير مشرك؟؟
أقول:
الشرك في اللغة يدل على مقارنة وخلاف انفراد ذكر هذا ابن فارس قي معجمه 3 - 265
وقال الرغب: الشركة والمشاركة: خلط الملكين) كما في المفردات ص 451
وفي الشرع ((جعل شريك لله في حقه)) كما في تهذيب اللغة للأزهري 2 - 1865 والنهاية لأبن الأثير ص 476
والكبائر للذهبي ص38
وأما الكفر فهو الستر والتغطية
وحقيقته في الشرع: جحد شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ السعدي رحمه الله ((حد الكفر الجامع لجميع أجناسه وأنواعه وأفراده هو (((((جحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو جحد بعضه))
وقال بن حزم رحمه الله في تعريف الكفر ((جحد الربوبية وجحد نبوة نبي من الأنبياء صحت نبوته في القرآن أو جحد شيء مما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم مما صح عند جاحده بنقل الكافة أو عمل شيء قام به البرهان بأنه عمل كفر))
فتبين بهذا عموم الكفر وشموله من الأفراد كإنكار شيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أو سب الله ورسوله أو أمتهان المصحف أو الإستهزاء بالدين مما لا يدخل تحت الحقيقة اللغوية أو الشرعية للشرك وهذا بخلاف الكفر فهو متضمن الشرك وأكثر
وأما قولك ((وتبقى العلة التي قررتها في ذلك صحيحة إن شاء الله .. وهي أنه من كفر بالله بعلم، فقد آثر طاعة هواه وطاعة الشيطان على طاعة الله تعالى ومرضاته .. وهذا شرك أكبر))
وما قررته هو موافق لما ذكرته لك من الأدلة وإليك التفصيل
ذكرت أن من كفر بالله بعلم وهذا يحتاج إلى توضيح لأن الكفر كفران كفر أصغر وكفر أكبر قال صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسق وقتاله كفر)) فيلزم من قولك أن من قاتل مسلم كافر مشرك شرك أكبر
وهذا مخالف للنصوص وفهم السلف
وإن كنت تريد به الكفر الأكبر فهو شعب منه ما هو متضمن للشر ومنه ما هو مقتصر على الكفر كجحود النبوة ..
فإن كنت تريد ما هو متضمن للشرك فلا إشكال كونه مشرك شرك أكبر
وإن كنت تريد ما هو مقتصر على الكفر ففيه أنك قد فرقت بين الكفر والشرك فذكرت الكفر وبينت أن الشرك هو إيثار طاعة هواه والشيطان على طاعة الله وهذا مخالف لما ذكرت من أن الشرك والكفر متساويان
فهل من أهان القرآن بعلم مشرك شرك أكبر ... ؟ في فعله لا في إيثاره هوى نفسه
والله تعالى أعلى وأعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:06]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك ..
يبدو لي أنك لم تعِ كلامي جيداً .. فلعلك تعجّلت في الحكم.
تقول:
وهم كما هو ظاهر الآية أشركوا ولم يكفروا على حد قولك لكن الله أخبر بأنهم كفروا وهو من باب إطلاق الكفر على بعض شعبة
هذا لم أقل به بتاتاً .. وهذا ما يثبت لي أنك تعجّلت في الحكم ولم تمعن النظر في كلامي.
خلاصة قولي في المسألة هي:
كل كافر مشرك ولا بد .. فمن لا يعبد الله فهو يعبد غير الله. .. وكل مشرك كافر كذلك .. فمن أشرك بالله فقد كفر به.
والكفر وإن لم يكن داخلاً تحت المعنى اللغوي للشرك .. فهو مقتض للشرك ولازم له ولا بد.
فانظر، أحسن الله إليك ..
ما قررته ليس على إطلاقة بل هو مخالف لما تضمنته النصوص وفهم السلف
غاية ما قررته هو: أنه كل كافر مشرك .. ولا يوجد في الوجود كافر غير مشرك .. لذلك ما فتئت أقول: (الكفر بعلم شرك).
فهل تختلف معي في هذا؟ .. إن كان كذلك، وما زلت تظن أنني أخالف السلف .. فما قولك في كلام ابن تيمية - رحمه الله - الذي ذكرته في أصل الموضوع؟:
وَمَا دَامَ الْكَافِرُ كَافِرًا فَإِنَّهُ لَا يَعْبُدُ اللَّهَ وَإِنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ
وقال أيضاً:
وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مَنْ لَمْ يَعْبُدْ اللَّهَ وَحْدَهُ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَابِدًا لِغَيْرِهِ. يَعْبُدُ غَيْرَهُ فَيَكُونُ مُشْرِكًا. وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ قِسْمٌ ثَالِثٌ. بَلْ إمَّا مُوَحِّدٌ، أَوْ مُشْرِكٌ
فلا يصح أن يكون هناك كافر غير مشرك.
سب الله ورسوله مشرك ... ؟
محض سب الله ورسوله كفر وليس بشرك .. ولكنه يقتضي الشرك .. لذلك فإن من سب الله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - قد كفر بفعله، واقتضى كفره أن يقع في الشرك الأكبر ولا بد .. فهو كافر مشرك.
هذا، والله أعلم
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:14]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك نقاش ثري والقصد منه المذكرة والإستفادة منك
ولك مني جزيل الشكر على ما ذكرت والمسألة تحتاج إلى بسط طويل
أخوك: أبو محمد الحنبلي
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 07:40]ـ
الشرك لا يكون في المتروكات، و إنما في المفعولات، إنما الذي يكون في المتروكات هو الكفر كترك الصلاة
و هناك نوع من الشرك أي من المفعولات يتبع فيه الهوى، و هو الشرك الخفي، و أظن فيه رسالة كاملة للشيخ الحجي من أئمة الدعوة في أحد المجاميع لكتب أئمة الدعوة، و الشرك الخفي يكون بصرف العبادة لله لكن يكون هواه لا يوافقها، فكأنه جعل قدراً من العبادة لله و قدراً لهواه و لهذا سمي شركاً، و سمي خفياً لأنه في القلب لا يرى، و هو غير مخرج من الملة
أما لو صرف عبادة محضة لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر
ـ[مستور الحال]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 05:58]ـ
أشكر الأخ الفاضل أبا شعيب على اجتهاده ونسأل الله له التوفيق.
ولدي أسئلة وتنبيهات:
سؤال: هل يصح أن يكون من أطاع غير الله فقد وقع في الشرك الأصغر؟ هل يصح أن يكون شرك الطاعة من الأصغر؟
ما حال من أطاع العلماء والحكام في تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحل الله؟
سؤال: ما الدليل على أن شرك الطاعة هو من الأصغر؟
تنبيهات:
1 - رجح العلماء أن الشرك الأصغر لا يغفره الله بمقتضى عموم الآية (إن الله لا يغفر أن يشرك به) والفعل عام للأصغر والأكبر، ولم يرد نصح صحيح صريح على أن الشرك الأصغر يغفره الله، فالشرك نوع والمعاصي الكبيرة نوع والصغائر نوع.
2 - أخشى من يأتِ بعدُ ويستدل بهذا الكلام - أن العاصي وقع في الشرك - إذاً العاصي مشرك لأن الإسلام والشرك نقيضان، فيصل بذلك إلى تكفير عصاة المسلمين. فالأولى التنبيه على هذا صراحة ومعالجته في الموضوع.
3 - أيضاً يفرّق بين الشيء ومطلق الشيء، فقد يكون الإنسان عنده إيمان وليس بمؤمن لوقوعه في نواقضه. وقد يكون الإنسان عنده إسلام وليس بمسلم لأنه يترك الصلاة، وقد يكون الإنسان عنده إشراك وليس بمشرك، وقد يكون الإنسان عنده نفاق وليس بمنافق، لأن الإيمان خصال والنفاق خصال. وفي هذا يستدل بحديث (العينان تزنيان وزناهما النظر، ... والفرج يصدق ذلك ويكذبه)، ففرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين من اقترف مطلق الزنا وبين حقيقة الزنا، فلا يسمى الإنسان زانٍ - والعياذ بالله - إلا بعد ارتكابه لحقيقة الزنا.
وأيضاً يفرق بين الشرك ومطلق الإشراك، فدخول المعاصي بهوى في مطلق الإشراك للمشابهة المذكورة في أصل الموضوع، ولا يصح أن تسمى شركاً، أو تسمى شركاً أصغر.
4 - الأولى إطلاق الشرك الأصغر على ما جاءت به النصوص والاقتصار على ذلك وعدم التوسع في ذلك.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 11:09]ـ
ملاحظة: يقول بعض العلماء: الذين قالوا الشرك الأصغر لا يغفر، يفرقون بينه و بين الأكبر، بأن الأصغر ممكن أن تطغى عليه الحسنات فيدخل صاحبه الجنة مع أنه لم يغفر، أما الأكبر فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:38]ـ
بارك الله فيكم على الموضوع القيم ولي سؤال هل جميع الكبائر تعتبر شركا اصغرا بناءا على كتبتم
واريد امثلة عن المعاصي التي لا يتبع المرء فيها هواه ولا يتلذذ باقترافها
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:15]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع واخص أخي ابو شعيب وأقول له احسنت في تقريرالمسألة لكن لدي إشكال الشرك كما عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم هو أن تجعل لله ندا وهو خلقك والند هو المساوي كما أن الشرك لغة هو المشاركة بين أثنين:السؤال هل الصحابة الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وحصل منهم الأستهزاء يمكن أن يطلق عليهم مشركين فإذا قلنا أنه يطلق عليهم مشركين بناء على ان كل كفر شرك ألانكون قد خالفنا التعريف الشرعي للشرك والتعريف اللغوي ودمت لأخيك:
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 06:48]ـ
الأخ (مستور الحال)،
سؤال: هل يصح أن يكون من أطاع غير الله فقد وقع في الشرك الأصغر؟ هل يصح أن يكون شرك الطاعة من الأصغر؟
ما حال من أطاع العلماء والحكام في تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحل الله؟
سؤال: ما الدليل على أن شرك الطاعة هو من الأصغر؟
نعم، يصح أن يكون من أطاع غير الله وقع في الشرك الأصغر .. كما أن من أطاع غير الله في الكفر وقع في الشرك الأكبر.
ألم يقل الله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} .. فما وجه عبادتهم؟ أنهم أطاعوهم في الكفر .. فكان ذلك شركاً أكبر.
ولو أطاعوهم فيما دون الكفر، لكان فعلهم شركاً أصغر.
وشرك الطاعة فيه النوعان، أكبر وأصغر .. فمن أطاع غير الله في الكفر وقع في الشرك الأكبر، وهو عبادة المطاع من دون الله .. ومن أطاع في ما دون ذلك، فقد وقع في الشرك الأصغر.
----------
1 - رجح العلماء أن الشرك الأصغر لا يغفره الله بمقتضى عموم الآية (إن الله لا يغفر أن يشرك به) والفعل عام للأصغر والأكبر، ولم يرد نصح صحيح صريح على أن الشرك الأصغر يغفره الله، فالشرك نوع والمعاصي الكبيرة نوع والصغائر نوع.
بل الصواب هو ما ذكره ابن القيم في كتابه الداء والدواء، وهو أن الشرك الأصغر مغفور .. وإلا، لو كان كذلك، لما غفر الله لأحد وهم يطيعون غيره ويتبعون أهواءهم ..
قال الله تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة} .. فهل من يقع في الشرك الأصغر محروم من الجنة كذلك؟
وأيضاً يفرق بين الشرك ومطلق الإشراك، فدخول المعاصي بهوى في مطلق الإشراك للمشابهة المذكورة في أصل الموضوع، ولا يصح أن تسمى شركاً، أو تسمى شركاً أصغر.
كيف تدخل في مطلق الإشراك ولا يصح أن تسمى شركاً أصغر؟ خاصة وإن كان المعنى والاستدلال له صحيحاً.
4 - الأولى إطلاق الشرك الأصغر على ما جاءت به النصوص والاقتصار على ذلك وعدم التوسع في ذلك.
بيّنت أن من الأفعال ما تكون بذاتها شركاً أصغر .. كالحلف بغير الله .. ومنها ما تستلزم الشرك الأصغر، وهو شرك الطاعة .. فإن كنت تعني ذلك، فأنا أتفق معك .. فليست كل المعاصي بذاتها شرك أصغر .. ولكنها تستلزم الشرك الاصغر إن كانت في اتباع الهوى.
هذا، والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 07:10]ـ
الأخ (البحث العلمي)،
وفيكم بارك الله .. لعلك تجد جوابك في مشاركة رقم 14.
أما عن الكبائر أو المعاصي عموماً، فإنها جميعاً داخلة في الكفر الأصغر .. حيث يقول الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} .. ويقول أيضاً: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} ..
------
الأخ (ابو القعقاع)،
وإياك أخي الكريم .. لعلي أجبت عن سؤالك ضمن الحوار الذي دار بيني وبين الأخ (أبو محمد الحنبلي).
أما مخالفتنا للتعريف اللغوي والشرعي للشرك، فهو كذلك .. لذلك قلت: إن الكفر يستلزم الشرك وليس هو داخلاً فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن كفر بالله اتباعاً لهواه أو للشيطان، فهو قد وقع في الشرك الأكبر، وهو عبادة الهوى وإيثاره على الله تعالى .. قال الله تعالى: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} .. فكل كافر قد عدل بربه .. سواء أكان هواه أو شيطانه أو غيره .. لذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} .. جاء في التفسير أن عبادة الشيطان هي طاعته في المعاصي .. وقد تكون شركاً أصغر أو أكبر بحسب المعاصي وبحسب حال العاصي.
يقول الرازي في تفسيره:
قوله: {لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان} معناه لا تطيعوه، بدليل أن المنهي عنه ليس هو السجود له فحسب، بل الانقياد لأمره والطاعة له، فالطاعة عبادة. لا يقال: فنكون نحن مأمورين بعبادة الأمراء حيث أمرنا بطاعتهم في قوله تعالى: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِي الأمر مِنْكُمْ} [النساء: 59]، لأنا نقول طاعتهم إذا كانت بأمر الله، لا تكون إلا عبادة لله وطاعة له، وكيف لا ونفس السجود والركوع للغير إذا كان بأمر الله لا يكون إلا عبادة لله، ألا ترى أن الملائكة سجدوا لآدم ولم يكن ذلك إلا عبادة لله، وإنما عبادة الأمراء هو طاعتهم فيما لم يأذن الله فيه. فإن قيل بماذا تعلم طاعة الشيطان من طاعة الرحمن، مع أنا لا نسمع من الشيطان خبراً ولا نرى منه أثراً؟ نقول عبادة الشيطان في مخالفة أمر الله أو الإتيان بما أمر الله لا لأنه أمر به، ففي بعض الأوقات يكون الشيطان يأمرك وهو في غيرك، وفي بعض الأوقات يأمرك وهو فيك، فإذا جاءك شخص يأمرك بشيء، فانظر إن كان ذلك موافقاً لأمر الله أو ليس موافقاً، فإن لم يكن موافقاً فذلك الشخص معه الشيطان، يأمرك بما يأمرك به، فإن أطعته فقد عبدت الشيطان، وإن دعتك نفسك ألى فعل فانظر أهو مأذون فيه من جهة الشرع أو ليس كذلك، فإن لم يكن مأذوناً فيه فنفسك هي الشيطان، أو معها الشيطان يدعوك، فإن اتبعته فقد عبدته، ثم إن الشيطان يأمر أولاً بمخالفة الله ظاهراً، فمن أطاعه فقد عبده ومن لم يطعه فلا يرجع عنه، بل يقول له أعبد الله كي لا تهان، وليرتفع عند الناس شأنك، وينتفع بك إخوانك وأعوانك، فإن أجاب إليه فقد عبده. لكن عبادة الشيطان على تفاوت، وذلك لأن الأعمال منها ما يقع والعامل موافق فيه جنانه ولسانه وأركانه، ومنها ما يقع والجنان واللسان مخالف للجوارح أو للأركان، فمن الناس من يرتكب جريمة كارهاً بقلبه لما يقترف من ذبنه، مستغفراً لربه، يعترف بسوء ما يقترف فهو عبادة الشيطان بالأعضاء الظاهرة، ومنهم من يرتكبها وقلبه طيب ولسانه رطب، كما أنك تجد كثيراً من الناس يفرح بكونه متردداً إلى أبواب الظلمة للسعاية، ويعد من المحاسن كونه سارياً مع الملوك ويفتخر به بلسانه، وتجدهم يفرحون بكونهم آمرين الملك بالظلم والملك ينقاد لهم، أو يفرحون بكونه يأمرهم بالظلم فيظلمون، فرحين بما ورد عليهم من الأمر. إذا عرفت هذا فالطاعة التي بالأعضاء الظاهرة، والبواطن طاهرة مكفرة بالأسقام والآلام، كما ورد في الأخبار.
وأما عن طاعة المخلوق في المعاصي، فقد قال الرازي:
وأما إنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله فيدل عليه وجوه:
أحدها: إنهم كانوا يطيعونهم في التحليل والتحريم، والثاني: إنهم كانوا يسجدون لأحبارهم، والثالث: قال أبو مسلم: من مذهبهم أن من صار كاملاً في الرياضة والمجاهدة يظهر فيه أثر حلول اللاهوت، فيقدر على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، فهم وإن لم يطلقوا عليه لفظ الرب إلا أنهم أثبتوا في حقه معنى الربوبية، والرابع: هو أنهم كانوا يطيعون أحبارهم في المعاصي، ولا معنى للربوبية إلا ذلك، ونظيره قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ} [الجاثية: 23] فثبت أن النصارى جمعوا بين هذه الأمور الثلاثة
هذا، والله أعلم.
ـ[ابو طلحة الافريقي]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 02:04]ـ
الاخ الفاضل ابو شعيب اشكل علي قولك كل "معصية يتبع فيها المرء هواه فهي شرك "
ذلك لان الطاعة عبادة ومن اطاع نفسه فله حظ من عبادة غير الله - كما زعمت -
وذلك أن الذي اعلمه ان الطاعة تطلق على معنين الاول هو القبول للاحكام على وجه الجملة والغيب ومن ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنه قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِى أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) قَالَ دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَىْءٌ .... فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا» وهو في صحيح مسلم
فهذه طاعة قبل ورود الاوامر على الجملة والغيب وهي ما يعبر عنه بالالتزام وهي الانقياد والانقياد كما في اللغة الخضوع.
فهذه الطاعة التي هي العبادة وتركها كفر وشرك اكبر وهي التي بسببها كفر ابليس لعدم قبوله الامر.
والثانية هي مباشرة الاوامر واجتناب النواهي وهذه التي ان عصي فيها الله عز وجل جعل سمي ذلك معصية الا ان كان في امر سماه الله شركا والتسمية لله فهذه معان شرعية لا يغني فيها كلام احد الا كلام الله ورسوله.
والامر الثاني ان الطاعة التي هي مباشرة فعل المامورات لا يمكن ان تسمى طاعة ان لم يوجد القبول الا ترى أنك لا تسمي من اعفى لحيته وليس عنده قبول لحكم الله انما فعل ذلك تشبها بزيد او لغرض اخر غير حكم الله لا تسمي ذلك طائعا لله بحال.
وكذلك لا يمكن ان تسمي من عصى الله في امر لم يسمه الله شركا انه طائع للشيطان هكذا! وهو لم يقبل للشيطان حكم ولم يقصد اتباعه اصلا فكيف جعلته طائعا للشيطان على هذا وهو لا قصد له.
واما مايذكره بعضهم من تسمية طاعة الشيطان في المعاصي فهي على وجه المجاز لا الحقيقة
ولذلك قال العسكري في الفروق اللغوية 1/ 349
"والطاعة في مجاز اللغة تكون إتباع المدعو
الداعي إلى ما دعاه إليه وإن لم يقصد التبع كالانسان يكون مطيعا للشيطان وإن لم يقصد أن يطيعه ولكنه اتبع دعاءه وإرادته".
والله اعلم واحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 04:06]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك .. لعلّك لم تقرأ جميع ما أورده في هذا الصدد .. ولعلّي أزيد في ذلك.
أما قولك الطاعة ضربان .. فهو صحيح .. لكن تفصيلك له غير منضبط .. والصواب أن يقال: للطاعة معنى عام ومعنى خاص.
فأما المعنى العام فيدخل فيه تسليم القلب وانقياده وقبول الأحكام وعمل الجوارح.
أما المعنى الخاص فهو انقياد الجوارح.
وما يدل على انقياد القلب فهو الاتباع بمعناه الخاص.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} [طه: 90]
ذكر الله تعالى الاتباع والطاعة .. بما يدلّ أن هناك فرقاً بينهما .. فالاتباع يكون بقبول الأحكام في القلب، والطاعة تكون على الجوارح.
وقال الله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (*) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 31 - 32]
ذكر أولاً الاتباع .. ثم أعقبه بالطاعة .. وهذا يدلّ على التفريق.
قال ابن القيم - رحمه الله - عند ذكره لنوعي العبادة في [مدارج السالكين: 1/ 105]:
وأما النوع الثاني: فعبودية الطاعة، والمحبة، واتباع الأوامر
تأمل كيف جعل اتباع الأوامر من العبودية.
أما قولك:
والامر الثاني ان الطاعة التي هي مباشرة فعل المامورات لا يمكن ان تسمى طاعة ان لم يوجد القبول الا ترى أنك لا تسمي من اعفى لحيته وليس عنده قبول لحكم الله انما فعل ذلك تشبها بزيد او لغرض اخر غير حكم الله لا تسمي ذلك طائعا لله بحال.
وكذلك لا يمكن ان تسمي من عصى الله في امر لم يسمه الله شركا انه طائع للشيطان هكذا! وهو لم يقبل للشيطان حكم ولم يقصد اتباعه اصلا فكيف جعلته طائعا للشيطان على هذا وهو لا قصد له.
أولاً أخي الكريم، أقوال العلماء التي اقتبستها في الأعلى عن ابن تيمية والرازي صريحة في الدلالة على أن من عصى الله تعالى متبعاً لهواه فقد وقع في الشرك الأصغر من ناحية الطاعة القلبية.
فكل من عصى الله قاصداً عامداً مختاراً، فقد وقع في قلبه شيء من محبة معصية الله تعالى، وشيء من القبول والرضى بهذه المعصية .. وهذا معلوم ضرورة بالعقل .. وإلا فما حامله على المعصية وهو مختار وقاصد لها؟؟ .. هل يمكن لامرئ أن يقترف معصية وهو نافر منها أشد النفور ومبغض لها ولا تطيقها نفسه، وهو في ذات الأمر مختار قاصد؟؟
وكيف لم يقصد من يعصي الله تعالى اتباعاً لهواه، وهو يعلم أنه على معصية، وأن الله غاضب عليه، كيف لا تسمي هذا طائعاً للشيطان؟؟ .. طيب، لا نقول للشيطان، نقول لهواه.
فإن قلت لا نسميه طائعاً للهوى أو للشيطان .. فإذن لا نسميه عاصياً لله .. فإن الله تعالى يقول: {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 14] .. فستقول لي: هو له نصيب من هذه الآية، ويناله الوعيد بحسب ذلك .. فعليه أقول لك إن له من وعيد طاعة الشيطان بحسب ذلك كذلك ..
قال الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [يس: 60]
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 15/ 441]:
فَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ: التَّوْحِيدُ، وَهِيَ كَالشَّجَرَةِ وَالْأَعْمَالُ ثِمَارُهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ. وَكَذَلِكَ السَّيِّئَةُ، هِيَ الْعَمَلُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ حَارِثٌ هَمَّامٌ، لَا بُدَّ لَهُ مِنْ عَمَلٍ، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ مَقْصُودٍ يَعْمَلُ لِأَجْلِهِ. وَإِنْ عَمِلَ لِلَّهِ وَلِغَيْرِهِ فَهُوَ شِرْكٌ. وَالذُّنُوبُ مِنْ الشِّرْكِ، فَإِنَّهَا طَاعَةٌ لِلشَّيْطَانِ. قَالَ: {إنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ} الْآيَةَ. وَقَالَ: {أَلَمْ أَعْهَدْ إلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
الْآيَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: {وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ}. لَكِنْ إذَا كَانَ مُوَحَّدًا وَفِعْلُ بَعْضِ الذُّنُوبِ نَقْصُ تَوْحِيدِهِ، كَمَا قَالَ: {لَا يَزْنِي الزَّانِي} إلَخْ. وَمَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنِ فَلَيْسَ بِمُخْلِصِ، وَفِي الْحَدِيثِ {تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ} إلَخْ. وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ: {قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك أَنْ أُشْرِكَ بِك شَيْئًا وَأَنَا أَعْلَمُ} إلَخْ؛ لَكِنْ إذَا لَمْ يَعْدِلْ بِاَللَّهِ غَيْرَهُ فَيُحِبُّهُ مِثْلَ حُبِّ اللَّهِ، بَلْ اللَّهُ أَحَبُّ إلَيْهِ وَأَخْوَفُ عِنْدَهُ وَأَرْجَى مِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ، فَقَدْ خَلَصَ مِنْ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ.
انظر كيف جعل جميع الذنوب من الشرك .. وقال إنه إن كان يحب الله تعالى فوق كل مخلوق، فقد سلم من الشرك الأكبر .. بما يعني، أنه لم يسلم من الشرك الأصغر وهو واقع في هذه المعاصي.
ويقول أيضاً في [مجموع الفتاوى: 7/ 71]:
ثُمَّ ذَلِكَ الْمُحَرِّمُ لِلْحَلَالِ وَالْمُحَلِّلُ لِلْحَرَامِ إنْ كَانَ مُجْتَهِدًا قَصْدُهُ اتِّبَاعُ الرَّسُولِ، لَكِنْ خَفِيَ عَلَيْهِ الْحَقُّ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، وَقَدْ اتَّقَى اللَّهَ مَا اسْتَطَاعَ؛ فَهَذَا لَا يُؤَاخِذُهُ اللَّهُ بِخَطَئِهِ، بَلْ يُثِيبُهُ عَلَى اجْتِهَادِهِ الَّذِي أَطَاعَ بِهِ رَبَّهُ. وَلَكِنْ مَنْ عَلِمَ أَنَّ هَذَا خَطَأٌ فِيمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، ثُمَّ اتَّبَعَهُ عَلَى خَطَئِهِ، وَعَدَلَ عَنْ قَوْلِ الرَّسُولِ، فَهَذَا لَهُ نَصِيبٌ مِنْ هَذَا الشِّرْكِ الَّذِي ذَمَّهُ اللَّهُ، لَا سِيَّمَا إنْ اتَّبَعَ فِي ذَلِكَ هَوَاهُ، وَنَصَرَهُ بِاللِّسَانِ وَالْيَدِ، مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلرَّسُولِ؛ فَهَذَا شِرْكٌ يَسْتَحِقُّ صَاحِبُهُ الْعُقُوبَةَ عَلَيْهِ.
انظر كيف جعل من يتبع غيره في أمر خلاف أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يعلم ذلك، له نصيب من آية الشرك.
وأختم كلامي بدرة من درر ابن القيم في هذه المسألة.
يقول ابن القيم في [مدارج السالكين: 1/ 326 - 327]:
وأما الحديث الآخر: {لو لقيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، أتيتك بقرابها مغفرة} فلا يدل على أن ما عدا الشرك كله صغائر، بل يدل على أن من لم يشرك بالله شيئاً فذنوبه مغفورة، كائنة ما كانت.
ولكن ينبغي أن يعلم ارتباط إيمان القلوب بأعمال الجوارح وتعلقها بها، وإلا لم يفهم مراد الرسول ويقع الخلط والتخبيط.
فاعلم أن هذا النفي العام للشرك؛ أن لا يشرك بالله شيئاً البتة، لا يصدر من مصر على معصية أبداً، ولا يمكن لمدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة أن يصفو له التوحيد حتى لا يشرك بالله شيئاً. هذا من أعظم المحال. ولا يُلتفت إلى جدليّ لا حظّ له من أعمال القلوب، بل قلبه كالحجر أو أقسى، يقول: وما المانع؟ وما وجه الإحالة؟ ولو فرض ذلك واقعاً لم يلزم منه محال لذاته!.
فدع هذا القلب المفتون بجدله وجهله، واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله، ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وذله لغير الله، وتوكله على غير الله: ما يصير به منغمساً في بحار الشرك، والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل، فإن ذل المعصية لا بد أن يقوم بالقلب، فيورثه خوفاً من غير الله تعالى، وذلك شرك. ويورثه محبة لغير الله، واستعانة بغيره في الأسباب التي توصله إلى غرضه، فيكون عمله لا بالله ولا لله، وهذا حقيقة الشرك.
نعم قد يكون معه توحيد أبي جهل وعباد الأصنام، وهو توحيد الربوبية، وهو الاعتراف بأنه لا خالق إلا الله. ولو أنجى هذا التوحيد وحده لأنجى عباد الأصنام. والشأن في توحيد الإلهية الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين.
والمقصود: أن من لم يشرك بالله شيئاً يستحيل أن يلقى الله بقراب الأرض خطايا، مصراً عليها، غير تائب منها، مع كمال توحيده الذي هو غاية الحب والخضوع والذل والخوف والرجاء للرب تعالى.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:18]ـ
قال بعض الإخوة إن (الكفر) عام يعم كل الشرك (أي صغيره وكبيره) والشرك أخص منه، مع أن الظاهر من النصوص ليس كذالك. ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي، من حديث عبد العزيز بن مسلم، عن لَيْث بن أبي سليم، عن أبي محمد، عن مَعْقِل بن يَسَار قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم -أو قال: حدثني أبو بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل". فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من دعا مع الله إلها آخر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل". ثم قال: "ألا أدلّك على ما يُذهب عنك صَغِير ذلك وكبيره؟ قل: اللهم، أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم". وفيه رد أيضا على من زعم أن مطلق (الشرك) مشروط فيه علم فاعله.
ثم إن مسمى (الشرك) لا يستعمل إلا في الأمور الخاصة بالله تعالى. فيقال: (أشرك فلان بالله)؛
بخلاف (الكفر)، فإنه يعم مان كان جحودا لله وما كان جحودا لكتابه ورسله والأخبار الصادقة المقتضية للأعمال والطاعة، فيقال: (كفر فلان بالله) و (كفر بكتابه) و (كفر برسوله) و (كفر بالبعث بعد الموت) إلخ. وذلك أن (الشرك) ضد (إخلاص العبادة) وأن (الكفر) ضد (الإيمان)؛ ولفظ (العبادة) لا تستعمل إلا فيما تتعلق بحق الله تعالى، بخلاف لفظ (الإيمان)، فيقال: (آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله). والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 06:20]ـ
بارك الله فيك.
المعاصي كفر عمل .. لذلك ورد في الكتاب والسنة تسميتها كفراً.
ومن ناحية كونها طاعة للشيطان، ومن ناحية قيام شيء من الحب لمعصية الله تعالى، تكون بهذا المعنى من الشرك الأصغر.
والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 11:28]ـ
نعم، هذا صحيح. فكلا (الكفر) و (الشرك) ينقسم إلى (أكبر) و (أصغر)، وإلى (المخرج من الملة) و (موقع في المعصية).
وللفائدة، أنقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تعريفه مسمى (الكفر):
بَلْ الْمَعْرُوفُ فِي مُقَابَلَةِ الْإِيمَانِ لَفْظُ الْكُفْرِ. يُقَالُ: هُوَ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ وَالْكُفْرُ لَا يَخْتَصُّ بِالتَّكْذِيبِ؛ بَلْ لَوْ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ إنَّك صَادِقٌ لَكِنْ لَا أَتَّبِعُك بَلْ أُعَادِيك وَأُبْغِضُك وَأُخَالِفُك وَلَا أُوَافِقُك لَكَانَ كُفْرُهُ أَعْظَمَ؛ فَلَمَّا كَانَ الْكُفْرُ الْمُقَابِلُ لِلْإِيمَانِ لَيْسَ هُوَ التَّكْذِيبُ فَقَطْ عُلِمَ أَنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ هُوَ التَّصْدِيقُ فَقَطْ. بَلْ إذَا كَانَ الْكُفْرُ يَكُونُ تَكْذِيبًا، وَيَكُونُ مُخَالَفَةً وَمُعَادَاةً وَامْتِنَاعًا بِلَا تَكْذِيبٍ؛ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْإِيمَانُ تَصْدِيقًا مَعَ مُوَافَقَةٍ وَمُوَالَاةٍ وَانْقِيَادٍ لَا يَكْفِي مُجَرَّدُ التَّصْدِيقِ؛ فَيَكُونُ الْإِسْلَامُ جُزْءَ مُسَمَّى الْإِيمَانِ كَمَا كَانَ الِامْتِنَاعُ مِنْ الِانْقِيَادِ مَعَ التَّصْدِيقِ جُزْءَ مُسَمَّى الْكُفْرِ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمًا مُنْقَادًا لِلْأَمْرِ وَهَذَا هُوَ الْعَمَلُ.
قلت: فالكفر إذن: إما تكذيب ومخالفة، وإما مخالفة بلا تكذيب، وإما تكذيب في الباطن لا الظاهر (وهو النفاق).
فالأول كفر أكبر على كل حال. وأما الثاني والثالث، فقد يكون أكبر وقد يكون أصغر. والعياذ بالله من كل ذلك.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 12:02]ـ
هل طاعة الشيطان في معصية الله شرك أصغر أم لا؟ .. إن قلت لا، سألتك: هل الطاعة عبادة أم لا؟ .. وهو قد صرفها إلى الشيطان في هذه الواقعة، فهل يكون بذلك عبده؟
الله المستعان ...
الطاعة على اطلاقها ليست عبادة ..
فهل طاعة الولد لوالده عبادة؟
وهل طاعة المرء لهواه في اقتراف ذنب عبادة؟
لو أنك أصلت المسألة بشكل صحيح .. لما وصلت لهذه الكلام الغريب
فالطاعة التي تسمى عبادة .. هي الطاعة في التشريع
ودليل ذلك حديث اسلام عدي بن حاتم الطائي _ رضي الله عنه _ وشرح الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى " اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ "
فمن أطاع هواه في تحليل أو تحريم .. فقد أشرك بالله لأنه صرف عبادة _ الطاعة في التشريع_ لغير الله
ومن أطاع والده في تحليل أو تحرم فقد اشرك بالله
فالطاعة التى تسمى عبادة مقيدة بالتشريع
والله اعلم ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 12:14]ـ
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 11/ 672]:
وَقَدْ يُقَالُ: كُلُّ مَنْ تَرَكَ الْإِيمَانَ وَالتَّوْحِيدَ فَلَا يَتْرُكُهُ إلَّا إلَى كُفْرٍ وَشِرْكٍ؛ فَإِنَّ النَّفْسَ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إلَهٍ تَعْبُدُهُ، فَمَنْ لَمْ يَعْبُدْ الرَّحْمَنَ عَبَدَ الشَّيْطَانَ. فَيُقَالُ: عِبَادَةُ الشَّيْطَانِ جِنْسٌ عَامٌّ، وَهَذَا إذَا أَمَرَهُ أَنْ يَشْتَغِلَ بِمَا هُوَ مَانِعٌ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ يُقَالُ: عَبَدَهُ. كَمَا أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ فَقَدْ عَبَدَهُ، وَلَكِنْ عِبَادَةٌ دُونَ عِبَادَةٍ. وَالنَّاسُ نَوْعَانِ: طُلَّابُ دِينٍ وَطُلَّابُ دُنْيَا. فَهُوَ يَأْمُرُ طُلَّابَ الدِّينِ بِالشِّرْكِ وَالْبِدْعَةِ كَعُبَّادِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ وَيَأْمُرُ طُلَّابَ الدُّنْيَا بِالشَّهَوَاتِ الْبَدَنِيَّةِ.
وجاء في تفسير الرازي عند قوله تعالى: {لا تعبدوا الشيطان}:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: {لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان} معناه لا تطيعوه، بدليل أن المنهي عنه ليس هو السجود له فحسب، بل الانقياد لأمره والطاعة له، فالطاعة عبادة، لا يقال فنكون نحن مأمورين بعبادة الأمراء حيث أمرنا بطاعتهم في قوله تعالى: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِي الأمر مِنْكُمْ} [النساء: 59] لأنا نقول طاعتهم إذا كانت بأمر الله، لا تكون إلا عبادة لله وطاعة له، وكيف لا ونفس السجود والركوع للغير إذا كان بأمر الله لا يكون إلا عبادة لله، ألا ترى أن الملائكة سجدوا لآدم ولم يكن ذلك إلا عبادة لله، وإنما عبادة الأمراء هو طاعتهم فيما لم يأذن الله فيه، فإن قيل بماذا تعلم طاعة الشيطان من طاعة الرحمن، مع أنا لا نسمع من الشيطان خبراً ولا نرى منه أثراً؟ نقول عبادة الشيطان في مخالفة أمر الله أو الإتيان بما أمر الله لا لأنه أمر به، ففي بعض الأوقات يكون الشيطان يأمرك وهو في غيرك، وفي بعض الأوقات يأمرك وهو فيك، فإذا جاءك شخص يأمرك بشيء، فانظر إن كان ذلك موافقاً لأمر الله أو ليس موافقاً، فإن لم يكن موافقاً فذلك الشخص معه الشيطان يأمرك بما يأمرك به، فإن أطعته فقد عبدت الشيطان، وإن دعتك نفسك إلى فعل فانظر: أهو مأذون فيه من جهة الشرع أو ليس كذلك، فإن لم يكن مأذوناً فيه فنفسك هي الشيطان، أو معها الشيطان يدعوك، فإن اتبعته فقد عبدته، ثم إن الشيطان يأمر أولاً بمخالفة الله ظاهراً، فمن أطاعه فقد عبده ومن لم يطعه فلا يرجع عنه، بل يقول له أعبد الله كي لا تهان، وليرتفع عند الناس شأنك، وينتفع بك إخوانك وأعوانك، فإن أجاب إليه فقد عبده. لكن عبادة الشيطان على تفاوت، وذلك لأن الأعمال منها ما يقع والعامل موافق فيه جنانه ولسانه وأركانه، ومنها ما يقع والجنان واللسان مخالف للجوارح أو للأركان، فمن الناس من يرتكب جريمة كارهاً بقلبه لما يقترف من ذبنه، مستغفراً لربه، يعترف بسوء ما يقترف، فهو عبادة الشيطان بالأعضاء الظاهرة، ومنهم من يرتكبها وقلبه طيب ولسانه رطب، كما أنك تجد كثيراً من الناس يفرح بكون متردداً إلى أبواب الظلمة للسعاية، ويعد من المحاسن كونه سارياً مع الملوك ويفتخر به بلسانه، وتجدهم يفرحون بكونهم آمرين الملك بالظلم والملك ينقاد لهم، أو يفرحون بكونه يأمرهم بالظلم فيظلمون، فرحين بما ورد عليهم من الأمر، إذا عرفت هذا فالطاعة التي بالأعضاء الظاهرة، والبواطن طاهرة مكفرة بالأسقام والآلام، كما ورد في الأخبار.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 07:19]ـ
يقول ابن القيم الجوزية في [مدارج السالكين: 1/ 337]:
والقصد: أن المعاصي كلها من نوع الكفر الأصغر، فإنها ضد الشكر، الذي هو العمل بالطاعة. فالسعي: إما شكر، وإما كفر، وإما ثالث لا من هذا ولا من هذا، والله أعلم.
ـ[أفلااطون]ــــــــ[31 - Dec-2008, صباحاً 08:02]ـ
الصحيح أن الإشكال يقع عند من لا يفرق بين "الشرك" لغة و "الشرك" المقصود عند الإطلاق شرعا , وتحقيق ذلك باختصار أن يقال:
إن كان المقصود بقولك (هل كل معصية شرك ... ؟) الشرك بمعناه اللغوي: فـ نعم.
وإن كان مقصودك بهذا السؤال: الشرك المقصود عند الإطلاق في النصوص فالجواب: لا.
إذ لوكانت كل معصية شركا لكان قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك ... ) أي: إن الله لا يغفر أن يُعصى ويغفر ما دون المعصية , وهذا فيه ما لا يخفاك , ولكان قوله صلى الله عليه وسلم كما في مسلم من حديث جابر (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة) أي: من مات لا يعصي الله دخل الجنة , وهو كسابقه , ولكان قوله في حديث معاذ رضي الله عنه كما في الصحيحين (حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا .... حق العباد على الله إذا فعلوه أن لا يعذبهم) أي: يعبدوه ولا يعصوه أبدا , فإذا فعلوا ذلك لم يعذبهم , وهذا التأويل لا يتناسب وقول معاذ: أفلا أبشر الناس , ولا مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبشرهم فيتكلوا.
فتأمل.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 06:17]ـ
السلام عليكم،
المعصية ليست شركاً بالمعنى اللغوي .. كيف تكون كذلك لغة؟ هل لك أن تبيّن ذلك؟ فمنذ متى كان العصيان يعدل الشرك لغة؟
أما شرعاً، فحال القلب الذي حمل على هذه المعصية هو شرك أصغر، كما بيّنه العلماء، وكما هو متقرر شرعاً.
إذ أن الطاعة عبادة، فمن أطاع غير الله في معصية الله، فقد وقع في الشرك.
أما النصوص التي أتيتَ بها، فهي مقيّدة بنصوص أخرى تبيّنها، وتبيّن أن معنى الشرك هنا هو الشرك الأكبر.
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 7/ 82]:
وَقَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {إنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ}: إنْ أَرَادَ بِهِ الشِّرْكَ الْأَكْبَرَ، فَمَقْصُودُهُ أَنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ فَهُوَ آمِنٌ مِمَّا وُعِدَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهُوَ مُهْتَدٍ إلَى ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُرَادُهُ جِنْسَ الشِّرْكِ؛ فَيُقَالُ: ظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ، كَبُخْلِهِ - لِحُبِّ الْمَالِ - بِبَعْضِ الْوَاجِبِ، هُوَ شِرْكٌ أَصْغَرُ، وَحُبُّهُ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ، حَتَّى يَكُونَ يُقَدِّمُ هَوَاهُ عَلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ: شِرْكٌ أَصْغَرُ؛ وَنَحْوُ ذَلِكَ. فَهَذَا صَاحِبُهُ قَدْ فَاتَهُ مِنْ الْأَمْنِ وَالِاهْتِدَاءِ بِحَسَبِهِ، وَلِهَذَا كَانَ السَّلَفُ يُدْخِلُونَ الذُّنُوبَ فِي هَذَا الظُّلْمِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ
هذا، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 10:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم)
وقال تعالى
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)
أخي الكريم أبا شعيب:
س1 \ هل من اطاع هواه في ((اللمم)) قد وقع في شرك أصغر من ناحية الطاعة؟
س2 \ فإن كان كذلك .. فماذا يلزمه؟
أي هل يلزمه التوبة من ذنبه مثل كمن أتى بالكبيرة؟
فهل بذلك تتساوى الذنوب الكبيرة والصغيرة " اللمم " من حيث تعلقها بالشرك الاصغر من جانب الطاعة
ولماذا تجاوز الله سبحانه وتعالى عمن يذنب الذنوب الصغيرة " اللمم " ويغفر له
بينما نجد الوعيد الشديد لمن أتى بكبائر الذنوب والفواحش؟
وأخيرا:
اذا كنت تقرر بأن جميع الذنوب كبيرها وصغيرها داخلة بالشرك الأصغر من ناحية الطاعة؟
أفليس الشرك الأصغر أعظم من الكبائر؟
أفليس الشرك الأصغر يلزم فيه التوبة النصوح؟
فكيف نوفق بين ماتقرره وبين الايات السابقة والحديث الشريف
بارك الله في الجميع
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 11:20]ـ
اخي الكريم ابو شعيب اثابك الله الجنه على هذا الطرح القيم
و نفع بك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 06:59]ـ
الأخ أبو الفيصل،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أما جواب سؤالك الأول فهو: نعم، قد وقع في الشرك الأصغر باعتبار الطاعة، لا باعتبار نفس الفعل ..
وهذا الشرك - أخي الكريم - يتفاوت بحسب ما يحمل عليه من معاص.
فإن حمل على صغار المعاصي، فهو شرك يسير خفيف .. وإن حمل على كبارها، فقد عظُم هذا الشرك في قلبه (وإن كان في نفسه صغيراً، إلا أنه أكبر من سابقه)، وإن حمل على الكفر، فهو شرك أكبر مخرج من الملة.
وهذا هو حقيقة الشرك الخفي الذي لا يكاد يسلم منه أحد، حتى الصحابة - رضي الله عنهم -.
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 1/ 93 - 94]:
وَأَمَّا الشِّرْكُ الْخَفِيُّ فَهُوَ الَّذِي لَا يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَسْلَمَ مِنْهُ، مِثْلُ أَنْ يُحِبَّ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ. فَإِنْ كَانَتْ مَحَبَّتُهُ لِلَّهِ؛ مِثْلَ حُبِّ النَّبِيِّينَ وَالصَّالِحِينَ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَلَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْبَابِ، لِأَنَّ هَذِهِ تَدُلُّ عَلَى حَقِيقَةِ الْمَحَبَّةِ، لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْمَحَبَّةِ أَنْ يُحِبَّ الْمَحْبُوبَ وَمَا أَحَبَّهُ، وَيَكْرَهَ مَا يَكْرَهُهُ. وَمَنْ صَحَّتْ مَحَبَّتُهُ امْتَنَعَتْ مُخَالَفَتُهُ، لِأَنَّ الْمُخَالَفَةَ إنَّمَا تَقَعُ لِنَقْصِ الْمُتَابَعَةِ. وَيَدُلُّ عَلَى نَقْصِ الْمَحَبَّةِ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} الْآيَةَ. فَلَيْسَ الْكَلَامُ فِي هَذَا. إنَّمَا الْكَلَامُ فِي مَحَبَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِالنُّفُوسِ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، فَهَذَا لَا شَكَّ أَنَّهُ نَقْصٌ فِي تَوْحِيدِ الْمَحَبَّةِ لِلَّهِ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى نَقْصِ مَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى، إذْ لَوْ كَمُلَتْ مَحَبَّتُهُ لَمْ يُحِبَّ سِوَاهُ. وَلَا يَرُدُّ عَلَيْنَا الْبَابُ الْأَوَّلُ لِأَنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي مَحَبَّتِهِ. وَهَذَا مِيزَانٌ لَمْ يَجْرِ عَلَيْكَ: كُلَّمَا قَوِيَتْ مَحَبَّةُ الْعَبْدِ لِمَوْلَاهُ صَغُرَتْ عِنْدَهُ الْمَحْبُوبَاتُ وَقَلَّتْ، وَكُلَّمَا ضَعُفَتْ كَثُرَتْ مَحْبُوبَاتُهُ وَانْتَشَرَتْ. وَكَذَا الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. فَإِنْ كَمُلَ خَوْفُ الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ لَمْ يَخَفْ شَيْئًا سِوَاهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إلَّا اللَّهَ}. وَإِذَا نَقَصَ خَوْفُهُ خَافَ مِنْ الْمَخْلُوقِ، وَعَلَى قَدْرِ نَقْصِ الْخَوْفِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْخَوْفُ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي الْمَحَبَّةِ، وَكَذَا الرَّجَاءُ وَغَيْرُهُ. فَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ الْخَفِيُّ الَّذِي لَا يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَسْلَمَ مِنْهُ إلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الشِّرْكَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ. وَطَرِيقُ التَّخَلُّصِ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ كُلِّهَا الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} وَلَا يَحْصُلُ الْإِخْلَاصُ إلَّا بَعْدَ الزُّهْدِ، وَلَا زُهْدَ إلَّا بِتَقْوَى، وَالتَّقْوَى مُتَابَعَةُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ.
وقد جاء في الحديث عند ابن حبان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل)). فقال أبو بكر: فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟ قال: ((أن تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)).
ووجه خفائه أنه بالكاد يفطن إليه الإنسان حتى يكاد يُعدم علمه، وهذا أكثر ما يكون في الأحوال القلبية وخوالج الصدور، فأمر الرسول (ص) بالاستغفار مما لم يبلغه علمه منها.
وهذا، مع تسمية الرسول (ص) له شركاً، فإن ما يكفي منه هو فقط الاستغفار، كما يستغفر من سائر الذنوب
===================
أما جواب سؤالك الثاني: فإن الشرك الحامل على الكبيرة أعظم من الشرك الحامل على الصغيرة، مع كونهما في نفس الأمر من الشرك الأصغر، إلا أن الشرك الأصغر يتفاوت من صغير إلى أصغر، بحسب ما يحمل عليه من معصية.
فعليه لا تتساوى الكبيرة والصغيرة في باب الشرك الأصغر.
فالجواب هو: لا، لا يلزمه التوبة من الصغائر كما يتوب من الكبائر.
أما قولك إن الشرك الأصغر أعظم من الكبائر، ففي ذلك نظر .. ومتكأ من قال بذلك هو قول ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً.
مع أن الرسول (ص) جعل شهادة الزور شركاً، فقد جاء في الحديث: صلى رسول الله (ص) صلاة الصبح، فلما انصرف قام قائماً فقال: عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله - ثلاث مرات -، ثم قرأ: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور (*) حنفاء لله غير مشركين به}.
قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 14/ 169]:
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الْإِشْرَاكَ بِاَللَّهِ - قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}} وَهَذَا يَعُمُّ كُلَّ قَوْلِ زُورٍ، بِأَيِّ لَفْظٍ كَانَ، وَعَلَى أَيْ صِفَةٍ وُجِدَ. فَلَا يَقُولُهُ الْعَبْدُ، وَلَا يَحْضُرُهُ، وَلَا يَسْمَعُهُ مِنْ قَوْلِ غَيْرِهِ. والزُّورُ هُوَ الْبَاطِلُ الَّذِي قَدْ ازْوَرَّ عَنْ الْحَقِّ وَالِاسْتِقَامَةِ، أَيْ تَحَوَّلَ، وَقَدْ سَمَّاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: شَهَادَةَ الزُّورِ، وَقَدْ قَالَ فِي الْمُظَاهِرِينَ مِنْ نِسَائِهِمْ {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا}.
وليس في كلام ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ما يبيّن أنه يؤثر الحلف بالله كاذباً، يميناً غموساً، التي جاء الوعيد الشديد فيها، على الحلف بغيره صادقاً ..
فاليمين الغموس هي ما تُفعل لسلب حق الغير أو ظلمه بغير وجه حق، أما مجرد الحلف كاذباً فليس يميناً غموساً .. وهذا ردّ على بعض المشايخ الذين جعلوا قصد ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اليمين الغموس، فقالوا بعِظم الشرك الأصغر على كبائر الذنوب.
ولو كان مقصود ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - تعظيم الشرك الأصغر على الكبائر، لكان الأولى به أن يقول: لأن ألقى الله تعالى بكل ذنب خلا الشرك، من قتل وسرقة وزنى وتول يوم الزحف، أحبّ لي من أن أحلف بغيره صادقاً.
هذا، مع كون الحلف بالله كاذباً استهانة بعظمة الله تعالى، وحسبك ذلك كفراً أصغر.
ولكن في كلامه وجوه:
منها: أنه قصد بذلك إظهار خطورة الشرك، وجلالة التوحيد وعِظم قدره، ولم يعنِ حقيقة المقارنة بين الحلف بالله كاذباً والحلف بغيره صادقاً ..
ومنها: أنه إن كان يعني حقيقة المقارنة، فهي مقارنة نوعية .. بمعنى: أنه قابل الحلف بالحلف .. ولم يقابله بغير جنسه .. فلا يصح أن يقول مثلاً: الحلف بغير الله أعظم عند الله من القتل!! .. هذا لا يقوله أحد.
فإن كان كذلك، كان نفس الإثم إن خالطه شرك، أعظم منه مجرداً منه.
هذا، والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 07:06]ـ
اخي الكريم ابو شعيب اثابك الله الجنه على هذا الطرح القيم
و نفع بك
بارك الله فيك وجزاكم الله خيراً .. أسأل الله لي ولك القبول(/)
فتوى الشوكاني في حكم من نوى الردة ولم يرتكبها
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 09:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام سوف أضع كلام للإمام الشوكاني رحمه الله في حكم من نوى الردة ولكنه لم يرتكبها قولاً أو فعلاً، ونريد منكم أن تعلقوا على كلام الشوكاني رحمه الله
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله: ( .. فإنه ورد سؤال من الشيخ العلامة علي بن محمد بن عبد الوهاب النجدي كثر الله فوائد وهذا لفظه: عرض لي أشكال في قوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به " ما هو هذا المغفور هل هو شيئ يستقر في القلب ويريده الإنسان؟ أم هو خاطر يمر على القلب لا يستقر ولا يريده الإنسان فإن كان الأول فكيف حال من نوى الردة مثلاً ـ والعياذ بالله ـ ولم يرتكب موجبها من قول أو فعل وكذلك من عزم على فعل ذنب من الذنوب في حينه أو معلقاً على حصول شئ ونحو ذلك وكذلك من دخل في عبادة من صلاة أو صيام أو طهارة ثم نوى إبطالها والخروج منها من غير فعل يوجب البطلان، فإن قلتم إنه يكفر ويأثم وتبطل عبادته فما تقولون في من نوى الطلاق أو العتاق بقلبه لكن لم يتكلم بموجبه وإن فرقتم في الحكم بين هذه المسائل فما وجه الفرق مع أن ظاهر الحديث لا يقتضي التفريق ... إلى أخر السؤال
فأجاب الإمام الشوكاني رحمه الله: أقول مستعيناً بالله ومتكلاً عليه مصلياً على رسوله وآله وصحبه: إن قوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به " كما في حدث أبي هريرة الثانت في الصحيح يدل على غفران كل ما وقع من حديث النفس فإن لفظ " ما " من ضيغ العموم كما صرح به أهل الأصول وأهل المعاني والبيان فهذا اللفظ في قوة " إن الله غفر لأمتي كل ما حدثت به " وهكذا ما ثبت في لفظ آخر من الصحيح من حديث أبي هريرة " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها " فإنه في قوة " عن كل ما حدثت به أنفسها " وهكذا بقية الألفاظ في الصحيح وغيره فإنها دالة على العموم مفيدة لعدم إختصاص التجاوز والمغفرة ببعض حديث النفس دون بعض.
ويؤيد ذلك الحديث الثانت في الصحيح: أنها لما أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير" سورة البقرة الآية: 284.
فإن هذه الآية لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب فقالوا: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم سمعنا وعصينا، بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فقالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فلما اقترأهل القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها: " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل عزوجل:" لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال: نعم " ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا " قال: نعم " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال: نعم " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " قال: نعم.
هذا لفظ حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح وفي حديث ابن عباس الثابت في الصحيح أيضاً بلفظ:" قد فعلت" مكان " قال نعم " في هذه المواضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفاك أن الحرج الذي رفعه الله في الآية الأولى ونسخه وغفره لأمته هو التسوية بين إبداء ما في النفس أو إخفائه ولفظ الآية يقتضي العموم لأن قوله: " أو تخفوه " الضمير يرجع إلى قوله: " ما في أنفسكم " ولفظ " ما " من ضيغ العموم كما قدمنا لأنها الموصولة ثم رفع الله عنهم هذا التكليف ولم يحملهم ما لا طاقة لهم به ولفظ " ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " يقتضي العموم لأن " ما " في " ما لا طاقة لنا به " هي الموصولة أوالموصوفة، أي لا تحملنا الشئ الذي لا طاقة لنا به أو شيئاً لا طاقة لنا به فقال: نعم أو قال: قد فعلت، وهكذا يصح أن تكون " ما " في " ما حدثت به أنفسها " موصوفة كما يصح أن تكون موصولة أي الشئ الذي حدثت به أنفسها أو شيئاً حدثت به أنفسها.
وهكذا في " إن تبدوا ما في أنفسكم أو يخفوه " كما يصح أن تكوم " ما " موصولة يصح أن تكون موصوفة، أي إن تبدوا الشئ الذي في أنفسكم أو شيئاً في أنفسكم أو تخفوا الشئ الذي في أنفسكم أو شيئاً في أنفسكم فتقرر لك بهذا أن الشئ الذي تجاوزه الله لهذه الأمة من حديث النفس هو كل ما يصدق عليه حديث نفس كائناً ما كان سواء استقر في النفس وطال الحديث لها به أو قصر وسواء بقي زمناً كثيراً أو قليلا ً وسواء مر على النفس مروراً سريعاً أو تراخي فيها فالكل مما غفره الله لهذه الأمة وشرفها به وخصها برفع الحرج فيه دون سائر الأمم فإنها كانت مخاطبة بذلك مأخوذة به.
ولا يقال كيف خوطبت الأمم المتقدمة بمجرد الخواطر التي تمر بأنفسهم من حديث النفس مع كون ذلك من تكليف ما لا يطاق ولا تقدر على دفعه الطبائع البشرية لأنا نقول: يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
فظهر لك بهذا أن كل ما يصدق عليه حديث النفس فهو مغفور عفوُ متجاوز عنه كائناً ما كان على أي صفة كان فلا يقع به ردة ولا يُكتب به ذنب ولا تبطل به عبادة ولا يصح به طلاق ولا عتاق ولا شئ من العقود كائناً ما كان فإن الرجل الذي حدث نفسه بالردة ولم يعمل ولا تكلم قد غفر الله له ذلك الحديث الذي حدث به نفسه بالردة إلى غاية هي العمل والتكلم، فإن حصل منه العمل وذلك بان يفعل فعلاً يقتضي الردة أو تكلم بما يقتضي الردة صار مرتداً ولزمته أحكام المرتدين.
وهكذا بقية ما سأل عنه السائل ومما يؤيد هذا ويدل عليه الحديث الثانت في الصحيح من حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه: " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة وإن همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن همّ بها فعملها كتبها الله سئية واحدة"
وفي حديث أبي هريرة الثانت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله عزوجل إذا همّ عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإن همّ بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحدة " ... إلى أن يقول رحمه الله فإن قوله: " وإن همّ بسيئة فلم يعملها " يدل على أن كل ما همّ به الإنسان أي همّ كان، سواء كان حديث نفس أو عزم أو إرادة أو نية لا يؤاخذ به حتى يعمله كما يدل على ذلك إطلاق السيئة وعدم تقييدها، وكما يفيده جعل العمل مقابلاً للهم فإنه يدل على أنه إذا لم يعمل السيئة فهو من قسم الهم، وأيضاً يدل أعظم دلالة ذكر حرف الشرط في قوله: " فإن عملها " فإن هذه الصيغة تفيد أنه لا مؤاخذة بالسيئة حتى يعملها، وبهذا يُرد على من جعل القصد والعزم وعقد القلب أموراً زائدة على مجرد الهم.
وأما ما روي عن بعض أهل العلم من الفرق بين ما استقر من أفعال القلوب وما لم يستقر وأنه يؤاخذ بما استقر منها لا بما لم يستقر وأن حديث: " إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل " محمول على ما لم يستقر فلا يخفاك أنه لا وجه لهذا التأويل المتعسف والتفرقة بين ما يشمله الحديث ويدل عليه بإدخال بعضه تحت حكم العفو والتجاوز وإخراج بعضه عن ذلك الحكم وجعله مما لم يتناوله التجاوز عن حديث النفس مع كونه منه، وفي هذا من التعسف ما لم يلجئ إليه ضرورة ولا قام عليه دليل .... ثم أطال الشوكاني في الرد على بعض التسأولات والإعتراضات إلى أن قال رحمه الله: وقد تبين بجميع ما ذكرنا جواب ما سأل عنه السائل كثر الله فوائده وأن الحرج المغفور لهذه الأمة هو ما كان من تكليف غيرهم من العقوبة على حديث النفس وما تخفيه الضمائر وما تهم به القلوب من غير فرق بين ما استقر وطال أمد لبثه وتردد في النفس وتكرر حديثها به وبين ما مر سريعاً وعرض عروضاً يسيراً فإنه مغفور لنا ومعاقب به من قبلنا لما قدمنا ذكره.
ولا يشكل على هذا التقرير الذي قررناه ما ورد في مواضع مخصوصة مما يدل على المؤاخذة بشئ من الأفعال القلبية من دون عمل ولا تكلم فإن ذلك يقصر على موضعه ويخص بسببه ويكون ما ورد منها مخصصاً لهذه العمومات التي ذكرناها ... إلى أخر) إنتهي رسالة " رفع الباس عن حديث النفس والهم والوسواس " للإمام الشوكاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 04:41]ـ
نقل الملا على القارى الأتفاق على كفر من نوى الكفر ولو بعد فترة وهذا فى كتابه ضوء المعالى بشرح بدء الأمالى
عندقول الناظم
ومن ينوى ارتدادا بعد دهر ....................... يصر عن دين حق ذا انسلال
فقال: ................. فإذا أتى بما هو ينافيها ولو بالنية فقد كفر اتفاقا ولانقصد الكفر ينافى التصديق ويزيل التحقيق ولأنه رضى بالكفر والرضى بكفر نفسه كفر بالإجماع أهـ
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 01:33]ـ
أخي أبو زكريا المهاجر بارك الله فيك
-----------------------
ولعل في هذا الكلام من الإمام ابن قيم الجوزية تفصيل أوضح للمسالة.
يقول الإمام القيم رحمه الله بعد أن سرد جملة من الأحاديث الصحيحة التي تدل على أن النية لا يؤاخذ بها المرء ما لم يقع منه القول أو الفعل: (( ... فتضمنت هذه السنن أن ما لم ينطق به اللسان من طلاق أو عتاق، أو يمين أو نذر ونحو ذلك، غير لازم بالنية والقصد، وهذا قول الجمهور.
وفي المسألة قولان آخران:
أحدهما: التوقف فيها، قال عبد الرزاق عن معمر، سئل ابن سيرين عمن طلق في نفسه، فقال: قد علم الله ما في نفسك؟ قال: بلى، قال: فلا أقول فيها شيئاً.
والثاني: وقوعه إذا جزم عليه، وهذا رواية أشهب عن مالك، ورُوي عن الزهري.
وحجة هذا قوله: " إنما الأعمال بالنيات "، وأن من كفر في نفسه، فهو كفر، وقوله تعالى: " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " سورة البقرة (248).
وأن المصر على المعصية فاسق مؤاخذ وإن لم يفعلها، وبأن أعمال القلوب في الثواب والعقاب كأعمال الجوارح، يًثاب على الحب والبغض، والموالاة والمعاداة في الله، وعلى التوكل والرضى، والعزم على الطاعة، ويعاقب على الكبر والحسد، والعجب والشك والرياء وظن السوء بالأبرياء.
ولا حجة في شيء من هذا على وقوع الطلاق والعتاق بمجرد النية من غير تلفظ، أما حديث: " الأعمال بالنيات " فهو حجة عليهم، لأنه أخبر فيه أن العمل مع النية هو المعتبر، لا النية وحدها، وأما من اعتقد الكفر بقلبه أو شك، فهو كافر لزوال الإيمان الذي هو عقد القلب مع الإقرار، فإذا زال العقد الجازم، كان نفس زواله كفراً، فإن الإيمان أمر وجودي ثابت قائم بالقلب فما لم يقم بالقلب حصل ضده وهو الكفر، وهذا كالعلم والجهل، إذا فُقِدَ العلم حصل الجهل، وكذلك كل نقيضين زال أحدهما خلفه الآخر.
وأما الآية فليس فيها أن المحاسبة بما يُخفِيه العبد إلزامه بأحكامه بالشرع، وإنما فيها محاسبته بما يُبديه أو يخفيه، ثم هو مغفورٌ له أو معذب، فأين هذا من وقوع الطلاق بالنية، وأما أن المصرَّ على المعصية فاسق مؤاخذ، فهذا إنما هو فيمن عمل المعصية، ثم أصرَّ عليها، فهنا عمل اتصل به العزم على معاودته، فهذا هو المصر، وأما من عزم على المعصية ولم يعملها، فهو بين أمرين: إما أن لا تكتب عليه، وإما أن تكتب له حسنة إذا تركها لله عز وجل، وأما الثواب والعقاب على أعمال القلوب فحقٌ، والقرآن والسنة مملوآن به، ولكن وقوع الطلاق والعتاق بالنية من غير تلفظ أمر خارج عن الثواب والعقاب، ولا تلازم بين الأمرين، فإن ما يعاقب عليه من أعمال القلوب هو معاصٍ قلبية يستحق العقوبة عليها، كما يستحقه على المعاصي البدنية إذ هي منافية لعبودية القلب، فإن الكبر والرياء وظن السوء محرمات على القلب، وهي أمور اختيارية يمكن اجتنابُها فيستحق العقوبة على فعلها، وهي أسماء لمعانٍ مسمياتها قائمة بالقلب.
وأما العتاق والطلاق، فاسمان لمُسمّيين قائمين باللسان، أو ما ناب عنه من إشارة أو كتابة، وليسا اسمين لما في القلب مجرداً عن النطق.
وتضمنت أن المكلف إذا هزل بالطلاق، أو النكاح، أو الرجعة، لزمه ما هزل به، فدل ذلك أن كلام الهازل معتبر وإن لم يُعتبر كلامُ النائم والناسي، وزائلِ العقل والمكرَه، والفرق بينهما أن الهازل قاصدً للفظ غيرُ مريدٌ لحكمه، وذلك ليس إليه، فإنما إلى المكلَّف الأسباب، وأما ترتُّب مسبَّباتها وأحكامها، فهو إلى الشارع قصده المكلّفُ أولم يقصده، والعبرة بقصده السبب اختياراً في حال عقله وتكليفه، فإذا قصده، رتب الشارع عليه حُكمه جدَّ به أو هزل، وهذا بخلاف النائم والمَُبرسَمٍ، والمجنون والسكران وزائل العق، فإنهم ليس لهم قصد صحيح، وليسوا مكلفين، فألفاظهم لغو بمنزلة ألفاظ الطفل الذي لا يعقل معناها، ولا يقصده وسرّ المسألة الفرق بين من قصد اللفظ، وهو عالم به ولم يُرد حكمه، وبين من لم يقصد اللفظ ولم يعلم معناه، فالمراتب التي اعتبرها الشارع أربعة.
إحدها: أن يَقصد الحكم ولا يتلفظ به.
الثاني: أن لا يقصد اللفظ ولا حكمه.
الثالثة: أن يقصد اللفظ دون حكمه.
الرابع: أن يقصد اللفظ والحكم.
فالأوليان لغو، والآخرتان معتبرتان.
هذا الذي استُفيدَ من مجموع نصوصه وأحكامه، وعلى هذا فكلام المكرَه كله لغو لا عيرة به، وقد دلّ القرآن على أن من أُكره على التكلم بكلمة الكفر لا يكفر، ومن أُكره على الإسلام لا يصير به مسلماً، ودلّت السنة على أن الله سبحانه تجاوز على المكره، فلم يؤاخذ بما أُكره عليه، وهذا يُراد به كلامه قطعاً، وأما أفعاله، ففيها تفصيل، فما أبيح منها بالإكراه فهو متجازو عنه ... وما لا يباح بالإكراه، فهو مؤاخذ به ... والفرق بين الأقوال والأفعال في الإكراه، أن الأفعال إذا وقعت لم ترتفع مفسدتها، بل مفسدتها معها بخلاف الأقوال، فإنها يمكن إلغاؤها وجعلها بمنزلة أقوال النائم والمجنون، فمفسدة الفعل الذي لا يباح بالإكراه ثابتة بخلاف مفسدة القول، فإنها إنما تثبت إذا كان قائله عالماً به مختاراً له .. ) إهـ زاد المعاد (5/ 184 وما بعدها).
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لظى الحق]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل والموقع ثري بالمواد القيمه فبارك الله لكم(/)
اشكال حول (كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 10:38]ـ
لأنه من المعلوم أنه يجوز التعاون مع الكفار والمبتدعة فيما لايضر بديننا ولا يقتضى هذا محبتهم على بدعتهم أو موالاتهم
فما معنى الجملة المعنون بها بارك الله فيكم؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم هذه العبارة صحيحة وهي عبارة شرعية لا غبار عليها ومقصود قائلها أن المسلم لا يتوحد ولا يجتمع مع غيره إلا تحت راية الإسلام وتحكيم شريعة القرآن فلا قومية ولا وطنية ولا جنسية ولا عصبية غير عصبية لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى مع الكفار الغير حربيين فإن المسلم مطالب أن يتعامل معهم وقف شرعية الله عزوجل وفي حدود ما تأذن به الشريعة الإسلامية بالضوابط والشروط الشريعة الصحيحة، وكذلك المبدعة من أهل الإسلام فإن هؤلاء إن لم تخرجهم بدعة من دائرة الإسلام فإن التعامل مع هذا الصنف من أهل الإسلام المبتدعين يكون في أحوال الضرورة القسوة مع مراعاة الضوابط الشرعية التي وضعتها الشرعية في كيفية التعامل مع أهل الأهواء والبدع، فهذه حالات أستثانئة بسيطة وقليلة جداً ولكن من حيث الأصل العام أن المسلم لا يجتمع ولا يتوحد إلا على هدي المصطفى عليه أفضل ا لصلاة واتم التسليم " فإن من قاتل تحت راية عمية فمات فميتته جاهلية" كما صح بذلك الخبر. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 01:24]ـ
أخي الكريم
المقصود بهذه العبارة والله أعلم، الرد على من همهم جمع أكبر عدد من الناس، وقد تكون عقائدهم مختلفة، وأفكارهم مضطربة، والمقصود جمعهم تحت راية واحدة، وشخص واحد، وجماعة واحدة، فقد تجد الشيوعي إلى جوار االصوفي إلى جوار الأشعري إلى جوار الملتزم الحقيقي بل أحيانا يجمعون معهم النصارى، وهكذا، ففي هذه العبارة رد على هؤلاء في أنهم أخطأوا الطريق، فالمفروض أن نحدد أولا ما الذي سنجتمع عليه، ألا وهو التوحيد الصحيح الذي عليه ائمة المسلمين، وهذ هو عين ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلمة التوحيد، لا إله إلا الله، بشروطها التي بينها أهل العلم، نعم نبدأ بما بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم به، ليس المقصود أن نجمع أي أحد، لأن ذلك في النهاية يضر، كيف يقف من ينكر وجود الإله، ومن يقول بالحلول والاتحاد، ومن يقول حدثني قلبي عن ربي ومن ينفي الصفات عن الله أو يؤلها، كيف يقف كل هؤلاء مع من يمجد الله، ولايصفه إلا بما وصف به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كيف يقف هؤلاء مع أهل البدع في خندق واحد، كل يقاتل تحت رايته ومعتقده، وله أهدافه، المهم ليس العدد بقدر أن يكون المجتمعون على قلب رجل واحد، في اعتقادهم، ومنهجهم، وهذا واضح في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة، وإلا فصاحب المعتقد السليم، له ضوابط، وله حدود لا يستطيع أن يتعداها، فيقول هذه بدعة لا يجوز أن نفعلها، فيأتي آخر بل آخرون وينادون بهذه البدعة، عندك ضوابط في التعامل مع القرآن، فليس لأي أحد أن يتكلم في كتاب الله بغير علم، لكنه قد يأخذ من أي أحد لأنه قد يوافق هواه، عندك ضوابط في التعامل مع الأحاديث الضعيفة، وهو ليس كذلك بل يأخذ منها ما ناسب مطالبه، وغير ذلك كثير مما ليس هذا محله، فالمهم كما ذكرت أن نحدد على أي شئ سنجتمع لكي نميز الصف، ويتضح الحق من الباطل.
وللشيخ أبي إسحاق الحويني _ حفظه الله _ محاضرة بعنوان " كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة "أرجو أن تسمعها، وجزاك الله كل خير.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 11:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم هذه العبارة صحيحة وهي عبارة شرعية لا غبار عليها ومقصود قائلها أن المسلم لا يتوحد ولا يجتمع مع غيره إلا تحت راية الإسلام وتحكيم شريعة القرآن فلا قومية ولا وطنية ولا جنسية ولا عصبية غير عصبية لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى مع الكفار الغير حربيين فإن المسلم مطالب أن يتعامل معهم وقف شرعية الله عزوجل وفي حدود ما تأذن به الشريعة الإسلامية بالضوابط والشروط الشريعة الصحيحة، وكذلك المبدعة من أهل الإسلام فإن هؤلاء إن لم تخرجهم بدعة من دائرة الإسلام فإن التعامل مع هذا الصنف من أهل الإسلام المبتدعين يكون في أحوال الضرورة القسوة مع مراعاة الضوابط الشرعية التي وضعتها الشرعية في كيفية التعامل مع أهل الأهواء والبدع، فهذه حالات أستثانئة بسيطة وقليلة جداً ولكن من حيث الأصل العام أن المسلم لا يجتمع ولا يتوحد إلا على هدي المصطفى عليه أفضل ا لصلاة واتم التسليم " فإن من قاتل تحت راية عمية فمات فميتته جاهلية" كما صح بذلك الخبر. والله تعالى أعلى وأعلم.
هذا الكلام (الذى فى المستطيل) غريب على وما أعلمه أنه يجوز التعامل مع الكفار واهل البدع بدون ضرورو بالضوابط أما قيد الضرورة فغريب على أرجو افادتى بما عندك بخصوص هذا القيد
ثم ما ذكرتموه معلوم بدون تقعيد قاعدة فأظن والله أعلم ان هذه القاعدة وضعت للطيفة معينة وسر
فلعلة أجد فى شريط الشيخ أبو اسحاق ما ينفع فأحضر لى الرابط لو سمحت
وأرجو ممن عنده علم يفيدنى به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 02:46]ـ
هذه الكلمة وضعها واضعها لتنبيه طوائف بعينها من العاملين للاسلام الى أن كلمة المسلمين لن تتوحد الا بعد أن يجتمعوا أولا على كلمة التوحيد، وهذا هو الأصل الذي به نشأت أمة المسلمين في أول أمرها، فلولا أن كان الصحابة على قلب رجل واحد بكلمة التوحيد لما قامت لهم أمة أصلا في الأرض! أما الذين يقولون "يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، هكذا باطلاق أيا كانت مادة الخلاف، في سبيل توحيد كلمة المسلمين - زعموا - فهؤلاء يرد عليهم بهذه العبارة وينبهون الى فساد منهجهم، فلو لم تتوحد العقيدة على الحق، فلا وحدة للكلمة ولا للقصد ولا للأهداف ولا للولاءات والبراءات ولا لشيء من ذلك، مهما تظاهر القوم بالتوحد والاجتماع في المنتديات والمؤتمرات وغيرها! ولهذا اقترن مسمى "الجماعة" جماعة المسلمين، بأهل السنة دون غيرهم، فهم الجماعة، وهم الوحدة التي يجب أن يجتمع عليها سائر المسلمين، على كلمة الحق كلمة واحدة وقلبا واحدا ... نسأل الله أن يهدي المسلمين جميعا الى ما يحب ويرضى.(/)
هل كان فخر الدين الرازي جهمياً؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 11:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
وجدت هذا من كلام ابن تيمية - رحمه الله -. قال في "بيان تلبيس الجهمية" (1/ 122): أبو عبدالله الرازي فيه تجهم قوي، ولهذا يوحد ميله إلى الدهرية أكثر من ميله إلى السلفية الذين يقولون إنه فوق العرش.
هل هو نفسه أم رجل آخر؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 11:52]ـ
لا ينبغي أن تسأل هذا السؤال مطلقا!!
لأن كتاب (بيان تلبيس الجهمية) موضوع من أوله إلى آخره في الرد على كتاب (تأسيس التقديس) للفخر الرازي.
وينبغي أيضا التفريق بين قولنا (فلان جهمي) و (فلان فيه تجهم)، فتدبر دقة عبارات الأئمة.(/)
قول الأشاعرة:العرض لا يبقى زمانين
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 03:36]ـ
العرض لا يبقى زمانين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فإن من القواعد التي استند إليها الأشاعرة في نفي صفات الله الاختيارية-الفعلية- قاعدة أن العرض لا يبقى زمانين.
وهذه القاعدة كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مخالفة للمعقول والمنقول , وقد ترتب على التزامهم بها تناقض في مسائل عدة.
توضيح معنى العرض
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:: ولفظ العرض في اللغة له معنى وهو ما يعرض ويزول كما قال تعالى: {يأخذون عرض هذا الأدنى} وعند أهل الاصطلاح الكلامي قد يراد بالعرض ما يقوم بغيره مطلقا وقد يراد به ما يقوم بالجسم من الصفات ويراد به فى غير هذا الاصطلاح أمور أخرى.
مجموع الفتاوى (9|300)
كيف ظهرت هذه المقولة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن أئمة هؤلاء الطوائف صار كل منهم يلتزم ما يراه لازما ليطردها فيلتزم لوازم مخالفة للشرع والعقل فيجيء الآخر فيرد عليه ويبين فساد ما التزمه ويلتزم هو لوازم أخر لطردها فيقع أيضا في مخالفة الشرع والعقل.
فالجهمية التزموا نفي أسماء الله وصفاته إذ كانت الصفات أعراضا تقوم بالموصوف ولا يعقل موصوف بصفة إلا الجسم فإذا اعتقدوا حدوثه اعتقدوا حدوث كل موصوف بصفة والرب تعالى قديم فالتزموا نفي صفاته, وأسماؤه مستلزمة لصفاته؛ فنفوا أسماءه الحسنى وصفاته العلى.
والمعتزلة استعظموا نفي الأسماء لما فيه من تكذيب القرآن تكذيبا ظاهر الخروج عن العقل والتناقض فإنه لا بد من التمييز بين الرب وغيره بالقلب واللسان فما لا يميز من غيره لا حقيقة له ولا إثبات وهو حقيقة قول الجهمية فإنهم لم يثبتوا في نفس الأمر شيئا قديما البتة ... والمقصود هنا أن المعتزلة لما رأوا الجهمية قد نفوا أسماء الله الحسنى استعظموا ذلك وأقروا بالأسماء ولما رأوا هذه الطريق توجب نفي الصفات نفوا الصفات فصاروا متناقضين فإن إثبات حي عليم قدير سميع بصير بلا حياة ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا سمع ولا بصر مكابرة للعقل كإثبات مصل بلا صلاة وصائم بلا صيام وقائم بلا قيام ونحو ذلك من الأسماء المشتقة كأسماء الفاعلين والصفات المعدولة عنها ولهذا ذكروا في أصول الفقه أن صدق الاسم المشتق كالحي والعليم لا ينفك عن صدق المشتق منه كالحياة والعلم وذكروا النزاع مع من ذكروه من المعتزلة كأبي علي وأبي هاشم.
فجاء ابن كلاب ومن اتبعه كالأشعري والقلانسي: فقرروا أنه لا بد من إثبات الصفات متابعة للدليل السمعي والعقلي مع إثبات الأسماء وقالوا ليست أعراضا لأن العرض لا يبقى زمانين! وصفات الرب باقية سلكوا في هذا الفرق وهو أن العرض لا يبقى زمانين مسلكا أنكره عليهم جمهور العقلاء وقالوا إنهم خالفوا الحس وضرورة العقل وهم موافقون لأولئك على صحة هذه الطريقة طريقة الأعراض قالوا وهذه تنفى عن الله أن يقوم به حادث وكل حادث فإنما يكون بمشيئته وقدرته قالوا فلا يتصف بشيء من هذه الأمور لا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يقوم به فعل اختياري يحصل بمشيئته وقدرته كخلق العالم وغيره بل منهم من قال لا يقوم به فعل بل الخلق هو المخلوق كالأشعري ومن وافقه ...
النبوات (46)
وجه الشبهة التي دعتهم إلى نفي الصفات الاختيارية
وقال أيضا: ومن هنا يظهر الأصل الثانى الذي تبنى عليه أفعال الرب تعالى اللازمة والمتعدية وهو أنه سبحانه هل تقوم به الأمور الاختيارية المتعلقة بقدرته ومشيئته أم لا؟ فمذهب السلف وأئمة الحديث وكثير من طوائف الكلام والفلاسفة جواز ذلك وذهب نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة والفلاسفة والكلابية من مثبتة الصفات إلى امتناع قيام ذلك به.
أما نفاة الصفات فإنهم ينفون هذا وغيره ويقولون هذا كله أعراض والأعراض لا تقوم إلا بجسم والأجسام محدثة فلو قامت به الصفات لكان محدثا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الكلابية فانهم يقولون نحن نقول تقوم به الصفات ولا نقول هى أعراض فإن العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب تبارك وتعالى عندنا باقية بخلاف الأعراض القائمة بالمخلوقات فإن الأعراض عندنا لا تبقى زمانين وأما جمهور العقلاء فنازعوهم في هذا قالوا بل السواد والبياض الذى كان موجودا من ساعة هو هذا السواد بعينه كما قد بسط فى غير هذا الموضع إذ المقصود هنا التنبيه على مقالات الطوائف في هذا الأصل. مجموع الفتاوى (5|537)
وقال رحمه الله: ونظير هذا أن يقول لو كان له علم وقدرة لكان محلا للأعراض وما كان محلا للأعراض فهو محل الآفات والعيوب فلا يكون قدوسا ولا سلاما لأن أهل اللغة قالوا العرض بالتحريك ما يعرض للإنسان من مرض ونحوه فلو جاز أن تقوم به هذه لكان تعالى وتقدس معيبا ناقصا وهو سبحانه مقدس عن ذلك إذ هو السلام القدوس.
فيقال لفظ العرض مشترك بين ما ذكر من معناه في اللغة وبين معناه في عرف أهل الكلام فإن معناه عند من يسمى العلم والقدرة والحركة والسكون ونحو ذلك
وآخرون يقولون هو ما لا يبقى زمانين ويقولون إن صفات الخالق باقية بخلاف ما يقوم بالمخلوقات من الصفات فإنها لا تبقى زمانين
والمقصود هنا أنه إذا قال لو قام به العلم والقدرة لكان عرضا وما قام به العرض قامت به الآفات كلام فيه تلبيس فإن إحدى المقدمتين باطلة
فإن لفظ العرض إن فسر بالصفة فالمقدمة الثانية باطلة
وإن فسر بما يعرض للإنسان من المرض ونحوه فالمقدمة الأولى باطلة ونظير ذلك أن يقول لو كان قد استوى على العرش لكان قد أحدث حدثا وقامت به الحوادث لأن الاستواء فعل حادث كان بعد أن لم يكن فلو قام به الاستواء لقامت به الحوادث ومن قامت به الحوادث فقد أحدث حدثا والله تعالى منزه عن ذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثا.ولقوله صلى الله عليه وسلم:وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة.
مجموع الفتاوى (5|216)
بيان مخالفة هذه القاعدة للمحسوس والمعقول والمنقول والرد عليها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قال الجمهور وأما تفريق الكلابية بين المعانى التى لا تتعلق بمشيئته وقدرته والمعاني التي تتعلق بمشيئته وقدرته التي تسمى الحوادث ومنهم من يسمى الصفات أعراضا لأن العرض لا يبقي زمانين فيقال قول القائل أن العرض الذى هو السواد والبياض والطول والقصر ونحو ذلك لا يبقى زمانين قول محدث فى الإسلام لم يقله أحد من السلف والأئمة وهو قول مخالف لما عليه جماهير العقلاء من جميع الطوائف بل من الناس من يقول أنه معلوم الفساد بالاضطرار كما قد بسط فى موضع آخر.
وأما تسمية المسمي للصفات أعراضا فهذا أمر اصطلاحي لمن قاله من أهل الكلام ليس هو عرف أهل اللغة ولا عرف سائر أهل العلم والحقائق المعلومة بالسمع والعقل لا يؤثر فيها اختلاف الاصطلاحات بل يعد هذا من النزاعات اللفظية والنزاعات اللفظية أصوبها ما وافق لغة القرآن والرسول والسلف فما نطق به الرسول والصحابة جاز النطق به باتفاق المسلمين وما لم ينطقوا به ففيه نزاع وتفصيل ليس هذا موضعه.
مجموع الفتاوى (12|319)
وقال: و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك.
و مما ألجأهم إلى هذا ظنهم أنهما لو كانا باقيين لم يمكن إعدامهما ...
مجموع الفتاوى (16|275)
وقال ابن القيم رحمه الله: قال المثبتون جوابنا لكم بعين الجواب الذي تجيبون به خصومكم من الجهمية والمعتزلة نفاة الصفات فإنهم قالوا لكم لو قام به سبحانه صفة وجودية كالسمع والبصر والعلم والقدرة والحياة لكان محلا للأعراض ولزم التركيب والتجسيم والانقسام كما قلتم لو كان له وجه ويد وإصبع لزم التركيب والانقسام فحينئذ فما هو جوابكم لهؤلاء نجيبكم به.
فإن قلتم نحن نثبت هذه الصفات على وجه لا تكون أعراضا ولا نسميها أعراضا فلا يستلزم تركيبا ولا تجسيما
قيل لكم ونحن نثبت الصفات التي أثبتها الله لنفسه إذ نفيتموها أنتم عنه على وجه لا يستلزم الأبعاض والجوارح ولا يسمى المتصف بها مركبا ولا جسما ولا منقسما
فإن قلتم:هذه لا يعقل منها إلا الأجزاء والأبعاض.
قلنا لكم وتلك لا يعقل منها إلا الأعراض.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلتم العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية قديمة أبدية فليست أعراضا
قلنا:وكذلك الأبعاض هي ما جاز مفارقتها وانفصالها وانفكاكها وذلك في حق الرب تعالى محال فليست أبعاضا ولا جوارح فمفارقة الصفات الإلهية للموصوف بها مستحيل مطلقا في النوعين والمخلوق يجوز أن تفارقه أعراضه وأبعاضه
فإن قلتم إن كان الوجه عين اليد وعين الساق والإصبع فهو محال وإن كان غيره لزم التمييز ويلزم التركيب.
قلنا لكم: وإن كان السمع هو عين البصر وهما نفس العلم وهي نفس الحياة والقدرة فهو محال وإن تميزت لزم التركيب فما هو جواب لكم فالجواب مشترك فإن قلتم نحن نعقل صفات ليست أعراضا تقوم بغير جسم متحيز وإن لم يكن لها نظير في الشاهد.
قلنا لكم فاعقلوا صفات ليست بأبعاض تقوم بغير جسم وإن لم يكن له في الشاهد نظير ونحن لا ننكر الفرق بين النوعين في الجملة ولكن فرق غير نافع لكم في التفريق بين النوعين وأن أحدهما يستلزم التجسيم والتركيب والآخر لا يستلزمه ولما أخذ هذا الإلزام بحلوق الجهمية قالوا الباب كله عندنا واحد ونحن ننفي الجميع
فتبين أنه لا بد لكم من واحد من أمور ثلاثة:
إما هذا النفي العام والتعطيل المحض
وإما أن تصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ولا تتجاوزوا القرآن والحديث وتتبعوا في ذلك سبيل السلف الماضين الذين هم أعلم الأمة بهذا الشأن نفيا وإثباتا وأشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله.
الصواعق (1|229)
من المسائل التي ترتبت على هذه القاعدة الفاسدة
1 - قولهم النبي الآن ليس نبيا الآن لأن العرض لا يبقى زمانين
2 - قال ابن القيم رحمه الله: فصل وأما قول من قال مستقرها العدم – أي الروح –المحض
فهذا قول من قال إنها عرض من أعراض البدن وهو الحياة وهذا قول ابن الباقلانى ومن تبعه وكذلك قال أبو الهذيل العلاف النفس عرض من الأعراض ولم يعينه بأنه الحياة كما عينه ابن الباقلانى ثم قال هي عرض كسائر أعراض الجسم وهؤلاء عندهم أن الجسم إذا مات عدمت روحه كما تقدم وسائر أعراضه المشروطة بالحياة ومن يقول منهم أن العرض لا يبقى زمانين كما يقوله أكثر الأشعرية فمن قولهم إن روح الإنسان الآن هي غير روحه قبل وهو لا ينفك يحدث له روح ثم تغير ثم روح ثم تغير هكذا أبدا فيبدل له ألف روح فأكثر في مقدار ساعة من الزمان فما دونها فإذا مات فلا روح تصعد إلى السماء وتعود إلى القبر وتقبضها الملائكة ويستفتحون لها أبواب السموات ولا تنعم ولا تعذب وإنما ينعم ويعذب الجسد إذا شاء الله تنعيمه أو تعذيبه رد إليه الحياة في وقت يريد نعيمه أو عذابه وإلا فلا أرواح هناك قائمة بنفسها البتة
وقال بعض أرباب هذا القول ترد الحياة إلى عجب الذنب فهو الذي يعذب وينعم وحسب وهذا قول يرده الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأدلة العقول والفطن والفطرة وهو قول من لم يعرف روحه فضلا عن روح غيره ..
ولما أورد ذلك على ابن الباقلانى لج في الجواب وقال يخرج على هذا أحد وجهين إما بأن يوضع عرض من الحياة في أول جزء من أجزاء الجسم وإما أن يخلق لتلك الحياة والنعيم والعذاب جسد آخر.
وهذا قول في غاية الفساد من وجوه كثيرة؛ أي قول أفسد من قول من يجعل روح الإنسان عرضا من الأعراض تتبدل كل ساعة ألوفا من المرات فإذا فارقه هذا العرض لم يكن بعد المفارقة روح تنعم ولا تعذب ولا تصعد ولا تنزل ولا تمسك ولا ترسل فهذا قول مخالف للعقل ونصوص الكتاب والسنة والفطرة وهو قول من لم يعرف نفسه وسيأتي ذكر الوجوه الدالة على بطلان هذا القول في موضعه من هذا الجواب إن شاء الله وهو قول لم يقل به أحد من سلف الأمة ولا من الصحابة والتابعين ولا أئمة الإسلام.
الروح (111)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 05:01]ـ
وفقك الله وسدد خطاك وجزاكم خير الجزاء شيخنا الفاضل.
حتى لو كانت هذه القاعدة صحيحة، فهي أمر اصطلاحي، ولا يصح جعل الاصطلاح حاكما على الاعتقاد كما هو معروف.
فالحاصل أن النتيجة التي يقول بها الجهمية ومن وافقهم فاسدة سواء أصحت هذه القاعدة أم لم تصح.
فلا ينبغي ربط فساد قولهم بهذه القاعدة، بل قولهم فاسد حتى إن صحت.
وكثيرا ما يغيب عن طالب العلم أن فساد كلام المبتدعة لا يستلزم فساد جميع ما يقعدونه من القواعد، فيربط بين فساد نتائجهم وفساد قواعدهم ربطا دائما، فيُضطر أحيانا إلى رد الحق أو إلزام الناس باعتقاد ما لا يلزم اعتقاده.
فمثلا مسألة (الجزء الذي لا يتجزأ) التي كثر فيها الكلام والخلاف، لا يلزم المسلمَ أن يعتقد فيها قولا معينا؛ لأن الشرع لم يلزمه بذلك، وكلام المبتدعة باطل بغض النظر عن هذه المسألة، سواء أصح وجود الجزء الذي لا يتجزأ أم لم يصح.
وكذلك أيضا مسألة كروية الأرض ودورانها التي استند إليها كلا الفريقين، لا يصح تعليق مسائل الاعتقاد بها، فكلام المبتدعة باطل في جميع الأحوال سواء أكانت الأرض كرة أم لم تكن، وسواء أكانت تدور أم لم تكن.
وكذلك مسألة تقسيم المخلوقات إلى جواهر وأعراض، وتقسيم كل منها إلى أقسام، فسواء أصح هذا التقسيم أم لم يصح فكلام المبتدعة باطل، ولا يصح أن نلزم المسلمين أن يعتقدوا أن العرض يبقى أو أنه لا يبقى، فكل هذا ليس ملزوما عن الاعتقاد الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 07:26]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخنا الحبيب أبا مالك على هذا التأصيل(/)
الصحف السعودية تتسلم تعليمات بمنع انتقاد الشيخ عبدالمحسن العبيكان (يوجد رابط للخبر)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:10]ـ
علمت " شبكة القلم الفكرية " من مصادر مختلفة أن هناك قرارا تم إرساله إلى عدد من الصحف السعودية بالامتناع عن نشر المقالات التي تحمل انتقادا للشيخ عبدالمحسن العبيكان.
وفي اتصال خاص أجرته " شبكة القلم الفكرية " مع أحد الباحثين — وهو أستاذ جامعي معروف - أكد فيه أنه أرسل مقالة بغرض النشر إلى أحد الصحف الذائعة الصيت متضمنة نقدا لبعض ما ينشره ويكتبه الشيخ عبدالمحسن العبيكان في وسائل الإعلام المختلفة فجاء رد الصحيفة بوجود تعليمات تمنعهم من نشر شيء من ذلك.
وقد أكد الأستاذ أنه استغرب من رد المشرف الثقافي في الجريدة لاسيما وأنهم يتحدثون عن ضرورة تقبل الرأي الآخر والانفتاح على المخالف ومناقشة الأفكار دون إقصاء لأصحابها أو تهميش لهم.
يأتي هذا المنع في الوقت الذي تقوم فيه وسائل الإعلام المقروءة والمرئية باستضافة الشيخ العبيكان المعروف بآراءه المثيرة للجدل وهو في كثير من هذه الآراء يخالف الفتوى الرسمية المعمول بها في المملكة العربية السعودية إضافة إلى تفرده عن علماء المسلمين بالكثير من الأقوال والمواقف مما جعله عرضة للانتقاد دائما.
ومن اللافت للنظر أن الصحف السعودية تتعرض دائما في حديثها لهيئة كبار العلماء ومناقشة آراءهم مع أنهم معروفون بالاعتدال والوسطية ولهم قبول كبير في أوساط المجتمع وفي أحيان كثيرة يتصل حديث هذه الصحف إلى التطاول على أصول الشريعة وقواعد الإسلام كما فعلت ذلك جريدة الرياض في كلامها عن الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويتكلمون في الشأن العام بلا علم شرعي أو حجة مقبولة وتنشر الكثير من الصحف صورا فاضحة وأخبارا ملفقة تهدف إلى تغريب المجتمع وإفساد أخلاق الشباب ومع ذلك لا يجدون ما يمنعهم من الاستمرار في ذلك مع أن أنظمة وزارة الإعلام تنص صراحة على تحريم نشر ما يتعارض مع تعاليم الإسلام إضافة إلى أن الحكم المعمول به في المملكة هو الحكم الإسلامي وذلك ما يتعارض مع توجهات الكثير من الصحف المحلية التي تتجه نحو التغريب ونشر القيم الليبرالية.
وقد قامت " شبكة القلم الفكرية " بمحاولة الاتصال بعدد من العاملين في مجال الصحافة إلا أنها لم تجد منهم تعليقا على الخبر.
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.Con&*******id=95
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 02:29]ـ
الأخ الكريم
التثبت قد أمرنا به ربنا جل وعلا
كيف وهذا الملتقى العلمي المبارك بإشراف هؤلاء المشايخ الأجلاء ليس ملتقى صحفي تنشر فيه المقالات والأخبار على عواهنها
قد أسندت إلى هذه الشبكة وأرجوا أن تكون قد برئت
قال جل وعلا (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:17]ـ
أحسن الله إليك (أبو حاتم)!.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:25]ـ
لا أدري. . ما الغريب في الخبر أو الخطر فيه حتى يُطلب التثبت!
هذه سياسة إياد مدني مع مخالفيه. .
أم لأن اسم العبيكان في الخبر كان طلبكم بالتثبت!
كفانا الله شر إياد مدني ومَن نال رضاه!
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:06]ـ
نصيحتي للسعوديين الواعين الدينين بأن تتعالى أصواتهم مادام لا زال يُسمع لهم قبل أن يحاول طمسهم بالقوّة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 12:07]ـ
رغم أن إعلامنا من سيء إلى اسوأ، لكني لا استطيع تصديق مثل هذه الأخبار لأن شبكة القلم بالنسبة لنا في حكم المجاهيل من الرواة.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 04:47]ـ
لا أدري. . ما الغريب في الخبر أو الخطر فيه حتى يُطلب التثبت!
هذه سياسة إياد مدني مع مخالفيه. .
أم لأن اسم العبيكان في الخبر كان طلبكم بالتثبت! كفانا الله شر إياد مدني ومَن نال رضاه!
غفر الله لكِ أخية
الخطر في الخبر أن نعدل حتى وإن خالفنا العبيكان أو غيره وهذا هو فيما أعلم لب أهل الإنصاف جعلنا الله وإياكِ منهم
أما كون اسم العبيكان هو الذي جعلني أطلب التثبت!
فإني ولله الأمر من قبل ومن بعد لم أحضر درساً عند الشيخ عبدالمحسن العبيكان .... و لاأوافقه على ما خالف فيه الحق (وهذه وإن كنت في عداد المجاهيل ولكن حتى أنفي تهمة الإنحياز للعبيكان)
طلبي للتثبت سببه أن البعض هدانا الله وإياهم للحق عندما يختلفون مع إخوانهم لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة فما استطاعوا أن يلصقوا فيهم من السوء فعلوا ولستِ منهم إن شاء الله ...
تنبيه
هجومك في تعقيبكِ لأنك لا تعرفين من أنا!! فلماذا الهجوم!
# حُرِّره المشرف! #
نسأل الله للجميع التوفيق
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 05:52]ـ
أبو حاتم ,, أنا لا اتهمت ولا طعنت في النوايا؛ كان هذا مجرد تساؤل وبإمكانك أن تُعرض عنه ..
رغم أن إعلامنا من سيء إلى اسوأ، لكني لا استطيع تصديق مثل هذه الأخبار لأن شبكة القلم بالنسبة لنا في حكم المجاهيل من الرواة.
الذي أعرفه أن شبكة القلم يقوم عليها مشايخ فضلاء ثقات لا مجاهيل! ولا يعني ذلك عدم المطالبة بالتثبت، لكن وصف القائمين عليها بالمجاهيل لا ينبغي.(/)
رد الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى- المختصر على كتاب ((شرح كلمات الصوفية)) لغراب!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 01:38]ـ
قال – رحمه الله تعالى – في كتابه ((فتاوى علي الطنطاوي)):
[جاءتني رسالة من محمود محمود غراب، يقول فيها:
أبلغني من أثق بأمانته أن إذاعة المملكة العربية السعودية قد أذاعت حديثا لكم تجيبون فيه على سؤال من علم الحروف، وكان مما أوردتموه استطرادا في إجابتكم أن الشيخ محي الدين بن العربي كان ممن تكلم عن هذا العلم , وأنه أي محي الدين بن العربي جاء في كلامه عن وحدة الوجود بكفر وشرك أشد من شرك الجاهلية.
أنا لا أتعرض عن إجابتكم عن علم الحروف , ولا عن فتواكم , ما دمتم ترون أن عندكم الأهلية في التكلم عن علم قيل فيه من أهله: أنه من خصوص علم الأولياء , أي من علوم الأسرار الخاصة بأهلها , إلى أن قال: وأنه واضح من فتواكم أنكم لا تعلمون شيئا عما تعتبرونه فلسفة ابن العربي في وحدة الوجود! ولما كان الدين النصيحة فإني أنصحكم يا سيدي بقراءة كلام ابن عربي في وحدة الوجود، في كتاب لنا نشر حديثا تحت اسم ((شرح كلمات الصوفية , والرد على ابن تيمية)).
وقد أرسلت من هذا الكتاب إلى كل جامعة في المملكة العربية السعودية ثلاث نسخ للدراسة والنقد إلى آخرها ...
ثم جاءني الكتاب الذي أشار إليه وهذه تعليقاتي أولا على هذه الرسالة ثم أذكر تعليقي على بعض ما جاء في الكتاب:
1. أنا في العادة أهتم بالسؤال أكثر من اهتمامي بالسائل ولكنني أشير هنا , إشارة فقط , إلى إنني ابن دمشق وإنني منذ تعلمت القراءة والكتابة , أي منذ أكثر من سبعين سنة أعيش بين العلماء، وأبي كان من كبار علماء دمشق , وكان أمين الفتاوى فيه.
وأعرف العلماء جميعا معرفة لقاء أو سماع ,فما عرفت في دمشق عالما ولا طالب علم بهذا الاسم!
وربما كان اسما مستعارا تستر به من كتب هذه الرسالة.
2. ليس في الدنيا شيء اسمه ((علم الحروف)) إلا أن يكون المقصود به معانيها اللغوية، ومواقعها من الكلام، على ما جرى عليه العرب في لسانهم ككتاب ((المغني)) لابن هشام مثلا، أما علم الحروف الذي يدعيه غلاة الصوفية، فلا مستند له من نقل ولا عقل.
3 - قوله: ((إن هذا العلم من خصوص علم الأولياء، أي من علوم الأسرار الخاصة بأهلها))، هذا القول مردود من وجهين:
الأول: أن تعريف الأولياء عند عوام الناس، وعند غلاة المتصوفة تعريف مخالف للقرآن، فالله تعالى يقول: ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون))، ثم عرف الله بهم تعريفا جامعا مانعا فقال: ((الذين آمنوا وكانوا يتقون)).
فالأولياء، بالتعريف القرآني، هم المؤمنون الأتقياء، فالصحابة هم الأولياء، والتابعون من الأولياء، والأئمة الأربعة المتبعون من الأولياء، لا الذين يعدهم جماعة المتصوفة، أو الذين كتب عنهم الشعراني مثلا في " الطبقات الكبرى ".
والوجه الثاني: أن الله شرع شرعا واحدا، رسالة عامة للإنس والجن، ليس فيها أسرار خاصة بناس دون ناس! ما عندنا دين للخاصة، ودين للعامة، ولكنه دين للناس جميعا.
4 - قول صاحب الرسالة الشيخ محيي الدين بن العربي فيه غلط أيضا من وجهين:
الأول: أنه كتب محي بياء واحدة، مع أن لقبه محيي (بيائين) اسم فاعل من أحي يحيي، ولو كتبناه بالحروف اللاتينية، لكان أقرب إلى الصواب، لأنه يقرأ عندئذ " موهي الدين! " وما جاء به هذا الرجل يوهي الدين ولا يحييه.
والوجه الثاني: أن علماءنا يفرقون بين ابن العربي وابن عربي، فالأول هو: الإمام المجمع على إمامته، صاحب: " أحكام القرآن " وصاحب " العواصم من القواصم "؛ والثاني: ابن عربي هذا الذي اختلف العلماء فيه، وحكم جلتهم – لا ابن تيمية وحده – بأن أقواله المروية في كتبه كفر بلا شك.
5 - ولقد كنت قديما أصدر قديما سلسلة بعنوان " أعلام التاريخ " أصدرت منها جزأين قبل أن أشتغل في المملكة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، جعلت الأول مباحث عامة في هذه الأمور المختلف فيها؛ فكان مما قلت فيها عن ابن عربي: إن الله يوم القيامة لا يسألني، ولا يسأل غيري عن ابن عربي ولا غيره، ولكن يسألني عما أقول وعما أفعل، فإذا قلت الباطل أو كتبته أو نشرته أكون مسؤولا عنه عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: الذي فيكتب ابن عربي وابن سبعين والحلاج وما نقل عن أبي يزيد البسطامي، وأمثال هؤلاء كفر لا شك فيه!.
أما قائل هذا الكلام فالله أعلم الآن بحاله ومآله، فإن تاب منه، ورجع عنه ومات على الإيمان غفر الله له، وإلا فأمره إليه.
أما قوله في الرسالة من لا أعرف شيئا عن ابن العربي، وعن عقيدة وحدة الوجود! فأخبره - ولا فخر في ذلك – أن الذي جلب كتاب " الفتوحات " من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه والمحفوظة الآن في قونية هو: جدنا الذي قدم من طنطا إلى دمشق 1250 هـ، فإن كان أخطأ في ذلك، فأسأل الله المغفرة له، وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبد القادر الطنطاوي نسخة " الفتوحات " المطبوعة على هذا الأصل المنقول صفحة صفحة، كما قابلت معه بعد ذلك كتاب المواقف للأمير عبد القادر الجزائري، وهو من جنس الفتوحات، وقرأت (مع الأسف لا مع الفخر) من كتب الصوفية ما لم يسمع به هذا الغراب فضلا عن أن يقرأه، وأنا أستغفر الله الآن على ما أنفقت من عمري في قراءة هذه الضلالات.
أما قوله في الرسالة: إنه أرسل نسخا من الكتاب إلى جامعات المملكة، وأرسل نسخة خاصة إلى سماح الشيخ ابن باز، فا الله أعلم بحقيقة ما قاله، وأنا أشك في ذلك، لأنه لو أرسل مثل هذه الرسالة إلى السكوت عنه بل لردوا عليه، وما أسهل الرد عليه وهدم ما بناه.
6 – أما انتشار التصوف الآن الملاحظ في الشام وغيرها، بل في أميركا وفي أوروبا، فمرده إلى انغماس الناس في المادة،و إلى افتقارهم إلى الروح لقد أحسوا بذلك، فهم يقبلون على
كل ما يتصل بل لأمور ((المهاريجي)) التي وصل إلينا طرف من
خبرها.
7 – وهو ينصحني في الرسالة ويقول بأن الدين النصيحة يقول ((فأنا أنصحك يا سيدي بقراءة كلام ابن عربي في وحدة
الوجود في كتاب لنا (انظروا تواضع هذه الصوفي لم يقل لي بل قال لنا) نشر حديث تحت اسم ((شرح كلمات الوفية والرد على ابن تيمية)). الدين النصيحة حقا، وأنا أنصح لا بقراءة
كلام ابن عربي وغيره بل بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، لأنهما هما الأصل وكل ما خالفهما باطل. أما ملاحظاتي على الكتاب فكثير جداً، الكتاب وصل إلي ,وأستطيع أن أقول إنني قرأ ت كتباً كثيرة, مما كتب غلاة الصوفية , فما
وجدت كتاباً أصرح , بل أقول ما وجدت كتاباً أوقح من الكتاب. وإذا كان الزبال يدور على البيوت والحارات فيجمع
القمامة التي تطرح من كل بيت، فصاحب هذا الكتاب دار
على المكتبات فجمع الأقوال المخالفة للدين، التي يسمونها ((الشطحات))، وأودعها كتابه هذا!!
أعطيكم مثالاً لهذه الكلمات الصوفية التي يشرحها: يقول في أول الكلام: إنه ما ألف هذا الكتاب لرفع الخلاف بين الصوفية وغيرهم فإن الله ((ما رفع الخلاف في الحكم الظاهر، بل بقيت مذاهب مختلفة؛ فكيف يتصور أن يرتفع الخلاف في الترجمة عن علوم الأذواق التي لا تحد معانيها حدود الألفاظ والأرقام، ولا تسمو إليها الضمائر والأوهام!، ولا يترجم عنها لسان لأنها ذوق وجدان!!)).
هذا كلامه!!
أولا: من أخطر ما جاء به الصوفية أنهم جعلوا الدين دينين!: جعلوه شريعة وحقيقة!، فالشريعة عندهم كما فسرها صاحب هذا الكتاب أحكام محدودة وضيقة!!، والحقيقة هي المجال الواسع، وهي الطبقة الأعلى!، مع أن الله تعالى إنما أنزل جبريل على محمد – عليه الصلاة والسلام - بالقرآن الذي هو الشريعة، والرسول – عليه الصلاة والسلام – بلغ أصحابه القرآن، وما جاء به من بيان لم يصدر إلا عن وحي من الله، وهو السنة الصحيحة، فالكتاب والسنة هما الدين كله، وما خالفهما ليس من الدين.
ثانيا: العلم إنما يبنى على الحقائق لا على الأوهام.
لقد عرف العلم كثير من العلماء والباحثين من قديم الزمان، ولعل أقرب تعريف إلى الواقع هو تعريف سارتون الأميركي الذي عرّف العلم بأنه: " مجموعة معارف محققة ومنظمة "؛ لما قال: " مجموعة "، خرجت المعارف الفردية، ولما قال: " معارف "، خرجت المشاعر والأذواق!، ولما قال: " محققة " خرجت النظريات والافتراضات، ولما قال: " منظمة " خرجت المعلومات المبعثرة المتفرقة، ولا يضرنا أن نأخذ هذا التعريف من أميركي نصراني، فإن الحكمة ضالة المؤمن، حيثما وجدها التقطها، لأنه أحق بها وأهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو في هذا التعريف موافق لما هو في كتبنا، ولما قال علماؤنا.
ثالثا: إذا كانت هذه الأذواق التي سماها علما لا تحد معانيها الألفاظ والأرقام، والإنسان إنما هو حيوان ناطق، يعبر عما في نفسه بالألفاظ، فكيف ينقل هذا العلم من واحد إلى آخر إذا كانت الألفاظ لا تستطيع أن تحده؟!!!
وإذا كان هذا العلم لا تسمو إليه الضمائر ولا الأوهام، فما الذي يبقى؟!! ما الذي يبقى إذا لم يكن في هذا العلم حقائق تعبر عنها الألفاظ، حتى ولا أوهام وخيالات ربما يصورها الفن والشعر والبيان؟!!! ما الذي يبقى؟!!
هل يبقى إلا ما يحس به السكران أو الحشاش، أو ساكن مستشفى الأمراض العقلية؟!!!
رابعا: يقول في هذا الكتاب نقلا عن أبي يزيد البسطامي، أن من كلامه: " حدثني قلبي عن ربي!! ".
هذه الكلمة شائعة بين غلاة المتصوفة، فإذا كان يأخذ العلم عن ربه رأسا!! أليس في ذلك إلغاء للرسالة، ولِما نزل به جبريل؟!!! والله – عزوجل – يقول: ((وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب)) الآية.
في هذا الكتاب من الكلمات الصوفية التي يشرحها ويزعم أنه يرد بها على شيخ الإسلام ابن تيمية: أن أبا يزيد البسطامي يقول في ص153: (أخذتم علمكم ميتا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت!!).
أي: أننا أخذنا علومنا عن الأئمة وقد ماتوا، وهم أخذوا عن التابعين وقد ماتوا، والتابعون قد أخذوا عن الصحابة وقد ماتوا، والصحابة أخذوا عن رسول الله وقد مات، بنص القرآن – عليه الصلاة والسلام – أي انتقل إلى الرفيق الأعلى، وهم أخذوه رأسا - كما - يدعي عن الله!!! أليس في هذا ما يلغي الشريعة؟. في صفحت 178 من الكتاب يقول: أنه
قرأ على أبي يزيد ((إن بطش ربك لشديد)) فقال: بطشي أشد وفي ص \ 184 أن أبا يزيد البسطامي، قال:
((أنا الله))، وقال ((إ ني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني)).
هذه الكلمات كلها، وفي الكتاب ما هو أفظع منها، يشرحها
هذا الغراب مؤلف الكتاب، يشرح هذه الكلمة فيقول: ((أي أن العبد إذا أعتق نفسه من الرق مطلقا، يقيم من نفسه في حال كون عينه في قواه وجوارحه، إذا كان في هذه الحال، وكان هذا نعته، كان سيدا وزالت عبوديته مطلقا، لأن العبودية هنا راحت، إذ لا يكون الشيء عبد نفسه، فهو كما قال أبو يزيد في تحقيق هذا المقام مشيرا تاليا: إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني)).
يا أيها القراء! ناشدتكم الله، هل قال أبو جهل، وهل قال أبي بن خلف، وهل قال مشركو مكة مثل هذا القول، أو قالوا بعضه، أو اقتربوا منه؟!!
لقد كان كفرهم بالنسبة لهذا كفرا بدائيا بسيطا، وهذا كفر معقد مركب!!.
أنا لا أريد أن أرد على كل ما جاء في هذا الكتاب، ففي الـ ص 185 منه هذا البيت المشهور، جاء به محرفا يقول:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه (عينه!!)
إذا كان النصارى جعلوا الله ثالث ثلاثة، فكم زاد هذا الغراب عن الثلاثة؟!! إذا جعل كل شيء هو عين الله.
إذا كان من يدعي بأنه هارون الرشيد! أو أنه هتلر! أو أنه أمير المؤمنين!، يحوله طبيب الأمراض العقلية إلى شهار في الطائف، أو إلى القصير في الشام، أو إلى العباسية في مصر، أو إلى العصفورية في لبنان، أو إلى ديورن في ألمانيا، فأين يوضع أبو يزيد البسطامي، وهذا الغراب الذي ينعب بشرح كلماته؟!!
ثم تبلغ به الوقاحة، وقلة الحياء، وصفاقة الوجه أن يرسل منه – إن صدق – نسخا للشيخ ابن باز ولكل جامعة في المملكة!.
القط إن قضى حاجته حفر في التراب، فستر ما يخرج منه، ومؤلف هذا الكتاب – كائنا من كان – يكشف للناس هذا الكفر كله!
لو أنه جعل موضوع هذا الكتاب في الدعارة والفسق بأبشع أشكالها لكان أقل ضررا مما جاء فيه، لأن الدعارة والفسق معصية، وكبيرة من أكبر الكبائر، أما هذا فكفر، كفر شر من كفر أبي لهب وأبي جهل، ما قال مثله فيما نعلم إلا فرعون، ولكن فرعون ما وجد في أيامه غرابا آخر يشرح قوله ويفلسفه، ويحاول أن يبرره.
أنا لا أريد من هذا أن أرد على ما في هذا الكتاب، فأمره أظهر من أن يحتاج إلى رد، ولكن أنبه المخدوعين بالتصوف من أن يصلوا إلى مثل هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
التصوف إذا كان المراد منه -كما يقول أوائلهم ممن كان أيام الجنيد وقبل الجنيد – إذا كان مقيدا بالكتاب والسنة كما جاء مثلا في كتاب " مدارج السالكين " لابن القيم، إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة الصحيحة، وكان يؤدي إلى تصفية النفس والبعد عن الرياء، وتصحيح الإيمان، فنقبله ولو سميناه بهذا الاسم الغريب علينا: اسم التصوف.
كلمة الصوفية على الصحيح من أصل يوناني، وليست كلمة عربية، لكن ما انتهى إليه المتصوفة من القول بوحدة الوجود، وما دعوه (الحقيقة المحمدية)، والقول بأن الدين منه ما هو شريعة ظاهرة، ومنه ما هو حقيقة، والشريعة مردها إلى الكتاب والسنة، والحقيقة مردها إلى الأذواق والخواطر والخيالات، ولو كانت خيالات الحشّاشين! وأوهام السكارى!!، وما أدى إلى القول بالقطبانية، وما جاء به الشعراني في كتابه " الطبقات الكبرى " مثلا، فهذا كفر لاشك فيه، ومن شك في أنه كفر يكون كافرا.
فأنا أنصح – ما دام الدين النصيحة – من وقع في يديه هذا الكتاب، وأمثال هذا الكتاب، أن يحرقه لئلا يتعدى ضرره إلى غيره.
والعجيب أن الكتاب مطبوع طبعة أنيقة!، على ورق صقيل!، وأن ثمن النسخة الواحدة – كما كتب على غلافه – ثمن النسخة 66 ليرة سورية (1).
وهذه أول مرة نسمع فيها بأن من حكم عليه بالسجن يدفع أجرة الدخول إلى السجن!!، فهذا إنما يشتري بهذا المبلغ بطاقة دخول إلى جهنم!!.
فليستغفر الله مؤلف هذا الكتاب، وليستغفر الله من يذهب هذا المذهب، ولنرجع جميعا إلى القرآن الذي أنزله الله، بشرط أن نفسره التفسير الذي لا يخالف المأثور عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – ولا يخالف قواعد العرب ومصطلحاتهم في لسانهم، لأن القرآن إنما أنزل بلسان عربي مبين، وإذا ورد تفسير في حديث صحيح نقف عنده، ولا نجاوزه ن ولا نعمد إلى هذه التفسيرات، تفسيرات بعض الصوفية الذين أخرجوا الألفاظ عن معناها، وبدلوا المصطلحات العربية، وجاؤوا بشيء لا يطابق النقل ولا العقل. هذه هي النصيحة.
يا أيها الناس نحن في زمان فاسد، فينبغي أن نحافظ على عقيدتنا، وعلى إيماننا؛ .. نعم حصوننا مهددة من الداخل ومن الخارج.
الله حافظ دينه بلا شك، ولكن ينبغي أن نحفظ نحن أنفسنا لئلا نخرج عن جادة الدين من حيث لا نشعر، فقد ورد أن من علامات آخر الزمان أن الرجل يصبح مؤمنا، ويمسي كافرا، إن حدود الإيمان والكفر قد تداخلت وخفيت على كثير من الناس، وصارت للشيطان مداخل خفية لا نكاد ننتبه إليها.
فمن أراد سلامة دينه فليبتعد عن هذا الكتاب و عن أمثاله، وليتمسك بكتاب الله، وبما صح من سنة رسول الله، وبما استنبطه العلماء المحققون منهما، والعض عليهما بالنواجذ. هذه نصيحتي، وهذا ردي على ما جاء في الرسالة والكتاب] اهـ.
(1) قبل أن يهبط سعر الليرة، ولست أدري هل خلت دمشق من العلماء، حتى صار هذا الغراب شيخا يدرس ويؤلف؟!! إذا كان الغراب دليل قوم ...
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:15]ـ
جزاك الله خيراً أخي (علي).
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 09:48]ـ
رائعة ... جزاك الله خيرا أخي ذو الفضلِ " علي الفضلي " ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 09:59]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 09:41]ـ
الإخوة الأكارم: محمودا الغزي، وابن عبد الكريم، والمقدادي سُرِرت بمروركم، فجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 01:46]ـ
جزالك الله خيرا و لكن ألم يخطئ الشيخ رحمه الله في الاعتماد على تعريف الأمريكي للعلم؟؟ ليس لأنه امريكي و لكن لأنه يجمع حقا و باطلا فهو مبني على الأسس القديمة العتيقة للعقل الغربي في تأسيسه لنظرية المعرفة وهو ما أدى بالشيخ الى انكار الذوق كوسيلة للمعرفة العلمية و هو شطط عقلاني غربي ناتج من اعتماد القوة العقلية كمصدر وحيد لليقين العلمي و انكار جدوى القوى الأخرى كالذوق و الحدس و حتى الحواس .. فالذوق كباقي قوى الابصار يخطئ و يصيب و لا يلزم من انكار الجانب الخطأ منه الذي تشبتت به المتصوفة لا يلزم منه انكار الجانب الصواب منه تماما كما لا يلزم من انكار الجانب الخطأ من العقل الذي تشبتت به المتكلمة و المتفلسفة لا يلزم منه انكار الجانب الصواب منه بل يجب عرض الجميع على الوحي فهو الميزان الوحيد الكامل الوسط المعتدل العاصم من الزلل(/)
عودة الشيخ المعصومي إلى العقيدة السلفية ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 06:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاركة مني فيما ينشره الإخوة في الموقع المبارك " صيد الفوائد " على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/feraq/el3aedoon/index.htm
من ذكر نماذج من أخبار العلماء العائدين إلى السلفية، ممن تربوا في أجواء مشوبة بالبدع؛ كالتصوف أو التمشعر .. الخ، ولكنهم - بفضل الله -؛ نبذوا ذلك كله، وآثروا اعتناق مذهب السلف، ولو كان فيه مخالفة لأهل مكانهم وزمانهم، في ذلك الوقت؛ إيثارًا للحق على الخلق.
ومن هؤلاء الموفقين: الشيخ محمد بن سلطان المعصومي – رحمه الله -، المولود في مدينة خجندة بروسيا عام (1297هـ)، والمتوفى بمكة عام (1381هـ)، ومابين التاريخين عاش في رحلات وتنقلات وتقلبات.
وهذه نبذة عنه:
هو أبو عبد الكريم محمد سلطان بن محمد أورون بن محمد مير سيد المعصومي الخجندي، فقيه وعالم وقاض وداعية، وكان سلفي العقيدة، ورحالة من بلاد ما وراء النهر، ولد سنة 1297هـ، الموافق 1880م، ورحل رحلات طويلة ثم استقر في مكة.
ولقد أقام في بلدة خجندة وقرأ الصرف والنحو، وبعض الفقه والمنطق على علماء بلده، كالشيخ عبد الله بن محمد مراد المفنن الخجندي.
ثم سافر إلى بخارى وأقام فيها ست سنين، وقرأ على علمائها على ما تعارفوه: المنطق، والحكمة، والفقه كالهداية، والأصول كالتنقيح والتوضيح، وحاز ختم الكتب المتعارف عليه هناك، وقد أجازه عمدة علمائها وكتبوا له سند الإجازة، كالشيخ العلامة محمد عوض الخجندي، ثم في سنة 1322هـ، الموافق 1904م، سافر إلى الحجاز، وتشرف بزيارة الحرمين الشريفين، ثم أقام بمكة المكرمة، سنة ونصف وأخذ عن علمائها والواردين عليها، وكلهم أجازوه، كالشيخ علي كمال الحنفي المكي، والشيخ محمد سعيد بابصيل المفتي بها سابقا، ثم سافر للمدينة المنورة وأقام بها عدة أشهر وأخذ عن علمائها فأجازوه، ثم سافر إلى الشام، وأقام بدمشق أشهرا، وأخذ الإجازة عن الشيخ بدر الدين بن يوسف المغربي مدرس دار الحديث، والشيخ عبد الحكيم الأفغاني الحنفي والشيخ محمد عارف المنير، وغيرهم، ثم قدم بيروت، وأخذ عن الشيخ يوسف النبهاني الشافعي، والشيخ عبد الرحمن الحوت وغيرهما.
ثم سافر لبيت المقدس وبعدها قدم مصر وأقام في الجامع الأزهر في القاهرة بالرواق السليماني، وأخذ عن الشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ عبد الرحمن الشربيني، وغيرهما.
واشترى لنفسه كتب كثيرة، ثم سافر إلى الأسكندرية.
ثم إلى الأستانة (أستانبول)، وأقام فيها عدة أشهر وأخذ عن الشيخ إسماعيل حقي المناسترلي، والشيخ جمال الدين الحنفي، وغيرهما.
ثم رجع إلى خجندة، وأقام في داره الكائنة في محلة توغباخان وبنى فيها مكتبة نفيسة، وجمع أصناف الكتب الدينية، وأشتغل بالتدريس والتأليف حسبة لله، ولم يأخذ على تدريسه أجرا، وكان قوته من فيض تجارته.
وعندما حدث الانقلاب الشيوعي البلشفي عام 1335هـ، الموافق عام 1917م، اغتر عامة الناس في خجندة بالأنقلاب ورفعوا أعلام منقوش عليها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتحتها (الحرية والمساواة والعدالة)، وأسسوا مجالس الحكم، وانتخبوا المعصومي رئيسا لمجلس الحكم، فسافر إلى موسكو للاشتراك في مجالس الشيوخ والمبعوثين، إلا أن الوضع لم يستقر سوى بضعة أشهر، وقامت الحكومة الشيوعية بقتل العلماء المسلمين وتهجيرهم وسفروا الآلاف إلى القطب المتجمد، فهلك غالبيتهم، ونجا المعصومي حيث سجن سنة 1342هـ، في خجندة.
وفي سنة 1344هـ، الموافق 1925م، سجن مرة أخرى، ونجى من السجن وسافر إلى مرغينان، فاستقبله أهلها وعينوه قاضيا، وكانت الأجهزة الأمنية الشيوعية تراقبه مراقبة شديدة، فأعتزل القضاء لعدم إمكان الحكم بالحق، ولكن المحن لازمته فناظر الملاحدة في طاشقند على مرأى من الجميع، وأفحمهم برأيه، ولما عاد لبيته في مرغينان من بلاد فرغانة هجم خصومه على بيته وسرقوه وصادروا أمواله، وحكموا عليه بالإعدام رميًا بالرصاص، ولكنه نجا منهم وتمكن من الفرار إلى الصين، ولبث بها بضع سنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي شهر ذي الحجة عام 1353هـ، الموافق سنة 1934م، خرج من الصين عازما التوجه إلى مكة، فوصلها في مستهل شهر ذي القعدة سنة 1353هـ، واستوطنها، وأصبح مدرسا بدار الحديث في مكة، وكان يدرس في أشهر الحج بالبيت العتيق وباللغة التركية، ويحضر دروسه الحجاج الأتراك، وبواسطتهم كان يراسل أباه وذويه، وتوفي سنة 1381هـ، الموافق سنة 1960م، ولقد ألف الكثير من الكتب والرسائل تجاوز عددها الخمسون مؤلف.
فمن مؤلفاته:
•هدية السلطان إلى قراء القرآن.
•العقود الدرية السلطانية.
•حبل الشرع المتين وعروة الدين المبين.
•سيف الأدب فيمن غير النسب.
•البرهان الساطع في تبرؤ المتبوع من التابع.
•تمييز المحظوظين عن المحرومين في تجريد الدين وتوحيد المرسلين.
•الذهب الأصيل في الحوض المدور والطويل.
•هدية السلطان في اختلاف حروف القرآن.
•أسامي البلدان من تحرير السلطان.
•اللآليء العالية في الرحلة الحجازية.
•الدرة الثمينة في حكم الصلاة في ثياب البذلة.
•الدرر الفاخرة في الآثار الخالية والحكايات الرابحة.
•الفوائد الرابحة في ذيل الرحلة الحجازية.
•الدر المصون في أسانيد علماء الربع المسكون.
•تحفة الأبرار في فضائل سيد الاستغفار.
•تنبيه النبلاء من العلماء.
•عقد الجوهر الثمين في تكملة حبل الشرع المتين.
•تحفة السلطان في تربية الشبان.
•جلاء البوس في انقلاب بلاد الروس.
•رفع الالتباس في أمر الخضر وإلياس.
•سند الإجازة لطالب الإفادة.
•السيف الصارم الحتوف في تخطئة موسى بيكييوف.
•القول السديد في تفسير سورة الحديد.
•المستدرك على الأسانيد المستهلك.
•الهدية المعصومية في نظام التجارة.
•هدية السلطان إلى مسلمي بلاد اليابان.
•هدية المهتدين في مقدمة الشرع المتين.
•أوضح البرهان في تفسير أم القرآن.
قلت: ومن أهم كتبه: " أجوبة المسائل الثمان في السنة والبدعة والكفر والإيمان "، الذي دافع فيه عن دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -، وحققه الشيخ علي الحلبي.
وتجد عرضًا لمحتوياته على هذا الرابط:
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=26585
وقد قام الأخ فواز السلمي – وفقه الله – بإعداد رسالة جامعية عن الشيخ المعصومي، بعنوان: " الشيخ محمد سلطان المعصومي وجهوده في نشر العقيدة "، في جامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم العقيدة، عام 1423هـ، نقل فيها قول المعصومي متحدثًا عن مسيرته بعد بيان نشأته الأشعرية النقشبندية:
(ولكني لما حصَّلْتُ العلوم والفنون بحول الله وقوته وهدايته وتوفيقه، وحصُلَتْ لي ملَكة المطالعة، وحُزْتُ خَتْمَ الكُتُبِ المتَعارف عليها في بلد النشأة هناك، وكان عمري إذ ذاك ثلاثًا وعشرين سنة، ظهر لي خطأُ بعض المؤلفين وتعصبهم على ما عليه ائتلفوا، وتعارض ما حرروا ومناقضة بعضه بعضًا، فأعلنت ذلك في الملإ من الناس، وشرحت المسألة، وما عليه أهل ما وراء النهر ومن وافقهم).
ولما أظهر - رحمه الله - المذهب الحق، وبيَّن السنَّة، وعدل عن التعصب الأعمى، وأعلن على الملإ من الناس تبْيِِين تعصب العلماء والمشايخ في تلك البلاد؛ قال في بيانه لهذا الموقف (فصاح العلماء والمشايخ وحملة العمائم الكبار، وقالوا: إنما نعمل بقول علمائنا على ما وجدنا عليه مشايخنا وسلفنا، ولا يجوز الأخذ والعمل بالقرآن والحديث؛ لأن ذلك وظيفة المجتهد، وقد انقرض وانسدَّ بابُ الاجتهاد)!
وقد رد على هؤلاء المتعصبين المعرضين عن الأخذ بالسنة بقوله: (إنَّ الشيطان أغواكم حتى جعلكم منكرين للسنَّة، بل قائلين ومعتقدين بحرمتها، فأدلاكم في الهاوية وأنتم لا تشعرون، ولا شك أنَّ من يحرم الحلال يكفر، فكيف من يحرم السنَّة الثابتة! وكيف من يقول ويعتقد أنَّه لا يجوز العمل بالقرآن والحديث! ويرجح قول الميتين غير المعصومين على قول المعصوم، فما هذا إلا بلاء ومصيبة ابتُلِيَ بها من استحق غضب الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فلمَّا آل الأمر أخيرًا إلى الجدال، عزمت على السفر إلى الحجاز، وترك بلاد بخارى وما وراء النهر، وقلت: هذا فراق بيني وبينكم، إلى أن يصلحني الله تعالى وإياكم).
وفي أثناء رحلته فتح الله تعالى عليه بعلم القرآن العظيم، والسنَّة النبوية المطهرة؛ حيث قال: (ثم فتح الله تعالى عليَّ بعلم القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بل هو تنزيل من رب العالمين، وبعلم السنَّة التي هي كلام سيد المرسلين وسيرته صلى الله عليه وسلم، وما عمله خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم، واستعنت بالله، وانهمكت في مطالعة كتب التفسير، وكتب الحديث).
وبعد عودته - رحمه الله - من رحلاته العلمية الناجحة بدأ دعوته السلفية الإصلاحية في بلاد بخارى وما وراء النهر.
حيث قال: (وجاء أوان البحث والكشف عن منشإ كل مسألة ودليلها حسب المقدرة، فقابلت الكتبَ بالكتبِ، ووزنتها بميزان الكتاب والسنَّة وما عليه سلف الأمة، فشرعت في الردِّ على كثير من المعاصرين أو الغابرين الذين خالفوا أصول الدين كائنًا من كان، فألفتُ الرسائل، ونشرتُ المجلات، فحصل التجدُّد في أهل بلاد ما وراء النهر، وشاع فكر الإصلاح الديني، وعرف من هداه الله مضار البدع والخرافات ومفاسدها، فتابعنا كثيرًا من متنوري الأفكار، وقمنا بإصلاح ما أفسده الخرافيون، وعرف من عرف بفضل الله حقيقة التوحيد والشرع الإسلامي، فبدأ الناس يعودون فيتجنبون ما أحدثه المبتدعون من الطرائق الصوفية الخرافية، والتوجه إلى القبور والبناء عليها والنذْرِ لها والاستمداد من أهلها.
حتَّى وُفِّقْنَا بحول الله وقوته إلى هدم كثير من القباب، والضرائح، والمشاهد، وأفهمنا الناس الحقائق، ومنعنا كثيرًا من الصوفية الجهلة عما يفعلونه من أفعالهم الخرافية، وأذكارهم الغنائية، وشرعنا في إصلاح المدارس، وتسهيل طرق التعليم، وقد وافقنا على ذلك وسلك مسلكنا جمع من الأفاضل والأعيان من عامة البلدان). انتهى من رسالة الأخ فواز، (ص 55 – 57).
رحم الله الشيخ المعصومي، وأكثر في الأمة أمثاله، من المصلحين، المصححين للأوضاع في الدول الإسلامية؛ بدءًا من تصحيح العقيدة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:20]ـ
جزاك الله خيراً شيخ (سليمان) ..... وصراحةً الشيخ المعصومي _رحمه الله تعالى_ له كتب نافعة وطيبة أمثال: (هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة) وغيرها فجزاه الله عنا خير الجزاء وأجزل له المثوبة. آمين.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 03:16]ـ
واللماء محمود شكرى الالوسى ومحمد رشيد رضا وبن القيم وابى الحسن الاشعرى وغيرهم كثير كثير
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 01:01]ـ
كل من أراد الله بحق الا و يرجع لعقيدة السلف و أقوالهم
يقول أبا المعالي الجويني -رحمه الله-: قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا، ثم خليت أهل الاسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الاسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الاخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني (الخبر في " المنتظم ": 9/ 19، " طبقات الشافعية " للسبكي: 5/ 585، وهذا القول من إمام الحرمين شاهد صدق على فساد استخدام منطق اليونان في المطالب اليقينية واتخاذه أصلا في الحجة والبرهان، وأن المنهج الحق هو ما كان عليه الصحابة التابعون له بإحسان ومن سلك سبيلهم من أهل العلم والعرفان).
سمعت الامام أبا المعالي يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام.
قال أبو المعالي في كتاب " الرسالة النظامية ": اختلفت مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتنع على أهل الحق فحواها، فرأى بعضهم تأويلها، والتزم ذلك في القرآن، وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها: وتفويض معانيها إلى الرب تعالى، والذي نرتضيه رأيا، وندين الله به عقدا اتباع سلف الامة، فالاولى الاتباع، والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الامة حجة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة، وقد درج صحب الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها وهم صفوة الاسلام المستقلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهدا في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغا أو محتوما، لاوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا تصرم عصرهم وعصر التابعين على الاضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعا بأنه الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزه الباري عن صفات المحدثين، ولا يخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى الرب، فليجر آية الاستواء والمجئ وقوله، * (لما خلقت بيدي) * [ص: 75] * (ويبقى وجه ربك) * [الرحمن: 27] و * (تجري بأعيننا) * [القمر: 14].
وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرناه.
وحكى الفقيه أبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي قال: حكى لنا أبو الفتح الطبري الفقيه قال، دخلت على أبي المعالي في مرضه، فقال: اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 10:26]ـ
الأخ الكريم: محمود الغزي: وجزاك ربي مثله ..(/)
ما المراد بصفة التكوين التي أثبتها الماتريدية؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 06:42]ـ
ما المراد بصفة التكوين التي أثبتها الماتريدية؟
من الصفات التي أثبتها الماتريدية ونفاها الأشاعرة صفة التكوين
والمراد بصفة التكوين صفات الفعل: وهي ما يرجع إلى التكوين من الصفات كالتخليق والترزيق والإحياء والإماتة.
فصفة التكوين هو أنه سبحانه يكون الأشياء فيخلق ويصور ويبريء ويحيي ويميت بقوله كن فيكون.
فما يلزم لتكوين المخلوق داخل فيها من الخلق والبرء والإحياء والإماتة.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها تسمى صفة الخلق أو الفعل.
قال رحمه الله: وهو الصفات الفعلية مثل كونه خالقا رازقا عادلا محييا مميتا وتسمى صفة التكوين وتسمى الخالق وتسمى صفة الفعل.
الفتاوى (6|426)
وقال السفاريني في شرحه لوامع الأنوار (1|251): ومما اختلف فيه فأثبته السلف والماتريدية دون غيرهم من المعتزلة والكلابية والأشعرية صفة (خلقه) ... .
ثم نقل عن النسفي- من علماء الماتريدية - في عقائده المشهورة قوله: والتكوين صفة لله أزلية وهو تكوينه للعالم ولكل جزء من أجزائه وهو غير المكون عندنا قال شارحها المحقق التفتازاني: التكوين هو المعنى المعبر عنه بالفعل والخلق والتخليق والإيجاد والإحداث والاختراع ونحو ذلك .... ثم نقل بعد كلام طويل: والأقرب ما ذهب إليه المحققون منهم وهو أن مرجع الكل إلى التكوين فإنه إن تعلق بالحياة سمي إحياء بالموت إماتة وبالصورة تصويرا وبالرزق ترزيقا إلى غير ذلك فالكل تكوين وإنما الخصوص بخصوصية التعلقات.
ثم قال السفاريني: ومراده بقوله مما تفرد به بعض علماء ما وراء النهر يعني علماء الكلام وإلا فهو مذهب السلف انتهى.
وقال الشيخ عبد الرحمن المحمود: والماتريدي يثبت الصفات العقلية لله تعالى كالسمع والبصر والقدرة، والإرادة والإحياء والإماتة والرزق، وغيرها من صفات الذات وصفات الفعل ولذلك فهو يقول بأزلية صفات الفعل ومنها صفة التكوين التي قال إنها أزلية، وهي من المسائل الكبار التي تميز بها مذهب الماتريدية عن مذهب الأشعرية، وأصل الخلاف فيها أن الأشاعرة - ومعهم المعتزلة - يقولون: الفعل هو المفعول، فالتكوين أو الخلق هو عين المكون أو المخلوق، لذلك قالوا بحدوث صفات الفعل لله تعالى مثل الخلق، وأن الله لم يكن خالقا ثم خلق، قالوا: فلو قلنا بقدم صفات الفعل لله تعالى للزم من ذلك قدم المفعول، وهذا يبطل القول بقدم الصانع وحدوث العالم.
أما الماتريدية فعندهم أن الفعل غير المفعول، والتكوين غير المكون، ولذلك فهم يقولون بأزلية صفات الفعل لله تعالى من الخلق والإحياء والرزق، وإن كان المفعول منها حادثا.
يقول الماتريدي بعد كلام:" والأصل أن الله تعالى إذا أطلق الوصف له، وصف بما يوصف به من الفعل، والعلم، ونحوه، يلزم الوصف به في الأزل، وإذا ذكر معه الذي هو تحت وصفه به من المعلوم، والمقدور عليه، والمراد، والمكون، يذكر فيه أوقات تلك الأشياء لئلا يتوهم قدم تلك الأشياء".
وأوضح في تفسيره فقال في قوله تعالى: {َإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: " ثم الآية ترد على من يقول بأن خلق الشيء هو ذلك الشيء نفسه، لأنه قال: " إذا قضي أمرا"، ذكر " قضي "، وذكر " أمرا "، وذكر " كن فيكون "، ولو كان التكوين والمكون ... .
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2|484)
قلت: وعلى هذا فقد وافق الماتريدية السلف في هذه الجزئية في إثبات صفات الفعل لله عز وجل التي مرجعها التكوين وأنها قديمة فقط , وخلطوا فيما سوى ذلك من نفيهم للصفات الاختيارية وغيرها مما يتعلق بهذه المسألة.
والله أعلم(/)
«شَرْحُ العَقِيْدَةِ الوَاسِطِيَّةِ،للعلامة عبد الكريم الخُضَيْر.»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 09:07]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شَرْحُ العَقِيْدَةِ الوَاسِطِيَّةِ،
لِصَاحِبِ الفَضِيلَةِ العَلاَّمَةِ
عَبْدِ الكَرِيمِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ الخُضَيْر
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=4201
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 10:28]ـ
اللهم سلم الشيخ عبد الكريم من كل سوء
وصب عليه خيرك وبركاتك
وانفع المسلمين به
آمين(/)
المسألة الكبرى؟! .. كيف نستنزل حقائق التوحيد من الأفكار ــ لنزدرعها في القلوب؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 10:44]ـ
إخوتي الكرام:
السلام عليكم و رحمة الله:
أطرح على لباب أفهامكم مناقشة هذه المسألة من جهة دعوى " الكبرى " ثم من جهة الكيفية مع من يقر بالدعوى!
و قد حزنت أنني طرحت السؤال مرارا .. ! بعد انتهاء كلمة " بسم الله كنز عظيم " دون أي رد!!
و تساءلت بحزن: أليس مناقشة أمثال هذه أدعى مئة مرة من مسائل لا زالت تتكاثر في هذا المنتدى الطيب و غيره ـــ إذا ما نظرنا لحال الأمة و مدى انسجام مجمل أبحاثنا معها؟!
و بالرغم من أنني ضيف عابر .. إلا أنني أستشعر أن موضوعي هو بيتي .. !! فلهذا أدعوكم للضيافة ...
و يا ليتني أقدر على تقديم الشاي و الحلوى و التمر عبر أسلاك هذه الشبكة .. إذن لسررت أيما سرور .....
حياكم الله ...... تفضلوا!!
.......
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 11:17]ـ
" اجلس بنا نؤمن ساعة " "لقد عشنا برهة من دهرنا واحدنا يؤتى الايمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي ان يقف عنده منها كما تعلمون انتم اليوم القرآن ثم لقد رأيت اليوم رجالا يؤتى احدهم القرآن قبل الايمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي ان يقف عنده منه فينثره نثر الدقل"
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 12:03]ـ
السلام عليكم ....
أخي الخلوصي بارك الله فيك على الكرم ....
بالنسبة للموضوع - وهو مهم جدا - أتصورأن إثقال العقائد بشقشقات أهل الرأي والفنقلة , يورث انطباعا في النفوس عن العقيدة أنها مجرد أفكار وآراء أقرب ما تكون للفلسفة لا علاقة لها بالواقع .. ولذلك نرى الظواهر الإجتماعية السيئة ونتساءل: كيف لمن يتكلم في العقيدة صباحا ومساءا تصدر منه هذه التصرفات المشينة بالأخلاق والآداب الإسلامية ... وبسرعة نكتشف أن إبقاء القيم العقدية في عالم النظريات والجدليات يورث هذه الطوام .... وهذا ما أشار إليه مالك بن نبي رحمه الله حين تحدث عن المبدأ الجوهري الذي يقذف بأمة من الأمم في الزمن التاريخي أي الإنطلاقة الحضارية: بمعنى أن هذا المبدأ الذي يكون ملهما لهذا الشعب ومحفزا له على العمل والإبداع .... أما حينما تصير المبادئ مجرد " ديكور" آنذاك لا تتعجب من أي شيئ ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 11:46]ـ
لا زلت أسأل و الأيام تسبقني ــــ كيف السبيل إلى حال الصحابات؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 02:48]ـ
لا زلت أسأل و الأيام تسبقني ــــ كيف السبيل إلى حال الصحابات؟
لا زلت؟!
ـ[مستور الحال]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 09:41]ـ
أكثر من يدرس التوحيد يدرسه على الطريقة التقليدية (مسائل وأدلة وشرح الأدلة) فإن زاد على ذلك زاد أقوال المذاهب الباطلة التي تقسي القلب، ويحس الطالب بعدها بسعادة إلى قرأ مسألة في الفقه أو شيء غير ما عكّر صفوه.
وبهذا فإن دراستنا للتوحيد واليوم الآخر لا تزيدنا إلى كما قال الله تبارك وتعالى: {ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}
والحل من جانبين: من جانب المعلم أن يشوب تدريسه بالوعظ، فيدعوا طلابه في التفكّر فيما درسوه.
كان درسهم عن الله وصفاته، يسألهم عن تحقق معنى الصفة في القلب، هل أنت لما تعمل أي شيء تراقب الله الذي يراك ويعلم وسيحاسبك على كل صغيرة وكبيرة.
في الصدقة بكم تتصدق أمام الناس وبمفردك.
في الصلاة كيف تكون صلاتك في بيتك بمفردك وكيف تكون في المسجد؟ ما هي مكانة الله عندك؟
وإذا كان درسهم عن محمد صلى الله عليه وسلم، يسألهم أو يدعوهم ليتفكروا: ما مدى اتباعك له؟ اقتدائك به؟ صبرك وصبره؟ عبادتك وعبادته؟!!
وإذا كان درسه عن اليوم الآخر، وما أدراك ما اليوم الآخر.
وأما الجانب الآخر فهو طالب العلم، فعليه أن يعلم بعلمه أولاً، ويكثر من العبادة وقراءة القرآن، لأن الإيمان ليس معلومات ندرسها ونحفظها بل منَّة من الله الكريم فبقدر قربك من الله يكون إيمانك وتوحيدك، وبقدر إهمالك وتضييعك يكون بعدك ومللك من العلم ومن التوحيد.
ثم على الطالب أثناء ذكره لله أن يتفكر في معاني ما يقول: أذكار الصلاة، أذكار النوم، المساء والصباح وغيرها.
فالتفكر والتأمل في معانيها يطرد السأم والملالة ويطرد السهو عن هذه الأذكار وعن الصلاة.
ثم هذا التفكر هو ما يزيده علماً بتوحيده وهداية لصراط الله، وخشوعاً لربه عز شأنه.
هذا ما تيسر الآن.
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتّبع أحسنه.
ـ[الخيار]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 09:31]ـ
جزاكم الله خيرا
ولايشترط لتحصيل الإيمان معرفة أقسام التوحيد وحفظ متون هذا العلم.و من الأميين من لايفرق بين توحيد الألوهية والربوبية بل لايعرف هذه التفاريع ولم تخطر له على بال وإيمانه ويقينه أقوى من إيمان ويقين الكثيرين ممن يلهج باستظهار التقاسيم.
وفي أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غنية في معرفة كيفية تحصيل الإيمان, وهذه بعض الأحاديث النبوية التي تصب في الموضوع:
ـ "والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تومنوا! ولا تومنوا حتى تحابّوا! أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أَفْشوا السلام بينكم". أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ـ (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ,
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار) رواه البخاري: 6941
ـ (أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله , والحب في الله والبغض
في الله عز وجل) (صحيح الجامع 2539)
-:"جددوا إيمانكم فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب. فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا لا إله إلا الله". رواه أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 04:23]ـ
الإخوة الأساتذة الكرام:
ابن الرومية
عبد الرحمان المغربي
مستور الحال
الخيار
جزاكم الله خيرا على التفاعل ....
و أنا حقيقة حزين لأن أهل هذا الحي من المسلمين لم يتفاعلوا مع هذا الموضوع الجوهري الحيوي؟!! ..
كيف نشجع إخواننا على المشاركة و الهمّ لواقع " توحيدنا العملي "؟ و تربيته التربية الصالحة؟
لا زلت حقيقة مذهولاً مما أرى من ضعف الالتفات لأمثال هذه الأمور؟!!!
الله المستعان!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 06:02]ـ
عدم الاهتمام بهذه الامور يرجع لأسباب منها
أنه لا يوجد منهج علمى رصين دقيق مجموع فى مكان بشكل مرتب وبالتالى فهذا العلم لم يدرسه طلبة العلم بعد ولكن عندهم معلومات فقط لا تغنى ولا تسمن من جوع
وابشر يا خلوصى ثم ابشر يا خلوصى ثم ابشر يا خلوصى خلاص أنا هانفعل مع موضوعك لله ثم للطلبة حبايبنا (ابتسامة)
لكن قبل الكلام يجب عليك الاقرار بما قررته انا فى موضوع لماذا لسنا مثلهم) ثم نبدأ الكلام
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 06:42]ـ
الاخ الحبيب خلوصي
عدم التفاعل لايعني بالضروره عدم الاهتمام قد يكون هم اكبر من ان ينزل في كلمات قد يكون رأي لاتحتمله الشبكات المهم ان هناك من يطرحه ويدلل عليه
اخي العزيز التوحيد لله روحا وعملا من النوادر في زمن النوازل هذا وعلى الله التكلان وهمومنا في هذا المجال تتصارع مع عدة أقطاب توجيهيه وحتى نصل الى توحيد الصحابه فهذا ينبغي له عدة اعمده الولايه المخلصه لله العلماء الموحدون بلا مداهنه الشعوب المسلحه بتقوى الله في القول والعمل والمعضله انه لايمكن ان تحقق هذا تصاعديا ولا حتى من المنتصف ولكن العبره برأس الأمر حامل اللواء الراعي فأين هو ..........
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 06:01]ـ
وابشر يا خلوصى ثم ابشر يا خلوصى ثم ابشر يا خلوصى خلاص أنا هانفعل مع موضوعك لله ثم للطلبة حبايبنا (ابتسامة)
فين البشارات يا راجل؟!:):):)
ـ[المستبصر]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 04:51]ـ
أعتقد أن من أعظم أسباب تقوية الايمان في القلب واستشعار التوحيد في القلب هو قراءة سير الانبياء والمرسلين عليهم السلام وسير الصحابة والسلف رضي الله عنهم فإن بذكرهم تتنزل الرحمة وسيرهم أفضل السير على الاطلاق وفيها كل الفضائل والخير فكيف لا تصلح القلوب بها وهم المصلحون حقا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 02:57]ـ
فين البشارات يا راجل؟!
انا كنت نويت صرف النظر عن الكلام هنا لأن الاولى بالكلام من درس كتب بن القيم
لكن ممكن نتكلم من باب نقل العلم ولن يضر
لكن معذرة على التأخير ولعل يبدأ الكملام بعد رمضان ان شاء الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:56]ـ
أستأذن فى نقل الحوار فى هذا الموضوع الى موضوعى القادم ان شاء الله وهو تعليقات على مختصر سلسلة دعونا نتغير الصوتية للشيخ ابراهيم عسعس
والشيخ متخصص فى التغيير وله خصص موقعه على النت
لكن ربنا ييسر فكتابتها على اللوحة يأخذ وقتا طويلا
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:54]ـ
أستأذن فى نقل الحوار فى هذا الموضوع الى موضوعى القادم ان شاء الله وهو تعليقات على مختصر سلسلة دعونا نتغير الصوتية للشيخ ابراهيم عسعس
والشيخ متخصص فى التغيير وله خصص موقعه على النت
لكن ربنا ييسر فكتابتها على اللوحة يأخذ وقتا طويلا
الله يعطيك العافية .... و ييسر أمرك ... و يقوي " صوابعك "
بسرعة أخي العزيز .... شوّقتنا!!:)
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:35]ـ
أنصح نفسي و إخواني بدراسة سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب و السنة للأشقر
و هي نصيحة الشيخ المربي محمد اسماعيل المقدم حفظه الله
توصية بسلسلة علمية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=35086&scholar_id=33&series_id=1935
و هذا مقطع يشرح فيه الشيخ عمر سليمان الأشقر حفظه الله كيف نتعلم العقيدة عمليا؟
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=69601
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 11:36]ـ
يا إخوتاه، التوحيد أصل الأصول، به يعبد الله عز وجل
فإذا وحدت ربك في العبودية بأن تعلم أنه هو الخالق الرازق المسير لكل الأمور المتوكل عليه والمستعان، أصبح كل ما تراه في الكون يزيدك علما بالله وخشية له، كما قيل: وفي كل شيء له آية تدل على أنه الإله، وإذا علمت أنه لا ضار ولا نافع إلا الله أخلصت اللجوء إليه، وهان عنك كل الخلق، ...
وإذا وحدت ربك في إلهيته، بأن تعلم أنه هو المعبود لا غيره، هان عنك اللجوء إلى الأحياء فضلا عن الأموات، وخفت عقوبة الباري سبحانه وأنه لا يغفر أن يشرك به، فتسعى إلى تجنب العذاب أولا لتنقذ نفسك، ثم تزكو بها على قدر إخلاصك لله حتى تبلغ درجة أولياء الله الصالحين حقا، المتقين، العالمين، الموحدين، المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ...
وإذا وحدت الله في أسمائه وصفاته، وما أدراك ما بحر الأسماء والصفات، صفات علا وأسماء حسنى، العلم بها يقربك إلى الله، ويعرفك برب الكمال والجمال سبحانه وتعالى.
فانظر رحمك الله إلى قول الصحابة الكرام، بعد أن علموا أن ربهم الكريم يضحك، وتعلموا مِن فيّ الرسول الحبيب هذه الصفة، فطبقوها على الفور وقالوا: لن نعدم خيرا من ربك يضحك، ...
وجعل رسول الله تعلم صفة علو الله آية على الإيمان فقال للجارية التي سألها أين الله وأجابته بأنه في السماء، قال: اعتقها فإنها مؤمنة ...
وقبل أن يحكم أحد على التوحيد بأنه كلام لا مفهوم له، فليتهم نفسه التي بين جنبيه، وليدع الله أن يبصره، فلعل الله ختم على قلبه لبدعة تلبسها أو شرك يرتاده يظنه عبادة، فليتعلم المرء فإن العلم هو الخشية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 06:29]ـ
يا أخانا الكريم .. أراك تسوح في واد آخر ... ؟!
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 08:26]ـ
يا أخي موضوعك لا يفهم إلا من خلال عنوانه، وإذا أطلق "التوحيد" فيراد به توحيد رب العالمين، ومعظم المشاركين ظنوا ذلك، وحتى المشرفين في المواضيع المتشابهة ذكروا مواضيع لها صلة بتوحيد رب العلمين، فالمشكلة ليست في فهومنا إنما هي في عنوانك وموضوعك.
وأظنك تقصد "توحيد الكلمة" وهي مسألة عظيمة لكنها لا تكون على حساب "كلمة التوحيد".
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 05:02]ـ
يا سيدي:
ما ذكرته كلام و نحن نتساءل عن إنزال هذا الكلام المفهوم إلى القلب ليصير حقيقة روحية وجدانية كما كانت عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم الذين فتحوا الأرض في سنوات قليلة ....
و كلامك الآتي هذا:
وقبل أن يحكم أحد على التوحيد بأنه كلام لا مفهوم له، فليتهم نفسه التي بين جنبيه، وليدع الله أن يبصره، فلعل الله ختم على قلبه لبدعة تلبسها أو شرك يرتاده يظنه عبادة، فليتعلم المرء فإن العلم هو الخشية.
هو جزء من المشكلة؟!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 05:25]ـ
أخي خلوصي .. هل ارتسمت على وجهك ابتسامة ووقع في قلبك راحة في أول مرة سمعت أن الله يضحك؟
وهل وقع في قلبك رجاء وطمع لما سمعت بنزول الله الى السماء الدنيا في كل ليلة؟
وهل أثمرت هذه المشاعر في قلبك عملا يقربك الى الله؟
أم انقدح في ذهنك غير ذلك؟
لا تعجب! فهذه أسئلة لو تأملت لوجدتها في صلب موضوعك ... وفقك الله.
ولولا هذه المعارك العلمية بين أهل الحق وأهل الكلام والأهواء والعقول الفاسدة المفسدة لما صفا لنا ديننا كما صفا للذين من قبلنا ولما نشأ في زماننا هذا جيل ازدعت حقائق التوحيد في قلبه حنى يجيب بالايجاب بحق وصدق على أمثال هذه الأسئلة ان وجهت اليه!
هذا ولي عود فيما بعد ان شاء الله.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 05:37]ـ
يا سيدي:
ما ذكرته كلام و نحن نتساءل عن إنزال هذا الكلام المفهوم إلى القلب ليصير حقيقة روحية وجدانية كما كانت عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم الذين فتحوا الأرض في سنوات قليلة
قلتُ من قبل:
فانظر رحمك الله إلى قول الصحابة الكرام، بعد أن علموا أن ربهم الكريم يضحك، وتعلموا مِن فيّ الرسول الحبيب هذه الصفة، فطبقوها على الفور وقالوا: لن نعدم خيرا من ربك يضحك، ...
فما كان ردك؟؟:
يا أخانا الكريم .. أراك تسوح في واد آخر ... ؟!
فأظن أنك لا تدري ما تكتب، أو أنك لا تقرأ ما يكتبه غيرك
على كل: الحمد لله على نعمة التوحيد، وهو في قلوبنا إن شاء الله كالشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، أصل التوحيد في القلب، والعبادة وتطبيق السنة وأعمال الجوارح كلها فروع منه.
عليك بالعلم يا أخي وكفاك مراءا وشبهات، اخلص النية لبارئك، واجلس في خلوة مع نفسك، وتجرد مما أنت فيه، وانظر هل ما تكتبه يسرك أن تراه أمام بارئك ويسرك أن يسمع به النبي والصديقون والشهداء والصالحون.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 06:28]ـ
انا لا افهم شئ
ما الذى جعل الاخوة يفهمون كلام خلوصى انه يريد نشر بدعة
انا لاافهم شئ مطلقا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:18]ـ
حساسية مفرطة للأسف,,
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:39]ـ
سبحان الله!
يا أخ عتابي ..
الرجل ما قال الا أن يراك تتكلم في واد آخر، فأين هذا المراء وتلك الشبهات التي تقول أنه يتكلم بها؟
فليكن صدرك أوسع من هذا يا أخي الكريم بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:37]ـ
أخي أبو الفداء، حياك الله
علماؤنا رحمهم الله كانوا ذوي بصائر، قد يأتي المستفتي، فيظهر السؤال للعامة مثلي وكأنه عادي، ولكنهم رحمهم الله يعلمون ما تخفيه هذه الأسئلة، فتجدهم رحمهم الله، يصدّرون فتاواهم بأمور تزيل الإلباس ثم يشرعون في الجواب.
أنا لما قدمت هذه النصائح للأخ خلوصي، إنما بناء على ما سبرته من مواضيعه، وفيها دعوة له بأن يراجع نفسه، انظر مثلا مواضيعه التي بعنوان: مفاهيم تبليغية أو موضوع طيران الأولياء ...
وما قدمت له هذه النصائح إلا لأنني التمست من مشاركاته أنه يقبل النقاش ويدعو إلى الحوار، بمعنى آخر أنه يريد الخير ولم يسلك في رأيي أحسن سبله، فأنا ألتمس في نصائحي له الأجر لعل الله أن يبين له سبل الخير والفلاح، وكما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: "الخير عادة والشر لجاجة ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين"، فالخير والحق له نفود فنسأل الله أن يهدينا للحق وأخينا خلوصي.
بينما هناك غيره، ممن ديدنه العناد، فهؤلاء لا نلتفت إليهم ولا نقيم لهم وزنا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 11:29]ـ
يا أخ أبو عبد المحسن
لنا سؤال محدد
ما دخل هذا الموضوع بكلامك عن توحيد الكلمة؟!
وبخصوص مواضيع خلوصى فهو صرح بأنه من جماعة التبليغ وأن لهم فى قلبه شأن خاص
فالرجل صرح بذلك ولم يدارى
ف أين المشكلة اذن
(يُتْبَعُ)
(/)