واخيرا ليتك اخي تبين لنا اصول السلفية المتحررة النابذة للتقليد، لأننا وبصراحة لا نجد للسلفية المتحرة أصول ولا تعريف في كتب السلف المتقدمين والمتاخرين، فهلا بينت لنا اصولها وسنكون لك شاكرين؟؟
فما اشد جهلنا يا اخي إذ كنا نظن أن صلاح هذه الأجيال وفلاحها لن يكون إلا بتقليدها واتباعها للقرون الثلاثة المفضلة، ولم نكن نعلم أن من يتبعهم سيوصف بالتقليدي والمتعصب للسائد، ولم نكن نعلم أن منهج أولئك في نظر السلفيين المتحررين يشكل آصارا وأغلالا!!!!!!!
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 04:56]ـ
الأخ الكريم شذى الجنوب:
تعقيبي لم أقصد به الإخوة المعقبين على موضوع الأخ عبدالله العلي , وإنما أردت به عموم منتديات ومواقع الإسلاميين الذين تضج جنباتها مع مقال عاطفي ساذج في سب الرافضة أو العلمانيين , ولا نرى هذا الحماس أو الدعم المعنوي عند مناظرة الدكتور استفهام أو أمثاله من الفضلاء وطلبة العلم , ولو كان الولاء الإسلامي العام هو المسيّر لهذه المواقع لما مايزت بين الدعاة والإسلاميين ضد تيار أحنبي عن القيم والثوابت الإسلامية , وأنا لم ألمز أشخاصاً بأعيانهم , ولكني أجزم أن عدداً ليس بالقليل من المشايخ والمفكرين يوافقني أن الدعوة السلفية المعاصرة والذي يشكل التحرر من التعصب للمذاهب والأشياخ والمألوف أحد سماتها وخصائصها في الجانب النظري , وقعت في ألوان من التحزب والتعصب لأشياخ وأقوال ومألوفات و"اجتهاديات" تخندقت حولها , وهذا في الجانب التطبيقي.
ولئلا نغوص في الحديث في التفاصيل لأن هذا سيفضي إلى ما لا يحمد أقول:
إذا تقرر وجود التعصب أو التحزب لبعض الأفكار والأقوال في البيئة السلفية وهي تقع ضمن دائرة (الاجتهاديات) فقد وصلنا لنقطة الاتفاق , وعندها أخي العزيز نأتي لتحرير ما يسوغ فيه الاجتهاد , فإذا ثبت لديك أن قولاً فقهياً يقول به جماهير السلف ومنهم الأئمة الأربعة مثلاً ... في مقابل قول فقهي معتبر شاع في بيئة محلية ... اعتبره أحد الإخوة من الخلاف غير السائغ , مرجحاً القول الفقهي السائد في بيئته , منزلاً فهمه للكتاب والسنة , منزلة الكتاب والسنة في الحجة وإلزام المخالف , ظهر لك مقدار الهوة السحيقة التي تفصل بين هؤلاء الفضلاء وبين المنهج العلمي الرشيد الذي يستوعب كافة الأقوال والمواقف الاجتهادية التي وسعت أهل القرون المفضلة من الصحابة ومن جاء بعدهم من علماء السلف رضي الله عنهم جميعاً , بارك الله فيك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:06]ـ
أسأل الله التوفيق للدكتور استفهام، ولكل من نصر الإسلام.
والهداية ليوسف وأمثاله ممن استبدلوا بالأدنى: الذي هو خير.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 04:11]ـ
والهداية ليوسف وأمثاله ممن استبدلوا بالأدنى: الذي هو خير.
شكر الله لك ياشيخ سليمان
والجملة تحتاج إلى تعديل، فإن الباء تدخل على المتروك، ويوسف وأمثاله تركوا الخير.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 07:17]ـ
وشكرًا لك ولتعديلك ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 11:07]ـ
قرأت الحوار كاملا ووضعته في مدونتي وهو حوار راقي جدا وأنصح بوضعه في كتاب كما هو الشأن في أمثال هذه الحوارات
لكن سؤالي قبل ان أذهب بسرعة الي الجوجل-ابتسامة
هل سيبينوزا كما تفضل استاذنا فيلسوف فرنسي؟!
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 11:05]ـ
قرأت الحوار كاملا ووضعته في مدونتي وهو حوار راقي جدا وأنصح بوضعه في كتاب كما هو الشأن في أمثال هذه الحوارات
لكن سؤالي قبل ان أذهب بسرعة الي الجوجل-ابتسامة
هل سيبينوزا كما تفضل استاذنا فيلسوف فرنسي؟!
سبينوزا من يهود هولندا ذوي الأصل البرتغالي.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 10:37]ـ
تابعت أجزاء من الحوار .. و أرى أن الشيخ بدر حفظه الله أجاد و أفاد و ملك زمام الحوار .. و لم أتمه بعد .. و أسأل الله أن يوفق الشيخ بدر إلى سد هذا الثغر ..
و أوافق الأخ المكرم عبد الرحيم التميمى فى جانب كبيري مما تفضل به, و أسأل الله جل و علا أن يزيده فهما و بصيرة, و أن يرزقه العلم النافع و العمل الصالح.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 07:48]ـ
الأخ عبدالرحيم التميمي أوافقك في تحليلك الصائب، لكن دعنا نتفاءل، فلن نعدم في واقعنا الدعوي والعلمي من يسير المنهج العلمي الرشيد الذي يستوعب كافة الأقوال والمواقف الاجتهادية.
وقد أبانت مواقع الإنترنت وبعض الصالونات الثقافية عن شيء من ذلك يسر الفؤاد.
ـ[الإكليل]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 04:58]ـ
وشكرًا لك ولتعديلك ..
أتمنى منكم ياشيخ سليمان أن تعدلوا ماحصل في مسألة تقسيم الخلاف وشرحه .. على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19087
فكم تفرحكم ملاحظات الناصحين كما حصل من شكرك في كلامك المقتبس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 08:26]ـ
"وقد أبانت مواقع الإنترنت وبعض الصالونات الثقافية عن شيء من ذلك يسر الفؤاد."
الصالونات الثقافية؟ الآن نبحث عن مدارسات طلبة العلم التي تستوعب مسائل الفقه وأقوال العلماء المعتبرة فيها، في "الصالونات الثقافية"؟؟ الله المستعان!!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 08:40]ـ
"فإذا ثبت لديك أن قولاً فقهياً يقول به جماهير السلف ومنهم الأئمة الأربعة مثلاً ... في مقابل قول فقهي معتبر شاع في بيئة محلية ... اعتبره أحد الإخوة من الخلاف غير السائغ , مرجحاً القول الفقهي السائد في بيئته"
يا مولانا الذي يجهل وجود قول معتبر يرجع الى القرون الفاضلة ويخالف ما يتبناه هو او ما تربى عليه، أو ما كان سائدا وكان من قول الجمهور أو كذا، هذا جاهل لا يحل له الكلام في مسائل الدين حتى يتعلم!! أما تقسيم الأقوال الفقهية على المناطق الجغرافية فيكون هناك قول شائع في بيئة "محلية" وآخر متعلق بتضاريس ودرجة حرارة "قطرية" وآخر مرتبط بدرجة الرطوبة في الجو .. فليتك تاتينا بمثال حتى نتبين حقيقة ما تقصد من هذا المقال!!
أما قولك "والتجاهل الذي نلحظه في أكثر من موقع لهذه المناظرة مرده لأسباب من أهمها "داء التعصب والتحزب""
فان كنت ترى أن مجرد وجود مواقع "اسلامية" لم تذكر تلك المناظرة ولم تنشرها عندها دليلا على التحزب منها ضد صاحب المناظرة، فأنت المتحزب المتعصب ولا ريب! لأننا لا نتكلم عن مناظرة لامام علم لا يسوغ لموقع اسلامي أن يغفل نشرها - مثلا!! وأنا لا أتصور أن موقعا من المواقع "الاسلامية" يصح ان يقال أنه يتحيز ضد شيخ الاسلام ابن تيمية - مثلا - أو "يتجاهله" لأنه لا توجد فيه أي مادة من نصوصه رحمه الله!!!
أما قولك هداك الله "ومع تطبيل أقلام الاسلاميين لأنصاف المتعلمين ممن لا يبلغ علمهم عشر علم الشيخ بدر العامر"
فما أذم التعصب للأشخاص!!! "تطبيل أقلام الاسلاميين لأنصاف المتعلمين"!! هل بمثل هذه الاطلاقات الغاشمة يتكلم طالب علم "سلفي"؟؟؟؟
الى الله المشتكى مما آل اليه حال هذا الملتقى ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 09:11]ـ
الأخ عبدالرحيم التميمي أوافقك في تحليلك الصائب، لكن دعنا نتفاءل، فلن نعدم في واقعنا الدعوي والعلمي من يسير المنهج العلمي الرشيد الذي يستوعب كافة الأقوال والمواقف الاجتهادية.
وقد أبانت مواقع الإنترنت وبعض الصالونات الثقافية عن شيء من ذلك يسر الفؤاد.
هل من المنهج العلمي الرشيد الذي دعوتمانا إليه هو التعصب لأصحاب الكراسي الدوارة في مكاتب برمنجهام و القاهرة؟!
و الذي أعنيه في القاهرة معلوم، حتى لا يظن أحد أني أتهم الإخوة المصريين بسوء
و ربما فروع هذه المكاتب في نجد و الحجاز التي لم تفتتح رسمياً بعد! لا قدر الله، و هي معروفة حتى لا يظن أحد أيضاً أني أتهم السعوديين بسوء
أما المشايخ فلا يجوز التعصب لهم حسبما تفضلتما لأنه تحزب!
أما إن كان عموم مواقع الإسلاميين لم يهتموا بحوار الدكتور إستفهام، فنحن لسنا إسلاميين نحن مسلمون.
الإسلاميون هم المتكلمون من أمثال بعض الناس! و كونهم لم يهتموا بها دليل على تفرق الإسلامين المتكلمين و لله الحمد
و الحوار بين الإسلاميين و الفلاسفة قديم لعل من أوله حوار الجهم مع السمنية و قد اعتبره شيخ الإسلام ابن تيمية و شيخ الإسلام ابن القيم سفاحاً فكرياً
أنظر هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19197&highlight=%C7%E1%D3%DD%C7%CD+% C7%E1%DD%DF%D1%ED
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 08:07]ـ
الاخ صاحب النقب ...
ودي أعرف من يمثل الجهم،ومن يمثل شيخ الإسلام؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 09:52]ـ
الكلام يعنى به مناظرة الجهم مع السمنية الجهم يمثل المتكلمين و السمنية يمثلون الفلاسفة
و الجهم يذكر العلماء أنه فساد عقيدته هو بسبب مناظراته مع الفلاسفة حتى تأثر بهم و أظهر علم الكلام، ثم تأثر به المعتزلة، ثم تأثر بهم الأشاعرة
و أصل البلاء جاء من مناظرته للفلاسفه التي وصفها ابن القيم في الموضوع المذكور
و لهذا اعتبر شيخ الإسلام الجهمية مخانيث الفلاسفة و المعتزلة مخانيث الجهمية و الأشاعرة مخانيث المعتزلة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله:
وكان فيما بلغنا عن الجهم عدو الله إنه كان من أهل خراسان وكان صاحب خصومات وشر وكلام وكان أكثر كلامه في الله تعالى فلقي أناسا من الكفار يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك فكانوا مما كلموا به جهما قالوا ألست تزعم أن لك إلها قال الجهم نعم قالوا له فهل رأت عينك إلهك قال لا قالوا فهل شممت له رائحة قال لا قالوا فهل وجدت له حسا قال لا قالوا فهل وجدت له مجلسا قال لا قالوا فهل يدريك أنه إله قال فتحير الجهم ولم يدر أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة من جنس حجة زنادقة النصارى لعنهم الله وذلك أن زنادقة النصارى لعنهم الله تعالى زعموا أن الروح التي في عيسى بن مريم روح الله من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسانه فيأمر بما يشاء وينهي عما يشاء وهو روح غائب عن الأبصار فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال للسمني ألست تزعم أن فيك روحا قال نعم قال فهل رأيت روحك قال لا قال فهل سمعت كلامه قال لا قال فهل وجدت له مجلسا أو حسا قال لا قال فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجدت ثلاث آيات في القرآن من المتشابه قوله تعالى (ليس كمثله شيء) (وهو الله في السماوات وفي الأرض) (لا تدركه الأبصار) فبنى أصل كلامه على هؤلاء الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أن من وصف الله تعالى بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم كان كافرا أو كان من المشبهة فأضل بشرا كثيرا وتبعه على قوله رجال من أصحاب عمرو بن عبيد وأصحاب فلان ووضع دين الجهمية
اجتماع الجيوش الإسلامية ج 1 ص 128 - 129
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 11:41]ـ
و أنا ضربت مثلاً بالجهم و السمنية و لم أضرب مثلاً بك فاطمئن، و العتب على الألسنة الطويلة على العلماء و أتباعهم و التي ترى القذى في عين أخيها هذا إذا صح وجوده و لا ترى عمود الكهرباء الذي في عين متبوعيها
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 07:44]ـ
الحمد لله، الله يبشرك بالخير، شكرا لك.(/)
الشغف بالغرب والأزمة النفسية للمثقف المسلم 2 - 2 / د. أحمد إدريس الطعان
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 02:13]ـ
الشغف بالغرب والأزمة النفسية للمثقف المسلم 2 - 2 / د. أحمد إدريس الطعان
لقد عبر سلامة موسى عن رغبته في شفاء أمته المصرية من مرض التشرق - أي محبة الشرق والعرب والانضواء تحت رايته - واعتبر ذلك مرضاً مزمناً يحتاج إلى علاج، ونسي أن الاعتزاز بالذات عصامية وعافية وقوة، وأن أعراض المرض تبدو عندما يفقد الإنسان ثقته بنفسه وأمته ويدعوها إلى تقمص شخصية أخرى. هذا هو مرض "الابتلاء بالتغرب" مثله مثل الوباء، أو لعله أقرب إلى الهرم والشيخوخة، وقد يكون أشبه بالعفونة التي تصيب القمح عندما يبدو القشر سليماً والتسوس في القلب.
واعتبر سلامة موسى التعصب للعرب هو الداء الذي علينا أن نحاربه لكي نتمكن من التغرب، وهو بالفعل مخلص لسادته في تبني هذه الرؤية، لأن الغرب أدرك ولقن تلاميذه أن التعصب هو الجدار الواقي الذي يجب أن يهدم، وهو الحصن الحصين الذي يقف في وجه نفوذه ودخوله إلى المجتمعات الإسلامية، والتعصب هو البرج الفولاذي الذي يحرس مجتمعاته، وما دام هذا البرج قائماً فسوف يظل الغرب خارج بوابات الشرق.
وطالب كل من سلامة موسى وطه حسين أن يُصبَغ التعليم بالصبغة الغربية، ويُسلك به الطريقة الأوربية، فالتعليم الغربي هو طريق التغريب كما يشير المستشرق جب ""هذا هو السبيل الوحيد الذي لا سبيل غيره"".
لقد أدرك الشاعر الإسلامي أكبر الإله آبادي 1846 - 1921م خطورة هذه الخطوة في مسخ ذات الأمة والقضاء على شخصيتها وجعلها تابعة ذليلة فقال: ""إن أهل الشرق يقضون على العدو بشدخ رأسه، ولكن الغربي يغير طبيعته وقلبه"" وقال: ""يالبلادة فرعون الذي لم يصل تفكيره إلى تأسيس الكليات، وقد كان ذلك أسهل طريق لقتل الأولاد، ولو فعل ذلك لم يلحقه العار وسوء الأحدوثة في التاريخ"".
ويعبر إقبال عن خطورة التبعية في التعليم: ""إياك أن تكون آمناً من العلم الذي تدرسه، فإنه يستطيع أن يقتل روح أمة بأسرها"".
""إن التعليم هو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي، ثم يُكوِّنها كما يشاء، إن هذا الحامض هو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيميائية، هو الذي يستطيع أن يحول جبلاً شامخاً إلى كوم تراب "" "" ونظام التعليم الغربي إنما هو مؤامرة على الدين والخلق والمروءة "".
والغريب أن المتغربين الذين يريدون الاندماج في الغرب من أجل خلاص الأمة من أزماتها لم يدركوا أن تقمص الأمة لذات حضارية أخرى لا يحل المشكلة بل يزيدها ويولد مشكلة جديدة تتمثل في الضياع أو الانفصام الحضاري مما قد يهدد الوجود ذاته.
ولو أدرك هؤلاء لعلموا أن أزمتنا تتمثل في انعدام الاعتماد على الذات أصلاً، وشيوع التواكل بين أفراد النخبة، وفساد القادة واستبداد الحكام وعدم تبصرهم بمصالح الأمة، بل عدم التفكير فيها حاضراً فضلاً عن المستقبل، مما جعل الهوة واسعة جداً بيننا وبين الغرب الذي صنع الآلة، وسد حاجته منها وبدأ يبحث عن مستهلك، فوجدنا مهيئين تماماً لنكون سوقاً له، وما دمنا نعتمد عليه في ذلك فسوف نظل متغربين ""ومن الطريف أننا إذا صنعنا الآلة فسوف نصير مرضى بمرض الآلة تماماً كالغرب الذي يرتفع صوته وصراخه من التكنولوجيا والآلة"".
ولكن من الذي قال إنهم لم يدركوا، إن التغرب يحقق لهم القيادة والنخبوية، وهذا يقتضي منهم أن يتنازلوا عن ذواتهم ويذوبوا في غيرهم، ويتنازلوا عن هوياتهم وتاريخهم وكل مقومات إنسانيتهم، ويأخذوا مقابل ذلك المال، ولكن العدو أذكى من أن يعطيهم المال، إنه يعود فيسترده منهم ببضائعه ومنتجاته التي سلبت عقولهم، وأعمت عيونهم.
لقد كان الغساسنة والمناذرة متشبهين مقلدين للروم والفرس في كل شيء في لباسهم وفي قصورهم وعاداتهم، ومع ذلك لم يبنوا حضارة لأن التشبه نوع من المسخ ولا يشكل حضارة، الحضارة بناها أناس ظلوا محافظين على بداوتهم وعاداتهم، ولم يحتاجوا أن يلبسوا القبعة، ولا أن يرقصوا على الطريقة الغربية، ومع ذلك صنعوا الحضارة وصدروها للناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
المتفرنج شبه إنسان؛ لأن الإنسان الأوربي أخلى باطنه من المحتوى الإنساني والفكري والكيان الخلاق، حتى أصبح من قمة رأسه إلى أخمص قدميه معدة مفتوحة، وفماً فاغراً يلتهم المنتجات الأوربية، ويكافئه الأوربي بأن يدهن له جلده الأجرب المنتن بالدهن الأوربي، ويلبسه لباساً أوربياً، ويرجّل شعره على الطريقة الأوربية، ثم يُشحن بالحركات والسكنات والإشارات الأوربية التقليدية المزيفة الشبيهة بالكليشهات تماماً كما تُعبأ الآلة الحاسبة أو الساعة الرقمية، ثم يُرسَل إلى قومه ليُعطى الإذن بالعمل ويتحرك كما أراد له سادته، ويُوصف عند ذلك بأنه عصري متحضر أمام أبناء جنسه لتُثار فيهم داعية التقليد والاستهلاك، ولكنه يظل بين سادته يعرف قدره ولا يتجاوز حدوده، فيتقبل وصفهم له بأنه مقلد متشبه ليظل الشعور بالنقص يلازمه، وتظل جدلية الأم والطفل فعالة.
وكلما حاول أن يثبت ولاءه ويقول لسادته لقد صرت متحضراً مثلكم يبتسم الغربي ويقول: لمّا بعد لأننا لا نزال ننتج، ولا نزال بحاجة إلى مستهلكين.
وكلما تسارعت وتيرة الإنتاج كلما ازدادت سرعة الاستهلاك -كما هو الحال في بعض دول الخليج- من أجل اللحاق بالركب المتأورب -لأنهم جاءوا متأخرين- ويظل الغرب سعيداً بهؤلاء الممسوخين الذي لا يملُّون من الركض وراءه ولا يشبعون من نهم الاستهلاك.
إن المتغرب إذن أوفى مستهلك للصناعة الغربية لأنه لا يفكر بالإنتاج، وإنما يفكر كيف يستهلك بجنون لكي يواكب المنتجات الحديثة.
ولكي يوصف بالتحضر والرقي ولذلك فهو لا شخصية له، وفاقد للأصالة في شخصه ومنزله ومظهره، ولا تفوح كلماته برائحة أي شيء، بل تمثل في الأغلب كل شيء.
د بل إنه حتى نفسه لا يعرفها إلا من ألسنة الآخرين، وحقيقة ذاته يبحث عنها في كتابات المستشرقين، ويعتبر نفسه موضوعاً تحت مجهر الاستشراق، وهو مسرور جذلان ينتظر النتائج بفارغ الصبر، فإن قيل له خيراً حمد الله [عز وجل] وإن قيل غير ذلك لام نفسه وأمته "" وهذا هو أقبح أنواع التغرب، بل إنه طاعون التغرب ""، يفتك بالذات حتى تفنى وتتلاشى أو تتحول إلى طاقة جديدة في تيار التأورب والاكتساح الذي لا يتوقف، ويظل المتغرب كالميت بين يدي المُغسِّل، فإن من شروط التغرب أن يكون الإنسان سهل القياد بلا جذور وبلا أصول، ولكي يصل إلى القيادة فلا بد أن يكون خفيفاً فإن "" العادة أن الخفيف هو الذي يطفو على سطح الماء "".
لقد فهم الاستعمار وجرب أنه ما دامت الأمة تعتقد أن لها شخصية، فإن النفاذ إليها ليس بالأمر السهل، والثقافة والتاريخ في أمة دائماً يؤديان إلى شخصية وتعصب، ولا بد للاستعمار من أن ينفذ إلى داخلها عن طريق فصلها عن تاريخها وجعلها غريبة عن ثقافتها، وعندما يرى المفكر نفسه خواء، فاقداً للأصالة ولا جذور له، معطوباً في شخصيته، فلا مفر له من أن يقترب بنفسه عن وعي أو غير وعي من الأوربي، الذي تبدل في هذه الحالة إلى أصالة إنسانية مطلقة، وصاحب ثقافة، وقيم معنوية مثالية وكمال مطلق، كما تغزل سلامة بالإنجليز، وقاسم أمين بالفرنسيين، ويصير مفتوناً به ضائقاً من نفسه، ويعوِّض بالتظاهر بالسمات الأوربية فقدانَه لخصائصه الأصلية وفقر شخصيته وخلائها.
أليس هذا هو السبب في أن العلمانيين لا يرون في تاريخنا إلا السواد والظلام، إنه ممسوخٌ في عقولهم لأنهم قرؤوه بعقول ممسوخة، ومظلم في أعينهم لأن الغرب ألبسهم نظارات سوداء.
عندما فعل الغرب ذلك - أي مسخ تاريخ الأمم المغلوبة - لم يعد لديه شيء آخر يقوم به، ذلك لأن الأمم نفسها جاهدت بكراهية وحقد خارقين للعادة في تخريب أنفسها بقدر ما تستطيع، وتحقير دينها وأخلاقها وأصالتها التي مُسخت، وبشوق وإصرار ألقت بأنفسها في أحضان الغرب.
كالطفل عندما يتعرض لغضب أمه يلجأ إليها هي نفسها من أجل أن يقاومها ويلقي بنفسه في أحضانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الممارسات المسخية والتشويهية والعنصرية التي يتوجه بها الغرب إلى الأمم المغلوبة يدرك أن ممارسته لها لا بد أن تكون بنوع من التحضر، ولذلك فليس من حقه أن يجاهر بالنكران للشرقي والتجاهل لثقافته، عليه فقط أن يشعره بأنه عرق من الدرجة الثانية، وأنه لا يستطيع أن يتجاوز في تفكيره نظريات العرفان ونظم الشعر، أما الغربي فهو السيد الذي يفكر ويصنع ويحكم لأنه عرق أسمى، ولذلك يُحقَّق تراثنا الصوفي مراراً بينما تراثنا العلمي تأكله الفئران.
ولكن السؤال لماذا؟ لماذا يسعى الغربي لأن يُشعر الشرقي بالدونية حتى كاد سلامة موسى أن ينسلخ من جلده ويستبدله ببشرة أوربية!؟ لأنه عندما يفهم الشرقي أنه من جنس أدنى وفي الدرجة الثانية، ويعتقد أن الغربي من جنس أعلى وفي الدرجة الأولى وصانع للثقافة، فإن علاقته به سوف تشبه علاقة الطفل بأمه، علاقة من هذا الصنف بين الأم والطفل ستقوم تلقائياً على التبعية، فالمستعمر دولته هي "الوطن الأم"، أما المستعمرات في آسيا وإفريقيا فسكانها أطفال مفتقرون إلى التربية عليهم أن ينشأوا في حجره، وهذا ما تكشفه جدلية سوردل إذ تبين أن العلاقة بين الأم والطفل تقوم على أن: الأم تنهر طفلها، والطفل يلوذ بحضن الأم خوفاً منها وطلباً للأمان، وهذه الجدلية تنمو بنفسها وتصبح عامل جذب، وعندما يحس الشرقي أنه غثاء وهباء، وينتسب إلى دين منحط، وينتمي إلى عرق وثقافة وتاريخ وأدب وقادة وماض كله منحط فإنه يشعر تلقائياً بالعار، ويصدق بأنه كذلك منحط، ومن أجل أن يدفع التهمة عن نفسه يتشبه بالغربي حتى يعبر لهم بلسان حاله: لست من هذا العرق المتهم إنني من صنفكم، ويتظاهر بالتحضر والتغرب في سلوكه وتصرفاته وهيئاته وأسلوب حياته في شخصه ومنزله وزوجته.
إنه فعلاً منهم لأن ""من تشبه بقومٍ فهو منهم"".
ولكن الغرب لا يقبله أصيلاً وإنما يقبله متشبهاً، ولا يقبله مُنتجاً وإنما مستهلِكاً.
إن علي شريعتي في تحليلاته هذه يضع يده على الداء، ويكشف عن سر المرض الذي أصيب به هؤلاء الممسوخين.
لقد هزِئ سلامة موسى من تاريخنا ولغتنا وحضارتنا واعتبرها لا تساوي شيئاً، ولغتنا لا يستطيع أن يصف بها أثاث غرفته، وعمر رضي الله عنه الذي شهد له القاصي والداني والعدو قبل الصديق بالعدل كان -بنظره- مستبداً، والأزهر يبعث فينا الظلام، والشيوخ مأفونون لأنهم يتوضؤن في الطرقات، أما الإنجليز فنظاف أذكياء، وهم أرقى الناس على الإطلاق.
وطلب قاسم أمين أن نقتدي بالغرب فنغير قواعد لغتنا العربية لتصبح نهاياتها دائماً سواكن كما في اللغات الأجنبية، ويتأفف لاستخدام الناس كلمة السيارة بدلاً من الأوتومبيل، ويريد أن نتقبل الكلمات الأجنبية في لغتنا بكل ترحيب، ودون تردد ودون ضوابط.
وتاريخنا بنظر فرج فودة كله قتل وسفك دماء وظلم واستبداد.
وهو كذلك بنظر سيد القمني محاكم تفتيش واحتلال وجيوش وسيوف وقسر وإرهاب وإبادة.
إن هؤلاء الناس أصابتهم هستريا التفرنج، بل إن الغرب أقنعهم بأنهم مجروبون فأخذوا يحكُّون جلودهم حكاً شديداً كأنهم يريدون أن ينسلخوا منها، ولكن المرض في الحقيقة لم يكن جلدياً وإنما هو نفسي، ويستطيع طبيب نفساني مجرب أن يعالجهم بالدواء المناسب والوسائل اللازمة، ويعيد إليهم شخصياتهم المفقودة، ويعيد إليهم وعيهم وإنسانيتهم، وينتشلهم من دوامة الشعور بالنقص والحكة والجرب.
إن هذه اللغة التي لم يجد فيها سلامة موسى ما يعبر به عن أثاث غرفته كانت لغة الحضارة والعلم لبضعة قرون، ودُوِّنت بها علوم الفلسفة والتاريخ والفلك والرياضيات والأديان والأدب والشعر والوجدانيات، ولم يجد أهلها حرجاً في التعبير عن كل ما يريدون، بل كانت لغة طيِّعة مرنة تستجيب لكل متطلبات الحياة وأغراض البشر، وإذا كان سلامة موسى يعاني من نقص في قاموسه اللغوي، ويعجز عن تذكر أسماء الأثاث في غرفته، فليس من حقه أن يُحمِّل اللغة مسؤولية عجزه وجهله، لأنه لا توجد لغة في العالم كله عاجزة عن نقل الحضارة، لأن اللغة تزدهر إذا كانت الأمة مزدهرة، وتتكلس وتتقلص إذا جمدت الأمة وتخلفت، واللغة العربية قادرة -كما فعلت بالأمس- على التجاوب مع الحضارة بمختلف فروعها وأشكالها إذا أراد لها أهلها ذلك، لأن اللغة تحتاج إلى حوار ومحاورة، ومساءلة ومجادلة، ومخاطبة، وبقدر ما نتجادل معها نجدها
(يُتْبَعُ)
(/)
سخية، وبقدر ما نحاول أن نكلمها نجدها مرنة ثرية، وليس تراجع اللغة العربية اليوم إلا لتخلف أهلها، وقلة تعاملهم معها، واتجاههم إلى العاميات أو اللغات الأجنبية فليس لأن لغتنا تخلفت تخلفنا، ولكن لأننا تخلفنا تخلفت لغتنا، إن اللغة ليست عامل تخلف، بل مظهر وتعبير عنه، ولو أننا سمينا أجزاء السيارة والطائرة والتلفاز والحاسوب على نحو ما سمى القدامى أعضاء البعير وأقسام السفينة وأجزاء المحراث، لما بقيت قطع غيار مستخدمات التكنولوجيا بلا تسمية في العربية الحديثة، ولما وجدنا فقراً في التعبير عن الأدوات والاختراعات المتلاحقة يتبرم منه سلامة موسى وغيره.
إن أفضل سلاح يواجَه به التغرب هو "العودة إلى الذات" وليس من متطلبات الارتقاء بالذات التخلي عن الدين، لأن أوربا إذا كانت تقدمت لأنها تركت دينها، فنحن تخلفنا لأننا فعلنا ذلك، لأن السلاح الوحيد الذي نملكه للدفاع عن ذاتنا وكياننا هو الدين، لأن الدين والدنيا لدينا شيء واحد وضياع أحدهما يستتبع ضياع الآخر، وليس كما يحاول مفكرونا الذين صُنعوا في الغرب أن يقنعونا بأن الدين نوع من التعصب والرجعية والتخلف.
ولكن قد يسأل سائل إلى أي ذات نعود؟ أو إلى أي إسلام نعود؟ فالإسلامات اليوم كثيرة في الواقع الإسلامي، وشيوخ السلطة جاهزون لتمزيق الإسلام وتحريفه التماساً لرضا أسيادهم؟ إن الإسلام المطروح والذي يراد العودة إليه هو الإسلام الرسالي نفسه، الإسلام "المحجة البيضاء، الواضحة، التي ليلها كنهارها" -كما جاء في الحديث- ذاك الذي جعل من طائفة من البدو الحفاة أمة استطاعت خلال سنوات قليلة لا تكاد تحسب في عمر الزمن أن تقضي على أكبر امبراطوريتين في العالم، وخلال سنوات أخرى أن تقيم حضارة فاتحة مسيطرة، وُلدت منها حضارة العالم اليوم، الإسلام هو نفسه الذي حوّل عمر بمرقعته -دون أن يحتاج إلى تغييرها-وأبو ذر الوثني قاطع الطريق-دون أن يحتاج إلى حلق لحيته أو تغيير راحلته أو لبس القبعة -حوّلهم إلى فاتحين ثوار وقادة عظماء، ولم تحُل دون ذلك لحاهم أو مرقعاتهم أو رواحلهم.
ولكن لأن الذي أصاب أمتنا من جراء التغريب والتأورب هو عملية مسخ وتشويه وليس إنكاراً وتجاهلاً، والمسخ والتشويه أنكى من الإلغاء والتجاهل، فمصيبتنا لذلك أشد من مصيبة الأفارقة، لأن الأفارقة أقنعهم الغرب بأنه ليس لهم تاريخ ولا حضارة، وهؤلاء يكفيهم أن يعودوا إلى ذاتهم فيكتشفوها، أما نحن فلم يقل لنا الغرب ذلك، لقد جاملنا الغرب وضحك علينا وخدرنا وأقنعنا بأننا أصحاب حضارة، ولكنها حضارة ممسوخة مشوهة مظلمة، ولذلك فلا يكفينا أن نعود إلى ذاتنا لأنها أصبحت مزيفة ومزورة، وإثبات التزوير والتزييف مهمة أصعب من إثبات الذات والوجود.
ولذلك فالعودة إلى الذات القائمة الآن لن يجدينا شيئاً لأنها مطموسة، قد مُثِّل بها أسوأ تمثيل، العودة يجب أن تكون إلى الذات الإسلامية الأصيلة "الرسالية" لأنها الوحيدة القريبة من بين كل الذوات، ولأنها الوحيدة التي تجمع شتات القلوب، وترضاها الجماهير، وتعبر عن كيان الأمة وشخصيتها وتطلعاتها وطموحاتها، لن تقبل الأمة اليوم أن يُعبّر عنها فرعون، ولا آشور ولا بابل ولا تدمر ولا كنعان، لا تقبل الأمة اليوم بالإسلام بديلاً.
إن الشمولية الإسلامية هي السد الوحيد الذي يقف في وجه التغريب والاستعمار المسيحي الأوربي، هذه الشمولية التي تحيط بكل كيان الإنسان جسماً وروحاً وعقلاً، وتلبي كل طموحاته، وتجيب على كل تساؤلاته هذه الشمولية الجامعة هي الهوية والشخصية والكيان والذات، والماضي والمستقبل والحاضر، وهي ما تفقده إفريقيا، ولذلك كانت مادة خام للاستعمار الأوربي تقبلت كثيراً من نصرانيته، واندمجت في حضارته، لأنها لم تكن مشمولة برؤية دينية كلية على نحو ما يفعل الإسلام بأتباعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الشمولية الإسلامية لا تعني أن يرفض المسلمون الحضارة الغربية مطلقاً دون أن يعترفوا بحسناتها ولكن المسلمين ""إذا تبنوا -كما هو من واجبهم- الطرق والوسائل الحديثة في العلوم والفنون الصناعية فإنهم لا يفعلون أكثر من اتباع غريزة التطور والارتقاء، التي تجعل الناس يفيدون من خبرات بعضهم، ولكنهم إذا تبنوا -وهم في غير حاجة إلى أن يفعلوا ذلك- أشكال الحياة الغربية والآداب والعادات والمفاهيم الاجتماعية الغربية، فإنهم لن يفيدوا من ذلك شيئاً، ذلك أن ما يستطيع أن يقدمه الغرب لهم في هذا المضمار لن يكون أفضل وأسمى مما قدمته لهم ثقافتهم نفسها، ومما يدلهم عليه دينهم نفسه، ولو أن المسلمين احتفظوا برباطة جأشهم، وارتضوا الرقي وسيلة لا غاية في ذاتها، إذن لما استطاعوا أن يحتفظوا بحريتهم الباطنية فحسب، بل ربما استطاعوا أن يعطوا إنسان الغرب سر طلاوة الحياة الضائع"".
ذلك هو موقف العبقري العصامي الذي يعامل الحضارة الغربية بعلومها، ونظرياتها واكتشافاتها وطاقاتها كمواد خام يصوغ منها حضارة قوية مؤسسة على الإيمان والأخلاق والتقوى والرحمة والعدل في جانب، والعلم والقوة والعمل والإنتاج والرفاهبة والابتكار في جانب آخر. وبذلك نستغني عن النموذج العلماني الذي صدره إلينا الاستعمار عن طريق صنائعه وربائبه، وسبب لنا اضطراباً في حياتنا وأفكارنا ومعيشتنا وقيمنا وأخلاقنا، بسبب تصادمه مع أصالتنا ومرجعيتنا، ومقومات وجودنا.
الخاتمة:
ربما نجد عذراً لأناس بهرتهم الحضارة المادية ووسائل القوة والتكنولوجيا في بداية هذا القرن لأن النور كان قوياً في وسط ظلام التخلف والجهل الذي تعيشه الأمة الإسلامية، ولكن لم يمض وقت طويل حتى ذهب الانبهار، وتلاشى الزبد وظهرت الحقائق جاثمة على صدر التاريخ، وارتد كيد العدو في نحره، فخرج المستعمر مدحوراً من أغلب البلاد الإسلامية، وتكشفت حقائق الدراسات الاستشراقية وما تخفيه من تزوير وتشويه، واتضح أنها كانت دراسات استطلاعية استعمارية بالدرجة الأولى، ولم يكن التجمل بأثواب البحث العلمي في الغالب إلا لوناً من المداهنة والمراوغة.
ومهما يكن من أمر فإن سلامة موسى وأمثاله من ربائب الغرب كان من الطبيعي في وسط هذا الاختلال الحضاري للأمة أن ينشأ لهم جيل من المروجين والمسوقين لأن الغرب لا يزال يمسك زمام القوة، وفي كل زمان يوجد منافقون يتزلفون للقوي ويتملقونه لكي تُتاح لهم فرصة التعيُّش على الفتات، وهم اليوم -وللأسف- في عصر الثورة الإعلامية قد تبوؤوا مراكز مهمة جداً وأوصلوا -أو كادوا- رسالة سلامة موسى إلى أوساط مختلفة من الناس، بل إن الرسالة "السلاموسية" أصبحت مثالاً يُحتذى من قبل التنويريين المعاصرين.
ما الذي يمكننا فعله إزاء هذا الخلل الحضاري والفكري؟ فالنموذج الذي يستحق لعنة التاريخ، وصفعة الأجيال، أمسى مثالاً للحرية والتقدم والنضال، وليس ذلك غريباً فنحن في عصر العجائب!!.
ولكن الأدهى من ذلك أن تختل القيم والمعايير الحضارية في هذا العصر فيصبح الاعتزاز بالتراث والتشبث به تخلفاً ورجعية، بينما التسول على موائد الغرب تقدماً وتحضراً! حين نعتمد نحن على علمائنا السالفين في البحث عن نافذة إصلاح وتجديد نعد تقليديين أو ماضويين، بينما حين يقلدون هم علماء الغرب ورواده يعدون أنفسهم تنويريين ومبدعين! في عصرنا أمست العصامية التراثية النبيلة ظلامية مخزية، بينما التسول الفكري، والسطو على جهود الأوربيين عنوان التحضر والإبداع!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 06:41]ـ
لم أزل منذ قرأت موضوع: ((المدخل المقاصدي والمقاربة العلمانية)) للدكتور أحمد إدريس الطعان الذي نقله أخونا الشيخ عبد الرحمن السديس على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2011&highlight=%C7%E1%E3%CF%CE%E1+% C7%E1%E3%DE%C7%D5%CF%ED
أقول: لم أزل من حينها معجبًا بهذا الرجل وبرجاحة عقلة وقوة تفكيره وحسن اختياره لموضوعاته وعباراته بل وألفاظه، جزاه الله خيرًا.
وجزاك الله خيرًا أخانا (آل عامر) على هذا النقل.(/)
إيضاح مقاصد خادم الحرمين والذي أسيء فهمه واستغله أهل الأهواء
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 02:18]ـ
بيان فضيلة الشيخ // عيسى المبلع حفظه الله .. لإيضاح مقاصد خادم الحرمين الشريفين في الدعوة لحوار الأديان .. والذي أسيء فهمه واستغله أهل الأهواء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
أما بعد عباد الله فكما هي عادة أهل الباطل من المنحرفين فكرياً وسلوكياً من علمانيين و ليبراليين و حداثيين و شهوانيين من الناقمين على الدين المعادين له و الكارهين له. أو الجاهلين بأحكام الدين و مقاصده ممن يصطادون بالماء العكر و يحرفون الكلم عن مواضعه، ممن نصّبوا أنفسهم حكاماً و قضاة على الراسخين من أهل العلم من أعضاء هيئة كبار العلماء و غيرهم، فهاهم اليوم كعادتهم أساؤوا فهم خطاب و مقصد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ووفقه فيما يتعلق بمسألة التقارب بين الأديان. فأجلبوا بخيلهم و رجلهم من أجل نسف العقائد و تحطيم القيود الشرعية ليحققوا مآربهم المشينة من القضاء على الدين و عقائده و أحكامه و آدابه ليرتعوا بحرياتهم الفكرية و الجنسية و الشهوانية و السياسية و قد قيل من قبل:
وكم من عائب قولاً سليماً و آفته من الفهم السقيم
و إلا فإن خادم الحرمين الشريفين وفقه الله قصد من بيانه بالتقارب الأمور التالية:
أولاً: إيجاد لجان و مراكز و هيئات لدراسة الأديان المعاصرة خاصة الإسلام و اليهودية و النصرانية لمعرفة حقائقها و بيان ما فيها من الحق و الباطل، وهو على علم بان دين الإسلام هو دين الحق و ما سواه باطل، وأن كل من تجرد من الهوى و العصبية ودرس الإسلام دراسة كاملة و استوعب مقاصده فلن يرض بغيره بديلاً و أن كل ما سواه من الأديان المحرفة و الباطلة فسينكشف عوارها و انحرافها لأدنى دارس منصف متجرد للحق، وبذلك يظهر نور الإسلام و تنطمس الشبه و التهم الملفقة به.
يقول الشيخ محمد حسان حفظه الله
(إن الحق معنا يقيناً،،،، لكننا لا نحسن أن نشهد لهذا الحق شهادة عملية على أرض الواقع و لا نحسن أن نبلغ هذا الحق لأهل الأرض بحق)
(و إن الباطل مع غيرنا،،،، لكنه يحسن أن يلبس الباطل ثوب الحق و يحسن أن يصل بالباطل إلى حيث ينبغي أن يصل الحق)
و حينئذ ينزوي حقنا و يضعف كأنه مغلوب كما هو الواقع و ينتفخ الباطل و ينتفش كأنه غالب كما هو الواقع
و هنا نتألم لحقنا الذي ضعف و انزوى فنعبر عن ألمنا بصورة من صورتين لا ثالث لهما
إما أن نعبر عن ألمنا بصورة سلبية مكبوتة فنزداد هزيمة نفسية على هزيمتنا و انعزال عن المجتمع و العالم
وإما أن نعبر عن ألمنا بصورة صاخبة متشنجة منفعلة وأحيانا دموية فنخسر الحق للمرة الألف
لأن أهل الأرض في الأرض حينئذ سيزدادون بغضا للحق الذي معنا و إصرارا على الباطل الذي معهم. ا هـ
ثانياً: من مقاصده حفظه الله الاتفاق على أنظمة تحفظ حقوق الأديان و عدم المساس بها خاصة في هذا الزمان الذي جعل فيه الإسلام غرضاً للتنقص و الاستهزاء فها هو القران بين كل حين يمزق و يلطخ بالنجاسات و يهان. وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يستهزأ به و يهان، فغايته وفقه الله حفظ دين الإسلام وكتابه ونبيه من الإهانة في ظل ضعف العالم الإسلامي في الدفاع عنه.
ثالثاً: بيان و إيضاح منهج الإسلام في التعامل مع الكفار حرباً وصلحاً ومهادنه وسلماً و إحساناً لأن هناك من أبناء الإسلام من أساء فهم الإسلام و أنزل الأمور في غير منازلها وشوه صورة الإسلام وجماله بأفكاره وأقواله وأحواله.
رابعاً: هناك أصول و أهداف و أحكام و آداب في عموم الأديان و الأنظمة تحفظ دماء الناس و حقوقهم ينبغي إظهارها و إبرازها و تطبيقها ليأمن الناس على أنفسهم و حرياتهم و أموالهم و حقوقهم و خاصة في غياب هيمنة الإسلام و عدله. وليس الهدف من دعوته للحوار و التقارب تمييع قضايا العقيدة و نسفها و الركون إلى الكفار أو تصحيح أديانهم و عقائدهم.
ولمزيد بيان لتلك الشبهة أسوق لكم فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز و عضوية كل من الشيخ عبد الرزاق عفيفي و عبد الله بن قعود و عبد الله بن غديان رحم الله الأموات و حفظ الأحياء حول مسألة الدعوة إلى التقارب بين الأديان الثلاثة بل التقارب بين الفرق المنحرفة للإسلام يقول السائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
رقم الفتوى (7807)
الفتوى ........
حكم الدعوة للتقارب بين الأديان
السؤال الثاني من الفتوى رقم (7807):
س2: هل الدعوة للتقارب بين الأديان (الإسلام - المسيحية - اليهودية) دعوة شرعية؟ وهل يجوز للمسلم المؤمن حقا أن يدعو لها ويعمل على تقويتها. سمعت أنه هناك مثل ذلك يقوم به علماء في الأزهر وغيره في المؤسسات الإسلامية، وكذلك هل الدعوة لتقارب بين أهل السنة والجماعة والطوائف الشيعية والدرزية والإسماعيلية والنصيرية وغيرها فيه فائدة للمسلمين؟ وهل ممكن هذا اللقاء وأكثر، بل كل هذه الطوائف تحمل في معتقداتها الشرك بالله والإساءة لرسوله صلى الله عليه وسلم والحقد على الإسلام وأهل السنة والجماعة؟ وهل يجوز هذا اللقاء والتقارب شرعا؟
ج2: أولا: أصول الإيمان التي أنزل الله بها كتبه على رسله: التوراة، والإنجيل والزبور، والقرآن، والتي دعت إليها رسله عليهم الصلاة والسلام إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والمرسلين - كلها واحدة بشر سابقهم بلاحقهم وصدق لاحقهم سابقهم وأيده، ونوه بشأنه وإن اختلفت الفروع في الجملة حسب مقتضيات الأحوال والأزمان ومصلحة العباد؛ حكمة من الله وعدلا، ورحمة منه سبحانه وفضلا، قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 285 آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 124)
وقال تعالى: سورة النساء الآية 152 وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وقال تعالى: سورة آل عمران الآية 81 وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ سورة آل عمران الآية 82 فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ سورة آل عمران الآية 83 أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ وقال تعالى: سورة آل عمران الآية 84 قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ سورة آل عمران الآية 85 وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وقال تعالى بعد ذكره دعوة خليله إبراهيم إلى التوحيد وذكر من معه من المرسلين: سورة الأنعام الآية 89 أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ سورة الأنعام الآية 90 أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 125)
وقال تعالى: سورة آل عمران الآية 68 إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ وقال تعالى: سورة النحل الآية 123 ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وقال: سورة الصف الآية 6 وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ وقال تعالى: سورة
(يُتْبَعُ)
(/)
المائدة الآية 48 وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا الآيات. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3443)، صحيح مسلم الفضائل (2365)، سنن أبو داود السنة (4675)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 437). أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد رواه البخاري. ثانيا: حرف اليهود والنصارى الكلم عن مواضعه، وبدلوا قولا.غير الذي قيل لهم، فغيروا بذلك أصول دينهم وشرائع ربهم، من ذلك قول اليهود: عزير ابن الله، وزعمهم: أن الله مسه لغوب
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 126)
وأصابه تعب من خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فاستراح يوم السبت، وزعمهم: أنهم صلبوا عيسى عليه السلام وقتلوه، ومن ذلك أنهم أحلوا الصيد يوم السبت بحيلة، وقد حرمه الله عليهم، وأنهم ألغوا حد الزنا في حق المحصن، ومن ذلك قولهم: سورة آل عمران الآية 181 إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ وقولهم: سورة المائدة الآية 64 يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ إلى غير ذلك من التحريف والتبديل القولي والعملي عن علم اتباعا للهوى، ومن ذلك زعم النصارى أن المسيح عيسى عليه السلام ابن الله وأنه إله مع الله، وتصديقهم اليهود في زعمهم أنهم صلبوا عيسى عليه السلام وقتلوه، وزعم كل من الفريقين أنهم أبناء الله وأحباؤه، وكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، وحقدهم عليه، وحسدهم إياه من عند أنفسهم، وقد أخذ عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا به ويصدقوه وينصروه وأقروا على أنفسهم بذلك، إلى غير ذلك من فضائح الفريقين وتناقضهم، وقد حكى الله الكثير من كذبهم وافترائهم وتحريفهم وتبديلهم ما أنزل إليهم من العقائد والشرائع، وفضحهم، ورد عليهم في محكم كتابه، قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 79 فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ سورة البقرة الآية 80 وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 127)
الآيات، وقال تعالى: سورة البقرة الآية 111 وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ الآية. وقال تعالى: سورة البقرة الآية 135 وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ … الآيات، وقال تعالى: سورة آل عمران الآية 78 وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وقال تعالى: سورة النساء الآية 155 فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلًا سورة النساء الآية 156 وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا سورة النساء الآية 157 وَقَوْلِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا سورة النساء الآية 158 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 128)
الآيات، وقال تعالى: سورة المائدة الآية 18 وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ … الآيات، وقال تعالى: سورة التوبة الآية 30 وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ سورة التوبة الآية 31 اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ الآيات، وقال: سورة البقرة الآية 109 وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ إلى غير ذلك مما لا ينقضي منه العجب من افترائهم وتناقضهم ومخازيهم وفضائحهم، والقصد ذكر نماذج من أحوالهم ليبنى عليها الجواب فيما يأتي. ثالثا: مما تقدم يتبين أن أصل الديانات التي شرعها الله لعباده واحد لا يحتاج إلى تقريب، كما يتبين أن اليهود والنصارى قد حرفوا وبدلوا ما نزل إليهم من ربهم حتى صارت دياناتهم زورا
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 129)
وبهتانا وكفرا وضلالا، ومن أجل ذلك أرسل إليهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولغيرهم من الأمم عامة؛ ليبين ما كانوا يخفون من الحق، ويكشف لهم عما كتموه، ويصحح لهم ما أفسدوا من العقائد والأحكام ويهديهم وغيرهم إلى سواء السبيل، قال الله تعالى: سورة المائدة الآية 15 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ سورة المائدة الآية 16 يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وقال: سورة المائدة الآية 19 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لكنهم صدوا وأعرضوا عنه؛ بغيا وعدوانا وحسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين الحق، قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 109 وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ وقال: سورة البقرة الآية 89 وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ الآيات،
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 130)
وقال: سورة البقرة الآية 101 وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ الآيات، وقال: سورة البينة الآية 1 لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ سورة البينة الآية 2 رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً الآيات. فكيف يرجو عاقل يعرف إصرارهم على الباطل وتماديهم في غيهم عن بينة وعلم؛ حسدا من عند أنفسهم، واتباعا للهوى -
(يُتْبَعُ)
(/)
التقارب بينهم وبين المسلمين الصادقين، قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 75 أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الآيات، وقال: سورة البقرة الآية 119 إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ سورة البقرة الآية 120 وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ وقال سبحانه: سورة آل عمران الآية 86 كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الآيات،
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 131)
بل هم إن لم يكونوا أشد من إخوانهم المشركين كفرا وعداوة لله ورسوله والمؤمنين فهم مثلهم، وقد قال الله تعالى لرسوله في المشركين: سورة القلم الآية 8 فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ سورة القلم الآية 9 وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ الآيات: وقال له: سورة الكافرون الآية 1 قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ سورة الكافرون الآية 2 لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ سورة الكافرون الآية 3 وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ سورة الكافرون الآية 4 وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ سورة الكافرون الآية 5 وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ سورة الكافرون الآية 6 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين، بين الحق والباطل بين الكفر والإيمان، وما مثله إلا كما قيل: أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يمان
رابعا: لو قال قائل: هل تمكن الهدنة بين هؤلاء أو يكون بينهم عقد صلح حقنا للدماء واتقاء لويلات الحروب وتمكينا للناس من الضرب في الأرض والكد في الحياة لكسب الرزق وعمارة الدنيا والدعوة إلى الحق وهداية الخلق؛ إقامة للعدل بين
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 132)
العالمين - لو قيل ذلك قولا متجها وكان السعي في تحقيقه سعيا ناجحا. والقصد إليه قصدا نبيلا له مكانه، وعظيم أثره، لكن مع المحافظة على إحقاق الحق ونصره فلا يكون ذلك على سبيل مداهنة المسلمين للمشركين وتنازلهم عن شيء من حكم الله، أو شيء من كرامتهم وهوانهم على أنفسهم، بل مع الإبقاء على عزتهم، والاعتصام بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ عملا بهدي القرآن، واقتداء بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: سورة الأنفال الآية 61 وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الآيات، وقال تعالى: سورة محمد الآية 35 فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وقد فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عمليا، وحققه بصلحه مع قريش عام الحديبية، ومع اليهود في المدينة قبل الخندق وفي غزوة خيبر، ومع نصارى الروم في غزوة تبوك، فكان لذلك الأثر العظيم والنتائج الباهرة من الأمن وسلامة النفوس ونصرة الحق والتمكين له في الأرض ودخول الناس في دين الله أفواجا، واتجاه الجميع للعمل في الحياة لدينهم ودنياهم، فكان الرخاء والازدهار وقوة السلطان وانتشار الإسلام والسلام، وفي التاريخ
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 133)
وواقع الحياة أقوى دليل وأصدق شهيد على ذلك لمن أنصف نفسه أو ألقى سمعه واعتدل مزاجه وتفكيره، وبرئ من العصبية والمراء، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والله الهادي إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
خامسا: إن الدروز والنصيرية والإسماعيلية، ومن حذا حذوهم من البابية والبهائية قد تلاعبوا بنصوص الدين، وشرعوا لأنفسهم ما لم يأذن به الله، وسلكوا مسلك اليهود والنصارى في التحريف والتبديل؛ إتباعا للهوى، وتقليدا لزعيم الفتنة الأول: عبد الله بن سبأ الحميري رأس الابتداع والإضلال والإيقاع بين جماعة المسلمين، وقد عم شره وبلاؤه وافتتن به جماعات كثيرة فكفروا بعد إسلام، وتمكنت بسببه الفرقة بين المسلمين، فكانت الدعوة إلى التقارب بين هذه الطوائف وجماعة المسلمين الصادقين دعوة غير مفيدة، وكان السعي في تحقيق اللقاء بينهم وبين الصادقين من المسلمين سعيا فاشلا؛ لأنهم واليهود والنصارى تشابهت قلوبهم في الزيغ والإلحاد والكفر والضلال والحقد على المسلمين والكيد لهم، وإن تنوعت منازعهم ومشاربهم واختلفت مقاصدهم وأهواؤهم، فكان مثلهم في ذلك مثل اليهود والنصارى مع المسلمين. ولأمر ما سعى جماعة من علماء الأزهر المصريين مع القمي الإيراني الرافضي في أعقاب الحرب العالمية الثانية،
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 134)
وجدوا في التقارب المزعوم، وانخدع بذلك قلة من كبار العلماء الصادقين ممن طهرت قلوبهم ولم تعركهم الحياة، وأصدروا مجلة سموها: (مجلة التقريب) وسرعان ما انكشف أمرهم لمن خدع بهم فباء أمر جماعة التقريب بالفشل، ولا عجب فالقلوب متباينة والأفكار متضاربة والعقائد متناقضة، وهيهات هيهات أن يجتمع النقيضان أو يتفق الضدان.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(/)
ستون عاما على النكبة .. وخطاب بوش .. دلالات وعب
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"إنه كان استيفاء وعد قديم مُنح لأبراهام وموشيه ودافيد بمعنى وطن قومي للشعب المختار على أرض إسرائيل.
ولم تمضِ إلا 11 دقيقة حتى نالت الولايات المتحدة، بإيعاز من الرئيس هاري ترومان، شرف أن تكون أول دولة للاعتراف باستقلال إسرائيل."
بهذه الكلمة المقتطعة من خطاب اللعين بوش يمكن تلخيص جميع محاور كلامه
أمام الكنيست اليهودي في ذكرى مرور ستين عاما على تدنيس الأرض المباركة المقدسة .. فلسطين
والمطالع للكلمة دون أن يعرف صاحبها يخاله أحد كبار حاخامات اليهود المتدينين المحسوبين على اليمين المتطرف مع أننا لا نصدق كذبة الصقور والحمائم-إذ كلهم غربان كما يقول الشيخ سفر حفظه الله تعالى-
وبمثل هذا الخطاب تعلم أن إغفال كثير من المحللين للسياسيين لقضية دور الدين في السياسات
هو بادي الأمر مخالف لفهم حقيقة الصراع كما هي في كتاب الله تعالى بين الحق والباطل .. ولقد قال عليه الصلاة والسلام "الله أكبر إنها السنن" من حديث أبي واقد الليثي .. في إشارة منه عليه الصلاة والسلام أنها لا تتبدل ..
يقع مع الأسف غالب المحللين في هذه الغفلة مع كونهم يدركون نسبة بوش وأمثاله للمحافظين الجدد
وحيثما قال هؤلاء كلمة ظاهرها قيمة نبيلة ففي أحسن الأحوال عليك أن تفهمها على تقدير محذوف .. فالسلام .. أي سلام اليهود .. أما قلب الحقائق فهذا هو الأصل في عباراتهم نظرا لروح الغطرسة المبنية على فلسفة أنهم وكلاء عن الرب في الأرض .. وأن الله اختارهم ليكونوا سادة العالم .. فكل ما يفعلونه هو الحق المحض ومخالفته معاندة لإرادة الله نفسه .. وتجد هذه المعاني طافحة في كتابات منظريهم ..
ومن أهم ما يعتقده المحافظون الجدد أن من واجبهم التعجيل بنزول "المسيح عليه السلام" إلى الأرض لتحقيق نبوءة "الكتاب المقدس" بشن الحرب على أعداء الرب الذين هم المسلمون .. وعليه لن يتأتى للمسيح أن يعود ويخلص البشرية إلا على بساط أحمر لأنه مصبوغ بدماء المسلمين ..
ومن مصطلحاتهم التي تكشف مدى خبثهم الجهنمي .. مصطلح "الفوضى الخلاقة"أو الإبداعية .. فأشبه مالو قلت: الخيانة البريئة! .. (وبالطبع قاموسهم مكتظ بمصطلحات تكفي لو جمعت في رسم صورة شبه متكاملة عن طرائق تفكيرهم)
الغريب في الأمر أن كلا من اليهود وأحلافهم النصارى وبخاصة البروتستانت يؤمنون حتى النخاع بعودة مسيح السلام هذا .. مع أن حقيقة هذا المخلّص عند الطرفين ليست متحدة بل كل من المخلّصين عدو للآخر!
ومع هذا استطاع اليهود بخبثهم أن يحملوا هؤلاء الإنجيليين ليكونوا سُخرة عندهم على قاعدة العدو المشترك .. واستغلوا إيمان هؤلاء النصارى بالعهد القديم من الكتاب المقدس .. فصار كلا الفريقين يقول عودة المخلّص بغض النظر عن ماهيته .. ولسان حالهم في ذلك: إذا نزل .. يكون لكل حادث حديث .. المهم:نحن وإياكم .. نشترك في هذه الأصول
-لا نطيل بهذا لكن اللافت أن الصحافة الغربية سجلت امتعاضها من خطابه على صفحات الجرائد .. فقد كتب مراسل صحيفة "ذي اندبندنت" (أي المستقلة) في القدس (دونالد ماكنتاير) تحت عنوان "بوش يحيي الاسرائيليين "كالشعب المختار" ولكنه يتجاهل الفلسطينيين في يوم النكبة" إن ذلك كان يوماً شرد فيه 700 الف شخص من ديارهم او فروا منها قبل 60 عاماً.
وهذا مجرد عيّنة .. وإلا فالاعتراضات على خطابه كان عالميا من قبل "المثقفين" حتى بعض ألئك الذين يحملون ذات أفكار بوش وعقائده .. لأنهم يعلمون أن أمثال هذه الخطابات خروج عن "النص"
وأن المسلمين ليسوا كاليابانيين مثلا ..
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 04:56]ـ
فما هي إلا سنوات بعد جحيم قنبلة هيروشيما حتى نسي اليابانيون وغدوا أصدقاء ومن النوع التبعي
أما نحن المسلمين فهم يعلمون أننا مازلنا نبكي مجدنا التليد في الأندلس .. ولا يفوّت مثقفونا أي فرصة لاستشفاف العبر والدروس من هذا السقوط في كل مناسبة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الطريف قام بوش بزيارة قلعة "مسعدة" على الضفة الغربية المطلة على البحر الميت برفقة أولمرت, وقال إن الف يهودي حاصرهم الرومان (الذين هم على النصرانية آنذاك) أقدموا على الانتحار وقال إن مسعدة يجب ألا تسقط مرة اخرى وهذا ليس عودة الى ما قبل 60 سنة وإنما هو عودة إلى أكثر من ألفي سنة"
فعزف بذلك على وتر "مظلوميات" اليهود عبر التاريخ .. مع اعتذار ضمني عن فعل أسلافه الرومان .. في إشارة واضحة أنه جاء الوقت للتكفير عن ذلك .. فكان أشبه بوعد بلفور الذي ارتبط هو الآخر بتعويض اليهود عن الاضطهاد الذي نالهم من قبل النازية
ويتمثل بوش في وعده هذا شخصية الفيلسوف الواثق الذي يعتبر من التاريخ .. ليبث روح التفاؤل الكاذبة في الصهاينة فإذا كانت مسعدة رجعت بعد ألفي عام .. فليس غريبا أن يسود اليهود سيادة مطلقة على كل شبر في المنطقة .. بعد ستين سنة أخرى .. أي بعد زوال كل صور "الإرهاب" واندحار "أعداء السلام" والحرية إلى الأبد ..
هذا ما يتوهمه المتغطرس اللعين ..
على أننا لا نعجب من كلامه قط .. فإن الله قد أطلعنا على طرائقهم في التفكير كأنما فتّحت عقولهم فنحن نراها رأي العين
ولا يتصور من أعداء الله تعالى غير ذلك .. إلا أن يلغي الله سنة التدافع بين الحق والباطل .. ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا
لكن العجب كله من العرب الذي يستقبلون بوش بما يشبه استقبال الفاتحين العظماء .. بعد كل هذه الاستفزازات الصريحة بمشاعر المسلمين حتى بات المرء يتساءل ما هو الأكبر الذي تخفيه صدورهم إن كان هذا ما تبديه أفواههم؟
وليت الأمر وقف عند الاستفزاز اللفظي وإنما العبرة بماوراء الأكمة ولذلك قال الله سبحانه"وما تخفي صدورهم أكبر"
وإنا وإن كنّا نعجب من هؤلاء غير أن الله سبحانه لم يسكت عن بيان هذه السنة الكونية أيضا!
فقال "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة"
وإنك إذا تأملت في كلام الليبراليين وأضرابهم المدافعين عن هذه السياسات .. وجدت جماع حججهم مختصرا في هذه الآية"نخشى أن تصيبنا دائرة"
ولابد في فهم أبعاد مخططات القوم .. محاولة سبر سنن الله تعالى كما هي مبثوثة في آيات شتى في كتاب الله تعالى
فتأمل إن شئت قوله تعالى"أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون. بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر، أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون"
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 12:24]ـ
ومما يلفت النظر في احتفالات اليهود بذكرى "استقلالهم" المبالغة في إعلان مظاهر الفرحة (!)
وهذه الفرحة أشبه بفرحة الشائب الذي صبغ شعره باسود .. فتصور أنه شاب وصدق هذه الكبة ثم أقام محفلا للتعبير عن ابتهاجه ..
في صحيفة النيويورك تايمز:إن الحكومة «الإسرائيلية» رصدت 28 مليون دولار لتغطية تكاليف الاحتفال بالذكرى الستين، مما أثار احتجاج عشرات الآلاف ممن وقعوا عريضة ضد تبذير المال العام، وقد بلغ عدد موقعي تلك العريضة من «الإسرائيليين» مع بداية شهر نيسان أبريل أكثر من تسعين ألفاً.
والغريب أن هذه الاحتفالات عنيت بإبراز ما يسمى "بالشعور الوطني"! أي لدى شذّاذ الآفاق .. اليهود
وذلك بسبب ارتفاع معدل الهجرة العكسية أي فرارهم من فلسطين إلى مواطنهم الأصلية ..
حتى بلغ عدد "الإسرائيليين" المقيمين في الخارج أكثر من سبعمئة ألف كما رصدته الجيروزاليم بوست
و ما قالته الغارديان البريطانية "إن ربع الإسرائيليين الذين يتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية يتهربون منها بذرائع المشاكل العقلية أو الإعفاء الديني" .. !
وإن المرء ليحار كيف لهذه الأمة المنهزمة نفسيا .. لم تزل جاثمة على صدورنا منذ ستين سنة؟
ومن هنا كان التعريج على قضية سنن الله تعالى أمرا مهما جدا في التخطيط للانعتاق من هذا العدو الهش جدا في حقيقته
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:14]ـ
وعودا على خطاب بوش .. علّق بعضهم قائلا: لايوجد سياسة في خطابه حتى يصار إلى تحليله ..
وهو معذور فإنه لم يألف من زعيم دولة عظمى أن يكون صريحا للحد الذي لا يضطر فيه لاستعمال التقية فيفصح عن مرتكزاته الدينية التي تحثه لفعل كل الجرائم باسم الرب .. قبل النفط وأي شيء آخر
ومن سنةالله تعالى أنه سبحانه
يفضح نواياهم بما تبديه أفواههم وأقلامهم .. وذلك أيضا من سنة الله حتى لايكون على الله حجة للمتخاذل في نصرة أمته .. فتدبر قوله تعالى إن شئت"ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"
فهذا في الصف المؤمن .. فإن الله يفضح المندسين فيه وإن لبسوا جلود المسلمين
.. فكيف بالعدو القح .. الذي لا يجهل عداوته إلا جاهل بدينه .. أو منافق معلوم النافق
وغبائه الشديد الطافح فإن رجلا كمحمود عباس وغيره من أذناب التبعية الغربية ..
لم يجدوا بدا من التعبير عن غضبهم .. إزاء الخطاب .. الأمر الذي قد يدو جرأة واستقلالية في الرأي
لكنه على العكس من ذلك .. أو قد يبدو مجرد تمثيل على نظرية المؤامرة .. التي هي صحيحة في معظم الحالات التي تخص السياسات الدولية .. لأن حسن الظن في هذا الباب .. ضرب من الجنون
أقول إن تعبير عباس وغيره من العرب والكتاب باسمهم كالليبراليين غضب حقيقي في الواقع
لأنه منطلق من أن هذه الخطابات الصريحة .. تقوّي الإسلاميين .. وتظهر عوارنا أكثر فأكثر ..
فهو غضب لصالح الأمريكان .. كالمجرم الذي يغضب من صديقه المجرم .. حين يرتكب "فلتة" لسان .. تضر بالمصلحة العليا لهم!
ومما لفت كثيرا من المحللين لخطابه أنه لم يشر للدولة الفلسطينية التي كان قد وعد بتحقيق حلمها الوهمي في نهاية عام 2008
ولاشك أن بوشا كان منسجما جدا مع نفسه .. لأن كلامه عن الدولة اليهودية .. والنصوص التوراتية .. واستشهاده بالتاريخ .. وحديثه عن قرية مسعدة .. وذكره الأنبياء كل ذلك في معرض الحق اليهودي الخالص .. يتناقض بالكلية مع دعوى حق الفلسطينيين ..
يتبع مع الحلقة الأخيرة إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 05:10]ـ
ودعنا نمر سريعا على المقال باختصار لبيان ما سبق
يقول بوش مبرهنا على صحة تفاؤله المزعوم بخصوص الدولة اليهودية وسيادتها المطلقة على المنطقة
((عندما نزل وليام برادفورد من السفينة "مييفلاور" [التي حملت طلائع المهاجرين الأوروبيين إلى أميركا الشمالية] عام 1620 فإنه استشهد بأقوال النبي إرميا: "هلم فنقصّ في صهيون عمل الرب إلهنا ". وكان مؤسسو دولتي قد رأوا أمام نواظرهم أرض ميعاد جديدة وقد أطلقوا بالتالي على بلداتهم أسماء مثل بيت لحم وكنعان الجديدة))
وليس بخاف على القاريء وجه القيا والمقارنة .. فكما أن أجداد بوش هاجروا إلى الوطن "القومي" الجديد المسمى أمريكا .. واغتصبوها على أنقاض جماجم الهنود الحمر ذلك الشعب الهمجي الذي لا يستحق الحياة بنظرهم حتى أبادوهم عن بكرة أبيهم وهم قبائل بالملايين .. فكذلك الحال مع المهاجرين اليهود الذين جاء الله بهم لفيفا من كل حدب ليلقوا حتفهم بإذن الله تعالى بأيد متوضئة .. ولو أن بوش قرأ كتابه المقدس جيدا لعلم أن هؤلاء المجاهدين هم القديسون أحباب الرب .. كما تنبأت بهم التوراة
ثم يقول في بيان استحقاق "إسرائيل" للحياة والخلود إلى الأبد ((
لكن إسرائيل تمكنت على الرغم من العنف والتهديدات من إنشاء نظام ديمقراطي مزدهر في قلب الأرض المقدسة. إنكم استوعبتم مهاجرين قدموا من كل حدب وصوب؛ إنكم بنيتم مجتمعاً حراً عصرياً يقوم على محبة الحرية))
وبطبيعة الحال فالتهديدات ليست غير مجموعة شباب نضرة وجوههم يحملون قرآنهم بيد وسلاحهم بيد .. فما يسمى بدول الطوق وغيرها من دول العرب
والشرق والغرب .. لا تمثل أي تهديد .. بل هي الراعي الرسمي لما يسمى بالمبادرة العربية .. المتضمنة لإسقاط حق العودة باللزوم ..
وبيع معظم الأرض .. إذ الإشارة لحدود 67 .. معناه إهداء 80% من مساحة فلسطين المقدسة لليهود .. مقابل أشياء لا تستحق أن تسمى بالفتات .. ومع هذا داس اليهود على هذه المبادرة .. ولم يلتفتوا لها .. بل بالغوا في التنكيل بها وأصحابها في صبيحة أنابوليس
ويتابع الفرعون الكبير مفتخرا بمنجزات "إسرائيل" الحضارية والتي هي مفرزات لتخلفنا المقصود والذي تشرف عليه الدول الكبرى حتى نظل راكعين لهم .. أذنابا .. لا نملك حتى قرارا تافها بمقاطعة دولة في الدول الاسكندنافية .. ((
يرون عندما ينظرون إلى إسرائيل الروح الطلائعية التي صنعت المعجزات في المجال الزراعي وتصنع حالياً معجزة أخرى في المجال التكنولوجي))
ثم يعود ليربط بين الدين والسياسة .. الذي حرمه علينا الليبراليون ومشايخ السوء ((
لقد حالفني الحظ لأن أشاهد إسرائيل عن كثب وأطّلع على ملامحها: لقد مسستُ حائط المبكى وشاهدت انعكاس أشعة الشمس في بحيرة طبريا وأديت الصلاة في مؤسسة "ياد فشيم" [لتخليد ذكرى المحرقة].))
ثم ينال من الأمم المتحدة بكل صلف وغرور .. برغم كل تسديه هذه الهيئة من دعم لليهود ودوس لكرامة الأمم المسلمة ..
عبر تقديم الهمبرغر الأمريكي مع القنابل الذكية .. الأمريكية أيضا .. يقول ((
إننا نرى أن النظام الديمقراطي يمثل الطريق الوحيد لضمان حقوق الإنسان ولذلك فإنه من الخزي والعار إقدام الأمم المتحدة على تمرير قرارات روتينية ضد النظام الديمقراطي الأكثر حرية في الشرق الأوسط بداعي انتهاكه لحقوق الإنسان.))
وبالطبع هذا النكير على هيئة الأمم المتحدة .. لم يكن مسبوقا بهذه العنجهية قبل هذا الرئيس الغبي ..
ولكنه بالطبع يتكلم بصفته متحدثا باسم الرب .. وذلك لمجرد أن بعض مؤسسات هذه الهيئة قد تصدر بعض ما يوصف بالاعتراض الشكلي على بعض ممارسات اليهود فيما يتعلق بالغارات على النساء والأطفال .. والحصار الاقتصادي الذي يحمل نذر المجاعة .. وقطع الكهرباء
ثم يقرر حقيقة الصراع بين الحق والباطل .. فيصف المشهد بدقة ((ولا يقتصر الأمر على تصادم الجيوش فحسب بل إنه صدام للرؤى أي صراع عقائدي كبير. ويقف من جهة أولئك الذين يدافعون عن المثل العليا للعدالة والكرامة بدافع قوة العقل والحقيقة، فيما يقف من الجهة الثانية أولئك الذين يعتمدون رؤية محدودة من القسوة والسيطرة تجيز القتل والترهيب ونشر الأكاذيب.))
هذه هي القصة .. كما قدمها أمير السلام بوش ..
وهي تصلح حجرا كبير يُلقم لكل ذنب ..
ثم يعرّج على إيران .. ((
(يُتْبَعُ)
(/)
إن السماح لأبرز راعٍ للإرهاب العالمي بامتلاك الأسلحة الأشد فتكاً سيكون بمثابة خيانة لا تُغتفر إزاء الأجيال القادمة))
وليس يخفى على بوش مع غبائه حقيقة الفرق الجوهري بين إيران الشيعية .. وغيرها
لكنه يدرك أن هؤلاء الفرس ومنذ القدم أصحاب فكر امبراطوري توسعي .. وأخرج الحاكم في مستدركه بسند ضعيف"فارس نطحة أو نطحتان ثم يهلكها الله والروم ذات قرون كلما هلك قرن طلع قرن آخر"
وبهذا تفهم السر في العلاقة المتبادلة بين دولة الفرس "إيران" ودولة الروم"أمريكا" .. مع العدواة المتبادلة أيضا
ذلك أن إيران تشترك مع أمريكا عدو .. وتختلف معها في كون كل منهما تحمل الإرادة المستقلة وروح السيطرة والنفوذ
وثم قاعدة يمكن من خلالها تفسير الكثير من سلوك الإدارة الأمريكية .. وهذه القاعدة بمثابة ركن أساسي تقوم عليه السياسة الأمريكية مهما كان رئيسها .. جمهوريا أو ديمقراطيا ..
ومفادها: إنه لابد أن تكون "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة في المنطقة .. التي تملك القوة ..
فأيا كانت أيديولوجية الدولة التي تملك هذه القوة ولاسيما القوة النووية .. فلابد أن تحارب .. وتوقف عند حدها ..
لأن رفاهية دولة الصهاينة فضلا عن أمنهم مرتكز رئيس للغرب عموما .. منذ إنشائها لأسباب دينية وسياسية واقتصادية .. فهي أشبه بالسرطان المزروع للفت في عضد هذه الأمة .. وتفتيتها .. وهذا هو الحاصل!
ثم يختم كلامه على طريقة الشاعر الطامح ((
. وسيعيش الناس انطلاقاً من القاهرة وصولاً إلى الرياض وبغداد وبيروت في مجتمعات حرة ومستقلة حيث تعزَّز التطلعات إلى السلام بالروابط الدبلوماسية والسياحة والتجارة.
وإنكم أقمتم صرحاً ديمقراطياً عظيماً سيبقى إلى الأبد وسوف يمكنكم دوماً الاعتماد على وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانبكم.))
ومع ذكره لهذه العواصم .. منوها أن حالها لايرضيه .. برغم كل ما تقدمه ..
فإنه يُستقبل بكل حفاوة وتكريم .. لو استقبل عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بشيء منه لطفق ضربا على من استقبله بهذا التعظيم ضربا بدرته المباركة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 11:52]ـ
تنبيه: كنت أكتب بسرعة وبلا مراجعة .. فهناك سقط .. في بعض الحروف والكلمات أحيانا!
فيؤخذ بعين الاعتبار(/)
الوعظ حين ينفلت من عقال الضوابط
ـ[أم فراس]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 12:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت مقالا لإحدى الدكتورات في قسم الفقه فأعجبني وأحببنت نقله هنا:
كتبت د. إلهام باجنيد *
أشد ما يؤذي أن تستمع إلى وعظٍ منفلت من عقال الضوابط, والتفهم, والعقل, طائفة تدعي الوعظ ولا دخل لها بالفتيا, أو الأحكام, وبقليلٍ من التأمل والعمق في عملهم يتجلى تسلل كثير من الأحكام والفتاوى من ثنايا ما يدعونه وعظاً بريئاً, وليتهم يقفون عند تلك الحدود بل يتخطونها ليضعوا أمام الناس منهجاً يسير حياتهم قسراً.
والخطير في عملهم أنهم ليسوا مؤهلين للتصدي, أو التصدر لإطلاق أحكام, أو تقديم منهجٍ في الدين, أو الحياة لا علماً, ولا عملاً.
لا إحاطة لديهم, أو إدراكاً لأبسط قواعد وأصول الفقه, والوعظ التي تخط التوازن الفعلي بين الشريعة, والحياة ليعكس هذا التوازن حقيقة الشريعة كما أرادها الله منهج حياة يتواءم مع متغيرات الحياة الطبيعية, يسحقون بأقدام ألفاظهم المطلقة التي لا تعرف حدوداً, ولا تعترف بضوابط أهم ما يميز الشريعة (المرونة, والسماحة).
المرونة التي تقتضي النظر في أحوال الناس, وما يطرأ على حياتهم من متغيرات اضطرارية هي أصل في طبيعة الحياة البشرية.
والسماحة التي تعني فهماً, بل تفهماً للاحتياجات المتجددة درءاً للمهاجمة, أو المقاومة غير المتبصرة.
ولا أقصد بالمؤهلين المتخصصين في الفقه وأصوله, إذ منهم رغم تخصصه من لا يقل جهلاً, أو جموداً عن تلك الفئة, إنما أردت من تشبعت روحه بإدراك المقاصد, والقواعد الكلية التي هي مبنى الأحكام.
مجتمعنا اعتاد التساهل في جانب الوعظ من قبل الطرفين: الواعظ, والمتلقي حين لا يهتم الواعظ بالغور في أعماق ما يأسر به عواطف وعقول سامعيه دون تمييز بين أمور اجتهادية ظنية هي في أصلها خيارات متعددة غير قابلة للإنكار, وليست مجالاً لأمرٍ بمعروف, أو نهي عن منكر, وبين أمور قطعية لا يصح مخالفتها ليتحول الجميع إلى قطعي لا يقبل (من جانبهم) أدنى مناقشة, أو محاولة فهم.
والأخطر إيمان العامة المطلق بصواب ما يصدر عنهم, وقبوله على علاته إيماناً تعجز أمامه محاولات الإقناع بأن ما قدمه الواعظ في قالب الوجوب والإلزام يمكن العمل بخلافه, لاندراجه في الأمور الخلافية, لا القطعية.
فضلاً عما يحمله هذا النوع من الوعظ من أمور مغلوطة توجه فكر الناس أيضاً في قالبٍ لا يقبل النقاش, والحوار كما هي حظيرة هذه الفئة, ولعلي لا أكون متجنية, أو متجاوزة لحدود العدل, والإنصاف متى ادعيت جازمة أن جل مشاكلنا الدينية, والاجتماعية, والنفسية التي تعلق على شماعة الشريعة ظلماً منبعها عمل هذه الفئة.
وأصرّ على قولي (الاجتماعية, والنفسية) , إذ لا يستقيم عمل الفقيه دون النظر في حياة الناس الاجتماعية, واجتهاده لتقديم أحكام لا تقف أمام الاحتياجات الاجتماعية, والنفسية في البيئة التي تطلق فيها تلك الأحكام, بل تراعيها, وتقدرها تقدير الشريعة في ذاتها لها, والناظر في أبعاد الشريعة الإسلامية نظرة صافية من عمل هذه الفئة لا يملك إلا أن يعترف بذلك لا يمكن أن أنسى ذلك الموقف عندما كنت رائدة للجنة التوعية الإسلامية في كلية الآداب, كان ذلك في الاجتماع الختامي لأعمال اللجنة, كان يضم جميع الرائدات لجميع الكليات لتقديم رؤية مفترضة لنشاط العام القادم, وكان من بين ما طرحته عناوين لبعض المحاضرات الفقهية التي تعكس اهتمام الشريعة بالنواحي الاجتماعية, والنفسية, عندها نظرت إلى رائدة كلية الاقتصاد والإدارة في دهشة لتقول لي وهي التي أمضيت معها, ومع رائدات الكليات الأخرى سنة كاملة تجمعنا الأنشطة المختلفة, قالت لي (غريب أنت من قسم الدراسات كنت أظنك من علم الاجتماع!!)
اندهشت لدهشتها, وتأكد لي رسوخ ذلك المفهوم لدى الناس, واعتقادهم أن الفقيه لا دخل له بالقضايا الاجتماعية, أو النفسية, وأقصد بـ (لا دخل له) أنه لا يراعيها, ولا يلتفت إليها بل جل همه إصدار أحكام لا تسع الناس, والحياة, وهذا ظلم للشريعة, ومن يملك فهماً عميقاً لها ولأننا قوم عاطفيون لا تجد لدينا كبير صبر لسماع من يتكلم في الشريعة بمنطق العقل, والفكر, وعلى ذلك اعتاد الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أني لا أريد أن أظلم الناس بإلقاء التبعة عليهم كاملة, إذ التبعة تقع علينا نحن الدارسين لهذا العلم (أوفئة منّا) حين ندعي أننا نتمثل منهجاً يعكس روح الشريعة وغنائها, بينما كثير منّا يعكس رؤى خاصة, ويستبد بأفكار ذاتية ساقت إلى اعتياد الناس عدم قبول الأمور الشرعية للفكر, أو الحوار, أو النقاش, واعتيادهم أيضاً أن هناك فئة من الناس إذا قالوا هذا يفعل, وذاك لا, يضرب بقول غيره عرض الحائط, وقد يكون قولهم صواباً إلا أنه ليس الصواب المطلق في الأمور الخلافية التي لا تقبل الاستبداد بخيارٍ واحد وإنكار ما عداه, فضلاً عن محاربة قائليه, إذ ان من اختار أحدها كان من العدل, والإنصاف أن يترك لغيره نفس الحق في الاختيار.
كثير منّا عمّق في أفهام العامة أن الوعظ لا يحتاج إلى فقه, إنه فقط تصفية النفس, وتزكيتها والسمو بها, وهذا مفهوم خطير, واؤكد على كلمة خطير, لأن الوعظ لا ينفك عن الفقه حتى حين الكلام عن تصفية النفس وتزكيتها للتفريق بين مراتب العدل, والفضل, ومتى انفك عنه أدى إلى التخبط, والاضطراب بالنفس, وبحياة الآخرين.
الفقه ميزان الوعظ, والفتيا, وعقالهما الذي يمنعهما من الجموح, والتضييق وتحجير ما وسعته الشريعة بما تقدمه من خيارات متعددة متمثلة في الأقوال المختلفة.
ولا تضارب, ولا تضاد, لأن الشريعة تمنح كامل الحرية في انتقاء أحد هذه الخيارات (الأقوال) , والعمل به تترافق مع هذه الحرية قاعدة جليلة متفق عليها بأن هذه الأمور (أقصد بها الخلافية) ليست مجالاً لأمرٍ, أو نهي.
كما أني لا أكون متعسفة متى زعمت بأن هذا النوع من الوعظ الذي يعد في مجتمعنا الأساس لعمل الناس الديني بصورته المنفلتة عن عقال القواعد, والأسس المنهجية الهادئة, المتروية التي يقدمها الفقه هو السبب في كل الويلات الاجتماعية التي بلينا بها من إرهابٍ, وتعادٍ, وتعدٍ.
هو عامل فعّال في الاضطراب الديني الذي يلمسه المجتمع (ولا ألومه في ذلك) , لأنه يظهر الشريعة لا كما هي حقيقتها منهج حياة يحمل في طياته المرونة, والسماحة, بل فرض متعسفٍ لرؤية غير قابلة للنقاش, تشعر أفراد المجتمع وكأنما يحيون في زمن غير زمنهم, ويلبسون ثوباً ضاق عنهم حتى يكاد يذهب بأنفاسهم. لذا احتاج الأمر منّا (ومنّا نحن) إلى هذه الشفافية في طرح الموضوع كي ننبه على خطورته, وننبه العامة الى أننا نعرف بالحق لا العكس.
* قسم الدراسات الإسلامية - جامعة الملك عبدالعزيز
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 01:09]ـ
المرونة التي تقتضي النظر في أحوال الناس, وما يطرأ على حياتهم من متغيرات اضطرارية هي أصل في طبيعة الحياة البشرية.
وأصرّ على قولي (الاجتماعية, والنفسية) , إذ لا يستقيم عمل الفقيه دون النظر في حياة الناس الاجتماعية
تبارك الله ...
مقال مليء بالفوائد والعبر - سدد الله الكاتبة والناقلة -
ومن الأمثلة التي تساق لتغير الأحكام بتغير الظروف ما ثبت من تغير فقه الشافعي القديم حين كان بالعراق إلى فقهه الجديد حين انتقل إلى مصر، وتغير فقه الشافعي من القديم إلى الجديد أمر ثابت ...
وعقد الإمام ابن القيم في كتابه (أعلام الموقعين) فصلًا عن (تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والنيات والعوائد).
ثم إذا رأينا واقع كثير من الناس وانفلاتهم نتذكر قوله -صلى الله عليه وسلم- مثل ما بعثتي الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة منها إنما هي قيعان لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء؛ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثتي الله به من الهدى والعلم؛ فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
فهذا الحديث يبين أن الناس ثلاثة أقسام: قسم رزقهم الله -تعالى- الحفظ والفقه، وقسم رزقهم الله الفقه والفهم، وقسم حرموا من ذلك كله، فمن أراد الله-تعالى - به خيرا فتح الله على قلبه وفقهه، وجعل في قلبه فهما للنصوص؛ وهكذا ...
ومدار ذلك يرجع إلى قوله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ...
وقوله: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، والفقه هو: الفهم أي: يرزقه فهمًا ويرزقه ذكاءً ومعرفةً؛ بحيث إنه يستنبط الأحكام من الأدلة، وبحيث إنه يكون معه قوة إدراك وقوة فهم واستنباط من الأدلة، وهذا ما وهبه الله -تعالى- لكثير من الصحابة ومن بعدهم، دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس بقوله: اللهم فقهه في الدين، وفي رواية: وعلمه التأويل، فكان كذلك، حتى ذكروا أنه فسر مرة سورة النور تفسيرًا بليغًا لو سمعه اليهود والنصارى والترك والروم لأسلموا، وهذا مما رزقه الله ومما فتح عليه ...(/)
هل تستحق جهود العزاوي دراسة؟!
ـ[أم فراس]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال وجهه إلي الكثير ممن لهم علاقة بالكتب والثقافة والمعرفة،وبصيغ متنوعة، حتى قيل أثناء المناقشة إن هذه الرسالة ماهي إلا جهود بارزة لباحثة في إبراز جهود متواضعة للعزاوي،،،
تقبلت هذا الكلام بصدر رحب لا لأنه ثناء علي، بل لأن الموجود من تراث العزاوي هو القليل والأكثر هو المسودات التي لم تخرج للوجود، فكان هذا حكم الناس عليه،
وحتى لا أطيل عليكم يكفي نقل مقدمة كتاب شهرزور السليمانية للعزاوي والذي حققه محمد علي القرة داغي:
لقد قام هذا الباحث بجرد تراث العزاوي الموجود قبل الأحداث الأخيرة في العراق ناقلا رقم الكتاب ووصفه البيبلوغرافي، ولذا أحب أن أنقل شيئا مما يصور تراث العزاوي،حتى لا نظلمه، فيكفي أنه ظلم في حياته بعدم نشر مقالاته وكتبه،ومات ولم يعرف مصير الكثير منها،وماهذا الذي سيذكر إلا الذي وجده القرة داغي،،،
قدم أ/ محمد علي القرة داغي هذه المعلومات حول مؤلفات العزاوي، والتي جمعها من جهتين:
أولا: مؤلفات العزاوي ـ رحمه الله ـ في المجمع العلمي العراقي.
ثانياً: مؤلفات عباس العزاوي ـ رحمه الله ـ الموجودة في دار صدام للمخطوطات، فقال:
آثار العزاوي قد انحصرت ـ غالبا ـ حسب ما نعلم في مكانين هما المجمع العلمي العراقي، ودار صدام للمخطوطات، وما وجدناه من آثاره في (د، ص) وجدناه متناثرًا ومتفرقا غير مجموع في مكان واحد، بينما وجدنا آثاره في المجمع محصوراً ومفهرساً ومبوباً، ورأينا أن ننقل هنا موجز فهرس المجمع كما هو، ثم نذكر ما وجدناه في (د، ص) حسب تسلسل المخطوطات بادئاً من أصغر رقم إلى أكبر رقم، وقد قسم ما في المجمع من مؤلفات العزاوي إلى ثلاث مجموعات على النحو التالي:-
? المجموعة الأولى: مسودات كتب تامة أبو بحوث قصيرة غير منشورة كتبت بخط نسخ واضح. وهي كالآتي:
1. شهرزور ـ السليمانية اللواء والمدينة ـ 308صفحة من القطع الكبير مبيضة مهيأة للطبع بخط عبد الرزاق فليح البغدادي ().
2. تاريخ أربيل في مختلف العصور، اللواء والمدنية 220صفحة من القطع الكبير، بخط عبدالرزاق فليح البغدادي.
3. تاريخ الأدب التركي في العراق 499صفحة من القطع المتوسط بخط المؤلف.
4. المساجد والمدارس في بغداد 159صفحة من القطع الكبير من سنة (132هـ إلى 656هـ).
5. التعريف بالمؤرخين 173صفحة من القطع الكبير في العهود العثمانية (941هـ 1534م) إلى (1335هـ 1917م).
6. تاريخ عقائد الشيعة 186صفحة.
7. تاريخ علوم الحديث المسمى تاريخ مصطلح الحديث187صفحة من القطع الكبيرمبيضة عليها مراجعة المؤلف.
8. النقد اللغوي ومصادره في العهد العباسي 44صفحة من القطع الكبير.
9. تاريخ الفقه العراقي 58صفحة من القطع الكبير.
10. بغداد في مختلف العصور 88صفحة من القطع المتوسط مبيضة بخط عبدالرزاق البغدادي، وعليها مراجعة المؤلف.
11. مجموعة بحوث قصيرة بعضها مكتوب بالآلة الكاتبة وبعضها بخط نسخ واضح مرفقة أحيانا بالمسودة الأصلية التي بخط المؤلف. وهي:
أولا: رسائل في الخطوط 9صفحات.
ثانيا: مشاهير المؤلفين في الغناء والموسيقى 13صفحة.
ثالثا: صفحة من تاريخ البيوتات العراقية بيت عراقي قديم، 79صفحة تناول بحث أسرة مرتضى آل نظمي.
رابعا: الإمام الغزالي والباطنية 9 صفحات.
خامسا: حياة الأستاذ إسماعيل صائب سنجر (ت 1940م) 23صفحة.
سادسا: عشيرة أولوس عشيرة تركية مغولية. 3صفحات.
سابعا: عشائر العزة 47صفحة من القطع الصغيرة.
ثامنا: التشريع المقارن في الشريعة الإسلامية أو علم الخلاف. 33صفحة.
تاسعا: شمر. 16صفحة بحث في أصلهم وقبائلهم ونزوحهم إلى العراق.
عاشرا: إجازات خطيب بعلبك لجميع كتاب السنن.
الإجازة الأولى. 7صفحات.
الإجازة الثانية. 28صفحة.
حادي عشر: ذكرى عضوية المؤلف للمجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1943م (28صفحة).
ثاني عشر: المؤتمر العلمي العربي الأول في الإسكندرية سنة 1953 الذي حضر العزاوي وكتب عنه حلقتين.
ثالث عشر: مصطلحات العلوم واتجاهها التاريخي 16صفحة.
رابع عشر: وحدة المصطلحات في القوانين 181صفحة.
خامس عشر: نقد لكتاب تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي. كتبه الأستاذ العزاوي في 9حلقات مكتوب بخط نسخ واضح مرفقه بمسوداتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
? المجموعة الثانية: وهي مسودات بحوث مختلفة، بعضها طويل، والآخر قصير، جلّها بخط المؤلف. وهي كالآتي:-
1. تاريخ التصوف، ويقع في 159صفحة.
2. تاريخ العقيدة الإسلامية 229صفحة تتناول بحث عقيدة أهل السنة والجماعة في العراق لما بعد العهود العباسية من 665هـ-1258م إلى 1335هـ-1917م.
3. مقالات في الشيعة، تتناول 8 مواضيع ().
4. تاريخ تطور النقد الأدبي ومصادره 101صفحة من القطع الكبيرة وهذا غير تاريخ الأدب العربي في العراق.
5. الجوامع والمساجد تتضمن التعريف بـ15 جامعاً ومسجداً.
6. السيد طاهر سيف الدين والإسماعيلية بمناسبة وفاته 17صفحة. المذكرات الأولى رحلة المؤلف إلى الشام 63صفحة.
7. الشيخية ـ الكشفية 47صفحة.
8. كتب البيزرة 17صفحة.
? المجموعة الثالثة: مسودات بحوث مختلفة كتبت بخط المؤلف غير منسقة، وفيها شطوب وحواش، وتعليقات مع قصاصات ورق، وحرازات مستلة من الجرائد، وهذه البحوث أغلبها غير تامة، والترقيم فيها مضطرب، ويلاحظ أن بين هذه البحوث مسودات مكررة لبحوث من المجموعة الأولى، وبعضها مسودات لبحوث منشورة، وهي كما يلي:-
1 - التصوف في الإسلام بحث في 8 مواضيع تقع 145صفحة.
2 - بغداد عاصمة الخط العربي، الجزء الثاني، مسودة ضخمة مع مستل من مجلة المجمع العلمي العراقي.
3 - الخط العربي في العراقي في العراق (1) القسم الأول 66صفحة، الخط العربي في العراق (2) القسم الثاني 14صفحة.
4 - الخطط العراقية أو التشكيلات الإدارية.
5 - العقائد، مسودة بخط المؤلف غير مصنفة.
6 - عقائد الشيعة من 90 - 190صفحة.
7 - الرياضيات والفلك القسم الثاني، الفلك والرياضيات في الشام، الفلك والرياضيات في الأقطار الإسلامية، هذا غير تاريخ الفلك في العراق وعلاقته بالأقطار العربية والإسلامية.
8 - نظرة عامة في الفلسفة، العهود العباسية، ويقع في 40صفحة.
9 - أصل البابية والبهائية في التاريخ وظهور عقائدهم في إيران ودخولهم العراق.
10 - مجمل التشكيلات الإدارية في العراق. مجمل التشكيلات الإدارية في الموصل.
11 - لمحة من تاريخ العراق لمختلف العصور.
12 - البصرة، يتناول بحث تاريخ البصرة ومختلف موضوعات المدينة.
13 - دولة آل بويه في العراق، مسودة غير كاملة.
14 - أدب البادية والشعر العامي.
15 - الفيلية حكومتهم وعشائرهم، أكثر من 160صفحة.
16 - تاريخ المحاماة في العراق.
17 - بغداد، مسودة بخط المؤلف غير منسقة فيها عدة مواضيع من:
• احتلال الانكليز بغداد.
• الحكومة الوطنية الدائمة.
• فيصل الأول.
• غازي بن فيصل الأول.
• فيصل الثاني بن غازي.
18 - مشاكل الأرض.
19 - تاريخ العراق الحديث.13صفحة.
20 - كتب الجغرافية لعهد المغول والتركمان. 54صفحة.
21 - الحروفية. 16صفحة بحث عن فضل الله الحروفي.
22 - حديث الإذاعة في القضاء والقضاة عندنا، 12صفحة التاريخ السياسي للمماليك 4 صفحات، لواء المنتفق 8صفحات، سوق الشيوخ صفحتان.
23 - اللهجات وأدب البادية، مسودة بخط المؤلف.
24 - سعد الدولة بن صفي الدين الأبهري.
25 - كركوك المدينة واللواء.
26 - بحث عن النقود مسودة بخط المؤلف، تشمل:
النقود العراقية في العهد الإسلامي، نقود الخلفاء الراشدين، 54صفحة، النقود العراقية في العهد العباسي. 54صفحة، النقود العراقية في عهود التغلب آل بويه.
27 - معروف الرصافي في حياته الخاصة والعامة. محاضرة ألقاها العزاوي في نادي القلم.
28 - النصيرية، العلي اللهية، غير كامل.
29 - مسودات غير منسقة تبحث عن الدولة الأموية والعباسية.
30 - الأخلاق، مسودة بخط المؤلف.
31 - أمثال عامية، مسودة بخط المؤلف مع قصاصات من الورق.
32 - قضاة بغداد 15صفحة.
33 - الأمثال.
34 - مسودة موضوعات، بخط المؤلف فيها موضوعات مختلفة منها:
أولا: مقدمة في العقائد.
ثانيا: الإسماعيلية.
ثالثا: التشكيلات الإدارية.
35 - الطباعة والمطبوعات عندنا مسودة بخط المؤلف. توجد نسخة منه في (د، ص).
36 - التاريخ العلمي والأدبي في العراق لما بعد المماليك.
37 - تواريخ العراق في عهود المغول والتركمان.
38 - المؤتمر العلمي العربي الأول في الاسكندرية سنة 1953م.
39 - لواء شهرزور ـ السليمانية مسودة بخط المؤلف، وهي غير المبيضة الأولى.
40 - شهرزور ـ السليمانية مسودة بخط المؤلف (نسخة المؤلف).
41 - شهرزور ـ السليمانية مسودة ثالثة بخط المؤلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
42 - تاريخ أربل مسودة بخط المؤلف، وهي غير المبيضة الأولى.
43 - الأداب التركية في العراق 40صفحة مسودة بخط المؤلف.
44 - فهارس كتاب سمط الحقائق.
45 - تاريخ العراق بين احتلالين 9صفحات والكتاب مطبوع في 1 - 8 أجزاء.
46 - ذكرى أبي الثناء الألوسي مسودة، الكتاب مطبوع.
47 - تاريخ النقود العراقية في العهود التالية لأيام العباسيين، مطبوع مسودة.
48 - إمارة الكويت، بقلم حسين الشيخ خزعل.
49 - أتابكة الموصل وأربل، مسودة بخط المؤلف.
50 - الموصل في التاريخ من أول الإسلام إلى أيامنا الحاضرة، 14صفحة مسودة بخط المؤلف ناقصة.
51 - العروبة والتعصب الأموي، 6 صفحات مسودة بخط المؤلف.
52 - الوكالة بالعمولة، 16صفحة مسودة بخط المؤلف.
53 - العمارة والكويت، مسودة بخط المؤلف، البحث ناقص وغير مرتب.
54 - الأدب العربي المعاصر في العراق لما بعد العهد العثماني 1335هـ-1917م إلى 1365هـ-1946م يتضمن الحديث عن عشرين شخصية مع الحديث عن الأدب المعاصر.
55 - الدكتور شريف عسيران وكتاب الصحة. نقد تاريخي.
56 - بحوث في الشيعة في العراق، مسودة بخط المؤلف غير منسقة.
57 - المنتفق، مسودة بخط المؤلف غير منسقة.
58 - مجمل تاريخ العراق من أقدم عصوره إلى اليوم، مسودة بخط المؤلف.
59 - اللغة وتاريخها، مسودة بخط المؤلف ومنها قسم بخط النسخ.
60 - التحولات الحديثة في توطين البدو في الحاضر والمستقبل وأثارها الاجتماعية والاقتصادية، 40صفحة.
61 - القرآن والقراء في العراق، 25صفحة.
62 - البندنيجين (مندلي)، مسودة بخط المؤلف.
63 - تاريخ دوحة الوزراء، مسودة بخط المؤلف منتسخة من هذا الكتاب فيها نقص الموجود من 108 إلى 252.
64 - تاريخ المغول والجلايرية، مسودة فيها عدة أمور.
65 - إنسان العيون ابن أبي عذيبة، جواب على نقد للدكتور مصطفى جواد.
66 - تواريخ العراق في عهد المغول والتركمان، مسودة غير منسقة.
67 - العقائد في عهد المغول والتركمان، مسودة بخط المؤلف غير منسقة.
68 - قضاة بغداد ومفتوها أيام القانون فما يليه 10صفحات، مسودة بخط المؤلف فيها عدة مواضيع، منها نسخة في (د، ص).
69 - الشعراء العراقيون لما بعد المماليك، مسودة بخط المؤلف.
70 - حكومة العثمانيين الأولى، مسودة بخط المؤلف، وبعضها بخط النسخ.
71 - ابن سينا وأثر فلسفته في مختلف العصور، مسودة بخط المؤلف 23صفحة.
مؤلفات عباس العزاوي ـ رحمه الله ـ الموجودة في دار صدام للمخطوطات:
1. مسودة ومبيضة كتاب الروض الخميل في مديح الجميل ابن الجميل عبدالغني. جمع عبدالله بهاء الدين الألوسي، صححها وعلق عليها عباس العزاوي، تقع في 305صفحات عدا الإضافات على المبيضة.
2. منبر الوجد في معرفة أنساب ملوك نجد، تأليف الفقير إلى الله راشد على الحنبلي بخط العزاوي.
3. كتاب على شكل فهرست من غير ذكر المؤلف ويبدو أنه من مؤلفات العزاوي وهو مبيضة بخط نسخ جيد وفي آخرها تتمات عديدة بقلم الرصاص، مكتوب في البداية من مؤلفاته (ربما العزاوي) فيها جهود قيمة يضم مواضيع عديدة منها:
• الذين كتبوا الخط.
• المشهورون بحسن الخط.
• النساخ.
• المصححون.
• المشهورون بكثرة الكتابة والسرعة فيها.
• المؤلفون الكثر.
• غلاة الكتب وعشاقها.
• تجار الكتب.
• المجلدون والمذهبون.
4. حفاظ خزائن الكتب ... إلى أن يصل إلى المطابع والمجلات والجرائد ... وفي كلها يشير إلى المصدر والجزء، يقع في أكثر من 230صفحة.
5. ملوك الدولة الخوارزمية باللغة التركية، بخط عباس العزاوي، لا أدري هل من تأليفه أم لا؟ يقع الكتاب في حدود 250صفحة في دفتر مدرسي مخطط.
6. دفتر كبير على شكل بياض، أو كما يقال [سفينة] فيه:
7. مسودة قضاة بغداد.
8. مجموعة السيد حسن الأنكوري، وفيها رسالة من ملا باشا علي أكبر إلى جناب السيد يحي أفندي مفتي الموصل ورده عليها.
9. صورة إجازة في الطريقة القادرية.
10. مسودة النقود المتغلبة في العهد العباسي الأول (132هـ-334هـ).
11. نقود آل بويه.
12. أولياء العراق ومزاراتهم: مسودة بخط العزاوي مبعثرة، وفي الملف بقايا مخطوطة مشاهير الرجال من الصوفية وغيرهم في بغداد، يبدأ من ص118 وتنتهي بـ ص133، وليست بخط العزاوي، إلا أن عليها مراجعة له.
13. الموجز في تاريخ العراق من أقدم العصور إلى اليوم: تأليف العزاوي 64صفحة، ولها تتمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
14. التشكيلات الإدارية القديمة في العراق، تأليف العزاوي مبيضة بخط عبدالرزاق البغدادي 31صفحة ومعها مسودات في الموضوع نفسه بخط العزاوي تقع في حدود 701صفحة.
15. مسودة نقود الفاطميين بمصر، بخط المؤلف عباس العزاوي، في حدود 20صفحة ربما تابعة أصلاً لتاريخ النقود.
16. الأوقاف الخيرية، تأليف العزاوي، مبيضة معدة للطبع تقع في 29صفحة.
17. مراجعات في النبراس أو مذكرات وخواطر للمحامي عباس العزاوي، مسودة بخطه، يرد فيها على الدكتور مصطفى جواد في موضوع الكتاب ونسبته إلى المكتفي بالله وما إلى ذلك.
18. مذكرات في الدولة العثمانية، بخط المرحوم العزاوي تقع في 19صفحة.
19. الدول الإسلامية في العراق ومعاصروها، وتقع في أكثر من 100صفحة كلها بخط العزاوي.
20. قصائد وأشعار قيلت في مدح حسن باشا باللغة التركية. كلها بخط العزاوي.
21. تاريخ العراق في العهد العثماني، يتضمن المراجع التاريخية لتاريخ العراق من سنة (941هـ-1335 هـ) 32صفحة.
22. ملاحظات مصطفى جواد على الجزء الثاني من تاريخ صديقه العلامة المؤرخ الأستاذ عباس العزاوي كتبها (1937م) وفي أخرها ملاحظات وقوائم بمصادر تاريخية عديدة من مكتبات العالم. الملاحظات 84ص وقوائم المصادر غير مرقمة.
23. مجموعة من المسودات كتب عليها ولاة بغداد. والمسودات كلها بخط العزاوي.
24. مجموعة عبدالله فخري، أعدها العزاوي للطبع، وترجم لمؤلفها، ووضع لها فهارس في آخرها، وهي مجموعة جيدة تقع في أكثر من 520صفحة.
25. مسودة: المشعشعون في حكومة المشعشعين مسودة صغيرة بخط العزاوي في عشر صفحات.
26. رحلة مترجمة من التركية بخط المحامي عباس العزاوي عن عالي بك الذي كان والياً في طربزون في حدود 1300إلى 1302 رومية.
27. مذكرات أو خواطر، أو نسميها رحلة العزاوي للنجف وكربلاء ووصفها. مسودات بخط العزاوي تقع في أكثر من مائة صفحة بالحجم الكبير والحجم المتوسط والصغير.
28. مسودة كبيرة بخط العزاوي، ليس فيها عنوان، وهي تصلح أن تكون قاموساً من نوع ما.
29. كيس كبير فيه قصاصات ورق وأوراق مختلفة حول الأمثال والألفاظ العامية والمفردات العرفية وغيرها. وهي بخط العزاوي وهي متناثرة ومضطربة.
30. مسودة خطط بغداد والعراق وهي مسودة أكثرها بخط العزاوي تقع في مئات الصفحات، وهي مضطربة وغير مرتبة.
31. دولة السحاق. تأليف الأستاذ إسماعيل حقي الأزميري باللغة التركية، نقله إلى العربية المحامي عباس العزاوي. مسودة بخط المترجم العزاوي 54صفحة.
32. تاريخ الجغرافيا. مسودة مضطربة بخط المؤلف في أوراق وقصاصات ورق مختلفة الأحجام غير مرقمة.
33. دفتر صغير فيه ملاحظات ونقد لمقدمة ديوان رشيد الهاشمي، وفيه نقد أيضاً لمقال ورد في مجلة القلم في نقد يوسف عز الدين وأمور أخرى.
34. دفتر صغير فيه عناوين، وفيه فهارس الكتب، وفيه معلومات عن خطاطيين من الشام.
35. دفتر فيه معلومات تاريخية وبيان عن أشخاص، وقضايا لغوية وعامية ...
36. دفتر فيه أسماء قرى وجبال وأماكن في أربيل وكركوك، وقضايا عن ألفاظ عامية وعن نالي والزهاوي ...
37. دفتر صغير فيه مسائل عن مشاكل اللغة العربية، وقضايا عامية ...
38. دفتر صغير فيه معلومات عن الرفاعية وأبيات ومعلومات تاريخية متنوعة.
39. دفتر فيه معلومات عن الشيخ على كاشف الغطاء، وعن البدو والبداوة وقضايا غوية وعامية.
40. دفتر فيه قائمة لما اشتراه من كتب ومصاريف أخرى وقضايا فقهية عن الوكالة، وعن الفقهاء وأصول الفقه ... وأبيات ومنثورات ...
41. دفتر فيه معلومات عن علماء وشعراء مثل: ابن آدم الكردي وملا جاومار، وأعلام كثيرين ذكرهم على حروف الهجاء. وكذا عن الخطاطين والقراء ... وعن المفقودات العامية.
42. دفتر صغير فيه العشائر والأفخاذ والقبائل وعن الطوائف وعقائدهم ...
43. مفكرة سنة 1915 فيها منثورات وأبيات وملاحظات عامة.
44. دفتر فيه قضايا عن الموصل نقلاً عن كتاب منهل الأولياء وغيره يتحدث عن حصار الموصل والحرب حولها والصلح عام 1186هـ.
45. دفتر مستطيل على شكل بياض مكتوب بحبر أخضر بخط العزاوي مكتوب عليه: كتاب تاريخي في الرسالة الكرملية، وكتب بجانبه هذه الكتبة (منشورة) أي أن الرسالة منشورة 10صفحات.
46. ملاحظات وخواطر عن مؤتمر الأدباء الخامس في شباط 1965م.
(يُتْبَعُ)
(/)
47. مسودة كتاب تاريخ التشريع عند الشيعة، كتاب جامع لكثير مما عند القوم من كتب ومصادر وأعلام وأفكار وما إلى ذلك، يبدو أنه كان بصدد تهيئتها للطبع، يقع في أكثر من مائة صفحة، مضطرب الترقيم، وهي صفحات متفرقة.
48. مسودة كشف الظنون. يبدو أن الكتاب كان تحت الطبع، وأثناء ذلك كان المشرف على الطبع يبعث المسودات إلى العزاوي ليدققها ويصححها ويقوم العزاوي ـ فعلاً ـ بهذا العمل بدقة وإخلاص، ويقع في 28ص.
49. وفي الكيس وتحت الرقم أعلاه دفتر آخر فيه قوائم بالمخطوطات بأدناه بتفسير من الأحلام والرؤيا وواصلا إلى فقه الحنفية تقع في 15صفحة.
50. مسودة كتاب المعاهد الخيرية. يكتب فيها عن المدارس والمعاهد وطرق التدريس وتراجم العلماء، كما يكتب فيها عن الخزائن ومحتوياتها وأوصاف وما إلى ذلك. مضطربة الصفحات تقع في أكثر من مائة وخمسين صفحة.
51. مسودة كتاب (المشعشون) ويبدو أنها ناقصة أو سقطت منها أوراق، تقع في 17صفحة حسب الترقيم ...
52. ملف فيه موضوعان: أحدهما: ترجمة حياة المرحوم الحاج محمد العسافي بخطة كتبها للعزاوي.
53. الثاني: كتاب المداخلات للمرحوم العزاوي وهو مسودة بخطه في حدود (50) صفحة.
54. رسالة عن اليزيدية بخطوط مختلفة قسم منها بخط العزاوي، يقول: أنها مترجمة عن الانكليزية. (عن لايارد الانكليزي) وقسم منها مكتوب بقلم الرصاص على شكل مذكرات يومية في ربوع اليزيدية .. والمسودة مفصلة وكبيرة أكثر من مائةصفحة طويلة.
55. مسودة كتاب التاريخ والمؤرخون في العراق أيام العهد العثماني، مع المسودة قسم من المبيضة المعدة للطبع، فلا ندري هل أضاف إلى المطبوع ما ليس هنا؟
56. مسودة كتاب في التاريخ فيها قسم من المبيضة معد للطبع، لا أدري هل هو تابع للتعريف بالمؤرخين، أو قسم من كتاب العراق بين احتلالين؟
57. مسودات تاريخ أصول الفقه بقلم عباس العزاوي وهي عبارة عن ثلاثة دفاتر مدرسية. وثلاثة أقسام على شكل ملازم. يورد فيها أسماء الذين كتبوا في هذا الفن مع ذكر كثير من المؤلفات.
58. مسودات لبحوث ومقالات جمعت على شكل كتاب تتضمن مشاكل اللغة العربية، ومشاكل الإملاء العربي. كتبت عليها ملاحظة: أنها لم تطبع ولم يرسل شي منها إلى المجمع العلمي للنشر.
59. مسودة عائلات بغداد، وهي بخط العزاوي. غير مرتبة، وغير منظمة، فيها الكثير من العائلات العريقة في بغداد، مثل: آل الشاوي، وآل الغزالي، والألوسي، والزهاوي، وآل السنوي، وآل الكيلاني، وغيرهم كثير. ويفهم من إحدى قصاصاتها أن السيد إبراهيم البرزنجي المدرس في الحضرة القادرية كان حياً في 7شوال 1228.
60. مسودة كتاب أمثال البادية، وهي مضطربة وغير منظمة وعلى شكل أوراق وقصاصات بخط المؤلف، وضمن المسودة مسودة طلب إلى وزير التربية للمساعدة على طبعها، وهب مادة جيدة وجديرة بالبحث، وكذلك فيها مفردات كثيرة عامية وفارسية وتركية وكردية.
61. مسودة أوراق ربما كانت تابعة لمسودات عوائل بغدادية.
62. هذه المسودات:
آل ركبه.
أحمد بك الشاوي.
آل الشاوي.
سليمان بك الشاوي.
63. مجموعة دفاتر متفرقة منها:
دفتر غير مرقم فيه فهارس مخطوطات لا يذكر لأية مكتبة هي والدفتر بخط العزاوي نصفه فارغ.
دفتر فيه قضايا تاريخية عن شهرزور وكريم خان زند، وكذلك محاصرة بصرة من قبل كريم خان وغيرها من الأمور، وهذا الدفتر أيضاً بخط العزاوي.
دفتر فيه أربع صفحات بخط آلوسي زاده بهاء الدين، إلا أن الدفتر تتمة لدفاتر أخرى حيث الترقيم فيه يبلغ ص: 304.
دفتران يبدو أنهما أيضاً بخط الآلوسي هذا في ترجمة علماء الحيادرة، يبدأ الترقيم بصفحة: 19، وينتهي بصفحة 80 في الدفتر الثاني، ولا ندري كم بلغت الدفاتر الأخرى.
64. مسودات وأوراق متناثرة منها:
مسودات كتاب النخيل للسجستاني بخط العزاوي.
مسودات عن عقائد أهل التصوف.
السيرة القانونية وقضايا حقوقية.
65. ملاحظات على كتاب الجبايش للدكتور شاكر مصطفى ... وأوراق متناثرة عديدة يبدو أن قسماً منها بخط الألوسيين.
66. كميات من الأوراق المتناثرة والمسودات المتفرقة منها:
67. قسم من مسودة كتاب الخط والخطاطون، ويوجد قسم آخر من هذه المسودة في المجمع العلمي العراقي.
68. مبيضة القراء والقراءات.
69. قوائم عدد كبير من المخطوطات التي كانت في حينها موجودة لدى العزاوي.
70. أوراق متناثرة.
71. أوراق متناثرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
72. مسودة كتاب المؤرخ ابن الفوطي بخط المؤلف، وضعها مقال للعزاوي في الرد على الدكتور جواد نشر في جريدة السجل.
73. تاريخ التفسير، مسودة بخط العزاوي تقع في أكثر من مائة وخمسين صفحة، وهي مضطربة بعض الشيئ فيها الجيد والنافع والنادر عن الموضوع.
74. كتاب جلبى صاحب كشف الظنون، بقلم المحامي عباس العزاوي. يترجم فيها لشخصية حاجي خليفة في 19صفحة، والمسودة بخط العزاوي في دفتر يحمل (4) ربما تكون جزء من كتاب (التعريف بالمؤرخين).
75. مسودة الجيش العثماني وتشكيلاته، نقلها عن التركية المحامي عباس العزاوي، تقع المسودة في 87صفحة، ويبدو أنها ناقصة.
76. ترجمة إسماعيل الصائب، بخط عباس العزاوي، ويذكر أن أصله من (عربكير) في خربوت. تقع المسودة في 90صفحة.
77. تعليقات على ذيل الميزان تأليف الشيخ الحافظ زين الدين عبدالرحيم ابن الحسين العراقي. أعده العزاوي وفهرس لموضوعاته للطبع.
78. مسودة كتاب آداب العشق من كلام مير علي التبريزي، بخط العزاوي 5 صفحات.
79. مسودة ومبيضة البنود العراقية، وهي عبارة عن مجموعة من البنود والنصوص الأدبية في المديح لكتاب وأدباء عراقيين، هيئ قسم منه للطبع وراجعه المؤلف وأضاف إليه أقساماً أخرى، وهي مادة أدبية شيقة.
80. ملف فيه مسودتان:
إحداهما: تاريخ نجد بقلم المرحوم العزاوي، تقع في 314صفحة تتحدث عن نواحي شتى من تاريخ نجد من الفلك، والنخيل، والصيد، و ...
ثانيتهما: رحلة مترجمة عن الفارسية بقلم العزاوي تتعلق بالاحساء والبصرة تقع في 97صفحة.
81. الطباعة والمطبوعات، وأثرهما الأدبي في العلماء عندنا، للمحامي عباس العزاوي.
82. نسخة مبيضة بخط النسخ الجيد ناقصة.
83. نسخة متفرقة الأوراق من تاريخ الطباعة في العراق، بخط المرحوم عباس العزاوي ترقيمه مختلف.
84. وفي ملف هذه المخطوطات ملف فيه بعض الأمور كمقدمة لكتاب المطابع، ويأتي بعد ذلك رد على مقال للدكتور مصطفى النسخة المبيضة بخط النسخ 80صفحة وسقط الباقي.
85. تاريخ التصوف مسودة بخط العزاوي في التصوف من: تاريخه، شيوخه، عقيدة أهل التصوف، وما إلى ذلك ...
86. ثلاث مسودات في كيس واحد:
87. إحداها: تاريخ الأدب الإيراني في العراق.
88. ثانيتها: الأدب الفارسي في العراق.
89. ثالثتها: مجموعة من القواميس واللغة.
90. وكلها بخط العزاوي، تقع المسودات كلها في حدود 250صفحة، وهي غير مرقمة ترقيماً دقيقاً.
91. الإسماعيلية تأليف عطا ملك الجويني، نقلها إلى العربية المحامي عباس العزاوي، وهي مسودة بخط العزاوي تتعلق بنشأة الباطنية، ومن بعدها الفرق المتفرعة منها، تقع في 45صفحة من الحجم الكبير وهي ناقصة.
92. الإسماعيلية، تأليف عباس العزاوي. مسودة بخطه تتحدث عن الإسماعيلية والفرق الباطنية ومعتقداتهم وآدابهم وأعلامهم ... وما إلى ذلك/ مسودة كبيرة غير مرقمة تقع في حدود 250صفحة من الحجم الكبير.
93. مسودة مختصرة تاريخ المغول والتركمان في العراق، بخط المؤلف العزاوي، وهي غير مرقمة الصفحات، تقع في حدود 70صفحة.
94. فهرس مكتبة نائلة خاتون من مكتبة الأوقاف العامة تتضمن فهرس الكتب الموجودة في المكتبة المذكورة بخط العزاوي حسب المواضيع، يبدأ بالبلاغة وينتهي بالمتفرقات، ومعها فهرسة مكتبة كهية بادئاً منها بالعقائد ومنتهياً بأصول الفقه في قائمة عددها 1231مؤلفاً.
95. مسودة إمارة الكويت. بقلم العزاوي. ومعها بحث أو مقال عن الأستاذ القطامي ومؤلفاته بقلم العزاوي، يقع البحث في ثمان صفحات، ومسودة الكويت تقع في أكثر من ثلاثين صفحة.
96. خواطر في المجتمع الإسلامي مجموع مقالات كتبت في ذكرى الرسول r وفي مناسبات أخرى توضح حالة مجتمعنا وعلاقته بالإسلام، أهاجتها تلك الذكريات وغالباً نشر مجلة الهداية الاسلامية، بقلم عباس العزاوي المحامي. وهي مبيضة معدة للطبع راجعها المؤلف تقع في حدود 40صفحة.
97. مسودة العلاقة بين العراق وإيران من أقدم زمانها إلى أوائل العهد العثماني والعصور اللاحقة، تقع في حدود 40صفحة.
98. مسودة بحوث تاريخية مترجمة عن تاريخ جودت باشا باللغة التركية وتتعلق بالعراق والإحساء، وإن الإحساء كانت تابعة للعراق، وهذه البحوث تتناول المذهب الوهابي أيضاً. تقع في أكثر من مائة صفحة وهي بخط المؤلف العزاوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
99. مسودة كتاب الدولة الأموية في العراق بخط عباس العزاوي، تقع في حدود عشرين صفحة.
100. مسودة قائمة بأسماء كتب أصول الفقه في دفتر وأوراق متفرقة بخط العزاوي، مجموعة حسب ترقيم حروف الهجاء.
101. قاموس الفقه، دفاتر في مسودات. قوائم بكتب الفقه الشافعي في دفاتر:
102. الدفتر الأول: كتب الفقه الشافعي حسب حروف الهجاء.
103. الدفتر الثاني: أسماء من روى عن الشافعي وأخذ عنه.
104. الدفتر الثالث: أسماء كتب الفقه الشافعي.
105. الدفتر الرابع: أسماء الكتب في الفقه الشافعي.
106. المسودات في دفاتر مدرسية مخططة.
107. يبدو أن خذا الرقم قد تفرق ما يدخل تحته، أي أن قاموس الفقه قد تفرقت أجزاؤه، حيث تقع أربعة دفاتر منه تحت الرقم 33583 وكذلك أربعة دفاتر ضمن الرقم 33581.
108. مسودة خلفاء الدولة العباسية ضمن دفتر وأوراق مرفقة بخط العزاوي يبدو أنه لم يكملها.
109. مسودة ولاة بغداد مع أمور أخرى بخط العزاوي 51صفحة.
110. دفتر مدرسي فيه قصائد مدح أحمد باشا والي بغداد، والقصائد لشعراء عديدين منهم حسين بن عمر الراوي، يقع الدفتر في ثلاثين صفحة.
111. فيها عدد مسودات منها:
112. قائمة حسب الحروف الهجائية لعلماء وشخصيات القرن الثالث عشر، يبدو أن كان ناوياً أن يؤلف عنهم كتباً.
113. بعض مسودات العشائر العربية.
114. مسودة أو قوائم لمؤلفات علماء الشيعة.
115. مسودة بعض الولاة والأمراء في بغداد عليها رقم 7إلا أنت بقية المسودة مفقودة.
116. مسودة تاريخ الحقوق في العراق في دفتر مدرسي يبدو أنها غير كاملة.
117. والدفتر عليه رقم (8) مما يشير إلى أنه تتمة لدفاتر أخرى لا تقل عن سبعة، إن لم ترد، لكن المسودة مبعثرة أو مفقودة.
118. تاريخ بغداد تأليف سليمان بن الحاج طالب كهية، ترجمة المحامي عباس العزاوي، بدأ بترجمتها 11كانون الثاني عام 1930. وأتم ترجمتها 27كانون الثاني 1930والمخطوطة تقع في 99صفحة من الحجم الكبير. مما يدل على قوة العزاوي وقابليته في التأليف والترجمة.
119. مسودة وأمثال بغداية، أو المثل الشعبي، وهي بحالة لا تحسد عليها من التمزق والتشتت، وتقع في أوراق متباينة الشكل، واللون، وهي مادة جيدة للبحث والدراسة.
120. فهرس مكتبة السليمانية، دفتر كبير بخط العزاوي. محتويات المكتبة 349كتاباً كلها مخطوط.
121. فهرس مكتبة التكية الخالدية، دفتر كبير يقول العزاوي في بدايته أن المكتبة المذكور فيها 381مخطوطاً و243مطبوعاً، ويذكر قبل ذلك كتباً منها عقائد الشيخ خالد برقم 1807 وهو العقد الجوهري.
122. فهرس مكتبة نائلة خاتون، دفتر بخط العزاوي، يذكر في البداية أنها تحوي 304كتاباً منها 63مطبوعاً.
123. فهرس مكتبة الكهية بخط العزاوي يذكر أن المكتبة تحوي 1224كتاباً كمها 869مخطوطاً و355مطبوعاً (في الهامش) وينقل عن المخطوطة المرقمة 1203سلسلة نسب محمد أمين الكهية ابن أحمد الزند الذي كان مفتياً في بغداد على النحو التالي:
124. محمد أمين بن أحمد ابن شكري بن شعبان بن تمر بن مراد. ويذكر أنه كان عام 1368 مفتياً في بغداد قبل الزهاوي.
125. فهرس في دفتر كبير لأربع مكتبات بخط العزاوي وهي كما يلي:
126. مكتبة الرواس كلها 237مطبوعة من 4137 - 4373.
127. مكتبة الصاغة 26مجلداً من 4374 - 4409، ويقول مطبوعها واحد والباقي مخطوطات.
128. مكتبة الباجه جيه (342مجلداً) من 4410 - 4751 منها 16مخطوطة والباقي مطبوع.
129. مكتبة الأعظمية (138) من 4752 - 4809 منها 126 مخطوطة والباقي مطبوع.
130. مكتبة نعمان الآلوسي ومجموع كتبها 1463 منها 750 مخطوطاً.
131. الحيدر خانة.
132. التعريف بالمؤرخين في العهد العباسي مسودة غير منسقة بخط العزاوي بالحبر الأسود والأخضر، تقع في حدود 50صفحة.
133. العشائر الملحقة بقبيلة الحديديين بالولاء من مختلف القبائل العربية في العراق وهم ليسوا من الحديديين ... مسودة عشر صفحات.
134. مسودة مقال عن اليزيدية في العراق من جريدة صدى الجمهور المؤرخة 2نيسان 1931 الخط يشبه خط العزاوي.
135. مسودة الموصل بقلم المحامي عباس العزاوي،
136. كيس فيه مسودات بحوث العزاوي كالأتي:
137. ملحق في المخطوطات في خزان كتبي، لابن سينا.
138. ورقتان في كتاب مخطوط.
139. أغا بزرك.
140. تاريخ العراق في عهد المسلمين.
141. حول البحرين.
142. التصوير في الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
143. إجازة الحاج عبدالسلام بن الحاج عبدالوهاب.
144. مواقف الأدب العربي من الأدب العالمي.
145. نقد كتاب العقيدة الإسلامية للمستشرق كولدزايهر ـ جولدتسيهر -.
146. سياج القومية في مفترق الطرق. مكتوب عليها أن هذه الأبحاث لم تنشر.
147. من وقائع المشعشعين في الأحواز. تأليف سيدي علي رئيس الرحالة التركي. ترجمة عباس العزاوي، مسودة بخط المؤلف في حدود عشرين صفحة من الحجم الكبير.
148. مسودة نقد لكتاب إمارة بهديتان لصديق الدملوجي من قبل العزاوي، ومبيضة نقد للعزاوي من قبل الدكتور جواد يبدو أن نقد الدكتور قد نشر في جريدة النداء ببغداد سنة 1949، ونسخها نادرة.
149. المسودة الأولى بخط العزاوي والثانية - مقال الدكتور ـ مبيضة بخط نسخ جميل.
150. (كتاب الأبناء) من اشتهر بـ (ابن) من رجال المسلمين، بقلم المحامي عباس العزاوي، مسودة بخط المؤلف، غير مرتبة، تقع في حدود 100صفحة.
151. مبييضة تاريخ العمادية () ط.
152. البصرة بقلم عباس عزاوي، مسودة كتاب تاريخ البصرة بخط المؤلف العزاوي، تتحدث عن الجوانب المختلفة في البصرة، وهي مضطربة وغير مرقمة.
153. تاريخ العراق الحديث بقلم المحامي عباس العزاوي، مسودة كبيرة مضطربة بخط المؤلف.
154. رسالة في المنتفق تأليف بيك ابن الحاج طالب كهية، ترجمة عباس العزاوي تقع في 27صفحة من الحجم الكبير.
155. الخواجة نصير الدين الطوسي، مسودة كتاب عن حياته وآثاره بقلم العزاوي والنسخة بخطة.
156. وقد علق القرة داغي في آخر مقاله قائلاً:
حين ندون هذه المؤلفات للمرحوم العزاوي نجزم بأن ما ورد هنا ليس كل ما جاد به قلم وفكر العزاوي، بل هناك ما فقد من مؤلفاته وجهوده، أو لا يزال بعيداً عن متناول الباحثين. فنجد أن العزاوي يذكر كتاباً عنوانه (الخط العربي في ربوع الترك) لم نجده ضمن ما اطلعنا عليه من آثار. كما نشط لي فقدان مبيضات كتب معدة للطبع، وذلك حين نقارن قائمة كتب العزاوي المعدة للطبع في نهاية المجلد الثامن من "العراق بين احتلالين" بما وجدنا من آثار العزاوي ودوناه هنا.
ولأن الرجال يستطيعون التنقل والبحث في مكتبات العالم،أحببت أن أنشرأسماء هذا التراث المفقود لعل الجهود تتكاتف ويظهر المزيد من تراث العزاوي رحمه الله مما لم تصل إليه الباحثة.والله من وراء القصد.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 02:58]ـ
سؤال قمتِ بطرحه، ثم قمتِ بالإجابة عليه من خلال النقول الموثقة ...
وأما بالنسبة للمراجع التي ذكرتيها فمراجع يسيل لها اللعاب ...
لكن يبقى هناك سؤال مفاده: ماهي المراجع التي اطلعتِ عليها للعزاوي -رحمه الله- حتى يبحث عن المراجع التي لم تطلعي عليها؟
ـ[أم فراس]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 03:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما جمعته من تراث العزاوي هو المكتوب في مقالي دعوة للمهتمين بتراث العزاوي،وقد وصلني بعدها كتاب الموسيقى العراقية، وبقي البحث عن كل ماذكره القرة داغي (الشاطر فيكم اللي يحضره).لأنه حتى الكونجرس ماعندهم سوى 18 كتابا فقط.
وجمعة الماجد أعطيتهم ماليس لديهم،
ولا تنسوا جميعا إن كل ماتحصلت عليه وأنا جالسة في بيتي،تماما وكما قيل في المناقشة (يظهر أن الطالبة أدخلت مكاسب كبيرة جدا لشركة الاتصالات) إنني جمعت الكتب من الموصل ودبي وإيران والبحرين والرياض وأجريت مقابلات مع معاصريه ومن له معرفة به دون خروج من منزلي،أوذهاب إلى مكتبات، الآن بقي دور الرجال التي تأتي بتراث العزاوي بترحالها،وأماالنساء فهذه استطاعتهن.
ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 01:33]ـ
بارك الله فيكِ يا أم فراس ...
جهود طيبة وعمل نافع إن شاء الله، وحماسة للبحث قلَّ نظيرها في دارسي الدراسات العليا
أبارك لك التفوَّق وأسأل الله لنا ولك التوفيق
ـ[عاشق الكتاب]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 01:01]ـ
لفت انتباهي مخطوطة في تاريخ نجد
هل بالامكان الحصول على نسخة منها؟
وما مصير المخطوطات الموجودة في دار صدام للمخطوطات؟؟
وهل عباس العزاوي متخصص في التاريخ وبالتالي هناك قيمة لما يكتبه؟؟
وهل بالامكان التعريف به بشكل اكبر؟؟
ارجو الاجابة
ـ[أم فراس]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 05:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجبتك على الخاص.
بالنسبة للتعريف بعباس العزاوي بشكل تفصيلي فستجده في ثنايا رسالتي واسال عنها في مكتبات الجامعات السعودية ومراكز البحث كمكتبة الملك فهد ومركز الملك فيصل للبحوث،
شكرا لك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 11:53]ـ
هل هناك نية لطباعة البحث، فأنا في شوق إلى قراءته.
وهل أجد نسخة من البحث في مكتبة الملك فهد؟
ـ[أم فراس]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 06:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك نية،أسأل الله أن يبارك في الوقت والصحة لأتممها.
أما عن رسالتي فلا أدري أين وصلت ولكن قد سلمت جميع النسخ من أول شهر جماد الثاني لعمادة الدراسات العليا،ولا أعرف عن سرعة الإجراءات.
شكرا لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:42]ـ
جزاك الله خيرا أم فراس ..
لدي له كتاب (موسوعة عشائر العراق) في أربعة مجلدات طبعة الدار العربية للموسوعات، وهو بالفعل كتاب موسوعي وقيم .. غير أنه من النادر أن تحصل له كتابا على الشبكة بل فيما بحث لا يوجد .. ولا أعلم لماذا .. فلا أعلم إن كان لديك روابط لكتبه للرفع .. سأكون شاكرا ..
ـ[أم فراس]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 12:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب العزاوي لم تطبع بعد وفاته إلا موسوعته بين احتلالين وعشائر العراق، ولكن إن أردت اطلبها من مركز جمعة الماجد فلعلهم يحملونها على برنامج الرار أو غيره.وبالتوفيق.(/)
عن صفات ربي ........ و فهم السلف لها
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 04:11]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
فإن القول على رسول الله صلى الله عليه و سلم و السلف رضوان الله عليهم بأنهم لم بفقهوا معان بعض آيات من القرآن الذي أنزله إليهم ربهم ليدبروه بل آيات هي أعظم ما في القرآن كيف لا و هي التي فيها صفات رب العالمين القول بهذا إنما هو إفك و بهتان عظيم
و قد أدى هذا القول بأصحابه أو بأكثرهم إلى القول بأن منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم ..... و لا يخفى بطلان هذا القول
لقد ظن أصحاب هذا القول أنهم بهذا يفرون من التشبيه إلى التنزيه
لكن الحق أن قلوبهم قد امتلأت بالتشبيه ففروا من التشبيه إلى التعطيل
كيف يقال أن الكتاب العربي المبين الذي أنزله ربنا من أجل أن يعرفنا بنفسه لو فهمناه كما يفهم العرب الأقحاح كلامهم لوقعنا في الضلال المبين
إن كتابا هذه صفته لحري به أن يكون كتابا للحيارى و الغاوين
تعالى كلام ربنا عن ذلك علوا كبيرا
بل هو كما وصفه رب العالمين
" الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ "
أما الشبهة الباطلة التي يفرح بها المبطلون أن السلف لم يفسروا آيات الصفات
فهذا باطل
فقد ورد الكثير من الأخبار التي فيها تفسير لصفات الله
أذكر منها حديثا واحدا
و هو قوله عليه الصلاة و السلام كما في مسلم
اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَىْءٌ
وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَىْءٌ
فهذا تفسير صريح منه صلى الله عليه و سلم لقوله تعالى
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
أما بالنسبة لصفات كصفة اليد أو صفة الوجه
فهذه ألفاظ تفسيرها النطق بها
تماما كمثل لفظ " الماء "
هل يوجد تفسير للفظ الماء في أي معجم من المعاجم؟؟؟
غاية ما تجده في المعاجم قولهم " الماء معروف "
فأنا أتحدى أن يأتينا أحد بلفظة تفسر لفظة الماء
و مشهور قولهم " فسر الماء بعد الجهد بالماء "
و بالرغم من أن لفظة الماء تستخدم عند العرب ككناية عن معان كثيرة جدا
كماء الرجل " أي منيّه " أو " ماء كذا " أي قبيلة كذا نسبة للبئر و ماء السماء أي المطر و غير هذا الكثير
لكن عند الإطلاق لا تحتمل إلا معنا واحد لا يحتمل التفسير
فهل و رد أن فسر السلف معنى كلمة الماء التي لا تحتمل إلا معنا واحد كقوله " فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا "؟؟؟؟
بالطبع لم يفسروها
فهل يقال أنهم لم يعلموا هنا معنى كلمة الماء فلم يفسروها؟؟؟؟
حاشاهم
لكنهم فسروا " ماء السماء " بأنه المطر
و فسروا " الماء الدافق " بأنه المنيّ
نفس الكلام يقال بالنسبة لكلمة " اليد "
فلا يوجد في اللغة لفظة مرادفة للفظة اليد
فهي لا تحتمل التفسير لأنها معروفة
و معلوم أن اليد تطلق و قد يراد بها كناية عن معان أخرى كثيرة يفهم هذا من سياق الكلام
لكن لما ترد اليد هكذا بإطلاق لا يفهم منها إلا معنا ً واحد
و هو " اليد " اللفظة التي لا مرادف لها
فبالمثل
هل يقال أنهم لم يعلموا معنى كلمة اليد فلم يفسروها؟؟؟؟
فما سكتوا عنه لم يكن سكوت عن جهل حاشاهم
إنما سكتوا عما لا يحتمل التفسير
فهم الذين شهد الله لهم أنه رضي عنهم
فهم أعلم الناس به تعالى بعد الأنبياء
فاللهم ارزقنا حسن اتباعهم
و ارضى اللهم عنا كما رضيت عنهم(/)
لا خير في الفتنة ولو لاح للجاهل منها بريق خير
ـ[ابو البراء]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 01:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" لا خير في الفتنة ولو لاح للجاهل منها بريق خير"
الحمد لله فاطر الأرض والسماوات، والصلاة والسلام على النبي المبعوث بالدلائل والبينات، ثم أما بعد: لقد عصفت بالأمة الإسلامية فتن زلزلت كيانها، وأنهكت قدراتها البشرية والمادية، وشتتت شملها، وفرقت جموعها، وبددت راياتها، وعددت جماعاتها، وأنتجت أجيالا من المتباغضين، وأعقبت عداوات وبغضاء بين أبناءها، وأحدثت في صفها شرخا لم ولن يندمل إلى يوم الدين كما قال سيد البشر عليه الصلاة والسلام: [فإذا وضع السيف في أمتي فلا يرفع عنهم إلى يوم القيامة] رواه أحمد والحاكم وهو صحيح على شرط الشيخين، وهذه الفتن المدلهمة السوداء تترك الحليم حيران وتزجي بأهل القبلة في متاهات لا مخرج منها إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استعاذ من فتنة المشرق والمغرب كما صححه نعيم بن حماد الخزاعي وهذه الفتن منها الكبار ومنها الصغار، فالكبار منها مهلكة تكاد تفني الأمة تستأصل أهلها حتى يقال: [هذه مهلكتي ثم تنجلي]، والصغار منها تفتن الأمة فتنة عظيمة وتضرب بعضها ببعض، وكما روى مسلم وأحمد عن حذيفة رضي الله عنه قال: [أنا أعلم الناس بكل فتنة هي كائنة إلى يوم القيامة، وما بي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدث يه غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث مجلسا أنا فيه عن الفتن التي تكون منها صغار ومنها كبار فذهب أولئك الرهط كلهم غيري]، والفتن قد أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها ستكون في أمته كما ورد في صحيح البخاري: [هل ترون ما أرى؟ قالوا: ما نرى شيئا، قال: إني أرى الفتن تتخلل إلى بيوتكم كمواقع القطر]، وهذه الفتن تأتي على الأمة والمجتمعات والقبائل والأفراد كقطع الليل المظلم كما ورد في صحيح مسلم وسنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [تكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل]، يتقلب الرجل المسلم فيها بين الشرك والإسلام، والكفر والإيمان، وقيل: يتخبط بين شكر الله تعالى على تعمه الوافرة الدينية والدنيوية وكفره بها وعدم أداء شكره عليها، وقيل: قد يبيع دينه ويتخلى عن عبادة ربه، وقيل: ينسلخ من ملته ودينه وإسلامه بارتكاب نواقض الإسلام ومبطلات الإيمان، وهذه الفتن من شدة ظلمها يمسي الرجل ويسبح بين ملتين وما ذلك إلا لخطورة هذه الفتن وسواد أمرها، وما ذلك كذلك إلا بسبب متاع الدنيا الفاني وحطامها الحقير، وقال العماد بن كثير: "قال الحسن البصري رحمه الله: " متاع الدنيا القليل الدنيا بحذافيرها "، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفتن كما روى أحمد والحاكم وابن أبي شيبة والحميدي وعبد الرزاق وأبو نعيم في الحلية وخرجه نعيم بن حماد الخزاعي في كتاب الفتن عن علقمة الخزاعي رضي الله عنه مرفوعا: [ ... ثم تكون فتن كأنها الظلل فقال رجل كلا والله إن شاء الله يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى، والذي نفسي بيده ثم لتعودون أساود صبا يضرب بعضكم رقاب بعض] قال الزهري رحمه الله: " الأسود الحية إذا نهشت نذت ثم ترفع رأسها ثم تنصب "، وهذه الفتن العمياء التي لا يعرف لها وجه الحق، وتكون كقطعة الظلمة للمسلمين لا يعرفون منها المخرج بعد نزولها بهم، ومن آفات هذه الفتن أنها مظلمة لا يستبين فيها ومنها راية الحق من راية الباطل، وطريق الصواب من سبيل الخطأ بالنسبة لعوام الناس، وأما العلماء فإنهم يعرفون الفتنة إذا أقبلت بعلاماتها كما قال السلف رضي الله تعالى عنهم: " الفتن يدركها العلماء إذا أقبلت ويعرفها السفهاء إذا أدبرت"، ومن علامات هذه الفتن الغبراء المدلهمة إنها: " سريعة الالتهاب، بعيدة المدى، كثيرة المفاسد، طويلة الإخماد"، وهذه الفتن تأتي تارة بالتفرقة وتارة بالاختلاف وتارة بالعداوة وتارة بالقتل وتارة وبتمزيق الصفوف وانقسام المسلمين وتارة في مسائل الدين، وتارة في أمور الدنيا الفانية، وتارة يسبقها الهرج، وتارة يعقبها الدم والفساد والإفساد، وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: [
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة ولن تزداد الأمور إلا شدة]، وروى أحمد في المسند والقضاعي في شهاب المسند وصححه الأرناؤوط عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما بقي من الدنيا إلا بلاء وفتن]، وفي رواية عند أحمد ومسلم والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ... ]، وفي حديث آخر في صحيح البخاري قالت أم سامة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن، سبحان الله ماذا نزل من الخزائن أيقظوا صواحب البيوت رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة]، وقد حذرنا الله تبارك وتعالى الفتن فقال جل جلاله: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ... }، فالفتن لا تصيب من خاض فيها واستشرفها، بل تضرب بلهيبها ويكتوي بنارها كل من أدركها وعايش أهل زمانها،
فما تسلط أهل الكفر على أهل الإسلام إلا بسبب قتال أهل الإسلام لبعضهم، ولقد قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: [ليكونن بين أهل الإسلام بين يدي الساعة الهرج والقتل حتى يقتل الرجل جده وابن عمه وأباه وأخاه، وأيم الله لقد خشيت أن تدركني وإياكم]، وفي حديث عند ابن أبي شيبة وأبي عمرو الداني في السنن الواردة وأصله في الصحيحين عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ترسل على الأرض الفتن إرسال القطر]، وهذه الفتن تكون بسبب ما يغير الناس من أمر دينهم وذلك بسبب إحداث المنكرات والبدع المحدثات فإذا ظهرت هذه المخالفات بدل الله تعالى على أهل الأرض عافيتهم بالبلاء والمحن فلا تفنى هذه الأمة حتى يظهر فيهم التمايز فيما بينهم وهي عصبية يحدثها الناس بعد الإسلام، وكذا التمايل ضد بعضهم بعضا وهو ميول القبائل والأفخاد ضد بعضها فتستحل كل قبيلة ما عند الأخرى فتنتشر عند ذلك المعامع بين الأمم والدول والشعوب وتسير الأمصار إلى قتال بعضها، ولهذا قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: [لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وهو فيكم كائن]، وبعض هذه الأمة قد ابتلي بمتابعة أهل الكتاب الذين هم أصل الداء كما قال صلى الله عليه وسلم: [لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ذراعا بذراع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه قالوا فارس والروم قال فمن] وفي رواية: [اليهود والنصارى؟ قال وهل القوم إلا هم]، وهذه الفتن تزداد يوما بعد يوم بل ما من عام يأتي إلا والذي بعده شر منه كما ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما من يوم يأتي إلا والذي بعده شر منه]، وقال مكحول في شرح قوله تعالى: {لتركبن طبقا عن طبق}: " في كل عشرين سنة تكونون في حال غير الحال التي كنتم عليها"، ولهذا لا يرفع الناس برأس إذا بدلوا وغيروا ما أمر الله إقامته، فإذا ظهر منهم ذلك ظهرت الفتنة وكلما أوشكت أن تنجلي إلا وظهرت أخرى تشابهها أوهي أكبر منها، كما قال الأعمش فيما نقل عن السلف رضي الله عنهم:" لا يأتيكم أمر تضجون منه إلا أردفكم آخر شغلكم عنه"، فالشر ينادي الشر والخير ينادي الخير، فلا خير في الفتنة والفتن لأنها تضرب الأمة بعضها ببعض، وتتركهم يتهوكون فيها تهوك اليهود والنصارى، لا يدرون ما المخرج منها إلا بالرجوع على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهج النبوة الذي أكرمنا الله تعالى به، وجمع كلمة المسلمين وصفهم وأمتهم على كلمة واحدة و موقف واحد حتى لا نكون عرضة لسخرية الأمم والشعوب وحتى لا نكون فريسة سهلة لمن أراد أن يذل هذه الأمة المحمدية المنصورة الظاهرة الغالبة العزيزة ...
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1720(/)
السلفية مشكلة ام حل!
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 03:28]ـ
هذا العنوان عنوان لمقال على موقع اسلام اون لاين الاخوانى الشهير! ولا ريب ان ذلك يتم
فى ظل السكوت السلفى على الممارسات الاخوانية، بل والوقوف الى جوار بعض ممارساتهم الايجابية بم يحقق شرع الله ويخدم صالح عامة المسلمين،نجد هجوم شرس من قبل الاخوان المسلمين على المنهج السلفى، وليتهم جاءوا بالدليل بل استعانوا بمقالات الكتاب العالمانيون بم يوضح ان الهجوم من اجل الهجوم.
ويبدو لى ارتباط هذا الهجوم بالنزع حول من يكون له اليد الطولى والانتشار الاوسع بين صفوف الشباب المصرى، حيث تشهد مصر مدا سلفين يبشر بالخير فى الفترة الأخيرة لم يقتصر على فئة الشباب، بل يقوم بعض مشايخ الاخوان بتوزيع ما يمكن وصفة بالتطعيم ضد الدعوة السلفية باعطائهم بعض المعلومات لمواجهة الشباب السلفى قليل العلم والخبرة ويظهرون لهم ان هؤلاء الناس (السلفية) يعيشون فى الماضى الذى لا يمكن تحقيقة فى الوقت الحالى وان هذا المنهج في مكان آخر!،والسؤال الآن آى منهج يهجم هؤلاء؟
يهاجمون ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابة رضى الله عنهم!
هذا ما يستطيعون صنعه للاسلام والمسلمين!
التجرء على دين الله بالباطل ,لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
وهذا الرابط يحتوى علي بعض الهراء الاخوانى
http://www.islamonline.net/Arabic/in_depth/Daawa/AlSalfayia_Spotlight/index.shtml(/)
أكبر عملية سرقة في القرن العشرين
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 09:11]ـ
The Biggest Robbery of The 20th Century
http://www.geocities.com/k_bossily/biggest.robbery.jpg
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 12:57]ـ
يقولون: الزمن جزء من العلاج
عندهم هو جزء من مخططهم
عندنا هو جزء من سهونا وإغفالنا
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 02:09]ـ
الحمد لله الذي حفظ دينه ولولا ذاك لسرق الآخرون منا الكثير.
- الآخرون التسمية الحديثة للكافرين -(/)
النصيحة الإيمانية لأهل المِلَّة النصرانية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمدالصادق الأمين، آخر الأنبياء وخاتم المرسلين، وعلى من آمن به و اتبع هداه إلى يوم الدين.
و بعدُ، فإنَّ من لوازم الإيمان العقلية والفِطرية توحيد الخالق عز وجل و تنزيهه عن مشابهة المخلوقين، إذ فُطِر الناس جميعاً على اعتقاد وحدانية الله عز و جل،و على تنزيهه عزوجل عمَّا لا يليق بمقام الخالق جلَّ و علا.
و هذا ما دعا إليه جميع الأنبياء ـ بلا استثناء ـ إذ أن الفرق بين الإيمان السليم و الوثنية هو التوحيد، فهذا مِمَّا يكادُ يتفق عليه العُقلاء، و لذلك يعتذر النصارى عمَّا وقعوا فيه من شرك التثليث بأن الثلاثة الأقانيم واحدٌ في الكيان، و هذا القول وإن سهًُل عليهم لفظاً فإنه مستحيلٌ في المعنى، و لكنَّهم أُلجِؤوا إليه لدرءِ شيءٍ من وقع شناعة التثليث على بشاشة القلوب.
و جميع النبوات من أولها إلى آخرها تجتمع على أصول متفق عليها في شأن "ربوبية " الخالق عز و جل، و هي:
الأول: أن الله سبحانه وتعالى قديم واحد لا شريك له في ملكه ولا نِدَّ ولا ضِدَّ ولا وزيرَ ولا مُشير ولا ظهير ولا شافع إلا من بعد إذنه عز وجل.
الثاني: أنه لا والد له ولا ولد ولا كفؤ ولا نسيب بوجه من الوجوه ولا زوجة له عزو جل.
الثالث: أنه غني بذاته فلا يأكل ولا يشرب ولا يحتاج إلى شئ مما يحتاج إليه خلقه بوجه من الوجوه.
الرابع: أنه لا يتغير ولا تعرض له الآفات من الهرم والمرض والسِّنة والنوم والنسيان والندم والخوف والهم والحزن ونحو ذلك.
الخامس: أنه لا يماثل شيئاً من مخلوقاته فيجب تنزيهُه عزوجل عن مشابهة البشر،والإيمان بأنه عزوجل في عليائه، متفرد بكبريائه،لا يحل في ذاته شئ منها بل هو بائن عن خلقه بذاته والخلق بائنون عنه.
السادس: أنه لا يحِلُّ عز و جلَّ في شيء من مخلوقاته، ولا يحِلُّ في ذاته شيء منها، بل هو بائن عن خلقه بذاته، والخلق بائنون عنه.
السابع: أنه أعظم من كل شئ وأكبر من كل شئ وفوق كل شئ وعال على كل شئ وليس فوقه شئ البتة.
الثامن: أنه قادر على كل شئ فلا يعجزه شئ يريده بل هو الفعال لما يريد.
التاسع: أنه علاَّم بكل شئ يعلم السرَّ وأخفى ويعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس و لا متحرك إلا وهو يعلمه على حقيقته.
العاشر: أنه سميع بصير يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، فقد أحاط سمعه بجميع المسموعات، وبصره بجميع المبصَرات، وعلمه بجميع المعلومات، وقدرته بجميع المقدورات، ونفذت مشيئته في جميع البريَّات، وعمَّت رحمته جميع المخلوقات، ووسِع كرسيه الأرض والسموات.
الحادي عشر:أنه الشاهد الذي لا يغيب ولا يستخلف أحداً على تدبير ملكه ولا يحتاج إلى من يرفع إليه حوائج عباده أو يعاونه عليها أو يستعطفه عليهم ويسترحمه لهم.
الثاني عشر: أنه الأبدي الباقي الذي لا يضمحل ولا يتلاشى ولا يعدم ولا يموت.
الثالث عشر: أنه المتكلم الآمر الناهي قائل الحق وهادي السبيل ومرسل الرسل ومنزل الكتب والقائم على كل نفس بما كسبت من الخير والشر، ومجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
الرابع عشر: أنه الصادق في وعده وخبره، فلا أصدق منه قيلا. ولا أصدق منه حديثاً، وهو عز و جل لا يُخلف الميعاد.
الخامس عشر: أنَّه تعالى الكامل الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه، فهو المبرأ من كل عيب وآفة ونقص.
السادس عشر: أنه العدل الذي لا يجور ولا يظلم ولا يخاف عباده منه ظلماً.
فهذا مما اتفقت عليه جميع الرسل و الكتب السماوية الصحيحة، وهو من المُحكَم الذي لا يجوز أن تأتي شريعة بخلافه ولا يخبر نبي بخلافه أصلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تقرَّر هذا كلُّه فاعلم أنَّ أصول مقالة المثلِّثة من النصارى في رب العالمين تخالف هذا كله أشد المخالفة وتباينه أعظم المباينة، لمَّا تمسَّكوا بالمتشابه من المعاني والمجمل من الألفاظ، وأخذوا بأقوال من ضلُّوا من قبل، وأضلُّوا كثيراً وضلُّوا عن سواء السبيل،فوقعت في الضِّدِّ من جميع تلك الشروط العقلية الفطرية التي لا يكاد يختلف عليها كلُّ من تأمَّل وأنصف ورجع إلى صوت الحق وداعي الإيمان.
ـ إذ انفردت النصرانية المحرفة بالجرأة على مقام الله عزوجل فأبطلت التوحيد، ونادت بالتثليث المنافي للفطرة.
و لم يكتفِ سدنة النصرانية المحرَّفة "ورثة بولس و قسطنطين" بتشبيه الخالق بالمخلوق فقط:
1ـ بل جمعوا بين اللاهوت و الناسوت في شخص المسيح عليه السلام إذ ادَّعَوا أنَّ اللاهوت حلَّ في الناسوت بمعنى أنَّ الخالق عزَّو جلَّ حلَّ في المخلوق ـ سبحانه وتعالى عمَّا يقولون علُواًّ عظيماً ـ.
2ـ بل و ادَّعوا امتزاج اللاهوت بالناسوت، {وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} سورة الزمر - آية 67.
3ـ بل ـ و أعظم من ذلك ـ أنهم ادَّعوا صلب البشر لهذا الإله.
4ـ بل و التعدِّي عليه و إهانته.
و مع تنزيه القرآن المطلق لمقام ربوبية الله تعالى،فإنَّه ـ أيضاً ـ ينزِّه شخص المسيح عليه السلام عن ذلك، و يروي لنا أن الصلب و الإهانة إنما وقعت على يهوذا الاسخريوطي الذي وقع عليه شبَهُ عيسى عليه السلام.
يقول الله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} 158) ? النساء:157 - 158.
و تصديق ذلك من انجيل برنابا ما ورد فيه ـ في الفصل السابع عشر بعد المائتين ـ:
(فأخذ الجنود يهوذا وأوثقوه ساخرين منه , لأنه أنكر وهو صادق أنه هو يسوع , فقال الجنود مستهزئين به: يا سيدي لا تخف لأننا قد أتينا لنجعلك ملكا على إسرائيل , وإنما أوثقناك لأننا نعلم انك ترفض المملكة , أجاب يهوذا:لعلكم جننتم , إنكم أتيتم بسلاح ومصابيح لتأخذوا يسوع الناصري كأنه لص أفتوثقونني أنا الذي أرشدتكم لتجعلوني ملكا!، حينئذ خان الجنود صبرهم وشرعوا يمتهنون يهوذا بضربات ورفسات وقادوه بحنق إلى أورشليم، وتبع يوحنا وبطرس الجنود عن بعد، وأكدا للذي يكتب أنهما شاهدا كل التحري الذي تحراه بشأن يهوذا رئيس الكهنة ومجلس الفريسيين الذين اجتمعوا ليقتلوا يسوع، فتكلم من ثمّ يهوذا كلمات جنون كثيرة، حتى أن كل واحد أغرق في الضحك معتقدا أنه بالحقيقة يسوع وأنه يتظاهر بالجنون خوفا من الموت، لذلك عصب الكتبة عينيه بعصابة، وقالوا له مستهزئين: يا يسوع نبي الناصريين (فإنهم هكذا كانوا يدعون المؤمنين بيسوع) قل لنا من ضربك، ولطموه وبصقوا في وجهه)) ..... أهـ
و لا يمكن اتهام المسلمين بتلفيق انجيل برنابا فإن هذا الانجيل إنَّما خرج من حوزة الكنيسة، لا من ديار المسلمين، يقول المستشرق الشهير سايل:
(إن مكتشف النسخة الإيطالية لإنجيل برنابا هو راهب لاتيني يسمى "فرا مربنو").
ومن جملة ما قال:
(إن هذا الراهب عثر على رسائل لأحد القساوسة وفي عدادها رسالة تندد بالقديس بولس، وأن هذا القسيس أسند تنديده إلى إنجيل القديس برنابا، فأصبح الراهب المشار إليه من ذلك الحين شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل، واتفق أنه أصبح حينا من الدهر مقربا من البابا (سكتس الخامس) فحدث يوما أنهما دخلا معا مكتبة البابا فأخذ النوم هذا البابا، فأحب الراهب مرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يفيق البابا، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو إنجيل القديس برنابا نفسه، فكاد أن يطير فرحا من هذا الاكتشاف فخبأ هذا الإنجيل في أحد ردني ثوبه، ولبث إلى أن استفاق البابا فاستأذنه بالإنصراف حاملا ذاك الكنز معه، فلما خلا بنفسه طالعه بشوق عظيم فاعتنق على إثر ذلك الإسلام) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ظهر في بداية هذا القرن تصديق انجيل برنابا في اكتشاف كنَسي لا يقل عن اكتشاف انجيل برنابا اومخطوطات البحر الميت.
إذ ظهر إكتشاف "لاهوتي" آخر عظيم يؤيد ما ذكره إنجيل برنابا فقد ذكرت صحيفة الواشنطن تايمز THE WASHINGTON TIMES فى عددها الصادر فى 7 إبريل 2006 مقالا بعنوان Judas stars as 'anti-hero' in gospel By Julia Duin
و جاء فى هذا المقال أن الجمعية الجغرافية الدولية National Geographic أزاحت النقاب عن أحد المخطوطات الأثرية أو الأناجيل التى عثر عليها فى أحد كهوف بنى مزار بمصر ويعود تاريخها إلى بداية القرن الثالث الميلادي
و أطلق على هذا الإنجيل اسم إنجيل يهوذا " The Gospel of Judas,"
و قد تم ترميم هذا الإنجيل بعد العثور عليه منذ أكثر من عشر سنوات و تمت ترجمته من اللغة القبطية إلى اللغة الانجليزية فى نهاية عام 2005 وأفرج عن هذه الترجمة فى 6 إبريل هذا العام وأصبح هذا الإنجيل يباع فى الأسواق، وقد سجل الإنجيل قبل نهايته أي قبل انتهاء بعثة المسيح مباشرة هذا النص كما تذكره الصحيفة المشار إليها فى مقالها ـ كما يلي ـ:
Near the end of the Judas gospel, Jesus tells Judas he will "exceed" the rest of the disciples "for you will sacrifice the man that clothes me."
وهذا النص معناه أن المسيح يخاطب يهوذا في نهاية الإنجيل المنسوب إليه ويقول له أنه (أى يهوذا) سوف يختلف عن باقى الحواريين " exceed" the rest of the disciples وأنه سوف يكون الرجل ( the man ) الذي يضحى به كشبيه لى (يلبس هيئتى = clothes me) أو يلبس ثوبي
ونقف ونتأمل كلمة يلبسني الذي عجز المترجم أن يكتبها كما جاءت فى آيات القرآن "شبه لهم"
الصحف العالمية والجامعات والعلماء يشهدون بعدم صلب المسيح (انجيل يهوذا) على هذا الرابط:
http://www.newyorker.com/archive/200...0417crbo_books
و هكذا يظهر الله الحق، وأن المسيح لم يصلب وإنما الشخص الذي صلب هو يهوذا .. وإذا كان المسيحيون قد ادعوا أن إنجيل برنابا تم تأليفه بعد بعثة الرسول فإن هذا المخطوط ـ كما تؤكد التقنيات الآثارية الحديثية ـ من الكربون وأوراق البردي ـ كُتِبَ قبل القرن الثالث الميلادي، بحسب أقوال الصحيفة المشار إليها .. بمعنى قبل بعثة الرسول بثلاثة قرون، و هكذا يكون تصديق القرآن الكريم والرسول الكريم من كتب النصارى أنفسهم و على أيدي كتبتهم.
فيا ايها النصراني المعتقِد لحلول اللاهوت في الناسوت، ثم صلب الإله، هل ستقابلُ الله عزو جل، بمثل هذا الاعتقاد في ذاتِه العليَّة، و في جناب حضرتِه الإلهية، وهل سترضى بأن تكون اقلَّ تعظيماً لله عز و جل من الوثنيين المُغرقين في الوثنية الذين كانوا يجعلون لله عزوجل الربوبية المطلقة.
إذ أنَّ كثيراً من الوثنيين يُوافقون على وجوب توحيد الخالق عز وجل في ربوبيته، و وجوب تنزيهه عن مشابهة المخلوقين، و إن كانوا وقعوا في الشرك في باب طلب الشفاعات من غير الله عزوجل الى شركاء زعموا أنهم يشفعون لهم عند الله عزو جل، و لكن لا يشاركونه في ملكه، كما كان مشركوا العرب في الجاهلية يقولون عند تلبيتهم في الحج:
لبيك لا شريك لك
إلاَّ شريكاً هو لك
تملكُه وما ملك
و كانوا يقولون عن أصنامهم و شركائهم ـ كما حكى ذلك عنهم القرآن ـ:
{ما نعبدهم إلاَّ ليقربونا الى الله} سورة الزمر - آية 3.
و يقولون عن تلك الأصنام: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} سورة يونس - آية 18
إلاَّ أنَّهم كانوا يجعلون الخلق و الأمر كله لله: {و لئن سألتهم من خلقهم ليقولُنَّ الله فأنَّى يُؤفكون} سورة الزخرف - آية 87
فهم و إن كانوا وقعوا في الشرك بطلبِهم الشفاعة من تلك الأصنام، إلاَّ أنَّهم لم يجترؤوا على تشبيه الخالق بالمخلوق.
وكانوا ـ مع شركهم ـ يعظِّمون ذكر الله و بيته الحرام، حتى أنهم كانوا لا يقاتلون في الأشهر الحرم، و لا يطوفون البيت الحرام بثياب عصوا الله عزو جل فيها.
و اعتبر فيما لو ادَّعى أحدٌ أنَّ والدك أُهينَ وصلِب و بُصِق في وجهه هل كان ذلك القولُ سيُرضيك أم ستردُّ على صاحبِه وتُعنِّفه، و ربما رددتَ بما هوأعظم من ذلك.
فإذا كان ذلك كذلك فراجع نفسَك و عقلك و قلبك و فطرتك، و استفت قلبك و إن أفتاك الناس و أفتوك و أفتوك
.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 02:43]ـ
للرفع ........
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 05:49]ـ
للرفع ........
رفع الله قدرك ..
كنتُ قد نقلتها هنا منذ فترة
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5849
جزاك الله خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 12:51]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالملك
و جعل ذلك في موازين اعمالك(/)
ظاهرة العبيكان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 11:12]ـ
المحرر: مسألة الاختلاط ... هل هناك نص شرعي يحرم الاختلاط أم أنه يندرج تحت مظلة الفتنة والافتتان؟
- العبيكان: ذكرت أن الاختلاط الذي ينتج عنه فتنة لها أو افتتان بها. الرجال يختلطون بالنساء في الطواف وفي السعي (و) في الأسواق، ولم يزالوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا. ليس كل اختلاط محرم إنما الذي فيه فتنة.
المحرر: لا يوجد نص شرعي يحرم الاختلاط؟
- العبيكان: لا ... لا ... أبداً ... ولا توجد نصوص (تحرم) في الاختلاط أبداً ... هناك نص في الخلوة (يحرمها) ... ما يجوز تخلو المرأة بشخص غير محرم لها.
المحرر: بالنسبة لأماكن العمل هل تعتبر خلوة؟
- العبيكان: إذا هناك عدد (من الرجال والنساء في مكان واحد) مع الحجاب والاحتشام فلا يعتبر خلوة ... الخلوة (هي وجود) المرأة مع الرجل الأجنبي (لوحدهما).
المحرر: هل هناك عوائق اجتماعية أم شرعية لعمل المرأة؟
- عبدالمحسن العبيكان: لا توجد عوائق أصلاً.
http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=1076
هذا كان مقتطفا من حوار جريدة الحياة مع المذكور
ومما نعجب له بخصوص "ظاهرة" العبيكان .. أن شطحاته التي باتت منهجا أصيلا عنده ..
لا تثير أدعياء السلفية .. مع علمنا أنهم لا يوافقونه في بعضها ..
والغريب أني وجدت الناس المحسوبين على السذاجة والعامية .. قد نفضوا أيديهم من هذا الرجل بفطرهم النقية
في حين يلتمس له كثير من المحسوبين على طلبة العلم المعاذير الغريبة ..
وهم مع ذلك قد لا يتورعون عن النقد اللاذع المبرأ من رائحة الأدب لمثل الشيخ سلمان العودة وغيره .. ونخشى والله أن نصبح مضطرين لاشتقاق مصدر صناعي فنقول العبيكانية .. في وصف الأتباع إذا كثروا .. فاللهم سلّم سلّم
والله المستعان
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 12:10]ـ
قيل إن النص مكذوب على الشيخ العبيكان
وقيل إنه بنفسه كذب هذا الخبر
والله أعلم
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 12:13]ـ
من اشتهر بالتجريح؛ معظمهم قد هداه الله،
فقد بدأ يدخل الوعي و الإنفتاح عندهم على الرأي الآخر،
و ذهب عن كثير منهم التسرع في رمي التّهم،
و هاته الفتاوى التي يخالفون فيها الشيخ عبد المحسن العبيكان معظمها قد جاءت في هاته الفترة،
و التثبت قد زاد عندهم.
نسأل الله لهم المزيد من الهداية و التوفيق.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 04:20]ـ
هذا قيل .. وهو غير صحيح
بل دافعت الصحيفة والتسجيل موجود
ولو فرضنا جدلا صحة النفي
فهذا لا يغير من حقيقة الشخص شيئا لأن هذه من أخف طوامه بالمناسبة(/)
أكذوبة صوفية
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 01:49]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:فمن منا لم يعرف " التجانية "، ومن منا لم يقرع مسامعه مسمى فرقة من " الصوفية " تسمى " التجانية!! ".اقرأ كذب هذه الفرقة على البسطاء، وسخفاء العقول، وكيف يسوقون باطلهم، فقد ذكر علي حرازم برادة أن شيخاً اسمه محمد بن العربي التازي (ت: 1214هـ) حفظ أبياتا من النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم لقيه في اليقظة فطلب منه شرح الأبيات فشرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: (لولا محبتك في التجاني ما رأيتني قط!!!!) [جواهر المعاني: 2/ 153 - 154].وذكر صاحب [جواهر المعاني: 1/ 31] أن الشيخ التجاني لقي النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، فسأله عن نسبه، وهل هو من أبنائه وآله؟، فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنت ولدي حقاً ثلاث مرات، وقال له: ونسبك إلى الحسن بن علي صحيح.
كما ذكر [1/ 51]: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للتجاني يقظة لا مناماً بتربية الخلق على العموم والإطلاق!!!، وعين له الورد الذي يلقنه في سنة 1196هـ!!!!.
فإذا كانت (الرفاعية) و (الشاذلية) و (التجانية) ليست فرقاً (صوفية) فليس في الوجود (تصوف مذموم!!!).
قال الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى -: (ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون: (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع) عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام)
http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bd00003.htm
وقال أيضا: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرى في اليقظة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ومن زعم من جهلة الصوفية أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، أو أنه يحضر المولد، أو ما أشبه ذلك فقد غلط أقبح الغلط، ولبس عليه غاية التلبيس، ووقع في خطأ عظيم، وخالف الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم؛ لأن الموتى إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، لا في الدنيا، كما قال الله سبحانه وتعالى: (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) فأخبر سبحانه أن بعث الأموات يكون يوم القيامة لا في الدنيا، ومن قال خلاف ذلك فهو كاذب كذبا بينا، أو غالط ملبّس عليه، لم يعرف الحق الذي عرفه السلف الصالح ودرج عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان).
http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bd00009.htm(/)
«الحِوَارُ حقه وباطله،لصاحِبِ الفَضِيلَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمةِ صالِحِ الفَوْزَان»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 04:41]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحِوَارُ حقه وباطله
الحوار هو المجادلة بين طرفين مختلفين وكل منهما ينتصر لما هو عليه وهو على قسمين:
القسم الأول: الحوار الدعوي الذي معناه عرض ما عند كل من الطرفين لمعرفة مدى ما فيه من الحق فيؤخذ به وما فيه من الخطأ فيترك – وهذا حوار مطلوب شرعاً.
قال تعالى: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ? [آل عمران:64] وقد ذكر الله في القرآن الكريم الحق ببراهينه وحججه. وذكر الباطل بشبهاته ومرتكزاته ورد عليها. لأن الله سبحانه أنزل القرآن ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
وقال سبحانه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ? [النساء:59] ولذلك فإن العاقل المنصف الذي يريد الحق بمجرد ما يسمع القرآن وهو يفهمه يسارع إلى قبول ما جاء به من مختلف الطوائف والديانات. وهذا سر ظهور هذا الدين على الأديان كلها وانتشاره في مشارق الأرض ومغاربها في ادوار التاريخ فلا تجد مكاناً في الأرض اليوم إلا وفيه مسلمون ويكثر عددهم يومياً – ولله الحمد –.
القسم الثاني: من أقسام الحوار ما يراد به دمج الحق مع الباطل والتنازل عن أعز شيء من الحق وهو العقيدة لأجل إرضاء المخالفين.
وهذا هو لبس الحق بالباطل والتسوية بين المختلفات والجمع بين المتناقضات وهذا هو المداهنة التي حمى الله رسوله منها فقال: ? وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا (74) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ? [الإسراء 73 - 75]
وقال تعالى: ? فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ? [القلم 8 - 9] وقال تعالى: ? وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ? [هود:113] والعجيب أن المخالفين لنا لا يعترفون بما نحن عليه من الحق ويطلبون منا أن نعترف بما هم عليه من الباطل. والواجب على المسلمين أن يتمسكوا بدينهم ولا يتنازلوا عن شيء منه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه.
قال الله تعالى: ? فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف 43 - 44].
وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه:
صَالِح بن فَوْزَانَ الفَوْزَان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 04:43]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=121)
ـ[عبدالله سمير]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزا الله ُ شخينا .. " العلاَمة صالح الفوزان " على ذلك ...
فقد أوجز ّ وأفاد في مختصرِ حديثه ..
وشكراَ لكم ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 05:13]ـ
الأخ المكرَّم / عبد اللَّه سمير:
وعَلَيْكُم السَّلام ورحمةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ:
شَكَرَ اللَّهُ لَكُم مرُوركُم،وتَشرِيْفكُم.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 05:16]ـ
جزاك الله أخي على هذاالنقل المبارك:والعجب من يتهم الشباب بعدم الأخذ من العلماء بينماهم إذا أرادوا أمراوأفتى العلماء بغيرمايريدون رموبالفتوى عرض الحائط وأرجوا أن لايفهم من كلامي أني آمرباتباع العالم من غير بينة أو أني أقول بعصمتهم والله المستعان والحوار أمره واضح في الكتاب والسنة أما مايجري الآن فهو الذل والعارنسأل الله لنا ولكم الثبات على الدين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 06:37]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 09:15]ـ
يبدو أن هناك فرقا دقيقا بين كلمتي "جدل " و"حوار" في الاستعمال القرآني، إذ الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة والأصل في ذلك الصراع وإسقاط الإنسان خصمه على الجدالة وهي الأرض الصلبة {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا}، {وجادلوا بالباطل} ولهذا أمرنا الدين الحنيف بسلوك المنهج السليم في ذلك {وجادلهم بالتي هي أحسن}
أما الحوار فهو المرادة في الكلام و ويكون حين يكون المرء في اضطراب ويريد من الحوار أن يخرجه من ذلك دون أن يكون الهدف هزم الآخر {وقال له صاحبه وهو يحاوره}
وقد جمع الله تعالى بين الجدل والحوار في قصة المجادلة {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}
لقد جاءت المرأة ثائرة وقد فجعها قسم زوجها عليها بالظهار لكن سرعان ما تغير الموقف حين وجدت نفسها بين يدي رسول الله فهدأت وبدأت تبحث عن المخرج فتحول الجدل إلى حوار
هذه بعض الإضافات ذات الصلة بالموضوع من حيث الفروق الدقيقة بين الجدل والحوار ... والله أعلم(/)
سعادة الشيخ: حنانيك لا تُضلِلْ ولا تتصدقِ.!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 11:42]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:
فقد اطّلعتُ على رسالة بعث بها الأخ الدكتور/عبد الله بن هضبان الحارثي ونشرها في إحدى الصحف السيّارة , وخاطب بكلماتها المدعو: (صالحَ كامل) - هداه الله وختم له بخير - قائلاً له:
(لقد خدمت الإسلام بفضل الله من خلال قناة (إقرأ) الفضائية الإسلامية والتي وجدت لها ومن كان معي من الدعاة صدىً يفوق التوقعات، ولكونك بذلت مالاً غير قليل على هذه القناة المباركة فأتمنى على سعادتكم إيجاد قناة مماثلة وباللغة الإنجليزية لتبث في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية سماحة الإسلام وتضيء لمن لا يجيد العربية من المسلمين وغير المسلمين، وأنا أعلم حرصكم الشديد على وسطية التناول والطرح، فإن هذا الوقت تحتاج الأمة فيه إلى إيضاح صورة الإسلام المشرقة، وأنت ممن نعول عليهم كثيراً).
وعجبتُ للدكتور عبد الله - وهو المتوقد فطنةً وذكاءً فيما يبدو للناظر لوجهه- أن يظن أو يُخيّل إليه أن من راسله خدمَ الإسلام فعلاً.!!
إن من يتابعها ساعةً واحدةً أو أقل لن يخفى عليه توجهها الذي وضعت له إن كان له قلبٌ ,ومع ذلك فالقائمون عليها لا يجرؤون على التصريح بذلك حتى لا يخسروا الجماهير الغفيرة من دهماء المسلمين الذين تنطلي عليهم حيل القوم ومخادعاتهم.
فلئن سلمنا جدلاً أن هذه القناة التي انتبذت بين قنوات العهر والمجون وبين قنوات الدعوة واللإسلام مكاناً غربياً عن الجميع, فهي تجمع بين نور أولاء وظلمات أولئك مذبذبة بينهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
فتجدها تبث برامج تصحيح التلاوة وتفسير القرآن وتدبره وإلى جانب ذلك برامج الدعوة إلى البدعة والضلالة.!
ولا تكاد تفتتح برنامجا أو تنهي آخراً إلا بالموسيقى التي أخشى أن تسمى (إسلاميةً) أيضا كالتبرج الإسلامي وغيره مما تتبناه القناة وتنسبه قسراً إلى الإسلام.
وتنظم برامج الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية الراقية العالية , وتهدمُ في الوقت ذاته أخلاق ناشئة المسلمين بعرضها لفتية متمردين على السنة حالقي اللحى متمكيجين متغنجين ويدعون إلى الله والدار الآخرة , وبجانبهم فتيات كاشفاتٌ وجوههنّ (لأنّ المسألة خلافية طبعاً) ومتدثرات بلباس ضيق يحجم أعضائهنّ ويبرز أكثر مما يستر.!!
فهل هذه المنهجية التي تشبه منهجية ابنِ سلولٍ خدمةٌ للإسلام أو هدمٌ له.؟
هل يخدمُ الإسلامَ استضافة القناة لأقوامٍ لا يتورعون عن الكذب على رسول الله ونسبة الأحاديث الضعيفة والموضوعة إليه.؟ (ولا داعي للتسمية)
أوَ يخدمُ الإسلامَ تبجيلُ من يكذب القرآن ويعتقد خلافه , وتقديمه على أنه صورة حية للوسطية.؟
أم يخدمُ الإسلامَ من غرته شهرته بين العامة والدهماء فأقسمَ على الله أن يغفر لمن حضر محاضرته ودفع للفندق المقامة فيه ثمن التذكرة ليستفيد وتبث القناة صورته مباشرة.؟
أم يخدمُ الإسلام تغنجُ من تتمايل وهي تعلم الناس الطبخَ أو تتكلم عن المشاكل الأسرية وقد ملأت وجهها بأنواع المساحيق والمبرر (الوجه محل خلاف طبعاً) وهكذا دواليك, وتجهل هي والقائمون على القناة أو يتجاهلون أن حالتهنّ تلك مما لا يجوز أن تظهر به المرأة أمام الرجال الأجانب عنها، إلا الزوج و المحارم.؟
أم يخدمُ الإسلام النقلُ الحيّ للمؤتمرات التي تشارك فيها النساء العاريات المائلات المميلات.؟
أم يخدمُ الإسلام تصويره للناس على أنه دينُ يسرٍ وأن عنصر اليسر فيه كامنٌ في التمرد على أخلاقه وأحكامه بإخراجٍ جيل قناة (اقرأ) الذي يظهر لك الشاب بكامل تشبهه بالغرب لباسا ومظهراً وحلقا للحية ووضعا للمكياج , ويدعو مع ذلك إلى التوبة ومراقبة الله ومخافته والإحسان إلى الناس.
لتتكون عند الجهلة والمغلَّفين من أبناء الأمة أنه لا داعي للسنة واللحية والمظهر الحسن ما دام لسانُ أحدنا معسولاً ويقطر عذوبةً وكلاما إنشائيا (فاضياً).
وأخيراً إن نسيتُ فلن أنسى استضافة سعادته لثلة من علماء المسلمينَ ليناقشوا موضوع الإرهاب وهو موضوع جديرٌ وحقيقٌ بالمناقشة والتفكير في اجتثاثه من أذهان الناشئة لقطع الطريق على الاتكفيريين التفجيريين , ولكن أليس الأولى منه تذكيرُ الداعم الرئيس لهذا الحوار وتخويفه بالله وزجره عن غيه وتماديه في إفساد ناشئة المسلمين عبر قنوات العهر والفجور.؟
وقد كان يومئذ اسمُه مسبوقا بكلمة (الشيخ) ولكن الدراهم تشيخ من لا يشِيخُ.!!
ورسالتي لصالح كامل باختصار أخالف فيها الدكتور عبد الله وأقول له:
كفّ عنا دعمك ولا تفتح قناة في الغرب ولا في الجنوب وأغلق قناة اقرأ أو تدارك منهج بثها , وأنا أعلم حرصك الشديد على إذاعة الرذيلة ونشرها ,فلا مطمع لنا في أموالك وثرواتك إلا بكف أذاك عن بنات وأبناء المسلمين الذين تعلم كثيرٌ منهم الرقص والتمثيل والعلاقات الغرامية الموصلة للسفاح والشذوذ بفضل الشيطان والنفس الأمارة وبالدرجة الأولى بفضل قنواتك المفسدة الهادمة للأخلاق والأدب والحالقة للدين والفضيلة التي تشيع الفاحشة في بيوت لاذين آمنوا وتعلمهم إياها بالمجان أو بدفع قيمة بطاقات التشفير.
والله غني عنك وعن مالك وعن أقلام وألسنة من يوهمونك أنك خدمت الإسلام , ونحن شهداء الله في الأرض أنك هَدمته وإن كنت خلطت في بعض قنواتك عملاً صالحاً وآخر كثيراً سيئاً (كما هو حال مسجد الضرار) نسأل الله أن يتوب عليك ويلهمك الرشد ويرحم شيبتك ويختم لك بخير إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
حنانيك لا تُضللْ ولا تتصدقِ.!
يا د/ هضبان هلا قلت لسعادته: حنانيك لا تُضللْ ولا تتصدقِ.!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 11:56]ـ
احسنت قولا اخي العزيز
ـ[تميم]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 09:14]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
وجزاك خيرا الجزاء.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 06:02]ـ
أحسنت .. أحسن الله إليك.
أصلح الله صالحًا وأخاه عمر. الذي أخرج قبل أشهر شرحًا لبردة البوصيري " تلمود الصوفية "، دافع فيها عن انحرافاته، وشنع - كعادته - على أهل السنة.
أو كفانا شرورهم.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 10:56]ـ
رزقنا الله التمسك بمنهج السلف،وأبعد عنا الغلو والشذوذ والانحراف عن النهج السوي،والخلق المرضي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 12:07]ـ
/// قناة إقرأ ومثلياتها وقد كثرت الآن مع كثرة "قصاص العصر المضلين" لا يمكن مواجهتها إلا بمثل عملها.
/// غالب العامة وخاصة خارج السعودية إذا قيل لهم قناة إسلامية؟ قالوا: المجد والناس و ... (إقرأ؟!) و (الرسالة؟؟؟!!!) .. لابد من التحذير من القناتين الأخيرتين ومثيلاتها من قنوات الإفساد على ظاهر الإصلاح، بدس السم في العسل، وبطريقة فيها كثير من المكر والخبث.
أسأل الله أن يطهر الفضاء من مثل هذه القنوات التي تعطي للناس إسلامًا بالمقاس الذي تطلبه أهوائهم.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 01:33]ـ
هداه الله!
فقد سمعته يومًا يثني على المغني محمد عبده ويسميه فنان العرب!
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 02:12]ـ
نسأل الله أن يتوب عليك ويلهمك الرشد ويرحم شيبتك ويختم لك بخير إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
آمين.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 01:59]ـ
جزى الله الإخوة الأفاضل خير الجزاء , وأنا في الحقيقة أرى من واجبنا تتبع سقطات الكذابين من المضللين عبر الإعلام المشبوه كقانتي اقرأ والرسالة وغيرهما وكشف زيفهم للعامة والدهماء.
فقد سمعت أحدهم ذات مرة يقول عن قول الله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان)
قال:
ربِّنا بيئول: احنا كُنّا عاوزينو يخش الجنة بس هوّ مارْضِيش.
عياذا بالله , وكأن صاحب القصة مغالب لإرادة الله ومشيئته.
ورحم الله ربيعة يوم قال في زمنه المتماوج بالصالحين والعلماء والعبّاد:
لبعضُ من يفتي هنا أولى بالحبس من السُّرّاق, لأنّ استصلاح الأديان أولى من استصلاح الأموال.!!
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 08:15]ـ
جزاك الله خيرا أخي المجلسي خير الجزاء وإن خطر هذه القناة وقناة الرسالة لشديدعلى الشباب المسلم ولكن لايزال الكثير من الشباب المتدين ينخدع بمثل هذه القنوات بسبب ظهور بعض المشايخ الذين عرفوا بسلامة المعتقد مما جعل التحذير منها أمرا عسيرا وإذا حذرت منها قالوا لوكانت كماتقول لما خرج فيها المشايخ فنسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم ويحفظ علينا عقيدتنا وأحسنت أحسن الله إليك
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 03:25]ـ
بارك الله فيكم
يرفع - يرفع الله الذين امنوا و الذين أوتوا العلم درجات -
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 06:29]ـ
جزاك الله خيرا أخي المجلسي خير الجزاء وإن خطر هذه القناة وقناة الرسالة لشديدعلى الشباب المسلم ولكن لايزال الكثير من الشباب المتدين ينخدع بمثل هذه القنوات بسبب ظهور بعض المشايخ الذين عرفوا بسلامة المعتقد مما جعل التحذير منها أمرا عسيرا وإذا حذرت منها قالوا لوكانت كماتقول لما خرج فيها المشايخ فنسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم ويحفظ علينا عقيدتنا وأحسنت أحسن الله إليك
هذه هي المصيبة حقاً
يخرج المشايخ بدافع أنه منبر إعلامي أتيح لبيان الحق وإيصال رسالة الدعوة لأكبر عدد ممكن في وقت واحد دون الحاجة للأسفار والتنسيق والمواعيد.
ويطير القائمون عليه فرحاً باستقطاب إعجاب المشاهدين وثقتهم في أولئك المشايخ واعتقادهم أنهم ما خرجوا إلا تزكية للقناة مع أن بعضهم -فيما نحسب- لو سئل عنها لأبان ما فيها من أباطيل وزيف.
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 08:00]ـ
لا فض فوك يا ابا زيد
واذكر مرة من المرات ان (الشيخ!!) صالح كامل عقد ندوة عبر هذه القناة المضلة عن الجمال ودعاء فيها من يشاء - ممن هو على هواه - من علماء الشرق والغرب
فأخذوا يتكلمون عن الجمال وانه هبة من الله تعالى وان الله جميل يحب الجمال ثم عن جمال الطبيعة 000 الخ
ثم اقترح سماحته المضلة في ختام الندوة المضلة بأن يقام في مدارس البنات في المملكة وفي ديار المسلمين: مسابقة ملكات الجمال بين الفتيات وفق الضوابط الشرعية وبعيدا عن أنظار الرجال!!
ومع الاسف فقد كان من ضمن الحضور احد كبار هيئة العلماء!!
وبالطبع - حاشاه ان شاءالله ان يكون على علم بذلك - ولكنها نتيجة الظهور في هذه القنوات الفاسدة المضلة!
وبالطبع سيضفي حضوره عفا الله عنه طابعا شرعيا صحيحا على الندوة
وبالتالي سيحتج العامة على شرعية الاقتراح بحضوره وعدم انكاره عليه!
وهذه بعض الثمرات بل العثرات التي يجنيها حضور الافاضل لمجالس الاراذل!!
واخبرني احد الاخوة ان الشيخ محمد حسان حفظه الله وكثر من امثاله: كان قد استضافه طارق سويدان في احدى حلقات برنامجه المعروف بالاختلاط والتفاهة والضلال في قناة الرسالة: ثم لما دخل الشيخ في مقر الجلسة تفاجأ بوجود النساء السافرات امام عينيه: فما كان منه الا ان قال: اعوذ بالله - بنات زي القمر - اي ده! فقام مغضبا: فقال له سويدان: انت على الهواء ياشيخ: فقال ان شاءالله على المي (الماء)! ثم خرج وتركهم!
هكذا أخبرت والعهدة على الناقل.
فنسأل الله ان يكفينا شر الاشرار ودعاة الضلال.
ولا فض فوك ياابازيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 08:10]ـ
واخبرني احد الاخوة ان الشيخ محمد حسان حفظه الله وكثر من امثاله: كان قد استضافه طارق سويدان في احدى حلقات برنامجه المعروف بالاختلاط والتفاهة والضلال في قناة الرسالة: ثم لما دخل الشيخ في مقر الجلسة تفاجأ بوجود النساء السافرات امام عينيه: فما كان منه الا ان قال: اعوذ بالله - بنات زي القمر - اي ده! فقام مغضبا: فقال له سويدان: انت على الهواء ياشيخ: فقال ان شاءالله على المي (الماء)! ثم خرج وتركهم!
هكذا أخبرت والعهدة على الناقل.
فنسأل الله ان يكفينا شر الاشرار ودعاة الضلال.
ولا فض فوك ياابازيد.
استغفر الله يا رب!
من هو الذي قال الكلام هذا (بنات زي القمر)؟ لا يكون محمد حسان!
ما تجتمع استعاذة، مع التصريح بالإعجاب بالفتيات المتبرجات!
غير لائق أبدا
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 08:24]ـ
لا لم يُصرّح بإعجابه بهنّ و كذا لم يلمّح
هذا إنكار
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 05:55]ـ
يا حبذا الرفق في النصيحة فما هكذا تورد يا سعد الإبل، لئن أخطأ فلان أو فلان فلنترفق في النصح والتوجيه واستمالة قلبه للحق، ولا يستمال قلبه إلا بالأسلوب السهل اللين، ألم يقل الله سبحانه لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} مع أنه فرعون، فهل صالح كامل أطغى من فرعون؟؟؟!!!
ـ[إبراهيم الشيخ]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 08:29]ـ
جزاكم الله خيرا
.......
واخبرني احد الاخوة ان الشيخ محمد حسان حفظه الله وكثر من امثاله: كان قد استضافه طارق سويدان في احدى حلقات برنامجه المعروف بالاختلاط والتفاهة والضلال في قناة الرسالة: ثم لما دخل الشيخ في مقر الجلسة تفاجأ بوجود النساء السافرات امام عينيه: فما كان منه الا ان قال: اعوذ بالله - بنات زي القمر - اي ده! فقام مغضبا: فقال له سويدان: انت على الهواء ياشيخ: فقال ان شاءالله على المي (الماء)! ثم خرج وتركهم!
هكذا أخبرت والعهدة على الناقل.
ليس كما نُقل إليك أخى الفاضل ..... ده رابط صوتى بيحكى فيه الشيخ محمد حفظه الله ما حدث
http://alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=lesson&id=65990
.......
الأخ الفاضل عبد الله الميمان
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)
فى كلام موسى عليه السلام لفرعون من التهديد" وإن كان خفيا" ما لايخفى عليك وقد أطلق الله على سائر القول "قولا لينا" ... فالرفق مطلوب وهو الأصل ... لكن الشدة فى موضعها محمودة أيضا .. وقد يكون هذا موضوعا لها
دمت موفقا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 06:05]ـ
يا حبذا الرفق في النصيحة فما هكذا تورد يا سعد الإبل، لئن أخطأ فلان أو فلان فلنترفق في النصح والتوجيه واستمالة قلبه للحق، ولا يستمال قلبه إلا بالأسلوب السهل اللين، ألم يقل الله سبحانه لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} مع أنه فرعون، فهل صالح كامل أطغى من فرعون؟؟؟!!!
ألم يقم آخرون بالرفق مع سعادته حتى كان ما كان , فإلى متى التخاذل عن إنكار المننكر وكشف عوار أولئك , وليتك يا أخي عبد الله تبين لي مواطن القسوة أعلاه.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 06:53]ـ
ألم يقم آخرون بالرفق مع سعادته حتى كان ما كان , فإلى متى التخاذل عن إنكار المننكر وكشف عوار أولئك , وليتك يا أخي عبد الله تبين لي مواطن القسوة أعلاه.
ليعذرني إخوتي وأحبابي الكرام -فمنهم أستفيد وأتعلم- أن أدلي بما أراه وأدين الله به.
نحن مأمورون ببيان الحق وتجليته وتوضيحه وحث الناس على التمسك به، فهل يا إخواني إذا قسونا في الإنكار خاصة في غيبة الشخص نتكلم عنه ونشهر به هل سيكون هذا دافعا له للتمسك بالحق أو سيكون ذلك دافعا له إلى مزيد من التبجح والتغطرس وزيادة الشر في تلك القنوات.
أما قولك يا أخي أبا زيد: (وليتك يا أخي عبد الله تبين لي مواطن القسوة أعلاه)
فأقول: تأمل في كلامك وقف مع نفسك وقفة صادقة وضع نفسك موضع المنصوح هل تحس أنه خطاب قاس أو لين؟ واقرأ هذا الكلام جيدا:
(كفّ عنا دعمك ولا تفتح قناة في الغرب ولا في الجنوب وأغلق قناة اقرأ أو تدارك منهج بثها , وأنا أعلم حرصك الشديد على إذاعة الرذيلة ونشرها ,فلا مطمع لنا في أموالك وثرواتك إلا بكف أذاك عن بنات وأبناء المسلمين الذين تعلم كثيرٌ منهم الرقص والتمثيل والعلاقات الغرامية الموصلة للسفاح والشذوذ بفضل الشيطان والنفس الأمارة وبالدرجة الأولى بفضل قنواتك المفسدة الهادمة للأخلاق والأدب والحالقة للدين والفضيلة التي تشيع الفاحشة في بيوت لاذين آمنوا وتعلمهم إياها بالمجان أو بدفع قيمة بطاقات التشفير.
والله غني عنك وعن مالك وعن أقلام وألسنة من يوهمونك أنك خدمت الإسلام , ونحن شهداء الله في الأرض أنك هَدمته وإن كنت خلطت في بعض قنواتك عملاً صالحاً وآخر كثيراً سيئاً (كما هو حال مسجد الضرار) نسأل الله أن يتوب عليك ويلهمك الرشد ويرحم شيبتك ويختم لك بخير إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
حنانيك لا تُضللْ ولا تتصدقِ.!)
نعم آخر الكلام فيه دعاء لذلك الشخص، لكن ليت كل الخطاب يمتلئ بالتهذيب وعدم التنقص.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 09:28]ـ
أخي الكريم:
الله يعلمُ كم أحرصُ على عدم النيل من أحدٍ ويعلم كم أذب عن أقوام لا أعرفهم ولا يعرفونني إن رأيت منتقصاً لهم , ولكنّ الأحوال والأشخاص تختلف.
وهذا الرجل أصلحه الله ظلمنا وظلم ناشئتنا و (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم) وأشاع فينا مفسدات الدين وحالقات الفضائل والأخلاق عبر قنواته التي لا يتورع هو عن دعمها وإنفاق المال عليها , وهذا الصنيعُ منه مجاهرةٌ بالفسق والفساد والإفساد والإذلال والإضلال.
قال القرطبي رحمه الله عند قول الله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضاً) ما نصه - (وفي آثاره ما لا يصح عن رسول الله (ص) لكنّ العبرة بجملته -:
ليس من هذا الباب غيبة الفاسق المعلن به المجاهر فإن في الخبر: [من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له] و [قال صلى الله عليه وسلم: اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس]
فالغيبة إذا في المرء الذي يستر نفسه.!
وروي عن الحسن أنه قال: ثلاثة ليست لهم حرمة: صاحب الهوى والفاسق المعلن والإمام الجائز وقال الحسن لما مات الحجاج: اللهم أنت أمته فاقطع عنا سنته وفي رواية شينه فإنه أتانا أخيفش أعيمش يمد بيد قصيرة البنان والله ما عرق فيها غبار في سبيل الله يرجل جمته ويخطر في مشيته ويصعد المنبر فيهدر حتى تفوته الصلاة لا من الله يتقي ولا من الناس يستحي فوقه الله وتحته مائة ألف أو يزيدون لا يقول له قائل: الصلاة أيها الرجل ثم يقول الحسن: هيهات! حال دون ذلك السيف والسوط وروى الربيع بن صبيح عن الحسن قال: ليس لأهل البدع غيبة. انتهى
و سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن قوله (ص) {لا غيبة لفاسق} وما حد الفسق ورجل شاجر رجلين احدهما شارب خمر او جليس فى الشرب أو آكل حرام او حاضر الرقص او السماع للدف او الشبابة فهل على من لم يسلم عليه اثم.؟
فأجاب:
اما الحديث فليس هو من كلام النبى ولكنه مأثور عن الحسن البصرى أنه قال اترغبون عن ذكر الفاجر اذ كروه بما فيه يحذره الناس وفى حديث آخر من القى جلباب الحياء فلا غيبة له وهذان النوعان يجوز فيهما الغيبة بلا نزاع بين العلماء
أحدهما ان يكون الرجل مظهرا للفجور مثل الظلم والفواحش والبدع المخالفة للسنة فاذا أظهر المنكر وجب الانكار عليه بحسب القدرة كما قال النبى من رأى منكم منكرا فلغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان رواه مسلم وفى المسند والسنن عن ابى بكر الصديق رضى الله عنه انه قال ايها الناس انكم تقرأون القرآن وتقرآون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها ياأيها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم وانى سمعت رسول الله يقول ان الناس اذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك ان يعمهم الله بعقاب منه فمن أظهر المنكر وجب عليه الانكار وان يهجر ويذم على ذلك فهذا معنى قولهم القى جلباب الحياء فلا غيبة له بخلاف من كان مستترا بذنبه مستخفيا فان هذا يستر عليه لكن ينصح سرا ويهجره من عرف حاله حتى يتوب ويذكر امره عى وجه النصيحة.) انتهى بنصه 28/ 222
وفي الصحيح عن رسول الله (ص) يوم قال للمستأذن عليه (بئس أخو العشيرة) قال أهل العلم إن هذا أصل لجواز غيبة الفاسق المعلن بفسقه ومن يحتاج الناس إلى التحذير منه وأرجو أن ترجع لشرحه وستجد شفاء عليلك أيها الحبيب.
مع العلم أنّ كلام العلماء يراد به الإباحة لمن قام ليغتاب ويحذر لشر رآه قد أعلنه المجاهرون بالفسق , أمّا أخوك فلم يفعل ذلك إلا حين رأى الدكتور الحارثي سامحه الله ينصب صالح كامل خادماً للإسلام ورأى أن ترويج ذلك الكلام ووصفه بهذا المنصب الجليل أعظم خيانة للأمة وكتب ما كتب بيانا للحق وكشفا لوهم الدكتور الذي أكن له كل تقدير وإجلال.
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: (يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ) يقال: شاع الخبر يشيع شيوعاً إذا ذاع وانتشر أي: يحبون أن تذيع الفاحشة وتنتشر بين أهل الإيمان، وهذا من أبغض الصفات، ذلك أن الفاحشة إذا سُتِرت ولم تتعد موضعها، ووئدت في مهدها بأن اقتصرت على الشخص الذي فعلها، وسُتِر إن كان الله ستره، فإن ذلك أدعى لصيانة المجتمع؛ ولكن إذا انتشر بين الناس ذكر الفواحش والكلام القبيح، ونسبة الناس إلى الأمور القبيحة فإن ذلك والعياذ بالله مظنة لفتنة الناس، وصدهم عن التخلق بالأخلاق الفاضلة. وبناءً على هذا الوجه الثاني تكون هذه الآية الكريمة جاءت بقصد تأديب عباد الله المؤمنين حتى يحفظ كل واحد منهم لسانَه فلا يتكلم بالأمر القبيح ولا يشيعه بين الناس، ولذلك كان من علامة المؤمن الصادق في إيمانه أنه لا يحب سماع الفحش ولا ينقل ذلك القول الفاحش، ولذلك قالوا: مَن نَقَل الفاحشة فهو أفحش، أي: إذا رضي بها واعتنى بنشرها بين الناس، والغالب أنك إذا رأيت الرجل الذي يحرص على نشر الفاحشة بين الناس أن تجده متخلقاً بصفتين: إحداهما: ضعف إيمانه والعياذ بالله، ونقص خوفه من الله تبارك وتعالى. والصفة الثانية: نقص عقله. ولذلك تجد نقلة الأحاديث الذين يعتنون بإشاعة الفاحشة والأخبار السيئة بين المؤمنين يتخلقون بالصفتين والعياذ بالله. أما أهل الإيمان فهم أعف الناس لساناً، وأثبتهم في طاعة الله جَناناً، تشاع الفاحشة فيحسنون الظن بعباد الله، ويدفعون التهمة عن أولياء الله، وهم أطهر وأعف ألسنةً مِن تهمة الناس، يحبون للمسلمين ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون لأهل الإيمان ما يكرهون لأنفسهم، ولذلك كان مِن وصية السلف الصالح رحمهم الله: أنه لا ينبغي إشاعة الحوادث التي فيها فُحش وأمرٌ قبيح؛ لأن ذلك وَهَن في المجتمع وضعف فيه، ولذلك ورد عن سفيان الثوري رحمه الله قوله: إنه لا ينبغي للمؤمن إذا سمع الأمر القبيح أن يكون ناقلاً له لأن ذلك ثلمةٌ في الإسلام، فإذا وقعت الفاحشة بين أهل الإيمان، واعتُني بنشرها ونقلها وإذاعتها كان ذلك أدعى أن يجترئ أهل الفسق على الفسق حتى يقول القائل: إنني سأفعل كما فعل فلان، ولكن إذا كان الناس أبعد عن إشاعة هذه الأخبار الخبيثة وهذه الأمور القبيحة كان ذلك أدعى للحشمة والعفة.
وليس معنى ذلك السَّتْرُ على أهل الفسوق والفجور، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية رضي الله عنه أنه قام في الناس خطيباً فقال (ألا تَرْعَوُون؟! اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس). فاستثنى أهلُ العلم رحمهم الله أن يكون الرجل مجاهراً بفسقه، فمثل هذا تُشاع شنيعته وتُفضح قبيحته، حتى يكون ذلك أدعى لبُعد الناس عن هواه، ومجانبتهم لفاحشته وطغيانه واعتدائه لحدود ربه، ولذلك إذا شُهِّر بالفاسق المجاهر بفسقه كان ذلك أدعى لكف الناس أو انكفاف غيره عن فحشه.
فالمقصود أن النهي عن إشاعة الفاحشة مقيد بأحوال، كما سبق في النص الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ) انظر رحمك الله كيف أخبر الله عز وجل أن مجرد محبة إشاعة الفاحشة بين المؤمنين توجب عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فكيف بمن فعل؟! وكيف بمن نشر؟! وكيف بمن دعا وسهَّل؟! وللعلماء في هذه الآية الكريمة -بناءً على الوجه الثاني- وجه آخر؛ وهو: أن إشاعة الفاحشة المراد بها أن يدعو الإنسان غيره إلى الفاحشة، فيحب أن يصبح المجتمع والعياذ بالله مجتمعاً فاسقاً، لا يرعى ديناً ولا حرمةً من حرمات ربه والعياذ بالله. وعلى هذا يكون قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ) المراد منه تحذير المسلم أن يقول قولاً أو يفعل فعلاً يدعو غيره به إلى فعل الفاحشة، كما يفعل أهل الفسوق والفجور والعياذ بالله، فأخبر الله تبارك وتعالى أن مَن دعا إلى الفحش أنه سيذيقه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وعْداً مِن الله مفعولاً. ولذلك حذر العلماء رحمهم الله عند الكلام على الآداب والأخلاق -كما هو منهج الشريعة- من أن الإنسان يَسُنُّ السُّنَّة القبيحة التي تفضي بوقوع غيره والعياذ بالله في الفحشاء والمنكر، ولقد بين بعض العلماء أن الدعوة إلى الفاحشة تكون باللسان، وتكون كذلك بالجوارح والأركان والعياذ بالله الرحمن، فقالوا: إن الإنسان قد يدعو غيره إلى الفاحشة بلسانه، ولذلك قالوا: لو أن إنساناً أشاع الفاحشة في قوم فإنه يلقى الله بآثامهم، فعلى سبيل المثال: الرجل يأخذ الشباب والصبية الصغار في السن يسهِّل لهم السبيل لحدود الله، ويحببهم في فعل معاصي الله، فهذا يعتبر من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وصاحبه موعود بعذاب الدنيا والآخرة والعياذ بالله! ولذلك قرر بعض العلماء رحمهم الله أن الإنسان إذا دعا إلى الفاحشة بلسانه فسهل سبيلها لغيره كأن يدعوه إلى الزنا أو إلى شرب الخمر أو غير ذلك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فإنه لن يفعل تلك الفواحش أحد، ولن يتأثر مخلوق بمقاله إلا لقي الله بوزره وإثمه، ولذلك قال الله عز وجل في الشعراء: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} قال بعض العلماء: لِمَا في الشعر من مفاتن الغزل التي تدعو إلى تعدي حدود الله وانتهاك محارمه، فأخبر الله تبارك وتعالى أنهم بهذا الصنيع قد غَوَوا وضلوا وأضلوا والعياذ بالله. فالمقصود: أن الإنسان قد يدعو إلى الفاحشة بلسانه وبأفعاله. انتهى
وأرجو منك كما رجوتني سابقاً فأقول:
تأمل في قنوات ال ART وقناة اقرأ (الإسلامية) وغيرها , قف مع نفسك وقفة صادقة وضع نفسك موضع أحد دهماء المسلمين البسطاء الذين يصدقون بأن سعادته خادمٌ للإسلام المنصوح ثمّ قل لي بربك: أيسرك أن نتواطأ على غشك وخداعك أم يسرك أن نجلي لك الحق ونكشف لك الزيف.؟
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 11:17]ـ
أخي أبا زيد جزاك الله خيرا وبارك فيك على ما خطته يداك، وكلانا مجتهد وأدى ما يدين الله به، وما علينا إذا لم نتفق أن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، وما ذكرته من نقولات فصحيحة لكن الشأن في تحقيق المصلحة فهل من المصلحة-أعني من مصلحة الدين لا المصلحة الشخصية- أن تتناول هذا الموضوع بهذا الأسلوب أم لا؟
هذا مرتكز الاختلاف وهو مما تتباين فيه وجهات النظر وأشكرك على سعة صدرك وحلمك على من خالفك. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 02:14]ـ
والآن تطالعنا هذه القناة بمن ينصب نفسهُ حكماً بين سلف المسلمين وخلفهم ويقرر الفصل في المولد وضابط البدعة ويتهجم على أهل السنة , ولا نسمع نكيراً من المشايخ الذين يملأون هذه القناة صباحاً ومساءً , فإلى متى المجاملة.
لقد سمعتُ فضيلة الشيخ صالح كامل (وكم من شيخٍ شيخه المال) سمعته يفتي بجواز الموسيقى وظهور النساء على الشاشات بل ويزعم كذباً أن من أفتاهُ بذلك هم عشرات العلماء.!!
بل وسمعت أحد القصاص الذين يمتهنون الفتيا (على الطاير) فسألته مسلمةٌ عن جواز عملها بدون لبس الحجاب في فرنسا.؟
قال المسكين: يعني إذا كانت بتموت من الجوع وتضطر و (كلام لا أذكره .... ) الخ فيمكن هذا يكون ضرورة , بس هذي ماهي ضرورة , يعني انا إن شاء الله أتناول هذا الموضوع في الحلقة القادمة.!!!!
فإلى الله المشتكى.(/)
النجير تستغيث ...... فهل من مجيب؟
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 12:52]ـ
تعانى الان دولة النيجر المسلمة مأساة حقيقة،لمعرفة المزيد
http://www.islamway.com/Basateen/niger/(/)
السلفية قواعد وأصول
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 01:09]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور أحمد فريد
الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضَنَّنَ الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، دعا عباده إلى دار السلام فعمهم بالدعوة حجة منه عليهم وعدلاً، وخص بالهداية والتوفيق من شاء نعمة ومنة وفضلاً، فهذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم، وذلك فضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة عبده، وابن عبده، وابن أمته، ومن لا غنى به طرفة عين عن فضله ورحمته، ولا مطمع له بالفوز بالجنة، والنجاة من النار إلا بعفوه ومغفرته.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين، وقد ترك أمته على الواضحة الغَرَّاء، والمحجة البيضاء، وسلك أصحابه وأتباعه على أثره إلى جنات النعيم، وعدل الراغبون عن هديه.
إلى صراط الجحيم، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حَيَّ عن بينة، وإن الله لسميعٌ عليمٌ.
فصلى الله وملائكته وجميع عباده المؤمنين عليه، كما وَحَّدَ الله عز وجل، وعرفنا به ودعا إليه وسلم تسليماً.
ثم أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قال وكفى، خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت، وما أنتم بمعجزين.
من هم السلف؟ ومن هم السلفيون؟ وما هي قواعد المنهج السلفي؟ وما هي الأصول العلمية للدعوة السلفية؟
لا شك أن هذه الأسئلة تترد في أذهان كثير من الناس، منهم من عنده إجابة، ومنهم من يفتقر إلى إجابة، ونحن نوضح هذا المنهج، وهذا الفكر، حتى يكون الناس على بصيرة من دينهم، وحتى يتأكد المسلم أنه على الصراط المستقيم وعلى هدى سيد الأولين والآخرين.
السلف: هم الصحابة، والتابعون، وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأُوَل، التي أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيريتها، فقال صلى الله عليه وسلم: " خيركم قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خير قرون الأمة القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
والصحابة جمع صحابي، والصحابي: هو من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على ذلك، وإن تخللته ردة على الراجح من أقوال العلماء.
فالصحابة: هم الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واكتحلت أعينهم بمشاهدة أنواره صلى الله عليه وسلم.
والتابعون: هم الذين رأوا الصحابة، أو واحداً من الصحابة.
فالسلف: هم الصحابة، والتابعون، وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأول، عدا الأول، عدا أهل البدع كالخوارج، والمعتزلة، والقدرية، والجهمية، وغيرهم من فرق الضلالة.
والسلفيون: هم الذين يعتقدون معتقد السلف الصالح رضي الله عنهم، وينتهجون منهج السلف في فهم الكتاب والسنة، فإن قال قائل لماذا نسمي بالسلفيين؟! ولماذا نبتدع أسماء جديدة؟! ألا يكفي اسم الإسلام {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ} (78) سورة الحج.
فالجواب: على هذه الشبهة ما أجاب به الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- إمام أهل السنة لما قيل له ألا يسعنا أن نقول القرآن كلام الله ونسكت؟
قال: كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق.
فكان يسع المسلمين قبل ظهور المبتدعة من المعتزلة بخلق القرآن، كان يسعهم أن يقولوا القرآن كلام الله ويسكتون، ولكن لما ظهرت بدعة القول بخلق القرآن، كان لابد لأهل الحق من أن يصرحوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة، على اعتقاد واحد، وعلى فهم واحد للكتاب والسنة، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة، وإنكم ستحدثون، ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام مالك: لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم.
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ " (1).
فمن عاش من الصحابة، ومن طال عمره من الصحابة رضي الله عنهم رأى مصداق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من ظهور البدع، وظهور الاختلاف وظور الفرق.
كذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، منها واحدة ناجية تصير إلى جنة عالية قطوفها دانية، وبواقيها عادية، تصير إلى الهاوية والنار الحامية، فقال صلى الله عليه وسلم: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: من هم يا رسول الله؟، قال: هم الجماعة " (2).
وليس المقصود بالجماعة أي جماعة في أي مكان، لأن الجماعات تختلف بإختلاف الأمكنة واختلاف الأزمنة ففي بعض الأماكن ينتشر مذهب الشيعة، وفي بعض الأماكن ينتشر فكر الصوفية، وفي بعضها فكر الأشاعرة، فهل يقصد النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يكون مع أي جماعة في أي بلد وفي أي زمان؟!.
ليس هذا هو المقصود قطعاً، وأولى ما فسر به الحديث، ولهذا الحديث رواية أخرى رواها الحاكم وهي بسند حسن لغيره، قال: " هم من كانوا على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " فيكون المقصود بالجماعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى الجماعة التي هى على شاكلة الجماعة الأولى، التي كانت على فكر واحد، وعلى عقيدة واحدة، وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة.
فالجماعة من كان على فكر الجماعة الأولى، وعلى معتقد الجماعة الأولى، ولذلك لما سُئلَ الإمام ابن المُبارك –رحمة الله عليه- عن الجماعة قال: أبو بكر وعمر، أي الجماعة أبو بكر وعمر، فقيل له: قد مات أبو بكر وعمر، فقال: فلان وفلان، فقيل: قد مات فلان وفلان، فقال أبو حمزة السكري جماعة، أي أن المقصود بالجماعة من كان على شاكلة الجماعة الأولى أي من كان على شاكلة الصحابة رضي الله عنهم، لأن الله تعالى جعل معتقد الصحابة هو المقياس للعقيدة الصحيحة فقال عز وجل: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} (137) سورة البقرة.
فيجب على كل مسلم في كل زمان وفي كل مكان أن تكون عقيدته مطابقة لعقيدة الصحابة رضي الله عنهم، وأن يكون فهمه للكتاب والسنة على فهم الصحابة رضي الله عنهم.
فالذي دعا إلى ظهور اسم السلفية، أو أهل السنة والجماعة، أو أنصار السنة، أو أهل الحديث، أو أهل الأثر، ما حدث من افتراق الأمة، ومن ظهور البدع التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم كالخوارج، والمعتزلة، والجمهية، والقدرية، والصوفية، والشيعة، وغيرها من فرق الضلالة، فلما تفرقت الأمة، ولما اختلف المناهج، واختلف الأهواء، والآراء، والعقائد، كان لابد لأهل الحق أن يتميزوا باسم، وأن يتميزوا بمنهج.
فالذين يتميزون بمنهج أهل السنة، أو السلفيون، أو أهل الأثر، أو أهل الحديث ... هم الذين يحافظون على معتقد الصحابة رضي الله عنهم، ويحافظون على منهج السلف، وفهم السلف للكتاب والسنة.
فالدعوة السلفية ليست فهم الإسلام بفهم شخص من الناس، ليست فهم شيخ الإسلام ابن تيمية، أو فهم العلامة ابن باز، أو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، أو الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، أو الشيخ محمد بن إسماعيل، ولكن المقصود بالسلفية: المُحافظة على معتقد السلف، وعلى فهم السلف للكتاب والسنة، وعلى منهج السلف رضي الله عنهم.
فالدعوة السلفية: هي المحافظة على ما مضى عليه سلف الأمة رضي الله عنهم، ولا شك أنها الدعوة للتمسك بالسنة التي أمرنا بالتمسك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " (3).
إن السنة ليست مجرد إعفاء اللحية، أو الثوب القصير مثلاً، وليست بعض الأقوال والأفعال، ولكن السنة تشمل ما مضى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسنة أقوال وأفعال وعقائد، السنة أن تكون على معتقد السلف، وتقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه، وفي سمته، وفي أقواله وفي أعماله، والسلفية أن نتمسك بالسنة وبما أمرنا بالتمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن طائفة من الأمة لا تزال ظاهرة على الحق، ترفع راية السنة وتدعو إلى الفهم الصحيح، للكتاب والسنة، وأن هذه الطائفة تبقى في كل عصر، وفي كل مصر، تقيم الحجة على أهل عصرها، أو أهل مصرها، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، وأمرُ الله ريحاً تأتي من جهة الشمال فتأخذ المؤمنين من تحت آباطهم، فتقبض كل روح مؤمنة، ثم تقوم الساعة بعد ذلك على شرار الخلق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " (4).
فلا شك أن هذه الظاهرة: هي الفرقة الناجية التي أخبر عنها المعصوم صلى الله عليه وسلم فالطائفة الظاهرة هم أهل الحديث، وهم أهل الأثر، وليس المقصود بالظهور ظهور السلطان، والسيف، والسنان في كل مكان وزمان، ولكن هذا الظهور ظهور الحجة، كما قيل للإمام أحمد في زمن ظهور المعتزلة الرديئة بخلق القرآن، وأَجَبَرَ المأمون بن هارون الرشيد بمقالة المعتزلة الردئية بخلق القرآن، وأَجَبَرَ المأمون القضاة والمفتين والعلماء وعوام الناس على القول بخلق القرآن.
فقيل للإمام أحمد: ألاَ ترى إلى الباطل كيف يظهر على الحق فقال: " كلا إن ظهور الباطل على الحق أن نتقلب قلوبنا من الحق إلى الضلالة، ولكن قلوبنا بعدُ ملازمة للحق ".
فكان الإمام أحمد في هذا الوقت هو والنفر اليسير من العلماء الذين ثبتوا على معتقد أهل السنة، ودافعوا عن عقيدة أهل السنة حتى حفظ الله عزَّ وجلَّ بهم سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
كان الإمام أحمد ومن معه هم الجماعة في هذا الوقت، مع أنه لم يكن سلطان ولا دولة، فأدنى الظهور أن يكون ظهور حجة.
فأهل السنة ظهورهم إما ظهور كامل ظهور حكم، وسلطان، وسيف وسنان، وأدنى الظهور كما قلنا ظهور الحجة والبيان: فلابد أن يبقى أناس يرفعون راية السنة، ويَذُبُّونَ عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدافعون عن معتقد ومنهج أهل السنة والجماعة.
كذلك يقول الإمام ابن القيم: ظن بعض الناس أن الجماعة هي سواد الناس، وأن من شذ شذ في النار، ولقد شذ الناس كلهم في زمن الإمام أحمد إلا نفراً يسيراً فقيل للخليفة: أتكون أنت، وولاتك، وقضاتك، وعوام الناس على الباطل، وأحمد وحده على الحق، فلم يتسع قلبه لذلك، فأخذ الإمام أحمد بالضرب والتعذيب بعد السجن الطويل، ثم ظهر الحق، وبطل ما كانوا يَدَّعُون.
فالجماعة: ما وافق الحق وإن كنت وحدك فأهل السنة هو عالم متمسك بالحق وبالأثر وبما مضى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
فليس المقصود بالجماعة: أي جماعة في أي زمان، أو في أي مكان، ولكن المقصود: أن تكون على شاكلة الجماعة الأولى التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: " كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعة ".
فلا يكفي اسم الإسلام حتى تكون من الناجحين يوم القيامة، لأن الأمة كما قلنا تفرقت إلى ثلاث وسبعين فرقة، فلابد أن تكون مسلماً على معتقد أهل السنة والجماعة، وعلى فهم أهل السنة والجماعة للكتاب والسنة، وعلى منهج أهل السنة.
فالشيعة أقاموا دولة يقولون إنها دولة إسلامية، ويرفعون لافتة الإسلام، ولكنها دولة شيعية، وفرق كبير بين الإسلام الصحيح وبين أصحاب العقائد الخربة، وهم يتمسحون باسم الإسلام مع أنهم يكفرون الصحابة إلا ثلاثة، وعندهم من العقائد الباطلة من الطعن في كتاب الله عز وجل، ومن الطعن في أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأكثر الصحابة رضي الله عنهم، ويتهمون السيدة عائشة المبرأة من فوق سبع سموات بما برأها الله منه.
فلا يكفي اسم الإسلام حتى تكون من الناجحين يوم القيامة، وحتى تكون على الحق حتى تضم إلى ذلك أن تكون على معتقد أهل السنة والجماعة، وعلى فهم أهل السنة والجماعة للكتاب والسنة، وعلى منهج أهل السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشيعة أقاموا دولة يقولون إنها دولة إسلامية، ويرفعون لافتة الإسلام، ولكنها دولة شيعية، وفرق كبير بين الإسلام الصحيح وبين أصحاب العقائد الخربة، وهم يتمسحون باسم الإسلام مع أنهم يكفرون الصحابة إلا ثلاثة، وعندهم من العقائد الباطلة من الطعن في كتاب الله عز وجل، ومن الطعن في أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأكثر الصحابة رضي الله عنهم، ويتهمون السيدة عائشة المبرأة من فوق سبع سموات بما برأها الله منه.
فلا يكفي اسم الإسلام حتى تكون من الناجحين يوم القيامة، وحتى تكون على الحق حتى تضم إلى ذلك أن تكون على معتقد أهل السنة والجماعة، وعلى فهم أهل السنة والجماعة للكتاب والسنة.
قواعد للمنهج السلفي
1 - تقديم النقل على العقل
وفي الواقع إن هذه القاعدة هي التي تميز أصحاب المنهج الصحيح من أصحاب المناهج، والآراء، والأهواء المبتدعة، فأهل السنة يقدمون النقل على العقل، فمهما قال الله عز وجل فلا قول لأحدٍ، وإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا قول لأحد.
وهم يحترمون ويتأدبون مع النص الوارد في الكتاب والسنة الصحيحة، عملاً بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات، أي: لا تقدموا قول أحد ولا هوى أحد على كلام الله عز وجل، أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الفهم كان واضحاً جداً عند الصحابة رضي الله عنهم، حتى قال ابن عباس كلمة ملأت الدنيا قال: " توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر، وقال عمر ".
فكان هذا المنهج واضحاً عند الصحابة، فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا اعتبار بأي قول يُخالف قوله، ولو كان قول أبي بكر أو عمر رضي الله عنهم، وهما شيخا الإسلام والخليفتان الراشدان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " اتهموا الرأي في الدين، فلقد وجدتني يوم أبي جندل أرده " يعني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ألسنا على الحق وهم على الباطل، علام نعطي الدَّنية في ديننا، فيقول: له النبي صلى الله عليه وسلم الزم غزرك، فإنني رسول الله ولا يضيعني الله عز وجل، ويذهب إلى أبي بكر ويقول له: علام نعطي الدنية في ديننا، ونحن على الحق وهم على الباطل، وكان يرى أن ما اتفق عليه في صلح الحديبية فيه حيف شديدٌ على المسلمين ثم ظهرت بعد ذلك بركات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية نزلت سورة الفتح، كلها بشريات، وكلها خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، حتى قال الصحابة: أنتم تعدون الفتح: فتح مكة، ونحن نعد الفتح: صلح الحديبية، لما أتى بعده من الفتح ومن الخير ببركة التسليم لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
كذلك يقول علي رضي الله عنه: (لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخُفِّ أَوْلَى بالمسح من ظاهره)، فالدين: بالنقل، وليس بالعقل، الشرع يقول: يمسح ظاهر الخف البعيد عن ملامسة الأرض والأتربة، ولو كان الدين بالعقل، لكان يمسح باطن الخف، ولا يمسح ظاهر الخف.
فهذه أول قاعدة تميز أهل السنة والجماعة من غيرهم، والسنة تجمع أهلها، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً " ثم قال: فعليكم بسنتي " فعلاج الاختلاف في اتباع السنة، لأن السنة واحدة لا تتعدد، ولكن لو اتبعت عقلي وهواي، وعقل شيخي وهواه، وأنت اتبعت عقلك أو هواك، أو هوى المعظم عندك، والآخر كذلك، والأهواء مختلفة، والآراء مختلفة، فلابد أن تفترق الأمة، ولكن لو أنني قدمت كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلام أي أحد، وأنت فعلت ذلك لابد أن نجتمع لأن السنة واحدة لا تختلف.
لذلك يقولون أهل السنة والجماعة، وأهل البدعة والاختلاف فالسنة: تُجَمِّعُ والبدعة: تُفَرِّق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهب أحد المتأخرين إلى قاعدة سماها ذهبية، وليس ذهبية ولا فضية يقول: ((نجتمع فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه)) ولا شك أن هذا الكلام مردود، وإن قال به عالم من علماء المسلمين، لأننا قد نختلف في قضية كلية لا تحتمل الاختلاف كالأسماء، والصفات، أو القضاء والقدر، أو الكفر والإيمان.
لما قيل لعبد الله بن عمر: ((إن بقريتنا أناساً يقولون بأنه لا قدر وأن الأمر أُنُفٌ (أي مستأنف) بلا قدر سابق))، وهم القدرية: الذين ينفون علم الله عز وجل بالأشياء قبل كونها، وينفون كتابة الله عز وجل للمقادير، وينفون مشيئة الله عز وجل، ويجعلون العباد يخلقون أفعالهم، فهم ينفون كل مراتب الإيمان بالقضاء والقدر التي يثبتها أهل السنة والجماعة.
فلما بلغ ذلك عبد الله بن عمر ما قال: نجتمع فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه، ولكن قال: ((أخبروهم أنهم ليسوا مني، ولست منهم)) اهـ.
وكانت هذه قاعدة السلف في التعامل مع أهل البدع، فالأمور الفقهية قد تحتمل أقوال وآراء واجتهادات ... ولكن العقيدة لا تحتمل الاختلاف.
والفرقة: تكون فرقة إذا كان أصحابها يخالفون أهل السنة والجماعة في قضية كلية كالأسماء والصفات، أو القضاء والقدر، أو الكفر والإيمان، أو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، أو يخالفون أهل السنة في كثير من الجزئيات، فيعود ذلك على جزء كبير من الشريعة بالهدم فيقوم مقام القاعدة الكلية، فبذلك تكون الفرقة فرقة.
ولما كانت البدعة تفرق صارت المعتزلة فرقاً، والأشاعرة فرقاً، والصوفية فرقاً، والخوارج فرقاً، وكل فرقة تُخطِّىء غيرها من الفرق، كما قالت اليهود: ليس النصارى على شيء، وقالت النصارى: ليس اليهود على شيء.
فالحاصل أن التمسك بالسنة هو علاج الفرقة، لأن الأمة لا يمكن أن تجتمع قدراً، ولا يجوز لها شرعاً أن تجتمع على غير الحق، لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وإذا اجتمعت الأمة على شيء فلابد أن يكون هذا هو الحق، لأن الله تعالى عصم إجماع أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فلا يكون هناك إلا التمسك بالسنة وهذا هو علاج الاختلاف، وليس بأن يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، مهما كانت أوجه الاختلاف، لذلك مدوا أيديهم للشيعة الذين يكفرون الصحابة ويطعنون في القرآن، ولهم-الشيعة- كثير من الكفريات والأشياء المخرجة من الملة.
2 - رفض التأويل الكلامي
فالتأويل: يأتي بمعنى التفسير، تأويل القرآن، أي تفسير القرآن، ومحاسن التأويل: أي محاسن التفسير، والتأويل يأتي بمعنى ما يؤول إليه الأمر، كما قال عزَّ وجلَّ: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} (53) سورة الأعراف، فالله عز وجل يخبرنا عن يوم القيامة ويخبرنا عن الجنة والنار، فتأويل ذلك أن يحدث ما أخبرنا الله عز وجل به، فهذا المعنى الثاني للتأويل وهو ما يؤول إليه الأمر.
أما التأويل بالمعنى الاصطلاحي، والذي استعمله السلف فهو: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر، يعني: مرجوح، فمثل هذا التأويل مردود عند السلف، لأن ظاهر الكتاب والسنة يجب القول به، والمصير إليه.
لأننا لو فتحنا باب التأويل لانهدم الدين، ولكان لكل إنسان أن يقول: ظاهر الآية غير مراد، وظاهر الحديث غير مراد، إنما أراد الله عز وجل كذا، وإنما أراد رسول الله كذا، كما فعلت الخوارج وغيرهم من أهل البدع، فيفتح باب من أبواب الشر، وما أريقت دماء المسلمين يوم الجمل وصفين، إلا بالتأويل، فالتأويل كان باب شر عظيم جداً للأمة، فظاهر الكتاب والسنة يجب القول به، والمصير إليه، حتى يدل الدليل على أن الظاهر غير مراد، فهذه القاعدة الثانية عند أهل السنة والجماعة هي رفض التأويل الكلامي.
3 - كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله عز وجل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان، فلا يؤصلون أصولاً من عند أنفسهم، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة، فما وافق أصولهم أخذوا به، وما خالفهم أوّلوه أو ردوه، كما يفعل أهل البدع، ولكن أهل السنة يجمعون النصوص من الكتاب والسنة في المسألة الواحدة، ثم تكون هي أصولهم التي بها يقولون، وحولها يدندنون، فهم لم يؤصلوا غير ما أصله الله عز وجل، أو رسوله. فتجد دعاة التكفير مثلاً يقولون: بأن فاعل الكبيرة في النار، فتكذبهم الآيات والأحاديث التي تخبر بمغفرة الله عز وجل للذنوب التي هي دون الشرك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} (48) سورة النساء، وأحاديث الشفاعة أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان مع قول لا إله إلا الله.
فيرجعون إلى رد هذه الأحاديث أو تأويلها، وتأويل الآيات التي يخبر فيها الله عز وجل بأنه يغفر الذنوب جميعاً مع التوبة، ومع غير التوبة.
من مات على ذنب دون الشرك، فهو في مشيئة العزيز الغفار، إن شاء غفر بفضله ورحمته، وإن شاء عَذَّبَ بعدله وحكمته.
فنحن نرجو للمحسنين من المسلمين الجنة، ونخاف على المذنبين من المسلمين من النار، ولكن لا نقطع لأحد من المسلمين المحسنين بالجنَّةِ، إلا من قطع له الشرع الحنيف بالجنة، كالعشرة المبشرين والمرأة السوداء وغير ذلك، كما ثبت عن النبي، ونخاف على المذنبين الذين ماتوا على التوحيد ولكن لا نقطع بأنهم من أهل النار.
فالحاصل: أن أهل البدع يؤصلون الأصول من عند أنفسهم، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة، فما وافق أصولهم يأخذون به، وما خالفه إما أن يردوه وإما أن يؤولوه، فهم لا ينظرون في شريعة النبي نظر الفقير المحتاج، ولا يَرِدُون شرعه ورود العطشان كما فعل أهل السنة والجماعة، فكان جزاؤهم من جنس العمل.
يقول النبي: " أنا فَرْطُكم على الحوض " والفرط: هو السابق - العرب كانت ترسل واحداً يستكشف الطريق، ويبحث عن الماء فيسبقهم إلى الماء ويجهز الدلاء – فيقول: " أنا فَرْطُكم على الحوض – أي حوضه الشريف - وليختلجن رجال دوني فأقول: يا رب أمتي أمتي – وفي رواية: " أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: فسحقاً فسحقاً فسحقاً " (1).
فهم كما لم يَرِدُوا النصوص الشرعية مَوْرِدَ الفقير المحتاج، يحرمون حوض النبي، وتطردهم الملائكة عن حوضه، مع أنهم يأتون بسيما هذه الأمة الغرة والتحجيل، أي البياض في الجبهة والقوائم، وينادي عليهم النبي، ويقول: " ألا هلم، ألا هلم " والملائكة تطردهم وتبعدهم عن الحوض فيقول: " أمتي أمتي، إخواني إخواني، أصحابي أصحابي " فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: " فسحقاً فسحقاً فسحقاً ".
فهل يكفي أن يكون العبد مسلماً حتى يدخل الجنة، وينجو من عذاب الله عز وجل أم لابد أن يكون على معتقد صحيح وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة وهو معتقد الصحابة، وفهم الصحابة رضي الله عنهم.
وهذه هي القاعدة الثالثة من قواعد المنهج السلفي، وهي: كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث، لذلك تجدون الكتب التي تنسب إلى أئمة السنة ومن ينتهج بهذا المنهج الواضح الحق، يستدلون دائماً بالآيات والأحاديث، فهي جنتهم التي فيها يرتعون، وإليها ينقلبون، بخلاف الكتب الفكرية، وكتب أهل البدع، والكتب التي تقول بأشياء تخالف النصوص، فيرجعون إلى عقولهم، أو بعض الآراء التي يستطيعون أن يروجوا على الناس بها باطلهم.
أهل السنة كذلك: هم أسعد الناس بإمامهم، لأنهم لم يتخذوا إماماً دونه، وعلماء المسلمين كالعلامة الألباني مثلاً، أو العلامة ابن باز رحمه الله، أو ابن عثيمين أو غيرهم من علماء السنة المعاصرين نحن لا نتعصب لواحد منهم بحيث إننا نأخذ كل ما قال به، ونترك ما خالفه، لأن هذه المنزلة ليست لأحد بعد رسول الله، فالله عز وجل يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله عز وجل تعبدنا باتباع رسول الله وقال: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف، وهذه المنزلة لا يرتفع إليها أحد من علماء الأمة ولو كان أبا بكر أو عمر فضلاً عن الأئمة الأربعة وغيرهم.
وهكذا يتضح لنا المنهج السلفي، وهو أن ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا فلم باتباع أحد من علماء السنة، ولكننا تعبدنا باتباع رسول الله فهذه هي السلفية، أن تكون على فهم الصحابة للكتاب والسنة، وأن تدور مع الكتاب والسنة حيث دارا، ولا تفهم الإسلام من خلال شخص غير معصوم، فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله.
الأصول العلمية للدعوة السلفية
1 - الدخول فى الدين كله
ومعنى الأصول العلمية: القضايا الكلية التي تهتم بها هذه الدعوة، وتجعلها نُصْبَ عينيها، فتجدون بعض الدعوات ترفع راية الجهاد، ويقصدون أن الجهاد هو الإسلام كله، فكل سعى الجماعة للجهاد.
وقد لا يفهمون الجهاد كما في كتاب الله عز وجل، أو سنة رسوله، فيسمون الخروج على الحاكم مثلاً جهاداً، والخروج على الحاكم شيء والجهاد شيء آخر.
وآخرون يخرجون إلى الدعوة، أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتكون هذه هي قضيتهم ولا يفهمون ولا يفهمون التوحيد فهماً صحيحاً، ويقولون: الحب في الله هو أصل الأصول، وهذا لا شك باطل، لأن أصل الأصول هو التوحيد، فما بعث الله عز وجل رسولاً إلاَّ بالتوحيد، كما قال عز وجل: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} (45) سورة الزخرف، وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء.
وهذه مقالة متكررة من كل رسول: {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (50) سورة هود، تجدون هود، وصالح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وكل نبي أتى قومه بهذه الكلمة {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فقضية الأنبياء واحدة، كما أن قضية الدعاة إلى الله عز وجل واحدة.
كما أن القضية التي ينبغي أن تهتم بها كل دعوة تَدَّعِي أنها على الحق، وأنها على السنة، وأنها الفرقة الناجية، هي قضية التوحيد أي: تعبيد الناس لله عز وجل.
فهذا رِبْعِيّ بن عامر الذي فهم عن رسول الله ورباه النبي لما دخل على رستم سأله عما جاء به فقال: " إن الله أبتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيْقِ الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ".
كيف فهم قضية الإسلام؟! وكيف تكون الدعوة إلى الله عز وجل؟! ما قال: إن الله بعثنا بالحب في الله، أو للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو لقضية الجهاد، بل قال: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد، لأن الناس يعبدون الأشجار، والأحجار، والشمس، والقمر، والبقر، والطواغيت، والأموال، والهوى، والشياطين، الناس يعبدون آلهة متعددة.
فوظيفة الرسل وأتباع الرسل هي: أنهم يخرجونهم من هذه العبادة الباطلة، من عبادة غير غير الله ويعبّدونهم لله عز وجل، يجعلونهم عبيداً حقيقيين لله عز وجل، يعرفونهم التوحيد ويعرفونهم بالله عز وجل، وهي القضية التي خلق الله من أجلها الخلق كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات، والله عز وجل خلق الجن والإنس لعبادته.
فالرسل يوجهون الناس لهذه الوظيفة التي خلقهم الله عز وجل من أجلها، فهل ترون قضية أهم من قضية التوحيد؟ هل ترون أن الناس يمكن أن ينصلح حالهم؟ أو يستقيم أمرهم، وأن يسعدوا في الدنيا والآخرة بقضية غير قضية التوحيد؟.
لذلك كانت قضية التوحيد هي القضية الأولى في هذه الدعوة، لأنها قضية الرسل، قضية تعبيد الناس لله عز وجل، والتوحيد ليس هو التوحيد عند المعتزلة –وهو توحيد الصانع-، وليس التوحيد عند الصوفية – وهو اعتقاد الحلول والاتحاد ووحدة الوجود-، ولكن التوحيد أن تعتقد أن الله عز وجل واحد، وما ينبغي أن تتعرف به على الله عز وجل، وأن تثبته لله عز وجل من أسمائه وصفاته وربوبيته، وكذلك إفراد الله عز وجل بكل ألوان العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدخل –لا شك- في قضية التوحيد الإيمانُ بالملائكة، والرسل، والكتب، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، فكل هذا يدخل في قضية التوحيد، فهذه القضية الأولى عند الرسل.
فأي دعوة لا تهتم بقضية التوحيد، ولا تجعل قضية التوحيد نُصْبَ عينها فهي دعوة على غير هدي المرسلين.
مهما كانوا يقولون: دعوة عالمية، ودعوة عمرها ثمانون سنة، ودعوة منتشرة في بقاع الدنيا، إذا كانت هذه الدعوة لا تهتم بقضية التوحيد فهي دعوة على غير هدى المرسلين، لأن الرسل دعوتهم كانت للتوحيد، والله عز وجل أرسل كل الرسل بدين واحد وهو التوحيد {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (13) سورة الشورى.
فأصول العقائد واحدة لم تختلف من رسول إلى رسول، فالذي جاء به نبينا محمد من التوحيد، هو ما جاء به موسى، وما جاء به عيسى، وما جاء به إبراهيم، وهو الإسلام إسلامُ الوجه لله والإيمانُ بأمورِ الإيمان الستة.
أما الشرائع فمختلفة (تكاليف العبادات) يحل الله عز وجل لهؤلاء ما حرم على هؤلاء، ويحرم على هؤلاء ما أحل لهؤلاء، كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (48) سورة المائدة.
فكل أمة لها تشريع وتكاليف مختلفة، ولكن قضية التوحيد قضية واحدة، فالرسل كلهم دعوا إلى التوحيد، والتوحيد واحد لا يختلف، لذلك أي دعوة ينبغي أن تهتم بقضية التوحيد، وأن تُعَلَّمَ التوحيد الذي تركنا عليه رسول الله لقول الله عز وجل: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} (137) سورة البقرة، فعقيدة الصحابة: هي المقياس الصحيح للعقيدة، فأي معتقد يخالف اعتقاد السلف فهو باطل، لأن الحق هو ما تركنا عليه رسول الله.
2 - الاتباع
والاتباع يأتي بأحد معنيين: ((الاتباع الذي هو ضد الابتداع)).
كما قال ابن مسعود: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " فالاتباع يأتي بمعنى اتباع هدى النبي، واتباع سنة النبي كما قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر، وقال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} (80) سورة النساء، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (36) سورة الأحزاب.
والأحاديث كثيرة وشهيرة فمن ذلك قوله:" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي " (1)، ومنه قوله: " لكل عمل شِرّةٌ، ولكل شرة فَتْرَةٌ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته لغير ذلك فقد ضل " (2).
فالحاصل: أن الله عز وجل تعبدنا باتباع رسوله.
وخير أمرو الدين ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع.
كما حذرنا الله عز وجل من مخالفة هديه وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النور.
وقال النبي: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " (3).
وقال: " أما بعد، فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمرو محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " (4).
فكان هذا المنهج واضحاً جداً للصحابة رضي الله عنهم، حتى لما طلب أبو بكر الصديق من زيد بن ثابت أن يجمع القرآن، قال: ((كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله))، لما أقتنع عمر بن الخطاب وذهب عمر وأبو بكر لزيد بن ثابت يطلبان منه أن يجمع القرآن، ويتتبع آيات القرآن فقال: ((كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله)).
ولما أراد النبي أن يؤدب الذين قتلوا قواده في مؤتة في شمال الجزيرة العربية من الروم، فجهز جيشاً بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة –حب رسول الله - ثم شغلوا بمرض النبي وكان الجيش معسكراً قريباً من المدينة، فلما توفى رسول الله، ولحق بالرفيق الأعلى، وارتدت قبائل العرب، وقيل لأبي بكر الصديق: " كيف يخرج هذا الجيش وقد ارتدت قبائل العرب، وكيف نترك المدينة، وقد يهجم هؤلاء المرتدون على المدينة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فغضب أبو بكر رضي الله عنه وقال: " أقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي "، وقال: ((كيف أفك عقدة عقدها رسول الله؟!))، وصمم على خروج جيش أسامة بن زيد، وخرج جيش أسامة، وأرهب قبائل العرب، وقالوا: ((ما خرج هذا الجيش إلا وبهم قوة ومنعة)) وكان هذا من بركة التسليم للسنة، فذهب الجيش، وغاب أربعين يوماً، وعاد سالماً غانماً، ثم جهز بعد ذلك أبو بكر الجيوش لقتال المرتدين، فحفظ الله عز وجل بهم الدين، وردهم إلى حديقة الإسلام مرة ثانية.
الاتباع أيضاً يأتي بمعنى الاتباع الذي هو منزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد:
فالاتباع: أن تتبع العالم بدليله من الكتاب والسنة، فهي منزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد.
والاجتهاد: أن تحصل أدوات الاجتهاد، تدرس القرآن، وتعلم ما به من ناسخ ومنسوخ، ومطلق ومُقيد، وخاص، وعام، وكذلك تدرس أحاديث النبي، أو على الأقل تعرف مواقعها في كتب السنة، وتدرس اللغة العربية، وتدرس الأصلين أصول الحديث، وأصول الفقه، ثم إذا حصّلت أدوات النظر المباشر والاجتهاد من حقك أن تجمع النصوص وأن تجتهد، فهذه منزلة الاجتهاد، وهي لخواص الأمة من العلماء الذين حصلوا أدوات الاجتهاد، في مقابل هذه المنزلة هناك منزلة التقليد.
والتقليد: جائز للجاهل المحض، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
فإن الجاهل المحض الذي لا يقرأ ولا يكتب إذا تلوت عليه الدليل، أو إذا ذكرت له الآية والحديث لا يفهم المقصود، فهو إذا أراد أن يطلّق زوجته يطلب منك أن يعرف كيف يطلق، وإذا أراد أن يحج بيت الله فيريد منك أن يعرف كيف يحج، وإذا فهم ذلك فهذا حسبه ولا يستطيع أكثر من ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
فالتقليد جائز في مواطن منها الجاهل المحض الذي لا يفهم المقصود من الآية والحديث.
كذلك المسائل التي ليست فيها نص من الكتاب أو السنة صحيح صريح يدل على المعنى بوضوح، ولكن قد يكون هناك نص غير ظاهر الدلالة، فتختلف أنظار العلماء وأفهام العلماء للنص، وبعضهم يستدل به على قضية، والآخر يستدل به على عكس القضية.
فمثل هذه المسائل أيضاً تكون من مسائل الاجتهاد، وهي التي فيها نص غير واضح الدلالة، أو غير صريح الدلالة، فتكون أيضاً من مسائل الاجتهاد.
فمسائل الاجتهاد: المسائل التي ليس فيها نص بالمرة، ويكون مستند العلماء فيها أن يقيسوا مسألة غير منصوصة على منصوصة للتشابه بينهما.
والقياس: كما يقولون كأكل الميتة للمضطر، فهو لم يجد نصاً في المسألة فلجأ للقياس، والذين يقيسون هم العلماء كما بينا.
فالحاصل: أن القياس يلجأ إليه عند عدم وجود النص، أو عند وجود نص غير واضح الدلالة أو غير صريح في القضية، فهذه المسألة تعتبر من مسائل الاجتهاد، فيجوز لك أن تقلد في مثل هذه المسائل الاجتهادية عالماً من علماء الأمة، وأن تأخذ بفهمه لهذه القضية، ولا يعترض مجتهد على مجتهد، ولا مَنْ قلد، يعني لا يعترض مَنْ قلد مجتهداً على من قلد مجتهداً آخر، طالما أن المسألة ليس فيها نص صريح من الكتاب أو السنة.
أيضاً من المواطن التي يصلح فيها التقليد، المواطن التي تنزل بالمسلمين فيها نازلة، وليس هناك وقت لمعرفة أقوال العلماء، ومعرفة اختلافهم، وأيهم وِفْق الكتاب والسنة، فمثل هذه النوازل عند ضيق الوقت لا يسع الوقت لتدبر أقوال العلماء فيجوز لنا أن نقلد عالماً من علماء الأمة.
فالاتباع هنا يعني الاتباع الذي هو منزلة متوسطة بين الاجتهاد، والتقليد، فنحن لسنا بعلماء مجتهدين، فنحن طلاب علم، كذلك لسنا من الصنف الآخر الجاهل المحض، ولكن نحن طلاب علم، فالذي يتعين عليه الاتباع، والمسائل المختلف فيها ينبغي علينا أن نعرف أقوال العلماء فيها، وأن نعلم أيهم أقرب للكتاب والسنة، لأن الله عزَّ وجلَّ تعبدنا باتباع رسوله وقال: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف، وقال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (108) سورة يوسف، فلابد أن يكون الاتباع للنبي ووسيلة الاتباع هي أن تعرف من يوصلك إلى النبي، لأن المقلد ليس من أهل العلم.
العلم قال الله، قال رسوله قال الصحابة، ليس بالتمويه.
ما العلم نصبَكَ للخلافِ سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديثَ وإلا الفقهَ في الدينِ.
العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك فوسواس الشياطين.
فالمقلد ليس عنده خبر عن الله عز وجل، أو عن رسوله، ليس عنده إلا قال الشافعي، قال أحمد، قال فلان، ليس عنده خبر عن الله عز وجل، أو عن رسوله، وقالوا: لا فرق بين المقلد وبين بهيمة تقاد، وللأسف بعض الجماعات في الساحة الإسلامية تربى أبناءها على التقليد، فلا تعودهم على السؤال عن الدليل، وإذا سأل أحد عن الدليل ربما يضرب في وجهه، لأنه ليس من حقه أن يعرف الدليل.
فينبغي أن تتعرف على الدليل، وأن يكون الاتباع للنبي، وبعض الناس يعتبرون السؤال عن الدليل سوء أدب مع المفتي، والواقع أن هذا ليس بسوء أدب، ولكنه تحري وتقوى لله عز وجل، وأنك تريد أن تتأكد أنك خلف النبي.
3 - التزكية
والتزكية: يقصد بها التنمية والتطهر، يقولون زكا الزرع، أي نما، وصلح وبلغ كماله.
فالتزكية من المهمات التي بعث بها نبينا الكريم كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة.
وكان النبي يطلب التزكية لنفسه ويقول: " اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكها، أنت وليها ومولاها " (1).
وتمنن الله عزَّ وجلَّ على المسلمين بمثل هذه الزكاة وقال عز وجل: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء} (21) سورة النور.
وأقسم الله عز وجل في كتابه أحد عشر قسماً متوالياً، وليس في القرآن كله من أوله إلى آخره أقسام متوالية بمثل هذا العدد، وهذه الكثرة على أن صلاح العباد منوط بتزكية نفوسهم، وعلى أن خيبتهم منوطة بتدسية نفوسهم قال تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (1 - 10) الشمس.
والله عز وجل لا يحتاج إلى قَسَمٍ، ومن أصدق من الله قيلاً، ولكنه عزَّ وجلَّ يريد أن يلفت أنظارنا إلى عظمة هذه الحقيقة وشرف هذه القضية فيقسم عليها هذه الأقسام المتوالية بهذه الكثرة وعلى هذا النسق يقول: قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها، وكيف يفلح من زكاها، وهو يسعد في الدنيا والآخرة.
يعني من زكى نفسه يعيش في روضة من رياض الجنة يأنس بالله، ويسعد بالله ويستغنى بالله عز وجل، كما قال النبي: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " (2).
وكان يواصل وينهى عن الوصال، فيقولون: إنك تواصل، فيقول: " إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعمٌ يطعمني، وساق يسقيني " (3)، فكان يفيض على قلبه من المعاني، والأحوال الإيمانية، ومن حلاوة الإيمان ما يغنيه عن الطعام، والشراب كما قال بعضهم:
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد.
فالإنسان: إذا كان في حالة إيمانية مرتفعة يأنس بالله عز وجل ويسعد بالله عز وجل، فإنه لا يحتاج مع ذلك إلى كثير من الطعام والشراب، بل يستغنى بما يَرِدُ على قلبه، لذلك المؤمن يأكل في مَعِىٍّ واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
فالمؤمن عنده من الإيمان، ومن الأحوال الإيمانية ما يغنيه عن كثير من الطعام والشراب.
فالحاصل: أن صلاح العباد في تزكية نفوسهم، وخيبتهم وخسارتهم في تدسية نفوسهم، وأول التزكية عند أهل المنهج الصحيح، أي: عند السلفيين أو أهل السنة والجماعة هو التزكية بالتوحيد، لأن أعظم النجاسات هي نجاسة الشرك قال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (28) سورة التوبة.
قال ابن عباس في قول الله عز وجل: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِين (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ (7)} سورة فصلت، قال: الذين لايشهدون أن لا إله إلا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالزكاة هنا بالتوحيد، وأرسل الله عز وجل موسى إلى فرعون يقول: {فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)} سورة النازعات، أي تتزكى بالتوحيد، وترك الشرك.
فالنفس تزكو بالتوحيد، وتزكو أي وتعلوا، وتصلح وتكمل كذلك بأداء الواجبات، والإكثار من نوافل الطاعات، كما أن النفس تصير دنيئة حقيرة لا تكاد ترى من حقارتها، ودنائتها بالشرك بالله عز وجل، وبمعصية الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} (9) سورة الشمس، يعني علاها، وطهرها، ونمها، وكملها بالتوحيد والطاعة، وقد خاب من دساها.
فالتدسية: عكس التزكية، وهي التحقير والتصغير، كما قال تعالى: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} (59) سورة النحل، أي يخفيه في التراب، فالنفس تصير حقيرة دنيئة لا تكاد ترى من حقارتها، ومن دنائتها بالشرك والمعصية لله تعالى.
فبداية التزكية عند السلفيين – أهل السنة والجماعة – هي توحيد، يعني أن تعرف الله عز وجل معرفة صحيحة، كما عرفنا الله عز وجل بنفسه، وكما عرفنا به رسول الله، ثم لازم هذه المعرفة أن تفرد الله عز وجل وحده بتوحيد القصد والطلب، فلا تزكوا النفس بشيء قبل أن تزكوا بالتوحيد أولاً، فأول واجب على المكلف هو معرفة الله عز وجل، كما عرّفنا بنفسه، وكما عرّفنا به رسول الله، وإفراد الله وحده بالعبادات.
ثم بعد ذلك التزكية بأداء الواجبات، وهذه أيضاً تزكية واجبة، فأفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرم الله وحسن النية فيما عند الله عز وجل، كما في حديث أبي هريرة – الحديث القدسي الذي هو أشرف حديث – بشأن الولي: " وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه " (4).
فالإنسان: لا يكون ممن لا يُخْرِج زكاة ماله، ويعتمر كل عام، أو يبني المساجد، وكما يقولون: من شغله الفرض عن النفل فهو معذور، لأنه مشغول بما هو أحب إلى الله عز وجل وأكثر تقريباً إلى الله عز وجل وهو الفرض، فمن شغله الفرض عن النفل فهو معذور، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور.
فالإنسان: ينبغي عليه أن يجتهد في الفرائض، يتدبر في حاله هل يؤدي الصلوات في الوقت الذي ينبغي وعلى الوجه الذي ينبغي، أي في أول الوقت، وفي الجماعة، ويستكمل الركوع والسجود والخشوع، أو يصلي في آخر الوقت منفرداً؟، هل عنده مال تجب فيه الزكاة فيبادر بأداء زكاة ماله؟ هل عنده استطاعة لحج بيت الله الحرام، ولم يحج؟ هل يصوم الشهر كما ينبغي إيماناً واحتساباً؟
كذلك يدخل في الفرائض: الفرائض التركية، ترك الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وأكل الربا، وأكل أموال الناس بالباطل، والغيبة والنميمة، وغير ذلك من الأمور التي تعبدنا الله عز وجل بتركها، كما قال النبي: " إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا " (5).
فهذه هي التزكية الواجبة بعد التزكية بالتوحيد، ثم بعد ذلك هناك التزكية بالنوافل التي يبينها لنا رسول الله ?.
والشرع غنى بوسائل التزكية فلا نحتاج أن نبتدع طرقاً ووسائل لتزكية النفس، كالتطويح والرقص عند الصوفية، أو الذكر بالاسم المفرد، أو تحريم ما أحل الله عز وجل من الأطعمة والأشربة، وغير ذلك.
بل ينبغي أن نتحبب ونتقرب إلى الله عز وجل بما ثبت عن النبي، وأن نعتقد أن خير الهدى هدى رسول الله.
ولايمكن للعبد أن يكون على هدي خير من هدي محمد، لذلك لما سمع النبي عن الثلاثة النفر من الصحابة الكرام الذين ذهبوا إلى بيوت أزواج النبي، وسألوا عن عبادته وكأنهم تقالوها، وقالوا أين نحن من النبي، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
فظنوا أن النبي لا يحتاج إلى كثير من العبادة، ولذلك كان يصوم ويفطر، ويقوم وينام، ويتزوج النساء، ولكنهم ينبغي عليهم أن يكونوا أشد اجتهاداً، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم ولا أنام، وقال الثاني: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الثالث: وأنا لا أتزوج النساء، فلما بلغ ذلك النبي قال: " أما إني أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني " (6).
فلا يمكن للعبد أن يصل إلى هدى هو خير من هدى محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحاصل: أن الشرع أغنانا بوسائل كثيرة في التزكية، نوافل الصلاة، كصلاة السنن الرواتب اثنى عشر ركعة كما قال ابن عمر: حفظت عن رسول الله: " أربعاً قبل الظهر، واثنان بعد الظهر، واثنان بعد المغرب، واثنان بعد العشاء، واثنان قبل الصبح " (7).
بَيَّنَ فضل هذه الركعات حديث أم حبيبة -رضي الله عنها- تقول: قال رسول الله: " من صلى في يوم وليلة اثنى عشر سجدة سوى المكتوبة، بني له بيت في الجنة " (8). فالإنسان: إذا كان يحافظ على السنن الرواتب، فإنه يحافظ على اثنى عشر ركعة كل يوم، يدوام عليها، فكل يوم يدوام على هذه الركعات، يبنى له بيتٌ في الجنة، ولا تعجب فإن أدنى أهل الجنة منزلة، له مثل الدنيا وعشرة أمثالها.
هناك قيام الليل، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ومن نوافل الصلاة أيضاً سنة الضحى وتحية المسجد، ومطلق التنفل في غير أوقات الكراهة.
هناك سنن الصيام كصيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر (الأيام البيض)، وست من شوال، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وصيام يوم وإفطار يوم، وهو أحب الصيام إلى الله، وهو صيام داود عليه السلام.
يقول النبي: " من صام يوماً في سبيل الله، جعل بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض " (9).
هناك سنن في الإنفاق والصدقات: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء} (261) سورة البقرة.
هناك نوافل الحج والعمرة " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " (10).
نوافل الصلاة على النبي: " من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " (11).
فأنت تصلي صلاة واحدة على النبي، والله عز وجل يصلي عليك عشر صلوات.
كذلك الدعاء، الدعاء هو العبادة، قال الله عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر.
من نوافل الذكر أذكار الصباح والمساء، والطعام، والنوم، وغير ذلك، والأذكار الموظفة، والغير موظفة " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت " (12).
فأبواب الخير كثيرة جداً، ووسائل الشرع كثيرة جداً للتزكية، فلا نحتاج أن نبتدع طرقاً للتزكية.
فالإنسان: لو فتح له باب من هذه الأبواب العظيمة، واجتهد في هذا الباب لابد أن يدخل من هذا الباب لابد أن يدخل من هذا الباب على الغني الوهاب، ومن وجد ربه عز وجل فقد وجد كل شيء، ومن فاته ربه عز وجل فقد فاته كل شيء.
فهذه وسائل التزكية عند أهل السنة والجماعة، وأهل السنة والجماعة يزكون أنفسهم من أجل تحقيق كمال العبودية لله عز وجل.
هذه باختصار ((الأصول العلمية للدعوة السلفية)) وهذا كلام مختصر عن السلفية فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لفهمه، والعمل به، ونسأله تعالى كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا على الحق، وأن يجمعنا على حوض نبيه محمد كما آمنا به ولم نره، وألا يفرق بيننا وبينه حتى يدخلنا مدخله، ونسأله أن يجمعنا على حوضه، وأن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظماً بعدها أبداً.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه.(/)
بقاء في كل مكان ................. رغم الحملات الهوجاء
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 02:34]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فإن المرء حينما يقلب صفحات الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) وينعم النظر في منتديات ومواقع المخالفين لأهل السنة والجماعة سيجد ما يعجب منه أولوا النهى ويشمئز من مطالعته وتصوره ذووا البصائر والحجى من مقالات شاذة وعقائد مزيفة وآراء شيطانية.ماذا عساني أن أقول؟ وفي القلب حرقة حينما ترى الظلم بيننا ويسأل الإنسان نفسه دائما لماذا يعمد بعض الناس إلى ظلم المسلمين والنيل من أعراضهم؟ وما الذي يحملهم على هذا الظلم؟.
إنه حقا موقف يدعو إلى الحيرة ويبعث النفس إلى البحث وراء هذا الموقف.
(محمد بن عبدالوهاب مصلح مجدد مظلوم مفترى عليه)
لله درك يا ابن عبدالوهاب لم تأت بجديد وظلمك الناس , كنت ناصحا محبا للخير للمسلمين.
لله درك يا ابن عبدالوهاب لقد كنت في أدب جم وتواضع شديد ألم يسجل لنا التاريخ قولك في رسالتك إلى شيخ الشافعية القاضي عبدالله بن محمد بن عبداللطيف:
( ...... بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتنانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال إئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق ..... ) الدرر 1/ 38
فالرجل لم يأت بجديد من عند نفسه بل يعترف بنفسه أنه متبع لكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.والسؤال: ما بال بعض الناس يعمدون إلى ظلم هذا الرجل؟!
محمد بن عبدالوهاب " عنوان الأسماء العالية في التاريخ العربي الإسلامي الحديث كالشمس يذكر غير ملقب لأنه يسمو على التلقيب بالألقاب والتحلية بالنعوت, إنه لا يعرف بها ولكن هى تعرف به .............. إنه معنى كريم استقر في الضمائر وليس جسدا تطوف حوله الأجساد , في حروف اسمه القلائل الصغار خصال عبقرية كبار ائتلفت فأنشأت مزاجا فردا عجيبا في أخذه وعطائه.
ذهنية عبقرية في تكوين سوى من طراز خارق للمألوف قياسا إلى العادة والزمان والمكان ........ "
من كلام علامة العراق محمد بهحة الأثري في حق الشيخ الإمام
يقول (أبو الحسن الأزهري) كان الله له وبلغه في الدارين أمله: رغم الحرب الهوجاء والحملات الإعلامية المشوهة للحقيقة فقد طرح الله لهذا الإمام المجدد ودعوته في القلوب (القبول) وليشهد التاريخ بأنه رجل التوحيد والوحدة واستفاد من دعوته جمع من الدعاة المصلحين في كثير من البلدان.
ففي مصر تأثر بدعوته جمع من العلماء الأزاهرة كالمؤرخ المصري الجبرتي وهو خير شاهد على الوهابية وكان رحمه الله يرى أن الأتراك على خطأ في محاربتهم للشيخ مما دفع محمد علي باشا إلى قتله.
ونجد الشيخ محمد رشيد رضا الذي سخر قلمه في الدفاع عن هذه الدعوة وكان لمجلته المنار الأثر الواضح في نشر كتب الشيخ وأئمة الدعوة المباركة.
وممن تأثر بالدعوة الشيخ العلامة محمد منير بن عبده آغا النقلي الدمشقي الأزهري صاحب دار الطباعة المنيرية وقد خدم الكثير من كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرها من رسائل السلف
أما الشيخ الأستاذ محب الدين الخطيب فقد كان له الجهد المشرف في طبع الكثير من الكتب النجدية في المطبعة السلفية ومكتبتها.
ولا ننسى جهود أنصار السنة المحمدية المباركة في نشر التوحيد في مصر وتوزيع كتب أئمة الدعوة المباركة وقد كتب الكثير من مشايخها كتبا ورسائل في الدفاع عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته كالشيخ العلامة محمد حامد الفقي والشيخ العلامة محمد خليل هراس وغيرهما.
وفي اليمن سار على نهج الشيخ الإمام محمد على الشوكاني ومحمد بن إسماعيل الصنعاني ومدح الشيخ في قصيدتة دالية وهى خير دليل على حبه للشيخ.وفي العراق تأثر بدعوته عائلة الآلوسي المباركة وبذلوا حياتهم في الدفاع عن الشيخ ودعوته والرد على الطاعنين المناوئين لهذه الدعوة المباركة.وفي الشام تأثر بدعوة الشيخ جمال الدين القاسمي والشيخ ناصر الدين الحجازي الذي كتب رسالته (النفخة على النفحة) في الدفاع عن الشيخ ومحمد علي كرد والعلامة محمد بهجة البيطار ولا ننسى جهود المكتب الإسلامي في بيروت وصاحبه شيخنا العلامة زهير الشاويش فقد كان له الجهد المشرف في نشر الكتب السلفية فجزاه الله خيرا.
وفي ليبيا تأثر بدعوة الشيخ محمد بن علي السنوسي وتبنى آراء الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وفي الجزائر تأثر بعدوة الشيخ عبدالقادر الجزائري وأما في الهند فقد تأثر بدعوة الشيخ جمع من العلماء الأعيان منهم السيد أحمد الذي نشر الدعوة في البنجاب وصديق حسن خان شيخ الكل وشاعر الإسلام محمد إقبال.وفي المغرب تأثر بالدعوة سيدي محمد بن عبدالله الذي حارب القبورية وكذا مولاى سليمان الذي هاجم المخرفين.وفي السودان وغرب إفريقيا نجد عثمان بن فودي وهو من المتأثرين بدعوة الشيخ أثناء إقامته بمكة.
وفي الخليج العربي نجد مثلا في قطر حكام آل ثاني الذين كان لهم الجهد المشرف في طبع مؤلفات علماء السلف الصالح وكان في قطرهم الكثير من العلماء كالشيخ محمد بن مانع ولا ننسى شيخ المشايخ أحمد بن حجر آل بوطامي.
وللشيخ محمد بن حسن المرزوقي القطري رد على النبهاني القبوري في تهجمه على شيخى الإسلام أحمد بن عبدالحليم ومحمد بن عبدالوهاب.
وفي البحرين فقد كان للشيخ عبدالله بن خليفة أمير البحرين جهد مبارك في الرجوع إلى علماء الدعوة وانظر خبر ذلك في مقدمة كتاب (منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب) للشيخ عبدالعزيز بن حمد آل معمر.
ومن هنا وهنالك تأثر الكثير بدعوة الشيخ الإمام سواء كان تأثرا كليا أم جزئيا ومما لا شك فيه أن كتائب التوحيد وجيوش أهل السنة ولله الحمد في جميع البلاد زاحفة.وأخيرا أقول: إنه قبول في كل مكان ............. رغم الحملات الهوجاء(/)
بيان جديد عن تغريب المرأة في بلادنا ..............
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 01:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد: فمن الحوادث المستجدة في إشاعة الاختلاط المحرم وتغريب المرأة المسلمة في هذا البلد العزيز:
1 - ما قامت به جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في حفل الخريجين والمتخرجات من تنظيم مسيرات للجنسين في مكان واحد أمام الحضور ونشر ذلك في الإعلام.
2 - ما قامت به كلية عفت من تنظيم بطولة الكليات والمدارس لكرة السلة النسائية في جدة واستضافة منتخب الجامعة الأمريكية ببيروت والتبجح بنشر صور بعض المشاركات.
وهذه بوادر سيئة وفتح باب شر يجرئ المتطلعين لمثل ذلك. فللمنظمين لهذه الحفلات نصيب من قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة).
هذا وإننا نستنكر هذا العمل وندعو الذين ارتكبوه إلى التوبة إلى الله وأن يصلحوا فيما ولوا عليه وأن لا يعودوا لمثل ذلك.
وعلى ولاة أمر هذه الأمة أن يأخذوا على أيدي مَن يريد جرها إلى هاوية التغريب فإنهم مسئولون يوم يقوم الناس لرب العالمين.
نسأل الله أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه خير هذه الأمة في دينها ودنياها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون
الشيخ العلامة/عبدالرحمن بن ناصر البراك
الشيخ د./عبدالله بن حمود التويجري
الشيخ/ منصور بن إبراهيم الرشودي
الشيخ/ عبدالعزيز بن محمد الوهيبي
الشيخ/ علي بن صالح الجبالي
الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي
الشيخ/ محمد بن أحمد الفراج
الشيخ/ عبدالعزيز بن سالم العمر
الشيخ د./ رياض بن محمد المسيميري
الشيخ د./ عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
الشيخ/ وليد بن علي المديفر
الشيخ د./ يوسف بن عبدالله الأحمد
الشيخ د./ إبراهيم بن عثمان الفارس
الشيخ د./ عبدالعزيز بن عبدالله المبدل
الشيخ د./ عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي
الشيخ د./ خالد بن عثمان السبت
.
نور الاسلام
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9929&Itemid=33
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 05:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 05:39]ـ
2 - ما قامت به كلية عفت من تنظيم بطولة الكليات والمدارس لكرة السلة النسائية في جدة واستضافة منتخب الجامعة الأمريكية ببيروت والتبجح بنشر صور بعض المشاركات.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9929&Itemid=33
حسبنا الله ونعم الوكيل
شيء يقهر ويفقع المرارة والله
ولا غرابة إذا علمنا من تكون (عفت) ومن هو زوجها ومن هم أولادها الله يكفينا شرهم ويعفو عن ميتهم.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 01:12]ـ
جزاكم الله خير ........ تذكرت كلام محمد قطب في موضوعه "دور اليهود في إفساد أوربا" ....... وكذلك كتابه واقعنا المعاصر ...... فهل نتعظ بما حصل لمصر المحروسة حرسها الله من كيد الكائدين ... لأننا نجد ما يحصل عندنا نفس الخطوات التي كانت تتخذ في تغريب مصر
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 05:50]ـ
أقتراح ثتبيت البيان في الألوكة لأهمية البيان في مواجهة المنافقين والمفسدين ...........(/)
هيئة كبار العلماء مهددة من داخلها
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 01:52]ـ
هيئة كبار العلماء مهددة من داخلها
د محمد بن إبراهيم السعيدي - 10/ 6/2008
يعتذر كثير من العلماء عن الانضمام إلى الهيئات الرسمية إيمانا منهم بأن هذا الانضمام يفرض عليهم الالتزام بسلوكيات دقيقة حيث لا يعود تمثيلهم مقصورا على أنفسهم بل يمثلون مجموع أعضاء هيئتهم ويحملون من مسؤلية الكلمة ما لا يحمله العالم الذي يمثل نفسه وحسب.
ولا تختلف عن ذلك هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ,فإن أعضاءها لا يمثلون أنفسهم لاسيما في القضايا الكبار التي تصدر فيها قرارات عن الهيئة ولذلك لم نكن نعرف عنهم - منذ أسست الهيئة حتى وقت قريب- الظهور بخلافاتهم على الملأ بل كنا نعرف منهم الالتزام بالقرارات الرسمية الصادرة عن هيئتهم بالإجماع أو بالأكثرية , وحقق ذلك الالتزام لهم في الماضي قوة وثقلا ليس على مستوى المجتمع السعودي والعالم الإسلامي وحسب ,بل كان لهم ثقلهم لدى صانعي القرار في الدولة صيرت لفتاوى الهيئة من المكانة ما يجعل تجاوزها أمرا عسيرا.
وبعد موت كبار العلماء المؤثرين حقا في ما يصدر عن تلك الهيئة من فتاوى ظهر للملأ أن عددا من أعضائها لا يعرفون حتى الآن ماذا يعني انضمامهم إلى هيئة رسمية , وكأن صمتهم السابق وأدبهم مع ما يصدر عن الهيئة من فتاوى لم يكن إلا لقوة أولئك العلماء الكبار حقا الذين وافتهم المنية وخسرتهم الأمة , وبدأت خلافاتهم في القضايا الحساسة والمنظورة في هيئتهم تظهر على الملأ على شكل ردود على بعضهم في الصحافة وتصريحات متناقضة في وسائل الإعلام , وكأن انضمامهم إلى الهيئة لا يعني لهم سوى اللقب والمكانة الاجتماعية.
ورغم أن هذا التقصير كاف وحده في إضعاف مكانة الهيئة , إلا أنه لم يكن هو وجه التقصير الوحيد , بل هناك ما هو أطم منه , وهو تقصير عدد منهم في التحرير الفقهي للمسائل المستجدات , فيمضون على الفتوى القديمة دون مراعاة لمستجدات الأمور التي كان تتبعها واستحداث الفتاوى فيها من أسباب إنشاء الهيئة أولا, ثم حين تقع المفسدة المتوقعة ينطلقون بشكل فوري في مراعاة أحوال الزمان والمآل , وكأن الزمان والمآل لم يظهرا لهم إلا أخيرا , وهم يعلمون جيدا أنه لولا ما يحدث من مستجدات محتاجة إلى تجديد دراستها بين الحين والآخر لكان ولي الأمر في غنى عن إنشاء تلك الهيئة.
كل ما قدمته عليه أمثلة كثيرة يعرفها الصغير قبل الكبير , وشهرة هذه الأمثلة يغني عن سردها وإطالة الحديث فيها , فقد بلغت الأمثلة من الاشتهار ما أضعف من مكانة الهيئة لدى عامة الناس وأصحاب القرار من ولاة الأمر , الذين رأوا أنه ليس من الحكمة أن يعطلوا البت في ما يرونه مصلحة من أجل انتظار قرار من هيئة لن تلبث بعد أن يصبح قرار ولي الأمر واقعا حتى يتسابق أعضاؤها إلى الإفتاء على وفقه , فلماذا ننتظر قرار الهيئة ومواجهتها بالأمر الواقع ستثمر عن حصول الفتوى المطلوبة.
إن هيئة كبار العلماء التي ضلت زمنا طويلا حصنا للأمة مما يحدق بها من أخطار العولمة و العصرنة تتهاوى اليوم تحت أنظارنا بسبب عدد من أعضائها الذين يجهلون وهم العلماء معنى انضوائهم تحت راية هيئة واحدة , وأصبحوا يقدمون خلافاتهم العلمية ورؤاهم الخاصة على وحدة القرار التي كانت تكفل القوة والمكانة للهيئة , كما أصبح الكسل عن التحرير العلمي الدقيق سمة لبعضهم ,مما جعل عددا من فتاوى الهيئة في النوازل الحديثة معتمدة على أقوال العلماء القدماء أو فتاوى الهيئة السابقة , وهو أمر جعل المجامع الفقهية وعددا من المواقع الإلكترونية المرموقة تؤدي في الإفتاء في النوازل أداء يفوق أداء الهيئة بكثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخيرا يا مشايخنا الكرام أعلم أن لكل منكم الحق في أن يكون له رأي في كل نازلة , لكن انضواءكم تحت مضلة هيئة واحدة يحتم عليكم الصبر عن إبداء آرائكم والظهور أمام الناس بخلافاتكم حفظا لقوة ما يصدر عن هيئتكم من فتاوى , ومن كان يرى الصواب في غير رأي أكثرية الأعضاء فليقم بمواصلة البحث وإقناع بقية الأعضاء بما وصل إليه رأيه ليصدر بما يراه قرار جديد , أما إن كان حريصا على الظهور بآرائه فلا أعتقد أن أحدا يحتم عليه البقاء ضمن هذه الهيئة إذ باب الاستقالة مفتوح ولا يغض من قدره كونه ليس عضوا في الهيئة فنحن نعرف من كبار العلماء من ليس عضوا فيها ولم يغض ذلك من مكانته ولم يجعله عرضة للوم إن قال بغير ما تقول به هيئة كبار العلماء.
د محمد بن إبراهيم السعيدي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 05:37]ـ
عذرًا دكتورنا الفاضل ..
مقالك إنشائي، تغلب عليه لغة لوم " الهيئة "، والسكوت عن تقصير غيرهم!
وهذه " لغة " لم نعهدها من فاضل مثلك. إنما نعهدها ممن تغيظهم فتاوى كبار العلماء؛ إما لأسباب " حزبية "، أو " مصلحية "، أو غيرها ..
- وقولك: (ما أضعف من مكانة الهيئة لدى عامة الناس وأصحاب القرار من ولاة الأمر , الذين رأوا أنه ليس من الحكمة أن يعطلوا البت في ما يرونه مصلحة من أجل انتظار قرار من هيئة لن تلبث بعد أن يصبح قرار ولي الأمر واقعا حتى يتسابق أعضاؤها إلى الإفتاء على وفقه)!!
إن كنتَ تقصد مسألة توسيع المسعى .. فقد أفتوا بمايدينون الله به، ووضعوا البديل، وهو التوسع في الأدوار العليا، فلا عذر للمستفتي. ولم يخالف إلا عضوان فقط. وأما من تغير رأيه فاللوم عليه. أما صاحب الديانة والعلم فقد بقي على فتواه. فكان الواجب على الدولة الأخذ بفتواهم الأولى، قبل أن يتشعب الموضوع، ويضطر البعض - للأسف - مشاقة لعلمائهم أن يستفتوا الروافض!! وهي بادرة أولى لم تمر على هذه البلاد. خاصة وقد ارتضاهم ولي الأمر؛ كمرجع شرعي.
أما أن يُلام من ثبت على رأيه، ويُشنع عليه لأجل أنه لم يتراجع؛ لأجل ما تسميه " مصلحة "!، فهذا من الحيف الذي أربأ بك عنه.
- وأما قولك: (ورؤاهم الخاصة)!!
هذه ممكن تجدها عند الدعاة العصريين .. أما أمثال الشيخ الفوزان والغديان .. فالأمر (((دين)))، وليس مجرد مجاملات.
- بقي تنبيه: أنت تلومهم لعدم الاجتماع، وغيرك كان يلومهم على انسياقهم " جميعًا " خلف ماتريده الدولة!
فاللوم حاصل في الاجتماع والتفرد ..
أعان الله علماءنا، وفقك للخير، وسدد قلمك.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 07:05]ـ
سامحك الله دكتور!
لقد ظلمتَ علماءنا. .
===
وبارك الله فيك شيخ سليمان كفيت ووفيت كثر الله من أمثالك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 08:05]ـ
الحمد لله وحده
أما بعد
فمعذرة يا دكتور ولكني أستغرب هذا المقال في الحقيقة ولا أدري بأي شيء أخرج منه ..
هل أخرج منه بأنه ان وقع خلاف في مسألة من النوازل أيا كان موضوع الخلاف، فيما بين أعضاء الهيئة، فانه على من خالف رأي أغلبية الأعضاء ان استفتاه الناس أن يفتي بما قالت به الهيئة أبدا لا بما أفضى اليه اجتهاده هو والذي يدين الله بأنه هو الحق عنده؟؟ فان لم يستطع الا أن يفتي بما يراه، فليترك الهيئة ويقدم استقالته منها؟؟ خياران أحلاهما مر، وما أظن أن أيا منهما يلزم أي واحد من أعضاء الهيئة!
ففرق يا دكتور بين أن يفتي أحد الأعضاء برأيه الخاص وينسبه لنفسه وبين أن يفتي بقرار الهيئة وينسبه لها! وفرق بين أن يسأله السائل عن رأيه الخاص وبين أن يسأله عن قرار الهيئة! ولا تلازم!
وقولكم أنهم كانوا فيما مضى لا يصدرون اذا ما استفتي الواحد منهم منفردا الا عن الرأي الأخير الذي توصلت اليه الهيئة، حتى وان كان يخالف اجتهاداتهم الفردية، فالظن الذي أرتضيه فيهم اذ ذاك ليس أنهم أفتوا بذلك مراعاة لكونهم أعضاءا في هيئة رسمية لها مكانتها وكذا - ولا أعلم من السلف قائلا بأن هذا الاعتبار مما ينبغي على العالم بسببه أن يفتي بخلاف مذهبه وخلاف ما أفضى اليه اجتهاده الخاص ان استفتاه الناس بصفته الشخصية وسألوه عن رأيه هو لا عن رأي الهيئة!! - وانما أفتوا بما وافق كلام الهيئة لما سئلوا عن آرائهم الخاصة لأنهم قبلوا كلام الهيئة واقتنعوا به
(يُتْبَعُ)
(/)
وصار لهم دينا! هذا هو ظني بهم من أقدمهم الى أحدثهم .. وما لم يأت المتكلم ببينة تثبت أن أحدهم أفتى في يوم من الأيام بخلاف مذهبه لما سئل عن رأيه هو لا عن رأي الهيئة، لا لشيء الا مراعاة لكونه عضوا فيها، فكلامه لا يلزمنا!
ثم ان الواحد منهم له أن يغير نظره ومذهبه في النازلة وبالتالي تتغير فتواه! وليس وقوع ذلك منه قبل صدور قرار الهيئة أو بعدها بمرتبط بالضرورة بقرار الهيئة أو بما فعله أو يفعله ولي الأمر! والا فان كان المظنون بهم أو ببعضهم أنهم غيروا آراءهم في احدى النوازل بعينها ليس ميلا مع الحق وانما مع ارادة ولي الأمر، فهذا ظن خطير وتهمة كبيرة وان لم يقع فيها تعيين لواحد بعينه منهم! وكفى بها - هذه التهمة من حيث اطلاقها - هدما لمنزلة الهيئة ومكانتها! فأيهما أحسن ظنا بهؤلاء العلماء الأفاضل بالله عليكم؟ الظن بأن الذي تراجع منهم عن رأي قديم الى رأي جديد تراجع ميلا مع الدليل وطلبا للحق، أم أنه تراجع لهوى الحاكم؟؟ وأي الظنين يكون أدعى لحفظ مهابة الهيئة واحترامها بين الناس؟
أنا ما أظن بأحد من أعضاء الهيئة أنه يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، ولا أظن أن الدكتور أو الشيخ سليمان يرون وجود مثل هذا في أعضاء الهيئة! مثل ذلك الزعم يحتاج الى برهان ساطع ودليل قاطع لاثباته حتى لا نرجم بالغيب ونكون أداة هدم لشيء عظيم من حيث نظن أننا نعمل على حفظ مكانته! والا فان صدق ذلك المطعن، وأصبح باب العضوية في الهيئة مفتوحا لمن هكذا دينهم، فلربما كان خيرا لتلك الهيئة اذا أن تنفض ولا كرامة، وقد انتهى أمرها ولا فائدة من الكلام أصلا، وفي هذه الحالة - أيضا - فلا ملام على عضو من الأعضاء ان هو خالف ما قررته الهيئة اذا ما سئل عن رأيه الخاص وما يدين الله بأنه الحق!
وأنا لا أظن أن قد وصل أمر الهيئة الى هذا الحد .. وليس ما وقع من تخبط في نازلة كبيرة كنازلة المسعى واختلاف في الآراء وتغير في الفتاوى وما الى ذلك، وتدخل سافر قبيح لأجهزة الاعلام وغيره من الظروف والأحوال، بمطعن فيها ولا في أي واحد بعينه من أعضائها الا أن يثبت الطاعن أن تراجع المتراجع منهم - أي واحد من الأعضاء - أو افتاءه بوفق ما اختاره ولي الأمر، كان بدافع موافقة ولي الأمر، وليس بدافع الدين ومتابعة الدليل، والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 10:11]ـ
للرفع .. للمناقشة من الإخوة الفضلاء طلاب العلم والأساتذة، ونرجو من الإخوة المناقشة العلمية الهادئة لنتوصل في النهاية لبعض الرؤى الصحيحة.
وفقك الله.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 10:36]ـ
أخي الكريم الشيخ سليمان وفقه الله:
من قراءتي لردك المهذب وجدت توافقا كبيرا إن لم يكن تطابقا في وجهات النظر الأمر الذي جعلني أعيد قراءتي لما كتبت لعلي قد أسأت التعبير لكنني بعد المراجعة لم أدرك محل تقصيري في التعبير عن رأيي وهذا لما أعانيه من القصور الشديد والله المستعان.
والذي برهن لي على ما بيننا من توافق مثال توسعة المسعى الذي ضربته أنت وهو ليس المثال الوحيد لكنه المثال القريب والواضح.
ألا ترى معي فضيلة الشيخ أن الذين وفقوا على توسعة المسعى أخطأوا لا في فتواهم بل في إذاعتها بين الناس وعدم الوقوف صفا واحدا مع رئيس الهيئة وبقية العلماء حين أقدمت الدولة على مخالفة قرارهم؟
ألم يكن من الواجب عليهم حين خالفت الدولة قرار الهيئة وتذرعت بفتواهم أن يناصحوا الدولة بالالتزام بقرار الهيئة؟
ثمهؤلاء العلماء الذين بدأوا يتراجعون عن قرار الهيئة ألم يكن من الأنسب لهم لو أنهم كفوا عن إعلان هذه التراجعات التي توحي للعامة بأنهم يسيرون على وفق هوى السلطان؟
ألم يكن من المناسب أن يلتف هؤلاء حول المفتي لإقناع ولي الأمر بالعدول عن مخالفة قرار الهيئة؟
ألا ترى معي أخي الكريم أن مخالفة الهيئة في قرار كهذا يخص أخص الأمور التصاقا بتخصص الهيئة يمثل سابقة خطيرة سترى من بعدها أن الهيئة لا مكان لها في التخاذ القرار؟ فإذا كانت تخالف في أمور العبادات فما بالك بأمور المعاملات وغيرها.
ألا ترى أيضا أن الأمر في نازلة المسعى ليس مخالفة لقرار الهيئة وحسب بل استقواء على مخالفة قرارها بفتاوى علماء من غير هذه البلاد مما ينذر بخطر عظيم لما تعلمونه من مخالفة علمائنا للكثير مما يفتي به علماء المسلمين ويحب كثير من أهل الأهواء أن تكون الفتوى على وفقه
أخي الكريم لو جددت النظر في ما كتبته ستجد أنني أدعو إلى عدم مخالفة قرارات الهيئة لاسيما في الأمور العامة الدقيقة التي يترتب على شيوع الخلاف بين العلماء فيها مفسدة كمسألة المسعى هذه
أما أخي أبو الفداء فأنا لا أعتقد يا أخي أن علينا أن ننتظر حتى يصبح الأمر أسوأ مما هو عليه ينبغي أن نحاول ما استطعنا الشد من أزر الهيئة ولا يكون ذلك إلا بتوجيه اللوم إلى أسباب إضعافها وأعتقد أن من أسباب إضعافها اليوم بعض أعضائها الذين لا يرون الالتزامبقراراتهاوأخص بها القرارات العامة المتعلقة بالنوازل الخطيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 11:00]ـ
جزيت خيرا يا أبا مصعب فكلامك في محله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 11:18]ـ
بارك الله فيك أخي الدكتور محمد ..
وقولك: (أخي الكريم لو جددت النظر في ما كتبته ستجد أنني أدعو إلى عدم مخالفة قرارات الهيئة لاسيما في الأمور العامة الدقيقة التي يترتب على شيوع الخلاف بين العلماء فيها مفسدة كمسألة المسعى هذه). صواب.
بل من المصلحة السياسية للدولة - فضلا عن الدينية - أن لا تُخالف قرار الهيئة بهذا الشكل الذي حصل؛ وتسمح بالخوض في هذه المسألة لكل من دب ودرج، من جهلة الصحفيين والكتاب، ممن استقوى على علمائنا بأهل البدع.
لأن هذا سيجعل المسلمين لا يسمعون للهيئة في مسائل أخرى يُفتون ويبينون فيها، هي من صالح الدولة والبلاد؛ كفتاوى التكفير والإرهاب ..
وحُق للعلماء أن يقولوا لمن ردّ قولهم:
وإذا تكونُ كريهة أدعى لها
وإذا يحاس الحيس يُدعى جندبُ!
والله المستعان ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 11:51]ـ
أخانا الدكتور السعيدي وفقه الله
قلتم: "ألا ترى معي فضيلة الشيخ أن الذين وافقوا على توسعة المسعى أخطأوا لا في فتواهم بل في إذاعتها بين الناس وعدم الوقوف صفا واحدا مع رئيس الهيئة وبقية العلماء حين أقدمت الدولة على مخالفة قرارهم؟
ألم يكن من الواجب عليهم حين خالفت الدولة قرار الهيئة وتذرعت بفتواهم أن يناصحوا الدولة بالالتزام بقرار الهيئة؟ "
وأقول وهل رأيتهم يا شيخنا الكريم يتحينون الفرص كلما خرجوا على الملأ أو على المنابر لمخالفة المفتي وقرار الهيئة؟ أم أن الذي جرى هو أن أجهزة الاعلام لما علمت بآرائهم ومواقفهم راحت تنتزع منهم الأقوال والفتاوى في المسألة، وتضيف اليها ما أتت به من شتى بلاد المسلمين، لتقوي به موقف ولي الأمر - هداه الله - فيما اختاره؟؟ فان كان الأخير هو ما وقع حقا، فهل يلام العالم على اعرابه عن مذهبه ورأيه ان سأله السائل عنه، وهو الذي يدين به لرب العالمين أنه الحق في تلك المسألة؟؟ وهل يقال له لا لا تجب من يسألك في الأمر ويستفتيك بهذا الجواب لأنه يخالف ما ذهب اليه أكثر أعضاء الهيئة وما أصدروا به القرار؟؟ يا اخوان أين التثريب على من أفتوا بوفق اختيارهم واجتهادهم في تلك المسألة الجليلة التي تقاربت فيها الأقوال، وقويت حجج كلا الفريقين وصعب على الكثيرين من الأكابر الجزم فيها بما يرونه صوابا؟؟
هل تطالبونهم بالفتيا بغير ما يعتقدون صوابه لمصلحة الهيئة؟؟؟
ثم أنتم تقولون: "ثم هؤلاء العلماء الذين بدأوا يتراجعون عن قرار الهيئة ألم يكن من الأنسب لهم لو أنهم كفوا عن إعلان هذه التراجعات التي توحي للعامة بأنهم يسيرون على وفق هوى السلطان؟ "
وأقول وما ذنبهم فيما فعل السفهاء من الناس بكلامهم ان كانوا قد أبرأوا ذممهم أمام ربهم وأفتوا بما يدينون به وبما يرونه الحق في المسألة؟؟؟ ما ذنب العالم ان أفتى بفتيا عن اجتهاد منه وافراغ للوسع في النظر، واتفق أنها كانت توافق اختيار الحاكم أو تأتي على هوى بعض السهفاء؟؟ هل يستلزم هذا الوفاق الطعن في ذمة العالم وأمانته الا عند أصحاب الأهواء الذين لا يعرفون قدر علمائهم؟؟ انهم لا يؤثر موقفهم هذا في هيبة الهيئة عند العامة الا في الجهلاء منهم الذين لا يدركون طبيعة تلك المسألة بالذات ومدى صعوبة الوصول الى حكم فيها، لقوة أدلة الفريقين! فان خفنا على منزلة الهيئة عند الناس، فلنفهمهم هذا الأمر! أما أن نلوم على علماء مجتهدين - بلغوا في عدة الاجتهاد مداها - خروجهم بأقوال تخالف ما كان عليه قول الهيئة لكون ولي الأمر خالف كلام الهيئة - وهو الملوم ابتداءا -، فهذا حجر على العلماء والمجتهدين أطالبكم بالدليل على مشروعيته!
ان استنكارنا لمخالفة ولي الأمر لكلام الهيئة لا يلزم منه أن نلوم الذين وافقوه على اختياره من أعضائها اذا استفتاهم الناس فأفتوا بما يرون!
وتقولون "ألم يكن من المناسب أن يلتف هؤلاء حول المفتي لإقناع ولي الأمر بالعدول عن مخالفة قرار الهيئة؟ "
وأقول سبحان الله! كيف يلتفون لاقناع ولي الأمر بقول هم ليسوا على قناعة بصحته أصلا، بل يقولون بخلافه؟
وقلتم أكرمكم الله: "ألا ترى أيضا أن الأمر في نازلة المسعى ليس مخالفة لقرار الهيئة وحسب بل استقواء على مخالفة قرارها بفتاوى علماء من غير هذه البلاد مما ينذر بخطر عظيم لما تعلمونه من مخالفة علمائنا للكثير مما يفتي به علماء المسلمين ويحب كثير من أهل الأهواء أن تكون الفتوى على وفقه"
قلت بارك الله فيكم، فمن الملوم في هذا أولا وأخيرا؟ العلماء الذين لما سئلوا عن آرائهم أعربوا عما يرونه هو الحق وما ظنوه حكما لله في المسألة؟ أم ولي الأمر - هداه الله - وأهل الاعلام الذين طاروا بكلام المجيزين كل مطار، وجمعوا الفتاوى فيه من كل مكان، حتى سوغوا له مخالفة من كان يدين الله بتقليد قراراتهم وفتاواهم وكانوا هم الأوثق عنده؟؟
أما قولكم رعاكم الله: "فأنا لا أعتقد يا أخي أن علينا أن ننتظر حتى يصبح الأمر أسوأ مما هو عليه ينبغي أن نحاول ما استطعنا الشد من أزر الهيئة ولا يكون ذلك إلا بتوجيه اللوم إلى أسباب إضعافها وأعتقد أن من أسباب إضعافها اليوم بعض أعضائها الذين لا يرون الالتزام بقراراتها وأخص بها القرارات العامة المتعلقة بالنوازل الخطيرة"
فأقول، لقد أحسنتم القصد ولكنكم أخطأتم التسديد! فاللوم على ولي الأمر بالمقام الأول، ثم نقول أن جميع أعضاء الهيئة - سواءا من كانوا مجيزين أو من كانوا مانعين في تلك النازلة - عليهم أن يتقوا الله في ولي الأمر وأن يجتهدوا لنصحه - ما استطاعوا - بألا يخالف كلام الهيئة اذ ارتضاها له مفتيا يقلده ويعمل بفتاواه، وألا يعدوه لغيره! اما أن يقال أنهم أخطأوا اذ أجابوا بما يرونه حقا لما استفتاهم المستفتون، ويقال أن هذا من أسباب اضعاف الهيئة، فهذا ما لا أوافقكم عليه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 11:55]ـ
بارك الله فيكم أرى أنَّ بعض "طلبة العلم" وليس العامة! يعطون هالة أكبر من التقديس لهيئة كبار العلماء لا يرضونها هم لأنفسهم.
فهل مخالفة عالمين أوعالم أوحتى طالب علم متبع للحجة لهئية كبار العلماء يخدش من مكانتها؟ كلا.
بل الأولى أن يتعلَّم الناس -ولو العامة- الخلاف.
وما زال الخلاف بين العلماء الصادعين بالحق ومع الهئية قائمًا منذ إنشائها.
مسألة السعي ليست حادثة تهز أركان الهيئة.
هل تعلمون أن المقترح المبدل به، وهو إنشا الطوابق فوق المسعى القديم فيه خلا قديم أيضًا من داخل الهيئة، وكان من الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وعندي مصورة وجهة نظره فيها.
القضية بين طلبة العلم ههنا.
ولو خرجت إلى العامة بالصورة التي ذكرتها فلا إشكال.
أما قضية الاستقواء بأهل البدع فهي خطأ منهجي مستقل لا علاقة له بأصل الفكرة التي أتحدث عنها.
ثم لم يعد العالم صغيرا حتى يخفى عن الناس الخلاف حتى يقع الحرج والضيق من مخالفة من يرى خلافه صدعا بالحق الذي كلفه الله تعالى الصدع به وترك إبطال نسك الناس بحجة ترك الخلاف للهيئة.
فلا الهيئة بحاجة إلى من يبرز كبر علمائها، ولا مخالفة من خالفهم من داخلها أو خارجها بالفتوى ينقص أويضعضع من مكانتها!
وأجزم إحسانا للظن بالمسلمين فضلا عن أهل العلم المتقين أنهم لا يخالفون الهيئة ويميلون للفتوى المخالفة لهم لأجل موافقة هوى ولي الأمر، فلا داعي للإلماح لمثل هذا ولو من بعد ... أيضًا صيانة لأعراض أهل العلم والفضل من الدخول في دواخل القلوب ومكنوناتها.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيكم شيخ عدنان
قول سديد .. أحسن الله اليك ونفع بك
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 12:44]ـ
أخي أبو الفداء: هذه المسألة منظورة لدى هيئة كبار العلماء منذ ثلاث سنوات , والسؤال: هؤلاء الذين تراجعوا ما هو السر في تراجعهم بهذه السرعة الآن , ألم تكن الثلاث سنوات فرصة كافية للتأمل؟ إن كانوا لم يتأملوا في المسألة إلا عندما ثارت ثائرتها فهذا تقصير منهم في التحرير لا ينبغي أن يكون من سماتهم , وإن كان ما صرحوا به الآن هو ما كانوا يميلون إليه فلماذا وقعوا على خلافه , أما الاحتمال الثالث فهو احتمال نجلهم عنه لكن السفهاء لا يجلونهم عنه وكان عليهم أن يدرأوا عنهم قول السفهاء اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال على رسلكما إنها عائشة.
وحديثك عن وجوب إبداء ما أدى إليه اجتهادهم غير صحيح , فإن الهيئة جهة رسمية يستفتيها ولي الأمر في النوازل ويعد قرارها ملزما ولو كان بالأكثرية , وإذا سأل الصحفيون أحد أعضائها فلا ينبغي أن يكون خبا ينخدع بأسئلة صحفي يعلم هو قبل غيره أنه لا يسأل طلبا للعلم وإنما إثارة للفتنة , فإن كان هذا العالم يجيب الصحفي وهو غافل عما يمكر به فهو خب لا يصلح لهذا المنصب وإنما يكفي أن يفتي الناس في مسجده , وإن كان يعلم ما يمكر به ومع ذلك تعمد إذاعة رأيه فهو مشارك في إثارة الفتنة ساع لهدم الهيئة.
أما الأخ الكريم عدنان بخاري فأقول له: لو كنا نعطي الهيئة هالة أكبر مما ينبغي لم نوجه النقد إلى بعض أعضائها
وليس نقدنا لهؤلاء الأعضاء لأنهم اختلفوا مع الأكثرية لأن الخلاف طبيعة , لكن نقدنا لهم في كونهم يساهمون في إضعاف مكانة الهيئة حين يقفون مع ولي الأمر ضد قرارها وكان المنتظر منهم أن يشاركوا في نصيحة ولي الأمر أن يلتزم بقرارها ويبينوا له حفظه الله وسدده ما في مخالفة الهيئة من أضرار مستقبلية , وأن المفسدة الموهومة في عدم بناء المسعى أخف بكثير من المفسدة المتيقنة في استصغار الهيئة.
ونحن نعلم أن الشيخ الشنقيطي رحمه الله خالف الهيئة في بناء الأدوار لكن كان قرار ولي الأمر في ذلك العهد على وفق قرار الهيئة كما أن الشيخ لم يعرف عنه أنه كان يفتي بأن من سعى في الطابق الأعلى فسعيه باطل لأنه ملتزم بقرار الأكثرية ومما يؤثر عنه أنه إذا سأله الحجاج عن السعي في الطابق الأعلى قال قررت هيئة كبار العلماء جواز السعي فيه ولا يفتي برأيه درأ للفتنة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 06:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أرأيت أيها الأخ الكريم أن مبنى كلامك التلويح بالظن فيمن حكموا بالجواز - وصرحوا بذلك - في نازلة المسعى تحديدا من أعضاء الهيئة؟؟
تقول وفقك الله: "السؤال: هؤلاء الذين تراجعوا ما هو السر في تراجعهم بهذه السرعة الآن , ألم تكن الثلاث سنوات فرصة كافية للتأمل؟ إن كانوا لم يتأملوا في المسألة إلا عندما ثارت ثائرتها فهذا تقصير منهم في التحرير لا ينبغي أن يكون من سماتهم , وإن كان ما صرحوا به الآن هو ما كانوا يميلون إليه فلماذا وقعوا على خلافه , أما الاحتمال الثالث فهو احتمال نجلهم عنه لكن السفهاء لا يجلونهم عنه وكان عليهم أن يدرأوا عنهم قول السفهاء اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال على رسلكما إنها عائشة."
وأقول لا يا أخي والله في نازلة كهذه قد لا تكون عشر سنوات فرصة كافية للتأمل، ولا يقول قائل بأن العالم ان أمضى ذلك الوقت في التأمل فليس له بعد ذلك أن يتراجع عن اختياره ويختار القول المخالف!! والاحتمالات لا تنحصر في هذين الاحتمالين الذين ذكرتهما! وصراحة لا أرى فائدة من تدبر تلك الاحتمالات وحصرها! ألا ترى أن العالم قد يكون في القولين تقارب شديد عنده فيقول بأحدهما، ويبقى على ذلك فترة ينشغل عن المسألة بغيرها، ثم يلوح له بعد حين ما يحمله على القول الآخر، فيتراجع عنه بعد أن كان موقعا عليه من قبل مع الموقعين؟ وفي مسألة دقيقة كهذه، قد يبقى العالم على أحد القولين لعشر سنين كاملة، ثم يلوح له - بعد أن وجد ما يحمله على اعادة النظر ومراجعة مستندات قوله الذي أفتى به في مقابل حجج القول المخالف - أن يتراجع عنه فجأة! ونعم قد يتفق ألا يكون ذلك الا بعد مخالفة ولي الأمر للقول الذي كان هو عليه من قبل وصار الآن يتراجع عنه!! فيا اخوة وسعوا صدوركم لعلمائكم، فهذه النازلة مزلة للأنظار حتى عند الأكابر! وان كنتم تريدون النصح لله فلتبحثوا عن سبل لمخاطبة ولي الأمر لنهيه عن مخالفة قول الهيئة في أي مسألة كبرت أو صغرت، ما دام ليس أهلا للنظر بنفسه في الأدلة والترجيح فيما بينها! ولا تلوموا عالما على افتائه بما اختاره وان غير اختياره هذا مرات ومرات! ألستم تحسنون الظن بهم؟؟؟
أما قولكم بأن السهفاء قد يقع في أنفسهم ظن السوء بالعلماء بسبب موافقتهم لقول ولي الأمر بالتراجع بعد أن وقعوا بخلافه، فيا أخي لا يزال السفهاء من الخلق يتنقصون من الهيئة على أي حال، مهما قال ومهما عمل أعضاؤها! فان كنتم تريدون منع هذا الأمر، ودفع الشيطان عن الناس على نحو ما قال النبي عليه السلام "على رسلكما انها عائشة، ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق"، فلا تنهوا العلماء عن افتاء الناس بما يعتقدون، وانما انصحوا الدهماء وانهوهم عن ظن السوء بعلمائهم وقولوا لهم "على رسلكم انهم علماء الهيئة"!!
ثم تقول: "وحديثك عن وجوب إبداء ما أدى إليه اجتهادهم غير صحيح , فإن الهيئة جهة رسمية يستفتيها ولي الأمر في النوازل ويعد قرارها ملزما ولو كان بالأكثرية"
ما هذا الكلام؟ يعد قرارها ملزما لمن؟ لولي الأمر المقلد الفاقد لأهلية النظر، أم لأعضائها المجتهدين الذين قد يحدث لأي واحد منهم في أي وقت أن يتراجع عما وافق به الهيئة ويرى الحق في خلافه؟؟؟
ثم ان قولك أن عليهم مراعاة الفتنة والامتناع عن الافتاء بآرائهم المخالفة لكلام الهيئة ففيه نظر عندهم، وليس لك أن تنكر عليهم ان رأوا أن مراعاة الفتنة ومنعها يكون بالافتاء بما اختاروه هم ورأوه هو الحق، وليس ما انتهى اليه كلام الهيئة! أنت ترى أن موافقة الهيئة هو الصواب منعا للفتنة، أوليس لواحد منهم أن يرى في المقابل - وقد حمله اجتهاده على القول المخالف - أن الافتاء برأيه هو لا برأي الهيئة هو الأدفع للفتنة؟؟ اذا فلنعذرهم ولنضع الأمور في نصابها الصحيح .. أما أن نقول أنهم يهدمون الهيئة بصنيعهم هذا، وما كان ينبغي أن يفعلوا الا كما فعل الشيخ الشنقيطي يوم سئل فامتنع عن القول باجتهاده وقال "قررت هيئة كبار العلماء كذا وكذا"، فهذا حجر على آرائهم التي لهم - وبلا نكير - أن يخالفوك فيها!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 02:09]ـ
وبعد موت كبار العلماء المؤثرين حقا في ما يصدر عن تلك الهيئة من فتاوى ظهر للملأ أن عددا من أعضائها لا يعرفون حتى الآن ماذا يعني انضمامهم إلى هيئة رسمية , وكأن صمتهم السابق وأدبهم مع ما يصدر عن الهيئة من فتاوى لم يكن إلا لقوة أولئك العلماء الكبار حقا الذين وافتهم المنية وخسرتهم الأمة , وبدأت خلافاتهم في القضايا الحساسة والمنظورة في هيئتهم تظهر على الملأ على شكل ردود على بعضهم في الصحافة وتصريحات متناقضة في وسائل الإعلام , وكأن انضمامهم إلى الهيئة لا يعني لهم سوى اللقب والمكانة الاجتماعية.
كلامكم هذا دكتور محمد فيه تعريض بعلمائنا أعضاء هيئة كبار العلماء!!
وكأنه لم يعد ثمة عالم قوي في هذا الوقت؟!
ثم تطالب بمراعاة المستجدات!! فحري بك أن تنظر في واقع اليوم وتقارن بينه وبين واقع الأمس، وما استجد من أمور سياسية أثرت في سياسات الدول وأضعفت مكانة العلماء .. !
ورغم أن هذا التقصير كاف وحده في إضعاف مكانة الهيئة , إلا أنه لم يكن هو وجه التقصير الوحيد , بل هناك ما هو أطم منه , وهو تقصير عدد منهم في التحرير الفقهي للمسائل المستجدات , فيمضون على الفتوى القديمة دون مراعاة لمستجدات الأمور التي كان تتبعها واستحداث الفتاوى فيها من أسباب إنشاء الهيئة أولا
يا سبحان الله!!
ألا تعلم دكتور محمد –بارك الله فيك- أن من مسائل الفقه ملا يحرر لتوقيفيته؟؟!!
أخشى أن يكون مراعاة المستجدات ذريعة لتغيير الدين ودثر معالمه وشعائره ومشاعره!!
شكرا لك أخينا الفاضل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 04:10]ـ
يقول أخي عدنان: (بارك الله فيكم أرى أنَّ بعض "طلبة العلم" وليس العامة! يعطون هالة أكبر من التقديس لهيئة كبار العلماء لا يرضونها هم لأنفسهم)!
لدينا (تقدير) لا (تقديس).وعدم التقديس ليس مسوغًا للتهوين ..
--------
- (مسألة السعي ليست حادثة تهز أركان الهيئة).
بل تهز؛ لأن قرارهم بالأغلبية لم يؤخذ به، وهذا مخالف لما اتُفق عليه. ونُقض بمقولة: أمر الحاكم يرفع الخلاف!، ثم استقوي عليهم بأهل البدع والمنحرفين. وهذه بادرة غير معهودة، تهز مكانتهم عند العامة.
وفقك الله ..
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 04:39]ـ
شكر الله لك أخي الشيخ سلمان
أخي شذى الجنوب: كلامي ليس فيه تعريض بالعلماء الكرام فيه تصريح بقلة قليلة منهم وهم الذين لم يعودوا يقدرون قرارات الهيئة التي هم جزء منها والتعريض أو التصريح بخطأ عالم ليس من المنكرات مادمنا نناقشه نقاشا علميا ونحن ندعوا لهم بالتوفيق والسداد وليست العصمة لأحد بعد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
قولك من مسائل الفقه مالا يحرر لتوقيفيته أرجو شرح هذه العبارة لأن البادات التوقيفية ليست مما تتخذ فيه الهيئة قرارا أصلا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 04:39]ـ
/// الأخ سليمان وفقك الله أنت تقول إنَّ لديك تقديرًا للهيئة وعلمائها، لا تقديسًا أوما يشبهه، وهل خالففك في هذا أحدٌ؟
/// فهل من لوازم التقدير ترك الإفتاء بما يخالف الهيئة، وهل من خالفها لا يقدِّر الهيئة ولا يحترم علماءها؟!
/// ثم عدم الأخذ بفتاواهم إن حصل به عتبٌ فيوجَّه لمن ألزم نفسه بفتاواها، وكأنَّه وحيٌ منزَّلٌ، لا لمن لا تلزمه إلَّا الحُجَّة والبرهان، كيف والمخالفون من داخل الهيئة نفسها؟!!
/// وكذا المقلِّدة وأشباههم الذين لا يحسنون النَّظر في الحُجج فيلزمهم التقليد لها إن بدا خلافٌ بينهم وبين غيرهم، أمَّا غيرهم فلا!
/// وأمَّا العتب على ولاة الأمر في تركهم الالتزام بما ألزموا أنفسهم به فلا أدري ما محلُّ بحثه ههنا، هل في مجلسنا أحدٌ منهم حتى يناقش؟!
/// يبدو أنَّ هناك ضبابيَّة في فهم الخلاف وقبوله، ولا أدري حقيقةً ما ميزان كثيرٍ من الإخوة في التعامل مع أهل العلم واجتماعهم وخلافهم، وخاصةَّ من علماء الهيئة.
/// وهل صارت القضيَّة تقاس بالكثرة والقِلَّة، وكون فلان من الأفاضل وغير الأفاضل من علماءها؟! أو من الأكابر أو من الأصاغر؟!
/// من رأى أن من خالف الهيئة قد أخطأ في فتواه في مسألة توسعة المسعى أوغيرها فليناقش ما احتجُّوا به من الحجج، وليترك مناقشتها بهذه الأمور، مخالفة الهيئة! أومخالفة الأكثريَّة! أوإسقاط هيبة العلماء! أو ... الخ
/// وأمَّا قضيَّة أنَّ "أمر الحاكم يرفع الخلاف أو لا يرفعه" فهل هذا دليلٌ موضع اتفاق بين كل من خالف الهيئة؟ وهل هو الدليل الرئيس في الخلاف والوحيد؟ لم تصوَّر القضيَّة على هذا الأساس؟!
/// مسألة الاستقواء بأهل البِدَع تقدَّم الجواب عنها ولا داعي لتردادها المرة بعد الأخرى؛ فاختلاف مواقف الناس لا يضفي صفةً واحدة على كل من خالف الهيئة، والإنصاف مهم عند الخوض في مسائل الخلاف.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 05:19]ـ
"وأمَّا العتب على ولاة الأمر في تركهم الالتزام بما ألزموا أنفسهم به فلا أدري ما محلُّ بحثه ههنا، هل في مجلسنا أحدٌ منهم حتى يناقش؟! "
بارك الله فيكم شيخ عدنان، نعم ليس في مجلسنا أحد من أولي الأمر كي نناقشه أو نوجه اليه اللوم، ولكن ان كان الغرض من هذا الطرح هو مناقشة سبل حماية الهيئة ومنزلتها ودورها الذي لا ينكره أحد في صيانة البلاد والعباد من العلمنة والتغريب وغيرهما مما يحاك للأمة من مؤامرات ليل نهار في مطبخ أعدائها، على أن يصل النقاش الى تحديد من الملوم ومن الذي علينا أن نناصحه ان استطعنا الى ذلك سبيلا، فالذي أراه خلاصة الأمر أن نقول أن الملوم هو ولي الأمر الذي لم يحز على آلة النظر والترجيح، ومع ذلك خالف ما نصحه به أغلبية من يثق في كلامهم من العلماء، والذين كان واجبه كمقلد أن ينزل على فتواهم! .. اما أن نعتب على عالم مجتهد لكونه اذا ما استفتاه الناس أفتى بما انتهى اليه نظره، لمجرد أن فتواه تلك تخالف ما وقع عليه أكثر أعضاء الهيئة وقدموه للملك، فهذا غلط ولن يعالج شيئا!
وأنا أعلم أن الكثيرين منا يملكون السبل لمخاطبة أعضاء الهيئة وفقهم الله، فان خاطبوهم فماذا سيطلبون منهم؟ أن يفتوا بخلاف ما انتهى اليه نظرهم فيما بين أيديهم من الأدلة؟ بأي حجة يطالبونهم بهذا؟؟
ليس هذا هو السبيل! وانما ان كان منا من يعرف طريقا لأولي الأمر في البلاد فليناصحوهم بلزوم ما انتهى اليه حكم الهيئة من جهة كونهم مقلدين والمقلد يلزمه العمل يفتيا العالم الأوثق عنده! وليتق الله الاخوة الذين يقولون أن اختيار ولي الأمر في المسائل الخلافية يرفع الخلاف، لأن ذلك مرهون بكونه ذا أهلية للنظر في الأدلة والترجيح بين الأقوال، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 06:41]ـ
أخي الكريم: عدنان: تقول:
(الأخ سليمان وفقك الله أنت تقول إنَّ لديك تقديرًا للهيئة وعلمائها، لا تقديسًا أوما يشبهه، وهل خالفك في هذا أحدٌ؟)!
نعم .. خالفتني أنت! بقولك: ((بارك الله فيكم أرى أنَّ بعض "طلبة العلم" وليس العامة! يعطون هالة أكبر من التقديس لهيئة كبار العلماء لا يرضونها هم لأنفسهم).
ماالداعي لها في هذا المقال؟
هل رأيت تقديسًا مني أو من غيري؟
أرجو ذكره بوضوح.
إن .. لا
فلماذا إقحام التقديس؟!
وفقك الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:30]ـ
الشيخ عدنان يقصد يا شيخ سليمان أنه لا يخالفك في تقدير الهيئة ... ويخالف آخرين في تقديسها .. هل أنت من الآخرين -عنده- أم لا (؟) الله أعلم ....
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:30]ـ
حسنًا يا أخي الكريم ... هل يمكنك أن تشرح لي مقصودك من هذه العبارات التي يظهر فيها تلميحات غريبة في تناول الخلاف، والتي حمَّرت عليها ووضعت عليها خطًّا.
إن كنتَ تقصد مسألة توسيع المسعى .. فقد أفتوا بمايدينون الله به، ووضعوا البديل، وهو التوسع في الأدوار العليا، فلا عذر للمستفتي. ولم يخالف إلا عضوان فقط. وأما من تغير رأيه فاللوم عليه. أما صاحب الديانة والعلم فقد بقي على فتواه.
...
هذه ممكن تجدها عند الدعاة العصريين .. أما أمثال الشيخ الفوزان والغديان .. فالأمر (((دين)))، وليس مجرد مجاملات ..
/// هل يفهم من كلامك أن من تغيَّر عن فتواه ((من علماء الهيئة)) الذين تقول إنَّ القضيَّة عندهم فيها دين وليست مجاملات لولاة الأمر =مخطيء؛ فلمَ؟ ألأنَّه لم يجامل بقيَّة أعضاء الهيئة؟ أو لأنَّه زعزع أركانها بالتراجع؟! أم ماذا تريد منه أنْ يفعل؟ ثم الذين ثبتوا على الفتوى الأمر عندهم أمر دين .. حسنًا والبقيَّة ((من الأعضاء = العلماء)) ماذا بهم وبم يوصفون؟
/// وتنبَّه أنَّ المخالف لهم من العلماء، وبعضهم من الأعضاء في الهيئة، وبعضهم تراجع، وليس مَن خالفهم من غوغاء الناس ودهمائهم أومنحرفيهم أوممَّن لم ترسخ له قدم في علم أوفقه.
/// أليست هذه هي القدسيَّة التي ألمح إليها، يجب على باقي الأعضاء عدم المخالفة ومجاملة الجمهور وإلَّا رُمِي بالمجاملة، ويجب عليهم عدم التراجع عن فتوى (((هي في مسألة خلافيَّة))) وليست قضيَّة عقديَّة أو ... ؟ وإلَّا كان اللَّوم عليه.
/// لا أدري من أحق برميه بالمجاملة وعدم التديُّن إن كانت القضيَّة تهمًا جاهزةً تُكال ((لعلماء)) وليس لدعاةٍ عصرانيين كما يُقال، وفي أي شيءٍ؟ في قضيَّةٍ خلافيَّةٍ، رأى ولي الأمر الأخذ فيها برأي بعض أعضاء الهيئة وليس جمهورهم، وذلك سائغٌ له.
/// مثل هذه التلميحات الواضحة يا أخي الكريم لكل من يقرأ والإخوة شهود ولا عليك بفهمي = هي التي يُفهم منها قضية القداسة المتوهَّمة.
/// ولا عليك بفهمي فقد يصيبه ما يصيب أفهام بني آدم، ولك أن ترجع إلى ما اقتبسته من إلمحاتك الغريبة فتبيَّن لنا مرادك منها، فإنَّها إن صحَّ ما فهمتُه تزعزع الثقة ببعض علماء الهيئة، أعانهم الله جميعًا وسدَّدهم.
/// أعانك الله وسدَّدك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 10:01]ـ
/// أريد أن أصل إلى نتيجةٍ بين اتجاهين، كلاهما يصل إلى نتيجة مغايرة عمَّا أريد بيانه، وهي عدم زعزعة أركان هيئة كبار العلماء.
/// فلا ثَمَّ زعزعة، ولا استهانة بها، إذ ما الذي يزعزعها ويهوِّن من شأنها إذا فُهم الأمر على الخلاف المتقدِّم ذكره.
/// أما المبتدعة والدهماء المغرضون فليسوا بحاجةٍ إلى اختلاف الهيئة أواجتماعها أوترك ولي الأمر الأخذ بفتوى جمهورها ليطعنوا فيها وفي قدر علمائها.
/// خطأ من أخطأ وعدوان من اعتدى لا يمنعنا من بيان الطريقة السليمة في التعامل مع مثل هذا الخلاف.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 10:02]ـ
يعتذر كثير من العلماء عن الانضمام إلى الهيئات الرسمية إيمانا منهم بأن هذا الانضمام يفرض عليهم الالتزام بسلوكيات دقيقة حيث لا يعود تمثيلهم مقصورا على أنفسهم بل يمثلون مجموع أعضاء هيئتهم ويحملون من مسؤلية الكلمة ما لا يحمله العالم الذي يمثل نفسه وحسب.
بل هناك سبب أهم من هذا يا فضيلة الدكتور أعني في تمنع بعض الثقات الراسخين في العلم
وهو ما عبر عنه الإمام الجبل سفيان الثوري بقوله: ويحك إني لا أخاف من إهانتهم ولكن أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم
ولا يرتاب عاقل أن العمل الرسمي يسلب صاحبه -إلا في النادر-شيئا من الاستقلالية .. ويتفاوت ذلك بتفاوت التقوى والورع
ومن يقتحم الحريق فلابد أن يصيبه شيء من الدخان .. مهما حاول الاحتراز
ولذلك رأينا من هؤلاء غفر اللهم لهم من يحرّم ما سماه "الخطب السياسية" .. ومنهم من يقول إذا سئل عن أمر يتعلق بالجهاد الواقعي ونحوه: لا تدخلنا في السياسة ..
ومن جميل ما قاله الشيخ سلمان العودة لطلابه يوما: لو رأيتموني تقلدت منصبا رسميا فاحثوا على وجهي التراب ..
فاتصل به أحدهم يوما على برنامج الحياة كلمة .. وقال: ألم تكن تقول لنا كيت وكيت (الكلمة السابقة)
قال: ومازلت عليها .. فهل تحسبني أعمل في الوزارة .. أو شيئا كهذا
لاشك أنه لا يليق بالعالم الرباني ألا يكون حرا مستقلا لا يراعي حين يفتي إلا مرضاة الله سبحانه وتعالى
وأنا أعلم أن هذا الرأي لن يعجب الكثير .. لكنه ليس بدعا من القول في أسوأ الأحوال .. وأرجو ألا يحجر على آرائنا بالحذف
ومهما يكن من مخالفة يبقى المسلك الأورع اجتنابه .. لأن العثرة هنا خطيرة جسيمة ..
وأنا أتعجب بصراحة من كون الدكتور لايريد للخلاف أن يظهر .. فهذا لعمري أشبه بكتمان العلم
وفيه ترجيح قول على قول بغير مرجح .. إذ لابد من ظهور أحد الأقوال وإخفاء المعارض
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 10:13]ـ
بل هناك سبب أهم من هذا يا فضيلة الدكتور أعني في تمنع بعض الثقات الراسخين في العلم
وهو ما عبر عنه الإمام الجبل سفيان الثوري بقوله: ويحك إني لا أخاف من إهانتهم ولكن أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم
ولا يرتاب عاقل أن العمل الرسمي يسلب صاحبه -إلا في النادر-شيئا من الاستقلالية .. ويتفاوت ذلك بتفاوت التقوى والورع
ومن يقتحم الحريق فلابد أن يصيبه شيء من الدخان .. مهما حاول الاحتراز
ولذلك رأينا من هؤلاء غفر اللهم لهم من يحرّم ما سماه "الخطب السياسية" .. ومنهم من يقول إذا سئل عن أمر يتعلق بالجهاد الواقعي ونحوه: لا تدخلنا في السياسة ..
ومن جميل ما قاله الشيخ سلمان العودة لطلابه يوما: لو رأيتموني تقلدت منصبا رسميا فاحثوا على وجهي التراب ..
فاتصل به أحدهم يوما على برنامج الحياة كلمة .. وقال: ألم تكن تقول لنا كيت وكيت (الكلمة السابقة)
قال: ومازلت عليها .. فهل تحسبني أعمل في الوزارة .. أو شيئا كهذا
لاشك أنه لا يليق بالعالم الرباني ألا يكون حرا مستقلا لا يراعي حين مرضاة الله سبحنه وتعالى
وأنا أعلم أن هذا الرأي لن يعجب الكثير .. لكنه ليس بدعا من القول في أسوأ الأحوال .. وأرجو ألا يحجر على آرائنا بالحذف
ومهما يكن من مخالفة يبقى المسلك الأورع اجتنابه .. لأن العثرة هنا خطيرة جسيمة ..
وأنا أتعجب بصراحة من كون الدكتور لايريد للخلاف أن يظهر .. فهذا لعمري أشبه بكتمان العلم
وفيه ترجيح قول على قول بغير مرجح .. إذ لابد من ظهور أحد الأقوال وإخفاء المعارض
والله المستعان
/// ماذا تقترح يا أخي الكريم (أبوالقاسم) أن يخلي أهل العلم المجال لغيرهم ممَّن قد لا يكونوا خيرًا من هؤلاء، ثم العمل عند ولي الأمر لا يتنافى مع الاستقلاليَّة، إذ هل أخذت عليهم تعهدات بعدم مخالفته في هواه؟!
/// وأيضًا .. إنَّ في ظهور هذا الخلاف الآن -والله- لأكبر دليل على استقلاليَّة الهيئة من تبعة وليِّ الأمر كما يطعن فيها.
/// من الجهتين، جهة من وافق ولي الأمر؛ إذ لم يوافقه لهوىً ولا لحاجة دنيويَّة بفقرٍ ونحوه ولا غير ذلك، ولا من جهة من خالف رأيه فيها، وهم الأكثريَّة.
/// وكم تظهر عقيب بعض (الفتن) حكمًا تنبئك بتقدير العليم الحكيم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 10:31]ـ
هذه ليست نازلة يا شيخ .. والجدل المثار حولها مبالغ فيه ..
والخلاف فيها محتمل من قبل من يتصور منعهم .. بخلاف أشياء أخرى
وإلا فثم أمور كثيرة .. لايسمح لهم أصلا بالخوض فيها .. وهذا معروف ومشاهد بل ملموس بالمعاينة
وهذا في كل الهيئات الرسمية في العالم الإسلامي
وسأضرب لك مثالا: سأل أحدهم أحد الكبار عن مقاطعة الدينمارك وقال في سؤاله:أنتم علماء الأمة فلماذا لا تحثون المسؤولين على كذا وكذا .. ؟
فتلون وجهه .. وبدى عليه الحرج .. وقال: هذه اتفاقات دولية وهم معذورون!
لكن نحن ندعو الشعوب للمقاطعة
وقس عليه
ومهما حملت هذا الكلام على محامل الحسن .. فإنك لن تستطيع تسجيل هذا الجواب
في صفحات الفخار والعز إذا أردت التمثيل بمواقف العلماء الربانيين
وطبعا جوابه لا يخفى على منصف
أنه غلط محض وانهزامية واضحة .. إذ لو كان ثم اتفاقات جدلا فهي ليست ممتنعة النقض حين تنتهك حرمات الإسلام
وكل ما يقال عن أضرار .. خطاب ليبرالي من المؤسف أن يتقلده بعض المشايخ
فهذا عمر البشير .. رئيس السودان .. مثلا .. قرر منع دخول الدينماركيين للسودان
بعد قصة الرسوم السخيفة .. ولم يفقد كرسيه .. ولا افتقر اقتصاده .. بل أحبه كثير ممن كان يبغضه فازداد كرسيّه ثباتا ..
والله الهادي
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 11:50]ـ
لا أدري والله كيف ولماذا أصبح يهون علينا الطعن في أكابر العلماء على هذا النحو!
ألم يكن الشيخ ابن باز رحمه الله صاحب منصب، بل رئيسا لتلك الهيئة الرسمية؟؟
ألم يكن غيره الكثيرون من أكابر علماء الأمة الأحياء منهم والأموات و لا يزالون أعضاءا في تلك الهيئة الرسمية؟؟
فهل تسحب طعنك هذا على هؤلاء جميعا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي الكريم مثل العالم صاحب المنصب من ولي أمره كمثلك أنت من أبيك! قد تنصحه وقد تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، لكن هل لك أن ترغمه أو تجبره على قبول كلامك والعمل به؟ ولو أن العالم شدد على ولي الأمر النكير في مسألة ما، ثم لما لم يجد منه استجابة انسحب واستقال من منصبه، فما كان من ولي الأمر اذ ذاك الا أن خلا السبيل بينه وبين قوم مفسدين فزينوا له أن يضع في مكانه من يوافق هواه ولا يأمره بالمعروف ولا ينهاه عن المنكر، فهل هذا خير للبلاد والعباد؟ أم الخير - اذا كان العالم يرى أن ولي الأمر فيه شيء من الخير وفيه بالجملة استجابة لكلام العلماء واحترام لهم - هو في أن يبقى في ذلك المنصب، حتى وان لم يتمكن من نهيه عن بعض المنكرات بعينها، ولم يستجب له ولي الأمر في بعض ما يقول؟؟ الحال في زمان السلف كان على خلاف الحال اليوم أيها الفاضل! فلم يكن عندهم هيئات رسمية ولا وسائل اعلام تأكل أحلام الخلق وتفسد على الناس، ولا جمعيات حقوق انسان ومنظمات دولية واتفاقات ومعاهدات وجهات شتى تتآمر ليل نهار لاخضاع ولي الأمر لها! فهذا المنصب، اما أن يشغله رجل رباني من يحاول الاصلاح ما استطاع، وهو على دراية بحال ولي الأمر من غيره، وبما يحيط به من مكر الماكرين، وعنده نظر بعيد في اصلاحه وتوجيهه، واما أن يشغل المنصب من لا يتقي الله في المسلمين ولا في ولي أمرهم، ولا يريد الا المنصب والوجاهة وارضاء ولي الأمر!! وأنا ظني أنه لم يكن في أعضاء تلك الهيئة يوما ما، عالم سوء أو عالم بلاط ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل!
فكلامك عن تأثير المنصب على العلماء غير محرر في حالتنا هذه لأنه ليس حكام المسلمين جميعهم على درجة واحدة من القرب والبعد من الدين، ومن قبول كلام العلماء الرانيين .. وبالتالي فليس تأثير ذلك المنصب في كل بلاد المسلمين على درجة واحدة، ومواقف العلماء فيما يفتون به وما يقولون، الحكم عليها لا يكون بالظن والتعميم الفاسد، ولا باتهام السرائر، وانما بارجاع كلامهم الى الدليل!
ولو تأملت في المثال الذي ضربته هذا، لما سأل السائل العالم الكبير وقال له لماذا لا تأمر ولا تنهى ولي الأمر بكذا وكذا، هذا سؤال مبناه سوء الظن أصلا! ما يدريك أن أحدا من أكابر العلماء أصحاب المناصب في الهيئة لم يأمروا ولي الامر ولم ينهوه؟؟ ثم هل تتوقع أن يقول لك نعم لقد أمرناه ولكنه أبى وعاند وخالف كلامنا؟؟؟ ماذا تتوقعون من العالم جوابا على هذا السؤال بالله عليكم؟؟ نعم ربما لم يكن من الحكمة أن يتلمس العذر لولي الأمر في ضعف موقفه، وهذا قد نتناقش فيه لنر أي رد يكون هو الأصوب في تلك الحالة، ولكن العالم - وكما نقلت أنت - لم يفته توجيه الرعية الى ما غلب على ظنه أنه الخير والصواب ..
فلماذا نسارع باتهام أهل العلم والفضل وتلهبنا الحماسة ضدهم ونحن أحوج ما يكون اليهم والى علمهم والى - وهو المهم - أن يكونوا هم المتقلدين لتلك المناصب، لا غيرهم ممن لا يشهد لهم أحد بديانة ولا علم؟؟؟
أرجو ألا تفهم كلامي هذا على أنه تذرع لمذنب أو تهاون في بيان الحق، معاذ الله .. وانما أريد الانصاف، وأقرر أصلا أخشى أن يندرس في نقاشنا هذا، ألا وهو حسن الظن بالمسلمين عامة، وبالعلماء خاصة، وبأكابرهم بوجه أخص ..
بارك الله فيكم وألهمني واياكم القول السديد.
شيخ عدنان، بارك الله فيكم، تقولون أن الحاكم له مساغ - في هذه النازلة نازلة المسعى - في أن يأخذ بقول القلة من علماء الهيئة وليس الكثرة .. ولكن يا شيخ ألم يكن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما، اذا جمع الواحد منهم الصحابة في مسألة يستشيرهم فيها، ولم يكن له فيها من نظر، نزل على قول الأكثرية منهم؟ واذا كان الحاكم لا نظر له في الأدلة، أليس الأولى في حقه والأتقى لله أن يأخذ بقول الأكثرية ممن جمعهم للمشورة، لأن الكثرة وان لم تكن عند المقلد دليلا، الا أنها قرينة ترجيح؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 12:38]ـ
/// حيا الله أخانا الفاضل أبوالقاسم ..
/// ليكن كلامي عامًّا دون محاورتك فإنِّي أعلم وجهة نظرك في مثل هذه المواضيع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
/// لستُ أدافع عن ولي أمر ولا غيره ولا مصلحة لي في ذلك حتى لا تثار النغمة المعهودة والتُّهمة الجاهزة، إمَّا بغفلةٍ أوبعمالةٍ ومصلحةٍ!، ولكنِّي أتكلَّم بلسان العقل في النَّظر في الأمور بميزان العدل، وأرجو من يخاطبني أن ينقض حُجَّتي بمثلها ويحتفظ بخطبه الهجوميَّة لنفسه.
/// المقاطعة الكلام فيها يطول الآن، ولكنَّ تبعيَّة المسلمين في اقتصادهم لغيرهم لازمٌ لهم، وليس الحلُّ بالعمل الارتجالي على الصَّعيد السياسي مجديًا نفعًا على قولٍ واحدٍ، وهب أنَّ بعض من يدعو الشعوب إلى المقاطعة ولِّي أمر إدارة شركة لا أمَّة وشعب ودولة فرأى تدافع المصالح والمفاسد في التعامل مع بعض ما يعرض على الشركة، مع حماس أفراد الشركة في محاولة حمله على ما يرونه خيرا، فخالف رأيهم وعمل بعد استشارة مستشاريه -أيًّا كان حال نصحهم له- فأشار إلى ما هو أصلح له فعمله فلا لوم عليه.
/// وأنا أخاطب -بالعقل والواقع المرير للأمَّة- هؤلاء المتحمِّسين لجدوى المقاطعة الحكوميَّة وكأنَّها واجبٌ فرض لازمٌ دون نظر إلى مصالح الأمَّة والمفاسد المترتبة عليها هل يستطيعون مقاطعة جميع دول أوربا لو كانت كلمتها واحدة في موضوع الرسوم السخيفة؟! ماذا لو انضمَّت إليهم اليابان مثلًا؟! وأمريكا؟!
/// هل تقدرون على ترك فللكم وسياراتكم، وإن قدرتم أنتم فهل تقدر عليه كثير الشعوب الغارقة في شهواتها، التي تجمعها خطبة حماسية ويفرِّقها عصا.
/// وتأمَّلوا لو كانت عواقب المقاطعة العامَّة على أمرٍ ذي بالٍ لا يمكن دفعه بالتَّجاهل لهؤلاء الحقيرين والشجب وتوجيه العامَّة ونحو ذلك ممَّا يماثل تصرُّفهم =لكان للمسلمين قدرةٌ على تحمِّلها، كحال أهل غزَّة المستضعفين، ما حصلت لهم المجاعة والحصار وقطع الوقود إلَّا على مساومة وأمر ذي بالٍ، ومع ذلك فالغليان موجود في الشارع والتململ لو شاء الله قد ينتج أمرًا لايحمد أمره.
/// والكلام على هذه المقاطعة مثالٌ يقاس عليه بقيَّة الأمور.
/// وليس معنى ذلك أنَّنا نعيش في خلافةٍ راشدة، كل أعمالها مسدَّدة موفَّقة، لكن الإنصاف واجبٌ، (ولا يجرمنَّكم)، مع النَّظر بعين العقل إلى المصالح والمفاسد فيما لو كان الأمر بيدك أيُّها المتحمِّس دون جدوى، كحال من أعلن الجهاد عالميًّا وهو لا يقدر على عشر معشار ما دعا إليه، لكنَّها الحماسة غير المنضبطة.
/// والكلام في هذا الصَّعيد يطول جدًّا، مع تلاطم الاتجاهات والفتن في مثل هذه الأمور، والله المستعان.
/// قد أجبت نفسك يا أخي الفاضل أبا الفِداء، قد يكون أتقى وأولى وأفعل، لكنه ليس بواجبٍ، يستشيرهم ثم يرى أقوالهم وينتقى ما هو أرجح عنده من رأيهم.
/// ثم أين أبوبكر وعمر ممَّا نحن فيه الآن!
/// وأمَّا القرينة التي ذكرتها وهي الأكثريَّة فقد تقدَّم أنَّها ليست مقياسًا للحق، لا عند الخاصَّة ولا نطالب به العامَّة، ومنهم ولي الأمر إن كان منهم، ولم تكن له استشارات يثق فيها,
ثم ليست الكثرة عليها عملٌ في مثل هذه الأحوال، خاصَّة إذا علمت أنَّ التَّوارد على الحُجَّة دون تمحيصٍ لها يصيِّرها صاحبة جمهور، في رأي من يخالفهم، فتأمَّل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 12:58]ـ
كان مجرد مثال .. لا غير ..
وأعلم أنك لن تعدم الجواب عليه بمثل الأمر المؤسف الذي أجبت عليه
والله إنه لمؤسف حقا .. فهل غدت تبعيتنا للاقتصاد الدينماركي لازمة!؟
وكيف تنهض الأمم؟
وكأني بك لم تقرأ تاريخا .. ولا أمما نهضت ..
ثم إن المقاطعة المذكورة .. هي رادعة لهم .. والتجارب تخبرنا أنهم ارتدعوا بأقل من ذلك
وبيني وبينك كبار الاقتصاديين والسياسيين الإسلاميين وإليهم المعول في هذا الباب لأنك تدعي
أن أمتنا ستنهار اقتصاديا وتضيع بعد انعتاقها من ذل التبعية للغرب .. هذا ما قد يفهم من كلامك ..
وإقحام المصالح والمفاسد في كل باب حتى على حساب الشرع ومصلحة الأمة نفسها
أصبح صنعة العلمانيين لتبرير مسلسل الانهزام فأعيذك أن توافقهم من غير شعور منك
.. ولا تظن أن كل من خالفك يا شيخ فهو عاطفي أو ارتجالي
ولا تكن عفا الله عنك واثقا جدا من تقريراتك دائما وإن كتبتها بلغة العقلانية ولهجة الحكماء
ثم جوابك على فرض صحته لا يغير من حقيقة حجتي شيئا .. فلو عاينت لوجدت نفسك أجبت على أمر مختلف
وأقول من الحكمة في الجواب .. ألا تمسك هذه الجزئية كأنها الأصل ثم تجعلها المحور!
وأما كلامك المصدر بماذا لو .. فالرد عليه .. "ماذا لو" أخرى أيضا .. لو تدبرت! ولكني لن أقولها
أنا سأنسحب من هذه المناقشة لا مهزوما والعياذ بالله
بل لأمر .. يعلمه الله وحده
وأود أن أنبهك أن الذي سطرتُه ليس رأيا اخترعته من تلقاء نفسي فكان شاذا للحد الذي حفزك على هذا الرد
بل يقول به جميع المشايخ الذي أدرس عليهم .. وكذلك المقاطعة .. وأنت تعرفهم وتجل علمهم وهم ليسوا شخصا واحدا (وهذا ليس من باب الترجيح بالمناسبة .. بل لأخفف من حدتك في الرد قليلا .. لأنك تعرض رأيك كأنه محل إجماع)
ومع هذا فإني أحترم علمك في الحديث خاصة .. لكني أراك تبعد النجعة حين تتكلم في أمور فقه الواقع والنوازل
والسياسة ونحوها
والله يغفر لي ولك
ولك مني الدعاء بإذن الله تعالى دائما وأبدا
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 01:17]ـ
/// وعليكم السلام ..
/// مهلًا مهلًا قد فهمت كلامي على غير مرادي يا أبا القاسم ..
/// لم أقل إنَّ انتعاقنا وعدم تبعيتنا لاقتصاد هؤلاء الكفرة يهوي بنا للجوع والمسغبة والفقر.
/// أنا أتكلَّم عن الأمر الواقع الآن، ولا يمكن تغييره بين عشية وضحاها؛ لأجل الرسوم السخيفة ...
/// المقاطعة ليست هي الحل الجذري ولا الأمثل ولا الأعقل في التصرف مع هؤلاء المهيمنين على اقتصاد العالم.
/// أنا أتكلَّم عن عمل ارتجاليٍّ آنيٍّ ليس إلَّا.
/// وإلَّا فالواجب على الأمَّة القيام بمصالحها من كل الأصعدة، سياسة واقتصادًا وطبًّا وفلاحة و ... الخ.
/// وكنت أتمنَّى منك أن تترك عنك التلميحات ((العاطفية)) بأنِّي أشبه الانهزاميين وال ... ما أدري أيش؟
/// ولم أزعم أنَّ رأيي محلَّ إجماعٍ ولكنك كتبت فرددت عليك، فلم تنسحب وتغضب من ردِّي؟!
/// ثم يا أخي الكريم أنا واثق من كلامي ولذا كتبته، هل تريدني أكتب شيئًا أشكُّ في تقريره، وكذا أحسبك، فهل تبيح لنفسك ما تمنع غيرك منه، إنصافًا على الأقل!
/// ومرَّة أخرى كلَّما رسخت قدم الإنسان في العلم واشتد عوده وصقلته التجارب كلَّما كان أبعد في النظر أفقًا.
/// وكما لا ترضى لنفسك ولا لمن ترضاه من مشايخك أو من هو مثلك بالعاطفي فأمسك لسانك عمَّن خالفك من أهل العلم وأتباعهم الذين تنبزهم ببعض أمرٍ لو تركته وأقبلت على نقض حجَّتهم بمثلها لكان خيرًا لك دنيا وآخرة، (وليست القضية أخوك عدنان البخاري) في الألوكة.
/// وما زلت تخطب في موضوع فقه الواقع وكأنَّ مخاطبيك ههنا جهلة به وإنت من فقتهم فيه .. لكن لا علينا الأمر في الآخر للحُجَّة لا للخطبة.
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 06:31]ـ
يا أخ عدنان النبي صلى الله عليه وسلم أعلن الجهاد عالمياً ووقف في وجه كل أمم الأرض قاطبة جاهراً بعقيدة التوحيد وغائظاً لكل مشرك وكافر ممن ملأ الأرض يومئذ ولو كان الأمر منوطاً بما تقول من أسباب القدرة وعدم الانجرار وراء العواطف لما قامت للدين والجهاد أي قائمة في انتظار إنشاء المصانع النووية في بلادنا وانتظار ثمار التربية الهادئة المتزنة الرشيدة لمدة مائة ألف سنة ضوئية.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 07:22]ـ
ما هذا الكلام؟؟ يا أبا عائدة النبي عليه السلام كان هو ولي أمر المسلمين وكان هو الذي له أن يجيش الجيوش ويطلقها للجهاد في سبيل الله! وهو عليه السلام الذي نهانا عن شق عصا الجماعة وعن الخروج على ولي الامر المسلم! فبأي شيء تطالينا اذا؟ أن نخرج أنا وأنت والأخ عدنان على ولي الأمر - الذي هو المنوط برفع راية جهاد الطلب والغزو في سبيل الله كما لا أظن أنك تجهله - ثم ننطلق بسكاكين المطبخ ونرفع راية الجهاد ونبعث بالسرايا الى أمريكا للجهاد في سبيل الله؟؟؟! يا اخوة تأملوا فيما تكتبون أصلحنا الله واياكم والمسلمين! الأمة كلها اليوم من أكبر بلد الى أصغر بلد، مخترقة مستضعفة، فأي جهاد الذي تطالبون ولي الأمر به في تلك الظروف؟؟ هل خرج النبي عليه السلام في جهاد الطلب الا بعدما استتب له أمر دولته الجديدة في المدينة بعد الهجرة وأعد للجهاد عدته بتمكن وبلا استضعاف، بعد أن مكث مستضعفا وأتباعه ثلاث عشرة سنة كاملة في مكة؟؟
كلامك هذا أخي الكريم هو عين ما وصفة الشيخ عدنان بالحماسة غير المنضبطة!
فان كنتم نصرون على التنقص من علمائكم لظنكم أنهم لا يأمرون ولي الأمر بتقوى الله ما استطاعوا وبالأخذ بأسباب القوة واعداد العدة، ومراعاة المفاسد الراجحة في ذلك، فلم يبق الا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 07:34]ـ
شيخ عدنان، قلتم في شأن الحاكم يستفتي جماعة من العلماء ثم ينتقي من كلامهم قولا دون قول: "يستشيرهم ثم يرى أقوالهم وينتقى ما هو أرجح عنده من رأيهم"
ولكن يا شيخ كيف يرجح عنده قول دون قول وهو ليس أهلا للنظر أصلا؟
يعني لو أتى رجل مقلد بجماعة من العلماء يستفتيهم في مسألة له، وهو لا سبيل له ولا نظر في الأدلة والترجيح، فوقع الخلاف بينهم في حكم تلك المسألة .. فهل الأولى له أن يأخذ بقول أكثر هؤلاء العلماء - وكلهم عنده ثقات - أم أن يأخذ قول أوثقهم في نفسه أيا كان؟ ولو كانت الثانية فما فائدة جمعه لجماعة من العلماء الثقات واستشارتهم اذا؟؟
أرجو مزيد بيان لقصدكم من هذا القول: "أمَّا القرينة التي ذكرتها وهي الأكثريَّة فقد تقدَّم أنَّها ليست مقياسًا للحق، لا عند الخاصَّة ولا نطالب به العامَّة، ومنهم ولي الأمر إن كان منهم، ولم تكن له استشارات يثق فيها,"
نعم أقر بأنها ليست مقياسا للحق، ولكن هل أفهم من كلامكم بمفهوم المخالفة أنه لو كان لولي الأمر استشارات يثق فيها، ساغ أن نطالبه بالأخذ برأي الأكثرية ممن يستشيرهم؟ وان لم تكن تلك هي صفة الهيئة بالنسبة له فما هو الغرض من وجودها ومن استشارتها أصلا؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 10:14]ـ
/// كان عندنا موضوع وتشعَّب الآن إلى فروعٍ كثيرة .. !
/// الأخ أبوعائدة .. أعلن النَّبِيُّ (ص) الجهاد عالميًّا متى؟ عندما نُبِّيء بإقرأ، نزل من الغار وأعلن الجهاد مباشرة، أو عندما كان خبَّاب بن الأرتِّ يشكو إليه ضعف الضعفة؟
/// يا أخي الكريم لا أحد يدعو إلى الركون ولا أحد يدعو إلى ترك مناجزة هؤلاء الكفرة الباغين، لكن القضيَّة قضيَّة البحث عن الطريقة المناسبة والمجدية والموافقة لسُنَّة الله الكونيَّة والموافقة لهدي خير البريَّة.
/// كلامك وبعض الناس يصلح للمنظَّمات الثوريَّة التي يقوم أمرها على الثورات، بلا زمام ولا خطام، وللأسف الشديد.
/// سألفت أذهانكم إلى قِصَّة عظيمةٍ من قصص السِّير، من حديث البخاري رحمه الله في صحيحه:
3 ـ ما حصل عام الحديبية حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم الصلح مع قريش ((فجاء سهيل بن عمرو – رضي الله عنه - فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتاباً، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هي، ولكن اكتب باسمك اللهم، كما كنت تكتب.
فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم.
ثم قال: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله.
فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، أكتب محمد بن عبد الله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به.
فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل، فكتب.
فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل - وإن كان على دينك - إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً.
فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين.
فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا لم نقض الكتاب بعد.
قال: فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأجزه لي.
قال: ما أنا بمجيزه لك.
قال: بلى فافعل.
قال: ما أنا بفاعل.
قال مكرز: بل قد أجزناه لك.
قال أبو جندل: أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً، ألا ترون ما قد لقيت، وكان قد عذب عذاباً شديداً في الله.
قال: فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ألست نبي الله حقاً؟!!
قال: بلى!
قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟!!
قال: بلى!
قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟!!
قال: إني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولست أعصيه، وهو ناصري.
قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟!
قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟
قال: قلت: لا.
قال: فإنك آتيه ومطوف به، قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر: أليس هذا نبي الله حقاً؟
قال بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟
قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟
قال: أيها الرجل إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق.
قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟!!
قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟
قلت: لا.
قال: فإنك آتيه ومطوف به.
قال الزهري: - قال عمر: - فعملت لذلك أعمالاً.
قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا.
قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك.
فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً ... )). صحيح البخاري، الفتح (5/ 388 ـ 392).
وتأمَّلُوا معي هذه العِبَر لتكون إضاءةً لبعض الحماسييِّن:
1 - النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه يُردُّون عن البيت، وإقامة شعيرة ونسك، وهذه من إحدى الكبر عند العرب في جاهليَّتها.
2 - النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم تُملى عليه شروطٌ مجحفةٌ ظالمةٌ غير عادلة، حتى صيغة ولغة المعاهدة، (باسمك اللهم، محمد بن عبدالله)، وإنكار نبوَّته وإنكار اسم الرحمن؟!
3 - من شروط المعاهدة: المسلمون من قريش يطردون من عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم (عدم قبول اللجوء)، والمرتدون منهم لا يردُون إليه! اتفاقيَّة أمنيَّة غريبة ظالمة!
4 - خُلِّي بين أبي جندل وبين قريش، مع كونه ألقى بنفسه بين أيديهم وعُذِّب قبل ذلك عذابًا أليماً، وأنا أسأل: ماذا لو كان الذي قام بتسليم أبي جندل لقريش اليوم من ولاة الأمر وعلى نفس طريقة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم لا على محاربة للإسلام؟
5 - لم يستقبل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّم بعد ذلك في المدينة أبابصير وكل من جاء مثله، وعتب عليه بأنَّه: (مسعر حرب)، يعني: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم لم يكن يريد نقض العهد والحرب لأجل أبي بصير ومن معه من المسلمين.
6 - بايع الصحابة بيعة الموت تحت شجرة الرضوان، وكان عددهم كافيًا لقتال قريش ومناجزتها، وكانوا مهيئين نفسيا لذلك لأجل بيعة الموت، وعندهم للعرب وباقي القبائل حُجَّة ظاهرة وهي منعهم من البيت وصدُّهم عنه =ومع ذلك لم يقاتلهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّم.
7 - انظروا لموقف عمر ولموقف أبي بكر، عمر يقول: ألسنا على الحق .. بلى، أليسوا على الباطل .. بلى، فلم نعطي الدنيَّة في ديننا، ثم عمل بعد ذلك لأجل معارضته أعمالًا.
8 - لم يكن ترك قتال قريش والرضا بهذه المذلَّة في معاهدة جائرة ظالمة في العهد المكي، ولا عقيب غزوة أحد حين أصابهم القرح، ولا في يوم الأحزاب حيث بلغت القلوب الحناجر، فكيف لو كان الأمر حينذاك؟ بل كيف لو كان الأمر الآن وحال المسلمين حالهم المعروف.
9 - القضية وما فيها التزام بأمر الله ووعده، ونظر إلى المصالح والمفاسد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 10:48]ـ
/// الأخ الكريم أبوالفداء .. أقصد أنَّ ولي الأمر في غالب الظن لم يأخذ برأي من رأى التوسعة إلا بناء على استشارات مسبقة عن الفتاوى المتضادة وعن غير ذلك.
/// ومعلوم أنَّ الأمر لا يقضى بالسهولة التي يفهمها بعض الإخوة.
/// فلو كان ولي الأمر لا يحسن النظر في الفتاوى المتضادة بالجواز والمنع، ثم استشار مستشاريه الشرعيين في النظر فأشاروا عليه بما أخذ به فلا عتب إذن.
/// أقول هذا على سبيل إحسان الظن والمعهود من إجرائهم الأمور على الاستشارات في كل المجالات.
/// وإلَّا فإنَّ أمر فعل وليِّ الأمر ههنا لا يعنيني الآن، الأمر عندي قضية موقف الداعية أوطالب العلم أوالعامي من فتاوى متضادة، بين الهيئة وغيرهم، سواء كانوا من داخلها أومن خارجها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 11:11]ـ
يا أخي الكريم مثل العالم صاحب المنصب من ولي أمره كمثلك أنت من أبيك! قد تنصحه وقد تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، لكن هل لك أن ترغمه أو تجبره على قبول كلامك والعمل به؟ ولو أن العالم شدد على ولي الأمر النكير في مسألة ما، ثم لما لم يجد منه استجابة انسحب واستقال من منصبه، فما كان من ولي الأمر اذ ذاك الا أن خلا السبيل بينه وبين قوم مفسدين فزينوا له أن يضع في مكانه من يوافق هواه ولا يأمره بالمعروف ولا ينهاه عن المنكر، فهل هذا خير للبلاد والعباد؟ أم الخير - اذا كان العالم يرى أن ولي الأمر فيه شيء من الخير وفيه بالجملة استجابة لكلام العلماء واحترام لهم - هو في أن يبقى في ذلك المنصب، حتى وان لم يتمكن من نهيه عن بعض المنكرات بعينها، ولم يستجب له ولي الأمر في بعض ما يقول؟؟ الحال في زمان السلف كان على خلاف الحال اليوم أيها الفاضل! فلم يكن عندهم هيئات رسمية ولا وسائل اعلام تأكل أحلام الخلق وتفسد على الناس، ولا جمعيات حقوق انسان ومنظمات دولية واتفاقات ومعاهدات وجهات شتى تتآمر ليل نهار لاخضاع ولي الأمر لها! فهذا المنصب، اما أن يشغله رجل رباني من يحاول الاصلاح ما استطاع، وهو على دراية بحال ولي الأمر من غيره، وبما يحيط به من مكر الماكرين، وعنده نظر بعيد في اصلاحه وتوجيهه، واما أن يشغل المنصب من لا يتقي الله في المسلمين ولا في ولي أمرهم، ولا يريد الا المنصب والوجاهة وارضاء ولي الأمر!! وأنا ظني أنه لم يكن في أعضاء تلك الهيئة يوما ما، عالم سوء أو عالم بلاط ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل!
......
/// بارك الله فيكم يا أخي الكريم أباالفداء ... بعض الناس يعتقد أنَّ العلماء لا بد أن ينشروا مناصحاتهم لولاة الأمر على المنابر والعامة، بطريقة فيها فضيحة وإهانة للأمير.
/// وأنَّه يجب على المنصوح أن ينقاد للنصيحة حالًا .. وإلَّا؟!
/// ثم يظنُّ البعض أيضًا أنَّ كل من يناصح الولاة أويدخل عليهم أويشير عليهم أنَّه موافقٌ لهم جملة وتفصيلًا على ما يسيسون به العامة من السياسات.
/// في البخاري من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة قال: قيل لأسامة [يعني ابن زيد بن حارثة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -]: ألا تكلِّمُ هذا؟ [يعني: عثمان بن عفَّان في بعض ما شكاه الناس في خلافته] قال: قد كلمتُهُ، ما دون أن أفتح بابًا أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرًا على رجلين أنت خير، بعد ما سمعت من رسول الله (ص) يقول: يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 03:17]ـ
وعليكم السلام ..
مهلًا مهلًا قد فهمت كلامي على غير مرادي يا أبا القاسم ..
لم أقل إنَّ انتعاقنا وعدم تبعيتنا لاقتصاد هؤلاء الكفرة يهوي بنا للجوع والمسغبة والفقر.
أنا أتكلَّم عن الأمر الواقع الآن، ولا يمكن تغييره بين عشية وضحاها؛ لأجل الرسوم السخيفة ...
لم أطالب بتغيير واقع الأمة كله بين عشية وضحاها .. وكلامكم فيه تضخيم ..
والاعتبار من التجارب والتاريخ أمر واجب والله ذم من يتنكب هذا
المقاطعة ليست هي الحل الجذري ولا الأمثل ولا الأعقل في التصرف مع هؤلاء المهيمنين على اقتصاد العالم.
أنا أتكلَّم عن عمل ارتجاليٍّ آنيٍّ ليس إلَّا.
لم يدع أحد أنها الحل الوحيد .. بل هي من الحلول ..
ولو كان عندي فائض وقت لبينت لك بالتقارير أن ما تقوله غير صواب أبدا .. وهو مخالف للبداهة
وإلَّا فالواجب على الأمَّة القيام بمصالحها من كل الأصعدة، سياسة واقتصادًا وطبًّا وفلاحة و ... الخ.
هذا كلام نظري يقوله الجميع .. لكن عند محاولة تطبيق بعض الأمور .. نجابه بالتثبيطات و"لا نستطيع" وأخواتها ..
وأذكرك بأن الأمة أحط عصورها وأضعفها لما نفضت عنها غبار الوهم والوهن .. سادت من بعد ذل .. ونحن لم ننتصر قط بقوة عتاد وعدة .. بل كانت أقوى المنعطفات التاريخية ونحن أضعف جندا وأقل عددا .. وأبعد ما نكون في عرف الكثير من أهل"لا نستطيع" عن النصر من واقعنا الحالي
وكنت أتمنَّى منك أن تترك عنك التلميحات ((العاطفية)) بأنِّي أشبه الانهزاميين وال ... ما أدري أيش؟
هذا ليس تلميحا .. بل قلت صراحة إنك توافقهم في بعض الآراء من حيث لا تشعر .. ولا أشبهك بهم على سبيل سوء النية .. معاذ الله تعالى .. وهذا وارد .. وقد رأيت بعض المشايخ من يشدد في مسألة فلما سنّ قانونا .. أصبح يلتمس كل المعاذير
وترى بعضهم سبحان الله لا يعجز عن استجلاب مصطلحات الأصول لتفسير رجوعه القهقرى ..
اتصل أحدهم على شيخ فشكى له من صعوبة زواجه من إحدى "الأجنبيات" (!!) .. (ويعني بها المسلمة التي تتحدر في الأصل ولو بجدها السابع من خارج الجزيرة) .. فقال له الشيخ: عليك ببنت بلدك أحسلك .. واش عليك من غيرها .. إلخ ..
ثم خرّج القضية على أنه من تقييد المباح .. إلخ
(هل هذا جواب عالم يشار له بالتعظيم بله التقديس من بعضهم؟)
ولم أزعم أنَّ رأيي محلَّ إجماعٍ ولكنك كتبت فرددت عليك، فلم تنسحب وتغضب من ردِّي؟!
انسحبت أيها الشيخ الكريم .. لسبب وجيه .. فصدّق إن شئت أو كذّب والله على ما أقول شهيد .. ويفترض بك أن تكون مستوعبا لذلك .. فقد ألمحت أن زيادة العلم تصقل المرء ريثا وروية وحكمة ..
وليس الأمر مختزلا بأنك تعرف "آرائي" في هذا الأمر ..
ثم يا أخي الكريم أنا واثق من كلامي ولذا كتبته، هل تريدني أكتب شيئًا أشكُّ في تقريره، وكذا أحسبك، فهل تبيح لنفسك ما تمنع غيرك منه، إنصافًا على الأقل!
هذه أوافقك فيها .. لكن لا أطالبك بكتابة شيء تشك فيه ..
ومرَّة أخرى كلَّما رسخت قدم الإنسان في العلم واشتد عوده وصقلته التجارب كلَّما كان أبعد في النظر أفقًا.
صحيح .. ولكن النظر في هذه القضايا يتطلب منك أن تقرأ في السياسة والقانون والأوضاع الدولية والاقتصاد .. وليس مجرد التماس معاذير بدافع الغيرة .. فنحن نحب العلماء لكن لا نقدسهم .. من حبنا نغضب إذا زلوا ..
وحاصل ردودكم وعامة من يوافقونكم .. الدفاع عن الأشخاص .. دون تمحيص أصل القضية .. وأنا لا أعلم شيخا معتبرا .. يجادل في مسألة المقاطعة مثلا ..
وكما لا ترضى لنفسك ولا لمن ترضاه من مشايخك أو من هو مثلك بالعاطفي فأمسك لسانك عمَّن خالفك من أهل العلم وأتباعهم الذين تنبزهم ببعض أمرٍ لو تركته وأقبلت على نقض حجَّتهم بمثلها لكان خيرًا لك دنيا وآخرة،
اتهامك إيانا بالعاطفة .. ليس حجة .. هو مجرد سبة وتسرع تدندن عليه دائما
أما قولي إن الأولى كيت وكيت فهو مدعوم بالأدلة .. ولي فيه من كلام السلف سالفة .. ومن كلام العلماء الثقات المعاصرين خبر
وبالمناسبة كنت أود لو فهمتم بعض تلميحاتي لكن الواضح من الرد غير ذلك ..
أخيرا .. استعملتم وفقكم الله صيغة كلما -كلما .. وكلما فيها معنى الشرط .. فلا تدخل على الجواب .. كما لا يخفاكم إن شاء الله تعالى
غفر الله لي ولكم .. وعفا عني وعنكم
وإذا لم أرد فأرجو التماس عذر بشيء من حسن الظن
والسلام عليكم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:14]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم ألف بين قلوب طلاب العلم
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 07:46]ـ
إخوتي الأحبة: الذي دعاني إلى نشر الموضوع في هذا المجلس: رغبتي في أن يفهم جيدا ويناقش مناقشة علمية لكن الذي حصل أن الأخوة شرقوا وغربوا وتركوا المقال جانبا وهذا مدعاة كبرى للأسف
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 03:13]ـ
/// يرفع ليراه الشيخ سليمان الخراشي ..
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي
إن كنتَ تقصد مسألة توسيع المسعى .. فقد أفتوا بمايدينون الله به، ووضعوا البديل، وهو التوسع في الأدوار العليا، فلا عذر للمستفتي. ولم يخالف إلا عضوان فقط. وأما من تغير رأيه فاللوم عليه. أما صاحب الديانة والعلم فقد بقي على فتواه ....
هذه ممكن تجدها عند الدعاة العصريين .. أما أمثال الشيخ الفوزان والغديان .. فالأمر (((دين)))، وليس مجرد مجاملات ..
حسنًا يا أخي الكريم ... هل يمكنك أن تشرح لي مقصودك من هذه العبارات التي يظهر فيها تلميحات غريبة في تناول الخلاف، والتي حمَّرت عليها ووضعت عليها خطًّا.
/// هل يفهم من كلامك أن من تغيَّر عن فتواه ((من علماء الهيئة)) الذين تقول إنَّ القضيَّة عندهم فيها دين وليست مجاملات لولاة الأمر =مخطيء؛ فلمَ؟ ألأنَّه لم يجامل بقيَّة أعضاء الهيئة؟ أو لأنَّه زعزع أركانها بالتراجع؟! أم ماذا تريد منه أنْ يفعل؟ ثم الذين ثبتوا على الفتوى الأمر عندهم أمر دين .. حسنًا والبقيَّة ((من الأعضاء = العلماء)) ماذا بهم وبم يوصفون؟
/// وتنبَّه أنَّ المخالف لهم من العلماء، وبعضهم من الأعضاء في الهيئة، وبعضهم تراجع، وليس مَن خالفهم من غوغاء الناس ودهمائهم أومنحرفيهم أوممَّن لم ترسخ له قدم في علم أوفقه.
/// أليست هذه هي القدسيَّة التي ألمح إليها، يجب على باقي الأعضاء عدم المخالفة ومجاملة الجمهور وإلَّا رُمِي بالمجاملة، ويجب عليهم عدم التراجع عن فتوى (((هي في مسألة خلافيَّة))) وليست قضيَّة عقديَّة أو ... ؟ وإلَّا كان اللَّوم عليه.
/// لا أدري من أحق برميه بالمجاملة وعدم التديُّن إن كانت القضيَّة تهمًا جاهزةً تُكال ((لعلماء)) وليس لدعاةٍ عصرانيين كما يُقال، وفي أي شيءٍ؟ في قضيَّةٍ خلافيَّةٍ، رأى ولي الأمر الأخذ فيها برأي بعض أعضاء الهيئة وليس جمهورهم، وذلك سائغٌ له.
/// مثل هذه التلميحات الواضحة يا أخي الكريم لكل من يقرأ والإخوة شهود ولا عليك بفهمي = هي التي يُفهم منها قضية القداسة المتوهَّمة.
/// ولا عليك بفهمي فقد يصيبه ما يصيب أفهام بني آدم، ولك أن ترجع إلى ما اقتبسته من إلمحاتك الغريبة فتبيَّن لنا مرادك منها، فإنَّها إن صحَّ ما فهمتُه تزعزع الثقة ببعض علماء الهيئة، أعانهم الله جميعًا وسدَّدهم.
/// أعانك الله وسدَّدك.
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 06:03]ـ
(ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجائتهم البينات)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 08:17]ـ
مشكلة بعض طلبة العلم لدينا أصلحهم الله أن مقياس العالم الرباني التقي الورع هو من يوافق رأيه، وهذا ما تلحظه جليا في هذا الحوار البائس، أما أن يجعل رأيه تبعا له ويعذر المخالف فهذا يكاد يكون من المستحيلات.
مهلا طلبة العلم، دعوا الهيئة وشأنها، بل دعوها وولي الأمر وفقه الله، فهم أهل البيت وهم أدرى بما فيه.
وأقول بكل صراحة مرة: الهيئة ليست بحاجة إلى دفاعكم إذا كان هذا نمطه، رليست بحاجة لنقدكم إذا كان هذا منهجكم.
انصرفوا راشدين لما ينفعكم ودعوا المسائل الكبار للكبار وفقكم الله للسداد
ـ[روعة الخاطر]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:51]ـ
اعتقد الامور هذه ليس فيها مجال لنقاش الاداخل اروقة دار الافتاء فهم اعلم بالحال ..........
وفق الله علمائنا واعانهم ويسر لهم فهم في حالة لايعلمها الا الله ............. (من ملاحظة احدى الاقارب من الاعضاء في اللجنه)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 11:00]ـ
/// أصل النقاش ههنا لم يكن إلَّا للكلام عن الموقف الصَّحيح من علماء هيئة كبار العلماء، وغيرهم، ممَّن هم في العلم والفضل مثلهم أويقاربونهم، والخلاف الذي قد يقع بينهم.
/// وأمَّا ما تتابع فهو لا يخلو من فائدة.
ـ[ولد برق]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 11:39]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك ياشيخ سليمان و جزاك الله خيرا
ما أسعد الرافضة لو يطلع من أتباع هذه الدعوة من يطعن في كبارها
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 04:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حول مقالتي عن هيئة كبار العلماء
بعد نشر مقالتي هيئة كبار العلماء مهددة من داخلها وصلني كثير من اللوم والتقريع والانتقاد إما عبر الاتصال المباشر أو عبر التعليق على المقال في مواطن نشره , وكنت عند كل نقد يبلعني أعود إلى مقالي بالقراءة , فأجد أن المقال بريء من أكثر ما انتقد به وأن عبارته لا تشي بشئ مما قاله الناقدون , وكدت أن أعزو ذلك إلى سوء قدرتي على التعبير, لولا أن كثيرين أيضا فهموا مقالتي كما أريدها أن تفهم ومن هؤلاء بعض مشايخنا من أعضاء هيئة كبار العلماء وفقهم الله.
ورأيت من المناسب أن أبين بالتفصيل النقاط التي انتقدها الإخوان في هذه المقالة وأستعرضها مع القارئ الكريم لأصل وإياه إلى حقيقة رأيي في المسائل المنتقدة.
فقد قرأت كثيرا وسمعت أكثر أن هيئة كبار العلماء مهددة من التيارات العلمانية والليبرالية ومهددة أيضا من بعض الجهات الرسمية , وأن هناك أناسا لا يرضيهم وجود الهيئة لوقوفها ضد مشاريعهم التغريبية والأهوائية والتخريبية , ورأيت أن ذلك صحيح لا مراء فيه فالهيئة وقفت منذ تأسيسها سدا منيعا ضد الكثير من الأفكار التغريبية والمشاريع الحداثية والتحركات الإرهابية التكفيرية , ولذلك لن يكون وجودها قوية مسموعة الكلمة من ولاة الأمر موثوقا بها من عموم الشعب مريحا لأصحاب تلك الطموحات سواء أكانوا من داخل البلاد أم من خارجها.
ولكن هيئة كبار العلماء ليست مهددة من هذه الاتجاهات وحسب , لأن أي اتجاه مهما كانت قوته لن يضعف من مكانة الهيئة لدى ولاة الأمر لاسيما وهم يعلمون قبل غيرهم أن الله تعالى إنما أعز دولتهم بشريعة الله وإعطاء المكانة المثلى لأهل العلم الشرعي , كما أن أي اتجاه مهما كانت قوته لن يضعف من مكانة الهيئة لدى المواطن المحب للدين وأهله حتى من كان منهم غير ملتزم كثيرا فإنه لا يطيق أن يزهد أحد في الهيئة أو يقلل من شأنها.
إذا فالتهديد الحقيقي لن يكون مضرا إلا إذا جاء من داخلها.
ولكن كيف يجيء التهديد من داخل الهيئة؟
الجواب: أن التهديد يأتي من الداخل حين تفقد الهيئة عناصر قوتها , ولا ريب أن من أظهر عناصر القوة حماية القرار والدفاع عنه واحترام بعضهم البعض وعدم الظهور بخلافاتهم إلى عامة الناس , وعدم اتخاذ القرار تقليدا لأن التقليد ليس سمة العالم السلفي لاسيما إذا نصب في هذا المحل الرفيع , وأهم من ذلك أن لا تكون آراؤهم صادرة عن أي مؤثر خارجي سوى الدليل النصي وما تفرع عنه من أدلة
والحقيقة أن معظم أعضاء الهيئة ولله الحمد يتصفون بتلك الصفات , ولم أشملهم بمقالتي تلك فعند مراجعتي لها أجد أنني حرصت في جميع عباراتي على عدم التعميم وأتيت بعبارات تفيد التقليل مثل: (ظهر للملأ أن عددا من أعضائها) (تقصير عدد منهم) (بسبب عدد من أعضائها) (سمة لبعضهم) (عددا من فتاوى الهيئة) ولكن وجود عدد لا يلتزمون بهذه السلوكيات- ولو كان واحدا- كفيل في مثل هذه الظروف أن يضعف من مكانة الهيئة لدى بعض الجهات الرسمية ولدى عامة الناس ما لم تبادر الهيئة بمجموعها على إصلاح هذا الخلل ووضع التنظيمات الدقيقة التي تحول دون تكراره.
من هنا جاء عنوان المقالة وهو عنوان صادق على الواقع فيه بيان لموضع الداء.
ويقول البعض: إن أسعد الناس بهذه المقالة هم الليبراليون والعلمانيون وأنك بمقالتك تتفق معهم وتسير على هواهم.
وعدت إلى المقالة فلم أجد فيها ما يشير إليه الإخوة بل فيها ما يسوء الليبراليين أشد ما تكون الإساءة , إذ هل يسر الليبراليين أن أطالب بوحدة الهيئة والتفافها حول رئيسها وعدم ظهور أعضائها بنزاعاتهم على الصحافة , وهل يسر الليبراليين أن أطالب بعض أعضاء الهيئة بالمزيد من تحرير المسائل وعدم الاكتفاء بالتقليد , وهل يسر الليبراليين مقال يهدف إلى إعادة قوة الهيئة حتى لا ترتفع عنها ثقة ولي الأمر وثقة الناس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كل ذلك لا يسر الليبراليين , بل بقاء الوضع كما هو دون توجيه أي ملاحظة عليه هو مطمحهم وما يرمون إليه فمن المؤكد أن من أمانيهم أن تخسر الهيئة ثقة الناس وثقة الدولة بها , وأن لا يكون لقراراتها أثر على قرار الدولة أو على المجتمع , نعم هذا ما يريده الليبراليون وهذا ما لا يريده المقال.
فإن قيل: إن مجرد النقد ولو كان حقا مما يسر به الليبراليون, فهذا ما ليس بحق أبدا ولا يقول به إلا من لا يعرف عن الليبراليين ومقاصدهم شيئا البته ,فالليبراليون لا يريدون منا أن ننقد أنفسنا , لأن التجربة الليبرالية في العالم من أكثر التجارب الفكرية استفادة من النقد الداخلي , وهم يريدون أن يتولوا هم نقدنا لا أن نتولاه بأنفسنا , فهم يعرفون ما لنقد الذات من الأثر في التصحيح , أما النقد الخارجي فله آثار سلبية منها تمسك الطرف الآخر حتى بعيوبه , ولهذا يهتمون بنقدنا.
لقد تأخرنا في نقد أنفسنا كثيرا , فهيئات الأمر بالمعروف للأسف لم نقم نحن بنقدها , بل قاموا هم بهذه المهمة , لكن الذي يثلج الصدر في تجربتنا معهم في نقد هيئة الأمر بالمعروف: أن تأثرنا بنقدهم كان إيجابيا ,ولقيت الهيئة من الإصلاح الداخلي ما نرفع به الهامات وأعتقد أن هذه الإيجابية في تعاملنا مع نقدهم للهيئة لم تكن لتكون هكذا لولا أن جهات نافذة في الدولة وقفت مع الهيئة وأرادت لها الإصلاح حقا , فيا ترى لو أن الليبراليين انتقدونا يوما من الأيام من زاوية أخرى, ثم لم نجد من مؤسسات الدولة من يشد من أزرنا فيها , هل سيكون لنقدهم إيانا أثر إيجابي كما حصل لنا مع الهيئة؟
قد ينكر البعض ممن سيقرأ ما أكتبه أن يكون للحملة التي شنتها الصحافة الداخلية والدولية منذ سنوات أي أثر فيما جرى في الهيئات من إصلاح , وهذا فيما يبدوا لي نوع من التكبر على الواقع , وهو عيب آخر ينبغي أن نبادر في إنقاذ أنفسنا منه.
قليلا وسيشن الليبراليون حملتهم على القضاء وألدعاة والعلماء والمتدينين وسوف يجدون من المثالب ما لا يخفى على أحد منا , فهل تنصحون أن نبدأ نحن في نقد قضائنا نقدا بناء محاولين إصلاحه أم ننتظر حتى يشنوا حملتهم وحينذاك لن نملك إلا الوقوف مدافعين وسوف نضطر أن نكون في بعض المواقف كذابين.
لماذا لم نقرأ لأحدنا نقدا لبعض التجاوزات والأخطاء في نظامنا القضائي , بل لما انتقد الشيخ عبد المحسن العبيكان وهو عالم وله تجربة قضائية بعض الأمور في النظام القضائي قامت عليه الدنيا ولم تقعد , ولماذا لم نقرأ لأحدنا مقالا ينصح فيه الدعاة مما اشتهر عند الناس من بعضهم من التجاوزات الأخلاقية التي أصبحت مثارا للنكت , والتجاوزات المالية التي يسوغها بعضهم لنفسه عن طريق نفق التأويل.
أسوق هذا الكلام لأقول من خلاله إنه حتى نقد الليبراليين ليس شرا محضا , وكان الواجب علينا بدلا من الذعر من نقدهم لنا أن نفكر كيف نستفيد من النقد بدلا من أن نجعل التشبيه بالليبراليين سوطا نرفعه على كل ناقد.
وزعم بعض الإخوة أنني أسأت للعلماء , وكيف أسيء للعلماء وأنا أعرف حقهم علي وأعرف فضل وجودهم على الأمة , لكن من قال ذلك من الإخوة لا يستطيع أن يقدم لنا تعريفا للإساءة, أما أنا فأعرف الإساءة للعالم بأنها غيبته أو بهتانه في دينه وخلقه وأهله , أما نقد بعض توجهاته العلمية وأعماله العامة فيما يتعلق بالأمة فليس هذا من الإساءة في شئ لاسيما إذا كان الناقد من محبي العلم والحريصين على المؤسسة العلمية ودورها في الأمة.
وما قلته عن أعضاء هيئة كبار العلماء لم يكن على التعميم لفظا أو قصدا, كما أنه لا يتعلق إلا فيما يخص أدائهم فيما أنيط بهم وليس في أدائهم التطوعي أو في سلوكهم الخاص.
فإذا قلت إن بعض العلماء لا يحررون ما يطرح عليهم من مسائل , فأنا أعني ما أقول وليس هذا ولله الحمد عاما في الجميع بل هم الأقل , ولكنهم موجودون ويجب أن ينتبهوا إلى أن عدم تحريرهم للمسائل التي تطرح أمامهم سيعود بالضرر على سمعة الهيئة بل على سمعة العلم الشرعي والثقة بالعلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لن أترك هذا المقام دون مثال وسيتذكر الجميع ما يشابهه من أمثلة , فالمعروف أن الرجم لا يصح قبل الزوال في اليوم العاشر وما بعده من أيام التشريق , ورغم ما حاولته الصحافة من ضغط على العلماء للفتوى بغير ذلك على مدى سنين فقد ظلت فتواهم على وفق رأي الجمهور دون تغير , وقبل ثلاث سنوات جاءت حادثة الجمرات الشهيرة , وفي ظرف أربع وعشرين ساعة بعدها ظهرت فتوى من بعض أعضاء الهيئة بجواز الرجم قبل الزوال بحجة الضرورة.
وكان هذا مثالا صارخا للعجلة وعدم التحرير , أما العجلة فقد كان لهؤلاء العلماء مندوحة عن السرعة في إصدار الفتوى بأن الحاجة إلى تلك الفتوى لن يأتي وقتها إلا بعد اثني عشر شهرا , ألم يكن بإمكانه أن يصبر شهرا واحدا على الأقل؟
أما عدم التحرير فيتضح من كون من أفتى بهذه الفتوى من العلماء لم ينتظر حتى ينكشف له السبب الحقيقي لما حصل من التزاحم , هل كان حقا سببه عدم الرجم قبل الزوال حتى نفتي بالرجم في ذلك الوقت للضرورة.وبعد شهر أعلنت الجهات المختصة أسباب هذا التزاحم فكان ناتجا عن أسباب عدة مجتمعة ولا يعود إلى منع الرجم قبل الزوال وحده الأمر الذي يقطع دعوى الضرورة.
اخترت هذا المثال لأنني واجهت بسببه تساؤلات كثيرة من الناس , كقولهم: كيف كان الرجم قبل الزوال حراما أمس وأصح اليوم حلالا , ألا يعرف العلماء أنه حلال حتى يموت عدد من المسلمين؟ ألا يمكن للعلماء أن يغيروا فتاواهم حتى تراق الدماء؟
هكذا كانت ترد التساؤلات , وهي تساؤلات قوية من عامة الناس تهدد مكانة المشايخ في نفوس الناس وإن أنكرنا ذلك فهي مكابرة.
بقيت مسألة وهي: هل لأعضاء الهيئة الإفتاء بخلاف قرارها , والجواب محل نظر ويسع فيه الخلاف , وليس لمن ثرب علي حق في التثريب كما أنني لا أثرب على من رأى خلاف رأيي في هذه المسألة , والمخالفون لقرار الهيئة إما أن يكونوا قد سجلوا مخالفتهم في محضر الهيئة , أو أنهم ممن وقع على القرار ثم بعد أن عمل ولي الأمر بخلافه بدا لهم رجحان خلاف ما وقعوا عليه فبادروا بالإفتاء على خلاف ما وقعوا عليه.
فالفئة الأولى أظن أن الخطب معهم أيسر , وإن كنت أرى أن الأليق بهم والأحفظ لمكانة الهيئة أن يؤازروا القرار , وقول بعض الإخوة إنه لا ينبغي عليهم كتم العلم , ليس محله هنا ,فهم لم يكتموا العلم بل بينوا رأيهم في المسألة في محضر الهيئة فزال عنهم حرج كتمان العلم , وبقوا في مسألة أخرى وهي , هل يرون تنفيذ رأيهم وعمل الدولة بفتواهم أو يرون أن تعمل الدولة بقرار الهيئة؟
الذي يظهر لي أن عليهم بحكم انضمامهم لهذه الهيئة أن يساهموا في العمل على تقويتها وشد أزرها لاسيما في هذه الظروف التي تحتاج الأمة إلى التماسك فيه وخير ما يمكنها من التماسك توحد الفتوى في الأمور الفقهية العامة وأن يؤثروا العمل بقرار الهيئة على العمل بفتواهم.
أما الفئة الأخرى الذين وقعوا على القرار ثم رأوا خلافه , فالأجدر بهم إذا تراجعوا أن لا يعلنوا تراجعهم لأمرين:
أحدها: أن في ذلك ما يدعوا إلى إساءة الظن بهم لدى العامة الذين سوف يقع في خلدهم أنهم إنما تراجعوا مجاملة لجهات مسئولة لا للدليل ولا شك أن حفظ العرض من أقاويل الناس مطلب سعى إليه سيد العلماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقف لأجله عن اتخاذ قرارت عدة لا تخفى على طلاب العلم.
الثاني: مع مرور الزمن سيضعف مثل هذا التصرف من مكانة الهيئة لدى عدد من الجهات الرسمية إذ سينمو الشعور بأن الهيئة ترفض الأمر فإذا صار واقعا قبل به أعضاؤها.
وهذا الرأي مني مبني على أن الهيئة كما أفهمها مؤسسة حكومية تقوم بدور تشريعي في الدولة فما يصدر عنها من قرارات هي قرارات تشريعية وليست فتاوى مجردة , فالهيئة كما ينص عليه نظامها الأساس لا تفتي لعموم الناس وإنما تفتي لولي الأمر.
جاء في الأمر الملكي الذي أسست بموجبه هذه الهيئة الصادر في 8/ 7/1391هـ:
ثالثاً: تتولى الهيئة:
أ -إبداء الرأي فيما يحال إليها من ولي الأمر من أجل بحثه وتكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية فيه.
ب -التوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامه ليسترشد بها ولي الأمر وذلك بناءً على بحوث يجري تهيئتها وإعدادها طبقاً لما نص عليه في هذا الأمر واللائحة المرافقة له.
وبذلك يعلم الأخ الكريم الذي ظن أنني أقول ينبغي أن يفتي العالم الناس بخلاف ما يرى, يعلم: أن الناس فيما يتعلق بقرار الهيئة لن يستفتوا العالم لأن فتواه في القضايا العامة التي تتعلق بولي الأمر , فقضية إنشاء المسعى الجديد , ليس من واجب العالم أن يجيب من سأله هل يصح إنشاء المسعى الجديد أم لا يصح؟ لكن من حقه أن يفتي بعدما يصبح المسعى الجديد جاهزا بإ جزاء السعي فيه , والفرق بين هذين الأمرين لا يتضح إلا لطلاب العلم.
ومن الإخوة من حصر اعتراضه علي في جدوى نشر مثل هذا المقال ورأى أنه ليس من المستحسن نشره وأنه ليس كل ما يعلم يقال , وهذا الأخ له توجه في حفظ مكانة الهيئة صحيح إذ يرى أن نقدها على الملأ مما يزيد الأمر سوءا , لكنني مع قولي بصحة توجهه وعملي بهذا التوجه في كثير مما يدور بخلدي من آراء إلا أنني لا أرى أن مثل هذا النقد مما يزيد الأمر سوءا , لأنه وللأسف مما شاع وذاع بين الناس , وأصبح العامة يتندرون به , ولعل هذه العبارة تزعج القارئ حين يقرؤها كما أزعجتني وأنا أكيبها لكنها هي حكاية الواقع , وما ذنبي إذا كانت الحقيقة مرة , وإذا كان الأمر بهذه الدرجة من الذيوع بين الناس فينبغي مواجهته بقوة.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 06:31]ـ
أرى ان طرحك اخي الكريم جانب الصواب في أكثر من موضع .. وما ذاك إلا للجهل في واقع الهيئة.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 08:48]ـ
لعله لا يتعجل برمي الناس بالجهل إلا من ابتلي به
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور محمد ذكرت نقاط جوهرية وهي واقعة حقيقةً كما أظن
الشيخ سليمان كلام جميل جداً ومشاركة رائعة
لكن أرى أن المشكلة هو أن أعضاء الهيئة يشكلون من قبل الدولة وهذا خطأ
صحيح أن من حق الدولة أن تكون مجلس شرعي استشاري لها وتختار من تشاء
لكن في المقابل لا بد أن يكون للعلماء الحق في تشكيل هيئة مستقلة يختارون فيهاء من يرون فيه الكفاءة العلمية وغيرها من الكفاءات. والناس هم من ينصبون العالم وهذا في جميع تاريخ العالم الإسلامي وليس الحكومات.
النقطة الأخيرة لا شك أن في الهيئة كثير من العلماء الذين يتميزون بالعلم والبحث عن الحث عن الحق نحسبهم والله حسيبهم
ولكن في المقابل من أعضاء الهيئة (وهم قلة) من هم أقل كفاءة بكثير عن مثل هذه العضوية حتى أصبحت كأنها عضوية شرفية للبعض تكون في سيرته الذاتية
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 12:48]ـ
الدكتور الفاضل محمد السعيدي
كلام جميل , ورأيٌ سديد , ونحن جميعاً بحاجة إلى النقد الداخلي: الذي يجمع في جوانبه بين الحبِ الصادقِ , والنقدِ الصائب.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:35]ـ
شكر الله لك أخي محمد المطيري أخي أبا رزان لا أعتقد أن تعيين الهيئة في مثل هذه الظروف من قبل الهيئة يعد مشكلة كبرى فنحن نرى الغالب عليها ولله الحمد أنها مستقلة عن مطاوعة الدولة لغرض المطاوعة البحت فهناك أمور كثيرة ولله الحمد لم تقرها الهيئةرغم إقرار الدولة لها وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الأصل في العلماء الورع والتقوى سواء أكان تعيينهم من قبل الدولة أو من قبل غيرها
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:04]ـ
لا جديد
الخراشي يزن الناس بميزانه المائل.!!
يصف البعض آخذه للموضوع على أنه أمر ديانه وليس مجاملات .. !
إذن والباقي .. !
هذا اتهام شنيع
وإذا تراجع البعض فماذا كان؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 10:43]ـ
سبحان الله!
آنتهت المسائل؟!
يا إخوتي ومشايخي الكرام، اشتغلوا بما ينفع المسلمين.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
سبحان الله!
آنتهت المسائل؟!
يا إخوتي ومشايخي الكرام، اشتغلوا بما ينفع المسلمين.
جزاك الله خيرا ... أسهل شيء في هذا الزمن ........ نقد الراسخين فيما يسوغ فيه الخلاف والذب عن المبطلين فيما خالفوا فيه
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 11:16]ـ
"وبذلك يعلم الأخ الكريم الذي ظن أنني أقول ينبغي أن يفتي العالم الناس بخلاف ما يرى, يعلم: أن الناس فيما يتعلق بقرار الهيئة لن يستفتوا العالم لأن فتواه في القضايا العامة التي تتعلق بولي الأمر , فقضية إنشاء المسعى الجديد , ليس من واجب العالم أن يجيب من سأله هل يصح إنشاء المسعى الجديد أم لا يصح؟ لكن من حقه أن يفتي بعدما يصبح المسعى الجديد جاهزا بإ جزاء السعي فيه , والفرق بين هذين الأمرين لا يتضح إلا لطلاب العلم."
بارك الله فيكم يا دكتور، ولعلك تخاطبني بهذا الكلام.
تقول أكرمك الله: "الناس فيما يتعلق بقرار الهيئة لن يستفتوا العالم"
فبأي بينة تقول هذا الكلام؟
عامة الناس كما تعلمون لا تمييز لها بين ما يختص بالهيئة من المسائل فلا يسألون فيه غيرها - على فرض صحة هذا التخصيص ابتداءا، ولا أعلم له دليلا فليتكم تتحفونا به مأجورين - وبين ما لهم أن يسألوا فيه عامة العلماء ولا يختص بالهيئة! فان كنت تقصد سؤال عامة الناس للعلماء عما اذا كان لولي الأمر أن يفعل كذا وكذا (كالسؤال عن حكم بناء المسعى الجديد مثلا)، فمن من أهل العلم الذي قال أنه اذا سئل عن مثل هذا عالم من آحاد العلماء - من هيئة أو من غير هيئة - لم يكن له أن يتكلم باجتهاده فيه اذا كان بخلاف كلام الهيئة التي هو عضو فيها، أو أنه يكون من المستحسن له ألا يفتي فيه الا بالاحالة على كلام الهيئة الرسمية التي يجمعها ولي الأمر كلما أراد المشورة
(يُتْبَعُ)
(/)
الشرعية؟؟ فان قلتم أنه من فقه الموازنة بين المفاسد، فقد لا يرى هو أن الأمر يحسن فيه أن يسكت أو أن يمتنع عن الجواب، بل على العكس! فهل لكم أن تثربوا عليه في ذلك وتقولوا أنه يضعف الهيئة ويفعل بها كذا وكذا، ثم تطيلون الكلام على نقد الذات وغيابه عندنا على نحو ما فعلتم؟
لا يزال الناس يستفتون العلماء والهيئة دون تمييز في اختصاص أو نحوه، وأما العالم فيقدر درجة السائل وطبيعة السؤال باجتهاده ويجيب باجتهاده، ولا يلزمه أن يتحرى ألا يخرج عما قال به غيره وان كان هيئة أو لجنة!
يا دكتور تصور الآن أنك عضو في الهيئة وكنت قد وقعت مع الهيئة في أول الأمر على أن المسعى الجديد لا يجوز بناؤه. ثم تبين لك من الأمر ما حملك على تغيير نظرك ورأيك، فبعد أن كنت ترى أن المسعى الجديد اذا أنشئ فلا يجوز السعي فيه، صرت ترى أنه لا بأس بالسعي فيه! فان جاءك عامي يسألك - بعد التمام من بناء المسعى - عما اذا كان السعي فيه يجزئ أم لا يجزئ، فبأي شيء ستجيبه؟ ان أجبته بأنه يجزئ بناءا على اجتهادك، فقد خالفت كلام الهيئة الذي كنت قد وقعت عليه سابقا! وان أجبته بأن الهيئة قالت كذا وكذا، فقد أجبت بخلاف ما وقع في نفسك أنه الحق بموجب ما انتهى اليه اجتهادك! وكذا لو سألك العامي عن حكم بناء المسعى - وليس عن اجزاء السعي فيه - فهل تقول له هذه مسألة تخص ولي الأمر ولا تعنيك؟ أم تقول له اذهب واسأل الهيئة؟ أم تجيبه بأن الهيئة قالت كذا وكذا، وان كان قولها مخالفا لما صرت تراه الحق، فيكون هذا اقرارا ضمنيا منك بموافقة الهيئة على ذلك مع أنك لا توافقها؟!
قلتم أكرمكم الله: "لن أترك هذا المقام دون مثال وسيتذكر الجميع ما يشابهه من أمثلة , فالمعروف أن الرجم لا يصح قبل الزوال في اليوم العاشر وما بعده من أيام التشريق , ورغم ما حاولته الصحافة من ضغط على العلماء للفتوى بغير ذلك على مدى سنين فقد ظلت فتواهم على وفق رأي الجمهور دون تغير , وقبل ثلاث سنوات جاءت حادثة الجمرات الشهيرة , وفي ظرف أربع وعشرين ساعة بعدها ظهرت فتوى من بعض أعضاء الهيئة بجواز الرجم قبل الزوال بحجة الضرورة.
وكان هذا مثالا صارخا للعجلة وعدم التحرير , أما العجلة فقد كان لهؤلاء العلماء مندوحة عن السرعة في إصدار الفتوى بأن الحاجة إلى تلك الفتوى لن يأتي وقتها إلا بعد اثني عشر شهرا , ألم يكن بإمكانه أن يصبر شهرا واحدا على الأقل؟
أما عدم التحرير فيتضح من كون من أفتى بهذه الفتوى من العلماء لم ينتظر حتى ينكشف له السبب الحقيقي لما حصل من التزاحم , هل كان حقا سببه عدم الرجم قبل الزوال حتى نفتي بالرجم في ذلك الوقت للضرورة.وبعد شهر أعلنت الجهات المختصة أسباب هذا التزاحم فكان ناتجا عن أسباب عدة مجتمعة ولا يعود إلى منع الرجم قبل الزوال وحده الأمر الذي يقطع دعوى الضرورة.
اخترت هذا المثال لأنني واجهت بسببه تساؤلات كثيرة من الناس , كقولهم: كيف كان الرجم قبل الزوال حراما أمس وأصح اليوم حلالا , ألا يعرف العلماء أنه حلال حتى يموت عدد من المسلمين؟ ألا يمكن للعلماء أن يغيروا فتاواهم حتى تراق الدماء؟ "
وأنا أسأل ولماذا تحمل الهيئة بأسرها أخطاء بعض العلماء ان وقع منهم الزلل (هذا على فرض كونه زللا وليس اجتهادا يتغير في مسألة يسوغ فيها الخلاف)؟؟ وهل قال أحد أن الهيئة كل من فيها معصومون لا يخطئون؟ أم أن المراد هو أن نقر بأن فيها من ليسوا أهلا لأن يكونوا فيها بالأساس؟؟ ان العالم الذي يخرج الفتيا بناءا على ضغوط العامة وتأثير الصحافة، وليس بناءا على الدليل الشرعي وفقهه، هذا ليس عالما أصلا، فضلا عن أن يكون من الكبار فضلا عن أن يكون عضوا في الهيئة! فان علمتم أعيانا من هؤلاء الذين تتهمونهم بأنهم دون مستوى العضوية في الهيئة فلتناصحوهم في الله اذا، أو لتخاطبوا رئيس الهيئة مباشرة بذلك! والا فان كان لكلام العالم استناد فيما أفتى به الى الدليل، وساغ الخلاف في المسألة وكان ذلك النظر منه مرجوحا عند مخالفيه، فانه لا يجوز اتهامه بأنه ما أفتى بما أفتى به الا اتباعا للتيار ومداهنة للعامة - وهو لازم ايرادكم لهذا المثال كما لا يخفى!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذين يسألونك عن سبب ظهور تلك الفتيا الآن بعدما مات من مات من الحجيج، فلتجب عليهم بأن ما يقع فيه أفذاذ العلماء مهما كان انتسابهم للهيئة من عدمه، ومهما كان صوابه من خطئه فلا تحمل الهيئة تبعته ولا تلام بسببه، ولا يقال أن هذا مما ينتقص منها ومن هيبتها، هذا ان كنت تراهم مخطئين، وكان همك هو الحفاظ على هيبة الهيئة ومنزلتها عند العامة! أجبهم بازالة الشبهات عنهم وبأدلة المسألة، وببيان رأي الجمهور ودليله، والرأي المقابل ودليله، وعظهم بألا يظنوا بعلمائهم السوء وألا يتوهموا أن الهيئة فيها من صاروا يداهنون الناس والصحافة ولا يتقون الله فيما يقولون ... الا ان كنت ترى أن الهيئة فيها بالفعل من هكذا دينهم، وهذا أمر آخر!
يا دكتور لازلتم تخلطون بين وقوع الخلاف في مسألة المسعى ورجوع بعض الأعضاء عن فتواهم القديمة التي وقعوا عليها في أول الأمر، وبين قولكم بأن الهيئة قد انضم اليها من هم دون المستوى ويريدون رفع سيرتهم الذاتية!! فلا يسوغ لكم أن تفترضوا أن الأول، دليل على صحة الثاني، ثم تضعوه على أن التنبيه اليه ضروري ومن باب نقد واصلاح الذات!
العلمانيون جهلاء مهما نقدوا ومهما اتهموا، ولم نصل - ولله الحمد - الى الحد الذي أصبحنا فيه على درجة من العمى والتقليد، من أول أكابر العلماء وحتى أصغر طلبتهم، تنمعنا من رؤية عيوبنا حتى يأتينا بها هؤلاء الزنادقة والفساق ليلفتونا اليها! ان كان ما ذكرتموه من مفاسد كانت في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مما يصح تسميته بالمفاسد من جهة الشرع، فقولكم أننا ما أصلحناه الا بسبب تكاثر اتهامات العلمانيين والحقوقيين للهيئة، هذا اتهام لسائر أهل العلم بالغفلة! وأنا أجزم - وان لم أعلم الأعيان - بأن من العلماء في المملكة من كان هجيراهم ليل نهار هو اصلاح تلك المفاسد لا من باب أن منظمات الحقوق تشغب بها علينا ولكن من باب أنها مفاسد بميزان الشرع وبالدليل الشرعي ولا يجب السكوت عليها!! فان كان الحقوقيون لا يرفعون أعينهم من على تلك الهيئة بالذات لرغبتهم المعروفة في نفسها والقضاء عليها، فعلماء الأمة لا أظنهم يغفلون عن ذلك، وهم أنصح لها ولولي الأمر وأسبق بذلك من هؤلاء الزنادقة!
فكيف تقولون أن نقد الآخر العلماني لنا ليس شرا كله؟ وهل منطلق هؤلاء المجرمين فيما يرمون به من الاتهامات من مكان بعيد ضد نظم القضاء والأمر بالمعروف والافتاء وغيرها، هو الدليل الشرعي، حتى نقول أن نقدهم لنا هو مما ينبغي أن نستمع اليه ونعتبر به؟ يا دكتور أنا لا أنكر أنه قد دبت فينا من العيوب الكثيرة والمخالفات الوفيرة ما الله به عليم، وربما في بعض المنتسبين الى العلم منا، ولكن من الذي قال أن نقد "الآخر" هذا يعني عندنا شيئا أو أنه هو الذي يحركنا للاصلاح؟ نعم نحن نقبل كلمة الحق ولو جاءت من كافر، ولا نستكبر عن قبولها، ولكن قبل أن يرمي علينا هؤلاء بآرائهم العلمانية، فانه كان ولا يزال في الأمة علماء ربانيون ينصحون للأمة من داخلها بالكتاب والسنة، ولا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى تقوم الساعة وهم على ذلك.
والله الموفق المستعان والحمد لله رب العالمين.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 01:05]ـ
أخي أبا الفداء: شكر الله لك تفاعلك مع هذا الرد وأسأل الله لك التوفيق في القول والعمل
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 02:06]ـ
سامحك الله دكتور!
لقد ظلمتَ علماءنا. .
===
وبارك الله فيك شيخ سليمان كفيت ووفيت كثر الله من أمثالك.
اخوتي في الله مهما يكن يبقى العالم اصله عالم ولن ينقص من قدره احد والعلماء منزلتهم عظيمة وقد بين الله في كتابه منزلتهم في ايات كثيرة وفقنا الله واياكم الى مايحب ويرضى ورزقنا الاخلاص في القول والعمل(/)
موقف علماء الجزائر من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
«موقف علماء الجزائر من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية»
(راجعه وصححه فضيلة الشيخ البحاثة سليمان بن صالح الخراشي - حفظه الله -)
توطئة
هذه كلمات جليلة، وعبارات نبيلة لعلماء أجلاء من القطر الجزائري، موضوعها الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، ومقصودها الذب عن دعوته الإصلاحية السلفية، نفضتُ عنها غبار النسيان والإهمال، حتى تكون شهباً وصواعق على أهل الشرك والضلال.
والسبب الذي دفعني وحفزني إلى ذلك هو إبراز موقف علماء الجزائر - ممن لهم مكانة عند القاصي والداني - من دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب الإصلاحية النجدية، وفي هذا رد على من طعن ويطعن في الدعوة السلفية بالجزائر وينبزها بـ " الوهابية "، و" الوهابية " بزعمهم ضلال مبين، ومروق عن الدين، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
بل وصل الحال بأحدهم أن سطر في إحدى الصحف بالبنط العريض، قوله البغيض: (الوهابية أخطر من الشيعة)؛ (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا).
وقبل الشروع في المقصود ألفت نظرك - أيها القاريء الكريم - إلى أمرين مهمين:
الأول: حرص علماء أهل السنة - وإن نأت بهم الديار - على معرفة حقيقة " الدعوة الوهابية " من خلال كتب علمائها، أو من خلال ما كتب عنها من الثقات - على قلة ما وصلهم منها -، مع تجنب الاعتماد على كتب خصومها عنها - على كثرتها -، وقد وفِّقوا في هذا الأمر إلى حد بعيد، ولله الحمد.
وقارن بين تحري هؤلاء العلماء للحق - في زمن قلَّت فيه وسائل البحث والتحقيق -، وبين صنيع عدد من الدكاترة والباحثين - الجزائريين - ممن كتبوا عن الشيخ ابن عبد الوهاب ودعوته الإصلاحية، وجل اعتمادهم - إن لم يكن كله - على ما كتبه الخصوم عنهم، (وأنى تعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك، أم كيف يؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم؟) كما قال ابن باديس - رحمه الله -.
الثاني: تضمن الكلمات والعبارات التي ستقر بها عينك - بعد قليل - على رد ونقض أغلب الشبه والتهم المثارة على الدعوة الوهابية، وفيها - أيضا - رد ونقض للافتراءات التي رميت بها جمعية العلماء لمَّا قامت بدعوة المسلمين في الجزائر إلى التوحيد والاتباع، ونبذ الشرك والابتداع.
فتهمة الوهابية هي التهمة الجاهزة التي يرمي بها دعاةُ الشرك والضلالة دعاةَ التوحيد والرسالة في كل زمان ومكان، فما دام المصلحون ينكرون الشرك والبدع فهم وهابيون شاءوا أم أبوا، وهذه التهمة - بزعمهم - هي الجرح الذي لا برأ منه، والله المستعان.
بل وصل الأمر بعلماء السوء إلى تحريض إدارة الاحتلال الفرنسي على علماء الدعوة السلفية، فكان أن أصدر الكاتب العام للشؤون الأهلية والشرطة العامة " ميشال " قراره المشهور بتاريخ (16 فبراير 1933 م)، جاء فيه ما نصه:
(أُنهي إليَّ من مصادر متعددة أن الأهالي دخلت عليهم الحيرة والتشويش بسبب دعاية تنشر في أوساطهم يقوم بها إما دعاة استمدوا فكرتهم من الحركة الوهابية السائدة بمكة، وإما حجاج جزائريون تمكنت فيهم عاطفة التعصب الإسلامي ... وإما جمعيات كجمعية العلماء المؤسسة بالجزائر بقصد افتتاح مدارس عربية حرة لتعليم القرآن والعربية ...
إن المقصد العام من هذه الدعاية هو نشر التعاليم والأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم، ولكن لا يبعد أن يكون في نفس الأمر وراء هذه الدعاية مقصد سياسي يرمي إلى المس بالنفوذ الفرنسوي.
لا يخفى أن أكثر رؤساء الزوايا وكثيرا من المرابطين المعظَّمين في نفوس الأهالي اطمأنت قلوبهم للسيادة الفرنسوية، وبمقتضاه صاروا يطلبون الاعتماد على حكومتنا لمقاومة الأخطار التي أمست تهددهم من جراء تلك الجمعية التي لا يزال أنصارها يتكاثرون يوما فيوما بفضل دعاية متواصلة الجهود، ماهرة الأساليب، وعلى الأخص فيما بين الناشئة المتعلمة بالمدارس القرآنية).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال: (وعليه فإني أعهد إليكم أن تراقبوا بكامل الاهتمام ما يروج في الاجتماعات والمسامرات الواقعة باسم الجمعية التي يترأسها السيد ابن باديس، ولسانها الرسمي في الجزائر [العاصمة] الشيخ الطيب العقبي، كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود استبدال الطلبة القائمين بها بطلبة اعتنقوا الفكرة الوهابية) (1).
والحقيقة التي يتعامى عنها المبتدعون أن (الكتاب واحد، والسنة واحدة، والغاية - وهي الرجوع إليهما - واحدة، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط، وإن تباعدت الأعصار والأمصار) كما قال ابن باديس - رحمه الله -.
وبعد، فقد غصتُ بطون الكتب والمجلات والجرائد، وجمعتُ كل ما وقفتُ عليه ونسقته في صعيد واحد، مع اقتصاري - في الغالب - على محل الشاهد، ورتبت الأقوال على حسب وفيات أصحابها - لا على حسب العلم والشهرة -، وآثرت عدم التعليق عليها - إلا في القليل الذي لا بد منه - حتى لا يمتد بي الحبل ويتسع المجال، فليس المقصود - هنا - دراسة مدى تأثر الدعوة السلفية الإصلاحية في الجزائر بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، وأكتفي الآن بالإحالة إلى البحوث والدراسات التي سبقت في هذا الصدد؛ منها رسالة الدكتور عبد الحليم عويس: " أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر " (1)، وكتاب الدكتور تركي رابح: " الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد بن عبد الوهاب في طريق الإصلاح والسلفية - دراسة مقارنة - " (2)، ورسالة الشيخ الباحث محمد حاج عيسى الجزائري: " أصول الدعوة السلفية من كلام ابن عبد الوهاب وابن باديس " (3).
====
(1) وهي مطبوعة متداولة.
(2) عده ضمن ما طُبع له في كتابه " الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي والتربية في الجزائر " (ص 542 ط الخامسة)، ولم أقف عليه.
(3) أشار إليها في رسالته " عقيدة العلامة عبد الحميد بن باديس السلفية وبيان موقفه من الأشعرية " (ص 27)، ولم أقف عليها أيضا.
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:29]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل , جهد مبارك تشكر عليه , استمر في الموضوع رفع الله قدرك
ولعل الإخوة الكرام يبرزون لنا جهود علماء بلادهم في الثناء على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتقرير العقيدة السلفية لدحض شبهات المعاندين ودعاوى المناوئين
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:32]ـ
وأبدأ الآن فيما سعيتُ إليه وقصدته، سائلاً الله التوفيق والسداد فيما أردته:
الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله -
(ت 1359 هـ - 1940 م)
1 - كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله - سلسلة مقالات بعنوان (من هم الوهابيون؟ ما هي حكومتهم؟ ما هي غايتهم السياسية؟ ما هو مذهبهم؟) (1)، قال فيها - كما في " آثاره " (5/ 23 – 24) -:
(وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة.
وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف.
وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين).
وقال (5/ 32 - 33): (قام الشيخ محمد [بن] عبد الوهاب بدعوة دينية، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ: " الوهابيين ". لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين؛ أهل إثبات وتنزيه، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار، ويصدقون بالرؤية، ويثبتون الشفاعة، ويرضون عن جميع السلف، ولا يكفرون بالكبيرة، ويثبتون الكرامة.
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير، وزيغهم المبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلة السبل، فإن البدع والخرافات باضت وفرخت في العقول، وانتشرت في سائر الطوائف وجميع الطبقات على تعاقب الأجيال في العصور الطوال؛ يشب عليها الصغير، ويشيب عليها الكبير، أقام لها إبليس من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا، وحراسا كبارا من زنادقة منافقين، ومعمَّمين جامدين محرفين، ومتصوفة جاهلين، وخطباء وضَّاعين.
فما كانت - وهذا الرسوخ رسوخها، وهذه المنعة منعتها - لتقوى على فعلها طائفة واحدة كـ " الوهابيين " في مدة قليلة، ولو أعدَّت ما شاءت من العدة، وارتكبت ما استطاعت من الشدة)، إلى أن قال: (إن الغاية التي رمى إليها ابن عبد الوهاب، وسعى إليها أتباعه، هي التي لا زال يسعى إليها الأئمة المجددون، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان).
ثم قال (ص 34): (بان بهذا أن الوهابيين ليسوا بمبتدعين لا في الفقه ولا في العقائد، ولا فيما دعوا إليه من الإصلاح، وإنما تنكر عليهم الشدة والتسرع في نشر الدعوة وما فعله جهالهم).
2 – وقال ابن باديس وهو يرد على بعض خصوم الدعوة الإصلاحية بالجزائر في (العدد 3) من جريدة " الصراط السوي " (5 جمادى الثانية 1352 هـ / 5 سبتمبر 1933 م، ص 4): (ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات؛ نشرا للوهابية؟!!، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح؛ نشرا للوهابية؟!!، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون، فنحن - إن شاء الله - فوق ما يظنون، والله وراء ما يكيد الظالمون.
ثم يقول: " إننا مالكيون " ومن ينازع في هذا؟!! وما يقرئ علماء الجمعية إلا فقه مالك، ويا ليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة، فقد كان مالك - رحمه الله - كثيرا ما ينشد: وخير أمور الدين ما كان سنة * وشر الأمور المحدثات البدائع) (2).
3 – ونشر الشيخ ابن باديس في (العدد 164) من جريدة " الشهاب " (6 ربيع الثاني 1347 هـ / 20 سبتمبر 1928 م) – نقلا عن مجلة " المنار " – رسالة الشيخ العلامة عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ العلامة عبد الله الصنعاني – رحم الله الجميع -، وقدم لها بكلام رائق جاء فيه (ص 2 - 3): (لم يزل في هذه الأمة في جميع أعصارها وأمصارها من يجاهد في سبيل إحياء السنة وإماتة البدعة بكل ما أوتي من قدرة. ولما كانت كل بدعة ضلالة محدثة لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة كان هؤلاء المجاهدون كلهم (يدعون الناس إلى الرجوع في دينهم إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه أهل القرون الثلاثة خير هذه الأمة الذين هم أفقه الناس فيها، وأشدهم تمسكا بهما)، هذه الكلمات القليلة المحصورة بين هلالين هي ما تدعو إليه هذه الصحيفة منذ نشأتها (3)، ويجاهد فيه المصلحون من أنصارها ... وهي ما كان يدعو إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، وهي ما كان يدعو إليه جميع المصلحين في العالم الإسلامي ... الكتاب واحد، والسنة واحدة، والغاية – وهي الرجوع إليهما – واحدة، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط، وإن تباعدت الأعصار والأمصار، هذه الحقيقة يتعامى عليها المبتدعون ذوو الأغراض عنها، فيصورون من خيالاتهم أشباحا وهمية للدعوة الإصلاحية الدينية المحضة التي نقوم بها، فيقولون عنها (عبدوية) ويقولون عنها (وهابية) ويقولون ويقولون .. وهم في الجميع متقولون.
يتقول المتقولون على هذه الدعوة على ظهور حقيقتها ووضوح طريقتها ويخصصون أتباع الشيخ ابن عبد الوهاب بالقسط الكبير، وقد وقفنا في رصيفتنا مجلة " المنار " الغراء على كتاب للشيخ [عبد الله] ابن عبد الوهاب فيه بيان ما كان يدعو إليه من توحيد واتباع، وهو قاطع بكل خصم يقول عنه بجهل أو افتراء، نقلناه عنها ونشرناه فيما يلي) (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وقال في مقال نشره في (العدد 3) من جريدة " السنة النبوية " (29 ذي الحجة 1351 هـ / 4 أبريل 1933 م، ص 1): (وأصبحت الجماعة الداعية إلى الله يدعون من الداعين إلى أنفسهم " الوهابيين "، ولا والله ما كنت أملك يومئذ كتابا واحدا لابن عبد الوهاب، ولا أعرف من ترجمة حياته إلا القليل، ووالله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم، وإنما هي أفيكات قوم يهرفون بما لا يعرفون، ويحاولون من إطفاء من نور الله ما لا يستطيعون وسنعرض عنهم اليوم وهم يدعوننا " وهابيين " كما أعرضنا عنهم بالأمس وهم يدعوننا " عبداويين "، ولنا أسوة بمواقف أمثالنا مع أمثالهم من الماضين) (5).
وهذا القول من الشيخ يلتقي مع قوله الآخر - الذي أوردته قبل قليل -: (الكتاب واحد، والسنة واحدة، والغاية - وهي الرجوع إليها - واحدة، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط، إن تباعدت الأعصار والأمصار)، فتنبه - بارك الله فيك -.
وانظر إلى ما قاله الشيخ أحمد بن الصديق الغماري - الصوفي الخرافي الشهير - في كتابه " الجواب المفيد " (ص 66): (والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد من بابة ابن العربي العلوي في نشر معالم الوهابية، ومحاربة الحق والفضيلة باسم الدين والسنة، ومن بغض عبد الحميد بن باديس وتمسكه بعداوة أهل البيت طبعه لذلك الكتاب الخبيث كمصنفه " العواصم والقواصم " لابن العربي المعافري الناصبي الخبيث، ولا أعرف واحدا من الرجلين إلا أني لما ذهبت إلى قسنطينة وقعت إلي مكتبته [أي ابن باديس]، فاشتريت منها الكثير، وعرفت أنه كان يقتني كتبا علمية جيدة) (6).
5 - وقال ابن باديس في (العدد 5) من جريدة " الصراط السوي " (26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م، ص 5 - 6): (وقد رمي الشيخ ابن عبد الوهاب - مما رمي به في حياته - بأنه يكفر من يتوسل لله بالصالحين من عباده، وقد نفى هو هذا عن نفسه ونفاه الكاتبون عنه من بعده.
وها نحن ننقل للقراء من كتاب " صيانة الإنسان من وسوسة دحلان " للعلامة الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ما يبين لهم ذلك ويحققه ... )، ثم ساق أقوال أهل العلم في رد تلك التهمة، من ذلك قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التي كتبها لأهل مكة بعد مناظرتهم: (إذا عرف هذا؛ فالذي نعتقده وندين الله به أن من دعا نبيا أو وليا أو غيرهما، وسال منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، أن هذا أعظم الشرك الذي كفَّر الله به المشركين حيث اتخذوا أولياء وشفعاء يستجلبون بهم المنافع، ويستدفعون بهم المضار بزعمهم، قال الله - تعالى -: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)، فمن جعل الأنبياء أو غيرهم - كابن عباس أو المحجوب أو أبي طالب – وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم وسألهم جلب المنافع، بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسالون الله؛ كما أن الوسائط عند الملوك يسالون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم والناس سألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك، أو لكونهم أقرب إلى الملك، فمن جعلهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك حلال الدم والمال).
وقول الشيخ - أيضا - في الرسالة التي كتبها إلى عبد الله بن سحيم: (إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها ما هو البهتان الظاهر وهي قوله إني مبطل كتب المذاهب، وقوله إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وقوله إني ادعي الاجتهاد وقوله إني خارج عن التقليد وقوله إني أقول إن اختلاف العلماء نقمة، وقوله إني اكفر من يتوسل بالصالحين – إلى أن قال: - فهذه اثنا عشر مسألة جوابي فيها أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم).
هذا وقد كُتب في مجلة " الشهاب" (ج 2، م 10، شوال 1352هـ / يناير 1934 م، ص 85 - 86) تعريف وإشادة بكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " للعلامة الفقيه الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي، جاء فيه وصفه بأنه من الكتب العلمية الجليلة التي ينبغي جهلها، وهو في الرد على أحمد زيني دحلان ورسالته " الدرر السنية في الرد على الوهابية "؛ ودحلان - هذا - هو أحد رؤوس الضلال الذين أعادوا لوثنية القبور ماضي شبابها بما ألفوه وكتبوه من الوساوس والضلالات - كما كتبت المجلة -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يكاد عجبي ينقضي من إحدى دور النشر عندنا حين قامت - من قريب - بطبع كتاب ذلك القبوري دحلان، والله المستعان.
6 - وللشيخ ابن باديس - رحمه الله - كلمات كثيرة في الثناء على الملك السلفي عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ودولته الإسلامية، من ذلك قوله - خلال ترجمته للشيخ رشيد رضا - في مجلة " الشهاب " (ج 9، م 11، رمضان 1354 هـ / ديسمبر 1935 م، ص 510): (فوجد فيها [أي الدولة السعودية] السيد رشيد ضالته من دولة إسلامية تنفذ الشرع الإسلامي وتقف عند حدوده وتحيي سنته وتقاوم كل ما الصق به من بدع وضلالات وتنتمي إلى أحد المذاهب الأربعة الكبرى، فشمر عن ساق الجد لمؤازرتها وتأييدها وإرشادها، ووجد من ملكها عبد العزيز آل سعود الرجل المسلم الذي يعمل للدين وينتصح لكل ناصح فيه) (7).
7 - ونقل - عن جريدة " الشورى " - مقالا لأحد الصحفيين الذين أسلموا في الحجاز بعنوان " ملك العرب " ونشره في مجلة " الشهاب " (ج 4، م 5، ذو الحجة 1347 هـ / مايو 1929 م، ص 25)، وقال في التصدير له: (هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت المعظم في هذا العهد، ومد – تعالى – بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص [على] ربوع الحجاز؛ أرض الحرمين الشريفين، وإن في نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسا عميقا ومجالا واسعا للعبرة والتفكير) (8).
8 - وقال - أيضا - في (العدد 6) من جريدة " السنة " (20 محرم 1352 هـ / 15 مايو 1933 م، ص 1): (أما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الشريعة الإسلامية بعقائدها وآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة العربية العظيمة بما لم تعرفه دولة على وجه الأرض) (9).
9 – ونشر في مجلته " الشهاب " (ج 6، م 5، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م، ص 40 - 42) - نقلا عن جريدة " أم القرى " - خطبة للملك عبد العزيز آل سعود، مما جاء فيها قوله - رحمه الله -: (يسموننا بالوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض.
نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح. ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، وكلهم محترمون في نظرنا.
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة، منزهة عن كل بدعة، فعقيدة التوحيد - هذه - هي التي ندعو إليها، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من إحن وأوصاب).
10 – ونشر - أيضا - في جريدة " الشهاب" - نقلا عن جريدة " السياسة " الأسبوعية - (العدد 40، 12 محرم 1345 هـ / 22 يوليو 1926 م، ص 6 - 8)، و (العدد 41، 16 محرم 1345 هـ / 26 يوليو 1926 م، ص 8 - 10) حوارا مع رئيس القضاة في مكة الشيخ عبد الله بن بلهيد - رحمه الله -.
ومما جاء في (العدد 40، ص 7) قول رئيس القضاة: (أهل نجد هم جميعهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، فهم سلفية العقيدة (نسبة إلى السلف) حنابلة المذهب، أما تسميتهم بالوهابيين وتسمية مذهبهم بالوهابية فليست من عملهم وإنما هي من عمل خصومهم الذين أرادوا تنفير الناس منهم بإيهامهم الناس أن هذا مذهب جديد يخالف المذاهب الأربعة).
11 - وجاء في (العدد 117) من جريدة " الشهاب" (16 ربيع الثاني 1346 هـ / 13 أكتوبر 1927 م، ص 15 - 16) رسالة من (الأخ الفاضل العالم السلفي الأستاذ محمد بن عبد القادر الهلالي) - كما وصفته الجريدة -، جاء فيها: (فقد أطلعني على جريدتكم الغراء المسماة بـ " الشهاب "، ولنعم الشهاب هي على رؤوس أعداء الله القبوريين والطرقيين أعداء الحق وغنم الشيطان الرجيم، أطلعني عليها الأخ الصالح الشيخ ... فكدت أطير فرحا لأني تركت البلاد مظلمة مدلهمة بالخرافات والشرك، وكنت أظنها لا تزال تتخبط في ظلماتها فإذا بأشعة النور أشرقت عليها بسبب أمثالكم وأمثال أستاذكم الشيخ عبد الحميد بن باديس، فنحن نشهد الله على محبتكم وموالاتكم، فإلى الأمام أيها الإخوان.
وأبشرك أن الله أدال لأهل التوحيد على أهل الشرك فأشرقت شمس التوحيد وإتباع السنة في الحرمين الشريفين وسائر بلاد الحجاز وأطراف اليمن [ومحقت] الشرك وأهله، ورفعت ألوية العدل ومزقت ألوية الظلم وانتشر ضياء العلم وأدبر ظلام الجهل ومد رواق الأمن على جزيرة العرب أمنا لم يعرف مثله ولا ما يقاربه إلا في عهد الخلفاء الراشدين ... ولم يكن هذا إلا من العجيب الذي لم يوجد ولا يوجد الآن على وجه الأرض إلا في هذه البلاد لم يكن ذلك بكثرة الجيوش والأسلحة وإنما بعدل إمام المسلمين المجاهد في سبيل الله البائع نفسه وماله لله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد خلد الله ملكه وأيده بنصره وبالمؤمنين).
====
(1) نشرها في جريدة " النجاح " (الأعداد 179 و 180 و 181، أكتوبر / نوفمبر 1924 م).
(2) انظر " آثار ابن باديس " (5/ 270 – 271).
(3) المقصود صحيفة " الشهاب "، التي أنشأها ابن باديس سنة (1343 هـ / 1924 م)، وكانت أول الأمر جريدة أسبوعية، ثم أصبحت منذ (1347 هـ / 1929 م)، واستمرت في الصدور إلى غاية (1358 هـ / 1939 م).
(4) راجع الرسالة كاملة ضمن " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " (1/ 242 – 246).
(5) انظر " الآثار " (5/ 103).
(6) نقلا عن مقدمة رسالة " أعراس الشيطان: الزردة والوعدة " (ط منار السبيل بالجزائر).
(7) انظر " آثار ابن باديس " (3/ 95).
(8) انظر " الآثار " (3/ 145).
(9) انظر " الآثار " (3/ 262).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:36]ـ
الشيخ العلامة المؤرخ مبارك الميلي - رحمه الله -
(ت 1364 هـ - 1945 م)
1 - قال الشيخ مبارك - رحمه الله - في كتابه " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " (2/ 19 ط الأولى 1932 م): (اشتد كلب الزارين على الإسلام والعرب في هذه الأيام لظهور دولة عربية إسلامية هي دولة عبد العزيز بن السعود. وقد رأيت في عدد واحد من " الهلال " (الجزء الخامس من السنة السادسة والثلاثين) - التي تدعي بعدها عن السياسة والدين - التحكك بالإسلام في ثلاثة مواضع:
الأول (ص 555) جاء فيه أن الإباحة أوفق من الحظر، وأن الجبر شر منه، ومثَّل للجبر بجبر الوهابيين الناس على الصلاة، وخفي عليه أن ضرر الجبر إنما يكون إذا كان المجبور غير معتقد الخير فيما أجبر عليه، وهؤلاء مسلمون يرون الصلاة أهم ركن في دينهم الذي يرون نسبتهم لغيره سبة لا نظير لها.
الثاني (ص 611) جاء فيه أن المنع أحسن من الإباحة، نقيض الأول، ولكن سهل هذا التناقض؛ أن الأول ضد الجبر على الصلاة، والثاني ضد إباحة الطلاق، وكلاهما يتفقان مغزى.
الثالث (ص 586) جاء فيه أن الجرائم تكثر تبعا للحضارة وتقل مع البداوة، " والوهابيون في نجد اقل جرائم منا ودعائم الأمن ارسخ عندهم مما هي عندنا، لا لأنهم أكثر خشية للعقوبة، بل لان وسائل الجريمة عندهم قليلة لا تتعدى سرقة الماشية أو الملابس "، ولا أدري أهذا الفيلسوف .. يعتقد أن الحجاز على عهد الأتراك والشريف حسين كان أرقى حضارة منه على عهد ابن السعود؟
لا يا فيلسوف! انه لا علاج للإجرام غير التهذيب الديني وعدل الحاكم، ولا سبب لكثرتها غير استبدال الإيمان بالمادة بالإيمان باله عالم قادر).
2 - وقال في مقدمة " رسالة الشرك ومظاهره " (ص 38 ط دار الراية): (وبعد تمام التأليف، وقبل الشروع في الطبع؛ اتصلت بهدية من جدة، من الأخ في الله السيد محمد نصيف؛ تشتمل على كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها).
3 - ولما كان الشيخ قد سار في تأليف رسالته - تلك - على خطى الدعوة النجدية في الإصلاح قام بإهدائها إلى الملك عبد العزيز ونجليه سعود وفيصل، وشيخ الإسلام في ذلك العهد الشيخ
عبد الله بن حسن آل الشيخ، كما جاء في رسالة له إلى الأستاذ عبد القدوس الأنصاري مؤرخة في (20 ذي القعدة 1356 هـ / 22 يناير 1938 م)، نشرت في مجلة " المنهل " الحجازية (م 38، ج 12، ذو الحجة 1397 هـ / ديسمبر 1977 م، ص 1538) (1).
قال الأستاذ محمد الميلي في كتابه " الشيخ مبارك الميلي؛ حياته العلمية ونضاله الوطني " (ص 128): (إن هذا العمل [أي " رسالة الشرك ومظاهره "] يكشف عن مدى الترابط بين الفكر الإصلاحي الديني والسياسي في المشرق وفي الجزائر، أي انه يسجل مظهرا من مظاهر الوحدة الفكرية بين المغرب العربي والمشرق، وهي وحدة تحققت بفعل عامل الدين الإسلامي واللغة العربية في نفس الوقت. فأوجه الشبه بين حركة جمعية العلماء وتيارات الفكر السلفي في المشرق عديدة، فقد اعتمدت في دعوتها على كتب ابن تيمية وابن القيم وكتابات محمد بن عبد الوهاب ... ، ولم يكن محض صدفة أن نجد في خزانات الرعيل الأول من جمعية العلماء أهم كتب الفكر السلفي التي كانت قد طبعت على نفقة المرحوم عبد العزيز آل سعود، وكذلك مطبوعات " المنار ").
4 - قال الشيخ مبارك الميلي - رحمه الله - في مقال نشره في (العدد 11) من جريدة " البصائر " (26 ذي الحجة 1354 هـ / 20 مارس 1936 م، ص 2): (إن كثيرا يغلطون في معنى الشرك المنافي للتوحيد، فيظنونه اعتقاد النفع والضر في الجمادات وغير الصالحين من العباد، أو اعتقاد أن أحدا غير الله يماثل الله في الخلق والإيجاد، ولا ينافي التوحيد عند هؤلاء اعتقاد أن الصالحين ينفعون أو يضرون، ويعطون ويمنعون، وأن الله أطلعهم على غيبه من دون وحي، وأنه جعل لهم مفاتح خزائنه كما جعل لهم مفاتح غيبه، فينزلون الأمطار متى شاءوا، ويعافون من أحبوا من المرضى، ويهبون لمن أرادوا ذكورا وإناثا، أو يزوجونهم ذكرانا وإناثا، ويجعلون من غضبوا عليه عقيما ...
يتمسك الغالطون في معنى الشرك باعتقادهم في الصالحين على ما وصفنا، وإن أنكرت عليهم شيئا من ذلك أفحموك في نظرهم بقول صاحب الجوهرة:
واثبتن للأوليا الكرامة * ومن نفاها فانبذن كلامه
ثم حكموا عليك بأنك تنكر الولاية والكرامة، ونبزوك بألقاب لا يفهمون لها معنى مثل معتزلي، ووهابي، وهنأوا أنفسهم بتوفيق الله لهم إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ...
ليس الأمر كما تظنون أيها الغالطون! فاربعوا على أنفسكم! واسألوا أهل الذكر عن حقائق دينكم، ولا تقفوا ما ليس لكم به علم، وأخلصوا في طلب الحق عسى أن يوفقكم الله إلى الظفر به، ولا تخدعوا في علمائكم المرشدين، فإنهم لكم من الناصحين، ومن خشية عاقبة سكوتهم وضلالكم مشفقون).
====
(1) بواسطة مجلة " الإصلاح " - الجزائرية - (العدد 7، محرم / صفر 1429 هـ، ص 66).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:42]ـ
الشيخ العلامة أبو يعلى السعيد الزواوي - رحمه الله -
(ت 1371 هـ - 1952 م)
1 - قال الشيخ أبو يعلى الزواوي - رحمه الله - في مقال بعنوان (الوهابيون سنيون، وليسوا بمعتزلة كما يقولون هنا عندنا بالجزائر) نشره في (العدد 98) من في جريدة " الشهاب " (2 ذي القعدة 1345 هـ / 26 مايو 1927 م، ص 2): (لما سئلت عن هذه الكلمة " الوهابية " وعن عقيدة الإخوان النجديين، وسمعت أذناي ممن سألوني ومن غيرهم قولهم: إن الوهابيين معتزلة، وإن الحجاج منقبضون بسبب هذه الكلمة - الوهابية أو المعتزلة – المخالفة على زعمهم؛ أجبت بالاختصار أن الإخوان الوهابيين حنابلة يتعبدون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي هو أحد المذاهب الأربعة المشهورة).
إلى أن قال (ص 4): (إن [ابن] عبد الوهاب حنبلي، وإنما هو عالم إصلاحي وأتباعه - السلطان ابن السعود ورعيته وإمارته النجدية - إصلاحيون سلفيون سنيون حقيقيون على مذهب أحمد الإمام، وعلى طريقة الإمام تقي الدين ابن تيمية في الإصلاح والعناية التامة بالسنة).
2 - وقال - رحمه الله - في مقال له بعنوان (وهابي) نشر في (العدد 6) من جريدة " الصراط السوي " (4 رجب 1352 هـ / 23 أكتوبر 1933 م، ص 4):
(وقفتُ على ما جاء من مقال العلامة الحجوي - الوزير بالمغرب الأقصى - (1) في شأن إخواننا الحنابلة الذين يُدعون بل ينبزون بالوهابيين منذ قيام العلامة المرحوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب القائم بدعوة الإصلاح والدعاء إلى الكتاب والسنة كما جاء عن الله وعن الرسول والرجوع إلى ذلك، وطرح ما أحدث المبتدعة المسمَّمين - باسم المفعول - بالباطنية المدسوسة والموروثة منذ القرن الرابع عند قيام الدولة الفاطمية من مغربنا هذا بجحافلها، واحتلت القاهرة وسمَّمت الأمة كافة وبعض العلماء خاصة كمحي الدين ابن العربي وابن الفارض والنجم الإسرائيلي وابن سبعين وابن سينا الذين أحدثوا قولة القطب والغوث والأبدال والسبعة والسبعين، والأربعة والأربعين إلى غير ذلك مما أبطله العلم الصحيح ولم يعترف به كالديوان وتصرف الأموات، وبناء القبور وزخرفتها وإعلاء القبب والطواف بها، ولكن أمثال الدجوي الأزهري يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق الذي قلنا به وقال به العلامة الحجوي - وزير المعارف -، وقد استحسنا أشد الاستحسان ما ساق في شأن إخواننا النجديين ... ).
ثم قال: (فما بالُهم الآن [أي خصوم الدعوة الإصلاحية] يحملون هذه الحملات المنكرة على الإخوان الحنابلة بدعوى الوهابية، وهم في ذلك كما قيل:
يقولون أقوالا ولا يعرفونها * وان قيل هاتوا حققوا لم يحققوا)
إلى أن قال: (وليعلموا أن الوهابية حنابلة من أهل السنة وليسوا من المعتزلة ... وبأن المذهب الحنبلي السني من المذاهب الأربعة المجمع عليها المرضية للإقتداء بها في الصلاة وفي الأقوال والأفعال، وزيادة على ذلك - لما أننا مالكيون - فهم في غاية الاقتداء والاتفاق مع مالك الإمام - رحمه الله -، وبأنه عالم المدينة وأن غالب حججهم قال مالك، كما في مسألة الاستواء وتجصيص القبور والبناء عليها والتوسل بها، وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشدائد والحلف بالمدفونين بها، وغير ذلك من الاستشفاع الذي هو من الابتداع المتفق عليه بين المالكية المخلصين والحنابلة العاملين بما نبههم إليه محمد بن عبد الوهاب، كما نبهنا نحن أبو إسحاق الشاطبي صاحب كتاب " الاعتصام " وأمثاله.
وقد علمنا وعلم كثير من العلماء المفكرين والمتأملين أن عمل الوهابيين في شأن زيارة القبور هو مذهب مالك بالحرف وطريقته).
ثم قال - تكملة لهذا المقال - في (العدد 7) من جريدة " الصراط السوي " (11 رجب 1352 هـ / 30 أكتوبر 1933 م، ص 7): (ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول إن المالكي الذي يطعن في الوهابيين يطعن في مالك ومذهبه من حيث يشعر أو لا يشعر أو لأنه جاهل أو متجاهل).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أنكر ما يفعله العامة عند زيارتهم قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من إمساك شباك النبي والاستغاثة به في مصالحهم، وقال: (ولذا قال أيضا - يعني صاحب " الشفاء " -: وقال مالك في (المبسوط): لا أرى أن يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو، ولكن يسلم ويمضي. قال شارح هذا الموضع شهاب الدين الخفاجي: ظاهره أن مذهب مالك عدم استحباب الوقوف مطلقا) اهـ.
قلت: فليتأمل - هذا - الغلاة الطوافون بقبور الأموات الطالحين (كذا في الأصل) ومناداتهم والتوسل بهم، وهذا عين ما يقول الوهابيون وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -، فيصبون على الوهابيين سوط الانتقاد والتكفير وهو عين مذهب مالك وقوله وعمله ... ثم إن الغلاة يؤذوننا ويؤذون الإخوان الحنابلة بأننا وإياهم قد حططنا من قدر النبي وقدر الولي؛ لأننا لم نعمل بما لم يثبت عن الأئمة العظام).
3 - وقال - رحمه الله – في مقال آخر - يرد فيه على من نبز الدعوة الإصلاحية بالوهابية - بعنوان (لم كان أو صار الوهابيون سبة؟!!) نشر في (العدد 167) من جريدة " البصائر " (6 ربيع الثاني 1358 هـ / 26 مايو 1939 م، ص 2): (فأهل العلم عموما وأهل الإسلام قاطبة يعلمون أن الوهابيين حنبليين من أهل السنة والجماعة، ومن المذاهب الأربعة المجمع عليها، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مذهب الإمام أحمد، مع ترجيح مذهب السلف، وكتابه في العقيدة التوحيدية (2) يباع بمكتبة ردوسي بمدينة الجزائر، ولا يستطيع سني أن يرد فيه كلمة واحدة ولا نصف كلمة، وأن الوهابيين بإجماع الأمة مسلمون سنيون، من أهل القبلة).
ثم قال: (فليراجع " الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى "؛ كتاب جليل ولا شك أنه لم يطلع عليه، وإلا لوجم، ونقول له أيضا راجع رسالة العلامة ابن حمدون إلى الوهابيين والى علماء تونس، وكذلك لو اطلع على ما كتبه الكاتب العمراني المجيد الأستاذ محمد فريد وجدي في كتابه " كنز العلوم واللغة " .. وكذلك نقول له راجع ما كتب مؤلف " غاية الأماني في الرد على النبهاني "، ومؤلفه شافعي، وكذلك ما كتب مؤلف " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان "، ثم ليحمل على الوهابيين خصوصا، والإصلاحيين عموما، ولكن الجهل والسياسة - لعنة الله عليها – تفعل أكثر من هذا من رقة الديانة والاستخفاف بها .. ).
وقال: (هذا ما أقول لك مختتما ومؤكدا أن طعنك في الوهابيين طعن بمالك سواء بسواء، شعرت أم لم تشعر، وأنك أرضيت من يرضى ويحب قطع الصلات بين المسلمين عموما، والغرب خصوصا، وشققت الله ورسوله).
4 - وكتب في (العدد 79) من " البصائر " (12 جمادى الآخرة 1357 هـ / 20 أوت 1937 م، ص 4 – 5) مقالا يثني فيه على كتاب " غاية الأماني في الرد على النبهاني " وكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان "، ويحث طلبة العلم على اقتنائها والإطلاع عليها؛ لما فيها من بيان لحق السلفيين، وتفنيد لباطل الخرافيين.
====
(1) سيأتي ذكره قريباً.
(2) يعني (كتاب التوحيد) المشهور.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:46]ـ
الأستاذ الأديب محمد السعيد الزاهري - رحمه الله -
(ت 1375 هـ - 1956 م)
1 - قام الأستاذ الزاهري - رحمه الله - بنشر مقال لصاحب المعالي العلامة الفقيه محمد الحجوي - وزير المعارف بالمغرب الأقصى - بعنوان (الوهابيون سنيون حنابلة)؛ في (العدد 3) من جريدة " الصراط السوي " (5 جمادى الثانية 1352 هـ / 25 سبتمبر 1933 م، ص 3)، قال في التقديم له ما نصه: (كتب معالي الأستاذ الحجوي فصلا قيِّما عن الوهابية والوهابيون أردنا أن نتحف به قراءنا ليطلعوا على ما يقول العلماء الأعلام في الوهابية، وعلى ما يتمنون لها من سعة الانتشار، ونحن ننشر هذا الفصل كرد على لغط هؤلاء المشاغبين المغرضين الذين لا يزالون يرموننا بأننا وهابية، ويرمون الوهابية بالكفر والمروق من الدين).
ومما جاء في مقال الشيخ الحجوي (ت 1376 هـ) - رحمه الله - قوله: (عقيدته [أي ابن عبد الوهاب] السنة الخالصة على مذهب السلف المتمسكين بمحض القران والسنة، لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلهما في عقيدته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الفروع مذهبه حنبلي غير جامد على تقليد الإمام أحمد ولا من دونه، بل إذا وجد دليلا أخذ به وترك أقوال المذهب، فهو مستقل الفكر في العقيدة والفروع معا).
إلى أن قال: (وهو [أي مذهبه] نبذ التعلق بالقبور وعدم نسبة التأثير في الكون للمقبور، بل منع التوسل بالمخلوق وهدم الأضرحة التي تشييدها سبب هذه الفكرة، وقد فصلت ذلك في رسالتي " بيان مذهب الوهابية " وفي كتاببي " برهان الحق " (1)، وأعظم خلاف بينهم وبين أهل السنة هو مسألة التوسل وتكفيرهم من يتوسل بالمخلوق، فالخلاف في الحقيقة ليس في الأصول التي ينبني عليها التكفير أو التبديع، وإنما هو في أمور ثانوية وأهمها هذه).
إلى أن قال: (وهذا المذهب مؤسسه في الحقيقة ابن تيمية، ولكن حاز الشهرة محمد بن عبد الوهاب، وإليه نسبوه حيث توفق لإظهاره بالفعل، ونشره بالقوة، و تمكن من إحلاله محلا مقبولا من قلوب النجديين الذين قاتلوا عليه).
ثم ختم بقوله: (وعاد اليوم لهم ظهور وانتشار، ووقع التفاهم بين علماء الإسلام وزالت غشاوة كل الأوهام، وعلم كل فريق ما هو حق وما حاد فيه عن الطريق، وكادت أن لا تبقى نفرة بين علماء نجد وبقية علماء الآفاق، لا سيما بوجود الملك عبد العزيز آل سعود - ملك نجد والحجاز والحرمين وملحقاتها الحالي - الذي ظهرت منه كفاءة تامة ونصرة للسنة بعد العهد بها ممن لدن أهل الصدر الأول، واعتدال في الأفكار ونشر للأمن ووحدة الإسلام والغيرة العربية والعدل في الأحكام، فهو من أفذاذ ملوك الإسلام العظام ذوي السياسة الإسلامية القويمة، والكعب المعلى في الصرامة والحزم والشدة في الرفق والعزم قبل الضيق، والسير على سنن السلف، بما شهد له المحب والعدو، أكثر الله في الإسلام أمثاله، وأطال عمره، وأطال يده على أعدائه، وزاده تأييدا وتسديدا وثباتا في مبدئه القويم المعتدل، وبلغه مناه، حتى نرى الحرمين الشريفين والحجاز أرقى بلاد الإسلام). وهذا الفصل تجده - بتمامه - في كتاب منشئه " الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي " (2/ 445 - 448).
2 - وفي (العدد 5) من " الصراط السوي " (26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م، ص 4 - 5) كتب الزاهري مقالا بعنوان (الوهابيون سنيون حنابلة - إيضاح وتعليق -) قال فيه ما نصه: (في كلام الوزير من الحقائق الثابتة ما لا يخفى على أي منصف لم يعمه الغرض والهوى، فهو يقرر كما هو الواقع " أن الإمام أبا عبد الله محمد بن عبد الوهاب الزعيم الأكبر؛ قد برع في علوم الدين واللسان وفاق الأقران، واشتهر بالتقوى وصدق التدين، عقيدته السنة الخالصة على مذهب السلف المتمسكين بمحض القرآن والسنة، لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلهما في عقيدته، وفي الفروع مذهبه حنبلي غير جامد .. "، ويقرر أيضا - كما هو الواقع - أن مبادئ الوهابية " التمسك بالسنة وإلزام الناس بصلاة الجماعة وترك الخمر وإقامة الحد على متعاطيها، ومنعها منعا كليا من مملكتهم ... وغير ذلك من التشديدات التي لا يراها المتساهلون المترخصون (!!!) وكل هذا لا يخالف السنة ... ".
ولكنه مع إثباته لهذه الحقائق قال: " ... وأعظم خلاف بينهم وبين أهل السنة هو مسألة التوسل، وتكفيرهم من يتوسل بالمخلوق .. "، وهذا وهم وهمه سعادة الوزير، فإنه لا يوجد في نفس الأمر أدنى خلاف بين الوهابيين وبين أهل السنة إلا ما هو موجود بين أهل السنة أنفسهم، فالوهابيون حنابلة سنيون بأتم معنى الكلمة، وحسبك أنه ليس لهم كتب مذهبية للمذهب الوهابي مثلا، بل كتبهم هي كتب الحنابلة نفسها .. ).
إلى أن قال: (وهنا مسألة جوهرية لا بأس بالإشارة إليها، وهي أن كتب الحنابلة التي يقرؤها الوهابية وغيرهم هي كتب سنة وحديث أكثر مما هي كتب فقهية حنبلية، وهم لا يزالون يؤلفونها على طريقة السلف الصالح وأئمة هذا الدين الحنيف ... ولا يخفى أن كتب السنة والحديث تجعل قارئها سنيا سلفيا شديد الاتصال بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وشديد الاتصال بالسلف الصالح، وبعيدا كل البعد عن التقليد والجمود، وبعيدا عن البدع ومحدثات الأمور، ومن هنا جاء الخلاف بين الوهابية من أهل السنة الآخرين (كذا في الأصل) - إن كان هنالك خلاف - ...
(يُتْبَعُ)
(/)
والوهابية أو حنابلة نجد لا يقولون بكفر من يتوسل التوسل الشرعي، بل يقولون بكفر من يدعو مع الله إلها آخر، ومن معاني " التوسل " عند الجامدين (من أهل السنة) أنهم يدعون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم! وأحسب أن من يطالع كتاب " التوسل والوسيلة " لشيخ الإسلام ابن تيمية يرى صدق ما نقول. وهذه العقيدة ليست عقيدة حنابلة نجد وحدهم بل هي عقيدة السلف الصالح وعقيدة أهل السنة جميعا - ما عدا الجامدين منهم والمتساهلين - .. ).
وقال - رحمه الله - في نفس المقال أيضا: (الأتراك هم الذين سموا حنابلة نجد باسم " الوهابية "، وهم الذين نشروا عنهم التهم والأكاذيب في العالم الإسلامي، واستأجروا الفقهاء في جميع الأقطار ليؤلفوا ويكتبوا ويكذبوا على حنابلة نجد، وهم الذين ألفوا كتابا ضد الوهابية ونسبوه إلى الشيخ سليمان بن عبد الوهاب - شقيق الإمام محمد بن عبد الوهاب -، وهم الذين أخذوا ابن سعود أسيرا إلى الآستانة ولكنهم نكثوا العهد الذي عاهدوه فقتلوه غيلة وغدرا، وأنا أعتقد أن للأجانب يدا في هذه الحرب التي أثارها الأتراك العثمانيون على ابن سعود؛ فإنه يسوؤهم أن يستولي ابن سعود على الحجاز ويسوؤهم أن ينشر فيه الأمن والعدل والرحمة وأن يحكم فيه بما أنزل الله، وكان الحجاز على عهد الأتراك مباءة فوضى وقطع طرق، فلما جاء الوهابية أمنوا سبله ونشروا فيه الطمأنينة والعدل).
ثم قال: (بقي شيء واحد وهو قول الوزير: " إن مؤسس هذا المذهب هو شيخ الإسلام ابن تيمية، واشتهر به ابن عبد الوهاب "، والواقع أن مؤسس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهاب ولا الإمام أحمد ولا غيرهم من الأئمة والعلماء، وإنما مؤسسه هو خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، على أنه في الحقيقة ليس مذهبا، بل هو دعوة إلى الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة وإلى التمسك بالقران الكريم، وليس هناك شيء آخر غير هذا).
====
(1) أرجو لو يتفضل أحد طلبة العلم من المغرب الأقصى بالإفادة حول هذين الكتابين.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:48]ـ
الشيخ العلامة الطيب العقبي - رحمه الله -
(ت 1379 هـ - 1960 م)
1 - قال الشيخ الطيب العقبي - رحمه الله - في مقال له بعنوان (يقولون وأقول) نشر في (العدد 119) من جريدة " الشهاب " (30 ربيع الثاني 1346 هـ / 27 أكتوبر 1927 م، ص 14): (يقولون لي: إن عقائدك هذه هي عقائد الوهابية، فقلت لهم: إذن الوهابية هم الموحدون).
2 - وقال - رحمه الله - في (العدد 2) من جريدة " السنة " (22 ذي الحجة 1351 هـ / 17 أبريل 1933 م، ص 7): (هذا وإن دعوتنا الإصلاحية - قبل كل شيء وبعده - هي دعوة دينية محضة، لا دخل لها في السياسة ألبتة، نريد منها تثقيف أمتنا وتهذيب مجتمعنا بتعاليم دين الإسلام الصحيحة، وهي تتلخص في كلمتين: أن لا نعبد إلا الله وحده، وأن لا تكون عبادتنا له إلا بما شرعه وجاء من عنده ...
ثم ما هي هذه الوهابية التي تصورها المتخيلون أو صورها لهم المجرمون بغير صورتها الحقيقة؟
أهي حزب سياسي؟ ... أم هي مذهب ديني وعقيدة إسلامية كغيرها من العقائد والمذاهب التي تنتحلها وتدين بها مذاهب وجماعات من المسلمين؟
وإذا كانت الوهابية: هي عبادة الله وحده بما شرعه لعباده، فإنها هي مذهبنا وديننا وملتنا السمحة التي ندين الله بها وعليها نحي وعليها نموت ونبعث إن شاء الله من الآمنين).
3 - ونذكر هنا أن من الكتب التي درسها الشيخ العقبي - رحمه الله - في مجالسه العلمية كتاب " كشف الشبهات " للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - (1).
====
(1) انظر كتاب " الطيب العقبي ودوره في الحركة الوطنية الجزائرية " (ص 89) للأستاذ أحمد مريوش.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:59]ـ
الشيخ العلامة الأديب محمد البشير طالب الإبراهيمي - رحمه الله -
(ت 1385 - 1965 م)
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - في مقال له نشر في (العدد 9) من جريدة " السنة " (11 صفر 1352 هـ / 5 يونيو 1933 م، ص 3): (ويقولون عنا إننا وهابيون، كلمة كثر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أنست ما قبلها من كلمات: عبداويين وإباضيين وخوارج. فنحن بحمد الله ثابتون في مكان واحد وهو مستقر الحق، ولكن القوم يصبغوننا في كل يوم بصبغة، ويسموننا في كل لحظة بسمة، وهم يتخذون من هذه الأسماء المختلفة أدوات لتنفير العامة منا وإبعادها عنا، وأسلحة يقاتلوننا بها وكلما كلت أداة جاءوا بأداة، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء، وقد كان آخر طراز من هذه الأسلحة المفلولة التي عرضوها في هذه الأيام كلمة "وهابي"، ولعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلهم كافئوا مبتدعها بلقب (مبتدع كبير).
إن العامة لا تعرف من مدلول كلمة " وهابي " إلا ما يعرفها به هؤلاء الكاذبون، وما يعرف منها هؤلاء إلا الاسم وأشهر خاصة لهذا الاسم وهي أنه يذيب البدع كما تذيب النار الحديد، وأن العاقل لا يدري مم يعجب! أمن تنفيرهم باسم لا يعرف حقيقته المخاطب منهم ولا المخاطب، أم من تعمدهم تكفير المسلم الذي لا يعرفونه نكاية في المسلم الذي يعرفونه، فقد وجهت أسئلة من العامة إلى هؤلاء المفترين من (علماء السنة!!) عن معنى "الوهابي"؛ فقالوا هو الكافر بالله وبرسوله، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
أما نحن فلا يعسر علينا فهم هذه العقدة من أصحابنا بعد أن فهمنا جميع عقدهم، وإذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإننا لا نرد ما صدر منهم إلى ما يعلمون منه ولكننا نرده إلى ما يقصدون به، وما يقصدون بهذه الكلمات إلا تنفير الناس من دعاة الحق، ولا دافع لهم إلى الحشد في هذا إلا أنهم موتورون لهذا الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت بدعهم فيما وقع تحت سلطانها في ارض الله وقد ضج مبتدعة الحجاز فضج هؤلاء لضجيجهم - والبدعة رحم ماسة -، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة " وهابي " تقذف في وجه كل داع إلى الحق إلا نواحا مرددا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهابية، وتحرقا على هذه الوهابية التي جرفت البدع، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا، وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم، ولكن ما أخفه على ألسنتهم حين يتوسلون به إلى التنفير من المصلحين، وما أقسى هذه الوهابية التي فجعت المبتدعة في بدعهم - وهي أعز عزيز لديهم -، ولم ترحم النفوس الولهانة بحبها ولم ترث للعبرات المراقة من أجلها).
وقال (6): (يا قوم إن الحق فوق الأشخاص، وإن السنة لا تسمى باسم من أحياها، وإن الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام، ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة وهي أنهم لا يقرون البدعة، وما ذنبهم إذا ما أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنة رسوله، وتيسر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟
أإذا وافقنا طائفة من المسلمين في شيء معلوم من الدين بالضرورة، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندهم - والمنكر لا يختلف حكمه باختلاف الأوطان - تنسبوننا إليهم تحقيرا لنا ولهم، وازدراء بنا وبهم، وإن فرقت بيننا وبينهم الاعتبارات؛ فنحن مالكيون برغم أنوفكم، وهم حنبليون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة. ونحن نعمل في طرق الإصلاح الأقلام، وهم يعملون فيها الأقدام، وهم يعملون في الأضرحة المعاول ونحن نعمل في بانيها المقاول) (1).
2 - وقال - كما في " آثاره " (1/ 198) -: (نسمع نغمات مختلفة ونقرؤها في بعض الأوقات كلمات مجسمة - صادرة من بعض الجهات الإدارية أو الجهات الطرقية - تحمل عليها الوسوسة وعدم التبصر في الحقائق من جهة، والتشفي والتشهير من جهة أخرى، هذه النغمات هي رمي جمعية العلماء تارة بأنها شيوعية، وتارة بأنها محركة بيد خفية أجنبية، وتارة بأنها تعمل للجامعة الإسلامية أو العربية أو تعمل لنشر الوهابية، والطرقيون لا تهمهم إلا هذه الكلمة الأخيرة، فهي التي تقض مضاجعهم وتحرمهم لذيذ المنام، وحالهم معها على الوجه الذي يقول فيه القائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تنبه رُعتَه وإذا غفا * سلت عليه سيوفَكَ الأحلامُ
وكيف لا يحقدون عن هادمة أنصابهم، وهازمة أحزابهم؟ فتراهم لاضطغانهم عليها يريدون أن يسبوها فيسبوننا بها من غير أن يتبينوا حقيقتها أو حقيقتنا، والقوم جهال ملتخون من الجهل، وحسبهم هذا) (2).
3 – وقال وهو يتحدث عن صديقه الشيخ محمد نصيف - رحمهما الله – في " آثاره " (4/ 125): (إذا لم ينصف الحجاز شيخه ومخلد مجده ورافع رايته أستاذنا الشيخ نصيفا، فإن العالم الإسلامي كله ينصفه، فكلنا ألسنة شاهدة بأنه مجموعة فضائل نعد منها ولا نعددها، وأنه مجمع يلتقي عنده علماء الإسلام وقادته وزعماؤه فيردون ظماء ويصدرون رواء، وإنني أقولها بصيحة صريحة، وأؤديها شهادة للحق والتاريخ بأنه محيي السنة في الحجاز من يوم كان علماؤه – ومنهم أشياخنا – متهورين في الضلالة، وأنه صنع للسلفية وإحياء آثارها ما تعجز عنه الجمعيات بل والحكومات، وأنه أنفق عمره وماله في نصرها ونشرها، في هدوء المخلصين وسكون الحكماء، وسيسجل التاريخ العادل آثاره في عقول المسلمين، وسيشكر له الله غزوه للبدع بجيوش السنن المتمثلة في كتبها وعلوم أئمتها، وجميعة العلماء نفسها مدينة له، فإن الكتب السلفية لم تصلنا إلا عن يده) (3).
4 – وللشيخ الإبراهيمي - رحمه الله - أرجوزة بعثها لبعض علماء نجد، قال فيها:
إنَّا إذا ما ليلُ نجدٍ عسعسا * وغربت هذي الجواري خُنَّسا
والصبح عن ضيائه تنفَّسا * قمنا نؤدِّي الواجب المقدَّسا
ونقطع اليوم نناجي الطُّرُسا * وننتحي بعد العشاء مجلسا
موطَّداً على التقى مؤسَّسا * في شِيخةٍ حديثهم يجلو الأسى
...
وهمم غُرٌّ تعاف الَّنسا * وذممٌ طهر تجافي النَّجَسا
يُحْيُون فينا مالكاً وأنسا * والأحمدين والإمام المؤتسا (4)
...
بوركتِ يا أرضٌ بها الدين رسا * وَأَمِنَتْ آثاره أن تَدْرُسا
والشرك في كلِّ البلاد عرَّسا * جذلان يتلو كُتْبَه مُدرِّسا
مصاولاً مواثباً مفترسا * حتى إذا ما جاء جَلْساً جَلَسَا (5)
منكمشاً مُنخذلاً مقْعَنسسا * مُبَصْبصاً قيل له اخْسأْ فخسا
شيطانه بعد العُرَام خنسا * لما رأى إبليسه قد أبلسا
ونُكِّستْ راياته فانتكسا * وقام في أتباعه مبتئسا
مُخَافِتاً مِنْ صوته محترسا * وقال إنَّ شيخكم قد يئسا
من بلد فيها الهدى قد رأسا * ومعْلَمُ الشرك بها قد طُمِسا
ومعهدُ العلم بها قد أسسا * ومنهلُ التوحيد فيها انبجسا
...
يا عمر الحَقِّ وقيتَ الأبؤسا * ولا لقيت - ما بقيت – الأَنْحُسا (6)
لك الرضى إنَّ الشباب انتكسا * وانتابه داءٌ يحاكي الهَوَسَا
وانعكستْ أفكاره فانعكسَا * وفُتحت له الكُوَى فأسلسا
فإن أبت نجدٌ فلا تأبى الحسا * فاقْسُ على أشْرَارِهم كما قسا
سميُّك الفاروق (فالدين أُسى) * نَصرُ بْن حجَّاج الفتى وما أسا
غرَّبَهُ إذ هتفتْ به النِّسا * ولا تُبال عاتِباً تغطرسا
أوْ ذا خَبالٍ للخنا تَحَمَّسا * أو ذا سُعارٍ بالزِّنَى تَمرَّسا
شيطانه بالمُنديات وسوسا * ولا تُشَّمِّت مِنهمُ من عطسَا
...
يا شَيْبَةَ الحَمْدِ رئيس الرُّؤَسَا * وَوَاحِدَ العصرِ الهُمَامَ الكَيِّسَا (7)
ومفتيَ الدِّينِ الذي إنْ نَبَسَا * حَسِبْتَ في بُرْدَتهِ شيخَ نَسَا
راوي الأحاديثِ مُتُوناً سُلَّسَا * غُرّاً إذا الراوي افترى أو دَلَّسَا
وصَادِقَ الحَدْسِ إذا ما حَدَسَا * ومُوقِنَ الظَّنِّ إذا تَفَرَّسَا
وصادعاً بالحقِّ حين هَمَسَا * به المُرِيبُ خائفاً مُخْتَلِسَا
...
فتحتَ بالعلمِ عيوناً نُعَّسَا * وكان جَدُّ العلم جَداً تَعِسَا
وسُقْتَ للجهل الأُسَاَة النُّطُسَا * وكان داءُ الجهلِ داءً نَجَسَا
رمى بك الإلحادَ رامٍ قَرْطَسَا * وَوَتَرَتْ يد الإلهِ الأَقْوُسَا
وجَدُّكَ الأعْلَى اقْتَرَى وأَسَّسَا * وتركَ التَّوحيدَ مَرْعِيَّ الْوَسَا (8)
حَتَّى إذا الشركُ دَجَا وَاسْتَحْلَسَا * لُحْتَ فكنتَ في الدَّيَاجِي القَبَسَا
ولم تَزَلْ تَفْرِي الْفَرِيَّ سَائِسَا * حتى غدا الليلُ نهاراً مُشْمِسَاً
انظر الأرجوزة كاملة - مع شرح غريبها - في " آثار الإبراهيمي " (4/ 126 - 130).
5 – وقال في قصيدة أخرى إلى بعض علماء نجد - أيضا -:
قد كنت في جِنِّ النَّشَاط والأشرْ * كأنَّني خرجتُ عَن طورِ البَشَر
(يُتْبَعُ)
(/)
وكنت نَجْدِىَّ الهوى من الصغرْ * أهيمُ في بَدْر الدُّجى إذا سَفَرْ
...
وقائدي في الدين آيٌ وأَثَر * صَحَّ بَرَاوٍ ما وَنَى وَلا عَثَر
وَمَذهبي حُبُّ عَلِيٍّ وَعُمَر * والخلفاءِ الصَّالحين في الزُّمرْ
هذا وَلا أحْصُرُهُمْ في اثني عَشَر * لا ولا أَرْفَعُهمْ فوق البّشر
وَلا أنَالُ وَاحداً مِنهم بِشَرْ * (وشيعتي في الحاضرينَ) مَنْ نَشَر
دَينَ الهُدَى وذبَّ عَنهُ وَنَفَر * لِعِلْمِهِ وَفقَ الدَّليل المُستَطَرْ
حَتَّى قَضَى من نُصْرة الحقِّ الوطر * هم شِيْعَتِي في كلِّ ما أَجدَى وضَرْ
وَمَعشَري في كل ما ساءَ وَسَرّ * وَعُصبتي في كلِّ بدوٍ وحضَر
أمَّا إذا صَبَبْتُ هذه الزُّمر * في وَاحدٍ يجمعُ كلَّ ما انتثر
(فَخُلَّتِي مَنْ بينهم أخٌ ظهَرْ) * في الدَّعوةِ الكُبرى فَجَلَّى وبَهَرْ
وَجَال في نَشرِ العُلُومِ وقَهَرْ * كَتَائبَ الجَهل المغيرِ وانتصر
(عبداللطيف) المُرتَضَى النَّدبُ الأبر * سُلالَةُ الشَّيْخ الإمام المُعْتَبرْ (9)
مَنْ آلِ بيت الشيخِ إنْ غابَ قمرْ * عَنِ الوَرَى خَلَفهُ منهم قَمَرْ
فَجَدُّهم نَقَّى التراب وبَذَرْ * ولَقِيَ الأَذَى شديداً فَصَبَرْ
على الأذى فكان عُقبَاه الظَّفَر * والابنُ والى السَّقيَ كي يَجْنِي الثَّمَرْ
(وإن أحفادَ الإمام) لَزُمَر * (محمدٌ) من بينهم حَادِي الزُّمَرْ (10)
تقاسموا الأعمالَ فاختصَّ نَفَرْ * بما نهى محمدٌ وما أمرْ
واختص بالتعليمِ قومٌ فازْدَهَر * يبني عقولَ النشءِ مِن غَيرِ خَوَرْ
قادَ جيوشَ العِلمِ لِلنَّصرِ الأغَر * كالسورِ يعلو حجراً فوقَ حجرْ
إلى آخر الأرجوزة الماتعة، التي تجدها في " الآثار " (4/ 131 – 134).
6 - وقال البشير الإبراهيمي - رحمه الله - في رسالة بعثها من القاهرة إلى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم - رحمه الله -:
(حضرة الأخ الأستاذ الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي المملكة العربية السعودية، أطال الله بقاءه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإنني أكتب إليكم - كتب الله لنا ولكم السعادة والتوفيق، وأدام علينا وعليكم نعمة الإيمان وأتمها -، أذكركم ما لستم عنه غافلين من حال إخوانكم الجزائريين المجاهدين، وما هم فيه من الشدة والحاجة إلى العون والإمداد، وما أصبحت عليه الأمة الجزائرية كلها من ورائهم من البؤس والضيق.
أذكركم أن لكم بالجانب الغربي من وطن العروبة ومنابت الإسلام الأولى ومجرى سوابق المجاهدين الأولين لإخواناً في العروبة - وهي رحم قوية -، وفي الإسلام - وهو سبب مرعي -، وفي ذلك المعنى الخاص من الإسلام وهو السلفية التي جاهدتم وجاهد أسلافكم الأبرار في سبيل تثبيتها في أرض الله، وقد لقوا من عنت الاستعمار وجبروته ما أهمَّهم وأهمَّ كل مسلم حقيقي يعلم أن الإسلام رحم شابكة بين بَنِيه أينما كانوا، وأن أقل واجباته النجدة في حينها والتناصر لوقته ... )، انظرها - بتمامها - في " آثاره " (5/ 221 – 223).
7 – وقال في رسالة مماثلة إلى الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رحمه الله -:
(حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد لكم الله الذي لا إله لا هو، وأرجو أن يوزعني وإياكم شكر نعمائه، وأن ييسرنا للقيام بما افترض علينا من الجهاد بجميع أنواعه في سبيل ديننا الذي أحاطت به الخرافات والأوهام في الداخل، كما أحاط به الكفر والطواغيت في الخارج، أذكركم بإخوانكم المجاهدين في الجزائر الذين أحيوا في الزمن الأخير فريضة عفا أثرها وانطمس رسمها في هذه العصور، فنصرهم الله على ضعفهم وقلة عددهم وعُددهم وقوة عدوهم، وتأييد الطواغيت له ... الخ)، انظرها كاملة في " آثاره " (5/ 224 – 225).
=====
(1) انظر " آثار الإبراهيمي " (1/ 123 – 124).
(2) وهذا الكلام نشرا - أولا - ضمن " سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " (ط قسنطينة 1935م).
(3) نشرت الكلمة في (العدد 4) من مجلة " المنهل " (ربيع الثاني 1372 هـ / يناير 1953 م).
(4) يريد بالأحمدين: الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وبالإمام المؤتسى: الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -.
(5) جلس: بلاد نجد، قاله في " القاموس المحيط " (ص 560 ط دار الكتب العلمية).
(6) يريد صاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آنذاك - رحمه الله -.
(7) يريد سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -.
(8) جدك الأعلى: يريد به الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -.
(9) يعني به الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وبالإمام المعتبر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
(10) يعني به الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:02]ـ
الشيخ الفقيه أحمد حماني - رحمه الله -
(ت 1419 هـ - 1998م)
1 - قال الشيخ أحمد حماني - رحمه الله - في كتابه " صراع بين السنة والبدعة " (1/ 50 - 51): (أول صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوع إلى كتاب الله والتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونبذ كل ابتداع ومقاومة أصحابه، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبد الوهاب أثناء القرن الثامن عشر (1694 _ 1765) وقد وجدت دعوته أمامها المقاومة الشديدة حتى انضم إليها الأمير محمد بن السعود وجرد سيفه لنصرتها والقضاء على معارضيها فانتصرت.
ولما كانت نشأة هذه الدعوة في صميم البلاد العربية ونجحت على خصومها الأولين في جزء منها، وكانت مبنية على الدين وتوحيد الله - سبحانه - في ألوهيته وربوبيته ومحو كل آثار الشرك - الذي هو الظلم العظيم - والقضاء على الأوثان والأنصاب التي نصبت لتعبد من دون الله أو تتخذ للتقرب بها إلى الله، ومنها القباب والقبور في المساجد والمشاهد - لما كان كذلك فقد فهم أعداء الإسلام قيمتها ومدى ما سيكون لها من أبعاد في يقظة المسلمين ونهضة الأمة العربية التي هي مادة الإسلام وعزه، إذ ما صلح أمر المسلمين أول دولتهم إلا بما بينت عليه هذه الدعوة، وقد قال الإمام مالك: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
لهذا عزموا على مقاومتها وسخروا كل إمكانياتهم المادية والفكرية للقضاء عليها، وحشدوا العلماء القبوريين الجامدين أو المأجورين للتنفير منها وتضليل اعتقاداتها، وربما تكفير أهلها، كما جندوا لها الجنود وأمدوها بكل أنواع أسلحة الفتك والدمار للقضاء عليها.
تحرش بها الإنكليز والعثمانيون والفرس، واصطدموا بها، وانتصر عليهم السعوديون في بعض المعارك، فالتجأت الدولة العثمانية إلى مصر، وسخرت لحربها محمد علي وأبناءه - وهو الذي كانوا سخروه لحرب دولة الخلافة وتهوينها - وكان قد جدد جيشه على أحدث طراز عند الأوروبيين آنذاك، فاستطاع الجيش المصري أن يقضي على هذه القوة الناشئة، وظنوا أنهم استراحوا منها، وكان من الجرائم المرتكبة أن أمير هذه الإمارة السلفية المصلحة اسر وذهب به إلى مصر، ثم إلى إسطمبول حيث اعدم كما يعدم المجرمون.
وهكذا يكون هذا الأمير المسلم السلفي المصلح من الذين سفكت دماؤهم في نصر السنة ومقاومة البدعة رحمه الله).
2 - وقال - رحمه الله - في " فتاويه " (2/ 500 - 501): (وما ذكره الشوكاني [من انتشار الشرك بين المسلمين وصمت أكثر العلماء عن إنكار ذلك] معروف مشاهد – منذ أجيال – في كل بلاد المسلمين، وما رواه من تقاعس العلماء والمتعلمين والأمراء والوزراء دون الواقع بكثير، فان الفتنة الكبرى والبلاء الأعظم جاء المسلمين من مشاركة بعض العلماء في الحج إلى هذه القبور ودعاء أصحابها، واعتقادهم في (الأولياء) من ساكنيها، فيوم أن زرت القاهرة في أواخر السبعينات وصادف إقامة (مولد سيدي أحمد البدوي) (والحج إليه) فذكرت الصحف أن عدد (الحجاج) زاد على مليونين اثنين، وكان في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر، ووزير الأوقاف (الشؤون الدينية) وكلاهما من أشهر علماء الأزهر، والثاني مكث في الجزائر بضع سنوات، و أحيا فيها ما كانت قضت عليه الحركة الإصلاحية ودعوة عبد الحميد بن باديس وجمعية العلماء المسلمين، قبل حظر نشاط نظامها وعملها كمنظمة. فمسؤولية العلماء أعظم من مسؤولية الحكام والأمراء والوزراء، ذلك أن العامة قد لا تفتن بهم ولا تتخذهم قدوة في الدين، وإن كان من أوكد واجباتهم حماية وصيانة المسلمين في أموالهم وأرواحهم وأنفسهم ودينهم ودنياهم. غير أن كثيرا من علماء المسلمين - أزهريون وغير أزهريين - قدماء ومحدثين - أدوا واجبهم، وأحيوا سنة نبيهم، وبصروا المسلمين بما جاء به دينهم، وحذروهم من البدع والضلالات ومن فتنة القبور والمشاهد، وعلى راس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية، وأبو إسحاق الشاطبي، وابن عبد الوهاب والشوكاني، وفي هذا العصر محمد عبده، ومحمد رشيد رضا ومحمد النخلي، وعبد الحميد بن باديس وإخوانه بالجزائر، بذلوا جهودهم بالدروس والكتابة والخطابة حتى
(يُتْبَعُ)
(/)
قضوا على كثير من مظاهر الشرك والضلال وكان لعملهم أثر حميد في انتصار الإسلام).
ثم قال - موضحا- (ص 508): (بعض علماء الأزهر وهو الشيخ الشعراوي بث أثناء زيارته للجزائر كثيرا من الضلالات؛ منها تقديس القبور، والخضوع للقبوريين، وقد تولى من بعد الوزارة لشؤون الدين في مصر، فلم يحذف ما يقع في المواليد القبورية بل ذهب وزارها وعظمها).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:04]ـ
الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
1 - قال الشيخ - وفقه المولى - في رسالته " الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته وصلاح أمته " (ص 49 – 54):
(أما لفظة " الوهابية " فهي من إطلاق خصوم دعوة الحق من أهل الأهواء والبدع يريدون بذلك نبز الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - والتنقص من دعوته الإصلاحية إلى تجريد التوحيد من الشركيات، ونبذ جميع السبل إلا سبيل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وما دعوته - رحمه الله - إلا امتداد لدعوة المتبعين لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من السلف الصالح ومن سار على نهجهم من أهل السنة والجماعة، التي لا تخرج عن أصولهم ولا على مسلكهم في الدعوة إلى الله بالحجة والبرهان، قال – تعالى -: ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? [يوسف: 108]، وقد كانت دعوته ودعوة أئمة الهدى والدين قائمة على محاربة البدع والتعصب المذهبي والتفرق، وعلى منع وقوع الفتن بين المذاهب والانتصار لها بالأحاديث الضعيفة والآراء الفاسدة، وترك ما صح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من السنن والآثار، كما حاربت دعوته تنزيل الإمام المتبوع في أتباعه منزلة النبي - صلى الله عليه وآله و سلم - في أمته، والإعراض عن الوحي والاستغناء عنه بأقوال الرجال، فمثل هذا الالتزام بمذهب واحد اتخذ سبيلا لجعل المذهب دعوة يدعى إليها يوالى ويعادى عليها، الأمر الذي أدى إلى الخروج عن جماعة المسلمين، وتفريق صفهم، وتشتيت وحدتهم، وقد حصل بسبب ذلك تسليط الأعداء عليهم واستحلال بيضتهم، فأهل السنة والجماعة إنما يدعون إلى التمسك بوصية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المتمثلة في الاعتصام بالكتاب والسنة وما اتفقت عليه الأمة، فهذه أصول معصومة دون ما سواها ...
إن استصغار أهل السنة والجماعة والتنقص من قدرهم بنبزهم بـ " الوهابية " تارة، وبـ " علماء البلاط " تارة، وبـ " الحشوية " تارة، وبـ " أصحاب حواشٍ وفروع " تارة، وبـ " علماء الحيض والنفاس " تارة، وبـ " جهلة فقه الواقع " تارة، وبـ " تَلَفِيُّون أتباع ذنب بغلة السلطان " تارة، وبـ " العملاء " تارة، وبـ " علماء السلاطين "، ما هي إلا سنة المبطلين الطاعنين في أهل السنة السلفيين، ولا تزال سلسلة الفساد متصلة لا تنقطع يجترُّها المرضى بفساد الاعتقاد، يطلقون عباراتهم الفجة في حق أهل السنة والجماعة، ويلصقون التهم الكاذبة بأهل الهدى والبصيرة، لإبعاد الناس عن دعوتهم، وتنفيرهم عنها وصدهم عما دعوا إليه، والنظر إليهم بعين الاحتقار والسخط والاستصغار، وهذا ليس بغريب ولا بعيد على أهل الباطل في التجاسر على العلماء وما يحملونه من علم ودين باللمز والغمز والتنقص).
2 - وللشيخ - سدده المولى - كلام متين ضمن كتابه " مجالس تذكيرية على مسائل منهجية " (ص 47 – 52) عن منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في العذر بالجهل، قال فيه (ص 49): (حقيقة منهج محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – في قضية تأثير عارض الجهل على صحة الإسلام وبطلانه هي على منهاج أهل السنة .. ).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:07]ـ
الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري - وفقه الله -
* قال - سدده المولى- في مقال له - على شبكة الإنترنت - بعنوان " الصوفية في شمال إفريقيا لا يفرقون بين الوهابية الرستمية الخارجية، وبين دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي السلفية الطاهرة ":
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن أهل المآرب الفاسدة من رؤوس التصوف في شمال إفريقيا - أعاذنا الله من شرهم - انطلقوا في محاربة مصلح وعالم من علماء المسلمين المعاصرين وهو الإمام العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الحنبلي السلفي انطلاقا من محطة تاريخية مظلمة لا تمت بصلة إلى منهجه النقي، هذه المحطة هي الوهابية الرستمية الخارجية التي ظهرت في شمال إفريقيا، ثم أرادوا بحيلهم الماكرة، أو بجهلهم المطبق بالتاريخ أن يلبسوها دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية النقية التي تسير على منهج الصحابة الكرام والأئمة الأربعة الأخيار، تحقيقا للمشروع الصليبي الفتكاني (1) الذي كان يتخوف من أن تجتمع كلمة المسلمين في شمال إفريقيا على منهج الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وهكذا يصنع الأعداء وأعوانهم من أهل البدع والفرقة حين يفلسون في باب الحجة، ولا بأس أن أطلع القراء الكرام على جزء من هذه الحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين ليعلموا أن الذين يجاهرون بعداوة العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي، ويحذرون من دعوته النقية، إما شيعة روافض أنجاس، بسبب العلاقة السيئة التي كانت بين الوهابية الرستمية الخارجية البدعية، والعبديين الروافض الضلال، وإما صوفية مدلسون جهال بالتاريخ، لا يعرفون علم الوفيات، ولا يفرقون بين مَن ولد في سنة 1115 هجرية وتوفي في سنة1206هـ، وبين من توفي سنة 211هـ ...
ودونك أيها القارئ الكريم بإيجاز شديد بعض الفقرات التاريخية التي تعلق بها بعض المعاصرين المدلسين من الصوفية الضلال للنيل من دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي النجدي، ومن أراد أن يتوسع في معرفة الحقيقة فعليه بكتاب الدكتور محمد بن سعد الشويعر المسمى " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية "، فإنه أجاد وأفاد في تصحيح الخطأ، وأتقن في رد أباطيل المدلسين، والمزورين للحقائق، وقبل أن أشرع في سرد فقرات المدلسين أعرج بكلمات مختصرة للتعريف بمؤسس دولة الوهابيين الرستمية في شمال إفريقيا.
لقد انتشرت فرقة في شمال إفريقيا في حدود القرن الثاني، أطلق عليها فرقة الوهابية، وهي فرقة متفرعة عن الوهبيّة؛ الفرقة الأباضية الخارجية، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي، وكان بعضهم يطلق عليها بالراسبية.
جاء في كتاب " المغرب الكبير " (2/ 551 - 557 ط دار النهضة العربية) للدكتور السيد عبد العزيز سالم أن عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل الذي أسس الدولة الرستمية في مدينة تاهرت، عندما أحس بدنو أجله في سنة (171 هـ) أوصى بالأمر لسبعة من خيرة رجال الدولة الرستمية، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب، ويزيد بن فنديك، وقد بُويع عبد الوهاب من بين السبعة، مما ترتب عليه نشوء خلاف بينه وبين يزيد بن فندك، أدّى إلى انقسام الإباضية التي هي مذهب ابن رستم ومن معه إلى فرقتين: الوهابية؛ نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، والنكارية، ودارت بين الطائفتين الخارجيتين الضالتين معارك عاد ريعها في الأخير للوهابية.
وقد ذكر الزركلي في " الأعلام " (4/ 333) أن مؤسس الدولة الوهابية الإباضية المذهب كان شجاعا يباشر الحروب بنفسه إلى أن توفي في سنة (190 هـ).
ومن خلال المراجع التاريخة التي أرخت لدولة الرستميين نجد أن الوهابيين قد جعلوا تاهرت مركزا فكريا لمقارعة مخالفيهم من أهل الحق كانوا أو من أهل الباطل، فقد فُتِح باب الجدل مع علماء السنة على مصراعيه، ثم مع العبيديين الذين كان بينهم وبين الوهابيين الرستمين عداء شديد لا يكاد يوصف، ولهذا حين قامت الدولة الفاطمية في القرن الثالث الهجري، فأول ما قام به عبد الله الشيعي الرافضي أن سعى بجد للقضاء على الرستميين في سنة (296 هـ)، وذلك أخذا للثأر وتنفيسا للصدر.
إنّ أعداء الإسلام، والراغبين في الفرقة، وإبقاء الضغينة بين المسلمين في شمال إفريقيا قد وجدوا في الوهابية الرستمية الخارجية ثوبا جاهزا، فألبسوه دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية لتنفير المسلمين عنها، وبث العداوات بينهم، خدمة للاستعمار الفرنسي الذي ضاق ضرعا من دعوة المصلحين الجزائرين بقيادة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله -؛ لأنهما دعوتان قامتا على الكتاب والسنة ومحاربة البدعة والطرقية المنحرفة عن الصراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في " المعيار المعرب في فتاوى أهل المغرب " (11/ 168) لأحمد بن محمد الونشريسي (م 914 هـ بفاس): (سئل اللخمي: عن أهل بلد بَنَى عندهم الوهابيون مسجدا، ما حكم الصلاة فيه؟
فأجاب: هذه فرقةٌ خارجيةٌ ضالةٌ كافرةٌ، قطع الله دابرها من الأرض، يجب هدم المسجد، وإبعادهم عن ديار المسلمين).
قلت: واللخمي وهو علي بن محمد من فقهاء الأندلس توفي سنة (478 هـ) بصفاقص.
قال الدكتور الشويعر في جزئه (ص 13) وهو يناقش بعض المغاربة الذين عادوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي انطلاقا من هذه الفقرة التاريخية، ومن فتوى العلاّمة اللخمي: هل يمكن أن يفتي عالم – اللخمي - على معتقد لم يوجد صاحبه الذي ينسب المعتقد إليه، أو الحكم على ملّة من الملل لم تظهر بعد؟ ... - ثم قال -: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما أفتى اللّخمي وغيره من العلماء المالكية في الأندلس، وفي الشمال الإفريقي، كان أكثر من اثنين وعشرين من أجداده لم يولدوا بعد، باعتبار أن المتوسط لكل قرن ثلاثة جدود، كما أن بين وفاة عبد الوهاب بن رستم ووفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما يقرب من واحد وثلاثين جدا، وعلماؤكم وعلماء الأندلس لا يعلمون الغيب، وننزههم عن الكهنة والسحر، وعن القول في أمر لا يعلمونه، يقول – سبحانه -: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل: 65].
ثم قال - بارك الله فيه-: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد 1115 هـ، ومات سنة1206 هـ، وبينه وبين أحمد الونشريسي الذي ألّف كتاب " المعيار "، ونقل الفتوى عن اللخمي - كما مر بنا - مائتان واثنتان وتسعون سنة (292) وِفق تاريخ الوفاة، كما أن بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين اللّخمي وهو صاحب الفتوى سبعمائة وثمانية وعشرون عاما (728)، وِفق تاريخ الوفاة ... ويقاس على هذا كل من أفتى من علماء الأندلس وشمال إفريقيا عن تلك الوهابية. اهـ
جاء في كتاب " الفرق الإسلامية في شمال إفريقيا " الذي ألفه الفرنسي ألفرد بل، وترجمه إلى اللغة العربية عبد الرحمن بدوي (ص 140 - 152): (الوهبية أو الوهابية: فرقة خارجية إباضية أنشأها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي، وسميت باسمه وهابية، الذي عطل الشرائع الإسلامية، وألغى الحج، وحصل بينه وبين معارضه حروب ... - إلى أن قال: - المتوفى عام 197 هـ، بمدينة تاهرت بالشمال الإفريقي ... وكانوا يكرهون الشيعة قد كراهيتهم لأهل السنة).
قال الدكتور الشويعر في كتابه السابق: (هذه هي الوهابية التي فرقت بين المسلمين، وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال إفريقيا، كما تجدون في كتب العقائد ... ، أما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي ناصرها الإمام محمد بن سعود - رحمهما الله - السلفية الصحيحة، فهي ضد الخوارج وأعمالهم، لأنها قامت على كتاب الله، وما صح من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ونبذ ما يخالفهما، وهم من أهل السنة والجماعة) ...
إن دعوة محمد بن عبد الوهاب الحنبلي، ودعوة علماء المسلمين في الجزائر تصبّ في حوض واحد، فمن أراد أن يفرق بينهما فدونه خرط القتاد، ومن قرع الطنابيب ليحارب الوهبية فليحارب معتقد الخوارج وأجدادهم من الرستميين الفارسيين الذين يسعون في الجزائر فسادا إن كان شجاعا وذا إلمامة بالتاريخ، وما أظن رؤوس التصوف يفعلون هذا لأنهم لا يرون في الخوارج خطرا على منهجهم الباطل، ولهذا لا نجد لهم مقالات يحذرون فيها من الخوارج ومذهبهم الفاسد على بشاعة جرمهم في الجزائر، بل المتتبع للعشرية السوداء يعسر عليه أن يجد محطة مشرفة للصوفية في مقارعة الخوارج وأضرابهم من الأزارقة والله المستعان.
إن الخطة الإستراتجية التي هي عند رؤوس التصوف تجعلهم يسالمون الخوارج، ويسكتون على جرائمهم البشعة، وفي الوقت نفسه يعلنون حربا قذرة ملئها الكذب والتدليس على دعوة إصلاح طاهرة أحيا معالمها محمد بن عبد الوهاب الحنبلي التميمي، لأنها دعوة بنيت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأسست على تطهير الأرض من الشرك والبدع والكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا كله يعري الصوفية من لباسها المزور ويكشفها للعقلاء على أن الصوفية دعوة مبنية على المنامات والخيالات والأكاذيب والأحاجي الباطلة، فكيف تصلح لأن تكون منهج حياة، وعمود دولة في عصر التحديات والعولمة.
إن دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي الإصلاحية السنية شهد لها بالخير المنصفون، وأثبتت وجودها بعون الله - تعالى - فكانت سببا في قيام دولة إسلامية تحكم بشريعة الله الغراء، وتقوم على نصرة قضايا المسلمين المصيرية، ذنبها الوحيد أنها دعت الناس إلى منهج الأنبياء المبني على التوحيد الخالص، وحذرت المسلمين من الشرك والبدع التي يتخبط فيها كثير من الناس، وطهرت الحرمين الشريفين من جميع مظاهر الوثنية التي خلّفتها الدولة العثمانية القبورية) اهـ باختصار وتصرف.
====
(1) نسبة إلى الفاتيكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:09]ـ
هل محمد عبده ممن حارب الشرك؟ اريد الجواب
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:09]ـ
خاتمة
إلى هنا تم جمع وتنسيق ما وقفت عليه حول هذا الموضوع من خلال المراجع التي بين يدي، ولا شك أن في الزوايا بقايا؛ ربما أستدركها وأُلحقها بأخواتها في فرصة أخرى - إن شاء الله -، والحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي (6 / جمادى الآخرة / 1429 هـ).
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:53]ـ
جزاكم الله خيرا ...... حبذا لو تجعلها في ملف وورد.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 11:01]ـ
الأخ الفاضل أبا الحسن الأزهري: جزاكم الله خيراً على كلماتك الطيبة، ونفع بجهودكم المباركة ...
===
الأخ الكريم أبا قتادة السلفي: الذي أعلمه أن محمد عبده كان عقلانيا، ومن هنا جاء موقفه الرافض من دعاة الشرك والخرافة، حتى كان النبهاني يقرنه مع الإمام محمد بن عبد الوهاب في التحذير منه ...
ولا يلزم أننا نعلم الآن عن الكثير من ضلالات وطوام محمد عبده أن يكون ذلك معلوماً لكل العلماء - خاصة ممن سبق -، والله أعلم ...
وتجد هنا موقف محمد عبده من دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب:
http://saaid.net/monawein/th/12.htm
===
الأخ الكريم زكرياء توناني: وإياك، وعسى أن يتحقق ما أردته قريباً إن شاء الله، بورك فيك ...
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 11:23]ـ
بارك الله فيك على الجمع الطيب
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 11:49]ـ
جاء هذا البحث في وقته ليتك أخي شاهدت الحلقات الثلاثين في قناة المستقلة عن سيرة ابن باديس تكلم المحاضرون في هذه الحلقات عن تأثر الشيخ بن باديس بدعوة الشيخ محمد بعد رحلته للحج وقدم في الحلقات مشايخ بعض الطرق الصوفية احتجاجا على ما ورد في هذه الحلقات من كون مشايخ الصوفية كانواأعوانا للاستعمار
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 05:37]ـ
الأخ الكريم أبا شهاب التلمساني: وفيك بارك الله ...
===
الدكتور الفاضل محمد السعيدي: جزاكم الله خيراً على التعليق، وقد تابعتُ بعض حلقات البرنامج الذي ذكرته، وقناة " المستقلة " في الحقيقة مشكورة على تلك المبادرة، والتي نرجو أن تستمر مع مزيد من التميز والتألق بما يخدم الإعلام الإسلامي ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:00]ـ
بارك الله في جهودك أخي فريد
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 05:03]ـ
وفيك بارك الله أخي ابن رشد ...
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 04:29]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 11:40]ـ
وإياك أخي، بوركت ...
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 02:36]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد و نفع به اخوانا لك
و قد نحتاج لمثلك في وقت قريب لتزيل اللثام عن بعض الشبهات إن تكرمت
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 12:02]ـ
الأخ الكريم أبا عبد الله الشاوي: جزاك الله بمثله، وبارك فيك ...
ـ[أميري]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 06:02]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله في جهودكم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 02:57]ـ
الأخ الكريم أميري: وإياك، نفع الله بك ...
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:35]ـ
جزاكم الله أخي الحبيب
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 11:46]ـ
وإياك أخي الفاضل ...
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:09]ـ
أخي فريد السلام عليكم ها قد حان الاوان لتعين أخاك
بارك الله فيك انظر الخاص
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 11:34]ـ
البحث هنا بصيغة pdf :
http://al3noud.86.googlepages.com/mo9eff.pdf
وهنا بصيغته الوورد:
http://al3noud.86.googlepages.com/mo9ef.doc
مع الشكر الجزيل للأخ الكريم العنود المطيري جزاه الله خيراً وبارك فيه ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 04:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك فيك اخي الكريم وجزيت عن اخوانك كل خير الا اني وقفت على مشاركة لاحد الاشاعرة الصوفية يتعلق فيه ببعض الاطلاقات لعلماء الجمعية جاعلا منها جسرا لاثبات اشعريتهم وقطع العلاقة بينهم وبين ابنائهم السلفين وان كان موضوعك يعالج جزئية "الموقف" الا ان السؤال جاء عن المعتقد وقد اسهب المذكور في حمل "سلفية" الجمعية على انها سلفية مفوضة الاشاعرة ارجو الافادة حول هذه النقطة وجزاك الله خير الجزاء ولك ان تطلع عليها في منتدى الشروق على الرابط اسفله
منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة (1 2 3 ... الصفحة الأخيرة) عبد الله ياسين
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 04:23]ـ
الأخ الكريم العاصمي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
وبارك الله فيك على حسن ظنك بأخيك مع أنه - والله - دون المستوى ...
وبالنسبة للموضوع الذي أشرتَ إليه، فلم أطلع عليه جيدا، وأحيلك على رسالة الشيخ محمد حاج عيسى - وفقه الله - " عقيدة العلامة عبد الحميد بن باديس السلفية وبيان موقفه من الأشعرية "، فهي وافية في هذا الموضوع، وقد قدم لها الشيخ فركوس - حفظه الله -.
وراجع كذلك رسالة " أصول الدعوة السلفية عند الشيخ ابن باديس " لحاج عيسى كذلك ...
وفقك الله وسدد خطاك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد س]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 09:37]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 03:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل و الافادة القيمة بارك الله فيك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 03:07]ـ
الأخ الكريم محمد س، والأخت الكريمة أسماء: جزاكما الله خيراً على المرور والتعليق،،،
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 10:48]ـ
جزاكم الله كلّ خير
ـ[بوعلام بن علي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 11:21]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل سمعتم عن الجنود المسلمين في جيش هتلر .. !!!
ـ[أبو هيثم النجدي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:02]ـ
السلام عليكم
يا أخوه وانا أقرأ في سيره الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين وجدت هذه الصور الغريبه والمعلومات الاغرب كذلك
طبعا في تلك الفتره كان هتلر يريد دعم الثوار العرب ضد اعداءه البريطانيين والفرنسين
ونتيجه لنشاطاته اضطر الحاج امين للهرب من فلسطين واستقر في المانيا النازيه عده سنوات
لاحظ هنا الجنود الالمان يؤدون الصلاه جماعه.
http://www.tellthechildrenthetruth.co m/gallery/images/3-Moslems-praying_jpg_jpg_jpg.jpg
وهذه صوره اخرى اثناء التسليم؟؟ عام 1943
http://wordofmessiah.org/images/hussei6.gif
الحاج امين الحسيني مع جندي الماني مسلم من اصل بوسني
http://www.tellthechildrenthetruth.co m/gallery/images/4-Husseini-nazi_jpg_jpg_jpg.jpg
جندي اخر يعلق صوره مفتي القدس
http://www.srpska-mreza.com/handzar/han10.jpg
جنود نازيين مسلمين يقرأون كتاب عن الاسلام واليهوديه
http://www.srpska-mreza.com/library/facts/hanjar-book.jpg
وهذه صورة أمين الحسيني مع هتلر
http://www.tellthechildrenthetruth.co m/gallery/images/5-himmler_jpg_jpg_jpg.jpg
وهذه أيضا
http://www.tellthechildrenthetruth.co m/gallery/images/Husseini-Hilter-Berlin.jpg
وهذه صورة للشيخ أمين الحسيني يحيي الجنود الألمان المسلمين
http://www.tellthechildrenthetruth.co m/gallery/images/troops_jpg_jpg_jpg.jpg
صور عجيبه وادهشتني صراحه
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 09:37]ـ
وهل سمعت أنت أخي الكريم بالجنود المغاربة والجزائريين وهم يتطوعون للخدمة في الجيش الفرنسي والبريطاني ليقاتلوا الألمان من أجل تحرير فرنسا من قبضة النازي في الحرب العالمية الثانية؟
ما المشكلة؟ ولماذا استعجابك أخي العزيز؟ الشيخ أمين الحسيني ذهب لمقابلة الفوهرر في برلين حيث تباحثا في كيفية القضاء على عدويهما المشترك: إنكلترا واليهود, ويومها أخذ الشيخ أمين وعدا قاطعا من هتلر بمحو اليهود من على ذاكرة التاريخ ووقتها كانت ألمانيا تنتقم لنفسها من بريطانيا وفرنسا من هزيمتها في الحرب العالمية الأولى وكان العالم ينظر في دهشة عميقة لهتلر وهو يسحق فرنسا تحت قدميه ودون أن يطلق رصاصة واحدة عليها حيث وقعت فرنسا وثيقة استسلامها دون قيد او شرط في نفس المكان الذي أُجبرتْ فيه ألمانيا على الاستسلام في الحرب الأولى.
انبهر الشيخ الحسيني بكل هذا تماما كما انبهر العالم, وصدق هتلر وكيف لا يصدقه وقد رأى بأم عينيه جيش الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس وهو يفر كالفيران المذعورة أمام الحرب الخاطفة التي يشنها الجيش الألماني النازي ويكتسح بها دول اوروبا الكبرى في أيام معدودة واحدة تلو الأخرى كبولندا وبلجيكا والنرويج والدينمارك ووصل هتلر لقمة إذلاله لإنكلترا على ضفاف سواحل دانكرك عندما أرغم 400 ألف جندي بريطاني على ترك السلاح وعبور البحر بواسطة قوارب صيد خشبية هربا إلى موطنهم ثم أمر بضربات جوية مدمرة على لندن استمرت لـ57 يوما تجرعت فيها إنكلترا كأس الذل والهوان.
كل هذا جعل الشيخ الحسيني يستبشر بزوال الاحتلال البريطاني لفلسطين على يد الألمان فتعاون معهم حيث لم يكن يُعرف عن هتلر عداوة للعرب بل كان عَدُوَّاه اللدودان اللذان أفصح عنهما في كتابه "كفاحي" هما اليهود والشيوعية.
الشيخ أمين الحسيني رحمه الله كان مجاهدا في زمن تضائل المسلمون فيه وتصاغروا وتحولت فيه بلادهم كلها مزرعة للمستعمر. فغعانته للجيش الألماني كانت من باب إعانة الكافر على الكافر جلبا لمصلحة كبرى كان يراها ويقدرها حينها وهي زوال الاستعمار البريطاني عن فلسطين وكف شر اليهود.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 11:52]ـ
نعم كان الشيخ أمين الحسيني حسن النية فيما يفعل، والله حسيبه.
نسأل الله له القبول والدرجات العالية.
ومضت التجربة لتلقي علينا درساً من جملة: للشريعة خصوصية في النصر والهزيمة. . . ونحن نقاتل من أجل دين لا من أجل طين (وطن). نقاتل ليُعبد الله .. وندعوا ليعبد الله .. ودين الله يقوم بعباد الله، وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منتهى الحزم مع الآخر،لا يمد إليهم يداً، ولا يقبل منهم نصرة.
كانت مرحلة في صحوتنا، ولم يعد الآن قبولها أو تكرارها أو استحضارها وإلباسها ثوب الشرعية.
مع تقديرنا للشيخ أمين الحسيني وكل القائمين على الدعوة في فلسطين الحبيبة.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 04:53]ـ
و أنا والله على رأي الأخ جولدن فبعيدا عن التضخيم الاعلامي لآثار النازية لا أرى الا حنكة سياسية لا تخرج عن مقتضى الأصول الشرعية الكبرى لسياسة التدافع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 06:17]ـ
كذلك كان هناك في المقاومة الهولندية مغاربة يقاومون الاحتلال الالماني النازي
وهناك ادلة موثقة علي ذلك
اذن كان هناك (مسلمون) (مع وضد) هتلر
وهذه تحتاج لدراسة تاريخية
حتي لايستغل اليهود هذه الامور في الدعاية ضد الاسلام
ولاشك ان بيان موقف الاسلام من هذا كله امر ضروري حتي يعلم الناس موقف الاسلام من الانضمام لهذه الجيوش الغربية خصوصا في هذه الفترة التي كانت اغلب هذه الدول تحتل بلاد الاسلام
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 06:20]ـ
و هناك صور جنود المسلمين تحا امرة الاميركان ضد المجاهدين في افغانستان و العراق.
أصبح الجهاد حرب على وكالة لمصالح الغربية.
اذا كان لمصلحة بقاء على الكرسي او لصالح الدولة الشقيقة (امريكا و على شاكلتها) هناك ترفع شعار الجهاد
و الا ....
ترفع شعار مكافحة الجهاد ... يعني ... الارهاب على حسب زعمهم.
(و انا اتحدث عن الجهاد الشرعي)
لا استبعد اذا تشن امريكا في حرب على ايران ان ترفع راية الجهاد.
و اذا احتلت امريكا اي بلاد مسلم ترفع راية لا جهاد.
الله المستعان
ـ[أبو موسى]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 11:03]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
من قاتل أو قتل تحت غير راية الإسلام فهو كافر مشرك بالإجماع
فالذين قاتلوا تحت راية هتلر أو غيره من الطواغيت ليسوا بمسلمين وإن انتسبوا إلى الإسلام
ويستثنى من ذلك المكره إذا كان قلبه مطمئن بالإيمان
قال تعالى: (والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل تحت راية عمياء ففي النار) رواه مسلم
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 10:52]ـ
طالما أن الموضوع تشعب بهذا الشكل ودخلنا في التأصيل الشرعي لمن حارب تحت رايةٍ مخالفة لراية الإسلام فلابد من توضيحٍ مهم حتى لاتختلط الأوراق.
الشيخ المجاهد أمين الحسيني لم يقاتل تحت راية الألمان ولم يكن يدين بالولاء للزعيم النازي أدولف هتلر وكل ما في الأمر أن الشيخ بدا له أن يركب الموجة. موجة المدَ النازي الزاحف للقضاء على بريطانيا وفرنسا بواسطة آلة حرب ألمانية لم يشهد العالم لها مثيل فقال هم يهاجمون الانجليز في طبرق من الغرب فلنكن نحن مستعدون بمجاهدينا من الشرق.
والصور التي بثها الأخ النجدي ليست لمجاهدين عرب يلبسون الزي العسكري الألماني ولم تُؤخذ في فلسطين على وجه اليقين وإنما أُخذت من داخل ألمانيا عند زيارة الحاج أمين لها حيث دبر هتلر للحاج أمين - تكريما له -زيارات لبعض تشكيلات الجيش الألماني من مسلمي البوسنة.
ذلك لأن الألمان لم يدخلوا فلسطين نهائيا ولم تسنح لهم الفرصة لقتال الانجليز واليهود داخلها. حيث غاصت ألمانيا في مستنقع ستالنجراد وفتحت أبواب الحرب على مصراعيها في الجبهة الشرقية وأصبح المجهود الحربي الألماني مكرس كله لحرب ستالين في الشرق. وأقرب نقطة وصل إليها روميل بفيلق أفريقيا هي بلدة العلمين في أقصى الشمال الغربي للقطر المصري حيث دارت معارك العلمين الشهيرة والتي يعتبرها العلوج الإنجليز هزيمة للألمان.
فلا أدري ما التجربة التي مضت لتلقي علينا درساً كما ذكر أخونا العزيز جلال؟ هل يعني أن الشيخ أمين كان يتولى الألمان بنية حسنة ويقاتل تحت رايتهم بقلب سليم ثم اكتشف انه مخطئ؟ أم أنه يقصد تجربة حرب فلسطين التي حدثت بعد انهيار ألمانيا ب 3 سنوات والتي كان يحارب فيها العرب بعلج إنجليزي اسمه غلوب باشا عينه علج عربي اسمه عبد الله بن الحسين؟
أرجوا من الأخ جلال أن لا يتكلم بكلام فضفاض حمّال أوْجُه خاصة عندما نكون بصدد توجيه اتهام عقائدي خطير - بجهل طبعاً - لشخصية إسلامية عامة مثل الشيخ أمين الحسيني رحمه الله؟
وللأخ الفاضل أبو موسى قولك "ويستثنى من ذلك المكره إذا كان قلبه مطمئن بالإيمان" يحتاج لنظر ومراجعة كبيرة لي عودة معه بعد الدوام وفقنا الله لمعرفته حكمه وشرعه.
ـ[البتيري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 12:01]ـ
وكل ما في الأمر أن الشيخ بدا له أن يركب الموجة. موجة المدَ النازي الزاحف للقضاء على بريطانيا وفرنسا بواسطة آلة حرب ألمانية لم يشهد العالم لها مثيل
ترى تحت اي لواء التقى الحسيني وهتلر؟ اليس تحت لواء النازية؟ ام انهما اتفقا على رفع راية الاسلام بعد انتصار الالمان؟
واراك اخ جولدن تستعرض انتصارات الالمان على الانجليز وكانه شئ يشفي غليلنا نحن المسلمين او كأنه امر مفرح لنا او يسجل في انجازات المسلمين.
وكاني اراك تشبه نصر هتلر على الانجليز بـ" ويومئذ يفرح المؤمنون".
اخي قاتل هتلر اوروبا لاسبابه الخاصة به من السيطرة او نشر عرقه او هدف طاغوتي دنيوي حقير.
ولا يعني انه قاتل بريطانيا انه يحبنا او يحب الحسيني او انه سيحرر فلسطين.
اولسنا نحن العرب في قائمته في المرتبة ما قبل الحيوانات؟ ..
نرجو تفعيل مسالة الولاء والبراء في قلوبنا اكثر.
والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 01:24]ـ
/// ما جمعنا مع هتلر الطاغية السَّفاح أي مشترك غير مصلحةٍ مظنونةٍ انخدع بها بعض الناس وقتها.
/// لم يكن ما فعله هتلر الطاغية مع أبناء جلدته من كفرة النَّصارى واليهود مفرحًا مطلقًا، ولكنَّه من تسليط الظالمين على الظالمين.
/// لئن قاتل هتلر قومَه عل أساس السيطرة وحب النفوذ فقد كان ذلك إحدى أهدافه ودوافعه، بل هناك أمرٌ يشترك فيه المسلمون مع أعداء هتلر، ولو كانوا في وجه هتلر حين لم تكن لهم خيل وبعير في الشأن لكانوا أول المسحوقين تحت مجنزراته وقنابله.
/// إنَّها العنصرية البغيضة التي حملته على كره اليهود والبولنديين والملونيين والمخلوقات غير الشعب الآري.
/// ومن تحالفوا ضدِّه من البريطانيين والفرنسيين والأمريكان، أو تحالوا معه من الإيطاليين أواليابانيين فلم يكونوا أقل شأنًا وجرمًا وسفكا منه.
/// الحرب العالمية الثانية كانت صراعًا بين وحوش ومخلوقات آدمية مسعورة ليس إلَّا، ومن امتطوهم في وحشيتهم لم يكن لهم فيه ناقة ولا جمل.
/// ثمَّ للتَّصحيح فإنَّ كثيرًا من وقود الحرب العالميَّة الثانية كانوا من المدفوعين قسرًا إلى القتال أوخدعة واستهبالًا، مسلمين كانوا أوغير ذلك.
/// وانظر إلى جيوش فرنسا جل جنودها من إفريقيا، تونس الجزائر المغرب السنغال، وجنود بريطانيا، الهند باكستان ... غير ذلك.
/// وكذا الأمر في الجيش الأحمر، تحت إمرة السَّفَّاح المجرم "ستالين"، كثير منهم كانوا من أبناء المسلمين من أواسط آسيا وجبال الأورال.
/// لقد كانوا مطايا لأطماع غيرهم وبس.
/// أمَّا تكفير من قاتل تحت هذه الرايات الجاهلية الظالمة المسعورة وقتل بميتة جاهليَّة =فمحل نظر والتأنِّي خير.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:03]ـ
نعم كان الشيخ أمين الحسيني حسن النية فيما يفعل، والله حسيبه.
نسأل الله له القبول والدرجات العالية.
ومضت التجربة لتلقي علينا درساً من جملة: للشريعة خصوصية في النصر والهزيمة. . . ونحن نقاتل من أجل دين لا من أجل طين (وطن). نقاتل ليُعبد الله .. وندعوا ليعبد الله .. ودين الله يقوم بعباد الله، وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منتهى الحزم مع الآخر،لا يمد إليهم يداً، ولا يقبل منهم نصرة.
كانت مرحلة في صحوتنا، ولم يعد الآن قبولها أو تكرارها أو استحضارها وإلباسها ثوب الشرعية.
مع تقديرنا للشيخ أمين الحسيني وكل القائمين على الدعوة في فلسطين الحبيبة.
كلام موفق زادك الله من فضله
/// أمَّا تكفير من قاتل تحت هذه الرايات الجاهلية الظالمة المسعورة وقتل بميتة جاهليَّة =فمحل نظر والتأنِّي خير.
صدقت ليت إخواني يكفون عن ما لا يعنيهم!! وما عليك من رجل قاتل قبل 60 عاما!! هل سيسألك الله عنه؟
نعم كان الشيخ أمين الحسيني حسن النية فيما يفعل، والله حسيبه.
نسأل الله له القبول والدرجات العالية.
ومضت التجربة لتلقي علينا درساً من جملة: للشريعة خصوصية في النصر والهزيمة. . . ونحن نقاتل من أجل دين لا من أجل طين (وطن). نقاتل ليُعبد الله .. وندعوا ليعبد الله .. ودين الله يقوم بعباد الله، وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منتهى الحزم مع الآخر،لا يمد إليهم يداً، ولا يقبل منهم نصرة.
كانت مرحلة في صحوتنا، ولم يعد الآن قبولها أو تكرارها أو استحضارها وإلباسها ثوب الشرعية.
مع تقديرنا للشيخ أمين الحسيني وكل القائمين على الدعوة في فلسطين الحبيبة.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 11:11]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
من قاتل أو قتل تحت غير راية الإسلام فهو كافر مشرك بالإجماع
فالذين قاتلوا تحت راية هتلر أو غيره من الطواغيت ليسوا بمسلمين وإن انتسبوا إلى الإسلام
ويستثنى من ذلك المكره إذا كان قلبه مطمئن بالإيمان
قال تعالى: (والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل تحت راية عمياء ففي النار) رواه مسلم
أخي الكريم أهذا الإجماع من استقرائك أم نقلته عن غيرك؟
إذا كان عن غيرك فسمه لنا، أما إذا كان من استقرائك فاذكر لنا ثلاثة علماء ممن استقرأت كلامهم فقالوا مثل ما قلت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعدم اللبس أحرر المسألة بلفظ أوضح:
من قاتل تحت إمرة الكفار كفاراً آخرين كافر بالإجماع.
ـ[أبو موسى]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:43]ـ
من دخل في جيش الطاغوت لا بد أن يظهر له الطاعة والموافقة والنصرة ولا شك أن طاعة ونصرة الطاغوت ردة عن دين الله
قال تعالى: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} [القصص: 8]، وقال تعالى: {ونُرِيَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} [القصص: 6]، وقال تعالى: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمَ فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} [القصص: 40]،
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ [ت: 1285} [المورد العذب الزلال، ضمن القول الفصل النفيس: ص 237 - 238]: (فمن أعظمها - يعني نواقض التوحيد - أمور ثلاثة)، ثم قال: (الأمر الثالث؛ موالاة المشرك والركون إليه ونصرته وإعانته باليد أو اللسان أو المال، كما قال تعالى: {فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ} [القصص: من الآية 86]، وقال: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 9]، وهذا خطاب الله تعالى للمؤمنين من هذه الأمة، فانظر أيها السامع أين تقع من هذا الخطاب وحكم هذه الآيات).
قال الشيخ علي الخضير في فتوى له عندما غزت أمريكا العراق بعدما بين كفر حزب البعث:
مسألة
فإن لم تتمكنوا من راية إسلامية ذات إمارة، فاعملوا على أقل تقدير بنظام البيعات الخاصة كما جاء عن بعض السلف ولها أمثلة.
أ ـ فتوى ابن تيمية فقد أجاز العهود والعقود الخاصة ومنها: أنه أجاز للتلميذ إذا عاهد شيخه على القتال ثم ذكر صورة المعاهد ثم قال فمن التزم ذلك كان من المجاهدين. الفتاوى 28/ 21.19. وذكر في الفتاوى 28/ 7. 35/ 98 عقود المشايخ والمتآخين وهي عهود وعقود تناصر بحق.
ب ـ قال ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 12.11 إنه في معركة اليرموك بايع عكرمة ـ ولم يكن أمير الجيش ـ نفرا من الجيش على الموت، قال أربعمائة منهم جماعة من أهل بدر.
ج ـ بيعة أحمد بن نصر الخزاعي سنة 231 على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بذلك.
هـ ـ بيعة أهل دمشق للضحاك بن قيس لما مات الخليفة حتى يُبايع آخر. فهي بيعة خاصة للقيام بأمر طائفة حتى يظهر خليفة.
4 ـ فإذا لم يحصل هذا ولا هذا فليقاتل كل مسلم لوحده، إذ لا يجوز بحال من الأحوال الدخول تحت راية كافر صائل عليهم ينتفع بهم اليوم وعند الشدة ويجعلهم مخالب له ثم بعد انتهاء المعركة يعود لماضيه السابق، بل عليهم أن يقاتلوا فرادى ووحدانا، وليس معنى أن يُقاتل لوحده أن ينتظر في بيته ومكانه حتى يدخل عليه العدو! لم نرد ذلك، وإنما أردنا أن يُدافع بما هو مناسب للحرب الحديثة، فوقت هجوم العدو بالطائرات ونحوها له طريقة في القتال، ووقت المواجهة البرية لها طريقة في القتال، ويجب على المسلم أن يجتهد في إتقان الأسباب ويحرص على الأنظمة الحديثة النافعة في الحرب، قال ابن تيمية في رسالة عموم بعثته: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتال الترك وأن أمته ستقاتلهم ومعلوم أن قتالهم النافع إنما هو بالقِسي الفارسية ولكن قوتلوا بالقِسي العربية ... فلم تغن شيئا بل استطالوا على المسلمين بقوة رميهم فلا بد من قتالهم بما يقهرهم.اهـ
وفي الحديث عن عائشة مرفوعا (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) رواه أبو يعلى، قال في مجمع الزوائد 4/ 98 في باب نصح الأجير وإتقان العمل، بعد ذكر هذا الحديث، وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة.
والأصل في أساليب الحرب وتشكيلاته الإباحة، فإذا تعينت أنظمة معينة نافعة وجبت للقيام بفرض الجهاد فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن الأدلة على أنه يُقاتل وحده:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ وقوله تعالى (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) قال القرطبي رحمه الله (5/ 279): " (فقاتل): كأن هذا المعنى لا تدع جهاد العدو والإستنصار عليهم للمستضعفين من المؤمنين ولو وحدك؛ لأنه وعده بالنصر. قال الزجاج: أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهاد وإن قاتل وحده؛ لأنه قد ضمن له النصرة. قال ابن عطية: هذا ظاهر اللفظ، إلا أنه لم يجئ في خبر قط أن القتال فرض عليه دون الأمة مدة ما؛ فالمعنى - والله أعلم - أنه خطاب له في اللفظ، وهو مثال ما يقال لكل واحد في خاصة نفسه؛ أي: أنت يا محمد وكل واحد من أمتك القول له: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك). ولهذا ينبغي لكل مؤمن أن يجاهد ولو وحده؛ ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (والله لأقاتلنهم حتى تنفرد سالفتي)، وقول أبي بكر وقت الردة: (ولو خالفتني يميني لجاهدتها بشمالي) "اهـ.
ب ـ وسلمة بن الأكوع رضى الله عنه جاهد لوحده , كما في الصحيح لما أغار الكفار على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم – أي الإبل – فصادفهم سلمة بن الأكوع خارجا من المدينة تبعهم فقاتلهم من غير إذن , فمدحه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: [خير رجّالتنا سلمة بن الأكوع] وأعطاه سهم فارس وراجل.
ج ـ عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم ـ يعني أصحابه ـ فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله تعالى لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه) رواه أبو داود وأحمد. فهذا الرجل رجع وغزا لوحده.
د ـ ومن الأدلة أنه يُقاتل وحده عند التعذر، ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال فزع الناس، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه فقال لم تراعوا) متفق عليه.
هـ ـ وأبو بصير رضى الله عنه قاتل منحازا لوحده، في أول الأمر حتى انحاز إليه جماعة من المسلمين فكانوا طائفة ذات شوكة ممتنعة، فكانوا بعد ذلك راية مستقلة.
و ـ في مكة حصل قتال دفع فردي من سعد بن أبي وقاص بدون راية، قال ابن حزم في جوامع السيرة ص 51 كان قوم من المسلمين يصلون ـ في مكة قبل الجهر بالدعوة ـ فاطلع عليهم قوم من المشركين فقاتلوهم فضرب سعد بن أبي وقاص رجلا منهم بلحي جمل فشجه، فكان أول من أهرق دما في سبيل الله.
ولآية: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) فإن هذه الآية نزلت في مكة زمن الاستضعاف، وقد أجاز الله لهم الانتصار ممن بغى عليهم كما انتصر سعد بن أبي وقاص، ومعلوم أنه وقت هذه الآية لم يكن للمسلمين دولة ولا إمارة بل ولا قوة، ومع ذلك أجاز لهم الدفع ولو بدون راية ولا إمارة.
ز- ما حصل في قصة يهود بني قينقاع المعتدين، فدفع رجل مسلم عن الحرمة لوحده بدون إذن ولا راية، فقد جاء في سيرة ابن هشام 3/ 50 أن امرأة قدمت بجلب فباعته بسوق بني قينقاع، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ... القصة بكاملها.
ح ـ قصة ماء الرجيع وقد أمّر عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم عاصم بن ثابت في البخاري فغدروا بهم، ثم قُتل أميرهم عاصم، وبقي ثلاثة ثم نزلوا على العهد وهم خبيب وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق. والشاهد أنهم فعلوا ما رأوه مناسبا بدون إمارة ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختاروا أمرا خلاف ما اختاره أميرهم بعد قتله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ط ـ وأجاز القتال لوحده طائفة من أهل العلم: قال ابن حزم: أنه يجاهد ولو لوحده. وقال القرطبي وابن عطية يُقاتل وحده، وقال الشوكاني في فتح القدير 2/ 362 على قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) أي حال كونكم خفافا وثقالا قيل المراد منفردين أو مجتمعين. وقال الشوكاني في فتح القدير 1/ 492 قال الزجاج: أمر الله رسوله صلى الله عايه وسلم بالجهاد وإن قاتل وحده.
وقد يسال سائل لماذا منعنا منعا باتا القتال تحت راية صدام وتركنا الاستفادة من قدراته الحربية والمدفعية وغيرها؟
فالجواب:
أ - أحاديث المنع أن يكون المسلم مقاتلا تحت راية جاهلية عُمّية منها: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ومن قاتل تحت راية عُمّية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلتة جاهلية) رواه مسلم. وفي لفظ له (ليس من أمتي)، والشاهد قوله (أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية) وراية صدام أغلظ فليست راية عُمّية جاهلية فقط، بل راية كفرية ملحدة صائلة على الدين.
ب- من الأدلة: قوله تعالى {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} فإن أهل العلم منعوا من خروج المخذل والمرجف لما فيه من الضرر على الجند , وإذا كان أهل العلم منعوا في جهاد الطلب الذهاب مع المضيّع لجند المسلمين وللمتهور بهم لما فيه من الضرر , فيقاس عليه من باب أولى قتال الدفع تحت راية كافر علمانية في المنع لما فيه من الضرر على المسلمين وتضييعهم , ثم كسب الثمرة بعد النصر لصالح الراية الكافرة.
قال ابن قدامة: قال أحمد لا يعجبني أن يخرج مع الإمام أو القائد إذا عُرف بالهزيمة وتضييع المسلمين اهـ وهذا في جهاد الطلب فكيف في جهاد الدفع مع من يضيع المسلمين ودينهم!.
ج- من الأدلة: ما رواه مسلم من حديث عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئت لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالله ورسوله؟ قال لا، قال فارجع فلن أستعين بمشرك، قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة، قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله، قال نعم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق) رواه مسلم. فكذلك المسلمون لا يستعينون براية مشرك ملحد مبدل لدين الله صائل على الدين وأهله.
قال ابن قدامة في الحكمة من المنع من الاستعانة بالمشرك قال: (لأنه غير مأمون على المسلمين فأشبه المخذل والمرجف). وصدام متى كان مأمونا على دين المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأموالهم!.
ثم نسأل المسلمين المجاهدين تحت راية صدام الكافرة ما ذا تعملون لو حان وقت الصلاة وأنتم تصلون وبقية جند البعث لا يصلون وأنتم في طاعة وهم في فجور؟؟ وهو يسخرون بالله ورسله وقد تربوا على ذلك. وأنتم موحدون لله وهم مشركون، وماذا لو تقدمتم للنصر وأمركم البعث بعدم التقدم لإتمام النصر؟ أو أمر بعقد هدنة هي ضد الإسلام والمسلمين؟ وما حكم لو أمرت السلطة الكافرة بقتال العدو تبعا لخطة ماكرة تلحق الضرر بالمسلمين في الحال أو المآل؟. أفي كل موطن لا نعقل!!. وكيف ينزل نصر الله على من عصاه!!.
قال ابن تيمية في آخر كتابه الرد على البكري: لما هجم التتار على الشام قال: حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر لوذوا بقبر أبي عمر
فقلت لهم هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد، فإنه كان قد قضي أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك ولحكمة كانت لله عز وجل في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة في القتال فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا وإن كان كثير من المقاتلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم.
فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله والاستغاثة به وأنهم لا يستغيثون إلا إياه فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستعانة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا لم يتقدم نظيره ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلا لما صح من تحقيق التوحيد وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك اهـ.
فكيف يقاتل المسلمون مع حزب البعث المشرك الكافر!.
د ـ وعن عبادة بن الصامت قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان) متفق عليه. وأي كفر أعظم من كفر حزب البعث فينازع في أمر الحرب ورايته وهو غير مستحق لها، ثم هو لا يملك الولاية شرعا فيكف نُملّكه ما منع منه شرعا بوجوب طاعته والسير على أوامره. قال القاضي عياض: فلو طرأ عليه كفر أو تغيير من الشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية و سقطت طاعته، و وجب على المسلمين القيام عليه و خلعه و نصب إمام عادل إن أمكن ذلك اهـ. شرح النووي على مسلم 8/ 36،35.
هـ ـ ومن القياس قال النووي في المجموع 9/ 354 وأما بيع السلاح لأهل الحرب فحرام بالإجماع ثم ذكر العلة فقال: لأنهم يعدون السلاح لقتالنا فالتسليم إليه معصية اهـ قال ابن حزم في المحلى 7/ 349 قال: لا يحل أن يحمل إليهم سلاح ولا خيل ولا شيء يتقوون به على المسلمين، وهو قول عمر بن عبد العزيز وعطاء وعمرو بن دينار وغيرهم اهـ. وبالنظر إلى العلة فإن القتال تحت راية صدام تقوية له ولأنه يعد نفسه للقضاء على الإسلام قبل الحرب وبعدها.
و ـ المفاسد المترتبة على ذلك مما يُؤدي إلى ضياع الأمر فقد كانت الراية تحت علمانيين كما في بعض المناطق التي قام فيها جهاد، فلقد قام المسلمون وأعانوا الحكومات العلمانية كما في اليمن في حربها مع الجنوب وكما في البوسنة والهرسك لمّا لم يتميز المسلمون براية إسلامية وإنما كانوا جزءا من راية ضالة غير إسلامية فجنى الثمرة غيرهم وذهبت جهودهم سدى.
كما أننا لو أجزنا الدخول تحت راية صدام فهذا يعني أننا صرنا دعاة لطاغية العراق نطوّع الناس للانضمام تحت رايته ونجعل له سبيلا على المسلمين، قال تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)، وهذا الطاغية بعد انتهاء الحرب سوف يحارب المسلمين والمجاهدين ويفرض حكما علمانيا مشركا، وقد قال تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فإذا كان القتال لدفع الشرك فكيف نتحالف وندافع لمن يأتي بالفتنة والشرك؟، وقد قال الله تعالى (والفتنة أكبر من القتل) وقال تعالى (والفتنة أشد من القتل) قال ابن كثير: قال أبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والربيع بن أنس قالوا الشرك أشد من القتل.
واعلموا أن الراية والحكومة إذا كانت كافرة فوجودها كعدمها، ويكون حكمهم حكم ما إذا انعدم الإمام فكيف يكون الجهاد؟ فقد قال ابن قدامة في المغني في كتاب الجهاد فإن عُدم الإمام لم يؤخر الجهاد (هذا في جهاد الطلب فما بالك في جهاد الدفع) لأن مصلحته تفوت بتأخيره.اهـ ومن أدلة هذه المسألة قاعدة: المعدوم شرعا كالمعدوم حسا , وقاعدة: الباطل معدوم شرعا. الفروق للقرافي 2/ 84. فالإمام الكافر معدوم شرعا. وقياس الإمامة الكبرى على الإمامة الصغرى، ففي الإمامة الصغرى لو تعذر إمام لصلاة الجمعة أو العيد أقاموا من يصلي بهم ولا يتركون ذلك، ومثله لو كفر إمام الصلاة فإنه يُصلّى عند إمام غيره إلا إن قهرهم بعصاه.
وقد أفتى ابن تيمية والجويني في غياث الأمم: أنه لو خلا بلد عن سلطان أقام الناس بأنفسهم سلطانا. وإذا خلت البلاد من راية إسلامية أقام الناس أهل الإسلام بأنفسهم راية إسلامية.
فلابد أن تُقيموا راية مستقلة بقيادة مستقلة مسلمة موحدة مجاهدة لله على موجب الشرع. ولا يُباح تقوية من يحارب الإسلام، فكونكم تقتلون منحازين شهداء خير من أن تدعموا حكومة الكافر وبعد المعركة يقتلكم ويلغي دينكم.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 05:12]ـ
من دخل في جيش الطاغوت لا بد أن يظهر له الطاعة والموافقة والنصرة ولا شك أن طاعة ونصرة الطاغوت ردة عن دين الله
أخي الكريم أرجو منك التركيز (إذا كنت فعلاً لم تفهم)
سؤالي لك ليس عن حكم القتال تحت راية الكافر، ولا كفر من فعل ذلك.
سؤالي واضح من حكى الإجماع على كفر من قاتل تحت إمرة الكفار كفاراً آخرين، هل رأيت أحداً حكاه؟ أم وجدت معاً كثيراً من العلماء يكفرون فاعل ذلك ولم تجد لهم مخالفاً (استقراء)؟
أم هو أمر ثالث؟
أرجو الجواب بلا تكلف ومداورة
والجواب قصير لا يزيد عن سطرين.
وأعيد السؤال:
من أين لك الإجماع على كفر من قاتل تحت إمرة الكفار كفاراً آخرين؟
الخيار الأول: تقليد لغيرك ممن حكاه.
الخيار الثاني: استقراء منك.
إذا كان الخيار الأول فمن هو الذي حكاه.
وإذا كان الخيار الثاني فأعطنا ثلاثة ممن وجدتهم يقولون بتكفيره.(/)
تنبيه المحتار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الاخيار
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 05:08]ـ
كتبه الفقير إلى ربه
سليمان بن ناصر العلوان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فإن الكذب على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيرهم ممن بعدهم، بل الكذب عليهم أعظم، وجرمه أخطر، ولا يتجرأ عليه إلا الروافض وأشباههم، فقد وقفت على رسالة () لبعض ذوي الجهل، يقول بأن بعض الصحابة قال بفناء النار فتبديع القائل بفناء النار يرجع التبديع إليهم، وقد كنت كتبت رسالة في الرد عليه بزعمه أن النار تفني، وبينت فيها أنه لم يثبت القول بفناء النار عن أحد من الصحابة، ولكنه لم يصغ إليه، وكذلك بينت في الرسالة أن ابن القيم وشيخه لم يقولا بفناء النار، بل قال شيخ (الإسلام) رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية ص 157 جـ1 ثم أخبر ببقاء الجنة والنار بقاء مطلقا، قال المعلق على الكتاب وهو محمد عبد الرحمن بن القاسم: ((هذا مع ما يأتي يكذب ما افتراه عليه أعداؤه من القول بفناء النار)).
وهذه الرسالة كتبتها لبيان الآثار التي تروى عن الصحابة في هذه المسألة وبيان أسانيدهم وما قيل فيها، ثم اتبع ذلك البيان في أن تبديع القائل بفناء النار لا يلزم منه تبديع ابن القيم ولا شيخه ()، ولا على القول به الصحابة ولا غيرهم وأن من الزم بهذا فهو لازم باطل لم يقل به أحد من أهل المعرفة والتحقيق. وقيل أن الشرع في الموضوع أذكر ما قاله الذهبي في ((تذكرة الحافظ)) لأهميته ج1 ص30 قال على قول أبي بكر الصديق إياكم والكذب، فإن مجانب الإيمان صدق الصديق فإن الكذب رأس النفاق وآية المنافق. والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية لا على الخيانة والكذب. فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه وهو القائل: ((إن كذبا علي ليس ككذب على غيري، من يكذب على بني له بيت في النار)) ثم قال فإنا لله وإنا إليه راجعون ماذا إلا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروى الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب. فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه, وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلا أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطب عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل فدع عنك الكتابة لست منها. ولو سودت وجهك بالمداد .. إلى آخر كلامه، فليرجع إليه في موضعه.
فصل
أبدأ الآن في بيان أسانيد الآثار التي يحتج فيها، وأبين ما قيل فيها على وجه الإنصاف وتحري الصدق والله الموفق.
(1) ورد في معجم الطبراني حديث مرفوع، من طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم واحد تخفق أبوابها كأنها أبواب الموحدين)).
قلت: هذا حديث موضوع، لا يصح، فمن نسبه إلى النبي فقد دخل في الوعيد الشديد: ((من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم.
قال ابن الجوزي في كتابه الموضوعات ج3 ص268 [هذا حديث موضوع محال، وجعفر هو ابن الزبير، قال شعبة: كان يكذب، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال السعدي: نبذوا حديثه، وقال البخاري والنسائي والدارقطني: متروك] أ. هـ
وقال الذهبي في ترجمة جعفر بن الزبير: [ويروى بإسناد مظلم عنه حديث متنه: يأتي على جهنم يوم ما فيها أحد من بني آدم تخفق أبوابها] أ. هـ ص47 ج1 ميزان الاعتدال.
وكذلك في إسناده عبد الله بن مسعر بن كدام، قال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة [قال أبو حاتم: متروك الحديث] ثم قال الذهبي [وفي معجم الطبراني من حديث هذا التالف ... ] ثم ساق له هذا الحديث ثم قال: [وهذا باطل].
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) الأثر الثاني والجواب عنه: روى عبد بن حميد في تفسيره فقال: حثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال: قال عمر: [لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه].
فأقول: هذا الأثر رجاله كلهم ثقات ولكنه منقطع، فقولنا رجاله ثقات توفرت ثلاثة شروط من خمسة، وسبب انقطاع هذا الأثر هو أن الحسن لم يسمع من عمره، والمنقطع عند أهل الحديث من قبل الضعيف، والضعيف لا يحتج به في هذه المسائل، بل ذهب جماعة من العلماء إلى أن الحديث الضعيف لا يعمل به، ولا في فضائل الأعمال ()، فكيف بمسألة هي أكبر من الدنيا وما فيها كما قاله ابن القيم رحمه الله.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري ج11 ص422: [هو منقطع] ثم قال [ولو ثبت حمل على الموحدين] أ. هـ قلت: وظاهر هذا الأثر ليس فيه دلالة على أنهم الكفار فيجب حمله على الموحدين، وهذا لو ثبت، وإلا فهو ضعيف لا يحتج به، ونحن في غنية بالأحاديث الصحيحة الدالة على بقاء الجنة والنار أبد الآبدين، عن الأحاديث الموضوعة والآثار الواهية، ومما يُضاف إلى ذلك ما قاله الذهبي رحمه الله: ((كان الحسن كثير التدليس)) أ. هـ ومعلوم أن المدلس لا يُقبل حديثه حتى يصرح بالسماع، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ((ليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد)).
(3) الأثر الثالث والجواب عنه: أخرج البزار من طريق أبي بلج سمع عمرو بن ميمون يحدث عن عبد الله ابن عمرو، قال: ((ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً)).
الجواب عن هذا: أن يقال: هذا الأثر ضعيف كسابقه، لأن في إسناده أبا بلج ()، قال قال ابن مجر في تقريب التهذيب في ترجمته: ((صدوق ربما أخطأ)) أهـ قلت: هذا من أخطائه، ولذلك قال الحافظ الذهبي في ترجمته: ((ومن بلاياه: الفسوى في تاريخه حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو أنه قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد، وهذا منكر، قال ثابت البناني: سألت الحسن عن هذا فأنكره)) أهـ (ص385 ج4 ميزان الاعتدال.
وبذلك تعلم أن قول بعضهم [رجاله ثقات]، فيه نظر لما تقدم من ضعف أبي بلج. قال أحمد: [روى حديثاً منكراً]، وقال البخاري: [فيه نظر] قال الذهبي في الموقظة [عادة البخاري إذا قال (فيه نظر) أنه بمعنى أنه متهم أو ليس بثقة، فهو عنده أسوأ حالاً من الضعيف] أهـ.
مع أن هذا الأثر لو ثبت فهو محمول على الموحدين، ولذلك قال عبيد الله بن معاذ في هذا الأثر وأثر أبي هريرة (الآتي إن شاء الله). [كان أصحابنا يقولون: ((يعني من الموحدين))]
(4) الأثر الرابع والجواب عنه:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابا) فأقول: هذا الأثر ذكره ابن جرير في تفسيره ج8 ص118 قال: حدثت عن المسيب عمن ذكره قال قال ابن مسعود، فكذره، وذكره البغوي في تفسيره بدون إسناد، وهذا أثر لا يصح، ابن جرير لم يذكر الذي حدثه، والمسيب لم يذكر من حدثه، فهو أثر تالف باطل.
وعلى سبيل صحته فقد قال البغوي في تفسيره: [معناه عند أهل السنة إن ثبت أن لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان، وأما مواضع الكفار فممتلئة أبداً] ج2 ص403.
(5) الأثر الخامس: ساقه ابن القيم رحمه الله في (حادي الأرواح) من رواية إسحاق بن راهويه قال حدثنا عبيد الله () حدثنا أبي حدثنا شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما أنا بالذي لا أقول أنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد) وقرأ قوله) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (. الآية قال عبيد الله: كان أصحابنا يقولون: يعني من الموحدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب عنه: هذا الأثر إسناده على شرط الشيخين إلا يحيى بن أيوب فلم يخرجا له، وذكر العقيلي في كتاب الضعفاء بإسناده عن يحيى بن معين أنه قال [ضعيف] ونقل عن يحيى بن معين أنه ثقة، قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: ((لا بأس به))، وهذه من صيغ توثيق الرجل وقبوله ولكنه في المرتبة الرابعة من المراتب التي ذكرها الحافظ في مقدمة تقريب التهذيب، فالذي يظهر لي أن هذا الأثر إسناده صحيح، ولكن جوابه من وجهين:
الوجه الأول: أنه ليس فيه دلالة على فناء النار، بل هو محمول على الموحدين للجمع بينه وبين الأحاديث الثابتة على بقاء النار، ولذلك قال عبيد الله: كان أصحابنا يقولون: يعني به الموحدين، فحمل هذا الأثر على الطبقة التي فيها عصاة المسلمين منعين لأنه به يحصل الجمع بين الأدلة.
الوجه الثاني: إن أبى القائل بفناء النار إلا على حمله على فناء النار، فإنه يقال: هذا قول صحابي، وقول الصحابي إذا خالف القرآن أو خالف السنة لا يقبل، بل نفل ابن عقيل الإجماع على أن قول الصحابي على صحابي مثيله ليس بحجة، فكيف إذا خالف القرآن والسنة وقد ذكر الله التأبيد () في ثلاثة مواضع في سورة النساء في قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (.
والثاني في قوله تعالى في سورة الأحزاب) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ... (. والثالث في سورة الجن في قوله تعالى:) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (، والأحاديث في أدبية النار كثيرة ذكرنا بعضها في كتابنا (الأدلة والبراهين لإيضاح المعتقد السليم والرد على المخالفين) فليرجع إليها.
وهذا على القول بأن هذا الأثر أعني أثر أبي هريرة يدل على فناء النار، وإلا فالصحيح أنه لا دلالة فيه البتة، ومن أجل ذلك قال الخازن في تفسيره على أثر أبي هريرة وابن مسعود المتقدم: [وهذا إن صحّ عن ابن مسعود وأبي هريرة فمحمول عند أهل السنة على إخلاء أماكن المؤمنين الذين استحقوا النار بعد إخراجهم منها لأنه ثبت بالدليل الصحيح القاطع إخراج جميع الموحدين، وخلود الكافرين فيها] أهـ المقصود منه من الجزء الثالث ص254 ... وتقدم كلام البغوي على هذا الأثر بما يغني عن إعادته.
وبعد هذا البيان يتضح للقارئ أنه لم يصح شيء عن الصحابة في فناء النار، فنسبة القول إليهم بفناء النار خطأ قطعاً، يجب إنكاره والذب عن الصحابة الأخيار أن ينسب إليهم ما لم يقولوه وخلاصة الكلام فيما تقدم أذكر ما قاله صاحب كتاب الزواجر، قال: (لم يصح عنهم -يعني الصحابة- من ذلك شيء، وعلى التنزل، فمعنى كلامهم كما قاله العلماء ليس فيها أحد من عصاة المؤمنين، أما مواضع الكفار فهي ممتلئة بهم لا يخرجون عنها أبداً كما ذكره الله في آيات كثيرة) أهـ ج1 ص37.
فصل
أما قول القائل إن تبديع من قال بفناء النار ينصرف إلى قائليه من الصحابة وغيرهم، فالجواب تقدم أنه لم يثبت القول بفناء النار عن أحد من الصحابة، أما هذا الإلزام فهو باطل، وقد أحسبت عن هذا في رسالتي () ((الأدلة والبراهين لإيضاح المعتقد السليم والرد على المخالفين)) ونذكر خلاصته وهو أن العالم قد يقول قولاً مرجوحاً، ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه مغفوراً له خطؤه لعدم بلوغ المحجة إلى غير ذلك من الأعذار التي توجب العفو.
أما غيره ممن بلغته المحجة فهذا يبدع، ولا يكون بمنزلة الأول، وهذا الباب باب عظيم يجب تفهمه وتدبره وإلا وقع الإنسان في الخطأ كما وقع هذا القائل، وشيخ الإسلام رحمه الله عليه كلام مهم في هذه المسألة نذكره بلفظه، قال في الفتاوى ج6 ص61: [إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اعتذر للأول، فلهذا يُبدَّع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم فهذا أصل عظيم، فتدبره فإنه نافع] ولما تكلم شيخ الإسلام في الجزء العشرين من فتاوى ص33 على الخطأ المغفور في الاجتهاد قال: [وكما نقل عن بعض التابعين أن الله لا يرى وفسروا قوله) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (بأنها تنظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح ... ]
فهل يقول هذا القائل إن الذي ينكر رؤية الله لا يبدع من أجل أن بعض التابعين قال به أم يراجع الحق والصواب ويدع الطغيان؟
ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، موجباً الفوز لديه بجنات النعيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 05:30]ـ
الشيخ عبدالكريم بن صالح الحميد
له كتاب نسيت اسمه يقول فيه بفناء النار(/)
الأدلة والبراهين لإيضاح المعتقد السليم والرد على المخالفين في مسالة القول بفناء النار
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 05:10]ـ
الأدلة والبراهين لإيضاح
المعتقد السليم
والرد على المخالفين
كتبه الفقير إلى ربه
سليمان بن ناصر العلوان
قام بصفه ونشره
[أبو عمر الدوسري]
أجزل الله لهُ المثوبة
www.frqan.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مصل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وحجة على أهل الزيغ والضلال أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فقد وقفت على رسالة لبعض من يدعي العلم يقرر فيها القول بأن النار تفنى وينسب ذلك إلى شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى. وهما بريئان من هذا القول كما سيأتي بيانه وتوضيحه وعلى سبيل التنزل أن ابن القيم قال بفناء النار فهو قول باطل مخالف للكتاب والسنة ولذلك رد عليه الإمام الصنعاني وكذلك الإمام محمد الآمين الشنقيطي رحمهما الله تعالى، فكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحق في هذه المسألة واضح كوضوح الشمس في نحر الظهيرة، ومع وضوحها ظهر بعض الناس ينشر بين الناس زعماً منه أنه يريد الانتصار لابن القيم وهو لا يشعر أن ذلك يضع من قدره.
وقد صرح ابن القيم في (الوابل الصيب) أن النار لا تفنى وإليك نص كلامه قال: ((ولما كان الناس على ثلاث طبقات طيب لا يشينه خبث وخبيث لا طيب فيه وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا.
فصل
القول بفناء النار قول مبتدع والقول به بدعة لا شك فيه ولا ارتياب كما قاله الصنعاني () وهو الحق والصواب والقول بفناء النار خارج عن مقتضى العقول ومخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فالكفار خالدون في النار خلوداً لا انقطاع له بل هو غير متناه أبد الآبدين ودهر الداهرين، وقد ذكر الله التأييد في كتابه في ثلاثة مواضع في حق الكفار فيه كافية في أبدية النار وأبداً للزمان المستقبل الذي لا غاية لمنتهاه، أفندع كتاب ربنا وسنة نبينا لأقوال أناس غير معصومين؟
فصل
ذكر الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في:
((أن النار لا تفنى ولا يفنى ما فيها))
الحديث الأول:
حديث أنس الطويل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: ((فأخرجهم فأدخلهم الجنة فما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود)) متفق عليه. فهذا الحديث نص قاطع وبرهام ساطع على أن الكفار مخلدون في النار قال تعالى:) كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا (. وقال تعالى:) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا (.
الحديث الثاني:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم الله تعالى إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشافعة ... الحديث)) أخرجه مسلم وأبو عوانة وأحمد وابن ماجه وغيرهم.
وفي هذا الحديث دلالة قاطعة على تأبيد عذاب الكفار في النار وعدم انقطاعه عنهم. قال تعالى:) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى (. قال ابن كثير رحمه الله: أي لا يموت فيستريح ولا يحيى حياة تنفعه بل هي مضرة عليه لأن بسببها يشعر ما يعاقب به من اليم العذاب وأنواع النكال.
الحديث الثالث:
حديث ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد هو فيه)) أخرجه البخاري ومسلم.
فقوله: يا أهل النار لا موت: فيه دلالة على عدم فناء النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: كل خالد هو فيه: تأكيد أكيد على جعلها بمنزلة واحدة أعني أهل الجنة وأهل النار في أن كلاً من المنزلتين لا فناء فيهما.
وعلى هذا جمهور السلف والخلف ونقل الإجماع على ذلك غير واحد من العلماء كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
الحديث الرابع:
حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال: يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال: يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا؟ قالوا نعم هذا الموت قال: فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون لا موت فيه () أبدا) أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة وابن حبان: قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وهذا الحديث أيضاً من الأدلة القاطعة على خلود أهل النار قال تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيدًا * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (. قال الشوكاني: قوله ((أبدا)) منصوب على الظرفية وهو لدفع احتمال أن الخلود هنا يراد به المكث الطويل. أهـ.
وهذه الأحاديث كافية في أبدية النار وهناك بعض الآثار وردت عن الصحابة والأخيار في بقاء النار وعدم فنائها نذكر منها أثرين خشية الإطالة والله الموفق للصواب والهادي إلى الطريق الرشاد.
(1) عن عبد الله بن عمرو قال: أهل النار يدعون مالكاً فلا يجيبهم أربعين عاماً ثم يقول إنكم ماكثون ثم يدعون ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فلا يجيبهم مثل الدنيا ثم يقول: اخسئوا فيها ولا تكلمون ثن ييأس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير، رواه الطبراني وقال في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح، ورواه ابن أبي حاتم وابن أبي شيبة وهذا الأثر له حكم الرفع لأنه أمر غيبي لا يقال من قبل الرأي.
(2) قال الحافظ ابن رجب في (التخويف من النار): قال أبو الحسن بن البراء العبدي في كتاب (الروضة) له حدثنا أحمد بن خالد هو الخلال حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: لو أن أهل جهنم وعدوا يوماً من أبد أو عدد أيام الدنيا لفرحوا بذلك اليوم لأن كل ما هو آت قريب. قال ابن رجب: إسناده جيد.
وهذا نص من الصحابي الجليل في أن النار لا تفنى ولا يفنى ما فيها وفيه دلالة على ضعف ما نقل عنه من أنه من القائلين بفناء النار كما سيأتي أثره والجواب عنه إن شاء الله. والمؤمن الحقيقي يكفيه حديث واحد في أبدية النار فكيف والآيات والأحاديث والآثار وإجماع أهل العلم على ذلك.
((ذكر أقوال العلماء في عدم فناء النار))
(قول الإمام أحمد رحمه الله)
قال الإمام أحمد رحمه الله في رواية أحمد بن جعفر الاصطخرى ():
هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
فذكر قولهم إلى أن قال: وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما لا يفنيان ولا يغنى ما فيها أبدا فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه) وبنحو هذا من متشابه القرآن.
قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز وجل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال: خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل. أهـ المقصود من (طبقات الحنابلة) للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى ج 1 ص24.
وقال أيضا في كتابه (الرد على الجهمية والزنادقة) ص147.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال بعد أن ذكر الأدلة على بقاء الجنة ودوام أهلها فيها رادا بذلك على الجهمية بقولهم في فناء الجنة والنار وغيرهما قال: وقد ذكر الله أهل النار فقال: (لا يقض عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها).
وقال: (أولئك ينسوا من رحمتي). وقال: (لا ينالهم الله برحمة).
وقال: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون).
وقال: (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص).
وقال: (خالدين فيها أولئك هم شر البرية).
وقال: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها).
وقال: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها).
وقال: (إنها عليهم مؤصدة) ومثله في القرآن كثير. أهـ كلامه.
((قول الإمام الطحاوي))
.قال الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله تعالى في (العقيدة الطحاوية): والجنة والنار ومخلوقتان لا تفنيان آبدا ولا تبيدا أن ... الخ
((قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى))
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه عن حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سبعة لا تموت ولا تغفي ولا تذوق الغناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش) فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟.
فأجاب رحمه الله تعالى: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات مالا يعدم ولا يغنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك. ولم يقل بغناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها .. الخ ص 307 ج {18}.
((قول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى))
قال ابن حزم رحمه الله في (الفصل في الملل والنحل): اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ولا للنار ولا لعذابها إلا جهم بن صفوان.
وقال رحمه الله في كتابه (مراتب الإجماع): باب من الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالقه بإجماع. ثم ذكر عدة مسائل ثم قال: وأن النار حق وأنها دار عذاب أبدا لا تفنى ولا يغنى أهلها أبدا بلا نهاية.
ولم يتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية في تعليقه على هذا الكتاب كما تعقبه على غيرها من المسائل وقال المعلق على هذا الكتاب: فدعوى فناء أحديهما بعد دخول أهلها فيها كفر بإجماع () أهـ.
فابن حزم نص على أن النار لا تغنى بالإجماع وكذلك سيأتي أن شاء الله نقل الإجماع عن غيره من العلماء والله الموفق.
((قول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى))
قال القرطبي رحمه الله تعالى في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ():
أجمع أهل السنة على أن أهل النار مخلدون فيها غير خارجين منها كإبليس وفرعون وهامان وقارون وكل من كفر وتكبر وطغى فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي. وقد وعدهم الله عذابا أليما فقال عز وجل: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب).
وأجمع أهل السنة أيضا على أنه لا يبقى فيها ولا يخلد إلا كافر جاحد فاعلم.
وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر من الكتاب (): لما ساق الأحاديث بنحو ما تقدم من سياقنا (هذه الأحاديث مع صحتها نص في خلود أهل الدارين فيها لا إلى غاية ولا إلى أمد.مقيمين على الدوام والسرمد من غير موت ولا حياة ولا راحة ولا نجاة بل كما قال في كتابه الكريم وأوضع فيه عن عذاب الكافرين: (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقض عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها .. إلى قوله:من نصير) الآية وقال (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) وقال: (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد.كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) وقد تقدمت هذه المعاني كلها فمن قال أنهم يخرجون منها وأن النار تبقى خالية بجملتها خاوية على عروشها وأنها تغنى وتزول فهو خارج عن مقتض المعقول ومخالف لما جاء به الرسول وما أجمع عليه أهل السنة والأئمة العدول (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) وإنما تخلى جهنم وهى الطبقة العليا
(يُتْبَعُ)
(/)
التي فيها العصاة من أهل التوحيد. أهـ المقصود من كلامه رحمه الله.
((قول السيوطي رحمه الله))
نظم الجلال السيوطي رحمه الله المخلوقات التي لا تفني وهي ثمانية فقال:
ثمانية حكم البقاء يعمها .. من الخلق والباقون في حيز العدم هي العرش والكرسي ونار وجنة .. وعجب وأرواح وكذا اللوح والقلم
((قول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله))
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في عقيدته التي سأله أهل القصيم عنها قال في أولها: أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة ثم قال: وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما اليوم موجودتان وأنهما لا يفنيان.
((قول العلامة صديق خان رحمه الله))
قال العلامة صديق حسن خان في كتابه (يقطة أولى الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار).
باب (في أن النار لا تفنى ثم ساق الأحاديث في أبدية النار ثم قال: وثبت بما ذكر من الآيات الصريحة والأخبار الصيحة خلود أهل الدارين خلودا مؤبدا كل بما هو فيه من نعيم وعذاب أليم وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة ودليل ذلك من الكتاب والسنة وزعمت الجهمية أن الجنة والنار تفنيان قال هذا جهم بن صفوان إمام المعطلة وليس له في ذلك سلف قط لا من الصحابة ولا من التابعين ولا أحد من أئمة الدين ولا قال به أحد من أهل السنة.نعم حكى بعض العلماء في أبدية النار قولين وحاصل ذلك كله سبعة أقوال فساقها (توفيق الفريقين على خلود أهل الدارين) وفي الباب رسالة () للسيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير. ورسالة للقاضي العلامة المجتهد محمد بن علي الشوكاني حاصلهما بقاء الجنة والنار وخلود أهلهما فيهما وهو الحق الذي دلت عليه أدلة الكتاب والسنة وإجماع الأئمة والأمة والله أعلم أهـ كلامه.
وقال رحمه الله في كتابه (قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر).
والجنة والنار مخلوقتان اليوم باقيتان ولا يغنى أهلها لقوله تعالى في حق الفريقين (خالدين فيه أبدا) الآية فمن أراد الوقوف عليه فليراجعه ص137 وص 138.
((قول الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى))
قال الإمام العلامة محمد الأمين بن محمد رحمه الله تعالى في كتابه (معارج الصعود إلى تفسير سورة هود) الذي كتبه تلميذه عنه عبد الله بن أحمد قادري قال: الجواب الحق أن أهل النار الكفرة خالدون فيها خلود الانقطاع له البتة والاستثناء بالمشيئة كما صرح به في أهل النار صرح به كذلك في أهل الجنة () مع أنه لا يقول أحد ممن يقول بانقطاع النار بانقطاع الجنة كما قال تعالى هنا في سورة هود) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (.
وهذه المشيئة مجملة لم نعرف ما أخرجته والأدلة المنفصلة وضحت أن المشيئة اقتضت الخلود الأبدي كما قال تعالى في أهل الجنة) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (() ... وقال تعالى) مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (() وقال تعالى:) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ 74 لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (() .. وقال تعالى:) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (() .. وقال تعالى:) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (() .. وقال تعالى:) مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (().
والفعل بعد (كلما) يتكرر بتكررها فمن ادعى خبوة للنار نهائية تفنى بها ليس بعده سعير يرد عليه بهذه الآية.
ولو قيل للعبد: كلما جاء أحدهم أكرمه الله لزمه ذلك ولا حق له أن يعتذر بأنه لم يفهم التكرار.
وقد زعم ابن القيم رحمه الله أن النار تفنى () عندما ناقش الأدلة في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) وأيد رأيه بأن الله تعالى لا يخلف الميعاد بخلاف الوعيد فإنه لم يأت ما يدل على أنه لا يخلفه وخلف الوعيد من الصفات المحمودة كما قال الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان ابن القيم في أثناء كلامه يتحدى من يقول: إن الله أخبر أنه لا يخلف وعيده وما قاله مردود من وجوه.
الوجه الأول:
أنا لو تمسكنا بما ذكر لجاز أن يقال: لا يدخل النار كافر لجواز إخلاف الإيعاد وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص وما فهمه العلماء.
الثاني:
إننا لا نسلم أنه ليس في كتاب الله ما يدل على أنه لا يخلف وعيده بالنسبة للكفار بل صرحت الأدلة بلزومه كما قال تعالى:) قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (() فقد صرح أنه لا يبدل قوله وذلك هو وعيده كما هو ظاهر.
وقال تعالى:) كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (() أي ثبت ووجب والفاء للتعليل فكل مكذب لا بد أن يحق عليه ذلك وقال تعالى:) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (() والوعيد الذي يجوز إخلافه هو وعيد عصاة المؤمنين المذنبين .. كما قال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (أهـ المقصود منه.
((قول الشيخ عبد الله بن علي بن يابس رحمه الله))
قال الشيخ عبد اله بن على بن يابس رحمه الله في كتابه إعلام الأنام بمخالفة شيخ الأزهر شلتوت.
قال: (الوسوسة السابعة في التشكيك في دوام النار والرد عليه) ..
قال في صفحة 39 (هل يدوم عذاب النار وتدوم النار كما يدوم النعيم والجنة. هنا بحث تناوله المتقدمون فعندهم أقوال وآراء ثم قال ليس في القرآن نص قطعي صريح دوام النار) .. وجوابه من وجوه:
الأول: في ذكر الخلاف في ذلك قال صاحب فتح الباري، من زعم أنهم يخرجون منها وأنها تبقى خالية أو تفنى فهو خارج عن مقتضى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه أهل السنة ثم قال وجمع بعض المتأخرين في هذه المسألة سبعة أقوال. أحدها هذا الذي نقل فيه الإجماع.
والثاني: قول من قال يعذبون فيها إلى أن تنقلب طبيعتهم وهذا قول ينسب إلى الزنادقة.
والثالث: قول من يقول يدخلها قوم ويخلفهم آخرون وهو قول اليهود وقد أكذبهم الله بقوله:) وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (.
وقول رابع: يخرجون منها وتستمر على حالها.
والقول الخامس: أنها تفنى لأنها حادثة وكل حادث يفنى وهو قول الجهمية.
السادس: تفنى حركاتهم البتة وهو قول أبي الهذيل العلاف.
السابع: قول من يقول عذابها ويخرج أهلها منها جاء ذلك عن بعض الصحابة أهـ.
قلت ما روى عن الصحابة سنده منقطع لا يصح كما روى عن ابن مسعود وأبي هريرة وقد علمت أن كل القائلين بهذه المذاهب غير المذهب الأول وغير من قالوا بما روى عن الصحابة جميع الأقوال الخمسة القائلون بها لا يعدون في عداد المسلمين فقول الشيخ بأن المتقدمين تناولوه قول باطل بقي علينا أن نذكر شبهة القائلين بما روى عن الصحابة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم () فقد ذهبا يؤيدان هذا المذهب الذي يروى عن عمر وعن بعض الصحابة وسوف نسوق لك أدلته التي حشدها ابن القيم من كل ناحية وصوب ونناقشها وهو الوجه الثاني، ثم نذكر في الوجه الثالث الآيات القرآنية الدالة على دوام عذاب النار والله الموفق.
الوجه الثاني: أن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله قد ذهبا يؤيدان القول بفناء النار وهي هفوة كبيرة () منهما أن كان ذلك رأيهما إلا أنه يشفع لهما قدمهما الصادق في الإسلام ودفاعهما عنه بكل شجاعة وإقدام وما لقياه في سبيل ذلك والخطأ لم يعصم منه إلا الشارع في تشريعه ولا يعرف عنهما سوى حشدهما أدلة القائلين بهذا المذهب ولم أر هذا الرأي صريحاً لهما بل أن ابن القيم صرح في بعض كتبه بأن أهل النار الذين هم أهلها لا يخرجون منها وهاك أدلتهم ليبين الحق وتنجلي الغاية إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
احتجا بما روى عبد بن حميد عن الحسن عن عمر واعترفا بأنه مرسل وهما يعلمان أن المرسل ليس بحجة للجهل بالساقط في الإسناد، ولكن لأجل رأيهما فخما عبد بن حميد والحسن البصري وفاتهما أن مرسلات الحسن خاصة ضعاف وأن عبد بن حميد لم يشترط الصحة لما رواه وحتى لو صححه لما أفاد تصحيحه، والمؤلفون الأولون ينقلون الصحيح والضعيف بل وربما الموضوع أما للجهل ببعض رجاله والقدح فيهم أو لأنهم يرون إبراز الإسناد يخلص من التبعة، وأنه أداء للأمانة لأن معظم من في عمرهم يعرفون الإسناد ورجاله وحتى لو صح عن عمر فليس بحجة فقد خالف عمر رضي الله عنه آية التيمم وهي صريحة وجادله في ذلك عمار وخالف في آية المهر حتى ردته العجوز، والحجة في قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم.
واحتجا أيضاً بما روى عن ابن عباس في تفسير آية) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ (. وهو احتجاج باطل لوجوه:
الأول: أنه غير ثابت السند.
الثاني: أنه قول من ليس بحجة على فرض صحته.
الثالث: أنه في غير محل النزاع فإنه يخبر بأن أبوابها تصفق خالية أي أنهم يخرجون منها وهي موجودة وهذا هو حجة الزنادقة القائلين بخروجهم منها.
واحتجا بتقول عن بعض الصحابة لم تصح أسانيدها.
واحتجا أيضاً بالاستثناء في حق أهل النار ويلزمها أن يقولا في الاستثناء في حق أهل الجنة ما قالاه في استثناء أهل النار فالاستثناء أن واحد أما تشبثهما بقوله) عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ (. فيقول لها القائلون بفناء الجنة معناه حيث هي موجودة فالعطاء غير مجذوذ وكلنها تفنى وإن كان هذا القول باطلاً فالآخر مثله وقوله تعالى:) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (. فقد قلتم فيه ما دامت النار موجودة فقالوا لكم وغير مجذوذ ما دامت الجنة لم تفن ولا فرق بين القولين، فإن قلتم هذا باطل قلنا وذلك مثله.
واستدلا أيضاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله (إن رحمتي غلبت غضبي) قلنا هذا مسلم ولكن لا يدل على فناء النار فرحمته أوسع من الجنة كما أن عذابه النار وغيرهما.
واحتجا بأن النار طهرة من خبث الشرك فقيل لهم ليس كذلك وإنما هي جزاء على الشرك لأن هذا الخبث غير ممكن الزوال قال تعالى:) وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (. هذه هي أكبر حججهما، قد أوردنا عليها ما رأيت وقد أكثرا رحمهما الله في هذا الموضوع من الفلسفة التي لا تغني في الاحتجاج والله يغفر لهما إن كان ذلك رأيهما.
الوجه الثالث: في ذكر الآيات الدالة على عدم فناء النار منها قوله تعالى:) فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (. والخلود الدوام الأبدي فهذه هي حقيقته إذا أطلق حتى يرد دليل علا خلافه خصوصاً أن الله تعالى أعقب الخلود في آية أخرى بالأبدية فقال خالدين فيها أبدا. وهذا يؤكد ما قلناه وقال في آية أخرى) إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (. أي مقيماً ولو فنيت لم يكن عذابها غراماً ولا مقيماً. وقال) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (. لفتر عنهم العذاب ولكان الخبر غير صادق.
وأخبر تعالى أنه لن يزيدهم إلا عذاباً ولو فنيت فإنه لم يزدهم عذاباً ولكنه سلمهم وقال تعالى:) وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (ولو فنيت لخرجوا منه قطعاً وقال تعالى:) أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي (ولو خرجوا منها لكان اليأس غير موجود وقال تعالى:) لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا (ولو خرجوا لخفف عنهم العذاب.
ولم نأت على ذكر جميع الآيات وكفى بما ذكرناه غنية والله المستعان أهـ كلامه رحمه الله.
((قول الإمام المحدث شيخ الإسلام الصابوني رحمه الله))
قال شيخ الإسلام الصابوني رحمه الله المتوفى سنة (449) في عقيدة السلف وأصحاب الحديث. قال بعد كلام سبق (أما الكفار فإنهم يخلدون فيها ولا يخرجون منها أبداً ولا يترك الله فيها من عصاة أهل الإيمان أحداً).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال (ويشهد أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما باقيتان لا يفنيان أبداً وأن أهل الجنة لا يخرجون منها أبداً وكذلك أهل النار الذين هم أهلها خلقوا لها لا يخرجون أبدا. وأن المنادي ينادي يومئذ يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهـ ص123 من الجزء الأول من مجموعة الرسائل المنيرية.
((قول الإمام الآجري رحمه الله))
قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة رحمه الله تعالى قال: (كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم أهل الجنة لا ينقطع عن أهلها أبداً وأن عذاب النار لا ينقطع عن أهلها الكفار أبداً ثم ساق الآيات والأحاديث في ذلك بمثل ما تقدم فراجعه إن شئت ص387 ثم قال ص398 (باب ذكر الإيمان بأن أهل الجنة خالدون فيها أبداً وأن أهل النار من الكفار والمنافقين خالدون فيها أبدا) ثم ساق الآيات والأحاديث.
((قول العلامة الآلوسي رحمه الله))
قال نعمان خير الدين الآلوسي في جلاء العينين كلاماً إليك أيها القارئ نصه (نقل الوالد قدس الله روحه في تفسيره عن الفهامة ابن الجوزي أنه ضعف بعض الآثار الواردة في ذلك كخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص ((يأتي على جهنم يوم ما فيها من ابن آدم أحد تصفق أبوابها كأنها أبوبا الموحدين)) وأول البعض أيضاً بعضها قال: وأن تعلم أن خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون ولا عبرة بالمخالف والقواطع أكثر من أن تحصى ولا يقاوم واحد واحداً منها كثير من هذه الأخبار) أهـ المقصود.
((قول الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله))
قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد ج {2} ص279.
فصل فيما ورد في الجنة والنار:
والنار والجنة حق وهما
موجودتان لا فناء لهما
أي ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار والبحث فيه ينحصر في ثلاثة أمور:
البحث الأول: كونهما حقا لا ريب فيهما ولا شك وأن النار دار أعداء الله والجنة دار أوليائه إلخ.
البحث الثاني: اعتقاد وجودهما الآن ثم ذكر الآيات والأحاديث ثم قال.
البحث الثالث: في دوامهما وبقائهما بإبقاء الله لهما وأنهما لا تفنيان أبداً ولا يفني من فيهما ثم ساق الآيات، أن النار لا تفنى ثم قال فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها وأنهم خالدون فيها أبدا الآبدين ودهر الداهرين لا فكاك لهم منها ولا خلاص ولات حين مناص. فأخبر تعالى عن أبديتهم فيها بقوله) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (. ونفى تعالى خروجهم منها بقوله تعالى) وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (. انقطاعها عنهم بقوله عز وجل) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى (. وقوله
) كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ (ثم ساق الأحاديث في أن النار لا تفنى ثم قال (نعم جاءت الأحاديث الصريحة بإخراج عصاة الموحدين الذين تمسهم النار بقدر جنايتهم وأنهم يخرجون منها برحمة الله تعالى ثم بشفاعة الشافعين كما سيأتي إن شاء الله قريباً وأن هؤلاء العصاة يسكنون الطبقة العليا من النار على تفاوتهم في مقدار ما تأخذ منهم.
وجاء فيها آثار أن هذه الطبقة تفنى بعدهم إذا أخرجوا منها وأدخلوا الجنة وأنها ليأتين عليها يوم وهي تصفق في أبوابها ليس بها أحد وعلى ذلك حمل جمهور المفسرين الاستثناء في وقله تعالى:) إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ (الآية وعلى ذلك يحمل ما ورد من آثار الصحابة وما أحسن ما قاله ابن القيم في كتابه (الوابل الصيب) ثم ساق وقد قدمناه في أول الكتاب فليرجع عليه.
((قول الشيخ محمد العثيمين))
قال الشيخ محمد في شرحه لزاد المستنقع على قول المؤلف (ويستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر) قال بعد كلام سبق البحث فيها من وجوه:
الوجه الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هي موجودة الآن أو ليست موجودة؟ ثم ذكر الجواب ثم قال: الوجه الثاني: هل هي مؤبدة أو مؤمدة يعنى هل تفنى أو هي دائمة آبد الآبدين؟ والجواب الثاني هو المتعين قطعا أنها مؤبدة ولا يكاد يعرف عند السلف سوى هذا القول ولهذا جعله العلماء من عقائدهم بأن نؤمن ونعتقد بأن النار مؤبدة ابد ا الآبدين وهذا أمر لاشك فيه لأن الله تعالى ذكر التأبيد في ثلاثة مواضع من القرآن في سورة النساء في قوله تعالى: (أن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا).
الثالث: في سورة الجن) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (ولو ذكر الله عز وجل التأبيد في موضع واحد لكفى فكيف وهو قد ذكره في ثلاثة مواضع ومن العجب أم فئة قليلة من العلماء ذهبوا إلى أنها تغنى بنا على علل عليلة لمخالفتهما لمقتضى الكتاب والسنة وحرفوا من أجلها الكتاب والسنة فقالوا: أن خالدين فيها أبدا ما دامت موجودة فكيف هذا؟؟
إذا كانوا خالدين فيها أبدا لزم أن تكون هي مؤبدة ((فيها)) هم كائنون فيها وإذا كان الإنسان مؤبدا تخليده لزم أن يكون مكان الخلود مؤبدا لأنه لو فني مكان الخلق وما صح تأبيد الخلود والآية واضحة جدا.
والتعليلات الباردة المخالفة للنص مردودة على صاحبها وهذا الخلاف الذي ذكر عن فئة قليلة من أهل العلم خلاف مطرح لأنه مخالف للنص الصريح الذي يجب على كل مؤمن أن يعتقده ومن خالفه لشبهة قامت عنده فيعذر عند الله لكن من تأمل نصوص الكتاب والسنة عرف أنها مؤبدة والحكمة تقتضي ذلك () لأن هذا الكافر أفنى عمره في محاربة الله عز وجل ومعصية الله والكفر به وتكذيب رسله كل عمره مع أنه جاءه النذير وأعذر وبين له الحق ودعي إليه وقوتل عليه وأصر على الكفر والباطل فكيف نقول أن هذا لا يؤبد عذابه الآيات في هذا صريحة أ هـ.
وهذا القدر يكفي من نقل أقوال العلماء وطالب الحق يكفيه عشر ذلك فالمسألة واضحة لا لبس فيها وعلى هذا إجماع أهل العلم ولم يخالف أحد أن يأتي بشيء صريح عنهما بالقول بغناء النار فلذي نعتقده وندين الله به أنهما لا يريان ذلك لمخالفته مقتضى العقول وصريح المنقول والله الموفق.
فصل
(ذكر الآثار التي احتج بها القائل بغناء النار والجواب عنها)
الأثر الأول:
ورد في معجم الطبراني أني حديث مرفوع من طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عم جعفر عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم واحد تخفق أبوابها كأنها أبواب الموحدين).
الجواب عم هذا الحديث أن يقال. هذا حديث موضوع لا يصح فمن نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل في الوعيد الشديد المنصوص عليه بقوله: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) رواه الإمام أحمد والشيخان قال ابن الجوزي في كتاب الموضوعات ج3 ص 268 (هذا حديث موضوع محال وجعفر هو ابن الزبير قال شعبة: كان يكذب وقال يحيى ليس بثقة وقال السعدي: نبذوا حديثه وقال البخاري والنسائي والدارقطني: متروك) أ هـ ... وقال الذهبي في ترجمة جعفر بن الزبير: (ويروي بإسناد مظلم عنه حديثه متنه: يأتي على جهنم يوم ما فيها أحد من بني آدم تخفق أبوابها) أ هـ ص 407 ج (1) ميزان الاعتدال.
وكذلك في إسناده عبد الله بن مسعر بن كدام قال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمته (قال أبو حاتم: متروك الحديث) ثم قال الذهبي (وفي معجم الطبراني من حديث هذا التالف ... ) ثم ساق له هذا الحديث ثم قال (وهذا باطل).
الأثر الثاني والجواب عنه:
روى عبد بن حميد في تفسيره فقال: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال: قال عمر (لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه).
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: هذا الأثر رجاله كلهم ثقات ولكنه منقطع فقولنا رجاله ثقات توفرت ثلاثة شروط من خمسة. وسبب انقطاع هذا الأثر هو أن الحسن لم يسمع من عمر عند أكثر أهل العلم وفيه خلاف معروف عند أهل الحديث والمنقطع عند أهل الحديث من قبل الضعيف. والضعيف لا يحتج به في هذه المسائل. بل ذهب جماعة من العلماء إلى أن الحديث الضعيف لا يعمل به ولا في فضائل الأعمال () فكيف بمسألة هي أكبر من الدنيا وما فيها كما قاله ابن القيم رحمه الله:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري ج 11 ص 422 (هو منقطع) ثم قال (ولو ثبت حمل على الموحدين أ هـ قلت وظاهر هذا الأثر ليس فيه دلالة على أنهم الكفار فيجب حمله على الموحدين هذا لو ثبت وإلا فهو ضعيف لا يحتج به ونحن في غنية بالأحاديث الموضوعة والآثار الواهية. ومما يضاف إلى ذلك ما قاله الحافظ الذهبي رحمه الله: (كان الحسن كثير التدليس) أ هـ. ومعلوم أن المدلس لا يقبل حديثه حتى يصرح بالسماع.
الأثر الثالث والجواب عنه:
أخرج البزار من طريق أبي بلج سمع عمرو بن ميهون يحدث عن عبد الله ابن عمرو قال (ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا).
الجواب عن هذا: أن يقال: هذا الأثر ضعيف كسابقه بل أشد لأن في إسناده أبا بلج () قال ابن حجر في تقريب التهذيب في ترجمته (صدوق ربما أخطأ) أ هـ قلت هذا من أخطائه ولذلك قال الحافظ الذهبي في ترجمته: (ومن بلاياه): الفسوى في تاريخه حدثنا بندار عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو أنه قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد. وهذا منكر قال ثابت البناني سألت الحسن عن هذا فأنكره أهـ (ص385 ج4) ميزان الإعتدال).
وبذلك تعلم أن قول بعضهم (رجاله ثقات) فيه نظر لما تقدم من ضعف أبي بلج. قال أحمد (روى حديثاً منكراً) وقال البخاري: (فيه نظر) قال الذهبي في الموقظة (عادة البخاري إذا قال "فيه نظر" أنه بمعنى أنه متهم أو ليس بثقة فهو عنده أسوأ حالاً من الضعيف) أهـ مع أن هذا الأثر وأثر أ [ي هريرة (الآتي إن شاء الله) (كان أصحابنا يقولون يعني من الموحدين أضف إلى ذلك أنه ثبت عن عبد الله بن عمرو خلافه كما تقدم عنه في ذكر الآثار عن الصحبة الدالة على بداية النار ...
الأثر الرابع والجواب فيه:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً).
الجواب أن يقال هذا الأثر ذكره ابن جرير في تفسيره ج8 ص118 قال حدثت عن المسيب عمن ذكره قال: قال ابن مسعود فذكره.
وذكره البغوي في تفسيره بدون إسناد وهذا الأثر لا يصح ابن جرير لم يذكر الذي حدثه والمسيب لم يذكر من حدثه فهو أثر تالف باطل .. وعلى سبيل صحته فقد قال البغوي في تفسيره (معناه عند أهل السنة إن ثبت أن لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان وأما مواضع الكفار فممتلئة أبداً) ج2 ص403.
الأثر الخامس:
ساقه ابن القيم رحمه الله في (حادي الأرواح) من رواية إسحاق بن راهويه قال حدثنا عبيد الله () حدثنا أبي حدثنا شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (ما أنا بالذي لا أقول أنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد) وقرأ قوله:) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (الآية قال عبيد الله كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين.
الجواب عنه: هذا الأثر إسناده على شرط الشيخين إلا يحيى بن أيوب فلم يخرجا له. وذكر العقيلي في كتاب الضعفاء بإسناده عن يحيى بن معين أنه قال عنه (ضعيف) ونُقل عن يحيى بن معين أنه وثقه قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (لا بأس به) وهذه من صيغ توثيق الرجل وقبوله ولكنه في المرتبة الرابعة من المراتب التي ذكرها الحافظ في مقدمة كتابة تقريب التهذيب فالذي يظهر لي أن هذا الأثر إسناده صحيح ولكن جوابه من وجهين.
الوجه الأول: أنه ليس فيه دلالة على فناء النار بل هو محمول على الموحدين للجمع بينه وبين الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم على عدم فناء النار ولذلك قال عبيد الله: كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين فحمل هذا الأثر على الطبقة التي فيها عصاة المسلمين متعين لأنه به يحصل الجمع بين الأدلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني: لو فرضنا أن هذا الأثر فيه دلالة على فناء النار فهو قول صحابي وهو ليس بحجة إذا خالف السنة الصحيحة باتفاق العلماء وهناك من الصحابة من أفتوا بعدم فناء النار كما تقدم في ذكر الآثار عن الصحابة وقول الصحابي على صحابي مثله ليس بحجة بالإجماع كما نقل ذلك ابن عقيل وغيره فكيف إذا خالف الكتاب والسنة وقد ذكر الله التأبيد أعني تأبيد الكفار في النار في ثلاثة مواضع في سورة النساء في قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ... (.
والثاني في سورة الأحزاب) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ... (
والثالث في سورة الجن في قوله تعالى:) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (والأحاديث في أبدية النار كثير جداً وقد تقم بعضها. وهذا الأثر أعني أثر أبي هريرة لا دلالة فيه البتة على فناء النار إنما قلنا ذلك على سبيل التنزل وقد قال الخازن في تفسيره على أثر أبي هريرة وابن مسعود المتقدم (وهذا إن صح عن ابن مسعود وأبي هريرة فمحمول عند أهل السنة على إخلاء أماكن المؤمنين الذين استحقوا النار بعد إخراجهم منها لأنه ثبت بالدليل الصحيح القاطع إخراج جميع الموحدين، وخلود الكافرين فيها .. ) أهـ المقصود منه من الجزء الثالث ص254، وتقدم كلام البغوي على هذا الأثر يغني عن إعادته.
وبعد هذا البيان يتضح للقارئ أنه لم يصح شيء عن الصحابة في فناء النار فنسبة القول إليهم بفناء النار خطأ قطعاً يجب إنكاره والذب عن الصحابة الأخيار أن ينسب إليهم ما لم يقولوه.
قال صاحب كتاب الزواجر (لم يصح عنهم يعني الصحابة من ذلك شيء وعلى التنزل فمعنى كلامهم كما قاله العلماء ليس فيها أحد من عصاة المؤمنين أما مواضع الكفار فهي ممتلئة بهم لا يخرجون عنها أبداً كما ذكره الله في آيات كثير) أهـ ج1 ص37.
فصل
ومن المناسب بعد الأجوبة عن الآثار التي استدلوا بها على فناء النار أن نذكر الآيات التي استدلوا بها ونجيب عنها بكلام أهل العلم العدول الثقات.
والآيات التي استدلوا بها ثلاث آيات، قوله تعالى في سورة الأنعام) قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ (الآية، وقوله تعالى في سورة هود:) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ (الآية وقوله تعالى في سورة النبأ:) لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (الآية.
والجواب عن هذه الآيات أما الآية الأولى والثانية.
فللعلماء عنهما أجوبة () منها أن قوله) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ (معناه إلا من شاء الله عدم خلوده فيها من أهل الكبائر من الموحدين لأن الأحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في خلود الكفار في النار وعدم خروجهم منها وكذلك ثبتت الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم أن الكبائر يخرجون من النار ومنها إنه استثناء لا يفعله تقول: والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك وعزيمتك على ضربه ذكره الفراء وهو معنى قول أبي صالح عن أبن عباس ((إلا ما شاء الله)) قال: ((فقد شاء أن يخلدوا فيها قال الزجاج وفائدة هذا أنه لو شاء أن يرحمهم ولكنهم أعلمنا أنهم خالدون أبدا.)) أهـ. هذا الوجه من زاد المسير لابن الجوزي.
ومنها أن ((إلا)) في سورة هود بمعنى سوى فيكون المعنى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض سوى ما شاء الله من الزيادة والخلود، والأقوال ثمانية في هذه المسألة من أرادها فليرجع إليها في أماكنها ولما ساقها الإمام الشنقيطي في معارج الصعود قال وأقرب هذه الأقوال: القول الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قوله تعالى:) لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (فقد أجاب عنها الإمام الشنقيطي رحمه الله في معارج الصعود فقال (أحقاباً ظرف منكر يفهم منه أنه ينتهي في وقت ما ثم قال والجواب قد أوضحه الله تمام الإيضاح في سورة (ص) وخير ما يفسر به القرآن القرآن فالأحقاب في آية النبأ متعلقة بما بعدها وهو أنهم في تلك الأحقاب لا يذوقون إلا الحميم والغساق ثم بعد أن تنتهي تلك الأحقاب يشكل لهم العذاب من غيرهما أشكالاً لا نهاية لها والدليل على أن المراد ما ذكرنا قوله تعالى في سورة (ص)) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (فالأحقاب التي في النبأ لا يقع فيها الحميم والغساق ولا يقع فيها غيرهما وإذا قلنا بانتهاء تلك الأحقاب تنتهي النار يبقى ما ذكر في سورة (ص) لا ظرف له وهو خلاف القرآن فظهر أن الأحقاب ظرف لحميم والغساق وأنه بعد انتهاء تلك الأحقاب تأتي ألوان أخرى من العذاب أهـ المقصود.
وذهب بعض العلماء إلى أن الأحقاب هو الذي لا انقطاع له أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله تعالى:) لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (قال الأحقاب ما لا انقطاع له كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر.
ونقل البغوي في تفسيره عن الحسن قال: إن الله لم يجعل لأهل النار مدة بل قال:) لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (فوالله ما هو إلا إذا مضى حقل دخل حقب آخر ثم آخر إلى الأبد فليس للأحقاب عدة إلا الخلود أهـ .. وهذا القول فيه قوة يؤيده قوله تعالى:) فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (وقوله) كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (وبهذا البيان يتضح للقارئ أنه ليس مع من قال بفناء النار من الحجج إلا ما هو أو هي من بيت العنكبوت.
فصل
قد يقول بعض الناس يلزم مما تقدم من كلامك أن تبدع من قال بفناء النار من المتقدمين كفلان وفلان و و و ... ؟
فيقال: هذا الإلزام باطل لا يقوله إلا من هو جاهل ولا أعلم أحداً من أهل العلم المحققين قال بهذا الإلزام الباطل وأيضاً مما يجب التنبيه عليه والتفطن له أن العالم قد يقول قولا مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه مغفوراً له خطؤه لعدم بلوغ الحجة له إلى غير ذلك من الأعذار التي توجب العفو.
أما غيره ممن بلغته الحجة فهذا يبدع ولا يكون بمنزلة الأول وهذا الباب باب عظيم يجب تفهمه وتدبره وتعلقه لأنه يفتح لطالب العلم باباً عظيماً من أبواب العلم ولشيخ الإسلام رحمه الله كلام مهم في هذه المسألة نذكره بلفظه قال في الفتاوى ج6 ص61 (إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تبدع عائشة ونحوها ممن يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم فهذا أصل عظيم نتدبره فإنه نافع).
وقد صدرت أشياء كثيرة من بعض التابعين خصوصاً في العقائد ومع ذلك عدها العلماء من الخطأ المغفور ولما قال بها من بعدهم بدعوه وضللوله فمن ذلك ما نقل عن بعض التابعين أن الله لا يرى وفسروا قوله:) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (بأنها تنظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح (). وأشياء كثيرة من هذا النوع ولم يقل أحد من أهل العلم أن من أنكر رؤية الله لا يبدع ولا يضلل من أجل ما روى عن بعض التابعين ولو ذكرنا أقوال العلماء في هذه المسألة لطال بنا الكلام عما قدمناه وهو إبطال أدلة القائلين بفناء النار والله أعلم.
وهنا مسألة ينبغي التفطن لها وهي أن كثيراً من الناس يتكلم في هذه المسألة العظيمة أعني فناء النار تقليداً لشيخه ومتبوعة ولو قالها غير شيخه لما قال بها واعتقدها بل قد يعادي من قال بها فهو لم يقل بها إلا من أجل أن شيخه قال بها وهذا التابع لا يكون بمنزلة متبوعه لأنه مقلد جاهل لا علم له ولا دراية بل مع كل ناعق يهرول قال ابن رجب () رحمه الله (وههنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه موضوعاً عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا يكون متبوعة قد قاله بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من يوافقه ولا عادى من خالفه ولا هو مع هذا يظن أنه أنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده وأما هذا التابع فقد شابه انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ وهذه دسيسة نقدح في قصداً لانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم أهـ كلامه رحمه الله.
قام بصفها ونشرها
[أبو عمر الدوسري]
أجزل الله له المثوبة
ندعوك لزيارة هذا الموقع
www.frqan.com(/)
رجل العقيدة .... للدكتور محمد أمين المصري رحمه الله
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 02:48]ـ
رجل العقيدة
هو ذلك الإنسان الذي تصبح الفكرة همه:تقيمه وتقعده ويحلم بها في منامه وينطلق في سبيلها في يقظته.
وليس لدينا –بكل أسف-من هذا النوع القوي والعبقري ولكن لدينا نفوساً متأملة متحمسة مستعدة بعض الاستعداد،ولابد للنجاح من أن ينقلب هؤلاء إلى مثلٍ قوية تعي أمرها،وتكمل نقصها ليتم تحفزها الذي ينطلق من عدم الرضا بالواقع والشعور بالأخطار التي تتعاقب،وينتهي باستجابة لأمر الله ونداءات الكتاب الحكيم ومراقبة وعد الله ووعيده، والتأسي بسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وليس ما ذكر من نوع الفكرة التي يحلم بها الفرد في ساعات الراحة وتذهب فيها أحلامه كل مذهب تلك هي أحلام اليقظة التي يعتبرها علماء النفس متنفساً للرغبات الدفينة ونوعاً من التعويض عن تحقيق ما يرغب الفرد فيه،فإذا سيطرت هذه الأحلام على الفرد وشغلت أكثر وقته كان ذلك انحرافاً عن الحال السوية، وتعوّد هذا الإنسان أن يلجأ إلى أحلامه كلما استعصت الأمور، ولعل أكثر مشروعات شبابنا من هذا النوع من الأحلام.
إن محمدًا عليه الصلاة والسلام لم يعمد إلى إصلاح اقتصادي أو أخلاقي أو صحي أو سياسي أو إداري أو علمي،ولكنه عمد إلى إصلاح الإيمان،ودعا بدعوة التوحيد فكان من بعد ذلك كل لإصلاح وكل قوة وكل خير.
ولا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليها أولها.
فرجل العقيدة السبيل الوحيد لعلاج أنواع الانحرافات التي سبق ذكرها جميعاً، ذلك أن رجل العقيدة سهم يندفع في تحقيق أهدافه،وهو إنسان ملأت نفسه عقيدته، فهو يعيش من أجلها ويرضى بكل أذى في سبيلها ويبذل جهده وكل غالٍٍ ورخيص.
ورجل العقيدة أعظم ذخر نقدمه للعقيدة وأكبر رصيد نعدّه في سبيل نصرتها.
رجل العقيدة إن لم تكن لديه الوسائل الكاملة سعى في إيجادها ولو كان أمرها مستحيلاً،فالوسيلة الفعالة القوية هي تكوين أمثال هؤلاء الرجال،والإصلاح الذي نرقبه لا يتم إلا في إيجاد أمثال هؤلاء.
وللموضوع تتمة إن شاء الله
ــــــ
*منقول من كتاب "المسؤولية"للدكتور محمد أمين المصري رحمه الله ص 38 - 39 طباعة مكتبة دار الكوثر السعودية ودار الصفوة بمصر.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 10:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على هذه الوقفة الطيبة
تحياتي
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 06:45]ـ
الشيخ محمد أمين المصري رحمه الله له دوره في النهضة الإسلامية المعاصرة، والمشايخ الذين يعرفونه يثنون عليه ثناء عاليا، وعلى رأسهم رفيق دربه الشيخ عبد الرحمن الباني.
الشيخ محمد أمين من أوائل أصحاب الشيخ الألباني في دمشق، وكانت له صولات وجولات في بلده، ثم قدم للسعودية، وبمساعيه المباشرة تم افتتاح الدراسات العليا في السعودية، وكان من مدرسي الحقبة الذهبية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 02:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على هذه الوقفة الطيبة
تحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كتب الدكتور محمد امين المصري رحمه الله من الكتب التي غيرت منحى حياتي ......... رحمه الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 05:51]ـ
والكاتب أحمد أمين عقد مقارنة بين صاحب الرأى وصاحب العقيدة وأثر كل منهما فى الحياة * اسمعها عند الدقيقة 1,11من هذا الشريط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...series_id=1425
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 07:57]ـ
والكاتب أحمد أمين عقد مقارنة بين صاحب الرأى وصاحب العقيدة وأثر كل منهما فى الحياة * اسمعها عند الدقيقة 1,11من هذا الشريط
http://www.islamway.com/?iw_s=lesson...series_id=1425
جزاك الله خيرا أخي خالد،سأستمع إن شاء الله.(/)
تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 08:36]ـ
تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة
قال البيهقي: أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي رضي الله عنه: المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه لبدعة الضلالة، والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن وإن كانت فليس فيها رد لما مضى.
أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ص206، وأبو شامة في الباعث على إنكار البدع ص23، والذهبي في تاريخ الإسلام 14/ 339، وفي سير أعلام النبلاء 10/ 70 وسنده صحيح.
قال ابن الأثير: وفي حديث عمر رضي الله عنه في قيام رمضان نعمت البدعة هذه البدعة بدعتان بدعة هدى وبدعة ضلال فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه الله أو رسوله فهو في حيز المدح وما لم يكن له مثال موجود كنضوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابا فقال من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها وقال في ضده ومن سن سنة سيئة كان عله وزرها ووزر من عمل بها وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن هذا النوع قول عمر رضي الله عنه نعمت البدعة هذه لما كانت من أفعال الخير وداخله في حيز المدح سماها بدعة ومدحها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنها لهم وإنما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن أبي بكر وإنما عمر رضي الله عنه جمع الناس عليها وندبهم إليها فبهذا سماها بدعة وهي على الحقيقة سنة لقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي وقوله اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر كل محدثة بدعة إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة.
النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 1/ 106 - 107.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: والمراد بقوله كل بدعة ضلالة ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام.
فتح الباري 13/ 254
قال القرطبي رحمه الله: وكل بدعة ضلالة يريد ما لم يوافق كتابا أو سنة أو عمل الصحابة رضي الله.
تفسير القرطبي 2/ 87
قال الإمام ابن كثير رحمه: والبدعة على قسمين تارة تكون بدعة شرعية كقوله فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وتارة تكون بدعة لغوية كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن كم إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم نعمت البدعة. تفسير ابن كثير 1/ 162
قال الحافظ ابن رجب: المراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة.
و قال رحمه الله: وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال نعمت البدعة ... إلى قوله: ومراده أن هذا الفعل لم يكن على هذا الوجه قبل هذا الوقت ولكن له أصل في الشريعة يرجع إليها فمنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث على قيام رمضان ويرغب فيه وكان الناس في زمنه يقومون في المسجد جماعات متفرقة ووحدانا وهو صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في رمضان ليلة ثم امتنع من ذلك معللا بأنه خشي أن يكتب عليهم فيعجزوا عن القيام به وهذا قد أمن بعده صلى الله عليه وسلم.
جامع العلوم و الحكم 1/ 266 – 267
قال المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي: فقوله صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه في التراويح نعمت البدعة. تحفة الأحوذي 7/ 366
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشاطبي: قال عمر بن الخطاب: نعمت البدعة هذا فأطلق عليها لفظ البدعة - كما ترى - نظراً - والله أعلم - إلى اعتبار الدوام وإن كان شهراً في السنة وأنه لم يقع فيمن قبله عملا دائما أو انه أظهره في المسجد الجامع مخالفا لسائر النوافل وإن كان ذلك واقعا في أصله كذلك فلما كان الدليل على ذلك القيام على الخصوص واضحاً قال نعمت البدعة هذه فحسنها بصيغة نعم التى تقتضى من المدح ما تقتضيه صيغة التعجب لو قال ما أحسنها من بدعة وذلك يخرجها قطعا عن كونها بدعة، وعلى هذا المعنى جرى كلام أبى أمامة رضي الله عنه مستشهداً بالآية حيث قال أحدثتم قيام رمضان ولم يكتب عليكم.
الاعتصام ج1/ص322.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وما خالف النصوص فهو بدعة باتفاق المسلمين وما لم يعلم أنه خالفها فقد لا يسمى بدعة قال الشافعي رحمه الله: البدعة بدعتان بدعة خالفت كتاباً وسنة وإجماعاً وأثراً عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه بدعه ضلاله وبدعة لم تخالف شيئاً من ذلك فهذه قد تكون حسنة لقول عمر نعمت البدعة هذه هذا الكلام أو نحوه رواه البيهقي بإسناده الصحيح فى المدخل ويروى عن مالك رحمه الله أنه قال إذا قل العلم ظهر الجفا وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء.
مجموع فتاوى ابن تيمية 20/ 163.
وقال القرطبي: كل بدعة صدرت من مخلوق فلا يجوز أن يكون لها أصل في الشرع أولا فان كان لها أصل كانت واقعة تحت عموم ما ندب الله إليه وخص رسوله عليه فهي في حيز المدح وإن لم يكن مثاله موجودا كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهذا فعله من الأفعال المحمودة وإن لم يكن الفاعل قد سبق إليه ويعضد هذا قول عمر رضي الله عنه نعمت البدعة هذه لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح وهي وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها إلا إنه تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس عليها فمحافظة عمر رضي الله عنه عليها وجمع الناس لها وندبهم إليها بدعة لكنها بدعة محمودة ممدوحة وإن كانت في خلاف ما أمر الله به ورسوله فهي في حيز الذم والإنكار قال معناه الخطابي وغيره قلت وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة يريد ما لم يوافق كتابا أو سنة أو عمل الصحابة رضي الله عنهم وقد بين هذا بقوله من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وهذا إشارة إلى ما أبتدع من قبيح وحسن وهو أصل هذا الباب وبالله العصمة والتوفيق لا رب غيره.
تفسير القرطبي 2/ 87.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: قال عمر نعمت البدعة هذه والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون يريد بذلك آخر الليل وكان الناس يقومون أوله
وهذا الاجتماع العام لما لم يكن قد فعل سماه بدعة لأن ما فعل ابتداء
يسمى بدعة في اللغة وليس ذلك بدعة شرعية فإن البدعة الشرعية التي هي ضلالة هي ما فعل بغير دليل شرعي كاستحباب ما لم يحبه الله وإيجاب ما لم يوجبه الله وتحريم ما لم يحرمه الله فلا بد مع الفعل من اعتقاد يخالف الشريعة وإلا فلو عمل الإنسان فعلا محرم يعتقد تحريمه لم يقل إنه فعل بدعة.
الرابع أن هذا لو كان قبيحاً منهياً عنه لكان علي أبطله لما صار أمير المؤمنين وهو بالكوفة فلما كان جاريا في ذلك مجرى عمر دل على استحباب ذلك بل روى عن علي أنه قال نور الله على عمر قبره كما نور علينا مساجدنا
وعن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليا دعا القراء في رمضان فأمر رجلا منهم يصلى بالناس عشرين ركعة قال وكان علي يوتر بهم وعن عرفجة الثقفي قال كان علي يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماماً وللنساء إماماً قال عرفجة فكنت أنا إمام النساء رواهما البيهقي في سننه.
منهاج السنة النبوية ج8/ص307 – 308.
قال العيني: البدعة على نوعين إن كانت مما يندرج تحت مستحسن في الشرع فهي بدعة حسنة وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي بدعة مستقبحة.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري 11/ 126.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشوكاني: قوله فقال عمر نعمت البدعة قال في الفتح البدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق وتطلق في الشرع على مقابلة السنة فتكون مذمومة والتحقيق أنها إن كانت مما يندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة.
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار 3/ 63.
وأما الفرق بين البدع والمصالح المرسلة والاستحسان
قال الشاطبي أيضاً: هذا الباب يضطر إلى الكلام فيه عند النظر فيما هو بدعة وما ليس ببدعة فإن كثيرا من الناس عدواً أكثر المصالح المرسلة بدعاً ونسبوها إلى الصحابة والتابعين وجعلوها حجة فيما ذهبوا إليه من اختراع العبادات وقوم جعلوا البدع تنقسم بأقسام أحكام الشريعة فقالوا إن منها ما هو واجب ومندوب وعدوا من الواجب كتب المصحف وغيره ومن المندوب الاجتماع في قيام رمضان على قارئ واحد، وأيضا فإن المصالح المرسلة يرجع معناها إلى اعتبار المناسب الذي لا يشهد له أصل معين فليس له على هذا شاهد شرعى على الخصوص ولا كونه قياسا بحيث إذا عرض على العقول تلقته بالقبول وهذا بعينه موجود في البدع المستحسنة فإنها راجعة إلى امور في الدين مصلحية - في زعم واضعيها - في الشرع على الخصوص وإذا ثبت هذا فإن كان اعتبار المصالح المرسلة حقا فاعتبار البدع المستحسنة حق لأنهم يجريان من واد واحد وإن لم يكن اعتبار البدع حقا لم يصح اعتبار المصالح المرسلة وأيضا فإن القول بالمصالح المرسلة ليس متفقا فيه بل قد اختلف عليه أهل الأصول على أربعة أقوال - فذهب القاضى وطائفة من الأصوليين إلى رده وأن المعنى لا يعتبر ما لم يستند إلى أصل وذهب مالك إلى اعتبار ذلك وبنى الأحكام عليه على الإطلاق وذهب الشافعى ومعظم الحنفية إلى التمسك بالمعنى الذى لم يستند إلى أصل صحيح لكن بشرط قربه من معانى الأصول الثابتة هذا ما حكى الإمام الجويني وذهب الغزالى إلى أن المناسب إن وقع في رتبة التحسين والتزيين لم يعتبر حتى يشهد له أصل معين وإن وقع في رتبة الضروري فميله إلى قبوله لكن بشرط قال ولا يبعد أن يؤدى إليه اجتهاد مجتهد واختلف قوله في الرتبة المتوسطة وهي رتبة الحاجي فرده في المستصفى هو آخر قوليه وقبله في شفاء الغليل كما قبل ما قبله وإذا اعتبر من الغزالي اختلاف قوله فالأقوال خمسة فإذا الراد لاعتبارها لايبقى له في الواقع له في الوقائع الصحابية مستند إلا أنها بدعة مستحسنة - كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الاجتماع لقيام رمضان نعمت البدعة هذه - إذ لا يمكنهم ردها لإجماعهم عليها وكذلك القول في الاستحسان فإنه - على ما المتقدمون راجع إلى الحكم بغير دليل والنافي له لا يعد الاستحسان سببا فلا يعتبر في الأحكام البتة فصار كالمصالح المرسلة إذا قيل بردها فلما كان هذا الوضع مزلة قدم لأهل البدع أن يستدلوا على بدعتهم من جهته - كان الحق المتعين النظر في مناط الغلط الواقع لهؤلاء حتى يتبين أن المصالح المرسلة ليست من البدع في ورد ولا صدر بحول الله والله الموفق فنقول المعنى المناسب الذي يربط به الحكم لا يخلو من ثلاثة أقسام: أحدها أن يشهد الشرع بقبوله فلا إشكال في صحته ولا خلاف في إعماله وإلا كان مناقضة للشريعة كشريعة القصاص حفظا للنفوس والأطراف وغيرها، والثاني ما شهد الشرع برده فلا سبيل إلى قبوله إذ المناسبة لا تقتضى الحكم لنفسها وإنما ذلك مذهب أهل التحسين العقلي بل إذا ظهر المعنى وفهمنا من الشرع اعتباره في اقتضاء الأحكام فحينئذ نقبله فإن المراد بالمصلحة عندنا ما فهم رعايته في حق الخلق من جلب المصالح ودرء المفاسد على وجه لا يستقل العقل بدركه على حال فإذا لم يشهد الشرع باعتبار ذلك المعنى بل يرده كان مردودا باتفاق المسلمين.
الاعتصام ج2/ص111 - 113
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 08:45]ـ
أحسن الله إليك
هل جئت بهذه النقول حتى تستدل على صحة تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 08:58]ـ
/// البدعة في كتاب اللّه و سّنة النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم؛ لم ترد إلا مذمومة.
/// و البدعة تنقسم إلى حسنة و سيّئة؛ لغة.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 09:33]ـ
العز بن عبد السلام -رحمه الله -قرر أنواع كثيرة من البدع التي تذم والتي لا تذم والصحيح لا دليل على تقسيمه بدليل: قول النبي عليه والصلاة والسلام: كل بدعة ضلالة -الحديث-
ولفظ"كل" من صيغ العموم فتعم كل انواع البدع المحدثات.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 08:04]ـ
جزاكم الله خيراً أرجو أن تكون المداخلات علمية وحبذا لو ينقل من من علماء السلف يجيز تقسيم البدعة، ومن من علماء السلف يمنع تقسيم البدعة والنقل عن علماء السلف مقدم على النقل عن العلماء المعاصرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 08:57]ـ
/// البدعة في كتاب اللّه و سّنة النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم؛ لم ترد إلا مذمومة.
/// و البدعة تنقسم إلى حسنة و سيّئة؛ لغة.
كما قال الأخ سراج التي تنقسم لحسنة وسيئة هل البدعة بالمعنى اللغوي وليس الشرعي
فكل الأمثلة التي ذكرها أهل العلم قديما للبدعة الحسنة/المستحبة وبعضهم تقسيمات أخرى كالواجبة والمباحة فهي كلها توافق المعنى اللغوي وليس الشرعي
ومنها ما فعله عمر رضي الله عنه من جمع الناس للتراويح فهي ليست بدعة شرعية
بل بدعة لغوية بالنسبة لكونها محدثة بعد أن توقف النبي صلى الله عليه وسلم عن فعلها خشية أن تُفرض.(/)
بلوغ الأماني في الرد على من قال (بتراجع الصنعاني)!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 02:53]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:-
فقد أثنى على دعوة الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب كثير من العلماء والأعيان من مختلف البلدان وردوا على شبهات المنكرين ودعوى المناوئين وطعونات الجاهلين المتعالمين.
ومن أولئك الأعلام الإمام اليماني الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني حيث أثنى على دعوة الإمام شعرا وقد أبان طريقة دعوة الشيخ واستدل على صحة ما دعا الخلق إليه بما لا يبقى لمنصف بعده ارتياب أنه على طريق الصواب وتجد هذه القصيدة على هذا الرابط:
http://saaid.net/monawein/th/1.htm
ثم رأيت في بعض مواقع (القبوريين) مقالا يشمئز من مطالعته ذووا البصائر والحجى من كلام شاذ تهافت صاحبه إلى رأى ساقط وقول هابط كعادته وما ذلك بغريب منه وهو الحاقد على السنة وأهلها مع (قلة ديانته وورعه) كما معروف في بلده حيث زعم أن الأمير الصنعاني تراجع عن قصيدته الدالية النجدية بقصيدة أخرى طعن فيها في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب ولا شك أننا في زمن (صار الجاهل هو الحاظي والعالم منجوس الأحاظي والغاوي مقبول الدعاوي فصار الجاه للجاهل والبأس على الباسل والمنافق هو النافق) والله المستعان
وبعد:-
فمما لا شك فيه أن هذه المنظومة كذب وافتراء ومن أكبر ما يكذبها عدة أمور على سبيل الاختصار لضيق الوقت والمقام ولعلها مقدمة يقوم عليها بنيان وغرس سيلتف فوقه أفنان وهمس سيكون بعده (تصريح وإعلان) وخذ البيان أيها الحاقد لعلك تفيق من الهذيان:
1 - هذه القصيدة لم تظهر إلا بعد وفاة الصنعاني بعكس الأولى فإنها ذاعت وانتشرت وشاعت في حياته وسار بها الركبان في كل مكان وقد تناقل الأئمة سليمان بن عبدالله وعبدالرحمن بن حسن ومن ترجم للإمام ثناء الصنعاني ولم يذكروا تراجعه بل حتى الشيخ الإمام استشهد ببعض أبياتها في كتابه (مفيد المستفيد) والصنعاني مات قبله بأكثر من عشرين سنة فلو ظهر منه تراجع لذاع ذلك ولما سكت عنه أحد من أئمة الدعوة من دون رد وبيان خاصة وأن الحالة كهذه توجب الرد والبان وهى أولى من غيرها.
2 - صرح الكاذب لهذه الفرية في شرحها على لسان الصنعاني بأن مربدا من تلاميذ الشيخ الإمام حيث قال:
(لما بلغت هذه الأبيات نجداً وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها رجل عالم يسمى الشيخ مربد بن أحمد التميمي كان وصوله في شهر صفر عام ست وسبعين ومائة وألف (1176هـ)، وأقام لدينا ثمانية أشهر وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه وفارقنا في عشرين من شوال سنة رجع إلى وطنه وصل من طريق الحجاز مع الحجاج وكان من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي وجهنا إليه الأبيات، وأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها، وكان قد تقدم في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبد الرحمن النجدي ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرناها من سفك الدماء ونهب الأموال وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار)
وهذا الكلام كذب محض ويدل على أن مربدا له يد في حبك هذه الفرية وقد قال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان في كتابه: " تبرئة الشيخين من تزوير أهل الكذب والمين " وهو في براءة الصنعاني من هذه القصيدة المزعومة:-
( ...... ورسوله فاعلم أن هذا الرجل الذي يسمي مربد بن أحمد رجل من أهل حريملا لا يعرف بعلم ولا دين ولا كان من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ولم يكن له قدم صدق في هذا الدين ولا معرفة له، بل كان ممن شرق بهذا الدين لما أظهره الله ودخل الناس في دين الله أفواجاً وكان قد ألِفَ ما كان عليه قومه من الشرك بالله من دعاء الأولياء والصالحين وغير ذلك مما كان عليه أهل الجاهلية، وداخله بعض الحقد والحسد فأوجب له ذلك تلفيق ما موه به من الأكاذيب والترهات على الشيخ محمد رحمه الله وفرّ إلى صنعاء لما دخل أهل نجد في دين الله، ولم يكن له في نجد مساعد على هذه الأكاذيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الرجل الآخر المسمى بعبد الرحمن النجدي لم يكن من أهل العلم والدين ولا يعرف له نسب ينتمي إليه بل كان من غوامض الناس الخاملين وقد انقرض عصر الدرعية وبعده بأعوام لم نسمع لهذين الرجلين بخبر ولم نقف لهما على أثر وكان قد دخل أهل اليمن في ولاية المسلمين وعرفوا صحة هذا الدين ولم يشتهر هذا النظم عن الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله ولا هذا الشرح ولا ثبت هذا الرجوع عنه ولا ظهر ولا اشتهر في تلك المدد المديدة والسنين العديدة، حتى جاء هذا المزور فوضع هذه المنظومة وجعل عليها هذا الشرح اللائق به، فلله الحمد وله المنة حيث كان نظامه واعتراضه بهذه المثابة).
3 - ذكر الصنعاني أن مربدا وصل إليه عام 1176 مع أن البسام ذكر أن مربدا مات سنة 1171 انظر علماء نجد (6/ 420)
4 - من أكبر ما يكذب هذه الفرية الصنعاني نفسه في كتابه (تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد) ولا يستطيع أحد من القبوريين إنكاره لعدة أمور وهو (حرب عليهم):
1 - تصريح الصنعاني في كثير من كتبه بأن له رسالة سماها (تطهير الاعتقاد) انظر على سبيل المثال:
سبل السلام 4/ 213
العدة 3/ 259
منحة الغفار 3/ 1689 , 4/ 1870
الإنصاف في حقيقة الأولياء وما لهم من الكرامات والألطاف ص 45 , ص 50
2 - توجد نسخ خطية لهذا الكتاب كثيرة تثبت نسبة الكتاب للصنعاني
3 - توجد أسانيد متصلة لهذا الكتاب إلى الآن والأسانيد كما قيل أنساب الكتب
5 - في القصيدة وشرحها أحداث لم تقع إلا بعد موت الصنعاني كما ذكر ذلك ابن سحمان في كتابه.
6 - لو سلمنا جدلا لهؤلاء القبوريين بتراجع الصنعاني في الثناء على دعوة الشيخ الإمام فهل تراجع أيضا عن كتابه (التطهير) وهل يقول القبوريون بما فيه ويعتقدون ما به؟!!!!
على سبيل المثال هل يقول المخرفون القبوريون بمثل أقوال الصنعاني هذه؟
قال الصنعاني رحمه الله عزوجل:
أن التوحيد قسمان:
القسم الأول: توحيد الربوبية والخالقية والرازقية ونحوها، ومعناه: أن الله وحده هو الخالق للعالم وهو الرب لهم والرازق لهم. وهذا لا ينكره المشركون ولا يجعلون لله فيه شريكا، بل هم مقرون به، كما سيأتي في الأصل الرابع.
القسم الثاني: توحيد العبادة ومعناه: إفراد الله وحده بجميع أنواع العبادات الآتي بيانها. فهذا هو الذي جعلوا لله فيه شركاء. ولفظ الشريك يشعر بالإقرار بالله تعالى.
فالرسل عليهم السلام بعثوا لتقرير الأول ودعاء المشركين إلى الثاني، مثل قولهم في خطاب المشركين: (أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) 14:10 (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو) 35:3 ونهيهم عن شرك العبادة، ولذا قال الله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) 16:36 أي قائلين لأممهم أن اعبدوا الله. فأفاد بقوله (في كل أمة) أن جميع الأمم لم ترسل إليهم الرسل إلى لطلب توحيد العبادة، لا للتعريف بأن الله هو الخالق للعالم وأنه رب السموات والأرض، فإنهم مقرون بهذا. ولهذا لم ترد الآيات فيه ـ في الغالب ـ إلا بصيغة استفهام التقرير، نحو: (هل من خالق غير الله) 35:3 (أفمن يخلق كمن لا يخلق) 16:17 (أفي الله شك فاطر السموات والأرض) 6:14 (أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض) 6:14 (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) 31:11 (أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات) 46:4 استفهام تقرير لهم لأنهم به مقرون.
وبهذا تعرف أن المشركين لم يتخذوا الأصنام والأوثان ولم يعبدوها ولم يتخذوا المسيح وأمة ولم يتخذوا الملائكة شركاء لله تعالى لأنهم أشركوهم في خلق السموات والأرض، بل اتخذوهم لأنهم يقربونهم إلى الله زلفى، كما قالوه. فهم مقرون بالله في نفس كلمات كفرهم وأنهم شفعاء عند الله. قال الله تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) 10:18 فجعل الله تعالى اتخاذهم للشفعاء شركا ونزه نفسه عنه لأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فكيف يثبتون شفعاء لهم لم يأذن الله لهم في شفاعة ولا هم أهل لها ولا يغنون عنهم من الله شيئا؟
وقال أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن المشركين الذين بعث الله الرسل إليهم مقرون أن الله خالقهم (ولئن سألتهم: من خلقهم ليقولن الله) 43:87، (ولئن سالتهم: من خلق السموات والأرض؟ ليقولن: خلقهن العزيز العليم) 43:9 وأنه الرازق الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وأنه الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض وأنه الذي يملك السمع والأبصار والأفئدة، (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار والأفئدة ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر؟ فسيقولون: الله فقل أفلا تتقون) (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون؟ سيقولون لله. قل أفلا تذكرون؟ قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله، قل أفلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون؟ سيقولون لله، قل فأنى تسحرون) 23:84 - 98 وهذا فرعون مع غلوه في كفره ودعواه أقبح دعوى ونطقه بالكلمة الشنعاء، يقول الله في حقه حاكيا عن موسى عليه السلام (لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر) 17:102 وقال إبليس (إني أخاف الله رب العالمين) 59:16 وقال (رب بما أغويتني) 17:39 وقال (رب فأنظرني) 15:36 وكل مشرك مقر بأن الله خالقه وخالق السموات والأرض وربهن ورب ما فيهما ورازقهم، ولهذا احتج عليهم الرسل بقولهم (أفمن يخلق كمن لا يخلق) 16:17 وبقولهم (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) 22:73 والمشركون مقرون بذلك لا ينكرونه.
وقال أيضا:
إذا تقرر عندك أن المشركين لم ينفعهم الإقرار بالله مع إشراكهم الأنداد من المخلوقين معه في العبادة ولا أغنى عنهم من الله شيئا وأن عبادتهم هي اعتقادهم فيهم أنهم يضرون وينفعون وأنهم يقربونهم إلى الله زلفى وأنهم يشفعون لهم عند الله تعالى، فنحروا لهم النحائر وطافوا بهم ونذروا النذور عليهم، وقاموا متذللين متواضعين في خدمتهم وسجدوا لهم، ومع هذا كله فهم مقرون لله بالربوبية وأنه الخالق ولكنهم أشركوا في عبادته، جعلهم مشركين ولم يعتد بإقرارهم هذا، لأنه نافاه فعلهم، فلم ينفعهم الإقرار بتوحيد الربوبية. فمن شأن من أقر لله تعالى بتوحيد الربوبية أن يفرده بتوحيد العبادة. فإن لم يفعل ذلك فالإقرار الأول باطل. وقد عرفوا ذلك وهم في طبقات النار فقالوا (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) 26:97 - 98 مع أنهم لم يسووهم به من كل وجه ولا جعلوهم خالقين ولا رازقين، لكنهم علموا وهم في قعر جهنم أن خلطهم الإقرار بذرة من ذرات الإشراك في توحيد العبادة صيرهم كمن سوى بين الأصنام وبين رب الأنام. قال الله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) 12:106 أي ما يقر أكثرهم في إقراره بالله وبأنه خلقه وخلق السموات والأرض إلا وهو مشرك بعبادة الأوثان.
وقال أيضا:
وقد عرفت من هذا كله أن من اعتقد في شجر أو حجر أو قبر أو ملك أو جني أو حي أو ميت أنه ينفع أو يضر أو أنه يقرب إلى الله أو يشفع عنده في حاجة من حوائج الدنيا، بمجرد التشفع به والتوسل إلى الرب تعالى، إلا ما ورد في حديث فيه مقال، في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك، فإنه قد أشرك مع الله غيره. واعتقد ما لا يحل اعتقاده، كما اعتقد المشركون في الأوثان، فضلا عمن ينذر بماله وولده لميت أو حي أو يطلب من ذلك الميت ما لا يطلب إلا من الله تعالى من الحاجات، من عافية مريضه أو قدوم غائبه أو نيله لأي مطلب من المطالب، فإن هذا هو الشرك بعينه الذي كان ويكون عليه عباد الأصنام.
وقال أيضا:
فإن قلت إنه قد يتفق من هؤلاء الذين يلوكون الجلالة ويضيفون غليها عمل أهل الخلاعة والبطالة خوارق عادات وأمورا تظن كرامات، كطعن أنفسهم بالآلات الحادة وحملهم لمثل الحنش والحية والعقرب وأكلهم النار ومسهم غياها بالأيدي وتقلبهم فيها بالأجسام، قلت هذه أحوال شيطانيه وإنك لملبس عليك أن ظننتها كرامات للأموات أو حسنات للأحياء لما هتف هذا الضال بأسماءهم وجعلهم أندادا وشركاء لله تعالى في الخلق والأمر فهؤلاء الموتى أنت تفرض أنهم أولياء الله تعالى فهل يرضى ولي الله أن يجعله المجذوب أو السالك شريكا له تعالى وندا؟ أن زعمت ذلك فقد جئت شيئا إدا، وصيرت هؤلاء الأموات مشركين وأخرجتهم وحاشاهم ذلك عن دائرة الإسلام والدين، حيث جعلتهم أندادا لله راضين
(يُتْبَعُ)
(/)
فرحين، وزعمت أن هذه كرامات لهؤلاء المجاذيب الضلال المشركين التابعين لكل باطل، المنغمسين في بحار الرذائل الذين لا يسجدون لله سجدة ولا يذكرون الله وحده. فإن زعمت هذا فقد أثبت الكرامات للمشركين الكافرين وللمجانين وهدمت بذلك ضوابط الإسلام وقواعد الدين المبين والشرع المتين. وإذا عرفت بطلان هذين الأمرين علمت أن هذه أحوال شيطانية وأفعال طاغوتية وأعمال إبليسية يبعلها الشياطين لإخوانهم من هؤلاء الضالين، معاونة من الفريقين على إغواء العباد، وقد ثبت في الأحاديث أن الشياطين والجان يتشكلون بأشكال الحية والثعبان وهذا أمر مقطوع بوقوعه فهم الثعابين التي يشاهدها الإنسان في أيدي المجاذيب. وقد يكون ذلك من باب السحر وهو أنواع، وتعلمه ليس بالعسير، بل بابه الأعظم الكفر بالله وإهانة ما عظمه الله من جعل مصحف في كنيف ونحوه. فلا يغتر من يشاهد ما يعظم في عينية من أحوال المجاذيب من الأمور التي يراها خوارق، فإن للسحر تأثيرا عظيما في الأفعال. وهكذا الذين يقلبون الأعيان بالأسحار وغيرها، وقد ملأ سحرة فرعون الوادي بالثعابين والحيات حتى أوجس في نفسه خيفة موسى عليه السلام. وقد وصفه الله بأنه سحر عظيم. والسحر يفعل أعظم من هذا فإنه قد ذكر ابن بطوطة وغيره أنه شاهد في بلاد الهند قوما توقد لهم النار العظيمة فليبسون الثياب الرقيقة ويخوضون في تلك النار ويخرجون وثيابهم كأنها لم يمسها شيء. بل ذكر أنه رأى أناسا عند بعض ملوك الهند أتى بولدين معه ثم قطعمها عضوا عضوا ثم رمى بكل عضو إلى جهة فرقا حتى لم ير أحد شيئا من تلك الأعضاء ثم صاح وبكى فلم يشعر الحاضرون إلا وقد نزل كل عضو على انفراده وانظم إلى الآخر حتى قام كل واحد منهما على عادته حيا سويا.
بل ليعلم أن الصنعاني رحمه الله تعالى أبلغ قولاً في تكفير مشركي زمانه من قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: حيث أنه يرى بأن كفر عباد القبور والأولياء كفراً أصلياً، وحكمهم حكم الكفار الخلّص لا المرتدين عن دين الإسلام، وهذا قول شديد للغاية فقال رحمه الله في " تظهير الاعتقاد " بعدما ذكر صوراً من شرك أهل زمانه: (وهذا دال على أنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا ماهية التوحيد، فصاروا حينئذٍ كفاراً كفراً أصلياً ... ).
فهل تقول القبورية بمثل هذه الأقوال وبهذا وغيره يتين كذب هذه القصيدة وقد رد على هذه الفرية:
1 - الشيخ العلامة سليمان بن سحمان في كتابه:" تبرئة الشيخين من تزوير أهل الكذب والمين " طبع عام (1343 هـ) في مصر بأمرٍ من الإمام عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وجدد طبعه مصوراً في دار بالرياض عام (1410هـ)
2 - الشيخ الفاضل بدر بن علي بن طامي العتيبي (ابن سحمان الصغير) كما لقبه بذلك الشيخ الفاضل رياض السعيد في رسالته (نقض المباني على من زعم تراجع الأمير الصنعاني) وقد أطلعني حفظه الله عليها ومنها استفدت - يسر الله طبعها - وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 05:24]ـ
جزاكم الله خيرًا عن هذه الفوائد ..
الذي يظهر أن القصيدة ثابتة للصنعاني - عفى الله عنه -.
وهو لم يتراجع عن دعوة التوحيد كما يظن القبوريون وأعداء الدعوة؛ إنما خالف في (التكفير) و (القتال).
وللشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري رسالة في تحقيق رجوع الصنعاني عن قصيدته؛ لم تُطبع، اطلعتُ عليها.
وهنا مزيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4897&highlight=%C7%E1%D5%E4%DA%C7%E 4%ED
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:50]ـ
كأني قرأت للإمام ابن عبد الوهاب في الدرر السنية أنه قال إن بعض العلماء أيدوني فلما قلت بالتكفير و الجهاد عارضوني أو كلمة نحوها
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 07:20]ـ
جزاكم الله خيرًا عن هذه الفوائد ..
الذي يظهر أن القصيدة ثابتة للصنعاني - عفى الله عنه -.
وهو لم يتراجع عن دعوة التوحيد كما يظن القبوريون وأعداء الدعوة؛ إنما خالف في (التكفير) و (القتال).
وللشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري رسالة في تحقيق رجوع الصنعاني عن قصيدته؛ لم تُطبع، اطلعتُ عليها.
وهنا مزيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4897&highlight=%C7%E1%D5%E4%DA%C7%E 4%ED
الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حفظه الله ذكر أنه كتبها و لكنه لم ينشرها لمشورة الشيخ ابن باز -رحمه الله- عليه ألا يفعل, و في ذلك يقول بالنص حفظه الله في كتابه (معارك صحفية و مشاعر إخوانية وفوائد علمية - السفر الأول) تحت مقال بعنوان "سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز العالم العامل" , الصفحة 112 - 113:
"و كان ابن باز ذا عقل راجح, و كنت ألفت كتابا أثبت فيه رجوع الصنعاني عن مدحه الإمام محمد بن عبدالوهاب .. و ليس ذلك رجوعا عن دعوة السلف, و لكنه صدق أكاذيب بلغته من مربد التميمي و الوهيبي و كلها كذب على الشيخ .. و أثبتُّ أن الشنائع التي رد عليها ابن سحمان ليست من كلام الصنعاني, بل من وضع حفيد له غير سلفي .. و أجزت الكتاب من رقابة المطبوعات بالمدينة المنورة, و دفعت به لمطابع بالمدينة؛ فلما بلغ الشيخ خبر الكتاب اتصل بي الدكتور محمد بن سعد الشويعر يطلب الكتاب, ثم بلَّغني ألا أطبعه, فامتثلت و سحبت الملازم, ثم استطلعت رأي سماحته بعد ذلك عن سبب المنع؛ فقال رحمه الله: إن عامة الناس لن يفهموا حقيقة مقاصدكم, و سيحدث تشويشاً على الدعوة و رجالها, ثم أسهب في بيان الحق الواجب للإمام محمد و ذريته و حفدته, و أنه ليس في نتيجة تحقيقي ثمرة كبرى .. فحمدتُ لسماحته هذا العقل الراجح, و توقفت عن إهداء الصور الخطية من الكتاب, و علمتُ أن الارتباط مع آل الشيخ -عقلاً, ووجداناً- ارتباط بهذه الدعوة. " أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 11:17]ـ
[ b]( . فاعلم أن هذا الرجل الذي يسمي مربد بن أحمد رجل من أهل حريملا
الشيخ مربد بن احمد بن عمر الوهيبي التميمي الأشيقري أصلاً ليس من أهل حريملاء.
بل هو قاضي حريملاء.
تعين قاضياً في حريملاء من قِبل شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بعد هروب الشيخ سليمان بن عبدالوهاب منها ودخول قوات الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الى حريملاء عام 1168هـ فليُحرَّر.(/)
غاية التوضيح في بطلان القول ببنوة المسيح لله رب العالمين
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:51]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إبطال القول بأن المسيح هو ابن الله، وإبطال القول بأن للمسيح طبيعتين طبيعة لاهوتية أزلية أبدية بأن كان موجوداً منذ الأزل،وطبيعة بشرية اتحدت مع اللاهوت، وأخذها بميلاده من العذراء مريم، وبأن الطبيعتين اتحدا في شخص المسيح،ولكن لم يمتزجا ليصبحا طبيعة أخرى، واستدلوا على هذه الفرية بوجود نصوص من العهد الجديد تتحدث عن المسيح، وتذكر أنه ابن الله مع أن هذه النصوص ليس فيها حجة على أن المسيح ابن الله كما يزعمون فضلاَ عن عدم ثبوت إنجيل من هذه الأناجيل عن المسيح أو حتى عن تلميذ من تلامذة المسيح لكن الهوى أصمهم وأعمى أبصارهم فضلوا عن الحق نعوذ بالله من الكفر بعد الإيمان.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:52]ـ
كلمة ابن الله في كتابهم المقدس عندهم وردت أكثر من مرة في حق المسيح عليه السلام وفي حق غيره، فإذا استدلوا بها على أن المسيح ابن الله فيلزمهم أيضاً أن يقولوا بأن غير المسيح ابناً لله لإطلاق ابن الله عليه،ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في سفر الأيام يقول الرب عن سليمان عليه السلام: "هو يبني لي بيتاً …أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً" (الأيام (1) 17/ 12 - 13)، ولا أحد يقول بأن سليمان عليه السلام ابن الله، و جاء في إنجيل لوقا: " آدم ابن الله" (لوقا 3/ 38)،ولا أحد يقول بأن آدم عليه السلام ابن الله،وفي إنجيل يوحنا قال المسيح عن الحواريين: " قولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " (يوحنا 20/ 17)، وفي إنجيل متى قال المسيح للتلاميذ: " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل" (متى 5/ 48)، وعلم المسيح التلاميذ أن يقولوا في الصلاة: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك .. " (متى 6/ 9)، ولا أحد يقول أن تلامذة المسيح أبناء الله، وفي إنجيل متى قول المسيح: " طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناءُ الله يُدْعَوْنَ " متى (5/ 9)، ولا أحد يقول إن صانعي السلام أبناء الله حقيقة فلماذا يكون المسيح ابن الله حقيقة، وغيره ليسوا أبناء الله حقيقة؟ فإن قالوا قلنا أنه ابن الله حقيقة؛ لأنه أطلق عليه أنه ابن الله البكر نقول أطلق على غيره ابن الله البكر، ولم تقولوا بأنهم أبناء الله حقيقة ففي سفر الخروج من التوراة يقول الله تعالى لموسى عليه السلام: " فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر، فقلت لك أطلق ابني ليعبدني فأبيت أن تطلقه. ها أنذا أقتل ابنك البكر" (الخروج 4/ 22 ـ 23)، وفي سفر إرميا يقول الله تعالى: " لأني صرت لإسرائيل أبا، و أفرايم هو بكري " إرميا: 31/ 9) وإن قالوا قلنا أنه ابن الله حقيقة؛ لأنه أطلق عليه أنه ابن الله العلي نقول لهم قد أطلق على غيره ذلك، ولم تقولوا أنهم أبناء الله حقيقة ففي سفر المزامير أطلق على سائر بني إسرائيل ذلك: " وبنو العلي كلكم " (مزمور 82/ 6)، وأيضاً تلاميذ المسيح أطلق عليهم بني العلي ففي إنجيل لوقا: " أحبوا أعداءكم…فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي" (لوقا 6/ 35)، وإن قالوا قلنا أنه ابن الله حقيقة؛ لأنه أطلق عليه أنه ابن الله ليس مولود من هذا العالم نقول لهم ليس المسيح وحده الذي أطلق عليه ذلك والمؤمنون بالمسيح مولودون من فوق بما أعطاهم الله من الإيمان، كما قال المسيح في إنجيل يوحنا: "الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3/ 3)، وفي رسالة يوحنا الأولى: " كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فقد ولد من الله " (يوحنا (1) 5/ 1)، وقد قال المسيح مثل هذا القول في حق تلاميذه بعد أن لمس فيهم حب الآخرة والإعراض عن الدنيا، فقال في إنجيل يوحنا: " لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته، لكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم" (يوحنا 15/ 19)، وإن قالوا قلنا إن المسيح ابن الله حقيقة؛ لأنه أطلق عليه أنه ابن الله الوحيد مما يفيد أن بنوَّته لله بنوَّة فريدة متميزة لا يشاركه فيها أحد فهي غير
(يُتْبَعُ)
(/)
بنوَّة أنبياء بني إسرائيل لِلَّه، وغير بنوَّة المؤمنين الأبرار الصالحين لله نقول لهم كلمة "الابن الوحيد " في الكتاب المقدس لا تعني بالضرورة الانفراد بالبنوة بل قد يقصد بها الحظوة الخاصة و المنزلة الرفيعة ففي سفر التكوين من التوراة يحكي أن الله تعالى امتحن إبراهيم عليه السلام فقال له: "يا إبراهيم! فقال: هأنذا. فقال: خذ ابنك وحيدك الذي تحبه، إسحق، و اذهب إلى أرض المريا ... " تكوين: 22/ 1ـ2. فقد أطلق على اسحق لقب الابن الوحيد لإبراهيم عليه السلام مع أن ولادة إسماعيل عليه السلام قبله كما جاء في سفر التكوين: " فولدت هاجر لأبرام ابناً و دعا أبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر: إسماعيل. كان أبرام ابن ست و ثمانين لما ولدت هاجر إسماعيل لأبرام " تكوين: 16/ 15 ـ 16، ثم تذكر التوراة أنه لما بلغ إبراهيم مائة سنة بشر بولادة إسحق (سفر التكوين: 17/ 15 إلى 20)، و بناء عليه لم يكن اسحق ابناً وحيداً لإبراهيم بالمعنى الحقيقي للكلمة، مما يؤكد أن تعبير " الابن الوحيد " لا يعني بالضرورة في لغة كتابهم المقدس عندهم معنى الانفراد حقيقة، بل هو تعبير مجازي يفيد أهمية هذا الابن و أنه يحظى بعطف خاص و محبة فائقة و عناية متميزة من أبيه، بخلاف سائر الأبناء، و لا شك أن محبة الله تعالى للمسيح و عنايته به أرفع و أعلى و أعظم من عنايته بجميع الملائكة و جميع من سبقه من الأنبياء لذا صح إطلاق تعبير: " ابني الوحيد" عليه، وإن قالوا قلنا أن المسيح ابن الله؛ لقول المسيح: " أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم" (يوحنا 8/ 23) نقول لهم ليس المسيح فقط هو الذي نزل من السماء فقد نزل من السماء غيره، ولا يعتبر أحد أنهم آلهة كالملائكة في إنجيل متى: "لأن ملاك الرب نزل من السماء" (متى 28/ 2)، وقال المسيح في إنجيل يوحنا: "الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3/ 3)، وإن قالوا قلنا أنه ابن الله حقيقة؛ لأنهمراراً يقول أن الله تعالى " أباه "، نقول لهم لم يكن المسيح يعتبر الله تعالى أباه هو فقط بل كان يعتبره أيضا أبَا لجميع المؤمنين أيضاً، فإذا أطلق على الله تعالى عبارة " أبي" فقد أطلق مرارا كذلك عبارة: " و أبيكم "، بلا أي فرق، وفي إنجيل يوحنا قال المسيح عن الحواريين: " قولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " (يوحنا 20/ 17)، وفي إنجيل متى قال المسيح للتلاميذ: " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل" (متى 5/ 48)، وعلم المسيح التلاميذ أن يقولوا في الصلاة: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك .. " (متى 6/ 9)،فلا حجة لقولهم إذاً، وكلمة ابن الله تعني الصالح البار المقرب من الله و المحبوب من الله أوقد يكون المعنى رسول الله أو مختاره المجتبى لو أطلقت هذه الكلمة على رسول وخلاصة هذا الرد اعتقاد النصارى أن المسيح ابن الله بنوة حقيقية نسبية لا يصح؛ لأنه لم يرد في الكتاب المقدس إطلاق ابن الله إلا على سبيل المجاز لا على سبيل الحقيقة، ومن يخصص بنوة المسيح لله بالبنوة الحقيقية النسبية دون غيره فلا يوجد لديه نص صريح من الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى على ما يقول.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:55]ـ
النصوص التى تصف المسيح أنه ابن الله لا يمكن أن يكون المقصود منها البنوة الحقيقية؛ لأن ذلك سيتعارض مع إطلاق عبارة " ابن الإنسان " فلئن كانت تلك التي أطلقت عليه ابن الله دالة على بنوة حقيقية فإن هذه النصوص التي أطلقت عليه ابن الإنسان دالة على بنوته من بشر صارفة تلك البنوة لله من معناها الحقيقي إلى المعنى المجازي كقول المسيح: " ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه" (مرقس 14/ 21)، وقال أيضاً: " لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص " (لوقا: 9/ 56)،ومن الأمور البديهية أنه لا يمكن للشخص الواحد أن يكون ابناً لأبوين بالمعنى الحقيقي!! فإن قالوا هو ابن الإنسان من ناحية ناسوته، و ابن الله من ناحية لاهوته، نقول لهم: قولكم أن المسيح عليه السلام شخص واحد ذو طبيعتين طبيعة ناسوتية وطبيعة لاهوتية أي أنه هو إله خالق رازق كامل، و في نفس الوقت هو بشر مخلوق محتاج ناقص قول لا
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل عليه أصلاً من الأناجيل و تعاليم المسيح عليه السلام فضلاً عن أنه يخالف بديهيات العقل كالقول عن شخص أنه عالم و جاهل في نفس الوقت أو قادر و عاجز في نفس الوقت، أو مستغن و محتاج في نفس الوقت، وإن قالوا الله تعالى لا يستحيل عليه شيء، و ما هو متناقض مستحيل في أذهاننا، هو ممكن سهل بالنسبة إليه، فهو الرب الذي هو على كل شيء قدير و الفعّال لما يشاء، فلا يعجزه و لا يمتنع عليه أن يتحول بذاته لإنسان حقيقي مخلوق كتحول الملائكة إلى صورة إنسانية فالملك من الملائكة قد يحل بين البشر فيكون أمامهم إنسانا، ولا يشكون في أنه إنسان، ولا أحد يعرف أنه ملك من الملائكة نقول لهم تشبيه (قياس) تغير صورة الإله إلى صورة البشر بتغير صورة الملك إلى صورة الإنسان قياس مع الفارق؛ لأن تحول صورة الملك إلى صورة الإنسان لم يخرجه عن طبيعته الأصلية أما تحول الإله لصورة البشر فهو لا يليق بالله أصلاً فكيف يحول الإله صورته لصورة الإنسان المتسم بالنقص؟ فهذا افتراض لا يجوز في حق الله كمن يقول مادام الله قادر على كل شيء فهو قادر على أن يدخل في دبر إنسان، ومادام الله قادر على كل شيء فهو قادر على أكل الخراء أو قادر على خلق من يقهره أفيقوا أيها القوم ما قدرتم الله حق قدره،ولماذا يعمي الإله حقيقة نفسه عن الناس؟ وما الحاجة ليتجسد الرب في صورة بشر؟ الله غافر الذنب وقابل التوب كلمة من الله تبت على فلان انتهى الأمر لا يحتاج الرب لكي يظهر نفسه في صورة بشر حتى يقيم الحجة على الناس بنفسه فهذا باطل، وهذا القول لم يقل به أحد من قبل نعم الله قدير على كل شيء لكن لا نفترض أن الله يقدر على فعل شيء، وهذا الشيء لا يليق بمثله سبحانه، ونحن المسلمون لا يؤدي بنا اعتقادنا في الله بمثل هذا الهراء الذي فيه انتقاص صريح للرب سبحانه قال تعالى: ? وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ?الزمر: 67.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:55]ـ
من المعلوم بداهة أن الابن لا يكون إلا من نفس جوهر أبيه الذي ولد منه فإذا كان الأب إنسانا كان الولد إنسانا، والمسيح قال أنه إنسان فهو إنسان والإنسان ابن إنسان، وقد وردت العديد من النصوص التي تحدثت عن أحوال المسيح البشرية التي يشترك فيها مع سائر الناس من طعام وشراب وعبادة لله وتذلل و… .. ، وهذا كله يؤكد أن المسيح بشر كسائر البشر فقد ولد المسيح من امرأة ففي إنجيل لوقا: "وبينما هما هناك تمّت أيامها لتلد". (لوقا 6/ 2)، ورضع من ثدييها ففي إنجيل لوقا "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حملك، والثديين اللذين رضعتهما". (لوقا 27/ 11)، وقد ختن المسيح في ثامن أيام ولادته "ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع " (لوقا 2/ 21)،وقد نام المسيح ففي إنجيل متى: " وكان هو نائماً" (متى 24/ 8)، وتعب المسيح كسائر البشر ففي إنجيل يوحنا: " كان يسوع قد تعب من السفر" (يوحنا 6/ 4) وأحياناً كان المسيح يبكي كسائر الناس ففي إنجيل يوحنا: "بكى يسوع" (يوحنا 11/ 35)، وأحياناً كان يجتمع على المسيح الحزن والاكتئاب ففي إنجيل متى: "وابتدأ يحزن ويكتئب " (متى 26/ 37) والمسيح قد جاع أيضاً، وبحث عن طعام يأكله ففي إنجيل متى: "وفي الصبح إذ كان راجعاً إلى المدينة جاع". (متى 18/ 21)، كما عطش المسيح ففي إنجيل يوحنا قال المسيح: "أنا عطشان". (يوحنا 28/ 19).
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:57]ـ
إن القول بأن لله ابنا حقيقة ينافي النصوص التي تثبت لله الوحدانية فقد قال المسيح: " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع الذي أرسلته" (يوحنا 17/ 3) فهذا النص يدل على أن الله واحد، وأن الإله واحد، والقول بأن لله ابنا يقتضي وجود أكثر من إله،وهذا شرك فإن قالوا الأب والابن واحد نقول لهم هذا النص يكذبكم فالمرسَل غير المرسِل، والنص أثبت أن المسيح عليه السلام رسول، وليس إلهاً،وهناك نصوص عديدة تثبت المغايرة بين الله والمسيح فهما شخصان،و ليسا شخصاً واحداً قال بولس عن المسيح: "مجد المسيح الذي هو صورة الله" (كورنثوس (2) 4/ 4)، ومن المعلوم بداهة أنة صورة الشيء غير الشيء، وفي الأناجيل كان يصلي ففي إنجيل متى: " وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه، إن أمكن أن تعبر عني هذا الكأس، ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت" (متى 26/ 39)، وفي إنجيل مرقس: " وكان يصلّي هناك". (مرقس 35/ 1) فهل يصلي الله لله؟ وهل يصلي الإله لإله؟!!! و لما وضع المسيح – حسب زعم الأناجيل - على الصليب جزع وقال: " إلهي إلهي، لم تركتني " (مرقس 15/ 34) فكيف يكون الشخص مستغاثا ومستغاثا به في وقت واحد؟ فإن قالوا الله قدير على كل شيء نقول لهم وهل يليق بالرب خالق السموات والأرض أن يستغيث من مخلوقه؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:57]ـ
المعلوم لدى العقلاء أن صاحب الشأن أعلم بشأنه، وقد قال المسيح عليه السلام في إنجيل يوحنا عن نفسه: " وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله" (يوحنا 8/ 40) فالمسيح شهد على نفسه بأنه إنسان، والإنسان ابن إنسان، فهل النصارى أعلم بالمسيح من نفسه؟ وهل المسيح أراد أن يضل الناس عن عبادته؟ وقد جاء المسيح إلى يوحنا المعمدان (سيدنا يحيي عليه السلام) لكي تغفر ذنوبه " جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه" (متى 13/ 3)، أفجهل المسيح أنه الإله غافر الذنب؟،وهل كان الإله مذنباً يبحث عن من يغفر له ذنوبه؟! وأخيراً: هذا غيض من فيض على بطلان قول النصارى أن المسيح ابن الله حقيقة من كتابهم المقدس عندهم، ونحن رددنا عليهم بشيء مما فيه تنزلاً معهم؛لأن هذه النصوص التي يحتجون بها على بنوة المسيح لله ترجع إلى أناجيل كتبت على يد تلاميذ المسيح وتلامذة تلاميذ المسيح، ولا ترجع هذه النصوص لإنجيل المسيح فضلاً عن عدم اتصال سند هذه الأناجيل لكتبتها فكيف تكون مثل هذه الأناجيل حجة في اعتقاد هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وكتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب جامعة عين شمس الأحد 16محرم 1428 هـ 4/ 2/2007 م
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:58]ـ
لتحميل غاية التوضيح في بطلان القول ببنوة المسيح لله رب العالمين على ملف ورد اضغط على هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/44544434...ified=95e123a0(/)
معضلة مثقف وليست معضلة شيعة ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا السلام
كتب أحدهم يعرض حلاً لـ (معضلة الشيعة) ويضعها على رأسنا، يقول نحن الذين شتتنا الشمل، وفرقنا الجمع، ويصيح علينا وبنا أن استحضرنا أحمد بن حنبل وابن تيمية، ويسخر ويستهزئ، وقد أوجع قلبي مقاله، فأمسكتُ قلمي أردُّ عليه، وسيَّرتُ هذا المقال يحمل كماً من المفاهيم القوية الجريئة، ألقي بها في وجهه ووجه من قال بقوله.
ـ يريد بعضهم أن يجعل الأمة على قلب رجل واحد، أو تسير في اتجاه واحد نحو هدف واحد. وهي غاية ساذجة، تجهل التاريخ، وتعمى عن الواقع، ولا تفقه حال النفوس ومكر أعداء الأمة بها. لأمور:
ــ التحزب الداخلي، أعني الفرق والمذاهب، بعضه ـ أو كله ـ من مكر الأعداء، فجميع المذاهب المبتدعة في أصل الدين جميعها منشأها من الكافرين، ويزكي نارها الكافرون.!
الشيعة بدأت بابن السوداء، والجعد بن درهم تعلم من يهودي، ومعبد الجهني وسْوَسَ له بالقدر سَوْسَنْ النصراني [1]، والنصرانية لعب في أصلها بولس اليهودي وفلاسفةُ اليونان فحرفوها وجعلوها مسخا من الوثنية مشوبا بشيء من التعاليم السماوية، وجاءت يهود ثانية فشقتها بدعوى الإصلاح وأخرجت منها المحتجين على جمود الكنيسة، وهم ما عرفوا بالبروتوستانت لاحقا.
والعداوة بين أبناء الملة الواحدة ممن يُكَفِّرُ بعضهم بعضا تكون شديدة أشد من عداوتهم لمن يكفر بدينهم كليةً. ربما قرب المكان يكون له دور. وهذا واقع مشاهد، يُحكى عن كل بني الإنسان، فاليهود يقتلون أنفسهم ويخرجون فريقا منهم من ديارهم يظاهرون عليهم بالإثم والعدوان، والنصارى أمرهم أشهر من أن نتكلم عنه. وكذا (المسلمون)، الشيعةُ والعلمانيون في صف الكافرين في كل حال بالأمس واليوم. وهم أشد عداوة للذين آمنوا ـ أعني أهل السنة والجماعة ـ من الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومن عباد الشجر والحجر والبقر والبشر.
وسل الواقع والتاريخ هل نزل الكفر بساحتنا إلا على ظهر المنافقين، أو المخالفين من أبناء الأمة؟.
وسل الواقع والتاريخ حين تتراص الصفوف للقتال مع من يكون المخالفون؟ ... شيعة ومنافقون خاصة .. مع الكافرين أم مع المؤمنين؟
تخبرك بغداد مرتين بالأمس حين دخلها التتار واليوم حين دخلها الأمريكان، ومصر (الفاطمية) وقد استدعت عباد الصليب لغزو بلاد المسلمين، وتركيا العثمانية وقد وقف الشيعة الصفويون كالشوكة في ظهرها مرات عديدة كلما خرجوا لجهاد الكافرين في أوروبا، والشام النصيرية، وغيرهم من بلاد المسلمين.
فدعوى توحيد أبناء الملة الواحدة وخاصة من يُكَفِّر بعضهم بعضا، دعوة ساذجة لم تقرأ تاريخا ولم تفقه واقعا.
ونسأل كل ذي عقل:
العِلْمانيون مع من؟ وهم منتسبون للإسلام. وصرح من يشيدون؟
والشيعة حين تمتاز الصفوف في صف من يقاتلون؟
والخوارج حين تكون لهم شوكة على من يشتدون؟
وليس الأمر إحن تاريخية ومشدات كلامية، وإنما هو واقع، وهي ثقافة تمثل الشخصيات، ونفسيات يرث بعضها بعضا.
ومن قلة الوعي أن يحسب المثقف أن نفرا أو نفرين ممن يتظاهرون بالعدل والإحسان ضمن المنحرفين من أبناء الملة أو المنحرفين كلية عن الملة قد يغيرون مجرى الأحداث فإن هذا لم يكن، ولا نرى له تأثيرا على واقع قومهم، بل ما نفهمه أنه هذا الفصيل من (المعتدلين) يستعمله إخوانه المجرمون في تهدئة الأوضاع حين يحتاج ذلك، وخداع بعض الساذجين وتحقيق بعض الأغراض. فهم إذا في فلكهم، وجهدهم يصب في إناءهم.
الناس هذا حالهم، لا ينفكون من هذا الأمر أبد الدهر، وهي مشيئة الله يضل الفاسقين ويهدي المؤمنين.
ـ ومثقف اليوم يجعل من الوقوف في وجه الحضارة الغربية وبناء صرح إسلامي في مواجهة صرح غربي هدف يجب على الجميع التحرك نحوه والعمل من أجله، وهو يعمى عن أن كثيرا من أبناء الأمة هواهم مع الغرب، يحبون صَرْحَهُ ويرجون وصله.
ـ ثم أي صرح نبنيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن أمة أخرجت للناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعرف معروف هو توحيد الله، وأنكر منكر هو الكفر بالله ورسوله وتحريف الكلم عن مواضعه. وعمارة الدنيا إحدى ثمار الاستقامة على طاعة الله. والتمكين في الأرض شرطه الإيمان وعمل الصالحات. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]
فالسبب المباشر للتمكين هو الإيمان بالله واليوم الآخر ـ ويدخل في ذلك الأخذ بأسباب النصر التي تحدثت عنها الشريعة ـ والهدف من التمكين (يعبدونني لا يشركون بي شيئا). وهي الغاية الوحيدة التي من أجلها خلقنا.
ـ ودعوى الحوار والتقارب، دعوى عوراء عرجاء كلحاء لا يرضى بها بصير، ولا يقربها نزيه.!!
ما نعرفه هو دعوة إلى الله، والحوار دعوة مشبوهة، كانت ولا زالت، وثقافة نادى بها وقام عليها أدعياء الوسطية ممن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وخدعة عصرية، وشجرة خبيثة، أيسر ما جنيناه منها، أن توقفت الدعوة، بعد أن أعطى المتحاورون رسالة للكافرين و (المرتدين) بأنكم على صواب وأن الأمر شطط من بعض رجالنا.
ومثقف اليوم عقليته من جنس عقلية الخوارج، تتجه للداخل ولا نرى لها بأسا مع الخارج ... سهامه إلى نحور علماء الأمة تنتقصهم وتستنزلهم من علياءهم، وتشكك في قدراتهم، وتقلب عليهم العامة، وترسم لهم صورة الأرمد الذي يرتاح للظلماء ويخاف النور.
ولا أدري على من ينطبق هذا الكلام من شيوخ صحوتنا، على أصحاب (فقه الواقع) أم على من (كشفَ الغمة عن علماء الأمة) أم على أصحاب (واقعنا المعاصر)؟
كلهم فوق مثقف اليوم!!، علما شرعيا ودراية بالواقع.
ـ ومثقف اليوم يحسب أن العدل مع الأقليات كفيل بأن يذهب بما في صدرها، والعدل واجب شرعي مع كل الناس، ولكنه لا يذهب بما في صدر من يخالفك العقيدة فإن الأقليات لا ترضى حتى تكون أكثرية، يدين الناس بدينها، يحلون حلالها ويحرمون حرامها، لذا تتواطأ مع الغريب، وتنقلب حين تتمكن. وتظهر هذ الإحن التي في الصدور، وسل شيعة العراق ماذا جنى الصغار والنساء حتى ينشرون ويحرقون وفي القمامة يرمون.
ـ إن المشكلة الكبرى التي نعاني منها هو ضعف الإيمان، وقلة الصادقين، فإن وجدت فئة مؤمنة صابرة محتسبة فكل ذلك ليس بشيء. ما أغنت عنا أموال كالجبال. وأعداد كالرمال. وأسلحة في كل مكان، حتى نذهب نستكثر من العدد ونطلب من الشيعة المدد. لا نبحث إلا عن الصادقين الباذلين للغالي قبل الرخيص، أولئك رجال المرحلة، يأخذون بزمام الأمة ويخرجوها من السبل إلى الصراط المستقيم، من هذا المستنقع الآسن والظلام البهيم إلى المرتع الزكي والنور الوضيء.
-----------------------------
[1] كان هذا الرجل نصراني وأسلم، ثم ارتد للنصرانية، وقد التقى مَعبد الجهني في العراق، وهو الذي أوحى إليه ببدعة القدر. ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة معبد الجهني.(/)
بيان جديد للعلماء يطالب ولاة الأمر بالتصدي لحوادث الاختلاط المستجدة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 02:02]ـ
استنكروا حفل تخرج بـ"جامعة الملك سعود" ومسابقة رياضية لـ" كلية عفت" .. بيان جديد للعلماء يطالب ولاة الأمر بالتصدي لحوادث الاختلاط المستجدة
الرياض (سبق):
دعا علماء سعوديون وطلبة علم ولاة الأمر للتصدي لـ" مَنْ يريدون جر المجتمع السعودي إلى هاوية التغريب"، مستنكرين عدد من الحوادث التي شهدت اختلاطا متزايدا في الفترة الأخيرة وخصوصا حفل تخرج أقيم بجامعة الملك سعود، ومسابقة الكليات والمدارس لكرة السلة النسائية في جدة التي نظمتها "كلية عفت" إضافة إلى استضافة منتخب الجامعة الأمريكية ببيروت للسلة النسائية.
وقال بيان لعدد من العلماء وطلبة العلم هم: الشيخ العلامة /عبدالرحمن بن ناصر البراك، الشيخ د./عبدا لله بن حمود التويجري، الشيخ/ منصور بن إبراهيم الرشودي، الشيخ/ عبد العزيز بن محمد الوهيبي، الشيخ/ علي بن صالح الجبالي، الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي، الشيخ/ محمد بن أحمد الفراج، الشيخ/ عبدالعزيز بن سالم العمر، الشيخ د./ رياض بن محمد المسيميري، الشيخ د./ عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف، الشيخ/ وليد بن علي المديفر، الشيخ د./ يوسف بن عبدالله الأحمد، الشيخ د./ إبراهيم بن عثمان الفارس، الشيخ د./ عبدالعزيز بن عبدالله المبدل، الشيخ د./ عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي، الشيخ د./ خالد بن عثمان السبت، " إن على ولاة أمر هذه الأمة أن يأخذوا على أيدي مَن يريد جرها إلى هاوية التغريب فإنهم مسئولون يوم يقوم الناس لرب العالمين".
وأشار البيان إلى أن تزايد حوادث الاختلاط المحرم، مركزا على " ما قامت به جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في حفل الخريجين والمتخرجات من تنظيم مسيرات للجنسين في مكان واحد أمام الحضور ونشر ذلك في الإعلام". وكذا "ما قامت به كلية عفت من تنظيم بطولة الكليات والمدارس لكرة السلة النسائية في جدة واستضافة منتخب الجامعة الأمريكية ببيروت والتبجح بنشر صور بعض المشاركات".
ورأي العلماء أن " هذه بوادر سيئة وفتح باب شر يجرئ المتطلعين لمثل ذلك. فللمنظمين لهذه الحفلات نصيب من قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة). و أضافوا " وإننا نستنكر هذا العمل وندعو الذين ارتكبوه إلى التوبة إلى الله وأن يصلحوا فيما ولوا عليه وأن لا يعودوا لمثل ذلك".
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 07:48]ـ
جزى الله علمائنا خير الجزاء ونفع بعلمهم وبارك في عمرهم
وسبحان الله القائل:
(وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)
وبارك الله فيك
ـ[البتول]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 02:50]ـ
بارك الله فيك ...
البيان نشر في شبكة نور الإسلام.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9929&Itemid=33
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 12:46]ـ
بوركتما
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 01:15]ـ
جزى الله المشايخ الفضلاء على غيرتهم خيرا ووفقهم وزادهم من فضله ودرء بهم الشر وحفظهم
عندي تساؤول لماذا لا يذهب هؤلاء العلماء الفضلاء إلى ولي الأمر مباشرة ويبينوا له ما عندهم لا سيما أن المملكة حرسها الله على توحيد وسنة و إجلال لأهل العلم هكذا نحسبهم ولا نزكي على الله أحد
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 01:30]ـ
قغلا نحتاج إلى تضافر الجهود لمحاربة الظاهر المخالفة لدين الله والتي غالبا ما ينشرها اللبرلايون , مثل الكتاب من عدة جوانب (اجتماعية , اقتصادية , عقدية) في نفس موضوع البيان الذي يصدره العلماء ....
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 11:32]ـ
... بارك الله فيك و في المشايخ ...
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله جهودكم فلكم نعاني من الاختلاط في مجتمعاتنا والتي أصبحت حقا تجر المجتمع إلى الهاوية حيث إنه قد كثرت الجرائم وكثرت أحوال الطلاق وكثر الزنا و .. و ... وكثير من الأمور حفظنا الله منها بتنا نعاني ممن ينادون إلى القذارة عفوا (الحضارة) أعاننا الله عليهم وقد أصبحوا يطلقون ألقابا على من ينادي بمنع الاختلاط كأصحاب العقد النفسية تارة وبالمتخلفين والرجعيين تارة أخرى
وأصبحوا يشنون عليهم حربا نفسية
حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم إن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:10]ـ
عفوا
الحضارة العصرية = الدعارة
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 12:21]ـ
إنما عنيت القذارة بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى وبكافة أنواعها وأتبعتها بكلمة الحضارة استهزاءً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتى الشيوخ]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 09:30]ـ
نسأل الله أن يصلح الأحوال
يا إخوتي: أرجو من كل واحد منا أن يراجع نفسه، وأن يبدأ بنفسه، نسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله ناقل الموضوع و بارك الله في علماءنا الافاضل
و نساله الله عز و جل ان يوفقهم للامر بالمعروف و النهي عن المنكر
و ان يصلح بلاد المسلمين في كل مكان
و ان يهدي الكفار للاسلام
انه على كل شيئ قدير(/)
مؤلف أمريكي: " لم نعط المرأة حقوقها بل أعطيناها اللعنة"
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 02:38]ـ
مؤلف أمريكي: " لم نعط المرأة حقوقها بل أعطيناها اللعنة"
خالف مؤلف أميركي مناهض للحركات النسائية، رأي المنظمات الحقوقية في بلاده، بخصوص المطالبة بتوسيع مشاركة المرأة السعودية في كل المجالات، لافتاً إلى أن المجتمع الأميركي لم يجن من مشاركة المرأة سوى «تآكل القيم الأخلاقية والاجتماعية» ..
وبدا غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920»، معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع «الحياة» بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم». وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة».
وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت».
ويبرر نيلر رأيه المخالف للعقلية الغربية بشكل عام بـ «النتائج المدمرة التي طاولت المجتمع الأميركي بعد عام 1920، وهو العام الذي نالت فيه المرأة الأميركية حقها الوطني في التصويت». واستطرد معدداً الآثار المترتبة على توسيع المشاركة النسائية، «اقتصادياً، ارتفعت التكاليف الحكومية بشكل متسارع، بشكل صار يهدد الاقتصاد الأميركي»، مستدلاً بدراسة أجراها قسم القانون في جامعة شيكاغو في هذا الجانب بعنوان «كيف أثر انتخاب المرأة بشكل متسارع في حجم ونطاق الحكومة؟».
ويضيف «أما اجتماعياً، فإن ثلاثة أرباع حالات الطلاق المنظورة في المحاكم الأميركية، تقدمها نساء بشكل يهدد الأمن المالي والتماسك الاجتماعي للأسر».
وإن بدا غاري نيلر معجباً بالثقافة السعودية فهو لم يزورها «على رغم اتصاله بالسفارة السعودية في واشنطن، ومحاولته الحصول على شرف استضافة زيارته لها»، مضيفاً أنه لم يتعامل بشكل مباشر مع المجتمع السعودي، غير أنه يرى أن «من السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة في كل الجوانب». وتابع: «لقد جربت الثقافة الأخلاقية والممارسات التي يؤديها السعوديون من خلال تربيتي لخمسة أطفال على العادات واللباس ذاتها، أعتقد أن لها قيمة كبيرة».
ويتساءل نيلر متعجباً عن «شكل الفضيلة والأخلاق وضبط النفس والأمومة لدى النساء بعد حصولهن على حق المشاركة السياسية والمساواة في التعليم والتوظيف، بدلاً من الاهتمام بالمظهر والملابس؟».
وحول خوفه من تبعات دعواته لسحب الحقوق من المرأة بعد إصدار كتاب «لعنة العام 1920»، قال: «لسوء الحظ، زوجتي وأسرتي رفضوني، ولم يعد لي أن أدعي انتمائي إلى الديانة المسيحية في ظل المسيحية التقليدية، كما أن عائلتي تخلت عن الثوابت التي نشأت عليها، التي كانت في غاية الأهمية لنا، وانتقلت إلى العالم الآخر المليء بالمتعة».
وحول ما إذا كانت رسالته للسعوديين تتعارض مع قضية تزايد البطالة بين النساء في السعودية بسبب وجود عدد من الموانع المسيطرة على عمل المرأة، فضلاً عن وجود عدد من القصص الناجحة لنساء سعوديات ناجحات على المستويين العملي والأسري، قال: «لا يوجد تشابه بين المجتمعين السعودي والأميركي ... لكن هل أنتم مستعدون للتعامل مع الإحصاءات الأميركية، إذ إن نسبة الطلاق تصل إلى 53 في المئة، وعدد البيوت الزوجية التقليدية نحو 50 في المئة!».
ويواصل نيلر هجومه على الوضع الذي وصلت إليه حال المجتمع الأميركي بعد إعطاء المرأة حقها في التصويت، مشيراً إلى قضية الإجهاض التي بلغت أرقامها نحو 3500 حالة إجهاض يومياً في أميركا وحدها، مرجعاً ذلك أيضاً إلى الحقوق «أو اللعنة» التي أعطيت للمرأة. واختار أن يصف الحرية للمرأة الأميركية بـ «المدمرة، إذ دمرت الأسرة الأميركية والأخلاق وعدداً لا يحصى من الأرواح (في إشارة إلى موضوع الإجهاض)، فضلاً عن زعزعة الاستقرار المالي وغياب احترام القيم وقدسية الزواج، والخلط بين الحقوق الشرعية السياسية للرجل والمرأة».
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤكد أن «الأمهات من النساء لسن أبداً عاطلات»، وأن المشكلة تكمن في «عدم رؤية ما يؤدي إليه هذا الطريق وتبعات إعطاء المرأة حقها وحريتها في مشاركة الرجل».
يذكر أن غاري نيلر حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة تكساس للتقنية، وبدأ تناوله لقضايا الحركة النسائية في عام 1994، مصدراً كتابه الأول «لعنة العام 1920»، الذي يعد الأول من نوعه في مجال درس الحركات النسائية، مبيناً أن سبب توجهه لهذا المجال هو: «تدمير هذه الحركة للأرواح والعائلات والمجتمعات والدين».
رسالة غاري نيلر إلى خادم الحرمين الشريفين
لم يكتف المؤلف الأميركي بإبداء إعجابه بالثقافة السعودية وانتقاد وضع المرأة الأميركية، بل اختار أن يوجّه رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر «الحياة»، قائلاً: «لقد درست الإسلام الذي بدأ في بلادكم، وقرأت عن التزام ملوك السعودية الثابت نحو الدين الإسلامي، ونحن هنا في الولايات المتحدة لدينا تراث ديني غني، ولكننا - بخلافكم - لم نلتزم بهذا التراث وتناسيناه، ما أدى إلى التدهور والخراب».
واستشهد نيلر بمقولة الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن: «من بين كل العادات والتصرفات التي تؤدي إلى الازدهار السياسي، فإن الدين والأخلاق لا غنى عنهما».
وأضاف: «أحيي فيك وفي شعبك المحافظة على الدين والأخلاق أولاً وقبل كل شيء، إضافة إلى احترام الخط الحيوي للتمييز بين الرجل والمرأة، والتي هي سبب سقوطنا في أميركا أخلاقياً ومدنياً واجتماعياً». وقال: «لاحظت في الآونة الأخيرة إدانة الإعلام الأميركي لأخلاقياتكم، خصوصاً في ما يتعلق بموقع المرأة السعودية، إنني كأميركي أدرك كيف تخلينا عن حكمة أجدادنا، أعتذر عن حماقتنا، طالباً معذرتكم وداعياً لكم للمحافظة على مثابرتكم في الحفاظ على المعايير العادلة التي تملكونها». وأضاف نيلر في خطابه إلى الملك عبدالله: «أمتنا تجاهلت حكمة الرئيس توماس جيفرسون القائلة بأنه متى ما سُمح للمرأة بالمشاركة والتصويت فإن هذا سيؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وأنه لا يمكن للمرأة الاشتراك علنياً في الاجتماعات مع الرجال، والشيء المخجل أن هذا ما نمارسه الآن».
وتطرق نيلر - في رسالته إلى العاهل السعودي - إلى الأخلاقيات التي دعا إليها «الآباء المؤسسون» للأمة الأميركية، في ما يتعلق بمشاركة المرأة ودورها في المجتمع الأميركي وحثهم على المحافظة على الأخلاق كمعيار أساسي لنجاح الأمة الأميركية.
مشيراً إلى التبعات التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في العام 1920، إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأميركي، والتخلي عن القيم الأخلاقية والمدنية، وانتشار الإباحية والطلاق والإجهاض، حتى أصبحت أميركا - بحسب وصف نيلر -: «الشيطان الأكبر»، الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل إدراك هذه الحقيقة، مبدياً قلقه حول الوضع الحالي للمجتمع الأميركي، ومعيداً تقديره وامتنانه للالتزام السعودي الراسخ والثابت بالثوابت الدينية والأخلاقية، وراجياً ألا يؤثر «الغباء والحماقة والعمى الأميركي» على هذا الالتزام»، ومختتماً بقوله: «سامحنا، لأننا لا نعرف ما نقوم به، وندين الذين هم أكثر صلاحاً منا».
المصدر الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
http://www.hesbah.gov.sa/index.php?option=com_*******&task=view&id=4083&Itemid=1 الرسالة
************************
يقول زين العابدين:لقد أعجبتني طريقة إثبات هذا الأمريكي لضرر الزج بالمرأة للعمل وسط الرجال وترك وظيفتها الأساسية وهي تكوين مملكة إيمانية في البيت بتربية الأبناء والدعوة إلى الإسلام من خلال الإلتزام بالضوابط التي فرضها الإسلام.
أقول أعجبتني طريقته بسرد الأبحاث التي قامت بها الجامعات التي توصلت من خلالها أن مساوات المرأة بالرجل يضر بالدولة من حيث اقتصادها ومكانتها العلمية والأخلاقية وتهدد استقرار البلاد من كل النواحي , وهذا الأسلوب الذي أنه من الأجدر أن يتبعه المصلحون من أهل الخير في بلادنا مع مواصلة رفع الوازع الديني للفرد , وهذا هو الأسلوب الشمولي الذي يمكننا عن طريقه اقناع الناس بضرر الدعوات اللبرالية التحللية , وهو نفسه الأسلوب الذي يتبعه اللبراليون في نشر مخازيهم وأفكارهم , وعلى هذا فأرى أن الثقل على أكتاف أهل الخير ممن تخصصوا في الأمور الإجتماعية والإقتصادية أصبحت كبير , وهم - قدها - ما دام أن الأمر فيه خدمة للدين.
وإن كنت أنسى فلا أنسى ذلك الموقف الذي مر بي وهو:.
في يوم كنت أتابع الأخبار على إحدى القنوات فكان الخبر: أن الرئيس بوش بعث ببرقية لرئيس إحدى الدول العربية الإفريفية المسلمة يطالبه بدمج بين الفتيات والشبان في التعليم وعليه ترك هذه التفرقة العنصرية والمتخلفة - إلى آخر وصفات اسطوانة الطلبات الجاهلية الغربية ....
فوالله الذي لا إله إلا هو: ترك هذه القناة مباشرة للقناة التي بعدها فإذا بي أسمع عجابا: كان الخبر أن الرئيس الأمريكي بوش أرسل أوامره لأمير منطقة أمريكية - نسيت اسمها - يأمره بالفصل بين الشبان والفتيات! لأن إختلاطهما في التعليم أدى إلى تراجع المعدل العلمي لدى الجنسين وكثرت الإعتدات على الطالبات من قبل الشباب , والله على ما أقول شهيد.
http://www.lebraly.com/inf/news.php?action=show&id=81(/)
لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة (د. الشريف حاتم العوني)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 10:08]ـ
مقال للشيخ:الشريف حاتم بن عارف العوني 9/ 6/1429
لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف, وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري؛ لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة. ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل). فالتسلّطُ لم يكن .. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة، ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا.
فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين:
هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟
أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
بل دواؤه أن نترك الغلو في ذوي الفضل على حسابِ آخرين منهم، وأنْ نعلمَ أنّ كُلًّا ميسّرٌ لما خُلق له.
كما أن بعض هؤلاء الرافضين للحوار يرفضونه من منطلق: أن الحوار المشروع ينحصر في الحوار بغرض الدعوة إلى الله تعالى، ولذلك تراهم يعدّون كلّ حوار بغير غرض الدعوة تضييعًا لحقائق الدين، وإذابةً لعقيدة الولاء والبراء. وينسى هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حاورَ كفارَ مكة في صلح الحديبية، لا لدعوتهم إلى الإسلام، بل حاورهم على ما فيه إرجاءُ دعوتهم إلى عشر سنوات، يتركهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك!
وهذا حُكْمٌ مُحْكَمٌ غير منسوخ؛ ولذلك احتجّ مَنِ احتجّ من العلماء بتحديد وقت الصلح بين المسلمين والكفار بعشر سنوات.
بل لقد تضمّنت شروط صلح الحديبية بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة: أنّ مَنْ أسلم من أهل مكة، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى المسلمين إعادته إلى المشركين في مكة، وأنّ من ارتدّ عن الإسلام إلى الكفر لا يعيده المشركون إلى المسلمين.
وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟!
بل لَمَّا أن رفض مفاوضُ قريشٍ أن يكتبَ في وثيقة الصلح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصْفَه بأنه (رَسُولُ اللَّهِ) وافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، مع ما تضمّنه هذا الإصرارُ والعنادُ من عدم الاعتراف بالمسلمين الذين ما فارقوا المشركين إلّا لإيمانهم بالرسالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى؟!
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!! لقد أجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه التساؤلات بما لا ينبغي بعدَ إجابةِ النبي صلى الله عليه وسلم عنها أن تُطرَح، بل لا يجوز مجرّدُ بقائها تَسَاؤُلًا؛ إلا عند أتباع القائلِ: "اعْدِلْ يا مُحَمَّدُ"، ممن يظنون أنفسهم أغْيَرَ على الدين وأَوْلَى به من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!!
نعم .. لقد أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه التساؤلات جميعا، مُبَيّنًا إلى أي حدٍّ يمكن استثمار المشترك بين الأديان في تحقيق مصلحة الصلح، الذي وصفه الله تعالى بأنه الفتح المبين: "فتحًا مبينًا" [الفتح:1].
وإن وجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتركًا بين التوحيدِ والوثنية جعله مُنْطَلقًا للصلح والحوار، كما في هذا الحديث الثابت، فقد شَرَع لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيجادَ مُشْتَرَك بيننا وبين كل مخالف، وسيكون المشترَكُ بيننا وبين أهل الكتاب حينئذ أكثرَ من المشترك بيننا وبين الوثنيين.
كما أنّ هذا الموقف النبوي يبيّنُ أنّ الحوار إذا لم يبدأ من المشترك، فإنه سينتهي إلى زيادةِ التباعد والعداوة. فلا ينبغي أن نبدأَ حوارًا إلا بعدَ أن نعرف آخر المشتركات، والتي بدأ بعدها الاختلاف. وهي مشتركاتٌ لن نَعْدِمَها مع كلّ مخالف، ولو كان المخالف مُلْحِدًا، فإننا إذا لم ننطلق معه من دلالاتِ العقل على أنَّ لكل سببٍ مسبِّبًا، ولكل موجودٍ موجِدًا، فمِن ماذا سوف ننطلق معه؟! وما فائدة النقاش معه؟!
إن المشتركات ـ والتي تبدأ من المشتركات الإنسانية الفطرية ـ هي أساس الحوار الأكبر.
ولكن الذي لا يجوز في هذا الخضمّ: هو أن يؤدي البحث عن المشتركات بين المختلفين إلى إلغاء الفروق الحقيقية (إلغاءً يعارضُ التميّزَ الداعيَ إلى الحوار أصلا)، كما لا يصح أن تكون تلك الفروق مانعًا من استثمار المشترك، الذي لولا وجوده لما كان للحوار مكان.
وبذلك نعلم أنه كما كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية مقاصِدُ سوى دعوةِ قريش للإسلام، يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
ومن هذه المقاصد:
- أن نَفْهَمَ المخالفين (كفارًا كانوا أو غيرَ كُفَّارٍ) فهمًا عميقًا، وأن نعرف حججهم، ومنطلقاتهم الفكرية، ورواسبهم العقدية، وتصوراتهم، وأساليب إقناعهم. فما نجح الغرب في غزونا الثقافي إلا بعد مئات السنين من الدراسات الاستشراقية، التي عرف معها كيف يؤثر فينا.
أن يفهمنا الآخرون، لكي يحترموا حضارتنا وقيمنا، وإن لم يؤمنوا بديننا. فإننا إذا ما استطعنا بالحوار أن نصحّح تصوراتِهم الفاسدة عنا، خفّتْ عداوتهم لنا، ووسّعنا بيننا دائرة المشتركات الحقيقية (التي لا تُلغي الفروقَ الحقيقية)، مما سينفعنا منافعَ عديدة، حتى في الدعوة إلى الله تعالى.
- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم" [الأنعام: 108].
- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال.
-معرفة الجوانب الإيجابية التي لا تخلو منها حضارةٌ إنسانية باختلاف عقائدها وأديانها، كما قال صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى كُفَّار العرب: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق".
فلا تنحصر مقاصد الحوار المشروعة في الدعوة إلى تغيير المعتقدات والأديان، كما لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولذلك أعود قائلا مستغربًا: فلا أدري لماذا يتوجسُ بعضُنَا خِيفةً من الحوارِ، بل من الدعوة إلى الحوار؟! ولماذا يَحْصُر آخرون الحوارَ المشروعَ في حوار الدعوةِ إلى تغيير المعتقدات؟!
وما كتبتُ هذا الحوارَ إلا لِأُبَيِّنَ وجهةَ نظر الداعين للحوار المشروعِ، بِسَعَةِ وجوهِ شَرْعِيَّتِه المشروحة آنفا.
والله من وراء القصد.
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=2 4&catid=202&artid=12960
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 01:15]ـ
/// مقالٌ رائع جاء متأخرًا بعد انتهاء مؤتمر"حوار الأديان"، الذي عقد في مكة، ليته كان في ذلك الوقت.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 02:18]ـ
مقال رائع جدير بالقراءة ...
لا شك أن قبول الحوار مطلقا يساعد في تكوين العقل الكامل؛ لأن اجتماع العقول الواعية واتحادها أكمل
وأقرب للصواب من انفراد عقل واحد ..
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 02:52]ـ
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
بل دواؤه أن نترك الغلو في ذوي الفضل على حسابِ آخرين منهم، وأنْ نعلمَ أنّ كُلًّا ميسّرٌ لما خُلق له.
إذا كان هذا أسلوبك مع إخوانك، وقد أمرك الله بقوله " أذلة على المؤمنين " فكيف تنجح في محاورة أعدائك؟!
ومن هم الذين نقدسهم - كما زعمت - وتريد أن تصدِّر غيرهم ممن يتقن مالا يتقنون -كما زعمت؟
ألا فلتتق الله يا حاتم!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:00]ـ
مقال مختصر مفيد للشيخ صالح الفوزان - وفقه الله - عن الحوار:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=121
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:35]ـ
بالنسبة لي فأنا أرى أن الذي يجنونه هم من الحوار من ثمرات إعلامية تظهرهم بمظهر المتحاور المتفهم الذي حاور المسلمين وخبر ما عندهم فما وجده شيئاً=أعظم بكثير من الفوائد الذي ذكر الشيخ حاتم أننا سنجنيها ..
وما من فائدة نص عليها إلا وأمكننا تحصيلها من غير هذه السبيل ...
وعموماً الباب من موارد الاجتهاد ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 04:23]ـ
/// أخي "بحر القلزم" لنترك أسلوب الدكتور حاتم جانبًا، والذي لم يعجبك حدته فيه، وقل لي رأيك في الطرح الذي طرحه.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 05:17]ـ
أولا لابد أن نفرق بين الصلح لوقف الحرب وبين الحوار: فالرسول صلى الله عليه وسلم مكث في مكة 13سنة وخرج خفية فأين كان الحوار في المسائل المشتركة بل كان عليه الصلاة والسلام يبن التوحيد ويبين بطلان ماعليه قريش من الشرك ويدعوهم للاسلام وقد قال لعمه أبو طالب المقولة الشهيرة والله لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أترك هذا الأمرطرفة عين ما فعلت أو قريبا من هذا اللفظ ألم يكن هناك مسائل مشتركة في الفترة المكية وكان المسلمون أشد حاجة إليها لوقف التعذيب الذي يتعرض له كل من دخل الأسلام أين نحن من قول الله ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا:هل المسائل المشتركة هي التي ترد البلاد المحتلة هل المسائل المشتركة تدافع عن الأعراض: فما أشبهه ببيان المثقفين السابق والذي أستنكره أهل العلم فمات في مهده: إلى الله المشتكى من حال أمة الأسلام ومن تسلط العقلانيين:
العجيب أننا نقرأ لنبرر ماأصابنا من الذل فالله المستعان
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 07:58]ـ
الحوار ضروري لكن علي شروط الاسلام فحتي ربعي ابن عامر اثناء الحرب قد حاور واخرج جوهرته التي يظن اعداء الاسلام انها في الكتب فقط-وحتي هذه ينكرها أكثرهم! - وليست في الصدور والواقع فقال انما ابتعثنا الله---
وخالد في الحرب حاوره وسأله فارس روما عن ايمانه فعلا بالاسلام فأجاب وأناب وعن صدق محمد صلي الله عليه وسلم اي الوحي والموحي اليه فاعلن واوجز وأجاب وأنجز!
والرسول حاور في مسجده وفد نجران بعد استقبال منه
وحاور صلي الله عليه وسلم في العام التاسع من الهجرة الوفود وحاور قيادة ثقيف ولم يتنازل او يداهن
ولامانع من عرض المشترك الانساني لاظهار الفطرة المشتركة وبقية عند الغير مطمورة في بحر ظلماتهم وواقع حياتهم
الحوار في عصرنا أتي بنتائج ايجابية قليلة واقطاب الحوار مثل عمارة والغزالي اشتكوا من خبث الاخر الي بيقولوا عليه الاخر ووضعوا شكواهم وثائق في كتبهم فهل استفاد منها المتحاورون الجدد-القدماء
ام ان التنازلات تبدأ من الصفر!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 09:41]ـ
مقال رائع. . جزى الله كاتبه.
سؤال: ما هو القسم المشترك بين الرافضين للحوار وبين الداعين إليه؟
أسأل هذا لنبدأ منه الحوار حول مشروعية الحوار أو عدمه.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 01:37]ـ
إذا كان هذا أسلوبك مع إخوانك، وقد أمرك الله بقوله " أذلة على المؤمنين " فكيف تنجح في محاورة أعدائك؟!
ومن هم الذين نقدسهم - كما زعمت - وتريد أن تصدِّر غيرهم ممن يتقن مالا يتقنون -كما زعمت؟
ألا فلتتق الله يا حاتم!
أخي البحر، الشيخ الفاضل حاتم العوني لم يعمم هذه الصفة على رافضي الحوار، بل هذا صنف منهم، وقد أتبعه بغيره، فلا تظنن أنه يقصد كل من رفض الحوار.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 01:41]ـ
الحوار في عصرنا أتي بنتائج ايجابية قليلة واقطاب الحوار مثل عمارة والغزالي اشتكوا من خبث الاخر الي بيقولوا عليه الاخر ووضعوا شكواهم وثائق في كتبهم فهل استفاد منها المتحاورون الجدد-القدماء
ام ان التنازلات تبدأ من الصفر!!!
/// بارك الله فيك أخي الكريم .. لا يلزم أن تكون الإيجابيات قد حصَّلها الطرف الآخر الموسوم بالخبث أوالمناورة أوالتقيَّة أوغير ذلك، بل هذه فائدةٌ من فوائده، وتبقى الفوائد الأخرى، ومن أهمها معرفة الطرف الآخر وتجلية أمره.
/// ثم ماذا تقصد بالتنازلات التي تبدأ من الصِّفر؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 11:45]ـ
من كتاب الشريعة للآجري:
قال محمد بن الحسين: من كان له علم وعقل فيرى جميع ما تقدم ذكري له من أول الكتاب إلى هذا الموضع علم أنه محتاج إلى العمل به فإن أراد الله عز و جل به خيرا لزم سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان من أئمة المسلمين رحمة الله عليهم في كل عصر وتعلم العلم لنفسه لينتفي عنه الجهل وكان مراده أن يتعلمه لله عز و جل ولم يكن مراده أن يتعلمه للمراء والجدال والخصومات ولا لدنيا
ومن كان هذا مراده سلم إن شاء الله تعالى من الأهواء والبدع والضلالة واتبع ما كان عليه من تقدم من أئمة المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم وسأل الله تعالى أن يوفقه لذلك
فإن قال قائل: وإن كان رجل قد علمه الله عز و جل علما فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ينازعه ويخاصمه ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ويرد على قوله؟
قيل له: هذا الذي نهينا عنه وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين
فإن قال قائل: فماذا نصنع؟
قيل له: إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة فأرشده بأرشد ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك فهذا الذي كره لك العلماء فلا تناظره واحذره على دينك كما قال من تقدم من أنمة المسلمين إن كنت لهم متبعا
فإن قال: ندعهم يتكلمون بالباطل ونسكت عنهم؟
قيل له: سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين
حدثنا أبو بكر بن عبد الحميد قال: حدثنا زهير بن محمد قال: حدثنا منصور بن سفيان قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب أنه قال: لست براد عليهم أشد من السكوت
وأخبرنا الفريابي قال: حدثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك الحمصي قال: حدثنا محمد بن حرب عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن أبي حصين عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لاتجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب
وحدثنا الفريابي قال: حدثنا محمد بن داود قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثني مهدي بن ميمون الأزدي قال: سمعت محمدا يعني ابن سيرين وما رآه رجل في شيء فقال له محمد: إني قد أعلم ما تريد وأعلم بالمماراة منك ولكني لا أماريك
قال محمد بن الحسين: ألم تسمع رحمك الله إلى ما تقدم ذكرنا له من قول أبي قلابة: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم
ألم تسمع إلى قول الحسن - وقد سأله رجل عن مسألة - فقال: ألا تناظر في الدين؟
فقال له الحسن: أما أنا فقد أبصرت ديني فإن كنت أنت أضللت دينك فالتمسه
ألم تسمع إلى قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل؟
قال محمد بن الحسين: فمن اقتدى بهؤلاء الأئمة سلم له دينه إن شاء الله تعالى
فإن قال قائل: فإن اضطر في الأمر وقتا من الأوقات إلى مناظرتهم وإثبات الحجة عليهم ألا يناظرهم؟
قيل: الاضطرار إنما يكون مع إمام له مذهب سوء فيمتحن الناس ويدعوهم إلى مذهبه كفعل من مضى في وقت أحمد بن حنبل رحمه الله: ثلاثة خلفاء امتحنوا الناس ودعوهم إلى مذهبهم السوء فلم يجد العلماء بدا من الذب عن الدين وأرادوا بذلك معرفة العامة الحق من الباطل فناظروهم ضرورة لا اختيارا فأثبت الله عز و جل الحق مع أحمد بن حنبل ومن كان على طريقته وأذل الله العظيم المعتزلة وفضحهم وعرفت العامة أن الحق ما كان عليه أحمد بن حنبل ومن تابعه إلى يوم القيامة
وأرجو أن يعيذ الله الكريم أهل العلم من أهل السنة والجماعة من محنة تكون أبدا.انتهى المقصود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 12:11]ـ
/// قص ولصق.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 02:22]ـ
مسكين من لم يعرف قدر كلام السلف القليل والكثير الفائدة
من كتاب الشريعة للآجري:
قال محمد بن الحسين: فمن اقتدى بهؤلاء الأئمة سلم له دينه إن شاء الله تعالى
فإن قال قائل: فإن اضطر في الأمر وقتا من الأوقات إلى مناظرتهم وإثبات الحجة عليهم ألا يناظرهم؟
قيل: الاضطرار إنما يكون مع إمام له مذهب سوء فيمتحن الناس ويدعوهم إلى مذهبه كفعل من مضى في وقت أحمد بن حنبل رحمه الله: ثلاثة خلفاء امتحنوا الناس ودعوهم إلى مذهبهم السوء فلم يجد العلماء بدا من الذب عن الدين وأرادوا بذلك معرفة العامة الحق من الباطل فناظروهم ضرورة لا اختيارا فأثبت الله عز و جل الحق مع أحمد بن حنبل ومن كان على طريقته وأذل الله العظيم المعتزلة وفضحهم وعرفت العامة أن الحق ما كان عليه أحمد بن حنبل ومن تابعه إلى يوم القيامة وأرجو أن يعيذ الله الكريم أهل العلم من أهل السنة والجماعة من محنة تكون أبدا.انتهى المقصود
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 03:01]ـ
يا أبا عمر الحوار شئ والمناظرات التي يقصدها من تنقل عنهم شئ آخر ...
وأقرب الأمثلة عندي للحوار بمعناه المقصود هنا هو مراسلة شيخ الإسلام لملك قبرص ....
فأول غايات الحوار -هنا-هو الاتفاق على القواسم المشتركة ومحاولة تفعيلها .. وأولها: لا تَظلمون ولا تُظلمون ...
ولو لم يكن من فوائد الحوار سوى ضخ الصورة الصحيحة للإسلام في بعض مجاري الإعلام والحيلولة دون انتشار الصورة المشوهة والتي تحول بدورها دون الناس والإسلام=لكفى
دع عنك أن وضع مناظرة أهل البدع مكان مناظرة الكفار أمر معيب ..
ومحاورة الكفار مأمور بها في كتاب الله .. وكل قول ينهى عنها بعد ذلك فضعه دبر أذنك وتحت قدمك ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 04:41]ـ
/// قص ولصق.
خير الكلام ما قل ودل!!
:)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 10:51]ـ
المقال سقطة
ويبدو أن الرجل في واد والحوار في واد آخر.
ومن يثني ممن لا يعلم إلا القليل عن الحوار بين الأديان.
يحتاج المقال لمن يرد عليه، ويبين للشيخ. فقد تعدى.
.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 11:09]ـ
يكثر التعريض بما يسمى "نظرية المؤامرة" كما لو كانت سبة عند المتصف بأنه يؤمن بها
في حين أنه الأصل الذي عليه مدار القرآن في بيان عدواة المشركين ..
التي تتحقق وتتجذر في قلوبهم بقدر ما يتدين به المشرك من دينه
نعم هناك مؤامرات عراض ضخام منذ فجر التاريخ .. قال تعالى عنها"وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال"
كل مآسينا .. وإن كنا أُخذنا بضفع ديننا .. إلا أن وراءاها مؤامرات ولا ريب
قال تعالى"قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
ثم أين الاعتبار من تجارب التاريخ. المأمور به شرعا ..
فإن المشهور جدا لأي مثقف مبتديء أن هذه المؤتمرات يسعى لها الغرب حثيثا .. ولهم في ذلك مؤسسات ترعى هذه الحوارات
في فرنسا وأمريكا والفاتيكان .. وغيرها ..
أما قول الشيخ
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى؟!
إذا قال ذلك حاكم عادل مسلم .. فإن الأكثر لن يظنوا فيه السوء .. بل سيوافقونه ولن يسيئوا فيه الظن
لأنه سيكون بالطبع أقام سياستهم ورعايتهم وفق الشرع الحنيف ..
والخلاصة .. الحق الذي ينافح عنه الشيخ ليس منسجما مع الواقع حين تنزيله عليه
إذ فيه إغفال واضح لما يحذر منه كثير ممن هو أعلم من الشيخ وأخبر بأمثال هذه المؤتمرات ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..
ولا أنسى شكري لأخي الكبير الشيخ الفاضل الغالي أبي أنس حفظه الله تعالى وإن اختلفت معه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 11:27]ـ
المقال سقطة
ويبدو أن الرجل في واد والحوار في واد آخر.
ومن يثني ممن لا يعلم إلا القليل عن الحوار بين الأديان.
يحتاج المقال لمن يرد عليه، ويبين للشيخ. فقد تعدى.
.
وتجرد الرد على المخالف من الحجة والبرهان، والتمسك بوصف الرأي المخالف بأنه سقطة، وتجهيل المخالف بالصورة محل النزاع من غير بيان دلائل جهله= سقطة ولا يكاد يصدر إلا ممن لا يعلم إلا القليل عن أدب الحوار .. ومن كان كذلك فلا يبعد أن يتعدى
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 11:33]ـ
قلت: يحتاج لمن يرد عليه.
ولم أكتف فقط بالوصف.
أبا فهر!
ركز
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 11:44]ـ
يا أبا عمر الحوار شئ والمناظرات التي يقصدها من تنقل عنهم شئ آخر ...
.
يا أبا فهر والكلام لمن في الجوار!
خصوصية المناظرة لا تخرجه عن كونه حوار
والمهم أنهما يشتركان في الهدف , ولا ريب من أن الحوار الذي يأتي بالمفسدة الغالبة يُنهى عنه مثله مثل المناظرة مع أهل الجدل كما حذروا منها السلف.
وما يسمى حوار الأديان أو حوار الحضارات أو حوار الفرق الإسلامية ما هو إلا حرب على العقيدة السلفية ونفي اختصاصها بالحق المطلق المستمد من الكتاب والسنة بفهم خير هذه الأمة وهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان.
فيأتي من يأتي ويتكلم إما بسذاجة أو بخبث زاعما أنه يجب على صاحب الحق محاورة ومناظرة كل صاحب دين باطل أو نحلة منحرفة دام انه على الحق الأبلج!!
فهذه دعوة تغريرية بمن صلحت عقيدته للإنجرار خلف سراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً والله المستعان.
فاحذروا وحذروا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 01:01]ـ
/// السقطة ذكر حكم سابق -كأنَّه صادرٌ من إمام الزمان- دون دليل، وإرجاء الرد والتنازل عنه لمجهول.
/// فبُوْرِكَ فيكَ .. [-إن كان ساقطًا-] بجواب حاضرٍ فهاته وأجِّل الحكم في آخره، حتى نعلم أنَّ إسقاطه كان بفهم لا بعجلة وبلا تحرير.
/// بل المقال في وادٍ والكلام عن المؤامرة الحقيقيَّة التي في بعض حوار تقريب الأديان في وادٍ.
/// كثرة الدندنة في تحديد الواقع وتنزيل الحكم بما يناسبه تختلف فيه وجهات النَّظَر، فلم الحصر وادِّعاء الفهم للواقع، ثم التدليل عليه بذكر أمثلة عشوائيَّة من ههنا ومن ههنا، وهو ما لا يعجز عنه المخالف، وكذا محاولة نفيه عن الآخرين، والحكم به لغيرهم ليس بصواب.
/// وأمَّا تنزيل أهل البدع محلَّ أهل الكفر فلا مانع منه؛ إذا صار حالهم كحالهم.
/// أمَّا ما ذكره السَّلف من النَّهي عن المناظرة وترك الحوار فله حالٌ لا يفهمها من لم يعرف من مذهب السَّلف إلا الدعاوى والخطب.
وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟! بل لَمَّا أن رفض مفاوضُ قريشٍ أن يكتبَ في وثيقة الصلح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصْفَه بأنه (رَسُولُ اللَّهِ) وافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، مع ما تضمّنه هذا الإصرارُ والعنادُ من عدم الاعتراف بالمسلمين الذين ما فارقوا المشركين إلّا لإيمانهم بالرسالة.
بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!!
........
ولكن الذي لا يجوز في هذا الخضمّ: هو أن يؤدي البحث عن المشتركات بين المختلفين إلى إلغاء الفروق الحقيقية (إلغاءً يعارضُ التميّزَ الداعيَ إلى الحوار أصلا)، كما لا يصح أن تكون تلك الفروق مانعًا من استثمار المشترك، الذي لولا وجوده لما كان للحوار مكان.
وبذلك نعلم أنه كما كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية مقاصِدُ سوى دعوةِ قريش للإسلام، يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 06:15]ـ
ما حكم إدخال الروافض المشركين الأنجاس إلى حرم الله؟
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 08:45]ـ
بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
لامانع من استثمار المشترك
ويبدو ان قريش قد فقدت وقتها كثير من سلطتها المعنوية في الجزيرة العربية بتنامي الهيمنة الاسلامية وان كانت مكانتها كانت موجودة وان بدرجة اقل-وان كانت مهزوزة عند هوازن وثقيف وغيرها-والا مافرضت شروطها في الحديبية علي الصورة التي كانت
وحتي حرب الاشاعات تكاد تكون تلاشت-وقتها طبعا- ولم تكن قريش مستعمرة ولاتقوم باستعمار لمناطق في الجزيرة بل كانت محدودة بحدود مكة وحدود تجارتها ومكانتها عند القبائل جميعا
اليوم الاستعمار الغربي مازال مستمرا والاعلام الغربي مازال حرا! واعني بالحرية ان علمانيته والارث الصليبي يحركه تجاه القضايا التي يزيفها ضد الاسلام واهله
وهل تستطيع حكومات الغرب ان تضغط علي هكذا اعلام في ظل هكذا علمانية
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد راينا ان ضغط الشعوب الاسلامية بالمقاطعة المادية للدنمارك هز القرار الهولندي الذي لولم تكن شعوبنا-وربما بعض الحكومات مثل السعودية ومصر في مسألة الدنمارك والسودان - تحركت بالمقاطعة في مسالة الدنمارك وهددت بالمقاطعة في مسالة هولندا لما كان رد فعل هولندا في مصلحة المسلمين وان كانت هولندا لم تفعل لصاحب الفيلم اي شيء-فهو حر في دولة علمانية هكذا يقولون جميعهم! - بل وقال رئيس وزرائها انه حر وقال القضاء الهولندي انه يمكنه شتم القرآن، والاسلام علنا وفي البرلمان لان ذلك من حرية الرأي
فماالذي يمكن ان يصنعه الحوار مع الغرب ومع امور مثل هذه في ظل هيمنة فلسفية ومادية لنظام علماني قوي
هناك اشياء ايجابية تنتج عن الحوار لاشك لكنها ضعيفة
لكن هل للحوار سلطة علي الاعلام الغربي العلماني الحر!
وهل للحوار سلطة علي القضاء العلماني الحر
او سلطة علي القرار الحربي العسكري الاستعماري ومعلوم ان الاحزاب الحاكمة هي التي تتحكم في هذه القرارات؟ هل هناك حوار مع الاحزاب او ان الامر مقتصر علي منظمات المجتمع المدني!
وهل للحوار سلطة علي الاحزاب وقراراتها وعلي تصاعد الاحزاب العنصرية في الغرب وتاثيراتها علي الاحزاب الاخري وعلي المجتمع
نعم لابد من فعل شيء والتدافع امر مطلوب والحوار لابد منه في كل وقت وهو في كل حال دعوة الي الاسلام واظهار انه لصالح الاستقرار الاجتماعي للبشرية كله ولصالح السلام العالمي ولصالح الانسان عموما وانه ماجاء لهلاك البشرية وانما لانقاذها واقرار حقوق الانسان ومراعاة حقه في حرية الاختيار التي قررها الاسلام والامام ابن القيم اشار في زاد المعاد الي مسألة المجوس وعدم قتلهم واقرار الجزية عليهم وادخالهم في المجتمع المسلم في ظل شريعته وهيمنته
مالايدرك كله لايترك كله
لكن هل المحاور المسلم مدرك لسنة التدافع الاسلامية وانه يستطيع فرض شروط في الحوار بدل الاستماع والقول بنعم وشكرا والسلام عليكم ونحن اخوة في الانسانية واصحاب اديان سماوية (طبعا الجانب الغربي اغلبه ملحد لانه علماني!!!)
او بالتعامل فقط مع (منظمات علي الهامش) اقصد منظمات ليس لها السلطان في الغرب والضغط علي اصحاب القرار او المؤسسات ذات الفاعلية مثل الاعلام مثلا!
هي خواطر بسيطة وتدريب علي الفهم والتساؤل في زمن التسلط العلماني الوقح وسعيه قبل واثناء وبعد الحوار الي الامتداد في عالمنا بكل وسيلة ممكنة
فهل سيحد الحوار من هذا الهجوم الكاسح وبلادنا تترنح الان تحت شغب العلمانية وتقدمها الخفي والعلني
وماذا ينبغي علينا في ظل هذا الهجوم واي قضايا ينبغي ان تشغلنا او نشتغل عليها او نواجه بها هذا الهجوم؟
يجب علينا ان نلاحظ ان الهجوم مادي-اي وسائله مادية اي اسباب تكسب مواقع--نا! _ والرد لابد ان يكون ردا ماديا واقعيا
فهل نقاوم الهجوم ام اننا منشغلون ب مقاومة في ميدان اخر تاركين للعدو التقدم وامكاناته هائلة ويحرز نتائج هائلة!
والطريق الي مكة -والقاهرة وليبيا وغيرها فاضي خالي مطروق ممهد ومجند!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 01:33]ـ
وإذاً يا أبا عمر فالله يأمرنا بما مفسدته غالبة .. وبما هو حرب على العقيدة السلفية (؟؟؟)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مهلا يا شيخ حاتم!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ
قسَّم الشيخ حاتم الشريف الرافضين للحوار بين الأديان إلى خائفين منه ورافضين له ـ الحوار أعني ـ إلا أن يقام للدعوة إلى دين الله مبيناً أن هناك أهدافاً أخرى للحوار غير الدعوة إلى الله، مستدلاً بصلح الحديبية.
واشتد الشيخ حاتم الشريف على المتوجسين خِيفة ـ على حد تعبيره ـ من الحوار مع الكافرين أو المبتدعين، وراح يصفهم بأنهم بلا إرادة قد سقطوا في (فكرة المؤامرة)، ليس عندهم سوى (النواح والعويل) ـ وهي من صفات النساء، غفر الله له ـ، وأنْ ليس عندهم إلا الدعوة لمنهجهم والعمل على إيجاد نسخ مماثلة لهم (من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن) .. يتكلم عن إخوانه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وحقيقة لا أدري عمن يتكلم الشيخ تحديداً، عيني تبصر جيداً ولا أرى من يتكلم عنهم هذا الشريف، فعلمي أن النواح والعويل من صفات النساء لا الرجال، ولم أسمع أحداً من الرافضين ـ أو المتوجسين الخائفين ـ للحوار بين الأديان يعوي أو ينوح.!!
وعلمي بأن المتوجسين خيفة من (الحوار بين الأديان) هم ممن كانوا ينظرون له، بل ويمارسونه، وليسوا ممن لا يحسنون الحوار وبالتالي يخافون أن يتحاوروا فلذا توجسوا وخافوا ومن ثَمَّ أدبروا، إن الخائفين المتوجسين قد جربوا أو درسوا تجارب مَن جربوا، وعادوا يشكون من لؤم القوم وخبثهم.
وهي تجربة استمرت لقرنٍ أو يزيد من الزمان، وعاد من سلك طريقها يقول الطريق مقطوعٌ مسدودٌ. فعلمَ تريد منا أن نسلك طريقاً مقطوعاً .. مسدوداً؟!
هذا منطقهم، وقد أصابوا.
وظلماً حصرَ الشيخ حاتم الشريف حجة الرافضين (للحوار بين الأديان) في القول بأن الحوار مع (الآخر) من الكافرين أو المبتدعين في الدين لا يكون إلا لهدف الدعوة إلى الله ثم حَمَلَ عليهم وراح يردهم عن رأيهم يريد أن يوردهم موائد (الحوار)، واستحضر صلحَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قريش، يقول حوار لشيء آخر غير الدعوة .. يقول استثمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشترك بينه وبين قريش (الكفار) يومها. . . يقول اتفق معهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تعظيم الحرمات، ويغمز مخالفيه بأنهم من أتباع رأس الخوارج الذي نادى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعدل. وقبح الله الخوارج. وغفر الله له غمزه إخوانه.
ثم .. راح الشيخ يعرض وجهة نظره والأهداف التي ينبغي علينا أن ننشدها من (الحوار بين الأديان)،
يقول نتحاور لـ (نَفْهَمَ المخالفين فهمًا عميقًا) ونتحاور (ليفهمنا الآخرون) كي يحترموا حضارتنا وقيمنا.!!
وكأن (الحوار بين الأديان) ـ بوضعه الحالي ـ مناظرة أو عرضاً للإسلام وعرضاً للكفر ـ أو البدعة ـ وكأنْ لا سبيل لمعرفة الآخر (من الكافرين أو المبتدعين) إلا من خلال الحوار، وكأن من يتحاور يأتينا بقلب صافٍ يعرض ما عنده ويسمع ما عندنا.
يا شيخ!
إنهم الأفاكون، الذين يعرفون الحق وهم له منكرون، إنهم الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون،إنهم الملأ، لم يأتوك ولن يأتوك ليعرفوا ما عندك، لم يجهلوا دينك ولذا جاءوا يتعلموا، ولا أنك حين تجلس إليهم تتكلم إليهم بدينك أو تناقش دينهم، إنهم جاءوا للمشترك .. لتعديل الثوابت ومِن ثم الالتقاء عليها، أو قل لتوسيع المشترك. فالحوارات لا تعقد لشرح الإسلام وبيان فساد غيره من (الأديان)، ومادة الحوارات هي ثوابت الإسلام (الجهاد) (المرأة) (أهل الذمة) (الخلافة) (الحاكمية) .. الخ.
إن معرفة الآخر يا شيخ لا تأتي من موائد الحوار، وإنما دونك حديثهم لأقوامهم ولمن (يبشرونهم) بدينهم عن دينك وجَدِّكَ ـ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ، يقولون ما كان نبياً، ويقولون زنا، ويقولون حملت به آمنة من الزنا، وليس قول السفهاء بل قول المقدمين فيهم. . أهل (العلم) و (الورع)!
فجدك جدُّك .. ويدنك دينك.
ويقول الشيخ نتحاور (للوصول إلى صلح يحفظ الدين والأعراض والأموال)، إي والله هكذا يقول!!
استحضر يوم الحديبية وصوَّر له الخيال أن حالنا على موائد (الحوار) كحال جده ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية، ويوم الحديبية شاعَ .. شاعَ ... ، فقط شاعَ أن رجلاً واحداً من (المستضعفين) (المحرمين) الذين لم يأتوا لقتال ولم يستعدوا للقتال، وقد بعدوا عن ديارهم وباتوا في ديار عدوهم في قلب كنانة وقيس ـ نصف مليون من الأعداء تقريباً ـ وكانوا بالأمس على أبواب المدينة يريدون الدعوة كلها .. حين شاعَ أن رجلا ممن هذا حالهم قتل، هبُّوا وبايعوا على القتال حتى يأخذوا ثأر صاحبهم. وقبل يوم الحديبة هم بأنفسهم الذين خفُّوا لبني قينقاع حين كشفوا سوءة امرأة لحظة من الزمن. فدعك من يوم الحديبية لا تستشهد به. لا حالنا حالهم، ولا نجرأ أن نقول بقولهم، ولا أن نفعل فعالهم. إن أعراضنا في كل مكان تنتهك ودمائنا في كل مكان تسفك، وعدونا في عقر دارنا، ولا تستطيع ولا أستطيع أن ندفع عنهم، دعك من يوم الحديبية. لا شأن ليوم الحديبية بالحوار بين الأديان. إن
(يُتْبَعُ)
(/)
أنسب مثالٍ للحوار بين الأديان الذي ندعى إليه هو مفاوضات قريش في مكة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي قال عنها الله (ودوا لو تدهنوا فيدهنون).
إن كل متدبر لحال الكفر مع الإيمان يجد أن أهل الكفر يسلكون طريقين لصد الناس عن دين الله، طريق الجدال وطريق القتال، وهذا قول الله تعالى {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر: من الآية 5]. يجادلون وفي ذات الوقت يقاتلون.
الجدال للتمويه وللتشويش على الغافلين والمغفلين ودوامة للاستقطاب جهد المخلصين الطيبين، والقتال وسيلة الجاهلية للاستئصال الحق، كذا كانت قريش {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: من الآية 121]، تجادل في ذات الوقت الذي تفتن فيه المؤمنين، والحال اليوم كما كان بالأمس الساحة جدالٌ وقتال.
فلن يعطيك هؤلاء صلحاً إلا أن يرون منك بأساً، وكذا كانت قريش يوم الحديبية، لم تجلس للصلح إلا بعد أسر الثلاثين من فرسانها، وخيبة فارسها ـ خالد بن الوليد يومها ـ في الغدر بالمسلمين وهم يصلون.
ـ إنهم الكافرون يقاتلون ويجادلون. فيسعنا أن نسكت، أم أن نجتزئ الواقع ونقرأه قراءة خاطئة فلا. ولا.
ـ أرتاب من تلك المصطلحات (الإصلاح) فعند العارفين أن دعوى (الإصلاح) في القديم والحديث مرتبطة بالنفاق، ولا أرمي الشيخ بالنفاق أعوذ بالله من ذلك ولكن أتكلم عن دعوى (الإصلاح)، مرتبطة من يوم ظهرت بالنفاق، قال الله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11] والسياق عن المنافقين. وحديثاً رفع أتاتورك شعار (الإصلاح)، ورفع محمد عبده (الإصلاح) فكان ثمرة (إصلاحه) جامعة القاهرة وسعد زغلول وزوجة سعد زغلول ومن دخل عليها سعد زغلول وكشف غطاء وجهها، ولطفي السيد ... الخ.
وأرتاب من (حضارتنا) و (ثقافتنا) و (المقدسات) و (الاحترام) كلها من بضاعة غيرنا، وقد جاءنا بها نبينا بيضاء ناصعة لا حاجة لنا في سواها.
وإن الخوارج هم الذين يشتدون على أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان من عباد البقر والشجر والصلبان. وليس هذا حال من يرفض الحوار بعد أن جربناه سنين طويلة.
محمد جلال القصاص
ليلة الثلاثاء / 12/ 6/ 1430هـ
الموافق / 16/ 6 / 2008
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 12:48]ـ
أحسنت أحسن الله إليك
لكن هذه العبارة فيها اشكال كبير
واحسان الظن بأهل العلم مطلوب مرغب فيه يا شيخ محمد
وإن كل شديد على إخوانه لين الجانب على أتباع الشيطان فيه من وصف الخوارج. وإن قوماُ يغمزون وهم أولى بالغمز
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:18]ـ
أين هذه الجملة غفر الله لك؟!! (ابتسامه)
عدلتها أخي الفاضل، نعم إحسان الظن مطلوب، وهو حالنا بالفعل. وما أردنا إلا النصح.
جزاك الله خيراً على النصح.
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:26]ـ
جزيت خيراً، الشيخ حاتم كما عهدناه فيه حدة في طرح أفكاره بغض النظر عن كونها صحيحة أم لا.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 02:11]ـ
أين هذه الجملة غفر الله لك؟!! (ابتسامه)
عدلتها أخي الفاضل، نعم إحسان الظن مطلوب، وهو حالنا بالفعل. وما أردنا إلا النصح.
جزاك الله خيراً على النصح.
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[تميم]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 04:29]ـ
بارك الله فيك ياشيخ محمد .. وجزاك خيرا الجزاء.
وصدق الحافظ بن حجر عندما قال "من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب"
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 04:46]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل. فقد أجدت وأفدت وذب الله عنك النار كما ذبيت عن حياض الدين
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 04:46]ـ
وصدق الحافظ بن حجر عندما قال "من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب"
لو فصلت - أحسن الله إليك - من المقصود بعبارة الحافظ!
ـ[صالح العواد]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 05:25]ـ
بعض الأمور اللتي تطرح من الشيخ حاتم غريبة جدا - أقصد بالغرابة النكارة - فهذا مقال في الحوار و ذاك مقال في الوهابية و منافحته عن أيام مقاطعة الدنمارك و شركة آرلا تحديدا و اقرأ إن شئت كتيب في التعامل مع المبتدع و كتاب الولاء والبراء ..
و على فضل الشيخ وعلمه إلا أن أسلوبه لا يحمل فكره فحسب، و لكن يسقط الخصم و يجعل القول اللذي يتبناه هو الحق اللذي لا محيص عنه، و إذا رأيت من خصمه و جدت أكثرهم من أهل العلم الجبال اللذين عرفوا الدنيا و جربوا مرها و شابت لحاهم في العلم، فلماذا هذا الأسلوب يا شيخ حاتم؟؟!!
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:22]ـ
السلام عليكم
هنا من خلال هذا الرابط تجدون مقال (إنه مقدس) للشيخ / حاتم الشريف
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16867
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:24]ـ
شكر الله لكم، وجزاكم الله كل خير.
وهذا مقال له علاقة بالموضوع .. يشرح جزئية فيه.
http://www.zadalmaad.com/da/show.php?id=179
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:32]ـ
شكر الله لك أخي القصاص .. مقال سديد ومختصر مفيد
أتمنى لو يطلع عليه الشيخ ..
والسلام عليكم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:45]ـ
وإذاً يا أبا عمر فالله يأمرنا بما مفسدته غالبة .. وبما هو حرب على العقيدة السلفية (؟؟؟)
حاشا لله أن يأمرنا بالمفسدة الغالبة
ولكن ربما بعض العقول تفهم هذا عافانا الله من الأفهام السقيمة!!
نعم يأمرنا الله بترك أهل الكفر على كفرهم إذا كانت دعوتهم لن تتم إلا بالتنازل عن شيئا من ديننا والدليل قوله تعالى {لكم دينكم ولي دين}.
فهذا أمر بترك منكر لئلا يحصل ما هو أنكر منه ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كانت الدعوة في ضعف في الفترة المكية لم يؤمر بالحوار والمجادلة إلا لمسترشد , بل كان الحوار من جانب الكفار جزء من الحرب الشاملة التي شنتها قريش على الإسلام عند ظهوره لينتزعوا شيئا من دين الإسلام حتى قالوا نعبد آلهك وتعبد آلهتنا.
فحذر الله جل وعز نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله {ودوا لو تدهن فيدهنون}!!
وأما أمره جل وعز بقوله {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزلَ إِلَيْنَا وَأُنزلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)}.
ففي الأية استثناء يخرج الذين ظلموا بقولهم {الله ثالث ثلاثة} ومن شاكلهم من أهل الملل والنحل الباطلة
قال ابن كثير رحمه الله:
قال قتادة وغير واحد: هذه الآية منسوخة بآية السيف، ولم يبق معهم مجادلة، وإنما هو الإسلام أو الجزية أو السيف.
وقال آخرون: بل هي باقية أو محكمة لِمَنْ أراد الاستبصار منهم في الدين، فيجادل بالتي هي أحسن، ليكون أنجع فيه، كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].
وأما قول بعضهم أن صاحب الحق لا يخشى مناظرة غيره من أهل الباطل
هذا حق أريد به باطل
لأنه لا يتأتى لصاحب الحق هذا إلا وهو في موقع قوة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة ومع وفد نجران كذلك
والله أعلم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:46]ـ
والله يا شيخ حاتم لا أرى هؤلاء الرافضين إلا أصحاب حجة .. ويقفون على رصيد من التجارب الطويلة .. أقوياء في الحق لا يقبلون المداهنة ولا التنازلات التي تجر على المسلمين ويلات هم في غنى عنها وإلا لن يجرؤا على جر الويلات على الإسلام نفسه فلن يشاد هذا الدين أحدا إلا غلبه.
ومع هذا كله لا نظن سوءا لمن رأى غير ذلك من قبول محاورتهم برغبة التصدي لهم وليس غير ذلك. وهو مالا يتوفر في الحوار بين الأديان، وإنما في المناظرات التي قادها ديدات وإخوة البالتوك
ولتقرأ ياشيخ حاتم في مقال ابن القصاص قراءة الناصح الأمين
إنهم الأفاكون، الذين يعرفون الحق وهم له منكرون، إنهم الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون،إنهم الملأ، لم يأتوك ولن يأتوك ليعرفوا ما عندك، لم يجهلوا دينك ولذا جاءوا يتعلموا، ولا أنك حين تجلس إليهم تتكلم إليهم بدينك أو تناقش دينهم، إنهم جاءوا للمشترك .. لتعديل الثوابت ومِن ثم الالتقاء عليها، أو قل لتوسيع المشترك. فالحوارات لا تعقد لشرح الإسلام وبيان فساد غيره من (الأديان)، ومادة الحوارات هي ثوابت الإسلام (الجهاد) (المرأة) (أهل الذمة) (الخلافة) (الحاكمية)
لا فض فوك أبا جلال
ياليت قومي يعلمون .. ثم اين لنا الحوار في أديان لا نقبلها ولا نقبل التفاوض فيها وهل هم تركونا وشأننا وعبادتنا
ألهذه الدرجة وصل بنا الضعف!!
ويقول الشيخ نتحاور (للوصول إلى صلح يحفظ الدين والأعراض والأموال)، إي والله هكذا يقول!!
هداك الله يا شيخ حاتم وأنار بصيرتك
وهل تراهم حملوا متاعهم وحضروا ليحفظوا لنا دينا وعرضا؟؟!!
أين هم هؤلاء الخبثاء من ذلك الصلح إذا وطأوا لنا أرضا!!
وإلا فلنسألهم عند حوارنا معهم .. ما مفهوم الصلح والإصلاح عندهم؟
فلا ضير لأننا عند ذلك مستعدون للصلح بأي مفهوم كان وحيثما يريدون.
سبحان الله
(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
(قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)
ـ أرتاب من تلك المصطلحات (الإصلاح) فعند العارفين أن دعوى (الإصلاح) في القديم والحديث مرتبطة بالنفاق، ولا أرمي الشيخ بالنفاق أعوذ بالله من ذلك ولكن أتكلم عن دعوى (الإصلاح)، مرتبطة من يوم ظهرت بالنفاق، قال الله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11] والسياق عن المنافقين. وحديثاً رفع أتاتورك شعار (الإصلاح)، ورفع محمد عبده (الإصلاح) فكان ثمرة (إصلاحه) جامعة القاهرة وسعد زغلول وزوجة سعد زغلول ومن دخل عليها سعد زغلول وكشف غطاء وجهها، ولطفي السيد ... الخ.
وأرتاب من (حضارتنا) و (ثقافتنا) و (المقدسات) و (الاحترام) كلها من بضاعة غيرنا، وقد جاءنا بها نبينا بيضاء ناصعة لا حاجة لنا في سواها.
رؤية منصف واع يرى جذور الفتنة ويحذر منها حاملا هم أمته على كتفه
نفع الله بقلمك أخي محمد وبارك فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:56]ـ
لا شك أن قبول الحوار مطلقا يساعد في تكوين العقل الكامل؛ لأن اجتماع العقول الواعية واتحادها أكمل
مشكلة أن نرى من هم على غير ديننا أعقل وأكمل منا!!
أظن ان مقال الشيخ حاتم كبوة جواد ... وأرجوا ألا تكون هذه الكبوة قاتلة لهممنا ومدعاة الى الزيادة في ضعفنا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 07:36]ـ
/// قمت بدمج الموضعين تحت الموضوع الأصلي، ولا داعي لتشتيت الموضوع تحت عناوين مختلفة؛ لأنَّ هذا يشتت القرَّاء، بين الدخول في المقال والرد عليه، مرَّةً هنا ومرَّة هناك، ومن أراد النقاش دخل مرَّةً هنا ومرَّةً هناك.
/// ونرجو عدم إغراق المنتدى بالمواضيع المتشابهة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 10:12]ـ
الحمد لله وحده ...
1 -
نعم يأمرنا الله بترك أهل الكفر على كفرهم إذا كانت دعوتهم لن تتم إلا بالتنازل عن شيئا من ديننا
هذا خروج عن محل النزاع ولم يدع إليه لا حاتم العوني ولا نحن .. وهذا تشتت في تقرير المراد ...
2 -
وحقيقة لا أدري عمن يتكلم الشيخ تحديداً، عيني تبصر جيداً ولا أرى من يتكلم عنهم هذا الشريف، فعلمي أن النواح والعويل من صفات النساء لا الرجال، ولم أسمع أحداً من الرافضين ـ أو المتوجسين الخائفين ـ للحوار بين الأديان يعوي أو ينوح.!!
ليس هذا ذنب الشيخ يا أستاذ جلال .. وهؤلاء المتوجسين على الصورة التي وصفها الشيخ قد عرفهم هو وعرفهم غيره .. وبعضهم بين عينيك هنا ...
ثم أنت حتى لم تقرأ كلامه قراءة حسنة فقد جعلت هذا منه وصفاً لمن توجس خيفة من الحوار .. وهو لم يجعله وصفاً لهؤلاء وإنما وصف به:
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
فلو أحسنت قراءة كلامه ..
3 -
يتكلم عن إخوانه!!
لا داعي لمثل هذا .. فأنت أيضاً تتكلم عن أخيك .. وفي أخيك وأخيه من يتكلم في العلم بما هو الضلال المبين لا غير .. وحرمة الإخوة لا تمنع رد الباطل ووصفه عن من يراه باطلاً ويريد شق صفه ..
4 -
إن معرفة الآخر يا شيخ لا تأتي من موائد الحوار، وإنما دونك حديثهم لأقوامهم ولمن (يبشرونهم) بدينهم عن دينك وجَدِّكَ ـ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ، يقولون ما كان نبياً، ويقولون زنا، ويقولون حملت به آمنة من الزنا، وليس قول السفهاء بل قول المقدمين فيهم. . أهل (العلم) و (الورع)!
فجدك جدُّك .. ويدنك دينك.
كان هذا معلوماً لمن أمرنا بدعوتهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن ...
وكان هذا معلوماً لمن تعايشوا والنصارى واليهود جنباً لجنب القرون الطوال فحاوروهم وأخذوا منهم وأعطوهم ... وهو -على الراجح عندي-معلوم للشيخ حاتم .. وهو من التشغيب بالخروج عن محل النزاع ..
5 - وأنت لم تحسن قراءة استدلال الشيخ بصلح الحديبية؛فالشيخ استدل به على جواز الحوار لغير الدعوة .. بس خلاص.
ووجه الدلالة ظاهر ... وأنا أُنكر على الشيخ حاجته للاستدلال على هذا بهذا ...
أما أنتَ فخطبت خطبة عصماء عن الفرق بين حالنا وحال الحديبية،وكل ما خطبته لا علاقة له بمحل استدلال الشيخ ولم يزل بهذه الخطبة وجه الدلالة عن محله ..
6 - اما خلطك في الكلام عن الإصلاح فعجب أي عجب ...
يا سيدنا الله تبارك وتعالى رد على المنافقين برفع شرف الإصلاح عنهم، وما ذنب الإصلاح أن تعاوره المنافقون (؟؟)
بل يقال لك قد تعاوره من أهل العلم من توزن به الكفة ...
وإشارتك هذه سقطة في المقال ولا شك ... وهي تُدلل -عندي-على نفسية تصنيفية للمخالفين ... وبماذا (؟؟) بمجرد الخرص والتخمين ...
والذي لم أجد عنه جواباً إلى الآن ....
المقال معقود للاستدلال على جواز الحوار مع الكفار لغير غرض الدعوة والإقناع بالدخول في الإسلام، وإنما لثمرات أظهرها الشيخ ..
أنا -مثلاً- لا أرى هذا الثمرات يفتقر تحصيلها لهذا الحوار ...
وأرى أن انتفاعهم بالحوار من الجهة الإحصائية المعلوماتية هو غرض كثير منهم ...
نعم. هذا رأيي ..
ولكني لم أجد عندي ولا عند كل من تكلم هنا ما ينقل الجواز الشرعي الذي قرره الشيخ عن محله ...
ولم أر في رأي الشيخ ما يُبرر حرب الكواكب التي شنها بعض الأعضاء هنا ...
وهو رأي فقهي عادي جداً .. تختلف في صوابه وخطأه وجهات النظر .. ولكن أين من يعقل التفريق بين أبواب العلم في زمان الناس العجيب هذا (؟؟؟)
ـ[صالح العواد]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 12:23]ـ
اللذي يلاحظ بدقة و للأسف الشديد أن كثيرا من صغار الطلبة ينجرفون بسرعة مع تيار التمييع أو الاعتذار له، و كنا لا نرى هذا سابقا لأن المنهج كان واحدا في الأعم الأغلب و الطرف الآخر كان مستخف و إن تكلم رد عليه سريعا و ألجم، أما الآن اختلف الأمر فصار الأصل منهج التيسير المحدث، و الغريب أو المتشدد أو ضيق الأفق هو اللذي يتمسك بمنهج السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله أحمد الحسني]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 10:03]ـ
السلام عليكم في الواقع هممت بوضع مشاركتي في موضوع مستقل نظراً لطولها ولكن لم رأيت ما حصل رأيت وضعها كرد على المقال هنا ولم أسجل هنا إلا لذلك وقد أرسلت الموضوع لى أحد الإخوة المشرفين الفضلاء لينشره لكنه بعد أن أثنى خيراً على المشاركة رأى أن أسجل في المنتدى وأشارك بها بنفسي والله أسأل أن ينفع به.
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد مرت بالأمة منذ فجر تاريخها أوقات بلغت فيها القوة .. ومرت بها كذلك أوقات بلغت قاع الضعف، هذا في الجملة.
ومع ذلك فإننا لم نعلم أنّ أئمة السلف تداعوا للحوار مع المخالفين والجلوس معهم والتصافي وإشاعة أجواء الألفة والمحبة معم .. سواء في ذلك المخالفون من المنتسبين للإسلام و الكفار.
و أمّا الآن فأصبح الحوار والتنادي له وبه (موضة) عصرية كما يُقال ..
وأصبحت أخبار مؤتمرات الحوار تتصدر عناوين الصحف ..
وكنت لا آبه كثيراً لها لأني على يقين أنّها لن تتعدى الشكليات ..
وكنت أظن فيما سبق أن المشاركين في تلك المؤتمرات إنما يشاركون درءاً لمفسدة الخلاف وامتثالاً لرغبة ولي الأمر ومبالغة في استقصاء إقامة الحجة، هذا مقصد شريف يُعذر له صاحبه ..
لكني لم أتوقع أن يصل الأمر بكثير منهم إلى قناعات بل وتأصيل لهذه القناعات بل ومهاجمة المخالفين ورميهم بألفاظ لا يجرؤ الواحد من هؤلاء أن يتلفظ بها للمخالفين الذين يكدّ ويكدح للحوار معهم .. فيا لله العجب!
ومن هذا القبيل مقال قرأته للشيخ لدكتور حاتم الشريف وفقه الله ..
فقد كتب مقالاً نشر في موقع (الإسلام اليوم) وهو موقع يرعى مثل هذه التوجهات ويؤصل لها وينافح عنها والشيء من معدنه لا يُستغرب.
وفي مقال الدكتور على قصره مغالطات سأتوقف عندها متأسفاً متألماً لما صدر عنه، نصرة للحق والله ودفعاً عن حياض أهل العلم الذين ينكرون ويستنكرون كثيراً مما تهدف له هذه المؤتمرات .. والله أسأل أن يهديني والدكتور وجميع المسلمين للصواب من القول والعمل ..
يقول الدكتور: (لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف)
أقول: بل اختلفوا، أعني اختلف أهل السنة مع غيرهم في هذا، فأئمة السلف منذ القدم ينكرون التواصل مع المخالفين إلا تحت مظلة الدعوة وعرض الحق عليهم، وهذا منهجهم من قديم، وإمامهم في هذا بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فماذا فعل عمر بصبيغ العراقي؟
عن السائب بن يزيد وسليمان بن يسار: أنّ رجلاً من بني تميم يقال له: صبيغ بن عسل، قدم المدينة، وكانت عنده كتب، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه وقد أعد له عراجين النخل فقال: اللهم أمكِنّي منه، فبينا عمر ذات يوم يغدّي الناس، إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة، فتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين: {والذاريات ذروا}، فقال عمر: أنت هو؟، فقام إليه فحسَر عن ذِرَاعيه، فلم يزل يجلِده حتّى سقطت عمامته، (في رواية:، ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين، فما زال يضربه حتى شجه، فجعل الدم يسيل على وجهه)، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي، فقال: والّذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقاَ، لضربت رأسك، ألبِسوه ثيابَه، واحتَمِلوه على قتَب، ثمّ أخرِجوه حتّى تقدُموا بهِ بِلاده، ثم ليقُم: خطيباً، ثم ليقُل: إنّ صبيغاً طلبَ العلمَ فأخطأه «، فلم يزل وَضِيعاً في قومِه حتّى هلَك، وكان سيّد قومه «.
مع أنّ صبيغاً لم يخالف وإنما أراد فتح باب للخلاف، فقمعه عمر بالسوط حتى أدمى ظهره.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في السنة للخلال على لسان بعض أئمة السلف:» وليس ينبغي لأهل العلم والمعرفة بالله أن يكونوا كلما تكلم جاهل بجهله أن يجيبوه ويحاجوه ويناظروه فيشركوه في مأثمة ويخوضوا معه في بحر خطاياه ولو شاء عمر ابن الخطاب أن يناظر صبيغ ويجمع له أصحاب رسول الله حتى يناظروه ويحاجوه ويبينوا عليه لفعل ولكنه قمع جهله وأوجع ضربه ونفاه في جلده وتركه يتغصّص بريقه وينقطع قلبه حسرة بين ظهراني مطروداً منفيا مشرداً لا يكلم ولا يجالس ولا يشفا بالحجة والنظر بل تركه يختنق على حسرته ولم يبلعه ريقه ومنع الناس من كلامه ومجالسته فهكذا حكم كل من شرع في دين الله بما لم يأذن به الله أن يخبر أنه على بدعة وضلالة فيحذر منه وينهي عن كلامه ومجالسته «.
هذا مع الفرد، وأما مع الجماعة فماذا فعل علي رضي الله عنه مع الخوارج؟
هل جمع لهم علي علماء الصحابة وجلس معهم للحوار؟ الجواب: لا.
بل أرسل لهم من يناظرهم ويقيم عليهم الحجة ويستنقذ منهم من كتب الله له الهداية، ثم بعد ذلك كرّ عليهم فأباد خضراءهم.
وبلَغ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ ـ رحِمَه اللهُ ـ أنّ غيلان القدريّ يقولُ في القدَرِ، فبعثَ إليهِ فحجَبه أياماً، ثم أدخلَه علَيه، فقالَ يا غيلان! ما هَذا الذي بلغَني عنك؟ قالَ عمرو بن مهاجر: فأشرتُ إليهِ ألاّ يقولَ شَيئاً، قالَ: فقالَ: نعَم يا أميرَ المؤمنين، إنّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا} قال عمرُ: اِقرَأ إلى آخرِ السّورة: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} ثمّ قالَ: ما تقولُ يا غَيلان؟ قالَ: أقول: قد كُنت أعمَى فبصّرتَني، وأصمّ فأسمَعتني، وضالاً فهدَيتني، فقالَ عمر: اللّهمّ إن كانَ عبدُك غيلانُ صادِقاً وإلاّ فاصلِبه! قالَ: فأمسكَ عن الكلامِ في القدرِ، فوَلاّه عمرُ بن عبدِ العزيز دارَ الضّربِ بدِمَشق، فلمّا ماتَ عمرُ بن عبد العزيز وأفضَت الخلافةُ إلى هشامٍ تكلّمَ في القدرِ، فبعثَ إليه هشامٌ فقطَعَ يدَه، فمرّ بهِ رجلٌ والذّباب على يدِه، فقالَ: يا غيلانُ! هذا قضاءٌ وقدَر، قال: كذَبتَ، لعمرُ اللهِ ما هذا قضاءٌ ولا قدَر، فبعثَ إليهِ هشامٌ فصلَبَه».
هذا بالنسبة لموقف ولاة الأمر ..
أما العلماء فموقفهم معروف أنقل هنا نتفاً منه:
عن حُمَيد الأعرجِ قال: قدمَ غيلانُ مكّةَ يجاوِرُ بِها، فأتَى غيلانُ مجاهداً فقالَ: يا أبا الحجّاجِ، بلَغَني أنّكَ تنهَى النّاسَ عنّي وتذكرني، وأنّه بلغكَ عنّي شيءٌ لا أقولُه؟ إنّما أقولُ كذا، فجاءَ بشيءٍ لا يُنكَر، فلمّا قامَ قالَ مجاهِد: لا تجالِسُوه؛ فإنّه قدَرِيّ.
قالَ حُميد: فإنّي لمّا كنتُ ذاتَ يومٍ في الطّوافِ لحِقَني غيلانُ مِن خلفِي يجذِبُ ردائي، فالتفتُّ فقالَ: كيفَ يقولُ مجاهِد خرفاً كذا وكذا فأخبرتُه، فمشَى معي، فبصُر بِي مجاهدٌ معَه، فأتيتُه فجعلتُ أكلّمُه فلا يردّ عليّ، وأسألُه فلا يجيبُني .. فغدوتُ إليهِ فوجدتُه على تلكَ الحالِ، فقلت: يا أبا الحجاج! أبلغَكَ عنّي شيءٌ؟ ما أحدثتُ حدَثاً، ماَ لي! قال: ألَم أركَ مع غيلانَ ! وقد نهيتُكم أَن تكلِّمُوه أو تجالِسُوه؟ قالَ: قلتُ: يا أبا الحجّاج ما أنكرتُ قولَك، وما بدأتُه، وهو بدأني، قالَ: واللهِ يا حُميد لولاَ أنّك عندي مُصَدّقٌ ما نظرتَ لي في وجهٍ منبسِطٍ ما عِشتُ، ولئِن عُدتَ لا تنظرُ لي في وجهٍ منبسطٍ ما عِشتُ.
وعن أيّوبَ قالَ: كنتُ يوماً عند محمّدِ بن سيرين إذ جاءَ عمروبنُ عبيد فدخلَ، فلمّا جلسَ وضعَ محمّد يدَه في بطنِه وقامَ، فقلتُ لِعَمرو: انطلِق بِنا، قالَ: فخرَجنا فلمّا مضىَ عمرُو رجعتُ فقلتُ: يا أبَا بكر؟ قد فطِنتُ إلى ما صنعتَ، قالَ: أقَد فطِنتَ؟ قلتُ: نعَم! قالَ: أما إنّه لم يكن ليضُمّني معَه سقفُ بيتٍ.
وقيلَ: دخلَ ابنُ عبيدٍ دارَ ابنَ عونٍ فسكتَ ابنُ عونٍ لما رآه، وسكتَ عمرو عنه، فلَم يسألْهُ عن شيءٍ، فمكثَ هنيهةً ثمّ قام فخرج، فقالَ ابنُ عون: بِمَ استحلّ أن دخلَ داري بغيرِ إذْني؟ ـ مراراً يردّدُها ـ أمَا إنّه لو تكلّم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن مؤمّلِ بنِ إسماعيلَ، أنه قالَ: قالَ بعضُ أصحابِنا لحمّاد بن زيد: ما لكَ لم ترْوِ عن عبدِ الكريمِ إلاّ حديثاً واحداً؟ قال: ما أتيتُه إلا مرّةً واحدةً لمساقهِ في هذا الحديثِ، وما أحبُّ أنّ أيوبَ علِمَ بإتياني إليهِ، وأنّ لِي كذَا وكذَا، وإنّي لأظنّه لو علِمَ لكانت الفصيلةَ بيني وبينَه.
وعن حمّادِ بن زيدٍ قالَ: لقِيَني سعيدُ بنُ جبير فقالَ: ألم أركَ مَع طَلق؟ قلتُ: بلَى! فما لَه؟ قالَ: لا تجالِسْه فإنّه مرجِئ.
وعن محمّد بن واسِع قال: رأيت صفوانَ بن محرِز رأى قوماً يتجادلُون، قرِيباً منه، فقامَ ينفضُ ثيابَه ويقولُ: إنّما أنتُم جُرُب، مرتين.
وحكَى ابنُ وضاحٍ عن غيرِ واحدٍ: «أنّ أسدَ بن موسى كتبَ إلى أسد بن الفرات: اِعلم يا أخي أنّ ما حملَني على الكَتبِ إليكَ ما أنكرَ أهلُ بلادِكَ من صالِح ما أعطاكَ اللهُ من إنصافِكَ النّاسَ، وحُسنِ حالِكَ ممّا أظهرتَ من السّنّةِ، وعيبكَ لأهلِ البِدَعِ، وكثرةِ ذكرِكَ لهم، وطعنِكَ عليهِم، فقمَعَهم اللهُ بِك، وشدّ بكَ ظهرَ أهلِ السّنّةِ، وقوّاكَ عليهِم بإظهارِ عيبِهِم، والطعنِ عليهِم، وأذلّهم اللهُ بذلكَ وصارُوا بِبِدعتِهم مستَتِرين، فأبشِرْ يا أخِي بثوابِ الله، واعتدّ بهِ من أفضلِ حسناتِك، من الصّلاةِ والصيامِ والحجِّ والجهادِ، وأينَ تقعُ هذهِ الأعمالُ من إقامةِ كتابِ اللهِ وإحياءِ سنّةِ رسولِ الله؟! .. فاغتنِم يا أخِي هذا الفضلَ وكُنْ من أهلِه، فإنّ النبيّ ? قالَ لمعاذٍ حين بعثَه إلى اليمنِ فأوصاهُ وقال: «لأن يهدِي الله بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ من كذا وكذا» وأعظمَ القولَ فيهِ، فاغتنِم ذلكَ وادعُ إلى السّنّةِ حتّى يكونَ لكَ في ذلكَ ألفةٌ وجماعةٌ يقومون مقامكَ إن حدثَ بكَ حدَثٌ، فيكونونَ أئمةً بعدكَ، فيكونُ لكَ ثوابٌ إلى يومِ القيامةِ، كما جاء الأثر، فاعمَلْ علَى بصيرةٍ، ونيّةٍ حسنةٍ، فيردّ اللهُ بكَ المبتدعَ والمفتونَ الزائغَ الحائِر، فتكونُ خلَفاً مِن نبيّكَ ?، فأَحْيِ كتابَ اللهِ وسنةَِ نبيّهِ، فإنّكَ لن تلقَى اللهَ بعملٍ يشبِهُه».
وعندما حصر الشاطبي مراتب العلاقة مع المخالفين قال:
أحدها: الإرشادُ والتّعليمُ وإقامةُ الحجّةِ، كمسألةِ ابنِ عبّاس ـ رضي الله عنه ـ، حينَ ذهبَ إلى الخوارجِ فكلّمَهم حتّى رجعَ منهُم ألفان ـ أو ثلاثة آلاف.
والثّاني: الهجرانُ وتركُ الكلامِ والسّلامِ، حسْبما تقدّم عن جملةٍ من السّلفِ في هجرانِهم لِمَن تلبّسَ بِبِدعةٍ، وما جاءَ عن عمرَ ـ رضي الله عنه ـ من قصّةِ صبيغٍ العراقيّ.
والثّالثُ: كما غرّبَ عمرُ صبيغاً، ويجري مجراه السّجنُ وهوَ:
الرّابِعُ: كما سجنُوا الحلاّجَ قبلَ قتلِه سنينَ عدِيدة.
والخامس: ذِكْرُهم بما هُم علَيه، وإشاعةُ بدعتِهم كي يُحذَروا، ولئلاّ يُغترّ بكلامِهِم، كما جاءَ عن كثيرٍ من السّلفِ في ذلِك.
السّادسُ: القتلُ إذا ناصبُوا المسلمينَ وخرَجُوا علَيهِم، كما قاتلَ عليٌّ ـ رضي الله عنه ـ الخوارِجَ، وغيرُه من خلفاءِ السّنّة.
والسّابعُ: القتلُ إن لم يرجِعُوا مِن الاستتابةِ، وهوَ قد أظهرَ بدعتَه، وأمّا مَن أسرّها وكانَت كُفراً أو ما يرجِعُ إليهِ فالقتلُ بلا استتابةٍ وهوَ:
الثّامن: لأنّه من بابِ النّفاقِ كالزنادِقة.
والتّاسعُ: تكفيرُ مَن دلَّ الدّليلُ على كفرِه، كما إذا كانَت البدعةُ صريحةً في الكفرِ كالإباحيّةِ، والقائلينَ بالحلولِ كالباطنيةِ، أو كانَت المسألةُ في بابِ التكفيرِ بالمآلِ، فذهبَ المجتهدُ إلى التّكفير .. وينبني على ذلك:
الوجهُ العاشرُ: وذلكَ أنّه لا يرِثهم ورثتُهم مِن المسلمين ولا يرِثُون أحداً مِنهم، ولا يُغسَلُون إذا ماتوا، ولا يصلّونَ عليهِم ولا يُدفَنون في مقابرِ المسلمِين، ما لم يكن المستتِر، فإنّ المستتِر يُحكَمُ له بحكمِ الظّاهِرِ، وورثتُه أعرفُ بالنسبةِ إلى الميراثِ.
والحاديَ عشَر: الأمرُ بأن لا يُناكَحُوا، وهو مِن ناحيةِ الهجران، وعدمِ المواصلَةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثّاني عشَر: تجريحُهم على الجملةِ، فلا تُقبَلُ شهادتُهم ولا روايتُهم، ولا يكونونَ ولاةً ولا قضاةً، ولا يُنصّبون في مناصبِ العدالةِ من إمامةٍ أو خطابةٍ، إلاّ أنّه قد ثبتَ عن جملةٍ من السّلفِ روايةُ جماعةٍ منهم، واختلفُوا في الصّلاةِ خلفَهم من بابِ الأدَبِ ليرجِعُوا عمّا هُم علَيه.
والثّالث عشَر: تركُ عيادةِ مرضاهم، وهو مِن بابِ الزّجرِ والعقوبةِ.
والرّابع عشَر: تركُ شهودِ جنائِزهم كذلِك.
والخامسَ عشر: الضّربُ، كما ضربَ عمرُ ـ رضي الله عنه ـ صَبيغاً.
ورُوِيَ عن مالكٍ ـ رضي الله عنه ـ في القائلِ بالمخلوقِ أنه يوجَعُ ضَرباً ويُسجنَ حتّى يموت.
ورأيت في بعضِ تواريخِ بَغداد عن الشّافعيِّ أنّه قالَ: حُكمِي في أصحابِ الكلامِ أن يُضرَبوا بالجرائِدِ، ويُحمَلوا على الإِبلِ، ويُطافُ بهِم في العشائِرِ والقبائِلِ، ويُقال: هذا جزاءُ من تركَ الكتابَ والسّنّةَ، وأخذَ في الكلامِ، يعني أهلَ البِدَعِ».
هذا هو موقف السلف من المخالفين فقارن بين هذا وما يدعو إليه الدكتور ..
يقول الدكتور: (وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري)
أقول: هذا فيه تعميم، فأي حوار تعني، أهو الحوار العلمي بين أهل السنة فيما يسوغ الخلاف فيه من مسائل العلم؟
أم تعني الحوار بين أهل الحل والعقد فيما يستجد في الأمة من الحوادث التي تحتاج إلى الرأي والمشورة؟
أم الحوار بين المتنازعين في أمور الدنيا بما يحقق الصلح والتراضي؟
فكل هذا طيب مشروع لم ينكره أحد.
وهو دال على ما قلته من رقي علمي وعقلي وحضاري.
أم أنك تعني إقرار حق المخالفين للسنة على تفاوت مراتبهم في المخالفة للشريعة وغض الطرف عن نقاط النزاع والحوار والكلام في المتفق عليه من أمور عامة مشتركة وما يلحق ذلك ويستلزمه – وإن تملص منه البعض – من منع الإنكار عليهم أو التحذير منهم ومن مناهجهم ومذاهبهم؟
فهذا في الحقيقة لا دلالة فيه على رقي لا عقلي ولا علمي ..
ولو كان فيه خير ورقي عقلي لكان أسبق الناس إليه والعمل به هم سلفنا الصالح والذين كان منهجهم مع المخالفين معروفاً نقلت لك بعضه فيما تقدم، فهل طريقتهم تلك كانت علامة تخلفهم العقلي والعلمي والحضاري؟!
يقول الدكتور: (لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة)
أقول:ليس صحيحاً، بل كثيراً ما كان الزجر والهجر أكثر وضوحاً وتنبيهاً للعقل والضمير، وفي قصة صبيغ أنه بعد أن ضربه قال: (حسبك يا أمير المؤمنين، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي) .. وكثيراً ما كان الهجر والعزل منبهاً للمخطئ ومعيداً له لى جادة الصواب.
الحوار يكون وسيلة حين يكون سبب المخالفة الجهل البسيط أو التأويل والغلط ممن يبحث عن الحق لأنّ سبب تبني هذا لمخالفته هو ظنها إياها الصواب .. لكن حين يكون الحوار مع طوائف تكن عداءً للسنة وأهلها منطلقاته التعصب وأتباع أديان كذلك فالحوار لن يجدي في هذه الحال إلاّ مزيداً من الضعف للحق وأهله والقوة للباطل وأهله ..
يقول الدكتور: (ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل) فالتسلّطُ لم يكن .. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة.
أقول: ومن قال إن التواصل هدف ومقصد؟
التواصل في منهج السلف هو اللقاء لبيان الحق وإحقاقه وإبطال الباطل ولأن يُقال للمسيء ما فيه من الإساءة ليعود ويستدرك .. أما غير ذلك فليس فيه إلا مفسدة نشر المخالف لمخالفته وتقريرها وتهوينها في أعين الناس.
ثم إن الدكتور غفل عن أنّ السلف راعوا في هذا الأمر مصلحة الأمة قبل الفرد، فلئن كان في هجر وزجر الفرد أو الجماعة قطعاً للصلة بهم ففيه تنبيه للأمة بخطرهم وحماية لها منهم، كالمريض الذي يُحجر عليه ويُترك يقاسي الألم وحده ليس قسوة عليه بل رحمة بمجموع الأمة أن لا تقع في ما وقع فيه بسبب تساهل العلماء في الحوار ومجالسة المخالفين وما يتبع ذلك من التبسط معهم.
يقول الدكتور: (ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا).
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: لسنا مكلفين شرعاً أن نكون غير ما نحن عليه ..
تحسين الصورة يريد به كثير من أهل الحداثة والعصرانيين وأهل البدع أن يترك أهل السنة كثيراً من دينهم ليكون مقبولاً حسناً في أعين المخالفين .. ويريد به الكفار أن نترك بعض ديننا أو كله لنكون عندهم مرضيين ..
وهذا لا يقول به من يحترم دينه وعقله ..
ويراد به أن نمتثل حقيقة السنة والإسلام النقي الصافي، وهذا حق بغض النظر قبله الآخرون أم لا.
فالواجب أن يستجيب المؤمن لله ولرسوله دون النظر لقبول الآخرين له ..
ونحن نعلم أن المخالف لن يرضى عن أهل السنة ويتقبلهم إلا أن يتركوا شطر دينهم ..
كما أن اليهود والنصارى لن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم ..
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} [البقرة:120]
فهذه النغمة يجب أن يكف عنها طلبة العلم والعلماء لأن مدلولاتها غير شرعية في الأغلب.
قال ابن القيّم في سبب تحريف شريعة النصارى: «وانضاف إلى هذا السبب ما في كتابهم المعروف عندهم بافر كسيس أن قوماً من النصارى خرجوا من بيت المقدس وأتو أنطاكية وغيرها من الشام، فدعوا الناس إلى دين المسيح الصّحيح، فدعوهم إلى العمل بالتوراة، وتحريم ذبائح من ليس من أهلها، وإلى الختان وإقامة السبت، وتحريم الخنزير وتحريم ما حرمته التوراة، فشقّ ذلك على الأمم، واستثقلوه، فاجتمع النصارى ببيت المقدس وتشاوروا فيما يحتالون به على الأمم ليحبّبوهم إلى دين المسيح ويدخلوا فيه، فاتفق رأيهم على مداخلة الأمم والترخيص لهم والاختلاط بهم، وأكل ذبائحهم، والانحطاط في أهوائهم، والتخلّق بأخلاقهم وإنشاء شريعة تكون بين شريعة الإنجيل وما عليه الأمم».
يقول الدكتور: (فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين)
أقول: من العجب أن الدكتور لا يدري لما يتوجس البعض من الحوار!
كل هذا الزخم الإعلامي العالمي الذي ينادي من عقود عدة إلى الحوار بين الأديان والجلوس على موائده من أين صدر؟
ألم يصدر من جهات غربية كافرة ..
ألا يحق للمسلم أ يتوجس ويخاف من دعوة مصدرها الكفار؟
دعنا مما يقوله فكر المؤامرة ..
ولنقرأ ماذا قال لنا ربنا تعالى عن المخالفين لنا من الكفار بشتى مللهم: هل يريدون بنا خيراً أم شراً أم لا هذا ولا ذاك؟
{ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير} [البقرة:109]
{ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم} [البقرة:105]
{يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين} [ال عمران:149]
يقول الدكتور: (هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟)
أقول: هذه الشنشنة التي يدندن حولها التغريبيون المنادون بالحرية: ألا وهو أنا أصحاب حق وثقافة قوية لا نخشى الانفتاح ولا الحوار مع الآخر .. أتعجب من الدكتور حين يردد ما يردده هؤلاء.
بل والأشد من هذا أن يعتبر رفض الحوار لا يكون إلا من ضعيف الحجة ..
حسناً سأنقل للجميع موقف بعض أئمة السلف التي تُعتبر عند الدكتور دليلاً على ضعف الحجة:
عن أيّوبَ قالَ: دخلَ رجلٌ على ابنِ سيرينَ فقالَ: يا أبا بَكر! اقرأُ عليكَ آيةً من كتابِ اللهِ لا أزيدُ أن أقرأَها ثمّ أخرُجُ؟ فوضعَ إصبعَيه في أذنَيهِ، ثمّ قالَ: أعزِمُ عليكَ إن كنتَ مسلِماً إلاّ خرجتَ من بيتِي، قالَ: فقالَ: يا أبا بكر! لا أزيدُ على أَن أقرأَ (آيةً) ثم أخرجُ، فقامَ لإزارِه يشدّه وتهيّأَ للقيامِ، فأقبلنا على الرّجلِ، فقلنا: قَد عزمَ عليكَ إلاّ خرجتَ، أفيَحِلّ لك أن تُخرِجَ رجلاً من بيتهِ؟ قالَ: فخرجَ، فقُلنا: يا أبا بكر! ما عليكَ لو قرأَ آيةً ثمّ خرجَ؟ قال: إنّي واللهِ لو ظننتُ أن قلبِي
(يُتْبَعُ)
(/)
يثبتُ على ما هوَ عليهِ ما باليتُ أن يقرأَ، ولكن خِفتُ أن يلقِيَ في قلبي شيئاً أجهدُ في إخراجهِ من قلبي فلا أستطيع.
عن معن بن عيسى قال: انصرف مالك بن أنس رضي الله عنه يوماً من المسجد، وهو متّكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له: أبو الجيرية، كان يُتّهم بالإرجاء، فقال: يا أبا عبدالله، اسمع مني شيئاً، أكلّمك به، وأحاجّك، وأخبرك برأيي، قال: فإن غلبتني؟ قال: إن غلبتك اتّبعني، قال: فإن جاء رجل آخر، فكلمنا فغلَبَنا؟ قال: نتّبعه، قال مالك رحمه الله تعالى:» ياعبد الله، بعث الله تعالى محمّداً ? بدين واحد، وأراك تنتقل من دين إلى دين، قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غَرَضاً للخصومات أكثر التنقل «.
عن هشام - يعني ابن حسان - قال: جاء رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد، تعال حتى أخاصمك في الدين، فقال الحسن:» أما أنا فقد أبصرت ديني، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه «.
عن سلام بن أبي مطيع: أنّ رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر؟ أسألُك عن كلمة، قال: فوَلّى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة، ولا نصف كلمة «.
هذا هو موقف هؤلاء الأئمة من الحوار مع المخالف فهل كان هذا نابعاً من ضعف الحجة؟!
يقول الدكتور: (أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟)
أقول: ومن الذي قرّر أن الدعوة للحوار دعوة حق أصلاً حتى نقول إنها حق يُراد به باطل ..
بل نحن نقول إن الحوار لفظ عام يُراد به أمور شتى منها ما هو حق ومنها ما هو باطل ..
وقد ذكر الشيخ الفوزان وفقه الله طرفاً من ذلك:
وأنا على يقين من أن المفردات الباطلة داخلة فيه .. لكن المفردات الشرعية لا نرى لها أثراً ..
وهذا سبب خوفنا على أمتنا وديننا أن تمر بما مرت به الأمم قبلنا مما حذرنا منه الله ورسوله.
يقول الدكتور: (ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة)
أقول: كل أمر تفوح منه أسباب سوء الظن فسوء الظن به جدير .. بغض النظر عن بواطن الأمور ..
ونحن لا نقول ن الدعاة سيتخذونه سلماً للتنازل عن حقائق الدين وتمييع الولاء والبراء ..
فهذا لا نقوله، بل هذا حدث فعلاً .. وأول أماراته هو مقالك هذا يا دكتور .. فقد تم التنازل جهاراً نهاراً عن أصل أصيل من منهج السلف ومن صلب عقائدهم التي سطروها في كتبهم وأصولهم، ألا وهو الموقف من المخالف، وهو الموقف الذي لم يتغير منذ قرون ولم يعرف ما يُسمى الآن التعايش والحوار وقبول الآخر وإقرار حرية الفكر ونحو ذلك ..
وقولك: (لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة)
فهذا في الحقيقة غير صحيح.والمؤامرة ليست نظرية ولا فكرة بل هي حقيقة قرآنية سطرها الله تعالى في كتابه ..
وليس من الغلو فيها التزام مدلولاتها ومن أهمها الحذر من الكفار ومن أهل البدع وما يصدر منهم من دعوات لا يريدون بها إلا مصالحهم والكيد للسنة وأهلها ..
قال الدكتور: (ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!)
أقول: النواح والعويل ممن لا يستطيعون غيره خير من الرضوخ للواقع والتنازل عن المبادئ.
وبرامج التصحيح وإنتاج الإصلاح إن لم تكن على منهج السلف ونور الوحي فلا مرحباً بها.
المعارضون لك يا دكتور ليسوا مسلوبي الإرادة .. بل هم من خيرة علماء الأمة أصحاب الإراة القوية الذين لا تغرهم الأضواء ولا الشعارات .. وأصحاب الثبات على المبادئ هم أصحاب الإرادة القوية أما تجار المؤتمرات وبائعوا الذّمم ومؤجّروا العقول فهم مسلوبوا الإرادة حقاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
المخالفون لك يا دكتور ليسوا هم المقيدين بسوء الظن وأسيري التوجس .. بل هذا الوصف أحق الناس به من يسارع إلى كل دعوةٍ لسوء ظنه بربه ودينه .. المؤمنون لا يغيرون مبادئهم .. لأنه يحسنون الظن بربهم ولا يتوجسون مما يصيب الأمة من عنت فيسارعون للتنازل والدعوة لمؤتمرات الكاسب فيها أعداؤنا والخاسر فيها نحن .. ولا أظن عاقلاً يقول إنه لا خاسر فيها ..
يقول الدكتور: (أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟!)
أقول:انظر لهذا الكلام وما فيه ..
فمن الذين نغلوا في تعظيمهم؟
ثم لماذا يعجزون عن الحوار وأنتم تدّعون أنه حوار في أمور مشتركة؟ ما هذا التناقض؟
أهل السنة أقدر الناس على الحوار ن كان المراد به الجدل والمناظرة ..
وإعراضهم عنها دليل قوّة لا ضعف ..
فالمخالفون هم الذين يستجدون الاعتراف بحقهم في مخالفة الوحي .. وهو حق لا يجوز الإقرار لهم به إلاّ وفق ما أتاح القرآن والسنة وبأسلوب ومنهج السلف الصالح ..
لأنهم يراعون الأمة كلها وليس أنفسهم .. ويخشون على الأمة من أمرين أحلاهما مر:
إما لحن المخالف بحجة لا يفقهها أكثر الناس فيلتبس عليهم الحق ..
أو على أقل تقدير نزع هيبة الناس من المخالف وإذابة الحواجز بينهم وبين المخالفين وتهوين أمرهم فتقع الكارثة ..
هذا إن كان المقصود بالحوار المناظرة ..
أما إ كان الحوار في الأمور المشتركة ومن ثم غض الطرف وطي صفحة الخلاف في خصائص المخالفين فهذا شر وشر وهو الذي يُنئي أهل السنة عن هذه الدعوات.
يقول الدكتور: (وينسى هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حاورَ كفارَ مكة في صلح الحديبية، لا لدعوتهم إلى الإسلام، بل حاورهم على ما فيه إرجاءُ دعوتهم إلى عشر سنوات، يتركهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك!)
أقول: ما حصل في صلح الحديبية لم يكن استجابة لدعوة من كفار مكة للحوار ..
بل كان صلحاً تم فيه تأجيل القتال لا الدعوة ..
ولا أدري من أين للدكتور أنه صلى الله عليه وسلم أرجأ دعوتهم؟!
وكل ما في الأمر أنه يكف عن قتالهم عشر سنوات .. فيما يكفون هم كذلك مما أتاح فرصة كبيرة للدعوة ..
يقول الدكتور: (وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟!)
أقول: ومن قال إنّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء لعقد حوار للدعوة أو لغيرها ..
المفاوضات لم تشمل إلا شروط صلح عسكري سياسي لمدة عشر سنوات لم تُطرح فيه الأمور المشتركة ولا المختلفة بين المشركين والمسلمين ..
ثم مما يبين سقوط احتجاج الدكتور أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدث بينه وبين الكفار لقاء بعد ذلك إلا تحت بارقة السيوف لما نقض الكفار العهد ..
بينما أصحابنا المتحاورون يلتقون مرات ومرات يتبادلون الكلام والابتسامات والأكل والشرب والإقامة معاً مرة بعد مرة ويعدون فيها الندوات المشتركة المسلم بجوار الكافر والسني بجوار الرافضي فماذا يبقى من الولاء والبراء في قلوب من يرى هذه المناظر تعاد عليه مرة بعد مرة ..
قال الدكتور: (بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى؟!
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!!)
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: لا أدري من أين جاء الدكتور بهذا التفسير لتعظيم حرمات الله .. وما دخل تصور المشركين للأله وتصور المسلمين وما هذا الشرود والجري بدلالة القصة؟!
فالشراح حين تكلموا في معنى هذه العبارة ذكروا أن معناها تعظيمهم للحرم والقتال فيه بمعنى أن أيّ مطلب سيطلبونه فيه الكفار عن القتال تعظيماً لحرمة البيت سأجيبهم إليه .. وبعضهم قال: تعظيماً لصلة الرحم، وهذا من صلب ديننا شاركنا فيه الآخرون أم لا ..
وقد كان هناك أمور كثيرة مشتركة لم يتكلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم معهم مثل نصرة المظلوم وإسعاف الملهوف وخدمة بيت الله ونحوها لم يتكلم فيها معهم .. وإنما ارتضى أي مطلب منهم يؤدي إلى كف القتال ما دام فيه تعظيم لحرمات الله ..
ثم إن استدلال الدكتور بتنازل النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميته بالنبي وعن وصف الله بالرحمن لا يصح؛ لأن هذا من خصوصياته كما قال كثير من العلماء بوحي من الله أما غيره فلا يجوز له أن يفعل ذلك ..
والدكتور مع كثير من قومه الكرام لم يتنازلوا عن وصف (الشرف) وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على الشيخ ابن جبرين لرأي رآه في قضية آل البيت، ولم يقبل الدكتور وقومه إلا بتراجع الشيخ وبعضهم طالب بالاعتذار .. !
ولم أر الدكتور طالب بحوار حول هذه القضية وفتح باب النظر فيها .. وحتى لو لم يتراجع الشيخ ابن جبرين فهناك أمور مشتركة كثيرة جداً بينه وبينهم فلماذا ر فضوا هذا الرفض وثاروا هذه الثورة وأبوا إلا التراجع عن الفتوى؟
أما دين الله فلا بأس بالحوار في بعض الأمور .. بل أفهم من استدلال الدكتور بحادثة الحديبية أنه سيقبل يوماً بالغض من قدر نبينا صلى لله عليه وسلم وقبول فكرة حرية نقده من باب الفكر وهذا من أجل مصلحة الحوار .. !
يقول الدكتور: (لقد أجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه التساؤلات بما لا ينبغي بعدَ إجابةِ النبي صلى الله عليه وسلم عنها أن تُطرَح، بل لا يجوز مجرّدُ بقائها تَسَاؤُلًا؛ إلا عند أتباع القائلِ: "اعْدِلْ يا مُحَمَّدُ"، ممن يظنون أنفسهم أغْيَرَ على الدين وأَوْلَى به من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!!)
أقول: ليت شعري هل يجرؤ الدكتور أن يقول من جنس هذا الكلام لمحاوريه من المخالفين له في الملة أو السنة ..
يتهم الدكتور مخالفيه أنهم من أتباع الحرورية المعترضين على حكمه صلى الله عليه وسلم.
وهذا منه لما ساء فهمه للنص وفسّره وبنى عليه قصراً من رمل أبيض ..
يقول الدكتور: (وإن وجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتركًا بين التوحيدِ والوثنية جعله مُنْطَلقًا للصلح والحوار، كما في هذا الحديث الثابت، فقد شَرَع لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيجادَ مُشْتَرَك بيننا وبين كل مخالف، وسيكون المشترَكُ بيننا وبين أهل الكتاب حينئذ أكثرَ من المشترك بيننا وبين الوثنيين)
أقول: من أين للدكتور أن النبي صلى الله علي وسلم وجد مشتركاً بين الوثنية والتوحيد!
بالله يا قوم هل يقول بهذا من عقل عن الله ورسوله؟!
هل هناك شيء مشترك بين التوحيد والوثنية؟!
والحق أن هناك بقايا من دين إبراهيم تمسك بها العرب أكدها النبي صلى الله عليه وسلم وقبلها وهي من صميم ديننا وجعلها ذريعة لدرء الفتنة وترك القتال .. دون أن يُفهم منه الضعف ..
والدليل على هذا كما قلتُ سابقاً أنه لم يعقب مجلس الصلح أي حوار بين المسلمين والوثنيين بل انطلق النبي صل الله عليه وسلّم في الدعوة واستغل السنوات في نشر الدين في أمان من القتال ووفر الجهد والمال العسكريين في الدعوة إلى الله ..
فأين هذا من ذاك ..
يقول الدكتور: (كما أنّ هذا الموقف النبوي يبيّنُ أنّ الحوار إذا لم يبدأ من المشترك، فإنه سينتهي إلى زيادةِ التباعد والعداوة. فلا ينبغي أن نبدأَ حوارًا إلا بعدَ أن نعرف آخر المشتركات، والتي بدأ بعدها الاختلاف).
أقول: لننظر في سنة النبي صلى الله لي وسلم هل بدأ حواره بالمشترك المزعوم، وأنقل ثلاثة مواقف:
الأول رساله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى هرقل وفيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله، إلى هرقل عظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد! فإني أدعوك بدعاية الاسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الاريسيين، و (يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله) إلى قوله (فاشهدوا بأنا مسلمون)
والثاني: دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقومه: عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا، فقال: «يا صباحاه». قال: فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: ما لك؟ قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم كنتم تصدقوني؟» قالوا: نعم، أو بلى قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»
الثالث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه فقال: " إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهم ما أجابوك إليها فآقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الاسلام فإن أجابوك فكف عنهم واقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن [أجابوا] فآقبل منهم وكف عنهم، وإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ".
لا حظ وصيّته صلّى الله عليه وسلّم: (ادعهم) ولم يقل: (حاورهم) ..
يقول الدكتور: (يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
ومن هذه المقاصد:
- أن نَفْهَمَ المخالفين (كفارًا كانوا أو غيرَ كُفَّارٍ) فهمًا عميقًا، وأن نعرف حججهم، ومنطلقاتهم الفكرية، ورواسبهم العقدية، وتصوراتهم، وأساليب إقناعهم. فما نجح الغرب في غزونا الثقافي إلا بعد مئات السنين من الدراسات الاستشراقية، التي عرف معها كيف يؤثر فينا).
أقول: ألا يمكن هذا إلا بالحوار والجلوس معهم ..
هل تعني أنّ كل الذين ردوا على المذاهب الكفرية والمبتدعة لم يفهموها فهماً عميقاً ولم يعرفوا حججهم ومنطلقاتهم ورواسبهم؟
هل يتحدث الدكتور عن مذاهب أتت من الفضاء لم يسمع بها أحد .. أم عن مذاهب وأديان حدثت منذ قرون عدة كشفها وكشف زيفها أهل الإسلام وبينوا أصولها وباطلها حتى قيل عن شيخ الإسلام رحمه الله إنه يعرف المذاهب الباطلة أكثر مما يعرفها أهلها ..
وحتى المذاهب المعاصرة لها مراجعها التفصيلية ومصادرها التي تعطي المريد أدق التفاصيل عنها ..
وإذا كان الدكتور يستدل بغزو الغرب لنا بالدراسات الاستشراقية التي لم تنتج عن مؤتمرات حوار فما باله يقصر طريقنا لغزو الغرب وفهمه بالحوار والجلوس على مائدته.
وهذا السبب الذي ذكره الدكتور هو الذي جعل بعض العلماء يتهاون في مخالطة أهل الأهواء ومع هذا لم يسلم إذ ظنّ في نفسه من القوة والجسارة والقدرة ما يعصمه من التأثر بثقافة المخالفين ومن أشهرِ الأمثلةِ على ذلكَ ما حصلَ لابنِ عقيل، وفي قصّتهِ عبرةٌ عظيمةٌ، ولِمن لا يعرِفُه أنقلُ قولَ الذهبي في أوّلِ ترجمتِه: «الإمامُ العلاّمةُ البحرُ شيخُ الحنابلةِ أبو الوفاءِ عليُّ بنُ عقيل بنُ محمّد بنُ عقيل بنُ عبدِالله البغداديُّ الظفَريُّ الحنبليُّ المتكلِّمُ .. كانَ يتوقّدُ ذكاءً، وكانَ بحرُ معارفَ، وكنزُ فضائلَ، لم يكُن لَه في زمانِه نظيرٌ، على بدعتِه».
فقَد كانت فتنةُ ابنِ عقيلٍ حبُّه للعلومِ، ومجالَسةِ العلماءِ مِن كلِّ مذهَب، وهو أمرٌ نهىَ عنهُ السّلفُ، وقد قدّمْتُ لكَ خوفَ الأئمّةِ منهم على أنفسِهم، وهُم في مقامِ التّعليمِ، فكيفَ وهُم في مقامِ التعَلُّم؟
قالَ ابنُ كثيرٍ ـ رحِمَه اللهُ ـ: «وكانَ يجتمِعُ بجميعِ العلماءِ مِن كلِّ مذهبٍ، فربّما لامَه بعضُ أصحابِه فلا يلوِي علَيهِم».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالَ الذّهبي في الميزانِ: «أحدُ الأعلامِ وفردُ زمانِه عِلماً ونقلاً وذكاءً وتفنّناً، له كتابُ (الفنونِ) في أزيدِ من أربعِ مئةِ مجلداً، إلاّ أنّه خالفَ السّلفَ، ووافقَ المعتزلةَ في عدّةِ بِدَعٍ نسألُ الله العفوَ والسّلامةَ، فإنّ كثرةَ التبحّرِ في الكلامِ ربّما أضرَّ بصاحبِه، ومن حسنِ إسلامِ المرءِ تركُه مالا يعنِيه».
ونقلَ الذّهبيُّ عنه قولَه: «وكانَ أصحابُنا الحنابلةُ يريدونَ مِنّي هجرانَ جماعةٍ مِن العلماءِ، وكانَ ذلكَ يحرِمُني عِلماً نافِعاً» ثمّ علّقَ علَيه بقوله: «قلتُ: كانُوا ينهوْنَه عن مجالسةِ المعتزلةِ ويأبَى حتّى وقعَ في حبائِلِهم وتجسّرَ على تأويلِ النّصوصِ، نسألُ اللهَ السّلامةَ».
وفي تاريخِ ابنِ الأثيرِ: «كانََ قد اشتغلَ بمذهبِ المعتزلةِ في حداثتِه على ابنِ الوليد فأرادَ الحنابلةُ قتلَه فاستجارَ ببابِ المراتبِ عدّةَ سنين، ثمّ أظهرَ التّوبةَ».
فانظُر ـ عافاكَ اللهُ ـ إلى هذا الإمامِ العلَم كيفَ وقعَ في البدعةِ مع ذكائِه وصِدقِه وقدمِه الرّاسخةِ في العِلم، ولكنّ اللهَ يهدِي من يشاء، فكيفَ بنا الآنَ مع أقوامٍ جرّؤوا الشبابَ وطلبةَ العلمِ على مخالطةِ المبتدعةِ والأخذِ عنهم من علومٍ شتى، بدعوَى لقاءِ أهلِ العلمِ والأخذِ منهم، والاستفادةِ مِمّا برزُوا فيهِ من العلمِ، أو مخالطةِ أصحابِ البدعِ في أعمالٍ دعويةٍ أو مؤتمراتٍ مع السّكوتِ عنهم وعن باطلِهم، وما أجملَ مقولة الإمام الذّهبيّ ـ رحِمَه اللهُ ـ في ترجمة ابن الوليد الآنف ذكرُه بعدَ أن ذكرَ براعتَه في المنطِقِ: «وما تنفعُ الآدابُ والبحثُ والذّكاء، وصاحِبُها هاوٍ بها في جهنّم» فالله المستعان.
يقول الدكتور: (أن يفهمنا الآخرون، لكي يحترموا حضارتنا وقيمنا، وإن لم يؤمنوا بديننا. فإننا إذا ما استطعنا بالحوار أن نصحّح تصوراتِهم الفاسدة عنا، خفّتْ عداوتهم لنا، ووسّعنا بيننا دائرة المشتركات الحقيقية (التي لا تُلغي الفروقَ الحقيقية)، مما سينفعنا منافعَ عديدة، حتى في الدعوة إلى الله تعالى.
أقول:كيف ستصحح تصوراتهم لديننا إلا بالخوض في بيان باطل ما خالفه، وهذا لن يروق للمحاورين لأنهم جاؤوا كما تقول للحديث عن الأمور المشتركة .. تناقض!
والله سبحانه أخبرنا بديمومة عداوة أهل الكتاب لنا ولم يخبرنا عن وسائل (تخفيف) العداوة وإنما أمرنا بالحذر منهم ومن أي دعوة صادرة عنهم لأنهم إنما يودون لو يردوننا عن ديننا إن استطاعوا ..
يقول الدكتور: (- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم" [الأنعام: 108].)
أقول: لن تصل إلى قانون مثل هذا بالحوار يا دكتور إلا إذا تصرفت وفق ما يتصرف اليهود حين يتكلم في المحرقة .. ونحن أولى بمثل هذا الموقف مع مقدساتنا ..
ولو ظللت تحاور ألف سنة لن يُسجن شخص واحد أو يجرم ولو بدولار واحد لأن الغرب لن يتخلى عن دينه وحرية أفراده لصالح مجموعة من السذج يجلسون حول مائدة الحوار ..
لن يحترم الغرب أمة لم ينبس أيّ مسؤول فيها ببنت شفة إزاء سب نبيهم ..
لن يحترم الغرب أمة تنهي مقاطعة وتستجيب عواطفها وحميتها لمجموعة من الدعاة الإعلاميين البسطاء الذين تدغدغهم عبارات الثناء والحوار والوسطية والاعتدال التي تُكال لهم بالمجان ليقدموا المزيد!
ولن ينتهي الغرب عن انتهاك مقدساتنا مادام بين أظهرنا من ينتهكها بلا رقيب و لا رادع ..
حين يهب حاكم عربي واحد ليقول للغرب كفى .. هذا فراق بيني وبينكم إن لم توقفوا سب نبينا حين ذلك سيحترم الغرب مقدساتنا بلا حوار ولا خوار ..
يقول الدكتور: (- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال)
أقول: الصلح يكون بين متنازعين .. ونحن أمة مهزومة مغلوبة تُفرض عليها أوضاع معينة يُراد منها مسخها وإعادة تشكيلها ..
الذي يحصل ليس صلحاً وإنما استجابة لضغوط قد يرى البعض أن يستجيب لها شكلاً كمناورة سياسية فهذا شأنه لكن لا يجوز له أن يصدّق الموضوع فينطلق في الحوار إلى أبعد مما كان يطمع به المخالفون أنفسهم.
يقول الدكتور: (فلا تنحصر مقاصد الحوار المشروعة في الدعوة إلى تغيير المعتقدات والأديان، كما لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة)
أقول: والله إن لم يكن أهم وأول ما نحاور به الخلق لأجله هو تغيير المتقدات والأديان وإدخال الناس في دين الله فهذه أول هزيمة لنا ومكسب ونصر للمخالفين .. بل إنّ خلوّ الحوار أو لاتصال بالكفرة من وجود مقصد الدعوة يجعل منه نوعاً من الولاء والمخالطة المنهي عنها .. !
وكثيراً ما يسوغ العلماء بعض أنواع الخلطة مع المخالفين إذا كان هدفها الدعوة إلى الله .. بينما يقول الدكتور إنّ مقاصد الحوار لا تنحصر في الدعوة لتغيير المعتقد والدين ..
ثم يتناقض فيقول: (لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة) فأي دعوة بالحكمة أو بغير الحكمة وأنت أخليت الحوار أصلاً من هذا المقصد؟!
وليس المقصود باستنكار الحوار في كثير من صوره وعمومياته تجريم المشاركين .. بل هم شتى .. منهم المتأول المعذور المعروف بصدقه وإخلاصه نحسبه كذلك .. ومنهم من تاريخه يشهد بأنه رائد في تمييع الدين وتحطيم ثوابته وتكسير عظامه وأركانه، وكلهم موجود في هذه المؤتمرات .. فهذا إجرامه في حق الأمة ليس مقتصراً على مؤتمرات الحوار ..
وأما ولاة الأمور وبعض أهل العلم ممن نحترمهم ونجلهم ممن لهم في هذا تأويل فمن حقهم علينا عذرهم والذب عن أعراضهم ومن حقنا عليهم احترام وجهة نظر المخالفين لهم وإن اشتدت عباراتهم فليسوا مهما بلغ بهم الأمر أسوأ ممن قبلوا أن يحاوروهم وجلسوا معهم، فهم أولى بالحوار وتقبل مخالفتهم بسعة صدر وتفهم ..
والله من وراء القصد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العواد]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 10:31]ـ
اللهم اقبضنا إليك غير مفتونين ..
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 11:59]ـ
مقال للشيخ:الشريف حاتم بن عارف العوني 9/ 6/1429
لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف, وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري؛ لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة. ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل). فالتسلّطُ لم يكن .. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة، ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا.
هل هذا يعني ان جهاد الطلب يسيء الى صورة الاسلام و المسلمين؟!
قال تعالى:
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (29) التوبة
فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين:
هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟
أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
لو سميت الامور بأسمائها لاتضح أن الكلام معناه كله و معانيه مقلوبة وحجة على كاتبها
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
بل دواؤه أن نترك الغلو في ذوي الفضل على حسابِ آخرين منهم، وأنْ نعلمَ أنّ كُلًّا ميسّرٌ لما خُلق له.
اذا انطلقت افكارنا اصلا من الخطا ومن مفاهيم مقلوبة فكيف نصل الى الحقيقة؟
ومن هذه المقاصد:
- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم" [الأنعام: 108].
وهل للبودية أيضا مقدسات؟
- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال.
الصلح المطلق ينافي شريعة الله و جهاد الطلب فكيف يكون و جهاد الدفع قائم بل هذه النقطة لا تخالف الشرع فحسب ولكنها تخاف الواقع ايضا
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (29) التوبة
حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر
(يُتْبَعُ)
(/)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله صحيح البخاري كتاب الايمان
ولذلك أعود قائلا مستغربًا: فلا أدري لماذا يتوجسُ بعضُنَا خِيفةً من الحوارِ، بل من الدعوة إلى الحوار؟!
و السبب واضح ما قلناه من قبل
والموضوع من رأسه الى رجليه حجة على صاحبه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14464
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10633
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 12:16]ـ
ونحن لا نقول ن الدعاة سيتخذونه سلماً للتنازل عن حقائق الدين وتمييع الولاء والبراء ..
فهذا لا نقوله، بل هذا حدث فعلاً .. وأول أماراته هو مقالك هذا يا دكتور .. فقد تم التنازل جهاراً نهاراً عن أصل أصيل من منهج السلف ومن صلب عقائدهم التي سطروها في كتبهم وأصولهم، ألا وهو الموقف من المخالف، وهو الموقف الذي لم يتغير منذ قرون ولم يعرف ما يُسمى الآن التعايش والحوار وقبول الآخر وإقرار حرية الفكر ونحو ذلك ..
عبد الله احمد الحسني جزاكم الله خيرا
و العجب ممن يؤيدون هذا المقال انهم يستعملون اسلوب قص وارمي للمشاركات و و المواضيع التي لا تعجبهم ولا يستخدمون اسلوب الحوار رغم انها لا تخالف الشرع بل تؤيده فمن هو الضعيف اذن؟
ولا عجب ممن أحسن الظن بأهل السوء أن يسيء الظن بأهل الخير
وان لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل
لعبة الحوار بين الأديان
بقلم الدكتورة: زينب عبد العزيز
لقد تزايد استعمال كلمة " الحوار " في السنوات الأخيرة بصورة لافتة للنظر، وبتنويعات متعددة، وإن كان أهمها وأكثرها خطورة هي عبارة: " حوار الأديان ". ولكي ندرك مدى أهمية وخطورة هذه العبارة فلابد من الرجوع إلى عام 1965م؛ ذلك العام الذي اُختُتِمتْ فيه أعمال المؤتمر الفاتيكاني المسكوني الثاني (1962 – 1965م) الذي يعتبر أول مجمع هجومي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية؛ إذ إن كافة المجامع السابقة كانت عبارة عن مجامع دفاعية تلفيقية.
ولقد تم اتخاذ عدة قرارات مصيرية في هذا المجمع الفاتيكاني؛من أهمها:
· تبرئة اليهود من دم المسيح.
· اقتلاع اليسار في عقد الستينيات.
· اقتلاع الإسلام في عقد التسعينيات.
· توصيل الإنجيل إلى كافة البشر.
· تحميل عملية التبشير على كافة المسيحيين؛ الكنسيين منهم والعلمانيين، والاعتماد في ذلك، أيضاً، على كافة الكنائس المحلية.
· توحيد الكنائس " المنشقة " تحت لواء كاثوليكية " روما ".
ولعل أحداً لم يلتفت آنذاك إلى حقيقة عبارة: " توصيل الإنجيل إلى كافة البشر " إلى أن قام البابا " يوحنا بولس الثاني " بتوضيحها صراحةً عام 1982م حينما أعلن في مدينة: " شانت يقب " بشمال غرب إسبانيا، بوضوح لا مُواربة فيه مطالباً بضرورة تنصير العالم.
وأثناء انعقاد ذلك المجمع المسكوني (1962 – 1965م) قام الفاتيكان عام 1964م بتكوين منظمتين أساسيتين هما: " المجلس البابوي للحوار مع الديانات " و " اللجنة العليا لتنصير الشعوب ". وهاتان المنظمتان على اتصال دائم بالعاملين في بعثات التبشير والحوار الديني بالعالم أجمع؛ إذ إنهما من أهم الإدارات الفرعية والمنظمات التي تضمها الإدارة البابوية.
ولا يتسع المجال هنا لنورد كل المراجع الكنسية التي تتضمن شرحاً لمعنى: " الحوار " من وجهة النظر الفاتيكانية، لكنَّا سنورد بعض النماذج لأهم هذه الشروح، ففي عام 1969م؛ أي بعد انعقاد المجمع بأربع سنوات، أصدر الفاتيكان كتاباً بعنوان: " توجيهات من أجل الحوار بين المسيحيين والمسلمين (1) نذكر منه ما يلي:
هناك موقفان لابد منهما أثناء الحوار: أن نكون صرحاء، وأن نؤكد مسيحيتنا وفقاً لمطلب الكنيسة. (وقد بات مطلب الكنيسة معروفاً.)
أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار: أن يكتشف من نحاوره نيتنا في تنصيره.
يجب تفادي الدخول في مناقشات حول ما يرِد في القرآن بشأن المسيح والمسيحية، ولنترك المسلم يتساءل عنها كيفما شاء، وعلينا أن نتذكر أن قبولنا لسر المسيح يمثل سر إيماننا.
(يُتْبَعُ)
(/)
على جميع المسيحيين المهتمين بالحوار تفادي الحديث عن الحديث عن مُحمد بأي استخفاف، وألا يبدو عليهم أبداً ازدراء ذلك الحماس الذي يحيطه به الإسلام، وعدم إنكار دوره الديني كمبشر دائم وشجاع للتوحيد الذي نشره المسلمون فيما بعد (أى أنه ليس بنبىّ فى نظر واضع الوثيقة).
من أهم عقبات الحوار ما قمنا به في الماضي ضد الإسلام والمسلمين، وهذه المرارات عادت للصحوة حالياً، وقد أُ ضيفت الآن قضية إسرائيل وموقف الغرب منها، ونحن كمسيحيين نعرف ما هي مسئوليتنا حيال هذه القضية، وعلينا أن نبحث دائماً عن توجه إنساني، خاصة أن حل هذه المشكلة ليست في أيدينا.
لا يكفي أن نتقرب من المسلمين، بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدماً في التطور الديني بالنسبة للوثنية.
مراعاة سوء فهم المسلم للعقيدة المسيحية، لأن العبارات الوارد ة في القرآن عن المسيحية تشوهها، فهم ينفون التثليث وتجسد الله في المسيح، وأي حوار في هذا المجال سيُواجه بالفشل ما لم يغير المسلم من موقفه.
في أي حوار يجب على المسيحي أن يقنع المسلم بأن المسيحية قائمة على التوحيد، وألا يناقش أية تفاصيل، فأى كلام سيقوله المسيحي تبريراً للعقيدة لن يمكنه أن يقنع به المسلم الذي لا يرى في الثالوث إلا المساس بالتوحيد، ويستند في ذلك إلى سورة التوحيد واًلإ خلاص.
ضرورة القيام بفصل المسيحية في حد ذاتها عن العام الغربي ومواقفه المعادية، والاستعمارية فالمسلم لم ينس ذلك بعد.
على من يقوم بالحوار من المسيحيين فصل ماهو ديني عمَّا هو دنيوي في المواقف السابقة للكنيسة والغرب من الإسلام والمسلمين والبحث عن نقاط مشتركة.
يجب الاعتماد على الغرس الثقافي، وعدم إغفال الدور الذي يقوم به الغرب في العالم الثالث من تغيير حضاري.
لابد من اشتراك الجميع في الحوار، وليس العاملون في الكنيسة وحدهم.
وفي شهر كانون الأول / ديسمبر عام 1984م أصدر البابا يوحنا بولس الثاني إرشاداًبعنوان: "بشأن المصالحة والتوبة في رسالة كنيسة اليوم " (2) وهو خطاب يقع في 128 صفحة، مكون من ثلاثة أجزاء، نطالع الفصل الأول من الجزء الثالث منه موضوعاً عن " الحوار "، هو البند رقم 2، ويقع في ست صفحات، ومما جاء فيه:
إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة، وبالتحديد عبارة عن طريقة للقيام بعملها في عالم اليوم.
إن المجمع الفاتيكاني الثاني قد أوضح أن الكنيسة هي علامة لتلك الأخوة التي تجعل الحوار الصريح ممكناً وتزيده قوة، وذلك بمقتضى الرسالة التي تتميز بها، وهي: إنارة الكون كله ببشارة الإنجيل، وتوحيد البشر بروح واحدة.
إن على الكنيسة أن تكون مستعدة دائماً لإقامة " حوار " مثمر بين كل الذين يؤلفون شعب الله الواحد، وأن تتمكن من إقامة حوار مع المجتمع البشري.
لقد خصَّ سلفنا السادس " الحوار " بقسم مهم من رسالته العامة تامبدوءة بعبارة: "كنيسته " حيث وصف " الحوار " وحدده تحديداً له دلالته؛ إذ قال عنه: " إنه حوار الخلاص. "
أن الكنيسة تستعمل طريقة الحوار لكي تحْسِنَ حمل الناس على الارتداد والتوبة سواء أكانوا أعضاء في الجماعة المسيحية بالتعميد والاعتراف بالإيمان، أم هم غرباء عنها، وذلك عن طريق تجديد ضميرهم وحياتهم تجديداً عميقاً في ضوء سر الفداء والإخلاص اللذين حققهما المسيح ووكلهما لخدمة الكنيسة.
أن الحوار الصحيح يرمي – إذن وأولاً – إلى تجديد كل فرد بالارتداد الباطني والتوبة، مع احترام كل الضمائر، اعتماداً على الصبر والتأني والتقدم خطوة خطوة وفقاً لما تقتضيه أحوال الناس في عصرنا.
تقوم الكنيسة بتشجيع الحوار المسكوني بصفة خاصة؛ أي الحوار بين الكنائس والجماعات الكنسية التي تعترف بالمسيح ابن الله والمُخَّلِص الوحيد، وكذلك الحوار مع سائر جماعات الناس الذين يبحثون عن الله ويتوقون إلى إقامة علاقة اتحاد معه.
إن الكنيسة الكاثوليكية بجميع فئاتها تسير بصدقٍ في طريق الحوار المسكوني، بعيداً عن التفاؤل السهل، ولكن بحذر وبلا تردد أو تباطؤ.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن حوار المصالحة الذي تلتزم به الكنيسة على الأخص من خلال نشاط الكرسي الرسولي و أجهزته المختلفة حوار معقد دقيق، ويمكن القول: " إن الكرسي الرسولي يسعى إلى التدخل لدى حكام الشعوب والمسئولين عن مختلف المحافل الدولية، أو الانضمام إليهم بإجراء الحوار، أو حضهم على الحوار لمصلحة المصالحة وسط صراعات عديدة.
والعلمانيون، الذين يتخذون التبشير بالإنجيل ميداناً لنشاطهم الخاص في عالم السياسة والاجتماع والاقتصاد الواسع المقصد وفي الحياة الدولية، مدعوون للاتحاد برعاتهم والالتزام بالحوار مباشرة لمصلحة الحوار من أجل المصالحة، فالكنيسة هي التي تقوم بعملها من خلالهم وبواسطتهم.
ومن أهم الوثائق التي صدرت فيما يتعلق بالحوار مع الديانات الأخرى نصَّان أساسيان؛ أولهما هو: الخطاب الرسولي للبابا " يوحنا بولس الثاني " والمعنون: " رسالة الفادي" الصادر في 7 من كانون أول / ديسمبر عام 1990م، وقد تم إعلانه يوم 23 من كانون ثانٍ / يناير 1991م، وثانيهما وثيقة " حوار وبشارة "، والمؤرخة في 19 من آيار / مايو عام 1991م، وتم الإعلان عنها في يوم 20 من حزيران / يونيو، وهي من إعداد لجنة الحوار والمجلس الأعلى لتبشير الشعوب، وتأتي على مسافة خمسة أشهر من خطاب البابا السالف الذكر.
والعلاقة الموضوعية بين الوثيقتين تكمن في أن الخطاب الرسولي للبابا يؤكد ويفرض أن عملية فداء المسيح قد تمت من أجل خلاص جميع البشر. الأمر الذي معناه إخضاع جميع البشر لعملية التنصير المُلحة التي تم اتخاذ قرارها في المجمع الفاتيكاني الثاني (عام 1965)، والتي طالب بها البابا علناً عام 1982م. أما الوثيقة الثانية فتعني – اختصاراً – كيفية تنفيذ عملية التنصير هذه، وكيفية القيام بها من خلال الحوار.
وتقع وثيقة " رسالة الفادي " في 144 صفحة، وتضم ثمانية فصول، ونجد في الفصل الخامس منها خمس صفحات عن " الحوارمع الإخوة من ديانات أخرى " نقتطف منها:
إن الحوار بين الديانات يشكل جزءا من رسالة الكنيسة التبشيرية، وهو لا يتعارض مع رسالة التبشير إلى الأمم، بل على العكس من ذلك، أنه مرتبط بها بصفة خاصة، ويعد تعبيراً عنها، لأن هذه الرسالة موجهة إلى أُناس لا يعرفون المسيح ولا إنجيله. وهم في أكثريتهم الساحقة ينتمون إلى ديانات أخرى.
لقد نوه المجمع الفاتيكاني بإسهاب، وكل تعاليم السلطة الناجمة عنه، وأكد بثبات دائماً على أن الخلاص يأتي من المسيح، وأن الحوار لا يعفي من التبشير بالإنجيل.
وفي ضوء المخطط من أجل الخلاص، فإن الكنيسة لا ترى أي تناقض بين التبشير بالمسيح والحوار بين الديانات، لكنها تشعر بضرورة تنسيقهما في إطار رسالتها الأمم، لأنهما متميزان
إن الكنيسة تعترف طواعية بكل ما هو حق ومقدس في التقاليد الدينية عند البوذية والهندوسية والإسلام كانعكاس للحقيقة التي تنير للبشر جميعا، إلا أن ذلك لا يخفف من واجبها وعزمها على الإعلان بلا تردد أن يسوع المسيح هو الطريق، والحق، والحياة.
على الحوار أن يوجه وينمى بالإقناع أن الكنيسة هي الطريق العادي للخلاص، وأنها وحدها تملك كل وسائل الخلاص.
مع العلم بأن الحوار يمكن أن يكون مصد ر غنى لكل جانب إلا أنه يجب ألا يكون هناك استسلام ولا تساهل، بل شهادة متبادلة بغية تقدم هؤلاء وأولئك في طريق البحث والاختيار الديني، وبغية تجاوز الأفكار المسبقة وعدم التسامح وسوء الفهم.
يرمي الحوار إلى التطهير والاهتداء الداخليين اللذين إذا ما تما في خضوع تام للروح القدس أثمرا روحياً.
أن المؤمنين جميعاً والجماعات المسيحية كلها مدعوة لممارسة الحوار حتى وإن لم يكن على نفس المستوى، وبأشكال متماثلة.
أن إسهام العلمانيين في هذا الحوار ضروري: إذ يستطيع المؤمنون من خلال أمثلة حياتهم وعملهم أن يحسِّنوا العلاقات بين أتباع الديانات المختلفة، فضلاً عن أن البعض منهم بوسعه في الأبحاث والدراسات. إن الحوار هو الطريق إلى الملكوت، وهو بالتأكيد سيعطي ثماره، حتى وإن كانت الأزمنة والأوقات في علم الأب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما وثيقة " حوار وبشارة " (4) ففتكون من تسعة وثمانين بنداً، وهي مُقسَّمة إلى (13 بنداً) وثلاثة أجزاء (73) بنداً، وخاتمة (3 بنود)، الجزء الأول فيها بعنوان: " الحوار بين الأديان" (14– 54) والثاني بعنوان: " التبشير بيسوع المسيح " (55 – 76)، والثالث بعنوان: " الحوار بين الأديان والتبشير " (77– 86).
و لقد صدرت هذه الوثيقة في ذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على صدور وثيقة مجمع الفاتيكان الثاني والمعنونة: " زماننا هذا " حول علاقات الكنيسة مع الديانات الأخرى، وهي توضح أهمية الحوار بين الديانات في هذه العلاقة القائمة على ازدواجية رهيبة بين القول والتنفيذ، فالحوار والتبشير يمثلان وجهي عملة واحدة هي رسالة الكنيسة التبشيرية، وهي وثيقة مقدمة من اللجنتين المسئولتين عن إعدادها كبرنامج ومنهج عمل للكنيسة العالمية، بما في ذلك الكنائس المحلية، وقد قام بالتوقيع عليها الكاردينال " أرنزي " المسئول عن الحوار مع المسلمين، ومما ورد بهذه الوثيقة:
إن سرعة وسائل الاتصال وتحرك الشعوب وتداخلها قد أوجد نوعاً من الوعي الجديد بالتعددية الدينية، فالديانات الأخرى لم تعد تكتفي بالتواجد ببساطة، أو ببقائها صامدة، بل – في بعض الأحيان – تعرب عن صحوة جديدة، فهي مازالت تلهم وتؤثر على حياة الملايين من أتباعها، ففي الإطار الحالي للتعددية الدينية لم يعد من الممكن تناسي الدور المهم الذي تؤديه التقاليد الدينية.
إن هذه الوثيقة مقدمة لأتباع الكاثوليكية ولبقية أتباع الكنائس الأخرى لتوحيد الجهود، لذلك تنتهي المقدمة بتوضيح دلالة بعض العبارات الأساسية التي ترد طوال النص، ومنها:
v التبشير: عبارة لها أكثر من معنى، ومنها توصيل النبأ السعيد إلى الإنسانية جمعاء، وتغيير أعماق الإنسان بواسطتها، وقيام الكنيسة بغرض الارتداد بواسطة الطاقة الإلهية للرسالة التي تبلغها للأفراد والجماعات، والتبشير صراحة وبوضوح وبلا مُواربة بيسوع المسيح.
v الحوار: تتسم هذه العبارة بأكثر من معنى أيضاً:
*أولاً: الاتصال المتبادل بغية تحقيق هدفٍ معين.
*ثانياً: اتخاذ موقف من الاحترام والصداقة الذي يجب أن يتسمبه كافة أنشطة إرسالية التبشير؛ أي ما يسمى بروح الحوار.
*ثالثاً: مجمل العلاقات الإيجابية والبناءة بين الأديان مع جماعات العقائد المختلفة بغية المزيد من التعارف والإثراء مع الطاعة الكاملة للحقيقة واحترام حرية كل فرد.
v البشارة: تعني توصيل الرسالة التبشيرية وسر الخلاص الذي حققه الله للجميع في يسوع بقوة الروح القدس، ويمكن القيام بذلك على الملأ، ويمكن القيام بذلك سراً في صيغة حوارات خاصة.
v الارتداد: إن فكرة الارتداد تتضمن دائماً اتجاه الإنسان بالكامل إلى الله ومن ناحية ثانية تعني تغيير الانتماء الديني، وخاصة الدخول في المسيحية.
v أديان وتقاليد دينية: وتشتمل هذه العبارة على الديانات التي يروق لها الانتسلب إلىعقيدة إبراهيم، وكذلك التقاليد الدينية الكبرى لآسيا وأفريقيا وبقية العالم.
وبخلاف هذه الإيضاحات الواردة في المقدمة فإننا نطالع في بقية الوثيقة على سبيل المثال:
إن الحوار مع الديانات الأخرى ليس نزوة من نزوات الكنيسة الحالية، وإنما هي رسالة مُبلَّغة من الأب ليتم تطبيقها على كافة الأمم.
إن الله قد خلق كل الرجال والنساء على صورته، وبذلك فإن مصير الجميع واحد، فلا يوجد سوى خطة خلاص واحدة متمركزة في يسوع المسيح الذي قد توحَّد بتجسده بكل إنسان بلا استثناء، وأياً كانت عقيدته الدينية.
الديانات الأخرى رغم ما بها من قيم إيجابية، هي انعكاس لمحدودية الفكر الإنساني الذي يميل إلى اختيار الشر، والتعامل مع الديانات الأخرى لا يعني أن يغمض المسيحي عينه على ما بها من تناقضات تفصل بينها وبين المسيحية، وذلك يعني أن الدخول في حوار بفكرٍ مفتوح مع أعضاء الديانات الأخرى يجب على المسيحيين إقناعهم بصورة سليمة بالتأمل في فحوى ومتناقضات عقائدهم.
يتعين على المسيحيين أن يساعدوا مؤمني العقائد الأخرى على التطهر من تراثهم الديني التقبل عملية الارتداد.
إن أعضاء الديانات الأخرى مأمورون بالدخول في الكنيسة من أجل الخلاص، لذلك فهو حوا ر من أجل الخلاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحوار يتم من أجل الخلاص، يعني ارتداد الجميع إلى الرب، وذلك هو ما يعطي قيمة ذاتية للحوا ر، وأثناء عملية الارتداد هذه يتم القرار بالتخلي عن العقيدة الدينية السابقة والدخول في عقيدة جديدة.
أهم مجالات الحوا ر بين مجا ل الأديان هو مجال الثقافة، لأن مفهومها أ وسع من مفهوم الدين الذي لا يمثل سوى بعداً تصاعدياً وا حداً، أما الثقافة، وخاصة العلمانية، فيمكنها أن تقوم بدور نقدي با لنسبة لبعضالعناصر السلبيةفي ديانة أو أخرى.
رغم كل المصاعب والعقبات فإ ن التزام الكنيسة با لحوار ثابت ولا رجعة فيه.
إن تقديم الرسالة االتبشيرية ليست مساهمة اختيارية بالنسبة للكنيسة، إنه الواجب الذي يقع عليها بأمر ا لرب يسوع حتى يمكن للبشر أن يؤمنوا ويُنْقذوا.نعم هذه الرسالة ضرورية، إنها فريدة ولا يمكن استبدالها، ولا تتحمل أية لامبالاة،ولا أية تلفيقية، ولا أية مواءمة، إنها متعلقة بخلاص البشر.
إن نصوص هذه الوثائق من الوضوح بحيث إنها ليست بحاجة إلى توضيح، أو حصرلنقاطها الأساسية. فالموقف لم يعد يترك أي مجال للشك، أو التخمين، أو لافتراض أي بصيص من حسن النية، فتنصير العالم بات أمراً يتم تنفيذه بالفعل منذ اتخاذ هذا القرار في المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني عام 1965م، وعلى حد قول كافة الوثائق التي تتناول هذا الموضوع؛ إن تنصير العالم هوقرار لا رجعة فيه، ويتم فعلاً، وباستخدام كافة الوسائل شريطة أن يتم تدريجياً وبعناية فائقة وصبر طويل دون أن ينكشف أمر من يقومون به.
غير أن الأمر الافت للنظر هنا هو تغيير وسائل وأساليب التبشير من الناحية العملية؛ أي أنها لم تعد تتم عن طريق فرق المبشرين والمستشرقين فحسب، وإنما أصبحت تقع على عاتق كافة أتباع المسيحية، أياً كانت انقساماتهم العقدية، مع تغيير الأسلوب القائم على السب والتجريح والسخرية وتحريف معاني القرآن الكريم والسنة؛حيث إنه أسلوب قد ثبتت عدم فعاليته على مر القرون، فالإسلام – ولله الحمد – ينتشر بثبات ورسوخ لنقائه وبساطة تعاليمه، وبتغيير منهج التبشير أصبح الاعتماد على الدراسة والتحليل والبحث عن منافذ للتسلل من خلالها بالتدريج هو القانون الجديد، إضافة إلى تفادي المناقشات الجادة المتعلقة بمناقشات العقيدة المسيحية الحالية من تثليث وتأليه للسيد المسيح وعبادة الصليب .... إلخ والتلفع بمسوح الود والاحترام حتى تتم عملية الاغتيال.
ومما تقدم نخرج بأن الحوار في مفهوم الكنيسة الفاتيكانية ليس إلا حرباً صليبية جديدة؛ حرباً بالكلمات بدلاً من السلاح، وهو ماكان قد أعلنه بطرس المبجل، رئيس دير كلوني، في مطلع القرن الثاني عشر؛ إذ قال للمسلمين: " إنه لن يبدأ حرباً صليبية جديدة بالسلاح، وإنما بالكلمات؛ أي بالحوار. " (5) الأمر الذي يوضح أن لعبة الحوار الحالية التي تُدار على الصعيد العالمي هي جزء متواصل من مخطط قديم بدأه بطرس المبجل مع " مسلمي إسبانيا " وتمخض عن إبادتهم جميعاً , وإبعاد الإسلام عن إسبانيا، على حد قول جوليان رييس فى صفحة: 245 الذي يوضح بعد ذلك بمائة صفحة تقريباً " كيف أنه بازدهار الإمبريالية الأوروبية، طوال القرن التاسع عشر، قد بدأ احتلال مواقع استراتيجية تم انتزاعها من المسلمين، ومنها مصر وإيران وأفغانستان والمشرق العربي وشمال افريقيا " صفحة: (356) فالا رتباط الحميم بين الا ستعمار والتبشير والحوار من القضايا التي لم تعد لحاجة إلى مزيد من الأدلة والبراهين.
وإذا عدنا إلى مطلع هذا المقال، وإلى قرارات ذلك المجمع الفاتيكاني، الذي تم فيه تكريس وتدعيم مخطط الحوار والتنصير، والذي لم يكن في واقع الأمر إلا الخطة التنفيذية لاستتاب العولمة وفرضها على العالم أجمع بحيث لا يكون هناك سوى نظام سياسي واقتصادي واحد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، ونظام ديني بزعامة الكاثوليكية الفاتيكانية، وربطنا كل ما يدور حالياً، وكل ما بدأت حياكته منذ عام 1965م من اختلاق عبارات من قبيل "الإسلاميين " و" الإسلام السياسي " و " الإرهاب الإسلامي " وتعمد تشويه صورة الإسلام والمسلمين، مستعينين بكل وسائل الإعلام من تعتيم وترويج وصولاً إلى سن قانون حماية الأقليات المسيحية في البلدان الإسلامية بعد أن حملَّهم المجمع المشاركة الإجبارية في عمليات التبشير، ووضعهم بذلك أمام محنة الولاء، ولمن يكون؛ للتعصب الفاتيكاني، أم للوطن الذي ويأويهم ويرعاهم؟ إذا ما ربطنا بين كل هذه الخيوط وغيرها، فلم نذكر إلا الشذرات، وبين ما يدور من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، لأدركنا فداحة الموقف، ولأدركنا ضرورة أن كل المسلمين بعامة، وكل الذين يشتركون منهم في إجراءات الحوار حقيقة أبعاد تلك اللعبة بالنسبة للغرب والتعصب الفاتيكاني؛ إذ إن ذلك المخطط " لا رجعة فيه " كما أكده البابا يوحنا بولس الثاني في أكثر من موقع , وأكثر من وثيقة.
كشف المراجع
1 - P .Marella , Cardinal " Orientations pour un dialogue entre Chrétiens et musulmans " éd . Ancona , Roma , 1991 .
2- يوحنا بولس الثاني: " المصالحة والتوبة قي رسالة الكنيسة اليوم. " منشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، الفاتيكان، 1984م.
3 - John Paul ?? : " Redemptoris Missio " Libreria editrice Vaticana , 1991
4- F. Arinze , Cardinal : " Dialogue et Annonce . " ******** du Conseil Pontifical Pour le Dialogue interreligieux et de La Congrégation pour L’Evangé- lisation des peuples , 1991 .
5- Julien Ries : " Les Chrétiens parmis les religions ." Desclée , Paris , 1987 .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 05:04]ـ
جزاك الله خيرا ياحسني ونفع بعلمك فقد وفقت في الوقوف مع أهم عناصر المقال وأحسنت الرد فالله درك وعلى الله أجرك.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 02:05]ـ
بارك الله فيك يا عبد الله الحسني
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 09:53]ـ
سدد الله الجميع، ورزقنا وإياهم الصواب في القول والعمل.
ـ[البتيري]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 12:21]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
لقد تفاجأت تماما حينما رأيت مجموعة من المشايخ يجالسون اليهود والنصارى في المؤتمر الحواري للاديان المنعقد في مدريد.
اسئلة كثيرة تطرح حول هذا المؤتمر، ما الغاية منه؟
ولماذا قيل انه خاص بالاديان السماوية ثم ما لبثنا ان رأينا الوثنيين والهندوس والبوذيين والكونفوشيسيون معهم في هذا المؤتمر؟
ويقولون ان هدفه ايجاد نقاط اتصال بين الاديان للتحاور.
ولما سمعنا تصريحات المشاركين من غير المسلمين، وجدنا ان معظم كلامهم يدور حول:
- ان الاسلام ليس دين ارهاب.
-يمكن التعايش مع المسلمين ...
الخ من هذه العبارات التي تؤلم القلب،
مما يبين حقيقة المؤتمر وكيف غرر بمن ذهبوا الى هناك من المسلمين.
وغفر الله لمن قال في المؤتمر:
جميع الحاضرين يشتركون بالإيمان "برب واحد،
وهل يؤمن النصارى برب واحد؟
ادعو اللمشاركين في الحوار إلى التوجه للقواسم المشتركة لإنجاح هذا اللقاء التاريخي، وهي الإيمان العميق بالله
وهل عند البوذيين ايمان عميق بالله؟
نسال الله الهداية
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 01:27]ـ
لا يوجد دين سماوي غير الإسلام فعبارة " الأديان السماوية " عبارة باطلة فالنصرانية واليهودية دين أرضي من عند البشر , أما ما يردده السذج والجهلة فهذا بسبب الجهل والتأثر بالأفكار الهدّامة , وأما من يزعم أن اليهود و النصارى وباقي المشركين " يدعون رب واحد " - أي أنهم لا يشركون بالله شيئاً - فهذا كافر لتكذيبه صريح القرآن وصحيح وصريح السنة وما أجمعت عليه الأمة إجماعاً قطعياً معلوماً من الدين بالضرورة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 10:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحقيقة أني قد استصبت في بعض من نحسبهم على خير -وهم كذلك- فمحاولة تلميعهم لمقال عوني الشريف، والدفاع عنه إما لجهلهم بحقيقة ما يدعو إليه الشريف وغيره، أو أنهم يعرفون الحقيقة لكنهم يؤثرون الذب عنه وعن مقاله على حساب نصرة المنهج السلفي الواضح الذي لا لبس فيه، ليتنا ندع التعصب للشخوص ونجعل غايتنا نصرة ديننا والذب عنه،
ولله در الأخ الكريم عبدالله الحسني فقد أتى برد وافي ومسكت، وشكر الله للشيخ محمد القصاص والشيخ سليمان الخراشي والأخ أبو عمر السلفي ما بذلوه ونقلوه من كلام الأئمة مما لا يسع القارئ طالب الحق إلا أن يحمد الله على وجود أمثالهم ممن يضعون النقاط على الحروف، ويجلون الحقائق،
ومن المؤسف حقا أن نجد دعاة وطلاب علم يرددون مصطلحات التنويريين دعاة العصرنة والتمييع كنظرة المؤمرة والحوار مع الآخر وتحسين صورة الإسلام إلى آخر سلسلة مصطلحات القوم التي لا يراد بها سوى هدم الدين وتفكيك عراه وتبديله بما يناسب واقعهم.
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 10:45]ـ
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد ....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر ...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 06:06]ـ
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد ....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر ...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
اتق الله ياشيخ
ماهذا؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 10:55]ـ
هذا الحق الذي سوف نسأل عنه يوم القيامة وسنحاسب عليه ...
ان كان لديك رد علمي فاذكره حتى تبين لنا وجه الخطأ اما المجاملة فسوف تحاسب عليها ووالله اني لارى ان الله قد اخذ كبار العلماء كابن عثيمين وغيره رحمة بهم مما نرى ونسمع فان السكوت شر والمجاملة شر اكبر وما نملك الا ان نقول الحق فلعل ذلك يعذرنا امام الله رب العالمين ....
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 10:36]ـ
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد ....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر ...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
بارك الله فيكم
وعجبا كأننا في حالة سلم مع اليهود و الصليب حتى يقال حوار
فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين
تا الله هل صدع هؤلاء الجهلة بما انزل في كتاب الله ام هذا اشبه بتقية الشيعة ام انه انكار لما في كتاب الله و سنة نبيه في قتال الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله و يؤتوا حقها؟
وقد رأينا في أيامنا هذه عوام الناس يجهلون احاديث القتال و يقولون لم نسمع بها ابدا
فأين كثرة الدعاة الى الله و الفضائيات و الاشرطة ووو
سمع الناس عن الغيبة و عن الصلاة عن الحج و الصيام و لم يفهموا اصل الدين و لا يعرفون الولاء و البراء يتحدثون عن التعايش السلمي و ينكرون احاديث الرسول صلى الله عليه و سلم عن قتال الكفار وغزوهم حتى يكون الدين كله لله
فأنا لمن لم يدعو قومه الى الحق أن يدعو غيرهم؟
أنا له ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 01:08]ـ
بارك الله في الشيخ المحدث حاتم العوني ونفع الله بعلمه.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 12:54]ـ
عل كل مؤتمر الحوار دعوة صريحة لالغاء الجهاد ....
الغاء النفرة من اليهود والنصارى حتى عباد البقر ...
الغاء مسلمة ان الاسلام ناسخ للديانات السابقة وكفى بواحدة منهن للحكم على من حضر بالردة ولكن بعد ان تقام الحجة.
الأخ صالح أرى في ردك غيرة على الإسلام نحسبك كذلك ولانزكي على الله أحد ومع هذه الغيرة أرى عجلة في الحكم على من حضر المؤتمر ... وعندي مجموعة أسئلة ليتسع صدرك أخي الحبيب لأخيك المحب ..
1/ هل تابعت المؤتمر فأحطت بجدول أعماله وأطلعت على ما قيل فيه؟
2/ هل تلك المحاور التي على أساسها تم إقامة هذه المؤتمر كلها أمور داخلة في الردة والموافقه عليها ردة؟
3/ إن لم تكن كل تلك المحاور مخرجة لمن ارتضاها من الإسلام هل وافق من حضر على المنهي عنه شرعاً؟
4/ هل تظن أن هناك فرق بين مؤتمر الحوار ومؤتمر التقارب (لأني رأيت البعض ينزل فتاوى الأخير على الأول!)
أخي الحبيب المسلم لا يرتضي أن يسوى بين دين الله الحق والدين الباطل بل و لا بد له أن يبرئ إلى الله عز وجل من الكفر وأهله وهذا معروف في عقيدة الولاء والبراء لكن هل هذا المؤتمر ينقض هذا الأمر وأنه لا براء من المشركين!
نسأل الله العفو والعافية وأن يوفقنا وإياك
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 10:49]ـ
1/ هل تابعت المؤتمر فأحطت بجدول أعماله وأطلعت على ما قيل فيه؟ 2/
نعم تابعت واهم ماتابعت كلمة الافتتاح وكفى بها كلمة!!!!
هل تلك المحاور التي على أساسها تم إقامة هذه المؤتمر كلها أمور داخلة في الردة والموافقه عليها ردة؟ 3/
للحكم بالردة على شخص يكفي ان يرتكب امرا واحدا لاامورا حتى يحكم عليه وهذا طبعا بعد اقامة الحجة وانتفاء الموانع
إن لم تكن كل تلك المحاور مخرجة لمن ارتضاها من الإسلام هل وافق من حضر على المنهي عنه شرعاً؟ 4/
اظن اجابتي السابقة كافية فالحجة ينبغي اقامتها على من حضر ومن لم يحضر اذا كان موافقا لما استلزمه ذلك الحوار الجائر على دين الله الاسلام
هل تظن أن هناك فرق بين مؤتمر الحوار ومؤتمر التقارب (لأني رأيت البعض ينزل فتاوى الأخير على الأول!)
ليس هناك نقاط تقارب حتى نتحاور من اجلها فربنا واحد ولهم ارباب متعددة وديننا ناسخ ودينهم منسوخ بل ان الحوار هو المقدمة للتقارب المفضي الى الكفر الصراح.
اخي الفاضل:
انا لست من دعاة التكفير ولا من دعاة التفجير وان كنت ارى انهم اولى بالحوار من اليهود والنصارى وعباد البقر واصحاب الفلسفات المعتبرة- وضع خطا تحت المعتبرة-!!
لذلك لم احكم على من حضر المؤتمر ومثله من اقر به ولم يحضر بالردة الا بعد ان تقام الحجة التي يستلزمها هذا الحوار الجائر وهي مسلمات تعلمناها منذ الصغر اثبتها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم واخرها سورة التوبة وهي اخر ما انزل من القران الكريم واوضحتها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها الصحابة والتابعين وتابعيهم وسقط في سبيلها الشهداء في كل بقاع الارض ومنها تلك الارض المسلمة المغتصبة التي عقد عليها المؤتمر!!!.
لقد مر المسلمون على مدى القرون السابقة بفترات ضعف لكنها لم تنسهم ان الحوار بين المسلمين وغيرهم ينبثق من امور ثلاثة لاسواها:
- اما ان يدخلوا في الاسلام
- او يعطوا الجزية وهم صاغرون
- او القتال
ولن تتغير هذه القاعدة مهما اصاب المسلمين من ضعف وعجز وخذلان وما سمعنا انهم هرعوا الى اليهود والنصارى ليحاوروهم على كيفية اصلاح الاسرة ومكافحة الامور المضرة بالبيئة وووو ..
ونسينا ان منهجنا الذي نعتمده اصلا نحن السلفيين هو التوحيد لا التثليث ولا الفلسفات الملحدة
واني والله لااعجب كيف تمر علينا الفتن الواحدة اكبر من سابقتها ونحن نلتمس الاعذار ونبرر وما يدرينا لعل حكام المسلمين معذورون اذهم يرون اكابر العلماء يلتزمون الصمت هذا اذا لم لعلنوها بصراحة تحت مبرر المصالح والتي اضاعت علينا شطر ديننا ...
اما كان لعلماءنا الافاضل عبرة في غلام الملك اذا كان في استشهاده دعوة لاسلام امه؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:29]ـ
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في زاد المعاد (3/ 303) عند ذكر فوائد قصَّّة صلح الحديبية:
((ومنها أنَّ المشركين، وأهل البدع، والفجور، والبغاة، والظلمة، إذا طلبوا أمرًا يعظِّمون فيه حُرْمَةً من حرمات الله تعالى أُجِيْبُوا إليه، وأُعْطُوه، وأُعِيْنُوا عليه، وإنْ مَنَعُوا غيره؛ فيُعَاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى، لا على كُفْرِهم وبَغْيِهِم، ويُمْنَعون ممَّا سوى ذلك.
فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه.
وهذا من أدقِّ المواضع وأصعبها وأشقِّها على النفوس.
ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق، وقال عمر ما قال، حتى عمل له أعمالًا بعده، والصِّدِّيق تلقَّاه بالرِّضى والتَّسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله (ص)، وأجاب عمر عمَّا سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله (ص)، وذلك يدلُّ على أنَّ الصِّديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أفضل الصَّحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله (ص)، وأعلمهم بدينه، وأقومهم بمحابِّه، وأشدِّهم موافقةً له، ولذلك لم يسأل عمر عمَّا عرض له إلَّا رسول الله (ص)، وصديقه خاصَّةً دون سائر أصحابه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:40]ـ
سلمت يمينك ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 03:17]ـ
/// ويمينك، وبارك الله فيك ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 04:00]ـ
شكر الله لك ياشيخ عدنان
وحفظ الشيخ حاتم ووفقه لكل خير
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 04:10]ـ
/// آمين، وبارك الله فيك وجزاك خيرًا
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 04:29]ـ
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في زاد المعاد (3/ 303) عند ذكر فوائد قصَّّة صلح الحديبية:
((ومنها أنَّ المشركين، وأهل البدع، والفجور، والبغاة، والظلمة، إذا طلبوا أمرًا يعظِّمون فيه حُرْمَةً من حرمات الله تعالى أُجِيْبُوا إليه، وأُعْطُوه، وأُعِيْنُوا عليه، وإنْ مَنَعُوا غيره؛ فيُعَاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى، لا على كُفْرِهم وبَغْيِهِم، ويُمْنَعون ممَّا سوى ذلك. فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه.
وهذا من أدقِّ المواضع وأصعبها وأشقِّها على النفوس.
ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق، وقال عمر ما قال، حتى عمل له أعمالًا بعده، والصِّدِّيق تلقَّاه بالرِّضى والتَّسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله (ص)، وأجاب عمر عمَّا سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله (ص)، وذلك يدلُّ على أنَّ الصِّديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أفضل الصَّحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله (ص)، وأعلمهم بدينه، وأقومهم بمحابِّه، وأشدِّهم موافقةً له، ولذلك لم يسأل عمر عمَّا عرض له إلَّا رسول الله (ص)، وصديقه خاصَّةً دون سائر أصحابه)).
شيخنا الفاضل .. هل يمكن ذكر بعض ما تعظم به حرمات الله من بنود الحوار الآن؟
لأننا بصراحة لم نر شيئا يبعث على التفاؤل، فالدنية والذلة في هذا الحوار ملازمة للطرف المسلم، كما أن عبارات رددت فيه تصحح وتوافق على أديان الكتابيين وحتى الوثنيين، فأين تعظيم حرمات الله، والشرك يقرر كعقيدة ودين محترم؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 05:48]ـ
صلح الحديبية
.............
لأننا بصراحة لم نر شيئا يبعث على التفاؤل، فالدنية والذلة في هذا الحوار ملازمة للطرف المسلم،
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 06:19]ـ
.............
صيد في الماء الصافي .. هداك الله ..
قصدي معلوم للشيخ عدنان وهو المعني بكلامي لا أنت!
وكي لا يظن بي ظان خلاف ما اردتُ فقصدي حوار الوقت الراهن لا حوار النبوة المعصوم.
حسبي الله ونعم الوكيل ..
أنتظر إجابة شيخنا الكريم عدنان بخاري.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 08:51]ـ
جميل هذا التعبير ... و لكني ما قصدت ما قلت ... انما قصدت وجه المشابهة من ايردا مثال صلح الحديبية من أن كثيرا من المسلمين ظنوا ان مثل هذا الصلح هزيمة لهم و كانوا يرون فيه الدنية كما قالوا آنذاك مستنكرين علام نعطي الدنية في ديننا؟؟؟ ... و الأمر يقول لهم ان جنح الآخر للسلم فاجنح له و توكل على الله و ان أحسست أن نيتهم ليست السلم ... فهذا ما قصدت و لم أقصد سحب كلامك على حوار أهل الحديبية .. و انما فقط التنبيه على موضع التشابه ... فعذرا ان أسأت التعبير
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 12:14]ـ
بسم الله
أختنا الفاضلة شذى الجنوب
وفقك الله وسددك ونريد إجابات عن أسئلتك،، فقد أجدت ووفقت وفقك الله وكل مسلم للحق
ولي إضافة صغيرة لكنها مهمة:
كثيرا ما نسمع في هذه الآونة بنظرية المقاصد، ومعلوم أن من قعدها بصورة واضحة هو الفقيه الأندسي الإمام الشاطبي رحمه الله، ولكن الإمام الشاطبي حين قعد هذه النظرية كان فقيها عالما حريصا على شرع الله، ولذا وحين قعد نظريته هذه كان يقصد بها التمكين للدين ونصرة الملة، ولا تتحدد نصرة الدين بساحات الوغى فقط، بل الحفاظ على العقل المسلم معتزا بدينه مؤمنا بعصمته وكماله هو بدية النصر وأسه وأساسه، وأساس العلو، ولذا فقد غاظ الكفار أجميعن والمنافقين أجميعن قول الله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فحفظ الدين من انتحال المبطلين وغلو الجاهلين هو الأساس وهو التمكين في الأرض لدين الله ولأوليايه، ولو نظر الشاطبي في حال كل من يلغون في هذا الأمر بدون علم - حتى لقد سمعنا ممثلين ومغنين أجلكم الله يتحدثون عن مقاصد الشريعة - لكان أول من يبن جهلهم ويظهر فساد منهجهم، لأن مقاصد الشريعة من الشريعة ذاتها بل هي الشريعة، فمن مقاصد الشريعة بل في مقدمتها حفظ الدين، فهل في حوار الأديان الباطل ما يحفظ الدين؟؟ بل لم نر الهجوم على دين الله وظهور المقالات التي تشكك فيه وفي علمائه إلا في زمن حوار الأديان الخبيث الباطل.
اللهم هداك والثبات على دينك أسألك.
في 16/ 12/1429
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 01:20]ـ
/// السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. حيا الله الإخوة الكرام وبارك الله فيكِ أختنا شذى الجنوب
/// رأيت سؤالك والمشاركات الأخرى وقد ألمَّت بي أمور صرفتني عن الكتابة والتَّحرير، وأسأل الله أن ييسِّر ذلك غدًا إن شاء الله.
/// والخطب سهلٌ إن شاء الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 02:05]ـ
/// وقبل الإجابة عن سؤال الأخت الكريمة هل عند أحدٍ من الإخوة أي ملاحظة على كلام ابن القيِّم الذي نقلته ههنا قبل 10 مشاركات؟ من كان عنده شيءٌ فلْنتحاور بشأنه ..
/// لأنَّ نقلي لقوله أسبق من سؤال أختنا الفاضلة ..
فإن لم تكن هناك أي ملاحظات على كلام الإمام نقبل على الجواب إن شاء الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 01:48]ـ
/// أنتظر آراء الإخوة والأخوات -بارك الله فيهم- في كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله المنقول فوق ..
/// والمطلوب: أيوافقونه أم يخالفونه؟ أم عليهم تحفُّظات عليه في بعض الجوانب؟
/// لأنِّي أرى كلام الشيخ حاتم وفَّقه الله مطابقًا لكلام ابن القيِّم ومؤدِّيًا إليه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 01:54]ـ
وللتنظيم:
معارضة كلام ابن القيم لا تكون إلا على أحد وجهين:
الأول: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم خطأ.
الثاني: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم صحيح لكن تحقيق المناط لا يقبل إدخال حوار الأديان تحته= كأن يرى المُعارض أن ليس في حوار الأديان ما أشار إلى مصلحته ابن القيم ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 06:46]ـ
/// أنت تلقِّن الإخوة نصف الجواب يا أبا فهر، أو تستبق الأحداث. (ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:14]ـ
وللتنظيم:
معارضة كلام ابن القيم لا تكون إلا على أحد وجهين:
الأول: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم خطأ.
الثاني: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم صحيح لكن تحقيق المناط لا يقبل إدخال حوار الأديان تحته= كأن يرى المُعارض أن ليس في حوار الأديان ما أشار إلى مصلحته ابن القيم ..
شيخنا،
الوجه الثاني مما ذكرتم ليس معارضة لكلام ابن القيم، بل لمن صرفه في غير وجهه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:26]ـ
صدقت .. ويمكن أن أكون ردت بكلام ابن القيم= الاستدلال به (بس ده مش مجاز خلي بالك)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:28]ـ
شيخنا عدنان .. أنا بس أردت توفير عشر مشاركات أخرىلربما أتحفنا بها الإخوة قبل الوصول لهذه النقطة ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:53]ـ
/// جزاكم الله خيرًا .. والاختصار فنٌّ.
/// ولكلام الأوائل ثقلًا في النفوس ومهابة وتعظيمًا، رحمهم الله وألحقنا بركابهم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 11:20]ـ
الحمد لله وحده
قد أمضيت لتوي ساعتين كاملتين في قراءة هذا الموضوع من أوله في صفحتيه الطويلتين هاتين .. بداية من مقال الشيخ حاتم عفا الله عنه، ولن أعقب عليه - وان كان هو أصل الموضوع هنا - فلو قلت أن لي على كلامه مآخذ، لقيل لي لا نقبل منك الاجمال والمقام لا يحتمل وعليك التفصيل و .. وليس هذا ما أريد الخوض فيه .. فان لي على الذين تفضلوا بالرد عليه مآخذ أيضا .. فكما أن في استدلال الشيخ حاتم - مثلا - بصلح الحديبية نظرا - لأنه يا أبا فهر لا يرمي الى الاستدلال به على مجرد جواز المحاورة بيننا وبين الكفار في غير مقصد الدعوة من حيث الأصل، وانما يريد به الوصول الى قياس مشروعية هذا الصنف من المؤتمرات تحديدا عليه - فان في كلام الرادين عليه خروجا كثيرا عن محل النزاع، وكلاما عن موقف المسلمين من أهل الباطل والبدعة الساعين لنشرها بينهم - كما في المقال الطويل الطيب لأخينا الحسني -، مع أننا لا نرى - الى الآن - على أرض المملكة الا حرصا على منع تلك المصائب التي يسعى القوم سعيا حثيثا في نشرها في تلكم الأرض المطهرة، حفظها الله وصانها .. فهل خرج المؤتمر بنتيجة هذا هو مؤداها؟ أكثر ما رأيت الى الآن: انكار واستقباح من الاخوة قائم على ما تأسس عندهم من الظن المسبق في نتائج معينة على أنها غاية الأمر ومنتهاه ومآله الذي هو واقع واقع لا محالة ان عاجلا أو آجلا .. فهلا أثارة من دليل يا اخوان بارك الله فيكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الظن نفسه عندكم هو ما نريد بيان مصادره .. فبالله ما الذي جرى في المؤتمر بالضبط وما الذي توصلوا اليه؟؟؟
رأيت أحد الأفاضل يقرر بأن كلمة الافتتاح كان فيها كفر، وأن البنود التي وقع عليها الناس هناك كان فيها كفر، ويصل الى وجوب اقامة الحجة على المشاركين واستتابتهم .. وأنا ما سمعت البيان ولا قرأت البنود، ولكني أعجب حقيقة - ولي الحق في ذلك ما دام الأمر قد وصل الى هذا - من حوار جاوزت التعقيبات الطويلة فيه الثمانين تعقيبا في صفحتين طويلتين، ولما يأت أحد الاخوة فيه بعد ببيان مفصل لما جرى في المؤتمر نفسه - الذي هو محل النزاع أصلا - وما اتفق عليه الحضور وما وقع في الافتتاحية والختام وما الى ذلك! مع أن هذا هو الحد الأدنى الذي به نحقق تصورا مستقيما يعيننا على الوصول الى الحكم عليه!!
هذا وأنا أرى حقيقة أن مجرد تسمية المؤتمر بحوار الأديان - هكذا - وان كان حقيقة ما دار فيه كلام في السياسة لا في الدين كما تفضل بعض الاخوة، وتحوله الى سنة ثابتة هذا فيه تلبيس وخطر عظيم ينبغي أن ينبه اليه القائمون على ذلك الأمر!! فقد أشرت من قبل في مشاركة لي في موضوع آخر لا أدري أين ذهب، الى أن مجرد استقرار هذا الأمر كسنة جديدة - وأرجو تأمل هذا المأخذ جيدا قبل التعقيب عليه - تدخل الى تلك الأرض الطيبة التي كانت في عافية من أهداف القوم الداعين اليه - والتي يجب ألا يخفى علينا أنها ليست سياسية وحسب - ليتكرر كل سنة، هذا في حد ذاته ضرر بالغ، وخرق عظيم لحصن الدين في تلك المملكة، ولا يجب التهاون فيه! هذا بغض النظر عن وجود بعض المصالح الشرعية التي تحققت للمسلمين من هذا المؤتمر .. فمجرد كون تلك المصالح مما يمكن تحصيله من غير ذلك المؤتمر هذا ان تقرر فانه يكفي كحجة في ابطال مشروعيته من حيث كونه ذريعة شديدة الخطورة لقوم نعلم جيدا مراميهم والى أي غاية يطمحون! كل هذا على فرض خلوه في نفسه من المخالفات الشرعية .. فكيف لو؟
أنا أتكلم في الفضاء، ولا زلت في الفضاء، فيا ليت أي أخ فاضل عليم يوافينا هنا بما جرى فيه بتفصيل لنرى تلك المكاسب والمصالح وأدلتها تحقيقا، ونرى فيما اذا كان تحصيلها ممكنا من غير ذلك المؤتمر الذي من الواضح أن وراءه عند الكفار أهدافا تنصيرية وعلمانية بعيدة المرمى لا يسوغ الغفلة عنها!! لأني والله حزنت على وقت طويل أمضيته في قراءة كلام على ما فيه من الفوائد الطيبة الا أنه لا يشفي غليل أحد من الاخوة هنا ولا يوصل الى تصور صحيح ولا الى قريب منه، والله المستعان!!
معذرة يا شيخ عدنان، قطعت عليك كلامك بمداخلتي هذه، ولكن اذا كان الفاضل أبو فهر أراد أن يوفر عشر مشاركات أخرى من الاخوة بمداخلة له، فلعل كلامي هذا أن يوفر ثمانين مشاركة أخرى، والله الموفق والهادي الى سواء السبيل ..
(ولعلها - أي هذه المداخلة - أن تفتح الباب لثمانين مشاركة أخرى من اخوة فضلاء يقومون بتشريحها قطعة قطعة، بناءا على فهم بعضهم أني أنتصر للشيخ حاتم وفهم غيرهم أني أنتصر عليه، وأنا والله ما أنا الا عبد مسكين حائر أهلك عينيه في قراءة حوار طويييييل لم يزدد به الا حيرة فوق حيرة .. فرفقا باخوانكم يا كرام بارك الله فيكم، واستصحبوا حسن الظن بهم ولا تكثروا من توضيح الواضحات، فهي للأعين مهلكات وللوقت مضيعات، وحسبنا ما ينشأ بسببها من المشاحنات والمنازعات) ..
وليعلم الاخوة جميعا أن هذه مسألة من مسائل النوازل التي قد يسوغ الخلاف فيها، تقديرا للمصلحة والمفسدة، فلا داعي لتبادل المطاعن والملاعن، بارك الله فيكم جميعا وحفظ لكم عيونكم وأوقاتكم
وبس.
----------------
(وفي اشارة عابرة أحيي الأخ الفاضل ابن الشاطئ الحقيقي لأنه في آخر مداخلاته كتب كلاما وان كنت لا أوافقه على بعض ما فيه، الا أنه كان أول من حاول رسم تصور للوضع السياسي لذلك المؤتمر ولحقيقة تأثيره، وهو أمر نحن في حاجة الى مزيد من التركيز عليه والبسط فيه حتى تتجلى الأمور وتتضح الصورة .. والله أعلى وأعلم)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 11:27]ـ
الشيخ الفاضل /عبد الله احمد الحسني
جزاك الله خيرا.
ومن ثمرات حوار الأديان ما حصل مؤخرا في قطر من بناء أول كنيسة فيها،وأكبرها في الشرق الاوسط والثانية بالطريق وقد وضع لها حجر الأساس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 12:22]ـ
/// ساعتين كثير يا شيخ .. (ابتسامة)
/// والمنتدى إنَّما هدفه الحوار والفهم وتلاقح الفكر، لا لقهر الناس بالرأي الأوحد، وكأنَّه منزَّلٌ من السَّماء .. لذا لم يغلق هذا الموضوع ومازال بابه مشرعًا للنقاش ..
/// وأنا لم أدَّعِ ولم أقل ولم أصرِّح أنِّي أوافق على كلِّ ما قيل ههنا. أردُّتُ تسجيل هذه الملاحظة فقط ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 12:48]ـ
"والمنتدى إنَّما هدفه الحوار والفهم وتلاقح الفكر، لا لقهر الناس بالرأي الأوحد، وكأنَّه منزَّلٌ من السَّماء .. لذا لم يغلق هذا الموضوع ومازال بابه مشرعًا للنقاش .. "
مهلا يا شيخنا بارك الله فيكم، لا أذكر أني رقمت شيئا يفهم منه رغبتي في قهر الناس بأي رأي من الرأيين، ولا أني أدعو لغلق الموضوع، فمن أين جاءت هذه؟ (ابتسامة)
انما تعجبت من طول المشاركات وكثرتها المذهلة دون جمع واف للمادة التي بها يتحرر محل النزاع .. فقد تصورت أن ثمانين مشاركة في صفحتين طويلتين لابد وأن يخرج المرء منهما ولو بتصور لحقيقة ما جرى في المؤتمر نفسه على الأقل .. فلما لم أجد ذلك، أردت استدراك الأمر .. هذا كل ما هنالك ..
"وأنا لم أدَّعِ ولم أقل ولم أصرِّح أنِّي أوافق على كلِّ ما قيل ههنا. أردُّتُ تسجيل هذه الملاحظة فقط .. "
وأنا لم أدع ولم أقل ولم أصرح بأني أنسبكم الى الموافقة على كل ما قيل هنا .. (ابتسامة)
ومع أن كلمة "ساعتين" ربما كان فيها شيء من المبالغة، الا أنني أتوقع أن يأتي اخوة بعد يومين أو ثلاثة الى هذا المكان ليمضوا ربما ثلاث ساعات في قراءة الألف مشاركة التي ستكون قد سُطرت حينها ..
(مبالغة أخرى أوسع قليلا)
(ابتسامة)
أسأل الله أن يتحرر النزاع هنا قبل بلوغ هذا العدد ..
ولعل من أسباب التشعب الواسع والطول الكبير في الموضوع أنه مشتت بين وجهتين: وجهة الكلام في الشيخ حاتم ومقاله، ما بين مؤيد ومعارض، ووجهة الكلام في حوار الأديان والمؤتمر المذكور وما كان فيه .. فلو أننا وجهنا الكلام في واحد من الوجهتين دون الأخرى - وأرجو أن تكون وجهة الكلام في المؤتمر - لكان أحسن تحريرا وأقرب الى نيل المقصود، والله أعلم.
والله الهادي الى سواء السبيل.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 02:28]ـ
وللتنظيم:
معارضة كلام ابن القيم لا تكون إلا على أحد وجهين:
الأول: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم خطأ.
الثاني: أن يرى المُعارض أن كلام ابن القيم صحيح لكن تحقيق المناط لا يقبل إدخال حوار الأديان تحته= كأن يرى المُعارض أن ليس في حوار الأديان ما أشار إلى مصلحته ابن القيم ..
أين المعارضة لكلام ابن القيم يا أخي الكريم؟
كلام ابن القيم واضح وبناءً على استنباط دقيق من صلح الحديبية وما تخللها من أحداث واعتراضات من بعض الصحابة بدافع الحمية والغيرة للدين، وليس اجتهادا محضا، لكن السؤال هل المتحاورين معنا من ملل الكفر المختلفة يطلبون أمرا يعظمون به حرمات الله لنجيبهم إليه ونعاونهم عليه؟
ما المعطيات التي عرضت في المؤتمر؟ وما التوصيات التي خرجنا بها؟ وهل هي مما تُعظم به حرمات الله تعالى، وتطلب بها مراضيه ومحبوباته؟ كل ما سمعناه تكرار أن الإسلام دين سماحة ولا علاقة له بالارهاب!! وماذا بعد؟
ثم لا بد من ملحظ مهم جدا فمن يمارس الإرهاب في المسلمين أفرادا، وطرف الحوار الآخر يمارسه كدولة وبشكل رسمي وتحت شعار الحرية والعدالة!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 03:00]ـ
/// والمنتدى إنَّما هدفه الحوار والفهم وتلاقح الفكر، لا لقهر الناس بالرأي الأوحد، وكأنَّه منزَّلٌ من السَّماء .. لذا لم يغلق هذا الموضوع ومازال بابه مشرعًا للنقاش ..
/// وأنا لم أدَّعِ ولم أقل ولم أصرِّح أنِّي أوافق على كلِّ ما قيل ههنا. أردُّتُ تسجيل هذه الملاحظة فقط ..
جميل:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 10:03]ـ
ما المعطيات التي عرضت في المؤتمر؟ وما التوصيات التي خرجنا بها؟ وهل هي مما تُعظم به حرمات الله تعالى، وتطلب بها مراضيه ومحبوباته؟ كل ما سمعناه تكرار أن الإسلام دين سماحة ولا علاقة له بالارهاب!! وماذا بعد؟
ثم لا بد من ملحظ مهم جدا فمن يمارس الإرهاب في المسلمين أفرادا، وطرف الحوار الآخر يمارسه كدولة وبشكل رسمي وتحت شعار الحرية والعدالة!!
أعظم الفوائد من أي تواصل مع الغرب - مع استصحاب العزة طبعاً - أن لا نتركه فريسة الإعلام الصهيوني و الصليبي ...
و هذا من جهتين:
1 - جهة حقنا في أن لا يفهمنا أحد خطأً ..
2 - جهة حقوق تلك الشعوب المخدوعة علينا في تبصيرهم ..
مقولة للعلامة المستبصر أستاذي سلمان العودة:
" ثمة من يريد أن يجرّنا إلى الصراع "
فلنتنبّه!؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 01:17]ـ
" ثمة من يريد أن يجرّنا إلى الصراع "
الصراع موجود وقديم قدم الملة نفسها، والقوم يحشدون له ويمكرون ويخططون عبر القرون، علم بذلك من علم وجهل به من جهل .. والله المستعان!
وليس هذا موضوعنا، ولا موضوعنا عموم الخروج لدعوة الكفار .. ولا تستوي سائر صور "التواصل مع الغرب" فيما لها وما عليها وما يتوقع منها من ثمار .. فأكرر رجائي للاخوة الأفاضل بأن يركزوا في "محل البحث"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 02:22]ـ
يعلم الله كم ضحكت .... الحبيب أبا الفداء هذا دورك و الأيام دول ... :)
ـ[صهود]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 04:08]ـ
أين المعارضة لكلام ابن القيم يا أخي الكريم؟
كلام ابن القيم واضح وبناءً على استنباط دقيق من صلح الحديبية وما تخللها من أحداث واعتراضات من بعض الصحابة بدافع الحمية والغيرة للدين، وليس اجتهادا محضا، لكن السؤال هل المتحاورين معنا من ملل الكفر المختلفة يطلبون أمرا يعظمون به حرمات الله لنجيبهم إليه ونعاونهم عليه؟ ما المعطيات التي عرضت في المؤتمر؟ وما التوصيات التي خرجنا بها؟ وهل هي مما تُعظم به حرمات الله تعالى، وتطلب بها مراضيه ومحبوباته؟ كل ما سمعناه تكرار أن الإسلام دين سماحة ولا علاقة له بالارهاب!! وماذا بعد؟
ثم لا بد من ملحظ مهم جدا فمن يمارس الإرهاب في المسلمين أفرادا، وطرف الحوار الآخر يمارسه كدولة وبشكل رسمي وتحت شعار الحرية والعدالة!!
هنا اللب وعليه ننتظر من المؤيدين الرد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 05:26]ـ
/// بارك الله في الإخوة جميعًا وأشغلني وإيَّاهم بما لا حسرة فيه يوم الدِّين، وسلَّمنا وإيَّاكم من الآفات والعوارض الصَّارفة عن الطَّاعة ..
/// وقد أعجبني كثيرًا الهدوء في غالب الرُّدود السابقة، وخرجت منه بما سأعقِّب به:
/// والمنتدى إنَّما هدفه الحوار والفهم وتلاقح الفكر، لا لقهر الناس بالرأي الأوحد، وكأنَّه منزَّلٌ من السَّماء .. لذا لم يغلق هذا الموضوع ومازال بابه مشرعًا للنقاش ..
/// وأنا لم أدَّعِ ولم أقل ولم أصرِّح أنِّي أوافق على كلِّ ما قيل ههنا. أردُّتُ تسجيل هذه الملاحظة فقط ..
جميل:)
/// نعم، وردُّك أجمل (ابتسامة)؛ ولكن لو فُهِم كلامي على ما هو معلومٌ بداهةً بما قيَّدُّته سلفًا يا أخانا الحبيب .. فالحوار إنَّما يكون للفهم وتلاقح الفكر، ولكن ليس من العدل ولا الإنصاف ولا حسن الإشراف أن يترك المشرف حوارًا يستمرُّ من طرفٍ واحدٍ، بينما يشتغل الطرف الآخر بالتهرُّب، حينًا بحُجَّة أنَّه لم يفهم أحدٌ مراده، وحينًا بالخروج بما لا يليق علمًا أوأدبًا، أوإثارة حربٍ في أمرٍ قابل لوجهات النَّظر.
/// فإذا لم تكن هناك قدرةٌ على مسايرة الحوار أورغبة فيه وخرجت القضيَّة عن السَّيطرة بالتراشق والتشنُّج فيجب إغلاق الموضوع حينها.
/// وأمَّا تعقيبك الآخر يا أخانا الكريم -خلوصي- في ذكرك بعض فوائد هذا الحوار فكلام سديدٌ رائعٌ ..
/// أخونا الكريم الفاضل أبوالفداء .. لم أقصدك بكلامي السَّابق، بل كان تنبيهًا لمن قد يحمِّلني ما لا أقول به.
/// الأخوان الكريمان .. شذى الجنوب، وأبوالفداء .. بارك الله فيهما
فهمت من تعقيبكما أنَّكما تريان أنَّ كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله مقبولٌ واستنباطه ذلك من صلح الحديبية صحيح، ولكنِّكما قد لا توافقان -أو بلفظ أدق:- لا تسلِّمان بدايةً كون هذا الحوار العصري يطابق ما ذكره ابن القيِّم. وهذا ما أُريد الوصول إليه، وهي ثمرةٌ كبرى بالنسبة لي.
/// فأصل الحوار جائزٌ، وقد يكون مستحبًّا بحسب حاله، لكن قد تختلف وجهات النَّظَر في تقييم طريقة من قام به، وما طرحه على طاولة الحوار، ثم موقفه منه. وبهذا (كلام ابن القيِّم وما تلاه من التعقيبات) ينهدم ويتبخَر كلُّ ما كان يردِّده بعض الإخوة -حماسةً وحميَّةً نرجوها أن تكون كذلك لا علمًا صحيحًا- من أنَّه:
1 - لا حوار إلَّا للدَّعوة إلى الإسلام، أوالإنكار على الكفر والبدعة.
2 - وأنَّه كيف يتمُّ حوار مع هؤلاء الظلمة، وهؤلاء الكفرة و ... الخ.
/// وهذا ممَّا لا ينبغي أن يتخالف فيه ههنا اثنان ولا ينتطح فيه فحلان.
/// فإن كان ما فهمته إلى هذا القدر صحيحًا، فهذا ما أريد الوصل إليه، وهو أنَّ الحوار لإيجاد مشتركات يمكن الاتِّفاق عليها، صيانة لبعض الحقوق لا بأس به .. كما عبَّر الإمام ابن القيِّم رحمه الله، وقبله ههنا الشيخ حاتم الشَّريف وفَّقه الله = وهو مع المشركين، وأهل البدع، والفجور، والبغاة، والظلمة ... الخ، ثمَّ نبحث تنزيل هذا الأمر على الواقع المنظور .. انتهبنا من هذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ثمَّ الواقع المنظور من حوار الأديان ما دام أصله صحيحًا جائزًا، وليس بكفر ولا بدعةٍ ولا تميُّعٍ ولا انبطاح ولا تحلُّل من الولاء والبراء ولا ولا .... الخ = يمكن التناقش فيه، وقد يكون في بعض جمله أيضًا ما هو داخلٌ في وجهات النَّظَر الاجتهاديَّة، والتي للمصيب فيها أجران، وللمخطيء أجرٌ واحدٌ =إذا بذل الجهد واستفرغه ليصيب به أمرًا لا يحلُّ حرامًا ولا يحرِّم حلالًا.
/// هذا ما أقدر على التَّعقيب به الآن .. وللحديث بقيَّة إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 07:41]ـ
عن نفسي، أوافقك تماما على هذا القدر الذي تفضلت به أخانا المفضال بارك الله فيك .. ولا مزيد عليه.
ولكن يبقى تصور هذا الحوار محل البحث تحديدا، تصورا منضبطا شاملا لمجرياته وما وقع فيه، ومراميه ومآلاته وما يترتب عليه، مع مد أفق النظر في ذلك ليشمل ما يغلب على الظن أنه سيترتب على استقرار تلك المجالس كسنة ثابتة في البلاد في ضوء ما أظنه متفقا عليه من مرامي الطرف الكافر وغاياته ومنطلقاته من وراء أمثال هذه المؤتمرات - وهو أمر استقر العلم به من واقع تجارب بلاد كثيرة من بلدان الأمة، بالاضافة الى وثائق قد طالعها الكثيرون ممن لهم متابعة لهذه المؤتمرات ومشاركة فيها وقد مر عرض بعضها هنا ..
فلعلنا لنضبط هذا النقاش وندلف به الى قلب الموضوع أن نبدأ بالآتي:
/// جمع ما يمكن جمعه من وثائق لمجريات المؤتمر وما دار فيه من خطب ومناقشات وما وقعت عليه الأطراف المشاركة من اتفاقات ..
/// تقييم ذلك كله في ضوء العلم بأن هؤلاء القوم قطعا لم يأتوا الى ذلك المؤتمر بنية النظر في دين الاسلام لعلهم ان أعجبهم أن يدخلوا فيه! والظن في الذين قالوا بمشروعية ذلك المؤتمر ومثله من الفضلاء أنهم مدركون لهذا المعنى تماما .. فلا أظن أنه يسوغ افتراض أن هناك مصلحة "دعوية" متوقعة من هذه المجالس - على الأقل للمشاركين فيها - في ظل ما توافر لنا العلم به من نوايا القوم التنصيرية وأغراضهم والتي حملتهم أصلا على الخروج على العالم بهذا الذي أسموه بحوار الأديان! فهو وليدهم هم ونحن الذين قبلنا بالدخول فيه فعلينا أن نحقق تصورا كاملا شاملا لمراميهم من ورائه .. (وهنا مفسدة أخرى متوقعة في تصوري، يحين الكلام عليها بعد اتضاح الصورة) .. أما مسألة الاعلام الغربي واختراقنا له بمثل هذا فالقائمون عليه هم - بالجملة - القائمون على تلك المؤتمرات وتحركهم ذات الأهداف والغايات والمطامع والمصالح المادية، فعلينا أن نتفطن لذلك! وأن نعي أنهم ما جاءوا لتلك المجالس الا لأنهم يريدون تحقيق كسب معين، وان كان ذلك على المدى البعيد، فما هو ذاك الكسب وما طموحهم من ورائه؟ وان طلبنا منهم مطلبا فماذا يطلبون في مقابله؟ أسأل عن مراميهم لا للحكم على هذا الحوار الذي وقع تحديدا، وانما للنظر في مخاطر استقراره كسنة ثابتة .. وهذا ما ستظهره لنا الوثائق والاتفاقات التفصيلية التي تم التوقيع عليها من كلا الجانبين، مع القياس على تجارب البلاد الأخرى التي جرت فيها أمثال تلك المجالس ..
/// جمع المواد التي تعين على تصور السياق السياسي والسلطات التي يتوجه منتوج ذلك المجلس اليها بالخطاب والتأثير والتحريك، وتقييم الأثر الفعلي المتوقع من ذلك على المدى القريب والبعيد كذلك، ودراسة ما اذا كانت هناك بدائل سياسية لها القدرة على احداث هذا الأثر لتحقيق تلك المطالب لنا أم لا .. وذلك لجمع كل ما يمكن وصفه بأنه مصلحة متوقعة من ذلك المؤتمر، وتقييم امكان استبدال أي وسائل سياسية فعالة به تكون أخف خطرا وضررا على المدى القريب والبعيد ..
.... هذا مبدئيا، ولعل المواد المجموعة من أجل هذا الغرض أن تتداعى ويجذب بعضها بعضا فيما بعد تباعا، والله الموفق
فهل توافقني على ضرورة هذا المطلب؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 09:38]ـ
حسنا يا شيخ عدنان اسمح لي بهذا الحوار الخجل مع مثلكم حول طرح الشيخ حاتم ..
يقول الشيخ في مقاله:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف, وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري؛ لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة. ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل). فالتسلّطُ لم يكن .. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة، ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا.
الذي فهمته من خلال هذا الاقتباس أن الشيخ حاتم لا يرى سبيلا للتعامل مع المخالف إلا الحوار والحوار فقط!!
فهل توافقه؟ وهل نلغي الهجر والجهاد؟
فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين:
هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟
أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟
شيخنا الكريم ..
ألا ترى لمن يتوجس خيفة عذرا في توجسه؟
أليست دعوات التقريب والتمييع شاهدا ومؤيدا للمتوجسين؟
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء
هل لازال الشيخ حاتم يرى أن تمييع الولاء والبراء نتيجة وهمية وسوء ظن من معارضي الحوار-مسلوبي الإرادة اسيري الغلو-؟
سؤال بريء جدا!!
ثم بحسب كلام الشيخ الفوازان المقتبس أدناه:
القسم الأول: الحوار الدعوي الذي معناه عرض ما عند كل من الطرفين لمعرفة مدى ما فيه من الحق فيؤخذ به وما فيه من الخطأ فيترك – وهذا حوار مطلوب شرعاً.
هل يصنف العلامة الفوزان ضمن مسيء الظن مسلوبي الإرادة أسيري الغلو؟
ثم هل يمنكم فضلا لاامرا يا رعاكم الله –ووالله إنك ممن أحترمهم وأقدرهم كثيرا هنا- أن توضح المقصودين بمراد الشيخ حاتم هنا:
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
من المقصودون بالتقديس والغلو؟
وهنا:
كما أن بعض هؤلاء الرافضين للحوار يرفضونه من منطلق: أن الحوار المشروع ينحصر في الحوار بغرض الدعوة إلى الله تعالى، ولذلك تراهم يعدّون كلّ حوار بغير غرض الدعوة تضييعًا لحقائق الدين، وإذابةً لعقيدة الولاء والبراء. وينسى هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حاورَ كفارَ مكة في صلح الحديبية، لا لدعوتهم إلى الإسلام، بل حاورهم على ما فيه إرجاءُ دعوتهم إلى عشر سنوات، يتركهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك!
هنا وإن كنت لست بحجم وعلم الشيخ حاتم بل لست إلا مستفيدة من مثله .. لكنه بحسب فهمي أخطأ، فحورا الرسول (ص) مع المشركين كان دعوة إلى الله، لأنه كان من ضمن البنود:
• أن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
فتسهيل أمر الدعوة وكف أذى قريش عن الرسول وصحابته من المعيانات والوسائل للدعوة إلى الله، ولا يخفاكم أن للوسائل حكم المقاصد،
وقد تقول نعم وهذا من ضمن ما يهدف إليه الحوار مع الآخر وهو ما نؤيده!
فنقول: الوقع يشهد بخلاف ما يدعيه مؤيدو الحور، فالصوت السائد الآن الدعوة لحرية الأديان جميعا واحترامها كلها حتى الوثني منها، فكل دعوة للحوار بين أهل الأديان ستجعل هذا بندا رئيسا في الحوار!
وهذا يعني فتح الباب على مصرعيه للدعوة لكل دين محترم!!
وهذا يعيدنا لكلام ابن القيم مرة أخرى وقوله:
.فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه.
هل الدعوة للحوار الآن لا يترتب عليه مبغوض لله تعالى أعظم من الظهور بالصورة المثالية والشكل الحضاري .. الخ، أدنا هذا المبغوض .. تمييع عقيدة الولاء والبراء وأعلاه احترام أديان الوثيين والكتابيين المحرفة ووصفها بالإلهية!!
وبالتالي فلأهلها الحق في الدعوة إليها بلا ممانعة!!،
ووالله يكفي أن تكون النتيجة أننا المساواة بين الجميع!!
وأخير أجدني لا اتفق معك في نقطة في كلامك وهي قولك:
*لا حوار إلَّا للدَّعوة إلى الإسلام، أوالإنكار على الكفر والبدعة.
لا زلت أجد كلام ابن القيم يكرس هذا المعنى فلا حوار معهم كاصحاب اديان وملل مختلفة إلا للدعوة إلى الله، فقوله رحمه الله:
إذا طلبوا أمرًا يعظِّمون فيه حُرْمَةً من حرمات الله تعالى أُجِيْبُوا إليه، وأُعْطُوه،
.فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛
أليس تعظيم حرمات الله والمعاونة على محبوباته دعوة إلى دينه؟
وإلا فعلام نحاورهم؟
ولا يفهم من كلامي هذا أني ممن يرفض معاملتهم والتعاطي معهم في الأمور الدنيوية، لكن الشأن في مقال الشيخ حاتم ما يتعلق بالحوار بين أهل الأديان –وأوأكد على استخدام مصطلح "حوار أهل الأديان"- للمفهوم السيء -بحسب فهمي على الأقل- لمصطلح "حوار الأديان"!!
ارجو أن تتقبل مداخلتي هذه، ولعلي أكون مخطئة في بعضها فرحم الله من سددني وصوب خطئي من طلاب العلم هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 09:53]ـ
وأخير أجدني لا اتفق معك في نقطة في كلامك وهي قولك:
لا زلت أجد كلام ابن القيم يكرس هذا المعنى فلا حوار معهم كاصحاب اديان وملل مختلفة إلا للدعوة إلى الله،
فقوله رحمه الله:
أليس تعظيم حرمات الله والمعاونة على محبوباته دعوة؟
.
وإذاً فلم تختلفي لا مع الشيخ حاتم ولا مع الشيخ عدنان ..
فالدعوة في عنوان مقال الشيخ حاتم هي دعوتهم للدخول في الإسلام .. فالشيخ يقول: يمكننا التحاور معهم بغرض تقرير الثوابت المشتركة واتعاون على ما هو بر وتقوى عندنا وعندهم .. ولا يلزم أن ينحصر حوارنا في دعوتهم للدخول في الإسلام فإن دخلوا وإلا فلا حوار ..
وأنتِ تجعلين الحوار من أجل تعظيم حرمات الله عندنا وعندهم (لا تقتل نفساً محرمة) (مثلاً) من باب الدعوة ..
إذاً فلا خلاف ... من هذه الجهة ..
فلو تقرين بما سطره الشيخ عدنان كما أقر أبو الفداء ثم ننتقل لتحقيق المناط وهل يحقق الحوار بالفعل مصلحة تفوق مفاسده المتوقعة والمتوهمة ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 11:59]ـ
وإذاً فلم تختلفي لا مع الشيخ حاتم ولا مع الشيخ عدنان ..
فالدعوة في عنوان مقال الشيخ حاتم هي دعوتهم للدخول في الإسلام .. فالشيخ يقول: يمكننا التحاور معهم بغرض تقرير الثوابت المشتركة واتعاون على ما هو بر وتقوى عندنا وعندهم .. ولا يلزم أن ينحصر حوارنا في دعوتهم للدخول في الإسلام فإن دخلوا وإلا فلا حوار ..
وأنتِ تجعلين الحوار من أجل تعظيم حرمات الله عندنا وعندهم (لا تقتل نفساً محرمة) (مثلاً) من باب الدعوة ..
إذاً فلا خلاف ... من هذه الجهة ..
فلو تقرين بما سطره الشيخ عدنان كما أقر أبو الفداء ثم ننتقل لتحقيق المناط وهل يحقق الحوار بالفعل مصلحة تفوق مفاسده المتوقعة والمتوهمة ..
تعظيم حرمات الله أوسع .. وجميل أن نتفق ولا بأس أن ننتقل ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 11:56]ـ
ثم أمر آخر - بعد البحث عن الحكم الأصل للحوار - ذو أهمية لا أرى في هذا الموضوع إلى الآن من يهتم به كثيرا،
وهو: الشروط التى لا بد أن تتوفر في نفس القائم بالحوار. وهل اختص الحوار بالعلماء، أم لا؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 12:37]ـ
تعظيم حرمات الله أوسع .. وجميل أن نتفق ولا بأس أن ننتقل ..
ليتكم تعجلون بالانتقال لتحقيق المناط المذكور في كلام ابن القيم في حوار اليوم،
قبل ان تشب معركة بين الاخوة ويكون مآل الموضوع الاغلاق ..
رغم أني كنت أود من شيخنا عدنان أن يجيب على تساؤلاتي في ردي السابق.
--------------------------
# تنبيه من الإشراف: ستحذف كلُّ مشاركةٍ خارجة عن الموضوع، ولن يغلق الموضوع إلَّا إن رغب المتحاورون عن الحوار إلى غيره #
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 06:57]ـ
حسنا يا شيخ عدنان اسمح لي بهذا الحوار الخجل مع مثلكم حول طرح الشيخ حاتم ...
/// أولًا أشكر لك حسن حوارك يا أختنا الكريمة .. ثم كنتُ أتمنَّى لو كان كلامنا عامًّا عن الحوار، وليس في خصوص مقال الشيخ حاتم؛ فإنَّي أرى بعض النُّفوس ترتاب في كلامه لسببٍ أو لآخر. وهذا ما حدا بي لتحويل مسار الموضوع بذكر كلام ابن القيِّم، حتى يخرج الحوار عن الشَّخصنة التي قد يجرُّنا إليها بعض الإخوة.
/// وههنا تنبيهٌ مهمٌّ (جدًّا) وهو: أنِّي لستُ مخوَّلًا بالحديث نيابةً عن الشيخ حاتم الشَّريف، ولا أزعم أنِّي أستطيع تفسير مراداته كلِّها، في كلِّ كلمةٍ سطَّرها في مقاله السَّابق؛ لكنِّي أفسِّر كلامه المسؤل عنه بما أراه موافقًا لرأيي ومعرفتي به؛ ومع ذلك فإنِّي لن أعدم من الناس من يقول: لا يقصد كذا! فإذن .. دونك الشَّيخ فاذهب إليه وناقشه، وارِحْنا من تفسيراتك التَّحكميَّة لكلام النَّاس!
/// وقصدي من الإجابة عن الإشكالات التي أبرزتها في مقال الشَّيخ هو الشَّرح والبيان وإزالة الإشكال الذي قد يكون سببه ما تقدَّمت الإشارة إليه، أوكثرة الصِّياح في الموضوع وخلط الأوراق من بعض الإخوة المتحمِّسين، دون رويَّةٍ ولا هدوء. وسأحاول كتابة ما أقدر عليه شيئًا فشيئًا.
/// ولندلف إلى الموضوع، فقول الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف, وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري؛ لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة. ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل). فالتسلّطُ لم يكن .. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة، ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا ...
عقَّبت عليه بقولك:
الذي فهمته من خلال هذا الاقتباس أن الشيخ حاتم لا يرى سبيلا للتعامل مع المخالف إلا الحوار والحوار فقط!! فهل توافقه؟ وهل نلغي الهجر والجهاد؟
/// لم أفهم من كلام الشَّيخ ههنا أنَّه يرى أنَّ الحلَّ ((الوحيد الأوحد مطلقًا)) للتفاهم مع الكفَّار ومن دونهم هو الحوار فقط؛ ولا أعتقد برهةً أن يصدر مثل هذا عن الشَّيخ وفَّقه الله؛ إذ معنى ذلك إلغاء كلِّ نصوص القتال والشِّدَّة ونحوهما، وهي من الكثرة والمحكم بما لا يمكن النقاش فيه.
/// لكن غاية كلامه: أنَّه يؤكِّد على أهميَّة الحوار وعلوِّ منزلته للتَّخاطب مع العقلاء، وهو ما أكَّده الشرع في بدء الدَّعوة لغير المسلمين بالحوار والعرض قبل القتال والسَّيف والغلظة.
/// فقد عبَّر عن ذلك بعبارة: "أسلوب التواصل ((الأمثل)) مع الموافق والمخالف" و (أمثل) على وزن أفضل مفاضلةٌ بينه وبين المهاجرة والمقاتلة. وهذا القدر لا شكَّ أنَّه صحيحٌ؛ فهدف الإسلام من إقامة الجهاد هو إعلاء كلمة الله وتمهيد السبل لنشرها، ولم يُقِم ذروة سنامه لأجل إراقة الدِّماء وإزهاق الأرواح والتعطُّش إليها، بل إن حصل ذلك بالحوار والبيان فذلك مطلوب الشَّارع، وإلَّا فثَمَّة حلٌّ آخر عند انقطاع الحوار وفشله، وانقطاع كلِّ السُبل الموصلة الهدى للعالمين، وهو التَّهاجر والتَّقاطع، أوالقتال.
/// فالجهاد بالسِّنان إنَّما يكون بعد الجهاد بالبيان، مع اختلاف الأمر من حالٍ إلى حالٍ.
/// أمَّا ما ذكرتيه من مسألة التهاجر والجهاد فله حالٌ وزمان ومرتبةٌ لا تقلُّ قطعًا عن مرتبة البيان وإقامة الحُجَّة باللَّتي هي أحسن، وذلك بالحوار البنَّاء.
/// ولم أرَ في القدر المقتبس من كلام الشَّيخ السَّابق أي ملحظ يمكن التَّعقيب عليه، يخالف الكتاب أوالسُّنَّة أومنهج سلف الأمَّة أوتابعيها.
/// ونحن في هذا الزَّمن الذي غلبت فيه وسائل الإعلام الباطلة التي شوَّهت صورة الإسلام وأظهرت المنافحين عنه والذَّابِّين عن أوطانه وأهله وعرضه على هيئة البرابرة المتعطِّشين للدِّماء =ما أحوجنا إلى بيان رحمة هذا الدِّين ونبيِّه (ص)، وسماحة أحكامه وشرائعه، وعقلانيَّتها لمن كان له قلب، وسموِّ أخلاق أهله ورفعة أتباعه، وهذا قد لا يتمُّ بأتمِّ وجهٍ وأحسن صورةٍ إلَّا بالحوار معهم، وغزوهم في عقر إعلام ديارهم به.
/// أمَّا الجهاد والدِّفاع عن حياض الإسلام فلم يلْغه الشَّيخ ولا نفاه مطلقًا، ولا يتصوَّر ذلك من مثله ألبتَّة ..
/// للتعقيب بقيَّة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 09:38]ـ
فهدف الإسلام من إقامة الجهاد هو إعلاء كلمة الله وتمهيد السبل لنشرها، ولم يُقِم ذروة سنامه لأجل إراقة الدِّماء وإزهاق الأرواح والتعطُّش إليها، بل إن حصل ذلك بالحوار والبيان فذلك مطلوب الشَّارع، وإلَّا فثَمَّة حلٌّ آخر عند انقطاع الحوار وفشله، وانقطاع كلِّ السُبل الموصلة الهدى للعالمين، وهو التَّهاجر والتَّقاطع، أوالقتال.
/// فالجهاد بالسِّنان إنَّما يكون بعد الجهاد بالبيان، مع اختلاف الأمر من حالٍ إلى حالٍ.
قال السبكي في الفتاوى: ((قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ لَمَّا وَجَّهَهُ إلَى خَيْبَرَ {لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ} فَرَأَيْنَا قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يُشِيرُ إلَى أَنَّ الْمَقْصُودَ بِالْقِتَالِ إنَّمَا هُوَ الْهِدَايَةُ وَالْحِكْمَةُ تَقْتَضِي ذَلِكَ فَإِنَّ الْمَقْصُودَ هِدَايَةُ الْخَلْقِ وَدُعَاؤُهُمْ إلَى التَّوْحِيدِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَتَحْصِيلُ ذَلِكَ لَهُمْ وَلِأَعْقَابِهِمْ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ فَإِنْ أَمْكَنَ ذَلِكَ بِالْعِلْمِ وَالْمُنَاظَرَةِ وَإِزَالَةِ الشُّبْهَةِ، فَهُوَ أَفْضَلُ.
وَمِنْ هُنَا نَأْخُذُ أَنَّ مِدَادَ الْعُلَمَاءِ أَفْضَلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ.
وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْ إلَّا بِالْقِتَالِ قَاتَلْنَا إلَى إحْدَى ثَلَاثِ غَايَاتٍ إمَّا هِدَايَتُهُمْ وَهِيَ الرُّتْبَةُ الْعُلْيَا وَإِمَّا أَنْ نُسْتَشْهَدَ دُونَهُمْ وَهِيَ رُتْبَةٌ مُتَوَسِّطَةٌ فِي الْمَقْصُودِ وَلَكِنَّهَا شَرِيفَةٌ لِبَذْلِ النَّفْسِ فَهِيَ مِنْ حَيْثُ بَذْلُ النَّفْسِ الَّتِي هِيَ أَعَزُّ الْأَشْيَاءِ أَفْضَلُ مِنْ حَيْثُ إنَّهَا وَسِيلَةٌ لَا مَقْصُودٌ مَفْضُولَةٌ وَالْمَقْصُودُ إنَّمَا هُوَ إعْلَاءُ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَإِمَّا قَتْلُ الْكَافِرِ وَهِيَ الرُّتْبَةُ الثَّالِثَةُ وَلَيْسَتْ مَقْصُودَةً؛ لِأَنَّهَا تَفْوِيتُ نَفْسٍ يُتَرَجَّى أَنْ تُؤْمِنَ وَأَنْ تُخْرِجَ مِنْ صُلْبِهَا مَنْ يُؤْمِنُ وَلَكِنَّهُ هُوَ الَّذِي قَتَلَ نَفْسَهُ بِإِصْرَارِهِ عَلَى الْكُفْرِ فَلَمَّا بَذَلَ الشَّهِيدُ نَفْسَهُ الَّتِي هِيَ أَعَزُّ الْأَشْيَاءِ إلَيْهِ وَبَاعَهَا لِلَّهِ تَعَالَى طَلَبًا لِإِعْلَاءِ كَلِمَتِهِ فَاقْتَطَعَ دُونَهَا وَيُعِينُهُ تَعَالَى مَا يَتَحَمَّلُ الْمُتَحَمِّلُونَ مِنْ أَجْلِهِ وَلَا شَيْءَ أَعْظَمُ مِمَّا يَتَحَمَّلُهُ الشَّهِيدُ جَازَاهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهُوَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ بِمَا تَقْصُرُ عُقُولُ الْبَشَرِ عَنْهُ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 10:58]ـ
/// بارك الله فيكم، وجزاكم خيرًا على هذا النَّقل العزيز.
/// ومثله في نفس المعنى، وفيه معانٍ عالية، عمَّن اجتمعت الكلمة ههنا على علمه وإمامته:
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في الجواب الصحيح (1/ 237 - 244): ((من المعلوم أن القتال إنما شُرع للضرورة، ولو أنَّ الناس آمنوا بالبرهان والآيات لما احْتِيْج إلى القتال.
فبيان آيات الإسلام وبراهينه واجب مطلقاً، وجوباً أصلياً ...
ومعلوم أنَّ الله وعد بإظهاره على الدين كله ظهور علم وبيان وظهور سيف وسنان؛ فقال تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)).
وقد فسر العلماء ظهوره بهذا وهذا، ولفظ (الظهور) يتناولهما، فإن ظهور الهدي بالعلم والبيان وظهور الدين باليد والعمل، والله تعالى أرسل رسوله (ص) بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.
ومعلومٌ أنَّ ظهور الإسلام بالعلم والبيان قبل ظهوره باليد والقتال؛ فإنَّ النبي (ص) مكث بمكة ثلاث عشرة سنة، يظهر الإسلام بالعلم والبيان والآيات والبراهين، فآمنت به المهاجرون والأنصار طوعاً واختياراً بغير سيف؛ لما بان لهم من الآيات البينات والبراهين والمعجزات.
ثم أظهره بالسَّيف ...
ويؤكِّد هذا أنَّ القتال لا يكون إلَّا لظالم، فإن من قاتل المسلمين لم يكن إلَّا ظالمًا معتدياً، ومن قامت عليه الحُجَّة فشاقَّ الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين لم يكن إلا ظالمًا ...
ومن المعلوم أنَّ السيف -لا سيما سيف المسلمين وأهل الكتاب- هو تابعٌ للعلم والحجة، بل وسيف المشركين هو تابع لآرائهم واعتقادهم.
والسيف من جنس العمل، والعمل أبدًا تابع للعلم والرأي.
وحينئذٍ فبيان دين الإسلام بالعلم وبيان أنَّ ما خالفه ضلال وجهل هو تثبيت لأصل دين الإسلام، واجتناب لأصل غيره من الأديان التي يقاتل عليها أهلها. ومتى ظهر صحَّته وفساد غيره كان النَّاس أحد رجلين:
إمَّا رجل تبيَّن له الحق فاتبعه، فهذا هو المقصود الأعظم من إرسال الرسل.
وإمَّا رجل لم يتبعه، فهذا قامت عليه الحجة؛ إمَّا لكونه لم ينظر في أعلام الإسلام؛ أو نظر وعلم فاتبع هواه أو قصر .. )).
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 11:51]ـ
بارك الله فيكم أيها الأفاضل .. وشكر لكم نقولاتكم القيمة .. ولكن ألم يأن لنا أن ندخل في محل النزاع؟
فظني أن هذا الحوار محل النزاع لم يكن الكسب منه كسبا دعويا في الحقيقة، وانما كان لجمع جملة من المصالح للأقليات المسلمة في بلاد الكفار ونحو ذلك من المكاسب السياسية للمسلمين .. ولا يمكنني أن أسأل أو أن أتعقب وأقول بأنه كان كذلك حقا أو لم يكن، أو بأن هناك كسبا دعويا من باب كذا أو من جهة كذا، فضلا عن أن أبدأ في نصب ميزان المصالح والمفاسد في تصوري لأني حقيقة لا تصور لي أصلا، ولا زلت أنتظر من يتفضل علينا ويبصرنا بتفاصيل ما جرى هناك وما اتفق عليه القوم وما أثمر عنه الحوار!! فهلا أسعفتمونا بذلك، بارك الله فيكم؟ (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 11:56]ـ
/// يا شيخ أبوالفداء .. طوِّل بالك علينا شويَّة ..
/// وقد تُرِك الموضوع طويلًا دون بيان ما فيه من بعض المغالطات والجنايات على العلم وأهله، في تعقيباتٍ قديمةٍ في الصفحة الأولى، وقد آن وقت بيان ما فيها من خلط وخطأ؛ ليستفيد الناس.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 12:02]ـ
/// الجنايات على العلم وأهله.
الكلام ده مش غريب عليا.:):):)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 03:42]ـ
/// يا شيخ أبوالفداء .. طوِّل بالك علينا شويَّة ..
/// وقد تُرِك الموضوع طويلًا دون بيان ما فيه من بعض المغالطات والجنايات على العلم وأهله، في تعقيباتٍ قديمةٍ في الصفحة الأولى، وقد آن وقت بيان ما فيها من خلط وخطأ؛ ليستفيد الناس.
بما أنك تكلمت يا شيخ عن التجني على العلم وأهله فأول من وقع فيه الشيخ حاتم في مقاله!
فالجميع يعلم من يقصدهم الشيخ حاتم بقوله:
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
وقد سبق وسألتك من هم المقصودون؟ ولكن للاسف لم تجبني!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 09:28]ـ
/// بل أجبتك في المشاركة الأولى، وأنا قد انتهيت للتَّو من جملتك الأولى، ولم أنته بعدُ من كل سؤالاتك؟!:
/// وسأحاول كتابة ما أقدر عليه شيئًا فشيئًا.
..... /// للتعقيب بقيَّة ..
/// ولا أجدني نشيطًا لأجيب دفعةً واحدة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:48]ـ
جواب أحسبه واضحا: ليس طعنا في العالم أن نقول إنه فقيه ليس محدثا ولا أنه مفسر وليس محدثا ولا أنه ليس خطيبا , فلماذا أصبح وصفه بأنه عاجز عن الحوار طعنا؟
وكلنا يعلم أن بعض كبار العلماء قديما وحديثا ليس لديه موهبة الجدل والحوار وإن كان كثير العلم وإن كان تأليفه وتدريسه رائعا.
من يعتبر وصف العالم بأنه عاجز عن الحوار طعنا , لمجرد الوصف بذلك , فهو متعصب له.
ثم أليس التقديس مرفوضا إلا للقدوس سبحانه , والتنزيه من الخطأ هل يصح لغير الأنبياء , فإذا كشف الشيخ هالة التقديس عمن قدسه الناس وهو لا يستحق التقديس يجب أن يكون ذلك محمودا له , خاصة أنه لم يسم أحدا ولم يخصص أحدا. فالشيخ لا يعيب العلماء الذين يقصدهم , وإنما يعيب من يقدسهم.
ويجب أن نفرق بين من يرد على صاحب المقال وهم الإخوة المعلقون على مقاله ومن يرد على أقوام لم يسمهم وهو الشيخ حاتم , فالأولون يجب أن لا يطعنوا ولا يجرحوا لأن المقصود بجرحهم معلوم لأنه مسمى باسمه الصريح , أما من قال ما بال أقوام فلا نعرف من يقصد , ثم هو لم يطعن على العلماء كما سبق , وإنما طعن من أصبح يغلو في العلماء إلى حد التقديس كما هو صريح كلام الشيخ.
وأعتذر عن الدخول في الحوار بينكم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 02:03]ـ
/// بل أجبتك في المشاركة الأولى، وأنا قد انتهيت للتَّو من جملتك الأولى، ولم أنته بعدُ من كل سؤالاتك؟!:
/// ولا أجدني نشيطًا لأجيب دفعةً واحدة!
أرجو المعذرة شيخنا الفاضل.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 12:28]ـ
(المسميات لا تغير من الحقائق)
قال تعالى في سورة البقرة (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {120})
-البيانات الختامية لمؤتمر حوار الاديان التي حصلت في بعض الدول (طبعا بعد الحوارات):
على الجهود البارزة التي بذلها خادم الحرمين خلال مؤتمر حوار أتباع الأديان والثقافات ووصف المؤتمر بأنه كان خطوة مهمة إلى الأمام.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة وصاحب السمو الملكي الأميرسعود الفيصل وزير الخارجية في نيويورك فجر أمس بتوقيت الرياض.
وأكد الأمير سعود الفيصل أن مؤتمر الحوار قد ركز لأول مرة على الأخلاق والقيم الدينية وعلى ماهو مشترك بين الأديان.
وأضاف أن التأييد العالمي لمبادرة خادم الحرمين أثبتت أهمية التمسك بالمبادئ والقيم المشتركة ونشر ثقافة السلام واستبعاد ما يسمى بصراع الحضارات.
وردا على سؤال عما اذا كان سيتم عقد مؤتمر للتسامح الديني في المملكة أكد سمو الأمير سعود الموقع المركزي للمملكة بوصفها مهد الإسلام حيث يتجه اليها المسلمون في صلاتهم وحيث يحمل قائدها شرف خدمة الحرمين الشريفين .. مشددا على مسؤولية المملكة تجاه المجتمع الإسلامي في أنحاء العالم.
وقال سموه إن انعقاد اجتماع مماثل في المملكة يعتمد على القرار الذي تتخذه اللجنة العالمية للحوار الديني حول مكان انعقاد اجتماعها ولا توجد عقبات امام عقد اجتماع مماثل بموافقة اللجنة على ذلك.
وكان مؤتمر حوار اتباع الأديان والثقافات قد اختتم امس الأول باصدار اعلان يؤكد الالتزام بدعم حقوق الإنسان ورفض استخدام الدين لتبرير قتل الأبرياء.
وأعرب البيان عن قلق الدول من الحوادث الخطيرة المتعلقة بعدم التسامح والتمييز والعنصرية والكراهية والمضايقات التي تتعرض لها الأقليات الدينية في كل المعتقدات.
واشار البيان الى التزام جميع الدول على تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع بما في ذلك حريات العقيدة والتعبير دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.
ونوه مون في البيان الختامي لاجتماع الحوار بين اتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة بمبادرة خادم الحرمين بالدعوة للحوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال اثناء قراءته البيان "إن مبادرة الملك عبدالله جاءت في وقت أحوج ما نكون فيه للحوار فقد جمعت اشخاصا لن تتوفر لهم الفرصة للاجتماع وستساعد هذه المبادرة بجانب المبادرات الأخرى لبناء عالم أكثر تجانسا".
واضاف "أن التحدي الذي نواجهه الآن هو التحرك فيما بعد الكلمات القوية والإيجابية التي سمعناها خلال اليومين الماضيين وأنا أتعهد بدعمي الكامل لهذه الجهود ربما سيأخذ وقتا لنرى النتائج الا انني اعتقد ان هذا الاجتماع كان خطوة مهمة للأمام".
-منقول من:
http://www.alriyadh.com/2008/11/15/article388018.html
مؤتمر حوار الاديان ينهي اعماله بالدعوة للتسامح ونبذ العنف
اتفقت الدول المشاركة في مؤتمر حوار الاديان على رفض استخدام الدين لتبرير الاعمال الارهابية وقتل المدنيين الابرياء واعمال العنف والاكراه.
واعربت اكثر من 80 دولة مشاركة في المؤتمر عن شعورها ببالغ القلق ازاء تنامي "التعصب وانعدام التسامح والتمييز والعنصرية ضد جميع الاقليات الدينية في مختلف انحاء العالم".
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي استمر يومين ان الدول المشاركة فيه تؤكد على اهمية تعزير لغة الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام مختلف الاديان والثقافات والمعتقدات.
وقد قرأ البيان الامين العام للامم المتحدة قبل اختتام اعمال المؤتمر الذي أستمر يومين، والذي عقد بمبادرة من ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد كان الملك عبد الله قد دعا في كلمته امام المؤتمر إلى قيام جبهة موحدة ضد الإرهاب "عدو كل الأديان" وإلى تشجيع التسامح بينها.
وقال العاهل السعودي "إن الإرهاب والإجرام هما عدوان لكل دين وكل حضارة، ولم يكونا ليظهرا لولا غياب مبدأ التسامح".
من جانبه قال الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلمته إن توفير الحرية الدينية جزء مهم من السياسة الخارجية الأمريكية، وأن الحوار بين الأديان هو السبيل إلى تحقيق الحرية.
واعلن بوش إن "الحرية تشمل حق كل انسان في اختيار ديانته او تغييرها، وكذلك في ممارستها في السر أو في العلن".
ورحب بوش بمبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي دعا الى هذا المؤتمر.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض قال إن العاهل السعودي يعرف أن أمام بلاده طريقا طويلا لتحقيق تسامح الأديان، وإنه يحاول تحقيق بعض التقدم في هذا المجال.
وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز قد رحب في كلمته امام المؤتمر بالمبادرة العربية للسلام التي قال إنها جاءت بالأمل إلى الشرق الأوسط.
ووصف بيريز بعض العبارات في مشروع المبادرة العربية التي طرحها العاهل السعودي بأنها "ملهمة وواعدة وبداية جادة لتحقيق تقدم حقيقي".
وقال بيريز "صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية، لقد استمعت لرسالتك، وآمل أن يصبح صوتك هو السائد في المنطقة كلها بين كل الشعوب، فهو على صواب، وهناك حاجة إليه وهو واعد".
وقال بيريز للصحفيين لاحقا انه يعتقد ان الأطراف اقتربوا خطوة إضافية من الهدف (عملية السلام) بينما اعترف بانه لا تزال هناك عقبات جدية.
وانتقدت منظمات حقوق الإنسان المؤتمر، حيث قالت انه يوفر منصة للسعودية التي تعتنق المذهب الوهابي ولا تسمح بممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات الأخرى على اراضيها، وانتقدت المنظمات أيضا السجل السعودي في مسألة حقوق الإنسان.
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7728000/7728081.stm
منشور 2008/ 11/14 05:08:02 GMT
© BBC MMVIII
اختتم مؤتمر الدوحة السادس لحوار الاديان فعالياته مساء يوم 14 مايو 2008 بفندق شيراتون الدوحة بالتأكيد على ان الحوار الدينى ضرورة على جميع المستويات المحلية والاقليمية والعالمية
2008 - 05 - 14
الدوحة في 14 مايو/قنا/ اختتم مؤتمر الدوحة السادس لحوار الاديان فعالياته مساء اليوم بفندق شيراتون الدوحة بالتأكيد على ان الحوار الدينى ضرورة على جميع المستويات المحلية والاقليمية والعالمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
واوصى المؤتمر الذى انعقد على مدى يومين تحت عنوان /القيم الدينية بين المسالمة واحترام الحياة/ بتشكيل مجموعات عمل تركز على التعليم وبناء السلام والتعاون والتفاهم بين الثقافات والتجمعات المختلفة .. وشدد على ان القيم مثل المساواة وكرامة الانسان والحرية الدينية والتسامح واحترام قدسية الحياة لابد ان تمارس وتتعلم وينبغى تشجيع اهتمامات واسهامات الشباب على وجه الخصوص فى هذا الصدد.
وعبر المشاركون فى البيان الذى اصدره المؤتمر تحت مسمى /اعلان مؤتمر الدوحة السادس لحوار الاديان/ عن استيائهم من التحديات التى تواجه السلام بسبب اهانة الرموز الدينية وذلك من تدنيس للمقدسات الى ازدراءات كاريكاتيرية وناشدوا بتثقيف الناس على الاحترام المتبادل لهذه المقدسات فى جميع المجتمعات.
وطالب المؤتمرون فى الاعلان الذى تلاه الدكتور ابراهيم صالح النعيمى رئيس مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان فى الجلسة الختامية المركز بمتابعة هذه التوصيات وتسهيل مبادرات جديدة لنشر ثقافة الحوار والتعاون بين الاديان.
وحضر المؤتمر اكثر من مائتى مشارك من ثلاثين دولة فى العالم ناقشوا باستفاضة موضوع القيم الدينية وتحاوروا مسلمين ومسيحيين ويهودا ليس فقط عن القيم والتعاليم العملية للاديان السماوية وانما عن بعض القضايا الصعبة والمأساوية كذلك التى تشوه العالم وتخلق العنف والظلم فى اجواء مختلفة.
وتركز النقاش على وجه الخصوص على الابعاد الخلقية لقضايا مثل الانتحار والاتجار بالبشر وبيع الاعضاء والاجهاض والموت الرحيم والعنف والاعلام وازدراء الرموز والاماكن المقدسة .. وتم فى
هذا الصدد التطرق الى وسائل العمل المشترك لتحمل الكل لمسئولياتهم الفردية والجماعية لمعالجة هذه القضايا.
وقد اثنى المشاركون من خلال اوراق عملهم ومداخلاتهم على دولة قطر اميرا وحكومة وشعبا على ماأبدته من شجاعة وحرص اكيد على استضافة مؤتمرات حوار الاديان فى دوراتها الماضية وحرصها على الاستمرار فى عقدها مما يدلل على رغبة واضحة فى تحقيق السلام والتعايش السلمى بين جميع الاديان والحضارات والثقافات المختلفة.
واعتبروا المؤتمر السادس بمثابة جسر عبور نحو الاخر لتعزيز ثقافة المحبة والتسامح والتواضع بدلا من ثقافة الكراهية والاستيلاء والاستعلاء من اجل رباط متين بين الاديان والتقارب بينها ومعرفة بعضها لبعض لكون الجهل يؤدى الى الخوف واللامبالاة .. ورأوا ان التعارف يؤدى الى التآلف والى التعاون وهى الوسيلة الوحيدة للتخلص من الفتن والسير على خطى الانبياء لبناء حضارة انسانية عالمية بعيدا عن اجواء القهر والظلم والهيمنة.
وقالوا ان انتهاج هذا السبيل من شأنه أن يحقق مستقبلا نتائج افضل فيما يتصل بالحوار وازالة سؤ الفهم واقترح البعض اعداد خطط عمل للحوار للمرحلة القادمة بهذا الصدد.
كما نوه اخرون بان التخلص من حالات الظلم وتحقيق السلام فى الشرق الاوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية ستكون له نتائج ايجابية فى قضية الحوار بين الاديان والحضارات .. واكدوا ان المؤتمر قد نجح لاقصى حد وعلى الجميع العمل بجد واخلاص لانجاح الحوار.
يشار الى ان دولة قطر كانت مركزاً لحوار الأديان على مدى السنوات الخمس الماضية حيث اقتصر الحوار فى المؤتمرين الاول والثانى على ممثلين عن الإسلام والمسيحية لكن اعتباراً من المؤتمر الثالث شارك ممثلون عن الديانات السماوية الثلاث فى المؤتمرات هذه.
وكان عدد الحضور دوماً في ازدياد مما يدل على أن حوار الأديان أصبح يستقطب نخبة من أتباع الديانات والباحثين والمهتمين.
وقد ركزت المؤتمرات الأربع الاولى على دور الدين في بناء الحضارة وبناء الإنسان بينما حمل المؤتمر الخامس عنوان القيم الروحية والسلام العالمي وتركزت نقاشاته على ضرورة توحد الأديان وارساء اسس الحوار في مواجهة الأخطار الكبيرة التى تحدق بالعالم .. وكان من أهم توصياته الدعوة إلى إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لنشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي وقبول الآخر.
وحضر جلسات المؤتمر بالاضافة الى المشاركين سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحى مساعد وزير الخارجية لشئون المتابعة رئيس اللجنة الدائمة للمؤتمرات بالوزارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظم المؤتمر مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان وجامعة قطر واللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات.
http://www.qatar-conferences.org/dialogue2008/news_ ... site_details.php?id=21
14.11.2008
مؤتمر حوار الأديان يختتم أعماله بالتأكيد على قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف
أكد البيان الختامي لمؤتمر حوار الأديان الذي عقد بمبادرة سعودية في نيويورك على قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف، رغم اختلاف المشاركين حول تفسير هذه المفاهيم، وانتقادات للسعودية لرفعها شعار التسامح وتجاهلها للحريات الدينية.
اختتم مؤتمر "الحوار بين الأديان من أجل السلام" أعماله مساء يوم أمس الخميس، 13 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بإصدار بيان مشترك يعكس تمسك المشاركين بدفع الحوار بين الأديان ودعم التسامح بينها ونبذ العنف والإرهاب.
وتعهدت الدول المشاركة في المؤتمر، الذي نظم بمُبادرة سعودية يومي الثاني عشر والثالث عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، باحترام جميع الأديان. وأشار المشاركون إلى أن ذلك من شأنه أن يساعد على حل عدد من الصراعات والنزاعات في عدد من بؤر التوتر في العالم.
كما اتفق المشاركون في المؤتمر على رفض استخدام الدين لتبرير الأعمال الإرهابية وقتل المدنيين الأبرياء وأعمال العنف والإكراه، حيث أعربت أكثر من 80 دولة مشاركة عن شعورها ببالغ القلق إزاء تنامي"التعصب وانعدام التسامح والتمييز والعنصرية ضد جميع الأقليات الدينية في مختلف انحاء العالم.
"التحدي يكمن في المضي إلى أكثر من مجرد كلمات"
من جهتها، أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أهمية تعزير لغة الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام مختلف الأديان والثقافات والمُعتقدات، بيد أن المنظمة الدولية حذرت في نفس الوقت من تنامي التطرف وما انجر عنه من نزاعات اجتماعية وحروب. ودعت إلى تشكيل لجنة حوار بين الأديان بهدف تنفيذ التعهدات التي اتفقت عليها الدول المشاركة خلال المؤتمر.
في هذا الإطار، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اختتام المؤتمر، إن التحدي يكمن في المُضي إلى أكثر من مجرد الكلمات القوية الإيجابية التي برزت خلال المؤتمر. وجدد تعهده بدعمه الكامل للجهود الدولية من أجل تعزيز حوار الأديان ونشر ثقافة التسامح الديني في العالم.
اختلافات ثقافية وسياسية في تحديد معنى التسامح والحرية
غير أن المؤتمر لم يخلُ من اختلافات ثقافية وسياسية بشأن تأويل معنى التسامح والحرية، ففي حين شدد ممثلو الدول الغربية على أهمية حقوق الإنسان الفردية في كلماتهم، كرر ممثلو الدول الإسلامية تحذيرهم مما وصفوها بالحساسية المفرطة من الغرب تجاه الإسلام. ففي خطابه أمام الوفود المشاركة في المؤتمر، شدّد الرئيس الأمريكي جورج بوش على ضرورة احترام حق الإنسان في اختيار ديانته أو تغييرها، وحقه في ممارسة شعائره الدينية. كما أكد في نفس الوقت على أن ضمان الحرية الدينية يعد جزءا مهما من السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرا إلى أن الحوار بين الأديان هو السبيل إلى تحقيق الحرية. يُشار في هذا السياق إلى أن عددا من المراقبين أشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي ضمّن خطابه نقدا لعدد من الدول الإسلامية التي لايُسمح فيها بالتعددية الدينية على غرار المملكة العربية السعودية.
أما الملك عبد الله بن عبد العزيز فقد ركز في كلمته في مُستهل المؤتمر يوم 12 من نوفمبر/تشرين الثاني على ضرورة مكافحة الإرهاب وقال إنه يُعتبر "عدو كل الأديان" ودعا إلى قيام جبهة موحدة لمحاربته وتعزيز التسامح.
انتقادات من منظمات حقوقية للسعودية
على صعيد آخر، انتقدت منظمات حقوقية مؤتمر "حوار الأديان والسلام"، حيث قالت إنه يُعد بمثابة منصة للمملكة العربية السعودية التي لا تسمح بممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات الأخرى على أراضيها.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" كانت قد دعت، قُبيل انطلاق المؤتمر، قادة العالم إلى ممارسة ضغوط على الملك عبدالله بالسماح لإتباع الأديان الأخرى التعبير عن عقيدتهم وممارسة شعائرهم الدينية. وانتقد المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، سارة ليا ويتسن، السعودية لمطالبتها العالم بالاستماع إلى رسالتها حول تسامح الأديان، في القوت الذي لاتعترف فيه الرياض بالحريات الدينية.
وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في إشارة إلى انتقادات مماثلة، إن مطالبة بلاده بتغيير فوري ومشروط يعد "خطئا". وأضاف أنه يجب بدل ذلك أن تجد الثقافات المختلفة في البداية "قيما مشتركة" تؤدي إلى "فتح القلوب والنفوس" بهدف تحقيق تقدم في المستقبل.
http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,3792973,00.html
# ختاما:
-انصح من انتقد اهل العلم الذين لم يشاركو في مثل هذه الحوارات ان يفقه اصول الجدل والمناظرة قبل ان ينطق باي حرف!
-واعتقد بعد هذه النتائج ان كلام ابن القيم وضع في غير موضعه! والحديث كذلك!
-وهذا الموضوع مرده الى اهل العلم الكبار الراسخين من امثال الشيخ صالح الفوزان والغديان واللحيدان والعباد, لانهم هم اهل الفتوى والاجتهاد ليس لمن تكلم في غير فنه واتى بالعجائب! بل وفي فنه اتى بالغرائب!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 02:36]ـ
من لم يفهم كلام الشيخ حاتم فهمه الصحيح وأساء في تحميله ما لا يحتمل بسوء ظنه فأحرى به أن لا يفهم كلام السياسيين.
ولنأخذ تصريح الأمير سعود الفيصل الذي استدل به الأخ المتعقب:
1/ يقول الأمير (قد ركز لأول مرة على الأخلاق والقيم الدينية وعلى ماهو مشترك بين الأديان).
هذا نوع من أنواع التعظيم للحرمات الذي وقع في صلح الحديبية.
2/ ويقول الأمير (وأضاف أن التأييد العالمي لمبادرة خادم الحرمين أثبتت أهمية التمسك بالمبادئ والقيم المشتركة ونشر ثقافة السلام واستبعاد ما يسمى بصراع الحضارات).
هل نحن مستعدون لمواجهة دول الكفر في هذا العصر؟ إن كنا غير مستعدين فالحرص على عدم استثارتهم ضدنا مطلوب , وهو المقصود بـ (استبعاد ما يسمى بصراع الحضارات).
3/ (يؤكد الالتزام بدعم حقوق الإنسان ورفض استخدام الدين لتبرير قتل الأبرياء).
وهل يجيز الإسلام قتل من لا يستحق القتل , فالبريء هو من لا يستحق القتل , وليس كل كافر مستحقا للقتل. ولو طُبّق هذا الكلام لكان أكبر المستفيدين منه هم المسلمين , فهم أكثر من يُقتل للدين.
4/ (وأعرب البيان عن قلق الدول من الحوادث الخطيرة المتعلقة بعدم التسامح والتمييز والعنصرية والكراهية والمضايقات التي تتعرض لها الأقليات الدينية في كل المعتقدات).
أكبر مستفيد من ذلك هم المسلمون , فهم أكثر الأقليات المستهدفة في العالم.
ثم لكل دولة أن تفسر متى يكون التعامل داخلا في عدم التسامح والتمييز والعنصرية والكراهية , فلماذا نحمل هذه الألفاظ على أسوأ المحامل؟
ولذلك فقد نقل الأخ نفسه هذا الكلام (رغم اختلاف المشاركين حول تفسير هذه المفاهيم، وانتقادات للسعودية لرفعها شعار التسامح وتجاهلها للحريات الدينية).ونقل أيضا ما يلي: (اختلافات ثقافية وسياسية في تحديد معنى التسامح والحرية: غير أن المؤتمر لم يخلُ من اختلافات ثقافية وسياسية بشأن تأويل معنى التسامح والحرية).
فلماذا تحمل الكلام على المعنى السيء مع التصريح بوقوع الاختلاف في التفسير بين حاضري المؤتمر
5/ (واشار البيان الى التزام جميع الدول على تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع بما في ذلك حريات العقيدة والتعبير دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين).
الذي أفهمه أن حريات العقيدة والتعبير مما لا تتفق الدول على حدودها وضوابطها , وبالتالي فيمكن تفسيرها بما لا يتعارض مع الإسلام.
وهي شعارات يرفعها الكل , ولكل أحد فهمه لها.
ألم يستوقف الأخ ما نقله هو من أنه (انتقدت منظمات حقوق الإنسان المؤتمر، حيث قالت انه يوفر منصة للسعودية التي تعتنق المذهب الوهابي ولا تسمح بممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات الأخرى على اراضيها، وانتقدت المنظمات أيضا السجل السعودي في مسألة حقوق الإنسان)
أما خلط المعقِّب بين مؤتمرات الحوار فليس بصحيح , فمقال الشيخ حاتم ليس عن حوارات في الأديان لا يرعاها العلماء , ولم يكن يتكلم عن مؤتمر خاص بعينه. بل كان يتكلم عن الحوار مطلقا مع الكفار , وهل له مصالح غير تغيير المعتقدات أم له مصالح أخرى غيره. فهل يجوز تحريم كل مؤتمرات الحوار الماضية والمستقبلة إذا أخل بعضها بشروط الحوار الصحيح؟
ختاما: يقول المعلق: (انصح من انتقد اهل العلم الذين لم يشاركو في مثل هذه الحوارات ان يفقه اصول الجدل والمناظرة قبل ان ينطق باي حرف!)
فأظن أن هذا الكلام ينطبق عليه , ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
- ويقول المعلق: (واعتقد بعد هذه النتائج ان كلام ابن القيم وضع في غير موضعه! والحديث كذلك)
لم يتضح كيف بكلامك هذا وُضع كلام ابن القيم في غير موضعه , ولا الحديث كذلك. ونحن لا يهمنا ما تعتقد , ولكن يهمنا دليلك على ما تعتقد. وعلى قائل هذا الكلام ان يفقه اصول الجدل والمناظرة قبل ان ينطق باي حرف! مع وجوب الأدب مع أهل العلم.
- ثم يقول المعلق: (هذا الموضوع مرده الى اهل العلم الكبار الراسخين من امثال الشيخ صالح الفوزان والغديان واللحيدان والعباد, لانهم هم اهل الفتوى والاجتهاد ليس لمن تكلم في غير فنه واتى بالعجائب! بل وفي فنه اتى بالغرائب!؟)
فهذا كلام لا يستحق إلا الإهمال , لأنه لا يعرف من تقدير بعض العلماء إلا إساءة الأدب مع غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم هذا الأمر وغيره مردّه إلى الله تعالى ورسوله (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّ خِرِ). إلا إن أراد صاحب التعقيب منهج الذين (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللَّهِ).
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 07:53]ـ
قال تعالى:) إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور (
_اخي المعقب, كيف قرأت هذه البيانات ونسيت ان تقرأ او تفهم هذه العبارات؟ َ!
يبدو أننا قد تربينا على إهدار ما عند الآخرين، وحشد الإدلة ضدهم، والبعد عن الإنصاف في النظر إلى أدلة المخالف!؟
#ماذا تفهم من هذا البيانات:
- (وأعرب البيان عن قلق الدول من الحوادث الخطيرة المتعلقة بعدم التسامح والتمييز والعنصرية والكراهية والمضايقات التي تتعرض لها الأقليات الدينية في كل المعتقدات.
واشار البيان الى التزام جميع الدول على تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع بما في ذلك حريات العقيدة والتعبير دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين).
- (واعربت اكثر من 80 دولة مشاركة في المؤتمر عن شعورها ببالغ القلق ازاء تنامي "التعصب وانعدام التسامح والتمييز والعنصرية ضد جميع الاقليات الدينية في مختلف انحاء العالم".
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي استمر يومين ان الدول المشاركة فيه تؤكد على اهمية تعزير لغة الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام مختلف الاديان والثقافات والمعتقدات (
- (واعلن بوش إن "الحرية تشمل حق كل انسان في اختيار ديانته او تغييرها، وكذلك في ممارستها في السر أو في العلن".)
- (وكان المتحدث باسم البيت الأبيض قال إن العاهل السعودي يعرف أن أمام بلاده طريقا طويلا لتحقيق تسامح الأديان، وإنه يحاول تحقيق بعض التقدم في هذا المجال.)
- (وانتقدت منظمات حقوق الإنسان المؤتمر، حيث قالت انه يوفر منصة للسعودية التي تعتنق المذهب الوهابي ولا تسمح بممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات الأخرى على اراضيها، وانتقدت المنظمات أيضا السجل السعودي في مسألة حقوق الإنسان.)
- (وشدد على ان القيم مثل المساواة وكرامة الانسان والحرية الدينية والتسامح واحترام قدسية الحياة لابد ان تمارس وتتعلم وينبغى تشجيع اهتمامات واسهامات الشباب على وجه الخصوص فى هذا الصدد)
_ (وكان من أهم توصياته الدعوة إلى إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لنشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي وقبول الآخر.)
- (أكد البيان الختامي لمؤتمر حوار الأديان الذي عقد بمبادرة سعودية في نيويورك على قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف، رغم اختلاف المشاركين حول تفسير هذه المفاهيم، وانتقادات للسعودية لرفعها شعار التسامح وتجاهلها للحريات الدينية.)
- (شدّد الرئيس الأمريكي جورج بوش على ضرورة احترام حق الإنسان في اختيار ديانته أو تغييرها، وحقه في ممارسة شعائره الدينية. كما أكد في نفس الوقت على أن ضمان الحرية الدينية يعد جزءا مهما من السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرا إلى أن الحوار بين الأديان هو السبيل إلى تحقيق الحرية. يُشار في هذا السياق إلى أن عددا من المراقبين أشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي ضمّن خطابه نقدا لعدد من الدول الإسلامية التي لايُسمح فيها بالتعددية الدينية على غرار المملكة العربية السعودية. (
- (انتقادات من منظمات حقوقية للسعودية
على صعيد آخر، انتقدت منظمات حقوقية مؤتمر "حوار الأديان والسلام"، حيث قالت إنه يُعد بمثابة منصة للمملكة العربية السعودية التي لا تسمح بممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات الأخرى على أراضيها. (
) تجدر الإشارة إلى أن منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" كانت قد دعت، قُبيل انطلاق المؤتمر، قادة العالم إلى ممارسة ضغوط على الملك عبدالله بالسماح لإتباع الأديان الأخرى التعبير عن عقيدتهم وممارسة شعائرهم الدينية. وانتقد المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، سارة ليا ويتسن، السعودية لمطالبتها العالم بالاستماع إلى رسالتها حول تسامح الأديان، في القوت الذي لاتعترف فيه الرياض بالحريات الدينية.)
-ختاما, يؤثر عن الشافعي-رحمه الله- انه قال في شعره:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 08:41]ـ
اما قولك: (إلا إن أراد صاحب التعقيب منهج الذين (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللَّهِ).
فاقول كما قال اخي صالح عبد ربه: انا لست من دعاة التكفير ولا من دعاة التفجير وان كنت ارى انهم اولى بالحوار من اليهود والنصارى وعباد البقر واصحاب الفلسفات المعتبرة- وضع خطا تحت المعتبرة-!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 10:38]ـ
هون عليك أخي فلا هناك عمى في القلوب ولا العيون , وإلا لما قرعت حجتك بالحجة , ولاكتفيت بسوء الأدب مع العلماء باسم الحمية للدين.
وينبغي عليك أن تركز على قرارات المؤتمر , لا ماذا قال فلان وفلان ممن حضر المؤتمر , فكل يتحدث من وجهة نظره. وليتك ذكرت خطاب خادم الحرمين الذي يصرح فيه بعدم التفريط في الثوابت , وهو ما لا يُظن به غيره.وأعيد لك بعض ما ذكرته سابقا لأنك ما زلت في خلطك القديم: قلت سابقا: (أما خلط المعقِّب بين مؤتمرات الحوار فليس بصحيح , فمقال الشيخ حاتم ليس عن حوارات في الأديان لا يرعاها العلماء , ولم يكن يتكلم عن مؤتمر خاص بعينه. بل كان يتكلم عن الحوار مطلقا مع الكفار , وهل له مصالح غير تغيير المعتقدات أم له مصالح أخرى غيره. فهل يجوز تحريم كل مؤتمرات الحوار الماضية والمستقبلة إذا أخل بعضها بشروط الحوار الصحيح؟).
وأنت إن كنت فعلا لست من دعاة التكفير والتفجير (لأن دعاته حقا ينكرون أنهم من دعاته أيضا) , فمن قال أن حوارهم يعارض فيه الشيخ حاتم حتى تفرضه أنت عليه. وهو وإن كان أولى من جهة أنهم ما زالوا مسلمين , فحوار غيرهم أولى لأن ضررهم والخوف من الكفار أكبر ولأن ضغوطهم على بلاد المسلمين أشد , فهم أولى بمحاولة تخفيف شرهم.
ليتك تتأمل قبل الجواب , وليتك تتأدب مع العلماء.
ـ[علي التمني]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 11:48]ـ
بسم الله
أورد بعض المعلقين كلاما مؤداه أن من شارك في هذا الحوار الباطل المسمى (حوار الأديان) أفضل ممن لم يشارك فيه، فكيف بمن بين بطلانه وفساده، ونذكر بقول ونهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الامام أحمد وأبو داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنها ستكون فتنة ; القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي ".
كما نذكر بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما المتفق عليه (إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينمها مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فيها وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ............ )
فهل سمعتم ممن شارك فيه كلمة حق فيه هذا الحوار، وهذا أقل ما يجب على من شارك فإن لم يقل كلمة الحق فقد شارك في الوزر وشارك في ترسيخ نتائج هذا الحوار وساعد الذين صمموا هذا الحوار ووضعوا فكرته ومنهجه.
ولا ريب أن هذا الحوار فتنة في أقل أحواله، وأنه فتح على الإسلام والمسلمين باب شر، فهذا حال الأمة يؤكد أن أبواب الفتن التي فتحت عليها ولم يبال بها العلماء إنكارا وبيانا قد أوصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من البعد عن دين الله ومن الهوان، وها هو هذا الحوار باب جديد للهوان والذل وتمييع تمسك الأمة بدينها، وقد سبقته في هذا المضمار مشاريع ومشاريع لا تخفى على كل متابع، فضلا عن كل مهتم.
والله المستعان وعليه التوكل ومنه الفرج والبرهان.
في 22/ 12/1429
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 05:09]ـ
الأمر بالعزلة مطلوب للضعيف وغير القادر على المواجهة , أو من اختلطت عليه الأمور حتى لم يعد يميز بين الحق والباطل , فهذا يؤمر بالعزلة.
أما القوي القادر على المواجهة , والذي اتضح له الحق من الباطل , فالمطلوب منه دخول المعترك مستعينا بالله تعالى.
ـ[علي التمني]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:34]ـ
بسم الله
أفهد من كلام محسن زاهد أن من يمتنع عن المشاركة في الفتن ضعيف، فهل يعني ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أمته بالضعف والمسكنة روى الامام أحمد وأبو داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنها ستكون فتنة ; القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي ".
من أهداف ونتائج ما يسمى حوار الأديان الباطل إسباغ التزكية على الأديان الباطلة بالتحريف، أو الوثنية الشركية، وهذا حصل في هذا الحوار الهدام، ولو لم يكن سوى هذه النتيجة وهذا الهدف لكان سببا كافيا لأولي العلم والتقى للتحذير من هذا الحوار، فكيف وهنالك الكثير من القواعد الإيمانية قد كسرت في هذا الحوار ومن بينها القول بالأخوة الإنسانية التي ترددت في هذا الحوار من قبل مسلمين، وكيف إذا كان هذا الحوار يخدم التنصير في العالم كله لأنه يكسر الحاجز بين المسلم وبين النصرانية، وكل مسلم يعلم أن المنصرين قد فشلوا فشلا ذريعا في القرون والسنين الماضية في فتن المسلمين عن دينهم رغم الجهود الهائلة التي يبذلونها، وقد جاء هذا الحوار ليقدم لهم أعظم خدمة لم يكونوا والله يحلمون بها! ومن أين من بلاد الحرمين على وجه التحديد معقل الإسلام ومأرز الإيام وهبط الوحي؟؟
في 22/ 12/1429
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:52]ـ
ليتنا -وما يغني التمني - نفهم الكلام , ولا داعي أن (نفهده)::))
وهل كل ما لم يتضح عندك يا تمني فلا بد أن يكون فتنة , اتق الله ولا تحمل كلام رسول الله (ص) على هواك.
ثم لا نسلم لك بحصول المفاسد التي تذكرها بلا بينات.
ولا داعي لادعاء انفرادك بالحب للدين واتهام كل من خالفك بأنه ليس من أهل التقى.
ولن أجاريك على هذا الأسلوب.
والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:03]ـ
/// الحوار الذي يتم بين أهل الفهم، يخالف الخطب والقص واللصق الذي يجيده بعض الناس ..
/// وكأنّي ببعضهم حين يسجِّل مداخلته -التي لا تتجاوز عن كونها شجبًا بخطبة سهلة وألفاظ مكبَّرة!! - يرى أنَّ ثَمَّ من يهتمُّ بردِّه ومداخلته .. صار فنَّ الحوار بالحُجَّة وقرعها بمثلها عند بعض العاجزين تسجيل حضورٍ فقط .. بصوتٍ عالٍ: "أنا هنا" .. حياك وبيَّاك!
/// ومن لا يقدر على حوار إخوانه!! إلَّا بالعسف و (الإرهاب الفكري!) فأولى أن لا يقدر على حوار أهل الباطل لدعوتهم إلى الإسلام بله غير ذلك .. فرفقًا بنفسك وغيرك ممَّن لهم حقٌّ في هذه الصَّفحة ولْتنزو جانبًا، ولا تثقل الصفحة بالكلام المكرور والخطب الطنَّانة التي حفظناها! ويكدِّر علينا نقاشنا ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 10:02]ـ
ألا ترى لمن يتوجس خيفة عذرا في توجسه؟
أليست دعوات التقريب والتمييع شاهدا ومؤيدا للمتوجسين؟ هل لازال الشيخ حاتم يرى أن تمييع الولاء والبراء نتيجة وهمية وسوء ظن من معارضي الحوار-مسلوبي الإرادة اسيري الغلو-؟
ثم بحسب كلام الشيخ الفوازان المقتبس أدناه: هل يصنف العلامة الفوزان ضمن مسيء الظن مسلوبي الإرادة أسيري الغلو؟
ثم هل يمنكم فضلا لاامرا يا رعاكم الله –ووالله إنك ممن أحترمهم وأقدرهم كثيرا هنا- أن توضح المقصودين بمراد الشيخ حاتم هنا: من المقصودون بالتقديس والغلو؟.
/// أوَّلًا تقدَّم من كلام ابن القيِّم أنَّ إجابة الكفَّار والظلمة والفجرة والمبتدعة بأنواعهم -مجوس بوذيون نصارى يهود .. الخ- إلى ما فيه تعظيم لحرمات الله جائزٌ، وابن القيِّم لم يذكر هذه الفائدة من كيسه حتَّى يبطل مبطل الاحتجاج بقصَّة الحديبية .. إذ ابن القيِّم يتكلَّم عن فوائد قصَّة الحديبية، ومنها هذا الأمر ..
/// فإن قيل: فما حرمات الله التي تعظَّم ويُجاب إليها المشركون، وإن منعوا غيره فقد كفاني أمره الأخ محسن زاهد وفَّقه الله بذكر بعضها في قوله:
ولنأخذ تصريح الأمير سعود الفيصل الذي استدل به الأخ المتعقب:
1/ يقول الأمير (قد ركز لأول مرة على الأخلاق والقيم الدينية وعلى ماهو مشترك بين الأديان).
هذا نوع من أنواع التعظيم للحرمات الذي وقع في صلح الحديبية.
2/ ويقول الأمير (وأضاف أن التأييد العالمي لمبادرة خادم الحرمين أثبتت أهمية التمسك بالمبادئ والقيم المشتركة ونشر ثقافة السلام واستبعاد ما يسمى بصراع الحضارات).
هل نحن مستعدون لمواجهة دول الكفر في هذا العصر؟ إن كنا غير مستعدين فالحرص على عدم استثارتهم ضدنا مطلوب , وهو المقصود بـ (استبعاد ما يسمى بصراع الحضارات).
3/ (يؤكد الالتزام بدعم حقوق الإنسان ورفض استخدام الدين لتبرير قتل الأبرياء).
وهل يجيز الإسلام قتل من لا يستحق القتل , فالبريء هو من لا يستحق القتل , وليس كل كافر مستحقا للقتل. ولو طُبّق هذا الكلام لكان أكبر المستفيدين منه هم المسلمين , فهم أكثر من يُقتل للدين.
4/ (وأعرب البيان عن قلق الدول من الحوادث الخطيرة المتعلقة بعدم التسامح والتمييز والعنصرية والكراهية والمضايقات التي تتعرض لها الأقليات الدينية في كل المعتقدات).
أكبر مستفيد من ذلك هم المسلمون , فهم أكثر الأقليات المستهدفة في العالم.
ثم لكل دولة أن تفسر متى يكون التعامل داخلا في عدم التسامح والتمييز والعنصرية والكراهية , فلماذا نحمل هذه الألفاظ على أسوأ المحامل؟
ولذلك فقد نقل الأخ نفسه هذا الكلام (رغم اختلاف المشاركين حول تفسير هذه المفاهيم، وانتقادات للسعودية لرفعها شعار التسامح وتجاهلها للحريات الدينية).ونقل أيضا ما يلي: (اختلافات ثقافية وسياسية في تحديد معنى التسامح والحرية: غير أن المؤتمر لم يخلُ من اختلافات ثقافية وسياسية بشأن تأويل معنى التسامح والحرية).
فلماذا تحمل الكلام على المعنى السيء مع التصريح بوقوع الاختلاف في التفسير بين حاضري المؤتمر
5/ (واشار البيان الى التزام جميع الدول على تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع بما في ذلك حريات العقيدة والتعبير دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين).
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي أفهمه أن حريات العقيدة والتعبير مما لا تتفق الدول على حدودها وضوابطها , وبالتالي فيمكن تفسيرها بما لا يتعارض مع الإسلام. وهي شعارات يرفعها الكل , ولكل أحد فهمه لها ...
/// ومن الحرمات التي نجيبهم أو ندعوهم إليها ما ذكره الشيخ عبدالله التركي في أول مؤتمر للحوار انعقد في مكَّة:
وقال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية لـ «الشرق الأوسط»: «إن عقد المؤتمر العالمي للحوار: الذي يبدأ أعماله اليوم مرتبط بضرورة فتح قنوات حوارات ونقاشات للوصول إلى قواعد مشتركة تخدم الإنسانية وتجنب العالم والأمم شرور الصراعات والتجاذب والانقسام، موضحاً أن اهتمام المؤسسات الإسلامية، ومن بينها الرابطة، بالحوار في هذا التوقيت يأتي استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين التي جاءت في وقتها وفي وقت يشهد العالم فيه حلقات نقاش موسعة لوضع أسس لحوار موضوعي يسد الطريق أمام مؤسسات معادية للإنسانية تعمل لخلط الأوراق».
وأوضح الدكتور التركي أن الإسلام دين حوار وإقناع واقتناع لأسباب كثيرة أولها أنه يحترم العقل الإنساني ويحث على استخدامه .. وأن الحوار عند المسلمين ثمرة التصور الإسلامي للإنسان القائم على تحديد غاية الوجود الإنساني وهي عبادة الله والخضوع له، ومدّ الوعي لدى هذا الإنسان إلى ما وراء الحياة الدنيا القصيرة، إلى الحياة الخالدة الباقية.
وقال إن المؤتمر مناسبة للتأكيد للعالم أنه لا توجد في الإسلام مشكلة في التعامل مع الأطراف الأخرى. وقد نجح سلفنا الصالح في وضع نواة أمة كبيرة ضمت شعوباً وألواناً عديدة، وتعايشت فيها حضارات عريقة عملت لنصرة الدين الواحد، دون أن تكون مضطرة للتخلي عن الصالح من حضاراتها ولغاتها وتقاليدها.
وأكد الأمين العام للرابطة إلى أن قواعد الحوار الحضاري القائمة على مفهوم عالمية الإسلام توجب علينا إدارة حوار بالتي هي أحسن، مع الالتزام بالحقيقة في التعامل مع الوقائع. وقال إن التاريخ مليء بالجوانب المضيئة في العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وهو يشهد بسماحة الإسلام وعدالته مع غير المسلمين.
وقال إن ترحيب المسلمين بالحوار يفتح لهم باب التأكيد على تعميم القيم المشتركة بين أبناء البشرية، مع تحديد نقاط واضحة للحوار لنبذ الاستعلاء الحضاري أو العنصري، مقابل التعريف بمبادئ الإسلام وعرض أحكامه في القضايا المختلفة وهو ما يجعل النقاش والحوار وسيلة من وسائل الدعوة ونشر قيم الإسلام لمواجهة الظلم وقهر المادة للإنسان في هذا العصر.
وأشار الدكتور التركي إلى أن التواصل مع الأمم، والحوار مع الآخر مسؤولية إسلامية فقد أمرنا الله تعالى بذلك في قوله «دع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين».
............. الخ ..
/// ولم أرَ اعتراضًا علميًّا بالحُجَّة والبرهان في المشاركات السابقة على كلام ابن القيِّم الظَّاهر البيِّن =حتَّى أحاول نقاشه أوالجواب عنه، إلَّا من أماله عن مساره أوحمله على غير محمله فلن يجدي نقاشي معه شيئًا؛ إذ تصبح القضيَّة قصد وما قصد .. الخ!
/// والأهمُّ ههنا أنَّه لم يتَّضح لي إلى الآن أي دليل على أنَّه لا يمكن الاستفاد من الحوار مع الكفَّار في مصالح المسلمين إلَّا لأجل دعوتهم إلى الإسلام، فمن جاد به علمه فلْيختصر علينا الأمر ولْيذكر ذلك، حتى يتمَّ نقاشه.
/// وقُصارى أمر من منع الحوار أوأنكر عليه هو التوجُّس من تبعاته، وهذا الأمر لو أُخِّذ بهذا القدر فهو عائدٌ إذن إلى تقدير المفاسد والمصالح، وأنَّ من رأى وجود مثل هذه المفاسد لم يحرِّم الحوار لذاته كما يدندن بعض الإخوة ههنا، بل لأنَّ هناك مفاسد وهي ... ثم يسردها!
/// ولكن المنصف المتجرِّد عن التَّقليد يعلم من وعي هذا الكلام أنَّ تقدير المفاسد والمصالح أمر اجتهاديٌّ تختلف فيه وجهات النَّظر فلم رفع الصَّوت والقص واللصق إذن وكأنَّ في الأمر تزحزحًا عن ثوابت هذا الدِّين أوتسليم بما ينقض أصوله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
/// أمَّا قضيَّة القداسة التي ذكرها الشَّيخ فقد ذكرت مثلها عن بعض المتعصِّبين لأقوال الشُّيوخ، وهو ينعى على العوام التعصُّب، وكأنَّ الحقَّ قد وقف عند كلام هذا الشيخ، فلا من أخذ بتقليد الشَّيخ أتى بجديد ولا من ترك قوله لعدم قناعته بالأدلَّة التي سردها يستهين به. وعدم القدرة على الحوار أوعدم القول بجواز فهذه مواهب يقسمها الله بين عباده، ولا أظنُّ الشيخ حاتما قصد به الشيخ الفوزان خصوصًا، ولا الشيخ الفوزان هو من يكتب بيننا ههنا، ولا هو من رفع النَّكير في المنتديات والمواقع وصاح ههنا وهناك ...
/// ولكن القداسة المذمومة من أتباع الشيخ الفوزان وغيره حفظهم الله وسدَّدهم، من الذين يلوِّحون بكلامهم -بالقص واللَّصق- عند كلِّ مسألةٍ قد يسوغ فيها وجهات النَّظَر، وكأنَّ الأمر قد قام به إجماع، ويتوثَّب للطَّعن في ديانة من خالف الشيخ أوغيره من أهل العلم والفضل والورع ... فلمثل هؤلاء يقال لهم: أنتم أصحاب قداسة للشيوخ كما هو حال كثير من المتعصِّبة المعروفين!
/// وعلى كلٍّ فإنَّ احترام أهل العلم واجبٌ لكن ليس هذا حديثنا ولا موضوعنا الذي نتحاور بشأنه الآن ولا السِّياق في نظري هو ذا السِّياق ..
/// لذا فأقول للمقلِّدة: يجب عليكم تقليد من ترون أنَّه أعلم وأورع، لكن لا توجبوا ذلك على غيرك .. !
/// الأمر الثاني: المبادرة لإيجاد هيئةٍ للحوار بين الأديان، بما يتوافق مع ثوابت الدِّين ولا يميِّع شيئًا منها أو يلغيها أولى من ترك السَّاحة لمن كثر كلامهم في هذا الأمر .. ممَّن صار كلامهم حُجَّة على أهل العلم والإيمان ..
/// وهذا قد كرَّرت الكلام عليه عدَّة مرَّاتٍ وضربت له بالمثال فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز في جواز الصُّلح مع اليهود، فيأتي من ينكر على الشيخ فتواه بحُجَّة أنَّ ذلك ممَّا يساعد على التَّطبيع مع إسرائيل! وأنَّ اليهود والصَّهاينة استغلُّوا الفتوى استغلالًا سيِّئًا ... الخ؟!
/// فما الحلُّ في نظرك يا أخانا؟ أن تُلْغَى الفتوى، أويعاكس اتَّجاهها؛ فيُقال بالحرمة -ولو لم يعتقد صحَّته الشّخ- لأجل أنَّ هناك من قد يستغلُّها؟ وكأنَّ الشَّيخ حين أصدر هذه الفتوى كان في كوكبٍ آخر لا يدري بما يسمَّى بالصَِّراع العربي الإسرائيلي؟! وبهذا طعن عليه بأنَّه لا يفقه الواقع ولا يدري ما يحصل! وكأنَّ الشَّيخ حرَّر الفتوى لأجل عيون إسرائيل؟!
/// وفي نظري .. فإنَّ الأزمة الحالية عند كثيرٍ من المقلِّدة لمن ينكر على من قال بجواز الحوار وإجابة الكفَّار لما فيه صلاح المسلمين وإن لم يكن في دعوتهم للإسلام - ومنهم ابن القيِّم كما تقدَّم بيانه- ليست في عدم القدرة على الحوار أوفي تقديره تفصيلات مساوئه؛ بل عدم فهم معنى الحوار الذي ينادي به الطَّرف الآخر.
/// ولهذا فإنَّ كثرة القَّصِّ واللَّزق لمواقف بعض المنحرفين عن الثَّوابت في قضيَّة الحوار لا تعنينا، الذي يعنينا هو موقفنا نحن .. فسلْ من قال بالجواز من أهل العلم والإيمان عمَّا تتوجَّس منه خيفةً هل يقول به؟ بالطَّبع لا، فلم تلزم غيرك ما يلتزمه؟!
/// ولهذا فأنا أقطع الطَّريق على كلِّ من يجلس لتعداد مساويء الحوار مع الكفَّار بأنَّه لا يلزمني مثل هذه الثِّمار السَّيِّئة؛ لأنِّي لم أقل بها، ولستُ موظَّفًا رقابيًا يراقب جدول أعمال المتحاورين حتى أقيِّم أعمالهم، بل حسبي ذكر حكم هذا الأمر، مع التأكيد على مسألأة عدم استغلاله في تمييع الثوابت أوالمسلَّمات وعدم التنازل عنها.
/// ومرَّةً أخرى أنا لا أتكلَّم عن حوار بعينه، إنَّما أتكلَّم عن حكم عام؛ فمن أخطأ التطبيق فما ذنبي أنا؟
/// وأحسب أنِّي أجبتُ إلى كلِّ ما أثير في الحوار السَّابق من أختنا الكريمة، وقد كفاني الأخوة بعض ما أردُّتُ ذكره ههنا، وعلى الخصوص أخونا الكريم محسن زاهد ..
/// وللتعقيب بقيَّة إن كان بقي إشكال فيما تقدم، ونرجو من الإخوة تركيز النِّقاش في موضوعنا وعدم الانحراف عنه.
ـ[علي التمني]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 12:18]ـ
بسم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيرا ما يتهم أحدهم غيره بكثرة القص واللصق، واجزم أنه لا يعنين لأنني لا أجيد القص واللصق، وهو يعلم هذا، ولكنه نسي نفسه، فهو والحق يقال الذي لا يشق له غبار في القص واللصق حتى من الردود الأخيرة جدا جدا،، فلم تسلم حتى الردود الأخيرة التي هي موجودة وقريبة جدا من القارئ في الموضوع نفسه من قصه ولصقه حتى يتهم غيره بالقص واللصق،، وقد قيل (رمتني بدائها وانسلت).
في 22/ 12/1429
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 08:28]ـ
(مؤامرة الفاتيكان على الإسلام)
الحوار
وسيلة استغلها المنصرون لتحقيق آمالهم وما تصبو إليه أنفسهم من زعزعة عقائد المسلمين، وصرفهم عن دينهم، وإثارة الشكوك وبعث الشبه من خلال اجتماعات سبق الإعداد والترتيب لها بين نفر من المنصرين من ذوي الخبرة في هذا الباب، وبين نفر من المسلمين أو من المنتسبين إلى الإسلام- غايتها مناقشات علنية لا تمت بظاهرها إلى التبشير، وإن كانت تهدف في الحقيقة إلى زعزعة العقائد، من خلال النقاش وعرض الأقوال والردود ثم النفوذ من خلال الأخطاء والجمل المتشابهة إلى التأثير على ذوي النفوس الضعيفة (1).
وقد لجأت إلى الحوار الهيئات التنصيرية منذ عام 1960م، وأصدر مجلس الكنائس العالمي مطبوعات كثيرة توثق هذا الحوار (2). وتتضمن شرحا لمعنى الحوار وأهدافه وغاياته التي يطمح أن يصل إليها المنصرون، ومن أبرزها وأهمها ما ورد في الكتاب الموسوم بـ " توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين " الصادر عن الفاتيكان عام 1969م، ومما جاء فيه:
- هناك موقفان لا بد منهما أثناء الحوار: أن نكون صرحاء، وأن نؤكد مسيحيتنا وفقا لمطلب الكنيسة.
- أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار: أن يكتشف من نحاوره نيتنا في تنصيره، وإذا ما قد تم استبعاد هذا الموقف بين الكاثوليكي وغير الكاثوليكي، فإنه لم يستبعد بعد بين المسيحي والمسلم، وإذا ما تشكك من نحاوره في هذه النية علينا بوقف الحوار فورا، وهذا التوقف المؤقت لا يعفينا من تأكيد مواقفنا بوضوح.
- سيفقد الحوار كل معناه إذا قام المسيحي بإخفاء أو بتقليل قيمة معتقداته التي تختلف مع القرآن.
- يجب تفادي الدخول في مناقشات حول ما يرد في القرآن بشأن المسيح والمسيحية، ولنترك المسلم يتساءل عنها كيف ما شاء وعلينا أن نتذكر أن قبولنا لسر المسيح يمثل سر إيماننا.
- على جميع المسيحيين المهتمين بالحوار تفادي الحديث عن محمد بأي استخفاف وألا يبدو عليهم أبدا ازدراء ذلك الحماس الذي يحيطه به الإسلام وعدم إنكار دوره الديني كمبشر وشجاع للتوحيد الذي نشره المسلمون فيما بعد.
- من أهم عقبات الحوار ما قمنا به في الماضي ضد الإسلام والمسلمين وهذه المرارات عادت للصحوة حاليا، وقد أضيفت الآن قضية إسرائيل وموقف العرب منها، ونحن كمسيحيين نعرف ما هي مسئوليتنا حيال هذه القضية وعلينا أن نبحث دائما عن توجه إنساني خاصة أن حل هذه المشكلة ليس في أيدينا.
- لا يكفي أن نتقرب من المسلمين، بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام (3) على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدما في التطور الديني بالنسبة للوثنية.
- مراعاة سوء فهم المسلم للعقيدة المسيحية، لأن العبارات الواردة في القرآن عن المسيحية تشوهها، فهم ينفون التثليث وتجسد الله في المسيح، وأي حوار في هذا المجال سيواجه بالفشل ما لم يغير المسلم من موقفه.
- في أي حوار يجب على المسيحي أن يقنع المسلم بأن المسيحية قائمة على التوحيد وألا يناقش أية تفاصيل، فأي كلام سيقوله المسيحي تبريرا للعقيدة لن يمكنه أن يقنع به المسلم الذي لا يرى في الثالوث إلا المساس بالتوحيد ويستند في ذلك إلى سورة التوحيد.
- ضرورة القيام بفصل المسيحية في حد ذاتها عن العالم الغربي ومواقفه المادية ومواقفه الاستعمارية فالمسلم لم ينس ذلك بعد.
- على من يقوم بالحوار من المسيحيين فصل ما هو دنيوي عما هو ديني في المواقف السابقة للكنيسة والغرب من الإسلام والبحث عن نقاط مشتركة.
- ما زال المسلم يشك إلى الآن في نوايا المسيحي، وهي أصعب نقطة في الحوار، لذلك لا يجب على المسيحي أن يعرب عن عدم اكتراثه بذلك فحسب، وإنما عليه أن يستمع إلى نقاط الاعتراض مع تمسكه في قرارة نفسه بكل عقائده الكنسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- يجب الاعتماد على الغرس الثقافي ولا يجب إغفال الدور الذي يقوم به الغرب في العالم الثالث من تغيير حضاري.
- لقد سبق لمثل هذا الحوار بين العرب المسيحيين والمسلمين أن بدأ في الماضي، في دمشق (القرن الثامن) وقرطبة (القرن الثاني عشر) وأقرب منا في الشرق الأوسط (القرن التاسع عشر) وهو مازال يتواصل ونأمل أن يزداد في كل مكان تتواجد فيه المسيحية والإسلام ولن نكف أبدا عن تأكيد أهمية الحوار الثقافي.
- إن الحوار بالنسبة لكنيسة هو عبارة عن أداة، وبالتحديد، عبارة عن طريقة للقيام بعملها في عالم اليوم. (4) كما اشتمل بحث " الدعوة إلى التجدد الروحي " على دروس من الماضي وتوقعات المستقبل وكان من بينها:
3 - يجب استبدال تشويه سمعة الإسلام بالتعايش والحوار دون إضعاف التنصير على الرغم من زيف الإسلام وعجزه.
4 - يجب الاهتمام بدراسة اللاهوت الإسلامي، كما يجب بذل الجهود لتدعيم الأرضية المشتركة، بالإضافة إلى الإشارة الملائمة والمناسبة إلى المسيح (5).
والنصارى يؤملون من وراء هذه الحوارات والمناقشات أن يتم اعتراف المسلمين بصحة دينهم، وأنهم على شيء من الحق، وأن هناك نقاطا ومسائل مشتركة بينهم يمكن استثمارها للاتفاق بين الطرفين.
وهذا من أهداف جمعيات الحوار وهو ما أشار إليه بعض الباحثين بقوله: (وجوهرها وهدفها في الحقيقة هو أن يكسب اليهود والنصارى في هذا العصر اعترافا من المسلمين بصحة دينهم، وهذا له دور كبير في صد النصارى واليهود عن الدخول في الإسلام، وذلك لأن كثيرا من النصارى وبعض اليهود متعطشون إلى دين شامل كامل كالإسلام، وقد سئموا مما يسمى عندهم بالمسيحية أو اليهودية التي هي من صنع الأحبار والرهبان وليست الدين الصحيح الذي أنزله الله على موسى وعيسى عليهما السلام، فإذا سمع هؤلاء تلك الشنشنة- التي تصدر من أشخاص يطلق عليهم ألقاب علمية ودينية كبيرة- المتضمنة لاعترافهم بالدين النصراني والدين اليهودي المحرفين، وسمعوا حرص أولئك العلماء الأكابر إلى مد أيديهم إلى دين النصارى واليهود والبحث عن مزاملته بأي ثمن ومحاولة تقريبه من الإسلام خاب ظنهم وقالوا لماذا ننتقل إلى الإسلام وهو كديننا الذي نشعر فيه بالتعاسة، بل إن ديننا أفضل منه بدلالة حرص أصحابه على تقريبنا إليهم ليكسبوا بذلك عزا وشرفا) (6).
ذكر كل من د. مصطفى خالدي و د. عمر فروخ غاية هذا الحوار في العصر الحاضر حيث قالا: والحوار بين المبشرين وبين أتباع الأديان غير المسيحيين أمر قديم، فإن عددا كبيرا من المؤسسات الغربية كالمدارس والنوادي وجمعيات الشبان والشابات وسائل لحوار مستتر كثيرا أو قليلا- وغاية هذا الحوار زعزعة العقائد على ألسنة أشخاص معروفين في قومهم.
والحوار كالمعاهدات يظفر بالغنائم فيها من كان أقوى يدا وأرفع صوتا. ومما يؤسف له أن نفرا قد حملهم تيار هذا الحوار إلى حيث لا يريدون. وعلى كل فإن النتائج العملية لذلك الحوار لم تكن بعيدة الأثر في تحقيق الهدف الذي نصب لها، ذلك لأن المخلصين أدركوا أن هذا الحوار هو وسيلة جديدة من وسائل التبشير الديني والسياسي معا. ثم إن كثيرا من المخلصين كانوا يتتبعون الحركات العامة في العالم فعلموا بأهداف هذا الحوار. أما الذين ليس لهم تتبع لما يجري في العالم فقد ظنوا أن هذا الحوار فرصة لتبيين آرائهم، وكانوا في ذلك مخطئين) (7).
وقد خفي على هؤلاء المتحمسين هذا الباب من المسلمين أن كل المسائل التي يزعمون أنه يمكنهم الالتقاء فيها مع النصارى لا وجود لها بل لا حقيقة لها في واقع الأمة النصرانية؛ ذلك لأن الإله الذي يدين له النصارى بالإيمان يختلف عن الله الذي يعبده المسلمون، بل الإله في النصرانية جزء من الوثنية النصرانية المثلثة، والمسيح الذي يؤلهه النصارى يختلف عن المسيح الذي يؤمن بنبوته المسلمون؛ إذ مسيح الهدى غير مسيح الضلال، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الإنجيل الذي تنزل على المسيح عليه السلام ويؤمن به المسلمون يختلف عن هذه الأساطير التي يتداولوها النصارى ويؤمنون بها.
وهذا الحوار الذي دلف من خلاله المنصرون إلى ساحات الأمة الإسلامية (9) يشككون تارة ويتمسكنون تارة، ويهاجمون تارة ويسالمون أخرى .. نراهم يعيدون النظر في جدوى هذه الوسيلة ومدى تحقيقها للغايات التي قدرت لها، ففي المؤتمر التنصيري المنعقد في كلورادو عام 1978 م قدم دانيل آر بروستر بحثا بعنوان: " الحوار بين النصارى والمسلمين وصلته الوثيقة بالتنصير" وبين فيه تاريخ الحوار ومستوياته والأدوار المتغيرة للحوار في كل فترة، كما قدم فيه قلق المنصرين من أن يتحول الحوار إلى وسيلة لإسلام المحاورين من النصارى حيث قال: (والأمر الذي يقلق المنصرين- كما أقلقتهم الموضوعات السابقة- وربما كان أكثر الأمور التي تبعث على القلق- هو مفهوم المحاورة الذي أتقنه مجلس الكنائس العالمي والذي يقول: إن المحاورة التي تتم بأمانة وصراحة وبدون عداوة أو حلول مسبقة، قد تقود إلى كسب النصراني إلى جانب المسلم) (10).
ورغم هذه المراوحة من جانب النصارى تجاه هذا الأمر، إلا أن الكثير من الباحثين المسلمين فرحوا بهذا الأمر، وتهافتوا عليه، وظنوه بابا من أبواب الدعوة إلى الإسلام- فهلا كان هذا قبل أن يدعو إليه النصارى- ولأن نكون أئمة هدى خيرا من أن نكون تابعين للنصارى في طروحاتهم فنحقق لهم ما يريدون دون أن نشعر.
وهذا الأمر- على أهميته البالغة- لم يأخذ حقه من الدراسة والتمحيص والتحقيق، وإيضاح الحكم الشرعي فيه- حسب علمي- وإن كانت أفردت لذلك دراسات لكنها وقعت في خطأ- فيما أعتقد- حيث نزلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وسير السلف والعلماء المتعلقة بمجادلة أهل الكتاب على الحوار الذي دعا إليه مجلس الكنائس العالمي لغرض معين وهو تنصير المسلمين، وإن لم يتحقق ذلك، فليتحقق ما دون ذلك وهو أن يظفروا باعتراف، أو يخرجوا من هذا الحوار أو ذاك بتوصيات ونتائج تكون حجة لمشكك، ودليلا لمنصر، ومستندا لضغط سياسي كما وقع في مؤتمر لبنان المنعقد عام 1972م بتحريض من أمانة سر الفاتيكان الذي حضره خمسة وعشرون منصرا وعشرون مسلما من عشرين دولة، وكان موضوعه " من أجل التفاهم والتعامل الإنساني " وناقش الموضوعات التالية:
(1) الأديان والأمم.
(2) عبادة وصلاة.
(3) العلاقات النصرانية الإسلامية.
(4) العلاقات الإسلامية النصرانية.
(5) الوحي الحقيقة والخضوع.
وخرج بنتيجة: أن على الإنسان أن يعيش مع أخيه الإنسان وحتى في نفس العائلات بإيمان قوي بالله ولو اختلف التعبير اللاهوتي، وتضاربت الآراء في العقائد. وانتهى إلى التوصيات التالية:-
1 - شهادة صريحة بتجنب الخوف والشك.
2 - الاحترام المتبادل.
3 - رفض جميع المقارنات بين ما في الديانتين من ركائز قوية هنا ومسائل ضعف في الجانب الآخر.
وكما وقع في الحوار الذي أعقب زيارة السادات إلى الفاتيكان ومقابلته للبابا وتباحثا حول موضوع السلام في الشرق، ورأيا أن الحوار ممكن أن يساعد على مشروع السلام ... فدعا الأزهر أمانة سر الفاتيكان إلى حوار بينهما وكانت موضوعاته:
(1) الإيمان بالرسل دون تفرقة.
(2) السلام من الإسلام.
(3) التعامل والتعاون وانعدام التعصب في الإسلام.
(4) الجديد في حوار الكنيسة مع الإسلام (11).
وفي ختام هذه الفقرة أقول: إن أي جدل ديني مع النصارى ينبغي أن يكون منطلقا من قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (12) ووفق سنة رسول الله ? وعلى ضوء جدال السلف الصالح لأهل الكتاب.
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .........................
(1) انظر التبشير والاستعمار، ص: 257. وحقيقة التبشير، ص: 173.
(2) التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي، ص: 724.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) وصدق الله حيث يقول: (وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون)، سورة المائدة، الآية: 61.
(4) نقلا عن مؤامرة الفاتيكان على الإسلام، ص: 169 - 172. وانظر أيضا كتاب: تنصير العالم، ص: 106، وما بعدها موضوع: الحوار أداة لفرض الارتداد واعتناق المسيحية.
(5) التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي، ص: 598. وقد تركت نقل الفقرة الأولى والثانية لعدم تعلقهما في هذا الموضوع.
(6) أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية والرد على الطوائف المغالية فيه ص: 449، تأليف د. علي بن نفيع العلياني.
(7) التبشير والاستعمار، ص: 258.
(8) سورة النساء، الآية: 157.
(9) انظر الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان، د. بكر أبو زيد، ص: 101.
(10) التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي، ص: 728.
(11) المناظرات بين المسلمين والنصارى، رسالة الدكتوراه، إعداد الباحثة فايزة بنت محمد خاطر. ص: 71 - 80، 72 - 81.
(12) سورة آل عمران، الآية: 64.
#نقلا وقصا ولصقا من كتاب (التنصير تعريفه واهدافه وسائله) للشيخ عبدالرحمن عبدالله الصالح.
-لا ادري ما العيب في القص واللصق اذا كان نقلا وتكلما بعلم!
هل النقل الصحيح لا يقبل ويرد بحجة انه قص ولصق!
سبحان الله, صدق عليه الصلاة والسلام عندما قال: (ان من البيان لسحرا)! تريد ان ترد الحق باسم القص واللصق!!!!
هل تريدني ان اتكلم من عند نفسي-عن جهل- من غير البحث والنظر واعتبار المآلات!!
-ثم يا اخي العبرة بما انتهى اليه الحوار لا بما قيل وقال وغير ذلك!!
-اما قولك: (وهذا قد كرَّرت الكلام عليه عدَّة مرَّاتٍ وضربت له بالمثال فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز في جواز الصُّلح مع اليهود، فيأتي من ينكر على الشيخ فتواه بحُجَّة أنَّ ذلك ممَّا يساعد على التَّطبيع مع إسرائيل! وأنَّ اليهود والصَّهاينة استغلُّوا الفتوى استغلالًا سيِّئًا ... الخ؟!
## الشيخ الامام ابن باز رحمه الله فتاواه معروفة في موضوع دعوة تقارب الاديان!!! فلا تحمل كلامه رحمه الله ما لا يحتمل وتضعه في غير موضه!!
-ختاما, سيعرف الجميع من يقدس الاشخاص على حساب الحق!!؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 10:50]ـ
هل من اجابة لهذا السؤال؟
ومما يثيره اليوم الجهلة تارة، والمغرضون تارة أخرى، في وسائل الإعلام وغيرها، قولهم: كيف لا نسمح لهم ببناء الكنائس في بلادنا وقد سمحوا لنا ببناء المساجد في بلادهم؟!، ولو منعناهم من ذلك فسيمنعون المسلمين من بناء المساجد والصلاة فيها، وأنه ينبغي أن نعطي رعاياهم حريتهم الدينية كما أعطوا رعايا المسلمين حريتهم الدينية، وأن من العلماء المعاصرين من أفتى بجواز ذلك اعتماداً على رأي أبي حنيفة في الجواز، ... إلخ
-طبعا قصا ولصق!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 01:22]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن الشثري في كتابه (الفرقان في بيان حقيقة التقارب والتسامح بين الفرق والأديان):
إنَّ الدعوة إلى ما يُسمَّى: التعايش مع الآخرين .. الانفتاح .. التسامح .. الإخاء الديني () .. الحرية .. المساواة .. السلام العالمي .. الإنسانية () .. العالمية () .. نبذ التعصب الديني , التعددية في الحوار الفكري , احترام الرأي الآخر .. التغيير , نبذ كل ما يُخالف الفكر الوسطي , تبادل الحضارات والثقافات ... الخ ().
(ولعلَّ ()) من يدعو إلى هذا الفكر: يجهل أنَّ المناداة بما يُسمَّى (التعايش مع الآخرين , واحترام الرأي الآخر ... إلخ) (هي من دعوة الداعين ()) إلى (وحدة الأديان ()) ().
ولمَّا كانت الدعوة إلى وحدة الأديان () كفراً بُواحاً , وردة ظاهرة , يُدركها العوام فضلاً عن الخواص , لذا فقد حرص المنظِّرون لها على إيجاد ذرائع مبطَّنة , واستحداث وسائلَ مقنعة للوصول إلى مآربهم في هذه الدعوة ......
-وانظر الى هذه الاقوال وبطلانها:
(قال أحد دُعاة الحوار د. يوسف الحسن: (إنَّ الحوار الذي نفهم ليس دعوة مبطنةً , فمن التزم الحوار وقبله نهجاً , يكفُّ عن الدعوة والتبشير في الوقت الذي فيه يُحاور , فالحوار الذي نقصد له مصالح أخرى مشتركة , لا يدخل التبشير أو الدعوة ضمنها) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الدَّعي الآخر: د. حسن إسماعيل عبيد: (إنَّ الحوار يرفض مبدأ أي توجُّه إحلالي يسعى إلى نسخ الدِّيانات القائمة , وتمثلها , واستيعابها في دينٍ ما , بحسبان أنه الأقوم أو الأفضل أو الأحسن , إنَّ الحوار يدعو إلى التعايش السلمي كعملية ممكنة في ظلِّ معطيات واقع الأديان القائمة واختلاف منطلقاتها العقائدية .. ) ().
قال أحد دُعاة التقريب – سعود المولى -: (إنَّ الأغيار في العقيدة , غير المسلمين لهم مكانهم الطبيعي , وليس مكانهم المقرون بالْمِنَّة ... فليس في الاجتماع السياسي الإسلامي مواطنون درجة أولى , ومواطنون درجة ثانية , المواطنون درجة واحدة وانتسابهم إلى الدولة انتسابٌ واحد) ().
ويقول زميله: فهمي هويدي: (ليس صحيحاً أنَّ المسلمين في هذه الدنيا صنفٌ متميِّز ومتفوِّق من البشر لمجرَّد كونهم مسلمين , وليس صحيحاً أنَّ الإسلام يُعطي أفضيلة للمسلمين .. ) ().
قال أحدُ دُعاة التقريب - محمد عمارة -: (لَم تكن الجزية إذاً ضريبة (دينية) علَّة وجوبها هي (المُخالفة في الدين) بل كانت بدلاً من الجندية عندما اقتضت الضرورة الأمن قصر الجندية على المسلمين , فلمَّا زالت هذه الضرورة وكلَّما تخلَّفت سقطت هذه الضريبة , وقامت المساواة الحقَّة والحقيقة بين المواطنين على اختلاف الشرائع والمذاهب و (الأديان) واليوم ... وبعد التطوُّر الذي بلغته الأمة , والذي ساوى بين أبنائها جميعاً في شرف الجندية وتأدية ضريبة الدم , والذود عن الوطن , هل هناك مبرِّرٌ لبقايا فكرٍ أو حديث – مجرَّد فكر أو حديث – عن هذه الجزية تظل معشعشة في عقول متخلِّفة , ظانة أو زاعمة أنَّ سقوط هذه الضريبة هو تعطيل لحكم من أحكام الله!؟ ... ) ().
تستهدفُ هذه النظرية إبطال أحكام الإسلام المفروضة على المسلمين أمام الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم , وأمام المبتدعة ممن ينتسب للإسلام , من وجوب دعوتهم ومناصحتهم , فإن لم يستجيبوا فيجبُ عداوتهم وبغضهم , والتصريح لهم بالعداوة والبغض ().
قال أحد دُعاة التقريب محمد عبده في سرده لأصول الإسلام في اعتقاده: (الأصل السابع للإسلام: مَوَدَّة المُخالفين في العقيدة)
-وانظر في الكتاب كلام الامام ابن باز في هذا الموضوع:
وقال فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ سماحة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق , شيخ الأزهر , وفقه الله للخير.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد اطلعت على مقالة لسماحتكم نشرتها صحيفة الجزيرة السعودية في عددها الصادر في (يوم الجمعة 16/ 5 / 1415 هـ) بعنوان: (علاقة الإسلام بالأديان الأخرى) وَرَدَ في أولها من كلامكم ما نصُّه:
(الإسلام يحرص على أن يكون أساس علاقاته مع الأديان والشعوب الأخرى هو السلام العام , والود والتعاون , لأن الإنسان عموماً في نظر الإسلام هو مخلوق عزيز كرَّمه الله تعالى وفضله على كثير من خلقه ....... ) انظر في الكتاب للبقية!
-ثمَّ إنَّ القاعدة التي يجتمع عليها (المتحاورون بين الفرق ()): (نجتمع فيما اتَّفقنا عليه , ويعذرُ بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه؟.
وهذا تقعيد حادثٌ فاسدٌ , إذ لا عُذرَ لِمَن خالف (في ()) قواطع الأحكام في الإسلام , فإنه بإجماع المسلمين لا يسوغُ العذر ولا التنازلُ عن مسلَّمات الاعتقاد , وكم من فرقة تُنابذ أصلاً شرعياً وتُجادل دونه بالباطل؟) ()
-قال المؤلف:
/ تستهدف إسقاط جوهر الإسلام , واستعلائه , وظهوره وتميزه , بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل , في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرَّف منسوخ , بل مع العقائد الوثنية الأخرى , وجعل مذهب أهل السنة في مرتبة متساوية مع المذاهب الفاسدة.
وقد قام أحد دُعاة التقارب مع الآخر؟ بنشر مقالٍ ذكر فيه: أنَّ من لَم يتَّبع النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولم يُطعه، بل بقي يهودياً أو نصرانياً فهو على دين حق؟.
فأصدر سماحة شيخنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى هذا البيان:
(يُتْبَعُ)
(/)
(الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد اطلعتُ على المقال المنشور بجريدة الشرق الأوسط بعددها رقم (5824) وتاريخ 5/ 6/1415هـ كتبه من سَمَّى نفسه: عبد الفتاح الحايك تحت عنوان: (الفهم الخاطئ).
وملخَّص المقال: إنكاره لِما هو معلومٌ من دين الإسلام بالضرورة، وبالنصِّ والإجماع، وهو عمومُ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس، وادعاؤه أنَّ من لَم يتَّبع محمد صلى الله عليه وسلم ولم يُطعه، بل بقي يهودياً أو نصرانياً فهو على دين حق، ثمَّ تطاول على ربِّ العالمين سبحانه في حكمته في تعذيب الكفار والعصاة وجعل ذلك من العبث.
وقد قام بتحريف النصوص الشرعية ووضعها في غير مواضعها، وفسَّرها بما يُمليه هواه، وأعرض عن الأدلة الشرعية والنصوص الصريحة الدالة على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى كفر من سمع به ولم يتَّبعه، وأنَّ الله لا يقبل غير الإسلام ديناً، إلى غير ذلك من النصوص الصريحة التي أعرض عنها , لينخدع بكلامه الجهَّال.
وهذا الذي فعله كفرٌ صريحٌ، وردةٌ عن الإسلام، وتكذيبٌ لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، كما يَعلمُ ذلك مَن قرأ المقال من أهل العلم والإيمان , والواجب على وليِّ الأمر إحالته للمحكمة لاستتابته والحكم عليه بما يقتضيه الشرع المطهَّر.
والله سبحانه وتعالى قد بيَّن عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ووجوب اتباعه على جميع الثقلين، وذلك لا يجهله مَن له أدنى مسكة من علم من المسلمين ............... )
-وذكر:
الثالث عشر / تستهدف السماح للكفار بإقامة شعائر دينهم في أرض الجزيرة العربية خاصة , وفي بلاد المسلمين عامة , والسماح ببناء معابدهم , فضلاً عن السماح لبعض الفرق المنتسبة للإسلام كالروافض بإقامة حسينيات لهم وإظهار شعائرهم.
وقد ذكرت جريدة الوطن في عددها رقم 1728 في 16/ 5/1426هـ ص23 عن اللقاء الثاني التحضيري لمؤتمر الحوار الوطني الخامس:
(ناقش الحاجز النفسي الذي ينتج عن عدم السماح لغير المسلمين بممارسة شعائرهم).
(قالت سيدة محسن أبو طالب: إنَّ عدم السماح لغير المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية يخلق حاجزاً نفسياً كبيراً لديهم تجاه الإسلام , مِمَّا يُؤدِّي إلى صعوبة دعوتهم إلى الإسلام فيما بعد , وأضافت أنه ليس شرطاً أن تُقام لهم دور عبادة داخل السعودية , وشدَّدت - سيدة - أبو طالب على أنَّ ذلك يَخلق نظرة فوقية لديهم تجاه الإسلام .. ) انتهى.
قال فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السنية السعودية , رئيس القضاة - رحمه الله تعالى - في حكم من تبرَّع بأرض لكنيسة:
(من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم ... أيده الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
فأرفع لجلالتكم من طيِّه قصاصة ما نشر في جريدة - الحياة اللبنانية - مع أنه يغلب على ظني أنكم اطلعتم على هذا الخبر في الجريدة المذكورة قبل كتابي هذا , وإلى الله المشتكى مما جلبه أعداء الإسلام من هذه الأمور التي تَمسُّ الشعور الديني إلى الغاية , نسأل الله أن يحفظ الإسلام عن كيدهم , ويرجع عليهم ما يكيدونه له بالخسار والدمار إنه خير مسئول.
وهذه ردَّةٌ صريحةٌ من ... نعوذ بالله من الحور بعد الكور ....................... )
-قال:
السابع عشر / ثمَّ غاية الغايات (): بسطُ جَنَاح الكفرة من اليهود والنصارى , والشيوعيين , والبعثيين , والمنافقين , وأهل البدع على المسلمين , هذا بعض ما تستهدفه هذه النظرية والدعوة الآثمة.
وإنَّ من شدة الابتلاء: أن يستقبل نزرٌ من المسلمين، ولفيف من المنتسبين إلى الإسلام هذه (النظرية) ويركضوا وراءها وإلى ما يُعقد لها من مؤتمرات ونحوها، وتعلو أصواتهم بها، مسابقين هؤلاء المبتدعة إلى دعوتهم الفاجرة، وخطتهم الماكرة لوحدة الدين الإسلامي بين فرقه (73) فرقة , وغيرها من الفرق التي أخرجها العلماء من هذه الفرق (73) والتي كلُّها في النار إلا واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيلوون ألسنتهم باستنكار نقد البدع وأهلها , وإنْ كان في بعض هؤلاء (النَّزْرِ) صلاحٌ وخير , لكنه الوَهَنُ وضعف العزائم حيناً , وضعف إدراك مدارك الحقِّ ومناهج الصواب أحياناً , بل في حقيقته من (التولِّي يوم الزحف) عن (مواقع الحراسة) لدين الله والذبِّ عنه , وحينئذٍ يكون الساكت عن كلمة الحقِّ كالناطق بالباطل في (الإثم).
-وقال:
يقول أحد دعاة التقريب: (إنَّ التسامح يُعدُّ خطاً حضارياً يقضي بمنح الآخرين حريَّة التعبير عن الآراء والأفكار التي تُغاير الآخرين , كما يَسمحُ بالعيش وفقاً للمبادئ والمعتقدات التي لا نَدينُ بها سويَّة؟ إنَّ التسامح أصبح إذاً مسألةً لا يُمكن فصلها عن الحريَّة وحقوق الإنسان ... إنَّ التسامح يجبُ أن يشمل الجميع , وكل الأديان على وجه الأرض ... ) ().
ويقول البهاء حسين ابن الميرزا المولود بإيران سنة 1233، والهالك سنة 1309 (): (يجبُ على الجميع ترك التعصبات، وأن يتبادلوا زيارة الجوامع والكنائس () مع بعضهم البعض , لأنَّ اسم الله يُذكر في جميع هذه المعابد مادام الكل يجتمعون لعبادة الله، فلا خلاف بين الجميع، فليس منهم أحدٌ يعبد الشيطان، فيحقُّ للمسلمين أن يذهبوا إلى كنائس النصارى، وصوامع اليهود، وبالعكس يذهب هؤلاء إلى المساجد الإسلامية) ().
بل ودعا دُعاة التقريب بين الأديان إلى ما ليس له سابقة في تاريخ المسلمين , ولا تستقيم إلاَّ على قانون الزنادقة والملحدين من إقامة الصلاة خلف معتنقي الأديان الأخرى؟! وقد وقع ذلك في عدَّة مؤتمرات - مؤامرات - منها: مؤتمر الإيمان بالله الواحد والجماعة الإنسانية من أجل التعاون بين المسلمين والمسيحيين في أفريقيا على صعيد العمل والشهادة , عام 1394هـ , والمؤتمر الإسلامي المسيحي الدولي الأول , المنعقد في قرطبة , عام 1394هـ , واللقاء التخطيطي لمؤتمر الخطوات القادمة في الحوار الإسلامي المسيحي , المنعقد في سويسرا عام 1396هـ , ومؤتمر الصداقة الإسلامي المسيحي الدولي الثاني في قرطبة عام 1397هـ , ومؤتمر الكنيسة والجامع ومساهمتهما في انسجام الأديان والمصالحة بينهما , في نيودلهي عام 1398هـ , ومن ذلك: مُشاركة مفتي سوريا الشيخ أحمد كفتاروا عام 1986م في الاحتفال بمرور ألف سنة على وجود وإنشاء الكنيسة الروسية , ومن ذلك: يوم الصلاة من أجل السلام , الذي دعا إليه البابا يوحنا بولس الثاني في أسيزي عام 1986م حيث صلَّى من ينتسب إلى الإسلام مع إخوانه اليهود والنصارى وجميع الوثنيين مع صيام ذلك اليوم , وفي عام 1987م اشترك بعض دُعاة التقريب مع جميع الملل في الاحتفال بمناسبة مرور 1200 عام على تأسيس أهم المعابد البوذية قرب العاصمة اليابانية القديمة كيوتو , وفي عام 1990م استمع المشاركون من دُعاة التقريب وغيرهم في مؤتمر: الإصغاء إلى كلام الله المسيحية والإسلام المنعقد في سويسرا إلى تلاوة تفسير من القرآن والكتاب المقدَّس , ثمَّ أدوا الصلاة جميعاً , وفي عام 1990م ردَّد المصلُّون من جميع الأديان في مؤتمر (الابتهال من أجل أطفال العالم) وعلى رأسهم دُعاة التقريب خلف أحد الكهنة ابتهاله الذي يقول فيه: أنقذوا أطفالنا , واحموا أطفالنا ().
هذا بعض ما ظهر , وما خفي فهو أعظم , والله أعلم.
قال العلامة بكر أبو زيد: (فما أشبهَ الليلة بالبارحة، فإنَّ عملَ منافقي اليوم , ضِرارٌ بالإيمان والمؤمنين بوجه أشدّ نكاية وأذى للإسلام والمسلمين) ().
هذا مُؤَدَّى مفهوم التسامح الذي يُنادي به دعاة التقريب , ليضفوا عباءتهم الفضفاضة على كلِّ مبتدع وفاسق , (فضلاً ()) عن المشرك الوثني (فضلاً ()) عن اليهودي والنصراني , بمنحه التقدير والاحترام من جهة حضارته وعقيدته , ولا بأس بأنْ يدعوا إلى دينه؟ نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى؟.
- (ألا إنه واجبٌ على المسلمين الحذر والتيقظ من مكايد أعدائهم , وواجبٌ على المسلمين، الحذر من ارتداء الكفرة والمبتدعة مُسُوحَ الحِوَار، وجَلب الشخصيات المتميِّعة ونحو ذلك من أساليبهم)
-وباسم الحوار والتقارب والتسامح مع الآخر: أصبح علماء الرافضة وغيرهم يتحرَّكون وسط بلاد السنة بيسر وسهولة , وينشرون كتبهم , ويستضيفهم بعض الجهلة وأرباب الدنيا في بلاد السنة لإلقاء محاضراتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل ينتبه الذين سقطوا في فتنة التقارب والتسامح مع الآخر؟
-ثم ختم المؤلف ب:
وأختمُ رسالتي هذه بما رواه يزيد بن عميرة قال: (كان معاذُ لا يجلس مجلساً للذكر إلاَّ قال: الله حَكَمٌ قِسْطٌ، هلَكَ الْمُرتابون، إنَّ مِنْ ورائكم فِتَناً يَكثرُ فيها المالُ، ويُفتحُ فيها القرآنُ، حتى يَأخُذَهُ المؤمنُ والمنافقُ، والرَّجلُ والمرأةُ، والصغيرُ والكبيرُ، والعبدُ والْحُرُّ، فيوشِكُ قائلٌ أنْ يقول: ما للناس لا يَتَّبعونِي وقدْ قرأتُ القرآنَ، ما هُمْ بمُتَّبِعيَّ حتَّى أبتدعَ لَهم غيرَهُ، فإيَّاكم وما ابتُدعَ فإنَّ ما ابتُدع ضلالةٌ، وأُحذِّركم زَيْغَةَ الحكيمِ، فإنَّ الشيطانَ قد يقولُ كلمةَ الضلالةِ على لسان الحكيم، وقد يقولُ المنافقُ كلمةَ الحقِّ، قالَ: قلتُ لمعاذ: ما يُدرينِي رحمكَ الله أنَّ الحكيمَ قد يقولُ كلمةَ الضلالةِ، وأنَّ المنافقَ قدْ يقولُ كلمةَ الحقِّ، قال: بلى، اجتنب مِِِنْ كلام الحكيمِ المشتهِرَاتِ التي يُقالُ لها: ماهذه، ولا يَثْنِينَّكَ ذلكَ عنه، فإنه لعلَّه أنْ يُراجع، وتلَّقَ الحقَّ إذا سمعته، فإنَّ على الحقِّ نوراً) ().
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (كانَ الناسُ يسألونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسِأَلُه عن الشرِّ مخافةَ أنْ يُدركنِي، فقلتُ يا رسول الله: إنا كنَّا في جاهلية وشرٍّ، فجاءنا اللهُ بهذا الخيرِ، فهل بعدَ هذا الخير شرٌّ؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم! فقلتُ: هل بعد ذلك الشرِّ من خيرٍ؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم , وفيه دَخَنٌ , قلتُ: وما دَخَنُه؟ قال صلى الله عليه وسلم: قومٌ يستنونَ بغير سُنَّتِي، ويهدونَ بغير هديِي، تعرفُ منهم وتُنكر , فقلتُ: هل بعد ذلك الخير مِنْ شرٍّ؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم قومٌ من جلدتنا! ويتكلمونَ بألسنتنا! قلتُ يا رسول الله: فما ترى إنْ أدرَكني ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: تلزمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامهم! فقلتُ: فإنْ لَمْ تكنْ لَهم جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال صلى الله عليه وسلم: فاعتزلْ تلكَ الفِرَقَ كُلَّها، ولو أنْ تعضَّ على أصلِ شجرةٍ، حتى يُدركَكَ الموتُ وأنتَ على ذلك) ().
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى:
(قال أبو العالية: تعلَّموا الإسلام , فإذا تعلَّمتمُوه فلا ترغبوا عنه , وعليكم بالصراط المستقيم , فإنه الإسلام , ولا تنحرفوا عن الصراط يميناً ولا شمالاً , وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلَّم , وإياكم وهذه الأهواء , انتهى.
-الكتاب متوفر على هذا الرابط لمن يريد الاستفادة منه:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2348
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 10:33]ـ
مسك الختام من كلام العلامة صالح الفوزان"حفظه الله":
حوار الأديان
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين الواجب طاعته واتباعه على جميع العالمين,
وبعد: فقد ظهرت في الآونة الأخيرة مقولة: حوار بين الأديان وهي فكرة لا قت رواجآ وصار يعقد لها لقاءات ومؤتمرات وهي فكرة خطيرة يجب التأمل فيها وفي أهدافها على النحو التالي:
1 - إن كان المحاورون يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بما أنزل عليه من ريه, وجب عليهم اتباعه وترك ما هم عليه لأنه صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى العالمين كافة قال تعالى: ((قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)) "الأعراف158" والرسول يطاع ويتبع: ((ومآ أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)) "النساء64" ((فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)) " القصص50"
2 - إن كانوا لا يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكان الهدف من الحوار معهم بيان بطلان ماهم عليه ودعوتهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه فهذا الحوار مشروع وقد جاء به القرآن الكريم: ((قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضآ أربابآ من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)) "آل عمران64" وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ((إنك تأتي قومآ من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)) الحديث
3 - إن كانوا لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا يقبلون الدعوة إلى الإسلام بل يريدون منا أن نعترف بصحة دينهم ونوافقهم عليه فإنه لا يجوز الحوار معهم لعدم الجدوى منه ولما في ذلك من إقرار الباطل وهم لا يكفون عن شرهم وعداوتهم للمسلمين ولا يرضون إلا أن نترك ديننا وندخل في دبنهم ((وقالوا كونوا هودآ أو نصارى تهتدوا)) " البقرة135" ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) " البقرة11" ((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارآ حسدآ من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق)) " البقرة109" والذين يدعون إلى الحوار منهم هم الذين يقتلون المسلمين شر قتله الآن ويشردونهم من ديارهم ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) "سورة البقرة120" هذا ما أردت توضيحه حول هذه المسألة وبالله التوفيق.
(كتاب البيان لأخطاء بعض الكتاب) ص60
لفضيلة الشيخ صالح فوزان الفوزان
-قص ولصق ولكنها موجودة في الجزء الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 02:03]ـ
3 - إن كانوا لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا يقبلون الدعوة إلى الإسلام بل يريدون منا أن نعترف بصحة دينهم ونوافقهم عليه فإنه لا يجوز الحوار معهم لعدم الجدوى منه ولما في ذلك من إقرار الباطل وهم لا يكفون عن شرهم وعداوتهم للمسلمين ولا يرضون إلا أن نترك ديننا وندخل في دبنهم.
/// أرجو أن يكون مسك الختام فعلا ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 05:38]ـ
ليتنا -وما يغني التمني - نفهم الكلام , ولا داعي أن (نفهده)::))
اربأ بطالب علم مثلك ان يرد بمثل هذه السخرية!
الشيخ علي رجل له مكانته واحرامه فعلام تسخر باسمه وبخطئه في كتابة حرف؟
ألا تعلم يا أخي أن السخرية والاستهزاء بالآخرين من صفات الجاهلين؟
يقول السعدي في تفسيرقوله تعالى: ((إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين))
(فقالوا أتتخذنا هزوا فقال نبي الله أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه وهو الذي يستهزئ بالناس وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله وإن كان قد فضل عليه فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه والرحمة لعباده)
تفسير السعدي ج1/ص55
لي عودة إن شاء الله لرد شيخنا عدنان بخاري.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 01:19]ـ
/// ثمَّة تعقيب لم أره عند تجاهلي للقصِّ واللَّزق الخارج عن موضوع الحوار، والذي سبق تجاوزه في تعقيبات سابقة، فرأيته الآن ولزم التعقيب عليه:
انصح من انتقد اهل العلم الذين لم يشاركو في مثل هذه الحوارات ان يفقه اصول الجدل والمناظرة قبل ان ينطق باي حرف!
/// يبدو أنَّ هناك خلطًا .. فالانتقاد لم يحصل في الغالب ممَّن شارك لمن لم يشارك، بل العكس، فالمنكر على هؤلاء هم ثُلَّة من المقلِّدة لمن قال بحرمة الحوار، لا لذاته -وهو مالم يعوه- بل لم قد يترتَّب عليه ممَّا قدَّروه، وهو محلُّ اجتهاد.
/// ومن أصول الجدل والمناظرة أن لا يكثر الفاهم من القص واللَّصق خارج ما يقع فيه الحوار، وقد تقدَّم بيان هذا بجلاء لمن يفهم أصول الجدل والمناظرة لا للقصَّاصين المقلِّدين، المردِّدين لكلام الشيوخ دون إمهال للعقل في مناقشة أقوالهم أوتفهُّم وجه استدلالهم، فلم الدَّوران حول شيءٍ انقضى الأمر في نقاشه، أهو العجز الذي الأولى بصاحبه الصَّمت.
واعتقد بعد هذه النتائج ان كلام ابن القيم وضع في غير موضعه! والحديث كذلك!
/// من أصول الجدل والمناظرة للفاهم -لا المقلِّد القصَّاص- أن يدلي بحُجَّته في أنَّ كلام ابن القيِّم والحديث قد وُضِعا في غير موضعهما، لا أن يلقى الكلام السَّهل الذي يقدر عليه المقلِّدة المتعصِّبة من كلِّ مذهب.
وهذا الموضوع مرده الى اهل العلم الكبار الراسخين من امثال الشيخ صالح الفوزان والغديان واللحيدان والعباد, لانهم هم اهل الفتوى والاجتهاد
/// فإذا عيَّن وليُّ أمر المسلمين ثُلَّة من أهل العلم في الكلام على هذه المسألة فلا يجوز لهم النطق بأيِّ حرف حتى يرجعوا إلى قول هؤلاء الأئمَّة المحدَّدين؟! الذي حصر أخونا الفتيا عليهم، وكأنَّ هذه القضيَّة نازلة لا يمكن فهمها إلَّا عند أهل الاجتهاد .. وقد تقدَّم أنَّ أصل القضيَّة ليست نازلة معضلة حتى يبطيء عن الدخول إليها من لم يؤت الاجتهاد، كما بيَّنته لمن يفهم الخطاب من كلام ابن القيِّم وما تلاه.
/// ومن أصول الحوار والمناظرة أن يمنع الجهلة المقلِّدة من الدُّخول في الحوار، بل يلزمون تقليد شيوخهم فهذا قدر عقولهم وأفهامهم، فعليهم بالاجتهاد في محاولة فهم كلام الشُّيوخ حسبُ لا أن يناقشوهم لأنَّه دون ذلك.
/// والمنتديات لم تؤسِّس إلَّا لتذاكر العلم وتفهُّمه ومناقشته، لا لترديد كلام قولٌ واحدٍ والتعصُّب له، ولا فرق بين هذا وبين أن يأتي حنفيٌّ أو مالكيٌّ أو غيرهما متعصِّبٌ لقول أئمَّته فنناظره بالحجج، فيردِّد علينا قول شيوخ مذهبه.
عذيري من قوم يقولون كلما /// /// /// طلبت دليلا هكذا قال مالك
فان عدت قالوا هكذا قال اشهب /// /// /// وقد كان لا تخفى عليه المدارك
فان زدت قالوا قال سحنون مثله /// /// /// ومن لم يقل ما قال فهو آفك
فان قلت قال الله ضجوا واكثروا /// /// /// وقالوا جميعا انت قرن مماحك
وان قلت قد قال الرسول فقولهم /// /// /// اتت مالكا في ترك ذاك المسالك
ليس لمن تكلم في غير فنه واتى بالعجائب! بل وفي فنه اتى بالغرائب!؟
/// من أصول الحوار والمناظرة التزام الأدب مع أهل العلم قبل أن ينطق بأي حرفٍ، فإن كنت تقصد بكلامك هذا الشيخ حاتم فهذه قِلَّة أدبٍ، معروفةٍ عند طائفة من النَّاس قد صدَّ الله الصالحين عن سماع سيِّء كلامهم في أهل العلم والإيمان؛ لشدَّة تعصُّبهم وغلوِّ بغيهم.
/// وقد علم العامَّة والخاصَّة أنَّ أمثال هؤلاء النَّاس لم ولن يقتصر ثلبهم للشيخ حاتم أوفلان أوفلان بل تعدَّاه إلى جملةٍ كبيرة من الدُّعاة وأهل العلم.
/// وقد تقدَّم أنَّ إلقاء التُّهم جزافًا عملٌ سهلٌ يقدر عليه الجهلة من العوام والمتعصِّبة.
/// ولا حوار في المنتديات العلميَّة مع المقلِّد كعوامِّ المذاهب الذين غاية ما عندهم قص ولصق كلام شيوخهم وأئمَّتهم وتردادها، دون معرفة محل النزاع ولا موطن الحوار ..
/// فقد لا يكون في كلام الشيخ الفوزان ما أرادوه، وإن كان فهلاَّ تفهَّموا قوله ونظروا في حُجَّته.
/// ولن تعدم من هؤلاء من يرفع عقيرته بأنَّ من لم يأخذ بقول فلان أوفلان من أهل العلم فهو لا يحترمهم ولا يعرف قدرهم و .. الخ، ككلام المتعصِّبة في كلِّ مذهب .. شنشنة قديمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صهود]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 04:24]ـ
/// من أصول الحوار والمناظرة التزام الأدب مع أهل العلم قبل أن ينطق بأي حرفٍ، فإن كنت تقصد بكلامك هذا الشيخ حاتم فهذه قِلَّة أدبٍ، معروفةٍ عند طائفة من النَّاس قد صدَّ الله الصالحين
ومثله قول الشيخ حاتم:
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار،
يقصد علماء أجلاء نعرفهم ويعرفهم الشيخ حاتم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 11:21]ـ
لا اله الا الله, كل هذه البراهين ثم تاتي وتقول عن كلام الامام الفوزان: (- إن كانوا لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا يقبلون الدعوة إلى الإسلام بل يريدون منا أن نعترف بصحة دينهم ونوافقهم عليه فإنه لا يجوز الحوار معهم لعدم الجدوى منه ولما في ذلك من إقرار الباطل وهم لا يكفون عن شرهم وعداوتهم للمسلمين ولا يرضون إلا أن نترك ديننا وندخل في دبنهم)
* أرجو أن يكون مسك الختام فعلا!!
#سبحان الله! ماذا تفهم من هذه البيانات التي صدرت؟! اليس فيه اقرار للباطل!
# تقول هداك الله: (يبدو أنَّ هناك خلطًا .. فالانتقاد لم يحصل في الغالب ممَّن شارك لمن لم يشارك، بل العكس، فالمنكر على هؤلاء هم ثُلَّة من المقلِّدة لمن قال بحرمة الحوار، لا لذاته -وهو مالم يعوه- بل لم قد يترتَّب عليه ممَّا قدَّروه، وهو محلُّ اجتهاد.)
-ممكن تشرح لي كلام الامام الفوزان بعد ان ذكر ضوابط الحوار, ثم تذكر لي هل اتفقو على كما قال الشيخ " بل يريدون منا أن نعترف بصحة دينهم ونوافقهم عليه" باسم التسامح الذي يدعو اليه دعاة وحدة الاديان ام لا "؟
طبعا اتفقوا على: (وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي استمر يومين ان الدول المشاركة فيه تؤكد على اهمية تعزير لغة الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام مختلف الاديان والثقافات والمعتقدات)!!
ثم انظر ماذا صدر من " وكان المتحدث باسم البيت الأبيض قال إن العاهل السعودي يعرف أن أمام بلاده طريقا طويلا لتحقيق تسامح الأديان، وإنه يحاول تحقيق بعض التقدم في هذا المجال"
أليس هذا موافق لما قاله الامام الرباني" بل يريدون منا أن نعترف بصحة دينهم ونوافقهم عليه فإنه لا يجوز الحوار معهم لعدم الجدوى منه ولما في ذلك من إقرار الباطل وهم لا يكفون عن شرهم وعداوتهم للمسلمين ولا يرضون إلا أن نترك ديننا وندخل في دينهم"
ويشهد لذلك قوله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ)
بل انظر هداك الله الى هذا الشر الذي صدر: (أكد البيان الختامي لمؤتمر حوار الأديان الذي عقد بمبادرة سعودية في نيويورك على قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف، رغم اختلاف المشاركين حول تفسير هذه المفاهيم، وانتقادات للسعودية لرفعها شعار التسامح وتجاهلها للحريات الدينية. (
بل الى اشر منه!؟ حرب على الوهابية!؟
(وانتقدت منظمات حقوق الإنسان المؤتمر، حيث قالت انه يوفر منصة للسعودية التي تعتنق المذهب الوهابي ولا تسمح بممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات الأخرى على اراضيها، وانتقدت المنظمات أيضا السجل السعودي في مسألة حقوق الإنسان)
سبحان الله كما قال الشيخ الفوزان: (وهم لا يكفون عن شرهم وعداوتهم للمسلمين ولا يرضون إلا أن نترك ديننا وندخل في دينهم"
-بل دعو و دعا كبيرهم الى اسقاط حد الردة واسقاط الولاء والبراء وغير ذلك مما يهدم اصول الدين! والحرب على بلاد الحرمين! فهل يرضى شيخك بذلك!
(شدّد الرئيس الأمريكي جورج بوش على ضرورة احترام حق الإنسان في اختيار ديانته أو تغييرها، وحقه في ممارسة شعائره الدينية. كما أكد في نفس الوقت على أن ضمان الحرية الدينية يعد جزءا مهما من السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرا إلى أن الحوار بين الأديان هو السبيل إلى تحقيق الحرية. يُشار في هذا السياق إلى أن عددا من المراقبين أشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي ضمّن خطابه نقدا لعدد من الدول الإسلامية التي لايُسمح فيها بالتعددية الدينية على غرار المملكة العربية السعودية)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: (ومن أصول الجدل والمناظرة أن لا يكثر الفاهم من القص واللَّصق خارج ما يقع فيه الحوار، وقد تقدَّم بيان هذا بجلاء لمن يفهم أصول الجدل والمناظرة لا للقصَّاصين المقلِّدين، المردِّدين لكلام الشيوخ دون إمهال للعقل في مناقشة أقوالهم أوتفهُّم وجه استدلالهم، فلم الدَّوران حول شيءٍ انقضى الأمر في نقاشه، أهو العجز الذي الأولى بصاحبه الصَّمت).
-هداك الله, يعني النقل الذي ينقله العلماء الذين ينقلون من الكتب والرسائل يسمى قصا ولصقا فيرد ولا يقبل!!
بدعة جديدة وليس لك فيها امام!!
الحمد لله أننا لدينا امانة علمية ننقل ونعزو الى القائل!!
-ثم يا اخي, هل انت من اهل الاجتهاد؟!! لان كلامك كلام اما رجل مجتهد او؟!
وانا الحمد لله مجرد ناقل بعلم لكلام الائمة المجتهدين الذين امرنا باتباعهم في النوازل كما في قوله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)
-يلزم من كلامك انك تمنع التقليد في في جميع العلوم ومطلقا! مع ان اهل العلم ذكرو بأن المجتهد في فن من الفنون يجوز له ان يقلد في غير فنه اذا لم يعرف, بل اجازو التقليد في مالم يستطع ان يفهمه في فنه, بل قعدو قاعدة بان لا تقول قولا ليس لك فيه امام! فهلا اخبرت شيخك بذلك! انظر اعلام الموقعين عن رب العالمين للامام ابن القيم على سبيل الاختصار.
ثم السؤال: هل شيخك من اهل الاجتهاد؟! المطلق ام المقيد؟!
ولو كان من اهل الاجتهاد المطلق, للزم منه ان لا يبتدع اقوالا محدثة!!
-ثم شيخك الذي تقدسه, وقع في شباك ما يريده دعاة وحدة الاديان كما في مذكرة الفاتيكان والكلام الذي نقلته الذي تسميه قص ولصق لرده, هل تعرف ذلك؟! هل توافقه؟!
- ام ستقول (ولهذا فأنا أقطع الطَّريق على كلِّ من يجلس لتعداد مساويء الحوار مع الكفَّار بأنَّه لا يلزمني مثل هذه الثِّمار السَّيِّئة؛ لأنِّي لم أقل بها، ولستُ موظَّفًا رقابيًا يراقب جدول أعمال المتحاورين حتى أقيِّم أعمالهم، بل حسبي ذكر حكم هذا الأمر، مع التأكيد على مسألأة عدم استغلاله في تمييع الثوابت أوالمسلَّمات وعدم التنازل عنها. (
@-انظر الى قولك: (مع التأكيد على مسألأة عدم استغلاله في تمييع الثوابت أوالمسلَّمات وعدم التنازل عنها) غفلة لا تدري ماذا تقول!! هل قرأت ما نقلت؟!
#قلت: (من أصول الجدل والمناظرة للفاهم -لا المقلِّد القصَّاص- أن يدلي بحُجَّته في أنَّ كلام ابن القيِّم والحديث قد وُضِعا في غير موضعهما، لا أن يلقى الكلام السَّهل الذي يقدر عليه المقلِّدة المتعصِّبة من كلِّ مذهب (
-طيب انظر الى ما قال:
قال الامام ابن القيم: (لا على كُفْرِهم وبَغْيِهِم، ويُمْنَعون ممَّا سوى ذلك.
فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه.)
_طبعا انتهى الحوار الى ما اراده ابن القيم من اسقاط حد الردة باسم آخر وترك الولاء والبراء للمشركين واهل البدع! وان يمارسو طقوسهم ... الخ!!
-ولا ادري هل النبي صلى الله عليه وسلم اسقط الجهاد والولاء والبراء وحد الردة .... الخ كما دعا اليه دعاة الحوار-اصحاب القاعدة العريضة" نجتمع فيما اتَّفقنا عليه , ويعذرُ بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه - الذي هو في الحقيقة دعوة الى وحدة الاديان, لان المسميات لا تغير من الحقائق؟!
@ ثم ثمت فرق جوهري بين الحوار الذي هو من دعاة دعوة التقريب او التسامح والحوار الديني و (الصلح) فهل تخالفني في ذلك؟! وكل له شروط!! وضع خطا تحت الاخيرة!!!
#قلت (فإذا عيَّن وليُّ أمر المسلمين ثُلَّة من أهل العلم في الكلام على هذه المسألة فلا يجوز لهم النطق بأيِّ حرف حتى يرجعوا إلى قول هؤلاء الأئمَّة المحدَّدين؟! الذي حصر أخونا الفتيا عليهم، وكأنَّ هذه القضيَّة نازلة لا يمكن فهمها إلَّا عند أهل الاجتهاد .. وقد تقدَّم أنَّ أصل القضيَّة ليست نازلة معضلة حتى يبطيء عن الدخول إليها من لم يؤت الاجتهاد، كما بيَّنته لمن يفهم الخطاب من كلام ابن القيِّم وما تلاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
-بل هي نازلة وذكرها من تكلم وكتب في النوازل وذكر شروط من يحق له ان يتكلم فيها!! ان كنت لا تدري فهي مصيبة! وان كنت تدري فالمصيبة اعظم! ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا وياتيك بالاخبار من لم تزود.
وكلام اهل العلم معروف في موضوع النوازل وهو: ان لا يتكلم بها الا خواص اهل العلم بعد النظر والمشاورة والبحث ... الخ, فلا ادري لماذا تقحم-او يقحم- شيخك معهم؟! انظر على سبيل الاختصار رسالة الشيخ حسين آل الشيخ-الاصول العامة والقواعد الجامعة للفتاوى الشرعية-.
@# انظر الى عبارة ابن القيم هذه: (وهذا من أدقِّ المواضع وأصعبها وأشقِّها على النفوس (
-يعني كما قلت انت: (أنَّ أصل القضيَّة ليست نازلة معضلة حتى يبطيء عن الدخول إليها من لم يؤت الاجتهاد)
@ لا ادري كيف تفهم!
-من سبقك على هذا الاستدلال العجيب من اهل الاجتهاد والفتوى؟!
#ويقول رحمه الله: (ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق، وقال عمر ما قال، حتى عمل له أعمالًا بعده، والصِّدِّيق تلقَّاه بالرِّضى والتَّسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله، وأجاب عمر عمَّا سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله، وذلك يدلُّ على أنَّ الصِّديق أفضل الصَّحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله، وأعلمهم بدينه، وأقومهم بمحابِّه، وأشدِّهم موافقةً له، ولذلك لم يسأل عمر عمَّا عرض له إلَّا رسول الله، وصديقه خاصَّةً دون سائر أصحابه (
@ فهل تنطبق اوصاف من تكلم في الحوار او كتب عليه هذه الاوصاف؟! هل يحق لهم الخوض في هذا الباب؟! طبعا على فرض صحة قياسك بالحادثة!
# لطيفة: (قال ابو حصين الأسدي: ان احدكم ليفتي في المسألة ولو وردت الى عمر لجمع لها أهل بدر) انظر الرسالة التي ذكرت للتخريج والفائدة.
قلت: (والمنتديات لم تؤسِّس إلَّا لتذاكر العلم وتفهُّمه ومناقشته، لا لترديد كلام قولٌ واحدٍ والتعصُّب له، ولا فرق بين هذا وبين أن يأتي حنفيٌّ أو مالكيٌّ أو غيرهما متعصِّبٌ لقول أئمَّته فنناظره بالحجج، فيردِّد علينا قول شيوخ مذهبه.)
-سبحان الله! تعيب علي والعيب فيك, ترميني بدائك وتنسل!
# قلت: (ولا حوار في المنتديات العلميَّة مع المقلِّد كعوامِّ المذاهب الذين غاية ما عندهم قص ولصق كلام شيوخهم وأئمَّتهم وتردادها، دون معرفة محل النزاع ولا موطن الحوار).
@@#ذكر الإمام الذهبي-رحمه الله- في ترجمة ام المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما:
عن هشام بن عروة عن أبيه أنها أنشدت بيت لبيد
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
فقالت رحم الله لبيدا فكيف لو رأى زماننا هذا
قال عروة رحم الله أم المؤمنين فكيف لو أدركت زماننا هذا
قال هشام رحم الله أبي فكيف لو رأى زماننا هذا
-نقلا عن كتاب سير اعلام (2/ 197) طبعة الرسالة."الطعبة المصورة الجديدة! " ورق اصفر" ابتسامة.
#قلت رحم الله السلف, فكيف لو ادركو زماننا!؟
الانصاف عزيز!!
يقص ويلصق كما يشاء, كأن الكلام الذي اتى به من عند نفسه!
من اين اتيت بهذا الشعر؟!
عذيري من قوم يقولون كلما طلبت دليلا هكذا قال مالك
فان عدت قالوا هكذا قال اشهب وقد كان لا تخفى عليه المدارك
فان زدت قالوا قال سحنون مثله ومن لم يقل ما قال فهو آفك
فان قلت قال الله ضجوا واكثروا وقالوا جميعا انت قرن مماحك
وان قلت قد قال الرسول فقولهم اتت مالكا في ترك ذاك المسالك
-طبعا هذا ليس قص ولصق ولكن نقل!! طيب من اين؟!
@ممكن توضح لي ما الفرق بين القص واللصق والنقل والنسخ؟!
#-واخيرا, انت احتججت بكلام ابن القيم رحمه الله في غير محله, فماذا تسمي هذا! ولا انسى الشيخ ابن باز رحمه الله, بل والحديث كذلك!!!
انا لله وانا اليه راجعون!
#تريدني ان اجتهد واتكلم في النوازل ولم تبلغ انت وشيخك رتبت ... ؟!
###هذا ما اردت ان انبه عليه و ابينه مختصرا لمن اراد الهداية , لضيق الوقت وكثرة المشاغل!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 01:53]ـ
1 -
ومن أصول الحوار والمناظرة أن يمنع الجهلة المقلِّدة من الدُّخول في الحوار، بل يلزمون تقليد شيوخهم فهذا قدر عقولهم وأفهامهم، فعليهم بالاجتهاد في محاولة فهم كلام الشُّيوخ حسبُ لا أن يناقشوهم لأنَّه دون ذلك.
2 -
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وقد علم العامَّة والخاصَّة أنَّ أمثال هؤلاء النَّاس لم ولن يقتصر ثلبهم للشيخ حاتم أوفلان أوفلان بل تعدَّاه إلى جملةٍ كبيرة من الدُّعاة وأهل العلم.
/// وقد تقدَّم أنَّ إلقاء التُّهم جزافًا عملٌ سهلٌ يقدر عليه الجهلة من العوام والمتعصِّبة ..
3 -
/// ولا حوار في المنتديات العلميَّة مع المقلِّد كعوامِّ المذاهب الذين غاية ما عندهم قص ولصق كلام شيوخهم وأئمَّتهم وتردادها، دون معرفة محل النزاع ولا موطن الحوار ..
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:15]ـ
الشثري: التحاور بين أهل الأديان جائز شرعا ووحدة الأديان محرمة
خالد الأحمدي (سبق) المدينة المنورة: أكد معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء أن التحاور والتعاون بين أهل الأديان بما يحقق المصلحة الشرعية جائز شرعا بل مرغب فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم تعاون مع اليهود والمشركين في بعض القضايا التي تحقق المصلحة العامة، وقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} والتعاون المسلمين مع غير المسلمين، كما أن مناقشة أهل العقائد والديانات ومجادلتهم بالدليل والبرهان، مطلوب شرعا، قال الله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلى بالتي هي أحسن}. أما التنازل عن شيء من الدين فهذا لا يجوز، ولما قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم تابعنا هذا العام ونتابعك العام القادم نزلت سورة الكافرون.
وأضاف الشيخ الشثري "أما وحدة الأديان فهي ممنوعة شرعا، وقد صدر فتوى كبار العلماء في ذلك". وأشار إلى أهمية الإفادة من الوسائل الحديثة كالإنترنت والمشاركة في المنتديات ونشر الخير فيها ودفع الشبهات من أفضل الأعمال.
جاء ذلك في محاضرة أقامتها الجامعة الإسلامية مساء الاثنين ضمن برنامجها الثقافي وكانت بعنوان (سمات الشخصية المسلمة في ظل المتغيرات) وفيه أوضح الدكتور سعد الشثري أن تغير حال الناس من حال إلى حال من سنن الله الكونية في خلقه فقد قال سبحانه {لتركبن طبقا عن طبق}، والإسلام يتوافق جميع هذه المتغيرات حتى يجعل المسلم في أكمل أحواله, وشريعتنا الغراء بتطبيقاتها وبأحكامها تتناسب مع جميع المتغيرات.
وشهد المحاضرة جمهور كبير من مختلف شرائح المجتمع المدني، وتم نقلها للنساء عبر البث الفضائي
المصدر: http://www.sabq.org/?action=shownews&news=1408
فهل سيكف المقلدون عن عرض الشيخ حاتم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:30]ـ
لا لن يكفوا ...
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:35]ـ
لماذا يا شيخنا لن يكفوا!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:51]ـ
1 - لأن الطعن في الأعراض مرض عضال يؤزه حقد وحسد، ومثل ذا لن يردعه مشاركة واحد (ولو كان معروفاً عند الناس بحزمه وانضباطه (بحسب مقاييسهم) = للشيخ حاتم.
2 - أن الطاعنين غير متحققين بأدب الخلاف وفقهه، وقد كان يكفيهم كون المسألة من محال الاجتهاد ليكفوا، فهل تظن أن سيردعهم انضمام الشثري للشيخ؟
3 - هم أصلاً ما زالوا يحاولون الضرب بفتوى ابن باز وتسلق الأسوار عليها فما بالك بالشثري هاهنا.
تنبيه: هذا الكلام يُقصد به من جمع إلى مجرد خلاف الشيخ حاتم في الرأي = السب أو الشتم أو التنقص أو أي ضرب من ضروب الخروج عن سنن البحث العلمي وآدابه ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:05]ـ
أي طعن يا إخوان هذا الذي تتحدثون عنه؟
ولماذا هذه العصبية في ردودكم؟
أترى التقليد مذمة إذا كان موافقا للشرع؟
والله لم أكن أتوقع ممن أحسنا الظن بهم أن يصل بهم التعصب إلى التهكم في الردود.
وكلام الشيخ الشثري واضح، ولم ينتقص فيه لأحد من علمائنا بالهمز واللمز ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:12]ـ
أترى التقليد مذمة إذا كان موافقا للشرع؟
والله لم أكن أتوقع ممن أحسنا الظن بهم أن يصل بهم التعصب إلى التهكم في الردود ...
/// ليس التَّقليد مذمَّة -وفَّقك الله- ولم يقل بهذا أحدٌ ههنا، بل التَّقليد واجبٌ لمن لا يقدر على النَّظر في الأقوال وحججها، ثم اختيار ما ترجَّح عنده ممَّا هو أقرب إلى الرجحان من غيره.
/// والمذمَّة في إنكار المقلِّد لغيره ممَّن لم يرضَ بالتَّقليد المجرَّد عن فهم الدليل، أو تعصَّب لقولٍ دون نظرٍ إلى أدلَّته.
/// وهل تتوقَّعين ممَّن تحسنين الظَّنَّ بهم أن ينحاز إلى صفِّ المقلِّدة والمتعصِّبة، وهو ينعى ويشجب المقلِّدة في أمورٍ أخرى؛ لا لشيءٍ ولكن لعدم فهمه القضيَّة وأخذها بحماسة غطَّت على فكره، فأدَّى به إلى إنكار الخلاف في قضيَّةٍ اجتهاديَّة.
/// وموضوعنا الرَّئيس والأهم ليس الطَّعن في فلان أوفلان كما يحاول البعض من سحب الموضوع إليه، بل في أصل الموضوع، ولا ينبغي ترك أصل الموضوع والانشغال بأطرافٍ منه وإعادة الشَّجب والإنكار في موضوعٍ قد أقررناه وفهمناه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:17]ـ
وليس ما هاهنا تقليد ولا شبهه فلو كنا متعصبين لنعينا على كل من خالف الشيخ = كيف وقد حصرنا ذمنا لمن خالف بجهل (والجهل جهل العلم وجهل الأدب) .. وقد حاول الشيخ عدنان إخراج الموضوع وعدم حصره في الشيخ حاتم = فذهبت كل محاولاته أدراج الرياح ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:20]ـ
وليس ما هاهنا تقليد ولا شبهه فلو كنا متعصبين لنعينا على كل من خالف الشيخ = كيف وقد حصرنا ذمنا لمن خالف بجهل (والجهل جهل العلم وجهل الأدب) .. وقد حاول الشيخ عدنان إخراج الموضوع وعدم حصره في الشيخ حاتم = فذهبت كل محاولاته أدراج الرياح ..
/// أحسنتم، وذلك حين نقلت كلام ابن القيِّم وحوَّلتُ اتِّجاه الموضوع ومع ذلك لا فائدة! لأنَّ الموضوع عند البعض هو محاولة إلغاء أي تأييد للشيخ حاتم الذي يحاولون تخطأته بالقوَّة في هذا الموضوع .. وهذا هو التعصُّب بعينه! وسترى صكَّ الحرمان يصدر بعد سويعات من أصحاب الجرح والتَّجريح ومن تابعهم في التعصُّب ضدَّ الشيخ الشثري أيضًا.
/// وما صفَّه أحد المتعصِّبين من الكلمات قبل مشاركات وأراد أن يبيِّن أنِّي أتعصَّب للشيخ حاتم مجرَّد كلام فارغ؛ لأنَّ كلَّ من عرف كتاباتي ههنا أوفير غيره عرف أنِّي أترفَّع أن أجعل عقلي تابعًا لشيخ معيَّن، لا الشيخ حاتم ولا غيره، ولكن كما قيل: "كلُّ إناء بالذي فيه ينضح".
/// وللفائدة فما في قصَّة الحديبية من فوائد كنتُ قد سجَّلته قديمًا ههنا في موضوعٍ قديمٍ قبل نزول بيان الشيخ حاتم في هذا الموضوع؛ لكنَّ القضيَّة ليست شخصنة حتى أذهب وأدلَّل على ذلك لهؤلاء الفارغين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 09:02]ـ
سبحان الله!
ها نحن نرجع للكلام عن الطعن في فلان والطعن في فلان والتعصب لفلان وفلان نعيد الكرة كلها كما كان الحال عند المشاركة رقم 80!
ألم أقل لكم سنتم الثمانين الثانية؟
136 مشاركة .... نوشك أن نصل (ابتسامة)
ولما نصل لتحرير محل النزاع بعدُ ..
أتوقع أن يأتي من يتهمني في ديني بسبب هذه الكلمات مع أنه لو راجع مشاركاتي في هذا الموضوع لوجدني أميل الى رفض هذا المؤتمر تحديدا وما زلت أريد الوقوف على ما يتحقق لي به حسن التصور كما قررت .. فالله حسبي وهو نعم الوكيل.
ربنا يهدينا والمسلمين جميعا ..
ربما يكون من الأفضل اخواني الأفاضل لو رفعنا اسم الشيخ حاتم من العنوان هنا أو ربما لو أغلقنا هذه الصفحة وفتحنا حوارا جديدا مخصصا لمدارسة حكم هذا الحوار أو هذا المؤتمر وما جرى فيه بمعزل عما دار هنا من تشعب كثير كثير؟ أو ربما كان من الأفضل غلق هذا الموضوع في هذا المجلس المبارك ما دام الاخوة هنا لا يريدون التخلص من غواشي كثيرة تحول دون حسن التأمل في المسألة على أنها مسألة اجتهادية، لا تشنيع فيها على المخالف ولا اتهام في الدين؟
مجرد اقتراح .. سدد الله خطاكم ..
والا فسأرجع الى هنا وأنظر ان شاء الله بعد الثمانين الثالثة لعلنا نكون قد مضينا الى الأمام بضع خطوات .. (ابتسامة)
وفقنا الله واياكم لكل خير ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو المعذرة لا أريد المشاركة في الحوار وسأكتفي بالمتابعة، ولكني أحببت بيان نقطة مهمة:
الإسلام دين الحقيقة الكاملة، وهو دين قوي، إضافة إلى أنه دين رحمة للعالمين،
والدين الذي يتصف بالرحمة يحزن على ضلال أصحاب الديانات الأخرى (سماوية أم أرضية) ويرحمهم ويتمنى هدايتهم.
والدين الذي يتصف بالقوة لا يهاب التحاور مع أي دين آخر ثقة منه بامتلاك الحقيقة والقدرة على إثباتها والتدليل عليها وإقناع الآخرين بها.
ولكن المشاكل تأتي دائما من التطبيق ..... لذا فالحكم في المسألة ليس قطعيا بل يختلف باختلاف الوقائع والتطبيقات ... فمحاورة أهل الأديان إن قام بها علماء أجلاء كالشيخ عبد الله التركي والشيخ .................... فلا خلاف في جوازه بل استحبابه في ظني ..... لما فيه من نفع عظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المعاهدات السياسية وحماية المهاجرين لديهم ـ كما يقول بعض الإخوة ـ فلا علاقة لها بحوار الأديان كما يظهر لي ... بل ربما لا علاقة لها بالحوار إطلاقا وإنما هي معاهدات ينظر فيها لمصلحة الإسلام كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية.
عذرا على مقاطعة حواركم الممتع.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 10:25]ـ
بل أحسنتَ وأصبتَ .. عدا السطر الأخير فيحتاج لتفصيل ..
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:29]ـ
ليس كل من خالف الشيخ حاتم مقلدا , ولكن كل من أساء الأدب معه لقوله بجواز الحوار يلزمه أن يكون سوء أدبه قد نال به الشيخ الشثري أيضا.
يقول أحد المعلقين سابقا: ((وهذا الموضوع مرده الى اهل العلم الكبار الراسخين من امثال الشيخ صالح الفوزان والغديان واللحيدان والعباد, لانهم هم اهل الفتوى والاجتهاد ليس لمن تكلم في غير فنه واتى بالعجائب! بل وفي فنه اتى بالغرائب!؟))
فهذا الشيخ الشثري يقول بقوله , فهل ما زال قول الشيخ حاتم من الغرائب.
وأرجو مراجعة رد الحسني والقصاص , والنظر فيهما , هل يتناولان أيضا كلام الشيخ الشثري.
أما من ادعى أنه أساء الأدب لأن الشيخ حاتم طعن في علماء معروفين , فقد سبق جواب واضح عنه , وسأعيده عنه: ليس طعنا في العالم أن نقول إنه فقيه ليس محدثا ولا أنه مفسر وليس محدثا ولا أنه ليس خطيبا , فلماذا أصبح وصفه بأنه عاجز عن الحوار طعنا؟
وكلنا يعلم أن بعض كبار العلماء قديما وحديثا ليس لديه موهبة الجدل والحوار وإن كان كثير العلم وإن كان تأليفه وتدريسه رائعا.
من يعتبر وصف العالم بأنه عاجز عن الحوار طعنا , لمجرد الوصف بذلك , فهو متعصب له.
ثم أليس التقديس مرفوضا إلا للقدوس سبحانه , والتنزيه من الخطأ هل يصح لغير الأنبياء , فإذا كشف الشيخ هالة التقديس عمن قدسه الناس وهو لا يستحق التقديس يجب أن يكون ذلك محمودا له , خاصة أنه لم يسم أحدا ولم يخصص أحدا. فالشيخ لا يعيب العلماء الذين يقصدهم , وإنما يعيب من يقدسهم.ويجب أن نفرق بين من يرد على صاحب المقال وهم الإخوة المعلقون على مقاله ومن يرد على أقوام لم يسمهم وهو الشيخ حاتم , فالأولون يجب أن لا يطعنوا ولا يجرحوا لأن المقصود بجرحهم معلوم لأنه مسمى باسمه الصريح , أما من قال (ما بال أقوام) كالشيخ حاتم فلا نعرف من يقصد , ثم هو لم يطعن على العلماء كما سبق , وإنما طعن على من أصبح يغلو في العلماء إلى حد التقديس كما هو صريح كلام الشيخ.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 02:43]ـ
أما من ادعى أنه أساء الأدب لأن الشيخ حاتم طعن في علماء معروفين , فقد سبق جواب واضح عنه , وسأعيده عنه: ليس طعنا في العالم أن نقول إنه فقيه ليس محدثا ولا أنه مفسر وليس محدثا ولا أنه ليس خطيبا , فلماذا أصبح وصفه بأنه عاجز عن الحوار طعنا؟
قارن بين تلفيقك وتبريرك وبين مقولة الشيخ حاتم هنا:
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
هل وصف العلماء بالعاجزين عن الحوار وأن هالات التقديس ستنكشف عنهم من الأدب في شيء معهم؟
كيف تريدون منا أن نحترم الشيخ حاتم ونتأدب معه وهو لم يتأدب مع من هو أجل منه علما وسنا؟؟
ثم إن قوله سيظهر فضل ما بوجه ما .. الخ كأنه ينتظر سقوط هؤلاء العاجزين ليظهر على السطح ويتولى القيادة آخرون ينتظرون الدور بفارغ الصبر!!!
وتقول هداك الله:
من يعتبر وصف العالم بأنه عاجز عن الحوار طعنا , لمجرد الوصف بذلك , فهو متعصب له.
ثم أليس التقديس مرفوضا إلا للقدوس سبحانه , والتنزيه من الخطأ هل يصح لغير الأنبياء , فإذا كشف الشيخ هالة التقديس عمن قدسه الناس وهو لا يستحق التقديس يجب أن يكون ذلك محمودا له ,
فيرد عليك بمثل قولك .. فنقول لك كف عن تقديس الشيخ حاتم واضفاء العصمة على مقاله وأنه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!!
فكل يؤخذ من قوله ويرد، وهذا رأيه في الحوار الذي ضمنه طعنا في العلماء، ولغيره رأيا مخالفا، أفتلزمون الخلق جميعا برأيه؟؟ وإلا صاروا ما بين عاجز عن الحوار إن كانوا علماء، ومابين مقلدين متعصبين يمتهنون القص واللصق إن كانوا طلاب علم؟؟
وكلنا يعلم أن بعض كبار العلماء قديما وحديثا ليس لديه موهبة الجدل والحوار وإن كان كثير العلم وإن كان تأليفه وتدريسه رائعا.
وهل الجدل مما يحمد عليه العلماء؟ ألم يكن العلماء قديما يتحاشون مناظرة ومجادلة أهل البدع والشبهات؟؟
ثم ألا ترى أن أكثر من رد على المبتدعة وفند شبهاتهم هم العلماء الراسخون الذين صاروا في نظر الشيخ حاتم عاجزون عن الحوار!!!
وبخصوص الحوار .. فقد علمنا مسبقا أنه لجائز ويدخل في باب المعاملة التي هي أوسع؛ ما لم يكن مؤداه لمفسدة أعظم كتمييع عقيدة الولاء والبراء والغاء أحكام شرعية ثابتة كحكم الردة، فعن نفسي أصلا لم أخالف في أصل الحكم إذا قصد به حقن دماء أو مصالح دنيوية من شانها أن تعز أمة الإسلام!،
لكن بالله عليكم انظروا للتطبيق الحاصل في حواراليوم بواقعية وبعيدا عن التنظيرات الوهمية تسويغا لرأي الشيخ فلان أو الشيخ علان، ألا ترون أن بوادر التمييع قد ألقت بظلالها على نتائج الحوار؟؟
ألايكفيكم أن نخرج من الحوار بكون الأديان ألأخرى محترمة؛ ثم تجعل على قدم المساواة مع الإسلام؟؟!!
وأخيرا سؤال لشيخنا الفاضل عدنان بخاري .. بخصوص ترديد تهمة القص واللصق لبعض المتحاورين!
ما الضابط في ذلك؟؟ ومتى يكون الناقل قاصا لاصقا؟ ومتى يكون ناقلا لكلام الأكابر؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 03:08]ـ
تقول الأخت الفاضلة شذى الجنوب: ((هل وصف العلماء بالعاجزين عن الحوار وأن هالات التقديس ستنكشف عنهم من الأدب في شيء معهم؟
كيف تريدون منا أن نحترم الشيخ حاتم ونتأدب معه وهو لم يتأدب مع من هو أجل منه علما وسنا؟؟
ثم إن قوله سيظهر فضل ما بوجه ما .. الخ كأنه ينتظر سقوط هؤلاء العاجزين ليظهر على السطح ويتولى القيادة آخرون ينتظرون الدور بفارغ الصبر!!!))
العجز عن الحوار نقص لكنه ليس طعنا في علم العالم ,العجز عن الحوار نقص لكنه ليس طعنا في علم العالم, العجز عن الحوار نقص لكنه ليس طعنا في علم العالم , وهذا ما حرصت على توضيحه سابقا , لكن لا أدري لماذا لم يتضح.
وانكشاف هالة التقديس عن عالم أمر محمود وليس مذموما , فكيف يكون طعنا.
فالشيخ حاتم لم يسئ الأدب , حتى تسيئين الأدب معه يا أختنا الفاضلة.
وأما أنه (كأنه ينتظر سقوط هؤلاء العاجزين) فهذا كما قلت (كأنه) , فهو ظن لا يدل عليه كلام الشيخ حاتم. فإلى متى تستمرين في الظن السيء في الشيخ حاتم؟ أم أنها رغبة الذم والحط من أقدار العلماء فقط , وبأي حجة.
ولو افترضنا أن عالما أساء الأدب مع عالم آخر , فهل يجيز ذلك لطلاب العلم مقابلة سوء الأدب بسوء الأدب؟ احترمي في الشيخ حاتم علمه وبذله للعلم وطلابه , وردي عليه بأدب خطأه وإساءته , بعد التأكد من وقوعها منه.
وأما أن الذين قصدهم الشيخ حاتم أعلم منه وأجل , فلا أدري كيف عرفتهم , ولا كيف عرفت أنهم أعلم وأجل. لقد قرأت لطلاب الشيخ حاتم ما يصفونه به من العلم وأنه لا يقل عن كبار العلماء المعاصرين , إن لم يكن أعلم من أكثرهم.
افترضي أحدا يقول عن أحد من تقدمينه على الشيخ حاتم: إن الشيخ حاتما أعلم منه وأجل بكثير , هل ستقبلين ذلك؟ وحينها سيخرج النقاش عن أدب العلم.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 06:44]ـ
قال الأخ محسن زاهد:
العجز عن الحوار نقص لكنه ليس طعنا في علم العالم ,العجز عن الحوار نقص لكنه ليس طعنا في علم العالم, العجز عن الحوار نقص لكنه ليس طعنا في علم العالم ,
وأقول أحسنت فقد جئت بشيء من الحقيقة، فالشيخ حاتم لم يطعن في العلماء ويسقطهم تماما في مقاله هذا، وإنما نقص من قدرهم فحسب، فهل التقليل من قدر العلماء واستنقاصهم من الاحترام في شيء؟؟
ويقول أيضا:
وانكشاف هالة التقديس عن عالم أمر محمود وليس مذموما , فكيف يكون طعنا.
هل يمكنك مشكورا مأجورا أن تشرح لي معنى العبارة؟؟
وأيضا تقول:
فالشيخ حاتم لم يسئ الأدب , حتى تسيئين الأدب معه يا أختنا الفاضلة.
إذا كان الشيخ حاتم عندما نقص وقلل من قدر العلماء لم يسئ الأدب؛ فأنا أيضا لم أسئ الأدب لأني لم أطعن فيه بل اعترضت على جمل في مقاله، فأيهما أشد التنقيص من القدر أو الاعتراض على شيء من الكلام؟؟
ثم
وأما أنه (كأنه ينتظر سقوط هؤلاء العاجزين) فهذا كما قلت (كأنه) , فهو ظن لا يدل عليه كلام الشيخ حاتم. فإلى متى تستمرين في الظن السيء في الشيخ حاتم؟ أم أنها رغبة الذم والحط من أقدار العلماء فقط , وبأي حجة.
رغبة في الذم؟؟!! سبحان الله!!
لم أر تعصبا كهذا في حياتي؟؟!!
اسمع يا هداك الله ظني مبني على قرينة واضحة من كلام الشيخ نفسه، وليس تخرصا أو حكما على نوايا خافية؛ فعبارة الشيخ دلت على المعنى الذي ذكرتُ، ولكني تأدبا معه قلت كأنه، وإلا فعبارته واضحة الدلالة بينة المعنى!!
ولو افترضنا أن عالما أساء الأدب مع عالم آخر , فهل يجيز ذلك لطلاب العلم مقابلة سوء الأدب بسوء الأدب؟ احترمي في الشيخ حاتم علمه وبذله للعلم وطلابه , وردي عليه بأدب خطأه وإساءته , بعد التأكد من وقوعها منه.
يبدو أننا بحاجة لانكشاف هالة التقديس عن شيخك كي تحسن انتقاء العبارة وقراءة كلام من يخالفك، فمتى أنا أسأت الأدب مع الشيخ حاتم؟؟ أم أنه لا يجوز لأحد أن يعترض على كلامه؟؟ يبدو أنه التقديس الذي ابتليتم به وترمون به غيركم!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 11:15]ـ
عودةٌ إلى الأسلوب
لم أشأ الدخول في هذا الموضوع الذي كثرت فيه المشاركات
لكن لفت نظري اقتباسٌ أشارت إليه الأخت شذى الجنوب فدعاني ذلك لقراءة مقال الشيخ حاتم
الذي لم أقرأه قبل اليوم
(يُتْبَعُ)
(/)
فوجدت فيه ما ينبغي الإشادة به من الإشارة إلى مقاصد الحوار مع الكفار
بقطع النظر عن تحقيق المناط في الحوار الذي ورد الحديث عنه
ووجدت في المقال ما ينبغي التنبيه عليه، بل التوكيد على خطئه، وهو الأسلوب الذي كتب به بعض فقرات المقال
وليس صواباً أن نقول: (المهم التركيز على أصل موضوع الحوار، ولنترك الكلام عن الأسلوب)
فهذا خطأ ظاهر في نظري، بل يجب التنبيه على خطأ هذا الأسلوب، والتوكيد على ذلك
فإن هذه الأساليب ينبغي أن يتنزه عنها الفضلاء والمشتغلون بالعلم، وأن يترفعوا عن توصيف إخوانهم بما يقتضي التقليلَ من شأنهم، فهذا ليس من أخلاق الكرام
وما الذي يلجيء الشيخ حاتماً لاستعمال هذا الأسلوب؟
لنثق أن مثل هذه الأساليب سيتأثر بها بعض طلاب العلم من محبي الشيخ حاتم، وينتقل إليهم هذا الداء
أما آن للشيخ حاتم أن يترفع عن ذلك، ويُصفِّي كتاباته من مثل تلك الإشارات!
التركيزُ على مراعاة الأخلاقيات الفاضلة بين أهل العلم (طلاباً وعلماء) وتربية النفس والناس عليها= أهم في نظري من نقاش أصل الموضوع
فإن هذا الموضوع قابلٌ للنظر والبحث، وكثيرٌ من الكلام فيه يعود إلى خلاف لفظي، وبعضه يعود إلى خلاف في تحقيق المناط، وتقدير المصالح والمفاسد
وأما استعمال أسلوب الغمز في المخالف تصريحاً وتلميحاً فلا أظن رفضَه موضعاً للخلاف.
أحببت المشاركة بهذا التنبيه الذي أراه على قدر كبير من الأهمية
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟!
لقد أجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه التساؤلات بما لا ينبغي بعدَ إجابةِ النبي صلى الله عليه وسلم عنها أن تُطرَح، بل لا يجوز مجرّدُ بقائها تَسَاؤُلًا؛ إلا عند أتباع القائلِ: "اعْدِلْ يا مُحَمَّدُ"، ممن يظنون أنفسهم أغْيَرَ على الدين وأَوْلَى به من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!!
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=2 4&catid=202&artid=12960
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 11:41]ـ
@# خالد الأحمدي (سبق) المدينة المنورة: أكد معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء أن التحاور والتعاون بين أهل الأديان بما يحقق المصلحة الشرعية جائز شرعا بل مرغب فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم تعاون مع اليهود والمشركين في بعض القضايا التي تحقق المصلحة العامة، وقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} والتعاون المسلمين مع غير المسلمين، كما أن مناقشة أهل العقائد والديانات ومجادلتهم بالدليل والبرهان، مطلوب شرعا، قال الله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلى بالتي هي أحسن}. أما التنازل عن شيء من الدين فهذا لا يجوز، ولما قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم تابعنا هذا العام ونتابعك العام القادم نزلت سورة الكافرون.
وأضاف الشيخ الشثري "أما وحدة الأديان فهي ممنوعة شرعا، وقد صدر فتوى كبار العلماء في ذلك". وأشار إلى أهمية الإفادة من الوسائل الحديثة كالإنترنت والمشاركة في المنتديات ونشر الخير فيها ودفع الشبهات من أفضل الأعمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء ذلك في محاضرة أقامتها الجامعة الإسلامية مساء الاثنين ضمن برنامجها الثقافي وكانت بعنوان (سمات الشخصية المسلمة في ظل المتغيرات) وفيه أوضح الدكتور سعد الشثري أن تغير حال الناس من حال إلى حال من سنن الله الكونية في خلقه فقد قال سبحانه {لتركبن طبقا عن طبق}، والإسلام يتوافق جميع هذه المتغيرات حتى يجعل المسلم في أكمل أحواله, وشريعتنا الغراء بتطبيقاتها وبأحكامها تتناسب مع جميع المتغيرات.
وشهد المحاضرة جمهور كبير من مختلف شرائح المجتمع المدني، وتم نقلها للنساء عبر البث الفضائي
المصدر: http://www.sabq.org/?action=shownews&news=1408
فهل سيكف المقلدون عن عرض الشيخ حاتم.
## فتوى الفوزان:
حوار الأديان
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين الواجب طاعته واتباعه على جميع العالمين,
وبعد: فقد ظهرت في الآونة الأخيرة مقولة: حوار بين الأديان وهي فكرة لا قت رواجآ وصار يعقد لها لقاءات ومؤتمرات وهي فكرة خطيرة يجب التأمل فيها وفي أهدافها على النحو التالي:
1 - إن كان المحاورون يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بما أنزل عليه من ريه, وجب عليهم اتباعه وترك ما هم عليه لأنه صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى العالمين كافة قال تعالى: ((قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)) "الأعراف158" والرسول يطاع ويتبع: ((ومآ أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)) "النساء64" ((فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)) " القصص50"
2 - إن كانوا لا يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكان الهدف من الحوار معهم بيان بطلان ماهم عليه ودعوتهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه فهذا الحوار مشروع وقد جاء به القرآن الكريم: ((قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضآ أربابآ من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)) "آل عمران64" وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ((إنك تأتي قومآ من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)) الحديث
3 - إن كانوا لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا يقبلون الدعوة إلى الإسلام بل يريدون منا أن نعترف بصحة دينهم ونوافقهم عليه فإنه لا يجوز الحوار معهم لعدم الجدوى منه ولما في ذلك من إقرار الباطل وهم لا يكفون عن شرهم وعداوتهم للمسلمين ولا يرضون إلا أن نترك ديننا وندخل في دبنهم ((وقالوا كونوا هودآ أو نصارى تهتدوا)) " البقرة135" ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) " البقرة11" ((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارآ حسدآ من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق)) " البقرة109" والذين يدعون إلى الحوار منهم هم الذين يقتلون المسلمين شر قتله الآن ويشردونهم من ديارهم ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) "سورة البقرة120" هذا ما أردت توضيحه حول هذه المسألة وبالله التوفيق.
(من كتاب البيان لأخطاء بعض الكتاب) ص60 من الجزء الثاني
لفضيلة الشيخ صالح فوزان الفوزان
@@ ممكن تبين لي ما الفرق بين فتوى الشيخ الفوزان والشيخ الشثري لو تكرمت لاختصر على نفسي الطريق؟
#-اما بالنسبة لي فأفهم:
قال الشيخ الشثري حفظه الله: (أن التحاور والتعاون بين أهل الأديان بما يحقق المصلحة الشرعية جائز شرعا بل مرغب فيه)
#ضع خطا تحت "بما يحقق المصلحة الشرعية"!
##@ الذي بينه بقوله: (والنبي صلى الله عليه وسلم تعاون مع اليهود والمشركين في بعض القضايا التي تحقق المصلحة العامة).
## أي التي تتفق مع المصلحة الشرعية, ولا تخالفها!!
###ووضع لها شروطا بقوله: (كما أن مناقشة أهل العقائد والديانات ومجادلتهم بالدليل والبرهان، مطلوب شرعا، قال الله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلى بالتي هي أحسن}. أما التنازل عن شيء من الدين فهذا لا يجوز، ولما قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم تابعنا هذا العام ونتابعك العام القادم نزلت سورة الكافرون).
#@ يعني هذا هو الحوار الجائز, اما غيره مما صدر فيه البيان لا يجوز!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
## فكلام الشيخ الشثري-حفظه الله- فيه تأصيل و رد على دعاة حوار الأديان أصحاب القاعدة العريضة الذي هو في الحقيقة مأداه الى وحدة الاديان كما صدر به البيان!! والمسميات لا تغير من الحقائق!!
#@ وقال الشيخ: (أما وحدة الأديان فهي ممنوعة شرعا، وقد صدر فتوى كبار العلماء في ذلك)
## فالحمد لله الشيخ يرى ان الحوار اذا كان الى وحدة الاديان يكون ممنوع شرعا!!
#@ طبعا انتهى الحوار الى ما منع منه الشيخ!؟ ولكن باسم ثاني ينطوي على دعاة قاعدة التعاون العريضة!!
##@ قال الامام الفوزان حفظه الله: (ان كانوا لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا يقبلون الدعوة إلى الإسلام بل يريدون منا أن نعترف بصحة دينهم ونوافقهم عليه فإنه لا يجوز الحوار معهم لعدم الجدوى منه ولما في ذلك من إقرار الباطل وهم لا يكفون عن شرهم وعداوتهم للمسلمين ولا يرضون إلا أن نترك ديننا وندخل في دينهم ((وقالوا كونوا هودآ أو نصارى تهتدوا)) " البقرة135" ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) " البقرة11" ((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارآ حسدآ من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق)) " البقرة109" والذين يدعون إلى الحوار منهم هم الذين يقتلون المسلمين شر قتله الآن ويشردونهم من ديارهم ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) "سورة البقرة120" هذا ما أردت توضيحه حول هذه المسألة وبالله التوفيق.
@@## طبعا, مؤتمر الحوار بين الاديان اصدر بيانات بما منع منها اصحاب الفضيلة الشيخ الفوزان و الشيخ الشثري: من الدعوة الى وحدة الاديان!؟ ولكن باسم "التسامح و حرية الاعتقاد و اسقاط حد الردة .... الخ".
### فكلام الاعلام الذي اتيتم به حجة عليكم لا لكم!؟
@@@ وقفة للتأمل والتجرد للوصول الى الحق, قارنوا بما صدر من دعاة الحوار من بيانات, وبين ما يدعو اليه دعاة وحدة الأديان, لعل الله ان يهديكم الى ترك التقديس!
###@ لفتة لمن كان له قلب, اعتقد اني قلت من خلال مشاركتي السابقة: أن (ثم ثمت فرق (جوهري) بين الحوار الذي هو من (دعاة دعوة التقريب او التسامح) و (الحوار الديني) و (الصلح)!
فهل تخالفني في ذلك؟! وكل له شروطه!! وضع خطا تحت الاخيرة!!!)
###@ وقلت: (بل هي نازلة (!؟) وذكرها (بعض) من تكلم وكتب في النوازل وذكر شروط من يحق له ان يتكلم فيها!! ان كنت لا تدري فهي مصيبة! وان كنت تدري فالمصيبة اعظم! ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا وياتيك بالاخبار من لم تزود).
###@ و بينت معنى عبارة ابن القيم: (وهذا من أدقِّ المواضع وأصعبها وأشقِّها على النفوس).
@@ و ذلك من خلال كلامه عن الصديق رضي الله عنه , صفات من يحق له ان يتكلم في مثل هذه المواضيع ويقبل قوله و (يسأل) عنها: (ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق، وقال عمر ما قال، حتى عمل له أعمالًا بعده، والصِّدِّيق تلقَّاه بالرِّضى والتَّسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله، وأجاب عمر عمَّا سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله، وذلك يدلُّ على أنَّ الصِّديق أفضل الصَّحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله، وأعلمهم بدينه، وأقومهم بمحابِّه، وأشدِّهم موافقةً له، ولذلك لم يسأل عمر عمَّا عرض له إلَّا رسول الله، وصديقه خاصَّةً دون سائر أصحابه)
#@ وأخيرا, جاء في كلام الشيخ سعد الشثري: (وأشار إلى أهمية الإفادة من الوسائل الحديثة كالإنترنت والمشاركة في المنتديات ونشر الخير فيها ودفع الشبهات من أفضل الأعمال).
##والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
#تنبيه: لا اريد ان اقول كما قال الامام أبو حاتم الرازي "رحمه الله": من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر) او كما قال.
لان مأدى كلامك الى هذا! فانتبهو الى ما تنقلون او تكتبون, وشكرا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 01:55]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// حتى يكون كلامي مفهومًا لمن شارك ولمن لم يشارك (وأتكلَّم عن نفسي)، ولا أحتاج إلى كثرة ترداد ما هو مسلَّمٌ، ونضيُّع الوقت! لم أقل إنَّ الطَّعن في أهل العلم -أيًّا كان- إن سُلِّم أنَّه طعنٌ ليس شيئًا مهمًّا؟! كيف وأنا قد كرَّرت غير مرَّةٍ ذمَّ ذلك وأهله؛ لكنِّي أقول إنَّ الإشارة إلى هذا قد تقدَّم بما فيه الكفاية، ولا داعي لإطالة ذيل الموضوع مرَّةً بعد أخرى ..
/// وقصدي بالأهم والمهم ترتيب الأولويَّات في هذا الموضوع ههنا الآن .. قد آن للشيخ حاتم أولغيره أن يترك بعض ما يشنَّع عليه في أسلوبه لكونه دالًّا يقينًا على الطَّعن أوقد يعذر له =ليس هذا موضوعي، وقد كرَّرت عدَّة مرَّات وغيري أنَّ همَّتي ليست في شَخْصَنة الموضوع في ماذا قال الشيخ حاتم فقط ولا هل كان أسلوبه جيِّدًا أو لم يكن كذلك؟! وكأنَّنا إذا أسقطنا قول الشيخ حاتم اتكاءًا على سوء أسلوبه سقط حكم المسألة كلِّها! أهذه همَّتكم!
/// ثُمََ قد بيَّنتُ أنَّ هذا القول لم يتفرَّد به هو ولا هومن بدع الأقوال كما قد يفهم من كلام بعض من يكرِّر الكلام لم الشَّخْصَنة ..
/// وإنَّما عرَّجت على القضيَّة مرَّةً أخرى -قبل مشاركات- لأنِّي سُئلت من قبل الأخت شذى الجنوب فأجبتها، وإلَّا فالأمر قد ظهر بيانه بإشارات وتصريحات سابقة، وأولاها ثاني مشاركة لي، وهي قديمة بتاريخ (13 - 06 - 2008)، حين قلتُ:
/// أخي "بحر القلزم" لنترك أسلوب الدكتور حاتم جانبًا، والذي لم يعجبك حدته فيه، وقل لي رأيك في الطرح الذي طرحه.
/// وإن كان قد اعتذر بعض الإخوة بما اعتذر به للشيخ .. فمن اقتنع به فلْيأخذ به، ومن لا فقد بان له خطأ الشَّيخ في أسلوبه، فإذا هل هذا هو أهمُّ ما عندنا في هذه الصَّفحة؟ فنلتُّ ونعجن فيه!
/// الموضوع عن حكم الحوار مع أهل الأديان الأخرى؟ من كانت عنده فائدة جديدة يحاور بها كلام ابن القيِّم أوحاتم الشريف أوالشثري فليجد به .. وإلَّا سنحتاج إلى أن نعيد ونكرِّر القول بأنَّ الشيخ حاتم أساء في أسلوبه ونعيد ونعيد ... وهذا من الخروج عن أصل موضوعي أنا ومن يهتمُّ بهذا وينشغل بأطراف منه، لأنِّي كرَّرت لمن يفهم التِّكرار أنِّي لستُ مخوَّلًا بالدِّفاع عن كلِّ كلام الشَّيخ حاتم، وما أرى إلَّا تكرارًا في الشَّجب من أسلوبه .. يبدو أنَّنا سنحتاج إلى مشاركة جميع أعضاء الألوكة ليسجِّلوا شجبهم لأسلوب الشَّيخ حاتم ههنا؟!! ثمَّ إذا انتهينا وختمنا توقيعاتهم نواصل الكلام فيما يتعلَّق بموضوع الحوار ..
/// وإلَّا فسنجد من يأتي ليقول هذا أيضًا مهمٌّ! فقد انتهينا منه يا أخانا فلم الدوران حوله كثيرًا .. أهو العجز عن المواصلة أم ماذا؟!
/// وأمَّا عن الفرق والضَّابط بين القصِّ واللَّصق غير المجدي وبين الإفادة بنقل كلام لأهل العلم فأن لا يأتي أحدٌ بكلام خارج الحوار الذي نحن فيه، لعدم قدرته على تحريره موضع الحوار أولتعمُّد إخراج الموضوع عنه.
/// وقد بيَّنتُ سلفًا لمن قرأ كلامي بقليلٍ من الفهم أنِّي ولا الشيخ حاتم ولا أي شيخٍ ينتسب للسلفية =يتصوَّر منه القول بوحدة الأديان ولا بإلغاء الولاء والبراء ولا ببناء أكبر كنيسة في قطر؟!
/// بيَّنتُ ببيان يفهمه من قصر فهمه أنَّ الكلام عن أصل الحوار مع الكفَّار والمبادرة لقطع الطَّريق عمَّن قد يسبق إليه من المخلِّطين المميِّعين وبس، فلم إعادة الكلام عن نظريَّة المؤمرة ويقين حصول التمييع في الولاء والبراء .. الخ .. ويا أخانا الفساد مقبل غير مدبر في الحوار وغيره .. إن كنت تقول بجواز أصله فالأولى المبادرة إلى تبنِّيه وفق الضَّوابط التي تكفل عدم الخروج عن المسلَّمات، لا إغلاق الباب أمام هؤلاء وإفساح المجال للمميِّعين، الذين ينقل لنا ههنا بعض الإخوة تصريحاتهم ومواقفهم و .. الخ ممَّا نعرفه جميعًا، فهل المهارة في نقل ما هو معلوم؟!
/// كلامنا عن حكم أصل "الحوار مع أهل الأديان" لا عمَّا يتبعه من القول بوحدة الأديان وعن تبعات بعض أنواع الحوار ... لا داعي لإثقال الصَّفحة في ذكر ونقل ما هو متَّفقٌ عليه ممَّا لا علاقة له بموضوعنا وقد عجزت إفهامه لبعض الناس ... وكلامنا أيضًا عن مناقشة قول من قال بالجواز في "أصله" خلافًا لمن قال بمنعه مطلقًا، فلا داعي لإكثار نقل القائلين بهذا والقائلين بهذا.
/// هذا الفرق والبيان ..
/// عودةٌ إلى (ما يهمُّني أنا) من الموضوع ... سنرى الآن من يأتي ليترك أصل الموضوع وهو (حكم الحوار مع الكفَّار لغير الدَّعوة) ويكمل شجبه لأسلوب حاتم الشَّريف ... الخ .. فمن أراد أن يسجِّل شجبه للأسلوب -وقد تقدَّم الكلام عليه مرارًا- ويترك نقاش الفكرة فلْيفعل، ولن أعرِّج على مشاركته المكرورة؛ لأنَّه لا جديد فيها .. وبس.
/// أمَّا إن كان مقصود بعض النَّاس من تمظهره بالتأدُّب والتهذُّب عمومًا في الخلاف ومحاولة سلب ذلك عن غيره أوالقدح فيَّ (أنا عدنان) من أنِّي أحقِّر طلَّاب العلم فلستُ من هذا الصِّنف والحمدلله .. ومعلوم شدَّة أسلوبي تكون لأية أصنافٍ من المشتغلين بالعلم، وإلَّا فكلُّ من زعم مثل هذا فيَّ (أنا) فلستُ بعاجز أن أقتبس له من أسلوبه (في بعض مشاركاته) ما يماثل وقد يتجاوز ما يحاول صفَّه ههنا، وليست هذه همَّتي لمن تتبَّع مشاركاتي الكثيرة وهي متوفِّرة والحمدلله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:11]ـ
أذكر الإخوة والمشايخ الفضلاء بقول رسول الله (ص): {ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه}
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:33]ـ
لا تغضب أخي الحبيب عدنان
كلامي عن الشيخ حاتم وأسلوبه الذي أصبح ملازماً له، فلم الغضب؟
وتكرار التنبيه عليه لا يضر إن شاء الله!
ثم إن الكلام كثر جداً في موضوع الحوار، فما الفائدة المجنية من الاسترسال؟
وما تراه مصلحة راجحة قد يراه غيرك فضولاً ومضيعة للوقت! كما هو الحاصل في كثير من المشاركات هنا
بل تراشق بالكلمات تؤيد ما نبهت عليه وأشرت إليه من وجوب العناية بالجانب الأخلاقي في الحوار مع الإخوة
فمن كان عازماً على الحوار فليكن ذلك بعلم وإخلاص وأدب وعدل، وإلا فتركه أسلم
ولعلي أختم مشاركتي في هذا الموضوع بقول الإمام أبي بكر الآجري:
(وعند الحكماء أنَّ المراءَ أكثره يغيِّر قلوبَ الإخوان، ويورثُ التفرُّق بعد الألفة، والوحشةَ بعد الأنس)
سائلاً الله تعالى لي وللإخوة الفضلاء التوفيق لما يرضيه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:38]ـ
/// يا أخانا الكريم .. ليس هناك غضبٌ من المشاركات عن أسلوب الشيخ حاتم، وقد شارك بعض الناس ههنا كثيرًا في هذا وغيره ممَّا لا علاقة له بموضوعي مما بيَّنته، وتجاهلت مشاركاته ولم أحذفها وأنا قادر على ذلك .. الغضب من محاولة الاصطياد في الماء العكر .. والإشارة تغني عن العبارة.
/// الكلام بالتحديد فيما يلي: شجبكم للشيخ حاتم وأسلوبه قد تكرَّر مرارًا فلم العودة إليه مرَّة بعد أخرى؟! أهذا كل ما يهمُّنا؟ والله إنِّي لست أفهم لم الرجوع إلى ما تقدَّم بيانه وإنهاء الكلام فيه؟ أهذا حوار نافع أم تكرير وإعادة؟! وقد قلتُ حتى لا أتَّهم بالانحياز: من أراد أن يشجب فليفعل وأنا لا يهمني كلامه؛ إذ لا جديد فيه!
/// أمَّا أن الحوار في موضوع الحوار قد تقدَّم فلا أعلمه تقدَّم بهذا الطول ومحاولة الفهم لأطرافه، ولا رأيت من أشار إلى كلام ابن القيَّم سلفًا .. وأنا أنتظر مشاركة من الإخوة علميَّةً في قضيَّة الحجاج وبس.
/// ولو قمت بإغلاق الموضوع لصاح بعض الناس إنَّكم تتحكَّمون عند العجز؟!
/// وما ذكرته من محاولة الحوار بالعلم والأدب قد قلتُه وأشرتُ إليه مرارًا .. وحاولت صرف الموضوع له بنقلي لكلام ابن القيِّم.
وقد تركتُ المراء والحمدلله وليس ذا همَّتي لمن أنصفني، وذلك بتجاهلي كلامًا كثيرًا ممَّا سطر ههنا، وهو موجود غير خافٍ .. ومن أنصف بتتبُّع مشاركاتي الكثيرة عرف. والحمدلله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 03:51]ـ
/// الكلام بالتحديد فيما يلي: شجبكم للشيخ حاتم وأسلوبه قد تكرَّر مرارًا فلم العودة إليه مرَّة بعد أخرى؟! أهذا كل ما يهمُّنا؟ والله إنِّي لست أفهم لم الرجوع إلى ما تقدَّم بيانه وإنهاء الكلام فيه؟ أهذا حوار نافع أم تكرير وإعادة؟! وقد قلتُ حتى لا أتَّهم بالانحياز: من أراد أن يشجب فليفعل وأنا لا يهمني كلامه؛ إذ لا جديد فيه!
بارك الله فيك أخي الحبيب
ليست العبرة بالجديد، فشجب هذا الخلق السيء وتكرار التوكيد عليه= من المهمات في نظري
حتى لا يظن بعض الناشئة أن مثل هذه الممارسات حسنة؛ نظراً لمكانة قائلها ومنزلته
ولذا أرى من المناسب التوكيد على أهمية الأدب بين أهل العلم طلاباً وعلماء؛ وكذلك العامة
وكثرة التنفير من الممارسات الخاطئة في هذا الباب، والتشديد على ذلك
فنحن بحاجة إلى تربية أنفسنا وطلاب العلم والعامة على الازدياد من العلم الشرعي، والبحث عن الحق
كما نحن بحاجة إلى التأدب بآداب الشرع، ومراعاة حرمة الأخوة في الدين
وكذلك بحاجة إلى عقل واعٍ
وبناء على ما سبق لا حرج على من رأى المصلحة في المشاركة بما يراه مهماً مما له صلة بمقال الشيخ حاتم، مع مراعاة كون الكلام بعلم وعدل وأدب وحسن قصد.
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:15]ـ
أود من المعلقين من طلبة العلم الأكرمين أن ينتبهوا لأمور:
1 - إساءة الشيخ حاتم في أسلوبه لا يبيح لنا إساءة الأدب معه , لكنه يبيح لنا بيان خطأ هذا الأسلوب.
2 - إساءة الشيخ حاتم في أسلوبه لا يبيح لنا ردّ موضوعه ولا اتهامه في دينه وعلمه , كما وقع فعلا في بعض التعليقات والردود السابقة
(يُتْبَعُ)
(/)
3_ كم هم العلماء الذين اشتدّ أسلوبهم في الرد على علماء مثلهم , هل يريد الإخوة أمثلة منهم من المتقدمين والمتأخرين , وهم كثيرون جدا , وفيهم أكابر العلماء وبعضهم معروف بحدته وشدة عباراته , فهل يريد شيخنا الحمادي أن نتناولهم بأسلوب الإخوة الذين تناولوا هذا الموضوع؟ وهل يبيح ذلك لشيخنا الحمادي أن يقول عن أولئك العلماء:"فإن هذه الأساليب ينبغي أن يتنزه عنها الفضلاء والمشتغلون بالعلم، وأن يترفعوا عن توصيف إخوانهم بما يقتضي التقليلَ من شأنهم، فهذا ليس من أخلاق الكرام
وما الذي يلجيء الشيخ حاتماً لاستعمال هذا الأسلوب؟
لنثق أن مثل هذه الأساليب سيتأثر بها بعض طلاب العلم من محبي الشيخ حاتم، وينتقل إليهم هذا الداء
أما آن للشيخ حاتم أن يترفع عن ذلك، ويُصفِّي كتاباته من مثل تلك الإشارات! "
فلو قال أحد العلماء مثل ذلك عن أحد العلماء مسميا له , لأن ذلك العالم كان قد اشتد مرات على بعض من يخالفهم دون أن يسميهم أيضا , هل سيكون هذا لائقا؟ فكيف بطلبة العلم؟
4_ لماذا لا ندرك الفرق الكبير بين إساءة الشيخ حاتم وإساءة بعض المعلقين , فالشيخ حاتم على منهج (ما بال أقوام) , ولم يسم أحدا , وأما المعلقون فيردون على شخص باسمه المعروف. ثم هو من هو في العلم , وأكثر المعلقين لا يُعرفون وليسوا علماء. هذا الفرق وحده كافي لمن كان قصده علميا في المناقشة , وأما من كان قصده بخلاف ذلك فلن يجد فيه معنى.
ولئن سلّمنا بأن العلماء الذين ستنكشف هالة التقديس عنهم معروفون , لكن انكشاف هالة التقديس عنهم ليس إساءة لهم , كما بينته سابقا. وأما أنهم عاجزون عن الحوار ليس إساءة , إلا عند من أراد العالم منزّها من كل نقص كاملا في كل شيء. فليس هناك عالم إلا وتعتريه من عيوب البشرية عيوب , وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
فأما الذين أساء إليهم حسب رأي شيخنا الحمادي فهم غير معروفين يقينا وقال عنهم:"وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن"
فهل عمّم الشيخ حاتم تلك الأوصاف على كل من خالفه كما يدعي الإخوة؟ أم أنه كان يتحدث عمن رفض الحوار بسبب تلك الأمور؟
هل قال الشيخ حاتم: كل من رفض الحوار فهو مسلوب الإرادة ... ؟ أم قال: من رفض الحوار بتلك الأسباب فهو ... ؟
فأرجو من شيخنا الحمادي ومن بقية المنصفين أن يراجعوا هذه الفروق , وأن يقفوا بأنفسهم على مقدار الظلم والتجني في بعض التعليقات السابقة والتي أُقرت وبقيت احتراما لاختلاف الآراء.
وأما من أراد أن يدعي فرقا بين كلام الشيخ الشثري والشيخ حاتم , فإني أذكره بقول الشيخ حاتم:"ولكن الذي لا يجوز في هذا الخضمّ: هو أن يؤدي البحث عن المشتركات بين المختلفين إلى إلغاء الفروق الحقيقية (إلغاءً يعارضُ التميّزَ الداعيَ إلى الحوار أصلا) "
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 04:23]ـ
/// وفيك بارك الله يا أخانا الحمادي ونفع ..
/// وهل رأيت في كلامي ما يدلُّ على موافقة الأساليب السَّيِّئة؟ أوإنكاري على ترك الاصطياد في الماء العكر بحجة الإنكار عليها وتكرار الكلام في قضيَّة لإخراج الموضوع من غيره إليه؟!
/// ثمَّ قولك سابقًا: "أما آن للشيخ حاتم" كلام فائتٌ لأوانه لأنَّ المقال قديمٌ، ولم يكتب البارحة أوقبل شهر أوشهرين ..
/// ولكن ههنا عبرة لمن اعتبر (وكلامي عامٌّ) .. إذا وقع سوء أسلوب أو أدبٍ بين أهل العلم فتقحُّم الأصاغر والناشئة هذه الفرصة وابتهالها لقلَّة الأدب مع الشيخ حاتم بوصف كلامه بأنَّه سوء أدب =هو من سوء الأدب أيضًا.
/// فالتَّنبيه على الخطأ في الأسلوب شيءٌ، ومحاولة الدخول بين أهل العلم فيما هم فيه والتحقير من بعضهم شيءٌ آخر.
/// ولك أن تتخيَّل ما يلي: إذا حصل بين الشيخ الفوزان أواللِّحيدان أوغيرهما أهل العلم من ردود قد تصل إلى شدَّة وقد تظهر على الصُّحف، وقد يوجد في بعضها ما يناصح طالب العلم بتركه، فهل من الأدب أن آتي إلى موضوع لأحد هؤلاء العلماء وأشجب صنيعه ثم أعيد ذلك مرَّةً بعد مرَّة مع قدم الموضوع وتكرُّر الشَّجب فيه؟!
/// وللجهال بعلم الشيخ حاتم ممَّن شارك ههنا أو غيرهم =فهو صاحب علم وتميُّزٍ، وإن خولف في أمور وطروح طرحها، ولكن هذا لا يبيح تكرار شجبه لأجل ما لم يوفَّق فيه من أسلوبه في موضوع واحد وفي جملة من أسطر، وكأنَّ كتابات الشيخ كلَّها وكتبه ونتاج علمه المعرو عند المتابع على هذا المنوال .. وإن كان فهل من الأدب التَّركيز عليها بتكرارها مرَّةً بعد أخرى.
/// وأهل العلم الأدبُ معهم واجبٌ من الأكابر كانوا أم من الأصاغر لا لسنِّهم حسبُ وهذا واحدة، بل لعلمهم.
/// وبعض من شارك فيما ذممته من الخروج عن الموضوع لم يكن همُّهم ما ذكرته يا أخانا الكريم من التنبيه على سوء الخلق ومن تتبَّع مشاركاتهم السابقة في هذا الموضوع عرف، ولكنَّه لم يجد شيئًا يثبت وجوده ههنا إلَّا بالتنقير على سوء أسلوب الشيخ حاتم ..
/// وقد ذكَّرني هذا ببعض من عرفتهم من الذين وسِّد إليهم مناقشة رسئل الدكتوراة والماجستير؛ ولأنَّ فاقد الشيء لا يعطيه جعل يفتِّش عن الأخطاء الطِّباعيَّة ليشغل جلسة المناقشة جلَّها به، والمناقشة في رسالة حديثية أوفقهيَّة؟!
/// وممَّن يحاول الاصطياد في الماء العكر -وتجاهله أولى- وعجبي منه لا ينقضي: بعض من يشجب الشيخ ههنا على سوء أسلوبه مع الشيخ الفوزان، وهو معروف عنه انتماءه إلى حزب (فوبيا اللاتحزُّب)، والذين عرف العامة قبل الخاصة عنهم سوء بغيهم على أهل العلم والإيمان بسوء أدب وقلِّة تهذيب، فما هذا الفتح في الأدب الذي نزل الآن فجأة لتصفية حسابات مع بعض من تم طرده وحرمانه من المنهج السلفي مسبقًا .. ونعوذ بالله من الهوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 08:31]ـ
الأخوان الفاضلان محسن زاهد وعدنان بخاري وفقهما الله وسددهما
عذراً، كتبت الرد قبل المغرب، ثم عرض لي ما أوجب علي الخروج من المنزل، ولم أعد إلا قبل قليل
إذا كنتُ أنكر على الشيخ حاتم ما وقعَ منه من إساءة فلن أقرَّ ما يقع فيه غيره ممن ليس في منزلته
خاصة إذا كان تجاوزه في حق أهل العلم، لكني لم -ولن- أقرأ هذا الكم الهائل من المشاركات ولايستحق ذلك في نظري
إنما الذي يستحق التنبيه ما يقع فيه بعض أهل العلم وطلابه من شدة وقسوة فيما بينهم
سواء من الشيخ حاتم أو من غيره، فهؤلاء قدوةٌ لعامة الناس ولطلاب العلم
ووجود الإساءة من أهل العلم تجاه بعضهم ليس حجة للقيام بمثل تلك الإساءات
فهؤلاء كلهم محجوجون بالنصوص الثابتة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
والتي تأمر المؤمنين بالرفق فيما بينهم، وقول التي هي أحسن
أرأيت إن تعدى عالمٌ على آخر وأساء إليه؛ أفيكون علمه عذراً له!
من أساء فإساءته نقص فيه، ومن أحسن فإحسانه كمال له
وليس كل العلماء على درجة واحدة في الأدب وحفظ اللسان ومراعاة حقوق إخوانهم
بل هم متفاوتون، وههم جميعاً خاضعون لما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم
من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها
ومن مات فقد أفضى إلى ما قدم، ونسأل الله للجميع المغفرة والرحمة ورفعة الدرجة
أما من بقي حياً، فلا أرى مانعاً من الرد عليه فيما أخطأ فيه، وهذا من النصيحة للمسلمين
والشيخ حاتم له علمه وفضله، إلا أنَّ هذا لا يسوِّغ له التمادي في استعمال الخشونة مع مخالفيه، ولو كان هذا استثناءً لما كان من المروءة الوقوفُ عنده
ولكنه أضحى وصفاً اشتهر به الشيخ حاتم؛ حتى في المسائل العلمية الحديثية الاجتهادية
والذي أعرفه عن الشيخ حاتم -من كلام بعض من يجالسه- أنه حسن الخلق، فلم اللجوء إلى الخشونة والغمز للمخالف؟
وإذا استكثرتَ مني مخاطبة الشيخ حاتماً بما قلته في هذه المشاركات التي حرصتُ فيها على الاقتصاد
فاستكثار ما وقع من الشيخ حاتم أشد!
وأما كونه قاله من باب (ما بال أقوام) فليس الأمر كذلك
ففي أسلوب الشيخ حاتم خشونة وغمزٌ للمخالف، ووصفٌ له بأوصاف التصغير والتقليل من شأنه
ولو قال وفقه الله: بعضُ الناس يقولون كذا، وهذا خطأ، ومخالف للأدلة والقواعد ... لكان سائغاً، وهذا الأسلوب هو الذي يصلح أن يُطبَّقَ عليه (ما بال أقوام)
أما استعمال الأوصاف التي ساقها في مقاله فينبغي أن ينزه قلمه عنها
وأما ما أشرتَ إليه أخي الكريم الفاضل محسن زاهد من كون الشيخ حاتم خصَّ طائفة معينة من رافضي الحوار بتلك الأوصاف= فالجواب:
وهل هذه الأوصاف سليمة؟ أم أنَّ فيها ظلماً وتجاوزاً؟
هل كلُّ من رفض الحوار لتلك الأسباب هو من:
"مسلوبي الإرادة أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن"؟؟
أليست هذه هي الأوصاف التي أطلقها الشيخ حاتم على من رفض الحوار للأسباب التي أشار إليها!!
هذه أوصافٌ قاسية، تنطبق على بعض الحمقى فقط!
ولا أراها تناسب جميع الحمقى!
فكيف يوصف بها بعضُ أهل العلم ممن يرى رفض الحوار مع الأديان الأخرى لحجة ظهرت له!
أو قل: (لشبهة عرضت له!)
لا تقل لي: إن الشيخ حاتماً لم يعيِّن أحداً
فعدم تعيينه لا يفيد شيئاً؛ بل يزيد الإشكال إذ يصح تعميمه على جميع من كان رافضاً للحوار للعلل التي أشار إليها، والتعيين هنا أقل مفسدة
يقول الله تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا)
ويقول سبحانه: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)
لم يقل: وقل لعبادي يقولوا الكلمة الحسنى
بل قال: (يقولوا التي هي أحسن) أمر المؤمنين بأن ينتقوا أحسن ما يمكن أن يقولوه لإخوانهم
إغلاقاً لمداخل الشيطان في التحريش بين المؤمنين
أخي الكريم:
ليس من المصلحة التسويغ لمثل تلك الأساليب، والتماس العذر لمن وقعت منه
ولو وقف كلٌ منا ضدَّ تلك الأساليب لكان الحالُ -في حواراتنا- غيرَ الحال
وما الذي يضير الشيخ حاتماً لو استعمل الأدب مع مخالفيه، وتحلى بما يجب عليه وعلينا جميعاً!
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس هذا أعون على دحر الشيطان ونزغه بين المؤمنين!
ولأخي عدنان وفقه الله أقول:
سواء أكان عُمُرُ المقال شهراً أم سنة، فأنا لا علم لي بعُمُره
وإنما قلت: (أما آن ... ) بناءً على تاريخ يمتدُّ إلى سنوات مضت؛ ولا يزال الشيخ حاتم على طريقته
وأود التنبيه -أخي عدنان- إلى أنَّ أسلوب الغمز ليس من هديي
فلو كنتُ أريد تعيينك ببعض كلامي لعيَّنتك صراحة، فليس ثَمَّ ما يدعو للتخفي والإشارة ما دام صريح العبارة ممكناً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 09:17]ـ
ولأخي عدنان وفقه الله أقول: سواء أكان عُمُرُ المقال شهراً أم سنة، فأنا لا علم لي بعُمُره
وإنما قلت: (أما آن ... ) بناءً على تاريخ يمتدُّ إلى سنوات مضت؛ ولا يزال الشيخ حاتم على طريقته
/// أدري أنَّك لم تقرأ هذا الموضوع وما فيه من مشاركاتٍ إلَّا اليوم .. هذا بادٍ من كلامك السَّابق، وليس هذا كلامنا!
/// كلامنا عن انتقادك انتقادي لمن يكرِّر الشَّجب للأسلوب ويعيدنا لأمره بعد مشاركةٍ وأختها، وهذا ما أردَّتَّ الدِّفاع عنه، بعدم وجود إشكالٍ للتنبيه على خطأ أسلوب الشيخ و: "أما آن له أن ... الخ". آن للشيخ أم لم يأن فما علاقة هذا بعد سنة من نزول هذا الموضوع والحوار فيه، ومن إنكاري خروج الإخوة عن الموضوع بتطويل المشاركة بحجَّة التَّذكير بحسن الأدب .. !
/// متى رجعت الدَّوامة؟ بعد إنزال كلام ابن القيِّم .. ألم يكفِ الشَّجب قبل ذلك، وبعده بقليل؟! فإلى متى؟! سنظلُّ نذكِّر الإخوة إلى مائتي مشاركةٍ تالية بالتزام حسن الأدب من الشَّيخ حاتم تجاه الشيخ الفوزان! ثم ماذا؟ متى سيتوقَّف هذا الشَّجب الذي ما أنكره أحدٌ، بل أنكر تكراره الصارف عن المضيِّ في الحوار! هذا مربط الفرس حفاظًا على الوقت.
/// وأحسبُ أنِّي لو ظفرتُ أنا أوغيري كلامًا لابن تيمية أوالشوكاني أوفلان من أهل العلم في هذه المسألة، سواء أكان مؤيدًا للحوار أومانعًا منه وأردُّت به المضيِّ في الحوار= سيأتي من يعيد علينا الكلام في خطأ أسلوب الشيخ حاتم في حواره مع الشيخ الفوزان! بحجة "التَّذكير"! فما علاقة ابن القيِّم أوابن تيميَّة أوفلان بأسلوب الشيخ حاتم؟!
/// وما دام أنَّك لم تقرأ ولم تتابع فانظر واستعمل الإنصاف لتعرف ما أرمي إليه. وهذا أحسبه من الظُّهور بمراجعة المشاركات السَّابقة كلِّها بحيث يغنينا عن المراء الذي وعظتنا فيه بارك الله فيك.
وأود التنبيه -أخي عدنان- إلى أنَّ أسلوب الغمز ليس من هديي
فلو كنتُ أريد تعيينك ببعض كلامي لعيَّنتك صراحة، فليس ثَمَّ ما يدعو للتخفي والإشارة ما دام صريح العبارة ممكناً
/// أحسنت بارك الله فيك يا أخانا، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم المتجرِّد للإخلاص وطلب الحقِّ والأدب، ولا هو أيضًا من هديي. والحمدلله. (إذا كان ذلك ممكنًا) وفيه مصلحة.
/// وفرقٌ بين تسمية الأمر غمزًا، وبين انتقاد ((الخطأ)) بأسلوب فيه تلميح يغني عن التَّصريح، لا حفاظًا لذات المنتقد وأخوَّته ((فقط))، بل لأدب المجلس، بغضِّ النَّظر عن صواب ذاك الانتقاد أوخطئه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 09:49]ـ
لا بأس؛ بارك الله فيك
لا أحب مناقشة ما ذكرتَ، لأنه سيؤول إلى المراء في كلام جانبي، ولا أود الخروج عما يتصل بالمقال!
وأنا أعلم -وتعلم جيداً- أنه لن ينتهي الكلام إلا أن يبادر أحدنا بإنهائه وترك المراء
والخلاصة التي أحببتُ التوكيدَ عليها -بقطع النظر عما ورد من مشاركات- هي التنفيرُ الشديد من أسلوب الشيخ حاتم الذي اعتاد عليه، وكذا غيره ممن يسير على هديه، وأن يتنبه طلابُ العلم والناشئة لمثل ذلك، وأن يفيدوا من كلام مَنْ في كلامه فائدة دون يتأثروا بأسلوبه إن كان سيئاً، وأن يتأدبوا بآداب أهل العلم
وهذا التنبيه والموعظة أولى بالعناية من الحوار في أصل موضوع (الحوار مع الأديان) لأنها تتعلق بنا جميعاً
ونحتاج إليها دوماً، ويكثر الإخلال بها في المنتديات العلمية، كهذا المجلس وغيره
وأما موضوع (الحوار مع الأديان الأخرى) فيمكن الحوار فيه بشكل إيجابي بعد تحقيق الآداب الواجبة بين المتحاورين
وأما مع الإخلال بها فستكون النتيجة سلبية
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 09:54]ـ
/// أهذا ترك للمراء! أم إعادة للكلام السَّابق الذي قمتُ بمناقشته وردِّه مرَّات عديدة، وما قصَّرتُ والحمدلله في بيان أهمَّيَّته! (ابتسامة)
/// على كلٍّ جزاك الله خيرًا على مواعظك، ولا شكَّ أنَّها هامَّة، وأتمنَّى أن تكون الرسالة وصلت واضحة إلى كلِّ من يسيء الأدب إلى أهل العلم وطلَّابه.
/// وأرجو رجاءً خاصًّا من الإخوة فتح موضوع آخر في (بيان أدب العلم وطلَّابه وشيوخه بعضهم مع بعض ومع غيرهم) إن كانت لديهم مشاركات في ذلك؛ فقد استهلك ههنا وقتًا لسنا قادرين على إنفاق مثله. ولْيمض الحوار في الأمر إن كان ثَمَّ جديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:18]ـ
/// أهذا ترك للمراء! أم إعادة للكلام السَّابق الذي قمتُ بمناقشته وردِّه مرَّات عديدة، وما قصَّرتُ والحمدلله في بيان أهمَّيَّته! (ابتسامة)
/// على كلٍّ جزاك الله خيرًا على مواعظك، ولا شكَّ أنَّها هامَّة، وأتمنَّى أن تكون الرسالة وصلت واضحة إلى كلِّ من يسيء الأدب إلى أهل العلم وطلَّابه.
مناقشةٌ وردٌ! مرات عديدة! (ابتسامة)
بارك الله لك وعليك في ردودك ومناقشاتك التي لم تدرك فيها بعض مرادي
والتي أخذتَها -منذ البداية- بحساسية مفرطة كعادتك، وكأنك أنت المعنيُّ بكلامي
ولذا أعتذر إليك أخي الحبيب
فلن أعود لبيان ما أريد مما فهمتَه على غير وجهه، ولا لنقض كلامك
لأنك ستجتهد في العودة (للنقض والرد والمناقشة) الذي هو مراءٌ خارج عن أصل الموضوع
وأنت تحرص على عدم الخروج عنه!!
أستغفر الله لي ولك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:29]ـ
/// بوركت يا أخانا الكريم على ترك المراء، وخلَّصنا وإيَّاك ممَّا سمَّيته بـ"الحساسيَّة المفرطة"، ورزقنا ((رزانة الحسِّ واستقامته)) (ابتسامات)؛ فهذا ما يحتاجه كثيرٌ من الإخوة في الحوار في مثل هذه المواضيع، خاصَّة مع أهل العلم وطلَّابه. والحمدلله ربِّ العالمين ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 10:41]ـ
/// بوركت يا أخانا الكريم على ترك المراء، وخلَّصنا وإيَّاك ممَّا سمَّيته بـ"الحساسيَّة المفرطة"، ورزقنا ((رزانة الحسِّ واستقامته)) (ابتسامات)؛ فهذا ما يحتاجه كثيرٌ من الإخوة في الحوار في مثل هذه المواضيع، خاصَّة مع أهل العلم وطلَّابه. والحمدلله ربِّ العالمين ...
آمين
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 11:44]ـ
جميل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:04]ـ
عودة للموضوع:
استسمح شيخنا الفاضل عدنان - حفظه الله - بالمحاورة والمناقشة بغية الاسترشاد والفهم الصحيح للمسألة
(مع الاعتذار إن كان فيما أقوله فيما بعد شيء من سوء أدب أو خروج عن سنن المسترشدين)؛
نقلتم كلام ابن القيم رحمه الله في (الزاد) عن فائدة مستنبطة من صلح الحديبية؛
ثم مما استنبطتم من كلامه أن قلتم بالحرف الواحد: {فأصل الحوار جائزٌ، وقد يكون مستحبًّا بحسب حاله}
لي على هذا الاستنتاج عدة ملاحظات:
(1) ابن القيم في كلامه ذاك لم يقل إن أصل الحوار مع الأعداء جائز، وليس فيه ما يدل عليه، بل قال إن الأعداء إذا "طلبوا أمرا يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى، أجيبوا إليه وأعينوا عليه". فابن القيم يتكلم عن استجابة المسلمين لتعظيم حرمة من حرمات الله على أيدي الأعداء - أي عن (إعانة الأعداء على بعض الطاعة) -، فلم يكن يتكلم عن (جواز أصل الحوار).
(2) الحوار مباحثة ومناقشة، فيشمله جنس (النطق) و (الكلام). وقد قال ابن القسم في (المدارج) أن حركة اللسان بالكلام لا تكون مباحا متساوية الطرفين، بل إما راجحة وإما مرجوحة، لأن للسان شأنا ليس لسائر الجوارح. فأصل النطق بالكلام - بله الحوار - إما راجح محبوب وإما مرجوح مكروه، لا جائز مباح. فهو إما له وإما عليه. وإذا كان هذا حكم الكلام في حد ذاته، فحكمه فيما يوجه إلى الأعداء والكفار من المحادثات والمحاورات أولى أن لا يكون (الأصل) فيه "الإباحة"، لا سيما وقد نهى النبي (ص) عن بدء المشركين بالسلام.
(3) مما قاله ابن القيم في الكلام الذي نقلتم: {فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه}. وقد وضعتم الخط تحت قوله (كائنا من كان) ولم تبرز تقييد ابن القيم هذا الكلام بما بعده - وهو مهم جدا. أعنى قوله: {ما لم يترتب على إعانته ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه}. فإذا كان إعانة الكفار مثلا على فتح صالون خاص للمحجبات في لندن مع غلق دكان الخمر قرابة مسجد في كندا يترتب عليه موافقتنا لهم على بناء الكنائس الكبيرة في الدولة المحكومة بالحكومة الإسلامية، فهذا النوع من الإعانة هو بعينه إعانة على هتك حرمات الله. قال في (أحكام أهل الذمة): {فإن إحداث هذه الأمور إحداث شعار الكفر، وهو أغلظ من إحداث الخمارات والمواخير، فإن تلك شعار الكفر وهذه شعار الفسق. ولا يجوز للإمام أن يصالحهم في دار الإسلام على إحداث شعائر المعاصي والفسوق، فكيف إحداث موضع الكفر والشرك؟!).
(4) لا يجتمع - فيما أرى - قولكم إن {أصل الحوار جائز} وما نقلتم من كلام ابن تيمية: {بيان آيات الإسلام وبراهينه واجب مطلقاً، وجوباً أصلياً}، لأنه إذا كان بيان براهين الإسلام وإظهاره على الأديان واجب في الأصل، فالحوار مع الكفار لا بد أن يهدف إلى هذه النقطة أيضا، وهو {بيان براهين الإسلام وإظهاره على الأديان} - سواء تم ذلك بتصريح القول أو بالفعل الظاهر. فقد يدع النبي (ص) المغيرة بن شعبة يقوم على رأسه بالسيف. وما ذلك - كما قال ابن القيم - إلا لـ (إظهار العز والفخر وتعظيم الإمام وطاعته ووقايته بالنفوس).
(5) أوافق على جواز (الحوار) بشرطه السابق - تعظيم حرمات الله وتحصيل مصلحة راجحة - وأوافق على أن للإمام أن يطلب صلح العدو إذا رأى المصلحة للمسلمين فيه ولا يتوقف ذلك على أن يكون ابتداء الطلب منهم، لكن كل ذلك لا بد أن تقع في إطار (إظهار الإسلام فوق الأديان). وهذا هو المبدأ الأصل المعتمد عليه. فما كان من الحوارات والحروب والسياسات يوافق ذلك، فهو المشروع، وما خالفه فهو الممنوع. وما ليس له تأثير لا في إعلاء كلمة الله ولا في إخفاءه فهو من الأباطيل التي لا فائدة فيه.
(6) كما أوافق على أن (الحوار) لا تنحصر مقاصده في "دعوة" الكفار إلى اعتناق دين الإسلام. لكن لا بد أن تكون تلك المقاصد مما تتغي (التعظيم لحرمات الله و إعلاء كلماته). وعلى هذا الأساس لا يقاتل المسلمون أهل الذمة ولا يلزمهم الدعوة إلى الإسلام في كل حين، لكن لا بد أي يكون هؤلاء أهل الذمة: صاغرين. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:54]ـ
جوابي على شيخنا الحمادي
تقول شيخنا الفاضل: "إنما الذي يستحق التنبيه ما يقع فيه بعض أهل العلم وطلابه من شدة وقسوة فيما بينهم. سواء من الشيخ حاتم أو من غيره، فهؤلاء قدوةٌ لعامة الناس ولطلاب العلم"
هذا كلام صحيح من وجه , لكن إساءة طلبة العلم للشيخ حاتم أسوأ وأقبح من وجه آخر. من جهة أن واجبه عليهم أكبر , ومن جهة أن نوع إساءتهم الواقعة هنا أشد. وأما أنك لا تقرّها , فهذا لا يكفي من مثلك , بعد هذا التعقيب منك عن أسلوب الشيخ حاتم , بل كان الواجب تسجيل إنكارك عليهم بصورة واضحة وأن تقر بأنهم أخلوا بالأدب الواجب معه. لا أن تقول كلاما قد يفهم منه البعض أنك تقرهم على إساءتهم لأنها إساءة في مقابل إساءة .. والسلام.
ثم هل تقبل مناقشة أخطاء علمائنا كلهم بهذا الأسلوب؟ على صفحات النت , ومحاولة النيل منهم , بحجة أنهم أخطؤوا.
وتقول:"ووجود الإساءة من أهل العلم تجاه بعضهم ليس حجة للقيام بمثل تلك الإساءات" لم يقل أحد أنهم حجة , لكنه تذكير بأن شدتهم تلك لم تبح لنا أن نصفها بأنها ليست من أخلاق الكرام!! ولا أبحنا لأنفسنا أن نخاطبهم مخاطبة التلامذة قائلين: الواجب عليكم الترفع عن ذلك الخُلق السيء
ثم تقول:"ولو كان هذا استثناءً لما كان من المروءة الوقوفُ عنده. ولكنه أضحى وصفاً اشتهر به الشيخ حاتم؛ حتى في المسائل العلمية الحديثية الاجتهادية"
هذا وصف في رأيي جائر , وما زال المقلدون أول ما يطعنون في ابن تيمية وغيره من المجتهدين بأنهم يقدحون في الأئمة , لمجرد أنهم بينوا خطأهم في بعض المسائل. وهذا هو حال الشيخ حاتم مع كثير من خصومه. فلعل الشهرة التي بلغتك يا شيخنا كانت من هؤلاء المقلدة المتعصبين.
ولو أردتم أن تذكروا لي أمثلة من شدة الشيخ حاتم في كتبه التي خرجت عن حدود مكارم الأخلاق , لأذكر لكم أضعافها من حسن ثنائه وتعظيمه للأئمة , بل بعض عباراته في الثناء على أهل العلم أصبحت متداولة بين كثير من طلبة العلم
ثم تقولون وفقكم الله:"وأما كونه قاله من باب (ما بال أقوام) فليس الأمر كذلك
ففي أسلوب الشيخ حاتم خشونة وغمزٌ للمخالف، ووصفٌ له بأوصاف التصغير والتقليل من شأنه
ولو قال وفقه الله: بعضُ الناس يقولون كذا، وهذا خطأ، ومخالف للأدلة والقواعد ... لكان سائغاً، وهذا الأسلوب هو الذي يصلح أن يُطبَّقَ عليه (ما بال أقوام)
أما استعمال الأوصاف التي ساقها في مقاله فينبغي أن ينزه قلمه عنها"
فاسمحوا لي أن أقول: إن في هذا الكلام بُعدا عن حقيقة المسألة , فالخشونة في الكلام - التي تبالغون في تخشينها من الشيخ حاتم- تكون أكثر قبولا عند عدم التعيين , وهذا مما لا يخالف فيه أحد. ولا فرق بين قولكم "ما بال أقوام" وقولكم "بعض الناس". فمن لم يعين لا يكون كمن عيّنَ في الإساءة , ولا أدري لماذا يحابي بعضنا الإساءة للشيخ حاتم على حساب حقّ أهل العلم.
وأتمنى يا شيخنا أن تكونوا كما عهدناكم مدرسة في العدل والإنصاف
وأما قولك:"هل كلُّ من رفض الحوار لتلك الأسباب هو من:
"مسلوبي الإرادة أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن"؟؟ "
فأتمنى منك يا شيخنا أن تذكر الأسباب التي ذكرها الشيخ حاتم في وصف هؤلاء الذين رفضوا الحوار من أجلها , ما هي تلك الأسباب؟ لننظر هل يستحقون تلك الأوصاف أو لا يستحقونها.
ثم هل هناك بيننا من أهل الخير من هو من مسلوبي الإرادة أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة .... إن كان هذا الصنف موجودا ومن هو أسوأ منهم موجودا فما هي المشكلة من ذكرهم بحقائقهم وأوصافهم دون تعيين "ما بال أقوام"
وهذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع لأني بعده سأدخل في المراء , إلا إن أحب شيخنا الحمادي أن يذكر لي نماذج من إساءة الشيخ حاتم للعلماء التي خرج بها عن حد مكارم الأخلاق , لأذكر له أضعافها من حسن الثناء والإجلال لهم , لنعلم هل كانت شدة الشيخ حاتم غالبة عليه أم أنها نادرة كغيره من أهل العلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 07:15]ـ
أخي الحبيب الفاضل محسن زاهد
إذا كنتُ شيخاً لك فقد أسأتَ إليَّ بوصف حكمي بالجور (ابتسامة)
وإذا لم أكن شيخاً لك وإنما قلتَ لي (شيخنا) من باب الأدب والتقدير= فقل مثل ذلك في حالي مع الشيخ حاتم سواء بسواء
حقيقةً لست أرغب في الاستطراد صيانة للوقت، وقد نبهتُ على ما أريد التنبيه عليه، والقارئ الناقد يميز ويردُّ ما في كلامي وكلام غيري من خطأ، ويقبلُ ما فيهما من صواب
وأسأل الله أن يحسن لي ولك ولجميع الأحباب القصد والعمل.
ولا تظن أخي الحبيب أني أقول هذا الكلام تهرباً من الجواب عما ذكرت، أو خشيةً من التراجع عما قلته سابقاً= فليس فيما فيما قلتَ ما يدعو لذلك، كما أنه لو كان في كلامك ما يوجبُ عليَّ التراجع عن كلامي السابق لما ترددتُ فيه والله الذي لا إله إلا هو.
وقد كتبت تعقيباً على كلامك أخي الفاضل، وهو محفوظ عندي؛ لكن لم ينشرح صدري لإرساله للسبب الذي ذكرته سابقاً، فالأمر لن ينتهي!
واعلم أخي الفاضل أن الكلام في المسائل الشرعية عموماً –وفي نقد الأشخاص خصوصاً- يجب
أن يكون بصدق وإخلاص وعدل، ومن لم يجتهد في تصفية نيته وتحري العدل فسيكون كلامه نقصاً في دينه.
وإذا لم تقرَّ بأن في ما وقع من الشيخ حاتم في مقاله هذا= إساءة لبعض أهل العلم وخشونة يجب أن ينزه قلمه عنها= فلن يكون للمواصلة في الحديث كبير فائدة.
أما إساءة الأدب مع الشيخ حاتم أو غيره من أهل العلم وطلابه فلستُ أقرها (بل أنكرها) بلا تردد.
وفقني الله وإياك لكل فضيلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 07:38]ـ
(1) ابن القيم في كلامه ذاك لم يقل إن أصل الحوار مع الأعداء جائز، وليس فيه ما يدل عليه، بل قال إن الأعداء إذا "طلبوا أمرا يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى، أجيبوا إليه وأعينوا عليه". فابن القيم يتكلم عن استجابة المسلمين لتعظيم حرمة من حرمات الله على أيدي الأعداء - أي عن (إعانة الأعداء على بعض الطاعة) -، فلم يكن يتكلم عن (جواز أصل الحوار).
أحسن الله اليك أيها الفاضل .. أخيرا كلام في العلم نفسه لا في أهله (ابتسامة)
لعله مما يمكن أن يقال جوابا على هذه - وما أظن أن شيخنا عدنان سيتخلف عنه في رده القادم، بارك الله فيه - أنه لو كان الحوار هو الطريق الوحيد المتاح الى ذلك في ظل أحوال ربما جعلت غيره مما يتعذر، فانه يكون حينئذ نقلا له حظ من الاعتبار في محل النزاع، حيث تكلم الامام رحمه الله فيه عن معاهدة صلح بين المسلمين والكفار كانت - من حيث الوصف - صورة من صور الحوار الذي لا يُقدر على غيره في حينه، ولو أتيح غيره وقُدر عليه لما جاز تركه والنزول عنه لهذا الحوار!
هذا وان كان لي نظر في قياس صلح الحديبية على هذا الحوار تحديدا، والذي هو محل النزاع هنا، ولما نتطرق الى الكلام عند هذه المثابة بعد نظرا لتلبد الأجواء بالغيوم كما رأيتم، وما زلنا في الكلام عن أصل الحوار مع الكفار وحكمه، ألهمنا الله واياكم واخواننا الكرام السداد والرشاد ..
ولا أظن أنه يخالفنا أحد ان شاء الله ان قلنا بأنه - أي الحوار معهم - ان كان لأمر واجب فهو واجب وان كان لأمر مباح فهو مباح وان كان لأمر ممنوع فهو ممنوع! فما فائدة التأصيل له - بل وللكلام عموما - بأن الأصل فيه المنع؟ وما تأثير ذلك على مادة البحث؟
وعلى أي حال لو أصلنا هذا الأصل لما ضرنا ذلك، فهو معتضَد بنصوص منها قوله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت! فدل على أنه ان لم يكن ما يقوله خيرا يغلب على ظنه أنه خير، تعين عليه الصمت، وكان هو الأصل في حقه، والله أعلم. ولكن على أي حال أرى - بعد طلب المعذرة منك أيها الفاضل - أن الكلام في هذا ليس مما يفيد محل النزاع في شيء ولا يمضي بنا الى لب المسألة .. والله الموفق.
(3) مما قاله ابن القيم في الكلام الذي نقلتم: {فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرْضٍ له أُجِيْب إلى ذلك كائنًا من كان؛ ما لم يتَّرتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوضٌ للهِ أعظم منه}. وقد وضعتم الخط تحت قوله (كائنا من كان) ولم تبرز تقييد ابن القيم هذا الكلام بما بعده - وهو مهم جدا. أعنى قوله: {ما لم يترتب على إعانته ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه}. فإذا كان إعانة الكفار مثلا على فتح صالون خاص للمحجبات في لندن مع غلق دكان الخمر قرابة مسجد في كندا يترتب عليه موافقتنا لهم على بناء الكنائس الكبيرة في الدولة المحكومة بالحكومة الإسلامية، فهذا النوع من الإعانة هو بعينه إعانة على هتك حرمات الله. قال في (أحكام أهل الذمة): {فإن إحداث هذه الأمور إحداث شعار الكفر، وهو أغلظ من إحداث الخمارات والمواخير، فإن تلك شعار الكفر وهذه شعار الفسق. ولا يجوز للإمام أن يصالحهم في دار الإسلام على إحداث شعائر المعاصي والفسوق، فكيف إحداث موضع الكفر والشرك؟!).
بارك الله فيك، وعند هذا، ننتقل الى النظر في هذا الضابط الضروري الخطير، ألا وهو معرفة ما اذا كان هذا الحوار محل النزاع نفسه، يترتب عليه مفسدة أرجح فيتعين منعه، أم منفعة أرجح فيكون المصير اليه .. ولعلك لاحظت أن هذا ما أردنا الوصول اليه منذ ثمانين مشاركة تقريبا ولما نصل الى الآن! (ابتسامة)
(4) لا يجتمع - فيما أرى - قولكم إن {أصل الحوار جائز} وما نقلتم من كلام ابن تيمية: {بيان آيات الإسلام وبراهينه واجب مطلقاً، وجوباً أصلياً}، لأنه إذا كان بيان براهين الإسلام وإظهاره على الأديان واجب في الأصل، فالحوار مع الكفار لا بد أن يهدف إلى هذه النقطة أيضا، وهو {بيان براهين الإسلام وإظهاره على الأديان} - سواء تم ذلك بتصريح القول أو بالفعل الظاهر. فقد يدع النبي (ص) المغيرة بن شعبة يقوم على رأسه بالسيف. وما ذلك - كما قال ابن القيم - إلا لـ (إظهار العز والفخر وتعظيم الإمام وطاعته ووقايته
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنفوس).
أحسن الله اليك، هناك غايتان للحوار أنت الآن تتفق معنا عليهما فيما أرى:
1 - الدعوة واقامة الحجة
2 - الحوار لغير ذلك من المصالح الراجحة للمسلمين ..
ولا زلنا نريد أن ندخل الى دراسة طبيعة هذا الحوار محل النزاع بالدليل، هل هو مما يلحق بالصنف الأول، فينظر هل وفق في أداء غايته تلك أم لا، أم أنه يلحق بالصنف الثاني، وفي كلا الحالتين يضرب له ميزان الترجيح بين المصلحة والمفسدة .. والمشكلة أنه قد وُصف ذاك الحوار بأنه حوار بين أهل الأديان، وهذه العنونة تلحقه - ان لم يكن في نظرنا نحن وانما في نظر أمم الكفار جميعا - بفئة من المؤتمرات قد علمنا غاية أصحابها منها - أعني المروجين لها من الكفار - وقد ضُربت الدعاية له في الأرض على أنه مما يدل على تفتح المملكة وتخلصها من حالها القديمة، ونحو ذلك مما ينشر عن هذا الأمر، وهو ما يوجب علينا النظر لا فيما جرى في الحوار وفقط، فالاقتصار على ذلك حينئذ يكون من قبيل سوء التأمل لواقع الحال والذي من شانه ألا يفضي الا الى قصور في التصور والحكم المبني عليه .. ولكن يجب النظر كذلك فيما تسبب فيه - بالفعل - من تداعيات على مستوى الاعلام العالمي وما هو مرتبط به من الضغط السياسي ونحوه، دراسة متأنية، لتتضح الصورة بكامل أبعادها، ولتوزن المفاسد المتيقنة والراجحة، في مقابل المنافع المتيقنة والراجحة، ولا يكون في ذلك ضرب من الرجم بالغيب أو الكهانة في أي من الكفتين!
فمن هنا ينبغي أن يكون الطريق الى ذلك هو معرفة في أي أصناف الحوار يدخل هذا الحوار حقيقة، من جهة نظرنا نحن اليه، ومن جهة نظر من يحاوروننا اليه، وتأثير ذلك على مآلاته في ضوء ما هو واقع من حولنا لا ما يتوقعه بعضنا بلا بينة، والله الموفق. وأرى والله أعلم أن النظر فيما أفضت اليه المؤتمرات المماثلة - تحت نفس هذا العنوان - من تداعيات في بلاد المسلمين: مما لا يستغنى عنه لاستكمال التصور .. ولا يقال أنه معلوم مسبقا ولا داعي اليه، فالظروف السياسية التي وضعت المملكة فيها لا تختلف كثيرا عما تخضع له غيرها من بلاد المسلمين، فما آل اليه الأمر في تلك البلاد ان درسنا أسبابه ربما تبين لنا أنه مما لا تأمن المملكة في واقعها السياسي الحالي على نفسها من الضغط عليها والدفع بها في اتجاهه، فهذا مغنم للكفار لا يخفى أنهم قد طال تخطيطهم وعملهم من أجل اصابته، وان كنا لا نظن في العلماء الكرام الذين أقروا هذا الحوار وقالوا بمشروعيته، أنهم غفلوا عن هذا الأمر الواضح! ولهذا فكل نقل في هذا الاعتبار سينفعنا لبناء التصور الكامل بارك الله فيكم .. ويلزمنا النظر كذلك فيما اذا كان ثم طريق سياسي يغني عن سلوك هذا المسلك - بديل سياسي يكون متاحا في ظل الوضع الراهن للمسلمين في الأرض - وهل يغني في تحقيق المطلوب عن هذا المؤتمر الذي أقل ما فيه الشبهة أم لا يغني .. وهذه لعلها تكون آخر ما أطمح أن يصل اليه الحوار بعد الوصول الى تجلية الأمر
(5) أوافق على جواز (الحوار) بشرطه السابق - تعظيم حرمات الله وتحصيل مصلحة راجحة - وأوافق على أن للإمام أن يطلب صلح العدو إذا رأى المصلحة للمسلمين فيه ولا يتوقف ذلك على أن يكون ابتداء الطلب منهم، لكن كل ذلك لا بد أن تقع في إطار (إظهار الإسلام فوق الأديان). وهذا هو المبدأ الأصل المعتمد عليه. فما كان من الحوارات والحروب والسياسات يوافق ذلك، فهو المشروع، وما خالفه فهو الممنوع. وما ليس له تأثير لا في إعلاء كلمة الله ولا في إخفاءه فهو من الأباطيل التي لا فائدة فيه.
قد بينتَ أيها المفضال في عبارتك الأولى هنا موافقتك لنا على أن الحوار له غايتان، فلننظر اذا في أي الغايتين يدخل هذا الحوار، في اعتبارنا نحن وفي اعتبار من يحاورننا في نفس الوقت، وثمرة ذلك ..
أما كونه في اطار اظهار الاسلام فوق الأديان، فلو صح قياس الحوار هذا على صلح الحديبية - ولا أقول بذلك وانما أقول لو - لقيل أن المستضعف الطامع في المصالحة والمهادنة، لن يتكلم بطبيعة الحال من موضع اظهار القوة والعلو! فلم يكن هذا شرطا في صلح الحديبية ونحوه، فأصحاب هذا القياس تراهم يقولون بأنه لم يكن شرطا هنا أيضا!
كما أوافق على أن (الحوار) لا تنحصر مقاصده في "دعوة" الكفار إلى اعتناق دين الإسلام. لكن لا بد أن تكون تلك المقاصد مما تتغي (التعظيم لحرمات الله و إعلاء كلماته). وعلى هذا الأساس لا يقاتل المسلمون أهل الذمة ولا يلزمهم الدعوة إلى الإسلام في كل حين، لكن لا بد أي يكون هؤلاء أهل الذمة: صاغرين. والله أعلم.
أحسنت ومن هنا المنطلق، وفقك الله وبارك فيك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 10:34]ـ
مع احترامي لمحبي الشيخ,
أقول إذا تكلم الشيخ في غير الحديث أتى بالعجائب
ولا يشك من له أدنى معرفة بحقيقة هذه الحوارات
بأن ما يحاول تقريره في مقاله باطل ,وليت هؤلاء الشيوخ
يتفطنون إلى أن المغرضين يستعملونهم كمطايا لتمرير مآربهم
فيالسوء أن يؤتى الإسلام من قبلهم
وأرجو ألا تكون عضوية الشيخ في مجلس الشورى
سبب وقوعه في هذه العثرة
وأما قسوته التي عودنا عليها (حتى في قضايا الحديث) ضد مخالفيه
فأسأل الله أن يهديه
والله المستعان
وعليه التكلان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 10:52]ـ
وهل الشيخ الشثري عثر معه وأتى بالعجائب , وقبلهما الشيخ صالح بن حميد وغيرهم من علماء المسلمين
مع الاعتذار لمبغضي الشيخ حاتم!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 10:54]ـ
لا أخوض معك في جدل
وادعاء بغض الشيخ اقتحام للنوايا بغير حق
فاتق الله .. واصمت!
أما من وافقه .. فيقال إنه أخطأ وجاء بعجيبة نعم
لكني خصصت الشيخ حاتما لمقالات سابقة ..
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 10:56]ـ
صمت بناء على أمرك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:00]ـ
جزاك الله خيرا
ولم أقله "أمرا" .. بل هو اقتباس معنى "قل خيرا أو اصمت"
فإن آذاك هذا فعذرا ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:48]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الشروط: [باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط:
حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: أخبرني الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة و مروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين؛ فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيراً لقريش، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل، فألحت، فقالوا: خلأت القصواء! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال: والذي نفسي بيده! لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها، ثم زجرها فوثبت قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضاً، فلم يلبث الناس حتى نزحوه، وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش، فانتزع سهماً من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه)].
-قول الزهري: فما فُتِحَ في الإسلام فتح قبله كان أعظم من فتح الحديبية، إنما كان القتال حيث التقى الناس. ولما كانت الهدنة، ووضعت الحرب أوزارها، وأمن الناس كلّم بعضهم بعضاً، والتقوا وتفاوضوا في الحديث والمنازعة، ولم يُكلّم أحد بالإسلام يعقل شيئاً في تلك المدة إلا دخل فيه، ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر.
قال ابن حجر مؤيداً الزهري: فإن الناس لأجل الأمن الذي وقع بينهم اختلط بعضهم ببعض من غير نكير، وأسمع المسلمون المشركين القرآن، وناظروهم على الإسلام، جهرة آمنين، وكانوا قبل ذلك لا يتكلمون عندهم بذلك إلا خفية.
وقال ابن هشام أيضاً مؤيداً للزهري: ويدل عليه أنه صلى الله عليه وسلم خرج في الحديبية في ألف وأربعمائة، ثم خرج بعد سنتين إلى فتح مكة في عشرة آلاف.
## (لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 01:02]ـ
فصلح الحديبية إذن: يهدف إلى إتاحة أكبر الفرص لدعوة الكفار إلى اعتناق دين الإسلام
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 03:58]ـ
(لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها).
بارك الله فيك اخي ..
وقد علمنا أن مطالب من نحاورهم من أهل الديانات الكافرة وبالأخص اليهود والنصارى تتضمن أمورا تُهوَّن فيها حرمات الله، وتلغى بها الفوارق بين دين الله الحق والأديان الباطلة، وتفرض الحرية الدينية على الجميع فللكافر أن يُسلم وللمسلم أن يكفر!!،
والأمر يرجع لاجتهاد أصحاب الملل في دعوتهم لمللهم!!،
ثم أمر آخر مهم جدا .. اعطاء الطوائف الدينية حق اظهار شعائرها وإعلان دينها؛ كالشيعة والصوفية!!،
ولن يكتفوا بل سيعرجون على الحدود الرجم والقصاص وقطع اليد والصلب ... الخ؛ فهذه كلها لا تمت للتسامح والحرية بصلة!
وربما قال قائل نحن نقر الأصل ولم نتكلم في حوار اليوم، فيقال لهم وما فائدة أن تأتيني بأصل لا أخالفك فيه -بشروطه طبعا- ثم تحجم عن تنزيله على الواقع؟؟!!
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:34]ـ
وربما قال قائل نحن نقر الأصل ولم نتكلم في حوار اليوم، فيقال لهم وما فائدة أن تأتيني بأصل لا أخالفك فيه -بشروطه طبعا- ثم تحجم عن تنزيله على الواقع؟؟!!
أشك في جدوى كتابتي بعد هذا الكم الهائل من المشاركات لكن ربما نفعت.
إن كان الشيخ حاتم تكلم في موضوع الحوار من مبدإ علمي صرف بعيدا عن السياق التي طرح فيه والوضع الدولي الذي نعيشه وتاريخ هذه الدعوة، كحديث من يتحدث الآن في الفقه عن بعض أحكام الرقيق؛ فكلامه في صلب الموضوع صواب أو قريب منه.
لكنه لم يصب في وصف مخالفيه إذ ليس حديثهم وحديثه على جهة واحدة.
وإن كان قرره وهو مستحضر للسياق التي طرح فيه والوضع الدولي الذي نعيشه وتاريخ هذه الدعوة؛ فقد أبعد النُّجعة جدا من الجهتين جميعا.
ومخالفوه أسعد بالصواب منه.
ويكفي ـ والذي نفسي بيده ـ ظهورا لهذه المسألة: احتفال أعداء الله بها من اليهود والنصارى ومنظماتهم فهل عهدتموهم يفرحون بما فيه خير لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 12:40]ـ
# قال الشيخ ابن سعدي-رحمه الله-: " فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه الحق أو كان داعية إلى الباطل، فيجادل بالتي هي
أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً، ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى
حصول المقصود". "تيسير الكريم الرحمن 3|93" <منقول>
# قال الامام ابن القيم-رحمه الله-: " وأمّا قول النّبيّ-صلى الله عليه وسلم-: ((شهدت حلفاً في الجاهليّة ما أحبّ أنّ لي به حمر
النّعم , لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت))، فهذا - واللّه أعلم - هو حلف المطيّبين , حيث تحالفت قريش على نصر
المظلوم , وكفّ الظّالم ونحوه , فهذا إذا وقع في الإسلام كان تأكيدًا لموجب الإسلام وتقوية له. وأمّا الحلف الّذي أبطله فهو تحالف
القبائل: بأن يقوم بعضها مع بعض وينصره، ويحارب من حاربه , ويسالم من سالمه. فهذا لا يعقد في الإسلام".
-من حاشية ابن القيم، ابن قيم الجوزية، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415هـ.
(8/ 101).<منقول>
# (وللمداهنة المستقبحة صور كثيرة أهمها الثناء على معتقدات الآخرين (أو) تسويغها، أو التوقف في كفرهم ........... وغير ذلك مما لا يخفى تحريمه، وقد سبق بيان بعضه.
والعجب من وقوع بعض المحاورين في هذا المنكر البغيض تطوعاً من غير ضرورة ولا مسوغ مفهوم إلا التزلف للآخرين
واسترضاؤهم بما يغضب الله العظيم.
وأمثال هؤلاء مدعوون لقراءة ما قاله جعفر بن أبي طالب بين يدي النجاشي، إذ لم يمنعه ضعفه وغربته من أن يقول الحق من غير
مداهنة بين يدي ملك لا تدرى عواقب مخالفته. فقد قال سفير قريش عمرو بن العاص: "والله لأنبئنهم غداً عيبهم عندهم، ثم
أستأصل به خضراءهم ... والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد.
قالت [أم سلمة]: ثم غدا عليه الغد فقال له: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيماً، فأرسل إليهم فاسألهم عما
يقولون فيه.
قالت: فأرسل إليهم يسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثله.
فاجتمع القوم، فقال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول - والله - فيه ما قال الله، وما جاء به
نبينا، كائناً في ذلك ما هو كائن.
فلما دخلوا عليه قال لهم: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا، هو عبد الله
ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ". (رواه الامام أحمد).
# منقول من كتاب أحد الافاضل بتصرف, بارك الله فيه.
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 02:27]ـ
لقد تعبت كثيرا في قراءة هذا الموضوع! ولو قرأت مؤلفا أكبر منه ما تعبت!
وبما أن الموضوع هام جدا وحساس في آن واحد, وجدير بالاهتمام, وطرحه على طاولة النقاش والمدارسة واجب على أهل العلم وطلبته, مستفرغين في ذلك بكل ما أوتوا من علم لتأصيل المسألة وتصفيتها من الكدر.
وقد وصلنا إلى الصفحة الرابعة ولم يحقق المقصود رغم كثرة المشاركات وطولها. لذا أرى أن نحدد النقاط التي تطرح للنقاش.
ولعل أهمها:
مراد الله تعالى من آيات الولاء والبراء.
مراد الله تعالى من آيات مجادلة أهل الكتاب والمشركين.
مراد النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديثه التي تتكلم حول المسألتين.
دراسة الآيات التي استدل بها المجوزون للحوار, والآيات التي استدل بها المانعون.
مفهوم الحوار بين الأديان.
مفهوم التقارب بين الأديان.
ما هو الحوار الواجب - إن وجد- وما هو المستحب منه - إن وجد- وما هو الممنوع منه.
أظن إن وضعنا هذه النقاط للمدارسة نصل إن شاء الله تعالى إلى النتيجة بإدن الله تعالى, وأرجو أن يكون النقاش بعلم وبأصوله, وبأدب دون التعريض وسوء الأدب.
ولا مانع من القص واللصق! إن كان موافقا لنقاط البحث, وأتعجب لمن يمنعه, مع أن كثيرا من أهل العلم الكبار ينقلون كلام من قبله من العلماء ولو لزم ذلك عشرات الصفحات, ومرات لا يعقبون عليها ولو بحرف, فلا مانع إن كان موافقا للموضوع, وإنما المذموم منها هو ما لا يوافق الموضوع أو إن كان النقل طويلا ومملا أو مكررا.
والمطولات أحيانا تكون هامة ووافية إن كانت متسلسلة غير مخلة ولا مملة وخصوصا إن كانت من إبداع صاحبها.
ولعلي أفرد موضوعا مستقلا أفتحه للتو لدراسة هذه المسألة الهامة جدا, لأن الموضوع هنا قد يطول ولا يفي بالنقاط المتكلم عنها.
أما ما تبقى في هذا الموضوع من اشكال عندي نقطتان:
الأولى: النقاش حول موضوع كلام ابن القيم الذي تفضل به الأخ الحبيب عدنان البخاري.
الثانية: التعقيب على بعض أخطاء الشيخ حاتم المنهجية التي وردت في مقالته, وإني موافق للشيخ الحمادي جزاه الله خيرا في ضرورة التعقيب على أخطاءه دون أن ننقص من قدره بالطبع, والتعقيب يكون للذي هو أهل له.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[11 - Jan-2009, صباحاً 10:28]ـ
(قل ياأهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الانعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنابعضا اربابا من دون الله فاءن تولو فقولو اشهدوا بأنا مسلمون)(/)
معالم في بناء هوية الأمة الإسلامية
ـ[صالح بن ساير المطيري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
معالم في بناء هوية الأمة الإسلامية
بقلم / صالح بن ساير المطيري
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً وبعد:
إن أي أمة من الأمم تكمن قوتها في اعتزازها بدينها والتمسك بثوابتها وعدم الذوبان لشخصيتها، وأن تسعى جاهدة لإبراز هويتها. والأمة الإسلامية تتميز عن غيرها بأن دينها هو الدين الحق الناسخ للأديان كلها، وأن رسالتها هي إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، فتتخذ من توحيد الله منطلقاً ومن تحقيق العبادة له ديناً ومنهجاً، وهي بهذا أمة عريقة الجذور ضاربة في أعماق التاريخ لها أصولها وثوابتها التي تميزها عن غيرها وتجعلها أهلاً لقيادة البشرية والشهادة عليها قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} البقرة: 143.
وأمة الإسلام أمة محاربة من قبل الأعداء في الخارج والداخل، أمة مبتلاة من داخل صفها ممن يزعم إظهار الغيرة عليها والحرقة على حالها ولكنه بأسلوبه وطريقته وتلوث فكره أصبح معول هدم لها، يحقق للأعداء ما لا يمكنهم أن يحققوه.
أمام ضغط الواقع والانفتاح الرهيب على سائر الثقافات والانخداع أمام حضارة الغرب المادية وتطورها العسكري والتقني أوجد صدمة رهيبة لفئام من الناس أصبحوا ـ شعروا أم لم يشعروا ـ أدوات بأيدي أعدائهم، فوجد من يتنازل عن ثوابت ومسلمات لا تقبل الجدل ولا النقاش هي في حقيقتها سبيل إلى تميز الأمة ورقيها وعزها. وليت الأمر وقف عند هذا الحد! بل سعى أولئك القوم إلى تأصيل هذا الضعف والخور والتنكر للدين والدعوة إليه تحت مسمى البحث والمراجعة لتراثنا والنظرة إليه نظرة واقعية عصرية، فأصبحت مسلمات الأمة وثوابتها عرضة لمشرحة بحثهم العقيم الذي خرج بنتيجة تمييع الدين ونسف المسلمات والثوابت بل خرجوا بأنه لا ثوابت وأن الحقيقة نسبية كل عنده منها جزء.
ومن خلال هذه النفسيات المهزوزة والمصابة بصدمة رهيبة أصبحت قضية التوحيد ـ التي أرسلت من أجلها الرسل وأنزلت لتحقيقها الكتب ـ لا تحمل معنى ولا توجب مفاصلة، فمعناها الذي أرسى دعائمه أنبياء الله وفهمه المسلمون على مر الدهور والأزمان وهو أن لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله أصبح هذا المفهوم مفهوماً خاطئاً وأصبح الكفار مسلمين إذا لم يقاتلونا ولم يقفوا بيننا وبين إبلاغ ديننا. بل أصبح إطلاق الكفر عليهم جناية وعنصرية وعدوانية.
من هنا جاءت هذه المقالة التي أردت منها الإشارة إلى جوانب مهمة في إبراز هوية الأمة الإسلامية إعذاراً إلى الله وتثبيتاً لأهل الحق ودعوة أولئك القوم أن يراجعوا طريقهم ويصححوا منهجهم وأن يتقوا الله في أمتهم فلا يكونوا وسيلة لتنفيذ مخططات الأعداء.
وإنها دعوة إلى المصدومين بحضارة الغرب إلى أن يكون عندهم من الثقة بأنفسهم وبعد النظر وسعة الأفق وحسن التفكير ما يدعوهم إلى المراجعة الجادة وتناول القضايا من أصولها الصحيحة وأسأل الله التوفيق للصواب وتسديد الخطى.
أهمية إ براز هوية الأمة الإسلامية:
(هوية الأمة في الاعتقاد والتصور والاستدلال والتلقي وفي التميز والاستقلالية في الجوانب السياسية والاجتماعية والأخلاقية وفي المظاهر ... )
من الثوابت في حياة الأمة التي يجب أن تحافظ عليها أن تكون هويتها إسلامية حقة، وأن تعتز بدينها ومنهجها لتكون أهلاً لقيادة الأمم والشهادة عليها يوم القيامة وتتحقق فيها الوسطية التي قال الله عنها: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} البقرة: 143.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما كانت هوية الأمة بارزة واضحة محل عزة وافتخار كانت لها الريادة والقيادة وهابها أعداؤها، وسارت جحافل الإيمان ناشرة لدين الله في أصقاع المعمورة، ومات كثير من أصحاب رسول الله في بلاد متفرقة بعيدة جهاداً في سبيل الله ونشراً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة إلى دين الله، وسعدت تلك البلاد المفتوحة بعدل المسلمين سواء من دخل فيه ومن بقي على دينه من أهل الذمة والعهد.
ولما ضعفت هوية الأمة وابتعدت عن حقيقة دينها ومنهج حياتها أصبحت ذيلاً لأعدائها لا يؤبه لها ولا يخاف منها ولا يعتبر لها رأي حتى في قضاياها المصيرية وصدق فيها قول الشاعر:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم * * * * ولا يستأذنون وهم شهود
غياب هوية الأمة: أوجد مسلماً بالاسم من أبوين مسلمين لكنه تنكر لدينه وأمته فأخذ القيم الغربية والنظرات الكافرة مقياساً له يقيس بموجبه الأمور، فالأمة الرائدة عنده هي التي تتخذ من الغرب أسوة ومن نظامه تشريعاً. تنكر لأخلاقيات دينه وآدابه.
وغياب الهوية: جعل ابن الإسلام في بلد الإسلام يدعو صراحة إلى التبعية المقيتة للغرب وأصبح كل جهد يقوم به المسلمون جهداً خاطئاً ما لم يكن تصديراً غربياً.
غياب الهوية: جعل كثيراً من المسلمين يصدّق ما يطلقه الكفرة من عبارات السب والشتم للدين الإسلامي وأهله، فأصبحت جملة من المعايير والمسميات يطلقها الأعداء ويرسمون أطرها ونحن نسير وراءها ونذود عنها. فأصبح التمسك بدين الله تشدداً أو أصولية والدعوة إلى دين الله تطرفاً والجهاد الذي هو ذورة سنام الإسلام إرهاباً والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخلاً في شؤون الغير وكتماً للحريات ومناهجنا أصبحت مأوى لتفريخ الإرهابيين والمرأة لدينا مهضومة الحقوق، ونحن لا نفهم الآخرين ولا نستطيع الحوار وليست لدينا وسائل في التخاطب مع الآخر فأصبحنا في نظرهم أمة لا تستحق البقاء، أمة لا هدف لها ولا رسالة تؤديها لأنها لا تملك ذلك.أصبحت أمة محمد السائرة على منهجه وسلف أمتها غير قادرة على إثبات وجودها لأنها لا تزال تحمل الدين الواحد الذي لا يوجد عند غيرها، وإنما الأمل عند هؤلاء معلق بفئة ممقوتة في المجتمع قطيع من العلمانيين والليبراليين هم الذين فقهوا الدين وعرفوه واستطاعوا أن يتخاطبوا مع الآخر فأتوا بفتح عظيم تنكر لدين الله وهجوم على الثوابت ـ سبحانك هذا بهتان عظيم ـ
وباسم الحوار ضيعت حقوق وأهدرت كرامات وباسم التعايش السلمي ضيعت مفاهيم الولاء والبراء. كل هذه المصطلحات ما كانت لتروج في المجتمع الإسلامي لولا غياب الهوية الإسلامية الحقة التي تستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجها وطريقها وفق منهج السلف.
إن الأمة في ظل الهجمة الصليبية الحاقدة على الإسلام وتشريعاته بحاجة إلى وضوح الرؤية والعودة الصادقة إلى هويتها الإسلامية ومن ثم تتعامل من منطلق هذه الهوية في نظرتها وتفسيرها للأحداث ومجريات الأمور.
لقد أدرك الأعداء سر قوة الأمة وأنه لا يمكن أن ينجح معها الحل العسكري ما دامت هويتها الإسلامية باقية قوية. بل فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً إبان صدامهم المسلح مع المسلمين في الحروب الصليبية. ولذلك سعوا وبكل أسلوب لإبعاد الأمة عن هويتها الإسلامية وتغيرت سياستهم في ذلك فرأوا أن أسرع طريق وأنجحه هو طريق التغريب الذي يهدم الشخصية الإسلامية ويبني مكانها الشخصية الغربية فركزوا على تغريب المجتمعات المسلمة ونشر الفساد فيها على أن يقوم بهذه المهمة من أبناء الأمة الذين صيغوا صياغة لتحقيق هذا الهدف فالذي يقود الثيران لا بد أن يكون من الحظيرة! والشجرة تقطع بغصن من أغصانها!.
ولقد كانت نصيحة لويس التاسع ملك فرنسا تمثل معلماً بارزاً للغرب في تعامله مع المسلمين حيث قال: ((إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هُزمتم أمامهم في معركة السلاح، ولكن حاربوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم))
(يُتْبَعُ)
(/)
ووعى قومه هذه النصيحة فجاءت رياح الاستعباد الغربي لبلاد الإسلام بأساليب ومشاريع أخرى مختلفة تماماً عن ذي قبل. ((قدمت جيوش الاحتلال العسكري إلى العالم الإسلامي تقودها عقليات غير العقلية البربرية الصليبية فهي تتمتع بقسط كبير من الدهاء والخبث وهي تعرف سلفاً أن لها مهمة أعظم من مهمة أجدادها وأن نجاح هذه المهمة يتوقف على الدقة في تنفيذ الخطة الجديدة))
فبدأت الخطة الجديدة بعمليتي هدم وبناء، هدم لمعالم الشخصية الإسلامية وبناء لمعالم الشخصية الأوروبية الغربية، ونجحت هذه الخطة نجاحاً كبيراً وحققت لهم أهدافاً عظمى من تغييب الهوية الإسلامية وبناء تصورات غربية لدى أبناء الإسلام تهدف إلى قتل روح الجهاد الإسلامي ضد الكافرين وإزاحة الحاجز العقدي الولاء والبراء عن واقع الأمة.
واليوم وبعد أحداث الحادي عشر رأى الأعداء أنهم رغم نجاحهم الكبير في إبعاد الهوية الإسلامية عن واقع كثير من المسلمين إلا أنهم أدركوا أنهم لم يستطيعوا أن يستلبوها من ضمائر المسلمين وأن روح العداء للغرب الكافر متأصل في عقيدة هؤلاء المسلمين وأن نجاحهم محدود مهما حقق من نتائج فأرادوا تغيير الهوية الإسلامية بالقوة وذلك بالتدخل المباشر في تغيير أنماط سلوكيات المجتمعات الإسلامية وذلك بتغريب جميع الوسائل المؤثرة في الأمة مباشرة كالتعليم والمرأة .. مثلاً، وفرض النظم الغربية بالقوة على هذه المجتمعات ورأوا أنه لا بد من تدخل مباشر صريح لا مواربة فيه في شؤون هذه الدول لتخضع إلى تطوير شامل تذهب معه جميع الفوارق. فمناهج التعليم التي تقرر مبدأ الولاء والبراء، والتي ترى أن الجهاد ذروة سنام الإسلام والتي تصبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الصحيحة، هذه المناهج تدعم الإرهاب وتؤصله فلا بد من تطويرها لكي تكون مناهج مهجنة تخدم المستعمر أكثر من خدمة دينها وأمتها وبلادها.
وهذه المرأة التي تحافظ على حجابها وتعتقد أنه تشريع ربها هي بهذه الصورة تدعم الإرهاب فلا بد من تطوير فكرها فأعادوا تلك الدعاوى ـ القديمة الحديثة ـ فزعموا أن المرأة المسلمة مهضومة الحقوق وأنها لم تأخذ حقها في بناء مجتمعها فلا بد من تحريرها ـ زعموا ـ ولا بد أن تقوم بدور مهم في التطوير والبناء ـ كلمة حق أريد بها باطل ـ. فأصبحت قضايا المرأة المسلمة اليوم تثار ضمن الحرب الضروس على الأمة الإسلامية وتتبنى تلك الحرب هيئة الأمم المتحدة متخذة من سلطتها العالمية وسيلة لفرض تلك التصورات والمواقف المخالفة لدين الأمة وأخلاقياتها وخصوصياتها وجعلوا لها عناوين براقة مثل " حقوق المرأة " " تحرير المرأة " القضاء على التمييز العنصري ... وهكذا.
لقد تغيرت لغة القوم فبعد أن كانت اللغة تحمل في طياتها دبلوماسية فضفاضة أصبحت اليوم صريحة لا مواربة فيها ولا خفاء. فهل يدرك عقلاء الأمة هذه الحقائق فيتعاملون معها بما يمليه الدين وما تقرره نصوص الكتاب والسنة؟.
وعندما نتكلم عن تخطيط العدو وسعيه الحثيث في حرب الأمة وكيدها يصفنا هؤلاء المخدوعون بعقدة المؤامرة وأننا نلقي دائماً باللائمة على الغرب الكافر. ولكي يدرك القارئ الكريم مدى صدق ما نتكلم به على سبيل المثال انظر إلى هذه الرسالة من لويس التاسع إلى بني قومه.
قال الدكتور: أحمد بن سعد بن غرم الغامدي في بحث له بعنوان: ـ الأمة الإسلامية من جديد وليس الشرق الأوسط الجديد ـ ((وفي وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس، هي عبارة عن رسالة كان قد أرسلها لويس التاسع ملك فرنسا عندما أُسر في دار ابن لقمان بالمنصورة في مصر خلال فترة الحروب الصليبية حيث يقول في هذه الرسالة الآتي:" إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة بإتباع الآتي:
أ- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين.
ب- عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
ج- إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
د- الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه يضحي في سبيل مبادئه.
هـ - العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و- العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً و أنطاكية شمالاً، ثم تتجه شرقاً، وتمتد حتى تصل إلى الغرب."
وعند التأمل في هذه الوثيقة نجد أن فكرة المشروع الصهيوني لم تكن فكرة صهيونية فقط بل هي فكرة غربية كذلك، وهي ليست فكرة جديدة تعود إلى مؤتمر بازل الذي عقد عام 1897م بل هي فكرة قديمة تعود إلى فترة الحروب الصليبية الأولى، فها هو لويس التاسع ملك فرنسا يدعو صراحة في هذه الوثيقة إلى إقامة دولة غربية على أرض فلسطين التاريخية، بحيث تكون هذه الدولة مشروعاً استيطانياً قابلاً للامتداد في العمق الإسلامي والعربي شرقاً ونحو أنطاكية شمالاً، أي الحرص على الهيمنة على لبنان على الأقل وصولا إلى أنطاكية، وما يجري على أرض الواقع اليوم هو صدى عملي لتلك الوثيقة، بل إن الأبجديات الأساس لمشروع الشرق الأوسط الجديد نجدها في هذه الوثيقة، إذ أن هذه الوثيقة كما هو واضح لكل من يتأملها تدعو إلى إحياء النعرات المذهبية والطائفية والعرقية في العمق الإسلامي والعربي، وتدعو للإبقاء على أنظمة حكم تبعية فاسدة، وتدعو إلى تجريد الحاضر الإسلامي والعربي من ثقافة المقاومة، وتدعو إلى مواصلة شرذمة الحاضر الإسلامي والعربي إلى دويلات، وإن كل هذه المطالب التي تدعو إليها هذه الوثيقة هي ذات المطالبة العلنية أو المدفونة بين السطور التي يدعو إليها مشروع الشرق الأوسط الجديد، مع بعض التعديلات إضافة أو حذفاً)) أـ هـ
كيف تصاغ الهوية الإسلامية الصحيحة؟
1. الشمولية في التصور الإسلامي.
2. التوجيه الإسلامي الشامل.
3. التربية الإسلامية الشاملة
أولاً: الشمولية في التصور الإسلامي:
تتمثل شمولية الإسلام في تحديده للإطار العقدي والسلوكي، فهو شامل في تناوله للأمور من جميع زواياها وأطرافها ومقوماتها، فهو تصور كامل والشريعة الإسلامية شريعة شاملة، فالمنهج الإسلامي انطلاقة للحياة على الأرض وليس مجموعة من الكلمات والتعاليم التي تضمها الأوراق أو تتناقلها الشفاه.
المنهج الإسلامي وحدة لا تنفصم يشمل الاعتقاد في الضمير والتنظيم في الحياة بترابط وتداخل لا يمكن فصله لأن فصله تمزيق وإفساد للدين. والفكرة التي يقدمها هذا المنهج عن الحياة لا تؤتي ثمارها إلا إذا طبقت تطبيقاً كاملاً فالإسلام عقيدة وعبادة وسلوك، عقيدة جوهرها التوحيد الخالص الذي لا تشوبه شائبة الشرك. وعبادة جوهرها الصدق والامتثال والإخلاص، والفرائض ذات وظيفة اجتماعية في النهوض بالفرد والأمة، وسلوك وثيق الصلة بالعقيدة والعبادة، فكلما كانت العقيدة والعبادة صحيحة كان السلوك سوياً. والإسلام دولة لا ينفصل عن الإسلام ديناً فهما صنوان يخرجان من أصل واحد فالفصل بينهما يوقع في انفصام نكد يوجد منهجاً منحرفاً.
والإسلام بهذا الشمول يعالج مشاكل الأمة وقضاياها من جميع جوانبها ومن هنا فهو المنهج الأوحد لإحياء الأمة الإسلامية وقيام حضارتها لسببين:
1. أن هذا المنهج ليس بشرياً إنما هو من عند الله العليم بما يصلح أحوال البشرية: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} الملك: 14.
2. أنه منهج قائم على أساس شمولية مترابطة متوازنة، فهو يحرك طاقات الإنسان كافة , ولذلك فاستثمار طاقات الجيل الأول بهذا المنهج الإسلامي صنع الأعاجيب في عالم الأرض وأمام جحافل الغثاء من البشرية الذين لم تستطع مناهجهم البشرية أن تستثمر طاقاتهم
منهج الإسلام هو الذي يعالج الإنسان معالجة شاملة متوازنة لا تغفل عن شئ بهذا الوضوح النظري ثم التطبيق العملي في الواقع. ـ وهذا هو ما ينقص الدعوة الإسلامية اليوم ـ
إن أمراض الأمة كثيرة وقد حاولت أن تتعالج منها فجلب لها قادتها الدواء الغربي " العلمانية " ولكن حالة الأمة تزداد سوءاً مع طول فترة العلاج لأن هذا العلاج يحاول أن يعالج المشكلات بنظرة جزئية أحادية.
ولا يمكن أن تعالج قضايا الأمة ومشاكلها إلا بالعلاج الإسلامي الشامل لتبقى للأمة هويتها المتميزة ولها استقلاليتها ولها مساحات كبيرة في تفكيرها وحل قضاياها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالإسلام في علاجه لأمراض الأمة يهدف إلى إعادة بناء الفرد والأمة بناء صحيحاً أساسه العدل الرباني، فالإسلام إيمان يعمر دنيا الناس وعقيدة تخلق حضارة وعبادة تربي أمة. وبغير هذا المنهج فستبقى أمراض الأمة مستعصية على العلاج، فعلى الأمة أن تتميز بهويتها وأن توجد لها الاستقلالية في سلوكها ونظرتها وتفكيرها وأن تتناول حل مشاكلها وإدارة أمورها بهذه النظرة بعيدة عن الحلول المستوردة المعلبة.
ثانياً: التوجيه الإسلامي الشامل:
أصبح الإعلام من أقوى الأسلحة التي تحرص الأمم على امتلاكها وتتسابق في ميدانها لأنه قادر على صياغة اهتمامات الناس وأفكارهم وتغيير سلوكهم، ومع الأسف أن الغالب في الإعلام المعاصر هو الإعلام غير الإسلامي الذي يقود الأمة للخنوع لأعدائها بل تكون بوقاً لهم وقد وقع المسلمون في أسر هذا الإعلام الذي دفع بعض أبناء الأمة إلى التنكر للإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً وحضارة وقد توصل هذا الإعلام إلى هذا عن طريق وسائل كثيرة:
ـ فحقائق الإسلام عرضها هذا الإعلام عرضاً باهتاً يفهم منه حصر الإسلام في طقوس وشعائر لا علاقة لها بشأن من شؤون الأمة.
ـ والأفكار التي يقوم بنشرها الإعلام المعاصر لا تجد بينها غذاء فكرياً جيداً بل أكثرها أفكار تدعو الإنسان للانشغال بقضاياه الخاصة ولا اهتمام له بقضايا الأمة.
ـ وأما الأخلاق التي ينشرها الإعلام المعاصر فهي أخلاق الفضائح الاجتماعية والجنس.
ـ وأما في نطاق الفرد وقدرته على التغيير ومواجهة التحديات فقد أكد الإعلام المعاصر على ترسيخ اعتقاد عدم قدرة المسلم على فعل شئ في مواجهة الواقع وأن التصرف الواقعي هو الاستسلام لما هو كائن.
والعمل الإسلامي لا يملك في مواجهة هذا الإعلام الفاسد إلا سلاح الدعوة والبيان.
والخلل الذي أحدثه هذا الإعلام يحتم على العمل الإسلامي أمرين:
الأول: أنه لم يعد يكفي الاعتماد على الجانب العقيدي وحده أو التشريعي وحده أو السلوكي وحده لمجابهة الأزمات بل لا بد أن تتمشى الخطوط الثلاثة متكاملة متوازنة متعانقة لمعالجة السقوط الذي تعيشه الأمة في جميع مناحي الحياة، وهذا يعني أن يكون الخطاب الإسلامي خطاباً شاملاً يكشف الحق الملتبس ويبينه للأمة في صورة بلاغ مبين شامل ثم ينتقل بالدعوة من مرحلة المبادئ إلى مرحلة البرامج فيقدم المشروع الحضاري الإسلامي الأصيل بديلاً عن الأنظمة الفاسدة.
الثاني: لا يكفي كثرة الكلام على الورق أو الشفاه بل لا بد أن تكون الكلمة مقالة مؤثرة تبث أفكارا لها كثافة الواقع ووزنه في طريق التغيير إلى الأصلح.
إن التوجيه الإسلامي الشامل يصوغ المسلم القادر على إحداث التغيير والإصلاح ففي الأخلاق والقيم فالتوجيه الإسلامي يقدمها على أنها نظام متكامل لحياة شاملة، نظام يوجه ويضبط كل النشاط الإنساني في شتى جوانب الحياة. وأما الأفكار فإن التوجيه الإسلامي يركز على أن مهمة الأمة إخراج البشرية من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده وأن أمانة الرسالة تحتم على المسلمين أن يكون كل واحد على ثغر من ثغور الإسلام. وأما قدرة الفرد على التغيير فالتوجيه الإسلامي الشامل يقوم على تعميق الإحساس بضرورة التغيير مع بث الثقة في أفراد الأمة وقدراتهم وإمكاناتهم التي تؤهلهم لحمل مسؤولية التغيير.
بهذا التوجيه الشامل وبهذه الطريقة في التفكير والعمل يستطيع المسلمون أن يستعيدوا هويتهم الإسلامية وأن يعودوا من جديد لإخراج البشرية من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
ثالثاً: التربية الإسلامية الشاملة:
في سبيل إعادة هوية الأمة لا بد من التربية الإسلامية الشاملة، وهذه التربية منهج نبوي أصيل بدأت في مكة قبل أن تكون للإسلام كلمة نافذة في المجتمع واستمرت التربية في المدينة ولم يكف النبي صلى الله عليه وسلم عن تربية الأمة حين قامت الدولة بل استمر يربي الأمة حتى آخر لحظة. فلا بد للأمة في عودتها إلى هويتها الإسلامية الأصيلة من أن تمتلك منهجاً تربوياً شاملاً تستطيع من خلاله صياغة الفرد المسلم بما يتفق وأهداف الإسلام ويلبي حاجات الأمة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا بد من معالم واضحة يصاغ من خلالها ذلكم المنهج التربوي الشامل الذي يعين الأمة على الرشاد ويجعلها محاطة بسياج تربوي متين يحفظ عليها تماسكها ويحميها من الانهيار مهما تغيرت الظروف والأحوال ومن هذه المعالم:
• تأسيس التربية على الكتاب والسنة من منطلق فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، فأي تربية لا تستند على هذين الأصلين فهي تربية ساذجة ناقصة، ونؤكد على فهم السلف من الصحابة الكرام ومن سار على نهجهم لأن فهومهم هي الفهوم الصحيحة لهذين الأصلين العظيمين.
• الشمولية: فالبناء التربوي الإسلامي بناء كامل شامل لجميع مناحي الحياة ومتطلبات النفس البشرية {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون} البقرة 183
• الواقعية: فالمنهاج التربوي الإسلامي إنما يصاغ لينزل إلى واقع الناس ويعايشهم أحداث هذا الواقع
• التدرج: فالمنهاج التربوي الإسلامي يقوم على المرحلة والتدرج ولا يضع الفروع مكان الأصول بل يبدأ بالعقيدة في قلب الفر د ليصل إلى تهذيب أخلاقه فتكون العقيدة هي التي تبني في الوجدان أخلاق الفكر وأخلاق النفس وأخلاق السلوك، ويكون التدرج هو الذي يحمي الفرد من الانقطاع أو القعود أو على الأقل الفتور ولا سيما في هذا العصر التي زادت فيه الفتنة وهكذا يعمل المنهاج التربوي الإسلامي في إطار من التأصيل الشرعي المنبثق من نصوص الكتاب والسنة على فهم منهج أهل السنة والجماعة المتسم بالشمولية والواقعية والتدرج على تحقيق التربية الإسلامية الشاملة التي تهدف إلى إيجاد العبد الرباني. بهذه الوسائل والأسس تستطيع الأمة أن تستعيد هويتها الإسلامية وأن تحقق ذاتها وأن تشق طريقها إلى الخير والفلاح وقيادة البشرية.
إن الدين عند الله الإسلام:
الأمة الإسلامية وهي تسعى لاستعادة هويتها لا بد أن تستصحب الثقة بدينها والاعتزاز به لأنه الدين الحق الذي لا تمتلكه أمة أخرى،. كيف لا تعتز به وتفخر به وهو الدين الذي رضيه الله لها ديناً وأكمله وأتمه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} المائدة: 3
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يقبله الله ولا يقبل ديناً سواه ولا طريق موصلة إلى الله سواه فهو الناسخ للأديان التي قبله والمهيمن عليها قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب} آل عمران:19 {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران: 85 وروى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أونصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار "
والإسلام بمعناه العام هو دين الرسل عليهم السلام جميعاً وهو توحيد الله سبحانه وتعالى، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ((قوله: {إن الدين عند الله الإسلام} إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام وهو إتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم فمن لقي الله بعد بعثته محمداً صلى الله عليه وسلم بدين غير شريعته فليس بمتقبل كما قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران: 85 , وقال في هذه الآية مخبراً بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام {إن الدين عند الله الإسلام})).
قال الشيخ السعدي رحمه الله: ((أي الدين الذي لا دين له سواه ولا مقبول غيره هو الإسلام وهو الانقياد لله وحده ظاهراً وباطناً بما شرعه على ألسنة رسله فمن دان بغير دين الإسلام فهو لم يدن لله حقيقة لأنه لم يسلك الطريق الذي شرعه الله على ألسنة رسله ثم أخبر سبحانه أن أهل الكتاب يعلمون ذلك وإنما اختلفوا فانحرفوا عنه عناداً وبغياً وإلا فقد جاءهم العلم المقتضي لعدم الاختلاف الموجب للزوم الدين الحقيقي ثم لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم عرفوه حق المعرفة ولكن الحسد والبغي والكفر بآيات الله هي التي صدتهم عن اتباع الحق))
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسلام بمعناه الخاص هو الدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم الذي نسخ الله به الأديان وهيمن عليها جميعاً ولا يقبل من أحد أن يتعبد لله بغيره قال الشيخ السعدي رحمه الله:
(({ولا يدينون دين الحق} التوبة: 29 أي لا يدينون بالدين الصحيح وإن زعموا أنهم على دين فإنه دين غير الحق لأنه إما دين مبدل وهو الذي لم يشرعه أصلاً وإما دين منسوخ قد شرعه الله ثم غيره بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيبقى التمسك به بعد النسخ غير جائز)). (لقد نسخ الله بدين الإسلام سائر الأديان وجعل القرآن آخر كتبه نزولاً وأحدثها عهداً به مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه، وقد افترض على جميع الخلق الإيمان بنبيه الخاتم واتباعه كما قال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميـ فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} الأعراف: 185 فمن ابتغى غير الإسلام ديناً خاب وخسر {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران: 85 ومن سمع بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به أكبه الله في النار وكل هذا معلوم من الدين بالضرورة لكونه من أصول الإسلام ومعاقد الإيمان)). ((وقد أكمل الله الدين وأتم النعمة ببعثة نبيه الخاتم ورسوله إلى الناس كافة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} المائدة: 3 وذلك هو الإسلام الخاص الذي لم يقبل الله ديناً سواه وإليه ينصرف عند الإطلاق}
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: ((فهم في نفس الأمر لما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد من الرسل ولا بما جاءوا به وإنما يتبعوا آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه لا لأنه شرع الله ودينه. لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيماناً صحيحاً لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد صلوات الله وسلامه عليه لأن جميع الأنبياء الأقدمين بشروا به وأمروا بطاعته، فلما جاء وكفروا به وهو أشرف الأنبياء علم أنهم ليسوا بمتمسكين بشرع الأنبياء الأقدمين لأنه من عند الله، بل لحظوظهم وأهوائهم فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء وقد كفروا بسيدهم وأفضلهم وخاتمهم وأكملهم))
تلك هي وحدة الدين التي تنتظم الشرائع جميعاً في عقد الإسلام العام، ثم تختمها بما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة وهو الإسلام الخاص فلا يعبد الله في المشرق بما لا يعبد به في المغرب بل الدين واحد والمعبود واحد. فمن جوّز أو سوّغ تعدد الأديان وأنها طرق تؤدي إلى الله فقد افترى على الله الكذب وقال على الله بلا علم {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} الأنعام: 159.
وهذا أمر مسلّم به مجمع عليه من أهل الإسلام قاطبة، بل هو مما يعلم من الدين بالضرورة الذي لا تقبل دعوى الجهل به ممن عرف الدين. ولم تكن هذه القضية محل خلاف أو نزاع أو شك ولكن بزغت في هذه الأزمنة فكرة خبيثة اغتر بها البعض عندما ساد في فكره وجود أديان أخرى ممكن أن يقارب بينها وبين الإسلام ويمكن أن تتعايش هذه الأديان في صعيد واحد وعلى أرض واحدة وعبّر عن ذلك بزخرف القول المعسول لينطلي على البعض. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لجميع الناس عربهم وعجمهم وملوكهم وزهادهم وعلمائهم وعامتهم، بل عامة إلى الثقلين الجن والإنس، وأنها باقية دائمة إلى يوم القيامة، وأنه ليس لأحد من الخلائق الخروج عن متابعته وطاعته وملازمة ما يشرعه لأمته من الدين وما سنه لهم من فعل المأمورات وترك المحظورات، بل لو كان الأنبياء المتقدمون أحياء لوجب عليهم متابعته ومطاوعته قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم أصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} آل عمران: 81 قال ابن عباس رضي الله عنهما " ما بعث الله نبياً إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمره بأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه " ... بل ثبت أن المسيح ابن مريم عليه السلام إذا نزل من السماء فإنه يكون متبعاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كان يجب اتباعه ونصره على من أدركه من الأنبياء فكيف بمن دونهم؟! بل مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز لمن بلغته دعوته أن يتبع شريعة رسول غيره)).
رغم هذه العقيدة الثابتة المستقرة لدى المسلمين قاطبة بأن الدين عند الله الإسلام وأنه لا يقبل من أحد ديناً سواه وأن ذلك مما يعلم بالاضطرار من الدين إلا أنه في هذه الأزمنة تحت مسمى الحوار والتسامح الديني، والوحدة ضد الإلحاد أصبح هناك مجال لفكرة التقارب بين الأديان الثلاثة عند بعض المنهزمين من أبناء الأمة، وتحت شعارات العولمة والنظام العالمي أمكن وجود فرصة تآخي بين هذه الأديان فشاع عند هؤلاء مصطلح حرية المعتقد. وهذه المسألة وإن اعتقد صاحبها اختصاص الإسلام بالدين الحق إلا أن مجرد قبول فكرة التقارب بين الأديان مناقضة لهذا الأصل العظيم ـ {إن الدين عند الله الإسلام} ـ. فكيف يرضى مؤمن بالله أن يصدق بدعوى التقارب بين الحق والباطل؟! بين دين الله وأهواء البشر؟!.
إن مجرد التفكير في ذلك خطأ عظيم وظلم مبين فما بالك بدعوى أصبح لها دعاة ورموز؟! وأصبح لها مؤتمرات وبرامج؟! وأصبح لها تواجد في الفكر الإسلامي عند فئام من الناس؟!.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: (( .. في الوقت الذي يجري فيه صريف الأقلام الجهادية من علماء المسلمين في شتى فجاج أرض الله بالدعوة إلى الله والتبصير في الدين ومواجهة موجات الإلحاد والزندقة ورد دعاوى الجاهلية القديمة والمعاصرة ... وصد عاديات التغريب والانحراف والغزو المعنوي بشتى صوره بدت محنة أخرى في ظاهرة هي من أبشع الظواهر المعادية للإسلام والمسلمين ... وذلك فيما جهرت به اليهود والنصارى من الدعوة الجادة إلى نظرية الخلط بين الإسلام وبين ما هم عليه من دين محرف منسوخ وزرع خلاياهم في أعماق أمة الإسلام وصهر المسلمين معهم في قالب واحد فلا ولاء ولا براء ولا تقسيم للملأ إلى مسلم وكافر ونصبوا لذلك مجموعة من الشعارات وصاغوا له كوكبة من الدعايات وعقدوا له المؤتمرات ... إلى غير ذلك من مخططات وضغوط ومباحثات ظاهرة وخفية معلنة وسرية وما يتبع ذلك من خطوات نشطة ظهر أمرها وانتشر وشاع واشتهر وهم في الوقت نفسه في حالة استنفار وجد ودأب في نشر التنصير وتوسيع دائرته والدعوة إليه .... وبلغت الحال ببعض المسلمين إلى قبول فكرة طبع القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد!!! وحتى بلغ الخلط والدمج مبلغه ببناء مسجد وكنيسة ومعبد في محل واحد في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة))
إن قبول هذه الفكرة واعتقاد أن هناك أدياناً يمكن التقارب معها يناقض الديانة لله بهذا الدين ـ دين الإسلام ـ لأن مجرد قبول الفكرة يفهم أن هناك أدياناً صحيحة يجوز التعبد بها.
أخي القارئ الكريم أحببت من خلال طرح هذا الموضوع فتح الباب للكتابة والاهتمام بهذه المسألة ممن هم أولى وأجدر بالكلام مني، وما هي إلا مشاركة يعتريها النقص البشري فإن أصبت فمن الله أحمده وأشكره وإن أخطأت فمن نفسي أستغفر الله منه وأتوب إليه. وحسبي أني مجتهد أريد الحق. والله هو المعين أرجو منه العون والسداد وأصلي وأسلم على البشير النذير المبعوث رحمة للعالمين والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.
Abu-sayer@hotmail.com(/)
فكرة رائدة نُخَب من رسائل جوال البيان
ـ[أوان الشد]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:02]ـ
هذه مجموعات منتخبة من رسائل جوال البيان في جوانب متعددة تهم المسلم الداعية الذي يحمل هم أمته
وسأوردها هنا تباعاً؛ غير خاضعة لترتيب إرسالها الزمني.
ومن يستحسن رسائل من جوالات أخرى غير فليشارك بها للفائدة.
ـــــــــــــــــ
- الليبرالية: هي منهج فكري وسلوكي وعقائدي وهي وجه آخر من وجوه العلمانية بل أعم منها فكل ليبرالي علماني وقد يكون علمانيا غير ليبرالي وهي تعني في الأصل الحرية غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حرا في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء بدون التقيد بشريعة إلهية فالإنسان عند الليبراليين إله نفسه وعابد هواه غير محكوم بشريعة من الله تعالى.
************
المصالح المجتلبة والمفاسد المستدفعة إنما تعد من حيث تقام الحياة الدنيا للحياة الأخرى لا من حيث أهواء النفوس في جلب مصالحها العادية أو درء مفاسدها العادية [الموافقات للشاطبي].
************
استمرار الإساءة الغربية للنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد أنها ليست حدثا عابرا بل جزء من حملة واسعة من حرب الأفكار التي تبنتها بعض المؤسسات الإعلامية والفكرية والسياسية .. فهلا كانت النصرة جزء من دعوة واسعة تستنهض فيها الأمة وتوظف طاقاتها في خدمة دينها ... وليست رد فعل عابر محدود!
************
قال السعدي: العبد إذا تعلقت نفسه بالمستقبل ضعف عن العمل بوظيفة وقته وبوظيفة المستقبل. أما الحال فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره والعمل تبع للهمة. وأما المستقبل فإنه لا يجيء حتى تفتر الهمة عن نشاطها فلا يعان عليه [تفسير سورة محمد].
************
شاهد بعض ملوك فارس اجتماعا لبعض المتصوفة وقد أحضر فيه من الصور الجميلة والأصوات المطربة ما أحضر فقال الملك لشيخهم: يا شيخ! إن كان هذا هو طريق الجنة: فأين طريق النار؟
************
إن الخوف من سبق الآخرين لا يعرف طريقا إلى قلوب المخلصين من الدعاة ولا يمنعهم من استفراغ الوسع وبذل المزيد من الجهد لتوليد الطاقات واكتشاف مكامن التميز لدى الآخرين وإفساح الطريق لبناء معالم الإبداع في نفوسهم.
************
يا ترى! كم موسوعة يمكن أن يؤلفها فضول القول الذي قيل أثناء الخلافات؟ وكم ساعة عمل ضائعة هدرها الوقت المستهلك في استنباط الظنون؟
[يتبع]
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 07:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ولو تضمها إلى هذا الموضوع أفضل (وجهة نظر):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16019(/)
هذه نظرة الزيدية لكتب الحديث .. فكيف يُعتد بخلافهم؟! (نقل عن الشيخ الأكوع)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- سبق أن طرح أخي أبوفهر السلفي مقالا عن سبب عدم اعتداد أهل السنة بخلاف الزيدية وغيرهم من أهل البدع (أُغلق فيمابعد)، وقد علقت عليه أن من لايعتد بالحديث النبوي الوارد في كتب أهل السنة، كيف يُعتد بخلافه! وهذا واضح في أمر الرافضة، أما الزيدية (إن كان لهم وجود الآن) ففيه نوع خفاء.
- وقد وجدتُ كلامًا نفيسًا للشيخ إسماعيل الأكوع - وفقه الله - الخبير بالزيدية (وقد ألف كتابًا عن بدعتهم) يشهد لماقلته بالنسبة لموقفهم من كتب السنة، بدءًا من إمامهم الهادي.
- قال الشيخ إسماعيل في كتابه " أئمة العلم المجتهدون في اليمن " (ص 237 - 239) متحدثًا عن الشوكاني - رحمه الله -:
(هذا؛ ولم يكم إنكار السنة المجموعة في دواوين الإسلام قاصرًا على عصر الإمام الشوكاني، بل إن هذا الأمر يمتد إلى بداية ظهور المذهب الهادوي الزيدي في اليمن، فقد ذكر العلامة المجتهد صالح المقبلي في كتابه " المنار في المختار من جواهر الزخار " نقلا عن الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في كتابه " الغايات " في ذكر المخالف، حيث روى عن الإمام الهادي بن الحسين قوله: " ولهم - أي أهل السنة - كتابان يسمونهما بالصحيحين، ولعمري إنهما عن الصحة لخليان ". ثم عقب المهدي على كلام الهادي بقوله: " ولعمري إنه - أي الهادي - لا يقول ذلك عن غير بصيرة ".
كذلك فإن أحمد بن سعد الدين المسوري أحد كبار علماء الهادوية قد أعلن في رسالته المسماة " الرسالة المنقذة من الغاوية" أن كل ما في الأمهات الست لا يحتج به، وأنه كذب.
وذلك لأن الامام الهادي يحيى بن الحسين و من تلاه من الأئمة و أتباع مذهبه لا يعتدون بما في كتب أهل السنة من الأحاديث؛ لأن رواتها لم يكونوا من الشيعة، كما سبق بيان ذلك في كلام صاحب هذه الترجمة. ولهذا فإنهم يقتصرون على الأحاديث المروية عن أسلافهم و بأسانيدهم كما أوضح ذلك الإمام عبدالله بن حمزة في "المجموع المنصوري "، وذلك حينما أجاب على الفقيه عبد الرحمن بن منصور بن أبي القبائل، صاحب " الرسالة الخارقة " فقال:
كم بين قولي عن أبي عن جده
وأبو أبي فهو النبي الهادي
وفتى يقول: حكى لنا أشياخنا
ما ذلك الإسناد من إسناد
ما أحسن النظر البليغ لمنصف
في مقتضي الإصدار والإيراد
خذ ما دنا ودع البعيد لشأنه
يغنيك دانيه عن الأبعاد
وهذا هو ما ذهب إليه الهادي بن إبراهيم الوزير حينما أراد أن يقنع أخاه محمدًا الذي نبذ التقليد، وصار إماما من أكابر أئمة الاجتهاد في اليمن ليعود إلى ما كان عليه من التمذهب بالمذهب الهادوي مبينًا الفرق بين إسناد أسلافه و إسناد أهل السنة، فقال مخاطبا له من قصيدته الدالية المشهورة
مالي أراك وأنت صفوة سادة
طابت شمائلهم لطيب المحتد
تمتاز عنهم في مآخذ علمهم
وهم الذين علومهم تُروي الصدي
أخذوا مباني علمهم وأصوله
عن أهلهم من سيد عن سيد
سند عن الهادي وعن آبائه
لا عن كلام مسدد بن مسرهد
سند عن الآباء والأجداد في
أحكامهم وفنونهم والمفرد
وهو أيضًا ما ذهب إليه الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضي حينما قال:
إذا شئت أن تختر لنفسك مذهبا
ينجيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي ومالك
وحنبلَ و المروي عن كعب أحبار
وخذ من أناس قولهم ورواتهم
روى جدهم عن جبرائيل عن الباري). انتهى كلام الأكوع.
فليتقِ الله الإخوة الذين يأخذهم الحرص على وحدة الأمة، أن يُسلكوا أهل البدع - لا كثرهم الله - طريق أهل السنة. وفي الحديث: " يأتي النبي وليس معه أحد "، فخير لأهل الحق أن يأتوا مصفّين ليس معهم من المبتدعة أحد. والله الهادي ..
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 04:16]ـ
بارك الله فيك
من لا يعتّد بكتب أهل السّنة في الحديث كاف لعدم الإعتداد به في الإجماع لأنّه ليس من أهل الإجتهاد حتى و إن كان مسلما.
و لكن هل هذا هو منهج جميع الزيود؟ فكلام هذا الخبير -جزاه الله خيرا- هو عن المذهب الهادوي و ليس كل الزيدية هادوية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 04:25]ـ
معذرة شيخنا هاهنا أمور:
1 - الشيخ يتكلم عن عقائد بعض أئمة الهادوية الزيدية وأتباعهم في الاحتجاج بالسنة .. وهذا شئ وعقائد علماء الزيدية جميعاً المتكلمين في الفقه شئ آخر ..
2 - لا أدري لم تبعد النجعة يا شيخ سليمان أمامي وأمامك كتب الزيدية المصنفة في الفقه -وهي محل كلامنا-وهم يحتجون فيها بآحاديث الكتب الستة فلم نروغ إلى بنيات الطريق (؟؟؟)
3 - ذكرتُ آخر مرة أن شيخ الإسلام جعل الاحتجاج بقول الرافضة أحد القولين لأصحاب أحمد وغيرهم وما كانت هذه سبيله لا يُِجعل بهذه المنزلة التي أنزلتها أنت وغيرك ..
تسألني أي منزلة تقصد (؟؟؟)
أقول لك:
××××××××××××
××××××××××××
3_ حضرتك تشن الغارة والإغارة كأن في الموضوع نهباً للدين وطعناً في السنة، لأ وإيه: نحن إنما دفعنا لتقرير هذا الحرص على وحدة الأمة ...
يا سيدنا اتق الله ... أنت تعرفني شخصياً وتعرف أن آخر كتاب مطبوع لي لا يكتبه من يحرص على هذه الوحدة الموهومة ...
وإن كنت لا تعرفني فأنت ترى أن بعض مواضيعي هنا لا يكتبه من يحرص على هذه الوحدة الموهومة ...
واتق الله مرة أخرى ..
فما أنا بالذي يكتب ما يكتب؛ ليسلك أهل البدع في طريق أهل السنة ...
واتق الله مرة أخرى:
فسندخل الجنة -إن شاء الله- ولربما معنا أهل البدع ... ولربما دخل النار أناس من أهل السنة ... والنبي يأتي معه كل من أجاب دعوته ... فلا يطغى خطأ المبتدع على حقه كمسلم ..
×××××××××
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 05:53]ـ
الزيدية فيها مشارب متعددة أكثرها غلوا: من لا يعتد بكتب الحديث السنية , و إلا ففي الزيدية رجال اعتنوا بالسنة و يكفي قول شيخ الإسلام الشوكاني رحمه الله:
(ولا ريب أن: علماء الطوائف لا يكثرون العناية بأهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية مالا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دواوين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام ولا يرفعون إلى التقليد رأسا لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله مع كثرة اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة وعدم اخلالهم بما عدا ذلك من العلوم العقلية ولو لم يكن لهم من المزية إلا التقيد بنصوص الكتاب والسنة وطرح التقليد فإن هذه خصيصة خص الله بها أهل هذه الديار في هذه الأزمنة الأخيرة ولا توجد في غيرهم إلا نادرا ولا ريب أن في سائر الديار المصرية والشامية من العلماء الكبار من لا يبلغ غالب أهل ديارنا هذه إلى رتبته ولكنهم لا يفارقون التقليد الذي هو دأب من لا يعقل حجج الله ورسوله ومن لم يفارق التقليد لم يكن لعلمه كثير فائدة وإن وجد منهم من يعمل بالأدلة ويدع التعويل على التقليد فهو القليل النادر كابن تيمية وأمثاله)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 06:24]ـ
أخي المقدادي
كلام الشوكاني في أي كتاب؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 06:37]ـ
قاله في كتابه البدر الطالع عند ترجمة العلامة ابن الوزير
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 06:44]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الكرام على هذه المباحثة العلمية، وأذكر هنا موقفا لفت انتباهي في موسم الحج، فأنا أعمل في الموسم في الدعوة في أواسط حجاج اليمن وهم أبناء بلدي، وحيث إن منطقتي شوافع فإن لقائي بالزيود قليل في البلد لكن في الموسم ألتقي بهم في المخيمات ومما لاحظته أن قبول الزيود للسنة حين نذكرها لهم أكثر من قبول الشوافع بل عندما كنا ندخل المخيم من مخيماتهم كانوا يشترطون علينا أن نذكر لهم ما هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم في المسائل المطروحه
هذا ما رأيته علما أني أعرف بدعة الزيدية، ولعلي إن يسر الله تعالى أنقل لكم شيئا مما له صلة بذلك لا حقا وفقكم الله ونفع بكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 07:39]ـ
- بارك الله فيكم جميعًا ..
- أخي أبافهر: أشكر نصيحتك. وقولي: (الإخوة الذين يأخذهم الحرص على وحدة الأمة) .. هذا مدحٌ لا ذم. لكنهم أخطأوا الطريق لهذا المقصد الشريف.
- وقولك: (فلم نروغ إلى بنيات الطريق؟). أي بنيات - رعاك الله -، وأنا أنقل لك رأي (رأس مذهبهم ومؤسسه)! (الهادي .. ).
- أما من يعتد منهم بكتب السنة ويرتضيها؛ فقد انخلع عن بدعتهم لو كان صادقًا، أما أن ينتقي مالايتعارض مع بدعته، ويدع ما يتعارض فهذا متلاعب؛ لا يُعتد بقوله.
- الخلاصة: إذا وجدتَ زيديًا يعتد بكتب السنة، لا نُطلق القول: " الزيدية يُعتد بخلافهم "!؛ لأن هذا الاطلاق يُفهم أن كل الزيدية - من إمامهم .. إلى اليوم إن وجدوا - على هذا الرأي في كتب السنة، فيلزم منه الاعتداد بأقوال الجميع، وهذا خلاف الصواب - كما سبق -. إنما قل: هذا الزيدي خالف مذهب إمامه في الاعتداد بكتب السنة؛ فإن وافق الحق، فلن يأتي بجديد عن أقوال أهل السنة، إضافة إلى أنه لا يُمثل مذهب الزيود الذين نحن في غنى عنهم وعن غيرهم من المبتدعة.
وفقك الله، ونفع بجهودك ..
- أخي سراج: رأي الخبير بهم (الشيخ الأكوع) أنهم أصبحوا اليوم " جارودية "، رافضة!
وصدق - رحمه الله -، فمثل هذه المذاهب الرمادية، تذوب مع الوقت، فبعضهم يلحق بأهل الحق (الصنعاني - الشوكاني - .. )، وبعضهم ينزوي ويحتمي بالمذهب الأم " الرافضة "، ولاتوفيق إلا بالله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 09:14]ـ
1 - الأوفق والأهدى والأقرب للإنصاف والأشبه بالواقع يا شيخ سليمان أن يقال: يُعتد بخلاف الزيدية إلا من هجر الاحتجاج بدواوين الإسلام منهم ..
2 - بنيات الطريق تعرف مرادي بها إذا دللتني على كتاب من أمهات كتب الفقه الزيدية هجر صاحبه الاعتداد بدوواين الإسلام فلم يحتج بأحاديث الكتب الستة=فإن لم تدلني على مثال فاعلم أن كلامك ونقلك ذهني لا وجود له في الخارج ..
3 - شيخ الإسلام ابن تيمية ذكر أن الاعتداد بخلاف الروافض هو أحد ألأقوال عند الحنابلة وغيرهم .. وكان هديه مع ذلك هدي إمام فلم يتعامل مع المسألة كتعاملكم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 10:16]ـ
للرفع
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 12:39]ـ
الزيدية فيها مشارب متعددة أكثرها غلوا: من لا يعتد بكتب الحديث السنية , و إلا ففي الزيدية رجال اعتنوا بالسنة و يكفي قول شيخ الإسلام الشوكاني رحمه الله:
(ولا ريب أن: علماء الطوائف لا يكثرون العناية بأهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية مالا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دواوين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام ولا يرفعون إلى التقليد رأسا لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله مع كثرة اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة وعدم اخلالهم بما عدا ذلك من العلوم العقلية ولو لم يكن لهم من المزية إلا التقيد بنصوص الكتاب والسنة وطرح التقليد فإن هذه خصيصة خص الله بها أهل هذه الديار في هذه الأزمنة الأخيرة ولا توجد في غيرهم إلا نادرا ولا ريب أن في سائر الديار المصرية والشامية من العلماء الكبار من لا يبلغ غالب أهل ديارنا هذه إلى رتبته ولكنهم لا يفارقون التقليد الذي هو دأب من لا يعقل حجج الله ورسوله ومن لم يفارق التقليد لم يكن لعلمه كثير فائدة وإن وجد منهم من يعمل بالأدلة ويدع التعويل على التقليد فهو القليل النادر كابن تيمية وأمثاله)
أخي المقدادي
كلام الشوكاني له احتمالان:
الأول: أنه يقصد علماء ديار الزيدية أي علماء اليمن، والمدح المذكور يكون لغير الزيدية منهم.
الثاني: أنه يقصد الزيدية، وفي هذه الحالة يدل الكلام على أن الشوكاني لا يزال زيدياً، فانظر قوله: (لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها) فالمذهب الزيدي هو عنده المذهب الصحيح الخالي من البدع بخلاف غير الزيدية، فهو إذاً مدح من زيدي لزيدية وكل يمدح فرقته.
ـ[حسن الرصاص]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 06:40]ـ
جزى الله الشيخ الأكوع
أما الزيدية فهي مذهب زيد بن علي رحمه الله عن أبيه عن جده صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد الله بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 04:04]ـ
عجبا!!
الزيدية مذهب زيد عن أبيه عن جده!
فالشافعية مذهب الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فرق بين الرواية والمذهب
ثم الرواية بهذا الإسناد المذكور في مجموع الزيدية المشهور بمسند زيد او المجموع باطلة كما هو ظاهر من إسنادها عن زيد، ومن متونها!
فالله المستعان
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:00]ـ
الذي جرى عليه عمل أهل السنة في كتب الخلاف عدم نقل مذهب الزيدية والأباضية. وعدم الاعتداد بخلافهم، كالمغني والفتح وكتب ابن عبدالبر وابن المنذر و ابن جرير وغيرهم. ولاشك أنه لا ينبغي أن يعتد بخلافهم لأن أصول استدلالهم تحتلف عن اصول استدلال أهل السنة والجماعة هم والأباضية. فمنهج التلقي مختلف عن سائر المذاهب الفقهية عند أهل السنة. وحتى لو لم يطعنوا في روايات الصحيحين هم أو الأباضية، فإنهم يقدمون اسانيدهم على اسانيد أهل السنة. وحتى على تعريف الإجماع الأصولي، لا يدخلهم أهل العلم، لأنهم ليسوا أهلا للاجتهاد وذلك جاء من جهة مخالفتم أصول الاستدلال، والحائض عند الخوراج تقضي الصلاة و اذكر أن المقبلي قال في " المنار " لا يعتد بخلافهم لأنهم جهلة، ومن أدخل مذاهب الزيدية في الخلاف هو الصنعاني في شرح البلوغ، والشوكاني في النيل. وقصدا بذلك أن يطلع الزيدية على مذاهب أهل السنة ويرجحون بالأدلة، فإن هذه الشروح ألفت في دار الزيدية. ولذلك لما جاء صديق حسن خان واختصر " سبل السلام " حذف خلاف الزيدية، لأنه لا عبرة بخلافهم، ومن تأمل متن "حائق الأزهار " في فقه الزيدية الذي شرحه الشوكاني (بالسيل الجرار) وجد أنه قربهم من مذهب الحنفية وبعض المالكية، ومع ذلك فلهم شذوذات معروفة مثل قولهم الجمع في الحضر دون عذر، واظن الاستنجاء من الريح وكذلك تبديع التروايح والاباضية ليسوا منهم ببعيد. ولا أرى أن الاعتداد بخلافهم إلا تقوية لبدعتهم و شوكتهم وهذا ما يحاوله اباضية عُمان فهم يجاهدون من اجل الاعتراف فيهم كمذهب إسلامي معتبر،، فلا أرى إلا أنه يسعنا إلا ما وسع سلفنا في هذا الباب وأنه لا يعتد بخلافهم وهو الذي جرى عليه العمل والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:16]ـ
ما فيش سلفنا في الموضوع يا مولانا ...
إلا إن كنت تقصد بهم الفقهاء المصنفين في الخلاف الذين لايعتد بعضهم ولا بخلاف الظاهرية ..
وكما بينتُ = حكاية أنهم يُخالفون في مصادر التلقي هي دعوى محضة .. لا واقع لها عند من نعنيهم .. ونصيبهم من مخالفتنا هو كنصيب الأشاعرة والماتريدية وأقل من نصيب المعتزلة = فهلا تركتم الاحتجاج بخلاف الماوردي والسبكي والبخاريين (؟؟)
ومخالفة المسلم أهلَ السنة في مصادر التلقي = لا ترفع عنه ولا منه اسم الاجتهاد .. وعلة عدم اعتبار خلافهم في العقائد هي مخالفتهم لإجماع السلف فخلافهم حادث بعد الإجماع .. وليس مجرد كونهم مبتدعة .. وقد يكون القول بدعة وقائله مبتدع (عذره قضية أخرى) ومع ذلك تبقى المسألة خلافية مثل المداومة على القنوت عند من يراه بدعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحفص اليماني]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
إخوتي الأفاضل لكم الشكر على مشاركاتكم، ألم يُقل أن صاحب الدار أدرى بما فيها، واهل مكة أدرى بشعابها.
أنا من طلبة العلم هكذا اسمي نفسي، والله المستعان لي مدة طويلة هكذا في نظري أطلب العلم على يد العلامة محمد بن إسماعيل العمراني أظنها حتى الآن 8 سنوات، وعند غيره من علماء الزيدية أيضاً منهم الشيخ القاضي أحمد بن أحمد الوشلي أنا جاره منذ 7 سنوات وأجالسه للمباحثة، وكذا الشيخ القاضي أحمد بن محمد الكبسي أقرأ عليه الروض النظير شرح مجموع الفقه الكبير، وشرح التلخيص للتفتازاني، وشرح ابن الملقن على البخاري.
وسأنقل لكم أقوال هؤلاء مع العلم أن الأول وهو [العمراني] قد درس كتب الزيدية في أول طلبه وحفظ متن الأزهار الذي هو عمدة الزيدية، وكتب الشوكاني وابن الأمير وابن الوزير والجلال والمقبلي فصار على طريقة هؤلاء الفضلاء، والآخران لازالا زيديان:
فالأول: لم أنقل كل نقولاته بل ما ذكرته حال قراءتي لهذه المشاركة فا عذروني.
دائماً في دروسه ما ينهانا عن النظر في كتب الزيدية إلا إن كنا سنرد عليهم أو نستدرك أو نصحح ما ورد فيها من خطأ، وإن جاءه طالب ليستشيره في تحقيق كتب الزيدية قال له: إن كنت صاحب ملكة وعلم وستقدر على الرد عليهم فرد على الكتاب الفلاني ويحدد له كتباً معينة، وإن لم يقدر نهاه عنها وأحاله على كتب أخرى.
الثاني القاضي الوشلي قال لي: أنتم أهل السنة نصرتم الحديث النبوي ورددتم على من خالف الحديث ولو كان إمام من أئمتكم إن جانب الصواب، وغير هذا الكلام، أما نحن فتعصبنا لأئمتنا.
القاضي الكبسي في أحد الدروس قال لنا أنا مقلد للمذهب، فمرت مسالة في أحد الأحاديث فكان لا يستشهد إلا بكتب أهل السنة، فقال له أحد الطلاب المتعصبين: لما لم تستشهد بكتب آل البيت، فقال: وهل آل البيت المتأخرين اخذوا حديثهم إلا من أهل السنة، والمتقدمين حفظ لنا أحاديثهم أهل السنة.
مع العلم أنه الآن تدرس كتب أحمد سعد الدين المسوري الذي ينهى من النقل أو التحديث بكتب أهل السنة مع الرغم أنه في أجايزه يقنل منها لكن في زعمه للرد على أهل السنة
ويقوم أخ لي بتحقيق رسالة سهل الله له ذلك في الرد على المسوري إسمها صوار اليقين.
وهناك رسالة إسمها الوجه الحسن هي رداً على فرقتين هكذا قال المصنف الأولى لمن ترك كتب الفروع ونها عن النظر فيها، والثانية على من نهى عن قراءة كتب الحديث التي ألفها أهل السنة.
وهذه الرسالة موجودة في إحدى المشاركات التي أضافها الفاضل أبو سليم فراجعوها فهي مهمة في بابها وهي في مجموع الرسائل اليمنية.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 12:20]ـ
كنت أسمع شيخي عبد الله العبيلان لما يسأل عن الزيدية وهل خلافنا معهم في الفروع لا في الأصول مثل الرافضة كان يقول هذا كان قبل قيام ثورة ايران وما يعرف بولاية الفقيه أما الآن الأمر اختلف وأصبحوا يعتقدون بعقائد الرافضة.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 02:05]ـ
من الكتب الهامة جداً، والتي لا غنى عنها في دراسة هذه المسألة، ومعرفة عقائد الزيدية وأرائهم في أهل السنة وموقفهم من كتب أهل السنة عموماً، هو الكتاب الرائع (العواصم من القواسم في الذب عن سنة أبي القاسم) للإمام المحقق محمد بن إبراهيم الوزير اليماني رحمه الله تعالى.
وسوف يجد الباحث ما يعينه في دراسة هذا الموضوع.
وجزاكم الله خيراً.(/)
عرض لكتاب: التنصير في الخليج العربي
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 12:16]ـ
على هذا الرابط - كونه لا يمكن نسخ المقال ( http://www.emasc.com/*******.asp?*******id=11670)
ـ[طرف]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 08:22]ـ
الرابط لا يعمل
بارك الله فيك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 08:47]ـ
والرابط لن يعمل لأن به كلمات ممنوعة في المنتدى .. لذلك ضعه في ملف txt وضعه في المرفقات ..
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 08:06]ـ
لايعمل ....
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 01:35]ـ
عرض كتاب
التنصير في الخليج العربي
الاحد 27 جمادى الأول 1429 هـ الموافق 1 حزيران (يونيو) 2008
الكتاب/ التنصير في الخليج العربي
تأليف/ د. عبد العزيز بن إبراهيم العسكر
الناشر/ الدار العربية للموسوعات – الرياض 1427هـ
عدد الصفحات/ 141 صفحة
عرض/ محمد مصطفى رمضان
- كل بلدان العالم الإسلامي عرفت النشاط التنصيري مع اختلافه كمًا وكيفًا، بحسب أهمية المنطقة من أبناء المسلمين سواء كانوا جمهورًا أو مسؤولين هو عون للجهود التنفيذية، دون أن يدركوا خطورة الأمر.
- التنصير والاستشراق دعامتا الاستعمار في الشرق الإسلامي، والمنصرون يعرفون نقاط ضعف المسلمين ليخترقوهم منها.
- بذل التبرعات السخية لدعم جهود العلماء والباحثين في مواجهة التنصير .. ضرورة.
- لاشك أن النصارى حرصوا على نشر دينهم بين الناس، لاسيما في القرون المتأخرة، بعد أن صارت الديانة النصرانية المحرفة مطية جيدة لبسط النفوذ السياسي أو النفوذ الفكري للدول النصرانية القوية على الشعوب الإسلامية، ولذلك نجد الجهود تتواصل، لتقوية برامج النشاط التنصيري في العالم الإسلامي، تحت مسميات مختلفة، وتنظيمات متنوعة، هدفها في النهاية واحد.
- لا يكاد بلد إسلامي يخلو من لون من ألوان النشاط التنصيري، لكنه يختلف من حيث الكثرة والقلة بحسب أهمية المنطقة والبلد الذي يوجد فيه ومنطقة الخليج العربي من المناطق الاستراتيجية في العالم أجمع، ولذلك فهي تحظى باهتمام خاص من المنصرين، لعلهم يظفرون فيها بأتباع ورعايا لكنائسهم، يكونون حجة لهم، للتدخل لحمايتهم عند الضرورة، ويكونون أيضًا ورقة ضغط على حكومات دول الخليج العربي، على اعتبار أنهم أقلية غير مسلمة تحتاج إلى رعاية خاصة عن بقية أفراد الشعب.
والكتاب الذي بين أيدينا، كما يقول مؤلفه، جهد متواضع في موضوعه، أراد أن يجمع فيه شتات موضوع (التنصير في منطقة الخليج العربي)، ويقع الكتاب في ثلاثة أبواب، يسبقها تمهيد، وتليها خاتمة ضمنها المؤلف أهم نتائج بحثه.
تمهيد:
أهمية منطقة الخليج العربي ومحاولات غزوها
تقع منطقة الخليج العربي جنوب غرب آسيا، وهي الطرف الشرقي للوطن العربي، وتكاد تكون من أهم مناطق العالم، وذلك بسبب ما حباها الله تعالى به من موقع استراتيجي على الطرق المائية الدولية بين شرق العالم وغربه، وبين جنوب العالم وشماله، فهي على الطريق بين جنوب شرق آسيا وبين أفريقيا وأوروبا.
هذا إضافة إلى ما فجره الله تعالى فيها من البترول، وكونها في وسط العالم أجمع، وفي وسط العالم الإسلامي، فهي أقرب البلاد إلى مركز العالم الإسلامي مكانًا، ومكانه (مكة المكرمة) و (المدينة المنورة).
دخل الإسلام منطقة الخليج العربي في حياة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - واستطاعت الدول الإسلامية منذ فجر الإسلام، وحتى عهد العثمانيين - أن تحمي الخليج العربي، وأن يكون لها السيادة الكاملة عليه.
وقد حاول المستعمرون الوصول إلى منطقة الخليج العربي منذ القرن السادس عشر الميلادي، فكان البرتغاليون هم أول طلائع الاستعمار الأوروبي الصليبي لمنطقة الخليج، ثم وصل أسطول هولندا إلى الخليج والهند في القرن السابع عشر، ولكن نشاطه كان منصبًّا على التجارة والملاحة فقط، ثم جرت مناسبات بين هولندا وفرنسا للحلول محل البرتغال.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد ذلك، برزت إنجلترا كقوة مسيطرة وحيدة، فانفردت بالخليج العربي، ثم بدأ الدور السعودي مع صعود نجم الدولة السعودية الإسلامية في القرن الثامن عشر الميلادي، ومن المفارقات العجيبة أن وصول السعوديين بنفوذهم للخليج تزامن مع محاولات الإنجليز تلك، إلا أن الخلاف الذي نشب بين أبناء الإمام فيصل بن تركي يسر للإنجليز أن يسيطروا على تلك البلاد.
وبعد الحرب العالمية الأولى، تأكدت سيطرة إنجلترا على دول الخليج الصغيرة، واحتلت فلسطين وشرق الأردن والعراق، فضلًا عن مصر والسودان، ولذلك بدا الخليج بعد تلك الحرب كأنه بحيرة بريطانية، لا يعكر صفو إنجلترا فيها سوى قوة الدولة السعودية واستقلالها في طورها الثالث، الذي بدأه الملك المؤسس الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل سنة (1319هـ - 1920م) تقريبًا.
وبعد اكتشاف البترول في إيران سنة 1900م، وفي العراق 1912م، ثم في بقية دول الخليج، بدأت الأنظار تتجه إلى الخليج العربي كمنطقة غنية بالبترول.
وقد أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية الآن هي الدولة الكبرى والأقوى نفوذًا والأكثر قبولًا في بلاد الخليج العربي، وهي تسعى في الباطن للاستحواذ على مراكز التأثير في العالم أجمع، والعالم الإسلامي بشكل خاص، وبلاد الخليج بشكل أخص، وهذا مما يفسر تلك الجهود الضخمة التي تبذل في سبيل التنصير وأهدافه.
الباب الأول
التنصير ووسائله وأهدافه
الفصل الأول:
تحليل مصطلح التنصير وبيان مرادفاته
التنصير لغة هو الدخول في النصرانية، وفي المحكم: الدخول في دين النصارى، ونصره: جعله نصرانيًا، وفي الحديث: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه.
أما التنصير اصطلاحًا: فهو حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية، بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث عامة، والمسلمين خاصة، بهدف إحكام السيطرة على تلك الشعوب.
ويبدو أن الترابط واضح بين المعنين اللغوي والاصلاحي لكلمة أو مصطلح التنصير، فالمحصلة النهائية هي إدخال الناس في النصرانية، وحتى يتقبل الناس هذا العمل الجديد عليهم؛ سماه أهله التبشير، لما لهذه الكلمة من أثر جيد في النفوس، وهي أشهر كلمة مرادفه للتنصير، مع أنها في اللغة مأخوذة من البشرى والبشارة، وهي تكون بالخير، وقد تستعمل في الشر إذا قيدت به، كما قال تعالى: فبشرهم بعذاب أليم، ومن هنا يتضح أن استعمال التبشير اسمًا للتنصير هو من باب الخداع.
ومما يؤسف له أن كثيرين من أبناء المسلمين سواء كانوا جمهورًا أو مسؤولين عون لتلك الجهود التي توسم بالتبشير، وربما لا يدرك أكثرهم خطورة الأمر.
الفصل الثاني:
علاقة التنصير بالاستشراق
الاستشراق لغة: مصدر للفعل "استشرق"، مأخوذ من "الشرق والمشرق"، أما الاستشراق بوصفه علمًا متخصصًا، فهو ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، التي شملت حضارته وأديانه ولغاته وثقافاته.
وقد تأخرت نشأة التنصير عن الاستشراق، فكانت نشأة الاستشراق قبل الحروب الصليبية، بحثًا عن أحوال الغزاة المسلمين الذين وصلوا إلى قلب أوروبا، ومن قبلها الأندلس، ثم صحب الحروب الصليبية خدمة لها، واستمر بعدها، حيث توجه التنصير إلى العقيدة الإسلامية في محاولة لقتلها بالفكر والبحث، بعد العجز عن قتلها بالسلاح، فكان ميلاد التنصير.
وهذا يعني أن التنصير والاستشراق كليهما دعامة الاستعمار في الشرق الإسلامي، وأن الاستشراق يسبق التنصير في الدخول إلى بلاد المسلمين وأفكارهم، بسبب تسربله بسربال البحث والعلم، وهو أكبر ممهد لجهود التنصير، لكون المنصرين يستفيدون فائدة عظيمة من بحوث المستشرقين ودراساتها عن المسلمين، بل إن بعض المستشرقين، الذين يدعون الحيادية والموضوعية، هم منصرون في الوقت نفسه، لما تضج به بحوثهم من التحامل والجور على الإسلام بشكل ظاهر.
الفصل الثالث:
أهداف التنصير وغاياته
يصف المؤلف من يتصور أن عمليات التنصير في العالم الإسلامي تقوم بها قوى متعددة، كل منها يعمل وفق ما يتيسر له - بأنه يخدع نفسه، إذ المؤكد أن هذه القوى المتعددة تجمعها وحدة الهدف، وتنطلق وفق خطط موحدة، وغايات مرسومة من منطلق أطماع دولية تستهدف في خاتمة المطاف أمة الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتمثل أهم أهداف التنصير وغاياته في:
1. القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين.
2. بذر الاضطراب والشك في المثل والمبادئ الإسلامية، بين من أصروا على التمسك بالإسلام، ولم يجد فيهم الهدف السابق.
3. الإيحاء بأن المثل والمبادئ والتعاليم النصرانية أفضل من أي مثل ومبادئ أخرى، لتحل هذه المثل والمبادئ النصرانية محل المبادئ والمثل الإسلامية.
4. الإيحاء بأن تقدم الغربيين الذي وصلوا إليه إنما جاء بفضل تمسكهم بالنصرانية، بينما يعزى تأخر العالم الإسلامي إلى تمسكهم بالإسلام.
5. القضاء على وحدة العالم الإسلامي.
6. محاولة وقف انتشار الإسلام.
7. إيجاد نوع من الهزيمة النفسية بين المسلمين، بتشويه حضارتهم، والحط من شأنها في نفوسهم.
8. معاونة الاستعمار الغربي، والتجسس على العالم الإسلامي.
9. خدمة الصهيونية العالمية، حيث قامت حركة التنصير بدور خطير، في التمهيد لاغتصاب فلسطين من يد المسلمين، وتسليمها لليهود، وذلك لتحقيق هدف القضاء على وحدة العالم الإسلامي، الذي التقت عليه الإرادات الآثمة.
10. الريح المادي والمكسب التجاري، فكان المنصرون على سبيل المثال يستغلون الإعفاءات الجمركية على ما يستوردونه من الخارج لحاجاتهم الخاصة، واتخذوا منها فرصة للربح والتجارة.
11. إنشاء جيل من المسلمين منحاز إلى أفكار الغرب ومدنيته.
12. الانتقام للصليبية من الانهزامات التي مني بها الصليبيون طوال قرنين من الزمان.
13. نقل الناس إلى النصرانية، ولو كانوا قلة، وجدير بالذكر أنه نتيجة لحملات التنصير انتقل قليل من الأفراد والجماعات إلى النصرانية، وهؤلاء كانت الكثرة الغالبة منهم من غير المسلمين أساسًا.
ويؤكد كل ما مر من أهداف - أن التنصير هو في حقيقته حرب صليبية جديدة، خطر أكيد على الإسلام والمسلمين.
الفصل الرابع:
أساليب التنصير ووسائله
استخدام المنصرون جميع الطرق في سبيل تحقيق أهدافهم، بعد أن درسوا أحوال المسلمين، وعرفوا طباعهم، ونقاط الضعف لديهم؛ ليسهل اختراقهم، وقد قسم المؤلف وسائل التنصير قسمين:
1. الوسائل المباشرة: وهي المجال الأول الذي بدأ به المنصرون، وذلك عن طريق مناظرة علماء المسلمين، كما حدث في الهند بين القس فندر، والشيخ رحمة الله الهندي.
2. الوسائل غير المباشرة: وهي الوسائل المساعدة، ورغم ذلك فقد أدت في الحقيقة إلى نتائج باهرة، وعرفت هذه الوسائل في القرن الثالث عشر، ثم تطورت بعد الحرب العالمية الأولى في القرن العشرين، ومن أهم مظاهرها:
أولاً: استخدام الطب: فقد وصل الأمر في بعض المستشفيات إلى عدم معالجة المريض إلا بعد أن يركع للصليب، فإذا رفض طلبوا منه الاعتراف بأن شفاءه في يد المسيح، أو أن يسأل المسيح الشفاء، ومن يرفض يحصل على وصفه خاطئة.
ثانيًا: استغلال التعليم: لقد صار في حكم المؤكد أن التعليم أفضل طرق التنصير غير المباشرة، حيث إنه من أقوى المؤثرات الفكرية على الإطلاق، وقال المبشر"ماكدونالد": ليس هناك وسيلة للتأثير على المواطنين أفضل من جمع أبنائهم في حجرات الدراسة.
ومن وسائل التنصير: بعثات التعليم العالي، التي تنشئ الكليات والجامعات والمعاهد العليا في المجتمع المسلم، وبعثات التعليم التي تشترك في وضع المناهج التربوية لبعض المراحل العليا، بل ربما أسند إليها التخطيط الشامل للتعليم العالي على المدى البعيد.
يقول "جاردنر" - السكرتير العام لجامعة الطلبة النصارى: إن من سداد الرأي منع جامعة الأزهر من أن تنشر الطلبة المتخرجين فيها في جنوب أفريقيا.
ثالثًا: التنصير الخفي أو أصحاب الخيام: وهو وصف لأصحاب المهن، الذين كانوا عند دخولهم إلى الدولة المسلمة، لايجاهرون بالتبشير مطلقًا، ويقولون: إنهم دخلوا المنطقة كمهنيين، ومعلمين، وأطباء، وذلك الأسلوب يستخدم للتسلل إلى المناطق التي عجز التنصير المباشر عن الوصول إليها، وأهم ما يستهدفه هذا النوع من التنصير هو تعريف المواطنين بالسلوك النصراني، وتوزيع الأناجيل والنشرات النصرانية سرًا.
رابعًا: التنصير الوطني: وذلك بتربية متنصرين من الأهالي في البلاد التي يدخلها التنصير، يقومون بمسؤولية التنصير عن طريق كنيستهم الوطنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسًا: التنصير عن طريق الإعلام: وذلك بتسخير مجالاته المتعددة من صحافة وإذاعة وتليفزيون لخدمة الأهداف التنصيرية السابقة.
أما الوسائل الإعلامية غير الصريحة، فتأتي ضمن المسلسلات والأفلام والبرامج الوثائقية والتعليمية، حتى أفلام الصور المتحركة (الكرتون) الموجهة للأطفال، كل ذلك كان يطبع دائمًا بنمط العيش الغربي.
سادسًا: البعثات إلى الدول المسيحية: وهي من أخطر الوسائل في تنصير المسلمين، وذلك بالتأثير الفكري والثقافي على عقلياتهم، ويذكر المؤلف مثالاً لذلك، ماحدث لرفاعة الطهطاوي، الذي عاد يتحدث عن الرقص الذي رآه في باريس بأنه نوع من الأناقة والفتوة لا الفسق، وتحدث عن المشاعر الوطنية لتحل محل المشاعر الدينية.
سابعًا: التنصير عن طريق النساء: لم يغب عن المنصرين أهمية المرأة في المجتمع، لذلك فقد اهتموا بها، لتنصيرها والتنصير بها، ولذلك جعلوا يبشرون في مستشفيات النساء، وكذلك أرسلوا الطبيبات المنصرات إلى البيوت والقرى للاتصال المباشر بالنساء.
ويذكر المؤلف أن المنصرين شجعوا الشباب المسلم على الزواج بالمسيحيات، وينبه إلى أن ذلك من الخطورة بمكان، وتتمثل خطورة في:
1. أن الزوجات غير المسلمات يتسللن إلى المجتمعات المسلمة، ويضعفن فيها الحياة الإسلامية.
2. أن هذا الزواج يسلب المجتمع المسلم عددًا من الرجال، مما يزيد من نسبة العنوسة فيه.
3. أن الخطورة تبلغ مداها حين نعلم أن نفرًا من القادة العرب من القائمين على رأس الحركات القومية متزجون بغير مسلمات.
ثامنًا: المؤتمرات التنصيرية: والتي صارت تعقد على مرأى ومسمع من العالم كله، ومن أشهرها:
1. مؤتمر القاهرة (1960م - 1323هـ).
2. مؤتمر لكتؤ (1902 - 1319هـ) بالهند.
3. مؤتمرات القدس في أعوام (1349، 1354، 1380هـ)، وغيرها كثير.
تاسعًا: نشر المبادئ والأفكار الهدامة بين المسلمين، ومن أمثلة هذه الأفكار:
1. الدعوة إلى العلمانية.
2. الدعوة إلى اللهجات العامية في البلاد العربية.
3. الدعوة إلى تجديد النسل بين المسلمين.
4. التنفير من الزواج المبكر وتعدد الزوجات، والدعوة إلى حرية المرأة وغيرها.
عاشرًا: بناء أكبر عدد ممكن من الكنائس في بلاد المسلمين:
يجتهد النصارى في بناء الكنائس بكثرة، حتى في المدن التي لا يوجد فيها نصارى، فإذا وجدت هذه الكنائس جلبوا لها من يعمل فيها، ويكون نواة لمجتمع مسيحي، وهكذا توجد الكنيسة قبل أن توجد النصاري.
حادي عشر: التنصير عن طريق العلاقات الاجتماعية مع المسلمين: كثيرًا ما يعمل النصارى المقيمون بين المسلمين على إقامة علاقات اجتماعية وأسرية معهم، وعن طريق هذه العلاقات يتم نشر أفكارهم بين المسلمين بطرق غير مباشرة، مثل: الاختلاط، والتبرج، والسفور، بدعوى التمدن والتطور.
ثاني عشر: الفنادق العامة الكبرى:
ومن الأمثلة على ذلك ما حدث في فندق ميريديان بإحدى دول الخليج، حيث أقيمت مسابقات لعدد من نزلائه في يوم المولد النبوي الشريف حول حوض السباحة في الفندق، وقام شخص يطلقون عليه "بابا نويل"، وهو رمز المسيحية بتوزيع الهدايا على الأطفال الموجودين هناك.
الباب الثاني
التنصير في الخليج العربي
الفصل الأول:
تاريخ التنصير في الخليج العربي
لا يزال الاتصال بين المسيحية وشعب الجزيرة العربية مثارًا للجدل، ولكن المصادر التاريخية لا يذكر عن هذا الحدث المهم سوى القليل.
يمكن أن نغزو دخول المسيحية إلى الجزيرة العربية قبل الإسلام إلى مصدرين رئيسين:
الأول: الحركة النسطورية: التي دخلت الجزيرة العربية عن طريق فارس، وهي تنسب إلى نسطوريس، الذي نشر معتقداته في سوريا إلى الجزيرة العربية، مرورًا بفارس وبلاد ما بين النهرين.
الثاني: الأحباش الذين دخلت المسيحية إلى جنوب الجزيرة العربية عن طريقهم.
الفصل الثاني:
جهود التنصير في الخليج العربى
يذكر المؤلف في هذا الفصل جهود التنصير في كل دولة من دول الخليج على حده.
أولاً. البحرين:
بدأ التنصير بها عندما بدأ المبشر (زومير) عمله فيها، فافتتح مستوصفات في البحرين، أما المدارس، فقد تم افتتاح مدرستين، إحداهما للبنين، والأخرى للبنات، وهناك الإذاعة التنصيرية التى تنطلق من جزر سيشل من ليبريا إلى الخليج، وبرامجها تذاع بالعربية، فضلاً عن إنشاء كنائس عدة في البحرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا. الكويت:
قام المبشرون بزيارة الكويت سنة 1900م، ثم سنة 1903م، وفتحوا فيها مكتبة للكتاب المقدس، لكن الشيخ مبارك - حاكم الكويت آنذاك - رفض ذلك، واستمرت المعارضة حتى سنة 1910م، عندما استقدم الشيخ مبارك طبيبًا مسيحيًا لمعالجة ابنيه، ولما نجح في ذلك طلب منه الشيخ أن يبقى في الكويت، ووافق على إقامة مستشفى مسيحي هناك، رغم معارضة كبار رجال الدولة، كما كان للمدارس دورها في التبشير المسيحي، ولكن الحكومة الكويتية سيطرت عليها، وتوجد اليوم في الكويت مكتبة مسيحية واحدة تهتم بحاجات المسيحين، أو برامج الإذاعة التنصيرية في الكويت، فهى نفسها البرامج الملتقطة في البحرين.
وحتى عام 1981م، لم يكن يوجد في الكويت أي مسيحي، والآن بها أعلى نسبة من المسيحين والبوذيين والوثنيين.
ثالثًا. عمان:
كان "زومير" وزميله " جيمس" من أول المنصرين الذين قدموا إلى عمان، وأسس زومير بعثة طبية ومدارس كستار لنشاط بعثات التنصير، ويوجد في عمان ثلاثة مستشفيات تملكها الحكومة، ولكنها تدار بواسطة هذه البعثات، كما أن هناك مدارس تملكها الحكومة، وتديرها الكنيسة. ويوجد في عمان مكتبة مسيحية، كما تصل إليها برامج الإذاعات المسيحية.
رابعًا. قطر:
قام مبشروا الإرسالية العربية بزيارة قطر عدة مرات قبل أن يحصلوا على إذن بمزاولة عملهم هناك، وقد دخلوا إليها عام 1945م في رحلة طبية تبشيرية إلى قطر، قاموا بعدها بافتتاح مستشفى وبعض العيادات بطلب من رئيس الدولة، ولا يبدوا في قطر أثر للمدارس التنصيرية، كما أنه لا توجد فيها مكتبة مسيحية، ولكن الإذاعة تلتقط فيها كما تلتقط في غيرها من دول الخليج، وقد رفضت الحكومة بناء كنيس رسمي حتى عام 2003م، حيث سمحت ببناء كنيسة كاثوليكية.
خامسًا. الإمارات العربية المتحدة:
وهي أكثر مناطق الخليج تسامحًا مع المسيحين المقيمين في حدودها، وقد دعمت الحكومة بناء كنائس والمستشفيات والمدارس لهم، ويبلغ عدد المسيحيين فيها 50.000 مسيحي، كما يوجد عدد من المستوصفات تدار من قبل مجموعات صغيرة من المتنصرين في أماكن مختلفة.
أما وظائف التعليم في معظمها، فيتولاها الكاثوليك، ولهم مدرستان ملحقتان بكاتدرائيتهم في"أبوظبي"، ويوجد في " أبوظبي" مكتبة مسيحية، وهناك البرامج والإذاعات التنصيرية باللغة العربية، ويوجد في الإمارات عدد من الكنائس.
سادسًا. العراق:
التنصير في العراق، كما يوضح المؤلف، لم يحظ بالدراسة الشاملة، وقد بدا في العراق عندما تم التركيز على الطوائف النصرانية التقليدية لاحتوائها، وترقيب مذاهبها للوصول إلى المسلمين.
شهد العراق في عهد "داود باشا" – آخر ولاة المماليك - تغلعًلا أوروبيًا واسعًا في مختلف المجالات التجارية والتنصيرية، كان لفرنسا النصيب الأكبر فيه، وقد اختار المنصرون البصرة قاعدة ومحطة أولى لعملياتهم، وكان صموئيل زومير، وزميله جميس كانين أول رائدين للعمل التنصيرى في البصرة.
ثم أنشئت أول مدرسة للبنات، ثم بعدها إنشاء مستشفى للبنين، ومكتبة داخل أسوارها، أما في مجال الطب، فقد تم إنشاء مستشقفى "لاتسنج" التذكاري في البصرة عام 1329م.
سابعًا. إيران:
يشكل النصارى أقل من 1% من مجموع السكان في إيران، وهناك حوالي عشرين وكالة تنصيرية تواصل عملها هنالك، وينتشر فيها حوالي 170 منصرًا، يعمل أكبر عدد منهم (62) في مؤسسات مختلفة (الخدمات الطبية والتعليم).
الفصل الثالث:
آثار التنصير في الخليج العربي
كان التنصير الهدف الأساسي للعمل التبشيري، وهذا هو السبب الذي دعا المبشرين إلى الذهاب إلى منطقة الخليج العربي، لإغراء المسلمين باعتناء المسيحية، ونشير هنا إلى ضآلة عدد من تم تنصيرهم في منطقة الخليج، خلال هذه الفترة الطويلة.
ويعتقد الدكتور "بينجز" المسؤول عن الخدمات الطبية للإرسالية في البحرين أن فشل المنصرين يرجع إلى:
1. أنهم لم يحملوا الرسالة المسيحية بالطريقة الصحيحة.
2. أن المسلمين شديدو التمسك بعقيدتهم.
3. أن الكيان السياسي والاجتماعي والعائلي للمسلمين مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحياة الاجتماعية.
4. عدم تحقيق دور المبشرين الأجانب الذي هو إعداد المسيحين المحليين للاضطلاع بعمليات التنصير المحلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن القول إن إرجاع فشل العمل التبشيرى في المنطقة إلى غناها في العصر الحديث ليس صحيحًا تمامًا؛ لأنه لايمكن أن يكون مبررًا للفشل طيلة نصف قرن من نشاط الإرسالية قبل اكتشاف النفط.
إن عدم نجاح مهمة الإرسالية يرجع إلى أسباب أهمها ما يلي:
أولا: أن التوقعات الإرسالية كانت مثالية أكثر منها واقعية، لأنهم ظنوا أن التأثير على المسلمين أمر سهل.
ثانيًا: عدم فهم الإرسالية تمامًا لموقف الناس من عملها التبشري، حيث ظنت أن سلوك الناس الودي معها دليل على قبولهم للمسيحية.
ثالثًا: أن الزعماء المسلمين كانوا يعارضون هذا العمل بشدة، ويقفون في طريق نجاحه، مثل الشيخ محمد بن نافع في قطر، والشيخ مهزع في البحرين.
رابعًا: أن المنصرين بالغوا في تقدير جهل أهالى المنطقة، فاستنتجوا أنه سيسهل من مهمتهم في التأثير عليهم.
خامسًا: تورط بعض المنصرين في الأوضاع السياسية للمنطقة وعلاقتهم بالسلطات الاستعمارية أعطى الناس انطباعًا بأن المنظمات التنصيرية كان لها أهداف سياسية.
وبعد ما يقارب القرن من العمل التنصيرى في منطقة الخليج، فإن تأثيره الدينى يكاد يكون معدومًا، إلا أننا لا يمكن أن نغفل أنهم استطاعوا أن يخترقوا الواقع الإسلامى المحافظ لدول الخليج، ونجحوا في تشيد عدد من الكنائس.
الفصل الربع:
أهداف التنصير وأخطاره في الخليج العربي
هناك محاولات مستميتة لإخراج المسلمين عن دينهم إلى النصرانية، وإذا لم يكن ذلك فلا أقل من إخراجهم من الإسلام إلى الإلحاد.
وهذه الأهداف لن تحقق للمنصرين - كما يقول المؤلف – إلا عبر وسائلهم التي يتبعونها، ومن أخطارها:
· الحرص على تلقف الأطفال قبل أن تتكون فيهم المفاهيم الإسلامية.
· العمل على تغير عقائد المسلمين، عن طريق شغلهم بالأفكار الغربية، وتشجيع المناهج المناهضة للإسلام.
· دعم الأقليات النصرانية الموجودة في البلاد العربية، واستغلالها في إثارة الفتن، باسم المطالبة بالحقوق الوطنية.
· إقناع المسلمين عن طريق التعليم بأن الدين شيء، والعلم شيء آخر، وأن تأخرهم راجع إلى تمسكهم بأهداف الدين.
· تصيد المفاهيم السائدة عند بعض المسلمين، والناتجة عن الأخطاء الفكرية، والترويج لها، لتستخدم بعد ذلك للطعن في الإسلام، ومع الوقوف ضد أية حركة أو اتجاه لتصحيح هذه المفاهيم السائدة.
الباب الثالث
مسؤولية أهل الخليج تجاه التنصير في الخليج العربي
الفصل الأول:
مسؤولية الحكومات
ويحددها المؤلف في المجالات الآتية:-
1. العناية بتأصيل العقيدة الإسلامية، والتربية الدينية في مناهج التعليم الرسمية. وفي مناهج الإعلام أيضًا، إضافة إلى تبصيرهم بالأخطاء التي تهدد إسلامهم وعروبتهم.
2. منع إقامة الكنائس في دول الخليج، ومحاولة إنهاء وضع الكنائس الحالية، على اعتبار أنه لا يوجد من مواطني هذه الدول من يعتنق المسيحية، والأجانب وجودهم مرهون بعقود مؤقتة.
3. إقامة مراكز علمية متخصصة لدراسة العقائد النصرانية، لتتوالى تجلية كل الشبهات التي يعتمد عليها أهل التنصير، وفضح مخططاتهم.
4. ضبط دخول غير المسلمين إلى بلدان الخليج، خاصة النصارى، وجعل دخولهم في حدود الضرورة القصوى.
5. عدم منح الجنسية في دول الخليج لغير المسلم إطلاقًا.
6. التشديد في الإذن بزواج أبناء منطقة الخليج من النساء النصرانيات.
7. التقليل من المدارس الأجنبية ما أمكن، مع مراقبة مقرراتها، بحيث لا تكون معبرًا لأفكار التنصيرية.
8. التشديد على مراقبة المراكز الثقافية الأجنبية في بلدان الخليج.
9. منع دخول النشرات التنصيرية.
10. الحرص الشديد في عرض البرامج والمسلسلات الأحنبية، بحيث لا يذاع إلا ما كان خاليًا من الدس العقدي.
الفصل الثاني:
مسؤولية العلماء والدعاة
ويلخصها المؤلف في:
1. أن يتخصص مجموعة من طلاب العلم في مجال دراسة الأديان، ومناقشة عقائد النصارى، حتى يكونوا مؤهلين لمدافعة المنصرين.
2. أن يعمل فريق من العلماء على إخراج موسوعة علمية عن التنصير ومصطلحاته، ومراكزه وأساليبه وخططه.
3. محاربة كل الشبهات والدعوات التي يبثها المنصرون لهدم القيم الإسلامية.
4. أن يتم التعاون بين المنظمات العلمية والمؤسسات الدعوية في مختلف أنحاء العالم الإسلامى في مجال دراسة التنصير وأساليبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. أن يهتم العلماء بإلقاء الأضواء على التنصير، وعلى عقائد النصارى وأخلاقهم عبر محاضرتهم العلمية، وبحوثهم وفتاواهم ودروسهم في المساجد.
الفصل الثالث:
مسؤولية رجال الأعمال والقطاع الخاص
ويلخص المؤلف دور رجال الأعمال والأثرياء في:
1. بذل التبرعات السخية، لدعم جهود العلماء والباحثين في مجالات مواجهة التنصير.
2. إقامة مدارس أهلية لتدريس اللغات والعلوم التطبيقية؛ لتحل محل المدارس الأجنية التي يبثها النصارى بحجة تدريس اللغات لأولاد الأغنياء.
3. أن تكون الأولوية عند اختيار العاملين في شركاتهم للمسلمين، ولا يستقدم النصارى إلا عند الضرورة القصوى ولأجل محدود.
4. الحرص الشديد عند التعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية التي تطلب تبرعات للأعمال الخيرية، لأن لبعضها نشاطًا تنصيريًا، خاصة أن أمامهم المنظمات الإسلامية المعروفة الموثوقة.
5. الحرص على ألا تكون شركات القطاع الخاص ومؤسسات التجارة في دول الخليج معبرًا لبضائع تحمل شعار النصارى أو لمصقات و إعلانات بعض البضائع التي تروج أفكار وطقوس النصرانية، أو ملصقات وإعلانات تنال من قيم المسلمين وعقائدهم.
الفصل الرابع:
مسؤولية المواطنين
المواطنون في البلاد الإسلامية هم المقصودون بالنصير بلا ريب؛ لذلك عليهم تجاه التنصير وحاربته واجب كبير، يشمل الجوانب الآتية:
1. أن يعمل كل مسلم على إقامة شعائر الإسلام في نفسه وأسرته؛ ليكون كل بيت محصنًا في وجه الغزو الفكرى.
2. الحرص على مطالبة الكتب والنشرات الإسلامية التي تحذرهم من أخطار التنصير.
3. الحذر من السفر إلى بلاد النصارى إلا للضرورة القسوى، وأن يكون السفر للسياحة ونحوها فتكون بلاد إسلامية مأمونة.
4. عدم إلحاق المواطنين الأبناء بالمدارس الأجنبية.
5. اختيار العمالة المنزلية من الخدم والسائقين والطهاة والمربين من المسلمين والمسلمات، واجتناب النصارى والنصرانيات.
6. الوعي تجاه استقبال ما يذاع وينشر في الإذاعات الأجنبية والتلفزة، في إطار البث المباشر عالميًا.
7. التقليل من العلاقات بدفع النصارى وغير المسلمين بشكل عام؛ لأن المبالغة فيها تورث المحبة، والإعجاب والتأثر بهم، وبأفكارهم وعادتهم وطباعهم.
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم(/)
صفعة الفاتيكان
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 12:48]ـ
في الأسابيع الأخيرة تناقلت وكالات الأنباء أخباراً وتصريحات حول وثيقة للفاتيكان تؤكد على أن الواجب الأساسي والمهمة الرئيسية للكنيسة الكاثوليكية في هذه الفترة على المستوي العالمي هو تحويل الناس الى المسيحية على المذهب الكاثوليكي بالذات. وتعتبر هذه الدعوة الى التنصير الصريح والشرس بمثابة الصفعة القوية للحكومات على مستوى العالم الإسلامي كله والتي تتبنى مواقف علمانية في مواجهة قضايا الإسلام والدعوة الإسلامية وتغض النظر عن النشاطات التنصيرية في البلاد الإسلامية تحت شعارات مختلفة من قبيل تجنب الحساسيات الطائفية وإعطاء الأولوية للحوار الديني أو عدم القدرة على مواجهة الضغوط القادمة من الدول الغربية لصالح الطوائف والنشاطات المسيحية ومنها التنصيرية.
والصفعة التي وجهها الفاتيكان تتمثل في الإعلان الصريح عن أن الأولوية الحالية للكنيسة في العالم هي أولوية التبشير وليس أولوية حوار الأديان أو العمل المشترك لحل القضايات الإنسانية الكبرى أو ماشابه. كذلك فإن الصفعة تتمثل في دحض الدعاوى والحجج التي ترددها الأنظمة والنخب العلمانية على امتداد العالم الإسلامي والتي تزعم أن نظم العصر الحديث – والمقصود به هو الغرب – تنحي الدين جانباً ولاتعطيه الأولوية.
وتحت هذه المزاعم التي تكذبها الآن أولويات الفاتيكان المعلنة لجأت العديد من الحكومات والنخب العلمانية في العالم الإسلامي الى قمع وكبت ومنع النشاطات الإسلامية ولاسيما نشاطات الدعوة الإسلامية وهي تستشهد باستمرار بأن التجربة الغربية والتي يجب أن تحتذى هي تجربة علمانية بالأساس لامكان فيها للدين وأن أي تركيز على الدين في البلاد الإسلامية حتى ولو في مجال الدعوة الإسلامية بين المسلمين من شأنه أن يستدعي ردود أفعال عدائية من جانب الغرب بالإضافة الى اتهامات بالتطرف والسير في عكس اتجاه العصر.
غير أن إعلان الفاتيكان الأخير والذي يؤكد إعلانات سابقة منه ومن بعض الكنائس الغربية الكبرى يأتي لكي يقلب كل مواقف القوى العلمانية في العالم الإسلامي على رأسها ويقول للجميع بأنهم سوف يواجهون بعاصفة من النشاطات التي سوف تثير بدورها ردود فعل في الشارع الإسلامي لايمكن كبح جماحها أو معالجتها بالأحاديث والحجج العلمانية الخرقاء التي أصبحت هذه الحكومات والنخب لاتملك سواها.
وبناءً على هذا الإعلان الكاثوليكي القادم من الغرب سوف تتحدد الصورة في العالم الإسلامي في الفترة القادمة على النحو التالي: فسوف يكون هناك تيار قادم من الغرب ومطروح ليس فقط في الإعلام ولكن كذلك في النواحي الثقافية والفكرية والاجتماعية المنعكسة في نشاطات التلاقي والعلاقات البشرية في مجالات تتراوح من السياحة الى السياسة مهجوساً بالمحتوى الديني المسيحي في وقت يصبح فيه المحتوى الديني الإسلامي مطارداً ومرفوضاً تحت مسمى العلمانية وتفادي الحساسية الدينية ومواكبة العصر وتحت مسمى مجاراة أذواق وعقول النخب الحاكمة.
وبينما تطارد النشاطات الإسلامية بما في ذلك نشاطات أداء العبادات والشعائر فسوف تجد الشعوب أن النشاطات والرموز والشعارات والممارسات المسيحية تقتحم عليها مجالاتها الحياتية المختلفة قادمة من الغرب الى داخل بيوتها في إطار فورة النشاط التنصيري الغربي. وفي هذا الوضع لن يكون أمام النخب العلمانية الحاكمة سوى اللجوء الى المزيد من القوة والقمع للنشاطات الإسلامية بينما لن تستطيع أن تفعل أي شيء في مواجهة النشاطات التبشيرية إلا السماح لها بالمزيد من التغلغل من باب الرضوخ للضغوط الغربية.
هذا هو الوضع المتفجر الذي سوف يخلقه الإعلام التنصيري الكاثوليكي في العالم الإسلامي خلال الفترة القادمة.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 01:18]ـ
علي الرغم من اني اعرف مدي محاولة تغيير مجتمعاتنا الي العلمانية الا اني اقول ان التبشير لن ينجح في بلادنا فالناس علي وعي تام وخير كبير علي الرغم مما نراه في الشارع!
نعم هناك محاولات للفاتيكان وغيره لكن تضخيم الامر بهذه الصورة غير صحي ويدفع البعض لاعمال غير جيدة!(/)
صفقات إيران مع الشيطان الأكبر
ـ[محمد السيد المصرى]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 12:58]ـ
فاجأت المخابرات الأمريكية العالم بتقرير حول السلاح النووى الايرانى يفيد توقف المشروع النووى العسكرى الايرانى عام 2003 والمفاجأة جاءت من شقين .. الأول: أن الحرب السياسية والإعلامية التى تشنها ادارة الرئيس الأمريكى بوش ضد ايران فى أشدها.
الشق الثانى: أن التقرير جاء من المخابرات الأمريكية لذلك كان مهما جدا أن نقرأ هذا التقرير بعين فاحصة لعلاقة ايران مع الشيطان الأكبر. ففى تصوري أن ذلك التقرير خادع فى بريقه وماكر فى تقريره، وذلك للآتى:
أ- فهو من جهة يعيد للمخابرات الامريكية شكلها الايجابى ويضفى عليها مصداقية افتقدتها بسبب تقاريرها الملفقة ابان الحرب على العراق لكنه فى نفس الوقت يلقى ظلال من الشك حول دور المخابرات الأمريكية ان كانت تعلم بوقف البرنامج من 2003 فلماذا انتظرت حتى 2007 والراجح أنه تقرير سياسى أكثر منه حيادى بمعنى أنه تم طبخه بقرار سياسى حيث أن التقريرفى نفس الوقت يمسك بخيط السلاح النووى الايرانى ويعلقه مابين التأكيد على توقفه ومفهوم المخالفة بوجوده وعدم المانع من استمراره هذا هو وجه التقرير الاعلامى الخادع البريق الذى سوف ينبرى اليه أكثر بل كل المحللين.
ب- لكن المكر الأكبر يكمن فى أن هذا التقرير هو فى اعتقادى غطاء لصفقة سرية بين الحكم الشيعى الايرانى والادارة الصليبية الامريكية أو هدنة خفية مؤقتة لحين اشعار آخر وحتى نفهم الصفقة ينبغى أن نفهمها من خلال نقطتين هامتين .. الاولى: التوقيت. الثانية: تاريخ العلاقة بين الطرفين.
أولا بالنسبة للتوقيت: يلاحظ الآتى أن التقرير صدر فى ظل اشكاليات معقدة للادارة الأمريكية فى العراق سواء على المستوى العسكرى أو السياسى ولايخفى المشكلة اللبنانية وتعقدها ودور شيعة لبنان فيها كمخلب ليد ايران فى لبنان المتآخمة لحدود فلسطين وسوريا الملتهبة. ففى العراق يتضح قوة الدور الشيعى الايرانى وخروجه عن السيطرة الأمريكية فى العراق بسيطرته على مليشيات كثيرة وكبيرة وادارة توجيهها وذلك بالطبع لم يكن خفيا على الادارة الامريكية منذ بداية الاحتلال للعراق الذى جاء بمساعدة شيعية ايرانية كما صرح المسؤل الايرانى السابق أبطحى بتصريحه الشهير لولا ايران ما دخل الأمريكان العراق وأفغانستان.
والدور الشيعى لايخفى فى احتلال العراق لكن المقصود هو أن الأمريكان بغبائهم كانت خطتهم تقضى باحتلال العراق واعطاء الشيعة الحكم مكافأة لخيانتهم ولكن لم يدر فى خلد الامريكان تلك المقاومة السنية الرهيبة التى أقلقت مضاجعهم فى البيت الابيض وقلبت كل الخطط - ثم كان المخطط أن الايرانيين سيكتفوا باعطاء شيعة العراق الحكم ولكن الشيعة فى ايران أغراهم حالة الضعف العربى ووقوع الأمريكان فى براثن المقاومة العراقية فتوسعت أطماعهم سواء فى العراق أو لبنان التى امتدت لتشمل نشر وتقوية أنصار الفكر الشيعى الضال فى اليمن او السعودية ودول الخليج ثم امتدت الى مصر والسودان والجزائر والمغرب العربى فأقلقت النظم العربية المنسوبة للسنة فطرقت باب الأمريكان تستجدى وقف المد الشيعى فطلب الأمريكان من الشيعة التوقف ولكنهم فى غمرة نشوتهم بالحلم الذى تحقق فى العراق لم يتوقفوا فبادر الأمريكان الى فتح الملف النووى الايرانى وتهديد ايران وتجييش العالم للوقوف مع الامريكان امام مخاطر النووى الايرانى وفى غمرة تلك التهديدات ظن الكثير من المسلمين وغيرهم بوقوع حرب بين الفرس والروم وهى حرب صعبة الحدوث الا أن:
1 - ينزلق احدهما لظرف قاهر عن تكتيكه العسكرى وان حدثت على هذا النحو فلن تكون حرب اعتيادية مطلقا.
2 - أويتداخل فيها أطراف أخرى تسعر الحرب لان بين كلا الطرفين علاقة ومصالح خفية معروفة تاريخيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: التاريخ مهم لمن يريد أن يفهم الحاضروذلك ما ينبغى أن يخفى على العرب المسلمين الواقعين بين مثلث الشر الصليبى والشيعى واليهودى الصهيونى فعقب ما سمى بالثورة الايرانية كانت الشعارات الشيعية التى ملئت الآفاق تتحدث عن العدو الصهيونى والعدو الأمريكى الذى أطلقت عليه الشيطان ألاكبر ولكن الحقيقة على أرض الواقع السرى شهدت علاقة هامة مع كلا العدوين وبالتحديد مع أزمة الرهائن الامريكان الذين احتجزهم الحرس الثورى الايرانى فى مبنى السفارة الأمريكية ومهم فى هذا الصدد أن نقول أن الحكم الشيعى الايرانى منذ بدايته كان واضحا فى عدائه للسنة العرب وعنما رفع شعار تصدير الثورة لم يصدرها الى العدو الصليبى أو اليهودى انما لبلاد العرب السنة.
الشاهد أنه تعامل مع من أعلن عدواتهم اعلاميا ولكنه صاحبهم سرا وكان لشيعة ايران وملاليهم التى صدعت الآذان عن الاستكبار العالمى علاقات خاصة مع العدو الصهيونى والادارة الأمريكية فضحتها فضيحة ايران جيت أو كما اشتهرت ايران كونترا التى وقعت فى عهد الرئيس الامريكى ريجان ويلاحظ وجود بوش الاب على رئاسة المخابرات الأمريكية وقتها حيث زودت الولايات المتحدة الامريكية ايران بأسلحة متقدمة منها صواريخ تاو بواسطة العدو الصهيونى الذى يتولى شحن الاسلحة من عنده وباتفاق بين الايرانين واليهود الصهاينة والأمريكان وتحويل ثمن الصفقة الى حساب خاص فى بنك سويسرى وتحويله الى ثوار الكونترا الذين يعارضون حكومة نيكارجوا وذلك مقابل تدخل ايرانى للافراج عن امريكان احتجزهم شيعة فى لبنان.
هكذا كانت الصفقة بتبسيط ولكن المعلومات حول الصفقة أكبر من ذلك فقد ذكرت تقاريرمنها ما كشف عن تقرير أرسله سكرتير لجنة الامن القومى بمجلس الدوما الروسى كوزنيتسوف ردا على طلب السناتور الجمهورى لى هاملتون بالمساعدة فى التحقيق فى فضيحة ايران جيت وكان الرد عبر السفارة الامريكية فى موسكوفى 11نوفمبر 1993 أن العلاقة نشأت منذ احتجاز الرهائن فى السفارة الأمريكية وتدخل الجناح الجمهورى ريجان وبوش عبر وليام كاسى مدير حملة ريجان حيث التقى بمسؤلين ايرانيين ثلاث مرات للتفاهم للافراج عن المحتجزين مقابل صفقة سلاح أمريكى عبر العدو الصهيونى وتأخير الافراج لحين نهاية حكم الرئيس الديمقراطى كارتر حتى تكون سبب فى اسقاطه وقد حدث وتولى ريجان وأفرج عن الرهائن فى عهده وانكشفت فضيحة ايران جيت عام 1986 وكلف السناتور تاور برئاسة لجنة تحقيق واعدت اللجنة تقريرها فى 250 صفحة جاء فيها فقرة لافته للنظر تقول: " ان الولايات المتحدة الامريكية يتعين عليها ان تشجع حلفائها الغربيين واصدقاءها على مساعدة ايران في الحصول على طلباتها واحتياجاتها بما في ذلك المعدات الحربية التي تحتاج اليها".ثم يشير تقرير لجنة "تاو" الى ان اسرائيل ظهرت في الافق بعلاقات خاصة مع ايران ويستطرد، ليقول في فقرة منه بالنص:
" ان اسرائيل لها مصالح وعلاقات طويلة مع ايران، كما ان هذه العلاقات تهم أيضا صناعة السلاح الاسرائيلي. فبيع السلاح الى ايران قد يحقق الهدفين في نفس الوقت: تقوية ايران في حربها ضد العراق وهوعدو قديم لاسرائيل، كما انه يساعد صناعة السلاح في اسرائيل. ويفهم ما جاء فى التقرير مع مانشر فى جريدة التايمز فى 18 يوليو 1981 حيث نشرت خبر عن اسقاط الدفاع الجوى الروسى طائرة ارجنتينية تابعة لشركة أروريو بلنتس والمفاجاة ان الطائرة التي سقطت كانت مملؤة بشحنة من السلاح الاسرائيلي، وكانت متجهة لايران، وداخل الخبر نشرت تفاصيل ملفتة وهامة عن هذا الخبر الخطير، وكيف أن ايران استلمت ثلاث شحنات أسلحة صهيونية، الأولى استلمتها في 10يوليو، والثانية في 12يوليو والثالثة فى17يوليو1981وفى مقابلة مع جريدة (الهيرالد تربيون) الامريكية في24أغسطس 1981م اعترف الرئيس الايراني السابق "أبو الحسن بني الصدر " أنه أحيط علما بوجود هذه العلاقة بين ايران واسرائيل وانه لم يكن يستطع أن يواجه التيار الديني هناك الذي كان متورطا في التنسيق والتعاون الايراني- الاسرائيلي، وفي 3يونيو/1982م، اعترف " منا حيم بيجن" بأن اسرائيل كانت تمد ايران بالسلاح وعلل شارون (وزير الدفاع الاسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الاسرائيلي الى ايران بأن من شأن ذلك اضعاف العراق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر الكولونيل " أوليفر نورث" (مساعد مستشار الامن القومي) في البيت الابيض والمسؤول الأهم في ترتيب التعاون العسكري بين اسرائيل وايران، ذكر في مذكراته التي نشرها في أواخر عام 1991م بعنوان " تحت النار" أن حجم مبيعات السلاح الاسرائيلي لايران وصل الى عدة بلايين من الدولارات. الى هنا نتوقف فهذا هو تاريخ العلاقة الشيعية الايرانية مع الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية الصليبية والأصغرالعدو الصهيونى اليهودى لايوجد عدو أيدلوجى ولا استراتيجى انما هى مصالح وعلاقات وعدو الشيعة الحقيقى هو أهل السنة.
ومن هنا نبدأ فهم حقيقة التقرير المخابراتى الأمريكى الأخير من خلال التوقيت والتاريخ حيث يتأكد منهما وجود صفقة أعتقد أن منها الآتى:
1 - تقدم ايران حلول ايجابية تخدم الامريكان فى المستنقع العراقى تتمثل فى غل يدها العسكرية عن التواجد فى العراق مقابل بسط النفوذ الشيعى بوجه شكلى عروبى.
2 - عدم عرقلة سير المجالس العميلة المنتسبة للسنة الموالية للمحتل الامريكى.
3 - خفض صوت التقسيم الذى اقلق العرب والرضا بالمكتسبات الشيعية فى السيطرة على الحكم فى العراق بدون دعوة الى التقسيم.
4 - ايضا خلخلة الوضع الشائك فى لبنان بايجابية تعطى ضمان لاستقرار الموالين لامريكا فى لبنان.
وفى المقابل تبدأ الولايات المتحدة:
1 - السكوت عن حزب ايران الشيعى وسلاحه فى لبنان ولايفوتنا هنا أن نشير الى أن حرب حزب ايران اللبنانى ضد العدو الصهيونى كانت مقدمة لتلك الصفقة وهى كانت رسالة ايرانية ولم تكن مطلقا حربا عقائدية.
2 - بخفض صوتها فى ملف ايران النووى خطوة خطوة وقد بدأت بالتقرير المخابراتى.
3 - أيضا غض الطرف عن العقوبات الاقتصادية لايران.
4 - والأهم ادخال ايران وسط العرب فى اجتماع مجلس التعاون الخليجى الأخير الذى عقد فى قطر ودعيت اليه ايران بدعوة قطرية ولايخفى العلاقة الهامة بين قطر والولايات المتحدة الامريكية.
ومن هنا نلتفت الى التساؤل حول علاقة العرب السنة بايران الشيعية
لايخفى أن نظم الحكم العربية خاصة فى الخليج شعرت بقلق شديد ومخاوف من ايران منذ ثورة الخومينى عام 1979لذلك تمت مساعدة العراق فى حربه ضد ايران وعادت تلك المخاوف تزداد بقوة عقب سقوط بغداد واحتلال العراق واستيلاء خونة الشيعة على حكم العراق وسعيهم لتصفية السنة فى العراق ودعوتهم لدولة شيعية فى الجنوب العراقى وتنامى المد الشيعى وامتداده الى دول الجوار.
ولم تتوقف مخاوف العرب فقط عند هذا القدر بل أضيف لها أن المنطقة العربية الخليجية أصبحت ساحة الحرب المنتظرة للصراع الأمريكى الايرانى حول الملف النووى فقد توسعت ايران فى انتاج الصواريخ طويلة المدى وتوسعت الادارة الامريكية فى استغلال العرب فى اقامة القواعد العسكرية الأمريكية وعملت على ابتزار العرب سياسيا وعسكريا واقتصاديا فسارعت دول الخليج الى شراء السلاح الامريكى بمليارات الدولارات رغم عدم وجود القدرة الحقيقية لاستخدامه فضلا على الرضوخ السياسى لكل ماتريده الادارة الامريكية خوفا من الفزاعة الايرانية الشيعية الى أجادت الادارة الامريكية استخدامها مع دول الخليج.
لكن الصفقة الايرانية الامريكية الاخيرة غيرت بعض قواعد اللعب فبعد أن كانت دول الخليج ترفض حضور ايران لاجتماعاتها فى السنوات السابقة حضرت اليوم مؤتمرها الأخير كى يطمئن الايرانيون أن الادارة الأمريكية جادة فى صفقتها فحلفاء أمريكا من العرب أصحاب ساحة الحرب المنتظرة ومخازن السلاح والجيش الامريكى يرحبون بايران فالعرب يهمهم عدم وقوع الحرب حرصا على مصالحهم ولايهمهم مطلقا تفاصيل اى صفقة امريكية ايرانية.
ولكن ألايتدبر العرب بما حدث فى الحرب العراقية الايرانية حيث كانت الولايات المتحدة تمد الطرفين بالسلاح كى تظل دول الخليج تحت الاستنزاف والابتزاز الامريكى السياسى والاقتصادى والعسكرى. وألايتدبر العرب بما حدث من تحالف أمريكى ايرانى فى احتلال العراق وتدميره وتغيير نظام الحكم من سنى الى شيعى.
ويبقى أن السياسة الامريكية تعتمد على بقاء الفزاعة الايرانية الشيعية لدول الخليج دائما وستظل ايران تطور من أسلحتها ولكن فى الحدود التى لايستشعر فيها الأمريكان الخطر على مصالحهم بقوة وهى رغبة أيضا صهيونية فلابد أن تظل المنطقة العربية مشغولة بعدو آخر غير اليهود وقضية فلسطين ولايخفى سعى الادارة الأمريكية الى انهاء القضية الفلسطينية فى انا بوليس.
وأخيرا منذ سنوات قال مسؤل شيعى ايرانى كبير أن الطريق لتحرير القدس يمر عبر كربلاء وهاهم احتلوا كربلاء ولم تتحرك بندقية واحدة تجاه القدس فالحقيقة أنهم يتوجهون نحو مكة والغرب الصليبى يعرف ذلك والعدو الصهيونى يعرف ذلك ويشجعهم وهم متحالفون على القضاء على السنة ومكة هى قبلتهم فى صفقتهم بأيدى شيعية فهل ينتبه المسلمون أهل السنة.(/)
المستشار عبدالحليم الجندي (المصري) خير شاهد على الوهابية ودولتهم
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 01:49]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فهذه شهادة تسجل للتاريخ وهى شهادة عالم مصري كان يعتقد في الوهابية ما يعتقده الكثير من الجاهلين بحقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهى هدية مصرية للوهابية.
المستشار المصري عبدالحليم الجندي عالم مصري شغل عدة مناصب:
1 - الرئيس السابق لإدارة قضايا الحكومة
2 - عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
3 - مستشار في المحاكم المصرية
4 - رئيس لجنة تجلية مبادئ الشريعة الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
5 - عضو لجنة الشريعة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب
هذا المستشار جاء إلى الرياض زائرا وبالتحديد جاء أستاذا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العام الجامعي 1395 - 1396 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أنه أتى بفكر عن الوهابية حيث يعتقد فيهم ما يعتقده كثير من المصريين الذين لا يعرفون عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلا ما يسمعونه من أن الوهابية لا يحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم خوارج ديدنهم تكفير المسلمين وتكفير العلماء ...... إلخ. لكن عاد الدكتور المستشار برأى آخر عن الوهابية وسجل شهادته في كتاب ألفه سماه
(الإمام محمد بن عبدالوهاب أو انتصار المنهج السلفي)
وقد نصر في هذا الكتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودافع عنه ونصر دعوته السلفية يقول في المقدمة:
(بهذا أصبحت المملكة العربية السعودية دولة رائدة في المجتمع العالمي معلمة للمجتمع الإسلامي بانتصار الشريعة على الجريمة والرذيلة .... )
وقال أيضا:
(وبهذا قامت جماعة إسلامية حقا هى آدي للأمانة وآكد في التعامل وأبعد عن التبذل وأصون للحرمات ... )
ولا شك أنها شهادة عالم تسجل للتاريخ (وليشهد التاريخ للوهابية ودولتهم) فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 03:40]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم أبا الحسن الأزهري، وزادكم الله توفيقاً وسداداً ...
وأنقل لكم - للفائدة - ما كتبه الأخ أبو عمر المنهجي عن هذا الكتاب ...
قال - وفقه الله -:
[[- اسم الكتاب: " الإمام محمد بن عبدالوهاب أو انتصار المنهج السلفي "
المؤلف: المستشار عبدالحليم الجندي.
المولد: مصر - الجمهورية العربية المشتركة.
قبل الكلام عن الكتاب لنطل إطلالةٌ خفيفة مع اطلال في حياة المؤلف:
فالمؤلف هو المستشار عبدالحليم الجندي ..
الرئيس السابق لإداراة قضايا الحكومة في جمهورية مصر العربية.
رئيس لجنة تجلية مبادئ الشريعة الإسلامية بالمجلس الإعلى للشئون الدينية.
عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
عضو لجنة الشريعة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
لهُ مؤلفات كثيرة ..
منها:
" مالك بن أنس إمام دار الهجرة "، " أحمد بن حنبل إمام أهل السنة "، " الإمام الشافعي ناصر السنة وواضع الأصول "، " أبو حنيفة بطل الحرية "، " الإمام جعفر الصادق "، وكتابنا " الإمام محمد بن عبدالوهاب "، " الشريعة الإسلامية "، " أئمة الفقه الإسلامي "، " مجموعة مذكرات قضائية " - جزئين -، " الشبهات التي تثار حول تطبيق الشريعة الإسلامية "، " دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب "، " حول صياغة الدستور الإسلامي "، " توحيد الأمة العربية بتوحيد شرائعها "، " تصرفات السفهاء قبل الحجر "، " نحو تقنين للمعاملات المدنية في الفقه الإسلامي "، " نحو تقنين للعقوبات المدنية في الفقه الإسلامي "، …
.. وكتب أخرى كثيرة ..
إذاً هذا المستشار له حبل من المودة ربطهُ إيخاء المؤمن والبحث الصادق والنظر المتجرد .. حين يتحدث علية القوم أصحاب الفكر النير .. يجب تكتيم أصحاب المواقف المشبوهة .. أو من يتحدث بلا علم .. سمعت الناس قالوا كذا فقلت؟!!
قام هذا الشيخ المصري أيام الجمهورية العربية المشتركة بين بعض الدول العربية .. ورأى الكلام من قبل أصحاب المصالح لدعوة الشيخ محمد ومن تبعه .. فرصدها عن قرب .. قرأ رسائلها .. تتبع رجالها .. قرأ ما لها وما عليها .. بعد ذلك جرد قلمه وألف كتابها لإمام محمد بن عبدالوهاب أو انتصار المنهج السلفي وسبر فيها الدعوة ورصدها .. ثم تحدث في محاور عديدة ..
بعد ذلك أراد أن يخصص بحثاً لتبيان نقطة معينة فألف رسالته (دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب)
مع الكتاب وقفات:
بدأ المؤلف مع المآسي .. من عالم النور والاتباع والهدى والسنة إلى أوحال الابتداع ..
ومن البدع المذمومة إلى البدع المكفرة ..
وركز على الخلل لدى أصحاب التشيع والتصوف .. وكيف من البدع المذمومة إلى البدع المكفرة!!
ثم يوضح أن هناك نور بدأ ينطلق كاسحاً جميع الظلمات .. وبداية العودة للسنة والمنهج السلفي ..
ويحمل لوائه ابن تيمية .. ومن ثم تلميذهُ البار ابن القيم ..
ثم ينطلق للباب الثاني .. " الدعوة للتوحيد " ..
ويوضح مراسم الدعوة السلفية المنطلقة من العيينة ..
ثم يرسم بعض اللوح الناصعة .. ورد الشبهات الكاذبة …
ثم يرسم الباب الثالث " انتصار المنهج السلفي "
وعن كيفية عودة الأمة للتوحيد .. وعن إقامة الدولة .. وانتشار الدعوة وصدى هذا الدعوة في الأفاق.]]
رابط المقال: http://saaid.net/monawein/k/1.htm(/)
الثبات ........ في الزمن الصعب.
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 01:26]ـ
الثبات عزيز نسأل الله الإعانة والدوام على الطاعة.
الفتن المتلاطمة من حولك لاتملك إلا أن تقول فيها اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور
وأسباب التردي عدة وتتغير بتغير الأشخاص والأزمنة.
وقرأت مقالاً جميلاً في مجلة البيان تمنيتُ من الأحباب أن يطلعوا عليه وهو
بقلم فضيلة الشيخ الدكتور / عبدالعزيز العبداللطيف
أضحى (بلعام) زنديقاً ملحداً خبيثاً، وكان قبلُ رجلاً صالحاً مجاب الدعوة، ولأجل لعاعة الدنيا انتكس (بلعام)، وانسلخ من آيات الله (1) كما تنسلخ الحية من جلدها، فلحقه الشيطان وأدركه، فصار من الغاوين الذين يعرفون الحق ويعملون بخلافه. قال - عز وجل -: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 571 - 671].
إن اتِّباع الهوى والرُّكون إلى الدنيا والإخلاد إلى الشهوات سبيل الخذلان (2). ومحبة الدنيا قد تكون مطيّةً لردَّة العالِم عن الإسلام (3).
قال ابن القيّم في بيان هذه الآيات: «وفي تشبيه مَنْ آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه؛ سرٌّ بديع، وهو أن هذا الذي حاله ما ذكره الله من انسلاخه من آياته واتِّباعه هواه؛ إنما كان لشدة لهفه على الدنيا؛ لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة، فهو شديد اللهف عليها، ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه». إلى أن قال: «وقوله - سبحانه -: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} فأخبر - سبحانه - أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم، فإن هذا كان من العلماء، وإنما هي باتِّباع الحق وإيثاره، وقصد مرضاة الله، فإن هذا كان من أعلم أهل زمانه، ولم يرفعه الله بعلمه، ولم ينفعه به، نعوذ بالله من علم لا ينفع» (4).
وأفراخ (بلعام) على هذا السَّنَن؛ فابن الراوندي - الهالك سنة 298هـ - «معتمَد الملاحدة والزنادقة» (5) - كما سمَّاه ابن الجوزي - يصنِّف كتاباً لليهود ردّاً على الإسلام نظير أربعمائة درهم دفعوها له، فلما قبض المال رام نقضه، حتى أعطوه مائة درهم أخرى فأمسك عن النقض (6)!
وعبد الله بن علي القصيمي (ت 1416هـ) سطَّر مؤلفات في نصرة الإسلام والسنة، ثم انسلخ من ذلك كله، فصار من دعاة الردة والإلحاد، وقد ذكر معاصروه سبب انسلاخه أنه ارتشى من بعض الجهات المحاربة للأديان (7)، لا سيما مع شظف عيشه في السابق وشغفه بالمال في اللاحق (8).
ولا يزال (البلعاميون) الجدد يقتاتون من سفارات مأبونة وجهات موبوءة سواء كان ذلك بالأصالة أو بالوكالة.
وإن زينة الدنيا وبريقها سبب انتكاس، وسبيل ارتكاس. قال - عز وجل -: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [النحل: 701].
وكذا الولوغ والانغماس في شهوات النساء من ذرائع الرِّدة وطرائقها، ولذا حذّر المصطفى صلى الله عليه وسلم من فتنة المال والنساء بقوله: «إن الدنيا حلوة خضِرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» أخرجه مسلم.
فهذا صالح «المؤذن» كان معروفاً بالصلاح، ثم تنصَّر وارتدَّ عن الإسلام ومات على ذلك؛ لأجل نظرة فاتكة إلى امرأة نصرانية (9). وعبده بن عبد الرحيم ممن جاهد الصليبيين، ثم انسلخ من الإسلام والسنة والجهاد؛ إذ عشق نصرانية، ومات على دين الصليب سنة 278هـ (10). واستحوذ على ثالثٍ الهيامُ بغلام اسمه (أسلم)، فكان التشريك والكفر آخر كلامه من الدنيا (11)؛ نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.
وذكر ابن حزم أن (النّظَّام) - من رؤوس المعتزلة - عشق فتى نصرانياً، فوضع له كتاباً في تفضيل التثليث على التوحيد: «فيا غوثاه! عياذك يا ربِّ من تولُّج الشيطان ووقوع الخذلان» (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
والانكباب على الشبهات والإغراق في الوساوس والشكوك يؤول إلى الردة والانسلاخ عن الإسلام، فالجهم بن صفوان صاحب خصومات، فلقي أناساً من المشركين يقال لهم: «السُّمنية» فشككوه في دينه، فتحيَّر الجهم، ولم يدرِ من يعبد أربعين يوماً، ثم أظهر تعطيل الأسماء والصفات (13). ولازم ابنُ الراوندي أهل الإلحاد، فإذا عُوتب في ذلك قال: إنما أريد أن أعرف مذاهبهم (14)، ثم أظهر زندقته وطعنه في الله - تعالى - والقرآن.
فيتعيَّن مجانبة مواطن الإلحاد والزندقة، سواء كانت أشخاصاً أو مجلات أو قنوات ومواقع، أو مؤتمرات وندوات، إلا من عزم على نقض نفاقهم وهتك زندقتهم من أهل الكفاءة والرسوخ.
وكما في حديث عمران بن حصين - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سمع بالدجال فليَنْأَ عنه، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات» (15).
وما برح (البلعاميون) الجدد في لجج الشكوك يعمهون، وفي أودية الحيرة يقطنون، فالقصيمي - قبل أن يجاهر بالزندقة - يعترف بالشكوك والحيرة التي تقضُّ مضجعه، وتسخن جسمه (16). وصاحب «الثورة العلمية الحديثة» غلبت عليه شقوة الكلام فتفوَّه بالإلحاد والشكوك في حق الله عز وجل. وثالثهم يجعل الشك مسلكاً سديداً، ويتهم الرب - سبحانه - في تدبيره وتقديره (17). وينعق آخرون بالحيرة والتشكيك، محرّضين على اتِّباع سلفهم كلب المعرَّة (أبو العلاء المعري) صاحب الارتياب والمطاعن في دين الله تعالى (18).
وهذا يوجب ضرورة التسليم والانقياد لنصوص الوحيين وعدم معارضتها بذوق أو عقل أو رأي، فإنه ما سلم في دينه إلا من سلَّم لله تعالى. كما يتعيَّن الرسوخ في العلم الشرعي؛ «فإن الراسخ في العلم لو وردتْ عليه من الشُّبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكاً؛ لأنه قد رسخ في العلم؛ فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردتْ عليه ردَّها حرسُ العلم وجيشه مغلولة مغلوبة» (19).
وفساد السريرة، وخراب الباطن يوقعان في الردة وسوء الخاتمة، كما حرَّره عبد الحق الإشبيلي بقوله: «واعلم أن سوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنما يكون لمن له فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبيرة، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى نزل به الموت قبل التوبة» (20).
وآفات الباطن قد استحوذت على زنادقة العصر؛ فالقصيمي - مثلاً - في غاية الكبر والزهوِّ والاختيال (21)، ولما ألَّف كتابه «البروق النجدية» - وقت إسلامه واشتغاله بالعلم - صدَّره بقصيدة يمدح بها نفسه ويطريها، ولما اطَّلع على هذا الكتاب الشيخ عبد العزيز بن بشر (ت 1359هـ) تفرَّس في مؤلفه الإلحاد والانحراف عن الإسلام (22).
وله أبيات شنيعة يمدح فيها علمه، الذي لو قسم على الآفاق لأغنى عما جاء به الرسل عليهم السلام (23).
والغرور والفخر ونحوهما من عاهات النفوس المعوجَّة لا تكاد تفارق أولاد (بلعام) في مقالاتهم وأطروحاتهم؛ فهم يتشدقون بالمصطلحات المركبة، ويعشقون العبارات الأعجمية، ويتلفعون بالغموض والمغالطات، مما يعكس عن نفوس موبوءة بالكِبْر والعُجْب، والقارئ العادي قد تهوله تلك العبارات الغامضة، والتراكيب الشائكة، وهي في الحقيقة - كما قال ابن تيمية -: «إنما هي من باب القعقعة بالشِّنَان لمن يفزعه ذلك من الصبيان، ومن هو شبيه بالصبيان» (24).
وأخيراً: فإن سلفنا الصالح - في القرون الثلاثة الأولى فما بعدها - ما فتئوا يجاهدون هؤلاء الزنادقة، ويهتكون أسرارهم، ويكشفون نفاقهم وتلوُّنهم، ويحذّرون الأمة منهم، ويبيِّنون حكم الله فيهم، من جهة ردَّتهم وانسلاخهم عن الملَّة، وإقامة الحجة عليهم، وإمضاء حد الردة على أعناقهم، فلا أقل من تحرير الفتاوى في حكم الله فيهم، وتجلية نفاقهم.
وإن كنا نحذر من مسلك التعجّل والعاطفة المندفعة تجاه هؤلاء الزنادقة، والتي قد تفضي إلى ما لا تحمد عقباه من مفاسد راجحة؛ فإننا نحذر من الإيغال فيما يسمى بـ «ضبط النفس» الذي قد يفضي إلى خمود الغيرة الإيمانية، وبرودة الدين في القلب؛ فعلماء الإسلام لم يكن رسوخهم في العلم، وتحلِّيهم بالحكمة و «ضبط النفس» مانعاً من ظهور غيرة إيمانية متوقدة؛ فهذا ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول عن أحد القدرية النفاة: «أدخل يدي في رأسه ثم أدقُّ عنقه» (25).
(يُتْبَعُ)
(/)
وها هو السبكي يقول في أحد الزنادقة السابِّين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «وليس لي قدرة أن أنتقم بيدي من هذا السابِّ الملعون، والله يعلم أن قلبي كارهٌ منكِر، ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب ها هنا، فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم، وأسأل الله عدم المؤاخذة بما تقصر يدي عنه، وأن ينجِّيني كما أنجى الذين ينهون عن السوء، إنه عفوٌّ غفور» (26).
وهذا ابن عابدين - رحمه الله - يقول عن شقيٍّ استطال على خاتم المرسلين: «وإن كان لا يشفي صدري منه إلا إحراقه وقتله بالحُسام» (27).
________________
(*) مجلة البيان عدد 250.
(1) انظر: تفسير ابن كثير: 2/ 254، والبداية: 1/ 322.
(2) انظر: تفسير السعدي، ص 351.
(3) انظر: تاريخ ابن غنام: 2/ 413.
(4) التفسير القيم، ص 281، 283.
(5) المنتظم، لابن الجوزي: 13/ 108.
(6) انظر: ابن الراوندي في المراجع العربية الحديثة، للأعسم: 1/ 72، 93.
(7) انظر: بيان الهدى من الضلال في الردّ على صاحب الأغلال: 1/ 5.
(8) انظر: دراسة عن القصيمي، لصلاح الدين المنجد.
(9) انظر: ذم الهوى، لابن الجوزي، ص 409.
(10) انظر: البداية، لابن كثير: 11/ 64.
(11) انظر: العاقبة، لعبد الحق الإشبيلي، ص 180.
(12) انظر: طوق الحمامة (ضمن رسائل ابن حزم): 1/ 278.
(13) انظر: الردّ على الزنادقة، للإمام أحمد (ضمن عقائد السلف)، ص 65 - 66.
(14) انظر: المنتظم، لابن الجوزي: 13/ 108.
(15) أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه، وصححه الألباني في الجامع الصغير.
(16) انظر: الردّ القويم على ملحد القصيم، لعبد الله ابن يابس، ص 11.
(17) انظر: موقع إيلاف: 22/ 7/2007م، والوسطية: 28/ 12/2002م.
(18) انظر: جريدة الرياض 18/ 9/2003م، 12/ 8/2004م.
(19) مفتاح دار السعادة، لابن القيم: 1/ 140.
(20) العاقبة ص 180. وانظر: الجواب الكافي، لابن القيم، ص 226.
(21) انظر: بيان الهدى، للسويّح: 1/ 5، 47، 142.
(22) انظر: الرد القويم، لابن يابس، ص 12. وروضة السنين، للقاضي: 1/ 280 - 281.
(23) انظر: الرد القويم، لابن يابس، ص 12. وروضة السنين، للقاضي: 1/ 280 - 281.
(24) الدرء: 4/ 183.
(25) أخرجه اللالكائي في أصول السنة: 4/ 712.
(26) السيف المسلول على من سب الرسول صلى الله عليه وسلم، ص 113 - 114.
(27) رسائل ابن عابدين: 1/ 293.
نسأل الله للدكتور التوفيق وجزاه الله خيراً.
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 03:10]ـ
من الكتب النافعة في الموضوع:
1 - من أخبار المنتكسين للعصيمي
2 - الثبات للدكتور محمد بن حسن الشريف.
نسأل الله المدد والسداد في القول والعمل.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 07:51]ـ
جزاك الله خيرا
هل تلك الكتب على الشبكة
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 07:54]ـ
بارك الله في الناقل والكاتب.
ـ[الأصيل]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 08:41]ـ
يامقلب القلوب ثبث قلوبنا على دينك(/)
من قال إنه مقدس؟؟!!
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 05:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
من قال إنه مقدس؟
لا تجد نصرانياً يتكلم إليك عن تاريخ الكتاب (المقدس)، إلا إذا اطمئن أنك لا تعرف شيئاً عن كتابه (المقدس) عندها فقط يتحدث إليك عن كَمِّ المخطوطات التي عثروا عليها مدفونة في القمامة وفي التراب من مئات السنين، وكمِّ النسخ التي وزعت مع الأموال والهدايا على الفقراء الجوعى في أدغال ومستنقعات أفريقيا وغابات شرق أسيا؛ ولا تجد النصارى يناظرون عن كتابتهم إلا في البالتوك وبأسماءٍ مستعارة، وحالاتٍ فردية وليس توجهاً عاماً بينهم أن يدافعوا عن كتابهم ضد من يهاجمه وجهاً لوجه (1).
إن بالأمر سر
المسيحُ عليه السلام رُفِعَ إلى السماء وترك إنجيلاً، هذا الذي يتكلم عنه القرآن الكريم {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [المائدة: 46]، وتكلم عن هذا الإنجيل بولس (2)، ومرقس (3). والنصوص المذكورة تسميه (إنجيل الله) أو (إنجيل المسيح) عليه السلام (4)، وجاء بولس بشرعٍ جديدٍ؛ هجرَ الإنجيلَ وتعاليمَ المسيحِ، وتلاميذَ المسيحِ (5)، وكررَ بدعةً تكررت قبله ستة عشر مرةً (6)، وهي القول بتجسد الإله وموته من أجل الفداء والصلب، لم يكن أول من قال بها، فقد كانت عقيدة الهندوس والأيرلنديين والفراعنة المصريين، وحاول بولس اليهودي أن يقنع تلاميذ المسيح عليه السلام بدينه الجديد مرتين حسب كلامه هو فلم يقتنعوا فتطاول عليه وسبهم (7)، وفارقهم وحذر منهم، ثم وثب عليه الرومان فقتلوه، وتبعثر تلاميذ المسيح عليه السلام وضاع إنجيل المسيح عليه السلام بين سياط الرومان، وأفاعي يهود، وأتابعِ بولس، وكانت عاصفة اجتاحت الشام وتركيا وأرض اليونان، كانت أمواجاً عاتية تغرق من تكلم، فلم يكن يتكلم أحدٌ إلا سراً، وكلام السر لا ينضبط، راح كثيرون يكتبون بأيديهم .. يدونون الأحداث في رسائل لأصحابهم، ولم يقل أحدٌ منهم قط أنه يكتب كلاماً مقدساً (8)، الكلُّ كتب. يسجل الأحداث، يحكي سيرة فلان وفلان، يخاطب صديقاً، وبعضهم تطاول عليه الليل واسود جانبه ولم يجد خليلاً يلاعبه فراح يبث أشجانه ويحكي أوهامه يخاطب أصحابه، في رسائل لم تبرح مكانها، أو برحت.
ثم جاء قوم بعد ذلك (المجامع المقدسة) وجمعوا ما كُتب واختاروا منه أربعة كتب وقالوا هذا هو إنجيل المسيح!!
فلا كَتَبَهُ المسيح، ولا كتبه تلاميذ المسيح، ولا ادعى من كتب أن الله أوحى إليه، وإنما كتاباتٌ شخصية (9) أخذت وصف (القداسة) لاحقاً، أخذت وصف (القداسة) من البشر وليس من الله خالق البشر. ونسأل العقلاء من النصارى، وأنتظر الإجابة على البريد أو تحت المقال في التعليق: هل كان كَتَبَةُ الأناجيل وهو يكتبون يعرفون أنهم يكتبون كلاماً مقدساً؟
أبداً. لا. بل صرحوا بعكس ذلك.
ونسأل: ما هو الضابط الذي على أساسه قيل أن هذه الكتابات (مقدسة)؟ أو بطريقة أخرى لم هذه الكتب الأربع والرسائل (مقدسة) وغيرها مما كتب قبلها ومعها وبعدها اعتبرته المجامع غير (مقدس)؟
لا إجابة.
إنه بالتشهي، ما وافق هواهم اعتبروه (مقدس)، وما خالف هواهم اعتبروه مدسوس مدنس. وكل ليس بمقدس، كله من أهواء البشر.
نعم بالتشهي أأكد على ذلك، وأمارة أن (التقديس) الذي لحق هذه الكتب كان بالتشهي هو أنه لا توجد ضوابط للقول بأن هذا الكتاب مقدس أم لا. ومن عرف ضابطاً واحداً ينطبق على هذه الكتب ولا ينطبق على غيرها من الكتب التي لم يلحقها صفة (القداسة) فليأتنا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يجول بخاطر القارئ الكريم أنهم اعتبروا هذه الكتابات (مقدسة) ثقة فيمن كتبها، إذ أنَّ الصالحَ يُؤمنُ على قوله، ويُقدس الناس كلامه محبة فيه، ولكن هذه أيضا لا. كَتَبَتُ الأناجيل غير معروفين .. لا أقول غير معروفين بعلم وعدل، وإنما غيرُ معروفين من الأصل .. لا أحد يعرف أشخاصهم، أغلب كتبة (الكتاب المقدس) غير معروفين، هذا قول المجاملين حين يتكلمون عن كتابهم، والمحققون من إخواننا يقولون كل كتبة الكتاب (المقدس) لا أحد يعرف عنهم شيء، وهذه مصيبة أن تُؤخذ أمور الاعتقاد ممن لا نعرفه بعلم ولا بعدل، فماذا لو كان كذّاباً؟! أو ماذا لو كان نسياً؟! هو كذاب بالفعل، وأمارة كذبه مخالفته لإخوانه (المقدسين) في عديدٍ من الأمور.
أمورٌ غيبيةٌ جاءتنا ممن لا نعرفه، جاءتنا دون أن نعرف كيف وصلت إلى كاتبها فكيف نثق في خبره؟!
نحن المسلمين لا نأخذ الحديث إلا ممن نعرفه بعلم وعدل. أما أهل الكتاب فلا يعرفون الكاتب مطلقاً ولا كيف جاءته الأخبار التي يكتبها.
بل وأبعد من ذلك كتبة الأناجيل يكذبون، ويصرحون بذلك- كما بولس- ويخالف بعضهم بعضاً في أخباره، ولا زال القوم يعتبرون كلامهم (مقدس).
وعجبي.!!
______________________________ _________
(1) يلاحظ أن المناظرات في البالتوك بدأت تتناقص، وأن ديدات حين خرج ينادي فيهم ناظروه ثم احجموا ودخلوا جحورهم، ثم حين هرم ومرض علت أصوات بعضهم تتوعده لو كان صحيحا معافاً!!، وأكبر تخصص في الدفاع عن الكتاب (المقدس) في مصر (بسيط أبو النور) وهو من المنظرين والمهاجمين بقلمه ولسانه إلى اليوم لم يخرج للمناظرة.مع أنه يدعى للمناظرة كل يوم!!.
(2) في (غلاطية 1/ 6 ـ 8) و (وكرونثوس الأولى: 9/ 12 ـ14).
(3) (8/ 35)
(4) انظر (إنجيل المسيح) للدكتور منقذ السقار ضمن كتابه (هل العهد الجديد كلمة الله؟)
(5) انظر [غلاطية2: 1ـ 9].
(6) بدعة تجسد الإله وموته مصلوباً من أجل فداء البشرية تكررت ستة عشر مرة، والطرح في هذا كثير مكتوب (مقالات ورسائل وأبحاث)، ومحاضرات مصورة، حتى أصبح من العلم الضرري عند المهتمين!!
(7) انظر ماذا يقول عن تلاميذ المسيح في رسالته إلى فيلبي ... يصفهم بالكلاب و ... انظر تعرف كم كان مفارقاً للمسيح وتلاميذ المسيح.
(8) انظر على سبيل المثال لا الحصر [كرونثوس 2: 11: 17]، و [كرونثوس الثانية: 8: 10] , [كرونثوس1: 7:12] و [كورنثوس1 7/ 25 - 26].
(9) انظر على سبيل المثال لا الحصر [كرونثوس الاولى: 16: 19، 20]، و [رومية: 16: 1 ـ 21]، ومقدمة إنجيل لوقا.
منقول!(/)
لا لتدريس المنطق ... لعبدالله السهلي
ـ[الخالدي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 08:16]ـ
مقال ٌ ماتع أتركه لكم هنا ..
لا لتدريس المنطق
بقلم: عبد الله السهلي
باحث وأكاديمي
اطلعت على مقالة (تدريس المنطق ضرورة لمنهجية التفكير) للأستاذ يوسف أبا الخيل في جريدة الرياض صفحة حروف وأفكار عدد (13797) في يوم الاثنين 5ربيع الأول 1427هـ وقبل البدء بالتعقيب على مقالة الأستاذ يوسف أود أن أجمل أبرز الأفكار التي أوضحها الكاتب في مقالته حسب ترتيب السياق:
* اختزال مناهج التفكير في المنطق وحده وأنه يعصم من الزلل في التفكير وأنه لابد منه لكل باحث!!
* إرجاع سبب تخلف المسلمين عن ركب المنطق إلى العلماء الذين قالوا (من تمنطق فقد تزندق) وأنه (من علوم الكفار)!.
* ثناء الكاتب على المنطق الأرسطي نسبة إلى المعلم الأول أرسطو وشرحه لأسلوبه في كونه منطقا يعتمد على مقدمتين يبنى عليهما نتيجته وذكر المثال: كل إنسان فان، وبما أن سقراط إنسان فإن سقراط فان ..
* استشهاده بمقولة لابن رشد وكذلك أخرى لابن حزم في الثناء علي المنطق ومنهجه.
* توصية الكاتب بضرورة تدريس المنطق في مرحلتي الماجستير والدكتوراه لطلاب الشريعة وأصول الدين.
* ثمة إشارات من الكاتب إلى تنقص خصوم المنطق والفلسفة وأنهم أعطوا وجهاً كالحاً للمنطق!! وأن تعثر المنطق في الثقافة العربية كونه من (علوم الكفار)! وبسبب قوة وسيطرة التيار البياني في نسخته التقليدية النصية!! يعني بذلك (مدرسة أهل الأثر).
ولعلي ابتداءً أثني على الكاتب الأستاذ يوسف أبا الخيل في جودة ترتيب أفكاره وتسلسلها بغض النظر عن موافقتنا له أو مخالفتنا. ثم لعلي أنطلق من فكرة أوردها أشاطره الرأي فيها وهي ذم المنطق من قبل علماء المسلمين أو بتعبير أكثر دقة نقد المنطق لاسيما المنطق الأرسطي.
فقد سبق علماء الإسلام علماء أوروبا بقرون في نقدهم للمنطق الأرسطي ولعل حامل الراية في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فلقد ألف كتاب (نقض المنطق)، وكتاب (الرد على المنطقيين) وهو من أعظم الكتب في التراث الفكري الإسلامي بل التراث الإنساني كافة.
وأول قضية يحاول ابن تيمية أن ينفيها في رده على المنطق اليوناني هي الزعم بأن هذا المنطق لابد منه لكل باحث وعالم!! (خلافاً لما يدعو له أبا الخيل هنا)
وابن تيمية لا يكتفي بإصدار الفتاوى بالتحريم كما فعل بعض العلماء. بل يكشف بطريقة منهجية فساد هذا المنطق، ولعل من الأهمية أن نوضح المنطق الأرسطي وأن المدرسيين (المشائيين) من أتباع أرسطو كانوا ساخطين على التجربة وبعيدين عن مواجهة الطبيعة ومعالجة الواقع بل محاربين لها لأن الطريقة المنطقية - في زعمهم - تكفي في معرفة القواعد التي تخضع لها الأشياء!
ومن الطريف أن أرسطو كان يعتقد أن أسنان الرجل أكثر من أسنان المرأة!! ولو أنه كلف زوجته أن تفتح فمها لأدرك خطأ مقولته! لكن ذلك خروج من القياس إلى التجربة وهو ما لا يروقه!
(وطالما صرح ابن تيمية بأن المنطق اليوناني (لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد!).
ولقد لخص ابن تيمية رأيه في المنطق اليوناني بقوله (فإذا كانت صناعتهم بين معلوم لا يحتاج إلى القياس المنطقي، وبين ما لا يمكنهم أن يستعملوا فيه القياس المنطقي كان عديم الفائدة).
وممن نقد المنطق الأرسطي وهو ليس من التيار البياني في نسخته التقليدية النصية!! بل ليس من المسلمين! (فرانسيس بيكون ت 1626) أو (جون ستيورات مل 1872) و (جون لوك).
يقول الدكتور الشيعي العراقي علي الوردي: «وصل نقد المنطق على يد ابن تيمية إلى القمة .. إن العلوم الطبيعية في نظر ابن تيمية تجريبية أكثر مما هي قياسية»، وهذا ما يقرره الدكتور مصطفى طباطبائي وهو شيعي إيراني في كتابه القيم (المفكرون الإسلاميون في مواجهة المنطق اليوناني، ص138)، يقول: « ... ابن تيمية عاش قبل فرنسيس بيكون بثلاثمائة عام، وقبل جون لوك وقبل جورج بركلي بأربعة قرون وقد سبقهم جميعاً في نقد المنطق» وابن تيمية هنا يتضح فيه قول الدكتور عبد الرحمن الوكيل: ( .. أما ابن تيمية فكان بين معجب لم يعن ببحث مناحي العظمة الفكرية للإمام ابن تيمية، وبين حاقد موتور يحاول طمس هذه العظمة وتلك العبقرية).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن خلدون عن المنطق (وأظنه ليس من العلماء النصيين في النسخة التقليدية) كما يقول أبا الخيل!!. يقول ابن خلدون (إن كثيراً من فحول النظار في الخليقة يحصلون على المطالب في العلوم بدون صناعة المنطق، ص490)، وهذا الأمر مشاهد وانظر على سبيل المثال دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت على البرجماتية، وعلماؤها من أفلس الناس في جانب الفلسفة ومع ذلك تجد معظم المخترعين العلماء لا يعرفون عن المنطق شيئاً ولم يضيرهم ذلك ولم يعيقهم عن التقدم والصناعة!!.
إن المنهج التجريبي الذي يرفل الغرب في ثيابه اليوم في العلوم الطبيعية كان من نتاج الفكر الإسلامي يقول (بريف ولت) في كتابه (بناء الإنسانية) (إن روجر بيكون - واضع المنهج التجريبي - درس اللغة العربية والعلم العربي في مدرسة أكسفورد على خلفاء معلميه العرب، وليس لروجر بيكون ولا فرنسيس بيكون الذي جاء بعده. الحق في أن ينسب إليهما الفضل في ابتكار المنهج التجريبي فلم يكن روجر بيكون إلا رسولاً من رسل العلم والمنهج الإسلاميين إلى أوروبا المسيحية).
ومن المنصفين الغربيين الذين شهدوا بهذا كذلك (برا نتل) و (جولد تسهير)، ولعل من نافلة القول لدى المختصين أن أوروبا لم تقم من كبوتها ولم تظهر نهضتها العلمية إلا بعد أن تخلصت من أغلال المنطق الأرسطي الذي يدعو الأستاذ يوسف أبا الخيل جامعتنا إلى تبنيه وأنه سبيل التقدم لكن إلى أين؟ إنه التقدم إلى الوراء!!
في الوقت الذي يدعو العلماء والممنهجين إلى أهمية المنهج التجريبي - خصم المنطق - وتبنيه لاسيما في العلوم الطبيعية دون الإنسانية. يأتي الأستاذ أبا الخيل ليخالف هذا الزخم العلمي الضخم من العلماء المسلمين وغير المسلمين!! النصيين وغير النصيين ليقول: لا. المنطق أهم شيء وهو سبيل الخروج والنهوض وأداة التفكير المثلى!! بل يقرر أن عدم الأخذ به سبب للتخلف ويعنف على عبارة (من تمنطق تزندق) ويسخر بمن قال إنه من علوم الكفار!!
إن المنطق ليس أداة متحررة من الثقافة بل هو إرث يوناني إغريقي وثني ترجم في عهد المأمون وكان معظم المترجمين من غير المسلمين من اليعاقبة والنساطرة واليزيدية وغيرهم. ولهذا ولما سبق جاءت الفتوى بتحريمه.
وأظن أن من الموضوعية!! يا أستاذ يوسف عدم محاكمة الأفكار والعبارات مبتوتة عن سياقها الموضوعي والزماني (من تمنطق زندق) الواقع أن القائلين بالتحريم كابن تيمية وابن الصلاح والنووي قد تابعوا في ذلك الإمام الشافعي فقد أخرج النووي في ذم الكلام أن بشراً المريسي دخل على الشافعي فقال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه؟ أكتاب ناطق وفريضة مفترضة وسنة قائمة وجدت عن السلف البحث فيه والسؤال؟ قال بشر: لا إلا أنني لا يسعني خلافه، فقال الشافعي: أقررت بنفسك على الخطأ، فأين أنت من الكلام في الفقه والأخبار. فلما خرج قال: لا يفلح. السيوطي (صون المنطق، 1/ 35) وقد روي مثل ذلك عن الإمامين أبي حنيفة ومالك (السابق، 1/ 64).
أما لمز الأستاذ يوسف أبا الخيل في مقولة (علوم الكفار) وتنصيصه على ذلك فإن كنت تقصد السخرية بهذا فلم يثبت عن المسلمين النهي عن الأخذ عن الكفار فيما هو من علوم الدنيا ومن النتاج البشري الذي لا يخالف العقيدة الإسلامية.
وأهل السنة والجماعة من المسلمين من أشد الناس إنصافاً مع غيرهم وها هو عمرو بن العاص يثني على الروم: (إن فيهم لخصالاً أربع. إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك (صحيح مسلم، كتاب الفتن، وأشراط الساعة).
أما إن كنت أستاذ يوسف تعرّض بـ (علوم الكفار) باعتراضك على كلمة الكفار فأظنك تحفظ سورة (قل يا أيها الكافرون)!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ثناء الكاتب ثم شرحه للأسلوب القائم عليه المنطق الأرسطي وأنه يتألف من مقدمتين (الكبرى والصغرى) ثم النتيجة، فلعلي أنقل ما قال الدكتور محمود الدسوقي في (منهج البحث في العلوم الإنسانية) ومجمل كلامه أن المنطق الأرسطي لا يكسب علماً جديداً بل يدور في دائرة معلقة ذلك أنه يهتم بأسلوب التفكير ولا يهتم بموضوع ومحتوى التفكير. ثم ذكر أنه يمكن أن تكون المقدمتان صحيحتين: والنتيجة خطأ ومثال ذلك (مثال جدلي) مقدمة كبرى: الحرية حق لكل إنسان، مقدمة صغرى: المجرم إنسان، (مقدمتان صحيحتان) النتيجة الحرية حق للمجرم (نتيجة خطأ).
(وقد تكون المقدمتان خاطئتين والنتيجة صحيحة. مثال ذلك: المقدمة الكبرى: كل إنسان حصان، المقدمة الصغرى: كل حصان عاقل، النتيجة كل إنسان عاقل (نتيجة صحيحة).
أما استشهاد الكاتب بمقولات عن ابن رشد وابن حزم، فابن رشد يقول عنه المستشرق مونك: انه لم يكن مبتكراً وانه لا يختلف لا في القليل ولا في الكثير عن غيره من الفلاسفة الذين تأثروا بمذهب الأفلاطونية الحديثة.
ثم يقول مونك: « .. نعم ابن رشد مجرد ناقل وشارح لأرسطو ومنطقه الذي يعد الآن منطق متخلف أصبح من الذكريات. (نصوص ومصطلحات فلسفية ص172).
وحسبك أن موك وقبله بيكون وبيكون الآخر وستيوارت مل وجون لوك وغيرهم وهم الورثة الشرعيون للإرث الإغريقي قد لفظوه ورموا به عرض الحائط!
أما ابن حزم رحمه الله وهو من علماء الإسلام الكبار وحسبك من مؤلفاته: (الفصل في الملل والنحل) في العقائد و (المحلي) في الفقه. فقد كان يرى ضرورة تعلم المنطق بالرغم من عدم قبوله لقياس العلة وللقياس كمصدر ثانوي للتشريع في الإسلام ولكن ابن حزم كما يذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الصاعدي ان ابن حزم أعرض عنه وتركه في آخر حياته، وقد سبقه في هذا الغزالي، فقد كان شديد الثقة بالمنطق وألف كتاباً فيه سماه (القسطاس المستقيم) زعم فيه انه تعلمه من الأنبياء، وإنما تعلمه من ابن سينا، وابن سينا تعلمه من كتب أرسطو، وإن كان الغزالي في آخر حياته رجع عن ذلك وبين عيب المنطق ولوازمه الفاسدة ونهى عنه، وحذر منه، انظر: الرد على المنطقيين (14 – 15) لابن تيمية والمنقذ من الضلال للغزالي (66 – 99).
ثم بعد ذلك أود أن أوضح أن المنطق يدرس في مرحلة الدكتوراه في الأقسام الشرعية، ففي قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود على سبيل المثال هناك مقرر المنطق ولكن يدرس ويُنقد لا يدرس ليُمجد!
أخيراً: إنني إذ أشكر الأستاذ يوسف أبا الخيل على طرح مثل هذه الموضوعات النخبوية أرجو أن يتقبل النقد والتعقيب بصدر رحب، كما أشكر جريدة «الرياض» الغراء لإتاحة الرأي والرأي الآخر.
-------
شبكة الرد ـ الخميس 12 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 8/ 6/2006م
(صحيفة الرياض) الاثنين 2 جمادى الأولى 1427هـ - 29 مايو 2006م - العدد 13853
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 01:33]ـ
لله درك , وعليه أجرك ..
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 12:42]ـ
, و إياك حفظك الله ..
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 12:58]ـ
مقال جميل
تسلم يابوشبيب
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 01:58]ـ
أهلا بك أخي.
أخوك: أبو عبد الله(/)
التقعيد لمكانة المرأة في الإسلام وفلسفة اختلافها عن الرجل
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 01:43]ـ
التقعيد لمكانة المرأة في الإسلام وفلسفة اختلافها عن الرجل
د. سعد بن مطر العتيبي
إن مكانة المرأة في الإسلام ليست محل شك عند من له معرفة بنصوص الشريعة وأحكامها، ولكن ربما طرحناها بأساليب عاطفية تعوّم فيها النصوص، وكأنَّنا قد استسلمنا لحجج دامغة واعترفنا بدعاوى صادقة، بينما الواقع الشرعي العلمي والواقع البشري الاجتماعي يثبت أنَّنا الأصح والأصوب الأصدق والأخلص لحقوق المرأة ومعرفة مكانتها ولنبدأ بالواقع الشرعي والانطلاق منه في بيان مكانة المرأة في الإسلام تتضح مكانة المرأة في الإسلام بذكر قواعد توضح ذلك وتبيِّنه.
التقعيد لمكانة المرأة في الإسلام وفلسفة اختلافها عن الرجل (1) ( http://saaid.net/Doat/otibi/49.htm)
التقعيد لمكانة المرأة في الإسلام وفلسفة اختلافها عن الرجل (2) ( http://saaid.net/Doat/otibi/50.htm)
التقعيد لمكانة المرأة في الإسلام وفلسفة اختلافها عن الرجل (3) ( http://saaid.net/Doat/otibi/51.htm)
/// /// /// /// /// /// /// /// /// /// /// ///
مفهوم التمييز ضد المرأة
" رؤية شرعية "
"هنا "
http://saaid.net/Doat/moslem/3.htm(/)
نصيحة من الشيخ ناصر العقل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 08:19]ـ
فحواها ان على طلبة العلم ان يصلحوا بين الدعاة
ليت الطلبة (اياهم) يفقهون هذه النصيحة
حمل الشريط من هنا وعند الدقيقة 1:07 تسمع النصيحة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=20332
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 09:30]ـ
جزاكم الله خيرا
والكلام دقيق جدا واظن انه حتي هذا الكلام قد لايفهمه بعض الناس ويظنون ان المقصود به غيرهم!
والمحاضرة فيها رد علي طوائف من الامة منها بعض السلفيين-وهذا البعض كثير! - والاخوان وفيها رد علي بعض العلماء مثل الشيخ القرضاوي في مسألة حديث الافتراق
والرد عموما مؤدب ومحترم وعلمي ودقيق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 02:07]ـ
والرد عموما مؤدب ومحترم وعلمي ودقيق
بقطع النظر عن كونه رد مؤدب او لا لأنى اقول ولئن كان رد غير مؤدب او قاسى فهؤلاء اهل علم مع بعضهم يفعلوا مع بعض ما يشاءون
والكلام دقيق جدا واظن انه حتي هذا الكلام قد لايفهمه بعض الناس ويظنون ان المقصود به غيرهم!
انا كنت ناوى اسمى الموضوع (نصيحة من الشيخ ناصر العقل أتأخذون بها أم ستستعملون معها التفاشة) يقول احد العلماء ان التأويل كالتفاشة يفتح به كل الابواب المغلقة(/)
هل الغزو الأمريكي على العراق يعد من الحروب الصليبية للعلامة عبدالكريم الخضير
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 01:16]ـ
السؤال: هل الغزو الأمريكي على العراق يعد من الحروب الصليبية، فقد رأيت بعض العلماء الأفاضل يقول بعدم إطلاق هذه الصفة؟
الجواب:
الغزو الأمريكي على العراق في دعواهم الهدف منه تحرير العراق من حزب البعث الظالم.
لكن بعض التصرفات تشكك في مصداق هذه الدعوى كقصد المدنيين وسلامة أعضاء الحزب منهم ورفع العلم الأمريكي كل هذا يجعل الدعوى لتحرير العراق ضعيفة.
وأن هناك أهدافاً غير ذلك والذي يصدق الدعوى انسحاب القوات الأمريكية فور انتهاء الحرب والقضاء على النظام من العراق، وترك العراقيين يختارون الحكومة التي تمثلهم وتقودهم على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- إذاً الشعب مسلم والأرض إسلامية على أن تحرير العراق من النظام الظالم وظيفة المسلمين لا وظيفة الكفار.
فالذي يغلب على الظن أن الهدف من هذه الحرب بالدرجة الأولى أمن إسرائيل وإضعاف هذه القوة القارنة في العراق التي لو كانت بيد مُصلِحة أمينة كان على يدها تحرير الأراضي الإسلامية المغتصبة.(/)
الصوفية: وتصرف الأولياء في الكون!!!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 02:56]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:فمن سخافات الصوفية: اعتقادهم أن الأولياء يتصرفون في الكون وخذ الدليل على ذلك من كتبهم واحمد الله على نعمة التوحيد والسنة والله المستعان.قال أحمد البريولي أحمد رضا مؤسس الطريقة البريلوية: (إن الشيخ عبدالقادر متصرف في العالم، ومأذون ومختار وهو المدبر لأمور العالم!!!) [حدائق بخشش للبريلوي: 26].ونقل الشعراني أن شيخه أحمد الشناوي قال: (إن شخصاً أنكر حضور مولد البدوي فسلب الإيمان!!!، فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين!!!، فقال: نعم، فرد عليه ثواب إيمانه .... ثم قال: وماذا تنكر علينا؟، قال: اختلاط الرجال والنساء، فقال له سيدي أحمد: ذلك واقع في الطواف ولم يمنع منه أحد، ثم قال: وعزة ربي ما عصي أحد في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار!!!!، وأحميهم من بعضهم بعضاً، أفيعجزني عز وجل عن حماية من يحضر مولدي؟!) [الطبقات الكبري: 1/ 187].
وقال الشعراني: (سمعت سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه يقول الشيخ علي الخواص البرلس أعطي التصرف!!! في ثلاثة أرباع مصر وقراها .. ) [طبقات الشعراني: 2/ 66).
وهذا الدسوقي!! يقول عن نفسه: (أنا بيدي النار أغلقها، وبيدي جنة الفردوس أفتحها، من زارني أسكنته جنة الفردوس وما كان متصلاً بالله إلا وهو يناجي ربه كما كان موسى يناجي ربه!!!!) [طبقات بريد الكفر الشعراني: 1/ 181].
وقال الشيخ حسين أحد القادريين الصوماليين وهو يتحدث عن تصرف الأولياء في هذا الكون، فيقول: (كانت الأرض كرة فأمر الله تعالى رجالاً منهم أنا والشيخ محيي الدين العلي دحيها فدحوناها بقدرته تعالى!!!) [تذكرة أهل اليقين في مناقب الشيخ محيي الدين: 13].
قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (الأنعام:111).
و قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (الزمر:8).
[تنبيه] هذه النقول من كتاب " مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية " لأبي عبدالعزيز إدريس محمود إدريس.
ـ[المغيرة]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 12:33]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:فمن سخافات الصوفية: اعتقادهم أن الأولياء يتصرفون في الكون وخذ الدليل على ذلك من كتبهم واحمد الله على نعمة التوحيد والسنة والله المستعان.قال أحمد البريولي أحمد رضا مؤسس الطريقة البريلوية: (إن الشيخ عبدالقادر متصرف في العالم، ومأذون ومختار وهو المدبر لأمور العالم!!!) [حدائق بخشش للبريلوي: 26].ونقل الشعراني أن شيخه أحمد الشناوي قال: (إن شخصاً أنكر حضور مولد البدوي فسلب الإيمان!!!، فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين!!!، فقال: نعم، فرد عليه ثواب إيمانه .... ثم قال: وماذا تنكر علينا؟، قال: اختلاط الرجال والنساء، فقال له سيدي أحمد: ذلك واقع في الطواف ولم يمنع منه أحد، ثم قال: وعزة ربي ما عصي أحد في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار!!!!، وأحميهم من بعضهم بعضاً، أفيعجزني عز وجل عن حماية من يحضر مولدي؟!) [الطبقات الكبري: 1/ 187].
وقال الشعراني: (سمعت سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه يقول الشيخ علي الخواص البرلس أعطي التصرف!!! في ثلاثة أرباع مصر وقراها .. ) [طبقات الشعراني: 2/ 66).
وهذا الدسوقي!! يقول عن نفسه: (أنا بيدي النار أغلقها، وبيدي جنة الفردوس أفتحها، من زارني أسكنته جنة الفردوس وما كان متصلاً بالله إلا وهو يناجي ربه كما كان موسى يناجي ربه!!!!) [طبقات بريد الكفر الشعراني: 1/ 181].
وقال الشيخ حسين أحد القادريين الصوماليين وهو يتحدث عن تصرف الأولياء في هذا الكون، فيقول: (كانت الأرض كرة فأمر الله تعالى رجالاً منهم أنا والشيخ محيي الدين العلي دحيها فدحوناها بقدرته تعالى!!!) [تذكرة أهل اليقين في مناقب الشيخ محيي الدين: 13].
قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (الأنعام:111).
و قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (الزمر:8).
[تنبيه] هذه النقول من كتاب " مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية " لأبي عبدالعزيز إدريس محمود إدريس.
سبحان الله كفر وشرك صريح ولكن عجبت لمن يحكم لهؤلا وأتباعهم بالاسلام ليجعلهم مع المسلم الموحد سواء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 10:29]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
[تنبيه] هذه النقول من كتاب " مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية " لأبي عبدالعزيز إدريس محمود إدريس.هل ممكن التكرم برابط هذا الكتاب على الشبكة إِنْ وُجِد
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 10:51]ـ
اتذكر قصة رواها شيخ الاسلام في المجموع عن صوفي قال بمذهب طلب البلاء والصبر عليه فاصابه داء البواسير فكان يمشي في الشارع والاطفال يضحكون من مشيته وهو يقول لهم ادعوا لعمكم الكذاب!
فهل من لايستطيع شفاء مرض البواسير يستطيع تدبير العالم
طبعا لااقول ان هذا الشيخ هو من هؤلاء لكن للقصة مناسبة تنفع هنا والله اعلم!
امر هذه الصوفية غاية في الغرابة
لااعرف من اين ياتون بهذه الامور
بل اعرف!(/)
خفايا علاقات إيران- إسرائيل وأثرها في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 01:41]ـ
عرض كتاب
خفايا علاقات إيران- إسرائيل وأثرها في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث
الاربعاء 11 ربيع الثاني 1429 هـ الموافق 16 نيسان (إبريل) 2008
الكتاب / خفايا علاقات إيران- إسرائيل وأثرها في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث
تأليف/ د. جاسم إبراهيم الحياتي
الناشر/ الأوائل للنشر والتوزيع – دمشق – سوريا - 2007م
عدد الصفحات/ 240 صفحة
عرض/ علي عبد الفتاح الحاروني
لعبت إسرائيل والدول الكبرى الأخرى دورًا كبيرًا في دفع إيران لاحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، كجزء من مخطط واسع استهدف شغل الأمة العربية؛ لكي لا تتفرغ لصراعها الأساسي في فلسطين.
جاء احتلال إيران للجزر العربية الثلاث تحت ذرائع ومبررات نظرية واهية لا تملك مقومات الصمود أمام الحقائق التاريخية والقانونية التي تؤكد أحقية دولة الإمارات العربية في هذه الجزر.
احتلال إيران للجزر الثلاث خدم الكيان الصهيوني كثيرًا؛ لأن قيام دولة معادية للعرب باحتلال واحد من أهم الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط والعالم يعني تطويق العرب وإنهاء المقاطعة الاقتصادية لهذا الكيان.
احتلال إيران للجزر العربية الثلاث، والسيطرة على مضيق هرمز بوصفه البوابة المهمة للخليج العربي ضمن الكيان الصهيوني تدفق النفط الإيراني بلا معوقات جدية, مثلما كان يحدث سابقًا.
مواجهة الاحتلال الإيراني للجزر العربية الثلاث يستلزم من العرب توحيد جهودهم وتضافرهم، سواء عن طريق الجهود الدبلوماسية والضغط على النظام الإيراني، أو عن طريق القوة العسكرية. فضلاً عن تفعيل دور الجامعة العربية واستثمار علاقات بعض الدول العربية بإيران للضغط عليها.
حظي موضوع احتلال إيران للجزر العربية الثلاث باهتمام العديد من الباحثين العرب, لما له من خطورة على الأمن القومي العربي, وللأهمية الاستثناثية التي تكتسبها هذه الجزر, بحكم موقعها وثرواتها, وحجم التحدي الذي ترتب على احتلال إيران لها عام 1971م, وتحاول هذه الدراسة إبراز الدور الصهيوني في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث انطلاقًا من عمق المصالح والعلاقات، التي ارتبطت بها إيران الشاه مع الكيان الصهيوني, ودور الأخير في وضع الترتيبات النهائية لتنفيذ مخطط الاحتلال, في ظل صمت دولي ومباركة أمريكية وبريطانية لهذه الخطوة الإيرانية، وتأتي هذه الدراسة لإبراز منهج العدو الصهيوني في شغل الأمة العربية بصراعات جانبية، عن طريق تحريض دول الجوار الجغرافي للصدام مع العرب, بدلاً من إقامة علاقات وثيقة بهم، بحكم عوامل اللغة والدين والتاريخ المشتركة, ولعل هذا ما يتضح جليًّا من تأكيد الدور الصهيوني في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث من خلال الإشارة عبر ثلاثة مباحث رئيسية إلى بدايات التغلغل الصهيوني في إيران, ودور إسرائيل في دفع إيران لاحتلال الجزر العربية الثلاث, وسبل مواجهة ذلك عربيًّا.
أولاً: بدايات التغلغل الصهيوني في إيران:
يعود أول نشاط صهيوني منظم في إيران إلى عام 1920م, إذ تأسس في هذا العام أول فرع للمنظمة الصهيونية العالمية في طهران, وانتشرت مراكزها المنظمة فيما بعد في عدد من المدن الإيرانية الأخرى, مستترة تحت أشكال عدة لممارسة نشاطها العدائي بين صفوف اليهود الإيرانيين, من أجل تشجيعهم على الهجرة إلى فلسطين, وكان من بين هذه الأشكال إنشاء عدد من المدارس تحت اسم "كورسن", أسهمت في خدمة أهداف الحركة الصهيونية، وتحقيق طموحاتها التوسعية.
وبسبب حاجة اليهود الإيرانيين إلى من يتابع شؤونهم في فلسطين, تم افتتاح أول قنصلية إيرانية في القدس عام 1934م, لمتابعة أوضاعهم, لاسيما بعد تركزهم في مدينتي عكا وحيفا خاصة, إثر تأثرهم بالدعاية الصهيونية, التي شجعتهم على الهجرة, ودفعتهم إليها بشتى المغريات.
وقد استغلت الحركة الصهيونية فترة قيام الحرب العالمية الثانية لتقوم بتهريب عدد كبير من اليهود العراقيين إلى إيران, ومعهم عدد من اليهود الإيرانيين إلى فلسطين لتزويد الحركة الصهيونية بطاقات بشرية, كانت أحوج ما تكون إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمقابل عنيت إيران قنصلاً عامًّا لها في فلسطين؛ لمتابعة شؤون المهاجرين اليهود الذين غادروا إيران إلى فلسطين.
كما شهدت السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية محاولات قام بها رضا شاه؛ لمواجهة التغلغل الإسرائيلي في بلاده, فبسبب تعاطفه مع ألمانيا النازية وتوثيق علاقته بها, تأثرت علاقته باليهود وبالحركة الصهيونية, حيث اتخذ رضا شاه قرارًا بإبعاد اليهود عن بعض المقاطعات الإيرانية بسبب اعتقاده أن هؤلاء اليهود هم السبب الرئيسي لسقوط الريال الإيراني، خاصة مع قيام اليهود بتهريب الذهب من إيران إلى أوروبا. الأمر الذي انعكس بالسلب على سعر الريال الإيراني.
وقد اتخذت الحكومة الإيرانية إجراءً آخر ضد اليهود في بلادها، عندما أوعزت لشركة النفط الأنكلو – إيرانية بعدم توظيف اليهود, وذلك تطبيقًا لأهدافها التي ترمي إلى إبعادهم عن الأعمال الصناعية والتجارية، ورغبة الحكومة الإيرانية في توطين الوظائف, وإحلال العناصر الفارسية محل العناصر الأخرى، حتى ولو كانت متجنسة بالجنسية الإيرانية.
وتعد سنة 1941م نقطة تحول مهمة في تاريخ الحركة الصهيونية في إيران، حيث تم إنشاء ودعم وتعزيز الجمعية الصهيونية الإيرانية التي تشكلت من اليهود الإيرانيين واليهود العراقيين, الذين كانوا موجودين في عدد من المدن الإيرانية, لاسيما في العاصمة طهران, وتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم, لكي يغادروا الأرض الإيرانية بسلام إلى فلسطين.
ولم تكن الجمعية الصهيونية هي الجمعية الوحيدة التي تحتضن اليهود في إيران قبل قيام كيانهم العنصري في فلسطين, وإنما كانت هناك الجمعية الخيرية اليهودية، التي أنشأت لها عددًا من المدارس لخدمة أهدافها.
وعلى الرغم من أن إيران وقفت ضد قرار التقسيم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947م, فإنها بالمقابل, اعترفت بالكيان الصهيوني في آزار 1950م, متذرعة بحجج مختلفة, كان من بينها الرغبة في استلام مساعدات أمريكية, مالية وعسكرية, وعدت حكومة واشنطن بتزويدها بها, وسوء الحالة الاقتصادية في إيران.
ومن ثم فقد استغلت الحركة الصهيونية في إيران اعتراف الحكومة الإيرانية بكيانها العنصري, فأسست لها مراكز ومؤسسات أخرى تدعم نشاطاتها، مثل جمعية (الأورت)، والتي تحددت مهمتها الرئيسية في نشر التعليم المهني بين صفوف اليهود في العالم.
ونظرًا لردود الفعل العنيفة الإيرانية تجاه الاعتراف الإيراني بالكيان الصهيوني، سواء على المستوى الشعبي، أو الديني، أو البرلماني, حاولت حكومة مصدق - والتي تسلمت الحكم في التساع والعشرين من نيسان 1951م - أن تقطع علاقات إيران مع الكيان الصهيوني, إلا أن هذا لم يكن سهلاً بعد اعتراف إيران بالكيان الصهيوني، ومن ثم فإن الذي قررته إيران هو إيقاف التعامل مع إسرائيل، وذلك بهدف تحفيز الولايات المتحدة الأمريكية للقيام بدور الوسيط بين إيران وإسرائيل، كخطوة أولى من أجل إقناعها باستثمار النفط الإيراني بدلاً من بريطانيا, وبالتالي إنهاء العزلة التي فرضتها بريطانيا والغرب على الحكومة الإيراينة بسبب تأميمها لنفطها. وإذا كانت حكومة مصدق قد شهدت تأسيس عدد من اليهود الصهاينة لشركات محدودة, فإن التغلغل الإسرائيلي قد ازداد بعد عودة الشاه إلى إيران، وسقوط حكومة مصدق في عام 1953م, حيث نشط الرأسمال الاقتصادي الإسرائيلي في غزو الأسواق الإيرانية, لاسيما بعد تشريع قانون استقدام وحماية رءوس الأموال الأجنبية عام 1955م, كما توطدت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، وشملت مجالات أوسع, فزاد التبادل التجاري بين الطرفين زيادة ملحوظة، من حيث كمية الاستيراد والصادرات.
ومع مطلع الستينات من القرن العشرين توثقت العلاقات الاقتصادية بين نظام الشاه وإسرائيل، واستمرت الواردرات الإيرانية من إسرائيل حتى وصلت إلى 6.15 مليون دولار, على حين بلغ مجموع الواردات الصهيونية من إيران ماقيمته (674) ألف دولار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعقب نكسة 1967، وحتى عام 1971م تعززت العلاقات الاقتصادية بين إيران وإسرائيل، حيث امتنعت إيران عن وقف صادراتها النفطية إلى إسرائيل, بل إنها عوضت النقص الحاصل في الطاقة بسبب استخدام الحرب للحظر النفطي, فأفشلت إيران استخدام سلاح النفط في المعركة القومية. وعلى صعيد آخر كانت إسرائيل تحصل على 40 مليون دولار من النفط الإيراني سنويًّا سواء عن طريق مروره في فلسطين، أو عن طريق تصريف منتوجاته, كما أن خط (إيلات- أشدود) كان ينقل حوالي (60) مليون طن من النفط الإيراني منذ عام 1968م حتى عام 1971م.
وهكذا عملت إيران على دعم الكيان الصهيوني من الناحية الاقتصادية بعد عدوان الخامس من حزيران 1967م, في الوقت الذي كانت فيه إيران تتلقى المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى صعيد آخر تعززت العلاقات العسكرية الاستخباراتية بين إيران وإسرائيل كثيرًا بعد عام 1967م، وذلك من خلال خرق إيران للحدود مع العراق (1968 - 1979م)، وللمعاهدات مع العراق حول شط العرب، وذلك طمعًا في الأراضي والمياه العراقية، وفي الخليج العربي، ولإجبار العراق على سحب قواته من الجبهة الإسرائيلية, إلى جانب قيام إسرائيل بتزويد إيران بـ (50 طائرة جديدة فانتوم)، وبمعدات سوفيتية كانت قد استولت عليها عام 1967م.
وعلى الصعيد الاستخباراتي عززت الحكومة الإيرانية علاقاتها مع إسرائيل، واتفق الطرفان على أن يزود كل طرف منها الآخر بالمعلومات الاستخباراتية عن الأقطار العربية, أحاط الشاه نفسه بعدد من المستشارين الصهاينة، الذين كان يستفيد من خبرتهم في المجال الأمني والاستخباري.
وقد شجعت هذه العلاقات الوثيقة بين إيران وإسرائيل, الحكومة الإيرانية على الاستيلاء على الجزر العربية الثلاث من دولة الإمارات العربية المتحدة, مستغلة انشغال الأقطار العربية بمواجهة إسرائيل, بعد انسحاب بريطانيا من منطقة الخليج العربي.
ثانيا: دور إسرائيل في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث:
جاء الاحتلال الإيراني للجزر العربية الثلاث تحت ذرائع ومبررات نظرية واهية لا تملك مقومات الصمود أمام الحقائق التاريخية والقانونية التي تؤكد كلها أحقية دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه الجزر, وتزامن الاحتلال الإيراني للجزر العربية الثلاث مع انسحاب بريطانيا من منطقة الخليج العربي وشرقي السويس, مما يؤكد حقيقة الترابط بين ضمان المصالح الغربية في المنطقة من جهة, وتوكيل إيران بالدور الذي كانت تقوم به بريطانيا قبل انسحابها من جهة ثانية, فأضحت إيران الشاه هي المكلفة بأداء الدور الإقليمي لدولة كبرى تراجعت في ظل متغيرات عديدة إلى دولة ثانية, فاستلزم ذلك تغيير الاستراتيجية الغربية، وتكليف إيران بمهمة الدولة الحامية للمصالح الغربية, وضمان تدفق النفط إلى الدول الأوروبية, وكان ذلك منسجمًا مع طبيعة الأهداف الأمريكية بالدرجة الأولى.
ولقد أسهمت إسرائيل ومعها الدول الكبرى الأخرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا تحديدًا في دفع إيران لاحتلال الجزر العربية الثلاث كجزء من مخطط واسع استهدف شغل العرب بصراع جانبي, لكي لا يتفرغوا لصراعهم الأساسي في فلسطين من جهة, فضلاً عن إضعاف إمكاناتهم وتشتيتها، بدلاً من توحدهم في مواجهة الكيان الصهيوني من جهة ثانية, وبهذه الطريقة يضمن الصهاينة والدول الكبرى إضعاف العرب، ومنعهم من تحقيق مشروعهم النهوضي الحضاري.
وبلاشك إن احتلال إيران للجزر العربية الثلاث خدم الكيان الصهيوني كثيرًا؛ لأن قيام دولة معادية للعرب باحتلال واحد من أهم الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط والعالم (مضيق هرمز) , يعني تطويق العرب, وإضعاف فعالية المقاطعة الاقتصادية التي استخدمتها الأقطار العربية كسلاح ضد الصهاينة منذ قيام إسرائيل عام 1948م, فضلاً عن ذلك، فقد ضمن احتلال إيران للجزر العربية الثلاث والسيطرة على مضيق هرمز بوصفه البوابة المهمة للخليج العربي للكيان الصهيوني تدفق النفط الإيراني بلا معوقات جدية, مثلما كان يحدث سابقًا قبل احتلال إيران للجزر العربية الثلاث.
لقد كان الدور الإسرائيلي واضحًا في احتلال إيران للجزر العربية الثلاث, حيث قدمت إسرائيل دعمًا لوجستيًّا كبيرًا لإيران, في الوقت الذي ضغط فيه اللوبي الصهيوني على عدد من الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ لضمان سكوتها عن المخطط الإيراني العدواني, وهكذا احتلت إيران الجزر العربية الثلاث في ظل صمت وسكوت دوليين، تمامًا كما حدث أثناء إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية, مما يؤكد ترابط المخطط العدواني على الأمة العربية, سواء في فلسطين أو في الجزر العربية الثلاث.
ثانيًا: سبل المواجهة العربية للأزمة الإيرانية – الإماراتية:
تستلزم مواجهة الاحتلال الإيراني للجزر العربية الثلاث من العرب توحيد جهودهم وتضافرهم, وتوفير آليات تحرير الجزر العربية من براثن الاحتلال الإيراني, سواء عن طريق الجهود الدبلوماسية والضغط على النظام الإيراني, الذي لم يختلف في نظرته إلى موضوع الجزر العربية الثلاث, عبر مختلف عهوده, أو عن طريق القوة العسكرية التي تستلزم تعزيز القدرات الحربية العربية؛ لإجبار إيران على التراجع عن الاستمرار في احتلال هذه الجزر الاستراتيجية, ويتطلب ذلك أيضًا تفعيل دور الجامعة العربية, وقيامها بدورها القومي في قضية الجزر العربية الثلاث, فضلاً عن استثمار علاقات بعض الأقطار العربية بإيران, وقيام هذه الأقطار بالضغط عليها, لكي تدرك أن الأراضي العربية واحدة، سواء في فلسطين أو في الخليج العربي, وأن احتلال أي منطقة عربية هو احتلال وعدوان أجنبي يهدد الأمن القومي العربي في الصميم, وأن ما قامت به في زمن الشاه محمد رضا بهلوي لا يختلف عما قام به الصهاينة من احتلال الأرض الفلسطينية، وإقامة كيانهم الغاصب عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسين دسوقي]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 09:04]ـ
السلام عليكم
الاخ/ زين العابدين الاثري
هل من الممكن ان تنزل الكتاب لنستفيد منه ام ان هناك مشكلة في تنزيله
وجزين خيرا واكلت طيرا في الجنة
ـ[العوضي]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 10:00]ـ
أحسنت وبارك الله فيك على النقل(/)
لأول مرة ينشر: سيرة الشيخ سالم بن عفيف رحمه الله.
ـ[أم فراس]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 05:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة موجزة للشيخ سالم أحمد بن عفيف
اسمه ونسبه ومولده:
أبو عبد الله سالم أحمد محمد الحاج بن عفيف، ينتهي نسبه إلى عفيف بن شرحبيل بن معد يكرب الكندي، ولد في قرية (ميخ) إحدى القرى التابعة لمدينة الهجرين من وادي دوعن بمحافظة حضرموت في الثاني والعشرين من جماد الأولى لعام أربع وأربعين وثلاثمئة وألف من الهجرة.سافر والده إلى أندونيسيا وهو ابن ست سنين، ولم يره بعد ذلك حتى توفي الوالد شابا وعمر ابنه سالم اثنتا عشرة سنة، تولت أمه تربيته في بيت أهل زوجها مع جدته لأبيه وعماته.
له أخ شقيق اسمه علي، تزوج مات محرماً في حج عام 1371 هـ، شاباً.وترك ابنتين تكفل الشيخ سالم بتربيتهما.
رزق الشيخ سالم بثلاثة عشر ولدا،سبع من الذكور وخمس من الإناث، وقد توفي ثلاثة منهم صغارا جدا (بنتين وابن)،
نشأته:
حرصت أسرته على تعليمه القرآن منذ نعومة أظفاره،وكانت العادة في بلدته أن يقرأوا القرآن فيختمه في المساجد كل أسبوع،فكان الطفل سالم بن عفيف ممن يحضرون،ولما سئل في كم يوم حفظت القرآن،قال: في 28 يوما،لأن هذه الأيام كانت أيام تثبيت فقط،.كما كانوا يتعلمون في المساجد الحديث والفقه ويحرصون على حفظ المتون.
طلبه للعلم:
لما وصل السادسة عشرة من عمره ارتحل إلى مدينة نسرة،وكان في هذه المدينة مدرسة داخلية،بها سكن للطلبة،فلم يكن لهم بها شغل سوى طلب العلم،فكان الشيخ متميزا بين الطلاب بحرصه على التحضير والمناقشة والتحليل،حتى أسند إليه مشايخه شرح الدروس لرفاقه قبل الحضور للدرس،
وكان الشيخ سالم يتمتع بحافظة قوية إذا قرأ الشيء مرة واحدة لاينساه،فكان يستغل تلك الموهبة في حفظ المتون الفقهية، يقول الشيخ: وكنت أجاهد نفسي بالحفظ في هدأة الليل،وأتحمل الصعاب في مغالبة النوم حتى أنتهي من الحفظ،وذات مرة غلبني النعاس وأنا أحفظ متن الزبد لابن رسلان الشافعي، فنمت فرأيت من يحفظني إياها في المنام،فاستيقظت وأنا متقن لها.
وكان للمدرسة دور في تربيتهم على الصلاح والتقوى،وزرع التواضع وحسن الخلق فيهم،والزهد في الدنيا وغرس تعلقهم بالله عز وجل،وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تعليم الطلبة فنون الخطابة والإلقاء في المحافل والمناسبات.
وفي عام 1365هـ سافر الشيخ سالم أحمد بن عفيف إلى مكة،واستوطنها،وشرع يقرأ على علماء الحرمين في سائر الفنون كالفقه والحديث والتفسير والأصول والعربية.
شيوخه:
أ/ في حضرموت درس الفقه على يد السيد سالم بن طالب العطاس،وله إجازة في الفقه منه،وهو الذي رأى نبوغ الشيخ في الفرائض،وحلول المناسخات،فقال له: المناسخات لرجال ذوي عقول راسخات.
ودرس علوم العربية على الشيخ محمد علي با حنّان،.
ب/ في مكة المكرمة:
• درس على الشيخ العلامة المحدث عبد الحق الهاشمي،وقد لازمه أكثر من ثلاث وعشرين سنة،وأخذ عنه علما غزيرا،وقرأعليه كتب الحديث كالبخاري ومسلم،،وقرأ عليه من كتاب الأم للشافعي،وكذلك سيرة ابن هشام.
• درس أيضاً على السيد علوي عباس المالكي؛ حيث درس عليه بعض كتب الحديث والمصطلح ومن ذلك بلوغ المرام ومنظومة طلعة الأنوار في علم آثار النبي المختار،وهي منظومة في مصطلح الحديث مختصرة لألفية العراقي في المصطلح،.
• الشيخ حسن بن محمد المشاط؛ حيث قرأ عليه بعض كتب الحديث وكان الشيخ سالم أحد الطلبة الذين حضروا دروس الشيخ المشاط في تحفة الأحوذي والذي استمر إلى عدة أعوام.
• الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة،قرأ عليه في التفسير والحديث،
• الشيخ محمد المختار الشنقيطي شرح النسائي.
• وغيرهم من علماء الحرم كالشيخ التباني ومحمد أمين كتبي،وكما كان يحضر في مواسم الحج للشيخ ابن باز،والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمهم الله جميعا.
قراءاته: بالإضافة إلى العلوم الشرعية كان الشيخ يحفظ منظومة اليواقيت في علم المواقيت،ويتقن علم العروض،ويقرأ كثيراً في الكتب الأدبية القديمة والحديثة، ويحفظ كثيرا من الشعر العربي والنبطي.
كذلك كان مطلعا على العلوم البحتة كالأحياء والفيزياء والكيمياء،
وتعلم بعض العلوم بالمراسلة كاللغة الإنجليزية والمحاسبة،ونال شهادة المحاسبة من بيروت.وكان أهم علم بعد علوم الشريعة يثير اهتمامه هو علم التاريخ الذي يعتبره مصدر العبر،فيقول (من لم يعرف ماضيه لم يقيم حاضره)
أعماله: عمل في عدة وظائف في مكة المكرمة كلها متعلقة بالمحاسبة،ثم اننتقل إلى مدينة جدة في جماد الأولى عام 1393هـ،وعمل في الأعمال الحرة،ثم في بيع الذهب والمجوهرات،وكان ينوب عن كثير من أئمة المساجد في الخطب والدروس،ثم تفرغ لإمامة المساجد وتعليم الدروس منذ عام 1408هـ،في ذي القعدة،فدرس بلوغ المرام وزاد المستقنع،والأجرومية،والفرائض،والمصطلح،حتى عام 1420هـ،وخصص وقتا من كل يوم للإجابة على الفتاوى،بين المغرب والعشاء،ثم انتقل إلى مسكنه بحي النسيم بجدة بعد أن كثرت أمراضه،
وفاته: مرض الشيخ مرضا شديدا،فنقل إلى المستشفى يوم 18 ذي الحجة عام 1422هـ،وظل في المستشفى عدة أشهر،وأجريت له عملية جراحية بسبب تجمع دموي في المخ، ثم خرج من المستشفى في شعبان عام 1423هـ،وتوفي الساعة الثامنة صبيحة يوم الجمعة الثالث من رمضان،عام 1423هـ، في بيته،بعد مرض استمر 9 أشهر،ودفن في مقابر الفيصلية، بعد صلاة العشاء،وحضر دفنه مالايحصى عدده،جعلهم الله شهودا له يوم القيامة.فالله أسكنه فسيح جناتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 05:56]ـ
رحمه الله، ورفع درجته ..
وبارك في " عقبه ".
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 10:26]ـ
رحمه الله وغفر ذنبه
ـ[تميم]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 11:26]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
والعجيب أن الشيخ، ليس له كتب، ولا مؤلفات.
ـ[أم فراس]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 02:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
له أشرطة كثيرة عند بعض تلاميذه في جدة،،.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:28]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
وجزاك الله خير الجزاء أختي أم فراس
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 02:58]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الترجمة
والشيخ له رواية عن عبدالحق الهاشمي وحسن المشاط وعلوي المالكي وغيرهم فهل تعلمين أحدا يروي عنه أو أحدا من طلابه؟
ـ[حمد آل عقيل]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 04:26]ـ
لقد أكرمني الله بحضور بعض دروسه وكثير من خطبه .. وكان إذا خطب اهتز المنبر لقوة كلامه ولحماسه وله تأثير عجيب ,,
ومما يميزه أنه كان قريباً من طلاب العلم يسمع منهم ويجيب ويضاحكهم ويقص عليهم من أخبار الماضين ..
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
ـ[أم فراس]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 09:04]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الترجمة
والشيخ له رواية عن عبدالحق الهاشمي وحسن المشاط وعلوي المالكي وغيرهم فهل تعلمين أحدا يروي عنه أو أحدا من طلابه؟
لأول مرة أسمع أن له رواية فأفدني أرجوك.
لقد كان الشيخ متواضعا لايحب الذكر والظهور [ولذا لم أكتب عن حياته الخاصة شيئا] وكان من التواضع أنه لم يذكر يوماً إجازاته،وقد سألته يوماً: طالب يريد أن يدرس عندك فهل تمنحه إجازة،فأخبرني أنه لديه إجازتان الأولى في الفقه من أحد علماء حضرموت،نسيت اسمه لعله المذكور أعلاه،.والثانية من السيد علوي مالكي في الحديث، ... أذكر هذا الطلب مني كان عام 1410هـ.
لكن اسألوا عن الطلبة الذين كانوا دائمي الحضور في مسجد حي المنتزهات جدة،فإن منهم من لديه دروسه كاملة،
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 04:57]ـ
في المشاركة رقم 10 كتبت ترجمة قصيرة من خلال بعض ما أعرفه عن شيخنا رحمه الله تعالى، وقد سبقني الشيخ وليد المنيسي إلى ذلك في نفس الصفحة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4136&highlight=%D3%C7%E1%E3+%DA%DD% ED%DD
ـ[أم فراس]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو يوسف التواب: اطلعت على ماكتبتموه في ملتقى الحديث ولو أعرف طريقة النقل المقتبس لفعلت، وذلك أن لي عدة ملاحظات على بعض من كتب.
أولا: يظهر من الجميع بارك الله فيهم حبهم وتقديرهم لشيخنا ووالدنا الجليل، ولكن يجب على المرء أن يشهد بما يعلم،حتى نفرق بين المحبة وبين تقديس الأشخاص،
أولا: بالنسبة لوالدي رحمه الله: لم يرحل إلا من حضرموت إلى مكة المكرمة،ثم استقر في جدة،وأما رحلته للعراق فلم تحدث أبدا،وأما لمصر فقد سافر في عام 1398هـ لعلاج الكلى، قرابة شهر.
والثانية قبلها سافر إلى بيروت، وأجرى عملية جراحية لاستخراج حصوات من الكلى أيضا عام 1390هـ.
وأما زهده،فإن أبي كان له منهجا وهو أن يلبس من الثياب القطن فقط، وكان يلبس قماش البفتة أو التترون، وقد يصل ثوبه لسعر منخفض وقد بلبس الغالي،
وأما حذاؤه فمااشترى أبي يوما حذاء بإصبع ولكن لو رأيتموه بذلك فأعطيكم صحة الخبر:
كان أبي يلبس أحذية طبية نظرا لأن مرض السكر يفقد إحساسه في القدمين، وأنت تعرفون سعرها، ولكن الذي يحدث أنه قد يكون في خطبة الجمعة فكثيرا ما تسرق الأحذية من عند أبواب المساجد، فيضطر لشراء أبي أصبع أو غيره،ليعود للمنزل، وأذكر أنه مرة قد عاد حافيا لأنه لم يجد بائعا يشتري من حذاء آخر، فأخشى أن يكتب أحد أن الشيخ كان يسير حافيا (مثل بوذا ليصل للنرفانا التي تدعيها البوذية)
المقصود: صحيح أن أبي كان زاهدا في الدنيا ولكن أرجو نقل روايات صحيحة عنه وكما كان يقول: وما آفة الأخبار إلا رواتها.وقد ذكرت لكم أنه لا يحب المدح والظهور ولذا لم أكتب عن سيرته الخاصة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 11:13]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو يوسف التواب: اطلعت على ماكتبتموه في ملتقى الحديث ولو أعرف طريقة النقل المقتبس لفعلت، وذلك أن لي عدة ملاحظات على بعض من كتب.
أولا: يظهر من الجميع بارك الله فيهم حبهم وتقديرهم لشيخنا ووالدنا الجليل، ولكن يجب على المرء أن يشهد بما يعلم،حتى نفرق بين المحبة وبين تقديس الأشخاص،
أولا: بالنسبة لوالدي رحمه الله: لم يرحل إلا من حضرموت إلى مكة المكرمة،ثم استقر في جدة،وأما رحلته للعراق فلم تحدث أبدا،وأما لمصر فقد سافر في عام 1398هـ لعلاج الكلى، قرابة شهر.
والثانية قبلها سافر إلى بيروت، وأجرى عملية جراحية لاستخراج حصوات من الكلى أيضا عام 1390هـ.
وأما زهده،فإن أبي كان له منهجا وهو أن يلبس من الثياب القطن فقط، وكان يلبس قماش البفتة أو التترون، وقد يصل ثوبه لسعر منخفض وقد بلبس الغالي،
وأما حذاؤه فمااشترى أبي يوما حذاء بإصبع ولكن لو رأيتموه بذلك فأعطيكم صحة الخبر:
كان أبي يلبس أحذية طبية نظرا لأن مرض السكر يفقد إحساسه في القدمين، وأنت تعرفون سعرها، ولكن الذي يحدث أنه قد يكون في خطبة الجمعة فكثيرا ما تسرق الأحذية من عند أبواب المساجد، فيضطر لشراء أبي أصبع أو غيره،ليعود للمنزل، وأذكر أنه مرة قد عاد حافيا لأنه لم يجد بائعا يشتري من حذاء آخر، فأخشى أن يكتب أحد أن الشيخ كان يسير حافيا (مثل بوذا ليصل للنرفانا التي تدعيها البوذية)
المقصود: صحيح أن أبي كان زاهدا في الدنيا ولكن أرجو نقل روايات صحيحة عنه وكما كان يقول: وما آفة الأخبار إلا رواتها.وقد ذكرت لكم أنه لا يحب المدح والظهور ولذا لم أكتب عن سيرته الخاصة.
وجزاكم الله خيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على تعقيبكم
ولي على ما ذكرتم ملاحظات لو أذنتم لي بسردها:
الأولى: قولكم أحسن الله إليكم: (ولكن يجب على المرء أن يشهد بما يعلم،حتى نفرق بين المحبة وبين تقديس الأشخاص)
أقول: صدقتم وبررتم، وما شهدنا إلا بما علمنا. فأنا قد عرفت الشيخ سبع سنوات عن قرب، وكنت أتردد عليه كثيراً وأحضر خطبه، فسكني قريب جداً من مسجده.
وأما تقديس الأشخاص (أو تعظيم الذوات) فيعلم الإخوة الذين يتابعون ما أكتب أنني بعيد عن هذا الأمر، ولو طالعتم شرح "عمدة الفقه" الذي كتبتُ بعضه هنا وكثيراً منه في ملتقى أهل الحديث لوجدتم أنني لا أقرر آراء الشيخ -تغمده الله برحمته الواسعة- كمسلَّمات، كما لا أقول إنه لا يخطئ، بل ما من عالِمٍ على وجه الأرض إلا وله أخطاء.
الثانية: قولكم سددكم الله: (وأما رحلته للعراق فلم تحدث أبدا)
أقول: لدي شريط مسجَّل .. فيه لقاءٌ أجراه أحد الإخوة الفضلاء -ممن ألقاهم كل يوم غالباً- مع الشيخ، وكنت أظن أنه قال هذا في ذلكم اللقاء، وقد كتبتُ ما كتبت من ذاكرتي، فلعلي أخطأت ووهمت. فأعتذر.
وقولكم: (وأما لمصر فقد سافر في عام 1398هـ لعلاج الكلى، قرابة شهر)
قلت: الشيخ رحمه الله تعالى ذكر لنا أنه لقي أشياخاً بمصر وحضر لهم حلقات، وأنه كان يحضر لبعضهم وآثار الموسى التي حلقوا بها لحاهم بادية على وجوههم، وأن بعضهم كان مبتلى بالتدخين، ويثني على عدد منهم ويذكرهم بخير.
الثالثة: قولكم حفظكم الله: (فإن أبي كان له منهجٌ وهو أن يلبس من الثياب القطن فقط، وكان يلبس قماش البفتة أو التترون، وقد يصل ثوبه لسعر منخفض وقد بلبس الغالي)
قلت: جزاكم الله خيراً .. وقد كان أحد الإخوة يقول لي: هذا الثوب الذي يلبسه الشيخ لا يزيد ثمنه على عشرين ريالاً. ولم أنقل غريبةً على الشيخ بحمد الله .. ما دام قد كان ووقع وتكرر.
الرابعة: قولكم: (وأما حذاؤه فمااشترى أبي يوما حذاء بإصبع .... )
قلت: هذه ذكرها الشيخ وليد المنيسي وفقه الله -عضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا- ولم يضل في ذلك ولم ينسَ. فقد رأيت الشيخَ ما لا أحصي يحضرها معه للمسجد، في الجمعة وفي غير الجمعة، وكنا نناوله إياها مراراً لا تُحصَى.
وأَذْكَرَنِي قولُكم هذا -حفظكم الله- قولَ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (من حدَّثكم أن رسول الله (ص) بال قائماً فلا تصدِّقوه) وقد جاء من حديث حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه (ص) أتى سباطة قوم فبال قائماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم، وأن ينفع بكم أينما كنتم. وأرجو أن يضاف للترجمة نماذج من العبادة في حياة والدكم الشيخ بارك الله فيكم، ولا إخال عدم حبه للظهور والمدح مانعاً من ذكر ذلك، ولنا في سير أئمة الإسلام التي خطتها أيدي أئمة -أيضاً- أسوة.
ـ[أم فراس]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 03:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل: أبو يوسف التواب
جزاكم الله خيرا على هذا الإيضاح ولكن أردت أن أذكر بشيء حتى يفهم القصد:
أنا لا أعترض على لبس الشيء الرخيص فهو من الزهد،وليس عيبا، ولكن أردت أن أوضح لكم سبب لبس الحذاء بأصبع لكثرة ماسرقت أحذيته قبل انتقاله لمسجد المنتزهات،
لقد كان أبي يؤم المصلين في مساجد أخرى نيابة عن الأئمة ومن أكثر المساجد مسجد بن محفوظ ك2، ومسجد عكاش، وغيرها، فأنا تحدثت عن أصل المشكلة التي حدثت.
وأما السفر لتلقي العلم في مصر أو العراق أو غير ذلك فأنا أخبر به تماما،ولكن أجمع لك بين روايتكم عن مصر وكلامي: بأن أبي عندما ذهب للعلاج كان يستغل وقته في حضور شيء مفيد، فقد يكون ذلك من باب مارآه في رحلته العلاجية.
وأما العراق فلم يشاهدها حتى قبل ولادتنا.
وإن شئت شيئا من عبادته فأقول: عندما كنا نسكن في مكة أي عام 1393هـ وما قبل، كان أبي يكرر الحج مشيا على الأقدام،وهذا مما رواه لي لأنني خرجت من مكة وأنا بنت 6 سنين.
وكان محاسبا في أول حياته عند عمر جمجوم،وعند صدقة وسراج كعكي، وكان الجميع يسمحون له بحضور مايشاء من دروس الحرمين لأن عمله كان يقع بين الحرم القديم والمسعى (طبعا أيام الملك عبد العزيز .. ).وكان معروفا بينهم بالأمانة والتقوى. وكان السيد علوي مالكي إمام الحرم يقول عنه: إن سالم مثل سيدنا عمر إذا سلك فجا سلك الشيطان فجا آخر،
بالنسبة لعبادته في الليل، كان أبي يجعل بين العشاءين وقتا لمجلس الأسرة ولا يسمح لأحد بالتأخر عنه،وبعد العشاء يقرأ قليلا ثم ينام ويستيقظ في جوف الليل حوالي الساعة الواحدة، يتعبد ويقرأ في كتبه، وقد ينام قليلا قبل الفجر.
بالنسبة للصيام: لم يكن يرحمه الله يصوم نفلا كثيرا لمعاناته من الكلى فيضره قلة الماء، وكم رأيناه يتألم في رمضان ولكن يتم صومه،
كان لرمضان ونحن صغار ذكريات معه، فكان في عصره يجمع من أولاده من أعمارهم بين عمر السابعة والثانية عشر ويقول راجعوا لي حفظي أو بلهجته (قُصّوا معي .. أي تتبعوني.)، والشاطر الذي يصحح قبل أخيه، فنتسابق على التركيز معه فكان يقرأ من أول القرآن كل يوم معنا بهذه الطريقة حتى نختمه،وبذلك علمنا قراءة القرآن الصحيحة وبشكل سريع من حيث لم نشعر أن التعليم لنا، وكان الواحد منا يفرح عندما يسبق من هم أكبر فيصحح لأبي فيمدح تركيزه،
كان حريصا على تعليم أهل بيته الأحكام، فكان يعلمنا الصلاة بأركانها وواجباتها مثلا ثم يعود فيفاجئنا باختبار عملي تطبيقي لجميع ما علمنا إياه، ويكفي نظرة العتاب التي نراها منه أن تجعلنا لا ننسى، فهيبته تجعلنا نحترمه حتى في غيابه،ولا نعصي له أمرا.
وفي أيام الإجازات يوزع لنا كتبا حسب أعمارنا: فمن الكلم الطيب، لعدة الحصن الحصين وأذكار الإمام النووي، إلى زاد المستقنع، فهذه يجب علينا قراءتها قراءة صحيحة قبل الحضور ثم يبدأ بالشرح، وأما الأذكار فيطلب منا حفظها وليس قراءتها فقط.وكان كثيرا ما يأتي بقصائد في الزهد والورع ويقرأ ويشرح لنا معانيها أثناء اجتماعنا.
كان حريصا على أداء حجنا على الفور، حتى كان يحج مع الواحد أو الواحدة منا إذا كان من بعدها صغيرا حتى لا يتأخر أداء الفرض ثم بعد سنوات إذا أردنا الحج حججنا، وقد حججت مع أبي حجتين،ولم يتيسر لي غيرها بعد ذلك.
أخيرا: ارجو من القراء الدعاء له،ولاتنسوني من الدعاء معه.وجزاكم الله خيرا(/)
عودة ((الخفاش الأسود)) ((مقال عن البروفيسور حمزة المزيني)) - فكاهي -
ـ[عبدالله الفارس]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 08:13]ـ
قهقه مع آخر إبداعات بروفيسور البرطميات!
كانت مقالة الكاتب المغمور الخالدة هذه المرة عن بروفيسور البرطميات الشهير، همزة متطرفة، إذ قال صاحبنا المغمور غمره الله بالعافية ومتعه الخير: ليس من عادتي حين أمر على صحيفة الوطن أن أقرأ مقالات تحليلية عميقة .. أو لقطات تفسيرية تطرب القارئ .. لكن هذه المرة يبدو أن ثمة أمراً على غير العادة ..
فقد قرأت في الصحيفة مقالة تستحق فعلاً أن تمثل نموذجاً للمقالة التي تحترم عقل القارئ .. وترتقي بالوعي .. وتصعد بالتفكير نحو مساحات مجهولة تبعث في نفس القارئ سرور الاكتشاف ولذة المغامرة المعرفية ..
تذكرت حين قرأت هذه المقالة صباح اليوم بعض رموز “فن المقالة” الملهمين في الفكر الغربي المعاصر الذين ألهموا هذا الفن موقعه الأدبي عبر المدى التأثيري الذي صنعته مقالاتهم، هذه المقالة التي شدتني اليوم .. وحفزتني كثيراً على التفكير فيما وراء المظاهر التي تذهل عنها عيون الملاحظة العلمية .. كتبها دكتور اللسانيات المبدع “حمزة المزيني” ..
يقول الدكتور في مقالته التحليلية المبدعة:
(وكما كانت “الصحوة” المولِّدَ لثقافة التطرف والعنف؛ فقد كانت كذلك سببا رئيسا في استفحال مشكلتي المخدرات والتدخين .. ) صحيفة الوطن, الخميس, 12يونيو2008
مثل هذه النظرات التي تحاول النفاذ إلى ما وراء أعماق الظواهر الاجتماعية, وتحاول الكشف عن المساحات الجرداء من التفكير العلمي, تستحق التنويه والدعم, وإبرازها كنماذج مهمة للتفكير العلمي التحليلي العميق ..
وكم أتمنى أن ينجفل كتاب الصحيفة ونظائرهم من المعنيين بقضايا التحليل للظواهر الفكرية والفلسفية إلى دراسة وكشف مثل هذه “العلاقات والتاثيرات” التي لا يتنبه لها عامة الناس وبسطاء الباحثين ..
وثمة موضوعات كثيرة بنفس المستوى الذي يشتغل عليه الدكتور حمزة المزيني في مقالته هذه, ويمكن أن نعرض -على سبيل التمثيل فقط لا على سبيل الاستقراء- لموضوعات مشابهة, تنتظر آركيولوجيا التحليل, وإزميل التفسير العلمي, والحرث المعرفي في هذه المناطق الخصبة والغنية بترابطات وعلاقات مضمرة لا يستوعبها كثير من الناس, فمن العناوين المقترحة في هذا الصدد:
-علاقة الصحوة بانهيار سوق المال.
-دور الصحوة في نقص المياه الجوفية.
-أثر المطوية الصحوية في ظاهرة نفوق الإبل.
-دور الصحوة في نشأة فرقة الانكشارية.
-تأثير المسواك الصحوي في تغير الشكل الجغرافي للجزيرة العربية.
-دور الضغوط الصحوية في نزول “آيات الحجاب”.
-الخلفيات الصحوية لخروج آدم من الجنة.
-الترسبات الصحوية في عقلية ابن كثير وتفسيره.
-العلاقة بين “تشمير الثوب الصحوي” .. والتبرج الإعلامي الهابط.
-المضمون السياسي في العبارة الصحوية “جزاك الله خير”.
-محاباة معاوية للصحويين.
الخ .. الخ ..
هذه فقط أمثلة أردت بها فقط فتح آفاق عملية للبحث العلمي والتفسير المنهجي, ومن الوفاء أن نؤكد دور د. المزيني في إلهام العملية المعرفية بمثل هذه الآفاق ..
ونظراً لخوفي النابع من كون بعض القراء لن يستوعب أطروحة الدكتور حمزة بشكل يتناسب مع أبعادها التفسيرية .. فإني سأتطوع لعرض بعض الأسانيد والحيثيات التي تؤكدها ..
فأطروحة د. حمزة المزيني حول “دور الصحوة الجوهري في انتشار المخدرات والتدخين” يمكن تدعيمها والتدليل عليها بالكثير الكثير من البراهين والشواهد .. فعلى سبيل المثال: استنزفت الصحوة كميات هائلة من “الباتكس” في المراكز الصيفية تفوق احتياجاتها للصحف الحائطية, مما يعني تسرب كميات ضخمة لترويج التشفيط .. كما أن الصحوة في التغطيات الصحفية لمصورة لـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” عرضت بشكل دوري صوراً لـ “المضبوطات”, وهذه الصور لها أغراض خفية تتمثل في تطبيع صورة المخدرات في ذهن القارئ بحيث يألفها ويندفع لتجربتها ..
كما أن الصحوة اتخذت موقفاً سلبياً من المدخن يفوق الموقف الطبيعي بهدف خلق رد فعل شعبي لدى الناس يدافع عن المدخنين .. وغير ذلك من الشواهد والحيثيات التي تؤكد على أقل تقدير أن رؤية الدكتور حمزة تحتاج إلى صبر وأناة معرفية لاستكشاف العلاقات المنطقية المنسجمة داخلها ..
ولقد أثبتت أمثال هذه التحليلات والقراءات اللانمطية أن الصحوة “كائن ميتافيزيقي فوقي” يملك قدرات مهولة لا يمكن تصورها, وبيده خيوط اللعبة كلها, وهو الذي يدير شبكة الشرور في هذا العالم, وهو يناظر آلهة الشر العظيمة في التصورات والأساطير اليونانية والمانوية ونحوها ..
ومفهوم الصحوة كنموذج تفسيري يمكن الإحالة عليه إزاء أية مشكلة تواجه الإنسان بدأ بالضائقة المالية الشخصية وانتهاء بظاهرة الدفء الكوني وثقوب الأوزون ..
طبعاً .. من المهم أن نضيف إلى رائعة د. المزيني هذه مقالتان سابقتان له ليكتمل هذا العقد العقلي الغزير, وهما مقالته عن: علاقة الشماغ بالتطرف الديني .. والتي نشرها بعنوان (ابحث عن الشماغ) صحيفة الوطن, 9أغسطس 2007م.
ومقالته الأخرى عن: مخاطر العبارات التوعوية المكتوبة خلف فاتورة الكهرباء, صحيفة الوطن, ع921.
فهذه المقالات الثلاث تشكل اتجاهاً تفسيرياً يمكن اعتباره بذور “مدرسة فكرية” جديدة ذات “منهج تحليلي خاص” .. ولذلك كم أتمنى من جيل الشبان الليبراليين الجدد أن يعتنوا بإبداعات الرعيل الأول .. ولا يكتفوا فقط بقراءة أمثال هذه المقالات, بل أتمنى أن يعقدوا لهذه المقالات الثلاث بشكل خاص (الصحوة والمخدرات, الشماغ والتطرف, عبارات فاتورة الكهرباء) حلقات نقاش خاصة تدرس المنهج التحليلي الكامن خلف هذه النتائج ..
وسيظل الدكتور حمزة المزيني نموذج مشرف لليبرالي السعودي .. حيث لم يتوقف قط عن إنارة التفكير السعودي بتحليلات جديدة تستكشف المناطق المجهولة ..
وإلى المزيد من العقل والتحليل ..
http://www.alsaalik.com/?p=124#more-124
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 01:22]ـ
هذا مستوى الصحافة اللبرالية الغبية في السعودية ..
أذكر أنه إبان خروج المنتخب السعودي من نهائيات كأس العالم , كتب أحد اللبراليين في الصحف السعودية: أن الصحوة هي سبب خروج المنتخب من كاس العالم!!!
أقول: هل يمكن لفكر سطحي وغبي مثل هذا الفكر أن ينهض بدولة وأن يقوم بمشاريع تنموية؟؟
لا وربي , إنهم يسقطون بالبلد للهاوية كما سقطوا هم.
والله المستعان
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 05:44]ـ
جزاكم الله خيرا
مقالة ساخرة قوية ..
كنت أقرؤها بصوت مرتفع وأضحك ومن حولي:)
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 05:37]ـ
الأخ الفارس المقال ليس للأستاذ حسن مفتي (الخفاش الأسود) وتأكد في المرة الأخرى ..............
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 06:12]ـ
الأخ الفارس المقال ليس للأستاذ حسن مفتي (الخفاش الأسود) وتأكد في المرة الأخرى ..............
سبحان الله!
وأنا أقول: لمَ هذه المقالة بالذات لم تدخل مزاجي، ولم أستسغها من رائد الإبداع الخفاش!
شكرا لتنبيهك ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 07:19]ـ
الخفاش الاسود أسلوب من نوع خاص ...
اقرؤوا مقال السناكحة ... :)))(/)
هؤلاء هم أولياء الصوفية!!!!
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:39]ـ
هؤلاء هم أولياء الصوفية!!!!
1 - منهم ولي كما قال الشعراني في ترجمة شمس الدين محمد الحنفي (2ـ88): ((ومنهم سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي رضي الله تعالى عنه ورحمه)). إلى أن قال: ((ولما دنت وفاته بأيام كان لا يغفل عن البكاء ليلاً ولا نهاراً وغلب عليه الذلة والمسكنة والخضوع حتى سأل الله تعالى قبل موته أن يبتليه بالقمل والنوم مع الكلاب، والموت على قارعة الطريق، وحصل له ذلك قبل موته فتزايد عليه
القمل حتى صار يمشي على فراشه، ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتين وشيئاً، ومات على طرف حوشه، والناس يمرون عليه في الشوارع)).
قال: ((وقال له سيدي علي بن وفا: ما تقول في رجل رحى الوجود بيده يدورها كيف شاء.؟ فقال له سيدي محمد رضي الله عنه: فما تقول فيمن يضع يده عليها فيمنعها أن تدور؟))
2 - ومنهم ولي كما قال في ترجمة أبو الخير الكليباتي في الطبقات (2ـ143): ((كان رضي الله عنه من الأولياء المعتقدين وله المكاشفات العظيمة مع أهل مصر وأهل عصره، وكانت الكلاب التي تسير معه من الجن، وكانوا يقضون حوائج الناس، ويأمر صاحب الحاجة أن يشتري للكلب منهم إذا ذهب معه لقضاء حاجته رطل لحم، وكان أغلب أوقاته واضعاً وجهه في حلق الخلاء في ميضأة جامع الحاكم، ويدخل الجامع بالكلاب فأنكر عليه بعض القضاة فقال: هؤلاء لا يحكمون باطلاً ولا يشهدون زوراً ((.
3 - ومنهم ولي كما قال في الطبقات (2ـ144): ((ومنهم سيدي سعود المجذوب رضي الله عنه
كان رضي الله عنه من أهل الكشف التام، وكان له كلب قدر الحمار لم يزل واضعاً بوزه (فمه) على كتفه)).
4 - وقال أيضاً في ترجمة بركات الخياط أيضاً في الطبقات (2ـ 184): الشيخ الصالح عبد القادر السبكي أحد رجال الله تعالى كان من أصحاب التصريف بقرى مصر رضي الله عنه: ((وكان كثير الكشف لا يحجبه الجدران والمسافات البعيدة من إطلاعه على ما يفعله الإنسان في قعر بيته .... وخطب مرة عروساً فرآها فأعجبته فتعرى لها بحضرة أبيها، وقال: انظري أنت الأخرى حتى لا تقولي بعد ذلك ــــــــــــــ ثم أمسك ـــــ)). وهو كلام ساقط يستحي المرء من ذكره لكن راجعه هناك
: وكان دكانه منتناً قذراً لأن كل كلب وجده ميتاً أو قطاً أو خروفاً يأتي به فيضعه داخل الدكان وكان لا يستطيع أحد أن يجلس عنده.
5 - وقال أيضاً في ترجمة الشيخ علي أبو خودة الطبقات (2ـ135): ((وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرداً راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته، سواء كان ابن أمير، أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده، أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس ولا عليه من أحد ((
6 - وقال أيضاً في الطبقات (2 ـ185): ((الشيخ شعبان المجذوب رضي الله عنه، كان من أهل التصريف بمصر المحروسة، وكان يخبر بوقائع الزمان المستقبل واخبرني سيدي علي الخواص رضي الله عنه أن الله تعالى يطلع الشيخ شعبان على ما يقع في كل سنة من رؤية هلالها، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوباً على العباد)).
وقال: ((وكان يقرأ سورا غير السور التي في القرآن على كراسي المساجد يوم الجمعة وغيرها فلا ينكر عليه أحد، وكان العامي يظن أنها من القرآن لشبهها بالآيات في الفواصل)).
وقال: ((وقد سمعته مرة يقرأ على باب دار، على طريفة الفقهاء الذين يقرؤون في البيوت فأصغيت إلى ما يقول فسمعته يقول: "وما انتم في تصديق هود بصادقين، ولقد أرسل الله لنا قوماً بالمؤتفكات يضربوننا ويأخذون أموالنا وما لنا من ناصرين" ثم قال: الهم اجعل ثواب ما قرأناه من الكلام العزيز في صحائف فلان وفلان إلى آخر ما قال)).
7 - وقال أيضاً في الطبقات (2ـ142): ((الشيخ إبراهيم العريان رضي الله عنه،كان يُخرج الريح بحضرة الأكابر ثم يقول: هذه ضرطة فلان، ويحلف على ذلك، فيخجل ذلك الكبير منه، مات رضي الله عنه سنة نيف وثلاثين وتسعمائه)).
)) وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عرياناً ...... فيحصل للناس بسط عظيم ((
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - وقال أيضاً: ((شيخنا أبو علي هذا كان من جماعته: الشيخ عبيد: واخبرني بعض الثقات أنه كان مع الشيخ عبيد في مركب فوحلت، فلم يستطع أحد أن يزحزحها، فقال الشيخ عبيد: اربطوها في بيضي (الخصيتين) بحبل وأنا انزل اسحبها ففعلوا، فسحبها ببيضه حتى تخلصت من الوحل إلى البحر، مات رضي الله عنه في سنة نيف وتسعين وثمانمائه)).
9 - وقال أيضاً في الطبقات (2ـ 87): ((سيدي الشيخ محمد الغمري، أحد أعيان أصحاب سيدي احمد الزاهد رضي الله عنه، كان من العلماء العاملين والفقراء الزاهدين المحققين سار في الطريق يسيرة صالحة وكانت جماعته في المحلة الكبرى وغيرها يضرب بهم المثل في الأدب والاجتهاد، قال: ودخل عليه سيدي محمد بن شعيب الخيسي يوما الخلوة فرآه جالساً في الهواء وله سبع عيون فقال له: الكامل من الرجال يسمى أبا العيون)).
10 - ومنهم ولي كما في الطبقات (2ـ88): ((سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي كان رضي الله عنه من أجلاء مشايخ مصر وسادات العارفين صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والأحوال الخارقة والمقامات السنية)) إلى أن قال: ((وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود، وصرفه في الكون ". إلى أن قال: ((قال الشيخ أبو العباس: وكنت إذا جئته وهو في الخلوة أقف على بابها فإن قال لي ادخل دخلت، وإن سكت رجعت فدخلت عليه يوما بلا استئذان فوقع بصري على أسد عظيم فغشي علي فلما أفقت خرجت واستغفرت الله تعالى من الدخول عليه بلا إذن ". ثم قال" وقد مكث في خلوته سبع سنين تحت الأرض ابتدأها وعمره أربع عشرة سنة".
"قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه: ولم يخرج الشيخ من تلك الخلوة حتى سمع هاتفا يقول: يا محمد اخرج انفع الناس ثلاث مرات، وقال له في الثالثة: إن لم تخرج وإلا هيه. فقال الشيخ: فما بعد هيه إلا القطيعة، قال الشيخ فقمت وخرجت إلى الزاوية فرأيت على السقيفة جماعة يتوضؤون فمنهم من على رأسه عمامة صفراء ومنهم زرقاء، ومنهم من وجهه وجه قرد، ومنهم من وجهه وجه خنزير، ومنهم من وجهه كالقمر، فعلمت أن الله أطلعني على عواقب أمور هؤلاء الناس، فرجعت إلى خلفي وتوجهت إلى الله تعالى فستر عني ما كشف لي من أحوال الناس وصرت كآحاد الناس)).
11 - وقال أيضاً في ترجمة علي وحيش في الطبقات (2ـ149): ((كان رضي الله عنه من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال ... وله كرامات وخوارق واجتمعت به يوماً)). إلى أن قال: ((وكان إذا رأى شيخَ بلدٍ أو غيرَه ينزله مِن على الحمارة ويقول له: أمسِك رأسَها حتى أفعل فيها! فإن أبى الشيخ تسمَّر في الأرض لا يستطيع أن يمشي خطوةً، وإن سمح حصل له خجلٌ عظيمٌ والناس يمرُّون عليه)).
12 - ويقول الشعراني عن نفسه في كتابه "الطبقات: ((إنَّ سبَبَ حضوري مولد "أحمد البدوي" كلَّ سَنَةٍ أنَّ شيخي العارف بالله تعالى "محمد الشناوي" رضي الله عنه! أحدَ أعيان بيته رحمه الله، قد كان أخذ عليّ العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه، وسلَّمني بيده، فخرجت اليد الشريفة من الضريح! - بين الشعراني والبدوي نحو أربعة قرون! -وقبضت على يدي. وقال: يا سيدي يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك! فسمعتُ "سيدي أحمد" من القبر يقول: نعم.
ولما دخلتُ بزوجتي فاطمة أم عبد الرحمن وهي بكرٌ، مكثتُ خمسةَ شهورٍ لم أقرب منها
فجاءني وأخذني وهي معي، وفرش لي فراشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل، وطبخ لي
الحلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه! وقال: أزِل بكارتها هنا! فكان الأمر تلك الليلة))
13 - ومنهم ولي مكث أربعين سنة لم يأكل ولم يشرب!!
[جامع الكرامات للنبهاني: 1/ 299].
14 - ومنهم ولي ينام سبع عشرة سنة ثم يقوم ليصلي بدون وضوء!!
[جامع الكرامات للنبهاني: 2/ 428 - 429].
15 - ومنهم من يقول لعصاه: كوني إنساناً فتكون إنساناً، فتذهب وتقضي حوائجه ثم تعود كما كانت!!.
[جامع الكرامات: 1/ 296 - 297]
16 - ومنهم من زعموا أنه لم يدخل الحمام قط!!!.
[طبقات الشعراني: 1/ 46].
17 - ومنهم من بوله كالحليب!!!!!
[طبقات الشعراني: 2/ 140].
18 - ومنهم: من يجرّ سفينة أخذها الوحل بخصيتيه!!!!!!!!!!!
[جامع الكرامات: 2/ 46].
19 - ومنهم من لا يدخل الحمام إلاّ كل ثلاثة أشهر!!!!
[جامع الكرامات: 2/ 366].
20 - ومنهم من يجلد خادمه بإحليل نفسه!!!!!!، بعد أن مدّه فطال طولاً عجيباً و وضعه على كتفه فلما فرغ عاد إلى طوله الأول!!!!!
[جامع الكرامات: 2/ 396]
21 - ومنهم: من زعم أن الجيلاني أمر الملائكة أن تسجد لأحد الأولياء!!!!!!!
[الفتح الرباني: 370].
22 - ومنهم: من زعم أن الكعبة تطوف حول أوليائهم خارج مكة!!!!
[نشر المحاسن: 33].
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 05:20]ـ
شكر لك بارك الله فيك
والمعذرة ,, بخصوص توصيل الغرض لك، فأخي مشغول بالامتحان وقبلها فقد رقمك وظن أنه ليس محفوظا لدي، وقريبا بإذن الله تصل إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تعارف]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 01:24]ـ
كنت قد قرأت ان الشعرانى من العلماء الاثبات وان له مؤلفات علمية وان كتاب الطبقات مدسوس عليه وانه تبرأ منه وقراءتى هذه لم تكن فى منتدى صوفى بل فى موضوع حوى مناقشات عن الرجل فى ملتقى اهل الحديث ولا اعرف كيف احضر الرابط
فأتمنى ممن يستطع ان يحضر لنا الرابط او من كان عنده علم بحقيقة الرجل الا يبخل علينا
ملحوظة (اختى الامل الراحل هل تسمحين بمراسلتك على الخاص؟ ومشكورة سواء بالقبول او الرفض)(/)
((عندما يعتمر داعية إسلامي عمامة هاشمي رفسنجاني))
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 04:28]ـ
"لو كنت مكان قائد حزب الله اللبناني حسن نصر الله، لما وجدت أفضل من الداعية الإسلامي السني "فتحي يكن"، مروجاً للمشروع الصفوي المنبثق من طهران إلى كافة أرجاء العالم الإسلامي".
هذا ما دار بخلدي وأنا أتابع الحلقة الثالثة من برنامج مراجعات على قناة الحوار مع الداعية الإسلامية فتحي يكن، ومع علمي السابق بانفصال الأستاذ فتحي يكن عن الجماعة الإسلامية بلبنان، ووجود نوع تحالف بين تنظيم فتحي يكن الجديد "جبهة العمل الإسلامي" وحزب الله اللبناني، إلا أني لم أتصور ذوبان شخصية فكرية بهذا الحجم في محيط التيار الصفوي، حتى إن الرجل لم يقدم جواباً عن سؤال سأله إياه الكاتب "عزام التميمي" عن مستقبل الجبهة الإسلامية السنية؟
وأخذ ينشد مقطوعة من الثناء على ما أسماه "جبهة الممانعة"، مثنياً على النظام الإيراني، والنظام السوري، وحزب الله، مما يدل دلالة ضمنية أن الرجل لم يعد يراهن على أهله من أهل السنة في الوقت المنظور على الأقل، وقد وقع الأستاذ فتحي يكن في إشكالات منهجية في معرض دفاعه عما يعتبره "جبهة الممانعة" ألخصها فيما يلي:
أولاً: حرص الأستاذ فتحي يكن على طرح ثنائية بوش الشهيرة (معنا أو ضدنا)، فإما أن يضع أهل السنة أيديهم في أيدي المحور الإيراني السوري وإلا كانوا لزاماً عملاء أو مؤيدين للمشروع الصهيوني الأمريكي، وهذه قسمة جائرة، فأهل السنة ليسوا ملزمين بهذه القسمة، بل لهم أولوياتهم ومشروعهم، وضعف مشروعهم في أرض الواقع نتيجة لغياب الدور العربي الرسمي، لا يبرر الذوبان في المشروع الصفوي، والذي أثبتت أحداث العراق، وأفغانستان، وحتى في الداخل الإيراني أنها لا تقل شراسة ولا دموية عن الطغيان الأمريكي، بل إن المشروع الصفوي يفوق المشروع الصهيوني في خطره من جهة تستره على الأمة، وأما المشروع الصهيوني والأمريكي، فلا أظن أن رجلاً عاقلاً من المسلمين يشكك فيه، عدا عملاء الغرب وهؤلاء حثالة قليلة العدد منبوذة لا وزن لها ولا شأن لدى الناس.
ثانياً: من محاسن الصدف أن اللقاء أجري فيما يظهر قبل اعتداءات حزب الله اللبناني الأخيرة على أهل السنة في بيروت، والأستاذ فتحي يكن كان يؤكد بلهجة الواثق أن على أهل السنة ألا يخشوا من حزب الله، وأنه لا يمكن أن يوجه سلاح الحزب لأهل السنة بأي حال من الأحوال، فجاءت الأحداث الأخيرة لتؤكد للأستاذ الفاضل، ولكل المخدوعين أن سلاح حزب الله من الممكن جداً أن يعيث فساداً ودماراً ودماءً في مناطق أهل السنة ولا عزاء للمغترين، سوى كلمات الثناء البراقة التي يضيفها عليهم الأمين العام للحزب من خلال منبره الذي صرح فيه أنه ابن بار لولاية الفقيه.
ثالثاً: كما حاول رفسنجاني في أثناء مناظرته الشهيرة مع الشيخ القرضاوي على قناة الجزيرة، أن يصرف الأنظار عن مذابح الميلشيات الشيعية تحت شعارات الوحدة، وتربص الشيطان الأكبر، فقد سعى الأستاذ فتحي يكن لصرف الأنظار عن كل مخازي الصفويين تحت شعارات الوحدة الزائفة، ونقد النظام العربي الرسمي، وفي تحليل سياسي ساذج يدعو المفكر العزيز لئلا تتخوف دول الخليج من الخطر الإيراني المزعوم، ويدلل على ذلك ـ غفر الله له ـ بأن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أبدى استعداده لتوقيع اتفاقيات عدم اعتداء مع حكام دول الخليج!!
أفلم يسمع الرجل من الحكومات العراقية الطائفية كل عبارات الثناء والمحبة والتحالف والتعهد بحماية أهل السنة، وأيديهم كان تعيث تدميراً وفساداً في أجساد العفيفات، وخرقاً بأجهزة "الدريل" في أجساد رجالهم!!
إن وقوع مثل هؤلاء المفكرين الإسلاميين في براثن الدعاية الصفوية الخبيثة، يملي على العارفين والمطلعين ضرورة تحذير الأمة من هذا الخطر الصفوي، الذي يكبر كل يوم، وهذا عبر منهجية إعلامية متوازنة، بمعزل عن محاولات التوظيف، التي ربما سعى إليها المنافحون عن المشروع الصهيوني والأمريكي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 07:15]ـ
أجدت، بارك الله فيك ..
وهنا متعلق:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/118.htm
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 07:34]ـ
أخي عبدالرحيم التميمي جزاك الله خيرا ونفع بكم.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 12:25]ـ
خطاب مهم وعاجل موجه الى فتحي يكن والى الاخوان المسلمين من الدمشقية ...............
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=36607
.
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 01:28]ـ
لديك أشياء جميلة أيها الوهيبي
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 01:19]ـ
{إن وقوع مثل هؤلاء المفكرين الإسلاميين في براثن الدعاية الصفوية الخبيثة، يملي على العارفين والمطلعين ضرورة تحذير الأمة من هذا الخطر الصفوي، الذي يكبر كل يوم، وهذا عبر منهجية إعلامية متوازنة، بمعزل عن محاولات التوظيف، التي ربما سعى إليها المنافحون عن المشروع الصهيوني والأمريكي.}
كلمة في الصميم شكراً أخي عبد الرحيم ولعل فتحي يكن يقرأ كتابه الموسوم بـ (المتساقطون) اللهم ثبتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 02:55]ـ
سبحان الله كتب فتحي يكن ورسائله جميلة ولديه وقفات للدعاة ممتازة وبعض كتبه أظن أنه لايستغني عنها داعية .... فلماذا يحصل ما حصل .......... هل تغير المسار أم أنه كما كان .....
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 04:09]ـ
أكثر ما يغيظني هو تلقيب وسائل الإعلام له بـ (الداعية فتحي يكن)!! مع أنه لم يُعرف بالدعوة إلى الإسلام يوماً، وإنما هو زعيم سياسي لجماعة إسلامية، ويتصِّف بأسوأ ما يُعاب على تلك الجماعة من تقديم السياسة على الدعوة، وقد ظهر ذلك جلياً عندما جعل نفسه تابعاً ذليلاً للمشروع الصفوي في بلاد الشامولا يخفى عليَّ كتابه في الدعوة والدعاة، ولكنه في النهاية يتعلق بالدعوة إلى جماعته
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 05:59]ـ
مقال تشكر عليه أخي عبد الرحمن
والحقيقة أن حال هؤلاء مع الشيعة كحال العرب مع إسرائيل في المفاوضات، سيخرجون بخفي حنين كما خرج ميشيل عون بخفي حسن نصر الله.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 02:39]ـ
أحسنت أخي الفاضل، مع أني لا أعرف فتحي هذا؛ إلا أن انقلابات الدعاة على شعوبهم في الفترة الأخيرة أضحت ظاهرة، لا أدري لماذا؟
أما الثنائية التي يصيح بها هذا، فلا أدري هل نسي يوم دخل الجيش اللبناني جُحره في حربه مع إسرائيل صيف 1427؟
ثم لمّا توجهت الحرب إلى أهل السنة المتمثلة بحركة " فتح الإسلام " رأيتَ البسالة منقطعة النظير!
دكوا القرى دكًّا دكا! فهنيئا بهذه الوحدة ..
لا عدمناك أخي الفاضل.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 02:54]ـ
وللتأكيد: أنا لستُ أحكم على فتحي يكن لأني لا أعرفه، إنما أوافق الكاتب في فكرته العامة.
أخي الفاضل معتدل:
سبحان الله كتب فتحي يكن ورسائله جميلة ولديه وقفات للدعاة ممتازة وبعض كتبه أظن أنه لايستغني عنها داعية .... فلماذا يحصل ما حصل .......... هل تغير المسار أم أنه كما كان .....
ما هي كتبه النافعة التي تنصح بها؟
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 04:35]ـ
الشيخ سليمان الخراشي:
وجزاك الله خيراً , وقد استفدت من الرابط فشكر الله لك.
الإخوة ... أبا عمرو المصري , خزانة الأدب , الخالدي , ناصر الدين الحنبلي, عبدالله بن سفران:
جزاكم الله خيراً على مروركم وتفاعلكم.
أخي معتدل:
حياك الله أخي , وطريقة الأخ الدمشقيه في استهداف والنيل من جماعة الإخوان المسلمين لا تروق لي لأن فيها الكثير من التحامل , ولو أنه خصص هذا الجهد لأهل العلمنة والاستبداد لكان أجدى وأنفع , بارك الله فيك.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 07:11]ـ
ومع علمي السابق بانفصال الأستاذ فتحي يكن عن الجماعة الإسلامية بلبنان
أخاف أن هذا هو مربط الفرس
و أن الفاكسات القادمة من الغرب قررت التنفير من المنشقين على الجماعة الأم
و أقول إن كان يكن ضالاً فلا أظنه رضع الضلال إلا من الجماعة الأم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 07:13]ـ
وطريقة الأخ الدمشقيه في استهداف والنيل من جماعة الإخوان المسلمين لا تروق لي لأن فيها الكثير من التحامل , ولو أنه خصص هذا الجهد لأهل العلمنة والاستبداد لكان أجدى وأنفع , بارك الله فيك.
و هذه قرينة قوية
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 08:23]ـ
السلام عليكم
الشيخ سليمان الخراشي تشكر على هذا الموضوع الذي في الرابط أعلاه
ومحتواه انخداع الإخوان المسلمون.
ونخداعات الإخوان المسلمون ليس اليوم والبارحه بل منذ تأسست جماعة تنخر بجسد الإسلام والمسلمين تسمى الإخوان المفلسين بل انخدعوا قبل ذلك بالنصارى وسموهم إخواننا منذ مذكرات البنا إلى داعية التشريد والتنديد يوسف القرضاوي وما رثائه للبابا يوحنا عنا ببعيد!! ولم تقف المسألة عند الصفويين فحسب بل تعدت ذلك بكثير.
وما أحداث العراق وولاء جبهة التوافق الإخوانية للرافضة خاف على من يتابع الاحداث
وأنا احمد الله أنه أصبحت هناك بصيرة عند ممن تاثروا بهذه الجماعة بحال بعض الرموز المضللة ولكن انتظروا إنا معكم منتظرون سترون الكثير والكثير لإنه ما بني على باطل فهوا باطل.
عافانا الله من مسالك الفتن ومن تولي أهل البدع والضلال.(/)
بيان للعلامة البراك: الدعوة إلى وحدة الأديان من نواقض الإسلام
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 11:16]ـ
الدعوة إلى وحدة الأديان من نوقض الإسلام
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله بعث رسله من أولهم إلى آخرهم من نوح إلى محمد صلى الله عليهم أجمعين بدين الإسلام الذي حقيقته عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه والبراءة منه، وهذا حقيقة إخلاص الدين له، {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:2].
ويدخل في حقيقة الإسلام طاعته سبحانه وطاعة رسله، وقد دل على هذا الحقيقة آيات كثيرة، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل:36]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26 - 27]
وحقيقة الإسلام هو معنى "لا إله إلا الله"، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وهي العروة الوثقى، وكلمة التقوى، قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256]
ومن الدليل على أن دين الرسل اسمه الإسلام قوله تعالى عن نوح u: { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:72]
وقال عن إبراهيم ويعقوب عليهما السلام: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة:132]
وعن موسى u : { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس:84]
وقال عن الحواريين: {آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:52]
وبين سبحانه أن الدين عنده الإسلام، وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران:19]، وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]
فعلم بذلك أن من خرج عن دين الرسل = فهو كافرٌ خاسر في الدنيا والآخرة، سواء خرج بالجحد والتكذيب، أو الشك، أو الاستكبار عن قبول دعوة الرسل، ولو كان مصدقا في الباطن، قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام:33]
وقال تعالى في فرعون وقومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل:14]
فعلم أن الرسل وأتباعهم مسلمون، ويجب أن يعلم أن من أصول الإيمانِ الإيمانُ بجميع الرسل فمن آمن ببعضهم دون بعض لم يكن مؤمنا ولا مسلما؛ بل يكون مكذبا بجميعهم، ولهذا قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:105]، وقال تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:123]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء:150 - 151]، وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة:285]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أدلة الكتاب والسنة على أن دين الرسل واحد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون:51 - 52]، وقال النبي r " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلَّات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد " متفق عليه.
وهذا مما يؤكد أن دين الرسل واحد، ولهذا يبشر أولُهم بآخرهم ويؤمن به، وآخرُهم يصدق أولَهم ويؤمن به، كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف:6].
وأعظم الأمم ذكرًا في القرآن وتنويها بشأنها بنو إسرائيل ـ يعقوب u ـ فقد كانت النبوة قبل مبعث محمد r فيهم، وأعظم أنبيائهم موسى وعيسى عليهما السلام وعلى سائر الأنبياء والمرسلين؛ فإنهما من أولي العزم من الرسل، وقد أنزل الله عليهما التوراة والإنجيل، وقد قص الله علينا من خبر هذين الرسولين في نشأتهما وإرسالهما وأحوال بني إسرائيل معهما خبرا مفصلا، وقد كان أنبياء بني إسرائيل من بعد موسى يحكمون بالتوراة حتى جاء عيسى u، فجاء مصدقا بالتوراة وناسخا لبعض أحكامها، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ} [المائدة:44]، وقال عن المسيح u: { وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران:50].
وكان المؤمنون بموسى u المحكمون لشريعة التوراة مسلمين على الحق حتى جاء عيسى ابن مريم فمن آمن به واتبعه كان مسلما، ومن كذبه كان كافرا، وكان المنتسبون للإيمان بموسى u يُعرفون باليهود حتى جاء عيسى u فعُرف أتباعه بالنصارى، وبقي اسم اليهود لمن كفر به، وبهذا صار بنو إسرائيل طائفتين: اليهود والنصارى، وكلٌ من الطائفتين منهم المؤمن والكافر، وقد فصَّل الله في كتابه الخبر عن الطائفتين: مؤمنهم وكافرهم، وبيَّن أسباب كفر من كفر منهم، فأما اليهود فمن أسباب كفرهم تحريفهم التوراة، وقتل الأنبياء، وقلوهم: عزير ابن الله، ثم بتكذيبهم للمسيح u، ثم بتكذيبهم لخاتم النبيين محمد r فجمعوا بين أنواع من الكفر، ولهذا قال سبحانه وتعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ * بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [البقرة:89 - 90].
وأما النصارى فمن أسباب كفرهم تأليه المسيح وأمه، وقولهم: المسيح ابن الله، وقولهم: إن الله ثالث ثلاثة، ثم بتكذيبهم لمحمد r خاتم النبيين والمرسلين، قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ* لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة:72 - 73].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخبر الله تعالى في كتابه عن غرور كلٍ من الطائفتين بأنفسها وذمها للأخرى، وزعمها اختصاص ما هم عليه بالهدى، واختصاصهم بدخول الجنة دون من سواهم، قال تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:111 - 112]، وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} [البقرة:113]، وقال تعالى: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة:135]، وقد زعمت اليهود أنهم على ملة إبراهيم، وأنه كان يهوديا، وزعمت النصارى مثل ذلك، فأكذبهم الله فقال سبحانه: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران:67]، ثم قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:68].
ومن ههنا يعلم أن أهل الملل الثلاث: اليهود والنصارى والمسلمين يتفقون على تعظيم إبراهيم u والانتساب إليه، وقد أبطل الله دعوى اليهود والنصارى لذلك، وحكم بان أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه على التوحيد، والبراءة من الشرك والمشركين، ومحمد r والمؤمنون معه، وذلك أن ملة إبراهيم هي: عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص الدين له، والبراءة من المشركين وما يعبدون، وهي التي أمر الله نبيه محمد r باتباعها، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:123] فالمسلمون هم الذين على ملة إبراهيم دون اليهود والنصارى، قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} [الحج:78]، وقد مضت عصور المسلمين على هذا الاعتقاد، وهو أن دين الإسلام هو دين الحق الذي لا يقبل الله ولا يرضى دينا سواه، وأن كل من لم يدخل دين الإسلام الذي جاء به محمد r فهو كافر مستوجب لدخول النار والخلود فيها إذا مات على ذلك، ولهذا أوجب الله دعوة الناس كلهم من اليهود والنصارى وغيرهم إلى الإسلام وجهادهم لإعلاء كلمة الله ودينه ليدخل في الإسلام من شاء الله أو يخضع لسلطان الحق، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33]، ولم تزل الحرب سجالا بين المسلمين وأعدائهم والأيام دولٌ، وضمن الله نصره لمن نصره، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 7 - 8]، وقد عظمت محنة الإسلام والمسلمين في العصور المتأخرة بغلبة النصارى على كثير من بلاد المسلمين ثم باستيلاء الموالين لهم من المنتسبين للإسلام، فلما زال عن بلاد المسلمين الاستعمار العسكري بقي الاستعمار الفكري في التعليم والإعلام وسائر نظم الحياة ينفذه من ربطوا أنفسهم بالتبعية لدول الغرب الكافر، وذلك بسبب جهلهم بحقيقة دين الإسلام، وبعدهم عن القيام بشرائعه وأحكامه في أنفسهم فضلا عن حمل شعوبهم على ذلك؛ فأذلهم الله وسلط عليهم دول الكفر والطغيان دولة الأمريكان تعدهم وتوعدهم وتمنيهم، وجعلت لنفسها الوصاية على بلادهم والتدخل في شؤونها الداخلية باسم "هيئة الأمم المتحدة"، ودولة الأمريكان هي المتحكمة في الحقيقة فجعلوها مرجهم يتحاكمون إليها في قضاياهم، وأبرز مثال لذلك القضية الفلسطينية لم
(يُتْبَعُ)
(/)
تستطع الدول العربية والإسلامية حلها، ولا حل لها إلا بجهاد دولة اليهود من خارج فلسطين، وهذا لا ينتظر ممن تقدم وصف حالهم، ولكن قد قال الله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38] فهذا وعد من الله والله لا يخلف الميعاد، ولا ينتظر النصر إلا بشرطه المذكور في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 7 - 8].
ومن آثار احتلال النصارى لبلاد المسلمين عسكريا في السابق، وتنفيذ مخططاتهم على أيدي المتولين لهم في الحاضر لم يكتف الأعداء وأولياؤهم من المنتسبين للإسلام بما نشروه في مجتمعات المسلمين من أنواع الفساد والانحرافات، وقد اتخذوا المرأة أداة لذلك منذ بداية الاستعمار وإلى اليوم باسم حقوقها وحريتها، وكذا ما وضعوه من القوانين التي جعلوها بدلا من شرع الله فحكموا هذه القوانين، وفرضوا التحاكم إليها، لم يكتفوا بهذا وذاك حتى طمعوا في إفساد عقيدة المسلمين في أصل دينهم بطريقة ماكرة فلذلك روَّج لها المنافقون على علم، وقبلها كثير من جهل المسلمين لجهلهم بحقيقتها؛ بل وجهلهم بحقيقة دين الإسلام، وهذه الطريقة الماكرة الخبيثة هي ما يسمى: بـ "دعوة التقريب بين الإسلام والنصرانية"، أو " دعوة التقريب بين الأديان"، أو "وحدة الأديان"، أو "توحيد الأديان الثلاثة"، أو "الإبراهيمية"، أو "الملة الإبراهيمية"، أو "الوحدة الإبراهيمية"، أو "وحدة الكتب السماوية"، ومن عباراتهم عن هذه الدعوة "الإخاء الديني"، و "نبذ التعصب الديني"، و "الصداقة الإسلامية المسيحية"، و"التضامن الإسلامي المسيحي ضد الشيوعية" أو "ضد الإلحاد".
وكل هذه الأسماء والعبارات من لبس الحق بالباطل، ومن زخرف القول لتزيين الباطل، وقد يمعنون في الخداع والتلبيس فيعبرون عن هذه الدعوة بـ "حوار الحضارات" أو " حوار الأديان"، والغاية من هذه الدعوة أحد أمرين:
1 - احترام الأديان الباطلة، أو احترام ما يسمى بالأديان السماوية كاليهودية والنصرانية، وذلك بعدم الطعن فيها، وبترك الجهر ببطلانها، وترك إطلاق اسم الكفر على من يدين بها، وهذا ما يعبر عنه بعضهم بـ " التعايش السلمي بين أهل الملل الثلاث".
2 - الاعتراف بصحتها، وبأنها طريق إلى الله كالإسلام، ومعنى هذا أن كلاً من اليهود والنصارى والمسلمين لا فرق بينهم إذ كل منهم على دين صحيح.
وهذه حقيقة الوحدة المزعومة، وبهذا يكونون إخوة فلا عداوة ولا بغضاء؛ بل لا دعوة ولا جهاد، والقول بهذه الوحدة كفر بواح، وهو معدود في نواقض الإسلام.
فتحصل مما تقدم أمور:
1 - أن الدين عند الله الإسلام، وهو دين الرسل كلهم.
2 - أن الله لا يقبل من أحد دينا سواه.
3 - أن الإسلام بعد بعثة محمد r مختص فيما جاء به وفي أتباعه.
4 - أن كل من خرج عن شريعة الإسلام التي جاء بها محمد r فهو كافر؛ لأن رسالة محمد r عامة فلا يسع أحدًا الخروجُ عمَّا جاء به.
5 - أن اليهود والنصارى كفار تجب دعوتهم إلى الإسلام وجهادهم إذا تهيأت أسبابه، كما تجب دعوة المشركين وجهادهم لتكون كلمة الله هي العليا ودينه الظاهر، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33].
6 - أن من صحح دين اليهود والنصارى الذي هم عليه بعد التحريف والتبديل والنسخ؛ فهو كافر مرتد عن الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - أن من مات من اليهود والنصارى وغيرهم على كفره، وقد بلغته دعوة الإسلام؛ فهو من أهل النار خالدا فيها، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:7]، وقال النبي r: " والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أصحاب النار". رواه مسلم.
8 - وجوب البراءة من الكافرين ومن دينهم، وبغضهم وعداوتهم حتى يؤمنوا بالله وحده.
9 - بطلان دعوة التقريب بين الأديان، أو وحدة الأديان، وأنها دعوة كفرية؛ لأنها تتضمن صحة دين اليهود والنصارى الذي هم عليه، وهو دين باطل.
10 - تحريم ما يتخذ وسيلة إلى ذلك، مثل ما يسمى بـ: "حوار الأديان"، ونحوه من الأسماء، وأما الحوار بين المسلمين وأهل الأديان الباطلة لدعوتهم إلى الدخول في الإسلام على أساس من قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64]، وقوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} [النساء:36]، وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158] فهو من سبيل الرسول r وأتباعه، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
11 - تحريم ما يسمى "احترام الأديان" و "التسامح بين الأديان" الذي مضمونه ترك الطعن في الأديان الباطلة كاليهودية والنصرانية وغيرهما؛ فإنه لا دين يجب احترامه إلا دين الإسلام؛ لأنه الدين الحق، دون ما سواه.
12 - أنه لا أخوة بين المسلمين والكفار، فلا يجوز أن يقال: إخواننا النصارى أو غيرهم من الكافرين، وإنما الأخوة والولاء بين المؤمنين، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]، وقال النبي r:" وكونوا عباد الله إخوانا" متفق عليه، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [التوبة:71]، وقد عقد الله الأخوة بين الكفار والمنافقين، قال تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [الحشر:11]، وجعل سبحانه وتعالى الكافرين بعضهم أولياء بعض، قال تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73].
13 - أن التوراة والإنجيل بعد التحريف والتغيير والنسخ لا يجوز الرجوع إليهما في طلب الهدى ومعرفة ما يقرب إلى الله، ولا يجوز ذكرهما مع القرآن على أن لهما حرمة بحجة أنهما منزلان من عند الله، فقد دخلهما كثير من الباطل، ونسخ كثير من أحكامهما، وما فيهما من حق أغنى الله المسلمين عنه بكتابه العزيز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42]، ولهذا لما أتى عمر بن الخطاب t إلى النبي r بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، غضب النبي r، وقال: "أمتهوكون فيها يا بن الخطاب؟! .. والذي نفسي بيده لو أن موسى r كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني". رواه أحمد.
هذا، ونسأل الله أن يهدينا وسائر المسلمين صراطه المستقيم صراط {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلنا من الراشدين فضلا منه ونعمة والله عليم حكيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبد الرحمن بن ناصر البراك
اسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزي شيخنا خير الجزاء , وأن يطيل عمره على طاعته , وأن يبارك في علمه ووقته وماله وأهله وولده , ويزيده قوة في الحق وصدعاً به , وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
اللهم آمين.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 11:59]ـ
الله يحفظ شيخنا من كل مكروه ..
أحسبه والله من البقية الباقية و لا أزكي على الله أحدا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 11:23]ـ
أطلعت على هذا المقال في أكثر من موقع، ولكنني عندما دخلت لموقع الشيخ البراك -حفظه الله- لم أجده!!
ليتك أخي الكريم تحيلنا إلى المرجع -كرمًا لا أمرًا-
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 11:51]ـ
اسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزي شيخنا خير الجزاء , وأن يطيل عمره على طاعته , وأن يبارك في علمه ووقته وماله وأهله وولده , ويزيده قوة في الحق وصدعاً به , وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
اللهم آمين.
اللهم آمين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:05]ـ
أطلعت على هذا المقال في أكثر من موقع، ولكنني عندما دخلت لموقع الشيخ البراك -حفظه الله- لم أجده!!
ليتك أخي الكريم تحيلنا إلى المرجع -كرمًا لا أمرًا-
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
مصدر البيان الموقع الرسمي للشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك
رابط البيان:
http://albrrak.net/index.php?option=*******&task=view&id=10096
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:16]ـ
عجزت يا إخوان. . أنسخ الرابط وبعدما ألصقه وأضيف المشاركة يطلع ناقص هكذا = ... =
والبيان موجود في موقع الشيخ البراك نزل الليلة
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:31]ـ
بالفعل الرابط لا يُوصل إلى المقال مباشرة!! ولكن عنوان المقال ظاهر في الصفحة ...
وكيف أن المقال نزل الليلة، وقد نزل قبلُ في مواقع أخرى؟!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:39]ـ
بالفعل الرابط لا يُوصل إلى المقال مباشرة!! ولكن عنوان المقال ظاهر في الصفحة ...
وكيف أن المقال نزل الليلة، وقد نزل قبلُ في مواقع أخرى؟!
لأن المقال مسجل بالموقع بتاريخ 15 - 6 - 1429هـ
تجده في قسم: المقالات العلمية
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 01:48]ـ
الإخوة الكرام العواد وابن رجب والقلزم والأمل والراحل
شكر الله لكم واستجاب دعاءكم.
وأما الأخ غالب , فأنصحك بالاشتغال بما ينفعك , فسؤالك عن المصدر , قد أُجيب عنه إجابة شافية كافية.
وأما سؤالك الآخر فأرى أنه من إضاعة الوقت , ولا أدري ما الثمرة التي ستجنيها من الجواب.
فالبيان مصدره الشيخ وليس الموقع , حتى تستغرب خروجه في مواقع أخرى قبل موقع الشيخ.
لا أدري حقيقة ما الذي تريد الوصول إليه؟
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 02:10]ـ
أخي الكريم: سامحك الله ...
أليس من الأولى عند إيرادك كلام الشيخ -حفظه الله- في هذه المسألة المهمة أن تعزو إلى المصدر الذي نقلت منه؟!
أين التثبت؟!
ثم هل كذّبتُ الخبر حتى تلومني؟!
أخي الكريم لقد قرأت الخبر في موقعين قبل إيرادك إياه (بدون عزوٍ للمصدر) كما فعلت أنت!!
ثم دخلت وبحثت في موقع الشيخ بحثًا واسعًا ولم أجده!!
ولهذا أجابتني الأخت (الأمل الراحل) بأنه قد تم إضافته هذه الليلة كما هو مبيّن في مشاركتها!!
أخي الكريم ...
مزيدًا من الإنصاف والعدل والتوثيق عند نقل الأخبار بالإضافة لعدم إساءة الظن بإخوانك ...
وفقك الله ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 02:10]ـ
هداك الرحمن يا ممعن النظر، أحسن الظن!
لا شك أن نشر البيان في موقع الشيخ أفضل وأوثق وأضمن.
ولا يعني سؤاله شكه في ناقل البيان، بل زيادة في التثبت والله أعلم.
وفق الله الجميع
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 02:15]ـ
/// هنا سبب انتشار الفتوى قبل نزوله في موقع الشيخ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140626
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 04:50]ـ
الحمد لله أولاً وآخراً.
نسأل الله أن ينفع بهذا البيان , وأن يجد له آذان صاغية وقلوب واعية.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 05:58]ـ
جزى الله شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك خير الجزاء، وبارك في علمه ونفع به
وأحب التنبيه على أن هذا البيان أملاه شيخنا على أخينا الشيخ عبدالرحمن بن صالح السديس في مجالس
ونشره الشيخ السديس في ملتقى أهل الحديث وملتقى أهل التفسير، وأرسل إلى موقع نور الإسلام لينشروه
لكنهم تأخروا في نشره
ويبدو أن أخانا الكريم ممعن النظر نقله عن أحد الملتقيين، إما أهل الحديث أو التفسير
وهذه رسالة توضيحية من أخينا الشيخ السديس وفقه الله وبارك في علمه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشيخ الفاضل عبد الله الحمادي وفقه الله
رأيت سؤالا في موقع الألوكة عن مصدر بيان الشيخ البراك ... وجواب الأخ ممعن النظر فأزعجني تصرفه أولا وجوابه ثانيا.
والموضوع:
أن هذا البيان أملاه الشيخ ـ حفظه الله ـ عليَّ، وحين انتهيت منه = أرسلت نسخة لموقع الشيخ على البريد وقمت بالإتصال بهم بالهاتف وأخبرتهم بالتريث في نشره بناء على رغبة الشيخ وكان الكلام قبل أسبوعين تقريبا، وحين أمرني الشيخ بنشره = اتصلت على الموقع فلم يرد أحد، فأرسلت رسالة بالجوال أفيدهم بذلك، ونشرتُه في ملتقى أهل الحديث والتفسير باسمي، وتأخر الأخ في الموقع في نشره ثم نشره في موقع نور الإسلام في الصفحة الرئيسية، ثم أرسلت له رسالة أمس بأهمية وضعه في موقع الشيخ = ففعل.
هذا كل ما في الأمر.
والأخ الكاتب هنا نقله عني ولم يشر لذلك، وكان ينبغي عليه أن يشير إلى المصدر، وإذا سأل أن يجيب فالسائل من حقه أن يتثبت خصوصا إذا كان الكاتب غير معروف "يكتب باسم مستعار".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 02:35]ـ
جزى الله شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك خير الجزاء، وبارك في علمه ونفع به
اللهم آمين ...
مع شكري للمشايخ عبد الرحمن بن صالح السديس، و عدنان بخاري، والحمادي على الإيضاح ...
وأشكر أخي الشيخ الحمادي على نقله المهم عن أخينا الشيخ السديس؛ والذي ينمُّ عن فهم عميق؛ لذا أدعو الجميع للتمعن بقراءة بيانه هذا، ولذا أنقله عن أخي الشيخ الحمادي كما هو:
ــــــــــــــ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشيخ الفاضل عبد الله الحمادي وفقه الله
رأيت سؤالا في موقع الألوكة عن مصدر بيان الشيخ البراك ... وجواب الأخ ممعن النظر فأزعجني تصرفه أولا وجوابه ثانيا.
والموضوع:
أن هذا البيان أملاه الشيخ ـ حفظه الله ـ عليَّ، وحين انتهيت منه = أرسلت نسخة لموقع الشيخ على البريد وقمت بالإتصال بهم بالهاتف وأخبرتهم بالتريث في نشره بناء على رغبة الشيخ وكان الكلام قبل أسبوعين تقريبا، وحين أمرني الشيخ بنشره = اتصلت على الموقع فلم يرد أحد، فأرسلت رسالة بالجوال أفيدهم بذلك، ونشرتُه في ملتقى أهل الحديث والتفسير باسمي، وتأخر الأخ في الموقع في نشره ثم نشره في موقع نور الإسلام في الصفحة الرئيسية، ثم أرسلت له رسالة أمس بأهمية وضعه في موقع الشيخ = ففعل.
هذا كل ما في الأمر.
والأخ الكاتب هنا نقله عني ولم يشر لذلك، وكان ينبغي عليه أن يشير إلى المصدر، وإذا سأل أن يجيب فالسائل من حقه أن يتثبت خصوصا إذا كان الكاتب غير معروف "يكتب باسم مستعار".
ـــــــــــــ
وهو في الحقيقة ردٌّ شافٍ كافٍ، فجزاه الله خيرًا، وأحسن إليه.
وأقول أيضًا لأخينا الشيخ عبد الرحمن: (المجلس العلمي في الألوكة بمن فيه افتقدك، وافتقد قلمك المميز، وينتظر عودتك سريعًا)
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه -آمين-
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 05:28]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 06:04]ـ
الاعتذار عن الخطأ لا يقلل من قيمة أو قدر المعتذر!!
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 01:20]ـ
ثم شاء الله عزوجل أن أدخل إلى ملتقى أهل التفسير بعد انقطاع لقرابة الأسبوعين فوجدت رسالةً على البريد الخاص موجّهة لي من قبل الشيخ عبد الرحمن السديس-وفقه الله- وهي بنفس مضمون الرسالة التي أرسلها للشيخ الحمادي، وهاكم اقتباسًا لها ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشيخ الفاضل غالب المزروع وفقه الله
رأيت سؤالكم في موقع الألوكة عن مصدر بيان الشيخ البرك ... وجواب الأخ لكم فأزعجني تصرفه أولا وجوابه ثانيا.
والموضوع:
أن هذا البيان أملاه الشيخ ـ حفظه الله ـ عليَّ، وحين انتهيت منه = أرسلت نسخة لموقع الشيخ على البريد وقمت بالإتصال بهم بالهاتف وأخبرتهم بالتريث في نشره بناء على رغبة الشيخ وكان الكلام قبل أسبوعين تقريبا، وحين أمرني الشيخ بنشره = أتصلت على الموقع فلم يرد أحد، فأرسلت رسالة بالجوال أفيدهم بذلك، ونشرتُه في ملتقى أهل الحديث والتفسير باسمي، وتأخر الأخ في الموقع في نشره ثم نشره في موقع نور الإسلام في الصفحة الرئيسية، ثم أرسلت له رسالة أمس بأهمية وضعه في موقع الشيخ = ففعل.
هذا كل ما في الأمر.
والأخ الكاتب هنا نقله عني ولم يشر لذلك، وكان ينبغي عليه أن يشير إلى المصدر، وإذا سأل أن يجيب فالسائل من حقه أن يثبت خصوصا إذا كان الكاتب غير معروف "يكتب باسم مستعار".
شكر الله لأخينا فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس على توضيحه واهتمامه ...
كما أطالبه مرة أخرى بضرورة العودة إلى موقع الألوكة - كرمًا لا أمرًا -(/)
ثمان ساعات ونصف يوميا مع العلامة محمد الحسن الددو في جدة
ـ[مغترب]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 11:39]ـ
الدورة الشرعية الخامسة للعلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي
في عمدة الفقه " الطهارة والصلاة "
تفسير " آيات الآحكام "
" تكملة 30 حديثاً من الأربعين النووية "
وستقام بمدينة: جدة
التاريخ: 24/ 6 - 13/ 7/1429هـ
الوقت: 7 - 12 صباحاً
ومن: 5 - 8:30 مساءاً
للتسجيل أرسل هذه المعلومات
الإسم:
العمر:
المستوى التعليمي:
الوظيفة:
الجوال:
المدينة:
الإيميل:
هل سبق وحضرت دورة للشيخ؟ متى؟ وأين؟
ترسل جميع هذه البيانات إلى الإيميل التالي:
abdulah2020@hotmail.com
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 10:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مغترب]ــــــــ[23 - Jun-2008, صباحاً 04:52]ـ
أخي الكريم عبد الله العلي
أشكر لك حضورك، وأتمنى فعلا أن نراك هناك.(/)
موجة غبار على مناطق المملكة يارب ارحمنا ... وجدة تستفتح صيفها بمهرجانات غنائية!!!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
الاقتصادية:13/ 06/1429هـ
أكدت مصادر في مطار الملك فهد الدولي في الدمام، أن موجة الغبار التي اجتاحت المنطقة الشرقية أمس لم تؤثر في حركة الملاحة الجوية في المطار.
وأوضح لـ"الاقتصادية" محمد القحطاني مدير الأرصاد الجوية في مطار الملك فهد الدولي، أن حركة الملاحة في المطار أمس تعد عادية، ولم يتم تأجيل أي رحلات سواء كانت مغادرة أو قادمة للمطار، كما أنه لا تأثر في حركة الملاحة الجوية في المطار خلال اليومين الماضيين، حيث يعتمد ذلك على الرؤية ونسبة كثافة الغبار.
من جهته، أبان لـ"الاقتصادية" الفلكي جبر الدوسري أن المنطقة تمر بموسم يسمى "البوارح"، إلى جانب شهودها رياحا شمالية مصحوبة بالغبار والأتربة، حيث تستمر هذه الرياح إلى منتصف تموز (يوليو) المقبل، وتكون متفاوتة على حسب اشتدادها، لافتا إلى أنه إذا توقفت هذه الرياح فإن الحرارة تكون شديدة جدا.
وعلى الصعيد ذاته، أوضح تقرير مصلحة الأرصاد الجوية والبيئة لليوم (الثلاثاء)، أن الرياح الشمالية النشطة تؤثر على طول القطاع الشرقي وأن الرياح السطحية شمالية غربية بسرعة 15 – 45 كيلو متر في الساعة في الخليج العربي، ويبلغ ارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف، وقد يصل إلى المترين، كما أن حالة البحر خفيف إلى متوسط الموج.
والغبار مستمر طوال الأيام الماضية ... والأيام القادمة؟؟؟؟
.............................. .............................. .............................. ....
.............................. .............................. ...
.
الرياض (سبق) سعود الشهراني:
تغطي سماء العاصمة الرياض منذ ساعات الليل الأولى اليوم موجة غبار أدت الى تغير مفاجئ في الأجواء نتج عنها انخفاض الرؤية الافقية مع اكتظاظ مستشفيات المنطقة بعدد كبير من الحالات الطارئة التي تعرضت إلى نوبات من الربو والحساسية الصدرية والاختناقات التنفسية في الوقت الذي تسببت فيه هذه الأجواء بحجب الرؤية لدى الكثير من السائقين.
04/ 03/2008 م - الموافق 26 - 2 - 1429
هذا قبل 4أشهر يأتي الغبار ويذهب ,,,
.............................. .............................. .........
.
فلكي: «الغبار» مستمر حتى منتصف يوليو ... ويزداد «وطأةً» خلال الأيام المقبلة
الرياض - رياض المسلم - الحياة - 17/ 06/2008
أكد خبير الطقس الفلكي جبر الدوسري، أن موجة الغبار التي تشهدها منطقة الرياض ستستمر حتى منتصف شهر تموز (يوليو) المقبل، قبل أن تبدأ بالتلاشي تدريجياً، لتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع.
وأوضح لـ «الحياة» أن السبب الرئيسي وراء نشاط الغبار أو الرياح هو نشوء مرتفعات جوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تقابلها منخفضات في المحيط الهندي، في ما يسمى بموسم «البارح».
وقال الدوسري: «موجة الغبار من شمال العراق ستكون أقوى وأشد خلال الأيام المقبلة، وستكون على فترات متفاوتة، إذ سيتقلب الجو من يوم إلى يوم».
وحذّرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة المواطنين والمقيمين من الضرر الذي قد يقع عليهم بسبب حالة الطقس ووجود الغبار بكثافة.
وقال المتحدث الرسمي في «الأرصاد» حسين القحطاني لـ «الحياة»: «ندعو المواطنين والمقيمين إلى الحرص، وأخذ الحيطة من هذه الأجواء المتقلبة، وسماع تعليمات الجهات المعنية وأخذها في الاعتبار».
وأضاف: «أصدرنا تقريراً يكشف عن حالة الطقس في شهر حزيران (يونيو) الجاري، وفي هذا الشهر من كل عام تسقط أشعة الشمس عمودياً على مدار السرطان (23.5 درجة على خط الاستواء)، معلنة بدء فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، وبما أن مدار السرطان يمر في منطقة الرياض، فإن كمية الأشعة الشمسية الساقطة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على معظم المناطق، ما يؤدي إلى انخفاض معدل الضغط الجوي، ونشوء المنخفض الحراري على شبه الجزيرة العربية المتصل بامتدادات منخفض الهند الموسمي، الذي يمتد شمالاً وغرباً حتى يصل إلى شرق البحر المتوسط».
(يُتْبَعُ)
(/)
وتابع: «من خصائص هذا المنخفض أن كتلته الهوائية شديدة الحرارة وجافة، وينعكس ذلك على درجات الحرارة في فصل الصيف، إذ تصل درجة الحرارة العظمى إلى 47 درجة مئوية في الرياض، قد تصل إلى 50 درجة مئوية في شرق السعودية».
.............................. .............................. ............................
.............................. .............................. ..........................
وموجة الغبار تستمر في بعض مناطق المملكة ..... مثل حائل ومناطق الشمال ........
أصحاب الاحوال الجوية والفلكيين قالوا تحليلهم على هذه الموجة ...............
فما هو تحليل أعضاء الألوكة .................
.............................. .............................. .............................. ......
.
.
حفلات الصيف الداخلية
أبها بثلاث حفلات ولم تحدد الأسماء
جدة: أربع حفلات وعشرة فنانين ويوليو موعدها
أبها - عبدالله الهاجري
في الوقت الذي انتهت جدة من ترتيباتها الغنائية لموسم الاصطياف القادم لا يزال الغموض يلف حول ما ستؤول إليه حفلات مهرجان صيف أبها 2008، وفي معلومات وصلت «الجزيرة» (فإنه من المتوقع أن تكون هناك ثلاث حفلات غنائية تشهدها خشبة مسرح المفتاحة وفيما لم نصل إلى القنوات التي ستتولى نقلها إلا أن المحتمل أن تكون مجموعة mbc هي الأقرب لهذا، إلى ذلك ستقوم قناة روتانا بنقل حفلات جدة الغنائية والتي ستقع على أربع أمسيات غنائية خلال شهر يوليو بتاريخ 16و17 وبتاريخ 23و24 وسيشارك فيها عشرة فنانين أحدهم الكويتي عبدالله الرويشد وبقية الفنانين من السعودية وهم (محمد عبده، أبو بكر سالم، عبادي الجوهر، رابح صقر، خالد عبدالرحمن، طلال سلامة، جواد العلي، نايف البدر وتركي).
حفلات الصيف الداخلية الغنائية تشهد كل عام بعض الأحداث ففي موسم 2007 كانت حفلات أبها هي الأكثر حضور بأحداثها الدراماتيكية انتهت بإقامة حفلة واحدة فقط أحياها فنان العرب محمد عبده ورغم أنه تقرر إقامة ثلاث حفلات إلا أن بعض الأمور لم تكن في الحسبان عصفت بها حيث اتهم وقتها عبدالله مطاعن المدير التنفيذي لجهاز السياحة بعسير الفنانين بعدم الوطنية كونهم طالبوا بمبالغ مالية مرتفعة، وقامت قناة art طرب بنقل هذه الحفلة وعرضت بعد ذلك في محطتي ام بي سي وروتانا.
وفي جده فإن الأمور سارت كما خطط لها وشهدت مشاركة فناني السعودية وبعض الخليجيين، ويحسب لجدة هذا العام أنها استطاعت أن تشرك الفنان أبو بكر سالم والذي يمر بحالة فنية ممتعة ستجعل من حفلته الأكثر رونقاً.
بقي أن نؤكد أن على القائمين على حفلات أبها وجدة بأهمية استقطاب فنانين لهم وزنهم ولهم حضورهم وجماهيريتهم حتى تبقى هذه الحفلات محل اهتمام الجماهير السعودية التي وبمقدورها أن تنجح أي حفلة غنائية داخل المملكة كانت أو خارجها.
فقط نشير أن فنان العرب محمد عبده في إجابة له عن أفضل الحفلات التي أقامها عبر مشواره الفني أكد بسرعة أن حفلات أبها وجدة هي الأفضل وبدون أي مقارنة وقد تكون هذه الإجابة ذات مدلولات بأهمية الحفلات الداخلية.
http://www.al-jazirah.com/156563/at2d.htm
.............................. .............................. ...............
.
.
( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)
**********
قال تعالى: ?وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ? [الأعراف].
******************
(أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر اللّه إلا القوم الخاسرون) [/ CENTER]
.
(( ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين))
..
للإستزادة ......
http://fadelh.com/vb/showthread.php?t=390
.
.
.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 01:32]ـ
اللهم سلم سلم
ونريد انكار هذه المهرجانات التعيسة الخايبة فيجميع المنتديات ليعلموا أنا لانريد معصية الله عزوجل
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 02:12]ـ
لا تعليق
حسبنا الله وكفى أسأل الله أن يهديهم
اللهم أصلح لنا شأننا كله ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
رينا لاتأخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم ولّي علينا خيارنا اللهم امين
اللهم صلي وسلم على نبيك محمد
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 04:58]ـ
الله المستعان انالله وانا اليه راجعون(/)
خطاب سيد قطب ليس تكفيريا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 08:12]ـ
فى شريط الامن الفكرى والوسطية باستضافة الدكتور سلمان العودة والدكتور (على) فى قناة الرسالة على ما أظن ورد سؤال تسمعه عند الدقيقة 15 - 1 نال فيه السائل من الشيخين حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله تعالى
ثم أجاب الشيخ سلمان وذكر ان خطاب سيد قطب ليس تكفيريا واستدل بقول سيد قطب (نحن دعاة لا قضاة) عند الدقيقة 26 - 1 ثم فتح باب الاسئلة مرة اخرى وقبل أن يجيب الدكتور (على) عند الدقيقة 32 - 1 اعترض على الشيخ سلمان حيث انه يرى ان خطاب سيد تكفيرى فى محصلته النهائية مع ان سيد لم يقصد وقال ان جملة (نحن دعاة لا قضاة الذى قالها حسن الهضيبى ردا على سيد قطب ثم رد عليه الشيخ سلمان وقال كلاما الى ان وصل لمصطلح (نحن دعاة لا قضاة) فقال انه قابل الشيخ محمد قطب قبل سنتين وقال له انت اخو سيد وادرى الناس به هل سيد كان يكفر العسكر فى سجنه ومن حوله فقال الشيخ محمد (لا) كان سيد يقول (نحن دعاة لا قضاة) وهو اول من قالها ثم أخذها منه الهضيبى
واليك رابط الشريط والجقائق 15 - 1 26 - 1 32 - 1
http://media.islamtoday.net/real/m/1513.zip
واليك الشريط العاشر من شرح كتاب الربوبية لبن تيمية بشرح الشيخ ناصر العقل تسمع فيه التوجيه الصحيح لحقيقة كلام سيد قطب فى كتبه ذكر ان كلامه بلغة أدبية لاشرعية (وهذا التوجيه يدحض كل ما كتب عن سيد ويؤكد انه ماكان يقصد مافهموه من كلامه) ولا أذكر الدقيقة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 10:09]ـ
رحم الله السيد القطب - ليس على المفهوم الصوفي - سيد قطب.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 11:32]ـ
فى شريط الامن الفكرى والوسطية باستضافة الدكتور سلمان العودة والدكتور (على) فى قناة الرسالة على ما أظن ورد سؤال تسمعه عند الدقيقة 15 - 1 نال فيه السائل من الشيخين حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله تعالى
ثم أجاب الشيخ سلمان وذكر ان خطاب سيد قطب ليس تكفيريا واستدل بقول سيد قطب (نحن دعاة لا قضاة) عند الدقيقة 26 - 1 ثم فتح باب الاسئلة مرة اخرى وقبل أن يجيب الدكتور (على) عند الدقيقة 32 - 1 اعترض على الشيخ سلمان حيث انه يرى ان خطاب سيد تكفيرى فى محصلته النهائية مع ان سيد لم يقصد وقال ان جملة (نحن دعاة لا قضاة الذى قالها حسن الهضيبى ردا على سيد قطب ثم رد عليه الشيخ سلمان وقال كلاما الى ان وصل لمصطلح (نحن دعاة لا قضاة) فقال انه قابل الشيخ محمد قطب قبل سنتين وقال له انت اخو سيد وادرى الناس به هل سيد كان يكفر العسكر فى سجنه ومن حوله فقال الشيخ محمد (لا) كان سيد يقول (نحن دعاة لا قضاة) وهو اول من قالها ثم أخذها منه الهضيبى
واليك رابط الشريط والجقائق 15 - 1 26 - 1 32 - 1
http://media.islamtoday.net/real/m/1513.zip
واليك الشريط العاشر من شرح كتاب الربوبية لبن تيمية بشرح الشيخ ناصر العقل تسمع فيه التوجيه الصحيح لحقيقة كلام سيد قطب فى كتبه ذكر ان كلامه بلغة أدبية لاشرعية (وهذا التوجيه يدحض كل ما كتب عن سيد ويؤكد انه ماكان يقصد مافهموه من كلامه) ولا أذكر الدقيقة
بعد مرور ساعة و26 دقيقة من التسجيل بدأ الكلام عن سيد قطب _ رحمه الله _ في أخطاء كثيرة وافتراءات على سيد رحمه الله
- ففي الدقيقة 27 بعد الساعة (1:27) يدعي المتحدث بأن مصطلح الجاهلية الذي أورده سيد قطب لم يقصد به الجاهلية واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذرإنك إمرأ فيك جاهلية ... ولكن سيد قطب رحمه الله وضح مقصده من مصطلح جاهليةفي تفسير قوله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ? ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ?). . فهو يقول في ظلاله:- "
إن معنى الجاهلية يتحدد بهذا النص. فالجاهلية - كما يصفها الله ويحددها قرآنه - هي حكم البشر للبشر , لأنها هي عبودية البشر للبشر , والخروج من عبودية الله , ورفض ألوهية الله , والاعتراف في مقابل هذا الرفض بألوهية بعض البشر وبالعبودية لهم من دون الله. .
إن الجاهلية - في ضوء هذا النص - ليست فترة من الزمان ; ولكنها وضع من الأوضاع. هذا الوضع يوجد بالأمس , ويوجد اليوم , ويوجد غدا , فيأخذ صفة الجاهلية , المقابلة للإسلام , والمناقضة للإسلام.
والناس - في أي زمان وفي أي مكان - إما أنهم يحكمون بشريعة الله - دون فتنة عن بعض منها - ويقبلونها ويسلمون بها تسليما , فهم إذن في دين الله. وإما إنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر - في أي صورة من الصور - ويقبلونها فهم إذن في جاهلية ; وهم في دين من يحكمون بشريعته , وليسوا بحال في دين الله. والذي لا يبتغى حكم الله يبتغي حكم الجاهلية ; والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية , ويعيش في الجاهلية.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14992
- أما عن دعواه بأن سيدقال (نحن دعاة لا قضاة) ... لا أدري أين مصدرها وأن كتبها سيد ولا متى قالها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنظر كلام سيد قطب رحمه الله في تفسيره قوله تعالى (ولتستبين سبيل المجرمين) .. وكذلك في تفسيره لسورة الكافرون ...
كيف تدعوا قبل أن تقضي؟ كيف تدعوا ومن تدعوا وأن لم تفرق بين المسلم والمشرك؟؟
- والقول بأن أخو سيد أعلم بأخيه .. أرد عليه بأن كتابات سيد هي التي توضح مقصده وليس فهم الاخرين ولا أخوه فكلامه واضح في المعالم وفي الظلال .. ولا يحتاج لصرفه عن معناه الصريح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 02:55]ـ
أكثر من مرة وانا أسأل شيخنا عبد العظيم بدوى فأقل فى سؤالى (لو قلت كذا) فضلا عن انى أقول (قلت كذا) فيرد على الشيخ ويقول (لاتقول انت انظر ماذا قالوا العلماء وقل مثلهم)
وانا اقول لك ابو عمر لا تقول انظر ماذا قال العلماء وقل مثلهم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 03:39]ـ
أخي الكريم / خالد المرسي.
أود أن أُعلِّق تعليقًا يسيرًا على هذه القولة فقط: (ذكر ان كلامه بلغة أدبية لاشرعية (وهذا التوجيه يدحض كل ما كتب عن سيد ويؤكد انه ماكان يقصد مافهموه من كلامه).
كيف ذلك؟
يتكلَّم الرجل بطريقة أدبية لا شرعية؟!
يتكلَّم عن الله، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم بطريقة أدبية لا شرعية؟!
يتكلَّم عن دين الله بطريقة أدبية لا شرعية؟!
أريد أن أفهم ما هي هذه الطريقة الأدبية البعيدة عن الطريقة الشرعية، والتي كان يكتب بها الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 04:01]ـ
يتكلَّم عن الله، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم بطريقة أدبية لا شرعية؟!
يتكلَّم عن دين الله بطريقة أدبية لا شرعية؟!
يعنى لكل فن مصطلحاته
عندك العلم الشرعى فيه مصطلحات عندك كتاب مدارج السالكين لبن القيم
لما هذبه الشيخ عبد المنعم صالح حذف منه الالفاظ التى لم تعد مستعملة الان
الاديب بيستطرد مع احاسيسه ومشاعره كثيرا (أظن الذى قاله الشيخ ناصر العقل)
ولو كلام سيد قاله عالم شرعى سنى بنفس الالفاظ لجزمنا أنه يعتقد مل يقتضيه كلامه والزمناه بلازم كلامه وان أنكر طالما معروف عنه انه عالم شرعى
وأقل لك لاتشغل بالك بهذا الموضوع انظر ما قاله العلماء وقل مثلهم وتفرغ لما ينفعك
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 04:31]ـ
يعنى لكل فن مصطلحاته
عندك العلم الشرعى فيه مصطلحات عندك كتاب مدارج السالكين لبن القيم
لما هذبه الشيخ عبد المنعم صالح حذف منه الالفاظ التى لم تعد مستعملة الان
الاديب بيستطرد مع احاسيسه ومشاعره كثيرا (أظن الذى قاله الشيخ ناصر العقل)
ولو كلام سيد قاله عالم شرعى سنى بنفس الالفاظ لجزمنا أنه يعتقد مل يقتضيه كلامه والزمناه بلازم كلامه وان أنكر طالما معروف عنه انه عالم شرعى
وأقل لك لاتشغل بالك بهذا الموضوع انظر ما قاله العلماء وقل مثلهم وتفرغ لما ينفعك
هذا كلام محب!! يتأول لمحبه كل شيء وأي شيء!!
قال الشيخ سفر الحوالي عن سيد قطب رحم الله الميت وعافى الحي إنه أفضل من شرح لاإله إلا الله .. فهل إذا جاء الكلام على أخطائه اخذنا كلام الشيخ ناصر العقل وإذا جاء الكلام على فضله أخذنا كلام الشيخ سفر!!
سنقول مثل ما قال العلماء (الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ الدويش رحمه الله)
لكن دع تعصبك جانبا إذا أتاك الحق بدليله يا خالد مرسي
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 05:15]ـ
العجب ليس في سيد العجب في أن كل إنسان يريدأن يسير على منهج الرسول سيتهم بالتكفير وأنه خارجي وقد أتهم شيخ الأسلام ابن تيمية ولايزال وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ماعودينا إلا من أجل التكفيروالجهاد فهذه طريقة أهل الارجاء فكل من دعا إلى دين الله ودعا إلى تطبيقه يرمى بهذه التهم ولكن الله مظهردينه كره من كره ورضي من رضي
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 05:38]ـ
الحمد لله الذي علمنا وهدانا لسلوك طريقه المستقيم، وأنشأنا في عصر فتحت فيه أبواب العلوم، وما استغلق على العقول، فتلك منة جليلة تستحق أن نحمد الله عليها، فمن حمد الله عليها؟!، وغفر الله لأناس عاشوا فيما مضى لم يتمتعوا وينعموا بتلك النعم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
أما بعد ...
إن المرء حينما يحكم على شخص لابد من الاستقراء التام له ولمؤلفاته:
* فيجب مطالعة كتبه كلها؛ لتفهم عنه مقاله، وتستبين المقصود من كلامه.
* الاستماع لأقواله الأخرى ومواقفه التي لم يدونها، والتي رواها الثقات عنه.
* البحث عن أكثر الناس فهما لكلام هذا الشخص، وأظن أن ملازميه هم أكثرهم، وأقاربه في بعض الأحيان.
* بالجملة أقول: يجب فحص كل حياة الرجل؛ للحكم عليه.
وكل لبيب بالإشارة يفهم، والتحلي بالأدب في المناقشات سبيل أهل السنة؛ فما أحوجنا لـ (نظر ثاقب ـ تجرد تام ـ عدل ـ إنصاف).
- والقول بأن أخو سيد أعلم بأخيه .. أرد عليه بأن كتابات سيد هي التي توضح مقصده وليس فهم الاخرين ولا أخوه فكلامه واضح في المعالم وفي الظلال .. ولا يحتاج لصرفه عن معناه الصريح
لا أعتقد أستاذنا الفاضل أبا عمر أن هذا الكلام صحيح؛ فقد يحتاج النص لمن يشرحه، ويوضحه؛ فكلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشفع أحيانا بفهم الصحابة، ويكون فهمهم له سبيلنا في العمل بالحديث.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 12:56]ـ
جزاكم الله خيرا
أنا استأذنت المشرفين فى منتدى المعالى ان ينشروا مقدمتى لموضع عن سيد قطب
الموضوع عبارة عن نقل كل ما يمر على من كلام عن المشايخ السلفيين المنصفين لسيد قطب واستأذنتهم ان يحذفوا كل مشاركة غير منصفة ليكون الموضوع منبرا يوضح جلالة هذا الامام الفذ من نوعه
اما وصفه بامام فقاله الشيخ الجبرين وسلمان العودة ومحمد اسماعيل وانه مجدد الدين فى قلوب الشباب قاله الالبانى
ومقمتى هذه تم تثبيتها فى ركن الشهيد سيد قطب فى منتدى (الملتقى) وسأنشر فيه الموضوع أيضا
(يُتْبَعُ)
(/)